وكذا قوله لعمر: ( والله ما أمرت بذلك، فقال عمر: والله ما اتهمناك ) فهذا يبين أن لا علاقة لقولهما بالوصية المزعومة أبدا. وثالثا: ما يتضح من مراجعة نص الرواية بالكامل أن المقصود بمجلس أبيه هو النبي صلى الله عليه وسلم لا علي، وهو ما أقر به عمر في كلامه المنقول هناك –على افتراض صحة الرواية– فقال: ( وهل أنبت الشعر على رؤوسنا إلا أبوك ). ورابعا: أن كل ما زعمه هذا الموسوي لو افترضنا ثبوته وأن المقصود بذلك الوصية لعلي فمَن من العقلاء كلهم يحتج بكلام صبي لم يتجاوز الثامنة من عمره أو الآخر الذي لم يتجاوز التاسعة؟ إذ من المعلوم الثابت أن الحسن وهو أكبر من الحسين بسنة ولد في السنة الثالثة من الهجرة، أي أن عمره كان عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ثماني سنين، فكيف يمكن التعويل على كلام من هذا شأنه؟
ولكن لا عجب فإن هؤلاء الروافض لهم مثال آخر في ذلك وهو تعويلهم على إمامة صبي لم يتجاوز الخامسة يزعمون غيبته وأنه يقود الأمة إلى الآن، فيا لفضيحة أمة الإسلام التي يحسبون عليها من مثل أقولهم التافهة هذه! وآخر كذباته هنا ما قاله في الفقرة الثانية من نسبة هذا الاحتجاج إلى الصحابة وسرد عددا من أسمائهم، وقد قدمنا ردّ مثل دعواه هذه خلال الكلام على المراجعة (80) وبينا بطلان ذلك، وأن أوضح ما يبطله هو اتفاق كل الصحابة على مبايعة أبي بكر رضي الله عنه كما قررناه هناك فلا حاجة إلى إعادة ذلك.(66/380)
لكنه عول في مراجعته هذه على موقف خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه من بيعة أبي بكر وزعم تخلفه عنها وعزاه في الهامش (8/322)لطبقات ابن سعد وساق من تلك الرواية ما فيه تأييد لدعواه مع حذفه لما ينقض ذلك كما سنبينه، لكن قبل ذلك نبين عدم صحة تخلف خالد بن سعيد بن العاص عن بيعة أبي بكر ولم ينقل ذلك بنص صحيح ثابت أبدا، فهذه الرواية المساقة هنا لا تصح ولا تثبت فقد رواها ابن سعد (4/97) من طريق محمد بن عمر – وهو الواقدي – حدثني جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير بن العوام، وساق سنده. وهو واهٍ جدا فالواقدي شيخ ابن سعد متروك وقد كذبه بعضهم كما في (التقريب) وغيره، وجعفر شيخ الواقدي منكر الحديث كما قال الأزدي، وقال عنه البخاري: لا يتابع على حديثه، كما في (الميزان). هذا فضلا عن أن تلك الرواية ليس فيها سوى تخلف خالد عن بيعة أبي بكر ثلاثة أشهر ثم بايعه بعد ذلك طائعا غير مكره، فقد جاء فيها ما نصه: ( وأقام خالد ثلاثة أشهر لم يبايع أبا بكر، ثم مرّ عليه أبو بكر بعد ذلك مظهرا وهو في داره فسلم فقال له خالد: أتحب أن أبايعك؟ فقال أبو بكر: أحب أن تدخل في صلح ما دخل فيه المسلمون، قال: موعدك العشية أبايعك، فجاء أبو بكر على المنبر فبايعه، وكان رأي أبي بكر فيه حسنا وكان معظما له ) إ.ه. وهذا ما أخفاه هذا الرافضي البغيض عبد الحسين من نص الرواية لعدم تمشيها مع هواه رغم احتجاجه بها، فإن كان يزعم صحتها وثبوتها فليقبل ما فيها مما يرد مزاعمه وجميع الرافضة معه، والحمد لله الذي وفق في إظهار الحق وكشف زيف الباطل وأهله..
المراجعة (107): س:
-إعادة طلب شيخ الأزهر بتفصيل قول من ذكر الوصية واحتج بها.
المراجعة (108): ش:
1- أعاد الإشارة إلى ما تقدم من النصوص المنسوبة إلى علي، مع ذكر أخرى عن الحسن وجعفر الصادق وغيرهما، ثم ادعى نسبة القول بالوصاية إلى عصر الصحابة..
2- ساق مجموعة من الأشعار مدللا بها على ذكر الوصية وثبوتها.(66/381)
الرد على المراجعة (108):
1- الإشارة إلى ما تقدم تفصيله في إثبات كون القول بالوصاية لعلي هو من اختراع اليهود، وهذا بإقرار حتى أئمة الشيعة أنفسهم.
2- بيان بطلان ما أضافه من النصوص في هذه المراجعة، إما سندا أو متنا من حيث هو لا حجة فيه.
3- ذكر إمكان معارضة أشعاره بمثلها مما فيه فضل لأبي بكر وعمر وغيرهما، لكنا لا نفعل ذلك لما لا فائدة شرعية ترجى منه، والإشارة إلى تناقض هذا الموسوي بمثل احتجاجه هذا.
لا يخفى على الناظر في هذه المراجعة الأصول اليهودية لمذهب التشيع الذي خرج منه بعد ذلك رفضا كاملا، وهو الذي كانت تبغيه اليهود من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وقد قدمنا خلال الرد على المراجعة (18) إقرار عدد من أئمة الشيعة بأن أول من قال بالوصاية لعلي هو اليهودي الماكر عبد الله بن سبأ الذي اعتنق الإسلام في الظاهر ثم راح يستغل عاطفة حب آل النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج منها مذهب الرفض المذموم، وأنه اخترع هذه الوصاية على منوال وصية موسى ليوشع بن نون، فراجع الكلام هناك تجد الإقرار صريحا من أئمة الشيعة أولئك أمثال الكشي والمامقاني والنوبختي وغيرهم.
وإذا تقرر هذا علمنا أن دعوى عبد الحسين هذا في مراجعة هذه لا تخرج عن ما قلناه أبدا، ولا ينفع في إثبات قوله ما زعمه من الأدلة على ذلك مثل ما أشار إليه من النصوص السالفة في المراجعتين (104) و(20) فقد بينا هناك وجه رده وإبطاله.(66/382)
ومثله أيضا في البطلان والزور والكذب ما ذكره من خطبة الحسن بن علي رضي الله عنهما حين قتل أبوه، وقد عزاه في الهامش (1/323) للحاكم في (مستدركه ) (3/172)، وقد رواها الحاكم من طريق أبي محمد الحسن بن محمد بن يحيى ابن أبي طاهر – أو أبي طاهر – ثنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، وساق باقي سنده إلى الحسن. ومع أن الثاني ( إسماعيل بن محمد بن إسحاق ) لم أجد أحدا ترجم له فهو في عداد المجهولين، إلا أن الأول يكفي لسقوط هذا الخبر والحكم عليه بالكذب، فالحسن بن محمد بن يحيى هذا متهم بالكذب كما قال الإمام الذهبي في (المغني )، وترجم له في (الميزان ) (1/521) أيضا واتهمه بالكذب والرفض كذلك وساق له بعض الأباطيل في هذه الوصية المزعومة لعلي.
وهذا مصداق ما كنا قلناه في المراجعة الماضية بأن دأب هؤلاء الرافضة هو الاحتجاج بالمجاهيل غير المعروفين، فإن عرف رواتهم فهم من الكذابين أمثال الحسن بن محمد بن يحيى هذا.
وأما قول الصادق الذي ذكره بعد ذلك، وفيه: ( كان علي يرى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الرسالة الضوء ويسمع الصوت... ) فلا حجة فيه علينا أبدا وقد عزاه في الهامش (2/323) لشرح نهج البلاغة، وقد تقدم حاله وقيمته العلمية. ونحن لا نشك في كذب هذا القول عن الصادق رحمه الله، ففيه من الغلو الفاحش ما لا يقبله مسلم يخاف الله واليوم الآخر، وليس هو إلا من تلفيق هؤلاء الرافضة ليتماشى مع مذهبهم في الغلو في أئمتهم هؤلاء الذي أسلفناه في مقدمتنا عن كتاب (الكافي) وغيره.
ثم كذب هذا الموسوي فنسب قول بالوصاية لعصر الصحابة، وقد قدمنا أن هذا القول بالوصاية ليس إلا من اختراع اليهودي عبد الله بن سبأ، وهو مقرر حتى عند أئمة الشيعة أنفسهم كما سبق، هذا فضلا عن كذب نسبته إلى أحد من الصحابة الكرام وهم أجّل من أن يقولوا مثل هذا البهتان والزور من القول، ولكن هؤلاء الرافضة لم يستحوا أن ينسبوه إليهم.(66/383)
وما زعمه دليلا على نسبته إلى الصحابة من أحاديث سلمان الفارسي وأبي أيوب الأنصاري ويريد كلها كذب عليهم قد تقدم تفصيله خلال الرد على المراجعة (68) فهذا شأن هذا الموسوي وزمرته الاحتجاج بالمكذوبات فلهم من الله ما يستحقون.
وما استحى هذا الموسوي أن يحتج بقول جابر بن يزيد الجعفي، فإنه مطعون فيه عند أهل السنة، وقد مرّ ضمن الرواة المئة في المراجعة (16) برقم (13)، وقد كذبه غير واحد لما عنده من المنكرات والأباطيل مثل القول بالوصاية هذا، والقول بالرجعة وغير ذلك، فهذا في الحقيقة عند أهل السنة من أسباب إسقاط العدالة، فكيف تسنى لهذا الجاهل المخادع عبد الحسين الاحتجاج به في وجوه أهل السنة؟؟.
ومثل ما سبق أيضا ينطبق على قول أم الخير بنت الحريش البارقية، فهو منقول من كتبهم في الهامش (4/324)، فضلا عن عدم معرفة أم الخير هذه من تكون وما هي عدالتها؟ وهي إن ثبت عنها قولها هذا بتسمية علي بالوصي فلا شك في سقوط عدالتها عند أهل السنة، فنحن بعد أن تيقنا من بطلان الوصاية لعلي رضي الله عنه وكذب كل النصوص التي تحتج بها لشيعة في الوصاية، أصبح عندنا هذا القول من المنكر والزور والتقول على الله ورسوله، وهو من أعظم الذنوب، فلذا حين يسمى لنا أحد – رجل أو امرأة – قال به فإننا نتوقف أولا في صحة نسبته إليه حتى لا نظلم أحدا، ثم بعد تقريرنا ثبوته عنه نكشف به عن سوء حاله وسقوط عدالته، فلا ينفع هذا الموسوي كل ما سطره من الأقوال المنسوبة إلى قائليها هنا، باستثناء الصحابة المكرمين الذين قدمنا براءتهم من هذا الباطل والإفك.(66/384)
ثم سائر ما ذكره من الأشعار حتى نهاية مراجعته هذه لا يستفاد منه في حق أو باطل، فإنا لم نقل إن هذه الوصية المزعومة ليس لها ذكر أبدا وإنما نازعنا في ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم سائر أصحابه وأبطلناها بعد ذلك بحمد الله بكشف كذب كل ما فيه ذكر تلك الوصية مما نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، أما أن يأتي هذا الدجال عبد الحسين فيسوق من الأشعار المشبوهة غير الثابتة والتي فيها آثار الصنعة والتغيير ما يزعم فيه ذكر الوصية فهذا لا يفيده في إثبات دعواه، فضلا عن أن ما ساقه من تلك الأشعار كله منقول من كتبهم هم لا من كتب السنة، فقد عزاها في هوامشه تلك الى (شرح نهج البلاغة) أو (بلاغات النساء) لابن أبي طاهر البغدادي المتقدم وغيرهما، وما هو من كتب أهل السنة مثل تاريخ ابن الأثير لم يثبت ما فيها من تلك الأشعار رغم أن عبد الحسين هذا قد غيّر بعضها إلى ما يفيده مثل ما ذكره في الهامش (8/328) مما نقله من ابن الأثير.
والمهم إنا لا نحتاج إلى إستعراضها وردّها فما فيها أية حجة رغم عدم ثبوتها، مع العلم أنا لو أردنا سوق ما عند أهل السنة واتباعهم من عصر الصحابة إلى يومنا هذا من الأشعار التي تثبت أفضلية أبي بكر على من سواه ثم مِن بعده عمر ثم مِن بعده عثمان، لاقتضى ذلك تأليف أسفار تنوء بحملها الرجال، لكن لسنا محتاجين إلى كل ذلك إذ ما فيه أية حجة شرعية وقد أنعم الله علينا بحسن الاستدلال وإصابة الاحتجاج.(66/385)
وأيضا فإن مما يبين كذب ما زعمه من الأشعار منسوبا إلى الصحابة مثل عبد الله بن العباس وأبي الهيثم بن التيهان وجرير بن عبد الله البجلي وغيرهم أن كل هؤلاء لم يثبت بل ولم ينقل تخلفهم ساعة واحدة عن بيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فضلا عن من سواهم من الصحابة الذين أثبتنا اتفاقهم على مبايعة الصديق باستثناء سعد بن عبادة كما تقدم خلال الرد على المراجعة (80)، فكيف يُدعى بعد ذلك أن لهؤلاء من الشعر ما يذكرون فيه عليا بلقب الوصي؟؟
وأيضا ما ساقه من الأشعار والأراجيز التي قيلت يومي الجمل وصفين فإن لها ما يقابلها في كتب التاريخ والسير مما قيل من ذلك أيضا في مدح طلحة والزبير وعائشة وحتى معاوية رضي الله عنهم أجمعين فبإمكاننا معارضة ما ذكره بمثله أو أكثر منه، لكن لا نفعل ذلك كما قلنا لما لا فائدة ترجى منه في الاحتجاج والاستدلال.
وما أرى كلام عبد الحسين وصنيعه في هذه المراجعة إلا كصنيع النصراني الذي يحتج بأقوال أهل ملته ورهبانهم وما نسبوه إلى المسيح عليه السلام مما فيه الزعم بكفرياتهم، ثم يدّعي بعد ذلك أن هذا أمر قديم وعليه أسلاف قد مضوا وهم يقرون به.
وإنما عنينا بهذا التشبيه طبيعة الاستدلال لا أن الشيعة هم كلهم كالنصارى فهذا ما لا تصح نسبته إلى قولنا، والله الهادي إلى سواء السبيل.
المراجعة (109): س:
-طلب شيخ الأزهر كشف أسانيد الشيعة إلى أهل البيت.
المراجعة (110): ش:
1-إدّعى أن الشيعة مقتدون بأهل البيت في الفروع والأصول، مع الإشارته إلى إمامهم المهدي المنتظر بزعمهم.
2- زعمه أنهم نقلوا مذهبهم بالتواتر عن أئمتهم المعصومين.
3- أعاد التطرق إلى الفرق بين أهل السنة وبين الشيعة في موقف كلّ منهما من أئمتهم.
4- تكلم عن مسألة تدوين العلم وادعى انفراد علي بذلك في الصدر الأول ثم تقدم أتباعه على غيرهم، وساق عددا من أدلته على ذلك.(66/386)
5- زعمه انتشار مذهبهم في عصر التابعين وانقطاع الناس إلى علي بن الحسين – زين العابدين – في الفروع والأصول.
6- ذكر عددا من رواتهم ومؤلفيهم في ذلك العصر ومن بعده، لكنه خلال ذلك عرّض بالإمام البخاري وطعن به لأنه لم يروِ عن بعض أهل البيت.
الرد على المراجعة (110):
1- تكذيبه في دعواه اقتداء الشيعة بأهل البيت، بنصوص الأئمة من كتب الشيعة أنفسهم، وتفصيل الكلام عن خرافتهم في المهدي المنتظر.
2- نقض مزاعمه بأنهم نقلوا مذهبهم بالتواتر عن أئمتهم المعصومين بحجة عقلية واضحة.
3- بيان ميزة أهل السنة عن الشيعة في الموقف من أئمتهم وأنهم لا يغالون فيهم كما تفعل الشيعة، وذكر أمثلة على ذلك الغلو، مع بيان فضل الأئمة الأربعة على من سواهم.
4- تفصيل الكلام على مسألة تدوين العلم بما ينقض كل أقواله هنا إجمالا وتفصيلا.
5-تكذيبه فيما ادّعاه من انقطاع الناس إلى عليّ زين العابدين، وبيان أن له نظراء في علمه وفقهه وعبادته.
6- تبرئة الإمام البخاري مما اتهمه به، وبيان عذره في عدم الرواية عن بعض أهل البيت، وهو العذر المستفاد من كتب الشيعة قبل كتب أهل السنة.
7- مجاراته في استعراض رجالهم المذكورين وبيان الطعن في كثير منهم مما ثبت في كتب الشيعة أنفسهم فضلا عن ما جاء في كتب أهل السنة.
هذه المراجعة هي ما يريد الشيعة أن توهم به أهل السنة بأنهم أتباع أهل البيت وأنهم منقطعون إليهم في دينهم ومذهبهم، فقد زعم ذلك هذا الموسوي في فقرته الأولى هنا وقال في بداية كلامه: ( إن أولي الألباب ليعلمون بالضرورة انقطاع الشيعة الإمامية خلفاً عن سلفٍ في أصول الدين وفروعه إلى العترة الطاهرة، فرأيهم تبعٌ لرأي الأئمة من العترة في الفروع والأصول...- إلى قوله – فنحن الآن في الفروع والأصول على ما كان عليه الأئمة من آل الرسول ) إ.ه.(66/387)
قلت: ها هم الشيعة يحاولون خداع الناس بأنهم موالون لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنهم أقرب الناس إلى الصواب من بين طوائف المسلمين وأفضلهم وأهداهم لتمسكهم بأقارب النبي صلى الله عليه وسلم وذويه، وقد كذبوا في كل دعاواهم تلك، فهم أبعد الناس عن طاعة أهل البيت، فإنهم لا يهتدون بهديهم ولا يقتدون برأيهم ولا ينهجون نهجهم ولا يسلكون مسلكهم ولا يتّبعون أقوالهم وآرائهم ولا يطيعون في أوامرهم بل عكس ذلك يعارضونهم ويخالفونهم مجاهرين معلنين قولا وعملا، وهم لم يكونوا في يومٍ من الأيام محبّين لأهل البيت ومطيعين لهم، بل على العكس من ذلك، وقد ثبت بنصوص الكتب الشيعية نفسها أنهم لم يوجدوا إلا لإفساد اعتقاد المسلمين، وللإضرار بهم وتمزيق شملهم، وأهل البيت كانوا على علم ومعرفة من صنيع هؤلاء الضّالين، فلم يقّصروا في بيان حقيقة حالهم ومآربهم، وكل هذا لا عبرة للاحتجاج عليهم بما في كتبنا – كما يحتج عبد الحسين هذا علينا بكتبهم – وإنما نلزمهم الحجة بما في كتبهم التي يحتكمون إليها ويرجعون إلى رواياتها، وقد قدمنا خلال الرد على المراجعة (14) نصوصا من كتبهم المعتمدة من أئمتهم – المعصومين بزعمهم – في تكذيب الشيعة حين ادعوا أنهم أتباع أهل البيت، فلا بأس بإعادتها مع الإضافة عليها.
فمن ذلك ما رواه الكليني في (الكافي) (8/228) (طهران) بسنده عن موسى بن بكر الواسطي قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام: ( لو ميّزت شيعتي لم أجدهم إلا واضعة، ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدّين، و لو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد ).(66/388)
ومنها ما رواه الكشّي في (رجاله) (ص253) ( مؤسسة الأعلمي – كربلاء) عن الصادق أنه قال: ( لو قام قائمنا بدأ بكذّابي شيعتنا فقتلهم ). وروى أيضا (ص254) عن الصادق أيضا قوله: ( ما أنزل الله سبحانه آية في المنافقين إلا وهي فيمن ينتحل التشيّع ). وروى (ص252) عن الصادق أيضا أنه قال: ( إن ممن ينتحل هذا الأمر – يعني التشيّع – لمن هو من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا ).
ومنها أيضا ما رواه الكشّي (ص179) عن محمد الباقر أنه قال: ( لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكّاكا والربع الآخر أحمق ). ومن تلك النصوص أيضا ما رواه الكشّي (ص111) عن علي زين العابدين أنه قال: ( إن قوما من شيعتنا سيحّبونا حتى يقولوا فينا ما قالت اليهود في عُزير وما قالت النصارى في عيسى، فلا هم منا ولا نحن منهم ).
وغير ذلك من النصوص التي تبين أن الشيعة على طرف وأهل البيت على طرف آخر لا يجامعوهم في شيء أبدا، فضلا عن ما عندهم من مخالفات لأهل البيت في الفروع والأصول على السواء، ولا يسعنا هنا ذكر ذلك واستقصاؤه ولكن نكتفي بالإحالة إلى كتاب الأستاذ إحسان إلهي ظهير – رحمه الله – ( الشيعة أهل البيت ) الذي فضح فيه الشيعة بنصوص كتبهم لا غيرها مع ما عندهم من الأكاذيب على أهل البتن والإهانات لهم.
أما ما عند أهل السنة والجماعة مما فيه تكذيب الشيعة بدعواهم هذه فقد تقدم طرفا من ذلك خلال الرد على المراجعة (14) عند تناول مسألة رواية أهل البدع.(66/389)
والمقصود هنا بيان كذب هذا الموسوي بأنه وأشباهه قائمون على ما كان عليه أئمة أهل البيت، وفي ما سلف كفاية لأولي الألباب لكن عبد الحسين هذا قد قال خلال كلامه منكرا من القول وباطلا وزورا، وذلك حين ذكر عليا رضي الله عنه والحسن والحسين ثم الأئمة التسعة من ذرية الحسين، ولا يخفى أن من ضمن مقصوده بهؤلاء التسعة مهدّيهم المزعوم انتظاره، وهي من أتفه عقائد الشيعة اليوم وفيها من مكابرة المعقول ما لا يفوقها إلا اعتقادات النصارى الباطلة، فالشيعة تدّعي أن إمامهم الحادي عشر وهو الحسن العسكري قد وُلِدَ له مولود بعد وفاته وأنه لما بلغ هذا المولود ثلاث سنين أو خمس سنين دخل سردابا في سامراء سنة (260ه) وأنه ما زال حيا إلى الآن وهم ينتظرون خروجه، رغم أنه لم ير له عين ولا أثر ولا سمع له حسّ ولا خبر، ولا نريد تفصيل الرد على هذا الإفك فبطلانه واضح عند كل من أنعم الله عليه بسلامة العقل، وهم ليس عندهم من الأدلة ما يثبتون دعواهم هذه بها سوى ما هو من قبيل حجج النصارى في الاحتجاج بمطلق قدرة الله على كل شيء، وقد رأيت مصنفا لأحد أكابر علمائهم ومفكريهم وهو محمد باقر الصدر بعنوان ( بحث حول المهدي ) وقد كنت قبل قراءته أظن ذلك الرجل من أكيسهم وأعقلهم، لكن حين اطلعت على بحثه ذاك ما وجدته فيه يفرق عن السفهاء ضعيفي العقل شيئا، ولا وجدت تفكيره يفوق – في تلك المسألة – تفكير الأطفال السذج الذين لو أخبرناهم بأن جملا قد طار في الهواء لصدّقوا ذلك بدعوى أن الله على كل شيء قدير.
والشيعة يتبجّحون في كثير من المسائل فيدعون إلى الاحتكام إلى العقل ويردّون كثيرا من الحق بدعوى أن العقل يرفضه، وهو ما تعلموه من المعتزلة، لكنهم في مسألة المهدي المزعوم هذا يطرحون عقولهم جانبا ويسلّمون بكل هذه الأباطيل فأي عقل يقبل بهذه الأضحوكات؟ فإن كانت عقول هؤلاء الشيعة تقبل هذا فما أبين تفاهتها وسذاجتها.(66/390)
ونكتفي لإبطال قولهم هنا – ونحن في عجلة من أمرنا – بنقل كلام شيخ الإسلام في دعواهم هذه –كما في (المنتقى ) (ص184-186) – إذ قال: ( ذكر ابن جرير وابن قابع وغيرهما أن الحسن بن علي العسكري لم يعقّب، والإمامية تزعم أنه كان له ولد دخل سرداب سامراّ وهو صغير، له سنتان أو ثلاث أو خمس، وهذا لو كان موجودا معلوما لكان الواجب في حكم الله تعالى أن يكون في حضانة أمه أو نحوها من أهل الحضانة وأن يكون ماله عند من يحفظه، فكيف يكون من يستحق الحجر والحضانة معصوما إماما للأمة؟
ثم هذا – إن قدر وجوده أو عدمه – لا ينتفعون به في دين ولا علم ولا دنيا ولا حصل به لطف ولا مصلحة. فإن قيل: بسبب ظلم الناس احتجب عنهم، قيل: كان الظلم في زمن آبائه وما احتجوا. ثم المؤمنون به قد طبقوا الأرض فهلا اجتمع بهم في وقت، وكان يمكنه أن يأوي إلى بقعة فيها شيعته، فما حصل بهذا المعدوم مصلحة أصلا غير الانتظار الطويل ودوام الحسرة والألم والدعاء بالمستحيل لأنهم يدعون له بالخروج والظهور من نحو أربعمائة وخمسين سنة ولا يجابون ). انظر أيضا (المنهاج ) (2/131-132) -.
قلت: وهذا في حياة شيخ الإسلام أما الآن فقد مضى عليهم ما يقرب من اثني عشر قرنا ولا زالوا يجأرون بأدعيتهم: (عجل الله فرجه )، فهل يا ترى ليس فيهم أحد مستقيم يستجيب الله له دعاءه؟ وهل يا ترى لم تأت فرصة واحدة مواتية لخروجه منذ اثني عشر قرنا؟ وهل يا ترى خوفه من أن يقتل هو الذي يمنعه من الخروج مع أنهم يزعمون أنه يقودهم الى الانتصار من مخالفيهم؟ اللهم إنا نحمدك ونشكرك على ما أنعمت به علينا من صحة العقل وسلامة التفكير وصواب الاعتقاد، ونسألك دوام ذلك بمنك وفضلك.
ثم ادّعى هذا الموسوي أنهم أخذوا دينهم عن كل واحد من أئمتهم أولئك على سبيل التواتر، وقال:( فروَوا ذلك لمن بعدهم على سبيل التواتر القطعي، ومن بعدهم رواه لمن بعده على هذا سبيل وهكذا كان الأمر في كلّ خلف وجيل ) إ.ه.(66/391)
قلت: إن كان ما ادعاه من النقل المتواتر حقا فلا حاجة إذن في كل زمان إلى معصوم فإن النقل كافيا رغم تواتره فإنهم إذن في نقصان وجهل مستمر، منذ أن غاب عنهم آخر معصوميهم إلى الآن أي منذ أكثر من أحد عشر قرنا وهي أكبر من عمر رسالة الإسلام.
فهم يدّعون أمرين: عصمة أئمتهم، وتواتر نقلهم، ومن المعلوم أن أحد الأمرين يغني عن الآخر، كما قدمنا أن وقوع التواتر يرفع الحاجة إلى معصوم آخر لأن أخبار الأول وأحواله منقولة ثابتة، فإن قالوا إن وجود المعصوم الآخر ضروري لأن التواتر لم يكن كافيا، قلنا: فهذا هو حالكم منذ أن مضى آخر معصوم لكم إلى الآن لأنكم أقررتم أن التواتر غير كاف فما عندكم الآن ما تكتفون به في إقامة دينكم ومذهبكم.
وهذا الذي قلناه هو ما أجاب به شيخ الإسلام ابن تيمية على ابن المطهر الرافضي لمّا ادّعى مثل دعوى عبد الحسين هذا هنا، فقال شيخ الإسلام –(المنتقى) (ص93-94)-: (وقولك إنكم تتناقلون ذلك خلفا عن سلف إلى أن تتصل الرواية بأحد المعصومين، فإن كان ما تقول حقا فالنقل عن المعصوم الواحد كاف، فأي حاجة في كل زمان إلى معصوم؟ وإذا كان النقل كافيا موجودا فأي فائدة في المنتظر الذي لا ينقل عنه كلمة؟ وإن لم يكن النقل كافيا فأنتم في نقصان وجهل من أربعمائة وستين سنة ) إ.ه.(66/392)
ثم أشار هذا الموسوي خلال كلامه إلى الأئمة الأربعة وادّعى أن أهل السنة يوجبون اتباع أحدهم، وأنهم يحصرون الدين والإمامة عليهم، فقال: ( … وذلك حيث تقرر حصر التقليد فيهم، وقصر الإمامة في الفروع عليهم ) قلت: قد تقدم في بداية ردنا على كتاب هذا الدجال عبد الحسين عند الكلام على المراجعة (4) بيان مذهب أهل السنة والجماعة وحقيقة موقفهم من الأئمة الأربعة هؤلاء وغيرهم بما يبين أن أهل السنة ليس عندهم وجوب اتباع أحد بعينه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن هذا هو ما امتازوا به عن سائر أهل الأهواء والبدع، ومنهم الشيعة أيضا، وذلك أنهم وحدهم المتمسكون بقوله تعالى: ( فإن تنازعتم في شيءٍ فردّوه إلى الله والرسول ) مع ما أسلفناه هناك من قيمة هؤلاء الأئمة رحمهم الله جميعا، فليراجع.
لكن عبد الحسين هذا ظنّ أنه يمدح نفسه وأشباهه حين قال عن أئمة أهل السنة: (أما الأئمة الأربعة فليس لهم عند أحد من الناس، منزلة أئمة أهل البيت عند شيعتهم ). قلت: وهذا في الحقيقة من دلائل بطلان ما هم عليه، بل هو من خصائص الرافضة التي لا نظير لها بين أهل الإسلام كلهم، وهو المغالاة الفاحشة في أئمتهم هؤلاء، وليس لهم شبيه إلا النصارى بما غالته في المسيح عليه السلام، فكما أن المسلم لا يضيره مغالاة النصراني في المسيح على حساب محمد صلى الله عليه وسلم، فكذا السنّي لا يضيره ولا يحرجه مغالاة الرافضي في أئمته على حساب أئمة السنة.
وقول عبد الحسين هذا هو نظير قول النصراني يخاطب المسلم: ( أما نبيكم محمد فليس له عند أحد من الناس منزلة نبينا المسيح عندنا ) فهل يكون هذا حجة على المسلم؟؟(66/393)
ولسنا نفتري عليهم حين نصفهم بالغلوّ الفاحش في أئمتهم، فقد تواتر ذلك عندهم وقد دللنا عليه ببعض الأمثلة من أحد كتبهم الأصول المعتمدة، وهو كتاب (الكافي) في مقدمة كتابنا، فراجع ذلك فلا حاجة إلى إعادة سرده رغم أن ما ذكرناه قليل جدا لما عندهم في ذلك، لكن نكتفي هنا بسوق بعض تراجم الأبواب من (الكافي) التي تبين ما فيه من الغلوّ الذي ما سبقهم إليه أحد، معتمدين على طبعة دار الكتب الإسلامية، وهي الثالثة سنة (1388ه )، وتلك الأبواب هي:
(باب إن الأئمة عليهم السلام يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل عليهم السلام ) (1/255).
( باب إن الأئمة عليهم السلام إذا شاؤوا أن يعلموا علموا ) (1/258).
(باب إن الأئمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون وإنهم لا يموتون إلا باختيار منهم ) (1/258).
(باب إن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم الشيء) (1/260).
(باب إن الله عز وجل لم يعلم نبيه علما إلا أمره أن يعلّمه أمير المؤمنين وإنه كان شريكه في العلم ) (1/263).
(باب إن الأئمة عليهم السلام لو ستر عليهم لأخبروا كل امرئ بما له وعليه ) (1/264).
(باب فيه ذكر الأرواح التي في الأئمة عليهم السلام ) (1/271).
وبعد هل مثل هذا يعد مدحا وفخرا يتباهى به؟(66/394)
أما الأئمة الأربعة وغيرهم من علماء أهل السنة فحسبهم أنهم أئمة هدى يقتدى بهم، ومنهم يُعرف ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم لم يحوزوا هذه المكانة بين المسلمين ولم يكن لهم مثل هذا الذكر والثناء الحسن إلا بما عرفوا به من العلم والتقوى والخشية من الله وكثرة العبادة والزهد، فلم يستندوا إلى سلطة فقد حورب أكثرهم وحُبس وضُرب، ولم يستندوا إلى نسب فقد كان بعضهم ليس عربيا أصلا. أما أئمة أهل البيت فهم مع فضلهم ومنزلتهم ليس فيهم من أهل العلم من امتازوا على غيرهم كالأئمة الأربعة وغيرهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – (المنتقى) (ص95) -: (.. فإن مالكا والليث والأوزاعي والثوري وأبا حنيفة والشافعي وأحمد وأمثالهم رضي الله عنهم أعلم من العسكريين بدين الله والواجب على مثل العسكريين أن يتعلّموا من الواحد من هؤلاء. ومن المعلوم أن علي بن الحسين وأبا جعفر بن محمد كانوا هم العلماء الفضلاء، وإن من بعدهم لم يعرف عنه من العلم ما عرف عن هؤلاء، ومع هذا فكانوا يتعلمون من علماء زمانهم ويرجعون إليهم ) وقال أيضا (ص202): ( ولولا أن الناس وجدوا عند مالك والشافعي وأحمد أكثر مما وجدوه عند موسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي لما عدلوا عن هؤلاء إلى هؤلاء) إ.ه.(66/395)
وقال أيضا وهو يقرر أصلاً من أصول السنة وهو ما أشرنا إليه قبل قليل – (المنتقى ) (ص191-192) -: ( وإلا فلا يقول أهل السنة إن يحيى بن سعيد وهشام بن عروة وأبا الزناد أولى بالاتباع من جعفر بن محمد، ولا يقولون إن الزهري ويحيى بن أبي كثير وحمّاد بن أبي سلمة وسليمان بن يسار ومنصور بن المعتمر أولى بالاتباع من أبيه أبي جعفر الباقر، ولا يقولون إن القاسم بن محمد وعروة بن الزبير وسالم بن عبد الله أولى بالاتباع من علي بن الحسين، بل كل واحد من هؤلاء ثقة فيما ينقله مصدّق في ذلك، وما بينّه من دلالة الكتاب والسنة على أمر من الأمور هو من العلم الذي يستفاد منه فهو مصدّق في الرواية والإسناد، وإذا أفتى بفُتيا وعارضه غيره رُدَّ ما تنازعوا فيه إلى الله ورسوله كما أمر الله بذلك، وهذا حكم الله ورسوله بين هؤلاء جميعهم)إ.ه.
ثم استشهد هذا الموسوي خلال كلامه في الفقرة الأولى هنا بالكتب الأربعمئة الأصول التي صنفت من فتاوى جعفر الصادق على حدّ زعمهم، وسيأتي خلال ردّنا هنا إن شاء الله نقل تكذيب كثير من أصحاب جعفر الصادق ليس فقط عند أهل السنة بل عند أئمة الشيعة أنفسهم، الأمر الذي يبين عدم صحة هذه الدعوى، وسيأتي أيضا في كلام هذا الموسوي ما يبين إن هذه الأصول الأربعمئة- المزعومة – لا وجود لها عندهم الآن بل ما موجود منها هو ملخص لها كما يزعمون التي سبق الكلام عليها وسيأتي في موضوعه أيضا إن شاء الله.(66/396)
أما نحن أهل السنة فنعلم إن جعفرا الصادق من خيرة عباد الله المتقين، وله مناقب وفضائل كثيرة، مع ما عنده من العلم والشرف والسؤدد، لكن الرافضة أكثرت من الكذب عليه بما لم تكذبه على أحد غيره، حتى قال شيخ الإسلام في(المنهاج)(1/231): ( الكذب على هؤلاء في الرافضة من أعظم الأمور لا سيما على جعفر بن محمد الصادق فإنه ما كذب على أحد ما كذب عليه حتى نسبوا إليه كتاب الجفر والبطاقة والهفت واختلاج الأعضاء وأحكام الرعود والبروق....) إ.ه. وقال الحافظ الذهبي في ترجمته من (تاريخ الإسلام) (حوادث ووفيات )141-160ه) (ص93): ( وقد كذبت عليه الرافضة ونسبت إليه أشياء لم يسمع بها ) إ.ه. وسيأتي أيضا ذكر مجموعة من الرواة الكذابين الذين أكثروا من الرواية عن جعفر الصادق مثل زرارة بن أعين وأبي حمزة الثمالي لكنهم من المعتمدين عند الشيعة اليوم، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وهذا السبب من كثرة الكذابين الذين حاطوا بجعفر وغيره من أئمة أهل البيت هو الذي أدى إلى قلة أحاديثهم ورواياتهم عند أهل السنة، لأنهم يتحرّون الصادق في حديثه الذي يثبت قوله بنقل الصادقين عنه أيضا كما سنفصل ذلك بعد إن شاء الله.
أما الفقرة الثانية من مراجعته هذه فقد تكلم عن تدوين العلم وادعى أن الشيعة هم أول من كتبه وجمعه فقال: ( وإن الباحثين ليعلمون بالبداهة تقدم الشيعة في تدوين العلوم على من سواهم، إذ لم يتصد لذلك في العصر الأول غير علي وأولو -!- العلم من شيعته ) ثم حاول تبرير ذلك فقال: ( ولعل السر في ذلك اختلاف الصحابة في إباحة كتابة العلم وعدمها، فكرهها – كما عند العسقلاني في مقدمة فتح الباري وغيره – عمر بن الخطاب وجماعة آخرون، خشية أن يختلط الحديث في الكتاب، وأباحه علي وخلفه الحسن السبط المجتبي وجماعة من الصحابة... – إلى أن قال – وعلى كلٍ فالإجماع منعقد على أنه ليس لهم في العصر الأول تأليف) إ.ه.(66/397)
قلت: قبل ردّ كلامه هذا وبيان ما فيه من الزيف، لا بد من وقفة عند مسألة كتابة العلم وتقييده وما فيها من خلاف، الذي كان هو متكأ هذا الموسوي في دعواه هنا، فنقول:
إشتهر بين عامة الناس من غير ذوي التتبع والاستقصاء إن العلم الشرعي ظل في العصر الأول يتناقله الصحابة والتابعون حفظا دون أن يكتبوه، وسبب هذا الظن خطؤهم في فهم ما جاء عن العلماء في تدوين الحديث وتصنيفه، إذ انهم وجدوا أن من ذكر ضمن أول من دون الحديث وصنف الكتب فإذا هم جميعا ممن عاش بعد المائة الأولى، فمنه استنتجوا أن كتابة العلم لم تكن في عصر الصحابة والتابعين، وهذا وهم فاحش لعدم التفريق بين (التدوين) الذي هو جمع المكتوب المقّيد المشتت في ديوان أي في كتاب تجمع فيه الصحف، كما قال في (تاج العروس)(9/204): ( وقد دونه تدوينا جمعه... والديوان مجتمع الصحف )، وبين مجرد الكتابة والتقييد الذي جاء عن الصحابة والتابعين الكثير مما يثبته كما سيأتي إن شاء الله. ثم كذلك عدم التفريق بين هذه الكتابة المجردة وبين (التصنيف) الذي هو أدق من التدوين، فهو ترتيب ما دوّن من فصول محدودة وأبواب مميزة، كما جاء في (تاج العروس) (6/168): (وصنفه تصنيفا جعله أصنافا وميّز بعضها عن بعض).
وإذا اتضح لنا الفرق بين التدوين والتصنيف وبين الكتابة المجردة التي هي التقييد علمنا أن ما يقال من أن أول من دون العلم أو الحديث هو فلان أو فلان ليس في مجرد الكتابة فلم يكن أحد قبله يكتب، بل هذا في التدوين الذي مرّ بيانه، أما الكتابة فلا خلاف بأنه قد ثبت عن الصحابة كتابة بعضهم لكثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت هي العلم في حينها، كما سيأتي إثبات ذلك عنهم، هذا الأمر الذي به نعلم زيف كلام هذا الموسوي حين أراد الإيهام بأن الصحابة لم يكن أحد منهم يكتب شيئا غير علي وبنيه، وهو خلاف الواقع كما قلنا.(66/398)
أما كتابة العلم وتقييده فقد اختلف فيها الصحابة ومن بعدهم، ومن كرهها منهم فلم يقل ذلك من تحكّم محض بل عملا بما ثبت عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه ). – أخرجه مسلم (3004) -.
لكن صح أيضا أن عبد الله بن العاص رضي الله عنهما قد استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في كتب حديثه عنه فأذن له – وسيأتي -، وكذلك ثبت في (صحيح البخاري) (112) أمر النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أن يكتبوا لأبي شاهٍ وهو رجل من أهل اليمن، وغير ذلك مما يبين جواز الكتابة، ويوهم بوجود التعارض بينها وبين ما سبق من حديث أبي سعيد الخدري، والحق أن لا تعارض بينهما وإنما نجمع بينهما بمثل ما قاله الحافظ في (الفتح) (1/277): ( أن النهي خاص بوقت نزول القرآن خشية التباسه بغيره، والإذن في غير ذلك. أو أن النهي خاص بكتابة غير القرآن مع القرآن في شيء واحد، والإذن في تفريقهما ) ومثله قول الخطابي في (معالم السنن) (4/184).
ولا نريد إطالة الكلام بتفصيل ذلك بل نكتفي بالإحالة الى خير من بينه وفصله – فيما رأيت – بالروايات الصريحة وهو الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي في رسالته (تقييد العلم) إذ عقد بابا فيها لبيان العلة في كراهة من كرهه ثم قال فيه بعد سرد عدد من الروايات (ص57): (فقد ثبت أن كراهة من كره الكتاب من الصدر الأول إنما هي لئلا يضاهى بكتاب الله تعالى غيره أو يشتغل عن القرآن بسواه... ونهي عن كتب العلم في صدر الإسلام وجدته لقلة الفقهاء في ذلك الوقت، والمميزين بين الوحي وغيره.. فلم يؤمن أن يلحقوا ما يجدون من الصحف بالقرآن ويعتقدوا أن ما اشتملت عليه كلام الرحمن ) إ.ه. ثم ساق روايات كثيرة عن الصحابة والتابعين تؤيد ذلك بما يزيل هذا الإلباس، فحري بالباحث الرجوع إليه مع المقدمة النافعة لمحقق الكتاب الأستاذ يوسف العش.(66/399)
وإذا تقرر هذا علمنا أن ما جاء عن بعض الصحابة من كراهة كتابه العلم إنما تحمل على ما سبق، ولا يصح إطلاقها، بدليل أنه قد ثبت عن كثير من الصحابة ممن تبغضهم الشيعة انهم كتبوا العلم أو أمروا بكتابته وسنذكرهم حين نأتي على إبطال دعوى هذا الموسوي اختصاص علي وبنيه بكتابة العلم في الصدر الأول.
ومما يقوي هذا الذي قلناه ما روي عن علي رضي الله عنه نفسه أنه كان يخطب فيقول: ( أعزم على من كان عنده كتاب إلا رجع فمحاه، فإنما هلك الناس حيث يتّبعوا أحاديث علمائهم وتركوا كتاب ربهم ) أخرجه ابن عبد البر في (جامع بيان العلم وفضله ) (1/63-64)، وهذا فيه نهي من علي عن الكتابة أيضا، وما فيه من السبب في ذلك هو عينه الذي جاء في نهي غيره من الصحابة مثل عمر بن الخطاب وغيره. وفيما سلف اتضح لنا أن الخلاف في كتابة العلم إنما هو في الظاهر فقط ولما ذكرناه من أسباب، أما مجرد الكتابة للعلم إذا خلت عن المحاذير فلا يمكن أن يخالف فيها أحد من الصحابة أو غيرهم بدلالة ما سيأتي عنهم، واتضح أيضا الفرق بين التدوين والتصنيف الذي يعزى أول ظهور له في عصر التابعين وبين مجرد تقييد العلم وكتابته الذي لا خلاف في وجوده وثبوته منذ حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
وإذ انتهى بنا المقام إلى هنا في إثبات بطلان ما اتكأ عليه هذا الموسوي فيما ادعاه، فلا بد بعد ذلك من إبطال نفس الدعوى وهي اختصاص علي وبنيه بكتابة العلم في الصدر الأول، فنقول:(66/400)
أما عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان ذلك – أي كتابة العلم – لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، كما ثبت في (صحيح البخاري) (113) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثا عنه مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب ). وفي رواية أخرى قال: ( واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتاب عنه فأذن له) أخرجها الإمام أحمد (2/403)، والخطيب في (تقييد العلم) (ص82، 83) وإسنادها حسن كما قال الحافظ في (الفتح) (1/276). وصح عن عبد الله بن عمرو أيضا أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكتابة عنه فقال له: ( اكتب والذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حق ) أخرجه الإمام أحمد (2/192، 162)، وأبو داود(3646)، والحاكم (1/105-106)، والدارمي (1/125)، وابن عبد البر في (جامع بيان العلم ) (1/71)، والخطيب في (تقييد العلم ) (ص80-81)، وصححه الألباني في (صحيح الجامع ) (1207).
وكان عبد الله بن عمرو يسمي صحيفته التي كتبها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (الصادقة)، كما جاء ذلك عنه فيما رواه الخطيب في (التقييد) (ص84، 85) من طرق، وهو عند الدارمي (1/127)، وابن عبد البر (1/71-72) أيضا.
فهذه الروايات كلها تبطل دعوى عبد الحسين هذا بأن عليا هو الذي انفرد بالكتابة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أن هذا نفسه لم يثبت صريحا كما هو عن عبد الله بن عمرو.
وأما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم مما كان من كتابة الصحابة للعلم فأول ذلك كتاب أبي بكر رضي الله عنه في الصدقات، وهو عمدة الأمة سلفا وخلفا في بيان مقادير الزكاة وقد أخرجه غير واحد من الأئمة كالشافعي وأحمد وأبي داود والنسائي، وهو عند البخاري مقطعا في (صحيحه) في عشرة مواضع (6955، 5878، 3106، 2487، 1455، 1454، 1453، 1451، 1450، 1448)(66/401)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (المجموع) (4/405): ( وكتاب أبي بكر في الصدقات أجمع الكتب وأوجزها، ولهذا عمل به عامة الفقهاء، وكتاب غيره فيه ما هو متقدم منسوخ فدل ذلك على أنه أعلم بالسنة الناسخة ) إ.ه. وهذا أيضا يبطل دعوى هذا الموسوي بتقدم الشيعة في تدوين العلوم على من سواهم. وأيضا مما يبطل تلك الدعوى ما صح عن أنس رضي الله عنه أنه قال: ( قيِّدوا العلم بالكتاب ) أخرجه الحاكم (1/106)، والطبراني في (الكبير ) (700)، والخطيب (ص96، 97)، وابن عبد البر (1/73). وأيضا أخرج الإمام أحمد في (مسنده) (2/176) بإسناد حسن عن عبد الله بن عمرو أنه سئل أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أو رومية، فدعا عبد الله بصندوق له حلق فأخرج منه كتابا فقال: ( بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أو رومية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مدينة هرقل تفتح أولا، يعني القسطنطينية ) إ.ه.
وهناك روايات أخرى عن أنس وغيره من الصحابة كعمر بن الخطاب وأبي سعيد وأبي هريرة وغيرهم في كتابة العلم، لكنا نكتفي بما ذكرناه لوضوحه وصحته وثبوته، وكفايته لإبطال دعوى هذا الموسوي كما تقدم، ولله الحمد والمنّة.
وكل هؤلاء الذين ذكرناهم ( أبو بكر وعبد الله بن عمرو وأنس ) ومن أشرنا إليهم لاحظ للشيعة فيهم فكيف يزعم تقدم سلف الشيعة في التدوين؟
ثم إن أهل السنة لا يفرقون بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسواء كان أول من كتب العلم علي أو أبو بكر أو غيرهما فهم كلهم سلف أهل السنة وأئمتهم، وهذا يظهر من صنيع أهل العلم من أهل السنة حين يتكلمون على مسألة كتابة العلم هذه لا يفرقون بين ما نقل عن علي والحسن أو عن غيرهما، فهذا من فضل الله عليهم.
ومما يزيد هذا الفضل أن دعوى الشيعة بتقدم علي في الكتابة، حتى هذه لم تصح بل قد أثبتنا فيما سبق خلافها. ولله الحمد.(66/402)
وبعد أن بينا زيف ادعائه في الجملة من عدم صحة انفراد علي رضي الله عنه وشيعته بتدوين العلم في الصدر الأول فلا بد أيضا من ردّ هذه الدعوى بالتفصيل لما زعمه من ذلك، وأوله قوله: ( وأول شيء دونه أمير المؤمنين كتاب الله عز وجل، فإنه (ع) بعد فراغه من تجهيز النبي صلى الله عليه وآله وسلم آلى على نفسه أن لا يرتدي إلا للصلاة أو يجمع القرآن، فجمعه مرتبا على حسب النزول وأشار الى عامه وخاصه.. ) قلت: وهذا باطل لا يثبت، فأين إسناده ونقله؟ واكثر ما يمكن أن يرد فيه ذلك هي أخبار مرسلة منقطعة لا يعرف نقلتها فكيف يمكن الاحتجاج بمثلها؟ مثل ما ذكره في ( الاتقان ) (1/57) من أن ابن أبي داود قد أخرج في ( المصاحف ) بإسناده عن محمد بن سيرين قال: قال علي، وذكره. ثم أعقبه السيوطي بنقل قول ابن حجر: ( هذا الأثر ضعيف لانقطاعه ) قلت: لأن ابن سيرين لم يدرك تلك الحادثة، بل لم يدرك حتى عليا لأنه ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان. ومثلها أيضا الروايتين الأخريين اللتين ساقهما السيوطي هناك (1/57، 58) فهما من رواية ابن سيرين عن علي، وعكرمة عن علي، وكلاهما لم يدركه، فالأخبار كلها في ذلك منقطعة لا تثبت.
هذا فضلا عن معارضتها لما ثبت –بسند حسن – عن عبد خير قال سمعت عليا يقول: ( أعظم الناس في المصاحف أجرا أبو بكر، رحمه الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله ) أخرجه ابن أبي داود في (المصاحف) – (الإتقان) (1/57) –و قال ابن حجر: (هو المعتمد) فيما نقله السيوطي فهذه الرواية فوق أنها تنسف ادعاءات الشيعة هؤلاء فهي تبين فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه بإقرار علي نفسه.(66/403)
ثم إنا نسأل هؤلاء الشيعة الرافضة: أين هذا الجمع المزعوم؟ ولِمَ لم يحفظه الله سبحانه للأمة لو كان به ما تنتفع منه؟ أو لو كان له وجود أصلا؟ بل قد أبى الله سبحانه إلا أن يجمع الأمة على المصحف الذي كتبه الخليفة الراشد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، لكن هؤلاء الرافضة ساءهم أن ينسب هذا الفضل العظيم لعثمان فحاولوا الطعن به، كما أسلفنا في مقدمتنا من قولهم بتحريف القرآن ونقصانه، ولا أظن أن قول هذا الموسوي هنا إلا إشارة إلى ذلك، ويؤكده أن نفس دعواه هذه هنا قد جاءت مروية عندهم في أحد كتبهم الأصول المعتمدة، وهو (الكافي) لكنها أصرح في التحريف من قول هذا الموسوي هنا، وذلك في (كتاب الحجة ) (باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة ) (1/228) عن جابر الجعفي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ( ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة بعده ).و روى أيضا (3/633) عن جعفر الصادق أنه أخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلام وقال: ( أخرجه علي عليه السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم: هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وآله قد جمعته من اللوحين، فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه، فقال: أما والله لا ترونه بعد يومكم هذا أبدا. إنما كان عليّ أن أخبركم حين جمعته لتقرؤوه ) إ.ه.
ولا أظن أحدا يخفى عليه التشابه الكبير بين هذه الرواية وقول عبد الحسين هذا هنا، فإنا نتوقع منهم أن يجيبونا حين نسألهم: أين هذا المصحف الذي جمعه علي؟ فيقولون: إن المهدي سيأتي به حين ظهوره، كما هو نص رواية الطبرسي في (الاحتجاج) (ص70، 77) عن أبي ذر، وقد سقناها في المقدمة أيضا.(66/404)
ونحن بهذا نريد بيان زيف ادعاءه هذا الموسوي سواء احتج على دعواه بروايات أهل السنة، أو روايات الشيعة، أما أهل السنة فقد قدمنا عدم صحة ذلك عندهم وإنما روها ليبينوا ضعفها وسقوطها عن الاحتجاج كما سبق. وأما الشيعة فإن رواياتهم في جمع علي رضي الله عنه للقرآن هي ما ذكرناه مما فيه التصريح بتحريف هذا القرآن الذي بين أيدينا، وهذا كاف لتكذيب كل هذه الروايات والطعن فيها وفيمن يقبلها عند كل مسلم.
وأظن هذا السبب هو الذي دعا عبد الحسين هذا إلى عدم سوق رواية واحدة بلفظها لما فيها من النكارة، بل والكفر الصريح فاكتفى بالإشارة فقط، وأظن أن ما قدمناه كاف ليكشف زيف قوله وبطلانه.
وثاني ما نرد به دعواه من تقدم علي بتدوين العلم، ردا تفصيليا هو على قوله: (وبعد فراغه من الكتاب العزيز ألف لسيدة نساء العالمين كتابا كان يعرف عند أبنائها الطاهرين بمصحف فاطمة يتضمن أمثالا وحكما، ومواعظ وعبرا، وأخبارا ونوادر توجب لها العزاء عن سيد الأنبياء أبيها صلى الله عليه وسلم ) إ.ه.
قلت: وها هو يراوغ ويخادع مرة أخرى، فإن مصحف فاطمة المزعوم هذا ليس إلا ما تدعيه الرافضة من القرآن الذي سوف يظهره المهدي حين خروجه –بزعمهم-، وهو أمر مشهور معروف من مذهبهم لكن عبد الحسين هذا يحاول التمهيد للتملص من هذا الكفر الصريح الذي أقر به أئمته ممن قدمنا نقولات عن كتبهم في مقدمتنا، فادعى هنا أن هذا المصحف فيه أمثال وحكم ومواعظ، وهو ما لم يقله أحد من سلفه أبدا، ويدلك عليه سوقه لما قاله من دون عزو لأحد الأمر الذي يبين انفراده بما ادّعى.(66/405)
ثم إنا لو أردنا تقصّي مصدر دعوته هذه كما هو المفروض منه أن يبينه، لما وجدنا لهذا المصحف المزعوم أي ذكر في أيّ من كتب أهل السنة. ثم لو ذهبنا إلى كتب الشيعة الرافضة لما وجدناهم كذلك يذكرون هذا المصحف –المكذوب- إلا حين الكلام في تقرير أصلهم الكفري الفاسد من تحريف القرآن ونقصانه بل ويصرحون يذلك، مثل الرواية التي نقلناها في المقدمة عن (الكافي) (كتاب الحجة) (باب ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة ) (1/239-241) عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام –فساقه بطوله، وفي آخره: - قال أبو عبد الله: (وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام، وما يدريهم ما مصحف فاطمة؟ قال: قلت: وما مصحف فاطمة؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ). فهذا صريح في أن المقصود به هو القرآن الذي يزعمون أن المهدي سوف يظهره بنفس تسميته هذه (مصحف فاطمة) كما هو صريح من رواية الطبرسي في (الاحتجاج) (ص223). وقد قال في الرواية التي سقناها: (مثل قرآنكم) وهو يبطل دعوى هذا الموسوي أن فيه أمثالا وعبرا. بل هو بزعمهم مثل القرآن لا بمحتواه طبعا وإنما بقيمته وأهميته ومكانته، فضلا عن أنه بديل عنه لأنه قال: (قرآنكم) ولم يقل قرآننا. فلعنة الله على من وضع هذا أو رواه أو قبله أو حاول الإشارة إليه، مثل هذا الموسوي الذي لا يستحي فيذكر شناعتهم هذه مفتخرا بها أنهم أول من دون العلم، لا بل هم أول من كذب على الله ورسوله من هذه الأمة، فحسبنا الله ونعم الوكيل.(66/406)
وثالث احتجاجاته هنا على تقدم علي في تدوين العلم ما قاله: (وألَّف بعده كتابا في الديّات وسماه بالصحيفة )ثم استدل عليه بما أخرجه البخاري (6755) –و اللفظ له-، ومسلم (1370)، والإمام أحمد في (مسنده) (1/151، 119، 100) عن علي رضي الله عنه أنه قال: (ما عندنا كتاب نقرؤه إلا كتاب الله غير هذه الصحيفة –قال: - فأخرجها فإذا فيها أشياء من الجراحات وأسنان الإبل، قال: وفيها المدينة حرم ما بين عير الى ثور، فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين... ). وله ألفاظ أخرى عند البخاري(7300، 6915، 6903، 3179، 3172، 3047، 1870، 111) وغيره أيضا قد قدمنا الإشارة إليها في آخر الرد على المراجعة (82)، وبينا هناك ما فيه من الدلائل على إنكار علي رضي الله عنه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد أختصه بشيء دون غيره من الصحابة وهو حجة على الشيعة بلا شك، فضلا عن أن هذا النص الذي ساقه عبد الحسين هذا (ما عندنا كتاب نقرؤه إلا كتاب الله غير هذه الصحيفة ) حجة عليه في إبطال ما كان زعمه من مصحف فاطمة وكتابة علي للقرآن بما يشبه تفسيره، وهو من تناقضات هذا الموسوي الواضحة الفاضحة.
أما هذه الصحيفة التي ذكرها علي رضي الله عنه بقوله السابق فليس في حديثه تصريح بأنه كتبها في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قاله الحافظ في (الفتح) (1/279)، ومع ذلك حتى على افتراض أنه كتبها في حياته صلى الله عليه وسلم فلم ينفرد هو بذلك كما قدمنا بل شاركه بذلك صحابة آخرون مثل عبد الله بن عمرو وغيره، وهذا ما ينقض تقرير هذا الموسوي انفراد علي بتدوين العلم في الصدر الأول، وقد تقدم تفصيل ذلك.(66/407)
ثم استدل هذا الموسوي لدعواه بقول ابن شهر آشوب: ( أول من صنف في الإسلام علي بن أبي طالب ثم سلمان الفارسي ثم أبي ذر ) إ.ه. وهو لا حجة فيه على أهل السنة فقد قدمنا الثابت الصحيح من ذلك في عدم انفراد علي بالتدوين هذا إن صح تقدمه فيه، ثم إن هذه الدعوى لم يبين لنا مصدرها في أي كتاب هي لابن شهر آشوب حتى ننظر في ثبوتها، فضلا عن أن ابن شهر آشوب هذا هو (رشيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن شهر آشوب السروي المازندراني) لا حجة بقوله عند أهل السنة، فهو من أئمة الشيعة ومؤرخيهم، مات سنة (588) بحلب، له ترجمة في (الكنى والألقاب ) للعباسي القمي (1/321).
ومثل دعواه هذه في عدم ثبوتها وحجيتها على أهل السنة ما ذكره بعد ذلك من أسماه من زعم تدوينهم للعلم في زمن الصحابة مثل أبي رافع وابنيه علي وعبيد الله، وربيعه بن سميع وعبد الله بن الحر الفارسي والأصبغ بن نباته وغيرهم، فكل هذا لم يثبت وهو محض افتراء وكذب فضلا عن أن منهم من هو مطعون به مثل الأصبغ بن نباته الذي تقدم ذكر أقوال الأئمة فيه عند الكلام على الحديث (9) من المراجعة (48).(66/408)
لكن لا بد من التنبيه على ما في كلام هذا الموسوي من الكذب الصريح حين قال عن عبيد الله بن أبي رافع: ( ألَّف عبيد الله هذا كتابا فيمن حضر صفين مع علي من الصحابة، رأيت ابن حجر ينقل عنه كثيرا في إصابته ) ثم أحال في الهامش (5/335) إلى ترجمة جبير بن الحباب بن المنذر الأنصاري من (الإصابة) وكل من رجع الى ترجمة جبير هذا في (الإصابة) (رقم1088) علم مقدار افتراء هذا الموسوي على ابن حجر في دعواه تلك، ذلك أن ابن حجر لم ينقل من كتاب عبيد الله أبدا بل لم يره وهو غير معروف وإنما قال ابن حجر عن جبير: (... وذكره مطين في الصحابة وقال أنه في سير عبيد الله بن أبي رافع في تسمية من شهد صفين في علي من الصحابة، أخرجه الباوردي والطبراني عن مطين... ) هذا هو نص كلام ابن حجر نقلناه ليُعلم مدى جرأة هذا الموسوي على الكذب بزعمه نقل ابن حجر كثيرا -!! – من كتاب عبيد الله المزعوم ذاك.
أما الفقرة الثالثة من مراجعة عبد الحسين فقد زعم فيها انتشار مذهبهم في عصر التابعين وازدياد أتباعهم مستدلا بذكر عدد من الرواة والمؤلفين منهم، سنجاريه في استعراضهم مع التعليق بما ينقض كلامه، لكن قبل ذلك قال هذا الموسوي عن أهل ذلك العصر: (... فاندفعوا إلى موالاة الإمام علي بن الحسين زين العابدين، وانقطعوا إليه في فروع الدين وأصوله، وفي كل ما يؤخذ من الكتاب والسنة من سائر الفنون الإسلامية ) إ.ه.
قلت: فأين إثبات هذا يا كاذب؟ ونحن لا نريد الطعن بزين العابدين بل هو عندنا ثقة ثبت عابد فقيه فاضل مشهور، لكنه ليس متفردا بذلك بل هو أحد أئمة الهدى في عصره، وله نظراء في فقهه وعلمه وعبادته، مثل سعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعروة بن الزبير بن العوام وغيرهم ليس هذا موضع سردهم بل المقصود بيان عدم إمتياز علي بن الحسين بشيء عن هؤلاء وإنما هم كلهم أئمة يُرجع إليهم ويقتدى بهم.(66/409)
ثم ذكر هذا الموسوي عددا من رواتهم مبتدئا بإبان بن تغلب وأبي حمزة الثمالي بن دينار، وقد تقدما في المراجعة (16) بالرقمين (11، 1) فراجع حالهما مفصلا هناك فلا حاجة لإعادته. لكن هذا الموسوي قد عرّض بالطعن بالإمام البخاري عند كلامه عن إبان، فقال: ( ولا يضره عدم احتجاج البخاري به، فإن له أسوة بأئمة أهل البيت، الصادق والكاظم والرضا والجواد التقي والحسن العسكري الزكي، إذ لم يحتج بهم، بل لم يحتج بالسبط الأكبر سيد شباب أهل الجنة، نعم احتج بمروان بن الحكم وعمران بن حطان وعكرمة البربري وغيرهم من أمثالهم )إ.ه.
وهذه دعوى سفهاء ما عندهم حظ من علم، فإن الإمام البخاري لم يرو لبعض أئمة أهل البيت ليس لعدم رضائه عنهم بل لكثرة الكذابين عنهم من شيعتهم طبعا، الأمر الذي جعل الوصول إليهم والوثوق بما ينقل عنهم متعذرا، والبخاري لإمامته في الحديث والعلم ودقته في شروطه التي اشترطها في كتابه لم يخرج مثل هذه الأكاذيب فيُضِّل بها الناس كما يفعل أئمة الشيعة قبحهم الله.(66/410)
وقد قدمنا خلال الرد على المراجعة (14) موقف أهل السنة من رواة أهل البدع عموما، ومن أهل التشيع والرفض خصوصا مدعما بأقوال أئمة هذا الشأن فراجعه، ونجتزئ منه هنا تلك المقارنة التي بينها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بين حديث الخوارج وبين حديث الشيعة الروافض، من كلامه في رسالته (الفرقان بين الحق والباطل ) (ص23)، ونصه: ( ولهذا لا يوجد في فرق الأمة من الكذب أكثر مما يوجد فيهم –يعني الروافض- -، بخلاف الخوارج فإنه لا يعرف فيهم من يكذب، والشيعة لا يكاد يوثق برواية أحد منهم من شيوخهم لكثرة الكذب فيهم، ولهذا أعرض عنهم أهل الصحيح فلا يروي البخاري ومسلم أحاديث علي إلا عن أهل بيته كأولاده مثل الحسن والحسين ومثل محمد ابن الحفية وكاتبه عبيد الله بن أبي رافع... ) ونقلنا هناك نصوصا من كتبهم تأمر بالكذب والنفاق والتظاهر بخلاف الواقع، الأمر الذي يرفع الثقة مطلقا بكل مروياتهم، فلهذا لم يخرج البخاري وغيره من أئمة أهل العلم أحاديث بعض أئمة أهل البيت لأنها لم تروَ إلا من طريق هؤلاء الرافضة الكذابين، فراجع تلك النصوص فيما أشرنا إليه، ونزيدها هنا بما جاء في (عيون الأخبار) وهو من كتب الشيعة، لعماد الدين القرشي (طبعة دار الأندلس –بيروت) (4/291) أن العيص بن المختار سأل الصادق (ع): (ما هذا الاختلاف الذي بين شيعتك؟ ربما أجلس في حلقتهم في الكوفة فأكاد أشك لاختلافاتهم وأحاديثهم... قال (ع): أجل هو ما ذكرت، إن الناس أغروا بالكذب علينا حتى كأن الله عز وجل افترض عليهم لا يريد منهم غيره... وذلك بأنهم لا يطلبون دينا وإنما يطلبون دنيا ) إ.ه.(66/411)
ثم إن كان البخاري لم يحتج بهؤلاء المذكورين (الصادق والكاظم والرضا وغيرهم ) لبغضه لهم ولأئمة أهل البيت كما يحاول الوصول إليه هذا المفتري. فما بال البخاري إذن قد احتج بعلي رضي الله عنه نفسه والحسين ابنه وعلي بن الحسين (زين العابدين) ومحمد الباقر؟ فهذا مما يبطل محاولة هذا المخادع عبد الحسين بإظهار الإمام البخاري بمظهر من ناصب أهل البيت العداء.
وأما عدم احتجاجه بالحسن بن علي رضي الله عنهما فهو باطل، فإن البخاري لم يخرج للحسن حديثا لا لعدم احتجاجه به بل لنفس السبب السابق من عدم تحصيل البخاري لإسناد صحيح موثوق يوصله إلى الحسن فيروي عنه، وإلا فقد روى البخاري في صحيحه من أحاديث فضائل الحسن بالخصوص ما يكفي لإخراس هؤلاء السفهاء، كما في الأحاديث (3753، 3752، 3750، 3749، 3747، 3746) في الباب الذي عقده هناك ( باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما )
وما أخرجه له من الفضائل أكثر مما أخرجه لأخيه الحسين رضي الله عنهما، فلو كان ما يحاول الوصول إليه هذا المفتري عبد الحسين في كلامه عن الإمام البخاري صحيحا لما أخرج البخاري أبدا حديث أخيه الحسين، وهو عند أعداء أهل البيت أبغض من الحسن، بل إن الحسن لا يبغضه أحد لما علم من محبته للإصلاح وثناء النبي صلى الله عليه وسلم عليه لذلك، فكيف يخرج البخاري حديث الحسين ثم لا يخرج حديث الحسن بدعوى بغضه لأئمة أهل البيت؟ هذا والله من السفاهة والجهل بمكان.(66/412)
وأما من ذكرهم من أئمة أهل البيت، فقد قدمنا عن الصادق ما ثبت من كثرة الكذب عليه الأمر الذي وعّر على المحدثين طريق الوصول إليه، وهو ما نقلناه ليس من كتب أهل السنة فحسب بل من كتب الشيعة أنفسهم. ومن سوى الصادق كالكاظم والرضا وغيرهم فهو في الأصل مقلون من الرواية، فضلا عن تأخر بعضهم كالحسن العسكري بما لم يحتج إليه البخاري في مروياته، ثم هم كذلك قد أحيطوا بزمرة من الكذابين نسبت إليهم ما لم يسمعوا هم ولا آباؤهم. كما قال الحافظ الذهبي في ترجمة علي الرضا من (الميزان) (3/158) ( إنما الشأن في ثبوت السند إليه، وإلا فالرجل قد كذب عليه ووضع عليه نسخة ) ومثله قرره الحافظ ابن حجر في ( التقريب ) فقال: (والخلل ممن روى عنه )، ونقل أيضا في (التهذيب) عن ابن السمعاني قوله: ( والخلل في رواياته عن رواته فإنه ما روى عنه إلا متروك... وكان الرضا من أهل العلم والفضل مع شرف النسب ).
هذا هو السبب في عدم إخراج البخاري الحديث هؤلاء المذكورين، أما إخراجه لحديث الآخرين الذي ذكرهم هذا الموسوي كعمران بن حطّان وعكرمة ومروان بن الحكم فقد قدمنا خلال الكلام على المراجعة (14) موقف أهل السنة من أحاديث المبتدعة عموما الذي يشمل هؤلاء وأمثالهم، وهو من أكبر الأدلة على إنصاف أهل السنة، فضلا عن أن هؤلاء لم يخرج لهم البخاري ما يقوي بهم بدعتهم وأهواءهم كما بينه الحافظ في (الفصل التاسع ) من فصول مقدمة شرحه لصحيح البخاري عند ترجمته هؤلاء وأمثالهم. وراجع أيضا ما قلناه وأشرنا إليه من الموازنة بين حديث الخوارج وبين حديث الروافض من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره.(66/413)
وآخر ما عندنا هنا بيان تناقض هذا الموسوي في اتهامه البخاري –أو محاولته ذلك- هنا مع ما كان قاله في المراجعة (14) ونصه: ( وفي شيوخ البخاري رجال من الشيعة نبزوا بالرفض ووصموا بالبغض، فلم يقدح ذلك في عدالتهم عند البخاري وغيره حتى احتجوا بهم في الصحاح بكل ارتياح ). وهو ما كنا رددنا عليه في حينها وبينا زيفه أيضا.
ثم ذكر هذا الموسوي أربعة من رجالهم ممن صحب محمدا الباقر وابنه جعفرا الصادق وهم ( بريد بن معاوية العجلي، وأبو بصير الأصغر ليث بن مراد البختري المرادي، وأبو الحسن زرارة بن أعين، وأبو جعفر محمد بن مسلم بن رباح الكوفي الطائفي الثقفي) وادعى أنهم أحيوا ذكر أهل البيت وعلمهم وأنهم الأمناء على حلال الله وحرامه، وغير ذلك مما نسب ولفق على الصادق وأبيه الباقر من مدح هؤلاء الأربعة, ولا نريد الإكتفاء ببيان زيف أوصافهم هذه من كتب أهل السنة بل أيضا من كتب الشيعة أنفسهم. أما كتب أهل السنة فهؤلاء الأربعة عندهم غير معروفين وليس لهم ذكر في حملة العلم ورواته فضلا عن أمانتهم ووثاقتهم المزعومة، ومن عُرف منهم مثل زرارة فإنما عُرف بكذبه وسوء حاله كما تقدم الكلام على زرارة في ترجمة أخيه حمران بن أعين في المراجعة (16) (برقم24) فليراجع.
وأما كتب الشيعة فقد قدمنا خلال تلك الترجمة أيضا ما روته من لعن جعفر الصادق لزرارة بن أعين هذا صريحا، ومثله أيضا ما رواه الكشي (ص134) من لعن الصادق لبريد العجلي هذا. وأما أبو بصير فقد قالوا: إن الكلاب كانت تشغر في وجه أبي بصير، كما جاء ذلك في (رجال الكشي) (ص155) وقد بينا قيمة (رجال الكشي) عندهم في مقدمتنا.(66/414)
وبعد هذا الذي نقلناه من كتبهم والذي أشرنا إليه تعلم تفاهة قول عبد الحسين هذا حين أراد تعليق الطعن بهؤلاء الرواة بغير كتبهم فقال: ( ومع ذلك فقد رماهم أعداء أهل البيت بكل إفك مبين ) فمن هم أعداء أهل البيت يا ترى؟ هل إن جعفرا الصادق الذي كذّب هؤلاء الرواة ولعنهم منهم؟ أم هل أن الكشي الذي روى ذلك منهم؟ أم هل أن عبد الحسين هذا الذي افترى ذلك منهم؟؟
ثم عرّج هذا الموسوي إلى أصحاب جعفر الصادق، فقال: (نبغ من أصحاب الصادق جم غفير وعدد كثير كانوا أئمة هدى ومصابيح دجى... ) قلت: وجعفر الصادق هو نفسه الذي نقلنا عنه قريبا من كتب الشيعة أنفسهم إقراره بكثرة الكذب عليه، وليس ذلك مجملا فقط بل قد جاء مفصلا في كتبهم بذكر رواة معينين هم في الحقيقة عمدة الروافض كما قد قدمنا عن زرارة وأبي بصير وبريد العجلي وأبي حمزة الثمالي، ونزيد عليهم بما جاء في رواية الكشي في (رجاله) (ص257-258) عن جعفر الصادق قوله: ( إنا أهل بيت صادقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا فيسقط صدقنا بكذبه عند الناس –ثم أخذ يسرد مَن كَذب على آبائه حتى انتهى الى أصحابه فذكر المغيرة بن سعيد وبزيعاً والسري وأبا الخطاب ومعمرا وبشارا الأشعري وحمزة اليزيدي وصائبا النهدي فقال:- لعنهم الله، إنا لا نخلو من كذاب يكذب علينا، كفانا الله مؤونة كل كذاب وأذاقهم الله حر الحديد ).(66/415)
وما أعاد ذكره بعد ذلك من الأصول الأربعمئة ليس عنده ما يثبتها به وإنما هي دعوى مجردة، مع إن كلامه هنا فيه ما يشعر أنها لا وجود لها عندهم الآن وإنما فقط لما يدعى من مختصراتها من الأصول الأربعة وهي: ( الكافي، وتهذيب الأحكام، والاستبصار، ومن لا يحضره الفقيه ) التي ادعى أنها متواترة مقطوع بصحتها عندهم وقد تقدم نقض دعواه هذه خلال الرد على المراجعة (12) عند الكلام على قوله تعالى (وكونوا مع الصادقين ) وبينا هناك بإقرار حجتهم المعتمد أبي القاسم الخوئي بطلان مثل هذا القول وأنه لم يثبت صحة جميع هذه الروايات عندهم، مع ما أسلفناه في المقدمة من النقول الموثوقة من (الكافي) التي توجب إسقاط الكتاب بالكلية لما فيه من الكفر والمنكرات مثل القول بتحريف القرآن، والبداء معناه القدح في علم الله تعالى، والغلو الشنيع في الأئمة، وقريبا سردنا عددا من تراجم أبواب الكافي ذاك التي تكفي لمعرفة ما فيه من غلو
فاحش في أئمتهم.
فإن أصرّ الرافضة على صحة جميع روايات (الكافي) مع باقي الكتب الأربعة فيلزمهم الإقرار بهذا الكفر الذي تحويه، وإن أنكروه لزمهم الطعن في أهم مصادرهم التي عليها يعولون وبها يجعجعون.(66/416)
ثم ذكر هذا الموسوي أحد أسلافهم الضّالين، وهو هشام بن الحكم مولى كندة، وقد عاصر جعفرا الصادق رحمه الله، واتفق الشيعة على ثقته وإمامته عندهم رغم ما عنده من الأباطيل التي ينكرونها هم قبل غيرهم، مثل قوله بالتجسيم كما سيأتي. لكن هذا الموسوي قد قال ما يدل على جهله الفظيع أو غشه وخداعه – وهو الأرجح – حين وصف هشاما بأنه ( كان في مبدأ أمره من الجهمية )و هذا ما لم يقله أحد، لا من أهل السنة ولا من الشيعة ممن تكلم في الفرق وأصحابها، فضلا عن ما عند هشام هذا مما يناقض تماما مذهب الجهمية مثل القول بالتجسيم الذي سنبين ثبوته عن هشام إن شاء الله فيما يأتي، ومثل القول بالقرآن ورؤية الله في الآخرة وغير ذلك مما تجده منقولا عن هشام في كتب الملل والنحل أو غيرها – أنظر على عجل (منهاج السنة) (1/16)-.
وكل هذا يبين بطلان دعوى هذا الموسوي بأن هشام كان في أول أمره من الجهمية، فإن كان هناك شيء يجمع هشاما مع الجهمية فليس هو إلا انحراف كليهما عن الجادة والغلو في البدعة، كما قاله الأستاذ محب الدين الخطيب رحمه الله في تعليقه على (المنتقى) (ص25).(66/417)
أما قول هشام بالتجسيم الذي حاول–عبثا-إنكاره عبد الحسين هذا فهو ثابت عنه لم يختلف في ذلك بين أهل السنة والشيعة، وهو أول من عرف عنه في الإسلام قوله أن الله جسم – كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (المنهاج) (1/16)- وأظن السبب في هذا الإنكار أن أئمة الرافضة الأوائل كانوا مشبهة مجسمة كهشام بن الحكم هذا وهشام بن سالم الجواليقي ويونس بن عبد الرحمن القمي وغيرهم حتى أواخر القرن الثالث حين دخل بعض أئمتهم في كثير من أقوال المعتزلة كابن النوبختي وغيره، وقد أوضح هذا التغير في سلفهم غير واحد من الأئمة، مثل شيخ الإسلام ابن تيمية فقد قال في (المنهاج) (1/16) ( وكان متكلمو الشيعة وأمثالهم يزيدون في إثبات الصفات على مذهب أهل السنة بما يقوله أهل السنة والجماعة، فلا يمنعون من القول بأن القرآن غير مخلوق وأن الله يُرى في الآخرة، وغير ذلك من مقالات أهل السنة والحديث، حتى يبتدعون في الغلو في الإثبات والتجسيم والتنقيص والتمثيل ما هو معروف من مقالاتهم التي ذكرها الناس، ولكن في أواخر المئة الثالثة دخل من دخل من الشيعة في أقوال المعتزلة؛ كابن النوبختي صاحب كتاب الآراء والديانات وأمثاله، وجاء بعد هؤلاء المفيد بن النعمان وأتباعه، ولهذا نجد المصنفين في المقالات ؛ كالأشعري لا يذكرون عن أحد من الشيعة أنه وافق المعتزلة في توحيدهم وعدلهم إلا بعض متأخريهم. وإنما يذكرون عن قدمائهم التجسيم وإثبات القدر وغيره).
قلت وهذا الذي قاله شيخ الإسلام عن الأشعري ثابت في كتابه (مقالات الإسلاميين) حين ذكر الفرقة السادسة من الرافضة، الذين ينفون التجسيم قال (1/105): ( وقالوا في التوحيد بقول المعتزلة الخوارج، وهؤلاء قوم من متأخريهم، فأما أوائلهم كانوا يقولون ما حكينا عنهم من التشبيه ) إ.ه.(66/418)
وهذا يبين حقيقة سلف الشيعة الرافضة ومنهم هشام هذا وإن القول بالتجسيم ثابت عنه، حتى أن الأشعري في كتابه (مقالات الإسلاميين) (1/102-105) ذكر فرق الروافض في التجسيم وأولها الهشامية أتباع هشام بن الحكم هذا ونقل أقواله الشنيعة في أن الله جسم له طول وعرض وعمق –تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا- ولم ينقل نفي التجسيم عندهم إلا عن الفرقة السادسة الأخيرة وهم من متأخريهم كما قدمنا.
ثم أن ما قاله الشهرستاني عن هشام هذا لم ينفرد به كما سلف، ولم يقله إدعاءً بلا ضابط بل قد نقل هناك في كتابه (الملل والنحل) (2/21-22) (هامش الفِصَل) عن هشام من أقوال التجسيم ما لا يصح إنكار نسبته إليه مثل قوله ( هو جسم ذو أبعاض ) أو قوله ( هو سبعة أشبار بشبر نفسه ) أو قوله ( إن الله تعالى مماس لعرشه لا يفضل منه شيء عن العرش ولا يفضل عن العرش شيء عنه ) وغير ذلك من الأقوال الشنيعة لهشام هذا الذي وصفه هذا الموسوي بقوله: ( وكان هشام أعلم أهل القرن الثاني في علم الكلام والحكمة الإلهية ) وقال عنه أيضا: ( وهو ممن فتق الكلام في الإمامة وهذّب المذهب بالنظر ) وهذا يبين سبب قبولهم لهشام، فما دام قد أثبت الإمامة ونصر مذهبهم فهو مقبول عندهم حتى إن كان يقول بتلك الأقوال الكفرية السالفة.
والمهم أن ما قاله الشهرستاني في حق هشام بن الحكم ثابت عنه، فلا معنى لمشاغبة عبد الحسين هذا في إنكاره، وطعنه في الشهرستاني مع أنه حجة في الملل والنحل وقد اعتمد على قوله هذا الموسوي في غير موضع من كتابه، لكنه في هذه المراجعة لم يَرُق له كلامه فردّه من غير حجة ولا بينة.(66/419)
ومن نظر في كلامه وجده قد استند في رده كلام الشهرستاني في هشام على ثلاثة أمور، أولها: ما زعمه من معرفتهم بأحواله وأقواله فقال: ( ونحن أعرف بمذهبه وفي أيدينا أحواله وأقواله وله في نصرة مذهبنا من المصنفات ما أشرنا إليه، فلا يجوز أن يخفى علينا من أقواله – وهو من سلفنا وفرطنا – ما ظهر لغيرنا مع بعدهم عنه في المذهب والمشرب ) إ.ه.
قلت: هذا تمويه وتضليل، فإن كونه من سلفهم لا يعطيهم فضلا في معرفة حاله على من سواهم، وإنما الفضل لأصحاب العلم بالمقالات والملل والنحل، الذين قدمنا اتفاقهم على قول هشام في التجسيم، فإن شاغب أحد أن تلك الكتب هي لأهل السنة ولا حجة فيها على الشيعة، قلنا قد وجدنا ذلك صريحا أيضا في كتب الشيعة المعتمدة، بل في كتبهم الأصول، ويكفي لإثبات ذلك الرجوع لأعظم أصولهم المعتمدة وهو كتاب (الكافي) الذي يقدسه هذا الموسوي كما مرّ في كلامه عند المراجعة (14)، فقد نقل الكليني في (الكافي) (1/104-106) ( دار الكتب الإسلامية) ست روايات فيها التصريح بإثبات قول هشام بأن الله جسم، وذلك في الباب الذي عقده الكليني بعنوان (باب النهي عن الجسم والصورة ) وفي تلك الروايات كلها تجد صراحة قول هشام بالتجسيم، وطعن كل من جعفر الصادق وموسى الكاظم به، حتى أنه في إحدى تلك الروايات (ص106) تجد قول موسى الكاظم عنه صريحا: ( قاتله الله، أما علم أن الجسم محدود والكلام غير المتكلم، معاذ الله وأبرأُ الى الله من هذا لقول... ).(66/420)
فنحن نقول لهؤلاء الشيعة الرافضة: هذه نصوص صحيحة عندكم في كتبكم المعتمدة، ومقتضى ذلك أن نسبة القول بالتجسيم إلى هشام ثابتة عندكم أيضا، فلم يبق لكم إلا أن تقولوا أن الخطأ ناشئ من عدم فهم كلام هشام، وأنه لم يعن حقيقة التجسيم، فإن قلتم ذلك أبطلناه بأن هذا غير ممكن لمجيء ذلك عن هشام من طرق كثيرة وبأشخاص عديدين يمتنع اتفاقهم في سوء الفهم، هذا أولا. وثانيا: قد ردّ قول هشام في التجسيم أئمتكم المعصومون –بزعمكم- كما نقلتموه في كتبكم تلك، فهل أخطأ فهم كلامه أئمتكم هؤلاء أيضا؟
والمهم أن ما جاء في (الكافي) هو كاف فعلا لرد دعوى عبد الحسين هذا بأنه لم يثبت عندهم عن هشام هذا. وبه أيضا تعلم سخف قول هذا الموسوي أيضا: ( ورماه بالتجسيم وغيره من الطامّات مريدو إطفاء نور الله من مشكاته حسدا لأهل البيت وعدوانا ) إ.ه.
وقد قدمنا أن هذا ما نسبه إليه أئمتهم في كتبهم الأصول المعتمدة قبل أهل السنة، فهل الكليني أو من روى عنه هم الذين عناهم عبد الحسين هذا بمريدي إطفاء نور الله؟؟
الأمر الثاني: ما زعمه من أن عبارة هشام المنقولة عند الشهرستاني لا تدل على قوله بالتجسيم، وهو يعني ما نقله الشهرستاني من مناظرة هشام مع العلّاف، لكنا نقول: حتى لو تجاوزنا عن هذه المراوغة، فإن الشهرستاني قد نقل هناك أيضا (2/21-22) (هامش الفِصَل) عددا من الأقوال عن هشام صريحة في إثبات التجسيم، مثل ما نقله عن الكعبي أنه قال له وهو يصف الله تعالى: ( هو جسم ذو أبعاض ). ومثل قول هشام أيضا: ( هو سبعة أشبار بشبر نفسه ) وغير ذلك مما يتعالى عنه ربنا تقدس اسمه، لكن عبد الحسين هذا كعادته ودأبه كتم كل ذلك ولجأ الى ما ظنه يعينه في تمويهه وغشه هذا، فحسبنا الله ونعم الوكيل.(66/421)
والأمر الثالث الذي استند إليه في الإنكار قوله: ( على أنه لو فرض ثبوت ما يدل على التجسيم عن هشام فإنما يمكن ذلك عليه قبل استبصاره، إذ عرفت أنه كان ممن يرى رأي الجهمية ثم استبصر بهدي آل محمد ) إ.ه.
قلت: وهذا كما قدمنا يدل إما على جهلة الفظيع أو غشه وخداعه، فإن كل من كان له أدنى علم بالفرق والملل والنحل علم بعد الجهمية عن التجسيم، وأن أساس مذهب الجهمية مبني على إنكار التجسيم، بل إنكار الصفات بالكلية، فكيف يسوغ لهذا الجويهل التخلص مما نسب الى هشام من التجسيم بحمله على قول الجهمية الذي كان عليه أولا؟؟ وقد قدمنا أيضا بعض ما عند هشام هذا مما يناقض تماما مذهب الجهمية.
وإذ أبطلنا كل مستند هذا الموسوي في إنكاره علمنا صدق ما نسب الى هشام بن الحكم من أنه أول من قال بأن الله جسم، فما هو موقف الشيعة من سلفهم هشام بن الحكم بعد هذا الذي ثبت عنه؟
ثم قول هذا الموسوي أيضا: ( لم يعثر أحد من سلفنا على شيء مما نسبه الخصم إليه... مع إنا قد إستفرغنا الوسع في البحث عن ذلك ) إ.ه.
وإني لا أدري هل في الدنيا مثل هذه المكابرة والغش، بل والكذب؟ فهل إن عبد الحسين هذا لم يعلم بالكافي وما فيه؟ أم هل هو غير مصدق بمحتواه؟ أم هو الإفك والبهتان؟!(66/422)
ثم سائر ما ذكر في آخر مراجعته هذه من أسماء مؤلفيهم وكتبهم لا يلزمنا بشيء، فإن عندنا نحن أهل السنة والجماعة من الأئمة والمؤلفات للأعلام ما يفوق ما ذكره، بل ما يفوق ما عندهم قاطبة، وهم من أئمة الهدى والعلم أتباع السلف الصالح بحق ممن كانوا حملة لدين الله تعالى ومؤيدين لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم منذ أن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم الى يومنا هذا، الذين لا يضيرهم طعن من طعن بهم من أهل الأهواء والبدع كالرافضة هؤلاء وغيرهم، أو من الكفار والملحدين كاليهود والنصارى الذين هم أسياد الرافضة وموجهيهم. وحسبنا نحن أهل السنة والجماعة حين كذبنا هؤلاء الروافض وطعنوا في أئمتنا وكفروا بمذهبنا أن نتلو عليهم قوله تعالى: (فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين ).
اللهم اشهد إننا متبعون لأولئك الأئمة الهداة المهديين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، من الذين حملوا دينك وأدّوه إلينا، الذين بهم حفظت كتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم، وإننا نبقى ندعو لنا ولهم بما علمتنا في كتابك ( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ).
المراجعة (111): س:
-كذب هذا الموسوي على شيخ الأزهر فادعى أنه سلّم له بكل ما ألقى إليه من الأباطيل في مراجعاته كلها، وأنه بعد ذلك أقرّ بأن الشيعة هم كما يدّعون مقتدون بأهل البيت في الفروع والأصول.
المراجعة (112): ش:
أغدق الثناء والمدح على شيخ الأزهر لا لذاته وإنما لما ادعاه من تسليمه له بكل الأباطيل الواردة عنده، وأنه فعل ذلك بعد التحقيق والتدقيق بزعمه.
الرد على المراجعتين (111) و(112):(66/423)
يكفي تكذيب ما قاله النظر في ردّنا عليه في أية مراجعة من مراجعاته فضلا عن جميعها، الذي يقرر عند كل منصف بُعد الشيعة الرافضة عن أهل البيت والإقتداء بهم، وأن ما في كلامه من الأكاذيب الصريحة أو الافتراء في النقولات أو التغيير فيها كاف لرفع الثقة بكل كتابه هذا، ولله الحمد.
ومن أراد العجلة في التيقن مما نقلناه فدونه النظر في الملخص الملحق في آخر كتابنا يعطيه فكرة ولو بسيطة عن محتواه من الأكاذيب والافتراءات.
ولو كان ما نسبه إلى شيخ الأزهر صحيحا فلِمَ لم يصبح شيعيا؟؟! هذا ما نكتفي به في ردنّا هنا، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
الخاتمة
( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ).
( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتها وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ).
( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ).
وبعد..(66/424)
فما كنا لنهتم بكتاب المراجعات هذا، ونصرف له هذا الجهد والوقت، لولا إنا قد وجدناه أصلا مهما عند هذه الطائفة الضّالة، بل لا نبتعد عن الصواب إن قلنا أنه من أهم أصولهم المعتمدة في عصرنا الحاضر، ذلك أنه قد جمع أعظم الشُبه التي وردت في كتب أسلافه، وفصلها وتظاهر بالاحتجاج لها بما يوهم الدهماء بالإسلوب العلمي – وهو أبعد ما يكون عنه – ثم كان مرجعا لكل ما أعقبه من كتبهم التي يحاولون بها النيل من أهل السنة، حتى أن من أخطر كتبهم في عصرنا تلك السلسلة التي صدرت بإسم ذلك الشخص، المدعو محمد التيجاني السِّماوي ( ثم أهتديت، لأكون مع الصادقين، فاسألوا أهل الذكر... )، وهي كلها في الحقيقة إعادة لعرض الشُبه التي إفتراها عبد الحسين صاحب المراجعات، لكن بإسلوب جديد خبيث، فكان هذا دافعا للإهتمام بالردّ على (المراجعات) وما سلف من التفصيل في ذلك والتطويل رغبة في إظهار الحق بأنصع الأوجه وطمس الباطل وكشف عواره بأقوى مضادّه.
ونحن على يقين بحمد الله بأن ما أسلفناه من الرد كاف لنقض شبهات الشيعة الرافضة ليس فقط من هذا الكتاب بل من جميع كتبهم، على الأقل إن لم يكن ردا مباشرا فهو يعين في تحديده وتوجيهه.
ومن أجل هذا فإننا نرجو الله أن يثبتنا عليه، ويدّخر لنا أجره يوم نلقاه، فإن الذّبّ عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته لهو من أجل القربات عند الله، خصوصا في زماننا هذا الذي كادت السنة فيه أن تموت، لشدة ما أعدّ لها من الكيد من أعدائها، لولا أن قيّض الله لنا من أهل العلم والإيمان من يرشدنا إليها ويفهمنا إيّاها.
اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك، وطلبا لمرضاتك، فأجرني عليه أعظم الأجر، وادّخر لي ذلك يوم لقائك، واجعله سببا لي لورود حوض نبيك صلى الله عليه وسلم، بما نافحت فيه عن سنته وهديه وصحابته، إنك سميع الدعاء.(66/425)
ونظرا لطول ما أسلفنا من الرد والتفصيل الذي اقتضاه الإيضاح والشرح، أحببت أن أقرّب محتواه بملخص إحصائي عن ما في كتاب (المراجعات)، من الأكاذيب والافتراءات والتغييرات التي لا تصحّ، فضلا عن نوعية احتجاجاته بالآيات والأحاديث والآثار، وغير ذلك مما تجده في ذلك الملخص. وهو وإن كنّا قد أعددناه على عجل، لكنه يكفي إن شاء الله لإعطاء فكرة واضحة سريعة المنال، عن محتوى (المراجعات) بما تكفي لإسقاط قيمته العلمية بالكلية، وصرف النظر عنه، وهذا الملخص هو ما ستراه إن شاء الله بعد هذه الخاتمة..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
وصلى الله على محمد سيّد الأولين والآخرين..
تم الفراغ منه في منتصف شوال 1414 هـ
أبو مريم بن محمد الأعظمي
ملخص إحصائي يبين طبيعة الاحتجاجات في (المراجعات) وما فيه من الأمور
المخزية التي تسقط قيمته العلمية مطلقا
بعد النظر السريع في ردنا على كتاب (المراجعات) يتضح أن هناك ما يقرب من (600) موضع وردت في ذلك الكتاب، وهي مما تجب الإشارة إليه في هذا الملخص لكونها تعطي فكرة ولو بسيطة عن قيمة ذلك الكتاب الحقيقية، وكيف أنه يخلو من أبسط صور التحقيق العلمي. ويمكن تقسيم هذه المواضع الى ما يأتي:-
أولا – الاحتجاجات: عدد المواضع المشار إليها من احتجاجاته (375) موضعا وقد زعم أنه يحتج على أهل السنة بنصوص صريحة وصحيحة عندهم ومن كتبهم، لكنه لم يوف بعشر معشار قوله هذا، وإليك البيان:
1- الآيات: عدد الآيات التي احتج بها (60) آية، منها (47) آية لم يصح
تفسيرها بما احتج عليه وإنما اعتمد على إخبار واهية، والباقي (13) آية خارج الموضوع المحتج بها عليه.
2-الأحاديث: عدد الأحاديث التي احتج بها (196) حديثا، منها (163) حديثا ما بين ضعيف إلى موضوع مكذوب، والباقي (33) حديثا خارج الموضوع المحتج به عليه.(66/426)
3- الآثار: عدد الآثار التي احتج بها (71) أثرا، منها (66) أثرا ما بين ضعيف الى مكذوب، والباقي (5) آثار فقط صحيحة لكنها خارج الموضوع المحتج به عليه.
4- اضطر في كثير من المواضع إلى الاحتجاج بأقوال أئمته الذين لا حجة فيهم على أهل السنة، أو بالنقل من كتب الشيعة الرافضة دون كتب أهل السنة. وعدد هذه المواضع (39) موضعا تجدها في الصفحات:
(ج1/34 ,106 ,112 ,115 ,141 ,149 ,152 ,172 ,180-181 ,200، ,202 241 ,282 ,380 ,390 ,421 ,458 ,461 ,529)-(ج2/39 ,48 ,115-116 ,156 ,174 ,176, 217 ,225 ,254 ,280 ,296 ,305 ,347 ,389 ,393 ,395 ,398 ,405 ,407 ,432-433 ).
5- هناك عدد من المواضع كان احتجاجه فيها منقلبا عليه أو ناقضا لأحد أصوله، وعددها (9) تجدها في الصفحات:
(ج1/ 111 ,122 ,147 ,173 ,219-220 ,220-221 ,244 ,536 ) – (ج2/ 148-149 ).
ثانيا – المواضع المخزية في نقولاته وتصريحاته:
وقد أمكننا أن نجمع من ذلك (187) موضعا، وهي كما يأتي:
1- المواضع التي فيها كذب في النقل:
وهي المواضع التي يدّعي وجود شيء لا أساس له من الصحة كأن يدّعي وجود حديث وهو غير موجود أو غير ذلك. وقد جمعنا من ذلك (18)موضعا فيها كذب صريح في النقل تجدها في الصفحات:
(ج1/ 48 ,66 ,116 ,164-165 ,175 ,180 ,182 ,364 ,410-412 ,429 ,462 ,522 ,532 )-(ج2/ 9 , 49 ,141, 223 ).
2- المواضع التي فيها تغيير في النقل:
وهي المواضع التي ينقل فيها شيئا هو موجود فعلا لكنه يغيّر في العبارات ويبدل فيها، وفرق هذا عن الأول ؛ أن الأول ينقل ما لا وجود له، و أما الثاني فهو موجود لكنه يبدل في النقل وهو نوع من الكذب أيضا. وقد جمعنا من ذلك (15) موضعا تجدها في الصفحات:
(ج1/ 212 ,265 ,321 ,395 ,397 ,399 ,508 ,510 ,515 )-(ج2/ 29 , 156-157 ,157-158 ,171-172 ,255 ,300 ).
3- المواضع التي فيها اقتطاع من النقل:(66/427)
وهي المواضع التي يقتطع من النقولات ما لا يصح اقتطاعه، لأنّ فيه ما هو دليل عليه فيقدم على حذفه واقتطاعه حتى من الآيات، وقد جمعنا من ذلك (30)موضعا تجدها في الصفحات:
(ج1/39 ,68-69 ,167 ,171 ,171-172 ,186-187 ,233 ,236 ,238 ,276 ,281 ,286 ,291 ,292-293 ,307 ,317 ,320 ,324 ,367 ,368 ,386 ,486-487 ,515 ,548) - (ج2/ 43-44 ,97 ,148 ,217-218 ,354 ,400-401 ).
4- المواضع التي فيها كذب صريح:
وهي المواضع التي فيها كذب في النقل، بل هذه كذب في الدعوى والإخبار، وقد جمعنا من ذلك (27) موضعا تجدها في الصفحات:
(ج1/46-47 ,124 ,126 ,167 ,203 ,275 ,305-306 ,334 ,336-337 ,358 ,362 ,397 ,400 ,416 ,417 ) –(ج2/ 18 ,18-19 ,29 ,57-58 ,85 ,224-225 ,253 ,318 ,319 ,344 ,433 ,434 ).
5- المواضع التي فيها تدليس وغش:
وهي بأن يحاول الإيهام بأمر لا حقيقة له مستغلا عبارات غير صريحة، وقد جمعنا من ذلك (36) موضعا تجدها في الصفحات:
(ج1/59 ,60 ,61 ,115 ,124 ,173 ,253 ,265 ,270-271 ,295-296 ,296-297 ,321 ,322-323 ,338-339 ,354 ,357 ,358 ,375 ,499-500 ,500-501 ,516)-(ج2/ 37 ,62 ,66 ,229 ,230 ,245-264 ,248 ,324-325 ,325 ,341-342 ,366-382 ,429 ,430 ,441 ,444 ,446-447).
6- المواضع التي فيها كتمان:
وهي بأن يكتم أمرا في نقولاته لا يصح كتمانه مع أنه ينقل من نفس موضعه غيره، وقد جمعنا من ذلك (47) موضعا تجدها في الصفحات:
(ج1/38-39، 56، 59، 60، 61، 82، 163، 263، 269، 270، 274، 277، 289-290، 291، 307، 320، 323-324 ,337، 337-338، 342، 345، 362- 363، 382، 386، 388، 406، 407، 412، 416، 417، 418، 424، 444، 469، 470، 478، 520) – (ج2/90، 161، 171، 172، 248، 321-322 , 335، 338-339، 402، 445-446).
7-المواضع التي فيها تناقض في نفس كتابه:(66/428)
كأن يدعي أمرا في موضع ثم يعود فينقضه في موضع آخر، أو يثني على رجل ثم يعود فيطعن فيه وغير ذلك، وقد جمعنا من ذلك (14) موضعا تجدها في الصفحات:
(ج1/153-154، 188، 254، 281، 287، 324 –325، 361، 501) –(ج2/48، 233، 249، 313 –314، 431-432، 438).
ثالثا:- المواضع التي لا يمكن أن يقر عليها شيخ الأزهر أو أحد من أهل السنة:
وذلك لما فيها من المطاعن والمعارضة لما عليه أهل السنة، وعدد هذه المواضع (33)، وهي كما يلي:
1- مواضع فيها طعن بالصحابة:
وهو إما أن يكون طعنا عاما بهم أو خاصا بأفرادهم كأبي بكر وعمر وعثمان وعائشة، وقد جمعنا من ذلك (22) موضعا تجدها في الصفحات:
(ج1/41، 54، 85، 112، 376)–(ج2/43، 72 – 74، 122، 129-130، 155-163، 178، 182-205، 221، 261، 287-288، 300، 301 -302، 323، 334، 349-350، 365، 386).
2- مواضع فيها طعن بأئمة أهل السنة وعلمائهم:
وهذا أيضا إما أن يكون طعنا عاما أو بأفراد مخصوصين منهم، وقد جمعنا من ذلك (11) موضعا تجدها في الصفحات:
(ج1/56-57، 266-267، 286، 295، 358 –359، 360، 441)
(ج2/33، 144، 295، 434- 435).
ولا شك أن أي كتاب حوى بعض هذا الذي ذكرناه حريّ بأهل الإنصاف أن يسقطوه ويهملوه، فكيف إذا اجتمعت كلها فيه!!، والحمد لله على توفيقه.(66/429)
السِّيَاطُ اللاذِعات
في كشف كذب وتدليس
صاحب المراجعات
عبد الله بن عبشان الغامدي
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله الذي خلق السموات والأرض، وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون, لا يحصي عدد نعمه العادُّون، ولا يؤدي شكره المتحمِّدون، ولا يبلغ مدى عظمته الواصفون، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم عبده الأمين ورسوله المكين، بلغ الرسالة وأظهر المقالة، ونصح الأمة وكشف الغمة، وجاهد في سبيل الله المشركين، وعبد ربه حتى أتاه اليقين, فصلى الله على محمدٍ سيد المرسلين وعلى أهل بيته الطاهرين، وأصحابه الطيبين، وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين, وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فما زال أهل الباطل على مرِّ العصور يصنعون بباطلهم تاريخهم، ويبنون في الهواء أمجادهم, في سلسلة طويلة من المكر والخديعة، ولا يزال الرب تبارك وتعالى يصطنع على عينه من جنود الحق من يرد كيدهم في نحورهم, ويُزهق باطلهم ويقطع دابرهم, تارة بالسهام والسنان, وتارات باللسان والبيان, في معارك ومناظرات, وردود ومحاورات, يُظهر الله بها الحق ويعلي مناره، ويخمد الباطل ويظهر صغاره.
وإن من الجهاد المشروع ما أمر الله به في كتابه بقوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )) [التحريم:9].
فقام أهل العلم بهذا الأمر على أكمل الوجوه لعلمهم أن المدافعة بين الحق والباطل سنّة ماضية إلى قيام الساعة.(67/1)
ومنذ أن بدأتُ القراءةَ والاطلاع على كتب الرافضة أدركت مدى جهل القوم وعظيم خطرهم وشدة مكرهم وضعف بأسهم في مواجهة خصمهم, فقد اتخذوا التلوّن شعاراً وتغيير المواقف وتقلبها منهجاً ودثاراً، فيا لله كم أفسدوا من عقيدة وكم حجروا على العقول وكم ضلوا وأضلوا؟! حتى قيض الله لهم من فضح باطلهم وكشف عوارهم وهتك ستارهم خلفاً بعد سلف فلله الحمد من قبل ومن بعد.
ولقد كان وما زال كتاب المراجعات لمؤلفه عبد الحسين شرف الدين الموسوي(1) الهالك سنة (1377هـ) الحائز عند القوم قصب السبق, مرجعاً مهماً صنعه صنعاً نيابة عن الشيطان، زاعماً أنه خلاصة مراسلات ومحاورات بينه وبين شيخ الأزهر سليم البشري رحمه الله، وليس مسلك الكذب بجديد على القوم، فالطريق قديمة سابلة ولها روّاد, ولكن العجب من شيعة الموسوي كيف يرضون بهذا السفه!! أليس لهم عقول؟!
((فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً )) [النساء:78].
أم يقال: افتضحوا فاصطلحوا؛ فإن أقل ما يوصف به كتاب الموسوي أنه: أخبث من لحم خنزير في صينية من ذهب، ومع كل هذه الطوام والمخازي التي في كتابه إلا أنه قد وزِّع منه وبيع ملايين النسخ على الشيعة والسنّة في أنحاء العالم.
ولسوف تدرك أخي القارئ الكريم حقيقة الموسوي وكتابه بمجرد تحريك صفحات من هذا الكتاب، وأنه مجرد إفرازات مرضية حقيقتها أنها تلاعبٌ فاضح بالأحداث، وضربٌ جديد من الفوضى العلمية، والتزوير للحقائق التاريخية واللّعب بالمصطلحات، والخلاصة أن الكتاب فيه كل شيء إلا الموضوعية والتجرد في البحث، وسوف يظهر لك مدى جهل الموسوي وكذبه وتدليسه على القراء في قائمة سوء طويلة هو أهل لها، يصان عنها كل مؤمن صادق يريد الله والدار الآخرة.
__________
(1) ولد في الكاظمية في العراق سنة (1290هـ) ودرس في النجف وسامراء، ثم عاد إلى لبنان وعمره (32) سنة، وتنقل في عدد من البلاد.(67/2)
وهذا الرد على الموسوي وما استدل به من آيات وأحاديث وما أقامه من حجج وبراهين على أفضلية علي رضي الله عنه وإمامته وتفنيدها وإسقاطها، لا يعني طمس أي فضيلة ومنقبة له ولأهل البيت رضي الله عنهم أجمعين؛ فقد صح فيه وفيهم رضي الله عنهم ما لا يحتاجون معه إلى كذب عبد الحسين وجهالاته، ولكن لأهل السنة -رحمهم الله- منهج دقيق في نقد الروايات وتمحيصها بعيداً عن العواطف والتشنجات، والقفز فوق الأسس العلمية للبحث.
ولعل القارئ يلحظ في كلامي شدة في القول انتهجتها، وسياطاً شداداً أنزلتها على صاحب المراجعات وكتابه، وحسبي في ذلك أنني رأيت كما سيرى القارئ ما لا يصبر عليه مسلم، فقد طعن هذا الرافضي وقومه في أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم وخونوهم وقدحوا في دينهم وأمانتهم وهم حملة الدين والكتاب وحفظته رضي الله عنهم أجمعين، وحسبي أيضاً أنني متبع غير مبتدع، فقد غار الله تعالى عليهم من فوق سبع سموات وأنزل في مدحهم وبراءتهم ما يتلى إلى يوم الدين؛ فلعلي أجد عند القارئ الكريم مساحة من العذر والدعاء.
ولا أدّعي -أخي القارئ- أن هذه الصحف من بنات أفكاري فقط، فألبس ثوباً ليس لي، ولكنها صحف عراقية بأيدٍ يمانية, والعلم رَحِمٌ بين أهله, ندفع به شراً ذوداً عن حياضنا, ودفعاً عن حصوننا, بالعلم والحجة وقوة البيان، وليس بالضجيج والصراخ؛ فإن النجاسة لا تغسل بالنجاسة، وقد سميته: (السياط اللاذعات في كشف كذب وتدليس صاحب المراجعات).
وأخيراً: لا أشك أن القارئ سيجد في هذا الكتاب عدداً من الأخطاء غير قليل, وما أدّعي أنني وفّيت هذا العمل حقه من الإتقان, لكن حسبي أني أردت الإحسان والإصلاح ما استطعت.(67/3)
وأنا أعلم أن أكثر ما نعمله في دنيانا لابد أن يختلط بالأهواء والشهوات وحب الدنيا, على أنني أرجو أن يكون ما في هذا العمل من الإخلاص وابتغاء وجه الله أوزنُ عنده تعالى وأرجح, وأن يزيد بذلك من حسنات عبد هو أحوج ما يكون إلى فضل الله ورحمته. وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب.
كتبه:
عبد الله بن عبشان الغامدي
عصر الجمعة (11/3/1425 هـ)
Aaggcom@hotmail.com
الباب الأول
الفصل الأول:
حقيقة كتاب المراجعات
الفصل الثاني:
منهج الرافضة عموماً وعبد الحسين خصوصاً في الاستدلال من كتب السنة
الفصل الأول
حقيقة كتاب المراجعات
استحوذ كتاب المراجعات على اهتمام دعاة التشيع، حتى جعلوه من أكبر وسائلهم التي يخدعون بها عوام الناس، أو بعبارة أدق: يخدعون بها أتباعهم وشيعتهم؛ لأن أهل السنة لا يعلمون عن هذا الكتاب شيئاً، وإن كان الرافضة في الآونة الأخيرة قد قاموا بطبعه بكميات هائلة وتفريقه بين جموع أهل السنة في المناطق الضعيفة علمياً والمتخلفة دينياً حرصاً منهم على نشر الرفض بين أهل السنة، وطعناً منهم في مذهبهم وبلبلةً لأفكارهم بدعوى التقريب. وهذا الكتاب عبارة عن مراسلات بين شيخ الأزهر سليم البشري(1) وبين عبد الحسين هذا، انتهت بإقرار شيخ الأزهر بصحة مذهب الروافض وبطلان مذهب أهل السنة!!.
والكتاب لا شك موضوع مكذوب على شيخ الأزهر، وبراهين الكذب والوضع له كثيرة، نعرض لبعض منها:
__________
(1) سليم بن أبي فراج بن سليم البشري شيخ الجامع الأزهر، من فقهاء المالكية، ولد في محلة بشر وتعلم وعلّم في الأزهر، وتولى نقابة المالكية، توفي بالقاهرة (1335هـ). الأعلام (3/119).(67/4)
الكتاب عبارة عن مراسلات خطية بين شيخ الأزهر سليم البشري وبين هذا الرافضي, ومع ذلك جاء نشر الكتاب من جهة الرافضي وحده, ولم يصدر عن البشري أي شيء يثبت ذلك، وقد جاء نشر الرافضي للكتاب خالياً من أي توثيق, فلم يرد فيه ما يثبت صحة نسبة تلك الرسائل إلى سليم البشري بأي وسيلة من وسائل التوثيق، كأن يثبت صوراً لبعض الرسائل الخطية المتبادلة - كعادة أهل التوثيق والصدق- والتي بلغت (112) رسالة نصيب البشري منها (65) رسالة، فهل كلها ذهبت؟!
أن هذا الكتاب لم ينشره (واضعه) إلا بعد (20) سنة من وفاة البشري؛ فقد توفي سنة (1335 هـ)، وصدرت أول طبعة لكتاب المراجعات في سنة (1355 هـ) في صيدا.
أن أسلوب هذه الرسائل واحد، وهو أسلوب الرافضي, ولا تحمل رسالة واحدة أسلوب البشري، وهذا ما يفضح عبد الحسين الموسوي ويثبت كذبه بلا ريب, وقد اضطر عبد الحسين إلى أن يفضح نفسه في مقدمته؛ لأنه لا سبيل له لأن يضع رسائل تحاكي أسلوب البشري فأقر بأنه وضع هذه الرسائل بأسلوبه الخاص فقال: «وأنا لا أدّعي أن هذا الصحف تقتصر على النصوص التي تألفت يومئذ بيننا, ولا أن شيئاً من ألفاظ هذه المراجعات خطّه غير قلمي» وأضاف إلى ذلك فضيحة أخرى بقوله: «مع زيادات اقتضتها الحال ودعا إليها النصح والإرشاد»(1).
__________
(1) انظر: مقدمة المراجعات (ص:5-6).(67/5)
أما نصوص الكتاب فإنها تحمل في طياتها الكثير والكثير من أمارات الوضع والكذب، فمن ذلك: أن شيخ الأزهر سليم البشري -وهو في ذلك الوقت شيخ الأزهر في العلم والمكانة لا في المنصب والوظيفة- يُسلّم لهذا الرافضي ذلك التفسير الباطني لكتاب الله عز وجل، وهو تأويل ينكره صغار طلبة العلم وأصحاب الفطر السليمة، فضلاً عن شيوخ الأزهر, ولكن هذا الرافضي يروي أن شيخ الأزهر قال عن رسالته التي حملت تلك التأويلات الباطنية: «...أما مرسومك الأخير.. جئت فيه بالآيات المحكمة، والبيّنات القيّمة.. فالرادّ عليك سيئ اللجاج، صلف الحجاج، يماري في الباطل ويتحكم تحكم الجاهل»(1) ثم إن الرافضي ينقل إقرار شيخ الأزهر بصحة وتواتر أحاديث هي عند أهل الحديث ضعيفة أو موضوعة، بل لا يجهل ضعفها أو وضعها صغار المتعلمين فضلاً عن شيخ الأزهر، وفي ذلك الوقت بالذات الذي لا يصل إلى منصب المشيخة إلا من ارتوى من معين العلم وتضلع في علوم الإسلام.
وليس ذلك فحسب، بل إن الموسوي صوّر شيخ الأزهر بصورة العاجز حتى عن معرفة أحاديث في كتب أهل السنة لا في كتب الشيعة, فنجد شيخ الأزهر - كما يزعم الرافضي- يرسل رسالة يقول فيها: «تكرّر منك ذكر الغدير, فاتل حديثه من طريق أهل السنة؛ نتدبّره» (2) ومثله: «حدثنا بحديث أهل الوراثة من طريق أهل السنة. والسلام»(3) فهل شيخ الأزهر يجهل ذلك؟ وهل يعجز عن البحث ولديه المكتبات، وهل يضطر إلى تكليف هذا الرافضي ولديه علماء الأزهر وطلابه؟! ومتى كان الرافضي أميناً في نقل الحديث عند محدثي السنة؟
وحق لنا أن نتساءل:
__________
(1) المراجعات (13/49) يشير الرقم الأول إلى المراجعة والرقم الثاني إلى الصفحة.
(2) المصدر السابق (35/177).
(3) المصدر السابق (65/209).(67/6)
ما دام أن الشيخ سليم البشري كان يسلم للموسوي بكل ما يقول، وكأنه تلميذ غرّ لا يفهم من الإسلام إلا النزر القليل, وأنه يقف موقف المتعلم من عبد الحسين ويسلّم بكل ما يقول –كما زعم– فَلِمَ لم يصبح الشيخ البشري شيعياً؟! وَلِمَ لم يصدر منه ما يؤيد كلام عبد الحسين ما دام أنه على حق؟! وَلِمَ لم ينقل علماء عصره وخواص طلابه وأهله ذلك عنه؟! وحتى يتم الإجابة على هذه التساؤلات من تلاميذ الموسوي وأتباعه، يتأكد لنا مدى أمانة الموسوي ومنزلة الصدق عنده، والأسلوب الذي انتهجه في كتابه هذا ومقدار احترامه لعقول طلابه وقرائه والشيعة عموماً.
* ... * ... *
الفصل الثاني
منهج الرافضة عموماً وعبد الحسين خصوصاً في الاستدلال من كتب السنة
الناظر في كتب الشيعة قديماً وحديثاً يرى ذلك الكم الهائل من النصوص التي يزعمون أنهم أخذوها من كتب أهل السنة ومصادرهم المعتبرة، وهي مما تؤيد مذهبهم بزعمهم وتطعن في مذهب أهل السنة، ويُقنعون بواسطتها المتشككين والحائرين من بني مذهبهم. ولهم في ذلك وسائل وطرق متعددة نبه العلماء عليها, والموضوع بحاجة إلى دراسة وعناية أكبر، ولا يكفي هذا الحيز له، وحسبنا أن نشير إلى شيء من وسائلهم حتى ينكشف العوار وينزاح الستار: ((عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً )) [النساء:84].
فمن وسائلهم وطرقهم الخفيّة في الاحتجاج من طريق السنة, والتي نبه عليها العلماء ما يلي:
1- أن بعض علمائهم اشتغلوا بعلم الحديث وسمعوا الأحاديث من ثقات المحدثين من أهل السنة, فكانوا يروون الأحاديث صحاحاً وحساناً، ثم أدرجوا في تلك الأحاديث موضوعات مطابقة لمذهبهم، وقد ضل بذلك كثير من خواص أهل السنة، فضلاً عن العوام، ولكن قيض الله لها من أظهر عوارها وبين حال رجالها.(67/7)
2- ومن مكايدهم أنهم ينظرون في أسماء المعتبرين عند أهل السنة، فمن وجدوه موافقاً لأحدٍ منهم في الاسم واللقب أسندوا رواية حديث ذلك الشيعي إليه، فمن لا وقوف له من أهل السنة على هذا المكر يعتقد أنه إمام من أئمتهم فيعتبر قوله ويعتد بروايته، ومن أمثلة ذلك السدي؛ فإنهما رجلان: أحدهما السدي الكبير وهو من ثقات أهل السنة، والثاني السدي الصغير من الوضاعين الكذابين، وهو رافضي غال. وابن قتيبة رجلان: عبد الله بن قتيبة، وهو رافضي ضال، وعبد الله بن مسلم بن قتيبة من ثقات أهل السنة، وقد صنف كتاباً سماه بـ(المعارف)، فصنف ذلك الرافضي كتابا سماه بـ(المعارف) أيضاً قصداً للإضلال.
ومن ذلك محمد بن جرير الطبري رجلان: أحدهما الإمام السني المشهور صاحب التفسير والتاريخ، والآخر محمد بن جرير بن رستم الطبري من أئمة الروافض، وهناك رافضي آخر يسمى بأبي جعفر الطبري محمد بن أبي القاسم من علماء الإمامية في القرن السادس. وهناك ابن بطة اثنان: ابن بَطة السني وينطق بفتح الباء، وابن بُطة الشيعي وهو بضم الباء.
3- أنهم ينسبون بعض الكتب التي تطعن في الصحابة وفي مذهب أهل السنة لكبار أهل السنة، مثل كتاب (سر العالمين) الذي نسبوه للإمام الغزالي، وكتاب (الإمامة والسياسة) المنسوب زوراً للإمام ابن قتيبة.
4- أنهم ينقلون ما يطعن في الصحابة وما يستدل به على بطلان مذهب غير الرافضة عن كتاب يعزون تأليفه إلى بعض كبراء أهل السنة، مع أن ذلك الكتاب لا يوجد تحت أديم السماء. أو ينقلون أخباراً تطعن في الصحابة عن كتب عزيزة الوجود لأهل السنة، ليس في تلك الكتب منها أثر.
5- أنهم يعمدون إلى نص متداول مشهور فيزيدون عليه ما لا أصل له، ومن أهم أمثلة هذا: ما يزيدونه في حديث الغدير وغيره، وهذه الطريقة من أشهر الطرق وأكثرها رواجاً في كتبهم.(67/8)
6- ومن أساليبهم أنهم يوردون الحديث من كتب السنة بجميع طرقه ورواياته ويذكرون في الأخير من أخرجه من المحدثين بلا تحديد للألفاظ التي وردت عند كل محدث؛ ليوهموا القارئ أن هذا النص الذي جمّعوه من كتب السنة قد ورد بهذه الصيغة التي أخرجوها عند كل محدث من محدثي أهل السنة، وأنه صحيح لاتفاق المحدثين على إخراجه بهذه الألفاظ والروايات.
7- ومنها أنهم يذكرون أحد علماء المعتزلة أو الزيدية أو نحو ذلك ويقولون أنه من متعصبي أهل السنة، ثم ينقلون عنه ما يدل على بطلان مذهب أهل السنة وتأييد مذهب الشيعة الإمامية؛ ترويجاً لضلالهم.
8- ومنها أنهم يؤلفون كتاباً في فضائل الخلفاء الأربعة ويضمنونه أحاديث صحاحاً من طرق أهل السنة تبين فضائلهم ومناقبهم، ويضعون في مناقب علي ما يوجب القدح في الخلفاء الثلاثة، فإذا قرأ القارئ فضائل الخلفاء الثلاثة ظن أن المؤلف سني حسن العقيدة، ثم إذا وصل إلى فضائل الخليفة الرابع ورأى فيها ما يطعن في الخلفاء الثلاثة ظن أن في تصانيف أهل السنة أحاديث تقدح في الخلفاء الثلاثة.
9- أنهم يستقون مادة احتجاجهم من المصادر التي تحوي الضعيف والموضوع ويدّعون أنهم أخذوها من مصادر أهل السنة المعتبرة، فضلاً عن أنهم يزعمون في بعض الأحاديث الموضوعة أنها مما اتفقت عليه مصادر السنة، والواقع خلاف ذلك.
10- ومنها -وهي من الطرق المشتهرة عندهم-: أنهم يسوقون من نص الحديث ما يزعمون أنه حجة لهم, ثم يقتطعون منه ما فيه دلالة على المقصود, وبيان للمراد من الحديث.
وغير ذلك الكثير من الوسائل والأساليب، وإنما نبهنا على بعضها هنا تحذيراً للأمة ونصحاً لها, ولمواجهة مسيرة الافتراء والتفريق وإثارة الأحقاد والفتن, والتي كنا نظن أنها ولّت فإذا بنا نفاجأ باستمرارها على صورة أشد وأنكى مما كانت، في سلسلة خبيثة يتخذها القوم وسيلة ليضلوا قومهم عن سواء السبيل.
* ... * ... *
الباب الثاني(67/9)
المواضع المخزية في كتاب المراجعات والتي تسقط قيمته العلمية مطلقاً
الفصل الأول: ... ... المواضع التي فيها كذب في النقل.
الفصل الثاني: ... ... المواضع التي فيها تغيير في النقل.
الفصل الثالث: ... المواضع التي فيها بتر للنقل.
الفصل الرابع: ... ... المواضع التي فيها كذب صريح.
الفصل الخامس: ... المواضع التي فيها تدليس وغش.
الفصل السادس: ... المواضع التي فيها كتمان.
الفصل السابع: ... المواضع التي فيها تناقض في الكتاب نفسه.
الفصل الثامن: ... ... المواضع التي فيها طعن في الصحابة.
الفصل الأول
المواضع التي فيها كذب في النقل
وهي المواضع التي يدَّعي وجود شيء لا أساس له من الصحة، كأن يدَّعي وجود حديث وهو غير موجود أو غير ذلك:(67/10)
1- قال الموسوي [56/188]: «بل لا ريب في تواتره من طريق أهل السنّة -يعني حديث الغدير- بحكم النواميس الطبيعية...» وهذا القول من الموسوي قد بناه على اعتراض افترضه لا وجود له في واقع الأمر؛ فإن أهل السنة وكل من له إلمام بعلم الحديث لا يعارض في إثبات تواتر حديث الغدير، ولكن أهل السنة يعنون به قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (من كنت مولاه فعلي مولاه) فقط لا غير، لا تلك الزيادات الباطلة التي ساق بعضاً منها هذا الرافضي في مراجعاته (1)، وقد قال قبل ذلك عن إثبات تواتر حديث الغدير: «وأنت تعلم أن تواطؤ الثلاثين صحابياً على الكذب مما يمنعه العقل...» فمنذ متى كان الرافضة يقيمون وزناً للصحابة وإجماعهم؟! أليسوا هم القائلين بأن الصحابة كلهم قد ارتدوا وكفروا بعد موت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلا نفراً يسيراً(2)؟! أم هي الظاهرة النفاقية التي يجيدون استخدامها وقت الحاجة؟! ولماذا لم يحتج الموسوي وقومه بعدم تواطئهم على الكذب في خلافة الثلاثة؟! أم هي الانتقائية من الأقوال لتكثير العساكر والجيوش لخدمة المذهب؟! ولماذا لم يكن للعقل اعتبار عنده في كثير من المسائل التي أوردها؟! أم هو الإرهاب الفكري الذي يمارسه (الآيات) على أتباعهم؟! ومن عرف منهج القوم في الاستدلال من كتب السنة -كما قدمنا- أدرك هذه الحقيقة، والله المستعان.
2- نحن الآن مع مثال آخر من أمثلة دجل هذا المدعو عبد الحسين، ولا عيب على أحد في عدم معرفة الكذب والإحاطة بكل الافتراءات والمكذوبات، بل العيب كل العيب على من لم يعرف التمييز بين الصدق والكذب في الأخبار والآثار، والذي لم يعرفه الموسوي ولا قومه، ولكنه الرضى بالجهل كما قيل:
أتانا أن سهلاً ذم جهلاً ... علوماً ليس يدريهن سهل
__________
(1) انظر المراجعة (54، 56).
(2) الكافي: (2/244)، البحار: (22/345، 351، 352، 440)، كتاب سليم بن قيس (ص:74-75)، الاختصاص (ص:4-5)، رجال الكشي (ص:6-11) وغيرها كثير.(67/11)
علوماً لو دراها ما قلاها ... ولكن الرضى بالجهل سهل
حيث اختار حاطب الليل في المراجعة [62/199] أربعين نصاً، سماها أربعين حديثاً وعلّق على هذا العدد في الهامش بما روي في فضائله من الأحاديث، كحديث: (من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها...) الحديث، وهو حديث ضعيف لا يثبت على كثرة طرقه، لكن الذي يهمنا هنا، أنَّ حندس الظلام سرق تخريجه كاملاً من الإمام النووي رحمه الله وأسقط حكمه بضعف هذا الحديث وهو قوله: «واتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف وإن كثرت طرقه»(1) ولاشك أن المدعو عبد الحسين قد سرقه وأسقط حكمه، وذلك لأمرين:
أولهما: أنه لم يذكر من الرواة إلا من ذكره النووي ولم يزد عليه شيء.
وثانيهما: أنه ذكر نفس الألفاظ التي ساقها النووي وبنفس الترتيب وبنفس أسلوب العرض، حتى أنه لم يصرح برواية علي رضي الله عنه ولفظها، وكان الأحرى به ذلك، لكنه لم يستطع لعدم تصريح النووي بذلك، ثم أنه متى كان الشيعة يحتجون بأبي هريرة وأبي سعيد وأنس وابن عمر؟ ولكنه الإفلاس العلمي عند الموسوي وقومه!
3- قال الموسوي [70/121- 122]: «ولا حجّة لهم علينا بما رواه البخاري وغيره عن طلحة بن مصرف حيث قال: سألت عبد الله بن أبي أوفى: هل كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوصى؟ فقال: لا. قلت: كيف كتب على الناس الوصية -ثم تركها- قال: أوصى بكتاب الله...» ثم قال الموسوي: «صحاح العترة الطاهرة قد تواترت في الوصية فليضرب بما عارضها عرض الجدار» أليست هذه مكابرة وعناداً محضاً من هذا الموسوي. كيف وهو يصف حديث ابن أبي أوفى بأنه «أبتر»؟ فإذا علمت أن موضوع هذه المراجعات هو الاحتجاج بما عند أهل السنة على ما تزعمه الشيعة؛ فكيف يصح أن يقال أن الحديث غير ثابت عندهم؟!
ونظير هذا ما زعمه أن حديث ابن أبي أوفى أبتر.
فانظر كيف يلعب الجهل والهوى بعقل هذا الدَّعي في دعواه المجردة من الدليل.
__________
(1) الأربعون النووية (ص:11).(67/12)
ومن العجيب أنه يستدل من كتبنا على ما يدعيه زوراً وبهتاناً أنه علينا، فإذا لم يعجبه النص قال: مبتور أو مكذوب، ولكنها الوظيفة الإبليسية التي انتحلها هو وأمثاله من أصحاب العقول المعكوسة والقلوب المنكوسة.
4- ذكر هذا الأبْتَثِيُّ(1) [34/144] حديث مؤاخاة الله عز وجل بين جبرائيل وميكائيل ليلة المبيت على الفراش, وقال عنه في الهامش: «أخرجه أصحاب السنن في مسانيدهم» وهذا كذب بيِّن لا يستحي منه الموسوي، وهو يؤكد قول من وصف الرافضة بأنهم أكذب الناس، وهذا الموسوي إمامهم يستحل الكذب ويتخذه ديناً له، بل مذهباً يسلكه، ونحن نتحدى كل الشيعة في ذكر كتاب واحد لأهل السنن الأربعة وغيرها، قد روى هذا الحديث المكذوب، وهاهو الموسوي يحيص في هامشه حيصة الحُمُر فلم يجد واحداً من أصحاب السنن يعزوه إليه ويذكر موضعه عنده فأحال إلى تفسير الرازي واكتفى به، مع أن الرازي ذكره مختصراً كما أقر الموسوي بذلك في الهامش، والرازي لم يذكر له طريقاً أو مخرجاً سوى قوله: (ويروى أنه لمّا نام...)(2) وأهل العلم يعلمون ماذا تعني هذه الصيغة! وذكر الرازي قبلها روايتين أصح منها فأعرض عنها الموسوي لما يوافق هواه، والرازي ليس عنده من علم الحديث حظ يعتمد عليه ويرجع إليه، وهو أحسن حالاً من الموسوي الذي لا يجزئ حتى في الضحايا!! وقوله: «أصحاب السنن في مسانيدهم» جهلٌ يُضحك النمل في قراها، والنحل في خلاياها، ولكنه الجهل ولا شيء سواه.
__________
(1) أي يعرف حروف الهجاء: أ ب ت ث... ي.
(2) تفسير الرازي (5/204).(67/13)
5- ساق الموسوي في هامش [44/160] حديثاً نقله عن كنز العمال، ولفظه: (لن تنتهوا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم رجلاً امتحن الله قلبه بالإيمان، يضرب أعناقكم...) الحديث، وقال عنه: «أخرجه كثير من أصحاب السنن» وفي عزوه هذا كذب بيِّن لا يخفى، وهو مع ذلك لا يستحي منه, لكن من رُمي بالأخوين الكذب والرفض فلا لوم عليه ولا عتاب أما الحديث فهو مسلسل بالعلل، يُشم منه رائحة الكذب والوضع، ولكن الذي يهمنا هنا هو كذب هذا المتحذلق الذي اتخذه قومه قدوة في عزوه الحديث للسنن، وهو يظن -قاتله الله- أن هذا الأمر سينطلي علينا كما انطلى على قومه، ونتحداه أن يعزوه لواحد من أصحاب السنن، فضلاً عن كثير منهم.
6- قال الموسوي: «وقال صلى الله عليه وآله: (واجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد، ومكان العينين من الرأس...) الحديث» وقال عنه هذا الكذاب في الهامش [10/31]: «أخرجه جماعة من أصحاب السنن» وهو باطل، فإنه لم يُخرِّجه أحد من أصحاب السنن، فيا عجباً له ما أكذبه! بل رواه الطبراني عن سلمان من قوله ولم يرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وقال الهيثمي: (وفيه زياد بن المنذر وهو متروك)(1) وهو أبو الجارود الذي إليه تنسب الجارودية، وقد كذبه ابن معين وابن حبان(2)، فسقط بذلك الحديثُ وسقطت معه أمانة هذا الذي ركب مطايا الكذب.
__________
(1) مجمع الزوائد (9/57).
(2) المجروحين (1/384) , ميزان الاعتدال (3/137) , التهذيب (1/654).(67/14)
7- كذبة جديدة ولا جديد من هذا الموسوي، حيث قال: «والهداة الذين قال: ((إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ )) [الرعد:7]» وقال في الهامش [12/38]: «أخرج الثعلبي في تفسير هذه الآية من تفسيره الكبير عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية وضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده على صدره وقال: (أنا المنذر وعلي الهادي، وبك يا علي يهتدي المهتدون) وهذا هو الذي أخرجه غير واحد من المفسرين وأصحاب السنن عن ابن عباس) هذا ما سَوَّدَه الموسوي بقلمه سوّد الله وجهه زاعماً تخريجه، وهو كذب على أصحاب السنن، فإنه لم يخرجه أحد منهم، وزيادة في تعليم هذا الجاهل نقول: هذا اللفظ عندما يطلق يراد به اصطلاحاً أصحاب السنن الأربعة: أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، والحديث الذي ذكره قال عنه ابن كثير: (فيه نكارة شديدة)(1) وذلك في سنده ومتنه، فأما سنده فهو مسلسل بالضعفاء والمجاهيل كحال ناقله وأما النكارة في متنه فقد بينها شيخ الإسلام في المنهاج(2) فارجع إليه؛ فإنه شفاء لما في الصدور.
__________
(1) تفسير ابن كثير (2/660).
(2) منهاج السنة النبوية (7/138-143).(67/15)
8-عاد الموسوي بكذبة صلعاء عندما قال في [12/40]: «ألم تر كيف فعل ربك يومئذ بمن جحد ولايتهم علانية... وأنزل في تلك الحال ((سَأَلَ سَائِلٌ)) [المعارج:1]» وقال في الهامش: «وأخرجها الحاكم في تفسير المعارج من المستدرك» وهذا القول منه كذب يعرفه كل من راجع مستدرك الحاكم، ولا يستحي هذا الموسوي من مثل هذا، فليس عند الحاكم(1) هناك سوى ما أخرجه بإسناده عن سعيد بن جبير: ((سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ )) [المعارج:1] قال: ذي الدرجات، سأل سائل هو النضر بن الحارث بن كلدة قال: (اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء) هذا ما أخرجه الحاكم وهو عين ما رواه ابن جرير(2) في سبب نزول الآية، وليس فيه أي ذكر لعلي رضي الله عنه ولا لأهل البيت أصلاً، ولا أظنه إلا من تخيلات الموسوي وافتراءاته، فإن ما بين مصراعي باب كذبه كما بين بُصرى وعدن. والله المستعان.
__________
(1) المستدرك (2/545).
(2) تفسير الطبري (9/152).(67/16)
9- قال الموسوي الجهول [12/41-42]: «وهم رجال الأعراف الذين قال: ((وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ)) [الأعراف:46]» وقال في الهامش: «وأخرج الحاكم بسنده إلى علي قال: (نقف يوم القيامة بين الجنة والنار، فمن نصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنة، ومن أبغضنا عرفناه بسيماه) وعن سلمان الفارسي: سمعت رسول الله يقول: (يا علي إنك والأوصياء من ولدك على الأعراف...) الحديث» هذا ما رقّعه الموسوي ولفقه رجماً بالغيب، أما قول سلمان الذي عزاه للحاكم فتلفيق واضح لكل من راجع المستدرك عند تفسير هذه الآية(1)، وهو لا يستحي من مثل هذا، فليس عند الحاكم أياً من ذلك ولا شبيهه، لذا نراه لم يذكر موضعاً في ذلك، فهل هذه هي أمانته في النقل؟ أم بمثل هذا يصبح الرجل إماماً؟ فمَن مثل هذا -وهو كثير- لا يستبعد منه أن يختلق هذه المراجعات من أساسها، ثم قل لي: أي منقبة وفضيلة لعلي وأهل بيته رضي الله عنهم في كونهم من رجال الأعراف وهم قد حبسوا على سور بين الجنة والنار، وقد أخذ الناس منازلهم، وهم قد قَصُرت بهم أعمالهم عن دخول الجنة، ولم تبلغ بهم إلى النار؟! والحق تعالى يقول عنهم: ((وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )) [الأعراف:47] أليست هذه مسبة الدهر من الموسوي وقومه لعلي وأهل البيت الأخيار رضي الله عنهم ؟! ((وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )) [الرعد:33].
__________
(1) المستدرك (2/350).(67/17)
10- قال الموسوي: «ورجال الصدق الذين قال: ((مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا)) [الأحزاب:23] الآية» وقال في الهامش: «وأخرج الحاكم -كما في تفسيرها من مجمع البيان- عن عمرو بن ثابت عن أبي إسحاق عن علي عليه السلام قال: فينا نزلت رجال صدقوا...» هذا ما شاغب به الموسوي، ومن نظر في رجال السند أدرك ضعفه لتسلسله بالعلل الكافية لرده وإبطاله، أمّا ما ادّعاه من إخراج الحاكم(1) له فليس عند الحاكم في تفسير هذه الآية سوى حديث طلحة رضي الله عنه بأنه ممن قضى نحبه –أي: طلحة-.
ومما يؤكد عدم وجوده في المستدرك أنه لم ينقله منه، بل من تفسير مجمع البيان، وهو ليس من كتب أهل السنة بل من كتبهم هم، فهو لإمامهم الطبرسي، وكان المفترض أن يحتج على أهل السنة بما في كتبهم هم، كما زعم في مقدمة مراجعاته، ولكنه سبيل الكذب الذي سلكه الموسوي، وهو معمور بالسالكين من أهل نحلته ومذهبه.
11- قال الموسوي: «ورجال التسبيح الذين قال الله تعالى: ((يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ )) [النور:36] الآيات» وجاء في الهامش بأثر عن دحية الكلبي في قوله تعالى: ((وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً)) [الجمعة:11] الآية... في قصة قدوم العير وتركهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال (...إلا علياً والحسن والحسين وفاطمة... فلولا هؤلاء لأضرمت المدينة على أهلها ناراً...) وأنزل الآيات من سورة النور. وهذا الموسوي لو كُلِّفَ بجمع الليل والنهار في وقتٍ واحدٍ معاً لكان أهون عليه من تكلّف جمع هذه الآيات والآثار معاً، ولكنه الارتقاء الصعب لهؤلاء الأقزام فيما لا يحسنونه ومحبة الشذوذ والمخالفة:
وكل المطايا قد ركبنا فلم نجد ... ... ألذ وأشهى من ركوب الأرانب
والولوج فيما لا يحسنه المرء مَعَرَّة لا يغسلها الماء، ولو عُفِّرت السابعة بالتراب! وهاهو الرد على ما افتراه:
__________
(1) المستدرك (2/450).(67/18)
أما الأثر فلا أدري من أين نقله؟! فإنه لم يشر حتى إلى مصدره، وهذا مما يؤكد الريبة فيه، ولا عبرة بعزوه إلى ابن عباس؛ فإنه لا شك أنه كذب عليه، ألا تراه قد عمّى على مصدره، فلم يذكره! كيف وقد ورد عن ابن عباس خلاف ذلك؟! كذلك لا أدري ما علاقة آية النور بآية الجمعة، والجمع بين سببيهما أعز من بيض الأنوق؟!!
وقد ترك الموسوي هذه المرة الرجوع إلى كتاب الواحدي على الرغم من كثرة نقله عنه؛ لأن فيه ما يسوءه من ذكر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما (1)، ولو كان الموسوي صادقاً في مراجعاته لرجع إلى مصادرنا المعتمدة، وهناك سيعلم من هم الذين بقوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد أخرج البخاري(2) وغيره من أعلام السنة الروايات الواردة في هذا الشأن، ولعلم هذا الجهول أن المذكور فيها: أن أبا بكر وعمر(3) ممن بقوا، وليس الحسن والحسين -رضي الله عن الجميع- اللذين لم يولدا بعد، وفاطمة التي حشرها هذا الدجال مع الرجال في صلاة الجمعة وفرض عليها ما لم يفرضه الله عليها! وحتى يتبين لك مدى مراوغة الموسوي ومخادعته للقراء أن لفظ (رجال) في الآية: ((رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ)) [النور:37] لا يمكن دخول فاطمة فيه، وهي كذلك ليست من أهل التجارة بإجماع العقلاء!
ثم إن الواقع يقول بأنكم أحق (من أُضرم عليه النار)؛ لأن الواقع المؤلم أن الشيعة اليوم لا يُصلّون الجمعة إلا قليلاً منهم(4)، حتى إن بعضهم يرى إسقاط الجمعة في زمن غيبة الإمام تحرزاً من غصب منصب الإمام(5).
فهل رأيت مقدار العبث في كتاب الموسوي؟! ولكنها أحلام الطيور!
__________
(1) أسباب النزول للواحدي (ص: 448-449).
(2) البخاري كتاب التفسير حديث رقم (4899).
(3) مسلم كتاب الجمعة (6/151) بشرح النووي.
(4) في العراق الآن لا يصلي الجمعة إلا الشيخ الخالصي في المسجد الصفوي في الصحن الكاظمي!!
(5) مفتاح الكرامة، كتاب الصلاة (2/69).(67/19)
12- قال الموسوي [26/127] عن حديث الدار بعد أن عزاه إلى أحمد والنسائي في الخصائص والحاكم، قال: «وغيرهم من أصحاب السنن بالطرق المجمع على صحتها» وهذا كذب واضح لا يخفى على أهل العلم، فهو أولاً ليس عند أحد من أصحاب السنن في سننهم، وهذا الموسوي لا يستحي من مثل هذا الكذب، وثانياً ليس مجمعاً على صحته، بل هو ليس بصحيح إطلاقاً، فإسناده ضعيف لا يثبت، وهو حديث منكر مردود، وننبه إلى ما أخفاه الموسوي من لفظ الحديث الذي ساقه مما لا يعجبه ولا يرضى به فأقدم على حذفه كعادته في التصرف حتى في النصوص التي يسوقها، الأمر الذي يؤكد عدم أمانته، فإنه حينما ذكر نوم علي رضي الله عنه على فراش الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يوم الهجرة لم ينقلها بالتفصيل بل هضم منها ما فيه أكبر فضيلة لأبي بكر رضي الله عنه وهي مصاحبته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم دون أي شخص آخر، وهي فضيلة لم ينلها أحد من أصحاب الرسول رضي الله عنهم، حيث قال: «...ثم نام مكانه وكان المشركون يرمونه، إلى أن قال: وخرج رسول الله في غزوة تبوك...» ولقد علم الموسوي أن هذا النص يشارك علي فيه صحابة آخرون فقام بحذف ما لا يرضاه ديانة من فضائل الشيخين وبقية الصحابة الذين يلعنهم هو وقومه، ولكن القافلة تسير ولا يضرها نبح الكلاب!
13- كذب الموسوي وخان أمانة العلم - ولا جديد - عندما قال [34/144]: «وقال: (والله إني لأخوه ووليّه، وابن عمه ووارث علمه فمن أحق به مني؟)» وقال في الهامش: «..وأخرجه الذهبي في تلخيصه مسلماً بصحته» هذا ما قاله وهو كذب وافتراء؛ فإن الحاكم لم يصححه حتى يُسلّم به الذهبي، بل قد سكتا عنه ولم يعلقا عليه بشيء(1)، وقد أنكره الذهبي في (الميزان) وقال: «هذا حديث منكر»(2)! فهل رأيت مقدار أمانة الموسوي ومدى علمه؟! فسحقاً لقوم لا يعقلون.
__________
(1) المستدرك مع التلخيص (3/136).
(2) ميزان الاعتدال (5/309).(67/20)
14- قال الموسوي [48/169]: «قوله صلى الله عليه وآله: (يا فاطمة أما ترضين أن الله عز وجل اطّلع إلى أهل الأرض فاختار رجلين: أحدهما أبوك والآخر بعلك)» وقال الخائن في الهامش: «أخرجه الحاكم من صحيحه المستدرك، ورواه كثير من أصحاب السنن وصححوه» وهذا كذب بيِّن، فليس هو عند أحد من أصحاب السنن الأربعة ولا غيرها، ثم إنه لم يصححه أحد سوى الحاكم(1) الذي هو نفسه قد اتهم راويهِ بالكذب وهو شيخه أبو بكر بن أبي دارم مما يبين وهمه رحمه الله، ثم قل لي بربك: متى كان مستدرك الحاكم صحيحاً كما سماه الموسوي؟! ولكن صدق من قال: إن الرافضة أجهل الناس!!
وقول هذا المتعالم: «رواه كثير من أصحاب السنن» جهل فاضح، وكأن أصحاب السنن بالمئات حتى يعجز عن ذكرهم، ولكنها صفاقة الوجه من هذا المعثار، الذي نَصَّب نفسه راعياً للقطعان الضالة.
15- قال الموسوي [48/171]: «وممن اعترف بأن علياً هو الجامع لأسرار الأنبياء أجمعين شيخ العرفاء محيي الدين بن العربي، فيما نقله عنه العارف الشعراني..» هذا ما هذاه الموسوي وصدق القائل:
وبقيت في خلف يزكي بعضهم ... ... بعضاً ليدفع معور عن معور
فإن الموسوي يزكي ضلالات ابن عربي التي ملأ بها كتبه، مثل (فصوص الحكم) و(الفتوحات المكية) والتي وافقت هوى هذا الرافضي عبد الحسين وضلاله؛ فإن ابن عربي كان يقول: إن الأولياء أفضل من الأنبياء، وأن خاتم الأولياء أفضل من خاتم الأنبياء، ولأن علياً ليس نبياً بل هو ولي، كان أفضل من الأنبياء.
__________
(1) المستدرك (3/140) وقال الذهبي: بل موضوع على سريج.(67/21)
وهؤلاء كلهم إخوان الضلالة، وإخوان الشياطين يحتج بعضهم بكلام بعض ويزين بعضهم لبعض ضلالهم وكفرهم وصدق الله إذ يقول: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ)) [الأنعام:112] ثم بيّن من هم الذين يستمعون لهم ويستجيبون فقال: ((وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ)) [الأنعام:113].
16- قال البائس في هامش [50/176]: «وحسبك حجة على أن علياً كنفس رسول الله آية المباهلة على ما فصّله الرازي في معناها من تفسيره الكبير..» وهذا فيه غش بل كذب وافتراء على الرازي رحمه الله، فقد نقل الرازي في تفسير آية المباهلة(1) عن رجل رافضي اسمه محمود بن الحسن الحمصي كان يسكن الري، حيث زعم هذا الرافضي أفضلية علي على سائر الأنبياء ماعدا محمداً صلى الله عليه وآله وسلم، واستدل الرافضي هذا في ضمن ما استدل به بهذه الآية: ((وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ)) [آل عمران:61] ثم رد عليه الرازي قوله هذا وفنّده، فهو إذاً من قول هذا الرافضي لا من قول الرازي، لكن هذا الدجال الماكر عبد الحسين ليس أحسن حالاً من صاحبه محمود هذا، إذ كذب على الرازي ونسب الاستدلال والقول إليه، ونحن نقول للشيعة: أهذا إمامكم؟ أبمثل هذا الغش والمكر بل والكذب يصبح الرجل عندكم إماماً وآية من آيات الله؟! لئن كان الأمر كذلك فأفٍّ لكم من طائفة. وإلاّ فلتتبرؤوا من عبد الحسين هذا وأفعاله.
__________
(1) تفسير الرازي (8/81).(67/22)
17- قال الموسوي عن سبب نزول قوله تعالى: ((سَأَلَ سَائِلٌ)) [المعارج:1] وادعائه نزولها في الحارث بن النعمان الفهري لمَّا أنكر ولاية علي: «وقد أرسله جماعة من أعلام أهل السنة إرسال المسلمات» وقال في الهامش [56/190]: «فراجع ما نقله الحلبي من أخبار حجة الوداع في سيرته المعروفة..» هذا ما قاله، مع أن الحلبي قد نص على كذب هذه القصة وبطلانها في سيرته حيث قال: «كَذِب» (1) وقوله: «إرسال المسلمات»، صرير باب وطنين ذباب، فأين هؤلاء الأعلام؟ هَلَّا سمى لنا واحداً منهم؟! والحقائق لا تبطلها الشقاشق.
18- قال الموسوي في المراجعة [74/227] وهو يحاول الطعن فيمن سمّاها الله تعالى أم المؤمنين فلم يرض هو وقومه بذلك، وذلك عند نقله لروايتها رضي الله عنها سياق وفاته صلى الله عليه وآله وسلم كما أخرجها البخاري عنها: (...فخرج وهو بين رجلين... بين عباس بن عبد المطلب وبين رجل آخر... فقال لي ابن عباس: هل تدري من الرجل الآخر الذي لم تسم عائشة؟.. هو علي) فهذه رواية صحيحة، لا غبار عليها، وليس فيها ما يريح هذا الرافضي من الطعن بعائشة، لكن وقعت له زيادة فيها بعض ما يصبوا إليه، وقد أخرجها ابن سعد في طبقاته(2) وفيها قول ابن عباس: (إن عائشة لا تطيب له نفساً بخير) يعني علياً، وعقب عليها الموسوي في الهامش بثلاث مغالطات:
1- زعمه أن أصحاب السنن أخرجوها، وليس الأمر كذلك، فليس هي عند أحد من أصحاب السنن، فيا لله ما أقصر حبل الكذب!!
2- قوله: «ورجال هذا السند كلهم حجج» وما يدري هذا البليد أن مجرد عدالة الرواة لا تكفي لصحة الإسناد دون بقية الشروط؛ فهذه زيادة شاذة تفرد بها معمر ويونس عن الزهري دون بقية الرواة عن الزهري.
__________
(1) السيرة الحلبية (3/309).
(2) الطبقات الكبرى (2/29).(67/23)
3- اتهامه للإمام البخاري بقوله: «..تركها البخاري واكتفى بما قبلها من الحديث جرياً على عادته في أمثال ذلك» فيا عجباً من بيت الكذب والخديعة، يظن أن الناس كلهم مثله ومثل قومه، مع أن هذا المدعو عبد الحسين من أكثر الناس فعلاً لذلك كما مر بنا، وما يدري حاطب الليل ومن يظن كل مدور رغيف عن البخاري وشرطه في صحيحه أو عن رجال الصحيح، ومن نظر في الكافي الذي يعادل عند الرافضة صحيح البخاري عندنا أدرك نعمة العقل قبل نعمة العلم!!
19- قال الموسوي في المراجعة [81/243]: «ومن المعلوم بحكم الضرورة من أخبارهم، أن أهل بيت النبوة وموضع الرسالة، لم يحضر البيعة منهم أحد قط، وقد تخلفوا عنها في بيت علي ومعهم سلمان... فكيف يتم الإجماع -يعني على الصدّيق- مع تخلف هؤلاء كلهم» لاشك أن كل من قرأ كلامه هذا، وكان عنده أدنى علم بالسيرة جزم بأحد أمرين: إما بأنه من أجهل الناس بأخبار الصحابة، والرافضة كلهم كذلك؛ فإنه ليس لهم عناية بسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلمهم مدى التلازم بين الرسول وأصحابه، أو أنه من أجرأ الناس على الكذب، وهذا الرافضي وأمثاله من شيوخ الرافضة ينقلون ما في كتب أسلافهم من غير تثبت وتحر للحق، الذين هم أبعد الناس عنه، بل ما وجدوه يوافق أهواءهم صدّقوه وأخذوا به وما خالف أهواءهم كذبوه وطرحوه، وكل هؤلاء الذين عدهم أنهم تخلفوا عن بيعة الصديق فذلك كذب عليهم.(67/24)
ولو كان صادقاً لصرح بحجته في ذلك، ولكنه لم يستطع حتى من كتب الواهيات، وكذب في ادعائه أنه لم يبايع أحد من أهل البيت أبا بكر رضي الله عنه، وقد علم أن بيعة الصديق لم يتخلف عنها إلا سعد بن عبادة رضي الله عنه، ثم ذكر هذا الموسوي ما في الصحيحين من بيعة علي لأبي بكر بعد ستة أشهر من وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم زاعماً أنه لم يبايع قبلها، وأجرأ من ذلك ادعاؤه أنه لم يبايع حتى اضطرته المصلحة الإسلامية العامة في تلك الظروف الحرجة، وهو ادعاء لا يعجز عن مثله أي كاذب أو دجال، لكن أمره يفتضح حين لا يذكر سنده في ذلك فيُضرب بقوله عرض الحائط، وقد أخرج البيهقي(1) بسند صحيح بيعة علي لأبي بكر في اليوم الأول أو الثاني.
* ... * ... *
الفصل الثاني
المواضع التي فيها تغيير في النقل
وهي المواضع التي ينقل فيها شيئاً هو موجود فعلاً، لكنه يغيّر في العبارات ويبدل فيها، وهو نوع من الكذب.
1- قال الموسوي في المراجعة [12/45]: «وفي جميل بلائهم وجلال عنائهم قال الله تعالى: ((وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ)) [البقرة:207] الآية» وقال في الهامش: «أخرج الحاكم.. من المستدرك عن ابن عباس قال: شرى علي نفسه ولبس ثوب النبي... الحديث، وقد صرح الحاكم بصحته على شرط الشيخين وإن لم يخرجاه، واعترف بذلك الذهبي في تلخيص المستدرك..» هذا ما أرغى به وأزبد هذا الكذاب؛ فإن الحاكم لم يقل: صحيح على شرط الشيخين، بل قال(2): «صحيح الإسناد» ووافقه الذهبي، نعم. لكن ليس على شرط الشيخين، وأهل الجهل لا يفرقون بين صحيح الإسناد وبين صحيح على شرط الشيخين، فالثاني منهما أعلى مرتبة وأقوى صحة، ومع ذلك فلا يفرح به؛ فإنه ضعيف، والمهم هنا بيان ما في كتاب الموسوي من الطامات وأنواع التخرصات وما في أمانته من البلايا والخيانات.
__________
(1) البداية والنهاية (6/306) وعزاه للبيهقي.
(2) المستدرك مع التلخيص (3/143).(67/25)
2- قال الموسوي في ترجمة إسماعيل بن خليفة الملائي [16/54]: «وحسَّن أبو حاتم حديثه» هذا ما قاله الزّعاق وكذب؛ فإن عبارة أبي حاتم عن إسماعيل هذا، نصّها: «لا يحتج به، وهو حسن الحديث»(1) فتصرف هذا اللص المتبرقع بعبارة أبي حاتم كما يحلو له.
3- قال الموسوي في ترجمة عمار بن زريق [16/97]: «عده السليماني من الرافضة كما نص عليه الذهبي في أحوال عمار من الميزان» والذي عند الذهبي في الميزان قوله: «ما رأيت لأحد فيه تلييناً إلا قول السليماني: إنه من الرافضة، فالله أعلم بصحة ذلك»(2) هذا ما أخفاه الموسوي محاولاً التلبيس على القراء، وبالمقارنة بين العبارتين يظهر لك مدى أمانة الموسوي الذي حاول الإيهام بموافقة الذهبي له في ذلك، وهو خلاف الحق الواقع.
4- وما زال الموسوي يكذب ويكذب، حتى يتعرى أمام قومه الذين اتخذوه إماماً؛ فاعتبروا يا أولي الألباب:
فقد قال في ترجمة عمار بن معاوية [16/97]: «وأنه ما أعلم أحداً تكلم فيه إلا العقيلي، وأنه لا مغمز فيه إلا التشيع» وكلام الموسوي في عمار فيه من المبالغة ما لا يخفى، إضافة إلى كذبه على العقيلي بأنه غمز عماراً لتشيعه، وهو خلاف الحق، إذ بيّن الذهبي في الميزان هذا الأمر فقال: «سأله أبو بكر بن عياش: أسمعت من سعيد بن جبير؟ قال: لا»(3) فغمزه العقيلي لانقطاع روايته عن سعيد لا غير، لا كما قال الموسوي، ولكنه التحكّم المحض وتوجيه الكلام حسب ما يشتهي!
__________
(1) ميزان الاعتدال (7/327) , التهذيب (1/149).
(2) ميزان الاعتدال (5/199).
(3) المصدر السابق (5/206).(67/26)
5- في المراجعة [34/141-142] زَوَّر الرافضي وحرّف قول الحاكم على حديث تسمية علي رضي الله عنه بنيه كأسماء بني هارون، حيث نقل عن الحاكم تصحيحه على شرط الشيخين، وهو كذب واضح؛ إذ أن الحاكم اكتفى بقوله: «صحيح الإسناد»(1) ولم يقل صحيح على شرط الشيخين ولا أحدهما، مع ما في إسناده من العلل التي لا يعرفها الموسوي ولا قومه، (والمرء عدو لما جهل).
6- لم يستح هذا الموسوي المفتري من الكذب عندما قال عن حديث ابن عمر: (أنت أخي في الدنيا والآخرة) - يعني علياً- فقال في هامش [34 /142]: «أخرجه الحاكم... عن ابن عمر من طريقين صحيحين على شرط الشيخين» وزاد عليها: «وأخرجه الذهبي في تلخيصه مسلماً بصحته» مع أن الذهبي قد عقّب على هذا الحديث بطريقيه فقال: «جُمَيع اتهم، والكاهلي هالك»(2) هذا ما تطاول به هذا المغبون فارتقى مرتقىً لا يحسنه! ولينظر الشيعة إلى إمامهم هذا عبد الحسين شرف الدين -وما هو بشرف للدين- وما يمارسه من كذب ثم ليحكموا بأنفسهم، وقد حكم الألباني على هذا الحديث بالوضع في الضعيفة حديث رقم (351) فانظره غير مأمور.
7- قال الموسوي [34/142-143]: «ولما زفت سيدة النساء إلى كفئها سيد العترة قال النبي صلى الله عليه وآله: يا أم أيمن ادعي لي أخي..» وقال في الهامش: «وأخرجه الذهبي في تلخيصه مسلماً بصحته» وهذا كذب فقد رده الذهبي بقوله: «ولكن الحديث غلط؛ لأن أسماء كانت ليلة زفاف فاطمة بالحبشة»(3) فأين تسليم الذهبي بصحته؟ ولكنه الهذيان البارد الذي لا يُروّج إلّا على قومه!
__________
(1) المستدرك (3/183).
(2) المستدرك مع التلخيص (3/16).
(3) المصدر السابق (3/173).(67/27)
8- ما زلنا مع الموسوي نفتش عن قمله بين شعراته, حتى يتبين العوار وينزاح الستار عن هذا البوق المشوه, فقد ساق حديث أبي ذر: (..ومن أطاع عليا فقد أطاعني, ومن عصى علياً فقد عصاني) وقد كذب عبد الحسين هذا بادعائه تصحيح الحاكم والذهبي للحديث بقوله [48/166- 167]: «وصرح كل منهما بصحته على شرط الشيخين» بل قال الحاكم: «صحيح الإسناد» ووافقه الذهبي(1)، وأهل العلم يفرقون بين هذا وبين الصحة على شرط الشيخين بخلاف أهل الجهل, ومع ذلك فالحديث ضعيف فلا يفرح به، ومقصودنا هنا بيان كذب المفتري في خيانته لشرف العلم وأمانته.
9- ساق الموسوي في المراجعة [48/167] حديث أم سلمة: (من سب علياً فقد سبني) وادّعى فيه على الحاكم فكذب بقوله: «وصححه على شرط الشيخين» نعم أخرجه الحاكم(2) لكن ليس على شرط الشيخين كما حاول التمويه به عبد الحسين!
__________
(1) المصدر السابق (3/131).
(2) المصدر السابق (3/130).(67/28)
10- حذف الموسوي وكذب، والشيء من معدنه لا يستغرب! فقد كتب في هامش [48/168] في سياق قصة يحيى بن معين وأبو الأزهر راوي الحديث عن عبد الرزاق: (يا علي, أنت سيد في الدنيا, وسيد في الآخرة...) قال الموسوي عن يحيى أنه قال: «أين هذا الكتاب النيسابوري...» والثابت عن ابن معين كما رواه الخطيب في التاريخ ونقله عنه الحافظ في التهذيب(1) وأخرجه الحاكم كذلك أنه قال: «من هذا الكذاب النيسابوري الذي يحدّث عن عبد الرزاق بهذا الحديث؟!» وفعل الموسوي تحريف مقصود, وواضح أن القول الثابت عن ابن معين فيه تكذيب صريح لهذا الحديث، وهو ما لاحظه عبد الحسين فعمد إلى تغييره. ثم تمادى هذا الرعديد في غيه، فقد كذب في نفس الهامش، حيث اقتطع النص اقتطاعاً مخلاً وفاحشاً؛ فإن في آخر هذه القصة قول ابن معين لأبي الأزهر: «أما إنك لست بكذاب، وتعجب من سلامته وقال: الذنب لغيرك في هذا الحديث» وهذا تأكيد من ابن معين على كذب الحديث، وأنه بعد معرفته لصدق الراوي عن عبد الرزاق لم يتغير حكمه بوضع الحديث وكذبه، في حين اكتفى هذا الموسوي في لفظ القصة التي ساقها بقوله: «فصدّقه يحيى بن معين واعتذر إليه» موهماً تصديق ابن معين لهذا الحديث وتصحيحه له.
11- قال الخشبي في المراجعة [54/177] عن حديث زيد بن أرقم عند الطبراني وهو حديث الغدير: «بسند مجمع على صحته» وبادعائه تصحيح ابن حجر له في الهامش, وكل ما في الأمر أن ابن حجر ساق في الصواعق حديث الغدير عموماً -وليس لفظ الطبراني- وصرح بصحته(2) ولكنه لم يذكر هذا اللفظ ولا قريباً منه, ولم يشر إليه أبداً، فاستغل ذلك هذا المخادع عبد الحسين لخداعه وغشه عامله الله بما يستحق, والرافضة عموماً وعبد الحسين مثالاً لهم يزيدون في الأحاديث الصحيحة وينقصون منها تحقيقاً لشهواتهم وإضلالاً لعوامهم وترويجاً لمذهبهم.
__________
(1) التهذيب (1/14)، المستدرك (3/138).
(2) الصواعق المحرقة (1/106).(67/29)
12- اتهم هذا السلولي عائشة رضي الله عنها بأنها صاحبة هوى, داعياً إلى طرح العاطفة جانباً والتحلل من القيود والعاطفة وإعادة النظر في سيرتها, ولو أن هذا الكلام من غيره عن غيرها لكان ربما للكلام وزْنٌ، ولكن من رافضي سبّاب، قومه أعداء الصحابة وأفراخ المجوس فالكلام له معنى آخر، بل آخر الناس كلاماً عن التحلل من قيود التقليد والعاطفة هم الرافضة هؤلاء، فقد أشار في هامش [67/232] إلى ما ذُكر في نهج البلاغة وشرحه لابن أبي الحديد مما افترته الرافضة على عائشة رضي الله عنها من معاداتها لعثمان وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، ونحن نتحداهم بكشف إسناد صحيح لأيٍّ من تلك السخافات والافتراءات المنسوبة إلى علي وغيره، فأين الحجة في ذلك على أهل السنة يا جهال؟! هذا مع أن من رجع إلى شرح نهج البلاغة في بعض المواضع التي أشار إليها وجد أن ابن أبي الحديد يقرر براءة عائشة رضي الله عنها مما قذفت به أولاً، ثم جعل سبب الجفاء بينها وبين فاطمة رضي الله عنها سبباً طبيعياً فقال: «ومن المعلوم أن ابنة الرجل إذا ماتت أمها وتزوج أبوها الأخرى كان بين الابنة وبين المرأة كدر، وهذا لابد منه...» إلى أن قال: «ثم اتفق أن رسول الله صلى الله عليه وآله مال إليها وأحبها فازداد ما عند فاطمة بحسب زيادة ميله...» فهذا كلام أحد فرسانهم وأئمتهم، فيه إقرار بمكانة عائشة من قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتبرئته لها من عداوة فاطمة، وأن سبب الجفاء التسابق لنيل محبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فلتقطع ألسنة مثل هذا الدجال عبد الحسين، وكأني بالقوم يقولون إذا قرأوا مثل هذا الكلام أنه تقية، فهذا الأمر عندهم قانون مستقر وأصل مستمر.(67/30)
13- جاء الموسوي بما يزعم فيه انتقاص عمر رضي الله عنه عندما قال [76/235]: «وكان عمر بن الخطاب إذا سئل عن شيء يتعلق ببعض هذه الشؤون -يعني موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم - لا يقول غير: سلوا علياً؛ لكونه هو القائم بها، فعن جابر بن عبد الله الأنصاري، أن كعب الأحبار سأل عمر فقال: ما كان...» الحديث، وهو حديث واهٍ إن لم يكن موضوعاً، والذي يهمنا هنا هو فضح هذا الموسوي الكذاب الذي ضاق صدره من عمر رضي الله عنه فليمت بغيضه أو ليشرب من البحر، عندما حذف قول كعب لعمر: (يا أمير المؤمنين) ومن راجع نص الرواية عند ابن سعد(1) أو في الكنز(2) وهما اللذان أشار إليهما الموسوي في هامشه، علم أن نص الرواية فيه خطاب كعب لعمر بلقب أمير المؤمنين، ولكن هذا الضال المبتدع حين نقلها حذف هذه العبارة من أولها، وهذا يدلل على مقدار بغضه لعمر وأنه لا يستطيع أن يذكره بهذا اللقب حتى في رواية هي حجة له فيما يزعم، وهذا من تمام هروب الشيطان وأعوانه من عمر كما أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وليس فعله إلا دليلاً على كونه من أعوان الشيطان أولاً، وعلى انعدام الأمانة في نقله ثانياً، والتي كررها كذلك حين كتم تضعيف صاحب الكنز لهذا الحديث مع أنه عزاه إليه، إذ قال صاحب الكنز في تخريجه: (ابن سعد وسنده ضعيف) فكتم ذلك الموسوي وهو ما يليق بحاله ومقامه، عامله الله بما يستحق.
__________
(1) الطبقات الكبرى (2/201).
(2) كنز العمال (18789).(67/31)
14- تردّى عبد الحسين في الهاوية أكثر فاتهم عائشة بأنها ممن بهتت مارية واتهمتها بالفاحشة فقال [76/232]: «وحسبك مثالاً لهذا ما أيدته -نزولاً على حكم العاطفة من إفك أهل الزور- إذ قالوا -بهتاناً وعدواناً في السيدة مارية وولدها إبراهيم عليه السلام - ما قالوا، حتى برأهما الله عز وجل من ظلمهم براءة -على يد أمير المؤمنين- محسوسة ملموسة..» مستنداً في هذا على ما أخرجه الحاكم في مستدركه(1) من أن مارية رضي الله عنها قد اتهمت بابن عم لها، وأن عائشة كانت ممن أيد ذلك وروجته، ومن كان عنده أدنى حظ من علم الأسانيد- لا مثل هذا الخرف عبد الحسين- ورجع إلى المستدرك فإنه يعلم سقوط هذا الخبر وعدم صحته؛ ففي إسناده سليمان بن الأرقم وهو ضعيف بالاتفاق(2) فلا يلتفت إلى أحاديث هؤلاء المتروكين إلا من ترك هدى الله وأقبل على خطوات الشيطان مثل خصمنا الموسوي، والعاقل يترك ما لا يحسنه، وليس في الخبر أن براءتها كانت على يد علي كما زعم الموسوي، فسبحان الذي أعمى البصائر كما أعمى الأبصار!!
__________
(1) المستدرك (4/41).
(2) ميزان الاعتدال (3/279) , التهذيب (2/83) , المجروحين (1/413).(67/32)
15- أخفى عبد الحسين ولا تعجب ممن عبد نفسه لغير الله عندما عزا في هامش [76/235] حديث ابن عباس في رده على عروة بن الزبير: (...والله توفى رسول الله وأنه لمستند إلى صدر علي، وهو الذي غسله...) الحديث، إلى ابن سعد(1) وكنز العمال، وقد ذكره صاحب الكنز وقال: «وسنده ضعيف»(2) فأخفى عبد الحسين هذا التضعيف، مع أن في ذلك قصوراً من صاحب الكنز إذ هو واهٍ جداً إن لم يكن موضوعاً؛ ففي إسناده الواقدي(3) ومن لا يعرف، فانظر إلى قائد القطعان الضائعة كيف يكذب ويشتم ويطعن ويصحح الضعيف ويضعف الصحيح ويوثق بالهوى ويضعف الثقات، في قائمة سوء طويلة يصان عنها العقلاء، وما زال قومه يعدون كتابه مرجعاً محترماً، وحقُّه أن تلف به الأحذية، بعد ما عرفنا حال الكاتب والكتاب، ولا كرامة لباطل.
__________
(1) الطبقات الكبرى (2/202).
(2) كنز العمال (18791).
(3) ميزان الاعتدال (6/273) , المجروحين (2/303) , التهذيب (3/656).(67/33)
16- ما زال هذا البليد يدس أنفه في العلم، والعلم منه بريء، ويا ليته قارع الحجة بالحجة، ولكنه خفاش ظلام يكذب ثم يهرب في دعاوى مجردة من الدليل يمليها عليه شيطانه، حيث زعم في هامش [82/249] أن: «تهديدهم علياً بالتحريق ثابت بالتواتر القطعي، وحسبك ما ذكره الإمام ابن قتيبة..» إلى أن قال: «والشهرستاني نقلاً عن النظام عند ذكره الفرقة النظامية من كتاب الملل والنحل» وقد ذكر الشهرستاني ذلك فعلاً (1/72) عن النظام في المسألة الحادية عشرة من المسائل التي انفرد بها عن المعتزلة، وهي ميله إلى الرفض ووقيعته في كبار الصحابة ثم ساق له الشهرستاني بعضاً من أباطيله وافتراءاته تلك، ومنها افتراؤه على عمر بأنه هددهم بإحراق بيت علي، ثم قال الشهرستاني (1/72): «إلى غير ذلك من الوقيعة الفاحشة في الصحابة رضي الله عنهم » فهذا يوضح لكل ذي عقل أن الشهرستاني لم يقر تلك الحادثة الباطلة بل نقل افتراءات النظام ثم استنكرها كلها، فمن أراد الإيهام بأن الشهرستاني أقر بتلك الحادثة المفتراة هل يشك أحد في كذبه ودجله؟! فقل لي بربك: كيف يوثق به بعد ذلك؟ وأين قرّاؤه ليقفوا على حقيقة شيخهم؟! ولكنه الحجر على العقول الذي يمارسه هؤلاء على أتباعهم! فالحمد الله الذي ردَّ هذا الرافضي إلى المعتزلة ونظمه في سلكهم فجمع الشر من أطرافه!!(67/34)
17- قام الموسوي الأفّاك بالتحريف حيث قال [86/255]: «منهم من يقول قرّبوا يكتب لكم النبي كتاباً لن تضلّوا بعده، ومنهم من يقول ما قاله عمر -أي يقول- هجر رسول الله» وهذا والله هو الغاية في الغش والتدليس؛ فإن من راجع روايات تلك الحادثة علم أن النص الذي فيه: (ومنهم من يقول ما قاله عمر) لم يأت إلا حين ذكروا قول عمر: (إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد غلب عليه الوجع)(1) فكيف يجرؤ هذا المخادع على مثل هذا التحريف، لولا قلة حيائه وديانته وعواره، وقديماً قيل: (إن لم تستح فاصنع ما شئت).
* ... * ... *
الفصل الثالث
المواضع التي فيها بتر للنقل
وهي المواضع التي يقتطع من النقولات ما لا يصح اقتطاعه؛ لأن فيه ما هو دليل عليه، فيقدم على حذفه واقتطاعه حتى من الآيات.
1- قال الموسوي في المراجعة [6/21]: «وخطب الإمام المجتبى أبو محمد الحسن السبط سيّد شباب أهل الجنة فقال: (اتقوا الله فينا؛ فإنا أمراؤكم)» وقد اختصر الموسوي نص الخطبة اختصاراً سيئاً؛ فقد قال الحسن: (يا أهل العراق! اتقوا الله فينا، فإنا أمراؤكم وضيفانكم..) لكن الموسوي تصرف في النص بما يوافق هواه موهماً أن الحسن قال ذلك على وجه العموم، وهذا القول منه موجه إلى أهل العراق وهم شيعته عندما حاولوا قتله وليس موجهاً إلى الكل، وقوله: (أمراؤكم) باعتبار أنه أمير عليهم، وهو يصح من كل أمير على قوم، هذا كله على فرض ثبوت ذلك، إذ لم يبينه ابن حجر في الصواعق ولم يذكر إسناده(2)، فانظر إلى الموسوي كيف يروّج بضاعته بالكذب ليوهم قومه صحة مذهبهم، فيا لله كم ضلوا وأضلوا!!
__________
(1) رواه البخاري في مواضع من صحيحه، منها: كتاب العلم (ح:114) , الجهاد والسير (ح:3053) , الجزية والموادعة (ح:3168) , المغازي (ح:4431) (ح:4432)، المرضى (ح:5669)، الاعتصام (ح:7366).
(2) الصواعق المحرقة (2/410).(67/35)
2- ذكر الموسوي في المراجعة [10/32] حديث: (معرفة آل محمد براءة من النار، وحب آل محمد جواز على الصراط...) وقال في الهامش: «أورده القاضي عياض في الفصل الذي عقده لبيان أن من توقيره وبرّه صلى الله عليه وآله برّ آله وذريته» فانظر إلى انعدام الأمانة في نقل الموسوي لعبارة القاضي عياض، حيث أن عبارته لها تتمة لا يصح عند العقلاء إغفالها وهو قوله: «...وأمهات المؤمنين أزواجه»(1) عقب العبارة التي نقلها مباشرة، فتصرف الموسوي كما يحلو له بكلام الرجل الأمر الذي لا يخطر ببال أحد أن مؤلفاً يحترم نفسه يفعل مثل هذا، فهل مثل هذا يؤتمن بعد ذلك في نقله؟ وهذا عندهم من كبارهم وأئمتهم!!
3- في هذيان بارد لا يقدم عليه إلا كل جاهل، قال الموسوي في معرض استدلاله بالحجج من الكتاب فيما نزل في العترة [12/40]: «ولا غرو؛ فإن ولايتهم لممّا بعث الله به الأنبياء وأقام عليه الحجج والأوصياء، كما جاء في تفسير قوله تعالى: ((وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا)) [الزخرف:45] » فما أفسد استدلاله وما أثقل عقله! فهو يقتطع من النصوص ما يريده ويذر الباقي ويحرِّف بذلك كلام الله، ولا أجد له مثالاً إلا كالذي يحتج على ترك الصلاة بقوله تعالى: ((فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ )) [الماعون:4] ولا يكمل الآية، وإليك تمام الآية التي استدل بها، قال تعالى: ((وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ )) [الزخرف:45] فهذا هو تمام الآية، وفيه بيان المراد من السؤال، ألا وهو القضية العظمى التي بعث الله من أجلها الرسل وأنزل الكتب وخلق الجنة والنار وشرع الجهاد واستحلت بها الدماء والأموال وانقسم الناس إلى شقي وسعيد ألا وهي عبادة الله وحده، لكن هذا الرجل يحرفها ويجعلها في موالاة علي وأهل البيت رضي الله عنهم، فأين هذا من هذا؟!!
__________
(1) الشفا (2/46).(67/36)
4- تصرف هذا الغبي الغوي في كلام ابن حجر حيث قال [12/41]: «وما كان الله ليعذبهم، وهم أمان أهل الأرض ووسيلتهم إليه» وقد تعمَّد في الهامش عدم نقل كلام ابن حجر بنصه، بل تصرف فيه بما يهواه حيث قال: «راجع من الصواعق المحرقة لابن حجر تفسير قوله تعالى: ((وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ)) [الأنفال:33] وهي الآية السابعة من آيات فضلهم التي أوردها في الباب (11) من ذلك الكتاب تجد الاعتراف بما قلناه» وإليك كلام ابن حجر في نفس الموضع الذي ذكره صاحب المراجعات: «وفي ذلك أحاديث كثيرة يأتي بعضها ومنها: (النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي) أخرجه جماعة كلهم بسند ضعيف، وفي رواية ضعيفة أيضا: (أهل بيتي أمان لأهل الأرض)»(1)، فانظر عافاك الله مستوى الأمانة عند هذا الموسوي!
__________
(1) الصواعق المحرقة (2/445).(67/37)
5- قال الموسوي في المراجعة [12/41]: «فهم الناس المحسودون الذين قال الله فيهم: ((أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)) [النساء:54] وهم الراسخون في العلم الذين قال: ((وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ)) [آل عمران:7]» انظر إلى تخبط الموسوي في تقطيعه الآية واستشهاده ببعضها دون بعض، فتمام الآية الثانية: ((يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا)) [آل عمران:7] وسياقها معلوم، وأين الدليل على تخصيصها بأهل البيت دون غيرهم ولفظها عام؟! والآية الأولى أتبعها الله سبحانه بذكر نعمته على آل إبراهيم وتمامها: ((فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً * فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً )) [النساء:54-55] فإن كان يدّعي أن آل إبراهيم هنا هم أهل البيت فقد نغص عليه قوله تعالى: ((فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ)) [النساء:55] مما يقتضي شمولها لهم جميعاً، ثم إن آل إبراهيم يشمل حتى اليهود فما يقول في ذلك؟!(67/38)
6- ما زال الموسوي يظهر قدره في الفهم ويفصح عن مبلغه من العلم عندما قال في المراجعة [12/47]: «وهم ذوو الحق الذي صدع القرآن بإيتائه: ((وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ)) [الإسراء:26] وذوو الخمس الذي لا تبرأ الذمة إلا بأدائه: ((وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى)) [الأنفال:41] وأولو الفيء: ((مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى)) [الحشر:7]» فما أفسد احتجاجه بهذه الآيات! وما أدله على جهله! فما علاقة الخمس والفيء بالإمامة والتقديم على الناس؟! وهذه الآيات بإمكان المساكين والفقراء واليتامى وأبناء السبيل أن يحتجوا بها أيضاً على أفضليتهم وعلى أحقيتهم بالإمامة؛ لأن لهم نصيباً في كل الآيات، فهل يمكن أن يقبل هذا عاقل؟! فقد قال الله في الآية الأولى: ((وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً )) [الإسراء:26]، ومثلها الآية (38) من سورة الروم, أما الآية الثانية فقد قال تعالى: ((وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ)) [الأنفال:41] فما بال اليتامى والمساكين وابن السبيل حتى أخرجهم الموسوي منها؟! والآية الثالثة: ((مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ)) [الحشر:7] فانظر إلى فعل هذا الموسوي كيف يحرِّف النصوص بتقطيعها، وأخذه منها ما يظن أنه يؤيد قوله وتركه لما سوى ذلك! فأين الدقة والأمانة حتى مع آيات الكتاب العزيز؟! وهل مثل هذا يعد إماماً يقتدى به ويوثق بقوله؟!(67/39)
7- نقل الموسوي عند قوله تعالى: ((سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ )) [الصافات:130] في هامش المراجعة [12/47] عن ابن حجر صاحب الصواعق قوله: «هذه هي الآية الثالثة من الآيات التي أوردها ابن حجر في الباب (11) من صواعقه، ونقل أن جماعة من المفسرين نقلوا عن ابن عباس القول: بأن المراد بها السلام على آل محمد، قال ابن حجر: وكذا قال الكلبي، إلى أن قال: وذكر الفخر الرازي أن آل البيت يساوونه في خمسة أشياء...» ولبيان كذبه نقول: أما ما نقله عن ابن حجر فقد اقتطع من كلامه ما يفيده وترك الباقي كعادته في التلاعب بالنصوص حسب ما يشتهي، فتتمة كلام ابن حجر من الصواعق: «..لكن أكثر المفسرين على أن المراد إلياس عليه السلام وهو قضية السياق»(1) فالحمد لله الذي أزاح الستار وأظهر عوار الموسوي وظلماته.
__________
(1) الصواعق المحرقة (2/436).(67/40)
8- لم يكن الموسوي أميناً في نقله كعادته، حيث ذكر في معرض استدلاله بآية: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ)) [الأحزاب:56] الآية، قال الموسوي [12/47]: «ولذا عدّها العلماء من الآيات النازلة فيهم، حتى عدّها ابن حجر في الباب (11) من صواعقه في آياتهم» وحتى يظهر لك خيانة هذا المشاغب، فإن كلام ابن حجر الذي أشار إليه في المتن والهامش يرد عليه، فقد شمل ابن حجر أزواجه بذكر الآل، وذكر رواية الصحيحين بخصوصه، وقال: «قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ قال: (قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم...)(1)»(2) وهو ما لم يحل عليه أيضاً في الهامش حيث اكتفى برواية كعب بن عجرة في الصحيحين، دون رواية أبي حميد الساعدي التي ذكرها ابن حجر وفيها ذكر زوجاته رضي الله عنهن، فهذه الرواية وأمثالها تجعل الموسوي يهدم كل ما بناه وادعاه من تخصيص الصلاة والسلام بآل البيت دون أزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين: ((قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )) [آل عمران:119].
في ترجمة الحارث بن حصيرة من المراجعة [16/61] نقل الموسوي عبارة أبي حاتم عنه من الميزان، لكنه حذف منها شيئاً مهماً، فقد قال أبو حاتم: «هو من الشيعة العتق، لولا الثوري روى عنه لترك» فحذف: «لولا الثوري روى عنه لترك» فبان بهذا ضعف حاله، وليس قصدنا هنا الحكم على هذا الراوي فقد أبان أهل العلم أمره، ولكن قصدنا بيان حال الموسوي، الذي لو علم ابن عدي بحاله لقال كما قال عن الحارث: «من المحترقين في التشيع»(3).
__________
(1) البخاري حديث رقم (3369، 6360) ومسلم حديث رقم (407).
(2) الصواعق المحرقة (2/430).
(3) ميزان الأعتدال (2/167).(67/41)
في ترجمة الحسن بن حيّ وقد ذكره الذهبي في الميزان فقال: «فيه بدعة تشيع قليل»(1) وقد نقل عبارة الذهبي هذا الموسوي [16/64] لكنه حذف منها كلمة «قليل» محاولاً الإيهام بغلوه، فقل لي بربك: هل يُؤمن الموسوي على النقل فضلاً عن الكتابة بعد هذا الذي تراه؟! ولكنها اللصوصية المُعَمّمة!!
نقل الموسوي في المراجعة [16/67] قول ابن سعد في طبقاته عن خالد بن مخلد القطواني وحذف منها ما لا يوافقه، إذ قال ابن سعد عنه: «وكان في التشيع مفرطاً كتبوا عنه ضرورة»(2) فاكتفى الموسوي من عبارة ابن سعد قوله: «كان متشيعاً» وهو بذلك يؤكد عدم أمانته، وخالد هذا الذي ادّعاه الموسوي أنه من شيعته قد روى له البخاري حديثاً في فضائل الزبير من حديث عثمان رضي الله عنهما (3)! فهل ما زال القطواني من رجال الشيعة؟!
حذف الموسوي من ترجمة سلمة بن الفضل الأبرش ما لا يوافق هواه وأثبت ما سوى ذلك مع تصرف خائن في النقل؛ حيث حذف ما قاله العلماء في الميزان والتهذيب عنه، وأما قول أبي زرعة الذي نقله من الميزان فقد تصرف فيه هذا الموسوي تصرفاً قبيحاً؛ إذ قال أبو زرعة فيما نقله الذهبي والحافظ: «كان أهل الري لا يرغبون فيه لسوء رأيه وظلم فيه»(4) فحذف الموسوي قوله: «وظلم فيه» إذ كان قاضياً عليهم، ويبدو أنهم رأوا منه ظلماً فكانوا يكرهونه لذلك مع ما عنده من بدعة التشيع, ولكن هذا الموسوي تحامل وتحامق فقال (16/71): «بل لسوء رأيهم في شيعة أهل البيت» وكلام الإنسان عنوان عقله، وقد أبان الموسوي قدر علمه وعقله في كتابه هذا والله الموعد.
__________
(1) ميزان الأعتدال (2/245).
(2) الطبقات الكبرى (6/372).
(3) رواه البخاري -كتاب المناقب- باب مناقب الزبير، رقم (3717).
(4) ميزان الاعتدال (3/273) , التهذيب (2/76).(67/42)
ظلمات الموسوي في كتابه بعضها فوق بعض فلا نعجب بعد ذلك من ضلال قومه حين اتخذوا رؤوساً جهالاً فضلوا وأضلوا، ففي ترجمة سليمان بن قَرم تصرف الموسوي فحذف قول ابن حبان الذي نقله الذهبي في الميزان والحافظ في التهذيب: «كان رافضياً غالياً ومع ذلك يَقْلِب الأخبار» وهذا ما لم ينقله بتمامه هذا الموسوي كعادته في التصرف بالنصوص بهواه فليس هو من أهل الأمانة في ذلك, فقد حذف في المراجعة (16/73) من قول ابن حبان: «ومع ذلك كان يقلب الأخبار» فأخفى هذه العبارة ليظن القارئ أن رده لسوء معتقده فقط دون سوء حفظه وقلبه للأخبار(1) وهذا جرح مفسر مقدم على تعديل من عدّله، فكيف لو علم شيعة الموسوي ما أخفاه عنهم صاحبهم فيما نقله الذهبي في الميزان (3/ 310) عن سليمان هذا «قال: قلت لعبد الله بن الحسن: أفي أهل قبلتنا كفار؟ قال: نعم. الرافضة» فهذه الرواية تبين حقيقة مذهب سليمان بما يكون أبعد عن الرافضة ومذهبهم! ولكنه المسار الرخيص للموسوي الذي لا يقيم حقاً ولا يهدم باطلاً.
__________
(1) ميزان الاعتدال (3/310) , التهذيب (2/105).(67/43)
في ترجمة عبد الرزاق الصنعاني من المراجعة (16/85) حذف الموسوي من عبارة الذهبي التي ساقها من الميزان رداً على تضعيف العباس بن عبد العظيم لعبد الرزاق شيئاً مهماً ألا وهو قول الذهبي: «بل سائر الحفاظ وأئمة العلم يحتجون به إلاّ في تلك المناكير المعدودة في سعة ما روى»(1) وهذا تحريف صريح من الموسوي هذا العاري تماماً من الأمانة في النقل كما أثبتنا ذلك غير مرة، وهو يظن بصنيعه هذا أن أحداً لن يرجع إلى أصل نقله فيفتش عما نقله هذا المتهوك المتحير، بل لم يكتفِ هذا الكذاب الخائن بهذا، بل حتى القصة التي ساقها نقلاً عن الميزان(2) في طعن عبد الرزاق بعمر بن الخطاب رضي الله عنه، صرح الذهبي بعدم صحتها وعدم ثبوتها عنه، فأغفله هذا الموسوي عمداً، فله من الله ما يستحق.
في ترجمة عطية بن سعد العوفي حذف الموسوي في المراجعة [16/91] قول ابن سعد في طبقاته الذي يشعر بتضعيفه, قال ابن سعد: «وكان ثقة وله أحاديث صالحة ومن الناس من لا يحتج به»(3) فأخفى ذلك هذا الموسوي عمداً لانعدام الأمانة عنده, وقلة الحياء في وجهه.
ومثله في ترجمة علي بن غراب أخفى الموسوي (16/95) قول ابن سعد فيه: «صدوق وفيه ضعف»(4) ولم يذكره في الشيعة أبداً، فأخفى هذا كله الموسوي عمداً.
ومثله علي بن قادم تصرف الموسوي في كلام ابن سعد واقتطع منه ما يهواه وترك الباقي, إذ قال عنه ابن سعد: «وكان ممتنعاً منكر الحديث شديد التشيع»(5) فاكتفى الموسوي بالوصف الأخير فقط دون الوصفين الأولين، مع ذلك يسمون من يتلاعب بالنصوص إماماً جليلاً مجتهداً.
__________
(1) ميزان الاعتدال (4/343).
(2) المصدر السابق (4/344).
(3) الطبقات الكبرى (6/305).
(4) المصدر السابق (6/363).
(5) المصدر السابق (6/371).(67/44)
وكذلك في ترجمة فضيل بن مرزوق (16/99) حذف الموسوي من عبارة الذهبي التي نقلها من الميزان جزءاً مهماً كعادته في اقتطاع ما يوافق هواه وترك الباقي, قال الذهبي عن فضيل: (وكان معروفاً بالتشيع من غير سب)(1) فحذف الموسوي نفي السب الأمر الذي يدل على حقيقة مذهب الموسوي من محبته لسب الصحابة رضي الله عنهم، وإلا فما حمله على هذا؟
يظن الموسوي أنه بحذفه للنصوص وقطعها قد عمّى الحقيقة فلن تبصرها عين، وهو بذلك يؤكد قول سلفنا عنه وعن قومه: أنهم يكتبون ما لهم بخلاف ما هو عليهم.
وهبني قلت أن الصبح ليل ... ... أيعمى المبصرون عن الضياء
فإنه بعد سياقه لحديث ابن عباس الذي فيه على حد زعمه (بضع عشرة فضائل لعلي ليست لأحد غيره) قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في آخر الحديث الطويل الذي ساقه: (من كنت مولاه فعلي مولاه...) [26/ 128]، واكتفى الموسوي بالحديث إلى هنا، وهاك ما قطعه هذا الماكر؛ فإن بعد قوله: (من كنت مولاه...) قال ابن عباس: (وأخبرنا الله عز وجل في القرآن الكريم أنه قد رضي عن أصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم، هل حدثنا أنه سخط عليهم بعد، قال: وقال نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم لعمر حين قال: ائذن لي فلأضرب عنقه قال: أو كنت فاعلاً؟ وما يدريك لعل الله قد اطلع إلى أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم) هذا ما أقدم على حذفه هذا المفتري المجرم، مما فيه فضائل لأصحاب بدر وأصحاب الشجرة وأخصهم أبو بكر وعمر وعثمان الذي من أجله كانت تلك البيعة نصرة وانتقاماً له لمّا أشيع عنه أنه قتل رضي الله عن صحابة نبينا أجمعين، وستبقى هذه الفضائل شجىً في حلوق المبتدعين يفرح بها حُرّاس الدين ويموت بغيظها كل منافق لعين.
__________
(1) ميزان الاعتدال (5/440).(67/45)
ما زال الموسوي يقيم معركة في غير معترك، فهو يحارب الحق الذي رضي أن يغطي عينه وعقله عن قبوله, فكعادته في الانتقاء من كلام الرجال ما يوافق هواه نقل من كلام ابن عبد البر في الاستيعاب ما يفيده في هامش [32 /138] وترك الآخر، وهو تضعيف ابن عبد البر لحديث زيد بن أبي أوفى حيث قال: «إلا أن في إسناده ضعفاً»(1) فأقدم على إخفائه هذا الموسوي, كما حذف شطر حديث زيد بن أبي أوفى في كيفية المؤاخاة لا لطوله، بل لأن فيه التصريح الواضح بفضائل عظيمة لعدد من الصحابة الذين تبغضهم الرافضة وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن وطلحة والزبير رضي الله عنهم، كما في المعجم الكبير للطبراني (5146) وغيره، فنقول لأصحاب الموسوي: إن كنتم تقولون بثبوت هذا الحديث وتحتجون به فقوموا فاطّلعوا على ما جاء فيه مما أخفاه عنكم صاحبكم الموسوي؛ لأن فيه قارعة على رؤوسكم لعل غيوم الباطل أن تنقشع عن البصائر.
__________
(1) الاستيعاب (1/595).(67/46)
ما زال الموسوي يهذي في جهالات لا تثبت أمام العلم، ففي ثنايا أحاديثه التي ساقها عن أمير المؤمنين ومُحرِقِ الغالين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال هذا المحموم في هامش حديث [48/165]: (أنا دار الحكمة, وعلي بابها) «أخرجه الترمذي في صحيحه، وابن جرير ونقله عنهما غير واحد من الأعلام كالمتقي الهندي... وقال ابن جرير: هذا خبر عندنا صحيح سنده... إلخ» فقد اقتطع المخذول منه كلاماً مهماً يبين عدم قطع ابن جرير بصحته أولاً، واحتماله التضعيف عند غيره وبيان علته ثانياً؛ إذ قال ابن جرير: «هذا خبر صحيح سنده، وقد يجب أن يكون على مذهب آخرين سقيماً غير صحيح لعلتين...»(1) فحذف الموسوي باقي تعليق ابن جرير على الحديث ليوهم القارئ أن ابن جرير قطع بصحته، أما الترمذي فقد ضعفه على تساهله فقال: «هذا حديث غريب منكر»(2) وكون المتقي الهندي نقله لا يعني عندنا تصحيحه، والمتقي ليس من أئمة هذا الشأن وكتابه جمع فيه الغث والسمين، فهو أشبه بالفهرس، أما قول هذا الجاهل: «أخرجه الترمذي في صحيحه» فمن أين للترمذي بصحيح؟! والسؤال أبلغ من الجواب!
__________
(1) تهذيب الآثار (مسند علي) (173).
(2) الترمذي حديث رقم (3723).(67/47)
استدل الموسوي في المراجعة (48/172) على أحقية علي بالخلافة بأربعين حديثاً، منها حديث أبي ذر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (والذي نفسي بيده إن فيكم رجلاً يقاتل الناس من بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت المشركين على تنزيله) نقله هذا الرافضي عبد الحسين من كنز العمال (32969) وحذف منه عمداً قوله: (وهم يشهدون أن لا إله إلا الله) ففيها الإقرار بإيمان من نازع علياً حتى وإن كان معتدياً عليه، وهو ما لا يرضى به -سفاهةً وحماقةً وضلالاً- هؤلاء الرافضة، فأقدم إمامهم هذا على حذفه وطمسه، واقتطعه من الحديث وهو فعل مقصود على خطى اليهود! ثم ما المانع أن يكون المعني بهذا مع علي رضي الله عنه الصديق رضي الله عنه ؟ أوليس قد قاتل الناس على تأويل القرآن بعد منعهم الزكاة، وقوله لعمر عندما راجعه: (والله لأقاتلن من فرّق بين الصلاة والزكاة)؟
في ضجيج يصم الآذان ويسمع الصم يصر هذا السبّاب على الطعن فيمن زكاهم الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم حيث تعرض بالطعن بالصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه حيث قال: [56/185]: (وربَّ قوم أقعدهم البغض عن القيام بواجب الشهادة كأنس بن مالك وغيره، فأصابتهم دعوة أمير المؤمنين عليه السلام) وهذا من أدق أنواع التلفيق والتزوير مما يجيده هذا المنافق الذي قال فيه صلى الله عليه وآله وسلم وفي أمثاله من المنافقين الذين يبغضون الأنصار: (...آية النفاق بغض الأنصار)(1) وهل يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر؟!
هل يبغض الأنصار عبد مؤمن ... ... أو مدرك لروائح الإيمان
شهد الرسول بذلك وهي شهادة ... ... من أصدق الثقلين بالبرهان
__________
(1) رواه البخاري في مناقب الأنصارحديث رقم (17)، ومسلم كتاب الإيمان حديث رقم (74).(67/48)
فالرواية التي ذكرها في الهامش والتي فيها امتناع أنس من الشهادة لعلي ثم دعاء علي عليه باطلة لا تصح، ومن رجع إلى كتاب المعارف لابن قتيبة الدينوري وجد مصداق ذلك؛ إذ قال ابن قتيبة: «وذكر قوم أن علياً رضي الله عنه سأله -يعني أنساً- عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فقال: كبرت سني ونسيت، فقال: إن كنت كاذباً فضربك الله ببيضاء لا تواريها العمامة، قال أبو محمد – يعني ابن قتيبة-: ليس لهذا أصل»(1) فها هو ابن قتيبة يكذب هذه الرواية وينفي أن لها أصلاً، وهو لم يسقها إلا ليبين كذبها مما أخفاه هذا المزوّر، ولانعدام الأمانة عند عبد الحسين هذا لم ينقل تكذيب ابن قتيبة لها مع أنه لم يجدها إلاّ عنده. ولكن الموسوي كالذباب لا يقع الاّ على الجروح، وزعمه أن أنساً أصابته دعوة علي رضي الله عنهما «ويشهد لها ما أخرجه الإمام أحمد بن حنبل.. حيث قال: (فقاموا إلا ثلاثة لم يقوموا فأصابتهم دعوته»(2) فلم يصرح أحد من هم الثلاثة، ولعل الموسوي كان هناك فعرفهم فأقحم أنساً رضي الله عنه معهم! مع أن هذا الجاهل قد عدّ أنَساً من الصحابة الذين ذكرهم السيوطي رواة لهذا الحديث [56/189] فانظر كيف ينقض في آخر كتابه ما قرره في أوله. فيا حسرة على القوم إن كان هذا إمامهم!! مع ما في إسناد الحديث المذكور عند أحمد من ضعف، فحق في الموسوي وأمثاله أن يقال:
لو أن خفة عقله في رجله ... ... سبق الغزال ولم يفته الأرنب
ما زلنا نتجول في عقل هذا الموسوي المضطرب المدّعي محبة آل البيت رضي الله عنهم زوراً وبهتاناً:
أيها المدعي وصلاً بليلى ... ... لست منها ولا قلامة ظفر
إنما أنت من ليلى كواو ... ... ألحقت في الهجاء ظلماً بعمر
__________
(1) المعارف (ص:194-195).
(2) مسند الإمام أحمد (2/270).(67/49)
ففي هامش المراجعة [69/215-216] كذب على الإمام السندي حيث نقل عنه قوله تعليقاً على حديث عائشة رضي الله عنها : (ما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم درهماً ولا ديناراً ولا شاةً ولا بعيراً وما أوصى) «ولا يخفى أن هذا لا يمنع الوصية قبل ذلك، ولا يقتضي أنه مات فجأة بحيث لا تمكن منه الوصية ولا تتصور، فكيف وقد علم أنه علم بقرب أجله قبل المرض، ثم مرض أياماً.. إلى آخر كلامه، فأمعن النظر فيه، تجده في غاية المتانة» وكلام السندي هذا له تكملة حذفها هذا الرافضي، وهي: «نعم هو يوصي إلى علي بما إذا كان الكتاب والسنة، فالوصية بهما لا تختص بعلي بل يعم المسلمين كلهم، وإن كان المال فما ترك مالاً حتى يحتاج إلى وصية إليه. والله تعالى أعلم»(1) فأقدم عبد الحسين على حذف كلام السندي هذا لتضمنه نفي وجود وصية خاصة بعلي من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وصدق عبد الحسين هذه المرة وهو كذوب عندما قال عن كلام السندي: «فأمعن النظر فيه تجده في غاية المتانة»!
25- ما زال العلماء يقولون: من ألّفَ فقد جعل عقله في طبق ينظر الناس إليه، والموسوي أبان قدر علمه وعقله وأمانته في كتابه هذا، ففي المراجعة [80/242] ذكر خطبة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه في أواخر خلافته التي بين فيها أموراً مهمة وأصولاً عامة في بيعة أبي بكر رضي الله عنه وقد أخرجها البخاري في صحيحه(2) وقد حذف منها هذا الموسوي - كعادته في تشويه ما ينقله- ما فيه فضل أبي بكر رضي الله عنه واستحقاقه الخلافة حتى من دون مشورة وهو قول عمر رضي الله عنه : (وليس فيكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر) فالعجب من هؤلاء القوم كيف يثقون بهذا المتلاعب الذي أثبت أن الكذب بضاعته والتزوير صناعته!!
__________
(1) حاشية السندي على سنن النسائي (6/551).
(2) البخاري حديث رقم (6830).(67/50)
ما زال الموسوي يشن الغارة على مخالفيه، فمن يا ترى سيحارب هذا الخشبي؟! إنهم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ويله من يحارب! ففي المراجعة [94/275] قال الموسوي: (إن هذا لأوّل قرن يطلع في أمتي لو قتلتموه ما اختلف بعده اثنان، إن بني إسرائيل افترقت اثنتين وسبعين فرقة، وإن هذه الأمة ستفترق ثلاثاً وسبعون فرقة كلها في النار إلا فرقة) وكالعادة اقتطع منه هذا الدجال ما لا يعجبه؛ إذ فيه تتمة وهي قوله: (فقلنا: يا نبي الله! من تلك الفرقة؟ قال: الجماعة. قال يزيد الرقاشي: فقلت لأنس: يا أبا حمزة وأين الجماعة؟ قال: مع أمرائكم، مع أمرائكم) هذه تتمة الحديث الذي اقتطعه هذا الموسوي، وفيه بيان الفرقة الناجية وصفتها بما هو أبعد ما يكون عن الرافضة، فإنهم أبعد الناس عن الجماعة وعن طاعة الأمراء.
* ... * ... *
الفصل الرابع
المواضع التي فيها كذب صريح
وهي غير المواضع التي فيها كذب في النقل، بل هذه كذب في الدعوى والأخبار:
1- يبدو أن هذا الموسوي لا يحسن الاستدلال على مطلوبه فلسانه أطول من عقله، مع ما عنده من التدليس والكذب؛ إذ قال في هامش المراجعة [8/24] في تخريجه لحديث الثقلين: «أخرجه الإمام أحمد من حديث زيد بن ثابت بطريقين صحيحين أحدهما في أول صفحة (182) والثاني في آخر صفحة (189) من الجزء الخامس من مسنده». كذا قال، والأمر ليس كذلك، فقد أخرجه الإمام أحمد(1) نعم لكنه ليس بإسنادين، بل هو إسناد واحد أعاده في الموضعين من طريق شريك عن الرُّكين عن القاسم بن حسَّان عن زيد بن ثابت، ثم هو ليس صحيحاً كله كما ادّعى، ومن أين لهذا الجهول وقومه علم بالتصحيح؟! وَمَن نظر في كتب القوم عَلِمَ قدر الأسانيد عندهم، ولكن كما قيل:
ودع عنك الكتابة لست منها ... ... ولو لطخت وجهك بالمداد
__________
(1) مسند الإمام أحمد (35/456، 512) حديث رقم (21578) (21654).(67/51)
الموسوي يجادل من أجل المشاغبة والمغالبة، وما درى أن المهم هو قوة الحجة وليس الضجيج والصياح، فقد قال في معرض استدلاله بولاية علي رضي الله عنه والأئمة [12/44]: «وقال فيهم وفي شيعتهم: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ )) [البينة:7]» وقال في الهامش: «حسبك في ذلك أن ابن حجر قد اعترف بنزولها فيهم وعدّها من آيات فضلهم...»(1) وهذا افتراء على ابن حجر؛ إذ لم يعترف بها بل أوردها وحسب، ولم يتكلم على صحتها, شأنه في ذلك كشأنه في جميع ما ساقه من الأدلة، فلا يعد ذكره لها اعترافاً بصحتها، ثم قل لي بربك: هل يمكن أن يقصر كل لفظ للذين آمنوا وعملوا الصالحات بعلي وآله؟! ولكنه الهذيان البارد لهذا الموسوي وقومه؛ فإنه لمّا ضاق عليه وعلى قومه الاستدلال بشيء من كتاب الله ولم يسعفهم وجود آية في ولاية علي والأئمة كذبوا على الله وحرّفوا الكلم عن مواضعه؛ ليضلوا قومهم ويوردوهم الموارد.
شنشنات الموسوي لا تنتهي، فها هو يفتري على أهل السنة أنهم احتجّوا بعبد الله ابن ميمون القدّاح ووثقوه، فله من الله ما يستحق؛ فإنه لم يوثقه أحد من أهل السنة بل أجمعوا على تضعيفه ورد حديثه، وأما قول الموسوي [16 /85]: «احتج به الترمذي» فمن أفرى الفرى، فالترمذي روى له نعم، لكنه لم يحتج به, ورواية الثقة عن راوٍ لا تعد توثيقاً له ولا احتجاجاً به سوى الصحيحين، وعلاوة على ذلك فقد صرح الترمذي نفسه بتضعيف عبد الله بن ميمون فقال: «عبد الله بن ميمون منكر الحديث»(2) فكيف يجرؤ الموسوي ويزعم أن الترمذي احتج به!
__________
(1) الصواعق المحرقة (2/467).
(2) التهذيب (2/442).(67/52)
افترى الموسوي على أهل السنة بدعواه توثيقهم نفيع بن الحارث(1)، مع أنه لم ينقل قبوله ولا توثيقه عن أحد من علماء هذا الشأن, وقد قال الموسوي [16/108]: «أخذ عنه سفيان, وهمام وشريك, وطائفة من أعلام تلك الطبقة»، فنقول: حقق قبل أن تنمق، وهل اشترط العلماء ألاّ يأخذون إلاّ عن ثقة؟! فأنهم يأخذون من الجميع ثم يتخيرون الجياد من أحاديث الضعاف أو يروونها على سبيل التعريف برجالها، ومن أسند فقد أعذر, ورواية الثقة عن الضعيف لا تعد توثيقاً له, وأما الترمذي فلم يحتج به كما افترى الموسوي، بل روى له فقط ولا يعد ذلك توثيقاً ولا احتجاجاً ولا قبولاً له.
ومثله هشام بن زياد أبو المقدام البصري، حذف الموسوي من ترجمته أقوال أساطين الرجال فيه فلم يذكر منها شيئاً، وقد ساق الحافظ في التهذيب(2) أقوال أهل العلم بتضعيفه وترك حديثه، وأما قول الموسوي [16/109]: «ودونك حديثه في صحيح الترمذي وغيره» فمن أين للترمذي بصحيح؟! ولكنه الجهل، ومع ذلك فقد ضعفه الترمذي فقال: «هشام أبو المقدام يضعف» وهذا قاله مع تساهله المعروف، فمن أين زعم هذا الموسوي توثيقه عند أهل السنة واحتجاجهم به؟!
__________
(1) ميزان الاعتدال (7/46), التهذيب (4/239).
(2) التهذيب (4/270).(67/53)
قال الموسوي في هامش المراجعة [34/142] عند حديث: (أنت أخي في الدنيا والآخرة) «أخرجه الحاكم في (ص:14) من الجزء الثالث من المستدرك عن ابن عمر من طريقين صحيحين على شرط الشيخين. وأخرجه الذهبي في تلخيصه مسلماً بصحته» هذا ما قاله هذا المتحذلق فانظر عافاك الله إلى جهل وكذب هذا الموسوي في قوله: «طريقين صحيحين على شرط الشيخين» فقد أخرجه الترمذي والحاكم(1) وفي إسناده جُمَيع بن عمير التيمي عن ابن عمر، وجُمَيع هذا متهم، قال ابن حبان(2): «كان رافضياً يضع الحديث»، وقال ابن نمير: «من أكذب الناس»، هذا أحد إسنادي الحاكم، والإسناد الثاني من رواية جميع أيضاً بزيادة طامة أخرى وهي إسحاق بن بشر الكاهلي(3). هذه حال طريقي هذا الحديث عند الحاكم وغيره، فلم يستح هذا الموسوي المفتري من الكذب بقوله: «طريقين صحيحين على شرط الشيخين» وقول الموسوي: «وأخرجه الذهبي في تلخيصه مسلماً بصحته» مع أن الذهبي قد عقّب على هذا الحديث بطريقيه فقال: «جميع اتُّهم، والكاهلي كذاب» ألا لعنة الله على الكاذبين, ولتنظر الشيعة إلى إمامهم هذا عبد الحسين شرف الدين وما يمارسه من كذب ثم ليحكموا بأنفسهم.
__________
(1) الترمذي حديث رقم (3720), المستدرك مع التلخيص (3/16).
(2) المجروحين (1/258), التهذيب (1/315).
(3) المجروحين (1/146), الضعفاء (1/114)، ميزان الاعتدال (1/337).(67/54)
7- ومثله حديث أسماء بنت عميس رضي الله عنها في زواج علي من فاطمة رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (يا أم أيمن ادعي لي أخي...) الحديث, حيث قال الموسوي في الهامش عنه [34/143]: «أخرجه الحاكم... وأخرجه الذهبي في تلخيصه مسلماً بصحته»، والحديث لم يصححه الحاكم ولم يعقب عليه بشيء، أما الذهبي فقد ردّه فقال: «لكن الحديث غلط؛ لأن أسماء كانت ليلة زفاف فاطمة بالحبشة»(1) وزواج علي من فاطمة كان في السنة الثانية من الهجرة بعد بدر, وأسماء كانت في الحبشة مع زوجها جعفر رضي الله عنهما , وقولها: «كنت في زفاف فاطمة» فهذه علة قادحة في المتن توجب وهنه وضعفه ومن ثم رده، ثم قال الموسوي: «وكل من ذكر زفاف الزهراء ذكره لا أستثني منهم أحداً» أبطل من سابقه، ونحن نتحداهم بذكر واحد ساقه بإسناد صحيح ثابت.
__________
(1) المستدرك مع التلخيص (3/173).(67/55)
8- ومثله قول الموسوي [34/145]: «وقال عمر بن الخطاب من حديث صحيح على شرط الشيخين أيضاً: (لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاثاً...» الحديث, وقد كذب الموسوي ولا جديد, والكذب فَلَكٌ هو قُطبه وقومه، بزعمه صحته على شرط الشيخين؛ فإن هذا حتى لم يقله الحاكم على قلة عنايته بالتصحيح، بل اكتفى بقوله: «صحيح الإسناد»، فردّه الذهبي وقال: «بل المديني عبد الله بن جعفر ضعيف»(1) وعبد الله هذا والد علي بن المديني الإمام الثبت، لكن أباه ضعيف، ضعفه حتى ابنه علي(2) وقال الذهبي في الميزان: «متفق على ضعفه»(3) وقد أشار الموسوي في الهامش إلى ما أخرجه الإمام أحمد في المسند من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ولكنه لم يسق لفظه بالكامل، فقد وقف قلمه حين أتى على ما فيه من الحق الذي لا يرضاه الموسوي وأصحابه, فاكتفى بالإشارة إليه، ذلك أن ابن عمر قال: (كنا نقول في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : رسول الله خير الناس ثم أبو بكر ثم عمر، ولقد أوتي ابن أبي طالب...)(4) الحديث، هذا هو لفظ الحديث الذي لا يرضاه هذا الموسوي وأصحابه، وهو شوكة في أعينهم وصدق الله العظيم إذ يقول عن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأَخَصّهم الشيخان أبو بكر وعمر: ((لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ)) [الفتح:29].
__________
(1) المستدرك مع التلخيص (3/135).
(2) التهذيب (2/315).
(3) ميزان الاعتدال (4/73).
(4) مسند الإمام أحمد: (8/416) وقال محققه الشيخ الأرنؤوط: إسناده ضعيف، والقسم الأول منه صحيح.(67/56)
وكذلك في الحديث الذي ساقه الموسوي حيث قال: «وذكر سعد بن مالك يوماً بعض خصائص علي في حديث صحيح أيضاً فقال: وأخرج رسول الله عمه العباس وغيره من المسجد...» الحديث, وعزاه في الهامش للحاكم، وزعم أنه من صحاح السنن، وهو كذب بيّن، حتى لم يدّعه الحاكم مع تساهله رحمه الله، ولو طلب من هذا الموسوي إقامة الحجة على صحته لما استطاع، ولن يستطيع حتى يلج الجمل في سَمّ الخياط، ولا أحد من أصحابه، وهو يطلق هذا التصحيحات جزافاً ليضفي قوة على حججه الواهية، وقد أخرجه الحاكم من طريق مسلم الأعور الملائي(1) عن خيثمة بن عبد الرحمن قال: سمعت سعد بن مالك رضي الله عنه .. وذكره وقد سكت الحاكم عن تصحيحه فعلق عليه الذهبي وقال: «سكت الحاكم عن تصحيحه، ومسلم متروك»(2) فأين الصحة فيه؟!
إن تعجب فعجب قول الموسوي [52/177]: «ألا ترى أنا لا نعارض خصومنا بما انفردنا بروايته, ولا نحتج عليهم إلاّ بما جاء في طريقهم كحديث الغدير ونحوه» هذا من الكذب الذي لا يعجز عنه أحد، ومع ذلك فقد أخل بهذا الشرط كثيراً فيما سبق؛ إذ قد اضطر إلى الاحتجاج بنصوصهم ومن كتبهم – التي لا تساوي عندنا جناح بعوضة- لعدم عثوره عند أهل السنة حتى في (الموضوعات) على ما يشفي غليله ويحقق هواه فعدل إلى من شاركوه في الهوى والضلالة فاحتج بهم، كالكليني في (الكافي) والصافي والقمي في (تفسيريهما) والطوسي والصدوق وهؤلاء لا حجة فيهم على أهل السنة، وقد جمعنا (39) موضعاً من كتابه أخل فيها بشرطه, فأين صدق الدعوى يا موسوي؟! أم هي أحلام الحالمين!
__________
(1) ميزان الاعتدال (6/419), التهذيب (4/71).
(2) المستدرك مع التلخيص (3/126).(67/57)
قال عبد الحسين: «على أنّا تتبعنا ما انفرد به القوم من أحاديث الفضائل, فما وجدنا فيه شيئاً من المعارضة، ولا فيه أي دلالة على الخلافة, لذلك لم يستند إليه -في خلافة الخلفاء الثلاثة- أحد، والسلام» لا أدري هل كان في رأس هذا الرافضي من عقل حين قال هذا القول، أو أنه كذب في ادعائه تتبع تلك الأحاديث، فإن من كان عنده أدنى عقل وفهم إذا نظر في تلك الأحاديث وجدها تدل -أما صراحة أو تلميحاً- على خلافة أبي بكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكذا أحاديث فضائل عمر وعثمان رضي الله عنهما، ودعوى عبد الحسين هي دعوى من لا يستحي من الكذب، وهو يزعم أن أهل السنة ليس عندهم من النصوص ما يثبت خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وتقديمهم على علي رضي الله عنهم، بل ويتبجح أكثر فيدّعي عدم استناد أحد إليها، وهل قرأ هذا المعثار كتب السنن والعقائد والفضائل؟ بل من المعلوم بالضرورة أن جميع فرق المسلمين المخالفين لأهل السنة من معتزلة وجهمية ومرجئة وصوفية ومتكلمين يثبتون خلافة الثلاثة بخلاف من شذ عن إجماع المسلمين وكفّر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسار على خطا الشيطان! لكن المقصود هنا هو التنبيه على أن قول عبد الحسين هذا هو قَولُ مَخْبولٍ لا يعي ما يخرج من رأسه، أو قَولُ كاذبٍ مفترٍ لا يستحي من مثله، والشيء من معدنه لا يستغرب، ولا أدري هل يُحسن الموسوي قراءة أسماء كتب السُنّة فضلاً عن أسماء رجالها، وقد رأيناه يقول صحيح الترمذي - صحيح النسائي - صحيح البيهقي - إرسال المسلمات - أخرجه الذهبي! وغيرها كثير من الجهالات التي لا يقولها صبيان المدارس!(67/58)
قال الموسوي [58/193-194]: «لأن النبي صلى الله عليه وآله بعث علياً إلى اليمن مرتين» ثم قال: «والثانية كانت سنة عشر وفيها عقد النبي له اللواء وعمّمه صلى الله عليه وآله بيده» إلى قوله: «وفي تلك المرّة لم يرجف به مرجف، ولا تحامل عليه مجحف» وهذا افتراء محض لا أساس له من الصحة، فإن الأحاديث في شكاية الناس لعلي رضي الله عنه عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلها في بعثه لعلي إلى اليمن سنة عشر في رمضان ثم عودته وموافاته النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبيل حجة الوداع، وهذا ما اتفق عليه أهل السير والأخبار(1). وهو الذي قرّره أهل العلم كالبخاري؛ إذ عقد له باباً في صحيحه فقال: «بعث علي بن أبي طالب عليه السلام وخالد بن الوليد رضي الله عنه قبل حجة الوداع»(2) ويذكرون تحت تلك التراجم قصة شكاية الناس علياً رضي الله عنه عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن هنا يتبين افتراء عبد الحسين هذا بزعمه أن أحداً لم يَشْكُ علياً حين عاد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبيل حجة الوداع وأن ما صدر تجاهه من البغض والكلام لم يكن قبيل حجة الوداع. ثم قوله قبل ذلك: «بعث علياً إلى اليمن مرتين» وزعم أن الأولى كانت سنة ثمان. وهو قول بلا دليل، بل هو نفسه لم يستطع أن ينسبه لأحد، ولا نشك في كذبه في هذا الادعاء، وكيف يرسل علياً واليمن لم تفتح بعد! ولم يذكرها أهل السير إلا بعد غزوة تبوك سنة تسع حين ضربت إليه وفود العرب من كل وجه، ولا تعجب من مدى جهل الموسوي بالسيرة فذلك مبلغهم من العلم، فالقوم ليس لهم كتاب فيها يعتمد عليه ويرجع إليه لعلمهم أن سيرته صلى الله عليه وآله وسلم من أعظم مواطن الثناء على الصحابة والمدح لهم رضي الله عنهم .
__________
(1) انظر: تاريخ الطبري (3/149), سيرة ابن هشام (4/250).
(2) صحيح البخاري كتاب المغازي.(67/59)
قال الموسوي [80/244]: «وليس في ذلك الحديث تصريح بمبايعته إيّاهم حين الصلح» ويقصد بذلك مبايعة علي للصديق رضي الله عنهما , وكل من راجع نص حديث مسلم وجد فيه صريحاً ما نصه: (ثم مضى إلى أبي بكر فبايعه)(1) فأي كذب بعد هذا؟ مع أن بيعة علي لأبي بكر معلومة بالتواتر لم ينكرها حتى الرافضة, فكيف يسوغ لهذا الرافضي إنكار حصولها؟ ومن المضحك المبكي استشهاد هذا المعثار على ذلك بما لا قيمة له عند أهل السنة وهو كتاب (نهج البلاغة) مع شرحه لابن أبي الحديد المعتزلي الرافضي, ومن فظاعة كذبه قوله في الهامش عند نص حديث البخاري ومسلم: «تجد الأمر كما ذكرناه مفصلاً» ولا أدري ما هذه الثقة التي أوردته المهالك؟ فتأمل ما هنا وهناك والله يتولى هُداك.
قال الموسوي في هامش المراجعة [82/ 249]: «تهديدهم علياً بالتحريق ثابت بالتواتر القطعي» ونحن والله لنتعجب من جراءة الرافضة هؤلاء عموماً وعبد الحسين هذا خصوصاً؛ إذ لم يكتف بادعائه الثبوت بل زاد عليه بالتواتر القطعي، ونحن نعفيه ونعفي أتباعه من إثبات التواتر القطعي؛ فإنه لا سبيل إليه، وإن اجتمع أنسيّهم وجنيّهم عليه، ولكن نتحداه بسوق سند واحد له فيه أدنى درجات الصحة، ومن الوقاحة أنه عزاه في الهامش لكتب شيعية مثل شرح نهج البلاغة، والمسعودي في مروج الذهب وأبي مخنف في تصنيفه لأخبار السقيفة وابن قتيبة في الإمامة والسياسة(2) وغيرهم، وكلهم باستثناء الطبري لا يذكر إسناداً لما يسوقه، فأين الثبوت فضلاً عن التواتر (فاخسأ فلن تَعدُوَ قدرك).
__________
(1) مسلم بشرح النووي (12/80) (ح:1759).
(2) وهذا الكتاب مما كذب على الإمام ابن قتيبة ونسب إليه زوراً, انظر: منهج الرافضة في الاستدلال من كتب السنة في الفصل الأول.(67/60)
ومن العجيب أن الرافضة تختلق من الأكاذيب ما لا يحصيه العدُّ في شجاعة علي وقوته، حتى إنهم يجعلونه أشجع الناس، وأنه بسيفه ثبّت قواعد الإسلام، ثم يجعلونه بعد ذلك أجبن الناس، فيقولون بأنه بايع خوفاً من التحريق، وأنه غُصب فرج ابنته، وأنه سمّى أبناءه بأسماء من يبغض، حتى إنه قتل جنينه وكُسر ضِلع زوجته ولم ينتصر لهما؟! في سلسلة طويلة من جهالات وضلالات القوم، فسبحان واهب العقول!
لا يستحي الموسوي من كثرة الكذب، وما أظن أن في كتب الدنيا كلها كتاباً حوى مثل هذه الأكاذيب التي في المراجعات بمثل نسبتها إلى حجمه، فهاهو يتكلم عن سَرِيّة أسامة رضي الله عنه، لكنه استعان بالكذب الصريح والتدليس والخداع الخفي محاولاً الوصول إلى هواه وباطله, وأول ذلك ادعاؤه خروج أبي بكر وعمر مع أسامة في الجيش, وذلك من الرافضة ليقولوا أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أراد أن يخلي المدينة من أصحابه ليبايع علياً بالخلافة! فأي إهانة وخيانة يريدوا أن يلحقوها بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم ودينه؟! وقوله في الهامش [90/265]: «أجمع أهل السير والأخبار على أن أبي بكر وعمر (رض) كانا في الجيش وأرسلوا ذلك في كتبهم إرسال المسلمات، وهذا مما لم يختلفوا فيه». كذب والله, وقد ادّعى مثل هذه الدعوى الباطلة سلفه ابن المطهر فرد عليه شيخ الإسلام وبين كذبه فقال: «هذا من الكذب المتفق على أنه كذب عند كل من يعرف السِيَر ولم ينقل أحد من أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسل أبا بكر أو عثمان في جيش أسامة وإنما روي ذلك في عمر, وكيف يرسل أبا بكر في جيش أسامة وقد استخلفه يصلي بالمسلمين مدة مرضه(1)». ثم واصل الموسوي مسلسل الكذب المعروف به فقال في الهامش [90/266] عن هذه السرية: «فراجع ما شئت من الكتب المشتملة على هذه السرية» وذكر منها تاريخ الطبري, وهذا هو الكذب الصريح، فهذا هو الجزء الثالث من تاريخ
__________
(1) منهاج السنة (5/486).(67/61)
الطبري(1) الذي فيه حوادث السنة الحادية عشرة، وقد ذكر فيه سرية أسامة في غير موضع، لكنه لم يذكر في أي مرة أن أبا بكر كان ضمن جيش أسامة أبداً، والمهم هنا بيان كذب الموسوي بقوله: «أجمع أهل السير والأخبار» وبيان كذبه ثانياً في عزوه إلى تاريخ الطبري؛ فإن ذلك غير موجود أصلاً.
فهذا الحق ليس به خفاء ... ... فدعني من بنيات الطريق
15- قال الموسوي الأفاك عن عبيد الله بن أبي رافع: «ألف عبيد الله هذا كتاباً فيمن حضر صفين مع علي من الصحابة، رأيت ابن حجر ينقل عنه كثيراً في إصابته» ثم أحال في الهامش [110/306] إلى ترجمة جبير بن الحباب بن المنذر الأنصاري من الإصابة، مع أن كل من رجع إلى ترجمة جبير هذا من الإصابة يعلم مقدار افتراء هذا الموسوي على ابن حجر في دعواه تلك، ذلك أن ابن حجر لم ينقل من كتاب عبيد الله هذا أبداً، بل لم يره وهو غير معروف, وإنما قال ابن حجر عن جبير: «...وذكره مُطَيَّنُ في الصحابة وقال: أنه في سير عبيد الله بن أبي رافع في تسمية من شهد صفين مع علي من الصحابة، أخرجه البارودي والطبراني عن مُطَيَّنٍ...»(2) هذا هو نص كلام ابن حجر نقلناه ليعلم مدى جرأة هذا الموسوي على الكذب بزعمه نقل ابن حجر كثيراً من كتاب عبيد الله المزعوم ذاك.
__________
(1) تاريخ الطبري (3/184-342).
(2) الإصابة (1/569) ترجمه رقم (1090).(67/62)
16-وفي هذيان بارد جديد, زعم الموسوي انتشار مذهبهم في عصر التابعين وازدياد أتباعهم فيه, حيث قال عن أهل ذلك العصر [110/308]: «...فاندفعوا إلى موالاة الإمام علي بن الحسين زين العابدين, فانقطعوا إليه في فروع الدين وأصوله, وفي كل ما يؤخذ من الكتاب والسنّة, من سائر الفنون الإسلامية»، أين إثبات هذا يا حقير(1) يا كذاب؟ ونحن بهذا لا نطعن بزين العابدين؛ فإنه عندنا ثقة ثبت عابد فقيه فاضل مشهور رحمه الله (2), لكنه ليس متفرداً بذلك، بل هو أحد أئمة الهدى في عصره، وله نظراء في فقهه وعلمه وعبادته مثل سعيد بن المسيب والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله، وعروة بن الزبير وغيرهم وليس هذا موضع سردهم، بل المقصود بيان عدم امتياز علي بن الحسين بشيء عن هؤلاء، بل هم كلهم أئمة يرجع إليهم ويقتدى بهم.
* ... * ... *
الفصل الخامس
المواضع التي فيها تدليس وغش
وهي المواضع التي حاول فيها الإيهام بأمر لا حقيقة له مستغلاً عبارات غير صريحة:
ذكر الموسوي في المراجعة [10/29] حديث: (من سرّه أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنّة عدن غرسها ربّي...) الحديث, وهو حديث موضوع كما قال الألباني, وقد نقله الموسوي عن كنز العمال موهماً أنه في مسند أحمد وليس هو كذلك، ثم تعمّد عدم نقل تضعيف صاحب الكنز إياه، وهذا هو دأبه في التدليس وإخفاء الحقائق، وقد نبه الألباني رحمه الله على جهل هذا الموسوي وقلة أمانته وتدليسه وكذبه الصريح؛ فانظره غير مأمور؛ فإنه نفيس(3).
__________
(1) هو سمى نفسه بذلك حيث قال في هامش (110/302): (...بتوقيع اسم مؤلفها الحقير عبد الحسين شرف الدين الموسوي) ويا ليته أضاف إليه الكذاب؛ فهو أليق بحاله.
(2) تقريب التهذيب (ص:693) ترجمة رقم (4749).
(3) الضعيفة (2/295 -299).(67/63)
مثله حديث زياد بن مطرف وزيد بن أرقم اللذين ذكرهما الموسوي [10/30] مفصولين ليوهم أنهما حديثان متغايران إسناداً، وهما في الحقيقة حديث واحد، وهو حديث موضوع، وقد نقل هذا الموسوي الحديث من كنز العمال ومن منتخب الكنز بتخريجاته تلك، لكنه لم ينقل تعقيبه على الحديث -كما في (المنتخب)- إذ قال: (وهو واهٍ)(1) فتعمد إخفاء مثل هذا، واعتمد على قول الحاكم: (صحيح الإسناد) – كما نقله هو في الحديث الذي بعده عن زيد بن أرقم، وهما حديث واحد كما قلنا, ولكنه الجهل والهوى، وقد رد الذهبي تصحيح الحاكم بقوله: «وأنى له الصحة والقاسم متروك وشيخه -يعني الأسلمي- ضعيف، واللفظ ركيك فهو إلى الوضع أقرب»(2) وهو ما لم ينقله الموسوي عمداً في إخفائه. وقد بين الألباني عوار الموسوي وكشف مدى جهله وتلبيسه بما لا مزيد عليه، وقد أوضح محاولة الموسوي الاصطياد في الماء العكر، مستغلاً سبق قلم من الحافظ ابن حجر العسقلاني، وكل ما في الأمر أن الحافظ في الإصابة أراد أن يقول: «...الأسلمي وهو واهٍ...» فقال واهماً: «المحاربي وهو واهٍ»(3) فاستغل الشيعي هذا الوهم أسوأ الاستغلال فبدل أن ينبه عليه، أخذ يوهم القراء أن راوي الحديث إنما هو المحاربي الثقة، وليس الأسلمي الواهي.
ساق الموسوي [12/38] قوله تعالى: ((وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ)) [النساء:115] الآية، مستدلاً بها على أنهم هم المؤمنون وحدهم دون سواهم؟! فهل رأيت أثقل من هذا العقل؟! ولله في خلقه شؤون.
وإن ألقاك فهمُك في مهاوٍ ... ... فليتك ثم ليتك ما فهمتا
__________
(1) منتخب الكنز (5/32).
(2) المستدرك مع التلخيص (3/139).
(3) الإصابة (2/485).(67/64)
والذي نريد بيانه هنا هو عزوه في الهامش لابن مردويه في تفسير الآية: «أن المراد بمشاققة الرسول هنا إنّما هي المشاقة في شأن علي، وأنّ الهدى في قوله: ((مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى)) [النساء:115] إنّما شأنه عليه السلام» فليذكر لنا موضعه من تفسير ابن مردويه وليَسُق لنا سنده.
وفعله هذا يدل على أنه لا يستحي من الكذب؛ فإن تفسير ابن مردويه لم يطبع إطلاقاً ولا يمكن الوصول إليه، ولعل الموسوي اطَّلع عليه عند القائم الغائب عندما التقى به؟! فأين الإسناد إلى ما ذكره؟ وأين مرجع ما نقلت؟! ((نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ )) [الأنعام:143] ولكنه التدليس والغش والإيهام كما هو شأنه مطلقاً.
دلّس الموسوي على قرائه عندما قال عن حديث [40/155-156] (علي قائد البررة وقاتل الكفرة...) الحديث، قال: «فراجعه في صحيح النسائي» ولا أدري أي جهل بلغ بهذا الرجل الذي لا يحسن تسمية كتب الحديث مثل تسميته لسنن النسائي: (صحيح النسائي) أو أنه قال ذلك عمداً لتقوية كلامه بالباطل، وإلا فلا يقول كلامه هذا رجل نظر في كتب الحديث فضلاً عن دراستها.
قال حمار الحكيم توما ... ... لو أنصف الدهر ما كنت أركب
لأنني جاهل بسيط ... ... وصاحبي جاهل مركب
ومثله تسميته سنن الترمذي «صحيح الترمذي» (16/54، 58، 59) فليس كتاب الترمذي صحيحاً مقطوعاً به كله، بل ولا يسمى صحيحاً أيضاً، ولكنه التمعلم عند هذا الموسوي.(67/65)
قال الموسوي عن جابر الجعفي [16/58-59]: «..قلت: ومع ذلك فقد احتجّ به النسائي وأبو داود فراجع حديثه عن سجود السهو من صحيحهما» هكذا قال هذا الجاهل؛ فإنه إخراج أبي داود(1) والترمذي لحديثه لا يعد تعديلاً له إطلاقاً، وقد روى له أبو داود حديثاً واحداً فقط لا كما تُشعره عبارة هذا الموسوي, في الوقت الذي قال عنه أبو داود نفسه: «ليس عندي بالقوي في حديثه» وقال أيضاً: «وليس في كتابي عن جابر الجعفي إلا هذا الحديث» وقال النسائي: «متروك»(2).
وفي تحامق وجهل فاضح قال الموسوي في ترجمة سليمان بن مهران الأعمش [16/74]: «...وأظن أنّ المغيرة ما قال: أهلك أهل الكوفة أبو إسحاق وأعمشكم، إلاّ لكونهما شيعيين..» هذا ما هداه إليه عقله, وفاقد الشيء لا يعطيه، وإلا فإن هذا القول لا علاقة له بالتشيع إطلاقاً، ولا يقول ذلك إلاّ الحمقى المتحاملون، وقد بيّن الذهبي في الميزان(3) أن المراد من ذلك هو التدليس الذي كانا يمارسانه في بعض روايتهما، وأعني به الرواية بالعنعنة وعدم التصريح بالتحديث، فهذا هو سبب كلام المغيرة وغيره في الأعمش وأبي إسحاق لا كما شاغب به هذا الموسوي بسوء فهمه أو قصدٍ، ومثله في ترجمة أبي إسحاق السبيعي رحمه الله، وانظر: [16/97].
__________
(1) سنن أبي داود مع عون المعبود (3/246).
(2) التهذيب (1/284 – 285).
(3) ميزان الاعتدال (3/316).(67/66)
ثم ساق الموسوي قول ابن عبد البر رحمه الله في جامع بيان العلم وفضله -باب حكم قول العلماء بعضهم في بعض- بعد نقله لكلام الأعمش في أبي حنيفة -وهو معارض بما نقل من مدح الأعمش لأبي حنيفة- والذي أورده الإمام ابن عبد البر ليبين أنه من نوع الكلام المردود غير المنظور إليه وجعله مثالاً لذلك، فقال رحمه الله : «هذا باب قد غلط فيه كثير من الناس وضلت به نابتة جاهلة لا تدري ما عليها في ذلك، والصحيح في هذا الباب أن من صحّت عدالته وثبتت في العلم إمامته وبانت ثقته وبالعلم عنايته لم يلتفت فيه إلى قول أحد إلا أن يأتي في جرحته ببينة عادلة...»(1) إلى آخر كلامه رحمه الله، ولكن الموسوي يبهرج في كلامه ليحقق مقصده الفاسد، وقد ظهر لك معنى ما ذكره ابن عبد البر لا كما قاله هذا الكذاب، ((وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ)) [فاطر:43].
قال الموسوي في ترجمة عمّار بن زريق الكوفي [16/97]: «عدّه السليماني من الرافضة، كما نص عليه الذهبي في أحوال عمّار من الميزان...» هذا ما قاله الموسوي، وما هو بأفقه من حماره, وقد رد الذهبي(2) قول السليماني وبيّن عدم ثبوته, الأمر الذي أخفاه الموسوي، وأراد الإيهام بموافقة الذهبي له في ذلك، وهو خلاف الحق الواقع، ولكنهم أهل الكوفة!
__________
(1) جامع بيان العلم (2/1093).
(2) ميزان الاعتدال (5/199) وعنده (رزيق).(67/67)
9- في ترجمة هشام بن عمار بن نصير قال الموسوي عنه [16/110]: «قلت: وكان يرى أنّ ألفاظ القرآن مخلوقة لله تعالى كغيره من الشيعة..» وهذا كذب؛ فإن هشاماً لم يكن يقول بخلق ألفاظ القرآن جملة، بل إنه قال: «لفظ جبريل ومحمد -عليهما السلام- بالقرآن مخلوق» كما نص عليه الذهبي في ترجمة هشام من الميزان(1)، ومنه نقله هذا الموسوي، فدلس تدليساً شنيعاً؛ فإن هناك فرقاً بين القولين، قول هشام أخف من قول الرافضة وإن كان هو - أيضاً - منكراً وباطلاً ومردوداً، ومقصودنا هنا بيان تدليس الموسوي الخائن.
10- قال الموسوي وهو يخرّج حديث الدار المكذوب [20/121]: «أخرجه بهذه الألفاظ كثير من حفظة الآثار النبوية، كابن إسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه... والطبري...» ولا أدري ما هو الفرق بين ابن جرير والطبري؟! هل هذا أسلوب من يحترم القراء، أم المقصود إيهام القارئ بكثرة المصادر. ومن المؤسف أن كتاب عبد الحسين يلقى عند الدهماء رواجاً مع كل هذه المساوئ التي فيه:
مَسَاوٍ لو قسمن على الغواني ... ... لما أمْهرنَ إلا بالطلاق
__________
(1) ميزان الاعتدال (7/87).(67/68)
11- قال الموسوي: «عن أسود بن عامر, عن شريك، عن الأعمش, عن المنهال, عن عبّاد بن عبد الله الأسدي, عن علي مرفوعاً وكل واحد من سلسلة هذا السند حجة عند الخصم» وقال في الهامش [22/124] عن عبّاد: «هو عبّاد بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي...» وقد حاول الموسوي المفتري أن يوهمنا بأنه عبّاد بن عبد الله بن الزبير وأنه ثقة من رجال الصحيح, بينما هو الآخر الأسدي الكوفي الذي له رواية عن علي وروى عنه المنهال بن عمرو كما في إسنادنا هذا وهو الضعيف، والأول ليس له رواية عن علي ولم يرو عنه المنهال ويتأكد ذلك بمراجعة ترجمتيهما في تهذيب التهذيب(1)، حيث ميّز بينهما ابن حجر هناك، فانظر إلى صنيع هذا الشقي الغبي كيف شابه اليهود في تحريف الكلم عن مواضعه.
__________
(1) التهذيب (2/279).(67/69)
12- قال الموسوي: «قوله صلى الله عليه وآله, يوم عرفات في حجّة الوداع: (علي منّي وأنا من علي، ولا يؤدي عنّي إلا أنا أو علي)» وقال في الهامش [48/165-166]: «ومن راجع هذا الحديث في مسند أحمد علم أنّ صدوره إنّما كان في حجة الوداع التي لم يلبث النبي صلى الله عليه وآله بعدها في هذه الدنيا الفانية إلاّ قليلاً» هذا ما أدّاه إليه شيطانه، وهو يدل على حماقته وقصور فهمه أو على خبثه في سعيه لتحريف النصوص وليّها؛ فإن هذا لم يقله النبي صلى الله عليه وآله وسلم في عرفات ولا في أي موضع آخر في حجة الوداع, وكل ما في الأمر أن شيخ الإمام أحمد بن حنبل في هذا الإسناد وهو يحيى بن آدم روى هذا الحديث بإسناده فقال: «عن حُبْشِي بن جُنادة» ثم قال: «وكان قد شهد يوم حجة الوداع»(1) فقول آدم هذا إنما هو تعريف بحبشي؛ لإثبات صحبته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ؛ إذ هو ليس من الصحابة المعروفين المشهورين، وقال أيضاً عن هذا الحديث في الهامش نفسه: «...من حديث حبشي بن جنادة بطرق متعددة كلّها صحيحة» وتصحيحات الموسوي ومسلماته وإجماعاته واتفاقاته التي يذكرها (ضرطة عير في الفلا) فلا ترفع بها رأساً، وحسبك به يقول في هذا الهامش: «الترمذي والنسائي في صحيحهما» فهو أجهل من حمار أهله، فإن كان يعني بالطرق المتعددة إلى حُبشي الصحابي- كما هو ظاهر عبارته - فهو كذب بيّن؛ إذ لم يروه عن حبشي سوى أبي إسحاق السبيعي ثم ليس له عن أبي إسحاق إلا ثلاث طرق كلها ضعيفة، وراجع ما كتبه العلامة الألباني(2) عن هذا الحديث وعن أكاذيب الموسوي، فقد قيض الله له من يفضحه.
__________
(1) مسند الإمام أحمد (29/49).
(2) الصحيحة (4/633 -636).(67/70)
13- منهج الرافضة عموماً وعبد الحسين هذا خصوصاً, أنهم يسوقون الحديث الصحيح من دواوين السُنّة المعتبرة ويخلطون معه الموضوع والضعيف ثم ينقلون تصحيحه عن أئمة هذا الشأن من علماء السنة تمويهاً وتدليساً على الناس والله حسيبهم، وهذا الذي صنعه هذا الرافضي كلّله الله بالسواد، حيث عمد إلى حديث الغدير وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي رضي الله عنه : (من كنت مولاه...) لا بمطلق حادثة الغدير وتفاصيلها الموضوعة المكذوبة. وقال [56/188]: «بل لا ريب في تواتره من طريق أهل السنّة...» وبهذا يتبين لك صنيع عبد الحسين هذا في الغش والتمويه بذكره ألفاظ أحاديث الغدير الباطلة والمكذوبة أولاً ثم تعقيبه في هذه المراجعة بنقل النص على تواتره عن عدد من أهل هذا الشأن, وهم لا يعنون إلا قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (من كنت مولاه فعلي مولاه) إلا أنه ساقه بعد تلك الزيادات الباطلة التي اختارها موهماً أن العلماء صححوها وأنهم يعنون إياها, وقد سبق مثل هذا الغش والتدليس مما يؤكد أن أصول دينه ومذهبه قائمة على ذلك، فإلى الله المشتكى.(67/71)
14- الموسوي يقيم معاركه مع الأموات، فهو يورد الشبهة الضعيفة ليزعم تحقق نصرٍ عليها، مسكين فراش نار وذبان طمع، فقد أراد أن يقنع القراء في هذه المراجعة [60/196] أن معنى الولي هو الإمام المتصرف, وأن الحجة قد أقيمت على أهل السنة، وأنهم أقروا وأذعنوا بذلك، فكان آخر مخلص لهم منه أن حملوا هذه الإمامة على الإمامة المآلية لا الحالية فرد عليهم صاحب السيف الخشبي في مراجعته بما يثبت أنها حالية، وأنهى الأمر والسلام, وهذا والله هو الغاية في التمويه والغش والتدليس، بل والكذب الذي يستحي منه الشرفاء؛ فإن أحداً من أهل السنة لم يقر بأن معني الولي هو الإمام المُنَصّب، بل كلهم- الذين ذكرهم كابن حجر(1) والحلبي، أو غيرهم – ردوا ذلك وأبطلوه وأقاموا الحجج على أن معنى الولي هو المحب الناصر لا غيره. أما قلت لك: إن الموسوي يقيم معركة في غير معترك؟!
__________
(1) الصواعق المحرقة (1/105).(67/72)
15- قال الموسوي حفيد ابن العلقمي [82/246]: «إصفاقهم على مؤازرة الصدّيق والنصح له في السر والعلانية شيء، وصحة عقد الخلافة له بالإجماع شيء آخر، وهما غير متلازمين عقلاً وشرعاً» وكلام الموسوي هذا فيه تضليل مقصود؛ فإن غير المتلازمين عقلاً وشرعاً هما مؤازرة الخليفة – أيّاً كان – والنصح له مع استحقاقه للخلافة, ولكن أي عقل وشرع يحتكم إليهما الموسوي؟! عقله الفاسد الذي يوحي له زخرف القول غرورا، أم شريعة ابن العلقمي التي تستبيح دماء الخلفاء والمسلمين والخروج عليهم؟! ثم كذب فقال: «فإن لعلي والأئمة المعصومين من بنيه مذهباً في مؤازرة أهل السلطة الإسلامية معروفاً، وهو الذي ندين الله به» أما علي وبنيه وآل البيت الأطهار فنعم، وأما أنت وشيعتك فلا والله، والتاريخ شاهد صدق وسقوط بغداد مرتين شاهد عدل. ثم تناقض الموسوي فأقر بصحة عقد الخلافة للمفضول والسمع والطاعة له بقوله: «بل يجب على الأمة أن تعامله - وان كان عبداً مجدع الأطراف-معاملة الخلفاء بالحق فتعطيه خراج الأرض ومقاسمتها...» فهذا الذي أقر به دليل عليه من صحة عقد الخلافة وإن كان صاحبها غير مستحق لها، أو كان في الأمة من هو أفضل منه وهو ما ينفرد به أهل السنة والجماعة من قولهم بصحة خلافة المفضول مع وجود الفاضل، ومن العجيب أنه قد قرّر قبل ذلك أن علياً رضي الله عنه إنما بايع خوفاً من القتل أو الحرق بعد أن هددّ بذلك! فبأي عقل يكتب هذا الموسوي؟!
ولو لبس الحمار ثياب خز ... ... لقال الناس يا لك من حمار(67/73)
16- يحاول الموسوي أن يوسع دائرة الخلاف في خلافة الصدّيق رضي الله عنه، فهو يكذب مرة ويلفق مرات ويرقع من هنا وهناك حتى اتسع خرقه وتتابع فتقه ((فَخَرَّ عَلَيْهِمْ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ)) [النحل:26] حيث زعم أن مبايعة الأنصار للصديق كانت خوفاً مما هددهم به أبو بكر، انظر [82/249] فقل لي بربك: كيف يخشى أكثر من ألفي فارس أنجاد أبطال كلهم من عشيرة واحدة، قد ظهر من شجاعتهم ما ظهر، وقد بقوا ثمانية أعوام متصلة محاربين لجميع العرب حين بايعوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لِيَرْهبوا أبا بكر ورجلين أتيا معه – عمر وأبا عبيدة –؟! ولكنه الكذب من الروافض، وهذه الأكذوبة هي -رجع الصَدَى- لمقالات وسموم كل طاعن في دين الإسلام! وهي تزوير مفضوح للوقائع يدركه كل من له أدنى مسكة من عقل بالواقع العربي آنذاك وموازين القوة فيه، ولنا أن نسأل: أي قوة تلك التي كان يملكها أبو بكر رضي الله عنه وتفوق بها على بني أمية وبني هاشم وبني العباس فضلاً عن الأوس والخزرج أصحاب الدار، وهو الذي عجز قومه بني تيم عن حمايته في مكة، فأجاره (ابن الدَّغْنة) (1) ليحميه من بطش قريش؟! أي قوة تلك التي يملكها الصديق ليحقق (الانقلاب بالقوة) اللهم إلا أن تكون قوة الحق والبصيرة والسبق في الخيرات تلك التي دفعت المسلمين أن يقولوا: (رضيه رسول الله لديننا، أفلا نرضاه لدنيانا؟!)، والتي جعلتهم يُكْبِرون في أنفسهم أن يتقدموا رجلاً هو: ((ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ)) [التوبة:40]! فما لكم كيف تحكمون!
ومرة أخرى يعود هذا الموسوي إلى الإشارة إلى كلام الحباب بن المنذر يوم السقيفة ولا يذكره نصاً لعلمه أنه حجة عليه بعد أن مدحه وأثنى عليه في الهامش! ومتى كان الرافضة يثنون على الصحابة؟!
__________
(1) البخاري، كتاب الكفالة حديث رقم: (2297).(67/74)
حيث قال الحباب: (منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش) وهو ما أخفاه الموسوي حيث قال: «...وله كلام أمضّ من هذا، رأينا الإعراض عنه أولى» فإن كان كلامه يؤيد قولك فلماذا أعرضت عنه؟! أم أنه ينسف مذهبك على رأسك؟!
17- حاول الموسوي في هذه المراجعة وهو يتكلم عن سرية أسامة رضي الله عنه أن يتهم جميع الصحابة بالتثاقل عن تنفيذ أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لهم، عامله الله بعدله، ومن التلبيس الذي مارسه والكذب هذه المرة أنه يسوق نص الرواية لكنه يحشر خلالها كلامه ورأيه في أنهم كانوا متثاقلين حين ساق لفظ الرواية حتى انتهى إلى قوله: «فخرج بلوائه معقوداً, فدفعه إلى بريدة, وعسكر بالجرف» هذا هو نص الرواية من المصادر التي عزا إليها في الهامش، لكنه قال بعده [90/266-267]: «ثم تثاقلوا هناك فلم يبرحوا، مع ما وعوه ورأوه من النصوص الصريحة في وجوب إسراعهم...» وهذا من كلامه الذي حاول به تفسير موقفهم بلا حجة ولا برهان، فأين ذلك من المصادر التي أحال إليها؟! بل وأين ذلك في غيرها أيضاً؟! أم أنه البغض الذي ملأ قلوب المنافقين على من أنهى أمرهم ودمر ملكهم؟! وهو نفسه ينقل أن أسامة كان يدخل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تلك الأيام مرات عديدة فَلِمَ لم ينهه أو من معه عن التثاقل؟!(67/75)
18- وكذلك في نفس هذه المراجعة قال: «وطعن قوم منهم في تأمير أسامة كما طعنوا من قبل في تأمير أبيه...» وهو يريد هنا نظير ما أراد في السابق اتهام الصحابة رضوان الله عليهم أنهم هم الطاعنون بتأمير أسامة، والعجب من هؤلاء الرافضة؛ فإن كلامهم هذا بشمول تهمة الطعن لجميع الصحابة، وكذا التثاقل يشمل علياً رضي الله عنه ؛ إذ لا مخصص له من بين الصحابة، ويشمل بقية آل البيت رضي الله عنهم، ومن الكذب البيّن أنه قال في الهامش: «فراجع ما شئت من الكتب المشتملة على هذه السرية» وذكر منها تاريخ الطبري، مع أن الطبري قد ذكر أن أصحاب الطعن هؤلاء قد جاء ذكرهم وتمييزهم في روايتين, الأولى عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكر تأمير أسامة وقال: (فقال المنافقون في ذلك ورد عليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ...) والثانية: عن ابن عباس قال: (...وقد أكثر المنافقون في تأمير أسامة..)(1) فهذا يُبيّن تبرئة الصحابة رضوان الله عليهم مما اتهمهم به هذا المنافق الكذاب.
__________
(1) تاريخ الطبري (3/184-186).(67/76)
19- حاول الموسوي في هذه المراجعة (92/271] أن يدلس على القراء بزعمه تسليم أهل السنة بما افتراه على الصحابة في المراجعة الماضية من تثاقلهم عن سرية أسامة وطعنهم في إمارته، والموسوي كعادته يجادل من أجل المشاغبة والمغالبة وإلاّ فإن شبهه أوهى من بيت العنكبوت حيث قال: «سلّمتم -سلّمكم الله تعالى- بتأخرهم في سرية أسامة عن السير، وتثاقلهم في الجرف تلك المدة, مع ما قد أمروا به من الإسراع والتعجيل.وسلّمتم بطعنهم في تأمير أسامة مع ما وعوه ورأوه من النصوص قولاً وفعلاً على تأميره...» إلى آخر هرطقاته التي يدّعي فيها تحقيق نصر وهمي عجز عن تحقيقه هو وقومه, ونحن نتحداهم بتسمية واحد من علماء أهل السنة قد سلّم للرافضة بكل ما ذكره هذا الدجال هنا، بنقل موثق من كتب أهل السنة وهو ما عجز عن إثباته هنا، فقام يجمجم بكلام يزكم الأنوف فضَمَّ به جهلاً إلى جهل, وقد تقدم بيان كذب الشيعة وإمامهم عبد الحسين هذا حين اتهم الصحابة, وظهر لك أن التأخير كان من اجتهاد أسامة أمير الجيش نفسه، وكذلك كذبه حين اتهم الصحابة بأنهم هم الذين طعنوا في إمارة أسامة وقد علمت بأن الطعن كان من المنافقين فقط لا غير, وهو ما حاول عبد الحسين إخفائه وفيه وفي أدلته يقال:
حُججٌ تهافتُ كالزجاج تخالُها ... ... حقاً وكُلٌّ كَاسرٌ مكسور
20-يسعى الموسوي إلى هدم الدين من أركانه، ويأبى الله ألاّ أن يتم نوره ولو كره الكافرون، فما أن ينتهي من كذبة حتى يتبعها بأخرى في زندقة مكشوفة معروفة, وصدق القائل:
لي حيلة فيمن ينم ... وليس في الكذاب حيلة
من كان يخلق ما يقول ... فحيلتي فيه قليلة(67/77)
فهو يزعم هنا أن علياً رضي الله عنه أول من جمع القرآن, والموسوي وقومه قد ساءهم أن ينسب هذا الفضل لعثمان رضي الله عنه فحاولوا الطعن فيه, حيث قال الكذاب [110/304]: «وأول شيء دوّنه أمير المؤمنين كتاب الله عز وجل؛ فإنه عليه السلام بعد فراغه من تجهيز النبي صلى الله عليه وآله وسلم آلى على نفسه أن لا يرتدي إلاّ للصلاة، أو يجمع القرآن، فجمعه مرتباً على حسب النزول، وأشار إلى عامِّه وخاصه...» إلى أن قال: «وقد عني غير واحد من قرّاء الصحابة بجمع القرآن، غير أنه لم يتسن لهم أن يجمعوه على تنزيله..» ونحن نسأل هؤلاء المغفلين: أين هذا الجمع المزعوم؟! ولِمَ لم يحفظه الله سبحانه للأمة لو كان به ما تنتفع به؟! بل قد أبى الله سبحانه وتعالى إلا أن يجمع الأمة على المصحف الذي كتبه الخليفة الراشد أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه .(67/78)
وكلام الموسوي القصد منه الطعن بالقرآن الذي بين أيدينا ومن طالع الكلام بتمامه هاله هذه الزندقة التي يرمي الأمة بها، وأولهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا أظن أحداً يخفى عليه التشابه الكبير بين قول عبد الحسين وبين رواية الكافي لكنها أصرح في التحريف من قول هذا الموسوي هنا، وذلك في كتاب الحجة: (باب أنه لم يجمع القرآن كله إلاّ الأئمة) عن جابر الجعفي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: (ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب, وما جمعه وحفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة بعده)(1) أتُرى الدين أُنزل وخُص به علي رضي الله عنه والأئمة وحدهم دون بقية الأمة؟! وأين هذا المصحف أيام ولاية علي وسلطانه؟! أليس في إخفائه خيانة للأمة بأسرها؟ أم أن الله تعالى أراد أن يُجَرّم الأمة بإخفاء دينها وكتابها حتى يخرج مهدي الشيعة المزعوم؟! وقد وعد تعالى بإظهار دينه وحفظ كتابه ولو كره الكافرون! وهذه الأسئلة نسوقها للقوم إن كان لهم عقول، والحق غالب غير مغلوب.
__________
(1) الكافي (1/228).(67/79)
21- ثم ادّعى الموسوي وكذب, وجاء بالعجب، والشيء من معدنه لا يستغرب، حيث قال فلك الكذب وقُطْبه عن مصحف فاطمة المزعوم [110/304-305]: «وبعد فراغه من الكتاب العزيز ألف لسيدة نساء العالمين كتاباً كان يعرف عند أبنائها الطاهرين بمصحف فاطمة، يتضمن أمثالاً وحكماً، ومواعظ وعبراً، وأخباراً ونوادر توجب لها العزاء عن سيد الأنبياء أبيها صلى الله عليه وآله» وعبد الحسين يراوغ ويخادع مرة أخرى؛ فإن مصحف فاطمة المزعوم ليس إلاّ ما تدّعيه الرافضة من القرآن الذي سوف يُظهره المهدي حين خروجه – بزعمهم – وهو أمر مشهور معروف من مذهبهم, حيث جاء في الكافي قول أبي عبد الله – كما يروون –: (وإن عندنا مصحف فاطمة عليها السلام. قال: أبو بصير: قلت: وما مصحف فاطمة عليها السلام؟ قال: مصحف مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، ما فيه من قرآنكم حرف واحد)(1) وتمضي أساطيرهم لتقول إن علياً عليه السلام كتبه من فم المَلَك وهو يلقيه إلى فاطمة رضي الله عنها إلى غير هذه الترهات التي تضحك الثكلى.
والموسوي يحاول هنا التمهيد للتملص من هذا الكفر الصريح الذي أقر به أئمته في كتبهم، فادّعى هنا أن هذا المصحف فيه أمثال وحكم ومواعظ، وهو ما لم يقله أحد من أسلافه أبداً، ويدلك عليه سوقه لما قاله من دون عزوه لأحد، الأمر الذي يُبيّن انفراده به، بل قد عُلِم من روايتهم هم أن فيه علم الغيب، بل جاء في الكافي أن فيه: (..ولا نحتاج إلى أحد، حتى فيه الجلدة ونصف الجلدة وربع الجلدة، وأرش الخدش) والمقصود من علم الغيب فيه إضفاء صفة الألوهية على أئمتهم ومن علم الحدود والديات هو اتهام مبطن بقصور التشريع الإسلامي، ثم نقول للموسوي الكذاب: أين ذكر هذا المصحف في كتب أهل السنة؟! أما عند الرافضة فهم يذكرونه عند الكلام في تقرير أصلهم الكفري الفاسد من تحريف القرآن ونقصانه.
__________
(1) الكافي، كتاب الحجة (باب ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة) (1/238).(67/80)
والموسوي لا يستحي فيذكر شناعته هذه مفتخراً بها أنهم أول من دوّن العلم، لا بل هم أول من كَذِبَ على الله ورسوله من هذه الأمة، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
22- ذكر الموسوي أحد أسلافهم الضالين، وهو هشام بن الحكم مولى كندة، وقد عاصر جعفر الصادق رحمه الله، واتفق الشيعة على ثقته وإمامته عندهم رغم ما عنده من الأباطيل التي ينكرونها هم قبل غيرهم، لكن هذا الموسوي قال ما يدل على جهله الفظيع أو غشه وخداعه –وهو الأرجح – حين وصف هشاماً بأنه: «كان مبدأ أمره من الجهمية» [110/312 –313] وهذا ما لم يقله أحد، لا من أهل السنة ولا من الشيعة ممن تكلم في الفرق وأصحابها، فضلاً عن ما عند هشام هذا مما يناقض تماماً مذهب الجهمية مثل القول بالتجسيم, وكل هذا يبيّن بطلان دعوى الموسوي في شأن هشام، وكل هذه المحاولات اليائسة من الموسوي وقومه لتلميع مذهبهم قد باءت بالفشل، فحال أسلافهم وما كانوا عليه من الضلال يلجم أفواههم.(67/81)
ثم عاد الموسوي ليقول عن هشام: «ونحن أعرف الناس بمذهبه، وفي أيدينا أحواله وأقواله، وله في نصرة مذهبنا من المصنفات ما أشرنا إليه، فلا يجوز أن يخفى علينا من أقواله -وهو من سلفنا وفرطنا- ما ظهر لغيرنا، مع بُعدهم عنه في المذهب والمشرب» هذا ثناء الموسوي على هشام القائل عن رب العالمين: «هو سبعة أشبار بشبر نفسه» وقوله: «هو جسم ذو أبعاض»(1) (ولكن تشابهت قلوبهم) وكلامه السابق فيه تمويه وتضليل؛ فإن كونه من سلفهم لا يعطيهم فضلاً في معرفة حاله على من سواهم، وإنما الفضل لأصحاب العلم بالمقالات والملل والنحل، وقد اتفقت كلمتهم فيه بالتجسيم، فإن شاغب أحد أن تلك الكتب هي لأهل السنة ولا حجة فيها على الشيعة، قلنا: قد وجدنا ذلك صريحاً أيضاً في كتب الشيعة المعتمدة، ويكفي الرجوع (للكافي) الذي يقدسه الموسوي وقومه، فقد نقل الكليني فيه ست روايات فيها التصريح بإثبات قول هشام بأن الله جسم, وذلك في الباب الذي عقده الكليني بعنوان: «باب النهي عن الجسم والصورة»(2).
وفي تلك الروايات كلها تجد صراحة قول هشام بالتجسيم وطعن جعفر الصادق وموسى الكاظم به، ويعترف المامقاني وهو إمام من أئمتهم في تنقيح المقال (3/ 264-301) بكثرة الأخبار المروية عن هشام في التجسيم ومنها قوله: «إن الله جسم صمدي نوري»، فقل لي بربك: متى يفتح القوم أعينهم ليروا صنيع أئمتهم، ومنهم الموسوي الذين سيوردونهم الموارد؟!
ثم قال الموسوي محاولاً التلبيس من جديد: «على أنه لو فرض ثبوت ما يدل على التجسيم عن هشام، فإنما يمكن ذلك عليه قبل استبصاره؛ إذ عرفت أنه كان ممن يرى رأي الجهمية، ثم استبصر بهدي آل محمد».
__________
(1) الملل والنحل (1/216) , الفرق بين الفرق (ص:71).
(2) الكافي (1/104 – 106).(67/82)
وهذا كما قدمنا يدل أما على جهله الفظيع أو غشه وخداعه، فإن كل من كان له أدنى علم بالفرق والملل والنحل عَلِم بُعد الجهمية عن التجسيم، وأن أساس مذهب الجهمية مبني على إنكار التجسيم، بل إنكار الصفات بالكلية، فكيف يسوغ لهذا الجويهل التخلص مما نسب إلى هشام من التجسيم بحمله على قول الجهمية الذي كان عليه أولاً؟! فما هو موقف الشيعة اليوم من سلفهم هشام بن الحكم بعد هذا الذي ثبت عنه؟ وما هو موقفهم من مسيلمة العصر الموسوي الذي يريد بهم شراً، عندما ألحق هشام بهم وجعله من شيعتهم؟! فهل من مجيب؟
ولم يكتف الموسوي بهذا، بل كذب فقال: «لم يعثر أحد من سلفنا على شيء مما نسبه الخصم إليه...مع إنا قد استفرغنا الوسع والطاقة في البحث عن ذلك» ولا ندري هل في الدنيا مثل هذه المكابرة والغش، بل والكذب؟! فهل عبد الحسين هذا لم يعلم بالكافي وما فيه؟! أم هو غير مصدق بمحتواه؟! أم هو الإفك والبهتان؟! وقد قدمنا لك ما حواه الكافي من روايات عن هشام هذا، ولكن يبدو أن البقر تشابه عليه! وإن كنا نثق إنها المشاغبة من أجل المغالبة من الموسوي وأنى له ذلك؟! والموسوي وقومه بين أمرين أحلاهما مر، هما:
إما أن يقر بضلال شيوخ الإمامية المتقدمين وأنهم على غير الصواب في قولهم بالتجسيم، وإما أن يكون نفاة الصفات من المتأخرين على خطأ وضلال، فقد لزم بالضرورة أن شيوخ الإمامية ضلوا في التوحيد إما متقدموهم أو متأخروهم!
23- أورد الموسوي في المراجعة [16/52-114] مئة راوٍ ممن استشهد أو احتج بهم أهل السنة -كما زعم- وقد سماها من جهله مئة إسناد! وليس كل واحد منهم إسناداً بل الإسناد مجموعة من الرواة! والكلام على هذا من وجوه:(67/83)
أحدها: إن كان هؤلاء الرواة من الشيعة كما زعم الموسوي فنحن نلزمه بما رواه أهل السنة عنهم؛ لأنهم يروون عن رجالهم! فما حجته في عدم الأخذ منهم؟! أم هو الكيل بمكيالين؟! وهو ما نخاطب به كل شيعي في بيان إنصاف أهل السنة لهم، أنهم لم تحملهم مخالفتهم في المذهب في عدم الأخذ برواية الصادقين منهم، في الوقت الذي تخلو كتب الشيعة من ذكر رجال السنة وإنصافهم! بل من توثيق من هم أعظم قدراً عند الله ورسوله وهم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم ! حتى إن مقياس التعديل والتوثيق عند أئمتهم هو القدح في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما (1)، وهذا هو الفرق بين أهل السنة وأهل الأهواء! ولكن كما قيل:
ملكنا فكان العفو منا سجية ... ... فلما ملكتم سال بالدم أبطح
فحسبكم هذا التفاوت بيننا ... ... وكل إناء بالذي فيه ينضح
الثاني: أن رواية الثقة عن راوٍ لا تعد توثيقاً له، ويُخصص من ذلك الصحيحين.
الثالث: أن الموسوي أورد من الرواة من لم يقل أحد من أهل العلم بتشيعه، واستدل على قوله بذكر من لا يعتد بقوله في الجرح والتعديل مطلقاً أو إذا انفرد.
الرابع: أن جلَّ من ذكرهم الموسوي هم من أصحاب البدعة الصغرى الذين يحتج بهم فيما لا يدخل في أصل بدعتهم -كما هو مقرر- وهذا من عدل أهل السنة وإنصافهم -رحمهم الله-.
الخامس: أن الموسوي أورد عدداً من الرواة زاعماً أن أهل السنة احتجوا بهم، وقد كذب كعادته، وكيف يحتج أهل السنة بمن يؤمن بالرجعة(2) أو يعتقد تحريف القرآن أو تكفير الصحابة أو سب الشيخين أو الصحابة جميعاً، وأهل السنة إنما أخرجوا لهؤلاء للتعريف بحالهم وروايتهم وليس مقصودهم التوثيق.
__________
(1) تنقيح المقال (1/270).
(2) هي عندهم: رجعة كثير من الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة! وزمنها عند قيام المهدي المنتظر عندهم، والغرض منها هو: انتقام المهدي ومن معه من أعداء أهل البيت، وعلى رأسهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.(67/84)
السادس: أن الشيعة ليس لهم عناية بالإسناد، وما وضعوه من قواعد في المئة السابعة هو كما يقول شيخهم الحر العاملي: «والفائدة في ذكره -أي: السند- دفع تعيير العامة -يعني: أهل السنة- الشيعة بأن أحاديثهم غير معنعنة بل منقولة من أصول قدمائهم»(1) وهذا يفيد أن الإسناد عندهم غير موجود إلا بعد مواجهتهم للنقد من قبل أهل السنة!
وإليك جملة من الرواة ممن ذكرهم الموسوي -بحسب ترتيبهم في كتابه- مدعياً أنهم من الشيعة وما عندهم مما يخالف مذهب الشيعة الغلاة:
ما روي عنه مما يخالف مذهب الشيعة الغلاة
الراوي
م
راوي حديث: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمر مع أبي بكر في الأمر... وأنا معهما -يعني: عمر-» [الترمذي (169)، أحمد (175)].
إبراهيم بن يزيد
2
أحد رواة حديث: «مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يستخلف أحداً» [الميزان (2/138)].
جعفر بن سليمان
16
أحد رواه حديث: «أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة» [الترمذي (3666)].
الحارث الهمداني
19
روى حديثاً في إثبات المسح على الخفين. [أبو داود رقم (156)].
الحسن بن صالح
21
روى حديثاً في إثبات المسح على الخفين. [أبو داود (157)]
الحكم بن عتيبة
22
روى حديثاً في فضائل الزبير. [البخاري (3717)].
خالد بن مخلد
25
روى حديثاً في إثبات المسح. [ابن ماجة (555)].
زيد بن الحباب
28
راوي حديث: «إن أهل... وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما» [الترمذي (3658)].
سالم بن أبي حفصة
30
صحابي، فكيف يكون من الشيعة؟!
سليمان بن صرد
36
قبوله تكفير الشيعة. [الميزان (3/310)].
سليمان بن قرم
38
روى أحاديث في فضائل الصديق ومعاوية. [الترمذي (3658)، والطبراني في الكبير (691)].
سليمان الأعمش
39
روي عنه تفضيله للشيخين وعثمان على علي رضي الله عنهم. [التهذيب (3/372-376)].
شريك القاضي
40
__________
(1) وسائل الشيعة (20/100).(67/85)
روى عن أبي هريرة وابن عمر وعائشة وزيد وابن عمر رضي الله عنهم. [التهذيب (2/235)].
طاوس بن كيسان
43
روى عن عمر ومعاذ وابن مسعود والزبير وغيرهم رضي الله عنهم. [التهذيب (4/481)].
ظالم بن عمرو
44
صحابي. وهو آخر الصحابة موتاً رضي الله عنه، روى عن أبي بكر وعمر وغيرهم. [التهذيب (2/272)].
عامر بن واثلة
45
روى عن خاله سبب تسمية عثمان رضي الله عنه ذا النورين. [سنن البيهقي (7/73)]
عبد الله بن أبان
49
روى حديثاً في فضائل عمرو بن العاص [الترمذي (3844)]
عبد الله بن لهيعة
50
قال: (أفضل هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر وعمر) [الميزان (4/290)].
عبد الرحمن الأزدي
52
تفضيله الثلاثة على علي رضي الله عنه. [الميزان (4/344)].
عبدالرزاق الصنعاني
53
روى عن عمر وعثمان وسعد وخالد وعائشة رضي الله عنهم. [التهذيب (3/140)].
علقمة بن قيس
60
هو الراوي لحديث: «إن جبريل يقرئك السلام -يعني: عائشة-» [الترمذي (2693)].
علي بن المنذر
67
هو أحد رواة: «لو كنت متخذاً خليلاً» [الترمذي (3655)].
عمرو بن عبد الله
71
روى حديثاً في إثبات المسح على الخفين. [البخاري (204)].
الفضل بن دكين
73
روى حديثاً في تأمير أبي بكر وعمر من حديث علي. [الميزان (5/440)].
فضيل بن مرزوق
74
روى حديثاً في فضائل الصديق رضي الله عنه. [الترمذي (3670)، البخاري (3719)].
مالك بن إسماعيل
76
راوي حديث عمر: «كان رسول الله يسمر مع أبي بكر.. وأنا معهما» [الترمذي (169)، أحمد (175)].
محمد بن خازم
77
انظر: المستدرك (3/64-86) مناقب الصديق فقط، وذكر الإجماع على تسميته خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
محمد بن عبد الله (الحاكم)
78
روى حديثاً في فضائل الصديق رضي الله عنه. [الترمذي (3652)].
محمد بن فضيل
80
ما ادعى أحد أنه شيعي واسمه علامة على ذلك. [التهذيب (4/110)].
معاوية بن عمار
83(67/86)
روى حديثاً في فضائل أبي بكر رضي الله عنه. [البخاري (3661)].
هشام بن عمار
94
قال: (من زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر) [تذكرة الحفاظ (1/306)]، وهو ما يخالف مذهب الشيعة.
وكيع بن الجراح
96
قال: (ومن قال: قل هو الله أحد مخلوق فهو زنديق) [تذكرة الحفاظ (1/298)].
يحيى بن سعيد
98
روى عن عائشة ومعاوية رضي الله عنهما. [التهذيب (4/547)].
أبو عبد الله الجدلي
100
هؤلاء هم رجال الشيعة - كما زعم الموسوي- فإن كانوا كما قال -ودون إثباته خرط القتاد- فليسعه ما وسعهم، وليأخذ بقولهم؛ فإن الرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل، أم سيقول أن ما رواه رجالهم من التقية أيضاً؟!
فالبهت عندكم رخيص سعره ... ... احثوا بلا كيل ولا ميزان
* ... * ... *
الفصل السادس
المواضع التي فيها كتمان
وهي بأن يكتم أمراً في نقولاته لا يصح كتمانه.
1- ... نقل الموسوي من الصواعق المحرقة قول ابن عباس رضي الله عنهما : (نحن أهل البيت شجرة النبوة...) الذي نقله في هامش المراجعة [6/20] وقد كفانا ابن حجر مؤونة ردّه؛ إذ قال: «وجاء عن ابن عباس بسند ضعيف أنه قال...(1) الحديث» فتعمد الموسوي إخفاء هذا؛ لأنه يسقط حجيته، ومثله عن علي رضي الله عنه أنه قال: (نحن النجباء، وأفراطنا أفراط الأنبياء...) وقد كفانا ابن حجر كذلك مؤونة ردّه؛ إذ قال: «عن علي بسند ضعيف» فهاهو ابن حجر يضعفه فأين الحجة يا موسوي؟ وأين الأثبات الذين صححوا هذا كما تزعم. ((إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلاقٌ )) [ص:7].
2- ... تعمّد الموسوي [8/27] عدم نقل تعقب الإمام الذهبي للحاكم في حديث: (النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق...) وكتم بذلك علماً، حيث قال الذهبي عنه: «قلت: بل موضوع»(2).
__________
(1) الصواعق المحرقة (2/680).
(2) المستدرك مع التلخيص (3/162).(67/87)
3- ... أورد الموسوي حديث: (من مات على حبّ آل محمّد مات شهيداً، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات مغفوراً له... الحديث) وعزاه في الهامش [10/32-33] إلى الثعلبي والزمخشري في تفسيريهما، وهو حديث باطل لا أصل له كما ذكره الحافظ في تخريج الكشاف (4/220) فقال: «أخرجه الثعلبي بطوله، وآثار الوضع عليه لائحة، ومحمد بن مسلم ومن فوقه ثقات، والآفة فيه ما بين الثعلبي ومحمد بن مسلم» والزمخشري ذكره(1) من غير إسناد ولا عزو لأحد، فلا يصح العزو إليه إذاً، فأين الأمانة في العلم والنقل والثعلبي رحمه الله كما يقول الكتاني عنه وعن تلميذه الواحدي الذي نقل عنه الموسوي مراراً في مراجعاته: (لم يكن له ولا لشيخه الثعلبي كبير بضاعة في الحديث بل في تفسيرهما -وخصوصاً الثعلبي- أحاديث موضوعة وقصص باطلة) وقال عنه شيخ الإسلام في مقدمة التفسير (ص:19): (كان حاطب ليل) وأما الزمخشري فهو خطيب المعتزلة وحامل رايتها فكيف يستدل بما في كتبه على أهل السنة! ((فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ )) [يونس:35] أما في الحديث فليس أحسن حالاً من الثعلبي. وقد أشار إلى هذا الحديث ابن حجر في الصواعق وطعن في ثبوته حيث قال: (قال الحافظ السخاوي: وآثار الوضع كما قال شيخنا -أي الحافظ ابن حجر- لائحة عليه)(2) وهذا الأمر لم يعجب عبد الحسين فكتمه ولم يصرح به، وعلى مثل هذا تسير قافلة الكذب!
__________
(1) الكشاف (5/405).
(2) الصواعق المحرقة (2/664).(67/88)
4- ... قال الموسوي: «ألم تر كيف فعل ربّك يومئذ بمن جحد ولايتهم علانية...» وقال في الهامش [12 /40] عن هذه القصة المزعومة التي سبق الرد عليها: «...والقضيّة مستفيضة، ذكرها الحلبي في أواخر حجّة الوداع من الجزء الثالث من سيرته...» نعم ذكرها الحلبي ورد على احتجاج الشيعة بها على إمامة علي رضي الله عنه من عدة وجوه، وقد أشار الموسوي إلى سيرة الحلبي وجعلها من مراجع القصة، لكنه لم ينقل كلامه هذا ورَدُّه عليهم، وأعظم من ذلك أنه لم ينقل تكذيب الحلبي لتلك القصة متابعاً في ذلك للذهبي، إذ قال الحلبي: «قال الحافظ الذهبي: هذا حديث منكر جداً قال الحلبي: أي بل كذب»(1) وهذا مما يؤكد ما قلناه عنه مراراً أنه ينتقي من الكتب ما يوافق هواه دون الاعتماد على أصول علمية صحيحة، وهذا هو الفارق بين أهل العلم وأهل الجهل.
5- ... كتم الموسوي [16/ 58] قول علماء الجرح والتعديل في ثوير بن أبي فاختة، واقتصر على ما يعجبه، وحذف أقوال أهل العلم فيه حيث ساق الذهبي في الميزان وكذا الحافظ في التهذيب(2) أقوال أهل العلم بتضعيفه ورد حديثه، الأمر الذي تعمّد إخفاءه هذا الموسوي ظانّاً أننا كقومه نُسلم بالأكاذيب.
__________
(1) السيرة الحلبية (3/309).
(2) ميزان الاعتدال (2/98-99), التهذيب (1/278).(67/89)
6- ... في ترجمة جعفر بن سليمان الضبعي [16/60] أورد هذا الأفاك قول العقيلي(1): «بالإسناد إلى سهل بن أبي خدوثة(2) قال: قلت لجعفر بن سليمان: بلغني أنّك تشتم أبا بكر وعمر. فقال: أمّا الشتم فلا، ولكن البغض ما شئت» فقد بينه غير واحد من أهل العلم بالجرح والتعديل أنه لم يكن يعني بهما الشيخين، وإلاّ لما احتج به أهل السنة كما هو معلوم، ومن كانت هذه حاله رد حديثه، لكن جعفراً كان يعني بأبي بكر وعمر جارين كان قد تأذى بهما كما بينه الذهبي في الميزان نقلاً عن ابن عدي، وعقَّب الذهبي على ذلك بقوله: (قلت: ما هذا ببعيد؛ فإن جعفراً قد روى أحاديث من مناقب الشيخين رضي الله عنهما )(3) لكن هذا الموسوي لم يكن أميناً إطلاقاً في نقله، حيث حذف هذا الكلام كله محاولاً الإيهام بأن جعفراً يسب الشيخين. فلعنة الله على من سبهما وعلى من حاول ذلك وطلبه، وقد نقل الموسوي كلام ابن عدي من الميزان لكنه حذف منه رواية فضائل الشيخين أيضاً، قال ابن عدي: «..قد روى في فضائل الشيخين أيضاً» بل هو راوي حديث: (مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يستخلف أحداً) فبماذا يجيب الموسوي وقومه عن هذا؟! وهل ما زال جعفر من شيعتهم؟! فانظر كيف انتقى من كلام جعفر ما يهواه ولكنه الذباب الذي يهوى العيش على أكوام القاذورات، عافانا الله من حاله وسوء مآله.
__________
(1) الضعفاء (1/205).
(2) كذا كتبها وفي الضعفاء (بن أبي حدوية).
(3) ميزان الاعتدال (2/137).(67/90)
7- ... في ترجمة الحارث بن عبد الله الهمداني [16/62] وقد أشار الذهبي(1) إلى تضعيفه فتعمد الموسوي إخفاء هذا، وليس هو من أفضل التابعين كما زعم، بل كان من كبار علمائهم في الحساب والفرائض فقط، ولم يحتج به أحد من علماء أهل السنة إطلاقاً على خلاف ما زعم هذا الموسوي، ولم ينفرد الشعبي رحمه الله بتكذيبه، بل كذبه غير واحد ممن احتج بهم الموسوي نفسه زاعماً كذباً وزوراً أنهم من علماء الشيعة في هذه المراجعة مثل إبراهيم النخعي وأبو إسحاق السبيعي وجرير بن عبد الحميد. ولكنه التخبط الذي أوصله إليه عقله المضطرب ونظره المأفون.
8- ... في ترجمة سعد بن طريف الإسكاف [16/70] تعمد الموسوي إخفاء أقوال أهل العلم فيه، وقد ساق الذهبي في الميزان والحافظ في التهذيب(2) من أقوال أهل العلم فيه ما يمنع قبول خبره والاحتجاج به، لكن الموسوي أخفاه عمداً كعادته في التزييف والغش، والموسوي قد نقل من الميزان، فلا ندري هل أعمى الله بصر الموسوي فلم يرَ أقوال العلماء في سعد؟ واكتفى بذكر تضعيف الفلّاس له؟ وكون الترمذي روى له يعد هذا تعديلاً، فإن رواية الثقة عن الضعيف لا تعد تعديلاً له، كيف والترمذي يقول عنه: «يُضَعّف» فمن أين تخيل الموسوي أن أحداً من أهل السنة قد وثق سعداً هذا فأورده؟!
__________
(1) ميزان الاعتدال (2/170-172).
(2) ميزان الاعتدال (3/181-183), التهذيب (1/693).(67/91)
9- ... أعرض الموسوي [16/85-88] عن ذكر أقوال أهل العلم في إثبات تغيّر وتخليط الحافظ عبد الرزاق بن همام الصنعاني بعدما كبر وعمي في آخر عمره وأصبح يُلَقَّن وتغير حفظه(1) كل هذا ليثبت للصنعاني رحمه الله بعض الأحاديث التي تؤيد مذهب الموسوي القائم على البغض والطعن واللعن في أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم، مع أنه أخفى قول عبد الرزاق في الشيخين: (والله ما انشرح صدري قط أنْ أُفَضِّلَ علياً على أبي بكر وعمر، رحم الله أبا بكر وعمر وعثمان، من لم يحبهما فما هو بمؤمن) وقال أيضا: (أوثق أعمالي حبّي إياهم)(2) وغيرها، ولكن الموسوي المحترق غيظاً أخفاها، ((قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )) [آل عمران:119].
10- في ترجمة الفضل بن دكين أبو نعيم [16/98] بين الذهبي في ميزانه أن تشيعه من غير غلو ولا سب، الأمر الذي كتمه الموسوي العاري عن الأمانة في النقل تماماً قال الذهبي: «حافظ حجة إلا أنه يتشيع من غير غلو ولا سب»(3) وقد نقل الحافظ ابن حجر في ترجمة أبي نعيم من التهذيب أنه قال: (ما كَتَبَتْ عليَّ الحفظةُ أني سببت معاوية)(4) وأمر بنقل ذلك عنه. كيف وقد روى حديثين عند البخاري(5) في إثبات المسح على الخفين وهو ما يخالف ما عليه الشيعة الغلاة، أفبعد هذا يقول الموسوي: إن الفضل من الشيعة؟! ولكنها النفسيات المهتزة التي تتعلق بأي شيء لتجمل قبح مذهبها!
__________
(1) التهذيب (2/573).
(2) التهذيب (2/573).
(3) ميزان الاعتدال (5/426).
(4) التهذيب (3/390).
(5) البخاري حديث رقم (204) باب المسح على الخفين، وحديث رقم (206) باب إذا أدخل رجليه وهما طاهرتان.(67/92)
11- قال جِراب الكذب عن أبي عبد الله الحاكم صاحب المستدرك [16/102]: (وكل من تأخر عنه من محدّثي السنّة عيال عليه، وهو من أبطال الشيعة وسدنة الشريعة) هذا ما قاله الموسوي دغدغة للعواطف، وهي مبالغة واضحة يريد بها حيازة سبق، ومع ذلك فلو كان الشيعة كلهم مثل الحاكم لقلّ شرهم، فليس هو رافضي بل شيعي كما بينه الذهبي(1) وفرق بينهما، وهو ما أخفاه عمداً الموسوي، وقد روى الحاكم أحاديث كثيرة في أفضلية أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم مع تقديم أبي بكر وعمر على غيرهما(2)، بل يستبعد تفضيله لعلي على عثمان رضي الله عنهما، فإنه قَدَّم في المستدرك ذكر عثمان على علي رضي الله عنهما، وهذه -وغيرها كثير- تثبت كذب هذا الموسوي الذي يعلم أن الحاكم لو كان على عقيدة الموسوي لما أخرج له أهل السُنّة شيئاً.
__________
(1) ميزان الاعتدال (6/216).
(2) المستدرك (3/84).(67/93)
12- في ترجمة هشام بن عمّار، قال الموسوي [16/109]: «قلت: روى عنه البخاري بلا واسطة...وباب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله» لكن القارعة على رأس الموسوي وأصحابه – والتي أخفاها عمداً – أن البخاري قد روى لهشام حديثاً في فضل أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه، وهو الذي أشار إليه الموسوي نفسه، وهو يبين بُعد هشام عن التشيّع، أو على الأقل أنه مع تشيعه يقدّم أبا بكر رضي الله عنه، فإن كان الموسوي يدّعي أن هشاماً ثقة عنده لأنه شيعي، فليحتج به إذاً ولْيَقْبَله في هذا الحديث عند البخاري، قال البخاري: حدثني هشام بن عمار...عن أبي الدرداء رضي الله عنه في حديث طويل فيه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم مدافعاً عن أبي بكر: (إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟ مرتين فما أوذي بعدها)(1) فهل يا ترى لم تقع عينا الموسوي على هذا الحديث؟! أم لم يسع الموسوي ما وسع هشام بن عمّار؟!
13- قال الموسوي عن وكيع بن الجراح [16/111]: «ونصّ ابن المديني في تهذيبه: على أن في وكيع تشيعاً» هذا ما قاله الموسوي، وقد أخفى قول الذهبي(2) في ميزانه إذ صرح بقلة تشيعه، وهو واضح حتى في عبارة ابن المديني التي نقلها الموسوي: «أما الرفض فلا» ولو ثبت لكان من القوادح في وكيع رحمه الله، بل قد رد ابن معين قول من اتهم وكيعاً بالرفض، وهو ما نقله الموسوي، وهو أكبر دليل يقر به – من غير أن يعلم – ببعد وكيع عن الرفض، وقد نقل الذهبي من ترجمة وكيع من تذكرة الحفاظ قوله: (من زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر)(3) فكيف يجيب الموسوي وقومه على قول من ادعوه أنه من شيعتهم؟! إمّا أن يتبرؤوا من تشيع وكيع ويطعنون به؟ أو أن يتبرؤوا من قولهم الضال الكفري؟!
__________
(1) البخاري حديث رقم (3661) من كتاب المناقب.
(2) ميزان الاعتدال (7/127).
(3) تذكرة الحفاظ (1/306).(67/94)
14- في ترجمة يزيد بن أبي زياد الكوفي قال الموسوي [16/113]: «ومع ذلك فقد تحاملوا عليه. وأعدّوا ما استطاعوا من القدح, بسبب أنّه حدّث بسنده إلى أبي برزة، أو أبي بردة, قال: كنّا مع النبي صلى الله عليه وآله فسمع صوت غناء, فإذا عمرو بن العاص ومعاوية يتغنيان, فقال صلى الله عليه وآله: (الّلهمّ أركسهما في الفتنة ركساً, ودعهما إلى النار دعاً)» هذا ما رواه هذا الكذاب عن سلفه الكذاب والطيور على أشكالها تقع، ولا شك أن هذا الحديث من منكرات يزيد هذا, كما عده الذهبي في الميزان وقال: غريب منكر(1), فلا يمكن لهذا الموسوي أن يحتج به وهو ينقله من الميزان ويقرأ قول الذهبي عنه, ثم يعرض عن هذا، أليس هذا تحكماً محضاً عارياً عن الأمانة؟ أمّا قوله: «تحاملوا عليه» فإن علماء الجرح والتعديل اتفقوا على ضعفه واختلاطه لا تحاملاً كما يقول الحمقى، أما زعمه إخراج مسلم لحديثه، فإن يزيداً هذا ليس من رجال مسلم المحتج بهم، بل أخرج له مسلم مقروناً بغيره كما صرح الذهبي في الميزان، فتأمل هذه الجهالات والظلمات لتعرف الحق وأهله.
__________
(1) ميزان الاعتدال (7/242).(67/95)
15- ذكر الموسوي حديث أم سُليم رضي الله عنها , أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لها: (يا اُمّ سليم إنّ علياً لحمه من لحمي, ودمه من دمي, وهو منّي بمنزلة هارون من موسى) وقد عزاه في الهامش [32/138] إلى كنز العمال ومنتخب الكنز, لكنه لم ينقل تخريج صاحب الكنز لهذا الحديث، وهو قصور فاحش منه يريد به عدم الكشف عن ضعف الحديث؛ إذ عزاه صاحب الكنز للعقيلي في الضعفاء،وهو بهذا العزو يستغني عن بيان ضعفه كما بينه في مقدمة كتابه؛ إذ قال بعد ذكره للعقيلي وابن عدي والخطيب وابن عساكر: «وكل ما عزي لهؤلاء الأربعة وللحكيم الترمذي.. فهو ضعيف يستغنى بالعزو إليها أو إلى بعضها عن بيان ضعفه»(1) من أجل هذا لم ينقل الموسوي تخريج صاحب الكنز لهذا الحديث وكتم بذلك علماً ((وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ )) [البروج:20].
16- قال خصمنا الموسوي: «ولمّا حضرته الوفاة- بأبي هو وأمي – قال: ادعوا لي أخي، فدعوا علياً فقال: ادنُ منّي، فدنا منه وأسنده إليه فلم يزل كذلك وهو يكلّمه حتّى فاضت نفسه الزكيّة، فأصابه بعض ريقه صلى الله عليه وآله» وعزاه في الهامش (34/143) لابن سعد في الطبقات, وأشار إلى ذكر صاحب الكنز له أيضاً، وقد ذكره صاحب الكنز وعزاه لابن سعد وقال: «سنده ضعيف»(2) وهو ما أخفاه عمداً هذا الرافضي البغيض عبد الحسين، فعليه من الله ما يستحق على غشه وخداعه. والحديث مسلسل بالعلل، فالحديث عند ابن سعد(3) من طريق الواقدي وهو متروك وقد كذبه غير واحد، إضافة إلى الانقطاع في سنده، فمحمد بن عمر بن علي لم يدرك جدّه علياً، والثابت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبض في حِجْرِ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (4), ولكن القوم يريدون أن يمحوا كل فضيلة للصحابة رضي الله عنهم .
__________
(1) كنز العمال (1/10).
(2) كنز العمال (ح:18790).
(3) الطبقات الكبرى (2/202).
(4) البخاري كتاب الجنائز حديث رقم (1389).(67/96)
17 – أورد الموسوي بزعمه قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (مكتوب على باب الجنة: لا إله إلّا الله محمد رسول الله, علي أخو رسول الله... الحديث) وقد عزاه في الهامش [16/143] للطبراني في الأوسط وللخطيب في المتّفق والمفترق نقلاً عن كنز العمال ومنتخب الكنز(1) , وقد حذف منه الموسوي البغيض ما يدلل على ضعفه، فقد عزاه المتقي الهندي في الكنز لابن الجوزي في الواهيات, وكذلك في المنتخب، وهو يبين بوضوح ضعف هذا الحديث؛ إذ لم يخرجوه في الصحاح بل في الواهيات، من أجل هذا أقدم على حذفه الموسوي وهو بذلك يؤكد - بصفته إماماً للرافضة - على عدم ثقتهم وخيانتهم, مع خذلان الله سبحانه لهم.
__________
(1) كنز العمال ح (33043) , والمنتخب (5/35).(67/97)
18- قال الموسوي: (وقال زيد بن أرقم: كان لنفر من أصحاب رسول الله أبواب شارعة في المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: سدّوا هذه الأبواب إلاّ باب علي, فتكلّم الناس في ذلك، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: أمّا بعد فإنّي أُمرت بسدّ هذه الأبواب إلّا باب علي، فقال فيه قائلكم, وإنّي والله ما سددت شيئاً ولا فتحته, ولكنّي أُمرتُ بشيء فاتّبعته) وعزاه في الهامش [16/145] للإمام أحمد في مسنده(1)، وللضياء نقلاً من كنز العمال، وقد رواه الإمام أحمد من طريق ميمون أبي عبد الله عن زيد بن أرقم، وهذا إسنادٌ ضعيف، ميمون هو البصري مولى عبد الرحمن بن سمرة, قال الحافظ في التقريب: «ضعيف»(2)، وضعفه غير واحد من الأئمة, وقال الإمام أحمد: «أحاديثه مناكير»(3)، وبه يتبين أن رواية أحمد لحديثه في مسنده لا تعني أبداً قبوله له ولا احتجاجه بروايته كما يزعم الجهلة، قال ابن الجوزي في الموضوعات: «هذه الأحاديث كلها من وضع الرافضة, قابلوا به الحديث المتفق على صحته, في: (سُدُّوا الأبواب إلا باب أبي بكر)»(4).
__________
(1) المسند (32/41), وقال الأرنؤوط: إسناده ضعيف ومتنه منكر.
(2) التقريب (ص:990) ترجمة رقم (7100).
(3) التهذيب (4/200).
(4) الموضوعات (1/366).(67/98)
19- قال الموسوي: «ومثله ما أخرجه البزار من أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله أخذ بيد علي فقال: (إنّ موسى سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون، وإني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك) ثمّ أرسل إلى أبي بكر أن سدّ بابك، فاسترجع ثمّ قال: سمعاً وطاعة, ثمّ أرسل إلى عمر, ثمّ أرسل إلى العبّاس بمثل ذلك، ثم قال صلى الله عليه وآله: (ما أنا سددت أبوابكم, وفتحت باب علي, ولكن الله فتح بابه, وسدّ أبوابكم)» وأشار في الهامش [16/147] إلى وجوده في كنز العمال, ولم ينقل الموسوي نص تخريج صاحب الكنز له؛ لأن فيه بيان ضعفه, فقد ذكره صاحب الكنز وعزاه للبزار وقال: «وفيه أبو ميمونة مجهول» (1) وقد نقل الذهبي في ترجمته من الميزان عن الدارقطني أنه قال فيه: «مجهول يترك»(2) وهو غير الفارسي الثقة، وأشار إلى ضعف هذا الحديث أيضاً الهيثمي في مجمع الزوائد بقوله: «وفي إسناده من لم أعرفه»(3) فلينظر الشيعة إلى إمامة هذا، وما يمارسه من تلبيس وتدليس.
__________
(1) كنز العمال (36521).
(2) ميزان الاعتدال (7/434).
(3) مجمع الزوائد (9/115).(67/99)
20- أورد الموسوي [36/151] حديث علي رضي الله عنه قال: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (سألت الله فيك خمساً فأعطاني أربعاً, ومنعني واحدة, سألته أنك أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة, وأنت معي, معك لواء الحمد وأنت تحمله, وأعطاني أنك ولي المؤمنين من بعدي) وهو حديث موضوع وذلك واضح من تخريج صاحب الكنز له, قال في تخريجه: «ابن الجوزي في الواهيات»(1) وقد حذف ذلك هذا الموسوي غير الأمين محاولاً الإيهام بصحة الحديث, وقد مرَّ معك أن صاحب الكنز يكتفي بالعزو لبعض الكتب لبيان ضعف الحديث وهذا منها, وهنا سؤال يطرح نفسه, ما السر في كون الرافضة يجعلون كل فضيلة حازها النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي رضي الله عنه مثلها, بل ربما فاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض الخصائص والفضائل؟ فإن كان حاز المنزلة بكونه صهر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فغيره مشارك له! وإن كان لكونه قريبه فغيره قريب له! ولكننا نرى القوم لا يجعلون النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصلاً وجذراً يُعظّم ويُحترم علي رضي الله عنه لأجله ونسبته إليه, بل هم يعظمون ويحترمون النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أجل قرابته ومحبته لعلي, لذلك كل من اقترب من علي وناصره وساعده ودخل في شيعته صار هو الأفضل والأعلى لا غير، وطبّقْ هذه القاعدة على جميع مرويات الشيعة تجد ما قلناه صحيحاً والله المستعان.
__________
(1) كنز العمال (36411).(67/100)
21- قال الموسوي [48/162]: «قول الرسول صلى الله عليه وآله وهو آخذ بضبع علي: (هذا إمام البررة, قاتل الفجرة, منصور من نصره، مخذول من خذله, ثم مدّ بها صوته)» أخرجه الحاكم وإليه عزاه في الكنز, وهو حديث موضوع مكذوب في إسناده أحمد ابن عبد الله بن يزيد أبو جعفر, وهو كذاب يضع الحديث قال ابن عدي: «كان بسامرّاء يضع الحديث»(1) وقد خان الموسوي بنقل تصحيح الحاكم وحده ولم ينقل رد الذهبي بقوله: «قلت: بل والله موضوع, وأحمد كذاب, فما أجهلك على سعة معرفتك»(2) ونقول للموسوي: ما أكذبك وأثقل عقلك, وما أقل ديانتك وأمانتك! وقد حكم بوضع الحديث الشيخ الألباني في الضعيفة (1/532) حديث رقم (357).
22- ساق الموسوي قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (لما عرج بي إلى السماء انتهى بي إلى قصر من لؤلؤ فراشه ذهب يتلألأ، فأوحى إليَّ ربي في علي ثلاث خصال: أنّه سيّد المسلمين وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين) وعزاه إلى الحاكم، وعزاه في الهامش [48/163] إلى الكنز، وقد شان الحاكم نفسه وكتابه بإيراد هذا الحديث وتصحيحه غفر الله له، ومرة أخرى كتم هذا الموسوي تعقيب الذهبي على الحديث وبيان كذبه، بل تعمَّد إخفاء تعليق صاحب (الكنز) نفسه, وما نقله عن ثلاثة من الأئمة الفحول في رد هذا الحديث إذ قال: «قال ابن حجر: ضعيف جداً منقطع..وقال الذهبي: أحسبه موضوعاً, وقال ابن العماد: هذا حديث منكر جداً ويشبه أن يكون من بعض الشيعة الغلاة، وإنما هذه صفات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا صفات علي»(3).
__________
(1) ميزان الاعتدال (1/249).
(2) المستدرك مع التلخيص (3/140).
(3) كنز العمال (33010).(67/101)
قال شيخ الإسلام: «وهو حديث موضوع عند من له أدنى معرفة بالحديث, ولا تحل نسبته إلى الرسول المعصوم. ولا نعلم أحداً هو (سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين) غير نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ...»(1) وقد حكم بوضع الحديث أيضاً العلامة الألباني في الضعيفة رقم (353).
23- قال الموسوي: قوله صلى الله عليه وآله: (ألا أدلّكم على ما إن تمسكتم به لن تضلّوا بعده أبداً: هذا علي فأحبّوه بحبّي, وأكرموه بكرامتي؛ فإنّ جبرائيل أمرني بالذي قلت لكم عن الله عز وجل) وقد عزاه للطبراني في الكبير, وهو حديث باطل منكر، إسناده واهٍ جداً فيه علل، والموسوي قد نقل هذا الحديث من كنز العمال, وأخفى التعليق عليه في بيان ضعفه ونكارته؛ إذ قال المتقي الهندي هناك: «قال ابن كثير: هذا حديث منكر»(2) ثم قال الموسوي في سخف هو أهله مظهراً جهل فقهه [48/164]: «فانظر كيف جعل عدم ضلالهم مشروطاً بالتمسّك بعلي، فدلّ المفهوم على ضلال من لم يتمسك به» ألم نقل أن الرافضة يعظمون علياً أكثر من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ؟! ويكفرون الأمة ويضلّلونها! ثم الذي ُيتَمسك به أهو علي رضي الله عنه أم القرآن أم السنة أم رسول الأمة صلى الله عليه وآله وسلم ؟! وقد قال الله لرسوله: ((فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ )) [الزخرف:43-44] أم أن دين رب العالمين يقوم على رجل ما هو إلا رجلٌ من المسلمين، فأين الرسول؟! وأين القرآن؟! وقد قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح: (تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وسنتي) فانظر إلى الفريقين, واختر أي الطريقين, فقد تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
__________
(1) المنتقى (ص:497).
(2) كنز العمال (33007).(67/102)
تنبيه: عزا الموسوي الحديث إلى شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي الشيعي, فانظر عافاك الله كيف يستدل علينا بكتبه, فأي جهل فوق هذا؟ ففي مثله يقال:
وقال الطانزون له فقيه ... ... فصعّد حاجبيه به وتاها
وأطرق للمسائل أي بأنّي ... ولا يدري لعمركَ ما طحاها
24- وفي مثال جديد للتمويه والتلبيس والكتمان ساق الموسوي [48/169] حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقال: «قوله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث أبي بكر: (كفي وكف علي في العدل سواء» وعزاه إلى كنز العمال دون أن ينقل تخريج صاحب الكنز له؛ لما فيه من فضيحة كذب هذا الحديث ووضعه, فقد عزاه صاحب الكنز لابن الجوزي في الواهيات، وهو تخريج كافٍ لبيان وضعه وكذبه، فهل بعد هذه القرمطة وتحريف الكلم عن مواضعه لا يزال الرافضة يعدون عبد الحسين هذا إماماً لهم يقتدى به؟! ((وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ )) [الأحزاب:67].(67/103)
25- طعن هذا الزنديق الرافضي في عائشة حبيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واتهمها بالهوى والأغراض التافهة أو المحرمة حيث قال: «ولا تنس نزولها عند حكم العاطفة يوم زفت أسماء بنت النعمان عروساً إلى النبي صلى الله عليه وآله فقالت لها: إن النبي ليعجبه من المرأة إذا دخل عليها أن تقول له: أعوذ بالله منك...» إلى آخر كلامه الساقط، فلعنة الله على من سب أم المؤمنين رضي الله عنها , والقصة المزعومة عزاها في الهامش [76/232] للحاكم وابن سعد من حديث أبي أسيد الساعدي, وإسناده واهٍ كما قال الذهبي في تلخيصه(1)، وقد أخفاه عمداً هذا الدجال عبد الحسين؛ فهو من طريق هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال الدارقطني: «متروك»,(2) وقال ابن عساكر: «رافضي ليس بثقة», وقال الذهبي: «لا يوثق به»(3)، وإذا رجعت إلى مظانه تلك وجدت أن القائلة هي إما عائشة أو حفصة؟ فمن أين قطع عبد الحسين أنه قول عائشة؟ وفي إسناد آخر عند ابن سعد أن القائلة بذلك إحدى نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يتعين من هي، ولكن إسنادها واهٍ أيضاً فهي من طريق الكلبي عن أبيه, وأبوه متهم بالكذب, وهذا مما يجعلنا نقطع بكذب هذه القصة من أساسها فلا حجة فيها ولله الحمد.
__________
(1) المستدرك مع التلخيص (4/39).
(2) التهذيب (3/570).
(3) ميزان الاعتدال (6/159-161).(67/104)
26- زعم الموسوي مراراً أن الصدّيق كان ضمن جيش أسامة رضي الله عنهما، وقد تقدم الرد عليه، والذي يهمنا هنا هو كذب شيخ الرافضة هذا حيث زعم الإجماع على خروج الصدّيق ضمن بعث أسامة رضي الله عنهما ؛ فإن كان يريد إجماع الرافضة فنعم ولا وزن له عندنا، وإن كان يريد إجماع من يعتد بقوله فقد كذب وأتى بها خرقاء شوهاء، حيث ذكر [90/265] من ضمن من سمّاهم «مصادر» بزعمه الحلبي في سيرته، لكنه كعادته حاول الخداع والغش بكتمان قوله فقد قال الحلبي: «واستثنى صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر وأمره بالصلاة بالناس، أي فلا منافاة بين القول بأن أبا بكر رضي الله عنه كان من جملة الجيش, وبيْن القول بأنه تخلف عنه؛ لأنه كان من جملة الجيش أولاً وتخلف لمّا أمره صلى الله عليه وآله وسلم بالصلاة بالناس, وبهذا يُرد قول الرافضة طعناً في أبي بكر رضي الله عنه أنه تخلف عن جيش أسامة رضي الله عنه , لما علمت أن تخلفه عنه كان بأمر منه صلى الله عليه وآله وسلم لأجل صلاته بالناس»(1) ومثل قول الحلبي هذا تماماً قاله أحمد بن زيني دحلان في سيرته(2) وكلاهما قد احتج به الموسوي وجعله من مصادره, لكنه كتم قولهما هذا, ولكن ما على عدوّ ملام.
27- قال الموسوي: [90/268] «...وقد قال صلى الله عليه وآله -فيما أورده الشهرستاني في المقدمة الرابعة من كتاب الملل والنحل-: (جهزوا جيش أسامة, لعن الله من تخلّف عنه)» ومقصد الموسوي من إيراد هذا الحديث الباطل لا يحتاج إلى كبير فطنة؛ فإنه إنما عنى بالأخص أبا بكر وعمر رضي الله عنهما .
__________
(1) السيرة الحلبية (3/208).
(2) 2/363).(67/105)
أما الحديث الذي ذكره فهو شبه الريح, ومتى كان الشهرستاني من مصادر التخريج والعزو في الحديث؟! ونقول لوريث علم الكُهَّان: (اخسأ فلن تعدو قدرك) فإن الشهرستاني(1) لم يسنده لأحد ولم يَسُق له إسناداً ولم يصححه بل ساق لفظه فقط، وقد قال الحلبي في سيرته التي احتج بها الموسوي قبل قليل وعزا إليها رواياته: (وقول هذا الرافضي: مع أنه صلى الله عليه وآله وسلم لعن المتخلف عن جيش أسامة، مردود لأنه لم يرد اللعن في حديث أصلاً) ومثله ما قاله ابن دحلان في سيرته، وهي من أدلة الموسوي قبل قليل لكنه هنا أعرض عنها وعن السيرة الحلبية؛ لأنه لم يجد فيها متنفساً لهواه وباطله.
__________
(1) الملل والنحل (1/30).(67/106)
28 - زعم الموسوي كما مر معك، أن مقصد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من سرية أسامة هو: «أن تخلو العاصمة منهم, فيصفو الأمر من بعده لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب على سكون وطمأنينة، فإذا رجعوا وقد أبرم عهد الخلافة، وأحكم لعلي عقدها, كانوا عن المنازعة والخلاف أبعد..» [90/269] ونقول للموسوي وقومه: لو أراد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تولية علي وإبعادهم عن المدينة,لأمره بالصلاة بالناس إماماً دون أبي بكر، فكيف يجوز أنه صلى الله عليه وآله وسلم أراد إبعادهم عن المدينة ليصفو الأمر لعلي, ثم هو يأمر أبا بكر بالصلاة بالناس إماماً؟! أما لكم عقول؟! فإن صنيعه هذا يستلزم بلا أدنى شك أن أبا بكر هو المقصود بالخلافة والتولي على الناس، وهو قول كل من أنصف وترك التعصب، حتى الدحلاني صرح بذلك في سيرته التي اعتمد عليها الموسوي كثيراً في نقله، لكنه أغفل من قوله ما لا يعجبه, إذ قال خلال كلامه عن سرية أسامة واستثناء أبي بكر للصلاة بالناس قال: «وفيه إشارة إلى أنه الخليفة بعده»(1) فما أكثر تلاعب الموسوي بالنصوص المنقولة, وما أقبح اقتطاعه منها؟! وإذا كان الرسول أراد إرسالهم لتولية علي لكان الناس أعْجز عن أن يدفعوا أمره صلى الله عليه وآله وسلم فهو رسول الله المؤيد من قبل رب العرش, فكيف يستجيز عاقل أن حفنة من البشر لا سلطان لهم ولا منعة ولا تأييد لهم من الرب القوي القاهر يغلبون أمره؟! هذا فضلاً على أن علياً رضي الله عنه كانت له من الأسباب المادية ما يؤهله للحصول على الخلافة لو أرادها لو كانت من حقه, فهلاّ أعمل الرافضة عقولهم قليلا وحكّموها, وخرجوا عن تقليد الموسوي وأمثاله وتبرؤوا منهم: ((وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا)) [البقرة:167] ثم قال الموسوي مصوراً الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته في أبشع صورة وأقبحها:
__________
(1) 2/362-365).(67/107)
«وإنما أمّر عليهم أسامة وهو ابن سبع عشرة سنة ليّاً لأعنة البعض، ورداً لجماح أهل الجماح منهم، واحتياطاً على الأمن في المستقبل من نزاع أهل التنافس لو أمّر أحدهم, كما لا يخفى، لكنهم فطنوا إلى ما دبر صلى الله عليه وآله وسلم, فطعنوا في تأمير أسامة, وتثاقلوا عن السير معه..» أي قدح في شخصه صلى الله عليه وآله وسلم أعظم من هذا؟ وقد وصفه الموسوي بالخداع والمكر والمراوغة، وهو فعل أحرى به الكذابون الدجالون مثل أئمة الروافض هؤلاء، لا الأنبياء المرسلون؛ فإنهم أصدق الناس وأوفاهم وأوضحهم, ولكنها صفات الروافض التي اعتادوا عليها، فهم يظنون كل الناس حتى الأنبياء يتصفون بها, فإنا لله وإنا إليه راجعون؟! فهل نُصدّق رب العالمين, وأصدق القائلين القائل: ((رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)) [الفتح:29] أم الموسوي وأئمته؟!(67/108)
29- قال الموسوي عن اعتراض بعض الصحابة عن بيعة الصديق كذباً وزوراً: «وحسبنا ما في كتاب الاحتجاج للإمام الطبرسي من كلام كل من خالد بن سعيد بن العاص الأموي..» وعزاه في الهامش [106/292] لطبقات ابن سعد, وساق من تلك الرواية ما فيه تأييد لدعواه مع حذفه لما ينقض ذلك, والرواية التي ساقها الموسوي لا تثبت، فقد رواها ابن سعد(1) من طريق الواقدي حدثني جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير بن العوام وساق سنده, وهو واهٍ جداً, فالواقدي شيخ ابن سعد متروك, وجعفر منكر الحديث(2)، فضلاً على أن تلك الرواية على ما في سندها ليس فيها سوى تخلف خالد عن بيعة أبي بكر ثلاثة أشهر ثم بايعه بعد ذلك طائعاً غير مكره فقد جاء فيها ما نصه: «وأقام خالد ثلاثة أشهر لم يبايع, ثم مر عليه أبو بكر بعد ذلك مظهراً وهو في داره فسلم فقال له خالد: أتحب أن أبايعك؟فقال أبو بكر: أحب أن تدخل في صلح ما دخل فيه المسلمون, قال: موعدك العشية أبايعك.فجاء وأبو بكر على المنبر فبايعه، وكان رأي أبي بكر فيه حسناً وكان معظِّماً له»(3) وهذا مما أخفاه هذا الرافضي البغيض عبد الحسين من نص الرواية لعدم تمشيها مع هواه رغم احتجاجه بها، فإن كان يزعم صحتها وثبوتها فليقل ما فيها مما يرد مزاعمه وجميع الرافضة معه.وأمّا احتجاج الموسوي بالطبرسي الرافضي فهو جهل يضم إلى جهله, ومتى كانت كتب الرافضة من مصادر الاحتجاج على أهل السنة؟!
خلق الله للحروب رجالاً ... ... ورجالاً لقصعة وثريد
فالحمد لله الذي وفق في إظهار الحق وكشف زيف الباطل وأهله, وعافانا مما ابتلاهم به.
* ... * ... *
الفصل السابع
المواضع التي فيها تناقض في الكتاب نفسه
كأن يدعي أمراً في موضع ثم يعود فينقضه في موضع آخر, أو يثني على رجل ثم يعود فيطعن فيه وغير ذلك.
__________
(1) الطبقات الكبرى (4/73).
(2) المجروحين (1/250) وميزان الاعتدال (2/146).
(3) الطبقات الكبرى (4/73).(67/109)
1- قوله [12/39]: «أليست هي النعيم الذي قال الله تعالى: ((ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ )) [التكاثر:8]؟» وكان قد استشهد قبلها على ولايتهم بقوله: «ألم تكن ولايتهم من الأمانة التي قال الله تعالى: ((إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً )) [الأحزاب:72]» انظر إلى هذا التناقض في استشهاده, فمرة يقول إنها الأمانة, ومرة يقول إنها النعيم، فبالله عليك إن كانت ولايتهم نعيماً فلم أعرضت عنها السموات والأرض والجبال وأبين أن يحملنها وأشفقن منها؟! مع العلم أن الله سبحانه وتعالى لم يعب ذلك عليهم ولم يوبخهم عليه, ولو كانت ولايتهم نعيماً كما زعم لاقتضى ذلك جهلهم وعيب الله لهم بذلك, بل أكثر من هذا, أن الله عز وجل وصف الإنسان بالجهل والظلم حين رضي بالأمانة, فإن كانت هي ولايتهم وهي النعيم، أفيصح أن يصف الله سبحانه وتعالى الإنسان بالجهل والظلم حين يرضى بالنعيم؟! فيا لله ماذا يفعل الجهل بأصحابه, وكيف يفضحهم!!(67/110)
2- تناقض الموسوي: فمرة يدعي أن البخاري احتج برجالهم, لا بل بالغلاة منهم ممن اتهم بالرفض والبغض لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، حيث قال: «وفي شيوخ البخاري رجال من الشيعة نبذوا بالرفض, ووصموا بالبغض, فلم يقدح ذلك في عدالتهم عند البخاري وغيره, حتّى احتجّوا بهم في الصحاح بكل ارتياح...» [14/50] ومرة يقول أن البخاري مبغض لآل البيت وشيعتهم ولا يروي عنهم ولا يذكر فضائلهم! [22/125] ولو كان البخاري كما قال الموسوي ما روى لمثل هؤلاء الذين أشار إليهم, بل ما عقد باباً في صحيحه في مناقب علي وآخرين من أهل البيت غيره رضي الله عنهم (1).
__________
(1) البخاري باب مناقب علي، باب مناقب جعفر، باب مناقب العباس , باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الأحاديث من (3701) إلى (3716).(67/111)
3-في ترجمة الحسن بن حَيّ من المراجعة [16/64] نقل الموسوي عبارة ابن سعد فيه حيث قال عنه: «كان ثقة صحيح الحديث كثيره, وكان متشيّعاً» فما بال الموسوي هنا يحتج بتوثيق ابن سعد للحسن بن صالح؟ ألم يطعن بابن سعد، ويدع أنه مجاف للشيعة ورجالهم؟ فما بال ابن سعد -إن كان كما يزعم الموسوي- يوثق الحسن بن صالح هذا ثم يستشهد بتوثيقه هذا الموسوي؟ ولو كان ابن سعد كما وصفه الموسوي في ترجمة الحارث الأعور زوراً وبهتاناً حيث قال عنه [16/63]: «وإنّ ممّن تحامل على الحارث محمّد بن سعد, حيث ترجمه في الجزء السادس من طبقاته فقال: (إنّ له قول سوء) وبخسه حقه, كما جرت عادته مع رجال الشيعة، إذ لم ينصفهم في علم، ولا في عمل...» فلماذا لم يضعّف الحسن بن صالح هذا لأجل تشيعه؟! وحتى نلقم الموسوي وأتباعه حجراً؛ فإن للحسن حديثاً في سنن أبي داود(1) فيه إثبات المسح على الخفين هو أحد رجاله، وهو ما لا تقول به الشيعة عموماً مما يؤكد عدم غلو الحسن، ومن نظر في هوامش كتاب المراجعات علم أن من أكبر مراجعه طبقات ابن سعد, فلماذا هذا التناقض؟!
4- وكذلك في ترجمة داود بن أبي عوف أبو الجحاف قال الموسوي عنه: «وما ضرّ داود قول النواصب بعد أن أخذ عنه السفيانان» [16/67] ويقصد بقول النواصب قول ابن عدي في داود: (ليس هو عندي ممن يحتج به, شيعي عامة ما يرويه في فضائل أهل البيت)(2) وعبارة الموسوي تبين أنه إنما وثق داود لتوثيق سفيان له, فلماذا لم يلازم الموسوي كلام سفيان عن الرواة السابقين الذين منهم من كذبه سفيان نفسه؟! أم هو الهوى والعصبية؟!
يوم يمانٍ إذا ما جئت من يمنٍ ... ... وإن لاقيتَ معدّيا فعدناني
__________
(1) سنن أبي داود مع عون المعبود (1/180) حديث رقم (156).
(2) ميزان الاعتدال (3/30).(67/112)
5- في ترجمة فضيل بن مرزوق قال الموسوي [16/100]: «وكذب عليه زيد بن الحباب فيما رواه عنه من حديث التأمير» وحديث التأمير الذي كذّبه الموسوي هو عن تأمير أبي بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم , وهو من رواية زيد بن الحباب عن فضيل، وحتى تعلم مدى جهل الموسوي وحماقته فإنه قد ذكر زيد بن الحباب ضمن هؤلاء الرواة المائة الذين ساقهم (رقم:28) وذكر قول ابن عدي عنه: (إنّه من إثبات الكوفيين لا يشكُّ في صدقه) وعده الموسوي من رجال الشيعة, وطبيعي أن ذكره له يدل على ثقته وصدقه عند الموسوي, ثم عاد هنا وكذّبه! أليس هذا مما يدعو إلى الضحك والسخرية بهذا الموسوي وحماقته؟! أليس هو أحق أن يوصف بما هو معروف عند العلماء بأنه: (أضل من حمار أهله)؟ نقول: نعم هو كذلك.
6- قال الموسوي عن البخاري: «من عرف سريرة البخاري تجاه أمير المؤمنين وسائر أهل البيت، علم أنّ يراعته ترتاع من روائع نصوصهم؛ وأنّ مداده ينضب عن بيان خصائصهم...» وقال كذلك: «...وإنما لم يخرجه الشيخان وأمثالهما؛ لأنهم رأوه يصادم رأيهم في الخلافة، وهذا هو السبب في إعراضهم عن كثير من النصوص الصريحة, خافوا أن تكون سلاحاً في يدي الشيعة، فكتموها وهم يعلمون...» [22/125] والموسوي هنا يدعي أمراً ما ادّعاه أحدٌ حتى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهو علم السرائر، فكيف تسنى للموسوى أن يعلم سريرة البخاري؟! ثم هو قد ناقض نفسه حين زعم [14/50] أن البخاري قد أخرج لأناس رافضة مبغضين لأبي بكر وعمر، وهذا شأن كل أهل الأهواء غايتهم رد الحق ودفعه وإن كان في ذلك من التناقض ما لا يخفى, ويقصد الموسوي بالحديث الذي لم يخرجه الشيخان حديث الدار، وهو حديث واهٍ، وقد مر معك إخراج البخاري وغيره من أعلام السنة لفضائل علي وسائر أهل البيت رضي الله عنهم , ولكن كما قيل:
وأصعبُ ما في الأرض إرضاء حاسدٍ ... وعيش ذكي بين قومٍ بهائم(67/113)
7- قال الموسوي: «قوله صلى الله عليه وآله، يوم عرفات في حجة الوداع: (علي منّي وأنا من علي, ولا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو علي)» وقال الهامش [48/165]: «ومن راجع هذا الحديث في مسند أحمد, علم أنّ صدوره إنّما كان في حجّة الوداع..» هذا ما قاله عبد الحسين, ثم قال في نفس الهامش بأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قاله حين بعث علياً حتى لحق بأبي بكر فردّه، وأخذ سورة براءة ليبلغها مكانه, فإن كان هذا في سنة تسع للهجرة باتفاق أهل الأخبار قبل حجة الوداع حين حج أبو بكر بالناس رضي الله عنه , فيا لله العجب كيف يصنع الشيطان بأهله, وكيف يعمي بصائرهم، ويوقعهم في سوء أعمالهم، ولله در القائل:
أعمى يقود بصيراً لا أبا لكمُ ... ... قد ضل من كانت العميان تهديه
8- قال الموسوي [82/249]: «فهل يكون العمل بمقتضيات الخوف من السيف أو التحريق بالنار إيماناً بعقد البيعة؟...» وهذا القول فيه إشارة إلى أن بيعة من بايع أبا بكر رضي الله عنه ومنهم علي إنما كانت خوفاً بعد أن هددوا بالسيف أو الحرق, وهو معارض لما قاله سالفاً من أن: «لعلي والأئمة المعصومين من بنيه مذهباً في مؤازرة أهل السلطة الإسلامية معروفاً...» [82/246] وهذا يعني عند كل عاقل أن علياً رضي الله عنه بايع بمحض إرادته, فكيف يزعم بعد هذا في آخر المراجعة أنه إنما بايع خوفاً من القتل أو الحرق؟! أما إنك لتقف مذهولاً من حجم الكذب والتلفيق الذي في كتاب هذا الموسوي، وهو يظن أن من انتهى إلى آخر مراجعاته قد نسي أولها!(67/114)
9- قال الموسوي عن الكتاب الذي أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يكتبه في آخر عمره: «وقالوا: لعلّ عمر خاف من المنافقين أن يقدحوا في صحة ذلك الكتاب؛ لكونه في حال المرض فيصير سبباً للفتنة» ثم استبعد ذلك فقال: «هذا محال مع وجود قوله صلى الله عليه وآله: لا تضلّوا؛ لأنه نصّ بأن ذلك الكتاب سبب للأمن عليكم من الضلال، فكيف يمكن أن يكون سبباً للفتنة بقدح المنافقين؟» هذا ما قاله الموسوي هنا [88/263] وقال قبلها [86/258]: «وإنما عدل عن ذلك، لأن كلمتهم تلك - يعني هجر - التي فاجاؤوه بها اضطرته إلى العدول, إذ لم يبق بعدها أثر لكتابة الكتاب سوى الفتنة والاختلاف» ثم تناسى ذلك فقال هنا: «فكيف يمكن أن يكون سببا للفتنة» هذه السفسطات من الموسوي أقرب إلى لغة الحوانيت منها إلى التحقيق العلمي، وهي والله مما يضحك عليه الصبيان قبل الكبار لشدة تناقضه مع قرب الموضعين, فإما أن يكون هذا المقبور شديد الحماقة, وإما أن يكون شديد الكذب والتدليس، وكلاهما مر, ولكن مع ذلك فضحه الله تعالى.
10- في تناقض صريح قال الموسوي [110/305]: «وألف بعده - يعني مصحف فاطمة الذي ادّعى أنه من تأليف علي - كتاباً في الديات وسماه بالصحيفة» وعلي رضي الله عنه أنكر أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد اختصه بشيء دون غيره من الصحابة, وهو حجة على الشيعة بلا شك، فضلاً عن هذا النص الذي ساقه عبد الحسين: «والله ما عندنا كتاب نقرؤه إلاّ كتاب الله تعالى وهذه الصحيفة...» حجة عليه في إبطال ما كان زعمه من مصحف فاطمة وكتابة علي للقرآن بما يشبه تفسيره، وهذا من تناقضات الموسوي الواضحة الفاضحة.
الفصل الثامن
المواضع التي فيها طعن في الصحابة
وهو إما يكون طعناً عاماً بهم أو خاصاً بأفرادهم:(67/115)
1- في نَفَس سبئي قال الموسوي قادحاً في خيار الخلق بعد الأنبياء، صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم [8/23]: «وإليك بيان ما أشرنا إليه من كلام النبي صلى الله عليه وآله إذ أهاب في الجاهلين، وصرخ في الغافلين، فنادى: يا أيها الناس إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم به...» وقوله هذا يدل على انتقاصه للصحابة رضوان الله عليهم, ويدل على اعتقادهم ومذهبهم في الصحابة, أنهم جاهلون غافلون إلاّ علياً, وهذا القول منهم في صحابة نبي هذه الأمة لم تقله اليهود ولا النصارى ولم تتجرأ عليه في صحابة أنبيائهم, وهو قول يؤدي في النهاية - سواء قصدوا ذلك أم لا - إلى القدح في النبي صلى الله عليه وآله وسلم , كما قال بعض السلف: (هؤلاء قدحوا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى يقال رجل سوء، كان له أصحاب سوء، ولو كان رجلاً صالحاً لكان له أصحاب صالحون).
إن التلازم والترابط بين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وصحبه الكرام لا ينفك، فهو رباط نزل به الوحي وصاغه المزكي صلى الله عليه وآله وسلم وعمل به الطلاب رضي الله عنهم فلا مكان فيه للمنافقين وطلابهم!
2- قال الموسوي في هامش [8/26]: «...وكيف أخّر في الخلافة العامة والنيابة عن النبي أخاه ووليّه الذي لا يؤدّي عنه سواه, ثمّ قدّم فيها أبناء الوزغ على أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله...» هل رأيت ما يحمله صدر هذا الضال المُضل من حقد على صحابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم , فقام ينفث سمومه هنا, وصدق الله إذ يقول عن هؤلاء: ((قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ)) [آل عمران:118] ولا يضر الأعلام تطاول الأقزام، فقد بلغ الماء قلتين:
ولقد أمر على السفيه يسبني ... ... فمضيت ثمت قلت لا يعنيني(67/116)
وهذا القول ينم عن حقده وكراهيته للصحابة رضي الله عنهم , ولو كان هناك من يستحق هذا الوصف فهو الموسوي ومن يرى إمامته ويقول بقوله، ولكن كما قيل:
هل يضر البحر أمسى زاخراً ... ... إن رمى فيه صبيٌ بحجر
3- تَهكّم الموسوي بالخلفاء الثلاثة حين قال [10/34]: «حتّى جعل الصلاة عليهم جزءاً من الصلاة المفروضة على جميع عباده, فلا تصحّ بدونها صلاة أحد من العالمين, صدّيقاً كان أو ذا نور أو نورين أو أنوار..» لا يشك مسلم أن هذا المنحنى المخيف الذي وصل إليه هذا الرافضي هو من نسج إبليس وأعوانه، وها هو يعبر عمّا في قلبه بلا تقية هذه المرة! ولكن كما يقال: الصياح على قدر الألم! والسؤال الذي يلح هنا: ما الذي ينقمه الموسوي وقومه من هؤلاء؟! أهو قيام الدين وانتشار الإسلام في فترة خلافتهم؟! أم رضا الله ورسوله عنهم؟! أم استقامة الأمور في عهدهم؟ أم سقوط الكسروية والقيصرية وخمود نار المجوسية في مدتهم؟! والسؤال مازال يستحق الإجابة من أحباب الموسوي, أمّا نحن فَنُشهد الله على حُبّهم كما قال الله تعالى: ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )) [الحشر:10] فحبهم بعد الإيمان بالله ورسوله أرجى أعمالنا.
هاشمٌ جدنا فإن كنت غَضْبَى ... ... فاملئي وجهكِ (القبيح) خُدوشا(67/117)
4- قال الموسوي عن معاوية رضي الله عنه : «ومعاوية كان إمام الفئة الباغية، ناصب أمير المؤمنين وحاربه، ولعنه على منابر المسلمين, وأمرهم بلعنه, لكنّه -بالرغم عن وقاحته في عدوانه- لم يجحد حديث المنزلة...» [28/137] والحقيقة أن أقل وصف يوصف به الموسوي هو الوقاحة في سلسة طويلة من مساوئ الأخلاق التي هو أهل لها؛ فإن معاوية رضي الله عنه كاتب الوحي وخال المؤمنين اجتهد في قتال علي وكان الحق مع علي رضي الله عنهما، فله أجر الاجتهاد وهو أهل له كما شهد له بذلك أهل عصره، وكون معاوية وأصحابه هم الفئة الباغية لا يوجب ذلك كفرهم وفسقهم كما هو معلوم عند أهل العلم، ولعن علي الذي زعمه الموسوي إنما كان بعد معاوية في خلافة مروان بن الحكم حتى أزاله أمير المؤمنين عمر ابن عبد العزيز رحمه الله، والحديث الذي ساقه وهو قول معاوية لسعد: (ما منعك أن تسبّ أبا تراب؟) ليس فيه تصريح بأنه أمر بسبه كما بينه النووي رحمه الله في شرح مسلم(1).
__________
(1) مسلم بشرح النووي (15/175).(67/118)
5- قال الموسوي [64/207]: «...وأبطن لهم الغلّ من حزب الفراعنة في الصدر الأوّل..» وقد صرح الموسوي هنا بالصدر الأول الذي إن لم يكن يعني به صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلا يخرج عن القرن الأول الذي مدحه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ثم يأتي هذا العُتُلّ فيسبهم ويشتمهم، ألا لعنة الله على الظالمين، وهو بكلامه هذا إنما يترجم اعتقاده واعتقاد الرافضة معه في الصحابة الكرام، ضارباً بمدح رب العالمين لهم عرض الحائط، ولقد علم الموسوي وقومه براءة الصحابة، ولكنها النفسيات الفرعونية المريضة التي قال الله تعالى عنها: ((وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ )) [النمل:14] ثم قال صيدلية السموم: «وأنت تعلم أنّ نصوص الإمامة, وعهود الخلافة لما يخشى الظالمون منها أن تدمر عروشهم وتنقض أساس ملكهم» وكلامه هذا لا شك في شموله كل من تولى الخلافة الإسلامية ابتداءً بأبي بكر رضي الله عنه حتى آخر صورة من صور تلك الخلافة، والعجب كل العجب من أتباع الموسوي كيف يتخذونه قدوة وهم يقرؤون هذه الآفات التي في مراجعاته, وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : (لا توردُوا المُمرض على المصح)(1) والحجر على مثل فكره المعدي واجب (فالحجر لمصلحة الأديان أولى من الحجر لمصلحة الأبدان) كما قرره العارفون، والبتر والقطع والإتلاف للبعض جائز لبقاء الكل!
ومن جعل الغراب له دليلاً ... ... يمر به على جيف الكلاب
__________
(1) البخاري كتاب الطب حديث رقم (5774) ,ومسلم كتاب السلام حديث رقم (2221).(67/119)
6- قال الموسوي محاولاً النيل من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : «وربما كانت ترى أنها أفضل من غيرها, فلا يقرها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك» وقال الرعديد عنها: «ومن تتبع حركات أم المؤمنين عائشة في أفعالها وأقوالها وجدها كما نقول» [72/224] يتظاهر الموسوي هنا بالأدب والكلام المعسول، ثم هو يسل سيفه الخشبي ليطعن به أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهي رضي الله عنها لم تكن ترى نفسها من الفضل أكثر مما تستحق, بل كانت ترى نفسها أقل مما تستحق كعادة أهل الفضل في هضم نفوسهم مع علو مراتبهم، فقد قالت بعد أن برأها الله من حادثة الإفك: (والله ما كنت أظن أن ينزل في شأني وحي يتلى، ولشأني أحقر في نفسي من أن يتكلم الله عز وجل فيّ بأمر يتلى)(1) والموسوي قد ملأ كتابه ذُباباً, فها هو يكيل السباب والطعن الصريح والمبطن بأصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم , وفي المقابل يمدح المخذولين والطعانين وكل شيطان لعين، ويضفي عليهم من المديح ما يكونون به أفضل من أمهات المؤمنين, وسادات المتقين, فهل رأيت مقدار الإنصاف عند الموسوي؟! وقد ساق في المراجعة [74، 76] وغيرها مخازي وأكاذيب عنها رضي الله عنها، وأتى فيهما بالعجب وأنواع التخرصات والظنون, ولو كان الموسوي مؤمناً لكان كما قال الله تعالى: ((وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ )) [النور:16-17].
__________
(1) البخاري في مواضع , منها: حديث رقم (2661) في كتاب الشهادات.(67/120)
7 - قال الرافضي مكذباً أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مات في حجرها، وطاعناً وساخراً من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : «ولو أن راعي غنم مات ورأسه بين سحر زوجته ونحرها، أو بين حاقنتها وذاقنتها، أو على فخذها، ولم يعهد برعاية غنمه, لكان مضيعاً مسوفاً...» ثم تردى في العصبية والدجل فقال: «عفا الله عن أم المؤمنين, ليتها - إذ حاولت صرف هذه الفضيلة عن علي - نسبتها إلى أبيها, فإن ذلك أولى بمقام النبي مما ادّعت...» [76/237] هذا هو الحمق والتحامق من الموسوي، وهو داء لا علاج له, فها هو يتهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي شهد له كفار قريش بالأمانة بأنه مضيع لأمته، لا لشيء إلا لكونه مات في بيته عند زوجته! أين يريد أخزاه الله أن يموت؟! ثم إن ذلك لا يعني أنه صلى الله عليه وآله وسلم حين توفي في حجر عائشة قد ضيع أمته وأهملهم، فإنا نعلم أنه صلى الله عليه وآله وسلم دخل بيته يوم وفاته مطمئناً على أمته من بعده بعد أن أمّر عليهم في صلاتهم - وهي أعظم شعائر دينهم التي بعثه الله به - خليفته الصدّيق رضي الله عنه، ثم أراد الموسوي من عائشة رضي الله عنها أن تكذب كحاله وشأنه دائماً - ودت الزانية أن النساء كلهن زواني - فتنسب هذه المنقبة إلى أبيها، أرأيت مقدار الصدق ومنزلته عند الموسوي حتى صار يُجرّم صاحبه، فهنيئاً للرافضة بشيخهم! ولكن كما قيل:
أصبح الصدق سُبةً ... ... والأكاذيب أوسِمةْ
إن من يقرأ كتاب الموسوي يدرك أن أقل ما يوصف به أنه خال من النزاهة والأدب والتجرد في البحث.(67/121)
8- قال الرافضي المهِين طاعناً في أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم : «...إلى كثير من أمثال هذه السنن التي لم يعمل كثير من الصحابة بشيء منها، وإنما عملوا بنقيضها تقديماً لأهوائهم, وإيثاراً لأغراضهم» وقال: «لكن الأغراض الشخصية كانت هي المقدمة عندهم على كل دليل» وقال: «أن كثيراً من الصحابة كانوا يبغضون علياً ويعادونه، وقد فارقوه وآذوه، وشتموه وظلموه, وناصبوه، وحاربوه، فضربوا وجهه ووجوه أهل بيته وأوليائه بسيوفهم كما هو معلوم بالضرورة من أخبار السلف..» [100/279-281] أبى الله إلاّ أن يظهر ما يخفيه قلب الموسوي: ((أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ )) [محمد:29] وليس مقصودنا الرد عليه, ولكن نورد سؤالاً: أين شجاعة عليٍ رضي الله عنه والتي افتريتم فيها مئات الأخبار ثم يُفعل به كل هذا؟! بل إن التاريخ يشهد أنكم أنتم من فعل به هذا، وهاهي خطبه من كتبكم تشهد بذلك، حيث قال لأهل الكوفة: (..اللهم إني قد مللتهم وملوني، وسئمتهم وسئموني، فأبدلني بهم خيراً منهم، وأبدلهم بي شراً مني, اللهم مث قلوبهم كما يماث الملح في الماء)(1) وقال: (..لله أنتم أما دين يجمعكم ولا حمية تشحذكم، أو ليس عجباً أن معاوية يدعو الجفاة الطغاة فيتبعونه على غير معونة ولا عطاء، وأنا أدعوكم - وأنتم تريكة الإسلام وبقية الناس - إلى المعونة أو طائفة من العطاء، فتفرقون عني وتختلفون عليّ؟...)(2) وقال الحسن رضي الله عنه عن الموسوي وشيعته: (أرى والله معاوية خيراً لي من هؤلاء، يزعمون أنهم لي شيعة، ابتغوا قتلي وأخذوا مالي)(3) وقال: (عرفت أهل الكوفة وبلوتهم، ولا يصلح لي من كان منهم فاسداً، إنهم لا وفاء لهم ولا ذمة في قول ولا فعل..)(4) هل رأيت من هم أصحاب الأهواء
__________
(1) نهج البلاغة (ص:66-67).
(2) المصدر السابق (ص:258-259).
(3) الاحتجاج للطبرسي (ص:148).
(4) المصدر السابق (ص:149).(67/122)
والأغراض الشخصية؟! بل المعلوم بالضرورة أنكم بيت المكر والخديعة والمواقف المتلونة التي لا تثبت على حال، قال شيخهم جواد محدثي: «لقد اشتهر أهل الكوفة تاريخياً بالغدر ونقض العهد، وعلى كل حال فإن تاريخ الإسلام لا يحمل نظرة طيبة عن عهد والتزام أهل الكوفة» وقال: «ومن جملة الخصائص النفسية والخلقية التي يتصف بها أهل الكوفة..تناقض السلوك والتحايل والتلون والتمرد والانتهازية وسوء الخلق والحرص والطمع والميول القبلية..»(1) وقال عنهم حسين كوراني: «وخصائص هذا الإيمان الكوفي يمكن اختصارها بما يلي:
أولاً: القعود عن نصرة الإسلام.
ثانياً:حب المال.
ثالثاً: التلون في المواقف»(2).
وإلى اللبيب العاقل نحتكم، وإقرار المرء على نفسه أقوى البيّنات, هل رأيتم مدى الكذب وقلب الحقائق عند الموسوي فيا خيبة المسعى, ولو كان صادقاً فيما ادّعاه سالفاً لأسند قوله بما يبين صحته وثبوته، ونحن نتحداهم بالإتيان بإسناد واحد صحيح يثبت دعوى شيطانهم عبد الحسين هذا وأنّى لهم ذلك؟!
* ... * ... *
الخاتمة
((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )) [الحشر:10].
وبعد أيها القارئ... فلا أشك أنك أدركت مدى ما حواه كتاب (المراجعات) لعبد الحسين الموسوي من طوام تسقط قيمته العلمية بالكلية, وتصرف النظر عنه.
وظهر لك ما غاب عنك عن المؤلف عبد الحسين ومدى صدقه وأمانته اللتين تلبس بهما فترة طويلة، فكان هذا الكتاب بمثابة: (عصا موسى تلقف ما يأفكون).
__________
(1) موسوعة عاشوراء (ص:59).
(2) في رحاب كربلاء (ص:53).(67/123)
والشيعة اليوم وهم يرون صنيع إمام من أئمتهم وما اقترفته يداه وسوّدَه قلمه فما عساهم قائلون؟ وإلى أي عقل تراهم سيحتكمون؟ هل سينساقون من جديد خلف قطاع الطرق من أئمتهم ومرجعياتهم وآياتهم معصبي العيون تاركين لهم القيادة, مسلِّمين لهم العقول؟! حتى يتبرؤوا منهم وتتقطع بينهم الأسباب, وحينئذ ولات ساعة مندم؟! أم سيكون لهم رأي أخر؟
((فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )) [القصص:50].
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, والحمد لله رب العالمين...
* ... * ... *
فهرس الموضوعات
المقدمة ... 3
الباب الأول ... 6
الفصل الأول: حقيقة كتاب المراجعات ... 7
الفصل الثاني: منهج الرافضة عموماً وعبد الحسين خصوصاً في الاستدلال من كتب السنة ... 10
الباب الثاني: المواضع المخزية في كتاب المراجعات والتي تسقط قيمته العلمية مطلقاً ... 13
الفصل الأول: المواضع التي فيها كذب في النقل ... 14
الفصل الثاني: المواضع التي فيها تغيير في النقل ... 26
الفصل الثالث: المواضع التي فيها بتر للنقل ... 33
الفصل الرابع: المواضع التي فيها كذب صريح ... 45
الفصل الخامس: المواضع الت فيها تدليس وغش ... 54
الفصل السادس: المواضع التي فيها كتمان ... 72
الفصل السابع: المواضع التي فيها تناقض في الكتاب نفسه ... 87
الفصل الثامن: المواضع التي فيها طعن في الصحابة ... 92
الخاتمة ... 99
فهرس الموضوعات ... 100
* ... * ... *
جميع الحقوق محفوظة لموقع البرهان(67/124)
الصحابة يبايعون عليا على الخلافة في غدير خم؟
ادعى التيجاني (ثم اهتديت 118) أن الصحابة حجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وبايعوا الإمام علياً في غدير خم بعدما نصبه رسول الله للخلافة كما بايعه أبو بكر وهنأه. وهذا النص مجمع عليه من السنة والشيعة«.
قلت: وهذا كذب. فإنه لا يوجد بسند صحيح مثل هذا الكلام.
وإنما في سند الرواية علي بن زيد بن جدعان وقد تفرد في هذه الزيادة دون غيره من الرواة الذين رووا حديث الغدير. والحديث أخرجه أحمد في مسنده (4/281).
وهذه أقوال العلماء في ابن جدعان. قال حماد بن زيد: كان يقلب الأسانيد. قال ابن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه. قال ابن عيينة: ضعيف. قال ابن معين: ليس بشيء. قال يحيى القطان: يتقى حديثه. قال أحمد بن حنبل: ضعيف.(68/1)
الله الذي يحيي ويميت.. اغفر لأمي فاطمة بنت أسد؟
قال ابن الجوزي في العلل المتناهية في الأحاديث الواهية (1/269) » تفرد به روح بن صلاح وهو في عدد المجهولين وقد ضعفه ابن عدي«.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/257 » رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه روح بن صلاح، وثقه ابن حبان والحاكم وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح«. ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء – 3/121" وإسناده عندهما ضعيف، لأن روح بن صلاح الذي في إسناده قد تفرد به، كما قال أبو نعيم نفسه، وروح ضعفه ابن عدي، وقال ابن يونس: رويت عنه مناكير، وقال الدارقطني "ضعيف في الحديث" وقال ابن ما كولا: "ضعفوه" وقال ابن عدي بعد أن أخرج له حديثين: "له أحاديث كثيرة، في بعضها نكرة" فقد اتفقوا على تضعيفه فكان حديثه منكراً لتفرده به.
وقد ذهب بعضهم إلى تقوية هذا الحديث لتوثيق ابن حبان والحاكم لروح هذا، ولكن ذلك لا ينفعهم، لما عرفا به من التساهل في التوثيق، فقولهما عند التعارض لا يقام له وزن.(69/1)
اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل هذا الطير فجاء علي؟
رواه الحاكم 3/130 بسند موضوع تعقبه الذهبي وحكم عليه بالوضع.
وتناقض الحاكم في الحكم عليه. قال أبو عبد الرحمن الشاذياخي » كنا في مجلس السيد أبي الحسن فسئل أبو عبد الله الحاكم عن حديث الطير فقال: لا يصح، ولو صح لما كان أحد أفضل من علي – رضي الله عنه- بعد النبيe. قال الذهبي: ثم تغير رأي الحاكم وأخرج حديث الطير في مستدركه« (تذكرة الحفاظ2/1042).
وقال الذهبي » هو خبر منكر« (1/602).
وقال الشيخ الألباني « ضعيف» (مشكاة المصابيح ح رقم6085 ضعيف الترمذي ص500 ح رقم3987).
ورواه الترمذي (3721) وقال حديث غريب. أي ضعيف.
قال الحافظ ابن حجر » هو خبر منكر« (لسان الميزان2/354) وفي أجوبته عن الأحاديث الموضوعة في مشكاة المصابيح ذكر للحديث شواهد : غير أن المعول عليه هو المتأخر من قوليه كما في اللسان.
قال الزيلعي في نصب الراية » كم من حديث تعددت طرقه وكثرت رواياته وهو ضعيف كحديث الطير« (نصب الراية1/361 وانظر تحفة الأحوذي10/224).
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (7/351) » إن كل من أخرجوه بضعة وتسعون نفسا أقربها غرائب ضعيفة.. ووقفت على مجلد كبير في رده وتضعيفه سندا ومتنا للقاضي أبي بكر الباقلاني« (مختصر مستدرك الحاكم للحميد3/1446).
وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية1/225 » ذكره ابن مردويه من نحو عشرين طريقا كلها مظلم«.
إسناده ضعيف. فيه:
مطير بن أبي خالد: متروك الحديث كما قاله ابن أبي حاتم:
أحمد بن عياض: مجهول.
إبراهيم القصار: ضعيف.
اسماعيل بن عبد الرحمن السدي: رموه بالتشيع. وهو من غلاة الشيعة.(70/1)
اللهم اجعل أبا بكر معي في درجتي في الجنة؟
انظر سلسلة الضعيفة 1/34 حديث رقم 24
ضعيف فيه عطية العوفي في روايته وهَن وقد ضعّفوه وهو مشهور بضعفه وتشيعه وتدليسه عند المحدثين (انظر تقريب التهذيب للحافظ ترجمة رقم (4616). قال الزبيدي "إنما ضعفوه من قِبَل التشيع ومن قبل التدليس(إتحاف السادة المتقين 5/88) ". قال الذهبي "قال أحمد والنسائي وجماعة: ضعيف، وقال سالم المرادي كان عطية يتشيَّع" (ميزان الاعتدال 3: 79 تهذيب التهذيب 7: 224). وذكره النووي في (الأذكار ص58 باب ما يقول إذا توجه إلى المسجد) من روايتين في سند الأولى وازع بن نافع العقيلي: قال النووي (متفق على ضعفه) وفي سند الثانية (عطية العوفي) قال النووي وعطية ضعيف". وكذلك صرح جمع من الحفاظ بضعفها كالحافظ المنذري في الترغيب (3/459) .
أما تحسين العراقي له فإن الجرح مقدم على التعديل اذا كان الجارح مبينا أسباب جرحه. وقد بين النووي أسباب ضعف الحديث. وهذا دليل على أن القاعدة (وخذه حيث حافظ عليه نص) لا تخلو من اعتراض. فهذا الحافظ العراقي يحسن الرواية بينما الحافظ النووي يحكي الاتفاق على ضعفه.
وهذا تعصب وعمى، ناهيك عن أنه يمنح الحافظ رتبة الأئمة المعصومين ومخالف لما أجمع عليه جمهور الأمة وعلماؤها " كل منا يؤخذ منه ويردّ عليه إلا صاحب هذا القبر". فكم من حافظ أخطأ في تحسين حديث وتضعيفه حسب ما أدى إليه اجتهاده . فهذا الحافظ الدارقطني يتعقب الحافظ البخاري في العديد من أحاديث صحيحه كما بينه الحافظ ابن حجر في مقدمة صحيح البخاري . وهذا ابن حجر وهو حافظ يتعقب البيهقي فيصحح حديث الصوت الذي ضعفه.
وليس ذلك بقادح فيهم ، وإنما يقدح في أهل الكلام والجدل الذين ينهون عن التقليد ، وهم أول المقلدين كما قاله الحافظ ابن حجر .
فهذه القاعدة منقوضة بما هو معلوم بالاستقراء من حصول الخطأ والاختلاف بين الحفاظ في تحسين الأحاديث الضعيفة أو تضعيف الصحيحة(71/1)
خطأ وسهواً ، وإذا كان الحبشي يجوز عنده وقوع صغائر الخطأ عند الأنبياء فكيف لا يجوز لغير الأنبياء ! وإذا كنا نعتقد أن الأئمة يخطئون وكانوا يقولون " إذا وجدتم قولنا يخالف الحديث الصحيح فاضربوا بقولنا عرض الحائط " فكيف نعتقد احتمال الخطأ عند الشافعي وأحمد ولا نعتقده في الحافظ ؟ !
فماذا نفعل إذا ضعف حافظ حديثاً صححه حافظ آخر ؟
ونحتج عليهم بالقاعدة التي يحتجون بها فنقول : البخاري حافظ وقد صحح حديث الصوت فلماذا لم يزل الحبشي يرفضه ويحكم بضعفه ؟ لماذا لم يأخذه حيث البخاري عليه نص ؟ وهذا النووي يحكم بضعف رواية (أسألك بحق السائلين عليك) فلماذا لا يزال الحبشي وأتباعه يحتجون بها؟
وابن حجر العسقلاني حافظ وقد نص على أن رواية ( وهو الآن على ما عليه كان ) مكذوبة لا وجود لها في شيء من كتب الحديث (فتح الباري 6 / 289 ) فلماذا لا يزال شيخكم متمسكاً بها وقد نص حافظ على وضعها وكذبها؟
والسبكي " عندكم " حافظ وقد حشا كتابه (شفاء السقام) بالأحاديث الموضوعه التي صرح جمع من الحفاظ بوضعها: فلو أننا أخذناها على عماها كما تريدون لوقعنا في الكذب على رسول الله e ووقع المسلمون في فساد عظيم (وقد حكى محقق كتاب ( سير أعلام النبلاء ) تحامل السبكي المقيت والذي ينبئ عن تحامل وحقد وبُعدٍ عن الإنصاف وجهل أو تجاهل بمعرفة القول الفصل في مواطن الخلاف (سير أعلام النبلاء 18 /471).
بل أنتم لا تأخذونه حتى ولو نص حافظ عليه فقد نص الحافظ الذهبي على تواتر حديث الجارية كما في كتاب العلو ( ص 16) كذلك الحافظ ابن حجر في الفتح (13 / 359) قال " هو حديث صحيح أخرجه مسلم " . فهل تأخذونه حيث حفاظ عليه نصوا؟
وإذا كانت شهادة الحافظ ابن حجر عندكم معتبرة فقد صرح. باستحقاق ابن تيمية رتبة (حافظ) كما في (التلخيص الحبير3 / 109) وكذلك شهد له السيوطي برتبة (حافظ، مجتهد، شيخ الإسلام ) (صون المنطق 1 طبقات الحفاظ ترجمة رقم ( 1144 ) والأشباه(71/2)
والنظائر3/683 نقل فيها ثناء ابن الزملكاني على شيخ الإسلام) .
فهل تأخذون بنص شهادة الحافظ في ابن تيمية إن كنتم صادقين؟ أم أنكم تأخذون من قول الحافظ ما يناسب أهواءكم؟(71/3)
اللهم أقول كما قال أخي موسى؟
اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي علي أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري.. وفي رواية (اللهم اشدد أزري علي أخي.
ضعيف: لأجل علي بن عابس الأزرق الأسدي: قال البخاري » ضعفه ابن معين (التاريخ الكبير6/2432) وقال » ليس بشيء« (التاريخ الصغير2/262). وقال أبو زرعة » منكر الحديث يحدث بمناكير كثيرة عن قوم ثقات« (سؤالات البرذعي ص429) وقال النسائي » ضعيف« الضعفاء والمتروكون 452).(72/1)
اللهم إني أتقرب إليك بولاية علي؟
موضوع. فيه متروكان متهمان بالكذب والوضع:
الحسن بن علي بن زكريا بن صالح أبو سعيد العدوي والحكم بن ظهير الفزاري أبو محمد بن ليلى الكوفي (الجرح والتعديل1: 2: 118 تهذيب التهذيب2/428).(73/1)
اللهم ثبت لسانه واهد قلبه؟
صححه الحاكم . ولكن الحافظ تعقبه بأن « أبا البختري عن علي إسناد منقطع» (إتحاف االمهرة11/404).(74/1)
اللهم لا تمتني حتى تريني عليا (الترمذي5: 643)؟
ضعيف. فيه: أبو الجراح المهري وأم شراحيل مجهولان قال الألباني « سنده ضعيف» (هداية الرواة5/431 وانظر ضعيف مشكاة المصابيح رقم6045 وضعيف الترمذي781).(75/1)
اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ؟
اقرءوا هذا النص الذي يقول فيه محسن الأمين في أعيان الشيعة(1/26) » فبويع الحسن ابنه فعوهد ثم غدر به وأسلم ووثب عليه أهل العراق حتى طعن بخنجر في جنبه وانتهب عسكره فوادع معاوية وحقن دمه ودم أهل بيته» .
ألستم تلاحظون أنه أتى بلفظ يوجب أن يكون حقن الدم لأزواجه وأولاده أم كان يريد حقن دم أبنائه فقط دون أزواجه؟
أما بالنسبة للحديث فقد قال الهيثمي » فيه محمد بن مصعب: وهو ضعيف الحديث سيء الحفظ« (مجمع الزوائد9/167).
وهناك رواية أخرى زاد فيها عن أم سلمة » قلت: يا رسول الله ألست من أهلك؟ قال بلى فادخلي في الكساء. قالت: فدخلت في الكساء بعدما قضى دعاءه لابن عمه وابنيه وابنتيه فاطمة« وبداية الحديث قول أم سلمة لما بلغها مقتل الحسين رضي الله عنه » لعنت أهل العراق. قتلوه قتلهم الله غروه وذلوه لعنهم الله« الحديث. أخرجه أحمد في المسند (6/298) والطبراني في الكبير (3/114) وإسناده صحيح.
حديث أم سلمة يؤكد دخولها في الكساء
حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قثنا أبو النضر هاشم بن القاسم قثنا عبد الحميد ابن بهرام قال: حدثني شهر قال » سمعت أم سلمة: .. قال رسول الله e » اللهم أهلي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قلت: يا رسول الله ألست من أهلك؟ قال: بلى فادخلي في الكساء. قالت: فدخلت في الكساء بعدما قضى دعاءه لابن عمه علي وابنيه وابنته فاطمة« (رواه أحمد في فضائل الصحابة بإسناد حسن (2/852 ترجمة رقم 1170).
لقد كان دعاء الرسول بعد نزول الآية.
هذا النص يضم إلى نصوص أخرى تثبت أن غيرهم أهل بيته. وليس هناك تناقض.
فليس في النص ما يفيد إلى أنهم هم أهله فقط. ولو ورد في النص التحديد لقلنا به. أو لوقع التناقض. كما لو اقتصرنا على (فويل للمصلين) ولم نكمل قراءتها لأدت إلى فهم باطل وإشكالات عديدة.(76/1)
أليس الله قد نهاك الله عن الصلاة على المنافقين؟
عن عبد الله بن عمر أن رسول الله e جاء ليصلي على عبد الله بن أبي فجذبه عمر فقال أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين فقال (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) فنزلت (ولا تُصلِّ على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره) فترك الصلاة عليهم» (رواه البخاري5460).
قال الرافضة هل عمر أعلم من رسول الله؟
الجواب:
أن هذه الحادثة جاءت بروايتين لا يجوز فصل إحداهما عن الأخرى. فإن عمر أراد تذكيره بالآية التي تنهى عن الصلاة على المنافقين. وكان رسول الله e يظن أن النهي على التخيير. كما في الحديث الآخر وفيه قال رسول الله e « إنما خيرني الله أو أخبرني فقال استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم فقال سأزيده على سبعين قال فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلينا معه. ثم أنزل ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون».
كون عمر يسأله لا يعني أنه أعلم منه. فقد نسي رسول الله e في صلاته فذكره ذو اليدين ولا يقال إن ذا اليدين يدعي أنه أعلم من رسول الله. والنسيان يجوز عندنا على الأنبياء خلافا لمن كابر وخالف القرآن.
وهذا السؤال ليس محرما كما أن الملائكة قال لرب عمر (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك).
إن كنتم معشر الرافضة تنكرون على عمر ذلك مما قد يفهم منه غيرتكم على رسول الله: فلماذا لم تنكروا على الخميني الذي وصف رسول الله e بأنه قد فشل في تربية أصحابه؟
ولماذا لم تنكروا على المجلسي وغيره قولهم أن رسول الله كان يترك عليا وعائشة ينامان تحت لحاف واحد.
هنا تعرف أن إنكار الرافضة على عمر وراءه لوثة سبئية وسنة يهودية سنها لهم عبد الله بن سبأ في سب الصحابة والطعن فيهم.
الجبذ هو التحويل عن الموضع كما(77/1)
نقله ابن منظور في لسان العرب عن سيبويه (5/190). واحتج بقول مطرف « وجدتُ الإِنسان مُلْقىً بين اللّهِ وبين الشيطانِ، فإِن لم يَجْتَذِبْهُ إِلَيْه جَذَبَه الشيطانُ». فإن الجبذ بقوة فهو النتر. وقد يقال جذب بقوة لتبيين نوع الجذب. كما روى الرافضة قصة الأعرابي الذي « جذب النبي e جذبة شديدة» (بحار الأنوار108/223).
أن الجبذ الذي في الرواية هو ميل بالنبي e عن الصلاة كما حكى الرافضة أنفسهم في كتب الفقه أن يأتي أحد من خلف الصلاة ويجذب واحدا من مقدم الصف ليقيم به صفا ثانيا (الخلاف1/555 ). ولا يجوز فهمه على طريقة أحفاد عبد الله بن سبأ الذين تلقوا عنه سب الصحابة وتحميل أفعالهم فوق ما تحتمل.
أن عمر كان غيورا على رسول الله الذي كان ناله من عبد الله بن أبي بن سلول السباب والشتم والطعن كما هو حال أبنائه أبناء الفرقة السبئية السلولية أحفاد ذاك الذي كره عمر أن يصلي عليه النبي e.
ولو كان سبب إنكارهم طلب الحق والغيرة لطعنوا في الخميني بل وكفروه لاتهام رسولنا بالفشل وهو بل وكل الأنبياء، وتفضيل المهدي عليه وادعاؤه أنه هو الذي سوف ينجح إذا خرج.
أن الرافضة يحكون أن رسول الله جذب عليا جذبة حتى أدخله تحت ثوبه (بحار الأنوار22/511 و39/128 الأمالي ص736 للصدوق والأنوار البهية ص41 لعباس القمي) وكذلك أتى علي قريبا من النبي e فجذبه وأجلسه إلى جانبه (مدينة المعاجز1/393 لهاشم البحراني.
فإن كل جذبة تنافي الأدب فقولوا ذلك في رسول الله e. وهذا ما كلن يفعله جعفر الصادق في الناس كما في الخرائج والجرائح2/743 لقطب الدين الراوندي
والجذب في الصلاة وارد في كتب الرافضة ولم يقولوا أن مثل هذا الفعل مناف للأدب.
ثم أن موقف عمر من الرسول e قد لا يختلف عن موقف علي منه حين امتنع عن حذف كلمة (رسول الله).(77/2)
أما ترضى أن تكون رابع أربعة: أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسين؟
أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وعن شمائلنا وذرارينا خلف أزواجنا وشيعتنا من ورائنا» (فضائل الصحابة2/771).
إسناد الحديث هكذا (حدثنا محمد بن يونس قثا عبيد الله بن عائشة قال أنا إسماعيل بن عمرو عن عمر بن موسى عن زيد بن علي بن حسين عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب).
موضوع:
فيه محمد بن يونس الكديمي وهو كذاب. قال الدارقطني « سئل عنه عنه القاسم المطرز فقال: أنا أجاثيه بين يدي الله تبارك وتعالى يوم القيامة وأقول: إن هذا كان يكذب على رسولك وعلى العلماء» (سؤالات الدارقطني74 وقد «اتهموه بوضع الحديث وسرقته، واتهمه ابن عدي بالوضع».» (الضعفاء والمتروكون1/269) وفي (ميزان الاعتدال3/109).
وفيه اسماعيل بن عمرو البجلي ضعيف. ضعفه الأكثرون ووثقه بعضهم (ميزان الاعتدال1/239 تهذيب التهذيب1/320).
عمر بن موسى بن وجيه التيمي الوجيهي الحمصي: متروك متهم بالكذب. قال البخاري « منكر الحديث». وقال ابن معين « ليس بثقة» وفي رواية « كذاب ليس بشيء، ونسبه أبو حاتم الرازي إلى الوضع والكذب. وتركه النسائي والدارقطني. (التاريخ الكبير3/2/197 الجرح والتعديل3/133 الضعفاء والمتروكون للنسائي ص300 ميزان الاعتدال3/224 لسان الميزان 4/333). وله شاهد من طريق آخر ولكن آفته الحرب بن الحسن الطحان ويحيى بن يعلى ضعفهما الهيثمي في مجمع الزوائد9/131).
وختاما قال الحافظ « إسناده واه» (الكافي الشافي4/214).(78/1)
أما علمت (يعني فاطمة) أن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض فاختار منهم أباك ؟
فبعثه نبيا ثم اطلع الثانية فاختار بعلك فأوحى إلي فأنكحته واتخذته وصيا».
رواه الطبراني في (المعجم الأوسط4/171) وفيه حسين الأشقر. قال الذهبي « حسين الأشقر منكر الحديث لا يحل الاحتجاج به» (حاشية المستدرك3/154). قال البخاري «فيه نظر (التاريخ الكبير2/2862) وقال «عنده مناكير» (التاريخ الصغير2/319) قال أبو زرعة «منكر الحديث» وقال الجوزجاني « غال شتام للخيرة» (ميزان الاعتدال1/531). وقال النسائي «ليس بالقوي» (الضعفاء والمتروكون146) كذلك قالها الدارقطني (الضعفاء والمتروكون195) (وانظر سلسة الضعيفة للألباني 3913).
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال « رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه الهيثم بن حبيب وقد اتهم بهذا الحديث» وقال أبو حاتم: منكر الحديث. (مجمع الزوائد8/253 وانظر9/165).
رواه الطبراني في (المعجم الأوسط6/327 والكبير3/57) وقال في الأوسط « تفرد به الهيثم بن حبيب» وهو غير الهيثم بن حبيب الصيرفي الثقة كما نبه على ذلك الألباني (أنظر معجم أسامي الرواة4/341) بخلاف.
ورواه في الكبير أيضا من طريق الحسين بن الأشقر وقد فصلت القول فيه.(79/1)
أمر على الديار ديار ليلى أقبل ذا الجدار وذا الجدار؟
وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا.
وهذا ليس آية قرآنية ولا سنة نبوية وإنما ذريعة المفلس العاجز عن وجود شيء ثابت من الكتاب والسنة يحتج به. فوجد هذا البيت من الشعر وجعله دليلا لتقبيل شتى ألوان الجدران والحجار.
ولم يسن لنا الشارع إلا حجرا واحدا نقبله وهو الحجر الأسود. ولا نقيس الحجر الأبيض والأخضر على الحجر الأسود. وقد شرع الله لمن شغف حب الله ورسوله قلبه أداء حج أو عمرة وتقبيل الحجر الأسود لا هذا الحجر وذاك الحجر!(80/1)
أمر معاوية سعدا فقال ما منعك أن تسب أبا التراب؟
رواه مسلم (رقم2404). هذا الحديث يبطل دعوى الرافضة أولا أن الدولة الأموية كان لها تسلط على كتب الحديث حتى أسقطت كل فضائل علي من مصادر الحديث عند الشيعة.
ثم الحديث ليس فيه الأمر بالسب. قال النووي بأن قول معاوية ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب كأنه يقول: هل امتنعت تورعاً أو خوفاً فإن كان ذلك تورعاً وإجلالاً له عن السب فأنت مصيب محسن وإن كان غير ذلك فله جواب آخر، ولعل سعداً قد كان في طائفة يسبون فلم يسب معهم وعجز عن الإنكار وأنكر عليهم فسأله هذا السؤال" (شرح مسلم للنووي 15/175-176 أو طبعة الميس 15/184-185).
ثم إن الإكثار من سب الخصم هو مذهب الرافضة. وروت الشيعة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: "إذا رأيتم أهل البدع والريب من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة وباهتوهم كي لا يطعموا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس» (الفصول المهمة في أصول الأئمة2/232 مجمع الفائدة13/163 منهاج الفقاهة1/378).
وذكرت كتب الرافضة أن هذا « محمول على اتهامهم وسوء الظن بهم بما يحرم اتهام المؤمن به بأن يقال: لعله زان أو سارق.. ويحتمل إبقاؤه على ظاهره بتجويز الكذب عليهم لأجل المصلحة» (كتاب المكاسب للأنصاري2/118 منهاج الفقاهة2/228). وعن أبي حمزة الثمالي أنه قال لأبي جعفر عليه السلام: إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم ، فقال : الكف عنهم أجمل» علق الأنصاري على الرواية بأن فيها « دلالة على جواز الافتراء وهو القذف على كراهة» (كتاب المكاسب للأنصاري2/119).(81/1)
أمرني ربي بسد الأبواب كلها إلا باب علي؟
الحديث في الخصائص للنسائي 13 المستدرك3/125 الترمذي 13/173 البيهقي 7/65.(82/1)
أن ابن عمر كان يتحرى الأماكن التي كان يصلي فيها النبي؟
الجواب: أن ابن عمر ما كان يطلب البركة بفعله هذا وإنما كان يطلب مجرد المتابعة بكل ما فعله النبي في جميع أحواله، حتى قيل إنه كان يدخل الماء في عيونه أثناء الوضوء وحتى أنه أراد الصلاة في كل مكان صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما كان يلمس الأماكن التي كان يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف أو جلس عندها. ودليل ذلك:
أن ابن عمر كان ينهى عن مس قبر النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه الحافظ الذهبي (قال الشيخ شعيب الأرناؤوط " رجاله ثقات " (سير أعلام النبلاء 12/ 373).
أن فهمهم لفعل ابن عمر على أنه من باب التبرك يلزم منه أن الصحابة كانوا يتبركون بالأماكن والآثار الأرضية التي كان يصلي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يقعد عليها ، وهذا ما لا يمكن الإتيان عليه بدليل ثابت من أقوال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو أفعالهم بل يرد ذلك ما ثبت سنده عن عمر أنه قد هلكت الأمم الماضية بتتبع آثار أنبيائها .
أن ما فعله ابن عمر لم يكن يفعله جماهير الصحابة بل والخلفاء الراشدون وهم مصيبون في مخالفتهم له . بل لم يوافق عليه أبوه عمر رضي الله عنه حين رأى قوماً يتناوبون مكاناً يصلون فيه فقال : ما هذا؟ قالوا مكان صلى فيه رسول الله قال : أتريدون أن تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد ، إنما هلك من كان قبلكم بهذا . من أدركته فيه الصلاة فليصل وإلا فليمض ". وحين بلغه أن أناساً يأتون الشجرة التي بويع عندها النبي صلى الله عليه وسلم أمر بها فقطعت" (قال الحافظ في الفتح 7/448 إسناده صحيح).
وأن ما فعله عمر وأقره الصحابة عليه هو الصواب لا سيما وهو الخليفة الراشد الذي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباعه فقال " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ".
ولعلك تسأل هذا الحبشي : متى كان فعل الصحابي حجة عندهم إذا فعل شيئاً انفرد به عن(83/1)
باقي الصحابة ؟ فإن جماهير الصحابة موافقون لفعل عمر رضي الله عنه. فقول الصحابي إذا خالفه نظيره ليس بحجة : فكيف إذا انفرد به عن جماهير الصحابة وعن خليفتهم الذي هو أبوه !!! ولو كان هذا العمل مستحباً لسبقونا إليه .
فهؤلاء تظاهروا بتعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأقوال وخالفوا أمره بالأفعال وخالفوا طريقة أصحابه الكرام ، ومهما دافعوا عن بدعهم وانحرافاتهم بالأدلة الضعيفة السند فإنهم مخالفون لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
فلم يثبت عن الصحابة احتفالهم بمولد نبيهم صلى الله عليه وسلم ولا أقاموا الحفلات أو ضربوا الدفوف والطبول بمناسبة مولده ولا كانت لهم طرق صوفية وإنما كانت طريقتهم الوحيدة سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ولا كانوا يدافعون عن البدعة السيئة ، والله لن ينجو هؤلاء إلا أن يتمسكوا بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .(83/2)
أن أعرابيا دخل المسجد فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله جئتك مثقلا بالذنوب؟
حج أعرابي فلما جاء إلى باب مسجد رسول الله ص أناخ راحلته فعقلها ثم دخل المسجد حتى أتى القبر ووقف بحذاء وجه رسول الله ص فقال السلام عليك يا رسول الله ثم سلم على أبي بكر وعمر ثم أقبل على رسول الله 2 فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله جئتك مثقلا بالذنوب والخطايا مستشفعا 3 بك على ربك لأنه قال في محكم كتابه ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما وقد جئتك بأبي أنت وأمي مثقلا بالذنوب والخطايا أستشفع بك على ربك أن يغفر لي ذنوبي وأن تشفع في ثم أقبل في عرض الناس وهو يقول
يا خير من دفنت في الأرض أعظمه فطاب من طيبه الأبقاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم
رواه البيهقي في شعب الايمان 3/495.
وهذا كما قال الحافظ ابن عبد الهادي »إسناده ظلمات بعضها فوق بعض« .
وحتى وإن قال ابن كثير أن الرواية مشهورة فإن المقصود منه ما اشتهر على الناس تناقله. فرواية » اطلب العلم من المهد إلى اللحد« مشهور وهو لا أصل له عند أهل الحديث« وحديث » اطلب العلم ولو في الصين« مشهور كذلك لكنه لا أصل له.
فأبو يزيد الرقاشي وأبو علي الرودباري غير معروف وعمرو بن محمد بن عمرو بن الحسين بن بقية وسكر الهروي وأبو زيد الرقاشي ومحمد بن روح بن يزيد البصري وأبو حرب الهلالي غير معروفين عند أهل الجرح والتعديل. وأورد الذهبي في المقتنى في سرد الكنى (2/155) ولم يسمه وأشار إلى أنه لا يعرف بقوله » حكى شيئا«. قال الألباني » وأرى أنه يشير إلى هذه الحكاية وهي منكرة ظاهرة النكارة« (سلسلة الضعيفة 6/1034).
ولهذا روى المقدسي هذه الرواية في المغني (3/298) بصيغة التمريض وفيه إشارة إلى ضعف الرواية.
قال الحافظ ابن عبد الهادي: إن هذا خبر منكر موضوع. وإسناده ظلمات بعضها فوق بعض.(84/1)
فيه:
الهيثم بن عدي: قال البخاري (ليس بثقة كان يكذب) قال أبو داود (كذاب) وقال النسائي وغيره (متروك الحديث).
قال ابن المديني (هو أوثق من الواقدي ولا أرضاه في شيء).
(لسان الميزان 6/251 ترجمة 7977. ميزان الاعتدال 4/324 ترجمة 9311).
أحمد بن بن محمد بن الهيثم عن أبيه لا وجود له من بين المترجم لهم من الرواة المعروفين.
أبو صادق: وهو غير متحقق الاسم. فمنهم من ضبط اسمه بأسلم أو مسلم بن يزيد. ومنهم من ضبطه باسم عبد الله بن ناجذ. وحديثه عن علي مرسل. يعني لم يتحقق من روايته عن علي. (التقريب رقم 8167).
وفي رواية قدم علينا أعرابي… فرمى نفسه فوق قبر النبي.
وحثا على رأسه من ترابه وقال " يا رسول الله قلت فسمعنا قولك ووعيت من الله ما وعينا عنك وكان فيما أنزل الله عليك {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا} وقد ظلمت نفسي وجئتك لتستغفر لي. فنودي من القبر أنه غُفِر له" ( وفي رواية أن العتبي كان جالساً فرأى أعرابياً) قال الخطيب في (تاريخ بغداد 2/326) وابن خلكان ( وفيات الأعيان 1 / 523 ) " مات العتبي سنة 228 هـ " . فكم كان عمره لما دخل الأعرابي قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟ على أن رواية العتبي جاءت من طريق آخر فيه الحسن الزعفراني عن الأعرابي (أي العتبي) وهذا الزعفراني مات سنة (249) فكيف يمكن لكليهما أن يكونا معاصرين لعائشة رضى الله عنها؟ فسند الرواية منقطع ضعيف وإن حكاه مصنفو كتب المناسك كما عول عليه السبكي في (شفاء السقام 82).
ثم كيف تشتهر هذه الحادثة (المفترضة) لمجرد فعل أعرابي لها ولا يشتهر شيء مثلها عن أحد من الصحابة. وكيف تعيش عائشة طيلة حياتها مجاورة للقبر ولا يثبت تكليمه لها. وإنما يسارع إلى تكليم الأعرابي؟ وكيف يفهم أعرابي هذه الآية ويطبقها على وجه لم يفهمه الصحابة ولم(84/2)
يطبقوه؟ .
وهل اشتهار الرواية دليل على صحتها؟ أليس حديث " اطلبوا العلم ولو في الصين " مشهوراً وهو مع ذلك لا أصل له. وحديث " أبغض الحلال إلى الله الطلاق" وهو ضعيف بالرغم من شهرته؟ فالعبرة في صحة سند الرواية لا مجرد اشتهارها على ألسنة الناس وبطون كتب الفقه التي تفتقر افتقاراً شديداً إلى مراجعة أسانيد مروياتها وهذا أمر يعرفه من يطالع كتب الفقه.(84/3)
إن أعمالكم تعرض على أقاربكم؟
ضعيف: رواه أحمد في المسند 3/64 وسنده ضعيف لجهالة الواسطة بين سفيان وأنس.
وله شاهد من حديث أبي أيوب الأنصاري «إن نفس المؤمن إذا تلقاها من أهل الرحمة من عباده كما يتبقون البشير من الدنيا… وإن أعمالكم تعرض على أقاربكم» رواه الطبراني في الكبير (1/194/2) والأوسط (1/72/1-2) وعنه عن عبد الغني المقدسي في السنن (198/1) عن مسلمة بن علي عن زيد بن واقد عن مكحول عن عبد الرحمن بن سلامة عن أبي رهم السماعي عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعا. وقال الطبراني «لم يروه عن مكحول إلا زيد وهشام تفرد به مسلمة»
وهذا سند ضعيف جدا. فإن مسلمة يروي عن الأوزاعي والزبيدي المناطير والموضوعات». وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد2/327) «فيه مسلمة بن علي وهو ضعيف».
ورواه سلام الطويل عن ثور بن يزيد عن خالد معدان عن أبي رهم به. ذكره ابن حبان في الضعفاء (1/336) وقال «روى عن الثقات الموضوعات».
والنصف الأول من الحديث له طريق أخرى عن عبد الرحمن بن سلامة بلفظ «إن نفس المؤمن إذا مات…» وسندها ضعيف أيضا فيها محمد بن إسماعيل بن عياش، قال أبو داود: «ليس بذاك». وقال أبو حاتم: «لم يسمع من أبيه شيئا».(85/1)
أن الأمة ستغدر بي؟
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/137) « فيه علي بن قادم وقد وثق وضعف».
قال الدارقطني « تفرد به حكيم بن جبير عن النخعي. قال أحمد بن حنبل « حكيم ضعيف» وقال السعدي كذاب» (العلل المتناهية1/244).
وفيه هشيم بن بشير وهو ثقة لكنه مدلس وقد عنعن في الرواية. فإذا عنعن فلا يقبل منه. والمدلس كما قرر أهل الجرح والتعديل يقبل منه ما قال حدثني ولا يقبل منه ما قال عن. (انظر معجم أسامي الرواة الذين ترجم لهم الألباني4/325).
وعلى هذا فالحديث له ثلاثة طرق:
الأولى عن أبي إدريس الأودي عن علي وأبو أدريس مجهول. وهذه إحدى طريقي الحاكم. وفيه قال الحاكم صحيح الإسناد. وأخرجها البيهقي عن الحاكم وقال « إن صح» وقال أيضا إن كان محفوظا» (نقلا عن البداية والنهاية).
الثانية: رواها الحاكم من طريق حيان الأسدي وسقط إسناده من المطبوع وأورد ابن حجر الإسناد كاملا في (إتحاف المهرة11/296) فتبين أن فيه يونس بن أبي يعفور وهو شيعي مفرط في التشيع وضعفه الحفاظ.
الثالثة من طريق ثعلبة الحماني عن علي. رواه العقيلي في الضعفاء وغيره. قال البخاري عن ثعلبة « فيه نظر» لا يتابع عليه في حديثه هذا. ومعنى قول البخاري لا يتابع عليه أي أن كل طرقه ضعيفة. قال البيهقي « كذا قال البخاري وقد رويناه بإسناد آخر عن علي إن كان محفوظا». وهذا تأكيد من البيهقي بضعف طرقه.
وضعف العقيلي الرواية في الضعفاء كذلك ضعفه ابن عدي في الكامل.
وأورده الذهبي في ميزان الاعتدال في ترجمة ثعلبة الحماني.
الرابعة : رواها الدارقطني في الغرائب والأفراد ومن طريقه ابن عساكر والذهبي في تذكرة الحفاظ. وقال الدارقطني غريب. ونص تفرد حكيم بن جبير به. وحكيم ضعيف جدا.
قال الألباني « وبالجملة فجميع طرق الحديث واهية وليس فيها ما يتقوى بغيره» (سلسلة الضعيفة حديث رقم4905).
أما احتجاجهم بقول الذهبي « صحيح» كما في تعليقه على مستدرك الحاكم. فهي حكاية(86/1)
لما قاله الحاكم من غير إظهار نقد لما قاله، وهو ما رجحه بعض أهل العلم من طريقة الذهبي. غير أن الذهبي أورد لهذا الحديث ثلاث علل منقولة عن الدارقطني كما في (تذكرة الحفاظ3/995) وهي تفرد ضعفاء ثلاثة في هذا الحديث وهم:
1 – حكيم بن جبير 2- فطر بن خليفة 3 – علي الصدائي.
وأورده الذهبي أيضا في (ميزان الاعتدال2/93) من طريق ثعلبة بن يزيد الحماني وهو شيعي غال.(86/2)
إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي؟
موضوع. قال الحافظ « أخرجه العقيلي وقال موضوع» (لسان الميزان4/77).(87/1)
إن الله أمرني أن لا يؤدي عني إلا أنا وعلي؟
قال ابن كثير 2/333 والبداية والنهاية 5/34 » في إسناده ضعف«.
وقد ورد من طريق سماك بن حرب وقد وثقه قوم كابن معين وأبي حاتم وضعفه آخرون. جوز العجلي روايته. وكان سفيان الثوري يضعفه قليلا. وقال أحمد بن حنبل » حديث سماك بن حرب مضطرب« (المعرفة2/638) وقال النسائي » ليس بالقوي« (المجتبى8/319) وقال الدارقطني في العلل » سيء الحفظ«. وقال الفسوي » روايته عن عكرمة مضطربة وعن غيره صالح وليس بالمتين«.
ورواه أحمد في فضائل الصحابة (2/875) وفي المسند (1/151) بسند ضعيف: لأجل محمد بن جابر بن سيار السحيمي.(88/1)
إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك؟
رواه الحاكم (3/154) وقال كعادته: إسناده صحيح وتعقبه الذهبي قائلا: بل حسين (الأشقر) منكر الحديث لا يحل الاحتجاج به.(89/1)
إن الميت ليسمع قرع نعال مشيعيه
هذا الحديث صحيح وهو حجة عليكم
فإننا نسألكم:
هل هذا السماع لكل ميت أم سماع خاص كرامة للأنبياء والأولياء أو الأئمة على زعمكم؟
هل يسمع كل ميت بعدما يصير ترابا؟
الحديث ليس فيه تخصيص بنبي أو ولي بل هو عام لكل ميت.
فإنه إذا كان أي ميت يسمع قرع نعال مشيعه بطل تخصيص السماع من القبر بالأنبياء والأولياء.
فأي عقل يبقى لهؤلاء إن كان الميت يبقى يسمع وقد استحال ترابا!!!
وقد نقل إلينا السلف هذا الحديث ولم يفهموه على الوجه الذي تفهمونه أنتم.
ثم إن النص خصص سماع الميت قرع نعال مشيعيه. يكون في أول الوضع في القبر فقط. ولم يعمم السماع لمن يأتيه. وهو قول العلامة الشيخ أحمد الطحطاوي في حاشيته على مراقي الفلاح للشرنبلالي « شرح نور الإيضاح » باب أحكام الجنائز قال: « وأكثر مشايخنا على أن الميت لا يسمع عندهم (صفحة 326).(90/1)
أن النبي e طاف على نسائه بغسل واحد
الحديث صحيح. ويستنكر الشيعة ذلك ويشنعون بأن هذا شبق وخرافات جنسية لا تليق بالنبي e.
وجهلوا أن هذا ما روته كتبهم. فقد روى الطوسي هذه الرواية للاحتجاج على جواز الاحتجاج بغسل واحد. فقال: « وقد روي أن النبي e طاف على نسائه فاغتسل غسلا واحدا وكن تسعا» (المبسوط4/243). ورواه المحقق الحلي في المعتبر 1/193 وفي منتهى الطلب 1/89 و93 و2/234 و257 للحلي أيضا وتذكرة الفقهاء1/25 و2/575 للحلي أيضا. بل قد قال الحلي « يجوز أن يطوف على نسائه وإمائه بغسل واحد مطلقا» (تذكرة الفقهاء2/577). وقال « ولا بأس بتكرار الجماع من غير غسل يتخللها لأنه عليه السلام كان يطوف على نسائه بغسل واحد» (تذكرة الفقهاء 1/243 وانظر نهاية الأحكام1/104 للحلي جامع المقاصد للكركي12/24 مسالك الأفهام 7/35 للشهيد الثاني).(91/1)
أن النبي e كان يباشر عائشة وهي حائض
· ويتجاهل أهل الباطل ما في سياق الرواية أن النبي e كان يأمرها فتتزر فيباشرها وهي حائض. وهذا رواه مشايخ شيعتهم ولم يستنكروه كما استدل به شيخهم الحلي في (منتهى الطلب1/112 وانظر2/362) على حل ما فوق الإزار لا تحته. واحتج المرتضى العسكري برواية في المسند « أن رسول الله e كان يباشرها وهو صائم ثم يجعل بينه وبينها ثوبا يعني الفرج» (أحاديث أم المؤمنين عائشة2/64). فعل المرتضى ذلك ليزيل الإشكال حول المباشرة. <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
<o:p></o:p>
· قال الطوسي « ولا يجوز للرجل مجامعة امرأته وهي حائض في الفرج، وله مجامعتها فيما دون الفرج» (النهاية ص26 للطوسي).<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
· وقد أكد مشايخ الرافضة أن هذا فيه إبطال ما كان يفعله اليهود من اعتزال النساء في زمن الحيض فأمر النبي e بمخالفتهم وقال « إفعلوا كل شيء إلا النكاح» رواه الحلي وقال « ويؤيد ذلك من طريق الأصحاب ما رواه عبد الملك بن عمرو قال: سألت أبا عبد الله عما لصاحب المرأة الحائض منها فقال: كل شيء عدا القبل بعينه» (منتهى الطلب1/224).<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
· والشيعة يوهمون الناس بتشنيعهم أن النبي e كان يجامع عائشة وهي حائض. وهو كذب وإفك. وقد سئل النبي e عن قوله تعالى (فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن) فقال: إفعلوا كل شيء إلا النكاح» (رواه مسلم وأبو داود). وهو ما أقره علماء الشيعة ورووه مثل المرتضى العسكري في كتابه (أحاديث أم المؤمنين عائشة2/61).(92/1)
أن النبي e كان يبول واقفا
التبول قائما مروي عن الشيعة بأنه جائز.
هذا ما رواه الشيعة عن الصادق أنه سئل عن النبول قائما: لا بأس به» (الكافي 6/500 وسائل الشيعة 1/352 و2/77 كشف اللثام للفاضل الهندي1/23 و229 مصباح المنهاج2/151 لمحمد سعيد الحكيم).
سئل أبو عبد الله « أيبول الرجل وهو قائم قال نعم» (تهذيب الأحكام1/353 وسائل الشيعة1/352).
هل التقبيح بالعقل أم بالشرع؟ ما أجازه الشرع كان حلالا وإن كرهته النفوس كالطلاق والجهاد. وما حرمه الله كان حراما وإن كان محبوبا كالزنا وأخته المتعة.
قال تعالى (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ 216).
هل الاستنكار لاحتمال ارتداد شيء من البول على بدن المتبول؟ فإن الشيعة قالوا بطهارة من أصابه بول اختلط به ماء آخر. فقد رووا عن هشام بن الحكم (أمير المجسمين) عن أبي عبد الله عليه السلام في ميزابين سالا، أحدهما بول والاخر ماء المطر، فاختلطا فأصاب ثوب رجل لم يضر ذلك» (المعتبر للمحقق الحلي1/43).
عائشة قالت لم أره يبول عندي إلا قاعدا. فهي روت ما رأت وهي صادقة. وحذيفة كان مع النبي e عندما أتى سباطة قوم فبال قائما. فكل روى ما رأى وكل منهما صادق. ولكن المثبت الصدوق مقدم على النافي الصدوق.
وإذا كان بول وغائط الأئمة عندكم لا نتن ولا نجس فيه وفساؤهم وضراطهم كريح المسك. فعليكم أن تستشنعوا فعله. فإنه إذا تبول واقفا خرج بول طاهر منه. فإنه أبو الأئمة: ألا يكون بوله طاهرا من باب أولى؟ أولم يقل علماؤكم « ليس في بول الأئمة وغائطهم استخباث ولا نتن ولا قذارة بل هما كالمسك الأذفر، بل من شرب بولهم وغائطهم ودمهم يحرم الله عليه النار واستوجب دخول الجنة) (أنوار الولاية لآية الله الآخوند ملا زين(93/1)
العابدين الكلبايكاني 1409هـ – ص 440).(93/2)
أن النبي e كان يطوف على نسائه بغسل واحد
هذا الحديث صحيح ولكن الشيعة يشنعون بأن هذا الحديث فيه تشويه لشخص رسول الله e ويصوره بذاك الرجل الشهواني.
الجواب: قال الحلي فقيه الرافضة « ولا يكره تكرار الجماع من غير اغتسال ويدل عليه ما روي عن النبي e أنه كان يطوف على نسائه بغسل واحد» (المعتبر1/193 منتهى الطلب1/89 و93و2/234 تذكرة الفقهاء2/575 نهاية الأحكام1/104 جامع المقاصد12/24 مسالك الأفهام7/35 و8/326 للشهيد الثاني).(94/1)
أن النبي e كلم حمار فقال له قد سميتك يعفورا
ذكره الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية وقال « وقد أنكره غير واحد من الحفاظ الكبار».
قال الحافظ ابن حجر « قال ابن حبان لا أصل له وليس سنده بشيء» (فتح الباري6/59) وقال مثله في المجروحين (2/309).
قال الذهبي بأن صاحب هذا الخبر الباطل هو أبو جعفر محمد بن مزيد (ميزان الذهبي6/330) وأقره على ذلك الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (5/376) ونقل الحافظ عن أبي موسى أن هذا الحديث لا أصل له سندا ولا متنا (الإصابة7/389).(95/1)
أن النبي e يتسلم مفاتيح الجنة والنار فيسلمهما لعلي فيدخل شيعته الجنة وأعداءه النار
وأنه يرقى معه على منبر يوم القيامة وهو المقام المحمود.
قال الحافظ « ركيك الألفاظ.. والآفة من علي بن هلال» (لسان الميزان4/266).(96/1)
أن النبي أتي ببرد قطري فوضعه على يده
رواه أبو داود في مراسيله . والمراسيل لا تقوم بها حجة فضلاً عن أن يعارض بها ما هو أصح وأصرح منها كحديث عائشة عند البخاري ( إني لا أصافح النساء ) .(97/1)
أن النبي حزن على فتور الوحي حتى كاد يتردى من شواهق الجبال
يحتج الرافضة وسلفهم النصارى على أن هذا دليلا على أن النبي e كان يريد الانتحار.
أما الحديث فقد رواه البخاري. (كتاب التعبير: باب أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة. ح رقم6982).
وقد تضمن خبر الانتحار المزعوم عبارة (فيما بلغنا). وهذا القول من بلاغات الزهري.
وقول الزهري (فيما بلغنا) لا علاقة له بصحة الحديث الذي عند البخاري. وهذا البلاغ مما وصل إليه من خبر. ولهذا قال الحافظ أحمد حجر « إن القائل (فيما بلغنا) هو الزهرى وعنه حكى البخارى هذا البلاغ، وليس هذا البلاغ موصولاً برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الكرمانى: وهذا هو الظاهر» (فتح الباري12/359).
هذا هو الصواب وحاش أن يقدم رسول الله وهو إمام المؤمنين على الانتحار أو حتى على مجرد التفكير فيه.
فهذا البلاغ ورد مطلقا غير موصول. ولم يصرح به بالتلقي عن عروة عن صحابي كما في أول سند هذا الحديث.
ومعلوم أن التابعي إذا لم يصرح باسم الصحابي في الرواية تكون الرواية منقطعة فكيف إذا وردت هكذا مطلقة من دون أي تصريح بأي راو؟(98/1)
أن النبيeعامل خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زرع
فكان يعطي أزواجه مائة وسق، ثمانون وسق تمر وعشرون وسق شعير، فقسم عمر خيبر، فخير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يقطع لهن من الماء والأرض، أو يمضي لهن، فمنهن من اختار الأرض ومنهن من اختار الوسق، وكانت عائشة اختارت الأرض. (رواه البخاري ح رقم2328).
يحتج الرافضة بهذا الحديث بأن أزواج النبي e قد ورثن من رسول الله e بعد موته. وليس هذا ما يستفاد من الحديث. وإنما أجرى النبي هذا نفقة لأزواجه قبل موته.
قال الحافظ ابن حجر « وأنما كان عمر يعطيهن ذلك لأنه e قال: ما تركت بعد نفقة نسائي فهو صدقة» (فتح الباري5/13) واحتج الحافظ أيضا بالحديث على أن ورثة نسائه e لم يرثوا بيوت الأزواج من بعده. بل إن بيوتهن لو كانت لهن لورثهن ذووهن وإنما زيدت بيوتهن في المسجد النبوي بعد موتهن لعموم نفعه للمسلمين كما فعل فيما كان يصرف لهن من النفقات» (فتح الباري6/211).
· ولا شك أن نفقة الرجل على أهله واجبة بخلاف ابنته التي تزوجت فإن نفقتها واجبة على زوجها لا على أبيها. وهل ننتظر أن تقطع نفقة أزواج النبي e بعد موته؟(99/1)
أن أم حرام كان يدخل عليها رسول الله فتطعمه وكانت تفلي رأسه؟
قال الحافظ « قال بن عبد البر أظن ان أم حرام أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أختها أم سليم فصارت كل منهما أمه أو خالته من الرضاعة فلذلك كان ينام عندها وتنال منه ما يجوز للمحرم أن يناله من محارمه ثم ساق بسنده إلى يحيى بن إبراهيم بن مزين قال انما استجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تفلي أم حرام رأسه لأنها كانت منه ذات محرم من قبل خالاته لأن أم عبد المطلب جده كانت من بني النجار ومن طريق يونس بن عبد الأعلى قال قال لنا بن وهب أم حرام إحدى خالات النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة فلذلك كان يقيل عندها وينام في حجرها وتفلي رأسه قال بن عبد البر وأيهما كان فهي محرم له وجزم أبو القاسم بن الجوهري والداودي والمهلب فيما حكاه بن بطال عنه بما قال بن وهب قال وقال غيره إنما كانت خالة لأبيه أو جده عبد المطلب وقال ابن الجوزي سمعت بعض الحفاظ يقول كانت أم سليم أخت آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة وحكى بن العربي ما قال بن وهب ثم قال وقال غيره بل كان النبي صلى الله عليه وسلم معصوما يملك أربه عن زوجته فكيف عن غيرها مما هو المنزه عنه وهو المبرء عن كل فعل قبيح وقول رفث فيكون ذلك من خصائصه ثم قال ويحتمل أن يكون ذلك قبل الحجاب ورد بأن ذلك كان بعد الحجاب جزما وقد قدمت في أول الكلام على شرحه أن ذلك كان بعد حجة الوداع ورد عياض الأول بأن الخصائص لا تثبت بالاحتمال وثبوت العصمة مسلم لكن الأصل عدم الخصوصية وجواز الاقتداء به في أفعاله حتى يقوم على الخصوصية دليل» (فتح الباري11/77-79).(100/1)
أن أم محمد بن الحنفية كانت مرتدة؟
فاسترقها علي واستولدها الواقدي في كتاب الردة من حديث خالد بن الوليد أنه قسم سهم بني حنيفة خمسة أجزاء وقسم على الناس أربعة وعزل الخمس حتى قدم به على أبي بكر ثم ذكر من عدة طرق أن الحنفية كانت من ذلك السبي قلت وروينا في جزء بن علم أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الحنفية في بيت فاطمة فأخبر عليا أنها ستصير له وأنه يولد له منها ولد اسمه محمد« (التلخيص الحبير4/50).
وهذا يؤكد أن عليا شارك في حروب الردة .(101/1)
إن أول أربعة يدخلون الجنة (قاله النبي لعلي)؟
قال الحافظ « إسناده واه» (الكافي الشافي4/214).(102/1)
إن جبريل يحبك (يعني يا علي) ومن هو خير من جبريل؟
قال الحافظ في الإصابة « إسناده ضعيف» (الإصابة2/208).(103/1)
أن خالد بن الوليد قتل مالك بن نويرة صبراً ونزا على زوجته ؟
فدخل بها في نفس الليلة. وكان عمر يقول لخالد: يا عدوّ الله قتلت امرءاً مسلماً ثم نزوت على امرأته، والله لأرجمنّك بالأحجار، ولكن أبا بكر دافع عنه وقال هبه يا عمر، تأوّل فأخطأ فأرفع لسانك عن خالد».
يتجاهل الشيعة « أن خالداً استدعى مالك بن نويرة فأنّبه على ما صدر منه من متابعة سجاح، وعلى منعه الزكاة وقال: ألم تعلم أنها قرينة الصلاة؟ فقال مالك: إن صاحبكم يزعم ذلك، فقال: أهو صاحبنا وليس بصاحبك؟ يا ضرار اضرب عنقه، فضربت عنقه» (تاريخ الطبري2/273 تاريخ ابن الأثير2/217 البداية والنهاية6/326).
ومن مضحكات التيجاني في منهجه أن يقول « وقد حدّث المؤرخون أن خالداً غدر بمالك وأصحابه». فليسأل أصحابه الأصولية من الشيعة ما قيمة « روى المؤرخون» في فن الجرح والتعديل؟
إن الرواية التي اعتمدها التيجاني والتي تدّعي أن خالداً أراد قتل مالك بن نويرة بسبب زوجته لا قيمة لها لنكارتها وشذوذها، وقد عزاها التيجاني بالهامش على المراجع التالية (تاريخ أبي الفداء يعني البداية والنهاية وتاريخ اليعقوبي ووفيات الأعيان) فبمجرّد مراجعة بعض هذه المراجع يتضح لكل باحث عن الحق إسلال هذا التيجاني في النقل، فلو راجعنا كتاب ( وفيات الأعيان ) لابن خلكان في خبر مقتل مالك لوجدناه يورد القصة بخلاف ما أوردها التيجاني فإبن خلكان أورد القصة على النحو التالي « ولما خرج خالد بن الوليد رضي الله عنه لقتالهم في خلافة أبي بكر الصديق
رضي الله عنه نزل على مالك وهو مقدم قومه بني يربوع وقد أخذ زكاتهم وتصرّف فيها، فكلمه خالد في معناها، فقال مالك: أني آتي بالصلاة دون الزكاة، فقال له خالد: أما علمت أن الصلاة والزكاة معاً لا تقبل واحدة دون أخرى، فقال مالك: قد كان صاحبك يقول ذلك، قال خالد: وما تراه لك صاحباً؟ والله لقد هممت أن أضرب عنقك، ثم تجاولا في الكلام طويلاً فقال(104/1)
له خالد: إني قاتلك، قال، أو بذلك أمرك صاحبك؟ قال: وهذه بعد تلك؟ والله لأقتلنك.
وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وأبو قتادة الأنصاري رضي الله عنه حاضرين فكلما خالداً في أمره، فكره كلامهما، فقال مالك: يا خالد، ابعثنا إلى أبي بكر فيكون هو الذي يحكم فينا، فقد بعثت إليه غيرنا ممن جُرْمه أكبر من جرمنا، فقال خالد: لا أقالني الله إن أقلتك، وتقدّم إلى ضرار بن الأزور الأسدي بضرب عنقه، فالتفت مالك إلى زوجته أم متمم وقال لخالد: هذه التي قتلتني، وكانت في غاية الجمال فقال له خالد: بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام، فقال مالك أنا على الإسلام، فقال خالد: يا ضرار اضرب عنقه، فضرب عنقه».
ويدعي التيجاني بأن خالدا قبض على ليلى زوجته ودخل بها في تلك الليلة ويعزوها لكتاب وفيات الأعيان، ولكن عندما نرجع للكتاب نجده يقول « وقبض خالد امرأته، فقيل إنه اشتراها من الفيئ وتزوج بها، وقيل إنها اعتدت بثلاث حيض ثم خطبها إلى نفسه فأجابته» (وفيات الأعيان لابن خلكان 6/14).
ومن هنا نعلم أن خالداً قتل مالك بن نويرة معتقداً أنه مرتدٌ ولا يؤمن بوجوب الزكاة كما في الرواية التي ذكرتها كتب التاريخ.
أما ادعاؤه أن عمر قال لخالد « يا عدوَّ الله قتلت امرءاً مسلماً ثم نزوت على امرأته، والله لأرجمنَّك بالأحجار». ويعزوها إلى تاريخ الطبري وابن كثير واليعقوبي والإصابة، فبمجرد مراجعة تاريخ اليعقوبي والإصابة فلا تجد لهذه الجملة أثرا!
وأما تاريخ الطبري فقد أوردها ضمن رواية ضعيفة لا يحتج بها مدارها على ابن حميد ومحمد بن اسحاق، فمحمد بن اسحاق مختلف في صحته (تهذيب الكمال للمزي ترجمة رقم5057 والضعفاء للعقيلي ترجمة رقم 1578).
وابن حميد هو محمد بن حميد بن حيان الرازي ضعيف، قال عنه يعقوب السدوسي: كثير المناكير، وقال البخاري: حديثه فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الجوزجاني: رديء المذهب غير ثقة (تهذيب التهذيب25/102 رقم(104/2)
(5167). وضعّفه ابن حجر في التقريب (2/69 رقم (5852).(104/3)
أن خبيب بن عدي صاح عندما صلبوه قائلا (يا محمد)؟
الحلية لأبي نعيم (1/246 وصفوة الصفوة 1/622 و666 إتحاف السادة المتقين ).
فيه الهيثم بن عدي:
قال النسائي » متروك الحديث« (الضعفاء والمتروكون 1/104 ترجمة 637).
وقال العجلي » كذاب وقد رأيته« (الثقات 1537).
وقال ابن عدي في (الكامل في ضعفاء الرجال 7/104) » عن يحيى قال: الهيثم ليس ثقة كان يكذب«.
وكل الطرق الأخرى الصحيحة لقصة الخبيب لم تتضمن هذه الزيادة.(105/1)
أن رجلا أصاب امرأة في دبرها زمن رسول الله ؟
فأنكر ذلك الناس فأنزل الله نساؤكم حرث لكم رواه الطبراني في الأوسط عن ابن عمر وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وثقه ابن حبان وضعفه الأكثرون وبقية رجاله ثقات (مجمع الزوائد6/319).(106/1)
أن سعيد بن المسيب قال وما يأتي وقت صلاة إلا سمعت أذانا في القبر؟
يعني قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
واحتج بها أهل البدع من كلام ابن تيمية (اقتضاء الصراط المستقيم2/254). ولا حجة بنقله إباها حيث إن المطلوب تتبع الرواية بالمنهج الحديثي العلمي المعروف عند أهل الحديث.
رواه ابن سعد في الطبقات 5/132 عن الوليد بن عطاء عن عبد الحميد بن سليمان. وهذا الأخير هو آفة هذه الرواية. قال عنه يحيى بن معين « ليس بشيء».
قال الحافظ في التقريب « ضعيف» (3764). واحتج الذهبي بقول أبي داود عن عبد الحميد أنه كان« غير ثقة» (تعقيب الذهبي على الحاكم في المستدرك2/164-165).
وقال الألباني « لم يوثقه أحد بل هو متفق على ضعفه» (انظر معجم أسامي الرواة للألباني2/437).(107/1)
أن سليمان قال: لأطوفن الليلة على مئة؟
هذا الحديث مما يستشنعه الشيعة بعقولهم بالرغم من تعلقها بخرافات كثيرة وتصديقهم لها.
والحديث رواه علماء ومفسرو الشيعة واحتجوا به كما فعل الفيض الكاشاني في تفسير الصافي (4/299).(108/1)
أن عائشة أرت مولاها سالما كيف كان رسول الله يتوضأ؟
الحديث يفيد عدم حجاب عائشة نفسها وهو بكامله هكذا:
عن أبي عبد الله سالم سبلان قال « وكانت عائشة تستعجب بأمانته وتستأجره فأرتني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ فتمضمضت واستنثرت ثلاثا وغسلت وجهها ثلاثا ثم يدها اليمنى ثلاثا واليسرى ثلاثا ووضعت يدها في مقدم رأسها ثم مسحت رأسها مسحة واحدة إلى مؤخره ثم أمرت يديها بأذنيها ثم مرت على الخدين قال سالم كنت آتيها مكاتبا ما تختفى منى فتجلس بين يدي وتتحدث معي حتى جئتها ذات يوم فقلت ادعى لي بالبركة يا أم المؤمنين قالت وما ذاك قلت أعتقني الله قالت بارك الله لك وأرخت الحجاب دوني فلم أرها بعد ذلك اليوم» (رواه النسائي في سننه).
روى الرافضة عن أبي عبد الله أنه سئل " هل يجوز للمملوك أن يرى شعر مولاته وساقها؟ قال لا بأس".
وفي الموثق والصحيح بأبان بن عثمان " سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المملوك يرى شعر مولاته؟ قال لا بأس".
ولكن الرافضة أجازوا ذلك في كتبهم ومروياتهم. إرجع الى:
(الحدائق الناضرة23/69 مستند الشيعة للنراقي 16/53 والكافي للكليني (5/531 وسائل الشيعة (20/223 للحر العاملي، مستمسك العروة الوثقى14/43 لمحسن الحكيم).
فليقرأ الرافضة قول علمائهم بأن المرأة لا يجب أن تحجب من العبد إلا أن يؤدي ما يعتقه.
وهو قول الطوسي واحتج له بما رواه عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان لإحداكن مكاتب وكان عنده ما يؤدي فليحتجب عنه " ورواه الطوسي في المبسوط ( 6/72) والطبرسي في مستدرك الوسائل (16/26 ورواه ابن أبي جمهور الاحسائي (عوالي الآلي3/435).
وهو واضح في جواز عدم الاحتجاب منه قبل أن يصير عنده ما يؤدي مكاتبته عندكم.(109/1)
أن عبد الله بن مسعود كان يحك المعوذتين من المصحف؟
21226 حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين بن أشكاب ثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن ثنا أبي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول انهما ليستا من كتاب الله» (رواه أحمد في المسند5/129 والطبراني في المعجم) من طريق أبي إسحاق السبيعي والأعمش وهو سليمان بن مهران وكلاهما ثقة مدلس من رجال الصحيحين وقد اختلط السبيعي بأخرة. فإذا أتيا بالرواية معنعنة تصير معلولة (العلل للدارقطني). وهذه الرواية معلولة بالعنعنة. وحكي عن كليهما الميل إلى التشيع.
وقد أنكر ابن حزم والنووي والباقلاني ثبوت شيء عن ابن مسعود في ذلك. وذهب ابن حزم إلى ضعف بأنه قد صحت قراءة عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود وفيها أم القرآن والمعوذتان (المحلى1/13).
وقال النووي « أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن. وأن من جحد شيئا منه كفر. وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه» (المجموع شرح المهذب3/396).
وهذا وعلى افتراض صحة الرواية عن ابن مسعود فإنها أقل من حيث درجة الصحة من قراءة عاصم المتواترة. فقد تواترت عن ابن مسعود قراءته بطريق أصحابه من أهل الكوفة، وتلقاها عاصم عن زر بن حبيش عنه رضِى الله عنه. وهِى التِى يرويها أبو بكر بن عياش عن عاصم, وتواترها البالغ مما لا يتناطح فيه,
(أنظر كتاب الأصول المقارنة لقراءات أبي عمرو البصري وابن عامر الشامي وعاصم بن أبي النجود للدكتور غسان بن عبد السلام حمدون). http://www.ust.edu/SSM/D_J_ha/1.html
وقد جاء في البخاري « 4693 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش وحدثنا عاصم عن زر قال سألت أبي بن كعب قلت يا أبا المنذر إن أخاك بن مسعود يقول كذا وكذا فقال أبي سألت رسول الله صلى الله(110/1)
عليه وسلم فقال لي قيل لي فقلت قال فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم» .
وهذا كلام مجمل أعني قوله كذا وكذا.(110/2)
أن عليا التمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر (يعني الستة).؟
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا عفان بن مسلم ثنا وهيب ثنا داود بن أبي هند ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ثم لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الأنصار فجعل الرجل منهم يقول يا معشر المهاجرين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منا فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان أحدهما منكم والآخر منا قال فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك فقام زيد بن ثابت فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين وإن الإمام يكون من المهاجرين ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أبو بكر رضي الله عنه فقال جزاكم الله خيرا يا معشر الأنصار وثبت قائلكم ثم قال أما لو ذلك لما صالحناكم ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبي بكر فقال هذا صاحبكم فبايعوه ثم انطلقوا فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليا فسأل عنه فقال ناس من الأنصار فأتوا به فقال أبو بكر بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال لا تثريب يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعه ثم لم ير الزبير بن العوام فسأل عنه حتى جاؤوا به فقال بن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحواريه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال مثل قوله لا تثريب يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعاه هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه»
الحديث صحيح الإسناد كما قال الحاكم في (المستدرك3/77). وهو كما قال فإن رواته ثقات:
عبد الأعلى بن عبد الأعلى: ثقة (تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر6/96)
داود بن أبي هند : ثقة متقن
أبو نضرة وهو المنذر بن مالك: تابعي ثقة
وهذا الحديث يساوي عند المحدثين جوهرة. فإن البيهقي وابن عساكر قد رويا هذا الحديث ورووا بعده عن(111/1)
ابن خزيمة ما يلي:
« أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي الحافظ الإسفرائيني ثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وإبراهيم بن أبي طالب قالا ثنا بندار بن بشار ثنا أبو هشام المخزومي ثنا وهيب ثم فذكره بنحوه قال أبو علي الحافظ سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول جاءني مسلم بن الحجاج فسألني عن هذا الحديث فكتبته له في رقعة وقرأت عليه فقال هذا حديث يسوي بدنة فقلت يسوي بدنة بل هو يسوي بدرة» (سنن البيهقي8/143 تاريخ دمشق30/278).
والبدرة هي التي تبدر بالنظر ويقال هي التامة كالبدر، ويقال ما كان يعد من منحة كيس فيه عشرة آلف (لسان العرب).
ورواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة (2/554 ح رقم1292) ورواه الحافظ ابن كثير وقال « وهذا إسناد صحيح محفوظ وفيه فائدة جليلة وهي مبايعة علي بن أبي طالب: إما في أول يوم أو في اليوم الثاني من الوفاة. وهذا حق فإن علي بن أبي طالب لم يفارق الصديق في وقت من الأوقات، ولم ينقطع في صلاة من الصلوات خلفه» البداية والنهاية (5/248).
ورواه ابن عساكر (تاريخ دمشق30/278).(111/2)
أن عليا حمل باب خيبر يوم افتتحها وأنهم خربوه بعد ذلك فلم يحمله إلا أربعون رجلا؟
قال الذهبي « هذا منكر رواه جماعة عن إسماعيل» (ميزان الاعتدال5/139).
غير أن الحافظ ابن حجر تعقبه بأن له شاهدا من حديث أبي رافع عند أحمد في مسنده، لكن لم يقل أربعون رجلا» (لسان الميزان4/196).(112/1)
أن عمر أمر ستة على الشورى (الشورى السداسية)؟
فإن خالف واحد فتضرب عنقه.
رواها الطبري في تاريخه (4/227) عن لوط بن مخنف أبي مخنف وهو شيعي جلد رافضي كذاب.
وأما أمره بقتل الستة إذا اتفق أربعة منهم على رجل فهي أيضا من مرويات أبي مخنف.
أما الرواية الأخرى عند ابن سعد في طبقاته فإنها منقطعة. فقد رواها سماك بن حرب الذهلي البكري صدوق تغير بأخرة فكان ربما تلقن (تقريب التهذيب ت 2624 وانظر مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري175).(113/1)
أن عمر بن عبد العزيز جمع بني مروان حين استخلف؟
فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت له فدكُ، فكان ينفق منها، ويعود منها على صغير بني هاشم، ويزوج منها أيِّمهم، وإن فاطمة سألته أن يجعلها لها فأبى، فكانت كذلك في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى مضى لسبيله، فلما وُلّيَ أبو بكر؛ عمل فيها بما عمل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حياته حتى مضى لسبيله، فلما ولي عمر بن الخطاب؛ عمل فيها بمثل ما عملا حتى مضى لسبيله، ثم اقتطعها مروان، ثم صارت لعمر بن عبد العزيز، فرأيت أمراً منعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاطمة ليس لي بحق، وإني أشهدكم أني رددتها على ما كانت؛ يعني: على عهد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر.
- الحديث صحيح إلى عمر بن عبد العزيز كما صرح شيخنا الألباني بذلك (مشكاة المصابيح رقم3993). ولكن ليس فيه ما يحتج فيه الرافضة بل إنه يفيد أن أبا بكر وعمر عملا في أرض فدك بما عمل به رسول الله e الذي منع فدك فاطمة في حياته. وكذلك فعل أبو بكر وعمر. وكان ينفقان منها على صغار بني هاشم. حتى جاء مروان فاقتطعها بغير فأخذها عمر بن عبد العزيز وأعادها ليعمل فيها على ما عمل فيها رسول الله وأبو بكر وعمر.(114/1)
أن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت محسنا؟
فيه ابن أبي دارم ذكر الذهبي أنه كانت في أواخر أيامه كانت تقرأ عليه المثالب. وتدل عليه نصوص أخرى في (سير أعلام النبلاء15/577 ميزان الاعتدال1/139 لسان الميزان1/268). والمقصود بالمثالب أي مساوئ الصحابة. كما في نصوص أخرى عن الذهبي أنه كان موصوفا بالحفظ والمعرفة إلا أنه يترفض. قد ألف في الحط على بعض الصحابة وهو مع ذلك ليس بثقة في النقل. انتهى. ثم نقل الذهبي رواية الرفس الباطلة من أكاذيبه وبلاياه.
ومما يثير الضحك على تناقض الكذابين أن عليا يسمي جنينه بمحسن بالرغم من أنه يعلم ما كان وما يكون. فكيف يسميه قبل أن يولد؟
هل كان يعلم ما في الأرحام وهو أن هذا الجنين سوف يكون ذكرا وليس بأنثى؟
وكيف سماه قبل ولادته؟ هل هذه سنة يعلمها الناس أن يحكموا على جنس المولود قبل ولادته؟
أليست سنة أهل البيت أن يسميه قبل ذبح العقيقة أنه إذا أراد ذبح العقيقة يدعو ثم يسمي مولوده ثم يذبح؟ (أنظر بحار الأنوار101/121)
أليس هذا تناقضا؟
أليس هذا تعديا على الله المنفرد بعلم الغيب والقائل (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا).
فكيف علم علي بأنه سوف يكسب ذكرا لا أنثى؟
أهذا هو علم أهل البيت الذي تأمروننا بالتمسك به؟(115/1)
أن عمر كان يشرب النبيذ والمسكر حتى عند وفاته
النبيذ كلمة مشتركة وأصلها ما ينبذ في الماء. وكانوا ينبذون ولا يبالون أتحول التمر أو العسل المنبوذ مع الماء إلى مسكر أم لا؟
أنظروا أيها الرافضة إلى أقوال علمائكم في النبيذ كالطوسي « ولا بأس بشرب النبيذ غير المسكر، وهو أن ينقع التمر أو الزبيب ثم يشربه وهو حلو قبل أن يتغير» (النهاية ص592).
النبيذ هو تمر يخلط بالماء فيصير طعمه عذبا. مثل ما يسمى اليوم بشراب الجلاب وهو تمر منبوذ في الماء.
وقد نهى النبي عن النبيذ أول الأمر ثم أجازه بعدما نهى عن نبذ الماء في الدباء والمزفت والحنتم والنقير لأنها أوان يسرع فيها تحول التمر المنبوذ مع الماء الى مسكر.
ففي صحيح مسلم «ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء، فاشربوا في الأسقية كلها. ولا تشربوا مسكرا» (976) يعني إلقاء التمر ونحوه في ماء الظروف. إلا في سقاء. أي إلا في قربة. إنما استثناها لأن السقاء يبرد الماء، فلا يشتد ما يقع فيه اشتداد ما في الظروف.
وكانت الجارية تنبذ التمر في الماء للنبي e فيشربه.
وقد بوب مسلم هكذا (باب: إباحة النبيذ الذي لم يشتد ولم يصر مسكرا) وفيه عدة أحاديث: (2004) حدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري. حدثنا أبي. حدثنا شعبة عن يحيى بن عبيد، أبي عمر البهراني، قال: سمعت ابن عباس يقول: كان رسول الله e ينتبذ له في أول الليل فيشربه إذا أصبح يومه ذلك والليلة التي تجيء والغد والليلة الأخرى والغد إلى العصر. فإن بقي شيء سقاه الخادم أو أمر به فصب.
· حدثنا محمد بن بشار. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن يحيى البهراني. قال: ذكروا النبيذ عند ابن عباس فقال «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتبذ له في سقاء. قال شعبة: من ليلة الاثنين، فيشربه يوم آلاثنين والثلاثاء إلى العصر. فإن فضل منه شيء، سقاه الخادم أو صبه.
· وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم - واللفظ لأبي بكر وأبي(116/1)
كريب - (قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا) أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي عمر، عن ابن عباس. قال:
% كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقع له الزبيب. فيشربه اليوم والغد وبعد الغد إلى مساء الثالثة. ثم يأمر به فيسقى أو يهراق.
· وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا جرير عن الأعمش، عن يحيى بن أبي عمر، عن ابن عباس. قال:
% كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبذ له الزبيب في السقاء. فيشربه يومه والغد وبعد الغد. فإذا كان مساء الثالثة شربه وسقاه. فإن فضل شيء أهراقه.
· أنا أدعو ويا أيها الشيعة أمنوا: اللهم العن من زوج ابنته شارب المسكر. ولكن انتبهوا أن يكون دعاؤكم على علي الذي زوج ابنته أم كلثوم لمن كان بزعمكم يشرب الخمر.
هل سألتم أنفسكم: هل يمكن لمن يعاني سكرات الموت أن يشرب المسكر؟ مما يدل على أنكم محرومون من الإنصاف.(116/2)
أن عمر لم يكن يعرف حكم التيمم
جل ما في الحديث أن عمر نسي حادثة كانت بينه وبين عمار بن ياسر وأن عمار سأل على إثرها النبي e.
عن أبي عبد الله أن عليا عليه السلام كان مذاء فاستحيى أن يسأل رسول الله e لمكان فاطمة عليها السلام فأمر المقداد أن يسأله، فقال: ليس بشيء» (تهذيب الأحكام1/17 وسائل الشيعة1/196 أو 278 بحار الأنوار77/225 تذكرة الفقهاء للعلامة الحلي1/105 مشارق الشموس1/58 للمحقق الخونساري الحدائق الناضرة2/108 للمحقق البحراني.
وصرح بصحة سنده في 5/37 كتاب النوادر لقطب الدين الراوندي ص205 )
وتناقضها « فيه الوضوء» (تهذيب الأحكام1/18 مستدرك الوسائل 1/237).(117/1)
أن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار وضرسه مثل أحد
هذا سند الحديث قال الحاكم « حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق أنبأ محمد بن سليمان بن الحارث ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ شيبان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال « حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه » (المستدرك4/637).
والحديث صحيح. ولكن قال الحاكم « قال الشيخ أبو بكر رضي الله عنه معنى قوله بذراع الجبار أي جبار من جبابرة الآدميين ممن كان في القرون الأولى ممن كان أعظم خلقا وأطول أعضاء وذراعا من الناس».(118/1)
أن فاطمة أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله
مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه وسلم في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك كراهية لمحضر عمر فقال عمر لا والله لا تدخل عليهم وحدك فقال أبو بكر وما عسيتهم أن يفعلوا بي والله لآتينهم فدخل عليهم أبو بكر فتشهد علي فقال إنا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك ولكنك استبددت علينا بالأمر وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيبا حتى فاضت عينا أبي بكر فلما تكلم أبو بكر قال والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فلم آل فيها عن الخير ولم أترك أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيها إلا صنعته فقال علي لأبي بكر موعدك العشية للبيعة فلما صلى أبو بكر الظهر رقي على المنبر فتشهد وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه ثم استغفر وتشهد علي فعظم حق أبي بكر وحدث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر ولا إنكارا للذي فضله الله به ولكنا نرى لنا في هذا(119/1)
الأمر نصيبا فاستبد علينا فوجدنا في أنفسنا فسر بذلك المسلمون وقالوا أصبت وكان المسلمون إلى علي قريبا حين راجع الأمر المعروف
*** فقه وفوائد الحديث:
ثبات أبي بكر طاعة رسول الله وقد كان ذلك من أثقل الفتن عليه. فإن فاطمة كانت أحب إليه من ولده. ولكن طاعة أبيها أولى.
نعم إن قبر فاطمة غير معروف وليس في النص علاقة بموقف أبي بكر منها. ولعلها حكمة من الله حتى لا يعبد قبرها من وصفوها بأنها إله ظهر بصورة امرأة.(119/2)
أن فاطمة بنت أسد ولدت عليا في جوف الكعبة
لم أجد في شيء من كتب الحديث شيئا من ذلك. بل الثابت أن حكيم بن حزام هو المولود في جوف الكعبة.
من عجائب الحاكم أنه روى في مناقب حكيم بن حزام أنه ولد في جوف الكعبة تعقبه بأنه قد «تواترت الأخبار بأن فاطمة ولدت عليا في جوف الكعبة» (المستدرك3/482) وكان اللائق به أن يأتي بتلك الرواية المتواترة.
وقد ضعف السيوطي سند رواية ان عليا هو الذي ولد في جوف الكعبة وتعقب بذلك خطأ الحاكم صاحب المستدرك وأكد أن حكيم بن حزام هو الذي ولد في جوف الكعبة (تدريب الراوي2/359).
وضعف صاحب تهذيب الأسماء ما يروى أن عليا هو الذي ولد في جوف الكعبة (تهذيب الأسماء1/169).
وأعجب من الحاكم المشهور بالتساهل وبالتشيع كيف يحكي هذا التواتر وقد حكى الثقات وإمامهم مسلم بأن حكيم بن حزام هو الذي ولد في جوف الكعبة (3/164 تحت حديث رقم1532) واحتج .
ورواه الذهبي عن ابن منده وأتى برواية الزبير عن مصعب بن عثمان أن حكيم ولد في جوف الكعبة (سير أعلام النبلاء3/46 والمناوي في (فيض القدير2/37 الوفيات للقسطني1/67 وانظر مشاهير علماء الأمصار1/12 ريح النسرين فيمن عاش من الصحابة1/49 الوقوف على الموقوف1/80).
بل هذا ما ما رواه في جمهرة نسب قريش (1/353).
وجاء في كتاب الثقات « حكيم بن حزام.. وكان مولده قبل الفيل بثلاث عشرة سنة دخلت أمه الكعبة فمخضت فيه فولدت حكيم بن حزام في جوف الكعبة» (كتاب الثقات3/71).
واحتج الزيلعي في نصب الراية بما قاله مسلم (4/2).
وحكاه الحافظ ابن حجر رواية عن الزبير بن بكار وهو ثقة (تهذيب التهذيب 2/384 الإصابة في معرفة الصحابة2/112).
وحكاه الحافظ المزي رواية عن العباس رضي الله عنه (تهذيب الكمال21/63).
وحكاه الحافظ ابن عبد البر في (الاستيعاب1/142).
وحكاه السيوطي في تدريب الراوي2/358).
وفي أخبار مكة « أول من ولد في الكعبة» (3/226 و236).
وهذه روايات الحاكم(120/1)
:
6041 سمعت أبا الفضل الحسن بن يعقوب يقول سمعت أبا أحمد محمد بن عبد الوهاب يقول سمعت علي بن غنام العامري يقول ولد حكيم بن حزام في جوف الكعبة دخلت أمه الكعبة فمخضت فيها فولدت في البيت».
6044 أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا مصعب بن عبد الله فذكر ثم نسب حكيم بن حزام وزاد فيه وأمه فاختة بنت زهير بن أسد بن عبد العزى وكانت ولدت حكيما في الكعبة وهي حامل فضربها المخاض وهي في جوف الكعبة» (3/549-550).(120/2)
أن فاطمة كانت تزور قبر عمها حمزة فتصلي وتبكي عنده
· حتى لا يحضر جنازتها أحد منهم (ثم اهتديت138). عزاه إلى البخاري3/39 وليس في البخاري.
· فأين الوصية المزعومة في النص؟
· وإنما ورد النص هكذا « فلما توفيت دفنها زوجها علي بن أبي طالب ليلا. ولم يؤذن بها أبا بكر» فأين ذكر الوصية المزعومة؟
· ومما يؤكد أن فاطمة لم تكن على عداء مع أبي بكر أن أسماء بنت ابي بكر كانت تقوم على تمريضها السيدة فاطمة ووصية فاطمة لها بغسلها وتشييع جنازتها كما يلي (الامالي للطوسي1/107 جلاء العيون ص235 و242 و237 كشف الغمة1/504 كتاب سليم بن قيس ص353 و255).(121/1)
أن فاطمة ماتت وهي واجدة على أبي بكر
عن عائشة ثم أن فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه وسلم في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر» (رواه البخاري).
وهذا ما كان على حد علم عائشة فإنها قد خفي عليها مبايعة علي وقد أثبته أبو سعيد الخدري. وكذلك خفي عليها استرضاء أبيها لفاطمة. فقد صح سندا أنه استرضاها فرضيت عنه في مرض موتها:
« عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال جاء أبو بكر إلى فاطمة حين مرضت فاستأذن فأذنت له فاعتذر إليها وكلمها فرضيت عنه» (سير أعلام النبلاء2/121).
وفي لفظ آخر:
« لما مرضت فاطمة أتى أبو بكر فاستأذن فقال علي يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك فقالت أتحب أن آذن له قال نعم قال فأذنت له فدخل عليها يترضاها وقال والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ورسوله ومرضاتكم أهل البيت قال ثم ترضاها حتى رضيت» (رواه البيهقي في سننه6/301 وقال مرسل بإسناد صحيح).
ورواه الحافظ ابن حجر « وهو وأن كان مرسلا فإسناده إلى الشعبي صحيح وبه يزول الاشكال في جواز تمادي فاطمة عليها السلام على هجر أبي بكر وقد قال بعض الأئمة إنما كانت هجرتها انقباضا عن لقائه والاجتماع به وليس ذلك من الهجران(122/1)
المحرم لأن شرطه أن يلتقيا فيعرض هذا وهذا وكأن فاطمة عليها السلام لما خرجت غضبى من أبي بكر تمادت في اشتغالها بحزنها ثم بمرضها وأما سبب غضبها مع احتجاج أبي بكر بالحديث المذكور فلاعتقادها تأويل الحديث على خلاف ما تمسك به أبو بكر وكأنها اعتقدت تخصيص العموم في قوله لا نورث ورأت أن منافع ما خلفه من أرض وعقار لا يمتنع أن تورث عنه وتمسك أبو بكر بالعموم واختلفا في أمر محتمل للتأويل فلما صمم على ذلك انقطعت عن الاجتماع به لذلك فإن ثبت حديث الشعبي أزال الاشكال وأخلق بالأمر أن يكون كذلك لما علم من وفور عقلها ودينها عليها السلام» (فتح الباري6/202).
وقول الحافظ صحيح فقد قال العجلي « مرسل الشعبي صحيح لا يرسل إلا صحيحا صحيحا» (أنظر معرفة الثقات2/12 و446 للعجلي وعون المعبود3/60 وتذكرة الحفاظ1/79).
وفي لفظ آخر:
« أخبرنا عبد الله بن نمير حدثنا إسماعيل عن عامر قال جاء أبو بكر إلى فاطمة حين مرضت فاستأذن فقال علي هذا أبو بكر على الباب فإن شئت أن تأذني له قالت وذلك أحب إليك قال نعم فدخل عليها واعتذر إليها وكلمها فرضيت عنه (الطبقات الكبرى8/27).
قال الشيخ عبد القادر أرناؤوط محقق سير أعلام النبلاء « أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/27) وإسناده صحيح، لكنه مرسل، وذكره الحافظ في الفتح (6/139).
قال المحب الطبري « عن الأوزاعي قال بلغني أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبت على أبي بكر فخرج أبو بكر حتى قام على بابها في يوم حار ثم قال لا أبرح مكاني حتى ترضى عني بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها علي فأقسم عليها لترضى فرضيت خرجه ابن السمان في الموافقة» (الرياض النضرة2/97).
· طاعة الله ورسوله مقدمة على غيرهما ] إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا[ وقال ] من يطع الرسول فقد أطاع الله[.
قال رسول الله e » والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد(122/2)
يدها«.
ذكر الطبرسي في مجمع البيان أن الآية ] وسيجنبها الأتقى[ نزلت في أبي بكر.
هل يفتي الشيعة أبا بكر أن يتوقف عن طاعة الله ورسوله؟
وقد ذكر القمي أن فاطمة غضبت على علي عندما خطب ابنة أبي جهل (185-186).
وذكر المجلسي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتى منزل فاطمة وجاء علي فأخذ بيده ثم هزها إليه هزاً خفيفاً ثم قال: يا أبا الحسن إياك وغضب فاطمة فإنّ الملائكة تغضب لغضبها وترضى لرضاها) (بحار الأنوار 43/42).
ذكر الطبرسي في مجمع البيان أن الآية ] وسيجنبها الأتقى[ نزلت في أبي بكر.(122/3)
أن قردة زنت
· الصحابي أخبر عما رأى في وقت جاهليته فإن لا حرج من القول بأن هذا ما ظنه لا سيما أنه في رواية رآى قردا وقردة مع بعضهما فجاء قرد آخر وأخذها منه فاجتمع عليها القردة الآخرون ورجموهما. فهذه صورة الحكاية ظنها رجما للزنى. وهو لم يأخذ هذا حكاية عن النبيe. ولو أخبر بها النبي e وصح السند عنه قبلناه. فإننا صدقناه فيما هو أعظم من ذلك.
· إن صحت هذه الحادثة فتبين أن القردة أطهر من الرافضة القائلين بإعارة الفروج الذي هو مذهب الخنازير. فقد روى الطوسي عن محمد عن ابي جعفر قال قلت الرجل يحل لاخيه فرج قال نعم لا باس به اه ما أحل له منها (كتاب الستبصار3/136). ذكر والطوسي في الاستبصار 3/141 «عن أبي الحسن الطارئ أنه سأل أبا عبد الله عن عارية الفرج فقال لا بأس به».
· قال الجزائري « قال أبو عبد الله (عليه السلام): والله لقد نبئت أن بعض البهائم تنكرت له أخته فلما نزا عليها ونزل كُشف له عنها وعلم أنها أخته: أخرج غرموله (ذكره) ثم قبض عليه بأسنانه ثم قلعه ثم خر ميتا» (قصص الأنبياء ص71 للجزائري ط: دار البلاغة).
· وإن كان المعترض نصرانيا فنسأل أي الروايتين أشرف: روايتنا في رجم القردة للزاني أم روايتهم في وقوع أنبياء الله في زنا المحارم كما فعل لوط بابنتيه وما فعل يهودا في كنته ثامار؟(123/1)
إن كرسيه وسع السموات والأرض وإنه ليقعد عليه فما يفضل منه مقدار أربع أصابع
ثم قال بأصابعه فجمعها وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله.
منكر.
يدعي الكوراني أن أهل السنة صححوا حديث أطيط العرش (الوهابية والتوحيد ص63).
والحديث هو « إن كرسيه وسع السماوات والأرض، و إنه يقعد عليه، ما يفضل منه مقدار أربع أصابع-ثم قال بأصابعه فجمعها – و إن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله» (مجمع الزوائد10/159).
ثم ذكر قول الهيثمي « رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن خليفة الهمذاني وهو ثقة». ولكن في كلام الهيثمي إشارة إلى أن عبد الله خليفة غير ليس من رجال الصحيح. وقد صرح أهل العلم أن عبد الله بن خليفة ليس ثقة إلا عند ابن حبان دون غيره. وابن حبان متساهل في التوثيق بالاتفاق (أنظر سلسلة الضعيفة للألباني2/257).
بل قد قال الذهبي عن ابن خليفة « لا يكاد يعرف» (ميزان الاعتدال4/89).
وقد حكم الألباني على الحديث بأنه منكر (سلسلة الضعيفة2/256 ح رقم866 وكذلك ح رقم4978 وتخريجه للسنة لأبي عاصم ح رقم574).
وأعله شيخ الاسلام بالاضطراب في سنده ومتنه. (مجموع الفتاوى16/434-436). وذكره كمثال على الأحاديث الضعيفة التي يرويها بعض المؤلفين في الصفات.
وقد حكم بضعفه جمع من أهل السنة كابن كثير في تفسيره (1/311).
فمن أين لهذا الكوراني الكذاب أن يدعي تصحيح أهل السنة له؟
وأما عبارة الهيثمي (رجاله رجال الصحيح) فهي لا تعني عند أهل الفن بالرواية تصحيح السند. لأن كون الرواة من رجال الصحيح لا يلزم منه صحة الرواية إذ قد تكون هناك علل أخرى من الاختلاط والتدليس إلخ..
والحديث منكر كما قال الألباني. أضاف«رواه أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني في فتيا له حول الصفات من طريق الطبراني. ورواه الضياء المقدسي في المختارة (1/59) من طريق الطبراني به، ومن طرق أخرى عن أبي بكير به. وكذلك رواه أبو محمد الدشتي في كتاب(124/1)
إثبات الحد (134-135) من طريق الطبراني وغيره عن أبي بكير به ولكنه قال «هذا حديث صحيح رواته على شرط البخاري ومسلم».
قال الألباني «كذا قال. وهو خطأ بين مزدوج. فليس الحديث بصحيح، ولا رواته على شرطهما، فإن عبد الله بن خليفة لم يوثقه غير ابن حبان، وتوثيقه لا يعتد به ولذلك قال الذهبي في ابن خليفة: «لا يكاد يعرف» فأنى للحديث الصحة؟ بل هو حديث منكر عندي.
ومثله حديث ابن اسحاق في المسند وغيره، وفي آخره «إن عرشه لعلى سماواته وأرضه هكذا مثل القبة، وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب». وبا اسحاق مدلس، ولم يصرح بالسماع في شيء من الطرق عنه، ولذلك قال الذهبي في العلو (ص23) «هذا حديث غريب جدا فرد، وابن إسحاق حجة في المغازي إذا أسند، وله مناكير وعجائب، فالله أعلم أقال النبي e هذا أم لا. وأما الله عز وجل فليس كمثله شيء جل جلاله وتقدست أسماؤه ولا إله غيره. الأطيط الواقع بذات العرش من جنس الأطيط الحاصل في الرحل، فذاك صفة للرحل وللعرش. ومعاذ الله أن نعده صفة لله عز وجل. ثم لفظ الأطيط لم يأت به نص ثابت».
ورواه السيوطي وزاد « وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله، ما يفضل منه أربع أصابع» (الدر المنثور1/328). فماذا سوف تقولون في السيوطي هل تكفرونه؟(124/2)
إن لله جنودا من عسل
زعموا أن معاوية كان يدس السم لمخالفيه فيقتلهم ثم يقول (إن لله جنودا من عسل).
ورد في (مصنف عبد الرزاق 5/462 والتاريخ الكبير 7/211 للبخاري وتهذيب الكمال لابن عدي27/129) أن عمرو بن العاص قالها لما بلغهما مقتل الأشتر مسموما من غير أن يرد في هذين المصدرين أن معاوية هو الذي دس له السم كما يدعي
وفي سير أعلام النبلاء (4/35) أن عمروا لما سمع بموت الأشتر سر لذلك وقال «إن لله جنودا من عسل».
وفي تهذيب الكمال (27/129 و) أن الذي دس له السم هو عبد لعثمان.
وفي تاريخ الطبري (2/528) أن المسلمين عامة هم الذين قالوا أن لله جنودا من عسل لما علموا بموت الأشتر ولم يعين من(125/1)
إن لله ملائكة في الأرض يكتبون ما يسقط من ورق الشجر
تتمة الحديث » فإذا أصابت أحدكم عرجةً بفلاة من الأرض فلينادِ يا عباد الله أعينوا« (صريح البيان 58 إظهار العقيدة السنية 247 المقالات السنية 46 ط: قديمة).
· وهذا الحديث ضعيف لا يحتج به لما يلي :
· أن الصحابة تركوا التوسل بالرسول e وهو أحب إليهم من رجال الغيب فكيف يتركون التوسل به ثم يتعلقون برجال في الهواء ؟
· وقد وجه بعض أهل العلم هذه الرواية بمناداة حاضر قادر وهم الملائكة ، فليس في الأثر دعاء لغائب .
· أن ناكثي العهد ومخلفي الوعد ممن يقولون ( نحن أشاعرة ) زعموا أنه لا يجوز الاستدلال في مسائل العقائد إلا بالمتواتر . وها هم هنا يحتجون بالآحاد الضعيف السند في مسألة عقدية .
· أن فيه أسامة بن زيد الليثي قال الحافظ في التقريب (317) " صدوق يهم " وقال أحمد : ليس بشيء ، وقال عبد الله لأبيه أحمد : أراه حسن الحديث فقال أحمد : إن تدبرت حديثه فسوف تعرف فيه النكرة . وقال أبو حاتم : يُكتب حديثه ولا يُحتج به ، وقال النسائي : ليس بالقوي ، وتركه ابن القطان ويحي بن سعيد وقال " اشهدوا أنى قد تركت حديثه (تهذيب التهذيب 1/209). وقد وثقه آخرون كالدارمي وابن عدي ووثقه ابن شاهين وزاد ابن حبان " يخطئ " .
· ومن تدبر هذه الأقوال علم أن ما تفرد به حقه الرد ، فإن توبع قُبِلَ . غير أن هذه الرواية التي رواها هنا مما تفرد به فحقها الرد .
وقد روي موقوفاً بإسناد أجود من هذا عند البيهقي عن جعفر بن عون في شعب الإيمان (سلسلة الأحاديث الضعيفة 2: 111) ، وهو مع ذلك معلول بالوقف .
1. أن أسامة تفرد به ، وتفرد ضعيف الحفظ يُعد منكراً إذا لم تؤيده أصول صريحة صحيحة . وأما قول الحافظ (هذا حديث حسن الإسناد غريب جداً) فمعلوم أن حسن إسناده لا يدل على حسن الحديث دائماً .
2. وفيه حاتم بن إسماعيل الراوي عن أسامة " صحيح الكتاب صدوق يهم" ( قاله الحافظ في التقريب(126/1)
994) وقال ( وقرأت بخط الذهبي في الميزان " قال النسائي : ليس بالقوي " ( التهذيب 2/128) .
* وفي رواية أخرى من طريق أحمد بن يحي الصوفي ثنا عبد الرحمن بن شريك حدثني عن عبد الله بن عيسى عن زيد عن عتبة بن غزوان عن النبي e أنه قال " إذا أضل أحدكم شيئاً أو أراد عوناً وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل يا عباد الله أعينوني " . قال الهيثمي في (مجمع الزوائد 10/132) " رجاله ثقات على ضعف في بعضهم " .(126/2)
إن منكم لمن يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله
· ضعيف جدا. قال الحافظ ابن حجر العسقلاني «فيه نظر» (الإصابة1/25) فيه:
· الكديمي محمد بن يونس: متهم بوضع الحديث كما قال الدارقطني. وروى عن أحمد بن حنبل أنه كان ينهى عن الذهاب إلى الكُدَيمي ويقول: »إنه كذاب«، كما روى الدارقطني عن أبي بكر أحمد بن الواثق الهاشمي قوله » أنا أجاثيه – أي الكديمي بين يدي الله تعالى يوم القيامة وأقول: إن هذا كان يكذب على رسولك وعلى العلماء (سؤالات الدارقطني74و404).
· ورواه الحاكم (3/122) ووصححه على شرط الشيخين وأقره الذهبي وهو من أوهامهما. فإن في السند:
· عبيد الله بن موسى: قال العجلي » كان يتشيع« (الثقات902) وقال أبو داود سمعت أحمد بن حنبل يقول » كل بلية تأتي عن عبيد الله بن موسى (سؤالاته 3/152). بل ثبت أنه صاحب تخليط وراوي أحاديث سوء كما قاله يعقوب بن سفيان. أضاف » شيعي، وإن قال قائل إنه رافضي لم أنكر عليه وهو منكر الحديث (كتاب المعرفة والتاريخ2/210).
· والحديث ليس فيه ما يؤيد مذهب الروافض فيما يذهبون إليه من عصمة علي ووجوب إمامته قبل أبي بكر وعمر.(127/1)
إن هذا أخي ووصيي وخليفتي من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا
هذا الحديث باطل متناً وسنداً:
قال الألباني « موضوع» (سلسلة الأحاديث الضعيفة4932).
أما من ناحية السند: فمدار رواياته على ثلاثة، محمد بن اسحاق وعبد الغفار بن القاسم وعبد الله بن عبد القدوس.
أما محمد بن اسحاق: راوي الحديث فهو مختلف في صحته.
وأما عبد الغفار بن القاسم: قال عنه الذهبي « أبو مريم الأنصاري رافضي، ليس بثقة، قال علي بن المديني: كان يضع الحديث، ويقال: كان من رؤوس الشيعة، وروى عباس بن يحيى: ليس بشيء، وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم، وقال أحمد بن حنبل: كان أبو عبيدة إذا حدّثنا عن أبي مريم يضج الناس يقولون: لا نريده، وقال أحمد: كان أبو مريم يحدّث ببلايا في عثمان (ميزان الاعتدال 2/640).
وقال عنه ابن حبّان « كان ممن يروي المثالب في عثمان بن عفان وشرب الخمر حتى يسكر ومع ذلك يقلّب الأخبار ولا يجوز الاحتجاج به، تركه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين» (كتاب المجروحين لابن حبان ص143).
وقال النسائي « متروك الحديث» (الضعفاء والمتروكين للنسائي ص210).
وقال عنه ابن كثير « متروك كذّاب شيعي اتهمه علي بن المديني وغيره بوضع الحديث وضعّفه الأئمة رحمهم الله» (تفسير ابن كثير3/364).
وأما عبد الله بن عبد القدوس: قال عنه الذهبي « كوفي رافضي نزل الري، روى عن الأعمش وغيره، قال بن عدي: عامة ما يرويه في فضائل أهل البيت، قال يحيى: ليس بشيء رافضي خبيث، وقال النسائي وغيره: ليس بثقة، وقال الدارقطني: ضعيف، وقال أبومعمر: عبد الله بن عبد القدوس وكان خشبياً» (ميزان الاعتدال2/457).(128/1)
إن وصيي وموضع سري هو علي بن أبي طالب
وخير من أترك من بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب
رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/114 وعزاه إلى الطبراني وقال » فيه ناصح بن عبد الله وهو متروك«.
وورد بلفظ آخر كسبب لنزول آية ] وأنذر عشيرتك الأقربين[ قال » لما نزلت دعا رسول الله e رجالا من أهل بيته فقال: من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنةويكون خليفتي في أهلي؟ فقال علي: أنا. فقال رسول الله e » علي يقضي عني ديني وينجز مواعيدي« وإسناده ضعيف: فيه يحيى الحماني وعباد بن عبد الله وشريك. قال الحافظ «قال البزار: هذا الحديث منكر. قلت: وأبو نعيم ضرار بن صرد ضعيف جدا» (مختصر زوائد البزار2/309).(129/1)
أنا المنذر وعلي الهادي بك يا علي يهتدي المهتدون [بعدي]
قال الألباني موضوع (سلسلة الضعيفة4899).(130/1)
أنا دار الحكمة وعلي بابها.
رواه الترمذي وأبو نعيم سكت عن قول الترمذي: هذا حديث غريب منكر.. ولا نعرف هذا الحديث عن واحد من الثقات عن شريك) (حديث رقم 3723). وسكت عن سند الرواية عند ابي نعيم حيث أسنده عن الأصبغ بن نباتة وهو متروك الحديث كما قال أهل الجرح والتعديل. أورده الذهبي في الضعفاء. (قال الحافظ ابن حجر: هذا حديث غريب لا يعرف عن أحد من الثقات غير شريك. وإسناده مضطرب. وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع« (مشكاة المصابيح 3/1777). وحكم ابن الجوزي بأنه مكذوب (الموضوعات 1/349) والسيوطي (اللآلئ المصنوعة 1/329-333).(131/1)
أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب
رواه الحاكم (3/124) صححه مع أنه قال » وفي إسناده عمر بن الحسن وأرجو أنه صدوق..« وتعقبه الذهبي فقال: وضعه الحسين بن علوان وعمر بن موسى الوجيهي.
قال الحافظ « وهو موضوع» (لسان الميزان4/290) (مختصر استدراك الحاكم للحميد1357).(132/1)
أنا شجرة وفاطمة أصلها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرها
موضوع. قال الحافظ « لعله وضعه ميناء» (لسان الميزان4/77).(133/1)
أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني إن ذكرني
في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ هم خير منهم وإن تقرب مني شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة
التقرب يكون على أنواع وليس على نوع واحد. ولا يجوز تخصيص معنى من المعاني المتعددة دون المعنى الآخر إلا بحسب السياق.
كيف كان نوع مشي العبد إلى الله. هل بالأرجل أم بالعمل؟
إذن لماذا تعتبرون المشي هنا على المجاز؟
أليس ما تفعلونه هنا هو عين ما فعلتموه في آية (وهو معكم أينما كنتم) حيث تحكمتم في معنى دون المعاني الأخرى. وجعلتموه هو الأصل وما عداه من المعاني مجازية.
اعترفوا أن المشي على أنواع وأن نوع المشي هنا لا علاقة له بمشي الأرجل.
والمشي والهرولة مقترنان بالتقرب. وهذا النوع من التقرب إلى الله ليس بالمشي إليه وإنما يتقرب إلى الله بالعمل الصالح وليس بمشي الأرجل. فكذلك الهرولة هي مشي سريع لا بالأرجل وإنما بالعمل الصالح.(134/1)
أنا قسيم النار (يعني علي)
قال الحافظ « أورده العقيلي في الضعفاء وهو موضوع» (لسان الميزان3/247).(135/1)
أنا محمد بن عبد المطلب.. وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح
ضعيف جدا كما قال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع رقم 1320.(136/1)
أنا مدينة الحكمة وعلي بابها
قال ابن عدي في الكامل في الضعفاء (5/177) « هذا الحديث معضل عن الأعمش.. وقد سرقه أبو الصلت من أبي معاوية» (وانظر لسان الميزان4/144) وقد قال أهل العلم «كم من خلق افتضحوا بهذا الحديث» (تهذيب الكمال21/277 سؤالات البرذعي1/519).(137/1)
أنا مدينة العلم وعلي بابها
* * * موقف العلماء من الحديث
ذكره الحافظ عن جابر مرفوعا. ثم قال « الحديث منكر» (لسان الميزان1/197).
قال القرطبي » هذا حديث باطل: النبي مدينة العلم والصحابة أبوابها«. ولعله من كلام منقول من ابي بكر ابن العربي وعلى كل حال فهو ينقله مستحسنا إياه« (م 5 ج 9 ص 220).
وقال الهيثمي (9/114) » وفيه عبد السلام بن صالح وهو ضعيف«.
وذكر الذهبي ما يليق بابي الصلت من الذم وذكر عنه هذا الحديث (سير ألأعلام 11/447). ونقل عن مطين أن هذا الحديث موضوع (ميزان الاعتدال 2/145). وفي (5/220) من الميزان ذكر كذب أبي الصلت عن أبي معاوية، سرقه منه أحمد بن سلمة. وفي (7/165) من الميزان يصف الذهبي الخبر بأنه باطل.
وقال ابن الجوزي في (الضعفاء والمتروكون 2/205) فيه عمر بن اسماعيل بن مجالد: متروك ليس بثقة.
وقال ابن عدي في (الكامل في الضعفاء 1/192) » هذا حديث منكر موضوع«.
· وذكره في (تاريخ بغداد 2/377 و4/348) ولم يحك فيه شيئا.
· وفي (7/172) قال » قال أبو جعفر لم يرو هذا الحديث عن أبي معاوية من الثقات أحد رواه أبو الصلت فكذبوه«. فمن أين يصحح الخطيب البغدادي هذا الحديث؟
· وفي (11/48) نقل عن اسحاق بن ابراهيم أن أبا الصلت » روى أحاديث مناكير قيل له روى حديث مجاهد عن علي أنا مدينة العلم وعلي بابها قال ما سمعنا بهذا قيل له هذا الذي تنكر عليه هذا أما هذا فما سمعنا به«.
· بل إن الخطيب ذكر عدم معرفة يحيى بن معين بحال أبي الصلت هذا فقال عن الحديث صحيح. ثم تبين له حاله. فتعقب الخطيب قوله: بمعنى أنه ليس بباطل. اذ قد رواه عدد عن أبي معاوية غيره.
· غير أن الخطيب انتهى إلى القول: وقد ضعف جماعة من الأئمة أبا الصلت وتكلموا فيه بغير هذا الحديث (11/50) ثم ذكر أقوالا كثيرة فيه تدل على أنه كذاب وضال وزائغ. ولذلك نقل عن يحيى بن معين هذه الرواية وطعن فيها قائلا بأنها كذب ليس له أصل«(138/1)
(11/58). فأنى للخطيب التصيح لهذه الرواية؟
وفي العلل ومعرفة الرجال (3/9) » قال يحيى عن رواية ابن عمر بن اسماعيل بن مجالد: هذا كاذب رجل سوء«.
وفي كشف الخفاء للعجلوني (1/236) عن رواياته كلها بأنها واهية.
فيه أبو الصلت (عبد السلام بن صالح): ضعيف جدا. وثقه الحاكم وتعقبه الذهبي مبينا بأنه ليس بثقة ولا مأمون. (المستدرك 3/126). وروي من ثلاث طرق عن الاعمش وكلها موضوعة فيها عثمان الأموي وهو متهم بأنه كذاب يضع الحديث ويسرقه. وهناك طريق أخرى عن الأعمش ضعيفة جدا لشدة ضعف شيخ ابن عدي أحمد بن حفص وجهالة سعيد بن عقبة. وهناك حوالي أحدى عشر طريقا عن أبي معاوية كلها بين شديد الضعف وبين موضوع. حكم ابن الجوزي بوضعه (الموضوعات 1/351).
* * * موقف الحافظ ابن حجر في اللسان
وقال في لسان الميزان (6/301) :
142 يحيى بن بشار الكندي » أتى بخبر باطل« والخبر الباطل عند الحافظ ابن حجر هو رواية أنا مدينة العلم وعلي بابها. وفي ترجمة سعيد بن عقبة قال الحافظ عن روايته » أنا مدينة العلم« لعله اختلقه«. (لسان 3/47-48).
513 جعفر بن محمد الفقيه أنكر على (مطين) الذي رواه وحكم عليه بالوضع قائلا » وهذا الحديث له طرق كثيرة في مستدرك الحاكم أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع« (2/155).
وإذا كان للحديث أصل فلا يكون صحيحا. فالضعيف له أصل. والموضوع مختلق مكذوب.
1342 اسماعيل بن محمد أبي هرون الجبريني الفلسطيني. قال ابن حبان » كان يسرق الحديث« وقد أورد حديثا مكذوبا وفيه » أبو بكر وزيرك وخليفتك من بعدك« قال ابن الجوزي » إنما نقل قوله كذاب عن ابن طاهر«. فتأمل إنصاف أهل السنة. لو كانوا لا يبالون بصحة السند ومتحيزين لصححوا هذا السند (1/482).
1316 اسماعيل بن علي المثنى. وهو الموصوف بأنه الكذاب (1/471).
513 احمد بن عبد الله بن يزيد الهيثمي الموصوف بالكذاب الوضاع (1/211).
574 أحمد بن سلمة(138/2)
كوفي حدث بجرجان عن أبي معاوية الضرير قال بن حبان كان يسرق الحديث. (1/190).
موقف الحافظ منه في تهذيب التهذيب
(تهذيب 6/319) ترجمة عبد السلام بن صالح بن ايوب. نقل عن المروزي أن له أحاديث مناكير وذكر منها هذا الحديث. قال الحافظ » هذا الذي ينكر عليه« (6/320).
(تهذيب 7/337) ترجمة علي بن ابي طالب روى الحافظ الحديث بصيغة التمريض قائلا (روي).
(تهذيب 7/427) ترجمة عمر بن اسماعيل بن مجالد. قال » قال أبو زرعة حديث أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن بن عباس أنا مدينة العلم وعلي بابها كم من خلق قد افتضحوا فيه« .(138/3)
أنت أخي في الدنيا والآخرة
ضعيف كما صرح به الألباني (ضعيف الجامع1325).(139/1)
أنت الذي تزعم أنك نبي (قول عائشة للنبي)
الحديث ضعيف. قال الحافظ الهيثمي « فيه محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعنه» (مجمع الزوائد4/322). وهو عين ما قاله الحافظ العراقي في تخريج إحياء علوم الدين (2/43). فالحديث معلول بالعنعنة. والمدلس تقبل روايته إذا كانت بلفظ (حدثني) ولا تقبل إذا قال (عن عن).
وإيراد الغزالي لها من جملة ما حشا به كتابه الإحياء من آلاف الأحاديث الضعيفة والموضوعة. وهذه الرواية بذاتها كانت سببا في توجيه نقد أهل العلم إليه. وقد وجه ابن الجوزي نقده إلى الغزالي لإيراده مثل هذا الحديث خاصة وحشو كتابه الإحياء بآلاف الأحاديث الضعيفة والموضوعة عامة. (أنظر صيد الخاطر ص 120).(140/1)
أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي
أخرجه الطبري (7:344) وهو حديث ضعيف. وقال الذهبي « رواه ابن جرير عن معاذ بن مسلم ومعاذ نكرة فلعل الآفة منه» (ميزان الاعتدال1/484).
وقال ابن كثير « وهذا الحديث فيه نكارة شديدة» (تفسير ابن كثير4/545).
وهناك رواية أخرى هي « الهادي رجل من بني هاشم قال ابن الجنيد هو علي بن أبي طالب». وهذه الرواية آفتها المطلب بن زياد. وهناك رواية أخرى وهي « أنا المنذر وعلي الهادي بك يا علي يهتدي المهتدون [بعدي]». قال الألباني موضوع (سلسلة الضعيفة4899).(141/1)
أنت أول من آمن بي
وأول من يصافحني يوم القيامة وأنت صديقي الأكبر وأنت الفاروق تفرق بين الحق والباطل وأنت يعسوب المؤمنين.
موضوع: حكم بوضعه الشوكاني (الفوائد المجموعة1082) وابن الجوزي في الموضوعات (1/344).
قال الحافظ « هذا الإسناد واهي، ومحمد متهم، وعباد من كبار الروافض وإن كان صدوقا في الحديث» (مختصر زوائد البزار2/301).(142/1)
أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي
موضوع: تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الموضوعة (1/399).(143/1)
أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه بعدي
رواه الحاكم في المستدرك (3/122) وفيه ضرار بن صرد أبو نعيم الطحان: اتهمه الذهبي في تعقبه على تصحيح الحاكم له بأنه من وضع ضرار (الكشف الحثيث1/138 ) ونقل عن ابن معين أن ضرارا كذاب.(144/1)
أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
· يفهم الرافضة من الحديث أن عليا بمنزلة الرسول إلا أنه ليس بنبي. ولهذا فضلوه على كل الأنبياء. وهذا فهم سقيم. فإن منزلة هارون من موسى موجودة في القرآن (وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي 29 هَارُونَ أَخِي 30 اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي 31 وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي 32). أي إجمع بيني وبينه في أمر النبوة كما قاله الطبرسي (مجمع البيان7/19 وقال مثله الطبري في تفسيره16/200).
· علي كانت له هذه المنزلة بينه وبين الخلفاء الثلاثة وليس بينه وبين النبي فقط. فإن عليا كان من أبي بكر وعمر وعثمان بمنزلة هارون من موسى.
· ما فهم علي ما فهمتم وإلا لامتنع عن مبايعة أبي بكر.
· إن كان هذا النص عندكم صريحا في الإمارة. فهناك ما هو أصرح منه وأولى وهو تأمير النبي لأسامة بن زيد. فلماذا لا نقول إنه هو الإمام بعد النبي بدليل أن النبي أمره.
· فلماذا لم يؤمر علي بن أبي طالب بدلا من أسامة بن زيد؟
· بل إن قول النبي صلى الله عليه وسلم ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر أصرح من حديث (أنت مني بمنزلة هرون من موسى) الدال على منزلة الأخوة. فإنه إن لم تكن المنزلة نبوة بقيت منزلة الأخوة. أو منزلة تخليفه على المدينة وهي منزلة كانت لعبد الله بن أم مكتوم وغيره لا لعلي فقط.
· لم يخف على النبي صلى الله عليه وسلم أن يوشع كان الخليفة بعد موسى وليس هارون لأن هارون مات قبل موسى باعراف الرافضة (بحار الأنوار12/9). وسئل الصادق أيهما مات: هارون مات قبل أم موسى صلوات الله عليهما؟ قال: هارون مات قبل موسى (بحار الأنوار12/11). فلو كان مراده صلى الله عليه وسلم الإمامة لقال (كمنزلة يوشع من موسى) ولم يقل (بمنزلة هارون من موسى. مما يدل على أن المنزلة منزلة الأخوة لا الإمامة كما بين موسى وهارون. وليس الإمامة.
· الحديث له مناسبة حين زعم المنافقون أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مله(145/1)
وكره صحبته فكان هذا القول من النبي صلى الله عليه وسلم مبطل لما زعموه.
· أن هارون ولي أمر بني إسرائيل في حياة موسى فقط. وقياس علي على هارون هنا يبطله مبايعة علي لأبي بكر وعمر وعثمان. فالله وعد أهل البيت بالاستخلاف كما يزعم الشيعة في تفسير قوله تعالى ]وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ (النور:55). والرسول صلى الله عليه وسلم وعد عليا بالاستخلاف كما في هذا الحديث: فيلزم الطعن في كلام الله ورسوله لأن كلا من الآية والحديث لم يتحققا.
أن استخلاف النبي صلى الله عليه وسلم عليا ليس خاصا به وحده. بل خلف على المدينة كثيرين غير علي كابن أم مكتوم وعثمان بن عفان وغيرهما. إن بعض المنافقين قال: إنما خلفه لأنه يبغضه فقال له النبي ذلك (تاريخ الطبري 3/103-104، والبداية والنهاية لابن كثير 5/7.
· ومعلوم من السيرة أن هذا الاستخلاف لم يكن خاصاً بعلي، فقد استخلف النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة غيره عندما كان يخرج غازياً أو حاجاً أو معتمراً، فقد استخلف في غزوة بدر: عبد الله ابن أم مكتوم، واستخلف في غزوة بني سليم: سباع بن عُرفطة الغفاري، أو ابن أم مكتوم على اختلاف في ذلك، واستخلف في غزوة السويق: بشير بن عبد المنذر، واستعمل على المدينة في غزوة بني المصطلق: أبا ذر الغفاري وفي غزوة الحديبية: نُمَيْلَةَ بن عبد الله الليثي كما استعمله أيضاً في غزوة خيبر، وفي عمرة القضاء استعمل: عويف بن الأضبط الديلي، وفي فتح مكة: كلثوم بن حصين بن عتبة الغفاري، وفي حجة الوداع: أبا دجانة الساعدي ذكر هذا ابن هشام في مواطن متفرقه من السيرة
· وهذا يبطل فهم الشيعة للحديث. إذ لو كان الأمر كذلك لم يجز استخلاف أحد غيره حتى يفهم الناس أن عليا هو الإمام دون غيره وجوبا (انظر السيرة النبوية لابن هشام 2/650،804،806، 3/1113،1133،1154،1197، 4/1241،1457).
· أن(145/2)
استخلاف هارون يختلف عن استخلاف علي. فإن العسكر كان مع هارون وإنما ذهب موسى لوحده. أما استخلاف علي فكان على النساء والصبيان في المدينة وكان العسكر كله مع النبي صلى الله عليه وسلم .
كيف فهم علي هذا الحديث؟ وكيف طبقه؟
ألم يقل عندما أجبروه على تولي الخلافة: « دعوني والتمسوا غيري… ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، ولأن أكون لكم وزيراً خيراً من أن أكون عليكم أميرأ » (نهج البلاغة 181-182).
وقال لمعاويةً « بايعني القوم الذين أبا وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه. فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا الغائب أن يختار،، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه الى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين » (نهج البلاغة 7:3، وانظر كتاب الإرشاد للمفيد 31 ط: الأعلمي. أو 143 طبعة حيدرية).
· هارون لم يل أمر بني إسرائيل بعد موسى وإنما يوشع بن نون صاحبه في طلب الخضر مثلما ولي أمور المسلمين بعد نبينا صاحبه في الغار وهو أبو بكر الصديق.
· إن هذا يبين أن عليا لن يكون الإمام من بعده لوجود الاستثناء (إلا أنه لا نبي بعدي). ومعلوم أن عليا لن يكون نبيا من بعده فبقي أن يكون إماما من بعده والواقع يشهد بخلاف ذلك وإلا لزم الطعن في كلام النبيصلى الله عليه وسلم يطعن به يهودي أو نصراني. إذ أن عليا لم يكن إماما من بعده.
· فإما أن يكون هذا وعدا من النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الوعد لم يتحقق ويكون علي نفسه قد أسهم في إبطال قول النبي صلى الله عليه وسلم عمليا بمبايعته أبا بكر وعمر وعثمان. وإما أن يكون من تحميلات الشيعة للنصوص من المعاني الباطلة التي لا يحتملها النص. كما زعموا أن المشكاة فاطمة والمصباح الحسن والزجاجة الحسين والشجرة الملعونة في القرآن بنو أمية.
· أن عليا لم يستعمل شيئا من هذه النصوص المزعومة كدليل على وجوب خلافته هو. فإن كان لعجز فيكون لا يستحق الإمارة. وإن كان يقدر ولم يفعل(145/3)
فهو خائن والخائن معزول عن الإمارة. وإن كان لم يعلم بالنص فهو لا يعلم ما كان وما يكون كما يدعي الشيعة. وحاشاه مما ينسبه الشيعة إليه من التناقضات.(145/4)
أنت وارثي
الموضوعات لابن الجوزي (1/346).(146/1)
أنت وشيعتك في الجنة
موضوع (اللآلئ المصنوعة للسيوطي1/379).(147/1)
أنت ولي كل مؤمن بعدي
صححه الحاكم وأقره الذهبي (المستدرك3/134) ولم يقل أنت ولي أمر كل مؤمن بعدي. والولاية هي المحبة والنصرة ومن هذا الباب علي ولي كل مؤمن.(148/1)
أنت وليي في الدنيا والآخرة
هل صححه الالباني وانتقد ابن تيمية على تضعيفه؟
لقد وجدت ابن الجوزي قد حكم بوضعه. (الموضوعات) مع أنه في فضائل عثمان وليس علي.
وهو حجة على الشيعة فإنه يعني تمام المحبة لا الإمامة إذ لا يمكن أن يعني أنت إمامي في الدنيا والآخرة.(149/1)
أنت يا علي وشيعتك (أولئك هم خير البرية)
(تفسير الطبري12/657).
فيه أبو الجارود: زياد بن المنذر الكوفي : قال عنه الحافظ ابن حجر » رافضي كذبه يحيى بن معين« (التقريب 2101) وفيه عيسى بن فرقد وهو الذي يروي عن الكذابين والمتروكين مثل جابر الجعفي (جامع الجرح والتعديل 1/122) الرافضي الذي كان يؤمن أن عليا هو دابة الأرض وأنه لم يمت وإنما هو في السحاب وسوف يرجع.
وحكيم بن جبير (جمع الجرح والتعديل1/190). كما حكاه عنه ابن ابي حاتم في (الجرح والتعديل 6/284).
وهو مناقض لحديث أنس أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم « يا خير البرية. فقال: ذلك إبراهيم (رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح).(150/1)
انتظار الفرج عبادة (المقالات السنية 96).
موضوع . فيه عمرو بن حميد ، قال الحافظ ابن حجر في ( لسان الميزان 1917) والذهبي في (ميزان الاعتدال 6356) " ذكره السليماني في عداد من يضع الحديث " وذكر أنموذجاً لموضوعاته وهو نفس الحديث " انتظار الفرج عبادة " .(151/1)
إنزل عن منبر أبي واذهب إلى منبر أبيك
عن الحسين بن علي قال أتيت عمر وهو يخطب على المنبر فصعدت إليه فقلت انزل عن منبر أبي واذهب إلى منبر أبيك فقال عمر لم يكن لأبي منبر وأخذني فأجلسني معه أقلب حصى بيدي فلما نزل انطلق بي إلى منزله فقال لي من علمك قلت والله ما علمني أحد قال بأبي لو جعلت تغشانا قال فأتيته يوما وهو خال بمعاوية وابن عمر بالباب فرجع بن عمر فرجعت معه فلقيني بعد قلت فقال لي لم أرك قلت يا أمير المؤمنين
· ذكره الذهبي وقال إسناده صحيح (سير أعلام النبيلاء3/285).
· يجتجون بقول الحسين وهو ابن سبع سنوات ولا يحتجون ببيعة أبيه علي لعمر.
· إن الذي قال ذلك لعمر عندما كان عمره سبع سنوات هو الذي كان له أخ اسمه عمر وهو الذي سمى ولده عمر بن الحسين. فتأمل.(152/1)
أنسب لنا ربك فنزلت (قل هو الله أحد)
قال الألباني « إسناده ضعيف لسوء حفظ أبي جعفر الرازي وأبو سعد الخراساني هو محمد بن ميسر الجعفي الصاغاني البلخي الضرير واحد ولكنه قد توبع كما يأتي. والحديث أخرجه أحمد5/133 والترمذي 2/2401 وابن جرير 30 /221 من طرق أخرى عن أبي سعد به لكن ليس ثم الأولين قوله قال فالصمد وتابعه محمد بن سابق ثنا أبو جعفر الرازي بتمامه أخرجه الحاكم 2/540 وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. وقد عرفت أنه ليس كذلك لضعف الرازي. على أن الترمذي قد أعله بعلة أخرى وهي الارسال فإنه رواه من طريق عبيدالله بن موسى عن أبي جعفر الرازي فذكره دون قوله عن أبي بن كعب يعني أنه أرسله. قلت وأشار البخاري في التاريخ الصغير إلى إرساله (2/280).
وقال الترمدي: وهذا أصح من حديث أبي سعد.
664 ثنا محمد بن مصفى ثنا الوليد بن مسلم ثنا محمد بن حمزة بن يوسف بن عبدالله بن سلام عن أبيه أن عبدالله بن سلام قال لأحبار اليهود إني أريد أن أحدث بمسجد أبينا ابراهيم وإسماعيل عهدا قال فلما نظر اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنت عبدالله بن سلام قال قلت نعم قال قلت فانعت لنا ربك قال قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وقرأه علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم إسناده ضعيف ورجاله موثقون إلا أن حمزة بن يوسف بن عبدالله بن سلام لم يرو ابنه محمد ولم ابن حبان ثم إنه لم يلق جده عبدالله بن سلام.(153/1)
أنظروا قبر النبي فاجعلوا له كوا الى السماء
أن أهل المدينة قحطوا قحطاً شديداً فشكوا إلى عائشة فقالت : انظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كواً إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ، ففعلوا ، فمطروا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق .
هذه الرواية منكرة ، فيها :
ا) أبو النعمان محمد بن الفضل (انظر عن اختلاطه في الكواكب النيرات ( ص382 رقم 52) اختلط.
2) عمرو بن مالك النكري قال فيه ابن عدي "حدث عنه عمرو بن مالك قدر عشرة أحاديث غير محفوظة " والنكري ضعيف عند البخاري (الكامل 1 / 204 التهذيب 1 / 384 وفي الكامل المطبوع تصحيف والتصويب من التهذيب وهذا الأثر من روايته فيكون غير محفوظ).
3) أوس بن عبد الله (أبو الجوزاء) قال البخاري " في إسناده نظر " (التاريخ الكبير 1 / 172 الكامل 1 / 402 التهذيب 1 / 384).
4) سعيد بن زيد ، فيه ضعف ،ضعفه الدارقطني وأبوحاتم والنسائي والجوزجاني والبزار وقال أحمد لا بأس به وقال ابن حبان : " كان صدوقاً حافظاً يخطئ في الإخبار ويهم حتى لا يحتج به إذا انفرد " (تهذيب التهذيب 4 / 33 ميزان الاعتدال 2 / 138).
وعلى فرض صحة سندها فإنها معارضة للروايات الأصح منها سنداً والتي أفادت ترك الصحابة التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته وخروج عمر إلى الصحراء وتوسله بدعاء العباس .إنك (أي يا علي) لأول من ينفض التراب عن رأسه يوم القيامة
قال الحافظ « فيه عباد وهو من غلاة الرافضة، وعلي بن هاشم وهو شيعي» (الإصابة4/129).(154/1)
إنك إلى خير إنك إلى خير
· وذلك حينما قالت أم سلمة للرسول صلى الله عليه وسلم ألست أنا من أهل بيتك؟ فأجابها بذلك.
· إسناده ضعيف بسبب إبهام الراوي عن عطاء بن أبي رباح إلى أم سلمة. وقد جاء بسند آخر موصول وفيه شهر بن حوشب. قال فيه الحافظ بن حجر » صدوق كثير الإرسال والأوهام« (ميزان الاعتدال2/284 تهذيب التهذيب4/369).
· على أن الذي صح هو مخالف لهذا الحديث: عن أم سلمة » قلت: يا رسول الله ألست من أهلك؟ قال بلى فادخلي في الكساء. قالت: فدخلت في الكساء بعدما قضى دعاءه لابن عمه وابنيه وابنتيه فاطمة« وبداية الحديث قول أم سلمة لما بلغها مقتل الحسين رضي الله عنه » لعنت أهل العراق. قتلوه قتلهم الله غروه وذلوه لعنهم الله« الحديث. أخرجه أحمد في المسند (6/298) والطبراني في الكبير (3/114) وإسناده صحيح.(155/1)
أنكم سوف ترون ربكم عيانا.. الخ.
- تفسير القمي - علي بن ابراهيم القمي ج 2 ص 168 :
وقوله ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ) فانه حدثني ابي عن عبد الرحمان بن ابي نجران عن عاصم بن حميد عن ابي عبد الله عليه السلام قال : ما من عمل حسن يعمله العبد إلا وله ثواب في القرآن إلا صلاة الليل فان الله لم يبين ثوابها لعظم خطرها عنده فقال ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون - إلى قوله - يعملون ) . ثم قال إن لله كرامة في عباده المؤمنين في كل يوم جمعة ، فإذا كان يوم الجمعة بعث الله إلى المؤمنين ملكا معه حلتان فينتهي إلى باب الجنة فيقول : استأذنوا لي على فلان ، فيقال له هذا رسول ربك على الباب ، فيقول لازواجه أي شئ ترين علي أحسن ؟ فيقلن يا سيدنا والذي أباحك الجنة ما رأينا عليك شيئا احسن من هذا قد بعث اليك ربك ، فيتزر بواحدة ويتعطف بالاخرى فلا يمر بشئ إلا أضاء له حتى ينتهى إلى الموعد فإذا اجتمعوا تجلى لهم الرب تبارك وتعالى فإذا نظروا إليه –أي إلى رحمته- خروا سجدا فيقول عبادي ارفعوا رؤوسكم ليس هذا يوم سجود ولا عبادة قد رفعت عنكم المؤنة فيقولون يا رب وأي شئ أفضل مما أعطيتنا اعطيتنا الجنة ، فيقول لكم مثل ما في أيديكم سبعين ضعفا»
أقول : وضعتت أي إلى رحمته بلون مختلف لأبين للجميع أن هذه الزيادة من محقق الكتاب وليست عن المعصوم عندهم , والدليل على هذا أن الرواية وضعهاالعلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار نقلآ عن تفسير القمي بدون هذه الزيادة والتحريف !!!!!
- بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 8 ص 126 :
- فس : أبي ، عن ابن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ما من عمل حسن يعمله العبد إلا وله ثواب في القرآن إلا صلاة الليل ، فإن الله لم يبين ثوابها لعظيم خطرها عنده فقال : " تتجافي جنوبهم عن المضاجع(156/1)
يدعون ربهم خوفا وطمعا " إلى قوله : " يعملون " ثم قال : إن لله كرامة في عباده المؤمنين في كل يوم جمعة ، فإذا كان يوم الجمعة بعث الله إلى المؤمن ملكا معه حلة فينتهي إلى باب الجنة فيقول : استأذنوا لي على فلان ، فيقال له : هذا رسول ربك على الباب ، فيقول : لازواجه أي شئ ترين علي أحسن ؟ فيقلن : يا سيدنا والذي أباحك الجنة ما رأينا عليك شيئا أحسن من هذا بعث إليك ربك ، فيتزر بواحدة ويتعطف بالاخرى فلا يمر بشئ إلا أضاء له حتى ينتهي إلى الموعد ، فإذا اجتمعوا تجلى لهم الرب تبارك و تعالى ، فإذا نظروا إليه خروا سجدا فيقول : عبادي ارفعوا رؤوسكم ليس هذا يوم سجود ولا يوم عبادة قد رفعت عنكم المؤونة ، فيقولون : يا رب وأي شئ أفضل مما أعطيتنا ؟ أعطيتنا الجنة ، فيقول : لكم مثل ما في أيديكم سبعين ضعفا .....
............................................................
رجال الإسناد:
علي بن إبراهيم القمي: قال النجاشي ثقة في الحديث, ثبت ,معتمد, صحيح المذهب , معجم رجال الحديث(12/212)
إبراهيم بن هاشم: يقول الشهيد الأول في كتابه شرح الدروس الشرعية في فقه الإمامية - في مسألة مس المصحف: " إنّ حديث إبراهيم بن هاشم مما يعتمد عليه كثيرا، وان لم نص الأصحاب على توثيقه لكن الظاهر أنه من أجلاء الاصحاب وعظمائهم، المشار الى عظم منزلتهم ورفع قدرهم في قول الصادق عليه السلام : " إعرفوا منازل الرجال بقدر روايتهم عنا "
وقال السيد الداماد في (الرواشح) : الأشهر - الذي عليه الاكثر- عد الحديث من جهة ابراهيم بن هاشم ابي اسحاق القمي - في الطريق حسنا، ولكن في أعلى درجات الحسن، التالية لدرجة الصحة لعدم التنصيص عليه بالتوثيق. والصحيح الصريح عندي: أن الطريق من جهته صحيح، فأمره اجل وحاله أعظم من أن يعدل بمعدل أو يوثق بموثق "
وقال السيد بحر العلوم أيضاً (وعن شيخنا البهائي عن " أبيه : " إنه كان يقول : إني لأستحي أن لا أعد حديثه(156/2)
صحيحا ") الفوائد الرجالية السيد بحر العلوم (1/448) نقلآ عن الأخ محب آل البيت.
عبد الرحمن بن أبي نجران: قال النجاشي ثقة ثقة معتمدآ على ما يرويه له كتب كثيرة , معجم رجال الحديث (10/328)
عاصم بن حميد : قال النجاشي ثقة , عين , صدوق , معجم رجال الحديث(10/197).(156/3)
إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرها
· معنى قول عمر (فلته) أي فجأة دون استعداد لها ومن دون أن يتهيئوا لها فوقى الله شرها، أي فتنتها، وعلل لذلك بقوله مباشرة (وليس فيكم من تُقطعُ الأعناق إليه مثل أبي بكر) أي ليس فيكم من يصل إلى منزلة أبي بكر وفضله، فالأدلة عليه واضحة، واجتماع الناس إليه لا يحوزها أحد، يقول الخطابي « يريد أن السابق منكم الذي لا يلحق في الفضل لا يصل إلى منزلة أبي بكر، فلا يطمع أحد أن يقع له مثل ما وقع لأبي بكر من المبايعة له أولاً في الملأ اليسير ثم اجتماع الناس عليه وعدم اختلافهم عليه لما تحققوا من استحقاقه، فلم يحتاجوا في أمره إلى نظر ولا إلى مشاورة أخرى، وليس غيره في ذلك مثله» وكان سبب قول عمر هذا أنه علم أنّ أحدهم قال (لو مات عمر لبايعت فلاناً) أي يريد أن يفعل كما حدث لأبي بكر، ويتعذّر بل يستحيل أن يجتمع الناس على رجل كاجتماعهم على أبي بكر فمن أراد أن ينفرد بالبيعة دون ملأ من المسلمين فسيعرّض نفسه للقتل، وهذا هو معنى قول عمر (تغرةً أن يقتلا) أي من فعل ذلك فقد غرر بنفسه وبصاحبه وعرّضهما للقتل. السبب: قول عمر: وليس فيكم من تُقطعُ الأعناق إليه مثل أبي بكر.(157/1)
إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعلي بن أبي طالب
· لا أصل له من أكاذيب الرافضة. ويروونه بلا إسناد مع نسبته إلى جابر. (أنظر كتاب مئة منقبة لمحمد بن أحمد القمي ص161
· ومرويات جابر عند الشيعة تشبه مروياتهم المكذوبة على جعفر الصادق. فقد نسبوا إلى جابر كثير من أكاذيبهم ليحتجوا بها على السنة ويقولون لهم هذا جابر من أصحاب نبيكم روى ذلك.(158/1)
إني تارك فيكم الخليفتين من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي
ملاحظة مهمة قبل الكلام على سند الحديث. وهو:
العترة قد بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان فهل تقبلوا بذلك فتتمسكوا بهم وتقتدوا بهم؟
لو تركنا السنة إكراما للعترة فكيف نقبل مذهبا يروي عن العترة أن القرآن الذي نزل به جبريل سبعة عشر ألف آية حسبما رواه الكليني في الكافي وصححه المجلسي. وهل سوف تقولون لنا أنكم تضربون بهذه الرواية عرض الحائط إذا خالفت القرآن؟ ولماذا تفعلون ذلك: هل لأن السند لم يصح أم لأن العترة وقعوا في خطأ فاحش؟
لو تركنا السنة إكراما للعترة فكيف نقبل مذهبا يروي عن العترة أن القرآن الذي نزل به جبريل سبعة عشر ألف آية حسبما رواه الكليني في الكافي وصححه المجلسي. وهل سوف تقولون لنا أنكم تضربون بهذه الرواية عرض الحائط إذا خالفت القرآن؟ ولماذا تفعلون ذلك: هل لأن السند لم يصح أم لأن العترة وقعوا في خطأ فاحش؟
رواه ابن أبي عاصم في السنة (رقم 754). وفي رواية » إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض [أو ما بين السماء إلى الأرض] وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض« (رواه أحمد في فضائل الصحابة2/746).
وفيه شريك وهو سيء الحفظ ولكن له شواهد.
والعترة عندنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ثم بنوه كما قرره القرآن والسنة.
وليس المراد بالخليفة هو الوصي بعد النبي بدليل أنه ذكر القرآن. والقرآن لا يمكن أن يكون خليفة على هذا النحو. ولا يمكن أن تكون فاطمة خليفة.
ومعنى الخليفة هما الأمران اللذان يبقيان بعد النبي صلى الله عليه وسلم يحذر من عدم اتقاء الله فيهما. قال تعالى ] واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح[. وقال تعالى ] فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات[ وقال تعالى ] ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون[ والكلام في الآيتين لا علاقة له بالإمامة.(159/1)
إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي
العترة بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان فهل تقبلوا بذلك فتتمسكوا بهم وتقتدوا بهم؟
لو تركنا السنة إكراما للعترة فكيف نقبل مذهبا يروي عن العترة أن القرآن الذي نزل به جبريل سبعة عشر ألف آية حسبما رواه الكليني في الكافي وصححه المجلسي. وهل سوف تقولون لنا أنكم تضربون بهذه الرواية عرض الحائط إذا خالفت القرآن؟ ولماذا تفعلون ذلك: هل لأن السند لم يصح أم لأن العترة وقعوا في خطأ فاحش؟
· ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً« عزاه الشيعة إلى صحيح مسلم ولا يعرف عند مسلم بهذا اللفظ (الشيعة هم أهل السنة ص63). استبدل اللفظ (أذكركم الله في أهل بيتي) بلفظ (تمسكتم بهما.. وعترتي) ليقرر للناس أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالتمسك بالكتاب والعترة لأنهما مصدر عقيدة المسلم.
فالحديث في مسلم ليس هكذا وإنما هذا هو نصه » تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به. كتاب الله. وأنتم تسألون عني. فما أنتم قائلون ؟“ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بإصبعه السبابة، يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس “اللهم ! اشهد اللهم !«
والحديث موجود بهذا اللفظ عند الترمذي من روايتين » يا أيها الناس اني تركت فيكم من إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي« هذا حديث غريب حسن من هذا الوجه (3874). والطريق الآخر بلفظ » اني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي؛ أحدهما أعظم من الآخر؛ كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي« وكلاهما وصفهما الترمذي بالغريب. بل هذه الرواية مختلف في تصحيحها وتضعيفها. فقد حكم ابن الجوزي بضعفه في (العلل المتناهية في الأحاديث الواهية) فكيف يكون الحديث متواترا ناهيك عن وصف الترمذي له بالغريب. على أن الألباني صحح الحديث بمجموع طريقه(160/1)
إني عبد الله لخاتم النبيين وإن آدم عليه السلام لمنجدل في طينته
وسأنبئكم بأول ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي ورؤيا أمي التي رأت وكذلك أمهات النبيين يَرَيْنَ .
هذه الأحاديث صحيحة السند وتدل على ثبوت نبوته عليه الصلاة والسلام، وليس على الاعتقاد الرافضي أنه كان موجودا. فإن ثبوته في الذطر غير ثبوته في الخارج وفي الأعيان.(161/1)
أني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي: الثقلين واحد منهما أكبر من الآخر
العترة بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان فهل تقبلوا بذلك فتتمسكوا بهم وتقتدوا بهم؟
كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض«.
ضعيف. فيه عطية العوفي.
قال أحمد بن حنبل بعد ذكر هذا الحديث » أحاديث الكوفيين هذه مناكير« (التاريخ الصغير1/267) وصرح البخاري بأنه متكلم فيه (التاريخ الصغير1/267). وقال النسائي (الضعفاء والمتروكون505) والدارقطني » ضعيف« (السنن4/39). قلت: كان يروي عن صاحب له إسمه أبو سعيد يروي عنه فنسبت كثير من رواياته إلى أبي سعيد الخدري.(162/1)
إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم (قول منسوب للشافعي)
قول منسوب إلى الشافعي أنه قال " إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم - يعني زائراً- فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده ، فما تبعد عني حتى تقضى " (تاريخ بغداد 1 / 123).
هذه الرواية سندها إلى الشافعي فيه مجاهيل كما حكى العلامة المعلمي. قال الشيخ الألباني في (سلسلة الضعيفة 1 / 31 ) " هذه رواية ضعيفة بل باطلة ، فإن عمر بن إسحاق بن إبراهيم غير معروف وليس له ذكر في شيء من كتب الرجال ، ويحتمل أن يكون هو (عمرو) بن إسحاق بن إبراهيم بن حميد بن السكن أبو محمد التونسي . وقد ترجمه الخطيب ( 12 / 226 ) وذكر أنه بخاري قدم حاجا سنة ( 341 ) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا فهو مجهول الحال ، ويبعد أن يكون هو هذا ، إذ أن وفاة شيخه علي بن ميمون سنة (247) على أكثر الأقوال ، فبين وفاتهما نحو مائة سنة، فيبعد أن يكون قد أدركه " .
أنتم مطالبون بتبيين صحة سند هذه الرواية. وإلا فأنتم محجوجون بقول الشافعي " مثل الذي يطلب الحديث بلا إسناد كمثل حاطب ليل يحمل حزمة حطب وفيه أفعى وهو لا يدري " (فيض القدير 1 / 433) . فأنتم حُطاب ليل إن لم تأتوا بالسند صحيحا. هذا من مذهب الشافعي .
ومعلوم أن الأحباش أشاعرة ، والأشاعرة يشترطون في العقاند تواتر السند ولا يكفيهم مجرد صحته . فهل هذه الرواية متواترة ؟
أما نحن فنأتيكم بسند قوي عن الشافعي من كتبه ، فقد قال " وأكره أن يعظَم مخلوق حتى يُجعل قبره مسجداً مخافة الفتنة عليه وعلى من بعده من الناس" (أنظر الأم 1 / 278 المهذب 1 / 139 - 140 روضة الطالبين 1 / 652 المجموع 5 / 266 و 8 / 257) وهذا تناقض بين القول والفعل ينزه عنه الشافعي. ولو كان هذا التبرك صحيحا لقال له الناس كيف تخشى على الناس فتنة لا تخشاها على نفسك!
ولو كان الشافعي محبذا للتبرك بالقبور لما(163/1)
نهى عن البناء عليها وأنتم لا توافقون على ذلك وتعتبرون ما فعله أهل اليمن من هدم للبناء على القبور هدماً للقبر نفسه فاسمعوا فتوى الشافعي الموافقة لما فعله أهل اليمن :
ففي عصر الشافعي لم يكن ببغداد قبر لأبي حنيفة ينتاب الناس للدعاء عنده ألبته . وكان المعروف عند أهل العلم هدم ما يبنى على القبور وذلك باعتراف الشافعي نفسه . فقد روى عنه النووي قوله فيما يبنى على القبر " رأيت من الولاة من يهدم ما بني فيها ولم أر الفقهاء يعيبون عليه ذلك " (المجموع 5 / 298 شرح مسلم للنووي 7 / 24 الجنائز باب (32). وانظر مواهب الجليل 3 / 65). والله لو جاءكم الشافعي لرفضتموه ولقلتم له " أصابتك عدوى الوهابية ".
وصرح البيضاوي بأن اليهود والنصارى كانوا يتوجهون إلى قبور صلحائهم بالصلاة والدعاء (حاشية سنن النسائي 2 / 42) وجاء في (مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر 1 / 313 ) النهي عن الدعاء عند القبور (وانظر حاشية ابن عابدين على رد المحتار 2 / 439 البحر الرائق 2 / 298 روح المعاني للآلوسي الحنفي 17 / 313 مجمع الأنهر شرح ملتقى الأبحر 1 / 313) فالشافعي لا يمكن أن يشابه اليهود والنصارى. وقد روى عبد الرزاق في مصنفه وابن أبي شيبة أن علي بن الحسين رضي الله عنه رأى رجلا يأتي فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو، فنهاه وقال : " ألا أحدثكم حديثاً سمعته من أبي عن جدي - يعني علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تتخذوا قبري عيداً ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً وسلموا على فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم " قال السخاوي " وهو حديث حسن" (قاله في القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع ص228 ط : مكتبة المؤيد . وذكره البخاري في التاريخ الكبير 2/3-289 وانظر مصنف عبد الرازق ( 6694 ) ومصنف ابن أبي شيبة 2 / 375).
ولقد كان أبرز من تمسك بهذه الرواية الواهية شيخكم الكوثري في مقالاته(163/2)
(381) . وهو هو الذي كتب كتاباً اسمه " التأنيب في رد أكاذيب الخطيب " حذر فيه من الروايات المختلقة على أبي حنيفة الطاعنة فيه والتي حواها الخطيب في كتابه . وقد تلقف الرواية عنه رجال متهمون بالوضع والكذب كأبي مقاتل السمرقندي وأبي محمد الحارثي وأبي مطيع البلخي (إلا أن روايات أبي مطيع عن أبي حنيفة قد رواها آخرون ثقات ولم يكن من أبي مطيع بعدهم إلا تجميعها كما حكاه المرتضى الزبيدي في إتحاف السادة 2 / 14 جمعها فقط . فتنبه من تلبيس القوم ، فإنهم تارة يحتجون برواياته (الدليل القويم 56 و 78) وتارة يردونها اذا كان فيها ما يخالف عقيدتهم كما فعلوا في الراسلة التي تثبت تكفير أبي حنيفة لمتكر علو الله في السماء) وأبي المنذر البجلي وإبان بن جعفر النجيرمي . لكنه لا يعتبر هذه الرواية من الأكاذيب لأنها ترفع من شأن مذهبه ولو على حساب الشافعي .
وكم في تاريخ الخطيب من الأسانيد الواهية . فإذا كنتم مصرين على الأخذ بهذه الرواية من غير تحقق من سندها فخذوا بما ذكره الخطيب من الروايات وسكت عليه :
وخذوا برواية " الكرسي الذي يجلس عليه الرب عز وجل ، وما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع ، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد " قال الخطيب : قال أبو بكر المروذي قال لي أبو علي الحسين بن شبيب قال لي أبو بكر بن العابد - حين قدمنا بغداد- أخرج ذلك الحديث الذني كتبناه عن أبي حمزة ، فكتبه أبو بكر بن سلم بخطه وسمعناه جميعاً ، وقال أبو بكر بن سلم " إن الموضع الذي يفضل لمحمد صلى الله عليه وسلم ليجلسه عليه ، قال أبو بكر الصيدلاني : من رد هذا فإنما أراد الطعن على أبي بكر المروذي وعلى أبي بكر بن سلم العابد " (تاريخ بغداد 8 / 52). ونحن لا نقول بهذا ولا نصححه ولكن ذكرناه للحجة .
وأما رواية ابن عباس التي أوردها الخطيب في تاريخه (9/ 251) والتي تقشعر منها أبدانكم حيث فسر قوله تعالى { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ } قال(163/3)
" كرسيه موضع قدميه ". فهي رواية صحيحة يثبتها الخطيب وتستنكرها قلوبكم.
وخذوا برواية " رأيت ربي في صورة شاب أمرد" (تاريخ بغداد 11/ 214) .
وخذوا بحديث أن الله استوى على العرش حتى يُسمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد " (تاريخ بغداد 1 / 295 ) .
وخذوا بحديث " أنا مدينة العلم وعلي بابها " (تاريخ بغداد 2 / 377)
وخذوا بحديث " من لم يقل : عليٌّ خير الناس فقد كفر" (تاريخ بغداد 3/ 192) .
فكتب التاريخ لا تلتزم صحة ما تنقله من الأخبار ، وقليل منهم من يمحص ما ينقله . مثال ذلك تاريخ الطبري الذي هو أفضل كتاب في التاريخ ، ومع ذلك فقد قال في مقدمة تاريخه ( 1 / 8 ) " فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه ، من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة : فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا ، وإنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا ، وأنا إنما أدّينا ذلك على نحو ما أُدِّيَ إلينا " .
وهذا الشأن ليس في كتب التاريخ فحسب : بل في كتب الحديث ، وهو في كتب الفقه أكثر .
فلا حجة تقوم لكم قبل تصحيح السند . قال الإمام المازري " عادة المتورعين أن لا يقولوا : قال مالك قال الشافعي فيما لم يثبت" (طبقات السبكي 6 / 241 محققة).
ولا يخفاك أيها المنصف أنه لم يُكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم فقط وإنما كذب كثيرون على الأئمة لترويج ضلالاتهم باسم أئمة المذاهب . اتخذوا مذهب الشافعي جُنةً فصدوا عن سبيل الله . ويا ليتهم كانوا على مذهب الشافعي ونهجه السني .
وقد جرى كثير من الفقهاء على العناية بسند الحديث فقط . ويتساهلون في الرواية عن أئمة المذاهب من غير توثيق ، فإن النهي عن الاستدلال بالضعيف ليس مقصوراً على الحديث النبوي دون غيره !
ألعلهم يظنون أن كل ما ورد عن الشافعي أو أحمد يجب أن يكون صحيحاً تقوم به الحجة ؟ إذا كان الأمر كذلك فليأخذوا بما رواه حنبل بن إسحاق عن أحمد أنه كان يقول "(163/4)
وإذا رأيت رجلاً يذكر أحداً من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام" (البداية والنهاية لابن كثير 8 / 142 ، المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة للأحمدي 2 / 363 ط دارطيبة) وهم يطعنون صباح مساء في معاوية وعمرو بن العاص وجملة من الصحابة رضي الله عنهم .
ثم أين كان يعيش الشافعي ليأتي قبر أبي حنيفة (كل يوم) وقد كان في أول أمره بالحجاز ثم انتقل إلى مصر.
وقد كان الشافعي بالحجاز بمكة والمدينة وفيها قبر من هو خير من أبي حنيفة : وهو قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبور أصحابه ، فلم يعرف عنه أنه كان يأتيه ليدعو عنده ويتبرك به . . فما له يفضل قبر أبي حنيفة على قبر سيد ولد آدم وصحابته ؟ !
أأنتم أعلم بمذهب الشافعي أم النووي الذي حكى إجماع الأمة على النهي عن الاقتراب من القبر ولمسه باليد وتقبيله ، ونقل مثله عن الحليمي والزعفراني وأبي موسى الأصبهاني ؟ فمن المخالف لإجماع الأمة !
قد نهى أبو حنيفة عن التوسل إلى الله بأنبيائه - ولا يمكن أن يكون ذلك خافياً على الشافعي - فهل يرضى أبو حنيفة أن يتخذ أحد قبره للصلاة والعبادة ؟ نعم الصلاة معناها الدعاء قال تعالى { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ } والدعاء هو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " الدعاء هو العبادة " فمن اتخذ قبراً للدعاء عنده فقد اتخذه للصلاة والعبادة . فأبو حنيفة والشافعي يكرهان ما يكرهه الله .
ولم يكن أحد من أصحاب أبي حنيفة وطبقته كمحمد وأبي يوسف يتحرون الدعاء عند قبره بعد موته . ولا يزالون ينكرون على من يمس القبر ويقولون كما في الفتاوى البزازية والتتارخانية ورد المحتار أن مس الرجل القبر للتبرك من عادة النصارى .
والحمد لله الذي عصمنا من التقليد الأعمى ، فلقد علمنا الشافعي أن ندور مع الكتاب والسنة مهما عظم الرجال قائلا " إذا رأيتم قولي يعارض قول الرسول صلى الله عليه(163/5)
وسلم فاضربوا بقولي عرض الحائط " . وقال ابن عباس " ما من أحد إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر" وبناء على تعاليم الشافعي نضرب بفعله المزعوم (إن صح) عرض الحائط ونتمسك بقول النبي صلى الله عليه وسلم " ألا لا تتخذوا قبور أنبيائكم وصلحائكم مساجد فإني أنهاكم عن هذا " .
وهذا أصل يعلم الله كم خالفتم فيه الشافعي وسائر الأئمة الأفاضل .
فالحق والشافعي حبيبان إلى قلوبنا : فان افترقا فالحق أحب إلى قلوبنا من الشافعي .
وعلى افتراض صحة سندها فإنكم لا تزالون مخالفين للشافعي ، فالرواية تفيد بأن الشافعي كان يدعو الله عند القبر وأما أنتم فتدعون القبر نفسه فتقولون المدد يا رفاعي مدد يا أولياء وتمسحون وجوهكم وأيديكم بالقبر، وتتوجهون إلى قبر الرفاعي من أي مكان في العالم وتخطون نحوه ثلاث خطوات وهيهات أن يفعل الشافعي ذلك .(163/6)
إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة
رواه البخاري وغيره. وفي رواية عن حذيفة قال « قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما ما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة، إلا حدث به. حفظه من حفظه ونسيه من نسيه» وفي رواية « أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة».
وفي رواية «صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا».
يلزم الرافضة به أهل السنة على أن الصحابة يعلمون الغيب.
والحديث يحكي نوعا واحدا من العلم وهو الفتن وأن منهم من حفظ ما قاله ومنهم من نسي منه. وليس فيه أنهم يعلمون كل ما في السماوات وما في الأرض وما في ضمائر الناس وأنه لا يخفى عليهم الشيء كما يدعي الرافضة.(164/1)
إني لم آت الحجر وإنما أتيت قبر رسول الله (أبو أيوب الأنصاري)
ضعيف: رواه أحمد وقال الحاكم صحيح ووافقه الذهبي (المسند 5 / 422 والمستدرك 4 / 515) وهو من أوهامهما فإن فيه داود بن أبي صالح وقد قال عنه الذهبي نفسه في الميزان " حجازي لا يعرف " ووافقه الحافظ في التهذيب (ميزان الاعتدال ( 2617 ) تهذيب التهذيب 3 / 188) فأنى له الصحة ؟ زد على ذلك الاختلاف حول كثير بن زيد نفسه فقد قال الحافظ فيه "صدوق يخطئ " وضعفه النسائي وقال ابن معين " ليس بذاك " (تهذيب التهذيب 8 / 414 ) وأوقف السبكي في (شفاء السقام ص 152) جواز مس قبر النبي صلى الله عليه وسلم على صحة هذا الحديث . وهذا دليل على أنه ليس متيقناً من المسألة. واذا كان الحديث ضعيفاً فلا نترك إجماعاً حكاه عامة أهل العلم أبرزهم النووي على المنع من مس القبر .
والحديث مع ضعفه فيه إشكال كبير يبطل الاستدلال به وهو : كيف يجعل أبو أيوب رأسه على القبر وقد كان القبر مسوى بالأرض غير مرتفع : إذ لو فعل ذلك لاضطر أن يصير على هيئة الساجد . هل يقول عاقل أن الصحابة كانوا يسجدون لقبر النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فإن قبره لم يكن بارزاً.(165/1)
أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس
وفي رواية « أتي نبيكم مفاتيح الغيب إلا الخمس.. ثم تلا هذه الآية».
الرواية أولها شاذ. فإن الروايات الأصح منها لم يرد فيها استثناء النبي صلى الله عليه وسلم نفسه من دون الناس. بل القرآن أمره أن يقول «لا أعلم الغيب».
وقد الشيخ الألباني على هذه الرواية بالشذوذ بعد طول تفصيل (سلسلة الأحاديث الضعيفة7/348 حديث رقم3335).(166/1)
أوحى الله إلى عيسى آمن بمحمد فلولاه ما خلقت آدم (المقالات السنية 106).
صححه الحاكم (2/614) وتعقبه الذهبي فقال " أظنه موضوعاً " وفيه عمرو بن أوس الأنصاري قال الذهبي في الميزان 6330) " يُجهل حاله وأتى بخبر منكر" ثم ساق هذا الحديث . وأقر الحافظ الذهبي على ذلك في (اللسان4/408 ترجمة رقم 6248) .(167/1)
أوحى الله إلي في علي ثلاثا: إنه سيد المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين
قال الحافظ « قال الحاكم في المناقب صحيح الإسناد. قلت: بل هو ضعيف جدا ومنقطع أيضا» (إتحاف المهرة1/344). وقد رد الذهبي هذا الحديث كما في تعليقه على الحديث (المستدرك3/139) قائلا بأن عمرو بن الحصين العقيلي وشيخه يحيى بن العلاء الرازي متروكان. بل صرح بأن الحديث موضوع.
وورد بلفظ آخر وهو يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين» قال الألباني « موضوع» (أنظر سلسلة الضعيفة للألباني رقم353 و4886 و4889).(168/1)
محمد مال الله
أيلتقي النقيضان؟!
( حوار مع فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي)
دار أهل البيت للطباعة والنشر والتوزيع
حقوق الطبع محفوظة للمؤلف
رمضان المبارك 1422هـ
الإهداء
إلى فضيلة شيخنا العلامة
الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
سائلاً المولى تبارك وتعالى أن يجعله ممن طال عمره في طاعته وحسُن عمله وختم له بالعمل الصالح ونفع بعلمه سائر المسلمين 0
تلميذكم
أبوعبدالرحمن
بسم الله الرحمن الرحيم
... الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن إقتفى أثرهم إلى يوم الدين 0
... وبعد ،،،
... لا توجد خصومة شخصية بيني وبين فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله تعالى ورعاه ، ولكن كلامه الذي قاله عبر قناة الجزيرة الفضائية وعلى الهواء مباشرة في سبتمبر 1998م وماسطّره في بعض كتبه، إفتتن به كثير من الشباب المسلم ، فكان من الواجب الرد على فضيلته ، وقد دأب علماؤنا السابقون على الرد ، مع الفارق في حالتنا هذه ، حيث إنني لست من العلماء ولا من طلبة العلم ، وفضيلة الشيخ الدكتور من الأعلام في الساحة الإسلامية ، وكلامه موضع قبول وتقدير لدى شريحة كبيرة من المثقفين ، ولا يضير فضيلة الشيخ الدكتور القرضاوي حفظه الله ورعاه ، إن ردّ عليه طويلب علم مثلي ، فإن الحق لا يعرف صغيراً ولا كبيراً ، وإن الحق لا يعرف بالرجال ، ولكن إعرف الحق تعرف أهله كما قال علي رضي الله عنه0(169/1)
وأرجو مخلصاً أن يراجع فضيلة الشيخ القرضاوي حفظه الله تعالى كلامه الذي تفوّه به على الملأ وسطرّه في بعض كتبه ، فإن كان ما أوردناه في هذا الكتاب حقاً ، فأعتقد أن الشيخ الموقر مطالب بالرجوع إلى الحق ولا يضيره ذلك، وإن كان غير ذلك ويملك من الحجج والبراهين ما ينقض ما أوردناه في هذا الكتاب ، فإننا على إستعداد لنشر رده بالصورة التي يرتضيها فضيلته ، شريطة أن يذكر ذلك من واقع مراجع الشيعة المعتمدة وليس من كلام المعاصرين الذين يتدثرون برداء التقية ، فإن المعاصرين من الشيعة ليسوا بحجة إذا ما قارناهم بعلمائهم السابقين 0
واليك أخي القارئ عرضاً سريعاً لما جاء في البرنامج(1)[1]) :
__________
(1) نقلاً عن مجلة "الفجر" الصادرة عن مركز الإعلام الإسلامي بالدانمارك، العدد 44 شعبان 1419هـ ص 13 – 15 وقد نشرت المجلة عدة حلقات بعنوان" لا يا دكتور 00 فالرافضة أعداؤنا 00 وليسوا إخواننا " للأستاذ مصطفى المصراتي إبتداء من العدد المذكور وعنوان المجلة لمن يرغب في الحصول على المقالات هو:
MAJALIT AL _ FAJR
VESTERBROGADE 208
1800 FREDERIKSBERG C - DENMARK0وقد عرضت ما ورد في المجلة على أحد الأخوة الذين لديهم تسجيلاً لبرنامج " الشريعة والحياة" الذي إستضاف فضيلة الشيخ = القرضاوي فأكد ّصحة هذا الكلام، وقد شارك في البرنامج هاتفياً ما يُسمّى "التسخيري" الذي هو ألّد أعداء أهل السنة وجهوده التبشيرية بالدين الشيعي في أفريقيا وجنوب شرق آسيا واضحة لا يستطيع هو أو من يدين بدينه أن يُنكرها ، وهو أعمدة الإرهاب في نظام الآيات في إيران ، والعجيب بل المدهش أن التسخيري عضو في مجمع الفقه الإسلامي 0(169/2)
بدأ الدكتور حديثه ببيان تحذير الإسلام من النزاع والتخاصم ، وحثّه على الوحدة والتصالح ، ثم دخل في صلب القضية ، وأبدى قلقه الشديد تجاه ما هو حاصل بين حركة وطالبان وإيران ، ودفعه قلقه وخوفه من نجاح ( إسرائيل الصهيونية العالمية والصليبية العالمية والقوى المعادية للإسلام وأمته وحضارته وأهله ) في محاولة إشعال حرب (دينية خالصة) بين السنة والشيعة ، دفعه إلى الإتصال بـ ( أخي وصديقي آية الله العلامة الشيخ التسخيري – وتحدثت في هذا وحدثني 00 لأني حريص على أن لا يسفك دم بغير حق(1)[2]) ) 0
تسخيري بدأ مداخلته بالإشادة بالدكتور القرضاوي والثناء عليه حيث قال : ( أود قبل كل شيء أن أُحيّ سماحة الدكتور القرضاوي ، هذا الرجل الداعية المجاهد في سبيل الحق ، ولقد عرفته فقهياً ومبلّغاً ومتحرقاً للقضية الإسلامية (2)[3]) ) 0
__________
(1) لا أدري إذا كان فضيلة الشيخ القرضاوي تحدث مع التسخيري حول دماء أهل السنة الأبرياء في إيران التي أُريقت بغير ذنب ، أو أنه تكلم معه من أجل السماح لأهل السنة ببناء مسجد واحد أسوة باليهود والنصارى في طهران ، أم تغاضى فضيلة الشيخ القرضاوي عن كل هذا حفاظاً على الودّ مع الصديق التسخيري والطغمة الحاكمة في إيران 0
(2) أحسد التسخيري على هذه التقية العجيبة ، والتسخيري يعلم قبل غيره أن فضيلة الشيخ القرضاوي وأهل السنة جميعاً كفّار مخلدون في النار كما تنطق روايات الشيعة بذلك ، ثم ألا يستحي التسخيري أن يُكيل هذا المديح للشيخ القرضاوي الذي هو – وسائر أهل السنة – عند الشيعة أنجس من الكلب واليهود والنصارى 0 ولكن مفعول التقية العجيب الذي يتعاطاه الشيعة يأتي بأكثر من هذا 0(169/3)
... بعدها بدأ تسخيري في بثّ جملة من الإدعاءات الكاذبة والتُهم الباطلة ، وذلك بوصفه لثورة الخميني بـ(الكيان القرآني) التي (أوجدت أملاً كبيراً في الجماهير بالغد القرآني) والتي (جعلتها أمريكا والعدو الصهيوني العدو رقم واحد لها(1)[4]) ) 0
... وأضاف متحدثاً عن طالبان ( مواقف طالبان اليوم حلقة من حلقات التآمر على الثورة الإسلامية(!!!) ) التي إستهدفتها ( ولكن من جهتها الشرقية هذه المرة ) 0
وتسائل تسخيري ( أي إسلام هذا يعمل على زعزعة أمن دولة القرآن(2)[5]) أو التشكيك في أهدافها ؟)
__________
(1) انظر الفصل الرابع من هذا الكتاب ،وكيف أن أمريكا والكيان الصهيوني جعلوا إيران " الحبيبة الأولى" لا "العدو رقم واحد " كما يزعم هذا الرافضي الذي لا يخجل من كذبه ودجله 0
(2) لا أدري عن أي قرآن يتحدث التسخيري عنه ، أهو القرآن المتداول بين المسلمين ؟ أم القرآن الذي سوف يأتي به مهدي الشيعة في آخر الزمان ويعلّم الناس قراءته ؟ ، فإذا كان الأول فأظن أن التسخيري ومن يدين بدينه أبعد الناس عن الحديث عن هذا القرآن ، وإذا كان الثاني فهو على حق 0 ولكن متى يأتي هذا المهدي فالشيعة قد طال بهم الإنتظار لهذا السراب ، وانظر الفصل الأول من هذا الكتاب لتكون على علم بنوعية القرآن الذي يتحدث عنه التسخيري ومن يدين بدينه 0(169/4)
... وأكدّ على ( إن إلهاء الثورة الإسلامية(!!!) يصب في خانة سياسات الإستكبار العالمي التي تدرجت في ضرب الثورة (1)[6]) )0
... وهاجم تسخيري بشدة حركة طالبان زاعماً أنهم ( شوهوا الكثير من القيم ) و ( عرضوا صوراً كثيرة خاطئة للإسلام ) وأنهم ( يعملون على إلهاء الثورة الإسلامية(!!!) وضرب أمنها الإجتماعي وضرب أمنها السياسي )0
... وحول دور إيران أيام الجهاد الأفغاني إدّعى تسخيري أن إيران (خدمت الثورة والجهاد الإسلامي في أفغانستان خدمة كبرى ) موضحاً( إننا نؤوي على ربوعنا أكثر من مليوني أفغاني منذ عشرين عاماً قاسمناهم لقمة عيشنا00 وسنبقى كذلك 00 لقد قدمنا الكثير من الخدمات لأفغانستان ) 0
... الدكتور القرضاوي علّق على حديث تسخيري قائلاً: والله كنت أتوقع من صديقنا العلامة الشيخ التسخيري لهجة أخفّ وأحكم من هذه اللهجة ، لأن هذه اللهجة في الحقيقة كما أشرت هي تُصعّد ، ونحن لسنا في حاجة إلى التصعيد0
وأبدى الدكتور القرضاوي إعجابه بتصريحات وزير الدفاع الإيراني التي قال فيها : إن إيران لن تُستدرج إلى حرب لم تُقرّرها، ووصف تلك التصريحات بأنها (غاية الحكمة) 0
... وحول الخلاف بين السنة والشيعة ، تساءل الدكتور القرضاوي ( لماذا لا يسعى المسلمون إلى نوع من التعايش والوفاق مهما تكن القضايا التي بينهم ؟) 0
__________
(1) ونحن نسأل التسخيري : هل الجماعات التخريبية المدّربة في إيران ولبنان من قبل الشيعة حينما قامت بالتخريب والقتل في بعض دول الخليج العربي يصب في خانة الإستكبار أم في خانة التشيع 0 وطالبان في موقف الدفاع لا الهجوم وقد فصّلنا القول في الفصل الثالث من هذا الكتاب 0 ولا ندري أهو حلال لإيران أن تُدّرب وتزرع جواسيسها وعناصرها التخريبية في دول الخليج العربي وحرام على طالبان الدفاع عن سيادة أراضيها ؟0لا أدري بأي منطق يتكلم هذا التسخيري ؟ 0(169/5)
... وخطّا الدكتور القرضاوي قتل حركة طالبان الدبلوماسيين الإيرانيين قائلاً ( لا نوافق على ما فعلته طالبان في قضية الدبلوماسيين ، والدبلوماسيون مصونون شرعاً والرسل لا تُقتل ) 0
... وعاد التسخيري إلى الحديث من جديد، وبعد أن أبدى تقديره لـ(سماحة الشيخ) و لـ(روحه الغالية وغيرته على الوحدة ) إدّعى أن ( مسألة الشيعة والسنة) هما ( جناحان للأمة الإسلامية تطير بهما ، وإن أي تفرقة بينهما في الواقع تأتي من عدو!!!) 0
... وتخرصات التسخيري تذكرني بقصيدة قرأتها منذ فترة ليست بالقصيرة ، هذه القصيدة بعنوان " الديك والثعلب " وفيما يلي نصها :
ظهر الثعلب يوماً
... ... في ثياب الواعظينا
ومشى في الأرض
... ... ويسب الماكرينا
ويقول الحمد لله
... ... إله العالمينا
يا عباد الله توبوا
... ... فهو كهف التائبينا
واطلبوا الديك يؤذن
... ... لصلاة الصبح فينا
فأتى الديك رسول
... ... من إمام الماكرينا
عرض الأمر عليه
... ... وهو يرجو أن يلينا
فأجابه الديك عُذرا
ً ... ... يا أضلّ00 المهتدينا
مخطئ من ظن يوما
ً ... ... أن للثعلب دينا
... فهل نملك نحن حصافة الديك في التعامل مع الشيعة ؟ أم إننا ننخدع بالشعارات الجوفاء التي يرفعون لواءها ، وهي في الحقيقة تخدير للذين يجهلون حقيقتهم ومقاصدهم ، فهل أطمع أن يصبح المسلمون في حصافة هذا الديك الذين عرف مُسبقاً أراجيف وزيف كلام الثعلب وإن لبس مسوح التقوى والصلاح؟0(169/6)
... الدكتور القرضاوي أبدى إعجابه مرة أخرى بإيران وقوتها العسكرية قائلاً ( حينما صنعت جمهورية إيران الإسلامية!!! صاروخها الشهاب الثاقب(1)[7]) 00كدت أطير من الفرح) والسبب لأن ( هذه كلها قوة للأمة الإسلامية )0 وأضاف ( نحن في حاجة إلى أن ندخر هذه القوى لنستخدمها ضد أعدائنا الذين يغتصبون أرضنا ويسفكون دمائنا ،وينتهكون حرماتنا ، ولا يبالون بأحد منا ، ولا يرعون لأحد حرمة ، ولا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة ) 0
... وتحدّث الدكتور القرضاوي عن زيارته الأخيرة إلى إيران التي إلتقى فيها الساسة الإيرانيين فقال ( زرت إيران منذ عدة أشهر ، ووجدت تجاوباً طيباً ، وحرصاً على التقريب بين المذاهب الإسلامية ، والشيخ التسخيري يتبعه مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية ) 0
وأبدى الدكتور إعتراضه على بعض سياسات حركة طالبان خصوصاً تلك المتعلقة بعمل المرأة وتعليمها ، إلا أنه قال ( إن الواجب الإسلامي يقتضينا أن نرشد حركة طالبان وأن ننصح لهم وكما ننصح للإيرانيين ) 0
__________
(1) هل يعلم فضيلة الشيخ القرضاوي وجهة هذا الصاروخ ؟أهو موّجه ضد اليهود أم ضد أهل السنة في الخليج وشبه الجزيرة العربية ؟ وهل يعلم فضيلة الشيخ سبب تسمية الصاروخ بالشهاب الثاقب ؟ 0 أقول مجرد تخمين : بما أن أهل السنة عند الشيعة شر من اليهود والنصارى وإنهم كفّار ردة وهو أغلظ من الكفر الأصلي صنعوا لهم هذا الصاروخ لإبادتهم ، وقد ألّف أحد علمائهم كتاباً أسماه " الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب " ، ربما جاءت هذه التسمية تيمناً بإسم هذا الكتاب ، والصاروخ إنما هو "الشهاب الثاقب في إبادة النواصب "0(169/7)
... ثم عاد الدكتور ثانية إلى الخلاف بين السنة والشيعة فقال : ( ليكن سني وشيعي ، وإنما أليس يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله ؟00 إنما أليس يصلون إلى قبلة واحدة 00 نستطيع أن نجتمع على الحد الأدنى الذي لابد منه(1)[8]))0
... مشاهد من السويد يُدعى( أبو فاطمة) سأل الدكتور القرضاوي : ( كيف للشيخ القرضاوي أن يواخي نفسه وبين الشيخ الشيعي 00الذين يسبون عائشة والصحابة ؟ كيف تواخي بينهم وبين المسلمين الذين يجاهدون في سبيل الله )0
... وكان رد الدكتور على السؤال ) أنا أريد أن أقول للأخ نحن لسنا في محاكمة للمذهب الشيعي أمام مذهب السنة أو العكس ، نحن الآن نريد المصالحة 00 لا نريد أن نزيد النار إشتعالاً00 الكلام الذي يقوله الأخ هو أيضاً في طريق التصعيد ، نحن لا نريد التصعيد 00 الشيعة لنا إنتقادات عليهم ولكن ليس معنى هذا أنه ليس هناك موضع للقاء ، أنا أقول هناك موضع لقاء ) 0
__________
(1) وما الحد الأدنى الذي يمكن أن نتفق مع الشيعة ؟، ولا يخفى على فضيلة الشيخ أن هناك حد أدنى للإتفاق مع اليهود والنصارى والشيوعيين والرأسماليين والهنادكة والبوذيين وكافة الأديان والمذاهب في العالم ، فلماذا لا نتحد معهم؟ 0 أيمكن أن نتحد مع الشيعة وهم يُكفروننا ويعتقدون بتحريف القرآن ويسبون الصحابة ويلعنون سلف هذه الأمة ؟0 بأي عقل ومنطق يتكلم فضيلة الشيخ ؟0 هل يريد الشيخ أن ننسلخ من إسلامنا ونعتنق دين الشيعة ؟ أم يريد منا أن نُصبح ونمسي ونحن نلعن خيار البشر بعد الأنبياء عليهم السلام ؟ 0 إن التمييع في هذه القضايا لا يمكن لعاقل أن يُقرّه 0 نحن والشيعة نسير في خطين متوازيين لا يمكن أن نلتقي مهما إمتدت الخطوط 0 وهذه هي الحقيقة شئنا أم أبينا 0(169/8)
وإنبرى الدكتور القرضاوي من جديد للدفاع عن رافضة إيران وإلتماس الأعذار لهم وكأنه ناطق بإسم حكومة طهران ، وذلك من خلال الإجابة على سؤال طرحه أحد المشاهدين وهو : أين كانت إيران حينما دخل السوفيت أفغانستان ؟ وكان جوابه : ( السوفيت دخلوا أفغانستان 00 يمكن قبل أن تقوم الثورة الإيرانية 00 حين قامت الثورة قامت عليها المشاكل من أول يوم ، ودخلت في حرب مع العراق إستمرت عشر سنوات!!! وبعدين هي ساعدت في حرب إيران( كذا قال والسياق يقتضي أن تكون وبعدين هي ساعدت في حرب أفغانستان) واستقبلت اللاجئين كما قال الشيخ التسخيري ) 0
... وأضاف :( وأنا في الحقيقة لا أحب هذه اللهجات التي تزيد من حدة التوتر) مؤكداً أن (هناك إمكانية التعايش ، وهناك يمكن أن نقف على أرضية مشتركة تقاوم أعداء الإسلام ، ونتعاون فيما ينفع الأمة الإسلامية ، يكفي أن إيران واقفة ضد إسرائيل !!! وتعتبر العدو الأول للقوى الصهيونية والصليبية ، فلولا أن لها موقف سليم ما فعل هؤلاء معها ، ولا وقفوا معها هذا الموقف ) 0
... وعندما تحدث أحد المشاهدين عن إن إيران طوال التاريخ لم تقدّم للإسلام شيئاً ، وإن ما يحدث هو فرصة ذهبية لإيران لتثبت العكس ، قال الدكتور القرضاوي معلّقاً( أنا فقط أُريد 00 الأشياء التي من شأنها تزيد التوتر 00 أرى أن نغضّ الطرف عنها الآن ، نحن الآن في سبيل الإصلاح ) 0
... ( وأما الخلاف المذهبي 00 حقيقة السنة والشيعة ، وهذه الأشياء 00 هذه يمكن أن يلتقي فيها العلماء ويناقشوا ، ويكون هناك أشياء في ظل الحرص على وحدة الأمة ، وفي ظل العمل على التوفيق قدر الإمكان ، فهذا هو الرأي الذي ينبغي أن نتبناه ولا نتركه ) 0
... وختم الدكتور القرضاوي حديثه : ( لا نريد أن يأخذ (الخلاف بين طالبان وإيران) الشكل المذهبي بين السنة والشيعة 00 فهذا خطر ينبغي أن نسد بابه ما إستطعنا ) 0(169/9)
... هذا ملخص ما تفضّل به الشيخ القرضاوي وما إدعاه التسخيري في ذلك البرنامج 0
... وأرجو أن يتسع صدر فضيلة الشيخ القرضاوي للنقد البناء وليس هدفنا التشهير به أو النيل منه ، ولكن من واجب المسلمين الدفاع عن عقيدتهم ودينهم ولا يسمحون لكائنٍ من كان النيل من عقيدة الأمة ، وأظن أن فضيلة الشيخ يشاطرني هذا الرأي 0
... وقد إنتهجت في ردّي على فضيلته نهجاً علمياً بحتاً مع الأدب في مناقشتي لفضيلته ، وهذا ما يلاحظه القارئ الكريم لهذا الكتاب المتواضع ، وهذا الأسلوب هو الذي أرتضيه لنفسي في مناقشة الأفاضل أمثال الشيخ حفظه الله تعالى 0
... وقد راعيت الإختصار قدر الإمكان ولو أردنا الإسترسال لطال بنا المقام ولإحتجنا إلى أضعاف الكتاب وجعلت مدار هذا الكتاب على أربعة فصول :
... الفصل الأول : عقيدة الشيعة في القرآن الكريم : رددت على فضيلة الشيخ في مسألة التحريف وذكرت له أكثر من أربعمائة نموذج من الآيات التي يزعم الشيعة أنها محرّفة وذلك من مصادرهم 0إضافة إلى ذكر علمائهم القائلين بالتحريف ، وهذا الفصل أطول فصول الكتاب لأهميته في بيان عقيدة القوم في كتاب الله عز وجل الذي ينبغي أن يكون المصدر الأول الذي يجب أن نتفق عليه ، وإذا كنّا لا نتفق على القرآن الكريم فعلى أي شيء نتفق ؟0
... الفصل الثاني : عقيدة الشيعة في أهل السنة : استعرضت خلاله نظرة الشيعة إلى أهل السنة وبيان حكمهم من أوثق المراجع الشيعية في الماضي والحاضر ، وهو بمثابة رد على من يقولون بإمكانية التقريب بين المسلمين والشيعة، وأرجوا أن يقرأه فضيلة الشيخ القرضاوي بأناة وتمعن ،وبعد ذلك يسأل نفسه : هل حقاً أن هناك إمكانية للتقريب بين أهل السنة والشيعة ؟ 0
... الفصل الثالث : إيران وحركة طالبان : وهذا الفصل محاولة للرد على الشيخ في دفاعه عن إيران وكيل التهم لحركة طالبان 0(169/10)
... الفصل الرابع : إيران والشيطان الأكبر (أمريكا) والعدو الصهيوني : وهو دحض لمقولة الشيخ القرضاوي بأن الغرب الصليبي واليهود يناصبون إيران العداء ، وقد بينت في هذا الفصل العلاقة الحميمة بين الشيطان الأكبر واليهود مع الدولة التي يزعم الشيخ القرضاوي بأنها دولة إسلامية (!!!) 0
... وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين 0
أبو عبد الرحمن
محمد مال الله
12 جمادى الأولى 1421هـ 0
الفصل الأول
عقيدة الشيعة في القرآن الكريم
... ذهب أكثر علماء الشيعة أمثال الكليني صاحب الكافي ، والقمي صاحب التفسير ، والمفيد ، والطبرسي صاحب الإحتجاج ، والمجلسي ، وغيرهم من علماء الشيعة – وسيأتي ذكر الباقي منهم – إلى القول بتحريف القرآن ، وأنه أُسقط من القرآن الكريم كلمات بل آيات ، حتى إن بعض علمائهم المتأخرين ويلقبونه بخاتمة المحدّثين " النوري الطبرسي صنّف كتباً أسماه " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب " ، أورد فيه كلام علماء الشيعة القائلين بالتحريف ، غير أن بعض علماء الشيعة أمثال الطوسي صاحب التبيان ، والمرتضى الذي هو ثاني إثنين شاركا في تأليف " نهج البلاغة " المنسوب زوراً وبهتاناً إلى علي رضي الله عنه ، والطبرسي صاحب مجمع البيان ، والبعض منهم في العصر الحاضر أنكروا التحريف 0
... ربما يظن القارىء المسلم أن ذلك الإنكار صادر عن عقيدة ، بل إن الواقع إنما صدر منهم ذلك لأجل التقية التي يحتمون بها لاسيما من المسلمين 0
... وفي ذلك نقل النوري عن الجزائري صاحب "الأنوار النعمانية" قوله : إن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن0(169/11)
... وقال الجزائري أيضاً : إن الأخبار الدالة على ذلك تزيد على ألفي حديث وإدّعى إستفاضتها جماعة كالمفيد والمحقّق الدامادا والعلامة المجلسي وغيرهم ، بل الشيخ(1)[9]) أيضاً صرّح في التبيان بكثرتها ،بل إدّعى تواترها جماعة(2)[10]) 0
وأما إنكار المرتضى للتحريف فيرد عليه أحد علماء الشيعة الهنود في كتابه "ضربة حيدرية" 2/81 بقوله : فإن الحق أحق أن بالإتباع ، ولم يكن السيد
علم الهدى معصوماً حتى يجب أن يُطاع، فلو ثبت أنه يقول بعدم النقيصة مطلقاً لم يلزمنا إتباعه ولا خير فيه "0
... وبعد هذا البيان الموجز نجد الشيخ القرضاوي يقول في كتابه " المرجعية العليا في الإسلام " ص 14 : قد يقول البعض: إن الشيعة الجعفرية الإثنا عشرية يقولون بأن القرآن الحالي لا يحتوي على الوحي المُنزّل من عند الله 0 وهذا مذكور في الكافي وفي بعض كتبهم 0 ولكن المحققين منهم (!!!) يرفضون هذه الروايات ، ويعتبرونها من كلام الإخباريين والعمدة هم الأصوليون ، ولهذا لا يوجد عند الشيعة مصحف غير مصحف سائر المسلمين ، فهو الذي يطبعونه ، ويُحفّظونه لأولادهم ، ويذيعونه في إذاعاتهم وتلفازهم ، ويُفسرّونه في كتبهم ، وهم مجمعون(!!!) على أن ما بين دفتي المصحف كلام الله بيقين ، أما السنة فهم لا يرفضونها من حيث المبدأ ، ولكن يشرطون أن تُروى عن طريق رجالهم وحدهم ، وهذا ما نُنكره عليهم ، كما أنهم يضمون إلى سنة النبي ( سنة الأئمة الإثني عشر المعصومين في إعتقادهم ، وهو ما نخالفهم فيه أيضاً 0
... هذا الكلام غريب جداً أن يصدر عن الشيخ القرضاوي ، أهو ناتج عن جهل الشيخ بعقيدة الشيعة في القرآن الكريم ؟ أم محاباة للشيعة الذين يزورهم في إيران ؟ 0
__________
(1) أبو جعفر الطوسي 0
(2) 10]) فصل الخطاب للنوري ص227 0(169/12)
أما الإحتمال الأول فهو بعيد جداً ، فالشيخ عالم بخفايا الشيعة ومعتقداتهم ، وقد حدثني بعض المدافعين عن الشيخ القرضاوي بأنه حاضر في جلسة خاصة عن الشيعة وبيّن أخطائهم العقائدية ، وإن الشيخ لا يجهل عقائد الشيعة ، بل إنه على علم بأصولهم ومعتقداتهم ، ولكن الشيخ القرضاوي لا يستطيع أن يجاهر بذلك مراعاة للشيعة وإن التصريح بذلك يفتح عليه جبهة هو في غنى عنها 0 والإحتمال الثاني الذي أطمئن عليه وأميل اليه، أن الشيخ القرضاوي متساهل جداً جداً في هذه المسائل لئلا يفقد صلة الوّد مع الشيعة ، والشيخ لم ينفرد بهذا الموقف بل له سلف في ذلك 0وليت الشيخ حفظه الله تعالى سلك هذا
المسلك مع الذين يخالفونه في الفروع دون الأصول ، أم إن هؤلاء لا يستحقون معشار ما يستحقه الرافضة 0
... ولنا سؤال للشيخ القرضاوي أرجو أن يتفضل علينا بالإجابة : هل الذين قالوا بالتحريف من علماء الشيعة هم من الإخباريين دون الأصوليين ؟ 0 ومتى نشأ هذا التقسيم ؟ 0
هل الكليني والقمي والمفيد والطبرسي والطوسي من الإخباريين أم من الأصوليين ؟ والمسمّى بـ "الخميني" إخباري أم أصولي؟ 0(169/13)
ومن هو الذي يستطيع أن يميّز أن الحق مع الأصوليين دون الإخباريين وبالعكس ؟وهل يصل الإختلاف بين الفرقتين إلى درجة أنه ليس هناك نقاط مشتركة بينهما ؟0هل الشيخ الفاضل قرأ كتاب " مصادر الإستنباط بين الأصوليين والإخباريين " (1)[11]) لمؤلفه محمد الغراوي والذي طبعه مكتب الإعلام بقم، حتى يستطيع فضيلة الشيخ التفوّه بهذا الإدعاء ؟0
وهل إطلّع الشيخ على نص واحد لا أكثر على تكفير المفيد أو الكليني أو الجزائري بقولهم بتحريف القرآن ؟ هل هم كما قال الخوئي : إن حديث تحريف القرآن خرافة وخيال لا يقول به إلا ضعف عقله (2)[12])0 هل يوجد في المعاصرين
من علماء الشيعة يقول بأن الكليني والمفيد وغيرهما من علماء الشيعة الذين يقولون بالتحريف ضالون بقولهم هذا وضعاف عقول لا يعون ما يقولون ؟0
... يا فضيلة الشيخ : إن دفاعك عن الشيعة ونفي تحريف القرآن عنهم لا طائل من ورائه ، فأصغر طالب علم يعرف أن قولك هذا غير صحيح بل هو غش وخداع للمسلمين في تجميل عقائد الشيعة والله تعالى سائلك عن هذا0
__________
(1) 11]) الكتاب في الأصل رسالة ماجستير ، جامعة الكوفة (كلية الفقه )، تحت إشراف عدنان علي البكاء ، والكتاب فيه مغالطات وأكاذيب على أهل السنة ، من ذلك حصره أهل السنة بالأشاعرة والمعتزلة والماتريدية 193 – 203 وغير ذلك من الأكاذيب ، ولا أدري كيف مُنح هذا الباحث الماجستير على كتابه هذا ، ولا عجب إذا كانت الجامعة هي " جامعة الكوفة " 0
(2) 12]) البيان في تفسير القرآن ص 278 0(169/14)
... وأما قولك " لكن المحققين منهم يرفضون هذه الروايات" فهو بعيد جداً عن الواقع الذي نعيشه ، فهاهي مطابع بيروت وإيران تطبع تلك الكتب وعلى رأسها الكافي وكتب أخرى يندى لها الجبين وفيها ما فيها من التطاول على القرآن الكريم ، فهل قام الناشرون بحذف ما يدل على التحريف ، أم إنهم يعتقدون بأن هذا من صلب العقيدة لا يجوز حذفه ؟ ، وشاه إيران على ضلاله وفسقه لم يسمح بطبع بعض الأجزاء من موسوعة " بحار الأنوار " للمجلسي وهي الأجزاء من 29 إلى آخر ما لم يُطبع من البحار بحجة تطاول المجلسي لا رحم الله فيه مغرز إبرة على الصحابة ، ولكن بعد مجيء الخميني الذي تعتبره قائداً إسلامياً وبايعه بعض الذين على نهجك سمح بطباعة تلك الأجزاء لينال مرضاة الله تعالى والتقرّب اليه ببغُض الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً 0
يا فضيلة الشيخ : نحن لا نعيش في أصقاع نائية عن الشيعة ، بل نخالطهم ونعرف أنهم يضمرون لنا العداوة والبغضاء وإن كُرههم لنا لأشد من كره اليهود والنصارى والذين أشركوا ، ولا نقول هذا تعسفاً بل عن معتقد مسطور في كتبهم ، وقد فصّلت هذا في فصل " عقيدة الشيعة في أهل السنة " من هذا الكتاب 0 وأنت يا شيخ تعيش بين ظهرانيهم في قطر وتعرف حقائق كثيرة عن الشيعة نحن نجهلها ، فهل من الأمانة أن يكتم العالم علمه ، وأن يُضلّل العامة بأشياء ما أنزل الله تعالى بها من سلطان ؟ 0 أنت يا فضيلة الشيخ أكبر من هذا
بكثير ، فإتق الله تعالى في هذه الأمة ولا تزيدها جهلاً فوق الجهل المزمن في عقول الكثيرين منهم 0
وقولك " لا يوجد عند الشيعة مصحف غير مصحف سائر المسلمين ، فهو الذي يطبعونه " إلى آخر كلامك 0 ولا أدري هل هذا الكلام للإستهلاك الجماهيري ، أم أن هذا القول نابع من التتبع لكتب الشيعة وأقوال علمائها ؟ 0(169/15)
وأقول لك حفظك الله تعالى وهداك : أدع الإجابة على هذا الكلام الغريب والغير منطقي لأحد علماء الشيعة الذين لهم مكانة عظيمة في نفوس الشيعة قديمهم وحديثهم، ألا هو شيخهم " المفيد " الذي يقول في كتابه " المسائل السروية " ص 81 - 82:
... إنهم(1)[13]) أمروا بقراءة ما بين الدفتين ، وأن لا يتعداه إلى زيادة فيه ولا نقصان منه حتى يقوم القائم عليه السلام فيقرأ للناس القرآن على ما أنزله الله تعالى وجمعه أمير المؤمنين عليه السلام .وإنما نهونا عليهم السلام عن قراءة ما وردت به الأخبار من أحرف تزيد على الثابت في المصحف لأنها لم تأت على التواتر ، وإنما جاء بها الآحاد ، وقد يغلط الواحد فيما ينقله . ولانه متى قرأ الإنسان بما خالف ما بين الدفتين غرر بنفسه وعرض نفسه للهلاك . فنهونا عليهم السلام عن قراءة القرآن بخلاف ما ثبت بين الدفتين لما ذكرناه .
... ويقول أيضاً نعمة الله الجزائري في " الأنوار النعمانية " 2/363 : قد روي في ألأخبار أنهم عليهم السلام أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان فيرتفع هذا من القرآن من أيدي الناس إلى السماء ويُخرج القرآن الذي ألّفه أمير المؤمنين عليه السلام فيقرأ ويعمل بأحكامه 0
ويقول المجلسي : ولأنه متى قرأ الإنسان بما يخالف ما بين الدفتين غرّر بنفسه مع أهل الخلاف (2)[14]) وأغرى به الجبارين وعرّض نفسه للهلاك ، فمنعونا عليهم السلام عن قراءة القرآن بخلاف ما ثبت بين الدفتين لما ذكرناه (3)[15]) 0
__________
(1) 13]) أي الأئمة المعصومين عند الشيعة 0
(2) 14]) أي أهل السنة 0
(3) 15]) انظر : مرآة العقول 3/31 ، بحار الأنوار ج92 ص 65 وكلاهما للمجلسي 0(169/16)
ويقول حسن العصفور البحراني في كتابه " الفتاوي الحسينية في العلوم المحمدية " ص 156 : و يجب أن يقرأ بأحد القراءات المُدّعى تواترها المقبولة عندهم ولا يجوز أن يقرأ بغيرها وإن كان هي القراءة المُنزّلة الأصلية الثابتة عن أهل الذكر عليهم السلام لأن الزمان زمان هدنة وتقية ولهذا أتى الأمر منهم عليهم السلام بالقراءة كما يقرأ الناس حتى يأتيكم من يُعلّمكم 0
... وربما يقول فضيلة الشيخ كما قال قبله محمد الغزالي في كتابه " دفاع عن العقيدة والشريعة " ص 264 – 265 ، والذي إستشهد به الرافضي مرتضى الرضوي في كتابه " في سبيل الوحدة الإسلامية (!!!)" ص 22 – 23 ، يقول الغزالي عن جهل تام بعقيدة الشيعة في القرآن :
إنني آسف لأن بعض من يرسلون الكلام على عواهنه ، لا بل بعض ممن يسوقون التُهم جزافاً غير مبالين بعواقبها دخلوا في ميدان الفكر الإسلامي بهذه الأخلاق المعلولة فأساؤا إلى الإسلام وأمته شر إساءة 0 سمعت واحداً من هؤلاء يقول في مجلس علم : إن للشيعة قرآناً آخر يزيد وينقص عن قرآننا المعروف 0
فقلت له : وأين هذا القرآن ؟ 0 إن العالم الإسلامي الذي إمتدت رقعته في ثلاث قارات ظل من بعثة محمد ( إلى يومنا هذا بعد أن سلخ من عمر الزمن أربعة عشر قرناً لا يعرف إلا مصحفاً واحداً مضبوط البداية والنهاية ، معدود السور والآيات والألفاظ فأين هذا القرآن الآخر ؟ لماذا لم يطلّع الإنس والجن على نسخة منه خلال هذا الدهر الطويل ؟ لماذا يُساق هذا الإفتراء ؟ ولحساب من(169/17)
تفتعل هذه الإشاعات ، وتلقى بين الأغرار ليسوء ظنهم بإخوانهم (1)[16]) وقد يسوء ظنهم بكتابهم 0 إن المصحف واحد يطبع في القاهرة فيقدّسه الشيعة في النجف (!!!) أو في طهران (!!!) ويتداولون نسخه بين أيديهم وفي بيوتهم دون أن يخطر ببالهم شيء بتة إلا توقير الكتاب ومُنزّله – جل شأنه – ومُبلّغه (، فلم الكذب على الناس وعلى الوحي (2)[17])0
__________
(1) 16]) لا نظن أن مسلماً يعتقد أن محرّفة الكتاب ولاعني الأصحاب هم إخوانه 0فلا معتقد ولا أُخوّة تجمع بيننا وبينهم 0
(2) 17]) عوام الشيعة لا يعرفون أن علمائهم يقولون بالتحريف ، ولذا فإنهم على الفطرة بإعتقادهم أن القرآن الذي يقرأونه هو القرآن المُنزّل ، ولا أدري ما ذنب أهل السنة إذا لم يُبين علماء الشيعة معتقدهم الصحيح في القرآن الكريم ، أيخشون أن تثور ثائرة العامة عليهم ؟ أم يفتضح أمرهم وينكشف للعامة أنهم على دين غير دين الإسلام 0 وكان الأحرى بالغزالي أن لا ينساق وراء عاطفته الملتهبة نحو الشيعة ، بل كان من الواجب أن يسأل المُتحدّث عن دليله في قوله ذاك ، ولكن لا يحق للشيعة أن يُلزموا أهل السنة بقول الغزالي أو غيره ممن يجهلون عقيدة الشيعة ، وكنا نتمنى من الغزالي قبل موته أن يكون رقيقاً وليناً مع أهل السنة مثلما كان مع الشيعة ، وأن لا يتهكم على الإسلام وأهله كما فعل في كتابه الذي سفّه عقائد علماء المسلمين ولا أحتاج إلى ذكره فهو معروف لدى العلماء وطلبة العلم 0(169/18)
والجواب من كتب الشيعة لا من كتب لمسلمين : يقول الطبرسي في كتاب الاحتجاج ج 1 ص 225 : عن أبى ذر الغفاري انه قال : لما توفي رسول الله صلى الله عليه واله جمع علي عليه السلام القرآن وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه رسول الله صلى الله عليه واله ، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم ، فوثب عمر وقال : يا علي اردده فلا حاجة لنا فيه ، فأخذه عليه السلام وانصرف 0ثم احضروا زيد بن ثابت - وكان قاريا للقرآن - فقال له عمر : إن علياً جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار ، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ونسقط منه ما كان فيه فضيحة(169/19)
وهتك للمهاجرين والأنصار ، فأجابه زيد إلى ذلك ، ثم قال : إذا فرغت من القرآن على ما سألتم واظهر علي القرآن الذي ألفه أليس قد بطل كل ما عملتم ؟ قال عمر : فما الحيلة ؟ قال زيد : انتم اعلم بالحيلة ، فقال عمر : فما الحيلة دون أن نقتله ونستريح منه ، فدبر في قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر على ذلك . فلما استخلف عمر سئل علياً عليه السلام أن يدفع اليهم القرآن فيحر فوه فيما بينهم ، فقال : يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت قد جئت به إلى أبى بكر حتى نجتمع عليه ، فقال عليه السلام : هيهات ليس إلى ذلك سبيل ، إنما جئت به إلى أبى بكر لتقوم الحجة عليكم ، ولا تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ، أو تقولوا ما جئتنا به ان القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي ، قال عمر : فهل لإظهاره وقت معلوم . فقال عليه السلام : نعم إذا قام القائم من ولدي ، يظهره ويجمل الناس عليه ، فتجري السنة به(1)[18]).
ومن أراد الإستزادة فعليه بمراجعة : الإرشاد للمفيد 365 ،الأنوار النعمانية للجزائري 2/360 يوم الخلاص لكامل سليمان ص271 -0272 ، تاريخ ما بعد الظهور للصدر 638 0
__________
(1) 18]) نقل هذه الرواية : الفيض الكاشاني في المقدمة السادسة من تفسيره الصافي 1/43 –44 ، المجلسي في بحار الأنوار 92/42 ، محمد باقر الأبطحي في جامع الأخبار والآثار 1/44-45 ، الإصفهاني في مكيال المكارم 1/59 –60 ، الحويزي في تفسيره نور الثقلين 5/226 ، العاملي في مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار 38 ، البحراني في الدرر النجفية 298 ، حبيب الله الخوئي في منهاج البراعة 2/208 ، عدنان البحراني في مشارق الشموس الدرية 138 وغيرهم من علماء الشيعة 0(169/20)
... وهل يعلم فضيلة القرضاوي إن للشيعة مصحفاً آخر يُسمّى " مصحف فاطمة" فإذا كان لا يعلم – وعندي شك في ذلك – فأرجو من فضيلته مراجعة المصادر التالية ، وهي كلها مراجع شيعية ليس بينها مرجعاً إسلامياً واحداً :
1. بصائر الدرجات : 173 ، 174، 176 ، 177 ، 179 ، 180 ، 181 ، 190 0
2. الامامة والتبصرة : 12 0
3. الكافي ج1 : 239 ، 240 ، 241 0 ج8 : 58 0
4. من لايحضره الفقيه ج4 : 419 0
5. الخصال : 528 0
6. معاني الاخبار : 103 0
7. روضة الواعظين : 211 0
8. خاتمة المستدرك ج23 : 315 0
9. الايضاح : 461 ، 462 0
10. شرح الاخبار ج1 : 241 ،
11. الارشاد ج2 : 186 0
12. إعلام الورى بأعلام الهدى ج1 : 536 0
13. الاحتجاج ج2 : 134 0
14. الخرائج والجرائح ج2 : 894 0
15. مناقب آل ابي طالب ج3 : 374 0
16. كشف الغمة ج2 : 384 0
17. الصراط المستقيم ج1 : 105 0
18. تأويل الآيات ج1 : 102 ، 374 ، ج2 : 723 ، 724 0
19. المحتضر : 114 ، 0
20. الفصول المهمة في أصول الأئمة ج1 : 506 ، 509 0
21. مدينة المعاجز ج2 : 267 ، ج5 : 329 ، 330 0
22. ينابيع المعاجز : 127 ، 129 ، 130 ، 131 ، 132 ، 195
23. بحار الانوار ج22 : 546 0 ج26 : 18 ، 38 ، 39 ، 40 ، 41 ، 43 ، 44 ، 45 ، 46 ، 47 ، 48 ، 156 0 ج35 : 35 0 ج37 : 176 0 ج43 : 79 ،80 ، 195 ، ج47 : 32 ، 65 ، 271 ، 272 0ج108 : 360 0 ج109 : 67 0
24. شرح زيارة الجامعة ج1 : 82 0
25. مصباح الهداية : 225 0
26. مسند الامام الرضا (ع) ج1 : 102 0
27. معجم أحاديث الامام المهدي ج3 : 388 0(169/21)
وعند الشيعة قصة شهيرة تُسمّى " الجزيرة الخضراء" وهي جزيرة خاصة بمهدي الشيعة وأبنائه ، إخترعها أحد رواة الشيعة وهو علي بن فاضل المازندراني ، وهي قصة طويلة جداً سمجة ركيكة ، وقد رأى هذا الراوي أحد أبناء مهدي الشيعة والمسمّى شمس الدين محمد، وقد ورد في هذه القصة أن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين قد أجمعوا على تحريف القرآن وأسقطوا منه الآيات الدالة على فضل آل البيت رضوان الله عليهم ، وحذفوا فضائح المهاجرين والأنصار0
وربما يقول فضيلة الشيخ القرضاوي أن هذا من الأساطير ، فأقول له بارك الله فيه وجعله ممن طال عمره في طاعة الله تعالى وحسُن عمله وختم له بالخاتمة الحسنة : إن هذه الرواية مذكورة في أكثر من أربعين مصدر من مصادر الشيعة ، وأذكر بإختصار من ذكرها لكي يطمئن فضيلة الشيخ أننا لا نسلك مسلك الشيعة في إتهام خصومهم(1)[19]) :
1. محمد باقر المجلسي في كتابه بحار الأنوار 52/159 0
2. محمد مكي الملّقب عند الشيعة بالشهيد الأول في الأمالي بإسناده عن علي بن فاضل 0
3. محمد كاظم الهزارجريبي في كتاب المناقب 0
__________
(1) 19]) رجعت في ذلك إلى : " فصول البيان في تحريف الشيعة للقرآن " 1/174 للأخ ابراهيم عيسى السامرائي، وهذا الكتاب من أفضل الكتب التي بحثت في التحريف عند الشيعة ، وهو مخطوط لم يُطبع بعد ، يسّر الله تعالى لمؤلفه إتمامه وإعادة صياغته من جديد لكي يظهر بالمظهر اللائق والجدير بالجهد الرائع الذي بذله في تجميع المادة العلمية ، وقد وعدني بذلك 0
وكذلك " الجزيرة الخضراء ومثلث برمودا " لمؤلفه ناجي النجار ، وهذا الشيعي تلاعب في نص الرواية وحذف منها مواضع التحريف ووضع مكانها نقط ، ليُدلّس على القراء ، وقد فضحه الأخ ابراهيم السامرائي في الكتاب السابق وبيّن المواضع التي حذفها النجار الدالة على التحريف ، وهذا شأن الرافضة في كل زمان ومكان 0(169/22)
4. النوري الطبرسي في كتابه جنّة المأوى ص 181 0
5. الكركي والملّقب عند الشيعة بالمحقق الثاني في كتابه ترجمة الجزيرة الخضراء 0
6. شمس الدين محمد بن مير أسد الله التستري في كتابه رسالة الغيبة وإثبات وجود صاحب الزمان 0
7. نور الله المرعشي في كتابه مجالس المؤمنين 0
8. مير لوحي في كتابه المهتدي في المهدي 0
9. ميرزا محمد رضا في كتابه تفسير الأئمة لهداية الأمة 0
10. الحر العاملي في كتابه إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات0
11. هاشم البحراني في كتابعه تبصرة الولي في من رأى القائم المهدي 0
12. نعمة الله الجزائري في رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار 0
13. محمد هاشم الهروي في كتابه إرشاد الجهلة المصرّين على إنكار الغيبة والرجعة 0
14. عبدالله بن الميرزا عيسى بيك في كتابه رياض العلماء وحياض الفضلاء 0
15. أبو الحسن الفتوني العاملي في كتابه ضياء العالمين 0
16. عبدالله بن نور الله البحراني في كتابه عوالم العلوم والمعارف 0
17. شبر بن محمد الحويزي في كتابه رسالة الجزيرة الخضراء 0
18. الوحيد البهبهاني في كتابه الحاشية على مدارك الأحكام ، وقد إستشهد بهذه القصة على أدلة وجوب صلاة الجمعة في زمن الغيبة 0
19. محمد عبدالنبي (!!!) النيسابوري في كتابه الكتاب المبين والنهج المستبين 0
20. أسد الله الكاظمي في كتابه مقابيس الأنوار ونفائس الأسرار 0
21. عبدالله شبر في كتابه جلاء العيون 0
22. أسد الله الجيلاني الإصفهاني في كتابه الإمام الثاني عشر المهدي 0
23. مير محمد عباس الموسوي اللكهنوي في كتابه نسيم الصبا في قصة الجزيرة الخضراء 0
24. إسماعيل النوري الطبرستاني في كتابه كفاية الموحدين في عقائد الدين 0
25. علي بن زين العابدين في كتابه الزام الناصب في إثبات الحجة الغائب 0(169/23)
26. مصطفى الحيدري الكاظمي في كتبه بشارة الإسلام في ظهور صاحب الزمان 0
27. محمد تقي الموسوي الإصفهاني في كتابه مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم 0
28. علي أكبر النهاوندي في كتابه العبقري الحسان في تواريخ صاحب الزمان 0
29. بحر العلوم في كتابه تحفة العالم في شرح خطبة العالم 0
30. الفيض الكاشاني في كتابه النوادر في جمع الحديث 0
31. يوسف البحراني في كتابه أنيس المسافر وجليس الخواطر ويسمّى الكشكول أيضاً 0
32. هاشم البحراني في كتابه حلبة الأبرار في أحوال محمد ( وآله الأطهار 0
33. محسن العصفور في كتابه ظاهرةالغيبة ودعوى السفارة ، وهو معاصر 0
34. محمد صالح البحراني في كتابه حصائل الفكر في أحوال الإمام المنتظر 0
35. الخوانساري في روضات الجنات في ترجمة المرتضى 0
36. محمد ميرزا التكابني في كتابه قصص العلماء في ترجمة وأحوال جعفر بن يحيى بن الحسن 0
37. محمد تقي المامقاني في كتابه صحيفة الأبرار 0
38. محمد هادي الطهراني في كتابه محجة العلماء 140 0
39. بحر العلوم في الفوائد الرجالية 3/136 0
40. محمد الغروي في كتابه المختار من كلمات المهدي 2/116 و447
41. عبدالله عبدالهادي في كتابه المهدي وأطباق النور 55 ، 56 ، 102
42. الأردبيلي في كتابه حديقة الشيعة 729 0
43. زين الدين النباطي في كتابه الصراط المستقيم لمستحقي التقديم 2/264 –266 0
44. أسد الله التستري في كتابه كشف القناع 231 0
45. محمد رضا الحكيمي في كتابه حياة أُولي النُهى الإمام المهدي 512 0
46. حسن الأبطحي في كتابه المصلح الغيبي وكتابه الكمالات الروحية
47. ياسين الموسوي في هامش النجم الثاقب للنوري الطبرسي 2/172(169/24)
ونتحف فضيلة الشيخ القرضاوي ببعض أسماء علماء الشيعة وكتبهم الذين يقولون بالتحريف لئلا يطول بنا المقام ، ومن أراد الإستزاده فعليه بمراجعة كتابنا " الشيعة وتحريف القرآن " حيث ذكرنا أقوالهم بالتفصيل 0 ونحن على إستعداد بتزويد فضيلة الشيخ بمصورات من كتبهم إذا إقتضى الحال ورغب فضيلته في ذلك 0
(1) الكليني في الكافي حيث ذكر الكثير من روايات التحريف والآيات المحرّفة على حد زعمه دون أن يعلّق عليها ، وهي مبثوثة في نماذج من الآيات المحرّفة عند الشيعة من هذا الفصل 0
(2) القمي في تفسيره 1/10 0
(3) أبو القاسم الكوفي في كتابه" الإستغاثة في بدع الثلاثة " ص 25 0
(4) المفيد في كتابه " أوائل المقالات" ص 13 ، وكتابه المسائل السروية 81 –81 0
(5) الأردبيلي في كتابه "حديقة الشيعة" 118 – 119 0
(6) علي أصغر في كتابه " عقائد الشيعة " ص27 0
(7) الطبرسي في كتابه " الإحتجاج " 1/222 0
(8) الكاشاني في " تفسير الصافي " 1/32 ( الطبعة القديمة )0وكتابه "هداية الطالبين " ص368
(9) المجلسي في " تذكرة الأئمة " ص 49 و "حياة القلوب" 2/681 ، وفي كتابه " بحار الأنوار" العشرات بل المئات من روايات التحريف وذكر الآيات المحرّفة على حد زعم الشيعة وقد ذكرنا اليسير منها في هذا الفصل 0
(10) نعمة الله الجزائري " الأنوار النعمانية " 2/257 0
(11) أبو الحسن العاملي في المقدمة الثانية لتفسير مرآة الأنوار36 ، وطبعت كمقدمة لتفسير البرهان للبحراني 0
(12) الخراساني في كتابه "بيان السعادة في مقامات العبادة " 1/12 0
(13) علي اليزدي الحائري في كتابه "إلزام الناصب" 1/477،2/259و 266 0
(14) حسين الدوردآبادي في كتابه "الشموس الساطعة" ص 425 0
(15) محمد كاظم الخراساني في"كفاية الأصول" 284-285 0
(16) ميرزا حبيب الله الخوئي في كتابه"منهاج البراعة" 2/119-121 0
(17) عدنان البحراني في كتابه " مشارق الشموس الدرية " ص 125 و135 0(169/25)
(18) ميزا محمد الإصفهاني في كتابه " مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم " 1/58-62 ، 204، 218 ، 233 0
(19) المازندراني في كتابه " نور الأبصار "ص426 ، 428، 439، 442 ، وفي كتابه "الكوكب الدري" 2/56 0
(20) علي البهبهاني في كتابه "مصباح الهداية"ص 246و277 0
(21) أحمد المستنبط في كتابه " القطرة في مناقب النبي والعترة" 1/112و234-235 و 2/379 0
(22) إبن شاذان في " الفضائل" 151 0
(23) مرتضى الأنصاري في "فرائد الأصول" 1/66 0
(24) يوسف البحراني في " الدرر النجفية" 294-296 0
(25) الحر العاملي في "الفوائد الطوسية" 483 0
(26) حسين الدرازي في "الأنوار الوضية"27 0
(27) ميرزا حسن الإحقاقي في "الدين بين السائل والمجيب" 94 0
(28) عبدالحسين(!!!) دستغيب في " أجوبة الشبهات" 132 0
(29) محمد رضا الحكيمي في " القرآن خواصه وثوابه" 242 0
(30) علي الكوراني في " عصر الظهور" 88 0
(31) محمد باقر الأبطحي في "جامع الأخبار" 267 و 280-281 0
(32) محمد حسين الأعلمي في "دائرة المعارف" ج14 ص 313-315 0
(33) محمد الغروي في " المختار من كلمات الإمام المهدي" 2/342 0
(34) جواد الشاهرودي في " الإمام المهدي وظهوره" 191-192 و255 0 وأيضاً في كتابه " المراقبات من دعاء المهدي" 175 0
(35) محمد تقي المدرسي في " النبي وأهل بيته" 1/161-162 0
(36) محمد علي دخيل في " الإمام المهدي" 205 0
(37) عزالدين بحر العلوم في "أنيس الداعي والزائر" 104 0
(38) أحمد الجزائري في " قلائد الدرر" 1/21 0
(39) داود المير صابري في " الآيات الباهرة" 124 ، 291 ، 374 0
(40) محمد علي أسبر في " الإمام علي في القرآن والسنة" 1/112 ، 141، 153، 154، 215، 365 0
(41) عز الله العطاردي في " مسند الإمام الرضا" 1/522، 586 ، وقد ذكرنا جملة من الآيات المحرّفة من مسنده في هذا الفصل 0
(42) بشير المحمدي في " مسند زرارة بن أعين " 102 0(169/26)
(43) أبوطالب التبريزي في " من هو المهدجي" 520 0
(44) الزعيم الإيراني " الخميني " الذي يحظى بتأييد الشيخ القرضاوي في كتابه " شرح دعاء السحر" 70 –71 0
وبعد أن ذكرنا علماء الشيعة الذين يقولون بالتحريف نضع بين يدي فضيلة الشيخ نماذج من الآيات المحرّفة عند الشيعة وهي تتجاوز الأربعمائة والخمسين ولدينا نماذج تزيد على ضعفي هذا العدد ولكن رغبتنا في عدم زيادة صفحات هذا الكتاب جعلنا نقتصر على العدد المذكور وهذا في إعتقادي مجرد فتح شهية وإذا رغب فضيلة الشيخ القرضاوي المزيد فنحن تحت أمره وطوع بنانه ،وقد أعرضنا صفحاً عن ذكر روايات التحريف لئلا يطول بنا المقام ونحن على إستعداد لبيان ذلك إذا إقتضى الأمر ، ويمكنه بارك الله فيه أن يتأكد من صحة ذلك ، حيث ذكرنا المصادر التي استقينا منها هذه الآيات المحرّفة 0 ولا أدري هل علماء الشيعة يملكون الشجاعة الأدبية بنقد تلك الروايات نقداً علمياً وفق منهجهم لا منهجنا ، وينشرون ذلك في كتاب ليقرأه الناس ليعلموا أن كل من ذكر أن الشيعة يعتقدون بالتحريف كاذب ومفتري ؟0 وأخص بذلك حوزة قم والنجف وكافة التجمعات الشيعية في العالم بدون إستثناء ، وهل نطمع بأن يقوم أحد علماء الشيعة بنقد كتاب " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب الأرباب" للنوري الطبرسي ويُثبت أنه كذّاب فيما نسبه إلى علماء الشيعة وإن المصادر التي إعتمدها غير ثابتة ، وهل يستطيعون تكفير من يقول بالتحريف ؟0 فهل من مجيب ؟0 والعجيب أن تلميذ النوري وهو آغا بزرك الطهراني أنه قام بتأليف رسالة بعنوان " النقد اللطيف في نفي التحريف عن القرآن الشريف " حاول فيها تأويل ما عُرف عن شيخه من القول بتحريف القرآن الكريم ، وقدمه للشيخ محمد آل كاشف الغطاء يطلب رأيه في الكتاب، فقرّظه الشيخ ورجح عدم نشره ، ومن ثمّ لم يطبعها إمتثالاً لأمره 0 والسؤال الذي يطرح نفسه : لماذا أحجم آغا بزرك الطهراني عن نشر الكتاب الذي يدافع فيه عن(169/27)
شيخه ؟ 0 فهل في كتابه إثبات أن النوري ليس وحده القائل بالتحريف بل هو معتقد كثير من علماء الشيعة ، لاسيما وإن النوري إستشهد على دعواه بمئات المراجع وأكثر من ألف رواية تُثبت معتقد الشيعة في القرآن الكريم ؟ 0 ليس من الإنصاف في شيء القول بأن النوري وحده يعتقد بالتحريف دون سائر علماء الشيعة ، بل إن هذا الأمر من ضروريات دين الشيعة 0
وقد ردّ على النوري بعض علماء الشيعة مثل محمد حسين الشهرستاني الهالك سنة 1315هـ صاحب كتاب " حفظ الكتاب الشريف عن شبهة القول بالتحريف " وكذلك محمود بن القاسم الشهير بالمعرّب الإصفهاني الهالك سنة 1313هـ له كتاب بعنوان" كشف الإرتياب في عدم تحريف الكتاب" فرغ منها في 17 جمادى الثاني 1302هـ ، وقد ردّ النوري على هذا الكتاب مدافعاً عن كتابه " فصل الخطاب " 0(169/28)
والعجيب أن محمد هادي معرفة كذب على النوري فقال في كتابه " صيانة القرآن من التحريف "ص 90: ( فكان يقول ( أي النوري) دفاعاً عن نفسه بعد أن وصلته رسالة الرد : لا أرضى عن الذي يطالع فصل الخطاب أن يترك النظر في الرسالة الجوابية على كشف الإرتياب 0 وكان يُوصي كل من عنده نسخة من فصل الخطاب أن يضم اليه تلك الرسالة ، فإنها بمنزلة المتمّم لذلك الكتاب والكاشف عن مقصود مؤلفه) 0 فيُوهم القراء بأن النوري أوصى بإضافة رسالة الإصفهاني إلى فصل الخطاب ، ولكن الحقيقة أن النوري في رده على الإصفهاني طلب بأن يُضم رده إلى فصل الخطاب كتتمة له ، وفي ذلك يقول آغا بزرك الطهراني في الذريعة ج 18 ص 9 : (كشف الارتياب في عدم تحريف الكتاب ) للفقيه الشيخ محمود ابن أبي القاسم الشهير بالمعرب الطهراني ، المتوفى أوائل العشر الثاني بعد الثلاثمائة كتبه رداً على " فصل الخطاب " لشيخنا النوري ، فلما عرض على الشيخ النوري كتب رسالة مفردة في الجواب عن شبهاته( لا عن موافقة النوري وإعتذاره ورجوعه لما أورده في فصل الخطاب كما زعم هادي معرفة) ، وكان يوصى كل من كان عنده نسخة من " فصل الخطاب " بضم هذه الرسالة إليها ، حيث أنها بمنزلة المتممات له .
ويقول أيضاً في الذريعة ج11 : ص 188 : (كشف الارتياب ) التى أوردها على ( فصل الخطاب ) في تحريف الكتاب لشيخنا النورى مرت بعنوان ( رد كشف الارتياب ) . وقد كتبت أنا في تأييد النورى ( النقد اللطيف) 0
فإذا كان هادي معرفة يكذب على علمائه فهل يؤمل منه أن يكون صادقاً مع أهل السنة 0 وقد أخبرني الأخ ابراهيم السامرائي بأنه بصدد الرد على هذا الرافضي وكشف كذبه وتدليسه وإن كتابه أوهى من بيت العنكبوت 0(169/29)
ولكن للآسف فإن هذين الكتابين في الرد على النوري لم أعثر عليهما رغم تتبعي الشديد لهما 0 فيا ليت الذين عندهم نسخة منهما أن يقوم بتحقيقهما ويطبعهما ليدفع حقيقة عقيدة الشيعة بالتحريف ، وليسأل فضيلة الشيخ القرضاوي الصديق التسخيري إذا كان يملك نسخة منهما أن يُظهرهما وينشرهما على الملأ ويقول بملء فمه : إن أهل السنة كذّابون ومفترون علينا وهذا هو الدليل 0وإن النوري حاطب ليل لا يعي ما يقول 0فهل يملك التسخيري الجرأة في ذلك؟0
( سورة الفاتحة(
(1) عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال :( اهدنا الصراط المستقيم صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين(0
قال : المغضوب عليهم النُصّاب والضالين الذين لا يعرفون الإمام(1)[20])0
(2) عن إبن أُذينة عن أبي عبد الله في قوله : ( غير المغضوب عليهم وغير الضالين(0
قال : المغضوب عليهم : النصّاب0والضالين : الشكّاك الذين لا يعرفون الإمام(2)[21])0
... (3) عن داود بن فرقد ومعلى بن خنيس أنهما سمعا أبا عبد الله عليه السلام يقول : (صراط من أنعمت عليهم( (3)[22])0
(4) عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقرأ : (صراط من أنعمت عليهم( (4)[23])
... (5) عن فضيل عن أبي جعفر عليه السلام أنه كان يقرأ:( صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين((5)[24])0
(6) عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل ( ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم (0
__________
(1) 20]) تفسير القمي1/29 ، بحار الأنوار 24/20، تفسير نور الثقلين 1/23، فصل الخطاب 229، تفسير البرهان 1/47 0
(2) 21]) بحار الأنوار 24/20، تفسير البرهان 1/47
(3) 22]) فصل الخطاب229 0
(4) 23]) فصل الخطاب229 0
(5) 24]) فصل الخطاب 229 0(169/30)
قال : فاتحة الكتاب يُثنّي فيها القول 0 قال رسول الله ( إن الله منّ عليّ بفاتحة الكتاب من كنز الجنة فيها : بسم الله الرحمن الرحيم الآية التي يقول فيها : ( وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولّوا على أدبارهم نفوراً(0
و( الحمد لله رب العالمين ( : دعوى أهل الجنة حين شكروا الله حسن الثواب 0
و( مالك يوم الدين ( قال جبرائيل : ما قالها مسلم قط إلا صدّقه الله وأهل سماواته 0 و ( إياك نستعين ( أفضل ما طلب به العباد حوائجهم0
(إهدنا الصراط المستقيم ( صراط الأنبياء وهم الذين أنعم الله عليهم0
(غير المغضوب عليهم ( اليهود0(وغير الضالين ( النصارى(1)[25])0
(7) عن إبن أبي عمير رفعه في قوله :( غير المغضوب عليهم وغير الضالين (0 وهكذا نزلت 0
قال : المغضوب عليهم فلان وفلان وفلان(2)[26]) والنصاب والضالين الشكاك الذين لا يعرفون الإمام (3)[27])0
... (8) عن فضل بن يسار وزرارة عن أحدهما (ع) في قوله ( غير المغضوب عليهم ( 0
قال : النصارى 0 ( وغير الضالين ( قال: اليهود(4)[28])0
... (9) سعد بن عبد الله القمي في باب تحريف الآيات من كتاب ناسخ القرآن قال : وقرأ رجل على أبي عبد الله (ع) سورة الحمد على ما في المصحف 0
فرد عليه فقال : اقرأ : (صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين( (5)[29])0
(سورة البقرة(
__________
(1) 25]) تفسير العياشي1/22، تفسير البرهان1/42 ، بحار الأنوار 18/336،19/59، فصل الخطاب229 0
(2) 26]) أبوبكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ولعنة الله على كل من ينتقصهم 0
(3) 27]) فصل الخطاب 230 0
(4) 28]) فصل الخطاب230 0
(5) 29]) فصل الخطاب230 0(169/31)
(10) عن جابر عن أبي جعفر (ع) قال : نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد (هكذا : ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا في علي فأتوا بسورة من مثله( (1)[30])0
وقال النوري تعليقاً على هذه الرواية المكذوبة : قال الطبرسي في ( شرح الكافي ) بعد نقل الخبر : دل ظاهراً على أن قوله تعالى في علي (ع) كان في نظم القرآن وإن نبأ كونهم في ريب مما نزّله الله على محمد ( في علي (ع) كونهم في ريب النبوة ، ومن كون القرآن من عند الله تعالى ثم ولذلك خاطبهم على سبيل التعجيز بقوله ( فأتوا بسورة من مثله ( ليعلموا أن القرآن من قبله تعالى وأن محمداً ( نبيه وأن كلما جاء به في حق علي (ع) من قبله تعالى(2)[31])0
(11) عن المعلى بن خنيس عن أبي عبدالله (ع) : إن هذا المثل ضربه لأمير المؤمنين (ع) فالبعوضة أمير المؤمنين (ع) وما فوقها رسول الله ( (3)[32]) والدليل على ذلك قوله : (فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من
ربهم ( يعني أمير المؤمنين كما أخذ رسول الله ( الميثاق عليهم له ( وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يُضلّ به كثيراً ويهدي به كثيراً ( فردّ الله عليهم فقال: ( وما يُضلّ به إلا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه في علي ويقطعون ما أمر الله به أن يُصل ( يعني من صلة أمير المؤمنين(ع) والأئمة (ع) (4)[33]) 0
__________
(1) 30]) الأصول من الكافي 1/417، بحار الأنوار 23/373و35/57، تفسير نور الثقلين 1/33، تفسير كنز الدقائق1/192، تفسير البرهان 1/70 ، تأويل الآيات الطاهرة 42 – 43 ، المناقب لإبن شهر آشوب 2/301 ، فصل الخطاب230 0
(2) 31]) فصل الخطاب230 0
(3) 32]) هذا سوء أدب ووقاحة في حق سيد الخلق ( وصهر الرسول ( ، وهل يمكن لمسلم بأن يتفوه بهذه الوقاحة ؟0 وهل بلغ الضلال بالشيعة إلى هذا الحد الذي لا يرضى به من كان في قلبه ذرة إيمان ؟ 0
(4) 33]) تفسير القمي 1/34 –35 0(169/32)
(12) عن محمد بن الفضل عن أبي حمزة عن أبي جعفر (ع) قال: نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد ( هكذا:( فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم قولاً غير الذي قيل لهم فأنزلنا على ظلموا آل محمد حقهم رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون( (1)[34])0
... (13) عن زيد الشحام عن أبي جعفر (ع) قال : نزل جبرائيل بهذه الآية :( فبدّل الذين ظلموا آل محمد حقهم غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين آل محمد حقهم رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون( (2)[35])0
... (14) سعد بن عبد الله القمي في كتاب ناسخ القرآن قال : وقال أبو جعفر (ع) : نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا : ( وقال الظالمون آل محمد حقهم غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمد رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون( (3)[36])0
(15) عن جابر قال أبو جعفر (ع) نزلت هذه الآية على محمد ( هكذا والله : ( وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في علي( يعني بني أمية ( قالوا نؤمن بما أنزل علينا( يعني في قلوبهم بما أنزل الله عليه ( ويكفرون بما وراءه ( بما أنزل الله في علي ( وهو الحق مصدقاً لما معهم ( يعني علياً(4)[37])0
__________
(1) 34]) الكافي1/423 ، تأويل الآيات الطاهرة 63، تفسير نور الثقلين 1/83، بحار الأنوار 24/224، إثبات الهداة 2/278، فصل الخطاب 230، تفسير البرهان 1/104 ، تفسير العياشي 1/45 0
(2) 35]) تفسير العياشي 1/45 ،تفسير البرهان 1/104 ، فصل الخطاب231، تفسير القمي 1/48 0
(3) 36]) فصل الخطاب231 0
(4) 37]) تفسير نور الثقلين 1/102، تفسير البرهان 1/130 ، بحار الأنوار36/98 ، تفسير العياشي1/51 ، تفسير فرات الكوفي 234 ، مناقب لإبن شهر آشوب 2/302 0(169/33)
(16) عن جابر عن أبى جعفر (ع)قال : نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد ( هكذا: (بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله في علي بغياً( (1)[38])0
... (17) عن عمر بن يزيد قال : سألت أبا عبدالله (ع) عن قول الله عز وجل ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها ( 0
فقال: كذبوا ما هكذا هي ، إذا كان ينسى وينسخها أو يأت بمثلها لم ينسخها 0
قلت : هكذا قال الله 0
قال: ليس هكذا قال الله تبارك وتعالى 0
قلت: فكيف؟0
قال : ليس فيها ألف ولا واو0 قال : ( ماننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها مثلها ( يقول: ما نميت من إمام أو ننسه ذكره نأت بخير منه من صلبه مثله(2)[39])0
... (18) القمي في تفسيره : وأما قوله ( أو مثلها ( فهي زيادة ، إنما نزلت ( نأت بخير منها مثلها ( (3)[40])0
... (19) عن جابر عن أبي جعفر قال : أما قوله ( أفكلما جاءكم محمد بما لا تهوى أنفسكم بموالاة علي استكبرتم ففريقاً من آل محمد كذّبتم وفريقاً تقتلون( (4)[41])0
... (20) عن إبن أبي عمير عمن ذكره (!!!) عن أبي عبدالله(ع) : ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى في علي ( (5)[42]) 0
__________
(1) 38]) الكافي 1/417 ، تأويل الآيات الطاهرة76، بحار الأنوار23/372و36/98 تفسير البرهان1/129، تفسير نور الثقلين1/86، تفسير العياشي 1/50 ، تفسير فرات الكوفي 60 0
(2) 39]) تفسير نور الثقلين 1/115-116،تفسير البرهان1/140، بحار الأنوار 23/208، تفسير العياشي 1/56 0
(3) 40]) تفسير القمي1/58، فصل الخطاب233 0
(4) 41]) الكافي 1/418، تأويل الآيات الطاهرة 76، بحار الأنوار 23/374 و 24/307 ،تفسير البرهان1/125،تفسير نور الثقلين1/83و99، تفسير العياشي1/49، فصل الخطاب233 ، تفسير الصافي 1/ 0158
(5) 42]) تفسير البرهان 1/170 0(169/34)
... (21) عن أبي بصير عن أبي عبدالله (ع) في قوله عز وجل ( واتبعوا ما تتلوا الشياطين بولاية الشياطين على ملك سليمان( (1)[43])0
... (22) عن أبي بصير عن أبي عبدالله (ع) : ( سل بني اسرائيل كم آتيناهم من آية بينة فمنهم من آمن ومنهم من جحد ومنهم من أقرّ ومنهم من بدّل ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب((2)[44])0
... (23) عن إبن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبدالله (ع) في قول الله عز وجل ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى في علي من بعد ما بيناه للناس أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون((3)[45]) 0
... (24) عن أبي إسحاق عن أمير المؤمنين )(ع):( وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل بظلمه وسوء سريرته والله لا يحب الفساد((4)[46]) 0
... (25) عن الحسن بن فضال قال : سألت الرضا(ع) إلى أن قال : وسألته عن قول الله عز وجل ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة (0
__________
(1) 43]) بحار الأنوار 89/58، تفسير نور الثقلين 1/207، تفسير البرهان 1/209 ، تفسير كنز الدقائق1/389 ، فصل الخطاب 233 0
(2) 44]) الكافي 8/290، تفسير الآصفي للفيض الكاشاني 1/101، فصل الخطاب234، تفسير نور الثقلين 1/207-208،تفسير الصافي 1/244، تفسير البرهان 1/209 0
(3) 45]) تفسير نور الثقلين 1/148، فصل الخطاب 234 0
(4) 46]) الكافي 8/289،تفسير الآصفي 1/99 ، تفسير العياشي 1/101، تفسير نور الثقلين 1/204، تفسير كنز الدقائق 1/498 ، بحار الأنوار 89/57،فصل الخطاب234 ، تفسير البرهان 1/205 0(169/35)
قال : يقول :( هل ينظرون إلا أن يأتيهم بالملائكة في ظلل من الغمام ( هكذا نزلت(1)[47]) 0
(26) عن أبي بكر بن محمد قال : سمعت أبا عبدالله (ع) يقرأ : (وزلزلوا ثم زلزلوا حتى يقول الرسول ((2)[48]) 0
(27) عن أبي العباس عن أبي عبدالله (ع) في قوله عز وجل ( وزلزلوا ثم زلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا متى نصر الله ((3)[49]) 0
(28) عن إبن سنان عن أبي عبدالله (ع) أنه قرأ: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين( (4)[50])0
(29) عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (ع) قال : قلت له : الصلاة الوسطى 0
فقال (ع): ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين ( والوسطى هي صلاة الظهر 0
قال : وكذلك يقرأها رسول الله ( (5)[51]) 0
(30) عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (ع) قال : كتبت امرأة الحسن (ع) مصحفاً ، فقال الحسن (ع) للكاتب لما بلغ هذه الآية :( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين((6)[52]) 0
__________
(1) 47]) تفسير نور الثقلين 1/207، بحار الأنوار 3/319و53/43 ، معاني الأخبار13، التوحيد للصدوق(!!) 163، تفسير البرهان 1/208 0الإحتجاج للطبرسي2/194، مسند الرضا1/318 ،حياة الرضا 1/301 ، تفسير الآصفي 1/101 ، تفسير الصافي 1/242، تفسير كنز الدقائق 1/506 0
(2) 48]) الكافي8/290، بحار الأنوار 89/58 ، تفسير نور الثقلين 1/209 0
(3) 49]) فصل الخطاب 344 0
(4) 50]) تفسير القمي 1/79، فصل الخطاب235 ، تفسير نورالثقلين 1/237، تفسير كنزالدقائق 1/570 0
(5) 51]) فصل الخطاب235، تفسير البرهان 1/231 ، تفسير الصافي 1/268 ، تفسير العياشي 1/127 ، تفسير كنز الدقائق 1/570 0
(6) 52]) فصل الخطاب235 ، تفسير البرهان 1/231 ،(169/36)
(31)عن أبي بصير عن أبي عبدالله(ع) قال: ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر ( (1)[53]) 0
(32) عن الباقر والصادق (ع) ان الصلاة الوسطى صلاة الظهر وان رسول الله ( كان قرأ ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر ( (2)[54]) 0
(33) عن زرارة قال : سألت أبا جعفر (ع) عما فرض الله من الصلاة0فقال : خمس صلوات في الليل والنهار 0فقلت : هل سماهن وبينهن في كتابه ؟0قال: نعم0 قال الله تعالى إلى أن قال وفي بعض القراءات ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين ((3)[55]) 0
...
__________
(1) 53]) فصل الخطاب235 0
(2) 54]) فصل الخطاب 235 0
(3) 55]) فصل الخطاب 235، وقال معلقاً على هذه الرواية : ورواه الصدوق في ( علل الشرايع ) عن أبيه عن سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن حديد وإبن أبي نجران عن حماد عن حريز مثله 0 ورواه الشيخ في ( التهذيب ) بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى مثله 0 ورواه في ( الفقيه ) بإسناده عن زرارة 0 والظاهر أن السؤال لما كان عما فرض الله من الصلوات اليومية بقرينة الإقتصار في الجواب على ذكرها ، فلا بد وأن يكون غرض زرارة معرفة إستخراج ذلك من القرآن للإحتجاج مع العامة ( أهل السنة ) وغيرهم 0 لأنه من الجهل بها ويشهد لذلك قوله ( عما فرض ) الظاهر عما فرضه في كتابه على ما يظهر من أخبار كثيرة وحينئذ فقوله( هل سماهن وبينهن) أي على التفصيل والبيان الظاهر لا مطلقاً ولو إجمالاً لمعلومية الجواب الأول ، فظهر أن الإستشهاد لبيان ذكر صلاة العصر في القرآن ببعض القراءات المعتبرة(ع) والمتحد مع قراءتهم (ع) بقرينة عدم ذكرها فيه في موضع آخر وإلا أشار اليه (ع) ولما مضى ويأتي من الأخبار مع ما تقدم من وحدة ما نزل 00 الخ(169/37)
(34) عن محمد بن جمهور يرويه عنهم(ع) ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين( قال : راغبين (1)[56])0
(35) سعد بن عبدالله القمي في كتاب " ناسخ القرآن ومنسوخه " قال : وكان يقرأ( أي الصادق ) ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر ((2)[57]) 0
... (36) عن عمرو بن جابر في قوله تعالى ( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصية لأزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج مخرجات (3)[58])
(37) عن أبي جرير القمي عن أبي الحسن (ع) ( له مافي السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ((4)[59]) 0
(38) عن الحسين بن خالد أنه قرأ أبو الحسن الرضا (ع) ( الم الله لا اله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنهيعلم ما بين أيديهم وما خلفهم(
0000( يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون والحمد لله رب العالمين( (5)[60]) 0
(39) عن إسماعيل بن عباد عن أبي عبدالله (ع) ( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ( وآخرها( العلي العظيم والحمد لله رب العالمين ( وآيتين بعدها (6)[61]) 0
__________
(1) 56]) فصل الخطاب 235 0
(2) 57]) فصل الخطاب 236 0
(3) 58]) فصل الخطاب236 0
(4) 59]) الكافي8/290، بحار الأنوار 89/57 ، فصل الخطاب 238 0
(5) 60]) تفسير القمي1/84-85، تفسير الصافي 1/282، تفسير الآصفي 2/755، تفسير نور الثقلين 1/261، فصل الخطاب338 ، مستدرك الوسائل6/117 0
(6) 61]) الكافي 8/290، بحار الأنوار 89/57-58، فصل الخطاب238 0(169/38)
(40) عن حمران بن أعين عن أبي جعفر (ع) ( والذين كفروا أولياؤهم الطواغيت( (1)[62])
(41) إبن شهر آشوب في المناقب قال : وجدت في كتاب الله المنزل عن الباقر (ع) ( والذين كفروا بولاية علي بن أبي طالب أولياؤهم الطاغوت ( 0قال : نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا (2)[63]) 0
(42) أحمد بن علي القمي في "كتاب العروس " عن الصادق (ع) قال : كان علي بن الحسين (ع) يحلف مجتهداً إن من قرأها أي آية الكرسي قبل زوال الشمس سبعين مرة فوافق تكملة السبعين زوالها غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فإن مات في عامه ذلك مات مغفوراً غير محاسب ( الله لا اله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب
والشهادة فلا يظهر على غيبه أحداً من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم( إلى قوله (هم فيها خالدون ( (3)[64])
(43) عن إسماعيل بن عباد البصري عمن ذكره عن أبي عبدالله(ع) قال في آية الكرسي ( له ما في السموات وما في الأرض وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم بديع السموات والأرض ذو الجلال والإكرام رب العالمين ((4)[65]) 0
(44) عن إبن سنان التيمي عن أبي الحسن الرضا(ع) ( له ما في السموات والأرض وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة((5)[66])0
(45) عن يونس عن أبي عبدالله (ع) ( له ما في السموات وما في الأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم من ذا الذي يشفع عنده ((6)[67]) 0
__________
(1) 62]) الكافي 8/289، بحار الأنوار 89/57، تفسير كنز الدقائق 1/617، فصل الخطاب 238 0
(2) 63]) فصل الخطاب 238 0
(3) 64]) فصل الخطاب237 ، بحار الأنوار 86/356 و89/428 ، مستدرك الوسائل 6/130 0
(4) 65]) فصل الخطاب238 0
(5) 66]) فصل الخطاب 238 0
(6) 67]) فصل الخطاب 238 0(169/39)
(46) عن جابر بن راشد عن أبي عبدالله (ع) قال (ع) في آية الكرسي ( عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم ((1)[68])0
(47) عن عمر بن يحيى التستري وحماد بن عثمان عن أبي عبدالله (ع) قال : رأيت في بيت له عند السقف مكتوباً حول البيت آية الكرسي
وفيها ( له ما في السموات وما في الأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم( 0
فقلت له : جعلت فداك في هذا الكتاب شيء لا أعرفه وليس هكذا نقرأها؟0
قال (ع) : هكذا فاقرأها فإنها كما أُنزلت(2)[69]) 0
(48) عن حمزة عن إسماعيل عن رجل(!!!) عن أبي عبدالله (ع) ( وما يحيطون من علمه شيء إلا بما شاء ( و آخرها ( وهو العلي العظيم والحمد لله رب العالمين ( وآيتين بعدها (3)[70])
(49) السياري مرسلاً عن أبي الحسن (ع) في قوله عز وجل ( والذين يأكلون الربا لا يقومون يوم القيامة إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ((4)[71]) 0
(50) عن عمر بن حنظلة عن أبي عبدالله (ع) ( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصيته لأزواجهم إلى الحول غير إخراج مخرجات( (5)[72]) 0
... (51) النعماني في تفسيره عن أمير المؤمنين(ع) في جملة الآيات المحرّفة 0 وقوله تعالى ( وجعلناكم أئمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً ( ومعنى ( وسطاً( بين الرسول وبين الناس فحرفوها وجعلوها ( أمة ( (6)[73]) 0
(52) السياري عن اسحاق بن اسماعيل عن أبي عبدالله (ع) قال :(فما جزاء من يفعل ذلك منكم ومن غيركم إلا خزي في الحياة الدنيا((7)[74])0
__________
(1) 68]) فصل الخطاب 238 0
(2) 69]) فصل الخطاب 239 0
(3) 70]) فصل الخطاب239 0
(4) 71]) فصل الخطاب 240 0
(5) 72]) فصل الخطاب 240 0
(6) 73]) فصل الخطاب 240 0
(7) 74]) فصل الخطاب 240 0(169/40)
... (53) سعد بن عبدالله القمي في كتاب ( ناسخ القرآن ) في باب الآيات المحرّفة قال : وقوله تعالى : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ( وهو( أئمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ((1)[75]) 0
(سورة آل عمران(
(54) علي بن ابراهيم القمي في تفسيره: قال:إنه روي في الخبر المأثور أنه نزل :( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين(0 فأسقطوا آل محمد منه (2)[76]) 0
... (55) عن حمران قال : سمعت أبا جعفر (ع) يقرأ هذه الآية :( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل محمد على العالمين (0قلت : ليس نقرأ هكذا ؟0فقال : أُدخل حرف مكان حرف (3)[77]) 0
... (56) قال العالم(ع) : نزل : ( وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد ( فأسقطوا آل محمد من الكتاب ( (4)[78])0
... (57) عن ابراهيم بن عبدالصمد قال : سمعت جعفر بن محمد(ع) يقرأ : ( إن الله آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين ( 0 قال : هكذا نزلت ( (5)[79])
(58) عن أيوب قال : سمعني أبو عبدالله (ع) وأنا أقرأ ( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل ابراهيم (0قال : هو ( آل ابراهيم وآل محمد على العالمين ( فوضعوا إسماً مكان إسم (6)[80]) 0
__________
(1) 75]) فصل الخطاب 240 0
(2) 76]) تفسير القمي 1/100، تأويل الآيات الطاهرة 1/205، نور الثقلين 1/330، تفسير البرهان 1/277، فصل الخطاب 240 0
(3) 77]) فصل الخطاب 240، تفسير فرات78 ، تفسير الصافي 1/329 بحار الأنوار 89/56 0
(4) 78]) بحار الأنوار 23/222، تفسير الصافي 1/329 0
(5) 79]) بحار الأنوار 23/222 ،227،291،361،
(6) 80]) تفسير العياشي 1/168، تفسير كنز الدقائق 2/62،فصل الخطاب 240، بحار الأنوار 23/225 0(169/41)
... (59) عن هشام بن سالم قال : سألت أبا عبدالله (ع)عن قول الله (اصطفى آدم ونوحاً( 0فقال :هو ( آل ابراهيم وآل محمد على العالمين ( فوضعوا إسماً مكان إسم (1)[81]) 0
... (60) عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبدالله (ع) : قال : قلت له : ما الحجة في كتاب الله أن آل محمد هم أهل بيته ؟0قال : قول الله تبارك وتعالى ( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران وآل محمد( هكذا نزلت على العالمين0 ( ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ( ولا تكون الذرية من القوم إلا نسلهم من أصلابهم 0 وقال ( اعملوا آل داود شكراً وقليل من عبادي الشكور وآل عمران وآل محمد ((2)[82])0
... (61) الطوسي في ( التبيان ) قال : وفي قراءة أهل البيت (ع) ( وآل محمد على العالمين ((3)[83]) 0
... (62) الطوسي في أماليه 000 عن ابراهيم بن عبدالصمد قال : سمعت جعفر بن محمد (ع) يقرأ ( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل ابرهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين ( 0قال: هكذا نزلت (4)[84]) 0
(63) السياري عن محمد بن سنان عن أبي خالد القماط عن حمران بن أعين قال : سمعت أبا عبدالله (ع) يقرأ : ( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران وآل محمد علىالعالمين (0 ثم قال : هكذا والله نزلت (5)[85]) 0
__________
(1) 81]) تفسير نور الثقلين 1/328، تفسير العياشي1/170، فصل الخطاب240 ، بحار الأنوار 23/225 0
(2) 82]) تفسير نور الثقلين 1/331، فصل الخطاب 240-241، الحدائق الناضرة للبحراني 12/402 ، تفسير الصافي 1/330 ، جواهر الكلام16/98 0
(3) 83]) فصل الخطاب 241، التبيان1/441 ، مجمع البيان للطبرسي 2/278 ، تفسير الصافي 1/329، تفسير كنز الدقائق 2/62 0
(4) 84]) فصل الخطاب241 0
(5) 85]) فصل الخطاب241 0(169/42)
(64) عن أيوب الحر قال : سمعني وأنا أقرأ ( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين (0فقال (ع) : ( آل محمد( كان فيها فمحوها وتركوا ما سواها(1)[86])0
(65) الطبرسي في ( مجمع البيان ) قال : وفي قراءة أهل البيت (ع) (وآل محمد على العالمين ((2)[87]) 0
... (66) محمد بن الحسن الشيباني في ( نهج البيان ) وروي في قراءة أهل البيت (ع) ( وآل محمد على العالمين((3)[88]) 0
... (67) القمي في تفسيره إنه نزل ( يا مريم اقنتي لربك واركعي واسجدي مع الساجدين((4)[89]) 0
(68) عن الحكم بن عيينة عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى ( يا مريم اقنتي لربك واسجدي شكراً لله واركعي مع الراكعين((5)[90])0
(69) السياري عن محمد بن جمهور عن بعض أصحابنا عن أبي عبدالله (ع) في قول الله جل ذكره :( إني رافعك اليّ ومتوفيك ( هكذا نزلت(6)[91])0
(70) محمد بن الحسن الشيباني في ( نهج البيان ) قال : وروي في أخبارنا عن أئمتنا (ع) ( إني رافعك إليّ ومتوفيك بعد نزولك على عهد القائم من آل محمد ((7)[92])0
__________
(1) 86]) فصل الخطاب241 0
(2) 87]) فصل الخطاب241، بحار الأنوار 11/11 0
(3) 88]) فصل الخطاب241 0
(4) 89]) تفسير القمي 1/102 ، فصل الخطاب 241 0
(5) 90]) فصل الخطاب241 ، تفسير العياشي 1/173 ، تفسير كنز الدقائق2/83 0
(6) 91]) فصل الخطاب241 0
(7) 92]) فصل الخطاب241 0(169/43)
(71) عن حبيب السجستاني قال : سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله تبارك وتعالى ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه ( فكيف يؤمن موسى وعيسى(ع) وينصره ولم يدركه؟ وكيف يؤمن عيسى بمحمد ( ولم يدركه ؟0فقال : يا حبيب إن القرآن قد طُرح منه آي كثيرة ولم يزد فيه إلا حروف أخطأت به الكتبة وتوهمتها الرجال وهذا وهم فاقرأها ( وإذ أخذ الله ميثاق أمم النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه ( هكذا أنزله الله يا حبيب ، فو الله ما وفّت أمة من الأمم التي كانت قبل موسى بما أخذ عليها من الميثاق لكل نبي بعثه الله بعد نبيها ، ولقد كذبت الأمة التي جاءها موسى ولم يؤمنوا به ولا نصروه إلا القليل منهم 0 ولقد كذبت أمة عيسى بمحمد ( ولم يؤمنوا به ولا نصروه بما جاءها إلا القليل منهم ، ولقد جحدت هذه الأمة بما أخذ عليها رسول الله ( من الميثاق لعلي بن أبي طالب (ع) يوم إقامة الناس ونصب لهم ودعاهم إلى ولايته وطاعته في حياته وأشهدهم بذلك على أنفسهم ، فأي ميثاق أوكد من قول رسول الله ( في علي بن أبي طالب (ع) فوالله ما وفوا به بل جحدوا وكذبوا(1)[93])0
... ... (71) إبن طاووس في ( سعد السعود) عن كتاب عتيق لبعض القدماء جمع فيه قراءة رسول الله ( والأئمة (ع) 0000 عن يونس بن ظبيان عن أبي عبدالله (ع) ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا ما تحبون( بميم واحدة (2)[94])0
... (72) السياري عن يونس بن ظبيان عن أبي عبدالله (ع) في قوله عز وجل ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا ما تحبون( هكذا فاقرأها(3)[95]) 0
__________
(1) 93]) تفسير العياشي 1/180، تفسير البرهان1/295، فصل الخطاب 242 0
(2) 94]) فصل الخطاب 243 0
(3) 95]) تفسير العياشي1/1/184،الكافي8/183، بحار الأنوار 89/57، تفسير البرهان 1/297،فصل الخطاب243 0(169/44)
(73) عن فيض بن أبي شيبة قال : سمعت أبا عبدالله (ع) يقول : وتلا هذه الآية ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ( إلى آخر الآية 0
قال :( لتؤمنن برسول الله ولتنصرن أمير المؤمنين(0
قلت : ( ولتنصرن أمير المؤمنين( ؟!!0
قال : نعم من آدم فهلم جرا ، ولا يبعث الله نبياً ولا رسولاً إلا ردّ إلى الدنيا حتى يقاتل بين يدي أمير المؤمنين(1)[96]) 0
(74) روي عن أبي عبدالله (ع) ( وأنتم مسلّمون( بالتشديد ، ومعناه مستسلمون لما أتى النبي ( به منقادون له (2)[97]) 0
(75) عن الباقر (ع) في قراءة علي(ع) وهو التنزيل الذي نزل به جبرائيل (ع) على محمد ( ( ولا تموتن إلا وأنتم مسلّمون لرسول الله والإمام بعده ((3)[98]) 0
(76) عن الحسين بن خالد قال : قال أبو الحسن الأول : كيف تقرأ هذه الآية ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته إلا وأنتم مسلمون (0
ماذا ؟0
قلت : (مسلمون (0
فقال : سبحان الله ، يوقع عليهم إسم الإيمان فيسميهم مؤمنين ثم يسألهم الإسلام والإيمان فوق الإسلام ؟0
قلت : هكذا يُقرأ في قراءة زيد 0
قال : إنما هي في قراءة علي (ع) وهي التنزيل الذي نزل به جبرائيل على محمد ( ( إلا وأنتم مسلّمون لرسول الله ثم الإمام من بعده ((4)[99]) 0
(77) الطوسي في ( التبيان ) وروي عن أبي عبدالله (ع) ( وأنتم مسلّمون( بالتشديد ومعناه إلا وأنتم مستسلمون لما أتى به النبي ( ومنقادون له (5)[100]) 0
__________
(1) 96]) تفسير نور الثقلين 1/358-359، فصل الخطاب 243 0
(2) 97]) تفسير نور الثقلين 1/376، فصل الخطاب 243 0
(3) 98]) تفسير نور الثقلين 1/377، فصل الخطاب243 0
(4) 99]) فصل الخطاب 243 0
(5) 100]) فصل الخطاب 243 0(169/45)
(78) عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله (ع) :(وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها بمحمد((1)[101])0
(79) روي عن أبي عبدالله (ع) أنه قال :( ولتكن منكم أئمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون( (2)[102]) 0
(80) عن بريد عن أبي جعفر (ع) في قوله:(إصبروا( يعني بذلك عن المعاصي 0( وصابروا( يعني التقية 0 (و رابطوا ( يعني على الأئمة 0
ثم قال : أتدري ما معنى البدوا مالبدنا ، فإذا تحركوا فتحركوا ( واتقوا الله ما لبد ربكم لعلكم تفلحون (0
قال : قلت: جعلت فداك : إنما نقرؤها : (واتقوا الله( 0
قال : أنتم تقرؤنها كذا ، ونحن نقرؤها كذا(3)[103]) 0
(81) عن حماد بن عيسى عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله(ع) قال : في قراءة علي (ع):( كنتم خير أئمة أُخرجت للناس (0 قال : هم آل محمد ( (4)[104]) 0
... (82) الطبرسي يروي عن أبي عبدالله (ع) ( ولتكن منكم أئمة ((5)[105]) 0
... (83) عن إبن سنان قال : قرئت عند أبي عبدالله(ع)(كنتم خير أمة أخرجت للناس( 0
فقال أبوعبدالله (ع): ( خير أمة ( وهم يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين إبني علي 0
فقال القارىء : جعلت فداك كيف نزلت ؟0
__________
(1) 101]) تفسير العياشي 1/149 ،الكافي8/183، بحار الأنوار 24/54و 89/57، تفسير نورالثقلين 1/378-379، فصل الخطاب243، تفسير كنز الدقائق 2/188 0
(2) 102]) تأويل الآيات الطاهرة 1/118-119، مجمع البيان 2/448، بحار الأنوار 24/123، تفسير البرهان1/308، فصل الخطاب244 0
(3) 103]) تفسير العياشي 1/213-214 ، تفسير البرهان1/335، بحار الأنوار 24/218، فصل الخطاب 244 0
(4) 104]) تفسير العياشي 1/195 ، فصل الخطاب244 ، بحار الأنوار 24/153 0
(5) 105]) فصل الخطاب 244 0(169/46)
قال : نزلت :( كنتم خير أئمة أخرجت للناس ( 0 ألا ترى مدح الله لهم في قوله :( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ((1)[106]) 0
(84) عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال : إنما أُنزلت هذه الآية على محمد ( في الأوصياء خاصة:( أنتم خير أئمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر (0
هكذا والله نزل بها جبرائيل(ع)0وما عنى بها إلا محمداً وأوصياءه صلوات الله عليهم (2)[107]) 0
(85) قرأ الباقر(ع):( أنتم خير أمة أُخرجت للناس ( بالألف إلى آخر الآية 0 نزل بها جبرائيل وما عنى بها إلا محمداً ( وعلياً والأوصياء من ولده (ع)(3)[108]) 0
(86) العياشي عن حمد بن عيسى عن بعض أصحابه قال : في قراءة علي (ع) :( كنتم خير أئمة أخرجت للناس ( قال : هم آل محمد ( (4)[109]) 0
(87) عن أبي بصير عنه (ع) أنه قال : إنما نزلت هذه الآية على محمد ( في الأوصياء خاصة فقال تعالى ( أنتم خير أئمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ( هكذا والله نزل بها جبرائيل وما عنى بها إلا محمد أو أوصياؤه (5)[110]) 0
__________
(1) 106]) تفسير القمي1/110، تأويل الآيات الطاهرة 1/121-122، بحار الأنوار 24/154، تفسير البرهان 1/308، نور الثقلين 1/317، فصل الخطاب244 0
(2) 107]) تفسير العياشي 1/195 ، تفسير الصافي ، بحار الأنوار 24/153، فصل الخطاب 244 0
(3) 108]) مناقب آل أبي طالب3/170، تفسير الصافي 1/371، بحار الأنوار 24/155، فصل الخطاب244 0
(4) 109]) تفسير العياشي1/195، فصل الخطاب 244 0
(5) 110]) فصل الخطاب 244، تفسير الآصفي 1/167 ، تفسير العياشي1/195، تفسير البرهان1/309، إثبات الهداة3/46 0(169/47)
(88) ابن شهر آشوب في مناقبه عن الباقر (ع):(أنتم خير أمة ( بالألف نزل بها جبرائيل وما عنى بها إلا محمد ( أو علياً والأوصياء من ولده (1)[111]) 0
(89) النعماني في تفسيره عن ابن عقدة 00000 عن جابر عن الصادق عن أمير المؤمنين أنه قال : وأما ما حرّف من كتاب الله فقوله ( كنتم خير أئمة ( فحرّفت إلى ( خير أمة ( (2)[112])0
(90) السياري عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال : قلت ( كنتم خير أمة أخرجت للناس (0فقال : لا أدري ، إنما نزلت هذه الآية على محمد ( وفي أوصيائه خاصة0 فقال :( أنتم خير أئمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر (0 ثم قال : نزل بها جبرائيل على محمد ( هكذا ، فما عنى بها إلا محمد وأوصياؤه (3)[113])0
(91) علي بن ابراهيم في تفسيره : قوله تعالى:( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ( 0قال أبو عبدالله ( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم ضعفاء ((4)[114]) 0
(92) الطبرسي : وروى عن بعض الصادقين (ع) أنه قرأ ( وأنتم ضعفاء ( 0وقال : لا يجوز وصفهم بأنهم أذلة وفيهم رسول الله ( (5)[115]) 0
(93) السياري عن ربعي عن أبي عبدالله (ع) في قوله عز وجل : ( لقد نصركم الله ببدر وأنتم ضعفاء ((6)[116]) 0
(94) عن أبي بصير قال : قرأت عند أبي عبدالله (ع) ( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة (0فقال : مه ، ليس هكذا أنزلها الله 0 إنما نزلت ( وأنتم قليل ((7)[117])0
__________
(1) 111]) فصل الخطاب 244، تفسير العياشي 1/195 ، تفسير كنز الدقائق 2/200 ، مناقب إبن شهر آشوب 3/170 0
(2) 112]) فصل الخطاب 244 0
(3) 113]) فصل الخطاب 244 0
(4) 114]) تفسير نور الثقلين 1/387، فصل الخطاب245 0
(5) 115]) فصل الخطاب245 0
(6) 116]) فصل الخطاب245 0
(7) 117]) تفسير العياشي1/196، تفسير نور الثقلين 1/387، فصل الخطاب 245،بحار الأنوار19/283 ، تفسير البرهان1/310 0(169/48)
(95) عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله (ع) قال : سأله أبي عن هذه الآية ( لقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة (0قال : ليس هكذا أنزل الله ، ما أذل الله رسوله قط ، إنما نزلت ( وأنتم قليل( (1)[118]) 0
(96) عن حريز عن أبي عبدالله (ع) أنه قرأ ( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم ضعفاء( وما كانوا أذلة ورسول الله ( فيهم (2)[119]) 0
(97) عن الجرمي عن أبي جعفر (ع) أنه قرأ ( ليس لك من الأمر شيء أن يتوب عليهم وتعذبهم فإنهم ظالمون ((3)[120])0
(98) عن محمد بن جمهور عن بعض أصحابنا قال : تلوت بين يدي أبي عبدالله (ع)هذه الآية ( ليس لك من الأمر شي( 0 فقال : بلى وشيء وهل الأمر كله إلا له ( ، ولكنها نزلت ( ليس لك من الأمر إن تبت عليهم أو تعذبهم فإنهم ظالمون ( وكيف لا يكون من الأمر شيء والله عز وجل يقول ( ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ( وقال الله عز وجل : ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا ان عليك إلا البلاغ ((4)[121])0
(99) النعماني عن أمير المؤمنين : وقال سبحانه في سورة آل عمران ( ليس لك من الأمر أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون لآل محمد( فحذفوا آل محمد(5)[122]) 0
(100) عن حماد بن عيسى عن بعض أصحابه عن أبي عبدالله (ع) :( ويتخذ منكم شهيداً( (6)[123]) 0
... (101) عن إبن عمير عمن ذكره عن أبي عبدالله (ع) في قول الله عز وجل :( سيطوقون ما بخلوا به من الزكاة يوم القيامة ((7)[124]) 0
__________
(1) 118]) فصل الخطاب 245، بحار الأنوار 19/284 ، تفسير العياشي1/196،تفسير البرهان1/310 0
(2) 119]) فصل الخطاب 245، بحار الأنوار 19/283 ، تفسير العياشي1/196، تفسير البرهان1/310 0
(3) 120]) فصل الخطاب 246 0
(4) 121]) فصل الخطاب 246 0
(5) 122]) فصل الخطاب 246 0
(6) 123]) فصل الخطاب246 0
(7) 124]) فصل الخطاب246 0(169/49)
... (102) عن محمد بن يونس عن بعض أصحابنا(!!!) قال : قال لي أبو جعفر (ع) :( كل نفس ذائقة الموت ومنشورة( نزل بها على محمد ( ، إنه ليس من أحد من هذه الأمة إلا سيُنشر ، فأما المؤمنون فيُنشرون إلى قرة عين ، وأما الفجّار فيُنشرون إلى خزي الله إياهم (1)[125]) 0
(103) عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر (ع) قال : ليس من مؤمن إلا وله قتلة وموتة أنه من قتل نشر حتى يموت ومن مات نشر حتى يقتل 0ثم تلوت على أبي جعفر (ع) هذه الآية :( كل نفس ذائقة الموت( 0فقال هو (ع) :( ومنشورة ((2)[126]) 0
... (104) عن جابر عن أبي عبدالله )ع) قال : ( كل نفس ذائقة الموت ومنشورة( (3)[127]) 0
(سورة النساء (
... (105) علي بن إبراهيم عن الصادق (ع) أنه قال : ( فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمّى فآتوهن أجورهن فريضة ( فهذه الآية دليل على المتعة (4)[128])0
(106) عن أبي عمير عمن ذكره (!!) عن أبي عبدالله (ع) قال : إنما نزلت : ( فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن فريضة ((5)[129])0
(107) عن أبي بصير قال : سمعت أباجعفر (ع) يقول : قال علي (ع): لولا ما سبقني به إبن الخطاب ما زنى إلا شقي 0 قال: ثم قرأ هذه الآية : ( فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمّى فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة (0قال : يقول : إذا إنقطع الأجل فيما بينكما إستحللتها بأجلٍ آخر (6)[130])0
__________
(1) 125]) تفسير العياشي 1/210، تفسير البرهان1/329، فصل الخطاب 246 0
(2) 126]) فصل الخطاب 247
(3) 127]) فصل الخطاب 247
(4) 128]) تفسير القمي ،فصل الخطاب 247، تفسير البرهان1/306
(5) 129]) الكافي ، فصل الخطاب 247
(6) 130]) فصل الخطاب 248، تفسير البرهان1/360 0(169/50)
(108) عن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) قال : كان يقرأ : ( فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمّى فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة ( 0قال (ع) : هو أن يزوجها إلى أجل ثم يحدث شيء بعد الأجل (1)[131])0
... (109) عن عبدالسلام عن أبي عبدالله (ع) قال : قلت له : ما القول في المتعة ؟ 0قال : قول الله تعالى : ( فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة إلى أجل مسمّى ولا جناح عليكم فيما تراضيتم من بعد الفريضة ( 0قال : قلت : جعلت فداك أهي من الأربع ؟ 0قال : ليست من الأربع إنما هي إجارة 0فقلت : أرأيت إن أراد أن يزداد أو تزداد قبل إنقضاء الأجل الذي أجلّ ؟0قال : لا بأس أن يكون ذلك برضاء منه ومنها بالأجل والوقت0 وقال : سيزيدها بعد ما يمضي (2)[132])0
(110) سعد بن عبدالله القمي في كتاب ( ناسخ القرآن) قال : وقرأ أبو جعفر وأبو عبدالله(ع) : ( فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمّى فآتوهن أجورهن ((3)[133])0
(111) السياري 000 عن جابر عن أبي عبدالله (ع) قال : نزل جبرئيل بهذه الآية على رسول الله ( هكذا : ( يا أيها الذين أُوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا في علي مصدقاً لما معكم ((4)[134])0
(112) عن عمرو بن شمر عن جابر قال : قال أبو جعفر(ع) : نزلت هذه الآية على محمد ( هكذا : ( يا أيها الذين أُوتوا الكتاب آمنوا بما أنزلت في علي مصدقاً لما معكم من قبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها أو نلعنهم – إلى مفعولا ( (5)[135]) 0
__________
(1) 131]) فصل الخطاب 248، مستدرك الوسائل14/448 ، تفسر العياشي1/234، تفسير البرهان1/361 0
(2) 132]) فصل الخطاب 248، تفسير البرهان1/361 0
(3) 133]) فصل الخطاب 249، تفسير البرهان1/373 ، مستدرك الوسائل14/448 0
(4) 134]) فصل الخطاب 249، تفسير البرهان1/374 ، تفسير فرات الكوفي 105 0
(5) 135]) فصل الخطاب 249، بحار الأنوار 9/193 ، تفسير كنز الدقائق 2/472 0(169/51)
(113) عن منخل عن أبي عبدالله(ع) قال : نزل جبرئيل(ع) على محمد ( بهذه الآية هكذا : ( يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلّنا في علي نوراً مبينا ( (1)[136]) 0
(114) السياري 000عن داود الرقي قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ، فقد آتينا آل إبراهيم وآل عمران وآل محمد الكتاب والحكمة وآتيناهم مُلكاً عظيماً ( 0ثم قال : نحن والله الذين ذكرهم الله عز وجل في كتابه ونحن والله المحسودون 0 ثلاثاً (2)[137])0
(115) عن داود بن فرقد قال : سمعت أباعبدالله(ع) وعنده إسماعيل إبنه يقول : ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ( الآية 0
قال : فقال : الملك العظيم إفترض الطاعة 0
قال : ( فمنهم من آمن به ومنهم من صدّ عنه ( 0
قال : فقلت : إستغفر الله 0
فقال لي إسماعيل : لِم يا داود؟0
قلت :لأني كثيراً قرأتها :( ومنهم من يؤمن به ومنهم من صدّ عنه ( 0
قال : فقال أبوعبدالله(ع): إنما هو "فمن" هؤلاء ولد إبراهيم من آمن بهذا ومنهم من صدّ عنه (3)[138]) 0
(116) عن حريز عن أبي عبدالله عليه السلام قال : نزلت ( فإن تنازعتم في شيء فارجعوه إلى الله وإلى رسوله وإلى أولي الأمر منكم ((4)[139])0
(117) عن بريد بن معاوية قال : كنت أبي جعفر عليه السلام فسألته عن قول الله تعالى : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم (0قال فكان جوابه أن قال : ( ألم تر إلى الذين أُوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ( فلان وفلان (5)[140]) 0
__________
(1) 136]) الكافي 1/417 0
(2) 137]) فصل الخطاب 250 0
(3) 138]) تفسير البرهان 1/378 0
(4) 139]) فصل الخطاب 250، تفسير البرهان 1/383 ، تفسير القمي1/141 0
(5) 140]) أبوبكر وعمر رضي الله عنهما ولعنة الله على كل من يبغضهما 0(169/52)
إلى أن قال (ع) : ثم قال للناس: ( ياأيها الذين آمنوا ( فجمع المؤمنين إلى يوم القيامة ) أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ( إيانا عنى خاصة ) فإن خفتم تنازعاً في الأمر فارجعوه إلى الله وإلى الرسول وأولي الأمر منكم ( 0
هكذا نزلت 0 وكيف يأمرهم بطاعة أولي الأمر ويرخّص لهم في منازعتهم ، إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ((1)[141])0
(118) عن العجلي عن أبي جعفر عليه السلام مثله سواء وزاده في آخره تفسير بعض الآيات (2)[142])0
(119) عن محمد بن مسلم قال : قال أبو جعفر عليه السلام : ( فإن تنازعتم في شيء فإرجعوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منكم ((3)[143])0
(120) السياري 000 عن بريد بن معاوية العجلي عن أبي جعفر عليه السلام قال : تلى ( يا أيها الذين آمنوا ( فجمع المؤمنين إلى يوم القيامة ) أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ( إيانا خاصة ) فإن خفتم تنازعاً فإرجعوه إلى الله وإلى الرسول وأولي الأمر منكم ( كذا نزلت (4)[144])0
(121) السياري 000 عن عامر بن سعيد الجهني عن أبي جعفر عليه السلام قال : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم من آل محمد ( هكذا نزل بها جبرئيل (5)[145])0
__________
(1) 141]) فصل الخطاب 250، تفسير الصافي 1/465 ، تفسير الآصفي 1/218 ، تفسير الميزان4/411 0بحار الأنوار 23/289 ، تأويل الآيات 1/135، تفسير البرهان1/384 ، تفسير العياشي 0
(2) 142]) فصل الخطاب 250
(3) 143]) فصل الخطاب 250
(4) 144]) فصل الخطاب 250
(5) 145]) فصل الخطاب 250، تفسير البرهان 1/386 0(169/53)
(122) عن بريد العجلي قال : سألت أباجعفر (ع) عن قول الله عزّ ذكره :( إن الله يأمركم وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل (0قال : إيانا عنى أن يؤدي الأول إلى الإمام الذي بعده الكتب والعلم والسلاح 0وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل الذي في أيديكم 0ثم قال للناس : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ( إيانا عنى خاصة ، أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا 0 ( فإن خفتم تنازعاً في أمر فردّوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منكم ( 0كذا نزلت ، وكيف يأمرهم الله عز وجل بطاعة ولاة الأمر ويرخّص في منازعتهم ، إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم (1)[146])0
(123) سعد بن عبدالله القمي في كتاب (ناسخ القرآن) مما رواه عن مشايخه قال : كان أي الصادق يقرأ : ( فإن تنازعتم من في شيء فإرجعوه إلى الله وإلى رسوله وأولي الأمرمنكم ((2)[147])0
(124) سليم بن قيس الهلالي في حديث طويل عن علي (ع) في ذكر إختلاف الأخبار وأقسام رواية إلى أن قال : فقلت: يا نبي الله ومن شركائي ؟0
قال : الذين قرنهم الله بنفسه وبي الذين قال في حقهم : ( فإن خفتم التنازع في شيء فارجعوه إلى الله وإلى الرسول وأولي الأمرمنكم ((3)[148])0
(125) عن أبي الحسن الأول (ع) في قول الله عز وجل : ( أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم فقد سبقت عليهم كلمة الشقاء وسبق لهم العذاب وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً ((4)[149])0
__________
(1) 146]) الكافي1/276 ، فصل الخطاب 250، تفسير القمي
(2) 147]) فصل الخطاب 251 0
(3) 148]) فصل الخطاب 251 0
(4) 149]) الكافي ،فصل الخطاب 252(169/54)
وقال النوري تعليقاً على هذه الرواية : قال المجلسي في ( مرآة العقول ) ظاهر الخبر أن هاتين الفقرتين كانتا داخلتين في الآية ، ويحتمل أن يكون عليه السلام أوردها للتفسير ، أي إنما أمر الله تعالى بالإعراض عنهم لسبق كلمة الشقاء عليهم ، أي علمه تعالى بشقائهم وسبق تقدير العذاب لعلمه بأنهم يصيرون أشقياء بسوء إختيارهم 0 قلت ( النوري) ما إحتمله في غاية البعد عن ظاهر السياق مع أنهما ليستا تفسيراً للموجود وكشفاً لمعناه وذكر علّة الإعراض فيهما لا يجعلهما تفسيراً له بل يجعلهما مربوطاً به ، ثم قال وتركه أي قوله تعالى وعظهم الخبر ، إما من النساخ أو لظهوره أو لعدمه في مصحفهم(ع) ، قلت : الأول بعيد لأن العياشي والسياري أيضاً أورداه كذلك ، وكذا الثاني لم يحتج إلى ذكر تمام الآية (1)[150])0
(126) السياري عن محمد بن علي عن أبي جناده مثله ، إلا أن فيه عن أبي الحسن الأول عن أبيه(ع) (2)[151])0
(127) العياشي مثله (3)[152])0
(128) السياري 0000 عن عبدالسلام بن المثنى قال : قال أبو عبدالله (ع) : ( يومئذٍ يود الذين كفروا وعصوا الرسول وظلموا آل محمد حقهم أن تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثاً ( (4)[153])0
__________
(1) 150]) فصل الخطاب 252 0
(2) 151]) فصل الخطاب 252 0
(3) 152]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 252
(4) 153]) فصل الخطاب 252(169/55)
(129) عن زرارة عن أبي جعفر (ع) قال : ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك يا علي فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً ، فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك يا علي فيما شجر بينهم" يعني فيما تعاهدوا وتعاقدوا عليه بينهم من خلافك وغصبك" ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت عليهم يا محمد على لسانك من ولايته ويسلّموا تسليماً لعلي ((1)[154])0
(130) عن البطائني عن أبي بصير عن أبي عبدالله (ع) في هذه الآية : (ثم لا يجدون في أنفسهم حرجاً مما قضيت في أمر الولاية ويسلموا لله الطاعة تسليماً((2)[155])0
(131) السياري 0000عن أبي بصير عن أبي عبدالله (ع) في قوله عز وجل : ( لا يجدون في أنفسهم حرجاً مما قضيت من أمر الوالي ويسلموا لله تسليماً ( (3)[156])0
(132) عن جابر عن أبي جعفر (ع) : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضى محمد وآل محمد ويسلموا تسليماً ((4)[157])0
__________
(1) 154]) تفسير القمي 1/142، فصل الخطاب 252، تفسير الصافي 1/467 ، تفسير الأصفي 1/220 ، تفسير كنز الدقائق 2/513 ، تأويل الآيات 1/132، تفسير البرهان 1/389 0
(2) 155]) الكافي ، فصل الخطاب 252 0
(3) 156]) فصل الخطاب 252 0
(4) 157]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 252 0(169/56)
(133) عن عبدالله بن يحيي الكاهلي عن أبي عبدالله (ع) قال : سمعته يقول : والله لو أن قوماً عبدوا الله وحده لا شريك له وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا البيت وصاموا شهر رمضان ثم لم يُسلّموا لكانوا مشركين فعليهم بالتسليم ، ولو أن قوماً عبدوا الله واقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا البيت وصاموا شهر رمضان ثم قالوا لشيء صنعه رسول الله ( لم صنع كذا وكذا ، ووجدوا ذلك في أنفسهم لكانوا بذلك مشركين ، ثم قرأ : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم مما قضى محمد وآل محمد ( إلى قوله ( ويسلموا تسليماً ((1)[158])0
(134) السياري 0000 عن إسحاق بن عمار عن أبي عبدالله (ع) قال : ( حتى يحكموا محمد وآل محمد ولا يجدون في أنفسهم حرجاً ( الآية (2)[159])0
(135) عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبدالله(ع): ( ولو انا كتبنا عليهم ان اقتلوا أنفسكم وسلموا للإمام تسليماً واخرجوا من دياركم رضاً له ما فعلوه إلا قليلاً 0 ولو أن أهل الخلاف فعلوا ما يوعظون به به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً ( (3)[160])0
(136) السياري عن علي بن أسباط مثله (4)[161])0
(137) العياشي عن أبي بصير عنه (ع) مثله سواء إلا أنه ليس فيما كلمة وسلموا بعد أنفسكم (5)[162])0
(138) عن جابر عن أبي جعفر (ع) : ( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به في علّي لكان خيراً لهم ( (6)[163])0
__________
(1) 158]) فصل الخطاب 252 0
(2) 159]) فصل الخطاب 253 0
(3) 160]) فصل الخطاب 253، تفسير الآصفي 1/220 ، تفسير نور الثقلين 1/513 ، بحار الأنوار 23/302 ، تفسير البرهان 1/391 0
(4) 161]) فصل الخطاب 253، تفسير العياشي ، تفسير البرهان 1/392 0
(5) 162]) فصل الخطاب 253 0
(6) 163]) الكافي 1/417و424، فصل الخطاب 253، تأويل الآيات الطاهرة 1/136 ، تفسير الصافي 1/468 ، تفسير كنز الدقائق 2/519 ، تفسير البرهان1/391 0(169/57)
(139) عن يوسف بن بكار عن أبيه عن أبي جعفر (ع) : ( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به في علي لكان خيراً لهم ((1)[164]) 0
(140) عن منصور بن حازم عن أبي عبدالله (ع) في قوله جل وعلا : ( ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فأنا قضيتها ( (2)[165])0
(141) عن يونس عن الرضا (ع) في قوله تعالى : ( وإن تلووا أو تعرضوا عما أُمرتم به فإن الله كان بما تعملون خبيراً ((3)[166])0
(142) عن زرارة وحمران عن أبي جعفر (ع) عن أبي عبدالله (ع) قال : ( إني أوحيت اليك كما أوحيت إلى نوح والنبيين من بعده ( فجمع له كل وحي (4)[167])0
(143) عن محمد الحلبي عن أبي عبدالله (ع) قال : قال رسول الله ( قال الله عز وجل : ( إني أوحيت اليك كما أوحيت إلى نوح والنبيين من بعده ((5)[168])0
(144) عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أباجعفر(ع) يقول : (لكن الله يشهد بما أنزل اليك في علي أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيداً(0قال : وسمعته يقول : نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا : ( إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقاً( إلى قوله : ( يسيراً( 0ثم قال : ( يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم في ولاية علي فآمنوا خيراً لكم فإن تكفروا بولايته فإن لله ما في السموات وما في الأرض وكان الله عليماً حكيماً ((6)[169])0
(145) عن أبي بصير عن أبي عبدالله (ع) قال : إنما نزلت : ( لكن الله يشهد بما أنزل اليك في علي أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيداً ((7)[170])0
__________
(1) 164]) تفسير البرهان1/391 0
(2) 165]) فصل الخطاب 253
(3) 166]) فصل الخطاب 253
(4) 167]) فصل الخطاب 254
(5) 168]) فصل الخطاب 254
(6) 169]) تفسير العياشي ، بحار الأنوار 24/224 و 35/57 و36/99، الكافي 1/424، تأويل الآيات الطاهرة143، تفسير البرهان1/428 ، تفسير الصافي1/50 0
(7) 170]) تفسير القمي 1/159 ،فصل الخطاب 254(169/58)
(146) سعد بن عبدالله القمي في ( كتاب ناسخ القرآن) مثله(1)[171])0
(147) عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أباجعفر(ع)00 مثله (2)[172])0
(148)السياري 000 عن أبي حمزة الثمالي قال : قال أبو جعفر(ع) نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد ( : ( لكن الله يشهد بما أنزل اليك في علي أنزله بعلمه( (3)[173])0
(149) عن أبي حمزة عن أبي جعفر(ع) قال: نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا : ( إن الذين ظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقاً إلا طريق جهنم((4)[174])0
(150) العياشي عن أبي حمزة مثله(5)[175])0
(151) سعد بن عبدالله القمي قال : قرأ أبو جعفر(ع)هذه الآية وقال : هكذا نزل بها جبرائيل على محمد ( : ( إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم ( إلى قوله (يسيراً ((6)[176])0
(152) السياري 0000 عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر(ع) قال : نزلت هذه الآية هكذا وذكر (ع) مثله (7)[177]) 0
(153) عن عبدالرحمن بن كثير عن أبي عبدالله (ع)في قول الله عز وجل : ( إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم (0
قال : نزلت في فلان وفلان وفلان (8)[178])0
(154) عن أبي حمزة عن أبي جعفر(ع) قال: نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا : ( يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم في ولاية علي فآمنوا خيراً لكم وإن تكفروا بولايته فإن لله ما في السموات والأرض ((9)[179])0
(155) السياري 000 عن أبي حمزة مثله (10)[180])0
__________
(1) 171]) فصل الخطاب 254
(2) 172]) فصل الخطاب 254
(3) 173]) فصل الخطاب 254
(4) 174]) الكافي ، فصل الخطاب 254
(5) 175]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 254، تفسير البرهان1/428 0
(6) 176]) فصل الخطاب 254
(7) 177]) فصل الخطاب 254
(8) 178]) الكافي ، فصل الخطاب
(9) 179]) فصل الخطاب255، تفسير العياشي
(10) 180]) فصل الخطاب 255(169/59)
(156) عن جابر عن أبي عبدالله (ع) : ( يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا اليكم في علي نوراً مبينا ((1)[181])0
... (157) عن محمدبن الفضيل عن أبي جعفر(ع) قال :نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا :( إن الذين ظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم ((2)[182]) 0
(158) علي بن إبراهيم قال : وقرأ أبو عبدالله(ع):( إن الذين كفروا وظلموا آل محمد لم يكن الله ليغفر لهم ((3)[183]) 0
( سورة المائدة (
(159) عن إبن أبي عمير عن أبي جعفر الثاني (ع) في قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود( 0قال: إن رسول الله ( عقد عليهم لعلي (ع) بالخلافة في عشرة مواطن ثم أنزل الله سبحانه وتعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود التي عقدت عليكم لأمير المؤمنين ( (4)[184])0
(160) السياري قال : حدثني أبو عمرو الأصفهابي عن أبي جعفر (ع) في قول الله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود التي عقدت لعلي بن أبي طالب ((5)[185])0 ...
(161) عن عروة التميمي قال سألت أبا عبدالله (ع) عن قوله تعالى : ( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق( فقلت هكذا ومسحت من ظهر كفي إلى المرافق 0فقال : ليس هكذا تنزيلها إنما هي : ( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم من المرافق ( ثم أمر يده من مرفقه إلى أصابعه (6)[186])0
(162) عن علي بن رباب عن جعفر بن محمد الباقر عن آبائه (ع) إن التنزيل في مصحف أمير المؤمنين (ع) : ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم من المرافق((7)[187])0
__________
(1) 181]) فصل الخطاب 256
(2) 182]) تفسير البرهان 1/428 0
(3) 183]) تفسير القمي ، تفسير البرهان1/428 0
(4) 184]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 256
(5) 185]) فصل الخطاب 256
(6) 186]) الكافي ، فصل الخطاب256، تفسير البرهان 1/451 0
(7) 187]) فصل الخطاب 256 0(169/60)
(163) عن غالب بن الهذيل قال: سألت أباجعفر (ع) عن قول الله عز وجل : ( فامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين ( على الخفض هي أم على النصب ؟0قال : بل هي على الخفض(1)[188])0
(164) العياشي عن غالب بن الهذيل عنه (ع) مثله ، إلا أن فيه السؤال الرفع بدل النصب ويحمل على سهو النساخ(2)[189])0
... (165) دعائم الإسلام للقاضي النعمان قوله تعالى:( وأرجلكم إلى الكعبين ( بالكسر قراءة أهل البيت(ع) وكذلك قال أبوجعفر(ع) (3)[190])0
(166) علي بن إبراهيم القمي في أول تفسيره : وأما هو محرّف منه فهو 0000 إلى أن قال : وقوله تعالى :( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك ربك في علي ( كذا نزلت (4)[191]) 0
(167) عن إبن سنان عن أبي عبدالله(ع) قال : لما أمر الله تعالى نبيه أن يُنصّب أمير المؤمنين(ع) للناس في قوله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك في علي ( أمر رسول الله ( أن يبلغ فيه 00 الخبر (5)[192]) 0
... (168) عن زيد الشحام قال : دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر(ع) وسأله عن قوله عز وجل : ( ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين ( 0قال : لما أمر الله نبيه بنصب أمير المؤمنين (ع) للناس وهو قوله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك في علي وإن لم تفعل فلما بلغت رسالته( الخبر (6)[193]) 0
__________
(1) 188]) فصل الخطاب 256 0
(2) 189]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 256 0
(3) 190]) فصل الخطاب 256 0
(4) 191]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 257 0
(5) 192]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 257 0
(6) 193]) تأويل الآيات الطاهرة ، غاية المرام للبحراني ، فصل الخطاب 257(169/61)
... (169) الطبرسي في الإحتجاج 000 عن عقلمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر محمد بن علي(ع) أنه قال : حج رسول الله ( من المدينة وقد بلغ جميع الشرائع قومه غير الحج والولاية 00 إلى أن قال : فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال أتاه جبرائيل على حمس ساعات من النهار بالزجر والإنتهار والعصمة من الناس فقال : يا محمد إن الله عز وجل يقرآك السلام ويقول : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك في علي ( 000 إلى أن قال بعد كلام طويل ثم تلا (ع) :( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك في علي ( وهو حبر طويل (1)[194])0
(170) رضي الدين بن طاووس في ( كشف اليقين ) عن كتاب محمد بن أبي الثلج مرسلاً(!!!) عن الصادق (ع) قال : أنزل الله عز وجل على نبيه بكراع الغيم : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك في علي وإن لم تفعل ( الآية (2)[195]) 0
(171) الرسالة الموضحة تأليف المظفربن جعفر بن حسين عن حمدان المعافي عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جده جعفر(ع) قال : يوم غدير خم يوم عظيم شريف00 إلى قال : ثم أنزل الله تبارك وتعالى وعيداً وتهديداً : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك في علي( الخبر (3)[196]) 0
... (172) عن عيسى بن عبدالله عن أبيه عن جده في قوله تعالى :( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك في علي فإن لم تفعل عذبتك عذاباً أليماً( فطرح عدوي إسم علي(ع) (4)[197]) 0
(173) السياري عن إبن أبي عمير عن بعض أصحابه (!!!) عن أبي عبدالله(ع) في قول الله جل ذكره : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك في علي فإن لم تفعل فما بلغت رسالته ( (5)[198]) 0
__________
(1) 194]) الإحتجاج 1/70 و73 ، فصل الخطاب 258، روضة الواعظين90 0
(2) 195]) فصل الخطاب 258
(3) 196]) فصل الخطاب 258
(4) 197]) فصل الخطاب 258 ، المناقب لإبن شهر آشوب ، بحار الأنوار
(5) 198]) فصل الخطاب 258(169/62)
(174) عن إبن سنان عن أبي عبدالله(ع) قال: لما أمر نبيه أن ينصب أمير المؤمنين(ع) للناس في قوله تعالى: ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك في علي ( الخبر (1)[199])0
(175) السياري عن محمد بن علي عن أبي جميلة عن زيد عن أبي عبدالله (ع) في قوله عز وجل :( يحكم به ذوي عدل( يعني به الإمام(ع) (2)[200])0
(176) الطبرسي: قرأ محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق(ع): ( يحكم به ذوي عدل ( (3)[201])0
(177)عن زرارة قال : سألت أباجعفر (ع)عن قول الله:( يحكم به ذوا عدل منكم (0
قال : العدل رسول الله ( والإمام من بعده 0 ثم قال : وهذا مما أخطأت به الكُتّاب (4)[202]) 0
(178) عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن رجل (!!!!) عن أبي جعفر (ع) : ( لا تسألوا عن أشياء لم تبد لكم إن تبد لكم تسؤكم ((5)[203])0
(179) الفتال المعروف بإبن الفارسي في "روضة الواعظين" عن أبي جعفر الباقر (ع) قال :حج رسول الله ( وقد بلّغ جميع الشرائع لقومه ما خلا الحج والولاية00 إلى أن قال : فلما بلغ غدير خم أتاه جبرئيل على خمس ساعات من النهار بالزجر والإنتهار والعصمة من الناس ، فقال : يا محمد إن الله عزوجل يقرئك السلام ويقول لك :( يا أيها الرسول بلّغ ما أُنزل اليك من ربك في علي وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ((6)[204]) 0
( سورة الأنعام (
(180) عن غيابة الأسدي قال : قرأ رجل عند أمير المؤمنين(ع): ( فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون (0فقال : بلى والله لقد كذبوه أشد التكذيب ولكنها مخففة لا يكذبونك لايأتون بباطل يكذبون به حقك (7)[205])0
__________
(1) 199]) فصل الخطاب 258، روضة الواعظين 92 0
(2) 200]) فصل الخطاب 259
(3) 201]) فصل الخطاب 259
(4) 202]) تفسير العياشي ، الكافي ، فصل الخطاب 259
(5) 203]) الكافي ، فصل الخطاب 259
(6) 204]) تفسير البرهان 1/436 –438 0
(7) 205]) فصل الخطاب 260(169/63)
(181) القمي : وقوله : ( قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ( فإنها قرئت على أبي عبدالله (ع) فقال : بلى والله لقد كذبّوه أشد التكذيب وإنما نزل ( لا يأتونك ( أي لا يأتون بحق يُبطلون حقك (1)[206]) 0
(182) عن عمران بن ميثم عن أبي عبدالله (ع) قال رجل عند أمير المؤمنين (ع) وذكر مثله (2)[207])0
(183) عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبدالله (ع) في قوله تعالى : ( والله ربنا ما كنّا مشركين بولاية علي ( (3)[208])0
(184) السياري عن محمد بن علي عن إبن أسباط عن إبن أبي حمزة عن أبي بصير مثله (4)[209])0
(185) عن محمد بن مروان قال : تلا أبو عبدالله (ع) :( وتمت كلمة ربك الحسنى صدقاً وعدلاً لا مُبدّل لكلماته ( 0فقلت : جعلت فداك إنما نقرأها :( وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً (0
فقال (ع) : إن فيها الحسنى(5)[210])0
(186) عن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى :( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها (0 فقال(ع) : نزلت ( أو إكتسبت في إيمانها خيراً ((6)[211])0
(187) السياري عن أخيه عن أبيه عن معلى بن عثمان عن أبي عبدالله(ع): ( أو إكتسبت في إيمانها ((7)[212])0
(188) القمي : ثم حكى الله عز وجل ما يلقى أعداء آل محمد(ع) عند الموت فقال : ( ولو ترى الظالمون آل محمد حقهم في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم اخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون ((8)[213]) 0
__________
(1) 206]) تفسير القمي 1/196 0
(2) 207]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 260
(3) 208]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 260
(4) 209]) فصل الخطاب 260
(5) 210]) الكافي ، فصل الخطاب 261
(6) 211]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 261
(7) 212]) فصل الخطاب 261 0
(8) 213]) تفسير القمي 1/211 0(169/64)
... (189) سعد بن عبدالله الأشعري في كتاب ( ناسخ القرآن ومنسوخه ) أنه قرأ الباقر أو الصادق (ع) : ( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو إكتسبت في إيمانها خيراً ((1)[214])0
(190) عن الصادق(ع) قال : كان علي (ع) يقرأ : ( فارقوا دينهم ( قال: : فارق والله القوم (2)[215])0
( سورة الأعراف (
(191) عن أبي بصير قال : تلا أبو عبدالله (ع): ( وإذا قلبت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا عائذاً بك أن تجعلنا مع القوم الظالمين ((3)[216])0
(192) عن أبي الربيع القزازعن جابر عن أبي جعفر (ع) في قوله عز وجل :( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين ((4)[217])0
(193) عن البرقي عن بعض أصحابه مثله إلا أنه قال : ( وعلي وصيّه ( تنزيل ؟ 0
قال : بلى (5)[218]) 0
(194) عن الخرساني معنعناً عن أبي جعفر(ع)قال: قلت له : يا بن رسول الله متى سُمّي أمير المؤمنين ؟0
فقال : إن الله تبارك وتعالى حيث أخذ ميثاق ذرية ولد آدم وذلك فيما أنزل الله على محمد ( كما قرأناه :( وإذ أخذ ربك من بني آدم ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم وأن محمداً عبدي ورسولي وأن علياً أمير المؤمنين ( فسمّاه الله أمير المؤمنين حيث أخذ ميثاق ذرية بني آدم (6)[219])0
__________
(1) 214]) فصل الخطاب 261-262 0
(2) 215]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 262 0
(3) 216]) فصل الخطاب 262 0
(4) 217]) الكافي1/412، فصل الخطاب 262 0
(5) 218]) فصل الخطاب 262 0
(6) 219]) فصل الخطاب 263(169/65)
(195) عن علي بن عتاب معنعناً عن أبي جعفر (ع) قال : لو أن الجهال من هذه الأمة يعرفون متى سُمّي أمير المؤمنين(ع) لم ينكروا أن الله تبارك وتعالى حين أخذ ميثاق ذرية آدم وذلك فيما أنزل الله على محمد ( في كتابه فنزل به جبرائيل كما قرأناه 0يا جابر : ألم تسمع الله يقول : ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم وأن محمداً رسولي وان علياً أمير المؤمنين ( فوالله لسمّاه أمير المؤمنين في الأظلّة حيث أخذ ميثاق ذرية آدم (1)[220])0
(196) عن جعفر بن محمد الفزازي معنعناً عن أبي جعفر (ع) قال : لو أن الجهال من هذه الأمة يعلمون متى سُمّي علي أمير المؤمنين لم ينكروا ولايته وطاعته 0
قال : فسألته : متى سُمّي أمير المؤمنين ؟0
قال : حيث أخذ الله ميثاق ذرية آدم، هكذا نزل به جبرائيل على محمد ( :( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ان محمداً عبدي ورسولي وان علياً أمير المؤمنين قالوا بلى (0ثم قال أبوجعفر(ع): والله لقد سمّاه بإسم ما سُمّي به أحد قبله (2)[221])0
(197) عن جابر الجعفي قال : قلت : متى سُمّي علي (ع) أمير المؤمنين ؟ 0
قال : قال لي : أو ما تقرآ القرآن ؟0
قال : قلت : بلى 0
قال : فاقرأ 0
قلت : وما أقرأ ؟0
قال : اقرأ : ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين (0 فثم سمّاه يا جابر أمير المؤمنين (3)[222])0
(198) السياري 000 عن حميد بن جابر العبدي عن أمير المؤمنين (ع) قال : تلا :( من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق الحلال قل هي للذين آمنوا ( (4)[223]) 0
__________
(1) 220]) تفسير فرات الكوفي ، فصل الخطاب 262
(2) 221]) فصل الخطاب 263
(3) 222]) فصل الخطاب 263 ، تفسير العياشي ، الكافي بإختلاف يسير0
(4) 223]) فصل الخطاب 264 0(169/66)
(199) عن جابر قال : قال لي أبوجعفر (ع): يا جابر لو يعلم الجُهّال متى سُمّي أمير المؤمنين علي لم ينكروا حقه ؟ 0
قال : قلت : جعلت فداك متى سمّي ؟ 0
فقال لي : قوله :( وإذ أخذ ربك من بني آدم( إلى (ألست بربكم وأن محمداً نبيكم وإن علياً أمير المؤمنين ( 0
قال : ثم قال لي : ياجابر : هكذا والله جاء بها محمد ( (1)[224])0
( سورة الأنفال (
... (200) السياري 0000 عن الثمالي عن أبي جعفر (ع) قال سألته عن قول الله عز وجل : ( يسألونك عن الأنفال (0
فقال (ع) : قل : ( يسألونك الأنفال ( (2)[225])0
(201) عن أبي عبدالله الواسطي عن أبي عبدالله(ع) : ( يسألونك عن الأنفال (0
قال(ع) : إنما هي : ( يسألونك الأنفال ((3)[226])0
(202) عن أبي بصير قال : قلت لأبي جعفر (ع) : ( يسألونك عن الأنفال (0
قال (ع) : إنما هي : ( يسألونك الأنفال (0 قالوا يا رسول الله أعطنا من الأنفال فإنها لك خاصة فأنزل الله عز وجل : ( يسألونك الأنفال قل الأنفال لله ورسوله ( (4)[227])0
(203) النعماني في تفسيره 000 عن أمير المؤمنين (ع) في كلام له (ع) في كيفية الخُمس – إلى أن قال – ثم إن للقائم بأمور المسلمين بعد ذلك الأنفال التي كانت لرسول الله ( 0 قال الله تعالى : ( يسألونك الأنفال ( فحرّفوها وقالوا : ( يسألونك عن الأنفال ( وإنما سألوا الأنفال ليأخذوها لأنفسهم فأجابهم الله تعالى بما تقدم ذكره والدليل على ذلك قوله تعالى : ( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين ( أي فالزموا طاعة الله في أن لا تطلبوا ما لا تستحقونه (5)[228])0
__________
(1) 224]) تفسير العياشي 2/41 ، بحار الأنوار 9/256 ، إثبات الهداة 3/545، تفسير البرهان 2/50 0
(2) 225]) فصل الخطاب 265
(3) 226]) فصل الخطاب 265
(4) 227]) فصل الخطاب 265 0
(5) 228]) فصل الخطاب265 0(169/67)
(204) سعد بن عبدالله القمي في كتاب ( ناسخ القرآن ) عن مشائخه أن الصادق (ع) قرأ : ( يسألونك الأنفال ((1)[229])0
(205) السياري 000 عن عبدالرحيم عن أبي جعفر (ع) في قول الله عز وجل : ( واتقوا فتنة لتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ((2)[230])0
(206) السياري عن بكار عن أبيه عن حسان عن أبي جعفر (ع) هكذا نزلت هذه الآية : ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم في آل محمد وأنتم تعلمون ((3)[231])0
( سورة التوبة (
(207) عن عبدالله بن محمد الحجال قال : كنت عند أبي الحسن الثاني ومعي الحسن بن الجهم ، فقال له الحسن إنهم يحتجون علينا بقول الله تبارك وتعالى : ( ثاني إثنين إذ هما في الغار(0
قال : وما لهم في ذلك ، فو الله لقد قال الله : ( فأنزل الله سكينته على رسوله ( وما ذكره بخير(4)[232])0
قال : قلت له : جعلت فداك وهكذا تقرؤنها ؟0
قال : هكذا قراءتها (5)[233])0
(208) عن زرارة قال أبوجعفر (ع) : ( فأنزل الله سكينته على رسوله ( ألا ترى أن السكينة إنما نزلت على رسوله 0
وجعل كلمة الذين كفروا السفلى ( 0
قال : هو الكلام الذي تكلم به عتيق (6)[234])0
(209) عن إبن فضّال عن الرضا (ع) : ( فأنزل الله سكينته على رسوله وأيدّه بجنود لم تروها (0
قال : هكذا نقرأها وهكذا تنزيلها (7)[235]) 0
__________
(1) 229]) فصل الخطاب265 0
(2) 230]) فصل الخطاب 266 0
(3) 231]) فصل الخطاب 266 0
(4) 232]) لأبي الثناء الألوسي كلام نفيس حول هذه الآية الكريمة رداً على الرافضة الذين حاولوا إنتقاص الصدّيق رضوان الله عليه ، في تفسيره " روح المعاني " ج 10 ص 100 وما بعدها 0
(5) تفسير العياشي2/89، فصل الخطاب 266، بحار الأنوار 19/80، تفسير البرهان2/128 ، تفسير الصافي
(6) تفسير العياشي ، فصل الخطاب، بحار الأنوار 19/80 0
(7) فصل الخطاب 266(169/68)
... (210) السياري عن حماد عن حريز عن أبي عبدالله (ع) قال : قال أبو جعفر (ع) : ( فأنزل الله سكينته على رسوله (0
فقلت له : ( عليه (0
فقال : ( على رسوله ( 0 ألا ترى أن السكينة نزلت على رسول الله ( (1)[236])0
... (211) السياري 0000 عن إسحاق بن عمار عن أبي عبدالله (ع) قال : ( ويلك ( من كتاب الله (2)[237])0
... (212) عن مثالب بن شهر آشوب عنهم (ع) أن الآية المذكور هكذا : ( ويلك لا تحزن ((3)[238])0
... (213) علي بن إبراهيم في قوله تعالى : ( لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة ( 0 قال الصادق(ع) : هكذا نزلت (4)[239])0
(214) الطبرسي في الإحتجاج في حديث طويل وفيه أن الصادق (ع) قرأ : ( لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين ((5)[240])0
... (215) عن أبان تغلب قلت له : يا بن رسول الله العامة(6)[241]) لا تقرأ كما عندك ؟0
قال : وكيف تقرأ يا أبان ؟
قال : قلت : إنها تقرأ:( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار (0
فقال : ويلهم وأي ذنب كان لرسول الله ( حتى تاب منه ، إنما تاب الله به على أمته (7)[242])0
(216) الطبرسي وروي عن الرضا علي بن موسى الرضا(ع) أنه قرأ : ( لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين ((8)[243])0
(217) سعد بن عبدالله القمي روي عن أبي الحسن الرضا(ع) أنه قال لرجل : كيف تقرأ :( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار (؟0
قال : فقال : نقرؤها هكذا 0
__________
(1) 236]) فصل الخطاب 266 0
(2) 237]) فصل الخطاب 267 0
(3) 238]) فصل الخطاب 267 0
(4) 239]) تفسير القمي1/297، فصل الخطاب 267، تفسير الصافي 2/383 ، نهج الإيمان 580 ، بحار الأنوار 21/218و22/323 0
(5) 240]) الإحتجاج ، فصل الخطاب 267 0
(6) 241]) يقصد أهل السنة
(7) 242]) فصل الخطاب 267 0
(8) 243]) فصل الخطاب 267 0(169/69)
قال : ليس هكذا قال الله إنما قال : ( لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والأنصار ((1)[244])0
(218) عن الحسين بن مياح عمن أخبره (!!!!) قال : قرأ رجل عند أبي عبدالله(ع) :( قل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون (0
فقال : ليس هكذا هي ، إنما هي :( والمأمونون( 0 ونحن المأمونون(2)[245])0
(219) علي بن إبراهيم قال : نزلت : ( يا أيها النبي جاهد الكفار بالمنافقين ( 0 لأن النبي ( لم يجاهد المنافقين بالسيف(3)[246])0
(220) الطبرسي وروي في قراءة أهل البيت(ع) :( جاهد الكفار بالمنافقين (0 قالوا (ع) لأن النبي ( لم يكن يقاتل المنافقين وإنما كان يتألفهم ، لأن المنافقين لا يُظهرون الكفر وعِلم الله تعالى بكفرهم لا يُبيح قتلهم إذا كانوا يُظهرون الإيمان (4)[247])0
(221) محمد بن الحسن الشيباني في (نهج البيان) وفي قراءة أهل البيت (ع) : ( جاهد الكفار بالمنافقين ( يعني من قتل من الفريقين كان فتح (5)[248])0
... (222) السياري00 عن جابر عن أبي عبدالله(ع) أنه قرأ : ( وآخرون يرجون لأمر الله إما أن يُعذبهم وإما يتوب عليهم ((6)[249])0
(223) عن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) قال : تلوت :( التائبون العابدون(0
فقال : لا ، اقرأ : ( التائبين العابدين ( إلى آخرها 0فسأل عن العلّة في ذلك 0
فقال (ع) : إشترى من المؤمنين التائبين العابدين (7)[250])0
__________
(1) 244]) فصل الخطاب 267 0
(2) 245])الكافي1/424 ، فصل الخطاب267 0
(3) 246]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 268، تفسير الصافي 1/358 ، تفسير الآصفي 1/479 ، تفسير نور الثقلين 2/242 0
(4) 247]) فصل الخطاب 268، التبيان5/60 0
(5) 248]) فصل الخطاب 268 0
(6) 249]) فصل الخطاب 268 0
(7) 250]) الكافي8/378، بحار الأنوار 89/59 ، فصل الخطاب 268 0(169/70)
(224) عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عز وجل : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل فيقتلون ويقتلون ( إلى آخر الآية 0
فقال (ع) : ذلك في الميثاق 0
ثم قرأت : ( التائبون العابدون(0
فقال أبو جعفر (ع) : لا تقرأ هكذا ولكن اقرأ : ( التائبين العابدين ( إلى آخر الآية 0
ثم قال : إذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هؤلاء الذين اشترى منهم أنفسهم وأموالهم يعني الرجعة (1)[251])0
(225) عن فيض المختار قال قال لي أبو عبدالله (ع) كيف تقرأ هذه الآية في التوبة ؟ ( وعلى الثلاثة الذين خُلّفوا( 0
قال : قلت : (خُلّفوا ( 0
قال : لو خُلّفوا لكانوا في حال طاعة 0
وزاد المختار عنه (ع) : لو كانوا (خلّفوا ( ما كان عليهم من سبيل ولكنهم (خالفوا ( عثمان وصاحباه(2)[252]) أما والله ما سمعوا صوت حافر ولا قعقعة سلاح إلا قالوا أُتينا فسلّط الله عليهم الخوف حتى أصبحوا(3)[253])0
(226) علي بن إبراهيم قال : قال العالم(ع): إنما نزل ( وعلى الثلاثة الذين خالفوا ( ولو خُلّفوا لم يكن لهم عيب (4)[254])0
(227) عن عمر بن يزيد قال : سمعت أباعبدالله(ع) يقول : ( وعلى الثلاثة الذين خالفوا (0
ثم قال : والله لو كانوا خُلّفوا ما كان عليهم من سبيل (5)[255])0
... (228) عن إسحاق بن عمار عن أبي عبدالله (ع) قال : هكذا أنزل الله :( لقد جاءكم رسول من أنفسنا عزيزٌ عليه ما عنتنا حريص علينا بالمؤمنين رؤف رحيم ((6)[256])0
__________
(1) 251]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 268، مختصر بصائر الدرجات 21 0
(2) 252]) أبوبكر وعمر رضي الله عنهما 0
(3) 253]) تفسير العياشي2/115،الكافي8/377، بحار الأنوار89/58 ، فصل الخطاب 269، تفسير البرهان2/169، تفسير الصافي 0
(4) 254]) تفسير القمي، فصل الخطاب 269، بحار الأنوار 21/2200 0
(5) 255]) فصل الخطاب 269 0
(6) 256]) الكافي8/378، بحار الأنوار 89/59، فصل الخطاب 269 0(169/71)
( سورة يونس (
... (229) السياري عن سهل بن زياد رفعه إلى أبي عبدالله (ع) :( قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أنذرتكم به ((1)[257])0
... (230) عن أبي حمزة الثمالي قال : سألت أباجعفر (ع) عن قول الله تعالى :( ائت بقرآن غير هذا أو بدّله( 0
فقال أبوجعفر (ع): ذلك قول أعداء الله(2)[258]) لرسول الله ( من خلفه ، وهم يرون أن الله لا يسمع قولهم لو أنه جعل إماماً غير علي أو بدّله مكانه ، فقال الله رداً عليهم :( قل ما يكون أن أبدّله من تلقاء نفسي( يعني أمير المؤمنين(ع) ( إن أتبع إلا ما يوحى إليّ من ربي في علي ( فذلك قوله :( إئت بقرآن غير هذا أو بدّله( (3)[259])0
... (231) القمي في تفسيره : (ولو أن لكل نفس ظلمت آل محمد حقهم ما في الأرض جميعاً لافتدت به ( يعني في الرجعة (4)[260]) 0
( سورة هود (
(232) عن عمار بن سويد قال : سمعت أباعبدالله(ع)يقول في هذه الآية :( فلعلك تارك بعض ما يُوحى اليك وضائق به صدرك ( إلى قوله (أو جاء معه ملك (0
قال: إن رسول الله ( لما قال لعلي (ع): إني سألت ربي أن يوالي بيني وبينك ، ففعل 0 وسألت ربي أن يؤاخي بيني وبينك ففعل ، وسألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل 0 فقال رجلان من قريش : والله لصاع من تمر في شنّ بال أحبّ الينا مما سأل محمد ربه 0 فهلاّ سأله مُلكاً يعضده على عدوه أو كنزاً يستعين به على فاقته ؟ والله ما دعاه إلى باطل إلا أجابه له 0
فأنزل الله عليه : ( فلعلك تارك بعض ما يُوحى اليك وضائق به صدرك(0
__________
(1) 257]) فصل الخطاب 270 0
(2) 258]) يقصد الصحابة رضوان الله عليهم ولعنة الله على كل من يبغضهم أو يتقصهم 0
(3) 259]) بحار الأنوار 36/139 نقلاً عن تفسير فرات الكوفي 62 0
(4) 260]) تفسير القمي ، الأيقاظ من الهجعة لحر العاملي 252 0(169/72)
قال : ودعا رسول الله ( لأمير المؤمنين في آخر صلاته رافعاً بها صوته يسمع الناس يقول: اللهم هب لعلي المودّة في صدور المؤمنين، والهيبة والعظمة في صدور المنافقين 0
فأنزل الله : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّاً0 فإنما يسرناه بلسانك لتُبشّر به المتقين وتُنذر به قوماً لُدّا( بني أمية 0
فقال رمع(1)[261]) :والله صاع من تمر في شنّ بال أحبّ إليّ مما سأل محمد ربه ، أفلا سأله مُلكاً يعضده؟ أو كنزاً يستظهر به على فاقته ؟0
فأنزل الله فيه عشر آيات من هود أولها : ( فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك ( إلى (أم يقولون إفتراء ولاية علي قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات ( إلى :( فإن لم يستجيبوا لكم في ولاية علي فاعلموا أنما أُنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مُسلّمون لعلي ولايته0 من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها( يعني فلاناً وفلاناً(2)[262])( يوّف اليهم أعمالهم فيها 0 أفمن كان على بينة من ربه ( رسول الله ( (ويتلوه شاهد منه( أمير المؤمنين(ع) ( ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة(0
قال : كان ولاية علي (ع) في كتاب موسى0
أولئك يؤمنون به ومن يكفر من الأحزاب فالنار موعده فلا تكُ في مرية منه ( في ولاية علي (3)[263])0
(233) عن أبي حمزة عن أبي جعفر (ع) وعلي بن الحسين (ع) :(إلا الذين صبروا على ما صنعتم به من بعد نبيهم وعملوا الصالحات ((4)[264])0
__________
(1) 261]) عمر رضي الله عنه وأرضاه ولعن الله من يبغضه أو ينتقصه من الأولين والآخرين 0 ويقول المجلسي أخزاه الله تعالى ولا رحم فيه مغرز إبرة (بحار الأنوار 36/101): رمع كناية عن عمر ، لأنه مقلوبة0
(2) 262]) أبوبكر وعمر رضي الله عنهما 0
(3) 263]) تفسير العياشي 2/142، بحار الأنوار 36/100-101،تفسير البرهان 2/210 0
(4) 264]) فصل الخطاب 270(169/73)
(234) النعماني في تفسيره عن أمير المؤمنين(ع) في عداد الآيات المحرّفة قوله تعالى: ( أفمن كان على بينة من ربه ( يعني رسول الله ( ( ويتلوه شاهد منه وصيّه إماماً ورحمة ومن قبله كتاب موسى أولئك يؤمنون ( فحرّفوها وقالوا : ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة ( فقدّموا حرفاً على حرف فذهب معنى الآية (1)[265])0
... (235) عن أبي بصير والفضيل عن أبي جعفر (ع) قال : إنما نزلت :( أفمن كان على بينة من ربه ( يعني رسول الله ( ( ويتلوه شاهد منه إماماً ورحمة ومن قبله كتاب موسى أولئك يؤمنون به ( فقدّموا وأخرّوا في التأليف (2)[266])0
(236) عن الصادق(ع) مرسلاً: إنما أُنزل:( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه إماماً ورحمة ومن قبله كتاب موسى((3)[267])0
... (237) السياري0000 عن أبي يعقوب عن أبي عبدالله (ع) في قول الله جل ذكره من قائل :( أفمن كان على بينة ويتلوه شاهد منه إماماً ورحمة (0
قال أبو عبدالله(ع) : فوضع هذا الحرف بين حرفين (ومن قبله كتاب موسى ( وإنما هي (شاهد منه إماماً ورحمة ومن قبله كتاب موسى ((4)[268])0
(238) الشيباني في( نهج البيان) في أمثلة المُقدّم والمؤخر وكقوله تعالى : ( ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة ( فقدّموا حرفاً بحرف في التأليف(5)[269])0
(239) سعد بن عبدالله القمي في كتاب ناسخ القرآن في باب تحريف الآيات قال : ومنه في سورة هود(ع) :( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة ( 0
__________
(1) 265]) فصل الخطاب 270
(2) 266]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 270
(3) 267]) فصل الخطاب 270 0
(4) 268]) فصل الخطاب 270 0
(5) 269]) فصل الخطاب 270 0(169/74)
قال أبو عبدالله (ع) : لا والله ما هكذا أنزلها إنما هو : ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه إماماً و رحمة ومن قبله كتاب موسى ((1)[270])0
(240) عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبدالله (ع) في قوله عز وجل : ( إنّا رُسُل لن يصلوا إليك فلاسر بأهلك بقطع من الليل مظلما ً (0
ثم قال أبو عبدالله (ع) وهكذا قراءة أمير المؤمنين(ع)(2)[271])0
( سورة الرعد (
(241) شمس الدين محمد بن بديع الرضوي في (حبل متين) عن تفسير كازر والمولى فتح الله في سياق الآيات المحرّفة 00 وفي سورة الرعد: إنما نزلت :( إنما أنت منذر لعباد وعلي لكل قوم هاد((3)[272])0
(242) عن حمران ب، أعين قال : قال لي أبو جعفر (ع) وقد قرأت ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه ( 0
قال : وأنتم قوم عرب أيكون المعقبات من بين يديه ؟ 0
قلت : كيف نقرؤها ؟ 0
قال : ( له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله ( (4)[273]) 0
(243) علي بن أبراهيم في قوله تعالى ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ( فإنها قرأت عند أبي عبدالله (ع) فقال لقاريها : ألستم عرباً؟ فكيف يكون المعقبات من بين يديه وإنما العقب من خلفه 0
فقال الرجل: جعلت فداك كيف هذا ؟0
فقال: إنما نزلت : ( له معقبات من خلفه ورقيب بين يديه يحفظونه بأمر الله ( ومن ذا الذي يقدر أن يحفظ الشيء من أمر الله وهم الملائكة الموكلون بالناس (5)[274])0
(244) عن بريد العجلي قال : سمعني أبو عبدالله (ع) وأنا أقرأ :( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله (0
__________
(1) 270]) فصل الخطاب 270 0
(2) 271]) تفسير العياشي 2/158، فصل الخطاب 271، تفسير البرهان2/211 0
(3) 272]) فصل الخطاب 273 0
(4) 273]) مناقب إبن شهر آشوب 4/197 ، بحار الأنوار 89/54 0
(5) 274]) فصل الخطاب 274، تفسير القمي1/10 ، تفسير البرهان2/283 0(169/75)
فقال : مه، وكيف يكون المعقبات من بين يديه إنما يكون المعقبات ( من خلفه يحفظونه بأمر الله((1)[275])0
(245) السياري عن القاسم بن عروة عن بكير بن حمران قال : تلا رجل (له معقبات من بين يديه ومن خلفه ( 0
فقال : أنتم قوم عرب كيف يكون المعقبات من بين يديه – كذا – (يحفظونه بأمر الله ((2)[276])0
... (246) علي بن ابراهيم : وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) ( يحفظونه من أمر الله ( يقول :( بأمر الله((3)[277])0
(247) عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبدالله (ع) في قوله تعالى( يحفظونه من أمر الله ( 0 قال : ( بأمر الله((4)[278])0
( سورة إبراهيم (
(248) عن حسين بن هارون شيخ من أصحاب أبي جعفر عن أبي جعفر (ع) قال : سمعته يقرأ هذه الآية :( وايتكم من كل ما سئلتموه (0قال : ثم قال أبو جعفر(ع) : الثوب والشيء لم يسأله إياه أعطاك(5)[279]) 0
... (249) السياري 000 ع، أبي هارون المكفوف قال : سمعت أباعبدالله (ع) يقول : ( وايتكم من كل ما سألتموه((6)[280])0
(250) علي بن ابراهيم : وأما قوله ( رب إغفر لي ولوالدي (0قال : : إنما نزلت : ( ولولدي أسماعيل وإسحاق ((7)[281])0
... (251) السياري000 عن حريز عن أحدهما عليهما السلام كان يقرأ : ( رب إغفر لي ولولدّي ( يعني إسحاق ويعقوب(8)[282])0
(252) عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام مثله 0 وقال : هذا الحسن والحسين(9)[283])0
__________
(1) 275]) فصل الخطاب 274، تفسير العياشي 2/205 ، بحار الأنوار89/54 0
(2) 276]) فصل الخطاب 274
(3) 277]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 274
(4) 278]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 274
(5) 279]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 274
(6) 280]) فصل الخطاب 274
(7) 281]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 275
(8) 282]) فصل الخطاب 275، تفسير البرهان2/321 0
(9) 283]) فصل الخطاب 275(169/76)
... (253) عن زرارة قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام حججت أُناساً من المرجئة وكانوا يذكرون إسماعيل وإسحاق وأذكر الحسن والحسين عليهما السلام 0فقال : أما إذ قلت ذاك ، لقد قال إبراهيم : ( رب إغفر لي ولولدّي (0 وإن هذين لإبنا رسول الله ( (1)[284])0
... (254) سعد بن عبدالله القمي ( ناسخ القرآن ) مما رواه عن مشايخه عن الصادق (ع) قال : وقرآ هذه الآية : ( رب إغفر لي ولولدّي ( يعني اسماعيل وإسحاق (2)[285])0
... (255) السياري 000 عن السندي عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز وجل : ( إنك تعلم ما نُخفي وما نُعلن وما يخفى على الله شأن شيء في الأرض ولا في السماء ((3)[286])0
... (256) العياشي عن السندي قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقرأ : ( ربنا إنك تعلم ( وذكر مثله (4)[287])0
... (257) السياري 0000 عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز وجل : ( فاستجبتم لي وعدلهم ان تولى فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ((5)[288])0
... (258) السياري بالإسناد السابق : ( قد تبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال لكن لا تعقلون ((6)[289])0
( سورة الحجر (
... (259) عن عبدالله بن مسكان عن كامل التمار قال : قال لي أبو عبدالله (ع) : يا كامل أتدري ما قول الله عز وجل : ( قد أفلح المؤمنون ( إلى أن قال وزاد في غيره أنه (ع) في قول الله عز وجل : ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلَّمين ( بفتح مثقله هكذا قرأها (7)[290])0
__________
(1) 284]) فصل الخطاب 275
(2) 285]) فصل الخطاب 275، تفسير العياشي2/234 0
(3) 286]) فصل الخطاب 275
(4) 287]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 275
(5) 288]) فصل الخطاب 275
(6) 289]) فصل الخطاب 275
(7) 290]) فصل الخطاب 275(169/77)
... (260) عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبدالله (ع) وقال : سأله عن قول الله عز وجل : ( هذا صراط علّي مستقيم ( قال: والله علي عليه السلام وهو والله الميزان والصراط المستقيم (1)[291])0
... (261) عن سلام المستنير الجعفي قال : دخلت على أبي جعفر(ع) فقلت : جعلني الله فداك إني أكره أن أشق عليك ، فإن أذنت لي أن أسألك سألتك 0
فقال : سلني عما شئت 0
قال : قلت : أسألك عن القرآن ؟0
قال : نعم 0
قال : ما قول الله عز وجل في كتابه ( هذا صراط علّي مستقيم (0
قال : صراط علي بن أبي طالب(ع) 0
فقلت : صراط علي( (2)[292]) ؟0
فقال : صراط علي بن أبي طالب(ع) (3)[293] ) 0
(262) السياري 000 عن إبن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبدالله (ع): ( وان هذا صراط علّي مستقيم ((4)[294])0
(263) عن أبي جميلة عن أبي عبدالله وأبي جعفر عن أبيه (ع) عن قوله : ( هذا صراط علّي مستقيم ( قال : هو أمير المؤمنين عليه السلام (5)[295]) 0
... (264) عن محمد بن الحسن بن إبراهيم معنعناً عن أبي برزة قال : بينما نحن عند رسول الله ( إذ قال : وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب : ( وأنّ هذا صراطي مستقيماً فاتّبعوه ولاتتبعوا السبل ( إلى آخر الآية 0
فقال رجل : أليس إنما يعني : الله فضّل هذا الصراط على ما سواه؟0
__________
(1) 291]) فصل الخطاب 276
(2) 292]) إستنكر هذا الراوي أن يكون الصراط المقصود به علي رضي الله عنه ، ولكن إمامه المعصوم أكدّ له بأن القراءة الصحيحة التي يتوارثها الأئمة المعصومين كما فسرّها له 0
(3) 293]) تفسير فرات الكوفي 1/225
(4) 294]) فصل الحطاب 276، الكافي 1/424، تأويل الآيات الطاهرة248، تفسير البرهان2/344، بحار الأنوار 24/17و23 0
(5) 295]) فصل الخطاب 277(169/78)
فقال النبي ( : هذا جفاءك يا فلان ، أما قولك : فضّل الإسلام على ما سواه فكذلك 0 وأما قول الله : ( هذا صراطي مستقيماً ( فإنّي قلت لربّي مقبلاً عن غزوة تبوك الأولى اللهم إني جعلت علياً بمنزلة بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي 0 فصدّق كلامي ، وأنجز وعدي ، وأذكر علياً كما ذكرت هارون ، فإنّك قد ذكرت إسمه في القرآن ، فقرأ آية – فأنزل تصديق قول ( وهذا صراط علي مستقيم ( وهو هذا جالس عندي ، فإقبلوا نصيحته ، وإسمعوا قوله ، فإنه من يسبني سبّه الله ، ومن سبّ علياً فقد سبني( (1)[296])0
(265) عن هشام بن الحكم عن أبي عبدالله (ع) قال : تلا هذه الآية هكذا : ( هذا صراط علّي مستقيم ( ( (2)[297]) 0
(266) قال حسان : سألت أباجعفر (ع) عن قول الله :( ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم ( 0
قال : ليس هكذا تنزيلها ، إنما هي ( ولقد آتيناك سبع مثاني ( نحن هم ( والقرآن العظيم ( ولد الولد ( (3)[298]) 0
(سورة الإسراء (
__________
(1) 296]) بحار الأنوار 24/14-15 وقد عزا هذه الرواية إلى تفسير فرات الكوفي ، وقد رجعت إلى تفسير فرات الكوفي بتحقيق : محمد الكاظم فلم أجد هذه الرواية ، رغم أن محقّق البحار ذكر في الحاشية أن هذه الرواية موجودة ص 43 من التفسير ، فلعل محقّق التفسير فاته إثبات ذلك 0أو أن الطبعة بتحقيق الكاظم حُذفت منها هذه الرواية 0
(2) 297]) الكافي 1/424 ، كنز الفوائد 124، بحار الأنوار 24/17-118
(3) 298]) بحار الأنوار 24/117، تفسير البرهان2/354 ، مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم 1/60 0(169/79)
(267) علي بن ابراهيم في قوله ( وما جعلنا الرؤيا ( الآية 0 قال : نزلت لما رأى النبي ( في نومه كأن قروداً تصعد منبره فساءه ذلك وغمّه غمّاً شديداً فأنزل الله : ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة لهم ليعمهوا فيها والشجرة الملعونة في القرآن( كذا نزلت وهم بنو أمية (1)[299])0
(268) السياري عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عمن ذكره(!!!) قال : سمعت أباجعفر (ع) يقرأ : ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة لهم ليعمهوا فيها ((2)[300])0
(269) عن أبي حمزة عن أبي جعفر (ع) أنه قرأ : ( ليعمهوا فيها((3)[301])0
(270) عن حفص الأعور عن محمد بن مسلم قال : دخل سلام الجعفي على أبي جعفر(ع) فقال : حدثني خيثمة عن قول الله عز وجل:(وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ليعمهوا فيها (0فقال : صدق خثيمة (4)[302])0
(271) عن حريز عمن سمع(!!!) عن أبي جعفر (ع) :( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة لهم ليعمهوا فيها والشجرة الملعونة في القرآن ( يعني بني أمية(5)[303])0
(272) عن أبي حمزة عن أبي جعفر(ع) :( وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا اليك في علي ((6)[304])0
... (273) عن عبدالله بن عثمان البجلي عن رجل (!!!) أن النبي ( اجتمع عنده رؤسهما فتكلموا في علي (ع) وكان من النبي( أن يلين لهما في بعض القول فأنزل الله :(لقد كدت تركن اليهم شيئاً قليلاً إذاً لأذقناك ضعف الحياة والممات ثم لا تجد لك علينا نصيراً ثم لا تجد بعدك مثل علي ولياً ((7)[305])0
__________
(1) 299]) تفسير القمي 2/21 ، تفسير الآصفي 1/687 ، فصل الخطاب280، تفسير الصافي 3/200 0
(2) 300]) فصل الخطاب 280، تفسير البرهان2/434 0
(3) 301]) فصل الخطاب 280
(4) 302]) فصل الخطاب 280
(5) 303]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 280
(6) 304]) فصل الخطاب 280
(7) 305]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 280(169/80)
(274) عن محمد بن أبي حمزة رفعه إلى أبي جعفر(ع) قال : نزل جبرائيل على محمد ( بهذه الآية هكذا : ( ولا يزيد الظالمين آل محمد حقهم إلا خسارا((1)[306])0
(275) سعد بن عبدالله في الكتاب المذكور قال : قال أبو جعفر(ع) نزلت هذه الآية هكذا :( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة ولا يزيد الظالمين آل محمد حقهم ((2)[307])0
... (276) عن إبن فضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد ظالمي آل محمد حقهم إلا خساراً (( (3)[308]) 0
(277) عن عيسى بن داود عن أبي الحسن موسى عن أبيه (ع) قال : نزلت هذه الآية : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة ولا يزيد الظالمين لآل محمد إلا خساراً ( (4)[309] ) 0
(278) عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر (ع) قال : نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا : ( فأبى أكثر الناس بولاية علي إلا كفورا ( 0
قال : نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا : ( وقل الحق من ربكم في ولاية علي فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنّا أعتدنا للظالمين آل محمد ناراً( (5)[310]) 0
(279) عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام إنه قال : ( فأبى أكثر الناس بولاية علي إلا كفوراً ( ( (6)[311]) 0
__________
(1) 306]) تفسير العياشي 2/315، فصل الخطاب 281، تفسير البرهان2/442 0
(2) 307]) فصل الخطاب 281
(3) 308]) كنز الفوائد 140 ، بحار الأنوار 24/225، فصل الخطاب 281، تأويل الآيات الطاهرة290، تفسير البرهان 2/443 0
(4) 309]) كنز الفوائد 140 ، بحار الأنوار 24/226، فصل الخطاب 281، تأويل الآيات الطاهرة 290 ، تفسير البرهان 2/443 0
(5) 310]) الكافي 1/425 0
(6) 311]) كنز الفوائد 140 ، بحار الأنوار 23/381، فصل الخطاب 281، مناقب آل أبي طالب 2/301 0(169/81)
(280) سعد بن عبدالله القمي في الكتاب المذكور عن أبي جعفر(ع) قال : نزل جبرائيل على محمد( :(فأبى أكثر الناس بولاية علي إلا كفورا((1)[312])0
(281) عن أبي حمزة عن أبي جعفر (ع) قال : نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا : ( فأبى أكثر الناس بولاية علي إلا كفورا((2)[313])0
( سورة الكهف (
(282) عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا : ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنّا أعتدنا للظالمين آل محمد حقهم ناراً ( (3)[314] ) 0
(283) تفسير القمي : ( لقد جئناكم بالحق ( يعني ولاية أمير المؤمنين(ع) (ولكن أكثركم للحق كارهون(والدليل على أن الحق ولاية أمير المؤمنين(ع) قوله : ( وقل الحق من ربكم ( يعني ولاية علي(ع) ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنّا أعتدنا للظالمين آل محمد حقهم ناراً( 0 ثم ذكر على أثر هذا خبرهم ، وما تعاهدوا عليه في الكعبة أن لا يردّوا الأمر في أهل بيت رسول الله ( فقال : (أم أبرموا أمراً فإنّا مبرمون( إلى قوله : ( لديهم يكتبون((4)[315])0
(284) علي بن إبراهيم في قوله تعالى : ( وقل الحق من ربكم ( الآية 0
فقال أبو عبدالله عليه السلام : نزلت هذه الآية هكذا : ( وقل الحق من ربكم ( يعني ولاية علي ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنّا أعتدنا للظالمين آل محمد ناراً أحاط بهم سرادقها ( ( (5)[316]) 0
__________
(1) 312]) فصل الخطاب 281، تفسير البرهان 2/443 0
(2) 313]) الكافي ، فصل الخطاب 280، تفسير العياشي2/317، تفسير البرهان2/445 ، بحار الأنوار 36/105 0
(3) 314]) الكافي 1/425 ، تفسير العياشي 2/326 ، بحار الأنوار23/379و 24/221، فصل الخطاب 282 ، تفسير البرهان2/465 ، تأويل الآيات الطاهرة 293 0
(4) 315]) تفسير القمي ، بحار الأنوار 36/83
(5) 316]) تفسير القمي 2/35، بحار الأنوار 24/222، تأويل الآيات الطاهرة 293 0(169/82)
(285) عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال : قوله تعالى : ( وقل الحق من ربكم في ولاية علي فمن شاء فيؤمن ومن شاء فيكفر إنّا أعتدنا لظالمي آل محمد حقهم ناراً أحاط بهم سرادقها (( (1)[317]) 0
(286) عن ربعي عن أبي عبدالله(ع) :( وقل الحق من ربكم في ولاية أمير المؤمنين فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين من آل محمد حقهم ناراً ((2)[318])0
(287) عن عيسى بن داؤد عن أبي الحسن مووسى بن جعفر عن أبيه (ع) في قوله تعالى : ( قل الحق من ربكم في ولاية علي فمن شاء ليؤمن ومن شاء فليكفر ( 0
قال : وقرأ إلى قوله ( أحسن عملاً( 0
ثم قال : قيل للنبي ( اصدع بما تؤمر في إمرة علي(ع):(فإنه الحق من ربك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ( فجعل تركه معصية وكفراً ثم قرأ : ( إنا أعتدنا للظالمين آل محمد حقهم ناراً أحاط بهم سرادقها((3)[319])0
(288) سعد بن عبدالله القمي في كتاب ( ناسخ القرآن ) في عداد الآيات المحرّفة قال : قال أبوجعفر (ع) ونزل جبرائيل بهذه الآية هكذا :( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين آل محمد حقهم ناراً أحاط بهم سرادقها ((4)[320])0
__________
(1) 317]) كنز الفوائد 141 ، بحار الأنوار 24/226، فصل الخطاب 282، تفسير العياشي 2/326 ، تفسير البرهان 2/466 0
(2) 318]) فصل الخطاب 282
(3) 319]) فصل الخطاب 282
(4) 320]) فصل الخطاب 282(169/83)
(289) علي بن ابراهيم القمي قال : فحدثني علي بن بلال عن يونس في رواية طويلة فيها : فقال له الخضر : ( هذا فراق بيني وبينك سأنئبك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً أما السفينة ( التي فعلت بها ما فعلت فإنها كانت لقوم(مساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم( أي وراء السفينة (ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصباً ( كذا نزلت ، وإذا كانت السفينة معيوبة لم يأخذ منها شيئاً 0 (وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين( و(طبع كافراً( كذا نزلت(1)[321])0
(290) عن حريز عن أبي عبدالله(ع) أنه كان يقرأ : ( وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصباً((2)[322])0
(291) عن عبدالله بن زرارة قال: قال لي أبو عبدالله (ع) اقرأ مني على والدك السلام وقل له إني إنما أُعيبك دفاعاً مني عنك (3)[323]) إلى أن قال: فأحببت أن أعيبك ليحمدوا أمرك في الدين بعيبك ونقصك ويكون بذلك منا دافع شرهم عنك لقول الله عز وجل :( أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصباً( هذا التنزيل من عند الله صالحة(4)[324])0
(292) عن حريز عمن ذكره(!!!) عن أحدهما(ع) أنه قرأ :( وكان أبواه مؤمنين وطبع كافراً ((5)[325])0
__________
(1) 321]) تفسير القمي 2/39، تفسير الصافي 3/256 ، تفسير نور الثقلين 3/283 0
(2) 322]) فصل الخطاب282، تفسير العياشي2/335 ، قصص الأنبياء للجزائري 331 0
(3) 323]) هذا إعتذار الصادق رحمه الله تعالى – كما تزعم هذه الرواية – لزرارة بن أعين عن الروايات التي ذمّه فيها ، وإن هذه الروايات – على حد زعم الشيعة – إنما كانت عن تقية ، وهي في الحقيقة دفاع عن زرارة لئلا يعتقد المخالفون لدين الشيعة أن زرارة منهم ، لذا تبرأ منه ليظن المسلمون أن زرارة ليس رافضياً ، فما أعجبه من دين !! والأعجب إستشهاد الإمام المعصوم بالآية الكريمة 0
(4) 324]) فصل الخطاب 283 0
(5) 325]) فصل الخطاب283 0(169/84)
(293) عن ربعي عن أبي عبدالله(ع)قال :( كان أبواه مؤمنين وطبع كافراً((1)[326])0
(294) عن زرارة عن أبي جعفر(ع) في قوله عز وجل:( ما فعلته يا موسى( قال : هكذا في قراءة أمير المؤمنين(ع)(2)[327])0
(295) عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين(ع) في قوله عز وجل :( أما من ظلم نفسه ولم يؤمن بربه فيعذبه بعذاب الدنيا في مرجعه فيعذبه عذاباً نكرا( وفي قوله عز وجل :( ثم اتبع ذو القرنين الشمس سبباً((3)[328])0
(296) عن أبي بصير عن أبي عبدالله(ع):( هل أتبعك على أن تعلمن فما علمت رشداً((4)[329])0
(سورة طه (
(297) قال علي بن ابراهيم في قوله : (إن الساعة آتية أكاد أخفيها( قال: (من نفسي( هكذا نزلت 0
قيل : كيف يُخفيها من نفسه ؟ 0
قال : جعلها من غير وقت(5)[330])0
(298) عن ابن أبي عمير عن غير واحد(!!) عن أبي جعفر(ع) أنه قرأ :( إن الساعةآتية أكاد أخفيها من نفسي( 0
قال : أراد أن لا يجعل لها وقتاً(6)[331])0
... (299) عن موسى بن جعفر عن أبيه (ع) في قوله تعالى : ( وقد خاب من حمل ظلماً لآل محمد ( هكذا نزلت (7)[332] ) 0
(300) عن عيسى بن داود عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال : سمعت أبي عليه السلام يقول ورجل يسأله عن قول الله عز وجل : ( يومئذٍ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً (
قال : لا ينال شفاعة محمد ( يوم القيامة إلا من أذن له بطاعة آل محمد ورضي له قولاً وعملاً فيهم فحيي على مودتهم ومات عليها فرضي الله قوله وعمله فيهم 0
__________
(1) 326]) فصل الخطاب 283 ، قصص الأنبياء لنعمة الله الجزائري 331 0
(2) 327]) فصل الخطاب 283 0
(3) 328]) فصل الخطاب 283 0
(4) 329]) فصل الخطاب 283 0
(5) 330]) تفسير القمي 2/60، تفسير الصافي 3/303 ، تفسير نور الثقلين 3/375 0
(6) 331]) فصل الخطاب 284 0
(7) 332]) كنز الفوائد 159 ، بحار الأنوار 24/222، فصل الخطاب 284 0(169/85)
ثم قال : ( وعنّت الوجوه للحيّ القيوم وقد خاب من حمل ظلماً لآل محمد ( كذا نزلت 0
ثم قال : ( ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلماً ولا هضماً ( 0
قال : مؤمن بمحبة آل محمد مبغض لعدوهم (1)[333])0
(301) عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله :( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل كلمات في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم فنسي ( هكذا والله أُنزلت على محمد ( ( (2)[334]) 0
(سورة الحج(
...
(302) السياري 000عن زيد بن أسامة قال : رأيت أباعبدالله(ع) قرأ : (ليحضروا منافع لهم((3)[335])0
(303) عن أبي بصير (ع):( وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم في الدنيا والآخرة ((4)[336])0
(304) عن أبي حمزة عن أبي عبدالله(ع):(هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا بولاية علي قطعت لهم ثياب من نار ((5)[337])0
(305) عن حريز عن أبي عبدالله(ع) :( وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبي ولا محدّث((6)[338])0
(306) عن زرارة قال : سألت أباجعفر (ع) عن قول الله عزوجل:( وكان رسولاً نبياً(0 قلت : ما هو الرسول من النبي؟0
قال : هو الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين 0 ثم تلا : ( وما أرسلنا من قبلك ولا نبي ولا محدّث ((7)[339])0
... (307) عن الحارث البصري قال: أتانا الحكم بن عيينه قال : إن علي بن الحسين (ع) قال:إن علم علّي(ع) كله في آية واحدة 0
__________
(1) 333]) كنز الفوائد 159، بحار الأنوار 24/258، تأويل الآيات 1/318 0
(2) 334]) الأصول من الكافي 1/316 ، بحار الأنوار11/195 و 24/351، فصل الخطاب 285، المناقب لإبن شهر آشوب 3/102 ، بصائر الدرجات 71،تفسير البرهان3/45 0
(3) 335]) فصل الخطاب 286 0
(4) 336]) فصل الخطاب 286 0
(5) 337]) فصل الخطاب 286، الكافي 0
(6) 338]) فصل الخطاب 286 0
(7) 339]) فصل الخطاب 286 0(169/86)
قال: فخرج حمران بن أعين فوجد علي بن الحسين(ع) قد قُبض 0 فقال لأبي جعفر(ع) إن الحكم بن عيينة حدثنا عن علي بن الحسين(ع)قال: إن علم علي(ع) كله في آية واحدة0
قال أبوجعفر(ع): وما تدري ما هو ؟0
قال : قلت: لا0
قال : هو قول الله تبارك وتعالى: ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدّث ((1)[340])0
... (308) عن زرارة قال: سألت أباجعفر(ع) عن قول الله تبارك وتعالى:( وكان رسولاً نبياً( إلى أن قال: ثم تلا (ع) :( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدّث ((2)[341])0
... (309) عن بريد عن أبي جعفر وأبي عبدالله(ع)في قوله تعالى:(وما أرسلنا ولا نبي ولا محدّث((3)[342])0
... (310) عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أباجعفر(ع) يقول : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدّث((4)[343])0
... (311) عن سليم بن قيس الشامي أنه سمع علياً (ع) يقول : إني وأوصيائي من ولدي مهديون كلنا محدثون 00 إلى أن قال سليم الشامي : سألت محمد بن أبي قلت : كان علي(ع)محدّثاً؟0
قال : نعم0
قلت : وهل يحدّث الملائكة إلا الأنبياء ؟0
قال : أما تقرأ : ( وما أرسلنا من رسول ولا نبي ولا محدّث ((5)[344])0
(312) عن ابراهيم بن محمد مثله(6)[345])0
(313) عن الحكم بن عيينة قال : دخلت على علي بن الحسين(ع) يوماً فقال لي : يا حكم هل تدري ما الآية التي كان علي بن أبي طالب (ع) يعرف بها صاحب قتله ، ويعلم بها الأمور العظام التي كان يحدّث بها الناس؟0
قال الحكم: فقلت في نفسي قد وقفت على علم من علم علي بن الحسين(ع) أعلم بذلك تلك الأمور العظام0
__________
(1) 340]) بصائر الدرجات للصفار ، فصل الخطاب 286 0
(2) 341]) فصل الخطاب 286، الإختصاص للمفيد ، تفسير البرهان ، بحار الأنوار
(3) 342]) فصل الخطاب 287، بصائر الدرجات
(4) 343]) فصل الخطاب 287 0
(5) 344]) بصائر الدرجات ، فصل الخطاب 287 0
(6) 345]) الإختصاص للمفيد ، فصل الخطاب 0287(169/87)
قال : فقلت: لا، والله لا أعلم به ، أخبرني بها يا بن رسول الله؟0
قال : هو والله :( وما أرسلنا من قبلك ولا نبي ولا محدّث(0
فقلت: وكان علي (ع)محدّثاً؟0
قال : نعم ، وكل إمام منا أهل البيت فهو محدّث(1)[346])0
... (314) الكليني عن محمد بن يحي العطار عن أحمد مثله وزاد بعد قوله ولا محدّث وكان علي بن أبي طالب(ع) محدّثاً فقال له رجل يقال له عبدالله بن زيد كان أخا علي بن الحسين (ع) لأمه: سبحان الله محدّثاً( كأنه ينكر) فأقبل علينا أبوجعفر(ع) فقال: أما والله إن إبن أمك بعد قد كان يعرف ذلك 0 قال : فلما قال ذلك سكت الرجل فقال : هي التي هلك فيها أبو الخطاب فلم يدر ما تأويل المحدّث والنبي(2)[347])0
... (315) عن الحارث بن المغيرة قال : قال حمران بن أعين ان الحكم بن عيينة يروي عن علي بن الحسين(ع) في آية نسأله فلا يخبرنا 0
قال حمران : سألت أباجعفر(ع)0
فقال: إن علياً(ع) كان بمنزلة صاحب سليمان وصاحب موسى ولم يكن نبياً ولا رسولاً0 ثم قال : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدّث(0
قال : فعجب أبوجعفر(ع)(3)[348])0
(316) عن أبي عبدالله(ع) أن رسول الله ( أصابته خصاصة، فجاء إلى رجل من الأنصار فقال له : هل عندك طعام؟0
فقال : نعم يارسول الله 0
فذبح له عناقاً وشوّاها، فلما دنى منها تمنّى رسول الله ( أن يكون معه علي وفاطمة والحسن والحسين(ع) ، فجاء أبوبكر وعمر ثم جاء علي فأنزل الله عليه : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولانبي ولا محدّث ( 0
ثم قال أبوعبدالله (ع) : هكذا نزلت (4)[349])0
( سورة المؤمنون(
__________
(1) 346]) فصل الخطاب 287
(2) 347]) الكافي ، فصل الخطاب 287
(3) 348]) تفسير العياشي ، رجال الكشي ، فصل الخطاب
(4) 349]) تأويل الآيات الطاهرة 348، تفسير نور الثقلين3/615، تفسير البرهان3/98، بحار الأنوار 17/85 ، تفسير العسكري 275 0(169/88)
... (317) السياري عن أبي طالب عن رجل(!!!) عن أبي عبدالله(ع):( فتبارك الله أحسن الخالقين( 0 قال : إنما هي :( فتبارك الله رب العالمين((1)[350])0
(318) عن عيسى بن داود عن أبي الحسن موسى (ع) : قال : سألت أبي أباجعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل : ( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون(0
قال : نزلت فينا 0
ثم قال :قال الله عز وجل : ( ألم تكن آياتي تُتلى عليكم في علي فكنتم بها تكذبون((2)[351] )0
(سورة النور(
... (319) السياري عن حماد عن حريز قرأ أبوعبدالله(ع):( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً بالمتعة حتى يغنيهم الله من فضله( هكذا التنزيل (3)[352])0
... (320) عن الفضيل بن يسار قال : قلت لأبي عبد الله الصادق (ع) : ( الله نور السماوات والارض (0
قال : كذلك الله عز وجل 0
قال : قلت : ( مثل نوره (0
قال لي : محمد ( 0
قلت : ( كمشكاة (0
قال : صدر محمد (0
قلت : ( فيها مصباح ( 0
قال : فيه نور العلم ، يعني النبوة 0
قلت : ( المصباح في زجاجة (0
قال : علم رسول الله ( صدر إلى قلب علي (ع) 0
قلت : ( كأنها (0
قال : لأي شئ تقرأ : كأنها 0
قلت : فكيف جعلت فداك ؟0
قال : ( كأنه كوكب دري (0
قلت : ( يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية (0
قال : ذاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) لا يهودي ولا نصراني 0
قلت : ( يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار (0
قال : يكاد العلم يخرج من فم العالم من آل محمد (من قبل أن ينطق به 0
قلت : ( نور على نور (0
قال : الامام على أثر الامام(4)[353])0
( سورة الفرقان(
__________
(1) 350]) فصل الخطاب 290
(2) 351]) كنز الفوائد 182 ، بحار الأنوار 2/258
(3) 352]) فصل الخطاب 291
(4) 353]) بحار الأنوار23/306 0(169/89)
(321) عن محمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قرأ ( وقال الظالمون لآل محمد إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً ( يعنون محمداً ( ، فقال الله عز وجل لرسوله : ( انظر كيف ضربوا لك الأمثال فلا يستطيعون إلى ولاية علي سبيلاً( وعلي هو السبيل(1)[354]) 0
(322) عن أبي حمزة عن أبي جعفر (ع)قال : نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا:(فأبى أكثر الناس بولاية علي إلا كفورا((2)[355])0
(323) عن جابر بن يزيد الجعفي قال : قال أبوجعفر(ع) نزل جبرئيل(ع) على رسول الله ( بهذه الآية هكذا : ( وقال الظالمون لآل محمد حقهم إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً انظر كيف ضربوا لك الأمثال فلا يستطيعون سبيلاً( قال : إلى ولاية علي وعلي (ع) هو السبيل(3)[356])0
(324) عن جعفر بن محمد الطيار عن أبي الخطاب عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : والله ما كنّى الله في كتابه حتى قال : ( يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً ( 0 وإنما هي في مصحف علي عليه السلام : ( يا ويلتا ليتني لم أتخذ الثاني خليلاً ( وسيظهر يوماً( (4)[357]) 0
(325)عن أبي بصير عن أبي عبدالله(ع) أنه قال نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد ( وإنها لفي مصحف علي بن أبي طالب(ع) : ( يا ليتني لم أتخذ زفر خليلاً((5)[358])0
__________
(1) 354]) كنز الفوائد 189 ، بحار الأنوار 24/24، فصل الخطاب 291، تأويل الآيات 371، تفسير البرهان3/156 0
(2) 355]) الكافي ، فصل الخطاب 292
(3) 356]) تفسير القمي 2/111، فصل الخطاب 291
(4) 357]) كنز جامع الفوائد 191، 192 ،تأويل الآيات الطاهرة374 ، تفسير البرهان3/162، بحار الأنوار 24/19 ، وقال محقّق البحار في الحاشية : يعني سيظهر ذاك المصحف يوماً ، أي في أيام ظهور المهدي 0
(5) 358]) فصل الخطاب 292(169/90)
(326) عن أبي الخطاب عن أبي عبدالله(ع)أنه قال : ما كنّى الله في كتابه حتى قال : ( يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً ( وإنما هي في مصحف علي(ع):( يا ويلتى لم أتخذ زفر خليلاً( وسيظهر يوماً(1)[359])0
(327) علي بن ابراهيم قال : قال أبوجعفر (ع) يقول : (يا ليتني اتخذت مع الرسول علياً ولياً((2)[360])0
(328) الطبرسي في قوله تعالى ( يمشون على الأرض هوناً ( أي بالسكينة والوقار والطاعة غير أشرين ولا مرحين ولا متكبرين ولا مفسدين ، وقال أبو عبدالله (ع) : هو الرجل الذي يمشي بسجيته التي جُبل عليها لا يتكلّف ولا يتبتختر 0وقيل معناه : حلماء علماء لا يجهلون وإن جهل عليهم ، ( والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ( بأن نراهم يطيعون الله تعالى تقرّ بهم أعيننا في الدنيا بالصلاح، وفي الآخرة بالجنة ، ( واجعلنا للمتقين إماما( أي إجعلنا ممن يقتدي بنا المتقون 0 وفي قراءة أهل البيت (ع) : ( وإجعل لنا من المتقين إماما(( (3)[361]) 0
(329) عن جعفر بن إبراهيم عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قرىء عند أبي عبدالله عليه السلام : ( والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين وإجعلنا للمتقين إماما (0
فقال : لقد سألوا الله عظيماً أن يجعلهم للمتقين أئمة 0
فقيل له : كيف هذا يا بن رسول الله ؟0
قال : إنما أنزل الله : ( والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا قرة أعين وإجعل لنا من المتقين إماماً ( ( (4)[362]) 0
(330) عن أبي أيوب الخراز عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ( وإجعلنا للمتقين إماماً ( 0
__________
(1) 359]) فصل الخطاب 292
(2) 360]) تفسير القمي ، فصل الخطاب292
(3) 361]) مجمع البيان للطبرسي 7/179-181 ، بحار الأنوار 24/132و134و298 0
(4) 362]) تفسير القمي1/10و 2/117 ، بحار الأنوار 24/134، فصل الخطاب 293 0(169/91)
قال : لقد سألت ربك عظيماً ، إنما هي ( وإجعل لنا من المتقين إماماً ( 0 وإيّانا عنى بذلك ( (1)[363]) 0
(سورة الشعراء(
... (331) علي بن ابراهيم القمي قال : ثم ذكر آل محمد( وشيعتهم المهتدين فقال: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وإنتصروا من بعد ما ظلموا ( ثم ذكر أعدائهم ومن ظلمهم فقال : ( وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون( هكذا والله نزلت(2)[364])0
(332) السياري عن البرقي عن بعض أصحابه(!!!) عن أبي عبدالله(ع)في قوله جل ثناؤه:( وسيعلم الذين ظلموا آل محمد أي منقلب يقلبون((3)[365])0
(333) الطبرسي في ( الجوامع) عن الصادق(ع) أنه قرأ :( وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون ((4)[366])0
( سورة الأحزاب (
(334) علي بن ابراهيم في قوله تعالى : (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ( قال : نزلت (وهو أب لهم وأزواجه أمهاتهم ( فجعل الله المؤمنين أولاد رسول الله ( وجعل رسول الله أباهم لمن لم يقدر أن صون نفسه وليس على نفسه ولاية فجعل الله تبارك وتعالى لنبيه ( الولاية على المؤمنين من أنفسهم (5)[367])0
(335) عن أبي الصامت عن أبي عبدالله(ع) قال: أكبر الكبائر سبع 00 إلى أن قال : وأما عقوق الوالدين فإن الله عز وجل قال في كتابه :( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم ( فعقوه في ذريته (6)[368])0
__________
(1) 363]) كنز الفوائد 214 ، بحار الأنوار 24/135، تأويل الآيات الطاهرة 384 ، تفسير البرهان 3/177 0
(2) 364]) تفسير القمي 2/125
(3) 365]) فصل الخطاب 294
(4) 366]) فصل الخطاب 294
(5) 367]) تفسير القمي 2/175
(6) 368]) التهذيب للطوسي، فصل الخطاب 295، تفسير فرات الكوفي(169/92)
... (336) عن المدايني عن أبي عبدالله(ع) في قوله عز وجل:( وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم ((1)[369])0
(337) الصفار عن علي بن ابراهيم بن هاشم عن القاسم بن الربيع عن محمد بن سنان عن صباح عن المفضل مثله(2)[370])0
(338) سعد بن عبدالله القمي في كتاب (ناسخ القرآن) قال : وقرأ الصادق(ع):( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم((3)[371])0
(339) علي بن ابراهيم في قوله تعالى : ( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب وكان الله قوياً عزيزاً((4)[372])0
(340) السياري عن جعفر بن محمد عن المدائني عن أبي عبدالله(ع) في قوله تعالى:( وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب ((5)[373])0
... (341) عن يونس عن أبي حمزة عن فيض المختار قال : سئل أبو عبدالله(ع) عن القرآن، فقال : فيه الأعاجيب من قوله عز وجل :( وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب((6)[374])0
(342) عن فيض بن مختار عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قرأ : ( إن علياً للهدى0وإنّ له الآخرة والأولى (0وذلك حين سئل عن القرآن0
قال : فيه الأعاجيب 0
فيه : ( وكفى الله المؤمنين القتال بعلي (0
وفيه:(إنّ علياً للهدى0وإنّ له الآخرة والأولى ((7)[375])0
__________
(1) 369]) فصل الخطاب 295، بحار الأنوار 22/200 و431 0
(2) 370]) فصل الخطاب 296
(3) 371]) فصل الخطاب 296
(4) 372]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 296 0
(5) 373]) فصل الخطاب 296 0
(6) 374]) فصل الخطاب 296 0
(7) 375]) بحار الأنوار 24/398 0(169/93)
(343) عن محمد بن مروان رفعه اليهم صلوات الله عليهم في قول الله عز وجل : ( وما كان لكم أن تؤذوا رسول في علي والأئمة كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا)(1)[376])0
(344) عن علي بن أبي حمزة عن عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : ( ومن يطع الله وروسوله في ولاية علي والأئمة من بعده فقد فاز فوزاً عظيماً ( (2)[377])0
(345) عن محمد بن مروان رفعه اليهم(ع)(!!!) فقال : ( يا أيها الذين آمنوا لا تؤذوا رسول الله في علي والأئمة كما آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا((3)[378])0
(346) عن أبي بصير عن أبي عبدالله (ع) في قوله : (ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي والأئمة من بعده فقد فاز فوزاً عظيماً ( هكذا نزلت والله (4)[379])0
(سورة سبأ (
__________
(1) 376]) الكافي 1/414 ، تفسير القمي، تفسير البرهان 3/337و339 ، تأويل الآيات الطاهرة 468 ، بحار الأنوار 13/12 ، 23/302، فصل الخطاب 296،مناقب إبن شهر آشوب3/13 0
(2) 377]) تأويل الآيات الطاهرة 469 ، الكافي 1/414 ، تفسير القمي ، تفسير البرهان 3/340 ، بحار الأنوار 23/301 و 303 0
(3) 378]) تفسير القمي 2/197،الكافي1/412، بحار الأنوار 23/302 0
(4) 379]) تفسير القمي1/54-55 و 2/198، فصل الخطاب 296، تفسير الصافي 4/206 ، تفسير نور الثقلين 4/309 0بحار الأنوار 23/301 0(169/94)
(347) علي بن ابراهيم القمي : لما أوحى الله إلى سليمان إنك ميت أمر الشياطين أن يتخذوا له بيتاً من قوارير ووضعوه في لجّة البحر، ودحله سليمان(ع) فاتكأ على عصا هو كان يقرأ الزبور ، والشياطين حوله ينظرون اليه ولا يجسرون أن يبرحوا0 فبينا هو كذلك إذ حان منه إلتفاته فإذا هو برجل معه في القبة ، ففزع منه سليمان 0 فقال له : من أنت ؟ 0 فقال له : أنا الذي لا أقبل الرشى ولا أهاب الملوك 0 فقبضه وهو متكىء على عصاه سنة 0 والجن يعملون له ولا يعلمون بموته ، حتى بعث الله الأرضة فأكلت منسأته ( فلما خرّ على وجهه تبينت الإنس أن لو كانوا (أي الجن) يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ( هكذا نزلت هذه الآية (1)[380])0
__________
(1) 380]) تفسير القمي 2/199-200، فصل الخطاب 297 0(169/95)
أقول: هذه الرواية طعنٌ صريح في نبي الله سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ، حيث صوّرت هذه الرواية الموضوعة نبي الله سليمان عليه السلام بصورة الإنسان الخائف من لقاء الله تعالى، ولماذا يخاف سليمان عليه السلام من الموت؟ هل عصى الله تعالى ويخشى عذابه أم رغبته في الإستمتاع بهذه الحياة وبهرجها وزينتها والمُلك الذي آتاه الله تعالى ، ونعتقد ويعتقد كل مسلم أن سليمان عليه السلام جعل المُلك وسيلة وأداة لتحكيم شرع الله تعالى ولم يتخذ المُلك وسيلة لإشباع شهواته ونزواته ، ولا أدري ما الفرق بين عقيدة الرافضة في هذا النبي الكريم وبين عقيدة اليهود الذين تطاولوا على هذا النبي عليه السلام ، ولكن العجب يزول حينما نعلم علم اليقين – بعد البحث والتمحيص – أن التشيع هو الإبن البار لليهودية ومن شابه أباه فما ظلم ، والأنبياء عليهم السلام من أشدّ الخلق فرحاً وإستبشاراً بهذا اللقاء الذي يُريحهم من عناء هذه الدنيا الزائلة ،والمؤمن يعلم علم اليقين أنه لا مفر من الموت ولو كان في بروج مشيدّة وأينما كان فلابد أن الموت مُدركه ولكن أنّى للرافضة أن يعقلوا هذا 0(169/96)
(348) علي بن موسى الرضا عليه السلام ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام قال : إن سليمان بن داود عليه السلام قال ذات يوم لأصحابه : إن الله تبارك وتعالى قد وهب لي مُلكاً لا ينبغي لأحد من بعدي ، سخر لي الريح والانس و الجن والطير والوحوش ، وعلمني منطق الطير ، وآتاني من كل شئ ، ومع جميع ما أوتيت من الملك ما تم لي سرور يوم إلى الليل ، وقد أحببت أن أدخل قصري في غد فأصعد أعلاه وأنظر إلى ممالكي فلا تأذنوا لأحد علي لئلا يرد علي ما ينغص على يومي0 قالوا : نعم ، فلما كان من الغد أخذ عصاه بيده وصعد إلى أعلى موضع من قصره ، ووقف متكئا على عصاه ينظر إلى ممالكه مسرورا بما أوتي فرحا بما أعطي إذ نظر إلى شاب حسن الوجه واللباس قد خرج عليه من بعض زوايا قصره ، فلما بصر به سليمان عليه السلام قال له : من أدخلك إلى هذا القصر وقد أردت أن أخلو فيه اليوم ؟ فبإذن من دخلت ؟ فقال الشاب : أدخلني هذا القصر ربه وبإذنه دخلت ، فقال : ربه أحق به مني ، فمن أنت ؟ قال : أنا ملك الموت ، قال : وفيما جئت ؟ قال : جئت لاقبض روحك ، قال : امض لما أمرت به فهذا يوم سروري ، وأبى الله عزوجل أن يكون لي سرور دون لقائه ، فقبض ملك الموت روحه وهو متكئ على عصاه ، فبقي سليمان عليه السلام متكئا على عصاه وهو ميت ماشاء الله والناس ينظرون إليه وهم يقدرون أنه حي فافتتنوا فيه واختلفوا فمنهم من قال : إن سليمان عليه السلام قد بقي متكئا على عصاه هذه الايام الكثيرة ولم يتعب ولم ينم ولم يأكل ولم يشرب ، إنه لربنا الذي يجب علينا أن نعبده ، وقال قوم : إن سليمان عليه السلام ساحر وإنه يرينا أنه واقف متكئ على عصاه ، يسحر أعيننا وليس كذلك ، فقال المؤمنون : إن سليمان هو عبد الله ونبيه يدبر الله أمره بما شاء ، فلما اختلفوا بعث الله عزوجل اأارضة فدبت في عصاه ، فلما أكلت جوفها انكسرت العصا وخر سليمان عليه السلام من قصره على وجهه(169/97)
، فشكرت الجن الأرضة صنيعها ، فلاجل ذلك لاتوجد الارضة في مكان إلا وعندها ماء وطين ، وذلك قول الله عزوجل : " فلما قضينا عليه الموت مادلهم على موته إلا دابة الارض تأكل منسأته " يعني عصاه " فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب مالبثوا في العذاب المهين " ثم قال الصادق عليه السلام : والله ما نزلت هذه الآية هكذا ، وإنما نزلت : " فلما خر تبينت الانس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب مالبثوا في العذاب المهين (1)[381]).
(349) عن ابن أبي عمير مثله إلى قوله : وهي العصا ( فلما خر تبينت الانس أن لو كان الجن يعلمون الغيب مالبثوا سنة في العذاب المهين ( فالجن تشكر الارضة بما عملت بعصا سليمان ، قال : فلا تكاد تراها في مكان إلا وعندها ماء وطين ، فلما هلك سليمان عليه السلام وضع إبليس السحر وكتبه في كتاب ، ثم طواه وكتب على ظهره : هذا ما وضع آصف بن برخيا للملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم ، من أراد كذا وكذا فليفعل كذا وكذا ، ثم دفنه تحت السرير ، ثم استشاره لهم فقرؤوه فقال الكافرون : ما كان سليمان يغلبنا إلا بهذا ، وقال المؤمنون : بل هو عبد الله ونبيه ، فقال جل ذكره : ( واتبعوا ماتتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ((2)[382]) .
(350) عن موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد(ع) : والله ما نزلت هذه الآية هكذا وإنما نزلت :( فلما خر تبينت الأنس أن الجن لو كانوا(الآية (3)[383])0
(351) السياري 00000 عن حريز عن أبي عبدالله وأبي جعفر(ع) في قوله عز وجل :( فلما خر تبينت الإنس أن الجن لو كانوا( الآية(4)[384])0
__________
(1) 381]) بحار الأنوار 14/136-137 0
(2) 382]) بحار الأنوار 14/138 0
(3) 383]) عيون أخبار الرضا للصدوق(!!!) ، إكمال الدين له أيضاً، فصل الخطاب 297
(4) 384]) فصل الخطاب 297(169/98)
(352) سعد بن عبدالله القمي في كتاب (ناسخ القرآن) قال : وقرأ رجل على أبي عبدالله(ع) :( فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين(0
فقال أبو عبدالله(ع): الجن يعلمون الغيب !! إنهم لا يعلمون الغيب 0
فقال الرجل : فكيف هي ؟0
فقال : إنما أنزل الله :( فلما خر تبينت الإنس أن لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين((1)[385])0
( سورة يس (
(353) عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبدالله(ع) في قول الله عز وجل :( يقولون متى هذا الوعد يا محمد إن كنتم صادقين((2)[386])0
(354) وبالإسناد:( وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم من ولاية الطواغيت فلا تتبعوهم لعلكم ترحمون((3)[387])0
(355) السياري بالإسناد:( اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون في الحياة الدنيا ((4)[388])0
(سورة ص (
(356) عن أبي خالد عن أبي عبدالله(ع):(عطاؤنا فأمسك أو أعط بعير حساب((5)[389])0
(357) عن عبدالرحمن القصير قال : سمعت أباجعفر(ع) يقرأ :(هذا عطاؤنا فأمسك أو أعط بغير حساب((6)[390])0
(358) عن عبدالله بن سليمان عن أبي عبدالله(ع) في حديث قال(ع) في آخره:( هذا عطاؤنا فأمسك أو أعطه بغير حساب( وهكذا في قراءة علي(ع)(7)[391])0
(359) عن عسى بن هشام عن سليمان عنه (ع) مثله(8)[392])0
(360) عن أبي عبيدة الحارثي عن أبي عبدالله(ع) قوله تعالى :( هذا عطاؤنا فامنن أو أعطه بغير حساب(0
قلت : (أو أعطه ( ؟0
قال : نعم(9)[393])0
__________
(1) 385]) فصل الخطاب 297
(2) 386]) فصل الخطاب 298
(3) 387]) فصل الخطاب 298
(4) 388]) فصل الخطاب 298 0
(5) 389]) فصل الخطاب 300 0
(6) 390]) فصل الخطاب 301 0
(7) 391]) الكافي 1/438 ، فصل الخطاب 301 0
(8) 392]) فصل الخطاب 301
(9) 393]) فصل الخطاب 301(169/99)
(361) عن سدير عن أبي عبدالله (ع) قال : ( هو بناء عظيم في صدور الذين أوتوا العلم أنتم عنه معرضون((1)[394])0
( سورة الزمر(
(362) عن عمران بن سليمان عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز وجل : ( ولا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً(0
فقال : ( إن الله يغفر لكم الذنوب جميعاً (0
قال : قلت : ليس هكذا نقرأ 0
فقال : يا با محمد فإذا غفر الذنوب جميعاً فلمن يعذّب ؟ 0 والله ما عنى من عباده غيرنا وغير شيعتنا ، وما نزلت إلا هكذا (إن الله يغفر جميعاً الذنوب (( (2)[395])0
(363) عن الحكم بن بهلول عن رجل (!!!) عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز وجل : ( ولقد أُوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت بولاية علي ليحبطنّ عملك ولتكونن من الخاسرين(( (3)[396]) 0
(364) عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام ( لئن أشركت في الولاية غير علي ليحبطنّ عملك ((4)[397])0
(سورة غافر (
(365) عن زيد بن الحسين قال : سألت أباعبدالله(ع) عن قول الله عز وجل : ( ربنا أمتنا إثنتين وأحييتنا إثنتين (0 فأجابهم الله تعالى : ( ذلك بأنه إذا دُعي الله وحده وأهل الولاية ( فقال : كفرتم 00 (5)[398])0
(366) عن الوليد بن صبيح عن أبي عبدالله (ع) :( ذلك بأنه إذا دُعي الله وحده وأهل الولاية كفرتم ((6)[399])0
__________
(1) 394]) فصل الخطاب301
(2) 395]) كنز الفوائد 272 ، بحار الأنوار 24/260، تأويل الآيات الطاهرة 519، تفسير البرهان 4/78، فصل الخطاب 301
(3) 396]) الكافي 1/427، تأويل الآيات الطاهرة 523، بحار الأنوار 23/380 ، تفسير البرهان 4/83
(4) 397]) تفسير القمي ، بحار الأنوار 23/380، تأويل الآيات الطاهرة 523
(5) 398]) تفسير البرهان 4/94 ، تأويل الآيات الطاهرة ، فصل الخطاب302
(6) 399]) الكافي1/421 ، تفسير البرهان 4/94، فصل الخطاب302، بحار الأنوار 36/144 0(169/100)
( سورة فصلّت (
(367) عن الحسين بن علي بن أحمد العلوي قال : بلغني (!!!) عن أبي عبدالله (ع) أنه قال لداود الرقي أينال السماء ؟0 فوالله إن أرواحنا وأرواح النبيين لتتناول العرش كل ليلة جمعة 0يا داود قرأ أبي محمد بن علي حم السجدة حتى بلغ فهم لا يسمعون0
ثم قال : نزل جبرئيل (ع) على رسول الله ( بأن الإمام بعده علي (ع) 0
ثم قال (ع) : ( حم تتنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلّت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون ( حتى بلغ : ( فأعرض أكثرهم عن ولاية علي فهم لا يسمعون وقالوا قلوبنا في أكنّة مما تدعونا اليه وفي آذاننا وقرٌ ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون((1)[400])0
(368) عن جابر قال : قلت لمحمد بن علي (ع) قول الله في كتابه : ( إن الذين آمنوا ثم كفروا (0
قال : هما الأول والثاني والثالث والرابع(2)[401])وعبدالرحمن وطلحة وكانوا سبعة عشر رجلاً 0
قال : لما وجّه النبي ( علي بن أبي طالب (ع) وعمار بن ياسر رحمه الله إلى مكة وفي مكة صناديدها وكانوا يسمون علياً الصبي لقول الله : ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وهو صبي وقال إنني من المسلمين ((3)[402])0
(369) عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبدالله(ع):( فلنذيقن الذين كفروا بتركهم ولاية علي بن أبي طالب عذاباً شديداً في الدنيا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون((4)[403])0
( سورة الشورى (
__________
(1) 400]) تفسير البرهان 4/106، فصل الخطاب302
(2) 401]) أبوبكر وعمر وعثمان ومعاوية رضي الله عنهم ولعنة الله على كل من يبغضهم 0
(3) 402]) تفسير العياشي ، تفسير البرهان 4/111،فصل الخطاب 303 0
(4) 403]) الكافي1/421، فصل الخطاب 303 0(169/101)
(370) عن علي بن مهزيار عن بعض أصحابنا (!!!) عن أبي عبدالله (ع) في قول الله : ( أن أقيموا الدين ( قال الإمام : ولا تفرقوا فيه كناية عن أمير المؤمنين(ع) ثم قال : ( كبر على المشركين ماتدعوهم اليه من ولاية علي ((1)[404])0
(371) عن محمد بن سنان عن الرضا (ع) في قول الله عزّ وجل : ( كبر على المشركين بولاية علي ما تدعوهم اليه يا محمد من ولاية علي ( هكذا في الكتاب مخطوطة (2)[405]) 0
(372) عن هشام بن سالم عن أبي عبدالله (ع) في قوله عز وجل ( والملائكة حول العرش يسبحون بحمد ربهم ولا يفترون ويستغفرون لمن في الأرض من المؤمنين(0
قلت : ما هذا جعلت فداك ؟0
قال : هذا القرآن كما أنزل على محمد ( بخط علي(ع)0
قلت : إنا نقرأ :( ويستغفرون لمن في الأرض(0
قال : ففي الأرض اليهود والنصارى والمجوس وعبدة الأوثان ، أفترى أن حملة العرش يستغفرون لها(3)[406])0
(373) الطبرسي في (الجوامع) عن الصادق(ع):( ويستغفرون لمن في الأرض من المؤمنين((4)[407])0
(374) علي بن ابراهيم :( ولكن يُدخل من يشاء في رحمته والظالمون لآل محمد حقهم ما لهم من ولي ولا نصير ((5)[408])0
(375) عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام أنه قرأ ( وترى ظالمي آل محمد حقهم لما رأوا العذاب ( وعلي هو العذاب ( يقولون هل إلى مرد من سبيل (( (6)[409])0
(376) علي بن ابراهيم : قوله ( وترى الظالمين لآل محمد حقهم لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل ( أي إلى الدنيا (7)[410])0
__________
(1) 404]) تفسير القمي ، تفسير البرهان 4/120، فصل الخطاب 303 0
(2) 405]) الكافي 1/418 0
(3) 406]) فصل الخطاب 303 0
(4) 407]) جمع الجوامع للطبرسي ، فصل الخطاب 303 0
(5) 408]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 303 0
(6) 409]) كنز الفوائد 287، بحار الأنوار 24/229، فصل الخطاب 303 0
(7) 410]) تفسير القمي ، تفسير البرهان 4/129،الأيقاظ من الهجعة 258، فصل الخطاب 303 0(169/102)
(377) عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : ( ولن ينفعكم إذ ظلمتم آل محمد حقهم أنكم في العذاب مشتركون ((1)[411] ) 0
(378) عن عبد الغفار الحارثي عن أبي عبدالله(ع)قال : ان الله عز وجل قال لنبيه( :( ولقد وصيناك بما وصينا به آدم ونوحاً و ابراهيم وموسى وعيسى والنبيين من قبلك أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه من تولية علي بن أبي طالب ((2)[412])0
(379) علي بن ابراهيم : ثم قال : ( ترى الظالمين لآل محمد حقهم مشفقين مما كسبوا( قال : خائفون مما ارتكبوا(3)[413])0
(380) عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (ع) قال : سمعته يقول :(ولمن انتصر بعد ظلمه( إلى أن قال : ثم قال :( وترى الظالمين لآل محمد حقهم لما رأوا العذاب ( إلى قال : ( خاشعين من الذل لعلي ينظرون إلى علي من طرف خفي ((4)[414])0
( سورة الزخرف (
(381) عن حمّاد السندّي عن أبي عبدالله (ع) وقد سأله سائل عن قول الله عز وجل : ( وإنّه في أمّ الكتاب لدينا لعليٌ حكيم (0 قال: هو أمير المؤمنين (ع) (5)[415])0
(382) وجاء في دعاء يوم الغدير : وأشهد أنه الإمام الهادي الرشيد أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك 0 فإنك قلت : ( وإنّه في أمّ الكتاب لعليٌ حكيم ((6)[416])0
(383) عن أبي القاسم عن أبي عبدالله(ع) :( لولا أن يكون الناس أمة واحدة كفاراً لجعلنا لمن يكفر بالرحمن( ثم قال : والله لو فعل الله عز وجل لفعلوا(7)[417])0
__________
(1) 411]) كنز الفوائد 287، بحار الأنوار 24/230 0
(2) 412]) فصل الخطاب 303 0
(3) 413]) فصل الخطاب 303 0
(4) 414]) فصل الخطاب 304 0
(5) 415]) تأويل الآيات الطاهرة552 ، تفسير البرهان 4/135 ، بحار الأنوار 23/210 0
(6) 416]) تأويل الآيات الطاهرة 553 ، اقبال الأعمال 477، بحار الأنوار 98/304
(7) 417] فصل الخطاب 304 0(169/103)
(384) عن جابر عن أبي جعفر (ع) قال : ( ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم آل محمد حقهم أنكم في العذاب مشتركون ((1)[418])0
(385) عن محمد بن علي عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : إني لأدناهم من رسول الله ( في حجة الوداع 0 فقال : لأعرفنكم ترجعون بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، وايم الله لئن فعلتموها لتعرفني في الكتيبة التي تضاربكم 0
ثم التفت إلى خلفه أو على أو على أو على ثلاثاً فرأينا أن جبرئيل(ع) غمزه وأنزل الله عز وجل : ( فإما نذهبن بك فإنّا منهم منتقمون بعلي أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون ( 0
ثم نزلت : ( قل رب إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون إدفع بالتي هي أحسن السيئة ( 0
ثم نزلت : ( فاستمسك بالذي أُوحي اليك من أمر علي بن أبي طالب إنك على صراط مستقيم وإن علياً لعلم الساعة ولسوف تسئلون عن محبة علي بن أبي طالب ((2)[419])0
(386) عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (ع) قال : نزلت هاتان الآيتان هكذا قول الله : ( حتى إذا جائنا (يعني فلاناً وفلاناً(3)[420]) يقول أحدهما لصاحبه حين يراه ( يا ليت بيني وبينك بُعد المشرقين فبئس القرين (0
ثم قال الله لنبيه قل لفلان وفلان وأتباعهما :( لن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم آل محمد حقهم إنكم في العذاب مشتركون (0
ثم قال الله لنبيه ( : ( أفأنت تُسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون ( يعني من فلان وفلان وأتباعهما 0
__________
(1) 418]) تأويل الآيات الطاهرة 557، تفسير البرهان 4/143، بحار الأنوار 24/230، 36/153، فصل الخطاب 304 0
(2) 419]) أمالي الطوسي ، تفسير البرهان 4/144
(3) 420]) أبوبكر وعمر رضي الله عنهما 0(169/104)
ثم أوحى الله إلى نبيه : ( فاستمسك بالذي أُوحي اليك في علي إنك على صراط مستقيم (0 يعني أنك على ولاية علي وعلي هو الصراط المستقيم (1)[421])0
(387) عن إبراهيم بن علي بن جناح عن الحسن بن علي بن محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه (ع) أن رسول الله ( نظر إلى علي (ع) وأصحابه حوله وهو مُقبل ، فقال ( : أما إن فيك شبهاً من عيسى بن مريم ، ولولا مخافة أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم (2)[422]) لقلت اليوم فيك مقالاً لا تمرّ بملأ من الناس إلا أخذوا من تحت قدميك التراب يبتغون البركة (3)[423]) 0
__________
(1) 421]) تفسير القمي 2/289، تفسير البرهان 4/145، فصل الخطاب 304 0
(2) 422]) أعتقد أن ما قالته الرافضة في علي رضي الله عنه يفوق كثيراً ما قالته النصارى في المسيح عليه السلام وكتب الرافضة خير دليل وبرهان ، ولولا خشية الإطالة لذكرت ذلك مدعماً بالأدلة ، ولا شك أن النصارى أفضل حالاً من الرافضة لا سيما في موقفهم من الحواريين ، فهم يعدّون الحواريين أفضل سلفهم بينما ترى الرافضة أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شر سلف هذه الأمة ، ولا ضير في ذلك فإن الرافضة لا سلف لهم إلا الكذابين والدجاجلة بينما نحن نعتز بالصدّيق والفاروق وبذي النورين وبأهل البيت وسيف الله المسلول وعمرو بن العاص ومعاوية وغيرهم من سلف هذه الأمة رضوان الله عليهم أجمعين 0
(3) 423]) رغم أن هذه الرواية موضوعة إلا أنها بعض مضماينها ينطبق على الرافضة ، والرافضة تقدّس تُربة كربلاء وترى فيها الشفاء بل يُستحب عندهم أكل التربة لأن لها مفعول سحري لا يمكن أن يُوصف ، وانظر كتاب ( الرافضة وتفضيل زيارة الحسين على حج الله بيت الله الحرام) للدكتور عبدالمنعم السامرائي للإستزاده حول موضوع التربة 0(169/105)
فغضب من كان حوله وتشاوروا فيما بينهم وقالوا : لم يرضَ محمد إلا أن جعل إبن عمه مثلاً لبني إسرائيل !0 فأنزل الله جل إسمه : ( ولما ضرب إبن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون وقالوا آلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قوم خصمون إن هو إلا عبدٌ أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل ولو نشاء لجعلنا من بني هاشم ملائكة في الأرض يخلفون ( 0
قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ليس في القرآن بني هاشم ؟0 قال : مُحيت والله فيما محي(1)[424])0
( سورة الجاثية (
(388) عن أبي بصير عن أبي عبدالله(ع) قال : قلت :(هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق(0
قال له : إن الكتاب لم ينطق ولن ينطق ولكن رسول الله( هو الناطق بالكتاب ، قال الله :( هذا كتابنا يُنطقعليك بالحق ( 0
فقلت : إنا لا نقرأها هكذا؟ 0
قال :هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمد ولكنه فيما حُرّف من كتاب الله (2)[425])0
( سورة الأحقاف (
(389) عن أحمد بن النضر عن أبي مريم عن بعض أصحابنا (!!!) رفعه إلى أبي جعفر وأبي عبدالله (ع) قالا : لما نزلت على رسول الله ( ( قل ما كنتُ بدعاً من الرسل وما أدري ما يُفعل بي ولا بكم ( يعني في حروبه 0
قالت قريش : فعلى ما نتبعه وهو لا يدري ما يُفعل به ولا بنا ؟0فأنزل الله : ( إنّا فتحنا لك فتحاً مبينا ( 0
فقال : وقوله : ( إن أتبع إلا ما يُوحى إليّ في علي ( هكذا نزلت (3)[426])0
( سورة محمد( (
__________
(1) 424]) تأويل الآيات الطاهرة 568-569، تفسير البرهان 4/151، بحار الأنوار 35/315 0
(2) 425]) تفسير القمي 2/295، تفسير الصافي 5/8-9 ، تفسير الأصفي 2/1162 ، تفسير نور الثقلين ج5ص5 0
(3) 426]) تأويل الآيات الطاهرة 578 ، تفسير البرهان 4/172 ، بحار الأنوار 24/320، فصل الخطاب 305، تفسيرات فرات الكوفي 177 0(169/106)
(390) عن إسحاق بن عمار عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى :( والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نُزّل على محمد في علي وهو الحق من ربهم كفّر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم(هكذا نزلت (1)[427]) 0
(391) عن أبي حمزة عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : قوله تعالى :( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله في علي فأحبط أعمالهم( (2)[428]) 0
(392) عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل على محمد بهذه الآية هكذا: ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله في علي ( إلا أنه كشط الإسم ) فأحبط أعمالهم ( (3)[429])0
قال جابر : ثم قال أبو جعفر عليه السلام : نزل جبرئيل بهذه الآية على محمد ( هكذا : ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله في علي فأحبط أعمالهم ( (4)[430]) 0
(393) القمي : حدثني أبي عن بعض أصحابنا(!!!!) عن أبي عبدالله (ع) قال : في سورة محمد آية فينا وآية في عدّونا 0
والدليل على ذلك قوله : ( كذلك يضرب الله للناس أمثالهم فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب ( إلى قوله ( لأنتصر منهم ( فهذا السيف الذي هو مشركي العجم من الزنادقة ومن ليس معه الكتاب من عبدة النيران والكواكب 0
وقوله:(فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب ( للجماعة والمعنى لرسول الله ( والإمام بعده 0
__________
(1) 427]) تفسير القمي 2/301 ، تفسير البرهان 4/180 ، تأويل الآيات الطاهرة 583 ، بحار الأنوار 36/86، فصل الخطاب 306، تفسير الصافي 5/21 ، تفسير الآصفي2/1171 ، تفسير نور الثقلين 5/27 0
(2) 428]) تفسير البرهان 4/182 ، تأويل الآيات الطاهرة 583 ، بحار الأنوار 23/385 ، 36/158، فصل الخطاب 307 0
(3) 429]) تأويل الآيات الطاهرة 584 ، تفسير القمي2/302 ، تفسير نور الثقلين 5/31 ، تفسير البرهان 4/182، بحار الأنوار 36/87، فصل الخطاب 307، تفسير الآصفي2/1172 0
(4) 430]) تأويل الآيات الطاهرة 584، فصل الخطاب 307 0(169/107)
والذين قاتلوا في سبيل الله فلن يُضلّ أعمالهم وسيهديهم ويصلح بالهم ويُدخلهم الجنّة عرّفها لهم ( أي وعدها إياهم وادّخرها لهم 0
ليبيلو بعضكم بعضاً ( ثم خاطب أمير المؤمنين (ع) فقال:(يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويُثبّت أقدامكم(0
ثم قال : (والذين كفروا فتعساً لهم وأضلّ أعمالهم ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله في علي فأحبط أعمالهم((1)[431])0
(394) عن محمد الحلبي قال : قرأ أبو عبدالله عليه السلام : ( فهل عسيتم إن توليتم وسلطتم وملكتم أن تفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامكم ( 0
ثم قال : نزلت هذه الآية في بني عمنا بني العباس وبني أمية 0
ثم قرأ : ( أولئكم الذين لعنهم الله فأصمهم عن الدين وأعمى أبصارهم ( عن الوصي0
ثم قرأ : ( إن الذين إرتدوا على أدبارهم بعد ولاية علي من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سوّل لهم وأملى لهم (0
ثم قرأ : ( الذين اهتدوا بولاية علي زادهم هدىً حيث عرّفهم الأئمة من بعده والقائم وآتاهم تقواهم ( أي ثواب تقواهم أماناً من النار 0
وقال عليه السلام : وقوله عز وجل: ( فإعلم أنه لا إله إلا الله وإستغفر لذنبك وللمؤمنين – وهم علي وأصحابه – والمؤمنات ( وهنّ خديجة وصويحباتها 0
وقال عليه السلام : وقوله ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نُزّل على محمد في علي وهو الحق من ربهم كفّر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم(0
ثم قال: ( والذين كفروا بولاية علي يتمتعون بدنياهم ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوىً لهم ((2)[432]) 0
__________
(1) 431]) تفسير القمي ، بحار الأنوار 36/87، فصل الخطاب 307 0
(2) 432]) تأويل الآيات الطاهرة 585 ، بحار الأنوار 24/320 ، تفسير البرهان 4/190 0(169/108)
(395) عن عبدالرحمن بن كثير عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز وجل : ( إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى ( فلان وفلان وفلان (1)[433]) ، إرتدوا عن الإيمان في ترك ولاية أمير المؤمنين عليه السلام 0
قال : قلت : قوله تعالى (ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزّل الله سنطيعكم في بعض الأمر (؟0
قال : نزلت فيهما وفي أتباعهما وهو قول الله عز وجل الذي نزل به جبرئيل عليه السلام على محمد ( ( ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزّل الله في علي سنطيعكم في بعض الأمر (0قال : دعوا بني أمية إلى ميثاقهم الذي عقدوه أن لايُصيّروا الأمر فينا بعد النبي ( ولا يعطونا من الخمس شيئاً ،وقالوا إن أعطيناهم إيّاه لم يحتاجوا إلى شيء ، ولم يبالوا أن لا يكون الأمر فيهم ، فقال لبني أمية ( سنطيعكم في بعض الأمر ( الذي دعوتمونا اليه ، وهو الخمس ولا نعطيهم شيئاً 0وقوله : ( كرهوا ما أنزل الله ( فالذي (نزّل الله ( عز وجل ما افترض على خلقه من ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان معهم أبو عبيدة وكان كاتبهم ، فأنزل الله عز وجل ( أم أبرموا أمراً فإنّا مبرمون أم يحسبون أنّا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون ( (2)[434]) 0
__________
(1) 433]) أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ولعنة الله على كل من يبغضهم 0
(2) 434]) تأويل الآيات الطاهرة 587- 588 ، الكافي 1/420 ، تفسير البرهان 4/186 ، بحار الأنوار 23/375، تفسير الآصفي2/1176 0(169/109)
(396) عن محمد بن الفضيل قال: وقرأ أبو عبدالله عليه السلام هكذا: ( فهل عسيتم إن توليتم وسلطتم وملكتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ( نزلت في بني عمنا بني أمية وفيهم يقول الله : ( أولئك الذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن فيقضوا ما عليهم من الحق أم على قلوبٍ أقفالها ( (1)[435]) 0
( سورة الذاريات (
(397) عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال : قوله عز وجل : ( إنما توعدون لصادق في علي( هكذا نزلت (2)[436])0
( سورة الطور (
(398) عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام : قال : ( وإنّ للذين ظلموا آل محمد حقهم عذاباً دون ذلك ((3)[437])0
( سورة النجم (
(399) عن حبيب السجستاني قال : سألت أباجعفر (ع) عن قوله عز وجل :( ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى (0
فقال لي : يا حبيب لا تقرأ هكذا 0 اقرأ : ( ثم دنا فتدانا فكان قاب قوسين أو أدنى ((4)[438])0
(400) القمي : قوله : ( وهو بالأفق الأعلى ( يعني رسول الله ( ، ثم دنا يعني رسول الله ( من ربه عز وجل فتدلى 0 قال : إنما نزلت :( ثم دنا فتدانا فكان قاب قوسين ( 0
قال : كان من الله كما بين مقبض القوس 0000(5)[439])0
( سورة الرحمن (
__________
(1) 435]) تأويل الآيات الطاهرة 589 ، تفسير البرهان 4/189 ، بحار الأنوار 23/386 0
(2) 436]) تأويل الآيات الطاهرة 614 ، تفسير البرهان 4/230، بحار الأنوار 36/162 0
(3) 437]) تأويل الآيات الطاهرة 620، تفسير البرهان 4/243، بحار الأنوار 24/229
(4) 438]) بحار الأنوار 3/315 – 316،18/364، فصل الخطاب 309، تفسير الصافي 5/86 ، تفسير الأصفي 2/1221 0
(5) 439]) تفسير القمي ، بحار الأنوار 3/317 0(169/110)
(401) الحسين بن محمد عن المعلى رفعه في قول الله عز وجل : ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ، أبالنبي أمّ بالوصي ( نزلت في الرحمن (1)[440]) 0
(402) عن إبن عبدالحميد قال : دخلت على أبي عبدالله (ع) فأخرج إليّ مصحفاً 0 قال : ففتحته فوقع بصري على موضع منه فإذا فيه مكتوب :( هذه جهنم التي كنتما بها تكذبان فاصليا فيها لا تموتان ولاتحييان( يعني الأولين (2)[441]) 0
(403) علي بن ابراهيم القمي : وقرأ أبو عبدالله(ع) :( هذه جهنم التي كنتما بها تكذبان تصليانها ولا تموتان فيها ولا تحييان( يعني زريقاً وحبتر(3)[442])0
(404) عن ميسرة قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : والله لا يُرى منكم في النار إثنان ، لا والله واحد 0
قال : قلت : فأين ذلك من كتاب الله ؟0
قال : فأمسك عني سنة (4)[443]) 0
قال : فإنّي ذات يوم في الطواف إذ قال لي : يا ميسرة أُذن لي في جوابك عن مسألة كذا 0
قال : فقلت : فأين ذلك من القرآن ؟ 0
قال : في سورة الرحمن ، وهو قول الله عز وجل ( فيومئذٍ لا يُسأل عن ذنبه منكم إنس ولا جان (0
فقلت له عليه السلام : ليس فيها : ( منكم ( 0
__________
(1) 440]) الكافي 1/217 ، بحار الأنوار 24/59 0
(2) 441]) قرب الإسناد 12 ، بحار الأنوار 89/48 0
(3) 442]) تفسير القمي 2/345، وحبتر وزريق هما الصدّيق والفاروق رضي الله عنهما0
(4) 443]) لنا أن نتساءل عن السبب في التأخير ، حيث إن البيان يستوجب في الحال ، هل الوحي لم ينزل على الإمام المعصوم؟ 0أم أن الإذن لم يأت الإمام المعصوم إلا بعد سنة كما هو مبين في الرواية ، ومن الذي أذن له أن يُجيب0وهل ضمِن هذا الإمام المعصوم حياة الراوي لفترة سنة كاملة ، المعروف في الدين الشيعي أن الأئمة يعرفون آجال شيعتهم ، فالتأخير كان ضمن مصلحة لا يعرفها إلا الإمام المعصوم 0وعلى العقول السلام 0(169/111)
قال : إن أول من غيرّها إبن أروى وذلك أنها حجّة عليه وعلى أصحابه ، ولو لم يكن فيها (منكم( لسقط عقاب الله عن خلقه (1)[444]) إذ لم يسأل عن ذنبه إنس ولا جان فلمن يعاقب إذاً يوم القيامه (2)[445]) 0
(405) الطبرسي: روى عن الرضا(ع) أنه قال :( فيومئذ لا يسئل عن ذنبه منكم إنس ولا جان ((3)[446])0
(406) عبدالله بن جعفر الحميري في قرب الإسناد عن محمد بن عيسى قال : حدثني ابراهيم بن عبدالحميد في سنة ثمان وتسعين ومائة في المسجد الحرام قال : دخلت على أبي عبدالله(ع) ، فأخرج مصحفاً ففتحت فوقع بصري على موضع منه ، فإذا فيه مكتوب :( هذه جهنم التي كنتما بها تكذبان بها فاصليا فيها لا تموتان ولا تحييان ( يعني الأولين(4)[447])0
( سورة الحشر (
(407)عن أبان بن عياش عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : قوله عز وجل : ( وما لآآتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فإنتهوا وإتقوا الله وظلم آل محمد فإن الله شديد العقاب لمن ظلمهم ((5) } - - - { ) 0
( سورة الصف (
(408)عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل :( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم (0
قال : يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليه السلام 0
قلت : ( والله متم نوره (0
__________
(1) 444]) مشكلة الذين وضعوا أمثال هذه الروايات المفتراة أنهم لا يعرفون العربية ، ولو عقلوها لاستحال صدور أمثال هذه الروايات التي تُضحك الثكلى ، فلا عجب إذا كان بنو نوبخت وبنو سهل وغيرهم من المجوس هم الذين تبنوا ووضعوا أساس دين الشيعة 0
(2) 445]) بحار الأنوار8/353و360و 24/275-276 0
(3) 446]) فصل الخطاب 309 0
(4) 447]) فصل الخطاب 310 0
(5) 448]) كنز الفوائد 336 ، بحار الأنوار 24/222 0(169/112)
قال : والله متم الإمامة لقوله عز وجل :( الذين آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا( فالنور هو الإمام 0
قلت : ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق (0
قال : هو الذي أمر رسوله بالولاية لوصيه ، والولاية هي دين الحق0
قلت : ( ليظهره على الدين كله (0
قال : يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم ، قال : يقول الله ( والله متم ولاية القائم ولو كره الكافرون بولاية علي (0
قلت : هذا تنزيل ؟0
قال : نعم ، أما هذا الحرف فتنزيل ، وأما غيره فتأويل 0
قلت : ( ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا (0
قال : إن الله تبارك وتعالى سمّى من لم يتبع رسوله في ولاية وصيه منافقين ، وجعل من جحد وصيه إمامته كمن جحد محمداً وأنزل بذلك قرآناً ، فقال : ( يا محمد إذا جاءك المنافقون بولاية وصيك قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين بولاية علي لكاذبون0 اتخذوا أيمانهم جنّة فصدوا عن سبيل الله (0 والسبيل هو الوصي 0 ( إنهم ساء ما كانوا يفعلون 0 ذلك بأنهم آمنوا برسالتك وكفروا بولاية وصيك فطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون (0
قلت : ما معنى ( لا يفقهون (؟0
قال : يقول : لا يعقلون بنبوتك 0
قلت : ( وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله (0
قال : وإذا قيل : لهم إرجعوا إلى ولاية علي يستغفر لكم النبي من ذنوبكم ( لوّوا رؤسهم ( قال الله : ( ورأيتهم يصدون ( عن ولاية علي ( وهم مستكبرون ( عليه 0 ثم عطف القول من الله بمعرفته بهم فقال : ( سواء عليهم إستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين ( 0 يقول : الظالمين لوصيك 0
قلت : ( أفمن يمشي مكبّاً على وجهه أهدى أم يمشي على صراط مستقيم (0
قال : إن الله ضرب مثل من حاد عن ولاية علي كمن يمشي على وجهه لا يهتدي لأمره وجعل من تبعه سويّاً على صراط مستقيم ، والصراط المستقيم أمير المؤمنين عليه السلام 0(169/113)
قال : قلت : ( إنه لقول رسول كريم (0
قال : يعني جبرئيل عن الله في ولاية علي 0
قال : قلت : ( وما هو بقول شاعر قليلاً ما يؤمنون (0
قال : قالوا : إن محمداً كذاب على ربه ، وما أمره الله بهذا في علي ، فأنزل الله بذلك قرآناً ، فقال : ( إن ولاية علي تنزيل من رب العالمين 0 ولو تقوّل علينا محمد بعض الأقاويل 0 لأخذنا منه باليمين 0 ثم لقطعنا منه الوتين ( 0 ثم عطف القول فقال: ( وإن علياً لحسرة على الكافرين وإن ولايته لحق اليقين 0 فسبّح يا محمد بإسم ربك العظيم ( 0
يقول : اشكر ربك العظيم الذي أعطاك هذا الفضل 0
قلت : قوله :( ولما سمعنا الهدى آمنا به ( 0
قال : الهدى الولاية آمنّا بمولانا ، فمن آمن بولاية مولاه ( فلا يخاف بخساً ولا رحقاً (0
قلت : تنزيل ؟0
قال : لا ، تأويل 0
قلت : قوله : ( إنّي لا أملك لكم ضرّاً ولا رشداً(0
قال : إن رسول الله ( دعا الناس إلى ولاية علي فإجتمعت اليه قريش فقالوا : يا محمد أعفنا من ذلك ، فقال لهم رسول الله ( : هذا إلى الله ليس إليّ ، فاتّهموه وخرجوا من عنده فأنزل الله : ( قل إنّي لا أملك لكم ضرّاً ولا رشداً0 قل إنّي لن يجيرني من الله إن عصيته أحد ولن أجد من دونه ملتحداً 0 إلا بلاغاً من الله ورسالاته في علي (0
قلت : هذا تنزيل ؟ 0
قال : نعم 0 ثم قال توكيداً : ( ومن يعص الله ورسوله في ولاية علي فإن له جهنم خالدين فيها أبداً (0
قلت : ( حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصراً وأقلّ عدداً (0
قال : يعني بذلك القائم وأنصاره 0
قلت : ( فإصبر على ما يقولون (0
قال : يقولون فيك ( واهجرهم هجراً جميلاً 0 وذرني يا محمد والمكذبين بوصيك أُولي النعمة ومهلّهم قليلاً (0
قلت : إن هذا تنزيل ؟0
قال : نعم 0
قلت : ( ليستيقن الذين أُوتوا الكتاب (0
قال : يستيقنون أن الله ورسوله ووصيّه حق 0
قلت : ( ويزداد الذين آمنوا إيماناً (0
قال : يزدادون بولاية الوصي 0(169/114)
قلت : ولا يرتاب الذين أُتوا الكتاب والمؤمنون ( 0
قال : بولاية علي 0
قلت : ما هذا الإرتياب ؟ 0
قال : يعني بذلك أهل الكتاب والمؤمنين الذين ذكر الله (1)[449]) فقال : ولا يرتابون في الولاية 0
قلت : ( وما هي إلا ذكرى للبشر ( 0
قال : نعم ولاية علي 0
قلت : ( إنّها لإحدى الكبر ( 0
قال : الولاية 0
قلت : ( لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ( 0
قال : من تقدّم إلى ولايتنا أُخرّ عن سقر ، ومن تأخر عنّا تقدم إلى سقر إلا أصحاب اليمين ، قال هم والله شيعتنا 0
قلت : ( لم نكُ من المصلّين ( 0
قال : إنّا لم نتولّ وصي محمد ( والأوصياء من بعده ولا يصلّون عليهم 0
قلت : ( فما لهم عن التذكرة معرضين ( 0
قال : عن الولاية معرضين 0
قلت: ( كلا إنها تذكرة ( 0
قال : الولاية 0
قلت : قوله : ( يوفون بالنذر ( 0
قال : يوفون لله بالنذر الذي أخذ عليهم في الميثاق من ولايتنا0
قلت : ( إنّا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا ( 0
قال : ( بولاية علي تنزيلا ( 0
قلت : هذا تنزيل ؟ 0
قال : نعم ، ذا تأويل 0
قلت : ( إن هذه تذكرة ( 0
قال : الولاية 0
قلت : ( يُدخل من يشاء في رحمته ( 0
قال : في ولايتنا 0قال : ( والظالمين أعدّ لهم عذاباً أليماً ( 0ألا ترى أن الله يقول : ( وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (0
قال : إن الله أعزّ وأمنع من أن يظلم أو ينسب نفسه إلى ظلم ،ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه ، وولايتنا ولايته ، ثم أنزل بذلك قرآناً على نبيه فقال : ( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (0
قلت : هذا تنزيل ؟ 0
قال: نعم 0
قلت : ( ويلٌ يومئذٍ للمكذبين ( 0
قال : يقول : ( ويل للمكذبين يا محمد بما أوحيت اليك من ولاية علي 0ألم نُهلك الأولين 0 ثم نتبعهم الآخرين (0
قال : الأولين الذين كذبّوا الرسل في طاعة الأوصياء 0( كذلك نفعل بالمجرمين (0
قال : من أجرم إلى آل محمد ( وركب من وصيّه ما ركب 0
__________
(1) 449]) كذا في النص 0(169/115)
قلت : ( إن المتقين ( 0
قال : نحن والله وشيعتنا ليس على ملّة إبراهيم غيرنا ، وسائر الناس منها براء 0
قلت : ( يوم يقوم الروح والملائكة صفّاً لا يتكلمون ( الآية 0
قال : نحن والله المأذون لهم يوم القيامة والقائلون صواباً(1)[450]) 0
(سورة الجمعة(
(409) عن جابر الجعفي قال : قال أبو جعفر عليه السلام : لم سُمّي الجمعة جمعة ؟ 0
قال : قلت : تخبرني جعلني الله فداك 0
فقال : يا جابر سمّى الله الجمعة جمعة لأن الله عزّ وجل جمع في ذلك اليوم الأولين والآخرين ، وجميع ما خلق الله من الجنّ ، وكل شيء حلق ربنا والسموات والأرضين والبحار والجنة والنار ، وكل شيء خلق الله في الميثاق ، فأخذ الميثاق منهم له بالربوبية ولمحمد ( بالنبوة ولعلّي عليه السلام بالولاية 0
وفي ذلك اليوم قال الله للسموات والأرض : ( إئتيا طوعاً أو كرهاً ، قالتا أتينا طائعين ( ، فسمّى الله ذلك اليوم الجمعة لجمعه فيه الأولين والآخرين 0
ثم قال الله عز وجل :( يا أيها الذين آمنوا إذا نُودي للصلاة من يوم الجمعة ( من يومكم هذا الذي جمعكم فيه ، والصلاة أمير المؤمنين عليه السلام ، يعني بالصلاة الولاية وهي الولاية الكبرى ، ففي ذلك اليوم أتت الرسل والأنبياء والملائكة وكل شيء خلق الله والثقلان : الجن والإنس ، والسموات والأرضون والمؤمنون التّلبية لله عز وجل ( فامضوا إلى ذكر الله (0 وذكر الله أمير المؤمنين 0
وذروا البيع ( يعني الأول (2)[451]) ( ذلكم ( يعني بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وولايته ( خير لكم ( من بيعة الأول وولايته 0
إن كنتم تعلمون 0 فإذا قُضيت الصلاة ( يعني بيعة أمير المؤمنين عليه السلام0
__________
(1) 450]) الكافي 1/432-435 ، بحار الأنوار 24/336-340، تفسير الآصفي2/1348 0
(2) 451]) أبوبكر رضي الله عنه ولعنة الله تعالى كل من ينتقصه و يبغضه0(169/116)
فانتنشروا في الأرض ( يعني بالأرض الأوصياء ، أمر الله بطاعتهم وولايتهم كما أمر بطاعة الرسول وطاعة أمير المؤمنين كنّى الله في ذلك عن أسمائهم فسمّاهم بالأرض 0
( وإبتغوا فضل الله (0
قال جابر : ( وابتغوا من فضل الله (0
قال : تحريف ، هكذا نزلت : ( وابتغوا فضل الله على الأوصياء واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون ( 0
ثم خاطب الله عز وجل في ذلك الموقف محمداً ( فقال : يا محمد ( إذا رأوا ( الشكّاك والجاحدون ( تجارة ( يعني الأول ( أو لهواً ( يعني الثاني (1)[452]) ( إنصرفوا اليها ( 0
قال : قلت : ( انفضّوا اليها ( 0
قال : تحريف ، هكذا نزلت : ( وتركوك ( مع علي ( قائماً قل ( يا محمد ( ما عند الله ( من ولاية علي والأوصياء ( خيرٌ من اللهو ومن التجارة ( يعني بيعة الأول والثاني (للذين اتقوا (0
قال : قلت : ليس فيها ( للذين اتقوا (0
قال : بلى هكذا نزلت ، وأنتم هم الذين اتقوا ( والله خير الرازقين ((2)[453]) 0
(410) عن أبي بصير عن أبي عبدالله(ع) : الحرف في الجمعة :( فامضوا إلى ذكر الله ( (3)[454])0
(411) الطبرسي روي عن أبي عبدالله (ع) أنه قال : ( انصرفوا اليها((4)[455])0
(412) عن رجاء بن الضحاك أن الرضا(ع) كان يقرأ في سورة الجمعة : ( قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا والله خير الرازقين( (5)[456]) 0
__________
(1) 452]) عمر رضي الله عنه ولعنة الله على كل من ينتقصه ويبغضه 0
(2) 453]) الإختصاص للمفيد 129 ، بحار الأنوار 24/399-400 0
(3) 454]) فصل الخطاب 312 0
(4) 455]) فصل الخطاب 312 0
(5) 456]) عيون أخبار الرضا للصدوق(!!!) 2/183 ، بحار الأنوار 89/50 0(169/117)
(413)عن إبن أبي يعفور عن أبي عبدالله (ع) قال : نزلت : ( وإذا رأوا تجارة أو لهواً انصرفوا اليها وتركوك قائماً0 قل ما عند الله خيرٌ من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا والله خير الرازقين ((1)[457])0
(414) السياري 000 عن فضيل عن أبي عبدالله (ع) أنه كان يقرأ : ( وإذا رأوا تجارة أو لهواً انصرفوا اليها((2)[458])0
(415) عن أبي يعقوب عن أبي عبدالله (ع) : ( انصرفوا (0 وقوله تعالى : ( خير من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا ((3)[459])0
(416) عن زيد الشحام عن أبي عبدالله (ع) : ( انصرفوا اليها وذروا البيع والتجارة ( هما (4)[460]) ( وابتغوا فضل الله ((5)[461])0
(417) عن سهل بن زياد عمن أخبره(!!!) عن الرضا (ع) أنه قرأ بين يديه : ( وابتغوا فضل الله ((6)[462])0
(418) عن رجاء بن أبي الضحاك في حديث طويل عن الرضا (ع) أنه كان يقرأ : ( خيرٌ من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا ((7)[463])0
(419) سعد بن عبدالله القمي في كتاب (ناسخ القرآن) أن الصادق(ع) قرأ : ( إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله ((8)[464])0
وفيه أنه(ع) قرأ : ( قل ما عند الله خيرٌ من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا والله خير الرازقين ((9)[465])0
( سورة الملك (
(420) عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عز وجل : ( قل أرءيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا (؟0
__________
(1) 457]) تفسير القمي 2/367 ، بحار الأنوار 89/50 ، فصل الخطاب 312 0
(2) 458]) فصل الخطاب 312 0
(3) 459]) فصل الخطاب 312 0
(4) 460]) أبوبكر وعمر رضي الله عنهما ولعنة الله على كل من يبغضهما 0
(5) 461]) فصل الخطاب 312 0
(6) 462]) فصل الخطاب 312 0
(7) 463]) فصل الخطاب 312 0
(8) 464]) فصل الخطاب 312 0
(9) 465]) فصل الخطاب 312 0(169/118)
قال : هذه الآية مما غيرّوا وحرّفوا ، ما كان الله ليهلك محمداً ( - ولا كان معه من المؤمنين – وهو خير ولد آدم، ولكن قال الله عز وجل :( قل أرأيتم إن أهلككم الله جميعاً ورحمنا فمن يُجير الكافرين من عذاب أليم ( ( (1)[466] )0
(421) عن عبدالرحمن الأشهل قال : قيل لأبي عبدالله :( قل أرءيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا (0
قال: ما أنزلها الله هكذا ، وما كان الله ليُهلك نبيه ومن معه ، ولكن أنزلها : (قل أرءيتم إن أهلككم الله ومن معكم ونجّاني ومن معي فمن يُجير الكافرين من عذاب أليم (0
ثم قال سبحانه لنبيه ( أن يقول لهم : ( قل هو الرحمن آمنّا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلالٍ مبين((2)[467]) 0
(422) عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : ( فستعلمون من هو في ضلال مبين ( 0
قال :( فستعلمون يا معشر المكذبين حيث أنبأتكم برسالة ربي وفي ولاية علي والأئمة من بعده فأبيتم وكذبتم فستعلمون من هو في ضلالِ مبين(كذا أُنزلت(3)[468])0
( سورة الحاقة (
(423) عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل :( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم (0
قال : يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليه السلام 0
قلت : ( والله متم نوره (0
قال : والله متم الإمامة لقوله عز وجل :( الذين آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا( فالنور هو الإمام 0
__________
(1) 466]) تأويل الآيات الطاهرة 707 ، تفسير البرهان 4/365، بحار الأنوار 92/55و89/55،فصل الخطاب 314 0
(2) 467]) تأويل الآيات الطاهرة 707 ، تفسير البرهان 4/365 ، بحار الأنوار89/56 و 92/56 0
(3) 468]) تأويل الآيات الطاهرة 708، الكافي 1/421 ، تفسير البرهان 4/365 ، المناقب لإبن شهر آشوب 2/301 ، بحار الأنوار 23/378، 35/57، فصل الخطاب 315 0(169/119)
قلت : ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق (0
قال : هو الذي أمر رسوله بالولاية لوصيه ، والولاية هي دين الحق0
قلت : ( ليظهره على الدين كله (0
قال : يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم ، قال : يقول الله ( والله متم ولاية القائم ولو كره الكافرون بولاية علي (0
قلت : هذا تنزيل ؟0
قال : نعم ، أما هذا الحرف فتنزيل ، وأما غيره فتأويل 0
قلت : ( ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا (0
قال : إن الله تبارك وتعالى سمّى من لم يتبع رسوله في ولاية وصيه منافقين ، وجعل من جحد وصيه إمامته كمن جحد محمداً وأنزل بذلك قرآناً ، فقال : ( يا محمد إذا جاءك المنافقون بولاية وصيك قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين بولاية علي لكاذبون0 اتخذوا أيمانهم جنّة فصدوا عن سبيل الله (0 والسبيل هو الوصي 0 ( إنهم ساء ما كانوا يفعلون 0 ذلك بأنهم آمنوا برسالتك وكفروا بولاية وصيك فطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون (0
قلت : ما معنى ( لا يفقهون (؟0
قال : يقول : لا يعقلون بنبوتك 0
قلت : ( وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله (0
قال : وإذا قيل : لهم إرجعوا إلى ولاية علي يستغفر لكم النبي من ذنوبكم ( لوّوا رؤسهم ( قال الله : ( ورأيتهم يصدون ( عن ولاية علي ( وهم مستكبرون ( عليه 0 ثم عطف القول من الله بمعرفته بهم فقال : ( سواء عليهم إستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين ( 0 يقول : الظالمين لوصيك 0
قلت : ( أفمن يمشي مكبّاً على وجهه أهدى أم يمشي على صراط مستقيم (0
قال : إن الله ضرب مثل من حاد عن ولاية علي كمن يمشي على وجهه لا يهتدي لأمره وجعل من تبعه سويّاً على صراط مستقيم ، والصراط المستقيم أمير المؤمنين عليه السلام 0
قال : قلت : ( إنه لقول رسول كريم (0
قال : يعني جبرئيل عن الله في ولاية علي 0
قال : قلت : ( وما هو بقول شاعر قليلاً ما يؤمنون (0(169/120)
قال : قالوا : إن محمداً كذاب على ربه ، وما أمره الله بهذا في علي ، فأنزل الله بذلك قرآناً ، فقال : ( إن ولاية علي تنزيل من رب العالمين 0 ولو تقوّل علينا محمد بعض الأقاويل 0 لأخذنا منه باليمين 0 ثم لقطعنا منه الوتين ( 0 ثم عطف القول فقال: ( وإن علياً لحسرة على الكافرين وإن ولايته لحق اليقين 0 فسبّح يا محمد بإسم ربك العظيم ( 0
يقول : اشكر ربك العظيم الذي أعطاك هذا الفضل 0
قلت : قوله :( ولما سمعنا الهدى آمنا به ( 0
قال : الهدى الولاية آمنّا بمولانا ، فمن آمن بولاية مولاه ( فلا يخاف بخساً ولا رحقاً (0
قلت : تنزيل ؟0
قال : لا ، تأويل 0
قلت : قوله : ( إنّي لا أملك لكم ضرّاً ولا رشداً(0
قال : إن رسول الله ( دعا الناس إلى ولاية علي فإجتمعت اليه قريش فقالوا : يا محمد أعفنا من ذلك ، فقال لهم رسول الله ( : هذا إلى الله ليس إليّ ، فاتّهموه وخرجوا من عنده فأنزل الله : ( قل إنّي لا أملك لكم ضرّاً ولا رشداً0 قل إنّي لن يجيرني من الله إن عصيته أحد ولن أجد من دونه ملتحداً 0 إلا بلاغاً من الله ورسالاته في علي (0
قلت : هذا تنزيل ؟ 0
قال : نعم 0 ثم قال توكيداً : ( ومن يعص الله ورسوله في ولاية علي فإن له جهنم خالدين فيها أبداً (0
قلت : ( حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصراً وأقلّ عدداً (0
قال : يعني بذلك القائم وأنصاره 0
قلت : ( فإصبر على ما يقولون (0
قال : يقولون فيك ( واهجرهم هجراً جميلاً 0 وذرني يا محمد والمكذبين بوصيك أُولي النعمة ومهلّهم قليلاً (0
قلت : إن هذا تنزيل ؟0
قال : نعم 0
قلت : ( ليستيقن الذين أُوتوا الكتاب (0
قال : يستيقنون أن الله ورسوله ووصيّه حق 0
قلت : ( ويزداد الذين آمنوا إيماناً (0
قال : يزدادون بولاية الوصي 0
قلت : ولا يرتاب الذين أُتوا الكتاب والمؤمنون ( 0
قال : بولاية علي 0
قلت : ما هذا الإرتياب ؟ 0(169/121)
قال : يعني بذلك أهل الكتاب والمؤمنين الذين ذكر الله (1)[469]) فقال : ولا يرتابون في الولاية 0
قلت : ( وما هي إلا ذكرى للبشر ( 0
قال : نعم ولاية علي 0
قلت : ( إنّها لإحدى الكبر ( 0
قال : الولاية 0
قلت : ( لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ( 0
قال : من تقدّم إلى ولايتنا أُخرّ عن سقر ، ومن تأخر عنّا تقدم إلى سقر إلا أصحاب اليمين ، قال هم والله شيعتنا 0
قلت : ( لم نكُ من المصلّين ( 0
قال : إنّا لم نتولّ وصي محمد ( والأوصياء من بعده ولا يصلّون عليهم 0
قلت : ( فما لهم عن التذكرة معرضين ( 0
قال : عن الولاية معرضين 0
قلت: ( كلا إنها تذكرة ( 0
قال : الولاية 0
قلت : قوله : ( يوفون بالنذر ( 0
قال : يوفون لله بالنذر الذي أخذ عليهم في الميثاق من ولايتنا0
قلت : ( إنّا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا ( 0
قال : ( بولاية علي تنزيلا ( 0
قلت : هذا تنزيل ؟ 0
قال : نعم ، ذا تأويل 0
قلت : ( إن هذه تذكرة ( 0
قال : الولاية 0
قلت : ( يُدخل من يشاء في رحمته ( 0
قال : في ولايتنا 0قال : ( والظالمين أعدّ لهم عذاباً أليماً ( 0ألا ترى أن الله يقول : ( وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (0
قال : إن الله أعزّ وأمنع من أن يظلم أو ينسب نفسه إلى ظلم ،ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه ، وولايتنا ولايته ، ثم أنزل بذلك قرآناً على نبيه فقال : ( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (0
قلت : هذا تنزيل ؟ 0
قال: نعم 0
قلت : ( ويلٌ يومئذٍ للمكذبين ( 0
قال : يقول : ( ويل للمكذبين يا محمد بما أوحيت اليك من ولاية علي 0ألم نُهلك الأولين 0 ثم نتبعهم الآخرين (0
قال : الأولين الذين كذبّوا الرسل في طاعة الأوصياء 0( كذلك نفعل بالمجرمين (0
قال : من أجرم إلى آل محمد ( وركب من وصيّه ما ركب 0
قلت : ( إن المتقين ( 0
قال : نحن والله وشيعتنا ليس على ملّة إبراهيم غيرنا ، وسائر الناس منها براء 0
__________
(1) 469]) كذا في النص 0(169/122)
قلت : ( يوم يقوم الروح والملائكة صفّاً لا يتكلمون ( الآية 0
قال : نحن والله المأذون لهم يوم القيامة والقائلون صواباً(1)[470]) 0
( سورة المعارج (
... (424) عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام أنه تلا : ( سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية علي ليس له دافع (0ثم قال : هكذا هي في مصحف فاطمة(2)[471]) 0
(425) عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله عز وجل : ( سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية علي ليس له دافع (0
ثم قال: هكذا والله نزل بها جبرئيل على النبي ( وهكذا مُثبت في مصحف فاطمة (3)[472])0
(426) عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال : بينا رسول الله ذات يوم جالساً إذا أقبل أمير المؤمنين عليه السلام فقال رسول الله ( إن فيك شبهاً من عيسى بن مريم 0 لولا أن يقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك قولاً لا تمر بملأ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة 0
__________
(1) 470]) الكافي 1/432-435 ، بحار الأنوار 24/336-340و 36/101 و103بإختصار ، تفسير الآصفي 2/1364 0
(2) 471]) تأويل الآيات الطاهرة 723، تفسير البرهان 4/382 ، بحار الأنوار 7/176،فصل الخطاب 315 ، تفسير الآصفي 2/1349 ، تفسير نور الثقلين 5/411 ، المناقب لإبن شهر آشوب 2/301 0
(3) 472]) الأصول من الكافي 1/414 و422، المناقب لإبن شهر آشوب 2/301 ، تفسير البرهان 4/382 ، فصل الخطاب 315، بحار الأنوار 23/378، 35/57 ، 37 / 176 تأويل الآيات الطاهرة 723-724 وقال : إن هذا التأويل يقضي بصحة هذا التأويل ، لأن السائل كان من الكافرين بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، فنزلت هذه الآية بعد كفره بها ، وسؤاله إن كان حقاً أن يقع عليه العذاب عقيب سؤاله ، وذلك يدل على أن ولايته وأنها من عند الله وأنها كذا نزلت لإنتظام الكلام 0(169/123)
قال : فغضب الأعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش فقالوا : ما رضي أن يضرب لإبن عمه مثلاً إلا عيسى بن مريم 0
فأنزل الله على نبيه ( فقال : ( ولما ضرب بن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون ، وقالوا آلهتنا خيرٌ أم هو ، ما ضربوه لك إلا جدلاً ، بل هم قوم خصمون 0 إن هو إلا عبدٌ أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل ، ولو نشاء لجعلنا منكم ( يعني بني هاشم ) ملائكة في الأرض يخلفون ((1)[473]) 0
قال : فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال : اللهم إن هذا هو الحق من عندك أن بني هاشم يتوارثون هرقلاً بعد هرقل فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم 0
فأنزل الله عليه مقالة الحارث ونزلت عليه هذه الآية : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ( 0
ثم قال له : يا أباعمرو اما تبت واما رحلت 0
فقال : يا محمد تجعل لسائر قريش مما في يدك فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم ؟0
فقال النبي ( : ليس ذلك لي ، ذلك إلى الله تبارك وتعالى 0
فقال : يا محمد قلبي مايتا (يعني على التوبة) ولكن أرحل عنك 0
فدعا براحلته فركبها ، فلما سار بظهر المدينة أتته جندلة فرضت هامته ، ثم أتى الوحي إلى النبي ( فقال : ( سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية علي ليس له دافع من الله ذي المعارج (0
قلت له : جعلت فداك إنّا لا نقرأها كذلك ؟0
فقال : هكذا نزّل الله بها جبرئيل على محمد ( وهكذا والله ثبتت في مصحف فاطمة (ع) (2)[474])0
( سورة الجن (
(427) عن عيسى بن داود النجار عن موسى بن جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل : ( وأنّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً ( 0
__________
(1) 473]) انظر سورة الزخرف ، حيث إن ( من بني هاشم ) من ضمن النص القرآني الذي نزل على رسول الله ( حسب زعم الرافضة 0
(2) 474]) تفسير البرهان 4/150-151، فصل الخطاب 315 0(169/124)
قال : سمعت أبي عليه السلام يقول : هم الأوصياء والأئمة منّا واحداً فواحداً ( فلا تدعوا إلى غيرهم فتكونوا كمن دعا مع الله أحداً ( هكذا نزلت (1)[475])0
( سورة المزمل (
(428) عن محمد بن الفضيل قلت : ( فاصبر على ما يقولون (0
قال : يقولون فيك ( واهجرهم هجراً جميلاً وذرني يا محمد والمكذبين وصيّك أولي النعمة (0
قلت : إن هذا تنزيل ؟0
قال : نعم (2)[476])0
(سورة القيامة(
(429) عن حلف بن حمّاد عن الحلبي قال : سمعت أباعبدالله عليه السلام يقرأ : ( بل يريد الإنسان ليفجر إمامه ( أي يكذبه ( (3)[477]) 0
(سورة الإنسان(
(430) عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل :( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم (0
قال : يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليه السلام 0
قلت : ( والله متم نوره (0
قال : والله متم الإمامة لقوله عز وجل :( الذين آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا( فالنور هو الإمام 0
قلت : ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق (0
قال : هو الذي أمر رسوله بالولاية لوصيه ، والولاية هي دين الحق0
قلت : ( ليظهره على الدين كله (0
قال : يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم 0
قال : يقول الله ( والله متم ولاية القائم ولو كره الكافرون بولاية علي (0
قلت : هذا تنزيل ؟0
قال : نعم ، أما هذا الحرف فتنزيل ، وأما غيره فتأويل 0
قلت : ( ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا (0
__________
(1) 475]) تأويل الآيات الطاهرة 729 ، تفسير البرهان 4/395 ، بحار الأنوار 23/330، فصل الخطاب 316 0
(2) 476]) الكافي ، فصل الخطاب 316
(3) 477]) كنز الفوائد 359 ، بحار الأنوار 24/327، فصل الخطاب 316،(169/125)
قال : إن الله تبارك وتعالى سمّى من لم يتبع رسوله في ولاية وصيه منافقين ، وجعل من جحد وصيه إمامته كمن جحد محمداً وأنزل بذلك قرآناً ، فقال : ( يا محمد إذا جاءك المنافقون بولاية وصيك قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين بولاية علي لكاذبون0 اتخذوا أيمانهم جنّة فصدوا عن سبيل الله (0 والسبيل هو الوصي 0 ( إنهم ساء ما كانوا يفعلون 0 ذلك بأنهم آمنوا برسالتك وكفروا بولاية وصيك فطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون (0
قلت : ما معنى ( لا يفقهون (؟0
قال : يقول : لا يعقلون بنبوتك 0
قلت : ( وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله (0
قال : وإذا قيل : لهم إرجعوا إلى ولاية علي يستغفر لكم النبي من ذنوبكم ( لوّوا رؤسهم ( قال الله : ( ورأيتهم يصدون ( عن ولاية علي ( وهم مستكبرون ( عليه 0 ثم عطف القول من الله بمعرفته بهم فقال : ( سواء عليهم إستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين (0 يقول : الظالمين لوصيك 0
قلت : ( أفمن يمشي مكبّاً على وجهه أهدى أم يمشي على صراط مستقيم (0
قال : إن الله ضرب مثل من حاد عن ولاية علي كمن يمشي على وجهه لا يهتدي لأمره وجعل من تبعه سويّاً على صراط مستقيم ، والصراط المستقيم أمير المؤمنين عليه السلام 0
قال : قلت : ( إنه لقول رسول كريم (0
قال : يعني جبرئيل عن الله في ولاية علي 0
قال : قلت : ( وما هو بقول شاعر قليلاً ما يؤمنون (0
قال : قالوا : إن محمداً كذاب على ربه ، وما أمره الله بهذا في علي ، فأنزل الله بذلك قرآناً ، فقال : ( إن ولاية علي تنزيل من رب العالمين 0 ولو تقوّل علينا محمد بعض الأقاويل 0 لأخذنا منه باليمين 0 ثم لقطعنا منه الوتين ( 0 ثم عطف القول فقال: ( وإن علياً لحسرة على الكافرين 0وإن ولايته لحق اليقين 0 فسبّح يا محمد بإسم ربك العظيم ( 0
يقول : اشكر ربك العظيم الذي أعطاك هذا الفضل 0(169/126)
قلت : قوله :( ولما سمعنا الهدى آمنا به ( 0
قال : الهدى الولاية آمنّا بمولانا ، فمن آمن بولاية مولاه ( فلا يخاف بخساً ولا رحقاً (0
قلت : تنزيل ؟0
قال : لا ، تأويل 0
قلت : قوله : ( إنّي لا أملك لكم ضرّاً ولا رشداً(0
قال : إن رسول الله ( دعا الناس إلى ولاية علي فإجتمعت اليه قريش فقالوا : يا محمد أعفنا من ذلك ، فقال لهم رسول الله ( : هذا إلى الله ليس إليّ ، فاتّهموه وخرجوا من عنده فأنزل الله : ( قل إنّي لا أملك لكم ضرّاً ولا رشداً0 قل إنّي لن يجيرني من الله إن عصيته أحد ولن أجد من دونه ملتحداً 0 إلا بلاغاً من الله ورسالاته في علي (0
قلت : هذا تنزيل؟0
قال : نعم 0 ثم قال توكيداً : ( ومن يعص الله ورسوله في ولاية علي فإن له جهنم خالدين فيها أبداً (0
قلت : ( حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصراً وأقلّ عدداً (0
قال : يعني بذلك القائم وأنصاره 0
قلت : ( فإصبر على ما يقولون (0
قال : يقولون فيك ( واهجرهم هجراً جميلاً 0 وذرني يا محمد والمكذبين بوصيك أُولي النعمة ومهلّهم قليلاً (0
قلت : إن هذا تنزيل ؟0
قال : نعم 0
قلت : ( ليستيقن الذين أُوتوا الكتاب (0
قال : يستيقنون أن الله ورسوله ووصيّه حق 0
قلت : ( ويزداد الذين آمنوا إيماناً (0
قال : يزدادون بولاية الوصي 0
قلت : ولا يرتاب الذين أُتوا الكتاب والمؤمنون ( 0
قال : بولاية علي 0
قلت : ما هذا الإرتياب ؟ 0
قال : يعني بذلك أهل الكتاب والمؤمنين الذين ذكر الله (1)[478] ) فقال : ولا يرتابون في الولاية 0
قلت : ( وما هي إلا ذكرى للبشر ( 0
قال : نعم ولاية علي 0
قلت : ( إنّها لإحدى الكبر ( 0
قال : الولاية 0
قلت : ( لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ( 0
قال : من تقدّم إلى ولايتنا أُخرّ عن سقر ، ومن تأخر عنّا تقدم إلى سقر إلا أصحاب اليمين ، قال هم والله شيعتنا 0
قلت : ( لم نكُ من المصلّين ( 0
__________
(1) 478]) كذا في النص 0(169/127)
قال : إنّا لم نتولّ وصي محمد ( والأوصياء من بعده ولا يصلّون عليهم 0
قلت : ( فما لهم عن التذكرة معرضين ( 0
قال : عن الولاية معرضين 0
قلت: ( كلا إنها تذكرة ( 0
قال : الولاية 0
قلت : قوله : ( يوفون بالنذر ( 0
قال : يوفون لله بالنذر الذي أخذ عليهم في الميثاق من ولايتنا0
قلت : ( إنّا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا ( 0
قال : ( بولاية علي تنزيلا ( 0
قلت : هذا تنزيل ؟ 0
قال : نعم ، ذا تأويل 0
قلت : ( إن هذه تذكرة ( 0
قال : الولاية 0
قلت : ( يُدخل من يشاء في رحمته ( 0
قال : في ولايتنا 0قال : ( والظالمين أعدّ لهم عذاباً أليماً ( ألا ترى أن الله يقول : ( وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (0 قال : إن الله أعزّ وأمنع من أن يظلم أو ينسب نفسه إلى ظلم ،ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه ، وولايتنا ولايته ، ثم أنزل بذلك قرآناً على نبيه فقال : ( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ( 0
قلت : هذا تنزيل ؟ 0
قال: نعم 0
قلت : ( ويلٌ يومئذٍ للمكذبين ( 0
قال : يقول : ( ويل للمكذبين يا محمد بما أوحيت اليك من ولاية علي 0ألم نُهلك الأولين 0 ثم نتبعهم الآخرين (0
قال : الأولين الذين كذبّوا الرسل في طاعة الأوصياء 0
كذلك نفعل بالمجرمين (0
قال : من أجرم إلى آل محمد ( وركب من وصيّه ما ركب 0
قلت : ( إن المتقين ( 0
قال : نحن والله وشيعتنا ليس على ملّة إبراهيم غيرنا ، وسائر الناس منها براء0
قلت : ( يوم يقوم الروح والملائكة صفّاً لا يتكلمون ( الآية 0
قال : نحن والله المأذون لهم يوم القيامة والقائلون صواباً( (1)[479])
( سورة النبأ (
__________
(1) 479]) الأصول من الكافي 1/432-435 ، بحار الأنوار 24/336 – 340، مناقب إبن شهر آشوب 2/292 0(169/128)
(431) النعماني في تفسيره 00000عن جابر عن الصادق عن أمير المؤمنين(ع) في أمثلة الآيات المحرّفة 0 قال (ع) : مثله في سورة عمّ :( ويقول الكافر ليتني كنت ترابياً( فحرّفوها ، فقالوا:( تراباً( ، وذلك أن رسول الله ( يُكثر من مخاطبتي بأبي تراب(1)[480])0
(432) إبن شهر آشوب قال : رأيت في كتاب الرد على التبديل إن في مصحف أمير المؤمنين(ع):( يا ليتني كنت ترابياً((2)[481])0
(433) سعد بن عبدالله القمي في كتاب (ناسخ القرآن ومنسوخه) في عداد الآيات المحرّفة قال : وقوله في سورة عمّ يتساءلون:( ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً( إنما هو :( يا ليتني كنت تُرابياً( وذلك أن رسول الله ( كنّى أمير المؤمنين(ع) بأبي تراب (3)[482])0
( سورة التكوير (
(433) أبو علي الطبرسي : روي عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام :(وإذا المودّة سئلت بأي ذنب قتلت ( 0 بفتح الميم والواو والدال(4)[483])0
( سورة الفجر (
(434) سعد بن عبدالله القمي: قال : سأل رجل أباعبدالله(ع) عن قول الله عز وجل : ( والفجر (0
فقال : ليس فيها الواو إنما هو(الفجر((5)[484])0
... (435) السياري 0000 عن سدير عن أبي عبدالله(ع) : ( يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد وأهل بيته إرجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي غير ممنوعة ((6)[485])0
... (436) عن أبي بصيرقال : قلت لأبي عبدالله (ع) يستكره المؤمن على خروج نفسه 0
__________
(1) 480]) فصل الخطاب 317
(2) 481]) المناقب لإبن شهر آشوب ، بحار الأنوار ، فصل الخطاب 317
(3) 482]) فصل الخطاب 317
(4) 483]) مجمع البيان 10/442، تأويل الآيات الطاهرة 765، تفسير البرهان 4/431
(5) 484]) فصل الخطاب 320
(6) 485]) فصل الخطاب 320(169/129)
قال : فقال : لا00 إلى أ، قال : ويناديه من بطنان العرش يسمعه من بحضرته : ( يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد ووصيه والأئمة من بعده ارجعي إلى ربك راضية بولاية علي مرضية بالثواب فادخلي في عبادي مع محمد وأهل بيته وادخلي جنتي غير مشوبة((1)[486])0
(437) عن سدير الصيرفي قال :قلت لأبي عبدالله (ع) جعلت فداك يا بن رسول الله هل يكره المؤمن على قبض روحه ؟0
قال : لا والله 00 إلى أن قال : فينظر فينادي روحه مناد من قبل رب العزة فيقول : ( يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد وأهل بيته ارجعي إلى ربك راضية بالولاية مرضية بالثواب فادخلي في عبادي( يعني محمد وأهل بيته) وادخلي جنتي ((2)[487])0
(سورةالليل(
(438) عن جابر عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى : ( والليل إذا يغشى (قال: دولة إبليس إلى يوم القيامة وهو يوم قيام القائم0
والنّهار إذا تجلّى ( وهو القائم إذا قام 0
وقوله : ( فأمّا من أعطى واتقى ( : أعطى نفسه الحقّ واتقّى الباطل0
(فسنيسره لليسرى ( : أي الجنّة 0
وأما من بخل وإستغنى ( : يعني بنفسه عن الحقّ 0
وكذّب بالحسنى ( بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام والأئمة من بعده 0
فسنيسره للعسرى ( : يعني النار 0
وأما قوله : ( وإنّ علياً للهدى ( يعني أن علياً هو الهدى 0
وإنّ له الآخرة والأولى 0 فأنذرتكم ناراً تلظى ( 0
قال : هو القائم إذا قام بالغضب فيقتل من ألف تسعمائة وتسعة وتسعين00
لا يصلاها إلا الأشقى ( 0 قال : هو عدو آل محمد ( 0
وسيجنّبها الأتقى ( 0 قال : ذاك أمير المؤمنين وشيعته ( (3)[488]) 0
__________
(1) 486]) فصل الخطاب 321
(2) 487]) الكافي ، فصل الخطاب 321
(3) 488]) بحار الأنوار 24/398 0(169/130)
(439) عن سماعة بن مهران قال : قال أبو عبدالله عليه السلام :( والليل إذا يغشى 0 والنهار إذا تجلّى 0 الله خالق الزوجين الذكر والأنثى 0 ولعلي الآخرة والأولى(( (1)[489])
(440) عن فيض بن مختار عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قرأ : ( إن علياً للهدى 0 وإنّ له الآخرة والأولى ( 0 وذلك حين سئل عن القرآن0
قال : فيه الأعاجيب ، فيه : ( وكفى الله المؤمنين القتال بعلي (، وفيه : ( إنّ علياً للهدى 0وإنّ له الآخرة والأولى ((2)[490] )0
(441) عن يونس بن ظبيان قال : قرأ أبو عبدالله (ع) : ( والليل إذا يغشى 0 والنهار إذا تجلّى 0 الله خالق الزوجين الذكر والأنثى 0 ولعلي الآخرة والأولى (( (3)[491]) 0
(442) عن أيمن بن محرز عن سماعة عن أبي عبدالله عليه السلام قال : نزلت هذه الآية هكذا والله : ( الله خالق الزوجين الذكر والأنثى 0 ولعلي الآخرة والأولى ((4)[492])0
(443) عن سنان بن سنان قال : قلت لأبي عبدالله(ع): ( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلّى وخلق الذكر والأنثى((5)[493])0
( سورة الشرح (
(444) السياري عن بعض أصحابنا(!!!) يرفعه إلى أبي عبدالله (ع): (فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً(0 فقال(ع): ( إن مع العسر يسرين( هكذا نزلت (6)[494])0
(445) عن أبي القاسم عبدالرحمن بن محمدالعلوي معنعناً(!!!) عن أبي عبدالله(ع):( فإذا فرغت فانصب علياً للولاية ((7)[495])0
__________
(1) 489]) بحار الأنوار 24/398 0
(2) 490]) بحار الأنوار 24/398، فصل الخطاب 321 0
(3) 491]) بحار الأنوار 24/399 ، تأويل الآيات الطاهرة 808، تفسير البرهان4/471، فصل الخطاب 321
(4) 492]) بحار الأنوار 24/399، تأويل الآيات الطاهرة 808
(5) 493]) فصل الخطاب 321
(6) 494]) فصل الخطاب 322
(7) 495]) تفسير فرات الكوفي ، فصل الخطاب 322(169/131)
(446)عن محمد بن القاسم بن عبيد معنعناً عنه(ع) :(فإذا فرغت فانصب علياً والى ربك فارغب في ذلك ((1)[496])0
(447) عن المفضل بن عمر عنه (ع) :( فإذا فرغت فانصب علياً للولاية ((2)[497])0
(448) عن علي بن حسان عن عبدالرحمن عن أبي عبدالله(ع) قال : قال الله سبحانه : ( ألم نشرح لك صدرك بعلي ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك فإذا فرغت من نبوتك فانصب علياً وصياً وإلى ربك فارغب في ذلك ((3)[498])0
(449) عن أبي جميلة عنه (ع) قال قوله تعالى( فإذا فرغت فانصب ( كان رسول الله ( حاجاً فنزلت:( فإذا فرغت من حجتك فانصب علياً علماً للناس ((4)[499])0 ...
(450) عن المقداد بن الأسود الكندي قال: كنا مع رسول الله ( وهو متعلق بأستار الكعبة وهو يقول : اللهم اعضدني واشدد أزري وارفع ذكري ، فنزل جبرئيل وقال قرأ : ( يا محمد ألم نشرح لك صدرك ووضعنا وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك بعلي صهرك ( فقرأها النبي ( وأثبتها إبن مسعود وانتقصها عثمان (5)[500])0
( سورة التين (
(451) عن محمد بن الفضيل قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام : أخبرني عن قول الله عز وجل : ( والتين والزيتون ( إلى آخر السورة0
فقال : ( التين والزيتون ( الحسن والحسين عليهما السلام0
قلت : ( طور سينين ( 0
قال: ليس هو طور سينين ولكنه طور سيناء0
قال : قلت : وطور سيناء 0
قال: نعم ، هو أمير المؤمنين عليه السلام 0
قلت : ( وهذا البلد الأمين ( 0
قال : هو رسول الله ( آمن الناس به إذا أطاعوه 0
قلت : ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم (0
__________
(1) 496]) فصل الخطاب 322، بحار الأنوار 36/135 0
(2) 497]) فصل الخطاب 322، بحار الأنوار 36/135 0
(3) 498]) فصل الخطاب 323
(4) 499]) فصل الخطاب 323، بحار الأنوار 36/135 ، غاية المرام لهاشم البحراني 1/382 0
(5) 500]) فصل الخطاب 323(169/132)
قال : ذاك أبو فصيل (1)[501] ) حين أخذ الله ميثاقه به بالربوبية ، ولمحمد ( بالنبوة ، ولأوصيائه بالولاية فأقرّ وقال : نعم ، ألا ترى أنه قال : ( ثم رددناه أسفل سافلين ( يعني الدرك الأسفل حين نكص وفعل بآل محمد ما فعل 0
قال : قلت : ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ( 0
قال : والله هو أمير المؤمنين عليه السلام وشيعته 0( فلهم أجرٌ غير ممنون (0
قال : قلت : ( فما يكذبك بعدُ بالدين (0
قال : مهلاً مهلاً لا تقل هكذا ، هذا هو الكفر بالله ، لا والله ما كذّب رسول الله ( بالله طرفة عين 0
قال : قلت : فكيف هي ؟0
قال :( فمن يكذبك بعدُ بالدين ( والدّين أمير المؤمنين عليه السلام ( أليس الله بأحكم الحاكمين ( ( (2)[502]) 0
(452) السياري عن إبن فضال قال : سألت أبا الحسن(ع)عن سورة التين وطور سينين 0
فقال :( وطور سيناء ( هكذا نزلت 0 وقوله تعالى:( فمن يكذبك بعد بالدين ( هكذا نزلت (3)[503])0
( سورة القدر(
(453) عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر (ع) قال : قال أبو عبدالله (ع): كان علي بن الحسين (ع) يقول : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر( صدق الله أنزل الله القرآن في ليلة القدر ( وما أدراك ما ليلة القدر( قال رسول الله ( لا أدري 0 قال الله عز وجل : ( ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر ((4)[504])0
__________
(1) 501]) يقول المجلسي عامله الله بما يستحقه في البحار 24/107: وأما تأويل الإنسان بأبي بكر فيحتمل أن يكون سبباً لنزول الآية أو لأنه أكمل أفرادها ومصداقها في ظهور تلك الشقاوة فيه ، وكونه سبباً لشقاوة غيره 0 إنتهى كلامه لا بارك الله فيه 0
(2) 502]) كنز الفوائد 293-294 ، بحار الأنوار 24/105-106، تأويل الآيات الطاهرة 814-815، تفسير البرهان 4/477، فصل الخطاب 323
(3) 503]) فصل الخطاب 323
(4) 504]) فصل الخطاب 324 0(169/133)
(454) جعفر بن محمد بن علي بن الحسين(ع) في صدر الصحيفة المباركة لجده(ع) بعد ذكر رؤيا رسول الله ( ونزول جبرائيل لتسليته وتعبير منامه 0
قال (ع) : وأنزل الله عز وجل في ذلك :( إنا أنزلناه في ليلة القدر 0 وما أدراك ما ليلة القدر 0 ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر يملكها بنو أمية ليس فيها ليلة القدر ( 0
قال : فاطلع الله نبيه ( على أن بني أمية تملك سلطان هذه الأمة وملكها طول هذه الأمة (1)[505])0
(455) السياري روى بعض أصحابنا(!!!!) في ( إنا أنزلناه في ليلة القدر 0 وما أدراك ما ليلة القدر 0 ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر 0 تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم على أوصياء محمد بكل أمر ((2)[506])0
(456) القمي في تفسيره : رأى رسول الله ( في نومه كأن قردة يصعدون منبره فغمّه ذلك ، فأنزل الله عز وجل : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر0 وما أدراك ما ليلة القدر 0 ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر يملكه بنو أمية ليس فيها ليلة القدر ((3)[507])0
(457) السياري000 عن أبي بصير عن أبي عبدالله (ع) : ( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من عند ربهم على محمد وآل محمد بكل أمر ((4)[508])0
(458) عن أبي بصير عن أبي عبدالله(ع) في قوله تعالى : ( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من عند ربهم على محمد وآل محمد بكل أمر سلام ((5)[509])0
(459) عن عبدالله بن عجلان السكوني قال : سمعت أباجعفر (ع) يقول في خبر طويل فيه : وما بيت من بيوت الأئمة إلا وفيه معارج لملائكة لقول الله عز وجل : ( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم بكل أمر سلام (0
قال : قلت : من كل أمر 0
قال : بكل أمر 0
قلت : هذا التنزيل؟0
قال : نعم (6)[510])0
__________
(1) 505]) فصل الخطاب 324 0
(2) 506]) فصل الخطاب 324 0
(3) 507]) فصل الخطاب 234 0
(4) 508]) فصل الخطاب 234 0
(5) 509]) فصل الخطاب 234 0
(6) 510]) فصل الخطاب 325 0(169/134)
(460) بن طاووس في (الإقبال) في أعمال يوم الغدير عن كتاب محمد بن علي الطرزي 0000 عن أبي الحسن الليثي عن أبي عبدالله(ع) أنه قال لمن حضره من مواليه وشيعته : أتعرفون يوماً شيّد الله به الإسلام 000 ثم ذكر بعض فضائل الغدير وكيفية البيعة فيه والغسل والدعاء فيه 00 إلى أن قال (ع) ثم تقوم وتصلي شكراً لله تعالى تقرأ في الأولى الحمد وإنا أنزلناه في ليلة القدر وقل هو الله أحد كما أنزلنا لا كما أنقصنا (1)[511])0
( سورة العصر (
(461) علي بن إبراهيم قال : قرأ أبوعبدالله(ع):( والعصران الإنسان لفي خسر ( وانه فيه :( إلى آخر الدهر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وإئتمروا بالتقوى وائتمروا بالصبر ((2)[512])0
(462) السياري عن خلف بن حماد عن الحسين عن أبي عبدالله(ع) مثله(3)[513])0
(463) عن ربعي عن أبي جعفر (ع) مثله(4)[514])0
(464) عن أبان بن تغلب عن أبي إبراهيم موسى بن جعفر (ع) عن أمير المؤمنين(ع) كان يقرأ: ( والعصر ونوائب الدهر((5)[515])0
الفصل الثاني
عقيدة الشيعة في أهل السنة
مفهوم الناصب عند الشيعة
إن القارئ لكتب الشيعة قديمها وحديثها يجد كثيراً من المصطلحات التي تعوق فهمه لعباراتهم ، ومن هذه المصطلحات " الناصب " و"الناصبة" و" النواصب" وغير ذلك من المشتقات 0
والقارئ العادي لا يعرف معنى ذلك الإصطلاح ، حتى إنه يتبادر إلى ذهنه بأنهم هم الذين يبغضون علياً وأهل بيته الكرام رضوان الله عليهم جميعاً 0
__________
(1) 511]) فصل الخطاب 325 0
(2) 512]) فصل الخطاب 325 0
(3) 513]) فصل الخطاب326 0
(4) 514]) فصل الخطاب 326 0
(5) 515]) فصل الخطاب 326 0(169/135)
لكن المتمرس في قراءة كتب الشيعة يُدرك معنى غير هذا المعنى ، وسوف نحاول تعريف هذا المصطلح من كتب الشيعة لا من كتب المسلمين أو غيرهم ممن يخالفهم في المعتقد ، وهذا في إعتقادي غاية الإنصاف وأيضاً وفق المنهج العلمي السليم ، إذ لا نستطيع إلزام الغير بكتب مخالفيهم 0 لذا نحاول تعريفه من خلال كتب الشيعة الذين تطرقوا إلى بيان ذلك 0ولئلا يقول فضيلة الشيخ القرضاوي أن الناصب عند الشيعة ليس ما ذهبنا اليه في هذا الفصل 0
إبن إدريس وتحقيق الناصب(169/136)
يقول ابن إدريس الحلّي في مستطرفات السرائر ص 583 : محمد بن علي بن عيسى ، حدثنا محمد بن احمد بن زياد وموسى بن محمد بن علي بن عيسى ، قال كتبت إلى الشيخ أعزه الله وأيدّه ، اسأله عن الصلاة في الوبر ، أي أصوافه أصلح ؟ فأجاب لا أحب الصلاة في شئ منه ، قال فرددت الجواب ، إنّا مع قوم في تقية ، وبلادنا بلاد لا يمكن احداً أن يسافر منه بلا وبر ، ولا يأمن على نفسه أن هو نزع وبره ، فليس يمكن الناس كلهم ما يمكن الأئمة ، فما الذي ترى أن يعمل به في هذا الباب ؟ قال فرجع الجواب تلبس الفنك والسمور . قال: وكتبت اليه أسأله عن الناصب ، هل احتاج في إمتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت(1)[516]) ، وإعتقاد إمامتهما ، فرجع الجواب ، من كان على هذا فهو ناصب(2)[517]) . قال وكتبت اليه اسأله عن العمل لبني العباس ، واخذ ما اتمكن من أموالهم ،
__________
(1) 516]) أبو بكر وعمر رضي الله عهما كما هو صريح روايات الشيعة 0
(2) 517]) انظر : الرسائل التسع للحلّي ص277 ،روض الجنان للشهيد الثاني 815، الحدائق الناضرة للبحراني ج5 : 177 ، 186 ، ج10 : 361 ، ج18 : 157 ،ج24 : 60 ، مستند الشيعة للنراقي ج1 : 206 ، وسائل الشيعة للحر العاملي 9/491 ، بحار الأنوار 69/135 ، نور البراهين لنعمة الله الجزائري 1/57 ، كتاب الأربعين للماحوزي 349 – 350 ، جواهر الكلام للجواهري ج30 : 95 ، مصباح الفقيه للهمداني ج2 : 568 ،مستمسك العروة لمحسن الحكيم ج1 : 393 ، كتاب الطهارة للخميني ج1 ص 314،فقه الصادق ج3 ص 302 ، ج9 ص 359 ،ج21 ص 474 ، الإمام علي لأحمدالهمداني 490 0(169/137)
هل فيه رخصة ، وكيف المذهب في ذلك ؟ فقال ما كان المدخل فيه بالجبر والقهر ، فالله قابل العذر ، وما خلا ذلك فمكروه ، ولا محالة قليله خيرٌ من كثيره وما يكفر به ، ما يلزمه فيه من يرزقه ، ويسبب على يديه ، ما يشرك فينا وفي موالينا ، قال فكتبت اليه في جواب ذلك أُعلمه أن مذهبي في الدخول في أمرهم ، وجود السبيل إلى إدخال المكروه على عدوه ، وانبساط اليد في التشفّي منهم بشيء أن يقرب به اليهم ، فأجاب من فعل ذلك فليس مدخله في العمل حراماً بل اجراً وثواباً (1)[518]) .
يوسف البحراني وتحقيق الناصب
...
يقول يوسف البحراني ( لا رحم الله تعالى فيه مغرز إبرة ) في كتابه " الحدائق الناضرة " ج 5 ص 174 وما بعدها: إن الأخبار التي قدمناها دالة على نجاسة اليهود والنصارى قد علق الحكم فيها على عنوان اليهودي والنصراني الذي هو عبارة عن الشخص أو الرجل المنسوب إلى هاتين الذمتين ، ولا ريب أن الشخص والرجل عبارة عن هذا المجموع الذي حصل به الشخص في الوجود الخارجي ، ولا ريب في صدق هذا العنوان على جميع أجزاء البدن وجملته كصدق الكلب على أجزائه ، ومتى ثبت الحكم بالعموم في أهل الكتاب ثبت في غيرهم ممن يوافق على نجاستهم بطريق أولى .
و ( ثانياً ) انه قد روى الكليني في الحسن عن الوشاء عمن ذكره عن الصادق (ع) " انه كره سؤر ولد الزنا واليهودي والنصراني والمشرك وكل من خالف الإسلام . وكان أشد ذلك عنده سؤر الناصب " 0
ولا إشكال ولا خلاف في أن المراد بالكراهة هنا التحريم والنجاسة ، وقد وقع ذلك معلقاً على هذه العناوين المذكورة ومنها المشرك ومن خالف الإسلام .
__________
(1) 518]) انظر كيف رحمك الله تعالى إلى عقيدة القوم في الدول الإسلامية 0(169/138)
وكل من هذه العنوانات أوصاف لموصوفات محذوفة قد شاع التعبير بها عنها من لفظ الرجل أو الشخص أو الذات أو نحو ذلك ، ولا ريب في صدق هذه الموصوفات على جملة البدن وجميع أجزائه كصدق الكلب على جملته كما إعترف به فكما إن الكلب إسم لهذه الجملة فالرجل ايضاً كذلك ونحوه الشخص .
و ( ثالثاً ) انا قد أوضحنا سابقا دلالة إحدى الآيتين المشار اليهما في كلامه على النجاسة في المقام وبينا ضعف ما أورد عليها من الإلزام وبه يتم المطلوب والمرام . والله العالم 0
وتمام تحقيق القول في هذا الفصل يتوقف على رسم مسائل :
( الأولى ) المشهور بين متأخري الأصحاب هو الحكم بإسلام المخالفين وطهارتهم ، وخصوا الكفر والنجاسة بالناصب كما أشرنا اليه في صدر الفصل وهو عندهم من اظهر عداوة أهل البيت (ع)
والمشهور في كلام أصحابنا المتقدمين هو الحكم بكفرهم ونصبهم ونجاستهم وهو المؤيد بالروايات الامامية ، قال الشيخ ابن نوبخت وهو من متقدمي أصحابنا في كتابه فص الياقوت : دافعو النص كفرة عند جمهور أصحابنا ومن أصحابنا من يفسقهم . . الخ .
وقال العلامة في شرحه أما دافعو النص على أمير المؤمنين (ع) بالإمامة فقد ذهب اكثر أصحابنا إلى تكفيرهم لان النص معلوم بالتواتر من دين محمد ( فيكون ضروريا أي معلوماً من دينه ضرورة فجاحده يكون كافرا كمن يجحد وجوب الصلاة وصوم شهر رمضان .
واختار ذلك في المنتهى 0 فقال في كتاب الزكاة في بيان اشتراط وصف المستحق بالإيمان ما صورته : لان الإمامة من أركان الدين وأصوله وقد علم ثبوتها من النبي ( ضرورة والجاحد لها لا يكون مصدقاً للرسول في جميع ما جاء به فيكون كافراً . انتهى .(169/139)
وقال المفيد في المقنعة : ولا يجوز لاحد من أهل الإيمان أن يغسل مخالفاً للحق في الولاية ولا يصلّي عليه . ونحوه قال ابن البراج . وقال الشيخ في التهذيب بعد نقل عبارة المقنعة : الوجه فيه إن المخالف لأهل الحق كافر فيجب أن يكون حكمه حكم الكفار إلا ما خرج بالدليل .
وقال ابن إدريس في السرائر بعد أن اختار مذهب المفيد في عدم جواز الصلاة على المخالف ما لفظه : وهو اظهر ويعضده القرآن وهو قوله تعالى : " ولا تصل على أحد منهم مات أبداً . . " يعني الكفار ، والمخالف لاهل الحق كافر بلا خلاف بيننا . ومذهب المرتضى في ذلك مشهور في كتب الأصحاب إلا إنه لا يحضرني الآن شيء من كلامه في الباب .
وقال الفاضل المولى محمد صالح المازندراني في شرح أصول الكافي : ومن أنكرها يعني الولاية فهو كافر حيث أنكر اعظم ما جاء به الرسول واصلاً من أصوله .
وقال الشريف القاضي نور الله في كتاب إحقاق الحق : من المعلوم أن الشهادتين بمجردهما غير كافيتين إلا مع الالتزام بجميع ما جاء به النبي ( من أحوال المعاد والإمامة كما يدل عليه ما اشتهر من قوله ( " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " ولا شك أن المنكر لشيء من ذلك ليس بمؤمن ولا مسلم لأن الغلاة والخوارج وان كانوا من فرق المسلمين نظراً إلى الإقرار بالشهادتين إلا انهما من الكافرين نظراً إلى جحودهما ما علم من الدين وليكن منه بل من أعظم أصوله إمامة أمير المؤمنين (ع) .(169/140)
وممن صرح بهذه المقالة أيضاً الفاضل المولى المحقق أبو الحسن الشريف ابن الشيخ محمد طاهر المجاور بالنجف الأشراف حياً وميتاً في شرحه على الكفاية حيث قال في جملة كلام في المقام في الاعتراض على الكتاب حيث انه من المبالغين في القول بإسلام المخالفين : وليت شعري أي فرق بين من كفر بالله تعالى ورسوله ومن كفر بالأئمة (ع) مع أن كل ذلك من أصول الدين ؟ إلى أن قال : ولعل الشبهة عندهم زعمهم كون المخالف مسلماً حقيقة وهو توهم فاسد مخالف للأخبار المتواترة ، والحق ما قاله علم
الهدى من كونهم كفاراً مخلدين في النار ، ثم نقل بعض الأخبار في ذلك وقال والأخبار في ذلك اكثر من أن تحصى وليس هنا موضع ذكرها وقد تعدت عن حد التواتر . وعندي أن كفر هؤلاء من أوضح الواضحات في مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) انتهى .
هذا ، والمفهوم من الأخبار المستفيضة هو كفر المخالف الغير المستضعف ونصبه ونجاسته ، وممن صرح بالنصب والنجاسة أيضاً جمع من أصحابنا المتأخرين : منهم شيخنا الشهيد الثاني في بحث السؤر من الروض حيث قال بعد ذكر المصنف نجاسة سؤر الكافر والناصب ما لفظه : والمراد به من نصب العداوة لاهل البيت (ع) أو لأحدهم واظهر البغضاء لهم صريحاً أو لزوماً ككراهة ذكرهم ونشر فضائلهم والإعراض عن مناقبهم من حيث إنها مناقبهم والعداوة لمحبيهم بسبب محبتهم ، وروى الصدوق ابن بابويه عن عبد الله بن سنان عن الصادق (ع) قال : " ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لانك لا تجد أحدا يقول أنا ابغض محمداً وآل محمد ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم إنكم تتولونا وأنكم من شيعتنا " . . وفي بعض الاخبار " أن كل من قدم الجبت والطاغوت فهو ناصب " واختاره بعض الأصحاب إذ لا عداوة اعظم من تقديم المنحط عن مراتب الكمال وتفضيل المنخرط في سلك الأغبياء والجهال على من تسنم أوج الجلال حتى شك في انه الله المتعال . انتهى . ونحوه في شرحه على الرسالة الألفية .(169/141)
وممن صرح بالنصب جماعة من متأخري المتأخرين : منهم السيد نعمة الله الجزائري في كتاب الأنوار النعمانية حيث قال : واما الناصبي وأحواله واحكامه فإنما يتم ببيان أمرين : ( الأول ) في بيان معنى الناصب الذي وردت الروايات انه نجس وانه شر من اليهودي والنصراني
والمجوسي وانه كافر بإجماع الامامية ، والذي ذهب اليه اكثر الأصحاب ( رضوان الله عليهم ) أن المراد به من نصب العداوة لال محمد ( صلى الله عليه وآله ) وتظاهر ببغضهم كما هو الموجود في الخوارج وبعض ما وراء النهر ، ورتبوا الأحكام في باب الطهارة والنجاسة والكفر والإيمان وجواز النكاح وعدمه على الناصبي بهذا المعنى ، وقد تفطن شيخنا الشهيد الثاني من الاطلاع على غرائب الأخبار فذهب إلى أن الناصبي هو الذي نصب العداوة لشيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) وتظاهر في القدح فيهم كما هو حال اكثر المخالفين لنا في هذه الاعصار في كل الأمصار . . إلى آخر كلامه . وهو الحق المدلول عليه بأخبار العترة الأطهار كما ستأتيك إن شاء الله تعالى ساطعة الأنوار .(169/142)
إذا عرفت ذلك فاعلم أن من جملة من صرح بطهارة المخالفين بل ربما كان هو الأصل في الخلاف في هذه المسألة في القول بإسلامهم وما يترتب عليه المحقق في المعتبر حيث قال : آسار المسلمين طاهرة وان اختلفت آراؤهم عدا الخوارج والغلاة ، وقال الشيخ في المبسوط بنجاسة المجبرة والمجسمة ، وصرح بعض المتأخرين بنجاسة من لم يعتقد الحق عدا المستضعف ، لنا أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لم يكن يجتنب سؤر أحدهم وكان يشرب من المواضع التي تشرب منها عائشة وبعده لم يجتنب علي ( عليه السلام ) سؤر أحد من الصحابة مع مباينتهم له ، ولا يقال إن ذلك كان تقية لانه لا يصار اليها إلا مع الدلالة ، وعنه ( عليه السلام ) " انه سئل أيتوضأ من فضل جماعة المسلمين احب اليك أو يتوضأ من ركو ابيض مخمر ؟ فقال بل من فضل وضوء جماعة المسلمين فان احب دينكم إلى الله الحنيفية السمحة " ذكره أبو جعفر بن بابويه في كتابه . وعن العيص ابن القاسم عن الصادق ( عليه السلام ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
كان يغتسل هو وعائشة من إناء واحد 0 ولان النجاسة مستفاد من الشرع فيقف على الدلالة ، أما الخوارج فيقدحون في علي ( عليه السلام ) وقد علم من الدين تحريم ذلك ، فهم بهذا الاعتبار داخلون في الكفر لخروجهم عن الإجماع وهم المعنيون بالنصاب . انتهى كلامه 0(169/143)
وقال في الذخيرة بعد نقل ملخصه انه يمكن النظر في بعض تلك الوجوه لكنها بمجموعها توجب الظن القوي بالمطلوب . أقول : وعندي فيه نظر من وجوه : ( الأول ) انه لا يخفى انه إنما بالمخالف له في هذه المسألة الذي اشار اليه بقوله : " وصرح بعض المتأخرين " ابن إدريس ، ولا ريب أن مراد ابن إدريس بالحق الذي صرح بنجاسة من لم يعتقده إنما هو الولاية كما سيأتيك بيانه إن شاء الله تعالى في الأخبار فإنها معيار الكفر والإيمان في هذا المضمار ، ويؤيد ذلك استثناء المستضعف كما سيأتيك التصريح به في الأخبار أيضا ، ولا ريب أيضا أن الولاية إنما نزلت في آخر عمره ( صلى الله عليه وآله ) في غدير خم والمخالفة فيها المستلزمة لكفر المخالف إنما وقع بعد موته ( صلى الله عليه وآله ) فلا يتوجه الإيراد بحديث عائشة والغسل معها في إناء واحد ومساورتها كما لا يخفى ، وذلك لأنها في حياته ( صلى الله عليه وآله ) على ظاهر الإيمان وان ارتدت بعد موته كما ارتد ذلك الجم الغفير المجزوم بإيمانهم في حياته ( صلى الله عليه وآله ) ومع تسليم كونها في حياته من المنافقين فالفرق ظاهر بين حالي وجوده ( صلى الله عليه وآله ) وموته حيث أن جملة المنافقين كانوا في وقت حياته على ظاهر الإسلام منقادين لأوامره ونواهيه ولم يحدث منهم ما يوجب الارتداد ، واما بعد موته فحيث ابدوا تلك الضغائن البدرية واظهروا الأحقاد الجاهلية ونقضوا تلك البيعة الغديرية التي هي في ضرورتها من الشمس المضيئة فقد كشفوا ما كان مستوراً من الداء الدفين وارتدوا جهاراً غير منكرين ولا(169/144)
مستخفين كما استفاضت به أخبار الأئمة الطاهرين (ع) فشتان ما بين الحالتين وما ابعد ما بين الوقتين ، فاي عاقل بزعم أن أولئك الكفرة اللئام قد بقوا على ظاهر الإسلام حتى يستدل بهم في هذا المقام والحال انه قد ورد عنهم(ع) " ثلاثة لا يكلمهم الله تعالى يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم : من ادعى إمامة من الله ليست له ومن جحد إماما من الله ومن زعم أن لهما في الإسلام نصيبا " ؟ نعوذ بالله من زلات الافهام وطغيان الأقلام .
( الثاني ) إن من العجب الذي يضحك الثكلى والبين البطلان الذي أظهر من كل شئ وأجلى إن يحكم بنجاسة من أنكر ضروريا من سائر ضروريات الدين وان لم يعلم أن ذلك منه عن اعتقاد ويقين ولا يحكم بنجاسة من يسب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) واخرجه قهرا مقادا يساق بين جملة العالمين وادار الحطب على بيته ليحرقه عليه وعلى من فيه وضرب الزهراء ( عليها السلام ) حتى أسقطها جنينها ولطمها حتى خرت لوجهها وجبينها وخرجت لوعتها وحنينها مضافاً إلى غصب الخلافة الذي هو اصل هذه المصائب وبيت هذه الفجائع والنوائب ، ما هذا إلا سهو زائد من هذا النحرير وغفلة واضحة عن هذا التحرير ، فيا سبحان الله كأنه لم يراجع الأخبار الواردة في المقام الدالة على ارتدادهم عن الإسلام واستحقاقهم القتل منه ( عليه السلام ) لولا الوحدة وعدم المساعد من أولئك الأنام ، وهل يجوز يا ذوي العقول والأحلام أن يستوجبوا القتل وهم طاهرو الأجسام ؟ ثم أي دليل دل على نجاسة ابن زياد ويزيد وكل من تابعهم في ذلك الفعل الشنيع الشديد ؟ وأي دليل دل على نجاسة بني أمية الأرجاس وكل من حذا حذوهم من كفرة بني العباس الذين قد أبادوا الذرية العلوية وجرعوهم كؤوس الغصص والمنية ؟ وأي حديث صرح بنجاستهم حتى يصرح بنجاسة أئمتهم ، وأي ناظر وسامع خفي عليه ما بلغ بهم من أئمة(169/145)
الضلال حتى لا يصار اليه إلا مع الدلالة ؟ ولعله أيضاً يمنع من نجاسة يزيد وامثاله من خنازير بني أمية وكلاب بني العباس لعدم الدليل على كون التقية هي المانعة من اجتناب أولئك الأرجاس .
( الثالث ) أن ما استند اليه من الاستدلال بحديث أفضلية الوضوء من سؤر المسلمين لا يخلو من نوع مصادرة ، فان الحكم بإسلام المخالفين أول البحث والحاكم بالنجاسة إنما حكم بذلك لثبوت الكفر والنصب المستلزمين للنجاسة ، على انا لا نسلم أن المراد بالإسلام هنا المعنى الأعم كما استند اليه بل المراد إنما هو المعنى المرادف للإيمان كما فسره به بعض علمائنا الأعيان حيث قال : والوجه في التعليل كون الوضوء بفضل جماعة المسلمين اسهل حصولاً ، إلى أن قال مع ما فيه من التبرك بسؤر المؤمن وتحصيله الآلفة بذلك .
( الرابع ) أن ما فسر به النواصب من انهم الخوارج خاصة مما يقضى منه العجب العجاب لخروجه عن مقتضى النصوص المستفيضة في الباب وعدم موافق له في ذلك لا قبله ولا بعده من الأصحاب .
وبالجملة فان كلامه في هذا المقام لا أعرف له وجهاً وجيهاً من أخبارهم (ع) بل هي في رده وبطلانه أظهر من البدر ليالي التمام . هذا ، واما الأخبار الدالة على كفر المخالفين عدا المستضعفين فمنها ما رواه في الكافي بسنده عن مولانا الباقر (ع) قال : " إن الله عز وجل نصب علياً(ع) علماً بينه وبين خلقه فمن عرفه كان مؤمناً ومن أنكره كان كافراً ومن جهله كان ضالاً . . " . وروى فيه عن أبى إبراهيم (ع) قال : " إن علياً (ع) باب من أبواب الجنة فمن دخل بابه كان مؤمناً ومن خرج من بابه كان كافراً ومن لم يدخل فيه ولم يخرج منه كان في الطبقة الذين لله عز وجل فيهم المشيئة " . وروى فيه عن الصادق ( عليه السلام ) قال : " . . من عرفنا(169/146)
كان مؤمناً ومن أنكرنا كان كافراً ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالاً حتى يرجع إلى الهدى الذي افترضه الله عليه من طاعتنا الواجبة فان مات على ضلالته يفعل الله به ما يشاء " .
وروى الصدوق في عقاب الأعمال قال : " قال أبو جعفر ( ع) " إن الله تعالى جعل علياً (ع) علماً بينه وبين خلقه ليس بينهم وبينه علم غيره فمن تبعه كان مؤمناً ومن جحده كان كافراً ومن شك فيه كان مشركاً " ورواه البرقي في المحاسن مثله. وروى فيه أيضاً عن الصادق(ع) قال : " إن علياً(ع) باب هدى من عرفه كان مؤمناً ومن خالفه كان كافراً ومن أنكره دخل النار " وروى في العلل بسنده إلى الباقر (ع) قال : " إن العلم الذي وضعه رسول الله (عند علي(ع) من عرفه كان مؤمناً ومن جحده كان كافراً " . وروى في كتاب التوحيد وكتاب إكمال الدين واتمام النعمة عن الصادق(ع) قال : " الإمام علم بين الله عز وجل وبين خلقه من عرفه كان مؤمناً ومن أنكره كان كافراً " . وروى في الامالي بسنده فيه عن النبي( انه قال لحذيفة اليماني " يا حذيفة إن حجة الله عليكم بعدي علي بن أبى طالب ( عليه السلام ) الكفر به كفر بالله سبحانه والشرك به شرك بالله سبحانه والشك فيه شك في الله سبحانه والإلحاد فيه الحاد في الله سبحانه والإنكار له إنكار لله تعالى والإيمان به إيمان بالله تعالى لانه أخو رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ووصيه وإمام أمته ومولاهم . وهو حبل الله المتين وعروته الوثقى التي لا انفصام لها . .
وروى في الكافي بسنده إلى الصحاف قال : " سألت أبا عبد الله (ع)عن قوله تعالى : " فمنكم كافر ومنكم مؤمن " فقال :عرف الله تعالى إيمانهم بموالاتنا وكفرهم بها يوم اخذ عليهم الميثاق وهم ذر في صلب
آدم " . وروى فيه بسنده عن الصادق(ع) قال : " أهل الشام شر من أهل الروم وأهل المدينة شر من أهل مكة وأهل مكة يكفرون بالله تعالى جهرة " .(169/147)
وروى فيه بسنده عن أحدهما (ع) " إن أهل المدينة ليكفرون بالله جهرة وأهل المدينة اخبث من اهل مكة ، اخبث منهم سبعين ضعفاً " .
وروى فيه عن أبى مسروق قال : " سألني أبو عبد الله (ع)عن أهل البصرة ما هم ؟ فقلت مرجئة وقدرية وحرورية . قال لعن الله تعالى تلك الملل الكافرة المشركة التي لا تعبد الله على شئ 0
إلى غير ذلك من الأخبار التي يضيق عن نشرها المقام ومن احب الوقوف عليها فليرجع إلى الكافي ولا سيما في تفسير الكفر في جملة من الآيات القرآنية . وأنت خبير بان التعبير عن المخالفة في الإمامة في جملة من هذه الأخبار بالإنكار في بعض والجحود في بعض دلالة واضحة على كفر هؤلاء المخالفين من قبيل كفر الجحود والإنكار الموجب لخروجهم عن جادة الإسلام بكليته وإجراء حكم الكفر عليهم برمته إنما وقع عنادا واستكبارا لقيام الأدلة عليهم في ذلك وسطوع البراهين فيما هنالك لديهم ، لان الجحود والإنكار إنما يطلقان في مقام المخالفة بعد ظهور البرهان كما صرح به علماء اللغة الذين اليهم المرجع في هذا الشأن . وبذلك يظهر ما في جواب شيخنا المحدث الصالح الشيخ عبد الله بن صالح البحراني حيث إنه ممن تبع المشهور بين المتأخرين في الحكم بإسلام المخالفين ، فانه أجاب عن إطلاق الكفر عليهم في الأخبار بالحمل على الكفر الحقيقي وان كانوا مسلمين ظاهرا فهم مسلمون ظاهرا فتجري عليهم أحكام الإسلام من الطهارة وجواز المناكحة وحقن المال والدم والموارثة ونحو ذلك وكفار حقيقة وواقعا فيخلدون في النار يوم القيامة ، ثم احتمل حمل كفرهم على أحد معاني كفر الترك فكفرهم بمعنى ترك ما أمر الله تعالى به كما ورد " إن تارك الصلاة(169/148)
كافر " و " تارك الزكاة كافر " و " تارك الحج كافر " و " مرتكب الكبائر كافر " . وفيه إن ما ذكره من الكفر بالمعنى الأول من انهم مسلمون ظاهرا وكفار حقيقة بمعنى اجتماع الكفر والإسلام بهذين المعنيين لم يقم عليه دليل في غير المنافقين في وقته ( صلى الله عليه وآله ) وإنكاره بمجرد دعوى الإسلام لأولئك المخالفين أول البحث ، ومن المعلوم إن المتبادر من إطلاق الكفر حيث يذكر إنما هو ما يكون مباينا للإسلام ومضادا له في الأحكام إذ هو المعنى الحقيقي لللفظ ، وهكذا كل لفظ أطلق فإنما يحمل على معناه الحقيقي إلا أن يصرف عنه صارف ولا صارف هنا إلا مجرد هذه الدعوى وهي ممنوعة بل هي أول البحث لعدم الدليل عليها بل قيام الادله المتعاضدة في دفعها وبطلانها كما اوضحناه في كتاب الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب وما يترتب عليه من المطالب . واما ما ذكره من الحمل على ترك ما أمر الله تعالى فانه لا يخفى على من تأمل الأخبار التي أوردناها ان الكفر المنسوب إلى هؤلاء إنما هو من حيث الإمامة وتركها وعدم القول بالإمامة . ولا يخفى إن الترك لشيء من ضروريات الدين إن كان إنما هو ترك استخفاف وتهاون فصاحبه لا يخرج عن الإيمان كترك الصلاة والزكاة ونحوهما وان أطلق عليه الكفر في الأخبار كما ذكره تغليظا في المنع من ذلك ، وان كان عن جحود وإنكار فلا خلاف في كفر التارك كفرا حقيقيا دنيا وآخرة ولا يجوز إطلاق اسم الإسلام عليه بالكلية كمن ترك الصلاة ونحوها كذلك ، والأخبار المتقدمة كما عرفت قد صرحت بكون كفر هؤلاء إنما هو من حيث جحود الإمامة وإنكارها لا إن ذلك استخفاف وتهاون مع اعتقاد ثبوتها وحقيتها كالصلاة ونحوها فانه لا معنى له بالنسبة إلى الإمامة كما لا يخفى ، وحينئذ فليختر هذا القائل أما أن يقول بكون الترك هنا ترك جحود وإنكار فيسقط البحث ويتم ما ادعيناه واما أن يقول ترك استخفاف وتهاون(169/149)
فمع الإغماض عن كونه لا معنى له فالواجب عليه القول بإيمان المخالفين لان الترك كذلك لا يوجب الخروج عن الإيمان كما عرفت ولا أراه يلتزمه . واما ما يدل على نصبهم فمنه ما تقدم نقله في كلام شيخنا الشهيد الثاني من حديث عبد الله بن سنان ونحوه أيضا ما رواه الصدوق في معاني الأخبار بسند معتبر عن معلى بن خنيس قال : " سمعت أبا عبد الله (ع) يقول ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لانك لا تجد أحدا يقول أنا ابغض آل محمد ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا وتتبرأون من أعدائنا " وروى ابن إدريس في مستطرفات السرائر مما استطرفه من كتاب مسائل الرجال ومكاتباتهم لمولانا أبى الحسن علي بن محمد الهادي ( عليه السلام ) في جملة مسائل محمد بن علي بن عيسى قال : " كتبت اليه اسأله عن الناصب هل احتاج في امتحانه إلى اكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاده بإمامتهما ؟ فرجع الجواب : من كان على هذا فهو ناصب " .
والمستفاد من هذه الأخبار أن مظهر النصب المترتب عليه الأحكام والدليل عليه إما تقديم الجبت والطاغوت أو بغض الشيعة من حيث التشيع فكل من اتصف بذلك فهو ناصب تجري عليه أحكام النصب ، نعم يجب أن يستثنى من خبر تقديم الجبت والطاغوت المستضعف كما عرفت من الأخبار المتقدمة وغيرها أيضاً فيختص الحكم بما عداه ، وعموم ذلك لجميع المخالفين بعد إخراج هذا الفرد مما لا يعتريه الريب والشك بالنظر إلى الأخبار المذكورة كما عليه اكثر أصحابنا المتقدمين الحاكمين بالكفر وكثير من متأخري المتأخرين كما قدمنا نقل كلام بعضهم . واما ما أجاب به الشيخ المحدث الصالح المتقدم ذكره من أن الناصب يطلق على معان : ( أحدها ) من نصب العداوة لاهل البيت ( عليهم السلام ) وعلى هذا يحمل ما ورد من حل مال الناصب ونحوه ، و ( ثانيها ) من قدم الجبت والطاغوت كما(169/150)
تضمنه خبر السرائر . و ( ثالثها ) من نصب للشيعة فهو ناشئ من ضيق الخناق وانا لم نجد لهذا المعنى الأول دليلاً ولم نجد لهم دليلاً على هذا التقسيم سوى دعواهم إسلام المخالفين فأرادوا الجمع بين الحكم بإسلامهم وبين هذه الأخبار بحمل النصب على ما ذكروه في المعنى الأول وهو أول البحث في المسألة فان الخصم يمنع إسلامهم ويقول بكفرهم . وبالجملة فانه لا خلاف بيننا وبينهم في إن الناصب هو العدو لاهل البيت والنصب لغة هو العداوة وشرعاً بل لغة أيضا على ما يفهم من القاموس هو العداوة لاهل البيت ( عليهم السلام ) إنما الخلاف في أن هولاء هل يدخلون تحت هذا العنوان أم لا ؟ فنحن ندعي دخولهم تحته وصدقه عليهم وهم يمنعون ذلك ، ودليلنا على ما ذكرنا الأخبار المذكوره الدالة على أن الأمر الذي يعرف به النصب ويوجب الحكم به على من اتصف به هو تقديم الجبت والطاغوت أو بغض الشيعة ولا ريب في صدق ذلك على هؤلاء المخالفين ، وليس هنا خبر يدل على تفسير الناصب بأنه المبغض لاهل البيت ( عليهم السلام ) كما يدعونه بل الخبران المتقدمان صريحان في انك لا تجد أحدا يقول ذلك . وبالجملة فانه لا دليل لهم ولا مستند أزيد من وقوعهم في ورطة القول بإسلامهم فتكلفوا هذه التكلفات الشاردة والتأويلات الباردة ، على انا قد حققنا في الشهاب الثاقب بالأخبار الكثيرة بغض المخالفين المقدمين للجبت والطاغوت غير المستضعفين لاهل البيت ( عليهم السلام ) واليه يشير كلام شيخنا الشهيد الثاني المتقدم نقله من الروض . ومن اظهر ما يدل على ما ذكرناه ما رواه جملة من المشايخ عن الصادق ( عليه السلام ) قال : " الناصبي شر من اليهودي . فقيل له وكيف ذلك يا ابن رسول الله ؟ قال إن الناصبي يمنع لطف الإمامة وهو عام واليهودي لطف النبوة وهو خاص " فانه لا ريب إن المراد بالناصبي هنا مطلق من أنكر الإمامة كما ينادي به(169/151)
قوله " يمنع لطف الإمامة " وقد جعله ( عليه السلام ) شرا من اليهودي الذي هو من جملة فرق الكفر الحقيقي بلا خلاف . ومن أراد الإحاطة بأطراف الكلام والوقوف على صحة ما ادعيناه من أخبار أهل البيت ( عليهم السلام ) فليرجع إلى كتابنا المشار اليه آنفا فانه قد أحاط بأطراف المقال ونقل الأقوال والأدلة الواردة في هذا المجال . واما ما يدل على نجاسة الناصب الذي قد عرفت انه عبارة عن المخالف مطلقا إلا المستضعف منه فمنه ما رواه في الكافي بسنده عن عبد الله بن أبى يعفور عن الصادق ( عليه السلام ) قال : " لا تغتسل من البئر التي تجتمع فيها غسالة الحمام فان فيها غسالة ولد الزنا وهو لا يطهر إلى سبعة آباء وفيها غسالة الناصب وهو شرهما ، إن الله لم يخلق خلقا شرا من الكلب وان الناصب أهون على الله تعالى من الكلب " وما رواه فيه أيضا عن خالد القلانسي قال : " قلت لأبى عبد الله ( عليه السلام ) ألقى الذمي فيصافحني ؟ قال امسحها بالتراب أو بالحائط . قلت فالناصب ؟ قال اغسلها " 0
وعن الوشاء عن من ذكره عن الصادق ( عليه السلام ) " انه كره سؤر ولد الزنا وسؤر اليهودي والنصراني والمشرك وكل من خالف الإسلام ، وكان اشد ذلك عنده سؤر الناصب " 0
ورواية علي ابن الحكم عن رجل عنه ( عليه السلام ) وفيها " لا تغتسل من ماء غسالة الحمام فانه يغتسل فيه من الزنا ويغتسل فيه ولد الزنا والناصب لنا أهل البيت وهو شرهم "0
وما رواه الصدوق في العلل في الموثق عن عبد الله ابن آبي يعفور عن الصادق ( عليه السلام ) في حديث قال فيه بعد أن ذكر اليهودي والنصراني والمجوسي قال : " والناصب لنا أهل البيت وهو شرهم ، إن الله لم يخلق خلقا انجس من الكلب وان الناصب لنا أهل البيت لا نجس منه "0(169/152)
ولجملة من أصحابنا في هذا المقام حيث نقلوا عن ابن إدريس القول بنجاسة من لم يعتقد الحق عدا الستضعف وعن المرتضى القول بنجاسة غير المؤمن وزيفوا لهما حججاً واهية كلام واه في الجواب عن ذلك لا يستحق النظر اليه كما لا يخفى على من تأمل فيما ذكرناه وتدبر ما سطرناه فانه هو الحجة في المقام لا ما زيفه أولئك الأعلام 0
( الأول ) لا يخفى انه على تقدير القول بالنجاسة كما اخترناه فلو ألجأت ضرورة التقية إلى المخالطة جازت المباشرة دفعاً للضرر كما أوجبته شرعية التقية في غير مقام من الأحكام إلا انه يتقدر بقدر الضرورة فيتحرى المندوحة مهما أمكن . بقي الكلام في انه لو زالت التقية بعد المخالطة والمباشرة بالبدن والثياب فهل يجب تطهيرها أم لا ؟ إشكال ينشأ من حيث الحكم بالنجاسة وانما سوغنا مباشرتها للتقية وحيث زالت التقية فحكم النجاسة باق على حاله فيجب إزالتها إذ لا مانع من ذلك ، ومن حيث تسويغ الشارع المباشرة وتجويزه لها أو لا، فما آتي به من ذلك أمر جائز شرعا وهو حكم الله تعالى في حقه تلك الحال وعود الحكم بالنجاسة على وجه يوجب التطهير بعد ذلك يحتاج إلى دليل ، وبالجملة فالمسألة لا تخلو عندي من نوع توقف لعدم الدليل الظاهر في البين والاحتياط فيها ظاهر . والله العالم .
ويقول أيضاً في الحدائق الناضرة ج 22 ص 510 : ما لو أوصى بعتق رقبة مؤمنة وجب ، فإن لم يجد أعتق من لا يعرف بنصب والمرد بالمؤمنة هو الإيمان الخاص ، وهو القول بإمامة الأئمة الاثنى عشر عليهم السلام وأنه مع تعذر ذلك يعتق من لا ينصب ، والمراد بهم المستضعفون ، والجاهلون بأمر الإمامة ، وهم أكثر الناس في زمان الأئمة عليهم السلام كما استفاضت به الأخبار من تقسيم الناس يومئذ إلى الأصناف الثلاثة ، مؤمن ،(169/153)
وضال وهو من لا يعرف ولا ينكر ، وكافر ، وهو من أنكر الولاية ، وقد تقدم تحقيق ذلك في مواضع ، ولا سيما في كتاب الطهارة ، وهذا القسم أعنى أهل الضلال مما صرحت الأخبار بأنهم من المسلمين ، وليسوا بالمؤمنين ، ولا الكافرين ، وأنهم في الدنيا يعاملون بمعاملة المسلمين ، وتجرى عليهم أحكام الإسلام ، وفي الآخرة من المرجئين لامر ا لله ، إما يعذبهم ، وإما يتوب عليهم ، بل ربما دلت بعض الأخبار على دخولهم الجنة بسعة الرحمة الإلهية ، وأما المنكرون للإمامة وهم المشار اليهم في الأخبار بالنصاب ، فهم من الكفار الحقيقيين ، خلافاً للمشهور بين علمائنا المتأخرين ، ولتحقيق المقام محل آخر .
حسين العصفور وتعريف الناصب
يقول في كتابه " المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية " ص145 وما بعدها : وأما تحقيق الناصب فقد كثر فيه القيل والقال ، وإتسع المجال والتعرّض للأقوال ، وما يرد عليها وما يثبتها ليس هذا محله بعد ما عرفت كفر مطلق المخالف فما أدراك بالناصب ، والذي جاء فيه الآيات والروايات أنه المشرك والكافر ، بل ما من آية من كتاب الله فيها ذكر الشرك إلا كان هو المراد منها والمعنّي بها 0
وأما معناه الذي دلّت الأخبار فهو ما قدمناه هو تقديم غير علي (ع)، على ما رواه ابن إدريس في مستطرفات السرائر ، نقلاً عن كتاب مسائل الرجال بالإسناد إلى محمد بن موسى قال : كتبت اليه – يعني علي محمد(ع) – عن الناصب ، هل يحتاج في إمتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت وإعتقاد إمامتهما ؟ 0 فرجع الجواب : من كان على هذا فهو ناصب 0
وما في شرح نهج البلاغة للراوندي عن النبي ( أنه سئل عن الناصب بعده ، قال : من يُقدّم على غيره 0(169/154)
وأما تفسيره بمن أظهر العداوة لأهل البيت – كما عليه أكثر علمائنا المتأخرين – فمما لم يقم عليه دليل ، بل في الأخبار ما ينفيه 0 ففي عقاب الأعمال والعلل وصفات الشيعة بأسانيد إلى عبد الله بن سنان ، والمعلّى بن خنيس عن أبي عبد الله(ع) قال : ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت ، لأنك لا تجد أحداً يقول : أنا أُبغض محمداً وآل محمد، ولكن الناصب من نصب لكم ، وهو يعلم أنكم تتولوننا وأنكم من شيعتنا 0 وظهوره في نفي ما إعتمدوه واضح 0
نعم ، ربما يتراءى المخالفة بين هذه الأخبار ، وبين خبري السرائر وشرح النهج ، لأن هذه بإشتراط العداوة إلى شيعتهم ، والإكتفاء في تينك الروايتين مجرد تقديم الغير –عليه السلام- ، والذي ظهر لنا أنه لا منافاة بينهما لقيام الأدلة من العامة والخاصة على التلازم بين ذلك التقديم ، ونصب العداوة لشيعتهم 0
وبالجملة من تأمل أحوالهم وإطلّع على بعض صفاتهم وطريقتهم في المعاشرة ظهر له ما قلناه 0 فإنكاره مكابرة لما إقتضت العادة به ، بل أخبارهم – عليهم السلام – تنادي بأن الناصب هو ما يُقال له عندهم سنياً 0
ففي حسنة بن أُذينة المروية في الكافي ، والعلل عن أبي عبد الله(ع) قال : ما تروي هذه الناصبة ؟0قلت : جعلت فداك في ماذا ؟ 0 فقال : في أذانهم وركوعهم وسجودهم 00 الحديث
ولا كلام في أن المراد بالناصبة فيه هم أهل التسنن الذين قالوا : إن الأذان رآه أُبي بن كعب في النوم 0 فظهر لك أن النزاع والخلاف بين القائلين بهذه المذاهب الثلاثة – أعني مجرد التقديم ونصب العداوة لهم (ع) كما إعتمده محمد أمين في الفوائد المدنية ، ونصب العداوة لهم (ع) ، كما هو إختيار المشهور خلاف لفظي لما عرفت من التلازم بينها 0
وقد صرّح بهذا جماعة من المتأخرين ، ومنهم المحقق نور الدين أبي الحسن الموسوي في الفوائد المكية ، وإختاره شيخنا يوسف في الشهاب الثاقب 0
نعمة الله الجزائري وتعريف الناصب(169/155)
يقول الجزائري في كتابه " الأنوارالنعمانية" ج2 ص 206 –207 : وأما الناصبي وأحواله فهو مما يتم ببيان أمرين :
(الأول) في بيان معنى الناصب الذي ورد في الأخبار أنه شر من اليهودي والنصراني والمجوسي 0
وأنه كافر نجس بإجماع علماء الإمامية 0
فالذي ذهب اليه أكثر الأصحاب هو أن المراد به : من نصب العداوة لآل بيت محمد ( وتظاهر ببغضهم كما هو الموجود في الخوارج وبعض ما وراء النهر ، ورتبّوا الأحكام في باب الطهارة والنجاسة والكفر والإيمان وجواز النكاح وعدمه على الناصبي بهذا المعنى 0
وقد تفطن شيخنا الشهيد الثاني 00 من الإطلاع على غرائب الأخبار ، فذهب إلى أن الناصبي : هو الذي نصب العداوة لشيعة أهل البيت (ع) وتظاهر بالوقوع فيهم 0
كما هو حال أكثر مخالفينا في هذه الأعصار في كل الأمصار 0 وعلى هذا فلا يخرج من النصب سوى المستضعفين منهم والمقلدين والبُله والنساء ونحو ذلك وهذا المعنى الأول 0
ويدل على ما رواه الصدوق في كتاب علل الشرائع بإسناد معتبر عن الصادق (ع) قال : ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت ، لأنك لا تجد رجلاً يقول : أنا أُبغض محمداً وآل محمد ، ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا وأنكم من شيعتنا 0 وفي معناه أخبار كثيرة 0
وقد روي عن النبي ( : أن من علامة النواصب تقديم غير علي عليه0
وهذه خاصة شاملة لا خاصة ، ويمكن إرجاعها أيضاً إلى الأول ، بأن يكون المراد تقديم غيره عليه إنما نشأ من تقليد علمائهم وآبائهم وأسلافهم ، وإلا فليس الإطلاع والجزم بهذا سبيل 0
ويؤيد هذا المعنى أن الأئمة (ع) وخواصهم أطلقوا لفظ الناصبي على أبي حنيفة وأمثاله ، مع أن أباحنيفة لم يكن ممن نصب العداوة لأهل البيت (ع) ، بل له إنقطاع اليهم ، وكان يُظهر لهم التودد0 نعم كان يخالف آراءهم ويقول : قال علي وأنا أقول 0(169/156)
ومن هذا يقوي قول المرتضى ، وابن إدريس ، وبعض مشايخنا المعاصرين بنجاسة المخالفين كلهم نظراً لإطلاق الكفر والشرك عليهم في الكتاب والسنة فيتناولهم هذا اللفظ حيث يُطلق 0
ويقول أيضاً في كتابه: نور البراهين ج 1 ص 57 : النصوص متظافرة في الدلالة على أنهم مخلدون في النار ، وان إقرارهم بالشهادتين لا يجديهم نفعاً إلا في حقن دمائهم وأموالهم(1)[519]) وإجراء أحكام الإسلام عليهم . روى عنه صلى الله عليه وآله أنه قال : ولاية أعداء علي ومخالفة علي سيئة لا ينفع معها شي إلا ما ينفعهم بطاعاتهم في الدنيا بالنعم والصحة والسعة ، فيردوا الآخرة ولا يكون لهم إلا دائم العذاب . ثم قال : إن من جحد ولاية علي عليه السلام لا يرى بعينه الجنة أبداً إلا ما يراه مما يعرف به أنه لو كان يواليه لكان ذلك محله ومأواه ، فيزداد حسرات وندامات . وروى المحقق الحلي في آخر السرائر مسنداً إلى محمد بن عيسى قال : كتبت اليه أسأله عن الناصب هل احتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاد إمامتهما ؟ فرجع الجواب : من كان على هذا فهو ناصب . وروى المصنف طاب ثراه في كتاب العلل : أن الناصب من كره مذهب الامامية ولا شك أن جلهم بل كلهم ناصب بالمعنيين ، وتواترت الأخبار وانعقد الإجماع على أن الناصب كافر في أحكام الدنيا والآخرة 0
__________
(1) 519]) هذا إذا كان الشيعة في دار التقية ، أما إذا حكموا البلاد فإنهم يقتلون أهل السنة ويسلبونهم أموالهم ، كما يحدث الآن بالنسبة للمسلمين السنة في إيران تحت نيران حكم الآيات 0 وقد فصّلنا هذا في مبحث " استباحة دماء أهل السنة وأموالهم " من هذا الفصل 0(169/157)
وللوقوف على أحكام النواصب والناصبي وغير ذلك من المصلحات التي يستعملها الشيعة معبرين بها عن أهل السنة الرجاء مراجعة المراجع التالية ولم أذكر كافة مصادرهم بل ذكرت القليل جداً منها حفاظاً على وقت فضيلة الشيخ القرضاوي ، وإن كنت قد ذكرت في هذا الفصل النزر اليسير ، وإلا فذكر الأحكام الفقهية والعقدية أكبر من أن يستوعبها هذا الفصل ، بل تحتاج إلى كتاب مستقل :
المقنع : 307 ، 331 0
المقنعة : 105 ، 377 ، 500 ، 545 ، 778 ، 105، 500 0
المسائل الصاغانية : 62 ، 83 ، 87 ، 93 ، 97 ، 105 ، 113 ، 113 0
رسائل المرتضى ج 1 : 400 ، 398 0ج 2 : 288 0ج 3 : 146 0ج 4 : 39 0
النهاية : 5 ، 112 ، 570 ، 458 0
المبسوط ج 1 : 3 ، 155 0ج 7 : 162 ، 185 0
الاقتصاد : 191 0
المهذب ج 1 : 129 0ج 2 : 488 ، 507 ، 188 0
السرائر ج 1 : 26 0ج3 : 583 ، 606 ، 607 0
شرائع الإسلام ج 1 : 12 ، 32 0ج2 : 400 ، 525 ، 529 0ج 3 : 639 0
المعتبر ج 2 : 766 0
المختصر النافع : 180 0
الرسائل التسع : 277 ، 278 0
الجامع للشرايع : 226 ، 417 0
كشف الرموز ج 2 : 150 ، 349 ، 350 0
- قواعد الأحكام ج 2 : 96 ،153 0
قواعد الأحكام ج 3 : 193 ، 308 0
مختلف الشيعة ج 1 : 120 0ج 4 : 20 ، 21 ، 322 0
منتهى المطلب ج 1 : 148 ، 152 ، 160 0ج 3 : 224 0
تذكرة الفقهاء ج 1 : 68 0ج 7 : 111 0
إرشاد الأذهان ج 1 : 141، 142 0ج 2 : 11 ، 100، 106
إيضاح الفوائد ج 3 : 464 0ج 4 : 127 0
الدروس ج 1 : 105، 255 0ج 2 : 188 ، 394 ، 410 0
الذكرى : 54 ، 280 0
المهذب البارع ج 1 : 131 0ج 3 : 60 ، 301 ، 303 0ج 4 : 161 ، 163 0
جامع المقاصد ج 1 : 364 ، 424 0ج 12 : 130 ، 131 ، 135
ج 13 : 15 ، 181 0
شرح اللمعة ج 1 : 141 0ج 4 : 304 0ج 5 : 234 ، 235 0ج 6 : 261 0ج 7 : 201 ، 211 0(169/158)
مسالك الإفهام ج 1 :24 ، 82 ، 265 ، 268 0ج 2 : 147 ، 163 0ج 3 : 110 0ج 6 : 145 ، 212 0ج 7 : 403 ، 404 ، 427 ،432 0ج 10 : 99 0ج 11 : 460 ، 468 ، 469 0ج 12 :158 ، 195 0
مجمع الفائدة ج 1 :283 ، 289 ، 320 0ج 2 :433 ، 436 ، 437 0ج 4 :356 0ج 6 :101 ، 102 ، 134 ، 135 ، 145 0ج 11 : 25 ، 69 ، 70 ، 75 ، 76 ، 81 ، 115 0ج 12 :24 ، 25 ، 30 0
مدارك الأحكام ج 1 :129 0ج 4 :180 0ج 5 : 361 0ج 7 :50 ، 73 ، 74 ، 111 0
نهاية المرام ج 1 : 191 ،201 ، 203 ، 224، 247 0
ذخيرة المعاد ج 1 :144 ، 152 0 ج 2 :329 ، 330 ، 397 0ج 3 :457 ، 477 ، 561 ، 564 ، 568 0
كفاية الأحكام : 110 ، 168 ، 246 0
التحفة السنية :92 ، 268 ، 270 ، 295 0
مشارق الشموس ج 1 : 188 ، 190 ، 278 0ج 2 : 391 ، 392
كشف اللثام ج 1 :306 ، 402 ، 403 0ج 2 :353 ، 354 0ج 3 :364 0ج 4 :144 ، 230 0ج 5 :132 ، 150 ، 151 0
الحدائق الناضرة ج 1 : 27 ، 286 ، 405 ، 498 0ج 3 :405 0
ج 5 :175 ، 177 ، 178 ، 184 ، 185 ، 186 ، 187 ، 188 ، 188 ، 196 0ج 7 :436 0ج 10 : 42 ، 43 ، 44 ، 45 ، 360 ، 361 ، 362 ، 364 ، 375 0ج 11 : 9 ، 75 ، 76 ، 212 0ج 12 : 204 ، 317 ، 323 ، 324 ، 368 ، 378 0ج 13 : 295، 370 0ج 14 : 107 ، 160 ، 161 ، 162 ، 163 ، 165 ، 166 ، 244 ، 245 ، 290 0ج 18 : 148 ، 155 ، 156 ، 157 ، 158 ،159 ، 270 ، 271 ، 291 ، 424 0ج 19 : 464 ، 465 0ج 22 :199 ، 511 ، 560 0ج 23 : 353 0ج 24 :54 ، 59 ، 60 ،64 ، 65 ، 69 ، 89 0ج 25 :255 ، 256 ، 257 ، 259 ،261 0
غنائم الأيام ج 1 : 32 ، 415 ، 417 ، 418 ، 524 ، 525 ، 547 0ج 3 :160 ، 161 ، 472 ، 475 ، 480 0
مستند الشيعة ج 1 : 108 200 ، 204 ، 205 ، 206 ، 227 0ج 6 :18 ، 19 ، 270 0ج 10 :15 ، 16 0ج 11 :53 ، 119 0ج 15 :384 ، 387 ، 388 0(169/159)
جواهر الكلام ج 1 : 115 0ج 6 :56 ، 63 ، 64 ،65 ، 66 ،67 ، 206 ، 359 0ج 10 : 409 0ج 12 : 48 ، 49 ، 50 ، 84 0ج 13 :196 ج15 :386 0ج 16 : 12 ، 13 ، 44 0ج 17 :267 ،268 ، 307 ، 358 ، 359 ، 396 0ج 21 : 345 0 ج22 : 193 0ج 24 :229 0ج 25 : 88 0ج28: 361 ، 394 0ج 30 :36 ، 93 ، 94 ، 97 ، 99 ،102 ، 103 ، 156 ، 157 ، 163 ، 32 : 110 0ج 33 : 270 0ج 35 :346 0ج 36 :82 ، 88 ، 95 ، 96 0ج 41 :17 ، 159 ، 435 ، 436 0
مصباح الفقيه ج 1 :23 0ج 2 :559 ، 564 ، 568 ، 570 ، 571 ، 615 ، 628 0ج 4 :508 ، 601 ، 644 ، 670 0ج 5 :17، 106 0
مستمسك العروة ج 1 : 174 ، 378 ، 387 ، 388 ، 393 ، 396 ، 397 ، 398 ، 418 ، 444 ، 446 ، 463 ، ج 2 : 145 0ج 9 : 437 ، 451 ، 564 0ج 10 : 224 0
فقه الصادق ج 1 :60 ، 146 ، 147 0ج 3 :300 ، 302 ، 303 ، 306 ، 339 0ج 7 :323 ، 343، 344 ، 345 ، 359 ، 373 0ج 9 :209 ، 358 ، 359 ، 360 ، 405 0ج 11 :412 0 ج 13 :119 0ج 21 :441، 447 ، 473 ، 474 ، 475 ، 476 ، 477 0ج 22 :441 0ج 23 : 338 0ج 24 :17 ، 24 ، 25 ، 61 0ج 25 :476 0
مستدرك الوسائل ج 1 : 22 ، ج9 : 142 ، ج12 : 276 ، 322 ، ج14: 440 ، 439 ، 442 ، ج15: 161 ، 162 ، ج19: 229، ج20: 410 ،ج 21 :74 ، 138 ، 139 ، 140 ، 141 ، 142 ، 143 ، 155 0
الإيضاح :217 ، 302 ، 350 ، 427 ، 568 0
الغارات ج 1 :34 ، ج2: 628 ، 781 ، 937 0
الفصول المختارة :27 ، 41 ، 44 ، 54 ، 57 ، 62 ، 78 ، 167 ، 183 ، 185 ، 202، 215 ، 258 ، 269 ، 271 ، 279 ، 281 ، 282 ، 289 ، 322 ، 324 ، 339
الفصول العشرة : 86 0
أوائل المقالات : 285 ، 349 0
تصحيح اعتقادات الإمامية :88 0
المسائل الجارودية :36 ، 37 ، 38 0
الإفصاح :139 ، 159 ، 161 ، 181 ، 207 ، 214 ، 215 ، 217 ، 224 ، 231 0
الإرشاد ج 1 :344 0
الاستنصار :6 ، 20 ، 28 0(169/160)
بحار الأنوار ج 1 :22 0 ج 2 : 5 ، 6 ، 7 ، 10 ، 11 ، 38 0ج 3 : 54 ، ج 5 :229 ، ج 6 :193 ، 252 0ج 7 :190 ، 226 0ج 8 :138 ، 139 ، 180 0ج 9 : 175 ، 284 ، 285 ، 330 ، 334 0ج 10 :377 ، 411 ، 413 ، 420 ، 425 ، 428 ، 446 ، 450 0ج 17 : 123 ، 214 ، 216 0ج 18 :300 ، 354 0ج 22 : 246 ، ج 23 :230 ، ج 24 :18 ، 386 ، 388 0ج 25 :264 ، 265 ، 360 ، 361 0ج 26 :3 ، 9 ، 229 ، 306 ، 307 ، 349 0ج 27 : 3 ، 10 ، 114 ، 115 ، 116 ، 117 ، 118 ، 120 ، 121 ، 199 ، 200 ، 247 ، 315 ، 316 0ج 28 :152 ، ج 32 :218 ، 219 0ج 33 :198 0ج 35 : 51 ، 256 0ج 36 : 33 ، 49 ، 108 ، 184 0ج 37 : 23 ، 25 0ج 38 :229 ، 266 ، 275 ، 277 ، 285 ، 287 0ج 39 : 78 ، 103 ، 104 ، 241 0ج 41 :173 ، 301 0ج 42 :7 0ج 44 :309 0ج 45 :292 0ج 47 :98 ، 312 0ج 50 :288 0ج 51 :222 0ج 52 :78 ، 178 0ج 53 :203 0ج 58 : 81 ، 212 0ج 60 : 88 0ج63 : 14 0ج 63 : 14 0ج 64 : 20 ، 103 ، 107 0210 ، ج 65 :210 ، 244 ، ج 66 : 344 0ج 69 : 209 0 ج 71 : 219 ، 229 ، 379 0ج 72 : 181 ، 409 0ج 78 : 299 0ج 79 : 237 0ج 82 : 264 0 ج 89 : 29 ، 30 0ج 99 :78 0ج 102 : 73 ، 137 ، 204 ، 216 ، 217 ، 251 ، ج 104 :122 ، 135 0ج107: 169 ، 171 0ج 108 :20 ، 86 0ج109 : 11 ، 143 0
إله السنة غير إله الشيعة(169/161)
قد يعجب فضيلة الشيخ القرضاوي من عنوان هذا المبحث ، وربما يصفنا بالغلو أو على أقل تقدير بالتعسّف في هذا العنوان ، ولكن قد يزول عجب فضيلة الشيخ إذا علم بأنني لستُ القائل بهذا ، بل صرّح بهذا عالمهم الكبير المسمى نعمة الله الجزائري في كتابين من كتبه المشهورة عند الشيعة ، وليسأل فضيلة الشيخ المسمى التسخيري إذا كان الجزائري من أنصاف المتعلمين وطلبة العلم أم هو من أكابرهم 0 وصدور هذا الهراء من عالم كبير معتمد عند الشيعة له أهمية كبرى ، لا سيما وأنه نقل ذلك عن أكابر علماء الشيعة ، والجزائري أفصح عن معتقد حاول الشيعة طمسه قديماً وحديثاً ، لكن أبى الله سبحانه وتعالى إلا أن يفضح الشيعة على لسان علمائهم ، والحقيقة أن الجزائري يملك من الشجاعة الأدبية علاوة على الوقاحة العقائدية ما لا يملكه كثير من القدماء والمعاصرين ، وقد ترجمنا للجزائري في كتابنا " الشيعة وتحريف القرآن " ص 88 من الطبعة الأولى ، ولينظر فضيلة الشيخ القرضاوي منزلة هذا الدجال عند علماء الرجال الشيعة 0
يقول الجزائري في كتابه " الأنوار النعمانية " 1/278 – 279 : إنّا لم نجتمع معهم على إله ولا على نبي ولا على إمام ، إن ربهم هو الذي كان محمد ( نبيه وخليفته أبو بكر ، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي ، إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا 0(169/162)
ويقول أيضاً في كتابه نور البراهين1/57 : قال الصدوق (!!!) في تمام ما حكيناه عنه في المباحثة مع علماء الجمهور في مجلس بعض الملوك - لما قالوا له : إننا وأنتم على إله واحد ونبي واحد ، وافترقنا في تعيين الخليفة الأول - : ليس الحال على ما تزعمون بل نحن وأنتم في طرف من الخلاف ، حتى في الله سبحانه والنبي ، وذلك أنكم تزعمون أن لكم ربا ، وذلك الرب أرسل رسولا خليفته بالاستحقاق أبو بكر ، ونحن نقول : إن ذلك الرب ليس رباً لنا ، وذلك النبي لا نقول بنبوته ، بل نقول : إن ربنا الذي نصّ على أن خليفة رسوله علي بن أبي طالب عليه السلام فأين الاتفاق ؟ الثالث : أنهم أخذوا أحكام ربهم عن أبي حنيفة(1)[520]) ، وهو أخذها عن رأيه وقياسه ، فحرّم لهم الحلال وأحلّ لهم الحرام ، فعبدوه من حيث لا يشعرون 0
وقبل أن نناقش هذا الهراء الذي يُعتبر بصدق عن حقيقة الشيعة في هذا المقام ، نستعرض معاً عقيدة اليهود والشيعة في الله سبحانه وتعالى ، لنقارن بين الإعتقادين ومعتقد المسلمين لنصل معاً إلى النتيجة التي وصل اليها الجزائري وهو مُحّق في هذه النتيجة 0
__________
(1) 520]) وهذا كذب واضح على أهل السنة 0(169/163)
المسلمون يصفون الله سبحانه وتعالى بالكمال المطلق وإنه سبحانه وتعالى ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ( ، بينما إله اليهود والشيعة جاهل لا يعلم الشيء إلا بعد حدوثه ، وما قيمة الرب الذي ينتصر عليه أحد من خلقه ، والشيعة يقولون إن الله تعالى نصّ على إمامة علي وبنيه رضوان الله عليهم أجمعين ، بينما عمر رضي الله عنه – حسب إعتقاد الشيعة – بقساوته وغلظه وحقده على آل البيت صرف عنهم الإمامة ، ولا أحب أن أُطيل على فضيلة الشيخ القرضاوي ولنلج إلى موضوع بحثنا لتتضح الرؤية ، وبعد ذلك يراجع فضيلة الشيخ القرضاوي نفسه وليسأل علماء الشيعة : هل هذا حقاً ؟ أم إن الجزائري فيما نقله كذوب في ذلك الزعم ؟ وليراجع الشيخ عقائد الشيعة من خلال مراجعهم ، وليضع تلك العقيدة تحت مجهر البحث والتقصّي ، ليخرج بعد ذلك بالنتيجة التي انتهى اليها الجزائري 0
الله سبحانه وتعالى في عقيدة اليهود جاهل لا يعلم بالشيء إلا بعد حدوثه ، ويعتريه – تعالى عن ذلك علوّاً كبيرا – ما يعتري الإنسان من جهل ونسيان وتعب وضعف وإلى غير ذلك من حالات النقص والضعف 0
والتوراة المحرفة التي بأيدي اليهود مذكور فيها من تلك الحالات الشيء الكثير ، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض النماذج من التوراة المحرّفة 0
جاء في التوراة المحرّفة في سفر التكوين الإصحاح الأول : 24 – 25 – 26 – 31 :
وقال الله تخرج الأرض نفساً حية لجنسها ، بهيمة ودبيباً ووحشية الأرض لجنسها 0 وكان كذلك 0
وصنع الله وحشية الأرض لجنسها ، والبهائم لجنسها ، وكل دبيب الأرض لأجناسه 0 ونظر الله ذلك حسناً 0
ونظر الله كل ما صنع وهو ذا حسناً جداً 0 وكان ليل وكان نهار يوماً سادساً 0
... وجاء في الإصحاح الثاني من نفس السفر : 1 – 2- 3 : وكملت السموات والأرض وكل وحوشها 0
وكمّل الله في اليوم السادس صناعته التي صنع 0 وبارك اليوم السابع واستراح من كل صناعته التي صنع 0(169/164)
وبارك الله اليوم السابع وقدّسه 0 لأن فيه بطل من جميع صناعته التي صنع الله للفعل 0
... وفي الإصحاح السادس من نفس السفر : 5 – 6 – 7 – 8 – 11 – 12 :
ونظر الله أن كثرت سيئات الإنسان في الأرض وكل ضمير حسبانات قلبه سوءاً كل الأيام 0
وتواجد الله لما صنع الناس في الأرض 0 واشتد على خصيصه 0
وقال الله : أمحي الناس الذين خلقت من على وجه الأرض 0 من إنسان إلى بهيمة إلى دبيب إلى طير السماء 0 إذ تواجدت لما صنعتهم 0 وإنفسدت الأرض في حضرة الله وإمتلأت الأرض ظلماً 0
ونظر الله وهو ذا إنفسدت 0 إذ فسد كل بشر طريقه على الأرض 0
... وفي الإصحاح التاسع من نفس السفر : 12 – 13 – 14 – 15 – 16 – 17 - : وقال الله هذه الآية العهد التي أنا جاعل بيني وبينكم وبين كل النفس الحيوانية التي معكم لأجيال الدهر 0
موسى إجعل في الغمام لتكون آية عهد بيني وبين الأرض 0
ويكون عند تغميمي غماماً على الأرض وينظر القوس في الغمام 0
أراعي عهدي الذي بيني وبينكم وبين كل النفس الحيوانية التي معكم من كل البشر 0 ولا يكون أيضاً ماء الطوفان لإهلاك كل بشر 0
ويكون القوس في الغمام وينظر تذكار عهد الدهر بين الله وبين كل النفس الحيوانية من كل البشر الذي على الأرض 0
وقال الله لنوح هذه آية العهد التي تبّث بيني وبين كل البشر على الأرض 0
... وفي سفر الخروج الإصحاح الثاني عشر : 8 – 12 – 13 : كلّم الرّب موسى قائلاً 0000 ثم يذبحه كل جمهور جماعة بني إسرائيل فس العشية ويأخذون من الدم ويجعلون على القائمتين (1)[521]) العتبة العليا في البيوت التي يأكلون فيها 0
إنّي أجتاز في أرض مصر هذه الليلة وأضرب كل بكر في أرض مصر من الناس والبهائم وأصنع أحكاماً بكل آلهة المصريين 0 أنا الله 0
__________
(1) 521]) قائمتا الباب ، ليعر الرب حسب إعتقد اليهود البيوت 0(169/165)
ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي أنتم فيها فأرى الدم وأعبر عنكم فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب أرض مصر 0
... والأسخف من ذلك كله ما ورد في سفر التكوين الإصحاح الثالث: 9 – 10 – 11 : وسمعا صوت الرّب ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار 00 فاختبأ آدم وإمرأته من وجه الرّب الإله في وسط شجر الجنة 0
فنادى الرّب الإله آدم وقال له : أين أنت ؟ 0
فقال : سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأنني عريان فاختبأت 0
فقال له : من أعلمك أنك عريان ؟ 0
... مما سبق يتبين لنا أن الله – جلّ ذكره وتنزّه عن مفتريات اليهود – في عقيدة اليهود جاهل ويحتاج إلى علامات وإشارات تهديه إلى بعض الأمور ، وإنه يخلق الخلق ولا يعلم إن كان خلقه حسناً أم لا ، إلا بعد أن ينظر اليه ، وبدت له أمور لم يكن يعلمها فحزن وأسف على خلقه ، فمحا الله تعالى كل قائم على وجه الأرض 0 وإنه أمر بني إسرائيل بأن يجعلوا على بيوتهم علامات لئلا يهلكهم بطريق الخطأ ، إلى غير ذلك من الإفك والضلال 0
... وقد تسربت تلك العقيدة الفاسدة إلى الدين الشيعي أو بمعنى أصح استعارها الشيعة من اليهود تحت مسمّى البداء ، والبداء عبارة عن : " إستصواب شيء علم بعد أن لم يُعلم (1)[522]) "
... وقد وردت كلمة " البداء " في القرآن الكريم في آيات عديدة ، فمن ذلك قوله تبارك وتعالى : ( فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما ( 0 ( وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ( ، ( وبدا لهم سيئات ما مكروا ( ، ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه ( كل هذه ظهور شيء لم يكن معلوماً لهم من قبل 0
( قد بدت البغضاء من أفواههم وما تُخفي صدورهم أكبر ( ، ( وإن تبدوا ما في أنفسكم أن تُخفوه يحاسبكم به الله ( ، فالإبداء في هذه الآيات الكريمة مقابل للإخفاء 0 ولا يكون بداء إلا بعد خفاء 0
__________
(1) 522]) لسان العرب لإبن منظور 1/187 0(169/166)
... فالبداء هو ظهور شيء كان مجهولاً ، وأما الضلال فزوال شيء كان معلوماً ( أين ما كنتم تدعون من الله قالوا ضلّوا عنا ( وضلّ عنهم ما كانوا يفترون ( ، وأما الغفلة فهي أن لا يعلم ما هو كائن وحادث وحاضر 0
... والإنسان له كل هذه الثلاثة ، لأن الجهل يُحيطه من بين يديه ومن خلفه 0
... وحيث أن الله جلّ جلاله يعلم علماً إجمالياً وعلماً تفصيلياً كل شيء ، كليات الأشياء وجزيئاتها علماً مطلقاً كلياً من الأزل إلى الأبد في طل آن قبل حلقها وبعده على حد سواء في الظهور ، فالبداء والضلال والغفلة في علم الله مُحال مستحيل ممتنع (1)[523]) 0
... والبداء عند الشيعة أن يظهر ويبدوا لله عزّ شأنه أمراً لم يكن عالماً به 0 ومن جهل البداء أو لم يعترف به فليس له حظ ولا نصيب من المعرفة(2)[524]) 0 فالإنسان لا يكون عالماً إلا إذا افترى على الله تعالى ووصفه بالجهل 0
... وربما يكابر بعض الشيعة في إنكار هذا الإعتقاد 0 ومن منطلق الأمانة العلمية ومنهجية البحث ننقل من المصادر المعتدة والموثوقة لديهم ، فهذا الكليني يروي في كتابه " الأصول من الكافي " 1/146 كتاب الحجة ، باب البداء : عن زرارة : ما عُبد الله بشيء مثل البداء 0 فعبادة الشيعة عبادة لرب جاهل ، وكيف يُعبد من هو جاهل ، ولا يعرف مصلحة عباده ؟ وإن كافة أحكامه صادرة من جاهل وبجهل ؟ ولا يتعبد بالجهل إلا جاهل 0
__________
(1) 523]) الوشيعة في نقد عقائد الشيعة لموسى جار الله ص 110 0
(2) 524]) انظر : شبهات حول التشيع لعلي العصفور ص 52 0(169/167)
... وفي رواية ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) : ما عُظّم الله بمثل البداء (1)[525]) 0 وعلّق محقّق الكافي قائلاً : البداء ظهور ما كان خفياً من الفعل بظهور ما كان خفياً من العلم بالمصلحة ، ثم توسع في الإستعمال فأطلقنا البداء على ظهور كل فعل كان الظاهر خلافه ، فيقال بدا له أن يفعل كذا أي ظهر من فعله ما كان الظاهر منه خلافه 0
... فالله جلّ جلاله عند الشيعة يُفاجأ بأشياء لم يكن علمها أو خلاف ما كان يعلمها تعالى الله عن ذلك علّواُ كبيرا ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولن إلا كذبا ( 0
... ذكر الكليني في الكافي 1/148 : عن الريان بن الصلت قال : سمعت الرضا (ع) يقول : ما بعث الله نبياً قط إلا بتحريم الخمر وأن يقرّ لله بالبداء 0
...
فإرسال الله تبارك وتعالى الرُسُل عليهم السلام مشترط بالإعتراف بأن الله جل جلاله جاهل ، وعليهم أن يبثوا ذلك للناس ويعلمونهم إياه 0
... وأيضاً 1/148 : عن مرزام بن حكيم قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : ما تنبأ نبي قط حتى يقرّ لله بخمس خصال : بالبداء والمشيئة والسجود والعبودية والطاعة 0
... وأيضا 1/368 باب كراهية التوقيت : عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر (ع) يقول : يا ثابت إن الله تبارك وتعالى وقد كان وقّت هذا الأمر في السبعين ، فلما أن قتل الحسين صلوات الله عليه إشتد غضب الله على أهل الأرض ، فأخرّه إلى أربعين ومائة ، فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم الستر ولم يجعل الله له بعد ذلك وقتاً عندنا ويمحوا الله ما يشاء ويُثبت وعنده أم الكتاب 0
... فهل يوجد أصرح من هذه الرواية ؟ وبم يُفسّر الشيعة هذا الإفك والضلال ؟ 0
__________
(1) 525]) الكافي 1/146 0(169/168)
... ويقول طيب الموسوي في تعليقه على تفسير القمي 1/39 :قال شيخنا الطوسي في العدّة : وأما البداء فحقيقته في اللغة الظهور كما يقال بدا لنا سور المدينة 0 وقد يستعمل في العلم بالشيء بعد أن لم يكن حاصلاً 0 وذكر سيدنا المرتضى : يمكن حمل ذلك على حقيقته بأن يُقال بدا لله بمعنى ظهر له من الأمر ما لم يكن ظاهراً له ، وبدا له من النهي ما لم يكن ظاهراً له 0
... تقول كتب الشيعة : إن القول بالبداء هو رد لليهود إذ يقولون : إن الله قد فرغ من الأمر 0 وهذا القول من الشيعة خدعة وحيلة في إغفال الجاهل وتقوّل على اليهود باطل 0 وما إستعارت الشيعة عقيدة البداء إلا من أسفار التوراة 0 فدعوى الرد بالبداء كفران للنعمة المستعارة 0
... تقول كتب الشيعة تزخرف قولها : إن البداء منزلته في التكوين منزلة النسخ في التشريع 0 فالبداء نسخ تكويني كما أن النسخ بداء تشريعي 0
... وهذا القول زخرفة إذ لا بداء في النسخ 0 والحكم كان مؤقتاً في علم الله 0 وأجل الحكم وإنتهاء الحكم عند حلول الأجل معلوم لله قبل الحكم فأين البداء ؟ نعم بدا لنا ذلك من الله بعد نزول الناسخ وبعد وقوع المحو ، فالبداء لنا في علمنا لا لله (1)[526]) 0
... ويقول الدكتور موسى الموسوي في كتابه القيم " الشيعة والتصحيح" ص 147 وما بعدها :
__________
(1) 526]) انظر: الوشيعة في نقد عقائد الشيعة ص 110 وما بعدها 0(169/169)
تفسير الخطأ بالخطأ يعني الإستمرار فيه وعدم الخروج منه حتى قيام الساعة ، ومن هنا أود القول إنه لو كانت لبعض علمائنا الشجاعة العلمية وخلوص النية ونقاء الفكر وصفاء الذهن لما ساروا في درب شائك لتفسير كلام موضوع أو جملة موضوعة أو فكرة تتنافى مع أصول العقيدة والبديهيات العقلية معاً ، فالقول بالبداء والإصرار عليه والإبقاء عليه في كتب الزيارات والروايات معاً هو النموذج الأكمل في الإصرار على العزة بالإثم ، وما دامت الحالة هذه ، فطريق الخلاص من الأوهام صعب وعسير والعناية الإلهية لا تشمل قوما قال الله تعالى فيهم : ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ( 0(169/170)
... إن مفهوم البداء غامض عند الأكثرية الساحقة من أبناء الشيعة الإمامية ، بل لا يعرفون شيئاً عن فحواها ، وحتى إذا سألتهم عن معنى الكلمة فهم يُحيرون جواباً ، ولكن مع كل هذا وهو من دواعي الأسف والحزن العميق فيما وصلت اليه حال هذه الأمة بفضل زعاماتها المذهبية أن هناك عشرات الآلاف من الشيعة وإن شئت فقُل مئات الآلاف منهم يكررون الجملة الآتية : السلام عليكما يا من بدا لله في شأنكما 0(مفاتيح الجنان ص 929 ) 0وذلك عندما يدخلون إلى مرقد الإمامين العسكريين في سر من رأى للسلام على الإمامين العاشر و الحادي عشر عند الشيعة 0 إن الشيعة تُردّد هذه العبارات كلما دخلت في صورة آحاد أو جماعات إلى مرقد الإمامين على النقي والحسن العسكري وهي لا تعرف معنى البداء ولا جملة " يا من بدا لله في شأنكما " 0ولا الأسباب التي كانت وراء وضع الجملة تلك ، ولا تعرف الخطورة الكامنة في هذا الكلام الذي فيه إنتقاص من سلطان الله وعلمه وإرادته وحكمته ، ولكن الأدهى من ذلك أنه لم يحدث حتى هذا اليوم أن إنبرى عالم من علمائنا لحذف هذه الجملة من الزيارة أو المنع من قراءتها ، شأنها شأن المئات من العبارات والجمل التي مُلئت كتب الزيارات والروايات وكلها تتناقض كما قلنا أكثر من مرة نع أساس العقيدة وروح الإسلام 0(169/171)
... أما معنى البداء والفكرة التي بين يناياه وما تعنيه في زيارة الإمامين العسكريين هو أن الإمامة حسب التسلسل الموجود في عقيدة الشيعة الإمامية تنتقل من الأب إلى الإبن الأكبر مستثناة من هذه القاعدة الحسن والحسين 0فالإمامة بعد الإمام الحسن إنتقلت إلى الإمام الحسين ، ولم تنتقل إلى الإبن الأكبر للحسن 0 فقد حدث أن إسماعيل وهو الإبن الأكبر للإمام جعفر الصادق الإمام السادس عند الشيعة قد توفي في عهد أبيه فانتقلت الإمامة إلى أخيه موسى بن جعفر الإبن الأصغر للصادق ، وهذا التغيير في مسار الإمامة التي هي منصب إلهي يسمى بداءاً حصل لله تعالى فإنتقلت الإمامة الإلهية بموجبه من إسماعيل إلى موسى بن جعفر ومن ثمّ إلى أولاده ، ولم تأخذ الطريق الطبيعي لها الذي هو إنتقال الإمامة من الأب إلى الإبن الأكبر 0
...
ولكن السؤال المحيّر هنا : لماذا سمي تغيير مسار الإمامة بداءاً ونسبوا شيئاً كهذه إلى الله لإثبات أمر لم يكن إثباته بحاجة إلى إنتقاص من سلطان الله ، الجواب هنا يكمن في تلك الملابسات والظروف التي حصلت في عهد الصراع الأول بين الشيعة والتشيع ، فالإمامة عندما تكون إلهية لا تخضع للإنتخاب المباشر، ولا يتغير مسارها بموت الإمام الشرعي ، فحينئذ تنتقل الإمامة هذه حسب الناموس الإلهي الذي لا يتغير من الأب إلى الإبن ، ولهذا قيلت في الإمامة أنها تكوينية أي لا تخضع لمتغيرات الزمان والمكان ، شأنها شأن العلّة والمعلول الذاتيين الذي لا ينفك أحدهما عن الآخر ، وهذا يعني أن الإمام الأب لا سلطة له في تعيين الإمام الذي سيخلفه لأنه معيّن بإرادة الله 0 ...(169/172)
... وهذا الصراع الفكري حدث بين الشيعة أنفسهم قبل أن يمتد نحو آفاق أوسع قبيل الغيبة الكبرى مباشرة ، وذلك عندما بدأ المذهب الإسماعيلي يظهر على ساحة الأفكار الإسلامية ويُهدّد وحدة الشيعة بالتمزق الداخلي ، وكان المذهب الإسماعيلي يرى أن الإمامة الإلهية مستمرة بالصورة التي أرادها الله منذ الأزل ، وهي في نسل علي وأولاده حسب التسلسل السيني ، وهذا يعني أن الإمام الأب لا سلطة له في تعيين الإمام الذي سيخلفه لأنه معيّن بإرادة الله ، فإذا مات الوريث الشرعي الذي هو إسماعيل فلا يحق لأبيه الصادق لأن يعيّن موسى ابنه الأصغر ، بل تنتقل الإمامة إلى الإبن الأكبر من ظهر إسماعيل ، وبما أن الشيعة تبنت فكرة الإمامة الإلهية بالصورة نفسها ، فلكي تخرج من هذا المأزق قالت بفكرة البداء لكي تلقي مسؤولية إنتقال الإمامة من إسماعيل بن جعفر إلى موسى بن جعفر على الله وليس على الإمام الصادق ولتفنيد العقيدة الإسماعيلية 0 وكما يعلم الجميع فإن الإمامة لا زالت مستمرة عند الإسماعيليين حتى هذا اليوم ، والإمام عندهم حي حاضر ومن نسل إسماعيل ولم يحيدوا عن هذا المنحنى الفكري الذي أملاه عليهم مذهبهم قيد انملة 0(169/173)
... ونعود إلى فكرة البداء ، فنقول : إنها ظهرت في أبان ظهور الفرقة الإسماعيلية التي أخذت تناهض الشيعة وتخرق وحدتها ، ولذلك لا نجد أثراً لفكرة البداء حتى أوائل القرن الثالث الهجري ، وأول إمام يخاطب بشموله للبداء هو الإمام العاشر ومن بعده الحادي عشر ، في حين أنه كان من الأجدر والأولى أن يخاطب الإمام موسى بن جعفر بشموله للبداء حيث كان هو موضوعه ، فلا الإمام موسى ولا ابنه علي الرضا ولا حفيده محمد الجواد قد خُوطبوا بكلمة فيها إشارة إلى حصول البداء بحقهم ، الأمر الذي يؤكد لنا أن اللجوء إلى تبني فكرة البداء إنما حصل عندما أخذ التيار الإسماعيلي يشق طريقه إلى الوجود والظهور في أوائل القرن الثالث الهجري وهو عصر الإمام العاشر والحادي عشر 0
... لقد التجأ بعض أعلام الشيعة إلى البداء حتى يثبتوا تغيير مسار الإمامة من إسماعيل إلى موسى بن جعفر ، في حين أن الإمامة وإنتقالها من كابر إلى كابر وبالصورة التي رسمتها الشيعة قبل عهد الصراع بين الشيعة والتشيع لمتكن بحاجة إلى القول بالبداء ، وتغيير الإرادة الإلهية ، فبوفاة مرشح الإمامة تنتقل الإمامة إلى المرشح الثاني حسب ما يُوصي به الإمام الصادق الذي شاهد وفاة ابنه المرشح للإمامة ، ولا شك أنه قال كلمته في الإمام الذي يتولى شؤون الفتيا والفقه بعده ، وتعيينه الوارث الشرعي فصل الخطاب 0(169/174)
... إن موضوع البداء احتلّ جانباً من الكتب الشيعية ،وأفرد له بعض الأعلام فصولاً أوكتيباً يدافع عن معنى البداء وفحواه ، وإنتهى الجدل ذلك إلى الأبحاث الفلسفية والكلامية التي احتلت أجزاءاً كثيرة من الكتب الكلامية في الإرادة الإلهية وهكذا الآجال الحتمية والمقدّرة والقدر الذي يدفعه الحذر والبلاء الذي تدفعه الصدقات وما إلى ذلك من كلام يعرفه أهل العلم والفضيلة 0 كما أن بعض أعلام الشيعة وجد الحل للخروج من مأزق البداء بالتفصيل بين النسخ التشريعي والنسخ التكويني ، وقال :إن البداء هو النسخ التكوين 0 ولست أدري إن الذين كتبوا في البداء هل وجدوا في الآية الكريمة ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ( 0 حلاً لتلك المعضلة إن كانت معضلة أم لا ؟ 0 ومهما يكن من أمر فإن الذين كتبوا وألّفوا في البداء لم يُضيفوا إلا أوهاماً على أوهام وسفسطة إلى سفسطة ، ولو أنهم وجدوا حل المعضلة بالآية الكريمة التي أسلفناها لكان لهم خير طريق للخروج من مأزق وضعوا أنفسهم فيه ، ولم ينته الأمر بهم للخروج منه إلى الطعن في سلطان الله وإنه تعالى كان يريد شيئاً ثم بدا له غيره 0
...
...
إستباحة الشيعة لأموال ودماء أهل السنة(169/175)
... أموال أهل السنة ودمائهم مباحة عند الشيعة حسب الروايات التي ذكروها عن أئمتهم في كتبهم المعتمدة 0 وإن عدم قيامهم بذلك في العصر الحاضر يعود إلى أنهم في هدنة مع المسلمين إلى أن يقوم قائمهم المهدي 0 وبإستقراء التاريخ نجد أن كلما قامت لهم دولة عملوا بتلك الأحقاد الدفينية ، فنجد أيام دولة العبيديين والصفويين أن أهل السنة تعرضوا للإضطهاد والتنكيل والتشريد ما لم يتعرض له اليهود والنصارى 0 وفي العصر الحاضر عندما قامت لهم دولة بقيادة المسمّى بالخميني ، نجد أن دولة الآيات قامت بنفس العمل الذي قام به العبيديون والصفويون ، ولا يزال أهل السنة في إيران يتعرضون للإبادة ، فكم عالم سني وطالب علم تعرضوا للقتل والتشريد ، ولا تزال مناطق أهل السنة محرومة من أبسط الحقوق بينما اليهود والنصارى وعبدة النار ينعمون بالحرية الدينية والإقتصادية ، ورغم الكثافة السكانية لأهل السنة في طهران إلا أنه لا يوجد لديهم مسجد واحد ، بينما لليهود والنصارى وكافة الملل والنحل لهم أماكن عبادة يقيمون شعائر دينهم 0
...
... والشيعي إذا إستطاع بطريقة ما ، الإستيلاء على أموال أهل السنة ولو قبل قيام مهديهم الموهوم ، فإن ذلك حلال بشرط أداء السحت أو ما يسمونه بـ " الخُمس " إلى مراجع التقليد عندهم 0
... وقد وردت عدة روايات مفتراة على أهل البيت رضوان الله عليهم في هذا الشأن منها :
... عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله (ع) قال : خُذ مال الناصب حيثما وجدته وإدفع الينا الخُمس (1)[527]) 0
... وفي رواية أخرى : " مال الناصب وكل شيء يملكه حلال " (2)[528]) 0
__________
(1) 527]) جامع أحاديث الشيعة 8/532 باب "وجوب الخمس فيما أُخذ من مال الناصب وأهل البغي " 0
(2) 528]) جامع أحاديث الشيعة 8/533 0(169/176)
... ويقول حسين البحراني في " المحاسن النفسانية " 167 : إن الأخبار الناهية عن القتل وأخذ الأموال منهم صدرت تقية أو مناً كما فعل علي (ع) بأهل البصرة 0 فإستناد شارح المفاتيح في إحترام أموالهم إلى تلك الأخبار غفلة واضحة لإعلانها بالمنّ كما عرفت 0 وأين هو عن الأخبار التي جاءت في خصوص تلك الإباحة مثل قولهم (ع) في المستفيض خذ مال الناصب أينما وقعت وإدفع لنا الخُمس، وأمثاله 0 والتحقيق في ذلك كله حلّ أموالهم ودمائهم في زمن الغيبة دون سبيهم حيث لم تكن تقية وإن كل ما جاء عنهم (ع) بالأمر بالكف فسبيله التقية منهم أو خوفاً على شيعتهم 0
... والخميني يجوّز الإستيلاء على أموال أهل السنة ولو كانت بطريقة غير شرعية ، في حين أنه يمنع ذلك من أموال اليهود والنصارى ، فهل يعي الشيخ القرضاوي إلى أي مدى وصل الشيعة في الإستهتار بأموال ودماء أهل السنة ؟! 0
...
... ونضع بين يدي فضيلة الشيخ القرضاوي تقريراً كتبه أحد فضلاء أهل السنة في إيران وهو الأخ الدكتور عبدالرحيم ملا زاده البلوشي ، وذلك لعل الشيخ القرضاوي يُدرك مدى المعاناة التي يشعر بها المسلمون في ظل نظام الآيات ، ولعله ينصح التسخيري ومن يدين بدينه بضرورة إحترام مشاعر المسلمين إسوة باليهود والنصارى في إيران 0
... يقول الدكتور عبدالرحيم البلوشي حفظه الله تعالى : آخر الأخبار التي وصلتنا من بعض الدعاة والعلماء من السنة الذين اضطروا للخروج من جحيم إيران ، والفار بدينهم تفيد ما يلي :(169/177)
إن الأجهزة المخابراتية وجنود إمام الزمان المجهولين فيها إشتد ضغطها على المساجد والمدارس والعلماء وطلاب العلم وأهل الدين والإيمان أكثر من ذي قبل ، وتنفذ في هذا الصدد من البروتوكولات الآياتية الشيطانية ما لم يفعله اليهود بعد في فلسطين المحتلة ، وقد أصبح الناس في خوف دائم على حياتهم وأعراضهم وأموالهم ودينهم ، وأصبحت خطب الجمعة للسنة منحصرة في بيان بعض الأحكام الفقهية التي لا تغني عن شيء ، وأما التعرّض للحديث عن عقيدة الإسلام حسب الكتاب والسنة فقد مُنع منذ زمن بعيد ، هذا فضلاً عن التعرّض للأمور الإجتماعية والفكرية والسياسية و 00
... أضف إلى ذلك أن الخطيب يجب أن يكون ممن توافق أجهزة الأمن على إعتلائه المنبر في المساجد التي ليست للدولة أي مشاركة فيها ، لا في البناء ولا في المصروفات ، ولا في شيء إلا الرقابة والخنق ، فهي تحاول بشتى الطرق أن تجعل المدارس لأهل السنة بؤورة للفساد ، وحتى هؤلاء المشايخ المستضعفون الذين يقومون بالخطابة ، فإن نشر خطبهم بالشريط ممنوع منعاً باتاً في المناطق المهمة ، إذ أنه يعتبر من جملة النشاط الدعوي السني ، وتستدرج المخابرات ( واواك) ومكتب الخامنئي لأمور السنة هؤلاء الأئمة والخطباء الذين لا حول لهم ولا قوة إلى المؤتمرات المشبوهة التي يُقصد منها إهانة السنة وعقيدتهم ،ولا يفسح المجال فيها إلا للجهلة والمنافقين والسذج ليكونوا ومن ورائهم المذهب الذين ينتمون اليه مثار سخرية الناس والمستمعين 0
... هذا في الوقت الذي أغلقت فيه المخابرات الإيرانية المدارس الدينية لأهل السنة في طردستان وشمال شرق إيران ، كحوزة الإمام الشافعي في مهاباد ، والمدرسة الدينية في صالح آباد ( سرخس ) والحوزة العلمية في مدينة مريوان المسماة بدرغاه شيحان 0(169/178)
... كما أن هناك قرى سنية عديدة أُبيدت ومساجدها عن بكرة أبيها واضطر الأهالي للهجرة إما إلى خارج البلد ، وهو بالضبط ما تيرده الدولة ، وإما إلى القرى الشيعية ليعيشوا أذلاء وهم يشهدون الإهانة المتواصلة أو ليتشيعوا بعد ذلك كما حدث منذ 50 سنة في بعض قرى بير جند وقرى زابل 0
... ونذكر على سبيل المثال القى التالية التي أُبيدت حديثاً في شرق خراسان : دولي جلال ، دولي بهلول ، بل خشتي ، خطابي شنغل ، ناري ، قلعة غيري ، هشتان ، كما أن هناك مناطق بلوشية أُبيدت عن بكرة أبيها أيضاً 0 ودمرت القرى التالية وهجرت أكثر من ألفي أسرة منذ (92– 93 ) وهي : حصاروية ، رودماهي ، جناوبة ، شاه رحمان ملوسان ، غرتوت ، حول ، أسبي ، كما أنهم ردموا قنوات المياه بالجرافات ، وقلعوا أشجار التوت والعنب وغيرهما ، وقتلوا أكثر من 10 آلف رأس غنم ، وهذه القرى تبعد قرابة 100 كيلو متر عن مدينة زاهدان عاصمة بلوشستان في مناطق ناروني ، وأما عدد القتلى والمساجين فحدّث ولا حرج ، والوضوع الآن أسوأ من قبل ، والدنار والنهب والخراب نمستمر على أيدي جنود إمام الزمان 0
أما الآن في بلوشستان الإيرانية فقد بدأت المخابرات تبحث بشدة عمن لهم علاقات أو إرتباط أو أي إتصال بالعلماء الذين اضطروا تحت ضغط الحكومة للهجرة من البلد لتتمكن من القبض على هؤلاء وأولئك وتلفّق لهم بعد ذلك التهمة الجاهزة وهي الوهابية أو التجسس تمهيداً لإعدامهم وتصفيتهم كما فعلت في بلوشستان مع الشيخ عبدالعزيز القندابي وقد تكلمنا عنه سابقاً ، وكانت تهمته أنه درس العقيدة الواسطية والعقيدة الطحاوية للطلاب !!! ويالها من تهمة 0(169/179)
... كما طلبت المخابرات الإيرانية (واواك) المدرس الداعية الشيخ ابراهيم الأحراري الذي سجن بسبب إتصال أجرته إذاعة BBC معه ، وحديثه عن إستشهاد د0 أحمد ميرين البلوشي – في وقته – أي في عام 1996 ، وأطلق سراحه أخيراً بكفالة مالية كبيرة ، ولا نشك أنهم سوف يقتلونه إذا إستطاعوا ، ثم طلبته المخابرات وإستجوبته من جديد ، كعادتها الدورية مع جميع طلبة العلم من السنة في إيران ، ومن ضمن الأسئلة التي وجهت اليه :
ما هي علاقتك بـ ( عبدالرحيم ملا زاده ) الذي التجأ إلى لندن ، ومن هم أصدقاؤه وتلاميذه وآراؤه ، ولماذا خرج من إيران ، وماذا يريد ؟0 وبما أن الرجل لم يكن له أي إتصال معه فقد أجاب بالنفي ، ثم طلبت المخابرات منه أن يتصل به ، فأجاب بأن ليس لديه أي إتصال به ، ولا يعرف رقمه ، فقالوا له نحن نعطيك الرقم فإتصل به ، تمهيداً للتجسس والإغتيال ، وعندما رفض الشيخ إبراهيم الأحراري التجسس والتعاون معهم ، هدّدوه وقالوا له : إذا لم تقبل فسنرسلك عند هبدالعزيز الكاظمي ( وهو من السنة الخراسانيين ومن مقيمي زاهدان الذ استشهد رحمه الله عام 1996 ، وقطعوا لحمه كالوحوش ثم رموا جثته بالشارع إرهاباً للناس ولم يعترفوا بقتله علناً ، ولكنهم في المخابرات يفتخرون بهذه الأعمال الوحشية ودون تقية ) ، ثم هجم ثلاثة من زبانية إمام الزمان على الشيخ إبراهيم الأحراري وأشبعهوه ضرباً وإهانة كعادتهم مع جميع الدعاة وطلبة العلم من أهل السنة في إيران كلها ، ثم هددوه بالقتل إذا لم يقبل التعاون معهم 0(169/180)
... وبعد ذلك طلبوا شحصاً آخر من السنة وهو الشيخ عبدالغفور لشكرزهي القاضي الوحي من السنة للأحوال الشخصية (1)[529]) ، وطلبوا منه نفس الطلب ، أي الإتصال بملا زاده في لندن ، فلم يقبل ، وقد تم إستجوابه لعدة ساعات وطلبوا منه أن يكتب خلاصة عن حياة صاحبه ، وسألهم إذا كنتم تخافون من الرجل فإنه كان في الداخل ، فلماذا لم تسمحوا له بالعمل وأغلقتم عليه كل مجال كي لا يخرج ؟ ، فقالوا كعادتهم : إنه كان له أهداف أخرى 0
... ثم طلبوا طبيباً بلوشياً ، وهو د0محمد اريش واستجوبوه في نفس الموضوع ، كما أن المخابرات فجّرت عيادته في عام 1992 ، وذلك لأن الحكومة الإيرانية بقيادة مرشد الثورة علي الخامنئي الذي كان في عهد الشاه منفياً في بلوشستان لا تريد أي سني يحقّق أي نجاح ، حاولوا إرهابه ليخرج من البلد ، رغم أنه حاز نجاحاً بارزاً في عمله وهو جراحة العيون 0
... وقد أخبرنا – ونحن مسؤولون أما الله لنقل هذه الأخبار – طبيب سني فقال : والله إن عملاء المخابرات من شيعة زابل ( إسم منطقة ) يسرقون أدوات الجراحة من بين أيدينا أثناء قيامنا بإجراء العلمليات الجراحية ليتسببوا في فشلها وبالتالي في تشويه سمعتنا 0
__________
(1) 529]) مع أن دستورهم الذي لا يساوي قيمة الحبر المكتوب به عندهم ، أعطى للسنة حق العمل طبقاً لفقههم في المحاكم والمدارس وذلك في مناطقهم ، ولما سُئل الأردبيلي المدعي العام في وقته عن ذلك قال : كنا ضعافاً وعملنا بالتقية ، ولسنا مضطرين الآن أن نعمل بها !! أجل هكذا التقية 0(169/181)
... وقد روى طبيب بنغالي هذه الحادثة المؤلمة ، قال : لما كنت في مستشفى خاتم الأنبياء في مدينه زاهدان أُتي بشاب بلوشي سني مصاب في حادث سير ، فأدرت إسعافه ، فما كان من زملائي الأطباء الشيعة إلا أن زجروني ،وقالوا لي : اتركه ليموت ، هذا بلوشي سني 0 هذا كان في بدايات الثورة وفي وقت كانوا بأشد الحاجة إلى وجود السنة في جانبهم ، وأما الآن فإنهم لا يخجلون من إرتكاب أي جرم وحتى هتك الأعراض ، ولولا الحياء لكنا نروي مآسي من هتك الحرمات 0
... أما بعض العلماء والمثقفين والدارسين من السنة ما زالوا رهن الإعتقال ، ونعرف أماكن السجون التي تضمهم ، فهم : مولانا الشيخ إبراهيم دامني الذي لم يقترف جُرماً إلا أنه منع الناس أن يعتنقوا التشيع أو ينتخبوا شيعياً مأجوراً حشّاشاً كنائب عن السنة 0 وإن كانت الدولة أتت من بعد ذلك بالقوة ، ولم يوافق على تعيين إماماً للجمعة في مسجده من أزلام المخابرات ، فحكموا عليه بالسجن بسبعة عشر عاماً ، وما بين فترة وأخرى يُحاكم من جديد ، بعدما دام تعذيبه طوال هذه السنين 0
... والآخرون من المساجين هم : الأخ إقبال الأيوبي من إيرانشهر ، والشيخ أنور هواري ، وفيصل سيباهيان المتخرجان من الجامعة الإسلامية ، وواحد بخش لشكرزهي ، وهؤلاء من شباب جماعة إسلامية كبيرة ، والغريب في الأمر أن أنصار هذه الجماعة يسجنون في إيران وإخوانهم في البلدان العربية لا يزالون يسكتون عن مخازي الجمهورية الطائفية بل يدافعون عنها !! إلى متى هذه المداهنة والمجامة بشأن الدين ؟!
...
نجاسة أهل السنة
... تعتبر الشيعة أهل السنة شرٌ من اليهود والنصارى بل هم أنجاس مثل الكلاب والخنازير وسائر النجاسات الحسّية 0 وقد يعجب فضيلة الشيخ القرضاوي من مثل هذا الكلام ، ولكن عجبه يزول حينما نذكر له ذلك من كتب القوم لعله يراجع موقفه منهم 0(169/182)
ونحن لا نتقوّل عليهم بل نذكر من كتبهم الموثوقة لديهم 0 فهاهو نعمة الله الجزائري يقول يقول في كتابه " الأنوار النعمانية" ج2 ص 306 : " إنه(1)[530]) نجس وإنه شر من اليهودي والنصراني والمجوسي وإنه كافر بإجماع علماء الإمامية 0
ويُضيف في نفس الصفحة : ورتبّوا الأحكام في باب الطهارة والنجاسة والكفر والإيمان وجواز النكاح وعدمه على الناصبي بهذا المعنى 0
قد يتبادر إلى ذهن فضيلة الشيخ القرضاوي أن هذا الكلام صادر عن بعض غلاة الشيعة وإنه لا يمثل عقيدة الشيعة 0 وإن الشيعة في العصر الحاضر يختلفون عن أسلافهم في هذه النظرة إلى أهل السنة 0
والحقيقة إن عقيدة الشيعة منذ أن أرسى عبد الله بن سبأ قواعدها ‘ ‘إلى العصر الحاضر لم تتغير 0 وسوف نحاول إثبات هذه الجزئية بأقوال بعض المعاصرين الذين يصفهم الشيخ القرضاوي بالإعتدال ، ومن أولئك " الخميني" الذي يعتبره الشيخ القرضاوي وكثير من السائرين على نهجه أنه شخصية معتدلة 0
الخميني يقرّ هذه العقيدة بل يُجب إعتقادها لدى مقلديه 0 ونحن لا نتقول أو نقتري عليه فهذا ليس من الأدب في شيء ، إنما نحاكمه بما سطرّه في كتبه 0
يقول الخميني في كتابه "تحرير الوسيلة المجلد الأول ص118 : باب في النجاسات : وأما النواصب والخوارج لعنهم الله تعالى فهما نجسان من غير توّقف ذلك على جحودهما الراجع إلى الرسالة 0
ونسأل فضيلة الشيخ القرضاوي هل أهل السنة يُنكرون رسالة الحبيب المصطفى عليه أفضل السلام وأزكى التسليم ؟ هل الخميني صادق فيما يقول ؟ أم هو كاذب مفتري على المسلمين 0
ويقول الخميني أيضاً في كتابه "زبدة الأحكام" ص52 : وأما النواصب والخوارج لعنهم الله تعالى فهما نجسان 0
__________
(1) 530]) أي الناصبي ، وقد مرّ علينا مفهوم الناصبي عند الشيعة في بداية هذا الفصل 0(169/183)
وإيماناً من الشيعة بتلك القضية جعل المجرم الأثيم الشاه عباس الصفوي لعنه الله تعالى وأخزاه من قبر الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى مكاناً لقضاء الحاجة وقد سبقه في هذا الإجرام جده الشاه إسماعيل حينما أخرج عظام الإمام أبي حنيفة ووضع مكانها كلباً أسوداً 0 وقد ذكر نعمة الله الجزائري في كتابه " الأنوار النعمانية "2/324 : إن السلطان الأعظم شاه عباس الأول لما فتح بغداد أمر بأن يجعل قبر أبي حنيفة كنيفاً 0وقد واقف وقفاً شرعياً بغلتين وأمر بربطهما على رأس السوق ، حتى إن كل من يريد الغائط يركبهما ويمضي إلى قبر أبي حنيفة لقضاء الحاجة 0 وقد طلب خادم قبره يوماً فقال له : ما تخدم في هذا القبر وأبو حنيفة الآن في أسفل الجحيم؟ 0 فقال : إن في هذا القبر كلباً أسوداً دفنه جدك الشاه إسماعيل لما فتح بغداد قبلك فأخرج عظام أبي حنيفة وجعل موضعها كلباً أسوداً فأنا أخدم ذلك الكلب 0(169/184)
ويقول الخوئي - كتاب الطهارة ـ الثاني ج 3 ص 76 : إن كون الناصب أنجس من الكلب لعله من جهة إن الناصب نجس من جهتين وهما جهتا ظاهره وباطنه لان الناصب محكوم بالنجاسة الظاهريه لنصبه كما انه نجس من حيث باطنه وروحه وهذا بخلاف الكلب لان النجاسة فيه من ناحية ظاهره فحسب و " دعوى "(1)[531]) : إن الحكم بنجاسة الناصب بعيد لكثرة النصب في دولة بني أمية ومساورة الأئمة – ع – وأصحابهم مع النصاب حيث كانوا يدخلون بيوتهم كما انهم كانوا يدخلون على الأئمة – ع – ومع ذلك لم يرد شئ من رواياتنا ما يدل على لزوم التجنب عن مساورتهم ولا إن الأئمة اجتنبوا عنهم بأنفسهم فهذا كاشف قطعي عن عدم نجاسة الناصب لأنه لولا ذلك لأشاروا – ع – بذلك وبينوا نجاسة الناصب ولو لأصحابهم وقد عرفت أنه لا عين ولا أثر منه في شئ من رواياتنا " مدفوعة " : بما نبه عليه شيخنا الأنصاري وحاصله إن انتشار أغلب الأحكام إنما كان في عصر الصادقين – ع – فمن الجائز أن يكون كفر النواصب أيضا منتشراً في عصرهما – ع – فمخالطة أصحاب الأئمة معهم في دولة بني أمية إنما كانت من جهة عدم علمهم بنجاسة الناصب في ذلك الزمان و توضيحه : إن النواصب إنما كثروا من عهد معاوية إلى عصر العباسيين لان الناس مجبولون على دين ملوكهم والمرؤوس يتقرب إلى رئيسه بما يحبه الرئيس وكان معاوية يسب أمير المؤمنين – ع – علناً(2)[532]) ويعلن عدواته له جهراً ولأجله كثر النواصب في زمانه إلى عصر العباسيين . ولا يبعد
__________
(1) 531]) أي الذين يقولون بعدم نجاسة الناصب ، والخوئي يعتبر عدم القول بنجاسة الناصب مجرد "دعوى " لا أساس لها ، لذا فإنه يدحض هذا القول ، ويأتي بالدليل على النجاسة وفق عقيدة الشيعة 0
(2) 532]) لم يثبت ذلك تاريخياً ، وإدعاء الشيعة ذلك إنما هو نابع لبغضهم وكرههم لبني أمية ، وإلا فمعاوية رضي الله عنه لا يخفى على أمثاله من الصحابة فضل وعلم أمير المؤمنين رضي الله عنه وأرضاه 0(169/185)
أنهم - ع - لم يبينوا نجاسة الناصب في ذلك العصر مراعاة لعدم تضيق الأمر على شيعتهم فان نجاسة الناصب كانت توقعهم في حرج شديد لكثرة مساورتهم ومخالطتهم معه أو من جهة مراعاة الخوف والتقية فانهم كانوا جماعة كثيرين ومن هنا أخروا بيانها إلى عصر العباسيين حيث انهم كانوا يوالون الأئمة - ع - ظاهرا ولاسيما المأمون ولم ينصب العداوة لأهل البيت إلا قليل . وما ذكرناه هو السر في عدم اجتناب أصحابهم عن الناصب وأما الأئمة بأنفسهم فلم يظهر عدم تجنبهم عنهم بوجه ومعه لا مسوغ لرد ما ورد من الرواية في نجاستهم بمجرد استعباد كفره وان الناصب لو كان نجساً لبينها الأئمة (ع) لأصحابهم و خواصهم .
ويقول محمد صادق الروحاني - فقه الصادق ج 3 ص 302 :
والدليل على نجاسة هذه الطائفة هو الدليل على نجاسة النواصب لأنهم من اظهر افرادهم . ويؤيده ما عن الفضل: دخل على آبي جعفر(ع) رجل محصور عظيم البطن فجلس معه على سريره فحياه به ورجب به فلما قام ( عليه السلام ) هذا من الخوارج كما هو قال : قلت : مشرك ؟ فقال : مشرك والله مشرك . لإطلاق التنزيل .(169/186)
وأما الطائفة الثالثة : فعن غير واحد : دعوى الإجماع على نجاستهم ، ويشهد لها خبر إبن أبي يعفور : إن الله تعالى لم يخلق خلقا انجس من الكلب ، وان الناصب لنا أهل البيت انجس منه . وأورد عليه تارة : بأن النجاسة القابلة للزيادة والنقيصة هي المعنوية ، وإلا فالنجاسة الظاهرية التي ليست حقيقتها سوى الاعتبار لا تقبل الزيادة والنقيصة ، وأخرى بأن طائفة من النصوص تدل على أن غير الإثنا عشرية من فرق المسلمين ممن أزال الأئمة عن مراتبهم هم النواصب . كخبر محمد بن علي بن عيسى : كتبت اليه - أي إلى الهادي - ( عليه السلام ) أسأله عن الناصب هل احتاج في امتحانه إلى اكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاده بإمامتهما ؟ فرجع الجواب : من كان على هذا فهو ناصب . ونحوه غيره . وحيث لا يمكن الالتزام بنجاستهم فيحمل الخبر على ما لا ينافي الإسلام الظاهري المترتب عليه الطهارة كساير الأخبار الدالة على كفرهم .
وثالثة : باختلاط أصحاب الأئمة في دولة بني أمية مع الناصبين مع عدم معروفية تجنبهم عنهم ، بل الظاهر انهم كانوا يعاملون معهم معاملة المسلمين . وفي الجميع نظر : أما الأول : فلأن النجاسة الظاهرية باعتبار آثارها قابلة للشدة والضعف ، ولذا ترى اشتهار إن نجاسة البول اشد من نجاسة الدم . وأما الثاني : فلأن موضوع الحكم بالنجاسة في الخبر هو الناصب لأهل البيت لا مطلق الناصب ، فكون المخالف ناصبياً لا يلزم الاجتناب عنه لا ينافي نجاسة الناصب بالمعني الأخص . واما الثالث : فلأن انتشار اكثر الأحكام إنما يكون من زمان الصادقين عليهما السلام ، فليكن هذا الحكم منها . فتحصل : أن الأقوى دلالة الخبر على النجاسة ، ويؤيدها خبر الفضل عن الإمام الباقر(ع) : عن المرأة العارفة أزوجها الناصب ؟ قال(ع) : لا ،لأن الناصب كافر .
الشيعة ونكاح أهل السنة(169/187)
... على إثر إصدار الشيعة حكم التكفير والضلالة على أهل السنة ، رتبّوا كافة الأحكام الفقهية الناتجة على ذلك الحكم وطبّقوها على أهل السنة 0
... لذا فإننا نراهم لا يجيزون نكاح أهل السنة ، بل إنهم يفضلّون نكاح اليهود والنصارى والمجوس على نكاح أهل السنة 0 لأن أهل السنة عندهم أكفر من اليهود والنصارى 0
... وقد ورد في ذلك عدة روايات ، ونذكر بعض أقوال علمائهم ومروياتهم في ذلك ، لعل فضيلة الشيخ القرضاوي يقتنع بأن الخلاف بين الشيعة والمسلمين في الأصول قبل الفروع 0
... يقول الرافضي حسين العصفور في " المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية " ص 154 : وأما الجواب عن الثانية وهي أنه على القول بكفرهم وتنجيسهم هل التمتع ببناتهم ونسائهم جائز أم لا ؟ 0فالظاهر أن كل من قال بكفرهم ونجاستهم لا إرتياب عنده في المنع من التمتع ببناتهم ونسائهم 0 والظاهر أن عطف نسائهم على بناتهم في كلامه من باب عطف العام على الخاص 0
... وقد ذكر الأصحاب في هذا المقام بالنسبة إلى جواز التمتع من الناصبة المنع إلا أنهم بين قولين : وقائل بالمنع فيها مطلقاً ، وقائل بتقييدها بالمعلية 0 والظاهر أنهم أرادوا بها من تحقّق نصبها بالمعنى الذي ذكرناه عنهم ، وهو نصب العداوة لأهل البيت (ع) دون مطلق المخالفة كما اخترناه ، وهو الحق هنا هو التعميم لدلالة الأخبار على ذلك 0 وممن صرّح بالتعميم المفيد في رسالته المتعة ، والأخبار في ذلك مستفيضه 0(169/188)
... ويقول ص 157 بعد أن إستعرض الروايات الدالة على نكاح أهل السنة : وأنت إذا تأملت هذه الأحاديث من أولها إلى آخرها ، ظهر لك منها الجزم بالتحريم في التمتع بالناصبية على وجه لا يحوم حوله شك ، على أنك عرفت سابقاً أنه ليس الناصب إلا عبارة عن التقديم على علي (ع) غيره ، سواء أعلنت العداوة لهم أو لشيعتهم أم لا ، فتعليق التحريم على الإعلان كما إدّعاه أكثر فقهائنا أو على تحقّق العداوة كما عليه آخرون تقييد لهذه النصوص من غير حاجة 0
... ويقول أيضاً ص 161 : فالقول بالتحريم إن لم يكونوا معلنين بالنصب أو التفصيل بين النساء والرجال ، فيجوز نكاح نسائهم ، ولا يجوز لنسائنا مناكحتهم ضعيف جداً بين ما حققناه ، فإلتزام التحريم في النكاح مطلقاً ودواماً وملك يمين من الجانبين هو المعتمد إلا أن تُوجبه التقية 0(169/189)
... ومن منطلق تحريم الرافضة نكاح أهل السنة ، فإن بعض علماء الرافضة ينكرون أن تكون رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما من بنات النبي ( وانه عليه الصلاة والسلام زوجهما عثمان رضي الله عنه ، كما صرّح بذلك نعمة الله الجزائري في كتابه " الأنوار النعمانية " ج1 ص 80-81 ، و أبو القاسم الكوفي في كتابه " الإستغاثة في بدع الثلاثة " 1/75 ، والأعجب من ذلك ما زعمته الشيعة بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يتزوج أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهما إلا بالإكراه ، وأن علياً رضي الله عنه لم يستطع الرفض ، وأن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه حاول مع علي رضي الله عنه مراراً من أجل الموافقة على ذلك الزواج لكي لا ينتزع عمر من العباس رضي الله عنهما السقاية وزمزم ، وإن عمر إنما تزوج جنّية متمثلة في صورة أم كلثوم رضي الله عنها ، وإن إسم تلك الجنّية : سحيفة بنت جريرية من أهل نجران وهي يهودية ، ذكر ذلك أبو القاسم الكوفي في كتابه " الإستغاثة في بدع الثلاثة " 1/92- 94 ، محمد باقر المجلسي في " بحار الأنوار 42/88 و 106 ، نعمة الله الجزائري في كتابه " الأنوار النعمانية " 1/81 – 84، ويمكن للقارئ الرجوع إلى كتابنا " موقف الشيعة من أهل السنة" 83 – 94 للوقوف على حقيقة هذا الهراء 0
... ورغبة في إختصار الموضوع نذكر بعض الروايات عند الشيعة التي تصرّح بذلك 0
(1) عن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا جعفر (ع) عن المرأة العارفة (1)[533]) هل أزوّجها الناصب ؟ 0
قال :لا ، لأن الناصب كافر 0
قلت : فأزوجها لرجل غير الناصب ولا العارف ؟ 0
فقال : عيره أحبّ إليّ منه (2)[534]) 0
... (2) عن فضيل بن يسار عن أبي عبد الله (ع) قال : لا يتزوج المؤمن الناصبة المعروفة بذلك (3)[535]) 0
__________
(1) 533]) أي المرأة الشيعية 0
(2) 534]) وسائل الشيعة7/431 ، التهذيب للطوسي 7/ 303 0
(3) 535]) وسائل الشيعة 7/423 ، التهذيب 7/302 ، الإستبصار 3/183 0(169/190)
... (3) عن ربعي عن الفضيل بن يسار قال : قال له الفضيل : أتزوج الناصبة ؟
قال : لا ، ولا كرامة 0
قلت : جعلت فداك والله إني لأقول لك هذا ، ولو جاءني بيت ملآن دراهم ما فعلت (1)[536]) 0
... (4) عن عبد الله بن سنان قال : سألت أبا عبد الله (ع) عن الناصب الذي قد عرف نصبه وعداوته هل يزوّجه المؤمن(2)[537]) وهو قادر على ردّه وهو لا يعلم بردّه 0
قال : لا يتزوج المؤمن الناصبة ولا يتزوج الناصب المؤمنة 0 ولا يتزوج المستضعف مؤمنة (3)[538]) 0
... (5) عن الفضيل بن يسار قال : سألت أباعبدالله (ع) عن نكاح الناصب 0
فقال : لا ، والله ما يحل 0
قال فضيل : ثم سألته مرة أخرى، فقلت : جعلت فداك ما تقول في نكاحهم ؟ 0
قال : والمرأة عارفة ؟ 0
قلت : عارفة 0
قال : إن العارفة لا توضع إلا عند عارف (4)[539]) 0
... (6) عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (ع) قال : سأله أبي وأنا أسمع عن نكاح اليهودية والنصرانية 0
فقال : نكاحهما أحبّ إليّ من نكاح الناصبية (5)[540]) 0
... (7) عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) أنه قال : تزوّج اليهودية أفضل 0 أو قال : خير من تزوّج الناصبي والناصبية (6)[541]) 0
__________
(1) 536]) وسائل الشيعة 7/423 0
(2) 537]) يقصد الشيعي 0
(3) 538]) وسائل الشيعة 7/424 ، بحار الأنوار 100/378 ، التنهذيب 7/303 ، الإستبصار 3/183 0
(4) 539]) وسائل الشيعة 7/424 ، الفروع من الكافي 3/350 0
(5) 540]) وسائل الشيعة 7/7/426 ، الفروع من الكافي 3/351 0
(6) 541]) وسائل الشيعة 7/426 ، الفروع من الكافي 3/351 0(169/191)
... (8) عن الحلبي عن أبي عبد الله (ع) أنه أتاه قوم من أهل خراسان من وراء النهر ، فقال لهم : تصافحون أهل بلادكم (1)[542]) وتناكحون ؟ ... إما إنكم إذا صافحتموهم إنقطعت عروة من عرى الإسلام ، وإذا ناكحتموهم إنهتك الحجاب بينكم وبين الله عز وجل (2)[543]) 0
... (9) عن سليمان الحمار عن أبي عبد الله (ع) قال : لا ينبغي للرجل المسلم منكم أن يتزوج الناصبية ، ولا يزوّج ابنته ناصبياً ولا يطرحها عنده(3)[544]) 0
... (10) عن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا جعفر (ع) عن المرأة العارفة هل أزوّجها الناصب ؟
قال : لا ، لأن الناصب كافر (4)[545]) 0
... (11) عن فضيل بن يسار عن أبي عبد الله (ع) قال : ذكر النصّاب 0
فقال : لا تناكحهم ولا تأكل ذبيحتهم ولا تسكن معهم (5)[546]) 0
... (12) عن يونس عن أبي عبد الله (ع) قال : لا تُزوّج المنافقة على المؤمنة ، وتزوّج المؤمنة على المنافقة (6)[547]) 0
... (13) عن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا جعفر (ع) عن مناكحة الناصب والصلاة خلفه 0
فقال :لا تناكحه ولا تصل خلفه(7)[548]) 0
... (14) عن عبد الله بن بكير عن التفضيل بن يسار قال : قلت لأبي جعفر (ع) : إن لامرأتي أختاً مسلمة لا بأس برأيها وليس بالبصرة أحد ، فما ترى في تزويجها من الناس ؟ 0
فقال : لا تزوجها إلا ممن هو على رأيها ،وتزويج المرأة التي ليست بناصبة لا بأس به (8)[549]) 0
الصلاة خلف أهل السنة
__________
(1) 542]) أي أهل السنة 0
(2) 543]) وسائل الشيعة 7/426 ، الفروع منالكافي 3/352 0
(3) 544]) وسائل الشيعة 7/426 0
(4) 545]) وسائل الشيعة 7/427 ، الإستبصار 3/184 0
(5) 546]) وسائل الشيعة 7/427 ، التهذيب 7/303 ، الإستبصار 3/184 0
(6) 547]) وسائل الشيعة 7/434 0
(7) 548]) بحار الأنوار 100/378 0
(8) 549]) بحار الأنوار 100/378 0(169/192)
الشيعة لا تُجوّز الصلاة خلف أهل السنة ، إلا ما كانعن تقية يتقي بها الشيعي أهل السنة ، حيث إن السني عند الشيعة كافر نجس 0
ولق وردت روايات كثيرة في هذا الشأن ، نُتخف فضيلة الشيخ القرضاوي ببعضها لعله يعي حقيقة الشيعة تجاه أهل السنة 0
(1) عن زرارة قال : سألت أبا جعفر (ع) عن الصلاة خلف المخالفين 0
فقال : ما هم عندي إلا بمنزلة الجدار (1)[550]) 0
... (2) عن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن مناكحة الناصب والصلاة خلفه 0
فقال : لا تناكحه ولا تصل خلفه (2)[551]) 0
... (3) عن علي بن سعد البصري قال : قلت لأبي عبدالله (ع) إني نازل في بني عدي ، ومؤذنهم وإمامهم وجميع أهل المسجد عثمانية (3)[552]) يبرؤون منكم ومن شيعتكم ، وإني نازل فيهم ، فما ترى الصلاة خلف الإمام ؟ 0
قال : صل خلفه 0
قال :قال : وإحتسب بما تسمع 0 ولو قدمت البصرة وسألت الفضيل إبن يسار ، وأخبرته بما أفتيتك ، فخذ بقول الفضيل ودع قولي 0
فقال : هو أعلم ، لكني سمعته وسمعت أباه يقولان : لا تعتد بالصلاة خلف الناصب ، وإقرأ لنفسك كأنك وحدك 0
__________
(1) 550]) وسائل الشيعة للحر العاملي ج3 ص 429 ، الكافي 3/373 ، التهذيب للطوسي 3/266 الحدائق الناضرة للبحراني10/5 و 11/77 ، الوافي للفيض الكاشاني 5/ 164 0مجمع الفائدة للأردبيلي 3/247 ،الإمام علي للهمداني 193، مستند الشيعة للنراقي 8/26 ، جواهر الكلام للجواهري 13/196 ، بحوث في الفقه للإصفهاني 1/213 ، مستمسك العروة الوثقى لمحسن الحكيم 7/318 ، فقه الصادق 6/226 ، وانظر الإجتها والتقليد للخوئي 1/287 0
(2) 551]) وسائل الشيعة 3/383 وقال : هذا مخصوص بغير وقت التقية ، نوادر الأشعري 130 ، بحار الأنوار 100/378 ، مستدرك الوسائل 2/585 0
(3) 552]) يقصد أهل السنة 0(169/193)
قال : فأخذت بقول الفضيل وتركت قول أبي عبدالله (ع) (1)[553]) 0
... (4) عن إسماعيل الجعفي قال : قلت لأبي جعفر (ع) : رجل يحب أمير المؤمنين ولا يبرأ من عدوه (2)[554]) ويقول هو أحبّ إليّ ممن خالفه 0
قال : هذا مُخلّط وهو عدو ، لا تصل خلفه ولا كرامه إلا أن تتقيه (3)[555]) 0
... (5) عن زرارة قال : قلت لأبي عبدالله (ع) : أكون مع الإمام ، فأفرغ من القراءة قبل أن يفرغ ؟0
قال : إبق آية ومجّد الله وإثن عليه ، فإذا فرغ فإقرأ الآية وإركع (4)[556]) 0
(6) عن إسحاق بن عمار عمن سأل أبا عبدالله (ع) قال : أُصلّي خلف من لا أقتدي به ، فإذا فراغت من قراءتي ولم يفرغ هو ؟
قال : فسبّح حتى يفرغ (5)[557]) 0
... (7) عن الحلبي عن أبي عبدالله (ع) قال : إذا صليت خلف إمام لا تقتدي به فإقرأ خلفه ، سمعت قراءته أو لم تسمع (6)[558]) 0
... (8) عن حمران بن أعين قال : قلت لأبي جعفر (ع) : جعلت فداك إنّا نصلّي مع هؤلاء يومالجمعة ، وهم يصلّون في الوقت ، فكيف نصنع ؟ 0
فقال : صلّوا معهم 0
فخرج حمران إلى زرارة فقال له : قد أمرنا أن نصلّي معهم بصلاتهم 0
فقال زرارة : ما يكون هذا إلا بتأويل 0
فقال له حمران : قم حتى نسمع منه 0
__________
(1) 553]) الحدائق الناضرة 7/73 ، التهذيب للطوسي 3/28 وسائل الشيعة 3/429 0
(2) 554]) يقصد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ، حيث إن الرافضة يزعمون أن المحبة لآل البيت لا تصح إلا بالبراءة من الصحابة ، لأنهم – على حد زعمهم – إغتصبوا الخلافة 0
(3) 555]) تهذيب الأحكام 3/28 ، وسائل الشيعة 3/389 ، من لا يحضره الفقيه 1/249 0
(4) 556]) الكافي 3/373 ، وسائل الشيعة 3/432 ، التهذيب 3/39 ، الوافي 5/163 0
(5) 557]) الكافي 3/373 ، وسائل الشيعة 3/432 ، الوافي 5/163 0
(6) 558]) الكافي 3/373 ، التهذيب 3/35 ، الحدائق الناضرة 11/74 ، وسائل الشيعة 3/429 ، الإستبصار للطوسي 1/429 ، الوافي 5/163 0(169/194)
قال : فدخلنا عليه 0 فقال له زرارة : جعلت فداك إن حمران زعم أنك أمرتنا أن نصلّي معهم فأنكرت ذلك 0
فقال لنا : كان علي بن الحسين (ع) يصلّي معهم الركعتين فإذا فرغوا فأضاف اليهما ركعتين (1)[559]) 0
... فأي دين أو مذهب يُربّي أتباعه على النفاق والمداراة مثل الشيعة ، حتى أصبح النفاق والرياء من خصائص دين الشيعة 0
...
... (9) عن يعقوب بن يقطين قال : قلت لأبي الحسن (ع) : جعلت فداك تحضر صلاة الظهر ، فلا نقدر أن ننزل في الوقت حتى ينزلوا وننزل معم ، فنصلّي ثم يقومون فيسرعون ، فنقوم فنصلّي العصر ونُريهم كأنا نركع ، ثم ينزلون العصر فيقدموننا فنصلّي بهم ؟ 0
فقال : صلّ بهم ، لا صلّى الله عليهم (2)[560]) 0
... عن إسحاق بن عمار قال : قلت لأبي عبدالله (ع) إني أدخل المسجد فأجد الإمام قد ركع وقد ركع القوم فلا يمكنني أن أُذّن وأُقيم وأُكبّر ؟ 0
فقال لي : فإذا كان ذلك ، فأُدخل معهم في الركعة وإعتدّ بها فإنها من أفضل ركعاتك 0
قال إسحاق : فلما سمعت اذان المغرب وأنا على بابي قاعد قلت للغلام : انظر أقيمت الصلاة ؟ 0 فجاءني فقال : نعم 0 فقمت مبادراً ، فدخلت المسجد فوجدت الناس قد ركعوا ، فركعت مع أول صف أدركته واعتددت بها ، ثم صليت بعد الإنصراف أربع ركعات ثم إنصرفت
وتزعم الشيعة أن الصلاة خلف أهل السنة تقية ونفاق في الصف الأول تعادل في أجرها كمن صلّى خلف النبي ( ، وفات واضع هذه الرواية أن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين قد نالوا الأجر العظيم بصلاتهم خلف رسول الله ( ، ولا أعتقد أن الرافضة يعتقدون بهذا 0
... عن الحلبي عن أبي عبدالله (ع) قال : من صلّى معهم في الصف الأول كان كمن صلّى خلف رسول الله ( (3)[561]) 0
__________
(1) 559]) الكافي 3/375 ، الحدائق الناضرة 11/77 ، الوافي 5/164 0
(2) 560]) الكافي 3/279 ، الحدائق الناضرة 11/74 ، الوافي 5/ 164 0
(3) 561]) الكافي 3/380 ، الحدائق الناضرة 11/71 0(169/195)
... وفي إعتقاد الرافضة أن الشيعي إذا صلّى في بيته ثم أتى مسجداً من مساجد المسلمين فصلّى معهم فيسلب حسنات الجميع ، ولا أدري بأي منطق أم بأي عقيدة يمكن للعاقل أن يُصدّق هذا الهراء ؟0
... عن الحسين بن عبدالله الأرجائي عن أبي عبدالله (ع) قال : من صلّى في منزله ثم أتى مسجداً من مساجدهم فصلّى معهم ، خرج بحسناتهم (1)[562]) 0
الصلاة على موتى أهل السنة
... نظراً لتكفير الشيعة لأهل السنة فإنهم لا يجوزون الصلاة عليهم، ولكن إذا إضطرتهم التقية إلى فعل ذلك ، فإنهم في صلاتهم يدعون عليه بالويل والثبور والعذاب وتسليط الهوام عليه ، نسأل الله العظيم أن لا يحوج المسلمين إلى صلاة الشيعة عليهم 0
واليك أقوال علمائهم الذين صرّحوا بهذا المعتقد لئلا يتهمنا البعض بأننا نلقي الكلام على عواهنه دون دليل أو برهان 0
__________
(1) 562]) الكافي 3/381 ، الحدائق الناضرة 11/72 ، من لا يحضره الفقيه 1/265 ، بحار الأنوار 5/164 0(169/196)
1- الشهيد الأول- الذكرى ص 60 : فيه وإن كان ناصبياً فليقل ما رواه عامر بن السمط عن الصادق ( ع ) إن منافقاً مات فخرج الحسين ( ع ) فقال مولى له افر من جنازته0 فقال: قم عن يميني فما تسمعني أقول فقل مثله0 فلما أن كبّر عليه وليّه 0قال الحسين ( ع ) الله أكبر اللهم العن عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة اللهم أخر عبدك في عبادك وبلادك واصله حر نارك أذقه اشد عذابك فإنه كان يتوالى أعداءك ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك 0 ونحوه رواية صفوان الجمال عن الصادق ( ع ) في القضية بعينها فقال فيها فرفع يده يعني الحسين ( ع ) وعن الحلبي عنه ( ع ) اللهم إن فلاناً لا نعلم إلا أنه عدو لك ولرسولك اللهم فاحش قبره نارا واحش جوفه نارا وعجله إلى النار فإنه كان يتولى أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك اللهم ضيق عليه قبره وذكر ابن أبى عقيل أن ذلك المنافق سعيد بن العاص0 فإذا رفع فقل اللهم لا ترفعه ولا تزكه وعن محمد بن مسلم عن أحدهما ( ع ) أن كان جاحدا للحق فقل اللهم إملأ جوفه ناراً وقبره ناراً وسلّط عليه الحيات والعقارب قاله أبى لامرأة سوء من بني أمية وزاد واجعل الشيطان لها قريناً 0 فسأله محمد بن مسلم لأي شئ قال : تعضضها الحيات وتلسعها العقارب والشيطان يقارنها في قبرها0 قال : أو لم تجد ألم ذلك؟ 0 قال نعم 0
2 –المفيد: المقنعة ص 229 :إن كان ناصباً فصلّ عليه تقية ، وقل بعد التكبيرة الرابعة : " عبدك وابن عبدك لا نعلم منه إلا شراً ، فاخزه في عبادك ، وبلادك ، واصله أشد نارك ، اللهم إنه كان يوالى أعداءك ، ويعادى أولياءك ، ويبغض أهل بيت نبيك ، فاحش قبره نارا ، ومن بين يديه نارا ، وعن يمينه نارا ، وعن شماله نارا ، وسلط عليه في قبره الحيات والعقارب 0(169/197)
روى عن الصادقين عليهم السلام أنهم قالوا : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلى على المؤمنين ، ويكبر خمساً، ويصلى على أهل النفاق سوى من ورد النهى عن الصلاة عليهم ، فيكبر أربعا ، فرقا بينهم وبين أهل الإيمان ، وكانت الصحابة إذا رأته قد صلى على ميت فكبر أربعا قطعوا عليه بالنفاق . ومما يعضد هذه الرواية عنهم عليهم السلام ، ويزيدها برهانا برهان صحتها ، ما أجمع عليه أهل النقل : أن أمير المؤمنين عليه السلام صلى على سهل بن حنيف رحمه الله فكبر خمساً ، ثم التفت إلى أصحابه فقال لهم : إنه من أهل بدر، إيضاحاً عن وجوب الخمس تكبيرات على أهل الإيمان ، ونفياً للشبهة0
3 -الطوسي: مصباح المتهجد ص 525 : إن كان مخالفاً معانداً دعا عليه ولعنه .
4 - الطوسي: الرسائل العشر ص 195 : يدعو بعدها للميت إن كان مؤمناً ، وعليه إن كان منافقاً0
5 - الطوسي- النهاية ص 145 : يكبر الرابعة ويدعوا للميت إن كان مؤمناً فإن لم يكن كذلك ، وكان ناصباً معلنا بذلك لعنه 0
6 - الطوسي: الاقتصاد ص 276 : الرابعة فيدعو بعدها للميت إن كان مؤمناً وعليه إن كان منافقاً 0
7 - الطوسي :المبسوط ج 1 ص 185 : ثم يكبر الرابعة ويدعو للميت إن كان مؤمنا ، وعليه إن كان ناصبا ويلعنه ويبرء منه 0
8 - علي بن بابويه- فقه الرضا ص 187 :إن كان ناصباً فقل : اللهم إنا لا نعلم إلا أنه عدو لك ولرسولك ، اللهم فاحش جوفه نارا ، وقبره ناراً ، وعجله إلى النار ، فإنه كان يتولى أعداءك ، ويعادي أولياءك ، ويبغض أهل بيت نبيك ، اللهم ضيق عليه قبره . فإذا رفع فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه .(169/198)
9 - الصدوق(!!!): المقنع ص 70 : وإذا صليت على المنافق فقل بين التكبيرة الرابعة والخامسة : " اللهم اخز عبدك في عبادك وبلادك ، اللهم اصله أشد نارك ، اللهم أذقه حر عذابك ، فانه كان يوالي أعداءك ، ويعادي أولياءك ، ويبغض أهل بيت نبيك . فإذا رفع فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه .
10 - القاضي ابن البراج : المهذب ج 1 ص 131 :إن كان الميت ناصباً فقل : " عبدك ابن عبديك لا نعلم منه إلا شرا فأخذه من عبادك وبلادك وأصله اشد نارك ، اللهم انه كان يوالى أعدائك ويعادى أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك فاحش قبره نارا ومن بين يديه نارا وعن شماله نارا وسلط عليه في قبره الحيات 0
11 -ابن زهرة الحلبي: غنية النزوع ص 104 :إن كان مخالفاً للحق دعا عليه بما هو أهله 0
12 - أبو المجد الحلبي - إشارة السبق ج 1 ص 104 : ، وبعد الرابعة بالترحم على الميت إن كان محقاً ، وعليه إن كان مبطلاً 0
13 -ابن إدريس الحلي - السرائر ج 1 ص 359 : ثم يكبر الرابعة ، ويدعو للميت إن كان مؤمنا ، وعليه إن كان مخالفا لاعتقاد الحق ، ويلعنه ويبرأ منه 0
14 - بهاء الدين العاملي- الحبل المتين ص 68 : المشيع للجنازة قدامها وخلفها وعن أحد جانبيها مما لا خلاف لاحد في جوازه إذا لم يكن الميت ناصبياً إنما الخلاف في أن أي الأنواع افضل فالذي عليه كثير من الأصحاب أن المشي خلفها أو عن أحد جانبيها افضل من المشي أمامها بل جعلوا المشي أمامها مكروها وقال المحقق في المعتبر مشي المشيع وراء الجنازة أو مع جانبيها افضل من تقدمها غير إني لا اكره المشي أمامها بل هو مباح انتهى واستدل على الأفضلية المذكورة بأنها متبوعة وليست تابعة وبما تضمنه الحديث الثالث عشر وبما رواه سدير عن آبي جعفر عليه السلم قال من احب أن يمشي مشي الكرام الكاتبين فليمش جنبي السرير وقال ابن أبي عقيل بوجوب التأخر خلف جنازة الناصبي لما روي من استقبال ملائكة العذاب 0(169/199)
15- الفاضل الآبي - كشف الرموز ج 1 ص 193 :
للميت في الرابعة إن كان مؤمناً ، وعليه إن كان منافقاً 0
16- المحقق الحلي - المعتبر ج 2 ص 351 : يدعى بعد الرابعة للميت إن كان مؤمناً، وعليه إن كان منافقاً 0
17- المحقق الحلي - شرائع الإسلام ج 1 ص 82 : ويستحب عقيب الرابعة : أن يدعو له إن كان مؤمناً ، وعليه إن كان منافقاً 0
18- الحلي - تحرير الاحكام ج 1 ص 19 : يكبر ويدعو للميت إن كان مؤمناً وعليه إن كان منافقاً0
19- ابن فهد الحلي - المهذب البارع ج 1 ص 429 : للميت في الرابعة إن كان مؤمنا ، وعليه إن كان منافقا
20 - الاردبيلي - مجمع الفائدة ج 2 ص 433 : و فيه دلالة على عدم وجوب الدعاء على المنافقين فعلى المخالف بالطريق الأولى ولعل المراد بالمنافقين ، هم الكفار الذين يظهرون الإيمان 0
21 - الفيض الكاشاني- التحفة السنية ص 354 : حسنة الحلبي إذا صليت على عدو الله فقل اللهم انا لا نعلم منه إلا انه عدو لك ولرسولك اللهم فاحش قبره نارا واحش جوفه نارا وعجل به إلى النار فانه كان يوالي أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك اللهم ضيق عليه قبره فإذا رفع فقل اللهم لا ترفعه ولا تزكه وفي حسنة محمد بن مسلم عن أحدهما ( ع ) وإن كان جاحداً للحق فقل اللهم إملأ جوفه نارا وقبره نارا وسلط عليه الحيات 0(169/200)
22 - البحراني - الحدائق الناضرة ج 10 ص 414 :لا يخفى أن ما دل على الإنصراف بعد الرابعة إنما ورد في صلاته صلى الله عليه وآله على منافقي زمانه وحكاية صلاته عليهم ، وما ورد في الدعاء عليهم إنما ورد في الصلاة على النصاب والمخالفين من أهل السنة وان عبر عنهم بالمنافقين أيضاً في بعض الأخبار . وها أنا أسوق ما وقفت عليه من الأخبار في ذلك لتطلع على صحة ما هنالك ، فمن ذلك مار واه في الكافي عن عامر بن السمط عن أبي عبد الله ( ع ) ( أن رجلا من المنافقين مات فخرج الحسين بن على ( عليهما السلام ) يمشى معه فلقيه مولى له فقال له الحسين ( ع ) أين تذهب يا فلان ؟ فقال له مولاه افر من جنازة هذا المنافق أن أصلي عليها . فقال له الحسين ( ع ) انظر أن تقوم على يميني ما تسمعني أقول فقل مثله . فلما إن كبر عليه وليه قال الحسين ( ع ) : الله اكبر العن فلانا عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة اللهم أخز عبدك في عبادك وبلادك واصله حر نارك أذقه أشد عذابك فانه كان يتولى أعداءك ويعادى أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك صلى الله عليه وآله وما رواه في الكافي والفقيه في الصحيح عن الحلبي عن أبى عبد الله ( ع ) قال : ( إذا صليت على عدو الله فقل : اللهم إن فلانا لا نعلم منه إلا انه عدولك ولرسولك صلى الله عليه وآله اللهم فاحش قبره نارا واحش جوفه نارا وعجل به إلى النار فانه كان يتولى أعداءك ويعادى أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك اللهم ضيق عليه قبره . وإذا رفع فقل اللهم لا ترفعه ولا تزكه ) . وما رواه في الكافي في الصحيح أو الحسن عن محمد بن مسلم عن أحدهما (ع) قال : ( إن كان جاحدا للحق فقل : اللهم املا جوفه نارا وقبره نارا وسلط عليه الحيات والعقارب وذلك قاله أبو جعفر ( ع ) لامرأة سوء من بنى أمية صلى عليها أبي ، وقال هذه المقالة واجعل الشيطان لها قريناً ) .(169/201)
وقال في كتاب الفقه الرضوى في تتمة العبارة الأولى مما قدمنا نقله عنه : وإذا كان الميت مخالفا فقل في تكبيرك الرابعة : اللهم اخز عبدك وابن عبدك هذا اللهم اصله حر نارك اللهم أذقه اليم عذابك وشديد عقوبتك وأورده نارا أملا جوفه نارا وضيق عليه لحده فانه كان معاديا لأوليائك ومتواليا لأعدائك . اللهم لا تخفّف عنه العذاب وإصبب عليه العذاب صباً . فإذا رفع جنازته فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه ) . وهذه الروايات كلها كما ترى ظاهرة في المخالف من أهل السنة 0
ويقول أيضاً في الحدائق الناضرة ج 10 ص 448 : ثم تكبر الخامسة وتنصرف وإذا كان ناصبا فقل : اللهم انا لا نعلم إلا انه عدولك ولرسولك اللهم فاحش جوفه نارا وقبره نارا وعجله إلى النار فانه كان يتولى أعداءك ويعادى أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك صلى الله عليه وآله اللهم ضيق عليه قبره . وإذا رفع فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه وان كان مستضعفا فقل : اللهم اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ، وإذا لم تدر ما حاله فقل : اللهم إن كان يحب الخير وأهله فاغفر له وارحمه وتجاوز عنه ) والكلام هنا كما تقدم من ظهور كون الصلاة على هؤلاء بهذا النحو من غير التكبيرات الخمس التي في الصلاة على المؤمن 0(169/202)
23 - الفاضل الهندي - كشف اللثام ج 2 ص 353 : الدعاء للميت إذا كان مؤمنا ( ولعنه إن كان منافقاً ) أي مخالفاً ، كما في المنتهى والسرائر والكافي والجامع ، وبمعناه ما في الغنية والإشارة من الدعاء على المخالف ، وفي الاقتصاد وكتب المحقّق : الدعاء عليه إن كان منافقاً من غير نص أو دلالة على معنى المنافق . وفي المصباح ومختصره : لعن المنافق المعاند ، وفي النهاية : لعن الناصب المعلن والتبرؤ منه، وفي المبسوط : لعن الناصب والتبرؤ منه ، وفي الوسيلة : الدعاء على الناصب ، وفي المقنعة والهداية : الدعاء على المنافق بما في صحيح صفوان بن مهران عن الصادق عليه السلام من قول الحسين عليه السلام على منافق : اللهم اخز عبدك في عبادك وبلادك ، اللهم أصله أشد نارك ، اللهم أذقه حر عذابك ، فإنه كان يوالي أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك . ونحوه ما في خبر عامر بن السمط وزاد في أوله : اللهم العن فلانا عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة . وفي المقنعة والمهذب وشرح جمل السيد للقاضي الدعاء على الناصب بما في خبر صفوان ، لكن زاد في أوله : عبدك وابن عبدك لا نعلم منه إلا شراً ، ثم قال : فاخزه في عبادك ، إلى آخر ما مر محفوظاً عنه0 قوله أذقه حر عذابك والفاء في فانه كان وزاد في آخره : فاحش قبره ناراً ومن بين يديه ناراً وعن يمينه ناراً وعن شماله ناراً ، وسلًط عليه في قبره الحيات والعقارب . وقال الصادق عليه السلام في صحيح الحلبي : إذا صليت على عدو الله فقل : اللهم انا لا نعلم منه إلا أنه عدو لك ولرسولك ، اللهم فاحش قبره نارا واحش جوفه نارا وعجل به إلى النار فإنه كان يوالي أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك ، اللهم ضيق عليه قبره ، فإذا رفع فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه . وفي حسنه : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال في جنازة ابن أبى : اللهم احش جوفه نارا واملا قبره نارا واصله نارا . ولاختصاص هذه الأخبار(169/203)
بالناصب ، ونحو ابن أبى اقتصر من اقتصر على الناصب أو المنافق . ومما نص على الجاحد للحق حسن ابن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال : إن كان جاحدا للحق فقل : اللهم املا جوفه نارا وقبره نارا وسلط عليه الحيات والعقارب . وذلك قاله أبو جعفر لامرأة سؤ من بني أمية صلى عليها أبي ، وزاد : واجعل الشيطان لها قرينا فسأله ابن مسلم : لأي شي يجعل الحيات والعقارب في قبرها ؟ فقال : إن الحيات يعضضنها والعقارب يلسعنها والشيطان يقارنها في قبرها ، قال : أو تجد ألم ذلك ؟ قال : نعم شديداً .(169/204)
24 – السبزواري – ذخيرة المعاد ج 2 ص 329 : ويدعو عليه أي على الميت إن كان منافقا لعل المراد بالمنافق المخالف بقرينة المقابلة وفسره بعضهم بالناصب وذكر الشيخ في المبسوط الناصب وفي النهاية الناصب المعلن به واكثر الأخبار الآتية يقتضي الاختصاص به وبعضها يقتضي العموم والظاهر من كلام المصنف وغيره إن ذلك على سبيل الوجوب كما في قرينة وقال الشهيد في الذكرى والظاهر إن الدعاء على هذا القسم غير واجب لان التكبير عليه أربع وبها يخرج من الصلوة وهو استدلال ضعيف إذ لا دليل على اشتراط أن يكون الدعاء على الميت أوله بعد الرابعة نعم يفهم عدم وجوب الدعاء على المنافق من رواية أم سلمة السابقة عن قريب وكذا من رواية إسماعيل بن همام الآتية عند شرح قول المصنف ثم يكبر الخامسة فيمكن انسحاب حكمه في المخالف مع تأمل فيه وقد ورد الأمر بالدعاء على المنافق في عدة روايات منها ما رواه ابن بابويه عن صفوان بن مهران الجمال في الصحيح عن أبى عبد الله ( ع ) انه قال مات رجل من المنافقين فخرج الحسين بن علي عليهما السلام يمشي ، فلقى مولى له فقال له إلى أين تذهب ؟ 0 فقال : افرّ من جنازة هذا المنافق أن أصلي عليه فقال له الحسين قم إلى جنبي فما سمعتني أقول فقل مثله قال فرفع يديه فقال اللهم اخز عبدك في عبادك وبلادك اللهم اصله اشد نارك اللهم أذقه حر عذابك فانه كان يوالى أعدائك ويعادى أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك وروى الكلينى في الحسن عن عامر بن السمط ما يقرب من الخبر السابق وفيه فلما ان كبر عليه وليه قال الحسين عليه السلام اللهم العن فلانا عبدك ألف لعنه مؤتلفة غير مختلفة اللهم اخز عبدك إلى آخر ما مر في الحديث السابق ومنها ما رواه الكليني عن الحلبي في الحسن بإبراهيم بن هاشم عن أبى عبد الله ( ع ) قال إذا صليت على عدو لله فقل اللهم إن فلاناً لا نعلم إلا انه عدو لك ولرسولك اللهم فاحش قبره ناراً واحش جوفه ناراً وعجل به إلى النار(169/205)
فانه كان يتولى أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك اللهم ضيق على قبره فإذا رفع فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه 0 ومنها ما رواه عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: إن كان جاحداً للحق فقل اللهم إملأ جوفه ناراً وقبره ناراً وسلّط عليه الحيات والعقارب0وذلك قاله أبو جعفر لامرأة سوء من بني أمية صلّى عليها ابي0 وقال هذه المقالة واجعل الشيطان لها قريناً الحديث 0 وروى ابن بابويه عن عبيد الله بن علي الحلبي في الصحيح عن أبى عبد الله ( ع ) انه قال إذا صليت على عدو لله عز وجل فقل اللهم انا لا نعلم إلا انه عدو لك ولرسولك اللهم فاحش قبره نارا واحش جوفه نارا وعجله إلى النار فانه كان يوالي أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك اللهم ضيق عليه قبره فإذا رفع فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه 0 ومنها مار واه الكليني عن ابن أبى نصر قال يقول اللهم اخز عبدك في بلادك وعبادك اللهم اصله نارك واذقه اشد عذابك فانه كان يعادي أوليائك ويوالي أعدائك ويبغض أهل بيت نبيك 0 وعن حماد بن عثمان في الصحيح عن أبى عبد الله ( ع ) أو عن من ذكره عن أبى عبد الله ( ع ) قال ماتت امرأة من بني أمية فحضرها فلما صلوا عليها ورفعوها وصارت على أيدي الرجال قال اللهم ضعها ولا ترفعها ولا تزكها قال وكانت عدوه لله قال ولا اعلم إلا قال ولنا واعلم إن هذه الروايات غير ناهضة بإثبات الوجوب بناء على ما قررناه مراراً من أن الأمر المجرد عن قرينة خارجة في الأخبار الخاصية غير واضحة الدلالة على الوجوب مع معارضتها بما يفهم من رواية أم سلمة السابقة في الجملة فالحكم بوجوب الدعاء على المخالف 0(169/206)
25 - محمد العاملي - مدارك الأحكام ج 4 ص 170 : ورد بالأمر بالدعاء على المنافق روايات : منها ما رواه ابن بابويه في الصحيح ، عن صفوان بن مهران الجمال ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : " مات رجل من المنافقين فخرج الحسين بن علي عليهما السلام يمشي فلقي مولى له فقال له ، إلى أين تذهب ؟ فقال : أفر من جنازة هذا المنافق أن أصلي عليه ، فقال له الحسين عليه السلام : قم إلى جنبي فما سمعتني أقول فقل مثله قال : فرفع يديه فقال : اللهم اخز عبدك في عبادك وبلادك ، اللهم اصله أشد نارك ، اللهم أذقه حر عذابك فإنه كان يوالي أعداءك ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك ". وما رواه الكليني في الحسن ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما عليهما السلام ، قال : " إن كان جاحدا للحق فقل : اللهم املأ جوفه نارا وقبره نارا وسلط عليه الحيات والعقارب " .(169/207)
26 - ويقول الجواهري في: جواهر الكلام ج 12 ص 48-50 : (المنافق فأربع ولا سلام فيها ) 0وقال الصادق (ع) في صحيح هشام بن سالم :( كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يكبر على قوم خمساً وعلى قوم آخرين أربعاً ، فإذا كبر على رجل أربعاً اتهم ) إلى غير ذلك من النصوص التي بها يقيد إطلاق نصوص الخمس ، لا أنه يجمع بينها بالتخيير بين الانصراف بالرابعة وبين الدعاء عليه بعدها ثم يكبر الخامسة كما في حواشي الكتاب للكركي ، ضرورة مخالفته لقواعد المذهب ، على أن الاقتصار على الأربع لا ينافي وجوب الدعاء عليه الذي قد يدل عليه قول أحدهما (ع) في صحيح ابن مسلم : ( إن كان جاحداً للحق فقل : اللهم املأ جوفه ناراً وقبره ناراً وسلط عليه الحيات والعقارب وذلك قاله أبو جعفر (ع) لامرأة سوء من بني أمية صلى عليها أبي فقال : هذه المقالة واجعل الشيطان لها قرينا 0 قال محمد ابن مسلم : فقلت له : لأي شئ يجعل الحيات والعقارب في قبرها 0قال : إن الحيات يعضضنها والعقارب يلدغنها والشيطان يقارنها في قبرها 0 قلت : ويجد ألم ذلك؟0 قال : نعم شديداً0
وفي خبر عامر بن السمط عن أبي عبد الله (ع) ( إن رجلاً من المنافقين مات فخرج الحسين بن علي (ع) يمشي معه فلقيه مولى له0 فقال له الحسين (ع) : أين تذهب يا فلان ؟ فقال له مولاه : أفرّ من جنازة هذا المنافق أن أصلي عليها ، فقال له الحسين (ع) : انظر أن تقوم على يميني فيما تسمعني أقول فقل مثله ، فلما أن كبّر عليه وليّه0 قال الحسين (ع): الله أكبر اللهم العن فلاناً عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة ، اللهم اخر عبدك في عبادك وبلادك وأصله حر نارك ، اللهم أذقه أشد عذابك ، فانه كان يوالي أعداءك ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك 0(169/208)
ورواه صفوان مثله بدون ذكر اللعن كالمحكي عن المقنعة والهداية من الدعاء عليه بذلك ، كما أن في الأولى والمحكي عن المهذب وشرح الجمل للقاضي الدعاء على الناصب بما في خبر صفوان لكن زادا في أوله ( عبدك وابن عبدك لا نعلم منه إلا شرا " - ثم قالا - : فاخزه في عبادك ) إلى آخر ما مر محذوفاً منه قوله : ( أذقه أشد عذابك ) والفاء في ( فانه كان ) وزادا في آخره ( فاحش قبره ناراً ومن بين يديه ناراً ، وعن يمينه ناراً ، وعن شماله ناراً ، وسلط عليه في قبره الحيات والعقارب )0
وفي خبر أحمد عن البزنطي قال : ( اللهم اخز عبدك في بلادك وعبادك ) الحديث .
وفي صحيح الحلبي عن أبي عبد الله (ع) قال : ( إذا صليت على عدو الله فقل : اللهم إن فلاناً لا نعلم إلا أنه عدو لك ولرسولك ، اللهم فاحش قبره ناراً ، واحش جوفه ناراً،وعجل به إلى النار ، فإنه كان يتولى أعداءك ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك ، اللهم ضيق عليه قبره . فإذا رفع فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه ) 0(169/209)
وفي حسنه ( إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال في جنازة ابن أبي : اللهم احش جوفه نارا " واملأ قبره نارا " وأصله نارا " ) . فما في الذكرى والدروس وتبعه المحقق الثاني وتلميذه والفاضل الميسي والكاشاني من عدم الوجوب للأصل المقطوع بما عرفت ، ولأن التكبير عليه أربع وبها يخرج عن الصلاة الذي فيه ما لا يخفى - واضح الضعف ، بل المحكي عنه في حواشيه والموجز وشرحه وغيرها ، بل قيل : إنه ظاهر كثير من الأصحاب الوجوب ، نعم قد يتم عدم الوجوب بناءاً على عدم مشروعية الصلاة عليه إلا للتقية ، مع إمكان القول بالوجوب على هذا التقدير وإن بعد عملا " بظاهر الأمر في خبري الحلبي وابن مسلم لكن في كشف اللثام ( وهل يجب اللعن أو الدعاء عليه ؟ وجهان من الأصل وعدم وجوب الصلاة إلا ضرورة إن قلنا بذلك ، فكيف يجب أجزاؤها ، وهو خيرة الشهيد ، قال : لأن التكبير عليه أربع ، وبها يخرج من الصلاة ، وعليه منع ظاهر ، ومن ظاهر الأمر في خبري الحلبي وابن مسلم ) قلت : لا يخفى عليك قوة الثاني على المختار من وجوب الصلاة عليه ، لأن المراد به هنا نصا وفتوى – خصوصاً مع مقابلته بالمؤمن في الصحيح السابق – المخالف كما صرح به جماعة ، بل في كشف اللثام في شرح قول الفاضل : ( ولعنه إن كان منافقاً ) أي مخالفاً كما في المنتهى والسرائر والكافي والجامع ، وبمعناه ما في الغنية و من الدعاء على المخالف ، فما عن المصباح ومختصره – من التعبير بلعن - ، والنهاية لعن الناصب المعلن والتبري منه ، والمبسوط لعن الناصب والتبري منه والوسيلة0(169/210)
الدعاء على الناصب لا يخلو من نظر إن أريد منه التخصيص ، وحمل جميع هذه النصوص على الناصب - والمنافق في إسلامه لا داعي له بل ولا شاهد عليه ، بل لا يبعد كون التعبير عنه بالمنافق ونحوه في النصوص للتقية . ضرورة عدم مشروعية الصلاة على غيره من الناصب والمنافق حقيقة إلا على بعض الوجوه التي ترجع معها إلى صورة الصلاة كالصلاة على عبد الله بن أبي الذي صلى عليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقد يدل الدعاء عليه على الدعاء على المخالف أيضا إلغاء للفرق بينهما وتنقيحا المناط فيهما ، كما أن ما هو ظاهر في الناصب كذلك أيضا ، بل على بعض التفاسير له يشمل سائر المخالفين ، بل قد يقال باتحادهم في الحكم معه هنا وإن لم يكونوا متظاهرين بالعداوة لآل محمد (ع) تخيلاً منهم أنهم على عقيدتهم في الرضا عن الأول والثاني والثالث(1)[563]) ، وإلا فهم أعداء لأعدائهم ومنهم آل محمد (ع) وأوليائهم وتدليس الحال للتقية لا يرفع أصل العداوة كما هو واضح ، فقد يقال حينئذ بوجوب لعنهم أو رجحانه كما هو ظاهر القواعد والمحكي عن المنتهى والسرائر والكافي والجامع فضلاً عن الدعاء عليهم بغيره ، وإن كان الأقوى عدم وجوبه أي اللعن بإطلاق الأدلة السابقة الذي لا ينافيه فعل الحسين (ع) وإن أمر وليه بقوله بعد تسليم كون الذي صلى عليه منهم لا ناصبا أو منافقا في إسلامه أو محكوما بكفره أو قلنا باشتراك الجميع في ذلك ، لكن الأولى في الجمع بينه وبين غيره من النصوص القول بوجوب الدعاء عليه من غير توقيت بدعاء مخصوص ، والله أعلم .
__________
(1) 563]) أبوبكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ولعنة الله على كل من يبغضهم أو ينتقصهم0(169/211)
27 - فقه ابن أبي عقيل العماني ص 118 : إن كان ناصبياً فليقل ما رواه عامر ابن السمط عن الصادق عليه السلام أن منافقا مات فخرج الحسين عليه السلام فقال مولى له أفر من جنازته ، فقال " قم عن يميني فما تسمعني أقول فقل مثله ، فلما أن كبر عليه وليه قال الحسين عليه السلام : الله أكبر ، اللهم العن عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة ، اللهم أخز عبدك في عبادك وبلادك ، وأصله حر نارك ، وأذقه أشد عذابك ، فإنه كان يتوالى أعداءك ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك " ونحوه رواية صفوان الجمال عن الصادق عليه السلام في القضية بعينها ، فقال فيها " فرفع يده يعني الحسين عليه السلام " وعن الحلبي عنه عليه السلام " اللهم إن فلانا لا نعلم إلا أنه عدو لك ولرسولك ، اللهم فاحش قبره نارا واحش جوفه نارا وعجله إلى النار ، فإنه كان يتولى أعداءك ، ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك ، اللهم ضيق عليه قبره " وذكر ابن أبي عقيل أن ذلك المنافق سعيد بن العاص " .(169/212)
28 - آقا رضا الهمداني - مصباح الفقيه ج 4 ص 501 : كان الميت منافقاً أو ناصبياً وشبهه من الفرق المنتحلة للإسلام المحكوم بكفرهم إذا اقتضت الضرورة الصلاة عليه أو كان مخالفا اقتصر المصلي على أتربع تكبيرات وانصرف بالرابعة أما في المنافق والنواصب وغيرهما من الفرق الذين حكم بكفرهم فلأنه لا تجب الصلاة عليهم بل لا تشرع إلا لتقية وشبهها وهي لا تقتضي إلا الإتيان بصورة الصلاة عليهم كذلك مضافا إلى دلالة الروايات بالآتية عليه واما المخالف فإنّا وان قلنا بوجوب الصلاة عليه ولكن الصلاة الواجبة عليه ليست إلا ما كان صلاة في مذهبه وهي ما اشتملت على أربع تكبيرات إلزاما له بما الزم نفسه وفي المدارك قال في شرح العبارة المراد بالمنافق هنا المخالف كما يدل عليه ذكره في مقابلة المؤمن في الأخبار وكلام الأصحاب 0 أقول مقابلته بالمؤمن من يقتضي حمله على إرادة الأعم لا خصوص المخالف اللهم إلا أن يجعل تصريحهم بعدم وجوب الصلاة على من عداهم من الفرق المخالفة للحق المحكوم بكفرهم قرينة على التخصيص وكيف كان فيدل على اختصاص خمس تكبيرات بالمؤمن صحيحة إسماعيل بن سعد الاشعري عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال سألته عن الصلاة على الميت فقال أما المؤمن فخمس تكبيرات واما المنافق فاربع ولا سلام فيها0 والروايات المستفيضة التي أشار اليها المفيد في مقنعته بقوله: روى عن الصادقين انهم قالوا كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي على المؤمنين ويكبّر عليهم خمساً ويصلي على أهل النفاق ، سوى من ورد النهي عن الصلاة عليهم فيكبر اربعاً فرقا بينهم وبين أهل الإيمان ، وكانت الصحابة إذا رأته قد صلى على ميت وكبر عليه اربعاً قطعوا عليه بالنفاق 0 منها صحيحة هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله يكبّر على قوم خمساً وعلى قوم آخرين اربعاً ، فاذا كبّر على رجل اربعاً اتهم يعني بالنفاق وخبر أم سلمة وخبر(169/213)
إسماعيل بن همام المتقدمان0 وما ورد في غير واحد من الأخبار التي سيأتي نقلها عند تعرض المصنف لبيان ما ينبغي أن يقال في الصلاة على المنافق من الدعاء عليه باللعن والخزي ليس منافياً للاقتصار على أربع تكبيرات والانصراف بالرابعة إذ لا ينحصر موضع الدعاء للميت أو عليه في كونه عقيب الرابعة بل قد عرفت أن الأفضل بل الاحوط الإتيان به بين كل تكبيرتين وما نسب إلى المشهور من وجوب توزيع الأدعية على التكبيرات وان موضع الدعاء للميت بعد الرابعة فمرادهم تعين الدعاء للميت عقيب الرابعة لا انحصار موضع الدعاء فيه كيف وقد ورد في جملة من الأخبار الأمر بالدعاء له بين كل تكبيرتين بل قد يلوح من بعض الروايات الواردة في الصلاة على المنافق وقوع الدعاء عليه بعد الأولى مثل خبر عامر بن السمط عن أبى عبد الله عليه السلام أن رجلاً من المنافقين مات فخرج الحسين بن علي عليه السلام يمشي معه فلقيه مولى له فقال له الحسين عليه السلام أين تذهب يا فلان فقال له موليه افر من جنازة هذا المنافق أن اصلي عليه فقال له الحسين عليه السلام انظر أن تقوم على يميني فما تسمعني أقول فقل مثله فلما أن كبر وليه قال الحسين عليه السلام الله اكبر اللهم العن فلانا عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة اللهم اخز عبدك في عبادتك واصله حر نارك اللهم أذقه اشد عذابك فانه كان يوالي أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت(169/214)
29 - محمد أمين زين الدين - كلمة التقوى ج 1 ص 217 : [ المسألة 720 ] تجب الصلاة على كل ميت مسلم ، سواء كان عادلاً أم فاسقاً ، وشهيداً أم غيره ، حتى مرتكب الكبائر وقاتل نفسه ، وحتى المخالف في مذهبه على الاحوط ، اذا لم يكن ناصبياً ولا خارجياً أو غالياً ، وتجب على أطفال المسلمين إذا بلغوا ست سنين ، ولا تجب على من كان عمره اقل من ذلك ، وفي استحباب الصلاة عليه تأمل ، نعم ، لا بأس بالإتيان بها برجاء المطلوبية . ولا تجوز الصلاة على الكافر بجميع أقسامه حتى المرتد إذا مات بغير توبة ، ومن حكم بكفره من الفرق المنتسبة إلى الإسلام .
... ربما يقول فضيلة الشيخ القرضاوي إن هذا إعتقاد الغلاة والقدماء – رغم أن بعض الذين ذكرناهم من المعاصرين – ولا يمثل رأي المعاصرين من الشيعة 0
... أعتقد أن الشيخ القرضاوي يؤمن بإعتدال الخميني ويصفه بأنه من دعاة الوحدة بين المسلمين والشيعة ، فهاهو الخميني يجتّر ذلك المعتقد ويقول في كتابه " تحرير الوسيلة " 1/79 : يجب الصلاة على كل مسلم وإن كان مخالفاً للحق على الأصح (1)[564]) ولا يجوز على الكافر بأقسامه حتى المرتد ومن حكم بكفره ممن إنتحل الإسلام كالنواصب والخوارج ومن وجد ميتاً في بلاد المسلمين يلحق بهم 0
... ويقول أيضاً في نفس الصفحة : يعتبر في المصلي على الميت أن يكون مؤمناً ، فلا يجزئ صلاة المخالف فضلاً عن الكافر ، ولا يعتبر فيه
وجوب مخالفة أهل السنة
من الأمور المسلّم بها عند الشيعة قاطبة وجوب مخالفة أهل السنة في الأخبار فضلاً عن العقائد ، حتى أن مقياس صحة أي خبر عند الشيعة لابد أن يكون ما عليه أهل السنة 0
__________
(1) 564]) الخميني يقصد هنا فرق الشيعة الأخرى لا الذين لا يؤمنون بالنص على الأئمة الإثني عشر 0(169/215)
وقد يستنكر فضيلة الشيخ القرضاوي هذا الأمر ، ونحن لا نسوق هذا جزافاً ولا نذكره من كتب الأقدمين من علماء الشيعة ، بل نذكر هذا من كتاب لأحد علماء الشيعة الذي إنخدع به كثير ممن يتصدرون الدعوة الإسلامية ، فهاهو الخميني يذكر سبب المخالفة في رسالته " التعادل والترجيح " 82 : عن إسحاق الأرجائي رفعه قال : قال أبو عبد الله (ع) : أتدري لم أُمرتم بخلاف ما تقول العامة ؟ 0
قلت :لا أدري 0
قال : إن علياً لم يكن يدين لله بدين إلا خالف عليه الأمة إلى غيره إرادة لإبطال أمره ، وكانوا يسألون أمير المؤمنين عن الشيء لا يعلمون عنه ، فإذا أفتاهم جعلوا له ضدّاً من عندهم ليلتبسوا على الناس 0
... فالسبب عند الخميني ومن يدين بدينه أن الصحابة رضوا الله عليهم أجمعين يستفتون علياً رضي الله عنه فيما أشكل عليهم ، ثم يضعون نقيضه ، فلهذا خبر الشيعة لا يوافق خبر أهل السنة إلا عن تقية وسيأتي تفصيله 0 فما رأي الشيخ القرضاوي بهذا الكلام الصادر عن كبيرهم في العصر الحاضر 0
... الصحابة لم يكونوا بالصورة القاتمة من الحقد والكراهية التي صوّرها الخميني وجميع الشيعة في تعاملهم مع علي رضي الله عنه ، بل يُفضلّونه على أنفسهم في كثير من الأحيان 0 والشيعة قلبوا حقائق التاريخ وكتبوه بمداد من الحقد والكراهية للجيل المثالي0
... ولا أعلم أي جريرة إرتكبها الصحابة رضوان الله عليهم أعظم من نصرة المصطفى ( ونشر الإسلام وفدائه بالمال والروح والقضاء على ملة الكفر والممالك المجوسية الخميني أحد أحفادها البررة فأراد أن ينتقم لسلفه بتشويه سيرة من أذلّ أجداده 0(169/216)
... التاريخ رغم أنف المجوس ومن يلهج بذكرهم والعمل على إعادة سيرتهم حفظ لنا المواقف المشرفة التي وقفها صحابة الرسول ( في الدفاع عن الإسلام ورسول الإسلام ( ، وسجّل المواقف المخزية لمن اتخذوا التشيع ستاراً للنيل من الإسلام ورسوله ( ورجاله مثل النصير الطوسي الذي يترحم عليه الخميني ، لا رحم الله فيهما مغرز إبرة 0
... ويقول الخميني أيضاً ص 80 –81 من" التعادل والترجيح " : البحث الثاني في حال الأخبار الواردة في مخالفة العامة وهي أيضاً طائفتان :
أحديهما : ما رودت في خصوص الخبر المتعارضين 0
وثانيتهما : ما يظهر منها لزوم مخالفتهم وترك الخبر الموافق لهم مطلقاً 0
فمن الأولى : مصححة عبد الرحمن بن أبي عبد الله وفيها : فإن لم تجدوهما في كتاب الله فأعرضوهما على أخبار العامة فما وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم فخذوه 0
... وعن رسالة القطب أيضاً بسند فيه إرسال عن الحسن بن الري قال : قال أبو عبد الله (ع) : إذا ورد عليكم حديثان فخذوا بما خالف القوم 0
... وعنها بإسناده عن الحسن بن الجهم قال : قلت للعبد الصالح (1)[565]) هل يسعنا فيما ورد علينا منكم إلا التسليم لكم 0
فقال : لا ، والله لا يسعكم إلا التسليم لنا 0
فقلت : فيُروى عن أبي عبد الله (ع) شيء ويُروى خلافه ، فأيهما نأخذ ؟ 0
فقال : خذ بما خالف القوم وما وافق القوم فاجتنبه 0
... وعلّق الخميني على ما سبق بقوله : ولا يخفى وضوح دلالة هذه الأخبار على أن مخالفة العامة مرجحة في الخبرين المتعارضين مع إعتبار سند بعضها بل صحة بعضها على الظاهر ، وإشتهار مضمونها بين الأصحاب بل هو المرجح هو المتداول العام الشائع في جميع أبواب الفقه وألسنة الفقهاء 0
__________
(1) 565]) انظر كتابنا " موقف الخميني من أهل السنة " 1/27 لتعرف من هو 0(169/217)
... وترجيح المتعارض عند الشيعة بما يخالف أهل السنة إنما هو نتيجة تنافر أدلة أحكامهم وعقائدهم وعدم تآلفها ، بينها خلاف في مدلولات رواياتهم ، فأبسط شيء عندهم هو الأخذ بما يخالف أهل السنة 0
... ويقول أيضاً ص 82 : ومن الطائفة الثانية : عن العيون بإسناده عن علي بن أسباط قال : قلت للرضا (ع) : يحدث الأمر أجد من معرفته وليس في البلد الذي أنا فيه أحد أستفتيه من مواليك " 0
قال : إئت فقيه البلد فاستفته من أمرك ، فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه فإن الحق فيه 0
... وعلّق على الرواية بقوله : موردها صورة الإضطرار وعدم طريق إلى الواقع فأرشده إلى طريق يرجع اليه لدى سد الطرق 0
... فمعرفة ما يخفى من أحكام لدى الشيعي وهو ببلد على ما هو خلاف عليه هو إستفتائه علماء البلد والأخذ بخلاف ما يقول ، فإن الحق فيه 0
... والخميني والشيعة قاطبة يرون أنه إذا صدرت عن الإمام المعصوم فتوى توافق ما عليه أهل السنة ، ففتياه تقية ، لأنهما أضداد يستحيل اللقاء بينهما إلا إذا إجتمع الليل والنهار والظل والحرور والهدى والضلال 0
... وفي ذلك يذكر الخميني ص 82 : عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله (ع) قال : ما سمعته مني يُشبه قول الناس ففيه التقية ، وما سمعت مني لا يسبه قول الناس فلا تقية فيه 0
... وعلّق عليها قائلاً : لا يبعد أن يكون مراده شباهة قول الناس في آرائهم وأهوائهم كالقول بالجبر والقياس والفتاوي الباطلة المعروفة عنهم كالقول بالعول والتعصيب 0
... وعند الخميني ومن يدين بدينه لا يتم إيمان الشيعي إلا إذا خالف أهل السنة ، ومن لم يكن كذلك فهو آثم ودينه ليس كاملاً ، وفي ذلك يقول الخميني ص 83 : وأما قوله في رواية شيعتنا المسلّمون لأمرنا الآخذون بقولنا ، المخالفون لأعدائنا ، فمن لم يكن كذلك فليس منا 0(169/218)
... وقوله في رواية أخرى : ما أنتم على شيء مما هم عليه ، ولا هم على شيء ، إنما هو إقبال على باطل سواء كان ذلك عبادة أو غير ذلك 0
... وأما قوله في صحيحة إسماعيل بن بزيع : إذا رأيت الناس يُقبلون على شيء فاجتنبه 0
... يدل على أن إقبالهم على شيء وإصرارهم به يدل على بطلانه ، وعلى أي حال لا إشكال في أن مخالفة العامة من مرجحات باب التعارض 0
... فهذا رأي الخميني في وجوب مخالفة أهل السنة ، ولم ينفرد الخميني بهذا الإعتقاد ، بل هو دين كافة علماء الشيعة 0
ويقول ناصر مكارم الشيرازي وهو أحد مراجع التقليد عند الشيعة في كتابه " أنوار الأصول " ج3 ص 588 –590 : الثاني في أنه لماذا تكون مخالفة العامة(1)[566]) من المرجحات ؟ 0
والإحتمالات فيه أربعة ( قد أشرنا إلى بعضها في تقسير قوله(ع)" فإن الرشد في خلافهم" في البحث عن جواز التعدي عن المرجحات المنصوصة ) :
1) كون الترجيح بها لمجرد التعبد من الشرع لا لغيره0
2) أن يكون الرشد في نفس المخالفة لهم لحسنها ورجحانها فيكون للمخالفة موضوعية 0
3) أن يكون لها طريقية إلى ما هو الأقرب إلى الواقع ، فالترجيح بالمخالفة معهم من باب أن الخبر المخالف أقرب إلى الواقع ، لأن الرشد والحق غالباً يكون خالفهم والغيّ والباطل في ما وافقهم 0
4) أن يكون لها طريقية إلى إحتمال وجود التقية ( أي طريقية جهتية ، خلافاً للإحتمال الثالث الذي كان للمخالفة فيه طريقية مضمونية ) فيكون الترجيح بها لأجل إنفتاح باب التقية فيما وافقهم وإنسداده فيما خالفهم 0
والبحث هنا في تحديد ما يستظهر من روايات الباب وإن الظاهر منها ماذا ؟0
فنقول :
أما الوجه الأول فلا إشكال في أنه ظاهرة التعليل الوارد فيها كما لا يخفى 0
__________
(1) 566]) يقصد أهل السنة ، لأن العامة عند الشيعة هم أهل السنة كما يتضح من سياق كلامه ، وقد سبق بيان هذا المصطلح 0(169/219)
وأما الوجه الثاني فهو بعيد جداً لكونه مخالفاً لظاهر التعليل الوارد فيها أيضاً، فإن الرشد بمعنى الوصول إلى الحق وسلوك طريق الهداية 0
مضافاً إلى أنه خلاف ما ورد كثيرة من الأمر بالحضور في تشييع جنائزهم وعيادة مرضاهم والحضور في جماعاتهم وغير ذلك(1)[567]) 0
أما الوجه الثالث فيمكن أن يُستشهد له أولاً : بما رواه أبو إسحاق الأرجاني رفعه قال : قال أبوعبدالله (ع) : أتدري لم أُمرتم بالأخذ بخلاف ما تقول العامة0 فقلت : لا أدري 0 فقال : إن علياً (ع) لم يكن يدين لله بدين إلا خالف عليه الأمة إلى غيره إرادة لإبطال أمره ، وكانوا يسألون أمير المؤمنين(ع) عن الشيء الذي لا يعلمونه ، فإذا أفتاهم جعلوا له ضدّاً من عندهم يلتبسوا على الناس 0
فإن ظاهرها أن هناك كان تعمّد في مخالفة العامة لآراء أهل البيت (ع) ولازمه أن الغلبة في مخالفتهم للواقع فلابد في موارد الشك من الرجوع إلى ما هو موافق للواقع غالباً وهو المخالف لآراء العامة 0
ويُستشهد لهذا الوجه ثانياً : بما رواه أبو بصير عن أبي عبد الله(ع) قال : ما أنتم والله على شيء مما هم فيه ولا هم على شيء ما أنتم فيه (2)[568]) ، فخالفوهم فما هم من الحنفية على شيء 0
__________
(1) 567]) كل ذلك تقيّة كما ورد في كتبهم ، وقراءة فاحصة لهذا الفصل – على ما يعتريه من إختصار وتقصير – يُدرك القارىء المسلم أن الآية العظمى يكذب حتى على قومه ، كلامه ينطلي على العامة ، أما من بحث في كتبهم يجد الكذب الصريح في هذا الإدعاء 0
(2) 568]) هذا حق نحن لا ننكره ، المسلمون يختلفون مع الشيعة في نواحي كثيرة منها : أنهم لا يقولون بالرب الذي نعبده ولا بالرسول الذي نتبعه ولا بالقرآن الذي نتعبّد بتلاوته بإعتراف الشيعة أنفسهم كما هو مذكور في " إله السنة غير إله الشيعة " من هذا الفصل 0(169/220)
فيبقى الوجه الرابع ـ، ويشهد له ما رواه عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله(ع) قال : ما سمعته مني يُشبه قول الناس فيه التقية ، وما سمعت مني لا يُشبه قول الناس فلا تقية فيه(1)[569]) 0
إن قلت : الظاهر من قوله (ع) في المقبولة :" ما خالف العامة ففيه الرشاد " إنما هو الإحتمال الثالث لمكان التعبير بالرشاد الظاهر في الموافقة مع الواقع والحق 0
قلنا : إن الإنصاف إن قوله (ع) هذا ظاهر في الطريقية إجمالاً الدائر أمرها بين الوجه الثالث والرابع فلا يمكن الإستدلال به لشيء منهما بل الظاهر هو الوجه الرابع بتناسب الحكم والموضوع في المقام 0
فقد ظهر إلى هنا أن المتعيّن في المقام إنما هو الوجه الرابع، ولازمه إختصاص مرجحية مخالفة العامة بموارد إحتمال التقية ، فلو كان الخبران المتعارضان واردين في عصر لا يحتمل فيه التقية كعصر الإمام الرضا (ع) يشكل ترجيح المخالف على الموافق ، بل لابد من الرجوع إلى سائر المرجحات 0
... ولا نظن أننا بحاجة إلى أكثر من هذا البيان الذي فضح فيه معتقد الشيعة في طريقتهم لاستنباط الأحكام ووجوب مخالفة الغير لمجرد الكره والبُغض ، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، والحمد لله الذي عافانا مما ابتلى كثير من خلقه 0
ويمكن لفضيلة الشيخ القرضاوي مراجعة المصادر التالية ليعلم بأن مخالفة أهل السنة من المرججات عند الشيعة :
عوائد الايام : 202 0
مستند الشيعة ج9 ص 116، ج10ص 18 ، ج12 ص 210 0
جواهر الكلام ج4 : 191، ج32 ص 235 ، ج37 : 243 0
مستمسك العروة ج1 : 402 ، ج10 : 168 0
شرح العروة الوثقى ج1 : 387، ج2 : 62 ،
جامع المدارك ج4 : 218 ، ج6 : 322 ،
مصباح المنهاج ـ طهارة ج1 : 201 ،202 0
__________
(1) 569]) انظر : الإستبصار 3/318 ، التهذيب 8/98 كلاهما للطوسي ، وسائل الشيعة للحر العاملي 15/493 ،بحار الأنوار للمجلسي 2/252 0(169/221)
فقه الصادق ج7 : 422 ، ج11 ، 304 ، ج14 :47 ، ج15: 173،ج18: 202، ج20: 60 ، ج21: 315 ، ج22 : 474 ، 475 ،ج23 : 352، ج25 : 132،ج26 : 258 0
منهاج الفقاهة ج1 : 45 ، ج5 : 176 0
... ومن منطلق وجوب مخالفة الشيعة لأهل السنة ، فإنهم يزعمون بأن كل خبر ورد موافقاً لأهل السنة فهو تقية ، لذا كثيراً ما يُصدم القارئ لكتب الشيعة بأقوال : ورد تقية لأنه مذهب العامة ( يقصدون أهل السنة ) أو محمول على التقية لموافقته مذهب العامة إلى غير ذلك من العبارات التي يضيق المقام بذكرها ، ومن أراد الإستزادة فعليه بمراجعة الكتب التالية ، وهي غيض من فيض ، ولو أردنا إستقصاء ذلك لاحتجنا إلى مجلدات 0وسوف نقتصر على الكتب الأربعة المعتمدة عند الشيعة :
الكافي ج 2 : 6 ، ج 3 : 19 ، 52 ، 53 ، 72 ، 146 ، 148 ، 153 ، 183 ، 207 ، 323 ، 332 ، 356 ، 399 ، 401 ، 437 ، 453 ، 458 ، 531 ، 532 ، 543 ، 564 ، ج 4 : 79 ، 85 ، 91 ، 121 ، 136 ، 141 ، 147 ، 148 ، 190 ، 296 ، 298 ، 304 ، 321 ، 332 ، 342 ، 380 ، 424 ، 427 ، 510 ، 522 ، 536 ، 537 ، ج 5 : 234 ، 236 ، 277 ، 402 ، 423 ، 426 ، 436 ، 439 ، 531 ، 532 ، ج 6 : 118 ، 119 ، 136 ، 155 ، 160 ، 161 ، 202 ، 263 ، 263 ، 264 ، 281 ، 410 ، 469 ، 7 : 15 ، 115 ، 146 ، 147 ، 155 ، 162 ، 182 ، 299 ، 357 ، 367 ، 379 ، 413 ، ج 8 : 246 ، 285 ، 295 0(169/222)
الاستبصار ج 1 : 7 ، 33 ، 48 ، 49 ، 59 ، 60 ، 61 ، 62 ، 64 ، 65 ، 66 ، 72 ، 83 ، 85 ، 86 ، 95 ، 112 ، 129 ، 153 ، 171 ، 178 ، 180 ، 188 ، 190 ، 191 ، 210 ، 211 ، 235 ، 285 ، 291 ، 307 ، 308 ، 312 ، 316 ، 319 ، 331 ، 334 ، 335 ، 340 ، 341 ، 344 ، 349 ، 380 ، 382 ، 385 ، 387 ، 404 ، 417 ، 418 ، 420 ، 430 ، 431 ، 448 ، 451 ، 470 ، 475 ، 477 ، 478 ، 479 ، 480 ، 481 ، 487 ، ج 2 : 22 ، 40 ، 48 ، 52 ، 79 ، 85 ، 88 ، 89 ، 141 ، 168 ، 172 ، 194 ، 210 ، 221 ، 237 ، 332 ، ج 3 : 5 ، 16 ، 17 ، 19 ، 24 ، 25 ، 29 ، 37 ، 47 ، 117 ، 118 ، 135 ، 142 ، 145 ، 158 ، 178 ، 180 ، 197 ، 198 ، 202 ، 203 ، 204 ، 232 ، 234 ، 240 ، 244 ، 252 ، 275 ، 283 ، 314 ، 317 ، 318 ، 319 ، 329 ، 330 ، 331 ، 374 ، 375 ، ج 4 : 43 ، 45 ، 69 ، 72 ، 75 ، 87 ، 88 ، 89 ، 90 ، 110 ، 119 ، 127 ، 140 ، 142 ، 144 ، 147 ، 148 ، 155 ، 158 ، 162 ، 163 ، 166 ، 168 ، 170 ، 172 ، 173 ، 177 ، 187 ، 188 ، 191 ، 192 ، 194 ، 195 ، 199 ، 202 ، 222 ، 224 ، 236 ، 237 ، 239 ، 240 ، 241 ، 250 ، 257 ، 282 ، 290 ، 295 ، 302 0(169/223)
تهذيب الأحكام ج 1 : 32 ، 59 ، 62 ، 66 ، 91 ، 92 ، 93 ، 178 ، 279 ، 280 ، 281 ، 295 ، 335 ، 362 ، 408 ، 415 ، 446 ، ج 2 : 62 ، 63 ، 68 ، 75 ، 92 ، 109 ، 129 ، 135 ، 195 ، 211 ، 213 ، 235 ، 271 ، 288 ، 294 ، 303 ، 308 ، 320 ، ج 3 : 15 ، 37 ، 131 ، 134 ، 193 ، 195 ، 199 ، 205 ، 239 ، 278 ، 292 ، 316 ، 319 ، 321 ، ج 4 : 23 ، 82 ، 88 ، 300 ، ج 5 : 87 ، 428 ، ج 6 : 249 ، 250 ، 254 ، 257 ، 280 ، 281 ، ج 7 : 251 ، 255 ، 298 ، 317 ، 318 ، 333 ، 385 ، 416 ، 480 ، ج 8 : 17 ، 34 ، 89 ، 98 ، 99 ، 102 ، 125 ، 126 ، 127 ، 189 ، 191 ، ج 9 : 28 ، 29 ، 32 ، 77 ، 162 ، 200 ، 306 ، 307 ، 314 ، 321 ، 322 ، 331 ، 343 ، 348 ، 359 ، 368 ، 371 ، 380 ، ج 10 : 5 ، 6 ، 56 0
من لا يحضره الفقيه ج 1 : 6 ، 11 ، 40 ، 47 ، 64 ، 65 ، 67 ، 69 ، 74 ، 87 ، 99 ، 101 ، 152 ، 153 ، 158 ، 164 ، 218 ، 221 ، 262 ، 270 ، 271 ، 331 ، 332 ، 341 ، 368 ، 380 ، 383 ، 397 ، 457 ، 498 ، 499 ، 506 ، 506 ، 512 ، 513 ، ج 2 : 79 ، 86 ، 93 ، 138 ، 145 ، 148 ، 296 ، 305 ، 319 ، 321 ، 337 ، 402 ، 402 ، 487 ، 493 ، 493 ، 564 ، ج 3 : 15 ، 18 ، 41 ، 48 ، 49 ، 124 ، 155 ، 279 ، 312 ، 314 ، 331 ، 348 ، 396 ، 469 ، 476 ، 479 ، 508 ، 518 ، 523 ، 531 ، 532 ، 539 ، ج 4 : 34 ، 104 ، 194 ، 312 ، 314 ، 349 ، 416 ، 513 0(169/224)
... ورحم الله تعالى الإمام المجدّد الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي أدرك هذه الحقيقة منذ أمد بعيد ، حيث يقول رحمه الله تعالى وغفر له في كتابه "رسالة في الرد على الرافضة " ص 30 –31 :إنهم جعلوا مخالفة أهل السنة والجماعة الذين هم على ما عليه رسول الله ( وأصحابه أصلاً للنجاة ، فصاروا كلما فعل أهل السنة تركوه ، وإن تركوا شيئاً فعلوه ، فخرجوا بذلك عن الدين رأساً 0 فإن الشيطان سوّل لهم وأملى لهم ، وإدّعوا بأن هذه المخالفة علامة الفرقة الناجية وقد قال ( : الفرقة الناجية هي السواد الأعظم وما أنا عليه وأصحابي 0 فلينظر إلى الفرق ومعتقداتهم وأعمالهم فما وافقت النبي ( وأصحابه هي الفرقة الناجية 0 وأهل السنة هم المتبعون لآثاره( وآثار أصحابه كما لا يخفى على منصف ينظر بعين الحق 0 فهم أحق أن يكونوا الفرقة الناجية ، وآثار النجاة الظاهرة فيهم بإستقامتهم على الدين من غير تحريف ، وظهور مذهبهم وشوكتهم في غالب البلاد، ووجود العلماء والمحدّثين والأولياء والصالحين فسيهم ، وقد نزع الولاية عن الرافضه فما سمع فيهم ولي قط0
الفصل الثالث
إيران وحركة طالبان
ايران وحركة طالبان
تطرق التسخيري في البرنامج إلى حركة طالبان وقال : "مواقف طالبان اليوم حلقة من حلقات التآمر على الثورة الإسلامية (!!!) التي استهدفتها من جهتها الشرقية هذه المرة " 0 وأضاف التسخيري : " أي إسلام هذا يعمل على زعزعة أمن دولة القرآن أو التشكيك في مبادئها ؟" 0 وأكد : " إن الهاء الثورة الإسلامية (!!!) يصب في خانة سياسات الإستكبار العالمي التي تدرجت في ضرب الثورة " 0
وهاجم التسخيري بشدة حركة طالبان زاعماً أنهم ( شوهوا الكثير من القيم ) و ( عرضوا صوراً كثيرة خاطئة للإسلام ) وأنهم ( يعملون على إلهاء الثورة الإسلامية (!!!) وضرب أمنها الإجتماعي وضرب أمنها السياسي ) 0(169/225)
وكان تعليق فضيلة الشيخ القرضاوي لا يتناسب في رده على هذه الإفتراءات فكان مما قال : " والله أنا كنت أتوقع من صديقنا (!!!) العلامة الشيخ التسخيري لهجة أخف وأحكم من هذه اللهجة ، لأن هذه اللهجة في الحقيقة كما أشرت هي تصعد ، ونحن لسنا في حاجة إلى التصعيد "0
وحول قتل الإيرانيين السبعة من قبل حركة طالبان قال فضيلة الشيخ :"لا نوافق على ما فعلته طالبان في قضية الدبلوماسيين "0
وكنا نتمنى على فضيلة الشيخ القرضاوي بأن لا يتعجل في إصدار حكمه وأن يتريث حتى تنكشف له بعض الأمور التي خفيت على كثير من الناس ، وبعد ذلك يصدر حكمه الذي يرتضيه دون إلزام المشاهدين برأيه0 كما كنا نتمنى من فضيلته بأن لا ينساق وراء أكاذيب الذي يسمي نفسه بـ " التسخيري " ، ولا أظن أن فضيلة الشيخ القرضاوي يعرف التسخيري تمام المعرفة حيث إنه المسئول عن التبشير بالدين الشيعي في أرجاء المعمورة بتكليف من القيادة الإيرانية وإنه يصرف الملايين من أجل إغواء الشباب المسلم وإدخالهم في دين الشيعة ، وليقرأ فضيلة الشيخ القرضاوي الإحصائيات في أفريقيا وحدها كم من الشباب المسلم ارتد عن دينه وإعتنق دين الشيعة ، وكم من الكتب التي ساهم في طباعته صديقه والتي تذكر صحابة الرسول ( بالسوء 0
ولجلاء الحقيقة عن موضوع نزاع إيران مع حركة طالبان أذكر لفضيلة الشيخ القرضاوي مقالاً لأحد الأساتذة المختصين بالدين الشيعي تطرق فيه إلى بيان خلفية الإيرانيين السبعة الذين تبكيهم إيران وتأسف على
ذلك فضيلة القرضاوي ، وليته تأسف على ألوف الشباب المسلم السنة الذين يلقون مصرعهم في دولة الصديق التسخيري ، أم إن دماء الشيعة أغلى من دم المسلمين السنة ؟!!!0 ولنذكر المقال مع العلم بأن الكاتب له إسهامات فكرية في جلاء حقيقة الشيعة وقد إستفدنا من كتبه 0 يقول كاتب المقال حفظه الله تعالى :(169/226)
منذ عدة سنين والفصائل الأفغانية تتقاتل في أفغانستان، فتارة يحتل هذا الفصيل مدينة، ثم يعود الفصيل الآخر ويخرجه منها بعد معارك ضارية، وهكذا فقد أصبحت الحروب أمراً عادياً – في هذا البلد المنكوب – لا تثير استغراب أحد، ولا تعني شيئاً مهماً بالنسبة للأمم المتحدة. أما دول الجوار فيختلف موقفها اختلافاً يتناسب مع مصالحها، فإيران منذ بداية هذه الحرب تتبنى الأحزاب الأفغانية الشيعية وتقدم لها ولحلفائها كل أنواع الدعم، وباكستان تدعم الطرف الذي تطمئن إليه، وقد تستبدله بطرف آخر لكنها لا تنطلق من منطلق مذهبي بل من منطلق حساباتها الأمنية المعروفة، وقد تختلف هذه الحسابات من حكومة إلى حكومة أخرى، كما أن حسابات العسكريين الباكستانيين ربما تختلف عن حسابات المدنيين.
وبغض النظر عن تأييد هذه الدولة أو تلك من دول الجوار، فالحرب قائمة، وتكاد تكون من الأمور المنسية على المستوى العالمي.. وفي هذه الأجواء سمع العالم أن مدينة مزار شريف سقطت بأيدي قوات طالبان!!، وليس في مثل هذا الخبر أي شيء جديد، ففي عام 1997 م سقطت هذه المدينة بأيدي قوات طالبان ثم عاد حزب الوحدة الشيعي وحلفاؤه، وأخرجوا طالبان منها بعد أن ألحقوا بهم مذبحة فظيعة.. إذن لا شيء يدعو إلى الاستغراب والدهشة.
إيران وحدها اهتمت بسقوط مزار شريف بأيدي طالبان اهتماماً غير عادي، وتحركت على محورين:
المحور الأول: عسكري، فقد دعا مرشدُها الحرسَ الثوري إلى القيام بمناورة حربية على حدود إيران مع أفغانستان، وفي فترة زمنية قصيرة تحرك [70.000] جندي، وأجروا مناورتهم بأسلحة متطورة، ورافق هذه المناورة تنديد بطالبان وتلويح بإعلان الحرب عليها يبلغ أحياناً حد التصريح، كما رافقها "مارشات" عسكرية تذكر ببداية الحرب العراقية الإيرانية، وفي نهاية المناورة جاءت الأوامر من القيادة العليا ببقاء هذه القوات في مواقعها انتظاراً لصدور أوامر أخرى إليها.(169/227)
وزادت حدة التوتر بعد سيطرة طالبان على مقاطعة "باميان" التي يعتبر معظم سكانها من الشيعة، ولم يعد [70.000] جندي من حرس الثورة كافياً لتهديد طالبان، فصدرت أوامر مرشد الثورة بإرسال [200,000] جندي من الجيش من مختلف القطاعات العسكرية، وتحرك هذا العدد الكبير حيث أخذ مواقعه على حدود إيران مع أفغانستان، وفي المقابل تحركت قوات أفغانية وأخذت مواقعها على حدود بلدهم مع إيران، وأصبحت الأجواء بين البلدين أجواء حرب.
أما على المحور الإعلامي والسياسي، فقد جرى تعبئة واستنفار مختلف أجهزة الإعلام ضد طالبان، ومن يستمع إلى إذاعاتهم المرئية وغير المرئية يظن أنه لم تعد هناك مشكلة في العالم إلا مشكلة طالبان.. هذه الحركة الهمجية المتوحشة [على حد قولهم] التي فتكت بالشعب الأفغاني الآمن، وحفرت له الأخاديد، ثم هاهي تهدد دول الجوار، ومن باب أولى فهي تهدد الأمن العالمي، ولهذا فقد أرسلت الوفود إلى بعض الدول العربية والعالمية لتأييدها وشد أزرها، كما تقدمت بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي، تطلب منه معاقبة طالبان وردعها، وإذا لم ترتدع فليس هناك إلا الحرب.
ترى ما الذي فعله طالبان، وأية جريمة ارتكبوها نحو إيران حتى قامت الأخيرة بقرع طبول الحرب؟!.
تقول إيران: أقدمت حركة طالبان على قتل سبعة ديبلوماسيين إيرانيين عند اقتحامهم لمزار شريف، وطالبان ترد على هذا الادعاء بما يلي:
1 – صحيح أن عناصر من طالبان قتلوا هؤلاء الإيرانيين، لكن هذه العناصر لم تكن منضبطة وستعاقب على هذا العمل.
2 – الإيرانيون الذين قتلوا كانوا يحاربون مع حزب الوحدة الشيعي، ولم يكونوا مسالمين يطلبون الأمان، وكانت إيران قد طلبت منهم مغادرة مزار شريف قبل احتلال طالبان لها، لكنهم اختاروا البقاء مع كل ما يترتب عليه من تكاليف.(169/228)
3 – قال المتحدث باسم طالبان وكيل أحمد متوكل ما موجزه: في عام 1997 وعندما عادت المعارضة واستولت على مزار شريف كان حزب الوحدة الشيعي قد أسر عدة آلاف من طالبان، ثم اقتادوهم إلى مناطق نائية بالبلاد، وأطلقوا عليهم النار، وقال الصحافيون الذين رأوا الجثث إن أيدي العديد منهم كانت مشدودة الوثاق، وعثر على مقابر جماعية تضم ما يصل إلى ألفي جثة غرب مزار شريف، وأضاف: في 16/9/98 عثرت طالبان على ثلاث مقابر جماعية تضم جثث [900] من طالبان قرب مزار شريف، وقتلوا [30] عنصراً من طالبان في [باميان]، واقتادوا [15] إلى الأسر في إيران.
كان المتحدث باسم طالبان يرد على نفاق الأمم المتحدة لإيران، كما كان يرد على تهافت ادعاءات إيران.
ومن خلال هذا الرد، بل من خلال الأدلة والشواهد الواضحة يتبين لنا أن إيران ليست طرفاً حيادياً في الحرب الأفغانية، لقد رمت بثقلها منذ بدايتها مع الأحزاب الشيعية وحلفائها، وإلا فما الذي يجعلها تبارك المجازر التي ارتكبها حزب الوحدة الشيعي التي كانت ضحيتها عدة آلاف من طلاب العلم الشرعي، والقتلة
اليوم معززون مكرمون في دولة رافضة إيران سواء كانوا من الشيعة أو من حلفائهم؟!.
وأين نفاق الأمم المتحدة، وهي التي لا يجوز لها الادعاء بعدم العلم، لأن أخبار القبور الجماعية نقلت بالتواتر من الأعداء والأصدقاء، ومن المراكز والمؤسسات العالمية التي كانت لا تزال موجودة في كابل وفي غيرها.(169/229)
إذن: فإن قتل سبعة ديبلوماسيين ليس السبب الأساسي في الموقف الذي اتخذته إيران بعد احتلال طالبان لمزار شريف، وليست إيران من الدول التي تحترم العهود والمواثيق الدولية، وما نسينا إقدامها على احتلال السفارة الأمريكية في طهران، بعد انقلابهم على الشاه بأشهر قليلة، ولا نسيت الأمم المتحدة المنافقة عمليات نسف السفارات، وخطف الطائرات كما أنها لم تنس احتجاز الرهائن، ومن بين العشرات مبعوث الكنيسة الأنكليكانية الدكتور "تيري ويت" الذي ذهب وسيطاً فأصبح رهينة.. هؤلاء آخر من يحق لهم أن يتكلم عن مواثيق الأمم المتحدة، وحرمة السفارات مع عدم التعرض لرجال السلك الديبلوماسي، هذا إذا افترضنا أن الإيرانيين قتلوا داخل السفارة الإيرانية أو أنهم من رجال السلك الديبلوماسي.
إن أجهزة الإعلام العالمية بدأت تتحدث عن السبب الحقيقي الذي دعا إيران إلى استنفار قواتها ووضعها في حالة تأهب، فنشرات الأخبار لا تخلو من تعليق أو تصريح أو تحليل لمسؤولين كبار يتحدثون فيه عن إيران الشيعية وطالبان السنية وهؤلاء المسؤولون السياسيون من قادة دول الشرق أو الغرب يدلون بهذه التصريحات بعد لقاءات لهم مع مسؤولين إيرانيين.
فنغمة الشيعة والسنة والصراع بينهما يفهمها الإعلاميون والسياسيون من إيران وحدها، وليس من غيرها، أما الحكومات التي تنتهج شعوبها نهج أهل السنة والجماعة فهي لا تهتم إلا بمصالحها، وبكل ما يضمن لهم الاستقرار والاستمرار على كراسي الحكم.(169/230)
إيران وحدها دون غيرها أدركت أن احتلال طالبان "لمزار شريف" هذه المرة ثم "باميان" يعني قيام دولة سنية يديرها طلبة علم لم تلوثهم أوحال السياسة، وقيام هذه الدولة سيقطع الطريق على مبدأ تصدير الثورة الذي ينتهجه حكام طهران، ومن ناحية ثانية فإن قيام هذه الدولة سيفجّر صحوة سنية في شبه القارة الهندية ثم في إيران ثم في العالم الإسلامي كله، ولهذا فلابد من وأد هذه الحركة وهي في مهدها قبل أن يأتي زمن يصعب فيه القضاء عليها.
ولا بد لي هنا من الاعتراف بل الإعجاب بقدرة الإيرانيين وشيعتهم في العالم على تنظيم أنفسهم، وتحديد هدفهم، وتوزيع الأدوار فيما بينهم.. كما أنه لابد لي من الاعتراف بأن أهل السنة أو المنسوبين لأهل السنة لا يزالون كما كانوا عشية قيام انقلاب خميني وشيعته، وسأعقد فيما يلي مقارنة بين الطرفين:
الموقف الشيعي: هناك خلافات بين الشيعة الاثني عشرية في العالم تصل إلى حد التكفير أحياناً وهناك أيضاً معتدلون منهم ومتشددون .. لكنني عندما أتابع كل حدث هم طرف فيه ألحظ أن الفروق بينهم تختفي، والخلاف يبقى في الأسلوب وفي القيام بالدور المطلوب.
وهذا الحدث كغيره: صحفهم الناطقة بلغات كثيرة.. مراجعهم وشخصياتهم المرموقة.. العاديون منهم.. هؤلاء جميعاً لم تعد لهم مشكلة إلا حركة طالبان، هذه الجماعة المتوحشة - على حد قولهم - التي تنفذ المخططات الأمريكية في المنطقة.. وتحاول شق صفوف المسلمين وإثارة النعرات المذهبية بينهم.
قرأت بيانات كثيرة في هذا الشأن وكلها تدندن حول النيل من طالبان، ففي لبنان قرأت بياناً لمرجعهم حسين فضل الله، وبياناً آخر لرئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ محمد مهدي شمس الدين، ولأن هذا الأخير يمثل اعتدالهم (!!) فلا بأس من نقل فقرات من بيانه:(169/231)
دعا الشيخ محمد مهدي شمس الدين قادة ومرشدي وكوادر الحركات الإسلامية، إلى اتخاذ مواقف تحفظ وحدة الأمة الإسلامية، إزاء ما يجري في أفغانستان من ذبح وتدمير همجي وهتك للأعراض وهدر للدماء موضحاً أن هذا الذي يجري ليس قضية شيعية أو إيرانية، بل قضية إسلامية عامة.. ثم أضاف قائلاً: إن طالبان عميلة لأمريكا، وإنها ليست وطنية ولا سنية ولا مشروعاً إسلامياً. [عن الشرق الأوسط: 17/9/1998].
ليأذن لنا شمس الدين وكل من يحترم تصريحاته ويثق باعتداله في تسجيل الملحوظات التالية:
1 – أين شمس الدين من المجازر التي ارتكبها حزب الوحدة الشيعي بحق قوات طالبان وأنصاره عام 1997؟ ألم تأته أنباء القبور الجماعية، ففي قبر واحد تم اكتشاف [900 جثة].. أم أن هؤلاء عند شمس الدين كفار سنة وعملاء لأمريكا، وقدم واحد من الإيرانيين الشيعة السبعة أفضل منهم؟!.
وأين سعة صدر شمس الدين، ورقة مشاعره من المذابح التي أوقعها شيعة لبنان بسكان مخيمي صبرا وشاتيلا.. المخيمان في بيروت المدينة التي يقيم فيها رئيس المجلس الشيعي الأعلى في لبنان.. ألم يسمع أنات الثكالى وهتك أعراض العذارى من بنات أهل السنة، ألم تطرق مسامعه أخبار المسنين الذين قضوا نحبهم أو أخبار الأطفال الذين قتلوا وهم في أحضان أمهاتهم في الأخدود الذي حفرته منظمة أمل الشيعية لهم.. وماذا عنده من تفسير يتحفنا به – أو يفلسفه لنا – عن تناوب اليهود والموارنة والشيعة في تدمير المخيمات الفلسطينية في بيروت على رؤوس سكانها.. أم هذه دعايات يبثها عملاء الاستعمار الذين يهدفون إلى إشاعة الفرقة؟!.
أم أن وحدة المسلمين في مفهوم الشيعة تعني أن يفعلوا بنا كل ما يقدرون عليه من ذبح وقتل ونشر للتشيع وتصدير لثورتهم، ونحن نبقى ساكتين، وإن قلنا لهم: كفوا أيديكم وارفعوا سيوفكم عن رقابنا اتهمونا بمختلف الاتهامات؟!.(169/232)
- يقول شمس الدين: "إن طالبان عميلة لأمريكا، وإنها ليست وطنية ولا سنية ولا مشروعاً إسلامياً".
ليتفضل وليحدثنا كيف توصل إلى هذه النتيجة العجيبة، والعجائب فيما يصرح به ويقوله كثير وكثير.
مبلغ علمنا وعلم كل من يتابع الأحداث أن أمريكا لم تعترف بطالبان، وكذلك الأمم المتحدة في حين يعترف هؤلاء جميعاً بحكومة رباني وحلفائه حزب الوحدة الشيعي، هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى، فهناك مشكلة يصعب حلها بين أمريكا وطالبان، فالأولى تطالب الثانية بتسليمها ابن لادن وغيره من المجاهدين الذين كانوا يقاتلون في أفغانستان أيام الغزو الشيوعي، والثانية ترفض بقوة، وتقول: حتى لو قدمت لنا أمريكا أدلة مقنعة على تورط ابن لادن في تفجير سفارتيها في كل من كينيا وتنزانيا لن نسلّمه إليهم، لأنه لا يجوز تسليم مسلم لكفار ليحاكموه في بلدانهم، ومن جهة ثالثة فقد أقدمت أمريكا على ضرب أفغانستان بالصواريخ بسبب إيوائها لمن تسميهم بالإرهابيين، فكيف يريد منا شمس الدين أن نغفل عن هذه الحقائق كلها ونصدق ادعاءه؟!.
وإذا كان رئيس المجلس الشيعي الأعلى في لبنان يتهم طالبان بالعمالة لأمريكا دون أن يقدم دليلاً على ذلك، فنحن نقدم له بعض ما نشر من أدلة تدين إيران بهذه التهمة.
- الشاه وأركان نظامه نشروا في مذكراتهم أن أمريكا كانت متورطة في التآمر عليهم لصالح انقلاب خميني، ومثل هذه المذكرات صدرت عن مسؤولين سابقين في الإدارة الأمريكية، ونظام خميني نفسه اعترف بهذه الاتصالات، ولكنه زعم أنه لم يكن له علم بها، وسارع إلى الحكم بالإعدام على بعض أركان الحكم مثل قطب زاده وزير الخارجية الأسبق وغيره دون أن يعطيهم فرصة ليدافعوا عن أنفسهم ويبيّنوا للملأ حقيقة موقفهم.(169/233)
- بينما كانت الحرب العراقية الإيرانية على أشدها حطت طائرة أمريكية في مطار طهران محملة بنوعية من الأسلحة، وكان على متنها وفد من الإدارة الأمريكية جاءوا برحلة سرية ليبرهنوا على صدق موقف بلدهم من النظام الإيراني، وليتوجوا بهذه الزيارة اتصالات بين البلدين تكللت بالنجاح، غير أن الأمور خرجت عن نطاق السرية فاضطرت إيران إلى الإعلان عن هذه الطائرة وعن هذه الزيارة، وتأكد أن هذه الاتصالات كانت تتم بعلم الخميني، ونحيل شمس الدين وشيعته إلى الوثائق التي نشرت في أمريكا تحت عنوان "إيران غيت" ليعلموا أن ما نقوله ليس مجرد اتهام يعوزه الدليل، وليتذكروا أن إيران هي التي أطلقت على أمريكا الشيطان الأكبر، وهذا هو تعاملهم معه، فلا حرج عليهم إذن من التعامل مع الشيطان الأصغر [أقصد إبليس].
- وإذا كانت هذه الأدلة – رغم أهميتها – غير كافية عند شمس الدين وشيعته فعندنا ما هو أدهى وأمر.
لأمر يريده الله جلَّ وعلا سقطت طائرة إسرائيلية فوق الأراضي "الأوكرانية" وسقوط طائرة فوق
أراض أجنبية لابد وأن يتصدر نشرات الأخبار في الإذاعات العالمية المرئية وغير المرئية، ولابد للبلد الذي
سقطت الطائرة فوق أراضيه من إجراء تحقيق لمعرفة سبب سقوط الطائرة، ولابد من إعلان هذا التحقيق.. وجاءت نتيجة التحقيق لتقول: إن هذه الطائرة كانت محملة بالأسلحة الإسرائيلية الصنع، وكانت الطائرة متجهة برحلة سرية إلى إيران، ولم تكن هذه أول طائرة إسرائيلية محملة بالأسلحة تصل إيران، ولا أول اتصال وتعاون مشترك بين البلدين ضد العدو المشترك – العراق -.
هذه أمثلة اخترناها على عجل لنقول من خلالها لشمس الدين: إذا كنت ترمي طالبان بأمر لم تقدم دليلاً عليه، فالأدلة عندنا كثيرة على تورط نظام الآيات مع أمريكا ومع إسرائيل، والتاريخ الإسلامي حافل بالأدلة على تعاونكم مع أعداء الإسلام ضد أهل السنة.(169/234)
الموقف السني: إذا كان الموقف الشيعي من هذه المسألة – ومن كل مسألة خارج إطار المذهب – موحداً وهادفاً ومستنفراً، فالموقف السني ليس كذلك، ومن الممكن في هذا الصدد اختيار الأمثلة التالية:
1 – نحن نهتم بقضايا أهل السنة والجماعة، ونتابع أخبار حركة طالبان منذ ظهورها، لكننا وحتى هذه اللحظة لم نستطع تجميع معلومات دقيقة شاملة عنها، ولا نحب أن نجازف في المواقف التي نتخذها.
وملخص ما تجمع عندنا أن أتباع هذه الحركة طلاب علم يدرسون في الكليات والمعاهد الشرعية في كل من أفغانستان وباكستان، وكانت لهم مشاركات جادة في حرب أفغانستان مع الشيخين يونس خالص وجلال الدين حقاني، وبعد انتهاء الحرب عادوا إلى مقاعد الدراسة، ولكن عندما نشبت معارك بين فصائل المجاهدين الأفغان، وطال أمدها، وتعددت خسائرها، وتعذر الاتفاق على حلٍ فيما بينهم، قرر طالبان العمل على تحرير بلدهم من هؤلاء الذين جعلوا من الحروب وسفك الدماء مهنة لهم.
وخلال زمن قصير جداً سقطت المقاطعات بأيديهم واحدة تلو الأخرى، وقيل إن "ميليشيات" بعض الأحزاب الإسلامية كانت ترفض أوامر قيادتها الصادرة بالتصدي لهم وقتالهم لأن للعلماء وطلاب العلم الشرعي هيبة في قلوب عامة الأفغان.. وقيل أيضاً إن الجيش الباكستاني يدعمهم، وقد قلنا فيما مضى أن الجيش الباكستاني لا يمثل بالتأكيد موقف الحكومة الباكستانية، غير أن الجيش ينفي أن يكون قد ساعدهم.
والأخبار التي ينقلها القادمون من أفغانستان أو من باكستان تؤكد أن طالبان استطاعت نشر الأمن والاستقرار في المناطق التي سيطروا عليها، وإضافة إلى ذلك فقد نأوا بأنفسهم عن سياسة التحالف مع حزب إسلامي ضد حزب آخر، أو سياسة المواقف المتناقضة، وأصروا على تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية.(169/235)
من الطبيعي أن تقف الأحزاب الإسلامية ضدهم منذ البداية، كما أنه من الطبيعي أن تقف منهم إيران موقفاً عدائياً لأنها تعلم بأنهم متمسكون بالمذهب الحنفي، وموقف طلاب العلم الأحناف من الشيعة معروف ومشهور.
هذا ما نعرفه عن هذه الحركة، وهي معرفة غير كاملة، إذ لابد من الالتقاء بهم ومناقشتهم فيما ينسب إليهم، ونخشى أن يكون هذا الذي ينسب إليهم من أكاذيب الرافضة وحلفائها من الأحزاب الأفغانية التي خسرت مواقعها وفقدت ثقة الناس بها.
وفيما أظن أن موقف كثير من الدعاة لا يختلف عن موقفنا: حسن الظن بهم مع التطلع للقاء مسؤولين فيهم، وعدم الإفراط في التفاؤل.
2 – نقلت صحيفة الرأي العام السودانية عن الرئيس السوداني عمر البشير قوله لدى استقباله المستشار الرئاسي الإيراني محمد علي التسخيري:
"إن ميليشيا طالبان الأفغانية تشوه صورة الإسلام، وأضافت الصحيفة أن البشير يعيب على طالبان بوجه خاص حرمانها المرأة من حقها في
العمل والتعليم والتعبير عن رأيها، وتحريم تصوير النساء، وإبعادهن عن التلفزيون، وتشجيعهن على زراعة المخدرات".
الرئيس السوداني يمثل جماعة إسلامية تحكم السودان، فهو كرئيس كان من المفترض أن لا يتسرع بالإدلاء بتصريح قد يندم عليه فيما بعد، ومن جهة أخرى كان من الواجب عليه أن يعرب عن عرض وساطته على الأقل بين إيران وأفغانستان عند استقباله لمستشار الرئيس الإيراني، ومن جهة ثالثة فهو ليس أهلاً للإفتاء في مسألة تحريم صور النساء وفي إبعادهن عن التلفزيون، وإذا كانت هذه هي مشكلة طالبان، فعلاجها معهم ليس فيه أدنى صعوبة لأن موقفهم هذا نابع من اجتهاد فقهي، وللاجتهاد عند أهل السنة ضوابط وإن اختلفت مذاهبهم، وبالعكس قد يقول طالبان للبشير: أنتم في دستوركم ألغيتم حد الرجم، وهذا منكم تشويه لصورة الإسلام.. وأنتم لا تكفرون اليهود والنصارى، وهذا ليس موقفاً فقهياً، وإنما موقف عقدي خطير.(169/236)
إن موقف عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري عند استقباله مسؤول إيراني كان أفضل من موقف عمر البشير، لأنه حذّر من الصراع المذهبي ونتائجه بشكل عام، وإنه لمن المخجل أن نضطر إلى هذه المقارنة بين النظام النصيري في دمشق، ونظام الجبهة القومية في السودان.
3 – كثير من الجماعات الإسلامية المنسوبة إلى أهل السنة تاريخياً تعاطفت مع الموقف الإيراني، وكان بعض ما قالته لا يختلف إلى حد بعيد عما قاله شمس الدين أو حسين فضل الله في لبنان، وسوف أذكر مثالاً على ذلك:
كتب أحد الإسلاميين مقالاً قال فيه:
"إننا نذكر الإخوة في إيران أننا ومعنا كل القوى الثورية الأصيلة في الوطن العربي وقفنا مع ثورة إيران الإسلامية ضد العراق أثناء سنوات الحرب المشؤومة بينهما… وكان هذا الموقف المبدئي، أي أننا وقفنا مع إيران المسلمة ضد قومنا وإخواننا من عرب العراق، لأننا ينبغي أن نقف مع المظلوم ضد الظالم، ومع المعتدى عليه ضد المعتدي، ومع الذين أعلنوا عداءهم الصريح ضد أمريكا والصهيونية ضد من ارتكبوا ضدهم عدواناً مشبوهاً، بل كان معنى ذلك أيضاً بلغة المذهب والطائفة أننا وقفنا مع شيعة إيران ضد سنة العراق… ومسألة السنة والشيعة عندنا هي بلا شك لا وزن لها ولا قيمة، وهي من مخلفات وتراكمات العصور القديمة التي ينبغي تصفيتها أو إذابة الفروق والخلافات فيها، فنحن نؤمن بالإسلام الواحد، إسلام القرآن الكريم والسنة الشريفة وصحابة رسول الله (، لا نفرق بين أحد منهم".
حرصت على ذكر هذا المقطع دون ذكر اسم الكاتب لبيان جهله الفاضح، ولعله يقرأ هذه الكلمات فيستفيد منها، ثم يشكرني على عدم ذكر اسمه.(169/237)
واكتفي هنا بالتعليق على قوله: إن السنة والشيعة عنده هي بلا شك لا وزن لها ولا قيمة.. ثم قوله: إنه يؤمن بالإسلام الواحد، إسلام القرآن والسنة وصحابة رسول الله حيث أنه لا يفرق بين أحد منهم.. صاحبنا بهذا الاعتقاد كافر عند الشيعة شأنه شأن عموم أهل السنة، والصحابة الذين يؤمن بهم كفار عند الشيعة، والسنة عندهم لا تعني السنة التي يعنيها الكاتب، بل سنة المعصومين من آل البيت، وإذا كان المذهب السني عند هذا الأخ لا يعني شيئاً فالشيعة عند أصدقائه الإيرانيين كل شيء، قد يخدع بظاهر قولهم إذا اجتمعوا بأمثاله، ولكن هذا منهم تقية، ولو احترم هذا الأخ عقله، وعاد إلى أمهات كتب الشيعة في القديم والحديث، ونختصر الطريق عليه إن شاء فنطلب منه أن يعود لوصية الخميني التي وزعتها حكومة الآيات بعد موته لتبين له اعتقاد القوم بكفر أهل السنة ومنهم الصحابة رضوان الله عليهم.
هذا هو خلاصة موقف أهل السنة – فيما قدر لي أن أطلع عليه – فالذين يتعاطفون مع طالبان قلة. وهم مثلنا لم يلتقوا بطالبان، ولا تزال هناك كثير من الأسئلة عنهم تحتاج إلى أجوبة، أما غير المتعاطفين مع طالبان فهم بين مؤيد لإيران، مصدق لمزاعمها، وحيادي لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء.
ويأتي هذا الموقف السني المضطرب ليذكرنا – كما قلت فيما مضى – بالموقف نفسه قبل حوالي عشرين عاماً، أي عشية انقلاب الخميني وآياته، وإنه لمن المؤسف أن لا يستفيد إخواننا ويعتبروا من كل ما أحدثه الروافض من فتن في كل بلد من بلدان العالم الإسلامي.(169/238)
والأمل بعد الله جلَّ وعلا معقود على أهل السنة الذين يتأسون بما كان عليه الرسول وأصحابه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فلينشطوا في بيان الحق للناس، وليبذلوا من حرّ مالهم لنشر الكتب والرسائل التي تفضح عقائد الفرق المنحرفة مع التركيز على كشف الأكثر خطورة منها، وليحرصوا على وجود مؤسسة عالمية مختصة بهذا العمل دون غيره، وليتذكروا دائماً أن يد الله على الجماعة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
أما حركة طالبان فالواجب عليها أن تنشط إعلامياً، وتسارع إلى إرسال وفودها للاتصال بالمؤسسات – الرسمية وغير الرسمية – والدعاة والجماعات الإسلامية من أجل بيان سياستها الداخلية والخارجية، وتفنيد الشبهات التي يروجها أعداء الحركة من رافضة وغيرهم، وقد سرنا تأييد علماء باكستان لهم بما في ذلك جماعة أهل الحديث، وهذا بحد ذاته تزكية للحركة ممن يعرفونهم عن كثب.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد، يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر. والحمد لله رب العالمين 0
الفصل الرابع
إيران والكيان الصهيوني
والشيطان الأكبر
إيران والكيان الصهيوني والشيطان الأكبر
دفاع الشيخ القرضاوي عن إيران وإنها هي العدو الأول لإسرائيل000وإن إيران واقفة ضد إسرائيل ، وتعتبر العدو الأول للقوى الصهيونية والصليبية ، فلولا أن لها موقف سليم ما فعل هؤلاء معها ، ولا وقفوا معها هذا الموقف 0(169/239)
هذا الدفاع الذي أبداه فضيلة الشيخ القرضاوي في غير محله ، ويبدو أن فضيلة الشيخ غير مطلّع على خفايا العلاقات الصهيونية الصليبية مع إيران ، بعد أن أصبح ذلك معروفاً لدى الكثيرين ، وأتعجب من تجاهل الشيخ القرضاوي – ولا أقول جهل – للحقائق التي أصبحت ملىء الخافقين ، ونحن في الفصل سوف نحاول التطرّق إلى العلاقة الحميمة التي تربط الكيان الصهيوني والقوى الصليبية ممثلة في الشيطان الأكبر (أمريكا) كما تسميها إيران ، وبعد ذلك هل نطمع من فضيلة الشيخ القرضاوي أن ينظر من جديد في كلامه الآنف ، وهل يملك الشجاعة الأدبية لإعلان ذلك كما أعلن كلامه السابق العار من الصحة والتدقيق والتمحيص 0
ونضع بين يدي فضيلة الشيخ القرضاوي بعض الأمور التي تفضح الإتصالات اليهودية والأمريكية بالدولة التي يُسمّيها الشيخ القرضاوي بالجمهورية الإسلامية(!!!) 0
صرح وزير الخارجية الإسرائيلي في حكومة في نتنياهو (ديفيد ليفي) قائلا : (ان اسرائيل لم تقل في يوم من الايام ان ايران هي العدو ) " جريدة هاآرتس اليهودية / 1/6/1997"
يقول الصحفي اليهودي(اوري شمحوني ) : (ان ايران دولة اقليميه ولنا الكثير من المصالح الاستراتيجية معها ، فايران تؤثر على مجريات الاحداث وبالتاكيد على ماسيجري في المستقبل ، ان التهديد الجاثم على ايران لا ياتيها من ناحيتنا بل من الدول العربية المجاورة ! فاسرائيل لم تكن ابداً ولن تكن عدواً لايران ) " صحيفة معاريف اليهودية / 23 /9/1997)(169/240)
أصدرت حكومة نتنياهو امراً يقضي بمنع النشر عن اي تعاون عسكري او تجاري او زراعي بين اسرائيل وايران . وجاء هذا المنع لتغطية فضيحة رجل الاعمال الإسرائيلي(ناحوم منبار ) المتورط بتصدير مواد كيماوية الى ايران .. والذي تعد هذه الفضيحة خطراً يلحق باسرائيل وعلاقاتها الخارجية . وقد ادانت محكمة تل ابيب رجل الاعمال الإسرائيلي بالتورط في تزويد ايران ب 50 طنا من المواد الكيماوية لصنع غاز الخردل السام . وقد تقدم المحامي الإسرائيلي(امنون زخروني ) بطلب بالتحقيق مع جهات عسكرية واستخباراتية اخرى زودت ايران بكميات كبيرة من الاسلحة ايام حرب الخليج الاولى . " الشرق الاوسط / العدد (7359) "
قامت شركة كبرى تابعه (لموشيه ريجف ) الذي يعمل خبير تسليح لدى الجيش الاسرائيلي - قامت شركته ما بين (1992-1994) ببيع مواد ومعدات وخبرات فنية الى ايران . وقد كشف عن هذا التعاون الاستخبارات الامريكية بصور وثائق تجمع بين موشيه والدكتور ماجد عباس رئيس الصواريخ والاسلحة البايولوجية بوزارة الدفاع الايرانية . " صحيفة هارآرتس اليهودية ... نقلا عن الشرق الاوسط عدد (7170) "
ونقلت جريد الحياة بعدده (13070) نقلا عن كتاب الموساد للعميل السابق في جهاز الاستخبارات البريطانية (ريتشارد توملينسون) : وثائق تدين جهاز الموساد لتزويده ايران بمواد كيماوية .
يقول الصحفي الإسرائيلي(يوسي مليمان ) ( في كل الاحوال فان من غير المحتمل ان تقوم اسرائيل بهجوم على المفاعلات الايرانية وقد اكد عدد كبير من الخبراء تشكيكهم بان ايران - بالرغم من حملاتها الكلامية - تعتبر اسرائيل عدواً لها . وان الشيء الاكثر احتمال هو أن الرؤوس النووية الايرانية هي موجهة للعرب ) " نقلا عن لوس انجلس تايمز... جريدة الانباء العدد (7931) " 0(169/241)
الشحنات الإسرائيلية من السلاح لإيران(1)[570])
...
أحدث ما قامت به إسرائيل لتوفير الأسلحة لإيران ، رغم أجواء توقف الحرب ، هو صفقة سلاح من رومانيا ، تبلغ قيمتها (500 مليون ) خمسمائة مليون دولار 0 وتأتي هذه الصفقة لتكشف تاريخاً طويلاً من العمل الإسرائيلي المتواصل منذ عام 1980 لتوفير الأسلحة لإيران لكي تواصل حربها ضد العراق والعرب ، وإذا كانت صفقات الأسلحة الإسرائيلية لإيران ، هي الخبر الأهم ، فإن الخبر الأهم هو أن يقوم سماسرة ووسطاء إسرائيليون بالتجول في العالم وفي عواصم أوروبا بالذات بحثاً عن أسلحة لإيران(2)[571]) 0 لقد تجاوزت إسرائيل مرحلة بيع سلاحها وتقديمه للخميني ، إلى قيامها بتوفير أية قطعة سلاح ، ولو من السوق السوداء لهذا النظام لكي يواصل حربه ضد العراق 0
... وإذا كان الأمر طبيعياً بالنسبة لإسرائيل ، لأنها بذلك تحاول أن تدعم إيران في حرب ضد بلد عربي ، ولكن الأمر الذي يفترض الكثيرون أنه غير مقبول هو قيام الحميني تحديداً بالإعتماد على إسرائيل في تسليح قواته وفي حربه ، وصموده كنظام ، رغم ما للخميني – صاحب النظام – من أدبيات معادية لإسرائيل وهو الداعية لتحرير القدس وحتى فلسطين كلها 0 لكن يبدو أن الغاية تبرر الوسيلة لدى حكام إيران الحاليين 0 ومع هذا التحرك الإسرائيلي الجديد لتوفير الأسلحة لإيران من أي مصدر كان ، فتحت أوساط سياسية وعسكرية وإستراتيجية ملف صفقات الأسلحة بين إسرائيل وإيران ، وإعتبرت أنها زادت عما كانت عليه أيام الشاه وفاقتها أضعافاً 0
إسرائيل في المقدمة
__________
(1) 570]) نقلاً عن كتابنا " نقد ولاية الفقيه " ص 275 وما بعدها 0
(2) 571]) حدث يو الخميس 16/5/1980 0(169/242)
... أحدث الأرقام عن صفقات الأسلحة أن الإنتاج الحربي الإسرائيلي حقّق تطوراً كمياً ونوعياً ، في النصف الأول من الثمانينات ، ما قيمته 850 مليون دولار ، إرتفعت عام 1986 إلى مليار و300 مليون دولار(1)[572])0 وقدرت مصادر أوروبية متخصصة بالشئون العسكرية أن الزيادة في مجملها ، وبنسبة 80? منها ، كانت كلها صادرات أسلحة وقطع غيار إسرائيلية إلى إيران (2)[573])0
وترى هذه المصادر أن مقابل هذا الدعم العسكري بالأسلحة من إسرائيل لإيران ، تحظى الحكومة الإسرائيلية بسيطرة إقتصادية ظاهرة في إيران ، أي عن طريق اليهود الإيرانيين الممسكين بالإقتصاد الإيراني ، أو عن طريق شركات كانت تعمل في عهد الشاه ، ثم أوقفت أعمالها مؤقتاً مع بداية حكم الخميني ، وحالياً عادت لتعمل بحيوية ونشاط 0
وفي هذا المجال نعود إلى ما سبق للخميني وقاله عن الإقتصاد الإيراني وتسلط إسرائيل عليه : " إن إقتصاد إيران هو في قبضة الأمريكان والإسرائيليين وقد خرجت التجارة من أيدي المسلمين(!!!) (3)[574]) 0
أو عندما قال : " إن المحزن أكثر هو هيمنة إسرائيل وعملائها على كثير من الشئون الحساسة للبلاد وإمساكها بالإقتصاد(4)[575]) "0
__________
(1) 572]) معلومات وردت في أحد تقارير " المركز الدولي للأبحاث السلمية في ستوكهولم " ووردت في مجلات عسكرية متخصصة مطلع العام 1987 0
(2) 573]) مجلة " لوبوان " الفرنسية ومجلة " استراتيجيا " الشهرية اللبنانية مطلع العام 1987 0
(3) 574]) خطاب الخميني في " قم " في 15 إبريل 1964 0
(4) 575]) بيان للخميني حول إقرار قانون الحصانة القضائية للرعايا الأمريكيين 0(169/243)
لكن هذا الكلام ذهب أدراج الرياح ، وهاهي إسرائيل تتسلط على نسبة كبيرة من إقتصاد إيران ، وفي ظل حكم الخميني نفسه ،ولقد عاد شركة "أرج" الإحتكارية الكبرى للظهور ، بعد أن كانت قد أوقفت أعمالها مؤقتاً ، وهي شركة إسرائيلية كبرى سبق للخميني أن هاجمها، كما هاجم "الكوكالا" في إيران التي هي أيضاً إسرائيلية ، والطريف والمثير هو أن إسرائيل عادت لتغرق السوق الإيرانية بإنتاجها من البيض ، وهذا كله سبق للخميني واتخذ منه حجة ضد حكم الشاه المخلوع(1)[576]) 0
ولقد كشفت مصادر مطلعة في باريس أن السماسرة الذين يعملون لتجميع السلاح إلى إيران ، وبينهم إسرائيليون ، يتخذون من "فيلا شاليه باساغي" (2)[577]) ، الواقعة على الطريق الثاني من بحيرة جنيف ، أي من الجهة الفرنسية بالقرب من قرية "سانت بول أن شاليه" والأرض المحيطة بها ، ومساحتها 28 ألف متر مربع، يتخذون منها مركزاً لتجميع الأسلحة التي يشتريها الإسرائيليون ، تمهيداً لشحنها عن طريق الموانىء الأوروبية إلى إيران ، كما يتخذ السماسرة ، وبالذات الإسرائيليون ، من مزارع مجاورة لتلك الفيللا وهي "مارالي"و "لي هوز" و "لي مويت" مراكزاً لتدريب الإيرانيين على بعض الأسلحة والخطط العسكرية ، ويتولى " أوتيون دي بنك سويس " عمليات دفع ثمن الصفقات التي تحولها إسرائيل إلى إيران (3)[578])0
__________
(1) 576]) تصريحات الخميني على إثر إعتقال الطالقاني وبازركان خلال حكم الشاه 0
(2) 577]) وهي فيللا كانت لشاه إيران وعادت للحكومة الإيرانية الحالية 0
(3) 578]) نشرة "ستار" الصادرة بالفرنسية والمتخصصة ببعض الأخبار الخاصة بالأسلحة0(169/244)
ورأت تلك المصادر أن إسرائيل في حماسها هذا لتوفير السلاح لإيران أن تحقّق أرباحاً باهظة ، وكذلك تساعد في إطالة أمد الصراع ضد العراق والعرب ، لتعطيل قدرات العرب ككل ، ولتحقيق مكاسب داخل إيران نفسها ومنها : تخفيف الضغط عن اليهود الإيرانيين وخاصة التجار منهم ، والسماح بتحويل أموالهم لإسرائيل ، وخاصة أموال التاجر اليهودي الكبير حبيب الفانيان ، وهو أحد المحتكرين الكبار أيام الشاه الذي تم إعدامه في إيران في مايو 1979 في مطلع زحف الجماهير الإيرانية ضد حكم الشاه (1)[579])0
أما صفقات الأسلحة الإسرائيلية لإيران ، فرغم أن أمرها قد إتضح مع فضيحة "إيران جيت" في العام 1987 ، إلا أنها قديمة وتعود إلى مطلع الثمانينات ، أي مطلع حكم الخميني نفسه ، ويلخص أبا إيبان وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق وضع إسرائيل مع حكم الخميني بقوله : "عندما يكون النظام الإيراني صديقاً فإننا نمكنه من الحصول على الأسلحة ، للإحتفاظ بصداقته ، أما عندما لا نعرف ما هو موقفه من إسرائيل فإننا نمكنه من الحصول على الأسلحة لمعرفة ذلك (2)[580])0
إذن العودة إلى مطلع الثمانينات تكشف صفقات الأسلحة الإسرائيلية لإيران الخميني بالأرقام حسب ما ورد في صحف ومجلات وكتب في هذا المجال 0
لقد قالت الصحف الكويتية في 30 سبتمبر 1980 ومذلك أكتوبر من العام نفسه أن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية على علم مسبق وتوافق على إستخدام إسرائيل طائرات أدنبية وطرقاً جوية أوروبية غير مباشرة لشحن قطع الغيار إلى إيران 0
__________
(1) 579]) صحف 10 مايو 1979 0
(2) 580] الواشنطن بوست 12/12/1986 0(169/245)
بعد الصحف الكويتية قالت صحيفة " الأوبزرفر" اللندنية في نوفمبر 1980 أن إسرائيل ترسل قطع غيار الطائرات (ف – 14 ) وأجزاء مروحيات وصواريخ على متن سفن متوجهة إلى موانىء إيرانية ومن بينها مرفأ بندر عباس ، بعض تلك الشحنات من الولايات المتحدة إلى إسرائيل ثم تحويلها مباشرة إلى إيران دون أن تمر بإسرائيل 0
وفي العام 1981 ، وفي شهر يناير بالذات ، جاء في تقرير أمريكي أعدته مصلحة الأبحاث التابعة للكونجرس ونشرته الصحف (1)[581])، إن إسرائيل تهرب الأسلحة وقطع الغيار إلى إيران 0 وعندما سئل متحدث بإسم الخارجية الأمريكية عن ذلك ، أجاب أنه إطلع على تقارير بهذا المعنى ، وكانت يومها إدارة الرئيس الأمريكي كارتر في الحكم 0
وبعد خروج كارتر وموظفيه من الحكم ، إعترف كثير منهم بأنّ إسرائيل طلبت ترخيصاً أمريكياً في سبتمبر 1980 ببيع السلاح ، وتحديداً معدات عسكرية لإيران 0
وفي الشهر التالي بدأت إسرائيل تبيع إطارات عجلات طائرات فانتوم (ف – 4 ) لإيران 0 وقد استخدم مطار مدني في مدينة"تيمز" الفرنسية من القرب من قاعدة عسكرية محطة ترانزيت لشحم الإطارات، وقد ساعد في ذلك تاجر سلاح فرنسي كان مشاركاً في الصفقة ، وقد كشف ذلك في برنامج "بانوراما" التلفزيوني في هيئة الإذاعة البريطانية(2)[582])0 وأشارت الصحف يومها إلى أن إدارة ريجان تورطت منذ البداية بصفقات الأسلحة الإسرائيلية إلى إيران عن طريق " مويس اميتاي" من اللجنة الأمريكية – الإسرائيلية للشئون العامة وبإيعاز من روبرت س0مكفرلين الإبن وهو عضو مغمور في لجنة مجلس الشيوخ للخدمات المسلحة(3)[583])0
__________
(1) 581]) صحف مارس 1981 0
(2) 582]) أذيع البرنامج في أول فبراير 1981 مساءاً 0
(3) 583]) "واشنطن بوست" 29 نوفمبر 1986 0(169/246)
... الشحنة الأولى من إطارات عجلات طائرات "الفانتوم"(ف – 4) تلتها شحنة ثانية من قطع الغيار بلغت قيمتها 600ألف دولار 0 لكن خط الإمداد الفرنسي إنهار ، فجرى إستبداله بتاجر بريطاني للسلاح نظّم خطاً للطيران الإسرائيلي إلى إيران عن طريق قبرص مستخدماً طائرات شحن من طراز c.l.44 تابعة للشركة الإرجنتينية " ترانسبورت ايرو ريو بلاتينس " 0
... وكانت هذه الصفقة الإسرائيلية إيران عن طريق قبرص شحنات قطع غيار للدبابات و360 طناً من الذحيرة التابعة للدبابات من طراز (م-48) و (م-60) ومحركات نفاثة مجددة وإطارات إضافية للطائرات(1)[584]) 0
... ثم بعد ذلك صفقة أسلحة إسرائيلية بقيمة 136 مليون دور، تم شحنها أواسط 1981 ، عقدها التاجر الإسرائيلي "يعقوب نمرودي" وهو ضابط إسرائيلي متقاعد اتخذ من لندن مقراً لتجارته 0 والذي كشف أمر إسرائيل في هذه الصفقات كلها هو قيام طائرات سوفيتية في يوليه 1981 بإسقاط طائرة تبين فيما بعد أنها كانت تتولى شحن الأسلحة الإسرائيلية إلى إيران عبر قبرص ، تم إسقاطها عند الحدود التركية – السوفيتية(2)[585])0
إسرائيل تستمر وتُحسّن النوعية
... ومع مطلع العام 1982 كانت إسرائيل مستمرة في تصدير الأسلحة إلى إيران ، وكانت عبارة عن شحنات من ذخائر دبابات عيار 105ملم ، وذخائر هاونزر عيار 155ملم ، وقطع غيار طائرات فانتوم(ف-4) الأمريكية الصنع، ودبابات(ام-48 و ام –60) وأجهزة إتصال كاملة مع قطع غيارها 0
... وحتى يوليه 1983 ، لم يستمر تدفق الأسلحة الإسرائيلية لإيران فحسب ، بل تحسنت نوعية الأسلحة :
__________
(1) 584]) "إسرائيل والحرب الإيرانية – العراقية " بحث بقلم شاهرام تشويين في مجلة الدفاع الدولية في عدد 3 ، مارس 1985 ، مجلد 18 0
(2) 585]) نشرت ذلك صحيفة " الصنداي تايمز" اللندنية في 26/7/1981 0(169/247)
... ففي 6 يناير1983 كانت هناك شحنات ضخمة مميزة ضمت مايلي : صواريخ سابدوند جو-جو، 400 ألف طلقة مدفع هاون ، 400 ألف طلقة مدفع رشاش ، ألف هاتف ميداني ، 200 جهاز تشويش للإتصالات الهاتفية (1)[586])0
... وفي شهر يوليه 1983 نشرت معلومات عن صفقة "غرودي" التي بلغت 136 مليون دولار 0 أفادت تلك المعلومات أن الأسلحة التي تم شحنها كانت متطورة وحديثة وكلها أمريكية الصنع ، ويحظر شحنها إلى غير إسرائيل 0 لكن إسرائيل شحنتها إلى إيران 0وضمت صواريخ "لانس" الذاتية الإندفاع ، صواريخ "هوك" المضادة للطائرات ، قذائف مدفعية عيار 155ملم من نوع "تامبيلا"و "كوبرهيد" الموجهة بأشعة الليزر(2)[587])0 وأكدت هذه المعلومات صحيفتان إسرائيليتان هما " بديعوت أحرونوت " و " ها آرتس " ونشرت تفاصيل كثيرة خول صفقة "غرودي"0
... كما نشرت المعلومات نفسها مع إضافات عليها مجلة سويسرية هي مجلة "ولتوتش" وهي مجلة معتدلة 0
... وفي يناير 1983 بدأت الصحف الأمريكية تتحدث عن صفقات الأسلحة الإسرائيلية المتطورة – ذات الصنع الأمريكي – إلى إيران 0 رغم أنها أسلحة يحظر بيعها وتصديرها إلى دولة ثالثة غير أمريكا وإسرائيل 0 فقد نشرت مجلة دورية هي يومية الدفاع والشئون الخارجية معلومات تشير أن إسرائيل كانت تشحن قذائف عنقودية محرمة إلى إيران ، كما أن قطع غيار الطائرات (ف-14) "تومكات"القليلة في سلاح الجو الإيراني ترسل مباشرة وبإنتظام من إسرائيل إلى إيران على متن طائرات شحن(3)[588]) 0
__________
(1) 586]) صحيفة "بوسطن جلوب" 27/7/1983
(2) 587]) صحيفة "ليبرسون" الفرنسية يوليو 1983 0
(3) 588]) دورية "الدفاع والشئون الخارجية" اليومية في 24/1/1084 0(169/248)
... ثم نشرت الصحف الألمانية في مارس 1984 تفاصيل عن صفقة "غرودي" نفسها جاء فيها أن الصفقة الإسرائيلية من الأسلحة تشحن على متن طائرات " العال " للشخن في رحلات ليلية تمر فوق الأراضي السورية في طريقها إلى إيران (1)[589])، ولم تنف تلك الصحف وتحديداً مجلة شتيرن علم سوريا بتحليق تلك الطائرات 0
... كذلك نشرت صحيفة ألمانية غربية هي "فرنكفورتر" وهي يومية محافظة ، أن شحنات إسرائيل إلى إيران من أسلحة بلغن ما قيمته 500 مليون دور والأسلحة كلها من صنع أمريكي وإسرائيلي ، وهناك قسم منها صدر من لبنان(2)[590]) 0
دليل رسمي إسرائيلي
... لم يبق أمر الصفقات الإسرائيلية من الأسلحة إلى إيران مجرد تقارير خجولة من هنا وهناك ، وأنباء صحفية في صحف غربية موثوقة ، بل تعدّى الأمر ذلك إلى تقديم دليل رسمي على لسان أرييل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي في مطلع الثمانينات ، أي إنه عاصر معظم شحنات الأسلحة الإسرائيلية إلى إيران وأشرف عليها 0
... في مايو 1984 أي بعد إن إستقال أرييل شارون من وزير الدفاع ، والذي جاءت إستقالته مجرد لعبة خبيثة لتغطية الدور الإسرائيلي في مجازر مخيمي صابرا وشاتيلا ضد الفلسطينيين المدنيين ، إذ بعد أن إتقال زار الولايات المتحدة الأمريكية في التاريخ نفسه ، وفي واشنطن أعلن بصراحة أن إسرائيل كانت تبيع وتسوّق وتشحن الأسلحة إلى إيران ، وبمعرفة الولايات المتحدة الأمريكية نفسها 0
... وكان شارون ، رغم إستقالته من وزارة الدفاع ، قد بقي وزيراً دون حقيبة وزارية في حكومة الليكود الإئتلافية حتى العام 1987 ، إذن كان مازال وزيراً عندما أدلى بتصريحة ذاك 0
__________
(1) 589]) مجلة " شتيرن " الألمانية الغربية ، مارس 1984 0
(2) 590]) صحيفة " فرنكفورتر " الصادرة في 17/3/ 1984 0(169/249)
... كذلك ، رغم نفي إدارة ريجان علمها بالصفقات الإسرائيلية من الأسلحة الإسرائيلية والأمريكية وغيرها إلى إيران ، فإن موقفاً أمريكياً كان قد صدر في مارس 1984 يدعو إسرائيل والدول الأوروبية لتنسيق الجهود مع واشنطن لقطع شحنات السلاح إلى إيران 0 واعتبر هذا الموقف تغييراً رسمياً عن علم واشنطن بدور إسرائيل وغيرها في شحن الأسلحة إلى إيران ، وقد تولى السفير الأمريكي فوق العادة ريتشارد فيربانكس هذه المهمة 0
... وتتحدث الصحف في هذه الفترة ، في العام 1984 وما بعدها عن مواقف وإجراءات اتخذها موظفون أمريكيون أمثال جفري كمب المدير الأول لشئون الموظفين لقضايا الشرق الأدنى في مجل الأمن القومي ، وفيري نكس نفسه ، وماكفرين ، كلها صبت في تأكيد الشحنات الإسرائيلية من السلاح لإيران ، وبمعرفة أمريكا نفسها (1)[591]) 0
... وتطورت تلك المواقف والجهود الأمريكية ووصلت مع "كمب" إلى وضع مذكرة عرفت " بمذكرة كمب " لتطوير العلاقات مع إيران والتي تقديمها إلى مجلس الأمن القومي الأمريكي في أكتوبر 1984 0
" إيران جيت " الشهيرة
__________
(1) 591]) تقرير لجنة " تاور " وإسمها الوطني " المجلس الرئاسي للمراجعة الخاصة " صدر في 26 فبراير 1987 0(169/250)
... في هذه الأثناء ، وبعد مذكرة "كمب" جرى تحضير صفقة صواريخ "تاو" الأمريكية إلى إيران ، وجرى التحضير بين مسئول في الإستخبارات المركزية الأمريكية وبين رجل أعمال إيراني يعمل لصالح إسرائيل وغيران معاً وهو منوجهر جوربانيفا ، وعندما تأكدت إسرائيل من هذا التحول الأمريكي في سياسة " لا أسلحة لإيران " إلى " الأسلحة لإيران " تحرك تاجرا السلاح الإسرائيليان " غرودي " و " أولف شويمر " بالتعاون مع اميرام نير – مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز يومذاك – فعقدوا إجتماعات مع جوربانيفار ، بحضور رجل أعمال أمركي كان ذلك في يناير 1985 0 وكانت النتيجة درس تقديم أسلحة أمريكية إلى إيران 0 وهو ما كشفت عنه لجنة " تاور " في تقريرها فيما بعد 0 ونتج عن ذلك تشجيع إسرائيلي لتلك الشحنات ، لذا قامت حكومة إسرائيل عبر روبرت ماكفرلين ، ومساعدة الكولونيل أوليفرنورث ، ومايكل لدين المستشار في مجلس الأمن القومي بالتحضير لأمر ما في هذا المجال 0
... وفي مايو قام " لدين " بزيارة رسمية لإسرائيل حيث طلب منه شمعون بيريز مصادقة ماكفرلين على شحنة ذخائر ضخمة إلى إسرائيل ، وعلى إثر ذلك قام ديفيد كمحي المدير العام للخارجية الإسرائيلية ، بتكليف من بيريز ، بالإتصال بماكفرلين لتنسيق شخن الأسلحة لإيران 0(169/251)
... ثم في يوليو 1985 ، جرى رفع الإتصال إلى مستوى وزير الخارجية الأمريكية شولتز نفسه ، ونتج عن ذلك إجتماع ضم " لدين " وجوربانيفار وكمحي ، وشويمر وغرودي ، تم فيه تحديد المطلوب من صواريخ "تاو" ، لكن الأمر مهم وخطير ويحتاج إلى ضوء أخضر من الرئيس الأمريكي نفسه 0 فتولى ذلك بيريز عن طريق ماكفرلين ونائبه الأميرال جون بونيدكستر ، وكان إقتراح كمحي بيع صواريخ "تاو" الأمريكية لإيران لكن عبر إسرائيل 0 وفي إجتماع ضم ريجان ونائبه بوش ووزير خارجيته شولتز ، وواينبرجر وزير الدفاع ، ومدير شئون الموظفين الرئاسي دونالد ريجان ومدير وكالة الإستخبارات المركزية وليم كيسي تقرّر إطاء ال ... ضوء الأخضر الأمريكي ، وهكذا كان ، فقامت إسرائيل في 30 أغسطس وفي 13 سبتمبر 1985 بإرسال مائة صاروخ "تاو" في شحنة أولى ، ثم 408 صواريخ في شحنة ثانية 0
... بعد صواريخ "تاو" أتت صفقة صواريخ "هوك" وكلها صفقات إسرايلية لإيران ، لكن بعد موافقة واشنطن 0 لكن إسرائيل وجدت نفسها دائماً تسعى وبإلحاح لإتمام الصفقات ، وتحديدها ، ثم شحنها 0
... ففي نوفمبر عام 1985 ، قام وزير الدفاع الإسرائيلي إسحاق رابين بنفسه بتحضير صفقة صواريخ "هوك" مع ماكفرلين 0 وتمت الصفقة وشحنت الصواريخ ، وهذه المرة عن طريق شركة طيران تابعة للإستخبارات الأمريكية المركزية ( c.i.a) شحنت تحت إسم " قطع وأدوات لحفر آبار نفط " ورحلت إلى إيران في 25 نوفمبر المذكور 0(169/252)
... وهذه الصفقات من الصواريخ هي التي عرفت بـ"إيران جيت" والتي قضت بإرسال صواريخ لإيران مقابل قيامها بإطلاق الرهائن الأمريكيين المخطوفين 0 لكن الأسلحة وصلت والرهائن لم يصلوا ، لأن إيران تعتبر هذه الأسلحة من إسرائيل، وليست ملزمة تجاه واشنطن بشيء 0 وكما نشر في سياق "إيران جيت" أن إيران لم تعجبها الصواريخ لأنها من النوع الإسرائيلي "غير المحسّن" لذا كانت تحمل نجمة داود الإسرائيلية 0وبقية تفاصيل "إيران جيت " أصبحت معروفة 0
... لكن ما ذكر في هذا المجال ، وبعد فضح "إيران جيت" الدور الإسرائيلي في توريد الأسلحة لإيران ، قال شولتز مُبلّغاً موظفيه في الخارجية الأمريكية : إن مخططات إسرائيل نحو إيران هي لدعمها ، وهي ليست مخططاتنا(!!!) وعلينا أن نتعامل مع إسرائيل على أنها لها أغراضها الخاصة في إيران وفي دعمها ومدّها بالأسلحة 0
... وهكذا فضحت لجنة "تاور" فيما بعد في تقرير الدور الإسرائيلي في شخن الأسلحة إلى إيران عندما قالت : إن السياسة التي اتبعتها إسرائيل في تسليح إيران الخمينية صارت سياسة أمريكية 0
... ومع إفتضاح أمر الجميع في "إيران جيت" ، تعطّل ضخ الأسلحة لإيران بعض الوقت ، لكن إسرائيل عادت واتبعت خطة تقضي بشراء الأسلحة من السوق السوداء وأينما توفرت ، ثم تأهيليها لتصبح صالحة في أمكنة مخصصة لذلك في أوروبا ، ثم شحنها إلى إيران ، هذا ما يقوم به السماسرة حالياً حسب ما ورد في مطلع هذا التحقيق 00 إنه يدورون العالم كله بحثاً عن سلاح لإيران 0
... هذا كله شحنات إسرائيلية من الأسلحة – من إسرائيل ، من أمريكا ، من السوق السوداء في العالم إلى أية دولة – لدعم " حكم الثورة في طهران" "ثورة الخمنيني" والذي أعلن ومازال هو وآيات الله والآخرون إنهم ضد إسرائيل ، وضد تسلطها على الإقتصاد الإيراني ، والجيش الإيراني وإنهم في الخندق الفلسطيني ، وأنهم سيحرّرون القدس!!!0(169/253)
العلاقات مع أمريكا وإسرائيل والانتخابات الإيرانية(1)[592]):
قال خرازي في 24يناير أن إيران مستعدة للعلاقة المتساوية مع أمريكا وأجابت أمريكا بأنه لا جدية في كلامه وفي 28 كتبت انترناسيونال ستراتيجيك:
أن هناك علائم للعلاقات العادية بين إيران وأمريكا وذكرت عدد من المذكرات التي قدمتها جبهة خامنئي.بدأت محادثات عبر الإنجليز ولكن لم تتم ، وإن الشخصيات الشيعية العراقية توسطت في سويسرا بين مندوب أمريكي ودبلوماسي إيراني لكن الحرس أفسد هذه المحادثات.
توسطت الكويت وأرسلت وفدا تحت غطاء السياح إلى طهران لكن مخالفي حكومة خاتمي أطلقوا النار على حافلتهم ولذا اضطروا لترك إيران ، ولذا أصبحت العلاقة مع أمريكا في انتخابات 18 فبراير ذات أهمية بالغة ، ولذا قال رفسنجاني إن شرط عودة العلاقات العادية إرجاع 12 مليار دولار إلى إيران، وأما خرازي وزير الخارجية فقد قال إن الإصلاحيين مستعدون للتباحث مع امريكا بشرط التساوي وفي حدود المسائل المشتركة.
ولكن مع هذا فإن القادة الإيرانيين يؤجلون نظرهم القطعي إلى ما بعد الانتخابات ليتبين لهم تعادل القوى في النظام وعدم ترشيح ناطق نوري للانتخابات وهو من مخالفي العلاقات مع أمريكا من علائم العلاقات العادية بين البلدين.
__________
(1) 592] نشرة " ايقاظ " التي تصدرها رابطة أهل السنةفي إيران ، العدد 30 0(169/254)
وبناءا على هذا فقد كتبت انقلاب اسلامي 482 : إن تصريحات رفسنجاني في قناة الجزيرة عدت في خارج إيران إعطاء إشارات لأمريكا ، ويعلم الخبراء أن العلاقات مع أمريكا لها دور في الانتخابات الإيرانية فيما أصبحت أمريكا محورا للسياسة الداخلية في إيران كيف لا يمكن أن يكون لها دور في الانتخابات ، ولكن ما يلفت النظر بشدة في الخارج والداخل أن هذه الانتخابات ليس فيها استعراض عضلات لأمريكا، بل لقد استبدلت الحرب معها بالمغازلة ، وبناءا على المعلومات الواردة لا يوجد في كل من جبهة خامنئي وجبهة خاتمي للانتخابات أي كلام دعائي ضد أمريكا.
بل كل من الطرفين يتكلمان عن العلاقات معها ، لتخرج إيران من عزلتها، وتجد حلا لمشكلاتها الاقتصادية ن ولذا ليس من العبث أن البنك الدولي وافق على دراسة قرض بقيمة 230 مليون دولار لإيران.
وحتى رفسنجاني فهو يغازل أمريكا وينافس بها الإصلاحيين . وهو الذي أنكر في 4 نوفمبر 1986 بشدة دعوة الوفد الأمريكي برئاسة مكفارلين إلى إيران ، أقرّ في قناة الجزيرة وقال: إن مشتريات أسلحتنا من أمريكا كانت قليلة مثلا، عدد من الأسلحة كاللامبا لرادارات وعدة آلاف من الصواريخ المضادة للدبابات أخذنا من أمريكا في قضية مكفارلين ، كما أخذنا عدد من صواريخ هاغ المضادة للطائرات ، ولم نكن مستعدين لشراء الأسلحة من إسرائيل كيفما كان!!!
لا يمكن لغير رفسنجاني أن يتعمد الوقاحة والكذب بهذه الدرجة كما فعل في وقته مع قضية مكفارلين لكنه يقبل هنا على كل حال ان وفد برئاسة مكفارلين جاء إلى إيران بمواعيد مسبقة، لكن الوسيط لهذا اللقاء كانت اسرائيل ، ومسؤلا كبيرا من الخارجية الإسرائيلية وقد قتل بطريقة مريبة كان مشاركا في وفد مكفارلين.
والقناة الثانية للارتباط بين رفسنجاني وأمريكا كان أحد المنتسبين إليه وباقتراح من آلبرت حكيم.(169/255)
أما صفقة 80 صاروخ هاغ فقد بين حسين موسوي من 25 نوفمبر 1985 عبر قرباني ثم لريغان، نحن كل ما تعهدنا به عملناه لكنكم خدعتمونا ، وفي هذه الصفقة للصواريخ كان هناك ستة ملايين دولار رشوة لقرباني و 5 ملايين لابن رفسنجاني وحسبوا سعر كل صاروخ 300 ألف دولار أي اكثر من ضعف السعر الحقيقي، وفي الواقع فإن الوسيط الإسرائيلي دفع لوزارة الدفاع الإسرائيلية مقابل كل صاروخ 140 ألف دولار.
وذهب داود كميتشي المسؤول الإسرائيلي إلى مكفارلين وهو كان وسيط رفسنجاني وغيره من جماعة إيران-غيت، قال لمكفارلين انهم مستعدون لقتل الخميني إذا دافعت أمريكا عنهم وساعدتهم على الاستقرار في السلطة.
وإسرائيليون كانوا دائما وسطاء لإيران لشراء الأسلحة وحوكم شخص يسمى منبر في عهد نتن ياهو، حيث باع لإيران التجهيزات والمواد المساعدة لصنع الأسلحة الكيماوية.
وبناءاً على صحيفة –تقريرهاآرتس- الإسرائيلية في 1\2\2000 ألقي القبض على تاجرين للسلاح باسم ( Avihai Weinstein Eli Cohen ) اللذان باعا طيلة أعوام مديدة أنواع الأسلحة و 100 حافلة للجيش الإسرائيلي إلى إيران، وحوكم _إلي كوهين_ من قبل أيضا بجرم بيع الأسلحة والسيارات الحربية ومحركاتها إلى إيران.واعترفت إذاعة اسرائيل في 1\2\2000 أن إسرائيل باعت أسلحة مرات عديدة لإيران أثناء الحرب بموافقة الخميني والمسؤولين الإسرائيليين.وأحدث خبر في هذه الصدد هو إلقاء القبض على بعض مد راء الشركة التي كانت تبيع ألوف الصواريخ (RBG) و3100 جهاز للإطلاق بوساطة إسرائيل والسفارة الإيرانية في اليابان.
إلقاء القبض على إسرائيليين بتهمة تنظيم
صفقة الأسلحة والمهمات الحربية مع إيران(169/256)
ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على اثنين من مواطنيها بتهمة بيع المهمات الحربية لإيران ، أعلنت إذاعة إسرائيل أن المسؤولين في الشرطة قالوا: انهما كانا تحت المراقبة لأكثر من عام وتم ذلك بمساعدة الدوائر الأمنية الأوربية والأمريكية وبعض الدول في الشرق الأقصى ، والآن بعد جمع المعلومات تم إلقاء القبض عليهما.والمواطنين الإسرائيليين أحدهما 50 عاما وهو تاجر شهير يسمى –الي كوهين- والآخر 32 عاما ويسمى –آوى خاي وانيشتين- كانا يعيشان في مدينة -نتانيا –الساحلية.بناءا على المستندات والوثائق الموجودة فهناك ظن قوي أن الصفقة بينهما وبين إيران وقد بلغت الملايين من الدولارات، علما أن -الي كوهين- قد حوكم في محكمة إسرائيلية سابقا ببيع المهمات الحربية ومنها (M113) والمحركات من نوع (زلدا) إلى إيران أيضا.
بيع الأسلحة بطريقة غير مباشرة(169/257)
تعتقد الشرطة الإسرائيلية أن هذين المواطنين كانا يقومان بتصدير ناقلات الجنود الحربية المتقدمة ومحركاتها وقطع غيار الأدوات الحربية بوساطة شركات أوربية وشركات من الشرق الأقصى بتزويد وثائق على أنها تصدر إلى دولة ثالثة ، ثم كانا يقومان بتسليمها إلى عناصر الاستخبارات الإيرانية، نذكر أن رفسنجاني قال في الشهر الماضي أن بعض الشركات في الواواك -الاستخبارات- كانت تقوم بشراء الأسلحة وقت الحرب وأثارت هذه الشركات الأمنية زوبعة في الساحة السياسية وقام خاتمي بحل بعضها.وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن المتهمين لم يقرّا بأعمال تجسسية إلا أنهما ارتكبا أعمالاً مخالفة للأمن الإسرائيلي لأن إيران تعلن نفسها عدوة لإسرائيل ولذا فالتعامل الكبير ببيع الأسلحة يعد مخالفا للأمن الإسرائيلي.وكتبت جريدة معاريف الإسرائيلية أن كوهين كان على علم في هذه السنة الأخيرة بمراقبة الدوائر الأمنية له.وصرح -آوراهام- المدعي العام السابق الذي درس ملف كوهين سابقا بأنه لم يتعظ من الحكم عليه سابقا وظن أن بإمكانه خداع الدوائر الأمنية الإسرائيلية باستخدام الطرق المعقدة.ونعلم أن هذا الملف ليس الأول من نوعه بل خلال عشرون عاما ظهرت صفقات كبيرة بين إيران وإسرائيل وأهمها محاكمة ناخوم منبر الذي حكم بستة عشر عاما ، كما أن المسؤولين في إسرائيل صرحوا عدة مرات بأنهم باعوا الأسلحة إلى إيران وقت الحرب، واطلاع من خميني وبل بأمر منهن والمواطنون الذين حوكموا يحاكمون لأنهم قاموا بذلك بدون إذن رسمي من إسرائيل، -والي كوهين- كان ضابطا في الجيش الإسرائيلي وخدم لمدة 14 عاما في مصانع الأسلحة الإسرائيلية، وأسس شركة قبل 12 عاما باسم IVM لتصليح وبيع المهمات الحربية، وبناءا على قول الشرطة الإسرائيلية فقد كان تحت هذا الغطاء يقوم بعقد صفقات كبيرة مع إيران، نقلا عن نيمروز 574.(169/258)
ونختم هذا الفصل بإعترافات بني صدر الذي كشف حقيقة الإتصالات الأمريكية الإيرانية وتزويد إسرائيل لإيران بالأسلحة في حربها ضد العراق نقلاً عن نشرة’ "إيقاظ " التي تصدرها رابطة أهل السنة في إيران ، العدد 29 ، 4 شوال 1420 هـ :
المخلصون يزرعون والطيبون يسقون والجبناء يجنون-بني صدر وكشف الأسرار0
هذا ملخص لقاء الجزيرة في برنامج زيارة خاصة مع الرئيس الإيراني الأسبق د. أبوالحسن بني صدر،بث قبل أسبوعين، ننقله لأهميته ، سأل المراسل كيف وجدت شخصية الخميني فأجاب بني صدر: وجدت نفسي أمام شخص غريب لا يعطي رأيه ، يؤمىء بالإيجاب أو النفي فقط.
تقول: في إحدى مقابلاتك أن الإمام الخميني جاء إلى الثورة متأخرا بل أنه لم يكن مشجعا لها إلا بعد أن حصلت أحداث قم ، فهل فعلا جاء الخميني متأخرا؟
بني صدر: لقد كانت ايران يومها في غليان ، وهو لم يصدق ذلك ، لقد أرسلتُ له عدة رسائل، واتصلت به حتى هاتفيا وقد كان مترددا دائما وينتظر، ولما تأكد أن الشعب الإيراني قد هب للثورة تحرك عندها ، إذا لم يأت قرار الثورة من خميني بل أتى من الشعب وهو لم يكن طوال حياته صاحب مبادرة ولكنه رجل ردود فعل ، بعدها استوعبت ما حدث معنا في النجف وفهمت معنى صمته.
سؤال-حين تقول هو تأخر عن الثورة وليس هو صانعها ، إذا لماذا تمسكتم به؟ ، هل لأنه يمثل طبقة أو شريحة اجتماعية كبيرة في إيران أو أنه يمثل الرغبة الدينية في إيران؟.
بني صدر: كنا بحاجة إلى الخميني لسببين بسيطين ، لأنه رجل دين له تأثيره الكبير في إيران ، ثانيا لأن حركة الشعب الإيراني يومها كانت بدون عنف ، كانت كالزهرة في مواجهة البندقية ، إذاً فالخميني كان يمثل القيادة الروحية لإيصال الشعب الإيراني إلى الانتصار.
سؤال- إذاً أنتم في البداية حاولتم استخدام الخميني ثم عاد الخميني واستخدمكم كمثقفين إيرانيين.(169/259)
ج-لا لا، نحن لم نستخدم الخميني ولا هو استخدمنا، كنا بصدد بلورة وجهة نظر جديدة للإسلام ، هذا هو المهم.معه؟- نعم معه، وهنا تكمن أهمية عملنا ، إن المسلمين في كافة أنحاء العالم الإسلامي لا يثقون بالمثقفين ويعتقدون أنهم يبتدعون أي شئ ، كانت ثقتهم عمياء في رجال الدين ، هذا هو الذي قلب الأوضاع في إيران، إن كل هذه الدكتاتوريات الحاصلة اليوم إلى زوال والباقي هو الاسلام، والإسلام يحث المسلمين على التغيير.اليوم في إيران لا أحد يخاف من التغيير ، إذاً لم نستغل الخميني وهو لم يقم باستغلالنا وكل ما في الأمر في إيران ، أن الخميني كان تواقا للسلطة وسعى للوصول إليها مع كل أولئك العاملين لأجلها.
س. سيادة الرئيس دائما تستخدم عبارة كان خائفاً ، هل فعلاً كان الخميني يخاف ؟ وهل لديك دلائل فعلا أنه كان يخاف؟
ج- يوميا تقريبا كان يأتي إليّ أحمد يسألني: بتقديراتكم هل يرحل الشاه ؟ وهل أنتم واثقون من ذلك؟
س- كان يتردد في الذهاب إلى إيران وتلقف الثورة.
ج- كان خائفاً من ذلك ، افتراضا لو توقف الشعب الايراني ماذا سيكون مصيره، لا شئ ، نتيجة لتردده هذا قمت بتحضير لائحة من الأسئلة والأجوبة ، قلت له فيها أن هذه اللائحة سوف تساعدك في حال بقيت في المنفى أو عدت منتصرا إلى إيران ، طلبت منه أن يقرأها جيدا ويجيب عليها لنستطيع فهم مقصده.
س- ما هي أبرز هذه الاسئلة؟
ج- بعض الأسئلة كانت تتعلق بالإسلام والسلطة ، الإسلام والعنصرية والإسلام والعنف، الأجوبة كانت أن لا تدخل لرجال الدين في أعمال السلطة، وأن التعددية السياسية ضرورية، وأن الدولة الإسلامية المنشودة ستكون ديمقراطية يحكمها الشعب، أي ولاية الجمهور وهي تختلف عن المفهوم السياسي في الغرب ، والسيادة هنا تعني الحاكمية أي السلطة، فالولاية تعني الصداقة ، صداقة الشخص مع الآخر واستشارته له.(169/260)
س- بعد ذلك ذهبتم الى ايران وترشحت للرئاسة وطلبت من الإمام الخميني ان لا يدعمك، وأن يبقى محايداً في المعركة الرئاسية، ثم تحدثت عن الانقلاب من طرف الخميني عليك وعلى الافكار التي نادى بها في باريس ، ما هي أسباب هذا الانقلاب ولماذا طلبت منه أن يبقى محايداً.
ج- لقد طلبت منه أن يكون حيادياً بيني وبين الآخرين، ولكنه بعد تسلمه للسلطة مباشرة بدأ بخرق الدستور ، أخذ إقرارا بتعيين رئيس ومدعٍ عام لمحكمة التمييز العليا وللمجلس الاعلى للقضاء كان هذا هوأول خرق للدستور، وبعدها وفي خطب الجمعة شجع رجال الدين على تزوير الانتخابات للوصول إلى البرلمان، وذهبت اليه وقلت له: إن هذا الأمر مرفوض ، أجابني أن لا كلمة للشعب ، الكلمة لرجال الدين ، هذا للاشياء الظاهرية ، لماذا إذاً الاقتراع في موضوع الرهائن وفي موضوع الحريات.
س- لكنه لم يمنعك أن تصبح رئيسا؟
ج-بالنسبة للشعب لم يستطع ذلك ولم يستطع الادعاء أني ضد الثورة لأنه يتناقض مع كلامه بأنني كنت مفكر الثورة ، لم يستطع تكذيب نفسه أمام الرأي العام وكان مستحيلا عليه، ولم يكن بإمكان الخميني التبرير أو التوضيح.
س- ولذا قلت سيادة الرئيس أنه كان يستخدمك؟
ج- لا، لا ، كان يعلم أني لا أحب الخضوع.
س- إذاً كان يريدك رئيسا صوريا.
ج- نعم كان ذلك في نيته لكنني لم أكن الرئيس الذي يريد .
س- سيادة الرئيس في مراحل معينة نلاحظ أنك كنت تتجابه مع الخميني بالرغم من أنه قد منع اللقاء بك ورفض اللقاء.(169/261)
ج- آخر مرة التقيت به قبل ثلاثة أيام من الانقلاب ضدي في بيته، كان لائقا بالاستقبال يومها، وقد تحدثنا في مواضيع الساعة، ودخل عنده أحمد فجأة وقال: عندي سيئات ، قلت: كل إنسان عنده سيئات فماذا تقصد، قال : إنكم تلحون كثيرا ولا تتراجعون ، تتكلمون كثيرا عن تعامل بعض المسؤولين الإسلاميين مع الأمريكيين وانهم يعدون تسوية سرية معهم وتكررونها دائماً، إن المسألة قد انتهت الآن وعاد الرهائن إلى بلادهم فعليكم أن تتعاونوا مع هؤلاء المسؤولين، إن الإمام يطلب منكم ذلك، عندها وجهت حديثي إلى الخميني وقلت له أذاك صحيح ألستم القائلين أن أمريكا هي الشيطان الأكبر وأن الاستقلال هو الأساس، فكيف تطلبون مني التعامل مع هؤلاء الناس الذين تآمروا وعملوا مع الشيطان الأكبر ، عندها خرجت من بيته ودون ان أسمع كلمة واحدة، ولا كلمة، كان ينظر ولا يتكلم، تحدثت في وجهه وقلت في نفسي هذا هو أمامي لا مجال أبداً للشك.
س- إذن تقول في كتاباتك السابقة أن الخميني انتظر ما يقارب التسعة أشهر قبل أن يأخذ موقفاً حاسما من الأمريكيين ، هل كان يعلق أهمية على العلاقة المقبلة معهم أم كان هناك اتصالات شبه سرية بين الولايات المتحدة والخميني؟
ج- لم تكن هناك علاقات مشينة بل كان هناك اتفاقات!!!
س- كيف ؟
ج- جاء موفدون من البيت الأبيض إلى "توغل لوشاتو" في فرنسا واستقبلهم آنذاك ابراهيم يزدي الذي كان وزيراً للخارجية لحكومة بازركان في طهران عقد اجتماع ضم مهدي بازركان الذي أصبح رئيساً للوزراء وموسوي أردبيلي أحد الملالي الذي أصبح بدوره رئيساً لمجلس القضاء الأعلى ، خرج المجتمعون باتفاق يقضي أن يتحالف رجال الدين والجيش على إقامة نظام سياسي مستقر في طهران.(169/262)
ثم يعرض فيلماً عن اول مؤتمر صحفي عقد بعد انتخابه للرئاسة وقد منع عرضه في طهران ويعرض البرنامج صورة مستشار سياسي شاب،وكان يعرف كثيراً عن علاقات الآيات والملالي بالمخابرات الامريكية ثم اغتيل هذا الشاب. علاقات الملالي والأمريكيين السرية؟ نعم .. نعم كان هناك لقاءات كثيرة أشهرها لقاء اكتوبر الذي جرى في ضواحي باريس ووقعت فيه اتفاقات بين جماعة ريغان وبوش وجماعة الخميني.
س- هل لديك وثائق حول هذا الموضوع؟
ج- إذن لماذا أنا هنا؟ أنا هنا لأنني رفضت هذه الاتفاقات ، الخميني حاول إقناعي بجدوى التعاون مع الأمريكيين ولكني رفضت ذلك ، لماذا ؟ لأننا شاركنا بالثورة طلبا للاستقلال وليس للتبعية كما كان الحال في زمن الشاه ، لقد شاركنا بالثورة من أجل حريتنا واستقلالنا وازدهار بلادنا.
س- السيد الرئيس في موضوع الرهائن الأمريكيين في السفارة الأمريكية في إيران تقول إن الخميني لم يأخذ الأمر بأخذ الرهائن وأنت قمت بضد كل هذه العملية من أخذ أمر اعتقال الرهائن ومتى تدخل الخميني بالضبط لهذه العملية.
ج- إن الدراسات الأمريكية تؤكد أن موضوع خطف الرهائن مسرحية أمريكية نفذت في إيران ولم يكتشف بعد الشخص الذي نفذت من خلاله العملية.
س- إذاً تعتقد أن خطف الرهائن في السفارة الأمريكية كان مشروعاً أمريكيا.
ج- نعم ، نعم كان مشروعا أمريكياً ، حتى أن الحرب كانت مخططاً أمريكياً، قلت يومها أن أمريكا شجعت صدام على ضرب إيران . وكشفت يومها عن زيارة السفير السعودي في الأمم المتحدة للسفير الأمريكي في بغداد لتشجيعه على ضربنا.
س- تقول أن قضية الرهائن كانت مخططاً أمريكيا هل لديك بعض المعلومات التي لم تنشر وماذا حصل بينك وبين الخميني من الأحاديث.(169/263)
ج- بيني وبين الخميني كان يحصل أشياء كثيرة، بعد خطف الرهائن مباشرة ذهبت إلى لقاء الخميني وانتقدته على هذا التصرف السئ، وقلت له: كيف باستطاعتكم القول بأن خطف بعض الأمريكيين كرهائن هو عمل أكبر من ثورة الشعب ، وقلت له أيضاً: ليس من الشجاعة أخذ سفارة في بلدكم وأخذ الأمريكيين كرهائن، الحجة كانت يومها احتجازهم بضعة أيام وعندما تسلمون شاه إيران نسلمكم الرهائن، كان هذا الاتفاق مع الأمريكيين ، وقبلت ذلك يومها والتقيت بوزير الخارجية يومها لذلك السبب ، كانت هذه الحجة وكان هناك الكثير من ردود الفعل، وبعدما أصبحت رئيساً جاءني أحدهم لزيارتي وأعطاني شريطاً مسجلاً ، كان السيد بهشتي يتكلم مع المقربين له في الفيلم والقصة أن عملية الرهائن كانت موجهة ضد الرئيس بني صدر وضد الرئيس كارتر، ذهبت لاطلاع الخميني على ذلك وأخبرته عن قصة رئيس مجلس القضاء الأعلى الذي عينه وقد كان على حق بأن تصفية الرهائن كانت لتقوية سلطة رجال الدين أكثر فأكثر لهذا السبب استخدموا الرهائن.
س- من جهة تقول أن الأمريكيين هم رواد القضية ومن جهة تقول من أجل أن تعزز وضع الملالي في إيران.
ج- نعم حصل ذلك لأجل خدمة مصالح الفريقين لخدمة الملالي في إيران، وأيضا لخدمة الجمهوريين في أمريكا الذين كانوا يريدون تغيير نفسية الأمريكيين الذين استكانوا للسلام بعد حرب فيتنام، حتى أنهم عادوا إلى عزلتهم المعروفة، لهذا كان يجب إيقاظ الروح العدائية عندهم باستغلال موضوع الرهائن، والنتيجة كانت وصول الجمهوريين إلى السلطة، وقيل كثيرًا أن الخطة كانت من إعداد هنري كسنجر و روكفيلر ولم تكن بالتأكيد من إعداد الطلبة الثوار ، لم نجد طالبا واحداً يحدثنا عن مخطط العملية حتى الآن لا نعرف في إيران حتى اليوم من الذي خطط لعملية الرهائن.
س- تحليلك الشخصي؟
ج- تحليلي أن الخطة لم تكن خطة إيرانية بل كانت خطة خارجية أمريكية.(169/264)
س- حين تقول ذلك سيادة الرئيس هل لديك معطيات ثابتة.
ج- بالتأكيد ، مثلا الأول: كان رضا بسنديدة ابن أخي الخميني جاء إلى مدريد ثم عاد إلى إيران، وطلب مقابلتي وقال إنه كان في مدريد، وطلب الأمريكان لقاءه، أعطوه اقتراحات جماعة ريغن وبوش، وقال لي: إذا قبلتها سوف يلبي ريغان جميع طلبات إيران عندما يصل إلى السلطة، وهددني إذا رفضتها بالتعامل مع خصومي السياسيين .
هل تتصورون أن ابن أخي الخميني يخرج من إيران دون إذن عمه، لم يقل إنه خرج من إيران للقائهم ، قلت ربما كان في زيارة لأوربا وبعدها قرأنا في الكتاب أنه كان مدعواً لذلك.
ثانيا:كان لدي أحد المعاونين في ألمانيا اتصل به جماعة من حلف ريغان وبوش وعرضت عليه نفس الاقتراحات ، ثالثا: العراق كان قد بدأ حربه معنا، وكنا بحاجة إلى ماذا ، كنا بحاجة إلى قطع الغيار وإلى الذخيرة والسلاح ، رفسنجاني جاءني –رئيس البرلمان- يومها و رجائي عقدا اجتماعاً وأكدا أننا لسنا بحاجة إلى الأسلحة الأمريكية، كنا حينها بحاجة إلى كل شئ، إلا أن الرهائن بقوا في حينها في ضيافتنا حتى موعد الانتخابات الأمريكية، كتبت حينها رسالة إلى الخميني لإطلاعه على هذه المعلومات، وبعد هذه التصريحات عقد اجتماع بين جماعة ريغان بوش وجماعة الخميني ، كان ذلك في باريس وكان هناك اتفاق ، وفي مذكراتي اليومية أدون ذلك ليكون الشعب على اطلاع ، بعدها كتبت للخميني لإطلاعه على هذه المعلومات، ولم أكن أصدق أنه على علم بذلك، كنت أظن أنه خارج اللعبة ، إذن كيف تفسرون إطلاقه الرهائن عشية أداء الرئيس ريغان لليمين الدستوري؟!
س- تحدثنا عن موضوع الحرب الإيرانية العراقية ومررت إلى إسرائيل ، هل كنت على علم بوجود علاقات معينة مع إسرائيل لأجل الحصول على السلاح؟(169/265)
ج- في المجلس العسكري أعلمنا وزير الدفاع أننا بصدد شراء سلاح من اسرائيل ، عجبنا كيف يفعل ذلك ، قلت: من سمح لك بذلك ، قال: الإمام الخميني ، قلت هذا مستحيل ! قال : أنا لا أجرؤ على عمل ذلك لوحدي. سارعت للقاء الخميني وسألته: هل سمحت بذلك ؟ قال : نعم إن الإسلام يسمح بذلك ، وإن الحرب هي الحرب ، صعقت لذلك ، صحيح أن الحرب هي الحرب، ولكنني أعتقد أن حربنا نظيفة، والجهاد هو أن نقنع الآخرين بوقف الحرب والتوق إلى السلام، نعم هذا الذي يجب عمله وليس الذهاب إلى اسرئيل وشراء السلاح منها لحرب العرب ، لا لن أرضى بذلك أبداً ، حينها قال لي : إنك ضد الحرب، وكان عليك أن تقودها لأنك في موقع الرئاسة.
س- السيد الرئيس السؤال فعلاً محرج ، كيف أن الخميني الذي قاد كل هذه الثورة الإسلامية، ووضع القدس واستعادتها وحماية فلسطين في أولوياته كيف يمكن أن يشتري السلاح من اسرائيل؟! حين نسمع منك هذا الكلام لا نستطيع أن نصدق شيئا مماثلاً.
ج- حتى اليوم وقبل ستة أشهر كان الإسرائيليون ألقوا القبض على بعض المواطنين المتورطين في بيع الأسلحة لإيران ، لقد حاولت منع ذلك - شراء الأسلحة من إسرائيل- خلال وجودي في السلطة وبعدها كانت إيران-غيت ، ما معنى إيران-غيت كان إنها فضيحة شراء الأسلحة الأمريكية عبر إسرائيل.
س- قلت إن الخميني قال لك: إذا لم ترد أسلحة عبر إسرائيل فتش عن دول أخرى ، من هي الدول التي أعطتكم السلاح في بداية الحرب؟
ج- بالنسبة للخميني كان شراء الأسلحة مسموحاً به من كل مكان حتى من إسرائيل ، شكلت آنذاك لجان ذهبت إلى أوربا وإلى مصر لأن هناك عقودا بينهم وبين الشاه.
س- اشتريتم السلاح من مصر ضد العراق؟
ج- نعم نعم من مصر ضد العراق.(169/266)
س- السيد الرئيس تتحدث قليلا عن بداية الحرب العراقية الإيرانية ، تقول في كتاباتك أنك قلت لياسر عرفات ليقول لصدام حسين لا تصنع الحرب ضد الثورة ، أولا : هل تجربة الاتصالات بينكم وبين صدام حسين عبر ياسر عرفات وعبر آخرين، وكيف كانت تجربة الاتصالات وما هو الدور الذي قمت به من أجل منع نشوب هذه الحرب فعلاً.
ج- طلبت من السيد ياسر عرفات الذهاب إلى بغداد وإفهام صدام حسين أن كل دولة تشن حربا ضد أي ثورة فمصيرها الفشل وليستفيد من التاريخ، حتى الدول العظمى لم تستطع القضاء على المجموعات الصغيرة الثائرة، ولن يستطيع اليوم الانتصار على شعب إيران الثائر وكان الفشل للأسف بعد مكوث ياسر عرفات عدة أيام عاد ليخبرنا أن صدام طاووس مصمم على مواصلة الحرب، وأنه قادر على حسمها في ثلاثة أو أربعة أيام.
س- هل حصلت اتصالات أخرى مع صدام حسين؟
ج- بعد فشل مفاوضات ياسر عرفات وصدام حسين كانت هناك محاولات أخرى لوقف الحرب منها ما قام به حفيد أحد رجال الدين المجاهدين[2] في العراق وهو أبو الحسن الأصفهاني أرسله صدام حسين للمفاوضات من أجل السلام يومها لكن الخميني رفض.
س- كيف؟
ج- قال لنا يومها مبعوث صدام: ها قد انتصرت الثورة الإسلامية وتخلصتم من الشاه دعونا نشيد السلام بين بلدينا ، قلت للخميني: لنقبل اقتراحاته ، أجاب: لا إن نظام صدام حسين محكوم عليه بالسقوط، وسيسقط خلال ستة أشهر على الأكثر ، ولكي نعفو عنه أرسل مبعوثه هذا !!! إذن رفض ذلك.
س- هل كنت ضد الحرب وأشرفت عليها لكونك رئيسا للجمهورية؟
ج- لأن صدام فرض علينا هذه الحرب ولقد أصبت بمرض على جبهة القتال لأنني لم أتحمل هذه الحرب الغبية ، حاولت كثيرا إيقافها، والشاهد على ذلك أنه بعد مؤتمر عدم الانحياز كانت الحرب ستتوقف لأنني وافقت على مشروع لأربعة وزراء خارجية جاءوا إلى إيران بعد موافقة صدام حسين على ذلك ولكن رجال الدين في إيران كانوا يريدون استمرار الحرب.(169/267)
س- هل الإمام الخميني كان يحدثك عن العلاقة مع الجوار العربي، مع دول الخليج، هل كانت لديه أطماع في التقدم عسكريا باتجاه الدول من أجل تصدير الثورة مثلاً؟
ج- لم يحدثني بهذا الموضوع ولكن كان هناك مشروع آخر ، كان يريد إقامة حزام شيعي للسيطرة على ضفتي العالم الإسلامي، كان هذا الحزام يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان وعندما يصبح سيدا لهذا الحزام يستخدم النفط وموقع الخليج العربي للسيطرة على بقية العلم الإسلامي، كان الخميني مقتنعا بأن الأمريكيين سيسمحون له بتنفيذ ذلك، قلت له بأن الأمريكيين يخدعونك، ورغم نصائحي ونصائح ياسر عرفات الذي جاء ليحذره من نوايا الأمريكيين فإنه لم يكن يريد الاقتناع.
س- الرجال الذين كان لهم تأثير على الخميني، قلت إن رفسنجاني كان يضحكه، كان له تأثير عليه ، من الذي كان يدفعه أكثر باتجاه الحرب، وهل كنتم فعلا تخشون الخسارة في الحرب مع العراق؟
ج- الخسارة في أول الحرب كانت ممكنة ، لكن بعد احتدامها استطعنا إيقاف تقدم القوات العراقية، وكنا نعرف أن الوقت كان إلى جانبنا، ولكن ليس لأمد طويل، بعد الانقلاب ضدي وبعد وصولي إلى باريس قلت له أنه إذا استمر الملالي في الحرب فإنهم سوف يخسرونها حتما وهذا ما حصل.
رفسنجاني كان له أثر كبير في البلاد وكان يدير شؤون الحرب بالتعاون الوثيق مع أحمد الخميني ، ولأنه كان يدير شؤون هذه الحرب فقد كان يخيفني رفسنجاني لأنه أراد مواصلة الحرب واحتلال البصرة ، وباحتلالها يسقط صدام حسين ، كان هذا مشروعه وكل قيادة الجيش كانوا يعارضون ذلك وقالوا إن احتلال البصرة سيطيل أمد الرحب .
س- التفكير في تأسيس حزب الله اللبناني ، طبعاً أنت كنت تركت السلطة ولكن كنت في ذلك الوقت تحدثت مع الإمام الخميني أو مع محيطيه في تأسيس حزب شيعي في لبنان لأجل مقاتلة إسرائيل أو لأهداف أخرى.(169/268)
ج-بالنسبة لموضوع لبنان كنت مع دعم الشعب اللبناني وليس دعم منظمة على حساب الشعب ، عندما كنت في السلطة لم يكن هناك وجود لحزب الله في لبنان ، بعد تنفيذ الانقلاب ضدي وجد السفير الإيراني في سوريا الفرصة سانحة لتأسيس هذا الحزب.
س- هل حاول العراق الاتصال بك.بعد الانقلاب الذي حصل ضدك
ج-بالطبع ، آخرها كان بعد عاصفة الصحراء حتى دعوني إلى زيارة العراق.
س- كيف حصل اللقاء؟
ج- جاء شخصان لزيارتي أحدهما لبناني وآخر فرنسي.
س- هل يمكن أن نعرف الأسماء؟
ج-لا يريدون كشف الأسماء، عرضوا علي هذه الدعوة لكنني رفضتها ، عرضوا علي استقبال نواب عراقيين من قبل صدام، أجبتهم بوضوح: يريد صدام استخدام اسمي لتخليصه من الورطة التي وقع فيها مع الأمريكيين وأقترح إلغاء الدكتاتورية في بلاده وتنفيذ الديمقراطية ، كي أقوم بمساندتكم.
---
( [1]) نقلاً عن مجلة "الفجر" الصادرة عن مركز الإعلام الإسلامي بالدانمارك، العدد 44 شعبان 1419هـ ص 13 – 15 وقد نشرت المجلة عدة حلقات بعنوان" لا يا دكتور 00 فالرافضة أعداؤنا 00 وليسوا إخواننا " للأستاذ مصطفى المصراتي إبتداء من العدد المذكور وعنوان المجلة لمن يرغب في الحصول على المقالات هو:
MAJALIT AL _ FAJR
VESTERBROGADE 208
1800 FREDERIKSBERG C - DENMARK0وقد عرضت ما ورد في المجلة على أحد الأخوة الذين لديهم تسجيلاً لبرنامج " الشريعة والحياة" الذي إستضاف فضيلة الشيخ = القرضاوي فأكد ّصحة هذا الكلام، وقد شارك في البرنامج هاتفياً ما يُسمّى "التسخيري" الذي هو ألّد أعداء أهل السنة وجهوده التبشيرية بالدين الشيعي في أفريقيا وجنوب شرق آسيا واضحة لا يستطيع هو أو من يدين بدينه أن يُنكرها ، وهو أعمدة الإرهاب في نظام الآيات في إيران ، والعجيب بل المدهش أن التسخيري عضو في مجمع الفقه الإسلامي 0(169/269)
( [2]) لا أدري إذا كان فضيلة الشيخ القرضاوي تحدث مع التسخيري حول دماء أهل السنة الأبرياء في إيران التي أُريقت بغير ذنب ، أو أنه تكلم معه من أجل السماح لأهل السنة ببناء مسجد واحد أسوة باليهود والنصارى في طهران ، أم تغاضى فضيلة الشيخ القرضاوي عن كل هذا حفاظاً على الودّ مع الصديق التسخيري والطغمة الحاكمة في إيران 0
( [3]) أحسد التسخيري على هذه التقية العجيبة ، والتسخيري يعلم قبل غيره أن فضيلة الشيخ القرضاوي وأهل السنة جميعاً كفّار مخلدون في النار كما تنطق روايات الشيعة بذلك ، ثم ألا يستحي التسخيري أن يُكيل هذا المديح للشيخ القرضاوي الذي هو – وسائر أهل السنة – عند الشيعة أنجس من الكلب واليهود والنصارى 0 ولكن مفعول التقية العجيب الذي يتعاطاه الشيعة يأتي بأكثر من هذا 0
( [4]) انظر الفصل الرابع من هذا الكتاب ،وكيف أن أمريكا والكيان الصهيوني جعلوا إيران " الحبيبة الأولى" لا "العدو رقم واحد " كما يزعم هذا الرافضي الذي لا يخجل من كذبه ودجله 0
( [5]) لا أدري عن أي قرآن يتحدث التسخيري عنه ، أهو القرآن المتداول بين المسلمين ؟ أم القرآن الذي سوف يأتي به مهدي الشيعة في آخر الزمان ويعلّم الناس قراءته ؟ ، فإذا كان الأول فأظن أن التسخيري ومن يدين بدينه أبعد الناس عن الحديث عن هذا القرآن ، وإذا كان الثاني فهو على حق 0 ولكن متى يأتي هذا المهدي فالشيعة قد طال بهم الإنتظار لهذا السراب ، وانظر الفصل الأول من هذا الكتاب لتكون على علم بنوعية القرآن الذي يتحدث عنه التسخيري ومن يدين بدينه 0(169/270)
( [6]) ونحن نسأل التسخيري : هل الجماعات التخريبية المدّربة في إيران ولبنان من قبل الشيعة حينما قامت بالتخريب والقتل في بعض دول الخليج العربي يصب في خانة الإستكبار أم في خانة التشيع 0 وطالبان في موقف الدفاع لا الهجوم وقد فصّلنا القول في الفصل الثالث من هذا الكتاب 0 ولا ندري أهو حلال لإيران أن تُدّرب وتزرع جواسيسها وعناصرها التخريبية في دول الخليج العربي وحرام على طالبان الدفاع عن سيادة أراضيها ؟0لا أدري بأي منطق يتكلم هذا التسخيري ؟ 0
( [7]) هل يعلم فضيلة الشيخ القرضاوي وجهة هذا الصاروخ ؟أهو موّجه ضد اليهود أم ضد أهل السنة في الخليج وشبه الجزيرة العربية ؟ وهل يعلم فضيلة الشيخ سبب تسمية الصاروخ بالشهاب الثاقب ؟ 0 أقول مجرد تخمين : بما أن أهل السنة عند الشيعة شر من اليهود والنصارى وإنهم كفّار ردة وهو أغلظ من الكفر الأصلي صنعوا لهم هذا الصاروخ لإبادتهم ، وقد ألّف أحد علمائهم كتاباً أسماه " الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب " ، ربما جاءت هذه التسمية تيمناً بإسم هذا الكتاب ، والصاروخ إنما هو "الشهاب الثاقب في إبادة النواصب "0
( [8]) وما الحد الأدنى الذي يمكن أن نتفق مع الشيعة ؟، ولا يخفى على فضيلة الشيخ أن هناك حد أدنى للإتفاق مع اليهود والنصارى والشيوعيين والرأسماليين والهنادكة والبوذيين وكافة الأديان والمذاهب في العالم ، فلماذا لا نتحد معهم؟ 0 أيمكن أن نتحد مع الشيعة وهم يُكفروننا ويعتقدون بتحريف القرآن ويسبون الصحابة ويلعنون سلف هذه الأمة ؟0 بأي عقل ومنطق يتكلم فضيلة الشيخ ؟0 هل يريد الشيخ أن ننسلخ من إسلامنا ونعتنق دين الشيعة ؟ أم يريد منا أن نُصبح ونمسي ونحن نلعن خيار البشر بعد الأنبياء عليهم السلام ؟ 0 إن التمييع في هذه القضايا لا يمكن لعاقل أن يُقرّه 0 نحن والشيعة نسير في خطين متوازيين لا يمكن أن نلتقي مهما إمتدت الخطوط 0 وهذه هي الحقيقة شئنا أم أبينا 0(169/271)
( [9]) أبو جعفر الطوسي 0
( [10]) فصل الخطاب للنوري ص227 0
( [11]) الكتاب في الأصل رسالة ماجستير ، جامعة الكوفة (كلية الفقه )، تحت إشراف عدنان علي البكاء ، والكتاب فيه مغالطات وأكاذيب على أهل السنة ، من ذلك حصره أهل السنة بالأشاعرة والمعتزلة والماتريدية 193 – 203 وغير ذلك من الأكاذيب ، ولا أدري كيف مُنح هذا الباحث الماجستير على كتابه هذا ، ولا عجب إذا كانت الجامعة هي " جامعة الكوفة " 0
( [12]) البيان في تفسير القرآن ص 278 0
( [13]) أي الأئمة المعصومين عند الشيعة 0
( [14]) أي أهل السنة 0
( [15]) انظر : مرآة العقول 3/31 ، بحار الأنوار ج92 ص 65 وكلاهما للمجلسي 0
( [16]) لا نظن أن مسلماً يعتقد أن محرّفة الكتاب ولاعني الأصحاب هم إخوانه 0فلا معتقد ولا أُخوّة تجمع بيننا وبينهم 0
( [17]) عوام الشيعة لا يعرفون أن علمائهم يقولون بالتحريف ، ولذا فإنهم على الفطرة بإعتقادهم أن القرآن الذي يقرأونه هو القرآن المُنزّل ، ولا أدري ما ذنب أهل السنة إذا لم يُبين علماء الشيعة معتقدهم الصحيح في القرآن الكريم ، أيخشون أن تثور ثائرة العامة عليهم ؟ أم يفتضح أمرهم وينكشف للعامة أنهم على دين غير دين الإسلام 0 وكان الأحرى بالغزالي أن لا ينساق وراء عاطفته الملتهبة نحو الشيعة ، بل كان من الواجب أن يسأل المُتحدّث عن دليله في قوله ذاك ، ولكن لا يحق للشيعة أن يُلزموا أهل السنة بقول الغزالي أو غيره ممن يجهلون عقيدة الشيعة ، وكنا نتمنى من الغزالي قبل موته أن يكون رقيقاً وليناً مع أهل السنة مثلما كان مع الشيعة ، وأن لا يتهكم على الإسلام وأهله كما فعل في كتابه الذي سفّه عقائد علماء المسلمين ولا أحتاج إلى ذكره فهو معروف لدى العلماء وطلبة العلم 0(169/272)
( [18]) نقل هذه الرواية : الفيض الكاشاني في المقدمة السادسة من تفسيره الصافي 1/43 –44 ، المجلسي في بحار الأنوار 92/42 ، محمد باقر الأبطحي في جامع الأخبار والآثار 1/44-45 ، الإصفهاني في مكيال المكارم 1/59 –60 ، الحويزي في تفسيره نور الثقلين 5/226 ، العاملي في مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار 38 ، البحراني في الدرر النجفية 298 ، حبيب الله الخوئي في منهاج البراعة 2/208 ، عدنان البحراني في مشارق الشموس الدرية 138 وغيرهم من علماء الشيعة 0
( [19]) رجعت في ذلك إلى : " فصول البيان في تحريف الشيعة للقرآن " 1/174 للأخ ابراهيم عيسى السامرائي، وهذا الكتاب من أفضل الكتب التي بحثت في التحريف عند الشيعة ، وهو مخطوط لم يُطبع بعد ، يسّر الله تعالى لمؤلفه إتمامه وإعادة صياغته من جديد لكي يظهر بالمظهر اللائق والجدير بالجهد الرائع الذي بذله في تجميع المادة العلمية ، وقد وعدني بذلك 0
وكذلك " الجزيرة الخضراء ومثلث برمودا " لمؤلفه ناجي النجار ، وهذا الشيعي تلاعب في نص الرواية وحذف منها مواضع التحريف ووضع مكانها نقط ، ليُدلّس على القراء ، وقد فضحه الأخ ابراهيم السامرائي في الكتاب السابق وبيّن المواضع التي حذفها النجار الدالة على التحريف ، وهذا شأن الرافضة في كل زمان ومكان 0
( [20]) تفسير القمي1/29 ، بحار الأنوار 24/20، تفسير نور الثقلين 1/23، فصل الخطاب 229، تفسير البرهان 1/47 0
( [21]) بحار الأنوار 24/20، تفسير البرهان 1/47
( [22]) فصل الخطاب229 0
( [23]) فصل الخطاب229 0
( [24]) فصل الخطاب 229 0
( [25]) تفسير العياشي1/22، تفسير البرهان1/42 ، بحار الأنوار 18/336،19/59، فصل الخطاب229 0
( [26]) أبوبكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ولعنة الله على كل من ينتقصهم 0
( [27]) فصل الخطاب 230 0
( [28]) فصل الخطاب230 0
( [29]) فصل الخطاب230 0(169/273)
( [30]) الأصول من الكافي 1/417، بحار الأنوار 23/373و35/57، تفسير نور الثقلين 1/33، تفسير كنز الدقائق1/192، تفسير البرهان 1/70 ، تأويل الآيات الطاهرة 42 – 43 ، المناقب لإبن شهر آشوب 2/301 ، فصل الخطاب230 0
( [31]) فصل الخطاب230 0
( [32]) هذا سوء أدب ووقاحة في حق سيد الخلق ( وصهر الرسول ( ، وهل يمكن لمسلم بأن يتفوه بهذه الوقاحة ؟0 وهل بلغ الضلال بالشيعة إلى هذا الحد الذي لا يرضى به من كان في قلبه ذرة إيمان ؟ 0
( [33]) تفسير القمي 1/34 –35 0
( [34]) الكافي1/423 ، تأويل الآيات الطاهرة 63، تفسير نور الثقلين 1/83، بحار الأنوار 24/224، إثبات الهداة 2/278، فصل الخطاب 230، تفسير البرهان 1/104 ، تفسير العياشي 1/45 0
( [35]) تفسير العياشي 1/45 ،تفسير البرهان 1/104 ، فصل الخطاب231، تفسير القمي 1/48 0
( [36]) فصل الخطاب231 0
( [37]) تفسير نور الثقلين 1/102، تفسير البرهان 1/130 ، بحار الأنوار36/98 ، تفسير العياشي1/51 ، تفسير فرات الكوفي 234 ، مناقب لإبن شهر آشوب 2/302 0
( [38]) الكافي 1/417 ، تأويل الآيات الطاهرة76، بحار الأنوار23/372و36/98 تفسير البرهان1/129، تفسير نور الثقلين1/86، تفسير العياشي 1/50 ، تفسير فرات الكوفي 60 0
( [39]) تفسير نور الثقلين 1/115-116،تفسير البرهان1/140، بحار الأنوار 23/208، تفسير العياشي 1/56 0
( [40]) تفسير القمي1/58، فصل الخطاب233 0
( [41]) الكافي 1/418، تأويل الآيات الطاهرة 76، بحار الأنوار 23/374 و 24/307 ،تفسير البرهان1/125،تفسير نور الثقلين1/83و99، تفسير العياشي1/49، فصل الخطاب233 ، تفسير الصافي 1/ 0158
( [42]) تفسير البرهان 1/170 0
( [43]) بحار الأنوار 89/58، تفسير نور الثقلين 1/207، تفسير البرهان 1/209 ، تفسير كنز الدقائق1/389 ، فصل الخطاب 233 0(169/274)
( [44]) الكافي 8/290، تفسير الآصفي للفيض الكاشاني 1/101، فصل الخطاب234، تفسير نور الثقلين 1/207-208،تفسير الصافي 1/244، تفسير البرهان 1/209 0
( [45]) تفسير نور الثقلين 1/148، فصل الخطاب 234 0
( [46]) الكافي 8/289،تفسير الآصفي 1/99 ، تفسير العياشي 1/101، تفسير نور الثقلين 1/204، تفسير كنز الدقائق 1/498 ، بحار الأنوار 89/57،فصل الخطاب234 ، تفسير البرهان 1/205 0
( [47]) تفسير نور الثقلين 1/207، بحار الأنوار 3/319و53/43 ، معاني الأخبار13، التوحيد للصدوق(!!) 163، تفسير البرهان 1/208 0الإحتجاج للطبرسي2/194، مسند الرضا1/318 ،حياة الرضا 1/301 ، تفسير الآصفي 1/101 ، تفسير الصافي 1/242، تفسير كنز الدقائق 1/506 0
( [48]) الكافي8/290، بحار الأنوار 89/58 ، تفسير نور الثقلين 1/209 0
( [49]) فصل الخطاب 344 0
( [50]) تفسير القمي 1/79، فصل الخطاب235 ، تفسير نورالثقلين 1/237، تفسير كنزالدقائق 1/570 0
( [51]) فصل الخطاب235، تفسير البرهان 1/231 ، تفسير الصافي 1/268 ، تفسير العياشي 1/127 ، تفسير كنز الدقائق 1/570 0
( [52]) فصل الخطاب235 ، تفسير البرهان 1/231 ،
( [53]) فصل الخطاب235 0
( [54]) فصل الخطاب 235 0(169/275)
( [55]) فصل الخطاب 235، وقال معلقاً على هذه الرواية : ورواه الصدوق في ( علل الشرايع ) عن أبيه عن سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن حديد وإبن أبي نجران عن حماد عن حريز مثله 0 ورواه الشيخ في ( التهذيب ) بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى مثله 0 ورواه في ( الفقيه ) بإسناده عن زرارة 0 والظاهر أن السؤال لما كان عما فرض الله من الصلوات اليومية بقرينة الإقتصار في الجواب على ذكرها ، فلا بد وأن يكون غرض زرارة معرفة إستخراج ذلك من القرآن للإحتجاج مع العامة ( أهل السنة ) وغيرهم 0 لأنه من الجهل بها ويشهد لذلك قوله ( عما فرض ) الظاهر عما فرضه في كتابه على ما يظهر من أخبار كثيرة وحينئذ فقوله( هل سماهن وبينهن) أي على التفصيل والبيان الظاهر لا مطلقاً ولو إجمالاً لمعلومية الجواب الأول ، فظهر أن الإستشهاد لبيان ذكر صلاة العصر في القرآن ببعض القراءات المعتبرة(ع) والمتحد مع قراءتهم (ع) بقرينة عدم ذكرها فيه في موضع آخر وإلا أشار اليه (ع) ولما مضى ويأتي من الأخبار مع ما تقدم من وحدة ما نزل 00 الخ
( [56]) فصل الخطاب 235 0
( [57]) فصل الخطاب 236 0
( [58]) فصل الخطاب236 0
( [59]) الكافي8/290، بحار الأنوار 89/57 ، فصل الخطاب 238 0
( [60]) تفسير القمي1/84-85، تفسير الصافي 1/282، تفسير الآصفي 2/755، تفسير نور الثقلين 1/261، فصل الخطاب338 ، مستدرك الوسائل6/117 0
( [61]) الكافي 8/290، بحار الأنوار 89/57-58، فصل الخطاب238 0
( [62]) الكافي 8/289، بحار الأنوار 89/57، تفسير كنز الدقائق 1/617، فصل الخطاب 238 0
( [63]) فصل الخطاب 238 0
( [64]) فصل الخطاب237 ، بحار الأنوار 86/356 و89/428 ، مستدرك الوسائل 6/130 0
( [65]) فصل الخطاب238 0
( [66]) فصل الخطاب 238 0
( [67]) فصل الخطاب 238 0
( [68]) فصل الخطاب 238 0
( [69]) فصل الخطاب 239 0
( [70]) فصل الخطاب239 0
( [71]) فصل الخطاب 240 0(169/276)
( [72]) فصل الخطاب 240 0
( [73]) فصل الخطاب 240 0
( [74]) فصل الخطاب 240 0
( [75]) فصل الخطاب 240 0
( [76]) تفسير القمي 1/100، تأويل الآيات الطاهرة 1/205، نور الثقلين 1/330، تفسير البرهان 1/277، فصل الخطاب 240 0
( [77]) فصل الخطاب 240، تفسير فرات78 ، تفسير الصافي 1/329 بحار الأنوار 89/56 0
( [78]) بحار الأنوار 23/222، تفسير الصافي 1/329 0
( [79]) بحار الأنوار 23/222 ،227،291،361،
( [80]) تفسير العياشي 1/168، تفسير كنز الدقائق 2/62،فصل الخطاب 240، بحار الأنوار 23/225 0
( [81]) تفسير نور الثقلين 1/328، تفسير العياشي1/170، فصل الخطاب240 ، بحار الأنوار 23/225 0
( [82]) تفسير نور الثقلين 1/331، فصل الخطاب 240-241، الحدائق الناضرة للبحراني 12/402 ، تفسير الصافي 1/330 ، جواهر الكلام16/98 0
( [83]) فصل الخطاب 241، التبيان1/441 ، مجمع البيان للطبرسي 2/278 ، تفسير الصافي 1/329، تفسير كنز الدقائق 2/62 0
( [84]) فصل الخطاب241 0
( [85]) فصل الخطاب241 0
( [86]) فصل الخطاب241 0
( [87]) فصل الخطاب241، بحار الأنوار 11/11 0
( [88]) فصل الخطاب241 0
( [89]) تفسير القمي 1/102 ، فصل الخطاب 241 0
( [90]) فصل الخطاب241 ، تفسير العياشي 1/173 ، تفسير كنز الدقائق2/83 0
( [91]) فصل الخطاب241 0
( [92]) فصل الخطاب241 0
( [93]) تفسير العياشي 1/180، تفسير البرهان1/295، فصل الخطاب 242 0
( [94]) فصل الخطاب 243 0
( [95]) تفسير العياشي1/1/184،الكافي8/183، بحار الأنوار 89/57، تفسير البرهان 1/297،فصل الخطاب243 0
( [96]) تفسير نور الثقلين 1/358-359، فصل الخطاب 243 0
( [97]) تفسير نور الثقلين 1/376، فصل الخطاب 243 0
( [98]) تفسير نور الثقلين 1/377، فصل الخطاب243 0
( [99]) فصل الخطاب 243 0
( [100]) فصل الخطاب 243 0(169/277)
( [101]) تفسير العياشي 1/149 ،الكافي8/183، بحار الأنوار 24/54و 89/57، تفسير نورالثقلين 1/378-379، فصل الخطاب243، تفسير كنز الدقائق 2/188 0
( [102]) تأويل الآيات الطاهرة 1/118-119، مجمع البيان 2/448، بحار الأنوار 24/123، تفسير البرهان1/308، فصل الخطاب244 0
( [103]) تفسير العياشي 1/213-214 ، تفسير البرهان1/335، بحار الأنوار 24/218، فصل الخطاب 244 0
( [104]) تفسير العياشي 1/195 ، فصل الخطاب244 ، بحار الأنوار 24/153 0
( [105]) فصل الخطاب 244 0
( [106]) تفسير القمي1/110، تأويل الآيات الطاهرة 1/121-122، بحار الأنوار 24/154، تفسير البرهان 1/308، نور الثقلين 1/317، فصل الخطاب244 0
( [107]) تفسير العياشي 1/195 ، تفسير الصافي ، بحار الأنوار 24/153، فصل الخطاب 244 0
( [108]) مناقب آل أبي طالب3/170، تفسير الصافي 1/371، بحار الأنوار 24/155، فصل الخطاب244 0
( [109]) تفسير العياشي1/195، فصل الخطاب 244 0
( [110]) فصل الخطاب 244، تفسير الآصفي 1/167 ، تفسير العياشي1/195، تفسير البرهان1/309، إثبات الهداة3/46 0
( [111]) فصل الخطاب 244، تفسير العياشي 1/195 ، تفسير كنز الدقائق 2/200 ، مناقب إبن شهر آشوب 3/170 0
( [112]) فصل الخطاب 244 0
( [113]) فصل الخطاب 244 0
( [114]) تفسير نور الثقلين 1/387، فصل الخطاب245 0
( [115]) فصل الخطاب245 0
( [116]) فصل الخطاب245 0
( [117]) تفسير العياشي1/196، تفسير نور الثقلين 1/387، فصل الخطاب 245،بحار الأنوار19/283 ، تفسير البرهان1/310 0
( [118]) فصل الخطاب 245، بحار الأنوار 19/284 ، تفسير العياشي1/196،تفسير البرهان1/310 0
( [119]) فصل الخطاب 245، بحار الأنوار 19/283 ، تفسير العياشي1/196، تفسير البرهان1/310 0
( [120]) فصل الخطاب 246 0
( [121]) فصل الخطاب 246 0
( [122]) فصل الخطاب 246 0
( [123]) فصل الخطاب246 0
( [124]) فصل الخطاب246 0(169/278)
( [125]) تفسير العياشي 1/210، تفسير البرهان1/329، فصل الخطاب 246 0
( [126]) فصل الخطاب 247
( [127]) فصل الخطاب 247
( [128]) تفسير القمي ،فصل الخطاب 247، تفسير البرهان1/306
( [129]) الكافي ، فصل الخطاب 247
( [130]) فصل الخطاب 248، تفسير البرهان1/360 0
( [131]) فصل الخطاب 248، مستدرك الوسائل14/448 ، تفسر العياشي1/234، تفسير البرهان1/361 0
( [132]) فصل الخطاب 248، تفسير البرهان1/361 0
( [133]) فصل الخطاب 249، تفسير البرهان1/373 ، مستدرك الوسائل14/448 0
( [134]) فصل الخطاب 249، تفسير البرهان1/374 ، تفسير فرات الكوفي 105 0
( [135]) فصل الخطاب 249، بحار الأنوار 9/193 ، تفسير كنز الدقائق 2/472 0
( [136]) الكافي 1/417 0
( [137]) فصل الخطاب 250 0
( [138]) تفسير البرهان 1/378 0
( [139]) فصل الخطاب 250، تفسير البرهان 1/383 ، تفسير القمي1/141 0
( [140]) أبوبكر وعمر رضي الله عنهما ولعنة الله على كل من يبغضهما 0
( [141]) فصل الخطاب 250، تفسير الصافي 1/465 ، تفسير الآصفي 1/218 ، تفسير الميزان4/411 0بحار الأنوار 23/289 ، تأويل الآيات 1/135، تفسير البرهان1/384 ، تفسير العياشي 0
( [142]) فصل الخطاب 250
( [143]) فصل الخطاب 250
( [144]) فصل الخطاب 250
( [145]) فصل الخطاب 250، تفسير البرهان 1/386 0
( [146]) الكافي1/276 ، فصل الخطاب 250، تفسير القمي
( [147]) فصل الخطاب 251 0
( [148]) فصل الخطاب 251 0
( [149]) الكافي ،فصل الخطاب 252
( [150]) فصل الخطاب 252 0
( [151]) فصل الخطاب 252 0
( [152]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 252
( [153]) فصل الخطاب 252
( [154]) تفسير القمي 1/142، فصل الخطاب 252، تفسير الصافي 1/467 ، تفسير الأصفي 1/220 ، تفسير كنز الدقائق 2/513 ، تأويل الآيات 1/132، تفسير البرهان 1/389 0
( [155]) الكافي ، فصل الخطاب 252 0
( [156]) فصل الخطاب 252 0(169/279)
( [157]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 252 0
( [158]) فصل الخطاب 252 0
( [159]) فصل الخطاب 253 0
( [160]) فصل الخطاب 253، تفسير الآصفي 1/220 ، تفسير نور الثقلين 1/513 ، بحار الأنوار 23/302 ، تفسير البرهان 1/391 0
( [161]) فصل الخطاب 253، تفسير العياشي ، تفسير البرهان 1/392 0
( [162]) فصل الخطاب 253 0
( [163]) الكافي 1/417و424، فصل الخطاب 253، تأويل الآيات الطاهرة 1/136 ، تفسير الصافي 1/468 ، تفسير كنز الدقائق 2/519 ، تفسير البرهان1/391 0
( [164]) تفسير البرهان1/391 0
( [165]) فصل الخطاب 253
( [166]) فصل الخطاب 253
( [167]) فصل الخطاب 254
( [168]) فصل الخطاب 254
( [169]) تفسير العياشي ، بحار الأنوار 24/224 و 35/57 و36/99، الكافي 1/424، تأويل الآيات الطاهرة143، تفسير البرهان1/428 ، تفسير الصافي1/50 0
( [170]) تفسير القمي 1/159 ،فصل الخطاب 254
( [171]) فصل الخطاب 254
( [172]) فصل الخطاب 254
( [173]) فصل الخطاب 254
( [174]) الكافي ، فصل الخطاب 254
( [175]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 254، تفسير البرهان1/428 0
( [176]) فصل الخطاب 254
( [177]) فصل الخطاب 254
( [178]) الكافي ، فصل الخطاب
( [179]) فصل الخطاب255، تفسير العياشي
( [180]) فصل الخطاب 255
( [181]) فصل الخطاب 256
( [182]) تفسير البرهان 1/428 0
( [183]) تفسير القمي ، تفسير البرهان1/428 0
( [184]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 256
( [185]) فصل الخطاب 256
( [186]) الكافي ، فصل الخطاب256، تفسير البرهان 1/451 0
( [187]) فصل الخطاب 256 0
( [188]) فصل الخطاب 256 0
( [189]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 256 0
( [190]) فصل الخطاب 256 0
( [191]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 257 0
( [192]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 257 0(169/280)
( [193]) تأويل الآيات الطاهرة ، غاية المرام للبحراني ، فصل الخطاب 257
( [194]) الإحتجاج 1/70 و73 ، فصل الخطاب 258، روضة الواعظين90 0
( [195]) فصل الخطاب 258
( [196]) فصل الخطاب 258
( [197]) فصل الخطاب 258 ، المناقب لإبن شهر آشوب ، بحار الأنوار
(( [198]) فصل الخطاب 258
( [199]) فصل الخطاب 258، روضة الواعظين 92 0
( [200]) فصل الخطاب 259
( [201]) فصل الخطاب 259
( [202]) تفسير العياشي ، الكافي ، فصل الخطاب 259
( [203]) الكافي ، فصل الخطاب 259
( [204]) تفسير البرهان 1/436 –438 0
( [205]) فصل الخطاب 260
( [206]) تفسير القمي 1/196 0
( [207]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 260
( [208]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 260
( [209]) فصل الخطاب 260
( [210]) الكافي ، فصل الخطاب 261
( [211]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 261
( [212]) فصل الخطاب 261 0
( [213]) تفسير القمي 1/211 0
( [214]) فصل الخطاب 261-262 0
( [215]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 262 0
( [216]) فصل الخطاب 262 0
( [217]) الكافي1/412، فصل الخطاب 262 0
( [218]) فصل الخطاب 262 0
( [219]) فصل الخطاب 263
( [220]) تفسير فرات الكوفي ، فصل الخطاب 262
( [221]) فصل الخطاب 263
( [222]) فصل الخطاب 263 ، تفسير العياشي ، الكافي بإختلاف يسير0
( [223]) فصل الخطاب 264 0
( [224]) تفسير العياشي 2/41 ، بحار الأنوار 9/256 ، إثبات الهداة 3/545، تفسير البرهان 2/50 0
( [225]) فصل الخطاب 265
( [226]) فصل الخطاب 265
( [227]) فصل الخطاب 265 0
( [228]) فصل الخطاب265 0
( [229]) فصل الخطاب265 0
( [230]) فصل الخطاب 266 0
( [231]) فصل الخطاب 266 0(169/281)
( [232]) لأبي الثناء الألوسي كلام نفيس حول هذه الآية الكريمة رداً على الرافضة الذين حاولوا إنتقاص الصدّيق رضوان الله عليه ، في تفسيره " روح المعاني " ج 10 ص 100 وما بعدها 0
(2) تفسير العياشي2/89، فصل الخطاب 266، بحار الأنوار 19/80، تفسير البرهان2/128 ، تفسير الصافي
(3) تفسير العياشي ، فصل الخطاب، بحار الأنوار 19/80 0
(2) فصل الخطاب 266
( [236]) فصل الخطاب 266 0
( [237]) فصل الخطاب 267 0
( [238]) فصل الخطاب 267 0
( [239]) تفسير القمي1/297، فصل الخطاب 267، تفسير الصافي 2/383 ، نهج الإيمان 580 ، بحار الأنوار 21/218و22/323 0
( [240]) الإحتجاج ، فصل الخطاب 267 0
( [241]) يقصد أهل السنة
( [242]) فصل الخطاب 267 0
( [243]) فصل الخطاب 267 0
( [244]) فصل الخطاب 267 0
( [245])الكافي1/424 ، فصل الخطاب267 0
( [246]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 268، تفسير الصافي 1/358 ، تفسير الآصفي 1/479 ، تفسير نور الثقلين 2/242 0
( [247]) فصل الخطاب 268، التبيان5/60 0
( [248]) فصل الخطاب 268 0
( [249]) فصل الخطاب 268 0
( [250]) الكافي8/378، بحار الأنوار 89/59 ، فصل الخطاب 268 0
( [251]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 268، مختصر بصائر الدرجات 21 0
( [252]) أبوبكر وعمر رضي الله عنهما 0
( [253]) تفسير العياشي2/115،الكافي8/377، بحار الأنوار89/58 ، فصل الخطاب 269، تفسير البرهان2/169، تفسير الصافي 0
( [254]) تفسير القمي، فصل الخطاب 269، بحار الأنوار 21/2200 0
( [255]) فصل الخطاب 269 0
( [256]) الكافي8/378، بحار الأنوار 89/59، فصل الخطاب 269 0
( [257]) فصل الخطاب 270 0
( [258]) يقصد الصحابة رضوان الله عليهم ولعنة الله على كل من يبغضهم أو يتقصهم 0
( [259]) بحار الأنوار 36/139 نقلاً عن تفسير فرات الكوفي 62 0
( [260]) تفسير القمي ، الأيقاظ من الهجعة لحر العاملي 252 0(169/282)
( [261]) عمر رضي الله عنه وأرضاه ولعن الله من يبغضه أو ينتقصه من الأولين والآخرين 0 ويقول المجلسي أخزاه الله تعالى ولا رحم فيه مغرز إبرة (بحار الأنوار 36/101): رمع كناية عن عمر ، لأنه مقلوبة0
( [262]) أبوبكر وعمر رضي الله عنهما 0
( [263]) تفسير العياشي 2/142، بحار الأنوار 36/100-101،تفسير البرهان 2/210 0
( [264]) فصل الخطاب 270
( [265]) فصل الخطاب 270
( [266]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 270
( [267]) فصل الخطاب 270 0
( [268]) فصل الخطاب 270 0
( [269]) فصل الخطاب 270 0
( [270]) فصل الخطاب 270 0
( [271]) تفسير العياشي 2/158، فصل الخطاب 271، تفسير البرهان2/211 0
( [272]) فصل الخطاب 273 0
( [273]) مناقب إبن شهر آشوب 4/197 ، بحار الأنوار 89/54 0
( [274]) فصل الخطاب 274، تفسير القمي1/10 ، تفسير البرهان2/283 0
( [275]) فصل الخطاب 274، تفسير العياشي 2/205 ، بحار الأنوار89/54 0
( [276]) فصل الخطاب 274
( [277]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 274
( [278]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 274
( [279]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 274
( [280]) فصل الخطاب 274
( [281]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 275
( [282]) فصل الخطاب 275، تفسير البرهان2/321 0
( [283]) فصل الخطاب 275
( [284]) فصل الخطاب 275
( [285]) فصل الخطاب 275، تفسير العياشي2/234 0
( [286]) فصل الخطاب 275
( [287]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 275
( [288]) فصل الخطاب 275
( [289]) فصل الخطاب 275
( [290]) فصل الخطاب 275
( [291]) فصل الخطاب 276
( [292]) إستنكر هذا الراوي أن يكون الصراط المقصود به علي رضي الله عنه ، ولكن إمامه المعصوم أكدّ له بأن القراءة الصحيحة التي يتوارثها الأئمة المعصومين كما فسرّها له 0
( [293]) تفسير فرات الكوفي 1/225(169/283)
( [294]) فصل الحطاب 276، الكافي 1/424، تأويل الآيات الطاهرة248، تفسير البرهان2/344، بحار الأنوار 24/17و23 0
( [295]) فصل الخطاب 277
( [296]) بحار الأنوار 24/14-15 وقد عزا هذه الرواية إلى تفسير فرات الكوفي ، وقد رجعت إلى تفسير فرات الكوفي بتحقيق : محمد الكاظم فلم أجد هذه الرواية ، رغم أن محقّق البحار ذكر في الحاشية أن هذه الرواية موجودة ص 43 من التفسير ، فلعل محقّق التفسير فاته إثبات ذلك 0أو أن الطبعة بتحقيق الكاظم حُذفت منها هذه الرواية 0
( [297]) الكافي 1/424 ، كنز الفوائد 124، بحار الأنوار 24/17-118
( [298]) بحار الأنوار 24/117، تفسير البرهان2/354 ، مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم 1/60 0
( [299]) تفسير القمي 2/21 ، تفسير الآصفي 1/687 ، فصل الخطاب280، تفسير الصافي 3/200 0
( [300]) فصل الخطاب 280، تفسير البرهان2/434 0
( [301]) فصل الخطاب 280
( [302]) فصل الخطاب 280
( [303]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 280
( [304]) فصل الخطاب 280
( [305]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 280
( [306]) تفسير العياشي 2/315، فصل الخطاب 281، تفسير البرهان2/442 0
( [307]) فصل الخطاب 281
( [308]) كنز الفوائد 140 ، بحار الأنوار 24/225، فصل الخطاب 281، تأويل الآيات الطاهرة290، تفسير البرهان 2/443 0
( [309]) كنز الفوائد 140 ، بحار الأنوار 24/226، فصل الخطاب 281، تأويل الآيات الطاهرة 290 ، تفسير البرهان 2/443 0
( [310]) الكافي 1/425 0
( [311]) كنز الفوائد 140 ، بحار الأنوار 23/381، فصل الخطاب 281، مناقب آل أبي طالب 2/301 0
( [312]) فصل الخطاب 281، تفسير البرهان 2/443 0
( [313]) الكافي ، فصل الخطاب 280، تفسير العياشي2/317، تفسير البرهان2/445 ، بحار الأنوار 36/105 0(169/284)
( [314]) الكافي 1/425 ، تفسير العياشي 2/326 ، بحار الأنوار23/379و 24/221، فصل الخطاب 282 ، تفسير البرهان2/465 ، تأويل الآيات الطاهرة 293 0
( [315]) تفسير القمي ، بحار الأنوار 36/83
( [316]) تفسير القمي 2/35، بحار الأنوار 24/222، تأويل الآيات الطاهرة 293 0
( [317]) كنز الفوائد 141 ، بحار الأنوار 24/226، فصل الخطاب 282، تفسير العياشي 2/326 ، تفسير البرهان 2/466 0
( [318]) فصل الخطاب 282
( [319]) فصل الخطاب 282
( [320]) فصل الخطاب 282
( [321]) تفسير القمي 2/39، تفسير الصافي 3/256 ، تفسير نور الثقلين 3/283 0
( [322]) فصل الخطاب282، تفسير العياشي2/335 ، قصص الأنبياء للجزائري 331 0
( [323]) هذا إعتذار الصادق رحمه الله تعالى – كما تزعم هذه الرواية – لزرارة بن أعين عن الروايات التي ذمّه فيها ، وإن هذه الروايات – على حد زعم الشيعة – إنما كانت عن تقية ، وهي في الحقيقة دفاع عن زرارة لئلا يعتقد المخالفون لدين الشيعة أن زرارة منهم ، لذا تبرأ منه ليظن المسلمون أن زرارة ليس رافضياً ، فما أعجبه من دين !! والأعجب إستشهاد الإمام المعصوم بالآية الكريمة 0
( [324]) فصل الخطاب 283 0
( [325]) فصل الخطاب283 0
( [326]) فصل الخطاب 283 ، قصص الأنبياء لنعمة الله الجزائري 331 0
( [327]) فصل الخطاب 283 0
( [328]) فصل الخطاب 283 0
( [329]) فصل الخطاب 283 0
( [330]) تفسير القمي 2/60، تفسير الصافي 3/303 ، تفسير نور الثقلين 3/375 0
( [331]) فصل الخطاب 284 0
( [332]) كنز الفوائد 159 ، بحار الأنوار 24/222، فصل الخطاب 284 0
( [333]) كنز الفوائد 159، بحار الأنوار 24/258، تأويل الآيات 1/318 0
( [334]) الأصول من الكافي 1/316 ، بحار الأنوار11/195 و 24/351، فصل الخطاب 285، المناقب لإبن شهر آشوب 3/102 ، بصائر الدرجات 71،تفسير البرهان3/45 0
( [335]) فصل الخطاب 286 0
( [336]) فصل الخطاب 286 0(169/285)
( [337]) فصل الخطاب 286، الكافي 0
( [338]) فصل الخطاب 286 0
( [339]) فصل الخطاب 286 0
( [340]) بصائر الدرجات للصفار ، فصل الخطاب 286 0
( [341]) فصل الخطاب 286، الإختصاص للمفيد ، تفسير البرهان ، بحار الأنوار
( [342]) فصل الخطاب 287، بصائر الدرجات
( [343]) فصل الخطاب 287 0
( [344]) بصائر الدرجات ، فصل الخطاب 287 0
( [345]) الإختصاص للمفيد ، فصل الخطاب 0287
( [346]) فصل الخطاب 287
( [347]) الكافي ، فصل الخطاب 287
( [348]) تفسير العياشي ، رجال الكشي ، فصل الخطاب
( [349]) تأويل الآيات الطاهرة 348، تفسير نور الثقلين3/615، تفسير البرهان3/98، بحار الأنوار 17/85 ، تفسير العسكري 275 0
( [350]) فصل الخطاب 290
( [351]) كنز الفوائد 182 ، بحار الأنوار 2/258
( [352]) فصل الخطاب 291
( [353]) بحار الأنوار23/306 0
( [354]) كنز الفوائد 189 ، بحار الأنوار 24/24، فصل الخطاب 291، تأويل الآيات 371، تفسير البرهان3/156 0
( [355]) الكافي ، فصل الخطاب 292
( [356]) تفسير القمي 2/111، فصل الخطاب 291
( [357]) كنز جامع الفوائد 191، 192 ،تأويل الآيات الطاهرة374 ، تفسير البرهان3/162، بحار الأنوار 24/19 ، وقال محقّق البحار في الحاشية : يعني سيظهر ذاك المصحف يوماً ، أي في أيام ظهور المهدي 0
( [358]) فصل الخطاب 292
( [359]) فصل الخطاب 292
( [360]) تفسير القمي ، فصل الخطاب292
( [361]) مجمع البيان للطبرسي 7/179-181 ، بحار الأنوار 24/132و134و298 0
( [362]) تفسير القمي1/10و 2/117 ، بحار الأنوار 24/134، فصل الخطاب 293 0
( [363]) كنز الفوائد 214 ، بحار الأنوار 24/135، تأويل الآيات الطاهرة 384 ، تفسير البرهان 3/177 0
( [364]) تفسير القمي 2/125
( [365]) فصل الخطاب 294
( [366]) فصل الخطاب 294
( [367]) تفسير القمي 2/175
( [368]) التهذيب للطوسي، فصل الخطاب 295، تفسير فرات الكوفي(169/286)
( [369]) فصل الخطاب 295، بحار الأنوار 22/200 و431 0
( [370]) فصل الخطاب 296
( [371]) فصل الخطاب 296
( [372]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 296 0
( [373]) فصل الخطاب 296 0
( [374]) فصل الخطاب 296 0
( [375]) بحار الأنوار 24/398 0
( [376]) الكافي 1/414 ، تفسير القمي، تفسير البرهان 3/337و339 ، تأويل الآيات الطاهرة 468 ، بحار الأنوار 13/12 ، 23/302، فصل الخطاب 296،مناقب إبن شهر آشوب3/13 0
( [377]) تأويل الآيات الطاهرة 469 ، الكافي 1/414 ، تفسير القمي ، تفسير البرهان 3/340 ، بحار الأنوار 23/301 و 303 0
( [378]) تفسير القمي 2/197،الكافي1/412، بحار الأنوار 23/302 0
( [379]) تفسير القمي1/54-55 و 2/198، فصل الخطاب 296، تفسير الصافي 4/206 ، تفسير نور الثقلين 4/309 0بحار الأنوار 23/301 0
( [380]) تفسير القمي 2/199-200، فصل الخطاب 297 0
( [381]) بحار الأنوار 14/136-137 0
( [382]) بحار الأنوار 14/138 0
( [383]) عيون أخبار الرضا للصدوق(!!!) ، إكمال الدين له أيضاً، فصل الخطاب 297
( [384]) فصل الخطاب 297
( [385]) فصل الخطاب 297
( [386]) فصل الخطاب 298
( [387]) فصل الخطاب 298
( [388]) فصل الخطاب 298 0
( [389]) فصل الخطاب 300 0
( [390]) فصل الخطاب 301 0
( [391]) الكافي 1/438 ، فصل الخطاب 301 0
( [392]) فصل الخطاب 301
( [393]) فصل الخطاب 301
( [394]) فصل الخطاب301
( [395]) كنز الفوائد 272 ، بحار الأنوار 24/260، تأويل الآيات الطاهرة 519، تفسير البرهان 4/78، فصل الخطاب 301
( [396]) الكافي 1/427، تأويل الآيات الطاهرة 523، بحار الأنوار 23/380 ، تفسير البرهان 4/83
( [397]) تفسير القمي ، بحار الأنوار 23/380، تأويل الآيات الطاهرة 523
( [398]) تفسير البرهان 4/94 ، تأويل الآيات الطاهرة ، فصل الخطاب302
( [399]) الكافي1/421 ، تفسير البرهان 4/94، فصل الخطاب302، بحار الأنوار 36/144 0(169/287)
( [400]) تفسير البرهان 4/106، فصل الخطاب302
( [401]) أبوبكر وعمر وعثمان ومعاوية رضي الله عنهم ولعنة الله على كل من يبغضهم 0
( [402]) تفسير العياشي ، تفسير البرهان 4/111،فصل الخطاب 303 0
( [403]) الكافي1/421، فصل الخطاب 303 0
( [404]) تفسير القمي ، تفسير البرهان 4/120، فصل الخطاب 303 0
( [405]) الكافي 1/418 0
( [406]) فصل الخطاب 303 0
( [407]) جمع الجوامع للطبرسي ، فصل الخطاب 303 0
( [408]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 303 0
( [409]) كنز الفوائد 287، بحار الأنوار 24/229، فصل الخطاب 303 0
( [410]) تفسير القمي ، تفسير البرهان 4/129،الأيقاظ من الهجعة 258، فصل الخطاب 303 0
( [411]) كنز الفوائد 287، بحار الأنوار 24/230 0
( [412]) فصل الخطاب 303 0
( [413]) فصل الخطاب 303 0
( [414]) فصل الخطاب 304 0
( [415]) تأويل الآيات الطاهرة552 ، تفسير البرهان 4/135 ، بحار الأنوار 23/210 0
( [416]) تأويل الآيات الطاهرة 553 ، اقبال الأعمال 477، بحار الأنوار 98/304
(1)[417] فصل الخطاب 304 0
( [418]) تأويل الآيات الطاهرة 557، تفسير البرهان 4/143، بحار الأنوار 24/230، 36/153، فصل الخطاب 304 0
( [419]) أمالي الطوسي ، تفسير البرهان 4/144
( [420]) أبوبكر وعمر رضي الله عنهما 0
( [421]) تفسير القمي 2/289، تفسير البرهان 4/145، فصل الخطاب 304 0(169/288)
( [422]) أعتقد أن ما قالته الرافضة في علي رضي الله عنه يفوق كثيراً ما قالته النصارى في المسيح عليه السلام وكتب الرافضة خير دليل وبرهان ، ولولا خشية الإطالة لذكرت ذلك مدعماً بالأدلة ، ولا شك أن النصارى أفضل حالاً من الرافضة لا سيما في موقفهم من الحواريين ، فهم يعدّون الحواريين أفضل سلفهم بينما ترى الرافضة أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شر سلف هذه الأمة ، ولا ضير في ذلك فإن الرافضة لا سلف لهم إلا الكذابين والدجاجلة بينما نحن نعتز بالصدّيق والفاروق وبذي النورين وبأهل البيت وسيف الله المسلول وعمرو بن العاص ومعاوية وغيرهم من سلف هذه الأمة رضوان الله عليهم أجمعين 0
( [423]) رغم أن هذه الرواية موضوعة إلا أنها بعض مضماينها ينطبق على الرافضة ، والرافضة تقدّس تُربة كربلاء وترى فيها الشفاء بل يُستحب عندهم أكل التربة لأن لها مفعول سحري لا يمكن أن يُوصف ، وانظر كتاب ( الرافضة وتفضيل زيارة الحسين على حج الله بيت الله الحرام) للدكتور عبدالمنعم السامرائي للإستزاده حول موضوع التربة 0
( [424]) تأويل الآيات الطاهرة 568-569، تفسير البرهان 4/151، بحار الأنوار 35/315 0
( [425]) تفسير القمي 2/295، تفسير الصافي 5/8-9 ، تفسير الأصفي 2/1162 ، تفسير نور الثقلين ج5ص5 0
( [426]) تأويل الآيات الطاهرة 578 ، تفسير البرهان 4/172 ، بحار الأنوار 24/320، فصل الخطاب 305، تفسيرات فرات الكوفي 177 0
( [427]) تفسير القمي 2/301 ، تفسير البرهان 4/180 ، تأويل الآيات الطاهرة 583 ، بحار الأنوار 36/86، فصل الخطاب 306، تفسير الصافي 5/21 ، تفسير الآصفي2/1171 ، تفسير نور الثقلين 5/27 0
( [428]) تفسير البرهان 4/182 ، تأويل الآيات الطاهرة 583 ، بحار الأنوار 23/385 ، 36/158، فصل الخطاب 307 0(169/289)
( [429]) تأويل الآيات الطاهرة 584 ، تفسير القمي2/302 ، تفسير نور الثقلين 5/31 ، تفسير البرهان 4/182، بحار الأنوار 36/87، فصل الخطاب 307، تفسير الآصفي2/1172 0
( [430]) تأويل الآيات الطاهرة 584، فصل الخطاب 307 0
( [431]) تفسير القمي ، بحار الأنوار 36/87، فصل الخطاب 307 0
( [432]) تأويل الآيات الطاهرة 585 ، بحار الأنوار 24/320 ، تفسير البرهان 4/190 0
( [433]) أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ولعنة الله على كل من يبغضهم 0
( [434]) تأويل الآيات الطاهرة 587- 588 ، الكافي 1/420 ، تفسير البرهان 4/186 ، بحار الأنوار 23/375، تفسير الآصفي2/1176 0
( [435]) تأويل الآيات الطاهرة 589 ، تفسير البرهان 4/189 ، بحار الأنوار 23/386 0
( [436]) تأويل الآيات الطاهرة 614 ، تفسير البرهان 4/230، بحار الأنوار 36/162 0
( [437]) تأويل الآيات الطاهرة 620، تفسير البرهان 4/243، بحار الأنوار 24/229
( [438]) بحار الأنوار 3/315 – 316،18/364، فصل الخطاب 309، تفسير الصافي 5/86 ، تفسير الأصفي 2/1221 0
( [439]) تفسير القمي ، بحار الأنوار 3/317 0
( [440]) الكافي 1/217 ، بحار الأنوار 24/59 0
( [441]) قرب الإسناد 12 ، بحار الأنوار 89/48 0
( [442]) تفسير القمي 2/345، وحبتر وزريق هما الصدّيق والفاروق رضي الله عنهما0
( [443]) لنا أن نتساءل عن السبب في التأخير ، حيث إن البيان يستوجب في الحال ، هل الوحي لم ينزل على الإمام المعصوم؟ 0أم أن الإذن لم يأت الإمام المعصوم إلا بعد سنة كما هو مبين في الرواية ، ومن الذي أذن له أن يُجيب0وهل ضمِن هذا الإمام المعصوم حياة الراوي لفترة سنة كاملة ، المعروف في الدين الشيعي أن الأئمة يعرفون آجال شيعتهم ، فالتأخير كان ضمن مصلحة لا يعرفها إلا الإمام المعصوم 0وعلى العقول السلام 0(169/290)
( [444]) مشكلة الذين وضعوا أمثال هذه الروايات المفتراة أنهم لا يعرفون العربية ، ولو عقلوها لاستحال صدور أمثال هذه الروايات التي تُضحك الثكلى ، فلا عجب إذا كان بنو نوبخت وبنو سهل وغيرهم من المجوس هم الذين تبنوا ووضعوا أساس دين الشيعة 0
( [445]) بحار الأنوار8/353و360و 24/275-276 0
( [446]) فصل الخطاب 309 0
( [447]) فصل الخطاب 310 0
( [448]) كنز الفوائد 336 ، بحار الأنوار 24/222 0
( [449]) كذا في النص 0
( [450]) الكافي 1/432-435 ، بحار الأنوار 24/336-340، تفسير الآصفي2/1348 0
( [451]) أبوبكر رضي الله عنه ولعنة الله تعالى كل من ينتقصه و يبغضه0
( [452]) عمر رضي الله عنه ولعنة الله على كل من ينتقصه ويبغضه 0
( [453]) الإختصاص للمفيد 129 ، بحار الأنوار 24/399-400 0
( [454]) فصل الخطاب 312 0
( [455]) فصل الخطاب 312 0
( [456]) عيون أخبار الرضا للصدوق(!!!) 2/183 ، بحار الأنوار 89/50 0
( [457]) تفسير القمي 2/367 ، بحار الأنوار 89/50 ، فصل الخطاب 312 0
( [458]) فصل الخطاب 312 0
( [459]) فصل الخطاب 312 0
( [460]) أبوبكر وعمر رضي الله عنهما ولعنة الله على كل من يبغضهما 0
( [461]) فصل الخطاب 312 0
( [462]) فصل الخطاب 312 0
( [463]) فصل الخطاب 312 0
( [464]) فصل الخطاب 312 0
( [465]) فصل الخطاب 312 0
( [466]) تأويل الآيات الطاهرة 707 ، تفسير البرهان 4/365، بحار الأنوار 92/55و89/55،فصل الخطاب 314 0
( [467]) تأويل الآيات الطاهرة 707 ، تفسير البرهان 4/365 ، بحار الأنوار89/56 و 92/56 0
( [468]) تأويل الآيات الطاهرة 708، الكافي 1/421 ، تفسير البرهان 4/365 ، المناقب لإبن شهر آشوب 2/301 ، بحار الأنوار 23/378، 35/57، فصل الخطاب 315 0
( [469]) كذا في النص 0
( [470]) الكافي 1/432-435 ، بحار الأنوار 24/336-340و 36/101 و103بإختصار ، تفسير الآصفي 2/1364 0(169/291)
( [471]) تأويل الآيات الطاهرة 723، تفسير البرهان 4/382 ، بحار الأنوار 7/176،فصل الخطاب 315 ، تفسير الآصفي 2/1349 ، تفسير نور الثقلين 5/411 ، المناقب لإبن شهر آشوب 2/301 0
( [472]) الأصول من الكافي 1/414 و422، المناقب لإبن شهر آشوب 2/301 ، تفسير البرهان 4/382 ، فصل الخطاب 315، بحار الأنوار 23/378، 35/57 ، 37 / 176 تأويل الآيات الطاهرة 723-724 وقال : إن هذا التأويل يقضي بصحة هذا التأويل ، لأن السائل كان من الكافرين بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، فنزلت هذه الآية بعد كفره بها ، وسؤاله إن كان حقاً أن يقع عليه العذاب عقيب سؤاله ، وذلك يدل على أن ولايته وأنها من عند الله وأنها كذا نزلت لإنتظام الكلام 0
( [473]) انظر سورة الزخرف ، حيث إن ( من بني هاشم ) من ضمن النص القرآني الذي نزل على رسول الله ( حسب زعم الرافضة 0
( [474]) تفسير البرهان 4/150-151، فصل الخطاب 315 0
( [475]) تأويل الآيات الطاهرة 729 ، تفسير البرهان 4/395 ، بحار الأنوار 23/330، فصل الخطاب 316 0
( [476]) الكافي ، فصل الخطاب 316
( [477]) كنز الفوائد 359 ، بحار الأنوار 24/327، فصل الخطاب 316،
( [478]) كذا في النص 0
( [479]) الأصول من الكافي 1/432-435 ، بحار الأنوار 24/336 – 340، مناقب إبن شهر آشوب 2/292 0
( [480]) فصل الخطاب 317
( [481]) المناقب لإبن شهر آشوب ، بحار الأنوار ، فصل الخطاب 317
( [482]) فصل الخطاب 317
( [483]) مجمع البيان 10/442، تأويل الآيات الطاهرة 765، تفسير البرهان 4/431
( [484]) فصل الخطاب 320
( [485]) فصل الخطاب 320
( [486]) فصل الخطاب 321
( [487]) الكافي ، فصل الخطاب 321
( [488]) بحار الأنوار 24/398 0
( [489]) بحار الأنوار 24/398 0
( [490]) بحار الأنوار 24/398، فصل الخطاب 321 0
( [491]) بحار الأنوار 24/399 ، تأويل الآيات الطاهرة 808، تفسير البرهان4/471، فصل الخطاب 321(169/292)
( [492]) بحار الأنوار 24/399، تأويل الآيات الطاهرة 808
( [493]) فصل الخطاب 321
( [494]) فصل الخطاب 322
( [495]) تفسير فرات الكوفي ، فصل الخطاب 322
( [496]) فصل الخطاب 322، بحار الأنوار 36/135 0
( [497]) فصل الخطاب 322، بحار الأنوار 36/135 0
( [498]) فصل الخطاب 323
( [499]) فصل الخطاب 323، بحار الأنوار 36/135 ، غاية المرام لهاشم البحراني 1/382 0
( [500]) فصل الخطاب 323
( [501]) يقول المجلسي عامله الله بما يستحقه في البحار 24/107: وأما تأويل الإنسان بأبي بكر فيحتمل أن يكون سبباً لنزول الآية أو لأنه أكمل أفرادها ومصداقها في ظهور تلك الشقاوة فيه ، وكونه سبباً لشقاوة غيره 0 إنتهى كلامه لا بارك الله فيه 0
( [502]) كنز الفوائد 293-294 ، بحار الأنوار 24/105-106، تأويل الآيات الطاهرة 814-815، تفسير البرهان 4/477، فصل الخطاب 323
( [503]) فصل الخطاب 323
( [504]) فصل الخطاب 324 0
( [505]) فصل الخطاب 324 0
( [506]) فصل الخطاب 324 0
( [507]) فصل الخطاب 234 0
( [508]) فصل الخطاب 234 0
( [509]) فصل الخطاب 234 0
( [510]) فصل الخطاب 325 0
( [511]) فصل الخطاب 325 0
( [512]) فصل الخطاب 325 0
( [513]) فصل الخطاب326 0
( [514]) فصل الخطاب 326 0
( [515]) فصل الخطاب 326 0
( [516]) أبو بكر وعمر رضي الله عهما كما هو صريح روايات الشيعة 0(169/293)
( [517]) انظر : الرسائل التسع للحلّي ص277 ،روض الجنان للشهيد الثاني 815، الحدائق الناضرة للبحراني ج5 : 177 ، 186 ، ج10 : 361 ، ج18 : 157 ،ج24 : 60 ، مستند الشيعة للنراقي ج1 : 206 ، وسائل الشيعة للحر العاملي 9/491 ، بحار الأنوار 69/135 ، نور البراهين لنعمة الله الجزائري 1/57 ، كتاب الأربعين للماحوزي 349 – 350 ، جواهر الكلام للجواهري ج30 : 95 ، مصباح الفقيه للهمداني ج2 : 568 ،مستمسك العروة لمحسن الحكيم ج1 : 393 ، كتاب الطهارة للخميني ج1 ص 314،فقه الصادق ج3 ص 302 ، ج9 ص 359 ،ج21 ص 474 ، الإمام علي لأحمدالهمداني 490 0
( [518]) انظر كيف رحمك الله تعالى إلى عقيدة القوم في الدول الإسلامية 0
( [519]) هذا إذا كان الشيعة في دار التقية ، أما إذا حكموا البلاد فإنهم يقتلون أهل السنة ويسلبونهم أموالهم ، كما يحدث الآن بالنسبة للمسلمين السنة في إيران تحت نيران حكم الآيات 0 وقد فصّلنا هذا في مبحث " استباحة دماء أهل السنة وأموالهم " من هذا الفصل 0
( [520]) وهذا كذب واضح على أهل السنة 0
( [521]) قائمتا الباب ، ليعر الرب حسب إعتقد اليهود البيوت 0
( [522]) لسان العرب لإبن منظور 1/187 0
( [523]) الوشيعة في نقد عقائد الشيعة لموسى جار الله ص 110 0
( [524]) انظر : شبهات حول التشيع لعلي العصفور ص 52 0
( [525]) الكافي 1/146 0
( [526]) انظر: الوشيعة في نقد عقائد الشيعة ص 110 وما بعدها 0
( [527]) جامع أحاديث الشيعة 8/532 باب "وجوب الخمس فيما أُخذ من مال الناصب وأهل البغي " 0
( [528]) جامع أحاديث الشيعة 8/533 0
( [529]) مع أن دستورهم الذي لا يساوي قيمة الحبر المكتوب به عندهم ، أعطى للسنة حق العمل طبقاً لفقههم في المحاكم والمدارس وذلك في مناطقهم ، ولما سُئل الأردبيلي المدعي العام في وقته عن ذلك قال : كنا ضعافاً وعملنا بالتقية ، ولسنا مضطرين الآن أن نعمل بها !! أجل هكذا التقية 0(169/294)
( [530]) أي الناصبي ، وقد مرّ علينا مفهوم الناصبي عند الشيعة في بداية هذا الفصل 0
( [531]) أي الذين يقولون بعدم نجاسة الناصب ، والخوئي يعتبر عدم القول بنجاسة الناصب مجرد "دعوى " لا أساس لها ، لذا فإنه يدحض هذا القول ، ويأتي بالدليل على النجاسة وفق عقيدة الشيعة 0
( [532]) لم يثبت ذلك تاريخياً ، وإدعاء الشيعة ذلك إنما هو نابع لبغضهم وكرههم لبني أمية ، وإلا فمعاوية رضي الله عنه لا يخفى على أمثاله من الصحابة فضل وعلم أمير المؤمنين رضي الله عنه وأرضاه 0
( [533]) أي المرأة الشيعية 0
( [534]) وسائل الشيعة7/431 ، التهذيب للطوسي 7/ 303 0
( [535]) وسائل الشيعة 7/423 ، التهذيب 7/302 ، الإستبصار 3/183 0
( [536]) وسائل الشيعة 7/423 0
( [537]) يقصد الشيعي 0
( [538]) وسائل الشيعة 7/424 ، بحار الأنوار 100/378 ، التنهذيب 7/303 ، الإستبصار 3/183 0
( [539]) وسائل الشيعة 7/424 ، الفروع من الكافي 3/350 0
( [540]) وسائل الشيعة 7/7/426 ، الفروع من الكافي 3/351 0
( [541]) وسائل الشيعة 7/426 ، الفروع من الكافي 3/351 0
( [542]) أي أهل السنة 0
( [543]) وسائل الشيعة 7/426 ، الفروع منالكافي 3/352 0
( [544]) وسائل الشيعة 7/426 0
( [545]) وسائل الشيعة 7/427 ، الإستبصار 3/184 0
( [546]) وسائل الشيعة 7/427 ، التهذيب 7/303 ، الإستبصار 3/184 0
( [547]) وسائل الشيعة 7/434 0
( [548]) بحار الأنوار 100/378 0
( [549]) بحار الأنوار 100/378 0(169/295)
( [550]) وسائل الشيعة للحر العاملي ج3 ص 429 ، الكافي 3/373 ، التهذيب للطوسي 3/266 الحدائق الناضرة للبحراني10/5 و 11/77 ، الوافي للفيض الكاشاني 5/ 164 0مجمع الفائدة للأردبيلي 3/247 ،الإمام علي للهمداني 193، مستند الشيعة للنراقي 8/26 ، جواهر الكلام للجواهري 13/196 ، بحوث في الفقه للإصفهاني 1/213 ، مستمسك العروة الوثقى لمحسن الحكيم 7/318 ، فقه الصادق 6/226 ، وانظر الإجتها والتقليد للخوئي 1/287 0
( [551]) وسائل الشيعة 3/383 وقال : هذا مخصوص بغير وقت التقية ، نوادر الأشعري 130 ، بحار الأنوار 100/378 ، مستدرك الوسائل 2/585 0
( [552]) يقصد أهل السنة 0
( [553]) الحدائق الناضرة 7/73 ، التهذيب للطوسي 3/28 وسائل الشيعة 3/429 0
( [554]) يقصد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ، حيث إن الرافضة يزعمون أن المحبة لآل البيت لا تصح إلا بالبراءة من الصحابة ، لأنهم – على حد زعمهم – إغتصبوا الخلافة 0
( [555]) تهذيب الأحكام 3/28 ، وسائل الشيعة 3/389 ، من لا يحضره الفقيه 1/249 0
( [556]) الكافي 3/373 ، وسائل الشيعة 3/432 ، التهذيب 3/39 ، الوافي 5/163 0
( [557]) الكافي 3/373 ، وسائل الشيعة 3/432 ، الوافي 5/163 0
( [558]) الكافي 3/373 ، التهذيب 3/35 ، الحدائق الناضرة 11/74 ، وسائل الشيعة 3/429 ، الإستبصار للطوسي 1/429 ، الوافي 5/163 0
( [559]) الكافي 3/375 ، الحدائق الناضرة 11/77 ، الوافي 5/164 0
( [560]) الكافي 3/279 ، الحدائق الناضرة 11/74 ، الوافي 5/ 164 0
( [561]) الكافي 3/380 ، الحدائق الناضرة 11/71 0
( [562]) الكافي 3/381 ، الحدائق الناضرة 11/72 ، من لا يحضره الفقيه 1/265 ، بحار الأنوار 5/164 0
( [563]) أبوبكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ولعنة الله على كل من يبغضهم أو ينتقصهم0
( [564]) الخميني يقصد هنا فرق الشيعة الأخرى لا الذين لا يؤمنون بالنص على الأئمة الإثني عشر 0(169/296)
( [565]) انظر كتابنا " موقف الخميني من أهل السنة " 1/27 لتعرف من هو 0
( [566]) يقصد أهل السنة ، لأن العامة عند الشيعة هم أهل السنة كما يتضح من سياق كلامه ، وقد سبق بيان هذا المصطلح 0
( [567]) كل ذلك تقيّة كما ورد في كتبهم ، وقراءة فاحصة لهذا الفصل – على ما يعتريه من إختصار وتقصير – يُدرك القارىء المسلم أن الآية العظمى يكذب حتى على قومه ، كلامه ينطلي على العامة ، أما من بحث في كتبهم يجد الكذب الصريح في هذا الإدعاء 0
( [568]) هذا حق نحن لا ننكره ، المسلمون يختلفون مع الشيعة في نواحي كثيرة منها : أنهم لا يقولون بالرب الذي نعبده ولا بالرسول الذي نتبعه ولا بالقرآن الذي نتعبّد بتلاوته بإعتراف الشيعة أنفسهم كما هو مذكور في " إله السنة غير إله الشيعة " من هذا الفصل 0
( [569]) انظر : الإستبصار 3/318 ، التهذيب 8/98 كلاهما للطوسي ، وسائل الشيعة للحر العاملي 15/493 ،بحار الأنوار للمجلسي 2/252 0
( [570]) نقلاً عن كتابنا " نقد ولاية الفقيه " ص 275 وما بعدها 0
( [571]) حدث يو الخميس 16/5/1980 0
( [572]) معلومات وردت في أحد تقارير " المركز الدولي للأبحاث السلمية في ستوكهولم " ووردت في مجلات عسكرية متخصصة مطلع العام 1987 0
( [573]) مجلة " لوبوان " الفرنسية ومجلة " استراتيجيا " الشهرية اللبنانية مطلع العام 1987 0
( [574]) خطاب الخميني في " قم " في 15 إبريل 1964 0
( [575]) بيان للخميني حول إقرار قانون الحصانة القضائية للرعايا الأمريكيين 0
( [576]) تصريحات الخميني على إثر إعتقال الطالقاني وبازركان خلال حكم الشاه 0
( [577]) وهي فيللا كانت لشاه إيران وعادت للحكومة الإيرانية الحالية 0
( [578]) نشرة "ستار" الصادرة بالفرنسية والمتخصصة ببعض الأخبار الخاصة بالأسلحة0
( [579]) صحف 10 مايو 1979 0
(1)[580] الواشنطن بوست 12/12/1986 0
( [581]) صحف مارس 1981 0(169/297)
( [582]) أذيع البرنامج في أول فبراير 1981 مساءاً 0
( [583]) "واشنطن بوست" 29 نوفمبر 1986 0
( [584]) "إسرائيل والحرب الإيرانية – العراقية " بحث بقلم شاهرام تشويين في مجلة الدفاع الدولية في عدد 3 ، مارس 1985 ، مجلد 18 0
( [585]) نشرت ذلك صحيفة " الصنداي تايمز" اللندنية في 26/7/1981 0
( [586]) صحيفة "بوسطن جلوب" 27/7/1983
( [587]) صحيفة "ليبرسون" الفرنسية يوليو 1983 0
( [588]) دورية "الدفاع والشئون الخارجية" اليومية في 24/1/1084 0
( [589]) مجلة " شتيرن " الألمانية الغربية ، مارس 1984 0
( [590]) صحيفة " فرنكفورتر " الصادرة في 17/3/ 1984 0
( [591]) تقرير لجنة " تاور " وإسمها الوطني " المجلس الرئاسي للمراجعة الخاصة " صدر في 26 فبراير 1987 0
(1)[592] نشرة " ايقاظ " التي تصدرها رابطة أهل السنةفي إيران ، العدد 30 0
http://www.ansar.org/books/naqeed.htm(169/298)
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمدا بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
منذ أن أشهر عبد الله بن سبأ اليهودي القول بفرض إمامة علي رضي الله عنه، وأظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان، ثم تلقفها من بعده أحفاده من المجوس وهم يعيثون فساداً وانقساماً وتشتيتاً في الأمة ببضاعتهم المزجاة والتي تجاوزها الزمن كادعائهم أحقية علي بالخلافة، وأفضليته على جميع الصحابة، وإثارة قضية مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما بإقامة المآتم السنوية لها، والعجيب أن هذه القضايا قد انتهت بانتهاء وقتها، إلا أن الرافضة ما فتؤا ينفخون فيها محاولين بعث الحياة فيها من جديد، ولما كانت هذه الحجج لا تنطلي على العقلاء أخذوا بإظهار حقيقتهم المغمورة شيئاً فشيئاً لتطفوا على سطح الواقع كقولهم بكفر الصحابة جميعاً إلا ثلاثة أو سبعة وأن الأئمة الإثني عشر معصومون ويوحى إليهم وتأتيهم ملائكة خير من جبريل وميكائيل، وأنهم أفضل من رسل الله، وأنهم يعلمون ما كان وما يكون وما سيكون! وأن من لم يؤمن بإمامتهم فهو كافرٌ، ولكن المصاب الجلل أنهم ما زالوا يسوقون جمهوراً لا بأس به من جملة المسلمين يبثون فيهم سمومهم الخانقة، ويقذفون في قلوبهم البغض والحقد لأبناء الأمة، حتى يظن الواحد منهم أنه على الحق، ولكن ومع الأسف هو للباطل أقرب وبالكذب ألصق وبالكفر أجدر، وليت الأمر توقف عند هذا الحد بل ويقذفون في قلوبهم الكره والبغض لمن؟ اليهود والنصارى؟ لا بل لعظماء الأمة وأصحاب كاشف الغمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟!! وأن الكتاب المنزل محرّف، الإنجيل والتوراة؟ لا بل كتاب الله المحفوظ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا ومن خلفه والذي يقول الله عنه { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }، وما زالوا في غيهم يعمهون، فجاء هذا الكتاب (( ثم اهتديت )) تكريساً جامحاً لما هم عليه من الضلال(170/1)
والعناد، ويداً تصفع كل من لا يزال يعتقد أن هذه الزعانف كانت في يومٍ ما تؤمن بما يسمّى بالتقريب بين السنة والشيعة، وها هي الأيام تثبت أنهم دعاة تخريب لا دعاة تقريب، وكيف لا يكون ذلك وما من كتاب يخرجونه إلا ويزيّنونه بباطلهم ويطرّزونه بإفكهم، وكتاب ثم اهتديت هذا مثالٌ واضحٌ على ذلك، والذي اعتمد فيه مؤلفه محمد التيجاني على أصلين جعلهما مرتكزاً قوياً لما يصدره من أحكام وهما الكذب والتناقض، وسيرى القارئ من خلال بحثنا الشيء الكثير من ذلك، والمعلوم لكل فاهم أنّ الكذب والتناقض دليل على البطلان لا دليل على الحق، وأقسم ولست بحانث أن هذا التيجاني لا يعرف عن مذهب الإمامية الذي هدي إليه وتملق به شيئاً، ولم يطلع على أيٍّ من كتبهم المعتمدة، إضافة إلى أنه لم يكن يوماً منتسباً لمذهب أهل السنة، بل انتسابه لغلاة الصوفية، ولايختلف إثنان على الفارق الواضح بين منهج أهل السنة ومنهج الفرقة الصوفية، وهو يعترف أنه كان منتسباً للطريقة التيجانية(1) نسبة إلى مؤسسها أحمد التيجاني، ومراجعة بسيطة لعقيدة هذه الطائفة(2)
__________
(1) راجع ثم اهتديت ص (12 ـ 13).
(2) يقول التيجانيون بوحدة الوجود أي أن كل ما في الكون ما هو إلا صورة عن الله، فيقول علي حرازم في كتاب (( جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض سيدي أبي العباس التيجاني )) ـ وهو يمثل أهم كتب الطريقة التيجانية على الإطلاق ـ ( إعلم أن ذوات العارفين في ذوات الوجود أنهم يرون أعيان الموجودات { كسراب بقيعة } الآية. فم في ذوات الوجود كله إلى الله سبحانه وتعالى ...) جـ1 ص (259) ويقول أيضاً ( فكل عابد أو ساجد لغير الله في الظاهر فما عبد ولا سجد إلى لله تعالى لأنه هو المتجلي في تلك الأباس ..) جـ1 ص (184)، ويقول التيجانيون أن صلاة الفاتح لما أغلق ـ وهي من اختراع زعيمهم ـ أفضل من القرآن فقال جامع الجواهر بأن المرة الواحدة منها تعدل من القرآن ست مرات ثم قال بل تعدل القرآن بست آلاف مرة (!!) جـ1 ص (136) وثالثة الأثافي قول التيجانيون أن من رأى شيخهم التيجاني في يومي الإثنين والجمعة دخل الجنة بلا حساب ولا عقاب (!) بل وقالوا تنسحب هذه المكرمة لكل من رآه في هذين اليومين وإن كان كافراً (!!!!) راجع جواهرالمعاني جـ2 ص (180)، وبغية المستفيد شرح منية المريد ص (275) ثم يقولون التيجاني المنتسب لأهل السنة قد هُديَ إلى مذهب الشيعة؟! فواعجبا!؟(170/2)
يظهر لكل منصف مدى الضلال والزندقة الذي يكتنفها، فالزعم بأن التيجاني المنتسب لمنهج أهل السنة قد هُدِيَ إلى مذهب الإمامية الاثني عشرية من أعظم الإفتراء والكذب، بل هو قد انتقل من ضلال إلى ما يزعم أنه الحق، أما من ينزع جلباب التعصب ويسمح لنفسه بالبحث عن الحقيقة دون تحامل أو تحيز فإنه سيهتدي إلى المنهج الحق، وبحثنا هذا يتيح للباحث عن منهج الحق السبيل إليه خصوصاً وأنه مقرون بأدلة من كتب أهل السنة والإمامية الاثني عشرية، وقبل أن أختم مقدمتي هذه لا أنسى أن أتقدم بجزيل التقدير والإمتنان لكل من ساهم في إخراج هذا البحث وإتمامه والذي أخذ الجهد والوقت سائلاً المولى عز وجل أن يجعل هذه المساهمات أجراً لهم في الدنيا وسبب لدخولهم الجنان في الآخرة، وأن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم وأن يحشرني مع أصحاب نبيه العظيم محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم وأن يجعل مآلي ومكاني جنة الخلد مع الحور العين....اللهم آمين آمين.
تمهيد(170/3)
قسم المؤلف التيجاني كتابه إلى قسمين ، قسم تعرض فيه لذكر رحلته ( الموفقة ) عبر بعض البلاد الإسلامية، واحتكاكه ببعض الشيعة الذين كان لهم الأثر ( الطيب ) في هدايته من الظلمات إلى النور! وتفريقه بين الحق والباطل والغث والسمين، وفي القسم الآخر من كتابه يتعرض لذكر رحلته المعمقة والتي توصل من خلالها إلى الحقيقة وهي التي تدور حول حياة صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما دار فيها من أحداث والتي أوصلته في النهاية إلى ضلال أهل السنة والجماعة (!) وانحرافهم عن طريق الحق، وأن الصراط المستقيم هو طريق الشيعة الاثني عشرية (الرّافضة)(1) ، ولما كان القسم الثاني هذا والذي يدور حول الصحابة والذي استغرق أكثر الكتاب هوأخطر ما فيه والذي يمثل حجر الزاوية في هذه القضية كان لزاماً عليَّ أن أبدأ به كتابي للرد عليه ثم أكمل الرد على باقي المغالطات والترهات التي احتواها كتاب التيجاني ( المهتدي )!
الباب الأول:
أولاً: تقسيم الصحابة بين أهل السنة والجماعة والرافضة الاثني عشرية:
__________
(1) أورد الكليني في الروضة من الكافي رواية طويلة عن محمد بن سلمان عن أبيه وفي جزء منها أن أبا بصير قال لأبي عبد الله (.. جعلت فداك فإنا قد نبزنا نبزاً انكسرت له ظهورنا وماتت له أفئدتنا واستحلت له الولاة دماءنا في حديث رواه لهم فقهاؤهم، قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: الرافضة؟ قال: قلت: نعم، قال لا والله ما هم سموكم ولكن الله سماكم به.....) جـ8 ( مقامات الشيعة وفضائلهم ) ص (28).(170/4)
يبدأ التيجاني ( المهتدي ) بحثه للوصول للحق كما يدعي في أهم قضية كما أسلفت والتي تعتبر مفرق الطريق وجوهر الخلاف بين أهل السنة والشيعة ( الرافضة ) وهي البحث في حياة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، وأول ما يبدأبه التيجاني بحثه هو رأى السنة والشيعة في تقسيم الصحابة، فيذكر أن الشيعة يقسمون الصحابة إلى ثلاثة أقسام فيقول (( وقد استنتجت من خلال الحديث مع علماء الشيعة أن الصحابة في نظرهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام.
فالقسم الأول وهم الصحابة الأخيار الذين عرفوا الله ورسوله حق المعرفة وبايعوه على الموت وصاحبوه بصدق في القول وبإخلاص في العمل، ولم ينقلبوا بعده، بل ثبتوا على العهد وقد امتدحهم الله جل جلاله في كتابه العزيز في العديد من المواقع، وقد أثنى عليهم رسول الله في العديد من المواقع أيضاً، والشيعة يذكرونهم باحترام وتقديس ويترضون عليهم كما يذكرهم أهل السنة باحترام وتقديس أيضاً.
والقسم الثاني هم الصحابة الذين اعتنقوا الإسلام واتبعوا رسول الله أما رغبة أو رهبة، وهؤلاء كانوا يمنون إسلامهم على رسول الله، وكانوا يؤذونه في بعض الأوقات ولا يمتثلون لأوامره ونواهيه بل يجعلون لآرائهم مجالاً مقابل النصوص الصريحة حتى ينزل القرآن بتوبيخهم مرة وتهديدهم أخرى وقد فضحهم الله في العديد من الآيات وحذرهم رسول الله أيضاً في العديد من الأحاديث النبوية والشيعة لايذكرونهم إلا بأفعالهم بدون احترام ولا تقديس.(170/5)
أما القسم الثالث من الصحابة فهم المنافقون (!!) الذين صحبوا رسول الله للكيد له وقد تقربوا ليكيدوا للإسلام والمسلمين عامة وقد أنزل الله فيهم سورة كاملة وذكرهم في العديد من المواقع وتوعدهم بالدرك الأسفل من النار وقد ذكرهم رسول الله وحذّر منهم وعلّم بعضاً من أصحابه أسماءهم وعلاماتهم، وهؤلاء يتفق الشيعة والسنة على لعنهم والبراءة منهم ))(1) هذا هو التقسيم الشيعي للصحابة كما ذكره التيجاني في كتابه بالإضافة لقسم خاص من الصحابة يتميزون بالقرابة وبفضائل خلقية ونفسية وهم أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم (2)
__________
(1) ثم اهتديت ص (78 ـ 79).
(2) راجع نفس المصدر ص (79).
(*) سترى في ثنايا هذا الكتاب أن التيجاني يتناقض عندما يدعي أن أهل السنة لا يحترمون ولا يفضلون أهل البيت عند مناقشته لهم.(170/6)
ثم ينقل اعتقاد أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام فيقول (( أما أهل السنة والجماعة مع احترامهم لأهل البيت وتعظيمهم وتفضيلهم(1) إلا أنهم لا يعترفون بهذا التقسيم ولا يعدّون المنافقين في الصحابة، بل الصحابة في نظرهم خير خلق الله بعد رسول الله، وإذا كان هناك تقسيم فهو من باب فضيلة السبق للإسلام والبلاء الحسن فيه فيفضلون الخلفاء الراشدين بالدرجة الأولى ثم الستة الباقين من العشرة المبشرين بالجنة على ما يروونه (!) ))(2) هذا هو اعتقاد أهل السنة في الصحابة كما ذكره التيجاني في كتابه، والآن وقبل أن أشرع بالرد على تقسيم الصحابة في نظر الشيعة الاثني عشرية وبيان عواره و بطلانه لابد من تحديد من هو الصحابي ؟ من هو المنافق ؟ سواء من الجانب اللغوي والاصطلاحي ومن ثم لا بد أن نعرف من هم المعنيون في تقسيمات الشيعة ( الرافضة ) الاثني عشرية من الصحابة حسب ما جاء في مصادرهم المعتمدة حتى يسهل على القارئ معرفة القول الحق من القول الباطل سواء كان سنياً أو شيعيا ،ومن ثم أشرع في الرد على تقسيم الرافضة الاثني عشرية للصحابة وتبيان مجانبتها للحق والله المستعان.
ـ تعريف الصحابي لغةً واصطلاحاً:
ففي اللغة: (( صحبه كسمعه، صحابة، ويكسر وصُحبةً عاشره. وهم أصحاب وأصاحيب وصحبانُ وصحابٌ وصحابة وصحبٌ واستصحبه: دعاه إلى الصحبة ولازمه ))(3)، (( وكل شئٍ لاءم شيئاً فقد استصحبه ))(4) (( والصاحب المعاشر ))(5) فالمصاحبة في اللغة تعني الملازمة والمعاشرة.
__________
(2) المصدر السابق ص (79).
(3) القاموس المحيط للفيروز آبادي ص (134).
(4) مختار الصحاح لمحمد الرازي ص (150).
(5) لسان العرب لابن منظور جـ1 ص (519).(170/7)
وفي الاصطلاح: (( الصحابي من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مؤمن به ومات على ذلك ))(1)، وهذا التعريف يقتضي أنه من رأى النبي غير مؤمن به ومات على ذلك لا يدخل في مسمى الصحبة له.
2ـ تعريف المنافق لغةً واصطلاحاً:
ففي اللغة: (( نافق ينافق منافقةً ونفاقاً، وهو مأخوذ من النفقاء: أحد حجر اليربوع إذا طلب من واحد هرب إلى الآخر، وخرج منه، وقيل: هو من النَّفَق: وهو السَّرَب الذي يُستتر فيه، لِسَترِه كُفرَه))(2)، فالنفاق في اللغة يعني التقلب على أكثر من وجه والاستتار.
وفي الاصطلاح: (( المنافق الذي يظهر الإسلام ومتابعة الرسول ويبطن الكفر ومعاداة الله ورسوله ))(3). وبعد هذا البيان التعريفي لكلمتي ( الصحابي والمنافق) نخلص إلى أنهما لا يتفقان لا من الناحية اللغوية ولا من الناحية الاصطلاحية فالصحابي هو الذي آمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ومات على الإسلام والمنافق من أظهر الإيمان وأبطن الكفر، فلا يتوافق أن يكون الصحابي منافقاً ولا المنافق صحابياً، ولعل أحداً يتساءل،كيف نعرف الصحابي من المنافق؟ أقول للمنافق صفات وعلامات ظاهرة بالكتاب والسنة نستطيع من خلالها أن نميزه عن الصحابة وسيأتي بعد قليل ذكر بعض من صفات المنافق عند الرد على تقسيم الرافضة الاثني عشرية للصحابة.
ثانيا: التقسيم الحقيقي للصحابة في اعتقاد الرافضة الاثني عشرية:
ذكر المؤلف التيجاني أن الشيعة الرافضة قسموا الصحابة إلى ثلاثة أقسام(4) ولكن الحقيقة تشهد على أن الرافضة يقسمون الصحابة إلى قسمين لا ثالث لهما وذلك ما يقوله علماؤهم بأفواههم وتشهد عليهم بذلك كتبهم:
__________
(1) لمعة الإعتقاد لابن قدامة ص (140).
(2) راجع النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير جـ5 ص (98) ولسان العرب جـ10 ص (359).
(3) راجع طريق الهجرتين وباب السعادتين لابن قيم الجوزية ص (662).
(4) انظر ثم اهتديت ص (78).(170/8)
1ـ أما القسم الأول من الصحابة والذين تترضى عنهم الرافضة وذكرهم التيجاني في القسم الأول لا يقلّون عن ثلاثة ولا يتجاوزون السبعة!! فقد روى الكشي ـ وهو عمدتهم في الرجال ـ باسناد (معتبر)! عن الباقر (ع) (( أنه ارتد الناس إلا ثلاثة نفر سلمان وأبو ذر والمقداد. قال الراوي فقلت فعمار، قال كان حاص حيصة ثم رجع ))(1)، وفي رواية أخرى ((....ثم أناب الناس بعد، وكان أول من أناب أبو ساسان الأنصاري، وعمار، وأبوعميرة، وشتيرة، وكانوا سبعة فلم يعرف حتى أمير المؤمنين (ع) إلا هؤلاء السبعة ))(2)، وروى الكليني كبير علماء الاثني عشرية في كتابه ( الأصول من الكافي ) ـ وهو يمثل أحد أربعة كتب تعتبر مرجع الأمامية في أصول مذهبهم وفروعه(3) ـ عن حمران بن أعين قال (( قلت لأبي جعفر عليه السلام جعلت فداك ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها؟ فقال : ألا أحدثك بأعجب من ذلك، المهاجرون والأنصار ذهبوا إلاـ وأشار بيده ثلاثة......الخ ))(4)، وروى في الروضة (( عن عبد الرحيم القصير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: إن الناس يفزعون إذا قلنا: إن الناس ارتدوا، فقال يا عبد الرحيم إن الناس عادوا بعد ما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهل
__________
(1) حق اليقين في معرفةأصول الدين، عبد الله شبر جـ1 ص (370ـ371)، رجال الكشي ص (17)، تقديم أحمد الحسيني ، تفسير العياشي جـ1 ص (223).
(2) المصدر السابق
(3) قال الإمام عبد الحسين الموسوي في كتابه المراجعات ص (334) (( واحسن ما جمع منها الكتب الأربعة التي هي مرجع الإمامية في أصولهم وفروعهم من الصدر الإول إلى هذا الزمان، وهي: الكافي، والتهذيب، والإستبصار، ومن لا يحضره الفقيه، وهي متواترة ومضامينها مقطوع بصحتها، والكافي اقدمها واعظمها واحسنها واتقنها).
(4) الأصول من الكافي للكليني جـ2 ص (191) كتاب الإيمان والكفر (باب) قلة عدد المؤمنين، رجال الكشي ص (13)، تفسير الصافي جـ1 ص (359).(170/9)
جاهلية، إن الأنصار اعتزلت فلم تعتزل بخير جعلوا يبايعون سعداً وهم يرتجزون ارتجاز الجاهلية، يا سعد أنت المرجاء وشعرك المرجل وفحلك المرجم ))(1) فهذ هو القسم الأول من الصحابة المعتمدين في نظر الرافضة الاثني عشرية.
2ـ أما القسم الثاني في نظر الرافضة فهم بقية الصحابة دون المذكورين في القسم الأول وهم أهل النفاق والارتداد والانقلاب وفي مقدمتهم الخلفاء الثلاثة ثم العشرة المبشرون بالجنة ثم البقية الباقية من الصحابة. هذه هي عقيدة الرافضة الاثني عشرية في صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مصادرهم الأصيلة....... ولكن ما السبب في تقسيم الصحابة إلى ثلاثة أقسام في كتاب التيجاني ( المهتدي )؟ السبب هو لمحاولة تضليل القارئ وخاصة إذا كان من أهل السنة بإيهامه أن الصحابة ليسوا مرتدين ولكنهم يريدون الدنيا فاتبعوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم رغبة في الدنيا أو رهبة منه ( أى نفاقاً ) وحتى يفتح المجال للقارئ ويسهل عليه إلقاء من يريده من الصحابة في باب الردة يضع القسم الثاني ويتبعه بالقسم الثالث وهم المنافقون ويقحمه غصباً في باب الصحابة ثم بعد ذلك يخلط المؤلف في كتابه بين القسمين الثاني والثالث ويدمجهما في قسم واحد فيصبح الصحابة قسم مرضي عنه وقسم منقلب مرتد وبذلك يسهل إستدراج القارئ ليتقبل التقسيم الحقيقي للصحابة في نظر القوم،ولعل أحداً يظن التيجاني يقصد بالمنافقين عبدلله بن أبي بن سلول رأس النفاق وأصحابه، بل ستراه يدافع عنه في حادثة صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليه وموقف بعض الصحابة من ذلك(2).
ثالثاً: الرد على تقسيم الشيعة الاثني عشرية للصحابة.
__________
(1) الروضة من الكافي جـ8 ص (246).
(2) ثم اهتديت ص (90).(170/10)
1ـ إذا كان المنافقون جزءاً من الصحابة ( زعموا ) فمعنى ذلك أن كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو صحابي لعدم اشتراط الإيمان به والموت على ذلك ولأن المنافق من جملة الكافرين فليس صحابياً ولكن الرافضة لا يشترطون الإيمان فيدخلونه في مسمى الصحابي ومعنى ذلك أن اليهود والنصارى والمشركين الذين رأوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم سيدخلون في مسمى الصحابة لأنه لا يشترط الإيمان في الصحبة وهذا الكلام لا يقوله إلا من تشبع بالغباء فضلاً عن العقلاء، فإذا اعترف الرافضة بأن الصحابي هو من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم مؤمناً به ومات على ذلك فقد أبطلوا الادعاء بأن المنافق صحابي لأنه ليس من أهل الإيمان بالاتفاق.
2ـ لاشك أن علياً وبقية الصحابة الذين تترضون عنهم سيدخلون في باب المنافقين لأنكم فتحتم الباب على مصراعيه ولم تحددوا من هم الصحابة ومن هم المنافقون ومن حق كل إنسان أن يعتقد بمن شاء من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنهم منافقون بحجة أن أهل النفاق في الصحابة (!) ومن هذا الباب دخل الملاحدة والزنادقة والمستشرقون للطعن في الإسلام وأهله.(170/11)
3ـ القارئ لكتاب هذا التيجاني سيخلص إلى أن أهل النفاق أكثر كماً من الصحابة الذين يمثلون القلة ممن أحاط بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بل لقد استولوا على المراكز القيادية ( وهذا هو اعتقاد الرافضة ) والتيجاني نفسه يقول في قسم الصحابة الثالث أن المنافقين قد أظهروا الإسلام وانطوت سرائرهم على الكفر وقد تقربوا ليكيدوا للإسلام والمسلمين فإذا كانت هذه هي أهدافهم وكانوا هم الكثرة فلماذا لم يحيطوا بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته ليقضوا عليهم ويدمروا دولة الإسلام الفتية؟ ولكن الواقع يشهد بأن الإسلام قد انتصر وانتشر في بقاع الأرض وعلت رايته وتهاوت أمامه رايات الكفر، فانظر أيها القارئ رعاك الله كيف تتصادم أقوال هؤلاء الروافض مع الحقائق العقلية والوقائع التاريخية.(170/12)
4ـ لم يكن المنافقون مجهولين في مجتمع المدينة إنما كانوا فئة مفضوحة فقد عُلم بعضهم بعينه والبعض الآخر عرف بالأوصاف المذكورة في القرآن ويبين هذه الحقيقة حديث كعب بن مالك ـ وهوأحد الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك ـ وذلك حين قال (( فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فطفت فيهم أحزنني أني لا أرى إلا رجلاً مغموصاً عليه النفاق أو رجلاً ممن عذر الله من الضعفاء.....الخ ))(1) ومن أوصافهم الظاهرة أيضاً (( وصفهم بالإفساد في الأرض والاستهزاء بدينه وبعباده وبالطغيان واشتراء الضلالة بالهدى، والصم والبكم والعمى والحيرة والكسل عند عبادته(2)، والتردد والتذبذب بين المؤمنين والكفار فلا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، والحلف باسمه تعالى كذباً وباطلاً وبعدم الفقه بالدين وبالجبن، وبعدم الإيمان بالله وباليوم الآخر والرب، وأنهم يحزنون بما يحصل للمؤمنين من الخير والنصر، ويفرحون
__________
(1) صحيح البخاري جـ4 ص (1604) وهو جزء من حديث كعب من مالك الطويل برقم (4156).
(2) ذكر ابن عبد البر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه سئل عن أهل النهر ، أكفّارهم ؟ قال: من الكفر فرُّوا. قيل: فمنافقون ؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلاّ قليلاً. قيل فما هم ؟ قال: هم قوم أصابتهم فتنة ، فعموا منها وصموا ، وبغوا علينا وقاتلونا فقاتلناهم ) المغني لابن قدامة جـ12 ص (241ـ242) ـ سبحان الله ! فإذا كان علي بن أبي طالب نفى صفة النفاق عن فرقة الخوارج التي قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم ( الخوارج كلاب النار ) لأنهم يذكرون الله ولأن المنافقين لا يذكرون الله إلاّ قليلاً فكيف بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين ذكرهم بقوله سبحانه {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود...} فعجباً لضلالات الشيعة الشنيعة.(170/13)
بما يحصل لهم من المحنة والإبتلاء، وأنهم يتربصون الدوائر بالمسلمين وبكراهتهم الانفاق في مرضاة الله وسبيله وأنهم يفرحون إذا تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويكرهون الجهاد في سبيل الله وأنهم أحلف الناس بالله قد اتخذوا أيمانهم جنة تقيهم من إنكار المسلمين عليهم، وبأنهم مضرة على أهل الإيمان يقصدون التفريق بينهم والفجور عند الخصام ويؤخرون الصلاة إلى آخر وقتها ويتركون حضور الجماعة وأن أثقل الصلوات عليهم الصبح والعشاء ))(1) فهذه بعض صفات المنافقين التي وصفهم الله سبحانه بها، فبالله هل هذه الأوصاف يوصف بها من صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟!..هل هذه الأوصاف يستحق من يوصف بها أن يكون قسماً من الصحابة؟!..لا شك أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هم أبعد الناس من أن يوصفوا بتلكم الأوصاف وقد استحقوا رضى الله سبحانه ومرضاته حتى قال فيهم { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } ( آل عمران 110) وقال تعالى { ياأيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين } ( الأنفال 64) وقال تعالى { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً } ( الفتح 29 ) وقال سبحانه { والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم } ( الأنفال 74) فالذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا هم المهاجرون من الصحابة، والذين آووا ونصروا هم الأنصار من الصحابة وقد وصفهم الله بصيغة الجمع بأنهم هم المؤمنون حقا ثم يأتي بعد ذلك أولي النهى والخبول ليجعلوا الصحابة والمنافقين في خندق واحد!!؟
__________
(1) طريق الهجرتين وباب السعاد تين ص (666ـ667) ـ بتصرف.(170/14)
5ـ من المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد علّم بعض أصحابه أسماء المنافقين وقد أقر المؤلف بذلك وقد ثبت أيضاً أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ترضى عن صحابته وأوجب حبهم والثناء عليهم وحمى أقدارهم من التعرض لهم بسوء فقال (( لاتسبوا أصحابي(1) فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدُهم ولا نصيفه ))(2) وقال (( من سب أصحابي، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ))(3) وقال أيضاً صلوات الله وسلامه عليه (( إحفظوني في أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم،....الخ ))(4) وهذا يقتضي بالضرورة عدالة جميع الصحابة ولا يمكن بحال إدخال المنافقين في جملة هذه الأحاديث وقد أنزل الله فيهم قوله (( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار )) و( الـ ) للإستغراق اللهم إلا إذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتناقض في أقواله وحاشاه ذلك.
__________
(1) ومن ينسب الصحابة إلى النفاق ألا يعتبر من أكبر السب؟!
(2) صحيح البخاري جـ3 ص (1343) برقم (3470) كتاب فضائل الصحابة عن أبي سعيد الخدري.
(3) رواه الطبراني في الكبير جـ12 برقم (12709)، والحلية لأبي نعيم جـ7 ص (103)، والسنة لأبي عاصم برقم (1000)وراجع السلسلة الصحيحة للألباني جـ5 ص (446) عن عطاء بن أبي رباح.
(4) رواه أحمد في المسند بسند صحيح برقم (177) جـ1 وابن ماجة برقم (2363)جـ2 كتاب الأحكام والحاكم جـ1 ص (114) وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي(170/15)
6ـ ثم نسأل هذا ( المهتدي ) الوبي! إذا كان القسمان الثاني والثالث من الصحابة هم من المجروحين الذين اتبعوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم رغبة أو رهبة والمنقلبين على أعقابهم بالإضافة إلى النفاق الذي استشرى بينهم ( وهم الأكثرية من الصحابة ) وقسم واحد ( وهم القلة القليلة من الصحابة ) ـ كما بينت سابقاً ـ هم المرضي عنهم والمعدلين من جملة الصحابة فما الذي يعنيه ذلك؟! فإذا كانت الأغلبية من الصحابة منقلبين ومنافقين يعني أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يستطيع أن يربي أصحابه على الحق والعدل فأصبح مربياً فاشلاً!!؟ وهل ربّى بعد كل هذه الفترة صحابة لا يقلون عن ثلاثة ولا يتجاوزون السبعة؟؟! فحاشاه ذلك بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه، ... أقول لطالب الحق أليس هذا طعناً صريحاً بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فبالله ماذا كان يفعل طيلة هذا المدة مع أصحابه وهل تعلموا منه السوء فقط سبحان الله! أهذا النبي العظيم الذي أنشأ جيلاً فريداً من البشر فتح الله بهم الدنيا وأنقذ بهم الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدالة الإسلام ومن ظلمات الجاهلية إلى أنوار الحرية ودخل الناس من كل فجٍ عميق في دين الله أفواجاً حتى اعترف بعظمة هذا الجيل الفريد أحبار اليهود والنصارى ثم يأتي بعد ذلك أحفاد عبد الله بن سبأ ليفاجئونا بعد خمسة عشر قرناً بأن جيل الصحابة كانوا منافقين منقلبين على أعقابهم في النار؟!(170/16)
7ـ من المعلوم لدارس سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن النفاق لم يكن له أثر في بداية الدعوة في مكة نظراً للإضطهاد الذى كان يلقاه المسلمون وقتئذ ولكنه ظهر بالمدينة بعدما مكن الله للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصبح الإسلام واقعاً معترفاً به ومن المتفق عليه أن أبابكر وعمر وعثمان وغيرهم قد أسلموا في بداية محنة الإسلام في مكة وهذا يبين أنهم من أبعد الناس عن النفاق.
8ـ لقد فضح الله المنافقين في سورتي ( المنافقين، والتوبة ) مبيناً حالهم ودسائسهم وما تكنه صدورهم تجاه المؤمنين لذلك سُمّيت سورة التوبة بالفاضحة والمدمدمة لما أظهرت من صفاتهم ونواياهم ثم أظهرت حال أهل الإيمان من الصحابة الميامين بشهادة رب العالمين، وبالنسبة لسورة المنافقين فقد نزلت في رأس النفاق عبد الله ابن أبي بن سلول وأصحابه فقد أخرج البخاري في صحيحه عند تفسير سورةالمنافقين عن زيد بن الأرقم أنه قال (( كنت في غزاة فسمعت عبد الله بن أبي يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، ولئن رجعنا من عنده ليخرجن الأعز منها الأذل. فذكرت ذلك لعمي ـ أو لعمر ـ فذكر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فدعاني فحدثته، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى عبد الله بن أبي وأصحابه فحلفوا ما قالوا، فكذبني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصدقه، فأصابني هم لم يصبني مثلُهُ قط، فجلست في البيت، فقال لي عمي: ما أردت إلا أن كذبك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومقتك، فأنزل الله تعالى ( إذا جاءك المنافقون ) فبعث إليّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقرأ فقال: إن الله قد صدقك يازيد))(1) ولعل ( المهتدي ) يشك في ذلك وحتى أُشككه في هدايته إلى ما هُدي إليه أحيله إلى مراجعة كتاب ( مجمع البيان في تفسير القرآن ) للإمام الطبرسي ـ وهو من أكابر علمائهم ـ فقد
__________
(1) صحيح البخاري جـ4 كتاب التفسير برقم (4617).(170/17)
أورد سبب نزول سورة المنافقين في ابن أبي سلول فقال (( نزلت الآيات في عبد الله بن أبي ـ المنافق ـ وأصحابه ... ))(1) ثم ذكر الروايات التي أوردها البخاري التي تثبت ذلك، ومعلوم أن أصحاب ابن أبي كانوا معروفين بأعيانهم عند الصحابة وهذا واضح جداً من سياق الحديث. وأما بالنسبة لسورة ( التوبة ) فقد دمدمت على أهل النفاق في مواضع عديدة وفضحت الكثير من صفاتهم ففي قوله تعالى { لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين } إلى قوله { وإن جهنم لمحيطة بالكافرين } ( التوبة 44 ـ49)، ومعلوم أن الصحابة جميعاً قد خرجوا للقتال وقد تخلف في بادئ الأمر أبوذر وأبوخيثمة ثم لحقا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد تخلف أيضاً من الصحابة ثلاثة وهم ( كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومرارة بن الربيع ) وهم من الأنصار وسيأتي أن الله سبحانه غفر لهم وتاب عليهم، وبقي في المدينة أهل النفاق والمعذورين من الجهاد وقد ذكرت سابقاً قول كعب بن مالك وهوأحد الثلاثة المتخلفين ذكر أنه لم يبق في المدينة إلا رجل ممن عذر الله أو رجلاً مغموصاً عليه بالنفاق وهذا يدل على أن أهل النفاق كانت لهم علامات يعرفهم بها الأصحاب ولا يجهلونها.
__________
(1) مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي ص (85).(170/18)
وقوله تعالى { يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون } ( التوبة 64) يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية (( قال مجاهد: يقولون القول بينهم ثم يقولون عسى الله أن لايغشى علينا سرنا هذا، وهذه الآية شبيهة بقوله تعالى { وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير } أي أن الله سينزل علي رسوله ما يفضحكم به ويبين لكم أمركم كقوله تعالى { أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ـ الى قوله ـ ولتعرفنهم في لحن القول } الآية، ولهذا قال قتادة: كانت تسمى هذه السورة الفاضحة فاضحة المنافقين ))(1) أي أن الله فضحهم أمام الخلائق وبين حقيقتهم للناس بعد ما كان مكرهم سراً وفي الخفاء وبعد هذا لايقول أنهم والصحابة الكرام قسم واحد إلا من تسربل بالغباء! .
__________
(1) تفسير ابن كثير جـ2 ص (381).(170/19)
وقوله تعالى { سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم } إلى قوله تعالى { فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين } ( التوبة 95 ـ 96) هذه الآية نزلت في المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك وجاؤوا يعتذرون للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وكانوا بضعة وثمانين رجلاً ليس فيهم أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم راجع صحيح البخاري رواية عبد الله بن كعب(1) في سبب نزول هذه الآية. وقوله تعالى { والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين....} إلى قوله { والله يحب المطهرين } ( التوبة 107 ـ 108) وهذه الآية أيضاً فضحت المنافقين وذلك عندما بنوا مسجد ضرار لأبي عامر الراهب الفاسق لحرب المؤمنين وأرادوا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يصلي فيه فأخبره جبريل بأمرهم فأمر بعض ( أصحابه ) بهدمه وأمره بالصلاة في المسجد الذي أسس على التقوى ... ولا شك أن الذين قاموا ببناء مسجد ضرار غير مجهولين عن الصحابة ولكن في نظر المؤلف المتشيع للحق والعقلانية أن أكثر الصحابة منافقون، والبداهة تقول أن المسجد الذي يصلي فيه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو مسجد الصحابة، والمسجد الذي أمر بهدمه هو مسجد أهل النفاق، فإذا كان أكثر الصحابة منافقون(2) وصلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في مسجد الصحابة المنافقين فهل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هدم مسجد المؤمنين ليصلي في مسجد المنافقين أيها العقلانيون؟! وفي نفس السورة يخبر الله برضاه عن الصحابة من السابقين الأولين مهاجرين وانصاراً بقوله سبحانه { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جناتٍ تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم }
__________
(1) صحيح البخاري جـ4 كتاب المغازي برقم (4156)، وكتاب التفسير برقم (4396).
(2) القسمان الثاني والثالث اللهم إلاّ الثلاث أو السبع منهم !؟(170/20)
( التوبة 100 ) فانظر أيها القارئ كيف يخبر الله برضاه عن الصحابة من المهاجرين والأنصار (( فياويل من أبغضهم أو سبهم أو أبغض أو سب بعضهم، ولا سيما سيد الصحابة بعد الرسول وخيرهم وأفضلهم أعني الصديق الأكبر والخليفة الأعظم أبا بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه فإن الطائفة المخذولة من الرافضة يعادون أفضل الصحابة ويبغضونهم ويسبونهم عياذاً بالله من ذلك. وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة وقلوبهم منكوسة، فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن إذ يسبون من رضي الله عنهم؟! وأما أهل السنة فإنهم يترضون عمن رضي الله عنه ويسبون من سبه الله ورسوله ويوالون من يوالي الله ويعادون من يعادي الله وهم متبعون لا مبتدعون ويقتدون ولا يبتدون، ولهذا هم حزب الله المفلحون وعبادُه المؤمنون ))(1) وقوله سبحانه { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤف رحيم } ( التوبة 117) وهذه الآية أيضاً صريحة في مدح الصحابة من المهاجرين والأنصار وصفاء ضمائرهم وسرائرهم، فهاتان الآيتان تصرحان بعدالة الصحابة الأخيار بشهادة الكبير المتعال، ثم رضي الله سبحانه على الثلاثة الذين تخلفوا وهم من جملة الصحابة خلاف بقية المتخلفين عن الغزوة من المنافقين الذين قبل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن ظاهرهم، وهذا أعظم دليل على الفارق الكبير بين الصحابة المعدلين من الله سبحانه رغم أخطائهم والمنافقين الذين فضحهم الله سبحانه في كتابه الكريم والحمد لله رب العالمين.
__________
(1) تفسير ابن كثير جـ2 ص (398).(170/21)
9ـ لابد من أن أسوق رأى كبارعلماء الرافضة الإثني عشرية الذين أنطقهم الله الذي أنطق كل شيء ....أنطقهم بالحق الذي لا مرية فيه وذلك من كتبهم المعتمدة فقد أورد أبو النصر محمد بن مسعود المعروف بالعياشي في تفسيره لقوله تعالى { إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين } رواية تنفي النفاق صراحة عن صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، رواها عن محمد الباقر ( وهو خامس الأئمة الاثني عشرالمعصومين ) عند القوم (( فعن سلام قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فدخل عليه حمران بن أعين فسأله عن أشياء فلما همَّ حمران بالقيام قال لأبي جعفر عليه السلام أخبرنا أطال الله بقاك وأمتعنا بك إنا نأتيك فما نخرج من عندك حتى ترقَّ قلوبنا وتسلو أنفسنا عن الدنيا وتهون علينا ما في أيدي الناس من هذه الأموال، ثم نخرج من عندك فإذا صرنا مع الناس والتجار أحببنا الدنيا؟ قال فقال أبو جعفر عليه السلام: إنما هي القلوب مرّة يصعب عليها الأمر ومرّة يسهل، ثم قال أبو جعفر: أما إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالوا: يا رسول الله تخاف علينا النفاق، قال:فقال لهم: ولم تخافون ذلك؟ قالوا إنا إذا كنا عندك فذكرتنا روعنا ووجلنا نسينا الدنيا وزهدنا فيها حتى كأنا نعاين الآخرة والجنة والنار ونحن عندك، فإذا خرجنا من عندك ودخلنا هذه البيوت وشممنا الأولاد ورأينا العيال والأهل والأولاد والمال يكاد أن نحوّل عن الحال التي كنا عليها عندك وحتى كأنا لم نكن على شيء أفتخاف علينا أن يكون هذا النفاق؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كلا ( ! ) هذا من خطوات الشيطان ليرغبنكم في الدنيا، والله لو أنكم تدومون على الحال التي تكونون عليها وأنتم عندي في الحال التي وصفتم أنفسكم بها لصافحتكم الملائكة ومشيتم على الماء ولولا أنكم تذنبون فتستغفرون الله لخلق خلقاً لكي يذنبوا (1)
__________
(1) وهذا خير دليل على أن الخطأ أو الذنب الذي يقع فيه الصحابي لا يعتبر قدح به.(170/22)
ثم يستغفروا فيغفر لهم إن المؤمن مفتن توّاب أما تسمع لقوله { إن الله يحب التوابين } وقال {استغفروا ربكم ثم توبوا إليه } ))(1) ويقول الإمام الحسن العسكري ، وهوالإمام الحادي عشر عند القوم ـ في تفسيره مبيناً منزلة الصحابة الكرام عندما سأل موسى عليه السلام الله بضع أسئلة منها قوله ((..هل في صحابة الأنبياء أكرم عندك من صحابتي قال الله عز وجل: يا موسى أما علمت أن فضل صحابة محمد على جميع صحابة المرسلين كفضل آل محمد على جميع آل النبييين وكفضل محمد على جميع المرسلين ))(2) وأختم أخيراً برأي وصي القوم وإمامهم ـ بزعمهم ـ علي بن أبي طالب رضي الله عنه في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أوثق كتب الإمامية ليستيقن طالب الحق ويزداد الذين آمنوا إيماناً فيصفهم لشيعته المتخاذلون عن نصرته متأسياً بهم فيقول (( لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فما أرى أحداً يشبههم منكم لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجّداً وقياماً يراوحون بين جباهِهِم وخدودهم ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم، كأن بين أعينهم رُكب المعزي من طول سجودهم، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبُلَّ جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف، خوفاً من العقاب ورجاءً للثواب ))(3) وأورد أيضاً إمام القوم إبراهيم الثقفي في كتابه ( الغارات ) ـ من أهم كتب الشيعة الاثني عشرية ـ قول علي عندما سأله أصحابه ((...ياأمير المؤمنين حدثنا عن أصحابك، قال: عن أي أصحابي؟ قالوا: عن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال: كل أصحاب محمد أصحابي ))(4)! فهذا هو قول أعظم أئمتهم ( كما
__________
(1) تفسير العياشي سورة البقرة آية (222) المجلد الأول ص (128).
(2) تفسير الحسن العسكري ص (11) عند تفسير سورة البقرة.
(3) نهج البلاغة للشريف الرضى شرح محمد عبده ص (225).
(4) الغارات للثقفي جـ1 ص (177) تحت (كلام من كلام علي عليه السلام ).(170/23)
يدعون ) في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم والذين أكثرهم منافقون كما يدعي المهتدي والهداة المهديين من الرافضة، فهل يبطلون قولهم الساقط هذا ويلجمون ألسنتهم عن الصحابة الكرام أم سيبطلون قول إمامهم؟!
وبعد هذا البيان أرجو منك أخي القارئ أن تراجع هذه الأدلة وأنت تقرأ في ثنايا هذا الكتاب لتعرف صحة ما نقلناه من اعتبار الرافضة لأكثر الصحابة وأولهم الخلفاء الثلاثة في عداد المنافقين المنقلبين على أعقابهم.
الباب الثاني
...وبعد أن يقسم التيجاني الصحابة إلى ثلاثة أقسام يزعم أنه سيبدأ بحثه بتجرد وموضوعية وأنه سيعتمد على القاعدة المنطقية السليمة والعقل فيقول (( .. وهذا ما دعاني أن أجعل بحثي يبدأ بهذه الدراسة المعمقة حول الصحابة وعاهدت ربي ـ إن هداني ـ أن أتجرد من العاطفة لأكون حيادياً وموضوعياً ولأسمع القول من الطرفين فأتبع أحسنه، ومرجعي في ذلك:
1ـ القاعدة المنطقية، وهي أن لا أعتمد إلا على ما اتفقوا عليه جميعاً في خصوص التفسير لكتاب الله والصحيح من السنة والنبوية الشريفة.
2ـ العقل(1)، فهو أكبر نعمة من نعم الله على الإنسان، إذ كرّمه به على سائر مخلوقاته...))(2)، إذاً هو سيعتمد على القرآن الكريم والسنة الصحيحة والعقل، ومن المسلّم به عند صغار طلبة العلم فضلاً عن كبارهم أن فهم القرآن ينبغي أن يأخذ من مصادره وهي أقوال أهل العلم من المفسرين بالإضافة لمعرفة أصوله وكذا السنة يجب الرجوع فيها إلى علماء الحديث والجرح والتعديل الذين يصححون الأحاديث من ناحية السند والمتن، ولا بد أن يشغل الإنسان عقله ليعرف الصواب من الخطأ ولكن على ألا يتجاوز بتفكيره ما لا تقبله العقول ولا يستسيغه أولوا الألباب، ولكن هل يَصدُق التيجاني في إدعائه؟ سنرى ذلك!
__________
(1) العقل ليس مصدراً من مصادر التشريع عند أهل السنة وهو حجة عند المعتزلة والرافضة.
(2) ثم اهتديت ص (80).(170/24)
وأول ما يبدأ به التيجاني من مثالب الصحابة هو مبحث صلح الحديبية.
أولاـ الرد على التيجاني في موقفه من الصحابة في صلح الحديبية:
يقول التيجاني ((مجمل القصة أن رسول الله (ص) خرج في السنة السادسة للهجرة يريد العمرة مع ألف و أربعمائة من أصحابه فأمرهم أن يضعوا سيوفهم في القرب، وأحرم هو وأصحابه بذي الحليفة و قلدوا الهدي ليعلم قريش أنه إنما جاء زائرا معتمرا و ليس محاربا، و لكن قريشا بكبريائها خافت أن يسمع بأن محمداً دخل عنوة الى مكة و كسر شوكتها فبعثوا اليه بوفد يرأسه سهيل بن عمرو بن عبد ود العامري وطلبوا منه أن يرجع في هذه المرة من حيث أتى على أن يتركوا له مكة في العام القادم ثلاثة أيام، وقد اشترطوا عليه شروطاً قاسية قبلها رسول الله لاقتضاء المصلحة التي أوحى إليه ربه عزوجل، ولكن بعض الصحابة لم يعجبهم هذا التصرف من النبي وعارضوه في ذلك معارضة شديدة وجاءه عمر بن الخطاب فقال: ألست نبي الله حقاً؟ قال: بلى، قال عمر: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى، قال عمر: فلم نعطي الدنية في ديننا إذاً؟ قال رسول الله (ص): إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري، قال عمر:أولست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: بلى، فأخبرتك أنا نأتيه العام؟ قال عمر: لا، قال: فإنك آتيه ومطوف به، ثم أتى عمر بن الخطاب إلى أبي بكر فقال: يا أبابكر أليس هذا نبي الله حقاً؟ قال: بلى، ثم سأله نفس الأسئلة التي سألها رسول الله، وأجابه أبو بكر بنفس الأجوبة قائلاً له: أيها الرجل إنه لرسول الله وليس يعصي ربه وهو ناصره، فاستمسك بغرزه، ولما فرغ رسول الله من كتاب الصلح قال لأصحابه: قوموا فانحروا ثم احلقوا، فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يمتثل لأمره منهم أحد، فدخل خباءه ثم خرج فلم يكلم أحداً منهم بشيء حتى نحر بدنة بيده، ودعا حالقه فحلق رأسه، فلما رأى أصحابه ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضاً حتى(170/25)
كاد بعضهم يقتل بعض، .. هذه مجمل قصة الصلح في الحديبية وهي من الأحداث المتفق عليها عند الشيعة والسنة وقد ذكرها المؤرخون وأصحاب السير كالطبري وابن الأثير وابن سعد وغيرهم كالبخاري ومسلم، وأنا لي هنا وقفة، فلا يمكن لي أن أقرأ مثل هذا ولا أتأثر ولا أعجب من تصرف هؤلاء الصحابة تجاه نبيهم، وهل يقبل عاقل قول القائلين بأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يمتثلون أوامر رسول الله ( ص ) وينفذونها، فهذه الحادثة تكذبهم وتقطع عليهم مايرومون، هل يتصور عاقل بأن هذا التصرف في مواجهة النبي هو أمر هين، أو مقبول، أو معذور قال تعالى { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما } ))(1)2)
قلت رداً عليه:
__________
(1) ثم اهتديت ص (82).(170/26)
1ـ يبدو أن هذا التيجاني قد أجمل الرواية كثيراً حيث أخفى الجزء الهام منها مما يدل على سوء خبيئته ومدى تجنيه على صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد جاء في جزء من حديث صلح الحديبية المستشهد به قول عروة بن مسعود لقومه (( .....فإن هذا قد عرض عليكم خطة رشد اقبلوها ودعوني آته. قالوا ائته، فأتاه، فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحواً من قوله لبديل. فقال عروة عند ذلك: أى محمد، أرأيت إن استأصلت أمر قومك، فإني والله لا أرى وجوهاً، وإني لأرى أشواباً من الناس خليقاً أن يفروا ويَدَعُوكَ، فقال له أبو بكر: امصص بظرَ اللات، أنحن نفر عنه وندعه؟ فقال: من ذا؟ قالوا: أبو بكر، قال: أما والذي نفسي بيده، لولا يدٌ كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك، قال وجعل يكلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فكلما تكلم كلمة أخذ بلحيته، والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعه السيف وعليه المغفر، فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضرب يده بنعل السيف وقال له: أخِّر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرفع عروة رأسه فقال: من هذا؟ قال: المغيرة بن شعبة، فقال: أي غدر، ألست أسعى في غدرتك؟ وكان المغيرة صحب قوماً في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أما الإسلام فأقبل وأما المال فلست منه في شيء، ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعينيه، قال: فوالله ما تنخم(1) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره (!!)، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيماً له، فرجع إلى أصحابه فقال: أي قوم والله لقد وفدت على
__________
(1) تفل.(170/27)
الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إن رأيت مليكاً قط يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم محمداً (!!) والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيماً له ))(1) فهؤلاء هم الصحابة المعظِّمون لنبيهم صلى الله عليه وآله وسلم يشهادة رجل من المشركين..... سبحان الله أرأيت أخي القارئ إلى هذا التيجاني المنصف والأمين كيف يخفي هذا الجزء الهام من الحديث، وأنا في الحقيقة أعذره في ذلك لأنه بإيراده لهذا الجزء سيهدم كلامه من أوله إلى آخره إذ كيف يتوافق ما جاء في الحديث مع تهويلاته؟!
__________
(1) صحيح البخاري جـ2 كتاب الشروط برقم (2581).(170/28)
2ـ لم يعارض الصحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم معارضة شديدة كما يدعي التيجاني ولا يظهر في الحديث ما يدل على أنهم أرادوا مخالفة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم ولكنهم فعلوا ما فعلوه حباً لدينهم وعقيدتهم وحنقاً على الكافرين، وظنوا كما يظن أي إنسان تعتريه الأعراض البشرية أن ما جاء في المعاهدة التي أبرمت من الشروط ما يعتبر إجحافاً في حق المسلمين وهذا ما كان ظاهراً وجلياً في هذه المعاهدة، وليسوا هم معصومون ويوحى إليهم مثل نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم كيف يخالف الصحابة نبيهم ولا يمتثلون أمره ثم ينزل فيهم قوله تعالى { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً } ( الفتح 18) فهذه الآية نزلت في صلح الحديبية، فكيف يخبر الذي يعلم السر وأخفى برضاه عن الصحابة لعلمه ما في قلوبهم من الصدق والوفاء والسمع والطاعة ويبشرهم بالفتح القريب ثم يأتي هذا ( المتشيع للهدى )! ليشكك في نيات الصحابة تجاه نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فلا أقول له إلا كما قال الصديق امصص بظر اللات !؟؟(1).
__________
(1) علق ابن حجر على هذه الجملة بقوله ( فيه جواز النطق بما يستبشع من الألفاظ لإرادة زجر من بدا منه ما يستحق به ذلك )!؟، الفتح جـ5 ص (401).(170/29)
3ـ وحتى تكون الصورة أكثر وضوحاً لدى القارئ سأنقل رواية مسلم في صلح الحديبية، ـ وقد عزى التيجاني نفسه إليها في هامش كتابه ـ وهي رواية أخرى غير رواية البخاري والتي توضح مَن مِنَ الصحابة بالتحديد الذي خالف أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورفض الإذعان لأمره فقد أخرج مسلم عن البراء بن عازب قوله (( لما أحصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند البيت صالحه أهل مكة على أن يدخلها فيقيم بها ثلاثا. ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح، السيف وقرابه، ولا يخرج معه من أهلها، ولايمنع أحدا يمكث بها ممن كان معه. قال لعلي ( أي ابن أبي طالب ) أكتب الشروط بيننا. بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما قضى عليه محمد رسول الله، فقال له المشركون: لو نعلم أنك رسول الله تابعناك، ولكن أكتب: محمد بن عبد الله، فأمر عليا أن يمحاها. فقال علي: لا والله لا أمحاها. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرني مكانها، فأراه مكانها فمحاها. وكتب: ابن عبد الله فأقام بها ثلاثة أيام ...))(1) وإذا أردت أن أستخدم عقلية هذا التيجاني وتفكيره وإنصافه المزعوم فسأقول أنا لي هنا وقفة فلا يمكن لي أن أقرأ مثل هذا ولا أتأثر ولا أعجب من تصرف هذا الصحابي، وهل يقبل عاقل قول القائل بأن هذا الصحابي كان يمتثل أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وينفذه، فهذه الحادثة تكذبه وتقطع عليه مايروم، فهل يظن نفسه أكثر حرصا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى دفعه بأبي هو وأمي أن يمحي الكلمة بيده الشريفة ويكتبها بنفسه، فلا أظن أن عاقلا يقول بأن هذا التصرف في مواجهة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أمر هين أومقبول أو معذور ... فهذه هي العقلية التي يكتب بها هذا التيجاني التي تفتح الباب لكل (جاهل ) ليحمل كل فعل لصحابي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أنه مخالفة له
__________
(1) صحيح مسلم مع الشرح جـ12 ص (190ـ191)كتاب ( الجهاد والسير ) باب صلح الحديبية.(170/30)
وعدم امتثال لأمره وسوء تصرف...الخ، ولا نكلف أنفسنا الرجوع لأقوال أهل العلم من شُراح الأحاديث، فأقول لهذا التيجاني هل تقبل هذا التفسير لفعل علي بن أبي طالب رضي الله عنه تجاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فإن قبلت بذلك فعليك أن تحكم على عليٍ بما حكمت به على بقية الصحابة، وإن لم يعجبك هذا التعليل فقد حكمت على قولك بحق الصحابة الكرام بالبطلان فتصبح قد رددت على عقلك بنفسك والحمد لله رب العالمين.(170/31)
ثم يقول (( فهل سلّم عمر بن الخطاب هنا ولم يجد في نفسه حرجاً مما قضى الرسول ( ص )؟! أم كان في موقفه تردد فيما أمر النبي؟ وخصوصاً في قوله أولست نبي الله حقاً؟ أولست كنت تحدثنا؟ إلى آخره، وهل سلم بعد ما أجابه رسول الله بتلك الأجوبة المقنعة، كلا لم يقتنع بجوابه وذهب يسأل أبابكر نفس الأسئلة، وهل سلم بعدما أجابه أبوبكر ونصحه أن يلزم غرز النبي، لا أدري إذا كان سلم بذلك، أو اقتنع بجواب النبي أو بجواب أبي بكر(!!)، وإلا لماذا تراه يقول عن نفسه فعملت لذلك أعمالاً... فالله وحده ورسوله يعلم ما هي الأعمال التي عملها عمر، ولا أدري سبب تخلف البقية الباقية من الحاضرين بعد ذلك إذ قال لهم رسول الله: قوموا فانحروا ثم احلقوا، فلم يستمع إلى أمره أحد منهم حتى كررها عليهم ثلاث مرات بدون جدوى، سبحان الله أنا لا أصدق ما أقرأ، وهل يصل الأمر بالصحابة لهذا الحد في التعامل مع أمر الرسول، ولو كانت هذه القصة مروية من طريق الشيعة وحدهم لعددت ما قالوا افتراء على الصحابة الكرام، ولكن القصة بلغت من الصحة والشهرة أن تناقلها كل المحدثين من أهل السنة والجماعة أيضا، وبما أنني ألزمت نفسي توثيق ما اتفقوا عليه فلا أراني إلا مسلما ومتحيراً: ماذا عساني أن أقول؟ وبماذا أعتذر عن هؤلاء الصحابة الذين قضوا مع رسول الله قرابة عشرين عاماً من البعثة إلى يوم الحديبية، وهم يشاهدون المعجزات وأنوار النبوة؟ والقرآن يعلمهم ليلاً نهاراً كيف يتأدبون مع حضرة الرسول وكيف يكلموه، حتى هددهم الله بإحباط أعمالهم إن رفعوا أصواتهم فوق صوته ))(1) أقول:
__________
(1) ثم اهتديت ص (82).(170/32)
1ـ مما شك فيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سلَّم بما أخبره النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولكنه أبدى شيئاً من الإعترض على شروط الاتفاق لأن الشبهة لم تنكشف له بوضوح، خصوصاً إذا عرفنا أنه وجه أسئلته تلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده أبي بكر بعدما اشترط المشركون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم شروطاً قاسيةً منها أنه من جاء مسلماً يجب أن يرد إليهم ففي الحديث (( ....فقال سهيل: وعلى أنه لا يأتيك منا رجل ـ وإن كان على دينك ـ إلا رددته إلينا، قال المسلمون: سبحان الله!! كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلماً؟! فبينما هم كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين، فقال سهيل: هذا يا محمد أول من أقاضيك عليه أن ترده إليّ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إنا لم نقض الكتب بعد قال: فوالله إذاً لم أصالحك على شيء أبداً، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :فأجزه لي، قال ماأنا بمجيزه لك، قال: بلى فافعل، قال ما أنا بفاعل، قال مكرز: بل قد أجزناه لك، قال أبوجندل: أي معشر المسلمين، أرد إلى المشركين وقد جئت مسلماً؟ ألا ترون ما قد لقيت؟ وكان قد عذب عذاباً شديداً في الله، قال فقال عمر بن الخطاب فأتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم .... الخ )) ثم سأل أسئلته تلك فلهذا كان وقع الأمر على عمر بن الخطاب بل وعلى أغلب الصحابة شديداً، ثم وإذا أضفنا إلى ذلك أن عمر سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله ( أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به......الخ ) وذلك لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أخبر أنه رأى في منامه أنه يعتمر ويدخل هو وأصحابه البيت فلما رأوا تأخير ذلك شق عليهم(1)، لهذا وتلك سأل عمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان ذلك منه حرصاً على إذلال المشركين وحرصاً على نصرة الدين
__________
(1) فتح الباري جـ5 ص (408).(170/33)
وأسئلته واضحة بهذا الشأن، ولم يكن ذلك شكاً بالطبع فقد وقع في رواية ابن اسحاق (( أن أبابكر لما قال له: الزم غرزه فإنه رسول الله، قال عمر وأنا أشهد أنه رسول الله ))(1) لذلك يقول الإمام إبن حجر العسقلاني (( والذي يظهر أنه توقف منه ليقف على الحكمة في القصة وتنكشف عنه الشبهة ونظيره قصته في الصلاة على عبد الله بن أبي، وإن كان في الأولى لم يطابق اجتهاده الحكم بخلاف الثانية وهي هذه القصة، وإنما عمل الأعمال(2) المذكورة لهذه، وإلا فجميع ماصدر منه كان معذوراً فيه بل هو مأجور لأنه مجتهد فيه ))(3) والذي يؤكد أن عمر توقف في ذلك ليعلم الحكمة وتنجلي له الشبهة هو ما وقع في رواية مسلم في قصة الحديبية عند سؤال عمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم تلكم الأسئلة قول الراوي ((....فنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالفتح، فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه، فقال: يا رسول الله أو فتح هو؟! قال: نعم فطابت نفسه ورجع ))(4) وفي سورة الفتح نزل قوله تعالى { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً } وروى أحمد في مسنده عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( لن يدخل النار رجل شهد بدراً والحديبية ))(5) فقد أخبر الله برضاه عن المؤمنين المبايعين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم تحت الشجرة وشهد لهم بالجنة.. لماذا؟ لأنه علم صفاء ظواهرهم وبواطنهم، ولا شك أن عمر بن الخطاب من أوائلهم، فإذا كان الله سبحانه علام الغيوب يخبر عن صفاء قلوب الصحابة ثم يأتي هذا الرويبض
__________
(1) فتح الباري جـ5 ص (409).
(2) إشارة إلى قول عمر في الحديث (فعملت لذلك أعمالاً ).
(3) الفتح جـ5 ص (409).
(4) مسلم مع الشرح جـ12 ص (194) كتاب الجهاد والسير رقم (1784).
(5) مسند أحمد جـ5 رقم (15262) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (2160).(170/34)
المهتدي! ليطعن في قلوب الصحابة ألا يكون هذا طعناً بالدين؟!
2ـ أما قوله أن عمر قال (( فعملت لذلك أعمالاً )) وقوله (( والله وحده ورسوله يعلم ما هي الأعمال التي عملها عمر )) فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عظيم جهله، فقد ورد عن عمر التصريح بقوله ( أعمالاً ) ففي رواية ابن إسحاق (( وكان عمر يقول ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ، مخافة كلامي الذي تكلمت به . وعند الواقدي من حديث ابن عباس: قال عمر: لقد أعتقت بسبب ذلك رقاباً، وصمت دهراً ))(1) وذلك ليكفر عما بدر منه من التوقف في الامتثال للأمر من أوله وهذا أيضاً من اجتهاده رضي الله عنه وفي هذا دلالة واضحة على ورعه وتقواه وانابته للحق وأنه ما أراد إلا إظهار العزة للمسلمين وإذلال المشركين كما هو واضح من سياق الحديث.
3ـ بالنسبة لقوله ( ولا أدري سبب تخلف البقية الباقية من الحاضرين بعد ذلك إذ قال لهم رسول الله قوموا فانحروا ثم احلقوا....الخ )
فأقول لهذا التيجاني لقد أوضحت في الحديث الذي رواه مسلم بأن علياً كان من جملة الصحابة الحاضرين في صلح الحديبية وكان من المعارضين لشروط الاتفاقية على رأي عمر بن الخطاب، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قال لهم قوموا فانحروا فلم يقم منهم أحد، فلا شك أن علياً أيضاً كان واحداً منهم ولم يمتثل لأمره صلوات الله وسلامه عليه، وأنت تقول ( ماذا عساني أن أقول؟ وبماذا أعتذر عن هؤلاء الصحابة الذين قضوا مع رسول الله قرابة عشرين عاماً....) ويبدو أنه قد غاب عنك أن علياً واحداً من هؤلاء الصحابة، فإذا استطعت أن تعتذر عن علي في هذه الحادثة فأعتقد أن هذا يُعد اعتذار يشمل بقية الصحابة، وإذا لم تستطع أن تجد عذراً لعليٍ فالطعن الذي وجهته للصحابة موجه له يقيناً، وهنا لا يسعني إلا أن أقول إعتذر عن عقلك خير لك!!
__________
(1) الفتح جـ5 ص (408).(170/35)
4ـ أما بالنسبة لعدم امتثال الصحابة لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعود لعدة أمور بينها ابن حجر بقوله (( قيل كأنهم توقفوا لاحتمال أن يكون الأمر بذلك للندب أو لرجاء نزول الوحي بإبطال الصلح المذكور، أو تخصيصه بالإذن بدخولهم مكة ذلك العام لإتمام نسكهم، وسوغ لهم ذلك لأنه كان زمان وقوع النسخ، ويحتمل أن يكونوا ألهتهم صورة الحال فإستغرقوا في الفكر لما لحقهم من الذل عند أنفسهم مع ظهور قوتهم واقتدارهم في اعتقادهم على بلوغ غرضهم وقضاء نسكهم بالقهر والغلبة أو أخروا الامتثال لاعتقادهم أن الأمر المطلق لا يقتضي الفور، ويحتمل مجموع هذه الأمور لمجموعهم وليس فيه حجة لمن أثبت أن الأمر للفور ولا لمن نفاه ولا لمن قال إن الأمر للوجوب لا للندب، لما يطرق القصة من الاحتمال ))(1) (( ونظير هذا ما وقع لهم في غزوة الفتح من أمره لهم بالفطر في رمضان، فلما استمروا على الامتناع تناول القدح فشرب فلما رأوه شرب شربوا ))(2) فهذه هي الاحتمالات التي يضعها العلماء ليعتذروا عن الصحابة الكرام أما الجهلاء فأول ما يطرق عقولهم هو حمل أفعال الصحابة على أسوء المحامل وأسخفها في الوقت ذاته وذلك لما تكنه صدورهم من الحقد والكراهية فنعوذ بالله ممن أصمه الله وأعمى بصيرته.
ثم يهذي فيقول (( ويدفعني إلى الاحتمال بأن عمر بن الخطاب هو الذي أثار بقية الحاضرين ودفعهم إلى التردد والتخلّف عن أمر الرسول ـ زيادة على اعترافه بأنه عمل لذلك أعمالاً لم يشأ ذكرها ـ ما يردده ( هو ) في موارد أخرى قائلاً: مازلت أصوم واتصدق واعتق مخافة كلامي الذي تكلمت به.....إلى آخر ما هو مأثور عنه في هذه القضية مما يشعرنا بأن عمر نفسه كان يدرك بعد الموقف الذي وقفه ذلك اليوم، إنها قصة عجيبة وغريبة ولكنها حقيقية ))(3)
__________
(1) الفتح جـ5 ص ( 409 ـ 410).
(2) المصدر السابق.
(3) ثم اهتديت ص (83).(170/36)
1ـ هذا من الدس الرخيص على الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إذ كيف علم أن عمر هو الذي أثار بقية الحاضرين للتخلف والتردد عن أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فهل يعلم ما في قلب عمر أم أوحي إليه بذلك؟! فلا يدل ذلك إلا على تحامل هذا الرافضي على عمر، ثم على أي شيء استند هذا الدعي في تقوله على عمر؟ فهل في الحديث ما يدل على ذلك؟! فإذا كان فيه ما يدل على ذلك وهيهات فليرينا إياه بدلاً من إلقاء الكلام جزافاً على خير الناس.
2ـ ألا يدل هذا الكلام أيضاً على أنه طعن في بقية الصحابة لأنهم بزعمه تخلفوا عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى رأي عمر! وعلي بن أبي طالب من جملتهم بالطبع! أرأيت أخي القارئ كيف يمهد هذا الرافضي (المهتدي) لقرائه ويستدرجهم من حيث لم يحتسبوا رويداً للطعن في مجموع الصحابة العظام ليصل بهم إلى تقبل اعتقاد الرافضة بأن الصحابة ارتدوا إلا ثلاثة أو سبعة!؟ ولست أدري كيف لم ينتبه هذا الرافضي إلى أنه يطعن في إمامه الأول علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأنه من الصحابة المترددين عن أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم .(170/37)
3ـ أما قوله ( زيادة على اعترافه بأنه عمل لذلك أعمالاً لم يشأ ذكرها ) ثم قوله (ما يردده هو في موارد أخرى قائلاً: ما زلت أصوم وأتصدق...الخ ) فلست أدري حقاً هل يعني هذا الرجل ما يكتب؟! فكيف يعمل أعمالاً لم يشأ ذكرها ثم يردد (هو) في موارد أخرى أنه فعل كذا كذا، فهو هنا يريد أن يوهم القارئ أن هناك أعمالاً أخرى غير التي ذكرت قد أخفاها عمر، فيبدو أن لهذا التيجاني حاسة ثامنة قد استطاع من خلالها اكتشاف ما عجز عنه المحققون والشراح، ثم ماذا تعني بقولك (موارد أخرى )؟ أليست هذه روايات أخرى لهذا الحديث؟ فما الذي يجعلك تتمسك برواية البخاري التي يقول عمر فيها ( فعملت لذلك أعمالاً ) وتشكك في الروايات الأخرى والتي توضح هذه الأعمال مع أن المتكلم في جميع هذه الروايات هو عمر نفسه! فلماذا يعترف على نفسه بأنه عمل أعمالاً لم يشأ ذكرها؟!
4ـ أما قولك إلى آخر ما هو مأثور عنه في هذه القضية..فما هو المأثور عنه في هذه القضية؟ فإذا كنت تأتي لقول عمر الصريح الواضح فتجعله متشابهاً، فكيف بك لو وجدت ما يدين عمر فلأسرعت لتزيينه في كتابك (الهادي)! ولكنك لم تجد فأوهمت ذلك وهذا إغلال منك في هذه الحادثة.
ثانياً: الرد على التيجاني في موقفه من الصحابة في رزيَّة يوم الخميس:(170/38)
يقول التيجاني (( ومجمل القصة أن الصحابة كانوا مجتمعين في بيت رسول الله قبل وفاته بثلاثة أيام فأمرهم أن يحضروا له الكتف والدواة ليكتب لهم كتابا يعصمهم من الضلالة، ولكن الصحابة اختلفوا ومنهم من عصى أمره واتهمه بالهجر، فغضب رسول الله وأخرجهم من بيته دون أن يكتب لهم شيئا، وإليك شيئا من التفصيل، قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد برسول الله وجعه، فقال: هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده، فقال عمر إن النبي قد غلبه الوجع، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت واختصموا، منهم من يقول قربوا يكتب لكم النبي كتابا لا تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلمّا أكثروا اللغو والإختلاف عند النبي، قال لهم رسول الله (ص) قوموا عني، فكان ابن عباس يقول: إن الرزيّة كل الرزيّة ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم، هذه الحادثة صحيحة لا شك فيها، فقد نقلها علماء الشيعة ومحدثوهم في كتبهم، كما نقلها علماء السنة ومحدثوهم ومؤرخوهم، وهي ملزمة لي على ما ألزمت به نفسي، ومن هنا أقف حائراً في تفسير الموقف الذي وقفه عمر بن الخطاب من أمر رسول الله، وأي أمر هو؟ أمر عاصم من الضلالة لهذه الأمة، ولا شك أن هذا الكتاب فيه شيء جديد بالنسبة للمسلمين سوف يقطع عليهم كل شيء ... ثم يتابع فيقول ... ولنترك قول الشيعة بأن الرسول أراد أن يكتب إسم علي خليفة له، وتفطن عمر لذلك فمنعه فلعلهم لا يقنعوننا بهذا الزعم الذي لا يرضينا مبدئياً ولكن هل تجد تفسيراً لهذه الحادثة المؤلمة التي أغضبت الرسول حتى طردهم وجعلت ابن عباس يبكي حتى يبلَّ دمعه الحصى ويسميها رزية، أهل السنة يقولون بأن عمر أحس بشدة مرض النبي فأشفق عليه وأراد أن يريحه، وهذا التعليل لا يقبله بسطاء العقول فضلاً عن العلماء، وقد حاولت مراراً وتكراراً التماس بعض الأعذار لعمر ولكن وقع الحادثة يأبى علي ذلك، وحتى لو أبدلت كلمة(170/39)
يهجر ( والعياذ بالله ) بلفظة ( غلبه الوجع ) فسوف لن نجد مبرراً لقول عمر ( عندكم القرآن ) حسبنا كتاب الله، أوكان هو أعلم بالقرآن من رسول الله الذي أنزل عليه، أم أن رسول الله لا يعي ما يقول (حاشاه) أم أنه أراد بأمره ذلك أن يبعث فيهم الاختلاف والفرقة أستغفر الله ))(1).
وللرد على ما سبق أقول:
1ـ خلط التيجاني في هذا الحديث يبن أكثر من رواية مختلفة فقد ذكر أن الصحابة اتهموا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( بالهجر ) وفي الحديث الذي ذكره في كتابه لا وجود لهذه الكلمة وفي الحديث أيضاً نقل قول ابن عباس ( يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد برسول الله وجعه ) فهذه الجملة ليست من الحديث المذكور والذي يعزوه للبخاري في باب المرض ( باب قول المريض قوموا عني ) بهامش كتابه ولكنها وكلمة ( يهجر ) جزء من رواية أخرى تجاهلها هذا التيجاني لأنها توضح أموراً هامة في هذه الحادثة وهي رواية سعيد ابن جبير قال (( قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس، اشتد برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجعه فقال: ائتوني أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي نزاع، فقالوا ماشأنه؟ أهجر، استفهموه، فذهبوا يَرُدُّون عليه، فقال: دعوني، فالذي أنا فيه خيرٌ مما تدعونني أليه، وأوصاهم بثلاث قال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم، وسكت عن الثالثة أو قال فَنَسِيتُها ))(2).
__________
(1) ثم اهتديت ص (84).
(2) صحيح البخاري كتاب المغازي جـ4 برقم (4168).(170/40)
2ـ إذا أراد هذا التيجاني أن يفسر أحاديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لقلب الموازين، فالكاتب الفاضل يدعي أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أراد أن يكتب لهم كتاباً يعصمهم من ( الضلالة )! هكذا بإطلاق، ومعلوم أن للضلالة معاني مختلفة، والصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله ( لن تضلوا بعده ) فإنه يخصه بأمر محدد كأن ينص على تعيين خليفة أو كتابة كتاب في الأحكام ليرتفع النزاع في الأمة وإلا فبالله كيف يترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يكتب أمراً يعصم الأمة به من الضلالة؟! فإن دل هذا على شيء فإنه يدل على أن الأمر ليس للوجوب فتركه.
3ـ يجب أن يعتقد كل مسلم (( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم معصوم من الكذب ومن تغيير شيء من الأحكام الشرعية في حال صحته وحال مرضه ومعصوم من ترك بيان ما أمر ببيانه وتبليغ ما أوجب الله عليه تبليغه ))(1) فإذا عرفنا ذلك تبين لدينا أنه لو أمر بتبليغ شىء حال مرضه وصحته فإنه يبلغه لامحالة فـ(( لو كان مراده صلى الله عليه وآله وسلم أن يكتب مالا يستغنون عنه لم يتركه لاختلافهم ولا لغيره، لقوله تعالى { بلغ ما أنزل إليك } كما لم يترك تبليغ غير ذلك لمخالفة من خالفه ومعاداة من عاداه ))(2) فدل ذلك على أن ما أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كتابته يحمل على الندب لا على الوجوب وقد عاش صلوات الله وسلامه عليه أربعة أيام بعد ذلك ولم يأمرهم بإعادة الكتابة، وقوله في الرواية التى أخفاها الكاتب ( وأوصاهم بثلاث ) يدل على أن الذى أراد أن يكتبه لم يكن أمراً محتّماً لأنه لو كان مما أمر بتبليغه لم يكن يتركه لوقوع الاختلاف، ولعاقب الله من حال بينه وبين تبليغه، ولبلغه لهم لفظاً كما أوصاهم بإخراج المشركين وغير ذلك(3).
__________
(1) مسلم مع الشرح جـ11 ص (131) كتاب الوصية.
(2) المصدر السابق ص (132).
(3) فتح الباري جـ7 ص (741) كتاب المغازي.(170/41)
4- أمّا ادعاؤه بقوله ( ولكن هل تجد تفسيراً معقولاً لهذه الحادثة المؤلمة التي أغضبت الرسول حتى طردهم )، قلت:
لم يظهر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي غضب على صحابته أو أمر بطردهم (هكذا ) ولم يرد هذا المعنى في أيٍ من روايات الحديث السبع التي ذكرها البخاري في صحيحه، ولكنه لشدة إحساسه بالمرض طلب منهم الكف عن الجدال فيما بينهم، ويظهر هذا واضحاً في الرواية التي أوصاهم فيها بثلاثة أمور وذلك بعد جدالهم فلا دليل على أنه غضب منهم أو طردهم ولو فرضنا جدلاً أنه غضب منهم فليس في هذا قدح بهم لأنهم ليسوا معصومين من الوقوع بذلك والرسول صلى الله عليه وآله وسلم يغضب ويرضى بل لعل غضبه على أصحابه يكون خيراً لهم فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول (( اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة ))(1) وروى الطبراني في الكبير وأحمد في المسند قوله صلى الله عليه وآله وسلم في جزء من الحديث (( أيما رجل من أمتي سببته سُبة أو لعنته لعنة في غضبي فإنما أنا من ولد آدم، أغضب كما يغضبون، وإنما بعثني رحمة للعالمين فاجعلها عليهم صلاة يوم القيامة ))(2) ثم أقول لهذا التيجاني ( المهتدي ) إذا لم تستطع أن تجد تفسيراً معقولاً ( لغضب ) النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الصحابة كما تدعي فأقول لك أخرج البخاري عن علي بن أبي طالب قوله (( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طرقه وفاطمة بنت النبي عليه السلام ليلة فقال: ألا تصليان؟ فقلت: يارسول الله أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف حين قلت ذلك ولم
__________
(1) صحيح البخاري جـ5 كتاب الدعوات برقم (6000).
(2) أخرجه الطبراني في الكبير جـ6 برقم (6156 ـ 6157) وأحمد في المسند جـ9 برقم (23767) وأبو داود جـ5 برقم (4659) واسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، وهو في صحيح أبي داود برقم (3894).(170/42)
يرجع إليّ شيئاً، ثم سمعته وهومول يضرب فخذه وهو يقول { وكان الإنسان أكثر شيء جدلا }))(1)! فهل يجد التيجاني تفسيراً معقولاً لمخالفة (علي) أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم واحتجاجه بالقدر حتى جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يضرب على فخذه ويقول معترضاً ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ) فإن وجد تفسيراً معقولاً لجدال علي ففعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لجدال الصحابة معقول جداً؟!
5ـ أما عن بكاء ابن عباس حتى بل دمعه الحصى وتسميته ذلك رزيّة فلست أدري والله ما الحجة التي فيه على أهل السنة فابن عباس كان يقول ذلك عندما يروي الحديث وليس عندما حدثت الحادثة، والروايات كلها تدل على ذلك ويحتمل أنه تذكر وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فزاد في حزنه بالإضافة إلى أن عدم كتابة الكتاب كان هذا رزية في حق من شك في خلافة أبي بكر فلو كتب الكتاب لزال الشك وكذلك سمى تلك الحادثة رزية لأن ابن عباس كان ممن وافق على ترشيح أبي بكر، وعلى كل حال إذا اعتقد أحد أن قول ابن عباس حق في خلافه مع عمر فأقول لا شك عندنا أن عمر كان أفقه من ابن عباس والحمد الله.
6ـ وقوله ( أهل السنة يقولون بأن عمر أحس بشدة مرض النبي فأشفق عليه وأراد أن يريحه، وهذا التعليل لا يقبله بسطاء العقول فضلاً عن العلماء )
فأقول:
__________
(1) صحيح البخاري جـ1 كتاب التهجد برقم (1075).(170/43)
سبحان الله على هذا العقلاني فإذا كان قول العلماء أن عمر أراد إراحة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تعليل لا يقبله بسطاء العقول؟! فهل القول بأن عمر وهو فاروق الأمة ومن خيرة الصحابة بعد أبي بكر تعمد إيذاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم واتهامه بالهجر تعليل يقبله عظماء العقول يا تيجاني؟! فوالله لا يقول هذا إلامن جعل الجهل منهجه وطريقه، ولا شك لدينا أن هذا التعليل مقبول منطقياً خصوصاً إذا عرفنا أنه في الحديث اشتد برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجعه، ولكن ليس هذا هو السبب وحده الذي جعل عمر يقول ما قال بل لأنه ظهرت لديه قرينة تدل على أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يجزم بالكتابة فقال ما قال وهذا من اجتهاده،..كما تبين لعلي عندما دعاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم للصلاة فاحتج بالقدر لأنه تبين أن النبي عليه السلام لم يقل هذا على سبيل الجزم أى بالوحي، والكاتب يدعي أن أهل السنة يتعللون عن عمر بأنه أراد أن يريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم شفقة عليه وبما أنه نقل جزءاً من كلام أهل السنة مبتوراً فسأضطر لنقل بعض من أقوال علماء أهل السنة ليظهر للقارئ مدى قوة حجج أهل السنة في تعليل موقف عمر ومدى الفرق بين تعليل جاهل مفرط في جهله وبين عالم راسخ في علمه، يقول المازري عن هذه الحادثة (( إنما جاز للصحابة الاختلاف في هذا الكتاب مع صريح أمره لهم بذلك لأن الأوامر قد يقارنها ما ينقلها من الوجوب، فكأنه ظهرت منه قرينة دلت على أن الأمر ليس على التحتم بل على الاختيار فاختلف اجتهادهم، وصمم عمر على الامتناع لما قام عنده من القرائن بأنه صلى الله عليه وآله وسلم قال ذلك عن غير قصد جازم، وعزمه صلى الله عليه وآله وسلم كان إما بالوحي وإما بالاجتهاد وكذلك تركه إن كان بالوحي فبالوحي وإلا فبالاجتهاد أيضاً....))(1) وقال الإمام البيهقي في أواخر كتابه
__________
(1) الفتح جـ7 ص (740) كتاب المغازي.(170/44)
دلائل النبوة (( إنما قصد عمر التخفيف على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين غلبه الوجع ولو كان مراده صلى الله عليه وآله وسلم أن يكتب ما لايستغنون عنه لم يتركه لاختلافهم ولا لغيره لقوله تعالى { بلغ ما أنزل إليك } كما لم يترك تبليغ غير ذلك لمخالفة من خالفه ومعاداة من عاداه وكما أمر في ذلك الحال بإخراج اليهود من جزيرة العرب وغير ذلك مما ذكره في الحديث ))(1) ويقول الإمام القرطبي (( ائتوني أمر، وكان حق المأمور أن يبادر للإمتثال لكن ظهر لعمر رضي الله عنه مع طائفة أنه ليس على الوجوب، وأنه من باب الإرشاد للأصلح فكرهوا أن يكلفوه من ذلك مايشق عليه في تلك الحالة مع استحضارهم قوله تعالى { ما فرطنا في الكتاب من شيء } وقوله تعالى { تبياناً لكل شيء } ولهذا قال عمر: حسبنا كتاب الله، وظهر لطائفة أخرى أن الأولى أن يكتب لما فيه من زيادة الإيضاح، ودلّ أمره لهم بالقيام على أن أمره الأول كان على الاختيار، ولهذا عاش صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك أياماً ولم يعاود أمرهم بذلك ولو كان واجباً لم يتركه لاختلافهم لأنه لم يترك التبليغ لمخالفة من خالف، وقد كان الصحابة يراجعونه في بعض الأمور مالم يجزم بالأمر فإذا عزم امتثلوا ))(2) وقال الخطابي (( لم يتوهم عمر الغلط فيما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يريد كتابته، بل امتناعه محمول على أنه لما رأى ما هو فيه من الكرب وحضور الموت خشي أن يجد المنافقون سبيلاً إلى الطعن فيما يكتبه وإلى حمله على تلك الحالة التي جرت العادة فيها بوقوع بعض مايخالف الاتفاق فكان ذلك سبب توقف عمر، لا أنه تعمد مخالفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا جواز الغلط عليه حاشا وكلا ))(3) ويقول النووي في شرحه لمسلم (( أما كلام عمر رضي الله عنه فقد اتفق العلماء
__________
(1) مسلم مع الشرح جـ11 ص (132) كتاب الوصية.
(2) الفتح جـ1 ص (252) كتاب العلم.
(3) الفتح جـ7 ص (740) كتاب المغازي.(170/45)
المتكلمون في شرح الحديث على أنه من دلائل فقه عمر وفضائله ودقيق نظره، لأنه خشي أن يكتب صلى الله عليه وآله وسلم أموراً ربما عجزوا عنها واستحقوا العقوبة عليها لأنها منصوصة لامحالة للاجتهاد فيها فقال عمر: حسبنا كتاب الله لقوله تعالى { مافرطنا في الكتاب من شيء } وقوله تعالى { اليوم أكملت لكم دينكم } فعلم أن الله تعالى أكمل دينه فأمن الضلالة على الأمة وأراد الترفيه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان عمر أفقه من ابن عباس وموافقيه ))(1) ومما يدلل على فقه وعلم عمر ما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (( قد كان في الأمم قبلكم محدثون، فإن يكن في أمتي أحد فعمر ))(2) وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص، منها مايبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ دون ذلك، ومر عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره. قالوا: ماأولت ذلك يارسول الله؟ قال الدين ))(3) وأخرج البخاري في صحيحه عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ((بينما أنا نائم إذ رأيت قدحاً أتيت به فيه لبن فشربت منه حتى أني لأرى الرَّيَّ يخرج من أظافري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب فقالوا: فما أولته يارسول الله؟ قال العلم ))(4) وهذا علي بن أبي طالب يمدح عمر بن الخطاب ويشهد بعدالته واستقامته وذلك من كتاب الإمامية الحجة ( نهج البلاغة ) الذي جمعه إمامهم (الشريف الرَّضى ) حيث يقول في جزء من خطبته (( ووليهم والٍ فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه ))(5) ويقول ابن أبي
__________
(1) مسلم مع الشرح جـ11 ص (132) كتاب الوصية.
(2) البخاري كتاب فضائل الصحابة برقم (3486) جـ 3 ومسلم مع الشرح جـ15 برقم (2398) كتاب فضائل الصحابة.
(3) مسلم مع الشرح جـ15 كتاب فضائل الصحابة برقم (2390).
(4) البخاري كتاب فضائل الصحابة برقم (3478).
(5) نهج البلاغة ص (794).(170/46)
الحديد الشيعي شارح نهج البلاغة ((...هذا الوالي هو عمر بن الخطاب ))(1) فأقول للتيجاني المهتدي كما يقول الشاعر:
وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً..........وآفته من الفهم السقيم.
7ـ وقوله ( وحتى لو أبدلت كلمة يهجر ـ والعياذ بالله ـ بلفظة غلبه الوجع فسوف لن نجد مبرراً لقول عمر ـ عندكم القرآن ـ حسبنا كتاب الله ) فأقول:
لا يوجد في أي من روايات الحديث بأن قائل هذه الكلمة هو عمر فقوله أنه لو أبدل كلمة ( يهجر ، بغلبه الوجع ) إيهام من هذا التيجاني بأن عمر القائل غلبه الوجع قد قال أيضا بأنه يهجر وهذا من الكذب البين على عمر لفروق المعنى بين الكلمتين ومن يجد الكاتب وهو يقول وحتى لو أبدلت كلمة يهجر( والعياذ بالله ) يظن أنه أكثر ورعاً وتورّعا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيالسخافاته الجاهلية !! .
__________
(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد جـ4 ص (519) ط. دار الفكر.(170/47)
وأما بالنسبة لكمة ( أهَجَرَ ) فإنها جاءت بصيغة الجمع وسبب قولهم ذلك إنكاراً لمن قال لاتكتبوا فقالوا كيف نتوقف هل تظن أنه كغيره يقول الهذيان في مرضه ثم قالوا: إستفهموا للإنكار، وإن فرض صدور هذا الكلام عن بعضهم فلعل أحدهم اشتبه عليه الأمر فشك في ذلك لأنه ليس معصوماً والشك جائز عليه ولكن يستبعد ذلك لأنه لا بد أن ينكره الباقون، أو لعل قائل هذا القول هو من قرب دخوله في الإسلام أو أن أحدهم أصيب بالحيرة لدى مشاهدته النبي في حالته هذه فقال ما قال و (( الهجر في اللغة هو اختلاط الكلام بوجه غير مفهِم وهو على قسمين: قسم لا نزاع لأحد في عروضه للأنبياء عليهم السلام وهو عدم تبيين الكلام لبحَّة الصوت وغلبة اليبس بالحرارة على اللسان كما في الحميات الحارة، وقد ثبت بإجماع أهل السير أن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم كانت بحة الصوت عارضة له في مرض موته صلى الله عليه وآله وسلم ، والقسم الآخر جريان الكلام غير المنتظم أو المخالف للمقصود على اللسان بسبب الغشي العارض بسبب الحميات المحرقة في الأكثر، وهذا القسم وإن كان ناشئاً من العوارض البدنية ولكن قد اختلف العلماء في جواز عروضه للأنبياء، فجوزه بعضهم قياسا على النوم، ومنعه آخرون، فلعل القائل بذلك القول أراد القسم الأول، يعني أنَّا نرى هذا الكلام خلاف عادته صلى الله عليه وآله وسلم فلعلنا لم نفهم كلامه بسبب وجود الضعف في ناطقته فلا إشكال ))(1) فعلى العموم كل ما صدر عن الصحابة من أقوال لا تفيد الطعن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بيقين وليس فيها ما يقدح بعدالتهم.
__________
(1) مختصر التحفة الاثني عشرية لمحمود الألوسي ص (250).(170/48)
8ـ وقوله (( أوكان هو أعلم بالقرآن من رسول الله.....الخ )) فقوله هذا لا يدل إلا على جهله المركب لأن قول عمر حسبنا كتاب الله هو رد على من نازعه لا رداً على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالإضافة إلى أنه تبين لديه أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يجزم على الكتابة فقال عمر قولته اعتماداً على قوله { اليوم أكملت لكم دينكم } وقوله { ما فرطنا في الكتاب من شيء } وهذا كما بينت سابقاً يدل على عميق فقهه وعلمه، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم يعي ما يقوله هو وما يقوله عمر، لذلك لم ينكر عليه قالته تلك تدليلاً على استصوابه ويعلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن هذا لن يبعث فيهم الاختلاف والفرقة وهو ما حدث بالفعل فقد رشح المسلمون ( أبا بكر الصديق ) فقطع الخلاف وكتب الله لصحابته في عهد أبي بكر حب الإئتلاف وبغض الاختلاف.
ثم يقول التيجاني ( ثم لو كان تعليل أهل السنة صحيحاً، فلم يكن ليخفى على رسول الله حسن نية عمر، ولشكره رسول الله على ذلك وقربه بدلاً من أن يغضب عليه ويقول أخرجوا عني ) أقول: يأبى هذا التيجاني إلا أن يبرهن على سوء فهمه وقلة حيلته فيعيد كلامه تكراراً ولله در القائل:
إذا لم يكن لك حسن فهم............أسأت إجابةً وأسأت فهماً!؟(170/49)
فلو كانت حججك العقلانية صحيحة أن تقول سكوت النبي صلى الله عليه وآله وسلم على قول عمر ثم توقفه عن الكتابة يدل على موافقته له، ثم يجازف نحوياً فيقول ( بدلاً من أن يغضب عليه ويقول أخرجوا عني ) عجباً فالهاء في ( عليه ) عائدة على عمر والواو في (أخرجوا ) واو الجمع فكيف تستقيم الجملة هكذا؟ فالأصل أن يقال ( أن يغضب عليه ويقول أخرج عني ) ولو قال ذلك فلعلها كانت شبهة له وقول التيجاني هذا أعظم دليل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سكت عن قول عمر ولم يعترض عليه ولكن لما كثر اللغط والاختلاف قال ( دعوني ) وليس فيها ما يفيد الطرد والإخراج خاصةً إذا ما عرفنا أنه أوصاهم بعدها بثلاثة وصايا.
ثم يهذي التيجاني فيقول (( وهل لي أن أتساءل لماذا امتثلوا أمره عندما طردهم من الحجرة النبوية، ولم يقولوا بأنه يهجر؟ ألأنهم نجحوا بمخططهم في منع الرسول من الكتابة، فلا داعي بعد ذلك لبقائهم، والدليل على أنهم أكثروا اللغط والاختلاف بحضرته (ص)، وانقسموا إلى حزبين منهم من يقول: قربوا إلى رسول الله يكتب لكم ذلك الكتاب ومنهم من يقول ما قال عمر أي أنه يهجر ))(1)
__________
(1) ثم اهتديت ص (84).(170/50)
الله أكبر!؟ آلصحابة يخططون ضد محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم ليمنعوه من الكتابة!!! فهذا والله اعتقاد من لم يدخل في قلبه حب وتوقير لصحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذين آزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل عليه، وأفدَوهُ بأرواحهم وأهليهم بل وبكل ما يملكون ففتح الله لهم الدنيا وأذل لهم جبابرة الأرض من الفرس والروم بسبب نصرتهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم يأتي هذا الأنوك ليدعي أن الصحابة يخططون ضد من؟! رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم !!؟ فإنها والله لإحدى الكبر فهل هذا هو المنطق السليم والعقلاني الذي أوصله إلى ما يخالف المعقول والمنقول؟!... سبحان الله أكلّ هذا التحريف ليحاول أن يجعل النص يخدم أهداف الرافضة الشنيعة للحط من الصحابة ولكن أَنّى لهم، ثم يعيد ويكرر حجته الخاوية على عروشها بأن عمر يقول بأنه يهجر ودون إطالة أقول الحقيقة ظاهرة والحمد لله.
ثم يدلل هذا المهتدي على أسباب هدايته فيقول (( والأمر لم يعد بتلك البساطة يتعلق بشخص عمر وحده ولو كان كذلك لأسكته رسول الله وأقنعه (!) بأنه لا ينطق عن الهوى ولا يمكن أن يغلب عليه الوجع في هداية الأمة وعدم ضلالتها ولكن الأمر استفحل واستشرى ووجد له أنصاراً كأنهم متفقون مسبقاً (!)، ولذلك أكثروا اللغط والاختلاف ونسوا أو تناسوا (!) قول الله تعالى { ياأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون }(170/51)
فإن تعجب فعجب قولهم! فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يغضب على عمر ويقول له وللباقين اخرجوا عني ألا يستطيع أن يسكت عمر؟ وفي الحديث أنه أوصاهم بثلاث وصايا، وعدم إسكاته دليل على الموافقة له والرضا بما قال، أما أنهم أكثروا اللغط ونسوا أو تناسوا ( هكذا ) قول الله سبحانه ( الآية ) فأقول لهذا التيجاني: الصحابة لم يرفعوا أصواتهم فوق صوت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بل رفعوا أصواتهم على بعضهم البعض وهذا جائز بدلالة الآية وعلى هذا فاحتجاجك السقيم ردٌ عليك.
ثم يخرج التيجاني أوضاره فيقول (( وفي هذه الحادثة تعدوا حدود رفع الأصوات والجهر بالقول إلى رميه (ص) بالهجر والهذيان والعياذ بالله (!!) ثم أكثروا اللغط والاختلاف وصارت معركة كلامية بحضرته وأكاد أعتقد بأن الأكثرية الساحقة كانت على قول عمر ولذلك رأى رسول الله (ص) عدم الجدوى من كتابة الكتاب لأنه علم بأنهم لم يحترموه (!!) ولم يمتثلوا لأمر الله فيه في عدم رفع أصواتهم بحضرته، وإذا كانوا لأمر الله عاصين فلن يكونوا لأمر رسوله طائعين (!)، واقتضت حكمة الرسول بأن لا يكتب لهم ذلك الكتاب لأنه طعن فيه في حياته فكيف يعمل بما فيه بعد وفاته، وسيقول الطاعنون: بأنه هجر من القول ولربما سيشككون في بعض الأحكام التي عقدها رسول الله في مرض وفاته (!)، إذا اعتقادهم بهجره ثابت، أستغفر الله (!) وأتوب إليه من هذا القول في حضرة الرسول الأكرم (!!)، كيف لي أن أقنع نفسي وضميري الحر(!) بأن عمر بن الخطاب كان عفوياً في حين أن أصحابه ومن حضروا محضره بكوا لما حصل حتى بل دمعهم الحصى وسموها رزية المسلمين، ولهذا فقد خلصت إلى أن أرفض كل التعليلات التي قدمت لتوجيه ذلك، ولقد حاولت أن أنكر هذه الحادثة وأكذبها لأستريح من مأساتها (!) ولكن كتب الصحاح نقلتها وأثبتتها وصححتها ولم تحسن تبريرها ))(1)!
__________
(1) ثم اهتديت ص (85).(170/52)
هاهو التيجاني يدلي بوعائه ليخرج لنا قيحه الذي سود به صفحات كتابه، ولم يدر أنه بكلامه هذا قد خلع ربقة الإسلام من عنقه! فكيف يدعي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى عدم الجدوى من كتابة الكتاب واقتضت حكمته ذلك (( هكذا!! )) بحجة أن الصحابة ( لن ) يحترموه و( لن ) يمتثلوا أمره بالإضافة إلى طعنهم به!! ولو فرضنا ( اعتباطاً ) أن هذا حق فكيف يتوقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن كتابة ما أمر ببلاغه وهو الرسول المبلغ عن رب العالمين؟ وليس هو مخيرٌ في ذلك والله يقول { يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته، والله يعصمك من الناس ...} ( المائدة 67) ويقول سبحانه { وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى } ( النجم 3ـ 4) فلا بد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من التبليغ سواءٌ بالكتابة أو بالقول كما أمرهم بإخراج المشركين من جزيرة العرب وغيره، وادعاء التيجاني هذا هو طعن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ كيف يتوقف عن التبليغ لمجرد الطعن به؟! ومن قرأ كتاب الله يعلم مدى جهل هذا التيجاني بحقيقة الرسالة لأن الرسل جميعاً تعرضوا من أقوامهم لشتى أنواع التعذيب الجسدية والنفسية فلم تثنيهم هذه العذابات عن المضي قدماً بتبليغ رسالة الله، ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم خاتم الأنبياء قد تعرض لأنواع من الاغراءات ثم التهديدات والتعذيب ليثنيه المشركون عن تبليغ رسالة السماء، فقاموا بالاعتداء عليه وعلى أصحابه وتعذيبهم وحاصروه وقومه بشعاب مكة ورموه بألقاب السخرية والاستهزاء كالساحر والمجنون فلم تقف هذه الضغوط في طريقه ليبلغ دين الله كاملاً غير منقوص وجاهد في سبيل الله مع أصحابه حتى مكن الله له في الأرض وجعل دينه يعلوا على كل الأديان وبذلك استحق أن يكون خير رسل الله أجمعين، ثم يأتي هذا الرويبض ليدعي على نبي المرحمة صلوات الله وسلامه عليه أنه توقف عن تبليغ أمر الله عاصماً(170/53)
للأمة من الضلالة! لماذا؟ لمجرد عدم احترامه وإطاعة أمره أو الطعن به يتراجع عن تبليغ ما أمر ببيانه! فحاشا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ذلك، فلا بد من أن يبلغ الرسالة وأن يظهر الحق وإن حاربه أهل الأرض جميعاً وليظهر أهل الحق من أهل الباطل ويعرف أولياءه من أعدائه، فمن اتبع أمر الله ورسوله نجا ومن خالف فقد هلك ولذلك أنزل الله الرسل مبشرين للناس ومنذرين، ومن هنا نعلم أن الذي أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كتابته ليس وحياً بل على سبيل الاختيار ذلك لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهوشهيد، ثم يدعي هذا التيجاني على الصحابة بأنهم لم يحترموا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يمتثلوا لأمره وطعنوا به!!؟ فيبدوا أن الكلام عند هذا التيجاني لا يشترى بالمال فلا غضاضة إذاً من تسويد الصفحات بالمجازفات والافتراءات، فمرة يقول أن ابن عباس بكى وبل دمعه الحصى ومرة يقول أن الصحابة بكوا حتى بل دمعهم الحصى وفي نفس الوقت يخططون لمنع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الكتابة وأكثرهم كانوا على رأي عمر إلى آخر هذه التجنيات التيجانية!!(170/54)
ثم ينتصر لربعه فيقول (( وأكاد أميل إلى رأي الشيعة في تفسير هذا الحدث لأنه تعليل منطقي وله قرائن عديدة، وأني ما زلت أذكر إجابة السيد محمد باقر الصدر عندما سألته: كيف فهم سيدنا عمر من بين الصحابة ما يريد الرسول كتابته وهو استخلاف علي على حد زعمكم، فهذا ذكاء منه، قال السيد الصدر: لم يكن عمر وحده فهم مقصد الرسول، ولكن أكثر الحاضرين فهموا ما فهمه عمر، لأنه سبق لرسول الله (ص) أن قال مثل هذا إذ قال لهم أني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً، وفي مرضه قال لهم: هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً، ففهم الحاضرون ومن بينهم عمر أن رسول الله يريد أن يؤكد ما ذكره في غدير خم كتابياً، وهو التمسك بكتاب الله وعترته، وسيد العترة هو علي، فأنه (ص) أراد أن يقول: عليكم بالقرآن وعلي، وقد قال مثل ذلك في مناسبات أخرى كما ذكر المحدثون وكان أغلبية قريش لا يرضون بعلي لأنه أصغر القوم ولأنه حطم كبرياءهم وهشم أنوفهم وقتل أبطالهم، ولكنهم لايجرؤون على رسول الله إلى هذا الحد الذي حصل في صلح الحديبية وفي المعارضة الشديدة للنبي عندما صلى على عبد الله ابن أبي المنافق، وفي عدة مواقف أخرى سجلها التاريخ وهذا موقف منها، وأنت ترى أن المعارضة لكتابة الكتاب في مرض النبي شجعت بعض الآخرين من الحاضرين على الجرأة ومن ثم الإكثار من اللغط في حضرة الرسول ص ))(1).
__________
(1) ثم اهتديت ص (85 ـ 86).(170/55)
في الحقيقة إني والله لست أدري هل أغبط هؤلاء القوم على أحلامهم أم أحزن على سقم عقولهم، فالمهتدي يدعي بأن تفسير الشيعة (الرافضة) منطقي وله قرائن عديدة، فأتساءل ما هي هذه القرائن؟ هل هي تحليل ( باقر الصدر ) لموقف الصحابة؟ من يسمع كلام هذا الباقر يظن أنه يعلم الغيب أو ممن يوحى إليهم!! فإني والله لأعجب ولا أزال أعجب من قوله ( لم يكن عمر وحده فهم مقصد الرسول ولكن أكثر الحاضرين فهموا ما فهمه عمر )!؟ فيبدوا أن ( باقر الصدر ) هذا قد بقر صدور الصحابة فعلم ما بها!!؟ ثم يقول ( لأنه سبق لرسول الله (ص) أن قال مثل هذا إذ قال لهم أني مخلف فيكم الثقلين...الخ وذكر حديث غديرخُم وفيه قول الرسول ( من كنت مولاه فعلي مولاه )(1) فأقول ( للمهتدي وهاديه ) بما أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سبق وأن ذكر مثل ذلك كما تدعي فلماذا يكرره مرة أخرى وقد نص على ذلك في هذه الأحاديث والتي رواها أهل السنة في صحاحهم ولم تنكروها؟ ألا يكفي هذان الحديثان حجة على أهل السنة؟! والغريب حقاً أن الشيعة الأمامية طالما طبّلوا في آذاننا وزمّروا سواءٌ في كتبهم أو على ألسنة علمائهم أن علياً قد نَص عليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بنصوص جلية لا تحتمل اللبس فيحتجون بالأحاديث المذكورة آنفاً وبأحاديث أخرى من مثل ادعائهم أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال (( إن هذا أخي ووصي، وخليفتي فيكم فأسمعوا له وأطيعوا ))(2) بل قد ادعى الموسوي في كتابه المراجعات(3) أن هناك (40 ) نصاً جلياً على إمامة علي، وفي كتاب حق اليقين(4) لعلامتهم عبد الله شبر يورد ثلاثة عشر حديثاً واضحاً وجلياً على ثبوتية النص على
__________
(1) بالإضافة إلى أحاديث أخرى منها ما ذكره المؤلف في كتابه هذا ص (148).
(2) سيأتي بيان بطلان هذا الحديث في ثنايا هذا الكتاب.
(3) المراجعات ـ المراجعة 48 ص (169 ـ 181).
(4) حق اليقين في معرفة أصول الدين لعبد الله شبر جـ1 ص (174 ـ 282).(170/56)
خلافة على رضي الله عنه فلماذا بعد هذا تمسكون بالقشة! مؤكدين بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أراد كتابة كتاب ينص فيه على علي بن أبي طالب؟ فإن قلتم لأن أهل السنة ينكرون هذه النصوص أو يؤلونها، فأقول إذا أنكر أهل السنة هذه النصوص ( الجلية ) على حد زعمكم والتي كانت على ملأ من الناس مثل حديث الغدير فلئن ينكروا كتاباً مجهولاً حضره فئة قليلة أحرى وأجدر. ثم أغرب الباقر حين قال ( فكأنه (ص) أراد أن يقول: عليكم بالقرآن وعلي )! فياللعجب وأين إذن موقع سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من دين الإسلام وهل علي أفضل من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى يقدم عليه فأين هؤلاء من الآيات التي توجب الاتباع للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ أليس الله يقول { وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } ( الحشر 7) وقوله سبحانه { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا } ( الأحزاب 36) وقوله تعالى { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم، قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين } ( آل عمران 31 ـ 32 ) فأين هذه الآيات من قول هذا عليكم بالقرآن وعلي!؟ وبالطبع الرافضة يدعون بأن علياً معصوم عندهم فهو إذن مثل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكل ما يقوله حق ومن عند الله فيبدو أن سنة محمد صلى الله عليه وآله وسلم أصبحت منسوخة؟ ومعلوم أن القرآن تفسر السنة الكثير منه فمعنى هذا أن القرآن سيكون تحت رحمة هؤلاء الرافضة أيضاً بهذه الحجة وهذا هو عين الضلال فمرحى بعقيدة الرافضة!؟ وأقول لهذا المهتدي من إذن الذي ينكر السنة ويدعو إلى تركها أليس قول الباقر هذا يهدم السنة من أساسها، فلماذا أهذيت كثيراً عند تفسير قول عمر بن الخطاب ( حسبنا كتاب الله ) الواضح المعنى(170/57)
وهو الصحابي الجليل ولم تشن حرباً على الباقر وهو الضال المضل؟! فهل المنطق السليم والعقلاني الذي تتمتع به هو الذي أوصلك لهذا؟ فيالله لهذه المهزلة العقلية!
وقوله ( وكان أغلبية قريش لا يرضون بعلي لأنه أصغر القوم ولأنه حطم كبرياءهم وهشم أنوفهم وقتل أبطالهم ) فمن يقصد ( بقريش ) هنا؟ هل هم مشركو مكة أم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟! فإذا كان يقصد المشركين، فهل علي وحده هو الذي حطم وهشم وقتل أبطالهم؟ وهو وحده الذي قاتل في بدر وأحد وغيرها من الغزوات؟! أليس جميع الصحابة يشتركون في ذلك؟ وأولهم أبوبكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير...فلا مزية لعلي عن باقي الصحابة في جهاد المشركين.(170/58)
وأما إن كان يقصد بقريش هنا الصحابة وهو الاحتمال الأرجح لأن سياق الكلام الذي يأتي بعد يخص الصحابة، ومما لا شك فيه أن أبابكر وعمر وعثمان وأكثر المهاجرين من قريش وما من شك أيضاً بأن قريشاً قد دخلت في الإسلام وهنا أتساءل هل علي حطم كبرياء الصحابة وقتل أبطالهم؟؟!! ألأنهم دخلوا في الإسلام رغبة ورهبة؟! فأي عاقل يحترم عقله فيعقل ما يقوله هذا المهتدي فكيف يستقيم هذا القول وعلي من قريش أيضاً والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول (( إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله في النار على وجهه ما أقاموا الدين ))(1) وروى ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (( لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان ))(2) وعلي نفسه يقول في خطبة يوردها الشريف الرضى في كتابه ( نهج البلاغة ) ـ من أهم كتب الأئمة الإثني عشرية ـ (( إنَّ الأئمة من قريش ))(3) لذلك كان الخلفاء الأربعة من قريش بما فيهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأي معنى لترهات هؤلاء الرافضة، والأصل أن يقال بأن المنطق السليم والواقع يبرهن على أن أوباش الفرس الذين حطم علي وإخوانه من الصحابة كبرياءهم وهشم أنوفهم وقتل أبطالهم قد حنقوا على الاسلام وأهله فأرادوا بهم كيداً فاتخذوا من أهل البيت ستاراً لتحقيق ذلك فتباكوا على حب آل البيت والانتصار لهم وذرفوا عليهم دموع التماسيح وبعدها راحوا يحاولون تحطيم أركان هذا الدين وذلك بالطعن بمن حملوا القرآن وحفظوه وبمن حملوا السنة وحفظوها وهم الصحابة العدول رضوان الله عليهم جميعاً ثم عدّوهم من أهل النفاق والردة ليسهل عليهم القضاء على هذا الدين ولكن هيهات هيهات فأقول لهم لا يزال هذا الدين عالياً على الأديان حتى قيام الساعة فلتشربوا من
__________
(1) صحيح البخاري جـ (6) كتاب الأحكام برقم (6720) ومسلم صحيح مع الشرح جـ12 برقم (1821).
(2) صحيح البخاري كتاب الأحكام برقم (6721).
(3) نهج البلاغة ص (305).(170/59)
ماء البحر!!
وأخيراً أقول إذا كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يريد من كتابة الكتاب أن ينص على أحد بالخلافة لأوحى بها لأبي بكر الصديق رضي الله عنه للقرائن الظاهرة في ذلك منها ما أخرجه البخاري عن القاسم بن محمد قال (( قالت عائشة رضي الله عنها: وارأساه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك، فقالت عائشة: واثكلياه، والله إني لأظنك تحب موتي، ولو كان ذلك لظللت آخر يومك معرساً ببعض أزواجك، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : بل أنا وارأساه لقد هممت ـ أو أردت ـ أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون، ثم قلت يأبى الله ويدفع المؤمنون، أو يدفع الله ويأبى المؤمنون ))(1) وفي رواية مسلم عن عروة عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه (( ادع لي أبابكر وأخاك، حتى أكتب كتاباً فإني أخاف أن يتمنى متمنٍّ، ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبابكر ))(2) وأخرج البخاري ومسلم عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال (( أتت امرأة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فأمرها أن ترجع إليه قالت: أرأيت إن جئت ولم أجدك ـ كأنها تريد الموت ـ قال صلى الله عليه وآله وسلم : إن لم تجديني فأتِ أبابكر ))(3) وأخرج البخاري ومسلم أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول ((بينما أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو، فنزعت منها ما شاء الله، ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع بها ذنوباً أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له ضعفه، ثم استحالت غرباً فأخذها ابن الخطاب فلم أر عبقرياً من الناس ينزع نزع
__________
(1) صحيح البخاري جـ6 كتاب الأحكام برقم (6791).
(2) صحيح مسلم مع الشرح جـ15 برقم (2387).
(3) صحيح البخاري جـ3 كتاب فضائل الصحابة برقم (3459) ومسلم مع الشرح جـ15 كتاب فضائل الصحابة برقم (2386).(170/60)
عمر حتى ضرب الناس بِعَطَنْ ))(1) وعن أبي بكرة: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ذات يوم (( أيكم رأى رؤيا؟ فقال رجل: أنا رأيت كأن ميزاناً نزل من السماء فوزنت أنت وأبوبكر، فرجحت أنت بأبي بكر، ووزن عمر وأبوبكر فرجح أبو بكر ووزن عمر وعثمان فرجح عمر، ثم رفع الميزان، قال: فاستاء لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يعني فساءه ذلك فقال: خلافة نبوة، ثم يأتي الله الملك من يشاء ))(2) وقد قدّمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليصلي بالناس حتى وفاته، فقد أخرج البخاري عن أبي موسى قال (( مرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاشتد مرضه، فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس . فقالت عائشة: إنه رجل رقيق، إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس، قال: مروا أبابكر فليصل بالناس، فعادت، فقال: مري أبا بكر فليصل بالناس، فإنكن صواحب يوسف. فأتاه الرسول، فصلى بالناس في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ))(3) وروى عن الزهري قال أخبرني أنس بن مالك الأنصاري ـ وكان تَبِع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخدمه وصحبه ـ (( أن أبا بكر كان يصلي لهم في وجع النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي توفى فيه، حتى كان يوم الإثنين وهم صفوف في الصلاة، فكشف النبي صلى الله عليه وآله وسلم ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف، ثم تبسم يضحك فهممنا أن نفتن من الفرح برُؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فنكص أبوبكر على عقبيه ليصل الصف، وظن أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خارج الى الصلاة، فأشار إلينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن أتموا صلاتكم، وأرخى الستر،
__________
(1) صحيح البخاري جـ3 كتاب فضائل الصحابة برقم (3464).
(2) أخرجه أبو داود برقم (4635) كتاب السنة جـ5 والترمذي برقم (2403) أبواب الرؤيا وراجع صحيح أبي داود برقم (3875) (3876).
(3) صحيح البخاري جـ1 كتاب الجماعة والإمامة برقم (646).(170/61)
فتوفى من يومه ))(1) فتقديمه صلى الله عليه وآله وسلم لأبي بكر لإمامة المسلمين في الصلاة إشارة إلى إمامته على المسلمين وهذا الذى قد كان فقول أهل السنة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان يريد من وراء كتابة الكتاب هو أن يوصي لأحد بالإمامة لكان أوصى لأبي بكر والأدلة التي يحتجون بها أقوى احتجاجاً وأوضح بيانا ولا تخالف معقولا ولا ينكرها من عقلها بخلاف أدلة الرافضة الخاوية على عروشها فلا عقل يقبلها لهشاشتها وضعفها. وقد ضربت صفحا عن بقية كلام التيجاني في هذه القضية لأنه تكرار ممل لما سبق ذكره خشية الإطالة على القارىء أكثر بالإضافة أني قد رددت على جميع الشبه المثارة حول هذا الحديث فالحمد لله رب العالمين أولاً وأخيراً.
ثالثاً: الرد على التيجاني في موقفه من الصحابة في سرية أسامة رضي الله عنه:
__________
(1) صحيح البخاري برقم (648).(170/62)
يقول التيجاني (( مجمل هذه القصة: أنه (ص) جهز جيشاً لغزو الروم قبل وفاته بيومين، وأمّر على هذه السرية أسامة بن زيد بن الحارثة وعمره ثمانية عشر عاماً، وقد عبّأ (ص) في هذه السرية وجوه المهاجرين والأنصار كأبي بكر وعمر وأبي عبيدة وغيرهم من كبار الصحابة المشهورين فطعن قوم منهم (!!) في تأمير أسامة، وقالوا: كيف يؤمر علينا شاب لا نبات بعارضيه، وقد طعنوا من قبل في تأمير أبيه، وقد قالوا في ذلك وأكثروا النقد، حتى غضب (ص) غضبا شديداً مما سمع من طعنهم وانتقادهم، فخرج (ص) معصب الرأس محموماً، يتهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض بأبي هو وأمي، من شدة ما به من لغوب، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ( أيها الناس ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأمير أسامة، ولئن طعنتم في تأميري أسامة فقد طعنتم في تأميري أبيه من قبله وأيم الله أنه كان خليقا بالامارة و أن ابنه من بعده لخليق به......ثم يقول ( ثم جعل (ص) يحضهم على التعجيل وجعل يقول: جهزوا جيش أسامة، أنفذوا جيش أسامة أرسلوا بعث أسامة، يمرر ذلك على مسامعهم وهم متثاقلون وعسكروا بالجرف وما كادوا يفعلون ))(1).
هذا ما قاله والله هذا التيجاني وقد عزا هذا الإجمال في القصة الى أربعة مصادر وهي ( طبقات ابن سعد، تاريخ ابن الأثير، السيرة الحلبية، تاريخ الطبري ) ، وهنا أجدني مضطراً لكي أنقل رواية سرية أسامة من هذه الكتب المعزو اليها لنرى هل أجمل التيجاني ونقل نقلا صحيحا أم كذب كذباً صريحاً؟!
يقول ابن سعد في كتابه ( الطبقات الكبرى في الجزء (الثاني) ص (189) في مبحث سرية أسامة بن زيد بن حارثة بالنص (( ثم سرية أسامة بن زيد بن حارثة الى أهل أُبْني، وهي أرض السراة ناحية البلقاء) .
__________
(1) ثم اهتديت ص (87 ـ88).(170/63)
قالوا: لما كان يوم الإثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشر من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، الناس بالتهيؤ لغزو الروم، فلما كان من الغد دعا أسامة بن زيد فقال: سر الى موضع مقتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش فأغر صباحا على أهل أُبْني وحرق عليهم وأسرع السير تسبق الأخبار، فإن ظفرك الله فأقلل اللبث فيهم وخذ معك الأدلاء وقدم العيون والطلائع أمامك، فلما كان يوم الأربعاء بدئ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحم وصدع، فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواءً بيده ثم قال: اغز بسم الله في سبيل الله فقاتل من كفر بالله، فخرج بلوائه معقوداً فدفعه إلى بريدة بن الخصيب الأسلمي وعسكر بالجرف فلم يبق أحد من وجوه الأولين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة فيهم أبوبكر وعمر بن الخطاب و أبوعبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وقتادة بن النعمان وسلمة بن الأسلم بن حريش، فتكلم (قوم)! وقالوا: يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، غضباً شديداً فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد أيها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة، ولئن طعنتم في إمارتي أسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله، وأيم الله إن كان للإمارة لخليقاً وإنّ إبنه لخليق للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإنهما لميخلان لكل خير، واستوصوا به خيرا فإنه من خياركم، ثم نزل فدخل بيته، وذلك يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول، وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودّعون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويمضون إلى العسكر بالجرف، وثقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فجعل يقول: أنفذوا بعث أسامة، فلما كان يوم الأحد اشتد برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وجعه(170/64)
فدخل أسامة من معسكره والنبي مغمور، وهو اليوم الذى لدوّه فيه، فطأطأ أسامة فقبله ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يتكلم فجعل يرفع يديه الى السماء ثم يضعها على أسامة، قال: فعرفت أنه يدعو لي، ورجع أسامة إلى معسكره ثم دخل يوم الإثنين وأصبح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مفيقاً، صلوات الله عليه وبركاته، فقال له: أغد على بركة الله، فودّعه أسامة وخرج إلى معسكره فأمر الناس بالرحيل فبينما هو يريد الركوب إذا رسول أمه أم أيمن قد جاء يقول: إن رسول الله يموت، فأقبل وأقبل معه عمر وأبو عبيدة فانتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يموت فتوفى صلى الله عليه وآله وسلم صلاة يحبها ويرضاها، حين زاغت الشمس يوم الإثنين لإثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، ودخل المسلمون الذين عسكروا بالجرف إلى المدينة ودخل بريدة بن الحصيب بلواء أسامة معقوداً حتى أتى به باب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فغرزه عنده....))(1)، ويقول ابن الأثير في كتابه ( الكامل في التاريخ ) في الجزء ( الثاني ) ص(182) في مبحث ذكر أحداث سنة إحدى عشرة بالنص (( في محرم من هذه السنة بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعثاً إلى الشام وأميرهم أسامة بن زيد مولاه وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين فتكلم المنافقون في إمارته وقالوا: أمر غلاماً على جلة المهاجرين والأنصار، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبل، وإنه لخليق للإمارة، وكان أبوه خليقاً لها ) وأوعب مع أسامة المهاجرون الأولون منهم أبوبكر، وعمر، فبينما الناس على ذلك ابتدأ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرضه ))(2) ويقول علي الحلبي في
__________
(1) الطبقات الكبرى لابن سعد ص (189 ـ191) وراجع ص (248 ـ 250)، ط. دار صادر.
(2) الكامل في التاريخ لابن الاثير ط. دار الكتب العلمية 1407هـ(170/65)
كتابه ( السيرة الحلبية ) في الجزء ( الثالث ) ص (207) في مبحث سرية أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنه بالنص ((..لما كان يوم الإثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة أمر صلى الله عليه وآله وسلم بالتهيؤ لغزو الروم فلما كان من الغد دعا صلى الله عليه وآله وسلم أسامة بن زيد فقال سر إلى موضع أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش فاغر صباحاً على أهل أُبنى وحرق عليهم وأسرع السير لتسبق الأخبار فإن ظفرك الله عليهم فأقل اللبث فيهم وخذ معك الأدلاء وقدم العيون والطلائع معك فلما كان يوم الأربعاء بدأ به صلى الله عليه وآله وسلم وجعه فحم وصدع فلما أصبح يوم الخميس عقد صلى الله عليه وآله وسلم لأسامة لواءً بيده ثم قال اغز باسم الله وفي سبيل الله وقاتل من كفر بالله فخرج رضي الله تعالى عنه بلوائه معقوداً فدفعه إلى بريدة وعسكر بالجرف فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا اشتد لذلك منهم أبوبكر وعمر وأبوعبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنهم فتكلم ( قوم ) وقالوا يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين والأنصار أي لأن سن أسامة رضي الله تعالى عنه كان ثمان عشرة وقيل تسع عشرة سنة وقيل سبع عشرة سنة ـ ثم يستشهد على سن أسامة بن زيد بقصة الخليفة المهدي واياس بن معاوية ثم يكمل فيقول ـ ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مقالتهم وطعنهم في ولايته مع حداثة سنه غضب صلى الله عليه وآله وسلم غضباً شديداً وخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة وصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميرى أسامة ولئن طعنتم في تأميري أسامة لقد طعنتم في تأميري أباه من قبله وايم الله إن كان لخليقاً بالإمارة وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإنهما مظنة لكل خير فاستوصوا به خيراً فإنه من خياركم وتقدم أنه رضي(170/66)
الله عنه كان يقال له الحب ابن الحب وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمسح خشمه وهو صغير بثوبه ثم نزل صلى الله عليه وآله وسلم فدخل بيته وذلك يوم السبت لعشر خلون من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويخرجون إلى العسكر بالجرف وثقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجعل يقول أرسلوا بعث أسامة أي واستثنى صلى الله عليه وآله وسلم أبابكر وأمره بالصلاة بالناس أي فلا منافاة بين القول بأن أبابكر رضي الله عنه كان من جملة الجيش وبين القول بأنه تخلف عنه لأنه كان من جملة الجيش أولاً وتخلف لما أمره صلى الله عليه وآله وسلم بالصلاة بالناس وبهذا يُرَدُّ قول ( الرافضة )! طعناً في أبي بكر رضي الله عنه أنه تخلف عن جيش أسامة رضي الله عنه لما علمت أن تخلفه كان بأمر منه صلى الله عليه وآله وسلم لأجل صلاته بالناس وقول هذا الرافضي مع أنه صلى الله عليه وآله وسلم لعن المتخلف عن جيش أسامة مردود لأنه لم يرد اللعن في حديث أصلاً(!!!) فلما كان يوم الأحد اشتد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجعه فدخل أسامة من عسكره والنبي مغموراً فطأطأ رأسه فقبله وهو صلى الله عليه وآله وسلم لا يتكلم فجعل يرفع يديه إلى السماء ثم يضعها على أسامة رضي الله عنه، قال أسامة فعرفت أنه صلى الله عليه وآله وسلم يدعو لي ورجع أسامة رضي الله عنه إلى عسكره ثم دخل عليه صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين فقال له صلى الله عليه وآله وسلم اغد على بركة الله تعالى فودعه أسامة وخرج إلى معسكره وأمر الناس بالرحيل فبينما هو يريد الركوب إذا رسول أمه أم أيمن رضي الله عنها قد جاءه يقول إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يموت، وفي لفظ فسار حتى بلغ الجرف فأرسلت إليه امرأته فاطمة بنت قيس تقول له لا تعجل فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(170/67)
ثقيل فأقبل وأقبل معه عمر وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم فانتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يموت فتوفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين زاغت الشمس ))(1)أهـ
ذكر الطبري في كتابه ( تاريخ الأمم والملوك ) روايتين عن قضية سرية أسامة بن زيد في مبحث الأحداث التي كانت في سنة أحدى عشرة الرواية الأولى (( عن عبيد بن حنين مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، عن أبي مويهبة مولى رسول الله، قال: رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة بعدما قضى حجة التمام فتحلل به السير، وضرب على الناس بعثاً، وأمَّر عليهم أسامة بن زيد، وأمره أن يوطئ من آبل الزيت من مشارف الشام الأرض بالأردن فقال ( المنافقون )! في ذلك، ورد عليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( إنه لخليق لها ـ أي حقيق بالإمارة ـ وإن قلتم فيه لقد قلتم في أبيه من قبل، وإن كان لخليقاً لها )...)) والرواية الثانية (( عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ضرب بعث أسامة فلم يستتب لوجع رسول الله ولخلع مسيلمة والأسود، وقد أكثر ( المنافقون ) في تأمير أسامة، حتى بلغه، فخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الناس عاصباً رأسه من الصداع لذلك الشأن وانتشاره لرؤيا رآها في بيت عائشة فقال: إني رأيت البارحة ـ فيما يرى النائم ـ أن في عضدي سوارين من ذهب، فكرهتهما فنفضتهما فطارا، فأولتهما هذين الكذابين ـ صاحب اليمامة وصاحب اليمن ـ وقد بلغني أن أقواماً يقولون في إمارة أسامة ولعمرى لئن قالوا في إمارته لقد قالوا في إمارة أبيه من قبله وإن كان أبوه لخليقا بالإمارة وإنه لخليق لها، فأنفذوا بعث أسامة، وقال: لعن الله الذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، فخرج أسامة فضرب بالجرف، وأنشأ الناس في العسكر، ونجم طليحة
__________
(1) السيرة الحلبية لعلي بن برهان الدين الحلبي . ط. دار إحياء التراث العربي .(170/68)
وتمهل الناس، وثقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يستتم الأمر، ينظرون أولهم آخرهم، حتى توفى الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ))(1).
هذا ما ذكره هؤلاء الأربعة في كتبهم في مبحث سرية أسامة بن زيد ولم يذكروا غير ذلك، ولدى مقارنتها بما ذكر التيجاني في كتابه ( والذي ادعى أن ما نقله وأجمله من هذه القصة هو من تلك المصادر الأربعة ) فنستنتج ما يلي:
1ـ إدعى التيجاني بأن كبار الصحابة بما فيهم أبو بكر وعمر قد طعنوا في تأمير أسامة فقال ( وقد عبأ (ص) في هذه السرية وجوه المهاجرين والأنصار كأبي بكر وعمر وأبي عبيدة وغيرهم من كبار الصحابة المشهورين فطعن قوم ( منهم) في تأمير أسامة، وقالوا: كيف يؤمر علينا شاب لا نبات بعارضيه، وقد طعنوا من قبل في تأمير أبيه (!)، وقد قالوا في ذلك وأكثروا النقد... ) .
__________
(1) تاريخ الطبري ص (224،225).ط دار الكتب العلمية. 1408هـ ويراجع الإحتجاج للطبرسي جـ1 ص(71)!، أيضاً السيرة النبوية لابن هشام جـ4 ص (299) ،نور اليقين لمحمد خضري ص196 ،البداية والنهاية جـ5 ص(195)،المنتظم لابن الجوزي جـ4 ص(16،17)، المواهب اللدنية للقسطلاني جـ1 ص(647) ، سبل الهدى والرشاد للشامي جـ6 ص (248 ـ 250) .(170/69)
قوله (منهم) (الهاء) هنا عائدة على الصحابة (والميم) ميم الجمع أي أن أبا بكر وعمر وأبا عبيدة وكبار الصحابة ( المشهورين ) قد طعنوا في تأمير أسامة وأبيه وأكثروا النقد؟! ولدى مراجعتنا للمصادر الأربعة لا نجد لهذه الفرية أثراً فابن سعد في طبقاته وصاحب السيرة الحلبية يقولان ( فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة فيهم أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وأبوعبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وقتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم بن حريش، فتكلم ( قوم ) وقالوا: .... ) فقوله تكلم ( قوم )، القوم هنا نكرة غير معروفين فلو كان يقصد بهم هؤلاء الصحابة لأضاف الضمير إليهم كما فعل هذا ( المنصف )! فأين هذه من تلك؟ فأي إسلال هذا بحقيقة المعنى!؟ والمصدران المتبقيان لا وجود لهذا المعنى فيهما، ومن هنا نعلم أن هؤلاء الصحابة الكرام أبا بكر وعمر وأبا عبيدة وغيرهم من وجوه الصحابة هم أبعد الناس عن الطعن في أسامة أو أبيه وحاشاهم ذلك.
2ـ لم يكن أبوبكر في جيش أسامة لأنه قد تواتر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه استخلفه للصلاة في المسلمين وقد سبق أن ذكرت الأحاديث الواردة في ذلك(1) ومنها الحديث الذي يبين أن أبابكر كان يصلي بالمسلمين يوم وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنه كشف عن سترة الحجرة فرآهم صفوفا خلف أبي بكر، فكيف يكون في جيش أسامة إذاً؟!
__________
(1) راجع ص (51 ـ52).(170/70)
3ـ يحاول التيجاني إستثارة عاطفة القارىء فيتخذ من أسلوب المبالغة ما يخالف به النقل فيقول (..فخرج (ص) معصب الرأس محموما يتهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض بأبي هو وأمي، من شدة ما به من لغوب ... ) سبحان الله! أي أمانة وإنصاف هذا الذي يجعله يغير الكلم عن مواضعه ويخترع في هذه القضية ما لم ينقله هؤلاء في كتبهم فهم يروون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (خرج وقد عصب على رأسه عصابة فصعد المنبر...) أما أنه خرج يتهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض(!) فهذا ما لم يذكره أحد منهم، وهذا في نظري ليس بغريب على رجل اتخذ من الرفض سبيلاً، لأن الكذب عند الرافضة منقبة وليس بمذمة!؟ وسيرى القارىء في ردودي أن هذا التيجاني قد اعتمد في تأليف كتابه على الكذب والتناقضات العجيبة وإليك المزيد.
4ـ يدعي التيجاني على الصحابة بقوله ( ثم جعل (ص) يحضهم على التعجيل وجعل يقول: جهزوا جيش أسامة، أنفذوا جيش أسامة، أرسلوا بعث أسامة، يكرر ذلك على مسامعهم وهم متثاقلون وعسكروا بالجرف وما كادوا يفعلون )!! ولكن ماذا ذكر الكتّاب المساكين في هذه القضية؟ لقد ذكروا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال أنقذوا بعث أسامة وكان ذلك يوم السبت ثم جاء أسامة يوم الأحد فدخل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم مودعاً له فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم اغد على بركة الله، وعندما أراد أسامة الذهاب وأمر الناس بالرحيل جاءه الخبر بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يموت ولم يذكروا غير ذلك، ولكن هذا ( المهتدي ) قد هان عليه الكذب على صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فادعى زوراً أنهم تباطؤوا وتثاقلوا عن أمر نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم ، وما من شك أن من يهن عليه الكذب بهذه القباحة على خير الناس أنه من أضلّهم وأبعدهم عن الهداية والله المستعان.(170/71)
5ـ ولكن من هو المتكلم والطاعن في تأمير أسامة رضي الله عنه؟! فمن خلال ما تقدم ذكره يتبين لنا بما لا يدع مجالاً لشاك بأن وجوه المهاجرين والأنصار من خيار الصحابة لم يطعنوا في تأمير أسامة وأن الذي تكلم في ذلك هم أشخاص نكرات غير معروفين وقد ذكر الطبري والأثير ( والذي يستشهد التيجاني بهما ) أن الذين أطلقوا ألسنتهم في تأمير أسامة هم المنافقون، فلو كانوا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لذكر ذلك واحدٌ من المؤرخين فضلاً عن جميعهم، وقد حسمت الأمر في بداية كتابي مبيناً أن المنافقين ليسوا بأي حال من جملة الصحابة ولله الفضل والمنة، ومن هنا نعلم أن الصحابة العدول رضي الله عنهم وأرضاهم براء من ذلك الأمر وعليه تبطل كل خيوط العنكبوت التي نسجها هذا التيجاني حول هذه القضية ويظهر وهاؤها.(170/72)
6ـ ليست الرزية في أن التيجاني يعزو إلى مصادر يكون من خلالها الرد عليه وعلى طائفته، ولكن الرزية كل الرزية! في التناقض الواضح والتخبط الشنيع عند البحث عن مثالب الصحابة، فالتيجاني يدعي أن الصحابة وأولهم أبوبكر قد طعنوا في تأمير أسامة وهذا الذي ذهب إليه التيجاني لم يسبقه إليه أحد على ما أعتقد، لأن كل مبتغاه في هذه القضية هو البحث في أي حادثة يستطيع من خلالها الطعن في الصحابة فيبحث في جنباتها أو زواياها أو ينظرها من أعلاها وأسفلها لعله يظفر بشىء يستطيع منه استخراج ما يطعن به على الصحابة، فإن لم يجد فلا بأس من الإنتقال الى التزوير والتحريف في كتب التاريخ ووضع كلمات مكان أخرى أو حتى إضافة كلمات ليصل بها الى المراد، وهذا عين ما فعله التيجاني ( بالضبط ) في هذه الحادثة ولكن ماذا فعل أسلافه السابقون من ( الهداة المهديين )؟! لقد بحثوا أيضا في جنبات هذه الحادثة علّهم يصلوا إلى ما يطعنون به في الصحابة فكانوا أوفر حظاً من التيجاني... فماذا وجدوا؟ يقول صاحب كتاب السيرة الحلبية ما نصه (.... وبهذا القول يرد قول الرافضة طعناً في أبي بكر رضي الله عنه أنه تخلف(1) عن جيش أسامة رضي الله عنه لما علمت أن تخلفه عنه كان بأمر منه صلى الله عليه وآله وسلم لأجل صلاته بالناس وقول هذا الرافضي مع أنه صلى الله عليه وآله وسلم لعن المتخلف عن جيش أسامة مردود لأنه لم يرد اللعن في حديث أصلاً ) أرأيت أخي القارىء تناقضات هؤلاء القوم، فمرة يطعنون في أبي بكر بحجة أنه من الطاعنين في تأمير أسامة وهذا يعني أنه كان في الجيش، ومرة يدّعون أنه تخلف عن جيش أسامة، فأتساءل ما ذنب هذا الصحابي المسكين إذا كان هؤلاء القوم يزيفون التاريخ ويقلبون الحقائق ويعبثون بالروايات للطعن به، وما دروا أن أقوالهم تضاربت ببعضها البعض وظهر زيفها وانقلبت حجة عليهم لا لهم، وأكاد
__________
(1) لقد بينت فيما سبق أن أبا بكر لم يكن في جيش أسامة فتنبه .(170/73)
أجزم أن التيجاني لا يستخدم عقله وهو يبحث في كتب التاريخ بل يستخدم عقاله!!
ثم يقول ( إن مثل ذلك يدفعني إلى أن أتساءل: ما هذه الجرأة على الله ورسوله؟! وما هذا العقوق في حق الرسول الأكرم الذي هو حريص عليهم بالمؤمنين رؤوف رحيم؟ لم أكن أتصور كما لا يمكن لأحد أن يتصور تفسيراً مقبولاً لهذا العصيان، وهذه الجرأة ).
وأقول لهذا الذي استمرأ الكذب أعجب والله لهذه الجرأة على الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم أليس الذى يزيف الحقائق ويكذب على الأمة للطعن بالصحابة الكرام طعن بمن صحبوه ألا وهو النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه، فكيف بالله بهؤلاء الصحابة الذين بايعوه على النصرة والدفاع عنه وجاهدوا معه في غزواته وعاشوا معه أعظم أيام حياته وتعلموا منه كل شيء، يطعن بهم؟ أليس الأحرى أن يطعن بمعلمهم لأنه فشل في تربية أصحابه لدرجة أنهم لا يحترمونه!! ولا ينفذون أوامره!! بل ويتآمرون عليه؟!! فأي جرأة هذه على الله ورسوله؟! وماذا بقي لأمة الإسلام بعدما طعن بحملة الكتاب وحفظة السنة؟! أظن أنه لم يبق لدينا إلا خزعبلات الرافضة الإثني عشرية فدونها قاع البحر!!
ثم يقول ( وكالعادة، عند قراءة مثل هذه الأحداث التي تمس كرامة الصحابة من قريب أو بعيد أحاول تكذيب مثل هذه القضايا وتجاهلها، ولكن لا يمكن تكذيب وتجاهل ما أجمع عليه المؤرخون والمحدثون من علماء السنة والشيعة ).
أى سماء تظل هذا السماوي فهو يكذب على الصحابة ثم يكذب ثم يحاول أن يكذِّب نفسه؟!! فيقول أحاول تكذيب مثل هذه القضايا فياللعجب ثم يفرط في الكذب ويدعي أن مؤرخي أهل السنة قد أجمعوا على أكاذيبه!! وقد مر معنا ما ذكره المؤرخون في هذه الحادثة وظهرت عدالة الصحابة وبراءتهم مما ادعاه التيجاني عليهم فلله الحمد والمنة.(170/74)
ثم يقول ( وقد عاهدت ربي أن أكون منصفاً(!)، فلا أتعصب لمذهبي ولا أقيم وزنا لغير الحق، والحق هنا مرٌّ كما يقال، وقد قال عليه الصلاة والسلام ( قل الحق ولو كان على نفسك وقل الحق ولو كان مراًّ ...) والحق في هذه القضية: هو أن هؤلاء الصحابة الذين طعنوا في تأمير أسامة قد خالفوا أمر ربهم وخالفوا الصريح من النصوص التي لا تقبل الشك ولا تقبل التأويل، وليس لهم عذر في ذلك، إلا ما يلتمسه البعض من أعذار باردة حفاظا على كرامة الصحابة و( السلف الصالح ) والعاقل الحر لا يقبل بحال من الأحوال هذه المتمحلات، اللهم إلا إذا كان من الذين لا يفقهون حديثا، ولا يعقلون، أومن الذين أعمت العصبية أعينهم فلم يعودوا يفرقون بين الفرض الواجب طاعته والنهي الواجب تركه، ولقد فكرت ملياً عساني أجد عذراً لهؤلاء مقبولاً، فلم يسعفني تفكيري بطائل )(1)، أقول:
__________
(1) ثم اهتديت ص (88) .(170/75)
أما بالنسبة لكونه عاهد الله على أن يكون منصفاً ولم يتعصب لمذهبه ولم يقم وزناً لغير الحق، فهذا القول أدعه للقارىء النبيه ليحكم على بطلانه وزيفه، وأما ادعاؤه أن الصحابة ( قد خالفوا أمر ربهم وخالفوا الصريح من النصوص التي لا تقبل الشك ولا التأويل وليس لهم عذر في ذلك ) فهذا لا يدل إلا على جهله وقلة بضاعته وإلا فمتى وكيف خالف الصحابة أمر ربهم! وأين هي تلك النصوص الصريحة التي لا تقبل الشك ولا تقبل التأويل؟ القضية هي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمّر أسامة على الجيش فطعن بعض الناس في إمارته فتكلم النبي في ذلك ورجع هؤلاء عن طعنهم وامتثلوا أمره، فقد كان الناس يراجعون النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كثير من الأمور حتى يعزم فإذا عزم امتثلوا، وفي هذه الواقعة امتثل الناس جميعاً لأمر نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم بما في ذلك الطاعنون في تأمير أسامة، وأما قوله ( أن البعض يتلمس الأعذار ـ الباردة ـ حفاظاً على كرامة الصحابة و( السلف الصالح )! وأن العاقل الحر لا يقبل بحال من الأحوال هذه المتمحلات )!؟ فهذا والله من أعجب أقواله؟! فمن يقرأ ذلك الكلام يظن أن الصحابة عبارة عن قطاع طرق أو من رعاع الناس وسفهائهم، فكيف يسوغ للبعض تلمس بعض الأعذار الباردة حفاظاً على كرامتهم؟!! قاتل الله الرفض والرافضة، أيحتاج هؤلاء الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم الدفاع عن كرامتهم؟! كيف يكون ذلك وقد دافع الله سبحانه عنهم وترضى عليهم وشهد لهم بالخيرية وعظيم الإيمان وارتضاهم الله سبحانه لصحبة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وشهدت لهم الأرض التي وطؤوها والبلاد التي فتحوها على عظمتهم، ثم يأتي هذا الأنوك(1) بهذه السفسطة التي لا يتقبلها أغبياء الناس فضلاً عن العقلاء الأحرار!
__________
(1) الأنوك ، والنوك بالضم والفتح : الحمق ( راجع القاموس ص 1234)0(170/76)
ثم يقول (( وقرأت اعتذار أهل السنة على هؤلاء بأنهم كانوا مشايخ قريش وكبراءها، ولهم الأسبقية في الإسلام بينما أسامة كان حدثاً ولم يشارك في المعارك المصيرية لعزة الإسلام، كمعركة بدر وأحد وحنين ولم تكن له سابقة بل كان صغير السن عندما ولاّه رسول الله إمارة السريّة، وطبيعة النفوس البشرية تأبى بجبلتها إذا كانت بين شيوخ أن تنقاد إلى الأحداث وتنفر بطبعها من النزول على حكم الشبان ولذلك طعنوا في تأميره وأرادوا منه (ص) أن يستبدله بأحد من وجوه الصحابة وكبرائهم، إنه اعتذار لا يستند إلى دليل عقلي ولا شرعي ولا يمكن لأي مسلم قرأ القرآن وعرف أحكامه إلا أن يرفض مثل هذا، لأن الله عزوجل يقول {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً } ))(1)
أقول: لهذا المهتدي أتحداك بأن تأتي بمصدر واحد لأهل السنة يعتذر بمثل ذلك الاعتذار المكذوب وأنى له ذلك، لأنه كما بينت سابقاً لم يقل أحد من المحدثين والمؤرخين أن الصحابة ( الكبار ) والذين هم مشايخ قريش وكبراؤها! قد طعنوا في تأمير أسامة فكيف يعتذرون عنهم؟؟!...وهو يقول قرأت اعتذار أهل السنة والقارئ حجة على من لم يقرأ! فعليه أن يبين لنا من أي مصدر قرأ هذا الكلام وإلا فليلقم فاه حجراً ويكف عن أكاذيبه.
__________
(1) ثم اهتديت ص (88 ـ 89).(170/77)
ثم يهذي بكلام مكرر فيقول (( وإذا أردنا أن نتمعن في هذه القضية فإننا سنجد الخليفة الثاني من أبرز عناصرها وأشهر أقطابها إذ أنه هو الذي جاء بعد وفاة رسول الله إلى الخليفة أبي بكر وطلب منه أن يعزل أسامة ويبدله بغيره فقال له أبو بكر: ثكلتك أمك يا ابن الخطاب! أتأمرني أن أعزله وقد ولاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأين هو عمر الملهم من هذه الحقيقة التي أدركها، أم أن في الأمر سراً آخر خفي على المؤرخين أم أنهم هم الذين أسرّوه حفاظاً على كرامته كما هي عادتهم وكما أبدلوا عبارة ( يهجر ) بلفظ ( غلبه الوجع )...))(1)، أقول:
__________
(1) ثم اهتديت ص (90) .(170/78)
هذه الرواية التي ساقها هذا التيجاني رواية ضعيفة لأن فيها سيف بن عمر الضبي ذكره العقيلي في الضعفاء(1) وقال عنه الذهبي في ( ميزان الاعتدال ) (( مصنف الفتوح والردة وغير ذلك، هو كالواقدي يروي عن هشام بن عروة، وعبيد بن عمر، وجابر الجعفي، وخلق كثير من المجهولين، كان أخبارياً عارفاً روى عنه جبارة بن المفلس، وأبو معمر القطيعي، والنصر ابن حماد العتكي، وجماعة، قال عباس، عن يحي: ضعيف، وروى مطين عن يحي: فلس خير منه، وقال أبو داود: ليس بشئ، وقال أبو حاتم: متروك، وقال ابن حبان: اتهم بالزندقة، وقال ابن عدي: عامة حديثه منكر ))(2) فالحديث ضعيف ليس بحجة على عمر هذا أولاً، وثانيا: أخفى هذا التيجاني الجزء الهام من الحديث والذي يبين أن عمر طلب هذا الطلب من أبي بكر بأمر أسامة ففي الحديث (( فوقف أسامة بالناس ثم قال لعمر: ارجع إلى خليفة رسول الله فاستأذنه، يأذن لي أن أرجع بالناس فإن معي وجوه الناس وحدِّهم، ولا آمن على خليفة رسول الله وثقل رسول الله وأثقال المسلمين أن يتخطفهم المشركون.....))(3) ولكن التيجاني أخفى هذا كله ليضيف دليلاً جديداً على إنصافه، وللتدليل على انصافه وعدم تحامله على الصحابة وفي مقدمتهم عمر فإنه لا يسوق إلا الروايات التي يعتقد بجهله أنها تخدم أغراضه ويتغاضى عن الروايات الأخرى فإنه قد تقدمت رواية عمر هذه عند الطبري رواية أخرى(4) ليس فيها أن عمر هو الذي طلب ذلك بل عامة الناس بسبب إرتداد المرتدين ولكن التيجاني تغاضى عن ذكرها لأنها ليس فيها ثلب لأبي بكر وعمر! ثم كيف يكون عمر بن الخطاب من أبرز العناصر التي طعنت في تأمير أسامة وهو الذي رد على الطاعنين وأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنهم(5)
__________
(1) كتاب الضعفاء الكبير جـ2 رقم ( 694) ص (175) .
(2) ميزان الإعتدال للذهبي جـ2 رقم (3637) ص (255) .
(3) الطبري جـ2 ص (246) سنة 11 هـ .
(4) المصدر السابق جـ2 ص (245) .
(5) راجع فتح الباري جـ7 ص (759)(170/79)
!؟ ولا أنسى أن أذكر القراء بأن الكاتب لم يحمد هذا الموقف الذي وقفه أبو بكر من قضية إنفاذ جيش أسامة ويمر عليه مرور الكرام، أما إذا وقف على حادثة يظن هو أن فيها ما يسيء إلى هذا الصحابي الجليل فإنه يضخمها ويبني عليها عروشاً خاوية فهذا يضيف دليلاً جديداً على زعمه أنه منصف في كل ما يقوله، عليه من الله ما يستحق.
ثم يقول (( عجبي من هؤلاء الصحابة الذين أغضبوه يوم الخميس واتهموه بالهجر والهذيان وقالوا حسبنا كتاب الله، وكتاب الله يقول لهم في محكم آياته ( قل إن كنتم تحبون الله، فاتبعوني يحببكم الله ) وكأنهم أعلم بكتاب الله وأحكامه من الذي أنزل عليه وهاهم بعد يومين فقط من تلك الرزية المؤلمة وقبل يومين فقط من لحوقه بالرفيق الأعلى يغضبونه أكثر فيطعنون في تأميره ولا يطيعون أمره، وإذا كان في الرزية الأولى مريضاً طريح الفراش، فقد اضطر في الثانية أن يخرج معصب الرأس مدثراً بقطيفة يتهادى بين رجلين (!) ورجلاه تخطان في الأرض وخطب فيهم خطبة كاملة من فوق المنبر بدأها بتوحيد الله والثناء عليه ليشعرهم بذلك بأنه بعيد عن الهجر ثم أعلمهم بما عرف من طعنهم، ثم ذكرهم بقضية أخرى طعنوا فيها من قبل أربع سنوات خلت، أفهل يعتقدون بعد ذلك بأنه يهجر أو أنه غلبه الوجع فلم يعد يعي ما يقول؟ ))(1).
__________
(1) ثم اهتديت ص (90) .(170/80)
وأنا عجبي أيضاً من هذا التيجاني الذي يأتي بكلام حجة عليه لا له ليدلل على هشاشة تفكيره فأقول: بما أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد خرج ليرد على الطاعنين بتأمير أسامة وذكرهم أيضاً بقضية أخرى وهي الطعن في زيد بن حارثة قبل أربع سنوات! فلماذا لم يذكرهم أيضاً بالأمر ( العاصم من الضلالة )؟؟! وهو ولاية علي بن أبي طالب كما يدعي الرافضة، فإذا كان في الأولى بين الصحابة في بيته وقد تمالؤوا عليه ليمنعوه من الكتابة فهو هنا أمام الناس جميعاً فلماذا لم يأمر أحداً بكتابة الكتاب؟! أو حتى التنصيص على ولاية علي ولو بالقول فقط؟ فهو هنا يضمن أن أحداً لم يمنعه أو يتمالأ عليه، فإذا قال التيجاني أنه لم يذكر ذلك لأنه يعلم أنهم سيردوا قوله، قأقول له فما الفائدة إذن من خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( بأبي هو وأمي ) معصب الرأس مدثراً بقطيفة يتهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض ويخطب خطبة كاملة ويرد عليهم طعنهم على أسامة ثم لا ينسى أن يذكرهم بطعنهم بأبيه من قبل إذا كان يعلم أنهم لم يحترموه ولم يمتثلوا أمره؟!! فإذا كان هذا الأمر عاصم من الضلالة حقيقةً وبتلك الأهمية لذكره النبي صلى الله عليه وآله وسلم للناس ونبه عليه أشدَّ التنبيه، وهذا أعظم دليل على أن هذا الأمر ليس مما أمر بتبليغه بل هو مخير فيه فأقول للتيجاني المهتدي وشيعته المهديين هاهي بضاعتكم ردت إليكم!
الباب الثالث:
الرد على التيجاني بادعائه أن القرآن يذم الصحابة:(170/81)
يقول التيجاني (المهتدي ) في بداية هذا المبحث (( قبل كل شيء لا بد لي أن أذكر بأن الله سبحانه وتعالى قد مدح في كتابه العزيز في العديد من المواقع صحابة رسول الله الذين أحبوا الرسول واتبعوه وأطاعوه في غير مطمع وفي غير معارضة ولا استعلاء ولا استكبار، بل ابتغاء مرضاة الله ورسوله، أولئك رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه، وهذا القسم من الصحابة الذين عرف المسلمون قدرهم من خلال مواقفهم وأفعالهم معه (ص) فأحبوهم وأجلوهم وعظموا قدرهم وترضوا عنهم كلما ذكروهم. وبحثي لا يتعلق بهذا القسم من الصحابة الذي هم محط الإحترام والتقدير من السنة والشيعة، كما لا يتعلق بالقسم الذي اشتهر بالنفاق والذين هم معرضون للعن المسلمين جميعاً من السنة والشيعة، ولكن بحثي يتعلق بهذا القسم من الصحابة الذين أختلف فيهم المسلمون(!!) ونزل القرآن بتوبيخهم وتهديدهم في بعض المواقع، والذين حذرهم رسول الله (ص) في العديد من المناسبات أوحذر منهم، نعم( الخلاف ) القائم بين الشيعة والسنة هو في هذا القسم من الصحابة....))(1).
__________
(1) ثم اهتديت ص (98) .(170/82)
هنا يحاول التيجاني أن يبرز السنة والشيعة على أنهم متفقون على أن من الصحابة من هم محل اتفاق وأن هناك قسم محل اتفاق أيضاً وهم المنافقون ولكن الخلاف بين السنة والشيعة هو في القسم الثالث من الصحابة! ونسي أو تناسى أنه ذكر أن أهل السنة لا يقسمون الصحابة إلى أقسام أصلاً بل يعدون صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلهم عدول وهذه القضية عندهم من أصول الدين التي لا يجوز الخلاف فيها فادعاء التيجاني بأن الخلاف بين السنة والشيعة في أقسام الصحابة تخرص واضح وفاضح منه، أما المنافقون فهم ليسو عندهم بحال من جملة الصحابة، ولكنه هنا أبى إلا أن يجعل من الصحابة ثلاثة أقسام والغريب أن مما يؤكده التيجاني خلال بحثه المعمق أنه يرجع إلى مصادر الطرفين ولكنه هنا أقحم رأى الشيعة في تقسيم الصحابة واتخذه مرتكزاً ليلوي أعناق نصوص القرآن ويفسرها بما يوافق هواه وأهمل تماماً قول أهل السنة في الصحابة فمرحى بالإنصاف!؟
أولاً: استدلاله بالآية الأولى على ذم الصحابة والرد عليه في ذلك:
يستدل التيجاني فيما يسميها ( آية الانقلاب ): قال تعالى في كتابه العزيز { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين } فهذه الآية الكريمة صريحة وجلية في أن الصحابة سينقلبون على أعقابهم بعد وفاة الرسول مباشرة ولا يثبت منهم إلا القليل كما دلت على ذلك الآية في تعبير الله عنهم: أي عن الثابتين الذين لا ينقلبون بالشاكرين، فالشاكرون لا يكونون إلا قلة قليلة كما دل على ذلك قوله سبحانه وتعالى { وقليل من عبادي الشكور } وكما دلت عليه أيضاً الأحاديث النبوية الشريفة التي فسرت هذا الانقلاب، والتي سوف نذكر البعض منها ....))(1) وللرد عليه أقول:
__________
(1) ثم اهتديت ص (100) .(170/83)
1ـ يجب على المفسر لكتاب الله أن يلم بأصول التفسير كأسباب النزول والناسخ والمنسوخ والخاص والعام وغيره ليكون تفسيره حسب أصول التفسير، يقول الزركشي في كتابه ( البرهان ) (( التفسير في الإصطلاح: هو علم نزول الآية وسورتها وأقاصيصها والإشارات النازلة فيها، ثم ترتيب مكيها ومدنيها، ومحكمها ومتشابهها، وناسخها ومنسوخها، وخاصها وعامها، ومطلقها ومقيدها، ومجملها ومفسرها، وزاد فيها قوم فقالوا: علم حلالها وحرامها، ووعدها ووعيدها، وأمرها ونهيها، وعبرها وأمثالها ))(1) وأما الناقل لتفسير آية من الكتاب فيجب أن يرجع إلى أقوال أهل العلم بالتفسير وإلا لما كان لتفسيره أى مصداقية، والتيجاني لم يلتزم بتفسيره من الناحيتين فلا هو من أهل العلم بالتفسير ولا هو اعتمد على علماء التفسير ومن كانت هذه حاله فلا بد أن يأتي تفسيره سوفسطائي!؟ وهذا هو شأن أهل الأهواء.
__________
(1) البرهان في علوم القرآن للزركشي جـ2 ص (148) ، وراجع بين الشيعة والسنة لعلي السالوس ص (11)(170/84)
2ـ وأما بالنسبة لسبب نزول الآية فقد ذكر المفسرون أنها بسبب انهزام المسلمين يوم أحد حين صاح الشيطان: قد قتل محمد فقال بعض المنافقين قد قتل محمد فأعطوهم بأيديكم فإنما هم إخوانكم وقال بعض الصحابة: إن كان محمد قد قتل ألا تمضون على مامضى عليه نبيكم حتى تلحقوا به فأنزل الله تعالى في ذلك {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل...}(1) وقد اعترف أحد كبار علماء الإمامية الاثني عشرية بأن هذا هو سبب نزول الآية(2)، وعلى ذلك فمعنى الآية ((هو معاتبة الله لأصحاب محمد على ما كان منهم من الهلع والجزع حين قيل لهم بأحد إن محمداً قتل ))(3) (( فلو مات محمد أو قتل لاينبغي لهم أن يصرفهم ذلك عن دينه وما جاء به، فكل نفس ذائقة الموت، وما بعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليخلد لا هو ولا هم بل ليموتوا على الإسلام والتوحيد فإن الموت لا بد منه، سواء مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو بقي ))(4) فقوله (( أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، أي: كيف ترتدون وتتركون دينه إذا مات أو قتل مع علمكم أن الرسل تخلو ويتمسك أتباعهم بدينهم وإن فقدوا بموت أو قتل ))(5) وقوله (( ومن ينقلب على عقبيه أي: بإدباره عن القتال أو بارتداده عن الإسلام ـ فلن يضر الله شيئاً ـ من الضرر وإنما يضر نفسه ـ وسيجزي الله الشاكرين ـ أي الذين صبروا وقاتلوا واستشهدوا لأنهم بذلك شكروا نعمة الله عليهم بالإسلام ))(6).
__________
(1) أسباب النزول للواحدي ص (125)وتفسير القرطبي جـ2 ص (143) وراجع التفاسير .
(2) راجع مجمع البيان للطبرسي جـ2 ص (215) .
(3) تفسير الطبري جـ3 ص (455) .
(4) بدائع التفسير لابن القيم جـ1 ص (515) .
(5) فتح القدير للشوكاني جـ1 ص (581) .
(6) المصدر السابق .(170/85)
3ـ هذه الآية تعتبر أعظم دليل على عظمة أبي بكر وشجاعته وثباته وذلك عندما صدع بهذه الآية يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم (( وثبوته في ذلك الموطن، وثبوته في أمر الردة، وذلك أن رسول الله لما قبض وشاع موته هاج المنافقون وتكلموا وهموا بالاجتماع والمكاشفة أوقع الله تعالى في نفس عمر رضي الله عنه أن النبي لم يقبض فقام بخطبته المشهورة المخوفة للمنافقين برجوع النبي عليه السلام ففتَّ ذلك في أعضاد المنافقين وتفرقت كلمتهم ثم جاء أبو بكر بعد أن نظر إلى النبي عليه السلام فسمع كلام عمر فقال له: اسكت، فاستمر في كلامه فتشهد أبو بكر فأصغى الناس إليه فقال: أما بعد فإنه من كان يعبد الله تعالى فإن الله حي لا يموت ومن كان يعبد محمداً فإن محمد قد مات، وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وتلا الآية كلها فبكى الناس ولم يبق أحد إلا قرأ الآية كأن الناس ما سمعوها قبل ذلك اليوم، قالت عائشة رضي الله عنها في البخاري: فنفع الله بخطبة عمر ثم بخطبة أبي بكر.... فهذا من المواطن التي ظهر فيها شكر أبي بكر وشكر الناس بسببه ))(1).
__________
(1) المحرر الوجيز جـ3 ص (248ـ249) .(170/86)
4ـ من هنا نعلم أن قول التيجاني ( المهتدي ) (( هذه الآية صريحة وجلية (هكذا!) في أن الصحابة سينقلبون على أعقابهم بعد وفاة الرسول مباشرةً )) لا يدل إلا على عظيم جهله بأصول التفسير وبأقوال المفسرين، وإلا فليخط لنا تفسيراً واحداً أو ليأتنا بعالم واحد يفسر هذه الآية كما فسرها هو وإذا فسرت الآية حسب عقليته لأصبح المعنى أن الله سبحانه وتعالى يبشر صحابة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ( بكل وضوح ) أنهم سينقلبون في المستقبل القريب!!؟ فهو يجزم بحدوث انقلاب أكثر الصحابة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لما يتوفاه الله بعد، وليس هذا فقط بل ويؤكد أنهم سينقلبون بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مباشرةً!!! وأنا لا أستغرب هذا الهراء من مثل هذا وأمثاله لأن كتب التفسير لدى الرافضة قد حشيت بأقاصيص فيها من السفاهة والسخافة ما يجعلها تصلح لإضحاك الأطفال، فضلاً من أن تسمى كتب تفاسير لكتاب العزيز الغفار، وبما أن التيجاني أيضاً قد جزم بأن أكثر الصحابة سينقلبون بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مباشرةً فلابد أن يوضح من هم الصحابة المنقلبون ومن هم الصحابة الثابتون وإلا اختلط الأمر على الأمة فلم يُعْرَفِ الصحابي من المنقلب على عقبه وخصوصاً أنه ذكر أن الشيعة يقسمون الصحابة الى ثلاثة أقسام منهم قسم من الصحابة مرضي عنهم وقسم اختلف فيهم المسلمون! ولا يُعتقد أبداً أن القرآن يبهم هذه القصية الخطيرة ليتلقفها السفهاء ويتلاعبوا بها فيضعوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على رقعة الشطرنج فيلفظوا من أرادوا ويبقوا من شاءوا، ولا أظن أن التيجاني يستطيع أن يقول بأن الصحابة الثابتين هم الثلاثة أو السبعة(1) الذين تعترف بهم الرافضة وتترضىَّ عنهم لأنه سوف يصطدم بالنصوص التي تثبت أن أبا بكر وعمر لم ينقلبوا كما أثبتُّ قبل قليل بالإضافة إلى الصحابة سعد بن أبي
__________
(1) راجع ص (8 ـ 9 ) من هذا الكتاب(170/87)
وقاص الذي اندقت سية قوسه وطلحة بن عبيد الله الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وقعة أحد ( أوجب طلحة ) وقتادة بن النعمان حين أصيبت عينه فردَّها له النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعادت كأحسن مما كانت وذلك كله في غزوة أحد التي قد انقلبوا فيها وقد أثبت ذلك الطبرسي في تفسيره ( مجمع البيان في تفسير القرآن )(1) وهؤلاء جميعاً ليسو من ضمن القسم المعظم عند أهل الرفض فما هو جواب التيجاني المهتدي وإخوانه الرافضينا؟! بالإضافة إلى أن عدم تحديد الصحابة من المنقلبين سيفتح المجال للطعن بالقرآن الكريم لأنه في عدة مواضع يمدح الصحابة ويشهد لهم بالايمان وصلاح الظواهر والبواطن، وفي مواضع أخرى يذم الصحابة ويبشر بارتدادهم عن الدين وهذا هو عين ما يسعى إليه الرافضة الاثنا عشرية وتشهد على ذلك مراجعهم الأصلية، والحق الذي يجب أن يعرفه كل مسلم هو أن الصحابة إنما هم بشر يخطئون وتقع منهم الزلات والهنات ولكنهم أهل عدل وصدق شهد لهم القرآن الكريم في غير ما موضع كما في قوله تعالى { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم } ( التوبة 100) فهذه بشارة الله سبحانه لأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا أن يبشرهم بالارتداد والانقلاب عن الدين كما يدعي المهتدي،...وكقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (( لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ))(2) فالصحابة كلهم عدول بالنص المنقول والمنطق المعقول.
__________
(1) مجمع البيان جـ2 ص (216).
(2) سبق هذا الحديث ص (13).(170/88)
5ـ يجب على المفسر لآية أن يربطها بالآيات التي قبلها والتي بعدها لأن تمام التفسير ووضوحه مرتبط بذلك والآية التي استشهد بها التيجاني هي من ضمن غزوة أحد والأخطاء التي وقعت فيها والسورة بصدد عتاب الله للمؤمنين لما حدث لهم في هذه الغزوة وذلك أن الله أنكر عليهم أنهم بمجرد الايمان سيدخلهم الجنة دون الجهاد والابتلاء والتمحيص فقال تعالى { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون } ( آل عمران 142 ـ 143) ثم ذكر بعدها مباشرة قوله { وما محمد إلا رسول...} استمرار بعتابهم على ماكان منهم في تلك الغزوة ثم ذكرهم بالآيات التي بعدها أن هناك من الأنبياء من قاتل معه الصالحون فما وهنوا وما ضعفوا وماذلوا كما حدث من بعضكم وفي الآية التي بعدها أثبت الله لصحابة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم الإيمان وحذرهم من طاعة الكافرين بقوله تعالى { ياأيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين } ( آل عمران 149) وبعد عتابهم ذكر الله بعد آيات أنه عفا عمن تولى يوم القتال بسبب بعض ذنبه بقوله { إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم } ( آل عمران 155) ثم يذكر الله سبحانه أن المؤمنين قد استجابوا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم من بعد ما أصابهم القرح في غزوة أحد لملاحقة أبي سفيان إلى حمراء الأسد فقال تعالى { الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل (فانقلبوا ) بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو الفضل العظيم } ( آل عمران 172 ـ 174) ولا شك أن هؤلاء الموصوفون(170/89)
بهذه الصفات وهذا المديح هم الصحابة المنقلبون بنعمة من الله وفضل فكيف يدعي التيجاني أن الله يبشر صحابة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالارتداد والانقلاب بناءاً على تفسيره الممسوخ؟!
ثم يقول التيجاني (( ولا يمكن تفسير الآية الكريمة بطليحة وسجاح والأسود العنسي، وذلك حفاظاً على كرامة الصحابة، فهؤلاء قد انقلبوا وارتدوا عن الإسلام وادعوا النبوة في حياته (ص) وقد حاربهم رسول الله وانتصر عليهم ))(1)!!؟ سبحان الله ما هذه المجازفة الجهولة؟! آلرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقاتل المرتدين وينتصر عليهم كيف ومتى؟! لقد ظهر مسيلمة والأسود العنسي عند قرب وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والعنسي فقط هلك قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأما طليحة وسجاح فقد ارتدا بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم وذلك باتفاق أهل النقل جميعاً وقد قاتل ( سيف الله المسلول ) خالد بن الوليد طليحة في معركة ( البزاخة ) وهزمه ففر إلى الشام ولكنه ما لبث أن عاد إلى حظيرة الاسلام مرة أخرى وحسن إسلامه، ثم ظهرت المرأة المتنبئة سجاح بنت الحارث وكان على رأس من اتبعها مالك بن نويرة وقد خالفها جمع من بني تميم فدار بينهم قتال ثم سارت سجاح بجيشها إلى اليمامة بعد هزيمتها من أوس بن خزيمة والتقت مسيلمة فتزوجها وعادت إلى مقرها الأول العراق وأما مسيلمة الكذاب فقد هزمه خالد بن الوليد ومعاونيه عكرمة بن أبي جهل وشرحبيل بن حسنة في معركة اليمامة الشهيرة أو عقرباء شر هزيمة، ولكن هذا التيجاني الذي يجهل التاريخ والسيرة يدعي بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي هزم المرتدين! وكل ذلك حتى يظهر أن المرتدين بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم الصحابة وليس هؤلاء، فوالله لو كان الجهل بقرة لذبحتها!!... وبالنسبة لقول التيجاني بأن مالك بن نويرة وأتباعه منعوا الزكاة تريثاً منهم لأنهم علموا
__________
(1) ثم اهتديت ص (100).(170/90)
أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد نص على مبايعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه بغدير خُم(1) بالخلافة كما بايعه أبو بكر نفسه!؟ ولكن مالك بن نويرة وأتباعه فوجئوا بأن الخليفة المبايع هو أبو بكر لذلك توقفوا عن دفع الزكاة....فأقول للتيجاني الذي يعتذرعن المرتدين بسفاهات الرافضة ويتحامل على صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخزعبلات الشيعة خير له أن يقصّ هذه القصص المضحكة على غير أهل السنة لأنها أقل من أن يرد عليها وأرجو منه أيضاً أن يأتينا بمصدر واحد يثبت به هذا الهراء كما هي عادته بالاحتجاج بالمصادر والمراجع، وبالنسبة لقضية مالك بن نويرة فسيأتي تفصيلها في مبحث خالد بن الوليد(2).
ثانياًـ استدلاله بالآية الثانية على ذم الصحابة والرد عليه في ذلك:
يستدل التيجاني فيما يسميها ( آية الجهاد ) بقوله (( قال تعالى { ياأيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل، إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شيء قدير } هاتان الآيتان صريحتان أيضاً في أن الصحابة تثاقلوا عن الجهاد واختاروا الركون إلى الحياة الدنيا رغم علمهم بأنها متاع قليل، حتى استوجبوا توبيخ الله سبحانه وتهديده إياهم بالعذاب الأليم، وبإستبدالهم بغيرهم من المؤمنين الصادقين ))(3).
__________
(1) سيأتي التعليق على حجية حديث غدير خم ص (214) من هذا الكتاب.
(2) راجع ص (274) من هذا الكتاب.
(3) ثم اهتديت ص (101).(170/91)
1ـ اتفق المفسرون بأن هذه الآية نزلت في الحض على غزوة تبوك، وذلك بعد فتح مكة وبعد رجوعه صلى الله عليه وآله وسلم من الطائف وحنين وقد أمروا بالنفير بالصيف حيث فرقت النخل وطابت الثمار وكان من عادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أراد غزوة ورّى بغيرها حتى كانت هذه الغزوة في حر شديد وسفر بعيد وعقبات كثيرة وعدو غفير فشق عليهم الخروج فأنزل الله هذه الآيات تحضهم على الجهاد وترهبهم من التثاقل عنه(1)، وقد أقر بذلك الطبرسي في تفسيره مجمع البيان(2) وعلى ذلك فمعنى الآية (( حث من الله جل ثناؤه المؤمنين به من أصحاب رسوله صلى الله عليه وآله وسلم على غزو الروم، وذلك في غزوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تبوك ))(3) ولا شك (( أن هذا التثاقل لم يصدر من الكل، إذ من البعيد أن يطبقوا جميعاً على التباطؤ والتثاقل وإنما هو باب نسبة ما يقع من البعض إلى الكل، وهو كثير شائع ))(4) بالإضافة إلى أن الذين تثاقلوا عن الجهاد لا رغبة عن الجهاد ولكن لما رأوه من طيب الثمار وبعد المشقة في هذه الغزوة لذلك نزلت هذه الآيات تعاتبهم وتحضهم على الجهاد، ومعلوم أن الصحابة بشر يعتريهم ما يعتري أي إنسان من الكسل وغيره ولذلك نزل القرآن في كثير من المواطن يعلم الصحابة ويوجههم ويحضهم ويرهبهم ليجعل منهم خير أمة أخرجت للناس.
__________
(1) راجع الطبري جـ6 ص (372ـ373)، القرطبي جـ8 ص (90)، البغوي جـ4 ص (48)، فتح القدير جـ2 ص (525)، الدر المنثور جـ4 ص (190)، النكت والعيون للماوردي جـ2 ص (362) المحرر الوجيز جـ8 ص (183).
(2) راجع المجمع جـ3 ص (62)
(3) تفسير الطبري جـ6 ص (372).
(4) فتح القدير جـ2 ص (526) ونقل الطبرسي في تفسيره مجمع البيان (قال الجبائي : هذا الإستبطاء مخصوص بنفر من المؤمنين لأن جميعهم لم يتثاقلوا عن الجهاد ...) ص (62) الجزء الثالث.(170/92)
وهذا الأمر معلوم لمن تدبر القرآن فنزلت الآيات التي تبدأ بـ ( يا أيها الذين آمنوا) تسع وثمانون مرة وهي كلها للتعليم والتوجيه مثل قوله تعالى { يأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص ..} و { يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام.. } و {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم .. } و { يأيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم.. } و { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا.. } و {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته.. } و { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة.. } و { يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا .. } و { يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود .. } و { يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى.. } و { يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان .. } و { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول .. } و { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم .. } الخ ، لذلك يقول ابن مسعود: إذا سمعت الله يقول { يا أيها الذين آمنوا } فأوعها سمعك فإنه خيرٌ يؤمر به أو شر ينهى عنه(1) فالسياق القرآني جاء لتعليم الصحابة الخير أو نهيهم عن الشر ولكن يبدوا أن عقدة العصمة التي أنزلها الرافضة على أئمتهم جعلتهم يعتقدون أن أي خطأ أو تقصير يصدر عن الصحابة يعتبر قدحاً بهم فنسأل الله العصمة من عقدة ( العصمة ).
__________
(1) الإتقان في علوم القرآن للسيوطي جـ2 ص (92، 93).(170/93)
أما بالنسبة لقوله تعالى { إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً .. } فهذا فيه توعد من الله تعالى لمن ترك الجهاد وقال ابن عباس: ( استنفر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيا من العرب فتثاقلوا عنه فأمسك الله عنهم القطر فكان عذابهم )(1) ومعلوم أن الصحابة رضوان الله عليهم قد خرجوا مع نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم إلى غزوة تبوك ولم يمسهم من عذاب الله شيء ، وأحب أن أبشر التيجاني أن أحداً ممن يقصدهم بالتثاقل والركون إلى الدنيا ليس ضمنهم أبو بكر أو عمر أو عثمان فأما أبو بكر فقد جاء بجميع ماله إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليجهز الجيش ولم يبق لأهله إلا الله ورسوله(2)، بالإضافة الى أن الله سبحانه أثبت له الصحبة لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم فذكر بالآية التي تلي الآية التي نحن بصددها مباشرة { إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغارإذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا... } لذلك قال الحسين بن الفضل: من قال إن أبا بكر لم يكن صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو كافر لإنكاره نص القرآن وقال الشعبي: عاتب الله عز وجل أهل الأرض جميعا في هذه الآية غير أبي بكر الصديق رضي الله عنه(3) وأما عمر فقد جاء بنصف ماله للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وجاء عثمان بألف دينار فنثرها في حجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجهز جيش العسرة فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (( ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم مرتين ))(4) وأما عبد الرحمن بن عوف فقد صلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم خلفه في غزوة تبوك(5)
__________
(1) الطبري جـ6 ص (373) والبغوي جـ4 ص (48) والمحرر الوجيز جـ8 ص (184).
(2) سنن الترمذي كتاب المناقب برقم (3675) وراجع صحيح الترمذي رقم (2902).
(3) تفسير البغوي جـ4 ص (49).
(4) سنن الترمذي جـ5 كتاب فضائل الصحابة برقم (3701) وراجع صحيح الترمذي برقم (2920).
(5) مسلم مع الشرح كتاب الطهارة برقم (274).(170/94)
ثم جاء البكاؤون وهم السبعة الذين أنزل الله تعالى فيهم قوله { ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدواما ينفقون } ( التوبة 92) وتخلف عن الغزوة نفر من المسلمين من غير شك ولاارتياب منهم كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع وهم الثلاثة الذين تخلفوا عن الغزوة وتخلف أيضاً أبو خيثمة وأبوذر ثم لحقا بالجيش الذي كان تعداده ثلاثون ألفاً ثم تاب الله تعالى بعد ذلك عن الثلاثة المتخلفين عن الغزوة فقال تعالى { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب الله عليهم إنه بهم رؤوف رحيم } ( التوبة 117) فهذا ثناء مبارك من الله سبحانه وتعالى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته من المهاجرين والأنصار وأنه تعالى قد غفر لهم بعدما خرجوا لقتال الكافرين في غزوة تبوك { من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم } فيميلوا إلى الدعة والسكون ولكن الله ثبتهم وقواهم(1) وتاب عليهم ولذلك يقول ابن عباس: من تاب الله عليه لم يعذبه أبداً(2) وقال الجصاص في كتابه ( أحكام القرآن ) في هذه الآية (( فيه مدح لأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذين غزوا معه من المهاجرين والأنصار وإخبار بصحة بواطن ضمائرهم وطهارتهم لأن الله تعالى لا يخبر بأنه قد تاب عليهم إلا وقد رضي عنهم ورضي أفعالهم وهذا نص في رد الطاعنين عليهم والناسبين لهم إلى غير ما نسبهم إليه من الطهارة ووصفهم به من صحة الضمائر وصلاح السرائر رضي الله عنهم))(3) ثم أقول: أليست غزوة تبوك هذه كانت آخر غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع صحابته رضوان الله عليهم جميعاً وكانوا قد أبلوا أعظم البلاء في جميع الغزوات الأخرى التي
__________
(1) راجع تفسير السعدي جـ2 ص (293).
(2) تفسير البغوي جـ4 ص (105).
(3) أحكام القرآن للجصاص جـ3 ص (160).(170/95)
غزوها مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثل بدر وأحد والخندق ثم فتح مكة ثم غزوة حنين ومؤتة فكان النصر والفتح حليفهم ثم إنهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكملوا طريق الجهاد فحفظوا الدين من المرتدين وفتح الله على أيديهم إيران والعراق والشام ومصر...فكيف يقال بعد هذا أن الصحابة تثاقلوا عن الجهاد واختاروا الركون إلى الحياة الدنيا؟! سبحانك هذا بهتان عظيم.
3ـ ولو راجعنا أكثر من تفسير من تفاسير الشيعة الاثني عشرية حول هذه الآية لما وجدناهم قد اتخذوا هذه الآية لذم الصحابة بمعنى أنهم تثاقلوا عن الجهاد واختاروا الركون إلى الحياة الدنيا فهذا المفسر الطبرسي يقول في تفسيره لهذه الآية (( ثم (عاتب ) سبحانه المؤمنين في التثاقل عن الجهاد فقال { ياأيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم } أي دعاكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال لكم { انفروا في سبيل الله } أي اخرجوا إلى مجاهدة المشركين وهو هاهنا غزوة تبوك... عن الحسن ومجاهد { اثاقلتم إلى الأرض } أي تثاقلتم وملتم إلى الأرض التي أنتم عليها، قال الجبائي: هذا الاستبطاء مخصوص بنفر من المؤمنين لأن جميعهم لم يتثاقلوا عن الجهاد فهو عموم أريد به الخصوص بدليل ( أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ) هذا استفهام يراد به الإنكار، ومعناه آثرتم الحياة الدنيا الفانية على الحياة في الآخرة الباقية في النعيم الدائم ...الخ ))(1) والطبرسي هنا لم يتخذ من هذه الآية أي طعن في الصحابة ولكنه فسرها كتفسير أهل السنة بأنها عتاب وحض للمؤمنين لجهاد الكافرين في غزوة تبوك وذلك لأنها كانت في وقت شدة على المسلمين ... ويقول الكاشاني في تفسيره ( الصافي ) (( { ياأيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض...} تباطأتم مخلدين إلى أرضكم والإقامة بدياركم، في الجوامع كان ذلك في غزوة
__________
(1) مجمع البيان المجلد 3 ص (62).(170/96)
تبوك في سنة عشر بعد رجوعهم من الطائف، ( استنفروا في وقت قحط وقيظ مع بعد الشقة وكثرة العدو فشق ذلك عليهم ) ثم يروي القمي رواية في سبب المعركة ثم يقول: فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( أصحابه ) (!) بالتهيؤ إلى تبوك وهي من بلاد البلقاء وبعث إلى القبائل حوله وإلى مكة وإلى من أسلم من خزاعة ومزينة وجهينة وحثهم على الجهاد وأمر رسول الله بعسكره فضرب في ثنية الوداع وأمر أهل الجدة أن يعينوا من لا قوة به ومن كان عنده شيء أخرجه وحملوا وقووّا وحثوا على ذلك، ثم خطب خطبة ورغب الناس في الجهاد قال: وقدمت القبائل من العرب ممن استنفروهم وقعد عنه قوم من ( المنافقين )(!) وغيرهم ))(1) فهل القارىء يستشف من كلام الكاشاني هذا ما يفيد الطعن بالصحابة أو أنهم ركنوا إلى الدنيا وتركوا الجهاد ؟! بل العكس فإن كلام الكاشاني يؤكد صحة تفاسير أهل السنة بالإضافة إلى أن القارىء النبيه يلحظ بأن الكاشاني ( الإثنا عشري ) يؤكد أيضاً على صحة عدم تقسيم الصحابة الى ثلاثة أقسام من ضمنها المنافقين فإنه ذكر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر ( أصحابه ) بالتهيؤ للجهاد وأصحاب عامّة أي تفيد جميع الصحابة بينما ذكر أنه قعد عنه قوم من المنافقين فلو كان المنافقون من جملة الصحابة كما يدعون لقال أن قوما من ( الصحابة المنافقين ) قعدوا عن الجهاد فسبحان الله كيف يجري الحق على ألسنتهم.
__________
(1) تفسير الصافي للفيض الكاشاني جـ2 ص (342ـ343).(170/97)
4ـ وحتى نستطيع أن نكتشف إلى أى سفاهه وصل اليها هذا التيجاني في تفسيره لكتاب رب الأرباب دون معرفة أصول التفسير أو الرجوع إلى علماء التفسير، فلو أردنا مثلاً أن نفسر بعض الآيات على نفس النمط الذي يفسر به التيجاني الآيات القرآنية فنأتي بالمثال التالي يقول الله سبحانه { يأيها النبي اتق الله ولا تطع المنافقين والكافرين إن الله كان عليما حكيماً } ( الأحزاب 1) فلو أردنا تفسيرها حسب المنطق التيجاني! فسيكون المعنى: أن الله سبحانه قد هدد نبيه وأمره بأن يتقيه وبعدم طاعة الكافرين والمنافقين وهذا دليل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يتق الله سبحانه في دعوته وقام بطاعة المنافقين والكفار...!! أليس هكذا يفسر التيجاني نصوص الكتاب ويحملها مالا تحتمل ومثال آخر كقوله سبحانه في سورة المائدة { يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين } ( المائدة 67) وحسب التفسير التيجاني فسيكون التفسير ( أن الله سبحانه هدد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمره بتبليغ الرسالة وأنه إن لم يبلغ ما أنزل اليه فإنه سيكون كمن لم يبلغ الرسالة وهذا دليل على أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مقصر ومتهاون في تبليغ ما أنزل إليه ربه وكان لا بد من توبيخ الله سبحانه له )!؟ أليس هكذا يفسر التيجاني نصوص الكتاب العظيم ويحمِّلها ما لا تحتمل حتى أتى بالأعاجيب ... أليس هذا تلاعب في كتاب الله سبحانه وامتهان لقدسيته وإني ما أردت الإتيان بهذين المثالين إلا للتدليل للقارىء على أن هذا المفسر المفرط كم يحيد عن الحق ولا يرجع إلى أصول التفسير وأقوال المفسرين، وهو بذلك سيجعل كتاب الله ألعوبة لكل أحمق أن يقول في كتاب الله ما يشاء، والغريب حقيقة في الأمرأن التيجاني نفسه يقول ( فكتاب الله صامت وحمال أوجه وفيه المحكم والمتشابه ولا بد لفهمه من(170/98)
الرجوع الى الراسخين في العلم حسب التعبير القرآني وإلى أهل البيت حسب التفسير النبوي )(1)!؟ فهل رجع التيجاني نفسه إلى الراسخين في العلم وإلى أهل البيت في تفسيره لنصوص الكتاب؟! أم اتبع هواه وأعماه التحامل على رجال خير القرون، فجاء ببهتان من القول لم يسبقه إليه أحد من العالمين!؟
ثم يقول التيجاني (( وقد جاء هذا التهديد باستبدالهم في العديد من الآيات مما يدل دلالة واضحة على أنهم تثاقلوا عن الجهاد في مرات عديدة، فقد جاء في قوله تعالى { وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ))(2)
__________
(1) ثم اهتديت ص (152).
(2) المصدر السابق ص (101).(170/99)
أقول: هذه الآية جزء من الآية التي نزلت في الحض على الإنفاق في سبيل الله فالآية بكاملها هي في قوله تعالى { هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } وذكر المفسرون أن الله تعالى يقول للمؤمنين ها أنتم أيها الناس تدعون للإنفاق في سبيل الله وإخراج مافرض عليكم فمنكم من يبخل بالإنفاق مما فرض عليه كالزكاة وغيرها وأن من يبخل إنما يبخل عن نفسه وينقص نفسه من الأجر وأن الله تعالى هو الغني وأن كل ما سواه فقير(1) وأما قوله تعالى { وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم} أي إن تتولوا عن طاعة الله واتباع شرعه فسوف يستبدل بكم قوماً غيركم ولكنهم سامعين وأطوع لله منكم ولا يبخلوا بالإنفاق في سبيل الله(2) فهذا هو تفسير الآية عند مفسري أهل السنة كافة فكيف يدعي هذا التيجاني أن هذه الآية دليل على أن الصحابة تثاقلوا عن الجهاد مرات عديدة!؟ والآية ليس فيها ذكر للجهاد أصلاً! فمن أين إذاً جاء التيجاني بتفسيره هذا؟ وهل هذا هو تفسير الرافضة، يقول أبوعلي الطبرسي في تفسيره لهذه الآية { ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله } ـ يعني ما فرض عليهم في أموالهم أي إنما تؤمرون بإخراج ذلك وإنفاقه في طاعة الله ( فمنكم من يبخل ) بما فرض عليه من الزكاة ( ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه ) لأنه يحرمها مثوبة جسيمة ويلزمها عقوبة عظيمة ... ثم يقول ( والله غني ) عما عندكم من الأموال ( وأنتم الفقراء ) إلى ما عند الله من الخير والرحمة أي لا يأمركم بالإنفاق لحاجته ولكن لتنتفعوا به في الآخرة ( وإن تتولوا )
__________
(1) راجع تفسير البغوي جـ7 ص (291) والقرطبي جـ8 ص (170) والطبري جـ11 ص (328 ـ 329) وتفسير البيضاوي جـ2 ص (406).
(2) تفسير ابن كثير جـ4 ص (196) والبغوي جـ7 ص (291) وفتح القدير جـ5 ص (61).(170/100)
أي تعرضوا عن طاعته وعن أمر رسوله ( يستبدل قوماً غيركم ) أمثل وأطوع لله منكم ( ثم لا يكونوا أمثالكم ) بل يكونوا خيراً منكم وأطوع لله...))(1) وهذا محمد مغنية يقول في تفسيره (( { ها أنتم هؤلاء } إشارة إلى الأغنياء { تدعون لتنفقوا في سبيل الله } قال سبحانه ( تدعون ) ولم يقل نأمركم، وكأنه يروض من نفوس الأغنياء، ويبعثهم على البذل عن طيب نفس، وأوضح من هذه الآية في ذلك الإستقراض الحسن {ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه } لأن البذل وقاية من النار وغضب الجبار، وفي الحديث حصنوا أموالكم بالزكاة { والله الغني وأنتم الفقراء } إن ملكت أيها الإنسان الكون بأرضه وسمائه، فأنت مفتقر إلى عنايته وتدبيره { وإن تتولوا } تبخلوا بالمال وبذله في سبيل الله { يستبدل قوماً غيركم } يسبحون بحمده وبأمره يعملون ))(2)، فهذا هو تفسير الطبرسي ومغنية لهذه الآية وهما موافقان لتفسير أهل السنة أيضاً فمن أين جاء التيجاني بتفسيره ذاك؟! والجواب بسيط لمن علم حقيقة القوم لأنهم لا يستندون على أصول التفسير الذي حدده العلماء والذي ذكرته في بداية هذا المبحث وإنما يستندون على مبدأ اتباع الهوى والكذب والتناقض وحتى أدلل على كلامي هذا فسأجدني مضّطراً لكي أسوق قول أحد مفسري الشيعة الاثني عشرية والذي يأتي بتفسير لهذه الآية يناقض تفسير التيجاني والطبرسي..... يقول علي بن ابراهيم القمي (( { ها أنتم هؤلاء } ومعناه أنتم يا هؤلاء { تدعون لتنفقوا في سبيل الله ـ إلى قوله ـ وإن تتولوا } عن ولاية أمير المؤمنين عليه السلام { يستبدل قوما غيركم } قال: يدخلهم في هذا الأمر [ أي ولاية علي ] { ثم لا يكونوا أمثالكم } في معاداتكم وخلافكم وظلمكم لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ))(3)! فأقول لطالب الحق والهداية الحقة أمفسرون متناقضون تمام
__________
(1) مجمع البيان جـ6 ص (48).
(2) التفسير المبين لمحمد مغنية ص (677 ـ 678).
(3) تفسير القمي جـ2 ص (284).(170/101)
التناقض لآية واحدة محكمة خير أم تفسير واحد لمفسري أهل السنة يستند على أصول التفسير وقواعده؟! ويكفي أن أقول أن الحق واحدٌ لا يتعدد وأنَّ التناقض والاضطراب علامة على البطلان فأي الطريقين ياطالب الحق تختار؟!
ثم يسترسل فيقول (( وكقوله تعالى أيضاً { ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم } ))(1) أقول:
1ـ هذه الآية أعظم دليل على عظمة هؤلاء الصحابة وأنهم هم المقصودون بها فقد روى جمع من المفسرين أنها نزلت في أبي بكر وأصحابه ذكر ذلك الحسن والضحاك وقتادة وابن جريج(2) وذكر الطبري في تفسيره أن علياً بن أبي طالب قال نزلت في أبي بكر وأصحابه!! وقال بعض المفسرين نزلت في الأنصار وقال بعضهم في أهل اليمن قوم أبي موسى الأشعري وعلى كل حال الآية عامة في كل هؤلاء ولا شك أن أولهم أبوبكر وعمر وعثمان وعلي ثم بقية الصحابة، ويؤكد على ذلك الطبرسي في تفسيره عند ذكر الآية ((.. واختلف فيمن وصف بهذه الأوصاف منهم فقيل هم أبو بكر واصحابه الذين قاتلوا أهل الردة عن الحسن وقتادة والضحاك، وقيل هم الأنصار عن السدي وقيل هم أهل اليمن عن مجاهد .... وقيل أنهم أهل فارس ..... وقيل هم أمير المؤمنين على (ع) وأصحابه ))(3)
__________
(1) ثم اهتديت ص (101 ـ102).
(2) تفسير الطبري جـ4 ص (622 ـ 623) وراجع القرطبي جـ6 ص (142 ـ 143) والبغوي جـ3 ص (69) وفتح القدير جـ2 ص (77) والمحرر الوجيز جـ5 ص (134).
(3) مجمع البيان جـ2 ص (122 ـ 123).(170/102)
2ـ ولكي أدلل على أن الصحابة وفي مقدمتهم الخلفاء الأربعة هم أول الداخلين في عموم هذه الآية، أن الله يقول فيها { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه } ولا شك ان الله يحب صحابة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم الذين آووه ونصروه وجاهدوا معه فاستحقوا رضى الله سبحانه إذ يقول { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم } ( التوبة 100) وقوله { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً ...} ( الفتح 18 ـ 19) ولا شك أن المهاجرين والأنصار والذين بايعوه تحت الشجرة هم الصحابة الكرام وأسبقهم الخلفاء الأربعة، رضي الله عنهم موجب للمحبة أيضاً، أما قوله ( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ) دليل واضح وصفة لازمة لأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأولهم أبوبكر وعمر بدليل قوله تعالى { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ...} ( الفتح 29) ولا يختلف إثنان بأن الذين مع محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأولهم صاحباه أبو بكر وعمر ثم عثمان ثم علي ثم الأمثل والأمثل وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (( أرحم أمتي بأمتي أبوبكر..))(1) وأما قوله { يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم } فمعلوم أن الصحابة كانوا من أوائل المجاهدين في سبيل الله والآيات التي تؤكد ذلك تملأ القرآن لمن تدبره وأحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم أشهر من أن تُذكر فهذه صفة دائمة لهم، فلا يعقل لمن استخدم عقله أن يَعْتَقِدَ مُعتَقَداً أن الصحابة ارتدوا بدليل الآية لأن الصحابة في زمن خلافة أبي بكر قاتلوا ( المرتدين ) وانتصروا
__________
(1) سنن الترمذي جـ5 كتاب المناقب برقم (3790) وراجع صحيح الترمذي برقم (2981).(170/103)
عليهم فلا يعقل أن ينتصر المرتدون على المؤمنين فإن كان العكس فقد ظهر الحق والحمد لله رب العالمين ولا شك أن هذا الجهاد دليل أيضاً على صحة خلافة (( أبي بكر وعمر وعلى لأنهم جاهدوا في سبيل الله عز وجل في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقاتلوا المرتدين بعده ومعلوم أن من كانت فيه هذه الصفات فهو ولي لله تعالى ))(1)
3ـ والتيجاني عندما ذكر هذه لآية وعدها من الدلائل البينات على ارتداد الصحابة أراد بذلك أن يبين أن القوم الذين يحبهم الله ويحبونه والأذلة على المؤمنين الأعزة على الكافرين والذين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم هم علي وأصحابه!؟ ولهذا أيضاً يقول علي القمي في تفسيره لهذه الآية (( وأما قوله { ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله } قال: هو مخاطبة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين غصبوا آل محمد حقهم وارتدوا عن دين الله (!!!) { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه } نزلت في القائم عليه السلام وأصحابه (!!!!) { يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم}..))(2) ومع سفاهة هذا القول ونتانته ومخالفته للواقع وللتاريخ فإن القائم ـ والذي لم يتجاوز عمره الخمس سنوات!! ـ لم يخرج حتى هذه الساعة!؟ ومع ذلك لا بد من أن أقول إذا كانت هذه الآية نزلت في القائم الخيالي الذي لم يتجاوز الحلم ( وأصحابه ) فهلموا معاً لنلقي نظرة ونعرف كيف كان جهاد أصحاب الإمام الوصي وأولاده الاثني عشر من ألسنتهم وهم ( السابقون ) ـ ومن مصادر الشيعة ـ لنستطيع أن نحدد مستقبل الجهاد على يد القائم الخيالي وأصحابه وهم ( اللاحقون ) ليرى القارئ وطالب الحق هل هذه الآية تنطبق عليهم؟
__________
(1) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي جـ6 ص (143) بتصرف يسير.
(2) تفسير القمي جـ1 ص (177 ـ 178).(170/104)
ومن كتبكم ندينكم، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في كتاب ( نهج البلاغة ) وهو عندهم من أصدق الكتب يصف جهاد أصحابه (( أما بعد، فإن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه وهو لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجُنَّتُهُ الوثيقة فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذل وشمله البلاء ودُيِّثَ بالصغار والقَمَاءة، وضرب على قلبه بالأسداد وأديل الحق منه بتضييع الجهاد وسيم الخسف، ومنع النصف. ألا وإني قد دعوتكم لقتال هؤلاء القوم ليلاً ونهاراً، وسراً وإعلاناً وقلت لكم اغزوهم قبل أن يغزوكم فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا، فتواكلتم وتخاذلتم حتى شنت عليكم الغارات وملكت عليكم الأوطان(1) ..... فيا عجباً! عجباً والله يميت القلب ويجلب الهم من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم فقبحاً لكم وترحاً حين صرتم غرضاً يُرمى يُغار عليكم ولا تغيرون وتُغْزَوْن ولا تَغْزون، ويُعصى الله وترضون، فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الحر قلتم هذه حَماَرَّةُ القيْظ(2) أمهلنا يسبخ عنا الحر وإذا أمرتكم بالسير إليهم في الشتاء قلتم هذه صَباَرَّةُ القُرِّ(31) أمهلنا ينسلخ عنا البرد كل هذا فراراً من الحر والقر تفرون فأنتم والله من السيف أفر(!!) ياأشباه الرجال ولا رجال (!!) حلوم الأطفال عقول ربات الحجال، لوددت أني لم أراكم ولم أعرفكم معرفة، والله جرت ندما وأعقبت سدماً فأذلكم الله، لقد ملأتم قلبي قيْحاً، وشحنتم صدري غيظاً وجرعتموني نُغب التَّهام أنفاساً، وأفسدتم على رأياً بالعصيان والخذلان.....))(3) ويقول في موضع آخر يصفهم (( أيها الناس المجتمعة أبدانهم المختلفة أهواؤهم كلامكم يُوهي الصُّمَّ الصِّلاب وفعيلكم يطمع فيكم الأعداء تقولون في المجالس كيت وكيت فإذا جاء القتال قلتم حِيْدِي حَيَادِ(4) ....
__________
(1) فيا للعزة!؟
(2) شدة الحر.
(3) نهج البلاغة ص (88 ـ 91). ط مكتبة الألفين.
(4) كلمة يقولها الهارب!(170/105)
المغرور والله من غررتموه، ومن فاز بكم فقد فاز والله بالسهم الأخيب (!) ومن رمى بكم فقد رمى بأفوق ناصل، أصبحت والله لا أصدق قولكم ولا أطمع في نصركم ولا أوعد العدوبكم.....))(1) ويقول في موضع آخر يصفهم (( أف لكم! لقد سئمت عتابكم، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة عوضاً؟ وبالذل من العز خلفا(2) إذا دعوتكم إلى جهاد عدوكم دارت أعينكم كأنكم من الموت في غمرة، ومن الذهول في سكرة يرتج عليكم حواري فتعمهون، فكأن قلوبكم مأْلُوسة فأنتم لا تعقلون.....ما أنتم إلا كإبل ضل رعاتها فكلما جمعت من جانب انتشرت من آخر، لبئس لعمر الله سعر نار الحرب أنتم تكادون ولا تكيدون وتنتفض أطرافكم فلا تمتعضون لا ينام عنكم وأنتم في غفلة ساهون))(3) ثم يقول في موضع آخر (( الذليل والله من نصرتموه، ومن رمى بكم فقد رُمي بأفق ناصل، وإنكم والله لكثير في الباحات، قليل تحت الرايات.....أضرع الله خدودكم(4) وأتعس جُدُودكم لا تعرفون الحق كمعرفتكم الباطل، ولا تبطلون الباطل كإبطالكم الحق ))(5) ويقول في موضع آخر (( استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا، وأسمعتكم فلم تسمعوا، ودعوتكم سراً وجهراً فلم تستجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا.....ثم يقول: لوددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلاً منهم ))(6)!!!؟ وقال الحسن بن علي رضي الله عنه واصفاً شيعته الأفذاذ! بعد أن طعنوه (( أرى والله أن معاوية خير لي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي وأخذوا مالي، والله لئن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمي واومن به في أهلي، خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي وأهلي
__________
(1) راجع نهج البلاغة ص (94 ـ 96).
(2) هؤلاء الذين أتى الله بهم يجاهدون خلفاً لأبي بكر وعمر والصحابة المرتدين! فكيف بالقائم وأصحابه؟!
(3) نهج البلاغة ص (104 ـ 105).
(4) أي أذل الله وجوهكم.
(5) نهج البلاغة ص (143 ـ 144).
(6) المصدر السابق ص (224).(170/106)
))(1)!؟ وهذا الحسين رضي الله عنه يوجه كلامه إلى أبطال الشيعة فيقول (( تبّاً لكم أيتها الجماعة وترحاً وبؤساً لكم حين استصرختمونا ولهين، فأصرخناكم موجفين، فشحذتم علينا سيفاً كان في أيدينا، وحمشتم علينا ناراً أضرمناها على عدوّكم وعدوّنا، فأصبحتم إلباً على أوليائكم، ويداً على أعدائكم من غير عدلً أفشوه فيكم، ولا أمل أصبح لكم فيهم، ولا ذنب كان منا إليكم، فهلا لكم الويلات إذ كرهتمونا والسيف مشيم، والجأش طامن...))(2) وهذا محمد الباقر خامس الأئمة الاثني عشر يصف شيعته بقوله (( لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكاكاً والربع الآخر أحمق ))(3)!! وأما بالنسبة للإمام موسى جعفر سابع الأئمة فيكشف عن أهل الردة الحقيقيون فيقول (( لو ميزت شيعتي لم أجدهم إلا واصفة ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين (!!!!) ولو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد (!؟) ولو غربلتهم غربلة لم يبق منهم إلا ماكان لي انهم طالما اتكوا على الأرائك، فقالوا: نحن شيعة علي إنما شيعة علي من صدق قوله فعله ))(4) فإذا كانت هذه صفات شيعة علي وأولاده فلست أدري والله كيف سيكون حال شيعة القائم آخر الأئمة والذي لم يبلغ الحلم فاللهم سلّم سلّم!!؟ ...وبعدما يوبخ علي أصحابه كل هذا التوبيخ لا ينسى أن يأتي لهم بنموذج محتذى لكي يتأسوا به فيتعظوا فلا يجد إلا الصحابة ( المرتدين ) فيقول (( لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فما أرى أحداً يشبههم منكم (!!) لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً وقد باتوا سجداً وقياماً، يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأن بين أعينهم ركب المعزي من طول سجودهم، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم،
__________
(1) الإجتجاج للطبرسي جـ2 ص (290).
(2) المصدر السابق جـ2 ص (300).
(3) رجال الكشي ص (179).
(4) الروضة من الكافي جـ8 ص (191) تحت ( إنما شيعة علي من صدق قوله فعله ) رقم (290).(170/107)
ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفاً من العقاب ورجاءً للثواب(1) ))(2) ثم يصف قتاله مع الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله (( ولقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا، ما يزدنا ذلك إلا إيماناً وتسليماً ومضينا على اللَّقَم، وصبراً على مضض الألم وجِدّاً في جهاد العدِّو، ولقد كان الرجل منا والآخر من عدونا يتصاولان تصاول الفحلين يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس المنون فمرة لنا من عدونا، ومرة لعدونا منا فلما رأى الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت وأنزل علينا النصر، حتى استقر الإسلام ملقيا جرانه ومتبوِّئاً أوطانه ولعمري لو كنا نأتي ما أتيتم(3)، ما قام للدين عمود ولا اخضرَّ للايمان عود (!!) وأيم الله لتحتلبنها دماً ولتتبعنها ندماً ))(4) فهؤلاء هم أصحاب علي وأولاده رضي الله عنهم وأولئك هم صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نظر علي أيضاً ومن حبر كتبكم، ولكن يأبى التيجاني والقمي وأشياعهما إلا مخالفة المعقول والرضا بما تحار منه العقول، فلا أستطيع وصفهم إلا كما وصفهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بقوله ( لا تعرفون الحق كمعرفتكم الباطل ولا تبطلون الباطل كإبطالكم الحق ))!؟
__________
(1) هؤلاء الذين يقول عنهم التيجاني والقمي مرتدون.
(2) نهج البلاغة ص (225).
(3) يقصد أصحابه.
(4) نهج البلاغة ص (129 ـ 130).(170/108)
ثم يسترسل فيقول (( ولو أردنا استقصاء ما هنالك من الآيات الكريمة التي تؤكد هذا المعنى وتكشف بوضوح عن حقيقة هذا التقسيم الذي يقول به الشيعة بخصوص هذا القسم من الصحابة لاستوجب ذلك كتاباً خاصاً، وقد عبر القرآن الكريم عن ذلك بأوجز العبارات وأبلغها حين قال: ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم، يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون، وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون ) صدق الله العلي العظيم، وهذه الآيات كما لا يخفى على كل باحث مطلع تخاطب الصحابة وتحذرهم من التفرقة والاختلاف من بعد ما جاءهم البينات وتتوعدهم بالعذاب العظيم وتقسمهم إلى قسمين قسم يبعث يوم القيامة بيض وهم الشاكرون الذين استحقوا رحمة الله، وقسم يبعث مسود الوجوه وهم الذين ارتدوا بعد الأيمان وقد توعدهم الله سبحانه بالعذاب العظيم ))(1) أقول:
__________
(1) ثم اهتديت ص (102).(170/109)
1ـ قال المفسرون في تفسير هذه الآية (( ولتكن منكم أيها المؤمنون جماعة يدعون الناس إلى الخير والإسلام وشرائعه (ومن) في منكم للتبعيض لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفايات، وينهونهم عن الكفر بالله وتكذيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وقوله { ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا...} قال جمهور المفسرين هم اليهود والنصارى، وقال بعضهم هم المبتدعة من هذه الأمة وقال أبو أمامة: هم الحرورية ))(1)(( وأما قوله تعالى { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه...} فقد اختلف أهل التفسير في تعيينهم فقال ابن عباس: تبيض وجوه أهل السنة وتسود وجوه أهل البدعة، وقال الحسن البصري: هم المنافقون كانوا أعطوا كلمة الإيمان بألسنتهم، وأنكروها بقلوبهم وأعمالهم، وقال أبو أمامة: هم الخوارج فعن أبي غالب قال: رأى أبو أمامة رؤوساً منصوبة على درج دمشق فقال أبو أمامة: كلاب النار شر قتلى تحت أديم السماء، خير قتلى من قتلوه، ثم قرأ { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه } إلى آخر الآية، قلت لأبي أمامة: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين أو ثلاثاً أو أربعاً ـ حتى عد سبعاً ـ ما حدثتكموه ))(2) وعن قتادة هم المرتدون، وقيل عنه أيضاً:هم أهل البدع فعن أسماء بنت أبي بكر قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( إني فرطكم على الحوض حتى أنظر من يرد عليّ منكم وسيؤخذ ناس دوني، فأقول: يارب مني ومن أمتي، فيقال لي هل شعرت ما عملوا بعدك؟ والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم ))(3) وقال أبي بن كعب: هو الإيمان الذي كان قبل الاختلاف في زمان آدم، حين أخذ منهم عهدهم وميثاقهم وأقروا كلهم بالعبودية
__________
(1) جامع القرطبي جـ4 ص (107) وراجع البغوي جـ2 ص (86).
(2) القرطبي جـ4 ص (107،108)، الطبري جـ3 ص (386،387) المحرر الوجيز جـ3 ص (190،191)، البغوي جـ2 ص (87)، فتح القدير جـ1 ص (559).
(3) تفسير البغوي جـ2 ص (88).(170/110)
وفطرهم على الإسلام فكانوا أمة واحدة مسلمين. وقال القرطبي ((والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، فمن بدل أو غير أو ابتدع في دين الله مالا يرضاه الله ولم يأذن به الله فهو من المطرودين عن الحوض المبتعدين منه مسودي الوجوه، وأشدهم طرداً وإبعاداً من خالف جماعة المسلمين وفارق سبيلهم كالخوارج على اختلاف فرقها، والروافض على تباين ضلالها (!!) والمعتزلة على أصناف أهوائها، فهؤلاء كلهم مبدلون ومبتدعون...))(1) وقال ابن جرير الطبري (( وأولى الأقوال التي ذكرناها في ذلك بالصواب القول الذي ذكرناه عن أبي بن كعب أنه عنى بذلك جميع الكفار، وأن الإيمان الذي يوبخون على ارتدادهم عنه هو ايمان الذي أقرّوا به يوم قيل لهم { ألست بربكم قالوا بلى شهدنا } ))(2) فهذه هي أقوال المفسرين لهذه الآية فهل ترى رعاك الله أحداً منهم قال هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي مقدمتهم الخلفاء الثلاثة؟! فلست أدري والله من أين يأتي هذا التيجاني بتلكم التفاسير.
__________
(1) القرطبي جـ4 ص (108).
(2) الطبري جـ3 ص (387).(170/111)
2ـ أما بالنسبة لمفسري الشيعة فسوف أسوق بعض أقوالهم في تفسير هذه الآية حتى تتضح الصورة أكثر ويظهر النور وسط ظلمات التيجاني، يقول الفضل الطبرسي في مجمع البيان عند تفسير هذه الآية (( { ولا تكونوا كالذين تفرقوا } في الدين وهم اليهود والنصارى ( واختلفوا ) قيل معناه تفرقوا أيضاً .......{ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه } وإنما تبيض فيه الوجوه للمؤمنين ثواباً لهم على الإيمان والطاعة وتسود فيه الوجوه للكافرين عقوبة لهم على الكفر والسيئات بدلالة مابعده وهو قوله { وأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم } أي يقال لهم أكفرتم بعد ايمانكم واختلف فيمن عنوا به على أقوال: أحدها: أنهم الذين كفروا بعد إظهار الإيمان بالنفاق...عن الحسن، وثانيهما: أنهم جميع الكفار لإعراضهم عما وجب عليهم الإقرار به من التوحيد حيث أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى فيقول أكفرتم بعد إيمانكم يوم الميثاق عن أبي بن كعب، وثالثهما: أنهم أهل الكتاب كفروا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد إيمانهم به...عن عكرمة واختاره الزجاج والجبائي، ورابعها: أنهم أهل البدع والأهواء من هذه الأمة عن علي (ع) ومثله عن قتادة أنهم الذين كفروا بالارتداد، ويروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال والذي نفسي بيده ليردن على الحوض.....الحديث ذكره الثعلبي في تفسيره، فقال أبو أمامة الباهلي: هم الخوارج ويروي عن النبي أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ....))(1) فها هو تفسير الطبرسي لهذه الآية ولم يذكر أبداً أن الآية تعني الصحابة بحال مع أنه ذكر أربعة أقوال لتفسيرها أما حديث ما يسمى بالحوض فالمقصود به هم المرتدون وأهل الأهواء كالخوارج ومن نحا نحوهم كما ذكر ذلك الطبرسي وسيأتي بالمبحث القادم زيادة توضيح لهذا الحديث، أما بالنسبة لتفسير الصافي للفيض الكاشاني فقد ذكر في تفسير هذه الآية قوله
__________
(1) مجمع البيان جـ2 ص (160،162).(170/112)
(( ولا تكونوا كالذين تفرقوا ـ كاليهود والنصارى اختلفوا في التوحيد والتنزيه وأحوال الآخرة ـ من بعد ما جاءتهم البينات ـ الآيات والحجج المبينة للحق الموجبة للاتفاق عليه...... يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ـ كنايات عن ظهور بهجة السرور وكآبة الخوف فيه......فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم ـ على إرادة القول أي فيقال لهم أكفرتم والهمزة للتوبيخ والتعجب من الهم في المجمع عن أمير المؤمنين (ع) هم أهل البدع والأهواء والآراء الباطلة من هذه الأمة وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والذي نفسي بيده ليردن علي الحوض .......الحديث))(1)
__________
(1) تفسير الصافي جـ1 ص (341).(170/113)
وهذا التفسير كسابقه ولا يوجد أي تصريح بأن المقصودين بالآية هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكن القمي أورد في تفسيره لهذه الآية حديثاً عجيباً ..(( قال على بن ابراهيم القمي في قوله { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ـ إلى قوله ـ ففي رحمة الله هم فيها خالدون } فإنه حدثني أبي، عن صفوان بن يحي، عن أبي الجارود، عن عمران بن هيثم، عن مالك بن ضمرة، عن أبي ذر رحمة الله عليه قال لما نزلت هذه الآية { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه } قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يرد على أمتي يوم القيامة على خمس رايات، فراية مع عجل هذه الأمة فسألهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي، فيقولون: أما الأكبر فحرفناه ونبذناه وراء ظهورنا، وأما الأصغر فعاديناه وأبغضناه وظلمناه، فأقول: ردوا النار ظمآء مظمئين، مسودة وجوهكم ثم ترد علي راية مع فرعون هذه الأمة، فأقول لهم : ما فعلتم بالثقلين من بعدي، فيقولون: أما الأكبر فحرفناه ومزقناه وخالفناه، وأما الأصغر فعاديناه وقاتلناه، فأقول ردّوا النار ظمآء مظمئين مسودة وجوهكم ثم ترد علي راية مع سامري هذه الأمة، فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي، فيقولون: أما الأكبر فعصينا وتركناه، وأما الأصغر فخذلناه وضيعناه، وصنعنا به كل قبيح، فأقول: ردوا النار ظمآء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم ترد علي راية ذي الثدية مع أول الخوارج وآخرهم فأسألهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي، فيقولون: أما الأكبر ففرقناه وبرئنا منه وأما الأصغر فقاتلناه وقتلناه، فأقول: ردوا النار ظمآء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم ترد علي راية مع إمام المتقين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين، ووصي رسول رب العالمين، فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي، فيقولون: أما الأكبر فاتبعناه وأطعناه، وأما الأصغر فأحببناه وواليناه ووازرناه ونصرناه حتى أهرقت فيهم دماؤنا فأقول ردوا الجنة رواء موريين مبيضة وجوهكم، ثم تلا رسول الله صلى الله(170/114)
عليه وآله وسلم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه....))(1) هذه الرواية التي يفسر بها هذا القمي الآية السابقة مع مخالفتها مع المفسرين السابقين مكذوبة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وباطلة سنداً ومتناً، فمن ناحية المتن لا تستقيم من وجهين، أولاً: لقد جاء هذا الدين لنصر الإسلام وجعل العبودية لله سبحانه بعدما حرفت التوراة والإنجيل فجاءت هذه الرسالة موضحة للطريق ورا سمة لمعالمه، وهي قضية التوحيد فمن آمن بالله سبحانه وعمل بمقتضى هذا الإيمان فهو من أهل الحق في الدنيا ومن أهل النجاة في الآخرة والله يقول فى أكثر من موضع { والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ...} ( العنكبوت 7) { والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين...} ( العنكبوت 9) { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية...} ( البينة 7) ...الخ، فليست القضية مرتبطة بعلي أو بغيره من الناس، وأما كتاب الله فلا يتردد من لايشك بأنه يعقل أن يقول بأن الصحابة هم الذين حفظوا القرآن واتبعوه وعملوا به وعظموه في قلوبهم، هذا من جهة، وثانياً: فإن الرواية تخبر عن أنصار علي بأنهم نصروه وقاتلوا دونه ـ وأما الأصغر فأحببناه وواليناه ونصرناه حتى أهرقت فيهم دماؤنا! ـ هذا الكلام لا شك بأنه يصطدم مع ما مر معنا قبل قليل من أن علياً وابنيه قد ذموا شيعتهم بما لم يذمه قائد لجنوده، فبينما تزعم الرواية أن شيعة علي والوه ووازروه حتى أهرقت فيهم دماؤه! يقول علي (( فتواكلتم وتخاذلتم ....ياأشباه الرجال ولا رجال حلوم الأطفال (!) وعقول ربات الحجال.... أفٍ لكم لقد سئمت عتابكم، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة عوضا؟.....الذليل والله من نصرتموه (!!).... أضرع الله خدودكم وأتعس جدودكم ثم يقول لوددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم فأخذ مني عشرة وأعطاني رجلاً منهم ))(2)
__________
(1) تفسير القمي جـ1 ص (117) ط مؤسسة الأعلمي ـ بيروت.
(2) نهج البلاغة ص (224).(170/115)
!! فكيف يستقيم قول علي مع ما جاء في هذه الرواية فإذن الشيعة لا يستحقون هذا الوصف فلا بد أنه سيقال لهم ( حسب الرواية ) ردوا النار ظمآء مظمئين مسودة وجوهكم، لأنهم خذلوه وصنعوا به كل قبيح ومعنى هذا ( حسب الرواية ) أنه لن يدخل أحدٌ الجنة أبداً بل الجميع إلى جهنم! فسنستنتج من ذلك أن هذه الرواية باطلة متناً وأما من ناحية السند فهي باطلة أيضاً باتفاق الشيعة والسنة فأحد رواة هذا الحديث المكذوب هو أبو الجارود وهو مجروح عند كلا الفريقين فالكشي من الشيعة الرافضة يقول عنه (( أبو الجارود زياد بن المنذر الأعمى السرحوب، حكى أن أبا الجارود سمى سرحوباً وتنسب إليه السرحوبية من الزيدية سماه بذلك أبو جعفر (ع) وذكر أن سرحوباً اسم شيطان أعمى يسكن البحر وكان أبو الجارود مكفوفاً أعمى القلب، إسحاق بن محمد البصري قال: حدثني محمد بن جمهور قال: حدثني موسى بن بشار الوشا عن أبي نصر قال: كنا عند أبي عبد الله (ع) فمرت بنا جارية معها قمقم فقلبته، فقال أبو عبد الله (ع) ان الله عزوجل قد قلب أبي الجارود كما قلبت هذه الجارية هذا القمقم فما ذنبي، وروي عن علي بن محمد قال: حدثني محمد بن أحمد عن علي بن اسماعيل عن حماد بن عيسى عن الحسين بن مختار عن أبي أسامة قال: قال لي أبو عبد الله (ع) ما فعل أبو الجارود؟ أما والله لا يموت إلا تائها ))(1) فهذا أبو الجارود في نظر شيعته، وأما السنة فقد قال عنه الذهبي (( زياد بن المنذر الهمداني، وقيل الثقفي، ويقال أبو الجارود الكوفي الأعمى....قال عنه ابن معين: كذاب، وقال النسائي وغيره متروك، وقال ابن حبان: كان رافضياً يضع الحديث في الفضائل والمثالب، وقال الدارقطني: إنما هو منذر بن زياد متروك، وقال غيره: إليه تنسب الجارودية، يقولون أن عليا أفضل الصحابة وتبرؤا من أبي بكر عمر، وزعموا أن الإمامة مقصورة على ولد فاطمة، وبعضهم يرى الرجعة ويبيح المتعة
__________
(1) رجال الكشي ص (199،200).(170/116)
))(1) وبذلك يكون الحديث باطل سنداً ومتناً والحمد لله رب العالمين، فكيف يستقيم بعد ذلك أن يقول التيجاني ( المهتدي ) (( وهذه الآيات كما لا يخفى على كل باحث مطلع ( تأمل ) تخاطب الصحابة وتحذرهم من التفرقة.....الخ، أظن القارئ بدأ يلحظ الأدوات التى من خلالها هدى التيجاني إلى الحق المزعوم ألا وهي الكذب والتحريف و......الخ، ثم يقول التيجاني (( ومن البديهي المعلوم أن الصحابة تفرقوا بعد النبي واختلفوا وأوقدوا نار الفتنة حتى وصل بهم الأمر إلى القتال والحروب الدامية التي سببت انتكاس المسلمين وتخلفهم وأطمعت فيهم الأعداء والآية المذكورة لا يمكن تأويلها وصرفها عن مفهومها المتبادر للأذهان ))(2) ( هكذا )!؟.....وأنا لا أريد القول بأن الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي عهدي أبي بكر وعمر قد اجتمعت كلمتهم لأنه لم يكن هناك اختلاف في الأصل.....ولا أريد القول بأن الصحابة قد أخمدوا نار الفتنة بسبب حروب الردة والتي لولاهم لما قام للإسلام قائمة ولا أريد القول بأن الصحابة قد فتحوا البلاد شرقاً وأزال الله بهم دولتا الفرس والروم غرباً حتى قذف الرعب والذل في أعدائهم لأن هذه الحقائق لا يستطيع أحد أن ينكرها فهي من البداهة بمكان بحيث اعترف بها أعداء الأمة قبل أبناء الملة ولكني سوف آتي بأقوال إمام القوم ( زوراً ) ووصي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( كذباً ) كي يصف حال الأمة في عهد الخليفتين أبي بكر وعمرليعلم من يريد معرفة الحق كيف كان الأمر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ وذلك من أهم كتبهم وأوثقها وهو كتاب نهج البلاغة للشريف الرضى ... والغارات للثقفي ـ يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يذكر بيعته لأبي بكر ((....... فمشيت عند ذلك إلى أبي بكر فبايعته ونهضت في تلك الأحداث حتى زاغ الباطل
__________
(1) ميزان الإعتدال للذهبي جـ2 ص (93) رقم (2965).
(2) ثم اهتديت ص (102).(170/117)
وزهق وكانت ( كلمة الله هي العليا ولو كره الكافرون ) [ تأمل ] فتولى أبو بكر تلك الأمور فيسر وسدد وقارب واقتصد فصحبته مناصحاً وأطعته فيما أطاع الله فيه جاهداً ))(1) ويقول عن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه (( لله بلاء فلان(2) فقد قوم الأود، وداوى العمد، خلف الفتنة وأقام السنة، ذهب نقي الثوب قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرها، أدى إلى الله طاعته واتقاه بحقه، رحل وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدي فيها الضال ولا يستيقن المهتدي ))(3) فما هو رأي التيجاني المهتدي؟! ..... ولكن التيجاني يدعي في كتابه أنه اهتدى وارتاح ضميره لعقائد وأفكار القوم عندما قرأ عدة كتب من بينها كتاب ( أصل الشيعة وأصولها ) وحتى أزيده هداية وأزيد نفسي والقارئ دراية أسوق ما ذكره محمد حسين آل كاشف الغطاء في كتابه المذكور واصفاً سبب ( مبايعة الإمام الوصي ) للخليفتين فيقول ((....، وحين رأى أن الخليفتين ـ أعني الخليفة الأول والثاني ـ بذلا أقصى الجهد في نشر كلمة التوحيد (!) وتجهيز الجنود وتوسيع الفتوح ( تأمل! ) ولم يستأثرا ولم يستبدا، بايع وسالم ..))(4) فهنيئاً للتيجاني هدايته الحقة!؟...وأما بالنسبة لعهد عثمان فقد ظهرت الفتنة في آخر عهده بسبب عبد الله بن سبأ اليهودي ( الرافضي )! الذي كان أول من أشهر القول بفرض إمامة علي بن أبي طالب فهو أصل التشيع الغالي(5) لآل البيت ثم توالت بعد ذلك الفتن وكان أبطالها مرة ( الرافضة ) ومرة ( الخوارج ) أما الصحابة فلم يكن لهم يد في إشعال الفتن لذلك روى إمامهم ـ الصدوق ـ ابن بابويه القمي في كتابه ( الخصال ) عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال (( كان أصحاب رسول
__________
(1) الغارات للثقفي جـ2 ص (305،307).
(2) يعني عمر بن الخطاب.
(3) نهج البلاغة ص (509).
(4) أصل الشيعة وأصولها ص (132ـ124) ط. دار الأضواء ـ بيروت.
(5) فرق الشيعة للنوبختي ص (22) ط. دار الأضواء.(170/118)
الله صلى الله عليه وآله وسلم إثنى عشرة ألفاً، ثمانية آلاف من المدينة، وألفان من مكة وألفان من الطلقاء، ولم ير فيهم قدري ولامرجئ ولاحروري ( خوارج ) ولامعتزلي ولاصاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار، ويقول: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير ))(1) فإذا كان هذا هو قول الشيعة فلن أضيف على ذلك شيئاً ومن كتبكم ندينكم!
ثالثاً ـ إستدلاله بالآية الثالثة على ذم الصحابة والرد عليه في ذلك:
يستدل التيجاني فيما يسميها ( آية الخشوع ) فيقول (( قال تعالى ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثيرٌ منهم فاسقون ) صدق الله العلي العظيم، وفي الدر المنثور لجلال الدين السيوطي قال: لما قدم أصحاب رسول الله (ص) المدينة فأصابوا من لين العيش ما أصابوا بعدما كان بهم من الجهد، فكأنهم فتروا عن بعض ما كانوا عليه ( فعوقبوا ) فنزلت ( ألم يأن للذين آمنوا ) وفي رواية أخرى عن النبي (ص) أن الله استبطأ قلوب المهاجرين بعد سبع عشرة سنة من نزول القرآن فأنزل الله ( ألم يأن للذين آمنوا..)، وإذا كان هؤلاء الصحابة وهم خيرة الناس على ما يقوله أهل السنة والجماعة، لم تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق طيلة سبعة عشرة عاماً حتى استبطأهم الله وعاتبهم وحذرهم من قسوة القلوب التي تجرهم للفسوق، فلا لوم على المتأخرين من سراة قريش الذين أسلموا في السنة السابعة للهجرة بعد فتح مكة))(2)
__________
(1) كتاب الخصال للقمي ص (640) ط. طهران.
(2) ثم اهتديت ص (102،103).(170/119)
1ـ بالنسبة للرواية الأولى التي ذكرها التيجاني نقلاً عن الدر المنثور لجلال الدين السيوطي فهي رواية عن الأعمش ولم ترفع للنبي صلى الله عليه وآله وسلم إطلاقاً فقد قال السيوطي أخرج ابن المبارك وعبد الرزاق وابن المنذر عن الأعمش قال: لما قدم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة فأصابوا من لين العيش ما أصابوا بعد ما كان بهم من الجهد، فكأنهم فتروا عن بعض ما كانوا عليه ( فعوتبوا ) فنزلت ( ألم يأن للذين آمنوا..) الآية(1) ، فالرواية موقوفة على الأعمش وهو معروف بالتدليس بالإضافة لتفرده بها وعلى العموم الرواية ليست من قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما ادعى التيجاني إضافة إلى تحريف التيجاني الرواية، فبينما الرواية تقول ( فعوتبوا ) حرفها لتستقيم مع كذبه إلى ( فعوقبوا ) فتنبه!...وأما الرواية الأخرى التي أوردها التيجاني فقد قال السيوطي أخرج ابن مردويه عن أنس لا أعلمه إلا مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: استبطأ الله قلوب المهاجرين بعد سبع عشرة سنة من نزول القرآن، فأنزل الله { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } الآية(2) وهذه الرواية التي أخرجها ابن مردويه عن أنس لم أجدها في جميع كتب التفسير المعتمدة إضافةً لمخالفتها للرواية الصحيحة عن ابن مسعود فقد أخرج مسلم في صحيحه أن ابن مسعود قال: ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية { ألم يأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } إلا أربع سنين ))(3) بالإضافة إلى أن ابن مسعود أقدم إسلاماً والأعلم بنزول القرآن، فرواية أبن مردويه شاذة ومنكرة، فهي شاذة لأنها خالفت رواية ابن مسعود الأوثق سنداً، ومنكرة لتفرد ابن مردويه في إخراجها فلا متابع له ولا
__________
(1) الدر المنثور في تفسير المأثور جـ6 ص (254)
(2) الدر المنثور في تفسير المأثور جـ6 ص (253).
(3) صحيح مسلم مع الشرح جـ18 كتاب التفسير برقم (3027).(170/120)
شاهد، والملاحظ هنا ان السيوطي عند تفسيره لهذه الآية أورد عشرين رواية ومن ضمنها رواية ابن مسعود الصحيحة فَلَمْ يعجب التيجاني إلا هاتان الروايتان ظناً منه أن فيها ما يثلب الصحابة كاشفاً عن سوء خبيئته وفساد طويته ولكن هيهات، فاستدلاله بالسيوطي ليس حجة له بل عليه لأن السيوطي معروف لدى علماء الحديث بإيراده الأحاديث الضعيفة والموضوعة فليس مجرد الاستدلال يدل على الصحة.
2ـ ولو فرضنا أن الروايتين اللتين استدل بهما التيجاني صحيحتان فيكون قول الله لهم مجرد عتاب وحث لهم على زيادة الخشوع وديمومة الخوف من الله لأن الصحابة بلا شك ليسوا معصومين من الأعراض البشرية كالنسيان والغفلة وقد ذكرت في الفقرة السابقة أن القرآن نزل لتربية الصحابة على قيادة الدنيا وليحضهم على الخير وينهاهم عن كل ما فيه شر لهم وضرر فعن ابن مسعود قال: إذا سمعت الله يقول { يا أيها الذين آمنوا } فأوعها سمعك فإنه خيرٌ يؤمر به أو شر ينهى عنه(1) والآية التي نحن بصددها نزلت لتنبيه الصحابة وحضهم على الخشوع وتنبيههم إلى أن اليهود والنصارى قد طال عليهم الأمد فأصيبوا بقسوة في قلوبهم فأصبح الكثير منهم فاسقون وذلك ليحذر المؤمنون من هذا الطريق فيجتنبوه وهذا بلا شك في عداد تربية الصحابة وإلا إن كان لا يجوز مجرد عتابهم فإذاً هم في عداد الملائكة وليسوا في عداد البشر! وحتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم نزل القرآن يعاتبه كما في قصة ابن أم مكتوم { عبس وتولى } فإذا كان عتاب الله للصحابة ذماً فماذا بالله سيقول التيجاني عن عتاب الله للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟! وقد نزل القرآن لتوجيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال الله له { يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين } وقوله تعالى { فإن كنت في شكٍّ مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك } ( يونس 94) فماذا سيقول هذا التيجاني عن نبي
__________
(1) الإتقان للسيوطي جـ2 ص (92،93).(170/121)
الرحمة؟! هل سيقول أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يتق الله ويشك فيما أنزل الله إليه؟؟!! أهذا هو التفسير الذي اهتدى بسببه التيجاني؟! بالطبع نعم.... لأن التفسير إذا لم يكن مقروناً بأصوله التي حددها العلماء فسيتحول إلى تفسير أشبه بتفسير العقلاء المجانين؟!
3ـ وأخيراً أقول قد مرّ معنا في الفقرة السابقة أن علياً رضي الله عنه قد مدح الصحابة وهو بصدد تعليم شيعته وتوبيخهم وحثهم على اتخاذ الصحابة قدوةً وذلك حينما قال (( لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فما أرى أحداً يشبههم منكم لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً وقد باتوا سجداً وقياماً يراوحون بين جباههم وخدودهم ...الخ ))(1) بالإضافة إلى قول جعفر الصادق حينما وصف صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله (( ....كانوا يبكون الليل والنهار ويقولون: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير ))(2) فإذا كان الأئمة أنفسهم يصفون الصحابة بهذه الصفات ـ ومن مصادركم ـ فكيف يدّعي هذا الآبق بأن الصحابة لم تخشع قلوبهم لذكر الله ( هكذا! ) وحتى ألقم هذا التيجاني المهتدي الحجارة في فمه وأوقفه عن مشاغبته في حق الصحابة الكرام أورد ما جاء على لسان ( الإمام الحادي عشر المعصوم ) الحسن العسكري في تفسير قوله في حق من يبغض الصحابة ((.. إن رجلاً ممن يبغض آل محمد ( وأصحابه ) الخيرين وواحداً منهم (!!) لعذبه الله عذاباً لو قسم على مثل عدد خلق الله تعالى لأهلكهم أجمعين ))(3) علّق أيها التيجاني المهتدي؟!
الباب الرابع
الرد على التيجاني بادعائه أن الرسول صلى الله عليه وسلم يذم الصحابة:
أولاً ـ استدلاله على أن حديث الحوض يذم الصحابة والرد عليه في ذلك:
__________
(1) راجع ص (20) من كتابنا هذا.
(2) راجع ص (103) من كتابنا هذا.
(3) تفسير الحسن العسكري ص (157) عند قوله تعالى { وقالوا قلوبنا غلف...} الآية (88 البقرة ).(170/122)
يقول التيجاني: (( قال رسول الله ( ص ): ( بينما أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال، هلّم، فقلت الى أين؟ فقال: إلى النار والله، قلت ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري، فلا أرى يخلص منهم إلا مثل همل النعم ) وقال ( ص ): (( إني فرطكم على الحوض من مرّ عليَّ شرب ومن شرب لم يظمأ أبداً، ليردنّ على أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم فأقول: أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً لمن غيّر بعدي ) فالمتمعن في هذه الأحاديث العديدة التي أخرجها علماء أهل السنة في صحاحهم ومسانيدهم، لا يتطرق إليه الشك في أن أكثر الصحابة قد بدلواوغيّروا بل ارتدوا على أدبارهم بعده ( ص ) إلا القليل الذي عبر عنه بهمل النعم، ولا يمكن بأي حال من الأحوال حمل هذه الأحاديث على القسم الثالث وهم المنافقون، لأن النص يقول: فأقول أصحابي ))(1)
وللرد على تُرهَّاته نقول وبالله التوفيق:
__________
(1) ثم اهتديت ص (104).(170/123)
أولاًـ بالنسبة لهذين الحديثين اللذين ذكرهما التيجاني لم يردا في صحيح البخاري ومسلم بهذا اللفظ، فالحديث الأول لم يورده التيجاني كاملاً بالإضافة لتحريفه له وهذا ليس غريباً على من شبَّ على التحريف والكذب والتناقض فالرواية التي في البخاري عن أبي هريرة (!) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال بينما أنا ( نائم ) فإذا بزُمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل بيني وبينهم فقال هلمَّ، فقلت أين؟ قال: إلى النار والله، قلت وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري. ثم إذا زُمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلمّ، قلت أين؟ قال: إلى النار . قلت: ما شأنهم؟ قال إنهم ارتدوا بعدَك على أدبارهم القهقري، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم ))(1). فانظر كيف حرّف كلمة (نائم)(2) واستبدلها بكلمة ( قائم ) وتأمل!.. بالإضافة إلى أن هذا الحديث لم يروه مسلمٌ في صحيحه فتنبه!
ثانياًـ أقول نعم أخرج مثل هذه الأحاديث أهل السنة في صحاحهم، ولكن هل ترى رجعت لأقوال أهل السنة في شروحهم لهذه الأحاديث أم كما هي عادتك تفسر حسب هواك ومبتغاك، ولكي يظهر الحق لكل طالبٍ له نسوق أقوال أهل السنة فيمن عناهم الحديث.
__________
(1) صحيح البخاري جـ5 كتاب الرقاق برقم (6215).
(2) سيأتي زيادة توضيح لهذه المسألة في خلال البحث.(170/124)
ثالثاًـ إختلف العلماء في حقيقة الردة المذكورة في الحديث، فعن قبيسة قال: ( هم الذين ارتدوا على عهد أبي بكر يعني حتى قتلوا وماتوا على الكفر، وقال الخطابي: لم يرتد من الصحابة أحد وإنما ارتد قومٌ من جفاة الأعراب ممن لا نصرة له في الدين وذلك لا يوجب قدحاً في الصحابة المشهورين، (( وقال ابن التين: يحتمل أن يكون المنافقون أو المرتكبين للكبائر ))(1)، وقال ابن حجر في الفتح (( قيل هم قومٌ من جفاة الأعراب دخلوا في الإسلام رغبةً ورهبةً ))(2) وقال الإمام النووي: (( هذا مم إختلف العلماء به على أقوال فقيل أنهم المنافقون المرتدون وقيل أن المراد بهم من كان في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم إرتد بعده ))(3) وقال بعض أهل العلم أنهم من أهل البدع والأهواء فقال ابن حجر في الفتح (( قيل هم أصحاب الكبائر والبدع الذين ماتوا على الإسلام ))(4) وقال النووي (( أن المراد به أصحاب المعاصي والكبائر الذين ماتوا على التوحيد وأصحاب البدع الذين لم يخرجوا ببدعتهم عن الإسلام ))(5) وقال الإمام الحافظ أبو عمر بن عبد البر (( كل من أحدث في الدين فهو من المطرودين عن الحوض كالخوارج والروافض وسائر أصحاب الأهواء ))(6) وقال أبو اسحاق الشاطبي (( الأظهر أنهم من الداخلين في غمار هذه الأمة، لأجل ما دلّ على ذلك فيهم، وهو الغرة والتحجيل، لأن ذلك لا يكون لأهل الكفر المحض، كان كفرهم أصلاً أو ارتداداً، لقوله ( قد بدلوا بعدك )، ولو كان الكفر لقال: قد كفروا بعدك، وأقرب ما يحمل عليه تبديل السنة وهو واقع على أهل البدع، ومن قال إنه النفاق، فذلك غير خارج عن مقصودنا لأن أهل النفاق إنما أخذوا الشريعة تقية لا تعبداً، فوضعوها في غير موضعها وهو عين
__________
(1) فتح الباري جـ11 ص (393).
(2) المصدر السابق.
(3) مسلم مع الشرح جـ3 ص (173) بتصرف.
(4) فتح الباري جـ11 ص (393).
(5) مسلم مع الشرح جـ3 ص (173) بتصرف يسير.
(6) المصدر السابق جـ3 ص (174).(170/125)
الابتداع ))(1) وعلى ذلك فالمراد بالمرتدين في الحديث يشمل الصنفين المرتدين والمنافقين، بالإضافة لأهل الأهواء والمبتدعة وبذلك يتبين لنا أن الصحابة الكرام ليسوا ممن عنوا بالحديث ولكن إذا أبى هذا المهتدي إلا أن يناطح الحق ويركب رأسه فأضطر ولا بد من أن آتي بأقوال شيعته فيمن عناهم الحديث حتى يظهر الحق من الباطل ويأبى الله إلا ان يُجْري الحق على ألسنتهم يقول الفضل الطبرسي ( وهو من أكابر علماء الشيعة ) في تفسيره ( مجمع البيان ) عند تفسير قوله تعالى { فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم } ...اختلف فيمن عنوا به على أقوال فذكر أربعة أقوال وذكر في آخرها أنهم أهل البدع والأهواء من هذه الأمة ثم استدل على ذلك من حديث ( الارتداد ) فقال (( ورابعها أنهم أهل البدع والأهواء من هذه الأمة عن علي (ع) ومثله عن قتادة أنهم الذين كفروا بالارتداد، ويروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال والذي نفسي بيده ليردن على الحوض ممن صحبني أقوام حتي إذا رأيتهم اختلجوا دوني فلأقولن أصحابي أصحابي أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعد إيمانهم ارتدوا على أعقابهم القهقري، ذكره الثعلبي في تفسيره فقال أبو أمامة الباهلي: هم الخوارج ويروي عن النبي أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية...))(2) فهذا هو تفسير الطبرسي لهذا الحديث أنهم الأهواء كالخوارج ونحوهم وهذا هو عين تفسير أهل السنة لهذه الآية وهذا الحديث(3)، ولم يشر ولو مجرد إشارة إلى أنهم أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا الكاشاني ( من كبار مفسري الاثني عشرية ) عند تفسيره للآية السابقة يستدل من خلال هذا الحديث على أنهم من أهل الأهواء فيقول (( في المجمع عن أمير المؤمنين (ع) هم أهل البدع والأهواء والآراء
__________
(1) الاعتصام جـ1 ص (168).
(2) مجمع البيان جـ2 ص (162).
(3) راحع مبحث الرد على استدلال التيجاني للآية الثانية ص (96 ـ 97).(170/126)
الباطلة من هذه الأمة وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: والذي نفسي بيده ليردن على الحوض ممن صحبني حتى إذا رأيتهم اختلجوا دوني فلأقولن أصحابي أصحابي فيقال لي إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك انهم ارتدوا على أعقابهم القهقري، ذكره الثعلبي في تفسيره ))(1) فهذا هو قول الشيعة فيمن عنوا بالحديث ولن يستطيع التيجاني مهما حاول تحريف قول شيعته على أنهم الصحابة لأنهم لم يشيروا أدنى إشارة إلى اتهام الصحابة وخير دليل على ذلك أنهم طعنوا في الصحابة في غير ما موضع من تفاسيرهم ـ راجع تفسير الصافي للكاشاني ـ وأنزلوا عليهم الكثير من الآيات التي ليس لهم بها صلة لامن قريب ولا من بعيد، إلا هذه الآية لتكون حجة عليهم لا لهم ولله الحمد والمنة، ومن هنا نعلم أن الحديث لا يشملهم، فالصحابة لا مرتدين ولا مبتدعين متبعين للهوى وحتى أزيل الشك من القلوب وأقطعه باليقين ليزداد الذين آمنوا من أهل السنة بالحق إيماناً ويزداد الذين ضلوا من أهل التشيع والرفض بالباطل ضلالاً، وطمعاً في هداية من يريد منهم الحق واْتّباعه أسوق أقوال الشيعة الاثني عشرية في أن الصحابة الكرام معصومون من الارتداد ومطهرون من الابتداع، أما أنهم معصومون من الارتداد فقد ذكر ذلك وصي القوم علي بن أبي طالب رضي الله عنه في غير ما موضع(2) ومن أوثق مصادر القوم بالإضافة إلى كبار أئمتهم من أولاد علي فهذا الإمام المعصوم عند الرافضة الاثني عشرية(3)
__________
(1) تفسير الصافي جـ1 ص (341).
(2) راجع كتابنا ص (20) ، (93).
(3) يلاحظ القارئ أنني أسوق من روايات الشيعة الإثني عشرية روايات متضاربة متضادة فلا تكاد توجد رواية عن إمام معصوم وإلاّ تجد ما يناقضها ولا شك أن هذا الإمر دليل على التناقض الذي يكتنف مذهب هؤلاء الروافض وأعتقد أن القارئ سيزول عجبه إذا علم أن القوم أنفسهم يعترفون بذلك فقد ذكر ذلك ( شيخ طائفتهم ) محمد الطوسي في كتابه (تهذيب الأحكام ) ـ وهو أحد الكتب الأربعة التي تمثل مذهب الإمامية ـ حيث قال في مقدمة الكتاب ص (45) ( الحمد لله ولي الحمد ومستحقه ، وصلواته على خيرته من خلقه محمد وآله وسلم تسليماً ذاكرني بعض الأصدقاء أيده الله ممن أوجب حقه (علينا) بأحاديث أيدهم الله ورحم الله السلف منهم ، وما وقع من الإختلاف والتباين والمنافاة والتضاد ، حتى لايكاد يتفق خبر إلاّ وبإزائه ما يضاده ، ولايعلم حديث إلا وفي مقابله ما ينافيه ، حتى جعل مخالفونا ذلك أعظم الطعون على مذهبنا ، وتطرقوا بذلك إلى إبطال معتقدنا، وذكروا أنه لم يزل شيوخكم السلف والخلف يطعنون على مخالفيكم بالاختلاف الذي يدينون الله تعالى به ، ويشنعون عليهم بافتراق كلمتهم في الفروع ـ يقصدون أن أهل السنة اختلفوا في الفروع، وهذا ليس ذماًّ، بالإضافة إلى أن قولهم هذا إعتراف منهم بأن أصول أهل السنة حق ـ ويذكرون أن هذا مما لا بجوز أن يتعبد به الحكيم (!)، ولا يبيح العمل به العليم وقد وجدناكم أشدّ اختلاف من مخالفيكم (!!) وأكثر تبياناً من مباينيكم (؟) ووجود هذا الإختلاف منكم مع اعتقاد بطلان ذلك دليل على فساد الأصل (!!؟) .....)) ـ ولا شك أنهم لن يستطيعوا تعديل هذا التناقض، لأنه يعني ببساطة زوال مذهبهم؟! ـ فانظر رعاك الله أخي القارئ كيف يتهمون غيرهم بما هم متلبسون به بالضبط كما فعل هذا التيجاني المهتدي، ويقول أحد شيوخهم وهو دلدار اللكهنويفي كتابه ( أساس الأصول )ص (51) مانصه ((إن الأحاديث المأثورة عن الأئمة مختلفة جداً لا يكاد يوجد حديث إلا وفي مقابله ما ينافيه ولا يتفق خبر إلا بإزائه ما يضاده حتى صار ذلك سبباً لرجوع بعض ( الناقصين) (!) عن اعتقاد الحق (!!)....)) هذا هو مذهب الشيعة الإثنا عشرية وصدق الله إذ يقول { إنكم لفي قولٍ مختلف يؤفك عنه من أفك ، قتل الخرّاصون} (الذاريات ـ 10) ـ { يؤفك عنه من أفك } أي إنما يروج على من هو ضال في نفسه لأنه قول باطل إنما ينقاد له ويضل بسببه ويؤفك عنه من هو مأفوك ضال غمر لا فهم له (( تفسير ابن كثير جـ4 249)) ـ الخراصون الكذابون ـ ولكن أهل الحق ( السنة والجماعة ) لا يوجد في مذهبهم أي تناقض فلا يقولون بكفر الصحابة في مَوْضعٍ ثم خير الناس في موضع آخر ولا يقولون أن صيام عاشوراء من أكبر الذنوب وفي موضع آخر من القربات ( راجع وسائل الشيعة للحر العاملي جـ7 كتاب الصوم ص 337 ـ 339 )، ولا يقولون أن القرآن محرف ومرة غير محرف، وأخرى يكتشفون قرآناً جديداً (!؟!)، ويقولون أن ( المتعة ) من القربات ومرة لا ييفعلها عندنا إلاّ الفواجر (!) ( راجع وسائل الشيعة جـ14 كتاب النكاح ص 456 ).(170/127)
يذكر أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام ويدعو لهم في صلاته بالرحمة والمغفرة لنصرتهم سيد الخلق في نشر دعوة التوحيد وتبليغ رسالة الله إلى خلقه فيقول (( ..... فذكرهم منك بمغفرة ورضوان اللهم وأصحاب محمد خاصة، الذين أحسنوا الصحبة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره، وكانفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالته، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته وانتصروا به، ومن كانوا منطوين على محبته يرجون تجارةً لن تبور في مودته، والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته، فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك وأرضهم من رضوانك وبما حاشوا الخلق عليك وكانوا مع رسولك دعاةً لك وإليك، واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه ومن كثَّرت في اعتزاز دينك من مظلومهم اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان خير جزائك، الذين قصدوا سمتهم، وتحرَّوا جهتهم، ومضوا على شاكلتهم لم يثنهم ريبٌ في بصيرتهم، ولم يختلجهم شك في قفوِ آثارهم والإئتمام بهداية منارهم مُكانفين ومُؤازرين لهم يدينون بدينهم، ويهتدون بهديهم، يَتَّفقون عليهم، ولا يتهمونهم فيما أدوا إليهم اللهم وصلِّ على التابعين من يومنا هذا إلى يوم الدين وعلى أزواجهم وعلى ذُرِّياتهم وعلى من أطاعك منهم صلاةً تعصمهم بها من معصيتك وتفسح لهم في رياض جنَّتك وتمنعهم بها من كيد الشيطان ... ))(1)! ويروي ثقتهم ( الكليني ) وهو من كبار أئمتهم في كتابه ( الأصول من الكافي ) ـ وهو أحد الكتب الأربعة التي تعتبر مرجع الإمامية في أصول مذهبهم وفروعه(2)
__________
(1) الصحيفة الكاملة السجادية للإمام زين العابدين ص (27ـ 28) ط. إيران ـ قم مؤسسة أنصاريان.
(2) راجع كتاب المراجعات لعبد الحسين الموسوي ص (334).(170/128)
ـ (( عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما بالي أسألك عن المسألة فتجيبني فيها بالجواب ثم يجيئك غيري فتجيبه فيها بجواب آخر؟ فقال: إنا نجيب الناس على الزيادة والنقصان، قال: قلتُ: فأخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صدقوا على محمد أم كذبوا؟ قال: بل صدقوا، قال: قلت فما بالهم اختلفوا؟ فقال: أما تعلم أن الرجل كان يأتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيسأله عن المسألة فيجيبه فيها بالجواب ثم يجيبه بعد ذلك ما ينسخ ذلك الجواب فنسخت الأحاديث بعضها بعضاً ))(1) وهذا الإمام الحسن العسكري والذي يمثل عند الاثني عشرية الإمام الحادي عشر يقول في تفسيره عندما سأل موسى ربه بضع أسئلة منها (( هل في صحابة الأنبياء أكرم عندك من صحابتي قال الله عزوجل: يا موسى أما علمت أنّ فضل صحابة محمد على جميع صحابة المرسلين كفضل آل محمد على جميع آل النبيين وكفضل محمد على جميع المرسلين ))(2) ويقول أيضاً (( وإن رجلاً من خيار أصحاب محمد لو وزن به جميع صحابة المرسلين لرجح بهم ))(3) وبعد هذا البيان يتبين لدينا أن الصحابة الكرام معصومون عن الارتداد والانقلاب وأما أنهم سالمون من الأهواء والبدع فقد ذكر القمي ـ وهو من كبار أئمتهم ـ في كتابه ( الخصال ) عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال (( كان أصحاب رسول الله وآله اثني عشر ألفاً، ثمانية آلاف من المدينة وألفان من مكة وألفان من الطلقاء ولم ير فيهم قدري ولا مرجيء ولاحروري ( الخوارج ) ولا معتزلي ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار ويقول: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير ))(4) ومن هنا يتبين لدينا أن الصحابة الكرام سالمون من الابتداع
__________
(1) الأصول من الكافي للكليني جـ1 ص (52) كتاب فضل العلم.
(2) تفسير الحسن العسكري ص (11) سورة الفاتحة.
(3) المصدر السابق البقرة آية (88) ص (157).
(4) كتاب الخصال للقمي ص (639ـ 640) باب (12).(170/129)
فهذه هي أقوال كبار أئمتهم وهذه كتبهم تنطق بالحق فماذا بعد الحق إلا الضلال يا تيجاني؟!
4ـ أما استدلال التيجاني بالحديث في قوله ( أصحابي ) على أنهم صحابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فغير مسلم لأنه يجب الجمع بين روايات الحديث بعضها مع بعض حتى يتسنى لنا معرفة المراد من قوله ( أصحابي ) من الحديث، (( أما بالنسبة للصحبة فإنها إسم جنس ليس له حد في الشرع ولا في اللغة، والعرف فيها مختلف والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقيد الصحبة بقيد ولا قدّرها بقدْرٍ بل علّق الحكم بمطلقها ولا مطلق لها إلا الرؤية ))(1) ومما لا يختلف عليه اثنان أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى في حياته المنافقين والذين ارتدوا بعده وأنهم رأوه وهذا ما يرجّح أن المذكورين هم أهل الإرتداد والنفاق، فقد روى أحمد والطبراني بسند حسن من حديث أبي بكرة رفعه (( ليردن عليّ الحوض رجالٌ ممن صحبني ورآني))(2) بالإضافة إلى أنه ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بصيغة التصغير فقد روى أنس بن مالك فيما أخرجه البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (( ليردن عليّ الحوض ممن صاحبني حتى إذا رأيتهم ورفعوا إليّ اختلجوا دوني فلأقولنّ أى ربي أُصَيْحابي أُصَيْحابي فَلَيقالنّ لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ))(3) بالإضافة إلى أنه قد جاء في بعض الروايات ( أنهم من أمتي ) ومرة ( رجال منكم ) ومرة ( زمرة ) فلا يصح أن يحمل المعنى على نص واحد فقط هو في حد ذاته ليس دليلاً على ذم الصحابة فبات ظاهراً لدينا أن الأمر لا يعدو ان يكون من خزعبلات الرافضة.
__________
(1) منهاج السنة النبوية جـ8 ص (387) بتصرف.
(2) راجع فتح الباري جـ11 ص (393).
(3) صحيح مسلم مع الشرح برقم (2304) جـ15 ورواه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق برقم (6211).(170/130)
5ـ أما قوله في الحديث أنه عرفهم ليس بالضرورة أنه عرفهم بأعيانهم بل بمميزات خاصة كما يوضحها الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (( ترد عليَّ أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله، قالوا: يا نبي الله أتعرفنا؟ قال: نعم لكم سيما ليست لأحد غيركم تردون عليّ غراً محجلين من آثار الوضوء. وليُصدَّن عني طائفة منكم فلا يصلون، فأقول: يارب هؤلاء من أصحابي فيجبني ملك فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟))(1) فهذا الحديث يفيد أن أهل الأهواء والنفاق يحشرون بالغرة والتحجيل وقوله ( منكم ) الميم ميم الجمع وهذا يعني أنهم يحشرون جميعاً بنفس سيما المؤمنين كما في حديث الصراط في قوله صلى الله عليه وآله وسلم ((....وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها.. ))(2) فدل على أنهم يحشرون مع المؤمنين، والذي أرجحه أن المقصود بالحديث هم المنافقون لأنه أقرب الأقوال إلى الحق والذي يتوافق مع سياق الحديث.
__________
(1) صحيح مسلم بشرح النووي جـ3 ص برقم (247) كتاب الطهارة.
(2) الفتح جـ11 ص (393).(170/131)
وبعد هذا البيان نقول لايمكن بحال حمل هذه الروايات على صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المهاجرين والأنصار وأولهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وطلحة ومعاوية رضي الله عنهم أجمعين وذلك لعدة أسباب، أولاً: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ترضىَّ عن صحابته ودافع عنهم وقال (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيئ قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته ))(1) وفي هذا الحديث أثبت الخيرية لقرن الصحابة وأخرج مسلم في صحيحة عن أبي بردة عن أبيه في جزءٍ من الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رفع رأسه إلى السماء فقال (( النجوم أمنة السماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ))(2) قال النووي في شرحه لمسلم (( ـ وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ـ معناه من ظهور البدع والحوادث في الدين والفتن فيه، وطلوع قرن الشيطان وظهور الروم وغيرهم عليهم، وانتهاك مكة والمدينة وغير ذلك، وهذه من معجزاته صلى الله عليه وآله وسلم ))(3) بالإضافة إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد بشر أصحابه بالجنة، فعن عبد الرحمن بن عوف قال:قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعليٌّ في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة ))(4)
__________
(1) صحيح البخاري جـ3 كتاب فضائل الصحابة برقم (3451) عن عبد الله بن مسعود.
(2) صحيح مسلم مع الشرح جـ16 كتاب فضائل الصحابة برقم (2531).
(3) المصدر السابق ص (125).
(4) سنن الترمذي كتاب المناقب ـ باب ـ عبد الرحمن بن عوف برقم (3747) وراجع صحيح الترمذي برقم (2946).(170/132)
وأخرج أحمد في مسنده عن جابر بن عبد الله مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (( لن يدخل النار رجل شهد بدراً والحديبية ))(1) وتوفي صلى الله عليه وآله وسلم وهو عن صحابته راضٍ(2) بالإضافة إلى أنه لم يثبت أن أحداً من المهاجرين والأنصار قد ارتد، قال الإمام عبد القادر البغدادي في كتابه ( الفَرْق بين الفِرق ) (( أجمع أهل السنة على أن الذين ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من كندة، وحنيفة،وفزارة، وبني أسد وبني بكر بن وائل لم يكونوا من الأنصار ولا من المهاجرين قبل فتح مكة وإنما أطلق الشرع اسم المهاجرين على من هاجر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل فتح مكة وأولئك بحمد الله ومنه درجوا على الدين القويم والصراط المستقيم ))(3) فكيف يستقيم هذا الأمر مع قول التيجاني أن أكثر الصحابة ارتدوا إلا القليل منهم فأتساءل هل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يتناقض مع نفسه ويقول للصحابي أنت في الجنة ثم يجده ممن ارتد عن الحوض!؟ أليس هذا طعن صريح بالنبي بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه فلا شك إذن أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلم أن أصحابه لم يرتدوا بعده فقد أخرج الطبراني بسند جيد من حديث أبي الدرداء (( فقلت يا رسول الله ادع الله أن لا يجعلني منهم، قال: لست منهم ))(4) بالإضافة إلى أن الحديث الأول الذي حرفه التيجاني بقوله ( بينما أنا قائم ) والصحيح قوله ( بينما أنا نائم ) الذي يثبت أنه رأى في منامه في الدنيا ما سيقع له في الآخرة فلو كان الصحابة هم الذين سيرتدون لذكر ذلك .....فهل
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند جـ5 برقم (15262) ص (213) وراجع السلسلة الصحيحة جـ5 برقم (2160).
(2) راجع البخاري كتاب فضائل الصحابة ـ باب ـ قصة البيعة والاتفاق على عثمان برقم (3497).
(3) الفرق بين الفرق ص (318 ـ 319) بعناية الشيخ إبراهيم رمضان.
(4) راجع فتح الباري جـ11 ص (393).(170/133)
يقول من يعرف المعقول أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يعلم حال أصحابه كحال أبي الدرداء فلعله سيجده مع المرتدين!؟ فلا أعتقد أن أحداً يقول مثل هذا القول إلا أمثال التيجاني ( المهتدي ) إذاً لا يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمن هو أعظم وأقرب وأحب إليه كمثل أبي بكر الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( أنت عتيق الله من النار ))(1) وعمر الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب فقلت لمن هذا القصر؟ قالوا: لشاب من قريش فظننت أني أنا هو فقلت: ومن هو؟ قالوا: عمر بن الخطاب ))(2) وعثمان الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (( عثمان في الجنة ))(3) ولست أدري لعل راوي حديث الإنقلاب وهو الصحابي الجليل أبو هريرة ـ والذي روى الحديث بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ سيجد نفسه أحد المرتدين المدفوعين عن الحوض!! بالإضافة لثمانين صحابياً شاركوا أبا هريرة في رواية الحديث.
__________
(1) سنن الترمذي كتاب الفضائل برقم (3679) وراجع صحيح الترمذي برقم (2905) عن عائشة.
(2) سنن الترمذي كتاب الفضائل برقم (3688) عن أنس وصحيح الترمذي برقم (2911) وروى البخاري مثله برقم (3476).
(3) سبق ص (116).(170/134)
6ـ أما إذا لم يعترف هذا التيجاني بهذه الحقيقة فيكون لزاماً عليه أن يحدد من هم الصحابةالذين يشملهم الحديث فإن لم يكن هناك من جواب فلا بد أذن من أن يسري هذا المعنى على الصحابة المرضيين عندهم(1) فسيشمل الحديث دون شكٍّ علياً بن أبي طالب والحسن والحسينَ وعمارَ بن ياسر وأبا ذرٍّ الغفاري وسلمان الفارسي والمقداد بن الأسود وخزيمة بن ثابت وأبي بن كعب(2) ولن يستطيع إستثناء هؤلاء الصحابة الكرام إلا بدليل ثابت فإن قال أن هناك أحاديث تثني على هؤلاء الصحابة وتثبت أنهم من أهل الجنة أقول وكذا الصحابة الذين تحاول إدخالهم فيمن يرتد عن الحوض أن هناك عشرات الأدلة من الكتاب والسنة تثبت رضا الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عنهم وتثني عليهم غاية الثناء وأنهم هم المؤمنون حقاًّ وتثبت بالدليل القاطع أنهم من أهل الجنة فما هو جواب التيجاني المهتدي!؟.
7ـ أما قوله ( إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) فمن المسلَّم به أن الصحابة الكرام لم يبدلوا أو يحدثوا في دين الله شيئاً بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد أورد السيد محمد صديق حسن القنوجي البخاري رحمه الله في كتابه ( الدين الخالص ): (( أن رافضياًّ سأل سنيًّا:ما تقول في حق الصحابة؟ فأجابة: أقول فيهم ما قال الله تعالى في كتابه، عني به قوله هذا ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ). فقال ( أي الرافضي ): إنهم بدلوا بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال السني: إن الله يقول: { وما بدلوا تبديلا } ونحن لا نقول بإله يخبر بشيء ولا يعلم أنه يتغير بعد ذلك ))(3) أما إذا ادعى هذا التيجاني المهتدي أنهم أحدثوا الكثير مثل عدم قبولهم بولاية أهل البيت وتحريف القرآن فسيأتي بإذن الله في ثنايا هذا الكتاب ما يفند هذه الدعاوى جملة وتفصيلاً.
__________
(1) وعندنا بالطبع.
(2) راجع ثم اهتديت ص (133).
(3) الدين الخالص جـ3 ص (382).(170/135)
8ـ أما قول هذا التيجاني ( أن أكثر الصحابة قد بدلوا وغيروا بل ارتدوا على أدبارهم بعده (ص) إلا القليل الذي عبر عنهم بهمل النعم ). هذا القول يدل على جهل هذا الرافضي بمعنى الحديث فهو كحاطب ليل يجمع ما يظن أنه طعنٌ في الصحابة ولكن أقول له بعداً، فقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( بهمل النعم ) يعني من هؤلاء الذين دنوا من الحوض وكادوا يردونه فصدوا عنه(1) وليس كل من ورد الحوض. وجاء في رواية أخرى بلفظ ( رهط ) فعن أبي هريرة أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( يرد علي يوم القيامة ( رهط ) من أصحابي فيجلون عن الحوض فأقول: يارب أصحابي. فيقول: أنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقري ))(2) والرهط كما هو معلوم ما دون العشرة من الرجال..(3) أما الصحابة فيشربون من الحوض فقول هذا التيجاني بأن أكثر الصحابة ارتدوا دليل على عميق تفكيره فهنيئاً له على الهداية!!
__________
(1) راجع فتح الباري جـ11 ص (483).
(2) صحيح البخاري مع الفتح جـ11 ص (473) رقم (6585).
(3) مختار الصحاح ص (109).(170/136)
9ـ ثم يتناقض هذا التيجاني تناقضاً واضحاً وفاضحاً حين يقول ( ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال ( تأمل! ) حمل هذه الأحاديث على القسم الثالث وهم المنافقون لأن النص يقول: فأقول أصحابي!!؟ ) سبحان ربي إن هذا لشيء عجاب أجعل المنافقين ليسوا من الصحابة؟! أليس هو الذي قسّم ( الصحابة ) إلى ثلاثة أقسام وآخرهم المنافقون بينما هو ينفي هنا ذلك فيقول لا يمكن بأي حال من الأحوال حمل هذه الأحاديث على المنافقين...لماذا؟.. لأن النص يقول أصحابي؟؟! فأقول لهذا المهتدي أي الأمرين تختار؟! فإن قلت أن أحد أقسام الصحابة هم المنافقون فقد رددت على نفسك وإن قلت أن المنافقين ليسوا قسماً من الصحابة فقد أهدرت كتابك من أوله إلى آخره لإنك بنيته على أن المنافقين من الصحابة وحتى أخرجك من هذه المعضلة أقول أنه ما من شكٍّ أن المنافقين ليسوا بحالٍ من أقسام الصحابة ولكن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ذكرهم وذكر المرتدين في بعض روايات الحديث ( بأصيحابي ) أو بـ( من صاحبني ) لأنهم صحبوه ورأوه في الدنيا وذلك تصغيراً لهم وتحقيراً لا تعظيماً ولا يقول ذلك لأصحابه من المهاجرين والأنصار الذين كانت لهم رواياته في حقهم بصيغة الإجلال والتقدير والتعظيم والتكريم.(170/137)
وأخيراً أقول: أن التيجاني ( المهتدي ) يريد أن يوصلنا إلى نتيجة محددة، مفادها أن أكثر الصحابة قد ارتدوا على أدبارهم القهقري... فماذا يعني هذا القول؟! هذا يعني أن الدين الذي نحن عليه منذ أربعة عشر قرناً والقرآن الذي بين أيدينا والسُّنة التي نسير عليها والصلاة ( عمود الدين ) التي نقيمها والعبادة التي نؤديها باختصار باطلة!!! لأنها نقلت إلينا عن طريق المرتدين؟! ومعنى هذا أيضاً أن المرتدين يا ويلهم الذين فتحوا البلاد شرقاً وأخضعوا البلاد غرباً ليس من أجل إخضاع الناس لعبادة رب العباد بل لكي يدخلونهم مباشرة في باب الإرتداد؟!! ومعنى هذا أيضاً أن مسيلمة الكذاب وسجاح وغيرهم هم أهل الحق لأنهم لم يرتدوا عن الإسلام بل ارتدوا عن أهل الإرتداد!!؟ وكأنه ينادي ويقول يا أهل الشام ... ياأهل مصر والمغرب العربي... يا أهل العراق... يا أهل الجزيرة... يا أهل ما وراء النهرين...كلكم مرتدون على أدباركم القهقري وإلى جهنم؟!!! فمرحا بالإمامية الجاهلية.(170/138)
ثانياًـ إستدلاله على تنافس الصحابة على الدنيا بحديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والرد عليه في ذلك:
يقول التيجاني (( قال (ص): ( إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض ( أو مفاتيح الأرض ) وإني والله ما أخاف عليكم ان تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها ). صدق رسول الله (ص)، فقد تنافسوا على الدنيا حتى سلت سيوفهم وتحاربوا وكفر بعضهم بعضا، وقد كان بعض هؤلاء الصحابة المشهورين يكنز الذهب والفضة، ويحدثنا المؤرخون كالمسعودي في مروج الذهب والطبري وغيرهم أن ثروة الزبير وحده بلغت خمسين ألف دينار وألف فرس وألف عبد وضياعاً كثيرة في البصرة وفي الكوفة وفي مصر وغيرها. كما بلغت غلّة طلحة من العراق وحده كل يوم ألف دينار، وقيل أكثر من ذلك. وكان لعبد الرحمن بن عوف مائة فرس، وله ألف بعير وعشرة آلاف شاة، وبلغ ربع ثمن ماله الذي قسم على زوجاته بعد وفاته أربعة وثمانين ألفاً. وترك عثمان بن عفان يوم مات مائة وخمسين ألف دينار عدا المواشي والأراضي والضياع مما لا يحصى وترك زيد بن ثابت من الذهب والفضة ما كان يكسر بالفؤوس حتى مجلت أيدي الناس، ما عدا الأموال والضياع بقيمة مائة ألف دينار. هذه بعض الأمثلة البسيطة وفي التاريخ شواهد كثيرة لا نريد الدخول في بحثها الآن ونكتفي بهذا القدر للدلالة على صدق الحديث وأنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم بهرجها ))(1).
__________
(1) ثم اهتديت ص (105).(171/1)
1ـ لست أدري والله ما دخل هذا الحديث في أن جمعاً من الصحابة يمتلكون مالاً أو متاعاً فالحديث يخبر أنّ هذه الأمة سوف تمتلك خزائن الأرض وأنه سوف يقع التنافس في الدنيا وهذه من معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنه قد وقع ما أخبر به ولكن الحديث لا ينطبق على هؤلاء الصحابة لأن الصحابة لم يمتلكوا خزائن الأرض بعد، بالإضافة إلى أن القتال الذي وقع بينهم لم يكن من أجل التنافس على حطام الدنيا ولكن الفتنة التي وقعت بسبب مقتل عثمان هي التي أدت لذلك مع أنهم لم يكونوا يريدون القتال، وعلى العموم فكل من الفريقين مأجور على إجتهاده وسوف يأتي زيادة توضيح لهذه المسألة في مباحث هذا الكتاب.
2ـ هذا التيجاني يحشد من الأدلة التي يظن بجهله أنها تسيء للصحابة وما درى أنه باستدلاله بها يتناقض مع نفسه تمام التناقض فبينما هو يدَّعي في المبحث السابق أن أكثر الصحابة قد إرتدوا على أدبارهم القهقري يستشهد هنا بهذا الحديث الذي يفيد صراحة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يخشى على أصحابة من الإرتداد ولكنه يخاف عليهم أن يتنافسوا فيها فكيف يوفِّق بين هذا التخبط الذي يتمتع به التيجاني، بالإضافة إلى أنه باستشهاده بهذا الحديث يطعن في علي بن أبي طالب وأصحابه لأن الحديث جاء بصيغة الجمع أي أن التنافس على الدنيا يشمل الطرفين وقد أكد ذلك التيجاني نفسه بقوله ( صدق رسول الله ( ص ) فقد تنافسوا على الدنيا حتى سُلّت سيوفهم وتحاربوا وكفر بعضهم بعضاً ) ومن المسلم به أن القتال الذي وقع بين جيش طلحة والزبير كان مع جيش علي بن أبي طالب وعلى هذا تصبح التخطئة لكلا الطرفين ويقتضي أيضاً ـ حسب فهم هذا التيجاني ـ أن علياً تنافس من أجل الإمارة والسلطة.(171/2)
3ـ يقول هذا الرافضي ( كان بعض هؤلاء الصحابة المشهورين ( هكذا ) يكنز الذهب والفضة ) فأقول للتيجاني أين دعواك على هذا الادعاء ومن أي المصادر المعتمدة جئت بهذا الزعم وما دخل الثروة التي يمتلكها أحد الصحابة ممن يكنز الذهب والفضة، فسبحان الله على هذا الجهل المرّقع!
4ـ لاشك أن غنى هؤلاء الصحابة ليس فيه ما يدعو إلى الذم أو التجريح فسيرة هؤلاء الصحابة الكرام تثبت أنهم من خيار الصحابة، فعثمان بن عفان ثالث الخلفاء ومن أقرب الناس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن أجودهم وأكرمهم فعن عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بألف دينار حين جهز جيش العسرة فنثرها في حجره. قال عبد الرحمن: فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقلبها في حجره ويقول: (( ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم ))(1) وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (( من يحفر بئر رومة فله الجنة فحفرها عثمان))(2) وكل ذلك من ماله طاعة لله ورسوله، وأما طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه فقد بشره النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة(3) وكان من المجاهدين في سبيل الله ودافع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة أحد حتى شلّت يده وعن الزبير قال: كان على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم درعان فنهض إلى الصخرة فلم يستطع فأقعد تحته طلحة فصعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى استوى على الصخرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول (( أوجب طلحة ))(4) وكان رضي الله عنه يخشى أن يبيت وقد جمع مالاً
__________
(1) سنن الترمذي كتاب الفضائل ـ باب ـ فضائل عثمان بن عفان برقم (3701) وراجع صحيح الترمذي برقم (2920).
(2) راجع صحيح البخاري كتاب الوصايا ـ باب ـ إذا وقف أرضاً أو بئراً برقم (2626).
(3) سبق الحديث ص (116).
(4) سنن الترمذي كتاب المناقب ـ باب ـ طلحة بن عبيد الله برقم (3738) وراجع صحيح الترمذي برقم (2939).(171/3)
فعن طلحة بن يحيى قال (( حدثتني سعدى بنت عوف المرّية قالت: دخلت على طلحة يوماً وهو خاثر(1) فقلت: مالك؟ لعل رابك من أهلك شيء؟ قال: لا والله ونعم حَليلةُ المسلم أنت ولكن مالٌ عندي قد غَمَّني . فقلت: ما يغمك؟ عليك بقومك. قال: يا غلام ادع لي قومي، فقسمه فيهم.فسألت الخازن: كم أعطى؟ قال: أربعة مئة ألف ))(2) ، وعن الحسن البصري أن طلحة بن عبيد الله باع أرضاً له بسبع مئة ألف فبات أرقاً من مخافة ذلك المال حتى أصبح وفرّقه(3) وأما الزبير بن العوام فقد بشره النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة(4) وكان حوارى(5) النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعن علي بن أبي طالب (!) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( إن لكل نبي حوارياً وإن حوارىَّ الزبير بن العوام ))(6) ومن فرط حبه للمال وحرصه على أن يكنز سواري كسرى من الذهب والفضة! فقد وصى ابنه عبد الله بن الزبير على سداد دينه وهو على شفا الموت فقد أخرج البخاري في صحيحه عن عبدالله بن الزبير قال: (( لما وقف الزبير يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه. فقال: يا بُنيَّ إنه لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم وإني لا أراني إلا سأقتل اليوم مظلوماً، وإن من أكبر همي لَدَيْني أَفترى يبقي ديننا من مالنا شيئاً؟ فقال: يا بني بِعْ ما لنا فاقض ديني وأوصي بالثلثُ، وثلثه لبنيه ـ يعني بني عبد الله بن الزبير ـ يقول ثلث الثلث فإن فَضَل من مالنا فضلٌ بعد قضاء الدين فثلثه لولدك. قال هشامٌ: وكان بعض ولد عبد الله قد وازى بعض بني الزبير، حبيب وعبّاد، وله يومئذ تسعة
__________
(1) أي ثقيل وغير نشيط.
(2) سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي جـ1 ص (32) وقال محقق الكتاب: رجاله ثقات.
(3) المصدر السابق.
(4) سبق الحديث ص (116).
(5) الحواري: قيل بمعنى الذي يصلح للخلافة أو الوزير أو الناصر أو الخالص ـ راجع الفتح جـ7 ص (100).
(6) صحيح البخاري جـ3 كتاب فضائل الصحابة برقم (3514) والترمذي جـ5 برقم (3744).(171/4)
بنين وتسع بنات. قال عبد الله: فجعل يوصيني بدينه ويقول: يا بنيّ إن عجزت عنه في شيء فاستعن عليه مولاي. قال: فوالله ما دريتُ ما أراد حتى قلتُ: يا أبت من مولاك؟ قال: الله، قال: فوالله ما وقعتُ في كربةٍ من دينه إلا قلتُ: يا مولى الزبير اقض عنه دينه فيقضيه، فقُتل الزبير رضي الله عنه ولم يدع ديناراً ولا درهماً إلا أرضين، منها الغابة وإحدى عشرة داراً بالمدينة، ودارين بالبصرة، وداراً بالكوفة، وداراً بمصر...))(1) وهذا عبد الرحمن بن عوف الصحابي الجليل الذي بشره النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة(2) وله فضيلة صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم خلفه(3) بالإضافة إلى إحسانه إلى أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاته فعن عائشة أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول (( إن أمركنّ لمِما يهمني بعدي، ولن يصبر عليكن إلا الصابرون ) ثم تقول عائشة: فسقى الله أباك من سلسبيل الجنة تريد عبد الرحمن بن عوف وقد كان وصل أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمال بيعت بأربعين ألفاً ))(4) وعن أبي سلمة: (( أن عبد الرحمن بن عوف أوصى بحديقة لأمهات المؤمنين بيعت بأربعمائة ألف ))(5) فهذا هو عبد الرحمن بن عوف الذي يدعي التيجاني أنه ممن يكنز الذهب والفضة!؟ وأما الصحابي زيد بن ثابت فهو أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فعن أنس بن مالك قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد ...))(6) أخرج البخاري في صحيحه عن
__________
(1) صحيح البخاري جـ3 كتاب فرض الخمس برقم (2961).
(2) سبق الحديث ص (116).
(3) سبق الحديث ص (80).
(4) سنن الترمذي كتاب الفضائل برقم (3749) وراجع صحيح الترمذي برقم (2948).
(5) المصدر السابق برقم (3750)وصحيح الترمذي برقم (2949).
(6) سنن الترمذي كتاب الفضائل برقم (3794)راجع صحيح الترمذي برقم (2983).(171/5)
البراء قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( ادع لي زيداً وقل له يجيء بالكتف والدواة. قال:فقال: اكتب { لا يستوي القاعدون }... ))(1) وهو أحد الذين إنتدبهم أبو بكر الصديق لجمع القرآن في عهده(2) وقال عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم (( أفرض أمتي زيد بن ثابت ))(3) فهؤلاء هم الصحابة الذي لم يجد هذا التيجاني المهتدي إلا أن يشفي غليله في الطعن بهم وهم الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالصدق والعدالة والرضا والجنة!؟ فهل هذا هو التوقير الذي يكنه الروافض لصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟!
__________
(1) صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن ـ باب ـ كاتب النبي صلى الله عليه وسلم برقم (4704).
(2) صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن ـ باب ـ جمع القرآن برقم (4701).
(3) سير أعلام النبلاء جـ2 ص (431) وعلق عليه المحقق في الهامش: إسناده صحيح.(171/6)
4ـ وأما استشهاده برجلٍ ليس من أهل السنة كالمسعودي فهو مجروح عندهم فقد ترجم له ابن حجر في ( لسان الميزان ) بقوله (( وكتبه طافحة بأنه كان شيعياً معتزلياً..))(1) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عن كتابه مروج الذهب (( وفي تاريخ المسعودي من الأكاذيب ما لا يحصيه إلا الله تعالى ))(2) فاحتجاج التيجاني بالمسعودي ليس حجة علينا، وحتى أدلل على أن المسعودي من الشيعة وليس من أهل السنة فقد ذكره إمام الشيعة الاثني عشرية القمي في كتابه ( الكنى والألقاب ) وقال عنه (( شيخ المؤرخين وعمادهم أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي الهذلي...ذكره العلامة (ره ) في القسم الأول من (صه) وقال: له كتاب في الإمامة وغيرها، ومنها كتاب إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب وهو صاحب مروج الذهب... قال العلامة المجلسي في مقدمة البحار: والمسعودي عده (جش ) ـ أي النجاشي ـ في فهرسته من رواة الشيعة ))(3)
5ـ ومع أن التيجاني استدل من كتاب المروج على ما يظن أنه يدين عثمان فقد ترك مالا يستطيع المسعودي كتمانه حين قال (( وكان عثمان في نهاية الجود والكرم والسماحة والبذل في القريب والبعيد فسلك عماله وكثير من أهل عصره طريقته وتأسوا به في فعله ))(4) ولكنه الحقد الدفين والتدليس المهين إضافةً إلى أن التيجاني يقوِّل عن المسعودي ما لم يقله حينما ادعى على الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف أنه قسم ثمن ماله البالغ أربعاً وثمانين ألفاً على زوجاته ويعزوه لكتابه المروج ولم أجده في المصدر المذكور، فماذا نقول عن هذا الموتور؟!
__________
(1) راجع منهاج السنة جـ4 ص (85).
(2) المصدر السابق جـ4 ص (84).
(3) الكنى والألقاب للعباسي القمي جـ3 ص (185) ط.مكتبة الصدر ـ إيران، وط. انتشارات ص (153).
(4) مروج الذهب للمسعودي جـ2 ص (332) ط. دار الأندلس ـ بيروت.(171/7)
وأخيراً ـ يقول التيجاني في نهاية هذيانه ( هذه بعض الأمثلة البسيطة وفي التاريخ شواهد كثيرة لا نريد الدخول في بحثها الآن ونكتفي بهذا القدر ...) فأقول لهذا الدعي الكذاب أرجو منك الدخول في بحث الشواهد لنرى والقراء مزيداً من الهذيان والكذب.
الباب الخامس:
الرد على التيجاني بادعائه أن الصحابة يذم بعضهم بعضاً:
أولاً ـ استدلاله بحديث أبي سعيد الخدري والرد عليه في ذلك:
يقول التيجاني (( عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله (ص) يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول شيء يبدأ فيه الصلاة ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس، والناس جلوس على صفوفهم فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم فإن كان يريد أن يقطع بحثاً قطعه أو يأمر بشيء أمر به ثم ينصرف، قال أبوسعيد فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجت مع مروان وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر فلما أتيناً المصلى إذا منبر بناه كثير بن الصلت فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي فجبذت بثوبه فجبذني فارتفع فخطب قبل أن يصلي فقلت له غيرتم والله، فقال: أبا سعيد قد ذهب ما تعلم. فقلت: ما أعلم والله خير مما لاأعلم، فقال إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة فجعلتها قبل الصلاة. وقد بحثت كثيراً عن الدوافع التي جعلت هؤلاء الصحابة يغيرون سنة رسول الله (ص)...))(1) وللرد على ذلك أقول:
__________
(1) ثم اهتديت ص (106).(171/8)
1ـ بالنسبة لمروان فقد عده الذهبي من التابعين(1) وليس من الصحابة وقيل اختلف في صحبته أي أنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد توفي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولما يبلغ الحلم إذ كان عمره عشر السنين فمن الحماقة إذن أن يحمل فعل الواحد من التابعين على ثاقل الصحابة ويضع عنواناً صارخاً ( شهادتهم على أنفسهم بتغيير سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) والهاء والميم في ( أنفسهم ) تفيد الجمع، فيفهم من ذلك أن جميع الصحابة مشتركون بتغيير سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهل توجد حماقة أشد من ذلك؟!
ولاشك أنه بقوله هذا لن يستثني الصحابة المرضيين عندهم كعلي بن أبي طالب وأبوذر وعمار بن ياسر...الخ فهل يستطيع استثناءهم من المجموع؟! وحتى تتضح الصورة أكثر ويظهر تجنيِّ هذا التيجاني على الصحابة أسوق الحديث الذي جاء في الباب بعد الحديث الذي استشهد به هذا الرافضي بباب واحد فعن ابن عباس قال (( شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فكلهم يصلّون قبل الخطبة ))(2)
__________
(1) سير أعلام النبلاء جـ3 ص (476).
(2) صحيح البخاري جـ1 كتاب العيدين برقم (920).(171/9)
2ـ أقول وعلى فرض وقوع ما يظن أنه مخالفة للسنة من الصحابة فلا يعد هذا قدحاً بهم لأنهم ليسوا معصومين، ومن الممكن ان يصدر من أحدهم ما يخالف السنة باجتهاده من دون أن يتعمد ذلك فإذا عرف الحق سارع للتمسك به، قال الشافعي: ..وأخبرني من لا أتهم عن ابن أبي ذئب قال: أخبرني مخلد بن خفاف قال: ابتعت غلاماً فاستغللته ثم ظهرت منه على عيب فخاصمت فيه إلى عمر بن عبد العزيز فقضى لي برده وقضى عليّ برد غلته فأتيت عروة فأخبرته، فقال: أروح إليه العشية فأخبره أن عائشة أخبرتني أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( قضى في مثل هذا أن الخراج بالضمان )) فعجلت إلى عمر فأخبرته بما أخبرني به عروة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال عمر: فما أيسر هذا عليّ من قضاء قضيته، اللهم إنك تعلم أني لم أرد فيه إلا الحق، فبلغتني فيه سنة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأرد قضاء عمر وأنفذ سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فراح إليه عروة فقضى لي أن آخذ الخراج من الذي قضى به علي له ))(1)، وكان زيد بن ثابت لا يرى للحائض أن تنفر حتى تطوف طواف الوداع، وتناظر في ذلك هو وعبد الله بن عباس، فقال له ابن عباس: إما لا فسل فلانه الأنصارية، هل أمرها بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرجع زيد يضحك ويقول: ما أراك إلا قد صدقت، ذكره البخاري في صحيحه بنحوه ))(2) فصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أكثر الناس تعظيماً واتباعاً لأوامر النبي صلى الله عليه وآله وسلم 0
__________
(1) أ علام الموقعين عن رب العالمين للإمام ابن قيم الجوزية جـ2 ص (200).
(2) نفس المصدر جـ2 ص (203).(171/10)
3ـ وأما بالنسبة لفعل مروان فقد فعل ذلك باجتهاد منه ولكن أبا سعيد أعترض لأنه حمل فعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على التعيين وحمله مروان على الأولوية لذلك اعتذر عن ترك الأولى بما ذكره من تغير حال الناس فرأى أن المحافظة على أصل السنة ـ وهو إسماع الخطبة ـ أولى من المحافظة على هيئة فيها ليست من شرطها(1) ومع ذلك فقد حضر أبوسعيد الخطبة ولم ينصرف بخلاف الأولى اتباعاً للإمام.
4ـ قد ثبت أن علياً قد أفتى بخلاف السنة كإفتائه بأن المتوفى زوجها تعتد أبعد الأجلين مع أن سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الثابته عنه الموافقة لكتاب الله تقتضي بأنها تحل بوضع الحمل ومثل إفتائه بأن المفوضة يسقط مهرها بالموت وقد أفتى ابن مسعود وغيره بأن لها مهر نسائها كما رواه الأشجعيون عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بروع بنت واشق(2) فلا يعني هذا أن علياً بن أبي طالب قد غير سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنه من الممكن أن الحديث لم يبلغه، نقول ذلك مع الفارق بين فعل مروان الذي يسوغ فيه الإجتهاد لأنه لم يخالف فيه شرطاً من شروط الصلاة وإفتاء علي المخالف لفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
__________
(1) فتح الباري جـ2 ص (522).
(2) منهاج السنة جـ4 ص (183).(171/11)
5ـ إني والله لأعجب من هؤلاء الرافضة الذين يعترضون على فعل الواحد من التابعين له ما يسوغه ولا يكون في نفوسهم غضاضة من رفض سنة الرسو ل صلى الله عليه وآله وسلم جملةً وتفصيلاً وأخذها على أحسن الأحوال للطعن في الصحابة وذلك لضحالة تفكيرهم أو للتشكيك في الدين وذلك لسوء خبثهم وجعلهم السنة محكورة في قول علي وأولاده فأقول لكم يا من تبكون على السنة كذباً، هل علي وأولاده وحدهم هم الذين علموا السنة وبقية الصحابة الذين رافقوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حله وترحاله ودعوته وجهاده في حياته وحتى مماته قد جهلوا السنة ولم يعلموا منها شيئاً؟! فهنيئاً اتباعكم للسنة المكذوبة.
ثانياً ـ ادعاؤه أن الصحابة غيروا في الصلاة والرد عليه في ذلك:
يقول التيجاني (( قال أنس بن مالك ما عرفت شيئاً مما كان على عهد النبي (ص) قبل الصلاة، قال أليس ضيعتم ما ضيعتم فيها. وقال الزهري دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت ما يبكيك فقال: لا أعرف شيئاً مما أدركت إلا هذه الصلاة وقد ضيعت. وحتى لا يتوهم أحد أن التابعين هم الذين غيروا ما غيروا بعد تلك الفتن والحروب، أود ان أذكر بأن أول من غير سنة الرسول في الصلاة هو خليفة المسلمين عثمان بن عفان وكذلك أم المؤمنين عائشة، فقد أخرج الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما: أن رسول الله (ص) صلى بمنى ركعتين وأبوبكر بعده وعمر بعد أبي بكر وعثمان صدراً من خلافته ثم أن عثمان صلى بعد أربعاً. كما اخرج مسلم في صحيحه قال الزهري قلت لعروة ما بال عائشة تتم الصلاة في السفر؟ قال أنها تأولت كما تأول عثمان ))(1)
__________
(1) ثم اهتديت ص (109).(171/12)
1ـ لقد خلط هذا التيجاني بين حديثين وجعلهما حديثاً واحداً فالحديث الأول رواه مهدي عن غيلان عن أنس قال (( ما أعرف شيئاً مما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم قيل: الصلاة، قال: أليس صنعتم ما صنعتم فيها ))(1)
والحديث الثاني عن عثمان بن أبي روّاد أخي عبد العزيز قال: (( سمعت الزهري يقول: دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت: ما يبكيك؟ فقال: لا أعرف شيئاً مما أدركت إلا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيعت ))(2)
2ـ أما بالنسبة لحديث أنس بن مالك الأول فإنه قصد من قوله ( أليس صنعتم ما صنعتم فيها ) أنهم يؤخرونها حتى يخرج وقتها وقد كان هذا في زمن الحجاج وليس زمن الصحابة كما زعم، والذي خاطب أنس في هذا الحديث يقال له أبو رافع ذكره أحمد بن حنبل في روايته لهذا الحديث عن عثمان بن سعد عن أنس فذكر نحوه (( فقال أبو رافع: يا أبا حمزة ولاالصلاة؟ فقال له أنس: قد علمتم ما صنع الحجاج في الصلاة ))(3) وروى بن سعد في الطبقات سبب قول أنس هذا القول فأخرج في ترجمة أنس من طريق عبد الرحمن بن العريان الحارثي سمعت ثابتاً البناني قال (( كنا مع أنس بن مالك فأخّر الحجاج الصلاة فقام أنس يريد أن يكلمه فنهاه إخوانه شفقةً عليه منه، فخرج فركب دابته فقال في مسيرة ذلك: والله ما أعرف شيئاً مما كنا عليه على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا شهادة أن لا إله إلا الله فقال رجل: فالصلاة يا أبا حمزة؟ فقال: قد جعلتم الظهر عند المغرب، أفتلك كانت صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ وأخرجه ابن أبي عمر في مسنده من طريق حماد بن ثابت مختصراً ))(4)
__________
(1) صحيح البخاري جـ1 كتاب مواقيت الصلاة ـ باب ـ تضييع الصلاة عن وقتها برقم (506).
(2) المصدر السابق جـ1 برقم (507).
(3) فتح الباري جـ2 ص (17).
(4) فتح الباري جـ2 ص (17 ـ18).(171/13)
3ـ أما حديث أنس الآخرالذي رواه الزهري فكان في إمارة الحجاج على العراق أيضاً، وقد قدم أنس لدمشق لكي يشكوا الحجاج للخليفة وهو إذ ذاك الوليد بن عبد الملك، أما المراد بقول أنس (( لا أعرف شيئاً مما أدركت إلا هذه الصلاة وقد ضيعت )) أي بتأخيرها عن وقتها فقد صح أن الحجاج وأميره الوليد وغيرهما كانوا يؤخرون الصلاة عن وقتها لما رواه عبدالرزاق عن أبي جريح عن عطاء قال (( أخَّر الوليد الجمعة حتى أمسى فجئت وصليت الظهر قبل أن أجلس ثم صليت العصر وأنا جالس إيماء وهو يخطب ))(1) وما رواه أبو نعيم شيخ البخاري في كتاب الصلاة من طريق أبي بكربن عتبة قال (( صليت إلى جنب أبي جحيفة فمسّى الحجاج بالصلاة فقام أبو جحيفة فصلى، ومن طريق ابن عمر أنه كان يصلي مع الحجاج فلما أخّر الصلاة ترك أن يشهدها معه ))(2)، وأما إطلاق أنس فلا يفهم منه أن هذا موجوداً في جميع بلاد الإسلام بل هو محمول على ما شاهده من أمراء الشام والبصرةخاصة، وإلا فإنه قدم المدينة فقال: ما أنكرت شيئاً إلا انكم لا تقيمون الصفوف والسبب فيه أنه قدم المدينة وعمر بن عبد العزيز أميرها حينئذ ))(3).
__________
(1) المصدر السابق جـ2 ص (18).
(2) المصدر السابق.
(3) المصدر السابق.(171/14)
4ـ أما قوله عن عثمان وعائشة في أنهما غيّرا في الصلاة فأقول: الصلاة المقصودة هناهي في باب السفر هل تقصر أم تتم وهذا الأمر فيه خلاف بين أهل العلم لمن له أدنى إلمام بالفقه وقد روي الخلاف بين الصحابة أيضاً في ذلك فروي عن عثمان وسعد بن أبي وقاص وابن مسعود وابن عمر وعائشة رضي الله عنهم الإتمام في السفر وهو قول جمهور الصحابة والتابعين بل قد روي عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يتم في السفر ويقصر وسأل ابن عباس رجلٌ فقال: كنت أتم الصلاة في السفر فلم يأمره بالإعادة(1) وقد جاءت السنة الدالة على أن القصر رخصة في السفر وليس عزيمة لقوله تعالى { فليس عليكم جناحٌ أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا } ( النساء ـ 101) فقد أخرج مسلمٌ في صحيحه عن يعلى بن أمية قال (( قلت لعمر بن الخطاب: ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ـ فقد أمن الناس فقال: عجبتُ مما عجبتَ منه، فسألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك. فقال: صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته ))(2) واحتج الشافعي على عدم الوجوب بأن المسافر إذا دخل في صلاة المقيم صلّى أربعاً بالاتفاق ولو كان فرضه القصر لم يأتم مسافر بمقيم(3) وأما إذا احتج هذا التيجاني بقول ابن مسعود بالحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن عبد الرحمن بن زيد قال (( صلّى بنا عثمان بن عفان رضي الله عنه بمنىً أربع ركعات، فقيل ذلك لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه فاسترجع ثم قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنى ركعتين وصليت مع أبي بكر رضي الله عنه ركعتين وصليت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمنى ركعتين فليت حظي من أربع ركعات
__________
(1) المغني لابن قدامة جـ3 ص (124) تحقيق عبد الله التركي وعبد الفتاح الحلو.
(2) صحيح مسلم بشرح النووي جـ5 كتاب صلاة المسافرين برقم (686).
(3) فتح الباري جـ2 ص (658).(171/15)
ركعتان متقبّلتان ))(1) فأما قول ابن مسعود ( فليت حظي من أربع ركعات ركعتان متقبِّلتان ) فـ( من ) هنا للبدلية مثل قوله تعالى { أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة } وهذا يدل على أنه كان يرى الإتمام جائزاً وإلا لما كان له حظ من الأربع ولا من غيرها فإنها تكون فاسدة كلها وإنما استرجع ابن مسعود لما وقع عنده من مخالفة الأولى ويؤيده ما روى أبو داود (( أن ابن مسعود صلى أربعاً فقيل له (( عبت على عثمان ثم صليت أربعاً. فقال: الخلاف شر ))(2) (( وفي رواية البيهقي ( إني لأكره الخلاف ) ولأحمد من حديث أبي ذر مثل الأول، وهذا يدل على أنه لم يكن يعتقد أن القصر واجب كما قال الحنيفية ووافقهم القاضي اسماعيل من المالكية وهي رواية عن مالك وعن أحمد. قال ابن قدامة: المشهور عن أحمد أنه على الاختيار والقصر عنده أفضل وهو قول جمهور الأصحاب والتابعين ))(3) وأما إذا استدل أيضاً بحديث عائشة رضي الله عنها حينما قالت ( الصلاة أول ما فرضت ركعتين.....) الحديث، وقول عائشة ( فرضت ) أي قدرت وأدل دليل على تعيين تأويل حديث عائشة هذا كونها كانت تتم في السفر(4)
__________
(1) صحيح البخاري جـ1 كتاب تقصير الصلاة برقم (1034).
(2) راجع سنن أبي داود كتاب المناسك ـ باب ـ الصلاة بمنى برقم (1960)، وراجع صحيح سنن أبي داود للألباني برقم (1726).
(3) فتح الباري جـ2 ص (657 ـ 658).
(4) المصدر السابق جـ2 ص (664).(171/16)
5ـ ومن هنا نعلم أن القصر في السفر هو رخصة من الله والإنسان مخير بين الأخذ به أو تركه كسائر الرخص ونعلم أيضاً ضحالة تفكير هذا التيجاني الذي زعم أن الصحابة غيّروا في الصلاة فليت شعري كأن الصحابة غيروا صلاة الصبح فصلّوها أربعا! أو قصروا صلاة المغرب فجعلوها ركعة!!؟ وكأنه لم يكن في يوم من الأيام من أهل السنة وهذا أقرب إلى اعتقادي لأن أي سني يعرف هذه القضية الفقهية يقيناً ويعلم أن الصحابي لم يكن ليخالف فعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في أمرٍ فيه عزيمة فضلاً عن زوجته.(171/17)
6ـ ونأتي الآن إلى تأويل عثمان وعائشة رضي الله عنهما فقد ذكر بعض أهل العلم (( أنهما كانا يريان أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما قصر لأنه أخذ بالأيسر على ذلك لأمته فأخذا على أنفسهما بالشدة ))(1) ، وعن الزهري قال (( أن عثمان بن عفان أتم الصلاة بمنى من أجل الأعراب، لأنهم كثروا عامئذٍ فصلى بالناس أربعاً ليعلمهم أن الصلاة أربع ))(2) وقال ابن حجر في الفتح (( أن سبب إتمام عثمان أنه كان يرى القصر مختصاً بمن كان شاخصاً سائراً، وأما من أقام في مكان في أثناء سفره فله حكم المقيم فيتم ))(3) ثم قال ابن حجر (( ولا مانع عندي أن يكون هذا أصل سبب الإتمام، وليس بمعارض للوجه الذي اخترته بل يقويه من حيث أن حالة الإقامة في أثناء السفر أقرب إلى قياس الإقامة المطلقة عليها بخلاف السائر وهذا ما أدى إليه اجتهاد عثمان ))(4)، (( وأما عائشة فقد جاء عنها سبب الإتمام صريحاً، وهو فيما أخرجه البيهقي من طريق هشام بن عروة عن أبيه ( أنها كانت تصلي في السفر أربعاً فقيل لها: لو صليت ركعتين. فقالت: يا ابن أختي إنه لا يشق عليّ ) إسناده صحيح وهو دالٌ على أنها تأولت أن القصر رخصة، وأن الإتمام لمن لا يشق عليه أفضل ))(5)
أخيراً ـ أقول أن قول هذا الرافضي ( وحتى لا يتوهم أن التابعين هم الذين غيروا...الخ ) في إشارة لحديث أنس يظهر دليلاً آخر على تدليس هذا ( الرويبض ) المشين فما دخل رواية أنس بن مالك بما روي عن عثمان وعائشة فالرواية الأولى وضحنا فيها أن التغيير من فعل الحجاج وليس من الصحابة، وأما فعل عثمان وعائشة فقد وضحناه في الفقرة السابقة وبات لدينا أن شيئاً واحداً هو الذي تغير ألا وهو عقل التيجاني؟!
__________
(1) فتح الباري جـ2 ص (665).
(2) راجع سنن أبي داود ـ باب ـ الصلاة بمنى برقم (1964) وراجع صحيح أبي داود برقم ( 1727) وانظر الفتح جـ2 ص (665).
(3) نفس المصدر جـ2 ص (665).
(4) نفس المصدر جـ2 ص (665).
(5) المصدر السابق.(171/18)
ثالثاً ـ ادعاؤه أن الصحابة يشهدون على أنفسهم والرد عليه في ذلك:
يقول التيجاني (( روى أنس بن مالك أن رسول الله (ص) قال للأنصار: إنكم سترون بعدي أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله على الحوض. قال أنس فلم نصبر.
وعن العلاء بن المسيب عن أبيه قال: لقيت البراء بن عازب رضي الله عنه فقلت طوبى لك صحبت النبي (ص) وبايعته تحت الشجرة، فقال:يا ابن أخي إنك لا تدري ما أحدثنا بعده. وإذا كان هذا الصحابي من السابقين الأولين الذين بايعوا النبي (ص) تحت الشجرة، ورضي عنهم وعلم ما في قلوبهم فأثابهم فتحاً قريباً، يشهد على نفسه وعلى أصحابه بأنهم أحدثوا بعد النبي وهذه الشهادة هي مصداق ما أخبر به (ص) وتنبأ به من أنّ أصحابه سيحدثون بعده ويرتدون على أدبارهم فهل يمكن لعاقل بعد هذا أن يصدق بعدالة الصحابة كلهم أجمعين ( أكتعين أبصعين ) على ما يقول به أهل السنة والجماعة، والذي يقول هذا القول فإنه يخالف العقل والنقل (!!!) ولا يبقي للباحث أي مقاييس فكرية يعتمدها للوصول إلى الحقيقة ))(1) ، فأقول:
__________
(1) ثم اهتديت ص (111).(171/19)
1ـ لم أجد هذه الرواية التي ذكرها التيجاني بهذا السياق بل وجدت الرواية هذه، عن الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك (( أناساً من الأنصار قالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، حين أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من أموال هوازن ما أفاء، فطفق يعطي رجالاً من قريش المائَةَ من الإِبلِ، فقالوا: يغفرُ الله لرسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يعطي قريشاً ويدعنا، وسيوفنا تقطرُ من دمائهم. قال أنس: فحُدِّثَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمقالتهم، فأَرسلَ إلى الأنصار فجمعهم في قُبَّة من أدم، ولم يدع معهم أحداً غيرهم، فلمَّا اجتمعوا جاءهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ( ما كان حديث بلغني عنكم ). قال لهم فُقهاؤُهم: أمَّا ذَوُو آرائِنَا يا رسول الله فلم يقولوا شيئاً، وأمَّا أُناسٌ مِنَّا حديثةٌ أسنانهم، فقالوا: يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يعطي قريشاً، ويترك الأنصار، وسيوفنا تقطر من دماءهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :( إني أعطي رجالاً حديثٌ عهدهم بكُفرٍ، أما ترْضوْنَ أنْ يذهب الناس بالأموال، وترجعوا إلى
رحالكم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فواللهِ ما تنقلبون به خيرٌ مما ينقلبون بهِ ). قالوا: بلى يا رسول الله قدْ رضينا، فقال لهمْ: ( إنكم ستَروْن بعدى أثرةً شديدةً فاصبروا حتى تلْقَوا الله تعالى ورسوله على الحوض ). قال أنس: فلم نصبر ))(1)
__________
(1) صحيح البخاري كتاب فرض الخمس برقم (2978) ، جـ3.(171/20)
2ـ هذا الحديث كما هو ظاهر من فضائل الأنصار ويظهر حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للأنصار وكيف لا وهو قائل: (( الأنصار لا يُحِبُّهم إلا مُؤْمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله ))(1) . ويقول: (( آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار ))(2)،وفي هذا الحديث يقول (( أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعوا إلى رحالكم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم )) فهل يقول ذلك إلا لخير الناس.
3ـ وقول أنس ( فلم نصبر ) لا يعدو أن يكون رأيه هو فلا يقبل أن يجعل حجة على جميع الصحابة ولعله أخطأ في قوله، لذلك لم يلتفت لهذه الزيادة أي من شراح الحديث.
4ـ لا يجوز شرعاً وعقلاً أن يحمل قول واحد من الصحابة لا يفهم منه القدح أصلاً لترد به آيات محكمة وكثيرة في مدح الصحابة عموماً ومدح الأنصار خاصة.
5ـ وقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث ((... فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم على الحوض )) فلا يفهم منه أنهم إن لم يصبروا فلن يلقوا الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم على الحوض؟! و ( حتى ) بمنزلة ( إلى ) في إنتهاء الغاية مكانية كانت أو زمانية ولم يستخدم أداة الشرط فيقول ( إن ) صبرتم ستلقوني على الحوض حتى يجعل التيجاني قول أنس دليل على إحداثهم وانقلابهم على فرض التسليم بصحة وجهة نظر أنس، هذا إذا ما أضفنا إلى أن الحديث في الأصل مدح للأنصار وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الحجة وليس قول أنس.
__________
(1) صحيح البخاري كتاب فضائل الصحابة برقم (3572) عن البراء بن عازب.
(2) صحيح البخاري كتاب فضائل الصحابة برقم (3573) عن أنس بن مالك!(171/21)
6ـ ولعل انس ذكر ذلك بسبب موقف قومه من الخلافة ومحاولة منازعتهم للمهاجرين في بداية الأمر ولعل الذي يؤكد ذلك ما رواه أنس عن أسيد بن حضير، أن رجلاً من الأنصار خلا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فقال: ألا تستعملني كما استعملت فلاناً؟ فقال (( إنكم ستلقون بعدي أثرة. فاصبروا حتي تلقوني على الحوض ))(1) خصوصاً إذا عرفنا أن ( الأثرة ) هي: الاستئثار والاختصاص بأمور الدنيا(2).
7ـ أما بالنسبة لقول الصحابي البراء بن عازب ( إنك لا تدري ما أحدثنا بعده ) فهو ( يشير إلى ما وقع لهم من الحروب وغيرها فخاف غائلة ذلك، وذلك من كمال فضله )(3) ومن المعلوم أن عليا بن أبي طالب كان أحد المشاركين في هذه الحروب فلا بد أن يشمله الخطاب على حد فهم التيجاني فيكون ممن أحدث بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكن الحق الذي يجب أن يقال أن هذين الحديثين لا يمكن أن يردّا مجموع الأدلة القرآنية والحديثية في مدح الصحابة والرضا عنهم من الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ووقوعهم في الأخطاء لا ينفي فضلهم وطهارتهم الظاهرية والباطنية فاحتجاج التيجاني بمثل هذه الأقوال على الطعن في عموم الصحابة مثله كمثل من يصد صاروخاً بترس؟!
الباب السادس:
مبحث مطاعن التيجاني في الخليفة الأول أبو بكر الصديق والرد عليه في ذلك:
__________
(1) صحيح مسلم مع الشرح كتاب الإمارة ـ باب ـ الأمر بالصبر عند ظلم الولاة واستئثارهم برقم (1845).
(2) شرح مسلم جـ12 ص (331).
(3) الفتح جـ7 ص (516).(171/22)