7: 1 فاذ لنا هذه المواعيد ايها الاحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد و الروح مكملين القداسة في خوف الله
7: 2 اقبلونا لم نظلم احدا لم نفسد احدا لم نطمع في احد
7: 3 لا اقول هذا لاجل دينونة لاني قد قلت سابقا انكم في قلوبنا لنموت معكم و نعيش معكم
7: 4 لي ثقة كثيرة بكم لي افتخار كثير من جهتكم قد امتلات تعزية و ازددت فرحا جدا في جميع ضيقاتنا
7: 5 لاننا لما اتينا الى مكدونية لم يكن لجسدنا شيء من الراحة بل كنا مكتئبين في كل شيء من خارج خصومات من داخل مخاوف
7: 6 لكن الله الذي يعزي المتضعين عزانا بمجيء تيطس
7: 7 و ليس بمجيئه فقط بل ايضا بالتعزية التي تعزى بها بسببكم و هو يخبرنا بشوقكم و نوحكم و غيرتكم لاجلي حتى اني فرحت اكثر
7: 8 لاني و ان كنت قد احزنتكم بالرسالة لست اندم مع اني ندمت فاني ارى ان تلك الرسالة احزنتكم و لو الى ساعة
7: 9 الان انا افرح لا لانكم حزنتم بل لانكم حزنتم للتوبة لانكم حزنتم بحسب مشيئة الله لكي لا تتخسروا منا في شيء
7: 10 لان الحزن الذي بحسب مشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة و اما حزن العالم فينشئ موتا
7: 11 فانه هوذا حزنكم هذا عينه بحسب مشيئة الله كم انشا فيكم من الاجتهاد بل من الاحتجاج بل من الغيظ بل من الخوف بل من الشوق بل من الغيرة بل من الانتقام في كل شيء اظهرتم انفسكم انكم ابرياء في هذا الامر
7: 12 اذا و ان كنت قد كتبت اليكم فليس لاجل المذنب و لا لاجل المذنب اليه بل لكي يظهر لكم امام الله اجتهادنا لاجلكم
7: 13 من اجل هذا قد تعزينا بتعزيتكم و لكن فرحنا اكثر جدا بسبب فرح تيطس لان روحه قد استراحت بكم جميعا
7: 14 فاني ان كنت افتخرت شيئا لديه من جهتكم لم اخجل بل كما كلمناكم بكل شيء بالصدق كذلك افتخارنا ايضا لدى تيطس صار صادقا
7: 15 و احشاؤه هي نحوكم بالزيادة متذكرا طاعة جميعكم كيف قبلتموه بخوف و رعدة
7: 16 انا افرح اذا اني اثق بكم في كل شيء
(4/450)
8: 1 ثم نعرفكم ايها الاخوة نعمة الله المعطاة في كنائس مكدونية
8: 2 انه في اختبار ضيقة شديدة فاض وفور فرحهم و فقرهم العميق لغنى سخائهم
8: 3 لانهم اعطوا حسب الطاقة انا اشهد و فوق الطاقة من تلقاء انفسهم
8: 4 ملتمسين منا بطلبة كثيرة ان نقبل النعمة و شركة الخدمة التي للقديسين
8: 5 و ليس كما رجونا بل اعطوا انفسهم اولا للرب و لنا بمشيئة الله
8: 6 حتى اننا طلبنا من تيطس انه كما سبق فابتدا كذلك يتمم لكم هذه النعمة ايضا
8: 7 لكن كما تزدادون في كل شيء في الايمان و الكلام و العلم و كل اجتهاد و محبتكم لنا ليتكم تزدادون في هذه النعمة ايضا
8: 8 لست اقول على سبيل الامر بل باجتهاد اخرين مختبرا اخلاص محبتكم ايضا
8: 9 فانكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح انه من اجلكم افتقر و هو غني لكي تستغنوا انتم بفقره
8: 10 اعطي رايا في هذا ايضا لان هذا ينفعكم انتم الذين سبقتم فابتداتم منذ العام الماضي ليس ان تفعلوا فقط بل ان تريدوا ايضا
8: 11 و لكن الان تمموا العمل ايضا حتى انه كما ان النشاط للارادة كذلك يكون التتميم ايضا حسب ما لكم
8: 12 لانه ان كان النشاط موجودا فهو مقبول على حسب ما للانسان لا على حسب ما ليس له
8: 13 فانه ليس لكي يكون للاخرين راحة و لكم ضيق
8: 14 بل بحسب المساواة لكي تكون في هذا الوقت فضالتكم لاعوازهم كي تصير فضالتهم لاعوازكم حتى تحصل المساواة
8: 15 كما هو مكتوب الذي جمع كثيرا لم يفضل و الذي جمع قليلا لم ينقص
8: 16 و لكن شكرا لله الذي جعل هذا الاجتهاد عينه لاجلكم في قلب تيطس
8: 17 لانه قبل الطلبة و اذ كان اكثر اجتهادا مضى اليكم من تلقاء نفسه
8: 18 و ارسلنا معه الاخ الذي مدحه في الانجيل في جميع الكنائس
8: 19 و ليس ذلك فقط بل هو منتخب ايضا من الكنائس رفيقا لنا في السفر مع هذه النعمة المخدومة منا لمجد ذات الرب الواحد و لنشاطكم
8: 20 متجنبين هذا ان يلومنا احد في جسامة هذه المخدومة منا
(4/451)
8: 21 معتنين بامور حسنة ليس قدام الرب فقط بل قدام الناس ايضا
8: 22 و ارسلنا معهما اخانا الذي اختبرنا مرارا في امور كثيرة انه مجتهد و لكنه الان اشد اجتهادا كثيرا بالثقة الكثيرة بكم
8: 23 اما من جهة تيطس فهو شريك لي و عامل معي لاجلكم و اما اخوانا فهما رسولا الكنائس و مجد المسيح
8: 24 فبينوا لهم و قدام الكنائس بينة محبتكم و افتخارنا من جهتكم
9: 1 فانه من جهة الخدمة للقديسين هو فضول مني ان اكتب اليكم
9: 2 لاني اعلم نشاطكم الذي افتخر به من جهتكم لدى المكدونيين ان اخائية مستعدة منذ العام الماضي و غيرتكم قد حرضت الاكثرين
9: 3 و لكن ارسلت الاخوة لئلا يتعطل افتخارنا من جهتكم من هذا القبيل كي تكونوا مستعدين كما قلت
9: 4 حتى اذا جاء معي مكدونيون و وجدوكم غير مستعدين لا نخجل نحن حتى لا اقول انتم في جسارة الافتخار هذه
9: 5 فرايت لازما ان اطلب الى الاخوة ان يسبقوا اليكم و يهيئوا قبلا بركتكم التي سبق التخبير بها لتكون هي معدة هكذا كانها بركة لا كانها بخل
9: 6 هذا و ان من يزرع بالشح فبالشح ايضا يحصد و من يزرع بالبركات فبالبركات ايضا يحصد
9: 7 كل واحد كما ينوي بقلبه ليس عن حزن او اضطرار لان المعطي المسرور يحبه الله
9: 8 و الله قادر ان يزيدكم كل نعمة لكي تكونوا و لكم كل اكتفاء كل حين في كل شيء تزدادون في كل عمل صالح
9: 9 كما هو مكتوب فرق اعطى المساكين بره يبقى الى الابد
9: 10 و الذي يقدم بذارا للزارع و خبزا للاكل سيقدم و يكثر بذاركم و ينمي غلات بركم
9: 11 مستغنين في كل شيء لكل سخاء ينشئ بنا شكرا لله
9: 12 لان افتعال هذه الخدمة ليس يسد اعواز القديسين فقط بل يزيد بشكر كثير لله
9: 13 اذ هم باختبار هذه الخدمة يمجدون الله على طاعة اعترافكم لانجيل المسيح و سخاء التوزيع لهم و للجميع
9: 14 و بدعائهم لاجلكم مشتاقين اليكم من اجل نعمة الله الفائقة لديكم
9: 15 فشكرا لله على عطيته التي لا يعبر عنها
(4/452)
10: 1 ثم اطلب اليكم بوداعة المسيح و حلمه انا نفسي بولس الذي في الحضرة ذليل بينكم و اما في الغيبة فمتجاسر عليكم
10: 2 و لكن اطلب ان لا اتجاسر و انا حاضر بالثقة التي بها ارى اني ساجترئ على قوم يحسبوننا كاننا نسلك حسب الجسد
10: 3 لاننا و ان كنا نسلك في الجسد لسنا حسب الجسد نحارب
10: 4 اذ اسلحة محاربتنا ليست جسدية بل قادرة بالله على هدم حصون
10: 5 هادمين ظنونا و كل علو يرتفع ضد معرفة الله و مستاسرين كل فكر الى طاعة المسيح
10: 6 و مستعدين لان ننتقم على كل عصيان متى كملت طاعتكم
10: 7 اتنظرون الى ما هو حسب الحضرة ان وثق احد بنفسه انه للمسيح فليحسب هذا ايضا من نفسه انه كما هو للمسيح كذلك نحن ايضا للمسيح
10: 8 فاني و ان افتخرت شيئا اكثر بسلطاننا الذي اعطانا اياه الرب لبنيانكم لا لهدمكم لا اخجل
10: 9 لئلا اظهر كاني اخيفكم بالرسائل
10: 10 لانه يقول الرسائل ثقيلة و قوية و اما حضور الجسد فضعيف و الكلام حقير
10: 11 مثل هذا فليحسب هذا اننا كما نحن في الكلام بالرسائل و نحن غائبون هكذا نكون ايضا بالفعل و نحن حاضرون
10: 12 لاننا لا نجترئ ان نعد انفسنا بين قوم من الذين يمدحون انفسهم و لا ان نقابل انفسنا بهم بل هم اذ يقيسون انفسهم على انفسهم و يقابلون انفسهم بانفسهم لا يفهمون
10: 13 و لكن نحن لا نفتخر الى ما لا يقاس بل حسب قياس القانون الذي قسمه لنا الله قياسا للبلوغ اليكم ايضا
10: 14 لاننا لا نمدد انفسنا كاننا لسنا نبلغ اليكم اذ قد وصلنا اليكم ايضا في انجيل المسيح
10: 15 غير مفتخرين الى ما لا يقاس في اتعاب اخرين بل راجين اذا نما ايمانكم ان نتعظم بينكم حسب قانوننا بزيادة
10: 16 لنبشر الى ما وراءكم لا لنفتخر بالامور المعدة في قانون غيرنا
10: 17 و اما من افتخر فليفتخر بالرب
10: 18 لانه ليس من مدح نفسه هو المزكى بل من يمدحه الرب
11: 1 ليتكم تحتملون غباوتي قليلا بل انتم محتملي
(4/453)
11: 2 فاني اغار عليكم غيرة الله لاني خطبتكم لرجل واحد لاقدم عذراء عفيفة للمسيح
11: 3 و لكنني اخاف انه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد اذهانكم عن البساطة التي في المسيح
11: 4 فانه ان كان الاتي يكرز بيسوع اخر لم نكرز به او كنتم تاخذون روحا اخر لم تاخذوه او انجيلا اخر لم تقبلوه فحسنا كنتم تحتملون
11: 5 لاني احسب اني لم انقص شيئا عن فائقي الرسل
11: 6 و ان كنت عاميا في الكلام فلست في العلم بل نحن في كل شيء ظاهرون لكم بين الجميع
11: 7 ام اخطات خطية اذ اذللت نفسي كي ترتفعوا انتم لاني بشرتكم مجانا بانجيل الله
11: 8 سلبت كنائس اخرى اخذا اجرة لاجل خدمتكم و اذ كنت حاضرا عندكم و احتجت لم اثقل على احد
11: 9 لان احتياجي سده الاخوة الذين اتوا من مكدونية و في كل شيء حفظت نفسي غير ثقيل عليكم و ساحفظها
11: 10 حق المسيح في ان هذا الافتخار لا يسد عني في اقاليم اخائية
11: 11 لماذا الاني لا احبكم الله يعلم
11: 12 و لكن ما افعله سافعله لاقطع فرصة الذين يريدون فرصة كي يوجدوا كما نحن ايضا في ما يفتخرون به
11: 13 لان مثل هؤلاء هم رسل كذبة فعلة ماكرون مغيرون شكلهم الى شبه رسل المسيح
11: 14 و لا عجب لان الشيطان نفسه يغير شكله الى شبه ملاك نور
11: 15 فليس عظيما ان كان خدامه ايضا يغيرون شكلهم كخدام للبر الذين نهايتهم تكون حسب اعمالهم
11: 16 اقول ايضا لا يظن احد اني غبي و الا فاقبلوني و لو كغبي لافتخر انا ايضا قليلا
11: 17 الذي اتكلم به لست اتكلم به بحسب الرب بل كانه في غباوة في جسارة الافتخار هذه
11: 18 بما ان كثيرين يفتخرون حسب الجسد افتخر انا ايضا
11: 19 فانكم بسرور تحتملون الاغبياء اذ انتم عقلاء
11: 20 لانكم تحتملون ان كان احد يستعبدكم ان كان احد ياكلكم ان كان احد ياخذكم ان كان احد يرتفع ان كان احد يضربكم على وجوهكم
(4/454)
11: 21 على سبيل الهوان اقول كيف اننا كنا ضعفاء و لكن الذي يجترئ فيه احد اقول في غباوة انا ايضا اجترئ فيه
11: 22 اهم عبرانيون فانا ايضا اهم اسرائليون فانا ايضا اهم نسل ابراهيم فانا ايضا
11: 23 اهم خدام المسيح اقول كمختل العقل فانا افضل في الاتعاب اكثر في الضربات اوفر في السجون اكثر في الميتات مرارا كثيرة
11: 24 من اليهود خمس مرات قبلت اربعين جلدة الا واحدة
11: 25 ثلاث مرات ضربت بالعصي مرة رجمت ثلاث مرات انكسرت بي السفينة ليلا و نهارا قضيت في العمق
11: 26 باسفار مرارا كثيرة باخطار سيول باخطار لصوص باخطار من جنسي باخطار من الامم باخطار في المدينة باخطار في البرية باخطار في البحر باخطار من اخوة كذبة
11: 27 في تعب و كد في اسهار مرارا كثيرة في جوع و عطش في اصوام مرارا كثيرة في برد و عري
11: 28 عدا ما هو دون ذلك التراكم علي كل يوم الاهتمام بجميع الكنائس
11: 29 من يضعف و انا لا اضعف من يعثر و انا لا التهب
11: 30 ان كان يجب الافتخار فسافتخر بامور ضعفي
11: 31 الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي هو مبارك الى الابد يعلم اني لست اكذب
11: 32 في دمشق والي الحارث الملك كان يحرس مدينة الدمشقيين يريد ان يمسكني
11: 33 فتدليت من طاقة في زنبيل من السور و نجوت من يديه
12: 1 انه لا يوافقني ان افتخر فاني اتي الى مناظر الرب و اعلاناته
12: 2 اعرف انسانا في المسيح قبل اربع عشرة سنة افي الجسد لست اعلم ام خارج الجسد لست اعلم الله يعلم اختطف هذا الى السماء الثالثة
12: 3 و اعرف هذا الانسان افي الجسد ام خارج الجسد لست اعلم الله يعلم
12: 4 انه اختطف الى الفردوس و سمع كلمات لا ينطق بها و لا يسوغ لانسان ان يتكلم بها
12: 5 من جهة هذا افتخر و لكن من جهة نفسي لا افتخر الا بضعفاتي
12: 6 فاني ان اردت ان افتخر لا اكون غبيا لاني اقول الحق و لكني اتحاشى لئلا يظن احد من جهتي فوق ما يراني او يسمع مني
(4/455)
12: 7 و لئلا ارتفع بفرط الاعلانات اعطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني لئلا ارتفع
12: 8 من جهة هذا تضرعت الى الرب ثلاث مرات ان يفارقني
12: 9 فقال لي تكفيك نعمتي لان قوتي في الضعف تكمل فبكل سرور افتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل علي قوة المسيح
12: 10 لذلك اسر بالضعفات و الشتائم و الضرورات و الاضطهادات و الضيقات لاجل المسيح لاني حينما انا ضعيف فحينئذ انا قوي
12: 11 قد صرت غبيا و انا افتخر انتم الزمتموني لانه كان ينبغي ان امدح منكم اذ لم انقص شيئا عن فائقي الرسل و ان كنت لست شيئا
12: 12 ان علامات الرسول صنعت بينكم في كل صبر بايات و عجائب و قوات
12: 13 لانه ما هو الذي نقصتم عن سائر الكنائس الا اني انا لم اثقل عليكم سامحوني بهذا الظلم
12: 14 هوذا المرة الثالثة انا مستعد ان اتي اليكم و لا اثقل عليكم لاني لست اطلب ما هو لكم بل اياكم لانه لا ينبغي ان الاولاد يذخرون للوالدين بل الوالدون للاولاد
12: 15 و اما انا فبكل سرور انفق و انفق لاجل انفسكم و ان كنت كلما احبكم اكثر احب اقل
12: 16 فيلكن انا لم اثقل عليكم لكن اذ كنت محتالا اخذتكم بمكر
12: 17 هل طمعت فيكم باحد من الذين ارسلتهم اليكم
12: 18 طلبت الى تيطس و ارسلت معه الاخ هل طمع فيكم تيطس اما سلكنا بذات الروح الواحد اما بذات الخطوات الواحدة
12: 19 اتظنون ايضا اننا نحتج لكم امام الله في المسيح نتكلم و لكن الكل ايها الاحباء لاجل بنيانكم
12: 20 لاني اخاف اذا جئت ان لا اجدكم كما اريد و اوجد منكم كما لا تريدون ان توجد خصومات و محاسدات و سخطات و تحزبات و مذمات و نميمات و تكبرات و تشويشات
12: 21 ان يذلني الهي عندكم اذا جئت ايضا و انوح على كثيرين من الذين اخطاوا من قبل و لم يتوبوا عن النجاسة و الزنى و العهارة التي فعلوها
13: 1 هذه المرة الثالثة اتي اليكم على فم شاهدين و ثلاثة تقوم كل كلمة
(4/456)
13: 2 قد سبقت فقلت و اسبق فاقول كما و انا حاضر المرة الثانية و انا غائب الان اكتب للذين اخطاوا من قبل و لجميع الباقين اني اذا جئت ايضا لا اشفق
13: 3 اذ انتم تطلبون برهان المسيح المتكلم في الذي ليس ضعيفا لكم بل قوي فيكم
13: 4 لانه و ان كان قد صلب من ضعف لكنه حي بقوة الله فنحن ايضا ضعفاء فيه لكننا سنحيا معه بقوة الله من جهتكم
13: 5 جربوا انفسكم هل انتم في الايمان امتحنوا انفسكم ام لستم تعرفون انفسكم ان يسوع المسيح هو فيكم ان لم تكونوا مرفوضين
13: 6 لكنني ارجو انكم ستعرفون اننا نحن لسنا مرفوضين
13: 7 و اصلي الى الله انكم لا تعملون شيئا رديا ليس لكي نظهر نحن مزكين بل لكي تصنعوا انتم حسنا و نكون نحن كاننا مرفوضون
13: 8 لاننا لا نستطيع شيئا ضد الحق بل لاجل الحق
13: 9 لاننا نفرح حينما نكون نحن ضعفاء و انتم تكونون اقوياء و هذا ايضا نطلبه كمالكم
13: 10 لذلك اكتب بهذا و انا غائب لكي لا استعمل جزما و انا حاضر حسب السلطان الذي اعطاني اياه الرب للبنيان لا للهدم
13: 11 اخيرا ايها الاخوة افرحوا اكملوا تعزوا اهتموا اهتماما واحدا عيشوا بالسلام و اله المحبة و السلام سيكون معكم
13: 12 سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة
13: 13 يسلم عليكم جميع القديسين
13: 14 نعمة ربنا يسوع المسيح و محبة الله و شركة الروح القدس مع جميعكم امين(4/457)
رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية
1: 1 بولس رسول لا من الناس و لا بانسان بل بيسوع المسيح و الله الاب الذي اقامه من الاموات
1: 2 و جميع الاخوة الذين معي الى كنائس غلاطية
1: 3 نعمة لكم و سلام من الله الاب و من ربنا يسوع المسيح
1: 4 الذي بذل نفسه لاجل خطايانا لينقذنا من العالم الحاضر الشرير حسب ارادة الله و ابينا
1: 5 الذي له المجد الى ابد الابدين امين
1: 6 اني اتعجب انكم تنتقلون هكذا سريعا عن الذي دعاكم بنعمة المسيح الى انجيل اخر
1: 7 ليس هو اخر غير انه يوجد قوم يزعجونكم و يريدون ان يحولوا انجيل المسيح
1: 8 و لكن ان بشرناكم نحن او ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن اناثيما
1: 9 كما سبقنا فقلنا اقول الان ايضا ان كان احد يبشركم في غير ما قبلتم فليكن اناثيما
1: 10 افاستعطف الان الناس ام الله ام اطلب ان ارضي الناس فلو كنت بعد ارضي الناس لم اكن عبدا للمسيح
1: 11 و اعرفكم ايها الاخوة الانجيل الذي بشرت به انه ليس بحسب انسان
1: 12 لاني لم اقبله من عند انسان و لا علمته بل باعلان يسوع المسيح
1: 13 فانكم سمعتم بسيرتي قبلا في الديانة اليهودية اني كنت اضطهد كنيسة الله بافراط و اتلفها
1: 14 و كنت اتقدم في الديانة اليهودية على كثيرين من اترابي في جنسي اذ كنت اوفر غيرة في تقليدات ابائي
1: 15 و لكن لما سر الله الذي افرزني من بطن امي و دعاني بنعمته
1: 16 ان يعلن ابنه في لابشر به بين الامم للوقت لم استشر لحما و دما
1: 17 و لا صعدت الى اورشليم الى الرسل الذين قبلي بل انطلقت الى العربية ثم رجعت ايضا الى دمشق
1: 18 ثم بعد ثلاث سنين صعدت الى اورشليم لاتعرف ببطرس فمكثت عنده خمسة عشر يوما
1: 19 و لكنني لم ار غيره من الرسل الا يعقوب اخا الرب
1: 20 و الذي اكتب به اليكم هوذا قدام الله اني لست اكذب فيه
1: 21 و بعد ذلك جئت الى اقاليم سورية و كيليكية
(4/458)
1: 22 و لكنني كنت غير معروف بالوجه عند كنائس اليهودية التي في المسيح
1: 23 غير انهم كانوا يسمعون ان الذي كان يضطهدنا قبلا يبشر الان بالايمان الذي كان قبلا يتلفه
1: 24 فكانوا يمجدون الله في
2: 1 ثم بعد اربع عشرة سنة صعدت ايضا الى اورشليم مع برنابا اخذا معي تيطس ايضا
2: 2 و انما صعدت بموجب اعلان و عرضت عليهم الانجيل الذي اكرز به بين الامم و لكن بالانفراد على المعتبرين لئلا اكون اسعى او قد سعيت باطلا
2: 3 لكن لم يضطر و لا تيطس الذي كان معي و هو يوناني ان يختتن
2: 4 و لكن بسبب الاخوة الكذبة المدخلين خفية الذين دخلوا اختلاسا ليتجسسوا حريتنا التي لنا في المسيح كي يستعبدونا
2: 5 الذين لم نذعن لهم بالخضوع و لا ساعة ليبقى عندكم حق الانجيل
2: 6 و اما المعتبرون انهم شيء مهما كانوا لا فرق عندي الله لا ياخذ بوجه انسان فان هؤلاء المعتبرين لم يشيروا علي بشيء
2: 7 بل بالعكس اذ راوا اني اؤتمنت على انجيل الغرلة كما بطرس على انجيل الختان
2: 8 فان الذي عمل في بطرس لرسالة الختان عمل في ايضا للامم
2: 9 فاذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب و صفا و يوحنا المعتبرون انهم اعمدة اعطوني و برنابا يمين الشركة لنكون نحن للامم و اما هم فللختان
2: 10 غير ان نذكر الفقراء و هذا عينه كنت اعتنيت ان افعله
2: 11 و لكن لما اتى بطرس الى انطاكية قاومته مواجهة لانه كان ملوما
2: 12 لانه قبلما اتى قوم من عند يعقوب كان ياكل مع الامم و لكن لما اتوا كان يؤخر و يفرز نفسه خائفا من الذين هم من الختان
2: 13 و راءى معه باقي اليهود ايضا حتى ان برنابا ايضا انقاد الى ريائهم
2: 14 لكن لما رايت انهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الانجيل قلت لبطرس قدام الجميع ان كنت و انت يهودي تعيش امميا لا يهوديا فلماذا تلزم الامم ان يتهودوا
2: 15 نحن بالطبيعة يهود و لسنا من الامم خطاة
(4/459)
2: 16 اذ نعلم ان الانسان لا يتبرر باعمال الناموس بل بايمان يسوع المسيح امنا نحن ايضا بيسوع المسيح لنتبرر بايمان يسوع لا باعمال الناموس لانه باعمال الناموس لا يتبرر جسد ما
2: 17 فان كنا و نحن طالبون ان نتبرر في المسيح نوجد نحن انفسنا ايضا خطاة افالمسيح خادم للخطية حاشا
2: 18 فاني ان كنت ابني ايضا هذا الذي قد هدمته فاني اظهر نفسي متعديا
2: 19 لاني مت بالناموس للناموس لاحيا لله
2: 20 مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في فما احياه الان في الجسد فانما احياه في الايمان ايمان ابن الله الذي احبني و اسلم نفسه لاجلي
2: 21 لست ابطل نعمة الله لانه ان كان بالناموس بر فالمسيح اذا مات بلا سبب
3: 1 ايها الغلاطيون الاغبياء من رقاكم حتى لا تذعنوا للحق انتم الذين امام عيونكم قد رسم يسوع المسيح بينكم مصلوبا
3: 2 اريد ان اتعلم منكم هذا فقط اباعمال الناموس اخذتم الروح ام بخبر الايمان
3: 3 اهكذا انتم اغبياء ابعدما ابتداتم بالروح تكملون الان بالجسد
3: 4 اهذا المقدار احتملتم عبثا ان كان عبثا
3: 5 فالذي يمنحكم الروح و يعمل قوات فيكم اباعمال الناموس ام بخبر الايمان
3: 6 كما امن ابراهيم بالله فحسب له برا
3: 7 اعلموا اذا ان الذين هم من الايمان اولئك هم بنو ابراهيم
3: 8 و الكتاب اذ سبق فراى ان الله بالايمان يبرر الامم سبق فبشر ابراهيم ان فيك تتبارك جميع الامم
3: 9 اذا الذين هم من الايمان يتباركون مع ابراهيم المؤمن
3: 10 لان جميع الذين هم من اعمال الناموس هم تحت لعنة لانه مكتوب ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به
3: 11 و لكن ان ليس احد يتبرر بالناموس عند الله فظاهر لان البار بالايمان يحيا
3: 12 و لكن الناموس ليس من الايمان بل الانسان الذي يفعلها سيحيا بها
3: 13 المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة
(4/460)
3: 14 لتصير بركة ابراهيم للامم في المسيح يسوع لننال بالايمان موعد الروح
3: 15 ايها الاخوة بحسب الانسان اقول ليس احد يبطل عهدا قد تمكن و لو من انسان او يزيد عليه
3: 16 و اما المواعيد فقيلت في ابراهيم و في نسله لا يقول و في الانسال كانه عن كثيرين بل كانه عن واحد و في نسلك الذي هو المسيح
3: 17 و انما اقول هذا ان الناموس الذي صار بعد اربع مئة و ثلاثين سنة لا ينسخ عهدا قد سبق فتمكن من الله نحو المسيح حتى يبطل الموعد
3: 18 لانه ان كانت الوراثة من الناموس فلم تكن ايضا من موعد و لكن الله وهبها لابراهيم بموعد
3: 19 فلماذا الناموس قد زيد بسبب التعديات الى ان ياتي النسل الذي قد وعد له مرتبا بملائكة في يد وسيط
3: 20 و اما الوسيط فلا يكون لواحد و لكن الله واحد
3: 21 فهل الناموس ضد مواعيد الله حاشا لانه لو اعطي ناموس قادر ان يحيي لكان بالحقيقة البر بالناموس
3: 22 لكن الكتاب اغلق على الكل تحت الخطية ليعطي الموعد من ايمان يسوع المسيح للذين يؤمنون
3: 23 و لكن قبلما جاء الايمان كنا محروسين تحت الناموس مغلقا علينا الى الايمان العتيد ان يعلن
3: 24 اذا قد كان الناموس مؤدبنا الى المسيح لكي نتبرر بالايمان
3: 25 و لكن بعدما جاء الايمان لسنا بعد تحت مؤدب
3: 26 لانكم جميعا ابناء الله بالايمان بالمسيح يسوع
3: 27 لان كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح
3: 28 ليس يهودي و لا يوناني ليس عبد و لا حر ليس ذكر و انثى لانكم جميعا واحد في المسيح يسوع
3: 29 فان كنتم للمسيح فانتم اذا نسل ابراهيم و حسب الموعد ورثة
4: 1 و انما اقول ما دام الوارث قاصرا لا يفرق شيئا عن العبد مع كونه صاحب الجميع
4: 2 بل هو تحت اوصياء و وكلاء الى الوقت المؤجل من ابيه
4: 3 هكذا نحن ايضا لما كنا قاصرين كنا مستعبدين تحت اركان العالم
4: 4 و لكن لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امراة مولودا تحت الناموس
(4/461)
4: 5 ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني
4: 6 ثم بما انكم ابناء ارسل الله روح ابنه الى قلوبكم صارخا يا ابا الاب
4: 7 اذا لست بعد عبدا بل ابنا و ان كنت ابنا فوارث لله بالمسيح
4: 8 لكن حينئذ اذ كنتم لا تعرفون الله استعبدتم للذين ليسوا بالطبيعة الهة
4: 9 و اما الان اذ عرفتم الله بل بالحري عرفتم من الله فكيف ترجعون ايضا الى الاركان الضعيفة الفقيرة التي تريدون ان تستعبدوا لها من جديد
4: 10 اتحفظون اياما و شهورا و اوقاتا و سنين
4: 11 اخاف عليكم ان اكون قد تعبت فيكم عبثا
4: 12 اتضرع اليكم ايها الاخوة كونوا كما انا لاني انا ايضا كما انتم لم تظلموني شيئا
4: 13 و لكنكم تعلمون اني بضعف الجسد بشرتكم في الاول
4: 14 و تجربتي التي في جسدي لم تزدروا بها و لا كرهتموها بل كملاك من الله قبلتموني كالمسيح يسوع
4: 15 فماذا كان اذا تطويبكم لاني اشهد لكم انه لو امكن لقلعتم عيونكم و اعطيتموني
4: 16 افقد صرت اذا عدوا لكم لاني اصدق لكم
4: 17 يغارون لكم ليس حسنا بل يريدون ان يصدوكم لكي تغاروا لهم
4: 18 حسنة هي الغيرة في الحسنى كل حين و ليس حين حضوري عندكم فقط
4: 19 يا اولادي الذين اتمخض بكم ايضا الى ان يتصور المسيح فيكم
4: 20 و لكني كنت اريد ان اكون حاضرا عندكم الان و اغير صوتي لاني متحير فيكم
4: 21 قولوا لي انتم الذين تريدون ان تكونوا تحت الناموس الستم تسمعون الناموس
4: 22 فانه مكتوب انه كان لابراهيم ابنان واحد من الجارية و الاخر من الحرة
4: 23 لكن الذي من الجارية ولد حسب الجسد و اما الذي من الحرة فبالموعد
4: 24 و كل ذلك رمز لان هاتين هما العهدان احدهما من جبل سيناء الوالد للعبودية الذي هو هاجر
4: 25 لان هاجر جبل سيناء في العربية و لكنه يقابل اورشليم الحاضرة فانها مستعبدة مع بنيها
4: 26 و اما اورشليم العليا التي هي امنا جميعا فهي حرة
(4/462)
4: 27 لانه مكتوب افرحي ايتها العاقر التي لم تلد اهتفي و اصرخي ايتها التي لم تتمخض فان اولاد الموحشة اكثر من التي لها زوج
4: 28 و اما نحن ايها الاخوة فنظير اسحق اولاد الموعد
4: 29 و لكن كما كان حينئذ الذي ولد حسب الجسد يضطهد الذي حسب الروح هكذا الان ايضا
4: 30 لكن ماذا يقول الكتاب اطرد الجارية و ابنها لانه لا يرث ابن الجارية مع ابن الحرة
4: 31 اذا ايها الاخوة لسنا اولاد جارية بل اولاد الحرة
5: 1 فاثبتوا اذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها و لا ترتبكوا ايضا بنير عبودية
5: 2 ها انا بولس اقول لكم انه ان اختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئا
5: 3 لكن اشهد ايضا لكل انسان مختتن انه ملتزم ان يعمل بكل الناموس
5: 4 قد تبطلتم عن المسيح ايها الذين تتبررون بالناموس سقطتم من النعمة
5: 5 فاننا بالروح من الايمان نتوقع رجاء بر
5: 6 لانه في المسيح يسوع لا الختان ينفع شيئا و لا الغرلة بل الايمان العامل بالمحبة
5: 7 كنتم تسعون حسنا فمن صدكم حتى لا تطاوعوا للحق
5: 8 هذه المطاوعة ليست من الذي دعاكم
5: 9 خميرة صغيرة تخمر العجين كله
5: 10 و لكنني اثق بكم في الرب انكم لا تفتكرون شيئا اخر و لكن الذي يزعجكم سيحمل الدينونة اي من كان
5: 11 و اما انا ايها الاخوة فان كنت بعد اكرز بالختان فلماذا اضطهد بعد اذا عثرة الصليب قد بطلت
5: 12 يا ليت الذين يقلقونكم يقطعون ايضا
5: 13 فانكم انما دعيتم للحرية ايها الاخوة غير انه لا تصيروا الحرية فرصة للجسد بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضا
5: 14 لان كل الناموس في كلمة واحدة يكمل تحب قريبك كنفسك
5: 15 فاذا كنتم تنهشون و تاكلون بعضكم بعضا فانظروا لئلا تفنوا بعضكم بعضا
5: 16 و انما اقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد
5: 17 لان الجسد يشتهي ضد الروح و الروح ضد الجسد و هذان يقاوم احدهما الاخر حتى تفعلون ما لا تريدون
5: 18 و لكن اذا انقدتم بالروح فلستم تحت الناموس
(4/463)
5: 19 و اعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة
5: 20 عبادة الاوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعة
5: 21 حسد قتل سكر بطر و امثال هذه التي اسبق فاقول لكم عنها كما سبقت فقلت ايضا ان الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله
5: 22 و اما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان
5: 23 وداعة تعفف ضد امثال هذه ليس ناموس
5: 24 و لكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الاهواء و الشهوات
5: 25 ان كنا نعيش بالروح فلنسلك ايضا بحسب الروح
5: 26 لا نكن معجبين نغاضب بعضنا بعضا و نحسد بعضنا بعضا
6: 1 ايها الاخوة ان انسبق انسان فاخذ في زلة ما فاصلحوا انتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة ناظرا الى نفسك لئلا تجرب انت ايضا
6: 2 احملوا بعضكم اثقال بعض و هكذا تمموا ناموس المسيح
6: 3 لانه ان ظن احد انه شيء و هو ليس شيئا فانه يغش نفسه
6: 4 و لكن ليمتحن كل واحد عمله و حينئذ يكون له الفخر من جهة نفسه فقط لا من جهة غيره
6: 5 لان كل واحد سيحمل حمل نفسه
6: 6 و لكن ليشارك الذي يتعلم الكلمة المعلم في جميع الخيرات
6: 7 لا تضلوا الله لا يشمخ عليه فان الذي يزرعه الانسان اياه يحصد ايضا
6: 8 لان من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فسادا و من يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة ابدية
6: 9 فلا نفشل في عمل الخير لاننا سنحصد في وقته ان كنا لا نكل
6: 10 فاذا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع و لا سيما لاهل الايمان
6: 11 انظروا ما اكبر الاحرف التي كتبتها اليكم بيدي
6: 12 جميع الذين يريدون ان يعملوا منظرا حسنا في الجسد هؤلاء يلزمونكم ان تختتنوا لئلا يضطهدوا لاجل صليب المسيح فقط
6: 13 لان الذين يختتنون هم لا يحفظون الناموس بل يريدون ان تختتنوا انتم لكي يفتخروا في جسدكم
6: 14 و اما من جهتي فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي و انا للعالم
(4/464)
6: 15 لانه في المسيح يسوع ليس الختان ينفع شيئا و لا الغرلة بل الخليقة الجديدة
6: 16 فكل الذين يسلكون بحسب هذا القانون عليهم سلام و رحمة و على اسرائيل الله
6: 17 في ما بعد لا يجلب احد علي اتعابا لاني حامل في جسدي سمات الرب يسوع
6: 18 نعمة ربنا يسوع المسيح مع روحكم ايها الاخوة امين(4/465)
رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس
1: 1 بولس رسول يسوع المسيح بمشيئة الله الى القديسين الذين في افسس و المؤمنين في المسيح يسوع
1: 2 نعمة لكم و سلام من الله ابينا و الرب يسوع المسيح
1: 3 مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح
1: 4 كما اختارنا فيه قبل تاسيس العالم لنكون قديسين و بلا لوم قدامه في المحبة
1: 5 اذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته
1: 6 لمدح مجد نعمته التي انعم بها علينا في المحبوب
1: 7 الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته
1: 8 التي اجزلها لنا بكل حكمة و فطنة
1: 9 اذ عرفنا بسر مشيئته حسب مسرته التي قصدها في نفسه
1: 10 لتدبير ملء الازمنة ليجمع كل شيء في المسيح ما في السماوات و ما على الارض في ذاك
1: 11 الذي فيه ايضا نلنا نصيبا معينين سابقا حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب راي مشيئته
1: 12 لنكون لمدح مجده نحن الذين قد سبق رجاؤنا في المسيح
1: 13 الذي فيه ايضا انتم اذ سمعتم كلمة الحق انجيل خلاصكم الذي فيه ايضا اذ امنتم ختمتم بروح الموعد القدوس
1: 14 الذي هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى لمدح مجده
1: 15 لذلك انا ايضا اذ قد سمعت بايمانكم بالرب يسوع و محبتكم نحو جميع القديسين
1: 16 لا ازال شاكرا لاجلكم ذاكرا اياكم في صلواتي
1: 17 كي يعطيكم اله ربنا يسوع المسيح ابو المجد روح الحكمة و الاعلان في معرفته
1: 18 مستنيرة عيون اذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته و ما هو غنى مجد ميراثه في القديسين
1: 19 و ما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شدة قوته
1: 20 الذي عمله في المسيح اذ اقامه من الاموات و اجلسه عن يمينه في السماويات
1: 21 فوق كل رياسة و سلطان و قوة و سيادة و كل اسم يسمى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل ايضا
1: 22 و اخضع كل شيء تحت قدميه و اياه جعل راسا فوق كل شيء للكنيسة
(4/466)
1: 23 التي هي جسده ملء الذي يملا الكل في الكل
2: 1 و انتم اذ كنتم امواتا بالذنوب و الخطايا
2: 2 التي سلكتم فيها قبلا حسب دهر هذا العالم حسب رئيس سلطان الهواء الروح الذي يعمل الان في ابناء المعصية
2: 3 الذين نحن ايضا جميعا تصرفنا قبلا بينهم في شهوات جسدنا عاملين مشيئات الجسد و الافكار و كنا بالطبيعة ابناء الغضب كالباقين ايضا
2: 4 الله الذي هو غني في الرحمة من اجل محبته الكثيرة التي احبنا بها
2: 5 و نحن اموات بالخطايا احيانا مع المسيح بالنعمة انتم مخلصون
2: 6 و اقامنا معه و اجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع
2: 7 ليظهر في الدهور الاتية غنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع
2: 8 لانكم بالنعمة مخلصون بالايمان و ذلك ليس منكم هو عطية الله
2: 9 ليس من اعمال كي لا يفتخر احد
2: 10 لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها
2: 11 لذلك اذكروا انكم انتم الامم قبلا في الجسد المدعوين غرلة من المدعو ختانا مصنوعا باليد في الجسد
2: 12 انكم كنتم في ذلك الوقت بدون مسيح اجنبيين عن رعوية اسرائيل و غرباء عن عهود الموعد لا رجاء لكم و بلا اله في العالم
2: 13 و لكن الان في المسيح يسوع انتم الذين كنتم قبلا بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح
2: 14 لانه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحدا و نقض حائط السياج المتوسط
2: 15 اي العداوة مبطلا بجسده ناموس الوصايا في فرائض لكي يخلق الاثنين في نفسه انسانا واحدا جديدا صانعا سلاما
2: 16 و يصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلا العداوة به
2: 17 فجاء و بشركم بسلام انتم البعيدين و القريبين
2: 18 لان به لنا كلينا قدوما في روح واحد الى الاب
2: 19 فلستم اذا بعد غرباء و نزلا بل رعية مع القديسين و اهل بيت الله
2: 20 مبنيين على اساس الرسل و الانبياء و يسوع المسيح نفسه حجر الزاوية
(4/467)
2: 21 الذي فيه كل البناء مركبا معا ينمو هيكلا مقدسا في الرب
2: 22 الذي فيه انتم ايضا مبنيون معا مسكنا لله في الروح
3: 1 بسبب هذا انا بولس اسير المسيح يسوع لاجلكم ايها الامم
3: 2 ان كنتم قد سمعتم بتدبير نعمة الله المعطاة لي لاجلكم
3: 3 انه باعلان عرفني بالسر كما سبقت فكتبت بالايجاز
3: 4 الذي بحسبه حينما تقراونه تقدرون ان تفهموا درايتي بسر المسيح
3: 5 الذي في اجيال اخر لم يعرف به بنو البشر كما قد اعلن الان لرسله القديسين و انبيائه بالروح
3: 6 ان الامم شركاء في الميراث و الجسد و نوال موعده في المسيح بالانجيل
3: 7 الذي صرت انا خادما له حسب موهبة نعمة الله المعطاة لي حسب فعل قوته
3: 8 لي انا اصغر جميع القديسين اعطيت هذه النعمة ان ابشر بين الامم بغنى المسيح الذي لا يستقصى
3: 9 و انير الجميع في ما هو شركة السر المكتوم منذ الدهور في الله خالق الجميع بيسوع المسيح
3: 10 لكي يعرف الان عند الرؤساء و السلاطين في السماويات بواسطة الكنيسة بحكمة الله المتنوعة
3: 11 حسب قصد الدهور الذي صنعه في المسيح يسوع ربنا
3: 12 الذي به لنا جراءة و قدوم بايمانه عن ثقة
3: 13 لذلك اطلب ان لا تكلوا في شدائدي لاجلكم التي هي مجدكم
3: 14 بسبب هذا احني ركبتي لدى ابي ربنا يسوع المسيح
3: 15 الذي منه تسمى كل عشيرة في السماوات و على الارض
3: 16 لكي يعطيكم بحسب غنى مجده ان تتايدوا بالقوة بروحه في الانسان الباطن
3: 17 ليحل المسيح بالايمان في قلوبكم
3: 18 و انتم متاصلون و متاسسون في المحبة حتى تستطيعوا ان تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض و الطول و العمق و العلو
3: 19 و تعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة لكي تمتلئوا الى كل ملء الله
3: 20 و القادر ان يفعل فوق كل شيء اكثر جدا مما نطلب او نفتكر بحسب القوة التي تعمل فينا
3: 21 له المجد في الكنيسة في المسيح يسوع الى جميع اجيال دهر الدهور امين
(4/468)
4: 1 فاطلب اليكم انا الاسير في الرب ان تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها
4: 2 بكل تواضع و وداعة و بطول اناة محتملين بعضكم بعضا في المحبة
4: 3 مجتهدين ان تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام
4: 4 جسد واحد و روح واحد كما دعيتم ايضا في رجاء دعوتكم الواحد
4: 5 رب واحد ايمان واحد معمودية واحدة
4: 6 اله و اب واحد للكل الذي على الكل و بالكل و في كلكم
4: 7 و لكن لكل واحد منا اعطيت النعمة حسب قياس هبة المسيح
4: 8 لذلك يقول اذ صعد الى العلاء سبى سبيا و اعطى الناس عطايا
4: 9 و اما انه صعد فما هو الا انه نزل ايضا اولا الى اقسام الارض السفلى
4: 10 الذي نزل هو الذي صعد ايضا فوق جميع السماوات لكي يملا الكل
4: 11 و هو اعطى البعض ان يكونوا رسلا و البعض انبياء و البعض مبشرين و البعض رعاة و معلمين
4: 12 لاجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح
4: 13 الى ان ننتهي جميعنا الى وحدانية الايمان و معرفة ابن الله الى انسان كامل الى قياس قامة ملء المسيح
4: 14 كي لا نكون فيما بعد اطفالا مضطربين و محمولين بكل ريح تعليم بحيلة الناس بمكر الى مكيدة الضلال
4: 15 بل صادقين في المحبة ننمو في كل شيء الى ذاك الذي هو الراس المسيح
4: 16 الذي منه كل الجسد مركبا معا و مقترنا بمؤازرة كل مفصل حسب عمل على قياس كل جزء يحصل نمو الجسد لبنيانه في المحبة
4: 17 فاقول هذا و اشهد في الرب ان لا تسلكوا في ما بعد كما يسلك سائر الامم ايضا ببطل ذهنهم
4: 18 اذ هم مظلمو الفكر و متجنبون عن حياة الله لسبب الجهل الذي فيهم بسبب غلاظة قلوبهم
4: 19 الذين اذ هم قد فقدوا الحس اسلموا نفوسهم للدعارة ليعملوا كل نجاسة في الطمع
4: 20 و اما انتم فلم تتعلموا المسيح هكذا
4: 21 ان كنتم قد سمعتموه و علمتم فيه كما هو حق في يسوع
4: 22 ان تخلعوا من جهة التصرف السابق الانسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور
4: 23 و تتجددوا بروح ذهنكم
(4/469)
4: 24 و تلبسوا الانسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر و قداسة الحق
4: 25 لذلك اطرحوا عنكم الكذب و تكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه لاننا بعضنا اعضاء البعض
4: 26 اغضبوا و لا تخطئوا لا تغرب الشمس على غيظكم
4: 27 و لا تعطوا ابليس مكانا
4: 28 لا يسرق السارق في ما بعد بل بالحري يتعب عاملا الصالح بيديه ليكون له ان يعطي من له احتياج
4: 29 لا تخرج كلمة ردية من افواهكم بل كل ما كان صالحا للبنيان حسب الحاجة كي يعطي نعمة للسامعين
4: 30 و لا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء
4: 31 ليرفع من بينكم كل مرارة و سخط و غضب و صياح و تجديف مع كل خبث
4: 32 و كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله ايضا في المسيح
5: 1 فكونوا متمثلين بالله كاولاد احباء
5: 2 و اسلكوا في المحبة كما احبنا المسيح ايضا و اسلم نفسه لاجلنا قربانا و ذبيحة لله رائحة طيبة
5: 3 و اما الزنى و كل نجاسة او طمع فلا يسم بينكم كما يليق بقديسين
5: 4 و لا القباحة و لا كلام السفاهة و الهزل التي لا تليق بل بالحري الشكر
5: 5 فانكم تعلمون هذا ان كل زان او نجس او طماع الذي هو عابد للاوثان ليس له ميراث في ملكوت المسيح و الله
5: 6 لا يغركم احد بكلام باطل لانه بسبب هذه الامور ياتي غضب الله على ابناء المعصية
5: 7 فلا تكونوا شركاءهم
5: 8 لانكم كنتم قبلا ظلمة و اما الان فنور في الرب اسلكوا كاولاد نور
5: 9 لان ثمر الروح هو في كل صلاح و بر و حق
5: 10 مختبرين ما هو مرضي عند الرب
5: 11 و لا تشتركوا في اعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبخوها
5: 12 لان الامور الحادثة منهم سرا ذكرها ايضا قبيح
5: 13 و لكن الكل اذا توبخ يظهر بالنور لان كل ما اظهر فهو نور
5: 14 لذلك يقول استيقظ ايها النائم و قم من الاموات فيضيء لك المسيح
5: 15 فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء
5: 16 مفتدين الوقت لان الايام شريرة
(4/470)
5: 17 من اجل ذلك لا تكونوا اغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب
5: 18 و لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح
5: 19 مكلمين بعضكم بعضا بمزامير و تسابيح و اغاني روحية مترنمين و مرتلين في قلوبكم للرب
5: 20 شاكرين كل حين على كل شيء في اسم ربنا يسوع المسيح لله و الاب
5: 21 خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله
5: 22 ايها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب
5: 23 لان الرجل هو راس المراة كما ان المسيح ايضا راس الكنيسة و هو مخلص الجسد
5: 24 و لكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء
5: 25 ايها الرجال احبوا نساءكم كما احب المسيح ايضا الكنيسة و اسلم نفسه لاجلها
5: 26 لكي يقدسها مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة
5: 27 لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها و لا غضن او شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة و بلا عيب
5: 28 كذلك يجب على الرجال ان يحبوا نساءهم كاجسادهم من يحب امراته يحب نفسه
5: 29 فانه لم يبغض احد جسده قط بل يقوته و يربيه كما الرب ايضا للكنيسة
5: 30 لاننا اعضاء جسمه من لحمه و من عظامه
5: 31 من اجل هذا يترك الرجل اباه و امه و يلتصق بامراته و يكون الاثنان جسدا واحدا
5: 32 هذا السر عظيم و لكنني انا اقول من نحو المسيح و الكنيسة
5: 33 و اما انتم الافراد فليحب كل واحد امراته هكذا كنفسه و اما المراة فلتهب رجلها
6: 1 ايها الاولاد اطيعوا والديكم في الرب لان هذا حق
6: 2 اكرم اباك و امك التي هي اول وصية بوعد
6: 3 لكي يكون لكم خير و تكونوا طوال الاعمار على الارض
6: 4 و انتم ايها الاباء لا تغيظوا اولادكم بل ربوهم بتاديب الرب و انذاره
6: 5 ايها العبيد اطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف و رعدة في بساطة قلوبكم كما للمسيح
6: 6 لا بخدمة العين كمن يرضي الناس بل كعبيد المسيح عاملين مشيئة الله من القلب
6: 7 خادمين بنية صالحة كما للرب ليس للناس
(4/471)
6: 8 عالمين ان مهما عمل كل واحد من الخير فذلك يناله من الرب عبدا كان ام حرا
6: 9 و انتم ايها السادة افعلوا لهم هذه الامور تاركين التهديد عالمين ان سيدكم انتم ايضا في السماوات و ليس عنده محاباة
6: 10 اخيرا يا اخوتي تقووا في الرب و في شدة قوته
6: 11 البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تثبتوا ضد مكايد ابليس
6: 12 فان مصارعتنا ليست مع دم و لحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع اجناد الشر الروحية في السماويات
6: 13 من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تقاوموا في اليوم الشرير و بعد ان تتمموا كل شيء ان تثبتوا
6: 14 فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق و لابسين درع البر
6: 15 و حاذين ارجلكم باستعداد انجيل السلام
6: 16 حاملين فوق الكل ترس الايمان الذي به تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة
6: 17 و خذوا خوذة الخلاص و سيف الروح الذي هو كلمة الله
6: 18 مصلين بكل صلاة و طلبة كل وقت في الروح و ساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة و طلبة لاجل جميع القديسين
6: 19 و لاجلي لكي يعطى لي كلام عند افتتاح فمي لاعلم جهارا بسر الانجيل
6: 20 الذي لاجله انا سفير في سلاسل لكي اجاهر فيه كما يجب ان اتكلم
6: 21 و لكن لكي تعلموا انتم ايضا احوالي ماذا افعل يعرفكم في كل شيء تيخيكس الاخ الحبيب و الخادم الامين في الرب
6: 22 الذي ارسلته اليكم لهذا بعينه لكي تعلموا احوالنا و لكي يعزي قلوبكم
6: 23 سلام على الاخوة و محبة بايمان من الله الاب و الرب يسوع المسيح
6: 24 النعمة مع جميع الذين يحبون ربنا يسوع المسيح في عدم فساد امين كتبت الى اهل افسس من رومية على يد تيخيكس(4/472)
رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي
1: 1 بولس و تيموثاوس عبدا يسوع المسيح الى جميع القديسين في المسيح يسوع الذين في فيلبي مع اساقفة و شمامسة
1: 2 نعمة لكم و سلام من الله ابينا و الرب يسوع المسيح
1: 3 اشكر الهي عند كل ذكري اياكم
1: 4 دائما في كل ادعيتي مقدما الطلبة لاجل جميعكم بفرح
1: 5 لسبب مشاركتكم في الانجيل من اول يوم الى الان
1: 6 واثقا بهذا عينه ان الذي ابتدا فيكم عملا صالحا يكمل الى يوم يسوع المسيح
1: 7 كما يحق لي ان افتكر هذا من جهة جميعكم لاني حافظكم في قلبي في وثقي و في المحاماة عن الانجيل و تثبيته انتم الذين جميعكم شركائي في النعمة
1: 8 فان الله شاهد لي كيف اشتاق الى جميعكم في احشاء يسوع المسيح
1: 9 و هذا اصليه ان تزداد محبتكم ايضا اكثر فاكثر في المعرفة و في كل فهم
1: 10 حتى تميزوا الامور المتخالفة لكي تكونوا مخلصين و بلا عثرة الى يوم المسيح
1: 11 مملوئين من ثمر البر الذي بيسوع المسيح لمجد الله و حمده
1: 12 ثم اريد ان تعلموا ايها الاخوة ان اموري قد الت اكثر الى تقدم الانجيل
1: 13 حتى ان وثقي صارت ظاهرة في المسيح في كل دار الولاية و في باقي الاماكن اجمع
1: 14 و اكثر الاخوة و هم واثقون في الرب بوثقي يجترئون اكثر على التكلم بالكلمة بلا خوف
1: 15 اما قوم فعن حسد و خصام يكرزون بالمسيح و اما قوم فعن مسرة
1: 16 فهؤلاء عن تحزب ينادون بالمسيح لا عن اخلاص ظانين انهم يضيفون الى وثقي ضيقا
1: 17 و اولئك عن محبة عالمين اني موضوع لحماية الانجيل
1: 18 فماذا غير انه على كل وجه سواء كان بعلة ام بحق ينادى بالمسيح و بهذا انا افرح بل سافرح ايضا
1: 19 لاني اعلم ان هذا يؤول لي الى خلاص بطلبتكم و مؤازرة روح يسوع المسيح
1: 20 حسب انتظاري و رجائي اني لا اخزى في شيء بل بكل مجاهرة كما في كل حين كذلك الان يتعظم المسيح في جسدي سواء كان بحياة ام بموت
1: 21 لان لي الحياة هي المسيح و الموت هو ربح
(4/473)
1: 22 و لكن ان كانت الحياة في الجسد هي لي ثمر عملي فماذا اختار لست ادري
1: 23 فاني محصور من الاثنين لي اشتهاء ان انطلق و اكون مع المسيح ذاك افضل جدا
1: 24 و لكن ان ابقى في الجسد الزم من اجلكم
1: 25 فاذ انا واثق بهذا اعلم اني امكث و ابقى مع جميعكم لاجل تقدمكم و فرحكم في الايمان
1: 26 لكي يزداد افتخاركم في المسيح يسوع في بواسطة حضوري ايضا عندكم
1: 27 فقط عيشوا كما يحق لانجيل المسيح حتى اذا جئت و رايتكم او كنت غائبا اسمع اموركم انكم تثبتون في روح واحد مجاهدين معا بنفس واحدة لايمان الانجيل
1: 28 غير مخوفين بشيء من المقاومين الامر الذي هو لهم بينة للهلاك و اما لكم فللخلاص و ذلك من الله
1: 29 لانه قد وهب لكم لاجل المسيح لا ان تؤمنوا به فقط بل ايضا ان تتالموا لاجله
1: 30 اذ لكم الجهاد عينه الذي رايتموه في و الان تسمعون في
2: 1 فان كان وعظ ما في المسيح ان كانت تسلية ما للمحبة ان كانت شركة ما في الروح ان كانت احشاء و رافة
2: 2 فتمموا فرحي حتى تفتكروا فكرا واحدا و لكم محبة واحدة بنفس واحدة مفتكرين شيئا واحدا
2: 3 لا شيئا بتحزب او بعجب بل بتواضع حاسبين بعضكم البعض افضل من انفسهم
2: 4 لا تنظروا كل واحد الى ما هو لنفسه بل كل واحد الى ما هو لاخرين ايضا
2: 5 فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع ايضا
2: 6 الذي اذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله
2: 7 لكنه اخلى نفسه اخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس
2: 8 و اذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه و اطاع حتى الموت موت الصليب
2: 9 لذلك رفعه الله ايضا و اعطاه اسما فوق كل اسم
2: 10 لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء و من على الارض و من تحت الارض
2: 11 و يعترف كل لسان ان يسوع المسيح هو رب لمجد الله الاب
2: 12 اذا يا احبائي كما اطعتم كل حين ليس كما في حضوري فقط بل الان بالاولى جدا في غيابي تمموا خلاصكم بخوف و رعدة
(4/474)
2: 13 لان الله هو العامل فيكم ان تريدوا و ان تعملوا من اجل المسرة
2: 14 افعلوا كل شيء بلا دمدمة و لا مجادلة
2: 15 لكي تكونوا بلا لوم و بسطاء اولادا لله بلا عيب في وسط جيل معوج و ملتو تضيئون بينهم كانوار في العالم
2: 16 متمسكين بكلمة الحياة لافتخاري في يوم المسيح باني لم اسع باطلا و لا تعبت باطلا
2: 17 لكنني و ان كنت انسكب ايضا على ذبيحة ايمانكم و خدمته اسر و افرح معكم اجمعين
2: 18 و بهذا عينه كونوا انتم مسرورين ايضا و افرحوا معي
2: 19 على اني ارجو في الرب يسوع ان ارسل اليكم سريعا تيموثاوس لكي تطيب نفسي اذا عرفت احوالكم
2: 20 لان ليس لي احد اخر نظير نفسي يهتم باحوالكم باخلاص
2: 21 اذ الجميع يطلبون ما هو لانفسهم لا ما هو ليسوع المسيح
2: 22 و اما اختباره فانتم تعرفون انه كولد مع اب خدم معي لاجل الانجيل
2: 23 هذا ارجو ان ارسله اول ما ارى احوالي حالا
2: 24 و اثق بالرب اني انا ايضا ساتي اليكم سريعا
2: 25 و لكني حسبت من اللازم ان ارسل اليكم ابفرودتس اخي و العامل معي و المتجند معي و رسولكم و الخادم لحاجتي
2: 26 اذ كان مشتاقا الى جميعكم و مغموما لانكم سمعتم انه كان مريضا
2: 27 فانه مرض قريبا من الموت لكن الله رحمه و ليس اياه وحده بل اياي ايضا لئلا يكون لي حزن على حزن
2: 28 فارسلته اليكم باوفر سرعة حتى اذا رايتموه تفرحون ايضا و اكون انا اقل حزنا
2: 29 فاقبلوه في الرب بكل فرح و ليكن مثله مكرما عندكم
2: 30 لانه من اجل عمل المسيح قارب الموت مخاطرا بنفسه لكي يجبر نقصان خدمتكم لي
3: 1 اخيرا يا اخوتي افرحوا في الرب كتابة هذه الامور اليكم ليست علي ثقيلة و اما لكم فهي مؤمنة
3: 2 انظروا الكلاب انظروا فعلة الشر انظروا القطع
3: 3 لاننا نحن الختان الذين نعبد الله بالروح و نفتخر في المسيح يسوع و لا نتكل على الجسد
3: 4 مع ان لي ان اتكل على الجسد ايضا ان ظن واحد اخر ان يتكل على الجسد فانا بالاولى
(4/475)
3: 5 من جهة الختان مختون في اليوم الثامن من جنس اسرائيل من سبط بنيامين عبراني من العبرانيين من جهة الناموس فريسي
3: 6 من جهة الغيرة مضطهد الكنيسة من جهة البر الذي في الناموس بلا لوم
3: 7 لكن ما كان لي ربحا فهذا قد حسبته من اجل المسيح خسارة
3: 8 بل اني احسب كل شيء ايضا خسارة من اجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي الذي من اجله خسرت كل الاشياء و انا احسبها نفاية لكي اربح المسيح
3: 9 و اوجد فيه و ليس لي بري الذي من الناموس بل الذي بايمان المسيح البر الذي من الله بالايمان
3: 10 لاعرفه و قوة قيامته و شركة الامه متشبها بموته
3: 11 لعلي ابلغ الى قيامة الاموات
3: 12 ليس اني قد نلت او صرت كاملا و لكني اسعى لعلي ادرك الذي لاجله ادركني ايضا المسيح يسوع
3: 13 ايها الاخوة انا لست احسب نفسي اني قد ادركت و لكني افعل شيئا واحدا اذ انا انسى ما هو وراء و امتد الى ما هو قدام
3: 14 اسعى نحو الغرض لاجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع
3: 15 فليفتكر هذا جميع الكاملين منا و ان افتكرتم شيئا بخلافه فالله سيعلن لكم هذا ايضا
3: 16 و اما ما قد ادركناه فلنسلك بحسب ذلك القانون عينه و نفتكر ذلك عينه
3: 17 كونوا متمثلين بي معا ايها الاخوة و لاحظوا الذين يسيرون هكذا كما نحن عندكم قدوة
3: 18 لان كثيرين يسيرون ممن كنت اذكرهم لكم مرارا و الان اذكرهم ايضا باكيا و هم اعداء صليب المسيح
3: 19 الذين نهايتهم الهلاك الذين الههم بطنهم و مجدهم في خزيهم الذين يفتكرون في الارضيات
3: 20 فان سيرتنا نحن هي في السماوات التي منها ايضا ننتظر مخلصا هو الرب يسوع المسيح
3: 21 الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته ان يخضع لنفسه كل شيء
4: 1 اذا يا اخوتي الاحباء و المشتاق اليهم يا سروري و اكليلي اثبتوا هكذا في الرب ايها الاحباء
4: 2 اطلب الى افودية و اطلب الى سنتيخي ان تفتكرا فكرا واحدا في الرب
(4/476)
4: 3 نعم اسالك انت ايضا يا شريكي المخلص ساعد هاتين اللتين جاهدتا معي في الانجيل مع اكليمندس ايضا و باقي العاملين معي الذين اسماؤهم في سفر الحياة
4: 4 افرحوا في الرب كل حين و اقول ايضا افرحوا
4: 5 ليكن حلمكم معروفا عند جميع الناس الرب قريب
4: 6 لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة و الدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله
4: 7 و سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم و افكاركم في المسيح يسوع
4: 8 اخيرا ايها الاخوة كل ما هو حق كل ما هو جليل كل ما هو عادل كل ما هو طاهر كل ما هو مسر كل ما صيته حسن ان كانت فضيلة و ان كان مدح ففي هذه افتكروا
4: 9 و ما تعلمتموه و تسلمتموه و سمعتموه و رايتموه في فهذا افعلوا و اله السلام يكون معكم
4: 10 ثم اني فرحت بالرب جدا لانكم الان قد ازهر ايضا مرة اعتناؤكم بي الذي كنتم تعتنونه و لكن لم تكن لكم فرصة
4: 11 ليس اني اقول من جهة احتياج فاني قد تعلمت ان اكون مكتفيا بما انا فيه
4: 12 اعرف ان اتضع و اعرف ايضا ان استفضل في كل شيء و في جميع الاشياء قد تدربت ان اشبع و ان اجوع و ان استفضل و ان انقص
4: 13 استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني
4: 14 غير انكم فعلتم حسنا اذ اشتركتم في ضيقتي
4: 15 و انتم ايضا تعلمون ايها الفيلبيون انه في بداءة الانجيل لما خرجت من مكدونية لم تشاركني كنيسة واحدة في حساب العطاء و الاخذ الا انتم وحدكم
4: 16 فانكم في تسالونيكي ايضا ارسلتم الي مرة و مرتين لحاجتي
4: 17 ليس اني اطلب العطية بل اطلب الثمر المتكاثر لحسابكم
4: 18 و لكني قد استوفيت كل شيء و استفضلت قد امتلات اذ قبلت من ابفرودتس الاشياء التي من عندكم نسيم رائحة طيبة ذبيحة مقبولة مرضية عند الله
4: 19 فيملا الهي كل احتياجكم بحسب غناه في المجد في المسيح يسوع
4: 20 و لله و ابينا المجد الى دهر الداهرين امين
4: 21 سلموا على كل قديس في المسيح يسوع يسلم عليكم الاخوة الذين معي
(4/477)
4: 22 يسلم عليكم جميع القديسين و لا سيما الذين من بيت قيصر
4: 23 نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم امين كتبت الى اهل فيلبي من رومية على يد ابفرودتس(4/478)
رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي
1: 1 بولس رسول يسوع المسيح بمشيئة الله و تيموثاوس الاخ
1: 2 الى القديسين في كولوسي و الاخوة المؤمنين في المسيح نعمة لكم و سلام من الله ابينا و الرب يسوع المسيح
1: 3 نشكر الله و ابا ربنا يسوع المسيح كل حين مصلين لاجلكم
1: 4 اذ سمعنا ايمانكم بالمسيح يسوع و محبتكم لجميع القديسين
1: 5 من اجل الرجاء الموضوع لكم في السماوات الذي سمعتم به قبلا في كلمة حق الانجيل
1: 6 الذي قد حضر اليكم كما في كل العالم ايضا و هو مثمر كما فيكم ايضا منذ يوم سمعتم و عرفتم نعمة الله بالحقيقة
1: 7 كما تعلمتم ايضا من ابفراس العبد الحبيب معنا الذي هو خادم امين للمسيح لاجلكم
1: 8 الذي اخبرنا ايضا بمحبتكم في الروح
1: 9 من اجل ذلك نحن ايضا منذ يوم سمعنا لم نزل مصلين و طالبين لاجلكم ان تمتلئوا من معرفة مشيئته في كل حكمة و فهم روحي
1: 10 لتسلكوا كما يحق للرب في كل رضى مثمرين في كل عمل صالح و نامين في معرفة الله
1: 11 متقوين بكل قوة بحسب قدرة مجده لكل صبر و طول اناة بفرح
1: 12 شاكرين الاب الذي اهلنا لشركة ميراث القديسين في النور
1: 13 الذي انقذنا من سلطان الظلمة و نقلنا الى ملكوت ابن محبته
1: 14 الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا
1: 15 الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة
1: 16 فانه فيه خلق الكل ما في السماوات و ما على الارض ما يرى و ما لا يرى سواء كان عروشا ام سيادات ام رياسات ام سلاطين الكل به و له قد خلق
1: 17 الذي هو قبل كل شيء و فيه يقوم الكل
1: 18 و هو راس الجسد الكنيسة الذي هو البداءة بكر من الاموات لكي يكون هو متقدما في كل شيء
1: 19 لانه فيه سر ان يحل كل الملء
1: 20 و ان يصالح به الكل لنفسه عاملا الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الارض ام ما في السماوات
1: 21 و انتم الذين كنتم قبلا اجنبيين و اعداء في الفكر في الاعمال الشريرة قد صالحكم الان
(4/479)
1: 22 في جسم بشريته بالموت ليحضركم قديسين و بلا لوم و لا شكوى امامه
1: 23 ان ثبتم على الايمان متاسسين و راسخين و غير منتقلين عن رجاء الانجيل الذي سمعتموه المكروز به في كل الخليقة التي تحت السماء الذي صرت انا بولس خادما له
1: 24 الذي الان افرح في الامي لاجلكم و اكمل نقائص شدائد المسيح في جسمي لاجل جسده الذي هو الكنيسة
1: 25 التي صرت انا خادما لها حسب تدبير الله المعطى لي لاجلكم لتتميم كلمة الله
1: 26 السر المكتوم منذ الدهور و منذ الاجيال لكنه الان قد اظهر لقديسيه
1: 27 الذين اراد الله ان يعرفهم ما هو غنى مجد هذا السر في الامم الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد
1: 28 الذي ننادي به منذرين كل انسان و معلمين كل انسان بكل حكمة لكي نحضر كل انسان كاملا في المسيح يسوع
1: 29 الامر الذي لاجله اتعب ايضا مجاهدا بحسب عمله الذي يعمل في بقوة
2: 1 فاني اريد ان تعلموا اي جهاد لي لاجلكم و لاجل الذين في لاودكية و جميع الذين لم يروا وجهي في الجسد
2: 2 لكي تتعزى قلوبهم مقترنة في المحبة لكل غنى يقين الفهم لمعرفة سر الله الاب و المسيح
2: 3 المذخر فيه جميع كنوز الحكمة و العلم
2: 4 و انما اقول هذا لئلا يخدعكم احد بكلام ملق
2: 5 فاني و ان كنت غائبا في الجسد لكني معكم في الروح فرحا و ناظرا ترتيبكم و متانة ايمانكم في المسيح
2: 6 فكما قبلتم المسيح يسوع الرب اسلكوا فيه
2: 7 متاصلين و مبنيين فيه و موطدين في الايمان كما علمتم متفاضلين فيه بالشكر
2: 8 انظروا ان لا يكون احد يسبيكم بالفلسفة و بغرور باطل حسب تقليد الناس حسب اركان العالم و ليس حسب المسيح
2: 9 فانه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا
2: 10 و انتم مملوؤون فيه الذي هو راس كل رياسة و سلطان
2: 11 و به ايضا ختنتم ختانا غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح
2: 12 مدفونين معه في المعمودية التي فيها اقمتم ايضا معه بايمان عمل الله الذي اقامه من الاموات
(4/480)
2: 13 و اذ كنتم امواتا في الخطايا و غلف جسدكم احياكم معه مسامحا لكم بجميع الخطايا
2: 14 اذ محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدا لنا و قد رفعه من الوسط مسمرا اياه بالصليب
2: 15 اذ جرد الرياسات و السلاطين اشهرهم جهارا ظافرا بهم فيه
2: 16 فلا يحكم عليكم احد في اكل او شرب او من جهة عيد او هلال او سبت
2: 17 التي هي ظل الامور العتيدة و اما الجسد فللمسيح
2: 18 لا يخسركم احد الجعالة راغبا في التواضع و عبادة الملائكة متداخلا في ما لم ينظره منتفخا باطلا من قبل ذهنه الجسدي
2: 19 و غير متمسك بالراس الذي منه كل الجسد بمفاصل و ربط متوازرا و مقترنا ينمو نموا من الله
2: 20 اذا ان كنتم قد متم مع المسيح عن اركان العالم فلماذا كانكم عائشون في العالم تفرض عليكم فرائض
2: 21 لا تمس و لا تذق و لا تجس
2: 22 التي هي جميعها للفناء في الاستعمال حسب وصايا و تعاليم الناس
2: 23 التي لها حكاية حكمة بعبادة نافلة و تواضع و قهر الجسد ليس بقيمة ما من جهة اشباع البشرية
3: 1 فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله
3: 2 اهتموا بما فوق لا بما على الارض
3: 3 لانكم قد متم و حياتكم مستترة مع المسيح في الله
3: 4 متى اظهر المسيح حياتنا فحينئذ تظهرون انتم ايضا معه في المجد
3: 5 فاميتوا اعضاءكم التي على الارض الزنى النجاسة الهوى الشهوة الردية الطمع الذي هو عبادة الاوثان
3: 6 الامور التي من اجلها ياتي غضب الله على ابناء المعصية
3: 7 الذين بينهم انتم ايضا سلكتم قبلا حين كنتم تعيشون فيها
3: 8 و اما الان فاطرحوا عنكم انتم ايضا الكل الغضب السخط الخبث التجديف الكلام القبيح من افواهكم
3: 9 لا تكذبوا بعضكم على بعض اذ خلعتم الانسان العتيق مع اعماله
3: 10 و لبستم الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه
3: 11 حيث ليس يوناني و يهودي ختان و غرلة بربري و سكيثي عبد حر بل المسيح الكل و في الكل
(4/481)
3: 12 فالبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين احشاء رافات و لطفا و تواضعا و وداعة و طول اناة
3: 13 محتملين بعضكم بعضا و مسامحين بعضكم بعضا ان كان لاحد على احد شكوى كما غفر لكم المسيح هكذا انتم ايضا
3: 14 و على جميع هذه البسوا المحبة التي هي رباط الكمال
3: 15 و ليملك في قلوبكم سلام الله الذي اليه دعيتم في جسد واحد و كونوا شاكرين
3: 16 لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى و انتم بكل حكمة معلمون و منذرون بعضكم بعضا بمزامير و تسابيح و اغاني روحية بنعمة مترنمين في قلوبكم للرب
3: 17 و كل ما عملتم بقول او فعل فاعملوا الكل باسم الرب يسوع شاكرين الله و الاب به
3: 18 ايتها النساء اخضعن لرجالكن كما يليق في الرب
3: 19 ايها الرجال احبوا نساءكم و لا تكونوا قساة عليهن
3: 20 ايها الاولاد اطيعوا والديكم في كل شيء لان هذا مرضي في الرب
3: 21 ايها الاباء لا تغيظوا اولادكم لئلا يفشلوا
3: 22 ايها العبيد اطيعوا في كل شيء سادتكم حسب الجسد لا بخدمة العين كمن يرضي الناس بل ببساطة القلب خائفين الرب
3: 23 و كل ما فعلتم فاعملوا من القلب كما للرب ليس للناس
3: 24 عالمين انكم من الرب ستاخذون جزاء الميراث لانكم تخدمون الرب المسيح
3: 25 و اما الظالم فسينال ما ظلم به و ليس محاباة
4: 1 ايها السادة قدموا للعبيد العدل و المساواة عالمين ان لكم انتم ايضا سيدا في السماوات
4: 2 واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر
4: 3 مصلين في ذلك لاجلنا نحن ايضا ليفتح الرب لنا بابا للكلام لنتكلم بسر المسيح الذي من اجله انا موثق ايضا
4: 4 كي اظهره كما يجب ان اتكلم
4: 5 اسلكوا بحكمة من جهة الذين هم من خارج مفتدين الوقت
4: 6 ليكن كلامكم كل حين بنعمة مصلحا بملح لتعلموا كيف يجب ان تجاوبوا كل واحد
4: 7 جميع احوالي سيعرفكم بها تيخيكس الاخ الحبيب و الخادم الامين و العبد معنا في الرب
4: 8 الذي ارسلته اليكم لهذا عينه ليعرف احوالكم و يعزي قلوبكم
(4/482)
4: 9 مع انسيمس الاخ الامين الحبيب الذي هو منكم هما سيعرفانكم بكل ما ههنا
4: 10 يسلم عليكم ارسترخس الماسور معي و مرقس ابن اخت برنابا الذي اخذتم لاجله وصايا ان اتى اليكم فاقبلوه
4: 11 و يسوع المدعو يسطس الذين هم من الختان هؤلاء هم وحدهم العاملون معي لملكوت الله الذين صاروا لي تسلية
4: 12 يسلم عليكم ابفراس الذي هو منكم عبد للمسيح مجاهد كل حين لاجلكم بالصلوات لكي تثبتوا كاملين و ممتلئين في كل مشيئة الله
4: 13 فاني اشهد فيه ان له غيرة كثيرة لاجلكم و لاجل الذين في لاودكية و الذين في هيرابوليس
4: 14 يسلم عليكم لوقا الطبيب الحبيب و ديماس
4: 15 سلموا على الاخوة الذين في لاودكية و على نمفاس و على الكنيسة التي في بيته
4: 16 و متى قرئت عندكم هذه الرسالة فاجعلوها تقرا ايضا في كنيسة اللاودكيين و التي من لاودكية تقراونها انتم ايضا
4: 17 و قولوا لارخبس انظر الى الخدمة التي قبلتها في الرب لكي تتممها
4: 18 السلام بيدي انا بولس اذكروا وثقي النعمة معكم امين كتبت الى اهل كولوسي من رومية بيد تيخيكس و انسيمس(4/483)
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي
1: 1 بولس و سلوانس و تيموثاوس الى كنيسة التسالونيكيين في الله الاب و الرب يسوع المسيح نعمة لكم و سلام من الله ابينا و الرب يسوع المسيح
1: 2 نشكر الله كل حين من جهة جميعكم ذاكرين اياكم في صلواتنا
1: 3 متذكرين بلا انقطاع عمل ايمانكم و تعب محبتكم و صبر رجائكم ربنا يسوع المسيح امام الله و ابينا
1: 4 عالمين ايها الاخوة المحبوبون من الله اختياركم
1: 5 ان انجيلنا لم يصر لكم بالكلام فقط بل بالقوة ايضا و بالروح القدس و بيقين شديد كما تعرفون اي رجال كنا بينكم من اجلكم
1: 6 و انتم صرتم متمثلين بنا و بالرب اذ قبلتم الكلمة في ضيق كثير بفرح الروح القدس
1: 7 حتى صرتم قدوة لجميع الذين يؤمنون في مكدونية و في اخائية
1: 8 لانه من قبلكم قد اذيعت كلمة الرب ليس في مكدونية و اخائية فقط بل في كل مكان ايضا قد ذاع ايمانكم بالله حتى ليس لنا حاجة ان نتكلم شيئا
1: 9 لانهم هم يخبرون عنا اي دخول كان لنا اليكم و كيف رجعتم الى الله من الاوثان لتعبدوا الله الحي الحقيقي
1: 10 و تنتظروا ابنه من السماء الذي اقامه من الاموات يسوع الذي ينقذنا من الغضب الاتي
2: 1 لانكم انتم ايها الاخوة تعلمون دخولنا اليكم انه لم يكن باطلا
2: 2 بل بعدما تالمنا قبلا و بغي علينا كما تعلمون في فيلبي جاهرنا في الهنا ان نكلمكم بانجيل الله في جهاد كثير
2: 3 لان وعظنا ليس عن ضلال و لا عن دنس و لا بمكر
2: 4 بل كما استحسنا من الله ان نؤتمن على الانجيل هكذا نتكلم لا كاننا نرضي الناس بل الله الذي يختبر قلوبنا
2: 5 فاننا لم نكن قط في كلام تملق كما تعلمون و لا في علة طمع الله شاهد
2: 6 و لا طلبنا مجدا من الناس لا منكم و لا من غيركم مع اننا قادرون ان نكون في وقار كرسل المسيح
2: 7 بل كنا مترفقين في وسطكم كما تربي المرضعة اولادها
(4/484)
2: 8 هكذا اذ كنا حانين اليكم كنا نرضى ان نعطيكم لا انجيل الله فقط بل انفسنا ايضا لانكم صرتم محبوبين الينا
2: 9 فانكم تذكرون ايها الاخوة تعبنا و كدنا اذ كنا نكرز لكم بانجيل الله و نحن عاملون ليلا و نهارا كي لا نثقل على احد منكم
2: 10 انتم شهود و الله كيف بطهارة و ببر و بلا لوم كنا بينكم انتم المؤمنين
2: 11 كما تعلمون كيف كنا نعظ كل واحد منكم كالاب لاولاده و نشجعكم
2: 12 و نشهدكم لكي تسلكوا كما يحق لله الذي دعاكم الى ملكوته و مجده
2: 13 من اجل ذلك نحن ايضا نشكر الله بلا انقطاع لانكم اذ تسلمتم منا كلمة خبر من الله قبلتموها لا ككلمة اناس بل كما هي بالحقيقة ككلمة الله التي تعمل ايضا فيكم انتم المؤمنين
2: 14 فانكم ايها الاخوة صرتم متمثلين بكنائس الله التي هي في اليهودية في المسيح يسوع لانكم تالمتم انتم ايضا من اهل عشيرتكم تلك الالام عينها كما هم ايضا من اليهود
2: 15 الذين قتلوا الرب يسوع و انبياءهم و اضطهدونا نحن و هم غير مرضين لله و اضداد لجميع الناس
2: 16 يمنعوننا عن ان نكلم الامم لكي يخلصوا حتى يتمموا خطاياهم كل حين و لكن قد ادركهم الغضب الى النهاية
2: 17 و اما نحن ايها الاخوة فاذ قد فقدناكم زمان ساعة بالوجه لا بالقلب اجتهدنا اكثر باشتهاء كثير ان نرى وجوهكم
2: 18 لذلك اردنا ان ناتي اليكم انا بولس مرة و مرتين و انما عاقنا الشيطان
2: 19 لان من هو رجاؤنا و فرحنا و اكليل افتخارنا ام لستم انتم ايضا امام ربنا يسوع المسيح في مجيئه
2: 20 لانكم انتم مجدنا و فرحنا
3: 1 لذلك اذ لم نحتمل ايضا استحسنا ان نترك في اثينا وحدنا
3: 2 فارسلنا تيموثاوس اخانا و خادم الله و العامل معنا في انجيل المسيح حتى يثبتكم و يعظكم لاجل ايمانكم
3: 3 كي لا يتزعزع احد في هذه الضيقات فانكم انتم تعلمون اننا موضوعون لهذا
3: 4 لاننا لما كنا عندكم سبقنا فقلنا لكم اننا عتيدون ان نتضايق كما حصل ايضا و انتم تعلمون
(4/485)
3: 5 من اجل هذا اذ لم احتمل ايضا ارسلت لكي اعرف ايمانكم لعل المجرب يكون قد جربكم فيصير تعبنا باطلا
3: 6 و اما الان فاذ جاء الينا تيموثاوس من عندكم و بشرنا بايمانكم و محبتكم و بان عندكم ذكرا لنا حسنا كل حين و انتم مشتاقون ان ترونا كما نحن ايضا ان نراكم
3: 7 فمن اجل هذا تعزينا ايها الاخوة من جهتكم في ضيقتنا و ضرورتنا بايمانكم
3: 8 لاننا الان نعيش ان ثبتم انتم في الرب
3: 9 لانه اي شكر نستطيع ان نعوض الى الله من جهتكم عن كل الفرح الذي نفرح به من اجلكم قدام الهنا
3: 10 طالبين ليلا و نهارا اوفر طلب ان نرى وجوهكم و نكمل نقائص ايمانكم
3: 11 و الله نفسه ابونا و ربنا يسوع المسيح يهدي طريقنا اليكم
3: 12 و الرب ينميكم و يزيدكم في المحبة بعضكم لبعض و للجميع كما نحن ايضا لكم
3: 13 لكي يثبت قلوبكم بلا لوم في القداسة امام الله ابينا في مجيء ربنا يسوع المسيح مع جميع قديسيه
4: 1 فمن ثم ايها الاخوة نسالكم و نطلب اليكم في الرب يسوع انكم كما تسلمتم منا كيف يجب ان تسلكوا و ترضوا الله تزدادون اكثر
4: 2 لانكم تعلمون اية وصايا اعطيناكم بالرب يسوع
4: 3 لان هذه هي ارادة الله قداستكم ان تمتنعوا عن الزنا
4: 4 ان يعرف كل واحد منكم ان يقتني اناءه بقداسة و كرامة
4: 5 لا في هوى شهوة كالامم الذين لا يعرفون الله
4: 6 ان لا يتطاول احد و يطمع على اخيه في هذا الامر لان الرب منتقم لهذه كلها كما قلنا لكم قبلا و شهدنا
4: 7 لان الله لم يدعنا للنجاسة بل في القداسة
4: 8 اذا من يرذل لا يرذل انسانا بل الله الذي اعطانا ايضا روحه القدوس
4: 9 و اما المحبة الاخوية فلا حاجة لكم ان اكتب اليكم عنها لانكم انفسكم متعلمون من الله ان يحب بعضكم بعضا
4: 10 فانكم تفعلون ذلك ايضا لجميع الاخوة الذين في مكدونية كلها و انما اطلب اليكم ايها الاخوة ان تزدادوا اكثر
(4/486)
4: 11 و ان تحرصوا على ان تكونوا هادئين و تمارسوا اموركم الخاصة و تشتغلوا بايديكم انتم كما اوصيناكم
4: 12 لكي تسلكوا بلياقة عند الذين هم من خارج و لا تكون لكم حاجة الى احد
4: 13 ثم لا اريد ان تجهلوا ايها الاخوة من جهة الراقدين لكي لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم
4: 14 لانه ان كنا نؤمن ان يسوع مات و قام فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله ايضا معه
4: 15 فاننا نقول لكم هذا بكلمة الرب اننا نحن الاحياء الباقين الى مجيء الرب لا نسبق الراقدين
4: 16 لان الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة و بوق الله سوف ينزل من السماء و الاموات في المسيح سيقومون اولا
4: 17 ثم نحن الاحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء و هكذا نكون كل حين مع الرب
4: 18 لذلك عزوا بعضكم بعضا بهذا الكلام
5: 1 و اما الازمنة و الاوقات فلا حاجة لكم ايها الاخوة ان اكتب اليكم عنها
5: 2 لانكم انتم تعلمون بالتحقيق ان يوم الرب كلص في الليل هكذا يجيء
5: 3 لانه حينما يقولون سلام و امان حينئذ يفاجئهم هلاك بغتة كالمخاض للحبلى فلا ينجون
5: 4 و اما انتم ايها الاخوة فلستم في ظلمة حتى يدرككم ذلك اليوم كلص
5: 5 جميعكم ابناء نور و ابناء نهار لسنا من ليل و لا ظلمة
5: 6 فلا ننم اذا كالباقين بل لنسهر و نصح
5: 7 لان الذين ينامون فبالليل ينامون و الذين يسكرون فبالليل يسكرون
5: 8 و اما نحن الذين من نهار فلنصح لابسين درع الايمان و المحبة و خوذة هي رجاء الخلاص
5: 9 لان الله لم يجعلنا للغضب بل لاقتناء الخلاص بربنا يسوع المسيح
5: 10 الذي مات لاجلنا حتى اذا سهرنا او نمنا نحيا جميعا معه
5: 11 لذلك عزوا بعضكم بعضا و ابنوا احدكم الاخر كما تفعلون ايضا
5: 12 ثم نسالكم ايها الاخوة ان تعرفوا الذين يتعبون بينكم و يدبرونكم في الرب و ينذرونكم
5: 13 و ان تعتبروهم كثيرا جدا في المحبة من اجل عملهم سالموا بعضكم بعضا
(4/487)
5: 14 و نطلب اليكم ايها الاخوة انذروا الذين بلا ترتيب شجعوا صغار النفوس اسندوا الضعفاء تانوا على الجميع
5: 15 انظروا ان لا يجازي احد احدا عن شر بشر بل كل حين اتبعوا الخير بعضكم لبعض و للجميع
5: 16 افرحوا كل حين
5: 17 صلوا بلا انقطاع
5: 18 اشكروا في كل شيء لان هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم
5: 19 لا تطفئوا الروح
5: 20 لا تحتقروا النبوات
5: 21 امتحنوا كل شيء تمسكوا بالحسن
5: 22 امتنعوا عن كل شبه شر
5: 23 و اله السلام نفسه يقدسكم بالتمام و لتحفظ روحكم و نفسكم و جسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح
5: 24 امين هو الذي يدعوكم الذي سيفعل ايضا
5: 25 ايها الاخوة صلوا لاجلنا
5: 26 سلموا على الاخوة جميعا بقبلة مقدسة
5: 27 اناشدكم بالرب ان تقرا هذه الرسالة على جميع الاخوة القديسين
5: 28 نعمة ربنا يسوع المسيح معكم امين(4/488)
رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكي
1: 1 بولس و سلوانس و تيموثاوس الى كنيسة التسالونيكيين في الله ابينا و الرب يسوع المسيح
1: 2 نعمة لكم و سلام من الله ابينا و الرب يسوع المسيح
1: 3 ينبغي لنا ان نشكر الله كل حين من جهتكم ايها الاخوة كما يحق لان ايمانكم ينمو كثيرا و محبة كل واحد منكم جميعا بعضكم لبعض تزداد
1: 4 حتى اننا نحن انفسنا نفتخر بكم في كل كنائس الله من اجل صبركم و ايمانكم في جميع اضطهاداتكم و الضيقات التي تحتملونها
1: 5 بينة على قضاء الله العادل انكم تؤهلون لملكوت الله الذي لاجله تتالمون ايضا
1: 6 اذ هو عادل عند الله ان الذين يضايقونكم يجازيهم ضيقا
1: 7 و اياكم الذين تتضايقون راحة معنا عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته
1: 8 في نار لهيب معطيا نقمة للذين لا يعرفون الله و الذين لا يطيعون انجيل ربنا يسوع المسيح
1: 9 الذين سيعاقبون بهلاك ابدي من وجه الرب و من مجد قوته
1: 10 متى جاء ليتمجد في قديسيه و يتعجب منه في جميع المؤمنين لان شهادتنا عندكم صدقت في ذلك اليوم
1: 11 الامر الذي لاجله نصلي ايضا كل حين من جهتكم ان يؤهلكم الهنا للدعوة و يكمل كل مسرة الصلاح و عمل الايمان بقوة
1: 12 لكي يتمجد اسم ربنا يسوع المسيح فيكم و انتم فيه بنعمة الهنا و الرب يسوع المسيح
2: 1 ثم نسالكم ايها الاخوة من جهة مجيء ربنا يسوع المسيح و اجتماعنا اليه
2: 2 ان لا تتزعزعوا سريعا عن ذهنكم و لا ترتاعوا لا بروح و لا بكلمة و لا برسالة كانها منا اي ان يوم المسيح قد حضر
2: 3 لا يخدعنكم احد على طريقة ما لانه لا ياتي ان لم يات الارتداد اولا و يستعلن انسان الخطية ابن الهلاك
2: 4 المقاوم و المرتفع على كل ما يدعى الها او معبودا حتى انه يجلس في هيكل الله كاله مظهرا نفسه انه اله
2: 5 اما تذكرون اني و انا بعد عندكم كنت اقول لكم هذا
2: 6 و الان تعلمون ما يحجز حتى يستعلن في وقته
(4/489)
2: 7 لان سر الاثم الان يعمل فقط الى ان يرفع من الوسط الذي يحجز الان
2: 8 و حينئذ سيستعلن الاثيم الذي الرب يبيده بنفخة فمه و يبطله بظهور مجيئه
2: 9 الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة و بايات و عجائب كاذبة
2: 10 و بكل خديعة الاثم في الهالكين لانهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا
2: 11 و لاجل هذا سيرسل اليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب
2: 12 لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سروا بالاثم
2: 13 و اما نحن فينبغي لنا ان نشكر الله كل حين لاجلكم ايها الاخوة المحبوبون من الرب ان الله اختاركم من البدء للخلاص بتقديس الروح و تصديق الحق
2: 14 الامر الذي دعاكم اليه بانجيلنا لاقتناء مجد ربنا يسوع المسيح
2: 15 فاثبتوا اذا ايها الاخوة و تمسكوا بالتعاليم التي تعلمتموها سواء كان بالكلام ام برسالتنا
2: 16 و ربنا نفسه يسوع المسيح و الله ابونا الذي احبنا و اعطانا عزاء ابديا و رجاء صالحا بالنعمة
2: 17 يعزي قلوبكم و يثبتكم في كل كلام و عمل صالح
3: 1 اخيرا ايها الاخوة صلوا لاجلنا لكي تجري كلمة الرب و تتمجد كما عندكم ايضا
3: 2 و لكي ننقذ من الناس الاردياء الاشرار لان الايمان ليس للجميع
3: 3 امين هو الرب الذي سيثبتكم و يحفظكم من الشرير
3: 4 و نثق بالرب من جهتكم انكم تفعلون ما نوصيكم به و ستفعلون ايضا
3: 5 و الرب يهدي قلوبكم الى محبة الله و الى صبر المسيح
3: 6 ثم نوصيكم ايها الاخوة باسم ربنا يسوع المسيح ان تتجنبوا كل اخ يسلك بلا ترتيب و ليس حسب التعليم الذي اخذه منا
3: 7 اذ انتم تعرفون كيف يجب ان يتمثل بنا لاننا لم نسلك بلا ترتيب بينكم
3: 8 و لا اكلنا خبزا مجانا من احد بل كنا نشتغل بتعب و كد ليلا و نهارا لكي لا نثقل على احد منكم
3: 9 ليس ان لا سلطان لنا بل لكي نعطيكم انفسنا قدوة حتى تتمثلوا بنا
3: 10 فاننا ايضا حين كنا عندكم اوصيناكم بهذا انه ان كان احد لا يريد ان يشتغل فلا ياكل ايضا
(4/490)
3: 11 لاننا نسمع ان قوما يسلكون بينكم بلا ترتيب لا يشتغلون شيئا بل هم فضوليون
3: 12 فمثل هؤلاء نوصيهم و نعظهم بربنا يسوع المسيح ان يشتغلوا بهدوء و ياكلوا خبز انفسهم
3: 13 اما انتم ايها الاخوة فلا تفشلوا في عمل الخير
3: 14 و ان كان احد لا يطيع كلامنا بالرسالة فسموا هذا و لا تخالطوه لكي يخجل
3: 15 و لكن لا تحسبوه كعدو بل انذروه كاخ
3: 16 و رب السلام نفسه يعطيكم السلام دائما من كل وجه الرب مع جميعكم
3: 17 السلام بيدي انا بولس الذي هو علامة في كل رسالة هكذا انا اكتب
3: 18 نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم امين(4/491)
رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس
1: 1 بولس رسول يسوع المسيح بحسب امر الله مخلصنا و ربنا يسوع المسيح رجائنا
1: 2 الى تيموثاوس الابن الصريح في الايمان نعمة و رحمة و سلام من الله ابينا و المسيح يسوع ربنا
1: 3 كما طلبت اليك ان تمكث في افسس اذ كنت انا ذاهبا الى مكدونية لكي توصي قوما ان لا يعلموا تعليما اخر
1: 4 و لا يصغوا الى خرافات و انساب لا حد لها تسبب مباحثات دون بنيان الله الذي في الايمان
1: 5 و اما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر و ضمير صالح و ايمان بلا رياء
1: 6 الامور التي اذ زاغ قوم عنها انحرفوا الى كلام باطل
1: 7 يريدون ان يكونوا معلمي الناموس و هم لا يفهمون ما يقولون و لا ما يقررونه
1: 8 و لكننا نعلم ان الناموس صالح ان كان احد يستعمله ناموسيا
1: 9 عالما هذا ان الناموس لم يوضع للبار بل للاثمة و المتمردين للفجار و الخطاة للدنسين و المستبيحين لقاتلي الاباء و قاتلي الامهات لقاتلي الناس
1: 10 للزناة لمضاجعي الذكور لسارقي الناس للكذابين للحانثين و ان كان شيء اخر يقاوم التعليم الصحيح
1: 11 حسب انجيل مجد الله المبارك الذي اؤتمنت انا عليه
1: 12 و انا اشكر المسيح يسوع ربنا الذي قواني انه حسبني امينا اذ جعلني للخدمة
1: 13 انا الذي كنت قبلا مجدفا و مضطهدا و مفتريا و لكنني رحمت لاني فعلت بجهل في عدم ايمان
1: 14 و تفاضلت نعمة ربنا جدا مع الايمان و المحبة التي في المسيح يسوع
1: 15 صادقة هي الكلمة و مستحقة كل قبول ان المسيح يسوع جاء الى العالم ليخلص الخطاة الذين اولهم انا
1: 16 لكنني لهذا رحمت ليظهر يسوع المسيح في انا اولا كل اناة مثالا للعتيدين ان يؤمنوا به للحياة الابدية
1: 17 و ملك الدهور الذي لا يفنى و لا يرى الاله الحكيم وحده له الكرامة و المجد الى دهر الدهور امين
(4/492)
1: 18 هذه الوصية ايها الابن تيموثاوس استودعك اياها حسب النبوات التي سبقت عليك لكي تحارب فيها المحاربة الحسنة
1: 19 و لك ايمان و ضمير صالح الذي اذ رفضه قوم انكسرت بهم السفينة من جهة الايمان ايضا
1: 20 الذين منهم هيمينايس و الاسكندر اللذان اسلمتهما للشيطان لكي يؤدبا حتى لا يجدفا
2: 1 فاطلب اول كل شيء ان تقام طلبات و صلوات و ابتهالات و تشكرات لاجل جميع الناس
2: 2 لاجل الملوك و جميع الذين هم في منصب لكي نقضي حياة مطمئنة هادئة في كل تقوى و وقار
2: 3 لان هذا حسن و مقبول لدى مخلصنا الله
2: 4 الذي يريد ان جميع الناس يخلصون و الى معرفة الحق يقبلون
2: 5 لانه يوجد اله واحد و وسيط واحد بين الله و الناس الانسان يسوع المسيح
2: 6 الذي بذل نفسه فدية لاجل الجميع الشهادة في اوقاتها الخاصة
2: 7 التي جعلت انا لها كارزا و رسولا الحق اقول في المسيح و لا اكذب معلما للامم في الايمان و الحق
2: 8 فاريد ان يصلي الرجال في كل مكان رافعين ايادي طاهرة بدون غضب و لا جدال
2: 9 و كذلك ان النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع و تعقل لا بضفائر او ذهب او لالئ او ملابس كثيرة الثمن
2: 10 بل كما يليق بنساء متعاهدات بتقوى الله باعمال صالحة
2: 11 لتتعلم المراة بسكوت في كل خضوع
2: 12 و لكن لست اذن للمراة ان تعلم و لا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت
2: 13 لان ادم جبل اولا ثم حواء
2: 14 و ادم لم يغو لكن المراة اغويت فحصلت في التعدي
2: 15 و لكنها ستخلص بولادة الاولاد ان ثبتن في الايمان و المحبة و القداسة مع التعقل
3: 1 صادقة هي الكلمة ان ابتغى احد الاسقفية فيشتهي عملا صالحا
3: 2 فيجب ان يكون الاسقف بلا لوم بعل امراة واحدة صاحيا عاقلا محتشما مضيفا للغرباء صالحا للتعليم
3: 3 غير مدمن الخمر و لا ضراب و لا طامع بالربح القبيح بل حليما غير مخاصم و لا محب للمال
3: 4 يدبر بيته حسنا له اولاد في الخضوع بكل وقار
(4/493)
3: 5 و انما ان كان احد لا يعرف ان يدبر بيته فكيف يعتني بكنيسة الله
3: 6 غير حديث الايمان لئلا يتصلف فيسقط في دينونة ابليس
3: 7 و يجب ايضا ان تكون له شهادة حسنة من الذين هم من خارج لئلا يسقط في تعيير و فخ ابليس
3: 8 كذلك يجب ان يكون الشمامسة ذوي وقار لا ذوي لسانين غير مولعين بالخمر الكثير و لا طامعين بالربح القبيح
3: 9 و لهم سر الايمان بضمير طاهر
3: 10 و انما هؤلاء ايضا ليختبروا اولا ثم يتشمسوا ان كانوا بلا لوم
3: 11 كذلك يجب ان تكون النساء ذوات وقار غير ثالبات صاحيات امينات في كل شيء
3: 12 ليكن الشمامسة كل بعل امراة واحدة مدبرين اولادهم و بيوتهم حسنا
3: 13 لان الذين تشمسوا حسنا يقتنون لانفسهم درجة حسنة و ثقة كثيرة في الايمان الذي بالمسيح يسوع
3: 14 هذا اكتبه اليك راجيا ان اتي اليك عن قريب
3: 15 و لكن ان كنت ابطئ فلكي تعلم كيف يجب ان تتصرف في بيت الله الذي هو كنيسة الله الحي عمود الحق و قاعدته
3: 16 و بالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الامم اومن به في العالم رفع في المجد
4: 1 و لكن الروح يقول صريحا انه في الازمنة الاخيرة يرتد قوم عن الايمان تابعين ارواحا مضلة و تعاليم شياطين
4: 2 في رياء اقوال كاذبة موسومة ضمائرهم
4: 3 مانعين عن الزواج و امرين ان يمتنع عن اطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر من المؤمنين و عارفي الحق
4: 4 لان كل خليقة الله جيدة و لا يرفض شيء اذا اخذ مع الشكر
4: 5 لانه يقدس بكلمة الله و الصلاة
4: 6 ان فكرت الاخوة بهذا تكون خادما صالحا ليسوع المسيح متربيا بكلام الايمان و التعليم الحسن الذي تتبعته
4: 7 و اما الخرافات الدنسة العجائزية فارفضها و روض نفسك للتقوى
4: 8 لان الرياضة الجسدية نافعة لقليل و لكن التقوى نافعة لكل شيء اذ لها موعد الحياة الحاضرة و العتيدة
4: 9 صادقة هي الكلمة و مستحقة كل قبول
(4/494)
4: 10 لاننا لهذا نتعب و نعير لاننا قد القينا رجاءنا على الله الحي الذي هو مخلص جميع الناس و لا سيما المؤمنين
4: 11 اوص بهذا و علم
4: 12 لا يستهن احد بحداثتك بل كن قدوة للمؤمنين في الكلام في التصرف في المحبة في الروح في الايمان في الطهارة
4: 13 الى ان اجيء اعكف على القراءة و الوعظ و التعليم
4: 14 لا تهمل الموهبة التي فيك المعطاة لك بالنبوة مع وضع ايدي المشيخة
4: 15 اهتم بهذا كن فيه لكي يكون تقدمك ظاهرا في كل شيء
4: 16 لاحظ نفسك و التعليم و داوم على ذلك لانك اذا فعلت هذا تخلص نفسك و الذين يسمعونك ايضا
5: 1 لا تزجر شيخا بل عظه كاب و الاحداث كاخوة
5: 2 و العجائز كامهات و الحدثات كاخوات بكل طهارة
5: 3 اكرم الارامل اللواتي هن بالحقيقة ارامل
5: 4 و لكن ان كانت ارملة لها اولاد او حفدة فليتعلموا اولا ان يوقروا اهل بيتهم و يوفوا والديهم المكافاة لان هذا صالح و مقبول امام الله
5: 5 و لكن التي هي بالحقيقة ارملة و وحيدة فقد القت رجاءها على الله و هي تواظب الطلبات و الصلوات ليلا و نهارا
5: 6 و اما المتنعمة فقد ماتت و هي حية
5: 7 فاوص بهذا لكي يكن بلا لوم
5: 8 و ان كان احد لا يعتني بخاصته و لا سيما اهل بيته فقد انكر الايمان و هو شر من غير المؤمن
5: 9 لتكتتب ارملة ان لم يكن عمرها اقل من ستين سنة امراة رجل واحد
5: 10 مشهودا لها في اعمال صالحة ان تكن قد ربت الاولاد اضافت الغرباء غسلت ارجل القديسين ساعدت المتضايقين اتبعت كل عمل صالح
5: 11 اما الارامل الحدثات فارفضهن لانهن متى بطرن على المسيح يردن ان يتزوجن
5: 12 و لهن دينونة لانهن رفضن الايمان الاول
5: 13 و مع ذلك ايضا يتعلمن ان يكن بطالات يطفن في البيوت و لسن بطالات فقط بل مهذارات ايضا و فضوليات يتكلمن بما لا يجب
5: 14 فاريد ان الحدثات يتزوجن و يلدن الاولاد و يدبرن البيوت و لا يعطين علة للمقاوم من اجل الشتم
(4/495)
5: 15 فان بعضهن قد انحرفن وراء الشيطان
5: 16 ان كان لمؤمن او مؤمنة ارامل فليساعدهن و لا يثقل على الكنيسة لكي تساعد هي اللواتي هن بالحقيقة ارامل
5: 17 اما الشيوخ المدبرون حسنا فليحسبوا اهلا لكرامة مضاعفة و لا سيما الذين يتعبون في الكلمة و التعليم
5: 18 لان الكتاب يقول لا تكم ثورا دارسا و الفاعل مستحق اجرته
5: 19 لا تقبل شكاية على شيخ الا على شاهدين او ثلاثة شهود
5: 20 الذين يخطئون وبخهم امام الجميع لكي يكون عند الباقين خوف
5: 21 اناشدك امام الله و الرب يسوع المسيح و الملائكة المختارين ان تحفظ هذا بدون غرض و لا تعمل شيئا بمحاباة
5: 22 لا تضع يدا على احد بالعجلة و لا تشترك في خطايا الاخرين احفظ نفسك طاهرا
5: 23 لا تكن في ما بعد شراب ماء بل استعمل خمرا قليلا من اجل معدتك و اسقامك الكثيرة
5: 24 خطايا بعض الناس واضحة تتقدم الى القضاء و اما البعض فتتبعهم
5: 25 كذلك ايضا الاعمال الصالحة واضحة و التي هي خلاف ذلك لا يمكن ان تخفى
6: 1 جميع الذين هم عبيد تحت نير فليحسبوا سادتهم مستحقين كل اكرام لئلا يفترى على اسم الله و تعليمه
6: 2 و الذين لهم سادة مؤمنون لا يستهينوا بهم لانهم اخوة بل ليخدموهم اكثر لان الذين يتشاركون في الفائدة هم مؤمنون و محبوبون علم وعظ بهذا
6: 3 ان كان احد يعلم تعليما اخر و لا يوافق كلمات ربنا يسوع المسيح الصحيحة و التعليم الذي هو حسب التقوى
6: 4 فقد تصلف و هو لا يفهم شيئا بل هو متعلل بمباحثات و مماحكات الكلام التي منها يحصل الحسد و الخصام و الافتراء و الظنون الردية
6: 5 و منازعات اناس فاسدي الذهن و عادمي الحق يظنون ان التقوى تجارة تجنب مثل هؤلاء
6: 6 و اما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة
6: 7 لاننا لم ندخل العالم بشيء و واضح اننا لا نقدر ان نخرج منه بشيء
6: 8 فان كان لنا قوت و كسوة فلنكتف بهما
(4/496)
6: 9 و اما الذين يريدون ان يكونوا اغنياء فيسقطون في تجربة و فخ و شهوات كثيرة غبية و مضرة تغرق الناس في العطب و الهلاك
6: 10 لان محبة المال اصل لكل الشرور الذي اذ ابتغاه قوم ضلوا عن الايمان و طعنوا انفسهم باوجاع كثيرة
6: 11 و اما انت يا انسان الله فاهرب من هذا و اتبع البر و التقوى و الايمان و المحبة و الصبر و الوداعة
6: 12 جاهد جهاد الايمان الحسن و امسك بالحياة الابدية التي اليها دعيت ايضا و اعترفت الاعتراف الحسن امام شهود كثيرين
6: 13 اوصيك امام الله الذي يحيي الكل و المسيح يسوع الذي شهد لدى بيلاطس البنطي بالاعتراف الحسن
6: 14 ان تحفظ الوصية بلا دنس و لا لوم الى ظهور ربنا يسوع المسيح
6: 15 الذي سيبينه في اوقاته المبارك العزيز الوحيد ملك الملوك و رب الارباب
6: 16 الذي وحده له عدم الموت ساكنا في نور لا يدنى منه الذي لم يره احد من الناس و لا يقدر ان يراه الذي له الكرامة و القدرة الابدية امين
6: 17 اوص الاغنياء في الدهر الحاضر ان لا يستكبروا و لا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع
6: 18 و ان يصنعوا صلاحا و ان يكونوا اغنياء في اعمال صالحة و ان يكونوا اسخياء في العطاء كرماء في التوزيع
6: 19 مدخرين لانفسهم اساسا حسنا للمستقبل لكي يمسكوا بالحياة الابدية
6: 20 يا تيموثاوس احفظ الوديعة معرضا عن الكلام الباطل الدنس و مخالفات العلم الكاذب الاسم
6: 21 الذي اذ تظاهر به قوم زاغوا من جهة الايمان
6: 22 النعمة معك امين(4/497)
رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس
1: 1 بولس رسول يسوع المسيح بمشيئة الله لاجل وعد الحياة التي في يسوع المسيح
1: 2 الى تيموثاوس الابن الحبيب نعمة و رحمة و سلام من الله الاب و المسيح يسوع ربنا
1: 3 اني اشكر الله الذي اعبده من اجدادي بضمير طاهر كما اذكرك بلا انقطاع في طلباتي ليلا و نهارا
1: 4 مشتاقا ان اراك ذاكرا دموعك لكي امتلئ فرحا
1: 5 اذ اتذكر الايمان العديم الرياء الذي فيك الذي سكن اولا في جدتك لوئيس و امك افنيكي و لكني موقن انه فيك ايضا
1: 6 فلهذا السبب اذكرك ان تضرم ايضا موهبة الله التي فيك بوضع يدي
1: 7 لان الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة و المحبة و النصح
1: 8 فلا تخجل بشهادة ربنا و لا بي انا اسيره بل اشترك في احتمال المشقات لاجل الانجيل بحسب قوة الله
1: 9 الذي خلصنا و دعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى اعمالنا بل بمقتضى القصد و النعمة التي اعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الازمنة الازلية
1: 10 و انما اظهرت الان بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذي ابطل الموت و انار الحياة و الخلود بواسطة الانجيل
1: 11 الذي جعلت انا له كارزا و رسولا و معلما للامم
1: 12 لهذا السبب احتمل هذه الامور ايضا لكنني لست اخجل لانني عالم بمن امنت و موقن انه قادر ان يحفظ وديعتي الى ذلك اليوم
1: 13 تمسك بصورة الكلام الصحيح الذي سمعته مني في الايمان و المحبة التي في المسيح يسوع
1: 14 احفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فينا
1: 15 انت تعلم هذا ان جميع الذين في اسيا ارتدوا عني الذين منهم فيجلس و هرموجانس
1: 16 ليعط الرب رحمة لبيت انيسيفورس لانه مرارا كثيرة اراحني و لم يخجل بسلسلتي
1: 17 بل لما كان في رومية طلبني باوفر اجتهاد فوجدني
1: 18 ليعطه الرب ان يجد رحمة من الرب في ذلك اليوم و كل ما كان يخدم في افسس انت تعرفه جيدا
2: 1 فتقو انت يا ابني بالنعمة التي في المسيح يسوع
(4/498)
2: 2 و ما سمعته مني بشهود كثيرين اودعه اناسا امناء يكونون اكفاء ان يعلموا اخرين ايضا
2: 3 فاشترك انت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح
2: 4 ليس احد و هو يتجند يرتبك باعمال الحياة لكي يرضي من جنده
2: 5 و ايضا ان كان احد يجاهد لا يكلل ان لم يجاهد قانونيا
2: 6 يجب ان الحراث الذي يتعب يشترك هو اولا في الاثمار
2: 7 افهم ما اقول فليعطك الرب فهما في كل شيء
2: 8 اذكر يسوع المسيح المقام من الاموات من نسل داود بحسب انجيلي
2: 9 الذي فيه احتمل المشقات حتى القيود كمذنب لكن كلمة الله لا تقيد
2: 10 لاجل ذلك انا اصبر على كل شيء لاجل المختارين لكي يحصلوا هم ايضا على الخلاص الذي في المسيح يسوع مع مجد ابدي
2: 11 صادقة هي الكلمة انه ان كنا قد متنا معه فسنحيا ايضا معه
2: 12 ان كنا نصبر فسنملك ايضا معه ان كنا ننكره فهو ايضا سينكرنا
2: 13 ان كنا غير امناء فهو يبقى امينا لن يقدر ان ينكر نفسه
2: 14 فكر بهذه الامور مناشدا قدام الرب ان لا يتماحكوا بالكلام الامر غير النافع لشيء لهدم السامعين
2: 15 اجتهد ان تقيم نفسك لله مزكى عاملا لا يخزى مفصلا كلمة الحق بالاستقامة
2: 16 و اما الاقوال الباطلة الدنسة فاجتنبها لانهم يتقدمون الى اكثر فجور
2: 17 و كلمتهم ترعى كاكلة الذين منهم هيمينايس و فيليتس
2: 18 اللذان زاغا عن الحق قائلين ان القيامة قد صارت فيقلبان ايمان قوم
2: 19 و لكن اساس الله الراسخ قد ثبت اذ له هذا الختم يعلم الرب الذين هم له و ليتجنب الاثم كل من يسمي اسم المسيح
2: 20 و لكن في بيت كبير ليس انية من ذهب و فضة فقط بل من خشب و خزف ايضا و تلك للكرامة و هذه للهوان
2: 21 فان طهر احد نفسه من هذه يكون اناء للكرامة مقدسا نافعا للسيد مستعدا لكل عمل صالح
2: 22 اما الشهوات الشبابية فاهرب منها و اتبع البر و الايمان و المحبة و السلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي
(4/499)
2: 23 و المباحثات الغبية و السخيفة اجتنبها عالما انها تولد خصومات
2: 24 و عبد الرب لا يجب ان يخاصم بل يكون مترفقا بالجميع صالحا للتعليم صبورا على المشقات
2: 25 مؤدبا بالوداعة المقاومين عسى ان يعطيهم الله توبة لمعرفة الحق
2: 26 فيستفيقوا من فخ ابليس اذ قد اقتنصهم لارادته
3: 1 و لكن اعلم هذا انه في الايام الاخيرة ستاتي ازمنة صعبة
3: 2 لان الناس يكونون محبين لانفسهم محبين للمال متعظمين مستكبرين مجدفين غير طائعين لوالديهم غير شاكرين دنسين
3: 3 بلا حنو بلا رضى ثالبين عديمي النزاهة شرسين غير محبين للصلاح
3: 4 خائنين مقتحمين متصلفين محبين للذات دون محبة لله
3: 5 لهم صورة التقوى و لكنهم منكرون قوتها فاعرض عن هؤلاء
3: 6 فانه من هؤلاء هم الذين يدخلون البيوت و يسبون نسيات محملات خطايا منساقات بشهوات مختلفة
3: 7 يتعلمن في كل حين و لا يستطعن ان يقبلن الى معرفة الحق ابدا
3: 8 و كما قاوم ينيس و يمبريس موسى كذلك هؤلاء ايضا يقاومون الحق اناس فاسدة اذهانهم و من جهة الايمان مرفوضون
3: 9 لكنهم لا يتقدمون اكثر لان حمقهم سيكون واضحا للجميع كما كان حمق ذينك ايضا
3: 10 و اما انت فقد تبعت تعليمي و سيرتي و قصدي و ايماني و اناتي و محبتي و صبري
3: 11 و اضطهاداتي و الامي مثل ما اصابني في انطاكية و ايقونية و لسترة اية اضطهادات احتملت و من الجميع انقذني الرب
3: 12 و جميع الذين يريدون ان يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يضطهدون
3: 13 و لكن الناس الاشرار المزورين سيتقدمون الى اردا مضلين و مضلين
3: 14 و اما انت فاثبت على ما تعلمت و ايقنت عارفا ممن تعلمت
3: 15 و انك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة ان تحكمك للخلاص بالايمان الذي في المسيح يسوع
3: 16 كل الكتاب هو موحى به من الله و نافع للتعليم و التوبيخ للتقويم و التاديب الذي في البر
3: 17 لكي يكون انسان الله كاملا متاهبا لكل عمل صالح
(4/500)
4: 1 انا اناشدك اذا امام الله و الرب يسوع المسيح العتيد ان يدين الاحياء و الاموات عند ظهوره و ملكوته
4: 2 اكرز بالكلمة اعكف على ذلك في وقت مناسب و غير مناسب وبخ انتهر عظ بكل اناة و تعليم
4: 3 لانه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مستحكة مسامعهم
4: 4 فيصرفون مسامعهم عن الحق و ينحرفون الى الخرافات
4: 5 و اما انت فاصح في كل شيء احتمل المشقات اعمل عمل المبشر تمم خدمتك
4: 6 فاني انا الان اسكب سكيبا و وقت انحلالي قد حضر
4: 7 قد جاهدت الجهاد الحسن اكملت السعي حفظت الايمان
4: 8 و اخيرا قد وضع لي اكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل و ليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره ايضا
4: 9 بادر ان تجيء الي سريعا
4: 10 لان ديماس قد تركني اذ احب العالم الحاضر و ذهب الى تسالونيكي و كريسكيس الى غلاطية و تيطس الى دلماطية
4: 11 لوقا وحده معي خذ مرقس و احضره معك لانه نافع لي للخدمة
4: 12 اما تيخيكس فقد ارسلته الى افسس
4: 13 الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس احضره متى جئت و الكتب ايضا و لا سيما الرقوق
4: 14 اسكندر النحاس اظهر لي شرورا كثيرة ليجازه الرب حسب اعماله
4: 15 فاحتفظ منه انت ايضا لانه قاوم اقوالنا جدا
4: 16 في احتجاجي الاول لم يحضر احد معي بل الجميع تركوني لا يحسب عليهم
4: 17 و لكن الرب وقف معي و قواني لكي تتم بي الكرازة و يسمع جميع الامم فانقذت من فم الاسد
4: 18 و سينقذني الرب من كل عمل رديء و يخلصني لملكوته السماوي الذي له المجد الى دهر الدهور امين
4: 19 سلم على فرسكا و اكيلا و بيت انيسيفورس
4: 20 اراستس بقي في كورنثوس و اما تروفيمس فتركته في ميليتس مريضا
4: 21 بادر ان تجيء قبل الشتاء يسلم عليك افبولس و بوديس و لينس و كلافدية و الاخوة جميعا
4: 22 الرب يسوع المسيح مع روحك النعمة معكم امين(5/1)
رسالة بولس الرسول إلى تيطس
1: 1 بولس عبد الله و رسول يسوع المسيح لاجل ايمان مختاري الله و معرفة الحق الذي هو حسب التقوى
1: 2 على رجاء الحياة الابدية التي وعد بها الله المنزه عن الكذب قبل الازمنة الازلية
1: 3 و انما اظهر كلمته في اوقاتها الخاصة بالكرازة التي اؤتمنت انا عليها بحسب امر مخلصنا الله
1: 4 الى تيطس الابن الصريح حسب الايمان المشترك نعمة و رحمة و سلام من الله الاب و الرب يسوع المسيح مخلصنا
1: 5 من اجل هذا تركتك في كريت لكي تكمل ترتيب الامور الناقصة و تقيم في كل مدينة شيوخا كما اوصيتك
1: 6 ان كان احد بلا لوم بعل امراة واحدة له اولاد مؤمنون ليسوا في شكاية الخلاعة و لا متمردين
1: 7 لانه يجب ان يكون الاسقف بلا لوم كوكيل الله غير معجب بنفسه و لا غضوب و لا مدمن الخمر و لا ضراب و لا طامع في الربح القبيح
1: 8 بل مضيفا للغرباء محبا للخير متعقلا بارا ورعا ضابطا لنفسه
1: 9 ملازما للكلمة الصادقة التي بحسب التعليم لكي يكون قادرا ان يعظ بالتعليم الصحيح و يوبخ المناقضين
1: 10 فانه يوجد كثيرون متمردين يتكلمون بالباطل و يخدعون العقول و لا سيما الذين من الختان
1: 11 الذين يجب سد افواههم فانهم يقلبون بيوتا بجملتها معلمين ما لا يجب من اجل الربح القبيح
1: 12 قال واحد منهم و هو نبي لهم خاص الكريتيون دائما كذابون وحوش ردية بطون بطالة
1: 13 هذه الشهادة صادقة فلهذا السبب وبخهم بصرامة لكي يكونوا اصحاء في الايمان
1: 14 لا يصغون الى خرافات يهودية و وصايا اناس مرتدين عن الحق
1: 15 كل شيء طاهر للطاهرين و اما للنجسين و غير المؤمنين فليس شيء طاهرا بل قد تنجس ذهنهم ايضا و ضميرهم
1: 16 يعترفون بانهم يعرفون الله و لكنهم بالاعمال ينكرونه اذ هم رجسون غير طائعين و من جهة كل عمل صالح مرفوضون
2: 1 و اما انت فتكلم بما يليق بالتعليم الصحيح
(5/2)
2: 2 ان يكون الاشياخ صاحين ذوي وقار متعقلين اصحاء في الايمان و المحبة و الصبر
2: 3 كذلك العجائز في سيرة تليق بالقداسة غير ثالبات غير مستعبدات للخمر الكثير معلمات الصلاح
2: 4 لكي ينصحن الحدثات ان يكن محبات لرجالهن و يحببن اولادهن
2: 5 متعقلات عفيفات ملازمات بيوتهن صالحات خاضعات لرجالهن لكي لا يجدف على كلمة الله
2: 6 كذلك عظ الاحداث ان يكونوا متعقلين
2: 7 مقدما نفسك في كل شيء قدوة للاعمال الحسنة و مقدما في التعليم نقاوة و وقارا و اخلاصا
2: 8 و كلاما صحيحا غير ملوم لكي يخزى المضاد اذ ليس له شيء رديء يقوله عنكم
2: 9 و العبيد ان يخضعوا لسادتهم و يرضوهم في كل شيء غير مناقضين
2: 10 غير مختلسين بل مقدمين كل امانة صالحة لكي يزينوا تعليم مخلصنا الله في كل شيء
2: 11 لانه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس
2: 12 معلمة ايانا ان ننكر الفجور و الشهوات العالمية و نعيش بالتعقل و البر و التقوى في العالم الحاضر
2: 13 منتظرين الرجاء المبارك و ظهور مجد الله العظيم و مخلصنا يسوع المسيح
2: 14 الذي بذل نفسه لاجلنا لكي يفدينا من كل اثم و يطهر لنفسه شعبا خاصا غيورا في اعمال حسنة
2: 15 تكلم بهذه و عظ و وبخ بكل سلطان لا يستهن بك احد
3: 1 ذكرهم ان يخضعوا للرياسات و السلاطين و يطيعوا و يكونوا مستعدين لكل عمل صالح
3: 2 و لا يطعنوا في احد و يكونوا غير مخاصمين حلماء مظهرين كل وداعة لجميع الناس
3: 3 لاننا كنا نحن ايضا قبلا اغبياء غير طائعين ضالين مستعبدين لشهوات و لذات مختلفة عائشين في الخبث و الحسد ممقوتين مبغضين بعضنا بعضا
3: 4 و لكن حين ظهر لطف مخلصنا الله و احسانه
3: 5 لا باعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني و تجديد الروح القدس
3: 6 الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا
3: 7 حتى اذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الابدية
(5/3)
3: 8 صادقة هي الكلمة و اريد ان تقرر هذه الامور لكي يهتم الذين امنوا بالله ان يمارسوا اعمالا حسنة فان هذه الامور هي الحسنة و النافعة للناس
3: 9 و اما المباحثات الغبية و الانساب و الخصومات و المنازعات الناموسية فاجتنبها لانها غير نافعة و باطلة
3: 10 الرجل المبتدع بعد الانذار مرة و مرتين اعرض عنه
3: 11 عالما ان مثل هذا قد انحرف و هو يخطئ محكوما عليه من نفسه
3: 12 حينما ارسل اليك ارتيماس او تيخيكس بادر ان تاتي الي الى نيكوبوليس لاني عزمت ان اشتي هناك
3: 13 جهز زيناس الناموسي و ابلوس باجتهاد للسفر حتى لا يعوزهما شيء
3: 14 و ليتعلم من لنا ايضا ان يمارسوا اعمالا حسنة للحاجات الضرورية حتى لا يكونوا بلا ثمر
3: 15 يسلم عليك الذين معي جميعا سلم على الذين يحبوننا في الايمان النعمة مع جميعكم امين(5/4)
رسالة بولس الرسول إلى فيلمون
1: 1 بولس اسير يسوع المسيح و تيموثاوس الاخ الى فليمون المحبوب و العامل معنا
1: 2 و الى ابفية المحبوبة و ارخبس المتجند معنا و الى الكنيسة التي في بيتك
1: 3 نعمة لكم و سلام من الله ابينا و الرب يسوع المسيح
1: 4 اشكر الهي كل حين ذاكرا اياك في صلواتي
1: 5 سامعا بمحبتك و الايمان الذي لك نحو الرب يسوع و لجميع القديسين
1: 6 لكي تكون شركة ايمانك فعالة في معرفة كل الصلاح الذي فيكم لاجل المسيح يسوع
1: 7 لان لنا فرحا كثيرا و تعزية بسبب محبتك لان احشاء القديسين قد استراحت بك ايها الاخ
1: 8 لذلك و ان كان لي بالمسيح ثقة كثيرة ان امرك بما يليق
1: 9 من اجل المحبة اطلب بالحري اذ انا انسان هكذا نظير بولس الشيخ و الان اسير يسوع المسيح ايضا
1: 10 اطلب اليك لاجل ابني انسيمس الذي ولدته في قيودي
1: 11 الذي كان قبلا غير نافع لك و لكنه الان نافع لك و لي
1: 12 الذي رددته فاقبله الذي هو احشائي
1: 13 الذي كنت اشاء ان امسكه عندي لكي يخدمني عوضا عنك في قيود الانجيل
1: 14 و لكن بدون رايك لم ارد ان افعل شيئا لكي لا يكون خيرك كانه على سبيل الاضطرار بل على سبيل الاختيار
1: 15 لانه ربما لاجل هذا افترق عنك الى ساعة لكي يكون لك الى الابد
1: 16 لا كعبد في ما بعد بل افضل من عبد اخا محبوبا و لا سيما الي فكم بالحري اليك في الجسد و الرب جميعا
1: 17 فان كنت تحسبني شريكا فاقبله نظيري
1: 18 ثم ان كان قد ظلمك بشيء او لك عليه دين فاحسب ذلك علي
1: 19 انا بولس كتبت بيدي انا اوفي حتى لا اقول لك انك مديون لي بنفسك ايضا
1: 20 نعم ايها الاخ ليكن لي فرح بك في الرب ارح احشائي في الرب
1: 21 اذ انا واثق باطاعتك كتبت اليك عالما انك تفعل ايضا اكثر مما اقول
1: 22 و مع هذا اعدد لي ايضا منزلا لاني ارجو انني بصلواتكم ساوهب لكم
1: 23 يسلم عليك ابفراس الماسور معي في المسيح يسوع
(5/5)
1: 24 و مرقس و ارسترخس و ديماس و لوقا العاملون معي
1: 25 نعمة ربنا يسوع المسيح مع روحكم امين الى فليمون كتبت من رومية على يد انسيمس الخادم(5/6)
القسم الثاني
الرسائل الجامعة(5/7)
رسالة يعقوب
1: 1 يعقوب عبد الله و الرب يسوع المسيح يهدي السلام الى الاثني عشر سبطا الذين في الشتات
1: 2 احسبوه كل فرح يا اخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة
1: 3 عالمين ان امتحان ايمانكم ينشئ صبرا
1: 4 و اما الصبر فليكن له عمل تام لكي تكونوا تامين و كاملين غير ناقصين في شيء
1: 5 و انما ان كان احدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء و لا يعير فسيعطى له
1: 6 و لكن ليطلب بايمان غير مرتاب البتة لان المرتاب يشبه موجا من البحر تخبطه الريح و تدفعه
1: 7 فلا يظن ذلك الانسان انه ينال شيئا من عند الرب
1: 8 رجل ذو رايين هو متقلقل في جميع طرقه
1: 9 و ليفتخر الاخ المتضع بارتفاعه
1: 10 و اما الغني فباتضاعه لانه كزهر العشب يزول
1: 11 لان الشمس اشرقت بالحر فيبست العشب فسقط زهره و فني جمال منظره هكذا يذبل الغني ايضا في طرقه
1: 12 طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لانه اذا تزكى ينال اكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه
1: 13 لا يقل احد اذا جرب اني اجرب من قبل الله لان الله غير مجرب بالشرور و هو لا يجرب احدا
1: 14 و لكن كل واحد يجرب اذا انجذب و انخدع من شهوته
1: 15 ثم الشهوة اذا حبلت تلد خطية و الخطية اذا كملت تنتج موتا
1: 16 لا تضلوا يا اخوتي الاحباء
1: 17 كل عطية صالحة و كل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند ابي الانوار الذي ليس عنده تغيير و لا ظل دوران
1: 18 شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه
1: 19 اذا يا اخوتي الاحباء ليكن كل انسان مسرعا في الاستماع مبطئا في التكلم مبطئا في الغضب
1: 20 لان غضب الانسان لا يصنع بر الله
1: 21 لذلك اطرحوا كل نجاسة و كثرة شر فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة ان تخلص نفوسكم
1: 22 و لكن كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم
1: 23 لانه ان كان احد سامعا للكلمة و ليس عاملا فذاك يشبه رجلا ناظرا وجه خلقته في مراة
(5/8)
1: 24 فانه نظر ذاته و مضى و للوقت نسي ما هو
1: 25 و لكن من اطلع على الناموس الكامل ناموس الحرية و ثبت و صار ليس سامعا ناسيا بل عاملا بالكلمة فهذا يكون مغبوطا في عمله
1: 26 ان كان احد فيكم يظن انه دين و ليس يلجم لسانه بل يخدع قلبه فديانة هذا باطلة
1: 27 الديانة الطاهرة النقية عند الله الاب هي هذه افتقاد اليتامى و الارامل في ضيقتهم و حفظ الانسان نفسه بلا دنس من العالم
2: 1 يا اخوتي لا يكن لكم ايمان ربنا يسوع المسيح رب المجد في المحاباة
2: 2 فانه ان دخل الى مجمعكم رجل بخواتم ذهب في لباس بهي و دخل ايضا فقير بلباس وسخ
2: 3 فنظرتم الى اللابس اللباس البهي و قلتم له اجلس انت هنا حسنا و قلتم للفقير قف انت هناك او اجلس هنا تحت موطئ قدمي
2: 4 فهل لا ترتابون في انفسكم و تصيرون قضاة افكار شريرة
2: 5 اسمعوا يا اخوتي الاحباء اما اختار الله فقراء هذا العالم اغنياء في الايمان و ورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه
2: 6 و اما انتم فاهنتم الفقير اليس الاغنياء يتسلطون عليكم و هم يجرونكم الى المحاكم
2: 7 اما هم يجدفون على الاسم الحسن الذي دعي به عليكم
2: 8 فان كنتم تكملون الناموس الملوكي حسب الكتاب تحب قريبك كنفسك فحسنا تفعلون
2: 9 و لكن ان كنتم تحابون تفعلون خطية موبخين من الناموس كمتعدين
2: 10 لان من حفظ كل الناموس و انما عثر في واحدة فقد صار مجرما في الكل
2: 11 لان الذي قال لا تزن قال ايضا لا تقتل فان لم تزن و لكن قتلت فقد صرت متعديا الناموس
2: 12 هكذا تكلموا و هكذا افعلوا كعتيدين ان تحاكموا بناموس الحرية
2: 13 لان الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة و الرحمة تفتخر على الحكم
2: 14 ما المنفعة يا اخوتي ان قال احد ان له ايمانا و لكن ليس له اعمال هل يقدر الايمان ان يخلصه
2: 15 ان كان اخ و اخت عريانين و معتازين للقوت اليومي
(5/9)
2: 16 فقال لهما احدكم امضيا بسلام استدفئا و اشبعا و لكن لم تعطوهما حاجات الجسد فما المنفعة
2: 17 هكذا الايمان ايضا ان لم يكن له اعمال ميت في ذاته
2: 18 لكن يقول قائل انت لك ايمان و انا لي اعمال ارني ايمانك بدون اعمالك و انا اريك باعمالي ايماني
2: 19 انت تؤمن ان الله واحد حسنا تفعل و الشياطين يؤمنون و يقشعرون
2: 20 و لكن هل تريد ان تعلم ايها الانسان الباطل ان الايمان بدون اعمال ميت
2: 21 الم يتبرر ابراهيم ابونا بالاعمال اذ قدم اسحاق ابنه على المذبح
2: 22 فترى ان الايمان عمل مع اعماله و بالاعمال اكمل الايمان
2: 23 و تم الكتاب القائل فامن ابراهيم بالله فحسب له برا و دعي خليل الله
2: 24 ترون اذا انه بالاعمال يتبرر الانسان لا بالايمان وحده
2: 25 كذلك راحاب الزانية ايضا اما تبررت بالاعمال اذ قبلت الرسل و اخرجتهم في طريق اخر
2: 26 لانه كما ان الجسد بدون روح ميت هكذا الايمان ايضا بدون اعمال ميت
3: 1 لا تكونوا معلمين كثيرين يا اخوتي عالمين اننا ناخذ دينونة اعظم
3: 2 لاننا في اشياء كثيرة نعثر جميعنا ان كان احد لا يعثر في الكلام فذاك رجل كامل قادر ان يلجم كل الجسد ايضا
3: 3 هوذا الخيل نضع اللجم في افواهها لكي تطاوعنا فندير جسمها كله
3: 4 هوذا السفن ايضا و هي عظيمة بهذا المقدار و تسوقها رياح عاصفة تديرها دفة صغيرة جدا الى حيثما شاء قصد المدير
3: 5 هكذا اللسان ايضا هو عضو صغير و يفتخر متعظما هوذا نار قليلة اي وقود تحرق
3: 6 فاللسان نار عالم الاثم هكذا جعل في اعضائنا اللسان الذي يدنس الجسم كله و يضرم دائرة الكون و يضرم من جهنم
3: 7 لان كل طبع للوحوش و الطيور و الزحافات و البحريات يذلل و قد تذلل للطبع البشري
3: 8 و اما اللسان فلا يستطيع احد من الناس ان يذلله هو شر لا يضبط مملو سما مميتا
3: 9 به نبارك الله الاب و به نلعن الناس الذين قد تكونوا على شبه الله
(5/10)
3: 10 من الفم الواحد تخرج بركة و لعنة لا يصلح يا اخوتي ان تكون هذه الامور هكذا
3: 11 العل ينبوعا ينبع من نفس عين واحدة العذب و المر
3: 12 هل تقدر يا اخوتي تينة ان تصنع زيتونا او كرمة تينا و لا كذلك ينبوع يصنع ماء مالحا و عذبا
3: 13 من هو حكيم و عالم بينكم فلير اعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة
3: 14 و لكن ان كان لكم غيرة مرة و تحزب في قلوبكم فلا تفتخروا و تكذبوا على الحق
3: 15 ليست هذه الحكمة نازلة من فوق بل هي ارضية نفسانية شيطانية
3: 16 لانه حيث الغيرة و التحزب هناك التشويش و كل امر رديء
3: 17 و اما الحكمة التي من فوق فهي اولا طاهرة ثم مسالمة مترفقة مذعنة مملوة رحمة و اثمارا صالحة عديمة الريب و الرياء
3: 18 و ثمر البر يزرع في السلام من الذين يفعلون السلام
4: 1 من اين الحروب و الخصومات بينكم اليست من هنا من لذاتكم المحاربة في اعضائكم
4: 2 تشتهون و لستم تمتلكون تقتلون و تحسدون و لستم تقدرون ان تنالوا تخاصمون و تحاربون و لستم تمتلكون لانكم لا تطلبون
4: 3 تطلبون و لستم تاخذون لانكم تطلبون رديا لكي تنفقوا في لذاتكم
4: 4 ايها الزناة و الزواني اما تعلمون ان محبة العالم عداوة لله فمن اراد ان يكون محبا للعالم فقد صار عدوا لله
4: 5 ام تظنون ان الكتاب يقول باطلا الروح الذي حل فينا يشتاق الى الحسد
4: 6 و لكنه يعطي نعمة اعظم لذلك يقول يقاوم الله المستكبرين و اما المتواضعون فيعطيهم نعمة
4: 7 فاخضعوا لله قاوموا ابليس فيهرب منكم
4: 8 اقتربوا الى الله فيقترب اليكم نقوا ايديكم ايها الخطاة و طهروا قلوبكم يا ذوي الرايين
4: 9 اكتئبوا و نوحوا و ابكوا ليتحول ضحككم الى نوح و فرحكم الى غم
4: 10 اتضعوا قدام الرب فيرفعكم
4: 11 لا يذم بعضكم بعضا ايها الاخوة الذي يذم اخاه و يدين اخاه يذم الناموس و يدين الناموس و ان كنت تدين الناموس فلست عاملا بالناموس بل ديانا له
(5/11)
4: 12 واحد هو واضع الناموس القادر ان يخلص و يهلك فمن انت يا من تدين غيرك
4: 13 هلم الان ايها القائلون نذهب اليوم او غدا الى هذه المدينة او تلك و هناك نصرف سنة واحدة و نتجر و نربح
4: 14 انتم الذين لا تعرفون امر الغد لانه ما هي حياتكم انها بخار يظهر قليلا ثم يضمحل
4: 15 عوض ان تقولوا ان شاء الرب و عشنا نفعل هذا او ذاك
4: 16 و اما الان فانكم تفتخرون في تعظمكم كل افتخار مثل هذا رديء
4: 17 فمن يعرف ان يعمل حسنا و لا يعمل فذلك خطية له
5: 1 هلم الان ايها الاغنياء ابكوا مولولين على شقاوتكم القادمة
5: 2 غناكم قد تهرا و ثيابكم قد اكلها العث
5: 3 ذهبكم و فضتكم قد صدئا و صداهما يكون شهادة عليكم و ياكل لحومكم كنار قد كنزتم في الايام الاخيرة
5: 4 هوذا اجرة الفعلة الذين حصدوا حقولكم المبخوسة منكم تصرخ و صياح الحصادين قد دخل الى اذني رب الجنود
5: 5 قد ترفهتم على الارض و تنعمتم و ربيتم قلوبكم كما في يوم الذبح
5: 6 حكمتم على البار قتلتموه لا يقاومكم
5: 7 فتانوا ايها الاخوة الى مجيء الرب هوذا الفلاح ينتظر ثمر الارض الثمين متانيا عليه حتى ينال المطر المبكر و المتاخر
5: 8 فتانوا انتم و ثبتوا قلوبكم لان مجيء الرب قد اقترب
5: 9 لا يئن بعضكم على بعض ايها الاخوة لئلا تدانوا هوذا الديان واقف قدام الباب
5: 10 خذوا يا اخوتي مثالا لاحتمال المشقات و الاناة الانبياء الذين تكلموا باسم الرب
5: 11 ها نحن نطوب الصابرين قد سمعتم بصبر ايوب و رايتم عاقبة الرب لان الرب كثير الرحمة و رؤوف
5: 12 و لكن قبل كل شيء يا اخوتي لا تحلفوا لا بالسماء و لا بالارض و لا بقسم اخر بل لتكن نعمكم نعم و لاكم لا لئلا تقعوا تحت دينونة
5: 13 اعلى احد بينكم مشقات فليصل امسرور احد فليرتل
5: 14 امريض احد بينكم فليدع شيوخ الكنيسة فيصلوا عليه و يدهنوه بزيت باسم الرب
(5/12)
5: 15 و صلاة الايمان تشفي المريض و الرب يقيمه و ان كان قد فعل خطية تغفر له
5: 16 اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات و صلوا بعضكم لاجل بعض لكي تشفوا طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها
5: 17 كان ايليا انسانا تحت الالام مثلنا و صلى صلاة ان لا تمطر فلم تمطر على الارض ثلاث سنين و ستة اشهر
5: 18 ثم صلى ايضا فاعطت السماء مطرا و اخرجت الارض ثمرها
5: 19 ايها الاخوة ان ضل احد بينكم عن الحق فرده احد
5: 20 فليعلم ان من رد خاطئا عن ضلال طريقه يخلص نفسا من الموت و يستر كثرة من الخطايا(5/13)
رسالة بطرس الأولى
1: 1 بطرس رسول يسوع المسيح الى المتغربين من شتات بنتس و غلاطية و كبدوكية و اسيا و بيثينية المختارين
1: 2 بمقتضى علم الله الاب السابق في تقديس الروح للطاعة و رش دم يسوع المسيح لتكثر لكم النعمة و السلام
1: 3 مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الاموات
1: 4 لميراث لا يفنى و لا يتدنس و لا يضمحل محفوظ في السماوات لاجلكم
1: 5 انتم الذين بقوة الله محروسون بايمان لخلاص مستعد ان يعلن في الزمان الاخير
1: 6 الذي به تبتهجون مع انكم الان ان كان يجب تحزنون يسيرا بتجارب متنوعة
1: 7 لكي تكون تزكية ايمانكم و هي اثمن من الذهب الفاني مع انه يمتحن بالنار توجد للمدح و الكرامة و المجد عند استعلان يسوع المسيح
1: 8 ذلك و ان لم تروه تحبونه ذلك و ان كنتم لا ترونه الان لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا ينطق به و مجيد
1: 9 نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس
1: 10 الخلاص الذي فتش و بحث عنه انبياء الذين تنباوا عن النعمة التي لاجلكم
1: 11 باحثين اي وقت او ما الوقت الذي كان يدل عليه روح المسيح الذي فيهم اذ سبق فشهد بالالام التي للمسيح و الامجاد التي بعدها
1: 12 الذين اعلن لهم انهم ليس لانفسهم بل لنا كانوا يخدمون بهذه الامور التي اخبرتم بها انتم الان بواسطة الذين بشروكم في الروح القدس المرسل من السماء التي تشتهي الملائكة ان تطلع عليها
1: 13 لذلك منطقوا احقاء ذهنكم صاحين فالقوا رجاءكم بالتمام على النعمة التي يؤتى بها اليكم عند استعلان يسوع المسيح
1: 14 كاولاد الطاعة لا تشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم
1: 15 بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم ايضا قديسين في كل سيرة
1: 16 لانه مكتوب كونوا قديسين لاني انا قدوس
1: 17 و ان كنتم تدعون ابا الذي يحكم بغير محاباة حسب عمل كل واحد فسيروا زمان غربتكم بخوف
(5/14)
1: 18 عالمين انكم افتديتم لا باشياء تفنى بفضة او ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الاباء
1: 19 بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب و لا دنس دم المسيح
1: 20 معروفا سابقا قبل تاسيس العالم و لكن قد اظهر في الازمنة الاخيرة من اجلكم
1: 21 انتم الذين به تؤمنون بالله الذي اقامه من الاموات و اعطاه مجدا حتى ان ايمانكم و رجاءكم هما في الله
1: 22 طهروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الاخوية العديمة الرياء فاحبوا بعضكم بعضا من قلب طاهر بشدة
1: 23 مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية الى الابد
1: 24 لان كل جسد كعشب و كل مجد انسان كزهر عشب العشب يبس و زهره سقط
1: 25 و اما كلمة الرب فتثبت الى الابد و هذه هي الكلمة التي بشرتم بها
2: 1 فاطرحوا كل خبث و كل مكر و الرياء و الحسد و كل مذمة
2: 2 و كاطفال مولودين الان اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به
2: 3 ان كنتم قد ذقتم ان الرب صالح
2: 4 الذي اذ تاتون اليه حجرا حيا مرفوضا من الناس و لكن مختار من الله كريم
2: 5 كونوا انتم ايضا مبنيين كحجارة حية بيتا روحيا كهنوتا مقدسا لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح
2: 6 لذلك يتضمن ايضا في الكتاب هانذا اضع في صهيون حجر زاوية مختارا كريما و الذي يؤمن به لن يخزى
2: 7 فلكم انتم الذين تؤمنون الكرامة و اما للذين لا يطيعون فالحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار راس الزاوية
2: 8 و حجر صدمة و صخرة عثرة الذين يعثرون غير طائعين للكلمة الامر الذي جعلوا له
2: 9 و اما انتم فجنس مختار و كهنوت ملوكي امة مقدسة شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب
2: 10 الذين قبلا لم تكونوا شعبا و اما الان فانتم شعب الله الذين كنتم غير مرحومين و اما الان فمرحومون
2: 11 ايها الاحباء اطلب اليكم كغرباء و نزلاء ان تمتنعوا عن الشهوات الجسدية التي تحارب النفس
(5/15)
2: 12 و ان تكون سيرتكم بين الامم حسنة لكي يكونوا في ما يفترون عليكم كفاعلي شر يمجدون الله في يوم الافتقاد من اجل اعمالكم الحسنة التي يلاحظونها
2: 13 فاخضعوا لكل ترتيب بشري من اجل الرب ان كان للملك فكمن هو فوق الكل
2: 14 او للولاة فكمرسلين منه للانتقام من فاعلي الشر و للمدح لفاعلي الخير
2: 15 لان هكذا هي مشيئة الله ان تفعلوا الخير فتسكتوا جهالة الناس الاغبياء
2: 16 كاحرار و ليس كالذين الحرية عندهم سترة للشر بل كعبيد الله
2: 17 اكرموا الجميع احبوا الاخوة خافوا الله اكرموا الملك
2: 18 ايها الخدام كونوا خاضعين بكل هيبة للسادة ليس للصالحين المترفقين فقط بل للعنفاء ايضا
2: 19 لان هذا فضل ان كان احد من اجل ضمير نحو الله يحتمل احزانا متالما بالظلم
2: 20 لانه اي مجد هو ان كنتم تلطمون مخطئين فتصبرون بل ان كنتم تتالمون عاملين الخير فتصبرون فهذا فضل عند الله
2: 21 لانكم لهذا دعيتم فان المسيح ايضا تالم لاجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته
2: 22 الذي لم يفعل خطية و لا وجد في فمه مكر
2: 23 الذي اذ شتم لم يكن يشتم عوضا و اذ تالم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل
2: 24 الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر الذي بجلدته شفيتم
2: 25 لانكم كنتم كخراف ضالة لكنكم رجعتم الان الى راعي نفوسكم و اسقفها
3: 1 كذلكن ايتها النساء كن خاضعات لرجالكن حتى و ان كان البعض لا يطيعون الكلمة يربحون بسيرة النساء بدون كلمة
3: 2 ملاحظين سيرتكن الطاهرة بخوف
3: 3 و لا تكن زينتكن الزينة الخارجية من ضفر الشعر و التحلي بالذهب و لبس الثياب
3: 4 بل انسان القلب الخفي في العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن
3: 5 فانه هكذا كانت قديما النساء القديسات ايضا المتوكلات على الله يزين انفسهن خاضعات لرجالهن
(5/16)
3: 6 كما كانت سارة تطيع ابراهيم داعية اياه سيدها التي صرتن اولادها صانعات خيرا و غير خائفات خوفا البتة
3: 7 كذلك ايها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الاناء النسائي كالاضعف معطين اياهن كرامة كالوارثات ايضا معكم نعمة الحياة لكي لا تعاق صلواتكم
3: 8 و النهاية كونوا جميعا متحدي الراي بحس واحد ذوي محبة اخوية مشفقين لطفاء
3: 9 غير مجازين عن شر بشر او عن شتيمة بشتيمة بل بالعكس مباركين عالمين انكم لهذا دعيتم لكي ترثوا بركة
3: 10 لان من اراد ان يحب الحياة و يرى اياما صالحة فليكفف لسانه عن الشر و شفتيه ان تتكلما بالمكر
3: 11 ليعرض عن الشر و يصنع الخير ليطلب السلام و يجد في اثره
3: 12 لان عيني الرب على الابرار و اذنيه الى طلبتهم و لكن وجه الرب ضد فاعلي الشر
3: 13 فمن يؤذيكم ان كنتم متمثلين بالخير
3: 14 و لكن و ان تالمتم من اجل البر فطوباكم و اما خوفهم فلا تخافوه و لا تضطربوا
3: 15 بل قدسوا الرب الاله في قلوبكم مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسالكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة و خوف
3: 16 و لكم ضمير صالح لكي يكون الذين يشتمون سيرتكم الصالحة في المسيح يخزون في ما يفترون عليكم كفاعلي شر
3: 17 لان تالمكم ان شاءت مشيئة الله و انتم صانعون خيرا افضل منه و انتم صانعون شرا
3: 18 فان المسيح ايضا تالم مرة واحدة من اجل الخطايا البار من اجل الاثمة لكي يقربنا الى الله مماتا في الجسد و لكن محيي في الروح
3: 19 الذي فيه ايضا ذهب فكرز للارواح التي في السجن
3: 20 اذ عصت قديما حين كانت اناة الله تنتظر مرة في ايام نوح اذ كان الفلك يبنى الذي فيه خلص قليلون اي ثماني انفس بالماء
3: 21 الذي مثاله يخلصنا نحن الان اي المعمودية لا ازالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح
3: 22 الذي هو في يمين الله اذ قد مضى الى السماء و ملائكة و سلاطين و قوات مخضعة له
(5/17)
4: 1 فاذ قد تالم المسيح لاجلنا بالجسد تسلحوا انتم ايضا بهذه النية فان من تالم في الجسد كف عن الخطية
4: 2 لكي لا يعيش ايضا الزمان الباقي في الجسد لشهوات الناس بل لارادة الله
4: 3 لان زمان الحياة الذي مضى يكفينا لنكون قد عملنا ارادة الامم سالكين في الدعارة و الشهوات و ادمان الخمر و البطر و المنادمات و عبادة الاوثان المحرمة
4: 4 الامر الذي فيه يستغربون انكم لستم تركضون معهم الى فيض هذه الخلاعة عينها مجدفين
4: 5 الذي سوف يعطون حسابا للذي هو على استعداد ان يدين الاحياء و الاموات
4: 6 فانه لاجل هذا بشر الموتى ايضا لكي يدانوا حسب الناس في بالجسد و لكن ليحيوا حسب الله بالروح
4: 7 و انما نهاية كل شيء قد اقتربت فتعقلوا و اصحوا للصلوات
4: 8 و لكن قبل كل شيء لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة لان المحبة تستر كثرة من الخطايا
4: 9 كونوا مضيفين بعضكم بعضا بلا دمدمة
4: 10 ليكن كل واحد بحسب ما اخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضا كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة
4: 11 ان كان يتكلم احد فكاقوال الله و ان كان يخدم احد فكانه من قوة يمنحها الله لكي يتمجد الله في كل شيء بيسوع المسيح الذي له المجد و السلطان الى ابد الابدين امين
4: 12 ايها الاحباء لا تستغربوا البلوى المحرقة التي بينكم حادثة لاجل امتحانكم كانه اصابكم امر غريب
4: 13 بل كما اشتركتم في الام المسيح افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده ايضا مبتهجين
4: 14 ان عيرتم باسم المسيح فطوبى لكم لان روح المجد و الله يحل عليكم اما من جهتهم فيجدف عليه و اما من جهتكم فيمجد
4: 15 فلا يتالم احدكم كقاتل او سارق او فاعل شر او متداخل في امور غيره
4: 16 و لكن ان كان كمسيحي فلا يخجل بل يمجد الله من هذا القبيل
4: 17 لانه الوقت لابتداء القضاء من بيت الله فان كان اولا منا فما هي نهاية الذين لا يطيعون انجيل الله
4: 18 و ان كان البار بالجهد يخلص فالفاجر و الخاطئ اين يظهران
(5/18)
4: 19 فاذا الذين يتالمون بحسب مشيئة الله فليستودعوا انفسهم كما لخالق امين في عمل الخير
5: 1 اطلب الى الشيوخ الذين بينكم انا الشيخ رفيقهم و الشاهد لالام المسيح و شريك المجد العتيد ان يعلن
5: 2 ارعوا رعية الله التي بينكم نظارا لا عن اضطرار بل بالاختيار و لا لربح قبيح بل بنشاط
5: 3 و لا كمن يسود على الانصبة بل صائرين امثلة للرعية
5: 4 و متى ظهر رئيس الرعاة تنالون اكليل المجد الذي لا يبلى
5: 5 كذلك ايها الاحداث اخضعوا للشيوخ و كونوا جميعا خاضعين بعضكم لبعض و تسربلوا بالتواضع لان الله يقاوم المستكبرين و اما المتواضعون فيعطيهم نعمة
5: 6 فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه
5: 7 ملقين كل همكم عليه لانه هو يعتني بكم
5: 8 اصحوا و اسهروا لان ابليس خصمكم كاسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو
5: 9 فقاوموه راسخين في الايمان عالمين ان نفس هذه الالام تجرى على اخوتكم الذين في العالم
5: 10 و اله كل نعمة الذي دعانا الى مجده الابدي في المسيح يسوع بعدما تالمتم يسيرا هو يكملكم و يثبتكم و يقويكم و يمكنكم
5: 11 له المجد و السلطان الى ابد الابدين امين
5: 12 بيد سلوانس الاخ الامين كما اظن كتبت اليكم بكلمات قليلة واعظا و شاهدا ان هذه هي نعمة الله الحقيقية التي فيها تقومون
5: 13 تسلم عليكم التي في بابل المختارة معكم و مرقس ابني
5: 14 سلموا بعضكم على بعض بقبلة المحبة سلام لكم جميعكم الذين في المسيح يسوع امين(5/19)
رسالة بطرس الثانية
1: 1 سمعان بطرس عبد يسوع المسيح و رسوله الى الذين نالوا معنا ايمانا ثمينا مساويا لنا ببر الهنا و المخلص يسوع المسيح
1: 2 لتكثر لكم النعمة و السلام بمعرفة الله و يسوع ربنا
1: 3 كما ان قدرته الالهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة و التقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد و الفضيلة
1: 4 اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى و الثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الالهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة
1: 5 و لهذا عينه و انتم باذلون كل اجتهاد قدموا في ايمانكم فضيلة و في الفضيلة معرفة
1: 6 و في المعرفة تعففا و في التعفف صبرا و في الصبر تقوى
1: 7 و في التقوى مودة اخوية و في المودة الاخوية محبة
1: 8 لان هذه اذا كانت فيكم و كثرت تصيركم لا متكاسلين و لا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح
1: 9 لان الذي ليس عنده هذه هو اعمى قصير البصر قد نسي تطهير خطاياه السالفة
1: 10 لذلك بالاكثر اجتهدوا ايها الاخوة ان تجعلوا دعوتكم و اختياركم ثابتين لانكم اذا فعلتم ذلك لن تزلوا ابدا
1: 11 لانه هكذا يقدم لكم بسعة دخول الى ملكوت ربنا و مخلصنا يسوع المسيح الابدي
1: 12 لذلك لا اهمل ان اذكركم دائما بهذه الامور و ان كنتم عالمين و مثبتين في الحق الحاضر
1: 13 و لكني احسبه حقا ما دمت في هذا المسكن ان انهضكم بالتذكرة
1: 14 عالما ان خلع مسكني قريب كما اعلن لي ربنا يسوع المسيح ايضا
1: 15 فاجتهد ايضا ان تكونوا بعد خروجي تتذكرون كل حين بهذه الامور
1: 16 لاننا لم نتبع خرافات مصنعة اذ عرفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح و مجيئه بل قد كنا معاينين عظمته
1: 17 لانه اخذ من الله الاب كرامة و مجدا اذ اقبل عليه صوت كهذا من المجد الاسنى هذا هو ابني الحبيب الذي انا سررت به
1: 18 و نحن سمعنا هذا الصوت مقبلا من السماء اذ كنا معه في الجبل المقدس
(5/20)
1: 19 و عندنا الكلمة النبوية و هي اثبت التي تفعلون حسنا ان انتبهتم اليها كما الى سراج منير في موضع مظلم الى ان ينفجر النهار و يطلع كوكب الصبح في قلوبكم
1: 20 عالمين هذا اولا ان كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص
1: 21 لانه لم تات نبوة قط بمشيئة انسان بل تكلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس
2: 1 و لكن كان ايضا في الشعب انبياء كذبة كما سيكون فيكم ايضا معلمون كذبة الذين يدسون بدع هلاك و اذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم يجلبون على انفسهم هلاكا سريعا
2: 2 و سيتبع كثيرون تهلكاتهم الذين بسببهم يجدف على طريق الحق
2: 3 و هم في الطمع يتجرون بكم باقوال مصنعة الذين دينونتهم منذ القديم لا تتوانى و هلاكهم لا ينعس
2: 4 لانه ان كان الله لم يشفق على ملائكة قد اخطاوا بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم و سلمهم محروسين للقضاء
2: 5 و لم يشفق على العالم القديم بل انما حفظ نوحا ثامنا كارزا للبر اذ جلب طوفانا على عالم الفجار
2: 6 و اذ رمد مدينتي سدوم و عمورة حكم عليهما بالانقلاب واضعا عبرة للعتيدين ان يفجروا
2: 7 و انقذ لوطا البار مغلوبا من سيرة الاردياء في الدعارة
2: 8 اذ كان البار بالنظر و السمع و هو ساكن بينهم يعذب يوما فيوما نفسه البارة بالافعال الاثيمة
2: 9 يعلم الرب ان ينقذ الاتقياء من التجربة و يحفظ الاثمة الى يوم الدين معاقبين
2: 10 و لا سيما الذين يذهبون وراء الجسد في شهوة النجاسة و يستهينون بالسيادة جسورون معجبون بانفسهم لا يرتعبون ان يفتروا على ذوي الامجاد
2: 11 حيث ملائكة و هم اعظم قوة و قدرة لا يقدمون عليهم لدى الرب حكم افتراء
2: 12 اما هؤلاء فكحيوانات غير ناطقة طبيعية مولودة للصيد و الهلاك يفترون على ما يجهلون فسيهلكون في فسادهم
2: 13 اخذين اجرة الاثم الذين يحسبون تنعم يوم لذة ادناس و عيوب يتنعمون في غرورهم صانعين ولائم معكم
(5/21)
2: 14 لهم عيون مملوة فسقا لا تكف عن الخطية خادعون النفوس غير الثابتة لهم قلب متدرب في الطمع اولاد اللعنة
2: 15 قد تركوا الطريق المستقيم فضلوا تابعين طريق بلعام بن بصور الذي احب اجرة الاثم
2: 16 و لكنه حصل على توبيخ تعديه اذ منع حماقة النبي حمار اعجم ناطقا بصوت انسان
2: 17 هؤلاء هم ابار بلا ماء غيوم يسوقها النوء الذين قد حفظ لهم قتام الظلام الى الابد
2: 18 لانهم اذ ينطقون بعظائم البطل يخدعون بشهوات الجسد في الدعارة من هرب قليلا من الذين يسيرون في الضلال
2: 19 واعدين اياهم بالحرية و هم انفسهم عبيد الفساد لان ما انغلب منه احد فهو له مستعبد ايضا
2: 20 لانه اذا كانوا بعدما هربوا من نجاسات العالم بمعرفة الرب و المخلص يسوع المسيح يرتبكون ايضا فيها فينغلبون فقد صارت لهم الاواخر اشر من الاوائل
2: 21 لانه كان خيرا لهم لو لم يعرفوا طريق البر من انهم بعدما عرفوا يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم
2: 22 قد اصابهم ما في المثل الصادق كلب قد عاد الى قيئه و خنزيرة مغتسلة الى مراغة الحماة
3: 1 هذه اكتبها الان اليكم رسالة ثانية ايها الاحباء فيهما انهض بالتذكرة ذهنكم النقي
3: 2 لتذكروا الاقوال التي قالها سابقا الانبياء القديسون و وصيتنا نحن الرسل وصية الرب و المخلص
3: 3 عالمين هذا اولا انه سياتي في اخر الايام قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات انفسهم
3: 4 و قائلين اين هو موعد مجيئه لانه من حين رقد الاباء كل شيء باق هكذا من بدء الخليقة
3: 5 لان هذا يخفى عليهم بارادتهم ان السماوات كانت منذ القديم و الارض بكلمة الله قائمة من الماء و بالماء
3: 6 اللواتي بهن العالم الكائن حينئذ فاض عليه الماء فهلك
3: 7 و اما السماوات و الارض الكائنة الان فهي مخزونة بتلك الكلمة عينها محفوظة للنار الى يوم الدين و هلاك الناس الفجار
(5/22)
3: 8 و لكن لا يخف عليكم هذا الشيء الواحد ايها الاحباء ان يوما واحدا عند الرب كالف سنة و الف سنة كيوم واحد
3: 9 لا يتباطا الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتانى علينا و هو لا يشاء ان يهلك اناس بل ان يقبل الجميع الى التوبة
3: 10 و لكن سياتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السماوات بضجيج و تنحل العناصر محترقة و تحترق الارض و المصنوعات التي فيها
3: 11 فبما ان هذه كلها تنحل اي اناس يجب ان تكونوا انتم في سيرة مقدسة و تقوى
3: 12 منتظرين و طالبين سرعة مجيء يوم الرب الذي به تنحل السماوات ملتهبة و العناصر محترقة تذوب
3: 13 و لكننا بحسب وعده ننتظر سماوات جديدة و ارضا جديدة يسكن فيها البر
3: 14 لذلك ايها الاحباء اذ انتم منتظرون هذه اجتهدوا لتوجدوا عنده بلا دنس و لا عيب في سلام
3: 15 و احسبوا اناة ربنا خلاصا كما كتب اليكم اخونا الحبيب بولس ايضا بحسب الحكمة المعطاة له
3: 16 كما في الرسائل كلها ايضا متكلما فيها عن هذه الامور التي فيها اشياء عسرة الفهم يحرفها غير العلماء و غير الثابتين كباقي الكتب ايضا لهلاك انفسهم
3: 17 فانتم ايها الاحباء اذ قد سبقتم فعرفتم احترسوا من ان تنقادوا بضلال الاردياء فتسقطوا من ثباتكم
3: 18 و لكن انموا في النعمة و في معرفة ربنا و مخلصنا يسوع المسيح له المجد الان و الى يوم الدهر امين(5/23)
رسالة يوحنا الأولى
1: 1 الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رايناه بعيوننا الذي شاهدناه و لمسته ايدينا من جهة كلمة الحياة
1: 2 فان الحياة اظهرت و قد راينا و نشهد و نخبركم بالحياة الابدية التي كانت عند الاب و اظهرت لنا
1: 3 الذي رايناه و سمعناه نخبركم به لكي يكون لكم ايضا شركة معنا و اما شركتنا نحن فهي مع الاب و مع ابنه يسوع المسيح
1: 4 و نكتب اليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملا
1: 5 و هذا هو الخبر الذي سمعناه منه و نخبركم به ان الله نور و ليس فيه ظلمة البتة
1: 6 ان قلنا ان لنا شركة معه و سلكنا في الظلمة نكذب و لسنا نعمل الحق
1: 7 و لكن ان سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض و دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية
1: 8 ان قلنا انه ليس لنا خطية نضل انفسنا و ليس الحق فينا
1: 9 ان اعترفنا بخطايانا فهو امين و عادل حتى يغفر لنا خطايانا و يطهرنا من كل اثم
1: 10 ان قلنا اننا لم نخطئ نجعله كاذبا و كلمته ليست فينا
2: 1 يا اولادي اكتب اليكم هذا لكي لا تخطئوا و ان اخطا احد فلنا شفيع عند الاب يسوع المسيح البار
2: 2 و هو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم ايضا
2: 3 و بهذا نعرف اننا قد عرفناه ان حفظنا وصاياه
2: 4 من قال قد عرفته و هو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب و ليس الحق فيه
2: 5 و اما من حفظ كلمته فحقا في هذا قد تكملت محبة الله بهذا نعرف اننا فيه
2: 6 من قال انه ثابت فيه ينبغي انه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو ايضا
2: 7 ايها الاخوة لست اكتب اليكم وصية جديدة بل وصية قديمة كانت عندكم من البدء الوصية القديمة هي الكلمة التي سمعتموها من البدء
2: 8 ايضا وصية جديدة اكتب اليكم ما هو حق فيه و فيكم ان الظلمة قد مضت و النور الحقيقي الان يضيء
2: 9 من قال انه في النور و هو يبغض اخاه فهو الى الان في الظلمة
2: 10 من يحب اخاه يثبت في النور و ليس فيه عثرة
(5/24)
2: 11 و اما من يبغض اخاه فهو في الظلمة و في الظلمة يسلك و لا يعلم اين يمضي لان الظلمة اعمت عينيه
2: 12 اكتب اليكم ايها الاولاد لانه قد غفرت لكم الخطايا من اجل اسمه
2: 13 اكتب اليكم ايها الاباء لانكم قد عرفتم الذي من البدء اكتب اليكم ايها الاحداث لانكم قد غلبتم الشرير اكتب اليكم ايها الاولاد لانكم قد عرفتم الاب
2: 14 كتبت اليكم ايها الاباء لانكم قد عرفتم الذي من البدء كتبت اليكم ايها الاحداث لانكم اقوياء و كلمة الله ثابتة فيكم و قد غلبتم الشرير
2: 15 لا تحبوا العالم و لا الاشياء التي في العالم ان احب احد العالم فليست فيه محبة الاب
2: 16 لان كل ما في العالم شهوة الجسد و شهوة العيون و تعظم المعيشة ليس من الاب بل من العالم
2: 17 و العالم يمضي و شهوته و اما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت الى الابد
2: 18 ايها الاولاد هي الساعة الاخيرة و كما سمعتم ان ضد المسيح ياتي قد صار الان اضداد للمسيح كثيرون من هنا نعلم انها الساعة الاخيرة
2: 19 منا خرجوا لكنهم لم يكونوا منا لانهم لو كانوا منا لبقوا معنا لكن ليظهروا انهم ليسوا جميعهم منا
2: 20 و اما انتم فلكم مسحة من القدوس و تعلمون كل شيء
2: 21 لم اكتب اليكم لانكم لستم تعلمون الحق بل لانكم تعلمونه و ان كل كذب ليس من الحق
2: 22 من هو الكذاب الا الذي ينكر ان يسوع هو المسيح هذا هو ضد المسيح الذي ينكر الاب و الابن
2: 23 كل من ينكر الابن ليس له الاب ايضا و من يعترف بالابن فله الاب ايضا
2: 24 اما انتم فما سمعتموه من البدء فليثبت اذا فيكم ان ثبت فيكم ما سمعتموه من البدء فانتم ايضا تثبتون في الابن و في الاب
2: 25 و هذا هو الوعد الذي وعدنا هو به الحياة الابدية
2: 26 كتبت اليكم هذا عن الذين يضلونكم
(5/25)
2: 27 و اما انتم فالمسحة التي اخذتموها منه ثابتة فيكم و لا حاجة بكم الى ان يعلمكم احد بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء و هي حق و ليست كذبا كما علمتكم تثبتون فيه
2: 28 و الان ايها الاولاد اثبتوا فيه حتى اذا اظهر يكون لنا ثقة و لا نخجل منه في مجيئه
2: 29 ان علمتم انه بار هو فاعلموا ان كل من يصنع البر مولود منه
3: 1 انظروا اية محبة اعطانا الاب حتى ندعى اولاد الله من اجل هذا لا يعرفنا العالم لانه لا يعرفه
3: 2 ايها الاحباء الان نحن اولاد الله و لم يظهر بعد ماذا سنكون و لكن نعلم انه اذا اظهر نكون مثله لاننا سنراه كما هو
3: 3 و كل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر
3: 4 كل من يفعل الخطية يفعل التعدي ايضا و الخطية هي التعدي
3: 5 و تعلمون ان ذاك اظهر لكي يرفع خطايانا و ليس فيه خطية
3: 6 كل من يثبت فيه لا يخطئ كل من يخطئ لم يبصره و لا عرفه
3: 7 ايها الاولاد لا يضلكم احد من يفعل البر فهو بار كما ان ذاك بار
3: 8 من يفعل الخطية فهو من ابليس لان ابليس من البدء يخطئ لاجل هذا اظهر ابن الله لكي ينقض اعمال ابليس
3: 9 كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية لان زرعه يثبت فيه و لا يستطيع ان يخطئ لانه مولود من الله
3: 10 بهذا اولاد الله ظاهرون و اولاد ابليس كل من لا يفعل البر فليس من الله و كذا من لا يحب اخاه
3: 11 لان هذا هو الخبر الذي سمعتموه من البدء ان يحب بعضنا بعضا
3: 12 ليس كما كان قايين من الشرير و ذبح اخاه و لماذا ذبحه لان اعماله كانت شريرة و اعمال اخيه بارة
3: 13 لا تتعجبوا يا اخوتي ان كان العالم يبغضكم
3: 14 نحن نعلم اننا قد انتقلنا من الموت الى الحياة لاننا نحب الاخوة من لا يحب اخاه يبق في الموت
3: 15 كل من يبغض اخاه فهو قاتل نفس و انتم تعلمون ان كل قاتل نفس ليس له حياة ابدية ثابتة فيه
(5/26)
3: 16 بهذا قد عرفنا المحبة ان ذاك وضع نفسه لاجلنا فنحن ينبغي لنا ان نضع نفوسنا لاجل الاخوة
3: 17 و اما من كان له معيشة العالم و نظر اخاه محتاجا و اغلق احشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه
3: 18 يا اولادي لا نحب بالكلام و لا باللسان بل بالعمل و الحق
3: 19 و بهذا نعرف اننا من الحق و نسكن قلوبنا قدامه
3: 20 لانه ان لامتنا قلوبنا فالله اعظم من قلوبنا و يعلم كل شيء
3: 21 ايها الاحباء ان لم تلمنا قلوبنا فلنا ثقة من نحو الله
3: 22 و مهما سالنا ننال منه لاننا نحفظ وصاياه و نعمل الاعمال المرضية امامه
3: 23 و هذه هي وصيته ان نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح و نحب بعضنا بعضا كما اعطانا وصية
3: 24 و من يحفظ وصاياه يثبت فيه و هو فيه و بهذا نعرف انه يثبت فينا من الروح الذي اعطانا
4: 1 ايها الاحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الارواح هل هي من الله لان انبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم
4: 2 بهذا تعرفون روح الله كل روح يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد فهو من الله
4: 3 و كل روح لا يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد فليس من الله و هذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم انه ياتي و الان هو في العالم
4: 4 انتم من الله ايها الاولاد و قد غلبتموهم لان الذي فيكم اعظم من الذي في العالم
4: 5 هم من العالم من اجل ذلك يتكلمون من العالم و العالم يسمع لهم
4: 6 نحن من الله فمن يعرف الله يسمع لنا و من ليس من الله لا يسمع لنا من هذا نعرف روح الحق و روح الضلال
4: 7 ايها الاحباء لنحب بعضنا بعضا لان المحبة هي من الله و كل من يحب فقد ولد من الله و يعرف الله
4: 8 و من لا يحب لم يعرف الله لان الله محبة
4: 9 بهذا اظهرت محبة الله فينا ان الله قد ارسل ابنه الوحيد الى العالم لكي نحيا به
4: 10 في هذه هي المحبة ليس اننا نحن احببنا الله بل انه هو احبنا و ارسل ابنه كفارة لخطايانا
(5/27)
4: 11 ايها الاحباء ان كان الله قد احبنا هكذا ينبغي لنا ايضا ان يحب بعضنا بعضا
4: 12 الله لم ينظره احد قط ان احب بعضنا بعضا فالله يثبت فينا و محبته قد تكملت فينا
4: 13 بهذا نعرف اننا نثبت فيه و هو فينا انه قد اعطانا من روحه
4: 14 و نحن قد نظرنا و نشهد ان الاب قد ارسل الابن مخلصا للعالم
4: 15 من اعترف ان يسوع هو ابن الله فالله يثبت فيه و هو في الله
4: 16 و نحن قد عرفنا و صدقنا المحبة التي لله فينا الله محبة و من يثبت في المحبة يثبت في الله و الله فيه
4: 17 بهذا تكملت المحبة فينا ان يكون لنا ثقة في يوم الدين لانه كما هو في هذا العالم هكذا نحن ايضا
4: 18 لا خوف في المحبة بل المحبة الكاملة تطرح الخوف الى خارج لان الخوف له عذاب و اما من خاف فلم يتكمل في المحبة
4: 19 نحن نحبه لانه هو احبنا اولا
4: 20 ان قال احد اني احب الله و ابغض اخاه فهو كاذب لان من لا يحب اخاه الذي ابصره كيف يقدر ان يحب الله الذي لم يبصره
4: 21 و لنا هذه الوصية منه ان من يحب الله يحب اخاه ايضا
5: 1 كل من يؤمن ان يسوع هو المسيح فقد ولد من الله و كل من يحب الوالد يحب المولود منه ايضا
5: 2 بهذا نعرف اننا نحب اولاد الله اذا احببنا الله و حفظنا وصاياه
5: 3 فان هذه هي محبة الله ان نحفظ وصاياه و وصاياه ليست ثقيلة
5: 4 لان كل من ولد من الله يغلب العالم و هذه هي الغلبة التي تغلب العالم ايماننا
5: 5 من هو الذي يغلب العالم الا الذي يؤمن ان يسوع هو ابن الله
5: 6 هذا هو الذي اتى بماء و دم يسوع المسيح لا بالماء فقط بل بالماء و الدم و الروح هو الذي يشهد لان الروح هو الحق
5: 7 فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب و الكلمة و الروح القدس و هؤلاء الثلاثة هم واحد
5: 8 و الذين يشهدون في الارض هم ثلاثة الروح و الماء و الدم و الثلاثة هم في الواحد
(5/28)
5: 9 ان كنا نقبل شهادة الناس فشهادة الله اعظم لان هذه هي شهادة الله التي قد شهد بها عن ابنه
5: 10 من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة في نفسه من لا يصدق الله فقد جعله كاذبا لانه لم يؤمن بالشهادة التي قد شهد بها الله عن ابنه
5: 11 و هذه هي الشهادة ان الله اعطانا حياة ابدية و هذه الحياة هي في ابنه
5: 12 من له الابن فله الحياة و من ليس له ابن الله فليست له الحياة
5: 13 كتبت هذا اليكم انتم المؤمنين باسم ابن الله لكي تعلموا ان لكم حياة ابدية و لكي تؤمنوا باسم ابن الله
5: 14 و هذه هي الثقة التي لنا عنده انه ان طلبنا شيئا حسب مشيئته يسمع لنا
5: 15 و ان كنا نعلم انه مهما طلبنا يسمع لنا نعلم ان لنا الطلبات التي طلبناها منه
5: 16 ان راى احد اخاه يخطئ خطية ليست للموت يطلب فيعطيه حياة للذين يخطئون ليس للموت توجد خطية للموت ليس لاجل هذه اقول ان يطلب
5: 17 كل اثم هو خطية و توجد خطية ليست للموت
5: 18 نعلم ان كل من ولد من الله لا يخطئ بل المولود من الله يحفظ نفسه و الشرير لا يمسه
5: 19 نعلم اننا نحن من الله و العالم كله قد وضع في الشرير
5: 20 و نعلم ان ابن الله قد جاء و اعطانا بصيرة لنعرف الحق و نحن في الحق في ابنه يسوع المسيح هذا هو الاله الحق و الحياة الابدية
5: 21 ايها الاولاد احفظوا انفسكم من الاصنام امين(5/29)
رسالة يوحنا الثانية
1: 1 الشيخ الى كيرية المختارة و الى اولادها الذين انا احبهم بالحق و لست انا فقط بل ايضا جميع الذين قد عرفوا الحق
1: 2 من اجل الحق الذي يثبت فينا و سيكون معنا الى الابد
1: 3 تكون معكم نعمة و رحمة و سلام من الله الاب و من الرب يسوع المسيح ابن الاب بالحق و المحبة
1: 4 فرحت جدا لاني وجدت من اولادك بعضا سالكين في الحق كما اخذنا وصية من الاب
1: 5 و الان اطلب منك يا كيرية لا كاني اكتب اليك وصية جديدة بل التي كانت عندنا من البدء ان يحب بعضنا بعضا
1: 6 و هذه هي المحبة ان نسلك بحسب وصاياه هذه هي الوصية كما سمعتم من البدء ان تسلكوا فيها
1: 7 لانه قد دخل الى العالم مضلون كثيرون لا يعترفون بيسوع المسيح اتيا في الجسد هذا هو المضل و الضد للمسيح
1: 8 انظروا الى انفسكم لئلا نضيع ما عملناه بل ننال اجرا تاما
1: 9 كل من تعدى و لم يثبت في تعليم المسيح فليس له الله و من يثبت في تعليم المسيح فهذا له الاب و الابن جميعا
1: 10 ان كان احد ياتيكم و لا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت و لا تقولوا له سلام
1: 11 لان من يسلم عليه يشترك في اعماله الشريرة
1: 12 اذ كان لي كثير لاكتب اليكم لم ارد ان يكون بورق و حبر لاني ارجو ان اتي اليكم و اتكلم فما لفم لكي يكون فرحنا كاملا
1: 13 يسلم عليك اولاد اختك المختارة امين(5/30)
رسالة يوحنا الثالثة
1: 1 الشيخ الى غايس الحبيب الذي انا احبه بالحق
1: 2 ايها الحبيب في كل شيء اروم ان تكون ناجحا و صحيحا كما ان نفسك ناجحة
1: 3 لاني فرحت جدا اذ حضر اخوة و شهدوا بالحق الذي فيك كما انك تسلك بالحق
1: 4 ليس لي فرح اعظم من هذا ان اسمع عن اولادي انهم يسلكون بالحق
1: 5 ايها الحبيب انت تفعل بالامانة كل ما تصنعه الى الاخوة و الى الغرباء
1: 6 الذين شهدوا بمحبتك امام الكنيسة الذين تفعل حسنا اذا شيعتهم كما يحق لله
1: 7 لانهم من اجل اسمه خرجوا و هم لا ياخذون شيئا من الامم
1: 8 فنحن ينبغي لنا ان نقبل امثال هؤلاء لكي نكون عاملين معهم بالحق
1: 9 كتبت الى الكنيسة و لكن ديوتريفس الذي يحب ان يكون الاول بينهم لا يقبلنا
1: 10 من اجل ذلك اذا جئت فساذكره باعماله التي يعملها هاذرا علينا باقوال خبيثة و اذ هو غير مكتف بهذه لا يقبل الاخوة و يمنع ايضا الذين يريدون و يطردهم من الكنيسة
1: 11 ايها الحبيب لا تتمثل بالشر بل بالخير لان من يصنع الخير هو من الله و من يصنع الشر فلم يبصر الله
1: 12 ديمتريوس مشهود له من الجميع و من الحق نفسه و نحن ايضا نشهد و انتم تعلمون ان شهادتنا هي صادقة
1: 13 و كان لي كثير لاكتبه لكنني لست اريد ان اكتب اليك بحبر و قلم
1: 14 و لكنني ارجو ان اراك عن قريب فنتكلم فما لفم
1: 15 سلام لك يسلم عليك الاحباء سلم على الاحباء باسمائهم(5/31)
رسالة يهوذا
1: 1 يهوذا عبد يسوع المسيح و اخو يعقوب الى المدعوين المقدسين في الله الاب و المحفوظين ليسوع المسيح
1: 2 لتكثر لكم الرحمة و السلام و المحبة
1: 3 ايها الاحباء اذ كنت اصنع كل الجهد لاكتب اليكم عن الخلاص المشترك اضطررت ان اكتب اليكم واعظا ان تجتهدوا لاجل الايمان المسلم مرة للقديسين
1: 4 لانه دخل خلسة اناس قد كتبوا منذ القديم لهذه الدينونة فجار يحولون نعمة الهنا الى الدعارة و ينكرون السيد الوحيد الله و ربنا يسوع المسيح
1: 5 فاريد ان اذكركم و لو علمتم هذا مرة ان الرب بعدما خلص الشعب من ارض مصر اهلك ايضا الذين لم يؤمنوا
1: 6 و الملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم الى دينونة اليوم العظيم بقيود ابدية تحت الظلام
1: 7 كما ان سدوم و عمورة و المدن التي حولهما اذ زنت على طريق مثلهما و مضت وراء جسد اخر جعلت عبرة مكابدة عقاب نار ابدية
1: 8 و لكن كذلك هؤلاء ايضا المحتلمون ينجسون الجسد و يتهاونون بالسيادة و يفترون على ذوي الامجاد
1: 9 و اما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم ابليس محاجا عن جسد موسى لم يجسر ان يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب
1: 10 و لكن هؤلاء يفترون على ما لا يعلمون و اما ما يفهمونه بالطبيعة كالحيوانات غير الناطقة ففي ذلك يفسدون
1: 11 ويل لهم لانهم سلكوا طريق قايين و انصبوا الى ضلالة بلعام لاجل اجرة و هلكوا في مشاجرة قورح
1: 12 هؤلاء صخور في ولائمكم المحبية صانعين ولائم معا بلا خوف راعين انفسهم غيوم بلا ماء تحملها الرياح اشجار خريفية بلا ثمر ميتة مضاعفا مقتلعة
1: 13 امواج بحر هائجة مزبدة بخزيهم نجوم تائهة محفوظ لها قتام الظلام الى الابد
1: 14 و تنبا عن هؤلاء ايضا اخنوخ السابع من ادم قائلا هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه
(5/32)
1: 15 ليصنع دينونة على الجميع و يعاقب جميع فجارهم على جميع اعمال فجورهم التي فجروا بها و على جميع الكلمات الصعبة التي تكلم بها عليه خطاة فجار
1: 16 هؤلاء هم مدمدمون متشكون سالكون بحسب شهواتهم و فمهم يتكلم بعظائم يحابون بالوجوه من اجل المنفعة
1: 17 و اما انتم ايها الاحباء فاذكروا الاقوال التي قالها سابقا رسل ربنا يسوع المسيح
1: 18 فانهم قالوا لكم انه في الزمان الاخير سيكون قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات فجورهم
1: 19 هؤلاء هم المعتزلون بانفسهم نفسانيون لا روح لهم
1: 20 و اما انتم ايها الاحباء فابنوا انفسكم على ايمانكم الاقدس مصلين في الروح القدس
1: 21 و احفظوا انفسكم في محبة الله منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الابدية
1: 22 و ارحموا البعض مميزين
1: 23 و خلصوا البعض بالخوف مختطفين من النار مبغضين حتى الثوب المدنس من الجسد
1: 24 و القادر ان يحفظكم غير عاثرين و يوقفكم امام مجده بلا عيب في الابتهاج
1: 25 الاله الحكيم الوحيد مخلصنا له المجد و العظمة و القدرة و السلطان الان و الى كل الدهور امين(5/33)
كتاب النبوة
( سفر النبوة)(5/34)
سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي
1: 1 اعلان يسوع المسيح الذي اعطاه اياه الله ليري عبيده ما لا بد ان يكون عن قريب و بينه مرسلا بيد ملاكه لعبده يوحنا
1: 2 الذي شهد بكلمة الله و بشهادة يسوع المسيح بكل ما راه
1: 3 طوبى للذي يقرا و للذين يسمعون اقوال النبوة و يحفظون ما هو مكتوب فيها لان الوقت قريب
1: 4 يوحنا الى السبع الكنائس التي في اسيا نعمة لكم و سلام من الكائن و الذي كان و الذي ياتي و من السبعة الارواح التي امام عرشه
1: 5 و من يسوع المسيح الشاهد الامين البكر من الاموات و رئيس ملوك الارض الذي احبنا و قد غسلنا من خطايانا بدمه
1: 6 و جعلنا ملوكا و كهنة لله ابيه له المجد و السلطان الى ابد الابدين امين
1: 7 هوذا ياتي مع السحاب و ستنظره كل عين و الذين طعنوه و ينوح عليه جميع قبائل الارض نعم امين
1: 8 انا هو الالف و الياء البداية و النهاية يقول الرب الكائن و الذي كان و الذي ياتي القادر على كل شيء
1: 9 انا يوحنا اخوكم و شريككم في الضيقة و في ملكوت يسوع المسيح و صبره كنت في الجزيرة التي تدعى بطمس من اجل كلمة الله و من اجل شهادة يسوع المسيح
1: 10 كنت في الروح في يوم الرب و سمعت ورائي صوتا عظيما كصوت بوق
1: 11 قائلا انا هو الالف و الياء الاول و الاخر و الذي تراه اكتب في كتاب و ارسل الى السبع الكنائس التي في اسيا الى افسس و الى سميرنا و الى برغامس و الى ثياتيرا و الى ساردس و الى فيلادلفيا و الى لاودكية
1: 12 فالتفت لانظر الصوت الذي تكلم معي و لما التفت رايت سبع مناير من ذهب
1: 13 و في وسط السبع المناير شبه ابن انسان متسربلا بثوب الى الرجلين و متمنطقا عند ثدييه بمنطقة من ذهب
1: 14 و اما راسه و شعره فابيضان كالصوف الابيض كالثلج و عيناه كلهيب نار
1: 15 و رجلاه شبه النحاس النقي كانهما محميتان في اتون و صوته كصوت مياه كثيرة
(5/35)
1: 16 و معه في يده اليمنى سبعة كواكب و سيف ماض ذو حدين يخرج من فمه و وجهه كالشمس و هي تضيء في قوتها
1: 17 فلما رايته سقطت عند رجليه كميت فوضع يده اليمنى علي قائلا لي لا تخف انا هو الاول و الاخر
1: 18 و الحي و كنت ميتا و ها انا حي الى ابد الابدين امين و لي مفاتيح الهاوية و الموت
1: 19 فاكتب ما رايت و ما هو كائن و ما هو عتيد ان يكون بعد هذا
1: 20 سر السبعة الكواكب التي رايت على يميني و السبع المناير الذهبية السبعة الكواكب هي ملائكة السبع الكنائس و المناير السبع التي رايتها هي السبع الكنائس
2: 1 اكتب الى ملاك كنيسة افسس هذا يقوله الممسك السبعة الكواكب في يمينه الماشي في وسط السبع المناير الذهبية
2: 2 انا عارف اعمالك و تعبك و صبرك و انك لا تقدر ان تحتمل الاشرار و قد جربت القائلين انهم رسل و ليسوا رسلا فوجدتهم كاذبين
2: 3 و قد احتملت و لك صبر و تعبت من اجل اسمي و لم تكل
2: 4 لكن عندي عليك انك تركت محبتك الاولى
2: 5 فاذكر من اين سقطت و تب و اعمل الاعمال الاولى و الا فاني اتيك عن قريب و ازحزح منارتك من مكانها ان لم تتب
2: 6 و لكن عندك هذا انك تبغض اعمال النقولاويين التي ابغضها انا ايضا
2: 7 من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس من يغلب فساعطيه ان ياكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله
2: 8 و اكتب الى ملاك كنيسة سميرنا هذا يقوله الاول و الاخر الذي كان ميتا فعاش
2: 9 انا اعرف اعمالك و ضيقتك و فقرك مع انك غني و تجديف القائلين انهم يهود و ليسوا يهودا بل هم مجمع الشيطان
2: 10 لا تخف البتة مما انت عتيد ان تتالم به هوذا ابليس مزمع ان يلقي بعضا منكم في السجن لكي تجربوا و يكون لكم ضيق عشرة ايام كن امينا الى الموت فساعطيك اكليل الحياة
2: 11 من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس من يغلب فلا يؤذيه الموت الثاني
(5/36)
2: 12 و اكتب الى ملاك الكنيسة التي في برغامس هذا يقوله الذي له السيف الماضي ذو الحدين
2: 13 انا عارف اعمالك و اين تسكن حيث كرسي الشيطان و انت متمسك باسمي و لم تنكر ايماني حتى في الايام التي فيها كان انتيباس شهيدي الامين الذي قتل عندكم حيث الشيطان يسكن
2: 14 و لكن عندي عليك قليل ان عندك هناك قوما متمسكين بتعليم بلعام الذي كان يعلم بالاق ان يلقي معثرة امام بني اسرائيل ان ياكلوا ما ذبح للاوثان و يزنوا
2: 15 هكذا عندك انت ايضا قوم متمسكين بتعاليم النقولاويين الذي ابغضه
2: 16 فتب و الا فاني اتيك سريعا و احاربهم بسيف فمي
2: 17 من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس من يغلب فساعطيه ان ياكل من المن المخفى و اعطيه حصاة بيضاء و على الحصاة اسم جديد مكتوب لا يعرفه احد غير الذي ياخذ
2: 18 و اكتب الى ملاك الكنيسة التي في ثياتيرا هذا يقوله ابن الله الذي له عينان كلهيب نار و رجلاه مثل النحاس النقي
2: 19 انا عارف اعمالك و محبتك و خدمتك و ايمانك و صبرك و ان اعمالك الاخيرة اكثر من الاولى
2: 20 لكن عندي عليك قليل انك تسيب المراة ايزابل التي تقول انها نبية حتى تعلم و تغوي عبيدي ان يزنوا و ياكلوا ما ذبح للاوثان
2: 21 و اعطيتها زمانا لكي تتوب عن زناها و لم تتب
2: 22 ها انا القيها في فراش و الذين يزنون معها في ضيقة عظيمة ان كانوا لا يتوبون عن اعمالهم
2: 23 و اولادها اقتلهم بالموت فستعرف جميع الكنائس اني انا هو الفاحص الكلى و القلوب و ساعطي كل واحد منكم بحسب اعماله
2: 24 و لكنني اقول لكم و للباقين في ثياتيرا كل الذين ليس لهم هذا التعليم و الذين لم يعرفوا اعماق الشيطان كما يقولون اني لا القي عليكم ثقلا اخر
2: 25 و انما الذي عندكم تمسكوا به الى ان اجيء
2: 26 و من يغلب و يحفظ اعمالي الى النهاية فساعطيه سلطانا على الامم
2: 27 فيرعاهم بقضيب من حديد كما تكسر انية من خزف كما اخذت انا ايضا من عند ابي
(5/37)
2: 28 و اعطيه كوكب الصبح
2: 29 من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس
3: 1 و اكتب الى ملاك الكنيسة التي في ساردس هذا يقوله الذي له سبعة ارواح الله و السبعة الكواكب انا عارف اعمالك ان لك اسما انك حي و انت ميت
3: 2 كن ساهرا و شدد ما بقي الذي هو عتيد ان يموت لاني لم اجد اعمالك كاملة امام الله
3: 3 فاذكر كيف اخذت و سمعت و احفظ و تب فاني ان لم تسهر اقدم عليك كلص و لا تعلم اية ساعة اقدم عليك
3: 4 عندك اسماء قليلة في ساردس لم ينجسوا ثيابهم فسيمشون معي في ثياب بيض لانهم مستحقون
3: 5 من يغلب فذلك سيلبس ثيابا بيضا و لن امحو اسمه من سفر الحياة و ساعترف باسمه امام ابي و امام ملائكته
3: 6 من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس
3: 7 و اكتب الى ملاك الكنيسة التي في فيلادلفيا هذا يقوله القدوس الحق الذي له مفتاح داود الذي يفتح و لا احد يغلق و يغلق و لا احد يفتح
3: 8 انا عارف اعمالك هنذا قد جعلت امامك بابا مفتوحا و لا يستطيع احد ان يغلقه لان لك قوة يسيرة و قد حفظت كلمتي و لم تنكر اسمي
3: 9 هنذا اجعل الذين من مجمع الشيطان من القائلين انهم يهود و ليسوا يهودا بل يكذبون هنذا اصيرهم ياتون و يسجدون امام رجليك و يعرفون اني انا احببتك
3: 10 لانك حفظت كلمة صبري انا ايضا ساحفظك من ساعة التجربة العتيدة ان تاتي على العالم كله لتجرب الساكنين على الارض
3: 11 ها انا اتي سريعا تمسك بما عندك لئلا ياخذ احد اكليلك
3: 12 من يغلب فساجعله عمودا في هيكل الهي و لا يعود يخرج الى خارج و اكتب عليه اسم الهي و اسم مدينة الهي اورشليم الجديدة النازلة من السماء من عند الهي و اسمي الجديد
3: 13 من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس
3: 14 و اكتب الى ملاك كنيسة اللاودكيين هذا يقوله الامين الشاهد الامين الصادق بداءة خليقة الله
3: 15 انا عارف اعمالك انك لست باردا و لا حارا ليتك كنت باردا او حارا
(5/38)
3: 16 هكذا لانك فاتر و لست باردا و لا حارا انا مزمع ان اتقياك من فمي
3: 17 لانك تقول اني انا غني و قد استغنيت و لا حاجة لي الى شيء و لست تعلم انك انت الشقي و البئس و فقير و اعمى و عريان
3: 18 اشير عليك ان تشتري مني ذهبا مصفى بالنار لكي تستغني و ثيابا بيضا لكي تلبس فلا يظهر خزي عريتك و كحل عينيك بكحل لكي تبصر
3: 19 اني كل من احبه اوبخه و اؤدبه فكن غيورا و تب
3: 20 هنذا واقف على الباب و اقرع ان سمع احد صوتي و فتح الباب ادخل اليه و اتعشى معه و هو معي
3: 21 من يغلب فساعطيه ان يجلس معي في عرشي كما غلبت انا ايضا و جلست مع ابي في عرشه
3: 22 من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس
4: 1 بعد هذا نظرت و اذا باب مفتوح في السماء و الصوت الاول الذي سمعته كبوق يتكلم معي قائلا اصعد الى هنا فاريك ما لا بد ان يصير بعد هذا
4: 2 و للوقت صرت في الروح و اذا عرش موضوع في السماء و على العرش جالس
4: 3 و كان الجالس في المنظر شبه حجر اليشب و العقيق و قوس قزح حول العرش في المنظر شبه الزمرد
4: 4 و حول العرش اربعة و عشرون عرشا و رايت على العروش اربعة و عشرين شيخا جالسين متسربلين بثياب بيض و على رؤوسهم اكاليل من ذهب
4: 5 و من العرش يخرج بروق و رعود و اصوات و امام العرش سبعة مصابيح نار متقدة هي سبعة ارواح الله
4: 6 و قدام العرش بحر زجاج شبه البلور و في وسط العرش و حول العرش اربعة حيوانات مملوة عيونا من قدام و من وراء
4: 7 و الحيوان الاول شبه اسد و الحيوان الثاني شبه عجل و الحيوان الثالث له وجه مثل وجه انسان و الحيوان الرابع شبه نسر طائر
4: 8 و الاربعة الحيوانات لكل واحد منها ستة اجنحة حولها و من داخل مملوة عيونا و لا تزال نهارا و ليلا قائلة قدوس قدوس قدوس الرب الاله القادر على كل شيء الذي كان و الكائن و الذي ياتي
4: 9 و حينما تعطي الحيوانات مجدا و كرامة و شكرا للجالس على العرش الحي الى ابد الابدين
(5/39)
4: 10 يخر الاربعة و العشرون شيخا قدام الجالس على العرش و يسجدون للحي الى ابد الابدين و يطرحون اكاليلهم امام العرش قائلين
4: 11 انت مستحق ايها الرب ان تاخذ المجد و الكرامة و القدرة لانك انت خلقت كل الاشياء و هي بارادتك كائنة و خلقت
5: 1 و رايت على يمين الجالس على العرش سفرا مكتوبا من داخل و من وراء مختوما بسبعة ختوم
5: 2 و رايت ملاكا قويا ينادي بصوت عظيم من هو مستحق ان يفتح السفر و يفك ختومه
5: 3 فلم يستطع احد في السماء و لا على الارض و لا تحت الارض ان يفتح السفر و لا ان ينظر اليه
5: 4 فصرت انا ابكي كثيرا لانه لم يوجد احد مستحقا ان يفتح السفر و يقراه و لا ان ينظر اليه
5: 5 فقال لي واحد من الشيوخ لا تبك هوذا قد غلب الاسد الذي من سبط يهوذا اصل داود ليفتح السفر و يفك ختومه السبعة
5: 6 و رايت فاذا في وسط العرش و الحيوانات الاربعة و في وسط الشيوخ خروف قائم كانه مذبوح له سبعة قرون و سبع اعين هي سبعة ارواح الله المرسلة الى كل الارض
5: 7 فاتى و اخذ السفر من يمين الجالس على العرش
5: 8 و لما اخذ السفر خرت الاربعة الحيوانات و الاربعة و العشرون شيخا امام الخروف و لهم كل واحد قيثارات و جامات من ذهب مملوة بخورا هي صلوات القديسين
5: 9 و هم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين مستحق انت ان تاخذ السفر و تفتح ختومه لانك ذبحت و اشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة و لسان و شعب و امة
5: 10 و جعلتنا لالهنا ملوكا و كهنة فسنملك على الارض
5: 11 و نظرت و سمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش و الحيوانات و الشيوخ و كان عددهم ربوات ربوات و الوف الوف
5: 12 قائلين بصوت عظيم مستحق هو الخروف المذبوح ان ياخذ القدرة و الغنى و الحكمة و القوة و الكرامة و المجد و البركة
(5/40)
5: 13 و كل خليقة مما في السماء و على الارض و تحت الارض و ما على البحر كل ما فيها سمعتها قائلة للجالس على العرش و للخروف البركة و الكرامة و المجد و السلطان الى ابد الابدين
5: 14 و كانت الحيوانات الاربعة تقول امين و الشيوخ الاربعة و العشرون خروا و سجدوا للحي الى ابد الابدين
6: 1 و نظرت لما فتح الخروف واحدا من الختوم السبعة و سمعت واحدا من الاربعة الحيوانات قائلا كصوت رعد هلم و انظر
6: 2 فنظرت و اذا فرس ابيض و الجالس عليه معه قوس و قد اعطي اكليلا و خرج غالبا و لكي يغلب
6: 3 و لما فتح الختم الثاني سمعت الحيوان الثاني قائلا هلم و انظر
6: 4 فخرج فرس اخر احمر و للجالس عليه اعطي ان ينزع السلام من الارض و ان يقتل بعضهم بعضا و اعطي سيفا عظيما
6: 5 و لما فتح الختم الثالث سمعت الحيوان الثالث قائلا هلم و انظر فنظرت و اذا فرس اسود و الجالس عليه معه ميزان في يده
6: 6 و سمعت صوتا في وسط الاربعة الحيوانات قائلا ثمنية قمح بدينار و ثلاث ثماني شعير بدينار و اما الزيت و الخمر فلا تضرهما
6: 7 و لما فتح الختم الرابع سمعت صوت الحيوان الرابع قائلا هلم و انظر
6: 8 فنظرت و اذا فرس اخضر و الجالس عليه اسمه الموت و الهاوية تتبعه و اعطيا سلطانا على ربع الارض ان يقتلا بالسيف و الجوع و الموت و بوحوش الارض
6: 9 و لما فتح الختم الخامس رايت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من اجل كلمة الله و من اجل الشهادة التي كانت عندهم
6: 10 و صرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى ايها السيد القدوس و الحق لا تقضي و تنتقم لدمائنا من الساكنين على الارض
6: 11 فاعطوا كل واحد ثيابا بيضا و قيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ايضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم و اخوتهم ايضا العتيدون ان يقتلوا مثلهم
6: 12 و نظرت لما فتح الختم السادس و اذا زلزلة عظيمة حدثت و الشمس صارت سوداء كمسح من شعر و القمر صار كالدم
(5/41)
6: 13 و نجوم السماء سقطت الى الارض كما تطرح شجرة التين سقاطها اذا هزتها ريح عظيمة
6: 14 و السماء انفلقت كدرج ملتف و كل جبل و جزيرة تزحزحا من موضعهما
6: 15 و ملوك الارض و العظماء و الاغنياء و الامراء و الاقوياء و كل عبد و كل حر اخفوا انفسهم في المغاير و في صخور الجبال
6: 16 و هم يقولون للجبال و الصخور اسقطي علينا و اخفينا عن وجه الجالس على العرش و عن غضب الخروف
6: 17 لانه قد جاء يوم غضبه العظيم و من يستطيع الوقوف
7: 1 و بعد هذا رايت اربعة ملائكة واقفين على اربع زوايا الارض ممسكين اربع رياح الارض لكي لا تهب ريح على الارض و لا على البحر و لا على شجرة ما
7: 2 و رايت ملاكا اخر طالعا من مشرق الشمس معه ختم الله الحي فنادى بصوت عظيم الى الملائكة الاربعة الذين اعطوا ان يضروا الارض و البحر
7: 3 قائلا لا تضروا الارض و لا البحر و لا الاشجار حتى نختم عبيد الهنا على جباههم
7: 4 و سمعت عدد المختومين مئة و اربعة و اربعين الفا مختومين من كل سبط من بني اسرائيل
7: 5 من سبط يهوذا اثنا عشر الف مختوم من سبط راوبين اثنا عشر الف مختوم من سبط جاد اثنا عشر الف مختوم
7: 6 من سبط اشير اثنا عشر الف مختوم من سبط نفتالي اثنا عشر الف مختوم من سبط منسى اثنا عشر الف مختوم
7: 7 من سبط شمعون اثنا عشر الف مختوم من سبط لاوي اثنا عشر الف مختوم من سبط يساكر اثنا عشر الف مختوم
7: 8 من سبط زبولون اثنا عشر الف مختوم من سبط يوسف اثنا عشر الف مختوم من سبط بنيامين اثنا عشر الف مختوم
7: 9 بعد هذا نظرت و اذا جمع كثير لم يستطع احد ان يعده من كل الامم و القبائل و الشعوب و الالسنة واقفون امام العرش و امام الخروف و متسربلين بثياب بيض و في ايديهم سعف النخل
7: 10 و هم يصرخون بصوت عظيم قائلين الخلاص لالهنا الجالس على العرش و للخروف
(5/42)
7: 11 و جميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش و الشيوخ و الحيوانات الاربعة و خروا امام العرش على وجوههم و سجدوا لله
7: 12 قائلين امين البركة و المجد و الحكمة و الشكر و الكرامة و القدرة و القوة لالهنا الى ابد الابدين امين
7: 13 و اجاب واحد من الشيوخ قائلا لي هؤلاء المتسربلون بالثياب البيض من هم و من اين اتوا
7: 14 فقلت له يا سيد انت تعلم فقال لي هؤلاء هم الذين اتوا من الضيقة العظيمة و قد غسلوا ثيابهم و بيضوا ثيابهم في دم الخروف
7: 15 من اجل ذلك هم امام عرش الله و يخدمونه نهارا و ليلا في هيكله و الجالس على العرش يحل فوقهم
7: 16 لن يجوعوا بعد و لن يعطشوا بعد و لا تقع عليهم الشمس و لا شيء من الحر
7: 17 لان الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم و يقتادهم الى ينابيع ماء حية و يمسح الله كل دمعة من عيونهم
8: 1 و لما فتح الختم السابع حدث سكوت في السماء نحن نصف ساعة
8: 2 و رايت السبعة الملائكة الذين يقفون امام الله و قد اعطوا سبعة ابواق
8: 3 و جاء ملاك اخر و وقف عند المذبح و معه مبخرة من ذهب و اعطي بخورا كثيرا لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب الذي امام العرش
8: 4 فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك امام الله
8: 5 ثم اخذ الملاك المبخرة و ملاها من نار المذبح و القاها الى الارض فحدثت اصوات و رعود و بروق و زلزلة
8: 6 ثم ان السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الابواق تهياوا لكي يبوقوا
8: 7 فبوق الملاك الاول فحدث برد و نار مخلوطان بدم و القيا الى الارض فاحترق ثلث الاشجار و احترق كل عشب اخضر
8: 8 ثم بوق الملاك الثاني فكان جبلا عظيما متقدا بالنار القي الى البحر فصار ثلث البحر دما
8: 9 و مات ثلث الخلائق التي في البحر التي لها حياة و اهلك ثلث السفن
8: 10 ثم بوق الملاك الثالث فسقط من السماء كوكب عظيم متقد كمصباح و وقع على ثلث الانهار و على ينابيع المياه
(5/43)
8: 11 و اسم الكوكب يدعى الافسنتين فصار ثلث المياه افسنتينا و مات كثيرون من الناس من المياه لانها صارت مرة
8: 12 ثم بوق الملاك الرابع فضرب ثلث الشمس و ثلث القمر و ثلث النجوم حتى يظلم ثلثهن و النهار لا يضيء ثلثه و الليل كذلك
8: 13 ثم نظرت و سمعت ملاكا طائرا في وسط السماء قائلا بصوت عظيم ويل ويل ويل للساكنين على الارض من اجل بقية اصوات ابواق الثلاثة الملائكة المزمعين ان يبوقوا
9: 1 ثم بوق الملاك الخامس فرايت كوكبا قد سقط من السماء الى الارض و اعطي مفتاح بئر الهاوية
9: 2 ففتح بئر الهاوية فصعد دخان من البئر كدخان اتون عظيم فاظلمت الشمس و الجو من دخان البئر
9: 3 و من الدخان خرج جراد على الارض فاعطي سلطانا كما لعقارب الارض سلطان
9: 4 و قيل له ان لا يضر عشب الارض و لا شيئا اخضر و لا شجرة ما الا الناس فقط الذين ليس لهم ختم الله على جباههم
9: 5 و اعطي ان لا يقتلهم بل ان يتعذبوا خمسة اشهر و عذابه كعذاب عقرب اذا لدغ انسانا
9: 6 و في تلك الايام سيطلب الناس الموت و لا يجدونه و يرغبون ان يموتوا فيهرب الموت منهم
9: 7 و شكل الجراد شبه خيل مهياة للحرب و على رؤوسها كاكاليل شبه الذهب و وجوهها كوجوه الناس
9: 8 و كان لها شعر كشعر النساء و كانت اسنانها كاسنان الاسود
9: 9 و كان لها دروع كدروع من حديد و صوت اجنحتها كصوت مركبات خيل كثيرة تجري الى قتال
9: 10 و لها اذناب شبه العقارب و كانت في اذنابها حمات و سلطانها ان تؤذي الناس خمسة اشهر
9: 11 و لها ملاك الهاوية ملكا عليها اسمه بالعبرانية ابدون و له باليونانية اسم ابوليون
9: 12 الويل الواحد مضى هوذا ياتي ويلان ايضا بعد هذا
9: 13 ثم بوق الملاك السادس فسمعت صوتا واحدا من اربعة قرون مذبح الذهب الذي امام الله
9: 14 قائلا للملاك السادس الذي معه البوق فك الاربعة الملائكة المقيدين عند النهر العظيم الفرات
(5/44)
9: 15 فانفك الاربعة الملائكة المعدون للساعة و اليوم و الشهر و السنة لكي يقتلوا ثلث الناس
9: 16 و عدد جيوش الفرسان مئتا الف الف و انا سمعت عددهم
9: 17 و هكذا رايت الخيل في الرؤيا و الجالسين عليها لهم دروع نارية و اسمانجونية و كبريتية و رؤوس الخيل كرؤوس الاسود و من افواهها يخرج نار و دخان و كبريت
9: 18 من هذه الثلاثة قتل ثلث الناس من النار و الدخان و الكبريت الخارجة من افواهها
9: 19 فان سلطانها هو في افواهها و في اذنابها لان اذنابها شبه الحيات و لها رؤوس و بها تضر
9: 20 و اما بقية الناس الذين لم يقتلوا بهذه الضربات فلم يتوبوا عن اعمال ايديهم حتى لا يسجدوا للشياطين و اصنام الذهب و الفضة و النحاس و الحجر و الخشب التي لا تستطيع ان تبصر و لا تسمع و لا تمشي
9: 21 و لا تابوا عن قتلهم و لا عن سحرهم و لا عن زناهم و لا عن سرقتهم
10: 1 ثم رايت ملاكا اخر قويا نازلا من السماء متسربلا بسحابة و على راسه قوس قزح و وجهه كالشمس و رجلاه كعمودي نار
10: 2 و معه في يده سفر صغير مفتوح فوضع رجله اليمنى على البحر و اليسرى على الارض
10: 3 و صرخ بصوت عظيم كما يزمجر الاسد و بعدما صرخ تكلمت الرعود السبعة باصواتها
10: 4 و بعدما تكلمت الرعود السبعة باصواتها كنت مزمعا ان اكتب فسمعت صوتا من السماء قائلا لي اختم على ما تكلمت به الرعود السبعة و لا تكتبه
10: 5 و الملاك الذي رايته واقفا على البحر و على الارض رفع يده الى السماء
10: 6 و اقسم بالحي الى ابد الابدين الذي خلق السماء و ما فيها و الارض و ما فيها و البحر و ما فيه ان لا يكون زمان بعد
10: 7 بل في ايام صوت الملاك السابع متى ازمع ان يبوق يتم ايضا سر الله كما بشر عبيده الانبياء
10: 8 و الصوت الذي كنت قد سمعته من السماء كلمني ايضا و قال اذهب خذ السفر الصغير المفتوح في يد الملاك الواقف على البحر و على الارض
(5/45)
10: 9 فذهبت الى الملاك قائلا له اعطني السفر الصغير فقال لي خذه و كله فسيجعل جوفك مرا و لكنه في فمك يكون حلوا كالعسل
10: 10 فاخذت السفر الصغير من يد الملاك و اكلته فكان في فمي حلوا كالعسل و بعدما اكلته صار جوفي مرا
10: 11 فقال لي يجب انك تتنبا ايضا على شعوب و امم و السنة و ملوك كثيرين
11: 1 ثم اعطيت قصبة شبه عصا و وقف الملاك قائلا لي قم و قس هيكل الله و المذبح و الساجدين فيه
11: 2 و اما الدار التي هي خارج الهيكل فاطرحها خارجا و لا تقسها لانها قد اعطيت للامم و سيدوسون المدينة المقدسة اثنين و اربعين شهرا
11: 3 و ساعطي لشاهدي فيتنبان الفا و مئتين و ستين يوما لابسين مسوحا
11: 4 هذان هما الزيتونتان و المنارتان القائمتان امام رب الارض
11: 5 و ان كان احد يريد ان يؤذيهما تخرج نار من فمهما و تاكل اعداءهما و ان كان احد يريد ان يؤذيهما فهكذا لا بد انه يقتل
11: 6 هذان لهما السلطان ان يغلقا السماء حتى لا تمطر مطرا في ايام نبوتهما و لهما سلطان على المياه ان يحولاها الى دم و ان يضربا الارض بكل ضربة كلما ارادا
11: 7 و متى تمما شهادتهما فالوحش الصاعد من الهاوية سيصنع معهما حربا و يغلبهما و يقتلهما
11: 8 و تكون جثتاهما على شارع المدينة العظيمة التي تدعى روحيا سدوم و مصر حيث صلب ربنا ايضا
11: 9 و ينظر اناس من الشعوب و القبائل و الالسنة و الامم جثتيهما ثلاثة ايام و نصفا و لا يدعون جثتيهما توضعان في قبور
11: 10 و يشمت بهما الساكنون على الارض و يتهللون و يرسلون هدايا بعضهم لبعض لان هذين النبيين كانا قد عذبا الساكنين على الارض
11: 11 ثم بعد الثلاثة الايام و النصف دخل فيهما روح حياة من الله فوقفا على ارجلهما و وقع خوف عظيم على الذين كانوا ينظرونهما
11: 12 و سمعوا صوتا عظيما من السماء قائلا لهما اصعدا الى ههنا فصعدا الى السماء في السحابة و نظرهما اعداؤهما
(5/46)
11: 13 و في تلك الساعة حدثت زلزلة عظيمة فسقط عشر المدينة و قتل بالزلزلة اسماء من الناس سبعة الاف و صار الباقون في رعبة و اعطوا مجدا لاله السماء
11: 14 الويل الثاني مضى و هوذا الويل الثالث ياتي سريعا
11: 15 ثم بوق الملاك السابع فحدثت اصوات عظيمة في السماء قائلة قد صارت ممالك العالم لربنا و مسيحه فسيملك الى ابد الابدين
11: 16 و الاربعة و العشرون شيخا الجالسون امام الله على عروشهم خروا على وجوههم و سجدوا لله
11: 17 قائلين نشكرك ايها الرب الاله القادر على كل شيء الكائن و الذي كان و الذي ياتي لانك اخذت قدرتك العظيمة و ملكت
11: 18 و غضبت الامم فاتى غضبك و زمان الاموات ليدانوا و لتعطى الاجرة لعبيدك الانبياء و القديسين و الخائفين اسمك الصغار و الكبار و ليهلك الذين كانوا يهلكون الارض
11: 19 و انفتح هيكل الله في السماء و ظهر تابوت عهده في هيكله و حدثت بروق و اصوات و رعود و زلزلة و برد عظيم
12: 1 و ظهرت اية عظيمة في السماء امراة متسربلة بالشمس و القمر تحت رجليها و على راسها اكليل من اثني عشر كوكبا
12: 2 و هي حبلى تصرخ متمخضة و متوجعة لتلد
12: 3 و ظهرت اية اخرى في السماء هوذا تنين عظيم احمر له سبعة رؤوس و عشرة قرون و على رؤوسه سبعة تيجان
12: 4 و ذنبه يجر ثلث نجوم السماء فطرحها الى الارض و التنين وقف امام المراة العتيدة ان تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت
12: 5 فولدت ابنا ذكرا عتيدا ان يرعى جميع الامم بعصا من حديد و اختطف ولدها الى الله و الى عرشه
12: 6 و المراة هربت الى البرية حيث لها موضع معد من الله لكي يعولها هناك الفا و مئتين و ستين يوما
12: 7 و حدثت حرب في السماء ميخائيل و ملائكته حاربوا التنين و حارب التنين و ملائكته
12: 8 و لم يقووا فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء
12: 9 فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو ابليس و الشيطان الذي يضل العالم كله طرح الى الارض و طرحت معه ملائكته
(5/47)
12: 10 و سمعت صوتا عظيما قائلا في السماء الان صار خلاص الهنا و قدرته و ملكه و سلطان مسيحه لانه قد طرح المشتكي على اخوتنا الذي كان يشتكي عليهم امام الهنا نهارا و ليلا
12: 11 و هم غلبوه بدم الخروف و بكلمة شهادتهم و لم يحبوا حياتهم حتى الموت
12: 12 من اجل هذا افرحي ايتها السماوات و الساكنون فيها ويل لساكني الارض و البحر لان ابليس نزل اليكم و به غضب عظيم عالما ان له زمانا قليلا
12: 13 و لما راى التنين انه طرح الى الارض اضطهد المراة التي ولدت الابن الذكر
12: 14 فاعطيت المراة جناحي النسر العظيم لكي تطير الى البرية الى موضعها حيث تعال زمانا و زمانين و نصف زمان من وجه الحية
12: 15 فالقت الحية من فمها وراء المراة ماء كنهر لتجعلها تحمل بالنهر
12: 16 فاعانت الارض المراة و فتحت الارض فمها و ابتلعت النهر الذي القاه التنين من فمه
12: 17 فغضب التنين على المراة و ذهب ليصنع حربا مع باقي نسلها الذين يحفظون وصايا الله و عندهم شهادة يسوع المسيح
13: 1 ثم وقفت على رمل البحر فرايت وحشا طالعا من البحر له سبعة رؤوس و عشرة قرون و على قرونه عشرة تيجان و على رؤوسه اسم تجديف
13: 2 و الوحش الذي رايته كان شبه نمر و قوائمه كقوائم دب و فمه كفم اسد و اعطاه التنين قدرته و عرشه و سلطانا عظيما
13: 3 و رايت واحدا من رؤوسه كانه مذبوح للموت و جرحه المميت قد شفي و تعجبت كل الارض وراء الوحش
13: 4 و سجدوا للتنين الذي اعطى السلطان للوحش و سجدوا للوحش قائلين من هو مثل الوحش من يستطيع ان يحاربه
13: 5 و اعطي فما يتكلم بعظائم و تجاديف و اعطي سلطانا ان يفعل اثنين و اربعين شهرا
13: 6 ففتح فمه بالتجديف على الله ليجدف على اسمه و على مسكنه و على الساكنين في السماء
13: 7 و اعطي ان يصنع حربا مع القديسين و يغلبهم و اعطي سلطانا على كل قبيلة و لسان و امة
(5/48)
13: 8 فسيسجد له جميع الساكنين على الارض الذين ليست اسماؤهم مكتوبة منذ تاسيس العالم في سفر حياة الخروف الذي ذبح
13: 9 من له اذن فليسمع
13: 10 ان كان احد يجمع سبيا فالى السبي يذهب و ان كان احد يقتل بالسيف فينبغي ان يقتل بالسيف هنا صبر القديسين و ايمانهم
13: 11 ثم رايت وحشا اخر طالعا من الارض و كان له قرنان شبه خروف و كان يتكلم كتنين
13: 12 و يعمل بكل سلطان الوحش الاول امامه و يجعل الارض و الساكنين فيها يسجدون للوحش الاول الذي شفي جرحه المميت
13: 13 و يصنع ايات عظيمة حتى انه يجعل نارا تنزل من السماء على الارض قدام الناس
13: 14 و يضل الساكنين على الارض بالايات التي اعطي ان يصنعها امام الوحش قائلا للساكنين على الارض ان يصنعوا صورة للوحش الذي كان به جرح السيف و عاش
13: 15 و اعطي ان يعطي روحا لصورة الوحش حتى تتكلم صورة الوحش و يجعل جميع الذين لا يسجدون لصورة الوحش يقتلون
13: 16 و يجعل الجميع الصغار و الكبار و الاغنياء و الفقراء و الاحرار و العبيد تصنع لهم سمة على يدهم اليمنى او على جبهتهم
13: 17 و ان لا يقدر احد ان يشتري او يبيع الا من له السمة او اسم الوحش او عدد اسمه
13: 18 هنا الحكمة من له فهم فليحسب عدد الوحش فانه عدد انسان و عدده ست مئة و ستة و ستون
14: 1 ثم نظرت و اذا خروف واقف على جبل صهيون و معه مئة و اربعة و اربعون الفا لهم اسم ابيه مكتوبا على جباههم
14: 2 و سمعت صوتا من السماء كصوت مياه كثيرة و كصوت رعد عظيم و سمعت صوتا كصوت ضاربين بالقيثارة يضربون بقيثاراتهم
14: 3 و هم يترنمون كترنيمة جديدة امام العرش و امام الاربعة الحيوانات و الشيوخ و لم يستطع احد ان يتعلم الترنيمة الا المئة و الاربعة و الاربعون الفا الذين اشتروا من الارض
14: 4 هؤلاء هم الذين لم يتنجسوا مع النساء لانهم اطهار هؤلاء هم الذين يتبعون الخروف حيثما ذهب هؤلاء اشتروا من بين الناس باكورة لله و للخروف
(5/49)
14: 5 و في افواههم لم يوجد غش لانهم بلا عيب قدام عرش الله
14: 6 ثم رايت ملاكا اخر طائرا في وسط السماء معه بشارة ابدية ليبشر الساكنين على الارض و كل امة و قبيلة و لسان و شعب
14: 7 قائلا بصوت عظيم خافوا الله و اعطوه مجدا لانه قد جاءت ساعة دينونته و اسجدوا لصانع السماء و الارض و البحر و ينابيع المياه
14: 8 ثم تبعه ملاك اخر قائلا سقطت سقطت بابل المدينة العظيمة لانها سقت جميع الامم من خمر غضب زناها
14: 9 ثم تبعهما ملاك ثالث قائلا بصوت عظيم ان كان احد يسجد للوحش و لصورته و يقبل سمته على جبهته او على يده
14: 10 فهو ايضا سيشرب من خمر غضب الله المصبوب صرفا في كاس غضبه و يعذب بنار و كبريت امام الملائكة القديسين و امام الخروف
14: 11 و يصعد دخان عذابهم الى ابد الابدين و لا تكون راحة نهارا و ليلا للذين يسجدون للوحش و لصورته و لكل من يقبل سمة اسمه
14: 12 هنا صبر القديسين هنا الذين يحفظون وصايا الله و ايمان يسوع
14: 13 و سمعت صوتا من السماء قائلا لي اكتب طوبى للاموات الذين يموتون في الرب منذ الان نعم يقول الروح لكي يستريحوا من اتعابهم و اعمالهم تتبعهم
14: 14 ثم نظرت و اذا سحابة بيضاء و على السحابة جالس شبه ابن انسان له على راسه اكليل من ذهب و في يده منجل حاد
14: 15 و خرج ملاك اخر من الهيكل يصرخ بصوت عظيم الى الجالس على السحابة ارسل منجلك و احصد لانه قد جاءت الساعة للحصاد اذ قد يبس حصيد الارض
14: 16 فالقى الجالس على السحابة منجله على الارض فحصدت الارض
14: 17 ثم خرج ملاك اخر من الهيكل الذي في السماء معه ايضا منجل حاد
14: 18 و خرج ملاك اخر من المذبح له سلطان على النار و صرخ صراخا عظيما الى الذي معه المنجل الحاد قائلا ارسل منجلك الحاد و اقطف عناقيد كرم الارض لان عنبها قد نضج
14: 19 فالقى الملاك منجله الى الارض و قطف كرم الارض فالقاه الى معصرة غضب الله العظيمة
(5/50)
14: 20 و ديست المعصرة خارج المدينة فخرج دم من المعصرة حتى الى لجم الخيل مسافة الف و ست مئة غلوة
15: 1 ثم رايت اية اخرى في السماء عظيمة و عجيبة سبعة ملائكة معهم السبع الضربات الاخيرة لان بها اكمل غضب الله
15: 2 و رايت كبحر من زجاج مختلط بنار و الغالبين على الوحش و صورته و على سمته و عدد اسمه واقفين على البحر الزجاجي معهم قيثارات الله
15: 3 و هم يرتلون ترنيمة موسى عبد الله و ترنيمة الخروف قائلين عظيمة و عجيبة هي اعمالك ايها الرب الاله القادر على كل شيء عادلة و حق هي طرقك يا ملك القديسين
15: 4 من لا يخافك يا رب و يمجد اسمك لانك وحدك قدوس لان جميع الامم سياتون و يسجدون امامك لان احكامك قد اظهرت
15: 5 ثم بعد هذا نظرت و اذا قد انفتح هيكل خيمة الشهادة في السماء
15: 6 و خرجت السبعة الملائكة و معهم السبع الضربات من الهيكل و هم متسربلون بكتان نقي و بهي و متمنطقون عند صدورهم بمناطق من ذهب
15: 7 و واحد من الاربعة الحيوانات اعطى السبعة الملائكة سبعة جامات من ذهب مملوة من غضب الله الحي الى ابد الابدين
15: 8 و امتلا الهيكل دخانا من مجد الله و من قدرته و لم يكن احد يقدر ان يدخل الهيكل حتى كملت سبع ضربات السبعة الملائكة
16: 1 و سمعت صوتا عظيما من الهيكل قائلا للسبعة الملائكة امضوا و اسكبوا جامات غضب الله على الارض
16: 2 فمضى الاول و سكب جامه على الارض فحدثت دمامل خبيثة و ردية على الناس الذين بهم سمة الوحش و الذين يسجدون لصورته
16: 3 ثم سكب الملاك الثاني جامه على البحر فصار دما كدم ميت و كل نفس حية ماتت في البحر
16: 4 ثم سكب الملاك الثالث جامه على الانهار و على ينابيع المياه فصارت دما
16: 5 و سمعت ملاك المياه يقول عادل انت ايها الكائن و الذي كان و الذي يكون لانك حكمت هكذا
16: 6 لانهم سفكوا دم قديسين و انبياء فاعطيتهم دما ليشربوا لانهم مستحقون
(5/51)
16: 7 و سمعت اخر من المذبح قائلا نعم ايها الرب الاله القادر على كل شيء حق و عادلة هي احكامك
16: 8 ثم سكب الملاك الرابع جامه على الشمس فاعطيت ان تحرق الناس بنار
16: 9 فاحترق الناس احتراقا عظيما و جدفوا على اسم الله الذي له سلطان على هذه الضربات و لم يتوبوا ليعطوه مجدا
16: 10 ثم سكب الملاك الخامس جامه على عرش الوحش فصارت مملكته مظلمة و كانوا يعضون على السنتهم من الوجع
16: 11 و جدفوا على اله السماء من اوجاعهم و من قروحهم و لم يتوبوا عن اعمالهم
16: 12 ثم سكب الملاك السادس جامه على النهر الكبير الفرات فنشف ماؤه لكي يعد طريق الملوك الذين من مشرق الشمس
16: 13 و رايت من فم التنين و من فم الوحش و من فم النبي الكذاب ثلاثة ارواح نجسة شبه ضفادع
16: 14 فانهم ارواح شياطين صانعة ايات تخرج على ملوك العالم و كل المسكونة لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم يوم الله القادر على كل شيء
16: 15 ها انا اتي كلص طوبى لمن يسهر و يحفظ ثيابه لئلا يمشي عريانا فيروا عريته
16: 16 فجمعهم الى الموضع الذي يدعى بالعبرانية هرمجدون
16: 17 ثم سكب الملاك السابع جامه على الهواء فخرج صوت عظيم من هيكل السماء من العرش قائلا قد تم
16: 18 فحدثت اصوات و رعود و بروق و حدثت زلزلة عظيمة لم يحدث مثلها منذ صار الناس على الارض زلزلة بمقدارها عظيمة هكذا
16: 19 و صارت المدينة العظيمة ثلاثة اقسام و مدن الامم سقطت و بابل العظيمة ذكرت امام الله ليعطيها كاس خمر سخط غضبه
16: 20 و كل جزيرة هربت و جبال لم توجد
16: 21 و برد عظيم نحو ثقل وزنة نزل من السماء على الناس فجدف الناس على الله من ضربة البرد لان ضربته عظيمة جدا
17: 1 ثم جاء واحد من السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الجامات و تكلم معي قائلا لي هلم فاريك دينونة الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة
17: 2 التي زنى معها ملوك الارض و سكر سكان الارض من خمر زناها
(5/52)
17: 3 فمضى بي بالروح الى برية فرايت امراة جالسة على وحش قرمزي مملوء اسماء تجديف له سبعة رؤوس و عشرة قرون
17: 4 و المراة كانت متسربلة بارجوان و قرمز و متحلية بذهب و حجارة كريمة و لؤلؤ و معها كاس من ذهب في يدها مملوة رجاسات و نجاسات زناها
17: 5 و على جبهتها اسم مكتوب سر بابل العظيمة ام الزواني و رجاسات الارض
17: 6 و رايت المراة سكرى من دم القديسين و من دم شهداء يسوع فتعجبت لما رايتها تعجبا عظيما
17: 7 ثم قال لي الملاك لماذا تعجبت انا اقول لك سر المراة و الوحش الحامل لها الذي له السبعة الرؤوس و العشرة القرون
17: 8 الوحش الذي رايت كان و ليس الان و هو عتيد ان يصعد من الهاوية و يمضي الى الهلاك و سيتعجب الساكنون على الارض الذين ليست اسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة منذ تاسيس العالم حينما يرون الوحش انه كان و ليس الان مع انه كائن
17: 9 هنا الذهن الذي له حكمة السبعة الرؤوس هي سبعة جبال عليها المراة جالسة
17: 10 و سبعة ملوك خمسة سقطوا و واحد موجود و الاخر لم يات بعد و متى اتى ينبغي ان يبقى قليلا
17: 11 و الوحش الذي كان و ليس الان فهو ثامن و هو من السبعة و يمضي الى الهلاك
17: 12 و العشرة القرون التي رايت هي عشرة ملوك لم ياخذوا ملكا بعد لكنهم ياخذون سلطانهم كملوك ساعة واحدة مع الوحش
17: 13 هؤلاء لهم راي واحد و يعطون الوحش قدرتهم و سلطانهم
17: 14 هؤلاء سيحاربون الخروف و الخروف يغلبهم لانه رب الارباب و ملك الملوك و الذين معه مدعوون و مختارون و مؤمنون
17: 15 ثم قال لي المياه التي رايت حيث الزانية جالسة هي شعوب و جموع و امم و السنة
17: 16 و اما العشرة القرون التي رايت على الوحش فهؤلاء سيبغضون الزانية و سيجعلونها خربة و عريانة و ياكلون لحمها و يحرقونها بالنار
17: 17 لان الله وضع في قلوبهم ان يصنعوا رايه و ان يصنعوا رايا واحدا و يعطوا الوحش ملكهم حتى تكمل اقوال الله
(5/53)
17: 18 و المراة التي رايت هي المدينة العظيمة التي لها ملك على ملوك الارض
18: 1 ثم بعد هذا رايت ملاكا اخر نازلا من السماء له سلطان عظيم و استنارت الارض من بهائه
18: 2 و صرخ بشدة بصوت عظيم قائلا سقطت سقطت بابل العظيمة و صارت مسكنا لشياطين و محرسا لكل روح نجس و محرسا لكل طائر نجس و ممقوت
18: 3 لانه من خمر غضب زناها قد شرب جميع الامم و ملوك الارض زنوا معها و تجار الارض استغنوا من وفرة نعيمها
18: 4 ثم سمعت صوتا اخر من السماء قائلا اخرجوا منها يا شعبي لئلا تشتركوا في خطاياها و لئلا تاخذوا من ضرباتها
18: 5 لان خطاياها لحقت السماء و تذكر الله اثامها
18: 6 جازوها كما هي ايضا جازتكم و ضاعفوا لها ضعفا نظير اعمالها في الكاس التي مزجت فيها امزجوا لها ضعفا
18: 7 بقدر ما مجدت نفسها و تنعمت بقدر ذلك اعطوها عذابا و حزنا لانها تقول في قلبها انا جالسة ملكة و لست ارملة و لن ارى حزنا
18: 8 من اجل ذلك في يوم واحد ستاتي ضرباتها موت و حزن و جوع و تحترق بالنار لان الرب الاله الذي يدينها قوي
18: 9 و سيبكي و ينوح عليها ملوك الارض الذين زنوا و تنعموا معها حينما ينظرون دخان حريقها
18: 10 واقفين من بعيد لاجل خوف عذابها قائلين ويل ويل المدينة العظيمة بابل المدينة القوية لانه في ساعة واحدة جاءت دينونتك
18: 11 و يبكي تجار الارض و ينوحون عليها لان بضائعهم لا يشتريها احد فيما بعد
18: 12 بضائع من الذهب و الفضة و الحجر الكريم و اللؤلؤ و البز و الارجوان و الحرير و القرمز و كل عود ثيني و كل اناء من العاج و كل اناء من اثمن الخشب و النحاس و الحديد و المرمر
18: 13 و قرفة و بخورا و طيبا و لبانا و خمرا و زيتا و سميذا و حنطة و بهائم و غنما و خيلا و مركبات و اجسادا و نفوس الناس
18: 14 و ذهب عنك جنى شهوة نفسك و ذهب عنك كل ما هو مشحم و بهي و لن تجديه في ما بعد
(5/54)
18: 15 تجار هذه الاشياء الذين استغنوا منها سيقفون من بعيد من اجل خوف عذابها يبكون و ينوحون
18: 16 و يقولون ويل ويل المدينة العظيمة المتسربلة ببز و ارجوان و قرمز و المتحلية بذهب و حجر كريم و لؤلؤ
18: 17 لانه في ساعة واحدة خرب غنى مثل هذا و كل ربان و كل الجماعة في السفن و الملاحون و جميع عمال البحر وقفوا من بعيد
18: 18 و صرخوا اذ نظروا دخان حريقها قائلين اية مدينة مثل المدينة العظيمة
18: 19 و القوا ترابا على رؤوسهم و صرخوا باكين و نائحين قائلين ويل ويل المدينة العظيمة التي فيها استغنى جميع الذين لهم سفن في البحر من نفائسها لانها في ساعة واحدة خربت
18: 20 افرحي لها ايتها السماء و الرسل القديسون و الانبياء لان الرب قد دانها دينونتكم
18: 21 و رفع ملاك واحد قوي حجرا كرحى عظيمة و رماه في البحر قائلا هكذا بدفع سترمى بابل المدينة العظيمة و لن توجد فيما بعد
18: 22 و صوت الضاربين بالقيثارة و المغنين و المزمرين و النافخين بالبوق لن يسمع فيك فيما بعد و كل صانع صناعة لن يوجد فيك فيما بعد و صوت رحى لن يسمع فيك فيما بعد
18: 23 و نور سراج لن يضيء فيك فيما بعد و صوت عريس و عروس لن يسمع فيك فيما بعد لان تجارك كانوا عظماء الارض اذ بسحرك ضلت جميع الامم
18: 24 و فيها وجد دم انبياء و قديسين و جميع من قتل على الارض
19: 1 و بعد هذا سمعت صوتا عظيما من جمع كثير في السماء قائلا هللويا الخلاص و المجد و الكرامة و القدرة للرب الهنا
19: 2 لان احكامه حق و عادلة اذ قد دان الزانية العظيمة التي افسدت الارض بزناها و انتقم لدم عبيده من يدها
19: 3 و قالوا ثانية هللويا و دخانها يصعد الى ابد الابدين
19: 4 و خر الاربعة و العشرون شيخا و الاربعة الحيوانات و سجدوا لله الجالس على العرش قائلين امين هللويا
19: 5 و خرج من العرش صوت قائلا سبحوا لالهنا يا جميع عبيده الخائفيه الصغار و الكبار
(5/55)
19: 6 و سمعت كصوت جمع كثير و كصوت مياه كثيرة و كصوت رعود شديدة قائلة هللويا فانه قد ملك الرب الاله القادر على كل شيء
19: 7 لنفرح و نتهلل و نعطيه المجد لان عرس الخروف قد جاء و امراته هيات نفسها
19: 8 و اعطيت ان تلبس بزا نقيا بهيا لان البز هو تبررات القديسين
19: 9 و قال لي اكتب طوبى للمدعوين الى عشاء عرس الخروف و قال هذه هي اقوال الله الصادقة
19: 10 فخررت امام رجليه لاسجد له فقال لي انظر لا تفعل انا عبد معك و مع اخوتك الذين عندهم شهادة يسوع اسجد لله فان شهادة يسوع هي روح النبوة
19: 11 ثم رايت السماء مفتوحة و اذا فرس ابيض و الجالس عليه يدعى امينا و صادقا و بالعدل يحكم و يحارب
19: 12 و عيناه كلهيب نار و على راسه تيجان كثيرة و له اسم مكتوب ليس احد يعرفه الا هو
19: 13 و هو متسربل بثوب مغموس بدم و يدعى اسمه كلمة الله
19: 14 و الاجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزا ابيض و نقيا
19: 15 و من فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الامم و هو سيرعاهم بعصا من حديد و هو يدوس معصرة خمر سخط و غضب الله القادر على كل شيء
19: 16 و له على ثوبه و على فخذه اسم مكتوب ملك الملوك و رب الارباب
19: 17 و رايت ملاكا واحدا واقفا في الشمس فصرخ بصوت عظيم قائلا لجميع الطيور الطائرة في وسط السماء هلم اجتمعي الى عشاء الاله العظيم
19: 18 لكي تاكلي لحوم ملوك و لحوم قواد و لحوم اقوياء و لحوم خيل و الجالسين عليها و لحوم الكل حرا و عبدا صغيرا و كبيرا
19: 19 و رايت الوحش و ملوك الارض و اجنادهم مجتمعين ليصنعوا حربا مع الجالس على الفرس و مع جنده
19: 20 فقبض على الوحش و النبي الكذاب معه الصانع قدامه الايات التي بها اضل الذين قبلوا سمة الوحش و الذين سجدوا لصورته و طرح الاثنان حيين الى بحيرة النار المتقدة بالكبريت
19: 21 و الباقون قتلوا بسيف الجالس على الفرس الخارج من فمه و جميع الطيور شبعت من لحومهم
(5/56)
20: 1 و رايت ملاكا نازلا من السماء معه مفتاح الهاوية و سلسلة عظيمة على يده
20: 2 فقبض على التنين الحية القديمة الذي هو ابليس و الشيطان و قيده الف سنة
20: 3 و طرحه في الهاوية و اغلق عليه و ختم عليه لكي لا يضل الامم في ما بعد حتى تتم الالف سنة و بعد ذلك لا بد ان يحل زمانا يسيرا
20: 4 و رايت عروشا فجلسوا عليها و اعطوا حكما و رايت نفوس الذين قتلوا من اجل شهادة يسوع و من اجل كلمة الله و الذين لم يسجدوا للوحش و لا لصورته و لم يقبلوا السمة على جباههم و على ايديهم فعاشوا و ملكوا مع المسيح الف سنة
20: 5 و اما بقية الاموات فلم تعش حتى تتم الالف السنة هذه هي القيامة الاولى
20: 6 مبارك و مقدس من له نصيب في القيامة الاولى هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم بل سيكونون كهنة لله و المسيح و سيملكون معه الف سنة
20: 7 ثم متى تمت الالف السنة يحل الشيطان من سجنه
20: 8 و يخرج ليضل الامم الذين في اربع زوايا الارض جوج و ماجوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر
20: 9 فصعدوا على عرض الارض و احاطوا بمعسكر القديسين و بالمدينة المحبوبة فنزلت نار من عند الله من السماء و اكلتهم
20: 10 و ابليس الذي كان يضلهم طرح في بحيرة النار و الكبريت حيث الوحش و النبي الكذاب و سيعذبون نهارا و ليلا الى ابد الابدين
20: 11 ثم رايت عرشا عظيما ابيض و الجالس عليه الذي من وجهه هربت الارض و السماء و لم يوجد لهما موضع
20: 12 و رايت الاموات صغارا و كبارا واقفين امام الله و انفتحت اسفار و انفتح سفر اخر هو سفر الحياة و دين الاموات مما هو مكتوب في الاسفار بحسب اعمالهم
20: 13 و سلم البحر الاموات الذي فيه و سلم الموت و الهاوية الاموات الذين فيهما و دينوا كل واحد بحسب اعماله
20: 14 و طرح الموت و الهاوية في بحيرة النار هذا هو الموت الثاني
20: 15 و كل من لم يوجد مكتوبا في سفر الحياة طرح في بحيرة النار
(5/57)
21: 1 ثم رايت سماء جديدة و ارضا جديدة لان السماء الاولى و الارض الاولى مضتا و البحر لا يوجد فيما بعد
21: 2 و انا يوحنا رايت المدينة المقدسة اورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهياة كعروس مزينة لرجلها
21: 3 و سمعت صوتا عظيما من السماء قائلا هوذا مسكن الله مع الناس و هو سيسكن معهم و هم يكونون له شعبا و الله نفسه يكون معهم الها لهم
21: 4 و سيمسح الله كل دمعة من عيونهم و الموت لا يكون فيما بعد و لا يكون حزن و لا صراخ و لا وجع فيما بعد لان الامور الاولى قد مضت
21: 5 و قال الجالس على العرش ها انا اصنع كل شيء جديدا و قال لي اكتب فان هذه الاقوال صادقة و امينة
21: 6 ثم قال لي قد تم انا هو الالف و الياء البداية و النهاية انا اعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانا
21: 7 من يغلب يرث كل شيء و اكون له الها و هو يكون لي ابنا
21: 8 و اما الخائفون و غير المؤمنين و الرجسون و القاتلون و الزناة و السحرة و عبدة الاوثان و جميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار و كبريت الذي هو الموت الثاني
21: 9 ثم جاء الي واحد من السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الجامات المملوة من السبع الضربات الاخيرة و تكلم معي قائلا هلم فاريك العروس امراة الخروف
21: 10 و ذهب بي بالروح الى جبل عظيم عال و اراني المدينة العظيمة اورشليم المقدسة نازلة من السماء من عند الله
21: 11 لها مجد الله و لمعانها شبه اكرم حجر كحجر يشب بلوري
21: 12 و كان لها سور عظيم و عال و كان لها اثنا عشر بابا و على الابواب اثنا عشر ملاكا و اسماء مكتوبة هي اسماء اسباط بني اسرائيل الاثني عشر
21: 13 من الشرق ثلاثة ابواب و من الشمال ثلاثة ابواب و من الجنوب ثلاثة ابواب و من الغرب ثلاثة ابواب
21: 14 و سور المدينة كان له اثنا عشر اساسا و عليها اسماء رسل الخروف الاثني عشر
(5/58)
21: 15 و الذي كان يتكلم معي كان معه قصبة من ذهب لكي يقيس المدينة و ابوابها و اسوارها
21: 16 و المدينة كانت موضوعة مربعة طولها بقدر العرض فقاس المدينة بالقصبة مسافة اثني عشر الف غلوة الطول و العرض و الارتفاع متساوية
21: 17 و قاس سورها مئة و اربعا و اربعين ذراعا ذراع انسان اي الملاك
21: 18 و كان بناء سورها من يشب و المدينة ذهب نقي شبه زجاج نقي
21: 19 و اساسات سور المدينة مزينة بكل حجر كريم الاساس الاول يشب الثاني ياقوت ازرق الثالث عقيق ابيض الرابع زمرد ذبابي
21: 20 الخامس جزع عقيقي السادس عقيق احمر السابع زبرجد الثامن زمرد سلقي التاسع ياقوت اصفر العاشر عقيق اخضر الحادي عشر اسمانجوني الثاني عشر جمشت
21: 21 و الاثنا عشر بابا اثنا عشرة لؤلؤة كل واحد من الابواب كان من لؤلؤة واحدة و سوق المدينة ذهب نقي كزجاج شفاف
21: 22 و لم ار فيها هيكلا لان الرب الله القادر على كل شيء هو و الخروف هيكلها
21: 23 و المدينة لا تحتاج الى الشمس و لا الى القمر ليضيئا فيها لان مجد الله قد انارها و الخروف سراجها
21: 24 و تمشي شعوب المخلصين بنورها و ملوك الارض يجيئون بمجدهم و كرامتهم اليها
21: 25 و ابوابها لن تغلق نهارا لان ليلا لا يكون هناك
21: 26 و يجيئون بمجد الامم و كرامتهم اليها
21: 27 و لن يدخلها شيء دنس و لا ما يصنع رجسا و كذبا الا المكتوبين في سفر حياة الخروف
22: 1 و اراني نهرا صافيا من ماء حياة لامعا كبلور خارجا من عرش الله و الخروف
22: 2 في وسط سوقها و على النهر من هنا و من هناك شجرة حياة تصنع اثنتي عشرة ثمرة و تعطي كل شهر ثمرها و ورق الشجرة لشفاء الامم
22: 3 و لا تكون لعنة ما في ما بعد و عرش الله و الخروف يكون فيها و عبيده يخدمونه
22: 4 و هم سينظرون وجهه و اسمه على جباههم
22: 5 و لا يكون ليل هناك و لا يحتاجون الى سراج او نور شمس لان الرب الاله ينير عليهم و هم سيملكون الى ابد الابدين
(5/59)
22: 6 ثم قال لي هذه الاقوال امينة و صادقة و الرب اله الانبياء القديسين ارسل ملاكه ليري عبيده ما ينبغي ان يكون سريعا
22: 7 ها انا اتي سريعا طوبى لمن يحفظ اقوال نبوة هذا الكتاب
22: 8 و انا يوحنا الذي كان ينظر و يسمع هذا و حين سمعت و نظرت خررت لاسجد امام رجلي الملاك الذي كان يريني هذا
22: 9 فقال لي انظر لا تفعل لاني عبد معك و مع اخوتك الانبياء و الذين يحفظون اقوال هذا الكتاب اسجد لله
22: 10 و قال لي لا تختم على اقول نبوة هذا الكتاب لان الوقت قريب
22: 11 من يظلم فليظلم بعد و من هو نجس فليتنجس بعد و من هو بار فليتبرر بعد و من هو مقدس فليتقدس بعد
22: 12 و ها انا اتي سريعا و اجرتي معي لاجازي كل واحد كما يكون عمله
22: 13 انا الالف و الياء البداية و النهاية الاول و الاخر
22: 14 طوبى للذين يصنعون وصاياه لكي يكون سلطانهم على شجرة الحياة و يدخلوا من الابواب الى المدينة
22: 15 لان خارجا الكلاب و السحرة و الزناة و القتلة و عبدة الاوثان و كل من يحب و يصنع كذبا
22: 16 انا يسوع ارسلت ملاكي لاشهد لكم بهذه الامور عن الكنائس انا اصل و ذرية داود كوكب الصبح المنير
22: 17 و الروح و العروس يقولان تعال و من يسمع فليقل تعال و من يعطش فليات و من يرد فلياخذ ماء حياة مجانا
22: 18 لاني اشهد لكل من يسمع اقوال نبوة هذا الكتاب ان كان احد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب
22: 19 و ان كان احد يحذف من اقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة و من المدينة المقدسة و من المكتوب في هذا الكتاب
22: 20 يقول الشاهد بهذا نعم انا اتي سريعا امين تعال ايها الرب يسوع
22: 21 نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم امين(5/60)
إنجيل برنابا
قام المؤرخ ( خليل سعادة ) بترجمته إلى العربية
قصة اكتشاف مخطوط إنجيل برنابا
هذا المخطوط هو النسخة الوحيدة المعروفة الآن في العالم وهي النسخة الإيطالية وهي التي نقل عنها هذا الإنجيل.
يقول المستشرق الشهير سايل : إن مكتشف النسخة الإيطالية لإنجيل برنابا هو راهب لاتيني يسمى ( فرا مربنو ) ، ومن جملة ما قال : إن هذا الراهب عثر على رسائل لأحد القساوسة وفي عدادها رسالة تندد بالقديس بولص ، وإن هذا القسيس أسند تنديده إلى إنجيل القديس برنابا ، فأصبح الراهب المشار إليه من ذلك الحين شديد الشغف بالعثور على هذا الإنجيل ، واتفق أنه أصبح حينا من الدهر مقربا من البابا (سكتس الخامس ) فحدث يوما أنهما دخلا معا مكتبة البابا فأخذ النوم هذا البابا، فأحب الراهب مرينو أن يقتل الوقت بالمطالعة إلى أن يفيق البابا ، فكان الكتاب الأول الذي وضع يده عليه هو إنجيل القديس برنابا نفسه ، فكاد أن يطير فرحا من هذا الإكتشاف فخبأ هذا الإنجيل في أحد ردني ثوبه ، ولبث إلى أن إستفاق البابا فاستأذنه بالإنصراف حاملا ذاك الكنز معه ، فلما خلا بنفسه طالعه بشوق عظيم فاعتنق على إثر ذلك الإسلام . اهـ .
(5/61)
وبعد هذا الاكتشاف شاع خبر ( إنجيل برنابا ) في فجر القرن الثامن عشر فأحدث دويا عظيما عند النصارى وأجمعوا أمرهم على محاربته وتكذيبه وعدم نشره وتم لهم ذلك ، بل إن هذا العداء توارثته أجيال النصارى جيلا بعد جيل ، وفي زماننا هذا لا توجد طائفة من النصارى في العالم كله شرقا وغربا تؤمن بإنجيل برنابا ، بل أقام أساقفة النصارى بتصنيف الردود على ( إنجيل برنابا ( ، حتى قال أحد الأساقفة : هذا الكتاب المنحول على القديس برنابا يسميه أعداء الأديان بإنجيل ، وما هو بإنجيل ، فالإنجيل بشارة مفرحة ، بينما أن هذا الكتاب الشرير كصاحبه الشرير ، رسالة كافرة أثيمة ضارة هو مجموعة متناقضات لا ترضي المسلم الحق بقدر أنها لا ترضي المسيحي الحق . اهـ ( رسالة الرد على الكتاب المسمى إنجيل برنابا لسامح كمال) .
)) نبي جديد مرسل من الله إلى العالم بحسب رواية برنابا ((
برنابا رسول يسوع الناصري المسمى المسيح يتمنى لجميع سكان الأرض سلاماً وعزاء .
أيها الأعزاء إن الله العظيم العجيب قد افتقدنا في هذه الأيام الأخيرة بنبيه يسوع المسيح برحمة عظيمة للتعليم والآيات التي اتخذها الشيطان ذريعة لتضليل كثيرين بدعوى التقوى ، مبشرين بتعليم شديد الكفر ، داعين المسيح ابن الله ، ورافضين الختان الذي أمر به الله دائما ، مجوزين كل لحم نجس ، الذين ضل في عدادهم أيضا بولس الذي لا أتكلم عنه إلا مع الأسى ، وهو السبب الذي لأجله أسطر ذلك الحق الذي رأيته وسمعته أثناء معاشرتي ليسوع لكي تخلصوا ولا يضلكم الشيطان فتهلكوا في دينونة الله ، وعليه فاحذروا كل أحد يبشركم بتعليم جديد مضاد لما أكتبه لتخلصوا خلاصا أبديا .
وليكن الله العظيم معكم وليحرسكم من الشيطان ومن كل شر آمين اهـ .
الفصل الأول
(( بشرى جبريل للعذراء مريم بولادة المسيح ((
(5/62)
لقد بعث الله في هذه الأيام الأخيرة بالملاك جبريل إلى عذراء تدعى مريم من نسل داود من سبط يهوذا ، بينما كانت هذه العذراء العائشة بكل طهر بدون أدنى ذنب المنزهة عن اللوم المثابرة على الصلاة مع الصوم يوما ما وحدها وإذا بالملاك جبريل قد دخل مخدعها وسلم عليها قائلا : ليكن الله معك يا مريم . فارتاعت العذراء من ظهور الملاك ، ولكن الملاك سكن روعها قائلا : لا تخافي يا مريم لأنك قد نلت نعمة من لدن الله الذي اختارك لتكوني أم نبي يبعثه إلى شعب إسرائيل ليسلكوا في شرائعه بإخلاص . فأجابت العذراء : وكيف ألد بنين وأنا لا أعرف رجلا . فأجاب الملاك : يا مريم إن الله الذي صنع الإنسان من غير إنسان لقادر أن يخلق فيه إنسانا من غير إنسان لأنه لا محال عنده . فأجابت مريم : إني لعالمة أن الله قدير فلتكن مشيئته . فقال الملاك : كوني حاملاً بالنبي الذي ستدعينه يسوع ، فامنعيه الخمر والمسكر وكل لحم نجس لأن الطفل قدوس الله . فانحنت مريم بِضَعَة قائلة : ها أنا ذا أمة الله فليكن بحسب كلمتك . فانصرف الملاك ، أما العذراء فمجدت الله قائلة : اعرفي يا نفس عظمة الله ، وافخري يا روحي بالله مخلصي ، لأنه رمق ضعة أمته ، وستدعوني سائر الأمم مباركة ، لأن القدير صيّرني عظيمة ، فليتبارك اسمه القدوس لأن رحمته تمتد من جيل إلى جيل للذين يتقونه ، ولقد جعل يده قوية فبدد المتكبر المعجب بنفسه ، ولقد أنزل الأعِزاء من عن كراسيهم ورفع المتضعين ، أشبع الجائع بالطيبات وصرف الغني صفر اليدين ، لأنه يذكر الوعود التي وعد بها إبراهيم وابنه إلى الأبد .
الفصل الثاني
)) إنباء الملاك جبريل يوسف بحبل العذراء مريم ((
(5/63)
أما مريم فإذ كانت عالمة مشيئة الله وموجسة خيفة أن يغضب الشعب عليها لأنها حبلى ليرجمها كأنها ارتكبت الزنا اتخذت لها عشيرا من عشيرتها قويم السيرة يدعى يوسف ، لأنه كان بارا متقيا لله يتقرب إليه بالصيام والصلوات ويرتزق بعمل يديه لأنه كان نجارا ، هذا هو الرجل الذي كانت تعرفه العذراء واتخذته عشيرا وكاشفته بالإلهام الإلهي ، ولما كان يوسف بارا عزم إذ رأى مريم حبلى على إبعادها لأنه كان يتقي الله ، وبينا هو نائم إذا بملاك الله يوبخه قائلا : لماذا عزمت على إبعاد امرأتك ، فاعلم أن ما كون فيها إنما كوّن بمشيئة الله فستلد العذراء ابنا ، وستدعونه يسوع ، وتمنع عنه الخمر والمسكر وكل لحم نجس ، لأنه قدوس الله من رحم أمه فإنه نبي من الله أرسل إلى شعب إسرائيل ليحول يهوذا إلى قلبه ، ويسلك إسرائيل في شريعة الرب كما هو مكتوب في ناموس موسى ، وسيجيء بقوة عظيمة يمنحها له الله ، وسيأتي بآيات عظيمة تفضي إلى خلاص كثيرين . فلما استيقظ يوسف من النوم شكر الله وأقام مع مريم كل حياته خادما لله بكل إخلاص .
الفصل الثالث
(( ولادة المسيح العجيبة وظهور الملائكة ممجدين لله))
(5/64)
كان هيرودس في ذلك الوقت ملكا على اليهودية بأمر قيصر أوغسطس ، وكان بيلاطس حاكما في زمن الرياسة الكهنوتية لحنان وقيافا ، فعملا بأمر قيصر اكتتب جميع العالم ، فذهب إذ ذاك كل إلى وطنه وقدموا نفوسهم بحسب أسباطهم لكي يكتتبوا ، فسافر يوسف من الناصرة إحدى مدن الجليل مع امرأته وهي حبلى ذاهبا إلى بيت لحم (لأنها كانت مدينته وهو من عشيرة داود) ليكتتب عملا بأمر قيصر ، ولما بلغ بيت لحم لم يجد فيها مأوى إذ كانت المدينة صغيرة وحشد جماهير الغرباء كثيرا ، فنزل خارج المدينة في نزل جعل مأوى للرعاة ، وبينما كان يوسف مقيما هناك تمت أيام مريم لتلد ، فأحاط بالعذراء نور شديد التألق ، وولدت ابنها بدون ألم ، وأخذته على ذراعيها ، وبعد أن ربطته بأقمطة وضعته في المذود ، إذ لم يوجد موضع في النزل ، فجاء جوق غفير من الملائكة إلى النزل بطرب يسبحون الله ويذيعون بشرى السلام لخائفي الله ، وحمدت مريم ويوسف الله على ولادة يسوع وقاما على تربيته بأعظم سرور .
الفصل الرابع
(( الملائكة تبشر الرعاة بولادة يسوع ، وهؤلاء يبشرون به بعد رؤيتهم إياه ))
(5/65)
كان الرعاة في ذلك الوقت يحرسون قطيعهم على عادتهم ، وإذا بنور متألق قد أحاط بهم وخرج من خلاله ملاك سبح الله ، فارتاع الرعاة بسبب النور الفجائي وظهور الملاك ، فسكن روعهم ملاك الرب قائلا : ها آنذا أبشركم بفرح عظيم ، لأنه قد ولد في مدينة داود طفل نبي للرب الذي سيحرز لبيت إسرائيل خلاصا عظيما ، وتجدون الطفل في المذود مع أمه التي تسبح الله ، وإذ قال هذا حضر جوق عظيم من الملائكة يسبحون الله ، ويبشرون الأخيار بسلام ، ولما انصرفت الملائكة تكلم الرعاة فيما بينهم قائلين : لنذهب إلى بيت لحم وننظر الكلمة التي كلمنا بها الله بواسطة ملاكه ، وجاء رعاة كثيرون إلى بيت لحم يطلبون الطفل المولود حديثا ، فوجدوا الطفل المولود مضطجعا في المذود خارج المدينة حسب كلمة الملاك ، فسجدوا له وقدموا للأم ما كان معهم وأخبروها بما سمعوا وأبصروا ، فأسرّت مريم هذه الأمور في قلبها ويوسف أيضا شاكرين لله ، فعاد الرعاة إلى قطيعهم يقولون لكل أحد ما أعظم ما رأوا ، فارتاعت جبال اليهودية كلها ، ووضع كل رجل الكلمة في قلبه قائلا : ما سيكون هذا الطفل يا ترى .
الفصل الخامس
(( ختان يسوع ))
فلما تمت الأيام الثمانية حسب شريعة الرب كما هو مكتوب في كتاب موسى أخذا الطفل واحتملاه إلى الهيكل ليختناه ، فختنا الطفل وسمياه يسوع كما قال الملاك قبل أن حبل به في الرحم ، فعلمت مريم ويوسف أن الطفل سيكون لخلاص وهلاك كثيرين ، لذلك اتقيا الله وحفظا الطفل وربياه على خوف الله .
الفصل السادس
)) نجم في المشرق يهدي ثلاثة من المجوس إلى اليهودية ، فيرون يسوع ويسجدون ويقدمون له هدايا ))
(5/66)
لما ولد يسوع في زمن هيرودس ملك اليهودية كان ثلاثة من المجوس في أنحاء المشرق يرقبون نجوم السماء ، فتبدى لهم نجم شديد التألق فتشاوروا من ثم فيما بينهم وجاءوا إلى اليهودية يهديهم النجم الذي يتقدمهم ، فلما بلغوا أورشليم سألوا : أين ولد ملك اليهود . فلما سمع هيرودس ذلك ارتاع واضطربت المدينة كلها فجمع من ثم هيرودس الكهنة والكتبة قائلا : أين يولد المسيح . فأجابوا : إنه يولد في بيت لحم لأنه مكتوب في النبي هكذا ( وأنت يا بيت لحم ست صغيرة بين رؤساء يهوذا لأنه سيخرج منك مدبر يرعى شعبي إسرائيل )، فاستحضر هيرودس إذ ذاك المجوس وسألهم عن مجيئهم ، فأجابوا : أنهم رأوا نجما في المشرق هداهم إلى هناك ، فلذلك أحبوا أن يقدموا هدايا ويسجدوا لهذا الملك الجديد الذي تبدى لهم نجمه. فقال حينئذ هيرودس : اذهبوا إلى بيت لحم وابحثوا بتدقيق عن الصبي ، ومتى وجدتموه تعالوا وأخبروني لأني أنا أيضا أريد أن أسجد له ، وهو إنما قال ذلك مكرا .
الفصل السابع
)) زيارة المجوس ليسوع وعودتهم إلى وطنهم ، عملا بإنذار يسوع إياهم في حلم ))
وانصرف المجوس من أورشليم ، وإذا بالنجم الذي ظهر لهم في المشرق يتقدمهم ، فلما رأوا النجم امتلأوا سرورا ، ولما بلغوا بيت لحم وهم خارج المدينة وجدوا النجم واقفا فوق النزل حيث ولد يسوع ، فذهب المجوس إلى هناك ، ولما دخلوا المنزل وجدوا الطفل مع أمه ، فانحنوا وسجدوا له ، وقدموا له المجوس طيوبا مع فضة وذهب ، وقصوا على العذراء كل ما رأوا ، وبينما كانوا نياما حذرهم الطفل من الذهاب إلى هيرودس ، فانصرفوا في طريق أخرى وعادوا إلى وطنهم وأخبروا بما رأوا في اليهودية .
الفصل الثامن
((الهرب بالمسيح إلى مصر وقتل هيرودس الأطفال ))
(5/67)
فلما رأى هيرودس أن المجوس لم يعودوا إليه ظن أنهم سخروا منه ، فعقد النية على قتل الطفل الذي ولد ، ولكن بينما كان يوسف نائما ظهر له ملاك الرب قائلا : انهض عاجلا وخذ الطفل وأمه واذهب إلى مصر لأن هيرودس يريد أن يقتله . فنهض يوسف بخوف عظيم وأخذ مريم والطفل وذهبوا إلى مصر ، ولبثوا هناك حتى موت هيرودس الذي حسب أن المجوس قد سخروا منه ، فأرسل جنوده ليقتلوا كل الأطفال المولودين حديثا في بيت لحم ، فجاء الجنود وقتلوا كل الأطفال الذين كانوا هناك كما أمرهم هيرودس ، حينئذ تمَّت كلمات النبي القائل ( نواح وبكاء في الرامة ، راحيل تندب أبناءها وليس لها تعزية لأنهم ليسوا بموجودين) .
الفصل التاسع
(( يسوع يحاج العلماء بعد رجوعه إلى اليهودية ، وبلوغه اثني عشر عاما من العمر ))
ولما مات هيرودس ظهر ملاك الرب في حلم ليوسف قائلا : عد إلى اليهودية لأنه قد مات الذين كانوا يريدون موت الصبي ، فأخذ يوسف الطفل ومريم ( وكان الطفل بالغا سبع سنين من العمر ) وجاء إلى اليهودية حيث سمع أن أرخيلاوس بن هيرودس كان حاكما في اليهودية ، فذهب إلى الجليل لأنه خاف أن يبقى في اليهودية ، فذهبوا ليسكنوا في الناصرة ، فنما الصبي في النعمة والحكمة أمام الله والناس ، ولما بلغ يسوع اثنتي عشرة سنة من العمر صعد مع مريم ويوسف إلى أورشليم ليسجد هناك حسب شريعة الرب المكتوبة في كتاب موسى ، ولما تمت صلواتهم انصرفوا بعد أن فقدوا يسوع ، لأنهم ظنوا أنه عاد إلى الوطن مع أقربائهم ، ولذلك عادت مريم مع يوسف إلى أورشليم ينشدان يسوع بين الأقرباء والجيران ، وفي اليوم الثالث وجدوا الصبي في الهيكل وسط العلماء يحاجهم في أمر الناموس ، وأعجب كل أحد بأسئلته وأجوبته قائلا : كيف أوتي مثل هذا العلم وهو حدث ولم يتعلم القراءة .
(5/68)
فعنفته مريم قائلة : يا نبي ماذا فعلت بنا فقد نشدتك وأبوك ثلاثة أيام ونحن حزينان . فأجاب يسوع : ألا تعلمين أن خدمة الله يجب أن تقدم على الأب وألام . ثم نزل يسوع مع أمه ويوسف إلى الناصرة ، وكان مطيعا لهما بتواضع واحترام .
الفصل العاشر
((يسوع وهو ابن ثلاثين سنة ، يتلقى على جبل الزيتون الإنجيل من الملاك جبريل ))
ولما بلغ يسوع ثلاثين سنة من العمر كما أخبرني بذلك نفسه صعد إلى جبل الزيتون مع أمه ليجني زيتونا ، وبينما كان يصلي في الظهيرة وبلغ هذه الكلمات ( يارب برحمه .. ) وإذا بنور باهر قد أحاط به وجوق لا يحصى من الملائكة كانوا يقولون ( ليتمجد الله ) ، فقدم له الملاك جبريل كتابا كأنه مرآة براقة ، فنزل إلى قلب يسوع الذي عرف به ما فعل الله وما قال الله وما يريد الله حتى أن كل شيء كان عريانا ومكشوفا له ، ولقد قال لي : ( صدق يا برنابا أني أعرف كل نبي وكل نبوة وكل ما أقوله إنما قد جاء من ذلك الكتاب ) . ولما تجلت هذه الرؤيا ليسوع وعلم أنه نبي مرسل إلى بيت إسرائيل كاشف مريم أمه بكل ذلك قائلا لها : أنه يترتب عليه احتمال اضطهاد عظيم لمجد الله وأنه لا يقدر فيما بعد أن يقيم معها ويخدمها . فلما سمعت مريم هذا أجابت : (يا بني إني نبئت بكل ذلك قبل أن تولد فليتمجد اسم الله القدوس ) . ومن ذلك اليوم انصرف يسوع عن أمه ليمارس وظيفته النبوية .
الفصل الحادي عشر
(( يسوع يشفي الأبرص ويذهب إلى أورشليم ))
(5/69)
ولما نزل يسوع من الجبل ليذهب إلى أورشليم التقى بأبرص علم بإلهام إلهي أن يسوع نبي ، فتضرع إليه باكيا قائلا : يا يسوع بن داود ارحمني ، فأجاب يسوع : ماذا تريد أيها الأخ أن أفعل لك ، فأجاب الأبرص : يا سيدي أعطني صحة ، فوبخه يسوع قائلا : إنك لغبي اضرع إلى الله الذي خلقك وهو يعطيك صحة لأنني رجل نظيرك ، فأجاب الأبرص أعلم يا سيدي أنك إنسان ولكنك قدوس الرب فاضرع إذا إلى الله وهو يعطيني صحة ، فتنهد يسوع وقال : أيها الرب الإله القدير لأجل محبة أنبيائك الأطهار أبرئ هذا العليل ، ولما قال ذلك لمس العليل بيديه وقال : باسم الله أيها الأخ ابرأ ، ولما قال ذلك برئ من برصه حتى أن جسده الأبرص أصبح كجسد طفل ، فلما رأى الأبرص ذلك وعلم أنه قد برئ صرخ بصوت عال : تعال إلى هنا يا إسرائيل وتقبل النبي الذي بعثه الله إليك ، فرجاه يسوع قائلا : أيها ألاخ أصمت ولا تقل شيئا ، فلم يزده الرجاء إلا صراخا قائلا : هاهو ذا النبي هاهو ذا قدوس الله ، فلما سمع هذه الكلمات كثيرون من الذين كانوا ذاهبين إلى أورشليم رجعوا مسرعين ، ودخلوا أورشليم مع يسوع وقصوا ما صنع الله للأبرص بواسطة يسوع .
الفصل الثاني عشر
)) الموعظة الأولى التي ألقاها يسوع على الشعب وغرائبها ، من حيث ما يتعلق منها باسم الله ((
(5/70)
فاضطربت المدينة كلها لهذه الكلمات ، وأسرع الجميع إلى الهيكل ليروا يسوع الذي دخل إليه ليصلي حتى ضاق بهم المكان ، فتقدم الكهنة إلى يسوع قائلين : أن هذا الشعب يحب أن يراك ويسمعك فارتقي إذا الدكة وإذا أعطاك الله كلمة فتكلم بها باسم الرب ، فارتقى يسوع الموضع الذي إعتاد الكتبة التكلم فيه ، وإذ أشار بيده إيماءا للصمت فتح فاه قائلا : تبارك اسم الله القدوس الذي من بسرّه ورحمته أراد فخلق خلائقه ليمجدوه ، تبارك اسم الله القدوس الذي خلق نور جميع القديسين والأنبياء قبل كل الأشياء ليرسله لخلاص العالم كما تكلم بواسطة عبده داود قائلا : ( قبل كوكب الصبح في ضياء القديسين خلقتك ) ، تبارك اسم الله القدوس الذي خلق الملائكة ليخدموه ، وتبارك الله الذي قاص وخذل الشيطان وأتباعه الذين لم يسجدوا لمن أحب الله يسجد له ، تبارك اسم الله القدوس الذي خلق الإنسان من طين الأرض وجعله قيما على أعماله ، تبارك اسم الله القدوس الذي طرد الإنسان من الفردوس لأنه عصا أوامره الطاهرة ، تبارك اسم الله القدوس الذي برحمته نظر بإشفاق إلى دموع آدم وحواء أبوي ال*** البشري ، تبارك اسم الله القدوس الذي قاص بعدل قايين قاتل أخيه وأرسل الطوفان على الأرض وأحرق ثلاث مدن شريرة وضرب مصر وأغرق فرعون في البحر الأحمر وبدد شمل أعداء شعبه وأدب الكفرة وقاص غير التائبين ، تبارك اسم الله القدوس الذي برحمته أشفق على خلائقه فأرسل إليهم أنبياءه ليسيروا في الحق والبر أمامه ، الذي أنقذ عبيده من كل شر وأعطاهم هذه الأرض كما وعد أبانا إبراهيم وابنه إلى الأبد ، ثم أعطانا ناموسه الطاهر على يد عبده موسى لكي لا يغشنا الشيطان ورفعنا فوق جميع الشعوب ، ولكن أيها الإخوة ماذا نفعل اليوم لكي لا نجازى على خطايانا ؟ وحينئذ وبخ يسوع الشعب بأشد عنف لأنهم نسوا كلمة الله وأسلموا أنفسهم للغرور فقط ، ووبخ الكهنة لإهمالهم خدمة الله ولجشعهم ، ووبخ الكتبه لأنهم علَّموا(5/71)
تعاليم فاسدة وتركوا شريعة الله ، ووبخ العلماء لأنهم ابطلوا شريعة الله بواسطة تقاليدهم ، وأثر كلام يسوع في الشعب حتى أنهم بكوا جميعهم من صغيرهم إلى كبيرهم يستصرخون رحمته ويضرعون إلى يسوع لكي يصلي لأجلهم ، ما خلا كهنتهم ورؤساءهم الذين أضمروا في ذلك اليوم العداء ليسوع لأنه تكلم هكذا ضد الكهنة والكتبة والعلماء فصمموا على قتله ، ولكنهم لم ينبسوا بكلمة خوفا من الشعب الذي قبله نبيا من الله ، ورفع يسوع يديه إلى الرب الإله وصلى ، فبكى الشعب وقالوا ( ليكن كذلك يارب ليكن كذلك ) ، ولما انتهت الصلاة نزل يسوع من الهيكل وسافر ذلك اليوم من أورشليم مع كثيرين من الذين تبعوه ، وتكلم الكهنة فيما بينهم بالسوء في يسوع .
الفصل الثالث عشر
((خوف يسوع وصلاته وتعزية الملاك جبريل العجيبة))
(5/72)
ولما مضت بعض أيام وكان يسوع عالما بالروح رغبة الكهنة صعد إلى جبل الزيتون ليصلي ، وبعد أن صرف الليل كله في الصلاة صلى يسوع في الصباح قائلا : يارب إني عالم أن الكتبة يبغضونني ، والكهنة مصممون على قتلي أنا عبدك ، لذلك أيها الرب الإله القدير الرحيم اسمع برحمه صلوات عبدك ، وأنقذني من حبائلهم لأنك أنت خلاصي ، وأنت تعلم يارب أني أنا عبدك إياك أطلب يارب وكلمتك أتكلم ، لأن كلمتك حق هي تدوم إلى الأبد ، ولما أتم يسوع هذه الكلمات إذا بالملاك جبريل قد جاء إليه قائلا : لا تخف يا يسوع لأن ألف ألف من الذين يسكنون فوق السماء يحرسون ثيابك ، ولا تموت حتى يكمل كل شيء ويمسي العالم على وشك النهاية ، فخر يسوع على وجهه إلى الأرض قائلا : أيها الإله الرب العظيم ما أعظم رحمتك لي ، وماذا أعطيك يارب مقابل ما أحسنت به إليّ ، فأجاب الملاك جبريل أنهض يا يسوع واذكر إبراهيم الذي كان يريد أن يقدم ابنه الوحيد اسماعيل ذبيحة لله ليتم كلمات الله ، فلما لم تقو المدية على ذبح ابنه قدم عملا بكلمتي كبشا ، فعليك أن تفعل ذلك يا يسوع خادم الله ، فأجابه يسوع سمعا وطاعة ، ولكن أين أجد الحمل وليس معي نقود ولا تجوز سرقته ، فدله إذ ذاك الملاك جبريل على كبش فقدمه يسوع ذبيحة حامدا ومسبحا لله الممجد إلى الأبد .
الفصل الرابع عشر
((المسيح ينتخب اثني عشر تلميذا بعد صيام أربعين يوما ))
(5/73)
ونزل يسوع من الجبل وعبر وحده ليلا إلى الجانب الأقصى من عبر الأردن ، وصام أربعين يوما وأربعين ليلة لم يأكل شيئا ليلا ولا نهارا ضارعا دوما إلى الرب لخلاص شعبه الذي أرسله الله إليه ، فلما انقضت الأربعون يوما جاع ، فظهر له حينئذ الشيطان وجربه بكلمات كثيرة ،ولكن يسوع طرده بقوة كلمات الله ، فلما انصرف الشيطان جاءت الملائكة وقدمت ليسوع كل ما يحتاج ، أما يسوع فعاد إلى نواحي أورشليم ووجده الشعب مرة أخرى بفرح عظيم ، ورجاه أن يمكث معهم لأن كلماته لم تكن ككلمات الكتبة بل كانت قويه لأنها أثرت في القلب ، فلما رأى يسوع أن الجمهور الذي عاد إلى نفسه ليسلك في شريعة الله جمهور غفير صعد الجبل ومكث كل الليل بالصلاة ، فلما طلع النهار نزل من الجبل وأنتخب اثني عشر سماهم رسلا منهم يهوذا الذي صلب ، أما أسماؤهم فهي ، اندراوس واخوه بطرس الصياد ، وبرنابا الذي كتب هذا مع متى العشار الذي كان يجلس للجباية ، يوحنا ويعقوب ابنا زبدى ، تداوس ويهوذا ، برتولوماوس وفيلبس ، يعقوب ويهوذا الاسخريوطي الخائن ، فهؤلاء كاشفهم على الدوام بالاسرار الإلهية ، أما يهوذا الاسخريوطي فأقامه وكيلا على ما كان يعطى للصدقات فكان يختلس العشر من كل شيء .
الفصل الخامس عشر
)) الآية التي فعلها المسيح في العرس حيث حول الماء خمرا ((
(5/74)
ولما اقترب عيد المظال دعا غني يسوع وتلاميذه وأمه إلى العروس ، فذهب يسوع ، وبينما هم في الوليمة فرغت الخمر ، فكلمت أم يسوع إياه قائلة : ليس لهم خمر ، فأجاب يسوع : ما شأني في ذلك يا أماه ؟ فأوصت امه الخدمة أن يطيعوا يسوع المسيح في كل ما يأمرهم به ، وكانت هناك ستة أجران للماء حسب عادة إسرائيل ليطهروا أنفسهم للصلاة ، فقال يسوع : املأوا هذه الاجران ماءا ، ففعل الخدمة هكذا ، فقال لهم يسوع : باسم الله اسقوا المدعوين ، فقدم الخدمة إلى مدبر الحفلة الذي وبخ الاتباع قائلا : أيها الخدمة الاخساء لماذا ابقيتم الخمر الجيدة حتى الآن ؟ لأنه لم يعرف شيئا مما فعل يسوع ، فأجاب الخدمة : يوجد هنا رجل قدوس الله لانه جعل من الماء خمرا ، غير ان مدبر الحفلة ظن ان الخدمة سكارى ، أما الذين كانوا جالسين بجانب يسوع فلما رأوا الحقيقة نهضوا عن المائدة واحتفوا به قائلين : حقا انك قدوس الله ونبي صادق مرسل الينا من الله ، حينئذ آمن به تلاميذه ، وعاد كثيرون إلى أنفسهم قائلين : الحمد لله الذي أظهر رحمة لإسرائيل وافتقد بيت يهوذا بمحبته تبارك اسمه الاقدس .
الفصل السادس عشر
))التعاليم العجيبة التي علمها لتلاميذه ، بخصوص الارتداد عن الحياة الشريرة ((
(5/75)
وجمع يسوع ذات يوم تلاميذه وصعد إلى الجبل ، فلما جلس هناك دنا منه التلاميذ ففتح فاه وعلمهم قائلا : عظيمة هي النعم التي أنعم بها الله علينا فترتب علينا من ثم أن نعبده بإخلاص قلب ، وكما ان الخمر الجديدة توضع في أوعية جديدة هكذا يترتب عليكم أن تكونوا رجالا جددا إذا أردتم أن تعوا التعاليم الجديدة التي ستخرج من فمي ، الحق أقول لكم كما أنه لا يتأتى للإنسان أن ينظر بعينه السماء والأرض معا في وقت واحد فكذلك يستحيل عليه أن يحب الله والعالم . لا يقدر رجل أبدا أن يخدم سيدين أحدهما عدو للآخرين لأنه إذا أحبك أحدهما أبغضك الآخر ، فكذلك أقول لكم حقا أنكم لا تقدرون أن تخدموا الله والعالم ، لأن العالم موضوع في النفاق والجشع والخبث ، لذلك لا تجدون راحة في العالم بل تجدون بدلا منها اضطهادا أو خسارة ، إذا فاعبدوا الله واحتقروا العالم ، إذ مني تجدون راحة لنفوسكم ، أصيخوا السمع لكلامي لأني أكلمكم بالحق ، طوبى للذين ينوحون في هذه الحياة لأنهم يتعزون ، طوبى للمساكين الذين يعرضون حقا عن ملاذ العالم لأنهم سيتنعمون بملاذ ملكوت الله ، طوبى للذين يأكلون على مائدة الله لأن الملائكة ستقوم على خدمتهم ، أنتم مسافرون كسياح ، أيتخذ السائح لنفسه على الطريق قصورا وحقولا وغيرها من حطام العالم ، كلا ثم كلا ولكنه يحمل أشياء خفيفة ذات فائدة وجدوى في الطريق ، فليكن هذا مثلا لكم ، وإذا أحببتم مثلا آخر فاني أضربه لكم لكي تفعلوا كل ما أقوله لكم ، لا تثقلوا قلوبكم بالرغائب العالمية قائلين من يكسونا او من يطعمنا ، بل انظروا الزهور والأشجار مع الطيور التي كساها وغذاها الله ربنا بمجد أعظم من كل مجد سليمان ، والله الذي خلقكم ودعاكم إلى خدمته هو قادر أن يغذيكم ، الذي أنزل المن من السماء على شعبه إسرائيل في البرية أربعين سنة وحفظ أثوابهم من أن تعتق أو تبلى ، أولئك الذين كانوا ستمائة وأربعين ألف رجل خلا النساء والأطفال ، الحق(5/76)
أقول لكم أن السماء والأرض تهنان بيد أن رحمته لاتهن للذين يتقونه ، أغنياء العالم هم على رخائهم جياع وسيهلكون ، كان غني ازدادت ثروته فقال : ماذا أفعل يا نفسي ، اني أهدم اهرائي لأنها صغيرة وابني أخرى جديدة أكبر منها فتظفرين بمناك يا نفسي ، انه لخاسر لأنه في تلك الليلة توفى ، ولقد كان يجب عليه العطف على المسكين وأن يجعل لنفسه أصدقاء من صدقات أموال الظلم في هذا العالم لأنها تأتي بكنوز في عالم السماء ، وقولوا لي من فضلكم إذا وضعتم دراهمكم في مصرف عشار فأعطاكم عشرة أضعاف وعشرين ضعفا أفلا تعطون رجلا كهذا كل مالكم ، ولكن الحق أقول لكم أنكم مهما أعطيتم وتركتم لاجل محبة الله فستستردونه مئة ضعف مع الحياة الأبدية ، فانظروا إذا كم يجب عليكم ان تكونوا مسرورين في خدمة الله .
الفصل السابع عشر
((عدم إيمان التلاميذ ودين ( مامن ) الصحيح ((
(5/77)
ولما قال يسوع ذلك أجاب فيلبس : إننا لراغبون في خدمة الله ولكننا نرغب أيضا أن نعرف الله ، لأن أشعيا النبي قال ( حقا إنك لإله محتجب ) ، وقال الله لموسى عبده ( أنا الذي هو أنا ) أجاب يسوع : يا فيلبس إن الله صلاح بدونه لا صلاح ، إن الله موجود بدونه لاوجود ، إن الله حياة بدونها لا أحياء ، هو عظيم حتى أنه يملأ الجميع وهو في كل مكان ، هو وحده لا ند له ، لا بداية ولا نهاية له ولكنه جعل لكل شيء بداية وسيجعل لكل شيء نهاية ، لا أب و لا أم له ، لا أبناء ولا أخوة ولا عشراء له ، ولما كان ليس لله جسم فهو لا يأكل ولا ينام ولا يموت ولا يمشي ولا يتحرك ، ولكنه يدوم إلى الأبد بدون شبيه بشري ، لإنه غير ذي جسد وغير مركب وغير مادي وأبسط البسائط ، وهو جواد لا يحب إلا الجود ، وهو مقسط حتى إذا هو قاص أو صفح فلا مرد له ، وبالاختصار أقول لك يا فيلبس أنه لا يمكنك أن تراه وتعرفه على الارض تمام المعرفة ، ولكنك ستراه في مملكته إلى الأبد حيث يكون قوام سعادتنا ومجدنا ، أجاب فيلبس : ماذا تقول يا سيد حقا لقد كتب في أشعيا أن الله أبونا فكيف لا يكون له بنون ؟ ، أجاب يسوع: إنه في الأنبياء مكتوب أمثال كثيرة لا يجب أن تأخذها بالحرف بل بالمعنى ، لأن كل الأنبياء البالغين مئة وأربعة وأربعين ألفا الذين أرسلهم الله إلى العالم قد تكلموا بالمعميات بظلام ، ولكن سيأتي بعد بهاء كل الأنبياء الأطهار فيشرق نورا على ظلمات سائر ما قال الأنبياء ، لأنه رسول الله ولما قال هذا تنهد يسوع وقال : أرأف بإسرائيل أيها الرب الإله وانظر بشفقة على إبراهيم وعلى ذريته لكي يخدموك بإخلاص قلب فأجاب تلاميذه : ليكن كذلك أيها الرب الإله ، وقال يسوع : الحق أقول لكم أن الكتبة والعلماء قد أبطلوا شريعة الله بنبواتهم الكاذبة المخالفة لنبوات أنبياء الله الصادقين ، لذلك غضب الله على بيت إسرائيل وعلى هذا الجيل القليل الإيمان ، فبكى تلاميذه لهذه الكلمات(5/78)
وقالوا : ارحمنا يا الله ترأف على الهيكل والمدينة المقدسة ولا تدفعها إلى احتقار الأمم لكي لا يحتقروا عهدك ، فأجاب يسوع : وليكن كذلك أيها الرب إله آبائنا .
الفصل الثامن عشر
)) يوضح هنا اضطهاد العالم بخدمة الله وأن حماية الله تقيهم ((
(5/79)
وبعد أن قال يسوع هذا قال : لستم أنتم الذين اخترتموني بل أنا اخترتكم لتكونوا تلاميذي ، فإذا أبغضكم العالم تكونون حقا تلاميذي ، لأن العالم كان دائما عدو عبيد خدمة الله ، تذكروا الأنبياء والأطهار الذين قتلهم العالم، كما حدث في أيام ايليا إذ قتلت إيزابل عشرة آلاف نبي حتى بالجهد نجا ايليا المسكين وسبعة آلاف من أبناء الأنبياء الذين خبأهم رئيس جيش أخاب ، أواه من العالم الفاجر الذي لا يعرف الله ، إذا لا تخافوا أنتم لان شعور رؤوسكم محصاة كي لا تهلك ، انظروا العصفور الدوري الطيور الأخرى التي لا تسقط منها ريشة بدون إرادة الله ، أيعتني الله بالطيور أكثر من اعتنائه بالإنسان الذي لأجله خلق كل شيء ؟ أيتفق وجود انسان اشد اعتناءا بحذائه منه بابنه ، كلا ثم كلا ، أفلا يجب عليكم بالأولى أن تظنوا أن الله لا يهملكم وهو المعتني بالطيور ، وليكن لماذا أتكلم عن الطيور بل لا تسقط ورقة من شجرة بدون إرادة الله ، صدقوني لاني أقول لكم الحق أن العالم يرهبكم إذا حفظتم كلامي ، لأنه لو لم يخشى فضيحة فجوره لما أبغضكم ولكنه يخشى فضيحته ولذلك يبغضكم ويضطهدكم ، فإذا رأيتم العالم يستهين بكلامكم فلا تحزنوا بل تأملوا كيف أن الله وهو أعظم منكم قد استهان به أيضا العالم حتى حسبت حكمته جهالة ، فإذا كان الله يحتمل العالم بصبر فلماذا تحزنون أنتم يا تراب وطين الأرض ، فصبركم تملكون أنفسكم ، فإذا لطمكم أحد على خد فحولوا له الآخر ليلطمه ، لا تجازوا شرا بشر لأن ذلك ما تفعله شر الحيوانات كلها ، ولكن جازوا الشر بالخير وصلوا لله لأجل الذين يبغضونكم ، النار لا تطفأ بالنار بل بالماء لذلك أقول لكم لا تغلبوا الشر بالشر بل بالخير ، انظروا الله الذي جعل شمسه تطلع على الصالحين والطالحين وكذلك المطر ، فكذلك يجب عليكم أن تفعلوا خيرا مع الجميع لأنه مكتوب في الناموس كونوا قديسين لأني أنا إلهكم قدوس كونوا أنقياء لأني أنا نقي وكونوا كاملين(5/80)
لأني أنا كامل ، الحق أقول لكم أن الخادم يحاول إرضاء سيده ، وأثوابكم هي إرادتكم ومحبتكم ، احذروا إذا من أن تريدوا أو تحبوا شيئا غير مرضي من الله ربنا ، أيقنوا أن الله يبغض بهرجة وشهوات العالم لذلك أبغضوا أنتم العالم .
الفصل التاسع عشر
((لمسيح ينذر بتسليمه ويشفي عشرة برص ، عند نزوله من الجبل))
(5/81)
ولما قال يسوع ذلك أجاب بطرس : يا معلم لقد تركنا كل شيء لنتبعك فما مصيرنا ؟ أجاب يسوع : أنكم لتجلسون يوم الدينونة بجانبي لتشهدوا على أسباط إسرائيل الاثني عشر ، ولما قال يسوع ذلك تنهد قائلا : يارب ما هذا ؟ إني قد اخترت اثني عشر فكان واحد منهم شيطانا ، فحزن التلاميذ جدا لهذه الكلمة ، فعند ذلك سأل الذي يكتب يسوع سرا بدموع قائلا : يا سيد أيخدعني الشيطان وهل أكون منبوذا ، فأجاب يسوع : لا تأسف يا برنابا لأن الذين أختارهم الله قبل خلق العالم لا يهلكون تهلل لان اسمك مكتوب في سفر الحياة ، وعزى يسوع تلاميذه قائلا : لا تخافوا لان الذي سيبغضني لا يحزن لكلامي لانه ليس فيه الشعور الإلهي ، فتعزى المختارون بكلامه ، وأدى يسوع صلواته ، وقال التلاميذ : آمين ليكن هكذا أيها الرب الإله القدير الرحيم ، ولما انتهى يسوع من العبادة نزل من الجبل مع تلاميذه ، والتقى بعشرة برص صرخوا من بعيد : يا يسوع ابن داود ارحمنا ، فدعاهم يسوع إلى قربه وقال لهم : ماذا تريدون مني أيها الأخوة ؟ فصرخوا جميعهم : أعطنا صحة ، أجاب يسوع : أيها الأغبياء أفقدتم عقلكم حتى تقولوا : أعطنا صحة ، ألا ترون أني إنسان نظيركم ؟ ادعوا إلهنا الذي خلقكم وهو القدير الرحيم يشفكم ، فأجاب البرص بدموع : إننا نعلم أنك إنسان نظيرنا ، ولكنك قدوس الله ونبي الرب فصلي لله ليشفينا، فتضرع الرسل إلى يسوع قائلين يا معلم أرحمهم ، حينئذ أنّ يسوع وصلى قائلا : أيها الرب الإله القدير الرحيم ، أرحم واصخ السمع إلى كلمات عبدك أرحم رجاء هؤلاء الرجال ، وامنحهم صحة لأجل محبة إبراهيم أبينا وعهدك المقدس ، وإذ قال يسوع ذلك تحول إلى البرص وقال: اذهبوا وأروا أنفسكم للكهنة بحسب شريعة الله ، فانصرف البرص وبرئوا على الطريق ، فلما رأى أحدهم أنه برئ عاد ينشد يسوع ، وكان إسماعيليا، وإذ وجد يسوع انحنى احتراما له قائلا : أنك حقا قدوس الله ، وتضرع إليه بشكر لكي يقبله خادما ،(5/82)
أجاب يسوع : قد برئ عشرة فأين التسعة ؟ وقال للذي برئ : إني ما أتيت لأُخدَم بل لأخدِم ، فاذهب إذا إلى بيتك ، واذكر ما أعظم ما فعل الله بك لكي يعلموا أن الوعود الموعود بها إبراهيم وابنه مع ملكوت الله آخذة في الاقتراب ، فانصرف الأبرص المبرأ ولما بلغ جيرة حية قص ما صنع الله به بواسطة يسوع .
الفصل العشرون
((الآية التي فعلها يسوع في البحر وإعلانه أين يقبل النبي))
وذهب يسوع إلى بحر الجليل ونزل في المركب مسافرا إلى الناصرة مدينته ، فحدث نوء عظيم في البحر حتى اشرف المركب على الغرق ، وكان يسوع نائما في مقدم المركب ، فدنا منه تلاميذه وأيقظوه قائلين : يا سيد خلص نفسك فإننا هالكون ، وأحاط بهم خوف عظيم بسبب الريح الشديدة التي كانت مضادة وعجيج البحر ، فنهض يسوع ورفع عينيه نحو السماء وقال: يا ألوهيم الصباؤت ارحم عبيدك ، ولما قال يسوع هذا سكنت الريح حالا وهدأ البحر ، فجزع النوتية قائلين : ومن هو هذا حتى أن البحر والريح يطيعانه ، ولما بلغ مدينة الناصرة أذاع النوتية في المدينة كل ما فعله يسوع ، فمثل بين يديه الكتبة والعلماء وقالوا : لقد سمعنا كم فعلت في البحر واليهودية فأتنا إذا بآية من الآيات هنا في وطنك ، فأجاب يسوع : يطلب هذا الجيل العديم الإيمان آية ولكن لن تعطى لأنه لا يقبل نبي في وطنه ولقد كانت في زمن ايليا أرامل كثيرات في اليهودية ولكنه لم يرسل ليقات إلا إلى أرملة صيدا ، وكان البرص في زمن اليشع في اليهودية كثيرين ولكن لم يبرأ إلا نعمان السرياني ، فحنق أهل المدينة وأمسكوه واحتملوه إلى شفا جرف ليرموه ولكن يسوع مشى في وسطهم وانصرف عنهم .
الفصل الحادي والعشرون
)) يسوع يشفي مجنونا وطرح الخنازير في البحر ، وابراؤه ابنة الكنعانية ((
(5/83)
صعد يسوع إلى كفر ناحوم ودنا من المدينة ، وإذا بشخص خرج من بين القبور كان به شيطان تمكَّن منه حتى لم تقو سلسلة على امساكه فألحق بالناس ضررا كثيرا ، فصرخت الشياطين من فيه قائلة : يا قدوس الله لماذا جئت قبل الوقت لتزعجنا ، وتضرعوا إليه ألا يخرجهم ، فسألهم يسوع كم عددهم ، فأجابوا : ستة آلاف وستمائة وستة وستون ، فلما سمع التلاميذ هذا ارتاعوا وتضرعوا إلى يسوع أن ينصرف ، حينئذ أجاب يسوع ، أين إيمانكم ؟ يجب على الشيطان أن ينصرف لا أنا ، فحينئذ صرخت الشياطين قائلة : إننا نخرج ولكن اسمح لنا أن ندخل في تلك الخنازير ، وكان يرعى هناك بجانب البحر نحو عشرة آلاف خنزير للكنعانيين ، فقال يسوع : أخرجوا وادخلوا في الخنازير ، فدخلت الشياطين الخنازير بجئير وقذفت بها إلى البحر ، حينئذ هرب إلى المدينة رعاة الخنازير وقصوا كل ما جرى على يد يسوع ، فخرج من ثم رجال المدينة فوجدوا يسوع والرجل الذي شفي ، فارتاع الرجال وضرعوا إلى يسوع أن ينصرف عن تخومهم ، فانصرف من ثم عنهم وصعد إلى نواحي صور وصيدا ، وإذا بامرأة من كنعان مع ابنيها قد جاءت من بلادها لترى يسوع ، فلما رأته آتيا مع تلاميذه صرخت : يا يسوع ابن داود ارحم ابنتي التي يعذبها الشيطان ، فلم يجب يسوع بكلمة واحدة لأنهم كانوا من غير أهل الختان ، فتحنن التلاميذ وقالوا : يا معلم تحنن عليهم انظر ما أشد صراخهم وعويلهم ، فأجاب يسوع : إني لم أرسل إلا إلى شعب إسرائيل ، فتقدمت المرأة وابناها إلى يسوع معولة قائلة : يا يسوع بن داود ارحمني ، أجاب يسوع لا يحسن أن يأخذ الخبز من أيدي الأطفال ويطرح للكلاب ، وإنما قال يسوع هذا لنجاستهم لأنهم كانوا من غير أهل الختان ، فأجابت المرأة : يا رب إن الكلاب تأكل الفتات الذي يسقط من مائدة أصحابها ، حينئذ انذهل يسوع من كلام المرأة وقال : أيتها المرأة إن إيمانك لعظيم ، ثم رفع يديه إلى السماء وصلى لله ثم قال : أيتها المرأة قد حررت(5/84)
ابنتك فاذهبي في طريقك بسلام ، فانصرفت المرأة ولما عادت إلى بيتها وجدت ابنتها التي تسبح الله ، لذلك قالت المرأة : حقا لا إله إلا إله إسرائيل ، فانضم من ثم أقرباؤها إلى الشريعة عملا بالشريعة المسطورة في كتاب موسى .
الفصل الثاني والعشرون
)) شقاء غير المختونين يكون الكلب أفضل منهم ((
فسأل التلاميذ يسوع في ذلك النهار قائلين : يا معلم لماذا أجبت المرأة بهذا الجواب قائلا أنهم كلاب ، أجاب يسوع : الحق أقول لكم أن الكلب أفضل من رجل غير مختون ، فحزن التلاميذ قائلين : إن هذا الكلام لثقيل ومن يقوى على قبوله ، أجاب يسوع : إذا لاحظتم أيها الجهال ما يفعل الكلب الذي لا عقل له لخدمة صاحبه علمتم أن كلامي صادق ، قولوا لي أيحرس الكلب بيت صاحبه ويعرض نفسه للص ؟ نعم ولكن ما جزاؤه ؟ ضرب كثير وأذى مع قليل من الخبز وهو يظهر لصاحبه وجها مسرورا أصحيح هذا ؟ فأجاب التلاميذ : إنه لصحيح يا معلم ، حينئذ قال يسوع : تأملوا إذا ما أعظم ما وهب الله الإنسان فتروا إذا ما أكفره لعدم وفائه بعهد الله مع عبده إبراهيم ، اذكروا ما قاله داود لشاول ملك إسرائيل ضد جليات الفلسطيني ، قال داود ( يا سيدي بينما كان يرعى عبدك قطيعه جاء ذئب ودب وأسد وانقضت على غنم عبدك ، فجاء عبدك وقتلها وأنقذ الغنم ، وما هذا الأغلف إلا كواحد منها ، لذلك يذهب عبدك باسم الرب إله إسرائيل ويقتل هذا النجس الذي يجدف على شعب الله الطاهر ) ، حينئذ قال التلاميذ: قل لنا يا معلم لأي سبب يجب على الإنسان الختان ؟ فأجاب يسوع: يكفيكم أن الله أمر به إبراهيم قائلا : ( يا إبراهيم اقطع غرلتك وغرلة كل بيتك لأن هذا عهد بيني وبينك إلى الأبد) .
الفصل الثالث والعشرون
((صل الختان وعهد الله مع إبراهيم ولعنة الغلف ((
(5/85)
ولما قال ذلك يسوع جلس قريبا من الجبل الذي كانوا يشرفون عليه ، فجاء تلاميذه إلى جانبه ليصغوا إلى كلامه ، حينئذ قال يسوع : انه لما أكل آدم الإنسان الأول الطعام الذي نهاه الله عنه في الفردوس مخدوعا من الشيطان عصى جسده الروح ، فأقسم قائلا : ( تالله لأقطعنك )، فكسر شظية من صخر وأمسك جسده ليقطعه بحد الشظية ، فوبخه الملاك جبريل على ذلك ، فأجاب (لقد أقسمت بالله أن أقطعه فلا أكون حانثا ) ، حينئذ أراه الملاك زائدة جسده فقطعها ، فكما أن جسد كل إنسان من جسد آدم وجب عليه أن يراعى كل عهد اقسم آدم ليقومن به ، وحافظ آدم على فعل ذلك في أولاده ، فتسلسلت سنة الختان من جيل إلى جيل ، إلا انه لم يكن في زمن إبراهيم سوى النزر القليل من المختونين على الأرض ، لأن عبادة الأوثان تكاثرت على الأرض ، وعليه فقد اخبر الله إبراهيم بحقيقة الختان ، وأثبت هذا العهد قائلا : ( النفس التي لا تختن جسدها إياها ابدد من بين شعبي إلى الأبد ) ، فارتجف التلاميذ خوفا من كلمات يسوع لأنه تكلم باحتدام الروح ، ثم قال يسوع : دعوا الخوف للذي لم يقطع غرلته لأنه محروم من الفردوس ، وإذ قال هذا تكلم يسوع أيضا قائلا : ان الروح في كثيرين نشيط في خدمة الله أما الجسد فضعيف ، فيجب على من يخاف الله أن يتأمل ما هو الجسد وأين كان أصله وأين مصيره ، من طين الأرض خلق الله الجسد ، وفيه نفخ نسمة الحياة بنفخة فيه ، فمتى اعترض الجسد خدمة الله يجب أن يمتهن ويداس كالطين ، لأن من يبغض نفسه في هذا العالم يجدها في الحياة الابدية ، أما ماهية الجسد الآن فواضح من رغائبه أنه العدو الألد لكل صلاح فانه وحده يتوق إلى الخطيئة ، أيجب إذا على الإنسان مرضاة لأحد أعدائه أن يترك مرضاة الله خالقه ، تأملوا هذا ان كل القديسين والأنبياء كانوا أعداء جسدهم لخدمة الله ، لذلك جروا بطيب خاطر إلى حتفهم ، لكي لا يتعدوا شريعة الله المعطاة لموسى عبده ويخدموا الآلهة الباطلة(5/86)
الكاذبة ، اذكروا ايليا الذي هرب جائبا قفار الجبال مقتاتا بالعشب ومرتديا جلد المعز ، واواه كم من يوم لم يأكل ، اواه ما أشد البرد الذي احتمله ، اواه كم من شؤبوب بلله ، ولقد عانى مدة سبع سنين شظف اضطهاد تلك المرآة النجسة إيزابيل ، اذكروا اليشع الذي أكل خبز الشعير ولبس أخشن الأثواب ، الحق أقول لكم إنهم اذ لم يخشوا أن يمتهنوا الجسد روعوا الملك والرؤساء وكفى بهذا امتهانا للجسد أيها القوم ، وإذا نظرتم إلى القبور تعلمون ما هو الجسد .
الفصل الرابع والعشرون
((مثل جلي كيف يجب على الإنسان أن يهرب من الولائم والتنعم))
(5/87)
لما قال يسوع ذلك بكى قائلا : الويل للذين هم خدمة أجسادهم ، لأنهم حقا لا ينالون خيرا في الحياة الأخرى بل عذابا لخطاياهم ، أقول لكم انه كان نهم غني لم يهمه سوى النهم ، وكان يولم وليمة عظيمة كل يوم ، وكان واقفا على بابه فقير يدعى لعازر وهو ممتلئ قروحا ويشتهي أن يشبع من الفتات الساقط من مائدة النهم ، ولكن لم يعطه أحد إياه بل سخر به الجميع، ولم يتحنن عليه إلا الكلاب لأنها كانت تلحس قروحه ، وحدث أن مات الفقير واحتملته الملائكة إلى ذراعي إبراهيم أبينا ، ومات الغني أيضا واحتملته الشياطين إلى ذراعي إبليس حيث عانى أشد العذاب ، فرفع عينيه ورأى لعازر من بعيد على ذراعي إبراهيم ، فصرخ حينئذ الغني : ( يا أبتاه إبراهيم ارحمني وابعث لعازر ليحمل لي على أطراف بنانه قطرة ماء تبرد لساني الذي يعذب في هذا اللهيب ) ، فأجاب إبراهيم : ( يابني اذكر انك استوفيت طيباتك في حياتك ولعازر البلايا ، لذلك أنت الآن في الشقاء وهو في العزاء ) ، فصرخ الغني أيضا : ( يا أبتاه إبراهيم ان لي في بيت أبي ثلاثة اخوة فأرسل إذا لعازر ليخبرهم بما اعانيه لكي يتوبوا ولا يأتوا إلى هنا ) ، فأجاب إبراهيم : ( عندهم موسى والأنبياء فليسمعوا منهم ) ، أجاب الغني : ( كلا يا أبتاه إبراهيم بل إذا قام واحد من الأموات يصدقون )، فأجاب إبراهيم : ( ان من لا يصدق موسى والأنبياء لا يصدق الأموات ولو قاموا )، وقال يسوع : ( انظروا أليس الفقراء الصابرون مباركين الذين يشتهون ما هو ضروري فقط كارهين الجسد ، ما أشقى الذين يحملون الآخرين للدفن ليعطوا أجسادهم طعاما للدود ولا يتعلمون الحق ، بل هم بعيدون عن ذلك بعدا عظيما حتى إنهم يعيشون هنا كأنهم خالدون، لأنهم يبنون بيوتا كبيرة ويشترون أملاكا كثيرة ويعيشون في الكبرياء).
الفصل الخامس والعشرين
((كيف يجب على الإنسان أن يحتقر الجسد ويعيش في العالم ((
(5/88)
حينئذ قال الكاتب : يا معلم ان كلامك لحق ولذلك قد تركنا كل شيء لنتبعك، فقل لنا إذا كيف يجب علينا أن نبغض جسدنا ، الانتحار غير جائز ولما كنا أحياء وجب علينا أن نقيته ، أجاب يسوع : احفظ جسدك كفرس تعش في أمن ، لأن القوت يعطى للفرس بالمكيال والشغل بلا قياس ، ويوضع اللجام في فيه ليسير بحسب إرادتك ،ويربط لكي لا يزعج أحدا ويحبس في مكان حقير ويضرب إذا عصى ، فهكذا افعل إذا أنت يا برنابا تعيش دوما مع الله ، ولا يغيضنك كلامي لأن داود النبي فعل هذا الشيء نفسه كما يعترف قائلا : ( اني كفرس عندك واني دائما معك )، ألا قل لي أيهما أفقر؟ الذي يقنع بالقليل أم الذي يشتهي الكثير ؟ ، الحق أقول لكم لو كان للعالم عقل سليم لم يجمع أحد شيئا لنفسه ، بل كان كل شيء شركة ، ولكن بهذا يعلم جنونه أنه كلما جمع زاد رغبة ، وأن ما يجمعه فإنما يجمعه لراحة الآخرين الجسدية ، فليكفكم إذا ثوب واحد ، أرموا كيسكم ، لا تحملوا مزودا ولا حذاء في أرجلكم ، ولا تفكِّروا قائلين : ( ماذا يحدث لنا ) بل فكروا أن تفعلوا ارادة الله ، وهو يقدم لكم حاجتكم حتى لا تكونوا في حاجة إلى شيء ، الحق أقول لكم ان الجمع كثيرا في هذه الحياة يكون شهادة أكيدة على عدم وجود شيء يؤخذ في الحياة الأخرى ، لأن من كانت أورشليم وطنا له لا يبنى بيوتا في السامرة ، لأنه يوجد عداوة بين المدينتين، أتفقهون ؟ فأجاب التلاميذ ( بلى .(
الفصل السادس والعشرون
((كيف يجب على الإنسان أن يحب الله ، ويتضمن هذا الفصل النزاع العجيب بين إبراهيم وأبيه))
(5/89)
ثم قال يسوع : كان رجل على سفر وبينما كان سائرا وجد كنزا في حقل معروض للمبيع بخمس قطع من النقود هم ، فلما علم الرجل ذلك ذهب توا وباع رداءه ليشتري ذلك الحقل فهل يصدق ذلك ؟ فأجاب التلاميذ : أن من لا يصدق هذا فهو مجنون ، فقال عندئذ يسوع : أنكم تكونون مجانين إذا كنتم لا تعطون حواسكم لله لتشتروا نفسكم حيث يستقر كنز المحبة ، لأن المحبة كنز لا نظير له ، لأن من يحب الله كان الله له ، ومن كان الله له كان له كل شيء ، أجاب بطرس : قل لنا يا معلم كيف يجب على الإنسان أن يحب الله محبة خالصة ،فأجاب يسوع : الحق أقول لكم أن من لا يبغض أباه وأمه وحياته وأولاده وامرأته لاجل محبة الله فمثل هذا ليس أهلا أن يحبه الله ، أجاب بطرس : يا معلم لقد كتب في ناموس الله في كتاب موسى ( اكرم اباك لتعيش طويلا على الأرض ) ، ثم يقول أيضا ( ليكن ملعونا الابن الذي لا يطيع أباه و امه ) ، ولذلك أمر الله بأن يرجم مثل هذا الابن العقوق أمام باب المدينة وجوبا بغضب الشعب ، فكيف تأمرنا أن نبغض أبانا وامنا؟ ، أجاب يسوع : كل كلمة من كلماتي صادقة ، لأنها ليست مني بل من الله الذي أرسلني الى بيت إسرائيل ، لذلك أقول لكم ان كل ما عندكم قد أنعم الله به عليكم ، فأي الامرين أعظم قيمة ؟ العطية أم المعطي؟، فمتى كان أبوك أو أمك أو غيرهما عثرة لك في خدمة الله فانبذهم كأنهم أعداء ، ألم يقل الله لإبراهيم : ( اخرج من بيت أبيك وأهلك وتعال اسكن في الأرض التي اعطيها لك ولنسلك)، ولماذا قال الله ذلك ؟ ، أليس لأن أبا إبراهيم كان صانع تماثيل يصنع ويعبد آلهة كاذبة ؟ لذلك بلغ العداء بينهما حداً أراد معه الأب أن يحرق ابنه ، أجاب بطرس : ان كلماتك صادقة ، واني أضرع اليك أن تقص علينا كيف سخر إبراهيم من أبيه ؟ ، أجاب يسوع : كان إبراهيم ابن سبع سنين لما ابتدأ أن يطلب الله ، فقال يوما لأبيه : (يا أبتاه من صنع الإنسان)؟ أجاب الوالد الغبي : ( الإنسان،(5/90)
لاني أنا صنعتك وأبي صنعني)، فأجاب إبراهيم : يا أبي ليس الامر كذلك ، لأني سمعت شيخا ينتحب ويقول : (( يا إلهي لماذا لم تعطني أولادا )) . أجاب أبوه : ( حقا يابني الله يساعد الإنسان ليصنع إنسانا ولكنه لا يضع يده فيه ، فلا يلزم الإنسان الا أن يتقدم ويضرع إلى إلهه ويقدم له حملانا وغنما يساعده إلهه ، أجاب إبراهيم : ( كم إلها هنالك يا أبي ؟ ) ، أجاب الشيخ : ( لا عدد لهم يابني ) ، فحينئذ أجاب إبراهيم : ( ماذا أفعل يا أبي إذا خدمت إلها وأراد بي الاخر شرا لأني لا أخدمه ؟ ، ومهما يكن من الامر فانه يحصل بينهما شقاق ويقع الخصام بين الآلهة ولكن إذا قتل الإله الذي يريد بي شر إلهي فماذا افعل ؟ ، من المؤكد انه يقتلني أنا أيضا ؟ ) ، فأجاب الشيخ ضاحكا : ( لا تخف يابني لأنه لا يخاصم إله إلها ، كلا فإن في الهيكل الكبير الوفا من الآلهة مع الإله الكبير بعل ، وقد بلغت الآن سبعين سنة من العمر ومع ذلك فاني لم أر قط إلها ضرب إلها آخر ومن المؤكد إن الناس كلهم لا يعبدون إلها واحدا ، بل يعبد واحد إلها وآخر آخر )، أجاب إبراهيم : ( فإذا يوجد وفاق بينهم ؟ ) ، أجاب أبوه : ( نعم يوجد ) ، فقال حينئذ إبراهيم : ( يا أبي أي شيء تشبه الآلهة ؟ ) و أجاب الشيخ : ( يا غبي إني كل يوم اصنع إلها ابيعه لآخرين لأشتري خبزا وأنت لاتعلم كيف تكون الآلهة ! ) ، وكان في تلك الدقيقة يصنع تمثالا ، فقال ( هذا من اخشب النخل وذاك من الزيتون وذلك التمثال الصغير من العاج ، انظر ما أجمله ألا يظهر كأنه حي ، حقا لا يعوزه الا النفس )، أجاب إبراهيم : ( إذا يا أبي ليس للآلهة نفس فكيف يهبون الأنفاس ؟ ، ولما لم تكن لهم حياة فكيف يعطون إذا الحياة ، فمن المؤكد يا أبي أن هؤلاء ليسوا هم الله ؟ )، فحنق الشيخ لهذا الكلام قائلا : ( لو كنت بالغا من العمر ما تتمكن معه من الإدراك لشججت رأسك بهذه الفأس ، ولكن اصمت إذ ليس لك إدراك ) ، أجاب إبراهيم : ( يا(5/91)
أبي إن كانت الآلهة تساعد على صنع الإنسان فكيف يتأتى للإنسان أن يصنع آلهة ؟ ، وإذا كانت الآلهة مصنوعة من خشب فان احراق الخشب خطيئة كبرى ، ولكن قل لي يا أبت كيف وأنت قد صنعت آلهة هذا عديدها لم تساعدك الالهة لتصنع أولادا كثيرين فتصير أقوى رجل في العالم ؟ ) ، فحنق الأب لما سمع ابنه يتكلم هكذا ، فأكمل الابن قائلا : ( يا أبت هل وجد العالم حينا من الدهر بدون بشر ؟ ) أجاب الشيخ : ( نعم ولماذا ؟ ) ، قال إبراهيم : ( لأني أحب أن أعرف من صنع الإله الأول ) فقال الشيخ : (انصرف الآن من بيتي ودعني أصنع هذه الإله سريعا ولا تكلمني كلاما ، فمتى كنت جائعا فانك تشتهي خبزا لا كلاما ) ، فقال إبراهيم : ( إنه لإله عظيم فإنك تقطعه كما تريد وهو لا يدافع عن نفسه ) فغضب الشيخ وقال : ( إن العالم بأسره يقول انه إله وأنت أيها الغلام الغبي تقول كلا ؟ فو آلهتي لو كنت رجلا لقتلتك)، ولما قال هذا ضرب إبراهيم ورفسه وطرده من البيت .
الفصل السابع والعشرون
((يوضح هذا الفصل عدم لياقة الضحك بالناس ، وفطنة إبراهيم ((
(5/92)
فضحك التلاميذ من حمق الشيخ ووقفوا منذهلين من فطنة إبراهيم ، ولكن يسوع وبخهم قائلا : لقد نسيتم كلام النبي القائل : ( الضحك العاجل نذير البكاء الآجل ) ، وأيضا ( لا تذهب إلى حيث الضحك بل اجلس حيث ينوحون، لأن هذه الحياة تنقضي في الشقاء ) ، ثم قال يسوع : ألا تعلمون أن الله في زمن موسى مسخ ناسا كثيرين في مصر حيوانات مخوفة ، لأنهم ضحكوا واستهزؤا بالآخرين ، احذروا من أن تضحكوا من أحد ما لأنكم بكاءا تبكون بسببه ، فأجاب التلاميذ : أننا ضحكنا من حماقة الشيخ ، فأجاب حينئذ يسوع : الحق أقول لكم كل نظير يحب نظيره فيجد في ذلك مسرة ، ولذلك لو لم تكونوا أغبياء لما ضحكتم من الغباوة ، أجابوا : ليرحمنا الله ، قال يسوع ليكن كذلك ، حينئذ قال فيلبس : يا معلم كيف حدث أن أبا إبراهيم أحب أن يحرق ابنه ؟ ، أجاب يسوع : لما بلغ إبراهيم اثنتي عشرة سنة من العمر قال أبوه يوما ما ( غدا عيد كل الآلهة ، فلذلك سنذهب إلى الهيكل الكبير ونحمل هدية لإلهي بعل العظيم ، وأنت تنتخب لنفسك إلها ، لأنك بلغت سنا يحق لك معه اتخاذ إله ) ، فأجاب إبراهيم بمكر ( سمعا وطاعة يا أبي )، فبكر في الصباح إلى الهيكل قبل كل أحد ، ولكن إبراهيم كان يحمل تحت صدرته فأسا مستورة ، فلما دخلا الهيكل وازداد الجمع خبأ إبراهيم نفسه وراء صنم في ناحية مظلمة في الهيكل ، فلما انصرف أبوه ظن أن إبراهيم سبقه إلى البيت ولذلك لم يمكث ليفتش عليه .
الفصل الثامن والعشرون
(5/93)
ولما انصرف كل أحد من الهيكل اقفل الكهنة الهيكل وانصرفوا ، فأخذ إبراهيم إذ ذاك الفأس وقطع قوائم جميع الأصنام إلا الإله الكبير بعلا ، فوضع الفأس عند قوائمه بين جذاذ التماثيل التي تساقطت قطعا لأنها كانت قديمة العهد ومؤلفة من أجزاء ، ولما كان إبراهيم خارجا من الهيكل رآه جماعة من الناس فظنوا انه دخل ليسرق شيئا من الهيكل فأمسكوه ، ولما بلغوا به الهيكل ورأوا آلهتهم محطمة قطعا صرخوا منتخبين: ( اسرعوا يا قوم ولنقتل الذي قتل آلهتنا ) ، فهرع إلى هناك نحو عشرة آلاف رجل مع الكهنة وسألوا إبراهيم عن السبب الذي لأجله حطم آلهتهم ، أجاب إبراهيم : ( إنكم لأغبياء ، أيقتل الإنسان الله ، إن الذي قتلها إنما هو الإله الكبير ، ألا ترون الفأس التي له عند قدميه ، إنه لا يبتغي له اندادا ) فوصل حينئذ أبو إبراهيم الذي ذكر أحاديث إبراهيم في آلهتهم ، وعرف الفأس التي حطم بها إبراهيم الأصنام ، فصرخ : إنما قتل آلهتنا ابني الخائن هذا لأن هذه الفأس فأسي ، وقص عليهم كل ما جرى بينه وبين ابنه ، فجمع القوم مقدارا كبيرا من الحطب ، وربطوا يدي إبراهيم ورجليه ،ووضعوه على الحطب ووضعوا نارا تحته ، فإذا الله قد أمر النار بواسطة ملاكه جبريل الا تحرق عبده إبراهيم ، فاضطرمت النار باحتدام وحرقت نحو ألفي رجل من الذين حكموا على إبراهيم بالموت ، أما إبراهيم فقد وجد نفسه مطلق السراح إذ حمله ملاك الله إلى مقربة من بيت أبيه دون أن يرى من حمله ، وهكذا نجا إبراهيم من الموت .
الفصل التاسع والعشرون
(5/94)
حينئذ قال فيلبس : ما أعظم هي رحمة الله للذين يحبونه ، قل لنا يا معلم كيف وصل إلى معرفة الله ، أجاب يسوع : لما بلغ إبراهيم جوار بيت أبيه خاف أن يدخل البيت ، فانتقل إلى بعد البيت وجلس تحت شجرة نخل حيث لبث منفردا ، وقال : ( لا بد من وجود إله ذي حياة وقوة أكثر من الإنسان لأنه يصنع الإنسان ، والإنسان بدون الله لا يقدر أن يصنع الإنسان )، حينئذ التفت حوله وأجال نظره في النجوم والقمر والشمس فظن أنها هي الله ، ولكن بعد التبصر في تغيراتها وحركاتها قال: ( يجب الا تطرأ على الله الحركة ولا تحجبه الغيوم والا فني الناس ) ، وبينما هو متحير سمع اسمه ينادي : ( يا إبراهيم ) ، فلما التفت ولم ير أحد في جهة قال : ( اني قد سمعت يا إبراهيم ) ، ثم سمع كذلك اسمه ينادى مرتين اخريين ( يا إبراهيم)، فأجاب : ( من يناديني ؟ ) ، حينئذ سمع قائلا يقول : (انه أنا ملاك الله جبريل ) ، فارتاع إبراهيم ، ولكن الملاك سكن روعه قائلا : ( لا تخف يا إبراهيم لأنك خليل الله ، فانك لما حطمت آلهة الناس تحطيما اصطفاك إله الملائكة والأنبياء حتى إنك كتبت في سفر الحياة ) ، حينئذ قال إبراهيم ( ماذا يجب علي أن أفعل لأعبد إله الملائكة والأنبياء الاطهار ؟ ) ، فأجاب الملاك : ( اذهب إلى ذلك الينبوع واغتسل ، لأن الله يريد أن يكلمك)، أجاب إبراهيم : ( كيف ينبغي أن اغتسل ؟ ) ، فتبدى له حينئذ الملاك يافعا جميلا واغتسل من الينبوع قائلا : (افعل كذلك بنفسك يا إبراهيم ) ، فلما اغتسل إبراهيم قال الملاك ( ارتق ذلك الجبل لأن الله يريد أن يكلمك هناك ) ، فارتقى إبراهيم الجبل كما قال له الملاك ، ولما جثا على ركبتيه قال لنفسه ( متى يا ترى يكلمني إله الملائكة ؟ ) ، فسمع صوتا لطيفا يناديه ( يا إبراهيم ) ،فأجابه إبراهيم : ( من يناديني ؟ ) ، فأجاب الصوت : ( أنا إلهك يا إبراهيم ) ، أما إبراهيم فارتاع وعفر بوجهه الأرض قائلا : ( كيف يصغي عبدك اليك وهو(5/95)
تراب ورماد ؟ ) ، حينئذ قال الله ( لا تخف بل انهض لاني قد اصطفيتك عبدا لي واني أريد أن أباركك وأجعلك شعبا عظيما ، فاخرج إذا من بيت أبيك وأهلك وتعالى اسكن في الأرض التي اعطيكها أنت ونسلك)، فأجاب إبراهيم : ( إني لفاعل كل ذلك يا رب ولكن احرسني لكي لا يضرني إله آخر ) ، فتكلم الله قائلا : ( أنا الله أحد ، ولا إله غيري ، أضرب وأشفى ، أميت وأحي ، أنزل الجحيم وأخرج منه، ولا يقدر أحد أن ينقذ نفسه من يدي ) ، ثم أعطاه الله عهد الختان وهكذا عرف الله أبونا إبراهيم ، ولما قال يسوع هذا رفع يديه قائلا : الكرامة والمجد لك يا الله ، ليكن كذلك .
الفصل الثلاثون
(5/96)
وذهب يسوع إلى أورشليم قرب المظال وهو أحد أعياد امتنا ، فلما علم هذا الكتبة والفريسيون تشاوروا ليتسقطوه بكلامه ، فلذلك جاء اليه فقيه قائلا: يا معلم ماذا يجب أن أفعل لأحصل على الحياة الأبدية ؟ ، أجاب يسوع : كيف كتب في الناموس ؟ أجاب قائلا : أحب الرب إلهك وقريبك ، أحب إلهك فوق كل شيء بكل قلبك وعقلك ، وقريبك كنفسك ، أجاب يسوع: أجبت حسنا ، واني أقول لك اذهب وافعل هكذا تكن لك الحياة الابدية ، فقال له : من هو قريبي ؟ ، أجاب يسوع رافعا طرفه : كان رجل نازلا من أورشليم ليذهب إلى أريحا مدينة اعيد بناؤها تحت اللعنة ، فأمسك اللصوص هذا الرجل على الطريق وجرحوه وعرّوه ، ثم انصرفوا وتركوه مشرفا على الموت ، فاتفق أن مر كاهن بذلك الموضع ، فلما رأى الجريح سار دون أن يحييه ، ومر مثله لاوى دون أن يقول كلمة ، واتفق ان مر ( أيضا) سامري ، فلما رأى الجريح عطف عليه وترجل عن فرسه وأخذ الجريح وغسل جراحه بخمر ودهنها بدهن ، وبعد ان ضمد جراحه وعزاه اركبه على فرسه ،ولما بلغ في المساء النزل سلمه الى عناية صاحبه ، ولما نهض صباحا قال : اعتن بهذا الرجل وأنا أدفع لك كل شيء ، وبعد ان قدم اربع قطع من الذهب للعليل لأجل صاحب النزل قال : تعز لأني أعود سريعا واذهب بك الى بيتي ، قال يسوع : قل لي أيهما كان القريب؟، أجاب الفقيه : الذي أظهر الرحمة ، حينئذ قال يسوع : قد أجبت بالصواب ، فاذهب وافعل كذلك ، فانصرف الفقيه بالخيبة .
الفصل الحادي والثلاثون
(5/97)
فاقترب الكهنة حينئذ الى يسوع وقالوا يا معلم أيجوز أن تعطي جزية لقيصر ؟ ، فالتفت يسوع ليهوذا وقال : هل معك نقود ؟ ثم أخذ يسوع بيده فلسا والتفت الى الكهنة وقال لهم : ان على هذا الفلس صورة فقولوا لي صورة من هي ؟ فأجابوا : صورة قيصر ، فقال يسوع : اعطوا إذا ما لقيصر لقيصر واعطوا ما لله لله ، حينئذ انصرفوا بالخيبة ، واقترب قائد مئة قائلا : يا سيد ان ابني مريض فارحم شيخوختي ، أجاب يسوع ليرحمك الرب إله إسرائيل ، ولما كان الرجل منصرف قال يسوع : انتظرني ، لأني آت الى بيتك لأصلي على ابنك ، أجاب قائد المئة : يا سيد اني لست أهلا وأنت نبي الله تأتي إلى بيتي ، تكفيني كلمتك التي تكلمت بها لشفاء ابني ، لأن إلهك قد جعلك سيدا على كل مرض كما قال لي ملاكه في المنام ، فتعجب حينئذ يسوع كثيرا ، وقال ملتفتا الى الجمع : انظروا هذا الاجنبي لأن فيه ايمان أكثر من وجد في إسرائيل ، ثم التفت إلى قائد المئة وقال : اذهب بسلام لأن الله منح ابنك صحة لاجل الايمان العظيم الذي اعطاكه ، فمضى قائد المئة في طريقه ، والتقى في الطريق بخدمته الذين أخبروه أن ابنه قد برىء ، أجاب الرجل : في أي ساعة تركته الحمى؟ فقالوا : أمس في الساعة السادسة انصرفت عنه الحمى ، فعلم الرجل انه لما قال يسوع ( ليرحمك الرب إله إسرائيل ) استرد ابنه صحته، لذلك آمن الرجل بإلهنا ، ولما دخل بيته حطم كل آلهته تحطيما قائلا : ليس الإله الحقيقي الحي سوى إله إسرائيل ، لذلك قال : ( لا يأكل خبزي أحد لم يعبد إله إسرائيل) .
الفصل الثاني والثلاثون
(5/98)
ودعا أحد المتضلعين من الشريعة يسوع للعشاء ليجربه، فجاء يسوع إلى هناك مع تلاميذه ، وكثيرون من الكتبة انتظروه في البيت ليجربوه ، فجلس التلاميذ إلى المائدة دون أن يغسلوا أيديهم ، فدعا الكتبة يسوع قائلين : لماذا لا يحفظ تلاميذك تقاليد شيوخنا بعدم غسل أيديهم قبل أن يأكلوا خبزا ؟ ، أجاب يسوع : أنا أسألكم لأي سبب أبطلتم شريعة الله لتحفظوا تقاليدكم ؟، تقولون لأولاد الأباء الفقراء قدموا وأنذروا نذورا للهيكل (وهم إنما يجعلون نذورا من النذر الذي يجب أن يعولوا به آباءهم ، إذا أحب آباؤهم أن يأخذوا نقودا يصرخ الأبناء أن هذه النقود نذر الله ) ، فيصيب الآباء بسبب ذلك ضيق ، أيها الكتبة الكذابون المراؤون أيستعمل الله هذه النقود؟، كلا ثم كلا ، لأن الله لا يأكل كما يقول بواسطة عبده داود النبي ( هل آكل لحم الثيران وأشرب دم الغنم ؟ أعطني ذبيحة الحمد وقدم لي نذورك ، لأني ان جعت لا أطلب منك شيئا لأن كل الأشياء في يدي وعندي وفرة الجنة (، أيها المراؤون إنكم إنما تفعلون ذلك لتملأوا كيسكم ولذلك تعشرون السذاب والنعنع ، ما أشقاكم لأنكم تظهرون للآخرين أشد الطرق وضوحا ولا تسيرون فيها ، أيها الكتبة والفقهاء إنكم تضعون على عواتق الآخرين أحمالا لا يطاق حملها ، ولكنكم أنفسكم لا تحركونها بإحدى أصابعكم ، الحق أقول لكم ان كل شر إنما دخل العالم بوسيلة الشيوخ ، قولوا لي من أدخل عبادة الأصنام في العالم الا طريقة الشيوخ ، انه كان ملك أحب أباه كثيرا وكان اسمه بعلا ، فلما مات الأب أمر ابنه بصنع تمثال شبه أبيه تعزية لنفسه ، ونصبه في سوق المدينة ، وأمر بأن يكون كل من اقترب من ذلك التمثال إلى مسافة خمسة عشر ذراعا في مأمن لا يلحق أحد به أذى على الاطلاق ، وعليه أخذ الأشرار بسبب الفوائد التي جنوها من التمثال يقدمون له وردا وزهورا ، ثم تحولت هذه الهدايا في زمن قصير إلى نقود وطعام حتى سموه إلها تكريما له ، وهذا الشيء تحول من(5/99)
عادة إلى شريعة حتى ان الصنم بعلا انتشر في العالم كله ، وقد ندب الله على هذا بواسطة أشعيا قائلا : ( حقا إن هذا الشعب يعبدني باطلا، لأنهم أبطلوا شريعتي التي أعطاهم إياها عبدي موسى ويتبعون تقاليد شيوخهم ) ، الحق أقول لكم ان أكل الخبز بأيد غير نظيفة لا ينجس انسانا لأن ما يدخل الانسان لا ينجس الانسان بل الذي يخرج من الانسان ينجس الانسان ، فقال حينئذ أحد الكتبة : ان أكلت لحم الخنزير أو لحموما أخرى نجسه أفلا تنجس هذه ضميري ؟ ، أجاب يسوع: ان العصيان لا يدخل الانسان بل يخرج من الانسان من قلبه ، ولذلك يكون نجسا متى أكل طعاما محرما ، حينئذ قال أحد الفقهاء : يا معلم لقد تكلمت كثيرا في عبادة الأصنام كأن عند شعب إسرائيل أصناما ، وعليه فقد أسأت الينا ، أجاب يسوع : أعلم جيدا انه لا يوجد اليوم تماثيل من خشب في إسرائيل ولكن توجد تماثيل من جسد ، فأجاب حينئذ جميع الكتبة بحنق : أنحن إذا عبدة أصنام ؟ ، أجاب يسوع : الحق أقول لكم لا تقول الشريعة أعبد بل أحب الرب إلهك بكل نفسك وبكل قلبك وبكل عقلك ، ثم قال يسوع : أصحيح هذا ؟ فأجاب كل واحد: انه لصحيح .
الفصل الثالث والثلاثون
(5/100)
ثم قال يسوع حقا ان كل ما يحبه الانسان ويترك لأجله كل شيء سواه فهو إلهه ، وهكذا فإن صنم الزاني هو الزانية وصنم النهم والسكير جسده ، وصنم الطماع الفضة والذهب ، وقس عليه كل خاطىء آخر ، فقال حينئذ الذي دعاه : يا معلم ماهي أعظم خطيئة ؟ ، أجاب يسوع : أي الخراب أعظم في البيت ؟ ، فسكت كل احد ، ثم أشار يسوع بإصبعه إلى الأساس وقال : إذا تزعزع أساس سقط البيت خرابا ، فيلزم إذ ذاك أن يبني جديدا ، ولكن إذا تداعى أي جزء سواه يمكن ترميمه ، ولذلك أقول لكم أن عبادة الأصنام هي أعظم خطيئة ، لأنها تجرد الانسان بالمرة من الإيمان ، فتجرده من الله بحيث لا تكون له محبة روحية ، ولكن كل خطيئة اخرى تترك للإنسان أمل نيل الرحمة ، ولذلك أقول ان عبادة الأصنام أعظم خطيئة ، فوقف الجميع مبهوتين من حديث يسوع لأنهم علموا انه لايمكن الرد عليه مطلقا ، ثم أتم يسوع: تذكروا ما تكلم الله به وما كتبه موسى ويشوع في الناموس فتعلموا ما أعظم هذه الخطيئة ، قال الله مخاطبا إسرائيل : لا تصنع لك تمثالا مما في السماء ولا مما تحت السماء ، ولا تصنعه مما فوق الأرض ولا مما تحت الأرض ، ولا مما فوق الماء ولا مما تحت الماء ، إني أنا إلهك قوي وغيور ينتقم لهذه الخطيئة من الآباء وأبنائهم حتى الجيل الرابع ، فاذكروا كيف لما صنع آباؤنا العجل وعبدوه أخذ يشوع وسبط لاوى السيف بأمر الله وقتلوا مئة ألف وعشرين ألفا من أولئك الذين لم يطلبوا رحمة من الله ، ما أشد دينونة الله على عبدة الأوثان .
الفصل الرابع والثلاثون
(5/101)
وكان أمام الباب واحد كانت يده اليمنى متيبسة إلى حد لم يتمكن معه من استعمالها، فوجه يسوع قلبه لله وصلى ثم قال : لتعلموا أن كلماتي حق أقول باسم الله امدد يا رجل يدك المريضة، فمدها صحيحة كأن لم تصبها علة، حينئذ ابتدأوا يأكلون بخوف الله، وبعد ان أكلوا قليلا قال يسوع أيضا : الحق أقول لكم ان احراق مدينة لأفضل من أن يترك فيها عادة رديئة ، لأن لأجل مثل هذا يغضب الله على رؤساء وملوك الأرض الذين أعطاهم الله سيفا ليفنوا الآثام ، ثم قال بعد ذلك يسوع . متى دعيت فاذكر الا تضع نفسك في الموضع الأعلى، حتى إذا جاء صديق لصاحب البيت أعظم منك لا يقول لك صاحب البيت ( قم واجلس أسفل ) فيكون باعثا لك على الخجل، بل اذهب وأجلس في أحقر موضع ليجيء الذي دعاك ويقول ( قم يا صديق واجلس هنا في الأعلى) فيكون لك حينئذ فخر عظيم، لأن من يرفع نفسه يتًّضع ومن يضع نفسه يرتفع، الحق أقول لكم ان الشيطان لم يخذل الا بخطيئة الكبرياء، كما يقول النبي اشعيا موبخا إياه بهذه الكلمات: كيف سقطت من السماء يا كوكب الصبح يا من كنت جمال الملائكة وأشرقت كالفجر ، حقا ان كبرياءك قد سقطت للأرض ، الحق أقول لكم إذا عرف انسان شقاءه فإنه يبكي هنا على الأرض دائما ، ويحسب نفسه أحقر من كل شيء آخر، ولا سبب وراء هذا لبكاء الانسان الأول وامرأته مئة سنة بدون انقطاع طالبين رحمة من الله ، لانهما علما يقينا أين سقطا بكبريائهما، ولما قال يسوع هذا شكر، وذاع ذلك اليوم في أورشليم الأشياء العظيمة التي قالها يسوع والآية التي صنعها، فشكر الشعب الله مباركين اسمه القدوس، أما الكتبة والكهنة فلما أدركوا أنه ندد بتقاليد الشيوخ اضطرموا ببغضاء أشد، وقسوا قلوبهم نظير فرعون، ولذلك طلبوا فرصة ليقتلوه ولكنهم لم يجدوها .
الفصل الخامس والثلاثون
(5/102)
وانصرف يسوع من أورشليم ، وذهب إلى البرية وراء الأردن ، فقال تلاميذه الذين كانوا جالسين حوله : يا معلم قل لنا كيف سقط الشيطان بكبريائه، لأننا كنا نعلم انه سقط بسبب العصيان ، ولأنه كان دائما يفتن الانسان ليفعل شرا ، أجاب يسوع : لما خلق الله كتلة من التراب ، وتركها خمسا وعشرين ألف سنة بدون أن يفعل شيئا آخر ، علم الشيطان الذي كان بمثابة كاهن ورئيس للملائكة لما كان عليه من الإدراك العظيم أن الله سيأخذ من تلك الكتلة مئة وأربعة وأربعين ألفا موسومين بسمة النبوة ورسول الله الذي خلق الله روحه قبل كل شيء آخر بستين ألف سنة ، ولذلك غضب الشيطان فأغرى الملائكة قائلا : ( انظروا سيريد الله يوما ما أن نسجد لهذا التراب ، وعليه فتبصروا في أننا روح وأنه لا يليق أن نفعل ذلك ) ، لذلك ترك الله كثيرون ، من ثم قال الله يوما لما التأمت الملائكة كلهم ( ليسجد توا كل من اتخذني ربا لهذا التراب ، فسجد له الذين أحبوا الله ، أما الشيطان والذين كانوا على شاكلته فقالوا : ( يا رب أننا روح ولذلك ليس من العدل أن نسجد لهذه الطينة ، ولما قال الشيطان ذلك أصبح هائلا ومخوف النظر ، وأصبح اتباعه مقبوحين ، لان الله أزال بسبب عصيانهم الجمال الذي جمًّلهم به لما خلقهم ، فلما رفع الملائكة الأطهار رؤوسهم رأوا شدة قبح الهولة التي تحول الشيطان إليها ، وخر أتباعه على وجوههم إلى الأرض خائفين ، حينئذ قال الشيطان : ( يا رب انك جعلتني قبيحا ظلما ولكنني راض بذلك لاني اروم أن أبطل كل ما فعلت ) ، وقالت الشياطين الأخرى : ( لا تدعه ربا يا كوكب الصبح لأنك أنت الرب )حينئذ قال الله لاتباع الشيطان : ( توبوا واعترفوا بأنني أنا الله خالقكم ) أجابوا (إننا نتوب عن سجودنا لك لأنك غير عادل ، ولكن الشيطان عادل وبريئ وهو ربنا )حينئذ قال الله : انصرفوا عني أيها الملاعين لأنه ليس عندي رحمة لكم وبصق الشيطان أثناء انصرافه على كتلة التراب ، فرفع جبريل(5/103)
ذلك البصاق مع شيء من التراب فكان للإنسان بسبب ذلك سرة في بطنه .
الفصل السادس والثلاثون
(5/104)
فدهش التلاميذ دهشا عظيما لعصيان الملائكة، حينئذ قال يسوع: الحق أقول لكم إن من لا يصلي فهو شر من الشيطان ، وسيحل به عذاب أعظم ، لأنه لم يكن للشيطان قبل سقوطه عبرة في الخوف ، ولم يرسل الله له رسولا يدعوه إلى التوبه ، ولكن الإنسان وقد جاء الأنبياء كلهم إلا رسول الله الذي سيأتي بعدي لأن الله يريد ذلك حتى أهيىء طريقه ، يعيش بإهمال بدون أدنى خوف كأنه لا يوجد إله مع إن له أمثلة لا عداد لها على عدل الله ، فعن مثل هؤلاء قال داود النبي : ( قال الجاهل في قلبه ليس إله لذلك كانوا فاسدين وأمسوا رجساً دون أن يكون فيهم واحد يفعل صلاحاً ) صلوا بدون انقطاع يا تلاميذي لتعطوا ، لأن من يطلب يجد ، ومن يقرع يفتح له ، ومن يسأل يعط ، ولا تنظروا في صلواتكم إلى كثرة الكلام لأن الله ينظر إلى القلب كما قال سليمان ( يا عبدي اعطني قلبك ) الحق أقول لكم لعمر الله إن المرائين يصلون كثيرا في كل أنحاء المدينة لينظرهم الجمهور ويعدهم قديسين ولكن قلوبهم ممتلئة شرا، فهم ليسوا على جد في ما يطلبون ، فمن الضروري أن تكون مخلصا في صلاتك إذا أحببت أن يقبلها الله، فقولوا لي من يذهب ليكلم الحاكم الروماني أو هيرودس ولا يكون قصده موجها إلى من هو ذاهب إليه وإلى ما هو عازم أن يطلبه منه ؟ ، لا أحد مطلقا ، فإذا كان الإنسان يفعل كذلك ليكلم رجلا فماذا على الإنسان أن يفعل ليكلم الله ، ويطلب منه رحمة لخطاياه شاكرا إياه على كل ما أعطاه ، الحق أقول لكم إن الذين يقيمون الصلاة قليلون، ولذلك كان للشيطان تسلط عليهم ، لأن الله لا يحب أولئك الذين يكرمونه بشفاههم ، الذين يطلبون في الهيكل رحمة بشفاههم، ولكن قلوبهم تستصرخ العدل، كما تكلم اشعيا النبي قائلا: ( ابعد هذا الشعب الثقيل على ، لأنهم يحترمونني بشفاههم أما قلبهم فمبتعد عني ) ، الحق أقول لكم إن الذي يذهب ليصلي بدون تدبر يستهزىء بالله ، من يذهب ليكلم هيرودس ويوليه ظهره ؟ ويمدح أمامه(5/105)
بيلاطس الحاكم الذي يكرهه حتى الموت ؟ ، لا أحد مطلقا ، ولكن الإنسان الذي يذهب ليصلي ولا يعد نفسه لا يكون فعله دون هذا، فإنه يولي الله ظهره والشيطان وجهه، لان في قلبه محبة الإثم التي لم يتب عنها، فإذا أساء إليك أحد وقال لك بشفتيه: (اغفر لي) وضربك ضربة بيديه فكيف تغفر له ؟ هكذا يرحم الله الذين يقولون بشفاههم ( يا رب ارحمنا ) ويحبون بقلوبهم الإثم ويهمّون بخطايا جديدة .
الفصل السابع والثلاثون
فبكى التلاميذ لكلام يسوع ، وتضرعوا إليه قائلين : يا سيد علمنا لنصلي ، أجاب يسوع: تأملوا ماذا تفعلون إذا ألقي القبض عليكم الحاكم الروماني ليعدمكم، فافعلوا نظير ذلك حينما تصلون، وليكن كلامكم هذا، أيها الرب إلهنا ، ليتقدس اسمك القدوس، ليأت ملكوتك فينا ، لتنفذ مشيئتك دائما ، وكما هي نافذة في السماء لتكن نافذة كذلك على الأرض ، أعطنا الخبز لكل يوم، واغفر لنا خطايانا، كما نغفر نحن لمن يخطئون إلينا، ولا تسمح بدخولنا في التجارب، ولكن نجنا من الشرير، لانك أنت وحدك إلهنا الذي يجب له المجد والإكرام إلى الأبد .
الفصل الثامن والثلاثون
(5/106)
حينئذ أجاب يوحنا : يا معلم لنغتسل كما أمر الله على لسان موسى ، قال يسوع : أتظنون إني جئت لأجل الشريعة والأنبياء ؟ ، الحق أقول لكم لعمر الله اني لم آت لابطلها ولكن لاحفظها ، لان كل نبي حفظ شريعة الله وكل ما تكلم الله به على لسان الأنبياء الآخرين، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته لا يمكن أن يكون مرضيا لله من يخالف أقل وصاياه، ولكنه يكون الأصغر في ملكوت الله، بل لا يكون له نصيب هناك، وأقول لكم أيضا انه لا يمكن مخالفة حرف واحد من شريعة الله الا باجتراح أكبر الاثام ، ولكني أحب أن تفقهوا انه ضروري أن تحافظوا على هذه الكلمات التي قالها الله على لسان اشعيا النبي ( اغتسلوا وكونوا أنقياء أبعدوا أفكاركم عن عيني ) الحق أقول لكم إن ماء البحر كله لا يغسل من يحب الآثام بقلبه، وأقول لكم أيضا انه لا يقدم أحد صلاة مرضية لله إن لم يغتسل ، ولكنه يحمل نفسه خطيئة شبيهة بعبادة الأوثان، صدقوني بالحق انه إذا صلى إنسان لله كما يجب ينال كل ما يطلب، اذكروا موسى عبد الله الذي ضرب بصلاته مصر وشق البحر الأحمر وأغرق هناك فرعون وجيشه ، اذكروا يشوع الذي أوقف الشمس ، وصموئيل الذي أوقع الرعب في جيش الفلسطينيين الذي لا يحصى ، وإيليا الذي أمطر نارا من السماء ، وأقام اليشع ميتا ، وكثيرون غيرهم من الأنبياء الأطهار الذين بواسطة الصلاة نالوا كل ما طلبوا ، ولكن هؤلاء الناس لم يطلبوا في الحقيقة شيئا لهم أنفسهم ، بل إنما طلبوا الله ومجده .
الفصل التاسع والثلاثون
(5/107)
حينئذ قال يوحنا : حسنا تكلمت يا معلم ، ولكن ينقصنا أن نعرف كيف أخطأ الإنسان بسبب الكبرياء ، أجاب يسوع: لما طرد الله الشيطان، وطهر الملاك جبريل تلك الكتلة من التراب التي بصق عليها الشيطان، خلق الله كل شيء حي من الحيوانات التي تطير ومن التي تدب وتسبح، وزين العالم بكل ما فيه، فاقترب الشيطان يوما ما من أبواب الجنة، فلما رأى الخيل تأكل العشب اخبرها انه اذا تأتى لتلك الكتلة من التراب أن يصير لها نفس أصابها ضنك، ولذلك كان من مصلحتها أن تدوس تلك القطعة من التراب. على طريقة لا تكون بعدها صالحة لشيء، فثارت الخيل وأخذت تعدو بشدة على تلك القطعة من التراب التي كانت بين الزنابق والورود، فأعطى الله من ثم روحا لذلك الجزء النجس من التراب الذي وقع عليه بصاق الشيطان الذي كان أخذه جبريل من الكتلة، وأنشأ الكلب فأخذ ينبح فروّع الخيل فهربت، ثم اعطى الله نفسه للإنسان وكانت الملائكة كلها ترنم : ( اللهم ربنا تبارك اسمك القدوس ) فلما انتصب آدم على قدميه رأى في الهواء كتابة تتألق كالشمس نصها (( لا إله إلا الله ومحمد رسول الله )) ، ففتح حينئذ آدم فاه وقال : أشكرك أيها الرب إلهي لانك تفضلت فخلقتني ، ولكن أضرع إليك أن تنبأني ما معنى هذه الكلمات (( محمد رسول الله )) ، فأجاب الله : ( مرحبا بك يا عبدي آدم ، واني أقول لك أنك أول إنسان خلقت ، وهذا الذي رأيته إنما هو ابنك الذي سيأتي إلى العالم بعد الآن بسنين عديدة ، وسيكون رسولي الذي لأجله خلقت كل الأشياء ، الذي متى جاء سيعطى نورا للعالم ، الذي كانت نفسه موضوعة في بهاء سماوى ستين ألف سنة قبل أن أخلق شيئا ) فضرع آدم إلى الله قائلا : ( يا رب هبني هذه الكتابة على أظفار أصابع يدي ) فمنح الله الإنسان الأول تلك الكتابة على إبهاميه، على ظفر إبهام اليد اليمنى ما نصه (( لا إله إلا الله ))، وعلى ظفر إبهام اليد اليسرى ما نصه (( محمد رسول الله )) ، فقبّل الإنسان الأول(5/108)
بحنو أبوي هذه الكلمات، ومسح عينيه وقال : ( بورك ذلك اليوم الذي سيأتي فيه إلى العالم ) فلما رأى الله الإنسان وحده قال : ( ليس حسنا أن يكون وحده ) فلذلك نوّمه ، وأخذ ضلعا من جهة القلب ، وملأ الموضع لحما ، فخلق من تلك الضلع حواء ، وجعلها امرأة لآدم ، وأقام الزوجين سيدي الجنة ، وقال لهما : ( أنظروا إني أعطيكما كل ثمر لتأكلا منه خلا التفاح والحنطة ) ثم قال : ( احذروا أن تأكلا شيئا من هذه الأثمار ، لأنكما تصيران نجسين ، فلا اسمح لكما بالبقاء هنا بل أطردكما ويحل بكما شقاء عظيم) .
الفصل الأربعون
(5/109)
فلما علم الشيطان بذلك تميز غيظا ، فاقترب إلى باب الجنة حيث كان الحارس حية مخوفة لها قوائم كجمل وأظافر أقدامها محددة من كل جانب كموسى ، فقال لها العدو : ( اسمحي لي بأن ادخل الجنة ) أجابت الحية : ( وكيف أسمح لك بالدخول وقد أمرني الله بأن أطردك ؟ ) أجاب الشيطان : ( ألا ترين كم يحبك الله إذ أقامك خارج الجنة لتحرسي كتلة من الطين وهي الإنسان ؟ ، فإذا أدخلتني الجنة أجعلك رهيبة حتى ان كل احد يهرب منك، فتذهبين وتقيمين حسب ارادتك )فقالت الحية ( وكيف أدخلك ) أجاب الشيطان : ( انك كبيرة فافتحي فاك فأدخل بطنك، فمتى دخلت الجنة ضعيني بجانب هاتين الكتلتين من الطين اللتين تمشيان حديثا على الأرض ) ففعلت عندئذ الحية ذلك ، ووضعت الشيطان بجانب حواء لأن آدم زوجها كان نائما،فتمثل الشيطان للمرأة ملاكا جميلا وقال لها : ( لماذا لا تأكلان من هذا التفاح وهذه الحنطة ؟ ) أجابت حواء : ( قال لنا إلهنا إنا إذا أكلنا منها صرنا نجسين ولذلك يطردنا من الجنة ) فأجاب الشيطان : ( انه لم يقل الصدق ، فيجب أن تعرفي ان الله شرير وحسود ، ولذلك لا يحتمل اندادا ، ولكنه يستعبد كل أحد ، وهو إنما قال لكما ذلك لكيلا تصيرا ندين له، ولكن إذا كنت وعشيرك تعملان بنصيحتي فإنكما تأكلان من هذه الأثمار كما تأكلان من غيرها ، ولا تلبثا خاضعين لا خرين ، بل تعرفان الخير والشر كالله وتفعلان ما تريدان ، لأنكما تصيران ندين لله ) فأخذت حينئذ حواء وأكلت من هذه الأثمار ، ولما استيقظ زوجها أخبرته بكل ما قال الشيطان ، فتناول منها ما قدمته له وأكل ، وبينما كان الطعام نازلا ذكر كلام الله ، فلذلك أراد أن يوقف الطعام فوضع يده في حلقه حيث كل إنسان له علامة .
الفصل الحادي والأربعون
(5/110)
حينئذ علم كلاهما انهما كانا عريانين ، فلذلك استحيا وأخذا أوراق التين وصنعا ثوبا لسوأتهما ، فلما مالت الظهيرة إذا بالله قد ظهر لهما ونادى آدم قائلا: ( آدم أين أنت ) فأجاب : ( يا رب تخبأت من حضرتك لأني وامرأتي عريانان فلذلك نستحي أن نتقدم أمامك ) فقال الله : ( ومن اغتصب منكما براءتكما إلا أن تكونا أكلتما التمر فصرتما بسببه نجسين ، ولا يمكنكما أن تمكثا بعد في الجنة)، أجاب آدم : ( يا رب ان الزوجة التي أعطيتني طلبت مني أن آكل فأكلت منه ) حينئذ قال الله للمرأة : ( لماذا أعطيت طعاما كهذا لزوجك؟ ) أجابت حواء : ( ان الشيطان خدعني فأكلت ) قال الله : ( كيف دخل ذلك الرجيم إلى هنا ؟ ) أجابت حواء : ( ان الحية التي تقف على الباب الشمالي من الجنة أحضرته إلى جانبي ) فقال الله لآدم : ( لتكن الأرض ملعونة بعملك لأنك أصغيت لصوت امرأتك وأكلت الثمر ، لتنبت لك حسكا وشوكا ، ولتأكل الخبز بعرق وجهك ، واذكر انك تراب والى التراب تعود ) وكلم حواء قائلا : وأنت التي أصغيت للشيطان ، وأعطيت زوجك الطعام تلبثين تحت تسلط الرجل الذي يعاملك كأمة ، وتحملين الأولاد بالألم ، ولما دعا الحية دعا الملاك ميخائيل الذي يحمل سيف الله وقال : ( اطرد أولا من الجنة هذه الحية الخبيثة ، ومتى صارت خارجا فاقطع قوائمها ، فإذا أرادت أن تمشي يجب أن تزحف ) ثم نادى الله بعد ذلك الشيطان فأتى ضاحكا فقال له : ( لأنك أيها الرجيم خدعت هذين وصيرتهما نجسين أريد أن تدخل في فمك كل نجاسة فيهما وفي كل أولادهما متى تابوا عنها وعبدوني حقا فخرجت منهم فتصير مكتظا بالنجاسة )فجأر الشيطان حينئذ جأرا مخوفا وقال : ( لما كنت تريد أن تصيرني أردأ مما أنا عليه فإني سأجعل نفسي كما أقدر أن أكون ) حينئذ قال الله: ( انصرف أيها اللعين من حضرتي ) فانصرف الشيطان، ثم قال الله لآدم وحواء اللذين كانا ينتحبان: اخرجا من الجنة ، وجاهدا أبدانكما ولا يضعف رجاؤكما ، لأني(5/111)
ارسل ابنكما على كيفية يمكن بها لذريتكما أن ترفع سلطة الشيطان عن ال*** البشري ، لأني سأعطي رسولي الذي سيأتي كل شيء ، فاحتجب الله وطردهما الملاك ميخائيل من الفردوس ، فلما التفت آدم رأى مكتوبا فوق الباب : (( لا إله إلا الله محمد رسول الله )) فبكى عند ذلك وقال : ( أيها الابن عسى الله أن يريد أن تأتي سريعا وتخلصنا من هذا الشقاء ) قال يسوع : هكذا أخطأ الشيطان وآدم بسبب الكبرياء ، أما احدهما فلأنه احتقر الإنسان ، وأما الآخر فلأنه أراد أن يجعل نفسه ندا لله .
الفصل الثاني والأربعون
(5/112)
فبكى التلاميذ بعد هذا الخطاب، وكان يسوع باكيا لما رأوا كثيرين من الذين جاءوا يفتشون عليه ، فإن رؤساء الكهنة تشاوروا فيما بينهم ليتسقطوه بكلامه، لذلك أرسلوا اللاويين وبعض الكتبة يسألونه قائلين : من أنت ؟ فاعترف يسوع وقال : الحق إني لست مسيا ، فقالوا : أأنت ايليا أو أرميا أو أحد الأنبياء القدماء ؟ أجاب يسوع : كلا، حينئذ قالوا : من أنت ، قل لنشهد للذين أرسلونا ؟ ، فقال حينئذ يسوع : أنا صوت صارخ في اليهودية كلها ، يصرخ : أعدوا طريق رسول الرب كما هو مكتوب في اشعيا، قالوا: إذا لم تكن المسيح ولا ايليا أو نبيا ما فلماذا تبشر بتعليم جديد وتجعل نفسك أعظم شأنا من مسيا؟ ، أجاب يسوع : إن الآيات التي يفعلها الله على يدي تظهر إني اتكلم بما يريد الله ، ولست احسب نفسي نظير الذي تقولون عنه ، لأني لست أهلا أن أحل رباطات جرموق أو سيور حذاء رسول الله الذي تسمونه مسيا الذي خلق قبلي وسيأتي بعدي وسيأتي بكلام الحق ولا يكون لدينه نهاية فانصرف اللاويون والكتبة بالخيبة وقصوا كل شيء على رؤساء الكهنة الذين قالوا: ان الشيطان على ظهره وهو يتلو كل شيء عليه، ثم قال يسوع لتلاميذه: الحق أقول لكم ان رؤساء وشيوخ شعبنا يتربصون بي الدوائر، فقال بطرس: لا تذهب فيما بعد إلى أورشليم ، فقال له يسوع : انك لغبي ولا تدري ما تقول فإن علي أن أحتمل اضطهادات كثيرة لأنه هكذا احتمل جميع الأنبياء وأطهار الله ولكن لا تخف لأنه يوجد قوم معنا وقوم علينا، ولما قال يسوع هذا انصرف وذهب إلى جبل طابور وصعد معه بطرس ويعقوب ويوحنا اخوه مع الذي يكتب هذا، فأشرق هناك فوقهم نور عظيم ، وصارت ثيابه بيضاء كالثلج، ولمع وجهه كالشمس ، وإذا بموسى وايليا قد جاءا يكلمان يسوع بشأن ما يسحل بشعبنا وبالمدينة المقدسة، فتكلم بطرس قائلا : يا رب حسن أن نكون ههنا ، فإذا أردت نضع ثلاث مظال لك واحدة ولموسى واحدة والأخرى لايليا ، وبينما كان يتكلم غشيته سحابة(5/113)
بيضاء، وسمعوا صوتا قائلا : انظروا خادمي الذي به سررت ، اسمعوا له ، فارتاع التلاميذ وسقطوا على وجوههم إلى الأرض كأنهم أموات ، فنزل يسوع وأنهض تلاميذه قائلا : لا تخافوا لأن الله يحبكم وقد فعل هذا لكي تؤمنوا بكلامي .
الفصل الثالث والأربعون
(5/114)
ونزل يسوع إلى التلاميذ الثمانية الذين كانوا ينتظرونه أسفل، وقص الأربعة على الثمانية كل ما رأوا، وهكذا زال في ذلك اليوم من قلوبهم كل شك في يسوع إلا يهوذا الاسخريوطي الذي لم يؤمن بشيء، وجلس يسوع على سفح الجبل وأكلوا من الأثمار البرية لأنه لم يكن عندهم خبز، حينئذ قال اندراوس: لقد حدثتنا بأشياء كثيرة عن مسيا فتكرم بالتصريح لنا بكل شيء، فأجاب يسوع: كل من يعمل فإنما يعمل لغاية يجد فيها غناء، لذلك أقول لكم أن الله لما كان بالحقيقة كاملا لم يكن له حاجة إلى غناء، لأنه الغناء عنده نفسه، وهكذا لما أراد أن يعمل خلق قبل كل شيء نفس رسوله الذي لأجله قصد إلى خلق الكل ، لكي تجد الخلائق فرحا وبركة بالله ، ويسر رسوله بكل خلائقه التي قدر أن تكون عبيدا ، ولماذا وهل كان هذا هكذا إلا لأن الله أراد ذلك ؟ ، الحق أقول لكم إن كل نبي متى جاء فإنه إنما يحمل لأمة واحدة فقط علامة رحمة الله ، ولذلك لم يتجاوز كلامهم الشعب الذي أرسلوا إليه، ولكن رسول الله متى جاء يعطيه الله ما هو بمثابة خاتم يده، فيحمل خلاصا ورحمة لأمم الأرض الذين يقبلون تعليمه، وسيأتي بقوة على الظالمين ، ويبيد عبادة الأصنام بحيث يخزي الشيطان، لأنه هكذا وعد الله إبراهيم قائلا : ( انظر فاني بنسلك ابارك كل قبائل الأرض وكما حطمت يا إبراهيم الأصنام تحطيما هكذا سيفعل نسلك) أجاب يعقوب: يا معلم قل لنا بمن صنع هذا العهد؟ ، فان اليهود يقولون (( باسحق )) والاسماعيليون يقولون (( باسماعيل )) ، أجاب يسوع : ابن من كان داود ومن أي ذرية ؟ ، أجاب يعقوب : من اسحق لأن اسحق كان أبا يعقوب ويعقوب كان أبا يهوذا الذي من ذريته داود، فحينئذ قال يسوع : ومتى جاء رسول الله فمن نسل من يكون ، أجاب التلاميذ : من داود ، فأجاب يسوع : لا تغشوا أنفسكم ، لأن داود يدعوه في الروح ربا قائلا هكذا: (قال الله لربي اجلس عن يميني حتى اجعل اعداءك موطئا لقدميك ، يرسل الرب قضيبك الذي(5/115)
سيكون ذا سلطان في وسط أعدائك) فإذا كان رسول الله الذي تسمونه مسيا بن داود فكيف يسميه داود ربا ، صدقوني لأني أقول لكم الحق ان العهد صنع باسماعيل لا باسحق .
الفصل الرابع والأربعون
(5/116)
حينئذ قال التلاميذ : يا معلم هكذا كتب في كتاب موسى أن العهد صنع باسحق ، أجاب يسوع متأوها: هذا هو المكتوب، ولكن موسى لم يكتبه ولا يشوع، بل أحبارنا الذين لا يخافون الله ، الحق أقول لكم إنكم إذا اعملتم النظر في كلام الملاك جبريل تعلمون خبث كتبتنا وفقهائنا ، لأن الملاك قال : ( يا إبراهيم سيعلم العالم كله كيف يحبك الله، ولكن كيف يعلم العالم محبتك لله، حقا يجب عليك أن تفعل شيئا لأجل محبة الله)، أجاب إبراهيم: (ها هو ذا عبد الله مستعد أن يفعل كل ما يريد الله ) فكلم الله حينئذ إبراهيم قائلا : خذ ابنك بكرك اسماعيل واصعد الجبل لتقدمه ذبيحة ) فكيف يكون اسحق البكر وهو لما ولد كان اسماعيل ابن سبع سنين ؟ ، فقال حينئذ التلاميذ : ان خداع الفقهاء لجلى ، لذلك قل لنا أنت الحق لأننا نعلم انك مرسل من الله، فأجاب حينئذ يسوع : الحق أقول لكم ان الشيطان يحاول دائما ابطال شريعة الله ، فلذلك قد نجس هو واتباعه والمراؤون وصانعوا الشر كل شيء اليوم ، الأولون بالتعليم الكاذب والآخرون بمعيشة الخلاعة ، حتى لا يكاد يوجد الحق تقريبا ، ويل للمرائين لأن مدح هذا العالم سينقلب عليهم اهانة وعذابا في الجحيم، لذلك أقول لكم ان رسول الله بهاء يسر كل ما صنع الله تقريبا ، لأنه مزدان بروح الفهم والمشورة ، روح الحكمة والقوة ، روح الخوف والمحبة ، روح التبصر والاعتدال ، مزدان بروح المحبة والرحمة ، روح العدل والتقوى ، روح اللطف والصبر التي أخذ منها من الله ثلاثة اضعاف ما أعطى لسائر خلقه ، ما أسعد الزمن الذي سيأتي فيه إلى العالم ، صدقوني إني رأيته وقدمت له الاحترام كما رآه كل نبي، لأن الله يعطيهم روحه نبوة ، ولما رأيته امتلأت عزاءا قائلا : يا محمد ليكن الله معك وليجعلني أهلا أن أحل سير حذائك ، لأني إذا نلت هذا صرت نبيا عظيما وقدوس الله ، ولما قال يسوع هذا شكرالله.
الفصل الخامس والأربعون
(5/117)
ثم جاء الملاك جبريل يسوع وكلمه بصراحة حتى إننا نحن أيضا سمعنا صوته يقول : ( قم واذهب إلى أورشليم ) فانصرف يسوع وصعد إلى أورشليم ، ودخل يوم السبت الهيكل وابتدأ يعلم الشعب ، فاسرع الشعب إلى الهيكل مع رئيس الكهنة والكهنة الذين اقتربوا من يسوع قائلين : يا معلم قيل لنا انك تقول سوءا فينا لذلك احذر أن يحل بك سوء ، أجاب يسوع : الحق أقول لكم أني أقول سوءا عن المرائين فإذا كنتم مرائين فإني اتكلم عنكم ، فقالوا: من هو المرائي قل لنا صريحا، قال يسوع : الحق أقول لكم إن كل من يفعل حسنا لكي يراه الناس فهو مراء ، لأن عمله لا ينفذ إلى القلب الذي لا يراه الناس فيترك فيه كل فكر نجس وكل شهوة قذرة ، أتعلمون من هو المرائي ، هو الذي يعبد بلسانه الله ويعبد بقلبه الناس ، انه بغي لانه متى مات يخسر كل جزاء ، لأن في هذا الموضوع يقول النبي داود : ( لا تثقوا بالرؤساء ولا بأبناء الناس الذين ليس بهم خلاص لأنه عند الموت تهلك أفكارهم ) بل قبل الموت يرون أنفسهم محرومين من الجزاء ، لأن (( الإنسان )) كما قال أيوب نبي الله : غير ثابت فلا يستقر على حال ، فإذا مدحك اليوم ذمك غدا ، وإذا أراد أن يجزيك اليوم سلبك غدا ، ويل إذا للمرائين لأن جزاءهم باطل ، لعمر الله الذي أقف في حضرته ان المرائي لص ، ويرتكب التجديف لأنه يتذرع بالشريعة ليظهر صالحا ، ويختلس مجد الله الذي له وحده الحمد والمجد إلى الأبد ، ثم أقول لكم أيضا انه ليس للمرائي إيمان ، لأنه لو آمن بأن الله يرى كل شيء وانه يقاص الإثم بدينونة مخوفة لكان ينقي قلبه الذي يبقيه ممتلئا بالإثم لأنه لا إيمان له ، الحق أقول لكم ان المرائي كقبر أبيض من الخارج ، ولكنه مملوء فسادا وديدانا ، فإذا كنتم أيها الكهنة تعبدون الله لان الله خلقكم ويطلب ذلك منكم فلا أندد بكم لأنكم خدمة الله ، ولكن إذا كنتم تفعلون كل شيء لأجل الربح ، وتبيعون وتشترون في الهيكل كما في السوق ، غير حاسبين(5/118)
أن هيكل الله بيت للصلاة لا للتجارة وأنتم تحولونه مغارة لصوص ، وإذا كنتم تفعلون كل شيء لترضوا الناس ، وأخرجتم الله من عقلكم ، فإني أصيح بكم أنكم أبناء الشيطان ، لا أبناء إبراهيم الذي ترك بيت أبيه حبا في الله ، وكان راضيا أن يذبح ابنه ، ويل لكم أيها الكهنة والفقهاء إذا كنتم هكذا لأن الله يأخذ منكم الكهنوت.
الفصل السادس والأربعون
(5/119)
وتكلم يسوع أيضا قائلا : أضرب لكم مثلا ، غرس رب بيت كرما وجعل له سياجا لكي لا تدوسه الحيوانات ، وبنى في وسطه معصرة للخمر ، وأجره للكرامين ، ولما حان الوقت ليجمع الخمر أرسل عبيده ، فلما رآهم الكرامون رجموا بعضا وأحرقوا بعضا وبقروا الآخرين بمدية، وفعلوا هذا مرارا عديدة، فقولوا لي ماذا يفعل صاحب الكرم بالكرامين ؟ ، فأجاب كل واحد : انه ليهلكهم شر هلكة ويسلم الكرم لكرامين آخرين، لذلك قال يسوع: ألا تعلمون إن الكرم هو بيت إسرائيل والكرامين شعب يهوذا وأورشليم ؟ ، ويل لكم لان الله غاضب عليكم ، لأنكم بقرتم كثيرين من أنبياء الله حتى أنه لم يوجد في زمن أخاب واحد يدفن قديسي الله ، ولما قال هذا أراد رؤساء الكهنة أن يمسكوه ولكنهم خافوا العامة الذين عظموه ، ثم رأى يسوع امرأة كان رأسها منحنيا نحو الأرض منذ ولادتها ، فقال : ارفعي رأسك أيتها المرأة باسم إلهنا ليعرف هؤلاء أني أقول الحق وانه يريد ان أذيعه ، فاستقامت حينئذ المرأة صحيحة معظمة لله، فصرخ رؤساء الكهنة قائلين : ليس هذا الإنسان مرسلا من الله، لأنه لا يحفظ السبت إذ قد أبرأ اليوم مريضا ، أجاب يسوع : ألا فقولوا لي ألا يحل التكلم في يوم السبت وتقديم الصلاة لخلاص الآخرين ؟ ، ومن منكم إذا سقط حماره يوم السبت في حفرة لا ينتاشه يوم السبت ؟ ، لا أحد مطلقا، فهل أكون قد كسرت يوم السبت بإبراء ابنة من بني إسرائيل ؟ ، حقا انه قد علم هنا رؤياكم، كم من حاضر هنا ممن يحذرون أن يصيب عين غيرهم قذى والجذع يوشك أن يشج رؤوسهم ، ما أكثر الذين يخشون النملة ولكنهم لا يبالون بالفيل ؟ ، ولما قال هذا خرج من الهيكل، ولكن الكهنة احتدموا غيظا فيما بينهم ، لانهم لم يقدروا أن يمسكوه وينالوا منه مأربا كما فعل آباؤهم في قدوسي الله .
الفصل السابع والأربعون
(5/120)
ونزل يسوع في السنة الثانية من وظيفته النبوية من أورشليم، وذهب إلى نايين، فلما اقترب من باب المدينة كان أهل المدينة يحملون إلى القبر ابنا وحيدا لإمه الأرملة ، وكان كل أحد ينوح عليه ، فلما وصل يسوع علم الناس إن الذي جاء إنما هو يسوع نبي الجليل، فلذلك تقدموا وتضرعوا إليه لأجل الميت طالبين أن يقيمه لأنه نبي ، وفعل تلاميذه كذلك، فخاف يسوع كثيرا ، ووجه نفسه لله وقال : خذني من العالم يارب ، لأن العالم مجنون وكادوا يدعونني إلها ، ولما قال ذلك بكى ، حينئذ جاء الملاك جبريل ، وقال : لا تخف يا يسوع لأن الله أعطاك قوة على كل مرض ، حتى إن كل ما تمنحه باسم الله يتم برمته ، فعند ذلك تنهد يسوع قائلا : لتنفذ مشيئتك أيها الإله القدير الرحيم ، ولما قال هذا اقترب من أم الميت وقال لها بشفقة : لا تبكي أيتها المرأة ، ثم أخذ يد الميت وقال : أقول لك أيها الشاب باسم الله قم صحيحا ؟ ، فانتعش الغلام ، وامتلأ الجميع خوفا قائلين : لقد أقام الله لنا (( نبيا )) عظيما بيننا وافتقد شعبه .
الفصل الثامن و الأربعون
(5/121)
كان جيش الرومان في ذلك الوقت في اليهودية ، لان بلادنا كانت خاضعة لهم بسبب خطايا أسلافنا ، وكانت عادة الرومان أن يدعوا كل من فعل شيئا جديدا فيه نفع للشعب إلها ويعبدوه، فلما كان بعض هؤلاء الجنود في نايين وبخوا واحدا بعد آخر قائلين: لقد زاركم أحد آلهتكم وأنتم لا تكترثون له؟ ، حقا لو زارتنا آلهتنا لا عطيناهم كل مالنا ، وانتم تنظرون كم نخشى آلهتنا لأننا نعطى تماثيلهم أفضل ما عندنا، فوسوس الشيطان بهذا الأسلوب من الكلام حتى أنه أثار شغبا بين شعب نايين ، لكن يسوع لم يمكث في نايين بل تحول ليذهب إلى كفرناحوم، وبلغ الشقاق في نايين مبلغا قال معه قوم: إن الذي زارنا إنما هو إلهنا، وقال آخرون : أن الله لا يرى فلم يره أحد حتى ولا موسى عبده فليس هو الله بل هو بالحرى ابنه ، وقال آخرون: انه ليس الله ولا ابن الله لأنه ليس لله جسد فيلد بل هو نبي عظيم من الله ، وبلغ من وسوسة الشيطان إن كاد يجر ذلك على شعبنا في السنة الثالثة من وظيفة يسوع النبوية خرابا عظيما ، وذهب يسوع إلى كفرناحوم ، فلما عرفه أهل المدينة جمعوا كل مرضاهم ووضعوهم في مقدم الرواق حيث كان يسوع وتلاميذه نازلين، فدعوا يسوع وتضرعوا إليه لأجل صحتهم، فألقى يسوع يده على كل منهم قائلا : يا إله إسرائيل باسمك القدوس أعط صحة لهذا العليل، فبرئوا جميعهم ، ودخل يسوع يوم السبت المجمع فأسرع كل الشعب إلى هناك ليسمعوه يتكلم .
الفصل التاسع و الأربعون
(5/122)
قرأ الكتبة في ذلك اليوم مزمور داود حيث يقول داود: متى وجدت وقتا أقضي بالعدل ، وبعد قراءة الأنبياء انتصب يسوع وأومأ ايماء السكوت بيديه، وفتح فاه وتكلم هكذا : أيها الاخوة لقد سمعتم الكلام الذي تكلم به النبي داود أبونا انه متى وجد وقتا قضى بالعدل ، اني أقول لكم حقا ان كثيرين يقضون فيخطئون ، وإنما يخطئون فيما لا يوافق أهواءهم، وأما ما يوافقها فيقضون به قبل وقته ، كذلك ينادينا إله آبائنا على لسان نبيه داود قائلا: اقضوا بالعدل يا أبناء الناس، فما أشقى أولئك الذين يجلسون على منعطفات الشوارع ولا عمل لهم إلا الحكم على المارة ، قائلين : ذلك جميل وهذا قبيح ذلك حسن وهذا ردىء ، ويل لهم لأنهم يرفعون قضيب الدينونة من يد الله الذي يقول : اني شاهد وقاض ولا أعطي مجدي لاحد ، الحق أقول لكم ان هؤلاء يشهدون بما لم يروا ولم يسمعوا قط ، ويقضون دون أن ينصبوا قضاة، وانهم لذلك مكرهون على الأرض أمام عيني الله الذي سيدينهم دينونة رهيبة في اليوم الآخر ، ويل لكم ويل لكم أنتم الذين تمدحون الشر وتدعون الشر خيرا ، لأنكم تحكمون على الله بأنه أثيم وهو منشىء الصلاح، وتبررون الشيطان كأنه صالح وهو منشأ كل شر ، فتأملوا أي قصاص يحل بكم وان الوقوع في دينونة الله مخوف وستحل حينئذ على أولئك الذين يبررون الأثيم لأجل النقود ، ولا يقضون في دعوى اليتامى والارامل ، الحق أقول لكم ان الشياطين سيقشعرون من دينونة هؤلاء ، لأنها ستكون رهيبة جدا، أيها الإنسان المنصوب قاضيا لا تنظر إلى شيء آخر ، لا إلى الأقرباء ولا إلى الأصدقاء ولا إلى الشرف ولا إلى الربح ، بل أنظر فقط بخوف الله إلى الحق الذي يجب عليك أن تطلبه باجتهاد أعظم ، لأنه يقيك دينونة الله ، ولكني أنذرك أن من يدين بدون رحمة يدان بدون رحمة .
الفصل الخمسون
(5/123)
قل لي أيها الإنسان الذي تدين غيرك، ألا تعلم ان منشأ كل البشر من طينة واحدة ، ألا تعلم أنه لا يوجد أحد صالح إلا الله وحده ، لذلك كان كل إنسان كاذبا وخاطئا ، صدقني أيها الإنسان انك إذا كنت تدين غيرك على ذنب فإن في قلبك منه ما تدان عليه ، ما أشد القضاء خطرا، ما أكثر الذين هلكوا بقضائهم الجائر، فالشيطان حكم على الإنسان بأنه أنجس منه، لذلك عصى الله خالقه، تلك المعصية التي لم يتب عنها فان لي علما بذلك من محادثتي اياه، وقد حكم ابوانا الاولان بحسن حديث الشيطان، فطردا لذلك من الجنة، وقضيا على كل نسلهما، الحق أقول لكم لعمر الله الذي أقف في حضرته ان الحكم الباطل هو أبو كل الخطايا، لأن لا أحد يخطىء بدون ارادة ولا أحد يريد ما لا يعرف ، ويل إذا للخاطئ الذي يحكم في قضائه بأن الخطيئة صالحة والصلاح فساد، الذي يرفض لذلك السبب الصلاح ويختار الخطيئة ، أنه سيحل به قصاص لا يطاق متى جاء الله ليدين العالم ، ما أكثر الذين هلكوا بسبب القضاء الجائر ، وما أكثر الذين أوشكوا أن يهلكوا ، قضى فرعون على موسى وشعب إسرائيل بالكفر ، وقضى شاول على داود بأنه مستحق للموت ، وقضى اخاب على ايليا، ونبوخذ نصرعلى الثلاثة الغلمان الذين لم يعبدوا آلهتهم الكاذبة، وقضى الشيخان على سوسنة ، وقضى كل الرؤساء عبدة الاصنام على الانبياء ، ما أرهب قضاء الله، يهلك القاضي وينجو المقضي عليه ، ولماذا هذا أيها الانسان ان لم يكن لأنهم يحكمون على البرئ ظلما بالطيش ؟ ما كان أشد قرب الصالحين من الهلاك ، لأنهم حكموا باطلا، يتبين ذلك من ( قصه ) أخوة يوسف الذين باعوه (( للمصريين )) ومن هرون ومريم اخت موسى اللذين حكما على أخيهما، وثلاثة من أصدقاء أيوب حكموا على خليل الله البرئ أيوب ، وداود قضى على مفيبوشت وأوريا ، وقضى كورش بأن يكون دانيال طعاما للاسود ، وكثيرون آخرون أشرفوا على الهلاك بسبب هذا ، لذلك أقول لكم لا تدينوا فلا تدانوا ، فلما(5/124)
أنجز يسوع كلامه تاب كثيرون نائحين على خطاياهم وودوا لو يتركون كل شيء ويتبعونه ، ولكن يسوع قال : ابقوا في بيوتكم ، واتركوا الخطيئة ، واعبدوا الله بخوف فبهذا تخلصون ، لأني لم آت لأخدَم بل لأخدِم ، ولما قال هذا خرج من المجمع والمدينة ، وانفرد في الصحراء ليصلي لأنه كان يحب العزلة كثيرا.
الفصل الحادي والخمسون
(5/125)
بعد أن صلى للرب جاء تلاميذه إليه وقالوا : يا معلم نحب أن نعرف شيئين ، أحدهما كيف كلمت الشيطان وأنت تقول عنه مع ذلك أنه غير تائب ؟ ، والآخر كيف يأتي الله ليدين في يوم الدينونة ؟ ، أجاب يسوع : الحق أقول لكم أني عطفت على الشيطان لما علمت بسقوطه ، وعطفت على ال*** البشري الذي يفتنه ليخطئ ، لذلك صليت وصمت لإلهنا الذي كلمني بواسطة ملاكه جبريل: ( ماذا تطلب يا يسوع وما هو سؤلك ؟ ) أجبت : يا رب أنت تعلم أي شر كان الشيطان سببه وأنه بواسطة فتنته يهلك كثيرون ، وهو خليقتك يا رب التي خلقت ، فارحمه يا رب ، أجاب الله : يا يسوع أنظر فإني أصفح عنه ، فحمله على أن يقول فقط (أيها الرب إلهي لقد أخطأت فارحمني ، فأصفح عنه وأعيده إلى حاله الأولى ) ، قال يسوع: لما سمعت هذا سررت جدا موقنا إني قد فعلت هذا الصلح، لذلك دعوت الشيطان فأتى قائلا : ( ماذا يجب أن أفعل لك يا يسوع ؟ ) أجبت : إنك تفعل لنفسك أيها الشيطان ، لأني لا أحب خدمتك، وإنما دعوتك لما فيه صلاحك ، أجاب الشيطان : ( إذا كنت لا تود خدمتي فإني لا أود خدمتك لأني أشرف منك، فأنت لست أهلا لأن تخدمني أنت يا من هو طين أما أنا فروح ) فقلت : لنترك هذا وقل لي اليس حسنا أن تعود إلى جمالك الأول وحالك الأولى، وأنت تعلم أن الملاك ميخائيل سيضربك في يوم الدينونه بسيف الله مئة ألف ضربة ، وسينالك من كل ضربة عذاب عشر جحيمات ، أجاب الشيطان : ( سنرى في ذلك اليوم أينا أكثر فعلا ، فإنه سيكون لي ( أنصار ) كثيرون من الملائكة ومن أشد عبدة الأوثان قوة الذين يزعجون الله ، وسيعلم إى غلطة عظيمة أرتكب بطردي من أجل طينة نجسه )حينئذ قلت : أيها الشيطان أنك سخيف العقل فلا تعلم ما أنت قائل ، فهز حينئذ الشيطان رأسه ساخرا وقال : ( تعال الآن ولنتم هذه المصالحة بيني وبين الله ، وقل أنت يا يسوع ما يجب فعله لأنك أنت صحيح العقل ) أجبت يجب التكلم بكلمتين فقط ، أجاب الشيطان : ( وما هما؟(5/126)
) أجبت : هما (( أخطأت فارحمني )) فقال الشيطان: ( اني بمسرة أقبل هذه المصالحة إذا قال الله هاتين الكلمتين لي ) فقلت: انصرف عني الآن أيها اللعين ، لأنك الأثيم المنشيء لكل ظلم وخطيئة ، ولكن الله عادل منزه عن الخطايا ، فانصرف الشيطان مولولا وقال : ( ان الأمر ليس كذلك يا يسوع ولكنك تكذب لترضي الله )قال يسوع لتلاميذه : أنظروا الآن أنى يجد رحمة ، أجابوا : أبدا يا رب لأنه غير تائب ، أما الآن فأخبرنا عن دينونة الله .
الفصل الثاني والخمسون
الحق أقول لكم أن يوم دينونة الله سيكون رهيبا بحيث أن المنبوذين يفضلون عشر جحيمات على أن يذهبوا ليسمعوا الله يكلمهم بغضب شديد، الذين ستشهد عليهم كل المخلوقات، الحق أقول لكم ليس المنبوذين هم الذين يخشون فقط بل القديسون وأصفياء الله (( كذلك )) ، حتى أن إبراهيم لا يثق ببره، ولا يكون لأيوب ثقة في براءته، وماذا أقول؟ ، بل أن رسول الله سيخاف، لأن الله اظهارا لجلاله سيجرد رسوله من الذاكرة، حتى لا يذكر كيف أن الله أعطاه كل شيء ، الحق أقول لكم متكلما من القلب أني أقشعر لأن العالم سيدعوني إلها، وعلي أن أقدم لأجل هذا حسابا، لعمر الله الذي نفسي واقفة في حضرته أني رجل فان كسائر الناس، على أني وان أقامني الله نبيا على بيت إسرائيل لأجل صحة الضعفاء وإصلاح الخطاة خادم الله، وأنتم شهدا على هذا كيف أني أنكر على هؤلاء الأشرار الذين بعد انصرافي من العالم سيبطلون حق إنجيلي بعمل الشيطان، ولكني سأعود قبيل النهاية، وسيأتي معي أخنوخ وايليا، ونشهد على الأشرار الذين ستكون آخرتهم ملعونة، وبعد أن تكلم يسوع هكذا أذرف الدموع ، فبكى تلاميذه بصوت عال ورفعوا أصواتهم قائلين: اصفح أيها الرب الإله وارحم خادمك البريء، فأجاب يسوع آمين آمين.
الفصل الثالث والخمسون
(5/127)
قال يسوع : قبل أن يأتي ذلك اليوم سيحل بالعالم خراب عظيم، وستنشب حرب فتاكة طاحنة، فيقتل الأب ابنه، ويقتل الابن أباه بسبب أحزاب الشعوب، ولذلك تنقرض المدن وتصير البلاد قفرا، وتقع أوبئة فتاكة حتى لا يعود يوجد من يحمل الموتى للمقابر بل تترك طعاما للحيوانات، وسيرسل الله مجاعة على الذين يبقون على الأرض فيصير الخبز أعظم قيمة من الذهب، فيأكلون كل أنواع الأشياء النجسة، يالشقاء ((ذلك)) الجيل الذي لا يكاد يسمع فيه أحد يقول: (( أخطأت فارحمني يا الله)) يجدفون بأصوات مخوفة على المجيد المبارك إلى الأبد، وبعد هذا متى أخذ ذلك اليوم في الاقتراب تأتي كل يوم علامة مخوفة على سكان الأرض مدة خمسة عشر يوما، ففي اليوم الأول تسير الشمس في مدارها في السماء بدون نور، بل تكون سوداء كصبغ الثوب، وستئن كما يئن أب على ابن مشرف على الموت، وفي اليوم الثاني يتحول القمر إلى دم، وسيأتي دم على الأرض كالندى، وفي اليوم الثالث تشاهد النجوم آخذة في الاقتتال كجيش من الأعداء، وفي اليوم الرابع تتصادم الحجارة والصخور كأعداء ألداء، وفي اليوم الخامس يبكي كل نبات وعشب دما، وفي اليوم السادس يطغى البحر دون أن يتجاوز محله إلى علو مئة وخمسين ذراعا، ويقف النهار كله كجدار، وفي اليوم السابع ينعكس الأمر فيغور حتى لا يكاد يرى، وفي اليوم الثامن تتألب الطيور وحيوانات البر والماء ولها جوار وصراخ، وفي اليوم التاسع ينزل صيب من البرد مخوف بحيث أنه يفتك فتكا لا يكاد ينجو منه عشر الأحياء، وفي اليوم العاشر يأتي برق ورعد مخوفان فينشق ويحترق ثلث الجبال، وفي اليوم الحادي عشر يجري كل نهر إلى الوراء ويجري دما لا ماء، وفي اليوم الثاني عشر يئن ويصرخ كل مخلوق، وفي اليوم الثالث عشر تطوى السماء كطي الدرج، وتمطر نارا حتى يموت كل حي، وفي اليوم الرابع عشر يحدث زلزال مخوف حتى أن قنن الجبال تتطاير منه في الهواء كالطيور، وتصير الأرض كلها سهلا، وفي اليوم(5/128)
الخامس عشر تموت الملائكة الأطهار، ولا يبقى حيا إلا الله وحده الذي له الاكرام والمجد، ولما قال يسوع هذا صفع وجهه بكلتا يديه، ثم ضرب الأرض برأسه ولما رفع رأسه قال: ليكن ملعونا كل من يدرج في أقوالي أني ابن الله، فسقط التلاميذ عند هذه الكلمات كأموات، فأنهضهم يسوع قائلا: لنخف الله الآن إذا أردنا أن لا نراع في ذلك اليوم.
الفصل الرابع والخمسون
(5/129)
فمتى مرت هذه العلامات تغشى العالم ظلمة أربعين سنة ليس فيها من حي إلا الله وحده الذي له الاكرام والمجد إلى الأبد، ومتى مرت الأربعون سنة يحيي الله رسوله الذي سيطلع أيضا كالشمس بيد أنه متألق كألف شمس، فيجلس ولا يتكلم لأنه سيكون كالمخبول، وسيقيم الله أيضا الملائكة الأربعة المقربين، لله الذين ينشدون رسول الله، فمتى وجدوه قاموا على الجوانب الأربعة للمحل حراسا له، ثم يحيي الله بعد ذلك سائر الملائكة الذين يأتون كالنحل ويحيطون برسول الله، ثم يحيي الله بعد ذلك سائر أنبيائه الذين سيأتون جميعهم تابعين لآدم، فيقبلون يد رسول الله واضعين أنفسهم في كنف حمايته ثم يحيي الله بعد ذلك سائر الأصفياء الذين يصرخون : ( أذكرنا يا محمد)، فتتحرك الرحمة في رسول الله لصراخهم، وينظر فيما يجب فعله خائفا لأجل خلاصهم، ثم يحيي الله بعد ذلك كل مخلوق فتعود إلى وجودها الأول، وسيكون لكل منها قوة النطق علاوة، ثم يحيي الله بعد ذلك المنبوذين كلهم الذين عند قيامتهم يخاف سائر خلق الله بسبب قبح منظرهم، ويصرخون : ( أيها الرب إلهنا لا تدعنا من رحمتك) وبعد هذا يقيم الله الشيطان الذي سيصير كل مخلوق عند النظر إليه كميت خوفا من هيئة منظره المريع، ثم قال يسوع: أرجو الله أن لا أرى هذه الهولة في ذلك اليوم. ان رسول الله وحده لا يتهيب هذه المناظر لأنه لا يخاف إلا الله وحده، عندئذ يبوق الملاك مرة أخرى فيقوم الجميع لصوت بوقه قائلا: تعالوا للدينونه أيتها الخلائق لأن خالقك يريد أن يدينك ، فينظر حينئذ في وسط السماء فوق وادي يهو شافاط عرش متألق تظلله غمامة بيضاء، فحينئذ تصرخ الملائكة: ( تبارك إلهنا أنت الذي خلقتنا وأنقذتنا من سقوط الشيطان (عند ذلك يخاف رسول الله لأنه يدرك أن لا أحد أحب الله كما يجب، لأن من يأخذ بالصرافة قطعة ذهب يجب أن يكون معه ستون فلسا، فإذا كان عنده فلس واحد فلا يقدر أن يصرفه، ولكن إذا خاف رسول الله فماذا يفعل(5/130)
الفجار المملوؤون شرا؟ .
الفصل الخامس والخمسون
(5/131)
ويذهب رسول الله ليجمع كل الأنبياء الذين يكلمهم راغبا إليهم أن يذهبوا معه ليضرعوا إلى الله لأجل المؤمنين، فيعتذر كل أحد خوفا، ولعمر الله اني أنا أيضا لا أذهب إلى هناك لأني أعرف ما أعرف، وعندما يرى الله ذلك يذكر رسوله كيف أنه خلق كل الأشياء محبة له، فيذهب خوفه ويتقدم إلى العرش بمحبة واحترام والملائكة ترنم : ( تبارك اسمك القدوس يا الله إلهنا) ومتى صار على مقربة من العرش يفتح الله لرسوله كخليل لخليله بعد طول الأمد على اللقاء، ويبدأ رسول الله بالكلام أولا فيقول: ( اني أعبدك وأحبك يا إلهي، وأشكرك من كل قلبي ونفسي، لأنك أردت فخلقتني لأكون عبدك، وخلقت كل شيء حبا في لأحبك لأجل كل شيء وفي كل شيء وفوق كل شيء، فليحمدك كل خلائقك يا إلهي) حينئذ تقول كل مخلوقات الله )نشكرك يا رب وتبارك اسمك القدوس) الحق أقول لكم أن الشياطين والمنبوذين مع الشيطان يبكون حينئذ حتى أنه ليجري من الماء من عين الواحد منهم أكثر مما في الأردن، ومع هذا فلا يرون الله ، ويكلم الله رسوله قائلا: ( مرحبا بك يا عبدي الأمين، فاطلب ما تريد تنل كل شيء ) فيجيب رسول الله : ( يا رب أذكر أنك لما خلقتني قلت أنك أردت أن تخلق العالم والجنة والملائكة والناس حبا في ليمجدوك بي أنا عبدك، لذلك أضرع إليك أيها الرب الإله الرحيم العادل أن تذكر وعدك لعبدك) فيجيب الله كخليل يمازح خليله ويقول: ( أعندك شهود على هذا يا خليلي محمد؟ ) فيقول باحترام: (نعم يا رب ) فيقول الله: (اذهب وادعهم يا جبريل) فيأتي جبريل إلى رسول الله ويقول: ( من هم شهودك أيها السيد ؟ ) فيجيب رسول الله: ( هم آدم و إبراهيم و اسماعيل و موسى و داود و يسوع ابن مريم) فينصرف الملاك وينادي الشهود المذكورين الذين يحضرون إلى هناك خائفين، فمتى حضروا يقول لهم الله: ( أتذكرون ما أثبته رسولي ؟ ) فيجيبون: ( أي شيء يا رب (فيقول الله: ( إني خلقت كل شيء حبا فيه ليحمدني كل الخلائق به) فيجيب(5/132)
كل منهم: )عندنا ثلاثة شهود أفضل منا يا رب، فيجيب الله: ( ومن هم هؤلاء الثلاثة؟ ) فيقول موسى: ( الأول الكتاب الذي أعطيتنيه ) ويقول داود: ( الثاني الكتاب الذي أعطيتنيه )ويقول الذي يكلمكم: يارب ان العالم كله أغره الشيطان فقال إني كنت ابنك وشريكك، ولكن الكتاب الذي أعطيتنيه قال حقا اني أنا عبدك، ويعترف ذلك الكتاب بما أثبته رسولك، فيتكلم حينئذ رسول الله ويقول: ( هكذا يقول الكتاب الذي أعطيتنيه يا رب)، فعندما يقول رسول الله هذا يتكلم الله قائلا: ( إن ما فعلت الآن إنما فعلته ليعلم كل أحد مبلغ حبي لك ) وبعد أن يتكلم هكذا يعطي الله رسوله كتابا مكتوب فيه أسماء كل مختاري الله، لذلك يسجد كل مخلوق لله قائلا : (لك وحدك اللهم المجد والإكرام لأنك وهبتنا لرسولك) .
الفصل السادس و الخمسون
ويفتح الله الكتاب الذي في يد رسوله، فيقرأ رسوله فيه وينادي كل الملائكة والأنبياء وكل المختارين، ويكون مكتوبا على جبهة كل علامة رسول الله ويكتب في الكتاب مجد الجنة، فيمر حينئذ كل أحد الى يمين الله الذي يكون بالقرب منه رسول الله، ويجلس الأنبياء بجانبه، ويجلس القديسون بجانب الأنبياء، والمباركون بجانب القديسين، فينفخ حينئذ الملاك في البوق ويدعو الشيطان للدينونة.
الفصل السابع و الخمسون
(5/133)
فيأتي حينئذ ذلك الشقي ويشكوه كل مخلوق بامتهان شديد، حينئذ ينادي الله الملاك ميخائيل فيضربه بسيف الله مئة ألف ضربة، وتكون كل ضربة يضرب بها الشيطان بثقل عشر جحيمات، ويكون الأول الذي يقذف به في الهاوية، ثم ينادي الملاك أتباعه فيهانون ويُشكون مثله، وعند ذلك يضرب الملاك ميخائيل بأمر الله بعضا مئة ضربة وبعضا خمسين وبعضا عشرين وبعضا عشرا وبعضا خمسا، ثم يهبطون الهاوية لأن الله يقول لهم: ( ان الجحيم مثواكم أيها الملاعين ) ثم يدعى بعد ذلك الى الدينونة كل الكافرين والمنبوذين، فيقوم عليهم أولا كل الخلائق التي هي أدنى من الانسان شاهدة أمام الله كيف خدمت هؤلاء الناس، وكيف أن هؤلاء أجرموا مع الله وخلقه، ويقوم كل من الأنبياء شاهدا عليهم، فيقضي الله عليهم باللهب الجحيمية، الحق أقول لكم أنه لا كلمة أو لا فكر من الباطل لا يجازى عليه في اليوم الرهيب، الحق أقول لكم أن قميص الشعر سيشرق كالشمس وكل قملة كانت على انسان حبا في الله تتحول لؤلؤة، المساكين الذين كانوا قد خدموا الله بمسكنة حقيقية من القلب لمباركون ثلاثة أضعاف وأربعة أضعاف، لأنهم يكونون خالين في هذا العالم من المشاغل العالمية فتمحى عنهم لذلك خطايا كثيرة، ولا يضطرون في ذلك اليوم أن يقدموا حسابا كيف صرفوا الغنى العالمي، بل يجزون لصبرهم ومسكنتهم، الحق أقول لكم أنه لو علم العالم هذا لفضل قميص الشعر على الارجوان والقمل على الذهب والصوم على الولائم، ومتى انتهى حساب الجميع يقول الله لرسوله: ( أنظر يا خليلي ما كان أعظم شرهم، فأني أنا خالقهم سخرت كل المخلوقات لخدمتهم فامتهنوني في كل شيء، فالعدل كل العدل إذا أن لا أرحمهم ) فيجيب رسول الله: (حقا أيها الرب إلهنا المجيد انه لا يقدر أحد من أخلائك وعبيدك أن يسألك رحمة بهم، واني أنا عبدك أطلب قبل الجميع العدل فيهم) وبعد أن يقول هذا الكلام تصرخ ضدهم الملائكة والأنبياء بجملتها مع مختاري الله كلهم بل(5/134)
لماذا أقول المختارين، لأني الحق أقول لكم أن الرتيلاوات والذباب والحجارة والرمل لتصرخ من الفجار وتطلب اقامة العدل، حينئذ يعيد الله الى التراب كل نفس حية أدنى من الانسان، ويرسل الى الجحيم الفجار الذين يرون مرة أخرى في أثناء سيرهم ذلك التراب الذي يعود اليه الكلاب والخيل وغيرها من الحيوانات النجسة، فحينئذ يقولون: ( أيها الرب الإله أعدنا نحن أيضا الى هذا التراب ولكن لا يعطون سؤلهم) .
الفصل الثامن و الخمسون
وبينما كان يتكلم يسوع بكى التلاميذ بمرارة، وأذرف يسوع عبرات كثيرة، وبعد أن بكى يوحنا قال: ( يا معلم نحب أن نعرف أمرين، أحدهما كيف يمكن رسول الله وهو مملوء رحمة أن لا يشفق على هؤلاء المنبوذين في ذلك اليوم وهم من نفس الطين الذى هو منه، والآخر ما المراد من كون ثقل سيف ميخائيل كعشر جحيمات؟ هل هناك إذاً أكثر من جحيم؟ ) أجاب يسوع: أما سمعتم ما يقول داود النبي كيف يضحك البار من هلاك الخطاة فيستهزئ بالخاطئ بهذه الكلمات قائلا: ( رأيت الانسان الذي اتكل على قوته وغناه ونسي الله) فالحق أقول لكم أن ابراهيم سيستهزئ بأبيه وادم بالمنبوذين كلهم، وإنما يكون هذا لأن المختارين سيقومون كاملين ومتحدين بالله، حتى أنه لا يخالج عقولهم أدنى فكر ضد عدله، ولذلك سيطلب كل منهم اقامة العدل ولا سيما رسول الله، لعمر الله الذي أقف في حضرته مع أني الآن أبكي شفقة على ال*** البشري لأطلبن في ذلك اليوم عدلا بدون رحمة لهؤلاء الذين يحتقرون كلامي، ولا سيما أولئك الذين ينجسون انجيلي.
الفصل التاسع و الخمسون
(5/135)
يا تلاميذي ان الجحيم واحد وفيها يعذب الملعونون الى الأبد، الا أن لها سبع طبقات أو دركات الواحدة منها أعمق من الاخرى، ومن يذهب الى أبعدها عمقا يناله عقاب أشد، ومع ذلك فان كلامي صادق في سيف الملاك ميخائيل لآن من لا يرتكب الا خطيئة واحدة يستحق جحيما ومن يرتكب خطيئتين يستحق جحيمين، فلذلك يشعر المنبوذون وهم في جحيم واحد بقصاص كأنهم به في عشر جحيمات أوفي مئة أوفي ألف، والله القادر على كل شيء سيجعل بقوته وبعدله الشيطان يكابد عذابا كأنه في ألف ألف جحيم، والباقين كلا على قدر اثمه، أجاب حينئذ بطرس: يا معلم حقا ان عدل الله عظيم ولقد جعلك اليوم هذا الخطاب حزينا، لذلك نضرع اليك أن تستريح وغدا أخبرنا أي شيء يشبه الجحيم، أجاب يسوع: يا بطرس انك تقول لي أن أستريح وأنت لا تدري يا بطرس ما أنت قائل والا لما تكلمت هكذا، الحق أقول لكم أن الراحة في هذا العالم إنما هي سم التقوى والنار التي تأكل كل صالح، أنسيتم إذا كيف أن سليمان نبي الله وسائر الأنبياء قد نددوا بالكسل، حق ما يقول: ( الكسلان لا يحرث خوفا من البرد فهو لذلك يتسول في الصيف) لذلك قال: ( كل ما تقدر يدك على فعله فأفعله بدون راحة) وماذا يقول أيوب أبر اخلاء الله: (كما أن الطير مولود للطيران الانسان مولود للعمل ) الحق أقول لكم أني أعاف الراحة أكثر من كل شيء.
الفصل الستون
(5/136)
الجحيم واحد وهي ضد الجنة كما أن الشتاء هو ضد الصيف والبرد ضد الحر، فلذلك يجب على من يصف شقاء الجحيم أن يكون قد رأى جنة نعيم الله، يا له من مكان ملعون بعدل الله لأجل لعنة الكافرين والمنبوذين، الذين قال عنهم أيوب خليل الله: ( ليس من نظام هناك بل خوف أبدي ) ويقول أشعيا النبي في المنبوذين: ( أن لهيبهم لا ينطفئ ودودهم لا يموت) وقال داود أبونا باكيا: (حينئذ يمطر عليهم برقا وصواعق وكبريتا وعاصفة شديدة تبا لهم من خطاة تعساء ما أشد كراهتهم حينئذ للحوم الطيبة والثياب الثمينة والأرائك الوثيرة والحان الغناء الرخيمة، ما أشد ما يسقهم الجوع واللهب اللذاعة والجمر المحرق والعذاب الأليم مع البكاء المر الشديد ) ثم أن يسوع أنَّه أسف قائلا: حقا خير لهم لو لم يكونوا من أن يعانوا هذا العذاب الأليم، تصوروا رجلا يعاني العذاب في كل جارحة من جسده وليس ثم من يرثي له بل الجميع يستهزئون به، أخبروني ألا يكون هذا ألما مبرحا؟ فأجاب التلاميذ: أشد تبريح، فقال يسوع: ان هذا لنعيم الجحيم، لاني أقول لكم بالحق أنه لو وضع الله في كفة كل الآلام التي عاناها الناس في هذا العالم والتي سيعانونها حتى يوم الدين وفي الكفة الأخرى ساعة واحدة من ألم الجحيم لاختار المنبوذون بدون ريب المحن العالمية، لأن العالمية تأتي على يد الانسان أما الأخرى فعلى يد الشياطين الذين لا شفقة لهم على الاطلاق، فما أشد الذي سيصلونه الخطاة الأشقياء، ما أشد البرد القارس الذي لا يخفف لهبهم، ما أشد صرير الأسنان والبكاء والعويل، لأن ماء الأردن أقل من الدموع التي ستجري كل دقيقة من عيونهم، وستلعن هنا ألسنتهم كل المخلوقات مع أبيهم وأمهم وخالقهم المبارك الى الابد.(5/137)