2: 42 و اصابع القدمين بعضها من حديد و البعض من خزف فبعض المملكة يكون قويا و البعض قصما
2: 43 و بما رايت الحديد مختلطا بخزف الطين فانهم يختلطون بنسل الناس و لكن لا يتلاصق هذا بذاك كما ان الحديد لا يختلط بالخزف
2: 44 و في ايام هؤلاء الملوك يقيم اله السماوات مملكة لن تنقرض ابدا و ملكها لا يترك لشعب اخر و تسحق و تفني كل هذه الممالك و هي تثبت الى الابد
2: 45 لانك رايت انه قد قطع حجر من جبل لا بيدين فسحق الحديد و النحاس و الخزف و الفضة و الذهب الله العظيم قد عرف الملك ما سياتي بعد هذا الحلم حق و تعبيره يقين
2: 46 حينئذ خر نبوخذنصر على وجهه و سجد لدانيال و امر بان يقدموا له تقدمة و روائح سرور
2: 47 فاجاب الملك دانيال و قال حقا ان الهكم اله الاله و رب الملوك و كاشف الاسرار اذ استطعت على كشف هذا السر
2: 48 حينئذ عظم الملك دانيال و اعطاه عطايا كثيرة و سلطه على كل ولاية بابل و جعله رئيس الشحن على جميع حكماء بابل
2: 49 فطلب دانيال من الملك فولى شدرخ و ميشخ و عبد نغو على اعمال ولاية بابل اما دانيال فكان في باب الملك
3: 1 نبوخذنصر الملك صنع تمثالا من ذهب طوله ستون ذراعا و عرضه ست اذرع و نصبه في بقعة دورا في ولاية بابل
3: 2 ثم ارسل نبوخذنصر الملك ليجمع المرازبة و الشحن و الولاة و القضاة و الخزنة و الفقهاء و المفتين و كل حكام الولايات لياتوا لتدشين التمثال الذي نصبه نبوخذنصر الملك
3: 3 حينئذ اجتمع المرازبة و الشحن و الولاة و القضاة و الخزنة و الفقهاء و المفتون و كل حكام الولايات لتدشين التمثال الذي نصبه نبوخذنصر الملك و وقفوا امام التمثال الذي نصبه نبوخذنصر
3: 4 و نادى مناد بشدة قد امرتم ايها الشعوب و الامم و الالسنة
3: 5 عندما تسمعون صوت القرن و الناي و العود و الرباب و السنطير و المزمار و كل انواع العزف ان تخروا و تسجدوا لتمثال الذهب الذي نصبه نبوخذنصر الملك
(3/254)
3: 6 و من لا يخر و يسجد ففي تلك الساعة يلقى في وسط اتون نار متقدة
3: 7 لاجل ذلك وقتما سمع كل الشعوب صوت القرن و الناي و العود و الرباب و السنطير و كل انواع العزف خر كل الشعوب و الامم و الالسنة و سجدوا لتمثال الذهب الذي نصبه نبوخذنصر الملك
3: 8 لاجل ذلك تقدم حينئذ رجال كلدانيون و اشتكوا على اليهود
3: 9 اجابوا و قالوا للملك نبوخذنصر ايها الملك عش الى الابد
3: 10 انت ايها الملك قد اصدرت امرا بان كل انسان يسمع صوت القرن و الناي و العود و الرباب و السنطير و المزمار و كل انواع العزف يخر و يسجد لتمثال الذهب
3: 11 و من لا يخر و يسجد فانه يلقى في وسط اتون نار متقدة
3: 12 يوجد رجال يهود الذين وكلتهم على اعمال ولاية بابل شدرخ و مشيخ و عبد نغو هؤلاء الرجال لم يجعلوا لك ايها الملك اعتبارا الهتك لا يعبدون و لتمثال الذهب الذي نصبت لا يسجدون
3: 13 حينئذ امر نبوخذنصر بغضب و غيظ باحضار شدرخ و ميشخ و عبد نغو فاتوا بهؤلاء الرجال قدام الملك
3: 14 فاجاب نبوخذنصر و قال لهم تعمدا يا شدرخ و ميشخ و عبد نغو لا تعبدون الهتي و لا تسجدون لتمثال الذهب الذي نصبت
3: 15 فان كنتم الان مستعدين عندما تسمعون صوت القرن و الناي و العود و الرباب و السنطير و المزمار و كل انواع العزف الى ان تخروا و تسجدوا للتمثال الذي عملته و ان لم تسجدوا ففي تلك الساعة تلقون في وسط اتون النار المتقدة و من هو الاله الذي ينقذكم من يدي
3: 16 فاجاب شدرخ و ميشخ و عبد نغو و قالوا للملك يا نبوخذنصر لا يلزمنا ان نجيبك عن هذا الامر
3: 17 هوذا يوجد الهنا الذي نعبده يستطيع ان ينجينا من اتون النار المتقدة و ان ينقذنا من يدك ايها الملك
3: 18 و الا فليكن معلوما لك ايها الملك اننا لا نعبد الهتك و لا نسجد لتمثال الذهب الذي نصبته
(3/255)
3: 19 حينئذ امتلا نبوخذنصر غيظا و تغير منظر وجهه على شدرخ و ميشخ و عبد نغو فاجاب و امر بان يحموا الاتون سبعة اضعاف اكثر مما كان معتادا ان يحمى
3: 20 و امر جبابرة القوة في جيشه بان يوثقوا شدرخ و ميشخ و عبد نغو و يلقوهم في اتون النار المتقدة
3: 21 ثم اوثق هؤلاء الرجال في سراويلهم و اقمصتهم و ارديتهم و لباسهم و القوا في وسط اتون النار المتقدة
3: 22 و من حيث ان كلمة الملك شديدة و الاتون قد حمي جدا قتل لهيب النار الرجال الذين رفعوا شدرخ و ميشخ و عبد نغو
3: 23 و هؤلاء الثلاثة الرجال شدرخ و ميشخ و عبد نغو سقطوا موثقين في وسط اتون النار المتقدة
3: 24 حينئذ تحير نبوخذنصر الملك و قام مسرعا فاجاب و قال لمشيريه الم نلقي ثلاثة رجال موثقين في وسط النار فاجابوا و قالوا للملك صحيح ايها الملك
3: 25 اجاب و قال ها انا ناظر اربعة رجال محلولين يتمشون في وسط النار و ما بهم ضرر و منظر الرابع شبيه بابن الالهة
3: 26 ثم اقترب نبوخذنصر الى باب اتون النار المتقدة و اجاب فقال يا شدرخ و ميشخ و عبد نغو يا عبيد الله العلي اخرجوا و تعالوا فخرج شدرخ و ميشخ و عبد نغو من وسط النار
3: 27 فاجتمعت المرازبة و الشحن و الولاة و مشيرو الملك و راوا هؤلاء الرجال الذين لم تكن للنار قوة على اجسامهم و شعرة من رؤوسهم لم تحترق و سراويلهم لم تتغير و رائحة النار لم تات عليهم
3: 28 فاجاب نبوخذنصر و قال تبارك اله شدرخ و ميشخ و عبد نغو الذي ارسل ملاكه و انقذ عبيده الذين اتكلوا عليه و غيروا كلمة الملك و اسلموا اجسادهم لكيلا يعبدوا او يسجدوا لاله غير الههم
3: 29 فمني قد صدر امر بان كل شعب و امة و لسان يتكلمون بالسوء على اله شدرخ و ميشخ و عبد نغو فانهم يصيرون اربا اربا و تجعل بيوتهم مزبلة اذ ليس اله اخر يستطيع ان ينجي هكذا
3: 30 حينئذ قدم الملك شدرخ و ميشخ و عبد نغو في ولاية بابل
(3/256)
4: 1 من نبوخذنصر الملك الى كل الشعوب و الامم و الالسنة الساكنين في الارض كلها ليكثر سلامكم
4: 2 الايات و العجائب التي صنعها معي الله العلي حسن عندي ان اخبر بها
4: 3 اياته ما اعظمها و عجائبه ما اقواها ملكوته ملكوت ابدي و سلطانه الى دور فدور
4: 4 انا نبوخذنصر قد كنت مطمئنا في بيتي و ناضرا في قصري
4: 5 رايت حلما فروعني و الافكار على فراشي و رؤى راسي افزعتني
4: 6 فصدر مني امر باحضار جميع حكماء بابل قدامي ليعرفوني بتعبير الحلم
4: 7 حينئذ حضر المجوس و السحرة و الكلدانيون و المنجمون و قصصت الحلم عليهم فلم يعرفوني بتعبيره
4: 8 اخيرا دخل قدامي دانيال الذي اسمه بلطشاصر كاسم الهي و الذي فيه روح الالهة القدوسين فقصصت الحلم قدامه
4: 9 يا بلطشاصر كبير المجوس من حيث اني اعلم ان فيك روح الالهة القدوسين و لا يعسر عليك سر فاخبرني برؤى حلمي الذي رايته و بتعبيره
4: 10 فرؤى راسي على فراشي هي اني كنت ارى فاذا بشجرة في وسط الارض و طولها عظيم
4: 11 فكبرت الشجرة و قويت فبلغ علوها الى السماء و منظرها الى اقصى كل الارض
4: 12 اوراقها جميلة و ثمرها كثير و فيها طعام للجميع و تحتها استظل حيوان البر و في اغصانها سكنت طيور السماء و طعم منها كل البشر
4: 13 كنت ارى في رؤى راسي على فراشي و اذا بساهر و قدوس نزل من السماء
4: 14 فصرخ بشدة و قال هكذا اقطعوا الشجرة و اقضبوا اغصانها و انثروا اوراقها و ابذروا ثمرها ليهرب الحيوان من تحتها و الطيور من اغصانها
4: 15 و لكن اتركوا ساق اصلها في الارض و بقيد من حديد و نحاس في عشب الحقل و ليبتل بندى السماء و ليكن نصيبه مع الحيوان في عشب الحقل
4: 16 ليتغير قلبه عن الانسانية و ليعط قلب حيوان و لتمضي عليه سبعة ازمنة
4: 17 هذا الامر بقضاء الساهرين و الحكم بكلمة القدوسين لكي تعلم الاحياء ان العلي متسلط في مملكة الناس فيعطيها من يشاء و ينصب عليها ادنى الناس
(3/257)
4: 18 هذا الحلم رايته انا نبوخذنصر الملك اما انت يا بلطشاصر فبين تعبيره لان كل حكماء مملكتي لا يستطيعون ان يعرفوني بالتعبير اما انت فتستطيع لان فيك روح الالهة القدوسين
4: 19 حينئذ تحير دانيال الذي اسمه بلطشاصر ساعة واحدة و افزعته افكاره اجاب الملك و قال يا بلطشاصر لا يفزعك الحلم و لا تعبيره فاجاب بلطشاصر و قال يا سيدي الحلم لمبغضيك و تعبيره لاعاديك
4: 20 الشجرة التي رايتها التي كبرت و قويت و بلغ علوها الى السماء و منظرها الى كل الارض
4: 21 و اوراقها جميلة و ثمرها كثير و فيها طعام للجميع و تحتها سكن حيوان البر و في اغصانها سكنت طيور السماء
4: 22 انما هي انت يا ايها الملك الذي كبرت و تقويت و عظمتك قد زادت و بلغت الى السماء و سلطانك الى اقصى الارض
4: 23 و حيث راى الملك ساهرا و قدوسا نزل من السماء و قال اقطعوا الشجرة و اهلكوها و لكن اتركوا ساق اصلها في الارض و بقيد من حديد و نحاس في عشب الحقل و ليبتل بندى السماء و ليكن نصيبه مع حيوان البر حتى تمضي عليه سبعة ازمنة
4: 24 فهذا هو التعبير ايها الملك و هذا هو قضاء العلي الذي ياتي على سيدي الملك
4: 25 يطردونك من بين الناس و تكون سكناك مع حيوان البر و يطعمونك العشب كالثيران و يبلونك بندى السماء فتمضي عليك سبعة ازمنة حتى تعلم ان العلي متسلط في مملكة الناس و يعطيها من يشاء
4: 26 و حيث امروا بترك ساق اصول الشجرة فان مملكتك تثبت لك عندما تعلم ان السماء سلطان
4: 27 لذلك ايها الملك فلتكن مشورتي مقبولة لديك و فارق خطاياك بالبر و اثامك بالرحمة للمساكين لعله يطال اطمئنانك
4: 28 كل هذا جاء على نبوخذنصر الملك
4: 29 عند نهاية اثني عشر شهرا كان يتمشى على قصر مملكة بابل
4: 30 و اجاب الملك فقال اليست هذه بابل العظيمة التي بنيتها لبيت الملك بقوة اقتداري و لجلال مجدي
(3/258)
4: 31 و الكلمة بعد في فم الملك وقع صوت من السماء قائلا لك يقولون يا نبوخذنصر الملك ان الملك قد زال عنك
4: 32 و يطردونك من بين الناس و تكون سكناك مع حيوان البر و يطعمونك العشب كالثيران فتمضي عليك سبعة ازمنة حتى تعلم ان العلي متسلط في مملكة الناس و انه يعطيها من يشاء
4: 33 في تلك الساعة تم الامر على نبوخذنصر فطرد من بين الناس و اكل العشب كالثيران و ابتل جسمه بندى السماء حتى طال شعره مثل النسور و اظفاره مثل الطيور
4: 34 و عند انتهاء الايام انا نبوخذنصر رفعت عيني الى السماء فرجع الي عقلي و باركت العلي و سبحت و حمدت الحي الى الابد الذي سلطانه سلطان ابدي و ملكوته الى دور فدور
4: 35 و حسبت جميع سكان الارض كلا شيء و هو يفعل كما يشاء في جند السماء و سكان الارض و لا يوجد من يمنع يده او يقول له ماذا تفعل
4: 36 في ذلك الوقت رجع الي عقلي و عاد الي جلال مملكتي و مجدي و بهائي و طلبني مشيري و عظمائي و تثبت على مملكتي و ازدادت لي عظمة كثيرة
4: 37 فالان انا نبوخذنصر اسبح و اعظم و احمد ملك السماء الذي كل اعماله حق و طرقه عدل و من يسلك بالكبرياء فهو قادر على ان يذله
5: 1 بيلشاصر الملك صنع وليمة عظيمة لعظمائه الالف و شرب خمرا قدام الالف
5: 2 و اذ كان بيلشاصر يذوق الخمر امر باحضار انية الذهب و الفضة التي اخرجها نبوخذنصر ابوه من الهيكل الذي في اورشليم ليشرب بها الملك و عظماؤه و زوجاته و سراريه
5: 3 حينئذ احضروا انية الذهب التي اخرجت من هيكل بيت الله الذي في اورشليم و شرب بها الملك و عظماؤه و زوجاته و سراريه
5: 4 كانوا يشربون الخمر و يسبحون الهة الذهب و الفضة و النحاس و الحديد و الخشب و الحجر
5: 5 في تلك الساعة ظهرت اصابع يد انسان و كتبت بازاء النبراس على مكلس حائط قصر الملك و الملك ينظر طرف اليد الكاتبة
5: 6 حينئذ تغيرت هيئة الملك و افزعته افكاره و انحلت خرز حقويه و اصطكت ركبتاه
(3/259)
5: 7 فصرخ الملك بشدة لادخال السحرة و الكلدانيين و المنجمين فاجاب الملك و قال لحكماء بابل اي رجل يقرا هذه الكتابة و يبين لي تفسيرها فانه يلبس الارجوان و قلادة من ذهب في عنقه و يتسلط ثالثا في المملكة
5: 8 ثم دخل كل حكماء الملك فلم يستطيعوا ان يقراوا الكتابة و لا ان يعرفوا الملك بتفسيرها
5: 9 ففزع الملك بيلشاصر جدا و تغيرت فيه هيئته و اضطرب عظماؤه
5: 10 اما الملكة فلسبب كلام الملك و عظمائه دخلت بيت الوليمة فاجابت الملكة و قالت ايها الملك عش الى الابد لا تفزعك افكارك و لا تتغير هيئتك
5: 11 يوجد في مملكتك رجل فيه روح الالهة القدوسين و في ايام ابيك وجدت فيه نيرة و فطنة و حكمة كحكمة الالهة و الملك نبوخذنصر ابوك جعله كبير المجوس و السحرة و الكلدانيين و المنجمين ابوك الملك
5: 12 من حيث ان روحا فاضلة و معرفة و فطنة و تعبير الاحلام و تبيين الغاز و حل عقد وجدت في دانيال هذا الذي سماه الملك بلطشاصر فليدع الان دانيال فيبين التفسير
5: 13 حينئذ ادخل دانيال الى قدام الملك فاجاب الملك و قال لدانيال اانت هو دانيال من بني سبي يهوذا الذي جلبه ابي الملك من يهوذا
5: 14 قد سمعت عنك ان فيك روح الالهة و ان فيك نيرة و فطنة و حكمة فاضلة
5: 15 و الان ادخل قدامي الحكماء و السحرة ليقراوا هذه الكتابة و يعرفوني بتفسيرها فلم يستطيعوا ان يبينوا تفسير الكلام
5: 16 و انا قد سمعت عنك انك تستطيع ان تفسر تفسيرا و تحل عقدا فان استطعت الان ان تقرا الكتابة و تعرفني بتفسيرها فتلبس الارجوان و قلادة من ذهب في عنقك و تتسلط ثالثا في المملكة
5: 17 فاجاب دانيال و قال قدام الملك لتكن عطاياك لنفسك و هب هباتك لغيري لكني اقرا الكتابة للملك و اعرفه بالتفسير
5: 18 انت ايها الملك فالله العلي اعطى اباك نبوخذنصر ملكوتا و عظمة و جلالا و بهاء
(3/260)
5: 19 و للعظمة التي اعطاه اياها كانت ترعد و تفزع قدامه جميع الشعوب و الامم و الالسنة فايا شاء قتل و ايا شاء استحيا و ايا شاء رفع و ايا شاء وضع
5: 20 فلما ارتفع قلبه و قست روحه تجبرا انحط عن كرسي ملكه و نزعوا عنه جلاله
5: 21 و طرد من بين الناس و تساوى قلبه بالحيوان و كانت سكناه مع الحمير الوحشية فاطعموه العشب كالثيران و ابتل جسمه بندى السماء حتى علم ان الله العلي سلطان في مملكة الناس و انه يقيم عليها من يشاء
5: 22 و انت يا بيلشاصر ابنه لم تضع قلبك مع انك عرفت كل هذا
5: 23 بل تعظمت على رب السماء فاحضروا قدامك انية بيته و انت و عظمائك و زوجاتك و سراريك شربتم بها الخمر و سبحت الهة الفضة و الذهب و النحاس و الحديد و الخشب و الحجر التي لا تبصر و لا تسمع و لا تعرف اما الله الذي بيده نسمتك و له كل طرقك فلم تمجده
5: 24 حينئذ ارسل من قبله طرف اليد فكتبت هذه الكتابة
5: 25 و هذه هي الكتابة التي سطرت منا منا تقيل و فرسين
5: 26 و هذا تفسير الكلام منا احصى الله ملكوتك و انهاه
5: 27 تقيل وزنت بالموازين فوجدت ناقصا
5: 28 فرس قسمت مملكتك و اعطيت لمادي و فارس
5: 29 حينئذ امر بيلشاصر ان يلبسوا دانيال الارجوان و قلادة من ذهب في عنقه و ينادوا عليه انه يكون متسلطا ثالثا في المملكة
5: 30 في تلك الليلة قتل بيلشاصر ملك الكلدانيين
5: 31 فاخذ المملكة داريوس المادي و هو ابن اثنتين و ستين سنة
6: 1 حسن عند داريوس ان يولي على المملكة مئة و عشرين مرزبانا يكونون على المملكة كلها
6: 2 و على هؤلاء ثلاثة وزراء احدهم دانيال لتؤدي المرازبة اليهم الحساب فلا تصيب الملك خسارة
6: 3 ففاق دانيال هذا على الوزراء و المرازبة لان فيه روحا فاضلة و فكر الملك في ان يوليه على المملكة كلها
(3/261)
6: 4 ثم ان الوزراء و المرازبة كانوا يطلبون علة يجدونها على دانيال من جهة المملكة فلم يقدروا ان يجدوا علة و لا ذنبا لانه كان امينا و لم يوجد فيه خطا و لا ذنب
6: 5 فقال هؤلاء الرجال لا نجد على دانيال هذا علة الا ان نجدها من جهة شريعة الهه
6: 6 حينئذ اجتمع هؤلاء الوزراء و المرازبة عند الملك و قالوا له هكذا ايها الملك داريوس عش الى الابد
6: 7 ان جميع وزراء المملكة و الشحن و المرازبة و المشيرين و الولاة قد تشاوروا على ان يضعوا امرا ملكيا و يشددوا نهيا بان كل من يطلب طلبة حتى ثلاثين يوما من اله او انسان الا منك ايها الملك يطرح في جب الاسود
6: 8 فثبت الان النهي ايها الملك و امض الكتابة لكي لا تتغير كشريعة مادي و فارس التي لا تنسخ
6: 9 لاجل ذلك امضى الملك داريوس الكتابة و النهي
6: 10 فلما علم دانيال بامضاء الكتابة ذهب الى بيته و كواه مفتوحة في عليته نحو اورشليم فجثا على ركبتيه ثلاث مرات في اليوم و صلى و حمد قدام الهه كما كان يفعل قبل ذلك
6: 11 فاجتمع حينئذ هؤلاء الرجال فوجدوا دانيال يطلب و يتضرع قدام الهه
6: 12 فتقدموا و تكلموا قدام الملك في نهي الملك الم تمض ايها الملك نهيا بان كل انسان يطلب من اله او انسان حتى ثلاثين يوما الا منك ايها الملك يطرح في جب الاسود فاجاب الملك و قال الامر صحيح كشريعة مادي و فارس التي لا تنسخ
6: 13 حينئذ اجابوا و قالوا قدام الملك ان دانيال الذي من بني سبي يهوذا لم يجعل لك ايها الملك اعتبارا و لا للنهي الذي امضيته بل ثلاث مرات في اليوم يطلب طلبته
6: 14 فلما سمع الملك هذا الكلام اغتاظ على نفسه جدا و جعل قلبه على دانيال لينجيه و اجتهد الى غروب الشمس لينقذه
6: 15 فاجتمع اولئك الرجال الى الملك و قالوا للملك اعلم ايها الملك ان شريعة مادي و فارس هي ان كل نهي اوامر يضعه الملك لا يتغير
(3/262)
6: 16 حينئذ امر الملك فاحضروا دانيال و طرحوه في جب الاسود اجاب الملك و قال لدانيال ان الهك الذي تعبده دائما هو ينجيك
6: 17 و اتي بحجر و وضع على فم الجب و ختمه الملك بخاتمه و خاتم عظمائه لئلا يتغير القصد في دانيال
6: 18 حينئذ مضى الملك الى قصره و بات صائما و لم يؤت قدامه بسراريه و طار عنه نومه
6: 19 ثم قام الملك باكرا عند الفجر و ذهب مسرعا الى جب الاسود
6: 20 فلما اقترب الى الجب نادى دانيال بصوت اسيف اجاب الملك و قال لدانيال يا دانيال عبد الله الحي هل الهك الذي تعبده دائما قدر على ان ينجيك من الاسود
6: 21 فتكلم دانيال مع الملك يا ايها الملك عش الى الابد
6: 22 الهي ارسل ملاكه و سد افواه الاسود فلم تضرني لاني وجدت بريئا قدامه و قدامك ايضا ايها الملك لم افعل ذنبا
6: 23 حينئذ فرح الملك به و امر بان يصعد دانيال من الجب فاصعد دانيال من الجب و لم يوجد فيه ضرر لانه امن بالهه
6: 24 فامر الملك فاحضروا اولئك الرجال الذين اشتكوا على دانيال و طرحوهم في جب الاسود هم و اولادهم و نساءهم و لم يصلوا الى اسفل الجب حتى بطشت بهم الاسود و سحقت كل عظامهم
6: 25 ثم كتب الملك داريوس الى كل الشعوب و الامم و الالسنة الساكنين في الارض كلها ليكثر سلامكم
6: 26 من قبلي صدر امر بانه في كل سلطان مملكتي يرتعدون و يخافون قدام اله دانيال لانه هو الاله الحي القيوم الى الابد و ملكوته لن يزول و سلطانه الى المنتهى
6: 27 هو ينجي و ينقذ و يعمل الايات و العجائب في السماوات و في الارض هو الذي نجى دانيال من يد الاسود
6: 28 فنجح دانيال هذا في ملك داريوس و في ملك كورش الفارسي
7: 1 في السنة الاولى لبيلشاصر ملك بابل راى دانيال حلما و رؤى راسه على فراشه حينئذ كتب الحلم و اخبر براس الكلام
7: 2 اجاب دانيال و قال كنت ارى في رؤياي ليلا و اذا باربع رياح السماء هجمت على البحر الكبير
(3/263)
7: 3 و صعد من البحر اربعة حيوانات عظيمة هذا مخالف ذاك
7: 4 الاول كالاسد و له جناحا نسر و كنت انظر حتى انتتف جناحاه و انتصب عن الارض و اوقف على رجلين كانسان و اعطي قلب انسان
7: 5 و اذا بحيوان اخر ثان شبيه بالدب فارتفع على جنب واحد و في فمه ثلاثة اضلع بين اسنانه فقالوا له هكذا قم كل لحما كثيرا
7: 6 و بعد هذا كنت ارى و اذا باخر مثل النمر و له على ظهره اربعة اجنحة طائر و كان للحيوان اربعة رؤوس و اعطي سلطانا
7: 7 بعد هذا كنت ارى في رؤى الليل و اذا بحيوان رابع هائل و قوي و شديد جدا و له اسنان من حديد كبيرة اكل و سحق و داس الباقي برجليه و كان مخالفا لكل الحيوانات الذين قبله و له عشرة قرون
7: 8 كنت متاملا بالقرون و اذا بقرن اخر صغير طلع بينها و قلعت ثلاثة من القرون الاولى من قدامه و اذا بعيون كعيون الانسان في هذا القرن و فم متكلم بعظائم
7: 9 كنت ارى انه وضعت عروش و جلس القديم الايام لباسه ابيض كالثلج و شعر راسه كالصوف النقي و عرشه لهيب نار و بكراته نار متقدة
7: 10 نهر نار جرى و خرج من قدامه الوف الوف تخدمه و ربوات ربوات وقوف قدامه فجلس الدين و فتحت الاسفار
7: 11 كنت انظر حينئذ من اجل صوت الكلمات العظيمة التي تكلم بها القرن كنت ارى الى ان قتل الحيوان و هلك جسمه و دفع لوقيد النار
7: 12 اما باقي الحيوانات فنزع عنهم سلطانهم و لكن اعطوا طول حياة الى زمان و وقت
7: 13 كنت ارى في رؤى الليل و اذا مع سحب السماء مثل ابن انسان اتى و جاء الى القديم الايام فقربوه قدامه
7: 14 فاعطي سلطانا و مجدا و ملكوتا لتتعبد له كل الشعوب و الامم و الالسنة سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول و ملكوته ما لا ينقرض
7: 15 اما انا دانيال فحزنت روحي في وسط جسمي و افزعتني رؤى راسي
7: 16 فاقتربت الى واحد من الوقوف و طلبت منه الحقيقة في كل هذا فاخبرني و عرفني تفسير الامور
(3/264)
7: 17 هؤلاء الحيوانات العظيمة التي هي اربعة هي اربعة ملوك يقومون على الارض
7: 18 اما قديسو العلي فياخذون المملكة و يمتلكون المملكة الى الابد و الى ابد الابدين
7: 19 حينئذ رمت الحقيقة من جهة الحيوان الرابع الذي كان مخالفا لكلها و هائلا جدا و اسنانه من حديد و اظفاره من نحاس و قد اكل و سحق و داس الباقي برجليه
7: 20 و عن القرون العشرة التي براسه و عن الاخر الذي طلع فسقطت قدامه ثلاثة و هذا القرن له عيون و فم متكلم بعظائم و منظره اشد من رفقائه
7: 21 و كنت انظر و اذا هذا القرن يحارب القديسين فغلبهم
7: 22 حتى جاء القديم الايام و اعطي الدين لقديسي العلي و بلغ الوقت فامتلك القديسون المملكة
7: 23 فقال هكذا اما الحيوان الرابع فتكون مملكة رابعة على الارض مخالفة لسائر الممالك فتاكل الارض كلها و تدوسها و تسحقها
7: 24 و القرون العشرة من هذه المملكة هي عشرة ملوك يقومون و يقوم بعدهم اخر و هو مخالف الاولين و يذل ثلاثة ملوك
7: 25 و يتكلم بكلام ضد العلي و يبلي قديسي العلي و يظن انه يغير الاوقات و السنة و يسلمون ليده الى زمان و ازمنة و نصف زمان
7: 26 فيجلس الدين و ينزعون عنه سلطانه ليفنوا و يبيدوا الى المنتهى
7: 27 و المملكة و السلطان و عظمة المملكة تحت كل السماء تعطي لشعب قديسي العلي ملكوته ملكوت ابدي و جميع السلاطين اياه يعبدون و يطيعون
7: 28 الى هنا نهاية الامر اما انا دانيال فافكاري افزعتني كثيرا و تغيرت علي هيئتي و حفظت الامر في قلبي
8: 1 في السنة الثالثة من ملك بيلشاصر الملك ظهرت لي انا دانيال رؤيا بعد التي ظهرت لي في الابتداء
8: 2 فرايت في الرؤيا و كان في رؤياي و انا في شوشن القصر الذي في ولاية عيلام و رايت في الرؤيا و انا عند نهر اولاي
8: 3 فرفعت عيني و رايت و اذا بكبش واقف عند النهر و له قرنان و القرنان عاليان و الواحد اعلى من الاخر و الاعلى طالع اخيرا
(3/265)
8: 4 رايت الكبش ينطح غربا و شمالا و جنوبا فلم يقف حيوان قدامه و لا منقذ من يده و فعل كمرضاته و عظم
8: 5 و بينما كنت متاملا اذا بتيس من المعز جاء من المغرب على وجه كل الارض و لم يمس الارض و للتيس قرن معتبر بين عينيه
8: 6 و جاء الى الكبش صاحب القرنين الذي رايته واقفا عند النهر و ركض اليه بشدة قوته
8: 7 و رايته قد وصل الى جانب الكبش فاستشاط عليه و ضرب الكبش و كسر قرنيه فلم تكن للكبش قوة على الوقوف امامه و طرحه على الارض و داسه و لم يكن للكبش منقذ من يده
8: 8 فتعظم تيس المعز جدا و لما اعتز انكسر القرن العظيم و طلع عوضا عنه اربعة قرون معتبرة نحو رياح السماء الاربع
8: 9 و من واحد منها خرج قرن صغير و عظم جدا نحو الجنوب و نحو الشرق و نحو فخر الاراضي
8: 10 و تعظم حتى الى جند السماوات و طرح بعضا من الجند و النجوم الى الارض و داسهم
8: 11 و حتى الى رئيس الجند تعظم و به ابطلت المحرقة الدائمة و هدم مسكن مقدسه
8: 12 و جعل جند على المحرقة الدائمة بالمعصية فطرح الحق على الارض و فعل و نجح
8: 13 فسمعت قدوسا واحدا يتكلم فقال قدوس واحدا لفلان المتكلم الى متى الرؤيا من جهة المحرقة الدائمة و معصية الخراب لبذل القدس و الجند مدوسين
8: 14 فقال لي الى الفين و ثلاث مئة صباح و مساء فيتبرا القدس
8: 15 و كان لما رايت انا دانيال الرؤيا و طلبت المعنى اذا بشبه انسان واقف قبالتي
8: 16 و سمعت صوت انسان بين اولاي فنادى و قال يا جبرائيل فهم هذا الرجل الرؤيا
8: 17 فجاء الى حيث وقفت و لما جاء خفت و خررت على وجهي فقال لي افهم يا ابن ادم ان الرؤيا لوقت المنتهى
8: 18 و اذ كان يتكلم معي كنت مسبخا على وجهي الى الارض فلمسني و اوقفني على مقامي
8: 19 و قال هانذا اعرفك ما يكون في اخر السخط لان لميعاد الانتهاء
8: 20 اما الكبش الذي رايته ذا القرنين فهو ملوك مادي و فارس
(3/266)
8: 21 و التيس العافي ملك اليونان و القرن العظيم الذي بين عينيه هو الملك الاول
8: 22 و اذا انكسر و قام اربعة عوضا عنه فستقوم اربع ممالك من الامة و لكن ليس في قوته
8: 23 و في اخر مملكتهم عند تمام المعاصي يقوم ملك جافي الوجه و فاهم الحيل
8: 24 و تعظم قوته و لكن ليس بقوته يهلك عجبا و ينجح و يفعل و يبيد العظماء و شعب القديسين
8: 25 و بحذاقته ينجح ايضا المكر في يده و يتعظم بقلبه و في الاطمئنان يهلك كثيرين و يقوم على رئيس الرؤساء و بلا يد ينكسر
8: 26 فرؤيا المساء و الصباح التي قيلت هي حق اما انت فاكتم الرؤيا لانها الى ايام كثيرة
8: 27 و انا دانيال ضعفت و نحلت اياما ثم قمت و باشرت اعمال الملك و كنت متحيرا من الرؤيا و لا فاهم
9: 1 في السنة الاولى لداريوس بن احشويروش من نسل الماديين الذي ملك على مملكة الكلدانيين
9: 2 في السنة الاولى من ملكه انا دانيال فهمت من الكتب عدد السنين التي كانت عنها كلمة الرب الى ارميا النبي لكمالة سبعين سنة على خراب اورشليم
9: 3 فوجهت وجهي الى الله السيد طالبا بالصلاة و التضرعات بالصوم و المسح و الرماد
9: 4 و صليت الى الرب الهي و اعترفت و قلت ايها الرب الاله العظيم المهوب حافظ العهد و الرحمة لمحبيه و حافظي وصاياه
9: 5 اخطانا و اثمنا و عملنا الشر و تمردنا وحدنا عن وصاياك و عن احكامك
9: 6 و ما سمعنا من عبيدك الانبياء الذين باسمك كلموا ملوكنا و رؤساءنا و اباءنا و كل شعب الارض
9: 7 لك يا سيد البر اما لنا فخزي الوجوه كما هو اليوم لرجال يهوذا و لسكان اورشليم و لكل اسرائيل القريبين و البعيدين في كل الاراضي التي طردتهم اليها من اجل خيانتهم التي خانوك اياها
9: 8 يا سيد لنا خزي الوجوه لملوكنا لرؤسائنا و لابائنا لاننا اخطانا اليك
9: 9 للرب الهنا المراحم و المغفرة لاننا تمردنا عليه
9: 10 و ما سمعنا صوت الرب الهنا لنسلك في شرائعه التي جعلها امامنا عن يد عبيده الانبياء
(3/267)
9: 11 و كل اسرائيل قد تعدى على شريعتك و حادوا لئلا يسمعوا صوتك فسكبت علينا اللعنة و الحلف المكتوب في شريعة موسى عبد الله لاننا اخطانا اليه
9: 12 و قد اقام كلماته التي تكلم بها علينا و على قضاتنا الذين قضوا لنا ليجلب علينا شرا عظيما ما لم يجر تحت السماوات كلها كما اجري على اورشليم
9: 13 كما كتب في شريعة موسى قد جاء علينا كل هذا الشر و لم نتضرع الى وجه الرب الهنا لنرجع من اثامنا و نفطن بحقك
9: 14 فسهر الرب على الشر و جلبه علينا لان الرب الهنا بار في كل اعماله التي عملها اذ لم نسمع صوته
9: 15 و الان ايها السيد الهنا الذي اخرجت شعبك من ارض مصر بيد قوية و جعلت لنفسك اسما كما هو هذا اليوم قد اخطانا عملنا شرا
9: 16 يا سيد حسب كل رحمتك اصرف سخطك و غضبك عن مدينتك اورشليم جبل قدسك اذ لخطايانا و لاثام ابائنا صارت اورشليم و شعبك عارا عند جميع الذين حولنا
9: 17 فاسمع الان يا الهنا صلاة عبدك و تضرعاته و اضئ بوجهك على مقدسك الخرب من اجل السيد
9: 18 امل اذنك يا الهي و اسمع افتح عينيك و انظر خربنا و المدينة التي دعي اسمك عليها لانه لا لاجل برنا نطرح تضرعاتنا امام وجهك بل لاجل مراحمك العظيمة
9: 19 يا سيد اسمع يا سيد اغفر يا سيد اصغ و اصنع لا تؤخر من اجل نفسك يا الهي لان اسمك دعي على مدينتك و على شعبك
9: 20 و بينما انا اتكلم و اصلي و اعترف بخطيتي و خطية شعبي اسرائيل و اطرح تضرعي امام الرب الهي عن جبل قدس الهي
9: 21 و انا متكلم بعد بالصلاة اذا بالرجل جبرائيل الذي رايته في الرؤيا في الابتداء مطارا واغفا لمسني عند وقت تقدمة المساء
9: 22 و فهمني و تكلم معي و قال يا دانيال اني خرجت الان لاعلمك الفهم
9: 23 في ابتداء تضرعاتك خرج الامر و انا جئت لاخبرك لانك انت محبوب فتامل الكلام و افهم الرؤيا
(3/268)
9: 24 سبعون اسبوعا قضيت على شعبك و على مدينتك المقدسة لتكميل المعصية و تتميم الخطايا و لكفارة الاثم و ليؤتى بالبر الابدي و لختم الرؤيا و النبوة و لمسح قدوس القدوسين
9: 25 فاعلم و افهم انه من خروج الامر لتجديد اورشليم و بنائها الى المسيح الرئيس سبعة اسابيع و اثنان و ستون اسبوعا يعود و يبنى سوق و خليج في ضيق الازمنة
9: 26 و بعد اثنين و ستين اسبوعا يقطع المسيح و ليس له و شعب رئيس ات يخرب المدينة و القدس و انتهاؤه بغمارة و الى النهاية حرب و خرب قضي بها
9: 27 و يثبت عهدا مع كثيرين في اسبوع واحد و في وسط الاسبوع يبطل الذبيحة و التقدمة و على جناح الارجاس مخرب حتى يتم و يصب المقضي على المخرب
10: 1 في السنة الثالثة لكورش ملك فارس كشف امر لدانيال الذي سمي باسم بلطشاصر و الامر حق و الجهاد عظيم و فهم الامر و له معرفة الرؤيا
10: 2 في تلك الايام انا دانيال كنت نائحا ثلاثة اسابيع ايام
10: 3 لم اكل طعاما شهيا و لم يدخل في فمي لحم و لا خمر و لم ادهن حتى تمت ثلاثة اسابيع ايام
10: 4 و في اليوم الرابع و العشرين من الشهر الاول اذ كنت على جانب النهر العظيم هو دجلة
10: 5 رفعت و نظرت فاذا برجل لابس كتانا و حقواه متنطقان بذهب اوفاز
10: 6 و جسمه كالزبرجد و وجهه كمنظر البرق و عيناه كمصباحي نار و ذراعاه و رجلاه كعين النحاس المصقول و صوت كلامه كصوت جمهور
10: 7 فرايت انا دانيال الرؤيا وحدي و الرجال الذين كانوا معي لم يروا الرؤيا لكن وقع عليهم ارتعاد عظيم فهربوا ليختبئوا
10: 8 فبقيت انا وحدي و رايت هذه الرؤيا العظيمة و لم تبق في قوة و نضارتي تحولت في الى فساد و لم اضبط قوة
10: 9 و سمعت صوت كلامه و لما سمعت صوت كلامه كنت مسبخا على وجهي و وجهي الى الارض
10: 10 و اذا بيد لمستني و اقامتني مرتجفا على ركبتي و على كفي يدي
(3/269)
10: 11 و قال لي يا دانيال ايها الرجل المحبوب افهم الكلام الذي اكلمك به و قم على مقامك لاني الان ارسلت اليك و لما تكلم معي بهذا الكلام قمت مرتعدا
10: 12 فقال لي لا تخف يا دانيال لانه من اليوم الاول الذي فيه جعلت قلبك للفهم و لاذلال نفسك قدام الهك سمع كلامك و انا اتيت لاجل كلامك
10: 13 و رئيس مملكة فارس وقف مقابلي واحدا و عشرين يوما و هوذا ميخائيل واحد من الرؤساء الاولين جاء لاعانتي و انا ابقيت هناك عند ملوك فارس
10: 14 و جئت لافهمك ما يصيب شعبك في الايام الاخيرة لان الرؤيا الى ايام بعد
10: 15 فلما تكلم معي بمثل هذا الكلام جعلت وجهي الى الارض و صمت
10: 16 و هوذا كشبه بني ادم لمس شفتي ففتحت فمي و تكلمت و قلت للواقف امامي يا سيدي بالرؤيا انقلبت علي اوجاعي فما ضبطت قوة
10: 17 فكيف يستطيع عبد سيدي هذا ان يتكلم مع سيدي هذا و انا فحالا لم تثبت في قوة و لم تبق في نسمة
10: 18 فعاد و لمسني كمنظر انسان و قواني
10: 19 و قال لا تخف ايها الرجل المحبوب سلام لك تشدد تقو و لما كلمني تقويت و قلت ليتكلم سيدي لانك قويتني
10: 20 فقال هل عرفت لماذا جئت اليك فالان ارجع و احارب رئيس فارس فاذا خرجت هوذا رئيس اليونان ياتي
10: 21 و لكني اخبرك بالمرسوم في كتاب الحق و لا احد يتمسك معي على هؤلاء الا ميخائيل رئيسكم
11: 1 و انا في السنة الاولى لداريوس المادي وقفت لاشدده و اقويه
11: 2 و الان اخبرك بالحق هوذا ثلاثة ملوك ايضا يقومون في فارس و الرابع يستغني بغنى اوفر من جميعهم و حسب قوته بغناه يهيج الجميع على مملكة اليونان
11: 3 و يقوم ملك جبار و يتسلط تسلطا عظيما و يفعل حسب ارادته
11: 4 و كقيامه تنكسر مملكته و تنقسم الى رياح السماء الاربع و لا لعقبه و لا حسب سلطانه الذي تسلط به لان مملكته تنقرض و تكون لاخرين غير اولائك
11: 5 و يتقوى ملك الجنوب و من رؤسائه من يقوى عليه و يتسلط تسلط عظيم تسلطه
(3/270)
11: 6 و بعد سنين يتعاهدان و بنت ملك الجنوب تاتي الى ملك الشمال لاجراء الاتفاق و لكن لا تضبط الذراع قوة و لا يقوم هو و لا ذراعه و تسلم هي و الذين اتوا بها و الذي ولدها و من قواها في تلك الاوقات
11: 7 و يقوم من فرع اصولها قائم مكانه و ياتي الى الجيش و يدخل حصن ملك الشمال و يعمل بهم و يقوى
11: 8 و يسبي الى مصر الهتهم ايضا مع مسبوكاتهم و انيتهم الثمينة من فضة و ذهب و يقتصر سنين عن ملك الشمال
11: 9 فيدخل ملك الجنوب الى مملكته و يرجع الى ارضه
11: 10 و بنوه يتهيجون فيجمعون جمهور جيوش عظيمة و ياتي ات و يغمر و يطمو و يرجع و يحارب حتى الى حصنه
11: 11 و يغتاظ ملك الجنوب و يخرج و يحاربه اي ملك الشمال و يقيم جمهورا عظيما فيسلم الجمهور في يده
11: 12 فاذا رفع الجمهور يرتفع قلبه و يطرح ربوات و لا يعتز
11: 13 فيرجع ملك الشمال و يقيم جمهورا اكثر من الاول و ياتي بعد حين بعد سنين بجيش عظيم و ثروة جزيلة
11: 14 و في تلك الاوقات يقوم كثيرون على ملك الجنوب و بنو العتاة من شعبك يقومون لاثبات الرؤيا و يعثرون
11: 15 فياتي ملك الشمال و يقيم مترسة و ياخذ المدينة الحصينة فلا تقوم امامه ذراعا الجنوب و لا قومه المنتخب و لا تكون له قوة للمقاومة
11: 16 و الاتي عليه يفعل كارادته و ليس من يقف امامه و يقوم في الارض البهية و هي بالتمام بيده
11: 17 و يجعل وجهه ليدخل بسلطان كل مملكته و يجعل معه صلحا و يعطيه بنت النساء ليفسدها فلا تثبت و لا تكون له
11: 18 و يحول وجهه الى الجزائر و ياخذ كثيرا منها و يزيل رئيس تعييره فضلا عن رد تعييره عليه
11: 19 و يحول وجهه الى حصون ارضه و يعثر و يسقط و لا يوجد
11: 20 فيقوم مكانه من يعبر جابي الجزية في فخر المملكة و في ايام قليلة ينكسر لا بغضب و لا بحرب
11: 21 فيقوم مكانه محتقر لم يجعلوا عليه فخر المملكة و ياتي بغتة و يمسك المملكة بالتملقات
(3/271)
11: 22 و اذرع الجارف تجرف من قدامه و تنكسر و كذلك رئيس العهد
11: 23 و من المعاهدة معه يعمل بالمكر و يصعد و يعظم بقوم قليل
11: 24 يدخل بغتة على اسمن البلاد و يفعله ما لم يفعل اباؤه و لا اباء ابائه يبذر بينهم نهبا و غنيمة و غنى و يفكر افكاره على الحصون و ذلك الى حين
11: 25 و ينهض قوته و قلبه على ملك الجنوب بجيش عظيم و ملك الجنوب يتهيج الى الحرب بجيش عظيم و قوي جدا و لكنه لا يثبت لانهم يدبرون عليه تدابير
11: 26 و الاكلون اطايبه يكسرونه و جيشه يطمو و يسقط كثيرون قتلى
11: 27 و هذان الملكان قلبهما لفعل الشر و يتكلمان بالكذب على مائدة واحدة و لا ينجح لان الانتهاء بعد الى ميعاد
11: 28 فيرجع الى ارضه بغنى جزيل و قلبه على العهد المقدس فيعمل و يرجع الى ارضه
11: 29 و في الميعاد يعود و يدخل الجنوب و لكن لا يكون الاخر كالاول
11: 30 فتاتي عليه سفن من كتيم فييئس و يرجع و يغتاظ على العهد المقدس و يعمل و يرجع و يصغى الى الذين تركوا العهد المقدس
11: 31 و تقوم منه اذرع و تنجس المقدس الحصين و تنزع المحرقة الدائمة و تجعل الرجس المخرب
11: 32 و المتعدون على العهد يغويهم بالتملقات اما الشعب الذين يعرفون الههم فيقوون و يعملون
11: 33 و الفاهمون من الشعب يعلمون كثيرين و يعثرون بالسيف و باللهيب و بالسبي و بالنهب اياما
11: 34 فاذا عثروا يعانون عونا قليلا و يتصل بهم كثيرون بالتملقات
11: 35 و بعض الفاهمين يعثرون امتحانا لهم للتطهير و للتبييض الى وقت النهاية لانه بعد الى الميعاد
11: 36 و يفعل الملك كارادته و يرتفع و يتعظم على كل اله و يتكلم بامور عجيبة على اله الالهة و ينجح الى اتمام الغضب لان المقضي به يجرى
11: 37 و لا يبالي بالهة ابائه و لا بشهوة النساء و بكل اله لا يبالي لانه يتعظم على الكل
11: 38 و يكرم اله الحصون في مكانه و الها لم تعرفه اباؤه يكرمه بالذهب و الفضة و بالحجارة الكريمة و النفائس
(3/272)
11: 39 و يفعل في الحصون الحصينة باله غريب من يعرفه يزيده مجدا و يسلطهم على كثيرين و يقسم الارض اجرة
11: 40 ففي وقت النهاية يحاربه ملك الجنوب فيثور عليه ملك الشمال بمركبات و بفرسان و بسفن كثيرة و يدخل الاراضي و يجرف و يطمو
11: 41 و يدخل الى الارض البهية فيعثر كثيرون و هؤلاء يفلتون من يده ادوم و مواب و رؤساء بني عمون
11: 42 و يمد يده على الاراضي و ارض مصر لا تنجو
11: 43 و يتسلط على كنوز الذهب و الفضة و على كل نفائس مصر و اللوبيون و الكوشيون عند خطواته
11: 44 و تفزعه اخبار من الشرق و من الشمال فيخرج بغضب عظيم ليخرب و ليحرم كثيرين
11: 45 و ينصب فسطاطه بين البحور و جبل بهاء القدس و يبلغ نهايته و لا معين له
12: 1 و في ذلك الوقت يقوم ميخائيل الرئيس العظيم القائم لبني شعبك و يكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت امة الى ذلك الوقت و في ذلك الوقت ينجى شعبك كل من يوجد مكتوبا في السفر
12: 2 و كثيرون من الراقدين في تراب الارض يستيقظون هؤلاء الى الحياة الابدية و هؤلاء الى العار للازدراء الابدي
12: 3 و الفاهمون يضيئون كضياء الجلد و الذين ردوا كثيرين الى البر كالكواكب الى ابد الدهور
12: 4 اما انت يا دانيال فاخف الكلام و اختم السفر الى وقت النهاية كثيرون يتصفحونه و المعرفة تزداد
12: 5 فنظرت انا دانيال و اذا باثنين اخرين قد وقفا واحد من هنا على شاطئ النهر و اخر من هناك على شاطئ النهر
12: 6 و قال للرجل اللابس الكتان الذي من فوق مياه النهر الى متى انتهاء العجائب
12: 7 فسمعت الرجل اللابس الكتان الذي من فوق مياه النهر اذ رفع يمناه و يسراه نحو السماوات و حلف بالحي الى الابد انه الى زمان و زمانين و نصف فاذا تم تفريق ايدي الشعب المقدس تتم كل هذه
12: 8 و انا سمعت و ما فهمت فقلت يا سيدي ما هي اخر هذه
12: 9 فقال اذهب يا دانيال لان الكلمات مخفية و مختومة الى وقت النهاية
(3/273)
12: 10 كثيرون يتطهرون و يبيضون و يمحصون اما الاشرار فيفعلون شرا و لا يفهم احد الاشرار لكن الفاهمون يفهمون
12: 11 و من وقت ازالة المحرقة الدائمة و اقامة رجس المخرب الف و مئتان و تسعون يوما
12: 12 طوبى لمن ينتظر و يبلغ الى الالف و الثلاث مئة و الخمسة و الثلاثين يوما
12: 13 اما انت فاذهب الى النهاية فتستريح و تقوم لقرعتك في نهاية الايام(3/274)
القسم الثاني:
كتب الأنبياء الصغار(3/275)
سفر هوشع
1: 1 قول الرب الذي صار الى هوشع بن بئيري في ايام عزيا و يوثام و احاز و حزقيا ملوك يهوذا و في ايام يربعام بن يواش ملك اسرائيل
1: 2 اول ما كلم الرب هوشع قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امراة زنى و اولاد زنى لان الارض قد زنت زنى تاركة الرب
1: 3 فذهب و اخذ جومر بنت دبلايم فحبلت و ولدت له ابنا
1: 4 فقال له الرب ادع اسمه يزرعيل لانني بعد قليل اعاقب بيت ياهو على دم يزرعيل و ابيد مملكة بيت اسرائيل
1: 5 و يكون في ذلك اليوم اني اكسر قوس اسرائيل في وادي يزرعيل
1: 6 ثم حبلت ايضا و ولدت بنتا فقال له ادع اسمها لورحامة لاني لا اعود ارحم بيت اسرائيل ايضا بل انزعهم نزعا
1: 7 و اما بيت يهوذا فارحمهم و اخلصهم بالرب الههم و لا اخلصهم بقوس و بسيف و بحرب و بخيل و بفرسان
1: 8 ثم فطمت لورحامة و حبلت فولدت ابنا
1: 9 فقال ادع اسمه لوعمي لانكم لستم شعبي و انا لا اكون لكم
1: 10 لكن يكون عدد بني اسرائيل كرمل البحر الذي لا يكال و لا يعد و يكون عوضا عن ان يقال لهم لستم شعبي يقال لهم ابناء الله الحي
1: 11 و يجمع بنو يهوذا و بنو اسرائيل معا و يجعلون لانفسهم راسا واحدا و يصعدون من الارض لان يوم يزرعيل عظيم
2: 1 قولوا لاخواتكم عمي و لاخوتكم رحامة
2: 2 حاكموا امكم حاكموا لانها ليست امراتي و انا لست رجلها لكي تعزل زناها عن وجهها و فسقها من بين ثدييها
2: 3 لئلا اجردها عريانة و اوقفها كيوم ولادتها و اجعلها كقفر و اصيرها كارض يابسة و اميتها بالعطش
2: 4 و لا ارحم اولادها لانهم اولاد زنى
2: 5 لان امهم قد زنت التي حبلت بهم صنعت خزيا لانها قالت اذهب وراء محبي الذين يعطون خبزي و مائي صوفي و كتاني زيتي و اشربتي
2: 6 لذلك هانذا اسيج طريقك بالشوك و ابني حائطها حتى لا تجد مسالكها
2: 7 فتتبع محبيها و لا تدركهم و تفتش عليهم و لا تجدهم فتقول اذهب و ارجع الى رجلي الاول لانه حينئذ كان خير لي من الان
(3/276)
2: 8 و هي لم تعرف اني انا اعطيتها القمح و المسطار و الزيت و كثرت لها فضة و ذهبا جعلوه لبعل
2: 9 لذلك ارجع و اخذ قمحي في حينه و مسطاري في وقته و انزع صوفي و كتاني اللذين لستر عورتها
2: 10 و الان اكشف عورتها امام عيون محبيها و لا ينقذها احد من يدي
2: 11 و ابطل كل افراحها اعيادها و رؤوس شهورها و سبوتها و جميع مواسمها
2: 12 و اخرب كرمها و تينها اللذين قالت هما اجرتي التي اعطانيها محبي و اجعلهما وعرا فياكلهما حيوان البرية
2: 13 و اعاقبها على ايام بعليم التي فيها كانت تبخر لهم و تتزين بخزائمها و حليها و تذهب وراء محبيها و تنساني انا يقول الرب
2: 14 لكن هانذا اتملقها و اذهب بها الى البرية و الاطفها
2: 15 و اعطيها كرومها من هناك و وادي عخور بابا للرجاء و هي تغني هناك كايام صباها و كيوم صعودها من ارض مصر
2: 16 و يكون في ذلك اليوم يقول الرب انك تدعينني رجلي و لا تدعينني بعد بعلي
2: 17 و انزع اسماء البعليم من فمها فلا تذكر ايضا باسمائها
2: 18 و اقطع لهم عهدا في ذلك اليوم مع حيوان البرية و طيور السماء و دبابات الارض و اكسر القوس و السيف و الحرب من الارض و اجعلهم يضطجعون امنين
2: 19 و اخطبك لنفسي الى الابد و اخطبك لنفسي بالعدل و الحق و الاحسان و المراحم
2: 20 اخطبك لنفسي بالامانة فتعرفين الرب
2: 21 و يكون في ذلك اليوم اني استجيب يقول الرب استجيب السماوات و هي تستجيب الارض
2: 22 و الارض تستجيب القمح و المسطار و الزيت و هي تستجيب يزرعيل
2: 23 و ازرعها لنفسي في الارض و ارحم لورحامة و اقول للوعمي انت شعبي و هو يقول انت الهي
3: 1 و قال الرب لي اذهب ايضا احبب امراة حبيبة صاحب و زانية كمحبة الرب لبني اسرائيل و هم ملتفتون الى الهة اخرى و محبون لاقراص الزبيب
3: 2 فاشتريتها لنفسي بخمسة عشر شاقل فضة و بحومر و لثك شعير
3: 3 و قلت لها تقعدين اياما كثيرة لا تزني و لا تكوني لرجل و انا كذلك لك
(3/277)
3: 4 لان بني اسرائيل سيقعدون اياما كثيرة بلا ملك و بلا رئيس و بلا ذبيحة و بلا تمثال و بلا افود و ترافيم
3: 5 بعد ذلك يعود بنو اسرائيل و يطلبون الرب الههم و داود ملكهم و يفزعون الى الرب و الى جوده في اخر الايام
4: 1 اسمعوا قول الرب يا بني اسرائيل ان للرب محاكمة مع سكان الارض لانه لا امانة و لا احسان و لا معرفة الله في الارض
4: 2 لعن و كذب و قتل و سرقة و فسق يعتنفون و دماء تلحق دماء
4: 3 لذلك تنوح الارض و يذبل كل من يسكن فيها مع حيوان البرية و طيور السماء و اسماك البحر ايضا تنتزع
4: 4 و لكن لا يحاكم احد و لا يعاتب احد و شعبك كمن يخاصم كاهنا
4: 5 فتتعثر في النهار و يتعثر ايضا النبي معك في الليل و انا اخرب امك
4: 6 قد هلك شعبي من عدم المعرفة لانك انت رفضت المعرفة ارفضك انا حتى لا تكهن لي و لانك نسيت شريعة الهك انسى انا ايضا بنيك
4: 7 على حسبما كثروا هكذا اخطاوا الي فابدل كرامتهم بهوان
4: 8 ياكلون خطية شعبي و الى اثمهم يحملون نفوسهم
4: 9 فيكون كما الشعب هكذا الكاهن و اعاقبهم على طرقهم و ارد اعمالهم عليهم
4: 10 فياكلون و لا يشبعون و يزنون و لا يكثرون لانهم قد تركوا عبادة الرب
4: 11 الزنى و الخمر و السلافة تخلب القلب
4: 12 شعبي يسال خشبه و عصاه تخبره لان روح الزنى قد اضلهم فزنوا من تحت الههم
4: 13 يذبحون على رؤوس الجبال و يبخرون على التلال تحت البلوط و اللبنى و البطم لان ظلها حسن لذلك تزني بناتكم و تفسق كناتكم
4: 14 لا اعاقب بناتكم لانهن يزنين و لا كناتكم لانهن يفسقن لانهم يعتزلون مع الزانيات و يذبحون مع الناذرات الزنى و شعب لا يعقل يصرع
4: 15 ان كنت انت زانيا يا اسرائيل فلا ياثم يهوذا و لا تاتوا الى الجلجال و لا تصعدوا الى بيت اون و لا تحلفوا حي هو الرب
4: 16 انه قد جمح اسرائيل كبقرة جامحة الان يرعاهم الرب كخروف في مكان واسع
4: 17 افرايم موثق بالاصنام اتركوه
(3/278)
4: 18 متى انتهت منادمتهم زنوا زنى احب مجانها احبوا الهوان
4: 19 قد صرتها الريح في اجنحتها و خجلوا من ذبائحهم
5: 1 اسمعوا هذا ايها الكهنة و انصتوا يا بيت اسرائيل و اصغوا يا بيت الملك لان عليكم القضاء اذ صرتم فخا في مصفاة و شبكة مبسوطة على تابور
5: 2 و قد توغلوا في ذبائح الزيغان فانا تاديب لجميعهم
5: 3 انا اعرف افرايم و اسرائيل ليس مخفيا عني انك الان زنيت يا افرايم قد تنجس اسرائيل
5: 4 افعالهم لا تدعهم يرجعون الى الههم لان روح الزنى في باطنهم و هم لا يعرفون الرب
5: 5 و قد اذلت عظمة اسرائيل في وجهه فيتعثر اسرائيل و افرايم في اثمهما و يتعثر يهوذا ايضا معهما
5: 6 يذهبون بغنمهم و بقرهم ليطلبوا الرب و لا يجدونه قد تنحى عنهم
5: 7 قد غدروا بالرب لانهم ولدوا اولادا اجنبيين الان ياكلهم شهر مع انصبتهم
5: 8 اضربوا بالبوق في جبعة بالقرن في الرامة اصرخوا في بيت اون وراءك يا بنيامين
5: 9 يصير افرايم خرابا في يوم التاديب في اسباط اسرائيل اعلمت اليقين
5: 10 صارت رؤساء يهوذا كناقلي التخوم فاسكب عليهم سخطي كالماء
5: 11 افرايم مظلوم مسحوق القضاء لانه ارتضى ان يمضي وراء الوصية
5: 12 فانا لافرايم كالعث و لبيت يهوذا كالسوس
5: 13 و راى افرايم مرضه و يهوذا جرحه فمضى افرايم الى اشور و ارسل الى ملك عدو و لكنه لا يستطيع ان يشفيكم و لا ان يزيل منكم الجرح
5: 14 لاني لافرايم كالاسد و لبيت يهوذا كشبل الاسد فاني انا افترس و امضي اخذ و لا منقذ
5: 15 اذهب و ارجع الى مكاني حتى يجازوا و يطلبوا وجهي في ضيقهم يبكرون الي
6: 1 هلم نرجع الى الرب لانه هو افترس فيشفينا ضرب فيجبرنا
6: 2 يحيينا بعد يومين في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا امامه
6: 3 لنعرف فلنتتبع لنعرف الرب خروجه يقين كالفجر ياتي الينا كالمطر كمطر متاخر يسقي الارض
6: 4 ماذا اصنع بك يا افرايم ماذا اصنع بك يا يهوذا فان احسانكم كسحاب الصبح و كالندى الماضي باكرا
(3/279)
6: 5 لذلك اقرضهم بالانبياء اقتلهم باقوال فمي و القضاء عليك كنور قد خرج
6: 6 اني اريد رحمة لا ذبيحة و معرفة الله اكثر من محرقات
6: 7 و لكنهم كادم تعدوا العهد هناك غدروا بي
6: 8 جلعاد قرية فاعلي الاثم مدوسة بالدم
6: 9 و كما يكمن لصوص لانسان كذلك زمرة الكهنة في الطريق يقتلون نحو شكيم انهم قد صنعوا فاحشة
6: 10 في بيت اسرائيل رايت امرا فظيعا هناك زنى افرايم تنجس اسرائيل
6: 11 و انت ايضا يا يهوذا قد اعد لك حصاد عندما ارد سبي شعبي
7: 1 حينما كنت اشفي اسرائيل اعلن اثم افرايم و شرور السامرة فانهم قد صنعوا غشا السارق دخل و الغزاة نهبوا في الخارج
7: 2 و لا يفتكرون في قلوبهم اني قد تذكرت كل شرهم الان قد احاطت بهم افعالهم صارت امام وجهي
7: 3 بشرهم يفرحون الملك و بكذبهم الرؤساء
7: 4 كلهم فاسقون كتنور محمى من الخباز يبطل الايقاد من وقتما يعجن العجين الى ان يختمر
7: 5 يوم ملكنا يمرض الرؤساء من سورة الخمر يبسط يده مع المستهزئين
7: 6 لانهم يقربون قلوبهم في مكيدتهم كالتنور كل الليل ينام خبازهم و في الصباح يكون محمى كنار ملتهبة
7: 7 كلهم حامون كالتنور و اكلوا قضاتهم جميع ملوكهم سقطوا ليس بينهم من يدعو الي
7: 8 افرايم يختلط بالشعوب افرايم صار خبز ملة لم يقلب
7: 9 اكل الغرباء ثروته و هو لا يعرف و قد رش عليه الشيب و هو لا يعرف
7: 10 و قد اذلت عظمة اسرائيل في وجهه و هم لا يرجعون الى الرب الههم و لا يطلبونه مع كل هذا
7: 11 و صار افرايم كحمامة رعناء بلا قلب يدعون مصر يمضون الى اشور
7: 12 عندما يمضون ابسط عليهم شبكتي القيهم كطيور السماء اودبهم بحسب خبر جماعتهم
7: 13 ويل لهم لانهم هربوا عني تبا لهم لانهم اذنبوا الي انا افديهم و هم تكلموا علي بكذب
7: 14 و لا يصرخون الي بقلوبهم حينما يولولون على مضاجعهم يتجمعون لاجل القمح و الخمر و يرتدون عني
7: 15 و انا انذرتهم و شددت اذرعهم و هم يفكرون علي بالشر
(3/280)
7: 16 يرجعون ليس الى العلي قد صاروا كقوس مخطئة يسقط رؤساؤهم بالسيف من اجل سخط السنتهم هذا هزؤهم في ارض مصر
8: 1 الى فمك بالبوق كالنسر على بيت الرب لانهم قد تجاوزوا عهدي و تعدوا على شريعتي
8: 2 الي يصرخون يا الهي نعرفك نحن اسرائيل
8: 3 قد كره اسرائيل الصلاح فيتبعه العدو
8: 4 هم اقاموا ملوكا و ليس مني اقاموا رؤساء و انا لم اعرف صنعوا لانفسهم من فضتهم و ذهبهم اصناما لكي ينقرضوا
8: 5 قد زنخ عجلك يا سامرة حمي غضبي عليهم الى متى لا يستطيعون النقاوة
8: 6 انه هو ايضا من اسرائيل صنعه الصانع و ليس هو الها ان عجل السامرة يصير كسرا
8: 7 انهم يزرعون الريح و يحصدون الزوبعة زرع ليس له غلة لا يصنع دقيقا و ان صنع فالغرباء تبتلعه
8: 8 قد ابتلع اسرائيل الان صاروا بين الامم كاناء لا مسرة فيه
8: 9 لانهم صعدوا الى اشور مثل حمار وحشي معتزل بنفسه استاجر افرايم محبين
8: 10 اني و ان كانوا يستاجرون بين الامم الان اجمعهم فينفكون قليلا من ثقل ملك الرؤساء
8: 11 لان افرايم كثر مذابح للخطية صارت له المذابح للخطية
8: 12 اكتب له كثرة شرائعي فهي تحسب اجنبية
8: 13 اما ذبائح تقدماتي فيذبحون لحما و ياكلون الرب لا يرتضيها الان يذكر اثمهم و يعاقب خطيتهم انهم الى مصر يرجعون
8: 14 و قد نسي اسرائيل صانعه و بنى قصورا و كثر يهوذا مدنا حصينة لكني ارسل على مدنه نارا فتاكل قصوره
9: 1 لا تفرح يا اسرائيل طربا كالشعوب لانك قد زنيت عن الهك احببت الاجرة على جميع بيادر الحنطة
9: 2 لا يطعمهم البيدر و المعصرة و يكذب عليهم المسطار
9: 3 لا يسكنون في ارض الرب بل يرجع افرايم الى مصر و ياكلون النجس في اشور
9: 4 لا يسكبون للرب خمرا و لا تسره ذبائحهم انها لهم كخبز الحزن كل من اكله يتنجس ان خبزهم لنفسهم لا يدخل بيت الرب
9: 5 ماذا تصنعون في يوم الموسم و في يوم عيد الرب
(3/281)
9: 6 انهم قد ذهبوا من الخراب تجمعهم مصر تدفنهم موف يرث القريص نفائس فضتهم يكون العوسج في منازلهم
9: 7 جاءت ايام العقاب جاءت ايام الجزاء سيعرف اسرائيل النبي احمق انسان الروح مجنون من كثرة اثمك و كثرة الحقد
9: 8 افرايم منتظر عند الهي النبي فخ صياد على جميع طرقه حقد في بيت الهه
9: 9 قد توغلوا فسدوا كايام جبعة سيذكر اثمهم سيعاقب خطاياهم
9: 10 وجدت اسرائيل كعنب في البرية رايت اباءكم كباكورة على تينة في اولها اما هم فجاءوا الى بعل فغور و نذروا انفسهم للخزي و صاروا رجسا كما احبوا
9: 11 افرايم تطير كرامتهم كطائر من الولادة و من البطن و من الحبل
9: 12 و ان ربوا اولادهم اثكلهم اياهم حتى لا يكون انسان ويل لهم ايضا متى انصرفت عنهم
9: 13 افرايم كما ارى كصور مغروس في مرعى و لكن افرايم سيخرج بنيه الى القاتل
9: 14 اعطهم يا رب ماذا تعطي اعطهم رحما مسقطا و ثديين يبسين
9: 15 كل شرهم في الجلجال اني هناك ابغضتهم من اجل سوء افعالهم اطردهم من بيتي لا اعود احبهم جميع رؤسائهم متمردون
9: 16 افرايم مضروب اصلهم قد جف لا يصنعون ثمرا و ان ولدوا اميت مشتهيات بطونهم
9: 17 يرفضهم الهي لانهم لم يسمعوا له فيكونون تائهين بين الامم
10: 1 اسرائيل جفنة ممتدة يخرج ثمرا لنفسه على حسب كثرة ثمره قد كثر المذابح على حسب جودة ارضه اجاد الانصاب
10: 2 قد قسموا قلوبهم الان يعاقبون هو يحطم مذابحهم يخرب انصابهم
10: 3 انهم الان يقولون لا ملك لنا لاننا لا نخاف الرب فالملك ماذا يصنع بنا
10: 4 يتكلمون كلاما باقسام باطلة يقطعون عهدا فينبت القضاء عليهم كالعلقم في اتلام الحقل
10: 5 على عجول بيت اون يخاف سكان السامرة ان شعبه ينوح عليه و كهنته عليه يرتعدون على مجده لانه انتفى عنه
10: 6 و هو ايضا يجلب الى اشور هدية لملك عدو ياخذ افرايم خزيا و يخجل اسرائيل على رايه
10: 7 السامرة ملكها يبيد كغثاء على وجه الماء
(3/282)
10: 8 و تخرب شوامخ اون خطية اسرائيل يطلع الشوك و الحسك على مذابحهم و يقولون للجبال غطينا و للتلال اسقطي علينا
10: 9 من ايام جبعة اخطات يا اسرائيل هناك وقفوا لم تدركهم في جبعة الحرب على بني الاثم
10: 10 حينما اريد اؤدبهم و يجتمع عليهم شعوب في ارتباطهم باثميهم
10: 11 و افرايم عجلة متمرنة تحب الدراس و لكني اجتاز على عنقها الحسن اركب على افرايم يفلح يهوذا يمهد يعقوب
10: 12 ازرعوا لانفسكم بالبر احصدوا بحسب الصلاح احرثوا لانفسكم حرثا فانه وقت لطلب الرب حتى ياتي و يعلمكم البر
10: 13 قد حرثتم النفاق حصدتم الاثم اكلتم ثمر الكذب لانك وثقت بطريقك بكثرة ابطالك
10: 14 يقوم ضجيج في شعوبك و تخرب جميع حصونك كاخراب شلمان بيت اربئيل في يوم الحرب الام مع الاولاد حطمت
10: 15 هكذا تصنع بكم بيت ايل من اجل رداءة شركم في الصبح يهلك ملك اسرائيل هلاكا
11: 1 لما كان اسرائيل غلاما احببته و من مصر دعوت ابني
11: 2 كل ما دعوهم ذهبوا من امامهم يذبحون للبعليم و يبخرون للتماثيل المنحوتة
11: 3 و انا درجت افرايم ممسكا اياهم باذرعهم فلم يعرفوا اني شفيتهم
11: 4 كنت اجذبهم بحبال البشر بربط المحبة و كنت لهم كمن يرفع النير عن اعناقهم و مددت اليه مطعما اياه
11: 5 لا يرجع الى ارض مصر بل اشور هو ملكه لانهم ابوا ان يرجعوا
11: 6 يثور السيف في مدنهم و يتلف عصيها و ياكلهم من اجل ارائهم
11: 7 و شعبي جانحون الى الارتداد عني فيدعونهم الى العلي و لا احد يرفعه
11: 8 كيف اجعلك يا افرايم اصيرك يا اسرائيل كيف اجعلك كادمة اصنعك كصبوييم قد انقلب علي قلبي اضطرمت مراحمي جميعا
11: 9 لا اجري حمو غضبي لا اعود اخرب افرايم لاني الله لا انسان القدوس في وسطك فلا اتي بسخط
11: 10 وراء الرب يمشون كاسد يزمجر فانه يزمجر فيسرع البنون من البحر
11: 11 يسرعون كعصفور من مصر و كحمامة من ارض اشور فاسكنهم في بيوتهم يقول الرب
(3/283)
11: 12 قد احاط بي افرايم بالكذب و بيت اسرائيل بالمكر و لم يزل يهوذا شاردا عن الله و عن القدوس الامين
12: 1 افرايم راعي الريح و تابع الريح الشرقية كل يوم يكثر الكذب و الاغتصاب و يقطعون مع اشور عهدا و الزيت الى مصر يجلب
12: 2 فللرب خصام مع يهوذا و هو مزمع ان يعاقب يعقوب بحسب طرقه بحسب افعاله يرد عليه
12: 3 في البطن قبض بعقب اخيه و بقوته جاهد مع الله
12: 4 جاهد مع الملاك و غلب بكى و استرحمه وجده في بيت ايل و هناك تكلم معنا
12: 5 و الرب اله الجنود يهوه اسمه
12: 6 و انت فارجع الى الهك احفظ الرحمة و الحق و انتظر الهك دائما
12: 7 مثل الكنعاني في يده موازين الغش يحب ان يظلم
12: 8 فقال افرايم اني صرت غنيا وجدت لنفسي ثروة جميع اتعابي لا يجدون لي فيها ذنبا هو خطية
12: 9 و انا الرب الهك من ارض مصر حتى اسكنك الخيام كايام الموسم
12: 10 و كلمت الانبياء و كثرت الرؤى و بيد الانبياء مثلت امثالا
12: 11 انهم في جلعاد قد صاروا اثما بطلا لا غير في الجلجال ذبحوا ثيرانا و مذابحهم كرجم في اتلام الحقل
12: 12 و هرب يعقوب الى صحراء ارام و خدم اسرائيل لاجل امراة و لاجل امراة رعى
12: 13 و بنبي اصعد الرب اسرائيل من مصر و بنبي حفظ
12: 14 اغاظه اسرائيل بمرارة فيترك دماءه عليه و يرد سيده عاره عليه
13: 1 لما تكلم افرايم برعدة ترفع في اسرائيل و لما اثم ببعل مات
13: 2 و الان يزدادون خطية و يصنعون لانفسهم تماثيل مسبوكة من فضتهم اصناما بحذاقتهم كلها عمل الصناع عنها هم يقولون ذابحو الناس يقبلون العجول
13: 3 لذلك يكونون كسحاب الصبح و كالندى الماضي باكرا كعصافة تخطف من البيدر و كدخان من الكوة
13: 4 و انا الرب الهك من ارض مصر و الها سواي لست تعرف و لا مخلص غيري
13: 5 انا عرفتك في البرية في ارض العطش
13: 6 لما رعوا شبعوا شبعوا و ارتفعت قلوبهم لذلك نسوني
13: 7 فاكون لهم كاسد ارصد على الطريق كنمر
(3/284)
13: 8 اصدمهم كدبة مثكل و اشق شغاف قلبهم و اكلهم هناك كلبوة يمزقهم وحش البرية
13: 9 هلاكك يا اسرائيل انك علي على عونك
13: 10 فاين هو ملكك حتى يخلصك في جميع مدنك و قضاتك حيث قلت اعطني ملكا و رؤساء
13: 11 انا اعطيتك ملكا بغضبي و اخذته بسخطي
13: 12 اثم افرايم مصرور خطيته مكنوزة
13: 13 مخاض الوالدة ياتي عليه هو ابن غير حكيم اذ لم يقف في الوقت في مولد البنين
13: 14 من يد الهاوية افديهم من الموت اخلصهم اين اوباؤك يا موت اين شوكتك يا هاوية تختفي الندامة عن عيني
13: 15 و ان كان مثمرا بين اخوة تاتي ريح شرقية ريح الرب طالعة من القفر فتجف عينه و ييبس ينبوعه هي تنهب كنز كل متاع شهي
13: 16 تجازى السامرة لانها قد تمردت على الهها بالسيف يسقطون تحطم اطفالهم و الحوامل تشق
14: 1 ارجع يا اسرائيل الى الرب الهك لانك قد تعثرت باثمك
14: 2 خذوا معكم كلاما و ارجعوا الى الرب قولوا له ارفع كل اثم و اقبل حسنا فنقدم عجول شفاهنا
14: 3 لا يخلصنا اشور لا نركب على الخيل و لا نقول ايضا لعمل ايدينا الهتنا انه بك يرحم اليتيم
14: 4 انا اشفي ارتدادهم احبهم فضلا لان غضبي قد ارتد عنه
14: 5 اكون لاسرائيل كالندى يزهر كالسوسن و يضرب اصوله كلبنان
14: 6 تمتد خراعيبه و يكون بهاؤه كالزيتونة و له رائحة كلبنان
14: 7 يعود الساكنون في ظله يحيون حنطة و يزهرون كجفنة يكون ذكرهم كخمر لبنان
14: 8 يقول افرايم ما لي ايضا و للاصنام انا قد اجبت فالاحظه انا كسروة خضراء من قبلي يوجد ثمرك
14: 9 من هو حكيم حتى يفهم هذه الامور و فهيم حتى يعرفها فان طرق الرب مستقيمة و الابرار يسلكون فيها و اما المنافقون فيعثرون فيها(3/285)
سفر يوئيل
1: 1 قول الرب الذي صار الى يوئيل بن فثوئيل
1: 2 اسمعوا هذا ايها الشيوخ و اصغوا يا جميع سكان الارض هل حدث هذا في ايامكم او في ايام ابائكم
1: 3 اخبروا بنيكم عنه و بنوكم بنيهم و بنوهم دورا اخر
1: 4 فضلة القمص اكلها الزحاف و فضلة الزحاف اكلها الغوغاء و فضلة الغوغاء اكلها الطيار
1: 5 اصحوا ايها السكارى و ابكوا و ولولوا يا جميع شاربي الخمر على العصير لانه انقطع عن افواهكم
1: 6 اذ قد صعدت على ارضي امة قوية بلا عدد اسنانها اسنان الاسد و لها اضراس اللبوة
1: 7 جعلت كرمتي خربة و تينتي متهشمة قد قشرتها و طرحتها فابيضت قضبانها
1: 8 نوحي يا ارضي كعروس مؤتزرة بمسح من اجل بعل صباها
1: 9 انقطعت التقدمة و السكيب عن بيت الرب ناحت الكهنة خدام الرب
1: 10 تلف الحقل ناحت الارض لانه قد تلف القمح جف المسطار ذبل الزيت
1: 11 خجل الفلاحون ولول الكرامون على الحنطة و على الشعير لانه قد تلف حصيد الحقل
1: 12 الجفنة يبست و التينة ذبلت الرمانة و النخلة و التفاحة كل اشجار الحقل يبست انه قد يبست البهجة من بني البشر
1: 13 تنطقوا و نوحوا ايها الكهنة ولولوا يا خدام المذبح ادخلوا بيتوا بالمسوح يا خدام الهي لانه قد امتنع عن بيت الهكم التقدمة و السكيب
1: 14 قدسوا صوما نادوا باعتكاف اجمعوا الشيوخ جميع سكان الارض الى بيت الرب الهكم و اصرخوا الى الرب
1: 15 اه على اليوم لان يوم الرب قريب ياتي كخراب من القادر على كل شيء
1: 16 اما انقطع الطعام تجاه عيوننا الفرح و الابتهاج عن بيت الهنا
1: 17 عفنت الحبوب تحت مدرها خلت الاهراء انهدمت المخازن لانه قد يبس القمح
1: 18 كم تئن البهائم هامت قطعان البقر لان ليس لها مرعى حتى قطعان الغنم تفنى
1: 19 اليك يا رب اصرخ لان نارا قد اكلت مراعي البرية و لهيبا احرق جميع اشجار الحقل
1: 20 حتى بهائم الصحراء تنظر اليك لان جداول المياه قد جفت و النار اكلت مراعي البرية
(3/286)
2: 1 اضربوا بالبوق في صهيون صوتوا في جبل قدسي ليرتعد جميع سكان الارض لان يوم الرب قادم لانه قريب
2: 2 يوم ظلام و قتام يوم غيم و ضباب مثل الفجر ممتدا على الجبال شعب كثير و قوي لم يكن نظيره منذ الازل و لا يكون ايضا بعده الى سني دور فدور
2: 3 قدامه نار تاكل و خلفه لهيب يحرق الارض قدامه كجنة عدن و خلفه قفر خرب و لا تكون منه نجاة
2: 4 كمنظر الخيل منظره و مثل الافراس يركضون
2: 5 كصريف المركبات على رؤوس الجبال يثبون كزفير لهيب نار تاكل قشا كقوم اقوياء مصطفين للقتال
2: 6 منه ترتعد الشعوب كل الوجوه تجمع حمرة
2: 7 يجرون كابطال يصعدون السور كرجال الحرب و يمشون كل واحد في طريقه و لا يغيرون سبلهم
2: 8 و لا يزاحم بعضهم بعضا يمشون كل واحد في سبيله و بين الاسلحة يقعون و لا ينكسرون
2: 9 يتراكضون في المدينة يجرون على السور يصعدون الى البيوت يدخلون من الكوى كاللص
2: 10 قدامه ترتعد الارض و ترجف السماء الشمس و القمر يظلمان و النجوم تحجز لمعانها
2: 11 و الرب يعطي صوته امام جيشه ان عسكره كثير جدا فان صانع قوله قوي لان يوم الرب عظيم و مخوف جدا فمن يطيقه
2: 12 و لكن الان يقول الرب ارجعوا الي بكل قلوبكم و بالصوم و البكاء و النوح
2: 13 و مزقوا قلوبكم لا ثيابكم و ارجعوا الى الرب الهكم لانه رؤوف رحيم بطيء الغضب و كثير الرافة و يندم على الشر
2: 14 لعله يرجع و يندم فيبقي وراءه بركة تقدمة و سكيبا للرب الهكم
2: 15 اضربوا بالبوق في صهيون قدسوا صوما نادوا باعتكاف
2: 16 اجمعوا الشعب قدسوا الجماعة احشدوا الشيوخ اجمعوا الاطفال و راضعي الثدي ليخرج العريس من مخدعه و العروس من حجلتها
2: 17 ليبك الكهنة خدام الرب بين الرواق و المذبح و يقولوا اشفق يا رب على شعبك و لا تسلم ميراثك للعار حتى تجعلهم الامم مثلا لماذا يقولون بين الشعوب اين الههم
2: 18 فيغار الرب لارضه و يرق لشعبه
(3/287)
2: 19 و يجيب الرب و يقول لشعبه هانذا مرسل لكم قمحا و مسطارا و زيتا لتشبعوا منها و لا اجعلكم ايضا عارا بين الامم
2: 20 و الشمالي ابعده عنكم و اطرده الى ارض ناشفة و مقفرة مقدمته الى البحر الشرقي و ساقته الى البحر الغربي فيصعد نتنه و تطلع زهمته لانه قد تصلف في عمله
2: 21 لا تخافي ايتها الارض ابتهجي و افرحي لان الرب يعظم عمله
2: 22 لا تخافي يا بهائم الصحراء فان مراعي البرية تنبت لان الاشجار تحمل ثمرها التينة و الكرمة تعطيان قوتهما
2: 23 و يا بني صهيون ابتهجوا و افرحوا بالرب الهكم لانه يعطيكم المطر المبكر على حقه و ينزل عليكم مطرا مبكرا و متاخرا في اول الوقت
2: 24 فتملا البيادر حنطة و تفيض حياض المعاصر خمرا و زيتا
2: 25 و اعوض لكم عن السنين التي اكلها الجراد الغوغاء و الطيار و القمص جيشي العظيم الذي ارسلته عليكم
2: 26 فتاكلون اكلا و تشبعون و تسبحون اسم الرب الهكم الذي صنع معكم عجبا و لا يخزى شعبي الى الابد
2: 27 و تعلمون اني انا في وسط اسرائيل و اني انا الرب الهكم و ليس غيري و لا يخزى شعبي الى الابد
2: 28 و يكون بعد ذلك اني اسكب روحي على كل بشر فيتنبا بنوكم و بناتكم و يحلم شيوخكم احلاما و يرى شبابكم رؤى
2: 29 و على العبيد ايضا و على الاماء اسكب روحي في تلك الايام
2: 30 و اعطي عجائب في السماء و الارض دما و نارا و اعمدة دخان
2: 31 تتحول الشمس الى ظلمة و القمر الى دم قبل ان يجيء يوم الرب العظيم المخوف
2: 32 و يكون ان كل من يدعو باسم الرب ينجو لانه في جبل صهيون و في اورشليم تكون نجاة كما قال الرب و بين الباقين من يدعوه الرب
3: 1 لانه هوذا في تلك الايام و في ذلك الوقت عندما ارد سبي يهوذا و اورشليم
3: 2 اجمع كل الامم و انزلهم الى وادي يهوشافاط و احاكمهم هناك على شعبي و ميراثي اسرائيل الذين بددوهم بين الامم و قسموا ارضي
(3/288)
3: 3 و القوا قرعة على شعبي و اعطوا الصبي بزانية و باعوا البنت بخمر ليشربوا
3: 4 و ماذا انتن لي يا صور و صيدون و جميع دائرة فلسطين هل تكافئونني عن العمل ام هل تصنعون بي شيئا سريعا بالعجل ارد عملكم على رؤوسكم
3: 5 لانكم اخذتم فضتي و ذهبي و ادخلتم نفائسي الجيدة الى هياكلكم
3: 6 و بعتم بني يهوذا و بني اورشليم لبني الياوانيين لكي تبعدوهم عن تخومهم
3: 7 هانذا انهضهم من الموضع الذي بعتموهم اليه و ارد عملكم على رؤوسكم
3: 8 و ابيع بنيكم و بناتكم بيد بني يهوذا ليبيعوهم للسبائيين لامة بعيدة لان الرب قد تكلم
3: 9 نادوا بهذا بين الامم قدسوا حربا انهضوا الابطال ليتقدم و يصعد كل رجال الحرب
3: 10 اطبعوا سكاتكم سيوفا و مناجلكم رماحا ليقل الضعيف بطل انا
3: 11 اسرعوا و هلموا يا جميع الامم من كل ناحية و اجتمعوا الى هناك انزل يا رب ابطالك
3: 12 تنهض و تصعد الامم الى وادي يهوشافاط لاني هناك اجلس لاحاكم جميع الامم من كل ناحية
3: 13 ارسلوا المنجل لان الحصيد قد نضج هلموا دوسوا لانه قد امتلات المعصرة فاضت الحياض لان شرهم كثير
3: 14 جماهير جماهير في وادي القضاء لان يوم الرب قريب في وادي القضاء
3: 15 الشمس و القمر يظلمان و النجوم تحجز لمعانها
3: 16 و الرب من صهيون يزمجر و من اورشليم يعطي صوته فترجف السماء و الارض و لكن الرب ملجا لشعبه و حصن لبني اسرائيل
3: 17 فتعرفون اني انا الرب الهكم ساكنا في صهيون جبل قدسي و تكون اورشليم مقدسة و لا يجتاز فيها الاعاجم في ما بعد
3: 18 و يكون في ذلك اليوم ان الجبال تقطر عصيرا و التلال تفيض لبنا و جميع ينابيع يهوذا تفيض ماء و من بيت الرب يخرج ينبوع و يسقي وادي السنط
3: 19 مصر تصير خرابا و ادوم تصير قفرا خربا من اجل ظلمهم لبني يهوذا الذين سفكوا دما بريئا في ارضهم
3: 20 و لكن يهوذا تسكن الى الابد و اورشليم الى دور فدور
3: 21 و ابرئ دمهم الذي لم ابرئ و الرب يسكن في صهيون(3/289)
سفر عاموس
1: 1 اقوال عاموس الذي كان بين الرعاة من تقوع التي راها عن اسرائيل في ايام عزيا ملك يهوذا و في ايام يربعام بن يواش ملك اسرائيل قبل الزلزلة بسنتين
1: 2 فقال ان الرب يزمجر من صهيون و يعطي صوته من اورشليم فتنوح مراعي الرعاة و ييبس راس الكرمل
1: 3 هكذا قال الرب من اجل ذنوب دمشق الثلاثة و الاربعة لا ارجع عنه لانهم داسوا جلعاد بنوارج من حديد
1: 4 فارسل نارا على بيت حزائيل فتاكل قصور بنهدد
1: 5 و اكسر مغلاق دمشق و اقطع الساكن من بقعة اون و ماسك القضيب من بيت عدن و يسبى شعب ارام الى قير قال الرب
1: 6 هكذا قال الرب من اجل ذنوب غزة الثلاثة و الاربعة لا ارجع عنه لانهم سبوا سبيا كاملا لكي يسلموه الى ادوم
1: 7 فارسل نارا على سور غزة فتاكل قصورها
1: 8 و اقطع الساكن من اشدود و ماسك القضيب من اشقلون و ارد يدي على عقرون فتهلك بقية الفلسطينيين قال السيد الرب
1: 9 هكذا قال الرب من اجل ذنوب صور الثلاثة و الاربعة لا ارجع عنه لانهم سلموا سبيا كاملا الى ادوم و لم يذكروا عهد الاخوة
1: 10 فارسل نارا على سور صور فتاكل قصورها
1: 11 هكذا قال الرب من اجل ذنوب ادوم الثلاثة و الاربعة لا ارجع لانه تبع بالسيف اخاه و افسد مراحمه و غضبه الى الدهر يفترس و سخطه يحفظه الى الابد
1: 12 فارسل نارا على تيمان فتاكل قصور بصرة
1: 13 هكذا قال الرب من اجل ذنوب بني عمون الثلاثة و الاربعة لا ارجع عنه لانهم شقوا حوامل جلعاد لكي يوسعوا تخومهم
1: 14 فاضرم نارا على سور ربة فتاكل قصورها بجلبة في يوم القتال بنوء في يوم الزوبعة
1: 15 و يمضي ملكهم الى السبي هو و رؤساؤه جميعا قال الرب
2: 1 هكذا قال الرب من اجل ذنوب مواب الثلاثة و الاربعة لا ارجع عنه لانهم احرقوا عظام ملك ادوم كلسا
2: 2 فارسل نارا على مواب فتاكل قصور قريوت و يموت مواب بضجيج بجلبة بصوت البوق
2: 3 و اقطع القاضي من وسطها و اقتل جميع رؤسائها معه قال الرب
(3/290)
2: 4 هكذا قال الرب من اجل ذنوب يهوذا الثلاثة و الاربعة لا ارجع عنه لانهم رفضوا ناموس الله و لم يحفظوا فرائضه و اضلتهم اكاذيبهم التي سار اباؤهم وراءها
2: 5 فارسل نارا على يهوذا فتاكل قصور اورشليم
2: 6 هكذا قال الرب من اجل ذنوب اسرائيل الثلاثة و الاربعة لا ارجع عنه لانهم باعوا البار بالفضة و البائس لاجل نعلين
2: 7 الذين يتهممون تراب الارض على رؤوس المساكين و يصدون سبيل البائسين و يذهب رجل و ابوه الى صبية واحدة حتى يدنسوا اسم قدسي
2: 8 و يتمددون على ثياب مرهونة بجانب كل مذبح و يشربون خمر المغرمين في بيت الهتهم
2: 9 و انا قد ابدت من امامهم الاموري الذي قامته مثل قامة الارز و هو قوي كالبلوط ابدت ثمره من فوق و اصوله من تحت
2: 10 و انا اصعدتكم من ارض مصر و سرت بكم في البرية اربعين سنة لترثوا ارض الاموري
2: 11 و اقمت من بنيكم انبياء و من فتيانكم نذيرين اليس هكذا يا بني اسرائيل يقول الرب
2: 12 لكنكم سقيتم النذيرين خمرا و اوصيتم الانبياء قائلين لا تتنباوا
2: 13 هانذا اضغط ما تحتكم كما تضغط العجلة الملانة حزما
2: 14 و يبيد المناص عن السريع و القوي لا يشدد قوته و البطل لا ينجي نفسه
2: 15 و ماسك القوس لا يثبت و سريع الرجلين لا ينجو و راكب الخيل لا ينجي نفسه
2: 16 و القوي القلب بين الابطال يهرب عريانا في ذلك اليوم يقول الرب
3: 1 اسمعوا هذا القول الذي تكلم به الرب عليكم يا بني اسرائيل على كل القبيلة التي اصعدتها من ارض مصر قائلا
3: 2 اياكم فقط عرفت من جميع قبائل الارض لذلك اعاقبكم على جميع ذنوبكم
3: 3 هل يسير اثنان معا ان لم يتواعدا
3: 4 هل يزمجر الاسد في الوعر و ليس له فريسة هل يعطي شبل الاسد زئيره من خدره ان لم يخطف
3: 5 هل يسقط عصفور في فخ الارض و ليس له شرك هل يرفع فخ عن الارض و هو لم يمسك شيئا
3: 6 ام يضرب بالبوق في مدينة و الشعب لا يرتعد هل تحدث بلية في مدينة و الرب لم يصنعها
(3/291)
3: 7 ان السيد الرب لا يصنع امرا الا و هو يعلن سره لعبيده الانبياء
3: 8 الاسد قد زمجر فمن لا يخاف السيد الرب قد تكلم فمن لا يتنبا
3: 9 نادوا على القصور في اشدود و على القصور في ارض مصر و قولوا اجتمعوا على جبال السامرة و انظروا شغبا عظيما في وسطها و مظالم في داخلها
3: 10 فانهم لا يعرفون ان يصنعوا الاستقامة يقول الرب اولئك الذين يخزنون الظلم و الاغتصاب في قصورهم
3: 11 لذلك هكذا قال السيد الرب ضيق حتى في كل ناحية من الارض فينزل عنك عزك و تنهب قصورك
3: 12 هكذا قال الرب كما ينزع الراعي من فم الاسد كراعين او قطعة اذن هكذا ينتزع بنو اسرائيل الجالسون في السامرة في زاوية السرير و على دمقس الفراش
3: 13 اسمعوا و اشهدوا على بيت يعقوب يقول السيد الرب اله الجنود
3: 14 اني يوم معاقبتي اسرائيل على ذنوبه اعاقب مذابح بيت ايل فتقطع قرون المذبح و تسقط الى الارض
3: 15 و اضرب بيت الشتاء مع بيت الصيف فتبيد بيوت العاج و تضمحل البيوت العظيمة يقول الرب
4: 1 اسمعي هذا القول يا بقرات باشان التي في جبل السامرة الظالمة المساكين الساحقة البائسين القائلة لسادتها هات لنشرب
4: 2 قد اقسم السيد الرب بقدسه هوذا ايام تاتي عليكن ياخذونكن بخزائم و ذريتكن بشصوص السمك
4: 3 و من الشقوق تخرجن كل واحدة على وجهها و تندفعن الى الحصن يقول الرب
4: 4 هلم الى بيت ايل و اذنبوا الى الجلجال و اكثروا الذنوب و احضروا كل صباح ذبائحكم و كل ثلاثة ايام عشوركم
4: 5 و اوقدوا من الخمير تقدمة شكر و نادوا بنوافل و سمعوا لانكم هكذا احببتم يا بني اسرائيل يقول السيد الرب
4: 6 و انا ايضا اعطيتكم نظافة الاسنان في جميع مدنكم و عوز الخبز في جميع اماكنكم فلم ترجعوا الي يقول الرب
4: 7 و انا ايضا منعت عنكم المطر اذ بقي ثلاثة اشهر للحصاد و امطرت على مدينة واحدة و على مدينة اخرى لم امطر امطر على ضيعة واحدة و الضيعة التي لم يمطر عليها جفت
(3/292)
4: 8 فجالت مدينتان او ثلاث الى مدينة واحدة لتشرب ماء و لم تشبع فلم ترجعوا الي يقول الرب
4: 9 ضربتكم باللفح و اليرقان كثيرا ما اكل القمص جناتكم و كرومكم و تينكم و زيتونكم فلم ترجعوا الي يقول الرب
4: 10 ارسلت بينكم وبا على طريقة مصر قتلت بالسيف فتيانكم مع سبي خيلكم و اصعدت نتن محالكم حتى الى انوفكم فلم ترجعوا الي يقول الرب
4: 11 قلبت بعضكم كما قلب الله سدوم و عمورة فصرتم كشعلة منتشلة من الحريق فلم ترجعوا الي يقول الرب
4: 12 لذلك هكذا اصنع بك يا اسرائيل فمن اجل اني اصنع بك هذا فاستعد للقاء الهك يا اسرائيل
4: 13 فانه هوذا الذي صنع الجبال و خلق الريح و اخبر الانسان ما هو فكره الذي يجعل الفجر ظلاما و يمشي على مشارف الارض يهوه اله الجنود اسمه
5: 1 اسمعوا هذا القول الذي انا انادي به عليكم مرثاة يا بيت اسرائيل
5: 2 سقطت عذراء اسرائيل لا تعود تقوم انطرحت على ارضها ليس من يقيمها
5: 3 لانه هكذا قال السيد الرب المدينة الخارجة بالف يبقى لها مئة و الخارجة بمئة يبقى لها عشرة من بيت اسرائيل
5: 4 لانه هكذا قال الرب لبيت اسرائيل اطلبوني فتحيوا
5: 5 و لا تطلبوا بيت ايل و الى الجلجال لا تذهبوا و الى بئر سبع لا تعبروا لان الجلجال تسبى سبيا و بيت ايل تصير عدما
5: 6 اطلبوا الرب فتحيوا لئلا يقتحم بيت يوسف كنار تحرق و لا يكون من يطفئها من بيت ايل
5: 7 يا ايها الذين يحولون الحق افسنتينا و يلقون البر الى الارض
5: 8 الذي صنع الثريا و الجبار و يحول ظل الموت صبحا و يظلم النهار كالليل الذي يدعو مياه البحر و يصبها على وجه الارض يهوه اسمه
5: 9 الذي يفلح الخرب على القوي فياتي الخرب على الحصن
5: 10 انهم في الباب يبغضون المنذر و يكرهون المتكلم بالصدق
5: 11 لذلك من اجل انكم تدوسون المسكين و تاخذون منه هدية قمح بنيتم بيوتا من حجارة منحوتة و لا تسكنون فيها و غرستم كروما شهية و لا تشربون خمرها
(3/293)
5: 12 لاني علمت ان ذنوبكم كثيرة و خطاياكم وافرة ايها المضايقون البار الاخذون الرشوة الصادون البائسين في الباب
5: 13 لذلك يصمت العاقل في ذلك الزمان لانه زمان رديء
5: 14 اطلبوا الخير لا الشر لكي تحيوا فعلى هذا يكون الرب اله الجنود معكم كما قلتم
5: 15 ابغضوا الشر و احبوا الخير و ثبتوا الحق في الباب لعل الرب اله الجنود يتراف على بقية يوسف
5: 16 لذلك هكذا قال السيد الرب اله الجنود في جميع الاسواق نحيب و في جميع الازقة يقولون اه اه و يدعون الفلاح الى النوح و جميع عارفي الرثاء للندب
5: 17 و في جميع الكروم ندب لاني اعبر في وسطك قال الرب
5: 18 ويل للذين يشتهون يوم الرب لماذا لكم يوم الرب هو ظلام لا نور
5: 19 كما اذا هرب انسان من امام الاسد فصادفه الدب او دخل البيت و وضع يده على الحائط فلدغته الحية
5: 20 اليس يوم الرب ظلاما لا نورا و قتاما لا نور له
5: 21 بغضت كرهت اعيادكم و لست التذ باعتكافاتكم
5: 22 اني اذا قدمتم لي محرقاتكم و تقدماتكم لا ارتضي و ذبائح السلامة من مسمناتكم لا التفت اليها
5: 23 ابعد عني ضجة اغانيك و نغمة ربابك لا اسمع
5: 24 و ليجر الحق كالمياه و البر كنهر دائم
5: 25 هل قدمتم لي ذبائح و تقدمات في البرية اربعين سنة يا بيت اسرائيل
5: 26 بل حملتم خيمة ملكومكم و تمثال اصنامكم نجم الهكم الذي صنعتم لنفوسكم
5: 27 فاسبيكم الى ما وراء دمشق قال الرب اله الجنود اسمه
6: 1 ويل للمستريحين في صهيون و المطمئنين في جبل السامرة نقباء اول الامم ياتي اليهم بيت اسرائيل
6: 2 اعبروا الى كلنة و انظروا و اذهبوا من هناك الى حماة العظيمة ثم انزلوا الى جت الفلسطينيين اهي افضل من هذه الممالك ام تخمهم اوسع من تخمكم
6: 3 انتم الذين تبعدون يوم البلية و تقربون مقعد الظلم
6: 4 المضطجعون على اسرة من العاج و المتمددون على فرشهم و الاكلون خرافا من الغنم و عجولا من وسط الصيرة
(3/294)
6: 5 الهاذرون مع صوت الرباب المخترعون لانفسهم الات الغناء كداود
6: 6 الشاربون من كؤوس الخمر و الذين يدهنون بافضل الادهان و لا يغتمون على انسحاق يوسف
6: 7 لذلك الان يسبون في اول المسبيين و يزول صياح المتمددين
6: 8 قد اقسم السيد الرب بنفسه يقول الرب اله الجنود اني اكره عظمة يعقوب و ابغض قصوره فاسلم المدينة و ملاها
6: 9 فيكون اذا بقي عشرة رجال في بيت واحد انهم يموتون
6: 10 و اذا حمل احدا عمه و محرقه ليخرج العظام من البيت و قال لمن هو في جوانب البيت اعندك بعد يقول ليس بعد فيقول اسكت فانه لا يذكر اسم الرب
6: 11 لانه هوذا الرب يامر فيضرب البيت الكبير ردما و البيت الصغير شقوقا
6: 12 هل تركض الخيل على الصخر او يحرث عليه بالبقر حتى حولتم الحق سما و ثمر البر افسنتينا
6: 13 انتم الفرحون بالبطل القائلون اليس بقوتنا اتخذنا لانفسنا قرونا
6: 14 لاني هانذا اقيم عليكم يا بيت اسرائيل يقول الرب اله الجنود امة فيضايقونكم من مدخل حماة الى وادي العربة
7: 1 هكذا اراني السيد الرب و اذا هو يصنع جرادا في اول طلوع خلف العشب و اذا خلف عشب بعد جزاز الملك
7: 2 و حدث لما فرغ من اكل عشب الارض اني قلت ايها السيد الرب اصفح كيف يقوم يعقوب فانه صغير
7: 3 فندم الرب على هذا لا يكون قال الرب
7: 4 هكذا اراني السيد الرب و اذا السيد الرب قد دعا للمحاكمة بالنار فاكلت الغمر العظيم و اكلت الحقل
7: 5 فقلت ايها السيد الرب كف كيف يقوم يعقوب فانه صغير
7: 6 فندم الرب على هذا فهو ايضا لا يكون قال السيد الرب
7: 7 هكذا اراني و اذا الرب واقف على حائط قائم و في يده زيج
7: 8 فقال لي الرب ما انت راء يا عاموس فقلت زيجا فقال السيد هانذا و اضع زيجا في وسط شعبي اسرائيل لا اعود اصفح له بعد
7: 9 فتقفر مرتفعات اسحق و تخرب مقادس اسرائيل و اقوم على بيت يربعام بالسيف
(3/295)
7: 10 فارسل امصيا كاهن بيت ايل الى يربعام ملك اسرائيل قائلا قد فتن عليك عاموس في وسط بيت اسرائيل لا تقدر الارض ان تطيق كل اقواله
7: 11 لانه هكذا قال عاموس يموت يربعام بالسيف و يسبى اسرائيل عن ارضه
7: 12 فقال امصيا لعاموس ايها الرائي اذهب اهرب الى ارض يهوذا و كل هناك خبزا و هناك تنبا
7: 13 و اما بيت ايل فلا تعد تتنبا فيها بعد لانها مقدس الملك و بيت الملك
7: 14 فاجاب عاموس و قال لامصيا لست انا نبيا و لا انا ابن نبي بل انا راع و جاني جميز
7: 15 فاخذني الرب من وراء الضان و قال لي الرب اذهب تنبا لشعبي اسرائيل
7: 16 فالان اسمع قول الرب انت تقول لا تتنبا على اسرائيل و لا تتكلم على بيت اسحق
7: 17 لذلك هكذا قال الرب امراتك تزني في المدينة و بنوك و بناتك يسقطون بالسيف و ارضك تقسم بالحبل و انت تموت في ارض نجسة و اسرائيل يسبى سبيا عن ارضه
8: 1 هكذا اراني السيد الرب و اذا سلة للقطاف
8: 2 فقال ماذا انت راء يا عاموس فقلت سلة للقطاف فقال لي الرب قد اتت النهاية على شعبي اسرائيل لا اعود اصفح له بعد
8: 3 فتصير اغاني القصر ولاول في ذلك اليوم يقول السيد الرب الجثث كثيرة يطرحونها في كل موضع بالسكوت
8: 4 اسمعوا هذا ايها المتهممون المساكين لكي تبيدوا بائسي الارض
8: 5 قائلين متى يمضي راس الشهر لنبيع قمحا و السبت لنعرض حنطة لنصغر الايفة و نكبر الشاقل و نعوج موازين الغش
8: 6 لنشتري الضعفاء بفضة و البائس بنعلين و نبيع نفاية القمح
8: 7 قد اقسم الرب بفخر يعقوب اني لن انسى الى الابد جميع اعمالهم
8: 8 اليس من اجل هذا ترتعد الارض و ينوح كل ساكن فيها و تطمو كلها كنهر و تفيض و تنضب كنيل مصر
8: 9 و يكون في ذلك اليوم يقول السيد الرب اني اغيب الشمس في الظهر و اقتم الارض في يوم نور
8: 10 و احول اعيادكم نوحا و جميع اغانيكم مراثي و اصعد على كل الاحقاء مسحا و على كل راس قرعة و اجعلها كمناحة الوحيد و اخرها يوما مرا
(3/296)
8: 11 هوذا ايام تاتي يقول السيد الرب ارسل جوعا في الارض لا جوعا للخبز و لا عطشا للماء بل لاستماع كلمات الرب
8: 12 فيجولون من بحر الى بحر و من الشمال الى المشرق يتطوحون ليطلبوا كلمة الرب فلا يجدونها
8: 13 في ذلك اليوم تذبل بالعطش العذارى الجميلات و الفتيان
8: 14 الذين يحلفون بذنب السامرة و يقولون حي الهك يا دان و حية طريقة بئر سبع فيسقطون و لا يقومون بعد
9: 1 رايت السيد قائما على المذبح فقال اضرب تاج العمود حتى ترجف الاعتاب و كسرها على رؤوس جميعهم فاقتل اخرهم بالسيف لا يهرب منهم هارب و لا يفلت منهم ناج
9: 2 ان نقبوا الى الهاوية فمن هناك تاخذهم يدي و ان صعدوا الى السماء فمن هناك انزلهم
9: 3 و ان اختباوا في راس الكرمل فمن هناك افتش و اخذهم و ان اختفوا من امام عيني في قعر البحر فمن هناك امر الحية فتلدغهم
9: 4 و ان مضوا في السبي امام اعدائهم فمن هناك امر السيف فيقتلهم و اجعل عيني عليهم للشر لا للخير
9: 5 و السيد رب الجنود الذي يمس الارض فتذوب و ينوح الساكنون فيها و تطمو كلها كنهر و تنضب كنيل مصر
9: 6 الذي بنى في السماء علاليه و اسس على الارض قبته الذي يدعو مياه البحر و يصبها على وجه الارض يهوه اسمه
9: 7 الستم لي كبني الكوشيين يا بني اسرائيل يقول الرب الم اصعد اسرائيل من ارض مصر و الفلسطينيين من كفتور و الاراميين من قير
9: 8 هوذا عينا السيد الرب على المملكة الخاطئة و ابيدها عن وجه الارض غير اني لا ابيد بيت يعقوب تماما يقول الرب
9: 9 لانه هانذا امر فاغربل بيت اسرائيل بين جميع الامم كما يغربل في الغربال و حبة لا تقع الى الارض
9: 10 بالسيف يموت كل خاطئي شعبي القائلين لا يقترب الشر و لا ياتي بيننا
9: 11 في ذلك اليوم اقيم مظلة داود الساقطة و احصن شقوقها و اقيم ردمها و ابنيها كايام الدهر
9: 12 لكي يرثوا بقية ادوم و جميع الامم الذين دعي اسمي عليهم يقول الرب الصانع هذا
(3/297)
9: 13 ها ايام تاتي يقول الرب يدرك الحارث الحاصد و دائس العنب باذر الزرع و تقطر الجبال عصيرا و تسيل جميع التلال
9: 14 و ارد سبي شعبي اسرائيل فيبنون مدنا خربة و يسكنون و يغرسون كروما و يشربون خمرها و يصنعون جنات و ياكلون اثمارها
9: 15 و اغرسهم في ارضهم و لن يقلعوا بعد من ارضهم التي اعطيتهم قال الرب الهك(3/298)
سفر عوبديا
1: 1 رؤيا عوبديا هكذا قال السيد الرب عن ادوم سمعنا خبرا من قبل الرب و ارسل رسول بين الامم قوموا و لنقم عليها للحرب
1: 2 اني قد جعلتك صغيرا بين الامم انت محتقر جدا
1: 3 تكبر قلبك قد خدعك ايها الساكن في محاجئ الصخر رفعة مقعده القائل في قلبه من يحدرني الى الارض
1: 4 ان كنت ترتفع كالنسر و ان كان عشك موضوعا بين النجوم فمن هناك احدرك يقول الرب
1: 5 ان اتاك سارقون او لصوص ليل كيف هلكت افلا يسرقون حاجتهم ان اتاك قاطفون افلا يبقون خصاصة
1: 6 كيف فتش عيسو و فحصت مخابئه
1: 7 طردك الى التخم كل معاهديك خدعك و غلب عليك مسالموك اهل خبزك وضعوا شركا تحتك لا فهم فيه
1: 8 الا ابيد في ذلك اليوم يقول الرب الحكماء من ادوم و الفهم من جبل عيسو
1: 9 فيرتاع ابطالك يا تيمان لكي ينقرض كل واحد من جبل عيسو بالقتل
1: 10 من اجل ظلمك لاخيك يعقوب يغشاك الخزي و تنقرض الى الابد
1: 11 يوم وقفت مقابله يوم سبت الاعاجم قدرته و دخلت الغرباء ابوابه و القوا قرعة على اورشليم كنت انت ايضا كواحد منهم
1: 12 و يجب ان لا تنظر الى يوم اخيك يوم مصيبته و لا تشمت ببني يهوذا يوم هلاكهم و لا تفغر فمك يوم الضيق
1: 13 و لا تدخل باب شعبي يوم بليتهم و لا تنظر انت ايضا الى مصيبته يوم بليته و لا تمد يدا الى قدرته يوم بليته
1: 14 و لا تقف على المفرق لتقطع منفلتيه و لا تسلم بقاياه يوم الضيق
1: 15 فانه قريب يوم الرب على كل الامم كما فعلت يفعل بك عملك يرتد على راسك
1: 16 لانه كما شربتم على جبل قدسي يشرب جميع الامم دائما يشربون و يجرعون و يكونون كانهم لم يكونوا
1: 17 و اما جبل صهيون فتكون عليه نجاة و يكون مقدسا و يرث بيت يعقوب مواريثهم
1: 18 و يكون بيت يعقوب نارا و بيت يوسف لهيبا و بيت عيسو قشا فيشعلونهم و ياكلونهم و لا يكون باق من بيت عيسو لان الرب تكلم
(3/299)
1: 19 و يرث اهل الجنوب جبل عيسو و اهل السهل الفلسطينيين و يرثون بلاد افرايم و بلاد السامرة و يرث بنيامين جلعاد
1: 20 و سبي هذا الجيش من بني اسرائيل يرثون الذين هم من الكنعانيين الى صرفة و سبي اورشليم الذين في صفارد يرثون مدن الجنوب
1: 21 و يصعد مخلصون على جبل صهيون ليدينوا جبل عيسو و يكون الملك للرب(3/300)
سفر يونان
1: 1 و صار قول الرب الى يونان بن امتاي قائلا
1: 2 قم اذهب الى نينوى المدينة العظيمة و ناد عليها لانه قد صعد شرهم امامي
1: 3 فقام يونان ليهرب الى ترشيش من وجه الرب فنزل الى يافا و وجد سفينة ذاهبة الى ترشيش فدفع اجرتها و نزل فيها ليذهب معهم الى ترشيش من وجه الرب
1: 4 فارسل الرب ريحا شديدة الى البحر فحدث نوء عظيم في البحر حتى كادت السفينة تنكسر
1: 5 فخاف الملاحون و صرخوا كل واحد الى الهه و طرحوا الامتعة التي في السفينة الى البحر ليخففوا عنهم و اما يونان فكان قد نزل الى جوف السفينة و اضطجع و نام نوما ثقيلا
1: 6 فجاء اليه رئيس النوتية و قال له ما لك نائما قم اصرخ الى الهك عسى ان يفتكر الاله فينا فلا نهلك
1: 7 و قال بعضهم لبعض هلم نلقي قرعا لنعرف بسبب من هذه البلية فالقوا قرعا فوقعت القرعة على يونان
1: 8 فقالوا له اخبرنا بسبب من هذه المصيبة علينا ما هو عملك و من اين اتيت ما هي ارضك و من اي شعب انت
1: 9 فقال لهم انا عبراني و انا خائف من الرب اله السماء الذي صنع البحر و البر
1: 10 فخاف الرجال خوفا عظيما و قالوا له لماذا فعلت هذا فان الرجال عرفوا انه هارب من وجه الرب لانه اخبرهم
1: 11 فقالوا له ماذا نصنع بك ليسكن البحر عنا لان البحر كان يزداد اضطرابا
1: 12 فقال لهم خذوني و اطرحوني في البحر فيسكن البحر عنكم لانني عالم انه بسببي هذا النوء العظيم عليكم
1: 13 و لكن الرجال جذفوا ليرجعوا السفينة الى البر فلم يستطيعوا لان البحر كان يزداد اضطرابا عليهم
1: 14 فصرخوا الى الرب و قالوا اه يا رب لا نهلك من اجل نفس هذا الرجل و لا تجعل علينا دما بريئا لانك يا رب فعلت كما شئت
1: 15 ثم اخذوا يونان و طرحوه في البحر فوقف البحر عن هيجانه
1: 16 فخاف الرجال من الرب خوفا عظيما و ذبحوا ذبيحة للرب و نذروا نذورا
(3/301)
1: 17 و اما الرب فاعد حوتا عظيما ليبتلع يونان فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة ايام و ثلاث ليال
2: 1 فصلى يونان الى الرب الهه من جوف الحوت
2: 2 و قال دعوت من ضيقي الرب فاستجابني صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي
2: 3 لانك طرحتني في العمق في قلب البحار فاحاط بي نهر جازت فوقي جميع تياراتك و لججك
2: 4 فقلت قد طردت من امام عينيك و لكنني اعود انظر الى هيكل قدسك
2: 5 قد اكتنفتني مياه الى النفس احاط بي غمر التف عشب البحر براسي
2: 6 نزلت الى اسافل الجبال مغاليق الارض علي الى الابد ثم اصعدت من الوهدة حياتي ايها الرب الهي
2: 7 حين اعيت في نفسي ذكرت الرب فجاءت اليك صلاتي الى هيكل قدسك
2: 8 الذين يراعون اباطيل كاذبة يتركون نعمتهم
2: 9 اما انا فبصوت الحمد اذبح لك و اوفي بما نذرته للرب الخلاص
2: 10 و امر الرب الحوت فقذف يونان الى البر
3: 1 ثم صار قول الرب الى يونان ثانية قائلا
3: 2 قم اذهب الى نينوى المدينة العظيمة و ناد لها المناداة التي انا مكلمك بها
3: 3 فقام يونان و ذهب الى نينوى بحسب قول الرب اما نينوى فكانت مدينة عظيمة لله مسيرة ثلاثة ايام
3: 4 فابتدا يونان يدخل المدينة مسيرة يوم واحد و نادى و قال بعد اربعين يوما تنقلب نينوى
3: 5 فامن اهل نينوى بالله و نادوا بصوم و لبسوا مسوحا من كبيرهم الى صغيرهم
3: 6 و بلغ الامر ملك نينوى فقام عن كرسيه و خلع رداءه عنه و تغطى بمسح و جلس على الرماد
3: 7 و نودي و قيل في نينوى عن امر الملك و عظمائه قائلا لا تذق الناس و لا البهائم و لا البقر و لا الغنم شيئا لا ترع و لا تشرب ماء
3: 8 و ليتغط بمسوح الناس و البهائم و يصرخوا الى الله بشدة و يرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة و عن الظلم الذي في ايديهم
3: 9 لعل الله يعود و يندم و يرجع عن حمو غضبه فلا نهلك
3: 10 فلما راى الله اعمالهم انهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذي تكلم ان يصنعه بهم فلم يصنعه
(3/302)
4: 1 فغم ذلك يونان غما شديدا فاغتاظ
4: 2 و صلى الى الرب و قال اه يا رب اليس هذا كلامي اذ كنت بعد في ارضي لذلك بادرت الى الهرب الى ترشيش لاني علمت انك اله رؤوف و رحيم بطيء الغضب و كثير الرحمة و نادم على الشر
4: 3 فالان يا رب خذ نفسي مني لان موتي خير من حياتي
4: 4 فقال الرب هل اغتظت بالصواب
4: 5 و خرج يونان من المدينة و جلس شرقي المدينة و صنع لنفسه هناك مظلة و جلس تحتها في الظل حتى يرى ماذا يحدث في المدينة
4: 6 فاعد الرب الاله يقطينة فارتفعت فوق يونان لتكون ظلا على راسه لكي يخلصه من غمه ففرح يونان من اجل اليقطينة فرحا عظيما
4: 7 ثم اعد الله دودة عند طلوع الفجر في الغد فضربت اليقطينة فيبست
4: 8 و حدث عند طلوع الشمس ان الله اعد ريحا شرقية حارة فضربت الشمس على راس يونان فذبل فطلب لنفسه الموت و قال موتي خير من حياتي
4: 9 فقال الله ليونان هل اغتظت بالصواب من اجل اليقطينة فقال اغتظت بالصواب حتى الموت
4: 10 فقال الرب انت شفقت على اليقطينة التي لم تتعب فيها و لا ربيتها التي بنت ليلة كانت و بنت ليلة هلكت
4: 11 افلا اشفق انا على نينوى المدينة العظيمة التي يوجد فيها اكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم و بهائم كثيرة(3/303)
سفر ميخا
1: 1 قول الرب الذي صار الى ميخا المورشتي في ايام يوثام و احاز و حزقيا ملوك يهوذا الذي راه على السامرة و اورشليم
1: 2 اسمعوا ايها الشعوب جميعكم اصغي ايتها الارض و ملاها و ليكن السيد الرب شاهدا عليكم السيد من هيكل قدسه
1: 3 فانه هوذا الرب يخرج من مكانه و ينزل و يمشي على شوامخ الارض
1: 4 فتذوب الجبال تحته و تنشق الوديان كالشمع قدام النار كالماء المنصب في منحدر
1: 5 كل هذا من اجل اثم يعقوب و من اجل خطية بيت اسرائيل ما هو ذنب يعقوب اليس هو السامرة و ما هي مرتفعات يهوذا اليست هي اورشليم
1: 6 فاجعل السامرة خربة في البرية مغارس للكروم و القي حجارتها الى الوادي و اكشف اسسها
1: 7 و جميع تماثيلها المنحوتة تحطم و كل اعقارها تحرق بالنار و جميع اصنامها اجعلها خرابا لانها من عقر الزانية جمعتها و الى عقر الزانية تعود
1: 8 من اجل ذلك انوح و اولول امشي حافيا و عريانا اصنع نحيبا كبنات اوى و نوحا كرعال النعام
1: 9 لان جراحاتها عديمة الشفاء لانها قد اتت الى يهوذا وصلت الى باب شعبي الى اورشليم
1: 10 لا تخبروا في جت لا تبكوا في عكاء تمرغي في التراب في بيت عفرة
1: 11 اعبري يا ساكنة شافير عريانة و خجلة الساكنة في صانان لا تخرج نوح بيت هايصل ياخذ عندكم مقامه
1: 12 لان الساكنة في ماروث اغتمت لاجل خيراتها لان شرا قد نزل من عند الرب الى باب اورشليم
1: 13 شدي المركبة بالجواد يا ساكنة لاخيش هي اول خطية لابنة صهيون لانه فيك وجدت ذنوب اسرائيل
1: 14 لذلك تعطين اطلاقا لمورشة جت تصير بيوت اكزيب كاذبة لملوك اسرائيل
1: 15 اتي اليك ايضا بالوارث يا ساكنة مريشة ياتي الى عدلام مجد اسرائيل
1: 16 كوني قرعاء و جزي من اجل بني تنعمك وسعي قرعتك كالنسر لانهم قد انتفوا عنك
2: 1 ويل للمفتكرين بالبطل و الصانعين الشر على مضاجعهم في نور الصباح يفعلونه لانه في قدرة يدهم
(3/304)
2: 2 فانهم يشتهون الحقول و يغتصبونها و البيوت و ياخذونها و يظلمون الرجل و بيته و الانسان و ميراثه
2: 3 لذلك هكذا قال الرب هانذا افتكر على هذه العشيرة بشر لا تزيلون منه اعناقكم و لا تسلكون بالتشامخ لانه زمان رديء
2: 4 في ذلك اليوم ينطق عليكم بهجو و يرثى بمرثاة و يقال خربنا خرابا بدل نصيب شعبي كيف ينزعه عني يقسم للمرتد حقولنا
2: 5 لذلك لا يكون لك من يلقي حبلا في نصيب بين جماعة الرب
2: 6 يتنباون قائلين لا تتنباوا لا يتنباون عن هذه الامور لا يزول العار
2: 7 ايها المسمى بيت يعقوب هل قصرت روح الرب اهذه افعاله اليست اقوالي صالحة نحو من يسلك بالاستقامة
2: 8 و لكن بالامس قام شعبي كعدو تنزعون الرداء عن الثوب من المجتازين بالطمانينة و من الراجعين من القتال
2: 9 تطردون نساء شعبي من بيت تنعمهن تاخذون عن اطفالهن زينتي الى الابد
2: 10 قوموا و اذهبوا لانه ليست هذه هي الراحة من اجل نجاسة تهلك و الهلاك شديد
2: 11 لو كان احد و هو سالك بالريح و الكذب يكذب قائلا اتنبا لك عن الخمر و المسكر لكان هو نبي هذا الشعب
2: 12 اني اجمع جميعك يا يعقوب اضم بقية اسرائيل اضعهم معا كغنم الحظيرة كقطيع في وسط مرعاه يضج من الناس
2: 13 قد صعد الفاتك امامهم يقتحمون و يعبرون من الباب و يخرجون منه و يجتاز ملكهم امامهم و الرب في راسهم
3: 1 و قلت اسمعوا يا رؤساء يعقوب و قضاة بيت اسرائيل اليس لكم ان تعرفوا الحق
3: 2 المبغضين الخير و المحبين الشر النازعين جلودهم عنهم و لحمهم عن عظامهم
3: 3 و الذين ياكلون لحم شعبي و يكشطون جلدهم عنهم و يهشمون عظامهم و يشققون كما في القدر و كاللحم في وسط المقلى
3: 4 حينئذ يصرخون الى الرب فلا يجيبهم بل يستر وجهه عنهم في ذلك الوقت كما اساءوا اعمالهم
3: 5 هكذا قال الرب على الانبياء الذين يضلون شعبي الذين ينهشون باسنانهم و ينادون سلام و الذي لا يجعل في افواههم شيئا يفتحون عليه حربا
(3/305)
3: 6 لذلك تكون لكم ليلة بلا رؤيا ظلام لكم بدون عرافة و تغيب الشمس عن الانبياء و يظلم عليهم النهار
3: 7 فيخزى الراؤون و يخجل العرافون و يغطون كلهم شواربهم لانه ليس جواب من الله
3: 8 لكنني انا ملان قوة روح الرب و حقا و باسا لاخبر يعقوب بذنبه و اسرائيل بخطيته
3: 9 اسمعوا هذا يا رؤساء بيت يعقوب و قضاة بيت اسرائيل الذين يكرهون الحق و يعوجون كل مستقيم
3: 10 الذين يبنون صهيون بالدماء و اورشليم بالظلم
3: 11 رؤساؤها يقضون بالرشوة و كهنتها يعلمون بالاجرة و انبياؤها يعرفون بالفضة و هم يتوكلون على الرب قائلين اليس الرب في وسطنا لا ياتي علينا شر
3: 12 لذلك بسببكم تفلح صهيون كحقل و تصير اورشليم خربا و جبل البيت شوامخ وعر
4: 1 و يكون في اخر الايام ان جبل بيت الرب يكون ثابتا في راس الجبال و يرتفع فوق التلال و تجري اليه شعوب
4: 2 و تسير امم كثيرة و يقولون هلم نصعد الى جبل الرب و الى بيت اله يعقوب فيعلمنا من طرقه و نسلك في سبله لانه من صهيون تخرج الشريعة و من اورشليم كلمة الرب
4: 3 فيقضي بين شعوب كثيرين ينصف لامم قوية بعيدة فيطبعون سيوفهم سككا و رماحهم مناجل لا ترفع امة على امة سيفا و لا يتعلمون الحرب في ما بعد
4: 4 بل يجلسون كل واحد تحت كرمته و تحت تينته و لا يكون من يرعب لان فم رب الجنود تكلم
4: 5 لان جميع الشعوب يسلكون كل واحد باسم الهه و نحن نسلك باسم الرب الهنا الى الدهر و الابد
4: 6 في ذلك اليوم يقول الرب اجمع الظالعة و اضم المطرودة و التي اضررت بها
4: 7 و اجعل الظالعة بقية و المقصاة امة قوية و يملك الرب عليهم في جبل صهيون من الان الى الابد
4: 8 و انت يا برج القطيع اكمة بنت صهيون اليك ياتي و يجيء الحكم الاول ملك بنت اورشليم
4: 9 الان لماذا تصرخين صراخا اليس فيك ملك ام هلك مشيرك حتى اخذك وجع كالوالدة
(3/306)
4: 10 تلوي ادفعي يا بنت صهيون كالوالدة لانك الان تخرجين من المدينة و تسكنين في البرية و تاتين الى بابل هناك تنقذين هناك يفديك الرب من يد اعدائك
4: 11 و الان قد اجتمعت عليك امم كثيرة الذين يقولون لتتدنس و لتتفرس عيوننا في صهيون
4: 12 و هم لا يعرفون افكار الرب و لا يفهمون قصده انه قد جمعهم كحزم الى البيدر
4: 13 قومي و دوسي يا بنت صهيون لاني اجعل قرنك حديدا و اظلافك اجعلها نحاسا فتسحقين شعوبا كثيرين و احرم غنيمتهم للرب و ثروتهم لسيد كل الارض
5: 1 الان تتجيشين يا بنت الجيوش قد اقام علينا مترسة يضربون قاضي اسرائيل بقضيب على خده
5: 2 اما انت يا بيت لحم افراتة و انت صغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على اسرائيل و مخارجه منذ القديم منذ ايام الازل
5: 3 لذلك يسلمهم الى حينما تكون قد ولدت والدة ثم ترجع بقية اخوته الى بني اسرائيل
5: 4 و يقف و يرعى بقدرة الرب بعظمة اسم الرب الهه و يثبتون لانه الان يتعظم الى اقاصي الارض
5: 5 و يكون هذا سلاما اذا دخل اشور في ارضنا و اذا داس في قصورنا نقيم عليه سبعة رعاة و ثمانية من امراء الناس
5: 6 فيرعون ارض اشور بالسيف و ارض نمرود في ابوابها فينقذ من اشور اذا دخل ارضنا و اذا داس تخومنا
5: 7 و تكون بقية يعقوب في وسط شعوب كثيرين كالندى من عند الرب كالوابل على العشب الذي لا ينتظر انسانا و لا يصبر لبني البشر
5: 8 و تكون بقية يعقوب بين الامم في وسط شعوب كثيرين كالاسد بين وحوش الوعر كشبل الاسد بين قطعان الغنم الذي اذا عبر يدوس و يفترس و ليس من ينقذ
5: 9 لترتفع يدك على مبغضيك و ينقرض كل اعدائك
5: 10 و يكون في ذلك اليوم يقول الرب اني اقطع خيلك من وسطك و ابيد مركباتك
5: 11 و اقطع مدن ارضك و اهدم كل حصونك
5: 12 و اقطع السحر من يدك و لا يكون لك عائفون
5: 13 و اقطع تماثيلك المنحوتة و انصابك من وسطك فلا تسجد لعمل يديك في ما بعد
(3/307)
5: 14 و اقلع سواريك من وسطك و ابيد مدنك
5: 15 و بغضب و غيظ انتقم من الامم الذين لم يسمعوا
6: 1 اسمعوا ما قاله الرب قم خاصم لدى الجبال و لتسمع التلال صوتك
6: 2 اسمعي خصومة الرب ايتها الجبال و يا اسس الارض الدائمة فان للرب خصومة مع شعبه و هو يحاكم اسرائيل
6: 3 يا شعبي ماذا صنعت بك و بماذا اضجرتك اشهد علي
6: 4 اني اصعدتك من ارض مصر و فككتك من بيت العبودية و ارسلت امامك موسى و هرون و مريم
6: 5 يا شعبي اذكر بماذا تامر بالاق ملك مواب و بماذا اجابه بلعام بن بعور من شطيم الى الجلجال لكي تعرف اجادة الرب
6: 6 بم اتقدم الى الرب و انحني للاله العلي هل اتقدم بمحرقات بعجول ابناء سنة
6: 7 هل يسر الرب بالوف الكباش بربوات انهار زيت هل اعطي بكري عن معصيتي ثمرة جسدي عن خطية نفسي
6: 8 قد اخبرك ايها الانسان ما هو صالح و ماذا يطلبه منك الرب الا ان تصنع الحق و تحب الرحمة و تسلك متواضعا مع الهك
6: 9 صوت الرب ينادي للمدينة و الحكمة ترى اسمك اسمعوا للقضيب و من رسمه
6: 10 افي بيت الشرير بعد كنوز شر و ايفة ناقصة ملعونة
6: 11 هل اتزكى مع موازين الشر و مع كيس معايير الغش
6: 12 فان اغنياءها ملانون ظلما و سكانها يتكلمون بالكذب و لسانهم في فمهم غاش
6: 13 فانا قد جعلت جروحك عديمة الشفاء مخربا من اجل خطاياك
6: 14 انت تاكل و لا تشبع وجوعك في جوفك و تعزل و لا تنجي و الذي تنجيه ادفعه الى السيف
6: 15 انت تزرع و لا تحصد انت تدوس زيتونا و لا تدهن بزيت و سلافة و لا تشرب خمرا
6: 16 و تحفظ فرائض عمري و جميع اعمال بيت اخاب و تسلكون بمشوراتهم لكي اسلمك للخراب و سكانها للصفير فتحملون عار شعبي
7: 1 ويل لي لاني صرت كجنى الصيف كخصاصة القطاف لا عنقود للاكل و لا باكورة تينة اشتهتها نفسي
7: 2 قد باد التقي من الارض و ليس مستقيم بين الناس جميعهم يكمنون للدماء يصطادون بعضهم بعضا بشبكة
(3/308)
7: 3 اليدان الى الشر مجتهدتان الرئيس طالب و القاضي بالهدية و الكبير متكلم بهوى نفسه فيعكشونها
7: 4 احسنهم مثل العوسج و اعدلهم من سياج الشوك يوم مراقبيك عقابك قد جاء الان يكون ارتباكهم
7: 5 لا تاتمنوا صاحبا لا تثقوا بصديق احفظ ابواب فمك عن المضطجعة في حضنك
7: 6 لان الابن مستهين بالاب و البنت قائمة على امها و الكنة على حماتها و اعداء الانسان اهل بيته
7: 7 و لكنني اراقب الرب اصبر لاله خلاصي يسمعني الهي
7: 8 لا تشمتي بي يا عدوتي اذا سقطت اقوم اذا جلست في الظلمة فالرب نور لي
7: 9 احتمل غضب الرب لاني اخطات اليه حتى يقيم دعواي و يجري حقي سيخرجني الى النور سانظر بره
7: 10 و ترى عدوتي فيغطيها الخزي القائلة لي اين هو الرب الهك عيناي ستنظران اليها الان تصير للدوس كطين الازقة
7: 11 يوم بناء حيطانك ذلك اليوم يبعد الميعاد
7: 12 هو يوم ياتون اليك من اشور و مدن مصر و من مصر الى النهر و من البحر الى البحر و من الجبل الى الجبل
7: 13 و لكن تصير الارض خربة بسبب سكانها من اجل ثمر افعالهم
7: 14 ارع بعصاك شعبك غنم ميراثك ساكنة وحدها في وعر في وسط الكرمل لترع في باشان و جلعاد كايام القدم
7: 15 كايام خروجك من ارض مصر اريه عجائب
7: 16 ينظر الامم و يخجلون من كل بطشهم يضعون ايديهم على افواههم و تصم اذانهم
7: 17 يلحسون التراب كالحية كزواحف الارض يخرجون بالرعدة من حصونهم ياتون بالرعب الى الرب الهنا و يخافون منك
7: 18 من هو اله مثلك غافر الاثم و صافح عن الذنب لبقية ميراثه لا يحفظ الى الابد غضبه فانه يسر بالرافة
7: 19 يعود يرحمنا يدوس اثامنا و تطرح في اعماق البحر جميع خطاياهم
7: 20 تصنع الامانة ليعقوب و الرافة لابراهيم اللتين حلفت لابائنا منذ ايام القدم(3/309)
سفر ناحوم
1: 1 وحي على نينوى سفر رؤيا ناحوم الالقوشي
1: 2 الرب اله غيور و منتقم الرب منتقم و ذو سخط الرب منتقم من مبغضيه و حافظ غضبه على اعدائه
1: 3 الرب بطيء الغضب و عظيم القدرة و لكنه لا يبرئ البتة الرب في الزوبعة و في العاصف طريقه و السحاب غبار رجليه
1: 4 ينتهر البحر فينشفه و يجفف جميع الانهار يذبل باشان و الكرمل و زهر لبنان يذبل
1: 5 الجبال ترجف منه و التلال تذوب و الارض ترفع من وجهه و العالم و كل الساكنين فيه
1: 6 من يقف امام سخطه و من يقوم في حمو غضبه غيظه ينسكب كالنار و الصخور تنهدم منه
1: 7 صالح هو الرب حصن في يوم الضيق و هو يعرف المتوكلين عليه
1: 8 و لكن بطوفان عابر يصنع هلاكا تاما لموضعها و اعداؤه يتبعهم ظلام
1: 9 ماذا تفتكرون على الرب هو صانع هلاكا تاما لا يقوم الضيق مرتين
1: 10 فانهم و هم مشتبكون مثل الشوك و سكرانون كمن خمرهم يؤكلون كالقش اليابس بالكمال
1: 11 منك خرج المفتكر على الرب شرا المشير بالهلاك
1: 12 هكذا قال الرب ان كانوا سالمين و كثيرين هكذا فهكذا يجزون فيعبر اذللتك لا اذلك ثانية
1: 13 و الان اكسر نيره عنك و اقطع ربطك
1: 14 و لكن قد اوصى عنك الرب لا يزرع من اسمك في ما بعد اني اقطع من بيت الهك التماثيل المنحوتة و المسبوكة اجعله قبرك لانك صرت حقيرا
1: 15 هوذا على الجبال قدما مبشر مناد بالسلام عيدي يا يهوذا اعيادك اوفي نذورك فانه لا يعود يعبر فيك ايضا المهلك قد انقرض كله
2: 1 قد ارتفعت المقمعة على وجهك احرس الحصن راقب الطريق شدد الحقوين مكن القوة جدا
2: 2 فان الرب يرد عظمة يعقوب كعظمة اسرائيل لان السالبين قد سلبوهم و اتلفوا قضبان كرومهم
2: 3 ترس ابطاله محمر رجال الجيش قرمزيون المركبات بنار الفولاذ في يوم اعداده و السرو يهتز
2: 4 تهيج المركبات في الازقة تتراكض في الساحات منظرها كمصابيح تجري كالبروق
(3/310)
2: 5 يذكر عظماءه يتعثرون في مشيهم يسرعون الى سورها و قد اقيمت المترسة
2: 6 ابواب الانهار انفتحت و القصر قد ذاب
2: 7 و هصب قد انكشفت اطلعت و جواريها تئن كصوت الحمام ضاربات على صدورهن
2: 8 و نينوى كبركة ماء منذ كانت و لكنهم الان هاربون قفوا قفوا و لا ملتفت
2: 9 انهبوا فضة انهبوا ذهبا فلا نهاية للتحف للكثرة من كل متاع شهي
2: 10 فراغ و خلاء و خراب و قلب ذائب و ارتخاء ركب و وجع في كل حقو و اوجه جميعهم تجمع حمرة
2: 11 اين ماوى الاسود و مرعى اشبال الاسود حيث يمشي الاسد و اللبوة و شبل الاسد و ليس من يخوف
2: 12 الاسد المفترس لحاجة جرائه و الخانق لاجل لبواته حتى ملا مغاراته فرائس و ماويه مفترسات
2: 13 ها انا عليك يقول رب الجنود فاحرق مركباتك دخانا و اشبالك ياكلها السيف و اقطع من الارض فرائسك و لا يسمع ايضا صوت رسلك
3: 1 ويل لمدينة الدماء كلها ملانة كذبا و خطفا لا يزول الافتراس
3: 2 صوت السوط و صوت رعشة البكر و خيل تخب و مركبات تقفز
3: 3 و فرسان تنهض و لهيب السيف و بريق الرمح و كثرة جرحى و وفرة قتلى و لا نهاية للجثث يعثرون بجثثهم
3: 4 من اجل زنى الزانية الحسنة الجمال صاحبة السحر البائعة امما بزناها و قبائل بسحرها
3: 5 هانذا عليك يقول رب الجنود فاكشف اذيالك الى فوق وجهك و اري الامم عورتك و الممالك خزيك
3: 6 و اطرح عليك اوساخا و اهينك و اجعلك عبرة
3: 7 و يكون كل من يراك يهرب منك و يقول خربت نينوى من يرثي لها من اين اطلب لك معزين
3: 8 هل انت افضل من نوامون الجالسة بين الانهار حولها المياه التي هي حصن البحر و من البحر سورها
3: 9 كوش قوتها مع مصر و ليست نهاية فوط و لوبيم كانوا معونتك
3: 10 هي ايضا قد مضت الى المنفى بالسبي و اطفالها حطمت في راس جميع الازقة و على اشرافها القوا قرعة و جميع عظمائها تقيدوا بالقيود
3: 11 انت ايضا تسكرين تكونين خافية انت ايضا تطلبين حصنا بسبب العدو
(3/311)
3: 12 جميع قلاعك اشجار تين بالبواكير اذا انهزت تسقط في فم الاكل
3: 13 هوذا شعبك نساء في وسطك تنفتح لاعدائك ابواب ارضك تاكل النار مغاليقك
3: 14 استقي لنفسك ماء للحصار اصلحي قلاعك ادخلي في الطين و دوسي في الملاط اصلحي الملبن
3: 15 هناك تاكلك نار يقطعك سيف ياكلك كالغوغاء تكاثري كالغوغاء تعاظمي كالجراد
3: 16 اكثرت تجارك اكثر من نجوم السماء الغوغاء جنحت و طارت
3: 17 و رؤساؤك كالجراد و ولاتك كحرجلة الجراد الحالة على الجدران في يوم البرد تشرق الشمس فتطير و لا يعرف مكانها اين هو
3: 18 نعست رعاتك يا ملك اشور اضطجعت عظماؤك تشتت شعبك على الجبال و لا من يجمع
3: 19 ليس جبر لانكسارك جرحك عديم الشفاء كل الذين يسمعون خبرك يصفقون بايديهم عليك لانه على من لم يمر شرك على الدوام(3/312)
سفر حبقوق
1: 1 الوحي الذي راه حبقوق النبي
1: 2 حتى متى يا رب ادعو و انت لا تسمع اصرخ اليك من الظلم و انت لا تخلص
1: 3 لم تريني اثما و تبصر جورا و قدامي اغتصاب و ظلم و يحدث خصام و ترفع المخاصمة نفسها
1: 4 لذلك جمدت الشريعة و لا يخرج الحكم بتة لان الشرير يحيط بالصديق فلذلك يخرج الحكم معوجا
1: 5 انظروا بين الامم و ابصروا و تحيروا حيرة لاني عامل عملا في ايامكم لا تصدقون به ان اخبر به
1: 6 فهانذا مقيم الكلدانيين الامة المرة القاحمة السالكة في رحاب الارض لتملك مساكن ليست لها
1: 7 هي هائلة و مخوفة من قبل نفسها يخرج حكمها و جلالها
1: 8 و خيلها اسرع من النمور و احد من ذئاب المساء و فرسانها ينتشرون و فرسانها ياتون من بعيد و يطيرون كالنسر المسرع الى الاكل
1: 9 ياتون كلهم للظلم منظر وجوههم الى قدام و يجمعون سبيا كالرمل
1: 10 و هي تسخر من الملوك و الرؤساء ضحكة لها و تضحك على كل حصن و تكوم التراب و تاخذه
1: 11 ثم تتعدى روحها فتعبر و تاثم هذه قوتها الهها
1: 12 الست انت منذ الازل يا رب الهي قدوسي لا نموت يا رب للحكم جعلتها و يا صخر للتاديب اسستها
1: 13 عيناك اطهر من ان تنظرا الشر و لا تستطيع النظر الى الجور فلم تنظر الى الناهبين و تصمت حين يبلع الشرير من هو ابر منه
1: 14 و تجعل الناس كسمك البحر كدبابات لا سلطان لها
1: 15 تطلع الكل بشصها و تصطادهم بشبكتها و تجمعهم في مصيدتها فلذلك تفرح و تبتهج
1: 16 لذلك تذبح لشبكتها و تبخر لمصيدتها لانه بهما سمن نصيبها و طعامها مسمن
1: 17 افلاجل هذا تفرغ شبكتها و لا تعفو عن قتل الامم دائما
2: 1 على مرصدي اقف و على الحصن انتصب و اراقب لارى ماذا يقول لي و ماذا اجيب عن شكواي
2: 2 فاجابني الرب و قال اكتب الرؤيا و انقشها على الالواح لكي يركض قارئها
2: 3 لان الرؤيا بعد الى الميعاد و في النهاية تتكلم و لا تكذب ان توانت فانتظرها لانها ستاتي اتيانا و لا تتاخر
(3/313)
2: 4 هوذا منتفخة غير مستقيمة نفسه فيه و البار بايمانه يحيا
2: 5 و حقا ان الخمر غادرة الرجل متكبر و لا يهدا الذي قد وسع نفسه كالهاوية و هو كالموت فلا يشبع بل يجمع الى نفسه كل الامم و يضم الى نفسه جميع الشعوب
2: 6 فهلا ينطق هؤلاء كلهم بهجو عليه و لغز شماتة به و يقولون ويل للمكثر ما ليس له الى متى و للمثقل نفسه رهونا
2: 7 الا يقوم بغتة مقارضوك و يستيقظ مزعزعوك فتكون غنيمة لهم
2: 8 لانك سلبت امما كثيرة فبقية الشعوب كلها تسلبك لدماء الناس و ظلم الارض و المدينة و جميع الساكنين فيها
2: 9 ويل للمكسب بيته كسبا شريرا ليجعل عشه في العلو لينجو من كف الشر
2: 10 تامرت الخزي لبيتك ابادة شعوب كثيرة و انت مخطئ لنفسك
2: 11 لان الحجر يصرخ من الحائط فيجيبه الجائز من الخشب
2: 12 ويل للباني مدينة بالدماء و للمؤسس قرية بالاثم
2: 13 اليس من قبل رب الجنود ان الشعوب يتعبون للنار و الامم للباطل يعيون
2: 14 لان الارض تمتلئ من معرفة مجد الرب كما تغطي المياه البحر
2: 15 ويل لمن يسقي صاحبه سافحا حموك و مسكرا ايضا للنظر الى عوراتهم
2: 16 قد شبعت خزيا عوضا عن المجد فاشرب انت ايضا و اكشف غرلتك تدور اليك كاس يمين الرب و قياء الخزي على مجدك
2: 17 لان ظلم لبنان يغطيك و اغتصاب البهائم الذي روعها لاجل دماء الناس و ظلم الارض و المدينة و جميع الساكنين فيها
2: 18 ماذا نفع التمثال المنحوت حتى نحته صانعه او المسبوك و معلم الكذب حتى ان الصانع صنعة يتكل عليها فيصنع اوثانا بكما
2: 19 ويل للقائل للعود استيقظ و للحجر الاصم انتبه اهو يعلم ها هو مطلي بالذهب و الفضة و لا روح البتة في داخله
2: 20 اما الرب ففي هيكل قدسه فاسكتي قدامه يا كل الارض
3: 1 صلاة لحبقوق النبي على الشجوية
3: 2 يا رب قد سمعت خبرك فجزعت يا رب عملك في وسط السنين احيه في وسط السنين عرف في الغضب اذكر الرحمة
(3/314)
3: 3 الله جاء من تيمان و القدوس من جبل فاران سلاه جلاله غطى السماوات و الارض امتلات من تسبيحه
3: 4 و كان لمعان كالنور له من يده شعاع و هناك استتار قدرته
3: 5 قدامه ذهب الوبا و عند رجليه خرجت الحمى
3: 6 وقف و قاس الارض نظر فرجف الامم و دكت الجبال الدهرية و خسفت اكام القدم مسالك الازل له
3: 7 رايت خيام كوشان تحت بلية رجفت شقق ارض مديان
3: 8 هل على الانهار حمي يا رب هل على الانهار غضبك او على البحر سخطك حتى انك ركبت خيلك مركباتك مركبات الخلاص
3: 9 عريت قوسك تعرية سباعيات سهام كلمتك سلاه شققت الارض انهارا
3: 10 ابصرتك ففزعت الجبال سيل المياه طما اعطت اللجة صوتها رفعت يديها الى العلاء
3: 11 الشمس و القمر وقفا في بروجهما لنور سهامك الطائرة للمعان برق مجدك
3: 12 بغضب خطرت في الارض بسخط دست الامم
3: 13 خرجت لخلاص شعبك لخلاص مسيحك سحقت راس بيت الشرير معريا الاساس حتى العنق سلاه
3: 14 ثقبت بسهامه راس قبائله عصفوا لتشتيتي ابتهاجهم كما لاكل المسكين في الخفية
3: 15 سلكت البحر بخيلك كوم المياه الكثيرة
3: 16 سمعت فارتعدت احشائي من الصوت رجفت شفتاي دخل النخر في عظامي و ارتعدت في مكاني لاستريح في يوم الضيق عند صعود الشعب الذي يزحمنا
3: 17 فمع انه لا يزهر التين و لا يكون حمل في الكروم يكذب عمل الزيتونة و الحقول لا تصنع طعاما ينقطع الغنم من الحظيرة و لا بقر في المذاود
3: 18 فاني ابتهج بالرب و افرح باله خلاصي
3: 19 الرب السيد قوتي و يجعل قدمي كالايائل و يمشيني على مرتفعاتي لرئيس المغنين على الاتي ذوات الاوتار(3/315)
سفر صفنيا
1: 1 كلمة الرب التي صارت الى صفنيا بن كوشي بن جدليا بن امريا بن حزقيا في ايام يوشيا بن امون ملك يهوذا
1: 2 نزعا انزع الكل عن وجه الارض يقول الرب
1: 3 انزع الانسان و الحيوان انزع طيور السماء و سمك البحر و المعاثر مع الاشرار و اقطع الانسان عن وجه الارض يقول الرب
1: 4 و امد يدي على يهوذا و على كل سكان اورشليم و اقطع من هذا المكان بقية البعل اسم الكماريم مع الكهنة
1: 5 و الساجدين على السطوح لجند السماء و الساجدين الحالفين بالرب و الحالفين بملكوم
1: 6 و المرتدين من وراء و الرب و الذين لم يطلبوا الرب و لا سالوا عنه
1: 7 اسكت قدام السيد الرب لان يوم الرب قريب لان الرب قد اعد ذبيحة قدس مدعويه
1: 8 و يكون في يوم ذبيحة الرب اني اعاقب الرؤساء و بني الملك و جميع اللابسين لباسا غريبا
1: 9 و في ذلك اليوم اعاقب كل الذين يقفزون من فوق العتبة الذين يملاون بيت سيدهم ظلما و غشا
1: 10 و يكون في ذلك اليوم يقول الرب صوت صراخ من باب السمك و ولولة من القسم الثاني و كسر عظيم من الاكام
1: 11 ولولوا يا سكان مكتيش لان كل شعب كنعان باد انقطع كل الحاملين الفضة
1: 12 و يكون في ذلك الوقت اني افتش اورشليم بالسرج و اعاقب الرجال الجامدين على درديهم القائلين في قلوبهم ان الرب لا يحسن و لا يسيء
1: 13 فتكون ثروتهم غنيمة و بيوتهم خرابا و يبنون بيوتا و لا يسكنونها و يغرسون كروما و لا يشربون خمرها
1: 14 قريب يوم الرب العظيم قريب و سريع جدا صوت يوم الرب يصرخ حينئذ الجبار مرا
1: 15 ذلك اليوم يوم سخط يوم ضيق و شدة يوم خراب و دمار يوم ظلام و قتام يوم سحاب و ضباب
1: 16 يوم بوق و هتاف على المدن المحصنة و على الشرف الرفيعة
1: 17 و اضايق الناس فيمشون كالعمي لانهم اخطاوا الى الرب فيسفح دمهم كالتراب و لحمهم كالجلة
(3/316)
1: 18 لا فضتهم و لا ذهبهم يستطيع انقاذهم في يوم غضب الرب بل بنار غيرته تؤكل الارض كلها لانه يصنع فناء باغتا لكل سكان الارض
2: 1 تجمعي و اجتمعي يا ايتها الامة غير المستحية
2: 2 قبل ولادة القضاء كالعصافة عبر اليوم قبل ان ياتي عليكم حمو غضب الرب قبل ان ياتي عليكم يوم سخط الرب
2: 3 اطلبوا الرب يا جميع بائسي الارض الذين فعلوا حكمه اطلبوا البر اطلبوا التواضع لعلكم تسترون في يوم سخط الرب
2: 4 لان غزة تكون متروكة و اشقلون للخراب اشدود عند الظهيرة يطردونها و عقرون تستاصل
2: 5 ويل لسكان ساحل البحر امة الكريتيين كلمة الرب عليكم يا كنعان ارض الفلسطينيين اني اخربك بلا ساكن
2: 6 و يكون ساحل البحر مرعى بابار للرعاة و حظائر للغنم
2: 7 و يكون الساحل لبقية بيت يهوذا عليه يرعون في بيوت اشقلون عند المساء يربضون لان الرب الههم يتعهدهم و يرد سبيهم
2: 8 قد سمعت تعيير مواب و تجاديف بني عمون التي بها عيروا شعبي و تعظموا على تخمهم
2: 9 فلذلك حي انا يقول رب الجنود اله اسرائيل ان مواب تكون كسدوم و بنو عمون كعمورة ملك القريص و حفرة ملح و خرابا الى الابد تنهبهم بقية شعبي و بقية امتي تمتلكهم
2: 10 هذا لهم عوض تكبرهم لانهم عيروا و تعظموا على شعب رب الجنود
2: 11 الرب مخيف اليهم لانه يهزل جميع الهة الارض فسيسجد له الناس كل واحد من مكانه كل جزائر الامم
2: 12 و انتم يا ايها الكوشيون قتلى سيفي هم
2: 13 و يمد يده على الشمال و يبيد اشور و يجعل نينوى خرابا يابسة كالقفر
2: 14 فتربض في وسطها القطعان كل طوائف الحيوان القوق ايضا و القنفذ ياويان الى تيجان عمدها صوت ينعب في الكوى خراب على الاعتاب لانه قد تعرى ارزيها
2: 15 هذه هي المدينة المبتهجة الساكنة مطمئنة القائلة في قلبها انا و ليس غيري كيف صارت خرابا مربضا للحيوان كل عابر بها يصفر و يهز يده
3: 1 ويل للمتمردة المنجسة المدينة الجائرة
(3/317)
3: 2 لم تسمع الصوت لم تقبل التاديب لم تتكل على الرب لم تتقرب الى الهها
3: 3 رؤساؤها في وسطها اسود زائرة قضاتها ذئاب مساء لا يبقون شيئا الى الصباح
3: 4 انبياؤها متفاخرون اهل غدرات كهنتها نجسوا القدس خالفوا الشريعة
3: 5 الرب عادل في وسطها لا يفعل ظلما غداة غداة يبرز حكمه الى النور لا يتعذر اما الظالم فلا يعرف الخزي
3: 6 قطعت امما خربت شرفاتهم اقفرت اسواقهم بلا عابر دمرت مدنهم بلا انسان بغير ساكن
3: 7 فقلت انك لتخشينني تقبلين التاديب فلا ينقطع مسكنها حسب كل ما عينته عليها لكن بكروا و افسدوا جميع اعمالهم
3: 8 لذلك فانتظروني يقول الرب الى يوم اقوم الى السلب لان حكمي هو يجمع الامم و حشر الممالك لاصب عليهم سخطي كل حمو غضبي لانه بنار غيرتي تؤكل كل الارض
3: 9 لاني حينئذ احول الشعوب الى شفة نقية ليدعوا كلهم باسم الرب ليعبدوه بكتف واحدة
3: 10 من عبر انهار كوش المتضرعون الي متبددي يقدمون تقدمتي
3: 11 في ذلك اليوم لا تخزين من كل اعمالك التي تعديت بها علي لاني حينئذ انزع من وسطك مبتهجي كبريائك و لن تعودي بعد الى التكبر في جبل قدسي
3: 12 و ابقي في وسطك شعبا بائسا و مسكينا فيتوكلون على اسم الرب
3: 13 بقية اسرائيل لا يفعلون اثما و لا يتكلمون بالكذب و لا يوجد في افواههم لسان غش لانهم يرعون و يربضون و لا مخيف
3: 14 ترنمي يا ابنة صهيون اهتف يا اسرائيل افرحي و ابتهجي بكل قلبك يا ابنة اورشليم
3: 15 قد نزع الرب الاقضية عليك ازال عدوك ملك اسرائيل الرب في وسطك لا تنظرين بعد شرا
3: 16 في ذلك اليوم يقال لاورشليم لا تخافي يا صهيون لا ترتخ يداك
3: 17 الرب الهك في وسطك جبار يخلص يبتهج بك فرحا يسكت في محبته يبتهج بك بترنم
3: 18 اجمع المحزونين على الموسم كانوا منك حاملين عليها العار
3: 19 هانذا في ذلك اليوم اعامل كل مذلليك و اخلص الظالعة و اجمع المنفية و اجعلهم تسبيحة و اسما في كل ارض خزيهم
(3/318)
3: 20 في الوقت الذي فيه اتي بكم و في وقت جمعي اياكم لاني اصيركم اسما و تسبيحة في شعوب الارض كلها حين ارد مسبييكم قدام اعينكم قال الرب(3/319)
سفر حجي
1: 1 في السنة الثانية لداريوس الملك في الشهر السادس في اول يوم من الشهر كانت كلمة الرب عن يد حجي النبي الى زربابل بن شالتيئيل والي يهوذا و الى يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم قائلا
1: 2 هكذا قال رب الجنود قائلا هذا الشعب قال ان الوقت لم يبلغ وقت بناء بيت الرب
1: 3 فكانت كلمة الرب عن يد حجي النبي قائلا
1: 4 هل الوقت لكم انتم ان تسكنوا في بيوتكم المغشاة و هذا البيت خراب
1: 5 و الان فهكذا قال رب الجنود اجعلوا قلبكم على طرقكم
1: 6 زرعتم كثيرا و دخلتم قليلا تاكلون و ليس الى الشبع تشربون و لا تروون تكتسون و لا تدفاون و الاخذ اجرة ياخذ اجرة لكيس منقوب
1: 7 هكذا قال رب الجنود اجعلوا قلبكم على طرقكم
1: 8 اصعدوا الى الجبل و اتوا بخشب و ابنوا البيت فارضى عليه و اتمجد قال الرب
1: 9 انتظرتم كثيرا و اذا هو قليل و لما ادخلتموه البيت نفخت عليه لماذا يقول رب الجنود لاجل بيتي الذي هو خراب و انتم راكضون كل انسان الى بيته
1: 10 لذلك منعت السماوات من فوقكم الندى و منعت الارض غلتها
1: 11 و دعوت بالحر على الارض و على الجبال و على الحنطة و على المسطار و على الزيت و على ما تنبته الارض و على الناس و على البهائم و على كل اتعاب اليدين
1: 12 حينئذ سمع زربابل بن شالتيئيل و يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم و كل بقية الشعب صوت الرب الههم و كلام حجي النبي كما ارسله الرب الههم و خاف الشعب امام وجه الرب
1: 13 فقال حجي رسول الرب برسالة الرب لجميع الشعب قائلا انا معكم يقول الرب
1: 14 و نبه الرب روح زربابل بن شالتيئيل والي يهوذا و روح يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم و روح كل بقية الشعب فجاءوا و عملوا الشغل في بيت رب الجنود الههم
1: 15 في اليوم الرابع و العشرين من الشهر السادس في السنة الثانية لداريوس الملك
2: 1 في الشهر السابع في الحادي و العشرين من الشهر كانت كلمة الرب عن يد حجي النبي قائلا
(3/320)
2: 2 كلم زربابل بن شالتيئيل والي يهوذا و يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم و بقية الشعب قائلا
2: 3 من الباقي فيكم الذي راى هذا البيت في مجده الاول و كيف تنظرونه الان اما هو في اعينكم كلا شيء
2: 4 فالان تشدد يا زربابل يقول الرب و تشدد يا يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم و تشددوا يا جميع شعب الارض يقول الرب و اعملوا فاني معكم يقول رب الجنود
2: 5 حسب الكلام الذي عاهدتكم به عند خروجكم من مصر و روحي قائم في وسطكم لا تخافوا
2: 6 لانه هكذا قال رب الجنود هي مرة بعد قليل فازلزل السماوات و الارض و البحر و اليابسة
2: 7 و ازلزل كل الامم و ياتي مشتهى كل الامم فاملا هذا البيت مجدا قال رب الجنود
2: 8 لي الفضة و لي الذهب يقول رب الجنود
2: 9 مجد هذا البيت الاخير يكون اعظم من مجد الاول قال رب الجنود و في هذا المكان اعطي السلام يقول رب الجنود
2: 10 في الرابع و العشرين من الشهر التاسع في السنة الثانية لداريوس كانت كلمة الرب عن يد حجي النبي قائلا
2: 11 هكذا قال رب الجنود اسال الكهنة عن الشريعة قائلا
2: 12 ان حمل انسان لحما مقدسا في طرف ثوبه و مس بطرفه خبزا او طبيخا او خمرا او زيتا او طعاما ما فهل يتقدس فاجاب الكهنة و قالوا لا
2: 13 فقال حجي ان كان المنجس بميت يمس شيئا من هذه فهل يتنجس فاجاب الكهنة و قالوا يتنجس
2: 14 فاجاب حجي و قال هكذا هذا الشعب و هكذا هذه الامة قدامي يقول الرب و هكذا كل عمل ايديهم و ما يقربونه هناك هو نجس
2: 15 و الان فاجعلوا قلبكم من هذا اليوم فراجعا قبل وضع حجر على حجر في هيكل الرب
2: 16 مذ تلك الايام كان احدكم ياتي الى عرمة عشرين فكانت عشرة اتى الى حوض المعصرة ليغرف خمسين فورة فكانت عشرين
2: 17 قد ضربتكم باللفح و باليرقان و بالبرد في كل عمل ايديكم و ما رجعتم الي يقول الرب
(3/321)
2: 18 فاجعلوا قلبكم من هذا اليوم فصاعدا من اليوم الرابع و العشرين من الشهر التاسع من اليوم الذي فيه تاسس هيكل الرب اجعلوا قلبكم
2: 19 هل البذر في الاهراء بعد و الكرم و التين و الرمان و الزيتون لم يحمل بعد فمن هذا اليوم ابارك
2: 20 و صارت كلمة الرب ثانية الى حجي في الرابع و العشرين من الشهر قائلا
2: 21 كلم زربابل والي يهوذا قائلا اني ازلزل السماوات و الارض
2: 22 و اقلب كرسي الممالك و ابيد قوة ممالك الامم و اقلب المركبات و الراكبين فيها و ينحط الخيل و راكبوها كل منها بسيف اخيه
2: 23 في ذلك اليوم يقول رب الجنود اخذك يا زربابل عبدي ابن شالتيئيل يقول الرب و اجعلك كخاتم لاني قد اخترتك يقول رب الجنود(3/322)
سفر زكريا
1: 1 في الشهر الثامن في السنة الثانية لداريوس كانت كلمة الرب الى زكريا بن برخيا بن عدو النبي قائلا
1: 2 قد غضب الرب غضبا على ابائكم
1: 3 فقل لهم هكذا قال رب الجنود ارجعوا الي يقول رب الجنود فارجع اليكم يقول رب الجنود
1: 4 لا تكونوا كابائكم الذين ناداهم الانبياء الاولون قائلين هكذا قال رب الجنود ارجعوا عن طرقكم الشريرة و عن اعمالكم الشريرة فلم يسمعوا و لم يصغوا الي يقول رب الجنود
1: 5 اباؤكم اين هم و الانبياء هل ابدا يحيون
1: 6 و لكن كلامي و فرائضي التي اوصيت بها عبيدي الانبياء افلم تدرك اباءكم فرجعوا و قالوا كما قصد رب الجنود ان يصنع بنا كطرقنا و كاعمالنا كذلك فعل بنا
1: 7 في اليوم الرابع و العشرين من الشهر الحادي عشر هو شهر شباط في السنة الثانية لداريوس كانت كلمة الرب الى زكريا بن برخيا بن عدو النبي قائلا
1: 8 رايت في الليل و اذا برجل راكب على فرس احمر و هو واقف بين الاس الذي في الظل و خلفه خيل حمر و شقر و شهب
1: 9 فقلت يا سيدي ما هؤلاء فقال لي الملاك الذي كلمني انا اريك ما هؤلاء
1: 10 فاجاب الرجل الواقف بين الاس و قال هؤلاء هم الذين ارسلهم الرب للجولان في الارض
1: 11 فاجابوا ملاك الرب الواقف بيت الاس و قالوا قد جلنا في الارض و اذا الارض كلها مستريحة و ساكنة
1: 12 فاجاب ملاك الرب و قال يا رب الجنود الى متى انت لا ترحم اورشليم و مدن يهوذا التي غضبت عليها هذه السبعين سنة
1: 13 فاجاب الرب الملاك الذي كلمني بكلام طيب و كلام تعزية
1: 14 فقال لي الملاك الذي كلمني ناد قائلا هكذا قال رب الجنود غرت على اورشليم و على صهيون غيرة عظيمة
1: 15 و انا مغضب بغضب عظيم على الامم المطمئنين لاني غضبت قليلا و هم اعانوا الشر
1: 16 لذلك هكذا قال الرب قد رجعت الى اورشليم بالمراحم فبيتي يبنى فيها يقول رب الجنود و يمد المطمار على اورشليم
(3/323)
1: 17 ناد ايضا و قل هكذا قال رب الجنود ان مدني تفيض بعد خيرا و الرب يعزي صهيون بعد و يختار بعد اورشليم
1: 18 فرفعت عيني و نظرت و اذا باربعة قرون
1: 19 فقلت للملاك الذي كلمني ما هذه فقال لي هذه هي القرون التي بددت يهوذا و اسرائيل و اورشليم
1: 20 فاراني الرب اربعة صناع
1: 21 فقلت جاء هؤلاء ماذا يفعلون فتكلم قائلا هذه هي القرون التي بددت يهوذا حتى لم يرفع انسان راسه و قد جاء هؤلاء ليرعبوهم و ليطردوا قرون الامم الرافعين قرنا على ارض يهوذا لتبديدها
2: 1 فرفعت عيني و نظرت و اذا رجل و بيده حبل قياس
2: 2 فقلت الى اين انت ذاهب فقال لي لاقيس اورشليم لارى كم عرضها و كم طولها
2: 3 و اذا بالملاك الذي كلمني قد خرج و خرج ملاك اخر للقائه
2: 4 فقال له اجر و كلم هذا الغلام قائلا كالاعراء تسكن اورشليم من كثرة الناس و البهائم فيها
2: 5 و انا يقول الرب اكون لها سور نار من حولها و اكون مجدا في وسطها
2: 6 يا يا اهربوا من ارض الشمال يقول الرب فاني قد فرقتكم كرياح السماء الاربع يقول الرب
2: 7 تنجي يا صهيون الساكنة في بنت بابل
2: 8 لانه هكذا قال رب الجنود بعد المجد ارسلني الى الامم الذين سلبوكم لانه من يمسكم يمس حدقة عينه
2: 9 لاني هانذا احرك يدي عليهم فيكونون سلبا لعبيدهم فتعلمون ان رب الجنود قد ارسلني
2: 10 ترنمي و افرحي يا بنت صهيون لاني هانذا اتي و اسكن في وسطك يقول الرب
2: 11 فيتصل امم كثيرة بالرب في ذلك اليوم و يكونون لي شعبا فاسكن في وسطك فتعلمين ان رب الجنود قد ارسلني اليك
2: 12 و الرب يرث يهوذا نصيبه في الارض المقدسة و يختار اورشليم بعد
2: 13 اسكتوا يا كل البشر قدام الرب لانه قد استيقظ من مسكن قدسه
3: 1 و اراني يهوشع الكاهن العظيم قائما قدام ملاك الرب و الشيطان قائم عن يمينه ليقاومه
3: 2 فقال الرب للشيطان لينتهرك الرب يا شيطان لينتهرك الرب الذي اختار اورشليم افليس هذه شعلة منتشلة من النار
(3/324)
3: 3 و كان يهوشع لابسا ثيابا قذرة و واقفا قدام الملاك
3: 4 فاجاب و كلم الواقفين قدامه قائلا انزعوا عنه الثياب القذرة و قال له انظر قد اذهبت عنك اثمك و البسك ثيابا مزخرفة
3: 5 فقلت ليضعوا على راسه عمامة طاهرة فوضعوا على راسه العمامة الطاهرة و البسوه ثيابا و ملاك الرب واقف
3: 6 فاشهد ملاك الرب على يهوشع قائلا
3: 7 هكذا قال رب الجنود ان سلكت في طرقي و ان حفظت شعائري فانت ايضا تدين بيتي و تحافظ ايضا على دياري و اعطيك مسالك بين هؤلاء الواقفين
3: 8 فاسمع يا يهوشع الكاهن العظيم انت و رفقاؤك الجالسون امامك لانهم رجال اية لاني هانذا اتي بعبدي الغصن
3: 9 فهوذا الحجر الذي وضعته قدام يهوشع على حجر واحد سبع اعين هانذا ناقش نقشه يقول رب الجنود و ازيل اثم تلك الارض في يوم واحد
3: 10 في ذلك اليوم يقول رب الجنود ينادي كل انسان قريبه تحت الكرمة و تحت التينة
4: 1 فرجع الملاك الذي كلمني و ايقظني كرجل اوقظ من نومه
4: 2 و قال لي ماذا ترى فقلت قد نظرت و اذا بمنارة كلها ذهب و كوزها على راسها و سبعة سرج عليها و سبع انابيب للسرج التي على راسها
4: 3 و عندها زيتونتان احداهما عن يمين الكوز و الاخرى عن يساره
4: 4 فاجبت و قلت للملاك الذي كلمني قائلا ما هذه يا سيدي
4: 5 فاجاب الملاك الذي كلمني و قال لي اما تعلم ما هذه فقلت لا يا سيدي
4: 6 فاجاب و كلمني قائلا هذه كلمة الرب الى زربابل قائلا لا بالقدرة و لا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود
4: 7 من انت ايها الجبل العظيم امام زربابل تصير سهلا فيخرج حجر الزاوية بين الهاتفين كرامة كرامة له
4: 8 و كانت الي كلمة الرب قائلا
4: 9 ان يدي زربابل قد اسستها هذا البيت فيداه تتممانه فتعلم ان رب الجنود ارسلني اليكم
4: 10 لانه من ازدرى بيوم الامور الصغيرة فتفرح اولئك السبع و يرون الزيج بيد زربابل انما هي اعين الرب الجائلة في الارض كلها
(3/325)
4: 11 فاجبت و قلت له ما هاتان الزيتونتان عن يمين المنارة و عن يسارها
4: 12 و اجبت ثانية و قلت له ما فرعا الزيتون اللذان بجانب الانابيب من ذهب المفرغان من انفسهما الذهبي
4: 13 فاجابني قائلا اما تعلم ما هاتان فقلت لا يا سيدي
4: 14 فقال هاتان هما ابنا الزيت الواقفان عند سيد الارض كلها
5: 1 فعدت و رفعت عيني و نظرت و اذا بدرج طائر
5: 2 فقال لي ماذا ترى فقلت اني ارى درجا طائرا طوله عشرون ذراعا و عرضه عشر اذرع
5: 3 فقال لي هذه هي اللعنة الخارجة على وجه كل الارض لان كل سارق يباد من هنا بحسبها و كل حالف يباد من هناك بحسبها
5: 4 اني اخرجها يقول رب الجنود فتدخل بيت السارق و بيت الحالف باسمي زورا و تبيت في وسط بيته و تفنيه مع خشبه و حجارته
5: 5 ثم خرج الملاك الذي كلمني و قال لي ارفع عينيك و انظر ما هذا الخارج
5: 6 فقلت ما هو فقال هذه هي الايفة الخارجة و قال هذه عينهم في كل الارض
5: 7 و اذا بوزنة رصاص رفعت و كانت امراة جالسة في وسط الايفة
5: 8 فقال هذه هي الشر فطرحها الى وسط الايفة و طرح ثقل الرصاص على فمها
5: 9 و رفعت عيني و نظرت و اذا بامراتين خرجتا و الريح في اجنحتهما و لهما اجنحة كاجنحة اللقلق فرفعتا الايفة بين الارض و السماء
5: 10 فقلت للملاك الذي كلمني الى اين هما ذاهبتان بالايفة
5: 11 فقال لي لتبنيا لها بيتا في ارض شنعار و اذا تهيا تقر هناك على قاعدتها
6: 1 فعدت و رفعت عيني و نظرت و اذا باربع مركبات خارجات من بين جبلين و الجبلان جبلا نحاس
6: 2 في المركبة الاولى خيل حمر و في المركبة الثانية خيل دهم
6: 3 و في المركبة الثالثة خيل شهب و في المركبة الرابعة خيل منمرة شقر
6: 4 فاجبت و قلت للملاك الذي كلمني ما هذه يا سيدي
6: 5 فاجاب الملاك و قال لي هذه هي ارواح السماء الاربع خارجة من الوقوف لدى سيد الارض كلها
(3/326)
6: 6 التي فيها الخيل الدهم تخرج الى ارض الشمال و الشهب خارجة وراءها و المنمرة تخرج نحو ارض الجنوب
6: 7 اما الشقر فخرجت و التمست ان تذهب لتتمشى في الارض فقال اذهبي و تمشي في الارض فتمشت في الارض
6: 8 فصرخ علي و كلمني قائلا هوذا الخارجون الى ارض الشمال قد سكنوا روحي في ارض الشمال
6: 9 و كان الي كلام الرب قائلا
6: 10 خذ من اهل السبي من حلداي و من طوبيا و من يدعيا الذين جاءوا من بابل و تعال انت في ذلك اليوم و ادخل الى بيت يوشيا بن صفنيا
6: 11 ثم خذ فضة و ذهبا و اعمل تيجانا و ضعها على راس يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم
6: 12 و كلمه قائلا هكذا قال رب الجنود قائلا هوذا الرجل الغصن اسمه و من مكانه ينبت و يبني هيكل الرب
6: 13 فهو يبني هيكل الرب و هو يحمل الجلال و يجلس و يتسلط على كرسيه و يكون كاهنا على كرسيه و تكون مشورة السلام بينهما كليهما
6: 14 و تكون التيجان لحالم و لطوبيا و ليدعيا و لحين بن صفنيا تذكارا في هيكل الرب
6: 15 و البعيدون ياتون و يبنون في هيكل الرب فتعلمون ان رب الجنود ارسلني اليكم و يكون اذا سمعتم سمعا صوت الرب الهكم
7: 1 و كان في السنة الرابعة لداريوس الملك ان كلام الرب صار الى زكريا في الرابع من الشهر التاسع في كسلو
7: 2 لما ارسل اهل بيت ايل شراصر و رجم ملك و رجالهم ليصلوا قدام الرب
7: 3 و ليكلموا الكهنة الذين في بيت رب الجنود و الانبياء قائلين اابكي في الشهر الخامس منفصلا كما فعلت كم من السنين هذه
7: 4 ثم صار الي كلام رب الجنود قائلا
7: 5 قل لجميع شعب و الارض للكهنة قائلا لما صمتم و نحتم في الشهر الخامس و الشهر السابع و ذلك هذه السبعين سنة فهل صمتم صوما لي انا
7: 6 و لما اكلتم و لما شربتم افما كنتم انتم الاكلين و انتم الشاربين
7: 7 اليس هذا هو الكلام الذي نادى به الرب عن يد الانبياء الاولين حين كانت اورشليم معمورة و مستريحة و مدنها حولها و الجنوب و السهل معمورين
(3/327)
7: 8 و كان كلام الرب الى زكريا قائلا
7: 9 هكذا قال رب الجنود قائلا اقضوا قضاء الحق و اعملوا احسانا و رحمة كل انسان مع اخيه
7: 10 و لا تظلموا الارملة و لا اليتيم و لا الغريب و لا الفقير و لا يفكر احد منكم شرا على اخيه في قلبكم
7: 11 فابوا ان يصغوا و اعطوا كتفا معاندة و ثقلوا اذانهم عن السمع
7: 12 بل جعلوا قلبهم ماسا لئلا يسمعوا الشريعة و الكلام الذي ارسله رب الجنود بروحه عن يد الانبياء الاولين فجاء غضب عظيم من عند رب الجنود
7: 13 فكان كما نادى هو فلم يسمعوا كذلك ينادون هم فلا اسمع قال رب الجنود
7: 14 و اعصفهم الى كل الامم الذين لم يعرفوهم فخربت الارض وراءهم لا ذاهب و لا ائب فجعلوا الارض البهجة خرابا
8: 1 و كان كلام رب الجنود قائلا
8: 2 هكذا قال رب الجنود غرت على صهيون غيرة عظيمة و بسخط عظيم غرت عليها
8: 3 هكذا قال الرب قد رجعت الى صهيون و اسكن في وسط اورشليم فتدعى اورشليم مدينة الحق و جبل رب الجنود الجبل المقدس
8: 4 هكذا قال رب الجنود سيجلس بعد الشيوخ و الشيخات في اسواق اورشليم كل انسان منهم عصاه بيده من كثرة الايام
8: 5 و تمتلئ اسواق المدينة من الصبيان و البنات لاعبين في اسواقها
8: 6 هكذا قال رب الجنود ان يكن ذلك عجيبا في اعين بقية هذا الشعب في هذه الايام افيكون ايضا عجيبا في عيني يقول رب الجنود
8: 7 هكذا قال رب الجنود هانذا اخلص شعبي من ارض المشرق و من ارض مغرب الشمس
8: 8 و اتي بهم فيسكنون في وسط اورشليم و يكونون لي شعبا و انا اكون لهم الها بالحق و البر
8: 9 هكذا قال رب الجنود لتتشدد ايديكم ايها السامعون في هذه الايام هذا الكلام من افواه الانبياء الذي كان يوم اسس بيت رب الجنود لبناء الهيكل
8: 10 لانه قبل هذه الايام لم تكن للانسان اجرة و لا للبهيمة اجرة و لا سلام لمن خرج او دخل من قبل الضيق و اطلقت كل انسان الرجل على قريبه
(3/328)
8: 11 اما الان فلا اكون انا لبقية هذا الشعب كما في الايام الاولى يقول رب الجنود
8: 12 بل زرع السلام الكرم يعطي ثمره و الارض تعطي غلتها و السماوات تعطي نداها و املك بقية هذا الشعب هذه كلها
8: 13 و يكون كما انكم كنتم لعنة بين الامم يا بيت يهوذا و يا بيت اسرائيل كذلك اخلصكم فتكونون بركة فلا تخافوا لتتشدد ايديكم
8: 14 لانه هكذا قال رب الجنود كما اني فكرت في ان اسيء اليكم حين اغضبني اباؤكم قال رب الجنود و لم اندم
8: 15 هكذا عدت و فكرت في هذه الايام في ان احسن الى اورشليم و بيت يهوذا لا تخافوا
8: 16 هذه هي الامور التي تفعلونها ليكلم كل انسان قريبه بالحق اقضوا بالحق و قضاء السلام في ابوابكم
8: 17 و لا يفكرن احد في السوء على قريبه في قلوبكم و لا تحبوا يمين الزور لان هذه جميعها اكرهها يقول الرب
8: 18 و كان الي كلام رب الجنود قائلا
8: 19 هكذا قال رب الجنود ان صوم الشهر الرابع و صوم الخامس و صوم السابع و صوم العاشر يكون لبيت يهوذا ابتهاجا و فرحا و اعيادا طيبة فاحبوا الحق و السلام
8: 20 هكذا قال رب الجنود سياتي شعوب بعد و سكان مدن كثيرة
8: 21 و سكان واحدة يسيرون الى اخرى قائلين لنذهب ذهابا لنترضى وجه الرب و نطلب رب الجنود انا ايضا اذهب
8: 22 فتاتي شعوب كثيرة و امم قوية ليطلبوا رب الجنود في اورشليم و ليترضوا وجه الرب
8: 23 هكذا قال رب الجنود في تلك الايام يمسك عشرة رجال من جميع السنة الامم يتمسكون بذيل رجل يهودي قائلين نذهب معكم لاننا سمعنا ان الله معكم
9: 1 وحي كلمة الرب في ارض حدراخ و دمشق محلة لان للرب عين الانسان و كل اسباط اسرائيل
9: 2 و حماة ايضا تتاخمها و صور و صيدون و ان تكن حكيمة جدا
9: 3 و قد بنت صور حصنا لنفسها و كومت الفضة كالتراب و الذهب كطين الاسواق
9: 4 هوذا السيد يمتلكها و يضرب في البحر قوتها و هي توكل بالنار
(3/329)
9: 5 ترى اشقلون فتخاف و غزة فتتوجع جدا و عقرون لانه يخزيها انتظارها و الملك يبيد من غزة و اشقلون لا تسكن
9: 6 و يسكن في اشدود زنيم و اقطع كبرياء الفلسطينيين
9: 7 و انزع دماءه من فمه و رجسه من بين اسنانه فيبقى هو ايضا لالهنا و يكون كامير في يهوذا و عقرون كيبوسي
9: 8 و احل حول بيتي بسبب الجيش الذاهب و الائب فلا يعبر عليهم بعد جابي الجزية فاني الان رايت بعيني
9: 9 ابتهجي جدا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت اورشليم هوذا ملكك ياتي اليك هو عادل و منصور وديع و راكب على حمار و على جحش ابن اتان
9: 10 و اقطع المركبة من افرايم و الفرس من اورشليم و تقطع قوس الحرب و يتكلم بالسلام للامم و سلطانه من البحر الى البحر و من النهر الى اقاصي الارض
9: 11 و انت ايضا فاني بدم عهدك قد اطلقت اسراك من الجب الذي ليس فيه ماء
9: 12 ارجعوا الى الحصن يا اسرى الرجاء اليوم ايضا اصرح اني ارد عليك ضعفين
9: 13 لاني اوترت يهوذا لنفسي و ملات القوس افرايم و انهضت ابناءك يا صهيون على بنيك يا ياوان و جعلتك كسيف جبار
9: 14 و يرى الرب فوقهم و سهمه يخرج كالبرق و السيد الرب ينفخ في البوق و يسير في زوابع الجنوب
9: 15 رب الجنود يحامي عنهم فياكلون و يدوسون حجارة المقلاع و يشربون و يضجون كما من الخمر و يمتلئون كالمنضح و كزوايا المذبح
9: 16 و يخلصهم الرب الههم في ذلك اليوم كقطيع شعبه بل كحجارة التاج مرفوعة على ارضه
9: 17 ما اجوده و ما اجمله الحنطة تنمي الفتيان و المسطار العذارى
10: 1 اطلبوا من الرب المطر في اوان المطر المتاخر فيصنع الرب بروقا و يعطيهم مطر الوبل لكل انسان عشبا في الحقل
10: 2 لان الترافيم قد تكلموا بالباطل و العرافون راوا الكذب و اخبروا باحلام كذب يعزون بالباطل لذلك رحلوا كغنم ذلوا اذ ليس راع
10: 3 على الرعاة اشتعل غضبي فعاقبت الاعتدة لان رب الجنود قد تعهد قطيعه بيت يهوذا و جعلهم كفرس جلاله في القتال
(3/330)
10: 4 منه الزاوية منه الوتد منه قوس القتال منه يخرج كل ظالم جميعا
10: 5 و يكونون كالجبابرة الدائسين طين الاسواق في القتال و يحاربون لان الرب معهم و الراكبون الخيل يخزون
10: 6 و اقوي بيت يهوذا و اخلص بيت يوسف و ارجعهم لاني قد رحمتهم و يكونون كاني لم ارفضهم لاني انا الرب الههم فاجيبهم
10: 7 و يكون افرايم كجبار و يفرح قلبهم كانه بالخمر و ينظر بنوهم فيفرحون و يبتهج قلبهم بالرب
10: 8 اصفر لهم و اجمعهم لاني قد فديتهم و يكثرون كما كثروا
10: 9 و ازرعهم بين الشعوب فيذكرونني في الاراضي البعيدة و يحيون مع بنيهم و يرجعون
10: 10 و ارجعهم من ارض مصر و اجمعهم من اشور و اتي بهم الى ارض جلعاد و لبنان و لا يوجد لهم مكان
10: 11 و يعبر في بحر الضيق و يضرب اللجج في البحر و تجف كل اعماق النهر و تخفض كبرياء اشور و يزول قضيب مصر
10: 12 و اقويهم بالرب فيسلكون باسمه يقول الرب
11: 1 افتح ابوابك يا لبنان فتاكل النار ارزك
11: 2 ولول يا سرو لان الارز سقط لان الاعزاء قد خربوا ولول يا بلوط باشان لان الوعر المنيع قد هبط
11: 3 صوت ولولة الرعاة لان فخرهم خرب صوت زمجرة الاشبال لان كبرياء الاردن خربت
11: 4 هكذا قال الرب الهي ارع غنم الذبح
11: 5 الذين يذبحهم مالكوهم و لا ياثمون و بائعوهم يقولون مبارك الرب قد استغنيت و رعاتهم لا يشفقون عليهم
11: 6 لاني لا اشفق بعد على سكان الارض يقول الرب بل هانذا مسلم الانسان كل رجل ليد قريبه و ليد ملكه فيضربون الارض و لا انقذ من يدهم
11: 7 فرعيت غنم الذبح لكنهم اذل الغنم و اخذت لنفسي عصوين فسميت الواحدة نعمة و سميت الاخرى حبالا و رعيت الغنم
11: 8 و ابدت الرعاة الثلاثة في شهر واحد و ضاقت نفسي بهم و كرهتني ايضا نفسهم
11: 9 فقلت لا ارعاكم من يمت فليمت و من يبد فليبد و البقية فلياكل بعضها لحم بعض
11: 10 فاخذت عصاي نعمة و قصفتها لانقض عهدي الذي قطعته مع كل الاسباط
(3/331)
11: 11 فنقض في ذلك اليوم و هكذا علم اذل الغنم المنتظرون لي انها كلمة الرب
11: 12 فقلت لهم ان حسن في اعينكم فاعطوني اجرتي و الا فامتنعوا فوزنوا اجرتي ثلاثين من الفضة
11: 13 فقال لي الرب القها الى الفخاري الثمن الكريم الذي ثمنوني به فاخذت الثلاثين من الفضة و القيتها الى الفخاري في بيت الرب
11: 14 ثم قصفت عصاي الاخرى حبالا لانقض الاخاء بين يهوذا و اسرائيل
11: 15 فقال لي الرب خذ لنفسك بعد ادوات راع احمق
11: 16 لاني هانذا مقيم راعيا في الارض لا يفتقد المنقطعين و لا يطلب المنساق و لا يجبر المنكسر و لا يربي القائم و لكن ياكل لحم السمان و ينزع اظلافها
11: 17 ويل للراعي الباطل التارك الغنم السيف على ذراعه و على عينه اليمنى ذراعه تيبس يبسا و عينه اليمنى تكل كلولا
12: 1 وحي كلام الرب على اسرائيل يقول الرب باسط السماوات و مؤسس الارض و جابل روح الانسان في داخله
12: 2 هانذا اجعل اورشليم كاس ترنح لجميع الشعوب حولها و ايضا على يهوذا تكون في حصار اورشليم
12: 3 و يكون في ذلك اليوم اني اجعل اورشليم حجرا مشوالا لجميع الشعوب و كل الذين يشيلونه ينشقون شقا و يجتمع عليها كل امم الارض
12: 4 في ذلك اليوم يقول الرب اضرب كل فرس بالحيرة و راكبه بالجنون و افتح عيني على بيت يهوذا و اضرب كل خيل الشعوب بالعمى
12: 5 فتقول امراء يهوذا في قلبهم ان سكان اورشليم قوة لي برب الجنود الههم
12: 6 في ذلك اليوم اجعل امراء يهوذا كمصباح نار بين الحطب و كمشعل نار بين الحزم فياكلون كل الشعوب حولهم عن اليمين و عن اليسار فتثبت اورشليم ايضا في مكانها باورشليم
12: 7 و يخلص الرب خيام يهوذا اولا لكيلا يتعاظم افتخار بيت داود و افتخار سكان اورشليم على يهوذا
12: 8 في ذلك اليوم يستر الرب سكان اورشليم فيكون العاثر منهم في ذلك اليوم مثل داود و بيت داود مثل الله مثل ملاك الرب امامهم
(3/332)
12: 9 و يكون في ذلك اليوم اني التمس هلاك كل الامم الاتين على اورشليم
12: 10 و افيض على بيت داود و على سكان اورشليم روح النعمة و التضرعات فينظرون الي الذي طعنوه و ينوحون عليه كنائح على وحيد له و يكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره
12: 11 في ذلك اليوم يعظم النوح في اورشليم كنوح هدد رمون في بقعة مجدون
12: 12 و تنوح الارض عشائر عشائر على حدتها عشيرة بيت داود على حدتها و نساؤهم على حدتهن عشيرة بيت ناثان على حدتها و نساؤهم على حدتهن
12: 13 عشيرة بيت لاوي على حدتها و نساؤهم على حدتهن عشيرة شمعي على حدتها و نساؤهم على حدتهن
12: 14 كل العشائر الباقية عشيرة عشيرة على حدتها و نساؤهم على حدتهن
13: 1 في ذلك اليوم يكون ينبوع مفتوحا لبيت داود و لسكان اورشليم للخطية و للنجاسة
13: 2 و يكون في ذلك اليوم يقول رب الجنود اني اقطع اسماء الاصنام من الارض فلا تذكر بعد و ازيل الانبياء ايضا و الروح النجس من الارض
13: 3 و يكون اذا تنبا احد بعد ان اباه و امه والديه يقولان له لا تعيش لانك تكلمت بالكذب باسم الرب فيطعنه ابوه و امه والداه عندما يتنبا
13: 4 و يكون في ذلك اليوم ان الانبياء يخزون كل واحد من رؤياه اذا تنبا و لا يلبسون ثوب شعر لاجل الغش
13: 5 بل يقول لست انا نبيا انا انسان فالح الارض لان انسانا اقتناني من صباي
13: 6 فيقول له ما هذه الجروح في يديك فيقول هي التي جرحت بها في بيت احبائي
13: 7 استيقظ يا سيف على راعي و على رجل رفقتي يقول رب الجنود اضرب الراعي فتتشتت الغنم و ارد يدي على الصغار
13: 8 و يكون في كل الارض يقول الرب ان ثلثين منها يقطعان و يموتان و الثلث يبقى فيها
13: 9 و ادخل الثلث في النار و امحصهم كمحص الفضة و امتحنهم امتحان الذهب هو يدعو باسمي و انا اجيبه اقول هو شعبي و هو يقول الرب الهي
14: 1 هوذا يوم للرب ياتي فيقسم سلبك في وسطك
(3/333)
14: 2 و اجمع كل الامم على اورشليم للمحاربة فتؤخذ المدينة و تنهب البيوت و تفضح النساء و يخرج نصف المدينة الى السبي و بقية الشعب لا تقطع من المدينة
14: 3 فيخرج الرب و يحارب تلك الامم كما في يوم حربه يوم القتال
14: 4 و تقف قدماه في ذلك اليوم على جبل الزيتون الذي قدام اورشليم من الشرق فينشق جبل الزيتون من وسطه نحو الشرق و نحو الغرب واديا عظيما جدا و ينتقل نصف الجبل نحو الشمال و نصفه نحو الجنوب
14: 5 و تهربون في جواء جبالي لان جواء الجبال يصل الى اصل و تهربون كما هربتم من الزلزلة في ايام عزيا ملك يهوذا و ياتي الرب الهي و جميع القديسين معك
14: 6 و يكون في ذلك اليوم انه لا يكون نور الدراري تنقبض
14: 7 و يكون يوم واحد معروف للرب لا نهار و لا ليل بل يحدث انه في وقت المساء يكون نور
14: 8 و يكون في ذلك اليوم ان مياها حية تخرج من اورشليم نصفها الى البحر الشرقي و نصفها الى البحر الغربي في الصيف و في الخريف تكون
14: 9 و يكون الرب ملكا على كل الارض في ذلك اليوم يكون الرب وحده و اسمه وحده
14: 10 و تتحول الارض كلها كالعربة من جبع الى رمون جنوب اورشليم و ترتفع و تعمر في مكانها من باب بنيامين الى مكان الباب الاول الى باب الزوايا و من برج حننئيل الى معاصر الملك
14: 11 فيسكنون فيها و لا يكون بعد لعن فتعمر اورشليم بالامن
14: 12 و هذه تكون الضربة التي يضرب بها الرب كل الشعوب الذين تجندوا على اورشليم لحمهم يذوب و هم واقفون على اقدامهم و عيونهم تذوب في اوقابها و لسانهم يذوب في فمهم
14: 13 و يكون في ذلك اليوم ان اضطرابا عظيما من الرب يحدث فيهم فيمسك الرجل بيد قريبه و تعلو يده على يد قريبه
14: 14 و يهوذا ايضا تحارب اورشليم و تجمع ثروة كل الامم من حولها ذهب و فضة و ملابس كثيرة جدا
14: 15 و كذا تكون ضربة الخيل و البغال و الجمال و الحمير و كل البهائم التي تكون في هذه المحال كهذه الضربة
(3/334)
14: 16 و يكون ان كل الباقي من جميع الامم الذين جاءوا على اورشليم يصعدون من سنة الى سنة ليسجدوا للملك رب الجنود و ليعيدوا عيد المظال
14: 17 و يكون ان كل من لا يصعد من قبائل الارض الى اورشليم ليسجد للملك رب الجنود لا يكون عليهم مطر
14: 18 و ان لا تصعد و لا تات قبيلة مصر و لا مطر عليها تكن عليها الضربة التي يضرب بها الرب الامم الذين لا يصعدون ليعيدوا عيد المظال
14: 19 هذا يكون قصاص مصر و قصاص كل الامم الذين لا يصعدون ليعيدوا عيد المظال
14: 20 في ذلك اليوم يكون على اجراس الخيل قدس للرب و القدور في بيت الرب تكون كالمناضح امام المذبح
14: 21 و كل قدر في اورشليم و في يهوذا تكون قدسا لرب الجنود و كل الذابحين ياتون و ياخذون منها و يطبخون فيها و في ذلك اليوم لا يكون بعد كنعاني في بيت رب الجنود(3/335)
سفر ملاخي
1: 1 وحي كلمة الرب لاسرائيل عن يد ملاخي
1: 2 احببتكم قال الرب و قلتم بم احببتنا اليس عيسو اخا ليعقوب يقول الرب و احببت يعقوب
1: 3 و ابغضت عيسو و جعلت جباله خرابا و ميراثه لذئاب البرية
1: 4 لان ادوم قال قد هدمنا فنعود و نبني الخرب هكذا قال رب الجنود هم يبنون و انا اهدم و يدعونهم تخوم الشر و الشعب الذي غضب عليه الرب الى الابد
1: 5 فترى اعينكم و تقولون ليتعظم الرب من عند تخم اسرائيل
1: 6 الابن يكرم اباه و العبد يكرم سيده فان كنت انا ابا فاين كرامتي و ان كنت سيدا فاين هيبتي قال لكم رب الجنود ايها الكهنة المحتقرون اسمي و تقولون بما احتقرنا اسمك
1: 7 تقربون خبزا نجسا على مذبحي و تقولون بم نجسناك بقولكم ان مائدة الرب محتقرة
1: 8 و ان قربتم الاعمى ذبيحة افليس ذلك شرا و ان قربتم الاعرج و السقيم افليس ذلك شرا قربه لواليك افيرضى عليك او يرفع وجهك قال رب الجنود
1: 9 و الان ترضوا وجه الله فيتراءف علينا هذه كانت من يدكم هل يرفع وجهكم قال رب الجنود
1: 10 من فيكم يغلق الباب بل لا توقدون على مذبحي مجانا ليست لي مسرة بكم قال رب الجنود و لا اقبل تقدمة من يدكم
1: 11 لانه من مشرق الشمس الى مغربها اسمي عظيم بين الامم و في كل مكان يقرب لاسمي بخور و تقدمة طاهرة لان اسمي عظيم بين الامم قال رب الجنود
1: 12 اما انتم فمنجسوه بقولكم ان مائدة الرب تنجست و ثمرتها محتقر طعامها
1: 13 و قلتم ما هذه المشقة و تاففتم عليه قال رب الجنود و جئتم بالمغتصب و الاعرج و السقيم فاتيتم بالتقدمة فهل اقبلها من يدكم قال الرب
1: 14 و ملعون الماكر الذي يوجد في قطيعه ذكر و ينذر و يذبح للسيد عائبا لاني انا ملك عظيم قال رب الجنود و اسمي مهيب بين الامم
2: 1 و الان اليكم هذه الوصية ايها الكهنة
(3/336)
2: 2 ان كنتم لا تسمعون و لا تجعلون في القلب لتعطوا مجدا لاسمي قال رب الجنود فاني ارسل عليكم اللعن و العن بركاتكم بل قد لعنتها لانكم لستم جاعلين في القلب
2: 3 هانذا انتهر لكم الزرع و امد الفرث على وجوهكم فرث اعيادكم فتنزعون معه
2: 4 فتعلمون اني ارسلت اليكم هذه الوصية لكون عهدي مع لاوي قال رب الجنود
2: 5 كان عهدي معه للحياة و السلام و اعطيته اياهما للتقوى فاتقاني و من اسمي ارتاع هو
2: 6 شريعة الحق كانت في فيه و اثم لم يوجد في شفتيه سلك معي في السلام و الاستقامة و ارجع كثيرين عن الاثم
2: 7 لان شفتي الكاهن تحفظان معرفة و من فمه يطلبون الشريعة لانه رسول رب الجنود
2: 8 اما انتم فحدتم عن الطريق و اعثرتم كثيرين بالشريعة افسدتم عهد لاوي قال رب الجنود
2: 9 فانا ايضا صيرتكم محتقرين و دنيئين عند كل الشعب كما انكم لم تحفظوا طرقي بل حابيتم في الشريعة
2: 10 اليس اب واحد لكلنا اليس اله واحد خلقنا فلم نغدر الرجل باخيه لتدنيس عهد ابائنا
2: 11 غدر يهوذا و عمل الرجس في اسرائيل و في اورشليم لان يهوذا قد نجس قدس الرب الذي احبه و تزوج بنت اله غريب
2: 12 يقطع الرب الرجل الذي يفعل هذا الساهر و المجيب من خيام يعقوب و من يقرب تقدمة لرب الجنود
2: 13 و قد فعلتم هذا ثانية مغطين مذبح الرب بالدموع بالبكاء و الصراخ فلا تراعى التقدمة بعد و لا يقبل المرضي من يدكم
2: 14 فقلتم لماذا من اجل ان الرب هو الشاهد بينك و بين امراة شبابك التي انت غدرت بها و هي قرينتك و امراة عهدك
2: 15 افلم يفعل واحد و له بقية الروح و لماذا الواحد طالبا زرع الله فاحذروا لروحكم و لا يغدر احد بامراة شبابه
2: 16 لانه يكره الطلاق قال الرب اله اسرائيل و ان يغطي احد الظلم بثوبه قال رب الجنود فاحذروا لروحكم لئلا تغدروا
2: 17 لقد اتعبتم الرب بكلامكم و قلتم بم اتعبناه بقولكم كل من يفعل الشر فهو صالح في عيني الرب و هو يسر بهم او اين اله العدل
(3/337)
3: 1 هانذا ارسل ملاكي فيهيء الطريق امامي و ياتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه و ملاك العهد الذي تسرون به هوذا ياتي قال رب الجنود
3: 2 و من يحتمل يوم مجيئه و من يثبت عند ظهوره لانه مثل نار الممحص و مثل اشنان القصار
3: 3 فيجلس ممحصا و منقيا للفضة فينقي بني لاوي و يصفيهم كالذهب و الفضة ليكونوا مقربين للرب تقدمة بالبر
3: 4 فتكون تقدمة يهوذا و اورشليم مرضية للرب كما في ايام القدم و كما في السنين القديمة
3: 5 و اقترب اليكم للحكم و اكون شاهدا سريعا على السحرة و على الفاسقين و على الحالفين زورا و على السالبين اجرة الاجير الارملة و اليتيم و من يصد الغريب و لا يخشاني قال رب الجنود
3: 6 لاني انا الرب لا اتغير فانتم يا بني يعقوب لم تفنوا
3: 7 من ايام ابائكم حدتم عن فرائضي و لم تحفظوها ارجعوا الي ارجع اليكم قال رب الجنود فقلتم بماذا نرجع
3: 8 ايسلب الانسان الله فانكم سلبتموني فقلتم بم سلبناك في العشور و التقدمة
3: 9 قد لعنتم لعنا و اياي انتم سالبون هذه الامة كلها
3: 10 هاتوا جميع العشور الى الخزنة ليكون في بيتي طعام و جربوني بهذا قال رب الجنود ان كنت لا افتح لكم كوى السماوات و افيض عليكم بركة حتى لا توسع
3: 11 و انتهر من اجلكم الاكل فلا يفسد لكم ثمر الارض و لا يعقر لكم الكرم في الحقل قال رب الجنود
3: 12 و يطوبكم كل الامم لانكم تكونون ارض مسرة قال رب الجنود
3: 13 اقوالكم اشتدت علي قال الرب و قلتم ماذا قلنا عليك
3: 14 قلتم عبادة الله باطلة و ما المنفعة من اننا حفظنا شعائره و اننا سلكنا بالحزن قدام رب الجنود
3: 15 و الان نحن مطوبون المستكبرين و ايضا فاعلو الشر يبنون بل جربوا الله و نجوا
3: 16 حينئذ كلم متقو الرب كل واحد قريبه و الرب اصغى و سمع و كتب امامه سفر تذكرة للذين اتقوا الرب و للمفكرين في اسمه
(3/338)
3: 17 و يكونون لي قال رب الجنود في اليوم الذي انا صانع خاصة و اشفق عليهم كما يشفق الانسان على ابنه الذي يخدمه
3: 18 فتعودون و تميزون بين الصديق و الشرير بين من يعبد الله و من لا يعبده
4: 1 فهوذا ياتي اليوم المتقد كالتنور و كل المستكبرين و كل فاعلي الشر يكونون قشا و يحرقهم اليوم الاتي قال رب الجنود فلا يبقي لهم اصلا و لا فرعا
4: 2 و لكم ايها المتقون اسمي تشرق شمس البر و الشفاء في اجنحتها فتخرجون و تنشاون كعجول الصيرة
4: 3 و تدوسون الاشرار لانهم يكونون رمادا تحت بطون اقدامكم يوم افعل هذا قال رب الجنود
4: 4 اذكروا شريعة موسى عبدي التي امرته بها في حوريب على كل اسرائيل الفرائض و الاحكام
4: 5 هانذا ارسل اليكم ايليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم و المخوف
4: 6 فيرد قلب الاباء على الابناء و قلب الابناء على ابائهم لئلا اتي و اضرب الارض بلعن(3/339)
الأسفار القانونية الثانية(3/340)
طوبيا
(14) إصحاح
الأصحاح رقم 1
(3/341)
1 كان طوبيا و هو من سبط و مدينة نفتالي التي في الجليل الاعلى فوق نحشون وراء الطريق الاخذ غربا و الى يسارها مدينة صفت* 2 قد جلي في عهد شلمناسر ملك اشور الا انه مع كونه في الجلاء لم يفارق سبيل الحق* 3 حتى كان كل ما يتيسر له يقسمه كل يوم على من جلي معه من اخوانه الذين من جنسه* 4 و مع انه كان احدث الجميع في سبط نفتالي لم يكن على شيء من شؤون الاحداث* 5 و كان اذا قصدوا كلهم عجول الذهب التي عملها ياربعام ملك اسرائيل يتخلف وحده عن سائرهم* 6 فيمضي الى اورشليم الى هيكل الرب و هناك كان يسجد للرب اله اسرائيل و يوفي جميع بواكيره و اعشاره* 7 و اذا كانت السنة الثالثة كان يجعل جميع اعشاره للدخلاء و الغرباء* 8 و على هذا و امثاله كان مثابرا منذ صبوته على وفق شريعة الله* 9 و لما ان صار رجلا اتخذ له امراة من سبطه اسمها حنة فولد له منها ولد فسماه باسمه* 10 و ادبه منذ صغره على تقوى الله و اجتناب كل خطيئة* 11 و لما جلي مع امراته و ولده الى مدينة نينوى حيث كانت كل عشيرته* 12 و قد كانوا كلهم ياكلون من اطعمة الامم كان هو يصون نفسه و لم يتنجس قط بماكولاتهم* 13 و لاجل انه كان يذكر الرب بكل قلبه اتاه الله حظوة لدى الملك شلمناسر* 14 فاطلق له ان يذهب حيثما شاء و يفعل ما يريد* 15 فكان يطوف على كل من كان في الجلاء و يرشدهم بنصائح الخلاص* 16 ثم انه قدم راجيس مدينة ماداي و كان معه مما اثره به الملك عشرة قناطير من الفضة* 17 فراى بين الجمهور الغفير الذي من جنسه رجلا من سبطه يقال له غابيلوس في فاقة فدفع اليه الزنة المذكورة من الفضة بصك* 18 و كان بعد ايام كثيرة ان مات الملك شلمناسر فملك سنحاريب ابنه مكانه فوقع بنو اسرائيل عنده موقع الكراهة* 19 و كان طوبيا يطوف كل يوم على جميع عشيرته و يعزيهم و يؤاسي كل واحد من امواله على قدر وسعه* 20 فيطعم الجياع و يكسو العراة و يدفن الموتى و القتلى بغيرة شديدة* 21 و لما قفل(3/342)
الملك سنحاريب من ارض يهوذا هاربا من الضربة التي حاقه الله بها بسبب تجديفه و طفق لحنقه يقتل كثيرين من بني اسرائيل كان طوبيا يدفن اجسادهم* 22 فنمى ذلك الى الملك فامر بقتله و ضبط جميع ماله* 23 فهرب طوبيا بولده و زوجته عاريا و اختبا لان كثيرين كانوا يحبونه* 24 و كان بعد خمسة و اربعين يوما ان قتل الملك ابناه* 25 فعاد طوبيا الى منزله و رد عليه كل ماله*
الأصحاح رقم 2
(3/343)
1 و كان بعد ذلك في يوم عيد الرب ان صنعت مادبة عظيمة في بيت طوبيا* 2 فقال لابنه هلم فادع بعضا من سبطنا من المتقين لله لياكلوا معنا* 3 فانطلق ثم عاد فاخبره ان واحدا من بني اسرائيل مذبوح ملقى في السوق فلما سمع طوبيا نهض من موضعه مسرعا و ترك العشاء و بلغ الجثة و هو صائم* 4 فرفعها و حملها الى بيته سرا ليدفنها بالتحفظ بعد مغيب الشمس* 5 و بعد ان خبا الجثة اكل الطعام باكيا مرتعدا* 6 فذكر الكلام الذي تكلم به الرب على لسان عاموس النبي ايام اعيادكم تتحول الى عويل و نحيب* 7 و لما غربت الشمس ذهب و دفنها* 8 و كان جميع ذوي قرابته يلومونه قائلين لاجل هذا امر بقتلك و ما كدت تنجو من قضاء الموت حتى عدت تدفن الموتى* 9 و اما طوبيا فاذ كان خوفه من الله اعظم من خوفه من الملك كان لا يزال يخطف جثث القتلى و يخباها في بيته فيدفنها عند انتصاف الليل* 10 و اتفق في بعض الايام و قد تعب من دفن الموتى انه وافى بيته فرمى بنفسه الى جانب الحائط و نام* 11 فوقع ذرق من عش خطاف في عينيه و هو سخن فعمي* 12 و انما اذن الرب ان تعرض له هذه التجربة لتكون لمن بعده قدوة صبره كايوب الصديق* 13 فانه اذ كان لم ينفك عن تقوى الله منذ صغره و حافظا لوصاياه لم يكن يتذمر على الله لما ناله من بلوى العمى* 14 و لكنه ثبت في خوف الله شاكرا له طول ايام حياته* 15 و كما كان القديس ايوب يعيره الملوك كان انسباء هذا و ذووه يسخرون من عيشته قائلين* 16 اين رجاؤك الذي لاجله كنت تبذل الصدقات و تدفن الموتى* 17 فيزجرهم طوبيا قائلا لا تتكلموا كذا* 18 فانما نحن بنو القديسين و انما ننتظر تلك الحياة التي يهبها الله للذين لا يصرفون ايمانهم عنه ابدا* 19 و كانت حنة امراته تذهب كل يوم الى الحاكة و تاتي من تعب يديها بما يتاتى لها تحصيله من الميرة* 20 و اتفق انها اخذت جديا و حملته الى البيت* 21 فلما سمع بعلها صوت ثغاء الجدي قال انظروا لعله يكون مسروقا فردوه(3/344)
على اربابه اذ لا يحل لنا ان ناكل و لا نلمس شيئا مسروقا* 22 فاجابته امراته و هي مغضبة قد وضح بطلان رجائك و صدقاتك الان قد عرفت و بهذا الكلام و مثله كانت تعيره*
الأصحاح رقم 3
(3/345)
1 حينئذ ان طوبيا و طفق يصلي بدموع* 2 و قال عادل انت ايها الرب و جميع احكامك مستقيمة و طرقك كلها رحمة و حق و حكم* 3 فالان اذكرني يا رب و لا تنتقم عن خطاياي و لا تذكر ذنوبي و لا ذنوب ابائي* 4 لانا لم نطع اوامرك فلاجل ذلك اسلمنا الى النهب و الجلاء و الموت و اصبحنا احدوثة و عارا في جميع الامم التي بددتنا بينها* 5 فالان يا رب عظيمة احكامك لانا لم نعمل بحسب وصاياك و لا سلكنا بخلوص امامك* 6 و الان يا رب بحسب مشيئتك اصنع بي و مر ان تقبض روحي بسلام لان الموت لي خير من الحياة* 7 و اتفق في ذلك اليوم عينه ان سارة بنة رعوئيل في راجيس مدينة الماديين سمعت هي ايضا تعييرا من احدى جواري ابيها* 8 لانه كان قد عقد لها على سبعة رجال و كان شيطان اسمه ازموداوس يقتلهم على اثر دخولهم عليها في الحال* 9 و اذ كانت تنتهر الجارية لذنب اجابتها قائلة لا راينا لك ابنا و لا ابنة على الارض يا قاتلة ازواجها* 10 اتريدين ان تقتليني كما قتلت سبعة رجال فلما سمعت هذا الكلام صعدت الى علية بيتها فاقامت ثلاثة ايام و ثلاث ليال لا تاكل و لا تشرب* 11 بل استمرت تصلي و تتضرع الى الله بدموع ان يكشف عنها هذا العار* 12 و لما اتمت صلاتها في اليوم الثالث و باركت الرب* 13 قالت تبارك اسمك يا اله ابائنا الذي بعد غضبه يصنع الرحمة و في زمان البؤس يغفر الخطايا للذين يدعونه* 14 اليك يا رب اقبل بوجهي و اليك اصرف ناظري* 15 اتوسل اليك يا رب ان تحلني من وثاق هذا العار او تاخذني عن الارض* 16 انك يا رب عالم باني لم اشته رجلا قط و اني قد صنت نفسي منزهة عن كل شهوة* 17 و لم اكن قط امازج ارباب الملاهي و لا اعاشر السالكين بالطيش* 18 و انما رضيت بان اتخذ رجلا لخوفك لا لشهوتي* 19 و لعلي لم اكن مستاهلة لهم او لم يكونوا مستحقين لي فلعلك ابقيتني لبعل اخر* 20 لان مشورتك لا يدركها انسان* 21 على ان من يعبدك يوقن ان حياته ان انقضت بالمحن فستفوز باكليلها(3/346)
و ان حلت به شدة فسينقذ و ان عرض على التاديب فله ان يرجع الى رحمتك* 22 لانك لا تسر بهلاكنا فتلقي السكينة بعد العاصفة و بعد البكاء و النحيب تفيض التهلل* 23 فليكن اسمك يا اله اسرائيل مباركا مدى الدهور* 24 في ذلك الحين استجيبت صلوات الاثنين امام مجد الله العلي* 25 فارسل الرب ملاكه القديس رافائيل ليشفي كلا الاثنين اللذين رفعت صلواتهما في وقت واحد الى حضرة الرب*
الأصحاح رقم 4
(3/347)
1 و اذ خال طوبيا ان قد استجيبت صلاته و تهيا له ان يموت استدعى اليه طوبيا ابنه* 2 و قال له اسمع يا بني كلمات في و اجعلها في قلبك مثل الاساس* 3 اذا قبض الله نفسي فادفن جسدي و اكرم والدتك جميع ايام حياتها* 4 و اذكر ما المشقات التي عانتها لاجلك في جوفها و ما كان اشدها* 5 و متى استوفت هي ايضا زمان حياتها فادفنها الى جانبي* 6 و انت فليكن الله في قلبك جميع ايام حياتك و احذر ان ترضى بالخطيئة و تتعدى وصايا الرب الهنا* 7 تصدق من مالك و لا تحول وجهك عن فقير و حينئذ فوجه الرب لا يحول عنك* 8 كن رحيما على قدر طاقتك* 9 ان كان لك كثير فابذل كثيرا و ان كان لك قليل فاجتهد ان تبذل القليل عن نفس طيبة* 10 فانك تدخر لك ثوابا جميلا الى يوم الضرورة* 11 لان الصدقة تنجي من كل خطيئة و من الموت و لا تدع النفس تصير الى الظلمة* 12 ان الصدقة هي رجاء عظيم عند الله العلي لجميع صانعيها* 13 احذر لنفسك يا بني من كل زنى و لا تتجاوز امراتك مستبيحا معرفة الاثم ابدا* 14 و لا تدع الكبر يستولي على افكارك او اقوالك لان الكبر مبدا كل هلاك* 15 و كل من خدمك بشيء فاوفه اجرته لساعته و اجرة اجيرك لا تبق عندك ابدا* 16 كل ما تكره ان يفعله غيرك بك فاياك ان تفعله انت بغيرك* 17 كل خبزك مع الجياع و المساكين و اكس العراة من ثيابك* 18 ضع خبزك و خمرك على مدفن البار و لا تاكل و لا تشرب منهما مع الخطاة* 19 التمس مشورة الحكيم دائما* 20 و بارك الله في كل حين و استرشده لتقويم سبلك و اقرار كل مشوراتك فيه* 21 ثم اعلم يا بني اني قد اعطيت و انت صغير عشرة قناطير من الفضة لغابيلوس في راجيس مدينة الماديين و معي بها صك* 22 و حيث ذلك فانظر كيف تتوصل اليه فتقبض منه الزنة المذكورة من الفضة و ترد عليه صكه* 23 و لا تخف يا ولدي فانا نعيش عيشة الفقراء و لكن سيكون لنا خير كثير اذا اتقينا الله و ابتعدنا عن كل خطيئة و فعلنا خيرا*
الأصحاح رقم 5
(3/348)
1 فاجاب طوبيا اباه و قال يا ابت كل ما امرتني به افعله* 2 و اما هذا المال فما ادري كيف احصله فان الرجل لا يعرفني و انا لا اعرفه فما العلامة التي اعطيها له بل الطريق التي تؤدي الى هناك لا اعرفها ايضا* 3 فاجابه ابوه و قال ان عندي صكه فاذا عرضته عليه فانه يؤدي عاجلا* 4 و الان هلم فالتمس لك رجلا ثقة يصحبك باجرته حتى تستوفي المال و انا حي* 5 فبينما خرج طوبيا اذا بفتى بهي قد وقف مشمرا كانه متاهب للمسير* 6 فسلم عليه و هو يجهل انه ملاك الله و قال من اين اقبلت يا فتى الخير* 7 قال انا من بني اسرائيل فقال له طوبيا هل تعرف الطريق الاخذة الى بلاد الماديين* 8 قال اعرفها و قد سلكت جميع طرقها مرارا كثيرة و كنت نازلا باخينا غابيلوس المقيم براجيس مدينة الماديين التي في جبل احمتا* 9 فقال له طوبيا انتظرني حتى اخبر ابي بهذا* 10 و دخل طوبيا و اخبر اباه بجميع ذلك فتعجب ابوه و طلب ان يدخل عليه* 11 فدخل و سلم عليه و قال ليكن لك فرح دائم* 12 فاجاب طوبيا و اي فرح يكون لي انا المقيم في الظلام لا ابصر ضوء السماء* 13 فقال له الفتى كن طيب القلب فانك عن قليل تنال البرء من لدن الله* 14 فقال له طوبيا هل لك ان تبلغ ابني الى غابيلوس في راجيس مدينة الماديين و انا اوفيك اجرتك متى رجعت* 15 فقال له الملاك اخذه و اعود به اليك* 16 فقال له طوبيا اخبرني من اي عشيرة و من اي سبط انت* 17 فقال له رافائيل الملاك افي نسب الاجير حاجتك ام في الاجير الذي يذهب مع ابنك* 18 و لكن لكي لا اقلق بالك انا عزريا بن حننيا العظيم* 19 فقال له طوبيا انك من نسب كريم غير اني ارجو ان لا يسوءك كوني طلبت معرفة نسبك* 20 فقال له الملاك هاءنذا اخذ ابنك سالما و ساعود به اليك سالما* 21 قال طوبيا انطلقا بسلام و ليكن الله في طريقكما و ملاكه يرافقكما* 22 حينئذ اخذا كل ما ارادا اخذه من اهبة الطريق و ودع طوبيا اباه و امه و سارا كلاهما معا* 23 فلما فصلا(3/349)
جعلت امه تبكي و تقول قد اخذت عكازة شيخوختنا و ابعدتها عنا* 24 لا كان هذا المال الذي ارسلته لاجله* 25 لقد كان في رزقنا القليل ما يكفي لان نعد النظر الى ولدنا غنى عظيما* 26 فقال لها طوبيا لا تبكي ان ولدنا سيصل سالما و يعود الينا سالما و عيناك تبصرانه* 27 فاني واثق بان ملاك الله الصالح يصحبه و يدبره في جميع احواله حتى يرجع الينا بفرح* 28 فكفت امه عن البكاء عند هذا الكلام و سكتت*
الأصحاح رقم 6
(3/350)
1 و سافر طوبيا و الكلب يتبعه فبات اول منزلة بجانب نهر دجلة* 2 و خرج ليغسل رجليه فاذا بحوت عظيم قد خرج ليفترسه* 3 فارتاع طوبيا و صرخ بصوت عظيم قائلا يا مولاي قد اقتحمني* 4 فقال له الملاك امسك بخيشومه و اجتذبه اليك ففعل كذلك و اجتذبه الى اليبس فاخذ يختبط عند رجليه* 5 فقال له الملاك شق جوف الحوت و احتفظ بقلبه و مرارته و كبده فان لك بها منفعة لعلاج مفيد* 6 ففعل كذلك ثم شوى من لحمه فاخذا للطريق و ملحا سائره حتى يكون لهما ما يكفيهما الى ان يبلغا راجيس مدينة الماديين* 7 ثم ان طوبيا سال الملاك و قال له نشدتك يا اخي عزريا ان تخبرني ما العلاج الذي يؤخذ من هذه الاشياء التي امرتني ان اذخرها من الحوت* 8 فاجابه الملاك قائلا اذا القيت شيئا من قلبه على الجمر فدخانه يطرد كل جنس من الشياطين في رجل كان او امراة بحيث لا يعود يقربهما ابدا* 9 و المرارة تنفع لمسح العيون التي عليها غشاء فتبرا* 10 و قال طوبيا اين تريد ان ننزل* 11 فقال الملاك ان هنا رجلا اسمه رعوئيل من ذوي قرابتك من سبطك و له بنت اسمها سارة و ليس له من ذكر و لا انثى سواها* 12 فجميع ماله مستحق لك و لا بد لك ان تتخذها زوجة* 13 فاخطبها الى ابيها فانه يزوجها منك* 14 فاجاب طوبيا و قال اني سمعت انه قد عقد لها على سبعة ازواج فماتوا و قد سمعت ايضا ان الشيطان قتلهم* 15 فلاجل هذا اخاف ان يصيبني مثل ذلك و انا وحيد لابوي فانزل شيخوختهما الى الجحيم بالحزن* 16 فقال له الملاك رافائيل استمع فاخبرك من هم الذين يستطيع الشيطان ان يقوى عليهم* 17 ان الذين يتزوجون فينفون الله من قلوبهم و يتفرغون لشهوتهم كالفرس و البغل اللذين لا فهم لهما اولئك للشيطان عليهم سلطان* 18 فانت اذا تزوجتها و دخلت المخدع فامسك عنها ثلاثة ايام و لا تتفرغ معها الا للصلوات* 19 و في تلك الليلة اذا احرقت كبد الحوت ينهزم الشيطان* 20 و في الليلة الثانية تكون مقبولا في شركة الاباء(3/351)
القديسين* 21 و في الليلة الثالثة تنال البركة حتى يولد لكما بنون سالمون* 22 و بعد انقضاء الليلة الثالثة تتخذ البكر بخوف الرب و انت راغب في البنين اكثر من الشهوة لكي تنال بركة ذرية ابراهيم في بنيك*
الأصحاح رقم 7
(3/352)
1 ثم دخلا على رعوئيل فتلقاهما رعوئيل بالمسرة* 2 و اذ نظر رعوئيل الى طوبيا قال لحنة زوجته ما اشبه هذا الرجل بذي قرابتي* 3 و بعد هذا الكلام قال رعوئيل من اين انتما ايها الاخوان الفتيان فقالا له من سبط نفتالي من جلاء نينوى* 4 فقال لهما رعوئيل هل تعرفان طوبيا اخي فقالا نعرفه* 5 فلما اكثر من الثناء عليه قال الملاك لرعوئيل ان طوبيا الذي انت تسال عنه هو ابو هذا* 6 فالقى رعوئيل بنفسه و قبله بدموع و بكى على عنقه* 7 و قال بركة لك يا بني انك ابن رجل صالح فاضل* 8 و بكت حنة امراته و سارة ابنتهما ايضا* 9 و بعد ان تحادثوا امر رعوئيل ان يذبح كبش و تهيا مادبة و دعاهما ان يتكئا للغداء* 10 فقال طوبيا اني لا اكل اليوم طعاما ههنا و لا اشرب ما لم تجبني الى ما انا سائله و تعدني ان تعطيني سارة ابنتك* 11 فلما سمع رعوئيل هذا الكلام ارتعد لمعرفته بما اصاب السبعة الرجال الذين دخلوا عليها و خاف ان يصيب هذا ما اصابهم و فيما هو متردد و لم يردد عليه جوابا* 12 قال له الملاك لا تخف ان تعطيها لهذا فان ابنتك له ينبغي ان تكون زوجة لانه يخاف الله و لذلك لم يقدر غيره ان ياخذها* 13 حينئذ قال رعوئيل لا اشك ان الله قد تقبل صلواتي و دموعي امامه* 14 و لعله لاجل ذلك ساقكما الله الى حتى تتزوج هذه بذي قرابتها على حسب شريعة موسى و الان لا تشك اني اعطيكها* 15 ثم اخذ بيمين ابنته سارة و سلمها الى يمين طوبيا قائلا اله ابراهيم و اله اسحق و اله يعقوب يكون معكما و هو يقرنكما و يتم بركته عليكما* 16 ثم اخذوا صحيفة و كتبوا فيها عقد الزواج* 17 و بعد ذلك اكلوا و باركوا الله* 18 و دعا رعوئيل حنة زوجته و امرها ان تهيئ مخدعا اخر* 19 و ادخلته سارة ابنتها و هي باكية* 20 و قالت لها تشجعي يا بنية و رب السماء يؤتيك فرحا بدل الغم الذي قاسيته*
الأصحاح رقم 8
(3/353)
1 و لما فرغوا من العشاء ادخلوا عليها الفتى* 2 فذكر طوبيا كلام الملاك فاخرج من كيسه فلذة من الكبد و القاها على الجمر المشتعل* 3 حينئذ قبض الملاك رافائيل على الشيطان و اوثقه في برية مصر العليا* 4 و وعظ طوبيا البكر و قال لها يا سارة قومي نصلي الى الله اليوم و غدا و بعد غد فانا في هذه الليالي الثلاث نتحد بالله و بعد انقضاء الليلة الثالثة نكون في زواجنا* 5 لانا بنو القديسين فلا ينبغي لنا ان نقترن اقتران الامم الذين لا يعرفون الله* 6 فقاما معا و صليا كلاهما بحرارة حتى يعافيهما* 7 و قال طوبيا ايها الرب اله ابائنا لتباركك السماوات و الارض و البحر و الينابيع و الانهار و جميع خلائقك التي فيها* 8 انت جبلت ادم من تراب الارض و اتيته حواء عونا* 9 و الان يا رب انت تعلم اني لا لسبب الشهوة اتخذ اختي زوجة و انما رغبة في النسل الذي يبارك فيه اسمك الى دهر الدهور* 10 و قالت سارة ايضا ارحمنا يا رب ارحمنا حتى نشيخ كلانا معا في عافية* 11 و كان نحو وقت صياح الديك ان رعوئيل امر ان يجمع اليه غلمانه فانطلقوا معه و احتفروا قبرا* 12 لانه قال اخشى ان يصيبه ما اصاب غيره من الرجال السبعة الذين دخلوا عليها* 13 فلما اعدوا القبر رجع رعوئيل الى زوجته و قال لها* 14 ابعثي واحدة من جواريك لترى هل مات حتى اواريه قبل ضوء النهار* 15 فانفذت احدى جواريها فدخلت المخدع فاذا هما سالمان معافيان و هما نائمان معا* 16 فعادت و اخبرت بهذه البشرى فبارك رعوئيل و حنة زوجته الرب* 17 قائلين نباركك ايها الرب اله اسرائيل من اجل انه لم يصبنا ما كنا نتوقعه* 18 فانك قد اتيتنا رحمتك و حبست عنا العدو الذي يضطهدنا* 19 و رحمت الوحيدين فاجعلهما يا رب يباركانك اتم بركة و يقدمان لك قربان تسبيحك و عافيتهما حتى تعلم الامم كافة انك انت الاله الواحد في الارض كلها* 20 و للحال امر رعوئيل غلمانه ان يردموا القبر الذي حفروه قبل ضوء الصباح* 21 ثم اوعز(3/354)
الى زوجته ان تعد وليمة و تصلح ما ينبغي للمسافرين من الزاد* 22 و امر بذبح بقرتين سمينتين و اربعة اكبش و ان تهيا وليمة لجميع جيرانه و اصدقائه* 23 و استحلف رعوئيل طوبيا ان يقيم عنده اسبوعين* 24 و اعطى رعوئيل لطوبيا نصف ماله كله و كتب لطوبيا صكا بالنصف الباقي ان يستولي عليه بعد موتهما*
الأصحاح رقم 9
1 ثم ان طوبيا استدعى الملاك الذي كان يحسبه انسانا و قال له يا اخي عزريا اسالك ان تسمع كلامي* 2 اني لو جعلت نفسي عبدا لك لما وفيت بعنايتك حق الوفاء* 3 و لكني مع ذلك اسالك ان تاخذ دواب و غلمانا و تنطلق الى غابيلوس في راجيس مدينة الماديين و ترد عليه صكه و تقبض منه الفضة و تدعوه الى عرسي* 4 لانك تعلم ان ابي يحسب الايام فان زدت في ابطاءي يوما واحدا حزنت نفسه* 5 و انت ترى ان رعوئيل قد استحلفني و لست استطيع ان استخف بحلفه* 6 حينئذ اخذ رافائيل اربعة من غلمان رعوئيل و جملين و سافر الى راجيس مدينة الماديين و لقي غابيلوس فدفع اليه صكه و استوفى منه المال كله* 7 و عرفه امر طوبيا بن طوبيا و كل ما وقع و اتى به معه الى العرس* 8 فلما دخل بيت رعوئيل وجد طوبيا متكئا فنهض قائما و قبلا بعضهما بعضا و بكى غابيلوس و بارك الله* 9 و قال يباركك الرب اله اسرائيل لانك ابن رجل صالح جدا بار متق لله صانع صدقات* 10 و تحل البركة على زوجتك و على والديكما* 11 و تريان بنيكما و بني بنيكما الى الجيل الثالث و الرابع و يكون نسلكما مباركا من اله اسرائيل المالك الى دهر الدهور* 12 فقالوا كلهم امين ثم تقدموا الى الوليمة الا انهم اتخذوا وليمة العرس بخوف الله*
الأصحاح رقم 10
(3/355)
1 و لما ابطا طوبيا هناك لسبب العرس قلق ابوه طوبيا و قال لماذا ترى ابطا ابني و ما الذي عاقه هناك* 2 العل غابيلوس قد مات و ليس من يرد له المال* 3 و اخذه حزن شديد هو و حنة امراته و طفقا كلاهما يبكيان لتخلف ابنهما عن الرجوع في يوم الميعاد* 4 و كانت امه تبكي بدموع لا تنقطع و هي تقول اه اوه يا بني لماذا ارسلناك في الغربة يا نور ابصارنا و عكازة شيخوختنا و عزاء عيشتنا و رجاء عقبنا* 5 لقد كان لنا فيك وحدك كل شيء فلم يكن ينبغي لنا ان نرسلك عنا* 6 فكان طوبيا يقول لها اسكتي و لا تتقلقي ان ابننا سالم و الرجل الذي ارسلناه معه ثقة جدا* 7 فلم يكن ذلك يفيدها ادنى تعزية و كانت كل يوم تقوم مسرعة فتتشوف من كل جهة و تنظر في جميع الطرق التي كانت تظن ان ابنها يرجع منها لعلها تراه عن بعد مقبلا* 8 و اما رعوئيل فقال لصهره امكث ههنا و انا انفذ الى طوبيا ابيك من يخبره بسلامتك* 9 فقال له طوبيا اني لاعلم ان ابي و امي يحسبان الايام و ارواحهما معذبة قلقا* 10 و بعد ان اكثر رعوئيل من الالحاح على طوبيا فابى ان يسمع بوجه من الوجوه اعطاه سارة و نصف امواله كلها من غلمان و جوار و مواش و ابل و بقر و فضة كثيرة و صرفه من عنده بسلام فرحا* 11 قائلا ملاك الرب القدوس يكون في طريقكما و يبلغكما سالمين و تجدان كل شيء عند ابويكما بخير و ترى عيناي بنيكما قبل موتي* 12 و اقبل الوالدان على ابنتهما يقبلانها ثم صرفاها* 13 و اوصياها ان تكرم حمويها و تحب بعلها و تدبر عيالها و تسوس بيتها و تحفظ نفسها غير ملومة*
الأصحاح رقم 11
(3/356)
1 و فيما هم راجعون و قد بلغوا الى حاران التي في وسط الطريق جهة نينوى في اليوم الحادي عشر* 2 قال الملاك يا اخي طوبيا انك تعلم كيف فارقت اباك* 3 فلنتقدم نحن ان احببت و العيال و زوجتك يلحقوننا على مهل مع المواشي* 4 و اذ توافقا على المضي قال رافائيل لطوبيا خذ معك من مرارة الحوت فان لنا بها حاجة فاخذ طوبيا من المرارة و انطلقا* 5 و اما حنة فكانت كل يوم تجلس عند الطريق على راس الجبل حيث كانت تستطيع ان تنظر على بعد* 6 فلما كانت تتشوف ذات يوم من ذلك الموضع نظرت على بعد و للوقت عرفت انه ابنها قادما فبادرت و اخبرت بعلها قائلة هوذا ابنك ات* 7 و قال رافائيل لطوبيا اذا دخلت بيتك فاسجد في الحال للرب الهك و اشكر له ثم ادن من ابيك و قبله* 8 و اطل لساعتك عينيه بمرارة الحوت هذه التي معك و اعلم انه للحين تنفتح عيناه و يرى ابوك ضوء السماء و يفرح برؤيتك* 9 حينئذ سبق الكلب الذي كان معه في الطريق و كان كانه بشير يبدي مسرته ببصبصة ذنبه* 10 فقام ابوه و هو اعمى و جعل يجري و هو يتعثر برجليه فناول يده لغلام و خرج لملاقاة ابنه* 11 و استقبله و قبله هو و امراته و طفقا كلاهما يبكيان من الفرح* 12 ثم سجدوا لله و شكروا له و جلسوا* 13 فاخذ طوبيا من مرارة الحوت و طلى عيني ابيه* 14 و مكث مقدار نصف ساعة فبدا يخرج من عينيه غشاوة كغرقئ البيض* 15 فامسكها طوبيا و سحبها من عينيه و للوقت عاد الى طوبيا بصره* 16 فمجد الله هو و امراته و كل من كان يعرفه* 17 و قال طوبيا اباركك ايها الرب اله اسرائيل لانك ادبتني و شفيتني و هاءنذا ارى طوبيا ولدي* 18 و اما سارة كنته فوصلت بعد سبعة ايام هي و جميع العيال بسلام و الغنم و الابل و مال كثير مما للمراة مع المال الذي استوفاه من غابيلوس* 19 و اخبر ابويه بجميع احسانات الله التي انعم بها عليه على يد ذلك الرجل الذي ذهب معه* 20 و وفد على طوبيا احيور و نباط و هما ذوا قرابة له فرحين و هناه(3/357)
بجميع ما من الله به عليه من الخير* 21 و عملوا وليمة سبعة ايام و فرحوا كلهم فرحا عظيما*
الأصحاح رقم 12
(3/358)
1 حينئذ دعا طوبيا ابنه اليه و قال له ماذا ترى نعطي هذا الرجل القديس الذي ذهب معك* 2 فاجاب طوبيا و قال لابيه يا ابت اي اجرة نعطيه و اي شيء يكون مؤازيا لاحسانه* 3 اخذني و رجع بي سالما و المال هو استوفاه من عند غابيلوس و به حصلت على زوجتي و هو كف عنها الشيطان و فرح ابويها و خلصني من افتراس الحوت و اياك ايضا هو جعلك تبصر نور السماء و به غمرنا بكل خير فماذا عسى ان نعطيه مما يكون مؤازيا لهذه* 4 لكني اسالك يا ابت ان تساله هل يرضى ان ياخذ النصف من كل ما جئنا به* 5 فدعاه الوالد و ولده و اخذاه ناحية و جعلا يسالانه ان يتنازل و يقبل النصف من جميع ما جاءا به* 6 حينئذ خاطبهما سرا و قال باركا اله السماء و اعترفا له امام جميع الاحياء لما اتاكما من مراحمه* 7 اما سر الملك فخير ان يكتم و اما اعمال الله فاذاعتها و الاعتراف بها كرامة* 8 صالحة الصلاة مع الصوم و الصدقة خير من ادخار كنوز الذهب* 9 لان الصدقة تنجي من الموت و تمحو الخطايا و تؤهل الانسان لنوال الرحمة و الحياة الابدية* 10 و اما الذين يعملون المعصية و الاثم فهم اعداء لانفسهم* 11 اما انا فاعلن لكما الحق و ما اكتم عنكما امرا مستورا* 12 انك حين كنت تصلي بدموع و تدفن الموتى و تترك طعامك و تخبا الموتى في بيتك نهارا و تدفنهم ليلا كنت انا ارفع صلاتك الى الرب* 13 و اذ كنت مقبولا امام الله كان لا بد ان تمتحن بتجربة* 14 و الان فان الرب قد ارسلني لاشفيك و اخلص سارة كنتك من الشيطان* 15 فاني انا رافائيل الملاك احد السبعة الواقفين امام الرب* 16 فلما سمعا مقالته هذه ارتاعا و سقطا على اوجههما على الارض مرتعدين* 17 فقال لهما الملاك سلام لكم لا تخافوا* 18 لاني لما كنت معكم انما كنت بمشيئة الله فباركوه و سبحوه* 19 و كان يظهر لكم اني اكل و اشرب معكم و انما انا اتخذ طعاما غير منظور و شرابا لا يبصره بشر* 20 و الان قد حان ان ارجع الى من ارسلني و انتم فباركوا(3/359)
الله و حدثوا بجميع عجائبه* 21 و بعد ان قال هذا ارتفع عن ابصارهم فلم يعودوا يعاينونه بعد ذلك* 22 حينئذ لبثوا ثلاث ساعات منطرحين على وجوههم يباركون الله ثم نهضوا و حدثوا بجميع عجائبه*
الأصحاح رقم 13
(3/360)
1 حينئذ فتح طوبيا الشيخ فاه مباركا للرب و قال عظيم انت يا رب الى الابد و في جميع الدهور ملكك* 2 لانك تجرح و تشفي و تحدر الى الجحيم و تصعد منه و ليس من يفر من يدك* 3 اعترفوا للرب يا بني اسرائيل و سبحوه امام جميع الامم* 4 فانه فرقكم بين الامم الذين يجهلونه لكي تخبروا بمعجزاته و تعرفوهم ان لا اله قادرا على كل شيء سواه* 5 هو ادبنا لاجل اثامنا و هو يخلصنا لاجل رحمته* 6 انظروا الان ما صنع لنا و اعترفوا له بخوف و رعدة و مجدوا ملك الدهور باعمالكم* 7 اما انا ففي ارض جلائي اعترف له لانه اظهر جلاله في امة خاطئة* 8 ارجعوا الان ايها الخطاة و اصنعوا امام الله برا واثقين بانه يصنع اليكم رحمة* 9 اما انا فنفسي تتهلل به* 10 باركوا الرب يا جميع مختاريه اقيموا ايام فرح و اعترفوا له* 11 يا اورشليم مدينة الله ان الرب ادبك باعمال يديك* 12 اشكري لله نعمته عليك و باركي اله الدهور حتى يعود فيشيد مسكنه فيك و يرد اليك جميع اهل الجلاء و تبتهجي الى دهر الدهور* 13 تتلالئين بسنى بهيج و جميع شعوب الارض لك يسجدون* 14 يزورك الامم من الاقاصي بقرابينهم و يسجدون فيك للرب و يعتدون ارضك ارضا مقدسة* 15 لانهم فيك يدعون الاسم العظيم* 16 ملعونين يكونون الذين استهانوا بك و الذين جدفوا عليك يدانون و يبارك الذين يبنونك* 17 اما انت فتفرحين ببنيك لانهم يباركون كافة و الى الرب يحتشدون* 18 طوبى للذين يحبونك و يفرحون لك بالسلام* 19 باركي يا نفسي الرب لان الرب الهنا خلص اورشليم مدينته من جميع شدائدها* 20 طوبى لي ان بقي من ذريتي من يبصر بهاء اورشليم* 21 ابواب اورشليم من ياقوت و زمرد و كل محيط اسوارها من حجر كريم* 22 و جميع اسواقها مفروشة بحجر ابيض نقي و في شوارعها ينشد هللويا* 23 مبارك الرب الذي عظمها و ليكن ملكه فيها الى دهر الدهور امين*
الأصحاح رقم 14
(3/361)
1 و فرغ طوبيا من كلامه و عاش طوبيا بعدما عاد بصيرا اثنتين و اربعين سنة و راى بني حفدته* 2 فتمت سنوه مئة و اثنتين و دفن بكرامة في نينوى* 3 و كان حين ذهب بصره ابن ست و خمسين سنة و عاد يبصر و هو ابن ستين سنة* 4 و قضى بقية حياته مسرورا و اذ بلغ من تقوى الله غاية حسنة انتقل بسلام* 5 و لما حضرته الوفاة دعا ابنه طوبيا و بني ابنه السبعة الفتيان و قال لهم* 6 قد دنا دمار نينوى لان كلام الرب لا يذهب باطلا و اخوتنا الذين تفرقوا من ارض اسرائيل يرجعون اليها* 7 و كل ارضها المقفرة ستمتلئ و بيت الله الذي احرق فيها سيستانف بناؤه و سيرجع الى هناك جميع خائفي الله* 8 و ستترك الامم اصنامها و ترحل الى اورشليم فتقيم بها* 9 و تفرح فيها ملوك الارض كافة ساجدة لملك اسرائيل* 10 اسمعوا يا بني لابيكم اعبدوا الرب بحق و ابتغوا عمل مرضاته* 11 و اوصوا بنيكم بعمل العدل و الصدقات و ان يذكروا الله و يباركوه كل حين بالحق و بكل طاقتهم* 12 اسمعوا لي يا بني لا تقيموا ههنا بل اي يوم دفنتم والدتكم معي في قبر واحد ففي ذلك اليوم وجهوا خطواتكم للخروج من هذا الموضع* 13 فاني ارى ان اثمه سيهلكه* 14 فكان ان طوبيا بعد موت امه ارتحل عن نينوى بزوجته و بنيه و بني بنيه و رجع الى حمويه* 15 فوجدهما سالمين بشيخوخة صالحة فاهتم بهما و هو اغمض اعينهما و احرز كل ميراث بيت رعوئيل و راى بني بنيه الى الجيل الخامس* 16 و بعد ان استوفى تسعا و تسعين سنة في مخافة الرب دفن بفرح* 17 و لبث كل ذوي قرابته و جميع اعقابه في عيشة صالحة و سيرة مقدسة و كانوا مرضيين لدى الله و الناس و جميع سكان الارض*(3/362)
يهوديت
(16) إصحاح
الأصحاح رقم 1
1 كان ارفكشاد ملك الماديين قد اخضع امما كثيرة لسلطانه و بنى مدينة منيعة جدا سماها احمتا* 2 بناها من حجارة مربعة منحوتة و ابتنى اسوارها على ارتفاع سبعين ذراعا في عرض ثلاثين ذراعا و شيد بروجها على ارتفاع مئة ذراع* 3 مساحة كل جانب من مربعها عشرون قدما و جعل ابوابها في علو الابراج* 4 و كان يفتخر بقدرته و سطوة جيشه و عزة مراكبه* 5 و ان نبوكد نصر ملك اشور الذي كان مالكا على نينوى المدينة العظيمة في السنة الثانية عشرة من ملكه حارب ارفكشاد فظفر به* 6 في الصحراء العظيمة التي يقال لها رعاوى عند الفرات و دجلة و يادسون في صحراء اريوك ملك عليم* 7 فعظم اذ ذاك ملك نبوكد نصر و سمت نفسه فراسل جميع سكان قيليقية و دمشق و لبنان* 8 و الامم التي في الكرمل و قيدار و سكان الجليل في صحراء يزرعيل الواسعة* 9 و جميع من في السامرة و عبر الاردن الى اورشليم و في جميع ارض يسى الى حدود الحبشة* 10 الى جميع اولئك بعث نبوكد نصر ملك اشور رسلا* 11 فابى جميعهم اتفاقا و ردوا الرسل خائبين و طردوهم بلا كرامة* 12 فاستشاط حينئذ نبوكد نصر الملك غضبا على تلك الارض باسرها و حلف بعرشه و ملكه لينتقمن من جميع تلك البلاد*
الأصحاح رقم 2
(3/363)
1 و في السنة الثالثة عشرة لنبوكد نصر و في اليوم الثاني و العشرين من الشهر الاول تمت الكلمة في بيت نبوكد نصر ملك اشور بالانتقام* 2 فدعا جميع الشيوخ و كل قواده و رجال حربه و واضعهم مشورة سرية* 3 و قال لهم ان في نفسه ان يخضع كل الارض لملكه* 4 و اذ حسن ذلك لدى الجميع استدعى نبوكد نصر الملك اليفانا قائد جيشه* 5 و قال له اخرج على جميع ممالك الغرب و خصوصا الذين استهانوا باوامري* 6 و لا تشفق عينك على مملكة ما و اخضع لي جميع المدن المحصنة* 7 فدعا اليفانا القواد و عظماء جيش اشور و احصى عدد رجال الحرب كما امره الملك مئة و عشرين الف راجل مقاتلين و اثني عشر الف فارس ارباب قسي* 8 و سير امام جيوشه عددا لا يحصى من الجمال بما يكفي الجيش بكثرة و من اصورة البقر و قطعان الغنم ما لا يحصى* 9 و امر ان تجمع الحنطة من كل سورية عند عبوره* 10 و اخذ من بيت الملك من الذهب و الفضة شيئا كثيرا جدا* 11 ثم ارتحل بجميع جيشه و مراكبه و فرسانه و ارباب القسي و كانوا يغطون وجه الارض كالجراد* 12 فلما جاوز تخوم اشور انتهى الى جبال انجة العظيمة التي الى يسار قيليقية و زحف على جميع قلاعهم و تسلم كل الحصون* 13 و فتح مدينة ملوطة المشهورة و نهب جميع بني ترشيش و بني اسماعيل الذين حيال البرية و جهة جنوب ارض كلون* 14 ثم عبر الفرات و اتى الى ما بين النهرين و قهر جميع ما هناك من المدن المشيدة من وادي ممرا الى حد البحر* 15 و استولى على حدودها من قيليقية الى تخوم يافث التي الى الجنوب* 16 و اسر جميع بني مدين و غنم كل ثروتهم و كل من قاومه قتله بحد السيف* 17 و بعد ذلك انحدر الى صحاري دمشق في ايام الحصاد و احرق جميع حقولهم و قطع كل اشجارهم و كرومهم* 18 فوقع رعبه على جميع سكان الارض*
الأصحاح رقم 3
(3/364)
1 حينئذ انفذ اليه جميع ملوك و رؤساء المدن و الاقاليم رسلهم من سورية التي بين النهرين و سورية صوبال و لوبية و قيليقية فاتوا اليفانا و قالوا له* 2 ليكف غضبك عنا فخير ان نحيا عبيدا لنبوكد نصر الملك العظيم و ندين لك من ان نموت و نخرب و نتحمل خسف العبودية* 3 و هذه مدائننا باسرها و جميع ما نملكه و جبالنا و هضابنا و حقولنا و مواشينا من اصورة البقر و قطعان الغنم و المعز و الخيل و الابل و جميع مقتنانا و عيالنا بين يديك* 4 جميع ما هو لنا تحت امرك* 5 و نحن و بنونا عبيد لك* 6 فكن في قدومك علينا مولى سلام و استخدمنا بما يحسن عندك* 7 حينئذ انحدر من الجبال مع الفرسان بقوة عظيمة و استولى على جميع المدن و كل سكان الارض* 8 و اخذ من جميع المدن انصارا له من ذوي الباس و مختارين للحرب* 9 فحل على جميع تلك البلدان خوف عظيم حتى خرج للقائه سكان جميع المدن الرؤساء و الاشراف مع شعوبهم* 10 و استقبلوه بالاكاليل و المصابيح راقصين بالطبول و النايات* 11 و لا بصنعهم هذا امكنهم ان يلينوا قساوة قلبه* 12 فانه دمر مدنهم و قطع غاباتهم* 13 لان نبوكد نصر الملك كان قد امره ان يبيد جميع الهة الارض حتى يدعى هو وحده الها بين جميع تلك الامم التي تدين له بسطوة اليفانا* 14 ثم عبر سورية صوبال و بامية كلها و جميع ما بين النهرين و اتى الادوميين في ارض جبع* 15 و اخذ مدائنهم و اقام هناك ثلاثين يوما امر فيها ان تجمع كل قوة جيشه*
الأصحاح رقم 4
(3/365)
1 و سمع بنو اسرائيل المقيمون بارض يهوذا فخافوا جدا من وجهه* 2 و اخذ الارتعاد بفرائصهم مخافة ان يفعل باورشليم و بهيكل الرب كما فعل بسائر المدن و هياكلها* 3 فارسلوا الى جميع السامرة في كل وجه الى حد اريحا و ضبطوا رؤوس الجبال كلها* 4 و سوروا قراهم و جمعوا الحنطة استعدادا للقتال* 5 و كتب الياقيم الكاهن الى جميع الساكنين قبالة يزرعيل التي حيال الصحراء الكبيرة الى جانب دوتان و الى جميع الذين يمكن ان يجاز في اراضيهم* 6 ان يضبطوا مراقي الجبال التي يمكن ان تسلك الى اورشليم و يحفظوا المضايق التي يمكن ان يجاز منها بين الجبال* 7 ففعل بنو اسرائيل كما رسم كاهن الرب الياقيم* 8 و صرخ كل الشعب الى الرب بابتهال عظيم و ذللوا نفوسهم بالصوم و الصلاة هم و نساؤهم* 9 و لبس الكهنة المسوح و طرحوا الاطفال امام هيكل الرب و غطوا مذبح الرب بمسح* 10 و صرخوا جملة الى الرب اله اسرائيل ان لا يجعل اطفالهم غنيمة و نساءهم مقتسما للاعداء و مدنهم خرابا و اقداسهم نجاسة و اياهم عارا بين الامم* 11 و جال الياقيم كاهن الرب العظيم في جميع اسرائيل و كلمهم قائلا* 12 اعلموا ان الرب يستجيب لصلواتكم ان واظبتم على الصوم و الصلوات امام الرب* 13 اذكروا موسى عبد الرب كيف قهر العمالقة الذين كانوا متكلين على باسهم و قدرتهم و جيشهم و تروسهم و مراكبهم و فرسانهم فقهرهم مقاتلا لا بالسيف بل بالصلوات الطاهرة* 14 هكذا يكون جميع اعداء اسرائيل اذا واظبتم على العمل الذي بداتم به* 15 و اذ خاطبهم بهذا الكلام تضرعوا الى الرب و كانوا لا يبرحون من امام الرب* 16 و كان الذين يقدمون المحرقات الى الرب لابسين المسوح يقربون ذبائح للرب و الرماد على رؤوسهم* 17 و كانوا بجملتهم يصلون الى الله من كل قلوبهم ان يفتقد شعبه اسرائيل*
الأصحاح رقم 5
(3/366)
1 و اخبر اليفانا رئيس جيش الاشوريين ان بني اسرائيل قد تاهبوا للمدافعة و انهم قد سدوا طرق الجبال* 2 فاستشاط اليفانا غضبا في شدة حنقه و دعا جميع رؤساء مواب و قواد عمون* 3 و قال لهم قولوا لي من اولئك الشعب الذين ضبطوا الجبال و ما مدنهم و كيف هي و ما قوتها و ما قدرتهم و كثرتهم و من قائد جيشهم* 4 و كيف استخفوا بنا دون جميع سكان المشرق و لم يخرجوا لاستقبالنا ليتلقونا بالسلم* 5 فاجابه احيور قائد جميع بني عمون قائلا ان تنازلت فسمعت لي يا سيدي اقول الحق بين يديك في امر اولئك الشعب المقيمين بالجبال و لا تخرج لفظة كاذبة من فمي* 6 ان اولئك الشعب هم من نسل الكلدانيين* 7 و كان اول مقامهم فيما بين النهرين لانهم ابوا اتباع الهة ابائهم المقيمين بارض الكلدانيين* 8 فتركوا سنن ابائهم التي كانت لالهة كثيرة* 9 و سجدوا لاله السماء الواحد و هو امرهم ان يخرجوا من هناك و يسكنوا في حاران فلما عم الجوع الارض كلها هبطوا الى مصر و تكاثروا هناك مدة اربع مئة سنة حتى كان جيشهم لا يحصى* 10 و اذ كان ملك مصر يعنتهم بالاثقال و يستعبدهم في بناء مدنه بالطين و اللبن صرخوا الى ربهم فضرب جميع ارض مصر ضربات مختلفة* 11 و بعد ان طردهم المصريون من ارضهم و كفت الضربة عنهم ارادوا امساكهم ليردوهم الى عبوديتهم* 12 و فيما هم هاربون فلق لهم اله السماء البحر و جمدت المياه من الجانبين فعبروا على حضيض البحر على اليبس* 13 و تعقبهم هناك جيش المصريين بلا عدد فغمرتهم المياه حتى لم يبق منهم احد يخبر اعقابهم* 14 فخرجوا من البحر الاحمر و نزلوا برية جبل سيناء حيث لم يكن يقدر ان يسكن انسان و لا يستريح ابن بشر* 15 و هناك حولت لهم ينابيع المياه المرة عذبة ليشربوا و رزقوا طعاما من السماء مدة اربعين سنة* 16 و حيثما دخلوا بلا قوس و لا سهم و لا ترس و لا سيف قاتل الههم عنهم و ظفر* 17 و لم يكن من يستهين بهؤلاء الشعب الا اذا تركوا عبادة الرب(3/367)
الههم* 18 فكانوا كلما عبدوا غير الههم اسلموا للغنيمة و السيف و العار* 19 و كلما تابوا عن تركهم عبادة الههم اتاهم اله السماء قوة للمدافعة* 20 فكسروا امامهم ملوك الكنعانيين و اليبوسيين و الفرزيين و الحثيين و الحويين و الاموريين و جميع الجبابرة الذين في حشبون و استحوذوا على اراضيهم و مدائنهم* 21 و كانوا ما داموا لا يخطاون امام الههم يصيبهم خير لان الههم يبغض الاثم* 22 فلما ان حادوا قبل هذه السنين عن الطريق التي امرهم الله ان يسلكوها انكسروا في الحروب امام شعوب كثيرة و جلي كثيرون منهم الى ارض غير ارضهم* 23 غير انهم من عهد قريب قد تابوا الى الرب الههم و اجتمعوا من شتاتهم حيث تبددوا و صعدوا الى هذه الجبال كلها و عادوا فتملكوا في اورشليم حيث اقداسهم* 24 و الان يا سيدي انظر فان كان لاولئك الشعب اثم امام الههم فلنصعد اليهم لان الههم يسلمهم اليك و يستعبدون تحت نير سلطانك* 25 و ان لم يكن لاولئك الشعب اثم امام الههم فلا طاقة لنا بهم لان الههم يدافع عنهم فنكون عارا على جميع وجه الارض* 26 فلما فرغ احيور من هذا الكلام غضب جميع عظماء اليفانا و هموا بقتله قائلين بعضهم لبعض* 27 من يقول ان لبني اسرائيل طاقة بمقاومة الملك نبوكد نصر و جيوشه و هم قوم لا سلاح لهم و لا قوة و لا لهم خبرة في امر الحرب* 28 فلكي يعلم احيور انه انما يخادعنا نصعد الان الى الجبال و اذا اخذ جبابرتهم فحينئذ نجعله موردا للسيف ايضا معهم* 29 حتى تعلم كل امة ان نبوكد نصر هو اله الارض و لا اله غيره*
الأصحاح رقم 6
(3/368)
1 فلما فرغوا من كلامهم اشتد غضب اليفانا جدا و قال لاحيور* 2 بما انك تنبات لنا قائلا ان شعب اسرائيل يدافع عنه الهه فلكي اريك ان لا اله الا نبوكد نصر* 3 فانا اذا ضربناهم كلهم كرجل واحد فحينئذ انت ايضا تهلك بسيف الاشوريين و جميع اسرائيل يهلكون معك* 4 فتعلم عن خبرة ان نبوكد نصر هو رب الارض كلها و حينئذ سيف جيشي يخترق جنبيك فتسقط طعينا بين جرحى اسرائيل و لا يبقى فيك نسمة الا ريثما تستاصل معهم* 5 و ان كنت تخال ان نبوتك صادقة فلا يسقط وجهك و ليفارقك الاصفرار الذي علا وجهك ان كنت تظن ان كلامي هذا لا يمكن ان يتم* 6 و لكي تعلم انك تختبر هذا معهم فها انك من هذه الساعة تنضم الى شعبهم و اذا نالهم من سيفي عقوبة ما استحقوه فانك تكون معهم تحت طائلة الانتقام* 7 ثم امر اليفانا عبيده ان يقبضوا على احيور و ياخذوه الى بيت فلوى و يسلموه الى ايدي بني اسرائيل* 8 فاخذه عبيد اليفانا و ساروا في الصحراء و لما دنوا من الجبال خرج عليهم الرماة بالمقاليع* 9 فانحازوا الى جانب الجبل و ربطوا احيور الى شجرة بيديه و رجليه و بعد ان ربطوه هكذا بالحبال تركوه و رجعوا الى سيدهم* 10 فنزل بنو اسرائيل من بيت فلوى و اتوه فحلوه و اخذوه الى بيت فلوى و اقاموه في وسط الشعب و سالوه لم تركه الاشوريون مربوطا* 11 و كان في تلك الايام عزيا بن ميخا من سبط شمعون و كرمي الذي هو عتنيئيل اميرين هناك* 12 فتكلم احيور بين ايدي الشيوخ و بحضرة الجميع بكل ما ذكره عند سؤال اليفانا له و كيف هم قوم اليفانا ان يقتلوه بسبب هذا الكلام* 13 و كيف امرهم اليفانا و هو مغضب ان يدفعوه الى ايدي الاسرائيليين و في قصده انه متى ظفر ببني اسرائيل يامر بقتل احيور بضروب مختلفة من العذاب لاجل انه قال ان اله السماء هو المدافع عنهم* 14 فلما قص عليهم احيور جميع ذلك خر الشعب كلهم على وجوههم ساجدين للرب و رفعوا صلواتهم الى الرب بالبكاء و العويل عامة بقلب واحد* 15(3/369)
قائلين ايها الرب اله السماء و الارض انظر الى عتوهم و التفت الى تذللنا و لا تغفل وجوه قديسيك و اعلن انك لم تترك المتوكلين عليك و انك تذل المتوكلين على انفسهم و المفتخرين بقوتهم* 16 و بعد هذا البكاء و انقضاء صلاة الشعب ذلك اليوم كله عزوا احيور* 17 قائلين اله ابائنا الذي انذرت بقوته يمن عليك بهذه المنية ان تنظر انت هلاكهم* 18 و اذا اتى الرب الهنا عبيده هذا الخلاص فليكن هو الها لك فيما بيننا ان احببت ان تكون معنا باهلك كلهم* 19 و لما انتهت المشورة اخذه عزيا الى بيته و صنع له عشاء عظيما* 20 و دعا الشيوخ كلهم فاكلوا معه بعد انقضاء الصوم* 21 ثم دعوا كل الشعب و باتوا في موضع الاجتماع يصلون و يستغيثون باله اسرائيل ذلك الليل كله*
الأصحاح رقم 7
(3/370)
1 و في اليوم الثاني امر اليفانا جميع عسكره ان يزحفوا على بيت فلوى* 2 و كان رجالة الحرب مئة و عشرين الفا و الفرسان اثنين و عشرين الفا ما خلا الرجال المجلوين و جميع الفتيان الذين استصحبهم من الاقاليم و المدن* 3 فتاهب جميعهم لمقاتلة بني اسرائيل و جاءوا من جانب الجبل الى القمة التي تنظر الى دوتان من الموضع الذي يقال له بلما الى قليمون التي قبالة يزرعيل* 4 فلما راى بنو اسرائيل كثرتهم خروا على الارض و حثوا الرماد على رؤوسهم و صلوا بقلب واحد الى اله اسرائيل ليظهر رحمته على شعبه* 5 ثم اخذ كل رجل سلاحه و اقاموا في الاماكن المفضية الى المضيق بين الجبال و لم يزالوا حارسين كل النهار و الليل* 6 و لما كان اليفانا يطوف في الارض وجد العين التي كانت تجري الى داخل المدينة من ناحية الجنوب لها قناة خارج المدينة فامر ان يقطعوا القناة* 7 و كانت عيون اخر على قرب من السور كانوا يخرجون فيستقون منها خفية لكي يكسروا حدة عطشهم و ان كانوا لا يرتوون* 8 فتقدم بنو عمون و مواب الى اليفانا و قالوا له ان بني اسرائيل لا يتكلون على الرمح و السهم و لكن الجبال تزرهم و التلال التي بين الهوى تحصنهم* 9 فالان حتى تظفر بهم بلا قتال اقم ارصادا على الينابيع لئلا يستقوا منها ماء فتقتلهم بغير سيف او يلجئهم ما يصيرون اليه من الضنك ان يسلموا مدينتهم التي يعدونها منيعة من اجل انها على الجبال* 10 فاعجب اليفانا و سائر عبيده بهذا الكلام فجعل ارصادا على العيون من اصحاب المئة على كل عين من جميع الجهات* 11 فاقاموا على هذه المحافظة عشرين يوما حتى جفت مياه ابار بيت فلوى و حياضها باسرها حتى لم يكن في داخل المدينة ما يرويهم يوما واحدا لان الماء كان يعطى للشعب كل يوم بمقدار* 12 حينئذ اجتمع على عزيا جميع الرجال و النساء و الشبان و الاطفال و كلهم بصوت واحد* 13 و قالوا يحكم الله بيننا و بينك فانك قد جنيت علينا شرورا اذ ابيت ان تخاطب(3/371)
الاشوريين بالمسالمة و لذلك باعنا الله الى ايديهم* 14 و الان فانه ليس لنا من نصير و لكنا نصرع امام عيونهم من قبل العطش و الدمار العظيم* 15 فالان ادعوا جميع من في المدينة و لنستسلم باجمعنا الى اصحاب اليفانا من تلقاء انفسنا* 16 فخير لنا ان نبارك الرب و نحن احياء في الجلاء من ان نموت و نكون عارا عند جميع البشر بعد ان نكون عاينا نساءنا و اطفالنا يموتون امامنا* 17 و نستحلفكم اليوم بالسماء و الارض و باله ابائنا الذي ينتقم منا بحسب خطايانا ان تسلموا المدينة الى ايدي جيش اليفانا فيقضى اجلنا سريعا بحد السيف و لا يتمادى في اوار العطش* 18 فلما قالوا هذا حدث بكاء و عويل عظيم في الجماعة كلها و صرخوا الى الله بصوت واحد ساعات كثيرة قائلين* 19 قد خطئنا نحن و اباؤنا و صنعنا الظلم و الاثم* 20 ارحمنا لانك رحيم او فانتقم عن اثامنا بان تعاقبنا انت و لا تسلم المعترفين بك الى شعب لا يعرفك* 21 لئلا يقال في الامم اين الههم* 22 ثم انهم كلوا من الصراخ و خاروا من البكاء فسكتوا* 23 فقام عزيا و دموعه سائلة و قال لهم كونوا طيبي القلوب يا اخوتي و لننتظر رحمة من لدن الرب هذه الخمسة الايام* 24 فلعله يكف غضبه و يقيم مجدا لاسمه* 25 فاذا انقضت خمسة ايام و لم تاتنا معونة فعلنا ما تقولون*
الأصحاح رقم 8
(3/372)
1 و لما سمعت هذا الكلام يهوديت الارملة و هي بنت مراري بن ايدوس ابن يوسف بن عزيا بن الاي بن يمنور بن جدعون بن رافائيم بن احيطوب بن ملكيا ابن عانان بن نتنيا بن شالتيئيل بن شمعون بن راوبين* 2 و كان بعلها منسى و قد مات في ايام حصاد الشعير* 3 لانه كان يحث رابطي الحزم في الحقل فصخد الحر راسه فمات في بيت فلوى مدينته و قبر هناك مع ابائه* 4 و كانت يهوديت قد بقيت ارملة منذ ثلاث سنين و ستة اشهر* 5 و كانت قد هيات لها في اعلى بيتها غرفة سرية و كانت تقيم فيها مع جواريها و تغلقها* 6 و كان على حقويها مسح و كانت تصوم جميع ايام حياتها ما خلا السبوت و رؤوس الشهور و اعياد ال اسرائيل* 7 و كانت جميلة المنظر جدا و قد ترك لها بعلها ثروة واسعة و حشما كثيرين و املاكا مملوءة باصورة البقر و قطعان الغنم* 8 و كانت لها شهرة بين جميع الناس من اجل انها كانت تتقي الرب جدا و لم يكن احد يقول عليها كلمة سوء* 9 فهذه لما سمعت ان عزيا وعد بان يسلم المدينة بعد خمسة ايام انفذت الى الشيخين كبري و كرمي* 10 فوافياها فقالت لهما ما هذا الامر الذي وافق عليه عزيا ان يسلم المدينة الى الاشوريين اذا لم تاتنا معونة الى خمسة ايام* 11 من انتم حتى تجربوا الرب* 12 ليس هذا بكلام يستعطف الرحمة و لكنه بالاحرى يهيج الغضب و يضرم السخط* 13 فانكم قد ضربتم اجلا لرحمة الرب و عينتم له يوما كما شئتم* 14 و لكن بما ان الرب طويل الاناة فلنندم على هذا و نلتمس غفرانه بالدموع المسكوبة* 15 انه ليس وعيد الله كوعيد الانسان و لا هو يستشيط حنقا كابن البشر* 16 لذلك فلنذلل له انفسنا و نعبده بروح متواضع* 17 و لنسال الرب باكين ان يؤتينا رحمته بحسب مشيئته لنفتخر بتواضعنا مثلما اضطربت قلوبنا بتكبرهم* 18 فانا لم نجر على خطايا ابائنا الذين تركوا الههم و عبدوا الهة غريبة* 19 فاسلموا من اجل ذلك الاثم الى السيف و النهب و الخزي بين اعدائهم لكنا نحن لا نعرف الها(3/373)
غيره* 20 فنترجى بالتواضع تعزيته و هو ينتقم لدمنا عن اعنات اعدائنا لنا و يذل جميع الامم الواثبين علينا و يخزيهم الرب الهنا* 21 و الان يا اخوتي بما انكم انتم شيوخ في شعب الله و بكم نفوسهم منوطة فانهضوا قلوبهم بكلامكم حتى يذكروا ان اباءنا انما ورد عليهم البلاء ليمتحنوا هل يعبدون الههم بالحق* 22 فينبغي لهم ان يذكروا كيف امتحن ابونا ابراهيم و بعد ان جرب بشدائد كثيرة صار خليلا لله* 23 و هكذا اسحق و هكذا يعقوب و هكذا موسى و جميع الذين رضي الله منهم جازوا في شدائد كثيرة و بقوا على امانتهم* 24 فاما الذين لم يقبلوا البلايا بخشية الرب بل ابدوا جزعهم و عاد تذمرهم على الرب* 25 فاستاصلهم المستاصل و هلكوا بالحيات* 26 و اما نحن الان فلا نجزع لما نقاسيه* 27 بل لنحسب ان هذه العقوبات هي دون خطايانا و نعتقد ان ضربات الرب التي نؤدب بها كالعبيد انما هي للاصلاح لا للاهلاك* 28 فقال لها عزيا و الشيوخ جميع مقالك حق و لا عيب في كلماتك* 29 فالان صلي عنا لانك امراة قديسة متقية لله* 30 فقالت لهم يهوديت كما انكم عرفتم ان ما تكلمت به هو من قبل الله* 31 فاعلموا عن خبرة ان ما عزمت عليه هو من قبل الله و صلوا حتى يؤيد الله مشورتي* 32 ففي هذه الليلة تقفون انتم على الباب و انا اخرج مع وصيفتي و صلوا ان ينظر الرب الى شعبه اسرائيل خمسة ايام كما قلتم* 33 و انا لا احب ان تفحصوا عن قصدي و من الان حتى اعلمكم به لا تصنعوا شيئا غير الصلاة عني الى الرب الهنا* 34 فقال لها عزيا امير يهوذا اذهبي بسلام و ليكن الرب معك في الانتقام من اعدائنا و انصرفوا راجعين*
الأصحاح رقم 9
(3/374)
1 و بينما هم ذاهبون دخلت يهوديت معبدها و لبست مسحا و القت رمادا على راسها و خرت امام الرب و صرخت الى الرب قائلة* 2 ايها الرب اله ابي شمعون الذي اعطاه سيفا لينتقم من الغرباء الذين بنجاستهم فضحوا و كشفوا عذراء للخزي* 3 فجعلت نساءهم غنيمة و بناتهم سبيا و كل سلبهم مقتسما بين عبيدك الذين غاروا غيرتك اتوسل اليك ايها الرب الهي ان تعينني انا الارملة* 4 فان لك الافعال الاولى و انت قدرت بعضها في عقب بعض و ما اردته كان* 5 فان طرائقك جميعها مهياة و قد اقمت احكامك بعنايتك* 6 فانظر الان الى معسكر الاشوريين كما تنازلت فنظرت الى معسكر المصريين حين كانوا يسعون في اثر عبيدك بسلاحهم متوكلين على مراكبهم و فرسانهم و على كثرة رجال حربهم* 7 حينئذ نظرت الى معسكرهم فزعجتهم الظلمة* 8 التزقت اقدامهم بالعمق و غطتهم المياه* 9 يا رب فليكن مثلهم هؤلاء المتوكلون على كثرة عددهم و مراكبهم و حرابهم و تروسهم و سهامهم المفتخرون برماحهم* 10 و هم لا يعلمون انك انت الهنا الذي يمحق الحروب منذ البدء و ان اسمك الرب* 11 فارفع ذراعك كما فعلت من البدء و احطم قوتهم بقوتك و لتسقط بغضبك قوة الذين يطمعون انفسهم في ابتذال اقداسك و تنجيس مسكن اسمك و هدم قرن مذبحك بسيفهم* 12 اجعل يا رب كبرياءه تقطع بنفس سيفه* 13 ليصد بفخ نظره الي و اضربه بعذوبة الكلام الخارج من شفتي* 14 و هبني ثباتا في قلبي حتى ازدريه و قوة حتى اهلكه* 15 فيكون هذا ذكرا لاسمك اذا اهلكته يد امراة* 16 لانها ليست قوتك بالكثرة يا رب و لا مرضاتك بقدرة الخيل و منذ البدء لا ترضى من المتكبرين بل يسرك دائما تضرع المتواضعين الودعاء* 17 يا اله السماوات خالق المياه و رب كل خليقة استجبني انا المسكينة المتضرعة و المتوكلة على رحمتك* 18 و اذكر يا رب ميثاقك و اجعل الكلام في في و ثبت مشورة قلبي ليثبت بيتك في قدسك* 19 فيعرف جميع الامم انك انت الاله و ليس اخر سواك*
(3/375)
الأصحاح رقم 10
(3/376)
1 و كان لما فرغت من صراخها الى الرب انها قامت من المكان الذي كانت فيه منطرحة امام الرب* 2 و دعت وصيفتها و نزلت الى بيتها و القت عنها المسح و نزعت عنها ثياب ارمالها* 3 و استحمت و ادهنت باطياب نفيسة و فرقت شعرها و جعلت تاجا على راسها و لبست ثياب فرحها و احتذت بحذاء و لبست الدمالج و السواسن و القرطة و الخواتم و تزينت بكل زينتها* 4 و زادها الرب ايضا بهاء من اجل ان تزينها هذا لم يكن عن شهوة بل عن فضيلة و لذلك زاد الرب في جمالها حتى ظهرت في عيون الجميع ببهاء لا يمثل* 5 و حملت وصيفتها زق خمر و اناء زيت و دقيقا و تينا يابسا و خبزا و جبنا و انطلقت* 6 فلما بلغتا باب المدينة وجدتا عزيا و شيوخ المدينة منتظرين* 7 فلما راوها اندهشوا و تعجبوا جدا من جمالها* 8 غير انهم لم يسالوها عن شيء بل تركوها تجوز قائلين اله ابائنا يمنحك نعمة و يؤيد كل مشورة قلبك بقوته حتى تفتخر بك اورشليم و يكون اسمك محصى في عداد القديسين و الابرار* 9 فقال كل من هناك بصوت واحد امين امين* 10 فخرجت يهوديت من الباب هي و امتها و كانت تصلي الى الرب* 11 و كان انها لما نزلت من الجبل عند تبلج النهار لقيتها طلائع الاشوريين فامسكوها قائلين من اين جئت و الى اين تذهبين* 12 فاجابت اني بنت للعبرانيين و قد هربت من بينهم لاني ايقنت انهم سيكونون غنيمة لكم لانهم استخفوا بكم و ابوا ان يستسلموا لكم طوعا حتى يظفروا منكم برحمة* 13 فلاجل هذا فكرت في نفسي و قلت انطلق الى امام الامير اليفانا لاخبره باسرارهم و اعلمه من اي مدخل يستطيع ان يظفر بهم و لا يقتل رجل من جيشه* 14 فلما سمع اولئك الرجال كلامها و هم ينظرون الى وجهها اندهشت ابصارهم لشدة تعجبهم من حسنها* 15 فقالوا لها قد وقيت نفسك باتخاذك هذه المشورة ان تنزلي الى سيدنا* 16 فاعلمي انك اذا وقفت بحضرته يحسن اليك و تقعين من قلبه احسن موقع ثم اخذوها الى خيمة اليفانا و اخبروه بها* 17 فلما دخلت(3/377)
عليه اصطيد اليفانا لساعته بعينيها* 18 فقال له اشراطه من يزدري بشعب العبرانيين و لهم نسوة مثل هذه جميلات السن اهلا لان نقاتلهم لاجلهن* 19 و اذ رات يهوديت اليفانا جالسا في الخيمة المنسوجة من ارجوان و ذهب و زمرد و جواهر* 20 و نظرت الى وجهه خرت له ساجدة على الارض فانهضها عبيد اليفانا بامر سيدهم*
الأصحاح رقم 11
(3/378)
1 حينئذ قال لها اليفانا لتطب نفسك و لا يكن في قلبك روع لاني لم اضر قط برجل اثر الخضوع لنبوكد نصر الملك* 2 و اما شعبك فلو لم يزدروا بي لما اشرعت رمحي عليهم* 3 و الان فقولي لي لاي سبب فارقتهم و اثرت المجيء الينا* 4 فقالت له يهوديت اسمع كلام امتك فانك اذا اتبعت قول امتك يتم الرب الامر لك* 5 ليحي نبوكد نصر ملك الارض و لتحي قوته التي فيك لتاديب جميع الانفس الغاوية لانه لا الناس فقط يخضعون له بك بل وحوش البر ايضا تنقاد له* 6 لان ذكاء عقلك قد شاع في جميع الامم و اهل العصر كلهم يعلمون انك انت وحدك صالح و جبار في جميع مملكته و حسن سياستك مشهور في جميع الاقاليم* 7 و ليس بخاف ما تكلم به احيور و لم يجهل ما امرت ان يصيبه* 8 و من المحقق ان الهنا قد بلغ من غضبه من الخطايا انه ارسل انبياءه الى شعبه بانه سيسلمهم لاجل خطاياهم* 9 و لعلم بني اسرائيل بانهم قد اهانوا الههم قد حل رعبك عليهم* 10 و فضلا عن ذلك فان الجوع قد اخذ منهم و هم معدودون في الموتى من عوز الماء* 11 حتى عزموا ان يذبحوا بهائمهم ليشربوا دماءها* 12 و اقداس الرب الههم التي امر الله ان لا تلمس من الحنطة و الخمر و الزيت قد هموا ان ينفقوها و هم يريدون ان ياكلوا ما لا يحل حتى لمسه بالايدي فحيث انهم يفعلون هذا فقد ثبت انهم سيسلمون للهلاك* 13 و بما ان امتك قد علمت بهذا هربت من عندهم و قد بعثني الرب لاخبرك بهذا* 14 و انا امتك اعبد الله حتى الان عندك ايضا و امتك تخرج و تصلي الى الله* 15 فيقول لي متى يرد عليهم خطيئتهم فاجيء و اخبرك بذلك حتى اخذك الى وسط اورشليم و يكون لك جميع شعب اسرائيل مثل الغنم التي لا راعي لها و لا ينبح عليك كلب* 16 و هذه كلها قد لقنتها من عناية الله* 17 و حيث ان الله قد غضب عليهم فانا مرسلة لاخبرك بهذه الامور* 18 فحسن هذا الكلام كله لدى اليفانا و عبيده و كانوا يتعجبون من حكمتها و يقولون بعضهم لبعض* 19 ليس مثل هذه(3/379)
المراة على الارض في المنظر و الجمال و الحكمة في الكلام* 20 فقال لها اليفانا قد احسن الله اليك اذ ارسلك امام الشعب لتسلميه انت الى ايدينا* 21 و بما ان وعدك حسن ان فعل الهك لي ذلك فهو يكون الها لي و انت تكونين عظيمة في بيت نبوكد نصر و ينوه باسمك في كل الارض*
الأصحاح رقم 12
(3/380)
1 حينئذ امرهم ان يدخلوها موضع خزائنه و امر ان تمكث هناك و اوصى بما يعطى لها من مائدته* 2 فاجابته يهوديت و قالت اني لا استطيع ان اكل مما امرت ان يعطى لي لئلا تكون علي خطيئة و لكني اكل مما اتيت به* 3 فقال لها اليفانا اذا فرغ هذا الذي اتيت به فما نصنع بك* 4 فقالت يهوديت تحيا نفسك يا سيدي ان امتك لا تنفق هذه جميعها حتى يصنع الله بيدي ما في خاطري فادخلها عبيده الخيمة التي امر بها* 5 فلما صارت في داخلها سالت ان يرخص لها ان تخرج في الليل قبل الصباح لتصلي و تتضرع الى الرب* 6 فاوصى اصحاب مخدعه ان ياذنوا لها كما تحب في ان تخرج و تدخل لتعبد الهها ثلاثة ايام* 7 فكانت تخرج ليلا الى وادي بيت فلوى و تغتسل في عين الماء* 8 و بعد صعودها كانت تتضرع الى اله اسرائيل ان يرشد طريقها لتخلص شعبها* 9 ثم تدخل و تقيم في خيمتها طاهرة الى ان تاخذ طعامها في المساء* 10 و كان في اليوم الرابع ان اليفانا صنع عشاء لعبيده و قال لبوغا خصيه انطلق الان و اقنع تلك العبرانية ان ترضى بالاقامة معي طوعا* 11 فانه عار عند الاشوريين ان تسخر المراة من الرجل و تمضي عنه نقية* 12 فدخل حينئذ بوغا على يهوديت و قال لا تحتشمي ايتها الفتاة الصالحة ان تدخلي على سيدي و تكرمي امام وجهه و تاكلي معه و تشربي خمرا بفرح* 13 فاجابته يهوديت من انا حتى اخالف سيدي* 14 كل ما حسن و جاد في عينيه فانا اصنعه و كل ما يرضى به فهو عندي حسن جدا كل ايام حياتي* 15 ثم قامت و تزينت بملابسها و دخلت فوقفت امامه* 16 فاضطرب قلب اليفانا لانه كان قد اشتدت شهوته* 17 و قال لها اليفانا اشربي الان و اتكئي بفرح فانك قد ظفرت امامي بحظوة* 18 فقالت يهوديت اشرب يا سيدي من اجل انها قد عظمت نفسي اليوم اكثر من جميع ايام حياتي* 19 ثم اخذت و اكلت و شربت بحضرته مما كانت قد هياته لها جاريتها* 20 ففرح اليفانا بازائها و شرب من الخمر شيئا كثيرا جدا اكثر مما شرب في جميع حياته*
(3/381)
الأصحاح رقم 13
(3/382)
1 و لما امسوا اسرع عبيده الى منازلهم و اغلق بوغا ابواب المخدع و مضى* 2 و كانوا جميعهم قد ثقلوا من الخمر* 3 و كانت يهوديت وحدها في المخدع* 4 و اليفانا مضطجع على السرير نائما لشدة سكره* 5 فامرت يهوديت جاريتها ان تقف خارجا امام المخدع و تترصد* 6 و وقفت يهوديت امام السرير و كانت تصلي بالدموع و تحرك شفتيها و هي ساكتة* 7 و تقول ايدني ايها الرب اله اسرائيل و انظر في هذه الساعة الى عمل يدي حتى تنهض اورشليم مدينتك كما وعدت و انا اتم ما عزمت عليه واثقة باني اقدر عليه بمعونتك* 8 و بعد ان قالت هذا دنت من العمود الذي في راس سريره فحلت خنجره المعلق به مربوطا* 9 و استلته ثم اخذت بشعر راسه و قالت ايدني ايها الرب الاله في هذه الساعة* 10 ثم ضربت مرتين على عنقه فقطعت راسه و نزعت خيمة سريره عن العمد و دحرجت جثته عن السرير* 11 و بعد هنيهة خرجت و ناولت وصيفتها راس اليفانا و امرتها ان تضعه في مزودها* 12 و خرجتا كلتاهما على عادتهما كانهما خارجتان للصلاة و اجتازتا المعسكر و دارتا في الوادي حتى انتهتا الى باب المدينة* 13 فنادت يهوديت من بعد حراس السور افتحوا الابواب فان الله معنا و قد اجرى قوة في اسرائيل* 14 فكان انه لما سمع الرجال صوتها دعوا شيوخ المدينة* 15 و بادروا اليها جميعهم من اصغرهم الى اكبرهم لانه لم يكن في امالهم انها ترجع بعد* 16 ثم اوقدوا مصابيح و اجتمعوا حولها باسرهم فصعدت الى اعلى موضع و امرت بالسكوت فلما سكتوا كلهم* 17 قالت يهوديت سبحوا الرب الهنا الذي لم يخذل المتوكلين عليه* 18 و بي انا امته اتم رحمته التي وعد بها ال اسرائيل و قتل بيدي عدو شعبه هذه الليلة* 19 ثم اخرجت راس اليفانا من المزود و ارتهم اياه قائلة ها هوذا راس اليفانا رئيس جيش الاشوريين و هذه خيمة سريره التي كان مضطجعا فيها في سكره حيث ضربه الرب الهنا بيد امراة* 20 حي الرب انه حفظني ملاكه في مسيري من ههنا و في اقامتي هناك(3/383)
و في ايابي الى هنا و لم ياذن الرب ان تتدنس امته و لكن ارجعني اليكم بغير نجاسة خطيئة فرحة بغلبته و بخلاصي و خلاصكم* 21 فاشكروا له كلكم لانه صالح لان رحمته الى الابد* 22 فسجدوا باجمعهم للرب و قالوا لها قد باركك الرب بقوته لانه بك افنى اعداءنا* 23 و قال لها عزيا رئيس شعب اسرائيل مباركة انت يا بنية من الرب الاله العلي فوق جميع نساء الارض* 24 تبارك الرب الذي خلق السماء و الارض الذي سدد يدك لضرب راس قائد اعدائنا* 25 فانه عظم اليوم اسمك هكذا حتى انه لا يبرح مدحك من افواه الناس الذين يذكرون قوة الرب الى الابد الذين لاجلهم لم تشفقي على نفسك لاجل ضيقة و شدة جنسك بل رددت الهلاك امام الهنا* 26 فقال كل الشعب امين امين* 27 ثم دعوا احيور فجاء فقالت له يهوديت ان اله اسرائيل الذي شهدت له بانه ينتقم من اعدائه هو قطع في هذه الليلة بيدي راس جميع الكفار* 28 و حتى تعلم ان الامر هكذا فهوذا راس اليفانا الذي اهان اله اسرائيل باستخفاف كبريائه و تهددك بالموت اذ قال لك اذا اسر شعب اسرائيل امر ان يخترقوا جنبيك بالسيف* 29 فلما راى احيور راس اليفانا ارتاع خوفا و سقط بوجهه على الارض و هلعت نفسه* 30 و بعدما ثابت اليه روحه و انتعش خر قدامها ساجدا لها و قال* 31 مباركة انت من الهك في كل خيام يعقوب و في كل امة يسمع فيها باسمك يعظم لاجلك اله اسرائيل*
الأصحاح رقم 14
(3/384)
1 و قالت يهوديت لجميع الشعب اسمعوا لي يا اخوتي علقوا هذا الراس على اسوارنا* 2 و متى طلعت الشمس فلياخذ كل واحد سلاحه و اخرجوا بهجمة لا لتنحدروا الى اسفل و لكن كانكم تقصدون المهاجمة* 3 فعند ذلك يضطر الجواسيس ان يهربوا الى رئيسهم لينبهوه للقتال* 4 فاذا جرى قوادهم الى خيمة اليفانا يجدونه بلا راس متمرغا في دمه فيقع عليهم الذعر* 5 فاذا علمتم انهم هاربون فاسعوا على اعقابهم امنين فان الرب يسحقهم تحت ارجلكم* 6 و لما راى احيور القوة التي اجراها اله اسرائيل ترك سنة الامم و امن بالله و ختن لحم قلفته و ضم الى شعب اسرائيل هو و كل ذريته الى اليوم* 7 و عندما تبلج النهار علقوا راس اليفانا على الاسوار و اخذ كل رجل سلاحه ثم خرجوا بجلبة عظيمة و صراخ* 8 فلما راى الجواسيس ذلك بادروا الى خيمة اليفانا* 9 فجاء من في الخيمة و ضجوا امام مدخل المخدع لينبهوه و احدثوا ضوضاء حتى يستيقظ اليفانا بضوضائهم من غير ان يوقظه احد* 10 و لم يكن احد يجسر ان يقرع او يدخل باب مخدع قائد الاشوريين* 11 فلما جاء قواده و رؤساء الالوف و جميع عظماء جيش ملك اشور قالوا للحجاب* 12 ادخلوا و ايقظوه لان الفئران قد خرجت من جحرتها و اجترات على مهايجتنا للقتال* 13 فحينئذ دخل بوغا مخدعه فوقف عند السجف ثم صفق بكفيه لانه كان يظن انه نائم مع يهوديت* 14 فلما لم يشعر بحركة يسمعها دنا من السجف و رفعه فلما راى جثة اليفانا بلا راس و هي مضرجة بدمه مطروحة على الارض اعول بصوت عظيم و مزق ثيابه* 15 ثم دخل خيمة يهوديت فلم يجدها فخرج الى الشعب خارجا* 16 و قال امراة عبرانية بلبلت بيت الملك نبوكد نصر هوذا اليفانا مطروح على الارض بلا راس* 17 فلما سمع رؤساء جيش الاشوريين مزقوا ثيابهم جميعا و وقع عليهم من الخوف و الرعب ما لا يطاق و اضطربت قلوبهم جدا* 18 و حدث بين معسكرهم عويل لا نظير له*
الأصحاح رقم 15
(3/385)
1 و لما سمع كل الجيش ان اليفانا قد قطع راسه طارت عقولهم و مشورتهم و لم يعودوا يبالون الا بالخوف و الرعب فاستنجدوا بالهزيمة* 2 و لم يكلم احد صاحبه بل طاطا كل منهم راسه و تركوا كل شيء و كانوا يسارعون لينجوا من العبرانيين الذين سمعوهم اتين عليهم بسلاحهم فهربوا في طرق الصحراء و شعاب التلال* 3 فلما راهم بنو اسرائيل هاربين سعوا على اعقابهم و نزلوا و هم يهتفون بالابواق مجلبين وراءهم* 4 و كان الاشوريون متبددين و هم مندفعون في هزيمتهم و بنو اسرائيل صبة واحدة في اثارهم فاهلكوا كل من ادركوه* 5 و ارسل عزيا رسلا الى جميع مدن و نواحي اسرائيل* 6 فكل بلدة و مدينة ارسلت في اثرهم شبانا منتخبين مدججين في السلاح فطردوهم بحد السيف الى ان بلغوا الى اخر تخمهم* 7 و دخل بقية سكان بيت فلوى محلة اشور فاخذوا كل ما تركه الاشوريون عندما هربوا و كان شيئا كثيرا* 8 و الذين رجعوا الى بيت فلوى منصورين جاءوا بجميع اموالهم حتى كانت المواشي و البهائم و جميع اثاثهم بلا عدد فاثروا جميعهم من صغيرهم الى كبيرهم من غنيمتهم* 9 و اتى يوياقيم الكاهن العظيم من اورشليم الى بيت فلوى مع جميع شيوخه ليرى يهوديت* 10 فلما خرجت اليه باركوها كلهم بصوت واحد قائلين انت مجد اورشليم و فرح اسرائيل و فخر شعبنا* 11 فانك قد صنعت بباس و ثبت قلبك فاحببت العفاف و لم تعرفي رجلا بعد رجلك فلهذا ايدتك يد الرب فكوني مباركة الى الابد* 12 فقال جميع الشعب امين امين* 13 و لم يكد شعب اسرائيل في ثلاثين يوما يجمعون غنيمة الاشوريين* 14 و كل ما تبين انه كان من خواص اليفانا دفعوه الى يهوديت من ذهب و فضة و ثياب و جواهر و امتعة كل هذه اعطاها لها الشعب* 15 و كان جميع الشعب يفرحون مع النساء و العذارى و الشبان بالاعواد و القياثير*
الأصحاح رقم 16
(3/386)
1 حينئذ انشدت يهوديت هذا النشيد للرب فقالت* 2 سبحوا الرب بالدفوف رنموا للرب على الصنوج انشدوا له انشادا جديدا عظموه و ادعوا باسمه* 3 الرب يمحق الحروب الرب اسمه* 4 جعل معسكره في وسط شعبه لينقذنا من ايدي جميع اعدائنا* 5 اتى اشور من الجبال الشمالية اتى في كثرة قوته فسدت كثرته الاودية و خيوله غطت الوهاد* 6 قال انه سيحرق تخومي و يقتل فتياني بالسيف و يجعل اطفالي غنيمة و ابكاري سبيا* 7 الرب القدير ضربه و اسلمه الى يد امراة فطعنته* 8 ان جبارهم لم يسقط بايدي الشبان و لم يبطش به بنو طيطان و لا جبابرة طوال تعرضوا له بل يهوديت ابنة مراري بجمال وجهها اهلكته* 9 نزعت ثياب ارمالها و تردت بثياب فرحها لابتهاج بني اسرائيل* 10 دهنت وجهها بالطيب و ضمت ضفائرها بالتاج و لبست حللها الفاخرة لتفتنه* 11 بهاء حذائها خطف ابصاره و جمالها اسر نفسه فقطعت بالخنجر عنقه* 12 ارتاعت فارس من ثباتها و الماديون من جراتها* 13 حينئذ اعولت محلة الاشوريين عندما ظهر متواضعي ملتهبين من العطش* 14 بنو الجواري اثخنوهم و قتلوهم كانهم صبية منهزمون فهلكوا في القتال بين يدي الرب الهي* 15 فلنسبح الرب تسبيحا و نرنم نشيدا جديدا لالهنا* 16 ايها الرب ادوناي انك عظيم شهير بجبروتك و لا يقوى عليك احد* 17 اياك فلتعبد خليقتك باسرها لانك انت قلت فكانوا ارسلت روحك فخلقوا و ليس من يقاوم كلمتك* 18 تهتز الجبال من اساسها مع المياه و الصخور كالشمع تذوب امام وجهك* 19 و الذين يتقونك يكونون اعزة عندك في كل شيء* 20 الويل للامة القائمة على شعبي الرب القدير ينتقم منهم و في يوم الدينونة يفتقدهم* 21 يجعل لحومهم للنار و الدود لكي يحترقوا و يتالموا الى الابد* 22 و كان بعد هذا ان جميع الشعب بعد غلبتهم جاءوا الى اورشليم ليسجدوا للرب و لما تطهروا قدموا جميعهم محرقاتهم و نذورهم و اوعادهم* 23 و يهوديت ايضا قدمت جميع ادوات حرب اليفانا التي اعطاها لها الشعب(3/387)
و الخيمة التي اخذتها من سريره ابسال نسيان* 24 و كان الشعب مسرورين بمشاهدة المقدسات و عيدوا لفرح هذه الغلبة مع يهوديت ثلاثة اشهر* 25 و بعد تلك الايام رجع كل واحد الى بيته و عظمت يهوديت في بيت فلوى جدا و كانت اجل من في جميع ارض اسرائيل* 26 و كان فيها العفاف مقرونا بالشجاعة و لم تعد تعرف رجلا كل ايام حياتها منذ وفاة منسى بعلها* 27 و كانت في الاعياد تظهر بمجد عظيم* 28 و بقيت في بيت بعلها مئة و خمس سنين و اعتقت وصيفتها و توفيت و دفنت مع بعلها في بيت فلوى* 29 فناح عليها جميع الشعب سبعة ايام* 30 و لم يكن مدة حياتها كلها من يقلق اسرائيل و لا بعد موتها سنين كثيرة* 31 و احصي يوم هذه الغلبة عند العبرانيين في عداد الايام المقدسة و اليهود يعيدونه منذ ذلك الوقت الى يومنا هذا*(3/388)
تتمة سفر أستير
الإصحاح العاشر
4. و قال مردكاي ان هذا كله انما كان من قبل الله
5. و قد ذكرت حلما رايته يشير الى ذلك فلم يسقط منه شيء
6. ينبوع صغير ازداد فصار نهرا ثم انقلب فصار نورا وشمسا وفاض بمياه كثيرة فهذا هو استير التي اتخذها الملك زوجة وشاء ان تكون ملكة
7. و التنينان انا وهامان
8. و الامم المجتمعون هم الذين طلبوا ان يمحوا اسم اليهود
9. و شعبي هو اسرائيل الذي صرخ الى الرب فانقذ الرب شعبه وخلصنا من جميع الشرور وصنع ايات عظيمة ومعجزات في الامم
10. و امر ان يكون سهمان احدهما لشعب الله والاخر لجميع الامم
11. فبرز السهمان امام الله في اليوم المسمى منذ ذلك الزمان لجميع الامم
12. و ذكر الرب شعبه ورحم ميراثه
13. لذلك يحفظ هذان اليومان من شهر اذار اليوم الرابع عشر والخامس عشر من هذا الشهر بكل غيرة وفرح فيجتمع الشعب جماعة واحدة في كل اجيال شعب اسرائيل فيما بعد
الإصحاح الحادي عشر
1. كان في السنة الرابعة من ملك تلماي وكلوبطرا ان دوسيتاوس الذي كان يقول عن نفسه انه كاهن ومن نسل لاوي وابنه تلماي اتيا برسالة فوريم هذه قائلين انها قد ترجمت في اورشليم بيد لوسيماكوس بن تلماي
2. و كان في السنة الثانية من ملك ارتحششتا الاكبر في اليوم الاول من شهر نيسان ان مردكاي بن يائير بن شمعي بن قيش من سبط بنيامين راى حلما
3. و هو رجل يهودي مقيم بمدينة شوشن رجل عظيم من عظماء بلاط الملك
4. و كان من جملة اهل الجلاء الذين اخذهم نبوكد نصر ملك بابل من اورشليم مع يكنيا ملك يهوذا
5. و هذا حلمه راى كان اصواتا وضوضاء ورعودا وزلازل واضطرابا في الارض
6. ثم اذا بتنينين عظيمين متهيئان للاقتتال
7. و قد تهيجت كل الامم باصواتهما لتقاتل شعب الابرار
8. و كان ذلك اليوم يوم ظلمة وهول وشدة وضنك ورعب عظيم على الارض
9. فاضطرب شعب الابرار خوفا من شرورهم متوقعين الموت
(3/389)
10. و صرخوا الى الله وفيما هم يصرخون اذا بينبوع صغير قد تكاثر حتى صار نهرا عظيما وفاض بمياه كثيرة
11. ثم اشرق النور والشمس فارتفع المتواضعون وافترسوا المتجبرين
12. فلما راى مردكاي ذلك ونهض من مضجعه كان يفكر في ماذا يريد الله ان يفعل وكان ذلك لا يبرح من نفسه وهو يرغب ان يعرف ما معنى الحلم
الإصحاح الثاني عشر
1. و كان حينئذ يقف بباب الملك مع بجتان وتارش خصيي الملك وهما حاجبا البلاط
2. فبعد ان وقف على نواياهما وتقصى مدققا علم انهما يحاولان ان يلقيا ايديهما على الملك ارتحششتا فاطلع الملك على ذلك
3. فالقاهما تحت العذاب فاقرا فامر بان يساقا الى الموت
4. و كتب الملك ما وقع في سفر أخبار الأيام وكذلك مردكاي كتب ذكر الامر
5. ثم امره الملك ان يقيم ببيت الملك وامر له بهبات لانه اطلعه على ذلك
6. و كان هامان بن همداتا الاجاجي له عند الملك كرامة عظيمة فاراد ان يؤذي مردكاي وشعبه بسبب خصيي الملك المقتولين
الإصحاح الثالث عشر
1. من ارتحششتا الاكبر المالك من الهند الى الحبشة على المئة والسبعة والعشرين اقليما الى الرؤساء والقواد الذين في طاعته سلام
2. اني مع كوني متسلطا على شعوب كثيرين وقد اخضعت المسكونة باسرها تحت يدي لم احب ان اسيء انفاذ مقدرتي العظيمة ولكني حكمت بالرحمة والحلم حتى يقضوا حياتهم بلا خوف وبسكينة ويتمتعوا بالسلام الذي يصبو اليه كل بشر
3. فسالت اصحاب مشورتي كيف يتم ذلك فكان ان واحدا منهم يفوق من سواه في الحكمة والامانة وهو ثنيان الملك اسمه هامان
4. قال لي ان في المسكونة شعبا متشتتا له شرائع جديدة يتصرف بخلاف عادة جميع الامم ويحتقر اوامر الملوك ويفسد نظام جميع الامم بفتنته
5. فلما وقفنا على هذا وراينا ان شعبا واحدا متمرد على الناس طائفة تتبع شرائع فاسدة وتخالف اوامرنا وتقلق سلام واتفاق جميع الاقاليم الخاضعة لنا
(3/390)
6. امرنا ان كل من يشير اليهم هامان المولى على جميع الاقاليم وثنيان الملك الذي نكرمه بمنزلة اب يبادون بايدي اعدائهم هم ونساؤهم واولادهم ولا يرحمهم احد في اليوم الرابع عشر من الشهر الثاني عشر شهر اذار من هذه السنة
7. حتى اذا هبط اولئك الناس الخبثاء الى الجحيم في يوم واحد يرد الى مملكتنا السلام الذي اقلقوه
8. فاما مردكاي فتضرع الى الرب متذكرا جميع اعماله
9. و قال اللهم ايها الرب الملك القادر على الكل اذ كل شيء في طاعتك وليس من يقاوم مشيئتك اذا هممت بنجاة اسرائيل
10. انت صنعت السماء والارض وكل ما تحت السماوات
11. انت رب الجميع وليس من يقاوم عزتك
12. انك تعرف كل شيء وتعلم اني لا تكبرا ولا احتقارا ولا رغبة في شيء من الكرامة فعلت هذا اني لم اسجد لهامان العاتي
13. فاني مستعد ان اقبل حتى اثار قدميه عن طيب نفس لاجل نجاة اسرائيل
14. و لكن خفت ان احول كرامة الهي الى انسان واعبد احدا سوى الهي
15. فالان ايها الرب الملك اله ابراهيم ارحم شعبك لان اعداءنا يطلبون ان يهلكونا ويستاصلوا ميراثك
16. لا تهمل نصيبك الذي افتديته لك من مصر
17. و استجب لتضرعي واعطف على نصيبك وميراثك وحول حزننا فرحا لنحيا ونسبح اسمك ايها الرب ولا تسدد افواه المرنمين لك
18. و كذلك جميع اسرائيل بروح واحد وتضرع واحد صرخوا الى الرب من اجل ان الموت اشرف عليهم يقينا
الإصحاح الرابع عشر
1. و ان استير الملكة ايضا التجئت الى الرب خوفا من الخطر المشرف
2. فخلعت ثياب الملك ولبست ثيابا للحزن والبكاء وعوض الاطياب المختلفة القت على راسها رمادا وزبلا وذللت جسدها بالصوم وجميع المواضع التي كانت تفرح فيها من قبل ملاتها من نتاف شعر راسها
3. و كانت تتضرع الى الرب اله اسرائيل قائلة ايها الرب الذي هو وحده ملكنا اعني انا المنقطعة التي ليس لها معين سواك
4. فان خطري بين يدي
(3/391)
5. لقد سمعت من ابي انك ايها الرب اتخذت اسرائيل من جميع الامم واباءنا من جميع اسلافهم الاقدمين لتحوزهم ميراثا ابديا وصنعت معهم كما قلت
6. انا قد خطئنا امامك ولذلك اسلمتنا الى ايدي اعدائنا
7. لانا عبدنا الهتهم وانت عادل ايها الرب
8. و الان لم يكفهم انهم استعبدونا عبودية شاقة جدا بل بما انهم يعزون قوة ايديهم الى اوثانهم
9. يحاولون ان ينقضوا مواعيدك ويمحوا ميراثك ويسدوا افواه المسبحين لك ويطفئوا مجد هيكلك ومذبحك
10. ليفتحوا افواه الامم فيسبحوا لقوة الاوثان ويمجدوا ملكا بشريا الى الابد
11. لا تسلم ايها الرب صولجانك الى من ليسوا بشيء لئلا يضحكوا من هلاكنا ولكن اردد مشورتهم عليهم واهلك الذي ابتدا يشدد علينا
12. اذكرنا يا رب واستعلن لنا في وقت ضنكنا وهبني ثقة ايها الرب ملك الالهة وملك كل قدرة
13. الق في فمي كلاما مرصفا بحضرة ذاك الاسد وحول قلبه الى بغض عدونا لكي يهلك هو وسائر المتواطئين معه
14. و ايانا فانقذنا بيدك واعني انا التي لا معونة لها سواك ايها الرب العالم بكل شيء
15. انك تعلم اني ابغض مجد الظالمين واكره مضجع القلف وجميع الغرباء
16. و انت عالم بضرورتي واني اكره سمة ابهتي ومجدي التي احملها على راسي ايام بروزي وامقتها كفرصة الطامث ولا احملها في ايام قراري
17. و اني لم اكل على مائدة هامان ولا لذذت بوليمة الملك ولم اشرب خمر السكب
18. و لم افرح انا امتك منذ نقلت الى ههنا الى اليوم الا بك ايها الرب اله ابراهيم
19. الاله القدير على الجميع فاستجب لاصوات الذين ليس لهم رجاء غيرك ونجنا من ايدي الاثماء وانقذني من مخافتي
الإصحاح الخامس عشر
1. و ان استير الملكة ايضا التجئت الى الرب خوفا من الخطر المشرف
1. و امرها ان تدخل على الملك وتتوسل اليه لاجل شعبها وارضها
2. و قال اذكري ايام مذلتك حيث نشات على يدي فان هامان ثنيان الملك قد تكلم في اهلاكنا
(3/392)
3. فادعي الرب وكلمي الملك في امرنا وخلصينا من الموت
4. ثم انها في اليوم الثالث نزعت ثياب حدادها ولبست ملابس مجدها
5. و لما تبرجت ببزة الملك ودعت مدبر ومخلص الجميع الله اتخذت لها جاريتين
6. فكانت تستند الى احداهما كانها لم تكن تستطيع ان تستقل لكثرة ترفها ورخوصتها
7. و الجارية الاخرى كانت تتبع مولاتها رافعا اذيالها المنسحبة على الارض
8. و كان احمرار وجهها وجمال عينيها ولمعانهما يخفي كابة نفسها المنقبضة بشدة خوفها
9. فدخلت كل الابواب بابا بابا ثم وقفت قبالة الملك حيث كان جالسا على عرش ملكه بلباس الملك مزينا بالذهب والجواهر ومنظره رهيب
10. فلما رفع وجهه ولاح من اتقاد عينيه غضب صدره سقطت الملكة واستحال لون وجهها الى صفرة واتكات راسها على الجارية استرخاء
11. فحول الله روح الملك الى الحلم فاسرع ونهض عن العرش مشفقا وضمها بذراعيه حتى ثابت الى نفسها وكان يلاطفها بهذاالكلام
12. ما لك يا استر انا اخوك لا تخافي
13. انك لا تموتين انما الشريعة ليست عليك ولكن على العامة
14. هلمي والمسي الصولجان
15. و اذ لم تزل ساكتة اخذ صولجان الذهب وجعله على عنقها وقبلها وقال لماذا لا تكلمينني
16. فاجابت وقالت اني رايتك يا سيدي كانك ملاك الله فاضطرب قلبي هيبة من مجدك
17. لانك عجيب جدا يا سيدي ووجهك مملوء نعمة
18. و فيما هي تتكلم سقطت ثانية وكاد يغشى عليها
19. فاضطرب الملك وكان جميع اعوانه يلاطفونها
الإصحاح السادس عشر
1. من ارتحششتا العظيم المالك من الهند الى الحبشة الى القواد والرؤساء في المئة والسبعة والعشرين اقليما التي في طاعتنا سلام
2. ان كثيرين يسيئون اتخاذ المجد الممنوح لهم فيتكبرون
3. و يجتهدون لا ان يظلموا رعية الملوك فقط ولكن اذ لا يحسنون تحمل المجد الممنوح لهم يتامرون على الذين منحوه لهم
(3/393)
4. و لا يكتفون بان لا يشكروا على الانعام وان ينابذوا الحقوق الانسانية بل يتوهمون انهم يستطيعون ان يفروا من قضاء الله المطلع على كل شيء
5. و قد بلغ من حماقتهم انهم يحاولون بمكايد اكاذيبهم ان يسقطوا الذين سلمت اليهم المناصب وهم يجرونها بالتحري ويفعلون كل مايستاهلون به شكر الجميع
6. و يخدعوا باحتيال مكرهم مسامع الرؤساء السليمة الذين يقيسون طباع غيرهم على طباعهم
7. و هذا امر مختبر من التواريخ القديمة ومما يحدث كل يوم ان دسائس البعض تفسد خواطر الملوك الصالحة
8. فلذلك ينبغي ان ينظر في سلم جميع الاقاليم
9. فلا ينبغي ان يظن اننا نامر باشياء متباينة عن خفة عقل بل ذلك ناشئ عن اختلاف الازمنة وضروراتها التي حملتنا على ابراز الحكم بحسب مقتضى نفع الجميع
10. و لكي تفهموا كلامنا باوضح بيانا فان هامان بن همداتا الذي هو مكدوني جنسا ومشربا وهو غريب عن دم الفرس وقد فضح رحمتنا بقساوته بعد ان اويناه غريبا
11. و بعدما احسنا اليه حتى كان يدعى ابا لنا وكان الجميع يسجدون له سجودهم لثنيان الملك
12. قد بلغ من شدة عتوه انه اجتهد ان يسلبنا الملك والحياة
13. لانه سعى بدسائس جديدة لم تسمع باهلاك مردكاي الذي انما نحن في الحياة من امانته واحسانه وباهلاك قرينة ملكنا استير وسائر شعبها
14. و كان في نفسه انه بعد قتلهم يترصد لنا في خلوتنا ويحول مملكة الفرس الى المكدونيين
15. و نحن لم نجد قط ذنبا في اليهود المقضي عليهم بالموت بقضاء اخبث البشر بل بعكس ذلك وجدنا ان لهم سننا عادلة
16. و هم بنو الله العلي العظيم الحي الى الابد الذي باحسانه سلم الملك الى ابائنا والينا وما برح محفوظا الى اليوم
17. و حيث ذلك فاعلموا ان الرسائل التي وجهها باسمنا هي باطلة
18. و بسبب تلك الجريمة قد علق امام ابواب هذه المدينة شوشن هو صاحب تلك المؤامرة وجميع انسبائه على خشبات فنال بذلك جزاء ما استحق من قبل الله لا من قبلنا
(3/394)
19. فليعلن هذا الامر الذي نحن منفذوه الان في جميع المدن ليباح لليهود ان يعملوا بسننهم
20. و ينبغي لكم ان تعضدوهم حتى يستمكنوا من قتل الذين كانوا متاهبين لقتلهم في اليوم الثالث عشر من الشهر الثاني عشر الذي يدعى اذار
21. فان ذلك اليوم الذي كان لهم يوم حزن ونحيب قد حوله لهم الله القدير الى فرح
22. و انتم ايضا فانظموا هذا اليوم بين سائر ايام الاعياد الاخرى وعيدوه بكل فرح حتى يعلم فيما بعد
23. ان كل من يطيع الفرس بامانة يثاب على امانته ثوابا وافيا ومن يرصد لملكهم يهلك بجنايته
24. و كل اقليم او مدينة يابى ان يشترك في هذا العيد فليهلك بالسيف والنار لا الناس فقط بل البهائم ايضا ليكون الى الابد عبرة للاستخفاف والعصيان(3/395)
الحكمة
(19) إصحاح
الأصحاح رقم 1
1 احبوا العدل يا قضاة الارض و اعتقدوا في الرب خيرا و التمسوه بقلب سليم* 2 فانما يجده الذين لا يجربونه و يتجلى للذين لا يكفرون به* 3 لان الافكار الزائغة تقصي من الله و اختبار قدرته يثقف الجهال* 4 ان الحكمة لا تلج النفس الساعية بالمكر و لا تحل في الجسد المسترق للخطيئة* 5 لان روح التاديب القدوس يهرب من الغش و يتحول عن الافكار السفيهة و ينهزم اذا حضر الاثم* 6 ان روح الحكمة محب للانسان فلا يبرئ المجدف مما نطق لان الله ناظر لكليتيه و رقيب لقلبه لا يغفل و سامع لفمه* 7 لان روح الرب ملا المسكونة و واسع الكل عنده علم كل كلمة* 8 فلذلك لا يخفى عليه ناطق بسوء و لا ينجو من القضاء المفحم* 9 لكن سيفحص عن افكار المنافق و كل ما سمع من اقواله يبلغ الى الرب فيحكم على اثامه* 10 لان الاذن الغيرى تسمع كل شيء و صياح المتذمرين لا يخفى عليها* 11 فاحترزوا من التذمر الذي لا خير فيه و كفوا السنتكم عن الثلب فان المنطوق به في الخفية لا يذهب سدى و الفم الكاذب يقتل النفس* 12 لا تغاروا على الموت في ضلال حياتكم و لا تجلبوا عليكم الهلاك باعمال ايديكم* 13 اذ ليس الموت من صنع الله و لا هلاك الاحياء يسره* 14 لانه انما خلق الجميع للبقاء فمواليد العالم انما كونت معافاة و ليس فيها سم مهلك و لا ولاية للجحيم على الارض* 15 لان البر خالد* 16 لكن المنافقين هم استدعوا الموت بايديهم و اقوالهم ظنوه حليفا لهم فاضمحلوا و انما عاهدوه لانهم اهل ان يكونوا من حزبه*
الأصحاح رقم 2
(3/396)
1 فانهم بزيغ افكارهم قالوا في انفسهم ان حياتنا قصيرة شقية و ليس لممات الانسان من دواء و لم يعلم قط ان احدا رجع من الجحيم* 2 انا ولدنا اتفاقا و سنكون من بعد كانا لم نكن قط لان النسمة في انافنا دخان و النطق شرارة من حركة قلوبنا* 3 فاذا انطفات عاد الجسم رمادا و انحل الروح كنسيم رقيق و زالت حياتنا كاثر غمامة و اضمحلت مثل ضباب يسوقه شعاع الشمس و يسقط بحرها* 4 و بعد حين ينسى اسمنا و لا يذكر احد اعمالنا* 5 انما حياتنا ظل يمضي و لا مرجع لنا بعد الموت لانه يختم علينا فلا يعود احد* 6 فتعالوا نتمتع بالطيبات الحاضرة و نبتدر منافع الوجود ما دمنا في الشبيبة* 7 و نترو من الخمر الفاخرة و نتضمخ بالادهان و لا تفتنا زهرة الاوان* 8 و نتكلل بالورد قبل ذبوله و لا يكن مرج الا تمر لنا فيه لذة* 9 و لا يكن فينا من لا يشترك في لذاتنا و لنترك في كل مكان اثار الفرح فان هذا حظنا و نصيبنا* 10 لنجر على الفقير الصديق و لا نشفق على الارملة و لا نهب شيبة الشيخ الكثير الايام* 11 و لتكن قوتنا هي شريعة العدل فانه من الثابت ان الضعف لا يغني شيئا* 12 و لنكمن للصديق فانه ثقيل علينا يقاوم اعمالنا و يقرعنا على مخالفتنا للناموس و يفضح ذنوب سيرتنا* 13 يزعم ان عنده علم الله و يسمي نفسه ابن الرب* 14 و قد صار لنا عذولا حتى على افكارنا* 15 بل منظره ثقيل علينا لان سيرته تخالف سيرة الناس و سبله تباين سبلهم* 16 قد حسبنا كزيوف فهو يجانب طرقنا مجانبة الرجس و يغبط موت الصديقين و يتباهى بان الله ابوه* 17 فلننظر هل اقواله حق و لنختبر كيف تكون عاقبته* 18 فانه ان كان الصديق ابن الله فهو ينصره و ينقذه من ايدي مقاوميه* 19 فلنمتحنه بالشتم و العذاب حتى نعلم حلمه و نختبر صبره* 20 و لنقض عليه باقبح ميتة فانه سيفتقد كما يزعم* 21 هذا ما ارتاوه فضلوا لان شرهم اعماهم* 22 فلم يدركوا اسرار الله و لم يرجوا جزاء القداسة و لم يعتبروا ثواب النفوس(3/397)
الطاهرة* 23 فان الله خلق الانسان خالدا و صنعه على صورة ذاته* 24 لكن بحسد ابليس دخل الموت الى العالم* 25 فيذوقه الذين هم من حزبه*
الأصحاح رقم 3
1 اما نفوس الصديقين فهي بيد الله فلا يمسها العذاب* 2 و في ظن الجهال انهم ماتوا و قد حسب خروجهم شقاء* 3 و ذهابهم عنا عطبا اما هم ففي السلام* 4 و مع انهم قد عوقبوا في عيون الناس فرجاؤهم مملوء خلودا* 5 و بعد تاديب يسير لهم ثواب عظيم لان الله امتحنهم فوجدهم اهلا له* 6 محصهم كالذهب في البودقة و قبلهم كذبيحة محرقة* 7 فهم في وقت افتقادهم يتلالاون و يسعون سعي الشرار بين القصب* 8 و يدينون الامم و يتسلطون على الشعوب و يملك ربهم الى الابد* 9 المتوكلون عليه سيفهمون الحق و الامناء في المحبة سيلازمونه لان النعمة و الرحمة لمختاريه* 10 اما المنافقون فسينالهم العقاب الخليق بمشوراتهم اذ استهانوا بالصديق و ارتدوا عن الرب* 11 لان مزدري الحكمة و التاديب شقي انما رجاؤهم باطل و اتعابهم بلا ثمرة و اعمالهم لا فائدة فيها* 12 نساؤهم سفيهات و اولادهم اشرار* 13 و نسلهم ملعون اما العاقر الطاهرة التي لم تعرف المضجع الفاحش فطوبى لها انها ستحوز ثمرتها في افتقاد النفوس* 14 و طوبى للخصي الذي لم تباشر يده ماثما و لا افتكر قلبه بشر على الرب فانه سيعطى نعمة سامية لامانته و حظا شهيا في هيكل الرب* 15 لان ثمرة الاتعاب الصالحة فاخرة و جرثومة الفطنة راسخة* 16 اما اولاد الزناة فلا يبلغون اشدهم و ذرية المضجع الاثيم تنقرض* 17 ان طالت حياتهم فانهم يحسبون كلا شيء و في اواخرهم تكون شيخوختهم بلا كرامة* 18 و ان ماتوا سريعا فلا يكون لهم رجاء و لا عزاء في يوم الحساب* 19 لان عاقبة الجيل الاثيم هائلة*
الأصحاح رقم 4
(3/398)
1 ان البتولية مع الفضيلة اجمل فان معها ذكرا خالدا لانها تبقى معلومة عند الله و الناس* 2 اذا حضرت يقتدى بها و اذا غابت يشتاق اليها و مدى الدهور تفتخر باكليل الظفر بعد انتصارها في ساحة المعارك الطاهرة* 3 اما لفيف المنافقين الكثير التوالد فلا ينجح و فراخهم النغلة لا تتعمق اصولها و لا تقوم على ساق راسخة* 4 و ان اخرجت فروعا الى حين فانها لعدم رسوخها تزعزعها الريح و تقتلعها الزوبعة* 5 فتنقصف فروعها قبل اناها و تكون ثمرتها خبيثة غير ناضجة للاكل و لا تصلح لشيء* 6 و المولودون من المضجع الاثيم يشهدون بفاحشة والديهم عند استنطاق حالهم* 7 اما الصديق فانه و ان تعجله الموت يستقر في الراحة* 8 لان الشيخوخة المكرمة ليست هي القديمة الايام و لا هي تقدر بعدد السنين* 9 و لكن شيب الانسان هو الفطنة و سن الشيخوخة هي الحياة المنزهة عن العيب* 10 انه كان مرضيا لله فاحبه و كان يعيش بين الخطاة فنقله* 11 خطفه لكي لا يغير الشر عقله و لا يطغي الغش نفسه* 12 لان سحر الاباطيل يغشي الخير و دوار الشهوة يطيش العقل السليم* 13 قد بلغ الكمال في ايام قليلة فكان مستوفيا سنين كثيرة* 14 و اذ كانت نفسه مرضية للرب فقد اخرج سريعا من بين الشرور اما الشعوب فابصروا و لم يفقهوا و لم يجعلوا هذا في قلوبهم* 15 ان نعمته و رحمته لمختاريه و افتقاده لقديسيه* 16 لكن الصديق الذي قد مات يحكم على المنافقين الباقين بعده و الشبيبة السريعة الكمال تحكم على شيخوخة الاثيم الكثيرة السنين* 17 فانهم يبصرون موت الحكيم و لا يفقهون ماذا اراد الرب به و لماذا نقله الى عصمته* 18 يبصرون و يزدرون و الرب يستهزئ بهم* 19 سيسقطون من بعد سقوطا مهينا و يكونون عارا بين الاموات مدى الدهور فانه يحطمهم و هم مبلسون مطرقون و يقتلعهم من الاسس و يتم خرابهم فيكونون في العذاب و ذكرهم يهلك* 20 يتقدمون فزعين من تذكر خطاياهم و اثامهم تحجهم في وجوههم*
الأصحاح رقم 5
(3/399)
1 حينئذ يقوم الصديق بجراة عظيمة في وجوه الذين ضايقوه و جعلوا اتعابه باطلة* 2 فاذا راوه يضطربون من شدة الجزع و ينذهلون من خلاص لم يكونوا يظنونه* 3 و يقولون في انفسهم نادمين و هم ينوحون من ضيق صدورهم هذا الذي كنا حينا نتخذه سخرة و مثلا للعار* 4 و كنا نحن الجهال نحسب حياته جنونا و موته هوانا* 5 فكيف اصبح معدودا في بني الله و حظه بين القديسين* 6 لقد ضللنا عن طريق الحق و لم يضئ لنا نور البر و لم تشرق علينا الشمس* 7 اعيينا في سبل الاثم و الهلاك و همنا في متايه لا طريق فيها و لم نعلم طريق الرب* 8 فماذا نفعتنا الكبرياء و ماذا افادنا افتخارنا بالاموال* 9 قد مضى ذلك كله كالظل و كالخبر السائر* 10 او كالسفينة الجارية على الماء المتموج التي بعد مرورها لا تجد اثرها و لا خط حيزومها في الامواج* 11 او كطائر يطير في الجو فلا يبقى دليل على مسيره يضرب الريح الخفيفة بقوادمه و يشق الهواء بشدة سرعته و برفرفة جناحيه يعبر ثم لا تجد لمروره من علامة* 12 او كسهم يرمى الى الهدف فيخرق به الهواء و لوقته يعود الى حاله حتى لا يعرف ممر السهم* 13 كذلك نحن ولدنا ثم اضمحللنا و لم يكن لنا ان نبدي علامة فضيلة بل فنينا في رذيلتنا* 14 كذا قال الخطاة في الجحيم* 15 لان رجاء المنافق كغبار تذهب به الريح و كزبد رقيق تطارده الزوبعة و كدخان تبدده الريح و كذكر ضيف نزل يوما ثم ارتحل* 16 اما الصديقون فسيحيون الى الابد و عند الرب ثوابهم و لهم عناية من لدن العلي* 17 فلذلك سينالون ملك الكرامة و تاج الجمال من يد الرب لانه يسترهم بيمينه و بذراعه يقيهم* 18 يتسلح بغيرته و يسلح الخلق للانتقام من الاعداء* 19 يلبس البر درعا و حكم الحق خوذة* 20 و يتخذ القداسة ترسا لا يقهر* 21 و يحدد غضبه سيفا ماضيا و العالم يحارب معه الجهال* 22 فتنطلق صواعق البروق انطلاقا لا يخطئ و عن قوس الغيوم المحكمة التوتير تطير الى الهدف* 23 و سخطه يرجمهم ببرد(3/400)
ضخم و مياه البحار تستشيط عليهم و الانهار تلتقي بطغيان شديد* 24 و تثور عليهم ريح شديدة زوبعة تذريهم و الاثم يدمر جميع الارض و الفجور يقلب عروش المقتدرين*
الأصحاح رقم 6
(3/401)
1 الحكمة خير من القوة و الحكيم افضل من الجبار* 2 و انتم ايها الملوك فاسمعوا و تعقلوا و يا قضاة اقاصي الارض اتعظوا* 3 اصغوا ايها المتسلطون على الجماهير المفتخرون بجموع الامم* 4 فان سلطانكم من الرب و قدرتكم من العلي الذي سيفحص اعمالكم و يستقصي نياتكم* 5 فانكم انتم الخادمين لملكه لم تحكموا حكم الحق و لم تحفظوا الشريعة و لم تسيروا بحسب مشيئة الله* 6 فسيطلع عليكم بغتة مطلعا مخيفا لانه سيمضى على الحكام قضاء شديد* 7 فان الصغير اهل للرحمة اما ارباب القوة فبقوة يفحصون* 8 و رب الجميع لا يستثني احدا و لا يهاب العظمة لان الصغير و العظيم كليهما صنعه على السواء و عنايته تعم الجميع* 9 لكن على الاشداء امتحانا شديدا* 10 اليكم ايها الملوك توجيه كلامي لكي تتعلموا الحكمة و لا تسقطوا* 11 فان الذين يحفظون بقداسة ما هو مقدس يقدسون و الذين يتعلمون هذه يجدون ما يحتجون به* 12 فابتغوا كلامي و احرصوا عليه فتتادبوا* 13 فان الحكمة ذات بهاء و نضرة لا تذبل و مشاهدتها متيسرة للذين يحبونها و وجدانها سهل على الذين يلتمسونها* 14 فهي تسبق فتتجلى للذين يبتغونها* 15 و من ابتكر في طلبها لا يتعب لانه يجدها جالسة عند ابوابه* 16 فالتامل فيها كمال الفطنة و من سهر لاجلها فلا يلبث له هم* 17 لانها تجول في طلب الذين هم اهل لها و تتمثل لهم في الطرق باسمة و تتلقاهم كلما تاملوا فيها* 18 فاولها الخلوص في ابتغاء التاديب* 19 و تطلب التاديب هو المحبة و المحبة حفظ الشرائع و مراعاة الشرائع ثبات الطهارة* 20 و الطهارة تقرب الى الله* 21 فابتغاء الحكمة يبلغ الى الملكوت* 22 فان كنتم تلتذون بالعرش و الصولجان يا ملوك الشعوب فاكرموا الحكمة لكي تملكوا الى الابد* 23 و احبوا نور الحكمة يا حكام الشعوب* 24 و انا اخبركم ما الحكمة و كيف صدرت و لا اكتم عنكم الاسرار لكن ابحث عنها من اول كونها و اجعل معرفتها بينة و لا اتجاوز من الحق شيئا* 25 و لا(3/402)
اسير مع من يذوب حسدا لان مثل هذا لا حظ له في الحكمة* 26 ان كثرة الحكماء خلاص العالم و الملك الفطن ثبات الشعب* 27 فتادبوا باقوالي و استفيدوا بها*
الأصحاح رقم 7
(3/403)
1 انما انا انسان يموت مشاكل لسائر الناس من جنس اول من جبل من الارض و قد صورت جسدا في جوف امي* 2 و في مدة عشرة اشهر صنعت من الدم بزرع الرجل و اللذة التي تصاحب النوم* 3 و لما ولدت انتشيت هذا الهواء الشائع و سقطت على هذه الارض المشتركة و اول ما استهللت بالبكاء على حد الجميع* 4 و ربيت في القمط و باهتمام كثير* 5 فانه ليس لملك بدء مولد غير هذا* 6 بل دخول الجميع الى الحياة واحد و خروجهم سواء* 7 حينئذ تمنيت فاوتيت الفطنة و دعوت فحل علي روح الحكمة* 8 ففضلتها على الصوالجة و العروش و لم احسب الغنى شيئا بالقياس اليها* 9 و لم اعدل بها الحجر الكريم لان جميع الذهب بازائها قليل من الرمل و الفضة عندها تحسب طينا* 10 و احببتها فوق العافية و الجمال و اتخذتها لي نورا لان ضوءها لا يغرب* 11 فاوتيت معها كل صنف من الخير و نلت من يديها غنى لا يحصى* 12 فتمتعت بهذه كلها لان الحكمة قائدة لها و لم اعلم انها ام جميعها* 13 تعلمتها بغير مكر و اشرك فيها بغير حسد و غناها لا استره* 14 فانها كنز للناس لا ينقص و الذين استفادوا منه اشركوا في محبة الله لان مواهب التاديب قربتهم اليه* 15 و قد وهبني الله ان ابدي عما في نفسي و ان اجري في خاطري ما يليق بمواهبه فانه هو المرشد الى الحكمة و مثقف الحكماء* 16 و في يده نحن و اقوالنا و الفطنة كلها و معرفة ما يصنع* 17 و وهبني علما يقينا بالاكوان حتى اعرف نظام العالم و قوات العناصر* 18 و مبدا الازمنة و منتهاها و ما بينهما و تغير الاحوال و تحول الاوقات* 19 و مداور السنين و مراكز النجوم* 20 و طبائع الحيوان و اخلاق الوحوش و عصوف الرياح و خواطر الناس و تباين الانبتة و قوى العقاقير* 21 فعلمت جميع المكنونات و الظواهر لان الحكمة مهندسة كل شيء هي علمتني* 22 فان فيها الروح الفهم القدوس المولود الوحيد ذا المزايا الكثيرة اللطيف السريع الحركة الفصيح الطاهر النير السليم المحب للخير الحديد(3/404)
الحر المحسن* 23 المحب للبشر الثابت الراسخ المطمئن القدير الرقيب الذي ينفذ جميع الارواح الفهمة الطاهرة اللطيفة* 24 لان الحكمة اسرع حركة من كل متحرك فهي لطهارتها تلج و تنفذ في كل شيء* 25 فانها بخار قوة الله و صدور مجد القدير الخالص فلذلك لا يشوبها شيء نجس* 26 لانها ضياء النور الازلي و مراة عمل الله النقية و صورة جودته* 27 تقدر على كل شيء و هي واحدة و تجدد كل شيء و هي ثابتة في ذاتها و في كل جيل تحل في النفوس القديسة فتنشئ احباء لله و انبياء* 28 لان الله لا يحب احدا الا من يساكن الحكمة* 29 انها ابهى من الشمس و اسمى من كل مركز للنجوم و اذا قيست بالنور تقدمت عليه* 30 لان النور يعقبه الليل اما الحكمة فلا يغلبها الشر*
الأصحاح رقم 8
(3/405)
1 انها تبلغ من غاية الى غاية بالقوة و تدبر كل شيء بالرفق* 2 لقد احببتها و التمستها منذ صبائي و ابتغيت ان اتخذها لي عروسا و صرت لجمالها عاشقا* 3 فان في نسبها مجدا لانها تحيا عند الله و رب الجميع قد احبها* 4 فهي صاحبة اسرار علم الله و المتخيرة لاعماله* 5 اذا كان الغنى ملكا نفيسا في الحياة فاي شيء اغنى من الحكمة صانعة الجميع* 6 و ان كانت الفطنة هي التي تعمل فمن احكم منها في هندسة الاكوان* 7 و اذا كان احد يحب البر فالفضائل هي اتعابها لانها تعلم العفة و الفطنة و العدل و القوة التي لا شيء للناس في الحياة انفع منها* 8 و اذا كان احد يؤثر انواع العلم فهي تعرف القديم و تتمثل المستقبل و تفقه فنون الكلام و حل الاحاجي و تعلم الايات و العجائب قبل ان تكون و حوادث الاوقات و الازمنة* 9 لذلك عزمت ان اتخذها قرينة لحياتي علما بانها تكون لي مشيرة بالصالحات و مفرجة لهمومي و كربي* 10 فيكون لي بها مجد عند الجموع و كرامة لدى الشيوخ على ما انا فيه من الفتاء* 11 و اعد حاذقا في القضاء و عجيبا امام المقتدرين* 12 اذا صمت ينتظرون و اذا نطقت يصغون و اذا افضت في الكلام يضعون ايديهم على افواههم* 13 و انال بها الخلود و اخلف عند الذين بعدي ذكرا مؤبدا* 14 ادبر الشعوب و تخضع لي الامم* 15 يسمع الملوك المرهوبون فيخافونني و يظهر في الجمع صلاحي و في الحرب باسي* 16 و اذا دخلت بيتي سكنت اليها لانه ليس في معاشرتها مرارة و لا في الحياة معها غمة بل سرور و فرح* 17 فلما تفكرت في نفسي بهذه و تاملت في قلبي ان في قربى الحكمة خلودا* 18 و في مصافاتها لذة صالحة و في اتعاب يديها غنى لا ينقص و في الترشح لمؤانستها فطنة و في الاشتراك في حديثها فخرا طفقت اطوف طالبا ان اتخذها لنفسي* 19 و قد كنت صبيا حسن الطباع و رزقت نفسا صالحة* 20 ثم بازديادي صلاحا حصلت على جسد غير مدنس* 21 و لما علمت باني لا اكون عفيفا ما لم يهبني الله العفة و قد(3/406)
كان من الفطنة ان اعلم ممن هذه الموهبة توجهت الى الرب و سالته من كل قلبي قائلا*
الأصحاح رقم 9
1 يا اله الاباء يا رب الرحمة يا صانع الجميع بكلمتك* 2 و فاطر الانسان بحكمتك لكي يسود على الخلائق التي كونتها* 3 و يسوس العالم بالقداسة و البر و يجري الحكم باستقامة النفس* 4 هب لي الحكمة الجالسة الى عرشك و لا ترذلني من بين بنيك* 5 فاني انا عبدك و ابن امتك انسان ضعيف قليل البقاء و ناقص الفهم في القضاء و الشرائع* 6 على انه ان كان في بني البشر احد كامل فما لم تكن معه الحكمة التي منك لا يحسب شيئا* 7 انك قد اخترتني لشعبك ملكا و لبنيك و بناتك قاضيا* 8 و امرتني ان ابني هيكلا في جبل قدسك و مذبحا في مدينة سكناك على مثال المسكن المقدس الذي هياته منذ البدء* 9 ان معك الحكمة العليمة باعمالك و التي كانت حاضرة اذ صنعت العالم و هي عارفة ما المرضي في عينيك و المستقيم في وصاياك* 10 فارسلها من السماوات المقدسة و ابعثها من عرش مجدك حتى اذا حضرت تجد معي و اعلم ما المرضي لديك* 11 فانها تعلم و تفهم كل شيء فتكون لي في افعالي مرشدا فطينا و بعزها تحفظني* 12 فتغدو اعمالي مقبولة و احكم لشعبك بالعدل و اكون اهلا لعرش ابي* 13 فاي انسان يعلم مشورة الله او يفطن لما يريد الرب* 14 ان افكار البشر ذات احجام و بصائرنا غير راسخة* 15 اذ الجسد الفاسد يثقل النفس و المسكن الارضي يخفض العقل الكثير الهموم* 16 و نحن بالجهد نتمثل ما على الارض و بالكد ندرك ما بين ايدينا فما في السماوات من اطلع عليه* 17 و من علم مشورتك لو لم تؤت الحكمة و تبعث روحك القدوس من الاعالي* 18 فانه كذلك قومت سبل الذين على الارض و تعلم الناس مرضاتك* 19 و الحكمة هي التي خلصت كل من ارضاك يا رب منذ البدء*
الأصحاح رقم 10
(3/407)
1 هي التي حفظت اول من جبل ابا للعالم لما خلق وحده* 2 و انقذته من زلته و اتته قوة ليتسلط على الجميع* 3 و لما ارتد عنها الظالم في غضبه هلك في حنقه الذي كان به قاتل اخيه* 4 و لما غمر الطوفان الارض بسببه عادت الحكمة فخلصتها بهدايتها للصديق في الة خشب حقيرة* 5 و هي التي عند اتفاق لفيف الامم على الشر لقيت الصديق و صانته لله بغير وصمة و حفظت احشاءه صماء عن ولده* 6 و هي التي انقذت الصديق من المنافقين الهالكين فهرب من النار الهابطة على المدن الخمس* 7 و الى الان يشهد بشرهم قفر يسطع منه الدخان و نبات يثمر ثمرا لا ينضج و عمود من ملح قائم تذكارا لنفس لم تؤمن* 8 و الذين اهملوا الحكمة لم ينحصر ظلمهم لانفسهم بجهلهم الصلاح و لكنهم خلفوا للناس ذكر حماقتهم بحيث لم يستطيعوا كتمان ما زلوا فيه* 9 و اما الذين خدموا الحكمة فانقذتهم من كل نصب* 10 و هي التي قادت الصديق الهارب من غضب اخيه في سبل مستقيمة و ارته ملكوت الله و اتته علم القديسين و انجحته في اتعابه و اكثرت ثمرات اعماله* 11 و عند طماعة المستطيلين عليه انتصبت لمعونته و اغنته* 12 و وقته من اعدائه و حمته من الكامنين له و اظفرته في القتال الشديد لكي يعلم ان التقوى اقدر من كل شيء* 13 و هي التي لم تخذل الصديق المبيع بل صانته من الخطيئة و نزلت معه في الجب* 14 و في القيود لم تفارقه حتى ناولته صوالجة الملك و سلطانا على الذين قسروه و كذبت الذين عابوه و اتته مجدا ابديا* 15 و هي التي انقذت شعبا مقدسا و ذرية لا وصمة فيها من امة مضايقيهم* 16 و حلت نفس عبد للرب و قاومت ملوكا مرهوبين بعجائب و ايات* 17 و جزت القديسين ثواب اتعابهم و قادتهم في طريق عجيب و كانت لهم ظلا في النهار و ضياء نجوم في الليل* 18 و عبرت بهم البحر الاحمر و اجازتهم المياه الغزيرة* 19 اما اعداؤهم فاغرقتهم ثم قذفتهم من عمق الغمار على الشاطئ فسلب الصديقون المنافقين* 20 و رنموا لاسمك القدوس(3/408)
ايها الرب و حمدوا بقلب واحد يدك الناصرة* 21 لان الحكمة فتحت افواه البكم و جعلت السنة الاطفال تفصح*
الأصحاح رقم 11
(3/409)
1 ثم سددت مساعيهم بارشاد نبي قديس* 2 فساروا في برية لا ساكن بها و ضربوا اخبيتهم في ارض قفرة* 3 و قاوموا محاربيهم و دافعوا اعداءهم* 4 و في عطشهم دعوا اليك فاعطوا ماء من صخرة الصوان و شفاء لغليلهم من الحجر الجلمود* 5 فكان الذي عذب به اعداؤهم اذ اعوزهم ما يشربون و بنو اسرائيل متهللون بكثرته* 6 هو الذي احسن به اليهم في عوزهم* 7 فانك بلبلت اولئك اذ بدلتهم بمعين النهر الدائم دما صديدا* 8 عقابا لهم على قضائهم بقتل الاطفال و هؤلاء اعطيتهم ماء غزيرا عند الياس منه* 9 لكي تريهم بعطشهم هذا كيف عاقبت اضدادهم* 10 فانهم بامتحانك لهم و ان كان تاديب رحمة فهموا كيف كان عذاب المنافقين المقضي عليهم بالغضب* 11 لانك جربت هؤلاء كاب انذارا لهم و اولئك ابتليتهم كملك قاس قضاء عليهم* 12 و قد مسهم في الغيب من الضر ما مسهم في المشهد* 13 اذ اخذهم ضعفان من الحزن و النحيب بتذكر الضربات السالفة* 14 لانهم لما سمعوا ان ما كان لهم عقابا صار لاعدائهم احسانا شعروا بيد الرب* 15 و الذي قضوا من قبل بطرحه في النهر و استخفوا به و رذلوه استعظموه في اخر الامر اذ كان عطش الصديقين على خلاف عطشهم* 16 و اذ كانوا قد سفهوا في افكارهم الاثيمة و ضلوا حتى عبدوا زحافات حقيرة و وحوشا لا نطق لها انتقمت منهم بان ارسلت عليهم جما من الحيوانات التي لا نطق لها* 17 لكي يعلموا ان ما خطئ به احد به يعاقب* 18 و لم يكن صعبا على يدك القادرة على كل شيء التي صنعت العالم من مادة غير مصورة ان تبعث عليهم جما من الادباب او الاسود الباسلة* 19 او من اصناف جديدة لم تعرف من الوحوش الضارية التي تنفخ نارا او تبعث دخانا قاتما او ترسل من عيونها شرارا مخيفا* 20 اذن لكانت تهلكهم خوفا من منظرها فضلا عن ان تهشمهم باصابتها* 21 بل قد كان نفس كافيا لاسقاطهم فيتعقبهم القضاء و روح قدرتك يذريهم لكنك رتبت كل شيء بمقدار و عدد و وزن* 22 و عندك قدرة عظيمة في كل حين(3/410)
فمن يقاوم قوة ذراعك* 23 ان العالم كله امامك مثل ما ترجح به كفة الميزان و كنقطة ندى تسقط على الارض عند السحر* 24 لكنك ترحم الجميع لانك قادر على كل شيء و تتغاضى عن خطايا الناس لكي يتوبوا* 25 لانك تحب جميع الاكوان و لا تمقت شيئا مما صنعت فانك لو ابغضت شيئا لم تكونه* 26 و كيف يبقى شيء لم ترده ام كيف يحفظ ما لست انت داعيا له* 27 انك تشفق على جميع الاكوان لانها لك ايها الرب المحب للنفوس*
الأصحاح رقم 12
(3/411)
1 ان في كل شيء روحك الذي لا فساد فيه* 2 فبه توبخ الخطاة شيئا فشيئا و فيما يخطاون به تذكرهم و تنذرهم لكي يقلعوا عن الشر و يؤمنوا بك ايها الرب* 3 فانك ابغضت الذين كانوا قديما سكان ارضك المقدسة* 4 لاجل اعمالهم الممقوتة لديك من السحر و ذبائح الفجور* 5 اذ كانوا يقتلون اولادهم بغير رحمة و ياكلون احشاء الناس و يشربون دماءهم في شعائر عبادتك* 6 فاثرت ان تهلك بايدي ابائنا اولئك الوالدين قتلة النفوس التي لا نصرة لها* 7 لكي تكون الارض التي هي اكرم عندك من كل ارض عامرة بابناء الله كما يليق بها* 8 على انك اشفقت على اولئك ايضا لانهم بشر فبعثت بالزنابير تتقدم عسكرك و تبيدهم شيئا بعد شيء* 9 لا لانك عجزت عن اخضاع المنافقين للصديقين بالقتال او تدميرهم بمرة بالوحوش الضارية او بامر جازم من عندك* 10 لكن بعقابهم شيئا فشيئا منحتهم مهلة للتوبة و ان لم يخف عليك ان جيلهم شرير و ان خبثهم غريزي و افكارهم لا تتغير الى الابد* 11 لانهم كانوا ذرية ملعونة منذ البدء و لم يكن عفوك عن خطاياهم خوفا من احد* 12 فانه من يقول ماذا صنعت او يعترض قضاءك و من يشكوك بهلاك الامم التي خلقتها او يقف بين يديك مخاصما عن اناس مجرمين* 13 اذ ليس اله الا انت المعتني بالجميع حتى تري انك لا تقضي قضاء الظلم* 14 و ليس لملك او سلطان ان يطالبك بالذين اهلكتهم* 15 و اذ انت عادل تدبر الجميع بالعدل و تحسب القضاء على من لا يستوجب العقاب منافيا لقدرتك* 16 لان قوتك هي مبدا عدلك و بما انك رب الجميع فانت تشفق على الجميع* 17 و انما تبدي قوتك للذين لا يؤمنون انك على كمال القدرة و تعاقب العلماء على جسارتهم* 18 لكنك ايها السلطان القدير تحكم بالرفق و تدبرنا باشفاق كثير لان في يدك ان تعمل بقدرة متى شئت* 19 فعلمت شعبك باعمالك هذه ان الصديق ينبغي ان يكون محبا للناس و جعلت لبنيك رجاء حسنا لانك تمنحهم في خطاياهم مهلة للتوبة* 20 لانك ان كنت عاقبت اعداء(3/412)
بنيك المستوجبين للموت بمثل هذا التحرز و الترفق و جعلت لهم زمانا و مكانا للاقلاع عن الشر* 21 فباي اعتناء دبرت بنيك الذين واثقت اباءهم بالاقسام و العهود على مواعيدك الصالحة* 22 فتؤدبنا نحن و تجلد اعداءنا جلدا كثيرا لكي نتذكر حلمك اذا حكمنا و ننتظر رحمتك اذا حكم علينا* 23 لاجل ذلك فالمنافقون الذين عاشوا بالسفه عذبتهم بارجاسهم عينها* 24 فانهم في ضلالهم تجاوزوا طرق الضلال اذ اتخذوا ما يستحقره اعداؤهم من الحيوان الهة مغترين كاطفال لا يفقهون* 25 لذلك بعثت عليهم عقاب اولاد لا عقل لهم للسخرية* 26 و لما لم يتعظوا بتاديب السخرية ذاقوا العقاب اللائق بالله* 27 و فيما تحملوه بغيظهم و قد راوا ان ما اتخذوه الها كانوا به يعذبون عرفوا الاله الحق الذي كانوا يكفرون به و لذلك حلت بهم خاتمة العقاب*
الأصحاح رقم 13
(3/413)
1 ان جميع الذين لم يعرفوا الله هم حمقى من طبعهم لم يقدروا ان يعلموا الكائن من الخيرات المنظورة و لم يتاملوا المصنوعات حتى يعرفوا صانعها* 2 لكنهم حسبوا النار او الريح او الهواء اللطيف او مدار النجوم او لجة المياه او نيري السماء الهة تسود العالم* 3 فان كانوا انما اعتقدوا هذه الهة لانهم خلبوا بجمالها فليتعرفوا كم ربها احسن منها اذ الذي خلقها هو مبدا كل جمال* 4 او لانهم دهشوا من قوتها و فعلها فليتفهموا بها كم منشئها اقوى منها* 5 فانه بعظم جمال المبروءات يبصر فاطرها على طريق المقايسة* 6 غير ان لهؤلاء وجها من العذر لعلهم ضلوا في طلبهم لله و رغبتهم في وجدانه* 7 اذ هم يبحثون عنه مترددين بين مصنوعاته فيغرهم منظرها لان المنظورات ذات جمال* 8 مع ذلك ليس لهم من مغفرة* 9 لانهم ان كانوا قد بلغوا من العلم ان استطاعوا ادراك كنه الدهر فكيف لم يكونوا اسرع ادراكا لرب الدهر* 10 اما الذين سموا اعمال ايدي الناس الهة الذهب و الفضة و ما اخترعته الصناعة و تماثيل الحيوان و الحجر الحقير مما صنعته يد قديمة فهم اشقياء و رجاؤهم في الاموات* 11 يقطع نجار شجرة من الغابة طوع العمل و يجردها بحذقه من قشرها كله ثم بحسن صناعته يصنعها الة تصلح لخدمة العيش* 12 و يستعمل نفايتها وقودا لاعداد طعامه* 13 ثم ياخذ قطعة من نفايتها لا تصلح لشيء خشبة ذات اعوجاج و عقد و يعتني بنقشها في اوان فراغه و يصورها بخبرة صناعته على شكل انسان* 14 او يمثل بها حيوانا خسيسا و يدهنها بالاسفيداج و يحمر لونها بالزنجفر و يطلي كل لطخة بها* 15 و يجعل لها مقاما يليق بها و يضعها في الحائط و يوثقها بالحديد* 16 و يتحفظ عليها ان لا تسقط لعلمه بانها لا تقوم بمعونة نفسها اذ هي تمثال يفتقر الى من يعينه* 17 ثم يتضرع اليها عن امواله و ازواجه و بنيه و لا يخجل ان يخاطب من لا روح له* 18 فيطلب العافية من السقيم و يسال الميت الحياة و يستغيث بمن هو اعجز شيء(3/414)
عن الاغاثة* 19 و يتوسل من اجل السفر الى من لا يستطيع المشي و يلتمس النصرة في الكسب و التجارة و نجح المساعي ممن هو اقصر موجود باعا*
الأصحاح رقم 14
(3/415)
1 و اخر قبل ان يركب البحر و يسير على الامواج المعربدة يستغيث بخشب هو اقصف من المركب الذي يحمله* 2 لان المركب اخترعه حب الكسب و صنعته الحكمة المهندسة* 3 لكن عنايتك ايها الاب هي التي تدبره لانك انت الذي فتحت في البحر طريقا و في الامواج مسلكا امنا* 4 و بينت انك قادر ان تخلص من كل خطر و لو ركب البحر من يجهل صناعته* 5 و انت تحب ان لا تكون اعمال حكمتك باطلة فلذلك يودع الناس انفسهم خشبا صغيرا و يقطعون اللجة في سفينة و يخلصون* 6 و في البدء ايضا حين هلك الجبابرة المتكبرون التجا رجاء العالم الى سفينة و ارشدته يدك فابقى للدهر ذرية تتوالد* 7 فالخشب الذي به يحصل البر هو مبارك* 8 اما الخشب المصنوع صنما فملعون هو و صانعه اما هذا فلانه عمله و اما ذاك فلانه مع كونه فاسدا سمي الها* 9 فان الله يبغض المنافق و نفاقه على السواء* 10 فيصيب العقاب المصنوع و الصانع* 11 لذلك ستفتقد اصنام الامم ايضا لانها صارت في خلق الله رجسا و معثرة لنفوس الناس و فخا لاقدام الجهال* 12 لان اختراع الاصنام هو اصل الفسق و وجدانها فساد الحياة* 13 و هي لم تكن في البدء و ليست تدوم الى الابد* 14 لانها انما دخلت العالم بحب الناس للمجد الفارغ و لذلك قد عزم على الغائها عن قريب* 15 و ذلك ان والدا قد فجع بثكل معجل فصنع تمثالا لابنه الذي خطف سريعا و جعل يعبد ذلك الانسان الميت بمنزلة اله و رسم للذين تحت يده شعائر و ذبائح* 16 ثم على ممر الزمان تاصلت تلك العادة الكفرية فحفظت كشريعة و باوامر الملوك عبدت المنحوتات* 17 و الذين لم يستطع الناس اكرامهم بمحضرهم لبعد مقامهم صوروا هيئاتهم الغائبة و جعلوا صورة الملك المكرم نصب العيون حرصا على تملقه في الغيبة كانه حاضر* 18 ثم ان حب الصناع للمباهاة كان داعية للجاهلين الى المبالغة في هذه العبادة* 19 فانهم رغبة في ارضاء الامر قد افرغوا وسعهم في الصناعة لاخراج الصورة على غاية الكمال* 20 فاستميل(3/416)
الجمهور ببهجة ذلك المصنوع حتى ان الذي كانوا قبل قليل يكرمونه كانسان عدوه الها* 21 و بهذا كان اقتناص الخلق فان رزيئة بعض الناس او اقتسار الملوك استعبدهم حتى جعلوا على الحجر و الخشب الاسم الذي لا يشرك فيه احد* 22 ثم لم يكتفوا بضلالهم في معرفة الله لكنهم غاصوا في حرب الجهل الشديدة و هم يسمون مثل هذه الشرور سلاما* 23 فانهم يمارسون ذبائح من بنيهم و شعائر خفية و مادب جنون على اساليب اخر* 24 لا يرعون حسن السيرة و لا طهارة الزواج فيقتل الرجل صاحبه بالاغتيال و يمضه بالفاحشة* 25 شر متفاقم في كل موضع الدم و القتل و السرقة و المكر و الفساد و الخيانة و الفتنة و الحنث و قلق الابرار* 26 و كفران النعمة و تدنس النفوس و التباس المواليد و تشوش الزواج و الفسق و العهر* 27 لان عبادة الاصنام المكروهة هي علة كل شر و ابتداؤه و غايته* 28 فانهم اذا فرحوا جنوا او تنباوا كذبوا او عاملوا ظلموا او حالفوا اسرعوا الى الحنث* 29 و لتوكلهم على اصنام لا ارواح لها لا يتوقعون اذا اقسموا بالزور ان ينالهم الخسران* 30 فهناك امران يستحقون بهما حلول العقاب سوء اعتقادهم في الله اذ اتبعوا الاصنام و قسمهم بالظلم و المكر اذ استخفوا بالقداسة* 31 لان معصية الظالمين انما يتعقبها القضاء على الخطاة لا قدرة المقسم بهم*
الأصحاح رقم 15
(3/417)
1 و انت يا الهنا ذو صلاح و صدق طويل الاناة و مدبر الجميع بالرحمة* 2 فاذا خطئنا فنحن في يدك و قد علمنا قدرتك لكنا لا نختار الخطا لعلمنا بانا من خاصتك* 3 فان معرفتك هي البر الكامل و العلم بقدرتك هو اصل الحياة الدائمة* 4 لذلك لم يغونا ما اخترعته صناعة الناس الممقوتة و لا عمل المصورين العقيم من الصور الملطخة بالالوان* 5 التي في النظر اليها فضيحة للسفهاء بعشقهم صورة تمثال ميت لا روح فيه* 6 لا جرم ان الذين يصنعونها و الذين يعشقونها و الذين يعبدونها هم كلفون بالمنكرات و هم اهل لان تكون امالهم في امثال هذه* 7 ان الخزاف يعني بعجن الطين اللين و يصنع منه كل اناء مما نستخدمه فيصنع من الطين الواحد الانية المستخدمة في الاعمال الطاهرة و المستخدمة في عكس ذلك و اما تخصيص كل اناء بواحدة من الخدمتين فانما يرجع الى حكم صانع الطين* 8 و بعنائه الممقوت يصنع من هذا الطين الها باطلا و هو انما ولد من الطين من حين يسير و عن قليل سيعود الى ما اخذ منه حين يطالب بدين نفسه* 9 غير ان همه ليس بانه يتعب و لا بانه قريب الاجل لكنه يباري صاغة الذهب و الفضة و يعارض النحاسين و يعتد ما يصنعه من الخسائس فخرا* 10 فقلبه رماد و رجاؤه اخس من التراب و حياته احقر من الطين* 11 لانه جهل من جبله و نفخ فيه نفسا عاملة و روحا محييا* 12 بل حسب حياتنا عبثا و عمرنا موسما للاكتساب و زعم انه لا بد من الربح بكل حيلة و لو بالظلم* 13 فانه عالم بانه اعظم جرما من الجميع لانه يصنع من طين الارض انية قصمة و منحوتات* 14 ان جميع اعداء شعبك المتسلطين عليهم هم اجهل الناس و اشقى من نفوس الاطفال* 15 لانهم حسبوا جميع اصنام الامم الهة تلك التي لا تبصر بعيونها و لا تنشق الهواء بانوفها و لا تسمع باذانها و لا تلمس باصابع ايديها و ارجلها عاجزة عن الخطو* 16 لانها انما عملها انسان و الذي اعير روحا صنعها و ليس في طاقة انسان ان يصنع الها مثله* 17 و انما(3/418)
هو فان فيصنع بيديه الاثيمتين ما لا حياة فيه فهو افضل من معبوداته اذ هو قد كان حيا و اما هي فلم تكن حية البتة* 18 و هم يعبدون اعدى الحيوان مما هو اشد البهائم عجمة* 19 و ليس فيه ما في منظر الحيوانات الاخر من الحسن الشائق اذ فاته مدح الله و بركته*
الأصحاح رقم 16
(3/419)
1 لذلك كانوا احقاء بان يعاقبوا بامثال هذه و يعذبوا بجم من الحشرات* 2 اما شعبك فبدلا من ذلك العقاب احسنت اليهم باعداد السلوى ماكلا غريب الطعم اشبعت به شهوتهم* 3 حتى انه بينما كان اولئك مع جوعهم فاقدي كل شهوة للطعام من كراهة ما بعثت عليهم كان هؤلاء بعد عوز يسير يتناولون ماكلا غريب الطعم* 4 فانه كان ينبغي لاولئك المقتسرين ان تنزل بهم فاقة لا مناص منها و لهؤلاء ان يروا كيف يعذب اعداؤهم لا غير* 5 و لما اقتحم هؤلاء حنق الوحوش الهائل و اهلكهم لدغ الحيات الخبيثة* 6 لم يستمر غضبك الى المنتهى بل انما اقلقوا الى حين انذارا لهم و نصبت لهم علامة للخلاص تذكرهم وصية شريعتك* 7 فكان الملتفت اليها يخلص لا بذلك المنظور بل بك يا مخلص الجميع* 8 و بذلك اثبت لاعدائنا انك انت المنقذ من كل سوء* 9 لان اولئك قتلهم لسع الجراد و الذباب و لم يوجد لنفوسهم شفاء اذ هم اهل لان يعاقبوا بمثل ذلك* 10 اما بنوك فلم تقو عليهم انياب التنانين السامة لان رحمتك اقبلت و شفتهم* 11 و انما نخسوا ليتذكروا اقوالك ثم خلصوا سريعا لئلا يسقطوا في نسيان عميق فيحرموا احسانك* 12 و ما شفاهم نبت و لا مرهم بل كلمتك يا رب التي تشفي الجميع* 13 لان لك سلطان الحياة و الموت فتحدر الى ابواب الجحيم و تصعد* 14 اما الانسان فيقتل بخبثه لكنه لا يعيد الروح الذي قد خرج و لا يسترجع النفس المقبوضة* 15 انه ليس احد يستطيع ان يهرب من يدك* 16 فانك قد جلدت بقوة ذراعك المنافقين الذين جحدوا معرفتك و اطلقت في اثرهم سيولا و بردا و امطارا غريبة و نارا اكلة* 17 و اغرب شيء ان النار كانت في الماء الذي يطفئ كل شيء تزداد حدة لان عناصر العالم تقاتل عن الصديقين* 18 و كان اللهيب تارة يسكن لئلا يحرق ما ارسل على المنافقين من الحيوان و لكي يبصروا فيعلموا ان قضاء الله على اعقابهم* 19 و تارة يخرج عن طبع النار فيتاجج في الماء لكي يستاصل انبتة الارض الاثيمة* 20 اما شعبك(3/420)
فبدلا من ذلك اطعمتهم طعام الملائكة و ارسلت لهم من السماء خبزا معدا لا تعب فيه يتضمن كل لذة و يلائم كل ذوق* 21 لان جوهرك ابدى عذوبتك لبنيك فكان يخدم شهوة المتناول و يتحول الى ما شاء كل واحد* 22 و كان الثلج و الجليد يثبتان في النار و لا يذوبان لكي يعلم كيف اكلت ثمار الاعداء نار تلتهب في البرد و تبرق في المطر* 23 اما عند هؤلاء فقد تناست القوة التي لها لكي يغتذي القديسون* 24 اذ الخليقة الخادمة لك انت صانعها تتشدد لتعاقب المجرمين و تتراخى لتحسن الى المتوكلين عليك* 25 لذلك كانت حينئذ تتحول الى كل شيء لتخدم نعمتك الغاذية الجميع على ما يشاء كل محتاج* 26 لكي يعلم بنوك الذين احببتهم ايها الرب ان ليس ما تخرج الارض من الثمار هو يغذو الانسان لكن كلمتك هي التي تحفظ المؤمنين بك* 27 اذ ما لم تكن النار تحله كانت شعاعة يسيرة من الشمس تحميه فيذوب* 28 حتى يعلم انه يجب ان نسبق الشمس الى شكرك و نحضر امامك عند شروق النور* 29 لان رجاء من لا شكر له يذوب كجليد شتوي و يذهب كماء لا منفعة فيه*
الأصحاح رقم 17
(3/421)
1 ان احكامك عظيمة لا يعبر عنها و لذلك ضلت النفوس التي لا تاديب لها* 2 فانه لما توهم المجرمون انهم يتسلطون على الامة القديسة اذا هم ملقون في اسر الظلمة و قيود الليل الطويل محبوسون تحت سقوفهم منفيون عن العناية الابدية* 3 و اذ حسبوا انهم مستترون في خطاياهم الخفية فرق بينهم ستر النسيان المظلم و هم في رعب شديد تقلقهم الاخيلة* 4 و لم تكن الاكنة التي لبثوا فيها لتقيهم من الذعر فقد كانت اصوات قاصفة تدوي من حولهم و اشباح مكفهرة تتراءى امام وجوههم الكاسفة* 5 و لم يكن في قوة النار مهما اشتدت ان تاتي بضياء و لا في بريق النجوم ان ينير ذلك الليل المدلهم* 6 و انما كانت تلمع لهم بغتة نيران مخيفة فيرتعدون من ذلك المنظر المبهم و يتوهمون ما يظهر لهم اهول مما هو* 7 حينئذ بطلت صناعة السحر و شعوذته و برز على افتخارهم بالحكمة حجة مخزية* 8 اذ الذين وعدوا بنفي الجزع و البلبال عن النفس الدنفة هؤلاء ادنفهم خوف مضحك* 9 فانهم و ان لم يصبهم شيء هائل كان مرور الوحوش و فحيح الافاعي يدحرهم فيهلكون من الخوف و يتوقون حتى الهواء الذي لا محيد عنه* 10 لان الخبث ملازم للجبن فهو يقضي على نفسه بشهادته و لقلق الضمير لا يزال متخيلا الضربات* 11 فان الخوف انما هو ترك المدد الذي من العقل* 12 و انتظار المدد من الداخل اضعف و لذلك تحسب مجلبة العذاب المجهولة اشد* 13 فالذين ناموا تلك النومة في ذلك الليل الذي لا يطاق الوارد من اخادير الجحيم الفظيعة* 14 كانوا تارة تقتحمهم الاخيلة و تارة تنحل قواهم من انخلاع قلوبهم لما غشيهم من مفاجاة الخوف الغير المتوقع* 15 ثم حيثما سقط احد بقى محبوسا في سجن لا حديد فيه* 16 فان كان فلاحا او راعيا او صاحب عمل من اعمال الصحراء اخذ بغتة فوقع في قسر لا انفكاك عنه* 17 اذ جميعهم كانوا مقيدين بسلسلة واحدة من الظلام فدوي الريح و اغاريد الطيور على الاغصان الملتفة و صوت المياه المندفعة بقوة* 18 و(3/422)
قعقعة الحجارة المتدحرجة و ركض الحيوانات الذي لا يرى و زئير الوحوش الضارية و الصدى المتردد في بطون الجبال كل ذلك كان يذيبهم من الخوف* 19 و بينما كان سائر العالم يضيئه نور ساطع و يتعاطى اعماله بغير مانع* 20 كان اولئك منفردين في ظل ليل مدلهم مشاكل لما سيغشاهم من الظلمة لكنهم كانوا على انفسهم اثقل من الظلمة*
الأصحاح رقم 18
(3/423)
1 اما قديسوك فكان عندهم نور عظيم و كان اولئك يسمعون اصواتهم بغير ان يبصروا اشخاصهم و يغبطونهم على انهم لا يقاسون مثل حالهم* 2 و يشكرونهم على انهم لا يؤذون الذين قد ظلموهم و يستغفرونهم من معاداتهم لهم* 3 و بازاء ذلك جعلت لهؤلاء عمود نار دليلا في طريق لم يعرفوه شمسا لتلك الضيافة الكريمة لا اذى بها* 4 اما اولئك فكان جديرا بهم ان يفقدوا النور و يحبسوا في الظلمة لانهم حبسوا بنيك الذين بهم سيمنح الدهر نور شريعتك الغير الفاني* 5 و لما ائتمروا ان يقتلوا اطفال القديسين و عرض واحد منهم لذلك ثم خلص عاقبتهم انت باهلاك جمهور اولادهم ثم دمرتهم جميعا في الماء الغامر* 6 و تلك الليلة قد اخبر بها اباؤنا من قبل لكي تطيب نفوسهم لعلمهم اليقين ما الاقسام التي يثقون بها* 7 ففاز شعبك بخلاص الصديقين و هلاك الاعداء* 8 فان الذي عاقبت به المقاومين هو الذي جذبتنا به اليك و مجدتنا* 9 فان القديسين بني الصالحين كانوا يذبحون خفية و يوجبون على انفسهم شريعة الله هذه ان يشترك القديسون في السراء و الضراء على السواء و كانوا يرنمون بتسابيح الاباء* 10 و قد رفع الاعداء جلبة اصواتهم بالبكاء و النحيب على اطفالهم* 11 و كان قضاء واحد على العبد و المولى و ضربة واحدة نالت الشعب و الملك* 12 و كان لكلهم اجمعين اموات لا يحصون قد ماتوا ميتة واحدة حتى ان الاحياء لم يكفوا لدفن الموتى اذ في لحظة ابيد نسلهم الاعز* 13 و بعد ان ابوا بسبب السحر ان يؤمنوا بشيء اعترفوا عند هلاك الابكار بان الشعب هو ابن لله* 14 و حين شمل كل شيء هدوء السكوت و انتصف مسير الليل* 15 هجمت كلمتك القديرة من السماء من العروش الملكية على ارض الخراب بمنزلة مبارز عنيف* 16 و سيف صارم يمضي قضاءك المحتوم فوقف و ملا كل مكان قتلا و كان راسه في السماء و قدماه على الارض* 17 حينئذ بلبلتهم بغتة اخيلة الاحلام بلبلة شديدة و غشيتهم اهوال مفاجئة* 18 و كان كل واحد عند صرعه(3/424)
بين حي و ميت يعلن لاي سبب يموت* 19 لان الاحلام التي اقلقتهم انباتهم بذلك لئلا يهلكوا و هم يجهلون مجلبة هلاكهم* 20 و الصديقون ايضا مستهم محنة الموت و وقعت الضربة على جم منهم في البرية لكن الغضب لم يلبث طويلا* 21 لان رجلا لا عيب فيه بادر لحمايتهم فبرز بسلاح خدمته الذي هو الصلاة و التكفير بالبخور و قاوم الغضب و ازال النازلة فتبين انه خادمك* 22 فانتصر على الجمع لا بقوة الجسد و لا باعمال السلاح و لكنه بالكلام كف المعاقب مذكرا الاقسام و العهود للاباء* 23 فانه اذ كان القتلى يتساقطون جماعات وقف في الوسط فحسم السخط و قطع المسلك الى الاحياء* 24 لانه كان على ثوبه السابغ العالم كله و اسماء الاباء المجيدة منقوشة في اربعة اسطر من الحجارة الكريمة و عظمتك على تاج راسه* 25 فهذه خضع المهلك لها و هابها و كان مجرد اختبار الغضب قد كفى*
الأصحاح رقم 19
(3/425)
1 اما المنافقون فاستمر عليهم الى الانقضاء غضب لا رحمة معه لانه كان يعلم من قبل ماذا سيكون من امرهم* 2 و انهم بعد ترخيصهم لهم في الذهاب و مبادرتهم لاطلاقهم يندمون فيجدون في اثرهم* 3 فانهم قبل ان تنقضي مناحتهم و هم منتحبون على قبور امواتهم عادوا فاتخذوا مشورة جهل اخرى و سعوا في اثار الذين حثوهم على الرحيل سعيهم وراء قوم فارين* 4 و انما ساقهم الى هذا الاجل امر لا بد منه انساهم ما سبق من الحوادث لكي يستتموا ما بقي من الام عقابهم* 5 و يعبر شعبك اعجب عبور و يموت اولئك اغرب ميتة* 6 و كانت جميع الخلائق كل واحدة في جنسها تستبدل طبعها و تخدمك بحسب ما رسم لها لكي يحفظ بنوك بغير ضر* 7 فالغمام ظلل المحلة و مما كان قبلا يغمر بالمياه برزت ارض يابسة طريق ممهد في البحر الاحمر و مرج اخضر في قعر لجة عظيمة* 8 هناك عبرت الامة كلها و هم في ستر يدك يرون عجائب الايات* 9 و رتعوا كالخيل و وثبوا كالحملان مسبحين لك ايها الرب مخلصهم* 10 متذكرين ما وقع في غربتهم كيف اخرجت الارض الذباب بدلا من نتاج الحيوان و فاض النهر بجم من الضفادع عوض الاسماك* 11 و اخيرا راوا صنفا جديدا من الطير حين حثتهم شهوتهم ان يتطلبوا طعاما لذيذا* 12 فصعدت السلوى من البحر تسلية لهم اما الخطاة فنزل عليهم الانتقام مع ما له من العلائم القديمة التي هي شدة الصواعق و انما اصابهم ما استحقت فواحشهم* 13 اذ كانت معاملتهم للاضياف اشد كراهية فان اولئك ابوا ان يقبلوا غرباء لم يعرفوهم اما هؤلاء فاستعبدوا اضيافا قد احسنوا اليهم* 14 و فضلا عن ذلك فان عليهم افتقادا اخر اذ ان اولئك انما قبلوا قوما اجنبيين كرها* 15 اما هؤلاء فانهم قبلوا اضيافا باحتفال و فرح و اشركوهم في حقوقهم ثم اساءوا اليهم بصنوف العذاب الشديد* 16 فضربوا بالعمى مثل اولئك الواقفين على باب الصديق الذين شملتهم ظلمة هائلة فجعل كل منهم يتلمس طالبا مدخل بابه* 17 اذ تغيرت نسب العناصر(3/426)
بعضها الى بعض كما يتغير في العود اسم صوت من اللحن و الصوت باق و ذلك بين لمن تامل تلك الحوادث* 18 فالارضيات تحولت الى مائيات و السابحات سعت على الارض* 19 و النار كانت لها قوة في الماء اشد من قوتها الغريزية و الماء نسي قوته المطفئة* 20 و بالعكس اللهيب لم يؤذ جسم السريع الفساد من الحيوان اذ كان يمشي فيه و لم يذب الطعام السماوي السريع الذوبان كالجليد لانك يا رب عظمت شعبك في كل شيء و مجدته و لم تهمله بل كنت مؤازرا له في كل زمان و مكان*(3/427)
سيراخ
(51) إصحاح
الأصحاح رقم 1
(3/428)
1 كل حكمة فهي من الرب و لا تزال معه الى الابد* 2 من يحصي رمل البحار و قطار المطر و ايام الدهر و من يمسح سمك السماء و رحب الارض و الغمر* 3 و من يستقصي الحكمة التي هي سابقة كل شيء* 4 قبل كل شيء حيزت الحكمة و منذ الازل فهم الفطنة* 5 ينبوع الحكمة كلمة الله في العلى و مسالكها الوصايا الازلية* 6 لمن انكشف اصل الحكمة و من علم دهاءها* 7 لمن تجلت معرفة الحكمة و من ادرك كثرة خبرتها* 8 واحد هو حكيم عظيم المهابة جالس على عرشه* 9 الرب هو حازها و راها و احصاها* 10 و افاضها على جميع مصنوعاته فهي مع كل ذي جسد على حسب عطيته و قد منحها لمحبيه* 11 مخافة الرب مجد و فخر و سرور و اكليل ابتهاج* 12 مخافة الرب تلذ للقلب و تعطي السرور و الفرح و طول الايام* 13 المتقي للرب يطيب نفسا في اواخره و ينال حظوة يوم موته* 14 محبة الرب هي الحكمة المجيدة* 15 و الذين تتراءى لهم يحبونها عند رؤيتهم لها و تاملهم لعظائمها* 16 راس الحكمة مخافة الله انها تولدت في الرحم مع المؤمنين و جعلت عشها بين الناس مدى الدهر و ستسلم نفسها الى ذريتهم* 17 مخافة الرب هي عبادته عن معرفة* 18 العبادة تحفظ القلب و تبرره و تمنح السرور و الفرح* 19 المتقي للرب يطيب نفسا و ينال حظوة في يوم وفاته* 20 كمال الحكمة مخافة الرب انها تسكر بثمارها* 21 تملا كل بيتها رغائب و مخازنها غلالا* 22 اكليل الحكمة مخافة الرب انها تنشئ السلام و الشفاء و العافية* 23 و قد رات الحكمة و احصتها و كلتاهما عطية من الله* 24 الحكمة تسكب المعرفة و علم الفطنة و تعلي مجد الذين يملكونها* 25 اصل الحكمة مخافة الرب و فروعها طول الايام* 26 في ذخائر الحكمة العقل و العبادة عن معرفة اما عند الخطاة فالحكمة رجس* 27 مخافة الرب تنفي الخطيئة* 28 غضب الاثيم لا يمكن ان يبرر لان وقر غضبه يسقطه* 29 الطويل الاناة يصبر الى حين ثم يعاوده السرور* 30 العاقل يكتم كلامه الى حين و شفاه المؤمنين(3/429)
تثني على عقله* 31 في ذخائر الحكمة امثال المعرفة* 32 اما عند الخاطئ فعبادة الله رجس* 33 يا بني ان رغبت في الحكمة فاحفظ الوصايا فيهبها لك الرب* 34 فان الحكمة و التاديب هما مخافة الرب و الذي يرضيه* 35 هو الايمان و الوداعة فيغمر صاحبهما بالكنوز* 36 لا تعاص مخافة الرب و لا تتقدم اليه بقلب و قلب* 37 لا تكن مرائيا في وجوه الناس و كن محترسا لشفتيك* 38 لا تترفع لئلا تسقط فتجلب على نفسك الهوان* 39 و يكشف الرب خفاياك و يصرعك في المجمع* 40 لانك لم تتوجه الى مخافة الرب لكن قلبك مملوء مكرا*
الأصحاح رقم 2
(3/430)
1 يا بني ان اقبلت لخدمة الرب الاله فاثبت على البر و التقوى و اعدد نفسك للتجربة* 2 ارشد قلبك و احتمل امل اذنك و اقبل اقوال العقل و لا تعجل وقت النوائب* 3 انتظر بصبر ما تنتظر من الله لازمه و لا ترتدد لكي تزداد حياة في اواخرك* 4 مهما نابك فاقبله و كن صابرا على صروف اتضاعك* 5 فان الذهب يمحص في النار و المرضيين من الناس يمحصون في اتون الاتضاع* 6 امن به فينصرك قوم طرقك و امله احفظ مخافته و ابق عليها في شيخوختك* 7 ايها المتقون للرب انتظروا رحمته و لا تحيدوا لئلا تسقطوا* 8 ايها المتقون للرب امنوا به فلا يضيع اجركم* 9 ايها المتقون للرب املوا الخيرات و السرور الابدي و الرحمة* 10 ايها المتقون للرب احبوه فتستنير قلوبكم* 11 انظروا الى الاجيال القديمة و تاملوا هل توكل احد على الرب فخزي* 12 او ثبت على مخافته فخذل او دعاه فاهمل* 13 فان الرب راوف رحيم يغفر الخطايا و يخلص في يوم الضيق* 14 ويل للقلوب الهيابة و للايدي المتراخية و للخاطئ الذي يمشي في طريقين* 15 ويل للقلب المتواني انه لا يؤمن و لذلك لا حماية له* 16 ويل لكم ايها الذين فقدوا الصبر و تركوا الطرق المستقيمة و مالوا الى طرق السوء* 17 فماذا تصنعون يوم افتقاد الرب* 18 ان المتقين للرب لا يعاصون اقواله و المحبين له يحفظون طرقه* 19 ان المتقين للرب يبتغون مرضاته و المحبين له يمتلئون من الشريعة* 20 ان المتقين للرب يهيئون قلوبهم و يخضعون امامه نفوسهم* 21 ان المتقين للرب يحفظون وصاياه و يصبرون الى يوم افتقاده* 22 قائلين ان لم نتب نقع في يدي الرب لا في ايدي الناس* 23 لان رحمته على قدر عظمته*
الأصحاح رقم 3
(3/431)
1 بنو الحكمة جماعة الصديقين و ذريتهم اهل الطاعة و المحبة* 2 يا بني اسمعوا اقوال ابيكم و اعملوا بها لكي تخلصوا* 3 فان الرب قد اكرم الاب في الاولاد و اثبت حكم الام في البنين* 4 من اكرم اباه فانه يكفر خطاياه و يمتنع عنها و يستجاب له في صلاة كل يوم* 5 و من احترم امه فهو كمدخر الكنوز* 6 من اكرم اباه سر باولاده و في يوم صلاته يستجاب له* 7 من احترم اباه طالت ايامه و من اطاع اباه اراح امه* 8 الذي يتقي الرب يكرم ابويه و يخدم والديه بمنزلة سيدين له* 9 اكرم اباك بفعالك و مقالك بكل اناة* 10 لكي تحل عليك البركة منه و تبقى بركته الى المنتهى* 11 فان بركة الاب توطد بيوت البنين و لعنة الام تقلع اسسها* 12 لا تفتخر بهوان ابيك فان هوان ابيك ليس فخرا لك* 13 بل فخر الانسان بكرامة ابيه و مذلة الام عار للبنين* 14 يا بني اعن اباك في شيخوخته و لا تحزنه في حياته* 15 و ان ضعف عقله فاعذر و لا تهنه و انت في وفور قوتك فان الرحمة للوالد لا تنسى* 16 و باحتمالك هفوات امك تجزى خيرا* 17 و على برك يبنى لك بيت و تذكر يوم ضيقك و كالجليد في الصحو تحل خطاياك* 18 من خذل اباه فهو بمنزلة المجدف و من غاظ امه فهو ملعون من الرب* 19 يا بني اقض اعمالك بالوداعة فيحبك الانسان الصالح* 20 ازدد تواضعا ما ازددت عظمة فتنال حظوة لدى الرب* 21 لان قدرة الرب عظيمة و بالمتواضعين يمجد* 22 لا تطلب ما يعييك نيله و لا تبحث عما يتجاوز قدرتك لكن ما امرك الله به فيه تامل و لا ترغب في استقصاء اعماله الكثيرة* 23 فانه لا حاجة لك ان ترى المغيبات بعينيك* 24 و ما جاوز اعمالك فلا تكثر الاهتمام به* 25 فانك قد اطلعت على اشياء كثيرة تفوق ادراك الانسان* 26 و ان كثيرين قد اضلهم زعمهم و ازل عقولهم وهمهم الفاسد* 27 القلب القاسي عاقبته السوء و الذي يحب الخطر يسقط فيه* 28 القلب الساعي في طريقين لا ينجح و الفاسد القلب يعثر فيهما* 29 القلب القاسي يثقل(3/432)
بالمشقات و الخاطئ يزيد خطيئة على خطيئة* 30 داء المتكبر لا دواء له لان جرثومة الشر قد تاصلت فيه* 31 قلب العاقل يتامل في المثل و منية الحكيم اذن سامعة* 32 القلب الحكيم العاقل يمتنع من الخطايا و ينجح في اعمال البر* 33 الماء يطفئ النار الملتهبة و الصدقة تكفر الخطايا* 34 من صنع جميلا ذكر في اواخره و صادف سندا في يوم سقوطه*
الأصحاح رقم 4
(3/433)
1 يا بني لا تحرم المسكين ما يعيش به و لا تماطل عيني المعوز* 2 لا تحزن النفس الجائعة و لا تغظ الرجل في فاقته* 3 لا تزد القلب المغيظ قلقا و لا تماطل المعوز بعطيتك* 4 لا تاب اعطاء البائس سؤله و لا تحول وجهك عن المسكين* 5 لا تصرف طرفك عن المعوز و لا تصنع شيئا يجلب عليك لعنة الانسان* 6 فان من يلعنك بمرارة نفسه يستجيب صانعه دعاءه* 7 كن متوددا الى الجماعة و اخفض راسك لذي الوجاهة* 8 امل اذنك الى المسكين و اجبه برفق و وداعة* 9 انقذ المظلوم من يد الظالم و لا تكن صغير النفس في القضاء* 10 كن ابا لليتامى و بمنزلة رجل لامهم* 11 فتكون كابن العلي و هو يحبك اكثر من امك* 12 الحكمة تنشئ لها بنين و الذين يلتمسونها تضمهم اليها* 13 من احبها احب الحياة و الذين يبتكرون اليها يمتلئون سرورا* 14 من ملكها يرث مجدا و حيثما دخلت فهناك بركة الرب* 15 الذين يعبدونها يخدمون القدوس و الذين يحبونها يحبهم الرب* 16 من سمع لها يحكم على الامم و من اقبل اليها يسكن مطمئنا* 17 اذا استسلم لها يرثها و اعقابه يبقون على امتلاكها* 18 فانها في اول الامر تسلك معه بعوج* 19 فتلقي عليه الخوف و الرعب و تمتحنه بتاديبها الى ان تثق بنفسه و تختبره في احكامها* 20 ثم تعود فتعامله باستقامة و تسره* 21 و تكشف له اسرارها و تجمع فيه كنوزا من العلم و فهم البر* 22 و اما اذا ذهب في الضلال فهي تخذله و تسلمه الى مصرعه* 23 يا بني احرص على الزمان و احتفظ من الشر* 24 و لا تستحي في امر نفسك* 25 فان من الحياء ما يجلب الخطيئة و منه ما هو مجد و نعمة* 26 لا تحاب الوجوه فذلك ضرر لنفسك* 27 و لا تستحي حياء به هلاكك* 28 لا تمتنع من الكلام في وقت الخلاص و لا تكتم حكمتك اذا جمل ابداؤها* 29 فانما تعرف الحكمة بالكلام و التاديب بنطق اللسان* 30 لا تخالف الحق بل استحي من جهالتك* 31 لا تستحي ان تعترف بخطاياك و لا تغالب مجرى النهر* 32 و لا تتذلل للرجل الاحمق و(3/434)
لا تحاب وجه المقتدر* 33 جاهد عن الحق الى الموت و الرب الاله يقاتل عنك* 34 لا تكن جافيا في لسانك و لا كسلا متوانيا في اعمالك* 35 لا تكن كاسد في بيتك و كمجنون بين اهلك* 36 لا تكن يدك مبسوطة للاخذ مقبوضة عن العطاء*
الأصحاح رقم 5
1 لا تعتد باموالك و لا تقل لي بها كفاية* 2 لا تتبع هواك و لا قوتك لتسير في شهوات قلبك* 3 و لا تقل من يتسلط على فان الرب ينتقم منك انتقاما* 4 لا تقل قد خطئت فاي سوء اصابني فان الرب طويل الاناة* 5 لا تكن بلا خوف من قبل الخطيئة المغفورة لتزيد خطيئة على خطيئة* 6 و لا تقل رحمته عظيمة فيغفر كثرة خطاياي* 7 فان عنده الرحمة و الغضب و سخطه يحل على الخطاة* 8 لا تؤخر التوبة الى الرب و لا تتباطا من يوم الى يوم* 9 فان غضب الرب ينزل بغتة و يستاصل في يوم الانتقام* 10 لا تعتد باموال الظلم فانها لا تنفعك شيئا في يوم الانتقام* 11 لا تنقلب مع كل ريح و لا تسر في كل طريق فانه كذلك يفعل الخاطئ ذو اللسانين* 12 بل كن ثابتا في فهمك و ليكن كلامك واحدا* 13 كن سريعا في الاستماع و كثير التاني في احارة الجواب* 14 ان كان لك فهم فجاوب قريبك و الا فاجعل يدك على فمك* 15 في الكلام كرامة و هوان و لسان الانسان تهلكته* 16 لا تدع نماما و لا تختل بلسانك* 17 فان للسارق الخزي و لذي اللسانين المذمة الشديدة* 18 لا تكن جاهلا في كبيرة و لا في صغيرة*
الأصحاح رقم 6
(3/435)
1 و لا تصر عدوا بعد ان كنت صديقا فان القبيح السمعة يرث الخزي و العار و كذلك الخاطئ ذو اللسانين* 2 لا تكن كثور مستكبرا بافكار قلبك لئلا تسلب نفسك* 3 فتاكل اوراقك و تتلف اثمارك و تترك نفسك كالخشب اليابس* 4 النفس الشريرة تهلك صاحبها و تجعله شماتة لاعدائه* 5 الفم العذب يكثر الاصدقاء و اللسان اللطيف يكثر المؤانسات* 6 ليكن المسالمون لك كثيرين و اصحاب سرك من الالف واحدا* 7 اذا اتخذت صديقا فاتخذه عن خبرة و لا تثق به سريعا* 8 فان لك صديقا في يومه و لكنه لا يثبت في يوم ضيقك* 9 و صديقا يصير عدوا فيكشف عار مخاصمتك* 10 و صديقا يشترك في مائدتك و لكنه لا يثبت في يوم ضيقك* 11 يكون نظيرك في اموالك و يتخذ دالة بين اهل بيتك* 12 لكنه اذا انحططت يكون ضدك و يتوارى عن وجهك* 13 تباعد عن اعدائك و احذر من اصدقائك* 14 الصديق الامين معقل حصين و من وجده فقد وجد كنزا* 15 الصديق الامين لا يعادله شيء و صلاحه لا موازن له* 16 الصديق الامين دواء الحياة و الذين يتقون الرب يجدونه* 17 من يتق الرب يحصل على صداقة صالحة لان صديقه يكون نظيره* 18 يا بني اتخذ التاديب منذ شبابك فتجد الحكمة الى مشيبك* 19 مثل الحارث و الزارع اقبل اليها و انتظر ثمارها الصالحة* 20 فانك تتعب في حراثتها قليلا و تاكل من غلاتها سريعا* 21 ما اصعبها على الغير المتادبين ان فاقد اللب لا يستمر عليها* 22 فانها له كحجر الامتحان الثقيل فلا يلبث ان يتركها* 23 لان الحكمة هي كاسمها و لا تستبين لكثيرين و الذين يعرفونها تثبت فيهم الى مشاهدة الله* 24 اسمع يا بني و اقبل رايي و لا تنبذ مشورتي* 25 و ادخل رجليك في قيودها و عنقك في غلها* 26 احن عاتقك و احملها و لا تغتظ من سلاسلها* 27 اقبل اليها بكل نفسك و احفظ طرقها بكل قوتك* 28 ابحث و اطلب فتتعرف لك و اذا فزت بها فلا تهملها* 29 فانك في اواخرك تجد راحتها و تتحول لك مسرة* 30 فتكون لك قيودها حماية قوة و اغلالها(3/436)
حلة مجد* 31 لان عليها حليا من ذهب و سلاسلها سلك سمنجوني* 32 فتلبسها حلة مجد لك و تعقدها اكليل ابتهاج* 33 ان شئت يا بني فانك تتادب و ان استسلمت تستفيد دهاء* 34 ان احببت ان تسمع فانك تعي و ان املت اذنك تصير حكيما* 35 قف في جماعة الشيوخ و من كان حكيما فلازمه ارغب ان تسمع كل حديث الهي و لا تهمل امثال التعقل* 36 و ان رايت عاقلا فابتكر اليه و لتطا قدمك درج بابه* 37 تروا في اوامر الرب و في وصاياه تامل كل حين فهو يثبت قلبك و ينيلك ما تتمناه من الحكمة*
الأصحاح رقم 7
(3/437)
1 لا تعمل الشر فلا يلحقك الشر* 2 تباعد عن الاثيم فيميل الاثيم عنك* 3 يا بني لا تزرع في خطوط الاثم لئلا تحصد ما زرعت سبعة اضعاف* 4 لا تلتمس من الرب رئاسة و لا من الملك كرسي مجد* 5 لا تدع البر امام الرب و لا الحكمة لدى الملك* 6 لا تبتغ ان تصير قاضيا لعلك لا تستطيع ان تستاصل الظلم فربما هبت وجه المقتدر فتضع في طريق استقامتك حجر عثار* 7 لا تخطا الى جماعة المدينة و لا تطرح نفسك بين الجمهور* 8 لا تعد الى الخطيئة ثانية فانك لا تكون مزكى من الاولى* 9 لا تكن صغير النفس في صلاتك* 10 و لا تهمل الصدقة* 11 لا تقل ان الله ينظر الى كثرة تقادمي و اذا قربتها للعلي فهو يقبلها* 12 لا تستهزئ باحد في مرارة نفسه فانه يوجد من يخفض و يرفع* 13 لا تفتر الكذب على اخيك و لا تختلقه على صديقك* 14 لا تبتغ ان تكذب بشيء فان تعود الكذب ليس للخير* 15 لا تكثر الكلام في جماعة الشيوخ و لا تكرر الالفاظ في صلاتك* 16 لا تكره الشغل المتعب و لا الحراثة التي سنها العلي* 17 لا تنظم نفسك في عداد الخاطئين* 18 اذكر ان الغضب لا يبطئ* 19 ضع نفسك جدا لان عقاب المنافق نار و دود* 20 لا تبدل صديقا بشيء زمني و لا اخا خالصا بذهب اوفير* 21 لا تفارق امراتك اذا كانت حكيمة صالحة فان نعمتها فوق الذهب* 22 لا تعنت عبدا يجد في عمله و لا اجيرا يبذل نفسه* 23 لتحبب نفسك العبد العاقل و لا تمنعه العتق* 24 ان كانت لك دواب فتعهدها و ان كان لك منها نفع فابقها عندك* 25 ان كان لك بنون فادبهم و اخضع رقابهم من صبائهم* 26 ان كانت لك بنات فصن اجسامهن و لا يكن وجهك اليهن كثير الطلاقة* 27 زوج بنتك تقض امرا عظيما و سلمها الى رجل عاقل* 28 ان كانت لك امراة على وفق قلبك فلا ترفضها اما المكروهة فلا تسلم اليها نفسك* 29 اكرم اباك بكل قلبك و لا تنس مخاض امك* 30 اذكر انك بهما كونت فماذا تجزيهما مكافاة عما جعلا لك* 31 اخش الرب بكل نفسك و احترم كهنته* 32 احبب(3/438)
صانعك بكل قوتك و لا تهمل خدامه* 33 اتق الرب و اكرم الكاهن* 34 و اعطه حصته بحسب ما امرت به و الباكورة لاجل الخطاء* 35 و عطية الاكتاف و ذبيحة التقديس و باكورة الاقداس* 36 و ابسط يدك للفقير لكي تكمل بركتك* 37 كن عارفا للجميل من كل حي و لا تنكر على الميت جميله* 38 لا تتوار عن الباكين و نح مع النائحين* 39 لا تتقاعد عن عيادة المرضى فانك بمثل ذلك تكون محبوبا* 40 في جميع اعمالك اذكر اواخرك فلن تخطا الى الابد*
الأصحاح رقم 8
1 لا تخاصم المقتدر لئلا تقع في يديه* 2 لا تنازع الغني لئلا يجعل عليك ثقلا* 3 فان الذهب اهلك كثيرين و ازاغ قلوب الملوك* 4 لا تخاصم الفتيق اللسان و لا تجمع على ناره حطبا* 5 لا تمازح الناقص الادب لئلا يهين اسلافك* 6 لا تعير المرتد عن الخطيئة اذكر انا باجمعنا نستوجب المؤاخذة* 7 لا تهن احدا في شيخوخته فان الذين يشيخون هم منا* 8 لا تشمت بموت احد اذكر انا باجمعنا نموت* 9 لا تستخف بكلام الحكماء بل كن لهجا بامثالهم* 10 فانك منهم تتعلم التاديب و الخدمة للعظماء* 11 لا تهمل كلام الشيوخ فانهم تعلموا من ابائهم* 12 و منهم تتعلم الحكمة و ان ترد الجواب في وقت الحاجة* 13 لا توقد جمر الخاطئ لئلا تحترق بنار لهيبه* 14 لا تنتصب في وجه الشاتم لئلا يترصد لفمك في الكمين* 15 لا تقرض من هو اقوى منك فان اقرضته شيئا فاحسب انك قد اضعته* 16 لا تكفل ما هو فوق طاقتك فان كفلت فاهتم اهتمام من يفي* 17 لا تحاكم القاضي لانه يحكم له بحسب رايه* 18 لا تسر في الطريق مع المتقحم لئلا يجلب عليك وبالا فانه يسعى في هوى نفسه فتهلك انت بجهله* 19 لا تشاجر الغضوب و لا تسر معه في الخلاء فان الدم عنده كلا شيء فيصرعك حيث لا ناصر لك* 20 لا تشاور الاحمق فانه لا يستطيع كتمان الكلام* 21 لا تباشر امرا سريا امام الاجنبي فانك لا تعلم ما سيبدو منه* 22 لا تكشف ما في قلبك لكل انسان فعساه لا يجزيك شكرا*
الأصحاح رقم 9
(3/439)
1 لا تغر على المراة التي في حجرك و لا تعلم عليك تعليما سيئا* 2 لا تسلم نفسك الى المراة لئلا تتسلط على قدرتك* 3 لا تلق المراة البغي لئلا تقع في اشراكها* 4 لا تالف المغنية لئلا تصطاد بفنونها* 5 لا تتفرس في العذراء لئلا تعثرك محاسنها* 6 لا تسلم نفسك الى الزواني لئلا تتلف ميراثك* 7 لا تسرح بصرك في ازقة المدينة و لا تتجول في اخليتها* 8 اصرف طرفك عن المراة الجميلة و لا تتفرس في حسن الغريبة* 9 فان حسن المراة اغوى كثيرين و به يتلهب العشق كالنار* 10 كل امراة زانية تداس كالزبل في الطريق* 11 كثيرون افتتنوا بجمال المراة الغريبة فكان حظهم الرذل لان محادثتها تتلهب كالنار* 12 لا تجالس ذات البعل البتة و لا تتكئ معها على المرفق* 13 و لا تكن لها منادما على الخمر لئلا تميل نفسك اليها و تزل بقلبك الى الهلاك* 14 لا تقاطع صديقك القديم فان الحديث لا يماثله* 15 الصديق الحديث خمر جديدة اذا عتقت لذ لك شربها* 16 لا تغر من مجد الخاطئ فانك لا تعلم كيف يكون انقلابه* 17 لا ترتض بمرضاة المنافقين اذكر انهم الى الجحيم لا يتزكون* 18 تباعد عمن له سلطان على القتل فلا تجري في خاطرك مخافة الموت* 19 و ان دنوت منه فلا تجرم لئلا يذهب بحياتك* 20 اعلم انك تتخطى بين الفخاخ و تتمشى على متارس المدن* 21 اختبر الناس ما استطعت و شاور الحكماء منهم* 22 ليكن مؤاكلوك من الابرار و افتخارك بمخافة الرب* 23 اجعل عشرتك مع العقلاء و كل حديثك في شريعة العلي* 24 يثنى على عمل الصناع لاجل ايديهم اما رئيس الشعب فانه حكيم لاجل كلامه* 25 الفتيق اللسان يخاف منه في مدينته و الهاذر في كلامه يمقت*
الأصحاح رقم 10
(3/440)
1 القاضي الحكيم يؤدب شعبه و تدبير العاقل يكون مرتبا* 2 كما يكون قاضي الشعب يكون الخادمون له و كما يكون رئيس المدينة يكون جميع سكانها* 3 الملك الفاقد التاديب يدمر شعبه و المدينة تعمر بعقل ولاتها* 4 ملك الارض في يد الرب فهو يقيم عليها في الاوان اللائق من به نفعها* 5 فوز الرجل في يد الرب و على وجه الكاتب يجعل مجده* 6 اذا ظلمك القريب في شيء فلا تحنق عليه و لا تات شيئا من امور الشتم* 7 الكبرياء ممقوتة عند الرب و الناس و شانها ارتكاب الاثم امام الفريقين* 8 انما ينقل الملك من امة الى امة لاجل المظالم و الشتائم و الاموال* 9 لا احد اقبح جرما من البخيل لماذا يتكبر التراب و الرماد* 10 لا احد اكبر اثما ممن يحب المال لان ذاك يجعل نفسه ايضا سلعة و قد اطرح احشاءه مدة حياته* 11 كل سلطان قصير البقاء ان المرض الطويل يثقل على الطبيب* 12 فيحسم الطبيب المرض قبل ان يطول هكذا الملك يتسلط اليوم و في غد يموت* 13 و الانسان عند مماته يرث الافاعي و الوحوش و الدود* 14 اول كبرياء الانسان ارتداده عن الرب* 15 اذ يرجع قلبه عن صانعه فالكبرياء اول الخطاء و من رسخت فيه فاض ارجاسا* 16 و لذلك انزل الرب باصحابها نوازل غريبة و دمرهم عن اخرهم* 17 نقض الرب عروش السلاطين و اجلس الودعاء مكانهم* 18 قلع الرب اصول الامم و غرس المتواضعين مكانهم* 19 قلب الرب بلدان الامم و ابادها الى اسس الارض* 20 اقحل بعضها و اباد سكانها و ازال من الارض ذكرهم* 21 محا الرب ذكر المتكبرين و ابقى ذكر المتواضعين بالروح* 22 لم تخلق الكبرياء مع الناس و لا الغضب مع مواليد النساء* 23 اي نسل هو الكريم نسل الانسان اي نسل هو الكريم المتقون للرب اي نسل هو اللئيم نسل الانسان اي نسل هو اللئيم المتعدون للوصايا* 24 فيما بين الاخوة يكون رئيسهم مكرما هكذا في عيني الرب الذين يتقونه* 25 الغني و المجيد و الفقير فخرهم مخافة الرب* 26 ليس من الحق ان يهان الفقير(3/441)
العاقل و لا من اللائق ان يكرم الرجل الخاطئ* 27 العظيم و القاضي و المقتدر يكرمون و ليس احد منهم اعظم ممن يتقي الرب* 28 العبد الحكيم يخدمه الاحرار و الرجل العاقل لا يتذمر* 29 لا تعتل عن الاشتغال بالاعمال و لا تنتفخ في وقت الاعسار* 30 فان الذي يشتغل بكل عمل خير ممن يتمشى او ينتفخ و هو في فاقة الى الخبز* 31 يا بني مجد نفسك بالوداعة و اعط لها من الكرامة ما تستحق* 32 من خطئ الى نفسه فمن يزكيه و من يكرم الذي يهين حياته* 33 الفقير يكرم لاجل عمله و الغني يكرم لاجل غناه* 34 من اكرم مع الفقر فكيف مع الغنى و من اهين مع الغنى فكيف مع الفقر*
الأصحاح رقم 11
(3/442)
1 حكمة الوضيع ترفع راسه و تجلسه في جماعة العظماء* 2 لا تمدح الرجل لجماله و لا تذم الانسان لمنظره* 3 النحل صغير في الطيور و جناه راس كل حلاوة* 4 لا تفتخر بتردي الثياب و لا تترفع في يوم الكرامة فان اعمال الرب عجيبة و افعاله خفية عن البشر* 5 كثيرون من المتسلطين جلسوا على التراب و الخامل الذكر لبس التاج* 6 كثيرون من المقتدرين لحقهم اشد الهوان و المكرمون سلموا الى ايدي الاخرين* 7 لا تذم قبل ان تفحص تفهم اولا ثم وبخ* 8 لا تجاوب قبل ان تسمع و لا تعترض حديث احد قبل تمامه* 9 لا تجادل في امر لا يعنيك و لا تجلس للقضاء مع الخطاة* 10 يا بني لا تتشاغل باعمال كثيرة فانك ان اكثرت منها لم تخل من ملام ان تتبعتها لم تحشها و ان سبقتها لم تنج* 11 رب انسان ينصب و يتعب و يجد و لا يزداد الا فاقة* 12 و رب انسان بليد فاقد المدد قليل القوة كثير الفقر* 13 نظرت اليه عينا الرب بالخير فنعشه من ضعته و رفع راسه فتعجب منه كثيرون* 14 الخير و الشر الحياة و الموت الفقر و الغنى من عند الرب* 15 الحكمة و العلم و معرفة الشريعة من عند الرب المحبة و طرق الاعمال الصالحة من عنده* 16 الضلال و الظلمة خلقا مع الخطاة و الذين يرتاحون الى الشر في الشر يشيخون* 17 عطية الرب تدوم للاتقياء و مرضاته تفوز الى الابد* 18 رب غني استغنى باهتمامه و امساكه و انما حظه من اجرته* 19 ان يقول قد بلغت الراحة و انا الان اكل من خيراتي* 20 و هو لا يعلم كم يمضي من الزمان حتى يترك ذلك لغيره و يموت* 21 اقم على عهدك و ثابر عليه و شخ في عملك* 22 لا تعجب من اعمال الخطاة امن بالرب و ابق على جهدك* 23 فانه هين في عيني الرب ان يغني المسكين في الحال بغتة* 24 بركة الرب في اجرة التقي و هو في لحظة يجعل بركته مزهرة* 25 لا تقل اي حاجة لي و اي خير يحصل لي منذ الان* 26 لا تقل لي ما يكفيني فلم اتعنى منذ الان* 27 ان البؤوس تنسى في يوم النعم و النعم لا تذكر في يوم(3/443)
البؤوس* 28 فانه هين عند الرب ان يجازي الانسان بحسب طرقه يوم الموت* 29 شر ساعة ينسي اللذات و في وفاة الانسان انكشاف اعماله* 30 لا تغبط احدا قبل موته ان الرجل يعرف ببنيه* 31 لا تدخل كل انسان الى بيتك فان مكايد الغشاش كثيرة* 32 كصفة الحجل الصياد في القفص صفة قلب المتكبر و هو كراصد يرقب السقوط* 33 فانه يكمن محولا الخير الى الشر و يصم المختارين بالنقائص* 34 من شرارة واحدة يكثر الحريق و الرجل الخاطئ يكمن للدم* 35 احذر من الخبيث الذي يخترع المساوئ لئلا يجلب عليك عارا الى الابد* 36 ادخل الاجنبي الى بيتك فيقلب احوالك بالمشاغب و يطردك عن خاصتك*
الأصحاح رقم 12
(3/444)
1 اذا احسنت فاعلم الى من تحسن فيكون معروفك مرضيا* 2 احسن الى التقي فتنال جزاء ان لم يكن من عنده فمن عند العلي* 3 لا خير لمن يواظب على الشر و لا يتصدق لان العلي يمقت الخطاة و يرحم التائبين* 4 اعط التقي و لا تمد الخاطئ فانه سينتقم من المنافقين و الخطاة لكنه يحفظهم ليوم الانتقام* 5 اعط الصالح و لا تؤاس الخاطئ* 6 احسن الى المتواضع و لا تعط المنافق امنع خبزك و لا تعطه له لئلا يتقوى به عليك* 7 فتصادف من الشر اضعاف كل ما كنت تصنع اليه من المعروف ان العلي يمقت الخطاة و يكافئ المنافقين بالانتقام* 8 لا يعرف الصديق في السراء و لا يخفى العدو في الضراء* 9 في سراء الرجل اعداؤه محزونون و في ضرائه الصديق ايضا ينصرف* 10 لا تثق بعدوك ابدا فان خبثه كصدا النحاس* 11 و ان كان متواضعا يمشي مطرقا فتنبه لنفسك و تحرز منه فانك تكون معه كمن جلا مراة و ستعلم ان نقاءها من الصدا لا يدوم* 12 لا تجعله قريبا منك لئلا يقلبك و يقيم في مكانك لا تجلسه عن يمينك لئلا يطمع في كرسيك و اخيرا تفهم كلامي و تنخس باقوالي* 13 من يرحم راقيا قد لدغته الحية او يشفق على الذين يدنون من الوحوش هكذا الذي يساير الرجل الخاطئ يمتزج بخطاياه* 14 انه يلبث معك ساعة و ان ملت لا يثبت* 15 العدو يظهر حلاوة من شفتيه و في قلبه ياتمر ان يسقطك في الحفرة* 16 العدو تدمع عيناه و ان صادف فرصة يشبع من الدم* 17 ان صادفك شر وجدته هناك قد سبقك* 18 و فيما يوهمك انه معين لك يعقل رجلك* 19 يهز راسه و يصفق بيديه و يهمس باشياء كثيرة و يغير وجهه*
الأصحاح رقم 13
(3/445)
1 من لمس القير توسخ و من قارن المتكبر اشبهه* 2 لا ترفع ثقلا يفوق طاقتك و لا تقارن من هو اقوى و اغنى منك* 3 كيف يقرن بين قدر الخزف و المرجل انها اذا صدمت تنكسر* 4 الغني يظلم و يصخب و الفقير يظلم و يتضرع* 5 ان كنت نافعا استغلك و ان كنت عقيما خذلك* 6 ان كان لك مال عاشرك و استنفد مالك و هو لا يتعب* 7 ان كانت له بك حاجة غرك و تبسم اليك و وعدك و كلمك بالخير و قال ما حاجتك* 8 و قدم لك من الاطعمة ما يخجلك حتى يستنفد مالك في مرتين او ثلاث و اخيرا يستهزئ بك و يراك بعد ذلك فيخذلك و ينغض راسه عليك* 9 اخشع لله و انتظر يده* 10 احذر ان تغتر و تتذلل في جهالتك* 11 لا تكن ذليلا في حكمتك لئلا يستدرجك الذل الى الجهالة* 12 اذا دعاك مقتدر فتوار فبذلك يزيد في دعوته لك* 13 لا تقتحم لئلا تطرد و لا تقف بعيدا لئلا تنسى* 14 لا تقدم على محادثته و لا تثق بكلامه الكثير فانه بكثرة مخاطبته يختبرك و بتبسمه اليك يفحصك* 15 انه بلا رحمة لا ينجز ما وعد و لا يمسك عن الاساءة و القيود* 16 احترز و تنبه جدا فانك على شفى السقوط* 17 و ان سمعت بهذه في منامك فتيقظ* 18 في حياتك كلها احبب الرب و ادعه لخلاصك* 19 كل حيوان يحب نظيره و كل انسان يحب قريبه* 20 كل ذي جسد يصاحب نوعه و الرجل يلازم نظيره* 21 ايقارن الذئب الحمل كذلك شان الخاطئ مع التقي* 22 اي سلام بين الضبع و الكلب و اي سلام بين الغني و الفقير* 23 الفراء في البرية صيد الاسود و كذلك الفقراء هم مراعي الاغنياء* 24 التواضع رجس عند المتكبر و هكذا الفقير رجس عند الغني* 25 الغني اذا تزعزع يثبته اصدقاؤه و المتواضع اذا سقط فاصدقاؤه يطردونه* 26 يزل الغني فيعينه كثيرون يتكلم بالمنكرات فيبرئونه* 27 يزل المتواضع فيوبخونه ينطق بعقل فلا يجعلون لكلامه موضعا* 28 يتكلم الغني فينصت الجميع و يرفعون مقالته الى السحاب* 29 يتكلم الفقير فيقولون من هذا و ان عثر يصرعونه* 30 الغنى يحسن بمن(3/446)
لا خطيئة له و الفقر مستقبح في فم المنافق* 31 قلب الانسان يغير وجهه اما الى الخير و اما الى الشر* 32 طلاقة الوجه من طيب القلب و البحث عن الامثال يجهد الافكار*
الأصحاح رقم 14
(3/447)
1 طوبى للرجل الذي لم يزل بفيه و لم ينخسه الندم على الخطيئة* 2 طوبى لمن لم يقض عليه ضميره و لم يسقط من رجائه* 3 الغنى لا يجمل بالرجل الشحيح و ما منفعة الاموال مع الانسان الحسود* 4 من اختزن بخسران نفسه فانما يختزن للاخرين و يتنعم بخيراته غيره* 5 من اساء الى نفسه فالى من يحسن الم تره لا يتمتع من امواله* 6 لا اسوا ممن يحسد نفسه ان ذلك جزاء خبثه* 7 و ان هو احسن فعن سهو و في الاخر يبدي خبثه* 8 لا اخبث ممن يحسد بعينه و يحول وجهه و يحتقر النفوس* 9 عين البخيل لا تشبع من حظه و ظلم الشرير يضني نفسه* 10 العين الشريرة تحسد على الخبز و على مائدتها تكون في عوز* 11 يا بني انفق على نفسك بحسب ما تملك و قرب للرب تقادم تليق به* 12 اذكر ان الموت لا يبطئ الم يبلغك عهد الجحيم* 13 قبل ان تموت احسن الى صديقك و على قدر طاقتك ابسط يدك و اعطه* 14 لا تخسر يوما صالحا و لا يفتك حظ خير شهي* 15 الست مخلفا اتعابك لاخر و ما جهدت فيه للاقتسام بالقرعة* 16 اعط و خذ و زك نفسك* 17 قبل وفاتك اصنع البر فانه لا سبيل الى التماس الطعام في الجحيم* 18 كل جسد يبلى مثل الثوب لان العهد من البدء انه يموت موتا فكما ان اوراق شجرة كثيفة* 19 بعضها يسقط و بعضها ينبت كذلك جيل اللحم و الدم بعضهم يموت و بعضهم يولد* 20 كل عمل فاسد يزول و عامله يذهب معه* 21 و كل عمل منتقى يبرر و عامله يكرم لاجله* 22 طوبى للرجل الذي يتامل في الحكمة و يتحدث بها في عقله* 23 و يتفكر في طرقها بقلبه و يتبصر في اسرارها ينطلق في اثرها كالباحث و يترقب عند مداخلها* 24 و يتطلع من كواتها و يتسمع عند ابوابها* 25 و يحل بقرب بيتها و يضرب وتدا في حائطها و ينصب خيمته بجانبها و ينزل بمنزل الخيرات* 26 يجعل بنيه في كنفها و يسكن تحت اغصانها* 27 يستتر بظلها من الحر و في مجدها يجد راحة*
الأصحاح رقم 15
(3/448)
1 الذي يتقي الرب يعمل ذلك و الذي يتمسك بالشريعة ينال الحكمة* 2 تبادر اليه كام و تتخذه كامراة بكر* 3 تطعمه خبز العقل و تسقيه ماء الحكمة فيها يترسخ فلا يتزعزع* 4 و عليها يعتمد فلا يخزى فترفع مقامه عند اصحابه* 5 و تفتح فاه في الجماعة و تملاه من روح الحكمة و العقل و تلبسه حلة المجد* 6 فيرث السرور و اكليل الابتهاج و اسما ابديا* 7 الجهال من الناس لا يدركونها اما العقلاء فيبادرون اليها و الخطاة لا يرونها لانها بعيدة عن الكبرياء و المكر* 8 الكذابون من الناس لا يذكرونها اما الصادقون فيوجدون فيها و يفلحون الى ان يشاهدوا الله* 9 لا يجمل الحمد في فم الخاطئ* 10 لان الخاطئ لم يرسله الرب انما ينطق بالحمد ذو الحكمة و الرب ينجحه* 11 لا تقل انما ابتعادي عنها من الرب بل امتنع عن عمل ما يبغضه* 12 لا تقل هو اضلني فانه لا حاجة له في الرجل الخاطئ* 13 كل رجس مبغض عند الرب و ليس بمحبوب عند الذين يتقونه* 14 هو صنع الانسان في البدء و تركه في يد اختياره* 15 و اضاف الى ذلك وصاياه و اوامره* 16 فان شئت حفظت الوصايا و وفيت مرضاته* 17 و عرض لك النار و الماء فتمد يدك الى ما شئت* 18 الحياة و الموت امام الانسان فما اعجبه يعطى له* 19 ان حكمة الرب عظيمة هو شديد القدرة و يرى كل شيء* 20 و عيناه الى الذين يتقونه و يعلم كل اعمال الانسان* 21 لم يوص احدا ان ينافق و لا اذن لاحد ان يخطئ* 22 لانه لا يحب كثرة البنين الكفرة الذين لا خير فيهم*
الأصحاح رقم 16
(3/449)
1 لا تشته كثرة اولاد لا خير فيهم و لا تفرح بالبنين المنافقين و لا تسر بكثرتهم اذا لم تكن فيهم مخافة الرب* 2 لا تثق بحياتهم و لا تلتفت الى مكانهم* 3 ولد واحد يتقي الرب خير من الف منافقين* 4 و الموت بلا ولد خير من الاولاد المنافقين* 5 لانه بعاقل واحد تعمر المدينة و قبيلة من الاثماء تخرب* 6 كثير من امثال هذه رايته بعيني و اعظم منها سمعت به اذني* 7 في مجمع الخطاة تتقد النار و في الامة الكافرة يضطرم الغضب* 8 لم يعف عن الجبابرة الاولين الذين تمردوا بقوتهم* 9 و لم يشفق على جيل لوط الذين مقتهم لكبريائهم* 10 و لم يرحم امة الهلاك المتعظمين بخطاياهم* 11 و كذلك الست مئة الف من الرجالة الذين تعصبوا بقساوة قلوبهم بل لو وجد واحد قاسي الرقبة لكان من العجب ان يصفح عنه* 12 لان الرحمة و الغضب من عنده هو رب العفو و ساكب الغضب* 13 كما انه كثير الرحمة هكذا هو شديد العقاب فيقضي على الرجل بحسب اعماله* 14 لا يفلت الخاطئ بغنائمه و لا يضيع الرب صبر التقي* 15 لكل رحمة يجعل موضعا و كل واحد يلقى ما تستحق اعماله* 16 لا تقل ساتوارى عن الرب العل احدا من العلى يذكرني* 17 اني في شعب كثير لا اذكر فماذا تعتبر نفسي في خلق لا يقدر* 18 ها ان السماء و سماء سماء الله و الغمر و الارض تتزعزع عند افتقاده* 19 و الجبال و اسس الارض ترتعد رعبا عندما ينظر اليها* 20 و في ذلك لا يتامل القلب* 21 و ليس من يفهم طرقه رب زوبعة لا يبصرها الانسان* 22 فان اكثر اعمال الرب في الخفاء اعمال العدل من يخبر بها او من يحتملها ان العهد بعيد و الفحص عن الجميع يكون عند الانقضاء* 23 المتواضع القلب يتامل في ذلك اما الرجل الجاهل الضال فيتامل في الحماقات* 24 اسمع لي يا بني و تعلم العلم و وجه قلبك الى كلامي* 25 اني اعبر عن التاديب بوزن و ابدي العلم بتدقيق* 26 جميع اعمال الرب من البدء قدرها بحكمة و منذ انشائها ميز اجزاءها* 27 زين اعماله الى الدهر و(3/450)
مبادئها الى احقابها فلم تجع و لم تتعب و لم تزل تعمل* 28 و لم يضايق بعضها بعضا* 29 و هي لا تعاصي كلمته مدى الدهر* 30 و بعد ذلك نظر الرب الى الارض و ملاها من خيراته* 31 و نفوس ذوي الحياة تغطي وجهها و اليها تعود*
الأصحاح رقم 17
(3/451)
1 خلق الرب الانسان من الارض* 2 و اليها اعاده* 3 جعل لهم وقتا و اياما معدودة و اتاهم سلطانا على كل ما فيها و البسهم قوة بحسب طبيعتهم و صنعهم على صورته* 4 القى رعبه على كل ذي جسد و سلطه على الوحش و الطير* 5 خلق منه عونا بازائه و اعطاهم اختيارا و لسانا و عينين و اذنين و قلبا يتفكر* 6 و ملاهم من معرفة الحكمة و اراهم الخير و الشر* 7 و جعل عينه على قلوبهم ليظهر لهم عظائم اعماله* 8 ليحمدوا اسمه القدوس و يخبروا بعظائم اعماله* 9 و زادهم العلم و اورثهم شريعة الحياة* 10 و عاهدهم عهد الدهر و اراهم احكامه* 11 فرات عيونهم عظائم المجد و سمعت اذانهم مجد صوته و قال لهم احترزوا من كل ظلم* 12 و اوصاهم كل واحد في حق القريب* 13 طرقهم امامه في كل حين فهي لا تخفى عن عينيه* 14 لكل امة اقام رئيسا* 15 اما اسرائيل فهو نصيب الرب* 16 جميع اعمالهم كالشمس امامه و عيناه على الدوام تنظران الى طرقهم* 17 لم تخف عنه اثامهم بل جميع خطاياهم امام الرب* 18 صدقة الرجل كخاتم عنده فيحفظ احسان الانسان كحدقة عينه* 19 و بعد ذلك يقوم و يجازيهم يجازيهم جزاءهم على رؤوسهم و يهبطهم الى بطون الارض* 20 لكنه جعل للتائبين مرجعا و عزى ضعفاء الصبر و رسم لهم نصيب الحق* 21 فتب الى الرب و اقلع عن الخطايا* 22 تضرع امام وجهه و اقلل من العثرات* 23 ارجع الى العلي و اعرض عن الاثم و ابغض الرجس اشد بغض فهل من حامد للعلي في الجحيم* 24 تعلم اوامر الله و احكامه و كن ثابتا على حظ التقدمة و الصلاة للعلي* 25 ادخل في ميراث الدهر المقدس مع الاحياء المعترفين للرب* 26 لا تلبث في ضلال المنافقين اعترف قبل الموت فان الاعتراف يعدم من الميت اذ يعود كلا شيء* 27 انك ما دمت حيا معافى تحمد الرب و تفتخر بمراحمه* 28 ما اعظم رحمة الرب و عفوه للذين يتوبون اليه* 29 لا يستطيع الناس ان يحوزوا كل شيء لان ابن الانسان ليس بخالد* 30 اي شيء اضوا من الشمس و هذه ايضا(3/452)
تكسف و الشرير يفكر في اللحم و الدم* 31 الرب يستعرض جنود السماء العليا اما البشر فجميعهم تراب و رماد*
الأصحاح رقم 18
(3/453)
1 الحي الدائم خلق جميع الاشياء عامة الرب وحده يتزكى* 2 لم يسمح لاحد ان يخبر باعماله* 3 و من الذي استقصى عظائمه* 4 من يعدد قوة عظمته و من يقدم على تبيان مراحمه* 5 ليس للانسان ان يسقط من عجائب الرب و لا ان يزيد عليها و لا ان يسبرها* 6 اذا اتم الانسان فحينئذ يبتدئ و اذا استراح فحينئذ يتحير* 7 ما الانسان و ما منفعته ما خيره و ما شره* 8 عدة ايام الانسان على الاكثر مئة سنة كنقطة ماء من البحر و كذرة من الرمل هكذا سنون قليلة في يوم الابدية* 9 فلذلك طالت عليهم اناة الرب و افاض عليهم رحمته* 10 راى و علم ان منقلبهم هائل* 11 فلذلك اكثر من العفو* 12 رحمة الانسان لقريبه اما رحمة الرب فلكل ذي جسد* 13 يوبخ و يؤدب و يعلم و يرد كالراعي رعيته* 14 يرحم الذين يقبلون تاديبه و يبادرون الى العمل باحكامه* 15 يا بني لا تقرن الصنيعة بالملام و لا العطية بكلام التنغيص* 16 اليس الندى يبرد الحر هكذا الكلام افضل من العطية* 17 اما ترى ان الكلام افضل من العطية و كلاهما عند الرجل المنعم عليه* 18 تعيير الاحمق مكروه و عطية الحاسد تكل العيون* 19 قبل القضاء كن على يقين من الحق و قبل الكلام تعلم* 20 قبل المرض استطب و قبل القضاء افحص نفسك فتنال العفو ساعة الافتقاد* 21 قبل المرض كن متواضعا و عند ارتكاب الخطايا ار توبتك* 22 لا يحبسك شيء عن قضاء نذرك في وقته و لا تحجم عن اعمال البر حتى الموت فان ثواب الرب يبقى الى الابد* 23 قبل الصلاة اهب نفسك و لا تكن كانسان يجرب الرب* 24 اذكر الغضب في ايام الانقضاء و وقت الانتقام عند تحول الوجه* 25 في وقت الشبع اذكر وقت الجوع و في ايام الغنى اذكر الفقر و العوز* 26 بين الغداة الى العشي يتغير الزمان و كل شيء سريع التحول امام الرب* 27 الحكيم يتحذر في كل شيء و في ايام الخطايا يحترز من الهفوات* 28 كل عاقل يعرف الحكمة و يعترف لمن يجدها* 29 العقلاء في الكلام يتمون اعمالهم بالحكمة و(3/454)
يفيضون الامثال السديدة* 30 لا تكن تابعا لشهواتك بل عاص اهواءك* 31 فانك ان ابحت لنفسك الرضى بالشهوة جعلتك شماتة لاعدائك* 32 لا تتلذذ بكثرة المادب و لا تلزم نفسك الانفاق عليها* 33 لا تفقر نفسك بالمادب تنفق عليها من الدين و ليس في كيسك شيء فانك بذلك تكمن لحياتك*
الأصحاح رقم 19
(3/455)
1 العامل الشريب لا يستغني و الذي يحتقر اليسير يسقط شيئا فشيئا* 2 الخمر و النساء تجعلان العقلاء اهل ردة* 3 و الذي يخالط الزواني يزداد وقاحة السوس و الدود يرثانه و النفس الوقحة تستاصل* 4 من اسرع الى التصديق فهو خفيف العقل و من خطئ فهو مجرم على نفسه* 5 الذي يتلذذ بالاثم يلحقه الوصم و الذي يكره التكلم يقلل الذنوب* 6 الذي يخطا الى نفسه يندم و الذي يتلذذ بالشر يلحقه الوصم* 7 لا تنقل كلام السوء فلست بخاسر شيئا* 8 لا تطلع على سرك صديقك و لا عدوك و لا تكشف ما في نفسك لاحد و ان لم تكن فيك خطيئة* 9 فانه يسمعك ثم يرصدك و يصير يوما عدوا لك* 10 ان سمعت كلاما فليمت عندك ثق فانه لا يشقك* 11 الاحمق يمخض بالكلمة مخاض الوالدة بالجنين* 12 الكلمة في جوف الاحمق كنبل مغروز في فخذ لحيمة* 13 عاتب صديقك فلعله لم يفعل و ان كان قد فعل فلا يعود يفعل* 14 عاتب صديقك فلعله لم يقل و ان كان قد قال فلا يكرر القول* 15 عاتب صديقك فان النميمة كثيرة* 16 و لا تصدق كل كلام فرب زال ليست زلته من قلبه* 17 و من الذي لم يخطا بلسانه عاتب قريبك قبل ان تهدده* 18 و ابق مكانا لشريعة العلي كل الحكمة مخافة الرب و في كل حكمة العمل بالشريعة* 19 ليست الحكمة علم الشر و حيث تكون مشورة الخطاة فليست هناك الفطنة* 20 فان من الشر ما هو رجس و من الجهال من نقص حظه من الحكمة* 21 ناقص العقل و هو تقي خير من وافر الفطنة و هو يتعدى الشريعة* 22 رب دهاء يكون محكما و هو جائر* 23 و رب رجل يهدم المحبة ليبدي العدل رب شرير يمشي مكبا في الحداد و بواطنه مملوءة مكرا* 24 يكب بوجهه و يصم احدى اذنيه و حين لا تشعر يفاجئك* 25 و ان منعه العجز من الاساءة فاذا صادف فرصة فعل* 26 من منظره يعرف الرجل و من استقبال الوجه يعرف العاقل* 27 لبسة الرجل و ضحكة الاسنان و مشية الانسان تخبر بما هو عليه* 28 رب عتاب لا يجمل و رب صامت عن فطنة*
الأصحاح رقم 20
(3/456)
1 العتاب خير من الحقد و المقر يكفي الخسران* 2 الخصي المتشهي يفسد البكر* 3 و هكذا فعل من يقضي قضاء الجور* 4 ما احسن ابداءك الندامة اذا وبخت فانك بذلك تجتنب الخطيئة الاختيارية* 5 رب ساكت يعد حكيما و رب متكلم يكره لطول حديثه* 6 من الساكتين من يسكت لانه لا يجد جوابا و من يسكت لانه يعرف الاوقات* 7 الانسان الحكيم يسكت الى حين اما العاتي و الجاهل فلا يبالي بالاوقات* 8 الكثير الكلام يمقت و المتسلط جورا يبغض* 9 رب نجاح يكون لاذى صاحبه و رب وجدان يكون لخسرانه* 10 رب عطية لا تنفعك و رب عطية تكون مضاعفة الجزاء* 11 رب انحطاط سببه المجد و رب تواضع يرفع به الراس* 12 رب مشتر كثيرا بقليل يدفع ثمنه سبعة اضعاف* 13 الحكيم يحبب نفسه بالكلام و نعم الحمقى تفاض سدى* 14 عطية الجاهل لا تنفعك لان له عوض العينين عيونا* 15 يعطي يسيرا و يمتن كثيرا و يفتح فاه مثل المنادي* 16 يقرض اليوم و يطالب غدا ان انسانا مثل هذا لبغيض* 17 يقول الاحمق لا صديق لي و صنائعي غير مشكورة* 18 ان الذين ياكلون خبزي خبثاء اللسان ما اكثر المستهزئين به و اكثر استهزاءاتهم* 19 فانه لا يدرك حق الادراك ماذا يستبقي و لا يبالي بما لا يستبقي* 20 الزلة عن السطح و لا الزلة من اللسان فان سقوط الاشرار يفاجئ سريعا* 21 الانسان السمج كحديث في غير وقته لا يزال في افواه فاقدي الادب* 22 يرذل المثل من فم الاحمق لانه لا يقوله في وقته* 23 رب انسان يمنعه اقلاله عن الخطيئة و في راحته لا ينخسه ضميره* 24 من الناس من يهلك نفسه من الحياء و انما يهلكها لاجل شخص الجاهل* 25 و من يعد صديقه من الحياء فيصيره عدوا له بغير سبب* 26 الكذب عار قبيح في الانسان و هو لا يزال في افواه فاقدي الادب* 27 السارق خير ممن يالف الكذب لكن كليهما يرثان الهلاك* 28 شان الانسان الكذوب الهوان و خزيه معه على الدوام* 29 الحكيم في الكلام يشتهر و الانسان الفطن يرضي العظماء* 30 الذي يفلح(3/457)
الارض يعلي كدسه و الذي يرضي العظماء يكفر الذنب* 31 الهدايا و الرشى تعمي اعين الحكماء و كلجام في الفم تحجز توبيخاتهم* 32 الحكمة المكتومة و الكنز المدفون اي منفعة فيهما* 33 الانسان الذي يكتم حماقته خير من الانسان الذي يكتم حكمته*
الأصحاح رقم 21
(3/458)
1 يا بني ان خطئت فلا تزد بل استغفر عما سلف من الخطاء* 2 اهرب من الخطيئة هربك من الحية فانها ان دنوت منها لدغتك* 3 انيابها انياب اسد تقتل نفوس الناس* 4 كل اثم كسيف ذي حدين ليس من جرحه شفاء* 5 التقريع و الشتم يسلبان الغنى و بمثل ذلك يسلب بيت المتكبر* 6 تضرع الفقير يبلغ الى اذني الرب فيجرى له القضاء سريعا* 7 من مقت التوبيخ فهو في اثر الخاطئ و من اتقى الرب يتوب بقلبه* 8 السليط اللسان بعيد السمعة لكن العاقل يعلم متى يسقط* 9 من بنى بيتا باموال غيره فهو كمن يجمع حجارته في الشتاء* 10 جماعة الاثماء مشاقة مجموعة و غايتها لهيب نار* 11 طريق الخطاة مفروش بالبلاط و في منتهاه حفرة الجحيم* 12 من حفظ الشريعة فطن لروحها* 13 و غاية مخافة الرب الحكمة* 14 من لم يكن ذا دهاء لم يؤدب* 15 و رب دهاء يكثر المرارة* 16 علم الحكيم يفيض كالعباب و مشورته كينبوع حياة* 17 باطن الاحمق كاناء مكسور لا يضبط شيئا من العلم* 18 العالم اذا سمع كلام حكمة مدحه و زاد عليه اما الخليع فاذا سمعه كرهه و نبذه وراء ظهره* 19 حديث الاحمق كحمل في الطريق و انما اللطف على شفتي العاقل* 20 فم الفطن يبتغى في الجماعة و كلامه يتامل به في القلب* 21 الحكمة للاحمق كبيت مخرب و علم الجاهل كلام لا يفهم* 22 التاديب للجهال كالقيود في الرجلين و كالوثاق في اليد اليمنى* 23 الاحمق يرفع صوته عند الضحك اما ذو الدهاء فيتبسم قليلا بسكون* 24 التاديب للفطن كحلية من ذهب و كسوار في ذراعه اليمنى* 25 قدم الاحمق تسرع الى داخل البيت اما الانسان الواسع الخبرة فيستحيي* 26 الجاهل يتطلع من الباب الى داخل البيت اما الرجل المتادب فيقف خارجا* 27 من قلة الادب التسمع على الباب و الفطن يستثقل ذلك الهوان* 28 شفاه الجهال تحدث بالخزعبلات و كلام الفطنين يوزن بالميزان* 29 قلوب الحمقى في افواههم و افواه الحكماء في قلوبهم* 30 اذا لعن المنافق الشيطان فقد لعن نفسه* 31 النمام(3/459)
ينجس نفسه و معاشرته مكروهة*
الأصحاح رقم 22
(3/460)
1 الكسلان اشبه بحجر قذر كل احد يصفر لهوانه* 2 الكسلان اشبه بزبل الدمن كل من قبضه ينفض يده* 3 الابن الفاقد الادب عار لابيه و البنت انما تعقب الخسران* 4 البنت الفطينة ميراث لرجلها و البنت المخزية غم لوالدها* 5 الوقحة تخزي اباها و رجلها و كلاهما يهينانها* 6 الكلام في غير وقته كالغناء في النوح اما السياط و التاديب فهما في كل وقت حكمة* 7 الذي يعلم الاحمق يجبر اناء من خزف* 8 و ينبه مستغرقا في نومه* 9 من كلم الاحمق فانما يكلم متناعسا فاذا انتهى قال ماذا* 10 ابك على الميت لانه فقد النور و ابك على الاحمق لانه فقد العقل* 11 اقلل من البكاء على الميت فانه في راحة* 12 اما الاحمق فحياته اشقى من موته* 13 النوح على الميت سبعة ايام و النوح على الاحمق و المنافق جميع ايام حياته* 14 لا تكثر الكلام مع الجاهل و لا تخالط الغبي* 15 تحفظ منه لئلا يعنتك و ينجسك برجسه* 16 اعرض عنه فتجد راحة و لا يغمك سفهه* 17 اي شيء اثقل من الرصاص و ماذا يسمى الا احمق* 18 الرمل و الملح و الحديد اخف حملا من الانسان الجاهل* 19 عرق الخشب المربوطة في البناء لا تتفكك في الزلزلة كذلك القلب المعتمد على مشورة سديدة لا يخاف اصلا* 20 القلب المستند على راي عاقل كزينة من رمل على حائط مصقول* 21 كما ان الاوتاد الموضوعة في مكان عال لا تثبت امام الريح* 22 كذلك قلب الاحمق الخائف الافكار لا يثبت امام هول من الاهوال* 23 قلب الاحمق يخاف في افكاره اما الذي يستمر على وصايا الله في كل حين فلا يخاف ابدا* 24 من نخس العين اسال الدموع و من نخس القلب ابرز الحس* 25 من رمى الطيور بالحجر نفرها و من عير صديقه قطع الصداقة* 26 ان جردت السيف على صديقك فلا تياس فانه يرجع* 27 ان فتحت فمك على صديقك فلا تخف فانه يصالح الا في التعيير و التكبر و افشاء السر و الجرح بالمكر فانه في هذه يفر كل صديق* 28 ابق امينا للقريب في فقره لكي تشبع معه من خيراته* 29 اثبت(3/461)
معه في وقت ضيقه لكي تشترك في ميراثه* 30 قبل النار بخار الاتون و الدخان و كذلك قبل الدماء التقريعات* 31 لا استحيي ان ادفع عن صديقي و لا اتوارى عن وجهه ثم ان اصابني منه شر* 32 فكل من يسمع بذلك يتحفظ منه* 33 من يجعل حارسا لفمي و خاتما وثيقا على شفتي لئلا اسقط بسببهما و يهلكني لساني*
الأصحاح رقم 23
(3/462)
1 ايها الرب الاب يا سيد حياتي لا تتركني و مشورة شفتي و لا تدعني اسقط بهما* 2 من ياخذ افكاري بالسياط و قلبي بتاديب الحكمة بحيث لا يشفق على جهالاتي و لا تهمل خطاياي* 3 لكي لا تتكاثر جهالاتي و تتوافر خطاياي فاسقط تجاه اضدادي و يشمت عدوي بي* 4 ايها الرب الاب يا اله حياتي لا تتركني و مشورة شفتي* 5 لا تدعني اطمح بعيني و الهوى اصرفه عني* 6 لا تملكني شهوة البطن و لا الزنى و لا تسلمني الى نفس وقحة* 7 ايها البنون دونكم ادب الفم فان من يحفظه لا يؤخذ بشفتيه* 8 انه بهما يصطاد الخاطئ و بهما يعثر القاذف و المتكبر* 9 لا تعود فاك الحلف* 10 و لا تالف تسمية القدوس* 11 فانه كما ان العبد الذي لا يزال يفحص لا يخلو من الحبط كذلك من لم يبرح يحلف و يسمي لا يتزكى* 12 الرجل الحلاف يمتلئ اثما و لا يبرح السوط من بيته* 13 و هو ان لم يف فعليه خطيئة و ان استخف فخطيئته مضاعفة* 14 و ان حلف باطلا لا يبرر و بيته يملا نوائب* 15 و من الكلام كلام اخر يلابسه الموت لا كان في ميراث يعقوب* 16 ان هذه كلها تبعد عن الاتقياء فلا يتمرغون في الخطايا* 17 لا تعود فاك فحش الكلام فان ذلك لا يخلو من خطيئة* 18 تذكر اباك و امك اذا جلست بين العظماء* 19 لئلا تنساهما امامهم و يسفهك تعود معاشرتهم فتود لو لم تولد منهما و تلعن يوم ولادتك* 20 من تعود كلام الشتيمة لا يتادب طول ايامه* 21 من الناس صنفان يكثران من الخطايا و صنف ثالث يجلب الغضب* 22 النفس المتوهجة كنار ملتهبة فلا تنطفئ الى ان تفنى* 23 و الانسان الزاني بنجاسة لحمه فلا يكف الى ان يوقد النار* 24 لان الانسان الزاني كل خبز يحلو له فلا يكل الى ان يفرغ* 25 و الانسان الذي يتعدى على فراشه قائلا في نفسه من يراني* 26 حولي الظلمة و الحيطان تسترني و لا احد يراني فماذا اخشى ان العلي لا يذكر خطاياي* 27 و هو انما يخاف من عيون البشر* 28 و لا يعلم ان عيني الرب اضوا من الشمس عشرة الاف ضعف(3/463)
فتبصران جميع طرق البشر و تطلعان على الخفايا* 29 هو عالم بكل شيء قبل ان يخلق فكذلك بعد ان انقضى* 30 فهذا يعاقب في شوارع المدينة و حيث لا يظن يقبض عليه* 31 و يهان من الجميع لانه لم يفهم مخافة الرب* 32 هكذا ايضا المراة التي تترك بعلها و تجعل له وارثا من الغريب* 33 لانها اولا عصت شريعة العلي و ثانيا خانت رجلها و ثالثا تنجست بالزنى و اقامت نسلا من رجل غريب* 34 فهذه يؤتى بها الى الجماعة و تبحث احوال اولادها* 35 ان اولادها لا يتاصلون و اغصانها لا تثمر* 36 و هى تخلف ذكرا ملعونا و فضيحتها لا تمحى* 37 فيعرف المتخلفون ان لا شيء افضل من مخافة الرب و لا شيء اعذب من رعاية وصايا الرب* 38 ان اتباع الله مجد عظيم و في قبوله لك طول ايام*
الأصحاح رقم 24
(3/464)
1 الحكمة تمدح نفسها و تفتخر بين شعبها* 2 تفتح فاها في جماعة العلي و تفتخر امام جنوده* 3 و تعظم في شعبها و تمجد في ملا القديسين* 4 و تحمد في جمع المختارين و تبارك بين المباركين و تقول* 5 اني خرجت من فم العلي بكرا قبل كل خليقة* 6 و جعلت النور يشرق في السماوات على الدوام و غشيت الارض كلها بمثل الضباب* 7 و سكنت في الاعالي و جعلت عرشي في عمود الغمام* 8 انا وحدي جلت في دائرة السماء و سلكت في عمق الغمار و مشيت على امواج البحر* 9 و داست قدمي كل الارض و على كل شعب* 10 و كل امة تسلطت* 11 و وطئت بقدرتي قلوب الكبار و الصغار في هذه كلها التمست الراحة و باي ميراث احل* 12 حينئذ اوصاني خالق الجميع و الذي حازني عين مقر مسكني* 13 و قال اسكني في يعقوب و رثي في اسرائيل* 14 قبل الدهر من الاول حازني و الى الدهر لا ازول و قد خدمت امامه في المسكن المقدس* 15 و هكذا في صهيون ترسخت و جعل لي مقرا في المدينة المحبوبة و سلطنتي هي في اورشليم* 16 فتاصلت في شعب مجيد و في نصيب الرب نصيب ميراثه و في ملا القديسين مقامي* 17 ارتفعت كالارز في لبنان و كالسرو في جبال حرمون* 18 كالنخل في السواحل و كغراس الورد في اريحا* 19 كالزيتون النضير في السهل و كالدلب على مجارى المياه في الشوارع* 20 فاح عرفي كالدارصيني و القندول العطر و انتشرت رائحتي كالمر المنتقى* 21 كالقنة و الجزع و الميعة و مثل بخور اللبان في المسكن* 22 اني مددت اغصاني كالبطمة و اغصاني اغصان مجد و نعمة* 23 انا كالكرمة المنبتة النعمة و ازهاري ثمار مجد و غنى* 24 انا ام المحبة البهية و المخافة و العلم و الرجاء الطاهر* 25 في كل نعمة الطريق و الحق و كل رجاء الحياة و الفضيلة* 26 تعالوا الي ايها الراغبون في و اشبعوا من ثماري* 27 فان روحي احلى من العسل و ميراثي الذ من شهد العسل* 28 و ذكري يبقى في اجيال الدهور* 29 من اكلني عاد الي جائعا و من شربني عاد ظامئا* 30 من(3/465)
سمع لي فلا يخزى و من عمل بارشادي فلا يخطا* 31 من شرحني فله الحياة الابدية* 32 هذه كلها هي سفر الحياة و عهد العلي و علم الحق* 33 ان موسى امر بالشريعة و احكام العدل ميراث ال يعقوب و مواعيد اسرائيل* 34 ان الرب وعد داود عبده ان يقيم منه الملك القدير الجالس على عرش المجد الى الابد* 35 هو يفيض الحكمة كفيشون و مثل دجلة في ايام الغلال* 36 و يملا فهما كالفرات و مثل الاردن في ايام الحصاد* 37 و يبدي التاديب كالنور و مثل جيحون في ايام القطاف* 38 الحكمة لا يستوفي معرفتها الاول و لا يستقصيها الاخر* 39 لان فكرها اوسع من البحر و مشورتها اعمق من الغمر العظيم* 40 انا الحكمة مفيضة الانهار* 41 انا كساقية من النهر و كقناة خرجت الى الفردوس* 42 قلت اسقي جنتي و اروي روضتي* 43 فاذا بساقيتي قد صارت نهرا و بنهري قد صار بحرا* 44 فاني اضيء بالتاديب مثل الفجر و اذيعه الى الاقاصي* 45 انفذ الى جميع اعماق الارض و انظر الى جميع الراقدين و انير لجميع الذين يرجون الرب* 46 اني افيض التعليم مثل نبوة و اخلفه لاجيال الدهور* 47 فانظروا كيف لم يكن عنائي لي وحدي بل ايضا لجميع الذين يلتمسون الحكمة*
الأصحاح رقم 25
(3/466)
1 ثلاث هن زينة لي و بهن قمت جميلة امام الرب و الناس* 2 اتفاق الاخوة و حب القريب و المصافاة بين المراة و رجلها* 3 ثلاثة تبغضهم نفسي و تمقت حياتهم* 4 الفقير المتكبر و الغني الكذاب و الشيخ الزاني الفاقد الفهم* 5 ان لم تدخر في شبابك فكيف تجد في شيخوختك* 6 ما اجمل القضاء للشيب و حسن المشورة للشيوخ* 7 ما اجمل الحكمة للشيوخ و الراي و المشورة لارباب المجد* 8 كثرة الخبرة اكليل الشيوخ و مخافة الرب فخرهم* 9 تسع خصال غبطتها في قلبي و العاشرة ينطق بها لساني* 10 مغبوط الانسان الذي يفرح بالاولاد و الذي يرى في حياته سقوط اعدائه* 11 مغبوط من يساكن امراة عاقلة و من لم يزلل بلسانه و من لم يخدم من لا يستاهله* 12 مغبوط من وجد الفطنة و من يجعل حديثه في اذن واعية* 13 ما اعظم من وجد الحكمة لكنه ليس افضل ممن يتقي الرب* 14 مخافة الرب اعلى من كل شيء* 15 الذي يحوزها بمن يشبه* 16 مخافة الرب اول محبته و الايمان اول الاتصال به* 17 غاية الالم الم القلب و غاية الخبث خبث المراة* 18 كل الم و لا الم القلب* 19 و كل خبث و لا خبث المراة* 20 و كل نائبة و لا النائبة من المبغضين* 21 و كل انتقام و لا انتقام الاعداء* 22 لا راس شر من راس الحية* 23 و لا غضب شر من غضب المراة مساكنة الاسد و التنين خير عندي من مساكنة المراة الخبيثة* 24 خبث المراة يغير منظرها و يرد وجهها اسود كالمسح* 25 رجلها يكمد بين اصحابه و اذا سمع تاوه بمرارة* 26 كل سوء بازاء سوء المراة خفيف لتقع قرعة الخاطئ عليها* 27 مثل العقبة الكثيرة الرمل لقدمي الشيخ مثل المراة الخبيثة اللسان للرجل الهادئ* 28 لا يعثرك جمال امراة و لا تشته امراة لحسنها* 29 غضب و وقاحة و فضيحة عظيمة* 30 المراة التي تتسلط على رجلها* 31 المراة الشريرة ذلة للقلب و تقطيب للوجه و الم للفؤاد* 32 التي لا تنشئ سعادة رجلها انما هي تراخ لليدين و تخلع للركبتين* 33 من المراة ابتدات الخطيئة و(3/467)
بسببها نموت نحن اجمعون* 34 لا تجعل للماء مخرجا و لا للمراة الشريرة سلطانا* 35 ان لم تسلك طوع يدك تخزيك امام اعدائك* 36 فاقطعها عن جسدك لئلا تؤذيك على الدوام*
الأصحاح رقم 26
(3/468)
1 رجل المراة الصالحة مغبوط و عدد ايامه مضاعف* 2 المراة الفاضلة تسر رجلها و تجعله يقضي سنيه بالسلام* 3 المراة الصالحة نصيب صالح تمنح حظا لمن يتقي الرب* 4 فيكون قلبه جذلا و وجهه بهجا كل حين غنيا كان ام فقيرا* 5 ثلاث خاف منهن قلبي و على الرابعة ابتهلت بوجهي* 6 شكاية المدينة و تالب الجمع* 7 و البهتان كل ذلك اثقل من الموت* 8 لكن المراة الغائرة من المراة وجع قلب و نوح* 9 و لسانها سوط يصيب الجميع* 10 المراة الشريرة نير قلق و مثل متخذها مثل من يمسك عقربا* 11 المراة السكيرة سخط عظيم و فضيحتها لا تستر* 12 زنى المراة في طموح البصر و يعرف من جفنيها* 13 واظب على مراقبة البنت القليلة الحياء لئلا تجد فرصة فتبذل نفسها* 14 تنبه لطرفها الوقح و لا تعجب اذا عقتك* 15 تفتح فمها كالمسافر العطشان و تشرب من كل ماء صادفته و تجلس عند كل جذع و تفتح الكنانة تجاه كل سهم* 16 لطف المراة ينعم رجلها* 17 و ادبها يسمن عظامه* 18 المراة المحبة للصمت عطية من الرب و النفس المتادبة لا يستبدل بها* 19 المراة الحيية نعمة على نعمة* 20 و النفس العفيفة لا قيمة توازنها* 21 الشمس تشرق في على الرب و جمال المراة الصالحة في عالم بيتها* 22 السراج يضيء على المنارة المقدسة و حسن الوجه على القامة الرزينة* 23 العمد من الذهب تقوم على قواعد من الفضة و الساقان الجميلتان على اخمصي ذات الوقار* 24 الاسس على الصخر تثبت الى الابد و وصايا الرب في قلب المراة الطاهرة* 25 اثنان يحزن لهما قلبي و الثالث ياخذني عليه الغضب* 26 رجل الحرب اذا اعجزته الفاقة و الرجال العقلاء اذا اهينوا* 27 اما من ارتد عن البر الى الخطيئة فالرب يستبقيه للسيف* 28 قلما يتخلص التاجر من الاثم و الخمار لا يتزكى من الخطيئة*
الأصحاح رقم 27
(3/469)
1 كثيرون خطئوا لاجل عرض الدنيا و الذي يطلب الغنى يغضي طرفه* 2 بين الحجارة المتضامة يغرز الوتد و بين البيع و الشراء تنشب الخطيئة* 3 و سيسحق الاثم مع الاثيم* 4 من لم يحرص على الثبات في مخافة الرب يهدم بيته سريعا* 5 عند هز الغربال يبقى الزبل كذلك كساحة الانسان عند تفكره* 6 انية الخزاف تختبر بالاتون و الانسان يمتحن بحديثه* 7 حراثة الشجر تظهر من ثمرها كذلك تفكر قلب الانسان يظهر من كلامه* 8 لا تمدح رجلا قبل ان يتكلم فانه بهذا يمتحن الناس* 9 اذا تعقبت العدل فانك تدركه و تلبسه حلة مجد و تسكن معه فيصونك الى الابد و في يوم الافتقاد تجد سندا* 10 الطيور تاوى الى اشكالها و الحق يعود الى العاملين به* 11 الاسد يكمن للفريسة كذلك الخطايا تكمن لفاعلي الاثم* 12 حديث التقي في كل حين حكمة اما الجاهل فيتغير كالقمر* 13 بين السفهاء ترقب الفرصة و بين العقلاء كن مواظبا* 14 حديث الحمقى مكروه و ضحكهم في ملذات الخطيئة* 15 محادثة الحلاف تقف الشعر و مخاصمته سد الاذان* 16 مخاصمة المتكبرين سفك الدماء و مشاتمتهم سماع ثقيل* 17 الذي يفشي الاسرار يهدم الثقة و لا يجد صديقا لنفسه* 18 احبب الصديق و كن معه امينا* 19 لكن ان افشيت اسراره فلا تطلبه من بعد* 20 فان من اتلف صداقة القريب كان بمنزلة من اتلف عدوه* 21 و مثل تسريحك للقريب مثل اطلاقك طائرا من يدك فلا تعود تصطاده* 22 لا تطلبه فانه قد ابتعد و فر كالظبي من الفخ* 23 ان الجرح له ضماد و المشاتمة بعدها صلح* 24 اما الذي يفشي الاسرار فشانه الياس* 25 الغامز بالعين يختلق الشرور و ليس من يتجنبه* 26 امام عينيك يحلو بفمه و يستحسن كلامك ثم يقلب منطقه و من كلامك يلقي امامك معثرة* 27 قد ابغضت امورا كثيرة و لكن لا كبغضي له و الرب سيبغضه* 28 من رمى حجرا الى فوق فقد رماه على راسه و الضربة بالمكر تجرح الماكر* 29 من حفر حفرة سقط فيها و من نصب شركا اصطيد به* 30 من صنع المساوئ(3/470)
فعليه تنقلب و لا يشعر من اين تقع عليه* 31 الاستهزاء و التعيير شان المتكبرين و الانتقام يكمن لهم مثل الاسد* 32 الشامتون بسقوط الاتقياء يصطادون بالشرك و الوجع يفنيهم قبل موتهم* 33 الحقد و الغضب كلاهما رجس و الرجل الخاطئ متمسك بهما*
الأصحاح رقم 28
(3/471)
1 من انتقم يدركه الانتقام من لدن الرب و يترقب الرب خطاياه* 2 اغفر لقريبك ظلمه لك فاذا تضرعت تمحى خطاياك* 3 ايحقد انسان على انسان ثم يلتمس من الرب الشفاء* 4 ام لا يرحم انسانا مثله ثم يستغفر عن خطاياه* 5 ان امسك الحقد و هو بشر فمن يكفر خطاياه* 6 اذكر اواخرك و اكفف عن العداوة* 7 اذكر الفساد و الموت و اثبت على الوصايا* 8 اذكر الوصايا و لا تحقد على القريب* 9 اذكر ميثاق العلي و اغض عن الجهالة* 10 امسك عن النزاع فتقلل الخطايا* 11 فان الانسان الغضوب يضرم النزاع و الرجل الخاطئ يبلبل الاصدقاء و يلقي الشقاق بين المسالمين* 12 بحسب الحطب تضطرم النار و بحسب قوة الانسان يكون غيظه و بحسب غناه يثير غضبه و بحسب شدة النزاع يستشيط* 13 الخصومة عن عجلة تضرم النار و النزاع عن عجلة يسفك الدم* 14 اذا نفخت في شرارة اضطرمت و اذا تفلت عليها انطفات و كلاهما من فمك* 15 النمام و ذو اللسانين اهل للعنة لاهلاكهما كثيرين من اهل المسالمة* 16 اللسان الثالث اقلق كثيرين و بددهم من امة الى امة* 17 و هدم مدنا محصنة و خرب بيوت العظماء* 18 و كسر جيوش الشعوب و افنى امما ذات اقتدار* 19 اللسان الثالث طرد نساء فاضلات و سلبهن اتعابهن* 20 من اصغى اليه لا يجد راحة و لا يسكن مطمئنا* 21 ضربة السوط تبقي حبطا و ضربة اللسان تحطم العظام* 22 كثيرون سقطوا بحد السيف لكنهم ليسوا كالساقطين بحد اللسان* 23 طوبى لمن وقي شره و لم يعرض على غضبه و لم يحمل نيره و لم يوثق بقيوده* 24 فان نيره نير من حديد و قيوده قيود من نحاس* 25 الموت به موت قاس و الجحيم انفع منه* 26 لكنه لا يتسلط على الاتقياء و لا هم يحترقون بلهيبه* 27 بل الذين يتركون الرب يقعون تحت سلطانه فيشتعل فيهم و لا ينطفئ يطلق عليهم كالاسد و يفترسهم كالنمر* 28 سيج ملكك بالشوك* 29 احبس فضتك و ذهبك و اجعل لكلامك ميزانا و معيارا و لفمك بابا و مزلاجا* 30 و احذر ان تزل به فتسقط امام(3/472)
الكامن لك*
الأصحاح رقم 29
(3/473)
1 الذي يصنع رحمة يقرض القريب و السخي اليد يحفظ الوصايا* 2 اقرض القريب في وقت حاجته و اقضه ما له عليك في اجله* 3 حقق ما نطقت به و كن امينا معه فتنال في كل حين بغيتك* 4 كثيرون حسبوا القرض لقطة فعنوا الذين امدوهم* 5 قبل ان يقبض يقبل اليد و يخشع بصوته حتى ينال مال القريب* 6 فاذا ان الرد ماطل و نطق بكلام مضجر و شكا صرف الدهر* 7 ان كان الرد في طاقته لم يكد يرد النصف و يحسب ما رده لقطة* 8 و الا فيسلبه امواله و يتخذه عدوا بلا سبب* 9 يجزيه اللعنة و الشتيمة و بدل الاكرام يكافئه الاهانة* 10 كثيرون امسكوا لاجل خبث الناس مخافة ان يسلبوا بغير سبب* 11 مع ذلك كن طويل الاناة على البائس و لا تماطله في الصدقة* 12 لاجل الوصية اعن المسكين و في عوزه لا تردده فارغا* 13 اتلف فضتك على اخيك و صديقك و لا تدعها تصدا تحت الحجر و تتلف* 14 انفق ذخيرتك بحسب وصايا العلي فتنفعك اكثر من الذهب* 15 اغلق على الصدقة في اخاديرك فهي تنقذك من كل شر* 16 . . .* 17 . . .* 18 تقاتل عنك عدوك اكثر من ترس الباس و رمح الحماسة* 19 الرجل الصالح يكفل القريب و الذي فقد كل حياء يخذله* 20 لا تنس نعم الكافل فانه بذل نفسه لاجلك* 21 الخاطئ يهرب من كافله و اللئيم الروح يخذله* 22 الخاطئ يدمر خيرات الكافل و جاحد الجميل يخذل مخلصه* 23 من الناس من يكفل قريبه لكنه يفقد كل حياء فيخذله* 24 كثيرون كانوا في نجح فاهلكتهم الكفالة و اقلقتهم كامواج البحر* 25 الجات رجالا مقتدرين الى المهاجرة فتاهوا بين امم غريبة* 26 الخاطئ الذي يتهافت على الكفالة و يصبو الى المعاملات يقع تحت الاقضية* 27 امدد قريبك بقدر طاقتك و احذر على نفسك ان تسقط* 28 راس المعيشة الماء و الخبز و اللباس و البيت الساتر للسوءة* 29 عيش الفقير تحت سقف من الواح خير من الاطعمة الفاخرة في دار الغربة* 30 ارض بالقليل و الكثير فلا تسمع تعييرا في امر البيت* 31 بئس حياة الانسان من بيت الى(3/474)
بيت و حيثما ضاف لم يفتح فاه* 32 تطعم و تسقي جاحدين لجميلك و انت ضيفهم و وراء ذلك تسمع اقوالا مرة* 33 ان قم يا ضيف جهز المائدة و ان كان بيدك شيء فاطعمني* 34 انصرف يا ضيف من امام شخص كريم ان اخا لي يتضيفني فانا محتاج الى البيت* 35 امران يستثقلهما الانسان الفطن الانتهار في امر البيت و تعيير المقرض*
الأصحاح رقم 30
(3/475)
1 من احب ابنه اكثر من ضربه لكي يسر في اخرته* 2 من ادب ابنه يجتني ثمر تاديبه و يفتخر به بين الوجهاء* 3 من علم ابنه يغير عدوه و يبتهج به امام اصدقائه* 4 اذا توفى ابوه فكانه لم يمت لانه خلف من هو نظيره* 5 في حياته راى و فرح و عند وفاته لم يحزن* 6 خلف منتقما من الاعداء و مكافئا للاصدقاء بالجميل* 7 من دلل ابنه فسيضمد جراحه و عند كل صراخ تضطرب احشاءه* 8 الفرس الذي لم يرض يصير جموحا و الابن الذي لم يضبط يصير سفيها* 9 ان دللت ابنك روعك و ان لاعبته حزنك* 10 لا تضاحكه لئلا يغمك و في اواخرك ياخذك صريف الاسنان* 11 لا تجعل له سلطانا في صبائه و لا تهمل جهالاته* 12 احن رقبته في صبائه و ارضض اضلاعه ما دام صغيرا لئلا يتصلب فيعصيك فياخذك وجع القلب* 13 ادب ابنك و اجتهد في تهذيبه لئلا يسقط فيما يخجلك* 14 فقير ذو عافية و صحيح البنية خير من غني منهوك بالاسقام* 15 العافية و صحة البنية خير من كل الذهب و قوة الجسم افضل من نشب لا يحصى* 16 لا غنى خير من عافية الجسم و لا سرور يفوق فرح القلب* 17 الموت افضل من الحياة المرة او السقم الملازم* 18 الخيرات المسكوبة على فم مغلق كالاطعمة الموضوعة على قبر* 19 اي منفعة للصنم بالقربان فانه لا ياكل و لا يشم* 20 هكذا من يرهقه الرب و يجازيه على اثامه* 21 يرى بعينيه و يتنهد كالخصي الذي يعانق عذراء ثم يتنهد* 22 لا تغم نفسك و لا تضيق صدرك بافكارك* 23 سرور القلب حياة الانسان و ابتهاج الرجل طول الايام* 24 احبب نفسك و فرج عن قلبك و انف الحزن عنك بعيدا* 25 فان الحزن قتل كثيرين و ليس فيه ثمرة* 26 الغيرة و الغضب يقللان الايام و الغمة تاتي بالشيخوخة قبل الاوان* 27 القلب البهج الصالح لا يزال في الولائم و مادبه معدة باهتمام*
الأصحاح رقم 31
(3/476)
1 السهر لاجل الغنى يذيب الجسم و الاهتمام به ينفي النوم* 2 سهر الاهتمام يحرم الوسن و المرض الشديد يذهبه النوم* 3 يجد الغني في جمع الاموال و في راحته يشبع من اللذات* 4 يجد الفقير في حاجة العيش و في راحته يمسي معوزا* 5 من احب الذهب لا يزكى و من اتبع الفساد يشبع منه* 6 كثيرون سقطوا لاجل الذهب فاضحى هلاكهم امام وجوههم* 7 الذهب عود عثار للذين يذبحون له و كل جاهل يصطاد به* 8 طوبى للغني الذي وجد بغير عيب و لم يسع وراء الذهب* 9 من هو فنغبطه لانه صنع عجائب في شعبه* 10 من الذي امتحن به فوجد كاملا به فليفتخر من الذي قدر ان يتعدى فلم يتعد و ان يصنع الشر و لم يصنع* 11 ستكون خيراته ثابتة و تخبر الجماعة بصدقاته* 12 اذا جلست على مائدة حافلة فلا تفتح لها حنجرتك* 13 و لا تقل ما اكثر ما عليها* 14 اذكر ان العين الشريرة سوء عظيم* 15 اي شيء خلق اسوا من العين فلذلك هي تدمع من كل شخص* 16 حيثما لحظت فلا تمدد اليه يدك* 17 و لا تزاحمها في الصحفة* 18 افهم ما عند القريب مما عندك و تامل في كل امر* 19 كل مما وضع امامك كما ياكل الانسان و لا تكن لهما لئلا تكره* 20 و كن اول من امسك مراعاة للادب و لا تتضلع لئلا ينكر عليك* 21 و اذا اتكات بين كثيرين فلا تمدد يدك قبلهم* 22 ما اقل ما يكتفي به الانسان المتادب و مثل هذا لا تاخذه الكظة على فراشه* 23 السهاد و الهيضة و المغص للرجل الشره* 24 رقاد الصحة لقنوع الجوف يقوم باكرا و هو مالك نفسه* 25 و اذا اكرهت على الاكل فاعتزل من بين الجماعة فتستريح* 26 اسمع لي يا بني و لا تستخف بي و اخيرا تختبر اقوالي* 27 في جميع اعمالك كن نشيطا فلا يلحق بك سقم* 28 من سخا بالطعام تباركه الشفاه و يشهد بكرمه شهادة صدق* 29 من شح بالطعام تتذمر عليه المدينة و يشهد بلؤمه شهادة يقين* 30 لا تكن ذا باس تجاه الخمر فان الخمر اهلكت كثيرين* 31 الاتون يمتحن الحديد الممهى و الخمر تمتحن قلوب المتجبرين في(3/477)
القتال* 32 الخمر حياة للانسان اذا اقتصدت في شربها* 33 اي عيش لمن ليس له خمر* 34 اي شيء يعدم الحياة الموت* 35 الخمر من البدء خلقت للانبساط لا للسكر* 36 الخمر ابتهاج القلب و سرور النفس لمن شرب منها في وقتها ما كفى* 37 الشرب بالرفق صحة للنفس و الجسد* 38 الافراط من شرب الخمر خصومة و نزاع* 39 الافراط من شرب الخمر مرارة للنفس* 40 السكر يهيج غضب الجاهل لمصرعه و يقلل القوة و يكثر الجراح* 41 في مجلس الخمر لا توبخ القريب و لا تحتقره في سروره* 42 لا تخاطبه بكلام تعيير و لا تضايقه في المطالبة*
الأصحاح رقم 32
(3/478)
1 اذا جعلوك رئيسا فلا تتكبر بل كن بينهم كواحد منهم* 2 اهتم بهم ثم اجلس و بعد قضائك ما عليك اتكئ* 3 لكي تفرح بهم و تاخذ الاكليل زينة و تكرم بهداياهم* 4 تكلم يا شيخ فانك اهل ذلك* 5 لكن عن دقة علم و لا تمنع الغناء* 6 لا تطلق كلامك عند السماع و لا تات بالحكمة في غير وقتها* 7 الحان المغنين في مجلس الخمر كفص من ياقوت في حلي من ذهب* 8 انغام المغنين على خمر لذيذة كفص من زمرد في مصوغ من ذهب* 9 اسمع و انت ساكت فباحتشامك تنال الحظوة* 10 تكلم يا شاب لكن نادرا متى دعتك الحاجة* 11 ان سئلت مرتين فجاوب بالايجاز* 12 معبرا عن الكثير بالقليل و كن كمن يعلم و يصمت* 13 في جماعة العظماء لا تساو نفسك بهم و بين الشيوخ لا تكن كثير الهذر* 14 قدام الرعد ينطلق البرق و قدام المحتشم تسبق الحظوة* 15 اذا ان الوقت فقم لا تتاخر اسرع الى بيتك لا تتهاون هناك تنزه* 16 و اصنع ما بدا لك و لا تخطا بكلام الكبرياء* 17 و على هذه كلها بارك صانعك الذي يسكرك من طيباته* 18 من اتقى الرب يقبل تاديبه و المبتكرون اليه يجدون مرضاته* 19 من ابتغى الشريعة يمتلئ منها و المراءي يعثر فيها* 20 الذين يتقون الرب يجدون العدل و يوقدون من الاحكام مصباحا لهم* 21 الانسان الخاطئ يجانب التوبيخ و يجد حججا توافق مبتغاه* 22 صاحب المشورة لا يهمل التامل اما المتكبر ممن ليس كذلك فلا ياخذه الخوف* 23 و لا بعدما عمل بهواه عن غير مشورة* 24 لا تعمل شيئا عن غير مشورة فلا تندم على عملك* 25 لا تسر في طريق الهلكة فلا تعثر بالحجارة لا ترم نفسك في طريق لم تختبره فلا تجعل لنفسك معثرة* 26 احترز حتى من بنيك و تحفظ من اهل بيتك* 27 في جميع اعمالك اقتد بضميرك فان ذلك هو حفظ الوصايا* 28 الذي يقتدي بالشريعة يرعى الوصايا و الذي يتكل على الرب لا يخسر*
الأصحاح رقم 33
(3/479)
1 من اتقى الرب لا يلقى ضرا بل عند التجربة يحفظه الرب و ينجيه من الشرور* 2 الرجل الحكيم لا يبغض الشريعة اما الذي يراءي فيها فهو كسفينة في الزوبعة* 3 الانسان العاقل يؤمن بالشريعة و الشريعة امينة له* 4 هيئ كلامك كما يفعل الصديقون في مسائلهم فتسمع انظم معاني علمك و جاوب* 5 احشاء الاحمق كمحالة العجلة و فكره مثل المحور الخفيف الدوران* 6 الصديق المستهزئ كفحل الخيل الذي يصهل تحت كل راكب* 7 لماذا يفضل يوم على يوم و نور كل يوم في السنة من الشمس* 8 علم الرب ميز بينها اذ صنعت الشمس التي تحفظ الرسم* 9 و خالف بين الازمنة فعيدت الاعياد في الساعة المعينة* 10 فمنها ما اعلاه و قدسه و منها ما جعله في عداد الايام و كذا البشر كلهم من التراب و ادم صنع من الارض* 11 لكن الرب ميز بينهم بسعة علمه و خالف بين طرقهم* 12 فمنهم من باركه و اعلاه و منهم من قدسه و قربه اليه و منهم من لعنه و خفضه و نكسه من مقامه* 13 كما يكون الطين في يد الخزاف و تجري جميع احواله بحسب مرضاته* 14 كذلك الناس في يد صانعهم و هو يجازيهم بحسب قضائه* 15 بازاء الشر الخير و بازاء الموت الحياة كذلك بازاء التقي الخاطئ و هكذا تامل في جميع اعمال العلي تجدها اثنين اثنين الواحد بازاء الاخر* 16 اني انا الاخير قد استيقظت و ورثت هذه كما كانت منذ البدء* 17 كمن يلتقط وراء القطافين اقبلت ببركة الرب فملات المعصرة كالذي قطف* 18 فانظروا كيف لم يكن اجتهادي لي وحدي بل ايضا لجميع الذين يلتمسون التاديب* 19 اسمعوني يا عظماء الشعب و اصغوا الي يا رؤساء الجماعة* 20 لا تول على نفسك في حياتك ابنك او امراتك او اخاك او صديقك و لا تعط لاخر اموالك لئلا تندم فتتضرع اليه بها* 21 ما حييت و ما دام فيك نفس لا تسلم نفسك الى احد من البشر* 22 لانه خير ان يطلب بنوك منك من ان تنظر انت الى ايدي بنيك* 23 في جميع امورك احفظ لنفسك مزيتها* 24 و لا تجعل عيبا في كرامتك قسم(3/480)
ميراثك عند انقضاء ايام حياتك حين يحضر الموت* 25 العلف و العصا و الحمل للحمار و الخبز و التاديب و العمل للعبد* 26 اشغل الغلام بالعمل فتستريح ارخ يديك عنه فيلتمس العتق* 27 النير و السيور تحني الرقاب و مواظبة العمل تخضع العبد* 28 للعبد الشرير التنكيل و العذاب اقسره على العمل لئلا يتفرغ* 29 فان الفراغ يعلم ضروب الخبث* 30 الزمه الاعمال كما يليق به فان لم يطع فثقل عليه القيود لكن لا تفرط في عقاب ذي جسد و لا تصنع شيئا بغير تمييز* 31 ان كان لك عبد فليكن عندك كنفسك فانك اكتسبته بالدم ان كان لك عبد فعامله كنفسك فانك تحتاج اليه احتياجك الى نفسك* 32 ان اذيته ابق* 33 و اذا فر ذاهبا ففي اي طريق تطلبه*
الأصحاح رقم 34
(3/481)
1 الامال الفارغة الكاذبة لذي السفه و الاحلام يطير بها الجهال* 2 مثل الملتفت الى الاحلام مثل القابض على الظل و المتطلب للريح* 3 رؤيا الاحلام هي هذا بازاء هذا شبه الشخص امام الشخص* 4 بالنجس ماذا يطهر و بالكذب ماذا يصدق* 5 العرافة و التطير و الاحلام باطلة* 6 كخيالات قلب الماخض ان لم ترسل هذه من عند العلي في افتقاد منه فلا توجه اليها قلبك* 7 فان كثيرين اضلتهم الاحلام فسقطوا لاعتمادهم عليها* 8 الشريعة تتمم بغير تلك الاكاذيب و الحكمة في الفم الصادق كمال* 9 الرجل المتادب يعلم كثيرا و الكثير الخبرة يحدث بعقل* 10 الذي لم يختبر يعلم قليلا اما الذي جال فهو كثير الحيلة* 11 الذي لم يمتحن ماذا يعلم اما الذي ضل فهو كثير الدهاء* 12 اني رايت في مطافي امورا كثيرة و اكثر اقوالي مما اختبرت* 13 و قد طالما خاطرت بنفسي في هذا الطلب حتى الى الموت ثم نجوت* 14 روح المتقين للرب يحيا* 15 لان رجاءهم في مخلصهم* 16 من اتقى الرب فلا يخاف و لا يفزع لانه هو رجاؤه* 17 من اتقى الرب فطوبى لنفسه* 18 الى من يتوجه و من عمدته* 19 ان عيني الرب الى محبيه هو مجير قدير و عمدة قوية ستر من الحر و ظل من الهجير* 20 صيانة من العثار و معونة عند السقوط هو يعلي النفس و ينير العينين يمنح الشفاء و الحياة و البركة* 21 الذابح من كسب الظلم يستهزا بتقدمته و استهزاءات الاثماء ليست بمرضية* 22 الرب وحده للذين ينتظرونه في طريق الحق و العدل* 23 ليست مرضاة العلي بتقادم المنافقين و لا بكثرة ذبائحهم يغفر خطاياهم* 24 من قدم ذبيحة من مال المساكين فهو كمن يذبح الابن امام ابيه* 25 خبز المعوزين حياتهم فمن امسكه عليهم فانما هو سافك دماء* 26 من يخطف معاش القريب يقتله* 27 من يمسك اجرة الاجير يسفك دمه* 28 واحد بنى و اخر هدم فماذا انتفعا سوى التعب* 29 واحد صلى و اخر لعن فايهما يستجيب الرب لدعائه* 30 من اغتسل من لمس الميت ثم لمسه فماذا نفعه غسله* 31(3/482)
كذلك الانسان الذي يصوم عن خطاياه ثم يعود يفعلها من يستجيب لصلاته و ماذا نفعه اتضاعه*
الأصحاح رقم 35
1 من حفظ الشريعة فقد قدم ذبائح كثيرة* 2 من رعى الوصايا فقد ذبح ذبيحة الخلاص* 3 و من اقلع عن الاثم فقد ذبح ذبيحة الخطيئة و كفر ذنوبه* 4 من قدم السميذ فقد وفى بالشكر و من تصدق فقد ذبح ذبيحة الحمد* 5 مرضاة الرب الاقلاع عن الشر و تكفير الذنوب الرجوع عن الاثم* 6 لا تحضر امام الرب فارغا* 7 فان هذه كلها تجرى طاعة للوصية* 8 تقدمة الصديق تدسم المذبح و رائحتها طيبة امام العلي* 9 ذبيحة الرجل الصديق مرضية و ذكرها لا ينسى* 10 مجد الرب عن قرة عين و لا تنقص من بواكير يديك* 11 كن متهلل الوجه في كل عطية و قدس العشور بفرح* 12 اعط العلي على حسب عطيته و قدم كسب يدك عن قرة عين* 13 فان الرب مكافئ فيكافئك سبعة اضعاف* 14 لا تقدم هدايا بها عيب فان الرب لا يقبلها* 15 و لا تعتمد على ذبيحة اثيمة فان الرب ديان و لا يلتفت الى كرامة الوجوه* 16 لا يحابي الوجوه في حكم الفقير بل يستجيب صلاة المظلوم* 17 لا يهمل اليتيم المتضرع اليه و لا الارملة اذا سكبت شكواها* 18 اليست دموع الارملة تسيل على خديها اما هي صراخ على الذي اسالها* 19 انها من خديها تصعد الى السماء و الرب المستجيب لا يتلذذ بها* 20 ان المتعبد يقبل بمرضاة و صلاته تبلغ الى الغيوم* 21 صلاة المتواضع تنفذ الغيوم و لا تستقر حتى تصل و لا تنصرف حتى يفتقد العلي و يحكم بعدل و يجري القضاء* 22 فالرب لا يبطئ و لا يطيل اناته عليهم حتى يحطم صلب الذين لا رحمة فيهم* 23 و ينتقم من الامم حتى يمحو قوم المتجبرين و يحطم صوالجة الظالمين* 24 حتى يكافئ الانسان على حسب افعاله و يجزي البشر باعمالهم على حسب نياتهم* 25 حتى يجري الحكم لشعبه و يفرج عنهم برحمته* 26 الرحمة تجمل في اوان الضيق كسحاب المطر في اوان القحط*
الأصحاح رقم 36
(3/483)
1 ايها الرب اله الجميع ارحمنا و انظر الينا و ارنا نور مراحمك* 2 و الق رعبك على جميع الامم الذين لم يلتمسوك ليعلموا انه لا اله الا انت و يخبروا بعظائمك* 3 ارفع يدك على الامم الغريبة و ليعرفوا عزتك* 4 كما قد ظهرت فينا قداستك امامهم هكذا فلتظهر عظمتك فيهم امامنا* 5 و ليعرفوك كما عرفنا نحن ان لا اله الا انت يا رب* 6 استانف الايات و احدث العجائب* 7 مجد يدك و ذراعك اليمنى* 8 اثر غضبك و صب سخطك* 9 دمر المقاوم و احطم العدو* 10 عجل الزمان و اذكر الميثاق و ليخبر بعظائمك* 11 لتاكل نار الغضب الناجي و ليلق مضايقو شعبك الهلاك* 12 اهشم رؤوس قادة الاعداء القائلين ليس غيرنا* 13 اجمع كل اسباط يعقوب و اتخذها ميراثا لك كما كانت في البدء* 14 ايها الرب ارحم الشعب الذي دعي باسمك و اسرائيل الذي انزلته منزلة بكرك* 15 اشفق على مدينة قدسك اورشليم مدينة راحتك* 16 املا صهيون لكي تنادي باقوالك املا شعبك من مجدك* 17 اشهد للذين هم خلقك منذ البدء و ايقظ النبوءات التي باسمك* 18 اعط الذين ينتظرونك الثواب و ليتبين صدق انبيائك استجب ايها الرب لصلاة المتضرعين اليك* 19 على حسب بركة هرون على شعبك فيعلم جميع سكان الارض انك انت الرب اله الدهور* 20 الجوف يتناول كل طعام لكن من الطعام ما هو اطيب من غيره* 21 الحلق يميز اطعمة الصيد و القلب الفهم يميز الاقوال الكاذبة* 22 القلب الخبيث يورث الغم و الرجل الكثير الخبرة يكافئه* 23 المراة تتزوج اي رجل كان لكن في البنات من تفضل على غيرها* 24 جمال المراة يبهج الوجه و يفوق جميع منى الانسان* 25 و ان كان في لسانها رحمة و وداعة فليس رجلها كسائر بني البشر* 26 من حاز امراة فهي له راس الغنى و عون بازائه و عمود يستريح اليه* 27 حيث لا سياج ينتهب الملك و حيث لا امراة ينوح التائه* 28 من ذا يامن اللص المشدود الازر الهائم من مدينة الى مدينة هكذا حال الرجل الذي لا وكر له فياوي حيثما امسى*
(3/484)
الأصحاح رقم 37
(3/485)
1 كل صديق يقول لي مع فلان صداقة لكن رب صديق انما هو صديق بالاسم الا يورث الغم حتى الموت* 2 كل صاحب و صديق يتحول الى العداوة* 3 ايها الاختراع الموبق من اين هبطت فغطيت اليبس خيانة* 4 رب صاحب يتنعم مع صديقه في السراء و عند الضراء يضحي له عدوا* 5 رب صاحب لاجل بطنه يجد مع صديقه و يحمل الترس في الحرب* 6 لا تنس صديقك في قلبك و لا تتغاض عنه و انت موسر* 7 لا تستشر من يرصدك و اكتم مشورتك عمن يحسدك* 8 كل مشير يبدي مشورة لكن رب مشير انما يشير لنفسه* 9 الحذر لنفسك من المشير و استخبر اولا عن حاجته فانه يشير بما ينفعه* 10 لئلا يلقي القرعة عليك و يقول لك* 11 سبيلك حسن ثم يقف تجاهك ينظر ماذا يحل بك* 12 لا تستشر المنافق في التقوى و لا الظالم في العدل و لا المراة في ضرتها و لا الجبان في الحرب و لا التاجر في التجارة و لا المبتاع في البيع و لا الحاسد في شكر المعروف* 13 و لا الجافي في الرقة و لا الكسلان في شيء من الشغل* 14 و لا الاجير المساكن في انجاز الشغل و لا البطال في كثرة العمل لا تلتفت الى هؤلاء لشيء من المشورة* 15 لكن ائلف الرجل التقي ممن علمته يحفظ الوصايا* 16 و نفسه كنفسك و اذا سقطت يتوجع لك* 17 و اعقد المشورة مع القلب فانه ليس لك مشير انصح منه* 18 لان نفس الرجل قد تخبر بالحق اكثر من سبعة رقباء يرقبون من موضع عال* 19 و في كل هذه تضرع الى العلي ليهديك بالحق في الطريق المستقيم* 20 الكلام مبدا كل عمل و المشورة قبل الفعل* 21 الوجه يدل على تغير القلب اربعة تصدر من القلب الخير و الشر و الحياة و الموت و المتسلط على هذه في كل حين هو اللسان* 22 من الناس من هو ذو دهاء مؤدب لكثيرين لكنه لا ينفع نفسه شيئا* 23 و منهم من يدعي الحكمة و كلامه مكروه فمثل هذا يحرم كل قوت* 24 لانه لم يؤت الحظوة من عند الرب اذ ليس من الحكمة على شيء* 25 و منهم من حكمته لنفسه و ثمار عقله صالحة في الفم* 26 الرجل الحكيم يعلم(3/486)
شعبه و ثمار عقله صالحة* 27 الرجل الحكيم يمتلئ بركة و يغبطه كل من يراه* 28 حياة الرجل ايام معدودة اما ايام اسرائيل فلا عدد لها* 29 الحكيم يرث ثقة شعبه و اسمه يحيا الى الابد* 30 يا بني جرب نفسك في حياتك و انظر ماذا يضرها و امنعها عنه* 31 فانه ليس كل شيء ينفع كل احد و لا كل نفس ترضى بكل امر* 32 لا تشره الى كل لذة و لا تنصب على الاطعمة* 33 فان كثرة الاكل تهيض الاكل و الشره يبلغ الى المغص* 34 كثيرون هلكوا من الشره اما القنوع فيزداد حياة*
الأصحاح رقم 38
(3/487)
1 اعط الطبيب كرامته لاجل فوائده فان الرب خلقه* 2 لان الطب ات من عند العلي و قد افرغت عليه جوائز الملوك* 3 علم الطبيب يعلي راسه فيعجب به عند العظماء* 4 الرب خلق الادوية من الارض و الرجل الفطن لا يكرهها* 5 اليس بعود تحول الماء عذبا حتى تعرف قوته* 6 ان العلي الهم الناس العلم لكي يمجد في عجائبه* 7 بتلك يشفي و يزيل الاوجاع و منها يصنع العطار امزجة و صنعته لا نهاية لها* 8 فيحل السلام من الرب على وجه الارض* 9 يا بني اذا مرضت فلا تتهاون بل صل الى الرب فهو يشفيك* 10 اقلع عن ذنوبك و قوم اعمالك و نق قلبك من كل خطيئة* 11 قرب رائحة مرضية و تذكار السميذ و استسمن التقدمة كانك لست بكائن* 12 ثم اجعل موضعا للطبيب فان الرب خلقه و لا يفارقك فانك تحتاج اليه* 13 ان للاطباء وقتا فيه النجح على ايديهم* 14 لانهم يتضرعون الى الرب ان ينجح عنايتهم بالراحة و الشفاء لاسترجاع العافية* 15 من خطئ امام صانعه فليقع في يدي الطبيب* 16 يا بني اذرف الدموع على الميت و اشرع في النياحة على ما يليق بذي مصيبة شديدة و كفن جسده كما يحق و لا تتهاون بدفنه* 17 ليكن بكاؤك مرا و توهج في النحيب* 18 اقم المناحة بحسب منزلته يوما او يومين دفعا للغيبة ثم تعز عن الحزن* 19 فان الحزن يجلب الموت و غمة القلب تحني القوة* 20 في الانفراد الحزن يتشدد و حياة البائس هي على حسب قلبه* 21 لا تسلم قلبك الى الحزن بل اصرفه ذاكرا الاواخر* 22 لا تنس فانه لا رجوع من هناك و لست تنفعه و لكنك تضر نفسك* 23 اذكر ان ما قضي عليه يقضى عليك لي امس و لك اليوم* 24 اذا استراح الميت فاسترح من تذكره و تعز عنه عند خروج روحه* 25 الكاتب يكتسب الحكمة في اوان الفراغ و القليل الاشتغال يحصل عليها* 26 كيف يحصل على الحكمة الذي يمسك المحراث و يفتخر بالمنخس و يسوق البقر و يتردد في اعمالها و حديثه في اولاد الثيران* 27 قلبه في خطوط المحراث و سهره في تسمين العجال* 28 كذلك كل(3/488)
صانع و مهندس ممن يقضي الليل كالنهار و الحافرون نقوش الخواتم الجاهدون في تنويع الاشكال الذين قلوبهم في تمثيل الصورة باصلها و سهرهم في استكمال صنعتهم* 29 و كذلك الحداد الجالس عند السندان المكب على صوغ حديدة ضخمة يصلب وهج النار لحمه و هو يكافح حر الكير* 30 صوت المطرقة يتتابع على اذنيه و عيناه الى مثال المصنوع* 31 قلبه في اتمام المصنوعات و سهره في تزيينها الى التمام* 32 و هكذا الخزاف الجالس على عمله المدير دولابه برجليه فانه لا يزال مهتما بعمله و يحصي جميع مصنوعاته* 33 بذراعه يعرك الطين و امام قدميه يحني قوته* 34 قلبه في اتقان الدهان و سهره في تنظيف الاتون* 35 هؤلاء كلهم يتوكلون على ايديهم و كل منهم حكيم في صناعته* 36 بدونهم لا تعمر مدينة* 37 لا ياوون المدن و لا يتمشون و لا يدخلون الجماعة* 38 و لا يجلسون على منبر القاضي و لا يفقهون فنون الدعاوي و لا يشرحون الحكم و القضاء و لا يضربون الامثال* 39 لكنهم يصلحون الاشياء الدهرية و دعاؤهم لاجل عمل صناعتهم خلافا لمن يسلم نفسه الى التامل في شريعة العلي*
الأصحاح رقم 39
(3/489)
1 فانه يبحث عن حكمة جميع المتقدمين و يتفرغ للنبوءات* 2 يحفظ احاديث الرجال المشهورين و يدخل في افانين الامثال* 3 يبحث عن خفايا الاقوال السائرة و يتبحر في الغاز الاحاجي* 4 يخدم بين ايدي العظماء و يقف امام الرئيس* 5 يجول في ارض الامم الغريبة فيختبر في الناس الخير و الشر* 6 يوجه قلبه الى الابتكار امام الرب صانعه و يتضرع الى العلي* 7 و يفتح فاه بالصلاة و يستغفر لخطاياه* 8 فان شاء الرب العظيم يملاه من روح الفهم* 9 فيمطر باقوال حكمته و في الصلاة يعترف للرب* 10 يستهدي بمشورته و علمه و يتامل في خفاياه* 11 يبين تاديب ارشاده و يفتخر بشريعة عهد الرب* 12 كثيرون يمدحون حكمته و هي لا تمحى الى الابد* 13 ذكره لا يزول و اسمه يحيا الى جيل الاجيال* 14 تحدث الامم بحكمته و تشيد الجماعة بحمده* 15 ان بقي خلف اسما اكثر من الف و ان دخل الى الراحة افاد نفسه* 16 اني استمر على بيان افكاري لاني امتلات كبدر تم* 17 اسمعوني ايها البنون الاصفياء انبتوا كورد مغروس على نهر الصحراء* 18 و افيحوا عرفكم كاللبان* 19 و ازهروا كالزنبق انشروا عرفكم و سبحوا بترنيمكم باركوا الرب على جميع اعماله* 20 و عظموا اسمه اعترفوا له بالتسبيح بترانيم الشفاه و بالكنارة و قولوا هكذا بالاعتراف* 21 اعمال الرب كلها حسنة جدا و جميع اوامره تجرى في اوقاتها و كلها تطلب في اونتها* 22 بكلمته وقف الماء كربوة وقفت حياض المياه بقول فمه* 23 في امره كل مرضاة و ليس احد يمنع تمام خلاصه* 24 اعمال كل ذي جسد امامه و لا شيء يخفى عن عينيه* 25 ينظر من دهر الى دهر و ليس شيء عجيبا امامه* 26 ليس لقائل ان يقول ما هذا او لم هذا لان كل شيء خلق لفوائد تختص به* 27 فاضت بركته كنهر* 28 و روت اليبس كطوفان كذلك يورث الامم غضبه* 29 كما حول المياه الى يبس طرقه مستقيمة للقديسين كذلك هي معاثر للاثماء* 30 الصالحات خلقت للصالحين منذ البدء كذلك الشرور للاشرار* 31 راس ما(3/490)
تحتاج اليه حياة الانسان الماء و النار و الحديد و الملح و سميذ الحنطة و العسل و اللبن و دم العنب و الزيت و اللباس* 32 كل هذه خيرات للاتقياء و كذلك هي تتحول للخطاة شرورا* 33 من الارواح ارواح خلقت للانتقام و هذه في غضبها تشدد سياطها* 34 و في وقت الانقضاء تصب قوتها و تسكن غضب صانعها* 35 النار و البرد و الجوع و الموت كل هذه خلقت للانتقام* 36 انياب السباع و العقارب و الافاعي و السيف تنتقم من المنافقين باهلاكهم* 37 هذه تفرح بوصيته و على الارض تستعد لوقت الحاجة و في ازمنتها لا تتعدى كلمته* 38 فلذلك ترسخت منذ البدء و تاملت و رسمت في كتابي* 39 ان جميع اعمال الرب صالحة فتؤتي كل فائدة في ساعتها* 40 و ليس لقائل ان يقول ان هذا شر من هذا فان كل امر يستحسن في وقته* 41 فالان سبحوا بكل قلوبكم و افواهكم و باركوا اسم الرب*
الأصحاح رقم 40
(3/491)
1 جهد عظيم خلق لكل انسان و نير ثقيل وضع على بني ادم من يوم خروجهم من اجواف امهاتهم الى يوم دفنهم في الارض ام الجميع* 2 فان عندهم انزعاج الافكار و روع القلب و قلق الانتظار و يوم الانقضاء* 3 من الجالس على العرش في المجد الى المتضع على التراب و الرماد* 4 من اللابس السمنجوني و التاج الى الملتف بالكتان الخشن و زد على ذلك الغضب و الغيرة و الاضطراب و الجزع و خوف الموت و الحقد و الخصومة* 5 و في وقت الراحة على الفراش نوم الليل الذي يكدر خاطر الانسان* 6 فهو في راحة قليلة كلا شيء و بعد ذلك في الاحلام كما في يوم المراقبة* 7 يرتعد من رؤيا قلبه كالمنهزم من وجه الحرب و عند نجاته يهب و يتعجب من زوال خوفه* 8 هذا حال كل ذي جسد من الانسان الى البهيمة و للخطاة من ذلك سبعة اضعاف* 9 الموت و الدم و الخصومة و السيف و النوائب و الجوع و السحق و السوط* 10 كل ذلك خلق للاثماء و لاجلهم اتى الطوفان* 11 كل ما هو من الارض فالى الارض يعود و كل ما هو من المياه فالى البحر ينثني* 12 كل رشوة و مظلمة تمحى و الامانة تبقى الى الابد* 13 اموال الظالمين تجف كالسيل و تدوي كالرعد الشديد عند المطر* 14 يفرح الظالم عند بسط يديه لكن المعتدين يضمحلون في الانقضاء* 15 اعقاب المنافقين لا ياتون بفروع كثيرة و لا الاصول النجسة التي على الصخر الصلب* 16 الخضر الذي على كل ماء و شط نهر يقلع قبل كل عشب* 17 النعمة كجنة بركات و الرحمة تستمر الى الابد* 18 حياة العامل القنوع تحلو لكن الذي يجد كنزا هو فوق كليهما* 19 النسل و ابتناء مدينة يخلدان الاسم لكن المراة التي لا عيب فيها تحسب فوق كليهما* 20 الخمر و الغناء يسران القلب لكن حب الحكمة فوق كليهما* 21 المزمار و العود يطيبان اللحن لكن اللسان العذب فوق كليهما* 22 البهاء و الجمال تشتهيهما عينك لكن خضر المزرعة فوق كليهما* 23 الصديق و الصاحب لهما لقاء وفاق لكن المراة مع رجلها فوق كليهما* 24(3/492)
الاخوة و العون لساعة الضيق لكن نصرة الرحمة فوق كليهما* 25 الذهب و الفضة يثبتان القدم لكن المشورة تفضل على كليهما* 26 الغنى و القوة يعزان القلب لكن مخافة الرب فوق كليهما* 27 ليس في مخافة الرب افتقار و لا يحتاج صاحبها الى نصرة* 28 مخافة الرب كجنة بركة و قد البست مجدا يفوق كل مجد* 29 يا بني لا تعش عيش الاستعطاء فان الموت خير من التكفف* 30 الرجل الذي يترصد مائدة الغريب عيشه لا يعد عيشا و نفسه تتنجس باطعمة غريبة* 31 الرجل الاريب المتادب يتحفظ من ذلك* 32 يحلو الاستعطاء في فم الوقح و في جوفه تتقد النار*
الأصحاح رقم 41
(3/493)
1 ايها الموت ما اشد مرارة ذكرك على الانسان المتقلب في السلام فيما بين امواله* 2 على الرجل الذي لا تتجاذبه الهموم الموفق في كل امر القادر على التلذذ بالطعام* 3 ايها الموت حسن قضاؤك للانسان المعوز الضعيف القوة* 4 الهرم الذي يتجاذبه كل هم القنط الفاقد الصبر* 5 لا تخش قضاء الموت اذكر اوائلك و اواخرك هذا هو قضاء الرب على كل ذي جسد* 6 و ماذا ترفض مما هو مرضاة العلي عشر سنين كانت مرضاته ام مئة ام الفا* 7 انه ليس في الجحيم حساب على العمر* 8 بنو الخطاة بنو رجس و كذلك الذين يترددون الى بيوت المنافقين* 9 بنو الخطاة يهلك ميراثهم و يلازم ذريتهم العار* 10 الاب المنافق يتشكى منه بنوه لانهم بسببه يلحقهم العار* 11 ويل لكم ايها الرجال المنافقون النابذون لشريعة الاله العلي* 12 فانكم اذ ولدتم انما ولدتم للعنة و متى متم فاللعنة هي نصيبكم* 13 كل ما هو من الارض يذهب الى الارض كذلك المنافقون يذهبون من اللعنة الى الهلاك* 14 الناس ينوحون على اجسادهم لكن اسم الخطاة يمحى* 15 ليكن اهتمامك بالاسم فانه ادوم لك من الف كنز عظيم من الذهب* 16 الحياة الصالحة ايام معدودات اما الاسم الصالح فيدوم الى الابد* 17 احفظوا التاديب في السلام ايها البنون اما الحكمة المكتومة و الكنز المدفون فاية منفعة فيهما* 18 الانسان الذي يكتم حماقته خير من الانسان الذي يكتم حكمته* 19 استحيوا مما اقول لكم* 20 فانه ليس بحسن الخجل من كل شيء و لا كل امر مما يصنع برشد يعجب كل انسان* 21 اخجلوا امام الاب و الام من الزنى و امام الرئيس و المقتدر من الكذب* 22 و امام القاضي و الامير من الزلة و امام المجمع و الشعب من الاثم* 23 و امام الشريك و الصديق من الظلم و امام بلد سكناك من السرقة* 24 و من مخالفة حق الله و عهده و من اتكاء المرفق على الخبز و من الخيانة في الاخذ و العطاء* 25 و من السكوت امام الذين يسلمون عليك و من النظر الى المراة البغي* 26 و(3/494)
من اعراض وجهك عن نسيبك و من سلب النصيب و العطاء* 27 و من التفرس في امراة ذات بعل و من مراودة جاريتها و على سريرها لا تقف* 28 و من كلام التعيير امام الاصدقاء و من الامتنان بعد العطاء و من نقل الكلام المسموع و افشاء ما قيل في السر*
الأصحاح رقم 42
(3/495)
1 حينئذ يكون خجلك في محله و تنال حظوة امام كل انسان اما هذه فلا تخجل فيها و لا تحاب الوجوه لتخطا فيها* 2 شريعة العلي و الميثاق و القضاء بحيث لا يبرا المنافق* 3 و دعوى صاحبك مع المتغربين و اقتسام الميراث بين الاصدقاء* 4 و عدل الميزان و المعيار و المكسب كثر ام قل* 5 و الاعتدال في البيع بين المشترين و المبالغة في تاديب البنين و ضرب العبد الشرير حتى تدمي جنبه* 6 و الختم على المراة الشريرة اليق بها* 7 و حيث تكون الايدي الكثيرة اقفل و متى قسمت فبالعدد و الوزن و العطاء و الاخذ كل شيء ليكن في دفتر* 8 و لا تخجل في تاديب الجاهل و الاحمق و الهرم المتحاكم الى الشبان حينئذ تكون متادبا في الحقيقة و ممدوحا امام كل حي* 9 البنت سهاد خفي لابيها و هم يسلبه النوم مخافة من العنوس اذا شبت و الصلف اذا تزوجت* 10 و في عذرتها من التدنس و العلوق في بيت ابيها و في الزواج من التعدي على رجلها او العقم* 11 واظب على مراقبة البنت القليلة الحياء لئلا تجعلك شماتة لاعدائك و حديثا في المدينة و مذمة لدى الشعب فتخزيك في الملا الكثير* 12 لا تتفرس في جمال احد و لا تجلس بين النساء* 13 فانه من الثياب يتولد السوس و من المراة الخبث* 14 رجل يسيء خير من امراة تحسن ثم تجلب الخزي و الفضيحة* 15 اني اذكر اعمال الرب و اخبر بما رايت ان في اقوال الرب اعماله* 16 عين الشمس المنيرة تبصر كل شيء و عمل الرب مملوء من مجده* 17 الم ينطق الرب القديسين بجميع عجائبه التي اثبتها الرب القدير لكي يثبت كل الخلق في مجده* 18 انه بحث الغمر و القلب و فطن لكل دهاء* 19 علم الرب كل علم و اطلع على علامة الدهر مخبرا بالماضي و المستقبل و كاشفا عن اثار الخفايا* 20 لا يفوته فكر و لا يخفى عليه كلام* 21 و قد زين عظائم حكمته و هو الدائم منذ الدهر و الى الدهر و لم يزد شيئا* 22 و لم ينقص و لا يحتاج الى مشورة* 23 ما اشهى جميع اعماله و الذي يرى منها مثل شرارة*(3/496)
24 كل هذه تحيا و تبقى الى الابد لكل فائدة و جميعها تطيعه* 25 كل شيء اثنان واحد بازاء الاخر و لم يصنع شيئا ناقصا* 26 بل الواحد يؤيد مزايا الاخر فمن الذي يشبع من النظر الى مجده*
الأصحاح رقم 43
(3/497)
1 الجلد الطاهر فخر العلاء و منظر السماء مراى مجده* 2 الشمس عند خروجها تبشر بمراها هي الة عجيبة صنع العلي* 3 عند هاجرتها تيبس البقعة فمن يقوم امام حرها الشمس كنافخ في الاتون لما يصنع في النار* 4 تحرق الجبال ثلاثة اضعاف و تبعث ابخرة نارية و تلمع باشعة تجهر العيون* 5 عظيم الرب صانعها الذي بامره تسرع في سيرها* 6 و القمر بجميع احواله الموقتة هو نبا الازمنة و علامة الدهر* 7 من القمر علامة العيد هو نير ينقص عند التمام* 8 باسمه سمي الشهر و في تغيره يزداد زيادة عجيبة* 9 ان في العلاء محلة عسكر تتلالا في جلد السماء* 10 هناك بهاء السماء و مجد النجوم و عالم متالق و الرب في الاعالي* 11 عند كلام القدوس تقوم لاجراء احكامه و لا ياخذها في محارسها فتور* 12 انظر الى قوس الغمام و بارك صانعها ان رونقها في غاية الجمال* 13 تنطق السماء منطقة مجد و يد العلي تمدانها* 14 بامره عجل الثلج و رشق بروق قضائه* 15 و به انفتحت الكنوز و طارت الغيوم كذوات الاجنحة* 16 بعظمته شدد الغيوم فانقضت حجارة البرد* 17 بلحظاته تتزلزل الجبال و بارادته تهب الجنوب* 18 عند صوت رعده تتمخض الارض عند عاصفة الشمال و زوبعة الريح* 19 يذري الثلج كما يتطاير ذوات الاجنحة و انحداره كنزول الجراد* 20 تعجب العين من حسن بياضه و ينذهل القلب من مطره* 21 و يسكب الصقيع كالملح على الارض و اذا جمد صار كاطراف الاوتاد* 22 تهب ريح الشمال الباردة فيجمد الماء يستقر الجليد على كل مجتمع المياه و يلبس المياه درعا* 23 تاكل الجبال و تحرق الصحراء و تتلف الخضر كالنار* 24 يسرع الغمام فيشفي كل شيء و الندى الناشئ من الحر يعيد البهجة* 25 بكلامه طامن الغمر و انبت فيه الجزائر* 26 الذين يركبون البحر يحدثون بهوله نسمع باذاننا فنتعجب* 27 هناك المصنوعات العجيبة الغريبة انواع الحيوانات خلائق الحيتان* 28 به ينتهي الى النجاح و بكلمته يقوم الجميع* 29 انا نكثر الكلام و لا(3/498)
نستقصي و غاية ما يقال انه هو الكل* 30 ماذا نستطيع من تمجيده و هو العظيم فوق جميع مصنوعاته* 31 مرهوب الرب و عظيم جدا و قدرته عجيبة* 32 ارفعوا الرب في تمجيده ما استطعتم فلا يزال ارفع* 33 باركوا الرب و ارفعوه ما قدرتم فانه اعظم من كل مدح* 34 بالغوا في رفعه قدر طاقتكم لا تكلوا فانكم لن تدركوه* 35 من راه فيخبر و من يكبره كما هو* 36 و هناك خفايا كثيرة اعظم من هذه فان الذي رايناه من اعماله هو القليل* 37 ان الرب صنع كل شيء و اتى الاتقياء الحكمة*
الأصحاح رقم 44
(3/499)
1 لنمدح الرجال النجباء اباءنا الذين ولدنا منهم* 2 فيهم انشا الرب مجدا كثيرا و ابدى عظمته منذ الدهر* 3 و قد كانوا ذوي سلطان في ممالكهم رجال اسم و باس مؤتمرين بفطنتهم ناطقين بالنبوءات* 4 ائمة الشعب بمشوراتهم و بفهم كتب امتهم* 5 قد ضمنوا تاديبهم اقوال الحكمة و بحثوا في الحان الغناء و انشدوا قصائد الكتاب* 6 رجال غنى و اقتدار فاعلي سلامة في بيوتهم* 7 اولئك كلهم نالوا مجدا في اجيالهم و كانت ايامهم ايام فخر* 8 فمنهم من خلفوا اسما يخبر بمدائحهم* 9 و منهم من لا ذكر لهم و قد هلكوا كانهم لم يكونوا قط و ولدوا كانهم لم يولدوا هم و بنوهم بعدهم* 10 اما اولئك فهم رجال رحمة و برهم لا ينسى* 11 الميراث الصالح يدوم مع ذريتهم و اعقابهم يبقون على المواعيد* 12 تثبت ذريتهم و بنوهم لاجلهم* 13 الى الابد تدوم ذريتهم و لا يمحى مجدهم* 14 اجسامهم دفنت بالسلام و اسماؤهم تحيا مدى الاجيال* 15 الشعوب يحدثون بحكمتهم و الجماعة تخبر بمدحتهم* 16 اخنوخ ارضى الرب فنقل و سينادي الاجيال الى التوبة* 17 نوح وجد برا كاملا و به كانت المصالحة في زمان الغضب* 18 فلذلك ابقيت بقية على الارض حين كان الطوفان* 19 و اقيمت معه عهود لكي لا يهلك بالطوفان كل ذي جسد* 20 ابراهيم كان ابا عظيما لامم كثيرة و لم يوجد نظيره في المجد و قد حفظ شريعة العلي فعاهده عهدا* 21 و جعل العهد في جسده و عند الامتحان وجد امينا* 22 فلذلك حلف له ان الامم سيباركون في نسله و انه يكثر نسله كتراب الارض* 23 و يعلي ذريته كنجوم و يورثهم من البحر الى البحر و من النهر الى اقصى الارض* 24 و كذلك جعل في اسحق لاجل ابراهيم ابيه* 25 بركة جميع الناس و العهد ثم اقرهما على راس يعقوب* 26 اثره ببركاته و ورثه الميراث ميز حظوظه و قسمها على الاسباط الاثني عشر* 27 و اقام منه رجل رحمة قد نال حظوة امام كل بشر*
الأصحاح رقم 45
(3/500)
1 موسى كان محبوبا عند الله و الناس مبارك الذكر* 2 فاتاه مجدا كمجد القديسين و جعله عظيما مرهوبا عند الاعداء بكلامه ازال الايات* 3 و مجده امام الملوك اوصاه بشعبه و اراه مجده* 4 قدسه بايمانه و وداعته و اصطفاه من بين جميع البشر* 5 اسمعه صوته و ادخله في الغمام* 6 اعطاه الوصايا مواجهة شريعة الحياة و العلم ليعلم يعقوب العهد و اسرائيل احكامه* 7 اعلى هرون القديس نظيره اخاه من سبط لاوي* 8 جعل له عهد الدهر و اعطاه كهنوت الشعب اسعده في البهاء* 9 و نطقه حلة مجد البسه كمال الفخر و ايده بادوات العزة* 10 السراويل و الثوب السابغ و الافود و جعل حوله الرمانات من ذهب مع جلاجل كثيرة من حوله* 11 ليرن صوتها عند خطوه ليسمع الصليل في الهيكل ذكرا لبني شعبه* 12 و اعطاه الحلة المقدسة من ذهب و سمنجوني و ارجوان صنعة نساج حاذق صدرة القضاء التي فيها النور و الحق* 13 نسيجها من قرمز مشزور صنعة عامل حاذق و عليها حجارة كريمة كنقش الخاتم مرصعة في الذهب صنعة نقاش الجوهر منقوش عليها اسماء اسباط اسرائيل ذكرا* 14 و كان على العمامة اكليل من ذهب منقوش عليه عنوان القداسة و كان زينة كرامة صنعة براعة تعشقها العيون لحسنها* 15 كل هذه كانت في غاية الجمال و لم يكن لها مثيل في الدهر* 16 لم يلبسها الا من هو من عشيرته بنوه و اعقابه في كل عهد* 17 ذبائحه تحرق بالنار كل يوم مرتين بلا انقطاع* 18 كرس موسى يديه و مسحه بالدهن المقدس* 19 فصار ذلك عهدا ابديا له و لذريته ما دامت السماء ليخدم للرب و يمارس الكهنوت و يبارك شعبه باسمه* 20 اصطفاه من بين جميع الاحياء ليقرب التقدمة للرب البخور و الرائحة الطيبة ذكرا و تكفيرا عن شعبه* 21 اقامه على وصاياه و اعطاه سلطانا على عهود الاحكام ليعلم يعقوب الشهادات و ينير اسرائيل بشريعته* 22 اجتمع عليه الغرباء و حسدوه في البرية رجال داتان و ابيرام و جماعة قورح بالحدة و الغضب* 23 نظر الرب فلم يرض(4/1)
فابادهم بحدة غضبه* 24 اجرى بهم عجائب و افناهم بنار لهيبه* 25 و زاد هرون مجدا و اعطاه ميراثا جعل لهم بواكير ثمار الارض* 26 و هيا لهم قبل غيرهم شبعهم من الخبز فهم ياكلون من ذبائح الرب التي اعطاها له و لذريته* 27 الا انه لم يرث في ارض الشعب و لم يكن له نصيب فيما بينهم لانه هو نصيبه و ميراثه* 28 و فنحاس ابن العازار هو الثالث في المجد لاجل غيرته في مخافة الرب* 29 و لانه قام عند ارتداد الشعب بصلاح نشاط نفسه و كفر عن اسرائيل* 30 لذلك اعطاه الرب عهد سلامه لكي يكون امام شعبه في الاقداس و تبقى له و لنسله عظمة الكهنوت مدى الدهور* 31 و عاهد داود بن يسى من سبط يهوذا على ميراث الملك من ابن الى ابن في ذريته كالميراث لهرون و نسله ليعطكم الحكمة في قلوبكم لكي تحكموا بالعدل في شعبه فلا تزول خيراتهم و مجدهم مدى اجيالهم*
الأصحاح رقم 46
(4/2)
1 كان يشوع بن نون رجل باس في الحروب خليفة موسى في النبوءات* 2 و كان كاسمه عظيما في خلاص مختاريه شديد الانتقام على الاعداء المقاومين لكي يورث اسرائيل* 3 ما اعظم مجده عند رفع يديه و تسديد حربته على المدن* 4 من قام نظيره من قبله ان الرب نفسه دفع اليه الاعداء* 5 الم ترجع الشمس الى الوراء على يده و صار اليوم نحوا من يومين* 6 دعا العلي القدير اذ كان يهزم الاعداء من كل جهة فاستجاب له الرب العظيم بحجارة برد عظيمة الثقل* 7 اغار على الامة بالقتال و في المنهبط اهلك المقاومين* 8 لكي تعرف الامم كمال عدتهم و ان حربه امام الرب لانه منقاد للقدير* 9 و في ايام موسى صنع رحمة هو و كالب بن يفنا اذ قاما على العدو و ردا الشعب عن الخطيئة و سكنا تذمر السوء* 10 و هما وحدهما ابقيا من الست مئة الف راجل ليدخلاهم الى الميراث الى ارض تدر لبنا و عسلا* 11 و اتى الرب كالب قوة و بقيت معه الى شيخوخته فصعد الى ذلك الموضع المرتفع من الارض الذي نالته ذريته ميراثا* 12 لكي يعلم جميع بني اسرائيل ان الانقياد للرب حسن* 13 و القضاة كل منهم باسمه الذين لم تزن قلوبهم على الرب و لم يرتدوا عنه* 14 ليكن ذكرهم مباركا و لتزهر عظامهم من مواضعها* 15 و ليتجدد اسمهم و ليمجدهم بنوهم* 16 صموئيل المحبوب عند الرب نبي الرب سن الملك و مسح رؤساء شعبه* 17 قضى للجماعة بحسب شريعة الرب و افتقد الرب يعقوب* 18 بايمانه اختبر انه نبي و بايمانه علم انه صادق الرؤيا* 19 دعا الرب القدير عندما كان اعداؤه يضيقون من كل جهة و اصعد حملا رضيعا* 20 فارعد الرب من السماء و بقصيف عظيم اسمع صوته* 21 و حطم رؤساء الصوريين و جميع اقطاب فلسطين* 22 و قبل رقاده عن الدهر شهد امام الرب و مسيحه اني لم اخذ من احد من البشر مالا بل و لا حذاء و لم يشكه انسان* 23 و من بعد رقاده تنبا و اخبر الملك بوفاته و رفع من الارض صوته بالنبوءة لمحو اثم الشعب*
الأصحاح رقم 47
(4/3)
1 و بعد ذلك قام ناتان و تنبا في ايام داود* 2 كما يفصل الشحم من ذبيحة الخلاص هكذا فصل داود من بين بني اسرائيل* 3 لاعب الاسود ملاعبته الجداء و الادباب كانها حملان الضان* 4 الم يقتل الجبار و هو شاب الم يرفع العار عن شعبه* 5 اذ رفع يده بحجر المقلاع و حط صلف جليات* 6 لانه دعا الرب العلي فاعطى يمينه قوة ليقتل رجلا شديد القتال و يعلي قرن شعبه* 7 فاعطاه الرب مجد قاتل ربوات و مدحه ببركاته اذ نقل اليه تاج المجد* 8 فانه حطم الاعداء من كل جهة و افنى الفلسطينيين المناصبين و حطم قرنهم الى يومنا هذا* 9 في جميع اعماله اعترف للقدوس العلي بكلام مجد* 10 بكل قلبه سبح و احب صانعه* 11 اقام المغنين امام المذبح و لقنهم الحانا لذيذة السماع* 12 جعل للاعياد رونقا و للمواسم زينة الى الانقضاء لكي يسبح اسمه القدوس و يرنم في قدسه منذ الصباح* 13 الرب غفر خطاياه و اعلى قرنه الى الابد عاهده على الملك و عرش المجد في اسرائيل* 14 بعده قام ابن حكيم و على يده استراح في الرحب* 15 ملك سليمان ايام سلام و اراحه الله من كل جهة لكي يشيد بيتا لاسمه و يهيئ قدسا الى الابد* 16 ما اعظم حكمتك في صبائك و فطنتك التي طفحت بها مثل النهر فان قريحتك عمت الارض* 17 فملاتها من امثال الاحاجي بلغ اسمك الى الجزائر البعيدة و احببت لاجل سلامك* 18 اعجبت الافاق بما لك من الاغاني و الامثال و الالغاز و التفاسير* 19 باسم الرب الاله الموصوف باله اسرائيل* 20 جمعت الذهب كالقصدير و الفضة كالرصاص* 21 املت فخذيك الى النساء فاستولين على جسدك* 22 جعلت عيبا في مجدك و نجست نسلك فجلبت الغضب على بنيك لقد صدعت قلبي جهالتك* 23 حتى قسم السلطان الى قسمين و نشا من افرائيم ملك متمرد* 24 لكن الرب لا يترك رحمته و لا يفسد من اعماله شيئا لا يدمر اعقاب مصطفاه و لا يهلك ذرية محبه* 25 فابقى ليعقوب بقية و لداود جرثومة منه* 26 و استراح سليمان مع ابائه* 27 و خلف بعده(4/4)
ذا سفه عند الشعب من نسله* 28 رحبعام السخيف الراي الذي بعث بمشورته الشعب على التمرد* 29 و ياربعام بن ناباط الذي اثم اسرائيل و سن لافرائيم طريق الخطيئة فكثرت خطاياهم* 30 جدا حتى اجلتهم عن ارضهم* 31 و التمسوا كل شر حتى حل بهم الانتقام*
الأصحاح رقم 48
(4/5)
1 و قام ايليا النبي كالنار و توقد كلامه كالمشعل* 2 بعث عليهم الجوع و بغيرته ردهم نفرا قليلا* 3 اغلق السماء بكلام الرب و انزل منها نارا ثلاث مرات* 4 ما اعظم مجدك يا ايليا بعجائبك و من له فخر كفخرك* 5 انت الذي اقمت ميتا من الموت و من الجحيم بكلام العلي* 6 و اهبطت الملوك الى الهلاك و المفتخرين من اسرتهم* 7 و سمعت في سيناء القضاء و في حوريب احكام الانتقام* 8 و مسحت ملوكا للنقمة و انبياء خلائف لك* 9 و خطفت في عاصفة من النار في مركبة خيل نارية* 10 و قد اكتتبك الرب لاقضية تجرى في اوقاتها و لتسكين الغضب قبل حدته و رد قلب الاب الى الابن و اصلاح اسباط يعقوب* 11 طوبى لمن عاينك و لمن حاز فخر مصافاتك* 12 انا نحيا هذه الحياة و بعد الموت لا يكون لنا مثل هذا الاسم* 13 و توارى ايليا في العاصفة فامتلا اليشاع من روحه و في ايامه لم يتزعزع مخافة من ذي سلطان و لم يستول عليه احد* 14 لم يغلبه كلام و في رقاد الموت جسده تنبا* 15 صنع في حياته الايات و بعد موته الاعمال العجيبة* 16 و مع هذه كلها لم يتب الشعب و لم يقلعوا عن الخطايا الى ان طردوا من ارضهم و تبددوا في كل الارض* 17 و ابقى شعب قليل و رؤساء لبيت داود* 18 بعضهم صنعوا المرضي و بعضهم اكثروا من الخطايا* 19 حزقيا حصن مدينته و ادخل اليها ماء جيحون حفر الصخر بالحديد و بنى ابارا للماء* 20 في ايامه صعد سنحاريب و بعث ربشاقا فاقبل و رفع يده على صهيون و تنفخ بكبريائه* 21 حينئذ ارتجفت قلوبهم و ايديهم و تمخضوا كالوالدات* 22 فدعوا الرب الرحيم باسطين اليه ايديهم فالقدوس من السماء استجاب لهم سريعا* 23 و افتداهم على يد اشعيا* 24 ضرب محلة اشور و ملاكه حطمهم* 25 لان حزقيا صنع المرضي امام الرب و جد في السلوك في طرق داود ابيه التي اوصاه بها اشعيا النبي العظيم الصادق في رؤياه* 26 في ايامه رجعت الشمس الى الوراء و هو زاد على عمر الملك* 27 بروح عظيم راى العواقب و عزى(4/6)
النائحين في صهيون* 28 كشف عما سيكون على مدى الدهور و عن الخفايا قبل حدوثها*
الأصحاح رقم 49
1 ذكر يوشيا مزاج طيب قد عبئ بصناعة العطار* 2 في كل فم يحلو كالعسل و هو كالغناء في مجلس الخمر* 3 اقيم ليتوب الشعب على يده فرفع ارجاس الاثم* 4 وجه قلبه الى الرب و في ايام الاثماء وطد التقوى* 5 كلهم اجرموا ما خلا داود و حزقيا و يوشيا* 6 تركوا شريعة العلي ارتد ملوك يهوذا* 7 دفعوا قرنهم الى غيرهم و مجدهم الى امة غريبة* 8 احرقوا بالنار مدينة القدس المختارة و خربوا طرقها على يد ارميا* 9 فانهم اساءوا اليه و هو قد قدس في جوف امه نبيا ليستاصل و يسيء و يهلك و ايضا ليبني و يغرس* 10 و راى حزقيال رؤيا المجد التي اراه اياها بمركبة الكروبين* 11 انذر الاعداء بالمطر و وعد المستقيمين في طرقهم بالاحسان* 12 لتزهر عظام الانبياء الاثني عشر من مكانها فانهم عزوا يعقوب و افتدوهم بايمان الرجاء* 13 كيف نعظم زربابل انه كخاتم في اليد اليمنى* 14 كذلك يشوع بن يوصاداق فانهما في ايامهما بنيا البيت و رفعا شان الشعب المقدس للرب المهيا لمجد ابدي* 15 و نحميا يكون ذكره طول الايام فانه اقام لنا السور المنهدم و نصب الابواب و المزاليج و رم منازلنا* 16 لم يخلق على الارض احد مثل اخنوخ الذي نقل عن الارض* 17 و لم يولد رجل مثل يوسف رئيس اخوته و عمدة الشعب* 18 عظامه افتقدت و بعد موته تنبات* 19 سام و شيت ممجدان بين الناس و فوق كل نفس في الخلق ادم*
الأصحاح رقم 50
(4/7)
1 سمعان بن اونيا الكاهن العظيم رم البيت في حياته و وثق الهيكل في ايامه* 2 و اسس سمكا مضاعفا تحصينا شامخا حول الهيكل* 3 في ايامه استنبطت ابار المياه و كالبحر تناهت في الفيضان* 4 هو الذي اهتم بشعبه لئلا يهلك و حصن المدينة لئلا تفتح* 5 ما امجده في تصرفه بين الشعب و في خروجه من وراء حجاب البيت* 6 مثله مثل كوكب الصبح بين الغمام او البدر ايام تمامه* 7 او الشمس المشرقة على هيكل العلي* 8 او القوس المتلالئة بين سحب البهاء او زهر الورد في ايام الربيع او الزنبق على مجاري المياه او نبات لبنان في ايام الصيف* 9 او النار او اللبان على المجمرة* 10 او اناء الذهب المصمت المزين بكل حجر كريم* 11 او الزيتون المثمر او السرو المرتفع الى السحب اذ كان ياخذ حلة مجده و يلبس كمال زينته* 12 و يصعد الى المذبح المقدس كان يزيد لباس القدس بهاء* 13 و اذ كان يتناول اعضاء الذبيحة من ايدي الكهنة و هو واقف على موقد المذبح كان يحيط به اكليل من الاخوة احاطة الفروع بارز لبنان* 14 و الشطب بالنخل و كان جميع بني هرون في مجدهم* 15 و تقدمة الرب في ايديهم امام كل جماعة اسرائيل و كان هو عند اتمام خدمته على المذبح لتزيين تقدمة العلي القدير* 16 يمد يده على المسكب و يسكب من دم العنب* 17 يصبه على اسس المذبح رائحة مرضية امام العلي ملك الجميع* 18 حينئذ كان بنو هرون يهتفون بالابواق المطروقة و يسمعون صوتا عظيما ذكرا امام العلي* 19 و كان عند ذلك كل الشعب يبادرون معا و يخرون على وجوههم الى الارض ساجدين لربهم القدير لله العلي* 20 و كان المغنون يسبحون باصواتهم و يسمعون في البيت المعظم الحانهم اللذيذة* 21 و كان الشعب يتضرعون الى الرب العلي بصلاتهم امام الرحيم الى ان يفرغ من اكرام الرب و تتم خدمته* 22 ثم كان ينزل و يرفع يديه على كل جماعة بني اسرائيل مباركا الرب بشفتيه و مفتخرا باسمه* 23 و يكرر سجوده ليظهر ان البركة من لدن العلي* 24(4/8)
فالان يا جميع الناس باركوا الله الذي يصنع العظائم في كل مكان و يزيد ايامنا منذ الرحم و يعاملنا على حسب رحمته* 25 ليمنحنا سرور القلب و السلام في اسرائيل في ايامنا و على مدى الدهور* 26 مقرا علينا رحمته و مفتديا لنا في ايامه* 27 امتان مقتتهما نفسي و الثالثة ليست بامة* 28 الساكنون في جبل السامرة و الفلسطينيون و الشعب الاحمق الساكن في شكيم* 29 قد رسم تاديب العقل و العلم في هذا الكتاب يشوع بن سيراخ الاورشليمي الذي افاض الحكمة من قلبه* 30 طوبى لمن يواظب على هذه فان الذي يجعلها في قلبه يكون حكيما* 31 و اذا عمل بها يقدر على كل شيء لان نور الرب دليله*
الأصحاح رقم 51
(4/9)
1 صلاة يشوع بن سيراخ اعترف لك ايها الرب الملك و اسبح الله مخلصي* 2 اعترف لاسمك لانك كنت لي مجيرا و نصيرا* 3 و افتديت جسدي من الهلاك و من شرك سعاية اللسان و من شفاه مختلقي الزور و كنت لي ناصرا تجاه المقاومين* 4 و افتديتني برحمتك الغزيرة و اسمك من زئير المستعدين للافتراس* 5 من ايدي طالبي نفسي و من مضايقي الكثيرة* 6 من الاختناق باللهيب المحيط بي و من وسط النار حتى لا اصلى* 7 من عمق جوف الجحيم و من اللسان الدنس و كلام الزور و سعاية اللسان الجائر عند الملك* 8 دنت نفسي من الموت* 9 و اقتربت حياتي من عمق الجحيم* 10 احيط بي من كل جهة و لا نصير التفت لاغاثة الناس فلم تكن* 11 فتذكرت رحمتك ايها الرب و صنيعك الذي منذ الدهر* 12 كيف تنقذ الذين ينتظرونك و تخلصهم من ايدي الامم* 13 فرفعت من الارض صلاتي و تضرعت لانقذ من الموت* 14 دعوت الرب ابا ربي لئلا يخذلني في ايام الضيق في عهد المتكبرين الخاذلين لي* 15 اني اسبح اسمك في كل حين و ارنم له بالاعتراف لان صلاتي قد استجيبت* 16 فانك قد خلصتني من الهلكة و انقذتني من زمان السوء* 17 فلذلك اعترف لك و اسبحك و ابارك اسم الرب* 18 في صبائي قبل ان اتيه التمست الحكمة علانية في صلاتي* 19 امام الهيكل ابتهلت لاجلها و الى اواخري التمسها فازهرت كباكورة العنب* 20 ابتهج بها قلبي و درجت قدمي في الاستقامة و منذ صبائي جددت في اثرها* 21 املت اذني قليلا و وعيت* 22 فوجدت لنفسي تاديبا كثيرا و كان لي فيها نجح عظيم* 23 ان الذي اتاني حكمة اوتيه تمجيدا* 24 فاني عزمت ان اعمل بها و قد حرصت على الخير و لست اخزى* 25 جاهدت نفسي لاجلها و في اعمالي لم ابرح متنطسا* 26 مددت يدي الى العلاء و بكيت على جهالاتي* 27 وجهت نفسي اليها و بالطهارة وجدتها* 28 بها ملكت قلبي من البدء فلذلك لا اخذل* 29 و جوفي اضطرب في طلبها فلذلك اقتنيت قنية صالحة* 30 اعطاني الرب اللسان جزاء فبه اسبحه* 31 ادنوا(4/10)
مني ايها الغير المتادبين و امكثوا في منزل التاديب* 32 لماذا تتقاعدون عن هذه و نفوسكم ظامئة جدا* 33 اني فتحت فمي و تكلمت دونكم كسبا بلا فضة* 34 اخضعوا رقابكم تحت النير و لتتخذ نفوسكم التاديب فان وجدانه قريب* 35 انظروا باعينكم كيف تعبت قليلا فوجدت لنفسي راحة كثيرة* 36 نالوا التاديب كمقدار كثير من الفضة و اكتسبوا به ذهبا كثيرا* 37 لتبتهج نفوسكم برحمته و لا تخزوا بمدحته* 38 اعملوا عملكم قبل الاوان فيؤتيكم ثوابكم في اوانه*(4/11)
باروك
(6) إصحاحات
الأصحاح رقم 1
(4/12)
1 هذا كلام الكتاب الذي كتبه باروك بن نيريا بن معسيا بن صدقيا بن حسديا ابن حلقيا في بابل* 2 في السنة الخامسة في السابع من الشهر حين اخذ الكلدانيون اورشليم و احرقوها بالنار* 3 و تلا باروك كلام هذا الكتاب على مسمعي يكنيا بن يوياقيم ملك يهوذا و على مسامع جميع الشعب الذين جاءوا لاستماع الكتاب* 4 و على مسامع المقتدرين و بني الملوك و مسامع الشيوخ و مسامع جميع الشعب من الصغار الى الكبار جميع الساكنين في بابل على نهر سود* 5 فبكوا و صاموا و صلوا امام الرب* 6 و جمعوا من الفضة قدر ما استطاعت يد كل واحد* 7 و بعثوا الى اورشليم الى يوياقيم بن حلقيا بن شلوم الكاهن و الى الكهنة و الى جميع الشعب الذين معه في اورشليم* 8 عندما اخذ انية بيت الرب المسلوبة من الهيكل ليردها الى ارض يهوذا في العاشر من سيوان و هي انية الفضة التي صنعها صدقيا ابن يوشيا ملك يهوذا* 9 بعدما اجلى نبوكد نصر ملك بابل يكنيا و الرؤساء و المحصنين و المقتدرين و شعب الارض من اورشليم و ذهب بهم الى بابل* 10 و قالوا انا قد ارسلنا اليكم فضة فابتاعوا بالفضة محرقات و ذبائح للخطيئة و لبانا و اصنعوا تقادم و قدموها على مذبح الرب الهنا* 11 و صلوا من اجل حياة نبوكد نصر ملك بابل و حياة بلشصر ابنه لكي تكون ايامهما كايام السماء على الارض* 12 فيؤتينا الرب قوة و ينير عيوننا و نحيا تحت ظل نبوكد نصر ملك بابل و ظل بلشصر ابنه و نتعبد لهما اياما كثيرة و نحن نائلون لديهما حظوة* 13 و صلوا من اجلنا الى الرب الهنا فانا قد خطئنا الى الرب الهنا و لم يرتد سخط الرب و غضبه عنا الى هذا اليوم* 14 و اتلوا هذا الكتاب الذي ارسلناه اليكم لينادى به في بيت الرب في يوم العيد و في ايام المحفل* 15 و قولوا للرب الهنا العدل و لنا خزي الوجوه كما في هذا اليوم لرجال يهوذا و سكان اورشليم* 16 و لملوكنا و رؤسائنا و كهنتنا و انبيائنا و ابائنا* 17 لانا خطئنا امام الرب و عصيناه*(4/13)
18 و لم نسمع لصوت الرب الهنا لنسلك في اوامر الرب التي جعلها امام وجوهنا* 19 من يوم اخرج الرب اباءنا من ارض مصر الى هذا اليوم ما زلنا نعاصي الرب الهنا و نعرض عن استماع صوته* 20 فلحق بنا الشر و اللعنة اللذان امر الرب موسى عبده ان يوعد بهما يوم اخرج اباءنا من ارض مصر ليعطينا ارضا تدر لبنا و عسلا كما في هذا اليوم* 21 فلم نسمع لصوت الرب الهنا و لا لجميع كلام الانبياء الذين ارسلهم الينا* 22 و مضينا كل واحد على اصرار قلبه الشرير عابدين الهة اخر صانعين الشر امام عيني الرب الهنا*
الأصحاح رقم 2
(4/14)
1 فاقام الرب كلامه الذي تكلم به علينا و على قضاتنا الذين يقضون في اسرائيل و على ملوكنا و رؤسائنا و على رجال اسرائيل و يهوذا* 2 جالبا علينا شرا عظيما بحيث لم يحدث تحت السماء باسرها مثل ما احدثه في اورشليم على حسب ما كتب في شريعة موسى* 3 حتى اكل بعضنا لحم ابنه و الاخر لحم بنته* 4 و اخضعهم تحت ايدي جميع الممالك التي حولنا و جعلهم عارا و دهشا في جميع الشعوب الذين شتتهم الرب بينهم* 5 فاذا هم في الانحطاط بدل الرفعة لانا خطئنا الى الرب الهنا غير سامعين لصوته* 6 للرب الهنا العدل و لنا و لابائنا خزي الوجوه كما في هذا اليوم* 7 لان الرب تكلم علينا بجميع هذا الشر الذي حل بنا* 8 و نحن لم نستعطف وجه الرب تائبين كل واحد عن افكار قلبه الشرير* 9 فسهر الرب على الشر و جلبه الرب علينا لان الرب عادل في جميع اعماله التي اوصانا بها* 10 فلم نسمع لصوته لنسلك في اوامر الرب التي جعلها امام وجوهنا* 11 فالان ايها الرب اله اسرائيل الذي اخرج شعبه من ارض مصر بيد قديرة و بايات و معجزات و قوة عظيمة و ذراع مبسوطة و اقام له اسما كما في هذا اليوم* 12 انا خطئنا و نافقنا و اثمنا ايها الرب الهنا في جميع رسومك* 13 لينصرف غضبك عنا فقد بقينا نفرا قليلا في الامم الذين شتتنا بينهم* 14 اسمع يا رب صلاتنا و تضرعنا و انقذنا لاجلك و انلنا حظوة امام وجوه الذين اجلونا* 15 لكي تعرف الارض باسرها انك انت الرب الهنا و انه باسمك دعي اسرائيل و عشائره* 16 ايها الرب التفت من بيت قدسك و انظر الينا و امل ايها الرب اذنك و استجب* 17 افتح عينيك و انظر فانه ليس الاموات في الجحيم الذين اخذت ارواحهم عن احشائهم يعترفون للرب بالمجد و العدل* 18 لكن الروح الكئيب من الشدة و الذي يمشي منحنيا ضعيفا و العيون الكليلة و النفس الجائعة هم يعترفون لك بالمجد و العدل يا رب* 19 فانا لا لاجل بر ابائنا و ملوكنا نلقي تضرعنا امامك ايها الرب الهنا* 20 بل لانك(4/15)
ارسلت سخطك و غضبك علينا كما تكلمت على السنة عبيدك الانبياء* 21 هكذا قال الرب احنوا مناكبكم و تعبدوا لملك بابل فتسكنوا في الارض التي اعطيتها لابائكم* 22 و ان لم تسمعوا لصوت الرب بان تتعبدوا لملك بابل* 23 فاني ابطل من مدن يهوذا و من شوارع اورشليم صوت الطرب و صوت الفرح صوت العروس و صوت العروسة و تكون كل الارض مستوحشة لا ساكن فيها* 24 فلم نسمع لصوتك بان نتعبد لملك بابل فاقمت كلامك الذي تكلمت به على السنة عبيدك الانبياء ان تخرج عظام ملوكنا و عظام ابائنا من مواضعها* 25 و ها انها مطروحة لحر النهار و قرس الليل و قد ماتوا في اوجاع اليمة بالجوع و السيف و الطرد* 26 و جعلت البيت الذي دعي باسمك كما في هذا اليوم لاجل شر ال اسرائيل و ال يهوذا* 27 و قد عاملتنا ايها الرب الهنا بكل رافتك و كل رحمتك العظيمة* 28 كما تكلمت على لسان عبدك موسى يوم امرته ان يكتب شريعتك امام بني اسرائيل قائلا* 29 ان لم تسمعوا لصوتي فان هذا الجمع العظيم الكثير ليصيرن نفرا قليلا في الامم الذين اشتتهم بينهم* 30 فاني عالم بانهم لا يسمعون لي لانهم شعب قساة الرقاب لكنهم سيرجعون الى قلوبهم في ارض جلائهم* 31 و يعلمون اني انا الرب الههم و اعطيهم قلوبا و اذانا سامعة* 32 فيسبحونني في ارض جلائهم و يذكرون اسمي* 33 و يتوبون عن صلابة رقابهم و عن شر اعمالهم لانهم يتذكرون طريق ابائهم الذين خطئوا امام الرب* 34 و اعيدهم الى الارض التي حلفت عليها لابائهم ابراهيم و اسحق و يعقوب فيتسلطون عليها و اكثرهم فلا يقلون* 35 و اقيم لهم عهدا ابديا فاكون لهم الها و يكونون لي شعبا و لا اعود ازعزع شعبي اسرائيل من الارض التي اعطيتها لهم*
الأصحاح رقم 3
(4/16)
1 ايها الرب القدير اله اسرائيل قد صرخت اليك النفس في المضايق و الروح في الكروب* 2 فاسمع يا رب و ارحم فانك اله رحيم ارحم فانا قد خطئنا اليك* 3 فانك انت تدوم الى الابد اما نحن فنهلك الى الابد* 4 ايها الرب القدير اله اسرائيل اسمع صلاة قوم اسرائيل و بني الذين خطئوا اليك الذين لم يسمعوا لصوت الههم و قد لحق الشر بنا* 5 لا تذكر اثام ابائنا بل اذكر يدك و اسمك في هذا الزمان* 6 فانك انت الرب الهنا و اياك نسبح يا رب* 7 لانك لذلك جعلت مخافتك في قلوبنا و لندعو باسمك انا نسبحك في جلائنا لانا قد نبذنا عن قلوبنا كل اثم ابائنا الذين خطئوا امامك* 8 و ها انا اليوم في الجلاء حيث شتتنا للتعيير و اللعنة و العقاب لاجل جميع اثام ابائنا الذين ارتدوا عن الرب الهنا* 9 اسمع يا اسرائيل وصايا الحياة اصغوا و تعلموا الفطنة* 10 لماذا يا اسرائيل لماذا انت في ارض الاعداء* 11 قد ذبلت في ارض الغربة و تنجست بالاموات و حسبت مع الذين هم في الجحيم* 12 انك قد تركت ينبوع الحكمة* 13 و لو انك سلكت في طريق الله لسكنت في السلام مدى الدهر* 14 تعلم اين الفطنة و اين القوة و اين التعقل لكي تعلم ايضا اين طول الايام و الحياة و اين نور العيون و السلام* 15 من وجد موضعها و من بلغ الى كنوزها* 16 اين رؤساء الامم و الذين يتسلطون على وحوش الارض* 17 و الذين يلاعبون طيور السماء* 18 و يكنزون الفضة و الذهب مما يتوكل عليه البشر و لا حد لكسبهم و يصوغون الفضة و يهتمون و لا استقصاء لمساعيهم* 19 انهم قد اضمحلوا و الى الجحيم هبطوا و اخرون قاموا في مكانهم* 20 احداث راوا النور و سكنوا الارض لكنهم لم يعرفوا طريق التادب* 21 و لم يفهموا سبله و بنوهم لم يدركوه و ابتعدوا عن طريقه* 22 لم يسمع به في كنعان و لا تراءى في تيمان* 23 و بنو هاجر ايضا المبتغون للتعقل على الارض و تجار مران و تيمان و قائلو الامثال و مبتغو التعقل لم يعرفوا طريق الحكمة و لم(4/17)
يتذكروا سبلها* 24 يا اسرائيل ما اعظم بيت الله و ما اوسع موضع ملكه* 25 عظيم هو بغير حد و عال بغير قياس* 26 هناك ولد الجبابرة المذكورون الذين كانوا في البدء الطوال القامات الحاذقون بالقتال* 27 اولئك لم يخترهم الرب و لم يجعل لهم طريق التادب* 28 فهلكوا لعدم الفطنة هلكوا لغباوتهم* 29 من صعد الى السماء فتناولها و نزل بها من الغيوم* 30 من اجتاز الى عبر البحر و وجدها و اثرها على الذهب الابريز* 31 ليس احد يعرف طريقها و يطلع على سبيلها* 32 لكن العالم بكل شيء هو يعلمها و بعقله وجدها الذي ثبت الارض الى الابد و ملاها حيوانا ذا اربع* 33 الذي يرسل النور فينطلق يدعوه فيطيعه برعدة* 34 ان النجوم اشرقت في محارسها و تهللت* 35 دعاها فقالت نحن لديك و اشرقت متهللة للذي صنعها* 36 هذا هو الهنا و لا يعتبر حذاءه اخر* 37 هو وجد طريق التادب بكماله و جعله ليعقوب عبده و لاسرائيل حبيبه* 38 و بعد ذلك تراءى على الارض و تردد بين البشر*
الأصحاح رقم 4
(4/18)
1 هذا كتاب اوامر الله و الشريعة التي الى الابد كل من تمسك بها فله الحياة و الذين يهملونها يموتون* 2 تب يا يعقوب و اتخذها و سر في الضياء تجاه نورها* 3 لا تعط مجدك لاخر و مزيتك لامة غريبة* 4 طوبى لنا يا اسرائيل لان ما يرضي عند الله معروف لدينا* 5 ثقوا يا شعبي يا تذكار اسرائيل* 6 فانكم لم تباعوا للامم لهلاككم و لكن بما انكم اسخطتم الله قد اسلمتم الى اعدائكم* 7 لانكم اغضبتم صانعكم اذ ذبحتم للشياطين لا لله* 8 و نسيتم رازقكم الاله الازلي و حزنتم مربيتكم اورشليم* 9 انها رات الغضب الذي حل بكم من قبل الله فقالت اسمعن يا جارات صهيون ان الله قد جلب علي نوحا عظيما* 10 فاني رايت سبي بني و بناتي الذي جلبه عليهم الازلي* 11 اني ربيتهم بفرح ثم ودعتهم ببكاء و نوح* 12 لا يشمتن احد بي انا الارملة التي ثكلت كثيرين فاني قد اوحشت لاجل خطايا بني لانهم زاغوا عن شريعة الله* 13 و لم يعرفوا رسومه و لم يسلكوا في طرق وصايا الله و لم يسيروا في سبل التادب ببره* 14 هلم يا جارات صهيون فاذكرن سبي بني و بناتي الذي جلبه عليهم الازلي* 15 فانه جلب عليهم امة من بعيد امة وقحة اعجمية اللسان* 16 لم تهب شيخا و لم تشفق على طفل فذهبوا باحباء الارملة و اثكلوا المتوحدة بناتها* 17 باي شيء استطيع ان اغيثكم* 18 الذي جلب عليكم الشر هو ينقذكم من ايدي اعدائكم* 19 سيروا يا بني سيروا اني بقيت مستوحشة* 20 قد خلعت حلة السلام و لبست مسح التضرع اصرخ الى الازلي مدى ايامي* 21 ثقوا يا بني و استغيثوا بالله فينقذكم من ايدي الاعداء المتسلطين عليكم* 22 فاني قد رجوت بالازلي خلاصكم و حلت بي مسرة من لدن القدوس بالرحمة التي تؤتونها عما قليل من عند الازلي مخلصكم* 23 قد ودعتكم ببكاء و نوح لكن الله سيردكم لي بفرح و مسرة الى الابد* 24 فكما ترى الان جارات صهيون سبيكم هكذا عما قليل سيرين خلاصكم من عند الله تؤتونه بمجد عظيم و ببهاء الازلي* 25 يا بني(4/19)
احتملوا بالصبر الغضب الذي حل بكم من الله قد اضطهدك العدو لكنك سترى هلاكه عن قليل و تطا رقابهم* 26 ان مترفي سلكوا طرقا وعرة و سيقوا كغنم نهبتها الاعداء* 27 ثقوا يا بني و استغيثوا بالله فان الذي جلب عليكم هذه سيتذكركم* 28 و كما كنتم تهوون ان تشردوا عن الله فبقدر ذلك عشر مرات تلتمسونه تائبين* 29 و الذي جلب عليكم الشر يجلب لكم المسرة الابدية مع خلاصكم* 30 ثقي يا اورشليم فان الذي سماك باسمه سيعزيك* 31 ويل للذين جاروا عليك و شمتوا بسقوطك* 32 ويل للمدن التي استعبدت بنيك ويل للتي اخذت اولادك* 33 فانها كما شمتت بسقوطك و فرحت بخرابك كذلك ستكتئب عند دمارها* 34 و ابطل مفاخرتها بكثرة سكانها و احول مرحها الى نوح* 35 لان نارا تنزل عليها من عند الازلي الى ايام كثيرة و تسكنها الشياطين طول الزمان* 36 تطلعي يا اورشليم من حولك نحو المشرق و انظري المسرة الوافدة عليك من عند الله* 37 ها ان بنيك الذين ودعتهم قادمون يقدمون مجتمعين من المشرق الى المغرب بكلمة القدوس مبتهجين بمجد الله*
الأصحاح رقم 5
(4/20)
1 اخلعي يا اورشليم حلة النوح و المذلة و البسي بهاء المجد من عند الله الى الابد* 2 تسربلي ثوب البر الذي من الله و اجعلي على راسك تاج مجد الازلي* 3 فان الله يظهر سناك لكل ما تحت السماء* 4 و يكون اسمك من قبل الله الى الابد سلام البر و مجد عبادة الله* 5 انهضي يا اورشليم و قفي في الاعالي و تطلعي من حولك نحو المشرق و انظري بنيك مجتمعين من مغرب الشمس الى مشرقها بكلمة القدوس مبتهجين بذكر الله* 6 قد ذهبوا عنك راجلين تسوقهم الاعداء لكن الله يعيدهم إليك راكبين بكرامة كمن هو على عرش الملك* 7 لان الرب قد عزم ان يخفض كل جبل عال و التلال الدهرية و ان يملا الاودية لتمهيد الارض كيما يسير اسرائيل بغير عثار لمجد الله* 8 حتى ان الغاب و كل شجر طيب العرف قد ظلل على اسرائيل بامر الله* 9 ان الله سيعيد اسرائيل بسرور في نور مجده برحمة و عدل من عنده*
الأصحاح رقم 6
(عنوان الأصحاح) نسخة الرسالة التي ارسل بها ارميا الى الذين كان ملك بابل مزمعا ان يسوقهم في الجلاء الى بابل يخبرهم بما امره الله به*
(4/21)
1 انه لاجل الخطايا التي خطئتم امام الله يسوقكم نبوكد نصر ملك بابل في الجلاء الى بابل* 2 فاذا دخلتم بابل فستكونون هناك سنين كثيرة و زمانا طويلا الى سبعة اجيال و بعد ذلك اخرجكم من هناك بسلام* 3 و الان فانكم سترون في بابل الهة من الفضة و الذهب و الخشب تحمل على المناكب و تلقي الرهبة على الامم* 4 فاحترزوا ان تتشبهوا بالغرباء و تاخذكم منها رهبة* 5 و اذا رايتم الجموع امامها و وراءها يسجدون لها فقولوا في قلوبكم لك يا رب ينبغي السجود* 6 فان ملاكي معكم و هو يطالب بانفسكم* 7 اما تلك فان لها السنة قد نحتها النجار و هي مغشاة بالذهب و الفضة لكنها الهة زور لا تستطيع نطقا* 8 ياخذ الناس لها ذهبا كما يؤخذ لعذراء تحب الزينة* 9 فيصوغون اكاليل يجعلونها على رؤوس الهتهم و ربما سرق الكهنة من الهتهم الذهب و الفضة لمنفعة انفسهم* 10 و قد يبذلون منهما للزواني اللاتي في البيت يزينون الالهة بالملابس كالبشر و هي من الفضة و الذهب و الخشب* 11 فهي لا تسلم من الصدا و السوس و ان كانت تلبس الارجوان* 12 و يمسحون وجوهها من غبار البيت المتراكم عليها* 13 و في يد كل منها صولجان كالحاكم على بلد لكنه لا يقتل من يجرم اليه* 14 و في يمينه سيف و فاس لكنه لا ينجي نفسه من الحرب و اللصوص فحق بذلك انها ليست بالهة* 15 فلا تخافوها فانه كما ان الاناء المكسور لا ينفع صاحبه كذلك الهتهم* 16 اذا نصبت في البيوت فعيونها تمتلئ غبارا من اقدام الداخلين* 17 يحظر عليها في الديار كما يحظر على من اجرم الى الملك و كهنتها يحصنون بيوتها بابواب و اقفال و مزاليج كما يفعل بمن حكم عليه بالموت لئلا تسلبها اللصوص* 18 يوقدون لها من السرج اكثر مما يوقدون لانفسهم و هي لا تستطيع ان ترى منها شيئا* 19 انما هي كجوائز البيت و قد ذكر ان حشرات الارض تنهش قلوبها فتؤكل هي و ثيابها و لا تشعر* 20 تسود وجوهها من الدخان الذي في البيت* 21 على ابدانها و رؤوسها يثب(4/22)
البوم و الخطاف و سائر الطيور و السنانير* 22 فاعلموا من ذلك انها ليست بالهة فلا تخافوها* 23 و الذهب الذي يغشيها للزينة ان لم يمسح صداه لم يكن لها رونق كما انها اذ صيغ عليها لم تشعر* 24 تبتاع بكل ثمن و ان لم يكن فيها روح* 25 ليس لها ارجل فتحمل على المناكب و بذلك تبدي للناس هوانها و الذين يعبدونها هم ايضا يخزون* 26 لانها اذا سقطت على الارض لا تقوم من نفسها و لا اذا نصبها احد تتحرك من نفسها و لا اذا اميلت تستقيم بل تقدم اليها الهدايا كما تقدم الى اموات* 27 و كهنتها يبيعون ذبائحها لمنفعة انفسهم و كذلك نساؤهم يملحن ما بقي منها و لا يجعلن فيها حظا لمسكين و لا سقيم* 28 الطامث و النفساء تلمسان ذبائحها فاذ قد علمتم من ذلك انها ليست بالهة فلا تخافوها* 29 لماذا تسمى الهة لان النساء يقدمن الهدايا لهذه الالهة التي هي من الفضة و الذهب و الخشب* 30 و لان الكهنة يجلسون في بيوتها باقمصة ممزقة و هم محلوقو الرؤوس و اللحى و رؤوسهم مكشوفة* 31 و يعجون صائحين امام الهتهم كالجالسين على مادبة الميت* 32 الكهنة ينزعون من ثيابها ما يكسون نساءهم و اولادهم* 33 و اذا اساء اليها احد او احسن فلا تستطيع المكافاة و لا في وسعها ان تقيم ملكا او تخلعه* 34 و لا تقدر ان تهب عرضا و لا نقدا و اذا نذر احد نذرا و لم يقضه فلا تطالب* 35 لا تنجي احدا من الموت و لا تنقذ الضعيف من يد القوي* 36 لا ترد البصر للاعمى و لا تفرج عن ذي شدة* 37 لا ترحم ارملة و لا تحسن الى يتيم* 38 فهذه الالهة التي هي من الخشب مغشاة بالذهب و الفضة تماثل حجارة من الجبل و الذين يعبدونها يخزون* 39 فكيف يسوغ ان تحسب او تسمى الهة* 40 بل الكلدانيون انفسهم يزدرونها فانهم اذا راوا ابكم لا ينطق يقدمونه الى بال و يطلبون منه النطق كانه يشعر* 41 و مع اختبارهم لها لا يتركون عبادتها لانهم لا يشعرون* 42 و النساء يقعدن على الطرق متحزمات بالحبال يبخرن بالنخالة* 43(4/23)
فاذا اجتذب مجتاز واحدة منهن و ضاجعها عيرت صاحبتها بانها لم تحظ مثلها و لم يقطع حبلها* 44 و كل ما يصنع لهذه الالهة انما هو زور فكيف يسوغ ان تحسب او تسمى الهة* 45 هي صنعة النجار و الصائغ فلا تكون الا ما يريد صانعها* 46 و الذين صنعوها قصيرو بقاء فكيف يكون ما صنعوه* 47 انهم تركوا لمن يليهم زورا و عارا* 48 و اذا اتى عليها حرب و شر ياتمر الكهنة فيما بينهم اين يختبئون بها* 49 فكيف لا يشعر انها ليست بالهة و هي لا تخلص انفسها من الحرب و الشر* 50 و بما انها من الخشب مغشاة بالذهب و الفضة فسيعلم فيما بعد انها زور و يتبين لجميع الامم و الملوك انها ليست الهة بل صنعة ايدي الناس و لا شيء فيها من صنعة الله* 51 فهل من حاجة الى التنبيه على انها ليست بالهة* 52 فانها لا تقيم ملكا على بلد و لا تعطي الناس مطرا* 53 و لا تخاصم حتى لخصومة انفسها و لا تنقذ احدا من مظلمة اذ لا تستطيع شيئا و انما هي كالغربان التي بين السماء و الارض* 54 و اذا وقعت نار في بيت هذه الالهة المصنوعة من الخشب المغشاة بالذهب او الفضة فكهنتها يفرون و ينجون اما هي فتحترق كجوائز البيت* 55 انها لا تقاوم ملكا و لا عدوا فكيف يسوغ ان تحسب او تعد الهة* 56 و هذه الالهة المصنوعة من الخشب المغشاة بالفضة و الذهب لا تنجي انفسها من السراق و لا اللصوص* 57 و الذين يستولون عليها ينزعون عنها الذهب و الفضة و الثياب التي عليها و يذهبون بها و هي لا تدافع عن انفسها* 58 لا جرم ان ملكا من ذوي الباس او اناء نافعا في البيت يستخدمه مالكه خير من الهة الزور و بابا في البيت يحفظ ما فيه خير من الهة الزور و عمودا من الخشب في قصر خير من الهة الزور* 59 ان الشمس و القمر و النجوم تضيء و ترسل لمنفعة الخلق و تطيع مرسلها* 60 و كذلك البرق اذا لمع يروق العين و الريح تهب في كل ناحية* 61 و السحب يامرها الله ان تمر على كل المسكونة فتقضي ما امرت به* 62 و النار المرسلة(4/24)
من فوق لتفني الجبال و الغاب تفعل ما اوصيت به اما تلك فلا تعدل بهذه منظرا و لا قوة* 63 فلا يسوغ ان تحسب او تسمى الهة اذ لا تستطيع ان تجري حكما او تصنع احسانا* 64 فاذ قد علمتم انها ليست بالهة فلا تخافوها* 65 فانها لا تلعن الملوك و لا تباركهم* 66 و لا تبدي ايات في الامم و لا في السماء و لا تنير كالشمس و لا تضيء كالقمر* 67 الوحوش خير منها لان في طاقتها ان تهرب الى ملجا و تنفع انفسها* 68 و بالجملة فلا يتبين لنا بوجه من الوجوه انها الهة فلا تخافوها* 69 مثل الهتهم المصنوعة من الخشب المغشاة بالذهب و الفضة مثل شخص منصوب في مقثاة لا يحرس شيئا* 70 و ايضا مثل الهتهم المصنوعة من الخشب المغشاة بالذهب و الفضة مثل عوسج في بستان يقع عليه كل طير او مثل ميت مطروح في الظلمة* 71 و من الارجوان و القرمز اللذين ياكلهما العث عليها يعلم انها ليست بالهة و في اخر الامر هي ايضا تؤكل و تصير عارا في الافاق* 72 ان الرجل الصديق الذي لا صنم له افضل لانه بمعزل عن العار*(4/25)
تتمة سفر دانيال
الإصحاح الثالث
1. وان نبوخذنصر الملك صنع تمثالا من ذهب طوله ستون ذراعا وعرضه ست اذرع ونصبه في بقعة دورا في ولاية بابل
2. ثم ارسل نبوخذنصر الملك ليجمع المرازبة والشحن والولاة والقضاة والخزنة والفقهاء والمفتين وكل حكام الولايات لياتوا لتدشين التمثال الذي نصبه نبوخذنصر الملك
3. حينئذ اجتمع المرازبة والشحن والولاة والقضاة والخزنة والفقهاء والمفتون وكل حكام الولايات لتدشين التمثال الذي نصبه نبوخذنصر الملك ووقفوا امام التمثال الذي نصبه نبوخذنصر
4. و نادى مناد بشدة قد امرتم ايها الشعوب والامم والالسنة
5. عندما تسمعون صوت القرن والناي والعود والرباب والسنطير والمزمار وكل انواع العزف ان تخروا وتسجدوا لتمثال الذهب الذي نصبه نبوخذنصر الملك
6. و من لا يخر ويسجد ففي تلك الساعة يلقى في وسط اتون نار متقدة
7. لاجل ذلك وقتما سمع كل الشعوب صوت القرن والناي والعود والرباب والسنطير وكل انواع العزف خر كل الشعوب والامم والالسنة وسجدوا لتمثال الذهب الذي نصبه نبوخذنصر الملك
8. لاجل ذلك تقدم حينئذ رجال كلدانيون واشتكوا على اليهود
9. اجابوا وقالوا للملك نبوخذنصر ايها الملك عش الى الابد
10. انت ايها الملك قد اصدرت امرا بان كل انسان يسمع صوت القرن والناي والعود والرباب والسنطير والمزمار وكل انواع العزف يخر ويسجد لتمثال الذهب
11. و من لا يخر ويسجد فانه يلقى في وسط اتون نار متقدة
12. يوجد رجال يهود الذين وكلتهم على اعمال ولاية بابل شدرخ ومشيخ وعبد نغو هؤلاء الرجال لم يجعلوا لك ايها الملك اعتبارا الهتك لا يعبدون ولتمثال الذهب الذي نصبت لا يسجدون
13. حينئذ امر نبوخذنصر بغضب وغيظ باحضار شدرخ وميشخ وعبد نغو فاتوا بهؤلاء الرجال قدام الملك
14. فاجاب نبوخذنصر وقال لهم تعمدا يا شدرخ وميشخ وعبد نغو لا تعبدون الهتي ولا تسجدون لتمثال الذهب الذي نصبت
(4/26)
15. فان كنتم الان مستعدين عندما تسمعون صوت القرن والناي والعود والرباب والسنطير والمزمار وكل انواع العزف الى ان تخروا وتسجدوا للتمثال الذي عملته وان لم تسجدوا ففي تلك الساعة تلقون في وسط اتون النار المتقدة ومن هو الاله الذي ينقذكم من يدي
16. فاجاب شدرخ وميشخ وعبد نغو وقالوا للملك يا نبوخذنصر لا يلزمنا ان نجيبك عن هذا الامر
17. هوذا يوجد الهنا الذي نعبده يستطيع ان ينجينا من اتون النار المتقدة وان ينقذنا من يدك ايها الملك
18. و الا فليكن معلوما لك ايها الملك اننا لا نعبد الهتك ولا نسجد لتمثال الذهب الذي نصبته
19. حينئذ امتلا نبوخذنصر غيظا وتغير منظر وجهه على شدرخ وميشخ وعبد نغو فاجاب وامر بان يحموا الاتون سبعة اضعاف اكثر مما كان معتادا ان يحمى
20. و امر جبابرة القوة في جيشه بان يوثقوا شدرخ وميشخ وعبد نغو ويلقوهم في اتون النار المتقدة
21. ثم اوثق هؤلاء الرجال في سراويلهم واقمصتهم وارديتهم ولباسهم والقوا في وسط اتون النار المتقدة
22. و من حيث ان كلمة الملك شديدة والاتون قد حمي جدا قتل لهيب النار الرجال الذين رفعوا شدرخ وميشخ وعبد نغو
23. و هؤلاء الثلاثة الرجال شدرخ وميشخ وعبد نغو سقطوا موثقين في وسط اتون النار المتقدة
24. فكانوا يتمشون في وسط اللهيب مسبحين الله ومباركين الرب
25. و وقف عزريا وصلى هكذا وفتح فاه في وسط النار وقال
26. مبارك انت ايها الرب اله ابائنا وحميد واسمك ممجد الى الدهور
27. لانك عادل في جميع ما صنعت واعمالك كلها صدق وطرقك استقامة وجميع احكامك حق
28. و قد اجريت احكام حق في جميع ما جلبت علينا وعلى مدينة ابائنا المقدسة اورشليم لانك بالحق والحكم جلبت جميع ذلك لاجل خطايانا
29. اذ قد خطئنا واثمنا مرتدين عنك واجرمنا في كل شيء
30. و لم نسمع لوصاياك ولم نحفظها ولم نعمل بما اوصيتنا لكي يكون لنا خير
31. فجميع ما جلبت علينا وجميع ما صنعت بنا انما صنعته بحكم حق
(4/27)
32. فاسلمتنا الى ايدي اعداء اثمة وكفرة ذوي بغضاء وملك ظالم شر من كل من على الارض
33. و الان ليس لنا ان نفتح افواهنا فقد صرنا خزيا وعارا لعبيدك والقانتين لك
34. فلا تخذلنا الى الانقضاء لاجل اسمك ولا تنقض عهدك
35. و لا تصرف رحمتك عنا لاجل ابراهيم خليلك واسحق عبدك واسرائيل قديسك
36. الذين قلت لهم انك تكثر نسلهم كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر
37. لقد جعلنا ايها الرب اقل عددا من كل امة ونحن اليوم اذلاء في كل الارض لاجل خطايانا
38. و ليس لنا في هذا الزمان رئيس ولا نبي ولا قائد ولا محرقة ولا ذبيحة ولا تقدمة ولا بخور ولا موضع لتقريب البواكير امامك
39. و لنيل رحمتك ولكن لانسحاق نفوسنا وتواضع ارواحنا اقبلنا
40. و كمحرقات الكباش والثيران وربوات الحملان السمان هكذا فلتكن ذبيحتنا امامك اليوم حتى ترضيك فانه لا خزي للمتوكلين عليك
41. انا نتبعك الان بكل قلوبنا ونتقيك ونبتغي وجهك
42. فلا تخزنا بل عاملنا بحسب رافتك وكثرة رحمتك
43. و انقذنا على حسب عجائبك واعط المجد لاسمك ايها الرب
44. و ليخجل جميع الذين اروا عبيدك المساوئ وليخزوا ساقطين عن كل اقتدارهم ولتحطم قوتهم
45. و ليعلموا انك انت الرب الاله وحدك المجيد في كل المسكونة
46. و لم يزل خدام الملك الذين القوهم يوقدون الاتون بالنفط والزفت والمشاقة والزرجون
47. فارتفع اللهيب فوق الاتون تسعا واربعين ذراعا
48. و انتشر واحرق الذين صادفهم حول الاتون من الكلدانيين
49. اما اصحاب عزريا فنزل ملاك الرب الى داخل الاتون وطرد لهيب النار عن الاتون
50. و جعل وسط الاتون ريحا ذات ندى تهب فلم تمسهم النار البتة ولم تسؤهم ولم تزعجهم
51. حينئذ سبح الثلاثة بفم واحد ومجدوا وباركوا الله في الاتون قائلين
52. مبارك انت ايها الرب اله ابائنا وحميد ورفيع الى الدهور ومبارك اسم مجدك القدوس ورفيع الى الدهور
53. مبارك انت في هيكل مجدك القدوس ومسبح وممجد الى الدهور
(4/28)
54. مبارك انت في عرش ملكك ومسبح ورفيع الى الدهور
55. مبارك انت ايها الناظر الاعماق الجالس على الكروبين ومسبح ورفيع الى الدهور
56. مبارك انت في جلد السماء ومسبح وممجد الى الدهور
57. باركي الرب يا جميع اعمال الرب سبحي وارفعيه الى الدهور
58. باركوا الرب يا ملائكة الرب سبحوا وارفعوه الى الدهور
59. باركي الرب ايتها السماوات سبحي وارفعيه الى الدهور
60. باركي الرب يا جميع المياه التي فوق السماء سبحي وارفعيه الى الدهور
61. باركي الرب يا جميع جنود الرب سبحي وارفعيه الى الدهور
62. باركا الرب ايها الشمس والقمر سبحا وارفعاه الى الدهور
63. باركي الرب يا نجوم السماء سبحي وارفعيه الى الدهور
64. باركي الرب يا جميع الامطار والانداء سبحي وارفعيه الى الدهور
65. باركي الرب يا جميع الرياح سبحي وارفعيه الى الدهور
66. باركا الرب ايها النار والحر سبحا وارفعاه الى الدهور
67. باركا الرب ايها البرد والحر سبحا وارفعاه الى الدهور
68. باركا الرب ايها الندى والجليد سبحا وارفعاه الى الدهور
69. باركا الرب ايها الجمد والبرد سبحا وارفعاه الى الدهور
70. باركا الرب ايها الصقيع والثلج سبحا وارفعاه الى الدهور
71. باركا الرب ايها الليل والنهار سبحا وارفعاه الى الدهور
72. باركا الرب ايها النور والظلمة سبحا وارفعاه الى الدهور
73. باركي الرب ايتها البروق والسحب سبحي وارفعيه الى الدهور
74. لتبارك الارض الرب لتسبح وترفعه الى الدهور
75. باركي الرب ايتها الجبال والتلال سبحي وارفعيه الى الدهور
76. باركي الرب يا جميع انبتة الارض سبحي وارفعيه الى الدهور
77. باركي الرب ايتها الينابيع سبحي وارفعيه الى الدهور
78. باركي الرب ايتها البحار والانهار سبحي وارفعيه الى الدهور
79. باركي الرب ايتها الحيتان وجميع ما يتحرك في المياه سبحي وارفعيه الى الدهور
80. باركي الرب يا جميع طيور السماء سبحي وارفعيه الى الدهور
(4/29)
81. باركي الرب يا جميع الوحوش والبهائم سبحي وارفعيه الى الدهور
82. باركوا الرب يا بني البشر سبحوا وارفعوه الى الدهور
83. باركوا الرب يا اسرائيل سبحوا وارفعوه الى الدهور
84. باركوا الرب يا كهنة الرب سبحوا وارفعوه الى الدهور
85. باركوا الرب يا عبيد الرب سبحوا وارفعوه الى الدهور
86. باركوا الرب يا ارواح ونفوس الصديقين سبحوا وارفعوه الى الدهور
87. باركوا الرب ايها القديسون والمتواضعو القلوب سبحوا وارفعوه الى الدهور
88. باركوا الرب يا حننيا وعزريا وميشائيل سبحوا وارفعوه الى الدهور لانه انقذنا من الجحيم وخلصنا من يد الموت ونجانا من وسط اتون اللهيب المضطرم ومن وسط النار
89. اعترفوا للرب لانه صالح لان الى الابد رحمته
90. باركوا يا جميع القانتين الرب اله الالهة سبحوا واعترفوا لان الى الابد رحمته
91. حينئذ تحير نبوخذنصر الملك وقام مسرعا فاجاب وقال لمشيريه الم نلقي ثلاثة رجال موثقين في وسط النار فاجابوا وقالوا للملك صحيح ايها الملك
92. اجاب وقال ها انا ناظر اربعة رجال محلولين يتمشون في وسط النار وما بهم ضرر ومنظر الرابع شبيه بابن الالهة
93. ثم اقترب نبوخذنصر الى باب اتون النار المتقدة واجاب فقال يا شدرخ وميشخ وعبد نغو يا عبيد الله العلي اخرجوا وتعالوا فخرج شدرخ وميشخ وعبد نغو من وسط النار
94. فاجتمعت المرازبة والشحن والولاة ومشيرو الملك وراوا هؤلاء الرجال الذين لم تكن للنار قوة على اجسامهم وشعرة من رؤوسهم لم تحترق وسراويلهم لم تتغير ورائحة النار لم تات عليهم
95. فاجاب نبوخذنصر وقال تبارك اله شدرخ وميشخ وعبد نغو الذي ارسل ملاكه وانقذ عبيده الذين اتكلوا عليه وغيروا كلمة الملك واسلموا اجسادهم لكيلا يعبدوا او يسجدوا لاله غير الههم
(4/30)
96. فمني قد صدر امر بان كل شعب وامة ولسان يتكلمون بالسوء على اله شدرخ وميشخ وعبد نغو فانهم يصيرون اربا اربا وتجعل بيوتهم مزبلة اذ ليس اله اخر يستطيع ان ينجي هكذا
97. حينئذ قدم الملك شدرخ وميشخ وعبد نغو في ولاية بابل
98. من نبوخذنصر الملك الى كل الشعوب والامم والالسنة الساكنين في الارض كلها ليكثر سلامكم
99. الايات والعجائب التي صنعها معي الله العلي حسن عندي ان اخبر بها
100. اياته ما اعظمها وعجائبه ما اقواها ملكوته ملكوت ابدي وسلطانه الى دور فدور
الإصحاح الثالث عشر
1. و كان في بابل رجل اسمه يوياقيم
2. و كان متزوجا امراة اسمها سوسنة ابنة حلقيا جميلة جدا ومتقية للرب
3. و كان ابواها صديقين فادبا ابنتهما على حسب شريعة موسى
4. و كان يواقيم غنيا جدا وكانت له حديقة تلي داره وكان اليهود يجتمعون اليه لانه كان اوجههم جميعا
5. و كان قد اقيم شيخان من الشعب للقضاء في تلك السنة وهما من الذين قال الرب فيهم ان الاثم قد صدر من بابل من شيوخ قضاة يحسبون مدبري الشعب
6. و كانا يترددان الى دار يوياقيم فياتيهما كل ذي دعوى
7. و كانت سوسنة متى انصرف الشعب عند الظهر تدخل وتتمشى في حديقة رجلها
8. فكان الشيخان يريانها كل يوم تدخل وتتمشى فكلفا بهواها
9. و اسلما عقولهما الى الفساد وصرفا اعينهما لئلا ينظرا الى السماء فيذكرا الاحكام العادلة
10. و كانا كلاهما مشغوفين بها ولم يكاشف احدهما الاخر بوجده
11. حياء من كشف هواهما ورغبة في مضاجعتها
12. و كانا كل يوم يجدان في الترقب لكي ينظراها
13. و ان احدهما قال للاخر لنتصرف الى بيوتنا فانها ساعة الغذاء فخرجا وتفارقا
14. ثم انقلبا ورجعا الى الموضع فسال بعضهما بعضا عن سبب رجوعه فاعترفا بهواهما وحينئذ اتفقا معا على وقت يمكنهما فيهان يخلوا بها
(4/31)
15. و كان في بعض الايام بينما هما مترقبان اليوم الموافق انها دخلت مثل امس فما قبل ومعها جاريتان فقط وارادت ان تغتسل في الحديقة لانه كان حر
16. و لم يكن هناك احد الا الشيخان وهما مختبئان يترقبانها
17. فقالت للجاريتين ائتياني بدهن وغسول واغلقا ابواب الحديقة لاغتسل
18. ففعلتا كما امرتهما اغلقتا ابواب الحديقة وخرجتا من ابواب السر لتاتيا بما امرتا به ولم تعلما ان الشيخين مختبئان هناك
19. فلما خرجت الجاريتان قام الشيخان وهجما عليها وقالا
20. ها ان ابواب الحديقة مغلقة ولا يرانا احد ونحن كلفان بهواك فوافقينا وكوني معنا
21. و الا فنشهد عليك انه كان معك شاب ولذلك صرفت الجاريتين عنك
22. فتنهدت سوسنة وقالت لقد ضاق بي الامر من كل جهة فاني ان فعلت هذا فهو لي موت وان لم افعل فلا انجو من ايديكما
23. و لكن خير لي ان لا افعل ثم اقع في ايديكما من ان اخطا امام الرب
24. و صرخت سوسنة بصوت عظيم فصرخ الشيخان عليها
25. و اسرع احدهما وفتح ابواب الحديقة
26. فلما سمع اهل البيت الصراخ في الحديقة وثبوا اليها من باب السر ليروا ما وقع لها
27. و لما تكلم الشيخان بكلامهما خجل العبيد جدا لانه لم يقل قط هذا القول على سوسنة
28. و في الغد لما اجتمع الشعب الى رجلها يوياقيم اتى الشيخان مضمرين نية اثيمة على سوسنة ليهلكاها
29. و قالا امام الشعب ارسلوا الى سوسنة بنة حلقيا التي هي امراة يوياقيم فارسلوا
30. فاتت هي ووالداها وبنوها وجميع ذوي قرابتها
31. و كانت سوسنة ترفة جدا وجميلة المنظر
32. فامر هذان الفاجران ان يكشف وجهها وكانت مبرقعة ليشبعا من جمالها
33. و كان اهلها وجميع الذين يعرفونها يبكون
34. فقام الشيخان في وسط الشعب ووضعا ايديهما على راسها
35. فرفعت طرفها الى السماء وهي باكية لان قلبها كان متوكلا على الرب
(4/32)
36. فقال الشيخان اننا كنا نتمشى في الحديقة وحدنا فاذا بهذه قد دخلت ومعها جاريتان واغلقت ابواب الحديقة ثم صرفت الجاريتين
37. فاتاها شاب كان مختبئا ووقع عليها
38. و كنا نحن في زاوية من الحديقة فلما راينا الاثم اسرعنا اليهما ورايناهما متعانقين
39. اما ذاك فلم نستطيع ان نمسكه لانه كان اقوى منا ففتح الابواب وفر
40. و اما هذه فقبضنا عليها وسالناها من الشاب فابت ان تخبرنا هذا ما نشهد به
41. فصدقهما المجمع لانهما شيخان وقاضيان في الشعب وحكموا عليها بالموت
42. فصرخت سوسنة بصوت عظيم وقالت ايها الاله الازلي البصير بالخفايا العالم بكل شيء قبل ان يكون
43. انك تعلم انهما شهدا علي بالزور وها انا اموت ولم اصنع شيئا مما افترى علي هذان
44. فاستجاب الرب لصوتها
45. و اذ كانت تساق الى الموت نبه الله روحا مقدسا لشاب حدث اسمه دانيال
46. فصرخ بصوت عظيم انا بريء من دم هذه
47. فالتفت اليه الشعب كله وقالوا ما هذا الكلام الذي قلته
48. فوقف في وسطهم وقال اهكذا انتم اغبياء يا بني اسرائيل حتى تقضوا على بنت اسرائيل بغير ان تفحصوا وتتحققوا الامر
49. ارجعوا الى القضاء فان هذين انما شهدا عليها بالزور
50. فاسرع الشعب كله ورجع فقال له الشيخان هلم اجلس بيننا وافدنا فقد اتاك الله مزية الشيوخ
51. فقال لهم دانيال فرقوهما بعضهما عن بعض فاحكم فيهما
52. فلما فرقا الواحد عن الاخر دعا احدهما وقال له يا ايها المتعتق الايام الشريرة لقد اتت عليك خطاياك التي ارتكبت من قبل
53. بقضائك اقضية ظلم وحكمك على الابرياء واطلاقكك للمجرمين وقد قال الله البريء والزكي لا تقتلهما
54. فالان ان كنت قد رايتها فقل تحت اي شجرة رايتهما يتحدثان فقال تحت الضروة
55. فقال دانيال لقد صوبت كذبك على راسك فملاك الله قد امر من لدن الله بان يشقك شطرين
(4/33)
56. ثم نحاه وامر باقبال الاخر فقال له يا نسل كنعان لا يهوذا قد فتنك الجمال واسلم الهوى قلبك الى الفساد
57. هكذا كنتما تصنعان مع بنات اسرائيل وكن يحدثنكما مخافة منكما اما بنت يهوذا فلم تحتمل فجوركما
58. فالان قل لي تحت اية شجرة صادفتهما يتحدثان فقال تحت السنديانة
59. فقال له دانيال وانت ايضا قد صوبت كذبك على راسك فملاك الله واقف وبيده سيف ليقطعك شطرين حتى يهلككما
60. فصرخ المجمع كله بصوت عظيم وباركوا الله مخلص الذين يرجونه
61. و قاموا على الشيخين وقد اثبت دانيال من نطقهما انهما شهدا بالزور وصنعوا بهما كما نويا ان يصنعا بالقريب
62. عملا بما في شريعة موسى فقتلوهما وخلص الدم الزكي في ذلك اليوم
63. فسبح حلقيا وامراته لاجل ابنتهما مع يوياقيم رجلها وذوي قرابتهم لانه لم يوجد فيها شيء قبيح
64. و عظم دانيال عند الشعب من ذلك اليوم فما بعد
65. و انضم الملك اسطواج الى ابائه واخذ كورش الفارسي ملكه
الإصحاح الرابع عشر
1. و كان دانيال نديما للملك ومكرما فوق جميع اصدقائه
2. و كان لاهل بابل صنم اسمه بال وكانوا ينفقون له كل يوم اثني عشر اردبا من السميذ واربعين شاة وستة امتار من الخمر
3. و كان الملك يعبده وينطلق كل يوم فيسجد له اما دانيال فكان يسجد لالهه فقال الملك لماذا لا تسجد لبال
4. فقال لاني لا اعبد اصناما صنعة الايدي بل الاله الحي خالق السماوات والارض الذي له السلطان على كل ذي جسد
5. فقال له الملك اتحسب ان بالا ليس باله حي او لا ترى كم ياكل ويشرب كل يوم
6. فضحك دانيال وقال لا تضل ايها الملك فان هذا باطنه طين وظاهره نحاس فلم ياكل قط
7. فغضب الملك ودعا كهنته وقال لهم ان لم تقولوا لي من الذي ياكل هذه النفقة تموتون
8. و ان بينتم ان بالا ياكل هذه يموت دانيال لانه جدف على بال فقال دانيال للملك ليفعل كما تقول
9. و كان كهنة بال سبعين كاهنا ما خلا النساء والاولاد فاتى الملك ودانيال الى بيت بال
(4/34)
10. فقال كهنة بال ها انا ننصرف الى الخارج وانت ايها الملك ضع الاطعمة وامزج الخمر وضعها ثم اغلق الباب واختم عليه بخاتمك
11. و في غد ارجع فان لم تجد بالا قد اكل الجميع فانا نموت والا فيموت دانيال الذي افترى علينا
12. و كانوا يستخفون بالامر لانهم كانوا قد صنعوا تحت المائدة مدخلا خفيا يدخلون منه كل يوم ويلتهمون الجميع
13. فلما خرجوا وضع الملك الاطعمة لبال فامر دانيال غلمانه فاتوا برماد وذروه في الهيكل كله بحضرة الملك وحده ثم خرجوا واغلقوا الباب وختموا عليه بخاتم الملك وانصرفوا
14. فلما كان الليل دخل الكهنة كعادتهم هم ونساؤهم واولادهم واكلوا الجميع وشربوا
15. و بكر الملك في الغد ودانيال معه
16. فقال اسالمة الخواتيم يا دانيال قال سالمة ايها الملك
17. و لما فتحت الابواب نظر الملك الى المائدة فهتف بصوت عال عظيم انت يا بال ولا مكر عندك
18. فضحك دانيال وامسك الملك لئلا يدخل الى داخل وقال انظر البلاط واعرف ما هذه الاثار
19. فقال الملك اني ارى اثار رجال ونساء واولاد وغضب الملك
20. حينئذ قبض على الكهنة ونسائهم واولادهم فاروه الابواب الخفية التي يدخلون منها وياكلون ما على المائدة
21. فقتلهم الملك واسلم بالا الى يد دانيال فحطمه هو وهيكله
22. و كان في بابل تنين عظيم وكان اهلها يعبدونه
23. فقال الملك لدانيال اتقول عن هذا ايضا انه نحاس ها انه حي ياكل ويشرب ولا تستطيع ان تقول انه ليس الها حيا فاسجد له
24. فقال دانيال اني انما اسجد للرب الهي لانه هو الاله الحي
25. و انت ايها الملك اجعل لي سلطانا فاقتل التنين بلا سيف ولا عصا فقال الملك قد جعلت لك
26. فاخذ دانيال زفتا وشحما وشعرا وطبخها معا وصنع اقراصا وجعلها في فم التنين فاكلها التنين فانشق فقال انظروا معبوداتكم
27. فلما سمع بذلك اهل بابل غضبوا جدا واجتمعوا على الملك وقالوا ان الملك قد صار يهوديا فحطم بالا وقتل التنين وذبح الكهنة
(4/35)
28. و اتوا الى الملك وقالوا له اسلم الينا دانيال والا قتلناك انت والك
29. فلما راهم الملك ثائرين به اضطر فاسلم دانيال اليهم
30. فالقوه في جب الاسود فكان هناك ستة ايام
31. و كان في الجب سبعة اسود يلقى لها كل يوم جثتان ونعجتان فلم يلق لها حينئذ شيء لكي تفترس دانيال
32. و كان حبقوق النبي في ارض يهوذا وكان قد طبخ طبيخا وثرد خبزا في جفنة وانطلق الى الصحراء ليحمله للحصادين
33. فقال ملاك الرب لحبقوق احمل الغداء الذي معك الى بابل الى دانيال في جب الاسود
34. فقال حبقوق ايها السيد اني لم ار بابل قط ولا اعرف الجب
35. فاخذ ملاك الرب بجمته وحمله بشعر راسه ووضعه في بابل عند الجب باندفاع روحه
36. فنادى حبقوق قائلا يا دانيال يا دانيال خذ الغداء الذي ارسله لك الله
37. فقال دانيال اللهم لقد ذكرتني ولم تخذل الذين يحبونك
38. و قام دانيال واكل ورد ملاك الرب حبقوق من ساعته الى موضعه
39. و في اليوم السابع اتى الملك ليبكي على دانيال فدنى من الجب ونظر فاذا بدانيال جالس
40. فهتف بصوت عال وقال عظيم انت ايها الرب اله دانيال ولا اله غيرك ثم اخرجه من جب الاسود
41. اما الذين سعوا به للهلاك فالقاهم في الجب فافترسوا من ساعتهم امامه
42. فقال الملك ليتق جميع سكان الارض اله دانيال فانه المخلص الصانع الايات والعجائب في الارض وهو الذي انقذ دانيال من جب الاسود(4/36)
المكابيين الأول
(16) إصحاح
الأصحاح رقم 1
(4/37)
1 ان الاسكندر بن فيلبس المكدوني بعد خروجه من ارض كتيم و ايقاعه بداريوس ملك فارس و ماداي ملك مكانه و هو اول من ملك على اليونان* 2 ثم اثار حروبا كثيرة و فتح حصونا متعددة و قتل ملوك الارض* 3 و اجتاز الى اقاصي الارض و سلب غنائم جمهور من الامم فسكتت الارض بين يديه فترفع في قلبه و تشامخ* 4 و حشد جيشا قويا جدا* 5 و استولى على البلاد و الامم و السلاطين فكانوا يحملون اليه الجزية* 6 و بعد ذلك انطرح على فراشه و احس من نفسه بالموت* 7 فدعا عبيده الكبراء الذين نشاوا معه منذ الصباء فقسم مملكته بينهم في حياته* 8 و كان ملك الاسكندر اثنتي عشرة سنة و مات* 9 فتملك عبيده كل واحد في مكانه* 10 و لبس كل منهم التاج بعد وفاته و كذلك بنوهم من بعدهم سنين كثيرة فكثرت الشرور في الارض* 11 و خرجت منهم جرثومة اثيمة هي انطيوكس الشهير ابن انطيوكس الملك و كان رهينة في رومية و ملك في السنة المئة و السابعة و الثلاثين من دولة اليونان* 12 و في تلك الايام خرج من اسرائيل ابناء منافقون فاغروا كثيرين قائلين هلم نعقد عهدا مع الامم حولنا فانا منذ انفصلنا عنهم لحقتنا شرور كثيرة* 13 فحسن الكلام في عيونهم* 14 و بادر نفر من الشعب و ذهبوا الى الملك فاطلق لهم ان يصنعوا بحسب احكام الامم* 15 فابتنوا مدرسة في اورشليم على حسب سنن الامم* 16 و عملوا لهم غلفا و ارتدوا عن العهد المقدس و مازجوا الامم و باعوا انفسهم لصنيع الشر* 17 و لما استتب الملك لانطيوكس ازمع على امتلاك مصر ليكون مالكا على كلتا المملكتين* 18 فدخل مصر بجيش كثيف و عجلات و فيلة و فرسان و اسطول عظيم* 19 و اثار الحرب على بطلماوس ملك مصر فارتاع بطلماوس من وجهه و هرب و سقط قتلى كثيرون* 20 فاستحوذوا على المدن الحصينة بارض مصر و سلبوا غنائم ارض مصر* 21 و رجع انطيوكس بعدما اوقع بمصر و ذلك في السنة المئة و الثالثة و الاربعين و نهض نحو اسرائيل* 22 فصعد الى اورشليم بجيش كثيف*(4/38)
23 و دخل المقدس بتجبر و اخذ مذبح الذهب و منارة النور مع جميع ادواتها و مائدة التنضيد و المساكب و الجامات و مجامر الذهب و الحجاب و الاكاليل و الحلية الذهبية التي كانت على وجه الهيكل و حطمها جميعا* 24 و اخذ الفضة و الذهب و الانية النفيسة و اخذ ما وجد من الكنوز المكنونة اخذ الجميع و انصرف الى ارضه* 25 و اكثر من القتل و تكلم بتجبر عظيم* 26 فكانت مناحة عظيمة في اسرائيل في كل ارضهم* 27 و انتحب الرؤساء و الشيوخ و خارت العذارى و الفتيان و تغير جمال النساء* 28 و كل عروس اتخذ مرثاة و الجالسة في الحجلة عقدت مناحة* 29 فارتجت الارض على سكانها و جميع ال يعقوب لبسوا الخزي* 30 و بعد سنتين من الايام ارسل الملك رئيس الجزية الى مدن يهوذا فوفد على اورشليم في جيش كثيف* 31 و خاطبهم خطاب سلام مكرا فوثقوا به* 32 ثم هجم على المدينة فجاة و ضربها ضربة عظيمة و اهلك شعبا كثيرا من اسرائيل* 33 و سلب غنائم المدينة و احرقها بالنار و هدم بيوتها و اسوارها من حولها* 34 و سبوا النساء و الاولاد و استولوا على المواشي* 35 و بنوا على مدينة داود سورا عظيما متينا و بروجا حصينة فصارت قلعة لهم* 36 و جعلوا هناك امة اثيمة رجالا منافقين فتحصنوا فيها و وضعوا فيها السلاح و الطعام و جمعوا غنائم اورشليم* 37 و وضعوها هناك فصاروا لهم شركا مهلكا* 38 و كان ذلك مكمنا للمقدس و شيطانا خبيثا لاسرائيل على الدوام* 39 فسفكوا الدم الزكي حول المقدس و نجسوا المقدس* 40 فهرب اهل اورشليم بسببهم فامست مسكن غرباء و صارت غريبة للمولودين فيها و ابناؤها هجروها* 41 و رد مقدسها خرابا كالقفر و حولت اعيادها مناحة و سبوتها عارا و عزها اضمحلالا* 42 و على قدر مجدها اكثر هوانها و رفعتها الت الى مناحة* 43 و كتب الملك انطيوكس الى مملكته كلها بان يكونوا جميعهم شعبا واحدا و يتركوا كل واحد سننه* 44 فاذعنت الامم باسرها لكلام الملك* 45 و كثيرون من اسرائيل(4/39)
ارتضوا دينه و ذبحوا للاصنام و دنسوا السبت* 46 و انفذ الملك كتبا على ايدي رسل الى اورشليم و مدن يهوذا ان يتبعوا سنن الاجانب في الارض* 47 و يمتنعوا عن المحرقات و الذبيحة و السكيب في المقدس* 48 و يدنسوا السبوت و الاعياد* 49 و ينجسوا المقادس و القديسين* 50 و يبتنوا مذابح و هياكل و معابد للاصنام و يذبحوا الخنازير و الحيوانات النجسة* 51 و يتركوا بنيهم قلفا و يقذروا نفوسهم بكل نجاسة و رجس حتى ينسوا الشريعة و يغيروا جميع الاحكام* 52 و من لا يعمل بمقتضى كلام الملك يقتل* 53 و كتب بمثل هذا الكلام كله الى مملكته باسرها و اقام رقباء على جميع الشعب* 54 و امر مدائن يهوذا بان يذبحوا في كل مدينة* 55 فانضم اليهم كثيرون من الشعب كل من نبذ الشريعة فصنعوا الشر في الارض* 56 و الجاوا اسرائيل الى المختبات في كل موضع فروا اليه* 57 و في اليوم الخامس عشر من كسلو في السنة المئة و الخامسة و الاربعين بنوا رجاسة الخراب على المذبح و بنوا مذابح في مدن يهوذا من كل ناحية* 58 و كانوا يقترون على ابواب البيوت و في الساحات* 59 و ما وجدوه من اسفار الشريعة مزقوه و احرقوه بالنار* 60 و كل من وجد عنده سفر من العهد او اتبع الشريعة فانه مقتول بامر الملك* 61 هكذا كانوا يفعلون بسطوتهم في اسرائيل بالذين يصادفونهم في المدن شهرا فشهرا* 62 و في اليوم الخامس و العشرين من الشهر ذبحوا على مذبح الاصنام الذي فوق المذبح* 63 و النساء اللواتي ختن اولادهن قتلوهن بمقتضى الامر* 64 و علقوا الاطفال في اعناقهن و نهبوا بيوتهن و قتلوا الذين ختنوهم* 65 و ان كثيرين في اسرائيل عزموا و صمموا في انفسهم على ان لا ياكلوا نجسا و اختاروا الموت لئلا يتنجسوا بالاطعمة* 66 و لا يدنسوا العهد المقدس فماتوا* 67 و كان على اسرائيل غضب شديد جدا*
الأصحاح رقم 2
(4/40)
1 في تلك الايام خرج من اورشليم متتيا بن يوحنا بن سمعان كاهن من بني يوياريب و سكن في مودين* 2 و كان له خمسة بنين يوحنا الملقب بكديس* 3 و سمعان المسمى بطسي* 4 و يهوذا الملقب بالمكابي* 5 و العازار الملقب باواران و يوناتان الملقب بافوس* 6 و لما راى ما يصنع من المنكرات في يهوذا و اورشليم* 7 قال ويل لي لم ولدت فانظر حطم شعبي و حطم المدينة المقدسة و امكث ههنا اراها مسلمة الى ايدي الاعداء* 8 و ارى المقدس في ايدي الاجانب و هيكلها كرجل ذليل* 9 و قد اخذت انية مجدها في السبي و قتل اطفالها في الساحات و فتيانها بسيف العدو* 10 اية امة لم ترث ملكها و لم تسلب غنائمها* 11 جميع حلاها قد نزعت و التي كانت حرة صارت امة* 12 ها ان اقداسنا و بهاءنا و مجدنا قد دمرت و دنستها الامم* 13 فلم حياتنا بعد* 14 و مزق متتيا و بنوه ثيابهم و تحزموا بالمسوح و ناحوا مناحة شديدة* 15 و ان الذين ارسلهم الملك ليجبروا الناس على الارتداد قدموا الى مدينة مودين ليذبحوا* 16 فاقبل عليهم كثيرين من اسرائيل و اجتمع متتيا و بنوه* 17 فاجاب رسل الملك و كلموا متتيا قائلين انت رئيس في هذه المدينة شريف عظيم معزز بالبنين و الاخوة* 18 فالان ابدا انت و تقدم لامضاء امر الملك كما فعلت الامم كلها و رجال يهوذا و من بقي في اورشليم فتكون انت و اهل بيتك من اصدقاء الملك و تكرم انت و بنوك بالذهب و الفضة و الهدايا الكثيرة* 19 فاجاب متتيا بصوت عظيم و قال انه و ان طاعت للملك كل الامم التي في دار ملكه و ارتد كل احد عن دين ابائه و رضي باوامره* 20 فانا و بني و اخوتي نسلك في عهد ابائنا* 21 فحاشا لنا ان نترك الشريعة و الاحكام* 22 انا لن نسمع لكلام الملك فنحيد عن ديننا يمنة او يسرة* 23 و لما فرغ من هذا الكلام اقبل رجل يهودي على عيون الجميع ليذبح على المذبح الذي في مودين على مقتضى امر الملك* 24 فلما راى متتيا ذلك غار و ارتعش حقواه و استشاط غضبا وفاقا(4/41)
للشريعة فوثب عليه و قتله على المذبح* 25 و في ذلك الوقت قتل ايضا رجل الملك الذي كان يجبر على الذبح و هدم المذبح* 26 و غار للشريعة كما فعل فنحاس بزمري بن سالو* 27 و صاح متتيا في المدينة بصوت عظيم قائلا كل من غار للشريعة و حافظ على العهد فليخرج ورائي* 28 و هرب هو و بنوه الى الجبال و تركوا كل ما لهم في المدينة* 29 حينئذ نزل كثيرون الى البرية ممن يبتغون العدل و الحكم* 30 ليسكنوا هناك هم و بنوهم و نساؤهم و مواشيهم لان الشرور كثرت عليهم* 31 فاخبر رجال الملك و الجند الذين كانوا في اورشليم في مدينة داود بان رجالا من الناقضين لامر الملك قد نزلوا و اختباوا في البرية فجرى كثيرون في اعقابهم* 32 فادركوهم و جيشوا حولهم و ناصبوهم القتال في يوم السبت* 33 و قالوا لهم حسبكم ما فعلتم فاخرجوا و افعلوا كما امر الملك فتحيوا* 34 فقالوا لا نخرج و لا نفعل كما امر الملك لئلا ندنس يوم السبت* 35 فاثاروا عليهم القتال* 36 فلم يردوا عليهم و لا رموهم بحجر و لا سدوا مختباتهم* 37 قائلين لنمت جميعا في استقامتنا و السماء و الارض شاهدتان لنا بانكم تهلكوننا ظلما* 38 فهجموا عليهم و قاتلوهم في السبت فهلكوا هم و نساؤهم و بنوهم و مواشيهم و كانوا الف نفس من الناس* 39 و اخبر متتيا و اصحابه فناحوا عليهم نوحا شديدا* 40 و قال بعضهم لبعض ان فعلنا كلنا كما فعل اخوتنا و لم نقاتل الامم عن نفوسنا و احكامنا لم يلبثوا ان يبيدونا عن الارض* 41 و اتمروا في ذلك اليوم قائلين كل رجل اتانا مقاتلا يوم السبت نقاتله و لا نموت جميعا كما مات اخوتنا في المختبات* 42 حينئذ اجتمعت اليهم جماعة الحسيديين ذوي الباس في اسرائيل و كل من انتدب للشريعة* 43 و انضم اليهم جميع الذين فروا من الشر فازدادوا بهم تعزيزا* 44 و الفوا جيشا و اوقعوا بالخطاة في غضبهم و برجال النفاق في حنقهم و فر الباقون الى الامم طالبين النجاة* 45 ثم جال متتيا و اصحابه و هدموا(4/42)
المذابح* 46 و ختنوا كل من وجدوه في تخوم اسرائيل من الاولاد الغلف و تشددوا* 47 و تتبعوا ذوي التجبر و نجحوا في عمل ايديهم* 48 و انقذوا الشريعة من ايدي الامم و ايدي الملوك و لم يجعلوا للخاطئ قرنا* 49 و قاربت ايام متتيا ان يموت فقال لبنيه لقد اشتد التجبر و العقاب و زمان الانقلاب و وغر الحنق* 50 فالان ايها البنون غاروا للشريعة و ابذلوا نفوسكم دون عهد ابائنا* 51 اذكروا اعمال ابائنا التي صنعوها في اجيالهم فتنالوا مجدا عظيما و اسما مخلدا* 52 الم يكن ابرهيم في التجربة وجد مؤمنا فحسب له ذلك برا* 53 و يوسف في اوان ضيقه حفظ الوصية فصار سيدا على مصر* 54 و فنحاس ابونا غار غيرة فاخذ عهد كهنوت ابدي* 55 و يشوع اذ اتم ما امر به صار قاضيا في اسرائيل* 56 و كالب بشهادته في الجماعة نال ميراثا في الارض* 57 و داود برحمته ورث عرش الملك الى ابد الاباد* 58 و ايليا بغيرته للشريعة رفع الى السماء* 59 و حننيا و عزريا و ميشائيل بايمانهم خلصوا من اللهيب* 60 و دانيال باستقامته انقذ من افواه الاسود* 61 و هكذا اعتبروا في جيل فجيل ان جميع المتوكلين عليه لا يزلون* 62 و لا تخشوا من كلام الرجل الخاطئ لان مجده ياول الى قذر و دود* 63 اليوم يرتفع و غدا لا وجود له لانه يعود الى ترابه و تضمحل افكاره* 64 فانتم ايها البنون تشددوا و كونوا رجالا في الشريعة فانكم بها ستمجدون* 65 و هوذا سمعان اخوكم اني اعلم انه رجل مشورة فاسمعوا منه كل الايام و ليكن لكم ابا* 66 و يهوذا المكابي الشديد الباس منذ صباه هو يكون لكم رئيس الجيش و يتولى قتال الشعوب* 67 و اجمعوا اليكم جميع العاملين بالشريعة و انتقموا لشعبكم انتقاما* 68 كافئوا الامم مكافاة و واظبوا على وصايا الشريعة* 69 ثم باركهم و انضم الى ابائه* 70 و كانت وفاته في السنة المئة و السادسة و الاربعين فدفنه بنوه في قبور ابائهم بمودين و بكى عليه جميع اسرائيل بكاء شديدا*
الأصحاح رقم 3
(4/43)
1 فقام مكانه يهوذا ابنه المسمى بالمكابي* 2 و كان كل اخوته و جميع الذين انضموا الى ابيه انصارا له يحاربون حرب اسرائيل بفرح* 3 فزاد شعبه بسطة في العز و لبس لامته كجبار و تقلد سلاحه للقتال و باشر الحروب و بسيفه حمى الجيش* 4 و كان كالاسد في حركاته و كالشبل الزائر على الفريسة* 5 فتعقب اهل النفاق مستقصيا اثارهم و احرق الذين يفتنون شعبه بالنار* 6 فنكص المنافقون خوفا منه و اضطرب جميع فاعلي الاثم و نجح الخلاص على يده* 7 و احنق ملوكا كثيرين و فرح يعقوب باعماله فصار ذكره مباركا مدى الدهر* 8 و جال في مدن يهوذا و اهلك الكفرة منها و صرف الغضب عن اسرائيل* 9 فاشتهر الى اقاصي الارض و جمع المشرفين على الهلاك* 10 و حشد ابلونيوس الامم و جاء بجيش عظيم من السامرة ليحارب اسرائيل* 11 فلما علم يهوذا خرج للقائه فاوقع به و قتله و سقط قتلى كثيرون و انهزم الباقون* 12 فسلب غنائمهم و اخذ يهوذا سيف ابلونيوس فكان يقاتل به كل الايام* 13 و سمع سارون قائد جيش سورية ان يهوذا قد عصب عصابة و جماعة من المؤمنين يسيرون معه الى القتال* 14 فقال اقيم لنفسي اسما و اتمجد في المملكة و اقاتل يهوذا و الذين معه من المستهينين بامر الملك* 15 ثم تجهز للخروج و خرج معه جيش قوي من الكفرة يظاهرونه و ينتقمون من بني اسرائيل* 16 فدنوا الى عقبة بيت حورون فخرج يهوذا للقائهم في نفر يسير* 17 فلما راوا الجيش مقبلا الى لقائهم قالوا ليهوذا كيف نطيق قتال مثل هذا الجمع القوي و نحن نفر يسير و قد استرخينا اليوم من الصوم* 18 فقال يهوذا ما اسهل ان يدفع الكثيرون الى ايدي القليلين و سواء عند اله السماء ان يخلص بالكثيرين و بالقليلين* 19 فانه ليس الظفر في الحرب بكثرة الجنود و انما القوة من السماء* 20 اولئك ياتوننا بجمع من ذوي الشتائم و النفاق ليبيدونا نحن و نساءنا و اولادنا و يسلبونا* 21 و اما نحن فنحارب عن نفوسنا و سنننا* 22 و هو يكسرهم امام وجوهنا(4/44)
فلا تخافوهم* 23 و لما فرغ من كلامه هجم عليهم بغتة فانكسر سارون و جيشه امامه* 24 فتتبعه في عقبة بيت حورون الى السهل فسقط منهم ثماني مئة رجل و انهزم الباقون الى ارض فلسطين* 25 فوقع خوف يهوذا و اخوته و رعبهم على الامم الذين حولهم* 26 و بلغ ذكره الى الملك و تحدثت الامم كلها بوقائع يهوذا* 27 فلما سمع انطيوكس الملك بهذا الكلام استشاط غضبا و ارسل و جمع كل جيوش مملكته عسكرا شديدا جدا* 28 و فتح خزانته و دفع الى جيوشه وظائف سنة و امرهم بان يكونوا متاهبين لكل شيء* 29 ثم راى ان الفضة قد نفدت من الخزائن و قد قل جباة ضرائب البلاد لسبب الفتنة و الضربة التي احدثها في الارض لينسخ السنن التي كانت لها منذ ايام القدم* 30 و خشي انه لا يملك ما يقوم بنفقاته و عطاياه التي طال ما كان يجود بها جودا واسعا فاق به الملوك الذين كانوا من قبله* 31 فتحير في نفسه حيرة شديدة و ازمع ان يذهب الى بلاد فارس و ياخذ جزية البلاد و يجبي مالا جزيلا* 32 فاستخلف ليسياس على امور الملك من نهر الفرات الى حدود مصر و هو رجل شريف من النسل الملكي* 33 و ان يتولى تربية انطيوكس ابنه الى ان يعود* 34 و فوض اليه شطر الجيش و الفيلة و امره بكل ما كان في نفسه و بامر سكان اليهودية و اورشليم* 35 ان يوجه اليهم جيشا يكسر و يستاصل شوكة اسرائيل و بقية اورشليم و يمحو ذكرهم من المكان* 36 و ينزل في جميع تخومهم ابناء الاجانب و يقسم الارض بينهم* 37 و اخذ الملك الشطر الباقي من الجيش و سار من انطاكية عاصمة ملكه في السنة المئة و السابعة و الاربعين و عبر نهر الفرات و جال في الاقاليم العليا* 38 فاختار ليسياس بطلماوس بن دوريمانس و نكانور و جرجياس رجالا ذوي باس من اصحاب الملك* 39 و وجه منهم اربعين الف راجل و سبعة الاف فارس لياتوا ارض يهوذا و يدمروها على حسب امر الملك* 40 فساروا بالجيش كله حتى بلغوا الى قرب عماوس و نزلوا هناك في ارض السهل* 41 و سمع(4/45)
بخبرهم تجار البلاد فاخذوا من الفضة و الذهب شيئا كثيرا و عبيدهم و جاءوا المحلة حتى يشتروا بني اسرائيل عبيدا لهم و انضمت اليهم جيوش سورية و ارض الغرباء* 42 و راى يهوذا و اخوته تفاقم الشر و ان الجيوش حالة في تخومهم و بلغهم كلام الملك انه امر باهلاك الشعب و استئصاله* 43 فقال كل واحد لصاحبه هلم ننهض شعبنا من مذلته و نقاتل عن شعبنا و اقداسنا* 44 فاحتشدت الجماعة لتتاهب للقتال و تصلي و تسال الرافة و المراحم* 45 و كانت اورشليم مهجورة كالقفر لا يدخلها و لا يخرج منها احد من بنيها و كان المقدس مدوسا و ابناء الاجانب في القلعة التي كانت مسكنا للامم و قد زال الطرب عن يعقوب و بطل المزمار و الكنارة* 46 فاجتمعوا و ساروا الى المصفاة قبالة اورشليم لان المصفاة كانت من قبل هي موضع الصلاة لاسرائيل* 47 و صاموا في ذلك اليوم و تحزموا بالمسوح و حثوا الرماد على رؤوسهم و مزقوا ثيابهم* 48 و نشروا كتاب الشريعة الذي كانت الامم تبحث فيه عن مثال لاصنامها* 49 و اتوا بثياب الكهنوت و بالبواكير و العشور ثم دعوا النذراء الذين قد استوفوا ايامهم* 50 و رفعوا اصواتهم الى السماء قائلين ما نصنع بهؤلاء و الى اين ننطلق بهم* 51 فان اقداسك قد ديست و دنست و كهنتك في النحيب و المذلة* 52 و ها ان الامم قد اجتمعوا علينا ليبيدونا و انت عليم بما ياتمرون علينا* 53 فكيف نستطيع الثبات امامهم ان لم تكن انت في نصرتنا* 54 ثم نفخوا في الابواق و صرخوا بصوت عظيم* 55 و بعد ذلك رتب يهوذا قواد الشعب رؤساء الالف و المئة و الخمسين و العشرة* 56 و امر من اخذ في بناء بيت او خطب امراة او غرس كرما او كان خائفا بان يرجع الى بيته بحسب الشريعة* 57 ثم سار الجيش و نزلوا بجنوب عماوس* 58 فقال يهوذا تنطقوا و كونوا ذوي باس و تاهبوا للغد لمقاتلة هذه الامم المجتمعة علينا لتبيدنا نحن و اقداسنا* 59 فانه خير لنا ان نموت في القتال و لا نعاين الشر في قومنا و(4/46)
اقداسنا* 60 و كما تكون مشيئته في السماء فليصنع بنا*
الأصحاح رقم 4
(4/47)
1 و اخذ جرجياس خمسة الاف راجل و الف فارس منتخبين و سار الجيش ليلا* 2 ليهجموا على محلة اليهود و يوقعوا بهم بغتة و كان اهل القلعة ادلاء لهم* 3 فسمع يهوذا فسار هو و رجال الباس ليضرب جيش الملك الذي في عماوس* 4 و كان لا يزال متفرقا في خارج المحلة* 5 فلما انتهى جرجياس الى محلة يهوذا ليلا لم يجد احدا فطلبهم في الجبال لانه قال انهم هربوا منا* 6 فلما كان النهار ظهر يهوذا في السهل و معه ثلاثة الاف رجل الا انهم لم يكن معهم من الجنن و السيوف ما يوافق مرادهم* 7 و راوا ان جيش الامم قوي و عليه الدروع و الخيل من حوله و هم مدربون على الحرب* 8 فقال يهوذا لمن معه من الرجال لا تخافوا كثرتهم و لا تخشوا بطشهم* 9 اذكروا كيف نجا اباؤنا في بحر القلزم حين تتبعهم فرعون بجيشه* 10 فالان لنصرخن الى السماء لعله يرحمنا و يتذكر عهد ابائنا و يكسر هذا الجيش امامنا اليوم* 11 فتعلم كل الامم ان لاسرائيل فاديا و مخلصا* 12 و رفع الاجانب ابصارهم فراوهم مقبلين عليهم* 13 فخرجوا من المحلة للقتال و نفخ اصحاب يهوذا في البوق* 14 و اقتتلوا فانكسرت الامم و انهزمت الى السهل* 15 و سقط جميع ساقتهم بالسيف فتعقبوهم الى جازر و سهول ادوم و اشدود و يمنيا و كان الساقطون منهم ثلاثة الاف رجل* 16 ثم رجع يهوذا و جيشه عن تعقبهم* 17 و قال للشعب لا تطمعوا في الغنائم لان الحرب لا تزال قائمة علينا* 18 فان جرجياس و جيشه بالقرب منا في الجبل فاثبتوا الان امام اعدائنا و قاتلوهم و بعد ذلك تاخذون الغنائم بامان* 19 و لم يفرغ يهوذا من هذا الكلام حتى ظهرت فرقة تتشوف من الجبل* 20 فرات انهم قد انكسروا و ان المحلة قد احرقت كما دلهم على ذلك الدخان المتصاعد* 21 فلما عاينوا ذلك خافوا جدا و اذ راوا جيش يهوذا في السهل مستعدا للقتال* 22 فروا جميعا الى ارض الاجانب* 23 فرجع يهوذا الى غنائم المحلة فاخذوا ذهبا كثيرا و فضة و سمنجونيا و ارجوانا بحريا و اموالا(4/48)
جزيلة* 24 و عادوا و هم يسبحون الرب و يباركونه الى السماء لانه صالح لان الى الابد رحمته* 25 و كان في ذلك اليوم خلاص عظيم في اسرائيل* 26 و وفد كل من نجا من الاجانب على ليسياس و اخبروه بجميع ما وقع* 27 فلما سمع ذلك بهت و انكسر عزمه اذ لم ينفذ في اسرائيل ما كان يريده و لم يتم ما امر به الملك* 28 فلما كانت السنة القابلة جمع ليسياس ستة الاف راجل منتخبين و خمسة الاف فارس لمحاربتهم* 29 فاتوا الى ادوم ثم نزلوا ببيت صور فلاقاهم يهوذا في عشرة الاف رجل* 30 فراى جيشا قويا فصلى و قال مبارك انت يا مخلص اسرائيل الذي حطم بطش الجبار على يد عبده داود و اسلم محلة الاجانب الى يد يوناتان بن شاول و حامل سلاحه* 31 فالق هذا الجيش في ايدي شعبك اسرائيل و ليخزوا مع جنودهم و فرسانهم* 32 احلل عليهم الرعدة و اذب تجبر قوتهم و ليضطربوا و ينسحقوا* 33 اسقطهم بسيف محبيك و ليسبحك بالاناشيد جميع الذين يعرفون اسمك* 34 ثم التحم القتال فسقط من جيش ليسياس خمسة الاف رجل و صرعوا امامهم* 35 فلما راى ليسياس انكسار جيشه و بسالة جيش يهوذا و انهم مستعدون بشجاعتهم اما للحياة و اما للموت ذهب الى انطاكية و جمع جيشا من الغرباء و لما كثر جيشه الاول هم بالرجوع الى اليهودية* 36 و ان يهوذا و اخوته قالوا ها ان اعداءنا قد انسحقوا فلنصعد الان لتطهير المقادس و تدشينها* 37 فاجتمع كل الجيش و صعدوا الى جبل صهيون* 38 فراوا المقدس خاليا و المذبح منجسا و الابواب محرقة و قد طلع النبات في الديار كما يطلع في غابة او جبل من الجبال و الغرفات مهدومة* 39 فمزقوا ثيابهم و ناحوا نوحا عظيما و حثوا على رؤوسهم رمادا* 40 و سقطوا بوجوههم على الارض و نفخوا في ابواق الاشارة و صرخوا الى السماء* 41 حينئذ رتب يهوذا رجالا يصادمون اهل القلعة ريثما يطهر المقادس* 42 و اختار كهنة لا عيب فيهم من ذوي الحرص على الشريعة* 43 فطهروا المقادس و رفعوا الحجارة المدنسة الى(4/49)
موضع نجس* 44 ثم ائتمروا في مذبح المحرقة المدنس ماذا يصنعون به* 45 فخطرت لهم مشورة صالحة ان يهدموه لئلا يكون لهم عارا لتدنيس الامم اياه فهدموا المذبح* 46 و وضعوا الحجارة في جبل البيت في موضع لائق الى ان ياتي نبي و يجيب عنها* 47 ثم اخذوا حجارة غير منحوتة وفاقا للشريعة و بنوا المذبح الجديد على رسم الاول* 48 و بنوا المقادس و داخل البيت و قدسوا الديار* 49 و صنعوا انية مقدسة جديدة و حملوا المنارة و مذبح البخور و المائدة الى الهيكل* 50 و بخروا على المذبح و اوقدوا السرج التي على المنارة فكانت تضيء في الهيكل* 51 و جعلوا الخبز على المائدة و نشروا السجوف و اتموا جميع الاعمال التي عملوها* 52 و بكروا في اليوم الخامس عشر من الشهر التاسع و هو كسلو في السنة المئة و الثامنة و الاربعين* 53 و قدموا ذبيحة بحسب الشريعة على مذبح المحرقة الجديد الذي صنعوه* 54 و في مثل الوقت و اليوم الذي فيه دنسته الامم في ذلك اليوم دشن بالاناشيد و العيدان و الكنارات و الصنوج* 55 فخر جميع الشعب على وجوههم و سجدوا للذي انجحهم و باركوه الى السماء* 56 و اتموا تدشين المذبح في ثمانية ايام و قدموا المحرقات بفرح و ذبحوا ذبيحة السلامة و الحمد* 57 و زينوا وجه الهيكل باكاليل من الذهب و تروس و دشنوا الابواب و الغرفات و جعلوا لها مصاريع* 58 فكان عند الشعب سرور عظيم جدا و ازيل تعيير الامم* 59 و رسم يهوذا و اخوته و جماعة اسرائيل كلها ان يعيد لتدشين المذبح في وقته سنة فسنة مدة ثمانية ايام من اليوم الخامس و العشرين من شهر كسلو بسرور و ابتهاج* 60 و في ذلك الزمان بنوا على جبل صهيون من حوله اسوارا عالية و بروجا حصينة لئلا تجيء الامم و تطاه كما فعلت من قبل* 61 و اقام ثم جيشا يحرسونه و حصنوا بيت صور صيانة له حتى يكون للشعب معقلا تلقاء ادوم*
الأصحاح رقم 5
(4/50)
1 و لما سمعت الامم التي من حولهم ان قد بني المذبح و دشن المقدس كما كانا من قبل استشاطوا غضبا* 2 و اتمروا ان يبيدوا من بينهم من نسل يعقوب و طفقوا يقتلون و يهلكون من الشعب* 3 و كان يهوذا يحارب بني عيسو في ادوم عند اقربتين لانهم كانوا يضيقون على اسرائيل فضربهم ضربة عظيمة و دفعهم و سلب غنائمهم* 4 و تذكر شر بني بيان الذين كانوا شركا و معثرة للشعب يكمنون لهم على الطرق* 5 فالجاهم الى البروج و حاصرهم و ابسلهم و احرق بروجهم و كل من كان فيها بالنار* 6 ثم عبر الى بني عمون فصادف عسكرا قويا و شعبا كثيرا تحت قيادة تيموتاوس* 7 فواقعهم في حروب كثيرة فانكسروا امامه فاوقع بهم* 8 و فتح يعزير و توابعها ثم عاد الى اليهودية* 9 و ان الامم الذين في جلعاد اجتمعوا على من كان من اسرائيل في تخومهم ليبيدوهم ففروا الى حصن دياتما* 10 و ارسلوا كتابا الى يهوذا و اخوته قائلين ان الامم الذين حولنا قد اجتمعوا علينا يريدون ابادتنا* 11 و في عزمهم ان ياتوا و يستفتحوا الحصن الذي التجانا اليه و جيشهم تحت قيادة تيموتاوس* 12 فالان هلم و استنقذنا من ايديهم فقد سقط منا عدد كثير* 13 و جميع اخوتنا الذين في ارض طوب قد قتلوا و سبيت نساؤهم و اولادهم و سلبت امتعتهم و هلك هناك نحو الف رجل* 14 فبينما هم يقراون الكتاب اذا برسل اخرين قد وفدوا من الجليل و ثيابهم ممزقة و اخبروا بمثل ذلك* 15 قائلين قد اجتمعوا علينا من بطلمايس و صور و صيدا و كل جليل الامم ليبيدونا* 16 فلما سمع يهوذا و الشعب هذا الكلام عقدوا مجمعا عظيما و تشاوروا فيما يصنعون باخوتهم الذين في الضيق تحت الحصار* 17 فقال يهوذا لسمعان اخيه اختر لك رجالا و انطلق و استنقذ اخوتك الذين في الجليل و انا و يوناتان اخي ننطلق الى ارض جلعاد* 18 و استخلف يوسف بن زكريا و عزريا قائدي الشعب مع بقية الجيش في اليهودية للمحافظة* 19 و اوصاهما قائلا توليا امر هذا الشعب و لا تقيما على(4/51)
الامم حربا حتى نعود* 20 فانقسمت الرجال ثلاثة الاف مع سمعان ينطلقون الى الجليل و ثمانية الاف مع يهوذا الى ارض جلعاد* 21 و انطلق سمعان الى الجليل و ناصب الامم حروبا كثيرة فانكسرت الامم من وجهه فتتبعهم الى باب بطلمايس* 22 فسقط من الامم ثلاثة الاف رجل و سلب غنائمهم* 23 و اخذ الذين في الجليل و عربات مع النساء و الاولاد و كل ما كان لهم و جاء بهم الى اليهودية بسرور عظيم* 24 و اما يهوذا المكابي و يوناتان اخوه فعبرا الاردن و سارا مسيرة ثلاثة ايام في البرية* 25 فصادفا النباطيين فتلقوهما بسلام و قصوا عليهما كل ما اصاب اخوتهما في ارض جلعاد* 26 و ان كثيرين منهم قد حصروا في بصرة و باصر و عليم و كسفور و مكيد و قرنائيم و كلها مدن حصينة عظيمة* 27 و انهم ايضا محصورون في سائر مدن ارض جلعاد و القوم مستعدون لمحاصرتهم غدا في الحصون و القبض عليهم و ابادتهم جميعا في يوم واحد* 28 فعدل يهوذا جيشه بغتة و توجه جهة البرية الى باصر فاستحوذ على المدينة و قتل كل ذكر بحد السيف و سلب جميع غنائمهم و احرق المدينة بالنار* 29 ثم قام من هناك ليلا و سار الى الحصن* 30 و لما كان الصبح رفعوا ابصارهم فاذا بقوم كثيرين لا عدد لهم حاملين سلالم و مجانيق لفتح الحصن و هم محاصرون لهم* 31 و راى يهوذا ان الحرب قد التحمت و قد علت جلبة المدينة الى السماء بالابواق و الصراخ العظيم* 32 فقال لرجال الجيش قاتلوا اليوم عن اخوتكم* 33 و خرج في ثلاث فرق من ورائهم و نفخوا في الابواق و صرخوا في الصلاة* 34 و علم جيش تيموتاوس انه المكابي فهربوا من وجهه فضربهم ضربة عظيمة فسقط منهم في ذلك اليوم ثمانية الاف رجل* 35 ثم انصرف الى المصفاة و حاربها فافتتحها و قتل كل ذكر بها و سلب غنائمها و احرقها بالنار* 36 و مضى من هناك فافتتح كسفور و مكيد و باصر و سائر مدن ارض جلعاد* 37 و بعد هذه الامور جمع تيموتاوس جيشا اخر و نزل قبالة رافون في عبر الوادي* 38(4/52)
فارسل يهوذا رجالا يكشفون امر الجيش فاخبروه قائلين ان جميع الامم التي حولنا قد انضمت اليهم و هم جيش عظيم جدا* 39 و قد استاجروا العرب يظاهرونهم و نزلوا في عبر الوادي و في عزمهم ان ياتوك للقتال فخرج يهوذا لملاقاتهم* 40 و قال تيموتاوس لرؤساء جيشه اذا بلغ يهوذا و جيشه الى وادي الماء فان عبر الينا اولا فلا نطيق الثبات امامه بل يتغلب علينا تغلبا* 41 و ان تخوف و حل في عبر النهر جزنا اليه و تغلبنا عليه* 42 فلما بلغ يهوذا الى وادي الماء اقام كتبة الشعب على الوادي و امرهم قائلا لا تدعوا احدا يحل ههنا بل لينطلقوا بجملتهم الى الحرب* 43 و عبر اليهم و هو في المقدمة و كل الشعب وراءه فانكسرت امامه جميع الامم و القوا سلاحهم و فروا الى المعبد الذي في قرنائيم* 44 فاستولى اليهود على المدينة و احرقوا المعبد مع كل من كان فيه بالنار و انكسر اهل قرنائيم و لم يطيقوا الثبات امام يهوذا* 45 و جمع يهوذا كل من كان من اسرائيل في ارض جلعاد صغيرهم و كبيرهم و نساءهم و اولادهم مع امتعتهم جيشا عظيما جدا لينصرف بهم الى ارض يهوذا* 46 فبلغوا الى عفرون و هي مدينة عظيمة على المدخل حصينة جدا فلم يكن لهم ان يحيدوا عنها يمنة و لا يسرة الا ان يجوزوا في وسطها* 47 فاغلق اهل المدينة على انفسهم و ردموا الابواب بالحجارة فارسا اليهم يهوذا بكلام السلم* 48 قائلا انا نجوز في ارضك لنذهب الى ارضنا و لا يضركم احد انما نمر باقدامنا فابوا ان يفتحوا له* 49 فامر يهوذا ان ينادى في المحلة بان يهجم كل واحد من المكان الذي هو فيه* 50 فهجم رجال الباس و حاربوا المدينة كل ذلك اليوم و ليلته كلها فاسلمت المدينة الى يديه* 51 فاهلك كل ذكر بحد السيف و دمرها و سلب غنائمها و اجتاز في المدينة من فوق القتلى* 52 ثم عبروا الاردن الى السهل العظيم قبالة بيت شان* 53 و كان يهوذا يجمع المتخلفين و يشجع الشعب طول الطريق حتى وصلوا الى ارض يهوذا* 54 فصعدوا جبل(4/53)
صهيون بسرور و ابتهاج و قدموا المحرقات لاجل انه لم يسقط احد منهم حتى رجعوا بسلام* 55 و في الايام التي كان فيها يهوذا و يوناتان في جلعاد و سمعان اخوه في الجليل قبالة بطلمايس* 56 سمع يوسف بن زكريا و عزريا رئيسا الجيش بما ابدوا من الحماسة و القتال* 57 فقالا لنقم لنا نحن ايضا اسما و لننطلق لمحاربة الامم التي حولنا* 58 ثم امرا الجيش الذي معهما فزحفوا على يمنيا* 59 فخرج جرجياس و رجاله من المدينة الى ملاقاتهم للقتال* 60 فانكسر يوسف و عزريا فتتبعوهما الى حدود اليهودية و سقط في ذلك اليوم من شعب اسرائيل الفا رجل و كانت في شعب اسرائيل حطمة عظيمة* 61 ذلك بانهما لم يسمعا ليهوذا و اخوته ظنا منهما بانهما يبديان حماسة* 62 الا انهما لم يكونا من نسب اولئك الرجال الذين اوتوا خلاص اسرائيل على ايديهم* 63 و عظم الرجل يهوذا و اخوته جدا في عيون كل اسرائيل و جميع الامم التي سار اليها ذكرهم* 64 و كانوا يجتمعون اليهم باصوات التهنئة* 65 و خرج يهوذا و اخوته و حاربوا بني عيسو في ارض الجنوب و ضرب حبرون و توابعها و هدم سورها و احرق البروج التي حولها* 66 و سار قاصدا ارض الاجانب و جال في ارض السامرة* 67 و في ذلك الحين سقط كهنة في الحرب و كانوا يريدون ان يبدوا حماسة فخرجوا الى الحرب عن غير تدبر* 68 ثم توجه يهوذا الى اشدود في ارض الاجانب فهدم مذابحهم و احرق منحوتات الهتهم بالنار و سلب غنائم المدن و عاد الى ارض يهوذا*
الأصحاح رقم 6
(4/54)
1 و فيما كان انطيوكس الملك يجول في الاقاليم العليا سمع بذكر المايس و هي مدينة بفارس مشهورة باموالها من الفضة و الذهب* 2 و ان بها هيكلا فيه كثير من الاموال و فيه سجوف الذهب و الدروع و الاسلحة التي تركها ثم الاسكندر بن فيلبس الملك المكدوني الذي كان اول ملك في اليونان* 3 فاتى و حاول ان ياخذ المدينة و ينهبها فلم يستطع لان الامر كان قد عرف عند اهل المدينة* 4 فثاروا اليه و قاتلوه فهرب و مضى من هناك بغم شديد راجعا الى بابل* 5 و جاءه في فارس مخبر بان الجيوش التي وجهت الى ارض يهوذا قد انكسرت* 6 و ان ليسياس قد انهزم من وجههم و كان قد خرج عليهم في جيش في غاية القوة فتعززوا بالسلاح و الذخائر و الغنائم الكثيرة التي اخذوها ممن دمروهم من الجيوش* 7 و هدموا الرجاسة التي كان قد بناها على المذبح في اورشليم و حوطوا المقدس بالاسوار الرفيعة كما كان من قبل و حصنوا بيت صور مدينتهم* 8 فلما سمع الملك هذا الكلام بهت و اضطرب جدا و انطرح على الفراش و قد اوقعه الغم في السقم لان الامر وقع على خلاف مشتهاه* 9 فلبث هناك اياما كثيرة لانه تجدد فيه غم شديد و ايقن بالموت* 10 فدعا جميع اصحابه و قال لهم لقد شرد النوم عن عيني و سقط قلبي من الكرب* 11 فقلت في نفسي الى اي بلاء صرت و ما اعظم اللجة التي انا فيها بعد ان كنت مسرورا و محبوبا في سلطاني* 12 اني لاتذكر المساوئ التي صنعتها في اورشليم و كيف اخذت كل انية الذهب و الفضة التي كانت فيها و ارسلت لابادة سكان يهوذا بغير سبب* 13 فانا اعلم باني لاجل ذلك اصابتني هذه البلايا و ها انا اهلك بكمد شديد في ارض غريبة* 14 ثم دعا فيلبس احد اصحابه و اقامه على جميع مملكته* 15 و دفع اليه تاجه و حلته و خاتمه و اوصاه بتدبير انطيوكس ابنه و ترشيحه للملك* 16 و مات هناك انطيوكس الملك في السنة المئة و التاسعة و الاربعين* 17 و علم ليسياس ان الملك قد توفي و ملك موضعه انطيوكس ابنه الذي رباه(4/55)
هو في حداثته و سماه باسم اوباطور* 18 و كان اهل القلعة يصدون اسرائيل عن دخول المقادس و يحاولون الاضرار بهم من كل جانب و توطيد الامم بينهم* 19 فعزم يهوذا على الايقاع بهم و حشد جميع الشعب لمحاصرتهم* 20 فاجتمعوا معا و حاصروهم سنة مئة و خمسين و نصب عليهم القذافات و المجانيق* 21 فخرج بعض منهم من الحصار فانضم اليهم نفر منافقون من اسرائيل* 22 و انطلقوا الى الملك و قالوا الى متى لا تجري القضاء و لا تنتقم لاخوتنا* 23 انا ارتضينا بخدمة ابيك و العمل باوامره و اتباع رسومه* 24 و لذلك ابناء شعبنا يحاصرون القلعة بغضا لنا و كل من صادفوه منا قتلوه و نهبوا املاكنا* 25 و لم يكتفوا بمد ايديهم علينا و لكنهم تجاوزا الى جميع تخومنا* 26 و ها انهم قد زحفوا الى قلعة اورشليم ليستحوذوا عليها و على المقدس و حصنوا بيت صور* 27 فالان ان لم تسرع و تبادرهم فسيصنعون شرا من ذلك فلا تقدر ان تكفهم* 28 فلما سمع الملك غضب و جمع جميع اصحابه و قواد جيشه و رؤساء الفرسان* 29 و جاءته من ممالك اخرى و من جزائر البحار جنود مستاجرة* 30 و كان عدد جيوشه مئة الف راجل و عشرين الف فارس و اثنين و ثلاثين فيلا مضراة على الحرب* 31 فزحفوا مجتازين في ادوم و نزلوا عند بيت صور و حاربوا اياما كثيرة و صنعوا المجانيق فخرجوا و احرقوها بالنار و قاتلوا بباس* 32 فسار يهوذا عن القلعة و نزل ببيت زكريا تجاه محلة الملك* 33 فبكر الملك و وجه بباس جيشه الى طريق بيت زكريا فتاهبت الجيوش للقتال و نفخوا في الابواق* 34 و اروا الفيلة عصير العنب و التوت حتى يهيجوها للقتال* 35 ثم وزعوها على الفرق فجعلوا عند كل فيل الف رجل لابسين الدروع المسرودة و على رؤوسهم خوذ النحاس و اقاموا لكل فيل خمس مئة فارس منتخبين* 36 فكان اولئك حيثما وجد الفيل سبقوا اليه و حيثما ذهب ذهبوا معه لا يفارقونه* 37 و كان على كل فيل برج حصين من الخشب يحميه مطوق بالمجانيق و على البرج اثنان(4/56)
و ثلاثون رجلا من ذوي الباس يقاتلون منه و الهندي يدير الفيل* 38 و جعلوا سائر الفرسان من هنا و هناك على جانبي الجيش يحثونه و يكتنفونه في الشعاب* 39 فلما لمعت الشمس على تروس الذهب و النحاس لمعت بها الجبال و تاججت كسرج من نار* 40 و انتشر جيش الملك قسم على الجبال العالية و قسم في البطاح و مشوا بتحفظ و انتظام* 41 فارتعد كل من سمع جلبتهم و درجان جمهورهم و قعقعة سلاحهم فان الجيش كان عظيما و قويا جدا* 42 فتقدم يهوذا و جيشه للمبارزة فسقط من جيش الملك ست مئة رجل* 43 و راى العازار بن سواران واحدا من الفيلة عليه الدرع الملكية يفوق جميع الفيلة فظن ان عليه الملك* 44 فبذل نفسه ليخلص شعبه و يقيم لنفسه اسما مخلدا* 45 و عدا اليه مقتحما في وسط الفرقة يقتل يمنة و يسرة فتفرقوا عنه من هنا و من هناك* 46 و دخل بين قوائم الفيل حتى صار تحته و قتله فسقط عليه الى الارض فمات مكانه* 47 و ان اليهود لما راوا سطوة الملك و بطش الجيوش ارتدوا عنهم* 48 فصعد الملك بجيشه نحو اورشليم لملاقاتهم و زحف الى اليهودية و جبل صهيون* 49 و عقد صلحا مع اهل بيت صور فخرجوا من المدينة لنفاد الطعام من عندهم مدة حصرهم فيها اذ كان سبت للارض* 50 فاستولى الملك على بيت صور و اقام هناك حرسا يحافظون عليها* 51 و نزل عند المقدس اياما كثيرة و نصب هناك القذافات و المجانيق و الات لرشق النار و الحجارة و ادوات لرمي السهام و مقاليع* 52 و صنع اليهود مجانيق قبالة مجانيقهم و حاربوا اياما كثيرة* 53 و لم يكن في اوعيتهم طعام لانها كانت السنة السابعة و كان الذين لجاوا الى اليهودية من الامم قد اكلوا ما فضل من الذخيرة* 54 فلم يبق في المقادس الا نفر يسير لان الجوع غلب عليهم فتفرقوا كل واحد الى موضعه* 55 و بلغ ليسياس ان فيلبس الذي اقامه انطيوكس في حياته ليرشح انطيوكس ابنه للملك* 56 قد رجع من فارس و ماداي و معه جيوش الملك التي سارت في صحبته و انه يحاول(4/57)
ان يتولى الامور* 57 فبادر و سعى الى الملك و القواد و الجيش و قال لهم انا لنضعف يوما بعد يوم و قد قل طعامنا و المكان الذي نحاصره حصين و امور المملكة تستحثنا* 58 و الان فلنعاقد هؤلاء الناس و لنبرم صلحا معهم و مع جميع امتهم* 59 و لنقرر لهم ان يسلكوا في سننهم كما كانوا من قبل فانهم لاجل سننهم التي نقضناها غضبوا و فعلوا كل ذلك* 60 فحسن الكلام في عيون الملك و الرؤساء فارسل اليهم في المصالحة فاجابوا* 61 فحلف لهم الملك و الرؤساء و على ذلك خرجوا من الحصن* 62 فدخل الملك الى جبل صهيون و راى الموضع حصينا فنقض الحلف الذي حلفه و امر بهدم السور الذي حوله* 63 ثم انصرف مسرعا و رجع الى انطاكية فوجد فيلبس قد استولى على المدينة فقاتله و اخذ المدينة عنوة*
الأصحاح رقم 7
(4/58)
1 و في السنة المئة و الحادية و الخمسين خرج ديمتريوس بن سلوقس من رومية و صعد في نفر يسير الى مدينة بالساحل و ملك هناك* 2 و لما دخل دار ملك ابائه قبضت الجيوش على انطيوكس و ليسياس لتاتيه بهما* 3 فلما علم بذلك قال لا تروني اوجههما* 4 فقتلتهما الجيوش و جلس ديمتريوس على عرش ملكه* 5 فاتاه جميع رجال النفاق و الكفر من اسرائيل و في مقدمتهم الكيمس و هو يطمع ان يصير كاهنا اعظم* 6 و وشوا على الشعب عند الملك قائلين ان يهوذا و اخوته قد اهلكوا اصحابك و طردونا عن ارضنا* 7 فالان ارسل رجلا تثق به يذهب و يفحص عن جميع ما انزله بنا و ببلاد الملك من الدمار و يعاقبهم مع جميع اعوانهم* 8 فاختار الملك بكيديس احد اصحاب الملك امير عبر النهر و كان عظيما في المملكة و امينا للملك و ارسله* 9 هو و الكيمس الكافر و قد قلده الكهنوت و امره ان ينتقم من بني اسرائيل* 10 فسارا و قدما ارض يهوذا في جيش كثيف و انفذا رسلا الى يهوذا و اخوته يخاطبونهم بالسلام مكرا* 11 فلم يلتفتوا الى كلامهما لانهم راوهما قادمين في جيش كثيف* 12 و اجتمعت الى الكيمس و بكيديس جماعة الكتبة يسالون حقوقا* 13 و وافى الحسيديون و هم المقدمون في بني اسرائيل يسالونهما السلم* 14 لانهم قالوا ان مع جيوشه كاهنا من نسل هرون فلا يظلمنا* 15 فخاطبهم خطاب سلام و حلف لهم قائلا انا لا نريد بكم و لا باصحابكم سوءا* 16 فصدقوه فقبض على ستين رجلا منهم و قتلهم في يوم واحد كما هو مكتوب* 17 جعلوا لحوم اصفيائك و سفكوا دماءهم حول اورشليم و لم يكن لهم من دافن* 18 فوقع خوفهم و رعبهم على جميع الشعب لانهم قالوا ليس فيهم شيء من الحق و العدل اذ نكثوا العهد و الحلف الذي حلفوه* 19 و ارتحل بكيديس عن اورشليم و نزل ببيت زيت و ارسل و قبض على كثيرين من الذين كانوا قد خذلوه و على بعض من الشعب و ذبحهم على الجب العظيم* 20 ثم سلم البلاد الى الكيمس و ابقى معه جيشا يؤازره و انصرف بكيديس(4/59)
الى الملك* 21 و كان الكيمس يجهد في تولى الكهنوت الاعظم* 22 و اجتمع اليه جميع المفسدين في الشعب و استولوا على ارض يهوذا و ضربوا اسرائيل ضربة عظيمة* 23 و راى يهوذا جميع الشر الذي صنعه الكيمس و من معه في بني اسرائيل و كان فوق ما صنعت الامم* 24 فخرج الى جميع حدود اليهودية مما حولها و انزل نقمته بالقوم الذين خذلوه فكفوا عن مهاجمة البلاد* 25 فلما راى الكيمس ان قد تقوى يهوذا و من معه و علم انه لا يستطيع الثبات امامهم رجع الى الملك و وشى عليهم بجرائم* 26 فارسل الملك نكانور احد رؤسائه المشهورين و كان عدوا مبغضا لاسرائيل و امره بابادة الشعب* 27 فوفد نكانور على اورشليم في جيش كثير و ارسل الى يهوذا و اخوته يخاطبهم بالسلام مكرا* 28 قائلا لا يكن قتال بيني و بينكم فانني قادم في نفر قليل لاواجهكم بسلام* 29 و جاء الى يهوذا و حيا بعضهما بعضا تحية السلم و كان الاعداء مستعدين لاختطاف يهوذا* 30 و علم يهوذا ان مواجهته كانت مكرا فاجفل منه و ابي ان يعود الى مواجهته* 31 فلما راى نكانور ان مشورته قد كشفت خرج لملاقاة يهوذا بالقتال عند كفر سلامة* 32 فسقط من جيش نكانور نحو خمسة الاف رجل و فر الباقون الى مدينة داود* 33 و بعد هذه الامور صعد نكانور الى جبل صهيون فخرج بعض الكهنة من المقادس و بعض شيوخ الشعب يحيونه تحية السلم و يرونه المحرقات المقربة عن الملك* 34 فاستهزا بهم و سخر منهم و تقذرهم و كلمهم بتجبر* 35 و اقسم بغضب قائلا ان لم يسلم يهوذا و جيشه الى يدي اليوم فسيكون متى عدت بسلام اني احرق هذا البيت و خرج بحنق شديد* 36 فدخل الكهنة و وقفوا امام المذبح و الهيكل و بكوا و قالوا* 37 انك يا رب قد اخترت هذا البيت ليدعى فيه باسمك و يكون بيت صلاة و تضرع لشعبك* 38 فانزل النقمة بهذا الرجل و جيشه و ليسقطوا بالسيف و اذكر تجاديفهم و لا تبق عليهم* 39 ثم خرج نكانور من اورشليم و نزل ببيت حورون فانحاز اليه جيش سورية*(4/60)
40 و نزل يهوذا باداسة في ثلاثة الاف رجل و صلى يهوذا و قال* 41 انه لما جدف الذين كانوا مع ملك اشور خرج ملاكك يا رب و ضرب مئة الف و خمسة و ثمانين الفا منهم* 42 هكذا فاحطم هذا الجيش امامنا اليوم فيعلم الباقون انهم تكلموا على اقداسك سوءا و اقض عليه بحسب خبثه* 43 ثم الحم الجيشان القتال في اليوم الثالث عشر من شهر اذار فانكسر جيش نكانور و كان هو اول من سقط في القتال* 44 فلما راى جيش نكانور انه قد سقط القوا اسلحتهم و هربوا* 45 فتعقبوهم مسيرة يوم من اداسة الى مدخل جازر و نفخوا وراءهم في ابواق الاشارة* 46 فخرج الناس من جميع قرى اليهودية من كل جانب و صدموهم فارتدوا الى جهة الذين يتعقبونهم فسقطوا جميعهم بالسيف و لم يبق منهم احد* 47 فاخذوا الغنائم و الاسلاب و قطعوا راس نكانور و يمينه التي مدها بتجبر و اتوا بهما و علقوهما قبالة اورشليم* 48 ففرح الشعب جدا و قضوا ذلك النهار بمسرة عظيمة* 49 و رسموا ان يعيد ذلك اليوم الثالث عشر من اذار كل سنة* 50 و هدات ارض يهوذا اياما يسيرة*
الأصحاح رقم 8
(4/61)
1 و سمع يهوذا باسم الرومانيين انهم ذوو اقتدار عظيم و يعزون كل من ضوى اليهم و كل من جاءهم اثروه بمودتهم و لهم شوكة شديدة* 2 و قصت عليه وقائعهم و ما ابدوا من الحماسة في قتال الغاليين و انهم اخضعوهم و ضربوا عليهم الجزية* 3 و ما فعلوا في بلاد اسبانية و استيلاؤهم على معادن الفضة و الذهب التي هناك و انهم اخضعوا كل مكان بمشورتهم و طول اناتهم* 4 و ان كان ذلك المكان عنهم بمسافة بعيدة و كسروا الذين اغاروا عليهم من الملوك من اقاصي الارض و ضربوهم ضربة عظيمة و ان سائر الملوك يحملون اليهم الجزية كل سنة* 5 و قد قهروا فيلبس و فرساوس ملك كتيم في الحرب و كل من قاتلهم و اخضعوهم* 6 و كسروا انطيوكس الكبير ملك اسية الذي زحف لقتالهم و معه مئة و عشرون فيلا و فرسان و عجلات و جيش كثير جدا* 7 و قبضوا عليه حيا و ضربوا عليه و على الذين يملكون بعده جزية عظيمة و رهائن و وضائع معلومة* 8 و ان يتركوا بلاد الهند و ماداي و لود و خيار بلادهم و اخذوها منه و اعطوها لاومينيس الملك* 9 و لما هم اليونان ان يسيروا لمقاتلتهم بلغهم ذلك* 10 فارسلوا اليهم قائدا واحدا و حاربوهم فسقط منهم قتلى كثيرون و سبوا نساءهم و اولادهم و نهبوهم و استولوا على ارضهم و هدموا حصونهم و استعبدوهم الى هذا اليوم* 11 و دمروا سائر الممالك و الجزائر التي قاومتهم و استعبدوا سكانها* 12 و انهم حفظوا المودة لاوليائهم و الذين اعتمدوا عليهم و تسلطوا على الممالك قريبها و بعيدها و كل من سمع باسمهم خافهم* 13 و من ارادوا مؤازرته و تمليكه ملكوه و من ارادوا خلعه خلعوه فعلا شانهم جدا* 14 و مع ذلك كله لم يلبس احد منهم التاج و لا تردى الارجوان مباهاة به* 15 و انما وضعوا لهم شورى ياتمر فيها كل يوم ثلاث مئة و عشرون رجلا لاصلاح شؤونهم* 16 و هم يفوضون سلطانهم و سياسة ارضهم بجملتها كل سنة الى رجل واحد و جميعهم يطيعون هذا الواحد و ليس فيهم حسد و لا منافسة* 17(4/62)
فاختار يهوذا اوبولمس بن يوحنا بن اكوس و ياسون بن العازار و ارسلهما الى رومية ليعقدا معهم عهد الموالاة و المناصرة* 18 و يرفعا عنهم النير لانهم راوا ان دولة اليونان قد استعبدت اسرائيل استعبادا* 19 فانطلقا الى رومية في سفر بعيد جدا و دخلا الشورى و تكلما و قالا* 20 انا مرسلان اليكم من قبل يهوذا المكابي و اخوته و جمهور اليهود لنعقد معكم عهد المناصرة و المسالمة و ان تثبتونا في جملة مناصريكم و اوليائكم* 21 فحسن الكلام لديهم* 22 و هذه نسخة الكتاب الذي دونوه على الواح من نحاس و ارسلوه الى اورشليم حتى يكون عندهم تذكار للمسالمة و المناصرة* 23 الفلاح للرومانيين و لامة اليهود في البحر و البر الى الابد و ليبعد عنهم السيف و العدو* 24 اذا قامت حرب في رومية اولا او عند اي كان من مناصريهم في جميع سلطانهم* 25 فامة اليهود تناصر بكل عزمها كما تقتضيه الحال* 26 و ليس على الرومانيين ان يؤدوا الى المحاربين معهم او يجهروا لهم طعاما و لا اسلحة و لا فضة و لا سفنا كذلك حسن عند الرومانيين لكن يحافظون على اوامر الرومانيين بغير ان ياخذوا شيئا* 27 و كذلك امة اليهود اذا حدثت لها حرب اولا فالرومانيون ينتدبون للمناصرة كما تقتضيه الحال* 28 و ليس على اليهود ان يؤدوا الى المناصرين طعاما و لا اسلحة و لا فضة و لاسفنا كذلك حسن عند الرومانيين لكن يحافظون على اوامر اليهود دون غش* 29 على هذا الكلام عاهد الرومانيون شعب اليهود* 30 و اذا شاء هؤلاء او اولئك ان يزيدوا على هذا الكلام او يسقطوا منه فيفعلون برضى الفريقين و كل ما زادوا او اسقطوا يكون مقررا* 31 اما الشرور التي انزلها بهم الملك ديمتريوس فقد كتبنا اليه قائلين لم ثقلت النير على اوليائنا و مناصرينا اليهود* 32 فان عادوا يتظلمون منك فسنجري لهم الحكم و نقاتلك بحرا و برا*
الأصحاح رقم 9
(4/63)
1 و لما سمع ديمتريوس بان نكانور و جيوشه قد سقطوا في الحرب عاد ثانية فارسل الى ارض يهوذا بكيديس و الكيمس و معهما الجناح الايمن* 2 فانطلقا في طريق الجلجال و نزلا عند مشالوت باربيل فاستولى عليها و اهلكا نفوسا كثيرة* 3 و في الشهر الاول من السنة المئة و الثانية و الخمسين نزلا على اورشليم* 4 ثم زحفا و انطلقا الى بئروت في عشرين الف راجل و الفي فارس* 5 و كان يهوذا قد نزل بلاشع و معه ثلاثة الاف رجل منتخبين* 6 فلما راوا كثرة عدد الجيوش خافوا خوفا شديدا فجعل كثيرون ينسابون من المحلة و لم يبق منهم الا ثماني مئة رجل* 7 فلما راى يهوذا ان جيشه قد انساب و الحرب تضايقه انكسر قلبه لانه لم يبق له وقت لردهم و استرخت عزائمه* 8 فقال لمن بقي معه لنقم و نهجم على مناصبينا عسى ان نقدر على مدافعتهم* 9 فصرفوه عن عزمه قائلين انه ليس في طاقاتنا اليوم الا ان ننجو بنفوسنا ثم نرجع مع اخواتنا و نقاتلهم فانا عدد قليل* 10 فقال يهوذا حاش لي ان افعل مثل ذلك و اهرب منهم و ان كان قد دنا اجلنا فلنموتن بشجاعة عن اخواتنا و لا نبقين على مجدنا وصمة* 11 و برز جيش العدو من المحلة و وقفوا بازائهم و انقسمت الفرسان قسمين و كان الرماة بالمقاليع و القسي يتقدمون الجيش كلها من ذوي الباس* 12 و كان بكيديس في الجناح الايمن فازدلفت الفرقة من الجانبين و هتفوا بالابواق* 13 و نفخ رجال يهوذا ايضا في الابواق فارتجت الارض من جلبة العسكرين و التحم القتال من الصبح الى المساء* 14 و راى يهوذا ان بكيديس و قوة الجيش في الجناح الايمن فقصدهم و معه كل ذي قلب ثابت* 15 فكسروا الجناح الايمن و تعقبوا اثرهم الى جبل اشدود* 16 فلما راى رجال الجناح الايسر انكسار الجناح الايمن انقلبوا على اثار يهوذا و من معه* 17 فاشتد القتال و سقط قتلى كثيرون من الفريقين* 18 و سقط يهوذا و هرب الباقون* 19 فحمل يوناتان و سمعان يهوذا اخاهما و دفناه في قبر ابائه في مودين*(4/64)
20 فبكاه شعب اسرائيل بكاء عظيما و لطموا عليه و ناحوا اياما و قالوا* 21 كيف سقط البطل مخلص اسرائيل* 22 و بقية اخبار يهوذا و حروبه و ما ابداه من الحماسة و جبروته لم تكتب في هذا الموضع لانها كثيرة جدا* 23 و كان بعد وفاة يهوذا ان المنافقين برزوا في جميع تخوم اسرائيل و ظهر كل فاعلي الاثم* 24 و في تلك الايام حدثت مجاعة عظيمة جدا فتخاذلت البلاد اليهم* 25 فاختار بكيديس الكفرة منهم و اقامهم رؤساء على البلاد* 26 فكانوا يتطلبون اصحاب يهوذا و يتفقدونهم و ياتون بهم الى بكيديس فينتقم منهم و يستهزئ بهم* 27 فحل باسرائيل ضيق عظيم لم يحدث مثله منذ لم يظهر فيهم نبي* 28 فاجتمع جميع اصحاب يهوذا و قالوا ليوناتان* 29 انه منذ وفاة يهوذا اخيك لم يقم له كفؤ يخرج على العدو و على بكيديس و المبغضين لامتنا* 30 فنحن نختارك اليوم رئيسا لنا و قائدا مكانه تحارب حربنا* 31 فقبل يوناتان القيادة في ذلك الوقت و قام في موضع يهوذا اخيه* 32 فلما علم بكيديس طلب قتله* 33 و بلغ ذلك يوناتان و سمعان اخاه و جميع من معه فهربوا الى برية تقوع و نزلوا على ماء جب اسفار* 34 فعلم بكيديس فزحف بجميع جيشه الى عبر الاردن يوم سبت* 35 و ارسل يوناتان يوحنا اخاه بجماعة تحت قيادته يسال النباطيين اولياءه ان يعيروهم عدتهم الوافرة* 36 فخرج بنو يمري من ميدابا و قبضوا على يوحنا و كل ما معه و ذهبوا بالجميع* 37 و بعد هذه الامور اخبر يوناتان و سمعان اخوه ان بني يمري يقيمون عرسا عظيما و يزفون العروس من ميدابا باحتفال عظيم و هي ابنة بعض عظماء كنعان* 38 فذكروا يوحنا اخاهم و صعدوا و اختباوا وراء الجبل* 39 ثم رفعوا ابصارهم و نظروا فاذا بجلبة و جهاز كثير و العروس و اصحابه و اخوته خارجون للقائهم بالدفوف و الات الطرب و اسلحة كثيرة* 40 فثار عليهم رجال يوناتان من المكمن و ضربوهم فسقط قتلى كثيرون و هرب الباقون الى الجبل فاخذوا كل اسلابهم* 41 و تحول العرس(4/65)
الى مناحة و صوت الات طربهم الى نحيب* 42 و لما انتقموا لدم اخيهم رجعوا الى غيضة الاردن* 43 فسمع بكيديس فوفد الى شطوط الاردن يوم سبت في جيش عظيم* 44 فقال يوناتان لمن معه لننهض الان و نقاتل عن نفوسنا فليس الامر اليوم كما كان امس فما قبل* 45 ها ان الحرب امامنا و خلفنا و ماء الاردن و الغياض و الغاب من هنا و من هناك فليس لنا مناص* 46 و الان فاصرخوا الى السماء فتنقذوا من ايدي اعدائكم ثم التحم القتال* 47 و مد يوناتان يده ليضرب بكيديس فانصاع عنه الى الوراء* 48 فرمى يوناتان و من معه بانفسهم في الاردن و عاموا الى العبر فلم يعبروا الاردن اليهم* 49 و سقط من رجال بكيديس في ذلك اليوم الف رجل فعاد الى اورشليم* 50 ثم بنى مدائن حصينة في اليهودية و حصن اريحا و عماوس و بيت حورون و بيت ايل و تمنة و فرعتون و تفون باسوار عالية و ابواب و مزاليج* 51 و جعل فيها حرسا يراغمون اسرائيل* 52 و حصن مدينة صور و جازر و القلعة و جعل فيها جيوشا و ميرة* 53 و اخذ ابناء قواد البلاد رهائن و جعلهم في القلعة باورشليم في الحبس* 54 و في السنة الثالثة و الخمسين في الشهر الثاني امر الكيمس ان يهدم حائط دار المقدس الداخلية فهدم اعمال الانبياء و شرع في التدمير* 55 في ذلك الزمان ضرب الكيمس فكف عن صنيعه و اعتقل لسانه و فلج و لم يعد يستطيع ان ينطق بكلمة و لا ان يوصي لبنيه* 56 و مات الكيمس في ذلك الزمان في عذاب شديد* 57 فلما راى بكيديس ان الكيمس قد مات رجع الى الملك و هدات ارض يهوذا سنتين* 58 و بعد ائتمر المنافقون كلهم و قالوا ها ان يوناتان و الذين معه في منازلهم هادئون مطمئنون فهلموا الان نحمل عليهم بكيديس فيقبض عليهم اجمعين في ليلة واحدة* 59 و انطلقوا و اشاروا عليه بذلك* 60 فقام و سار في جيش عظيم و بعث سرا يكتب الى جميع نصرائه في اليهودية ان يقبضوا على يوناتان و الذين معه فلم يجدوا الى ذلك سبيلا لان مشورتهم انكشفت لهم* 61(4/66)
ثم قبضوا على خمسين رجلا من البلاد و هم ارباب الفتنة و قتلوهم* 62 و انصرف يوناتان و سمعان و من معهما الى بيت حجلة في البرية و بنى مهدومها و حصنها* 63 و لما علم بكيديس حشد جميع جمهوره و راسل حلفاءه في اليهودية* 64 و زحف و نزل على بيت حجلة و حاربها اياما كثيرة و نصب المجانيق* 65 و ان يوناتان ترك سمعان اخاه في المدينة و خرج في عدد من الجند و انتشر في البلاد* 66 و ضرب ادورين و اخوته و بني فاسرون في خيامهم و طفق يوقع بالعدو و يزداد قوة* 67 و خرج سمعان و من معه من المدينة و احرقوا المجانيق* 68 و قاتلوا بكيديس فانكسر و ضايقوه جدا و اذ ذهبت مشورته و خروجه في الباطل* 69 استشاط غضبا على الرجال المنافقين الذين اشاروا عليه بالخروج من البلاد و قتل كثيرين منهم و ازمع الانصراف الى ارضه* 70 و علم يوناتان فانفذ اليه رسلا في عقد المصالحة و رد الاسرى* 71 فاجاب و فعل بحسب كلامه و حلف له انه لن يطلبه بسوء كل ايام حياته* 72 و رد اليه الاسرى الذين اسرهم من قبل في ارض يهوذا ثم عاد الى ارضه و لم يعد يسير الى تخومهم* 73 فزال السيف من اسرائيل و سكن يوناتان في مكماش و اخذ يوناتان يحاكم الشعب و استاصل المنافقين من اسرائيل*
الأصحاح رقم 10
(4/67)
1 و في السنة المئة و الستين صعد الاسكندر الشهير ابن انطيوكس و فتح بطلمايس فقبلوه فملك هناك* 2 فسمع ديمتريوس الملك فجمع جيوشا كثيرة جدا و خرج لملاقاته في الحرب* 3 و انفذ ديمتريوس الى يوناتان كتبا في معنى السلم متقربا اليه بالاطراء* 4 لانه قال لنسبق الى مسالمته قبل ان يسالم الاسكندر علينا* 5 فانه سيذكر كل ما انزلنا به و باخوته و امته من المساوئ* 6 و اذن له ان يجمع جيوشا و يتجهز بالاسلحة و يكون مناصرا له و امر له برد الرهائن الذين في القلعة* 7 فجاء يوناتان الى اورشليم و تلا الكتب على مسامع الشعب كله و اهل القلعة* 8 فلما سمع ان الملك اذن له في جمع الجيوش جزعوا جزعا شديدا* 9 و رد اهل القلعة الرهائن الى يوناتان فردهم الى ذوي قرابتهم* 10 و اقام يوناتان باورشليم و طفق يبني و يجدد المدينة* 11 و امر صناع العمل ان يبنوا الاسوار حول جبل صهيون بحجارة منحوتة للتحصين ففعلوا* 12 فهرب الغرباء الذين في الحصون التي بناها بكيديس* 13 و ترك كل واحد مكانه و ذهب الى ارضه* 14 غير انه بقي في بيت صور قوم من المرتدين عن الشريعة و الرسوم فانها كانت ملجا لهم* 15 و سمع الاسكندر الملك بالمواعيد التي عرضها ديمتريوس على يوناتان و حدث بما صنع هو و اخوته من الحروب و اعمال الباس و ما كابدوه من النصب* 16 فقال انا لا نجد من رجل يماثله فلنتخذه لنا وليا و مناصرا* 17 و كتب كتبا و بعث اليه بها في هذا المعنى قائلا* 18 من الملك الاسكندر الى اخيه يوناتان سلام* 19 لقد بلغنا عنك انك رجل شديد الجبروت و خليق بان تكون لنا وليا* 20 فنحن نقيمك اليوم كاهنا اعظم في امتك و تسمى ولي الملك و تهتم بما لنا و تبقى في مودتنا و ارسل اليه ارجوانا و تاجا من ذهب* 21 فلبس يوناتان الحلة المقدسة في الشهر السابع من السنة المئة و الستين في عيد المظال و جمع الجيوش و تجهز باسلحة كثيرة* 22 و ذكر ذلك لديمتريوس فشق عليه و قال* 23 كيف تركنا(4/68)
الاسكندر يسبقنا الى مصافاة اليهود و التعزز بهم* 24 فاكتب انا ايضا اليهم بكلام ملاطفة و تعظيم و اعدهم بعطايا ليكونوا من مناصري* 25 و كاتبهم بقوله من الملك ديمتريوس الى امة اليهود سلام* 26 لقد بلغنا انكم محافظون على عهودكم لنا ثابتون في مودتنا و لم تتقربوا الى اعدائنا فسرنا ذلك* 27 فاثبتوا في المحافظة على وفائكم لنا فنحسن ثوابكم على ما تفعلون في حقنا* 28 و نحط عنكم كثيرا مما لنا عليكم و نصلكم بالعطايا* 29 و الان فاني اعفيكم و احط عن جميع اليهود كل جزية و مكس الملح و الاكاليل و ثلث الزرع* 30 و نصف اتاء الشجر الذي يحق لي اخذه اعفيكم من هذه الاشياء من اليوم فصاعد في ارض يهوذا و في المدن الثلاث الملحقة بها من ارض السامرة و الجليل من هذا اليوم على طول الزمان* 31 و لتكن اورشليم مقدسة و حرة هي و تخومها و احط عنها العشور و الضرائب* 32 و اتخلى عن القلعة التي باورشليم و اعطيها للكاهن الاعظم يقيم فيها من يختاره من الرجال لحراستها* 33 و جميع النفوس التي سبيت من اليهود من ارض يهوذا في مملكتي باسرها اطلقها حرة بلا ثمن و ليكن الجميع معفين من اتاوة المواشي* 34 و لتكن الاعياد كلها و السبوت و رؤوس الشهور و الايام المخصصة و الايام الثلاثة التي قبل العيد و الايام الثلاثة التي بعد العيد ايام ابراء و عفو لجميع اليهود الذين في مملكتي* 35 فلا يكون لاحد ان يرافع احدا منهم او يثقل عليه في اي امر كان* 36 و ليكتتب من اليهود في جيوش الملك الى ثلاثين الف رجل تعطى لهم وظائف كما يحق لسائر جنود الملك* 37 فيجعل منهم في حصون الملك العظيمة و يفوض الى البعض منهم النظر في مهام المملكة التي تقتضي الامانة و رؤساؤهم و مدبروهم يكونون من جملتهم و يسلكون بحسب سننهم كما امر الملك لارض يهوذا* 38 و اما المدن الثلاث الملحقة باليهودية من بلاد السامرة فلتبق ملحقة باليهودية فتكون معها خاضعة لواحد و لا تطيع سلطانا اخر الا(4/69)
سلطان الكاهن الاعظم* 39 و قد وهبت بطلمايس و ما يتبعها للمقدس الذي باورشليم لاجل نفقة الاقداس* 40 و زدت عليها خمسة عشر الف مثقال فضة كل سنة من دخل الملك من الاماكن التي تختص به* 41 و كل ما بقي مما لم يدفعه وكلاء المال عن السنين السالفة يؤدونه من الان لاعمال البيت* 42 و ما عدا ذلك فخمسة الاف مثقال الفضة التي كانت تؤخذ من دخل المقدس في كل سنة تترك رزقا للكهنة القائمين بالخدمة* 43 و اي من لاذ بالمقدس في اورشليم في جميع حدوده و للملك عليه مال او اي حق كان فليعف و ليبق له كل ما ملك في مملكتي* 44 و نفقة البناء و اعمال الترميم في المقادس تعطى من حساب الملك* 45 و بناء اسوار اورشليم و تحصينها على محيطها و بناء الاسوار في سائر اليهودية تعطى نفقته من حساب الملك* 46 فلما سمع يوناتان و الشعب هذا الكلام لم يثقوا به و لا قبلوه لانهم تذكروا ما انزله ديمتريوس باسرائيل من الشر العظيم و الضغط الشديد* 47 فاثروا الاسكندر لانه بداهم بكلام السلام و بقوا على مناصرته كل الايام* 48 و جمع الاسكندر الملك جيوشا عظيمة نزل تجاه ديمتريوس* 49 فانتشب القتال بين الملكين فانهزم جيش ديمتريوس فتعقبه الاسكندر و هجم عليهم* 50 و اشتد القتال جدا الى ان غابت الشمس و سقط ديمتريوس في ذلك اليوم* 51 ثم بعث الاسكندر رسلا الى بطلماوس ملك مصر بهذا الكلام قائلا* 52 اذ قد رجعت الى ارض مملكتي و جلست على عرش ابائي و استتب لي السلطان و كسرت ديمتريوس و استوليت على بلادنا* 53 اذ الحمت عليه القتال فانكسر امامنا هو و جيشه و جلست على عرش ملكه* 54 فهلم الان نوال بعضنا بعضا و هب لي ابنتك زوجة فاصاهرك و اهدي اليك هدايا تليق بك* 55 فاجاب بطلماوس الملك قائلا ما اسعد اليوم الذي رجعت فيه الى ارض ابائك و جلست على عرش ملكهم* 56 و اني صانع ما كتبت الى به فهلم الى بطلمايس فنتواجه و اصاهرك كما قلت* 57 و خرج بطلماوس من مصر هو و كلوبطرة ابنته و(4/70)
دخلا بطلمايس في السنة المئة و الثانية و الستين* 58 فلاقاه الاسكندر الملك فاعطاه كلوبطرة ابنته و اقام عرسها في بطلمايس على عادة الملوك باحتفال عظيم* 59 و كتب الاسكندر الملك الى يوناتان ان يقدم لملاقاته* 60 فانطلق الى بطلمايس في موكب مجيد و لقى الملكين و اهدى لهما و لاصحابهما فضة و ذهبا و هدايا كثيرة فنال حظوة لديهما* 61 و اجتمع عليه رجال مفسدون من اسرائيل رجال منافقون و وشوا به فلم يصغ الملك اليهم* 62 و امر الملك ان ينزعوا ثياب يوناتان و يلبسوه ارجوانا ففعلوا و اجلسه الملك بجانبه* 63 و قال لعظمائه اخرجوا معه الى وسط المدينة و نادوا ان لا يتعرض له احد في امر من الامور و لا يسوءه بشيء من المكروه* 64 فلما راى الذين وشوا به ما هو فيه من المجد و كيف نودي له و البس الارجوان هربوا جميعهم* 65 و اعزه الملك و جعله من اصدقائه الخواص و اقامه قائدا و شريكا في الملك* 66 فعاد يوناتان الى اورشليم سالما مسرورا* 67 و في السنة المئة و الخامسة و الستين جاء ديمتريوس بن ديمتريوس الى ارض ابائه* 68 فسمع بذلك الاسكندر الملك فاغتم جدا و رجع الى انطاكية* 69 و فوض ديمتريوس قيادة الجيش الى ابلونيوس والى بقاع سورية فحشد جيشا عظيما و نزل بيمنيا و راسل يوناتان الكاهن الاعظم قائلا* 70 انه ليس لنا من مقاوم الا انت و بسببك قد اصبحت عرضة للسخرية و التعيير فعلام انت تناهضنا في الجبال* 71 فالان ان كنت واثقا بجيوشك فانزل الينا في السهل فنتبارز هناك فان معي قوة الامصار* 72 سل و اعلم من انا و من الذين يؤازرونني فانه يقال انكم لا تستطيعون الثبات امامنا لان اباءك قد انكسروا في ارضهم مرتين* 73 فلست تطيق الثبات امام الفرسان و جيش في كثرة جيشي في سهل لا حجر فيه و لا حصاة و لا ملجا تهربون اليه* 74 فلما سمع يوناتان كلام ابلونيوس اضطرب غيظا و اختار عشرة الاف رجل و خرج من اورشليم و لحق به سمعان اخوه لمظاهرته* 75 و نزل تجاه(4/71)
يافا فاغلقوا في وجهه ابواب المدينة لان حرس ابلونيوس كان فيها فحاصرها* 76 فخاف الذين في المدينة و فتحوا له فاستولى يوناتان على يافا* 77 و سمع ابلونيوس فتقدم في ثلاثة الاف فارس و جيش كثير* 78 و سار نحو اشدود كانه عابر سبيل ثم عطف بغتة الى السهل اذ كان معه كثيرون من الفرسان الذين يعتمد عليهم فتعقبه يوناتان الى اشدود و التحم القتال بين الفريقين* 79 و كان ابلونيوس قد خلف الف فارس وراءهم في خفية* 80 الا ان يوناتان كان عالما ان وراءه كمينا و لم يلبثوا ان احدقوا بجيشه يرمون الشعب بالسهام من الصبح الى المساء* 81 اما الشعب فبقي في مواقفه كما امر يوناتان حتى اعيت خيل اولئك* 82 حينئذ برز سمعان بجيشه و الحم القتال على الفرقة لان الخيل كانت قد وهنت فكسرهم فهربوا* 83 و تبددت الخيل في السهل و فروا الى اشدود و دخلوا بيت داجون معبد صنمهم لينجوا بنفوسهم* 84 فاحرق يوناتان اشدود و المدن التي حولها و سلب غنائمهم و احرق هيكل داجون و الذين انهزموا اليه بالنار* 85 و كان الذين قتلوا بالسيف مع الذين احرقوا ثمانية الاف رجل* 86 ثم سار يوناتان من هناك و نزل تجاه اشقلون فخرج اهل المدينة للقائه باجلال عظيم* 87 و رجع يوناتان بمن معه الى اورشليم و معهم غنائم كثيرة* 88 و لمل سمع الاسكندر الملك بهذه الحوادث زاد يوناتان مجدا* 89 و بعث اليه بعروة من ذهب كما كان يعطى لانسباء الملوك و وهب له عقرون و تخومها ملكا*
الأصحاح رقم 11
(4/72)
1 و جمع ملك مصر جيوشا كثيرة كالرمل الذي على ساحل البحر و سفنا عديدة و حاول الاستيلاء على مملكة الاسكندر بالمكر و الحاقها بمملكته* 2 فقدم سورية متظاهرا بالسلم ففتح له اهل المدن و لاقوه اذ كان الاسكندر الملك قد امر بلقائه لانه صهره* 3 و كان بطلماوس عند دخوله المدن يبقي في كل مدينة حرسا من الجند* 4 و لما وصل الى اشدود اروه هيكل داجون المحرق و اشدود و ضواحيها المهدومة و الجثث المطروحة و الذين كان يوناتان قد احرقهم في الحرب و كانوا قد جعلوا رجامهم على طريقه* 5 و حدثوا الملك بما فعل يوناتان يريدون تجرمه فسكت الملك* 6 و لاقى يوناتان الملك في يافا باجلال و سلم بعضهما على بعض و ناما هناك* 7 ثم شيع يوناتان الملك الى النهر الذي يقال له الوتارس و رجع الى اورشليم* 8 فاستحوذ الملك بطلماوس على مدن الساحل الى سلوكية الساحلية و كان مضمرا للاسكندر السوء* 9 ثم انفذ رسلا الى ديمتريوس الملك قائلا هلم فنعقد عقدا بيني و بينك و اهب لك بنتي التي عند الاسكندر و تملك ملك ابيك* 10 فاني قد ندمت على عطائي ابنتي له لانه رام قتلي* 11 و تجنى عليه طمعا في ملكه* 12 ثم استرد ابنته و اعطاها لديمتريوس و تغير على الاسكندر و ظهرت عداوتهما* 13 ثم ان بطلماوس دخل انطاكية و وضع على راسه تاجين تاج اسية و تاج مصر* 14 و كان الاسكندر الملك اذ ذاك في كيليكية لان اهل تلك البلاد كانوا قد تمردوا* 15 فلما سمع الاسكندر قدم لمقاتلته فاخرج بطلماوس جيشه و لاقاه بعسكر شديد فكسره* 16 فهرب الاسكندر الى ديار العرب مستجيرا بهم و عظم امر بطلماوس الملك* 17 فقطع زبديئيل العربي راس الاسكندر و بعث به الى بطلماوس* 18 و في اليوم الثالث مات بطلماوس الملك فاهلك رجال الجند الحراس الذين في الحصون* 19 و ملك ديمتريوس في السنة المئة و السابعة و الستين* 20 في تلك الايام جمع يوناتان رجال اليهودية لفتح القلعة التي باورشليم و نصب عليها مجانيق كثيرة*(4/73)
21 فانطلق قوم من مبغضي امتهم من الرجال المنافقين الى الملك و اخبروه بان يوناتان يحاصر القلعة* 22 فلما سمع استشاط غضبا و سار من ساعته قاصدا بطلمايس و كتب الى يوناتان ان يكف عن محاصرة القلعة و ان يبادر الى ملاقاته في بطلمايس للمواجهة* 23 فلما بلغ ذلك يوناتان امر بان يستمروا على الحصار و اختار بعضا من شيوخ اسرائيل و الكهنة و خاطر بنفسه* 24 و اخذ من الفضة و الذهب و الحلل و سائر الهدايا شيئا كثيرا و انطلق الى الملك في بطلمايس فنال حظوة لديه* 25 و وشى به قوم من الامة من اهل النفاق* 26 الا ان الملك عامله كما كان اسلافه يعاملونه و عظمه لدى اصحابه جميعا* 27 و اقره في الكهنوت الاعظم و في كل ما كان له من الاختصاصات و جعله من اول اصدقائه* 28 و سال يوناتان الملك ان يعفي اليهودية و المدن الثلاث و ارض السامرة من كل جزية و وعده بثلاث مئة قنطار* 29 فارتضى الملك و كتب ليوناتان كتبا في ذلك كله و هذه صورتها* 30 من ديمتريوس الملك الى يوناتان اخيه و امة اليهود سلام* 31 نسخة الكتاب الذي كتبناه في حقكم الى لسطانيس قريبنا كتبنا بها اليكم لتقفوا على مضمونها* 32 من ديمتريوس الملك الى لسطانيس ابيه سلام* 33 لقد راينا ان نحسن الى امة اليهود اوليائنا المحافظين على ما يحق لنا وفاء بما سبق من برهم لنا* 34 فجعلنا لهم تخوم اليهودية و المدن الثلاث و هي افيرمة و لدة و الرامتائيم التي الحقت باليهودية من ارض السامرة و جميع توابعها فتكون لجميع الذين يذبحون في اورشليم بدل الضرائب الملكية التي كان الملك يستخرجها منهم قبلا في كل سنة من اتاء الارض و ثمر الاشجار* 35 و سائر ما يحق لنا من العشور و الوضائع و وهاد الملح و الاكاليل* 36 هذا كله قد انعمنا عليهم به تبرعا و من الان لا يلغى شيء من هذا الانعام ما طال الزمان* 37 فالان اكتبوا نسخة من هذا الرسم و لتسلم الى يوناتان و لتوضع في الجبل المقدس في موضع مشهود* 38 و راى(4/74)
ديمتريوس الملك ان الارض قد اطمانت لديه لا ينازعه منازع فسرح جميع جيوشه كل واحد الى موضعه ما خلا الجنود الغرباء الذين جاء بهم من جزائر الامم فمقته جيوش ابائه كلهم* 39 و كان تريفون من احزاب الاسكندر قبلا فلما راى ان الجيوش جميعها تتذمر على ديمتريوس انطلق الى ايملكوئيل العربي و كان يربي انطيوكس بن الاسكندر* 40 فالح عليه ان يسلمه اليه لكي يملك مكان ابيه و اخبره بما فعل ديمتريوس و بما له في الجيوش من العداوة و مكث هناك اياما كثيرة* 41 و ارسل يوناتان الى ديمتريوس الملك ان يخرج الجنود الذين في القلعة من اورشليم و الذين في الحصون لانهم كانوا يحاربون اسرائيل* 42 فارسل ديمتريوس الى يوناتان قائلا سافعل ذلك لك و لامتك بل ساعظمك انت و امتك تعظيما متى وافقتني فرصة* 43 و الان فانك تحسن الصنيع اذا ارسلت الى رجالا يكونون في نجدتي فاني قد خذلتني جيوشي كلها* 44 فوجه يوناتان ثلاث الاف رجل اشداء الباس الى انطاكية فوافوا الملك ففرح الملك بقدومهم* 45 و اجتمع اهل المدينة في وسط المدينة و كانوا مئة و عشرين الف رجل يحاولون قتل الملك* 46 فهرب الملك الى داره فاستولى اهل المدينة على طرق المدينة و شرعوا في القتال* 47 فدعا الملك اليهود لنجدته فاجتمعوا اليه كلهم ثم تفرقوا بجملتهم في المدينة فقتلوا فى المدينة في ذلك اليوم مئة الف رجل* 48 و احرقوا المدينة و اخذوا غنائم كثيرة في ذلك اليوم و خلصوا الملك* 49 فلما راى اهل المدينة ان اليهود قد استولوا على المدينة يفعلون ما شاءوا انخلعت قلوبهم و صرخوا الى الملك متضرعين و قالوا* 50 عاقدنا و ليكف اليهود عن الايقاع بنا و بالمدينة* 51 فالقوا السلاح و عقدوا المصالحة فعظم امر اليهود عند الملك و عند جميع اهل مملكته ثم رجعوا الى اورشليم بغنائم كثيرة* 52 و جلس ديمتريوس الملك على عرش ملكه و هدات الارض امامه* 53 فاخلف في جميع ما وعد و تغير على يوناتان و كافاه بخلاف ما صنع(4/75)
اليه من المعروف و ضيق عليه جدا* 54 و بعد ذلك رجع تريفون و معه انطيوكس و هو غلام صغير فملك انطيوكس و لبس التاج* 55 فاجتمع اليه جميع الجيوش التي سرحها ديمتريوس و قاتلوا ديمتريوس ففر منهم منهزما* 56 فاستولى تريفون على الفيلة ثم فتح انطاكية* 57 و كتب انطيوكس الصغير الى يوناتان قائلا اني اقرك في الكهنوت الاعظم و اقيمك على المدن الاربع و اتخذك من اصدقاء الملك* 58 و ارسل اليه انية من الذهب لخدمته و اباح له ان يشرب في الذهب و يلبس الارجوان بعروة الذهب* 59 و اقام سمعان اخاه قائدا من عقبة صور الى حدود مصر* 60 و خرج يوناتان و طاف في عبر النهر و في المدن فاجتمعت لمظاهرته جميع جيوش سورية و قدم اشقلون فلاقاه اهل المدينة باحتفال* 61 و انصرف من هناك الى غزة فاغلق اهل غزة الابواب في وجهه فحاصرها و احرق ضواحيها بالنار و نهبها* 62 فسال اهل غزة يوناتان الامان فعاقدهم و اخذ ابناء رؤسائهم رهائن و ارسلهم الى اورشليم ثم جال في البلاد الى دمشق* 63 و سمع يوناتان ان قواد ديمتريوس قد بلغوا الى قادش الجليل في جيش كثيف يريدون ان يعزلوه عن الولاية* 64 فزحف لملاقاتهم و خلف سمعان اخاه في البلاد* 65 فحاصر سمعان بيت صور و حاربها اياما كثيرة و احاط بها* 66 فسالوه المعاقدة فعاقدهم و اخرجهم من هناك و فتح المدينة و اقام فيها حرسا* 67 و اما يوناتان و جيشه فنزلوا على ماء جناسر و قبل الفجر زحفوا الى سهل حاصور* 68 فاذا بجيش الاجانب يلاقيهم في السهل و قد اقاموا عليهم كمينا في الجبال فبينما هم يتقدمون تجاههم* 69 ثار الكمين من مواضعهم و الحموا القتال* 70 ففر رجال يوناتان جميعا و لم يبق منهم احد الا متتيا ابن ابشالوم و يهوذا بن حلفي قائدا الجيوش* 71 فمزق يوناتان ثيابه و حثا التراب على راسه و صلى* 72 ثم عاد اليهم يقاتلهم فانهزموا و هربوا* 73 و لما راى ذلك الذين هربوا من رجاله رجعوا و تعقبوا العدو معه الى قادش الى(4/76)
معسكرهم و نزلوا هناك* 74 فسقط من الاجانب في ذلك اليوم ثلاثة الف رجل و رجع يوناتان الى اورشليم*
الأصحاح رقم 12
(4/77)
1 و راى يوناتان ان له فرصة ملائمة فاختار رجالا و سيرهم الى رومية ليقروا الموالاة بينهم و يجددوها* 2 و ارسل معهم الى اسبرطة و اماكن اخرى كتبا في هذا المعنى* 3 فانطلقوا الى رومية و دخلوا الشورى و قالوا انا مرسلون من قبل يوناتان الكاهن الاعظم و امة اليهود لنجدد ما بينكم و بينهم من الموالاة و المناصرة كما كان من قبل* 4 فاعطوهم كتبا للعمال في الاقاليم حتى يبلغوهم ارض يهوذا بسلام* 5 و هذه نسخة الكتب التي كتبها يوناتان الى اهل اسبرطة* 6 من يوناتان الكاهن الاعظم و شيوخ الامة و من الكهنة و سائر شعب اليهود الى اهل اسبرطة اخوتهم سلام* 7 ان اريوس المالك فيكم كان قديما قد انفذ كتبا الى اونيا الكاهن الاعظم يشهد انكم اخوتنا على ما هو في نسختها* 8 فتلقى اونيا الرسول باكرام و اخذ الكتب المصرح فيها بالمناصرة و الموالاة* 9 فنحن و ان لم تكن بنا حاجة الى ذلك بما لنا من التعزية في الاسفار المقدسة التي في ايدينا* 10 قد اثرنا مراسلتكم لنجدد الاخاء و الموالاة لئلا نعد من الاجانب عندكم اذ قد مضى على مكاتبتكم لنا زمان مديد* 11 و انا في كل حين في الاعياد و سائر الايام المفروضة لا نزال نذكركم في الذبائح التي نقدمها و في الصلوات كما ينبغي و يليق ان يذكر الاخوة* 12 و يسرنا ما انتم عليه من الاعتزاز* 13 اما نحن فقد احاطت بنا مضايق كثيرة و حروب عديدة و قاتلنا الملوك الذين من حولنا* 14 لكنا كرهنا ان نثقل عليكم و على سائر مناصرينا و اوليائنا في تلك الحروب* 15 فان لنا من السماء مددا يمدنا و قد تخلصنا من اعدائنا و اذللناهم* 16 و الان فقد اخترنا نومانيوس بن انطيوكس و انتيباتير بن ياسون و ارسلناهما الى الرومانيين لنجدد ما كان بيننا قبلا من الموالاة و المناصرة* 17 و امرناهما بان يقدما اليكم و يقرئاكم السلام و يسلما اليكم الكتب من قبلنا في تجديد اخائنا* 18 و لكم جميل الصنع ان اجبتمونا الى ذلك* 19 و هذه نسخة الكتب(4/78)
التي ارسلها الى اونيا* 20 من اريوس ملك الاسبرطيين الى اونيا الكاهن الاعظم سلام* 21 و بعد فقد وجد في بعض الكتب ان الاسبرطيين و اليهود اخوة من نسل ابراهيم* 22 و اذ قد علمنا ذلك فلكم جميل الصنع ان راسلتمونا فيما انتم عليه من السلام* 23 و الان فان جوابنا اليكم ان مواشيكم و املاككم هي لنا و ان ما لنا هو لكم هذا ما اوصينا بان تبلغوه* 24 و بلغ يوناتان ان قواد ديمتريوس قد عادوا لمحاربته بجيش يزيد على جيشه الاول* 25 فخرج من اورشليم و وافاهم في ارض حماة و لم يمهلهم ان يطاوا ارضه* 26 ثم ارسل جواسيس الى محلتهم فرجعوا و اخبروه انهم مزمعون ان يهجموا عليهم في الليل* 27 فلما غربت الشمس امر يوناتان الذين معه بان يسهروا تحت السلاح الليل كله استعدادا للقتال و فرق الحرس حول المحلة* 28 و سمع العدو بان يوناتان و الذين معه متاهبون للقتال فداخل قلوبهم الرعب و الرعدة فاضرموا النيران في محلتهم و هربوا* 29 الا ان يوناتان و الذين معه لم يعلموا بما كان الا عند الصبح لانهم كانوا يرون ضوء النيران* 30 فتعقبهم يوناتان فلم يدركهم لانهم كانوا قد قطعوا نهر الوطارس* 31 فارتد يوناتان الى العرب المسمين بالزبديين و ضربهم و سلب غنائمهم* 32 ثم ارتحل و اتى دمشق و جال في البلاد كلها* 33 و اما سمعان فخرج و بلغ الى اشقلون و الحصون التي بالقرب منها ثم ارتد الى يافا و استحوذ عليها* 34 لانه سمع انهم يريدون ان يسلموا الحصن الى احزاب ديمتريوس و اقام هناك حرسا يحافظون على المدينة* 35 ثم رجع يوناتان و جمع شيوخ الشعب و اتمر معهم ان يبني حصونا في اليهودية* 36 و يرفع اسوار اورشليم و يشيد حائطا عاليا بين القلعة و المدينة ليفصلها عن المدينة و تبقى على حدتها حتى لا يشتروا و يبيعوا* 37 فاتفقوا على ان يبنوا المدينة و تقدم اليهم ان يبنوا سور الوادي شرقا و رمموا السور المسمى كافيناطا* 38 و ابتنى سمعان حاديد في السهل و حصنها بالابواب و(4/79)
المزاليج* 39 و حاول تريفون ان يملك على اسية و يلبس التاج و يلقي يده على انطيوكس الملك* 40 لكنه خشي من يوناتان ان يمنعه و يحاربه فطلب سبيلا لان يقبض على يوناتان و يهلكه فسار و اتى الى بيت شان* 41 فخرج يوناتان لملتقاه في اربعين الف رجل منتخبين للقتال و اتى الى بيت شان* 42 فلما راى تريقون ان يوناتان قد اقبل في جيش كثيف لم يجسر ان يمد يده اليه* 43 فتلقاه باكرام و اوصى به جميع اصحابه و اهدى اليه هدايا و امر جيوشه بان يطيعوه طاعتهم لنفسه* 44 و قال ليوناتان لم ثقلت على هؤلاء الشعب كلهم و ليس بيننا حرب* 45 اطلقهم الى بيوتهم و انتخب لك نفرا قليلا يكونون معك و هلم معي الى بطلمايس فاسلمها اليك هي و سائر الحصون و من بقي من الجيوش و جميع المقلدين على الامور ثم انصرف راجعا فاني لهذا جئت* 46 فصدقه و فعل كما قال و اطلق الجيوش فانصرفوا الى ارض يهوذا* 47 و استبقى لنفسه ثلاثة الاف رجل ترك الفين منهم في الجليل و صحبه الف* 48 فلما دخل يوناتان بطلمايس اغلق اهل بطلمايس الابواب و قبضوا عليه و قتلوا جميع الذين دخلوا معه بالسيف* 49 و ارسل تريفون جيشا و فرسانا الى الجليل و الصحراء الواسعة لاهلاك جميع رجال يوناتان* 50 لكنهم لما علموا ان يوناتان و الذين معه قد قبض عليهم و هلكوا شجعوا انفسهم و تقدموا و هم متضامون متاهبون للقتال* 51 و اذ راى طالبوهم انهم مستبسلون رجعوا عنهم* 52 فوفدوا جميعهم بالسلام الى ارض يهوذا و ناحوا على يوناتان و الذين معه و اشتد خوفهم و كانت عند جميع اسرائيل مناحة عظيمة* 53 و طلب كل الامم الذين حولهم ان يدمروهم لانهم قالوا* 54 انهم لا رئيس لهم و لا ناصر فلنقاتلهم و لنمح ذكرهم من البشر*
الأصحاح رقم 13
(4/80)
1 و بلغ سمعان ان تريفون قد جمع جيشا عظيما ليغير على ارض يهوذا و يدمرها* 2 و راى ان شعبه قد داخله الرعب و الرعدة فصعد الى اورشليم و جمع الشعب* 3 و شجعهم و قال لهم قد علمتم ما فعلت انا و اخوتي و اهل بيت ابي من اجل السنن و الاقداس و ما لقينا من الحروب و الشدائد* 4 و قد كان في ذلك هلاك اخوتي جميعا لاجل اسرائيل و بقيت انا وحدي* 5 و الان فحاش لي ان اضن بنفسي في كل موقع ضيق فاني لست خيرا من اخوتي* 6 بل انتقم لامتي و للاقداس و لنسائنا و اولادنا لان الامم باسرها قد اجتمعت لتدميرنا بغضا* 7 فلما سمع الشعب هذا الكلام ثارت نفوسهم* 8 و اجابوا بصوت عظيم قائلين انت قائد لنا مكان يهوذا و يوناتان اخيك* 9 فحارب حربنا و مهما قلت لنا فانا نفعله* 10 فحشد جميع رجال القتال و جد في اتمام اسوار اورشليم و حصنها مما حولها* 11 ثم وجه يوناتان بن ابشالوم الى يافا في عدد واف من الجيش فطرد الذين كانوا فيها و اقام هناك* 12 و زحف تريفون من بطلمايس في جيش عظيم قاصدا ارض يهوذا و معه يوناتان تحت الحفظ* 13 و كان سمعان حالا بحاديد قبالة السهل* 14 و علم تريفون ان سمعان قد قام في موضع يوناتان اخيه و انه مزمع ان يلحم الحرب معه فانفذ اليه رسلا* 15 يقول انا انما قبضنا على يوناتان اخيك لمال كان عليه للملك فيما باشره من الامور* 16 فالان ارسل مئة قنطار فضة و ابنيه رهينة لئلا يغدر بنا اذا اطلقناه و حينئذ نطلقه* 17 و علم سمعان انهم انما يكلمونه بمكر الا انه ارسل المال و الولدين مخافة ان يجلب على نفسه عداوة عظيمة من قبل الشعب و يقولوا* 18 لسبب انه لم يرسل اليه المال و الولدين هلك* 19 فوجه الولدين و مئة القنطار الا ان تريفون اخلف و لم يطلق يوناتان* 20 و جاء تريفون بعد ذلك ليغير على البلاد و يدمرها و دار في الطريق الى ادورا و كان سمعان و جيشه يقاومونه حيثما تقدم* 21 و انفذ الذين في القلعة رسلا الى تريفون يلحون عليه ان ياتيهم(4/81)
في طريق البرية و ينفذ اليهم ميرة* 22 فجهز تريفون جميع فرسانه للمسير في ذلك الليل لكن اذ تكاثر الثلج جدا منعهم الثلج من المسير فارتحل و اتى الى ارض جلعاد* 23 و لما ان قارب بسكاما قتل يوناتان و دفنوه هناك* 24 ثم رجع تريفون و انصرف الى ارضه* 25 فارسل سمعان و اخذ عظام يوناتان اخيه و دفنها في مودين مدينة ابائه* 26 و ناح عليه كل اسرائيل نوحا عظيما و ندبوه اياما كثيرة* 27 و شيد سمعان على قبر ابيه و اخوته بناء عاليا منظورا بحجارة نحتت من وراء و من امام* 28 و نصب على القبور سبعة اهرام واحدا بازاء واحد لابيه و امه و اخوته الاربعة* 29 و زينها بفنون و نقوش و جعل حولها اعمدة عظيمة مرسوما على الاعمدة اسلحة تخليدا لذكرهم و بجانب الاسلحة سفن منقوشة و كانت منظورة لجميع ركاب البحر* 30 هذا هو القبر الذي صنعه بمودين باقيا الى هذا اليوم* 31 و سلك تريفون بالغدر مع انطيوكس الملك الصغير و قتله* 32 و ملك مكانه و لبس تاج اسية و ضرب الارض ضربة عظيمة* 33 و بنى سمعان حصون اليهودية و عززها بالبروج الرفيعة و الاسوار العظيمة و الابواب و المزاليج و ادخر ميرة في الحصون* 34 و انتخب سمعان رجالا و ارسل الى ديمتريوس الملك ان يعفي البلاد لان كل ما فعله تريفون انما كان اختلاسا* 35 فبعث اليه ديمتريوس الملك بهذا الكلام و اجابه و كتب اليه كتابا هذه صورته* 36 من ديمتريوس الملك الى سمعان الكاهن الاعظم و صديق الملوك و الى الشيوخ و شعب اليهود سلام* 37 قد وصل الينا اكليل الذهب و السعفة التي بعثت بها الينا و في عزمنا ان نعقد معكم سلما وثيقا و نكاتب ارباب الامور ان يعفوكم مما عليكم* 38 و كل ما رسمنا لكم يبقى مرسوما و الحصون التي بنيتموها تكون لكم* 39 و لكن ما فرط من هفوة و خطا الى هذا اليوم نتجاوز عنه و الاكليل الذي لنا عليكم و كل وضيعة اخرى على اورشليم نعفيكم منها* 40 و ان كان فيكم اهل للاكتتاب في جندنا فليكتتبوا و لكن(4/82)
فيما بيننا سلم* 41 و في السنة المئة و السبعين خلع نير الامم عن اسرائيل* 42 و بدا شعب اسرائيل يكتب في توقيع الصكوك و العقود في السنة الاولى لسمعان الكاهن الاعظم قائد اليهود و رئيسهم* 43 في تلك الايام نزل سمعان على غزة و حاصرها بجيوشه و صنع دبابات و ادناها من المدينة و ضرب احد البروج و استولى عليه* 44 و هجم الذين في الدبابة على المدينة فوقع اضطراب عظيم في المدينة* 45 و صعد الذين في المدينة مع النساء الى السور ممزقة ثيابهم و صرخوا بصوت عظيم الى سمعان يسالونه الامان* 46 و قالوا لا تعاملنا بحسب مساوئنا بل بحسب رافتك* 47 فرق لهم سمعان و كف عن قتالهم و اخرجهم من المدينة و طهر البيوت التي كانت فيها اصنام ثم دخلها بالتسبيح و الشكر* 48 و ازل منها كل رجاسة و اسكن هناك رجالا من المتمسكين بالشريعة و حصنها و بنى له فيها منزلا* 49 و اما الذين في قلعة اورشليم فاذ كانوا قد منعوا من الخروج و دخول البلد و من البيع و الشراء اشتدت مجاعتهم و مات كثير منهم* 50 فصرخوا الى سمعان يسالون الامان فامنهم و اخرجهم من هناك و طهر القلعة من النجاسات* 51 و دخلها في اليوم الثالث و العشرين من الشهر الثاني في السنة المئة و الحادية و السبعين بالحمد و السعف و الكنارات و الصنوج و العيدان و التسابيح و الاناشيد لانحطام العدو الشديد من اسرائيل* 52 و رسم ان يعيد ذلك اليوم بسرور كل سنة* 53 ثم حصن جبل الهيكل الذي بجانب القلعة و سكن هناك هو و الذين معه* 54 و راى سمعان ان يوحنا ابنه رجل باس فجعله قائدا على جميع الجيوش و اقام بجازر*
الأصحاح رقم 14
(4/83)
1 و في السنة المئة و الثانية و السبعين جمع ديمتريوس الملك جيوشه و سار الى ماداي يستمد نجدة لمحاربة تريفون* 2 و بلغ ارساكيس ملك فارس و ماداي ان ديمتريوس قد دخل تخومه فارسل بعض رؤسائه ليقبض عليه حيا* 3 فذهب و ضرب جيش ديمتريوس و قبض عليه و اتى به ارساكيس فجعله في السجن* 4 فهدات ارض يهوذا كل ايام سمعان و جعل همه مصلحة امته فكانوا مبتهجين بسلطانه و مجده كل الايام* 5 و فضلا عن ذلك المجد كله جعل يافا مرسى و فتح مجازا لجزائر البحر* 6 و وسع تخوم امته و استحوذ على البلاد* 7 و جمع اسرى كثيرين و امتلك جازر و بيت صور و القلعة و اخرج منها النجاسات و لم يكن من يقاومه* 8 و كانوا يفلحون ارضهم بسلام و الارض تعطي اتاءها و اشجار الحقول اثمارها* 9 و كان الشيوخ يجلسون في الساحات يتفاوضون جميعا في مصالح الامة و الشبان متسربلين بالبهاء و عليهم حلل الحرب* 10 و كان سمعان يمير المدن بالطعام و يهيئ فيها اسباب التحصين حتى صار ذكر مجده الى اقاصي الارض* 11 و قرر السلم في ارضه فلبث اسرائيل في فرح عظيم* 12 و جلس كل واحد تحت كرمته و تينته و لم يكن من يذعرهم* 13 و لم يبق في الارض من يحاربهم و قد انكسرت الملوك في تلك الايام* 14 و قوى كل من كان ضعيفا في شعبه و غار على الشريعة و استاصل كل اثيم و شرير* 15 و عظم الاقداس و اكثر من الانية المقدسة* 16 و بلغ خبر وفاة يوناتان الى رومية و اسبرطة فاسفوا اسفا شديدا* 17 و اذ بلغهم ان سمعان اخاه قد تقلد الكهنوت الاعظم مكانه و صارت البلاد و ما بها من المدن تحت سلطانه* 18 كتبوا اليه على الواح من نحاس يجددون معه ما كانوا قد قرروه مع يهوذا و يوناتان اخويه من الموالاة و المناصرة* 19 فقرئت الالواح بمشهد الجماعة في اورشليم و هذه صورة الكتب التي انفذها الاسبرطيون* 20 من رؤساء الاسبرطيين و من المدينة الى سمعان الكاهن الاعظم و الى الشيوخ و الكهنة و سائر شعب اليهود اخوتنا سلام* 21(4/84)
لقد اخبرنا الرسل الذين انفذتموهم الى شعبنا بما انتم فيه من العزة و الكرامة فسررنا بوفدهم* 22 و دونا ما قالوه في دواوين الشعب هكذا قد قدم علينا نومانيوس بن انطيوكس و انتيباتير ابن ياسون رسولا اليهود ليجددا ما بيننا من الموالاة* 23 فحسن لدى الشعب ان يلتقي الرجلين باكرام و يثبت صورة كلامهما في سجلات الشعب المخصصة لتكون تذكارا عند شعب الاسبرطيين و قد كتبنا بنسختها الى سمعان الكاهن الاعظم* 24 و بعد ذلك ارسل سمعان نومانيوس الى رومية و معه ترس عظيم من الذهب وزنه الف منا ليقرر المناصرة بينه و بينهم* 25 فلما سمع الشعب ذلك الكلام قالوا بماذا نكافئ سمعان و بنيه* 26 على ثباته هو و اخوته و بيت ابيه و دفعه عن اسرائيل اعداءه و تمتيعه له بالحرية و كتب في الواح من نحاس جعلوها على انصاب في جبل صهيون* 27 ما صورته في اليوم العاشر من شهر ايلول في السنة المئة و الثانية و السبعين و هي السنة الثالثة لسمعان الكاهن الاعظم في سرمال* 28 في مجمع عظيم من الكهنة و الشعب و رؤساء الامة و شيوخ البلاد ثبت عندنا ان قد وقعت حروب كثيرة في البلاد* 29 و ان سمعان بن متتيا من بني ياريب و اخوته قد القوا بانفسهم في المخاطر و ناهضوا اعداء امتهم صيانة لاقداسهم و الشريعة و اولوا امتهم مجدا كبيرا* 30 و ان يوناتان جمع شمل امته و تقلد فيهم الكهنوت الاعظم ثم انضم الى قومه* 31 فهم اعداؤهم بالغارة على ارضهم ليدمروا بلادهم و يلقوا ايديهم على اقداسهم* 32 حينئذ نهض سمعان و قاتل عن امته و انفق كثيرا من امواله و سلح رجال الباس من امته و اجرى عليهم الارزاق* 33 و حصن مدن اليهودية و بيت صور التي عند حدود اليهودية حيث كانت اسلحة الاعداء من قبل و جعل هناك حرسا من رجال اليهود* 34 و حصن يافا التي على البحر و جازر التي عند حدود اشدود حيث كان الاعداء مقيمين من قبل و اسكن هناك يهودا و جعل فيهما كل ما ياول الى اعزاز شانهما* 35 فلما راى(4/85)
الشعب ما فعل سمعان و المجد الذي شرع في انشائه لامته اقاموه قائدا لهم و كاهنا اعظم لما صنعه من ذلك كله و لاجل عدله و الوفاء الذي حفظه لامته و التماسه اعزاز شعبه بجميع الوجوه* 36 و في ايامه تم النجح على يديه باجلاء الامم عن البلاد و طرد الذين في مدينة داود باورشليم و كانوا قد بنوا لانفسهم قلعة يخرجون منها و ينجسون ما حول الاقداس و يفسدون الطهارة افسادا عظيما* 37 و اسكن فيها رجالا من اليهود و حصنها لصيانة البلاد و المدينة و رفع اسوار اورشليم* 38 و اقره الملك ديمتريوس في الكهنوت الاعظم* 39 و جعله من اصدقائه و عظمه جدا* 40 اذ بلغه ان الرومانيين يسمون اليهود اولياء لهم و مناصرين و اخوة و قد تلقوا رسل سمعان باكرام* 41 و ان اليهود و كهنتهم قد حسن لديهم ان يكون سمعان رئيسا و كاهنا اعظم مدى الدهر الى ان يقوم نبي امين* 42 و يكون قائدا لهم و يهتم بالاقداس و يقيم منهم اناسا على الاعمال و البلاد و الاسلحة و الحصون* 43 و يتولى امر الاقداس و ان يطيعه الجميع و تكتب باسمه جميع الصكوك في البلاد و يلبس الارجوان و الذهب* 44 و لا يحل لاحد من الشعب و الكهنة ان ينقض شيئا من ذلك او يخالف شيئا مما يامر به او يجمع مجمعا بدونه في البلاد او يلبس الارجوان و عروة الذهب* 45 و من فعل خلاف ذلك و نقض شيئا منه فهو مجرم* 46 و قد رضي الشعب كله بان يقلد سمعان جميع ما ذكر* 47 و قبل سمعان و رضي ان يكون كاهنا اعظم و قائدا و رئيسا لامة اليهود و للكهنة و حاكما على الجميع* 48 و رسموا بان تدون هذه الكتابة في الواح من نحاس توضع في رواق الاقداس في موضع مشهود* 49 و توضع صورها في الخزانة حتى تبقى لسمعان و بنيه*
الأصحاح رقم 15
(4/86)
1 و انفذ انطيوكس بن ديمتريوس الملك كتبا من جزائر البحر الى سمعان الكاهن رئيس امة اليهود و الى الشعب اجمع* 2 و هذه فحواها من انطيوكس الملك الى سمعان الكاهن الاعظم رئيس الامة و الى شعب اليهود سلام* 3 انه اذ كان قوم من ذوي الفساد قد تسلطوا على مملكة ابائنا كان من همي الان ان استخلص المملكة حتى اعيدها الى ما كانت عليه من قبل و قد حشدت جيوشا كثيرة و جهزت اسطولا للحرب* 4 و انا عازم ان اتقدم على البلاد لانتقم من الذين افسدوا في بلادنا و خربوا مدنا كثيرة في المملكة* 5 فالان اقرر لك كل حطيطة حطها عنك الملوك من قبلي و كل ما اعفوك منه من التقادم* 6 و قد ابحت لك ان تضرب في بلادك سكة خاصة* 7 و ان تكون اورشليم و الاقداس حرة و كل ما جهزته من الاسلحة و بنيته من الحصون التي في يدك فليبق لك* 8 و كل ضريبة ملكية كانت فيما سلف او تكون فيما ياتي تعفى منها من الان على طول الزمان* 9 و اذا فزنا بمملكتنا اعززناك انت و امتك و الهيكل اعزازا عظيما حتى يتلالا مجدكم في الارض كلها* 10 و في السنة المئة و الرابعة و السبعين خرج انطيوكس الى ارض ابائه فاجتمع اليه جميع الجيوش حتى لم يبق مع تريفون الا نفر يسير* 11 فتعقبه انطيوكس الملك فانطلق هاربا الى دورا التي على البحر* 12 اذ ايقن ان قد تراكم عليه الشر و خذلته الجيوش* 13 فنزل انطيوكس على دورا و معه مئة و عشرون الفا من رجال الحرب و ثمانية الاف فارس* 14 و احاط بالمدينة و تقدم الاسطول من البحر فضايق المدينة برا و بحرا و لم يدع احدا يدخل او يخرج* 15 و قدم نومانيوس و الذين معه من رومية كتبا الى الملوك و البلاد كتب فيها هكذا* 16 من لوكيوس وزير الرومانيين الى بطلماوس الملك سلام* 17 لقد اتانا رسل اليهود اوليائنا و مناصرينا يجددون قديم الموالاة و المناصرة مرسلين من قبل سمعان الكاهن و شعب اليهود* 18 و معهم ترس من ذهب وزنه الف منا* 19 فلذلك راينا ان نكتب الى الملوك و(4/87)
البلاد ان لا يطلبوهم بسوء و لا يقيموا عليهم حربا و لا على شيء من مدنهم و بلادهم و لا يناصروا من يحاربهم* 20 و حسن لدينا ان نقبل منهم الترس* 21 فان فر اليكم من بلادهم بعض من رجال الفساد فاسلموهم الى سمعان الكاهن الاعظم لينتقم منهم على مقتضى شريعتهم* 22 و كتب مثل ذلك الى ديمتريوس الملك و اتالس و ارياراطيس و ارساكيس* 23 و الى جميع البلاد الى لمساكس و اسبرطة و ديلس و مندس و سيكيون و كارية و سامس و بمفيلية و ليكية و اليكرنسس و رودس و فسيليس و كوس و سيدن و ارادس و جرتينة و كنيدس و قبرس و القيروان* 24 و كتبوا بنسخة تلك الكتب الى سمعان الكاهن الاعظم* 25 و عاد انطيوكس الملك فحاصر دورا و لم يزل يضايقها و ينصب عليها المجانيق و احاط بتريفون لئلا يدخل و يخرج* 26 فارسل اليه سمعان الفي رجل منتخبين نصرة له و فضة و ذهبا و انية كثيرة* 27 فابى انطيوكس ان يقبلها و نقض كل ما كان عاهده به من قبل و تغير عليه* 28 و ارسل اليه اتينوبيوس احد اصحابه ليفاوضه قائلا انكم مستولون على يافا و جازر و القلعة التي باورشليم و هي من مدن مملكتي* 29 و قد خربتم تخومها و ضربتم الارض ضربة عظيمة و تسلطتم على اماكن كثيرة في مملكتي* 30 فالان اسلموا المدن التي استحوذتم عليها و ادوا خراج الاماكن التي تسلطتم عليها في خارج تخوم اليهودية* 31 و الا فادوا عنها خمس مئة قنطار فضة و عن الاتلاف الذي اتلفتموه و عن خراج المدن خمس مئة قنطار اخرى و الا وفدنا عليكم مقاتلين* 32 فجاء اتينوبيوس صاحب الملك الى اورشليم و شاهد مجد سمعان و خزانة انيته الفضية و الذهبية و اثاثا وافرا فبهت و اخبره بكلام الملك* 33 فاجاب سمعان و قال له انا لم ناخذ ارضا لغريب و لم نستول على شيء لاجنبي و لكنه ميراث ابائنا الذي كان اعداؤنا قد استولوا عليه ظلما حينا من الدهر* 34 فلما اصبنا الفرصة استرددنا ميراث ابائنا* 35 فاما يافا و جازر اللتان تطالب بهما فانهما(4/88)
كانتا تجلبان على الشعب في بلادنا نكبات شديدة غير انا نؤدي عنهما مئة قنطار فلم يجبه اتينوبيوس بكلمة* 36 و رجع الى الملك مغضبا و اخبره بهذا الكلام و بمجد سمعان و كل ما شاهده فغضب الملك غضبا شديدا* 37 و ركب تريفون في سفينة و فر الى ارطوسياس* 38 ففوض الملك قيادة الساحل الى كندباوس و جعل تحت يده جنودا من الرجالة و فرسانا* 39 و امره ان يزحف على اليهودية و اوعز اليه ان يبني قدرون و يحصن الابواب و يقاتل الشعب ثم ان الملك تعقب تريفون* 40 فبلغ كندباوس الى يمنيا و جعل يرغم الشعب و يغير على اليهودية و يسبي في الشعب و يقتل و بني قدرون* 41 و جعل فيها فرسانا و جنودا ليخرجوا و ينتشروا في طرق اليهودية كما رسم له الملك*
الأصحاح رقم 16
(4/89)
1 فصعد يوحنا من جازر و اخبر سمعان اباه بما صنع كندباوس* 2 فدعا سمعان ابنيه الاكبرين يهوذا و يوحنا و قال لهما انا لم نزل انا و اخوتي و بيت ابي نحارب حروب اسرائيل منذ صغرنا الى هذا اليوم و قد انجح على ايدينا خلاص اسرائيل مرارا كثيرة* 3 و الان فاني قد شخت و انتما برحمة الله قد بلغتما اشدكما فقوما مقامي و مقام اخي و اخرجا و قاتلا عن امتكما و ليؤازركما النصر من السماء* 4 و انتخب من البلاد عشرين الفا من رجال الحرب و الفرسان فزحفوا على كندباوس و باتوا بمودين* 5 ثم قاموا في الغد و انطلقوا الى السهل فاذا تلقاءهم جيش عظيم من الرجالة و الفرسان و كان بين الفريقين واد* 6 فنزل يوحنا بازائهم هو و شعبه و اذ راى الشعب خائفا من عبور الوادي عبر هو اولا فلما راه الرجال عبروه وراءه* 7 ففرق الشعب و جعل الفرسان في وسط الرجالة و كانت فرسان العدو كثيرة جدا* 8 ثم نفخوا في الابواق المقدسة فانكسر كندباوس و جيشه و سقط منهم قتلى كثيرين و فر الباقون الى الحصن* 9 حينئذ جرح يهوذا اخو يوحنا و تعقبهم يوحنا حتى بلغ كندباوس الى قدرون التي بناها* 10 ففروا الى البروج التي بارض اشدود فاحرقها بالنار فسقط منهم الفا رجل ثم رجع الى ارض يهوذا بسلام* 11 و كان بطلماوس بن ابوبس قد اقيم قائدا في بقعة اريحا و كان عنده من الفضة و الذهب شيء كثير* 12 و كان صهر الكاهن الاعظم* 13 فتشامخ في قلبه و طلب ان يستولي على البلاد و قد نوى الغدر بسمعان و بنيه حتى يهلكهم* 14 و كان سمعان يجول في مدن البلاد ينظر في مهماتها فنزل الى اريحا هو و متتيا و يهوذا ابناه في السنة المئة و السابعة و السبعين في شهر شباط* 15 فانزلهم ابن ابوبس بحصين كان قد بناه يقال له دوق و هو يضمر لهم الغدر و صنع لهم مادبة عظيمة و اخفى هناك رجالا* 16 فلما سكر سمعان و بنوه قام بطلماوس و من معه و اخذوا سلاحهم و وثبوا على سمعان في المادبة و قتلوه هو و ابنيه و بعضا من(4/90)
غلمانه* 17 و خان خيانة فظيعة و كافا الخير بالشر* 18 ثم كتب بطلماوس بذلك و ارسل الى الملك ان يوجه اليه جيشا لنصرته فيسلم اليه البلاد و المدن* 19 و وجه قوما الى جازر لاهلاك يوحنا و انفذ كتبا الى رؤساء الالوف ان ياتوه حتى يعطيهم فضة و ذهبا و هدايا* 20 و ارسل اخرين ليستولوا على اورشليم و جبل الهيكل* 21 فسبق واحد و اخبر يوحنا في جازر بهلاك ابيه و اخويه و ان بطلماوس قد بعث من يقتله* 22 فلما سمع ذلك بهت جدا و قبض على الرجال الذين اتوا ليقتلوه و قتلهم لعلمه انهم يريدون اهلاكه* 23 و بقية اخبار يوحنا و حروبه و ما ابداه من الحماسة و بناؤه الاسوار التي بناها و اعماله* 24 مكتوبة في كتاب ايام كهنوته الاعظم منذ تقلد الكهنوت الاعظم بعد ابيه*(4/91)
المكابيين الثانى
(15) إصحاح
الأصحاح رقم 1
(4/92)
1 الى الاخوة اليهود الذين في مصر سلام اليكم من الاخوة اليهود الذين في اورشليم و بلاد اليهودية اطيب السلام* 2 ليبارككم الله و يذكر عهده مع ابراهيم و اسحق و يعقوب عبيده الامناء* 3 و ليؤتكم جميعا قلبا لان تعبدوه و تصنعوا مشيئته بصدر مشروح و نفس راضية* 4 و يفتح قلوبكم لشريعته و وصاياه و يجعلكم في سلام* 5 و ليستجب لصلواتكم و يتب عليكم و لا يخذلكم في اوان السوء* 6 و نحن ههنا نصلي من اجلكم* 7 كنا نحن اليهود قد كتبنا اليكم في عهد ديمتريوس في السنة المئة و التاسعة و الستين حين الضيق و الشدة التي نزلت بنا في تلك السنين بعد انصراف ياسون و الذين معه من الارض المقدسة و المملكة* 8 فانهم احرقوا الباب و سفكوا الدم الزكي فابتهلنا الى الرب فاستجاب لنا و قربنا الذبيحة و السميذ و اوقدنا السرج و قدمنا الخبز* 9 فالان عليكم ان تعيدوا ايام المظال التي في شهر كسلو* 10 في السنة المئة و الثامنة و الثمانين من سكان اورشليم و اليهودية و الشيوخ و يهوذا الى ارسطوبولس مؤدب بطلماوس الملك الذي من ذرية الكهنة المسحاء و الى اليهود الذين في مصر سلام و عافية* 11 نشكر الله الشكر الجزيل على انه خلصنا من اخطار جسيمة عند مناصبتنا للملك* 12 و دحر الذين يقاتلوننا في المدينة المقدسة* 13 فانه اذ كان الملك في فارس يقود جيشا لا يثبت امامه احد نكبوا في هيكل النناية بحيلة احتالها عليهم كهنة النناية* 14 و ذلك انه جاء انطيوكس و من معه من اصحابه الى هناك متظاهرا بانه يريد ان يقارنها و في نفسه ان ياخذ الاموال على سبيل الصداق* 15 فابرز كهنة النناية الاموال و دخل هو مع نفر يسير الى داخل المعبد ثم اغلقوا الهيكل* 16 فلما دخل انطيوكس فتحوا بابا خفيا كان في ارض الهيكل و قذفوا حجارة رجموا بها القائد ثم قطعوهم قطعا و حزوا رؤوسهم و القوها الى الذين كانوا في الخارج* 17 ففي كل شيء تبارك الهنا الذي اسلم الكفرة* 18 و بعد فاذ كنا مزمعين ان(4/93)
نعيد عيد تطهير الهيكل في اليوم الخامس و العشرين من شهر كسلو راينا من الواجب ان نعلن اليكم ان تعيدوا انتم ايضا عيد المظال و النار التي ظهرت حين بنى نحميا الهيكل و المذبح و قدم الذبيحة* 19 فانه حين اجلي اباؤنا الى فارس اخذ بعض اتقياء الكهنة من نار المذبح سرا و خباوها في جوف بئر لا ماء فيها و حافظوا عليها بحيث بقي الموضع مجهولا عند الجميع* 20 و بعد انقضاء سنين كثيرة حين شاء الله ارسل ملك فارس نحميا الى هنا فبعث اعقاب الكهنة الذين خباوا النار لالتماسها الا انهم كما حدثونا لم يجدوا نارا بل ماء خاثرا* 21 فامرهم ان يغرفوا و ياتوا به و لما احضرت الذبائح امر نحميا الكهنة ان ينضحوا بهذا الماء الخشب و الموضوع عليه* 22 فصنعوا كذلك و لما برزت الشمس و قد كانت محجوبة بالغيم اتقدت نار عظيمة حتى تعجب الجميع* 23 و عند احراق الذبيحة كان الكهنة كلهم يصلون و كان يوناتان يبدا و الباقون يجيبونه* 24 و هذا ما صلى به نحميا ايها الرب الرب الاله خالق الكل المرهوب القوي العادل الرحيم يا من هو وحده الملك و البار* 25 يا من هو وحده المتفضل العادل القدير الازلي مخلص اسرائيل من كل شر الذي اصطفى اباءنا و قدسهم* 26 تقبل الذبيحة من اجل جميع شعبك اسرائيل و صن ميراثك و قدسه* 27 و اجمع شتاتنا و اعتق المستعبدين عند الامم و انظر الى الممتهنين و الممقوتين و لتعلم الامم انك انت الهنا* 28 و عاقب الظالمين و القاذفين بتجبر* 29 و اغرس شعبك في مكانك المقدس كما قال موسى* 30 و كان الكهنة يرنمون بالاناشيد* 31 و لما احرقت الذبيحة امر نحميا بان يريقوا ما بقي من الماء على الحجارة الكبيرة* 32 فلما صنعوا ذلك اتقد اللهيب فاطفاه النور المنبعث من المذبح* 33 فشاع ذلك و اخبر ملك فارس ان الموضع الذي خبا فيه الكهنة النار حين جلائهم قد ظهر فيه ماء و به طهر الذين مع نحميا الذبيحة* 34 فسيجه الملك و صيره مقدسا بعد الفحص عن الامر* 35 و(4/94)
انعطف الملك اليهم و اخذ عطايا كثيرة و وهبها لهم* 36 و سماه الذين مع نحميا نفطار اي تطهيرا و يعرف عند كثيرين بنفطاي*
الأصحاح رقم 2
(4/95)
1 قد جاء في السجلات ان ارميا النبي امر اهل الجلاء ان ياخذوا النار كما ذكر و كما امر النبي اهل الجلاء* 2 اذ اوصاهم ان لا ينسوا وصايا الرب و لا تغوى قلوبهم اذا راوا تماثيل الذهب و الفضة و ما عليها من الزينة* 3 و حرضهم بمثل هذا الكلام على ان لا يزيلوا الشريعة من قلوبهم* 4 و جاء في هذه الكتابة ان النبي بمقتضى وحي صار اليه امر ان يذهب معه بالمسكن و التابوت حتى يصل الى الجبل الذي صعد اليه موسى و راى ميراث الله* 5 و لما وصل ارميا وجد كهفا فادخل اليه المسكن و التابوت و مذبح البخور ثم سد الباب* 6 فاقبل بعض من كانوا معه ليسموا الطريق فلم يستطيعوا ان يجدوه* 7 فلما اعلم بذلك ارميا لامهم و قال ان هذا الموضع سيبقى مجهولا الى ان يجمع الله شمل الشعب و يرحمهم* 8 و حينئذ يبرز الرب هذه الاشياء و يبدو مجد الرب و الغمام كما ظهر في ايام موسى و حين سال سليمان ان يقدس الموضع تقديسا بهيا* 9 اذ اشتهر و ابدى حكمته بتقديم الذبيحة لتدشين الهيكل و تتميمه* 10 فكما دعا موسى الرب فنزلت النار من السماء و افنت الذبيحة كذلك دعا سليمان فنزلت النار من السماء و افنت المحرقات* 11 و قال موسى انما افنيت ذبيحة الخطيئة لانها لم تؤكل* 12 و كذلك عيد سليمان للتدشين ثمانية الايام* 13 و قد شرح ذلك في السجلات و التذاكر التي لنحميا و كيف انشا مكتبة جمع فيها اخبار الملوك و الانبياء و كتابات داود و رسائل الملوك في التقادم* 14 و كذلك جمع يهوذا كل ما فقد منا في الحرب التي حدثت لنا و هو عندنا* 15 فان كانت لكم حاجة بذلك فارسلوا من ياخذه اليكم* 16 و اذ قد ازمعنا ان نعيد عيد التطهير كتبنا اليكم و انكم لتحسنون الصنع اذا عيدتم هذه الايام* 17 و الله الذي خلص جميع شعبه و رد على الجميع الميراث و الملك و الكهنوت و المقدس* 18 كما وعد في الشريعة نرجو منه ان يرحمنا قريبا و يجمعنا مما تحت السماء الى الموضع المقدس* 19 فانه قد انقذنا من شرور(4/96)
عظيمة و طهر الموضع* 20 ان الحوادث التي وقعت ليهوذا المكابي و اخوته و تطهير الهيكل العظيم و تدشين المذبح* 21 و الحروب التي وقعت مع انطيوكس الشهير و ابنه اوباطور* 22 و الايات التي ظهرت من السماء في حق الذين تحمسوا لدين اليهود حتى انهم مع قلتهم تسلطوا على البلاد بجملتها و طردوا جماهير الاعاجم* 23 و استردوا الهيكل الذي اشتهر ذكره في المسكونة باسرها و حرروا المدينة و احيوا الشرائع التي كادت تضمحل لان الرب عطف عليهم بكثرة مراحمه* 24 تلك الامور التي شرحها ياسون القيرواني في خمسة كتب قد اقبلنا نحن على اختصارها في درج واحد* 25 و لما راينا تكاثر الحوادث و الصعوبة التي تعترض من اراد الخوض في اخبار التاريخ لكثرة المواد* 26 كان من همنا ان نجعل فيما كتبناه فكاهة للمطالع و سهولة للحافظ و فائدة للجميع* 27 فلم يكن تكلفنا لهذا الاختصار امرا سهلا و انما تم بالعرق و السهر* 28 كما ان الذي يعد مادبة و يبتغي بها منفعة الناس لا يكون الامر عليه سهلا غير انا لاجل مرضاة الكثيرين سنتحمل هذا النصب عن طيبة نفس* 29 تاركين التدقيق في تفاصيل الحوادث لاصحاب التاريخ و ملتزمين في الاختصار استقراء اهم الوقائع* 30 فانه كما ينبغي لمن يهندس بيتا جديدا ان يهتم بجميع اجزاء البنيان و لمن يباشر الوسم و التصوير ان يتطلب اسباب الزينة هكذا ما نحن فيه على ما ارى* 31 فان التبحر و الكلام على كل امر و البحث عن جزء فجزء من شان مصنف التاريخ* 32 و اما الملخص فمرخص له ان يسوق الحديث باختصار مع اهمال التدقيق في المباحث* 33 و ههنا نشرع في ايراد الحوادث مقتصرين من التمهيد على ما ذكرناه اذ ليس من الاصابة الاطناب فيما قبل التاريخ و الايجاز في التاريخ*
الأصحاح رقم 3
(4/97)
1 حين كانت المدينة المقدسة عامرة امنة و الشرائع محفوظة غاية الحفظ لما كان عليه اونيا الكاهن الاعظم من الورع و البغض للشر* 2 كان الملوك انفسهم يعظمون المقدس و يكرمون الهيكل بافخر التقادم* 3 حتى ان سلوقس ملك اسية كان يؤدي من دخله الخاص جميع النفقات المختصة بتقديم الذبائح* 4 و ان رجلا اسمه سمعان من سبط بنيامين كان مقلدا الوكالة على الهيكل وقعت مخاصمة بينه و بين الكاهن الاعظم لاجل ظلم جناه على المدينة* 5 و اذ لم يمكنه التغلب على اونيا انطلق الى ابلونيوس بن ترساوس و كان اذ ذاك قائدا في بقاع سورية و فينيقية* 6 و اخبره ان الخزانة التي في اورشليم مشحونة من الاموال بما لا يستطاع وصفه حتى ان الدخل لا يحصى لكثرته و ان ذلك ليس بمختص بنفقة الذبائح فيتهيا للملك ادخال ذلك كله في حوزته* 7 ففاوض ابلونيوس الملك و اعلمه بالاموال التي وصفت له فاختار هليودورس قيم المصالح و ارسله و امره بجلب الاموال المذكورة* 8 فتوجه هليودورس لساعته قاصدا في الظاهر التطوف في مدن بقاع سورية و فينيقية و كان في الواقع يقصد انفاذ مرام الملك* 9 فلما جاء اورشليم احسن الكاهن الاعظم ملتقاه فحدثه بما كوشفوا به و صرح له بسبب قدومه و ساله هل الامر في الحقيقة كما ذكر له* 10 فذكر له الكاهن الاعظم ان المال هو ودائع للارامل و اليتامى* 11 و ان قسما منه لهركانس بن طوبيا احد عظماء الاشراف ثم ان الامر ليس على ما وشى به سمعان المنافق و انما المال كله اربعون قنطار فضة و مئتا قنطار ذهب* 12 فلا يجوز بوجه من الوجوه هضم الذين ائتمنوا قداسة الموضع و مهابة و حرمة الهيكل المكرم في المسكونة كلها* 13 لكن هليودورس بناء على امر الملك اصر على حمل الاموال الى خزانة الملك* 14 و عين يوما دخل فيه للفحص عن ذلك فكان في جميع المدينة ارتعاش شديد* 15 و انطرح الكهنة امام المذبح بحللهم الكهنوتية يبتهلون نحو السماء الى الذي سن في الودائع ان تصان(4/98)
لمستودعها* 16 و كان من راى وجه الكاهن الاعظم يتفطر فؤاده لان منظره و امتقاع لونه كانا ينبئان بما في نفسه من الارتعاش* 17 اذ كان الرجل قد اشتمل عليه الرعب و القشعريرة فكانا يدلان الرائين على ما في قلبه من الكابة* 18 و كان الناس يتبادرون من البيوت افواجا ليصلوا صلاة عامة لسبب الهوان المشرف على الموضع* 19 و كانت النساء يزدحمن في الشوارع و هن متحزمات بالمسوح تحت ثديهن و العذارى ربات الخدور يتجارين بعضهن الى الابواب و بعضهن الى الاسوار و اخريات يتطلعن من الكوى* 20 و كلهن باسطات ايديهن الى السماء يتضرعن بالابتهال* 21 فكان انكسار الجمهور و انتظار الكاهن الاعظم و هو في ارتعاش شديد مما يصدع القلب رحمة* 22 و كانوا يتضرعون الى الاله القدير ان يحفظ الودائع موفورة لمستودعيها* 23 اما هليودورس فكان اخذا في اتمام ما قضى به و قد حضر هناك مع شرطه في الخزانة* 24 فصنع رب ابائنا و سلطان كل قدرة اية عظيمة حتى ان جميع الذين اجتراوا على الدخول صرعتهم قدرة الله و اخذهم الانحلال و الرعب* 25 و ذلك انه ظهر لهم فرس عليه راكب مخيف و جهازه فاخر فوثب و ضرب هليودورس بحوافر يديه و كانت عدة الراكب كانها من ذهب* 26 و تراءى ايضا لهليودورس فتيان عجيبا القوة بديعا البهاء حسنا اللباس فوقفا على جانبيه يجلدانه جلدا متواصلا حتى اثخناه بالضرب* 27 فسقط لساعته على الارض و غشيه ظلام كثيف فرفعوه و جعلوه على محمل* 28 فاذا به بعد ان دخل الخزانة المذكورة في موكب حافل و جند كثير قد اصبح محمولا لا مغيث له و قد تجلت لهم قدرة الله علانية* 29 فكان مطروحا بالقوة الالهية ابكم منقطع الرجاء من الخلاص* 30 و اليهود يباركون الرب الذي مجد مقدسه و قد امتلا الهيكل ابتهاجا و تهللا اذ تجلى فيه الرب القدير بعدما كان قبيل ذلك مملوءا خوفا و اضطرابا* 31 فبادر بعض من اصحاب هليودورس و سالوا اونيا ان يبتهل الى العلي و يمن عليه بالحياة اذ كان قد(4/99)
اصبح على اخر رمق* 32 فخالج قلب الكاهن الاعظم ان الملك ربما اتهم اليهود بمكيدة كادوها لهليودورس فقدم الذبيحة من اجل خلاص الرجل* 33 و بينما الكاهن الاعظم يقدم الكفارة اذ عاد ذانك الفتيان فظهرا لهليودورس بلباسهما الاول و وقفا و قالا عليك بجزيل الشكر لاونيا الكاهن الاعظم فان الرب قد من عليك بالحياة من اجله* 34 و انت ايها المجلود فاخبر الجميع بقدرة الله العظيمة قالا ذلك و غابا عن النظر* 35 فقدم هليودورس ذبيحة للرب و صلى اليه صلوات عظيمة على انه من عليه بالحياة و شكر اونيا و رجع بجيشه الى الملك* 36 و كان يعترف امام الجميع بما عاينه من اعمال الله العظيم* 37 و سال الملك هليودورس من ترى يكون اهلا لان نعود فنرسله الى اورشليم فقال* 38 ان كان لك عدو او صاحب دسيسة في المملكة فارسله الى هناك فيرجع اليك مجلودا ان نجا فان في ذلك الموضع قدرة الهية لا محالة* 39 لان الذي مسكنه في السماء هو يراقب الموضع و يدافع عنه فيضرب الذين يقصدونه بالشر و يهلكهم* 40 هذا ما كان من امر هليودورس و حماية الخزانة*
الأصحاح رقم 4
(4/100)
1 و كان سمعان المذكور الذي وشى في امر الاموال و الوطن يقذف اونيا كانه هو اغرى هليودورس بذلك و جلب عليه ذلك الشر* 2 و بلغ من وقاحته انه وصف المحسن الى المدينة و القائم بمصلحة اهل وطنه و الغيور على الشريعة بانه صاحب دسيسة* 3 فاشتدت العداوة حتى ان احد خواص سمعان شرع في القتل* 4 فلما تبين اونيا ما في ذلك الخصام من الخطر مع حماقة ابلونيوس قائد بقاع سورية و فينيقية الذي كان يمد سمعان في خبثه قصد الملك* 5 لا واشيا باهل وطنه و لكن ابتغاء لمصالح تعم الشعب برمته* 6 لانه راى انه بغير عناية الملك لا يمكن ان تكون الاحوال في سلام و لا ان يقلع سمعان عن رعونته* 7 و كان انه بعد وفاة سلوقس و استيلاء انطيوكس الملقب بالشهير على الملك طمع ياسون اخو اونيا في الكهنوت الاعظم* 8 فوفد على الملك و وعده بثلاث مئة و ستين قنطار فضة و بثمانين قنطارا من دخل اخر* 9 و ما عدا ذلك ضمن له مئة و خمسين قنطارا غيرها ان رخص له بسلطة الملك في اقامة مدرسة للتروض و موضع للغلمان و ان يكتتب اهل اورشليم في رعوية انطاكية* 10 فاجابه الملك الى ذلك فتقلد الرئاسة و ما لبث ان صرف شعبه الى عادات الامم* 11 و الغى الاختصاصات التي انعم بها الملوك على اليهود على يد يوحنا ابي اوبولمس الذي قلد السفارة الى الرومانيين في عقد الموالاة و المناصرة و ابطل رسوم الشريعة و ادخل سننا تخالف الشريعة* 12 و بادر فاقام مدرسة للتروض تحت القلعة و ساق نخبة الغلمان فجعلهم تحت القبعة* 13 فتمكن الميل الى عادات اليونان و التخلق باخلاق الاجانب بشدة فجور ياسون الذي هو كافر لا كاهن اعظم* 14 حتى ان الكهنة لم يعودوا يحرصون على خدمة المذبح و استهانوا بالهيكل و اهملوا الذبائح لينالوا حظا في جوائز الملعب المحرمة بعد المباراة في رمي المطاث* 15 و كانوا يستخفون بماثر ابائهم و يتنافسون بمفاخر اليونان* 16 فلذلك احاقت بهم رزيئة شديدة فان الذين اولعوا برسومهم و حرصوا(4/101)
على التشبه بهم هم صاروا اعداء لهم و منتقمين* 17 لان النفاق في الشريعة الالهية لا يذهب سدى كما يشهد بذلك ما سيجيء* 18 و لما جرت في صور المصارعة التي تجري كل سنة خامسة و الملك حاضر* 19 انفذ ياسون الخبيث رسلا من اورشليم انطاكيي الرعوية و معهم ثلاث مئة درهم فضة لذبيحة هركليس لكن هؤلاء طلبوا ان لا تنفق على الذبيحة لان ذلك كان غير لائق بل تنفق في شيء اخر* 20 فكان هذا المال في قصد مرسله لذبيحة هركليس لكنه بسعي الذين حملوه انفق في بناء سفن ثلاثية* 21 و ارسل ابلونيوس بن منستاوس الى مصر لمبايعة بطلماوس فيلوماتور الملك فعلم انطيوكس انه قد نحي عن تدبير الامور فوجه اهتمامه الى تحصين نفسه و رجع الى يافا ثم سار الى اورشليم* 22 فاستقبله ياسون و اهل المدينة استقبالا جليلا و دخل بين المشاعل و الهتاف ثم انصرف من هناك بالجيش الى فينيقية* 23 و بعد مدة ثلاث سنين وجه ياسون منلاوس اخا سمعان المذكور ليحمل اموالا للملك و يفاوضه في امور مهمة* 24 فتزلف الى الملك و اطرا عظمة سلطانه و احال الكهنوت الاعظم الى نفسه بان زاد ثلاث مئة قنطار فضة على ما اعطى ياسون* 25 ثم رجع و معه اوامر الملك و لم يكن على شيء مما يليق بالكهنوت الاعظم و انما كانت له اخلاق غاشم عنيف و احقاد وحش ضار* 26 و هكذا فان ياسون الذي ختل اخاه ختله اخر فطرد و فر الى ارض بني عمون* 27 و استولى منلاوس على الرئاسة الا انه لم يوف شيئا من الاموال التي كان وعد بها الملك* 28 فكان سستراتس رئيس القلعة يطالبه لانه كان مولي امر الجباية و لهذا السبب استدعيا كلاهما الى الملك* 29 فاستخلف منلاوس ليسيماكس اخاه على الكهنوت الاعظم و استخلف سستراتس كراتيس والي القبرسيين* 30 و حدث بعد ذلك ان اهل طرسوس و ملو تمردوا لانهم جعلوا هبة لانطيوكيس سرية الملك* 31 فبادر الملك لاطفاء الفتنة و استخلف مكانه اندرونكس احد ذوي المناصب* 32 فراى منلاوس انه قد اصاب فرصة فسرق من(4/102)
الهيكل انية من الذهب اهدى بعضها الى اندرونكس و باع بعضها في صور و المدن التي بجوارها* 33 و لما تيقن اونيا ذلك حجه به و كان قد انصرف الى حمى بدفنة بالقرب من انطاكية* 34 فخلا منلاوس باندرونكس و اغراه ان يقبض على اونيا فصار الى اونيا و خدعه بمكره و عاقده بقسم حتى حمله على الخروج من الحمى و ان كان غير واثق به ثم اغتاله من ساعته و لم يرع للعدل حرمة* 35 فوقع ذلك موقع المقت عند اليهود بل عند كثير من سائر الامم و شق عليهم قتل الرجل بغيا* 36 فلما رجع الملك من نواحي قيلقية رفع اليه يهود المدينة مع ساءته هذه الجناية من اليونانيين مقتل اونيا عدوانا* 37 فتاسف انطيوكس و رق رحمة و بكى على حكمة ذلك المفقود و كثرة ادبه* 38 و اضطرم غضبا و لساعته نزع الارجوان عن اندرونكس و مزق حلله و اطافه في المدينة كلها ثم اباد ذلك القاتل في الموضع الذي فتك فيه باونيا فانزل به الرب العقوبة التي استحقها* 39 و كان ليسيماكس في المدينة قد سلب باغراء منلاوس كثيرا من مال الاقداس فذاع الخبر في الخارج بان قد اخذ كثير من الذهب فاجتمع الجمهور على ليسيماكس* 40 فلما راى ليسيماكس هيجان الجموع و شدة غضبهم سلح ثلاثة الاف رجل و اعمل ايدي الظلم تحت قيادة رجل عات قد تناهى في السن و الحماقة جميعا* 41 فلما راوا ما عزم عليه ليسيماكس تناول بعضهم حجارة و بعضهم هراوى و بعضهم رمادا حثوه من كل جانب على اصحاب ليسيماكس* 42 فجرحوا كثيرين منهم و صرعوا بعضا و هزموهم باجمعهم و قتلوا سالب الاقداس عند الخزانة* 43 و اقيم الحكم في هذه الامور على منلاوس* 44 فلما قدم الملك الى صور ارسلت المشيخة ثلاثة رجال فرفعوا عليه الدعوى* 45 و اذ راى منلاوس انه مغلوب وعد بطلماوس بن دوريمانس بمال جزيل ليستميل الملك* 46 فدخل بطلماوس على الملك و هو في بعض الاروقة يتنسم الهواء و صرفه عن رايه* 47 فحكم لمنلاوس الذي هو علة الشر كله بالبراءة مما شكى به و قضى بالموت(4/103)
على اولئك المساكين الذين لو رفعوا دعواهم الى الاسكوتيين لحكم لهم بالبراءة* 48 و لم يلبث اولئك المحاجون عن المدينة و الشعب و الاقداس ان حل بهم العقاب الجائر* 49 فشق هذا التعدى حتى على الصوريين و بذلوا نفقات دفنهم بسخاء* 50 و استقر منلاوس في الرئاسة بشره ذوي الاحكام و كان لا يزداد الا خبثا و لم يزل لاهل وطنه كمينا مهلكا*
الأصحاح رقم 5
(4/104)
1 في ذلك الزمان تجهز انطيوكس لغزو مصر ثانية* 2 فحدث انه ظهر في المدينة كلها مدة اربعين يوما فرسان تعدو في الجو و عليهم ملابس ذهبية و في ايديهم رماح و هم مكتبون كتائب* 3 و قنابل من الخيل مصطفة و هجوم و كر بين الفريقين و تقليب تروس و حراب كثيرة و استلال سيوف و رشق نبال و لمعان حلي ذهبية و دروع من كل صنف* 4 فكان الجميع يسالون ان يكون مال هذه الاية خيرا* 5 و ارجف قوم ان انطيوكس قد مات فاتخذ ياسون جيشا ليس باقل من الف نفس و هجم على المدينة بغتة حتى اذا دفع الذين على الاسوار و اوشك ان ياخذ المدينة هرب منلاوس الى القلعة* 6 فطفق ياسون يذبح اهل وطنه بغير رحمة و لم يفطن ان الظفر بالاخوان هو عين الخذلان حتى كان نصرته هذه انما كانت على اعداء لا على بني امته* 7 لكنه لم يحز الرئاسة و انما احاق به اخيرا خزي كيده فهرب ثانية الى ارض بني عمون* 8 و كانت خاتمة امره منقلبا سيئا لان ارتاس زعيم العرب طرده فجعل يفر من مدينة الى مدينة و الجميع ينبذونه و يبغضونه بغضة من ارتد عن الشريعة و يمقتونه مقت من هو قتال لاهل وطنه حتى دحر الى مصر* 9 فكان ان الذي غرب كثيرين هلك في الغربة في ارض لكديمون اذ لجا الى هناك بوسيلة القرابة* 10 و الذي طرح كثيرين بغير قبر اصبح لم يبك عليه و لم يدفن و لم يكن له قبر في وطنه* 11 فلما بلغت الملك هذه الحوادث اتهم اليهود بالانتقاض عليه فزحف من مصر و قد تنمر في قلبه و اخذ المدينة عنوة* 12 و امر الجنود ان يقتلوا كل من صادفوه دون رحمة و يذبحوا المختبئين في البيوت* 13 فطفقوا يهلكون الشبان و الشيوخ و يبيدون الرجال و النساء و الاولاد و يذبحون العذارى و الاطفال* 14 فهلك ثمانون الف نفس في ثلاثة ايام منهم اربعون الفا في المعركة و بيع منهم عدد ليس باقل من القتلى* 15 و لم يكتف بذلك بل اجترا و دخل الهيكل الذي هو اقدس موضع في الارض كلها و كان دليله منلاوس الخائن للشريعة و الوطن* 16 و اخذ(4/105)
الانية المقدسة بيديه الدنستين مع ما اهدته ملوك الاجانب لزينة الموضع و بهائه و كرامته و قبض عليها بيديه النجستين و مضى* 17 فتشامخ انطيوكس في نفسه و لم يفطن الى ان الله غضب حينا لاجل خطايا سكان المدينة و انه لذلك اهمل الموضع* 18 و لولا انهم انهمكوا بخطايا كثيرة لجلد حال دخوله و ردع عن جسارته كما وقع لهليودورس الذي بعثه سلوقس الملك لافتقاد الخزانة* 19 و لكن الرب لم يتخذ الامة لاجل الموضع بل الموضع لاجل الامة* 20 و لذلك بعدما اشترك الموضع في مصائب الامة عاد فاشترك في نعم الرب و بعدما خذله القدير في غضبه ادرك كل مجد عند توبته تعالى* 21 و حمل انطيوكس من الهيكل الفا و ثماني مئة قنطار و بادر الرجوع الى انطاكية و قد خيلت اليه كبرياؤه و تشامخ نفسه انه يقطع البر بالسفن و البحر بالقدم* 22 و ترك عمالا يراغمون الامة منهم فيلبس في اورشليم و هو فريجي الاصل و كان اشرس اخلاقا من الذي نصبه* 23 و اندرونكس في جرزيم و ايضا منلاوس الذي كان اشد جورا على الرعية من كليهما* 24 ثم حمله ما كان عليه من المقت لرعايا اليهود على ان ارسل ابلونيوس الرئيس البغيض في اثنين و عشرين الف جندي و امره ان يذبح كل بالغ منهم و يبيع النساء و الصبيان* 25 فلما وفد الى اورشليم اظهر السلام و تربص الى يوم السبت المقدس حتى اذا دخل اليهود في عطلتهم امر اصحابه بان يتسلحوا* 26 و ذبح جميع الخارجين للتفرج ثم اقتحم المدينة بالسلاح و اهلك خلقا كثيرا* 27 و ان يهوذا المكابي كان قد انصرف الى البرية و هو عاشر عشرة فلبث مع اصحابه في الجبال يعيشون عيشة الوحوش و ياكلون العشب لئلا يشتركوا في النجاسة*
الأصحاح رقم 6
(4/106)
1 و بعد ذلك بيسير ارسل الملك شيخا اثينيا ليضطر اليهود ان يرتدوا عن شريعة ابائهم و لا يتبعوا شريعة الله* 2 و ليدنس هيكل اورشليم و يجعله على اسم زوس الاولمبي و يجعل هيكل جرزيم على اسم زوس مؤوي الغرباء لان اهل الموضع كانوا غرباء* 3 فاشتد انفجار الشر و عظم على الجماهير* 4 و امتلا الهيكل عهرا و قصوفا و اخذ الامم يفسقون بالمابونين و يضاجعون النساء في الدور المقدسة و يدخلون اليها ما لا يحل* 5 و كان المذبح مغطى بالمحارم التي نهت الشريعة عنها* 6 و لم يكن لاحد ان يعيد السبت و لا يحفظ اعياد الاباء و لا يعترف بانه يهودي اصلا* 7 و كانوا كل شهر يوم مولد الملك يساقون قسرا للتضحية و في عيد ديونيسيوس يضطرون الى الطواف اجلالا له و عليهم اكاليل من اللبلاب* 8 و صدر امر الى المدن اليونانية المجاورة باغراء البطالمة ان يلزموا اليهود بمثل ذلك و بالتضحية* 9 و ان من ابى ان يتخذ السنن اليونانية يقتل فذاقوا بذلك امر البلاء* 10 فان امراتين سعي بهما انهما ختنتا اولادهما فعلقوا اطفالهما على اثديهما و طافوا بهما في المدينة علانية ثم القوهما عن السور* 11 و لجا قوم الى مغاور كانت بالقرب منهم لاقامة السبت سرا فوشي بهم الى فيلبس فاحرقهم بالنار و هم لا يجترئون ان يدافعوا عن انفسهم اجلالا لهذا اليوم العظيم* 12 و اني لارجو من مطالعي هذا الكتاب ان لا يستوحشوا من هذه الضربات و ان يحسبوا هذه النقم ليست للهلاك بل لتاديب امتنا* 13 فانه اذا لم يهمل الكفرة زمنا طويلا بل عجل عليهم بالعقاب فذلك دليل على رحمة عظيمة* 14 لان الرب لا يمهل عقابنا بالاناة الى ان يستوفى كيل الاثام كما يفعل مع سائر الامم* 15 فقد قضى فينا بذلك لئلا تبلغ اثامنا غايتها و ينتقم منا اخيرا* 16 فهو لا يزيل عنا رحمته ابدا و اذا ادب شعبه بالشدائد فلا يخذله* 17 نقول هذا على سبيل التذكرة و نرجع الى تتمة الحديث بكلام موجز* 18 كان رجل يقال له العازار من(4/107)
متقدمي الكتبة طاعن في السن رائع المنظر في الغاية فاكرهوه بفتح فيه على اكل لحم الخنزير* 19 فاختار ان يموت مجيدا على ان يحيا ذميما و انقاد الى العذاب طائعا* 20 و قذف لحم الخنزير من فيه ثم تقدم كما يليق بمن يتمنع بشجاعة عما لا يحل ذوقه رغبة في الحياة* 21 فخلا به الموكلون بامر الضحايا الكفرية لما كان بينهم و بينه من قديم المعرفة و جعلوا يحثونه ان ياتي بما يحل له تناوله من اللحم مهيا بيده و يتظاهر بانه ياكل من لحم الضحايا التي امر بها الملك* 22 لينجو من الموت اذا فعل ذلك و ينال منهم الجميل لاجل مودته القديمة لهم* 23 لكنه عول على الراي النزيه الجدير بسنه و كرامة شيخوخته و ما بلغ اليه من جلالة المشيب و بكمال سيرته الحسنة منذ حداثته بل بالشريعة المقدسة الالهية و اجاب بغير توقف و قال بل اسبق الى الجحيم* 24 لانه لا يليق بسننا الرئاء لئلا يظن كثير من الشبان ان العازار و هو ابن تسعين سنة قد انحاز الى مذهب الاجانب* 25 و يضلوا بسببي لاجل رئائي و حبي لحياة قصيرة فانية فاجلب على شيخوختي الرجس و الفضيحة* 26 فاني و لو نجوت الان من نكال البشر لا افر من يدي القدير لا في الحياة و لا بعد الممات* 27 و لكن اذا فارقت الحياة ببسالة فقد وفيت بحق شيخوختي* 28 و ابقيت للشبان قدوة شهامة ليتلقوا المنية ببسالة و شهامة في سبيل الشريعة الجليلة المقدسة و لما قال هذا انطلق من ساعته الى عذاب التوتير و الضرب* 29 فتحول اولئك الذين ابدوا له الرافة قبيل ذلك الى القسوة لحسبانهم ان كلامه كان عن كبر* 30 و لما اشرف على الموت من الضرب تنهد و قال يعلم الرب و هو ذو العلم المقدس اني و انا قادر على التخلص من الموت اكابد في جسدي عذاب الضرب الاليم و اما في نفسي فاني احتمل ذلك مسرورا لاجل مخافته* 31 و هكذا قضى هذا الرجل تاركا موته قدوة شهامة و تذكار فضيلة لامته باسرها فضلا عن الشبان بخصوصهم*
الأصحاح رقم 7
(4/108)
1 و قبض على سبعة اخوة مع امهم فاخذ الملك يكرههم على تناول لحوم الخنزير المحرمة و يعذبهم بالمقارع و السياط* 2 فانتدب احدهم للكلام و قال ماذا تبتغي و عم تستنطقنا انا لنختار ان نموت و لا نخالف شريعة ابائنا* 3 فحنق الملك و امر باحماء الطواجن و القدور و لما احميت* 4 امر لساعته بان يقطع لسان الذي انتدب للكلام و يسلخ جلد راسه و تجدع اطرافه على عيون اخوته و امه* 5 و لما عاد جذمة امر بان يؤخذ الى النار و فيه رمق من الحياة و يقلى و فيما كان البخار منتشرا من الطاجن كانوا هم و امهم يحض بعضهم بعضا ان يقدموا على الموت بشجاعة* 6 قائلين ان الرب الاله ناظر و هو يتمجد بنا كما صرح موسى في نشيده الشاهد في الوجوه اذ قال و سيتمجد بعبيده* 7 و لما قضى الاول على هذه الحال ساقوا الثاني الى الهوان و نزعوا جلد راسه مع شعره ثم سالوه هل ياكل قبل ان يعاقب في جسده عضوا عضوا* 8 فاجاب بلغة ابائه و قال لا فاذاقوه بقية العذاب كالاول* 9 و فيما كان على اخر رمق قال انك ايها الفاجر تسلبنا الحياة الدنيا و لكن ملك العالمين اذا متنا في سبيل شريعته فسيقيمنا لحياة ابدية* 10 و بعده شرعوا يستهينون بالثالث و امروه فدلع لسانه و بسط يديه بقلب جليد* 11 و قال اني من رب السماء اوتيت هذه الاعضاء و لاجل شريعته ابذلها و اياه ارجو ان استردها من بعد* 12 فبهت الملك و الذين معه من بسالة قلب ذلك الغلام الذي لم يبال بالعذاب شيئا* 13 و لما قضى عذبوا الرابع و نكلوا به بمثل ذلك* 14 و لما اشرف على الموت قال حبذا ما يتوقعه الذي يقتل بايدي الناس من رجاء اقامة الله له اما انت فلا تكون لك قيامة للحياة* 15 ثم ساقوا الخامس و عذبوه فالتفت الى الملك و قال* 16 انك بما لك من السلطان على البشر مع كونك فانيا تفعل ما تشاء و لكن لا تظن ان الله قد خذل ذريتنا* 17 اصبر قليلا فترى باسه الشديد كيف يعذبك انت و نسلك* 18 و بعده ساقوا السادس فلما قارب ان يموت(4/109)
قال لا تغتر بالباطل فانا نحن جلبنا على انفسنا هذا العذاب لانا خطئنا الى الهنا و لذلك وقع لنا ما يقضي بالعجب* 19 و اما انت فلا تحسب انك تترك سدى بعد تعرضك لمناصبة الله* 20 و كانت امهم اجدر الكل بالعجب و الذكر الحميد فانها عاينت بنيها السبعة يهلكون في مدة يوم واحد و صبرت على ذلك بنفس طيبة ثقة بالرب* 21 و كانت تحرض كلا منهم بلغة ابائها و هي ممتلئة من الحكمة السامية و قد القت على كلامها الانثوي بسالة رجلية* 22 قائلة لهم اني لست اعلم كيف نشاتم في احشائي و لا انا منحتكم الروح و الحياة و لا احكمت تركيب اعضائكم* 23 على ان خالق العالم الذي جبل تكوين الانسان و ابدع لكل شيء تكوينه سيعيد اليكم برحمته الروح و الحياة لانكم الان تبذلون انفسكم في سبيل شريعته* 24 و ان انطيوكس اذ تخيل انه يستخف به و خشي صوت معير يعيره اخذ يحرض بالكلام اصغرهم الباقي بل اكد له بالايمان انه يغنيه و يسعده اذا ترك شريعة ابائه و يتخذه خليلا له و يقلده المناصب* 25 و لما لم يصخ الغلام لذلك البتة دعا الملك امه و حثها ان تشير على الغلام بما يبلغ الي خلاصه* 26 و الح عليها حتى وعدت بانها تشير على ابنها* 27 ثم انحنت اليه و استهزات بالملك العنيف و قالت بلغة ابائها يا بني ارحمني انا التي حملتك في جوفها تسعة اشهر و ارضعتك ثلاث سنين و عالتك و بلغتك الى هذه السن و ربتك* 28 انظر يا ولدي الى السماء و الارض و اذا رايت كل ما فيهما فاعلم ان الله صنع الجميع من العدم و كذلك وجد جنس البشر* 29 فلا تخف من هذا الجلاد لكن كن مستاهلا لاخوتك و اقبل الموت لاتلقاك مع اخوتك بالرحمة* 30 و فيما هي تتكلم قال الغلام ماذا انتم منتظرون اني لا اطيع امر الملك و انما اطيع امر الشريعة التي القيت الى ابائنا على يد موسى* 31 و انت ايها المخترع كل شر على العبرانيين انك لن تنجو من يدي الله* 32 فنحن انما نعاقب على خطايانا* 33 و ربنا الحي و ان سخط علينا حينا(4/110)
يسيرا لتوبيخنا و تاديبنا سيتوب على عبيده من بعد* 34 و اما انت ايها المنافق يا اخبث كل بشر فلا تتشامخ باطلا و تتنمر بامالك الكاذبة و انت رافع يدك على عبيده* 35 لانك لم تنج من دينونة الله القدير الرقيب* 36 و لقد صبر اخوتنا على الم ساعة ثم فازوا بحياة ابدية و هم في عهد الله و اما انت فسيحل بك بقضاء الله العقاب الذي تستوجبه بكبريائك* 37 و انا كاخوتي ابذل جسدي و نفسي في سبيل شريعة ابائنا و ابتهل الى الله ان لا يبطئ في توبته على امتنا و ان يجعلك بالمحن و الضربات تعترف بانه هو الاله وحده* 38 و ان ينتهي في و في اخوتي غضب القدير الذي حل على امتنا عدلا* 39 فحنق الملك و لم يحتمل ذلك الاستهزاء فزاده نكالا على اخوته* 40 و هكذا قضى هذا الغلام طاهرا و قد وكل الى الرب كل امره* 41 و في اخر الامر هلكت الام على اثر بنيها* 42 و بما اوردناه عن الضحايا و التعذيبات المبرحة كفاية*
الأصحاح رقم 8
(4/111)
1 و كان يهوذا المكابي و من معه يتسللون الى القرى و يندبون ذوي قرابتهم و يستضمون الذين ثبتوا على دين اليهود حتى جمعوا ستة الاف* 2 و كانوا يبتهلون الى الرب ان ينظر الى شعبه الذي اصبح يدوسه كل احد و يعطف على الهيكل الذي دنسه اهل النفاق* 3 و يرحم المدينة المتهدمة التي اشرفت على الامحاء و يصغي الى صوت الدماء الصارخة اليه* 4 و يذكر اهلاك الاطفال الابرئاء ظلما و التجاديف على اسمه و يجهر ببغضته للشر* 5 و لما اصبح المكابي في جيش لم تعد الامم تثبت امامه اذ كان سخط الرب قد استحال الى رحمة* 6 فجعل يفاجئ المدن و القرى و يحرقها حتى اذا استولى على مواضع توافقه تغلب على الاعداء في مواقع جمة* 7 و كان اكثر غاراته ليلا فذاع خبر شجاعته في كل مكان* 8 فلما راى فيلبس ان الرجل اخذ في التقدم شيئا فشيئا و قد اوتي الفوز في اكثر اموره كتب الى بطلماوس قائد بقاع سورية و فينيقية يساله المناجدة لصيانة مصالح الملك* 9 فاختار لساعته نكانور بن بتركلس من خواص اصدقاء الملك و جعل تحت يده لفيفا من الامم يبلغ عشرين الفا ليستاصل ذرية اليهود عن اخرهم و ضم اليه جرجياس و هو من القواد المحنكين في امر الحرب* 10 فرسم نكانور ان يؤخذ من مبيع سبي اليهود الفا القنطار التي كانت للرومانيين على الملك* 11 و ارسل في الحال الى مدن الساحل يدعو الى مشتري رقاب اليهود مسعرا كل تسعين رقبة بقنطار و لم يخطر له ما سيحل به من نقمة القدير* 12 فاتصل بيهوذا خبر مقدم نكانور فاخبر الذين معه بمجيء الجيش* 13 فبدا الذين خافوا و لم يثقوا بعدل الله ينسابون كل واحد من مكانه* 14 و باع اخرون كل ما كان باقيا لهم و كانوا يبتهلون الى الرب ان ينقذهم من نكانور الكافر الذي باعهم قبل الملتقى* 15 و ذلك ان لم يكن من اجلهم فمن اجل عهده مع ابائهم و حرمة اسمه العظيم الذي هم مسمون به* 16 فحشد المكابي اصحابه و هم ستة الاف و حرضهم ان لا يرتاعوا من الاعداء و لا(4/112)
يخافوا من كثرة الامم المجتمعة عليهم بغيا و ان يقاتلوا بباس* 17 جاعلين نصب عيونهم الاهانة التي الحقوها بالموضع المقدس عدوانا و ما انزلوه بالمدينة من القهر و العار مع نقض سنن الاباء* 18 و قال ان هؤلاء انما يتوكلون على سلاحهم و جسارتهم و اما نحن فنتوكل على الله القدير الذي يستطيع في لمحة ان يبيد الثائرين علينا بل العالم باسره* 19 ثم ذكر لهم النجدات التي امد بها اباؤهم و ما كان من ابادة المئة و الخمسة و الثمانين الفا على عهد سنحاريب* 20 و الواقعة التي كانت لهم في بابل مع الغلاطيين كيف برزوا للقتال و هم ثمانية الاف رجل و معهم اربعة الاف من المكدونيين و كيف حين وهل المكدونيون اهلك اولئك الثمانية الالاف مئة و عشرين الفا بالنجدة التي اوتوها من السماء و عادوا بخير جزيل* 21 و بعدما شددهم بهذا الكلام حتى اضحوا مستعدين للموت في سبيل الشريعة و الوطن قسمهم اربع فرق* 22 و اقام كل واحد من اخوته سمعان و يوسف و يوناتان قائدا على فرقة و جعل تحت يده الفا و خمس مئة* 23 ثم امر العازار ان يتلو عليهم الكتاب المقدس و جعل لهم كلمة السر نصرة الله ثم اتخذ قيادة الكتيبة الاولى و حمل على نكانور* 24 فايدهم القدير فقتلوا من الاعداء ما يزيد على تسعة الاف و تركوا اكثر جيش نكانور مجرحين مجدعي الاعضاء و الجاوا الجميع الى الهزيمة* 25 و غنموا اموال الذين جاءوا لشرائهم ثم تعقبوهم مسافة غير قصيرة* 26 الى ان حضرت الساعة فامسكوا و عادوا و قد ادركهم السبت و لذلك لم يطيلوا تعقبهم* 27 و جمعوا اسلحة الاعداء و اخذوا اسلابهم ثم حفظوا السبت و هم يباركون الرب كثيرا و يعترفون له اذ انقذهم ليعيدوا ذلك اليوم و من عليهم باستئناف رحمته* 28 و لما انقضى السبت وزعوا على الضعفاء و الارامل و اليتامى نصيبهم من الغنائم و اقتسموا الباقي بينهم و بين اولادهم* 29 و بعدما فرغوا من ذلك اقاموا صلاة عامة سائلين الرب الرحيم ان يعود فيتوب على(4/113)
عبيده* 30 و قتلوا ما يزيد على عشرين الفا من جيوش تيموتاوس و بكيديس و استولوا على حصون مشيدة و اقتسموا كثيرا من الاسلاب جعلوها سهاما متساوية لهم و للضعفاء و اليتامى و الارامل و الشيوخ* 31 و لما جمعوا اسلحة العدو رتبوا كل شيء في موضعه اللائق به و حملوا ما بقي من الغنائم الى اورشليم* 32 و قتلوا رئيس جيش تيموتاوس و كان رجلا شديد النفاق الحق باليهود اضرارا كثيرة* 33 و بينا هم يحتفلون بالظفر في وطنهم احرقوا كلستانيس و قوما معه في بيت كانوا قد فروا اليه و كانوا قد احرقوا الابواب المقدسة فنالهم الجزاء الذي استوجبوه بكفرهم* 34 و اما نكانور الشديد الفجور الذي كان قد استصحب معه الف تاجر لمشتري اليهود* 35 فلما راى الذين كان يحتقرهم قد اذلوه بامداد الرب خلع ما عليه من الثياب الفاخرة و انساب في كبد البلاد منفردا كالابق حتى لحق بانطاكية و هو متفجع غاية التفجع لانقراض جيشه* 36 و بعدما كان قد وعد الرومانيين بان يفيهم الخراج من سبي اورشليم عاد يذيع ان اليهود لهم الله نصير و انهم لذلك لا يغلبون اذ هم متبعون ما رسم لهم من الشرائع*
الأصحاح رقم 9
(4/114)
1 و اتفق في ذلك الزمان ان انطيوكس كان منصرفا عن بلاد فارس بالخزي* 2 و كان قد زحف على مدينة اسمها برسابوليس و شرع يسلب الهياكل و يعسف المدينة فثار الجموع الى السلاح و دفعوه فانهزم انطيوكس منقلبا بالعار* 3 و لما كان عند احمتا بلغه ما وقع لنكانور و اصحاب تيموتاوس* 4 فاستشاط غضبا و ازمع ان يحيل على اليهود ما الحقه به الذين هزموه من الشر فامر سائق عجلته بان يجد في السير بغير انقطاع و قد حل به القضاء من السماء فانه قال في تجبره لاتين اورشليم و لاجعلنها مدفنا لليهود* 5 لكن الرب اله اسرائيل البصير بكل شيء ضربه ضربة معضلة غير منظورة فانه لم يفرغ من كلامه ذاك حتى اخذه داء في احشائه لا دواء له و مغص اليم في جوفه* 6 و كان ذلك عين العدل في حقه لانه عذب احشاء كثيرين بالالام المتنوعة الغريبة لكنه لم يكن ليكف عن عتيه* 7 و انما بقي صدره ممتلئا من الكبرياء ينفث نار الحنق على اليهود و يحث على الاسراع في السير حتى انه من شدة الجري سقط من عجلته فترضضت بتلك السقطة الهائلة جميع اعضاء جسمه* 8 فاصبح بعدما خيل له بزهوه الذي لم يبلغ اليه انسان انه يحكم على امواج البحر و يجعل قمم الجبال في كفة الميزان مصروعا على الارض محمولا في محفة شهادة للجميع بقدرة الله الجلية* 9 حتى كانت الديدان تنبع من جسد ذلك المنافق و لحمه يتساقط و هو حي بالالام و الاوجاع و صار الجيش كله يتكره نتن رائحته* 10 حتى انه بعدما كان قبيل ذلك يزين له انه يمس كواكب السماء لم يكن احد يطيق حمله لشدة رائحته التي لا تحتمل* 11 فلما راى نفسه في تلك الحال من تمزق جسمه اخذ ينزل عن كبريائه المفرطة و يتعقل الحق اذ كانت الاوجاع تزداد فيه على الساعات بالضربة الالهية* 12 حتى انه هو نفسه امسى لا يطيق نتنه فقال حق على الانسان ان يخضع لله و ان لا يحمله الكبر و هو فان على ان يحسب نفسه معادلا لله* 13 و كان ذلك الفاجر يتضرع الى الرب لكن الرب لم يكن(4/115)
ليرحمه من بعد و نذر* 14 ان المدينة المقدسة التي كان يقصدها حثيثا ليمحو اثارها و يجعلها مدفنا سيجعلها حرة* 15 و ان اليهود الذين كان قد قضى عليهم بان لا يدفنوا بل يلقوا مع اطفالهم ماكلا للطيور و الوحوش سيساويهم جميعا بالاثينيين* 16 و ان الهيكل المقدس الذي كان قد انتهبه سيزينه بافخر التحف و يرد الانية المقدسة اضعافا و يؤدي النفقات المفروضة للذبائح من دخله الخاص* 17 بل انه هو نفسه يتهود و يطوف كل معمور في الارض ينادي بقدرة الله* 18 و اذ لم تسكن الامه لان قضاء الله العادل كان قد حل عليه قنط من نفسه و كتب الى اليهود رسالة في معنى التوسل و هذه صورتها* 19 من انطيوكس الملك القائد الى رعايا اليهود الافاضل السلام الكثير و العافية و الغبطة* 20 اذا كنتم في سلامة و كان اولادكم و كل شيء لكم على ما تحبون فاني اشكر الله شكرا جزيلا اما انا فرجائي منوط بالسماء* 21 و بعد فاني منذ اعتللت لم ازل اذكركم بالمودة ناويا لكم الكرامة و الخير فاني في ايابي من نواحي فارس اصابني داء شديد فرايت من الواجب ان اصرف العناية الى مصلحة الجميع* 22 ليس لاني قانط من نفسي فان لي رجاء وثيقا ان اتخلص من علتي* 23 ثم اني تذكرت ان ابي حين سار بجيشه الى الاقاليم العليا عين الولي لعهده* 24 و انا اخاف ان يقع امر غير منتظر او يذيع خبر مشؤوم فيضطرب مقلدو الامور في البلاد عند بلوغه اليهم* 25 و قد تبين لي ان من حولنا من ذوي السلطان و مجاوري المملكة يترصدون الفرص و يتوقعون حادثا يحدث فلذلك عينت للملك ابني انطيوكس الذي سلمته غير مرة الى كثيرين منكم و اوصيتهم به عند مسيري الى الاقاليم العليا و قد كتبت اليه في هذا المعنى* 26 فانشدكم و ارغب اليكم ان تذكروا ما اوليتكم من النعم العامة و الخاصة و ان يبقى كل منكم على ما كان له من الولاء لي و لابني* 27 و لي الثقة بانه سياتم بقصدي فيعاملكم بالرفق و المروءة* 28 ثم قضى هذا السفاك الدماء(4/116)
المجدف بعد الام مبرحة كما كان يفعل بالناس و مات ميتة شقاء على الجبال في ارض غربة* 29 فنقل جثته فيلبس رضيعه ثم انصرف الى مصر الى بطلماوس فيلوماتور خوفا من ابن انطيوكس*
الأصحاح رقم 10
(4/117)
1 اما المكابي و الذين معه فبامداد الرب استردوا الهيكل و المدينة* 2 و هدموا المذابح التي كان الاجانب قد بنوها في الساحة و خربوا المعابد* 3 و طهروا الهيكل و صنعوا مذبحا اخر و اقتدحوا حجارة اقتبسوا منها نارا و قدموا ذبيحة بعد فترة سنتين و هياوا البخور و السرج و خبز التقدمة* 4 و بعدما اتموا ذلك ابتهلوا الى الرب و قد خروا بصدورهم ان لا يصابوا بمثل تلك الشرور لكن اذا خطئوا يؤدبهم هو برفق و لا يسلمهم الى امم كافرة وحشية* 5 و اتفق انه في مثل اليوم الذي فيه نجست الغرباء الهيكل في ذلك اليوم عينه تم تطهير الهيكل و هو اليوم الخامس و العشرون من ذلك الشهر الذي هو شهر كسلو* 6 فعيدوا ثمانية ايام بفرح كما في عيد المظال و هم يذكرون كيف قضوا عيد المظال قبيل ذلك في الجبال و المغاور مثل وحوش البرية* 7 و لذلك سبحوا لمن يسر تطهير هيكله و في ايديهم غصون ذات اوراق و افنان خضر و سعف* 8 و رسموا رسما عاما على جميع امة اليهود ان يعيدوا هذه الايام في كل سنة* 9 هكذا كانت وفاة انطيوكس الملقب بالشهير* 10 و لنشرع الان في خبر ابن ذاك المنافق و نذكر ما كان من رزايا الحروب بالايجاز* 11 انه لما استولى هذا على الملك فوض تدبير الامور الى ليسياس قائد القواد في بقاع سورية و فينيقية* 12 و ذلك ان بطلماوس المسمى بمكرون عزم على ان ينصف اليهود مما كانوا فيه من الظلم و اجتهد في معاملتهم بالسلم* 13 فلذلك سعى به اصحابه الى اوباطور و كثر كلام الناس فيه بانه خائن لانه تخلى عن قبرس التي كان فيلوماطور قد استعمله عليها و انحاز الى انطيوكس الشهير و اذ ذهبت عنه كرامة السلطان بلغ منه الكمد فقتل نفسه بسم* 14 فولى جرجياس قيادة البلاد و شرع يجيش من الاجانب و ناصب اليهود حربا متواصلة* 15 و كذلك الادوميون الذين كانت لهم حصون ملائمة كانوا يرغمون اليهود و يقبلون المهاجرين من اورشليم و يتجهزون للحرب* 16 فابتهل الذين مع المكابي و تضرعوا(4/118)
الى الله ان يكون لهم نصيرا ثم هجموا على حصون الادوميين* 17 و اندفعوا عليها بشدة و امتلكوا مواضع منها و صدموا جميع الذين كانوا يقاتلون على السور و كل من اقتحمهم قتلوه فاهلكوا منهم عشرين الفا* 18 و فر تسعة الاف منهم الى برجين حصينين جدا مجهزين بكل اسباب الدفاع* 19 فخلف المكابي سمعان و يوسف و زكا و عددا من اصحابه كافيا لمحاصرتهما و انصرف الى مواضع اخرى كانت اشد اقتضاء له* 20 غير ان الذين كانوا مع سمعان استغواهم حب المال فارتشوا من بعض الذين في البرجين و خلوا سبيلهم بعد ان اخذوا منهم سبعين الف درهم* 21 فلما اخبر المكابي بما وقع جمع رؤساء الشعب و شكا ما فعلوا من بيع اخوتهم بالمال اذ اطلقوا اعداءهم عليهم* 22 ثم قتل اولئك الخونة و من فوره استولى على البرجين* 23 و قرنت اسلحته بكل فوز على يده فاهلك في البرجين ما يزيد على عشرين الفا* 24 ثم ان تيموتاوس الذي كان اليهود قد قهروه من قبل حشد جيشا عظيما من الغرباء و جمع من فرسان اسية عددا غير قليل و نزل على اليهودية نزول مستفتح قهرا* 25 فعندما اقترب توجه اصحاب المكابي الى الابتهال الى الله و قد حثوا التراب على رؤوسهم و حزموا احقاءهم بالمسوح* 26 و خروا عند رجل المذبح و ابتهلوا اليه ان يكون راحما لهم و معاديا لاعدائهم و مضايقا لمضايقيهم كما ورد في الشريعة* 27 و لما فرغوا من الدعاء اخذوا السلاح و تقدموا حتى صاروا عن المدينة بمسافة بعيدة و لما قاربوا العدو وقفوا* 28 و عند طلوع الشمس تلاحم الفريقان و هؤلاء متوكلون على الرب كفيلا بالفوز و النصر مع بسالتهم و اولئك متخذون الباس قائدهم في الحروب* 29 فلما اشتد القتال تراءى للاعداء من السماء خمسة رجال رائعي المنظر على خيل لها لجم من ذهب فجعل اثنان منهم يقدمان اليهود* 30 و هما قد اكتنفا المكابي يخفرانه باسلحتهما و يقيانه الجراح و هم يرمون بالسهام و الصواعق حتى عميت ابصارهم و جعلوا يخبطون و يتصرعون*(4/119)
31 فقتل عشرون الفا و خمس مئة و من الفرسان ست مئة* 32 و انهزم تيموتاوس الى الحصن المسمى بجازر و هو حصن منيع و كان تحت امرة كيراوس* 33 فاستبشر اصحاب المكابي و حاصروا المعقل اربعة ايام* 34 و ان الذين في داخله لثقتهم بمناعة المكان تمادوا في التجديف و افحشوا في الكلام* 35 فلما كان صباح اليوم الخامس هجم عشرون فتى من اصحاب المكابي على السور و هم متقدون غيظا من التجاديف و طفقوا يذبحون ببسالة و تنمر كل من عرض امامهم* 36 و عطف اخرون فتسلقوا الى الذين في الداخل و اضرموا البرجين و احرقوا اولئك المجدفين احياء في النيران المتقدة* 37 و كسر اخرون الابواب و ادخلوا بقية الجيش فاستحوذوا على المدينة و كان تيموتاوس مستخفيا في جب فذبحوه هو و كيراوس اخاه و ابلوفانيس* 38 و بعد ذلك باركوا الرب بالنشيد و الاعتراف على احسانه العظيم الى اسرائيل و تاييده لهم بالنصر*
الأصحاح رقم 11
(4/120)
1 و بعد ذلك بزمان يسير اذ كانت هذه الحوادث قد شقت على ليسياس وكيل الملك و ذي قرابته و المقلد تدبير الامور* 2 جمع نحو ثمانين الفا و الفرسان كلهم و زحف على اليهود زاعما انه يجعل المدينة مسكنا لليونانيين* 3 و يجعل الهيكل موضعا للكسب كسائر معابد الامم و يعرض الكهنوت الاعظم للبيع سنة فسنة* 4 غير متفكر في قدرة الله لكن متوكلا برعونة قلبه على ربوات الرجالة و الوف الفرسان و فيلته الثمانين* 5 فدخل اليهودية و بلغ الى بيت صور و هي موضع منيع على نحو خمس غلوات من اورشليم و ضايقها* 6 فلما علم اصحاب المكابي انه يحاصر الحصون ابتهلوا الى الرب مع الجموع بالنحيب و الدموع ان يرسل ملاكه الصالح لخلاص اسرائيل* 7 ثم اخذ المكابي سلاحه اولا و حرض الاخرين على الاقتحام معه لنجدة اخوتهم* 8 فاندفعوا متحمسين بقلب واحد و فيما هم بعد عند اورشليم تراءى فارس عليه لباس ابيض يتقدمهم و هو يخطر بسلاح من ذهب* 9 فطفقوا باجمعهم يباركون الله الرحيم و تشجعوا في قلوبهم حتى كانوا مستعدين ان يبطشوا باضرى الوحوش فضلا عن الناس و يخترقوا الاسوار الحديدية* 10 و اخذوا يتقدمون بانتظام و قد اتتهم السماء نصرة و الرب رحمة* 11 و حملوا على الاعداء حملة الاسود و صرعوا منهم احد عشر الفا و من الفرسان الفا و ست مئة* 12 و الجاوا سائرهم الى الفرار و كان اكثر الذين نجوا بانفسهم جرحى عراة و انهزم ليسياس اقبح هزيمة* 13 و اذ كان الرجل صاحب دهاء اخذ يفكر فيما اصابه من الخسران و فطن ان العبرانيين قوم لا يقهرون لان الله القدير مناصر لهم فراسلهم* 14 و وعد بانه يسلم بكل ما هو حق و يستميل الملك الى موالاتهم* 15 فرضي المكابي بكل ما سال ليسياس ابتغاء لما هو انفع و كل ما طلب المكابي من ليسياس بالكتابة ان يقضى لليهود قضاه الملك* 16 و هذا نص الرسائل التي كتب بها ليسياس الى اليهود من ليسياس الى شعب اليهود سلام* 17 قد سلم الينا يوحنا و ابشالوم الموجهان(4/121)
من قبلكم كتاب جوابكم و سالا قضاء فحواه* 18 فشرحت للملك ما ينبغي انهاؤه اليه فامضى منه ما تحتمله الحال* 19 و ان بقيتم على الاخلاص فيما بيننا من الامور فاني اتوخى ان اكون لكم فيما ياتي سببا للخير* 20 و اما تفصيل الامور فقد اوصيناهما مع من نحن مرسلون من قبلنا ان يفاوضوكم فيه* 21 و السلام في السنة المئة و الثامنة و الاربعين في الرابع و العشرين من شهر ديوس كورنتي* 22 و هذه صورة رسالة الملك من الملك انطيوكس الى اخينا ليسياس سلام* 23 انا منذ انتقل والدنا الى الالهة لم يزل همنا ان يكون اهل مملكتنا بغير بلبال منقطعين الى شؤونهم* 24 و اذ قد بلغنا ان اليهود غير راضين بما امرهم والدنا من التحول الى سنن اليونان لكنهم متمسكون بمذهبهم و لذلك يسالون ان تباح لهم سننهم* 25 و نحن نريد لهذا الشعب ان يكون كغيره خاليا عن البلبال فانا نحكم بان يرد لهم الهيكل و ان يساسوا بمقتضى عادات ابائهم* 26 فاذا ارسلت اليهم و عاقدتهم ليطمئنوا اذا علموا راينا فيهم و يقبلوا على مصالحهم بارتياح فنعما تفعل* 27 و هذه رسالة الملك الى الامة من الملك انطيوكس الى مشيخة اليهود و سائر اليهود سلام* 28 ان كنتم في خير فهذا ما نحب و نحن ايضا في عافية* 29 قد اطلعنا منلاوس انكم تودون ان تنزلوا فتقيموا مع قومكم* 30 فالذين يرتحلون الى اليوم الثلاثين من شهر كسنتكس يكونون في امان* 31 و قد ابحنا لليهود اطعمتهم و شرائعهم كما كانوا عليه من قبل و كل من هفا منهم فيما سلف فلا اعنات عليه* 32 و انا مرسل اليكم منلاوس ليشافهكم* 33 و السلام في السنة المئة و الثامنة و الاربعين في الخامس عشر من شهر كسنتكس* 34 و ارسل الرومانيون اليهم رسالة هذه صورتها من كونتس مميوس و تيطس منليوس رسولي الرومانيين الى شعب اليهود سلام* 35 ما رخص لكم فيه ليسياس نسيب الملك نحن موافقان عليه* 36 و ما استحسن ان يرفع الى الملك تشاوروا فيه و بادروا بارسال واحد لنقضي ما(4/122)
يوافقكم فانا متوجهان الى انطاكية* 37 فعجلوا في ارسال من ترسلون لنكون على بصيرة مما تبتغون* 38 و السلام في السنة المئة و الثامنة و الاربعين في الخامس عشر من شهر كسنتكس*
الأصحاح رقم 12
(4/123)
1 و بعد ابرام هذه المواثيق انصرف ليسياس الى الملك و اقبل اليهود على حرث اراضيهم* 2 الا ان القواد الذين في البلاد و هم تيموتاوس و ابلونيوس بن جنايوس و ايرونيمس و ديمفون و كذلك نكانور حاكم قبرس لم يدعوا لهم راحة و لا سكينة* 3 و اتى اهل يافا اغتيالا فظيعا و ذلك انهم دعوا اليهود المساكنين لهم ان يركبوا هم و نساؤهم و اولادهم قوارب كانوا اعدوها لهم كان لا عداوة بينهم* 4 و اذ كان ذلك باجماع اهل المدينة كلهم رضي به اليهود و هم واثقون منهم بالاخلاص و غير متهمين لهم بسوء فلما امعنوا في البحر اغرقوهم و كان عددهم يبلغ المئتين* 5 فلما بلغ يهوذا ما وقع على بني امته من الغدر الوحشي نادى فيمن معه من الرجال و دعا الله الديان العادل* 6 و سار على الذين اهلكوا اخوته و اضرم النار في المرفا ليلا و احرق القوارب و قتل الذين فروا الى هناك* 7 و لما كانت المدينة مغلقة انصرف في نية الرجوع و محو دولة اليافيين من اصلها* 8 لكن لما علم ان اهل يمنيا ناوون ان يصنعوا بمساكنيهم من اليهود مثل ذلك* 9 نزل على اهل يمنيا ليلا و احرق المرفا مع الاسطول حتى رؤى ضوء النار من اورشليم على بعد مئتين و اربعين غلوة* 10 ثم ساروا من هناك تسع غلوات زاحفين على تيموتاوس فتصدى لهم قوم من العرب يبلغون خمسة الاف و معهم خمس مئة فارس* 11 فاقتتلوا قتالا شديدا و كان الفوز لاصحاب يهوذا بنصرة الله فانكسر عرب البادية و سالوا يهوذا ان يعاقدهم على ان يؤدوا اليهم مواشي و يمدوهم بمنافع اخرى* 12 و لم يشك يهوذا انه يحصل منهم على جدوى طائلة فرضي بمصالحتهم فعاقدهم فانصرفوا الى اخبيتهم* 13 ثم اغار على مدينة حصينة ممنعة بالجسور و الاسوار يسكنها لفيف من الامم اسمها كسفيس* 14 و اذ كان الذين فيها واثقين بمناعة الاسوار و وفرة الميرة اخذوا الامر بالتهاون و طفقوا يشتمون اصحاب يهوذا و يجدفون و ينطقون بما لا يحل* 15 فدعا اصحاب يهوذا رب العالمين العظيم(4/124)
الذي اسقط اريحا على عهد يشوع بغير كباش و لا مجانيق ثم وثبوا على السور كالاسود* 16 و فتحوا المدينة بمشيئة الله و قتلوا من الخلق ما لا يحصى حتى ان البحيرة التي هناك و عرضها غلوتان امتلات و طفحت بالدماء* 17 ثم ساروا من هناك مسيرة سبع مئة و خمسين غلوة حتى انتهوا الى الكرك الى اليهود الذين يعرفون بالطوبيين* 18 فلم يظفروا بتيموتاوس في تلك المواضع لانه كان قد انصرف عنها دون ان يصنع شيئا لكنه ترك في بعض المواضع محرسا منيعا* 19 فخرج دوسيتاوس و سوسيباتير من قواد المكابي و اهلكا من الجند الذي تركه تيموتاوس في الحصن ما ينيف على عشرة الاف* 20 و قسم المكابي جيشه فرقا و اقامهما على الفرق و حمل على تيموتاوس و كان معه مئة و عشرون الف راجل و الفان و خمس مئة فارس* 21 فلما بلغ تيموتاوس مقدم يهوذا وجه النساء و الاولاد و سائر الثقل الى مكان يسمى قرنيم و كان موضعا منيعا يصعب فتحه و الاقدام عليه لانه محاط بالمضايق* 22 و لما بدت اول فرقة من جيش يهوذا داخل الاعداء الرعب و الرعدة اذ تراءى لهم من يرى كل شيء فبادروا المفر من كل وجه حتى ان بعضهم كان يؤذي بعضا و اصاب بعضهم بعضا بحد السيوف* 23 و شد يهوذا في اثارهم يثخن في اولئك الكفرة حتى اهلك منهم ثلاثين الف رجل* 24 و وقع تيموتاوس في ايدي اصحاب دوسيتاوس و سوسيباتير فطفق يتضرع اليهم بكل وسيلة ان يطلقوه حيا بحجة ان عنده كثيرين من ابائهم و اخوتهم اذا هلك يخذلون* 25 و اكد لهم العهد بضمانات كثيرة انه يطلقهم سالمين فخلوا سبيله لاجل خلاص اخوتهم* 26 ثم اغار يهوذا على قرنيم و هيكل اترجتيس و قتل خمسة و عشرين الف نفس* 27 و بعد انكسار اولئك و هلكتهم زحف يهوذا على عفرون احدى المدن الحصينة و كان يسكنها ليسياس و امم شتى و كان على اسوارها شبان من ذوي الباس يقاتلون بشدة و معهم كثير من المجانيق و السهام* 28 فدعا اصحاب يهوذا القدير الذي يحطم باس العدو بشدة فاخذوا المدينة(4/125)
و صرعوا من الذين في داخلها خمسة و عشرين الفا* 29 ثم ارتحلوا من هناك و هجموا على مدينة بيت شان و هي على ست مئة غلوة من اورشليم* 30 الا ان اليهود المقيمين هناك شهدوا بان اهل بيت شان مصافون لهم و انهم عاملوهم بالاحسان في ازمنة الضيق* 31 فشكروهم على صنيعهم و اوصوهم ان لا يزالوا معهم على المصافاة ثم جاءوا اورشليم لقرب عيد الاسابيع* 32 و بعد العيد المعروف بعيد الخمسين اغاروا على جرجياس قائد ارض ادوم* 33 فبرز اليهم في ثلاثة الاف راجل و اربع مئة فارس* 34 و اقتتل الفريقان فسقط من اليهود نفر قليل* 35 و كان فيهم فارس ذو باس يقال له دوسيتاوس من رجال بكينور فادرك جرجياس و قبض على ثوبه و اجتذبه بقوة يريد ان ياسر ذلك المنافق حيا فعدا عليه فارس من التراكيين و قطع كتفه و فر جرجياس الى مريشة* 36 و تمادى القتال على اصحاب اشدرين حتى كلوا فدعا يهوذا الرب لياخذ بنصرتهم و يقاتل في مقدمتهم* 37 و جعل يهتف بالاناشيد بلسان ابائه ثم صرخ و حمل على اصحاب جرجياس بغتة و كسرهم* 38 ثم جمع يهوذا جيشه و سار به الى مدينة عدلام و لما كان اليوم السابع تطهروا بحسب العادة و قضوا السبت هناك* 39 و في الغد جاء يهوذا و من معه على ما تقتضيه السنة ليحملوا جثث القتلى و يدفنوهم مع ذوي قرابتهم في مقابر ابائهم* 40 فوجدوا تحت ثياب كل واحد من القتلى انواطا من اصنام يمنيا مما تحرمه الشريعة على اليهود فتبين للجميع ان ذلك كان سبب قتلهم* 41 فسبحوا كلهم الرب الديان العادل الذي يكشف الخفايا* 42 ثم انثنوا يصلون و يبتهلون ان تمحى تلك الخطيئة المجترمة كل المحو و كان يهوذا النبيل يعظ القوم ان ينزهوا انفسهم عن الخطيئة اذ راوا بعيونهم ما اصاب الذين سقطوا لاجل الخطيئة* 43 ثم جمع من كل واحد تقدمة فبلغ المجموع الفي درهم من الفضة فارسلها الى اورشليم ليقدم بها ذبيحة عن الخطيئة و كان ذلك من احسن الصنيع و اتقاه لاعتقاده قيامة الموتى* 44 لانه(4/126)
لو لم يكن مترجيا قيامة الذين سقطوا لكانت صلاته من اجل الموتى باطلا و عبثا* 45 و لاعتباره ان الذين رقدوا بالتقوى قد ادخر لهم ثواب جميل* 46 و هو راي مقدس تقوي و لهذا قدم الكفارة عن الموتى ليحلوا من الخطيئة*
الأصحاح رقم 13
(4/127)
1 في السنة المئة و التاسعة و الاربعين بلغ اصحاب يهوذا ان انطيوكس اوباطور قادم على اليهودية بجيش كثيف* 2 و معه ليسياس الوكيل و قيم المصالح و معهما جيش من اليونان مؤلف من مئة و عشرة الاف راجل و خمسة الاف و ثلاث مئة فارس و اثنين و عشرين فيلا و ثلاث مئة عجلة ذات مناجل* 3 فانضم اليهم منلاوس و جعل يحرض انطيوكس بكل نوع من المؤالسة غير مبال بخلاص الوطن بل كان همه ان يرد الى الرئاسة* 4 و لكن ملك الملوك هيج سخط انطيوكس على ذلك الكافر فان ليسياس اشربه ان الرجل كان هو السبب في تلك النوازل باسرها فامر بان يذهب به الى بيرية ليقتل على عادة البلاد* 5 و هناك برج علوه خمسون ذراعا مملوء رمادا و فيه الة مستديرة تهوي براكبها من جميع جهاتها الى الرماد* 6 ففي ذلك الموضع اهلك ذلك المختلس للهيكل الذي كان سببا لشرور شتى مدفوعا اليه بايدي الجميع* 7 و بهذه المنية هلك منلاوس المنافق و لم يحصل على تربة يوارى فيها* 8 و كان ذلك بكل عدل فانه اذ كان قد اجترم جرائم كثيرة على المذبح الذي ناره و رماده مطهران ذاق منيته في الرماد* 9 و اما الملك فما زال متقدما بعتوه و قساوته متوعدا اليهود بامر من البلايا التي انزلها بهم ابوه* 10 فلما علم يهوذا بذلك امر الشعب بالابتهال الى الرب نهارا و ليلا ان ينصرهم في ذلك اليوم كما كان يفعل من قبل* 11 اذ قد اشرفوا على اضمحلال الشريعة و الوطن و الهيكل المقدس و ان لا يدع الامم المجدفة تذل شعبه الذي لم يفرج عنه الا من امد يسير* 12 ففعلوا كلهم و تضرعوا الى الرب الرحيم بالبكاء و الصوم و السجود مدة ثلاثة ايام بلا انقطاع ثم حرضهم يهوذا و امرهم بالاجتماع* 13 و خلا بالشيوخ و ابرم معهم مشورة ان يخرجوا و يقضوا الامر بتاييد الرب قبل ان يدخل جيش الملك اليهودية و يستحوذ على المدينة* 14 ففوض الامر الى خالق الكائنات و حض اصحابه ان يقاتلوا ببسالة و يبذلوا انفسهم دون الشريعة و الهيكل و المدينة و(4/128)
الوطن و الدولة و نصب محلته عند مودين* 15 و جعل لهم كلمة السر النصر بالله ثم اختار قوما من نخب الشبان و هجم بهم ليلا على مخيم الملك في المحلة و قتل اربعة الاف رجل و اهلك اول الفيلة مع القوم الذين كانوا في برجه* 16 و ملاوا المحلة رعبا و اضطرابا و انقلبوا فائزين بوقاية الرب التي كانت تكتنفه* 17 و تمت له هذه النصرة عند طلوع الفجر* 18 فلما ذاق الملك ما عند اليهود من البطش عمد الى اخذ المعاقل بالحيلة* 19 فحاصر بيت صور و هي محرس منيع لليهود فانكسر و ارتد منكوسا خاسرا* 20 و كان يهوذا يمد الذين فيها بما يحتاجون اليه* 21 و ان رجلا من جيش اليهود اسمه رودكس كاشف العدو باسرارهم فطلبوه و قبضوا عليه و سجنوه* 22 فعاد الملك و خاطب اهل بيت صور و عرض عليهم الصلح فعاقدوه و انصرف* 23 و بعد ان قاتل يهوذا و انكسر بلغه ان فيلبس الذي كان قد ترك في انطاكية لتدبير الامور قد تمرد عليه فوقع في حيرة و توسل الى اليهود و دان لهم و حالفهم على اعطاء حقوقهم كلها و سالمهم و قدم ذبيحة و اكرم الهيكل و احسن الى الموضع* 24 و صافى المكابي و نصبه قائدا و حاكما على البلاد من بطلمايس الى حدود الجرانيين* 25 ثم جاء الى بطلمايس و كان اهل المدينة قد شق عليهم ذلك العهد و انكروا عليه فسخ عهودهم* 26 فانطلق ليسياس الى الديوان و اورد ما استطاع من الحجج فاقنعهم و سكنهم و ميلهم الى الرفق ثم عاد الى انطاكية و هكذا انقضى مقدم الملك و رجوعه*
الأصحاح رقم 14
(4/129)
1 و بعد مدة ثلاث سنين بلغ اصحاب يهوذا ان ديمتريوس بن سلوقس قد ركب البحر من ميناء طرابلس بجيش كثيف و اسطول* 2 و استولى على البلاد بعدما قتل انطيوكس و ليسياس وكيله* 3 و ان الكيمس الذي كان قد قلد الكهنوت الاعظم ثم انقاد الى النجاسة ايام الاختلاط ايقن ان لا خلاص له البتة و لا سبيل الى ارتقاء المذبح المقدس* 4 فاتى ديمتريوس الملك في السنة المئة و الحادية و الخمسين و اهدى اليه اكليلا من ذهب و سعفة و اغصانا من زيتون مما يختص بالهيكل و بقي في ذلك اليوم ساكتا* 5 ثم اصاب فرصة توافق رعونة مقاصده فان ديمتريوس دعاه الى ديوانه و ساله عن احوال اليهود و ما في نياتهم* 6 فقال ان الحسيديين من اليهود الذين عليهم يهوذا المكابي لا يزالون في الحروب و الفتن و لا يدعون للمملكة راحة* 7 و هاءنذا قد سلبت كرامة ابائي اعني الكهنوت الاعظم فقدمت الى هنا* 8 اولا لاوفي خدمتي فيما ياول الى مصلحة الملك و ثانيا للسعي في مصلحة قومي لان سفه اولئك الناس قد انزل بامتنا البلاء الشديد* 9 فاذ قد اطلعت ايها الملك على تفصيل ذلك فالتفت الى بلادنا و امتنا المبغي عليها بما فيك من الرفق و الاحسان الى الجميع* 10 فانه ما دام يهوذا باقيا فمن المحال ان تكون الاحوال في دعة* 11 و لما اتم مقاله جعل سائر اصدقاء ديمتريوس و هم اعداء ليهوذا يوغرونه عليه* 12 فاستحضر من ساعته نكانور مدبر الفيلة و اقامه قائدا على اليهودية و ارسله* 13 و امره ان يقتل يهوذا و يبدد اصحابه و يقيم الكيمس كاهنا اعظم للهيكل الشهير* 14 فاخذ الامم الذين في اليهودية يفرون عن يهوذا و ينضمون افواجا الى نكانور و هم يعدون نكبات اليهود و رزاياهم حظا لهم* 15 و لما بلغ اليهود قدوم نكانور و انضمام الامم اليه حثوا التراب على رؤوسهم و ابتهلوا الى الذي اقام شعبه ليبقى مدى الدهر مدافعا عن ميراثه بايات بينة* 16 ثم امرهم القائد فبادروا المسير من هناك و التقوهم عند قرية دساو* 17(4/130)
و كان سمعان اخو يهوذا قد نازل نكانور فجاءته نجدة على حين بغتة فادركه بعض الفشل* 18 و لكن لما سمع نكانور بما ابداه اصحاب يهوذا من الباس و البسالة في مدافعاتهم عن الوطن اشفق من ان يفصل الامر بالسلاح* 19 فارسل بوسيدونيوس و تاودوتس و متتيا لعرض الصلح و امضائه* 20 فبحثوا في الامر طويلا و عرض القائد ذلك على الجمهور فاجمعوا كلهم على راي واحد و قبلوا العهد* 21 و عينوا يوما يواجهونهم فيه سرا فاقبل نكانور و جيء بالكراسي من الجانبين* 22 و اقام يهوذا رجالا متسلحين متاهبين في المواضع الموافقة مخافة ان يدهمهم الاعداء بشر ثم تفاوضوا و عقدوا الاتفاق* 23 و اقام نكانور باورشليم لا ياتي منكرا و اطلق الجيوش التي اجتمعت اليه افواجا* 24 و كان كثير التردد الى يهوذا و صبا اليه بقلبه* 25 و حثه على الزواج و الاستيلاد فتزوج و لبث في راحة و طيب عيش* 26 و لما راى الكيمس ما هما فيه من التصافي و التعاهد عاد فاتى الى ديمتريوس و قال ان نكانور يرى في الامور راي الفساد و انه قد عين في موضعه يهوذا الكامن للمملكة كاهنا اعظم* 27 فاستشاط الملك غضبا و وغر صدره بسعاية ذلك الفاجر فكتب الى نكانور يقول انه ساخط من ذلك العهد و يامره بان يبادر الى ارسال المكابي مقيدا الى انطاكية* 28 فلما وقف نكانور على ذلك ادركته الحيرة و صعب عليه ان ينقض عهده و لم ير من الرجل ظلما* 29 و لكن اذ لم يجد سبيلا الى مقاومة الملك تربص فرصة ليمضي الامر بالمكيدة* 30 و راى المكابي ان نكانور قد تغير عليه و لم يعد يتلقاه ببشاشته المالوفة ففطن ان هذا التغير ليس عن خير فجمع عددا من اصحابه و تغيب عن نكانور* 31 فلما راى نكانور ان الرجل قد سبقه بحزمه و دهائه انطلق الى الهيكل العظيم المقدس و كان الكهنة يقدمون الذبائح على عادتهم فامرهم ان يسلموا اليه الرجل* 32 فاقسموا و قالوا انهم لا يعلمون اين الذي يطلبه فمد يمينه على الهيكل* 33 و اقسم قائلا لئن لم(4/131)
تسلموا الي يهوذا موثقا لاهدمن بيت الله هذا الى الارض و لاقلعن المذبح و اشيدن هنا هيكلا شهيرا لديونيسيوس* 34 قال هذا و انصرف فرفع الكهنة ايديهم الى السماء و دعوا من هو نصير امتنا على الدوام قائلين* 35 يا من هو رب الجميع الغني عن كل شيء لقد حسن لديك ان يكون هيكل سكناك فيما بيننا* 36 فالان ايها الرب يا قدوس كل قداسة صن هذا البيت الذي قد طهر عن قليل و احفظه طاهرا الى الابد* 37 و كان في اورشليم شيخ اسمه رازيس و هو رجل محب لوطنه محمود السمعة يسمى بابي اليهود لما كان عنده من الغيرة عليهم فوشي به الى نكانور* 38 و كان فيما سلف من ايام الاختلاط مخلص التمسك بدين اليهود و لم يزل يبذل جسمه و نفسه في سبيل الدين* 39 و اراد نكانور ان يبدي ما كان عنده من الحنق على اليهود فارسل اكثر من خمس مئة جندي ليقبضوا عليه* 40 لاعتقاده انه ان امسكه فقد انزل بهم مصيبة عظيمة* 41 فلما راى الجنود قد اوشكوا ان يستولوا على البرج و يفتحوا باب الدار و قد اطلقوا النار لاحراق الابواب و اصبح محاطا من كل جانب وجا نفسه بالسيف* 42 و اختار ان يموت بكرامة و لا يصير في ايدي المجرمين و يشتم بما لا يليق باصله الكريم* 43 و لكنه لعجلته اخطا المقتل و اذ كانت الجنود قد هجمت الى داخل الابواب رقي الى السور بقلب جليد و القى بنفسه من فوق الجنود* 44 فانفرجوا لحينهم فسقط في وسط الفرجة* 45 و اذ كان به رمق و قد اشتعلت فيه الحمية قام و دمه يتفجر كالينبوع و جراحه بالغة و اخترق الجنود عدوا* 46 و استوى قائما على صخرة عالية و قد نزف دمه ثم اخرج امعاءه و حملها بيديه و طرحها على الجند و دعا رب الحياة و الروح ان يردهما عليه ثم فاضت نفسه*
الأصحاح رقم 15
(4/132)
1 و بلغ نكانور ان اصحاب يهوذا في نواحي السامرة فعزم على مفاجاته يوم السبت دون تعرض لخطر الحرب* 2 فقال له اليهود الذين شايعوه اضطرارا لا تاخذ القوم بهذه القسوة و الخشونة بل ارع حرمة يوم قد اكرمه و قدسه الرقيب على كل شيء* 3 فسال ذلك الفاجر و هل في السماء قدير امر بحفظ يوم السبت* 4 فقالوا ان في السماء الرب الحي القدير و هو الذي اوصى بحفظ اليوم السابع* 5 فقال الرجل و انا ايضا قدير في الارض فامر باخذ السلاح و امضاء اوامر الملك و لكنه لم يتمكن من قضاء ماربه الخبيث* 6 و كان نكانور بما عنده من الزهو و الصلف مضمرا ان ينصب تذكارا يشير به الى جميع غلباته على اصحاب يهوذا* 7 و اما المكابي فلم يزل يثق كل الثقة بان الرب سيؤتيه النصر* 8 فحرض اصحابه ان لا يجزعوا من غارة الامم بل يذكروا النجدات التي طال ما امدوا بها من السماء و ينتظروا الظفر و النصرة التي سيؤتونها من عند القدير* 9 ثم كلمهم عن الشريعة و الانبياء و ذكر لهم الوقائع التي باشروها حتى اذكى حماستهم* 10 و بعدما ثبت عزائمهم شرح لهم كيف نقضت الامم عهودها و حنثت بايمانها* 11 و سلح كلا منهم بتعزية كلامه الصالح اكثر مما سلحهم بالتروس و الرماح ثم قص عليهم رؤيا يقينية تجلت له في الحلم فشرح بها صدورهم اجمعين* 12 و هذه هي الرؤيا قال رايت اونيا الكاهن الاعظم رجل الخير و الصلاح المهيب المنظر الحليم الاخلاق صاحب الاقوال الرائعة المواظب منذ صبائه على جميع ضروب الفضائل باسطا يديه و مصليا لاجل جماعة اليهود باسرها* 13 ثم تراءى لي رجل كريم الشيبة اغر البهاء عليه جلالة عجيبة سامية* 14 فاجاب اونيا و قال هذا محب الاخوة المكثر من الصلوات لاجل الشعب و المدينة المقدسة ارميا نبي الله* 15 ثم ان ارميا مد يمينه و ناول يهوذا سيفا من ذهب و قال* 16 خذ هذا السيف المقدس هبة من عند الله به تحطم الاعداء* 17 فطابت قلوبهم باقوال يهوذا الصالحة التي حركت بقوتها حماستهم(4/133)
و اثارت نفوس الشبان و عقدوا عزمهم على ان لا يعسكروا بل يهجموا بشجاعة و يحاربوا بكل بسالة حتى يفصلوا الامر اذ كانت المدينة و الاقداس و الهيكل في خطر* 18 و كان اضطرابهم على النساء و الاولاد و الاخوة و ذوي القرابات ايسر وقعا من خوفهم على الهيكل المقدس الذي كان هو الخوف الاعظم و الاول* 19 و كان الباقون في المدينة في اضطراب شديد من قبل القتال الذي كانوا يتوقعونه في الفضاء* 20 و بينا كان الجميع ينتظرون ما ياول اليه الامر و قد ازدلف العدو و اصطف الجيش و اقيمت الفيلة في مواضعها و ترتبت الفرسان على الجناحين* 21 تفرس المكابي في كثرة الجيوش و توفر الاسلحة المختلفة و ضراوة الفيلة فرفع يديه الى السماء و دعا الرب الرقيب صانع المعجزات لعلمه ان ليس الظفر بالسلاح و لكنه بقضائه يؤتي الظفر من يستحقه* 22 و صلى قائلا انك يا رب قد ارسلت ملاكك في عهد حزقيا ملك يهوذا فقتل من جند سنحاريب مئة و خمسة و ثمانين الفا* 23 و الان يا ملك السماوات ارسل ملاكا صالحا امامنا يوقع الرعب و الرعدة و بعظمة ذراعك* 24 ليتروع الذين وافوا على شعبك المقدس مجدفين و كان يهوذا يصلي هكذا* 25 و اصحاب نكانور يتقدمون بالابواق و الاغاني* 26 فواقعهم اصحاب يهوذا بالدعاء و الصلوات* 27 و فيما هم يقاتلون بالايدي كانوا يصلون الى الله في قلوبهم فصرعوا خمسة و ثلاثين الفا و هم في غاية التهلل بمحضر الله و نصرته* 28 و لما فرغوا من الجهاد و رجعوا مبتهجين وجدوا نكانور بسلاحه و قد خر قتيلا* 29 حينئذ ارتفع الهتاف و الزجل و سبحوا الملك العظيم بلسان ابائهم* 30 ثم ان يهوذا الذي لم يزل في مقدمة اهل وطنه باذلا دونهم جسده و نفسه و راعيا لبني امته المودة التي اثرهم بها منذ حداثته امر بقطع راس نكانور و يده مع كتفه و حملهما الى اورشليم* 31 و لما بلغ الى هناك دعا بني امته و الكهنة و قام امام المذبح و استحضر الذين في القلعة* 32 و اراهم راس نكانور(4/134)
الفاحش و يد ذلك الفاجر التي مدها متجبرا على بيت القدير المقدس* 33 ثم قطع لسان نكانور المنافق و امر بان يقطع قطعا و يطرح الى الطيور و تعلق يد ذلك الاحمق تجاه الهيكل* 34 و كان الجميع يباركون الى السماء الرب الحاضر لنصرتهم قائلين تبارك الذي حفظ موضعه من كل دنس* 35 و ربط راس نكانور على القلعة ليكون دليلا بينا جليا على نصرة الله* 36 ثم رسم الجميع بتوقيع عام ان لا يترك ذلك اليوم بدون احتفال* 37 بل يكون عيدا و هو اليوم الثالث عشر من الشهر الثاني عشر الذي يقال له اذار بلسان ارام قبل يوم مردكاي بيوم واحد* 38 هذا ما تم من امر نكانور و منذ تلك الايام عادت المدينة في حوزة العبرانيين و ههنا انا ايضا اجعل ختام الكلام* 39 فان كنت قد احسنت التاليف و اصبت الغرض فذلك ما كنت اتمنى و ان كان قد لحقني الوهن و التقصير فاني قد بذلت وسعي* 40 ثم كما ان شرب الخمر وحدها او شرب الماء وحده مضر و انما تطيب الخمر ممزوجة بالماء و تعقب لذة و طربا كذلك تنميق الكلام على هذا الاسلوب يطرب مسامع مطالعي التاليف انتهى*(4/135)
العهد الجديد
وبه 27 سفراً(4/136)
إنجيل متّى
1: 1 كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم
1: 2 ابراهيم ولد اسحق و اسحق ولد يعقوب و يعقوب ولد يهوذا و اخوته
1: 3 و يهوذا ولد فارص و زارح من ثامار و فارص ولد حصرون و حصرون ولد ارام
1: 4 و ارام ولد عميناداب و عميناداب ولد نحشون و نحشون ولد سلمون
1: 5 و سلمون ولد بوعز من راحاب و بوعز ولد عوبيد من راعوث و عوبيد ولد يسى
1: 6 و يسى ولد داود الملك و داود الملك ولد سليمان من التي لاوريا
1: 7 و سليمان ولد رحبعام و رحبعام ولد ابيا و ابيا ولد اسا
1: 8 و اسا ولد يهوشافاط و يهوشافاط ولد يورام و يورام ولد عزيا
1: 9 و عزيا ولد يوثام و يوثام ولد احاز و احاز ولد حزقيا
1: 10 و حزقيا ولد منسى و منسى ولد امون و امون ولد يوشيا
1: 11 و يوشيا ولد يكنيا و اخوته عند سبي بابل
1: 12 و بعد سبي بابل يكنيا ولد شالتيئيل و شالتيئيل ولد زربابل
1: 13 و زربابل ولد ابيهود و ابيهود ولد الياقيم و الياقيم ولد عازور
1: 14 و عازور ولد صادوق و صادوق ولد اخيم و اخيم ولد اليود
1: 15 و اليود ولد اليعازر و اليعازر ولد متان و متان ولد يعقوب
1: 16 و يعقوب ولد يوسف رجل مريم التي ولد منها يسوع الذي يدعى المسيح
1: 17 فجميع الاجيال من ابراهيم الى داود اربعة عشر جيلا و من داود الى سبي بابل اربعة عشر جيلا و من سبي بابل الى المسيح اربعة عشر جيلا
1: 18 اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس
1: 19 فيوسف رجلها اذ كان بارا و لم يشا ان يشهرها اراد تخليتها سرا
1: 20 و لكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف ان تاخذ مريم امراتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس
1: 21 فستلد ابنا و تدعو اسمه يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم
1: 22 و هذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل
(4/137)
1: 23 هوذا العذراء تحبل و تلد ابنا و يدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا
1: 24 فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما امره ملاك الرب و اخذ امراته
1: 25 و لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر و دعا اسمه يسوع
2: 1 و لما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في ايام هيرودس الملك اذا مجوس من المشرق قد جاءوا الى اورشليم
2: 2 قائلين اين هو المولود ملك اليهود فاننا راينا نجمه في المشرق و اتينا لنسجد له
2: 3 فلما سمع هيرودس الملك اضطرب و جميع اورشليم معه
2: 4 فجمع كل رؤساء الكهنة و كتبة الشعب و سالهم اين يولد المسيح
2: 5 فقالوا له في بيت لحم اليهودية لانه هكذا مكتوب بالنبي
2: 6 و انت يا بيت لحم ارض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لان منك يخرج مدبر يرعى شعبي اسرائيل
2: 7 حينئذ دعا هيرودس المجوس سرا و تحقق منهم زمان النجم الذي ظهر
2: 8 ثم ارسلهم الى بيت لحم و قال اذهبوا و افحصوا بالتدقيق عن الصبي و متى وجدتموه فاخبروني لكي اتي انا ايضا و اسجد له
2: 9 فلما سمعوا من الملك ذهبوا و اذا النجم الذي راوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء و وقف فوق حيث كان الصبي
2: 10 فلما راوا النجم فرحوا فرحا عظيما جدا
2: 11 و اتوا الى البيت و راوا الصبي مع مريم امه فخروا و سجدوا له ثم فتحوا كنوزهم و قدموا له هدايا ذهبا و لبانا و مرا
2: 12 ثم اذ اوحي اليهم في حلم ان لا يرجعوا الى هيرودس انصرفوا في طريق اخرى الى كورتهم
2: 13 و بعدما انصرفوا اذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا قم و خذ الصبي و امه و اهرب الى مصر و كن هناك حتى اقول لك لان هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه
2: 14 فقام و اخذ الصبي و امه ليلا و انصرف الى مصر
2: 15 و كان هناك الى وفاة هيرودس لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني
(4/138)
2: 16 حينئذ لما راى هيرودس ان المجوس سخروا به غضب جدا فارسل و قتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم و في كل تخومها من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس
2: 17 حينئذ تم ما قيل بارميا النبي القائل
2: 18 صوت سمع في الرامة نوح و بكاء و عويل كثير راحيل تبكي على اولادها و لا تريد ان تتعزى لانهم ليسوا بموجودين
2: 19 فلما مات هيرودس اذا ملاك الرب قد ظهر في حلم ليوسف في مصر
2: 20 قائلا قم و خذ الصبي و امه و اذهب الى ارض اسرائيل لانه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي
2: 21 فقام و اخذ الصبي و امه و جاء الى ارض اسرائيل
2: 22 و لكن لما سمع ان ارخيلاوس يملك على اليهودية عوضا عن هيرودس ابيه خاف ان يذهب الى هناك و اذ اوحي اليه في حلم انصرف الى نواحي الجليل
2: 23 و اتى و سكن في مدينة يقال لها ناصرة لكي يتم ما قيل بالانبياء انه سيدعى ناصريا
3: 1 و في تلك الايام جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية
3: 2 قائلا توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات
3: 3 فان هذا هو الذي قيل عنه باشعياء النبي القائل صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة
3: 4 و يوحنا هذا كان لباسه من وبر الابل و على حقويه منطقة من جلد و كان طعامه جرادا و عسلا بريا
3: 5 حينئذ خرج اليه اورشليم و كل اليهودية و جميع الكورة المحيطة بالاردن
3: 6 و اعتمدوا منه في الاردن معترفين بخطاياهم
3: 7 فلما راى كثيرين من الفريسيين و الصدوقيين ياتون الى معموديته قال لهم يا اولاد الافاعي من اراكم ان تهربوا من الغضب الاتي
3: 8 فاصنعوا اثمارا تليق بالتوبة
3: 9 و لا تفتكروا ان تقولوا في انفسكم لنا ابراهيم ابا لاني اقول لكم ان الله قادر ان يقيم من هذه الحجارة اولادا لابراهيم
3: 10 و الان قد وضعت الفاس على اصل الشجر فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع و تلقى في النار
(4/139)
3: 11 انا اعمدكم بماء للتوبة و لكن الذي ياتي بعدي هو اقوى مني الذي لست اهلا ان احمل حذاءه هو سيعمدكم بالروح القدس و نار
3: 12 الذي رفشه في يده و سينقي بيدره و يجمع قمحه الى المخزن و اما التبن فيحرقه بنار لا تطفا
3: 13 حينئذ جاء يسوع من الجليل الى الاردن الى يوحنا ليعتمد منه
3: 14 و لكن يوحنا منعه قائلا انا محتاج ان اعتمد منك و انت تاتي الي
3: 15 فاجاب يسوع و قال له اسمح الان لانه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر حينئذ سمح له
3: 16 فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء و اذا السماوات قد انفتحت له فراى روح الله نازلا مثل حمامة و اتيا عليه
3: 17 و صوت من السماوات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت
4: 1 ثم اصعد يسوع الى البرية من الروح ليجرب من ابليس
4: 2 فبعدما صام اربعين نهارا و اربعين ليلة جاع اخيرا
4: 3 فتقدم اليه المجرب و قال له ان كنت ابن الله فقل ان تصير هذه الحجارة خبزا
4: 4 فاجاب و قال مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله
4: 5 ثم اخذه ابليس الى المدينة المقدسة و اوقفه على جناح الهيكل
4: 6 و قال له ان كنت ابن الله فاطرح نفسك الى اسفل لانه مكتوب انه يوصي ملائكته بك فعلى اياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك
4: 7 قال له يسوع مكتوب ايضا لا تجرب الرب الهك
4: 8 ثم اخذه ايضا ابليس الى جبل عال جدا و اراه جميع ممالك العالم و مجدها
4: 9 و قال له اعطيك هذه جميعها ان خررت و سجدت لي
4: 10 حينئذ قال له يسوع اذهب يا شيطان لانه مكتوب للرب الهك تسجد و اياه وحده تعبد
4: 11 ثم تركه ابليس و اذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه
4: 12 و لما سمع يسوع ان يوحنا اسلم انصرف الى الجليل
4: 13 و ترك الناصرة و اتى فسكن في كفرناحوم التي عند البحر في تخوم زبولون و نفتاليم
4: 14 لكي يتم ما قيل باشعياء النبي القائل
4: 15 ارض زبولون و ارض نفتاليم طريق البحر عبر الاردن جليل الامم
(4/140)
4: 16 الشعب الجالس في ظلمة ابصر نورا عظيما و الجالسون في كورة الموت و ظلاله اشرق عليهم نور
4: 17 من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز و يقول توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات
4: 18 و اذ كان يسوع ماشيا عند بحر الجليل ابصر اخوين سمعان الذي يقال له بطرس و اندراوس اخاه يلقيان شبكة في البحر فانهما كانا صيادين
4: 19 فقال لهما هلم ورائي فاجعلكما صيادي الناس
4: 20 فللوقت تركا الشباك و تبعاه
4: 21 ثم اجتاز من هناك فراى اخوين اخرين يعقوب بن زبدي و يوحنا اخاه في السفينة مع زبدي ابيهما يصلحان شباكهما فدعاهما
4: 22 فللوقت تركا السفينة و اباهما و تبعاه
4: 23 و كان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم و يكرز ببشارة الملكوت و يشفي كل مرض و كل ضعف في الشعب
4: 24 فذاع خبره في جميع سورية فاحضروا اليه جميع السقماء المصابين بامراض و اوجاع مختلفة و المجانين و المصروعين و المفلوجين فشفاهم
4: 25 فتبعته جموع كثيرة من الجليل و العشر المدن و اورشليم و اليهودية و من عبر الاردن
5: 1 و لما راى الجموع صعد الى الجبل فلما جلس تقدم اليه تلاميذه
5: 2 ففتح فاه و علمهم قائلا
5: 3 طوبى للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السماوات
5: 4 طوبى للحزانى لانهم يتعزون
5: 5 طوبى للودعاء لانهم يرثون الارض
5: 6 طوبى للجياع و العطاش الى البر لانهم يشبعون
5: 7 طوبى للرحماء لانهم يرحمون
5: 8 طوبى للانقياء القلب لانهم يعاينون الله
5: 9 طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون
5: 10 طوبى للمطرودين من اجل البر لان لهم ملكوت السماوات
5: 11 طوبى لكم اذا عيروكم و طردوكم و قالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين
5: 12 افرحوا و تهللوا لان اجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم
5: 13 انتم ملح الارض و لكن ان فسد الملح فبماذا يملح لا يصلح بعد لشيء الا لان يطرح خارجا و يداس من الناس
(4/141)
5: 14 انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل
5: 15 و لا يوقدون سراجا و يضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت
5: 16 فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة و يمجدوا اباكم الذي في السماوات
5: 17 لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء ما جئت لانقض بل لاكمل
5: 18 فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء و الارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل
5: 19 فمن نقض احدى هذه الوصايا الصغرى و علم الناس هكذا يدعى اصغر في ملكوت السماوات و اما من عمل و علم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات
5: 20 فاني اقول لكم انكم ان لم يزد بركم على الكتبة و الفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات
5: 21 قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل و من قتل يكون مستوجب الحكم
5: 22 و اما انا فاقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم و من قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع و من قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم
5: 23 فان قدمت قربانك الى المذبح و هناك تذكرت ان لاخيك شيئا عليك
5: 24 فاترك هناك قربانك قدام المذبح و اذهب اولا اصطلح مع اخيك و حينئذ تعال و قدم قربانك
5: 25 كن مراضيا لخصمك سريعا ما دمت معه في الطريق لئلا يسلمك الخصم الى القاضي و يسلمك القاضي الى الشرطي فتلقى في السجن
5: 26 الحق اقول لك لا تخرج من هناك حتى توفي الفلس الاخير
5: 27 قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تزن
5: 28 و اما انا فاقول لكم ان كل من ينظر الى امراة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه
5: 29 فان كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها و القها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك و لا يلقى جسدك كله في جهنم
5: 30 و ان كانت يدك اليمنى تعثرك فاقطعها و القها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك و لا يلقى جسدك كله في جهنم
5: 31 و قيل من طلق امراته فليعطها كتاب طلاق
(4/142)
5: 32 و اما انا فاقول لكم ان من طلق امراته الا لعلة الزنى يجعلها تزني و من يتزوج مطلقة فانه يزني
5: 33 ايضا سمعتم انه قيل للقدماء لا تحنث بل اوف للرب اقسامك
5: 34 و اما انا فاقول لكم لا تحلفوا البتة لا بالسماء لانها كرسي الله
5: 35 و لا بالارض لانها موطئ قدميه و لا باورشليم لانها مدينة الملك العظيم
5: 36 و لا تحلف براسك لانك لا تقدر ان تجعل شعرة واحدة بيضاء او سوداء
5: 37 بل ليكن كلامكم نعم نعم لا لا و ما زاد على ذلك فهو من الشرير
5: 38 سمعتم انه قيل عين بعين و سن بسن
5: 39 و اما انا فاقول لكم لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر ايضا
5: 40 و من اراد ان يخاصمك و ياخذ ثوبك فاترك له الرداء ايضا
5: 41 و من سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين
5: 42 من سالك فاعطه و من اراد ان يقترض منك فلا ترده
5: 43 سمعتم انه قيل تحب قريبك و تبغض عدوك
5: 44 و اما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم و صلوا لاجل الذين يسيئون اليكم و يطردونكم
5: 45 لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السماوات فانه يشرق شمسه على الاشرار و الصالحين و يمطر على الابرار و الظالمين
5: 46 لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم اليس العشارون ايضا يفعلون ذلك
5: 47 و ان سلمتم على اخوتكم فقط فاي فضل تصنعون اليس العشارون ايضا يفعلون هكذا
5: 48 فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو كامل
6: 1 احترزوا من ان تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم و الا فليس لكم اجر عند ابيكم الذي في السماوات
6: 2 فمتى صنعت صدقة فلا تصوت قدامك بالبوق كما يفعل المراؤون في المجامع و في الازقة لكي يمجدوا من الناس الحق اقول لكم انهم قد استوفوا اجرهم
6: 3 و اما انت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك
6: 4 لكي تكون صدقتك في الخفاء فابوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية
(4/143)
6: 5 و متى صليت فلا تكن كالمرائين فانهم يحبون ان يصلوا قائمين في المجامع و في زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس الحق اقول لكم انهم قد استوفوا اجرهم
6: 6 و اما انت فمتى صليت فادخل الى مخدعك و اغلق بابك و صل الى ابيك الذي في الخفاء فابوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية
6: 7 و حينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلا كالامم فانهم يظنون انه بكثرة كلامهم يستجاب لهم
6: 8 فلا تتشبهوا بهم لان اباكم يعلم ما تحتاجون اليه قبل ان تسالوه
6: 9 فصلوا انتم هكذا ابانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك
6: 10 ليات ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض
6: 11 خبزنا كفافنا اعطنا اليوم
6: 12 و اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن ايضا للمذنبين الينا
6: 13 و لا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير لان لك الملك و القوة و المجد الى الابد امين
6: 14 فانه ان غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم ايضا ابوكم السماوي
6: 15 و ان لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم ابوكم ايضا زلاتكم
6: 16 و متى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين فانهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين الحق اقول لكم انهم قد استوفوا اجرهم
6: 17 و اما انت فمتى صمت فادهن راسك و اغسل وجهك
6: 18 لكي لا تظهر للناس صائما بل لابيك الذي في الخفاء فابوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية
6: 19 لا تكنزوا لكم كنوزا على الارض حيث يفسد السوس و الصدا و حيث ينقب السارقون و يسرقون
6: 20 بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا يفسد سوس و لا صدا و حيث لا ينقب سارقون و لا يسرقون
6: 21 لانه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك ايضا
6: 22 سراج الجسد هو العين فان كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا
6: 23 و ان كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلما فان كان النور الذي فيك ظلاما فالظلام كم يكون
(4/144)
6: 24 لا يقدر احد ان يخدم سيدين لانه اما ان يبغض الواحد و يحب الاخر او يلازم الواحد و يحتقر الاخر لا تقدرون ان تخدموا الله و المال
6: 25 لذلك اقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تاكلون و بما تشربون و لا لاجسادكم بما تلبسون اليست الحياة افضل من الطعام و الجسد افضل من اللباس
6: 26 انظروا الى طيور السماء انها لا تزرع و لا تحصد و لا تجمع الى مخازن و ابوكم السماوي يقوتها الستم انتم بالحري افضل منها
6: 27 و من منكم اذا اهتم يقدر ان يزيد على قامته ذراعا واحدة
6: 28 و لماذا تهتمون باللباس تاملوا زنابق الحقل كيف تنمو لا تتعب و لا تغزل
6: 29 و لكن اقول لكم انه و لا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها
6: 30 فان كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم و يطرح غدا في التنور يلبسه الله هكذا افليس بالحري جدا يلبسكم انتم يا قليلي الايمان
6: 31 فلا تهتموا قائلين ماذا ناكل او ماذا نشرب او ماذا نلبس
6: 32 فان هذه كلها تطلبها الامم لان اباكم السماوي يعلم انكم تحتاجون الى هذه كلها
6: 33 لكن اطلبوا اولا ملكوت الله و بره و هذه كلها تزاد لكم
6: 34 فلا تهتموا للغد لان الغد يهتم بما لنفسه يكفي اليوم شره
7: 1 لا تدينوا لكي لا تدانوا
7: 2 لانكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون و بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم
7: 3 و لماذا تنظر القذى الذي في عين اخيك و اما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها
7: 4 ام كيف تقول لاخيك دعني اخرج القذى من عينك و ها الخشبة في عينك
7: 5 يا مرائي اخرج اولا الخشبة من عينك و حينئذ تبصر جيدا ان تخرج القذى من عين اخيك
7: 6 لا تعطوا القدس للكلاب و لا تطرحوا درركم قدام الخنازير لئلا تدوسها بارجلها و تلتفت فتمزقكم
7: 7 اسالوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم
7: 8 لان كل من يسال ياخذ و من يطلب يجد و من يقرع يفتح له
7: 9 ام اي انسان منكم اذا ساله ابنه خبزا يعطيه حجرا
7: 10 و ان ساله سمكة يعطيه حية
(4/145)
7: 11 فان كنتم و انتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري ابوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسالونه
7: 12 فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضا بهم لان هذا هو الناموس و الانبياء
7: 13 ادخلوا من الباب الضيق لانه واسع الباب و رحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك و كثيرون هم الذين يدخلون منه
7: 14 ما اضيق الباب و اكرب الطريق الذي يؤدي الى الحياة و قليلون هم الذين يجدونه
7: 15 احترزوا من الانبياء الكذبة الذين ياتونكم بثياب الحملان و لكنهم من داخل ذئاب خاطفة
7: 16 من ثمارهم تعرفونهم هل يجتنون من الشوك عنبا او من الحسك تينا
7: 17 هكذا كل شجرة جيدة تصنع اثمارا جيدة و اما الشجرة الردية فتصنع اثمارا ردية
7: 18 لا تقدر شجرة جيدة ان تصنع اثمارا ردية و لا شجرة ردية ان تصنع اثمارا جيدة
7: 19 كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع و تلقى في النار
7: 20 فاذا من ثمارهم تعرفونهم
7: 21 ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات
7: 22 كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب اليس باسمك تنبانا و باسمك اخرجنا شياطين و باسمك صنعنا قوات كثيرة
7: 23 فحينئذ اصرح لهم اني لم اعرفكم قط اذهبوا عني يا فاعلي الاثم
7: 24 فكل من يسمع اقوالي هذه و يعمل بها اشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر
7: 25 فنزل المطر و جاءت الانهار و هبت الرياح و وقعت على ذلك البيت فلم يسقط لانه كان مؤسسا على الصخر
7: 26 و كل من يسمع اقوالي هذه و لا يعمل بها يشبه برجل جاهل بنى بيته على الرمل
7: 27 فنزل المطر و جاءت الانهار و هبت الرياح و صدمت ذلك البيت فسقط و كان سقوطه عظيما
7: 28 فلما اكمل يسوع هذه الاقوال بهتت الجموع من تعليمه
7: 29 لانه كان يعلمهم كمن له سلطان و ليس كالكتبة
8: 1 و لما نزل من الجبل تبعته جموع كثيرة
(4/146)
8: 2 و اذا ابرص قد جاء و سجد له قائلا يا سيد ان اردت تقدر ان تطهرني
8: 3 فمد يسوع يده و لمسه قائلا اريد فاطهر و للوقت طهر برصه
8: 4 فقال له يسوع انظر ان لا تقول لاحد بل اذهب ار نفسك للكاهن و قدم القربان الذي امر به موسى شهادة لهم
8: 5 و لما دخل يسوع كفرناحوم جاء اليه قائد مئة يطلب اليه
8: 6 و يقول يا سيد غلامي مطروح في البيت مفلوجا متعذبا جدا
8: 7 فقال له يسوع انا اتي و اشفيه
8: 8 فاجاب قائد المئة و قال يا سيد لست مستحقا ان تدخل تحت سقفي لكن قل كلمة فقط فيبرا غلامي
8: 9 لاني انا ايضا انسان تحت سلطان لي جند تحت يدي اقول لهذا اذهب فيذهب و لاخر ائت فياتي و لعبدي افعل هذا فيفعل
8: 10 فلما سمع يسوع تعجب و قال للذين يتبعون الحق اقول لكم لم اجد و لا في اسرائيل ايمانا بمقدار هذا
8: 11 و اقول لكم ان كثيرين سياتون من المشارق و المغارب و يتكئون مع ابراهيم و اسحق و يعقوب في ملكوت السماوات
8: 12 و اما بنو الملكوت فيطرحون الى الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء و صرير الاسنان
8: 13 ثم قال يسوع لقائد المئة اذهب و كما امنت ليكن لك فبرا غلامه في تلك الساعة
8: 14 و لما جاء يسوع الى بيت بطرس راى حماته مطروحة و محمومة
8: 15 فلمس يدها فتركتها الحمى فقامت و خدمتهم
8: 16 و لما صار المساء قدموا اليه مجانين كثيرين فاخرج الارواح بكلمة و جميع المرضى شفاهم
8: 17 لكي يتم ما قيل باشعياء النبي القائل هو اخذ اسقامنا و حمل امراضنا
8: 18 و لما راى يسوع جموعا كثيرة حوله امر بالذهاب الى العبر
8: 19 فتقدم كاتب و قال له يا معلم اتبعك اينما تمضي
8: 20 فقال له يسوع للثعالب اوجرة و لطيور السماء اوكار و اما ابن الانسان فليس له اين يسند راسه
8: 21 و قال له اخر من تلاميذه يا سيد ائذن لي ان امضي اولا و ادفن ابي
8: 22 فقال له يسوع اتبعني و دع الموتى يدفنون موتاهم
8: 23 و لما دخل السفينة تبعه تلاميذه
(4/147)
8: 24 و اذا اضطراب عظيم قد حدث في البحر حتى غطت الامواج السفينة و كان هو نائما
8: 25 فتقدم تلاميذه و ايقظوه قائلين يا سيد نجنا فاننا نهلك
8: 26 فقال لهم ما بالكم خائفين يا قليلي الايمان ثم قام و انتهر الرياح و البحر فصار هدو عظيم
8: 27 فتعجب الناس قائلين اي انسان هذا فان الرياح و البحر جميعا تطيعه
8: 28 و لما جاء الى العبر الى كورة الجرجسيين استقبله مجنونان خارجان من القبور هائجان جدا حتى لم يكن احد يقدر ان يجتاز من تلك الطريق
8: 29 و اذا هما قد صرخا قائلين ما لنا و لك يا يسوع ابن الله اجئت الى هنا قبل الوقت لتعذبنا
8: 30 و كان بعيدا منهم قطيع خنازير كثيرة ترعى
8: 31 فالشياطين طلبوا اليه قائلين ان كنت تخرجنا فاذن لنا ان نذهب الى قطيع الخنازير
8: 32 فقال لهم امضوا فخرجوا و مضوا الى قطيع الخنازير و اذا قطيع الخنازير كله قد اندفع من على الجرف الى البحر و مات في المياه
8: 33 اما الرعاة فهربوا و مضوا الى المدينة و اخبروا عن كل شيء و عن امر المجنونين
8: 34 فاذا كل المدينة قد خرجت لملاقاة يسوع و لما ابصروه طلبوا ان ينصرف عن تخومهم
9: 1 فدخل السفينة و اجتاز و جاء الى مدينته
9: 2 و اذا مفلوج يقدمونه اليه مطروحا على فراش فلما راى يسوع ايمانهم قال للمفلوج ثق يا بني مغفورة لك خطاياك
9: 3 و اذا قوم من الكتبة قد قالوا في انفسهم هذا يجدف
9: 4 فعلم يسوع افكارهم فقال لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم
9: 5 ايما ايسر ان يقال مغفورة لك خطاياك او ان يقال قم و امش
9: 6 و لكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا حينئذ قال للمفلوج قم احمل فراشك و اذهب الى بيتك
9: 7 فقام و مضى الى بيته
9: 8 فلما راى الجموع تعجبوا و مجدوا الله الذي اعطى الناس سلطانا مثل هذا
9: 9 و فيما يسوع مجتاز من هناك راى انسانا جالسا عند مكان الجباية اسمه متى فقال له اتبعني فقام و تبعه
(4/148)
9: 10 و بينما هو متكئ في البيت اذا عشارون و خطاة كثيرون قد جاءوا و اتكاوا مع يسوع و تلاميذه
9: 11 فلما نظر الفريسيون قالوا لتلاميذه لماذا ياكل معلمكم مع العشارين و الخطاة
9: 12 فلما سمع يسوع قال لهم لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى
9: 13 فاذهبوا و تعلموا ما هو اني اريد رحمة لا ذبيحة لاني لم ات لادعوا ابرارا بل خطاة الى التوبة
9: 14 حينئذ اتى اليه تلاميذ يوحنا قائلين لماذا نصوم نحن و الفريسيون كثيرا و اما تلاميذك فلا يصومون
9: 15 فقال لهم يسوع هل يستطيع بنو العرس ان ينوحوا ما دام العريس معهم و لكن ستاتي ايام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون
9: 16 ليس احد يجعل رقعة من قطعة جديدة على ثوب عتيق لان الملء ياخذ من الثوب فيصير الخرق اردا
9: 17 و لا يجعلون خمرا جديدة في زقاق عتيقة لئلا تنشق الزقاق فالخمر تنصب و الزقاق تتلف بل يجعلون خمرا جديدة في زقاق جديدة فتحفظ جميعا
9: 18 و فيما هو يكلمهم بهذا اذا رئيس قد جاء فسجد له قائلا ان ابنتي الان ماتت لكن تعال و ضع يدك عليها فتحيا
9: 19 فقام يسوع و تبعه هو و تلاميذه
9: 20 و اذا امراة نازفة دم منذ اثنتي عشرة سنة قد جاءت من ورائه و مست هدب ثوبه
9: 21 لانها قالت في نفسها ان مسست ثوبه فقط شفيت
9: 22 فالتفت يسوع و ابصرها فقال ثقي يا ابنة ايمانك قد شفاك فشفيت المراة من تلك الساعة
9: 23 و لما جاء يسوع الى بيت الرئيس و نظر المزمرين و الجمع يضجون
9: 24 قال لهم تنحوا فان الصبية لم تمت لكنها نائمة فضحكوا عليه
9: 25 فلما اخرج الجمع دخل و امسك بيدها فقامت الصبية
9: 26 فخرج ذلك الخبر الى تلك الارض كلها
9: 27 و فيما يسوع مجتاز من هناك تبعه اعميان يصرخان و يقولان ارحمنا يا ابن داود
9: 28 و لما جاء الى البيت تقدم اليه الاعميان فقال لهما يسوع اتؤمنان اني اقدر ان افعل هذا قالا له نعم يا سيد
9: 29 حينئذ لمس اعينهما قائلا بحسب ايمانكما ليكن لكما
(4/149)
9: 30 فانفتحت اعينهما فانتهرهما يسوع قائلا انظرا لا يعلم احد
9: 31 و لكنهما خرجا و اشاعاه في تلك الارض كلها
9: 32 و فيما هما خارجان اذا انسان اخرس مجنون قدموه اليه
9: 33 فلما اخرج الشيطان تكلم الاخرس فتعجب الجموع قائلين لم يظهر قط مثل هذا في اسرائيل
9: 34 اما الفريسيون فقالوا برئيس الشياطين يخرج الشياطين
9: 35 و كان يسوع يطوف المدن كلها و القرى يعلم في مجامعها و يكرز ببشارة الملكوت و يشفي كل مرض و كل ضعف في الشعب
9: 36 و لما راى الجموع تحنن عليهم اذ كانوا منزعجين و منطرحين كغنم لا راعي لها
9: 37 حينئذ قال لتلاميذه الحصاد كثير و لكن الفعلة قليلون
9: 38 فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده
10: 1 ثم دعا تلاميذه الاثني عشر و اعطاهم سلطانا على ارواح نجسة حتى يخرجوها و يشفوا كل مرض و كل ضعف
10: 2 و اما اسماء الاثني عشر رسولا فهي هذه الاول سمعان الذي يقال له بطرس و اندراوس اخوه يعقوب بن زبدي و يوحنا اخوه
10: 3 فيلبس و برثولماوس توما و متى العشار يعقوب بن حلفى و لباوس الملقب تداوس
10: 4 سمعان القانوي و يهوذا الاسخريوطي الذي اسلمه
10: 5 هؤلاء الاثنا عشر ارسلهم يسوع و اوصاهم قائلا الى طريق امم لا تمضوا و الى مدينة للسامريين لا تدخلوا
10: 6 بل اذهبوا بالحري الى خراف بيت اسرائيل الضالة
10: 7 و فيما انتم ذاهبون اكرزوا قائلين انه قد اقترب ملكوت السماوات
10: 8 اشفوا مرضى طهروا برصا اقيموا موتى اخرجوا شياطين مجانا اخذتم مجانا اعطوا
10: 9 لا تقتنوا ذهبا و لا فضة و لا نحاسا في مناطقكم
10: 10 و لا مزودا للطريق و لا ثوبين و لا احذية و لا عصا لان الفاعل مستحق طعامه
10: 11 و اية مدينة او قرية دخلتموها فافحصوا من فيها مستحق و اقيموا هناك حتى تخرجوا
10: 12 و حين تدخلون البيت سلموا عليه
10: 13 فان كان البيت مستحقا فليات سلامكم عليه و لكن ان لم يكن مستحقا فليرجع سلامكم اليكم
(4/150)
10: 14 و من لا يقبلكم و لا يسمع كلامكم فاخرجوا خارجا من ذلك البيت او من تلك المدينة و انفضوا غبار ارجلكم
10: 15 الحق اقول لكم ستكون لارض سدوم و عمورة يوم الدين حالة اكثر احتمالا مما لتلك المدينة
10: 16 ها انا ارسلكم كغنم في وسط ذئاب فكونوا حكماء كالحيات و بسطاء كالحمام
10: 17 و لكن احذروا من الناس لانهم سيسلمونكم الى مجالس و في مجامعهم يجلدونكم
10: 18 و تساقون امام ولاة و ملوك من اجلي شهادة لهم و للامم
10: 19 فمتى اسلموكم فلا تهتموا كيف او بما تتكلمون لانكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به
10: 20 لان لستم انتم المتكلمين بل روح ابيكم الذي يتكلم فيكم
10: 21 و سيسلم الاخ اخاه الى الموت و الاب ولده و يقوم الاولاد على والديهم و يقتلونهم
10: 22 و تكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي و لكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص
10: 23 و متى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا الى الاخرى فاني الحق اقول لكم لا تكملون مدن اسرائيل حتى ياتي ابن الانسان
10: 24 ليس التلميذ افضل من المعلم و لا العبد افضل من سيده
10: 25 يكفي التلميذ ان يكون كمعلمه و العبد كسيده ان كانوا قد لقبوا رب البيت بعلزبول فكم بالحري اهل بيته
10: 26 فلا تخافوهم لان ليس مكتوم لن يستعلن و لا خفي لن يعرف
10: 27 الذي اقوله لكم في الظلمة قولوه في النور و الذي تسمعونه في الاذن نادوا به على السطوح
10: 28 و لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد و لكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس و الجسد كليهما في جهنم
10: 29 اليس عصفوران يباعان بفلس و واحد منهما لا يسقط على الارض بدون ابيكم
10: 30 و اما انتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة
10: 31 فلا تخافوا انتم افضل من عصافير كثيرة
10: 32 فكل من يعترف بي قدام الناس اعترف انا ايضا به قدام ابي الذي في السماوات
(4/151)
10: 33 و لكن من ينكرني قدام الناس انكره انا ايضا قدام ابي الذي في السماوات
10: 34 لا تظنوا اني جئت لالقي سلاما على الارض ما جئت لالقي سلاما بل سيفا
10: 35 فاني جئت لافرق الانسان ضد ابيه و الابنة ضد امها و الكنة ضد حماتها
10: 36 و اعداء الانسان اهل بيته
10: 37 من احب ابا او اما اكثر مني فلا يستحقني و من احب ابنا او ابنة اكثر مني فلا يستحقني
10: 38 و من لا ياخذ صليبه و يتبعني فلا يستحقني
10: 39 من وجد حياته يضيعها و من اضاع حياته من اجلي يجدها
10: 40 من يقبلكم يقبلني و من يقبلني يقبل الذي ارسلني
10: 41 من يقبل نبيا باسم نبي فاجر نبي ياخذ و من يقبل بارا باسم بار فاجر بار ياخذ
10: 42 و من سقى احد هؤلاء الصغار كاس ماء بارد فقط باسم تلميذ فالحق اقول لكم انه لا يضيع اجره
11: 1 و لما اكمل يسوع امره لتلاميذه الاثني عشر انصرف من هناك ليعلم و يكرز في مدنهم
11: 2 اما يوحنا فلما سمع في السجن باعمال المسيح ارسل اثنين من تلاميذه
11: 3 و قال له انت هو الاتي ام ننتظر اخر
11: 4 فاجاب يسوع و قال لهما اذهبا و اخبرا يوحنا بما تسمعان و تنظران
11: 5 العمي يبصرون و العرج يمشون و البرص يطهرون و الصم يسمعون و الموتى يقومون و المساكين يبشرون
11: 6 و طوبى لمن لا يعثر في
11: 7 و بينما ذهب هذان ابتدا يسوع يقول للجموع عن يوحنا ماذا خرجتم الى البرية لتنظروا اقصبة تحركها الريح
11: 8 لكن ماذا خرجتم لتنظروا اانسانا لابسا ثيابا ناعمة هوذا الذين يلبسون الثياب الناعمة هم في بيوت الملوك
11: 9 لكن ماذا خرجتم لتنظروا انبيا نعم اقول لكم و افضل من نبي
11: 10 فان هذا هو الذي كتب عنه ها انا ارسل امام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك
11: 11 الحق اقول لكم لم يقم بين المولودين من النساء اعظم من يوحنا المعمدان و لكن الاصغر في ملكوت السماوات اعظم منه
(4/152)
11: 12 و من ايام يوحنا المعمدان الى الان ملكوت السماوات يغصب و الغاصبون يختطفونه
11: 13 لان جميع الانبياء و الناموس الى يوحنا تنباوا
11: 14 و ان اردتم ان تقبلوا فهذا هو ايليا المزمع ان ياتي
11: 15 من له اذنان للسمع فليسمع
11: 16 و بمن اشبه هذا الجيل يشبه اولادا جالسين في الاسواق ينادون الى اصحابهم
11: 17 و يقولون زمرنا لكم فلم ترقصوا نحنا لكم فلم تلطموا
11: 18 لانه جاء يوحنا لا ياكل و لا يشرب فيقولون فيه شيطان
11: 19 جاء ابن الانسان ياكل و يشرب فيقولون هوذا انسان اكول و شريب خمر محب للعشارين و الخطاة و الحكمة تبررت من بنيها
11: 20 حينئذ ابتدا يوبخ المدن التي صنعت فيها اكثر قواته لانها لم تتب
11: 21 ويل لك يا كورزين ويل لك يا بيت صيدا لانه لو صنعت في صور و صيدا القوات المصنوعة فيكما لتابتا قديما في المسوح و الرماد
11: 22 و لكن اقول لكم ان صور و صيدا تكون لهما حالة اكثر احتمالا يوم الدين مما لكما
11: 23 و انت يا كفرناحوم المرتفعة الى السماء ستهبطين الى الهاوية لانه لو صنعت في سدوم القوات المصنوعة فيك لبقيت الى اليوم
11: 24 و لكن اقول لكم ان ارض سدوم يكون لها حالة اكثر احتمالا يوم الدين مما لك
11: 25 في ذلك الوقت اجاب يسوع و قال احمدك ايها الاب رب السماء و الارض لانك اخفيت هذه عن الحكماء و الفهماء و اعلنتها للاطفال
11: 26 نعم ايها الاب لان هكذا صارت المسرة امامك
11: 27 كل شيء قد دفع الي من ابي و ليس احد يعرف الابن الا الاب و لا احد يعرف الاب الا الابن و من اراد الابن ان يعلن له
11: 28 تعالوا الي يا جميع المتعبين و الثقيلي الاحمال و انا اريحكم
11: 29 احملوا نيري عليكم و تعلموا مني لاني وديع و متواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم
11: 30 لان نيري هين و حملي خفيف
12: 1 في ذلك الوقت ذهب يسوع في السبت بين الزروع فجاع تلاميذه و ابتداوا يقطفون سنابل و ياكلون
(4/153)
12: 2 فالفريسون لما نظروا قالوا له هوذا تلاميذك يفعلون ما لا يحل فعله في السبت
12: 3 فقال لهم اما قراتم ما فعله داود حين جاع هو و الذين معه
12: 4 كيف دخل بيت الله و اكل خبز التقدمة الذي لم يحل اكله له و لا للذين معه بل للكهنة فقط
12: 5 او ما قراتم في التوراة ان الكهنة في السبت في الهيكل يدنسون السبت و هم ابرياء
12: 6 و لكن اقول لكم ان ههنا اعظم من الهيكل
12: 7 فلو علمتم ما هو اني اريد رحمة لا ذبيحة لما حكمتم على الابرياء
12: 8 فان ابن الانسان هو رب السبت ايضا
12: 9 ثم انصرف من هناك و جاء الى مجمعهم
12: 10 و اذا انسان يده يابسة فسالوه قائلين هل يحل الابراء في السبوت لكي يشتكوا عليه
12: 11 فقال لهم اي انسان منكم يكون له خروف واحد فان سقط هذا في السبت في حفرة افما يمسكه و يقيمه
12: 12 فالانسان كم هو افضل من الخروف اذا يحل فعل الخير في السبوت
12: 13 ثم قال للانسان مد يدك فمدها فعادت صحيحة كالاخرى
12: 14 فلما خرج الفريسيون تشاوروا عليه لكي يهلكوه
12: 15 فعلم يسوع و انصرف من هناك و تبعته جموع كثيرة فشفاهم جميعا
12: 16 و اوصاهم ان لا يظهروه
12: 17 لكي يتم ما قيل باشعياء النبي القائل
12: 18 هوذا فتاي الذي اخترته حبيبي الذي سرت به نفسي اضع روحي عليه فيخبر الامم بالحق
12: 19 لا يخاصم و لا يصيح و لا يسمع احد في الشوارع صوته
12: 20 قصبة مرضوضة لا يقصف و فتيلة مدخنة لا يطفئ حتى يخرج الحق الى النصرة
12: 21 و على اسمه يكون رجاء الامم
12: 22 حينئذ احضر اليه مجنون اعمى و اخرس فشفاه حتى ان الاعمى الاخرس تكلم و ابصر
12: 23 فبهت كل الجموع و قالوا العل هذا هو ابن داود
12: 24 اما الفريسيون فلما سمعوا قالوا هذا لا يخرج الشياطين الا ببعلزبول رئيس الشياطين
12: 25 فعلم يسوع افكارهم و قال لهم كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب و كل مدينة او بيت منقسم على ذاته لا يثبت
(4/154)
12: 26 فان كان الشيطان يخرج الشيطان فقد انقسم على ذاته فكيف تثبت مملكته
12: 27 و ان كنت انا ببعلزبول اخرج الشياطين فابناؤكم بمن يخرجون لذلك هم يكونون قضاتكم
12: 28 و لكن ان كنت انا بروح الله اخرج الشياطين فقد اقبل عليكم ملكوت الله
12: 29 ام كيف يستطيع احد ان يدخل بيت القوي و ينهب امتعته ان لم يربط القوي اولا و حينئذ ينهب بيته
12: 30 من ليس معي فهو علي و من لا يجمع معي فهو يفرق
12: 31 لذلك اقول لكم كل خطية و تجديف يغفر للناس و اما التجديف على الروح فلن يغفر للناس
12: 32 و من قال كلمة على ابن الانسان يغفر له و اما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم و لا في الاتي
12: 33 اجعلوا الشجرة جيدة و ثمرها جيدا او اجعلوا الشجرة ردية و ثمرها رديا لان من الثمر تعرف الشجرة
12: 34 يا اولاد الافاعي كيف تقدرون ان تتكلموا بالصالحات و انتم اشرار فانه من فضلة القلب يتكلم الفم
12: 35 الانسان الصالح من الكنز الصالح في القلب يخرج الصالحات و الانسان الشرير من الكنز الشرير يخرج الشرور
12: 36 و لكن اقول لكم ان كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حساب يوم الدين
12: 37 لانك بكلامك تتبرر و بكلامك تدان
12: 38 حينئذ اجاب قوم من الكتبة و الفريسيين قائلين يا معلم نريد ان نرى منك اية
12: 39 فاجاب و قال لهم جيل شرير و فاسق يطلب اية و لا تعطى له اية الا اية يونان النبي
12: 40 لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام و ثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام و ثلاث ليال
12: 41 رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل و يدينونه لانهم تابوا بمناداة يونان و هوذا اعظم من يونان ههنا
12: 42 ملكة التيمن ستقوم في الدين مع هذا الجيل و تدينه لانها اتت من اقاصي الارض لتسمع حكمة سليمان و هوذا اعظم من سليمان ههنا
(4/155)
12: 43 اذا خرج الروح النجس من الانسان يجتاز في اماكن ليس فيها ماء يطلب راحة و لا يجد
12: 44 ثم يقول ارجع الى بيتي الذي خرجت منه فياتي و يجده فارغا مكنوسا مزينا
12: 45 ثم يذهب و ياخذ معه سبعة ارواح اخر اشر منه فتدخل و تسكن هناك فتصير اواخر ذلك الانسان اشر من اوائله هكذا يكون ايضا لهذا الجيل الشرير
12: 46 و فيما هو يكلم الجموع اذا امه و اخوته قد وقفوا خارجا طالبين ان يكلموه
12: 47 فقال له واحد هوذا امك و اخوتك واقفون خارجا طالبين ان يكلموك
12: 48 فاجاب و قال للقائل له من هي امي و من هم اخوتي
12: 49 ثم مد يده نحو تلاميذه و قال ها امي و اخوتي
12: 50 لان من يصنع مشيئة ابي الذي في السماوات هو اخي و اختي و امي
13: 1 في ذلك اليوم خرج يسوع من البيت و جلس عند البحر
13: 2 فاجتمع اليه جموع كثيرة حتى انه دخل السفينة و جلس و الجمع كله واقف على الشاطئ
13: 3 فكلهم كثيرا بامثال قائلا هوذا الزارع قد خرج ليزرع
13: 4 و فيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فجائت الطيور و اكلته
13: 5 و سقط اخر على الاماكن المحجرة حيث لم تكن له تربة كثيرة فنبت حالا اذ لم يكن له عمق ارض
13: 6 و لكن لما اشرقت الشمس احترق و اذ لم يكن له اصل جف
13: 7 و سقط اخر على الشوك فطلع الشوك و خنقه
13: 8 و سقط اخر على الارض الجيدة فاعطى ثمرا بعض مئة و اخر ستين و اخر ثلاثين
13: 9 من له اذنان للسمع فليسمع
13: 10 فتقدم التلاميذ و قالوا له لماذا تكلمهم بامثال
13: 11 فاجاب و قال لهم لانه قد اعطي لكم ان تعرفوا اسرار ملكوت السماوات و اما لاولئك فلم يعط
13: 12 فان من له سيعطى و يزاد و اما من ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه
13: 13 من اجل هذا اكلمهم بامثال لانهم مبصرين لا يبصرون و سامعين لا يسمعون و لا يفهمون
13: 14 فقد تمت فيهم نبوة اشعياء القائلة تسمعون سمعا و لا تفهمون و مبصرين تبصرون و لا تنظرون
(4/156)
13: 15 لان قلب هذا الشعب قد غلظ و اذانهم قد ثقل سماعها و غمضوا عيونهم لئلا يبصروا بعيونهم و يسمعوا باذانهم و يفهموا بقلوبهم و يرجعوا فاشفيهم
13: 16 و لكن طوبى لعيونكم لانها تبصر و لاذانكم لانها تسمع
13: 17 فاني الحق اقول لكم ان انبياء و ابرارا كثيرين اشتهوا ان يروا ما انتم ترون و لم يروا و ان يسمعوا ما انتم تسمعون و لم يسمعوا
13: 18 فاسمعوا انتم مثل الزارع
13: 19 كل من يسمع كلمة الملكوت و لا يفهم فياتي الشرير و يخطف ما قد زرع في قلبه هذا هو المزوع على الطريق
13: 20 و المزروع على الاماكن المحجرة هو الذي يسمع الكلمة و حالا يقبلها بفرح
13: 21 و لكن ليس له اصل في ذاته بل هو الى حين فاذا حدث ضيق او اضطهاد من اجل الكلمة فحالا يعثر
13: 22 و المزروع بين الشوك هو الذي يسمع الكلمة و هم هذا العالم و غرور الغنى يخنقان الكلمة فيصير بلا ثمر
13: 23 و اما المزروع على الارض الجيدة فهو الذي يسمع الكلمة و يفهم و هو الذي ياتي بثمر فيصنع بعض مئة و اخر ستين و اخر ثلاثين
13: 24 قدم لهم مثلا اخر قائلا يشبه ملكوت السماوات انسانا زرع زرعا جيدا في حقله
13: 25 و فيما الناس نيام جاء عدوه و زرع زوانا في وسط الحنطة و مضى
13: 26 فلما طلع النبات و صنع ثمرا حينئذ ظهر الزوان ايضا
13: 27 فجاء عبيد رب البيت و قالوا له يا سيد اليس زرعا جيدا زرعت في حقلك فمن اين له زوان
13: 28 فقال لهم انسان عدو فعل هذا فقال له العبيد اتريد ان نذهب و نجمعه
13: 29 فقال لا لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان و انتم تجمعونه
13: 30 دعوهما ينميان كلاهما معا الى الحصاد و في وقت الحصاد اقول للحصادين اجمعوا اولا الزوان و احزموه حزما ليحرق و اما الحنطة فاجمعوها الى مخزني
13: 31 قدم لهم مثلا اخر قائلا يشبه ملكوت السماوات حبة خردل اخذها انسان و زرعها في حقله
(4/157)
13: 32 و هي اصغر جميع البزور لكن متى نمت فهي اكبر البقول و تصير شجرة حتى ان طيور السماء تاتي و تتاوى في اغصانها
13: 33 قال لهم مثلا اخر يشبه ملكوت السماوات خميرة اخذتها امراة و خباتها في ثلاثة اكيال دقيق حتى اختمر الجميع
13: 34 هذا كله كلم به يسوع الجموع بامثال و بدون مثل لم يكن يكلمهم
13: 35 لكي يتم ما قيل بالنبي القائل سافتح بامثال فمي و انطق بمكتومات منذ تاسيس العالم
13: 36 حينئذ صرف يسوع الجموع و جاء الى البيت فتقدم اليه تلاميذه قائلين فسر لنا مثل زوان الحقل
13: 37 فاجاب و قال لهم الزارع الزرع الجيد هو ابن الانسان
13: 38 و الحقل هو العالم و الزرع الجيد هو بنو الملكوت و الزوان هو بنو الشرير
13: 39 و العدو الذي زرعه هو ابليس و الحصاد هو انقضاء العالم و الحصادون هم الملائكة
13: 40 فكما يجمع الزوان و يحرق بالنار هكذا يكون في انقضاء هذا العالم
13: 41 يرسل ابن الانسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر و فاعلي الاثم
13: 42 و يطرحونهم في اتون النار هناك يكون البكاء و صرير الاسنان
13: 43 حينئذ يضيء الابرار كالشمس في ملكوت ابيهم من له اذنان للسمع فليسمع
13: 44 ايضا يشبه ملكوت السماوات كنزا مخفى في حقل وجده انسان فاخفاه و من فرحه مضى و باع كل ما كان له و اشترى ذلك الحقل
13: 45 ايضا يشبه ملكوت السماوات انسانا تاجرا يطلب لالئ حسنة
13: 46 فلما وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن مضى و باع كل ما كان له و اشتراها
13: 47 ايضا يشبه ملكوت السماوات شبكة مطروحة في البحر و جامعة من كل نوع
13: 48 فلما امتلات اصعدوها على الشاطئ و جلسوا و جمعوا الجياد الى اوعية و اما الاردياء فطرحوها خارجا
13: 49 هكذا يكون في انقضاء العالم يخرج الملائكة و يفرزون الاشرار من بين الابرار
13: 50 و يطرحونهم في اتون النار هناك يكون البكاء و صرير الاسنان
13: 51 قال لهم يسوع افهمتم هذا كله فقالوا نعم يا سيد
(4/158)
13: 52 فقال لهم من اجل ذلك كل كاتب متعلم في ملكوت السماوات يشبه رجلا رب بيت يخرج من كنزه جددا و عتقاء
13: 53 و لما اكمل يسوع هذه الامثال انتقل من هناك
13: 54 و لما جاء الى وطنه كان يعلمهم في مجمعهم حتى بهتوا و قالوا من اين لهذا هذه الحكمة و القوات
13: 55 اليس هذا ابن النجار اليست امه تدعى مريم و اخوته يعقوب و يوسي و سمعان و يهوذا
13: 56 اوليست اخواته جميعهن عندنا فمن اين لهذا هذه كلها
13: 57 فكانوا يعثرون به و اما يسوع فقال لهم ليس نبي بلا كرامة الا في وطنه و في بيته
13: 58 و لم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم ايمانهم
14: 1 في ذلك الوقت سمع هيرودس رئيس الربع خبر يسوع
14: 2 فقال لغلمانه هذا هو يوحنا المعمدان قد قام من الاموات و لذلك تعمل به القوات
14: 3 فان هيرودس كان قد امسك يوحنا و اوثقه و طرحه في سجن من اجل هيروديا امراة فيلبس اخيه
14: 4 لان يوحنا كان يقول له لا يحل ان تكون لك
14: 5 و لما اراد ان يقتله خاف من الشعب لانه كان عندهم مثل نبي
14: 6 ثم لما صار مولد هيرودس رقصت ابنة هيروديا في الوسط فسرت هيرودس
14: 7 من ثم وعد بقسم انه مهما طلبت يعطيها
14: 8 فهي اذ كانت قد تلقنت من امها قالت اعطيني ههنا على طبق راس يوحنا المعمدان
14: 9 فاغتم الملك و لكن من اجل الاقسام و المتكئين معه امر ان يعطى
14: 10 فارسل و قطع راس يوحنا في السجن
14: 11 فاحضر راسه على طبق و دفع الى الصبية فجاءت به الى امها
14: 12 فتقدم تلاميذه و رفعوا الجسد و دفنوه ثم اتوا و اخبروا يسوع
14: 13 فلما سمع يسوع انصرف من هناك في سفينة الى موضع خلاء منفردا فسمع الجموع و تبعوه مشاة من المدن
14: 14 فلما خرج يسوع ابصر جمعا كثيرا فتحنن عليهم و شفى مرضاهم
14: 15 و لما صار المساء تقدم اليه تلاميذه قائلين الموضع خلاء و الوقت قد مضى اصرف الجموع لكي يمضوا الى القرى و يبتاعوا لهم طعاما
(4/159)
14: 16 فقال لهم يسوع لا حاجة لهم ان يمضوا اعطوهم انتم لياكلوا
14: 17 فقالوا له ليس عندنا ههنا الا خمسة ارغفة و سمكتان
14: 18 فقال ائتوني بها الى هنا
14: 19 فامر الجموع ان يتكئوا على العشب ثم اخذ الارغفة الخمسة و السمكتين و رفع نظره نحو السماء و بارك و كسر و اعطى الارغفة للتلاميذ و التلاميذ للجموع
14: 20 فاكل الجميع و شبعوا ثم رفعوا ما فضل من الكسر اثنتي عشر قفة مملوءة
14: 21 و الاكلون كانوا نحو خمسة الاف رجل ما عدا النساء و الاولاد
14: 22 و للوقت الزم يسوع تلاميذه ان يدخلوا السفينة و يسبقوه الى العبر حتى يصرف الجموع
14: 23 و بعدما صرف الجموع صعد الى الجبل منفردا ليصلي و لما صار المساء كان هناك وحده
14: 24 و اما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر معذبة من الامواج لان الريح كانت مضادة
14: 25 و في الهزيع الرابع من الليل مضى اليهم يسوع ماشيا على البحر
14: 26 فلما ابصره التلاميذ ماشيا على البحر اضطربوا قائلين انه خيال و من الخوف صرخوا
14: 27 فللوقت كلمهم يسوع قائلا تشجعوا انا هو لا تخافوا
14: 28 فاجاب بطرس و قال يا سيد ان كنت انت هو فمرني ان اتي اليك على الماء
14: 29 فقال تعال فنزل بطرس من السفينة و مشى على الماء لياتي الى يسوع
14: 30 و لكن لما راى الريح شديدة خاف و اذ ابتدا يغرق صرخ قائلا يا رب نجني
14: 31 ففي الحال مد يسوع يده و امسك به و قال له يا قليل الايمان لماذا شككت
14: 32 و لما دخلا السفينة سكنت الريح
14: 33 و الذين في السفينة جاءوا و سجدوا له قائلين بالحقيقة انت ابن الله
14: 34 فلما عبروا جاءوا الى ارض جنيسارت
14: 35 فعرفه رجال ذلك المكان فارسلوا الى جميع تلك الكورة المحيطة و احضروا اليه جميع المرضى
14: 36 و طلبوا اليه ان يلمسوا هدب ثوبه فقط فجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء
15: 1 حينئذ جاء الى يسوع كتبة و فريسيون الذين من اورشليم قائلين
(4/160)
15: 2 لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ فانهم لا يغسلون ايديهم حينما ياكلون خبزا
15: 3 فاجاب و قال لهم و انتم ايضا لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم
15: 4 فان الله اوصى قائلا اكرم اباك و امك و من يشتم ابا او اما فليمت موتا
15: 5 و اما انتم فتقولون من قال لابيه او امه قربان هو الذي تنتفع به مني فلا يكرم اباه او امه
15: 6 فقد ابطلتم وصية الله بسبب تقليدكم
15: 7 يا مراؤون حسنا تنبا عنكم اشعياء قائلا
15: 8 يقترب الي هذا الشعب بفمه و يكرمني بشفتيه و اما قلبه فمبتعد عني بعيدا
15: 9 و باطلا يعبدونني و هم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس
15: 10 ثم دعا الجمع و قال لهم اسمعوا و افهموا
15: 11 ليس ما يدخل الفم ينجس الانسان بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الانسان
15: 12 حينئذ تقدم تلاميذه و قالوا له اتعلم ان الفريسيين لما سمعوا القول نفروا
15: 13 فاجاب و قال كل غرس لم يغرسه ابي السماوي يقلع
15: 14 اتركوهم هم عميان قادة عميان و ان كان اعمى يقود اعمى يسقطان كلاهما في حفرة
15: 15 فاجاب بطرس و قال له فسر لنا هذا المثل
15: 16 فقال يسوع هل انتم ايضا حتى الان غير فاهمين
15: 17 الا تفهمون بعد ان كل ما يدخل الفم يمضي الى الجوف و يندفع الى المخرج
15: 18 و اما ما يخرج من الفم فمن القلب يصدر و ذاك ينجس الانسان
15: 19 لان من القلب تخرج افكار شريرة قتل زنى فسق سرقة شهادة زور تجديف
15: 20 هذه هي التي تنجس الانسان و اما الاكل بايد غير مغسولة فلا ينجس الانسان
15: 21 ثم خرج يسوع من هناك و انصرف الى نواحي صور و صيدا
15: 22 و اذا امراة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود ابنتي مجنونة جدا
15: 23 فلم يجبها بكلمة فتقدم تلاميذه و طلبوا اليه قائلين اصرفها لانها تصيح وراءنا
15: 24 فاجاب و قال لم ارسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة
15: 25 فاتت و سجدت له قائلة يا سيد اعني
(4/161)
15: 26 فاجاب و قال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين و يطرح للكلاب
15: 27 فقالت نعم يا سيد و الكلاب ايضا تاكل من الفتات الذي يسقط من مائدة اربابها
15: 28 حينئذ اجاب يسوع و قال لها يا امراة عظيم ايمانك ليكن لك كما تريدين فشفيت ابنتها من تلك الساعة
15: 29 ثم انتقل يسوع من هناك و جاء الى جانب بحر الجليل و صعد الى الجبل و جلس هناك
15: 30 فجاء اليه جموع كثيرة معهم عرج و عمي و خرس و شل و اخرون كثيرون و طرحوهم عند قدمي يسوع فشفاهم
15: 31 حتى تعجب الجموع اذ راوا الخرس يتكلمون و الشل يصحون و العرج يمشون و العمي يبصرون و مجدوا اله اسرائيل
15: 32 و اما يسوع فدعا تلاميذه و قال اني اشفق على الجمع لان الان لهم ثلاثة ايام يمكثون معي و ليس لهم ما ياكلون و لست اريد ان اصرفهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق
15: 33 فقال له تلاميذه من اين لنا في البرية خبز بهذا المقدار حتى يشبع جمعا هذا عدده
15: 34 فقال لهم يسوع كم عندكم من الخبز فقالوا سبعة و قليل من صغار السمك
15: 35 فامر الجموع ان يتكئوا على الارض
15: 36 و اخذ السبع خبزات و السمك و شكر و كسر و اعطى تلاميذه و التلاميذ اعطوا الجمع
15: 37 فاكل الجميع و شبعوا ثم رفعوا ما فضل من الكسر سبعة سلال مملوءة
15: 38 و الاكلون كانوا اربعة الاف رجل ما عدا النساء و الاولاد
15: 39 ثم صرف الجموع و صعد الى السفينة و جاء الى تخوم مجدل
16: 1 و جاء اليه الفريسيون و الصدوقيون ليجربوه فسالوه ان يريهم اية من السماء
16: 2 فاجاب و قال لهم اذا كان المساء قلتم صحو لان السماء محمرة
16: 3 و في الصباح اليوم شتاء لان السماء محمرة بعبوسة يا مراؤون تعرفون ان تميزوا وجه السماء و اما علامات الازمنة فلا تستطيعون
16: 4 جيل شرير فاسق يلتمس اية و لا تعطى له اية الا اية يونان النبي ثم تركهم و مضى
16: 5 و لما جاء تلاميذه الى العبر نسوا ان ياخذوا خبزا
(4/162)
16: 6 و قال لهم يسوع انظروا و تحرزوا من خمير الفريسيين و الصدوقيين
16: 7 ففكروا في انفسهم قائلين اننا لم ناخذ خبزا
16: 8 فعلم يسوع و قال لهم لماذا تفكرون في انفسكم يا قليلي الايمان انكم لم تاخذوا خبزا
16: 9 احتى الان لا تفهمون و لا تذكرون خمس خبزات الخمسة الالاف و كم قفة اخذتم
16: 10 و لا سبع خبزات الاربعة الالاف و كم سلا اخذتم
16: 11 كيف لا تفهمون اني ليس عن الخبز قلت لكم ان تتحرزوا من خمير الفريسيين و الصدوقيين
16: 12 حينئذ فهموا انه لم يقل ان يتحرزوا من خمير الخبز بل من تعليم الفريسيين و الصدوقيين
16: 13 و لما جاء يسوع الى نواحي قيصرية فيلبس سال تلاميذه قائلا من يقول الناس اني انا ابن الانسان
16: 14 فقالوا قوم يوحنا المعمدان و اخرون ايليا و اخرون ارميا او واحد من الانبياء
16: 15 فقال لهم و انتم من تقولون اني انا
16: 16 فاجاب سمعان بطرس و قال انت هو المسيح ابن الله الحي
16: 17 فاجاب يسوع و قال له طوبى لك يا سمعان بن يونا ان لحما و دما لم يعلن لك لكن ابي الذي في السماوات
16: 18 و انا اقول لك ايضا انت بطرس و على هذه الصخرة ابني كنيستي و ابواب الجحيم لن تقوى عليها
16: 19 و اعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما تربطه على الارض يكون مربوطا في السماوات و كل ما تحله على الارض يكون محلولا في السماوات
16: 20 حينئذ اوصى تلاميذه ان لا يقولوا لاحد انه يسوع المسيح
16: 21 من ذلك الوقت ابتدا يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي ان يذهب الى اورشليم و يتالم كثيرا من الشيوخ و رؤساء الكهنة و الكتبة و يقتل و في اليوم الثالث يقوم
16: 22 فاخذه بطرس اليه و ابتدا ينتهره قائلا حاشاك يا رب لا يكون لك هذا
16: 23 فالتفت و قال لبطرس اذهب عني يا شيطان انت معثرة لي لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس
16: 24 حينئذ قال يسوع لتلاميذه ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه و يحمل صليبه و يتبعني
(4/163)
16: 25 فان من اراد ان يخلص نفسه يهلكها و من يهلك نفسه من اجلي يجدها
16: 26 لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه
16: 27 فان ابن الانسان سوف ياتي في مجد ابيه مع ملائكته و حينئذ يجازي كل واحد حسب عمله
16: 28 الحق اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الانسان اتيا في ملكوته
17: 1 و بعد ستة ايام اخذ يسوع بطرس و يعقوب و يوحنا اخاه و صعد بهم الى جبل عال منفردين
17: 2 و تغيرت هيئته قدامهم و اضاء وجهه كالشمس و صارت ثيابه بيضاء كالنور
17: 3 و اذا موسى و ايليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه
17: 4 فجعل بطرس يقول ليسوع يا رب جيد ان نكون ههنا فان شئت نصنع هنا ثلاث مظال لك واحدة و لموسى واحدة و لايليا واحدة
17: 5 و فيما هو يتكلم اذا سحابة نيرة ظللتهم و صوت من السحابة قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت له اسمعوا
17: 6 و لما سمع التلاميذ سقطوا على وجوههم و خافوا جدا
17: 7 فجاء يسوع و لمسهم و قال قوموا و لا تخافوا
17: 8 فرفعوا اعينهم و لم يروا احدا الا يسوع وحده
17: 9 و فيما هم نازلون من الجبل اوصاهم يسوع قائلا لا تعلموا احدا بما رايتم حتى يقوم ابن الانسان من الاموات
17: 10 و ساله تلاميذه قائلين فلماذا يقول الكتبة ان ايليا ينبغي ان ياتي اولا
17: 11 فاجاب يسوع و قال لهم ان ايليا ياتي اولا و يرد كل شيء
17: 12 و لكني اقول لكم ان ايليا قد جاء و لم يعرفوه بل عملوا به كل ما ارادوا كذلك ابن الانسان ايضا سوف يتالم منهم
17: 13 حينئذ فهم التلاميذ انه قال لهم عن يوحنا المعمدان
17: 14 و لما جاءوا الى الجمع تقدم اليه رجل جاثيا له
17: 15 و قائلا يا سيد ارحم ابني فانه يصرع و يتالم شديدا و يقع كثيرا في النار و كثيرا في الماء
17: 16 و احضرته الى تلاميذك فلم يقدروا ان يشفوه
(4/164)
17: 17 فاجاب يسوع و قال ايها الجيل غير المؤمن الملتوي الى متى اكون معكم الى متى احتملكم قدموه الي ههنا
17: 18 فانتهره يسوع فخرج منه الشيطان فشفي الغلام من تلك الساعة
17: 19 ثم تقدم التلاميذ الى يسوع على انفراد و قالوا لماذا لم نقدر نحن ان نخرجه
17: 20 فقال لهم يسوع لعدم ايمانكم فالحق اقول لكم لو كان لكم ايمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا الى هناك فينتقل و لا يكون شيء غير ممكن لديكم
17: 21 و اما هذا الجنس فلا يخرج الا بالصلاة و الصوم
17: 22 و فيما هم يترددون في الجليل قال لهم يسوع ابن الانسان سوف يسلم الى ايدي الناس
17: 23 فيقتلونه و في اليوم الثالث يقوم فحزنوا جدا
17: 24 و لما جاءوا الى كفرناحوم تقدم الذين ياخذون الدرهمين الى بطرس و قالوا اما يوفي معلمكم الدرهمين
17: 25 قال بلى فلما دخل البيت سبقه يسوع قائلا ماذا تظن يا سمعان ممن ياخذ ملوك الارض الجباية او الجزية امن بنيهم ام من الاجانب
17: 26 قال له بطرس من الاجانب قال له يسوع فاذا البنون احرار
17: 27 و لكن لئلا نعثرهم اذهب الى البحر و الق صنارة و السمكة التي تطلع اولا خذها و متى فتحت فاها تجد استارا فخذه و اعطهم عني و عنك
18: 1 في تلك الساعة تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين فمن هو اعظم في ملكوت السماوات
18: 2 فدعا يسوع اليه ولدا و اقامه في وسطهم
18: 3 و قال الحق اقول لكم ان لم ترجعوا و تصيروا مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات
18: 4 فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الاعظم في ملكوت السماوات
18: 5 و من قبل ولدا واحدا مثل هذا باسمي فقد قبلني
18: 6 و من اعثر احد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له ان يعلق في عنقه حجر الرحى و يغرق في لجة البحر
18: 7 ويل للعالم من العثرات فلا بد ان تاتي العثرات و لكن ويل لذلك الانسان الذي به تاتي العثرة
(4/165)
18: 8 فان اعثرتك يدك او رجلك فاقطعها و القها عنك خير لك ان تدخل الحياة اعرج او اقطع من ان تلقى في النار الابدية و لك يدان او رجلان
18: 9 و ان اعثرتك عينك فاقلعها و القها عنك خير لك ان تدخل الحياة اعور من ان تلقى في جهنم النار و لك عينان
18: 10 انظروا لا تحتقروا احد هؤلاء الصغار لاني اقول لكم ان ملائكتهم في السماوات كل حين ينظرون وجه ابي الذي في السماوات
18: 11 لان ابن الانسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك
18: 12 ماذا تظنون ان كان لانسان مئة خروف و ضل واحد منها افلا يترك التسعة و التسعين على الجبال و يذهب يطلب الضال
18: 13 و ان اتفق ان يجده فالحق اقول لكم انه يفرح به اكثر من التسعة و التسعين التي لم تضل
18: 14 هكذا ليست مشيئة امام ابيكم الذي في السماوات ان يهلك احد هؤلاء الصغار
18: 15 و ان اخطا اليك اخوك فاذهب و عاتبه بينك و بينه وحدكما ان سمع منك فقد ربحت اخاك
18: 16 و ان لم يسمع فخذ معك ايضا واحدا او اثنين لكي تقوم كل كلمة على فم شاهدين او ثلاثة
18: 17 و ان لم يسمع منهم فقل للكنيسة و ان لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثني و العشار
18: 18 الحق اقول لكم كل ما تربطونه على الارض يكون مربوطا في السماء و كل ما تحلونه على الارض يكون محلولا في السماء
18: 19 و اقول لكم ايضا ان اتفق اثنان منكم على الارض في اي شيء يطلبانه فانه يكون لهما من قبل ابي الذي في السماوات
18: 20 لانه حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي فهناك اكون في وسطهم
18: 21 حينئذ تقدم اليه بطرس و قال يا رب كم مرة يخطئ الي اخي و انا اغفر له هل الى سبع مرات
18: 22 قال له يسوع لا اقول لك الى سبع مرات بل الى سبعين مرة سبع مرات
18: 23 لذلك يشبه ملكوت السماوات انسانا ملكا اراد ان يحاسب عبيده
18: 24 فلما ابتدا في المحاسبة قدم اليه واحد مديون بعشرة الاف وزنة
(4/166)
18: 25 و اذ لم يكن له ما يوفي امر سيده ان يباع هو و امراته و اولاده و كل ما له و يوفي الدين
18: 26 فخر العبد و سجد له قائلا يا سيد تمهل علي فاوفيك الجميع
18: 27 فتحنن سيد ذلك العبد و اطلقه و ترك له الدين
18: 28 و لما خرج ذلك العبد وجد واحدا من العبيد رفقائه كان مديونا له بمئة دينار فامسكه و اخذ بعنقه قائلا اوفني ما لي عليك
18: 29 فخر العبد رفيقه على قدميه و طلب اليه قائلا تمهل علي فاوفيك الجميع
18: 30 فلم يرد بل مضى و القاه في سجن حتى يوفي الدين
18: 31 فلما راى العبيد رفقاؤه ما كان حزنوا جدا و اتوا و قصوا على سيدهم كل ما جرى
18: 32 فدعاه حينئذ سيده و قال له ايها العبد الشرير كل ذلك الدين تركته لك لانك طلبت الي
18: 33 افما كان ينبغي انك انت ايضا ترحم العبد رفيقك كما رحمتك انا
18: 34 و غضب سيده و سلمه الى المعذبين حتى يوفي كل ما كان له عليه
18: 35 فهكذا ابي السماوي يفعل بكم ان لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لاخيه زلاته
19: 1 و لما اكمل يسوع هذا الكلام انتقل من الجليل و جاء الى تخوم اليهودية من عبر الاردن
19: 2 و تبعته جموع كثيرة فشفاهم هناك
19: 3 و جاء اليه الفريسيون ليجربوه قائلين له هل يحل للرجل ان يطلق امراته لكل سبب
19: 4 فاجاب و قال لهم اما قراتم ان الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا و انثى
19: 5 و قال من اجل هذا يترك الرجل اباه و امه و يلتصق بامراته و يكون الاثنان جسدا واحدا
19: 6 اذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد فالذي جمعه الله لا يفرقه انسان
19: 7 قالوا له فلماذا اوصى موسى ان يعطى كتاب طلاق فتطلق
19: 8 قال لهم ان موسى من اجل قساوة قلوبكم اذن لكم ان تطلقوا نساءكم و لكن من البدء لم يكن هكذا
19: 9 و اقول لكم ان من طلق امراته الا بسبب الزنى و تزوج باخرى يزني و الذي يتزوج بمطلقة يزني
19: 10 قال له تلاميذه ان كان هكذا امر الرجل مع المراة فلا يوافق ان يتزوج
(4/167)
19: 11 فقال لهم ليس الجميع يقبلون هذا الكلام بل الذين اعطي لهم
19: 12 لانه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون امهاتهم و يوجد خصيان خصاهم الناس و يوجد خصيان خصوا انفسهم لاجل ملكوت السماوات من استطاع ان يقبل فليقبل
19: 13 حينئذ قدم اليه اولاد لكي يضع يديه عليهم و يصلي فانتهرهم التلاميذ
19: 14 اما يسوع فقال دعوا الاولاد ياتون الي و لا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت السماوات
19: 15 فوضع يديه عليهم و مضى من هناك
19: 16 و اذا واحد تقدم و قال له ايها المعلم الصالح اي صلاح اعمل لتكون لي الحياة الابدية
19: 17 فقال له لماذا تدعوني صالحا ليس احد صالحا الا واحد و هو الله و لكن ان اردت ان تدخل الحياة فاحفظ الوصايا
19: 18 قال له اية الوصايا فقال يسوع لا تقتل لا تزن لا تسرق لا تشهد بالزور
19: 19 اكرم اباك و امك و احب قريبك كنفسك
19: 20 قال له الشاب هذه كلها حفظتها منذ حداثتي فماذا يعوزني بعد
19: 21 قال له يسوع ان اردت ان تكون كاملا فاذهب و بع املاكك و اعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء و تعال اتبعني
19: 22 فلما سمع الشاب الكلمة مضى حزينا لانه كان ذا اموال كثيرة
19: 23 فقال يسوع لتلاميذه الحق اقول لكم انه يعسر ان يدخل غني الى ملكوت السماوات
19: 24 و اقول لكم ايضا ان مرور جمل من ثقب ابرة ايسر من ان يدخل غني الى ملكوت الله
19: 25 فلما سمع تلاميذه بهتوا جدا قائلين اذا من يستطيع ان يخلص
19: 26 فنظر اليهم يسوع و قال لهم هذا عند الناس غير مستطاع و لكن عند الله كل شيء مستطاع
19: 27 فاجاب بطرس حينئذ و قال له ها نحن قد تركنا كل شيء و تبعناك فماذا يكون لنا
19: 28 فقال له يسوع الحق اقول لكم انكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده تجلسون انتم ايضا على اثني عشر كرسيا تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر
(4/168)
19: 29 و كل من ترك بيوتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امراة او اولادا او حقولا من اجل اسمي ياخذ مئة ضعف و يرث الحياة الابدية
19: 30 و لكن كثيرون اولون يكونون اخرين و اخرون اولين
20: 1 فان ملكوت السماوات يشبه رجلا رب بيت خرج مع الصبح ليستاجر فعلة لكرمه
20: 2 فاتفق مع الفعلة على دينار في اليوم و ارسلهم الى كرمه
20: 3 ثم خرج نحو الساعة الثالثة و راى اخرين قياما في السوق بطالين
20: 4 فقال لهم اذهبوا انتم ايضا الى الكرم فاعطيكم ما يحق لكم فمضوا
20: 5 و خرج ايضا نحو الساعة السادسة و التاسعة و فعل كذلك
20: 6 ثم نحو الساعة الحادية عشرة خرج و وجد اخرين قياما بطالين فقال لهم لماذا وقفتم هنا كل النهار بطالين
20: 7 قالوا له لانه لم يستاجرنا احد قال لهم اذهبوا انتم ايضا الى الكرم فتاخذوا ما يحق لكم
20: 8 فلما كان المساء قال صاحب الكرم لوكيله ادع الفعلة و اعطهم الاجرة مبتدئا من الاخرين الى الاولين
20: 9 فجاء اصحاب الساعة الحادية عشرة و اخذوا دينارا دينارا
20: 10 فلما جاء الاولون ظنوا انهم ياخذون اكثر فاخذوا هم ايضا دينارا دينارا
20: 11 و فيما هم ياخذون تذمروا على رب البيت
20: 12 قائلين هؤلاء الاخرون عملوا ساعة واحدة و قد ساويتهم بنا نحن الذين احتملنا ثقل النهار و الحر
20: 13 فاجاب و قال لواحد منهم يا صاحب ما ظلمتك اما اتفقت معي على دينار
20: 14 فخذ الذي لك و اذهب فاني اريد ان اعطي هذا الاخير مثلك
20: 15 او ما يحل لي ان افعل ما اريد بما لي ام عينك شريرة لاني انا صالح
20: 16 هكذا يكون الاخرون اولين و الاولون اخرين لان كثيرين يدعون و قليلين ينتخبون
20: 17 و فيما كان يسوع صاعدا الى اورشليم اخذ الاثني عشر تلميذا على انفراد في الطريق و قال لهم
20: 18 ها نحن صاعدون الى اورشليم و ابن الانسان يسلم الى رؤساء الكهنة و الكتبة فيحكمون عليه بالموت
(4/169)
20: 19 و يسلمونه الى الامم لكي يهزاوا به و يجلدوه و يصلبوه و في اليوم الثالث يقوم
20: 20 حينئذ تقدمت اليه ام ابني زبدي مع ابنيها و سجدت و طلبت منه شيئا
20: 21 فقال لها ماذا تريدين قالت له قل ان يجلس ابناي هذان واحد عن يمينك و الاخر عن اليسار في ملكوتك
20: 22 فاجاب يسوع و قال لستما تعلمان ما تطلبان اتستطيعان ان تشربا الكاس التي سوف اشربها انا و ان تصطبغا بالصبغة التي اصطبغ بها انا قالا له نستطيع
20: 23 فقال لهما اما كاسي فتشربانها و بالصبغة التي اصطبغ بها انا تصطبغان و اما الجلوس عن يميني و عن يساري فليس لي ان اعطيه الا للذين اعد لهم من ابي
20: 24 فلما سمع العشرة اغتاظوا من اجل الاخوين
20: 25 فدعاهم يسوع و قال انتم تعلمون ان رؤساء الامم يسودونهم و العظماء يتسلطون عليهم
20: 26 فلا يكون هكذا فيكم بل من اراد ان يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما
20: 27 و من اراد ان يكون فيكم اولا فليكن لكم عبدا
20: 28 كما ان ابن الانسان لم يات ليخدم بل ليخدم و ليبذل نفسه فدية عن كثيرين
20: 29 و فيما هم خارجون من اريحا تبعه جمع كثير
20: 30 و اذا اعميان جالسان على الطريق فلما سمعا ان يسوع مجتاز صرخا قائلين ارحمنا يا سيد يا ابن داود
20: 31 فانتهرهما الجمع ليسكتا فكانا يصرخان اكثر قائلين ارحمنا يا سيد يا ابن داود
20: 32 فوقف يسوع و ناداهما و قال ماذا تريدان ان افعل بكما
20: 33 قالا له يا سيد ان تنفتح اعيننا
20: 34 فتحنن يسوع و لمس اعينهما فللوقت ابصرت اعينهما فتبعاه
21: 1 و لما قربوا من اورشليم و جاءوا الى بيت فاجي عند جبل الزيتون حينئذ ارسل يسوع تلميذين
21: 2 قائلا لهما اذهبا الى القرية التي امامكما فللوقت تجدان اتانا مربوطة و جحشا معها فحلاهما و اتياني بهما
21: 3 و ان قال لكما احد شيئا فقولا الرب محتاج اليهما فللوقت يرسلهما
21: 4 فكان هذا كله لكي يتم ما قيل بالنبي القائل
(4/170)
21: 5 قولوا لابنة صهيون هوذا ملكك ياتيك وديعا راكبا على اتان و جحش ابن اتان
21: 6 فذهب التلميذان و فعلا كما امرهما يسوع
21: 7 و اتيا بالاتان و الجحش و وضعا عليهما ثيابهما فجلس عليهما
21: 8 و الجمع الاكثر فرشوا ثيابهم في الطريق و اخرون قطعوا اغصانا من الشجر و فرشوها في الطريق
21: 9 و الجموع الذين تقدموا و الذين تبعوا كانوا يصرخون قائلين اوصنا لابن داود مبارك الاتي باسم الرب اوصنا في الاعالي
21: 10 و لما دخل اورشليم ارتجت المدينة كلها قائلة من هذا
21: 11 فقالت الجموع هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل
21: 12 و دخل يسوع الى هيكل الله و اخرج جميع الذين كانوا يبيعون و يشترون في الهيكل و قلب موائد الصيارفة و كراسي باعة الحمام
21: 13 و قال لهم مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى و انتم جعلتموه مغارة لصوص
21: 14 و تقدم اليه عمي و عرج في الهيكل فشفاهم
21: 15 فلما راى رؤساء الكهنة و الكتبة العجائب التي صنع و الاولاد يصرخون في الهيكل و يقولون اوصنا لابن داود غضبوا
21: 16 و قالوا له اتسمع ما يقول هؤلاء فقال لهم يسوع نعم اما قراتم قط من افواه الاطفال و الرضع هيات تسبيحا
21: 17 ثم تركهم و خرج خارج المدينة الى بيت عنيا و بات هناك
21: 18 و في الصبح اذ كان راجعا الى المدينة جاع
21: 19 فنظر شجرة تين على الطريق و جاء اليها فلم يجد فيها شيئا الا ورقا فقط فقال لها لا يكن منك ثمر بعد الى الابد فيبست التينة في الحال
21: 20 فلما راى التلاميذ ذلك تعجبوا قائلين كيف يبست التينة في الحال
21: 21 فاجاب يسوع و قال لهم الحق اقول لكم ان كان لكم ايمان و لا تشكون فلا تفعلون امر التينة فقط بل ان قلتم ايضا لهذا الجبل انتقل و انطرح في البحر فيكون
21: 22 و كل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه
21: 23 و لما جاء الى الهيكل تقدم اليه رؤساء الكهنة و شيوخ الشعب و هو يعلم قائلين باي سلطان تفعل هذا و من اعطاك هذا السلطان
(4/171)
21: 24 فاجاب يسوع و قال لهم و انا ايضا اسالكم كلمة واحدة فان قلتم لي عنها اقول لكم انا ايضا باي سلطان افعل هذا
21: 25 معمودية يوحنا من اين كانت من السماء ام من الناس ففكروا في انفسهم قائلين ان قلنا من السماء يقول لنا فلماذا لم تؤمنوا به
21: 26 و ان قلنا من الناس نخاف من الشعب لان يوحنا عند الجميع مثل نبي
21: 27 فاجابوا يسوع و قالوا لا نعلم فقال لهم هو ايضا و لا انا اقول لكم باي سلطان افعل هذا
21: 28 ماذا تظنون كان لانسان ابنان فجاء الى الاول و قال يا ابني اذهب اليوم اعمل في كرمي
21: 29 فاجاب و قال ما اريد و لكنه ندم اخيرا و مضى
21: 30 و جاء الى الثاني و قال كذلك فاجاب و قال ها انا يا سيد و لم يمض
21: 31 فاي الاثنين عمل ارادة الاب قالوا له الاول قال لهم يسوع الحق اقول لكم ان العشارين و الزواني يسبقونكم الى ملكوت الله
21: 32 لان يوحنا جاءكم في طريق الحق فلم تؤمنوا به و اما العشارون و الزواني فامنوا به و انتم اذ رايتم لم تندموا اخيرا لتؤمنوا به
21: 33 اسمعوا مثلا اخر كان انسان رب بيت غرس كرما و احاطه بسياج و حفر فيه معصرة و بنى برجا و سلمه الى كرامين و سافر
21: 34 و لما قرب وقت الاثمار ارسل عبيده الى الكرامين لياخذ اثماره
21: 35 فاخذ الكرامون عبيده و جلدوا بعضا و قتلوا بعضا و رجموا بعضا
21: 36 ثم ارسل ايضا عبيدا اخرين اكثر من الاولين ففعلوا بهم كذلك
21: 37 فاخيرا ارسل اليهم ابنه قائلا يهابون ابني
21: 38 و اما الكرامون فلما راوا الابن قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث هلموا نقتله و ناخذ ميراثه
21: 39 فاخذوه و اخرجوه خارج الكرم و قتلوه
21: 40 فمتى جاء صاحب الكرم ماذا يفعل باولئك الكرامين
21: 41 قالوا له اولئك الاردياء يهلكهم هلاكا رديا و يسلم الكرم الى كرامين اخرين يعطونه الاثمار في اوقاتها
(4/172)
21: 42 قال لهم يسوع اما قراتم قط في الكتب الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار راس الزاوية من قبل الرب كان هذا و هو عجيب في اعيننا
21: 43 لذلك اقول لكم ان ملكوت الله ينزع منكم و يعطى لامة تعمل اثماره
21: 44 و من سقط على هذا الحجر يترضض و من سقط هو عليه يسحقه
21: 45 و لما سمع رؤساء الكهنة و الفريسيون امثاله عرفوا انه تكلم عليهم
21: 46 و اذ كانوا يطلبون ان يمسكوه خافوا من الجموع لانه كان عندهم مثل نبي
22: 1 و جعل يسوع يكلمهم ايضا بامثال قائلا
22: 2 يشبه ملكوت السماوات انسانا ملكا صنع عرسا لابنه
22: 3 و ارسل عبيده ليدعوا المدعوين الى العرس فلم يريدوا ان ياتوا
22: 4 فارسل ايضا عبيدا اخرين قائلا قولوا للمدعوين هوذا غذائي اعددته ثيراني و مسمناتي قد ذبحت و كل شيء معد تعالوا الى العرس
22: 5 و لكنهم تهاونوا و مضوا واحد الى حقله و اخر الى تجارته
22: 6 و الباقون امسكوا عبيده و شتموهم و قتلوهم
22: 7 فلما سمع الملك غضب و ارسل جنوده و اهلك اولئك القاتلين و احرق مدينتهم
22: 8 ثم قال لعبيده اما العرس فمستعد و اما المدعوون فلم يكونوا مستحقين
22: 9 فاذهبوا الى مفارق الطرق و كل من وجدتموه فادعوه الى العرس
22: 10 فخرج اولئك العبيد الى الطرق و جمعوا كل الذين وجدوهم اشرارا و صالحين فامتلا العرس من المتكئين
22: 11 فلما دخل الملك لينظر المتكئين راى هناك انسانا لم يكن لابسا لباس العرس
22: 12 فقال له يا صاحب كيف دخلت الى هنا و ليس عليك لباس العرس فسكت
22: 13 حينئذ قال الملك للخدام اربطوا رجليه و يديه و خذوه و اطرحوه في الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء و صرير الاسنان
22: 14 لان كثيرين يدعون و قليلين ينتخبون
22: 15 حينئذ ذهب الفريسيون و تشاوروا لكي يصطادوه بكلمة
22: 16 فارسلوا اليه تلاميذهم مع الهيرودسيين قائلين يا معلم نعلم انك صادق و تعلم طريق الله بالحق و لا تبالي باحد لانك لا تنظر الى وجوه الناس
(4/173)
22: 17 فقل لنا ماذا تظن ايجوز ان تعطى جزية لقيصر ام لا
22: 18 فعلم يسوع خبثهم و قال لماذا تجربونني يا مراؤون
22: 19 اروني معاملة الجزية فقدموا له دينارا
22: 20 فقال لهم لمن هذه الصورة و الكتابة
22: 21 قالوا له لقيصر فقال لهم اعطوا اذا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله
22: 22 فلما سمعوا تعجبوا و تركوه و مضوا
22: 23 في ذلك اليوم جاء اليه صدوقيون الذين يقولون ليس قيامة فسالوه
22: 24 قائلين يا معلم قال موسى ان مات احد و ليس له اولاد يتزوج اخوه بامراته و يقيم نسلا لاخيه
22: 25 فكان عندنا سبعة اخوة و تزوج الاول و مات و اذ لم يكن له نسل ترك امراته لاخيه
22: 26 و كذلك الثاني و الثالث الى السبعة
22: 27 و اخر الكل ماتت المراة ايضا
22: 28 ففي القيامة لمن من السبعة تكون زوجة فانها كانت للجميع
22: 29 فاجاب يسوع و قال لهم تضلون اذ لا تعرفون الكتب و لا قوة الله
22: 30 لانهم في القيامة لا يزوجون و لا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء
22: 31 و اما من جهة قيامة الاموات افما قراتم ما قيل لكم من قبل الله القائل
22: 32 انا اله ابراهيم و اله اسحق و اله يعقوب ليس الله اله اموات بل اله احياء
22: 33 فلما سمع الجموع بهتوا من تعليمه
22: 34 اما الفريسيون فلما سمعوا انه ابكم الصدوقيين اجتمعوا معا
22: 35 و ساله واحد منهم و هو ناموسي ليجربه قائلا
22: 36 يا معلم اية وصية هي العظمى في الناموس
22: 37 فقال له يسوع تحب الرب الهك من كل قلبك و من كل نفسك و من كل فكرك
22: 38 هذه هي الوصية الاولى و العظمى
22: 39 و الثانية مثلها تحب قريبك كنفسك
22: 40 بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله و الانبياء
22: 41 و فيما كان الفريسيون مجتمعين سالهم يسوع
22: 42 قائلا ماذا تظنون في المسيح ابن من هو قالوا له ابن داود
22: 43 قال لهم فكيف يدعوه داود بالروح ربا قائلا
22: 44 قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك
(4/174)
22: 45 فان كان داود يدعوه ربا فكيف يكون ابنه
22: 46 فلم يستطع احد ان يجيبه بكلمة و من ذلك اليوم لم يجسر احد ان يساله بتة
23: 1 حينئذ خاطب يسوع الجموع و تلاميذه
23: 2 قائلا على كرسي موسى جلس الكتبة و الفريسيون
23: 3 فكل ما قالوا لكم ان تحفظوه فاحفظوه و افعلوه و لكن حسب اعمالهم لا تعملوا لانهم يقولون و لا يفعلون
23: 4 فانهم يحزمون احمالا ثقيلة عسرة الحمل و يضعونها على اكتاف الناس و هم لا يريدون ان يحركوها باصبعهم
23: 5 و كل اعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس فيعرضون عصائبهم و يعظمون اهداب ثيابهم
23: 6 و يحبون المتكا الاول في الولائم و المجالس الاولى في المجامع
23: 7 و التحيات في الاسواق و ان يدعوهم الناس سيدي سيدي
23: 8 و اما انتم فلا تدعوا سيدي لان معلمكم واحد المسيح و انتم جميعا اخوة
23: 9 و لا تدعوا لكم ابا على الارض لان اباكم واحد الذي في السماوات
23: 10 و لا تدعوا معلمين لان معلمكم واحد المسيح
23: 11 و اكبركم يكون خادما لكم
23: 12 فمن يرفع نفسه يتضع و من يضع نفسه يرتفع
23: 13 لكن ويل لكم ايها الكتبة و الفريسيون المراؤون لانكم تغلقون ملكوت السماوات قدام الناس فلا تدخلون انتم و لا تدعون الداخلين يدخلون
23: 14 ويل لكم ايها الكتبة و الفريسيون المراؤون لانكم تاكلون بيوت الارامل و لعلة تطيلون صلواتكم لذلك تاخذون دينونة اعظم
23: 15 ويل لكم ايها الكتبة و الفريسيون المراؤون لانكم تطوفون البحر و البر لتكسبوا دخيلا واحدا و متى حصل تصنعونه ابنا لجهنم اكثر منكم مضاعفا
23: 16 ويل لكم ايها القادة العميان القائلون من حلف بالهيكل فليس بشيء و لكن من حلف بذهب الهيكل يلتزم
23: 17 ايها الجهال و العميان ايما اعظم الذهب ام الهيكل الذي يقدس الذهب
23: 18 و من حلف بالمذبح فليس بشيء و لكن من حلف بالقربان الذي عليه يلتزم
23: 19 ايها الجهال و العميان ايما اعظم القربان ام المذبح الذي يقدس القربان
(4/175)
23: 20 فان من حلف بالمذبح فقد حلف به و بكل ما عليه
23: 21 من حلف بالهيكل فقد حلف به و بالساكن فيه
23: 22 و من حلف بالسماء فقد حلف بعرش الله و بالجالس عليه
23: 23 ويل لكم ايها الكتبة و الفريسيون المراؤون لانكم تعشرون النعنع و الشبث و الكمون و تركتم اثقل الناموس الحق و الرحمة و الايمان كان ينبغي ان تعملوا هذه و لا تتركوا تلك
23: 24 ايها القادة العميان الذين يصفون عن البعوضة و يبلعون الجمل
23: 25 ويل لكم ايها الكتبة و الفريسيون المراؤون لانكم تنقون خارج الكاس و الصحفة و هما من داخل مملوان اختطافا و دعارة
23: 26 ايها الفريسي الاعمى نق اولا داخل الكاس و الصحفة لكي يكون خارجهما ايضا نقيا
23: 27 ويل لكم ايها الكتبة و الفريسيون المراؤون لانكم تشبهون قبورا مبيضة تظهر من خارج جميلة و هي من داخل مملوءة عظام اموات و كل نجاسة
23: 28 هكذا انتم ايضا من خارج تظهرون للناس ابرارا و لكنكم من داخل مشحونون رياء و اثما
23: 29 ويل لكم ايها الكتبة و الفريسيون المراؤون لانكم تبنون قبور الانبياء و تزينون مدافن الصديقين
23: 30 و تقولون لو كنا في ايام ابائنا لما شاركناهم في دم الانبياء
23: 31 فانتم تشهدون على انفسكم انكم ابناء قتلة الانبياء
23: 32 فاملاوا انتم مكيال ابائكم
23: 33 ايها الحيات اولاد الافاعي كيف تهربون من دينونة جهنم
23: 34 لذلك ها انا ارسل اليكم انبياء و حكماء و كتبة فمنهم تقتلون و تصلبون و منهم تجلدون في مجامعكم و تطردون من مدينة الى مدينة
23: 35 لكي ياتي عليكم كل دم زكي سفك على الارض من دم هابيل الصديق الى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل و المذبح
23: 36 الحق اقول لكم ان هذا كله ياتي على هذا الجيل
23: 37 يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء و راجمة المرسلين اليها كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها و لم تريدوا
23: 38 هوذا بيتكم يترك لكم خرابا
(4/176)
23: 39 لاني اقول لكم انكم لا ترونني من الان حتى تقولوا مبارك الاتي باسم الرب
24: 1 ثم خرج يسوع و مضى من الهيكل فتقدم تلاميذه لكي يروه ابنية الهيكل
24: 2 فقال لهم يسوع اما تنظرون جميع هذه الحق اقول لكم انه لا يترك ههنا حجر على حجر لا ينقض
24: 3 و فيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم اليه التلاميذ على انفراد قائلين قل لنا متى يكون هذا و ما هي علامة مجيئك و انقضاء الدهر
24: 4 فاجاب يسوع و قال لهم انظروا لا يضلكم احد
24: 5 فان كثيرين سياتون باسمي قائلين انا هو المسيح و يضلون كثيرين
24: 6 و سوف تسمعون بحروب و اخبار حروب انظروا لا ترتاعوا لانه لا بد ان تكون هذه كلها و لكن ليس المنتهى بعد
24: 7 لانه تقوم امة على امة و مملكة على مملكة و تكون مجاعات و اوبئة و زلازل في اماكن
24: 8 و لكن هذه كلها مبتدا الاوجاع
24: 9 حينئذ يسلمونكم الى ضيق و يقتلونكم و تكونون مبغضين من جميع الامم لاجل اسمي
24: 10 و حينئذ يعثر كثيرون و يسلمون بعضهم بعضا و يبغضون بعضهم بعضا
24: 11 و يقوم انبياء كذبة كثيرون و يضلون كثيرين
24: 12 و لكثرة الاثم تبرد محبة الكثيرين
24: 13 و لكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص
24: 14 و يكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم ثم ياتي المنتهى
24: 15 فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس ليفهم القارئ
24: 16 فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال
24: 17 و الذي على السطح فلا ينزل لياخذ من بيته شيئا
24: 18 و الذي في الحقل فلا يرجع الى ورائه لياخذ ثيابه
24: 19 و ويل للحبالى و المرضعات في تلك الايام
24: 20 و صلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء و لا في سبت
24: 21 لانه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الان و لن يكون
24: 22 و لو لم تقصر تلك الايام لم يخلص جسد و لكن لاجل المختارين تقصر تلك الايام
(4/177)
24: 23 حينئذ ان قال لكم احد هوذا المسيح هنا او هناك فلا تصدقوا
24: 24 لانه سيقوم مسحاء كذبة و انبياء كذبة و يعطون ايات عظيمة و عجائب حتى يضلوا لو امكن المختارين ايضا
24: 25 ها انا قد سبقت و اخبرتكم
24: 26 فان قالوا لكم ها هو في البرية فلا تخرجوا ها هو في المخادع فلا تصدقوا
24: 27 لانه كما ان البرق يخرج من المشارق و يظهر الى المغارب هكذا يكون ايضا مجيء ابن الانسان
24: 28 لانه حيثما تكن الجثة فهناك تجتمع النسور
24: 29 و للوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس و القمر لا يعطي ضوءه و النجوم تسقط من السماء و قوات السماوات تتزعزع
24: 30 و حينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء و حينئذ تنوح جميع قبائل الارض و يبصرون ابن الانسان اتيا على سحاب السماء بقوة و مجد كثير
24: 31 فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السماوات الى اقصائها
24: 32 فمن شجرة التين تعلموا المثل متى صار غصنها رخصا و اخرجت اوراقها تعلمون ان الصيف قريب
24: 33 هكذا انتم ايضا متى رايتم هذا كله فاعلموا انه قريب على الابواب
24: 34 الحق اقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله
24: 35 السماء و الارض تزولان و لكن كلامي لا يزول
24: 36 و اما ذلك اليوم و تلك الساعة فلا يعلم بهما احد و لا ملائكة السماوات الا ابي وحده
24: 37 و كما كانت ايام نوح كذلك يكون ايضا مجيء ابن الانسان
24: 38 لانه كما كانوا في الايام التي قبل الطوفان ياكلون و يشربون و يتزوجون و يزوجون الى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك
24: 39 و لم يعلموا حتى جاء الطوفان و اخذ الجميع كذلك يكون ايضا مجيء ابن الانسان
24: 40 حينئذ يكون اثنان في الحقل يؤخذ الواحد و يترك الاخر
24: 41 اثنتان تطحنان على الرحى تؤخذ الواحدة و تترك الاخرى
24: 42 اسهروا اذا لانكم لا تعلمون في اية ساعة ياتي ربكم
(4/178)
24: 43 و اعلموا هذا انه لو عرف رب البيت في اية هزيع ياتي السارق لسهر و لم يدع بيته ينقب
24: 44 لذلك كونوا انتم ايضا مستعدين لانه في ساعة لا تظنون ياتي ابن الانسان
24: 45 فمن هو العبد الامين الحكيم الذي اقامه سيده على خدمه ليعطيهم الطعام في حينه
24: 46 طوبى لذلك العبد الذي اذا جاء سيده يجده يفعل هكذا
24: 47 الحق اقول لكم انه يقيمه على جميع امواله
24: 48 و لكن ان قال ذلك العبد الردي في قلبه سيدي يبطئ قدومه
24: 49 فيبتدئ يضرب العبيد رفقاءه و ياكل و يشرب مع السكارى
24: 50 ياتي سيد ذلك العبد في يوم لا ينتظره و في ساعة لا يعرفها
24: 51 فيقطعه و يجعل نصيبه مع المرائين هناك يكون البكاء و صرير الاسنان
25: 1 حينئذ يشبه ملكوت السماوات عشر عذارى اخذن مصابيحهن و خرجن للقاء العريس
25: 2 و كان خمس منهن حكيمات و خمس جاهلات
25: 3 اما الجاهلات فاخذن مصابيحهن و لم ياخذن معهن زيتا
25: 4 و اما الحكيمات فاخذن زيتا في انيتهن مع مصابيحهن
25: 5 و فيما ابطا العريس نعسن جميعهن و نمن
25: 6 ففي نصف الليل صار صراخ هوذا العريس مقبل فاخرجن للقائه
25: 7 فقامت جميع اولئك العذارى و اصلحن مصابيحهن
25: 8 فقالت الجاهلات للحكيمات اعطيننا من زيتكن فان مصابيحنا تنطفئ
25: 9 فاجابت الحكيمات قائلات لعله لا يكفي لنا و لكن بل اذهبن الى الباعة و ابتعن لكن
25: 10 و فيما هن ذاهبات ليبتعن جاء العريس و المستعدات دخلن معه الى العرس و اغلق الباب
25: 11 اخيرا جاءت بقية العذارى ايضا قائلات يا سيد يا سيد افتح لنا
25: 12 فاجاب و قال الحق اقول لكن اني ما اعرفكن
25: 13 فاسهروا اذا لانكم لا تعرفون اليوم و لا الساعة التي ياتي فيها ابن الانسان
25: 14 و كانما انسان مسافر دعا عبيده و سلمهم امواله
25: 15 فاعطى واحدا خمس وزنات و اخر وزنتين و اخر وزنة كل واحد على قدر طاقته و سافر للوقت
(4/179)
25: 16 فمضى الذي اخذ الخمس وزنات و تاجر بها فربح خمس وزنات اخر
25: 17 و هكذا الذي اخذ الوزنتين ربح ايضا وزنتين اخريين
25: 18 و اما الذي اخذ الوزنة فمضى و حفر في الارض و اخفى فضة سيده
25: 19 و بعد زمان طويل اتى سيد اولئك العبيد و حاسبهم
25: 20 فجاء الذي اخذ الخمس وزنات و قدم خمس وزنات اخر قائلا يا سيد خمس وزنات سلمتني هوذا خمس وزنات اخر ربحتها فوقها
25: 21 فقال له سيده نعما ايها العبد الصالح و الامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك
25: 22 ثم جاء الذي اخذ الوزنتين و قال يا سيد وزنتين سلمتني هوذا وزنتان اخريان ربحتهما فوقهما
25: 23 قال له سيده نعما ايها العبد الصالح و الامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك
25: 24 ثم جاء ايضا الذي اخذ الوزنة الواحدة و قال يا سيد عرفت انك انسان قاس تحصد حيث لم تزرع و تجمع حيث لم تبذر
25: 25 فخفت و مضيت و اخفيت وزنتك في الارض هوذا الذي لك
25: 26 فاجاب سيده و قال له ايها العبد الشرير و الكسلان عرفت اني احصد حيث لم ازرع و اجمع من حيث لم ابذر
25: 27 فكان ينبغي ان تضع فضتي عند الصيارفة فعند مجيئي كنت اخذ الذي لي مع ربا
25: 28 فخذوا منه الوزنة و اعطوها للذي له العشر وزنات
25: 29 لان كل من له يعطى فيزداد و من ليس له فالذي عنده يؤخذ منه
25: 30 و العبد البطال اطرحوه الى الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء و صرير الاسنان
25: 31 و متى جاء ابن الانسان في مجده و جميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده
25: 32 و يجتمع امامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء
25: 33 فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار
25: 34 ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم
25: 35 لاني جعت فاطعمتموني عطشت فسقيتموني كنت غريبا فاويتموني
(4/180)
25: 36 عريانا فكسيتموني مريضا فزرتموني محبوسا فاتيتم الي
25: 37 فيجيبه الابرار حينئذ قائلين يا رب متى رايناك جائعا فاطعمناك او عطشانا فسقيناك
25: 38 و متى رايناك غريبا فاويناك او عريانا فكسوناك
25: 39 و متى رايناك مريضا او محبوسا فاتينا اليك
25: 40 فيجيب الملك و يقول لهم الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم
25: 41 ثم يقول ايضا للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعدة لابليس و ملائكته
25: 42 لاني جعت فلم تطعموني عطشت فلم تسقوني
25: 43 كنت غريبا فلم تاووني عريانا فلم تكسوني مريضا و محبوسا فلم تزوروني
25: 44 حينئذ يجيبونه هم ايضا قائلين يا رب متى رايناك جائعا او عطشانا او غريبا او عريانا او مريضا او محبوسا و لم نخدمك
25: 45 فيجيبهم قائلا الحق اقول لكم بما انكم لم تفعلوه باحد هؤلاء الاصاغر فبي لم تفعلوا
25: 46 فيمضي هؤلاء الى عذاب ابدي و الابرار الى حياة ابدية
26: 1 و لما اكمل يسوع هذه الاقوال كلها قال لتلاميذه
26: 2 تعلمون انه بعد يومين يكون الفصح و ابن الانسان يسلم ليصلب
26: 3 حينئذ اجتمع رؤساء الكهنة و الكتبة و شيوخ الشعب الى دار رئيس الكهنة الذي يدعى قيافا
26: 4 و تشاوروا لكي يمسكوا يسوع بمكر و يقتلوه
26: 5 و لكنهم قالوا ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب
26: 6 و فيما كان يسوع في بيت عنيا في بيت سمعان الابرص
26: 7 تقدمت اليه امراة معها قارورة طيب كثير الثمن فسكبته على راسه و هو متكئ
26: 8 فلما راى تلاميذه ذلك اغتاظوا قائلين لماذا هذا الاتلاف
26: 9 لانه كان يمكن ان يباع هذا الطيب بكثير و يعطى للفقراء
26: 10 فعلم يسوع و قال لهم لماذا تزعجون المراة فانها قد عملت بي عملا حسنا
26: 11 لان الفقراء معكم في كل حين و اما انا فلست معكم في كل حين
26: 12 فانها اذ سكبت هذا الطيب على جسدي انما فعلت ذلك لاجل تكفيني
(4/181)
26: 13 الحق اقول لكم حيثما يكرز بهذا الانجيل في كل العالم يخبر ايضا بما فعلته هذه تذكارا لها
26: 14 حينئذ ذهب واحد من الاثني عشر الذي يدعى يهوذا الاسخريوطي الى رؤساء الكهنة
26: 15 و قال ماذا تريدون ان تعطوني و انا اسلمه اليكم فجعلوا له ثلاثين من الفضة
26: 16 و من ذلك الوقت كان يطلب فرصة ليسلمه
26: 17 و في اول ايام الفطير تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين له اين تريد ان نعد لك لتاكل الفصح
26: 18 فقال اذهبوا الى المدينة الى فلان و قولوا له المعلم يقول ان وقتي قريب عندك اصنع الفصح مع تلاميذي
26: 19 ففعل التلاميذ كما امرهم يسوع و اعدوا الفصح
26: 20 و لما كان المساء اتكا مع الاثني عشر
26: 21 و فيما هم ياكلون قال الحق اقول لكم ان واحد منكم يسلمني
26: 22 فحزنوا جدا و ابتدا كل واحد منهم يقول له هل انا هو يا رب
26: 23 فاجاب و قال الذي يغمس يده معي في الصحفة هو يسلمني
26: 24 ان ابن الانسان ماض كما هو مكتوب عنه و لكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الانسان كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد
26: 25 فاجاب يهوذا مسلمه و قال هل انا هو يا سيدي قال له انت قلت
26: 26 و فيما هم ياكلون اخذ يسوع الخبز و بارك و كسر و اعطى التلاميذ و قال خذوا كلوا هذا هو جسدي
26: 27 و اخذ الكاس و شكر و اعطاهم قائلا اشربوا منها كلكم
26: 28 لان هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا
26: 29 و اقول لكم اني من الان لا اشرب من نتاج الكرمة هذا الى ذلك اليوم حينما اشربه معكم جديدا في ملكوت ابي
26: 30 ثم سبحوا و خرجوا الى جبل الزيتون
26: 31 حينئذ قال لهم يسوع كلكم تشكون في في هذه الليلة لانه مكتوب اني اضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية
26: 32 و لكن بعد قيامي اسبقكم الى الجليل
26: 33 فاجاب بطرس و قال له و ان شك فيك الجميع فانا لا اشك ابدا
(4/182)
26: 34 قال له يسوع الحق اقول لك انك في هذه الليلة قبل ان يصيح ديك تنكرني ثلاث مرات
26: 35 قال له بطرس و لو اضطررت ان اموت معك لا انكرك هكذا قال ايضا جميع التلاميذ
26: 36 حينئذ جاء معهم يسوع الى ضيعة يقال لها جثسيماني فقال للتلاميذ اجلسوا ههنا حتى امضي و اصلي هناك
26: 37 ثم اخذ معه بطرس و ابني زبدي و ابتدا يحزن و يكتئب
26: 38 فقال لهم نفسي حزينة جدا حتى الموت امكثوا ههنا و اسهروا معي
26: 39 ثم تقدم قليلا و خر على وجهه و كان يصلي قائلا يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس و لكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت
26: 40 ثم جاء الى التلاميذ فوجدهم نياما فقال لبطرس اهكذا ما قدرتم ان تسهروا معي ساعة واحدة
26: 41 اسهروا و صلوا لئلا تدخلوا في تجربة اما الروح فنشيط و اما الجسد فضعيف
26: 42 فمضى ايضا ثانية و صلى قائلا يا ابتاه ان لم يمكن ان تعبر عني هذه الكاس الا ان اشربها فلتكن مشيئتك
26: 43 ثم جاء فوجدهم ايضا نياما اذ كانت اعينهم ثقيلة
26: 44 فتركهم و مضى ايضا و صلى ثالثة قائلا ذلك الكلام بعينه
26: 45 ثم جاء الى تلاميذه و قال لهم ناموا الان و استريحوا هوذا الساعة قد اقتربت و ابن الانسان يسلم الى ايدي الخطاة
26: 46 قوموا ننطلق هوذا الذي يسلمني قد اقترب
26: 47 و فيما هو يتكلم اذا يهوذا احد الاثني عشر قد جاء و معه جمع كثير بسيوف و عصي من عند رؤساء الكهنة و شيوخ الشعب
26: 48 و الذي اسلمه اعطاهم علامة قائلا الذي اقبله هو هو امسكوه
26: 49 فللوقت تقدم الى يسوع و قال السلام يا سيدي و قبله
26: 50 فقال له يسوع يا صاحب لماذا جئت حينئذ تقدموا و القوا الايادي على يسوع و امسكوه
26: 51 و اذا واحد من الذين مع يسوع مد يده و استل سيفه و ضرب عبد رئيس الكهنة فقطع اذنه
26: 52 فقال له يسوع رد سيفك الى مكانه لان كل الذين ياخذون السيف بالسيف يهلكون
(4/183)
26: 53 اتظن اني لا استطيع الان ان اطلب الى ابي فيقدم لي اكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة
26: 54 فكيف تكمل الكتب انه هكذا ينبغي ان يكون
26: 55 في تلك الساعة قال يسوع للجموع كانه على لص خرجتم بسيوف و عصي لتاخذوني كل يوم كنت اجلس معكم اعلم في الهيكل و لم تمسكوني
26: 56 و اما هذا كله فقد كان لكي تكمل كتب الانبياء حينئذ تركه التلاميذ كلهم و هربوا
26: 57 و الذين امسكوا يسوع مضوا به الى قيافا رئيس الكهنة حيث اجتمع الكتبة و الشيوخ
26: 58 و اما بطرس فتبعه من بعيد الى دار رئيس الكهنة فدخل الى داخل و جلس بين الخدام لينظر النهاية
26: 59 و كان رؤساء الكهنة و الشيوخ و المجمع كله يطلبون شهادة زور على يسوع لكي يقتلوه
26: 60 فلم يجدوا و مع انه جاء شهود زور كثيرون لم يجدوا و لكن اخيرا تقدم شاهدا زور
26: 61 و قالا هذا قال اني اقدر ان انقض هيكل الله و في ثلاثة ايام ابنيه
26: 62 فقام رئيس الكهنة و قال له اما تجيب بشيء ماذا يشهد به هذان عليك
26: 63 و اما يسوع فكان ساكتا فاجاب رئيس الكهنة و قال له استحلفك بالله الحي ان تقول لنا هل انت المسيح ابن الله
26: 64 قال له يسوع انت قلت و ايضا اقول لكم من الان تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة و اتيا على سحاب السماء
26: 65 فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلا قد جدف ما حاجتنا بعد الى شهود ها قد سمعتم تجديفه
26: 66 ماذا ترون فاجابوا و قالوا انه مستوجب الموت
26: 67 حينئذ بصقوا في وجهه و لكموه و اخرون لطموه
26: 68 قائلين تنبا لنا ايها المسيح من ضربك
26: 69 اما بطرس فكان جالسا خارجا في الدار فجاءت اليه جارية قائلة و انت كنت مع يسوع الجليلي
26: 70 فانكر قدام الجميع قائلا لست ادري ما تقولين
26: 71 ثم اذ خرج الى الدهليز راته اخرى فقالت للذين هناك و هذا كان مع يسوع الناصري
26: 72 فانكر ايضا بقسم اني لست اعرف الرجل
(4/184)
26: 73 و بعد قليل جاء القيام و قالوا لبطرس حقا انت ايضا منهم فان لغتك تظهرك
26: 74 فابتدا حينئذ يلعن و يحلف اني لا اعرف الرجل و للوقت صاح الديك
26: 75 فتذكر بطرس كلام يسوع الذي قال له انك قبل ان يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات فخرج الى خارج و بكى بكاء مرا
27: 1 و لما كان الصباح تشاور جميع رؤساء الكهنة و شيوخ الشعب على يسوع حتى يقتلوه
27: 2 فاوثقوه و مضوا به و دفعوه الى بيلاطس البنطي الوالي
27: 3 حينئذ لما راى يهوذا الذي اسلمه انه قد دين ندم و رد الثلاثين من الفضة الى رؤساء الكهنة و الشيوخ
27: 4 قائلا قد اخطات اذ سلمت دما بريئا فقالوا ماذا علينا انت ابصر
27: 5 فطرح الفضة في الهيكل و انصرف ثم مضى و خنق نفسه
27: 6 فاخذ رؤساء الكهنة الفضة و قالوا لا يحل ان نلقيها في الخزانة لانها ثمن دم
27: 7 فتشاوروا و اشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء
27: 8 لهذا سمي ذلك الحقل حقل الدم الى هذا اليوم
27: 9 حينئذ تم ما قيل بارميا النبي القائل و اخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمن الذي ثمنوه من بني اسرائيل
27: 10 و اعطوها عن حقل الفخاري كما امرني الرب
27: 11 فوقف يسوع امام الوالي فساله الوالي قائلا اانت ملك اليهود فقال له يسوع انت تقول
27: 12 و بينما كان رؤساء الكهنة و الشيوخ يشتكون عليه لم يجب بشيء
27: 13 فقال له بيلاطس اما تسمع كم يشهدون عليك
27: 14 فلم يجبه و لا عن كلمة واحدة حتى تعجب الوالي جدا
27: 15 و كان الوالي معتادا في العيد ان يطلق للجمع اسيرا واحدا من ارادوه
27: 16 و كان لهم حينئذ اسير مشهور يسمى باراباس
27: 17 ففيما هم مجتمعون قال لهم بيلاطس من تريدون ان اطلق لكم باراباس ام يسوع الذي يدعى المسيح
27: 18 لانه علم انهم اسلموه حسدا
27: 19 و اذ كان جالسا على كرسي الولاية ارسلت اليه امراته قائلة اياك و ذلك البار لاني تالمت اليوم كثيرا في حلم من اجله
(4/185)
27: 20 و لكن رؤساء الكهنة و الشيوخ حرضوا الجموع على ان يطلبوا باراباس و يهلكوا يسوع
27: 21 فاجاب الوالي و قال لهم من من الاثنين تريدون ان اطلق لكم فقالوا باراباس
27: 22 قال لهم بيلاطس فماذا افعل بيسوع الذي يدعى المسيح قال له الجميع ليصلب
27: 23 فقال الوالي و اي شر عمل فكانوا يزدادون صراخا قائلين ليصلب
27: 24 فلما راى بيلاطس انه لا ينفع شيئا بل بالحري يحدث شغب اخذ ماء و غسل يديه قدام الجمع قائلا اني بريء من دم هذا البار ابصروا انتم
27: 25 فاجاب جميع الشعب و قالوا دمه علينا و على اولادنا
27: 26 حينئذ اطلق لهم باراباس و اما يسوع فجلده و اسلمه ليصلب
27: 27 فاخذ عسكر الوالي يسوع الى دار الولاية و جمعوا عليه كل الكتيبة
27: 28 فعروه و البسوه رداء قرمزيا
27: 29 و ضفروا اكليلا من شوك و وضعوه على راسه و قصبة في يمينه و كانوا يجثون قدامه و يستهزئون به قائلين السلام يا ملك اليهود
27: 30 و بصقوا عليه و اخذوا القصبة و ضربوه على راسه
27: 31 و بعدما استهزئوا به نزعوا عنه الرداء و البسوه ثيابه و مضوا به للصلب
27: 32 و فيما هم خارجون وجدوا انسانا قيروانيا اسمه سمعان فسخروه ليحمل صليبه
27: 33 و لما اتوا الى موضع يقال له جلجثة و هو المسمى موضع الجمجمة
27: 34 اعطوه خلا ممزوجا بمرارة ليشرب و لما ذاق لم يرد ان يشرب
27: 35 و لما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها لكي يتم ما قيل بالنبي اقتسموا ثيابي بينهم و على لباسي القوا قرعة
27: 36 ثم جلسوا يحرسونه هناك
27: 37 و جعلوا فوق راسه علته مكتوبة هذا هو يسوع ملك اليهود
27: 38 حينئذ صلب معه لصان واحد عن اليمين و واحد عن اليسار
27: 39 و كان المجتازون يجدفون عليه و هم يهزون رؤوسهم
27: 40 قائلين يا ناقض الهيكل و بانيه في ثلاثة ايام خلص نفسك ان كنت ابن الله فانزل عن الصليب
27: 41 و كذلك رؤساء الكهنة ايضا و هم يستهزئون مع الكتبة و الشيوخ قالوا
(4/186)
27: 42 خلص اخرين و اما نفسه فما يقدر ان يخلصها ان كان هو ملك اسرائيل فلينزل الان عن الصليب فنؤمن به
27: 43 قد اتكل على الله فلينقذه الان ان اراده لانه قال انا ابن الله
27: 44 و بذلك ايضا كان اللصان اللذان صلبا معه يعيرانه
27: 45 و من الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الارض الى الساعة التاسعة
27: 46 و نحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ايلي ايلي لما شبقتني اي الهي الهي لماذا تركتني
27: 47 فقوم من الواقفين هناك لما سمعوا قالوا انه ينادي ايليا
27: 48 و للوقت ركض واحد منهم و اخذ اسفنجة و ملاها خلا و جعلها على قصبة و سقاه
27: 49 و اما الباقون فقالوا اترك لنرى هل ياتي ايليا يخلصه
27: 50 فصرخ يسوع ايضا بصوت عظيم و اسلم الروح
27: 51 و اذا حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين من فوق الى اسفل و الارض تزلزلت و الصخور تشققت
27: 52 و القبور تفتحت و قام كثير من اجساد القديسين الراقدين
27: 53 و خرجوا من القبور بعد قيامته و دخلوا المدينة المقدسة و ظهروا لكثيرين
27: 54 و اما قائد المئة و الذين معه يحرسون يسوع فلما راوا الزلزلة و ما كان خافوا جدا و قالوا حقا كان هذا ابن الله
27: 55 و كانت هناك نساء كثيرات ينظرن من بعيد و هن كن قد تبعن يسوع من الجليل يخدمنه
27: 56 و بينهن مريم المجدلية و مريم ام يعقوب و يوسي و ام ابني زبدي
27: 57 و لما كان المساء جاء رجل غني من الرامة اسمه يوسف و كان هو ايضا تلميذا ليسوع
27: 58 فهذا تقدم الى بيلاطس و طلب جسد يسوع فامر بيلاطس حينئذ ان يعطى الجسد
27: 59 فاخذ يوسف الجسد و لفه بكتان نقي
27: 60 و وضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة ثم دحرج حجرا كبيرا على باب القبر و مضى
27: 61 و كانت هناك مريم المجدلية و مريم الاخرى جالستين تجاه القبر
27: 62 و في الغد الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة و الفريسيون الى بيلاطس
(4/187)
27: 63 قائلين يا سيد قد تذكرنا ان ذلك المضل قال و هو حي اني بعد ثلاثة ايام اقوم
27: 64 فمر بضبط القبر الى اليوم الثالث لئلا ياتي تلاميذه ليلا و يسرقوه و يقولوا للشعب انه قام من الاموات فتكون الضلالة الاخيرة اشر من الاولى
27: 65 فقال لهم بيلاطس عندكم حراس اذهبوا و اضبطوه كما تعلمون
27: 66 فمضوا و ضبطوا القبر بالحراس و ختموا الحجر
28: 1 و بعد السبت عند فجر اول الاسبوع جاءت مريم المجدلية و مريم الاخرى لتنظرا القبر
28: 2 و اذا زلزلة عظيمة حدثت لان ملاك الرب نزل من السماء و جاء و دحرج الحجر عن الباب و جلس عليه
28: 3 و كان منظره كالبرق و لباسه ابيض كالثلج
28: 4 فمن خوفه ارتعد الحراس و صاروا كاموات
28: 5 فاجاب الملاك و قال للمراتين لا تخافا انتما فاني اعلم انكما تطلبان يسوع المصلوب
28: 6 ليس هو ههنا لانه قام كما قال هلم انظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعا فيه
28: 7 و اذهبا سريعا قولا لتلاميذه انه قد قام من الاموات ها هو يسبقكم الى الجليل هناك ترونه ها انا قد قلت لكما
28: 8 فخرجتا سريعا من القبر بخوف و فرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه
28: 9 و فيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه اذا يسوع لاقاهما و قال سلام لكما فتقدمتا و امسكتا بقدميه و سجدتا له
28: 10 فقال لهما يسوع لا تخافا اذهبا قولا لاخوتي ان يذهبوا الى الجليل و هناك يرونني
28: 11 و فيما هما ذاهبتان اذا قوم من الحراس جاءوا الى المدينة و اخبروا رؤساء الكهنة بكل ما كان
28: 12 فاجتمعوا مع الشيوخ و تشاوروا و اعطوا العسكر فضة كثيرة
28: 13 قائلين قولوا ان تلاميذه اتوا ليلا و سرقوه و نحن نيام
28: 14 و اذا سمع ذلك عند الوالي فنحن نستعطفه و نجعلكم مطمئنين
28: 15 فاخذوا الفضة و فعلوا كما علموهم فشاع هذا القول عند اليهود الى هذا اليوم
28: 16 و اما الاحد عشر تلميذا فانطلقوا الى الجليل الى الجبل حيث امرهم يسوع
(4/188)
28: 17 و لما راوه سجدوا له و لكن بعضهم شكوا
28: 18 فتقدم يسوع و كلمهم قائلا دفع الي كل سلطان في السماء و على الارض
28: 19 فاذهبوا و تلمذوا جميع الامم و عمدوهم باسم الاب و الابن و الروح القدس
28: 20 و علموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به و ها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين(4/189)
إنجيل مرقس
1: 1 بدء انجيل يسوع المسيح ابن الله
1: 2 كما هو مكتوب في الانبياء ها انا ارسل امام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك
1: 3 صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة
1: 4 كان يوحنا يعمد في البرية و يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا
1: 5 و خرج اليه جميع كورة اليهودية و اهل اورشليم و اعتمدوا جميعهم منه في نهر الاردن معترفين بخطاياهم
1: 6 و كان يوحنا يلبس وبر الابل و منطقة من جلد على حقويه و ياكل جرادا و عسلا بريا
1: 7 و كان يكرز قائلا ياتي بعدي من هو اقوى مني الذي لست اهلا ان انحني و احل سيور حذائه
1: 8 انا عمدتكم بالماء و اما هو فسيعمدكم بالروح القدس
1: 9 و في تلك الايام جاء يسوع من ناصرة الجليل و اعتمد من يوحنا في الاردن
1: 10 و للوقت و هو صاعد من الماء راى السماوات قد انشقت و الروح مثل حمامة نازلا عليه
1: 11 و كان صوت من السماوات انت ابني الحبيب الذي به سررت
1: 12 و للوقت اخرجه الروح الى البرية
1: 13 و كان هناك في البرية اربعين يوما يجرب من الشيطان و كان مع الوحوش و صارت الملائكة تخدمه
1: 14 و بعدما اسلم يوحنا جاء يسوع الى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله
1: 15 و يقول قد كمل الزمان و اقترب ملكوت الله فتوبوا و امنوا بالانجيل
1: 16 و فيما هو يمشي عند بحر الجليل ابصر سمعان و اندراوس اخاه يلقيان شبكة في البحر فانهما كانا صيادين
1: 17 فقال لهما يسوع هلم ورائي فاجعلكما تصيران صيادي الناس
1: 18 فللوقت تركا شباكهما و تبعاه
1: 19 ثم اجتاز من هناك قليلا فراى يعقوب بن زبدي و يوحنا اخاه و هما في السفينة يصلحان الشباك
1: 20 فدعاهما للوقت فتركا اباهما زبدي في السفينة مع الاجرى و ذهبا وراءه
1: 21 ثم دخلوا كفرناحوم و للوقت دخل المجمع في السبت و صار يعلم
1: 22 فبهتوا من تعليمه لانه كان يعلمهم كمن له سلطان و ليس كالكتبة
1: 23 و كان في مجمعهم رجل به روح نجس فصرخ
(4/190)
1: 24 قائلا اه ما لنا و لك يا يسوع الناصري اتيت لتهلكنا انا اعرفك من انت قدوس الله
1: 25 فانتهره يسوع قائلا اخرس و اخرج منه
1: 26 فصرعه الروح النجس و صاح بصوت عظيم و خرج منه
1: 27 فتحيروا كلهم حتى سال بعضهم بعضا قائلين ما هذا ما هو هذا التعليم الجديد لانه بسلطان يامر حتى الارواح النجسة فتطيعه
1: 28 فخرج خبره للوقت في كل الكورة المحيطة بالجليل
1: 29 و لما خرجوا من المجمع جاءوا للوقت الى بيت سمعان و اندراوس مع يعقوب و يوحنا
1: 30 و كانت حماة سمعان مضطجعة محمومة فللوقت اخبروه عنها
1: 31 فتقدم و اقامها ماسكا بيدها فتركتها الحمى حالا و صارت تخدمهم
1: 32 و لما صار المساء اذ غربت الشمس قدموا اليه جميع السقماء و المجانين
1: 33 و كانت المدينة كلها مجتمعة على الباب
1: 34 فشفى كثيرين كانوا مرضى بامراض مختلفة و اخرج شياطين كثيرة و لم يدع الشياطين يتكلمون لانهم عرفوه
1: 35 و في الصبح باكرا جدا قام و خرج و مضى الى موضع خلاء و كان يصلي هناك
1: 36 فتبعه سمعان و الذين معه
1: 37 و لما وجدوه قالوا له ان الجميع يطلبونك
1: 38 فقال لهم لنذهب الى القرى المجاورة لاكرز هناك ايضا لاني لهذا خرجت
1: 39 فكان يكرز في مجامعهم في كل الجليل و يخرج الشياطين
1: 40 فاتى اليه ابرص يطلب اليه جاثيا و قائلا له ان اردت تقدر ان تطهرني
1: 41 فتحنن يسوع و مد يده و لمسه و قال له اريد فاطهر
1: 42 فللوقت و هو يتكلم ذهب عنه البرص و طهر
1: 43 فانتهره و ارسله للوقت
1: 44 و قال له انظر لا تقل لاحد شيئا بل اذهب ار نفسك للكاهن و قدم عن تطهيرك ما امر به موسى شهادة لهم
1: 45 و اما هو فخرج و ابتدا ينادي كثيرا و يذيع الخبر حتى لم يعد يقدر ان يدخل مدينة ظاهرا بل كان خارجا في مواضع خالية و كانوا ياتون اليه من كل ناحية
2: 1 ثم دخل كفرناحوم ايضا بعد ايام فسمع انه في بيت
(4/191)
2: 2 و للوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع و لا ما حول الباب فكان يخاطبهم بالكلمة
2: 3 و جاءوا اليه مقدمين مفلوجا يحمله اربعة
2: 4 و اذ لم يقدروا ان يقتربوا اليه من اجل الجمع كشفوا السقف حيث كان و بعدما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعا عليه
2: 5 فلما راى يسوع ايمانهم قال للمفلوج يا بني مغفورة لك خطاياك
2: 6 و كان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم
2: 7 لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف من يقدر ان يغفر خطايا الا الله وحده
2: 8 فللوقت شعر يسوع بروحه انهم يفكرون هكذا في انفسهم فقال لهم لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم
2: 9 ايما ايسر ان يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك ام ان يقال قم و احمل سريرك و امش
2: 10 و لكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا قال للمفلوج
2: 11 لك اقول قم و احمل سريرك و اذهب الى بيتك
2: 12 فقام للوقت و حمل السرير و خرج قدام الكل حتى بهت الجميع و مجدوا الله قائلين ما راينا مثل هذا قط
2: 13 ثم خرج ايضا الى البحر و اتى اليه كل الجمع فعلمهم
2: 14 و فيما هو مجتاز راى لاوي بن حلفى جالسا عند مكان الجباية فقال له اتبعني فقام و تبعه
2: 15 و فيما هو متكئ في بيته كان كثيرون من العشارين و الخطاة يتكئون مع يسوع و تلاميذه لانهم كانوا كثيرين و تبعوه
2: 16 و اما الكتبة و الفريسيون فلما راوه ياكل مع العشارين و الخطاة قالوا لتلاميذه ما باله ياكل و يشرب مع العشارين و الخطاة
2: 17 فلما سمع يسوع قال لهم لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى لم ات لادعوا ابرارا بل خطاة الى التوبة
2: 18 و كان تلاميذ يوحنا و الفريسيين يصومون فجاءوا و قالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحنا و الفريسيين و اما تلاميذك فلا يصومون
2: 19 فقال لهم يسوع هل يستطيع بنو العرس ان يصوموا و العريس معهم ما دام العريس معهم لا يستطيعون ان يصوموا
(4/192)
2: 20 و لكن ستاتي ايام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الايام
2: 21 ليس احد يخيط رقعة من قطعة جديدة على ثوب عتيق و الا فالملء الجديد ياخذ من العتيق فيصير الخرق اردا
2: 22 و ليس احد يجعل خمرا جديدة في زقاق عتيقة لئلا تشق الخمر الجديدة الزقاق فالخمر تنصب و الزقاق تتلف بل يجعلون خمرا جديدة في زقاق جديدة
2: 23 و اجتاز في السبت بين الزروع فابتدا تلاميذه يقطفون السنابل و هم سائرون
2: 24 فقال له الفريسيون انظر لماذا يفعلون في السبت ما لا يحل
2: 25 فقال لهم اما قراتم قط ما فعله داود حين احتاج و جاع هو و الذين معه
2: 26 كيف دخل بيت الله في ايام ابياثار رئيس الكهنة و اكل خبز التقدمة الذي لا يحل اكله الا للكهنة و اعطى الذين كانوا معه ايضا
2: 27 ثم قال لهم السبت انما جعل لاجل الانسان لا الانسان لاجل السبت
2: 28 اذا ابن الانسان هو رب السبت ايضا
3: 1 ثم دخل ايضا الى المجمع و كان هناك رجل يده يابسة
3: 2 فصاروا يراقبونه هل يشفيه في السبت لكي يشتكوا عليه
3: 3 فقال للرجل الذي له اليد اليابسة قم في الوسط
3: 4 ثم قال لهم هل يحل في السبت فعل الخير او فعل الشر تخليص نفس او قتل فسكتوا
3: 5 فنظر حوله اليهم بغضب حزينا على غلاظة قلوبهم و قال للرجل مد يدك فمدها فعادت يده صحيحة كالاخرى
3: 6 فخرج الفريسيون للوقت مع الهيرودسيين و تشاوروا عليه لكي يهلكوه
3: 7 فانصرف يسوع مع تلاميذه الى البحر و تبعه جمع كثير من الجليل و من اليهودية
3: 8 و من اورشليم و من ادومية و من عبر الاردن و الذين حول صور و صيدا جمع كثير اذ سمعوا كم صنع اتوا اليه
3: 9 فقال لتلاميذه ان تلازمه سفينة صغيرة لسبب الجمع كي لا يزحموه
3: 10 لانه كان قد شفى كثيرين حتى وقع عليه ليلمسه كل من فيه داء
3: 11 و الارواح النجسة حينما نظرته خرت له و صرخت قائلة انك انت ابن الله
3: 12 و اوصاهم كثيرا ان لا يظهروه
(4/193)
3: 13 ثم صعد الى الجبل و دعا الذين ارادهم فذهبوا اليه
3: 14 و اقام اثني عشر ليكونوا معه و ليرسلهم ليكرزوا
3: 15 و يكون لهم سلطان على شفاء الامراض و اخراج الشياطين
3: 16 و جعل لسمعان اسم بطرس
3: 17 و يعقوب بن زبدي و يوحنا اخا يعقوب و جعل لهما اسم بوانرجس اي ابني الرعد
3: 18 و اندراوس و فيلبس و برثولماوس و متى و توما و يعقوب بن حلفى و تداوس و سمعان القانوي
3: 19 و يهوذا الاسخريوطي الذي اسلمه ثم اتوا الى بيت
3: 20 فاجتمع ايضا جمع حتى لم يقدروا و لا على اكل خبز
3: 21 و لما سمع اقرباؤه خرجوا ليمسكوه لانهم قالوا انه مختل
3: 22 و اما الكتبة الذين نزلوا من اورشليم فقالوا ان معه بعلزبول و انه برئيس الشياطين يخرج الشياطين
3: 23 فدعاهم و قال لهم بامثال كيف يقدر شيطان ان يخرج شيطانا
3: 24 و ان انقسمت مملكة على ذاتها لا تقدر تلك المملكة ان تثبت
3: 25 و ان انقسم بيت على ذاته لا يقدر ذلك البيت ان يثبت
3: 26 و ان قام الشيطان على ذاته و انقسم لا يقدر ان يثبت بل يكون له انقضاء
3: 27 لا يستطيع احد ان يدخل بيت قوي و ينهب امتعته ان لم يربط القوي اولا و حينئذ ينهب بيته
3: 28 الحق اقول لكم ان جميع الخطايا تغفر لبني البشر و التجاديف التي يجدفونها
3: 29 و لكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة الى الابد بل هو مستوجب دينونة ابدية
3: 30 لانهم قالوا ان معه روحا نجسا
3: 31 فجاءت حينئذ اخوته و امه و وقفوا خارجا و ارسلوا اليه يدعونه
3: 32 و كان الجمع جالسا حوله فقالوا له هوذا امك و اخوتك خارجا يطلبونك
3: 33 فاجابهم قائلا من امي و اخوتي
3: 34 ثم نظر حوله الى الجالسين و قال ها امي و اخوتي
3: 35 لان من يصنع مشيئة الله هو اخي و اختي و امي
4: 1 و ابتدا ايضا يعلم عند البحر فاجتمع اليه جمع كثير حتى انه دخل السفينة و جلس على البحر و الجمع كله كان عند البحر على الارض
(4/194)
4: 2 فكان يعلمهم كثيرا بامثال و قال لهم في تعليمه
4: 3 اسمعوا هوذا الزارع قد خرج ليزرع
4: 4 و فيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فجاءت طيور السماء و اكلته
4: 5 و سقط اخر على مكان محجر حيث لم تكن له تربة كثيرة فنبت حالا اذ لم يكن له عمق ارض
4: 6 و لكن لما اشرقت الشمس احترق و اذ لم يكن له اصل جف
4: 7 و سقط اخر في الشوك فطلع الشوك و خنقه فلم يعطي ثمرا
4: 8 و سقط اخر في الارض الجيدة فاعطى ثمرا يصعد و ينمو فاتى واحد بثلاثين و اخر بستين و اخر بمئة
4: 9 ثم قال لهم من له اذنان للسمع فليسمع
4: 10 و لما كان وحده ساله الذين حوله مع الاثني عشر عن المثل
4: 11 فقال لهم قد اعطي لكم ان تعرفوا سر ملكوت الله و اما الذين هم من خارج فبالامثال يكون لهم كل شيء
4: 12 لكي يبصروا مبصرين و لا ينظروا و يسمعوا سامعين و لا يفهموا لئلا يرجعوا فتغفر لهم خطاياهم
4: 13 ثم قال لهم اما تعلمون هذا المثل فكيف تعرفون جميع الامثال
4: 14 الزارع يزرع الكلمة
4: 15 و هؤلاء هم الذين على الطريق حيث تزرع الكلمة و حينما يسمعون ياتي الشيطان للوقت و ينزع الكلمة المزروعة في قلوبهم
4: 16 و هؤلاء كذلك هم الذين زرعوا على الاماكن المحجرة الذين حينما يسمعون الكلمة يقبلونها للوقت بفرح
4: 17 و لكن ليس لهم اصل في ذواتهم بل هم الى حين فبعد ذلك اذا حدث ضيق او اضطهاد من اجل الكلمة فللوقت يعثرون
4: 18 و هؤلاء هم الذين زرعوا بين الشوك هؤلاء هم الذين يسمعون الكلمة
4: 19 و هموم هذا العالم و غرور الغنى و شهوات سائر الاشياء تدخل و تخنق الكلمة فتصير بلا ثمر
4: 20 و هؤلاء هم الذين زرعوا على الارض الجيدة الذين يسمعون الكلمة و يقبلونها و يثمرون واحد ثلاثين و اخر ستين و اخر مئة
4: 21 ثم قال لهم هل يؤتى بسراج ليوضع تحت المكيال او تحت السرير اليس ليوضع على المنارة
4: 22 لانه ليس شيء خفي لا يظهر و لا صار مكتوما الا ليعلن
(4/195)
4: 23 ان كان لاحد اذنان للسمع فليسمع
4: 24 و قال لهم انظروا ما تسمعون بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم و يزاد لكم ايها السامعون
4: 25 لان من له سيعطى و اما من ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه
4: 26 و قال هكذا ملكوت الله كان انسانا يلقي البذار على الارض
4: 27 و ينام و يقوم ليلا و نهارا و البذار يطلع و ينمو و هو لا يعلم كيف
4: 28 لان الارض من ذاتها تاتي بثمر اولا نباتا ثم سنبلا ثم قمحا ملان في السنبل
4: 29 و اما متى ادرك الثمر فللوقت يرسل المنجل لان الحصاد قد حضر
4: 30 و قال بماذا نشبه ملكوت الله او باي مثل نمثله
4: 31 مثل حبة خردل متى زرعت في الارض فهي اصغر جميع البزور التي على الارض
4: 32 و لكن متى زرعت تطلع و تصير اكبر جميع البقول و تصنع اغصانا كبيرة حتى تستطيع طيور السماء ان تتاوى تحت ظلها
4: 33 و بامثال كثيرة مثل هذه كان يكلمهم حسبما كانوا يستطيعون ان يسمعوا
4: 34 و بدون مثل لم يكن يكلمهم و اما على انفراد فكان يفسر لتلاميذه كل شيء
4: 35 و قال لهم في ذلك اليوم لما كان المساء لنجتز الى العبر
4: 36 فصرفوا الجمع و اخذوه كما كان في السفينة و كانت معه ايضا سفن اخرى صغيرة
4: 37 فحدث نوء ريح عظيم فكانت الامواج تضرب الى السفينة حتى صارت تمتلئ
4: 38 و كان هو في المؤخر على وسادة نائما فايقظوه و قالوا له يا معلم اما يهمك اننا نهلك
4: 39 فقام و انتهر الريح و قال للبحر اسكت ابكم فسكنت الريح و صار هدوء عظيم
4: 40 و قال لهم ما بالكم خائفين هكذا كيف لا ايمان لكم
4: 41 فخافوا خوفا عظيما و قالوا بعضهم لبعض من هو هذا فان الريح ايضا و البحر يطيعانه
5: 1 و جاءوا الى عبر البحر الى كورة الجدريين
5: 2 و لما خرج من السفينة للوقت استقبله من القبور انسان به روح نجس
5: 3 كان مسكنه في القبور و لم يقدر احد ان يربطه و لا بسلاسل
(4/196)
5: 4 لانه قد ربط كثيرا بقيود و سلاسل فقطع السلاسل و كسر القيود فلم يقدر احد ان يذلله
5: 5 و كان دائما ليلا و نهارا في الجبال و في القبور يصيح و يجرح نفسه بالحجارة
5: 6 فلما راى يسوع من بعيد ركض و سجد له
5: 7 و صرخ بصوت عظيم و قال ما لي و لك يا يسوع ابن الله العلي استحلفك بالله ان لا تعذبني
5: 8 لانه قال له اخرج من الانسان يا ايها الروح النجس
5: 9 و ساله ما اسمك فاجاب قائلا اسمي لجئون لاننا كثيرون
5: 10 و طلب اليه كثيرا ان لا يرسلهم الى خارج الكورة
5: 11 و كان هناك عند الجبال قطيع كبير من الخنازير يرعى
5: 12 فطلب اليه كل الشياطين قائلين ارسلنا الى الخنازير لندخل فيها
5: 13 فاذن لهم يسوع للوقت فخرجت الارواح النجسة و دخلت في الخنازير فاندفع القطيع من على الجرف الى البحر و كان نحو الفين فاختنق في البحر
5: 14 و اما رعاة الخنازير فهربوا و اخبروا في المدينة و في الضياع فخرجوا ليروا ما جرى
5: 15 و جاءوا الى يسوع فنظروا المجنون الذي كان فيه اللجئون جالسا و لابسا و عاقلا فخافوا
5: 16 فحدثهم الذين راوا كيف جرى للمجنون و عن الخنازير
5: 17 فابتداوا يطلبون اليه ان يمضي من تخومهم
5: 18 و لما دخل السفينة طلب اليه الذي كان مجنونا ان يكون معه
5: 19 فلم يدعه يسوع بل قال له اذهب الى بيتك و الى اهلك و اخبرهم كم صنع الرب بك و رحمك
5: 20 فمضى و ابتدا ينادي في العشر المدن كم صنع به يسوع فتعجب الجميع
5: 21 و لما اجتاز يسوع في السفينة ايضا الى العبر اجتمع اليه جمع كثير و كان عند البحر
5: 22 و اذا واحد من رؤساء المجمع اسمه يايروس جاء و لما راه خر عند قدميه
5: 23 و طلب اليه كثيرا قائلا ابنتي الصغيرة على اخر نسمة ليتك تاتي و تضع يدك عليها لتشفى فتحيا
5: 24 فمضى معه و تبعه جمع كثير و كانوا يزحمونه
5: 25 و امراة بنزف دم منذ اثنتي عشرة سنة
(4/197)
5: 26 و قد تالمت كثيرا من اطباء كثيرين و انفقت كل ما عندها و لم تنتفع شيئا بل صارت الى حال اردا
5: 27 و لما سمعت بيسوع جاءت في الجمع من وراء و مست ثوبه
5: 28 لانها قالت ان مسست و لو ثيابه شفيت
5: 29 فللوقت جف ينبوع دمها و علمت في جسمها انها قد برئت من الداء
5: 30 فللوقت التفت يسوع بين الجمع شاعرا في نفسه بالقوة التي خرجت منه و قال من لمس ثيابي
5: 31 فقال له تلاميذه انت تنظر الجمع يزحمك و تقول من لمسني
5: 32 و كان ينظر حوله ليرى التي فعلت هذا
5: 33 و اما المراة فجاءت و هي خائفة و مرتعدة عالمة بما حصل لها فخرت و قالت له الحق كله
5: 34 فقال لها يا ابنة ايمانك قد شفاك اذهبي بسلام و كوني صحيحة من دائك
5: 35 و بينما هو يتكلم جاءوا من دار رئيس المجمع قائلين ابنتك ماتت لماذا تتعب المعلم بعد
5: 36 فسمع يسوع لوقته الكلمة التي قيلت فقال لرئيس المجمع لا تخف امن فقط
5: 37 و لم يدع احد يتبعه الا بطرس و يعقوب و يوحنا اخا يعقوب
5: 38 فجاء الى بيت رئيس المجمع و راى ضجيجا يبكون و يولولون كثيرا
5: 39 فدخل و قال لهم لماذا تضجون و تبكون لم تمت الصبية لكنها نائمة
5: 40 فضحكوا عليه اما هو فاخرج الجميع و اخذ ابا الصبية و امها و الذين معه و دخل حيث كانت الصبية مضطجعة
5: 41 و امسك بيد الصبية و قال لها طليثا قومي الذي تفسيره يا صبية لك اقول قومي
5: 42 و للوقت قامت الصبية و مشت لانها كانت ابنة اثنتي عشر سنة فبهتوا بهتا عظيما
5: 43 فاوصاهم كثيرا ان لا يعلم احد بذلك و قال ان تعطى لتاكل
6: 1 و خرج من هناك و جاء الى وطنه و تبعه تلاميذه
6: 2 و لما كان السبت ابتدا يعلم في المجمع و كثيرون اذ سمعوا بهتوا قائلين من اين لهذا هذه و ما هذه الحكمة التي اعطيت له حتى تجري على يديه قوات مثل هذه
6: 3 اليس هذا هو النجار ابن مريم و اخو يعقوب و يوسي و يهوذا و سمعان اوليست اخواته ههنا عندنا فكانوا يعثرون به
(4/198)
6: 4 فقال لهم يسوع ليس نبي بلا كرامة الا في وطنه و بين اقربائه و في بيته
6: 5 و لم يقدر ان يصنع هناك و لا قوة واحدة غير انه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم
6: 6 و تعجب من عدم ايمانهم و صار يطوف القرى المحيطة يعلم
6: 7 و دعا الاثني عشر و ابتدا يرسلهم اثنين اثنين و اعطاهم سلطانا على الارواح النجسة
6: 8 و اوصاهم ان لا يحملوا شيئا للطريق غير عصا فقط لا مزودا و لا خبزا و لا نحاسا في المنطقة
6: 9 بل يكونوا مشدودين بنعال و لا يلبسوا ثوبين
6: 10 و قال لهم حيثما دخلتم بيتا فاقيموا فيه حتى تخرجوا من هناك
6: 11 و كل من لا يقبلكم و لا يسمع لكم فاخرجوا من هناك و انفضوا التراب الذي تحت ارجلكم شهادة عليهم الحق اقول لكم ستكون لارض سدوم و عمورة يوم الدين حالة اكثر احتمالا مما لتلك المدينة
6: 12 فخرجوا و صاروا يكرزون ان يتوبوا
6: 13 و اخرجوا شياطين كثيرة و دهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم
6: 14 فسمع هيرودس الملك لان اسمه صار مشهورا و قال ان يوحنا المعمدان قام من الاموات و لذلك تعمل به القوات
6: 15 قال اخرون انه ايليا و قال اخرون انه نبي او كاحد الانبياء
6: 16 و لكن لما سمع هيرودس قال هذا هو يوحنا الذي قطعت انا راسه انه قام من الاموات
6: 17 لان هيرودس نفسه كان قد ارسل و امسك يوحنا و اوثقه في السجن من اجل هيروديا امراة فيلبس اخيه اذ كان قد تزوج بها
6: 18 لان يوحنا كان يقول لهيرودس لا يحل ان تكون لك امراة اخيك
6: 19 فحنقت هيروديا عليه و ارادت ان تقتله و لم تقدر
6: 20 لان هيرودس كان يهاب يوحنا عالما انه رجل بار و قديس و كان يحفظه و اذ سمعه فعل كثيرا و سمعه بسرور
6: 21 و اذ كان يوم موافق لما صنع هيرودس في مولده عشاء لعظمائه و قواد الالوف و وجوه الجليل
6: 22 دخلت ابنة هيروديا و رقصت فسرت هيرودس و المتكئين معه فقال الملك للصبية مهما اردت اطلبي مني فاعطيك
(4/199)
6: 23 و اقسم لها ان مهما طلبت مني لاعطينك حتى نصف مملكتي
6: 24 فخرجت و قالت لامها ماذا اطلب فقالت راس يوحنا المعمدان
6: 25 فدخلت للوقت بسرعة الى الملك و طلبت قائلة اريد ان تعطيني حالا راس يوحنا المعمدان على طبق
6: 26 فحزن الملك جدا و لاجل الاقسام و المتكئين لم يرد ان يردها
6: 27 فللوقت ارسل الملك سيافا و امر ان يؤتى براسه
6: 28 فمضى و قطع راسه في السجن و اتى براسه على طبق و اعطاه للصبية و الصبية اعطته لامها
6: 29 و لما سمع تلاميذه جاءوا و رفعوا جثته و وضعوها في قبر
6: 30 و اجتمع الرسل الى يسوع و اخبروه بكل شيء كل ما فعلوا و كل ما علموا
6: 31 فقال لهم تعالوا انتم منفردين الى موضع خلاء و استريحوا قليلا لان القادمين و الذاهبين كانوا كثيرين و لم تتيسر لهم فرصة للاكل
6: 32 فمضوا في السفينة الى موضع خلاء منفردين
6: 33 فراهم الجموع منطلقين و عرفه كثيرون فتراكضوا الى هناك من جميع المدن مشاة و سبقوهم و اجتمعوا اليه
6: 34 فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا
6: 35 و بعد ساعات كثيرة تقدم اليه تلاميذه قائلين الموضع خلاء و الوقت مضى
6: 36 اصرفهم لكي يمضوا الى الضياع و القرى حوالينا و يبتاعوا لهم خبزا لان ليس عندهم ما ياكلون
6: 37 فاجاب و قال لهم اعطوهم انتم لياكلوا فقالوا له انمضي و نبتاع خبزا بمئتي دينار و نعطيهم لياكلوا
6: 38 فقال لهم كم رغيفا عندكم اذهبوا و انظروا و لما علموا قالوا خمسة و سمكتان
6: 39 فامرهم ان يجعلوا الجميع يتكئون رفاقا رفاقا على العشب الاخضر
6: 40 فاتكاوا صفوفا صفوفا مئة مئة و خمسين خمسين
6: 41 فاخذ الارغفة الخمسة و السمكتين و رفع نظره نحو السماء و بارك ثم كسر الارغفة و اعطى تلاميذه ليقدموا اليهم و قسم السمكتين للجميع
6: 42 فاكل الجميع و شبعوا
6: 43 ثم رفعوا من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوة و من السمك
(4/200)
6: 44 و كان الذين اكلوا من الارغفة نحو خمسة الاف رجل
6: 45 و للوقت الزم تلاميذه ان يدخلوا السفينة و يسبقوا الى العبر الى بيت صيدا حتى يكون قد صرف الجمع
6: 46 و بعدما ودعهم مضى الى الجبل ليصلي
6: 47 و لما صار المساء كانت السفينة في وسط البحر و هو على البر وحده
6: 48 و راهم معذبين في الجذف لان الريح كانت ضدهم و نحو الهزيع الرابع من الليل اتاهم ماشيا على البحر و اراد ان يتجاوزهم
6: 49 فلما راوه ماشيا على البحر ظنوه خيالا فصرخوا
6: 50 لان الجميع راوه و اضطربوا فللوقت كلمهم و قال لهم ثقوا انا هو لا تخافوا
6: 51 فصعد اليهم الى السفينة فسكنت الريح فبهتوا و تعجبوا في انفسهم جدا الى الغاية
6: 52 لانهم لم يفهموا بالارغفة اذ كانت قلوبهم غليظة
6: 53 فلما عبروا جاءوا الى ارض جنيسارت و ارسوا
6: 54 و لما خرجوا من السفينة للوقت عرفوه
6: 55 فطافوا جميع تلك الكورة المحيطة و ابتداوا يحملون المرضى على اسرة الى حيث سمعوا انه هناك
6: 56 و حيثما دخل الى قرى او مدن او ضياع وضعوا المرضى في الاسواق و طلبوا اليه ان يلمسوا و لو هدب ثوبه و كل من لمسه شفي
7: 1 و اجتمع اليه الفريسيون و قوم من الكتبة قادمين من اورشليم
7: 2 و لما راوا بعضا من تلاميذه ياكلون خبزا بايد دنسة اي غير مغسولة لاموا
7: 3 لان الفريسيين و كل اليهود ان لم يغسلوا ايديهم باعتناء لا ياكلون متمسكين بتقليد الشيوخ
7: 4 و من السوق ان لم يغتسلوا لا ياكلون و اشياء اخرى كثيرة تسلموها للتمسك بها من غسل كؤوس و اباريق و انية نحاس و اسرة
7: 5 ثم ساله الفريسيون و الكتبة لماذا لا يسلك تلاميذك حسب تقليد الشيوخ بل ياكلون خبزا بايد غير مغسولة
7: 6 فاجاب و قال لهم حسنا تنبا اشعياء عنكم انتم المرائين كما هو مكتوب هذا الشعب يكرمني بشفتيه و اما قلبه فمبتعد عني بعيدا
7: 7 و باطلا يعبدونني و هم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس
(4/201)
7: 8 لانكم تركتم وصية الله و تتمسكون بتقليد الناس غسل الاباريق و الكؤوس و امورا اخر كثيرة مثل هذه تفعلون
7: 9 ثم قال لهم حسنا رفضتم وصية الله لتحفظوا تقليدكم
7: 10 لان موسى قال اكرم اباك و امك و من يشتم ابا او اما فليمت موتا
7: 11 و اما انتم فتقولون ان قال انسان لابيه او امه قربان اي هدية هو الذي تنتفع به مني
7: 12 فلا تدعونه في ما بعد يفعل شيئا لابيه او امه
7: 13 مبطلين كلام الله بتقليدكم الذي سلمتموه و امورا كثيرة مثل هذه تفعلون
7: 14 ثم دعا كل الجمع و قال لهم اسمعوا مني كلكم و افهموا
7: 15 ليس شيء من خارج الانسان اذا دخل فيه يقدر ان ينجسه لكن الاشياء التي تخرج منه هي التي تنجس الانسان
7: 16 ان كان لاحد اذنان للسمع فليسمع
7: 17 و لما دخل من عند الجمع الى البيت ساله تلاميذه عن المثل
7: 18 فقال لهم افانتم ايضا هكذا غير فاهمين اما تفهمون ان كل ما يدخل الانسان من خارج لا يقدر ان ينجسه
7: 19 لانه لا يدخل الى قلبه بل الى الجوف ثم يخرج الى الخلاء و ذلك يطهر كل الاطعمة
7: 20 ثم قال ان الذي يخرج من الانسان ذلك ينجس الانسان
7: 21 لانه من الداخل من قلوب الناس تخرج الافكار الشريرة زنى فسق قتل
7: 22 سرقة طمع خبث مكر عهارة عين شريرة تجديف كبرياء جهل
7: 23 جميع هذه الشرور تخرج من الداخل و تنجس الانسان
7: 24 ثم قام من هناك و مضى الى تخوم صور و صيدا و دخل بيتا و هو يريد ان لا يعلم احد فلم يقدر ان يختفي
7: 25 لان امراة كان بابنتها روح نجس سمعت به فاتت و خرت عند قدميه
7: 26 و كانت المراة اممية و في جنسها فينيقية سورية فسالته ان يخرج الشيطان من ابنتها
7: 27 و اما يسوع فقال لها دعي البنين اولا يشبعون لانه ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين و يطرح للكلاب
7: 28 فاجابت و قالت له نعم يا سيد و الكلاب ايضا تحت المائدة تاكل من فتات البنين
7: 29 فقال لها لاجل هذه الكلمة اذهبي قد خرج الشيطان من ابنتك
(4/202)
7: 30 فذهبت الى بيتها و وجدت الشيطان قد خرج و الابنة مطروحة على الفراش
7: 31 ثم خرج ايضا من تخوم صور و صيدا و جاء الى بحر الجليل في وسط حدود المدن العشر
7: 32 و جاءوا اليه باصم اعقد و طلبوا اليه ان يضع يده عليه
7: 33 فاخذه من بين الجمع على ناحية و وضع اصابعه في اذنيه و تفل و لمس لسانه
7: 34 و رفع نظره نحو السماء و ان و قال له افثا اي انفتح
7: 35 و للوقت انفتحت اذناه و انحل رباط لسانه و تكلم مستقيما
7: 36 فاوصاهم ان لا يقولوا لاحد و لكن على قدر ما اوصاهم كانوا ينادون اكثر كثيرا
7: 37 و بهتوا الى الغاية قائلين انه عمل كل شيء حسنا جعل الصم يسمعون و الخرس يتكلمون
8: 1 في تلك الايام اذ كان الجمع كثيرا جدا و لم يكن لهم ما ياكلون دعا يسوع تلاميذه و قال لهم
8: 2 اني اشفق على الجمع لان الان لهم ثلاثة ايام يمكثون معي و ليس لهم ما ياكلون
8: 3 و ان صرفتهم الى بيوتهم صائمين يخورون في الطريق لان قوما منهم جاءوا من بعيد
8: 4 فاجابه تلاميذه من اين يستطيع احد ان يشبع هؤلاء خبزا هنا في البرية
8: 5 فسالهم كم عندكم من الخبز فقالوا سبعة
8: 6 فامر الجمع ان يتكئوا على الارض و اخذ السبع خبزات و شكر و كسر و اعطى تلاميذه ليقدموا فقدموا الى الجمع
8: 7 و كان معهم قليل من صغار السمك فبارك و قال ان يقدموا هذه ايضا
8: 8 فاكلوا و شبعوا ثم رفعوا فضلات الكسر سبعة سلال
8: 9 و كان الاكلون نحو اربعة الاف ثم صرفهم
8: 10 و للوقت دخل السفينة مع تلاميذه و جاء الى نواحي دلمانوثة
8: 11 فخرج الفريسيون و ابتداوا يحاورونه طالبين منه اية من السماء لكي يجربوه
8: 12 فتنهد بروحه و قال لماذا يطلب هذا الجيل اية الحق اقول لكم لن يعطى هذا الجيل اية
8: 13 ثم تركهم و دخل ايضا السفينة و مضى الى العبر
8: 14 و نسوا ان ياخذوا خبزا و لم يكن معهم في السفينة الا رغيف واحد
(4/203)
8: 15 و اوصاهم قائلا انظروا و تحرزوا من خمير الفريسيين و خمير هيرودس
8: 16 ففكروا قائلين بعضهم لبعض ليس عندنا خبز
8: 17 فعلم يسوع و قال لهم لماذا تفكرون ان ليس عندكم خبز الا تشعرون بعد و لا تفهمون احتى الان قلوبكم غليظة
8: 18 الكم اعين و لا تبصرون و لكم اذان و لا تسمعون و لا تذكرون
8: 19 حين كسرت الارغفة الخمسة للخمسة الالاف كم قفة مملوة كسرا رفعتم قالوا له اثنتي عشرة
8: 20 و حين السبعة للاربعة الالاف كم سل كسر مملوا رفعتم قالوا سبعة
8: 21 فقال لهم كيف لا تفهمون
8: 22 و جاء الى بيت صيدا فقدموا اليه اعمى و طلبوا اليه ان يلمسه
8: 23 فاخذ بيد الاعمى و اخرجه الى خارج القرية و تفل في عينيه و وضع يديه عليه و ساله هل ابصر شيئا
8: 24 فتطلع و قال ابصر الناس كاشجار يمشون
8: 25 ثم وضع يديه ايضا على عينيه و جعله يتطلع فعاد صحيحا و ابصر كل انسان جليا
8: 26 فارسله الى بيته قائلا لا تدخل القرية و لا تقل لاحد في القرية
8: 27 ثم خرج يسوع و تلاميذه الى قرى قيصرية فيلبس و في الطريق سال تلاميذه قائلا لهم من يقول الناس اني انا
8: 28 فاجابوا يوحنا المعمدان و اخرون ايليا و اخرون واحد من الانبياء
8: 29 فقال لهم و انتم من تقولون اني انا فاجاب بطرس و قال له انت المسيح
8: 30 فانتهرهم كي لا يقولوا لاحد عنه
8: 31 و ابتدا يعلمهم ان ابن الانسان ينبغي ان يتالم كثيرا و يرفض من الشيوخ و رؤساء الكهنة و الكتبة و يقتل و بعد ثلاثة ايام يقوم
8: 32 و قال القول علانية فاخذه بطرس اليه و ابتدا ينتهره
8: 33 فالتفت و ابصر تلاميذه فانتهر بطرس قائلا اذهب عني يا شيطان لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس
8: 34 و دعا الجمع من تلاميذه و قال لهم من اراد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه و يحمل صليبه و يتبعني
8: 35 فان من اراد ان يخلص نفسه يهلكها و من يهلك نفسه من اجلي و من اجل الانجيل فهو يخلصها
(4/204)
8: 36 لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه
8: 37 او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه
8: 38 لان من استحى بي و بكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فان ابن الانسان يستحي به متى جاء بمجد ابيه مع الملائكة القديسين
9: 1 و قال لهم الحق اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد اتى بقوة
9: 2 و بعد ستة ايام اخذ يسوع بطرس و يعقوب و يوحنا و صعد بهم الى جبل عال منفردين وحدهم و تغيرت هيئته قدامهم
9: 3 و صارت ثيابه تلمع بيضاء جدا كالثلج لا يقدر قصار على الارض ان يبيض مثل ذلك
9: 4 و ظهر لهم ايليا مع موسى و كانا يتكلمان مع يسوع
9: 5 فجعل بطرس يقول ليسوع يا سيدي جيد ان نكون ههنا فلنصنع ثلاث مظال لك واحدة و لموسى واحدة و لايليا واحدة
9: 6 لانه لم يكن يعلم ما يتكلم به اذ كانوا مرتعبين
9: 7 و كانت سحابة تظللهم فجاء صوت من السحابة قائلا هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا
9: 8 فنظروا حولهم بغتة و لم يروا احدا غير يسوع وحده معهم
9: 9 و فيما هم نازلون من الجبل اوصاهم ان لا يحدثوا احد بما ابصروا الا متى قام ابن الانسان من الاموات
9: 10 فحفظوا الكلمة لانفسهم يتساءلون ما هو القيام من الاموات
9: 11 فسالوه قائلين لماذا يقول الكتبة ان ايليا ينبغي ان ياتي اولا
9: 12 فاجاب و قال لهم ان ايليا ياتي اولا و يرد كل شيء و كيف هو مكتوب عن ابن الانسان ان يتالم كثيرا و يرذل
9: 13 لكن اقول لكم ان ايليا ايضا قد اتى و عملوا به كل ما ارادوا كما هو مكتوب عنه
9: 14 و لما جاء الى التلاميذ راى جمعا كثيرا حولهم و كتبة يحاورونهم
9: 15 و للوقت كل الجمع لما راوه تحيروا و ركضوا و سلموا عليه
9: 16 فسال الكتبة بماذا تحاورونهم
9: 17 فاجاب واحد من الجمع و قال يا معلم قد قدمت اليك ابني به روح اخرس
9: 18 و حيثما ادركه يمزقه فيزبد و يصر باسنانه و ييبس فقلت لتلاميذك ان يخرجوه فلم يقدروا
(4/205)
9: 19 فاجاب و قال لهم ايها الجيل غير المؤمن الى متى اكون معكم الى متى احتملكم قدموه الي
9: 20 فقدموه اليه فلما راه للوقت صرعه الروح فوقع على الارض يتمرغ و يزبد
9: 21 فسال اباه كم من الزمان منذ اصابه هذا فقال منذ صباه
9: 22 و كثيرا ما القاه في النار و في الماء ليهلكه لكن ان كنت تستطيع شيئا فتحنن علينا و اعنا
9: 23 فقال له يسوع ان كنت تستطيع ان تؤمن كل شيء مستطاع للمؤمن
9: 24 فللوقت صرخ ابو الولد بدموع و قال اؤمن يا سيد فاعن عدم ايماني
9: 25 فلما راى يسوع ان الجمع يتراكضون انتهر الروح النجس قائلا له ايها الروح الاخرس الاصم انا امرك اخرج منه و لا تدخله ايضا
9: 26 فصرخ و صرعه شديدا و خرج فصار كميت حتى قال كثيرون انه مات
9: 27 فامسكه يسوع بيده و اقامه فقام
9: 28 و لما دخل بيتا ساله تلاميذه على انفراد لماذا لم نقدر نحن ان نخرجه
9: 29 فقال لهم هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة و الصوم
9: 30 و خرجوا من هناك و اجتازوا الجليل و لم يرد ان يعلم احد
9: 31 لانه كان يعلم تلاميذه و يقول لهم ان ابن الانسان يسلم الى ايدي الناس فيقتلونه و بعد ان يقتل يقوم في اليوم الثالث
9: 32 و اما هم فلم يفهموا القول و خافوا ان يسالوه
9: 33 و جاء الى كفرناحوم و اذ كان في البيت سالهم بماذا كنتم تتكالمون فيما بينكم في الطريق
9: 34 فسكتوا لانهم تحاجوا في الطريق بعضهم مع بعض في من هو اعظم
9: 35 فجلس و نادى الاثني عشر و قال لهم اذا اراد احد ان يكون اولا فيكون اخر الكل و خادما للكل
9: 36 فاخذ ولدا و اقامه في وسطهم ثم احتضنه و قال لهم
9: 37 من قبل واحدا من اولاد مثل هذا باسمي يقبلني و من قبلني فليس يقبلني انا بل الذي ارسلني
9: 38 فاجابه يوحنا قائلا يا معلم راينا واحدا يخرج شياطين باسمك و هو ليس يتبعنا فمنعناه لانه ليس يتبعنا
(4/206)
9: 39 فقال يسوع لا تمنعوه لانه ليس احد يصنع قوة باسمي و يستطيع سريعا ان يقول علي شرا
9: 40 لان من ليس علينا فهو معنا
9: 41 لان من سقاكم كاس ماء باسمي لانكم للمسيح فالحق اقول لكم انه لا يضيع اجره
9: 42 و من اعثر احد الصغار المؤمنين بي فخير له لو طوق عنقه بحجر رحى و طرح في البحر
9: 43 و ان اعثرتك يدك فاقطعها خير لك ان تدخل الحياة اقطع من ان تكون لك يدان و تمضي الى جهنم الى النار التي لا تطفا
9: 44 حيث دودهم لا يموت و النار لا تطفا
9: 45 و ان اعثرتك رجلك فاقطعها خير لك ان تدخل الحياة اعرج من ان تكون لك رجلان و تطرح في جهنم في النار التي لا تطفا
9: 46 حيث دودهم لا يموت و النار لا تطفا
9: 47 و ان اعثرتك عينك فاقلعها خير لك ان تدخل ملكوت الله اعور من ان تكون لك عينان و تطرح في جهنم النار
9: 48 حيث دودهم لا يموت و النار لا تطفا
9: 49 لان كل واحد يملح بنار و كل ذبيحة تملح بملح
9: 50 الملح جيد و لكن اذا صار الملح بلا ملوحة فبماذا تصلحونه ليكن لكم في انفسكم ملح و سالموا بعضكم بعضا
10: 1 و قام من هناك و جاء الى تخوم اليهودية من عبر الاردن فاجتمع اليه جموع ايضا و كعادته كان ايضا يعلمهم
10: 2 فتقدم الفريسيون و سالوه هل يحل للرجل ان يطلق امراته ليجربوه
10: 3 فاجاب و قال لهم بماذا اوصاكم موسى
10: 4 فقالوا موسى اذن ان يكتب كتاب طلاق فتطلق
10: 5 فاجاب يسوع و قال لهم من اجل قساوة قلوبكم كتب لكم هذه الوصية
10: 6 و لكن من بدء الخليقة ذكرا و انثى خلقهما الله
10: 7 من اجل هذا يترك الرجل اباه و امه و يلتصق بامراته
10: 8 و يكون الاثنان جسدا واحدا اذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد
10: 9 فالذي جمعه الله لا يفرقه انسان
10: 10 ثم في البيت ساله تلاميذه ايضا عن ذلك
10: 11 فقال لهم من طلق امراته و تزوج باخرى يزني عليها
10: 12 و ان طلقت امراة زوجها و تزوجت باخر تزني
(4/207)
10: 13 و قدموا اليه اولادا لكي يلمسهم و اما التلاميذ فانتهروا الذين قدموهم
10: 14 فلما راى يسوع ذلك اغتاظ و قال لهم دعوا الاولاد ياتون الي و لا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت الله
10: 15 الحق اقول لكم من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله
10: 16 فاحتضنهم و وضع يديه عليهم و باركهم
10: 17 و فيما هو خارج الى الطريق ركض واحد و جثا له و ساله ايها المعلم الصالح ماذا اعمل لارث الحياة الابدية
10: 18 فقال له يسوع لماذا تدعوني صالحا ليس احد صالحا الا واحد و هو الله
10: 19 انت تعرف الوصايا لا تزن لا تقتل لا تسرق لا تشهد بالزور لا تسلب اكرم اباك و امك
10: 20 فاجاب و قال له يا معلم هذه كلها حفظتها منذ حداثتي
10: 21 فنظر اليه يسوع و احبه و قال له يعوزك شيء واحد اذهب بع كل ما لك و اعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء و تعال اتبعني حاملا الصليب
10: 22 فاغتم على القول و مضى حزينا لانه كان ذا اموال كثيرة
10: 23 فنظر يسوع حوله و قال لتلاميذه ما اعسر دخول ذوي الاموال الى ملكوت الله
10: 24 فتحير التلاميذ من كلامه فاجاب يسوع ايضا و قال لهم يا بني ما اعسر دخول المتكلين على الاموال الى ملكوت الله
10: 25 مرور جمل من ثقب ابرة ايسر من ان يدخل غني الى ملكوت الله
10: 26 فبهتوا الى الغاية قائلين بعضهم لبعض فمن يستطيع ان يخلص
10: 27 فنظر اليهم يسوع و قال عند الناس غير مستطاع و لكن ليس عند الله لان كل شيء مستطاع عند الله
10: 28 و ابتدا بطرس يقول له ها نحن قد تركنا كل شيء و تبعناك
10: 29 فاجاب يسوع و قال الحق اقول لكم ليس احد ترك بيتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امراة او اولادا او حقولا لاجلي و لاجل الانجيل
10: 30 الا و ياخذ مئة ضعف الان في هذا الزمان بيوتا و اخوة و اخوات و امهات و اولادا و حقولا مع اضطهادات و في الدهر الاتي الحياة الابدية
10: 31 و لكن كثيرون اولون يكونون اخرين و الاخرون اولين
(4/208)
10: 32 و كانوا في الطريق صاعدين الى اورشليم و يتقدمهم يسوع و كانوا يتحيرون و فيما هم يتبعون كانوا يخافون فاخذ الاثنى عشر ايضا و ابتدا يقول لهم عما سيحدث له
10: 33 ها نحن صاعدون الى اورشليم و ابن الانسان يسلم الى رؤساء الكهنة و الكتبة و يحكمون عليه بالموت و يسلمونه الى الامم
10: 34 فيهزاون به و يجلدونه و يتفلون عليه و يقتلونه و في اليوم الثالث يقوم
10: 35 و تقدم اليه يعقوب و يوحنا ابنا زبدي قائلين يا معلم نريد ان تفعل لنا كل ما طلبنا
10: 36 فقال لهما ماذا تريدان ان افعل لكما
10: 37 فقالا له اعطنا ان نجلس واحد عن يمينك و الاخر عن يسارك في مجدك
10: 38 فقال لهما يسوع لستما تعلمان ما تطلبان اتستطيعان ان تشربا الكاس التي اشربها انا و ان تصطبغا بالصبغة التي اصطبغ بها انا
10: 39 فقالا له نستطيع فقال لهما يسوع اما الكاس التي اشربها انا فتشربانها و بالصبغة التي اصطبغ بها انا تصطبغان
10: 40 و اما الجلوس عن يميني و عن يساري فليس لي ان اعطيه الا للذين اعد لهم
10: 41 و لما سمع العشرة ابتداوا يغتاظون من اجل يعقوب و يوحنا
10: 42 فدعاهم يسوع و قال لهم انتم تعلمون ان الذين يحسبون رؤساء الامم يسودونهم و ان عظماءهم يتسلطون عليهم
10: 43 فلا يكون هكذا فيكم بل من اراد ان يصير فيكم عظيما يكون لكم خادما
10: 44 و من اراد ان يصير فيكم اولا يكون للجميع عبدا
10: 45 لان ابن الانسان ايضا لم يات ليخدم بل ليخدم و ليبذل نفسه فدية عن كثيرين
10: 46 و جاءوا الى اريحا و فيما هو خارج من اريحا مع تلاميذه و جمع غفير كان بارتيماوس الاعمى ابن تيماوس جالسا على الطريق يستعطي
10: 47 فلما سمع انه يسوع الناصري ابتدا يصرخ و يقول يا يسوع ابن داود ارحمني
10: 48 فانتهره كثيرون ليسكت فصرخ اكثر كثيرا يا ابن داود ارحمني
10: 49 فوقف يسوع و امر ان ينادى فنادوا الاعمى قائلين له ثق قم هوذا يناديك
(4/209)
10: 50 فطرح رداءه و قام و جاء الى يسوع
10: 51 فاجاب يسوع و قال له ماذا تريد ان افعل بك فقال له الاعمى يا سيدي ان ابصر
10: 52 فقال له يسوع اذهب ايمانك قد شفاك فللوقت ابصر و تبع يسوع في الطريق
11: 1 و لما قربوا من اورشليم الى بيت فاجي و بيت عنيا عند جبل الزيتون ارسل اثنين من تلاميذه
11: 2 و قال لهما اذهبا الى القرية التي امامكما فللوقت و انتما داخلان اليها تجدان جحشا مربوطا لم يجلس عليه احد من الناس فحلاه و اتيا به
11: 3 و ان قال لكما احد لماذا تفعلان هذا فقولا الرب محتاج اليه فللوقت يرسله الى هنا
11: 4 فمضيا و وجدا الجحش مربوطا عند الباب خارجا على الطريق فحلاه
11: 5 فقال لهما قوم من القيام هناك ماذا تفعلان تحلان الجحش
11: 6 فقالا لهم كما اوصى يسوع فتركوهما
11: 7 فاتيا بالجحش الى يسوع و القيا عليه ثيابهما فجلس عليه
11: 8 و كثيرون فرشوا ثيابهم في الطريق و اخرون قطعوا اغصانا من الشجر و فرشوها في الطريق
11: 9 و الذين تقدموا و الذين تبعوا كانوا يصرخون قائلين اوصنا مبارك الاتي باسم الرب
11: 10 مباركة مملكة ابينا داود الاتية باسم الرب اوصنا في الاعالي
11: 11 فدخل يسوع اورشليم و الهيكل و لما نظر حوله الى كل شيء اذ كان الوقت قد امسى خرج الى بيت عنيا مع الاثني عشر
11: 12 و في الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع
11: 13 فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق و جاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا لانه لم يكن وقت التين
11: 14 فاجاب يسوع و قال لها لا ياكل احد منك ثمرا بعد الى الابد و كان تلاميذه يسمعون
11: 15 و جاءوا الى اورشليم و لما دخل يسوع الهيكل ابتدا يخرج الذين كانوا يبيعون و يشترون في الهيكل و قلب موائد الصيارفة و كراسي باعة الحمام
11: 16 و لم يدع احد يجتاز الهيكل بمتاع
11: 17 و كان يعلم قائلا لهم اليس مكتوبا بيتي بيت صلاة يدعى لجميع الامم و انتم جعلتموه مغارة لصوص
(4/210)
11: 18 و سمع الكتبة و رؤساء الكهنة فطلبوا كيف يهلكونه لانهم خافوه اذ بهت الجمع كله من تعليمه
11: 19 و لما صار المساء خرج الى خارج المدينة
11: 20 و في الصباح اذ كانوا مجتازين راوا التينة قد يبست من الاصول
11: 21 فتذكر بطرس و قال له يا سيدي انظر التينة التي لعنتها قد يبست
11: 22 فاجاب يسوع و قال لهم ليكن لكم ايمان بالله
11: 23 لاني الحق اقول لكم ان من قال لهذا الجبل انتقل و انطرح في البحر و لا يشك في قلبه بل يؤمن ان ما يقوله يكون فمهما قال يكون له
11: 24 لذلك اقول لكم كل ما تطلبونه حينما تصلون فامنوا ان تنالوه فيكون لكم
11: 25 و متى وقفتم تصلون فاغفروا ان كان لكم على احد شيء لكي يغفر لكم ايضا ابوكم الذي في السماوات زلاتكم
11: 26 و ان لم تغفروا انتم لا يغفر ابوكم الذي في السماوات ايضا زلاتكم
11: 27 و جاءوا ايضا الى اورشليم و فيما هو يمشي في الهيكل اقبل اليه رؤساء الكهنة و الكتبة و الشيوخ
11: 28 و قالوا له باي سلطان تفعل هذا و من اعطاك هذا السلطان حتى تفعل هذا
11: 29 فاجاب يسوع و قال لهم و انا ايضا اسالكم كلمة واحدة اجيبوني فاقول لكم باي سلطان افعل هذا
11: 30 معمودية يوحنا من السماء كانت ام من الناس اجيبوني
11: 31 ففكروا في انفسهم قائلين ان قلنا من السماء يقول فلماذا لم تؤمنوا به
11: 32 و ان قلنا من الناس فخافوا الشعب لان يوحنا كان عند الجميع انه بالحقيقة نبي
11: 33 فاجابوا و قالوا ليسوع لا نعلم فاجاب يسوع و قال لهم و لا انا اقول لكم باي سلطان افعل هذا
12: 1 و ابتدا يقول لهم بامثال انسان غرس كرما و احاطه بسياج و حفر حوض معصرة و بنى برجا و سلمه الى كرامين و سافر
12: 2 ثم ارسل الى الكرامين في الوقت عبدا لياخذ من الكرامين من ثمر الكرم
12: 3 فاخذوه و جلدوه و ارسلوه فارغا
12: 4 ثم ارسل اليهم ايضا عبدا اخر فرجموه و شجوه و ارسلوه مهانا
(4/211)
12: 5 ثم ارسل ايضا اخر فقتلوه ثم اخرين كثيرين فجلدوا منهم بعضا و قتلوا بعضا
12: 6 فاذ كان له ايضا ابن واحد حبيب اليه ارسله ايضا اليهم اخيرا قائلا انهم يهابون ابني
12: 7 و لكن اولئك الكرامين قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث هلموا نقتله فيكون لنا الميراث
12: 8 فاخذوه و قتلوه و اخرجوه خارج الكرم
12: 9 فماذا يفعل صاحب الكرم ياتي و يهلك الكرامين و يعطي الكرم الى اخرين
12: 10 اما قراتم هذا المكتوب الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار راس الزاوية
12: 11 من قبل الرب كان هذا و هو عجيب في اعيننا
12: 12 فطلبوا ان يمسكوه و لكنهم خافوا من الجمع لانهم عرفوا انه قال المثل عليهم فتركوه و مضوا
12: 13 ثم ارسلوا اليه قوما من الفريسيين و الهيرودسيين لكي يصطادوه بكلمة
12: 14 فلما جاءوا قالوا له يا معلم نعلم انك صادق و لا تبالي باحد لانك لا تنظر الى وجوه الناس بل بالحق تعلم طريق الله ايجوز ان تعطى جزية لقيصر ام لا نعطي ام لا نعطي
12: 15 فعلم رياءهم و قال لهم لماذا تجربونني ايتوني بدينار لانظره
12: 16 فاتوا به فقال لهم لمن هذه الصورة و الكتابة فقالوا له لقيصر
12: 17 فاجاب يسوع و قال لهم اعطوا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله فتعجبوا منه
12: 18 و جاء اليه قوم من الصدوقيين الذين يقولون ليس قيامة و سالوه قائلين
12: 19 يا معلم كتب لنا موسى ان مات لاحد اخ و ترك امراة و لم يخلف اولادا ان ياخذ اخوه امراته و يقيم نسلا لاخيه
12: 20 فكان سبعة اخوة اخذ الاول امراة و مات و لم يترك نسلا
12: 21 فاخذها الثاني و مات و لم يترك هو ايضا نسلا و هكذا الثالث
12: 22 فاخذها السبعة و لم يتركوا نسلا و اخر الكل ماتت المراة ايضا
12: 23 ففي القيامة متى قاموا لمن منهم تكون زوجة لانها كانت زوجة للسبعة
12: 24 فاجاب يسوع و قال لهم اليس لهذا تضلون اذ لا تعرفون الكتب و لا قوة الله
(4/212)
12: 25 لانهم متى قاموا من الاموات لا يزوجون و لا يزوجون بل يكونون كملائكة في السماوات
12: 26 و اما من جهة الاموات انهم يقومون افما قراتم في كتاب موسى في امر العليقة كيف كلمه الله قائلا انا اله ابراهيم و اله اسحق و اله يعقوب
12: 27 ليس هو اله اموات بل اله احياء فانتم اذا تضلون كثيرا
12: 28 فجاء واحد من الكتبة و سمعهم يتحاورون فلما راى انه اجابهم حسنا ساله اية وصية هي اول الكل
12: 29 فاجابه يسوع ان اول كل الوصايا هي اسمع يا اسرائيل الرب الهنا رب واحد
12: 30 و تحب الرب الهك من كل قلبك و من كل نفسك و من كل فكرك و من كل قدرتك هذه هي الوصية الاولى
12: 31 و ثانية مثلها هي تحب قريبك كنفسك ليس وصية اخرى اعظم من هاتين
12: 32 فقال له الكاتب جيدا يا معلم بالحق قلت لانه الله واحد و ليس اخر سواه
12: 33 و محبته من كل القلب و من كل الفهم و من كل النفس و من كل القدرة و محبة القريب كالنفس هي افضل من جميع المحرقات و الذبائح
12: 34 فلما راه يسوع انه اجاب بعقل قال له لست بعيدا عن ملكوت الله و لم يجسر احد بعد ذلك ان يساله
12: 35 ثم اجاب يسوع و قال و هو يعلم في الهيكل كيف يقول الكتبة ان المسيح ابن داود
12: 36 لان داود نفسه قال بالروح القدس قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك
12: 37 فداود نفسه يدعوه ربا فمن اين هو ابنه و كان الجمع الكثير يسمعه بسرور
12: 38 و قال لهم في تعليمه تحرزوا من الكتبة الذين يرغبون المشي بالطيالسة و التحيات في الاسواق
12: 39 و المجالس الاولى في المجامع و المتكات الاولى في الولائم
12: 40 الذين ياكلون بيوت الارامل و لعلة يطيلون الصلوات هؤلاء ياخذون دينونة اعظم
12: 41 و جلس يسوع تجاه الخزانة و نظر كيف يلقي الجمع نحاسا في الخزانة كان اغنياء كثيرون يلقون كثيرا
12: 42 فجاءت ارملة فقيرة و القت فلسين قيمتهما ربع
(4/213)
12: 43 فدعا تلاميذه و قال لهم الحق اقول لكم ان هذه الارملة الفقيرة قد القت اكثر من جميع الذين القوا في الخزانة
12: 44 لان الجميع من فضلتهم القوا و اما هذه فمن اعوازها القت كل ما عندها كل معيشتها
13: 1 و فيما هو خارج من الهيكل قال له واحد من تلاميذه يا معلم انظر ما هذه الحجارة و هذه الابنية
13: 2 فاجاب يسوع و قال له اتنظر هذه الابنية العظيمة لا يترك حجر على حجر لا ينقض
13: 3 و فيما هو جالس على جبل الزيتون تجاه الهيكل ساله بطرس و يعقوب و يوحنا و اندراوس على انفراد
13: 4 قل لنا متى يكون هذا و ما هي العلامة عندما يتم جميع هذا
13: 5 فاجابهم يسوع و ابتدا يقول انظروا لا يضلكم احد
13: 6 فان كثيرين سياتون باسمي قائلين اني انا هو و يضلون كثيرين
13: 7 فاذا سمعتم بحروب و باخبار حروب فلا ترتاعوا لانها لا بد ان تكون و لكن ليس المنتهى بعد
13: 8 لانه تقوم امة على امة و مملكة على مملكة و تكون زلازل في اماكن و تكون مجاعات و اضطرابات هذه مبتدا الاوجاع
13: 9 فانظروا الى نفوسكم لانهم سيسلمونكم الى مجالس و تجلدون في مجامع و توقفون امام ولاة و ملوك من اجلي شهادة لهم
13: 10 و ينبغي ان يكرز اولا بالانجيل في جميع الامم
13: 11 فمتى ساقوكم ليسلموكم فلا تعتنوا من قبل بما تتكلمون و لا تهتموا بل مهما اعطيتم في تلك الساعة فبذلك تكلموا لان لستم انتم المتكلمين بل الروح القدس
13: 12 و سيسلم الاخ اخاه الى الموت و الاب ولده و يقوم الاولاد على والديهم و يقتلونهم
13: 13 و تكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي و لكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص
13: 14 فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة حيث لا ينبغي ليفهم القارئ فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال
13: 15 و الذي على السطح فلا ينزل الى البيت و لا يدخل لياخذ من بيته شيئا
13: 16 و الذي في الحقل فلا يرجع الى الوراء لياخذ ثوبه
(4/214)
13: 17 و ويل للحبالى و المرضعات في تلك الايام
13: 18 و صلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء
13: 19 لانه يكون في تلك الايام ضيق لم يكن مثله منذ ابتداء الخليقة التي خلقها الله الى الان و لن يكون
13: 20 و لو لم يقصر الرب تلك الايام لم يخلص جسد و لكن لاجل المختارين الذين اختارهم قصر الايام
13: 21 حينئذ ان قال لكم احد هوذا المسيح هنا او هوذا هناك فلا تصدقوا
13: 22 لانه سيقوم مسحاء كذبة و انبياء كذبة و يعطون ايات و عجائب لكي يضلوا لو امكن المختارين ايضا
13: 23 فانظروا انتم ها انا قد سبقت و اخبرتكم بكل شيء
13: 24 و اما في تلك الايام بعد ذلك الضيق فالشمس تظلم و القمر لا يعطي ضوءه
13: 25 و نجوم السماء تتساقط و القوات التي في السماوات تتزعزع
13: 26 و حينئذ يبصرون ابن الانسان اتيا في سحاب بقوة كثيرة و مجد
13: 27 فيرسل حينئذ ملائكته و يجمع مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء الارض الى اقصاء السماء
13: 28 فمن شجرة التين تعلموا المثل متى صار غصنها رخصا و اخرجت اوراقا تعلمون ان الصيف قريب
13: 29 هكذا انتم ايضا متى رايتم هذه الاشياء صائرة فاعلموا انه قريب على الابواب
13: 30 الحق اقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله
13: 31 السماء و الارض تزولان و لكن كلامي لا يزول
13: 32 و اما ذلك اليوم و تلك الساعة فلا يعلم بهما احد و لا الملائكة الذين في السماء و لا الابن الا الاب
13: 33 انظروا اسهروا و صلوا لانكم لا تعلمون متى يكون الوقت
13: 34 كانما انسان مسافر ترك بيته و اعطى عبيده السلطان و لكل واحد عمله و اوصى البواب ان يسهر
13: 35 اسهروا اذا لانكم لا تعلمون متى ياتي رب البيت امساء ام نصف الليل ام صياح الديك ام صباحا
13: 36 لئلا ياتي بغتة فيجدكم نياما
13: 37 و ما اقوله لكم اقوله للجميع اسهروا
14: 1 و كان الفصح و ايام الفطير بعد يومين و كان رؤساء الكهنة و الكتبة يطلبون كيف يمسكونه بمكر و يقتلونه
(4/215)
14: 2 و لكنهم قالوا ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب
14: 3 و فيما هو في بيت عنيا في بيت سمعان الابرص و هو متكئ جاءت امراة معها قارورة طيب ناردين خالص كثير الثمن فكسرت القارورة و سكبته على راسه
14: 4 و كان قوم مغتاظين في انفسهم فقالوا لماذا كان تلف الطيب هذا
14: 5 لانه كان يمكن ان يباع هذا باكثر من ثلاثمئة دينار و يعطى للفقراء و كانوا يؤنبونها
14: 6 اما يسوع فقال اتركوها لماذا تزعجونها قد عملت بي عملا حسنا
14: 7 لان الفقراء معكم في كل حين و متى اردتم تقدرون ان تعملوا بهم خيرا و اما انا فلست معكم في كل حين
14: 8 عملت ما عندها قد سبقت و دهنت بالطيب جسدي للتكفين
14: 9 الحق اقول لكم حيثما يكرز بهذا الانجيل في كل العالم يخبر ايضا بما فعلته هذه تذكارا لها
14: 10 ثم ان يهوذا الاسخريوطي واحدا من الاثني عشر مضى الى رؤساء الكهنة ليسلمه اليهم
14: 11 و لما سمعوا فرحوا و وعدوه ان يعطوه فضة و كان يطلب كيف يسلمه في فرصة موافقة
14: 12 و في اليوم الاول من الفطير حين كانوا يذبحون الفصح قال له تلاميذه اين تريد ان نمضي و نعد لتاكل الفصح
14: 13 فارسل اثنين من تلاميذه و قال لهما اذهبا الى المدينة فيلاقيكما انسان حامل جرة ماء اتبعاه
14: 14 و حيثما يدخل فقولا لرب البيت ان المعلم يقول اين المنزل حيث اكل الفصح مع تلاميذي
14: 15 فهو يريكما علية كبيرة مفروشة معدة هناك اعدا لنا
14: 16 فخرج تلميذاه و اتيا الى المدينة و وجدا كما قال لهما فاعدا الفصح
14: 17 و لما كان المساء جاء مع الاثني عشر
14: 18 و فيما هم متكئون ياكلون قال يسوع الحق اقول لكم ان واحدا منكم يسلمني الاكل معي
14: 19 فابتداوا يحزنون و يقولون له واحدا فواحدا هل انا و اخر هل انا
14: 20 فاجاب و قال لهم هو واحد من الاثني عشر الذي يغمس معي في الصحفة
(4/216)
14: 21 ان ابن الانسان ماض كما هو مكتوب عنه و لكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الانسان كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد
14: 22 و فيما هم ياكلون اخذ يسوع خبزا و بارك و كسر و اعطاهم و قال خذوا كلوا هذا هو جسدي
14: 23 ثم اخذ الكاس و شكر و اعطاهم فشربوا منها كلهم
14: 24 و قال لهم هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين
14: 25 الحق اقول لكم اني لا اشرب بعد من نتاج الكرمة الى ذلك اليوم حينما اشربه جديدا في ملكوت الله
14: 26 ثم سبحوا و خرجوا الى جبل الزيتون
14: 27 و قال لهم يسوع ان كلكم تشكون في في هذه الليلة لانه مكتوب اني اضرب الراعي فتتبدد الخراف
14: 28 و لكن بعد قيامي اسبقكم الى الجليل
14: 29 فقال له بطرس و ان شك الجميع فانا لا اشك
14: 30 فقال له يسوع الحق اقول لك انك اليوم في هذه الليلة قبل ان يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات
14: 31 فقال باكثر تشديد و لو اضطررت ان اموت معك لا انكرك و هكذا قال ايضا الجميع
14: 32 و جاءوا الى ضيعة اسمها جثسيماني فقال لتلاميذه اجلسوا ههنا حتى اصلي
14: 33 ثم اخذ معه بطرس و يعقوب و يوحنا و ابتدا يدهش و يكتئب
14: 34 فقال لهم نفسي حزينة جدا حتى الموت امكثوا هنا و اسهروا
14: 35 ثم تقدم قليلا و خر على الارض و كان يصلي لكي تعبر عنه الساعة ان امكن
14: 36 و قال يا ابا الاب كل شيء مستطاع لك فاجز عني هذه الكاس و لكن ليكن لا ما اريد انا بل ما تريد انت
14: 37 ثم جاء و وجدهم نياما فقال لبطرس يا سمعان انت نائم اما قدرت ان تسهر ساعة واحدة
14: 38 اسهروا و صلوا لئلا تدخلوا في تجربة اما الروح فنشيط و اما الجسد فضعيف
14: 39 و مضى ايضا و صلى قائلا ذلك الكلام بعينه
14: 40 ثم رجع و وجدهم ايضا نياما اذ كانت اعينهم ثقيلة فلم يعلموا بماذا يجيبونه
14: 41 ثم جاء ثالثة و قال لهم ناموا الان و استريحوا يكفي قد اتت الساعة هوذا ابن الانسان يسلم الى ايدي الخطاة
(4/217)
14: 42 قوموا لنذهب هوذا الذي يسلمني قد اقترب
14: 43 و للوقت و فيما هو يتكلم اقبل يهوذا واحد من الاثني عشر و معه جمع كثير بسيوف و عصي من عند رؤساء الكهنة و الكتبة و الشيوخ
14: 44 و كان مسلمه قد اعطاهم علامة قائلا الذي اقبله هو هو امسكوه و امضوا به بحرص
14: 45 فجاء للوقت و تقدم اليه قائلا يا سيدي يا سيدي و قبله
14: 46 فالقوا ايديهم عليه و امسكوه
14: 47 فاستل واحد من الحاضرين السيف و ضرب عبد رئيس الكهنة فقطع اذنه
14: 48 فاجاب يسوع و قال لهم كانه على لص خرجتم بسيوف و عصي لتاخذوني
14: 49 كل يوم كنت معكم في الهيكل اعلم و لم تمسكوني و لكن لكي تكمل الكتب
14: 50 فتركه الجميع و هربوا
14: 51 و تبعه شاب لابسا ازارا على عريه فامسكه الشبان
14: 52 فترك الازار و هرب منهم عريانا
14: 53 فمضوا بيسوع الى رئيس الكهنة فاجتمع معه جميع رؤساء الكهنة و الشيوخ و الكتبة
14: 54 و كان بطرس قد تبعه من بعيد الى داخل دار رئيس الكهنة و كان جالسا بين الخدام يستدفئ عند النار
14: 55 و كان رؤساء الكهنة و المجمع كله يطلبون شهادة على يسوع ليقتلوه فلم يجدوا
14: 56 لان كثيرين شهدوا عليه زورا و لم تتفق شهاداتهم
14: 57 ثم قام قوم و شهدوا عليه زورا قائلين
14: 58 نحن سمعناه يقول اني انقض هذا الهيكل المصنوع بالايادي و في ثلاثة ايام ابني اخر غير مصنوع باياد
14: 59 و لا بهذا كانت شهادتهم تتفق
14: 60 فقام رئيس الكهنة في الوسط و سال يسوع قائلا اما تجيب بشيء ماذا يشهد به هؤلاء عليك
14: 61 اما هو فكان ساكتا لم يجب بشيء فساله رئيس الكهنة ايضا و قال له اانت المسيح ابن المبارك
14: 62 فقال يسوع انا هو و سوف تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة و اتيا في سحاب السماء
14: 63 فمزق رئيس الكهنة ثيابه و قال ما حاجتنا بعد الى شهود
14: 64 قد سمعتم التجاديف ما رايكم فالجميع حكموا عليه انه مستوجب الموت
(4/218)
14: 65 فابتدا قوم يبصقون عليه و يغطون وجهه و يلكمونه و يقولون له تنبا و كان الخدام يلطمونه
14: 66 و بينما كان بطرس في الدار اسفل جاءت احدى جواري رئيس الكهنة
14: 67 فلما رات بطرس يستدفئ نظرت اليه و قالت و انت كنت مع يسوع الناصري
14: 68 فانكر قائلا لست ادري و لا افهم ما تقولين و خرج خارجا الى الدهليز فصاح الديك
14: 69 فراته الجارية ايضا و ابتدات تقول للحاضرين ان هذا منهم
14: 70 فانكر ايضا و بعد قليل ايضا قال الحاضرون لبطرس حقا انت منهم لانك جليلي ايضا و لغتك تشبه لغتهم
14: 71 فابتدا يلعن و يحلف اني لا اعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه
14: 72 و صاح الديك ثانية فتذكر بطرس القول الذي قاله له يسوع انك قبل ان يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات فلما تفكر به بكى
15: 1 و للوقت في الصباح تشاور رؤساء الكهنة و الشيوخ و الكتبة و المجمع كله فاوثقوا يسوع و مضوا به و اسلموه الى بيلاطس
15: 2 فساله بيلاطس انت ملك اليهود فاجاب و قال له انت تقول
15: 3 و كان رؤساء الكهنة يشتكون عليه كثيرا
15: 4 فساله بيلاطس ايضا قائلا اما تجيب بشيء انظر كم يشهدون عليك
15: 5 فلم يجب يسوع ايضا بشيء حتى تعجب بيلاطس
15: 6 و كان يطلق لهم في كل عيد اسيرا واحدا من طلبوه
15: 7 و كان المسمى باراباس موثقا مع رفقائه في الفتنة الذين في الفتنة فعلوا قتلا
15: 8 فصرخ الجمع و ابتداوا يطلبون ان يفعل كما كان دائما يفعل لهم
15: 9 فاجابهم بيلاطس قائلا اتريدون ان اطلق لكم ملك اليهود
15: 10 لانه عرف ان رؤساء الكهنة كانوا قد اسلموه حسدا
15: 11 فهيج رؤساء الكهنة الجمع لكي يطلق لهم بالحري باراباس
15: 12 فاجاب بيلاطس ايضا و قال لهم فماذا تريدون ان افعل بالذي تدعونه ملك اليهود
15: 13 فصرخوا ايضا اصلبه
15: 14 فقال لهم بيلاطس و اي شر عمل فازدادوا جدا صراخا اصلبه
(4/219)
15: 15 فبيلاطس اذ كان يريد ان يعمل للجمع ما يرضيهم اطلق لهم باراباس و اسلم يسوع بعدما جلده ليصلب
15: 16 فمضى به العسكر الى داخل الدار التي هي دار الولاية و جمعوا كل الكتيبة
15: 17 و البسوه ارجوانا و ضفروا اكليلا من شوك و وضعوه عليه
15: 18 و ابتداوا يسلمون عليه قائلين السلام يا ملك اليهود
15: 19 و كانوا يضربونه على راسه بقصبة و يبصقون عليه ثم يسجدون له جاثين على ركبهم
15: 20 و بعدما استهزاوا به نزعوا عنه الارجوان و البسوه ثيابه ثم خرجوا به ليصلبوه
15: 21 فسخروا رجلا مجتازا كان اتيا من الحقل و هو سمعان القيرواني ابو الكسندرس و روفس ليحمل صليبه
15: 22 و جاءوا به الى موضع جلجثة الذي تفسيره موضع جمجمة
15: 23 و اعطوه خمرا ممزوجة بمر ليشرب فلم يقبل
15: 24 و لما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها ماذا ياخذ كل واحد
15: 25 و كانت الساعة الثالثة فصلبوه
15: 26 و كان عنوان علته مكتوبا ملك اليهود
15: 27 و صلبوا معه لصين واحد عن يمينه و اخر عن يساره
15: 28 فتم الكتاب القائل و احصي مع اثمة
15: 29 و كان المجتازون يجدفون عليه و هم يهزون رؤوسهم قائلين اه يا ناقض الهيكل و بانيه في ثلاثة ايام
15: 30 خلص نفسك و انزل عن الصليب
15: 31 و كذلك رؤساء الكهنة و هم مستهزئون فيما بينهم مع الكتبة قالوا خلص اخرين و اما نفسه فما يقدر ان يخلصها
15: 32 لينزل الان المسيح ملك اسرائيل عن الصليب لنرى و نؤمن و اللذان صلبا معه كانا يعيرانه
15: 33 و لما كانت الساعة السادسة كانت ظلمة على الارض كلها الى الساعة التاسعة
15: 34 و في الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا الوي الوي لما شبقتني الذي تفسيره الهي الهي لماذا تركتني
15: 35 فقال قوم من الحاضرين لما سمعوا هوذا ينادي ايليا
15: 36 فركض واحد و ملا اسفنجة خلا و جعلها على قصبة و سقاه قائلا اتركوا لنر هل ياتي ايليا لينزله
15: 37 فصرخ يسوع بصوت عظيم و اسلم الروح
(4/220)
15: 38 فانشق حجاب الهيكل الى اثنين من فوق الى اسفل
15: 39 و لما راى قائد المئة الواقف مقابله انه صرخ هكذا و اسلم الروح قال حقا كان هذا الانسان ابن الله
15: 40 و كانت ايضا نساء ينظرن من بعيد بينهن مريم المجدلية و مريم ام يعقوب الصغير و يوسي و سالومة
15: 41 اللواتي ايضا تبعنه و خدمنه حين كان في الجليل و اخر كثيرات اللواتي صعدن معه الى اورشليم
15: 42 و لما كان المساء اذ كان الاستعداد اي ما قبل السبت
15: 43 جاء يوسف الذي من الرامة مشير شريف و كان هو ايضا منتظرا ملكوت الله فتجاسر و دخل الى بيلاطس و طلب جسد يسوع
15: 44 فتعجب بيلاطس انه مات كذا سريعا فدعا قائد المئة و ساله هل له زمان قد مات
15: 45 و لما عرف من قائد المئة وهب الجسد ليوسف
15: 46 فاشترى كتانا فانزله و كفنه بالكتان و وضعه في قبر كان منحوتا في صخرة و دحرج حجرا على باب القبر
15: 47 و كانت مريم المجدلية و مريم ام يوسي تنظران اين وضع
16: 1 و بعدما مضى السبت اشترت مريم المجدلية و مريم ام يعقوب و سالومة حنوطا لياتين و يدهنه
16: 2 و باكرا جدا في اول الاسبوع اتين الى القبر اذ طلعت الشمس
16: 3 و كن يقلن فيما بينهن من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر
16: 4 فتطلعن و راين ان الحجر قد دحرج لانه كان عظيما جدا
16: 5 و لما دخلن القبر راين شابا جالسا عن اليمين لابسا حلة بيضاء فاندهشن
16: 6 فقال لهن لا تندهشن انتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب قد قام ليس هو ههنا هوذا الموضع الذي وضعوه فيه
16: 7 لكن اذهبن و قلن لتلاميذه و لبطرس انه يسبقكم الى الجليل هناك ترونه كما قال لكم
16: 8 فخرجن سريعا و هربن من القبر لان الرعدة و الحيرة اخذتاهن و لم يقلن لاحد شيئا لانهن كن خائفات
16: 9 و بعدما قام باكرا في اول الاسبوع ظهر اولا لمريم المجدلية التي كان قد اخرج منها سبعة شياطين
16: 10 فذهبت هذه و اخبرت الذين كانوا معه و هم ينوحون و يبكون
(4/221)
16: 11 فلما سمع اولئك انه حي و قد نظرته لم يصدقوا
16: 12 و بعد ذلك ظهر بهيئة اخرى لاثنين منهم و هما يمشيان منطلقين الى البرية
16: 13 و ذهب هذان و اخبرا الباقين فلم يصدقوا و لا هذين
16: 14 اخيرا ظهر للاحد عشر و هم متكئون و وبخ عدم ايمانهم و قساوة قلوبهم لانهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام
16: 15 و قال لهم اذهبوا الى العالم اجمع و اكرزوا بالانجيل للخليقة كلها
16: 16 من امن و اعتمد خلص و من لم يؤمن يدن
16: 17 و هذه الايات تتبع المؤمنين يخرجون الشياطين باسمي و يتكلمون بالسنة جديدة
16: 18 يحملون حيات و ان شربوا شيئا مميتا لا يضرهم و يضعون ايديهم على المرضى فيبراون
16: 19 ثم ان الرب بعدما كلمهم ارتفع الى السماء و جلس عن يمين الله
16: 20 و اما هم فخرجوا و كرزوا في كل مكان و الرب يعمل معهم و يثبت الكلام بالايات التابعة امين(4/222)
إنجيل لوقا
1: 1 اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة في الامور المتيقنة عندنا
1: 2 كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين و خداما للكلمة
1: 3 رايت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شيء من الاول بتدقيق ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس
1: 4 لتعرف صحة الكلام الذي علمت به
1: 5 كان في ايام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة ابيا و امراته من بنات هرون و اسمها اليصابات
1: 6 و كانا كلاهما بارين امام الله سالكين في جميع وصايا الرب و احكامه بلا لوم
1: 7 و لم يكن لهما ولد اذ كانت اليصابات عاقرا و كانا كلاهما متقدمين في ايامهما
1: 8 فبينما هو يكهن في نوبة فرقته امام الله
1: 9 حسب عادة الكهنوت اصابته القرعة ان يدخل الى هيكل الرب و يبخر
1: 10 و كان كل جمهور الشعب يصلون خارجا وقت البخور
1: 11 فظهر له ملاك الرب واقفا عن يمين مذبح البخور
1: 12 فلما راه زكريا اضطرب و وقع عليه خوف
1: 13 فقال له الملاك لا تخف يا زكريا لان طلبتك قد سمعت و امراتك اليصابات ستلد لك ابنا و تسميه يوحنا
1: 14 و يكون لك فرح و ابتهاج و كثيرون سيفرحون بولادته
1: 15 لانه يكون عظيما امام الرب و خمرا و مسكرا لا يشرب و من بطن امه يمتلئ من الروح القدس
1: 16 و يرد كثيرين من بني اسرائيل الى الرب الههم
1: 17 و يتقدم امامه بروح ايليا و قوته ليرد قلوب الاباء الى الابناء و العصاة الى فكر الابرار لكي يهيئ للرب شعبا مستعدا
1: 18 فقال زكريا للملاك كيف اعلم هذا لاني انا شيخ و امراتي متقدمة في ايامها
1: 19 فاجاب الملاك و قال له انا جبرائيل الواقف قدام الله و ارسلت لاكلمك و ابشرك بهذا
1: 20 و ها انت تكون صامتا و لا تقدر ان تتكلم الى اليوم الذي يكون فيه هذا لانك لم تصدق كلامي الذي سيتم في وقته
1: 21 و كان الشعب منتظرين زكريا و متعجبين من ابطائه في الهيكل
(4/223)
1: 22 فلما خرج لم يستطع ان يكلمهم ففهموا انه قد راى رؤيا في الهيكل فكان يومئ اليهم و بقي صامتا
1: 23 و لما كملت ايام خدمته مضى الى بيته
1: 24 و بعد تلك الايام حبلت اليصابات امراته و اخفت نفسها خمسة اشهر قائلة
1: 25 هكذا قد فعل بي الرب في الايام التي فيها نظر الي لينزع عاري بين الناس
1: 26 و في الشهر السادس ارسل جبرائيل الملاك من الله الى مدينة من الجليل اسمها ناصرة
1: 27 الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف و اسم العذراء مريم
1: 28 فدخل اليها الملاك و قال سلام لك ايتها المنعم عليها الرب معك مباركة انت في النساء
1: 29 فلما راته اضطربت من كلامه و فكرت ما عسى ان تكون هذه التحية
1: 30 فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لانك قد وجدت نعمة عند الله
1: 31 و ها انت ستحبلين و تلدين ابنا و تسمينه يسوع
1: 32 هذا يكون عظيما و ابن العلي يدعى و يعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه
1: 33 و يملك على بيت يعقوب الى الابد و لا يكون لملكه نهاية
1: 34 فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا و انا لست اعرف رجلا
1: 35 فاجاب الملاك و قال لها الروح القدس يحل عليك و قوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله
1: 36 و هوذا اليصابات نسيبتك هي ايضا حبلى بابن في شيخوختها و هذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرا
1: 37 لانه ليس شيء غير ممكن لدى الله
1: 38 فقالت مريم هوذا انا امة الرب ليكن لي كقولك فمضى من عندها الملاك
1: 39 فقامت مريم في تلك الايام و ذهبت بسرعة الى الجبال الى مدينة يهوذا
1: 40 و دخلت بيت زكريا و سلمت على اليصابات
1: 41 فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها و امتلات اليصابات من الروح القدس
1: 42 و صرخت بصوت عظيم و قالت مباركة انت في النساء و مباركة هي ثمرة بطنك
1: 43 فمن اين لي هذا ان تاتي ام ربي الي
1: 44 فهوذا حين صار صوت سلامك في اذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني
(4/224)
1: 45 فطوبى للتي امنت ان يتم ما قيل لها من قبل الرب
1: 46 فقالت مريم تعظم نفسي الرب
1: 47 و تبتهج روحي بالله مخلصي
1: 48 لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني
1: 49 لان القدير صنع بي عظائم و اسمه قدوس
1: 50 و رحمته الى جيل الاجيال للذين يتقونه
1: 51 صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم
1: 52 انزل الاعزاء عن الكراسي و رفع المتضعين
1: 53 اشبع الجياع خيرات و صرف الاغنياء فارغين
1: 54 عضد اسرائيل فتاه ليذكر رحمة
1: 55 كما كلم اباءنا لابراهيم و نسله الى الابد
1: 56 فمكثت مريم عندها نحو ثلاثة اشهر ثم رجعت الى بيتها
1: 57 و اما اليصابات فتم زمانها لتلد فولدت ابنا
1: 58 و سمع جيرانها و اقرباؤها ان الرب عظم رحمته لها ففرحوا معها
1: 59 و في اليوم الثامن جاءوا ليختنوا الصبي و سموه باسم ابيه زكريا
1: 60 فاجابت امه و قالت لا بل يسمى يوحنا
1: 61 فقالوا لها ليس احد في عشيرتك تسمى بهذا الاسم
1: 62 ثم اوماوا الى ابيه ماذا يريد ان يسمى
1: 63 فطلب لوحا و كتب قائلا اسمه يوحنا فتعجب الجميع
1: 64 و في الحال انفتح فمه و لسانه و تكلم و بارك الله
1: 65 فوقع خوف على كل جيرانهم و تحدث بهذه الامور جميعها في كل جبال اليهودية
1: 66 فاودعها جميع السامعين في قلوبهم قائلين اترى ماذا يكون هذا الصبي و كانت يد الرب معه
1: 67 و امتلا زكريا ابوه من الروح القدس و تنبا قائلا
1: 68 مبارك الرب اله اسرائيل لانه افتقد و صنع فداء لشعبه
1: 69 و اقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه
1: 70 كما تكلم بفم انبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر
1: 71 خلاص من اعدائنا و من ايدي جميع مبغضينا
1: 72 ليصنع رحمة مع ابائنا و يذكر عهده المقدس
1: 73 القسم الذي حلف لابراهيم ابينا
1: 74 ان يعطينا اننا بلا خوف منقذين من ايدي اعدائنا نعبده
1: 75 بقداسة و بر قدامه جميع ايام حياتنا
(4/225)
1: 76 و انت ايها الصبي نبي العلي تدعى لانك تتقدم امام وجه الرب لتعد طرقه
1: 77 لتعطي شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم
1: 78 باحشاء رحمة الهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء
1: 79 ليضيء على الجالسين في الظلمة و ظلال الموت لكي يهدي اقدامنا في طريق السلام
1: 80 اما الصبي فكان ينمو و يتقوى بالروح و كان في البراري الى يوم ظهوره لاسرائيل
2: 1 و في تلك الايام صدر امر من اوغسطس قيصر بان يكتتب كل المسكونة
2: 2 و هذا الاكتتاب الاول جرى اذ كان كيرينيوس والي سورية
2: 3 فذهب الجميع ليكتتبوا كل واحد الى مدينته
2: 4 فصعد يوسف ايضا من الجليل من مدينة الناصرة الى اليهودية الى مدينة داود التي تدعى بيت لحم لكونه من بيت داود و عشيرته
2: 5 ليكتتب مع مريم امراته المخطوبة و هي حبلى
2: 6 و بينما هما هناك تمت ايامها لتلد
2: 7 فولدت ابنها البكر و قمطته و اضجعته في المذود اذ لم يكن لهما موضع في المنزل
2: 8 و كان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم
2: 9 و اذا ملاك الرب وقف بهم و مجد الرب اضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما
2: 10 فقال لهم الملاك لا تخافوا فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب
2: 11 انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب
2: 12 و هذه لكم العلامة تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود
2: 13 و ظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله و قائلين
2: 14 المجد لله في الاعالي و على الارض السلام و بالناس المسرة
2: 15 و لما مضت عنهم الملائكة الى السماء قال الرجال الرعاة بعضهم لبعض لنذهب الان الى بيت لحم و ننظر هذا الامر الواقع الذي اعلمنا به الرب
2: 16 فجاءوا مسرعين و وجدوا مريم و يوسف و الطفل مضجعا في المذود
2: 17 فلما راوه اخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن هذا الصبي
2: 18 و كل الذين سمعوا تعجبوا مما قيل لهم من الرعاة
(4/226)
2: 19 و اما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها
2: 20 ثم رجع الرعاة و هم يمجدون الله و يسبحونه على كل ما سمعوه و راوه كما قيل لهم
2: 21 و لما تمت ثمانية ايام ليختنوا الصبي سمي يسوع كما تسمى من الملاك قبل ان حبل به في البطن
2: 22 و لما تمت ايام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به الى اورشليم ليقدموه للرب
2: 23 كما هو مكتوب في ناموس الرب ان كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوسا للرب
2: 24 و لكي يقدموا ذبيحة كما قيل في ناموس الرب زوج يمام او فرخي حمام
2: 25 و كان رجل في اورشليم اسمه سمعان و هذا الرجل كان بارا تقيا ينتظر تعزية اسرائيل و الروح القدس كان عليه
2: 26 و كان قد اوحي اليه بالروح القدس انه لا يرى الموت قبل ان يرى مسيح الرب
2: 27 فاتى بالروح الى الهيكل و عندما دخل بالصبي يسوع ابواه ليصنعا له حسب عادة الناموس
2: 28 اخذه على ذراعيه و بارك الله و قال
2: 29 الان تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام
2: 30 لان عيني قد ابصرتا خلاصك
2: 31 الذي اعددته قدام وجه جميع الشعوب
2: 32 نور اعلان للامم و مجدا لشعبك اسرائيل
2: 33 و كان يوسف و امه يتعجبان مما قيل فيه
2: 34 و باركهما سمعان و قال لمريم امه ها ان هذا قد وضع لسقوط و قيام كثيرين في اسرائيل و لعلامة تقاوم
2: 35 و انت ايضا يجوز في نفسك سيف لتعلن افكار من قلوب كثيرة
2: 36 و كانت نبية حنة بنت فنوئيل من سبط اشير و هي متقدمة في ايام كثيرة قد عاشت مع زوج سبع سنين بعد بكوريتها
2: 37 و هي ارملة نحو اربع و ثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة باصوام و طلبات ليلا و نهارا
2: 38 فهي في تلك الساعة وقفت تسبح الرب و تكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في اورشليم
2: 39 و لما اكملوا كل شيء حسب ناموس الرب رجعوا الى الجليل الى مدينتهم الناصرة
2: 40 و كان الصبي ينمو و يتقوى بالروح ممتلئا حكمة و كانت نعمة الله عليه
(4/227)
2: 41 و كان ابواه يذهبان كل سنة الى اورشليم في عيد الفصح
2: 42 و لما كانت له اثنتا عشرة سنة صعدوا الى اورشليم كعادة العيد
2: 43 و بعدما اكملوا الايام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في اورشليم و يوسف و امه لم يعلما
2: 44 و اذ ظناه بين الرفقة ذهبا مسيرة يوم و كانا يطلبانه بين الاقرباء و المعارف
2: 45 و لما لم يجداه رجعا الى اورشليم يطلبانه
2: 46 و بعد ثلاثة ايام وجداه في الهيكل جالسا في وسط المعلمين يسمعهم و يسالهم
2: 47 و كل الذين سمعوه بهتوا من فهمه و اجوبته
2: 48 فلما ابصراه اندهشا و قالت له امه يا بني لماذا فعلت بنا هكذا هوذا ابوك و انا كنا نطلبك معذبين
2: 49 فقال لهما لماذا كنتما تطلبانني الم تعلما انه ينبغي ان اكون فيما لابي
2: 50 فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما
2: 51 ثم نزل معهما و جاء الى الناصرة و كان خاضعا لهما و كانت امه تحفظ جميع هذه الامور في قلبها
2: 52 و اما يسوع فكان يتقدم في الحكمة و القامة و النعمة عند الله و الناس
3: 1 و في السنة الخامسة عشر من سلطنة طيباريوس قيصر اذ كان بيلاطس البنطي واليا على اليهودية و هيرودس رئيس ربع على الجليل و فيلبس اخوه رئيس ربع على ايطورية و كورة تراخونيتس و ليسانيوس رئيس ربع على الابلية
3: 2 في ايام رئيس الكهنة حنان و قيافا كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية
3: 3 فجاء الى جميع الكورة المحيطة بالاردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا
3: 4 كما هو مكتوب في سفر اقوال اشعياء النبي القائل صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة
3: 5 كل واد يمتلئ و كل جبل و اكمة ينخفض و تصير المعوجات مستقيمة و الشعاب طرقا سهلة
3: 6 و يبصر كل بشر خلاص الله
3: 7 و كان يقول للجموع الذين خرجوا ليعتمدوا منه يا اولاد الافاعي من اراكم ان تهربوا من الغضب الاتي
(4/228)
3: 8 فاصنعوا اثمارا تليق بالتوبة و لا تبتدئوا تقولون في انفسكم لنا ابراهيم ابا لاني اقول لكم ان الله قادر ان يقيم من هذه الحجارة اولادا لابراهيم
3: 9 و الان قد وضعت الفاس على اصل الشجر فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع و تلقى في النار
3: 10 و ساله الجموع قائلين فماذا نفعل
3: 11 فاجاب و قال لهم من له ثوبان فليعط من ليس له و من له طعام فليفعل هكذا
3: 12 و جاء عشارون ايضا ليعتمدوا فقالوا له يا معلم ماذا نفعل
3: 13 فقال لهم لا تستوفوا اكثر مما فرض لكم
3: 14 و ساله جنديون ايضا قائلين و ماذا نفعل نحن فقال لهم لا تظلموا احدا و لا تشوا باحد و اكتفوا بعلائفكم
3: 15 و اذ كان الشعب ينتظر و الجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا لعله المسيح
3: 16 اجاب يوحنا الجميع قائلا انا اعمدكم بماء و لكن ياتي من هو اقوى مني الذي لست اهلا ان احل سيور حذائه هو سيعمدكم بالروح القدس و نار
3: 17 الذي رفشه في يده و سينقي بيدره و يجمع القمح الى مخزنه و اما التبن فيحرقه بنار لا تطفا
3: 18 و باشياء اخر كثيرة كان يعظ الشعب و يبشرهم
3: 19 اما هيرودس رئيس الربع فاذ توبخ منه لسبب هيروديا امراة فيلبس اخيه و لسبب جميع الشرور التي كان هيرودس يفعلها
3: 20 زاد هذا ايضا على الجميع انه حبس يوحنا في السجن
3: 21 و لما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع ايضا و اذ كان يصلي انفتحت السماء
3: 22 و نزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة و كان صوت من السماء قائلا انت ابني الحبيب بك سررت
3: 23 و لما ابتدا يسوع كان له نحو ثلاثين سنة و هو على ما كان يظن ابن يوسف بن هالي
3: 24 بن متثات بن لاوي بن ملكي بن ينا بن يوسف
3: 25 بن متاثيا بن عاموص بن ناحوم بن حسلي بن نجاي
3: 26 بن ماث بن متاثيا بن شمعي بن يوسف بن يهوذا
3: 27 بن يوحنا بن ريسا بن زربابل بن شالتيئيل بن نيري
3: 28 بن ملكي بن ادي بن قصم بن المودام بن عير
(4/229)
3: 29 بن يوسي بن اليعازر بن يوريم بن متثات بن لاوي
3: 30 بن شمعون بن يهوذا بن يوسف بن يونان بن الياقيم
3: 31 بن مليا بن مينان بن متاثا بن ناثان بن داود
3: 32 بن يسى بن عوبيد بن بوعز بن سلمون بن نحشون
3: 33 بن عميناداب بن ارام بن حصرون بن فارص بن يهوذا
3: 34 بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم بن تارح بن ناحور
3: 35 بن سروج بن رعو بن فالج بن عابر بن شالح
3: 36 بن قينان بن ارفكشاد بن سام بن نوح بن لامك
3: 37 بن متوشالح بن اخنوخ بن يارد بن مهللئيل بن قينان
3: 38 بن انوش بن شيت بن ادم ابن الله
4: 1 اما يسوع فرجع من الاردن ممتلئا من الروح القدس و كان يقتاد بالروح في البرية
4: 2 اربعين يوما يجرب من ابليس و لم ياكل شيئا في تلك الايام و لما تمت جاع اخيرا
4: 3 و قال له ابليس ان كنت ابن الله فقل لهذا الحجر ان يصير خبزا
4: 4 فاجابه يسوع قائلا مكتوب ان ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة من الله
4: 5 ثم اصعده ابليس الى جبل عال و اراه جميع ممالك المسكونة في لحظة من الزمان
4: 6 و قال له ابليس لك اعطي هذا السلطان كله و مجدهن لانه الي قد دفع و انا اعطيه لمن اريد
4: 7 فان سجدت امامي يكون لك الجميع
4: 8 فاجابه يسوع و قال اذهب يا شيطان انه مكتوب للرب الهك تسجد و اياه وحده تعبد
4: 9 ثم جاء به الى اورشليم و اقامه على جناح الهيكل و قال له ان كنت ابن الله فاطرح نفسك من هنا الى اسفل
4: 10 لانه مكتوب انه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك
4: 11 و انهم على اياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك
4: 12 فاجاب يسوع و قال له انه قيل لا تجرب الرب الهك
4: 13 و لما اكمل ابليس كل تجربة فارقه الى حين
4: 14 و رجع يسوع بقوة الروح الى الجليل و خرج خبر عنه في جميع الكورة المحيطة
4: 15 و كان يعلم في مجامعهم ممجدا من الجميع
4: 16 و جاء الى الناصرة حيث كان قد تربى و دخل المجمع حسب عادته يوم السبت و قام ليقرا
(4/230)
4: 17 فدفع اليه سفر اشعياء النبي و لما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه
4: 18 روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق و للعمي بالبصر و ارسل المنسحقين في الحرية
4: 19 و اكرز بسنة الرب المقبولة
4: 20 ثم طوى السفر و سلمه الى الخادم و جلس و جميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه
4: 21 فابتدا يقول لهم انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم
4: 22 و كان الجميع يشهدون له و يتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه و يقولون اليس هذا ابن يوسف
4: 23 فقال لهم على كل حال تقولون لي هذا المثل ايها الطبيب اشفي نفسك كم سمعنا انه جرى في كفرناحوم فافعل ذلك هنا ايضا في وطنك
4: 24 و قال الحق اقول لكم انه ليس نبي مقبولا في وطنه
4: 25 و بالحق اقول لكم ان ارامل كثيرة كن في اسرائيل في ايام ايليا حين اغلقت السماء مدة ثلاث سنين و ستة اشهر لما كان جوع عظيم في الارض كلها
4: 26 و لم يرسل ايليا الى واحدة منها الا الى امراة ارملة الى صرفة صيدا
4: 27 و برص كثيرون كانوا في اسرائيل في زمان اليشع النبي و لم يطهر واحد منهم الا نعمان السرياني
4: 28 فامتلا غضبا جميع الذين في المجمع حين سمعوا هذا
4: 29 فقاموا و اخرجوه خارج المدينة و جاءوا به الى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه الى اسفل
4: 30 اما هو فجاز في وسطهم و مضى
4: 31 و انحدر الى كفرناحوم مدينة من الجليل و كان يعلمهم في السبوت
4: 32 فبهتوا من تعليمه لان كلامه كان بسلطان
4: 33 و كان في المجمع رجل به روح شيطان نجس فصرخ بصوت عظيم
4: 34 قائلا اه ما لنا و لك يا يسوع الناصري اتيت لتهلكنا انا اعرفك من انت قدوس الله
4: 35 فانتهره يسوع قائلا اخرس و اخرج منه فصرعه الشيطان في الوسط و خرج منه و لم يضره شيئا
(4/231)
4: 36 فوقعت دهشة على الجميع و كانوا يخاطبون بعضهم بعضا قائلين ما هذه الكلمة لانه بسلطان و قوة يامر الارواح النجسة فتخرج
4: 37 و خرج صيت عنه الى كل موضع في الكورة المحيطة
4: 38 و لما قام من المجمع دخل بيت سمعان و كانت حماة سمعان قد اخذتها حمى شديدة فسالوه من اجلها
4: 39 فوقف فوقها و انتهر الحمى فتركتها و في الحال قامت و صارت تخدمهم
4: 40 و عند غروب الشمس جميع الذين كان عندهم سقماء بامراض مختلفة قدموهم اليه فوضع يديه على كل واحد منهم و شفاهم
4: 41 و كانت شياطين ايضا تخرج من كثيرين و هي تصرخ و تقول انت المسيح ابن الله فانتهرهم و لم يدعهم يتكلمون لانهم عرفوه انه المسيح
4: 42 و لما صار النهار خرج و ذهب الى موضع خلاء و كان الجموع يفتشون عليه فجاءوا اليه و امسكوه لئلا يذهب عنهم
4: 43 فقال لهم انه يبنغي لي ان ابشر المدن الاخر ايضا بملكوت الله لاني لهذا قد ارسلت
4: 44 فكان يكرز في مجامع الجليل
5: 1 و اذ كان الجمع يزدحم عليه ليسمع كلمة الله كان وافقا عند بحيرة جنيسارت
5: 2 فراى سفينتين واقفتين عند البحيرة و الصيادون قد خرجوا منهما و غسلوا الشباك
5: 3 فدخل احدى السفينتين التي كانت لسمعان و ساله ان يبعد قليلا عن البر ثم جلس و صار يعلم الجموع من السفينة
5: 4 و لما فرغ من الكلام قال لسمعان ابعد الى العمق و القوا شباككم للصيد
5: 5 فاجاب سمعان و قال له يا معلم قد تعبنا الليل كله و لم ناخذ شيئا و لكن على كلمتك القي الشبكة
5: 6 و لما فعلوا ذلك امسكوا سمكا كثيرا جدا فصارت شبكتهم تتخرق
5: 7 فاشاروا الى شركائهم الذين في السفينة الاخرى ان ياتوا و يساعدوهم فاتوا و ملاوا السفينتين حتى اخذتا في الغرق
5: 8 فلما راى سمعان بطرس ذلك خر عند ركبتي يسوع قائلا اخرج من سفينتي يا رب لاني رجل خاطئ
5: 9 اذ اعترته و جميع الذين معه دهشة على صيد السمك الذي اخذوه
(4/232)
5: 10 و كذلك ايضا يعقوب و يوحنا ابنا زبدي اللذان كانا شريكي سمعان فقال يسوع لسمعان لا تخف من الان تكون تصطاد الناس
5: 11 و لما جاءوا بالسفينتين الى البر تركوا كل شيء و تبعوه
5: 12 و كان في احدى المدن فاذا رجل مملوء برصا فلما راى يسوع خر على وجهه و طلب اليه قائلا يا سيد ان اردت تقدر ان تطهرني
5: 13 فمد يده و لمسه قائلا اريد فاطهر و للوقت ذهب عنه البرص
5: 14 فاوصاه ان لا يقول لاحد بل امض و ار نفسك للكاهن و قدم عن تطهيرك كما امر موسى شهادة لهم
5: 15 فذاع الخبر عنه اكثر فاجتمع جموع كثيرة لكي يسمعوا و يشفوا به من امراضهم
5: 16 و اما هو فكان يعتزل في البراري و يصلي
5: 17 و في احدى الايام كان يعلم و كان فريسيون و معلمون للناموس جالسين و هم قد اتوا من كل قرية من الجليل و اليهودية و اورشليم و كانت قوة الرب لشفائهم
5: 18 و اذا برجال يحملون على فراش انسانا مفلوجا و كانوا يطلبون ان يدخلوا به و يضعوه امامه
5: 19 و لما لم يجدوا من اين يدخلون به لسبب الجمع صعدوا على السطح و دلوه مع الفراش من بين الاجر الى الوسط قدام يسوع
5: 20 فلما راى ايمانهم قال له ايها الانسان مغفورة لك خطاياك
5: 21 فابتدا الكتبة و الفريسيون يفكرون قائلين من هذا الذي يتكلم بتجاديف من يقدر ان يغفر خطايا الا الله وحده
5: 22 فشعر يسوع بافكارهم و اجاب و قال لهم ماذا تفكرون في قلوبكم
5: 23 ايما ايسر ان يقال مغفورة لك خطاياك ام ان يقال قم و امش
5: 24 و لكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا قال للمفلوج لك اقول قم و احمل فراشك و اذهب الى بيتك
5: 25 ففي الحال قام امامهم و حمل ما كان مضطجعا عليه و مضى الى بيته و هو يمجد الله
5: 26 فاخذت الجميع حيرة و مجدوا الله و امتلاوا خوفا قائلين اننا قد راينا اليوم عجائب
5: 27 و بعد هذا خرج فنظر عشارا اسمه لاوي جالسا عند مكان الجباية فقال له اتبعني
(4/233)
5: 28 فترك كل شيء و قام و تبعه
5: 29 و صنع له لاوي ضيافة كبيرة في بيته و الذين كانوا متكئين معهم كانوا جمعا كثيرا من عشارين و اخرين
5: 30 فتذمر كتبتهم و الفريسيون على تلاميذه قائلين لماذا تاكلون و تشربون مع عشارين و خطاة
5: 31 فاجاب يسوع و قال لهم لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى
5: 32 لم ات لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة
5: 33 و قالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحنا كثيرا و يقدمون طلبات و كذلك تلاميذ الفريسيين ايضا و اما تلاميذك فياكلون و يشربون
5: 34 فقال لهم اتقدرون ان تجعلوا بني العرس يصومون ما دام العريس معهم
5: 35 و لكن ستاتي ايام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الايام
5: 36 و قال لهم ايضا مثلا ليس احد يضع رقعة من ثوب جديد على ثوب عتيق و الا فالجديد يشقه و العتيق لا توافقه الرقعة التي من الجديد
5: 37 و ليس احد يجعل خمرا جديدة في زقاق عتيقة لئلا تشق الخمر الجديدة الزقاق فهي تهرق و الزقاق تتلف
5: 38 بل يجعلون خمرا جديدة في زقاق جديدة فتحفظ جميعا
5: 39 و ليس احد اذا شرب العتيق يريد للوقت الجديد لانه يقول العتيق اطيب
6: 1 و في السبت الثاني بعد الاول اجتاز بين الزروع و كان تلاميذه يقطفون السنابل و ياكلون و هم يفركونها بايديهم
6: 2 فقال لهم قوم من الفريسيين لماذا تفعلون ما لا يحل فعله في السبوت
6: 3 فاجاب يسوع و قال لهم اما قراتم و لا هذا الذي فعله داود حين جاع هو و الذين كانوا معه
6: 4 كيف دخل بيت الله و اخذ خبز التقدمة و اكل و اعطى الذين معه ايضا الذي لا يحل اكله الا للكهنة فقط
6: 5 و قال لهم ان ابن الانسان هو رب السبت ايضا
6: 6 و في سبت اخر دخل المجمع و صار يعلم و كان هناك رجل يده اليمنى يابسة
6: 7 و كان الكتبة و الفريسيون يراقبونه هل يشفي في السبت لكي يجدوا عليه شكاية
6: 8 اما هو فعلم افكارهم و قال للرجل الذي يده يابسة قم و قف في الوسط فقام و وقف
(4/234)
6: 9 ثم قال لهم يسوع اسالكم شيئا هل يحل في السبت فعل الخير او فعل الشر تخليص نفس او اهلاكها
6: 10 ثم نظر حوله الى جميعهم و قال للرجل مد يدك ففعل هكذا فعادت يده صحيحة كالاخرى
6: 11 فامتلاوا حمقا و صاروا يتكالمون فيما بينهم ماذا يفعلون بيسوع
6: 12 و في تلك الايام خرج الى الجبل ليصلي و قضى الليل كله في الصلاة لله
6: 13 و لما كان النهار دعا تلاميذه و اختار منهم اثني عشر الذين سماهم ايضا رسلا
6: 14 سمعان الذي سماه ايضا بطرس و اندراوس اخاه يعقوب و يوحنا فيلبس و برثولماوس
6: 15 متى و توما يعقوب بن حلفى و سمعان الذي يدعى الغيور
6: 16 يهوذا اخا يعقوب و يهوذا الاسخريوطي الذي صار مسلما ايضا
6: 17 و نزل معهم و وقف في موضع سهل هو و جمع من تلاميذه و جمهور كثير من الشعب من جميع اليهودية و اورشليم و ساحل صور و صيدا الذين جاءوا ليسمعوه و يشفوا من امراضهم
6: 18 و المعذبون من ارواح نجسة و كانوا يبراون
6: 19 و كل الجمع طلبوا ان يلمسوه لان قوة كانت تخرج منه و تشفي الجميع
6: 20 و رفع عينيه الى تلاميذه و قال طوباكم ايها المساكين لان لكم ملكوت الله
6: 21 طوباكم ايها الجياع الان لانكم تشبعون طوباكم ايها الباكون الان لانكم ستضحكون
6: 22 طوباكم اذا ابغضكم الناس و اذا افرزوكم و عيروكم و اخرجوا اسمكم كشرير من اجل ابن الانسان
6: 23 افرحوا في ذلك اليوم و تهللوا فهوذا اجركم عظيم في السماء لان اباءهم هكذا كانوا يفعلون بالانبياء
6: 24 و لكن ويل لكم ايها الاغنياء لانكم قد نلتم عزاءكم
6: 25 ويل لكم ايها الشباعى لانكم ستجوعون ويل لكم ايها الضاحكون الان لانكم ستحزنون و تبكون
6: 26 ويل لكم اذا قال فيكم جميع الناس حسنا لانه هكذا كان اباؤهم يفعلون بالانبياء الكذبة
6: 27 لكني اقول لكم ايها السامعون احبوا اعداءكم احسنوا الى مبغضيكم
6: 28 باركوا لاعنيكم و صلوا لاجل الذين يسيئون اليكم
(4/235)
6: 29 من ضربك على خدك فاعرض له الاخر ايضا و من اخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك ايضا
6: 30 و كل من سالك فاعطه و من اخذ الذي لك فلا تطالبه
6: 31 و كما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا انتم ايضا بهم هكذا
6: 32 و ان احببتم الذين يحبونكم فاي فضل لكم فان الخطاة ايضا يحبون الذين يحبونهم
6: 33 و اذا احسنتم الى الذين يحسنون اليكم فاي فضل لكم فان الخطاة ايضا يفعلون هكذا
6: 34 و ان اقرضتم الذين ترجون ان تستردوا منهم فاي فضل لكم فان الخطاة ايضا يقرضون الخطاة لكي يستردوا منهم المثل
6: 35 بل احبوا اعداءكم و احسنوا و اقرضوا و انتم لا ترجون شيئا فيكون اجركم عظيما و تكونوا بني العلي فانه منعم على غير الشاكرين و الاشرار
6: 36 فكونوا رحماء كما ان اباكم ايضا رحيم
6: 37 و لا تدينوا فلا تدانوا لا تقضوا على احد فلا يقضى عليكم اغفروا يغفر لكم
6: 38 اعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا يعطون في احضانكم لانه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم
6: 39 و ضرب لهم مثلا هل يقدر اعمى ان يقود اعمى اما يسقط الاثنان في حفرة
6: 40 ليس التلميذ افضل من معلمه بل كل من صار كاملا يكون مثل معلمه
6: 41 لماذا تنظر القذى الذي في عين اخيك و اما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها
6: 42 او كيف تقدر ان تقول لاخيك يا اخي دعني اخرج القذى الذي في عينك و انت لا تنظر الخشبة التي في عينك يا مرائي اخرج اولا الخشبة من عينك و حينئذ تبصر جيدا ان تخرج القذى الذي في عين اخيك
6: 43 لانه ما من شجرة جيدة تثمر ثمرا رديا و لا شجرة ردية تثمر ثمرا جيدا
6: 44 لان كل شجرة تعرف من ثمرها فانهم لا يجتنون من الشوك تينا و لا يقطفون من العليق عنبا
6: 45 الانسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح و الانسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر فانه من فضلة القلب يتكلم فمه
6: 46 و لماذا تدعونني يا رب يا رب و انتم لا تفعلون ما اقوله
(4/236)
6: 47 كل من ياتي الي و يسمع كلامي و يعمل به اريكم من يشبه
6: 48 يشبه انسانا بنى بيتا و حفر و عمق و وضع الاساس على الصخر فلما حدث سيل صدم النهر ذلك البيت فلم يقدر ان يزعزعه لانه كان مؤسسا على الصخر
6: 49 و اما الذي يسمع و لا يعمل فيشبه انسانا بنى بيته على الارض من دون اساس فصدمه النهر فسقط حالا و كان خراب ذلك البيت عظيما
7: 1 و لما اكمل اقواله كلها في مسامع الشعب دخل كفرناحوم
7: 2 و كان عبد لقائد مئة مريضا مشرفا على الموت و كان عزيزا عنده
7: 3 فلما سمع عن يسوع ارسل اليه شيوخ اليهود يساله ان ياتي و يشفي عبده
7: 4 فلما جاءوا الى يسوع طلبوا اليه باجتهاد قائلين انه مستحق ان يفعل له هذا
7: 5 لانه يحب امتنا و هو بنى لنا المجمع
7: 6 فذهب يسوع معهم و اذ كان غير بعيد عن البيت ارسل اليه قائد المئة اصدقاء يقول له يا سيد لا تتعب لاني لست مستحقا ان تدخل تحت سقفي
7: 7 لذلك لم احسب نفسي اهلا ان اتي اليك لكن قل كلمة فيبرا غلامي
7: 8 لاني انا ايضا انسان مرتب تحت سلطان لي جند تحت يدي و اقول لهذا اذهب فيذهب و لاخر ائت فياتي و لعبدي افعل هذا فيفعل
7: 9 و لما سمع يسوع هذا تعجب منه و التفت الى الجمع الذي يتبعه و قال اقول لكم لم اجد و لا في اسرائيل ايمانا بمقدار هذا
7: 10 و رجع المرسلون الى البيت فوجدوا العبد المريض قد صح
7: 11 و في اليوم التالي ذهب الى مدينة تدعى نايين و ذهب معه كثيرون من تلاميذه و جمع كثير
7: 12 فلما اقترب الى باب المدينة اذا ميت محمول ابن وحيد لامه و هي ارملة و معها جمع كثير من المدينة
7: 13 فلما راها الرب تحنن عليها و قال لها لا تبكي
7: 14 ثم تقدم و لمس النعش فوقف الحاملون فقال ايها الشاب لك اقول قم
7: 15 فجلس الميت و ابتدا يتكلم فدفعه الى امه
7: 16 فاخذ الجميع خوف و مجدوا الله قائلين قد قام فينا نبي عظيم و افتقد الله شعبه
(4/237)
7: 17 و خرج هذا الخبر عنه في كل اليهودية و في جميع الكورة المحيطة
7: 18 فاخبر يوحنا تلاميذه بهذا كله
7: 19 فدعا يوحنا اثنين من تلاميذه و ارسل الى يسوع قائلا انت هو الاتي ام ننتظر اخر
7: 20 فلما جاء اليه الرجلان قالا يوحنا المعمدان قد ارسلنا اليك قائلا انت هو الاتي ام ننتظر اخر
7: 21 و في تلك الساعة شفى كثيرين من امراض و ادواء و ارواح شريرة و وهب البصر لعميان كثيرين
7: 22 فاجاب يسوع و قال لهما اذهبا و اخبرا يوحنا بما رايتما و سمعتما ان العمي يبصرون و العرج يمشون و البرص يطهرون و الصم يسمعون و الموتى يقومون و المساكين يبشرون
7: 23 و طوبى لمن لا يعثر في
7: 24 فلما مضى رسولا يوحنا ابتدا يقول للجموع عن يوحنا ماذا خرجتم الى البرية لتنظروا اقصبة تحركها الريح
7: 25 بل ماذا خرجتم لتنظروا اانسانا لابسا ثيابا ناعمة هوذا الذين في اللباس الفاخر و التنعم هم في قصور الملوك
7: 26 بل ماذا خرجتم لتنظروا انبيا نعم اقول لكم و افضل من نبي
7: 27 هذا هو الذي كتب عنه ها انا ارسل امام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك
7: 28 لاني اقول لكم انه بين المولودين من النساء ليس نبي اعظم من يوحنا المعمدان و لكن الاصغر في ملكوت الله اعظم منه
7: 29 و جميع الشعب اذ سمعوا و العشارون برروا الله معتمدين بمعمودية يوحنا
7: 30 و اما الفريسيون و الناموسيون فرفضوا مشورة الله من جهة انفسهم غير معتمدين منه
7: 31 ثم قال الرب فبمن اشبه اناس هذا الجيل و ماذا يشبهون
7: 32 يشبهون اولادا جالسين في السوق ينادون بعضهم بعضا و يقولون زمرنا لكم فلم ترقصوا نحنا لكم فلم تبكوا
7: 33 لانه جاء يوحنا المعمدان لا ياكل خبزا و لا يشرب خمرا فتقولون به شيطان
7: 34 جاء ابن الانسان ياكل و يشرب فتقولون هوذا انسان اكول و شريب خمر محب للعشارين و الخطاة
7: 35 و الحكمة تبررت من جميع بنيها
(4/238)
7: 36 و ساله واحد من الفريسيين ان ياكل معه فدخل بيت الفريسي و اتكا
7: 37 و اذا امراة في المدينة كانت خاطئة اذ علمت انه متكئ في بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب
7: 38 و وقفت عند قدميه من ورائه باكية و ابتدات تبل قدميه بالدموع و كانت تمسحهما بشعر راسها و تقبل قدميه و تدهنهما بالطيب
7: 39 فلما راى الفريسي الذي دعاه ذلك تكلم في نفسه قائلا لو كان هذا نبيا لعلم من هذه الامراة التي تلمسه و ما هي انها خاطئة
7: 40 فاجاب يسوع و قال له يا سمعان عندي شيء اقوله لك فقال قل يا معلم
7: 41 كان لمداين مديونان على الواحد خمس مئة دينار و على الاخر خمسون
7: 42 و اذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعا فقل ايهما يكون اكثر حبا له
7: 43 فاجاب سمعان و قال اظن الذي سامحه بالاكثر فقال له بالصواب حكمت
7: 44 ثم التفت الى المراة و قال لسمعان اتنظر هذه المراة اني دخلت بيتك و ماء لاجل رجلي لم تعط و اما هي فقد غسلت رجلي بالدموع و مسحتهما بشعر راسها
7: 45 قبلة لم تقبلني و اما هي فمنذ دخلت لم تكف عن تقبيل رجلي
7: 46 بزيت لم تدهن راسي و اما هي فقد دهنت بالطيب رجلي
7: 47 من اجل ذلك اقول لك قد غفرت خطاياها الكثيرة لانها احبت كثيرا و الذي يغفر له قليل يحب قليلا
7: 48 ثم قال لها مغفورة لك خطاياك
7: 49 فابتدا المتكئون معه يقولون في انفسهم من هذا الذي يغفر خطايا ايضا
7: 50 فقال للمراة ايمانك قد خلصك اذهبي بسلام
8: 1 و على اثر ذلك كان يسير في مدينة و قرية يكرز و يبشر بملكوت الله و معه الاثنا عشر
8: 2 و بعض النساء كن قد شفين من ارواح شريرة و امراض مريم التي تدعى المجدلية التي خرج منها سبعة شياطين
8: 3 و يونا امراة خوزي وكيل هيرودس و سوسنة و اخر كثيرات كن يخدمنه من اموالهن
8: 4 فلما اجتمع جمع كثير ايضا من الذين جاءوا اليه من كل مدينة قال بمثل
(4/239)
8: 5 خرج الزارع ليزرع زرعه و فيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فانداس و اكلته طيور السماء
8: 6 و سقط اخر على الصخر فلما نبت جف لانه لم تكن له رطوبة
8: 7 و سقط اخر في وسط الشوك فنبت معه الشوك و خنقه
8: 8 و سقط اخر في الارض الصالحة فلما نبت صنع ثمرا مئة ضعف قال هذا و نادى من له اذنان للسمع فليسمع
8: 9 فساله تلاميذه قائلين ما عسى ان يكون هذا المثل
8: 10 فقال لكم قد اعطي ان تعرفوا اسرار ملكوت الله و اما للباقين فبامثال حتى انهم مبصرين لا يبصرون و سامعين لا يفهمون
8: 11 و هذا هو المثل الزرع هو كلام الله
8: 12 و الذين على الطريق هم الذين يسمعون ثم ياتي ابليس و ينزع الكلمة من قلوبهم لئلا يؤمنوا فيخلصوا
8: 13 و الذين على الصخر هم الذين متى سمعوا يقبلون الكلمة بفرح و هؤلاء ليس لهم اصل فيؤمنون الى حين و في وقت التجربة يرتدون
8: 14 و الذي سقط بين الشوك هم الذين يسمعون ثم يذهبون فيختنقون من هموم الحياة و غناها و لذاتها و لا ينضجون ثمرا
8: 15 و الذي في الارض الجيدة هو الذين يسمعون الكلمة فيحفظونها في قلب جيد صالح و يثمرون بالصبر
8: 16 و ليس احد يوقد سراجا و يغطيه باناء او يضعه تحت سرير بل يضعه على منارة لينظر الداخلون النور
8: 17 لانه ليس خفي لا يظهر و لا مكتوم لا يعلم و يعلن
8: 18 فانظروا كيف تسمعون لان من له سيعطى و من ليس له فالذي يظنه له يؤخذ منه
8: 19 و جاء اليه امه و اخوته و لم يقدروا ان يصلوا اليه لسبب الجمع
8: 20 فاخبروه قائلين امك و اخوتك واقفون خارجا يريدون ان يروك
8: 21 فاجاب و قال لهم امي و اخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله و يعملون بها
8: 22 و في احد الايام دخل سفينة هو و تلاميذه فقال لهم لنعبر الى عبر البحيرة فاقلعوا
8: 23 و فيما هم سائرون نام فنزل نوء ريح في البحيرة و كانوا يمتلئون ماء و صاروا في خطر
(4/240)
8: 24 فتقدموا و ايقظوه قائلين يا معلم يا معلم اننا نهلك فقام و انتهر الريح و تموج الماء فانتهيا و صار هدو
8: 25 ثم قال لهم اين ايمانكم فخافوا و تعجبوا قائلين فيما بينهم من هو هذا فانه يامر الرياح ايضا و الماء فتطيعه
8: 26 و ساروا الى كورة الجدريين التي هي مقابل الجليل
8: 27 و لما خرج الى الارض استقبله رجل من المدينة كان فيه شياطين منذ زمان طويل و كان لا يلبس ثوبا و لا يقيم في بيت بل في القبور
8: 28 فلما راى يسوع صرخ و خر له و قال بصوت عظيم ما لي و لك يا يسوع ابن الله العلي اطلب منك ان لا تعذبني
8: 29 لانه امر الروح النجس ان يخرج من الانسان لانه منذ زمان كثير كان يخطفه و قد ربط بسلاسل و قيود محروسا و كان يقطع الربط و يساق من الشيطان الى البراري
8: 30 فساله يسوع قائلا ما اسمك فقال لجئون لان شياطين كثيرة دخلت فيه
8: 31 و طلب اليه ان لا يامرهم بالذهاب الى الهاوية
8: 32 و كان هناك قطيع خنازير كثيرة ترعى في الجبل فطلبوا اليه ان ياذن لهم بالدخول فيها فاذن لهم
8: 33 فخرجت الشياطين من الانسان و دخلت في الخنازير فاندفع القطيع من على الجرف الى البحيرة و اختنق
8: 34 فلما راى الرعاة ما كان هربوا و ذهبوا و اخبروا في المدينة و في الضياع
8: 35 فخرجوا ليروا ما جرى و جاءوا الى يسوع فوجدوا الانسان الذي كانت الشياطين قد خرجت منه لابسا و عاقلا جالسا عند قدمي يسوع فخافوا
8: 36 فاخبرهم ايضا الذين راوا كيف خلص المجنون
8: 37 فطلب اليه كل جمهور كورة الجدريين ان يذهب عنهم لانه اعتراهم خوف عظيم فدخل السفينة و رجع
8: 38 اما الرجل الذي خرجت منه الشياطين فطلب اليه ان يكون معه و لكن يسوع صرفه قائلا
8: 39 ارجع الى بيتك و حدث بكم صنع الله بك فمضى و هو ينادي في المدينة كلها بكم صنع به يسوع
8: 40 و لما رجع يسوع قبله الجمع لانهم كانوا جميعهم ينتظرونه
(4/241)
8: 41 و اذا رجل اسمه يايرس قد جاء و كان رئيس المجمع فوقع عند قدمي يسوع و طلب اليه ان يدخل بيته
8: 42 لانه كان له بنت وحيدة لها نحو اثنتي عشرة سنة و كانت في حال الموت ففيما هو منطلق زحمته الجموع
8: 43 و امراة بنزف دم منذ اثنتي عشرة سنة و قد انفقت كل معيشتها للاطباء و لم تقدر ان تشفى من احد
8: 44 جاءت من ورائه و لمست هدب ثوبه ففي الحال وقف نزف دمها
8: 45 فقال يسوع من الذي لمسني و اذ كان الجميع ينكرون قال بطرس و الذين معه يا معلم الجموع يضيقون عليك و يزحمونك و تقول من الذي لمسني
8: 46 فقال يسوع قد لمسني واحد لاني علمت ان قوة قد خرجت مني
8: 47 فلما رات المراة انها لم تختف جاءت مرتعدة و خرت له و اخبرته قدام جميع الشعب لاي سبب لمسته و كيف برئت في الحال
8: 48 فقال لها ثقي يا ابنة ايمانك قد شفاك اذهبي بسلام
8: 49 و بينما هو يتكلم جاء واحد من دار رئيس المجمع قائلا له قد ماتت ابنتك لا تتعب المعلم
8: 50 فسمع يسوع و اجابه قائلا لا تخف امن فقط فهي تشفى
8: 51 فلما جاء الى البيت لم يدع احدا يدخل الا بطرس و يعقوب و يوحنا و ابا الصبية و امها
8: 52 و كان الجميع يبكون عليها و يلطمون فقال لا تبكوا لم تمت لكنها نائمة
8: 53 فضحكوا عليه عارفين انها ماتت
8: 54 فاخرج الجمع خارجا و امسك بيدها و نادى قائلا يا صبية قومي
8: 55 فرجعت روحها و قامت في الحال فامر ان تعطى لتاكل
8: 56 فبهت والداها فاوصاهما ان لا يقولا لاحد عما كان
9: 1 و دعا تلاميذه الاثني عشر و اعطاهم قوة و سلطانا على جميع الشياطين و شفاء امراض
9: 2 و ارسلهم ليكرزوا بملكوت الله و يشفوا المرضى
9: 3 و قال لهم لا تحملوا شيئا للطريق لا عصا و لا مزودا و لا خبزا و لا فضة و لا يكون للواحد ثوبان
9: 4 و اي بيت دخلتموه فهناك اقيموا و من هناك اخرجوا
9: 5 و كل من لا يقبلكم فاخرجوا من تلك المدينة و انفضوا الغبار ايضا عن ارجلكم شهادة عليهم
(4/242)
9: 6 فلما خرجوا كانوا يجتازون في كل قرية يبشرون و يشفون في كل موضع
9: 7 فسمع هيرودس رئيس الربع بجميع ما كان منه و ارتاب لان قوما كانوا يقولون ان يوحنا قد قام من الاموات
9: 8 و قوما ان ايليا ظهر و اخرين ان نبيا من القدماء قام
9: 9 فقال هيرودس يوحنا انا قطعت راسه فمن هو هذا الذي اسمع عنه مثل هذا و كان يطلب ان يراه
9: 10 و لما رجع الرسل اخبروه بجميع ما فعلوا فاخذهم و انصرف منفردا الى موضع خلاء لمدينة تسمى بيت صيدا
9: 11 فالجموع اذ علموا تبعوه فقبلهم و كلمهم عن ملكوت الله و المحتاجون الى الشفاء شفاهم
9: 12 فابتدا النهار يميل فتقدم الاثنا عشر و قالوا له اصرف الجمع ليذهبوا الى القرى و الضياع حوالينا فيبيتوا و يجدوا طعاما لاننا ههنا في موضع خلاء
9: 13 فقال لهم اعطوهم انتم لياكلوا فقالوا ليس عندنا اكثر من خمسة ارغفة و سمكتين الا ان نذهب و نبتاع طعاما لهذا الشعب كله
9: 14 لانهم كانوا نحو خمسة الاف رجل فقال لتلاميذه اتكئوهم فرقا خمسين خمسين
9: 15 ففعلوا هكذا و اتكاوا الجميع
9: 16 فاخذ الارغفة الخمسة و السمكتين و رفع نظره نحو السماء و باركهن ثم كسر و اعطى التلاميذ ليقدموا للجمع
9: 17 فاكلوا و شبعوا جميعا ثم رفع ما فضل عنهم من الكسر اثنتا عشرة قفة
9: 18 و فيما هو يصلي على انفراد كان التلاميذ معه فسالهم قائلا من تقول الجموع اني انا
9: 19 فاجابوا و قالوا يوحنا المعمدان و اخرون ايليا و اخرون ان نبيا من القدماء قام
9: 20 فقال لهم و انتم من تقولون اني انا فاجاب بطرس و قال مسيح الله
9: 21 فانتهرهم و اوصى ان لا يقولوا ذلك لاحد
9: 22 قائلا انه ينبغي ان ابن الانسان يتالم كثيرا و يرفض من الشيوخ و رؤساء الكهنة و الكتبة و يقتل و في اليوم الثالث يقوم
9: 23 و قال للجميع ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه و يحمل صليبه كل يوم و يتبعني
(4/243)
9: 24 فان من اراد ان يخلص نفسه يهلكها و من يهلك نفسه من اجلي فهذا يخلصها
9: 25 لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و اهلك نفسه او خسرها
9: 26 لان من استحى بي و بكلامي فبهذا يستحي ابن الانسان متى جاء بمجده و مجد الاب و الملائكة القديسين
9: 27 حقا اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله
9: 28 و بعد هذا الكلام بنحو ثمانية ايام اخذ بطرس و يوحنا و يعقوب و صعد الى جبل ليصلي
9: 29 و فيما هو يصلي صارت هيئة وجهه متغيرة و لباسه مبيضا لامعا
9: 30 و اذا رجلان يتكلمان معه و هما موسى و ايليا
9: 31 اللذان ظهرا بمجد و تكلما عن خروجه الذي كان عتيدا ان يكمله في اورشليم
9: 32 و اما بطرس و اللذان معه فكانوا قد تثقلوا بالنوم فلما استيقظوا راوا مجده و الرجلين الواقفين معه
9: 33 و فيما هما يفارقانه قال بطرس ليسوع يا معلم جيد ان نكون ههنا فلنصنع ثلاثة مظال لك واحدة و لموسى واحدة و لايليا واحدة و هو لا يعلم ما يقول
9: 34 و فيما هو يقول ذلك كانت سحابة فظللتهم فخافوا عندما دخلوا في السحابة
9: 35 و صار صوت من السحابة قائلا هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا
9: 36 و لما كان الصوت وجد يسوع وحده و اما هم فسكتوا و لم يخبروا احدا في تلك الايام بشيء مما ابصروه
9: 37 و في اليوم التالي اذ نزلوا من الجبل استقبله جمع كثير
9: 38 و اذا رجل من الجمع صرخ قائلا يا معلم اطلب اليك انظر الى ابني فانه وحيد لي
9: 39 و ها روح ياخذه فيصرخ بغتة فيصرعه مزبدا و بالجهد يفارقه مرضضا اياه
9: 40 و طلبت من تلاميذك ان يخرجوه فلم يقدروا
9: 41 فاجاب يسوع و قال ايها الجيل غير المؤمن و الملتوي الى متى اكون معكم و احتملكم قدم ابنك الى هنا
9: 42 و بينما هو ات مزقه الشيطان و صرعه فانتهر يسوع الروح النجس و شفى الصبي و سلمه الى ابيه
(4/244)
9: 43 فبهت الجميع من عظمة الله و اذ كان الجميع يتعجبون من كل ما فعل يسوع قال لتلاميذه
9: 44 ضعوا انتم هذا الكلام في اذانكم ان ابن الانسان سوف يسلم الى ايدي الناس
9: 45 و اما هم فلم يفهموا هذا القول و كان مخفى عنهم لكي لا يفهموه و خافوا ان يسالوه عن هذا القول
9: 46 و داخلهم فكر من عسى ان يكون اعظم فيهم
9: 47 فعلم يسوع فكر قلبهم و اخذ ولدا و اقامه عنده
9: 48 و قال لهم من قبل هذا الولد باسمي يقبلني و من قبلني يقبل الذي ارسلني لان الاصغر فيكم جميعا هو يكون عظيما
9: 49 فاجاب يوحنا و قال يا معلم راينا واحدا يخرج الشياطين باسمك فمنعناه لانه ليس يتبع معنا
9: 50 فقال له يسوع لا تمنعوه لان من ليس علينا فهو معنا
9: 51 و حين تمت الايام لارتفاعه ثبت وجهه لينطلق الى اورشليم
9: 52 و ارسل امام وجهه رسلا فذهبوا و دخلوا قرية للسامريين حتى يعدوا له
9: 53 فلم يقبلوه لان وجهه كان متجها نحو اورشليم
9: 54 فلما راى ذلك تلميذاه يعقوب و يوحنا قالا يا رب اتريد ان نقول ان تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل ايليا ايضا
9: 55 فالتفت و انتهرهما و قال لستما تعلمان من اي روح انتما
9: 56 لان ابن الانسان لم يات ليهلك انفس الناس بل ليخلص فمضوا الى قرية اخرى
9: 57 و فيما هم سائرون في الطريق قال له واحد يا سيد اتبعك اينما تمضي
9: 58 فقال له يسوع للثعالب اوجرة و لطيور السماء اوكار و اما ابن الانسان فليس له اين يسند راسه
9: 59 و قال لاخر اتبعني فقال يا سيد ائذن لي ان امضي اولا و ادفن ابي
9: 60 فقال له يسوع دع الموتى يدفنون موتاهم و اما انت فاذهب و ناد بملكوت الله
9: 61 و قال اخر ايضا اتبعك يا سيد و لكن ائذن لي اولا ان اودع الذين في بيتي
9: 62 فقال له يسوع ليس احد يضع يده على المحراث و ينظر الى الوراء يصلح لملكوت الله
(4/245)
10: 1 و بعد ذلك عين الرب سبعين اخرين ايضا و ارسلهم اثنين اثنين امام وجهه الى كل مدينة و موضع حيث كان هو مزمعا ان ياتي
10: 2 فقال لهم ان الحصاد كثير و لكن الفعلة قليلون فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده
10: 3 اذهبوا ها انا ارسلكم مثل حملان بين ذئاب
10: 4 لا تحملوا كيسا و لا مزودا و لا احذية و لا تسلموا على احد في الطريق
10: 5 و اي بيت دخلتموه فقولوا اولا سلام لهذا البيت
10: 6 فان كان هناك ابن السلام يحل سلامكم عليه و الا فيرجع اليكم
10: 7 و اقيموا في ذلك البيت اكلين و شاربين مما عندهم لان الفاعل مستحق اجرته لا تنتقلوا من بيت الى بيت
10: 8 و اية مدينة دخلتموها و قبلوكم فكلوا مما يقدم لكم
10: 9 و اشفوا المرضى الذين فيها و قولوا لهم قد اقترب منكم ملكوت الله
10: 10 و اية مدينة دخلتموها و لم يقبلوكم فاخرجوا الى شوارعها و قولوا
10: 11 حتى الغبار الذي لصق بنا من مدينتكم ننفضه لكم و لكن اعلموا هذا انه قد اقترب منكم ملكوت الله
10: 12 و اقول لكم انه يكون لسدوم في ذلك اليوم حالة اكثر احتمالا مما لتلك المدينة
10: 13 ويل لك يا كورزين ويل لك يا بيت صيدا لانه لو صنعت في صور و صيدا القوات المصنوعة فيكما لتابتا قديما جالستين في المسوح و الرماد
10: 14 و لكن صور و صيدا يكون لهما في الدين حالة اكثر احتمالا مما لكما
10: 15 و انت يا كفرناحوم المرتفعة الى السماء ستهبطين الى الهاوية
10: 16 الذي يسمع منكم يسمع مني و الذي يرذلكم يرذلني و الذي يرذلني يرذل الذي ارسلني
10: 17 فرجع السبعون بفرح قائلين يا رب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك
10: 18 فقال لهم رايت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء
10: 19 ها انا اعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات و العقارب و كل قوة العدو و لا يضركم شيء
10: 20 و لكن لا تفرحوا بهذا ان الارواح تخضع لكم بل افرحوا بالحري ان اسماءكم كتبت في السماوات
(4/246)
10: 21 و في تلك الساعة تهلل يسوع بالروح و قال احمدك ايها الاب رب السماء و الارض لانك اخفيت هذه عن الحكماء و الفهماء و اعلنتها للاطفال نعم ايها الاب لان هكذا صارت المسرة امامك
10: 22 و التفت الى تلاميذه و قال كل شيء قد دفع الي من ابي و ليس احد يعرف من هو الابن الا الاب و لا من هو الاب الا الابن و من اراد الابن ان يعلن له
10: 23 و التفت الى تلاميذه على انفراد و قال طوبى للعيون التي تنظر ما تنظرونه
10: 24 لاني اقول لكم ان انبياء كثيرين و ملوكا ارادوا ان ينظروا ما انتم تنظرون و لم ينظروا و ان يسمعوا ما انتم تسمعون و لم يسمعوا
10: 25 و اذا ناموسي قام يجربه قائلا يا معلم ماذا اعمل لارث الحياة الابدية
10: 26 فقال له ما هو مكتوب في الناموس كيف تقرا
10: 27 فاجاب و قال تحب الرب الهك من كل قلبك و من كل نفسك و من كل قدرتك و من كل فكرك و قريبك مثل نفسك
10: 28 فقال له بالصواب اجبت افعل هذا فتحيا
10: 29 و اما هو فاذ اراد ان يبرر نفسه قال ليسوع و من هو قريبي
10: 30 فاجاب يسوع و قال انسان كان نازلا من اورشليم الى اريحا فوقع بين لصوص فعروه و جرحوه و مضوا و تركوه بين حي و ميت
10: 31 فعرض ان كاهنا نزل في تلك الطريق فراه و جاز مقابله
10: 32 و كذلك لاوي ايضا اذ صار عند المكان جاء و نظر و جاز مقابله
10: 33 و لكن سامريا مسافرا جاء اليه و لما راه تحنن
10: 34 فتقدم و ضمد جراحاته و صب عليها زيتا و خمرا و اركبه على دابته و اتى به الى فندق و اعتنى به
10: 35 و في الغد لما مضى اخرج دينارين و اعطاهما لصاحب الفندق و قال له اعتن به و مهما انفقت اكثر فعند رجوعي اوفيك
10: 36 فاي هؤلاء الثلاثة ترى صار قريبا للذي وقع بين اللصوص
10: 37 فقال الذي صنع معه الرحمة فقال له يسوع اذهب انت ايضا و اصنع هكذا
10: 38 و فيما هم سائرون دخل قرية فقبلته امراة اسمها مرثا في بيتها
(4/247)
10: 39 و كانت لهذه اخت تدعى مريم التي جلست عند قدمي يسوع و كانت تسمع كلامه
10: 40 و اما مرثا فكانت مرتبكة في خدمة كثيرة فوقفت و قالت يا رب اما تبالي بان اختي قد تركتني اخدم وحدي فقل لها ان تعينني
10: 41 فاجاب يسوع و قال لها مرثا مرثا انت تهتمين و تضطربين لاجل امور كثيرة
10: 42 و لكن الحاجة الى واحد فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها
11: 1 و اذ كان يصلي في موضع لما فرغ قال واحد من تلاميذه يا رب علمنا ان نصلي كما علم يوحنا ايضا تلاميذه
11: 2 فقال لهم متى صليتم فقولوا ابانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك ليات ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض
11: 3 خبزنا كفافنا اعطنا كل يوم
11: 4 و اغفر لنا خطايانا لاننا نحن ايضا نغفر لكل من يذنب الينا و لا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير
11: 5 ثم قال لهم من منكم يكون له صديق و يمضي اليه نصف الليل و يقول له يا صديق اقرضني ثلاثة ارغفة
11: 6 لان صديقا لي جاءني من سفر و ليس لي ما اقدم له
11: 7 فيجيب ذلك من داخل و يقول لا تزعجني الباب مغلق الان و اولادي معي في الفراش لا اقدر ان اقوم و اعطيك
11: 8 اقول لكم و ان كان لا يقوم و يعطيه لكونه صديقه فانه من اجل لجاجته يقوم و يعطيه قدر ما يحتاج
11: 9 و انا اقول لكم اسالوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم
11: 10 لان كل من يسال ياخذ و من يطلب يجد و من يقرع يفتح له
11: 11 فمن منكم و هو اب يساله ابنه خبزا افيعطيه حجرا او سمكة افيعطيه حية بدل السمكة
11: 12 او اذا ساله بيضة افيعطيه عقربا
11: 13 فان كنتم و انتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري الاب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسالونه
11: 14 و كان يخرج شيطانا و كان ذلك اخرس فلما اخرج الشيطان تكلم الاخرس فتعجب الجموع
11: 15 و اما قوم منهم فقالوا ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين
(4/248)
11: 16 و اخرون طلبوا منه اية من السماء يجربونه
11: 17 فعلم افكارهم و قال لهم كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب و بيت منقسم على بيت يسقط
11: 18 فان كان الشيطان ايضا ينقسم على ذاته فكيف تثبت مملكته لانكم تقولون اني ببعلزبول اخرج الشياطين
11: 19 فان كنت انا ببعلزبول اخرج الشياطين فابناؤكم بمن يخرجون لذلك هم يكونون قضاتكم
11: 20 و لكن ان كنت باصبع الله اخرج الشياطين فقد اقبل عليكم ملكوت الله
11: 21 حينما يحفظ القوي داره متسلحا تكون امواله في امان
11: 22 و لكن متى جاء من هو اقوى منه فانه يغلبه و ينزع سلاحه الكامل الذي اتكل عليه و يوزع غنائمه
11: 23 من ليس معي فهو علي و من لا يجمع معي فهو يفرق
11: 24 متى خرج الروح النجس من الانسان يجتاز في اماكن ليس فيها ماء يطلب راحة و اذ لا يجد يقول ارجع الى بيتي الذي خرجت منه
11: 25 فياتي و يجده مكنوسا مزينا
11: 26 ثم يذهب و ياخذ سبعة ارواح اخر اشر منه فتدخل و تسكن هناك فتصير اواخر ذلك الانسان اشر من اوائله
11: 27 و فيما هو يتكلم بهذا رفعت امراة صوتها من الجمع و قالت له طوبى للبطن الذي حملك و الثديين اللذين رضعتهما
11: 28 اما هو فقال بل طوبى للذين يسمعون كلام الله و يحفظونه
11: 29 و فيما كان الجموع مزدحمين ابتدا يقول هذا الجيل شرير يطلب اية و لا تعطى له اية الا اية يونان النبي
11: 30 لانه كما كان يونان اية لاهل نينوى كذلك يكون ابن الانسان ايضا لهذا الجيل
11: 31 ملكة التيمن ستقوم في الدين مع رجال هذا الجيل و تدينهم لانها اتت من اقاصي الارض لتسمع حكمة سليمان و هوذا اعظم من سليمان ههنا
11: 32 رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل و يدينونه لانهم تابوا بمناداة يونان و هوذا اعظم من يونان ههنا
11: 33 ليس احد يوقد سراجا و يضعه في خفية و لا تحت المكيال بل على المنارة لكي ينظر الداخلون النور
(4/249)
11: 34 سراج الجسد هو العين فمتى كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا و متى كانت عينك شريرة فجسدك يكون مظلما
11: 35 انظر اذا لئلا يكون النور الذي فيك ظلمة
11: 36 فان كان جسدك كله نيرا ليس فيه جزء مظلم يكون نيرا كله كما حينما يضيء لك السراج بلمعانه
11: 37 و فيما هو يتكلم ساله فريسي ان يتغدى عنده فدخل و اتكا
11: 38 و اما الفريسي فلما راى ذلك تعجب انه لم يغتسل اولا قبل الغداء
11: 39 فقال له الرب انتم الان ايها الفريسيون تنقون خارج الكاس و القصعة و اما باطنكم فمملوء اختطافا و خبثا
11: 40 يا اغبياء اليس الذي صنع الخارج صنع الداخل ايضا
11: 41 بل اعطوا ما عندكم صدقة فهوذا كل شيء يكون نقيا لكم
11: 42 و لكن ويل لكم ايها الفريسيون لانكم تعشرون النعنع و السذاب و كل بقل و تتجاوزون عن الحق و محبة الله كان ينبغي ان تعملوا هذه و لا تتركوا تلك
11: 43 ويل لكم ايها الفريسيون لانكم تحبون المجلس الاول في المجامع و التحيات في الاسواق
11: 44 ويل لكم ايها الكتبة و الفريسيون المراؤون لانكم مثل القبور المختفية و الذين يمشون عليها لا يعلمون
11: 45 فاجاب واحد من الناموسيين و قال له يا معلم حين تقول هذا تشتمنا نحن ايضا
11: 46 فقال و ويل لكم انتم ايها الناموسيون لانكم تحملون الناس احمالا عسرة الحمل و انتم لا تمسون الاحمال باحدى اصابعكم
11: 47 ويل لكم لانكم تبنون قبور الانبياء و اباؤكم قتلوهم
11: 48 اذا تشهدون و ترضون باعمال ابائكم لانهم هم قتلوهم و انتم تبنون قبورهم
11: 49 لذلك ايضا قالت حكمة الله اني ارسل اليهم انبياء و رسلا فيقتلون منهم و يطردون
11: 50 لكي يطلب من هذا الجيل دم جميع الانبياء المهرق منذ انشاء العالم
11: 51 من دم هابيل الى دم زكريا الذي اهلك بين المذبح و البيت نعم اقول لكم انه يطلب من هذا الجيل
11: 52 ويل لكم ايها الناموسيون لانكم اخذتم مفتاح المعرفة ما دخلتم انتم و الداخلون منعتموهم
(4/250)
11: 53 و فيما هو يكلمهم بهذا ابتدا الكتبة و الفريسيون يحنقون جدا و يصادرونه على امور كثيرة
11: 54 و هم يراقبونه طالبين ان يصطادوا شيئا من فمه لكي يشتكوا عليه
12: 1 و في اثناء ذلك اذ اجتمع ربوات الشعب حتى كان بعضهم يدوس بعضا ابتدا يقول لتلاميذه اولا تحرزوا لانفسكم من خمير الفريسيين الذي هو الرياء
12: 2 فليس مكتوم لن يستعلن و لا خفي لن يعرف
12: 3 لذلك كل ما قلتموه في الظلمة يسمع في النور و ما كلمتم به الاذن في المخادع ينادى به على السطوح
12: 4 و لكن اقول لكم يا احبائي لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد و بعد ذلك ليس لهم ما يفعلون اكثر
12: 5 بل اريكم ممن تخافون خافوا من الذي بعدما يقتل له سلطان ان يلقي في جهنم نعم اقول لكم من هذا خافوا
12: 6 اليست خمسة عصافير تباع بفلسين و واحد منها ليس منسيا امام الله
12: 7 بل شعور رؤوسكم ايضا جميعها محصاة فلا تخافوا انتم افضل من عصافير كثيرة
12: 8 و اقول لكم كل من اعترف بي قدام الناس يعترف به ابن الانسان قدام ملائكة الله
12: 9 و من انكرني قدام الناس ينكر قدام ملائكة الله
12: 10 و كل من قال كلمة على ابن الانسان يغفر له و اما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له
12: 11 و متى قدموكم الى المجامع و الرؤساء و السلاطين فلا تهتموا كيف او بما تحتجون او بما تقولون
12: 12 لان الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب ان تقولوه
12: 13 و قال له واحد من الجمع يا معلم قل لاخي ان يقاسمني الميراث
12: 14 فقال له يا انسان من اقامني عليكما قاضيا او مقسما
12: 15 و قال لهم انظروا و تحفظوا من الطمع فانه متى كان لاحد كثير فليست حياته من امواله
12: 16 و ضرب لهم مثلا قائلا انسان غني اخصبت كورته
12: 17 ففكر في نفسه قائلا ماذا اعمل لان ليس لي موضع اجمع فيه اثماري
12: 18 و قال اعمل هذا اهدم مخازني و ابني اعظم و اجمع هناك جميع غلاتي و خيراتي
(4/251)
12: 19 و اقول لنفسي يا نفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة استريحي و كلي و اشربي و افرحي
12: 20 فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي اعددتها لمن تكون
12: 21 هكذا الذي يكنز لنفسه و ليس هو غنيا لله
12: 22 و قال لتلاميذه من اجل هذا اقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تاكلون و لا للجسد بما تلبسون
12: 23 الحياة افضل من الطعام و الجسد افضل من اللباس
12: 24 تاملوا الغربان انها لا تزرع و لا تحصد و ليس لها مخدع و لا مخزن و الله يقيتها كم انتم بالحري افضل من الطيور
12: 25 و من منكم اذا اهتم يقدر ان يزيد على قامته ذراعا واحدة
12: 26 فان كنتم لا تقدرون و لا على الاصغر فلماذا تهتمون بالبواقي
12: 27 تاملوا الزنابق كيف تنمو لا تتعب و لا تغزل و لكن اقول لكم انه و لا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها
12: 28 فان كان العشب الذي يوجد اليوم في الحقل و يطرح غدا في التنور يلبسه الله هكذا فكم بالحري يلبسكم انتم يا قليلي الايمان
12: 29 فلا تطلبوا انتم ما تاكلون و ما تشربون و لا تقلقوا
12: 30 فان هذه كلها تطلبها امم العالم و اما انتم فابوكم يعلم انكم تحتاجون الى هذه
12: 31 بل اطلبوا ملكوت الله و هذه كلها تزاد لكم
12: 32 لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت
12: 33 بيعوا ما لكم و اعطوا صدقة اعملوا لكم اكياسا لا تفنى و كنزا لا ينفد في السماوات حيث لا يقرب سارق و لا يبلي سوس
12: 34 لانه حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم ايضا
12: 35 لتكن احقاؤكم ممنطقة و سرجكم موقدة
12: 36 و انتم مثل اناس ينتظرون سيدهم متى يرجع من العرس حتى اذا جاء و قرع يفتحون له للوقت
12: 37 طوبى لاولئك العبيد الذين اذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين الحق اقول لكم انه يتمنطق و يتكئهم و يتقدم و يخدمهم
12: 38 و ان اتى في الهزيع الثاني او اتى في الهزيع الثالث و وجدهم هكذا فطوبى لاولئك العبيد
(4/252)
12: 39 و انما اعلموا هذا انه لو عرف رب البيت في اي ساعة ياتي السارق لسهر و لم يدع بيته ينقب
12: 40 فكونوا انتم اذا مستعدين لانه في ساعة لا تظنون ياتي ابن الانسان
12: 41 فقال له بطرس يا رب النا تقول هذا المثل ام للجميع ايضا
12: 42 فقال الرب فمن هو الوكيل الامين الحكيم الذي يقيمه سيده على خدمه ليعطيهم العلوفة في حينها
12: 43 طوبى لذلك العبد الذي اذا جاء سيده يجده يفعل هكذا
12: 44 بالحق اقول لكم انه يقيمه على جميع امواله
12: 45 و لكن ان قال ذلك العبد في قلبه سيدي يبطئ قدومه فيبتدئ يضرب الغلمان و الجواري و ياكل و يشرب و يسكر
12: 46 ياتي سيد ذلك العبد في يوم لا ينتظره و في ساعة لا يعرفها فيقطعه و يجعل نصيبه مع الخائنين
12: 47 و اما ذلك العبد الذي يعلم ارادة سيده و لا يستعد و لا يفعل بحسب ارادته فيضرب كثيرا
12: 48 و لكن الذي لا يعلم و يفعل ما يستحق ضربات يضرب قليلا فكل من اعطي كثيرا يطلب منه كثير و من يودعونه كثيرا يطالبونه باكثر
12: 49 جئت لالقي نارا على الارض فماذا اريد لو اضطرمت
12: 50 و لي صبغة اصطبغها و كيف انحصر حتى تكمل
12: 51 اتظنون اني جئت لاعطي سلاما على الارض كلا اقول لكم بل انقساما
12: 52 لانه يكون من الان خمسة في بيت واحد منقسمين ثلاثة على اثنين و اثنان على ثلاثة
12: 53 ينقسم الاب على الابن و الابن على الاب و الام على البنت و البنت على الام و الحماة على كنتها و الكنة على حماتها
12: 54 ثم قال ايضا للجموع اذا رايتم السحاب تطلع من المغارب فللوقت تقولون انه ياتي مطر فيكون هكذا
12: 55 و اذا رايتم ريح الجنوب تهب تقولون انه سيكون حر فيكون
12: 56 يا مراؤون تعرفون ان تميزوا وجه الارض و السماء و اما هذا الزمان فكيف لا تميزونه
12: 57 و لماذا لا تحكمون بالحق من قبل نفوسكم
(4/253)
12: 58 حينما تذهب مع خصمك الى الحاكم ابذل الجهد و انت في الطريق لتتخلص منه لئلا يجرك الى القاضي و يسلمك القاضي الى الحاكم فيلقيك الحاكم في السجن
12: 59 اقول لك لا تخرج من هناك حتى توفي الفلس الاخير
13: 1 و كان حاضرا في ذلك الوقت قوم يخبرونه عن الجليليين الذين خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم
13: 2 فاجاب يسوع و قال لهم اتظنون ان هؤلاء الجليليين كانوا خطاة اكثر من كل الجليليين لانهم كابدوا مثل هذا
13: 3 كلا اقول لكم بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون
13: 4 او اولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج في سلوام و قتلهم اتظنون ان هؤلاء كانوا مذنبين اكثر من جميع الناس الساكنين في اورشليم
13: 5 كلا اقول لكم بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون
13: 6 و قال هذا المثل كانت لواحد شجرة تين مغروسة في كرمه فاتى يطلب فيها ثمرا و لم يجد
13: 7 فقال للكرام هوذا ثلاثة سنين اتي اطلب ثمرا في هذه التينة و لم اجد اقطعها لماذا تبطل الارض ايضا
13: 8 فاجاب و قال له يا سيد اتركها هذه السنة ايضا حتى انقب حولها و اضع زبلا
13: 9 فان صنعت ثمرا و الا ففيما بعد تقطعها
13: 10 و كان يعلم في احد المجامع في السبت
13: 11 و اذا امراة كان بها روح ضعف ثماني عشرة سنة و كانت منحنية و لم تقدر ان تنتصب البتة
13: 12 فلما راها يسوع دعاها و قال لها يا امراة انك محلولة من ضعفك
13: 13 و وضع عليها يديه ففي الحال استقامت و مجدت الله
13: 14 فاجاب رئيس المجمع و هو مغتاظ لان يسوع ابرا في السبت و قال للجمع هي ستة ايام ينبغي فيها العمل ففي هذه ائتوا و استشفوا و ليس في يوم السبت
13: 15 فاجابه الرب و قال يا مرائي الا يحل كل واحد في السبت ثوره او حماره من المذود و يمضي به و يسقيه
13: 16 و هذه و هي ابنة ابراهيم قد ربطها الشيطان ثماني عشرة سنة اما كان ينبغي ان تحل من هذا الرباط في يوم السبت
(4/254)
13: 17 و اذ قال هذا اخجل جميع الذين كانوا يعاندونه و فرح كل الجمع بجميع الاعمال المجيدة الكائنة منه
13: 18 فقال ماذا يشبه ملكوت الله و بماذا اشبهه
13: 19 يشبه حبة خردل اخذها انسان و القاها في بستانه فنمت و صارت شجرة كبيرة و تاوت طيور السماء في اغصانها
13: 20 و قال ايضا بماذا اشبه ملكوت الله
13: 21 يشبه خميرة اخذتها امراة و خباتها في ثلاثة اكيال دقيق حتى اختمر الجميع
13: 22 و اجتاز في مدن و قرى يعلم و يسافر نحو اورشليم
13: 23 فقال له واحد يا سيد اقليل هم الذين يخلصون فقال لهم
13: 24 اجتهدوا ان تدخلوا من الباب الضيق فاني اقول لكم ان كثيرين سيطلبون ان يدخلوا و لا يقدرون
13: 25 من بعدما يكون رب البيت قد قام و اغلق الباب و ابتداتم تقفون خارجا و تقرعون الباب قائلين يا رب يا رب افتح لنا يجيب و يقول لكم لا اعرفكم من اين انتم
13: 26 حينئذ تبتدئون تقولون اكلنا قدامك و شربنا و علمت في شوارعنا
13: 27 فيقول اقول لكم لا اعرفكم من اين انتم تباعدوا عني يا جميع فاعلي الظلم
13: 28 هناك يكون البكاء و صرير الاسنان متى رايتم ابراهيم و اسحق و يعقوب و جميع الانبياء في ملكوت الله و انتم مطروحون خارجا
13: 29 و ياتون من المشارق و من المغارب و من الشمال و الجنوب و يتكئون في ملكوت الله
13: 30 و هوذا اخرون يكونون اولين و اولون يكونون اخرين
13: 31 في ذلك اليوم تقدم بعض الفريسيين قائلين له اخرج و اذهب من ههنا لان هيرودس يريد ان يقتلك
13: 32 فقال لهم امضوا و قولوا لهذا الثعلب ها انا اخرج شياطين و اشفي اليوم و غدا و في اليوم الثالث اكمل
13: 33 بل ينبغي ان اسير اليوم و غدا و ما يليه لانه لا يمكن ان يهلك نبي خارج عن اورشليم
13: 34 يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء و راجمة المرسلين اليها كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها و لم تريدوا
(4/255)
13: 35 هوذا بيتكم يترك لكم خرابا و الحق اقول لكم انكم لا ترونني حتى ياتي وقت تقولون فيه مبارك الاتي باسم الرب
14: 1 و اذ جاء الى بيت احد رؤساء الفريسيين في السبت لياكل خبزا كانوا يراقبونه
14: 2 و اذا انسان مستسق كان قدامه
14: 3 فاجاب يسوع و كلم الناموسيين و الفريسيين قائلا هل يحل الابراء في السبت
14: 4 فسكتوا فامسكه و ابراه و اطلقه
14: 5 ثم اجابهم و قال من منكم يسقط حماره او ثوره في بئر و لا ينشله حالا في يوم السبت
14: 6 فلم يقدروا ان يجيبوه عن ذلك
14: 7 و قال للمدعوين مثلا و هو يلاحظ كيف اختاروا المتكات الاولى قائلا لهم
14: 8 متى دعيت من احد الى عرس فلا تتكئ في المتكا الاول لعل اكرم منك يكون قد دعي منه
14: 9 فياتي الذي دعاك و اياه و يقول لك اعطي مكانا لهذا فحينئذ تبتدئ بخجل تاخذ الموضع الاخير
14: 10 بل متى دعيت فاذهب و اتكئ في الموضع الاخير حتى اذا جاء الذي دعاك يقول لك يا صديق ارتفع الى فوق حينئذ يكون لك مجد امام المتكئين معك
14: 11 لان كل من يرفع نفسه يتضع و من يضع نفسه يرتفع
14: 12 و قال ايضا للذي دعاه اذا صنعت غذاء او عشاء فلا تدع اصدقاءك و لا اخوتك و لا اقرباءك و لا الجيران الاغنياء لئلا يدعوك هم ايضا فتكون لك مكافاة
14: 13 بل اذا صنعت ضيافة فادع المساكين الجدع العرج العمي
14: 14 فيكون لك الطوبى اذ ليس لهم حتى يكافوك لانك تكافى في قيامة الابرار
14: 15 فلما سمع ذلك واحد من المتكئين قال له طوبى لمن ياكل خبزا في ملكوت الله
14: 16 فقال له انسان صنع عشاء عظيما و دعا كثيرين
14: 17 و ارسل عبده في ساعة العشاء ليقول للمدعوين تعالوا لان كل شيء قد اعد
14: 18 فابتدا الجميع براي واحد يستعفون قال له الاول اني اشتريت حقلا و انا مضطر ان اخرج و انظره اسالك ان تعفيني
14: 19 و قال اخر اني اشتريت خمسة ازواج بقر و انا ماض لامتحنها اسالك ان تعفيني
(4/256)
14: 20 و قال اخر اني تزوجت بامراة فلذلك لا اقدر ان اجيء
14: 21 فاتى ذلك العبد و اخبر سيده بذلك حينئذ غضب رب البيت و قال لعبده اخرج عاجلا الى شوارع المدينة و ازقتها و ادخل الى هنا المساكين و الجدع و العرج و العمي
14: 22 فقال العبد يا سيد قد صار كما امرت و يوجد ايضا مكان
14: 23 فقال السيد للعبد اخرج الى الطرق و السياجات و الزمهم بالدخول حتى يمتلئ بيتي
14: 24 لاني اقول لكم انه ليس واحد من اولئك الرجال المدعوين يذوق عشائي
14: 25 و كان جموع كثيرة سائرين معه فالتفت و قال لهم
14: 26 ان كان احد ياتي الي و لا يبغض اباه و امه و امراته و اولاده و اخوته و اخواته حتى نفسه ايضا فلا يقدر ان يكون لي تلميذا
14: 27 و من لا يحمل صليبه و ياتي ورائي فلا يقدر ان يكون لي تلميذا
14: 28 و من منكم و هو يريد ان يبني برجا لا يجلس اولا و يحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله
14: 29 لئلا يضع الاساس و لا يقدر ان يكمل فيبتدئ جميع الناظرين يهزاون به
14: 30 قائلين هذا الانسان ابتدا يبني و لم يقدر ان يكمل
14: 31 و اي ملك ان ذهب لمقاتلة ملك اخر في حرب لا يجلس اولا و يتشاور هل يستطيع ان يلاقي بعشرة الاف الذي ياتي عليه بعشرين الفا
14: 32 و الا فما دام ذلك بعيدا يرسل سفارة و يسال ما هو للصلح
14: 33 فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع امواله لا يقدر ان يكون لي تلميذا
14: 34 الملح جيد و لكن اذا فسد الملح فبماذا يصلح
14: 35 لا يصلح لارض و لا لمزبلة فيطرحونه خارجا من له اذنان للسمع فليسمع
15: 1 و كان جميع العشارين و الخطاة يدنون منه ليسمعوه
15: 2 فتذمر الفريسيون و الكتبة قائلين هذا يقبل خطاة و ياكل معهم
15: 3 فكلمهم بهذا المثل قائلا
15: 4 اي انسان منكم له مئة خروف و اضاع واحدا منها الا يترك التسعة و التسعين في البرية و يذهب لاجل الضال حتى يجده
15: 5 و اذا وجده يضعه على منكبيه فرحا
(4/257)
15: 6 و ياتي الى بيته و يدعو الاصدقاء و الجيران قائلا لهم افرحوا معي لاني وجدت خروفي الضال
15: 7 اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة و تسعين بارا لا يحتاجون الى توبة
15: 8 او اية امراة لها عشرة دراهم ان اضاعت درهما واحدا الا توقد سراجا و تكنس البيت و تفتش باجتهاد حتى تجده
15: 9 و اذا وجدته تدعو الصديقات و الجارات قائلة افرحن معي لاني وجدت الدرهم الذي اضعته
15: 10 هكذا اقول لكم يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب
15: 11 و قال انسان كان له ابنان
15: 12 فقال اصغرهما لابيه يا ابي اعطني القسم الذي يصيبني من المال فقسم لهما معيشته
15: 13 و بعد ايام ليست بكثيرة جمع الابن الاصغر كل شيء و سافر الى كورة بعيدة و هناك بذر ماله بعيش مسرف
15: 14 فلما انفق كل شيء حدث جوع شديد في تلك الكورة فابتدا يحتاج
15: 15 فمضى و التصق بواحد من اهل تلك الكورة فارسله الى حقوله ليرعى خنازير
15: 16 و كان يشتهي ان يملا بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تاكله فلم يعطه احد
15: 17 فرجع الى نفسه و قال كم من اجير لابي يفضل عنه الخبز و انا اهلك جوعا
15: 18 اقوم و اذهب الى ابي و اقول له يا ابي اخطات الى السماء و قدامك
15: 19 و لست مستحقا بعد ان ادعى لك ابنا اجعلني كاحد اجراك
15: 20 فقام و جاء الى ابيه و اذ كان لم يزل بعيدا راه ابوه فتحنن و ركض و وقع على عنقه و قبله
15: 21 فقال له الابن يا ابي اخطات الى السماء و قدامك و لست مستحقا بعد ان ادعى لك ابنا
15: 22 فقال الاب لعبيده اخرجوا الحلة الاولى و البسوه و اجعلوا خاتما في يده و حذاء في رجليه
15: 23 و قدموا العجل المسمن و اذبحوه فناكل و نفرح
15: 24 لان ابني هذا كان ميتا فعاش و كان ضالا فوجد فابتداوا يفرحون
15: 25 و كان ابنه الاكبر في الحقل فلما جاء و قرب من البيت سمع صوت الات طرب و رقصا
(4/258)
15: 26 فدعا واحدا من الغلمان و ساله ما عسى ان يكون هذا
15: 27 فقال له اخوك جاء فذبح ابوك العجل المسمن لانه قبله سالما
15: 28 فغضب و لم يرد ان يدخل فخرج ابوه يطلب اليه
15: 29 فاجاب و قال لابيه ها انا اخدمك سنين هذا عددها و قط لم اتجاوز وصيتك و جديا لم تعطني قط لافرح مع اصدقائي
15: 30 و لكن لما جاء ابنك هذا الذي اكل معيشتك مع الزواني ذبحت له العجل المسمن
15: 31 فقال له يا بني انت معي في كل حين و كل ما لي فهو لك
15: 32 و لكن كان ينبغي ان نفرح و نسر لان اخاك هذا كان ميتا فعاش و كان ضالا فوجد
16: 1 و قال ايضا لتلاميذه كان انسان غني له وكيل فوشي به اليه بانه يبذر امواله
16: 2 فدعاه و قال له ما هذا الذي اسمع عنك اعط حساب وكالتك لانك لا تقدر ان تكون وكيلا بعد
16: 3 فقال الوكيل في نفسه ماذا افعل لان سيدي ياخذ مني الوكالة لست استطيع ان انقب و استحي ان استعطي
16: 4 قد علمت ماذا افعل حتى اذا عزلت عن الوكالة يقبلوني في بيوتهم
16: 5 فدعا كل واحد من مديوني سيده و قال للاول كم عليك لسيدي
16: 6 فقال مئة بث زيت فقال خذ صكك و اجلس عاجلا و اكتب خمسين
16: 7 ثم قال لاخر و انت كم عليك فقال مئة كر قمح فقال له خذ صكك و اكتب ثمانين
16: 8 فمدح السيد وكيل الظلم اذ بحكمة فعل لان ابناء هذا الدهر احكم من ابناء النور في جيلهم
16: 9 و انا اقول لكم اصنعوا لكم اصدقاء بمال الظلم حتى اذا فنيتم يقبلونكم في المظال الابدية
16: 10 الامين في القليل امين ايضا في الكثير و الظالم في القليل ظالم ايضا في الكثير
16: 11 فان لم تكونوا امناء في مال الظلم فمن ياتمنكم على الحق
16: 12 و ان لم تكونوا امناء في ما هو للغير فمن يعطيكم ما هو لكم
16: 13 لا يقدر خادم ان يخدم سيدين لانه اما ان يبغض الواحد و يحب الاخر او يلازم الواحد و يحتقر الاخر لا تقدرون ان تخدموا الله و المال
(4/259)
16: 14 و كان الفريسيون ايضا يسمعون هذا كله و هم محبون للمال فاستهزاوا به
16: 15 فقال لهم انتم الذين تبررون انفسكم قدام الناس و لكن الله يعرف قلوبكم ان المستعلي عند الناس هو رجس قدام الله
16: 16 كان الناموس و الانبياء الى يوحنا و من ذلك الوقت يبشر بملكوت الله و كل واحد يغتصب نفسه اليه
16: 17 و لكن زوال السماء و الارض ايسر من ان تسقط نقطة واحدة من الناموس
16: 18 كل من يطلق امراته و يتزوج باخرى يزني و كل من يتزوج بمطلقة من رجل يزني
16: 19 كان انسان غني و كان يلبس الارجوان و البز و هو يتنعم كل يوم مترفها
16: 20 و كان مسكين اسمه لعازر الذي طرح عند بابه مضروبا بالقروح
16: 21 و يشتهي ان يشبع من الفتات الساقط من مائدة الغني بل كانت الكلاب تاتي و تلحس قروحه
16: 22 فمات المسكين و حملته الملائكة الى حضن ابراهيم و مات الغني ايضا و دفن
16: 23 فرفع عينيه في الجحيم و هو في العذاب و راى ابراهيم من بعيد و لعازر في حضنه
16: 24 فنادى و قال يا ابي ابراهيم ارحمني و ارسل لعازر ليبل طرف اصبعه بماء و يبرد لساني لاني معذب في هذا اللهيب
16: 25 فقال ابراهيم يا ابني اذكر انك استوفيت خيراتك في حياتك و كذلك لعازر البلايا و الان هو يتعزى و انت تتعذب
16: 26 و فوق هذا كله بيننا و بينكم هوة عظيمة قد اثبتت حتى ان الذين يريدون العبور من ههنا اليكم لا يقدرون و لا الذين من هناك يجتازون الينا
16: 27 فقال اسالك اذا يا ابت ان ترسله الى بيت ابي
16: 28 لان لي خمسة اخوة حتى يشهد لهم لكي لا ياتوا هم ايضا الى موضع العذاب هذا
16: 29 قال له ابراهيم عندهم موسى و الانبياء ليسمعوا منهم
16: 30 فقال لا يا ابي ابراهيم بل اذا مضى اليهم واحد من الاموات يتوبون
16: 31 فقال له ان كانوا لا يسمعون من موسى و الانبياء و لا ان قام واحد من الاموات يصدقون
17: 1 و قال لتلاميذه لا يمكن الا ان تاتي العثرات و لكن ويل للذي تاتي بواسطته
(4/260)
17: 2 خير له لو طوق عنقه بحجر رحى و طرح في البحر من ان يعثر احد هؤلاء الصغار
17: 3 احترزوا لانفسكم و ان اخطا اليك اخوك فوبخه و ان تاب فاغفر له
17: 4 و ان اخطا اليك سبع مرات في اليوم و رجع اليك سبع مرات في اليوم قائلا انا تائب فاغفر له
17: 5 فقال الرسل للرب زد ايماننا
17: 6 فقال الرب لو كان لكم ايمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذه الجميزة انقلعي و انغرسي في البحر فتطيعكم
17: 7 و من منكم له عبد يحرث او يرعى يقول له اذا دخل من الحقل تقدم سريعا و اتكئ
17: 8 بل الا يقول له اعدد ما اتعشى به و تمنطق و اخدمني حتى اكل و اشرب و بعد ذلك تاكل و تشرب انت
17: 9 فهل لذلك العبد فضل لانه فعل ما امر به لا اظن
17: 10 كذلك انتم ايضا متى فعلتم كل ما امرتم به فقولوا اننا عبيد بطالون لاننا انما عملنا ما كان يجب علينا
17: 11 و في ذهابه الى اورشليم اجتاز في وسط السامرة و الجليل
17: 12 و فيما هو داخل الى قرية استقبله عشرة رجال برص فوقفوا من بعيد
17: 13 و رفعوا صوتا قائلين يا يسوع يا معلم ارحمنا
17: 14 فنظر و قال لهم اذهبوا و اروا انفسكم للكهنة ففيما هم منطلقون طهروا
17: 15 فواحد منهم لما راى انه شفي رجع يمجد الله بصوت عظيم
17: 16 و خر على وجهه عند رجليه شاكرا له و كان سامريا
17: 17 فاجاب يسوع و قال اليس العشرة قد طهروا فاين التسعة
17: 18 الم يوجد من يرجع ليعطي مجدا لله غير هذا الغريب الجنس
17: 19 ثم قال له قم و امض ايمانك خلصك
17: 20 و لما ساله الفريسيون متى ياتي ملكوت الله اجابهم و قال لا ياتي ملكوت الله بمراقبة
17: 21 و لا يقولون هوذا ههنا او هوذا هناك لان ها ملكوت الله داخلكم
17: 22 و قال لتلاميذه ستاتي ايام فيها تشتهون ان تروا يوما واحدا من ايام ابن الانسان و لا ترون
17: 23 و يقولون لكم هوذا ههنا او هوذا هناك لا تذهبوا و لا تتبعوا
(4/261)
17: 24 لانه كما ان البرق الذي يبرق من ناحية تحت السماء يضيء الى ناحية تحت السماء كذلك يكون ايضا ابن الانسان في يومه
17: 25 و لكن ينبغي اولا ان يتالم كثيرا و يرفض من هذا الجيل
17: 26 و كما كان في ايام نوح كذلك يكون ايضا في ايام ابن الانسان
17: 27 كانوا ياكلون و يشربون و يزوجون و يتزوجون الى اليوم الذي فيه دخل نوح الفلك و جاء الطوفان و اهلك الجميع
17: 28 كذلك ايضا كما كان في ايام لوط كانوا ياكلون و يشربون و يشترون و يبيعون و يغرسون و يبنون
17: 29 و لكن اليوم الذي فيه خرج لوط من سدوم امطر نارا و كبريتا من السماء فاهلك الجميع
17: 30 هكذا يكون في اليوم الذي فيه يظهر ابن الانسان
17: 31 في ذلك اليوم من كان على السطح و امتعته في البيت فلا ينزل لياخذها و الذي في الحقل كذلك لا يرجع الى الوراء
17: 32 اذكروا امراة لوط
17: 33 من طلب ان يخلص نفسه يهلكها و من اهلكها يحييها
17: 34 اقول لكم انه في تلك الليلة يكون اثنان على فراش واحد فيؤخذ الواحد و يترك الاخر
17: 35 تكون اثنتان تطحنان معا فتؤخذ الواحدة و تترك الاخرى
17: 36 يكون اثنان في الحقل فيؤخذ الواحد و يترك الاخر
17: 37 فاجابوا و قالوا له اين يا رب فقال لهم حيث تكون الجثة هناك تجتمع النسور
18: 1 و قال لهم ايضا مثلا في انه ينبغي ان يصلى كل حين و لا يمل
18: 2 قائلا كان في مدينة قاض لا يخاف الله و لا يهاب انسانا
18: 3 و كان في تلك المدينة ارملة و كانت تاتي اليه قائلة انصفني من خصمي
18: 4 و كان لا يشاء الى زمان و لكن بعد ذلك قال في نفسه و ان كنت لا اخاف الله و لا اهاب انسانا
18: 5 فاني لاجل ان هذه الارملة تزعجني انصفها لئلا تاتي دائما فتقمعني
18: 6 و قال الرب اسمعوا ما يقول قاضي الظلم
18: 7 افلا ينصف الله مختاريه الصارخين اليه نهارا و ليلا و هو متمهل عليهم
(4/262)
18: 8 اقول لكم انه ينصفهم سريعا و لكن متى جاء ابن الانسان العله يجد الايمان على الارض
18: 9 و قال لقوم واثقين بانفسهم انهم ابرار و يحتقرون الاخرين هذا المثل
18: 10 انسانان صعدا الى الهيكل ليصليا واحد فريسي و الاخر عشار
18: 11 اما الفريسي فوقف يصلي في نفسه هكذا اللهم انا اشكرك اني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة و لا مثل هذا العشار
18: 12 اصوم مرتين في الاسبوع و اعشر كل ما اقتنيه
18: 13 و اما العشار فوقف من بعيد لا يشاء ان يرفع عينيه نحو السماء بل قرع على صدره قائلا اللهم ارحمني انا الخاطئ
18: 14 اقول لكم ان هذا نزل الى بيته مبررا دون ذاك لان كل من يرفع نفسه يتضع و من يضع نفسه يرتفع
18: 15 فقدموا اليه الاطفال ايضا ليلمسهم فلما راهم التلاميذ انتهروهم
18: 16 اما يسوع فدعاهم و قال دعوا الاولاد ياتون الي و لا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت الله
18: 17 الحق اقول لكم من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله
18: 18 و ساله رئيس قائلا ايها المعلم الصالح ماذا اعمل لارث الحياة الابدية
18: 19 فقال له يسوع لماذا تدعوني صالحا ليس احد صالحا الا واحد و هو الله
18: 20 انت تعرف الوصايا لا تزن لا تقتل لا تسرق لا تشهد بالزور اكرم اباك و امك
18: 21 فقال هذه كلها حفظتها منذ حداثتي
18: 22 فلما سمع يسوع ذلك قال له يعوزك ايضا شيء بع كل ما لك و وزع على الفقراء فيكون لك كنز في السماء و تعال اتبعني
18: 23 فلما سمع ذلك حزن لانه كان غنيا جدا
18: 24 فلما راه يسوع قد حزن قال ما اعسر دخول ذوي الاموال الى ملكوت الله
18: 25 لان دخول جمل من ثقب ابرة ايسر من ان يدخل غني الى ملكوت الله
18: 26 فقال الذين سمعوا فمن يستطيع ان يخلص
18: 27 فقال غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله
18: 28 فقال بطرس ها نحن قد تركنا كل شيء و تبعناك
(4/263)
18: 29 فقال لهم الحق اقول لكم ان ليس احدا ترك بيتا او والدين او اخوة او امراة او اولادا من اجل ملكوت الله
18: 30 الا و ياخذ في هذا الزمان اضعافا كثيرة و في الدهر الاتي الحياة الابدية
18: 31 و اخذ الاثني عشر و قال لهم ها نحن صاعدون الى اورشليم و سيتم كل ما هو مكتوب بالانبياء عن ابن الانسان
18: 32 لانه يسلم الى الامم و يستهزا به و يشتم و يتفل عليه
18: 33 و يجلدونه و يقتلونه و في اليوم الثالث يقوم
18: 34 و اما هم فلم يفهموا من ذلك شيئا و كان هذا الامر مخفى عنهم و لم يعلموا ما قيل
18: 35 و لما اقترب من اريحا كان اعمى جالسا على الطريق يستعطي
18: 36 فلما سمع الجمع مجتازا سال ما عسى ان يكون هذا
18: 37 فاخبروه ان يسوع الناصري مجتاز
18: 38 فصرخ قائلا يا يسوع ابن داود ارحمني
18: 39 فانتهره المتقدمون ليسكت اما هو فصرخ اكثر كثيرا يا ابن داود ارحمني
18: 40 فوقف يسوع و امر ان يقدم اليه و لما اقترب ساله
18: 41 قائلا ماذا تريد ان افعل بك فقال يا سيد ان ابصر
18: 42 فقال له يسوع ابصر ايمانك قد شفاك
18: 43 و في الحال ابصر و تبعه و هو يمجد الله و جميع الشعب اذ راوا سبحوا الله
19: 1 ثم دخل و اجتاز في اريحا
19: 2 و اذا رجل اسمه زكا و هو رئيس للعشارين و كان غنيا
19: 3 و طلب ان يرى يسوع من هو و لم يقدر من الجمع لانه كان قصير القامة
19: 4 فركض متقدما و صعد الى جميزة لكي يراه لانه كان مزمعا ان يمر من هناك
19: 5 فلما جاء يسوع الى المكان نظر الى فوق فراه و قال له يا زكا اسرع و انزل لانه ينبغي ان امكث اليوم في بيتك
19: 6 فاسرع و نزل و قبله فرحا
19: 7 فلما راى الجميع ذلك تذمروا قائلين انه دخل ليبيت عند رجل خاطئ
19: 8 فوقف زكا و قال للرب ها انا يا رب اعطي نصف اموالي للمساكين و ان كنت قد وشيت باحد ارد اربعة اضعاف
19: 9 فقال له يسوع اليوم حصل خلاص لهذا البيت اذ هو ايضا ابن ابراهيم
(4/264)
19: 10 لان ابن الانسان قد جاء لكي يطلب و يخلص ما قد هلك
19: 11 و اذ كانوا يسمعون هذا عاد فقال مثلا لانه كان قريبا من اورشليم و كانوا يظنون ان ملكوت الله عتيد ان يظهر في الحال
19: 12 فقال انسان شريف الجنس ذهب الى كورة بعيدة لياخذ لنفسه ملكا و يرجع
19: 13 فدعا عشرة عبيد له و اعطاهم عشرة امناء و قال لهم تاجروا حتى اتي
19: 14 و اما اهل مدينته فكانوا يبغضونه فارسلوا وراءه سفارة قائلين لا نريد ان هذا يملك علينا
19: 15 و لما رجع بعدما اخذ الملك امر ان يدعى اليه اولئك العبيد الذين اعطاهم الفضة ليعرف بما تاجر كل واحد
19: 16 فجاء الاول قائلا يا سيد مناك ربح عشرة امناء
19: 17 فقال له نعما ايها العبد الصالح لانك كنت امينا في القليل فليكن لك سلطان على عشر مدن
19: 18 ثم جاء الثاني قائلا يا سيد مناك عمل خمسة امناء
19: 19 فقال لهذا ايضا و كن انت على خمس مدن
19: 20 ثم جاء اخر قائلا يا سيد هوذا مناك الذي كان عندي موضوعا في منديل
19: 21 لاني كنت اخاف منك اذ انت انسان صارم تاخذ ما لم تضع و تحصد ما لم تزرع
19: 22 فقال له من فمك ادينك ايها العبد الشرير عرفت اني انسان صارم اخذ ما لم اضع و احصد ما لم ازرع
19: 23 فلماذا لم تضع فضتي على مائدة الصيارفة فكنت متى جئت استوفيها مع ربا
19: 24 ثم قال للحاضرين خذوا منه المنا و اعطوه للذي عنده العشرة الامناء
19: 25 فقالوا له يا سيد عنده عشرة امناء
19: 26 لاني اقول لكم ان كل من له يعطى و من ليس له فالذي عنده يؤخذ منه
19: 27 اما اعدائي اولئك الذين لم يريدوا ان املك عليهم فاتوا بهم الى هنا و اذبحوهم قدامي
19: 28 و لما قال هذا تقدم صاعدا الى اورشليم
19: 29 و اذ قرب من بيت فاجي و بيت عنيا عند الجبل الذي يدعى جبل الزيتون ارسل اثنين من تلاميذه
19: 30 قائلا اذهبا الى القرية التي امامكما و حين تدخلانها تجدان جحشا مربوطا لم يجلس عليه احد من الناس قط فحلاه و اتيا به
(4/265)
19: 31 و ان سالكما احد لماذا تحلانه فقولا له هكذا ان الرب محتاج اليه
19: 32 فمضى المرسلان و وجدا كما قال لهما
19: 33 و فيما هما يحلان الجحش قال لهما اصحابه لماذا تحلان الجحش
19: 34 فقالا الرب محتاج اليه
19: 35 و اتيا به الى يسوع و طرحا ثيابهما على الجحش و اركبا يسوع
19: 36 و فيما هو سائر فرشوا ثيابهم في الطريق
19: 37 و لما قرب عند منحدر جبل الزيتون ابتدا كل جمهور التلاميذ يفرحون و يسبحون الله بصوت عظيم لاجل جميع القوات التي نظروا
19: 38 قائلين مبارك الملك الاتي باسم الرب سلام في السماء و مجد في الاعالي
19: 39 و اما بعض الفريسيين من الجمع فقالوا له يا معلم انتهر تلاميذك
19: 40 فاجاب و قال لهم اقول لكم انه ان سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ
19: 41 و فيما هو يقترب نظر الى المدينة و بكى عليها
19: 42 قائلا انك لو علمت انت ايضا حتى في يومك هذا ما هو لسلامك و لكن الان قد اخفي عن عينيك
19: 43 فانه ستاتي ايام و يحيط بك اعداؤك بمترسة و يحدقون بك و يحاصرونك من كل جهة
19: 44 و يهدمونك و بنيك فيك و لا يتركون فيك حجرا على حجر لانك لم تعرفي زمان افتقادك
19: 45 و لما دخل الهيكل ابتدا يخرج الذين كانوا يبيعون و يشترون فيه
19: 46 قائلا لهم مكتوب ان بيتي بيت الصلاة و انتم جعلتموه مغارة لصوص
19: 47 و كان يعلم كل يوم في الهيكل و كان رؤساء الكهنة و الكتبة مع وجوه الشعب يطلبون ان يهلكوه
19: 48 و لم يجدوا ما يفعلون لان الشعب كله كان متعلقا به يسمع منه
20: 1 و في احدى تلك الايام اذ كان يعلم الشعب في الهيكل و يبشر وقف رؤساء الكهنة و الكتبة مع الشيوخ
20: 2 و كلموه قائلين قل لنا باي سلطان تفعل هذا او من هو الذي اعطاك هذا السلطان
20: 3 فاجاب و قال لهم و انا ايضا اسالكم كلمة واحدة فقولوا لي
20: 4 معمودية يوحنا من السماء كانت ام من الناس
20: 5 فتامروا فيما بينهم قائلين ان قلنا من السماء يقول فلماذا لم تؤمنوا به
(4/266)
20: 6 و ان قلنا من الناس فجميع الشعب يرجموننا لانهم واثقون بان يوحنا نبي
20: 7 فاجابوا انهم لا يعلمون من اين
20: 8 فقال لهم يسوع و لا انا اقول لكم باي سلطان افعل هذا
20: 9 و ابتدا يقول للشعب هذا المثل انسان غرس كرما و سلمه الى كرامين و سافر زمانا طويلا
20: 10 و في الوقت ارسل الى الكرامين عبدا لكي يعطوه من ثمر الكرم فجلده الكرامون و ارسلوه فارغا
20: 11 فعاد و ارسل عبدا اخر فجلدوا ذلك ايضا و اهانوه و ارسلوه فارغا
20: 12 ثم عاد فارسل ثالثا فجرحوا هذا ايضا و اخرجوه
20: 13 فقال صاحب الكرم ماذا افعل ارسل ابني الحبيب لعلهم اذا راوه يهابون
20: 14 فلما راه الكرامون تامروا فيما بينهم قائلين هذا هو الوارث هلموا نقتله لكي يصير لنا الميراث
20: 15 فاخرجوه خارج الكرم و قتلوه فماذا يفعل بهم صاحب الكرم
20: 16 ياتي و يهلك هؤلاء الكرامين و يعطي الكرم لاخرين فلما سمعوا قالوا حاشا
20: 17 فنظر اليهم و قال اذا ما هو هذا المكتوب الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار راس الزاوية
20: 18 كل من يسقط على ذلك الحجر يترضض و من سقط هو عليه يسحقه
20: 19 فطلب رؤساء الكهنة و الكتبة ان يلقوا الايادي عليه في تلك الساعة و لكنهم خافوا الشعب لانهم عرفوا انه قال هذا المثل عليهم
20: 20 فراقبوه و ارسلوا جواسيس يتراءون انهم ابرار لكي يمسكوه بكلمة حتى يسلموه الى حكم الوالي و سلطانه
20: 21 فسالوه قائلين يا معلم نعلم انك بالاستقامة تتكلم و تعلم و لا تقبل الوجوه بل بالحق تعلم طريق الله
20: 22 ايجوز لنا ان نعطي جزية لقيصر ام لا
20: 23 فشعر بمكرهم و قال لهم لماذا تجربونني
20: 24 اروني دينارا لمن الصورة و الكتابة فاجابوا و قالوا لقيصر
20: 25 فقال لهم اعطوا اذا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله
20: 26 فلم يقدروا ان يمسكوه بكلمة قدام الشعب و تعجبوا من جوابه و سكتوا
20: 27 و حضر قوم من الصدوقيين الذين يقاومون امر القيامة و سالوه
(4/267)
20: 28 قائلين يا معلم كتب لنا موسى ان مات لاحد اخ و له امراة و مات بغير ولد ياخذ اخوه المراة و يقيم نسلا لاخيه
20: 29 فكان سبعة اخوة و اخذ الاول امراة و مات بغير ولد
20: 30 فاخذ الثاني المراة و مات بغير ولد
20: 31 ثم اخذها الثالث و هكذا السبعة و لم يتركوا ولدا و ماتوا
20: 32 و اخر الكل ماتت المراة ايضا
20: 33 ففي القيامة لمن منهم تكون زوجة لانها كانت زوجة للسبعة
20: 34 فاجاب و قال لهم يسوع ابناء هذا الدهر يزوجون و يزوجون
20: 35 و لكن الذين حسبوا اهلا للحصول على ذلك الدهر و القيامة من الاموات لا يزوجون و لا يزوجون
20: 36 اذ لا يستطيعون ان يموتوا ايضا لانهم مثل الملائكة و هم ابناء الله اذ هم ابناء القيامة
20: 37 و اما ان الموتى يقومون فقد دل عليه موسى ايضا في امر العليقة كما يقول الرب اله ابراهيم و اله اسحق و اله يعقوب
20: 38 و ليس هو اله اموات بل اله احياء لان الجميع عنده احياء
20: 39 فاجاب قوما من الكتبة و قالوا يا معلم حسنا قلت
20: 40 و لم يتجاسروا ايضا ان يسالوه عن شيء
20: 41 و قال لهم كيف يقولون ان المسيح ابن داود
20: 42 و داود نفسه يقول في كتاب المزامير قال الرب لربي اجلس عن يميني
20: 43 حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك
20: 44 فاذا داود يدعوه ربا فكيف يكون ابنه
20: 45 و فيما كان جميع الشعب يسمعون قال لتلاميذه
20: 46 احذروا من الكتبة الذين يرغبون المشي بالطيالسة و يحبون التحيات في الاسواق و المجالس الاولى في المجامع و المتكات الاولى في الولائم
20: 47 الذين ياكلون بيوت الارامل و لعلة يطيلون الصلوات هؤلاء ياخذون دينونة اعظم
21: 1 و تطلع فراى الاغنياء يلقون قرابينهم في الخزانة
21: 2 و راى ايضا ارملة مسكينة القت هناك فلسين
21: 3 فقال بالحق اقول لكم ان هذه الارملة الفقيرة القت اكثر من الجميع
(4/268)
21: 4 لان هؤلاء من فضلتهم القوا في قرابين الله و اما هذه فمن اعوازها القت كل المعيشة التي لها
21: 5 و اذ كان قوم يقولون عن الهيكل انه مزين بحجارة حسنة و تحف قال
21: 6 هذه التي ترونها ستاتي ايام لا يترك فيها حجر على حجر لا ينقض
21: 7 فسالوه قائلين يا معلم متى يكون هذا و ما هي العلامة عندما يصير هذا
21: 8 فقال انظروا لا تضلوا فان كثيرين سياتون باسمي قائلين اني انا هو و الزمان قد قرب فلا تذهبوا وراءهم
21: 9 فاذا سمعتم بحروب و قلاقل فلا تجزعوا لانه لا بد ان يكون هذا اولا و لكن لا يكون المنتهى سريعا
21: 10 ثم قال لهم تقوم امة على امة و مملكة على مملكة
21: 11 و تكون زلازل عظيمة في اماكن و مجاعات و اوبئة و تكون مخاوف و علامات عظيمة من السماء
21: 12 و قبل هذا كله يلقون ايديهم عليكم و يطردونكم و يسلمونكم الى مجامع و سجون و تساقون امام ملوك و ولاة لاجل اسمي
21: 13 فيؤول ذلك لكم شهادة
21: 14 فضعوا في قلوبكم ان لا تهتموا من قبل لكي تحتجوا
21: 15 لاني انا اعطيكم فما و حكمة لا يقدر جميع معانديكم ان يقاوموها او يناقضوها
21: 16 و سوف تسلمون من الوالدين و الاخوة و الاقرباء و الاصدقاء و يقتلون منكم
21: 17 و تكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي
21: 18 و لكن شعرة من رؤوسكم لا تهلك
21: 19 بصبركم اقتنوا انفسكم
21: 20 و متى رايتم اورشليم محاطة بجيوش فحينئذ اعلموا انه قد اقترب خرابها
21: 21 حينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال و الذين في وسطها فليفروا خارجا و الذين في الكور فلا يدخلوها
21: 22 لان هذه ايام انتقام ليتم كل ما هو مكتوب
21: 23 و ويل للحبالى و المرضعات في تلك الايام لانه يكون ضيق عظيم على الارض و سخط على هذا الشعب
21: 24 و يقعون بفم السيف و يسبون الى جميع الامم و تكون اورشليم مدوسة من الامم حتى تكمل ازمنة الامم
(4/269)
21: 25 و تكون علامات في الشمس و القمر و النجوم و على الارض كرب امم بحيرة البحر و الامواج تضج
21: 26 و الناس يغشى عليهم من خوف و انتظار ما ياتي على المسكونة لان قوات السماوات تتزعزع
21: 27 و حينئذ يبصرون ابن الانسان اتيا في سحابة بقوة و مجد كثير
21: 28 و متى ابتدات هذه تكون فانتصبوا و ارفعوا رؤوسكم لان نجاتكم تقترب
21: 29 و قال لهم مثلا انظروا الى شجرة التين و كل الاشجار
21: 30 متى افرخت تنظرون و تعلمون من انفسكم ان الصيف قد قرب
21: 31 هكذا انتم ايضا متى رايتم هذه الاشياء صائرة فاعلموا ان ملكوت الله قريب
21: 32 الحق اقول لكم انه لا يمضي هذا الجيل حتى يكون الكل
21: 33 السماء و الارض تزولان و لكن كلامي لا يزول
21: 34 فاحترزوا لانفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار و سكر و هموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة
21: 35 لانه كالفخ ياتي على جميع الجالسين على وجه كل الارض
21: 36 اسهروا اذا و تضرعوا في كل حين لكي تحسبوا اهلا للنجاة من جميع هذا المزمع ان يكون و تقفوا قدام ابن الانسان
21: 37 و كان في النهار يعلم في الهيكل و في الليل يخرج و يبيت في الجبل الذي يدعى جبل الزيتون
21: 38 و كان كل الشعب يبكرون اليه في الهيكل ليسمعوه
22: 1 و قرب عيد الفطر الذي يقال له الفصح
22: 2 و كان رؤساء الكهنة و الكتبة يطلبون كيف يقتلونه لانهم خافوا الشعب
22: 3 فدخل الشيطان في يهوذا الذي يدعى الاسخريوطي و هو من جملة الاثني عشر
22: 4 فمضى و تكلم مع رؤساء الكهنة و قواد الجند كيف يسلمه اليهم
22: 5 ففرحوا و عاهدوه ان يعطوه فضة
22: 6 فواعدهم و كان يطلب فرصة ليسلمه اليهم خلوا من جمع
22: 7 و جاء يوم الفطير الذي كان ينبغي ان يذبح فيه الفصح
22: 8 فارسل بطرس و يوحنا قائلا اذهبا و اعدا لنا الفصح لناكل
22: 9 فقالا له اين تريد ان نعد
22: 10 فقال لهما اذا دخلتما المدينة يستقبلكما انسان حامل جرة ماء اتبعاه الى البيت حيث يدخل
(4/270)
22: 11 و قولا لرب البيت يقول لك المعلم اين المنزل حيث اكل الفصح مع تلاميذي
22: 12 فذاك يريكما علية كبيرة مفروشة هناك اعدا
22: 13 فانطلقا و وجدا كما قال لهما فاعدا الفصح
22: 14 و لما كانت الساعة اتكا و الاثني عشر رسولا معه
22: 15 و قال لهم شهوة اشتهيت ان اكل هذا الفصح معكم قبل ان اتالم
22: 16 لاني اقول لكم اني لا اكل منه بعد حتى يكمل في ملكوت الله
22: 17 ثم تناول كاسا و شكر و قال خذوا هذه و اقتسموها بينكم
22: 18 لاني اقول لكم اني لا اشرب من نتاج الكرمة حتى ياتي ملكوت الله
22: 19 و اخذ خبزا و شكر و كسر و اعطاهم قائلا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم اصنعوا هذا لذكري
22: 20 و كذلك الكاس ايضا بعد العشاء قائلا هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم
22: 21 و لكن هوذا يد الذي يسلمني هي معي على المائدة
22: 22 و ابن الانسان ماض كما هو محتوم و لكن ويل لذلك الانسان الذي يسلمه
22: 23 فابتداوا يتساءلون فيما بينهم من ترى منهم هو المزمع ان يفعل هذا
22: 24 و كانت بينهم ايضا مشاجرة من منهم يظن انه يكون اكبر
22: 25 فقال لهم ملوك الامم يسودونهم و المتسلطون عليهم يدعون محسنين
22: 26 و اما انتم فليس هكذا بل الكبير فيكم ليكن كالاصغر و المتقدم كالخادم
22: 27 لان من هو اكبر الذي يتكئ ام الذي يخدم اليس الذي يتكئ و لكني انا بينكم كالذي يخدم
22: 28 انتم الذين ثبتوا معي في تجاربي
22: 29 و انا اجعل لكم كما جعل لي ابي ملكوتا
22: 30 لتاكلوا و تشربوا على مائدتي في ملكوتي و تجلسوا على كراسي تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر
22: 31 و قال الرب سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة
22: 32 و لكني طلبت من اجلك لكي لا يفنى ايمانك و انت متى رجعت ثبت اخوتك
22: 33 فقال له يا رب اني مستعد ان امضي معك حتى الى السجن و الى الموت
(4/271)
22: 34 فقال اقول لك يا بطرس لا يصيح الديك اليوم قبل ان تنكر ثلاث مرات انك تعرفني
22: 35 ثم قال لهم حين ارسلتكم بلا كيس و لا مزود و لا احذية هل اعوزكم شيء فقالوا لا
22: 36 فقال لهم لكن الان من له كيس فلياخذه و مزود كذلك و من ليس له فليبع ثوبه و يشتر سيفا
22: 37 لاني اقول لكم انه ينبغي ان يتم في ايضا هذا المكتوب و احصي مع اثمة لان ما هو من جهتي له انقضاء
22: 38 فقالوا يا رب هوذا هنا سيفان فقال لهم يكفي
22: 39 و خرج و مضى كالعادة الى جبل الزيتون و تبعه ايضا تلاميذه
22: 40 و لما صار الى المكان قال لهم صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة
22: 41 و انفصل عنهم نحو رمية حجر و جثا على ركبتيه و صلى
22: 42 قائلا يا ابتاه ان شئت ان تجيز عني هذه الكاس و لكن لتكن لا ارادتي بل ارادتك
22: 43 و ظهر له ملاك من السماء يقويه
22: 44 و اذ كان في جهاد كان يصلي باشد لجاجة و صار عرقه كقطرات دم نازلة على الارض
22: 45 ثم قام من الصلاة و جاء الى تلاميذه فوجدهم نياما من الحزن
22: 46 فقال لهم لماذا انتم نيام قوموا و صلوا لئلا تدخلوا في تجربة
22: 47 و بينما هو يتكلم اذا جمع و الذي يدعى يهوذا احد الاثني عشر يتقدمهم فدنا من يسوع ليقبله
22: 48 فقال له يسوع يا يهوذا ابقبلة تسلم ابن الانسان
22: 49 فلما راى الذين حوله ما يكون قالوا يا رب انضرب بالسيف
22: 50 و ضرب واحد منهم عبد رئيس الكهنة فقطع اذنه اليمنى
22: 51 فاجاب يسوع و قال دعوا الى هذا و لمس اذنه و ابراها
22: 52 ثم قال يسوع لرؤساء الكهنة و قواد جند الهيكل و الشيوخ المقبلين عليه كانه على لص خرجتم بسيوف و عصي
22: 53 اذ كنت معكم كل يوم في الهيكل لم تمدوا علي الايادي و لكن هذه ساعتكم و سلطان الظلمة
22: 54 فاخذوه و ساقوه و ادخلوه الى بيت رئيس الكهنة و اما بطرس فتبعه من بعيد
22: 55 و لما اضرموا نارا في وسط الدار و جلسوا معا جلس بطرس بينهم
(4/272)
22: 56 فراته جارية جالسا عند النار فتفرست فيه و قالت و هذا كان معه
22: 57 فانكره قائلا لست اعرفه يا امراة
22: 58 و بعد قليل راه اخر و قال و انت منهم فقال بطرس يا انسان لست انا
22: 59 و لما مضى نحو ساعة واحدة اكد اخر قائلا بالحق ان هذا ايضا كان معه لانه جليلي ايضا
22: 60 فقال بطرس يا انسان لست اعرف ما تقول و في الحال بينما هو يتكلم صاح الديك
22: 61 فالتفت الرب و نظر الى بطرس فتذكر بطرس كلام الرب كيف قال له انك قبل ان يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات
22: 62 فخرج بطرس الى خارج و بكى بكاء مرا
22: 63 و الرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به و هم يجلدونه
22: 64 و غطوه و كانوا يضربون وجهه و يسالونه قائلين تنبا من هو الذي ضربك
22: 65 و اشياء اخر كثيرة كانوا يقولون عليه مجدفين
22: 66 و لما كان النهار اجتمعت مشيخة الشعب رؤساء الكهنة و الكتبة و اصعدوه الى مجمعهم
22: 67 قائلين ان كنت انت المسيح فقل لنا فقال لهم ان قلت لكم لا تصدقون
22: 68 و ان سالت لا تجيبونني و لا تطلقونني
22: 69 منذ الان يكون ابن الانسان جالسا عن يمين قوة الله
22: 70 فقال الجميع افانت ابن الله فقال لهم انتم تقولون اني انا هو
22: 71 فقالوا ما حاجتنا بعد الى شهادة لاننا نحن سمعنا من فمه
23: 1 فقام كل جمهورهم و جاءوا به الى بيلاطس
23: 2 و ابتداوا يشتكون عليه قائلين اننا وجدنا هذا يفسد الامة و يمنع ان تعطى جزية لقيصر قائلا انه هو مسيح ملك
23: 3 فساله بيلاطس قائلا انت ملك اليهود فاجابه و قال انت تقول
23: 4 فقال بيلاطس لرؤساء الكهنة و الجموع اني لا اجد علة في هذا الانسان
23: 5 فكانوا يشددون قائلين انه يهيج الشعب و هو يعلم في كل اليهودية مبتدئا من الجليل الى هنا
23: 6 فلما سمع بيلاطس ذكر الجليل سال هل الرجل جليلي
23: 7 و حين علم انه من سلطنة هيرودس ارسله الى هيرودس اذ كان هو ايضا تلك الايام في اورشليم
(4/273)
23: 8 و اما هيرودس فلما راى يسوع فرح جدا لانه كان يريد من زمان طويل ان يراه لسماعه عنه اشياء كثيرة و ترجى ان يرى اية تصنع منه
23: 9 و ساله بكلام كثير فلم يجبه بشيء
23: 10 و وقف رؤساء الكهنة و الكتبة يشتكون عليه باشتداد
23: 11 فاحتقره هيرودس مع عسكره و استهزا به و البسه لباسا لامعا و رده الى بيلاطس
23: 12 فصار بيلاطس و هيرودس صديقين مع بعضهما في ذلك اليوم لانهما كانا من قبل في عداوة بينهما
23: 13 فدعا بيلاطس رؤساء الكهنة و العظماء و الشعب
23: 14 و قال لهم قد قدمتم الي هذا الانسان كمن يفسد الشعب و ها انا قد فحصت قدامكم و لم اجد في هذا الانسان علة مما تشتكون به عليه
23: 15 و لا هيرودس ايضا لاني ارسلتكم اليه و ها لا شيء يستحق الموت صنع منه
23: 16 فانا اؤدبه و اطلقه
23: 17 و كان مضطرا ان يطلق لهم كل عيد واحدا
23: 18 فصرخوا بجملتهم قائلين خذ هذا و اطلق لنا باراباس
23: 19 و ذاك كان قد طرح في السجن لاجل فتنة حدثت في المدينة و قتل
23: 20 فناداهم ايضا بيلاطس و هو يريد ان يطلق يسوع
23: 21 فصرخوا قائلين اصلبه اصلبه
23: 22 فقال لهم ثالثة فاي شر عمل هذا اني لم اجد فيه علة للموت فانا اؤدبه و اطلقه
23: 23 فكانوا يلجون باصوات عظيمة طالبين ان يصلب فقويت اصواتهم و اصوات رؤساء الكهنة
23: 24 فحكم بيلاطس ان تكون طلبتهم
23: 25 فاطلق لهم الذي طرح في السجن لاجل فتنة و قتل الذي طلبوه و اسلم يسوع لمشيئتهم
23: 26 و لما مضوا به امسكوا سمعان رجلا قيروانيا كان اتيا من الحقل و وضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع
23: 27 و تبعه جمهور كثير من الشعب و النساء اللواتي كن يلطمن ايضا و ينحن عليه
23: 28 فالتفت اليهن يسوع و قال يا بنات اورشليم لا تبكين علي بل ابكين على انفسكن و على اولادكن
23: 29 لانه هوذا ايام تاتي يقولون فيها طوبى للعواقر و البطون التي لم تلد و الثدي التي لم ترضع
(4/274)
23: 30 حينئذ يبتدئون يقولون للجبال اسقطي علينا و للاكام غطينا
23: 31 لانه ان كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا فماذا يكون باليابس
23: 32 و جاءوا ايضا باثنين اخرين مذنبين ليقتلا معه
23: 33 و لما مضوا به الى الموضع الذي يدعى جمجمة صلبوه هناك مع المذنبين واحدا عن يمينه و الاخر عن يساره
23: 34 فقال يسوع يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون و اذ اقتسموا ثيابه اقترعوا عليها
23: 35 و كان الشعب واقفين ينظرون و الرؤساء ايضا معهم يسخرون به قائلين خلص اخرين فليخلص نفسه ان كان هو المسيح مختار الله
23: 36 و الجند ايضا استهزاوا به و هم ياتون و يقدمون له خلا
23: 37 قائلين ان كنت انت ملك اليهود فخلص نفسك
23: 38 و كان عنوان مكتوب فوقه باحرف يونانية و رومانية و عبرانية هذا هو ملك اليهود
23: 39 و كان واحد من المذنبين المعلقين يجدف عليه قائلا ان كنت انت المسيح فخلص نفسك و ايانا
23: 40 فاجاب الاخر و انتهره قائلا اولا انت تخاف الله اذ انت تحت هذا الحكم بعينه
23: 41 اما نحن فبعدل لاننا ننال استحقاق ما فعلنا و اما هذا فلم يفعل شيئا ليس في محله
23: 42 ثم قال ليسوع اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك
23: 43 فقال له يسوع الحق اقول لك انك اليوم تكون معي في الفردوس
23: 44 و كان نحو الساعة السادسة فكانت ظلمة على الارض كلها الى الساعة التاسعة
23: 45 و اظلمت الشمس و انشق حجاب الهيكل من وسطه
23: 46 و نادى يسوع بصوت عظيم و قال يا ابتاه في يديك استودع روحي و لما قال هذا اسلم الروح
23: 47 فلما راى قائد المئة ما كان مجد الله قائلا بالحقيقة كان هذا الانسان بارا
23: 48 و كل الجموع الذين كانوا مجتمعين لهذا المنظر لما ابصروا ما كان رجعوا و هم يقرعون صدورهم
23: 49 و كان جميع معارفه و نساء كن قد تبعنه من الجليل واقفين من بعيد ينظرون ذلك
23: 50 و اذا رجل اسمه يوسف و كان مشيرا و رجلا صالحا بارا
(4/275)
23: 51 هذا لم يكن موافقا لرايهم و عملهم و هو من الرامة مدينة لليهود و كان هو ايضا ينتظر ملكوت الله
23: 52 هذا تقدم الى بيلاطس و طلب جسد يسوع
23: 53 و انزله و لفه بكتان و وضعه في قبر منحوت حيث لم يكن احد وضع قط
23: 54 و كان يوم الاستعداد و السبت يلوح
23: 55 و تبعته نساء كن قد اتين معه من الجليل و نظرن القبر و كيف وضع جسده
23: 56 فرجعن و اعددن حنوطا و اطيابا و في السبت استرحن حسب الوصية
24: 1 ثم في اول الاسبوع اول الفجر اتين الى القبر حاملات الحنوط الذي اعددنه و معهن اناس
24: 2 فوجدن الحجر مدحرجا عن القبر
24: 3 فدخلن و لم يجدن جسد الرب يسوع
24: 4 و فيما هن محتارات في ذلك اذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة
24: 5 و اذ كن خائفات و منكسات وجوههن الى الارض قالا لهن لماذا تطلبن الحي بين الاموات
24: 6 ليس هو ههنا لكنه قام اذكرن كيف كلمكن و هو بعد في الجليل
24: 7 قائلا انه ينبغي ان يسلم ابن الانسان في ايدي اناس خطاة و يصلب و في اليوم الثالث يقوم
24: 8 فتذكرن كلامه
24: 9 و رجعن من القبر و اخبرن الاحد عشر و جميع الباقين بهذا كله
24: 10 و كانت مريم المجدلية و يونا و مريم ام يعقوب و الباقيات معهن اللواتي قلن هذا للرسل
24: 11 فتراءى كلامهن لهم كالهذيان و لم يصدقوهن
24: 12 فقام بطرس و ركض الى القبر فانحنى و نظر الاكفان موضوعة وحدها فمضى متعجبا في نفسه مما كان
24: 13 و اذا اثنان منهم كانا منطلقين في ذلك اليوم الى قرية بعيدة عن اورشليم ستين غلوة اسمها عمواس
24: 14 و كانا يتكلمان بعضهما مع بعض عن جميع هذه الحوادث
24: 15 و فيما هما يتكلمان و يتحاوران اقترب اليهما يسوع نفسه و كان يمشي معهما
24: 16 و لكن امسكت اعينهما عن معرفته
24: 17 فقال لهما ما هذا الكلام الذي تتطارحان به و انتما ماشيان عابسين
(4/276)
24: 18 فاجاب احدهما الذي اسمه كليوباس و قال له هل انت متغرب وحدك في اورشليم و لم تعلم الامور التي حدثت فيها في هذه الايام
24: 19 فقال لهما و ما هي فقالا المختصة بيسوع الناصري الذي كان انسانا نبيا مقتدرا في الفعل و القول امام الله و جميع الشعب
24: 20 كيف اسلمه رؤساء الكهنة و حكامنا لقضاء الموت و صلبوه
24: 21 و نحن كنا نرجو انه هو المزمع ان يفدي اسرائيل و لكن مع هذا كله اليوم له ثلاثة ايام منذ حدث ذلك
24: 22 بل بعض النساء منا حيرننا اذ كن باكرا عند القبر
24: 23 و لما لم يجدن جسده اتين قائلات انهن راين منظر ملائكة قالوا انه حي
24: 24 و مضى قوم من الذين معنا الى القبر فوجدوا هكذا كما قالت ايضا النساء و اما هو فلم يروه
24: 25 فقال لهما ايها الغبيان و البطيئا القلوب في الايمان بجميع ما تكلم به الانبياء
24: 26 اما كان ينبغي ان المسيح يتالم بهذا و يدخل الى مجده
24: 27 ثم ابتدا من موسى و من جميع الانبياء يفسر لهما الامور المختصة به في جميع الكتب
24: 28 ثم اقتربوا الى القرية التي كانا منطلقين اليها و هو تظاهر كانه منطلق الى مكان ابعد
24: 29 فالزماه قائلين امكث معنا لانه نحو المساء و قد مال النهار فدخل ليمكث معهما
24: 30 فلما اتكا معهما اخذ خبزا و بارك و كسر و ناولهما
24: 31 فانفتحت اعينهما و عرفاه ثم اختفى عنهما
24: 32 فقال بعضهما لبعض الم يكن قلبنا ملتهبا فينا اذ كان يكلمنا في الطريق و يوضح لنا الكتب
24: 33 فقاما في تلك الساعة و رجعا الى اورشليم و وجدا الاحد عشر مجتمعين هم و الذين معهم
24: 34 و هم يقولون ان الرب قام بالحقيقة و ظهر لسمعان
24: 35 و اما هما فكانا يخبران بما حدث في الطريق و كيف عرفاه عند كسر الخبز
24: 36 و فيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم و قال لهم سلام لكم
24: 37 فجزعوا و خافوا و ظنوا انهم نظروا روحا
(4/277)
24: 38 فقال لهم ما بالكم مضطربين و لماذا تخطر افكار في قلوبكم
24: 39 انظروا يدي و رجلي اني انا هو جسوني و انظروا فان الروح ليس له لحم و عظام كما ترون لي
24: 40 و حين قال هذا اراهم يديه و رجليه
24: 41 و بينما هم غير مصدقين من الفرح و متعجبين قال لهم اعندكم ههنا طعام
24: 42 فناولوه جزءا من سمك مشوي و شيئا من شهد عسل
24: 43 فاخذ و اكل قدامهم
24: 44 و قال لهم هذا هو الكلام الذي كلمتكم به و انا بعد معكم انه لا بد ان يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى و الانبياء و المزامير
24: 45 حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب
24: 46 و قال لهم هكذا هو مكتوب و هكذا كان ينبغي ان المسيح يتالم و يقوم من الاموات في اليوم الثالث
24: 47 و ان يكرز باسمه بالتوبة و مغفرة الخطايا لجميع الامم مبتدا من اورشليم
24: 48 و انتم شهود لذلك
24: 49 و ها انا ارسل اليكم موعد ابي فاقيموا في مدينة اورشليم الى ان تلبسوا قوة من الاعالي
24: 50 و اخرجهم خارجا الى بيت عنيا و رفع يديه و باركهم
24: 51 و فيما هو يباركهم انفرد عنهم و اصعد الى السماء
24: 52 فسجدوا له و رجعوا الى اورشليم بفرح عظيم
24: 53 و كانوا كل حين في الهيكل يسبحون و يباركون الله امين(4/278)
إنجيل يوحنا
1: 1 في البدء كان الكلمة و الكلمة كان عند الله و كان الكلمة الله
1: 2 هذا كان في البدء عند الله
1: 3 كل شيء به كان و بغيره لم يكن شيء مما كان
1: 4 فيه كانت الحياة و الحياة كانت نور الناس
1: 5 و النور يضيء في الظلمة و الظلمة لم تدركه
1: 6 كان انسان مرسل من الله اسمه يوحنا
1: 7 هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته
1: 8 لم يكن هو النور بل ليشهد للنور
1: 9 كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان اتيا الى العالم
1: 10 كان في العالم و كون العالم به و لم يعرفه العالم
1: 11 الى خاصته جاء و خاصته لم تقبله
1: 12 و اما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه
1: 13 الذين ولدوا ليس من دم و لا من مشيئة جسد و لا من مشيئة رجل بل من الله
1: 14 و الكلمة صار جسدا و حل بيننا و راينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة و حقا
1: 15 يوحنا شهد له و نادى قائلا هذا هو الذي قلت عنه ان الذي ياتي بعدي صار قدامي لانه كان قبلي
1: 16 و من ملئه نحن جميعا اخذنا و نعمة فوق نعمة
1: 17 لان الناموس بموسى اعطي اما النعمة و الحق فبيسوع المسيح صارا
1: 18 الله لم يره احد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر
1: 19 و هذه هي شهادة يوحنا حين ارسل اليهود من اورشليم كهنة و لاويين ليسالوه من انت
1: 20 فاعترف و لم ينكر و اقر اني لست انا المسيح
1: 21 فسالوه اذا ماذا ايليا انت فقال لست انا النبي انت فاجاب لا
1: 22 فقالوا له من انت لنعطي جوابا للذين ارسلونا ماذا تقول عن نفسك
1: 23 قال انا صوت صارخ في البرية قوموا طريق الرب كما قال اشعياء النبي
1: 24 و كان المرسلون من الفريسيين
1: 25 فسالوه و قالوا له فما بالك تعمد ان كنت لست المسيح و لا ايليا و لا النبي
1: 26 اجابهم يوحنا قائلا انا اعمد بماء و لكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه
(4/279)
1: 27 هو الذي ياتي بعدي الذي صار قدامي الذي لست بمستحق ان احل سيور حذائه
1: 28 هذا كان في بيت عبرة في عبر الاردن حيث كان يوحنا يعمد
1: 29 و في الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم
1: 30 هذا هو الذي قلت عنه ياتي بعدي رجل صار قدامي لانه كان قبلي
1: 31 و انا لم اكن اعرفه لكن ليظهر لاسرائيل لذلك جئت اعمد بالماء
1: 32 و شهد يوحنا قائلا اني قد رايت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه
1: 33 و انا لم اكن اعرفه لكن الذي ارسلني لاعمد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلا و مستقرا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس
1: 34 و انا قد رايت و شهدت ان هذا هو ابن الله
1: 35 و في الغد ايضا كان يوحنا واقفا هو و اثنان من تلاميذه
1: 36 فنظر الى يسوع ماشيا فقال هوذا حمل الله
1: 37 فسمعه التلميذان يتكلم فتبعا يسوع
1: 38 فالتفت يسوع و نظرهما يتبعان فقال لهما ماذا تطلبان فقالا ربي الذي تفسيره يا معلم اين تمكث
1: 39 فقال لهما تعاليا و انظرا فاتيا و نظرا اين كان يمكث و مكثا عنده ذلك اليوم و كان نحو الساعة العاشرة
1: 40 كان اندراوس اخو سمعان بطرس واحدا من الاثنين اللذين سمعا يوحنا و تبعاه
1: 41 هذا وجد اولا اخاه سمعان فقال له قد وجدنا مسيا الذي تفسيره المسيح
1: 42 فجاء به الى يسوع فنظر اليه يسوع و قال انت سمعان بن يونا انت تدعى صفا الذي تفسيره بطرس
1: 43 في الغد اراد يسوع ان يخرج الى الجليل فوجد فيلبس فقال له اتبعني
1: 44 و كان فيلبس من بيت صيدا من مدينة اندراوس و بطرس
1: 45 فيلبس وجد نثنائيل و قال له وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس و الانبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة
1: 46 فقال له نثنائيل امن الناصرة يمكن ان يكون شيء صالح قال له فيلبس تعال و انظر
1: 47 و راى يسوع نثنائيل مقبلا اليه فقال عنه هوذا اسرائيلي حقا لا غش فيه
(4/280)
1: 48 قال له نثنائيل من اين تعرفني اجاب يسوع و قال له قبل ان دعاك فيلبس و انت تحت التينة رايتك
1: 49 اجاب نثنائيل و قال له يا معلم انت ابن الله انت ملك اسرائيل
1: 50 اجاب يسوع و قال له هل امنت لاني قلت لك اني رايتك تحت التينة سوف ترى اعظم من هذا
1: 51 و قال له الحق الحق اقول لكم من الان ترون السماء مفتوحة و ملائكة الله يصعدون و ينزلون على ابن الانسان
2: 1 و في اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل و كانت ام يسوع هناك
2: 2 و دعي ايضا يسوع و تلاميذه الى العرس
2: 3 و لما فرغت الخمر قالت ام يسوع له ليس لهم خمر
2: 4 قال لها يسوع ما لي و لك يا امراة لم تات ساعتي بعد
2: 5 قالت امه للخدام مهما قال لكم فافعلوه
2: 6 و كانت ستة اجران من حجارة موضوعة هناك حسب تطهير اليهود يسع كل واحد مطرين او ثلاثة
2: 7 قال لهم يسوع املاوا الاجران ماء فملاوها الى فوق
2: 8 ثم قال لهم استقوا الان و قدموا الى رئيس المتكا فقدموا
2: 9 فلما ذاق رئيس المتكا الماء المتحول خمرا و لم يكن يعلم من اين هي لكن الخدام الذين كانوا قد استقوا الماء علموا دعا رئيس المتكا العريس
2: 10 و قال له كل انسان انما يضع الخمر الجيدة اولا و متى سكروا فحينئذ الدون اما انت فقد ابقيت الخمر الجيدة الى الان
2: 11 هذه بداية الايات فعلها يسوع في قانا الجليل و اظهر مجده فامن به تلاميذه
2: 12 و بعد هذا انحدر الى كفرناحوم هو و امه و اخوته و تلاميذه و اقاموا هناك اياما ليست كثيرة
2: 13 و كان فصح اليهود قريبا فصعد يسوع الى اورشليم
2: 14 و وجد في الهيكل الذين كانوا يبيعون بقرا و غنما و حماما و الصيارف جلوسا
2: 15 فصنع سوطا من حبال و طرد الجميع من الهيكل الغنم و البقر و كب دراهم الصيارف و قلب موائدهم
2: 16 و قال لباعة الحمام ارفعوا هذه من ههنا لا تجعلوا بيت ابي بيت تجارة
2: 17 فتذكر تلاميذه انه مكتوب غيرة بيتك اكلتني
(4/281)
2: 18 فاجاب اليهود و قالوا له اية اية ترينا حتى تفعل هذا
2: 19 اجاب يسوع و قال لهم انقضوا هذا الهيكل و في ثلاثة ايام اقيمه
2: 20 فقال اليهود في ست و اربعين سنة بني هذا الهيكل افانت في ثلاثة ايام تقيمه
2: 21 و اما هو فكان يقول عن هيكل جسده
2: 22 فلما قام من الاموات تذكر تلاميذه انه قال هذا فامنوا بالكتاب و الكلام الذي قاله يسوع
2: 23 و لما كان في اورشليم في عيد الفصح امن كثيرون باسمه اذ راوا الايات التي صنع
2: 24 لكن يسوع لم ياتمنهم على نفسه لانه كان يعرف الجميع
2: 25 و لانه لم يكن محتاجا ان يشهد احد عن الانسان لانه علم ما كان في الانسان
3: 1 كان انسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس رئيس لليهود
3: 2 هذا جاء الى يسوع ليلا و قال له يا معلم نعلم انك قد اتيت من الله معلما لان ليس احد يقدر ان يعمل هذه الايات التي انت تعمل ان لم يكن الله معه
3: 3 اجاب يسوع و قال له الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله
3: 4 قال له نيقوديموس كيف يمكن الانسان ان يولد و هو شيخ العله يقدر ان يدخل بطن امه ثانية و يولد
3: 5 اجاب يسوع الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء و الروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله
3: 6 المولود من الجسد جسد هو و المولود من الروح هو روح
3: 7 لا تتعجب اني قلت لك ينبغي ان تولدوا من فوق
3: 8 الريح تهب حيث تشاء و تسمع صوتها لكنك لا تعلم من اين تاتي و لا الى اين تذهب هكذا كل من ولد من الروح
3: 9 اجاب نيقوديموس و قال له كيف يمكن ان يكون هذا
3: 10 اجاب يسوع و قال له انت معلم اسرائيل و لست تعلم هذا
3: 11 الحق الحق اقول لك اننا انما نتكلم بما نعلم و نشهد بما راينا و لستم تقبلون شهادتنا
3: 12 ان كنت قلت لكم الارضيات و لستم تؤمنون فكيف تؤمنون ان قلت لكم السماويات
3: 13 و ليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل من السماء ابن الانسان الذي هو في السماء
(4/282)
3: 14 و كما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان
3: 15 لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية
3: 16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية
3: 17 لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم
3: 18 الذي يؤمن به لا يدان و الذي لا يؤمن قد دين لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد
3: 19 و هذه هي الدينونة ان النور قد جاء الى العالم و احب الناس الظلمة اكثر من النور لان اعمالهم كانت شريرة
3: 20 لان كل من يعمل السيات يبغض النور و لا ياتي الى النور لئلا توبخ اعماله
3: 21 و اما من يفعل الحق فيقبل الى النور لكي تظهر اعماله انها بالله معمولة
3: 22 و بعد هذا جاء يسوع و تلاميذه الى ارض اليهودية و مكث معهم هناك و كان يعمد
3: 23 و كان يوحنا ايضا يعمد في عين نون بقرب ساليم لانه كان هناك مياه كثيرة و كانوا ياتون و يعتمدون
3: 24 لانه لم يكن يوحنا قد القي بعد في السجن
3: 25 و حدثت مباحثة من تلاميذ يوحنا مع يهود من جهة التطهير
3: 26 فجاءوا الى يوحنا و قالوا له يا معلم هوذا الذي كان معك في عبر الاردن الذي انت قد شهدت له هو يعمد و الجميع ياتون اليه
3: 27 اجاب يوحنا و قال لا يقدر انسان ان ياخذ شيئا ان لم يكن قد اعطي من السماء
3: 28 انتم انفسكم تشهدون لي اني قلت لست انا المسيح بل اني مرسل امامه
3: 29 من له العروس فهو العريس و اما صديق العريس الذي يقف و يسمعه فيفرح فرحا من اجل صوت العريس اذا فرحي هذا قد كمل
3: 30 ينبغي ان ذلك يزيد و اني انا انقص
3: 31 الذي ياتي من فوق هو فوق الجميع و الذي من الارض هو ارضي و من الارض يتكلم الذي ياتي من السماء هو فوق الجميع
3: 32 و ما راه و سمعه به يشهد و شهادته ليس احد يقبلها
3: 33 و من قبل شهادته فقد ختم ان الله صادق
(4/283)
3: 34 لان الذي ارسله الله يتكلم بكلام الله لانه ليس بكيل يعطي الله الروح
3: 35 الاب يحب الابن و قد دفع كل شيء في يده
3: 36 الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية و الذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله
4: 1 فلما علم الرب ان الفريسيين سمعوا ان يسوع يصير و يعمد تلاميذ اكثر من يوحنا
4: 2 مع ان يسوع نفسه لم يكن يعمد بل تلاميذه
4: 3 ترك اليهودية و مضى ايضا الى الجليل
4: 4 و كان لا بد له ان يجتاز السامرة
4: 5 فاتى الى مدينة من السامرة يقال لها سوخار بقرب الضيعة التي وهبها يعقوب ليوسف ابنه
4: 6 و كانت هناك بئر يعقوب فاذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر و كان نحو الساعة السادسة
4: 7 فجاءت امراة من السامرة لتستقي ماء فقال لها يسوع اعطيني لاشرب
4: 8 لان تلاميذه كانوا قد مضوا الى المدينة ليبتاعوا طعاما
4: 9 فقالت له المراة السامرية كيف تطلب مني لتشرب و انت يهودي و انا امراة سامرية لان اليهود لا يعاملون السامريين
4: 10 اجاب يسوع و قال لها لو كنت تعلمين عطية الله و من هو الذي يقول لك اعطيني لاشرب لطلبت انت منه فاعطاك ماء حيا
4: 11 قالت له المراة يا سيد لا دلو لك و البئر عميقة فمن اين لك الماء الحي
4: 12 العلك اعظم من ابينا يعقوب الذي اعطانا البئر و شرب منها هو و بنوه و مواشيه
4: 13 اجاب يسوع و قال لها كل من يشرب من هذا الماء يعطش ايضا
4: 14 و لكن من يشرب من الماء الذي اعطيه انا فلن يعطش الى الابد بل الماء الذي اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية
4: 15 قالت له المراة يا سيد اعطني هذا الماء لكي لا اعطش و لا اتي الى هنا لاستقي
4: 16 قال لها يسوع اذهبي و ادعي زوجك و تعالي الى ههنا
4: 17 اجابت المراة و قالت ليس لي زوج قال لها يسوع حسنا قلت ليس لي زوج
4: 18 لانه كان لك خمسة ازواج و الذي لك الان ليس هو زوجك هذا قلت بالصدق
4: 19 قالت له المراة يا سيد ارى انك نبي
(4/284)
4: 20 اباؤنا سجدوا في هذا الجبل و انتم تقولون ان في اورشليم الموضع الذي ينبغي ان يسجد فيه
4: 21 قال لها يسوع يا امراة صدقيني انه تاتي ساعة لا في هذا الجبل و لا في اورشليم تسجدون للاب
4: 22 انتم تسجدون لما لستم تعلمون اما نحن فنسجد لما نعلم لان الخلاص هو من اليهود
4: 23 و لكن تاتي ساعة و هي الان حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للاب بالروح و الحق لان الاب طالب مثل هؤلاء الساجدين له
4: 24 الله روح و الذين يسجدون له فبالروح و الحق ينبغي ان يسجدوا
4: 25 قالت له المراة انا اعلم ان مسيا الذي يقال له المسيح ياتي فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء
4: 26 قال لها يسوع انا الذي اكلمك هو
4: 27 و عند ذلك جاء تلاميذه و كانوا يتعجبون انه يتكلم مع امراة و لكن لم يقل احد ماذا تطلب او لماذا تتكلم معها
4: 28 فتركت المراة جرتها و مضت الى المدينة و قالت للناس
4: 29 هلموا انظروا انسانا قال لي كل ما فعلت العل هذا هو المسيح
4: 30 فخرجوا من المدينة و اتوا اليه
4: 31 و في اثناء ذلك ساله تلاميذه قائلين يا معلم كل
4: 32 فقال لهم انا لي طعام لاكل لستم تعرفونه انتم
4: 33 فقال التلاميذ بعضهم لبعض العل احدا اتاه بشيء لياكل
4: 34 قال لهم يسوع طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني و اتمم عمله
4: 35 اما تقولون انه يكون اربعة اشهر ثم ياتي الحصاد ها انا اقول لكم ارفعوا اعينكم و انظروا الحقول انها قد ابيضت للحصاد
4: 36 و الحاصد ياخذ اجرة و يجمع ثمرا للحياة الابدية لكي يفرح الزارع و الحاصد معا
4: 37 لانه في هذا يصدق القول ان واحدا يزرع و اخر يحصد
4: 38 انا ارسلتكم لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه اخرون تعبوا و انتم قد دخلتم على تعبهم
4: 39 فامن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين بسبب كلام المراة التي كانت تشهد انه قال لي كل ما فعلت
4: 40 فلما جاء اليه السامريون سالوه ان يمكث عندهم فمكث هناك يومين
4: 41 فامن به اكثر جدا بسبب كلامه
(4/285)
4: 42 و قالوا للمراة اننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن لاننا نحن قد سمعنا و نعلم ان هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم
4: 43 و بعد اليومين خرج من هناك و مضى الى الجليل
4: 44 لان يسوع نفسه شهد ان ليس لنبي كرامة في وطنه
4: 45 فلما جاء الى الجليل قبله الجليليون اذ كانوا قد عاينوا كل ما فعل في اورشليم في العيد لانهم هم ايضا جاءوا الى العيد
4: 46 فجاء يسوع ايضا الى قانا الجليل حيث صنع الماء خمرا و كان خادم للملك ابنه مريض في كفرناحوم
4: 47 هذا اذ سمع ان يسوع قد جاء من اليهودية الى الجليل انطلق اليه و ساله ان ينزل و يشفي ابنه لانه كان مشرفا على الموت
4: 48 فقال له يسوع لا تؤمنون ان لم تروا ايات و عجائب
4: 49 قال له خادم الملك يا سيد انزل قبل ان يموت ابني
4: 50 قال له يسوع اذهب ابنك حي فامن الرجل بالكلمة التي قالها له يسوع و ذهب
4: 51 و فيما هو نازل استقبله عبيده و اخبروه قائلين ان ابنك حي
4: 52 فاستخبرهم عن الساعة التي فيها اخذ يتعافى فقالوا له امس في الساعة السابعة تركته الحمى
4: 53 ففهم الاب انه في تلك الساعة التي قال له فيها يسوع ان ابنك حي فامن هو و بيته كله
4: 54 هذه ايضا اية ثانية صنعها يسوع لما جاء من اليهودية الى الجليل
5: 1 و بعد هذا كان عيد لليهود فصعد يسوع الى اورشليم
5: 2 و في اورشليم عند باب الضان بركة يقال لها بالعبرانية بيت حسدا لها خمسة اروقة
5: 3 في هذه كان مضطجعا جمهور كثير من مرضى و عمي و عرج و عسم يتوقعون تحريك الماء
5: 4 لان ملاكا كان ينزل احيانا في البركة و يحرك الماء فمن نزل اولا بعد تحريك الماء كان يبرا من اي مرض اعتراه
5: 5 و كان هناك انسان به مرض منذ ثمان و ثلاثين سنة
5: 6 هذا راه يسوع مضطجعا و علم ان له زمانا كثيرا فقال له اتريد ان تبرا
5: 7 اجابه المريض يا سيد ليس لي انسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء بل بينما انا ات ينزل قدامي اخر
(4/286)
5: 8 قال له يسوع قم احمل سريرك و امش
5: 9 فحالا برئ الانسان و حمل سريره و مشى و كان في ذلك اليوم سبت
5: 10 فقال اليهود للذي شفي انه سبت لا يحل لك ان تحمل سريرك
5: 11 اجابهم ان الذي ابراني هو قال لي احمل سريرك و امش
5: 12 فسالوه من هو الانسان الذي قال لك احمل سريرك و امش
5: 13 اما الذي شفي فلم يكن يعلم من هو لان يسوع اعتزل اذ كان في الموضع جمع
5: 14 بعد ذلك وجده يسوع في الهيكل و قال له ها انت قد برئت فلا تخطئ ايضا لئلا يكون لك اشر
5: 15 فمضى الانسان و اخبر اليهود ان يسوع هو الذي ابراه
5: 16 و لهذا كان اليهود يطردون يسوع و يطلبون ان يقتلوه لانه عمل هذا في سبت
5: 17 فاجابهم يسوع ابي يعمل حتى الان و انا اعمل
5: 18 فمن اجل هذا كان اليهود يطلبون اكثر ان يقتلوه لانه لم ينقض السبت فقط بل قال ايضا ان الله ابوه معادلا نفسه بالله
5: 19 فاجاب يسوع و قال لهم الحق الحق اقول لكم لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الاب يعمل لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك
5: 20 لان الاب يحب الابن و يريه جميع ما هو يعمله و سيريه اعمالا اعظم من هذه لتتعجبوا انتم
5: 21 لانه كما ان الاب يقيم الاموات و يحيي كذلك الابن ايضا يحيي من يشاء
5: 22 لان الاب لا يدين احدا بل قد اعطى كل الدينونة للابن
5: 23 لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الاب من لا يكرم الابن لا يكرم الاب الذي ارسله
5: 24 الحق الحق اقول لكم ان من يسمع كلامي و يؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية و لا ياتي الى دينونة بل قد انتقل من الموت الى الحياة
5: 25 الحق الحق اقول لكم انه تاتي ساعة و هي الان حين يسمع الاموات صوت ابن الله و السامعون يحيون
5: 26 لانه كما ان الاب له حياة في ذاته كذلك اعطى الابن ايضا ان تكون له حياة في ذاته
5: 27 و اعطاه سلطانا ان يدين ايضا لانه ابن الانسان
(4/287)
5: 28 لا تتعجبوا من هذا فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته
5: 29 فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة و الذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة
5: 30 انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا كما اسمع ادين و دينونتي عادلة لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الاب الذي ارسلني
5: 31 ان كنت اشهد لنفسي فشهادتي ليست حقا
5: 32 الذي يشهد لي هو اخر و انا اعلم ان شهادته التي يشهدها لي هي حق
5: 33 انتم ارسلتم الى يوحنا فشهد للحق
5: 34 و انا لا اقبل شهادة من انسان و لكني اقول هذا لتخلصوا انتم
5: 35 كان هو السراج الموقد المنير و انتم اردتم ان تبتهجوا بنوره ساعة
5: 36 و اما انا فلي شهادة اعظم من يوحنا لان الاعمال التي اعطاني الاب لاكملها هذه الاعمال بعينها التي انا اعملها هي تشهد لي ان الاب قد ارسلني
5: 37 و الاب نفسه الذي ارسلني يشهد لي لم تسمعوا صوته قط و لا ابصرتم هيئته
5: 38 و ليست لكم كلمته ثابتة فيكم لان الذي ارسله هو لستم انتم تؤمنون به
5: 39 فتشوا الكتب لانكم تظنون ان لكم فيها حياة ابدية و هي التي تشهد لي
5: 40 و لا تريدون ان تاتوا الي لتكون لكم حياة
5: 41 مجدا من الناس لست اقبل
5: 42 و لكني قد عرفتكم ان ليست لكم محبة الله في انفسكم
5: 43 انا قد اتيت باسم ابي و لستم تقبلونني ان اتى اخر باسم نفسه فذلك تقبلونه
5: 44 كيف تقدرون ان تؤمنوا و انتم تقبلون مجدا بعضكم من بعض و المجد الذي من الاله الواحد لستم تطلبونه
5: 45 لا تظنوا اني اشكوكم الى الاب يوجد الذي يشكوكم و هو موسى الذي عليه رجاؤكم
5: 46 لانكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لانه هو كتب عني
5: 47 فان كنتم لستم تصدقون كتب ذاك فكيف تصدقون كلامي
6: 1 بعد هذا مضى يسوع الى عبر بحر الجليل و هو بحر طبرية
6: 2 و تبعه جمع كثير لانهم ابصروا اياته التي كان يصنعها في المرضى
6: 3 فصعد يسوع الى جبل و جلس هناك مع تلاميذه
(4/288)
6: 4 و كان الفصح عيد اليهود قريبا
6: 5 فرفع يسوع عينيه و نظر ان جمعا كثيرا مقبل اليه فقال لفيلبس من اين نبتاع خبزا لياكل هؤلاء
6: 6 و انما قال هذا ليمتحنه لانه هو علم ما هو مزمع ان يفعل
6: 7 اجابه فيلبس لا يكفيهم خبز بمئتي دينار لياخذ كل واحد منهم شيئا يسيرا
6: 8 قال له واحد من تلاميذه و هو اندراوس اخو سمعان بطرس
6: 9 هنا غلام معه خمسة ارغفة شعير و سمكتان و لكن ما هذا لمثل هؤلاء
6: 10 فقال يسوع اجعلوا الناس يتكئون و كان في المكان عشب كثير فاتكا الرجال و عددهم نحو خمسة الاف
6: 11 و اخذ يسوع الارغفة و شكر و وزع على التلاميذ و التلاميذ اعطوا المتكئين و كذلك من السمكتين بقدر ما شاءوا
6: 12 فلما شبعوا قال لتلاميذه اجمعوا الكسر الفاضلة لكي لا يضيع شيء
6: 13 فجمعوا و ملاوا اثنتي عشرة قفة من الكسر من خمسة ارغفة الشعير التي فضلت عن الاكلين
6: 14 فلما راى الناس الاية التي صنعها يسوع قالوا ان هذا هو بالحقيقة النبي الاتي الى العالم
6: 15 و اما يسوع فاذ علم انهم مزمعون ان ياتوا و يختطفوه ليجعلوه ملكا انصرف ايضا الى الجبل وحده
6: 16 و لما كان المساء نزل تلاميذه الى البحر
6: 17 فدخلوا السفينة و كانوا يذهبون الى عبر البحر الى كفرناحوم و كان الظلام قد اقبل و لم يكن يسوع قد اتى اليهم
6: 18 و هاج البحر من ريح عظيمة تهب
6: 19 فلما كانوا قد جذفوا نحو خمس و عشرين او ثلاثين غلوة نظروا يسوع ماشيا على البحر مقتربا من السفينة فخافوا
6: 20 فقال لهم انا هو لا تخافوا
6: 21 فرضوا ان يقبلوه في السفينة و للوقت صارت السفينة الى الارض التي كانوا ذاهبين اليها
6: 22 و في الغد لما راى الجمع الذين كانوا واقفين في عبر البحر انه لم تكن هناك سفينة اخرى سوى واحدة و هي تلك التي دخلها تلاميذه و ان يسوع لم يدخل السفينة مع تلاميذه بل مضى تلاميذه وحدهم
(4/289)
6: 23 غير انه جاءت سفن من طبرية الى قرب الموضع الذي اكلوا فيه الخبز اذ شكر الرب
6: 24 فلما راى الجمع ان يسوع ليس هو هناك و لا تلاميذه دخلوا هم ايضا السفن و جاءوا الى كفرناحوم يطلبون يسوع
6: 25 و لما وجدوه في عبر البحر قالوا له يا معلم متى صرت هنا
6: 26 اجابهم يسوع و قال الحق الحق اقول لكم انتم تطلبونني ليس لانكم رايتم ايات بل لانكم اكلتم من الخبز فشبعتم
6: 27 اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الابدية الذي يعطيكم ابن الانسان لان هذا الله الاب قد ختمه
6: 28 فقالوا له ماذا نفعل حتى نعمل اعمال الله
6: 29 اجاب يسوع و قال لهم هذا هو عمل الله ان تؤمنوا بالذي هو ارسله
6: 30 فقالوا له فاية اية تصنع لنرى و نؤمن بك ماذا تعمل
6: 31 اباؤنا اكلوا المن في البرية كما هو مكتوب انه اعطاهم خبزا من السماء لياكلوا
6: 32 فقال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم ليس موسى اعطاكم الخبز من السماء بل ابي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء
6: 33 لان خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم
6: 34 فقالوا له يا سيد اعطنا في كل حين هذا الخبز
6: 35 فقال لهم يسوع انا هو خبز الحياة من يقبل الي فلا يجوع و من يؤمن بي فلا يعطش ابدا
6: 36 و لكني قلت لكم انكم قد رايتموني و لستم تؤمنون
6: 37 كل ما يعطيني الاب فالي يقبل و من يقبل الي لا اخرجه خارجا
6: 38 لاني قد نزلت من السماء ليس لاعمل مشيئتي بل مشيئة الذي ارسلني
6: 39 و هذه مشيئة الاب الذي ارسلني ان كل ما اعطاني لا اتلف منه شيئا بل اقيمه في اليوم الاخير
6: 40 لان هذه مشيئة الذي ارسلني ان كل من يرى الابن و يؤمن به تكون له حياة ابدية و انا اقيمه في اليوم الاخير
6: 41 فكان اليهود يتذمرون عليه لانه قال انا هو الخبز الذي نزل من السماء
6: 42 و قالوا اليس هذا هو يسوع ابن يوسف الذي نحن عارفون بابيه و امه فكيف يقول هذا اني نزلت من السماء
(4/290)
6: 43 فاجاب يسوع و قال لهم لا تتذمروا فيما بينكم
6: 44 لا يقدر احد ان يقبل الي ان لم يجتذبه الاب الذي ارسلني و انا اقيمه في اليوم الاخير
6: 45 انه مكتوب في الانبياء و يكون الجميع متعلمين من الله فكل من سمع من الاب و تعلم يقبل الي
6: 46 ليس ان احدا راى الاب الا الذي من الله هذا قد راى الاب
6: 47 الحق الحق اقول لكم من يؤمن بي فله حياة ابدية
6: 48 انا هو خبز الحياة
6: 49 اباؤكم اكلوا المن في البرية و ماتوا
6: 50 هذا هو الخبز النازل من السماء لكي ياكل منه الانسان و لا يموت
6: 51 انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد و الخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم
6: 52 فخاصم اليهود بعضهم بعضا قائلين كيف يقدر هذا ان يعطينا جسده لناكل
6: 53 فقال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم ان لم تاكلوا جسد ابن الانسان و تشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم
6: 54 من ياكل جسدي و يشرب دمي فله حياة ابدية و انا اقيمه في اليوم الاخير
6: 55 لان جسدي ماكل حق و دمي مشرب حق
6: 56 من ياكل جسدي و يشرب دمي يثبت في و انا فيه
6: 57 كما ارسلني الاب الحي و انا حي بالاب فمن ياكلني فهو يحيا بي
6: 58 هذا هو الخبز الذي نزل من السماء ليس كما اكل اباؤكم المن و ماتوا من ياكل هذا الخبز فانه يحيا الى الابد
6: 59 قال هذا في المجمع و هو يعلم في كفرناحوم
6: 60 فقال كثيرون من تلاميذه اذ سمعوا ان هذا الكلام صعب من يقدر ان يسمعه
6: 61 فعلم يسوع في نفسه ان تلاميذه يتذمرون على هذا فقال لهم اهذا يعثركم
6: 62 فان رايتم ابن الانسان صاعدا الى حيث كان اولا
6: 63 الروح هو الذي يحيي اما الجسد فلا يفيد شيئا الكلام الذي اكلمكم به هو روح و حياة
6: 64 و لكن منكم قوم لا يؤمنون لان يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون و من هو الذي يسلمه
(4/291)
6: 65 فقال لهذا قلت لكم انه لا يقدر احد ان ياتي الي ان لم يعط من ابي
6: 66 من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه الى الوراء و لم يعودوا يمشون معه
6: 67 فقال يسوع للاثني عشر العلكم انتم ايضا تريدون ان تمضوا
6: 68 فاجابه سمعان بطرس يا رب الى من نذهب كلام الحياة الابدية عندك
6: 69 و نحن قد امنا و عرفنا انك انت المسيح ابن الله الحي
6: 70 اجابهم يسوع اليس اني انا اخترتكم الاثني عشر و واحد منكم شيطان
6: 71 قال عن يهوذا سمعان الاسخريوطي لان هذا كان مزمعا ان يسلمه و هو واحد من الاثني عشر
7: 1 و كان يسوع يتردد بعد هذا في الجليل لانه لم يرد ان يتردد في اليهودية لان اليهود كانوا يطلبون ان يقتلوه
7: 2 و كان عيد اليهود عيد المظال قريبا
7: 3 فقال له اخوته انتقل من هنا و اذهب الى اليهودية لكي يرى تلاميذك ايضا اعمالك التي تعمل
7: 4 لانه ليس احد يعمل شيئا في الخفاء و هو يريد ان يكون علانية ان كنت تعمل هذه الاشياء فاظهر نفسك للعالم
7: 5 لان اخوته ايضا لم يكونوا يؤمنون به
7: 6 فقال لهم يسوع ان وقتي لم يحضر بعد و اما وقتكم ففي كل حين حاضر
7: 7 لا يقدر العالم ان يبغضكم و لكنه يبغضني انا لاني اشهد عليه ان اعماله شريرة
7: 8 اصعدوا انتم الى هذا العيد انا لست اصعد بعد الى هذا العيد لان وقتي لم يكمل بعد
7: 9 قال لهم هذا و مكث في الجليل
7: 10 و لما كان اخوته قد صعدوا حينئذ صعد هو ايضا الى العيد لا ظاهرا بل كانه في الخفاء
7: 11 فكان اليهود يطلبونه في العيد و يقولون اين ذاك
7: 12 و كان في الجموع مناجاة كثيرة من نحوه بعضهم يقولون انه صالح و اخرون يقولون لا بل يضل الشعب
7: 13 و لكن لم يكن احد يتكلم عنه جهارا لسبب الخوف من اليهود
7: 14 و لما كان العيد قد انتصف صعد يسوع الى الهيكل و كان يعلم
7: 15 فتعجب اليهود قائلين كيف هذا يعرف الكتب و هو لم يتعلم
7: 16 اجابهم يسوع و قال تعليمي ليس لي بل للذي ارسلني
(4/292)
7: 17 ان شاء احد ان يعمل مشيئته يعرف التعليم هل هو من الله ام اتكلم انا من نفسي
7: 18 من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه و اما من يطلب مجد الذي ارسله فهو صادق و ليس فيه ظلم
7: 19 اليس موسى قد اعطاكم الناموس و ليس احد منكم يعمل الناموس لماذا تطلبون ان تقتلوني
7: 20 اجاب الجمع و قالوا بك شيطان من يطلب ان يقتلك
7: 21 اجاب يسوع و قال لهم عملا واحدا عملت فتتعجبون جميعا
7: 22 لهذا اعطاكم موسى الختان ليس انه من موسى بل من الاباء ففي السبت تختنون الانسان
7: 23 فان كان الانسان يقبل الختان في السبت لئلا ينقض ناموس موسى افتسخطون علي لاني شفيت انسانا كله في السبت
7: 24 لا تحكموا حسب الظاهر بل احكموا حكما عادلا
7: 25 فقال قوم من اهل اورشليم اليس هذا هو الذي يطلبون ان يقتلوه
7: 26 و ها هو يتكلم جهارا و لا يقولون له شيئا العل الرؤساء عرفوا يقينا ان هذا هو المسيح حقا
7: 27 و لكن هذا نعلم من اين هو و اما المسيح فمتى جاء لا يعرف احد من اين هو
7: 28 فنادى يسوع و هو يعلم في الهيكل قائلا تعرفونني و تعرفون من اين انا و من نفسي لم ات بل الذي ارسلني هو حق الذي انتم لستم تعرفونه
7: 29 انا اعرفه لاني منه و هو ارسلني
7: 30 فطلبوا ان يمسكوه و لم يلق احد يدا عليه لان ساعته لم تكن قد جاءت بعد
7: 31 فامن به كثيرون من الجمع و قالوا العل المسيح متى جاء يعمل ايات اكثر من هذه التي عملها هذا
7: 32 سمع الفريسيون الجمع يتناجون بهذا من نحوه فارسل الفريسيون و رؤساء الكهنة خداما ليمسكوه
7: 33 فقال لهم يسوع انا معكم زمانا يسيرا بعد ثم امضي الى الذي ارسلني
7: 34 ستطلبونني و لا تجدونني و حيث اكون انا لا تقدرون انتم ان تاتوا
7: 35 فقال اليهود فيما بينهم الى اين هذا مزمع ان يذهب حتى لا نجده نحن العله مزمع ان يذهب الى شتات اليونانيين و يعلم اليونانيين
(4/293)
7: 36 ما هذا القول الذي قال ستطلبونني و لا تجدونني و حيث اكون انا لا تقدرون انتم ان تاتوا
7: 37 و في اليوم الاخير العظيم من العيد وقف يسوع و نادى قائلا ان عطش احد فليقبل الي و يشرب
7: 38 من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي
7: 39 قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه لان الروح القدس لم يكن قد اعطي بعد لان يسوع لم يكن قد مجد بعد
7: 40 فكثيرون من الجمع لما سمعوا هذا الكلام قالوا هذا بالحقيقة هو النبي
7: 41 اخرون قالوا هذا هو المسيح و اخرون قالوا العل المسيح من الجليل ياتي
7: 42 الم يقل الكتاب انه من نسل داود و من بيت لحم القرية التي كان داود فيها ياتي المسيح
7: 43 فحدث انشقاق في الجمع لسببه
7: 44 و كان قوم منهم يريدون ان يمسكوه و لكن لم يلق احد عليه الايادي
7: 45 فجاء الخدام الى رؤساء الكهنة و الفريسيين فقال هؤلاء لهم لماذا لم تاتوا به
7: 46 اجاب الخدام لم يتكلم قط انسان هكذا مثل هذا الانسان
7: 47 فاجابهم الفريسيون العلكم انتم ايضا قد ضللتم
7: 48 العل احدا من الرؤساء او من الفريسيين امن به
7: 49 و لكن هذا الشعب الذي لا يفهم الناموس هو ملعون
7: 50 قال لهم نيقوديموس الذي جاء اليه ليلا و هو واحد منهم
7: 51 العل ناموسنا يدين انسانا لم يسمع منه اولا و يعرف ماذا فعل
7: 52 اجابوا و قالوا له العلك انت ايضا من الجليل فتش و انظر انه لم يقم نبي من الجليل
7: 53 فمضى كل واحد الى بيته
8: 1 اما يسوع فمضى الى جبل الزيتون
8: 2 ثم حضر ايضا الى الهيكل في الصبح و جاء اليه جميع الشعب فجلس يعلمهم
8: 3 و قدم اليه الكتبة و الفريسيون امراة امسكت في زنا و لما اقاموها في الوسط
8: 4 قالوا له يا معلم هذه المراة امسكت و هي تزني في ذات الفعل
8: 5 و موسى في الناموس اوصانا ان مثل هذه ترجم فماذا تقول انت
(4/294)
8: 6 قالوا هذا ليجربوه لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه و اما يسوع فانحنى الى اسفل و كان يكتب باصبعه على الارض
8: 7 و لما استمروا يسالونه انتصب و قال لهم من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر
8: 8 ثم انحنى ايضا الى اسفل و كان يكتب على الارض
8: 9 و اما هم فلما سمعوا و كانت ضمائرهم تبكتهم خرجوا واحدا فواحدا مبتدئين من الشيوخ الى الاخرين و بقي يسوع وحده و المراة واقفة في الوسط
8: 10 فلما انتصب يسوع و لم ينظر احدا سوى المراة قال لها يا امراة اين هم اولئك المشتكون عليك اما دانك احد
8: 11 فقالت لا احد يا سيد فقال لها يسوع و لا انا ادينك اذهبي و لا تخطئي ايضا
8: 12 ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة
8: 13 فقال له الفريسيون انت تشهد لنفسك شهادتك ليست حقا
8: 14 اجاب يسوع و قال لهم و ان كنت اشهد لنفسي فشهادتي حق لاني اعلم من اين اتيت و الى اين اذهب و اما انتم فلا تعلمون من اين اتي و لا الى اين اذهب
8: 15 انتم حسب الجسد تدينون اما انا فلست ادين احدا
8: 16 و ان كنت انا ادين فدينونتي حق لاني لست وحدي بل انا و الاب الذي ارسلني
8: 17 و ايضا في ناموسكم مكتوب ان شهادة رجلين حق
8: 18 انا هو الشاهد لنفسي و يشهد لي الاب الذي ارسلني
8: 19 فقالوا له اين هو ابوك اجاب يسوع لستم تعرفونني انا و لا ابي لو عرفتموني لعرفتم ابي ايضا
8: 20 هذا الكلام قاله يسوع في الخزانة و هو يعلم في الهيكل و لم يمسكه احد لان ساعته لم تكن قد جاءت بعد
8: 21 قال لهم يسوع ايضا انا امضي و ستطلبونني و تموتون في خطيتكم حيث امضي انا لا تقدرون انتم ان تاتوا
8: 22 فقال اليهود العله يقتل نفسه حتى يقول حيث امضي انا لا تقدرون انتم ان تاتوا
8: 23 فقال لهم انتم من اسفل اما انا فمن فوق انتم من هذا العالم اما انا فلست من هذا العالم
(4/295)
8: 24 فقلت لكم انكم تموتون في خطاياكم لانكم ان لم تؤمنوا اني انا هو تموتون في خطاياكم
8: 25 فقالوا له من انت فقال لهم يسوع انا من البدء ما اكلمكم ايضا به
8: 26 ان لي اشياء كثيرة اتكلم و احكم بها من نحوكم لكن الذي ارسلني هو حق و انا ما سمعته منه فهذا اقوله للعالم
8: 27 و لم يفهموا انه كان يقول لهم عن الاب
8: 28 فقال لهم يسوع متى رفعتم ابن الانسان فحينئذ تفهمون اني انا هو و لست افعل شيئا من نفسي بل اتكلم بهذا كما علمني ابي
8: 29 و الذي ارسلني هو معي و لم يتركني الاب وحدي لاني في كل حين افعل ما يرضيه
8: 30 و بينما هو يتكلم بهذا امن به كثيرون
8: 31 فقال يسوع لليهود الذين امنوا به انكم ان ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي
8: 32 و تعرفون الحق و الحق يحرركم
8: 33 اجابوه اننا ذرية ابراهيم و لم نستعبد لاحد قط كيف تقول انت انكم تصيرون احرارا
8: 34 اجابهم يسوع الحق الحق اقول لكم ان كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية
8: 35 و العبد لا يبقى في البيت الى الابد اما الابن فيبقى الى الابد
8: 36 فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون احرارا
8: 37 انا عالم انكم ذرية ابراهيم لكنكم تطلبون ان تقتلوني لان كلامي لا موضع له فيكم
8: 38 انا اتكلم بما رايت عند ابي و انتم تعملون ما رايتم عند ابيكم
8: 39 اجابوا و قالوا له ابونا هو ابراهيم قال لهم يسوع لو كنتم اولاد ابراهيم لكنتم تعملون اعمال ابراهيم
8: 40 و لكنكم الان تطلبون ان تقتلوني و انا انسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله هذا لم يعمله ابراهيم
8: 41 انتم تعملون اعمال ابيكم فقالوا له اننا لم نولد من زنا لنا اب واحد و هو الله
8: 42 فقال لهم يسوع لو كان الله اباكم لكنتم تحبونني لاني خرجت من قبل الله و اتيت لاني لم ات من نفسي بل ذاك ارسلني
8: 43 لماذا لا تفهمون كلامي لانكم لا تقدرون ان تسمعوا قولي
(4/296)
8: 44 انتم من اب هو ابليس و شهوات ابيكم تريدون ان تعملوا ذاك كان قتالا للناس من البدء و لم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له لانه كذاب و ابو الكذاب
8: 45 و اما انا فلاني اقول الحق لستم تؤمنون بي
8: 46 من منكم يبكتني على خطية فان كنت اقول الحق فلماذا لستم تؤمنون بي
8: 47 الذي من الله يسمع كلام الله لذلك انتم لستم تسمعون لانكم لستم من الله
8: 48 فاجاب اليهود و قالوا له السنا نقول حسنا انك سامري و بك شيطان
8: 49 اجاب يسوع انا ليس بي شيطان لكني اكرم ابي و انتم تهينونني
8: 50 انا لست اطلب مجدي يوجد من يطلب و يدين
8: 51 الحق الحق اقول لكم ان كان احد يحفظ كلامي فلن يرى الموت الى الابد
8: 52 فقال له اليهود الان علمنا ان بك شيطانا قد مات ابراهيم و الانبياء و انت تقول ان كان احد يحفظ كلامي فلن يذوق الموت الى الابد
8: 53 العلك اعظم من ابينا ابراهيم الذي مات و الانبياء ماتوا من تجعل نفسك
8: 54 اجاب يسوع ان كنت امجد نفسي فليس مجدي شيئا ابي هو الذي يمجدني الذي تقولون انتم انه الهكم
8: 55 و لستم تعرفونه و اما انا فاعرفه و ان قلت اني لست اعرفه اكون مثلكم كاذبا لكني اعرفه و احفظ قوله
8: 56 ابوكم ابراهيم تهلل بان يرى يومي فراى و فرح
8: 57 فقال له اليهود ليس لك خمسون سنة بعد افرايت ابراهيم
8: 58 قال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم قبل ان يكون ابراهيم انا كائن
8: 59 فرفعوا حجارة ليرجموه اما يسوع فاختفى و خرج من الهيكل مجتازا في وسطهم و مضى هكذا
9: 1 و فيما هو مجتاز راى انسانا اعمى منذ ولادته
9: 2 فساله تلاميذه قائلين يا معلم من اخطا هذا ام ابواه حتى ولد اعمى
9: 3 اجاب يسوع لا هذا اخطا و لا ابواه لكن لتظهر اعمال الله فيه
9: 4 ينبغي ان اعمل اعمال الذي ارسلني ما دام نهار ياتي ليل حين لا يستطيع احد ان يعمل
9: 5 ما دمت في العالم فانا نور العالم
(4/297)
9: 6 قال هذا و تفل على الارض و صنع من التفل طينا و طلى بالطين عيني الاعمى
9: 7 و قال له اذهب اغتسل في بركة سلوام الذي تفسيره مرسل فمضى و اغتسل و اتى بصيرا
9: 8 فالجيران و الذين كانوا يرونه قبلا انه كان اعمى قالوا اليس هذا هو الذي كان يجلس و يستعطي
9: 9 اخرون قالوا هذا هو و اخرون انه يشبهه و اما هو فقال اني انا هو
9: 10 فقالوا له كيف انفتحت عيناك
9: 11 اجاب ذاك و قال انسان يقال له يسوع صنع طينا و طلى عيني و قال لي اذهب الى بركة سلوام و اغتسل فمضيت و اغتسلت فابصرت
9: 12 فقالوا له اين ذاك قال لا اعلم
9: 13 فاتوا الى الفريسيين بالذي كان قبلا اعمى
9: 14 و كان سبت حين صنع يسوع الطين و فتح عينيه
9: 15 فساله الفريسيون ايضا كيف ابصر فقال لهم وضع طينا على عيني و اغتسلت فانا ابصر
9: 16 فقال قوم من الفريسيين هذا الانسان ليس من الله لانه لا يحفظ السبت اخرون قالوا كيف يقدر انسان خاطئ ان يعمل مثل هذه الايات و كان بينهم انشقاق
9: 17 قالوا ايضا للاعمى ماذا تقول انت عنه من حيث انه فتح عينيك فقال انه نبي
9: 18 فلم يصدق اليهود عنه انه كان اعمى فابصر حتى دعوا ابوي الذي ابصر
9: 19 فسالوهما قائلين اهذا ابنكما الذي تقولان انه ولد اعمى فكيف يبصر الان
9: 20 اجابهم ابواه و قالا نعلم ان هذا ابننا و انه ولد اعمى
9: 21 و اما كيف يبصر الان فلا نعلم او من فتح عينيه فلا نعلم هو كامل السن اسالوه فهو يتكلم عن نفسه
9: 22 قال ابواه هذا لانهما كانا يخافان من اليهود لان اليهود كانوا قد تعاهدوا انه ان اعترف احد بانه المسيح يخرج من المجمع
9: 23 لذلك قال ابواه انه كامل السن اسالوه
9: 24 فدعوا ثانية الانسان الذي كان اعمى و قالوا له اعطي مجدا لله نحن نعلم ان هذا الانسان خاطئ
9: 25 فاجاب ذاك و قال اخاطئ هو لست اعلم انما اعلم شيئا واحدا اني كنت اعمى و الان ابصر
9: 26 فقالوا له ايضا ماذا صنع بك كيف فتح عينيك
(4/298)
9: 27 اجابهم قد قلت لكم و لم تسمعوا لماذا تريدون ان تسمعوا ايضا العلكم انتم تريدون ان تصيروا له تلاميذ
9: 28 فشتموه و قالوا انت تلميذ ذاك و اما نحن فاننا تلاميذ موسى
9: 29 نحن نعلم ان موسى كلمه الله و اما هذا فما نعلم من اين هو
9: 30 اجاب الرجل و قال لهم ان في هذا عجبا انكم لستم تعلمون من اين هو و قد فتح عيني
9: 31 و نعلم ان الله لا يسمع للخطاة و لكن ان كان احد يتقي الله و يفعل مشيئته فلهذا يسمع
9: 32 منذ الدهر لم يسمع ان احدا فتح عيني مولود اعمى
9: 33 لو لم يكن هذا من الله لم يقدر ان يفعل شيئا
9: 34 اجابوا و قالوا له في الخطايا ولدت انت بجملتك و انت تعلمنا فاخرجوه خارجا
9: 35 فسمع يسوع انهم اخرجوه خارجا فوجده و قال له اتؤمن بابن الله
9: 36 اجاب ذاك و قال من هو يا سيد لاومن به
9: 37 فقال له يسوع قد رايته و الذي يتكلم معك هو هو
9: 38 فقال اومن يا سيد و سجد له
9: 39 فقال يسوع لدينونة اتيت انا الى هذا العالم حتى يبصر الذين لا يبصرون و يعمى الذين يبصرون
9: 40 فسمع هذا الذين كانوا معه من الفريسيين و قالوا له العلنا نحن ايضا عميان
9: 41 قال لهم يسوع لو كنتم عميانا لما كانت لكم خطية و لكن الان تقولون اننا نبصر فخطيتكم باقية
10: 1 الحق الحق اقول لكم ان الذي لا يدخل من الباب الى حظيرة الخراف بل يطلع من موضع اخر فذاك سارق و لص
10: 2 و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف
10: 3 لهذا يفتح البواب و الخراف تسمع صوته فيدعو خرافه الخاصة باسماء و يخرجها
10: 4 و متى اخرج خرافه الخاصة يذهب امامها و الخراف تتبعه لانها تعرف صوته
10: 5 و اما الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه لانها لا تعرف صوت الغرباء
10: 6 هذا المثل قاله لهم يسوع و اما هم فلم يفهموا ما هو الذي كان يكلمهم به
10: 7 فقال لهم يسوع ايضا الحق الحق اقول لكم اني انا باب الخراف
(4/299)
10: 8 جميع الذين اتوا قبلي هم سراق و لصوص و لكن الخراف لم تسمع لهم
10: 9 انا هو الباب ان دخل بي احد فيخلص و يدخل و يخرج و يجد مرعى
10: 10 السارق لا ياتي الا ليسرق و يذبح و يهلك و اما انا فقد اتيت لتكون لهم حياة و ليكون لهم افضل
10: 11 انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف
10: 12 و اما الذي هو اجير و ليس راعيا الذي ليست الخراف له فيرى الذئب مقبلا و يترك الخراف و يهرب فيخطف الذئب الخراف و يبددها
10: 13 و الاجير يهرب لانه اجير و لا يبالي بالخراف
10: 14 اما انا فاني الراعي الصالح و اعرف خاصتي و خاصتي تعرفني
10: 15 كما ان الاب يعرفني و انا اعرف الاب و انا اضع نفسي عن الخراف
10: 16 و لي خراف اخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي ان اتي بتلك ايضا فتسمع صوتي و تكون رعية واحدة و راع واحد
10: 17 لهذا يحبني الاب لاني اضع نفسي لاخذها ايضا
10: 18 ليس احد ياخذها مني بل اضعها انا من ذاتي لي سلطان ان اضعها و لي سلطان ان اخذها ايضا هذه الوصية قبلتها من ابي
10: 19 فحدث ايضا انشقاق بين اليهود بسبب هذا الكلام
10: 20 فقال كثيرون منهم به شيطان و هو يهذي لماذا تستمعون له
10: 21 اخرون قالوا ليس هذا كلام من به شيطان العل شيطانا يقدر ان يفتح اعين العميان
10: 22 و كان عيد التجديد في اورشليم و كان شتاء
10: 23 و كان يسوع يتمشى في الهيكل في رواق سليمان
10: 24 فاحتاط به اليهود و قالوا له الى متى تعلق انفسنا ان كنت انت المسيح فقل لنا جهرا
10: 25 اجابهم يسوع اني قلت لكم و لستم تؤمنون الاعمال التي انا اعملها باسم ابي هي تشهد لي
10: 26 و لكنكم لستم تؤمنون لانكم لستم من خرافي كما قلت لكم
10: 27 خرافي تسمع صوتي و انا اعرفها فتتبعني
10: 28 و انا اعطيها حياة ابدية و لن تهلك الى الابد و لا يخطفها احد من يدي
10: 29 ابي الذي اعطاني اياها هو اعظم من الكل و لا يقدر احد ان يخطف من يد ابي
(4/300)
10: 30 انا و الاب واحد
10: 31 فتناول اليهود ايضا حجارة ليرجموه
10: 32 اجابهم يسوع اعمالا كثيرة حسنة اريتكم من عند ابي بسبب اي عمل منها ترجمونني
10: 33 اجابه اليهود قائلين لسنا نرجمك لاجل عمل حسن بل لاجل تجديف فانك و انت انسان تجعل نفسك الها
10: 34 اجابهم يسوع اليس مكتوبا في ناموسكم انا قلت انكم الهة
10: 35 ان قال الهة لاولئك الذين صارت اليهم كلمة الله و لا يمكن ان ينقض المكتوب
10: 36 فالذي قدسه الاب و ارسله الى العالم اتقولون له انك تجدف لاني قلت اني ابن الله
10: 37 ان كنت لست اعمل اعمال ابي فلا تؤمنوا بي
10: 38 و لكن ان كنت اعمل فان لم تؤمنوا بي فامنوا بالاعمال لكي تعرفوا و تؤمنوا ان الاب في و انا فيه
10: 39 فطلبوا ايضا ان يمسكوه فخرج من ايديهم
10: 40 و مضى ايضا الى عبر الاردن الى المكان الذي كان يوحنا يعمد فيه اولا و مكث هناك
10: 41 فاتى اليه كثيرون و قالوا ان يوحنا لم يفعل اية واحدة و لكن كل ما قاله يوحنا عن هذا كان حقا
10: 42 فامن كثيرون به هناك
11: 1 و كان انسان مريضا و هو لعازر من بيت عنيا من قرية مريم و مرثا اختها
11: 2 و كانت مريم التي كان لعازر اخوها مريضا هي التي دهنت الرب بطيب و مسحت رجليه بشعرها
11: 3 فارسلت الاختان اليه قائلتين يا سيد هوذا الذي تحبه مريض
11: 4 فلما سمع يسوع قال هذا المرض ليس للموت بل لاجل مجد الله ليتمجد ابن الله به
11: 5 و كان يسوع يحب مرثا و اختها و لعازر
11: 6 فلما سمع انه مريض مكث حينئذ في الموضع الذي كان فيه يومين
11: 7 ثم بعد ذلك قال لتلاميذه لنذهب الى اليهودية ايضا
11: 8 قال له التلاميذ يا معلم الان كان اليهود يطلبون ان يرجموك و تذهب ايضا الى هناك
11: 9 اجاب يسوع اليست ساعات النهار اثنتي عشرة ان كان احد يمشي في النهار لا يعثر لانه ينظر نور هذا العالم
11: 10 و لكن ان كان احد يمشي في الليل يعثر لان النور ليس فيه
(4/301)
11: 11 قال هذا و بعد ذلك قال لهم لعازر حبيبنا قد نام لكني اذهب لاوقظه
11: 12 فقال تلاميذه يا سيد ان كان قد نام فهو يشفى
11: 13 و كان يسوع يقول عن موته و هم ظنوا انه يقول عن رقاد النوم
11: 14 فقال لهم يسوع حينئذ علانية لعازر مات
11: 15 و انا افرح لاجلكم اني لم اكن هناك لتؤمنوا و لكن لنذهب اليه
11: 16 فقال توما الذي يقال له التوام للتلاميذ رفقائه لنذهب نحن ايضا لكي نموت معه
11: 17 فلما اتى يسوع وجد انه قد صار له اربعة ايام في القبر
11: 18 و كانت بيت عنيا قريبة من اورشليم نحو خمس عشرة غلوة
11: 19 و كان كثيرون من اليهود قد جاءوا الى مرثا و مريم ليعزوهما عن اخيهما
11: 20 فلما سمعت مرثا ان يسوع ات لاقته و اما مريم فاستمرت جالسة في البيت
11: 21 فقالت مرثا ليسوع يا سيد لو كنت ههنا لم يمت اخي
11: 22 لكني الان ايضا اعلم ان كل ما تطلب من الله يعطيك الله اياه
11: 23 قال لها يسوع سيقوم اخوك
11: 24 قالت له مرثا انا اعلم انه سيقوم في القيامة في اليوم الاخير
11: 25 قال لها يسوع انا هو القيامة و الحياة من امن بي و لو مات فسيحيا
11: 26 و كل من كان حيا و امن بي فلن يموت الى الابد اتؤمنين بهذا
11: 27 قالت له نعم يا سيد انا قد امنت انك انت المسيح ابن الله الاتي الى العالم
11: 28 و لما قالت هذا مضت و دعت مريم اختها سرا قائلة المعلم قد حضر و هو يدعوك
11: 29 اما تلك فلما سمعت قامت سريعا و جاءت اليه
11: 30 و لم يكن يسوع قد جاء الى القرية بل كان في المكان الذي لاقته فيه مرثا
11: 31 ثم ان اليهود الذين كانوا معها في البيت يعزونها لما راوا مريم قامت عاجلا و خرجت تبعوها قائلين انها تذهب الى القبر لتبكي هناك
11: 32 فمريم لما اتت الى حيث كان يسوع و راته خرت عند رجليه قائلة له يا سيد لو كنت ههنا لم يمت اخي
11: 33 فلما راها يسوع تبكي و اليهود الذين جاءوا معها يبكون انزعج بالروح و اضطرب
(4/302)
11: 34 و قال اين وضعتموه قالوا له يا سيد تعال و انظر
11: 35 بكى يسوع
11: 36 فقال اليهود انظروا كيف كان يحبه
11: 37 و قال بعض منهم الم يقدر هذا الذي فتح عيني الاعمى ان يجعل هذا ايضا لا يموت
11: 38 فانزعج يسوع ايضا في نفسه و جاء الى القبر و كان مغارة و قد وضع عليه حجر
11: 39 قال يسوع ارفعوا الحجر قالت له مرثا اخت الميت يا سيد قد انتن لان له اربعة ايام
11: 40 قال لها يسوع الم اقل لك ان امنت ترين مجد الله
11: 41 فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعا و رفع يسوع عينيه الى فوق و قال ايها الاب اشكرك لانك سمعت لي
11: 42 و انا علمت انك في كل حين تسمع لي و لكن لاجل هذا الجمع الواقف قلت ليؤمنوا انك ارسلتني
11: 43 و لما قال هذا صرخ بصوت عظيم لعازر هلم خارجا
11: 44 فخرج الميت و يداه و رجلاه مربوطات باقمطة و وجهه ملفوف بمنديل فقال لهم يسوع حلوه و دعوه يذهب
11: 45 فكثيرون من اليهود الذين جاءوا الى مريم و نظروا ما فعل يسوع امنوا به
11: 46 و اما قوم منهم فمضوا الى الفريسيين و قالوا لهم عما فعل يسوع
11: 47 فجمع رؤساء الكهنة و الفريسيون مجمعا و قالوا ماذا نصنع فان هذا الانسان يعمل ايات كثيرة
11: 48 ان تركناه هكذا يؤمن الجميع به فياتي الرومانيون و ياخذون موضعنا و امتنا
11: 49 فقال لهم واحد منهم و هو قيافا كان رئيسا للكهنة في تلك السنة انتم لستم تعرفون شيئا
11: 50 و لا تفكرون انه خير لنا ان يموت انسان واحد عن الشعب و لا تهلك الامة كلها
11: 51 و لم يقل هذا من نفسه بل اذ كان رئيسا للكهنة في تلك السنة تنبا ان يسوع مزمع ان يموت عن الامة
11: 52 و ليس عن الامة فقط بل ليجمع ابناء الله المتفرقين الى واحد
11: 53 فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه
11: 54 فلم يكن يسوع ايضا يمشي بين اليهود علانية بل مضى من هناك الى الكورة القريبة من البرية الى مدينة يقال لها افرايم و مكث هناك مع تلاميذه
(4/303)
11: 55 و كان فصح اليهود قريبا فصعد كثيرون من الكور الى اورشليم قبل الفصح ليطهروا انفسهم
11: 56 فكانوا يطلبون يسوع و يقولون فيما بينهم و هم واقفون في الهيكل ماذا تظنون هل هو لا ياتي الى العيد
11: 57 و كان ايضا رؤساء الكهنة و الفريسيون قد اصدروا امرا انه ان عرف احد اين هو فليدل عليه لكي يمسكوه
12: 1 ثم قبل الفصح بستة ايام اتى يسوع الى بيت عنيا حيث كان لعازر الميت الذي اقامه من الاموات
12: 2 فصنعوا له هناك عشاء و كانت مرثا تخدم و اما لعازر فكان احد المتكئين معه
12: 3 فاخذت مريم منا من طيب ناردين خالص كثير الثمن و دهنت قدمي يسوع و مسحت قدميه بشعرها فامتلا البيت من رائحة الطيب
12: 4 فقال واحد من تلاميذه و هو يهوذا سمعان الاسخريوطي المزمع ان يسلمه
12: 5 لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاث مئة دينار و يعط للفقراء
12: 6 قال هذا ليس لانه كان يبالي بالفقراء بل لانه كان سارقا و كان الصندوق عنده و كان يحمل ما يلقى فيه
12: 7 فقال يسوع اتركوها انها ليوم تكفيني قد حفظته
12: 8 لان الفقراء معكم في كل حين و اما انا فلست معكم في كل حين
12: 9 فعلم جمع كثير من اليهود انه هناك فجاءوا ليس لاجل يسوع فقط بل لينظروا ايضا لعازر الذي اقامه من الاموات
12: 10 فتشاور رؤساء الكهنة ليقتلوا لعازر ايضا
12: 11 لان كثيرين من اليهود كانوا بسببه يذهبون و يؤمنون بيسوع
12: 12 و في الغد سمع الجمع الكثير الذي جاء الى العيد ان يسوع ات الى اورشليم
12: 13 فاخذوا سعوف النخل و خرجوا للقائه و كانوا يصرخون اوصنا مبارك الاتي باسم الرب ملك اسرائيل
12: 14 و وجد يسوع جحشا فجلس عليه كما هو مكتوب
12: 15 لا تخافي يا ابنة صهيون هوذا ملكك ياتي جالسا على جحش اتان
12: 16 و هذه الامور لم يفهمها تلاميذه اولا و لكن لما تمجد يسوع حينئذ تذكروا ان هذه كانت مكتوبة عنه و انهم صنعوا هذه له
(4/304)
12: 17 و كان الجمع الذي معه يشهد انه دعا لعازر من القبر و اقامه من الاموات
12: 18 لهذا ايضا لاقاه الجمع لانهم سمعوا انه كان قد صنع هذه الاية
12: 19 فقال الفريسيون بعضهم لبعض انظروا انكم لا تنفعون شيئا هوذا العالم قد ذهب وراءه
12: 20 و كان اناس يونانيون من الذين صعدوا ليسجدوا في العيد
12: 21 فتقدم هؤلاء الى فيلبس الذي من بيت صيدا الجليل و سالوه قائلين يا سيد نريد ان نرى يسوع
12: 22 فاتى فيلبس و قال لاندراوس ثم قال اندراوس و فيلبس ليسوع
12: 23 و اما يسوع فاجابهما قائلا قد اتت الساعة ليتمجد ابن الانسان
12: 24 الحق الحق اقول لكم ان لم تقع حبة الحنطة في الارض و تمت فهي تبقى وحدها و لكن ان ماتت تاتي بثمر كثير
12: 25 من يحب نفسه يهلكها و من يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها الى حياة ابدية
12: 26 ان كان احد يخدمني فليتبعني و حيث اكون انا هناك ايضا يكون خادمي و ان كان احد يخدمني يكرمه الاب
12: 27 الان نفسي قد اضطربت و ماذا اقول ايها الاب نجني من هذه الساعة و لكن لاجل هذا اتيت الى هذه الساعة
12: 28 ايها الاب مجد اسمك فجاء صوت من السماء مجدت و امجد ايضا
12: 29 فالجمع الذي كان واقفا و سمع قال قد حدث رعد و اخرون قالوا قد كلمه ملاك
12: 30 اجاب يسوع و قال ليس من اجلي صار هذا الصوت بل من اجلكم
12: 31 الان دينونة هذا العالم الان يطرح رئيس هذا العالم خارجا
12: 32 و انا ان ارتفعت عن الارض اجذب الي الجميع
12: 33 قال هذا مشيرا الى اية ميتة كان مزمعا ان يموت
12: 34 فاجابه الجمع نحن سمعنا من الناموس ان المسيح يبقى الى الابد فكيف تقول انت انه ينبغي ان يرتفع ابن الانسان من هو هذا ابن الانسان
12: 35 فقال لهم يسوع النور معكم زمانا قليلا بعد فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام و الذي يسير في الظلام لا يعلم الى اين يذهب
(4/305)
12: 36 ما دام لكم النور امنوا بالنور لتصيروا ابناء النور تكلم يسوع بهذا ثم مضى و اختفى عنهم
12: 37 و مع انه كان قد صنع امامهم ايات هذا عددها لم يؤمنوا به
12: 38 ليتم قول اشعياء النبي الذي قاله يا رب من صدق خبرنا و لمن استعلنت ذراع الرب
12: 39 لهذا لم يقدروا ان يؤمنوا لان اشعياء قال ايضا
12: 40 قد اعمى عيونهم و اغلظ قلوبهم لئلا يبصروا بعيونهم و يشعروا بقلوبهم و يرجعوا فاشفيهم
12: 41 قال اشعياء هذا حين راى مجده و تكلم عنه
12: 42 و لكن مع ذلك امن به كثيرون من الرؤساء ايضا غير انهم لسبب الفريسيين لم يعترفوا به لئلا يصيروا خارج المجمع
12: 43 لانهم احبوا مجد الناس اكثر من مجد الله
12: 44 فنادى يسوع و قال الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي ارسلني
12: 45 و الذي يراني يرى الذي ارسلني
12: 46 انا قد جئت نورا الى العالم حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة
12: 47 و ان سمع احد كلامي و لم يؤمن فانا لا ادينه لاني لم ات لادين العالم بل لاخلص العالم
12: 48 من رذلني و لم يقبل كلامي فله من يدينه الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الاخير
12: 49 لاني لم اتكلم من نفسي لكن الاب الذي ارسلني هو اعطاني وصية ماذا اقول و بماذا اتكلم
12: 50 و انا اعلم ان وصيته هي حياة ابدية فما اتكلم انا به فكما قال لي الاب هكذا اتكلم
13: 1 اما يسوع قبل عيد الفصح و هو عالم ان ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم الى الاب اذ كان قد احب خاصته الذين في العالم احبهم الى المنتهى
13: 2 فحين كان العشاء و قد القى الشيطان في قلب يهوذا سمعان الاسخريوطي ان يسلمه
13: 3 يسوع و هو عالم ان الاب قد دفع كل شيء الى يديه و انه من عند الله خرج و الى الله يمضي
13: 4 قام عن العشاء و خلع ثيابه و اخذ منشفة و اتزر بها
13: 5 ثم صب ماء في مغسل و ابتدا يغسل ارجل التلاميذ و يمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها
(4/306)
13: 6 فجاء الى سمعان بطرس فقال له ذاك يا سيد انت تغسل رجلي
13: 7 اجاب يسوع و قال له لست تعلم انت الان ما انا اصنع و لكنك ستفهم فيما بعد
13: 8 قال له بطرس لن تغسل رجلي ابدا اجابه يسوع ان كنت لا اغسلك فليس لك معي نصيب
13: 9 قال له سمعان بطرس يا سيد ليس رجلي فقط بل ايضا يدي و راسي
13: 10 قال له يسوع الذي قد اغتسل ليس له حاجة الا الى غسل رجليه بل هو طاهر كله و انتم طاهرون و لكن ليس كلكم
13: 11 لانه عرف مسلمه لذلك قال لستم كلكم طاهرين
13: 12 فلما كان قد غسل ارجلهم و اخذ ثيابه و اتكا ايضا قال لهم اتفهمون ما قد صنعت بكم
13: 13 انتم تدعونني معلما و سيدا و حسنا تقولون لاني انا كذلك
13: 14 فان كنت و انا السيد و المعلم قد غسلت ارجلكم فانتم يجب عليكم ان يغسل بعضكم ارجل بعض
13: 15 لاني اعطيتكم مثالا حتى كما صنعت انا بكم تصنعون انتم ايضا
13: 16 الحق الحق اقول لكم انه ليس عبد اعظم من سيده و لا رسول اعظم من مرسله
13: 17 ان علمتم هذا فطوباكم ان عملتموه
13: 18 لست اقول عن جميعكم انا اعلم الذين اخترتهم لكن ليتم الكتاب الذي ياكل معي الخبز رفع علي عقبه
13: 19 اقول لكم الان قبل ان يكون حتى متى كان تؤمنون اني انا هو
13: 20 الحق الحق اقول لكم الذي يقبل من ارسله يقبلني و الذي يقبلني يقبل الذي ارسلني
13: 21 لما قال يسوع هذا اضطرب بالروح و شهد و قال الحق الحق اقول لكم ان واحدا منكم سيسلمني
13: 22 فكان التلاميذ ينظرون بعضهم الى بعض و هم محتارون في من قال عنه
13: 23 و كان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه
13: 24 فاوما اليه سمعان بطرس ان يسال من عسى ان يكون الذي قال عنه
13: 25 فاتكا ذاك على صدر يسوع و قال له يا سيد من هو
13: 26 اجاب يسوع هو ذاك الذي اغمس انا اللقمة و اعطيه فغمس اللقمة و اعطاها ليهوذا سمعان الاسخريوطي
(4/307)
13: 27 فبعد اللقمة دخله الشيطان فقال له يسوع ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعة
13: 28 و اما هذا فلم يفهم احد من المتكئين لماذا كلمه به
13: 29 لان قوما اذ كان الصندوق مع يهوذا ظنوا ان يسوع قال له اشتر ما نحتاج اليه للعيد او ان يعطي شيئا للفقراء
13: 30 فذاك لما اخذ اللقمة خرج للوقت و كان ليلا
13: 31 فلما خرج قال يسوع الان تمجد ابن الانسان و تمجد الله فيه
13: 32 ان كان الله قد تمجد فيه فان الله سيمجده في ذاته و يمجده سريعا
13: 33 يا اولادي انا معكم زمانا قليلا بعد ستطلبونني و كما قلت لليهود حيث اذهب انا لا تقدرون انتم ان تاتوا اقول لكم انتم الان
13: 34 وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا
13: 35 بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي ان كان لكم حب بعض لبعض
13: 36 قال له سمعان بطرس يا سيد الى اين تذهب اجابه يسوع حيث اذهب لا تقدر الان ان تتبعني و لكنك ستتبعني اخيرا
13: 37 قال له بطرس يا سيد لماذا لا اقدر ان اتبعك الان اني اضع نفسي عنك
13: 38 اجابه يسوع اتضع نفسك عني الحق الحق اقول لك لا يصيح الديك حتى تنكرني ثلاث مرات
14: 1 لا تضطرب قلوبكم انتم تؤمنون بالله فامنوا بي
14: 2 في بيت ابي منازل كثيرة و الا فاني كنت قد قلت لكم انا امضي لاعد لكم مكانا
14: 3 و ان مضيت و اعددت لكم مكانا اتي ايضا و اخذكم الي حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا
14: 4 و تعلمون حيث انا اذهب و تعلمون الطريق
14: 5 قال له توما يا سيد لسنا نعلم اين تذهب فكيف نقدر ان نعرف الطريق
14: 6 قال له يسوع انا هو الطريق و الحق و الحياة ليس احد ياتي الى الاب الا بي
14: 7 لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم ابي ايضا و من الان تعرفونه و قد رايتموه
14: 8 قال له فيلبس يا سيد ارنا الاب و كفانا
14: 9 قال له يسوع انا معكم زمانا هذه مدته و لم تعرفني يا فيلبس الذي راني فقد راى الاب فكيف تقول انت ارنا الاب
(4/308)
14: 10 الست تؤمن اني انا في الاب و الاب في الكلام الذي اكلمكم به لست اتكلم به من نفسي لكن الاب الحال في هو يعمل الاعمال
14: 11 صدقوني اني في الاب و الاب في و الا فصدقوني لسبب الاعمال نفسها
14: 12 الحق الحق اقول لكم من يؤمن بي فالاعمال التي انا اعملها يعملها هو ايضا و يعمل اعظم منها لاني ماض الى ابي
14: 13 و مهما سالتم باسمي فذلك افعله ليتمجد الاب بالابن
14: 14 ان سالتم شيئا باسمي فاني افعله
14: 15 ان كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي
14: 16 و انا اطلب من الاب فيعطيكم معزيا اخر ليمكث معكم الى الابد
14: 17 روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله لانه لا يراه و لا يعرفه و اما انتم فتعرفونه لانه ماكث معكم و يكون فيكم
14: 18 لا اترككم يتامى اني اتي اليكم
14: 19 بعد قليل لا يراني العالم ايضا و اما انتم فترونني اني انا حي فانتم ستحيون
14: 20 في ذلك اليوم تعلمون اني انا في ابي و انتم في و انا فيكم
14: 21 الذي عنده وصاياي و يحفظها فهو الذي يحبني و الذي يحبني يحبه ابي و انا احبه و اظهر له ذاتي
14: 22 قال له يهوذا ليس الاسخريوطي يا سيد ماذا حدث حتى انك مزمع ان تظهر ذاتك لنا و ليس للعالم
14: 23 اجاب يسوع و قال له ان احبني احد يحفظ كلامي و يحبه ابي و اليه ناتي و عنده نصنع منزلا
14: 24 الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي و الكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للاب الذي ارسلني
14: 25 بهذا كلمتكم و انا عندكم
14: 26 و اما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء و يذكركم بكل ما قلته لكم
14: 27 سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم و لا ترهب
14: 28 سمعتم اني قلت لكم انا اذهب ثم اتي اليكم لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لاني قلت امضي الى الاب لان ابي اعظم مني
14: 29 و قلت لكم الان قبل ان يكون حتى متى كان تؤمنون
(4/309)
14: 30 لا اتكلم ايضا معكم كثيرا لان رئيس هذا العالم ياتي و ليس له في شيء
14: 31 و لكن ليفهم العالم اني احب الاب و كما اوصاني الاب هكذا افعل قوموا ننطلق من ههنا
15: 1 انا الكرمة الحقيقية و ابي الكرام
15: 2 كل غصن في لا ياتي بثمر ينزعه و كل ما ياتي بثمر ينقيه لياتي بثمر اكثر
15: 3 انتم الان انقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به
15: 4 اثبتوا في و انا فيكم كما ان الغصن لا يقدر ان ياتي بثمر من ذاته ان لم يثبت في الكرمة كذلك انتم ايضا ان لم تثبتوا في
15: 5 انا الكرمة و انتم الاغصان الذي يثبت في و انا فيه هذا ياتي بثمر كثير لانكم بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا
15: 6 ان كان احد لا يثبت في يطرح خارجا كالغصن فيجف و يجمعونه و يطرحونه في النار فيحترق
15: 7 ان ثبتم في و ثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم
15: 8 بهذا يتمجد ابي ان تاتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي
15: 9 كما احبني الاب كذلك احببتكم انا اثبتوا في محبتي
15: 10 ان حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي كما اني انا قد حفظت وصايا ابي و اثبت في محبته
15: 11 كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم و يكمل فرحكم
15: 12 هذه هي وصيتي ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم
15: 13 ليس لاحد حب اعظم من هذا ان يضع احد نفسه لاجل احبائه
15: 14 انتم احبائي ان فعلتم ما اوصيكم به
15: 15 لا اعود اسميكم عبيدا لان العبد لا يعلم ما يعمل سيده لكني قد سميتكم احباء لاني اعلمتكم بكل ما سمعته من ابي
15: 16 ليس انتم اخترتموني بل انا اخترتكم و اقمتكم لتذهبوا و تاتوا بثمر و يدوم ثمركم لكي يعطيكم الاب كل ما طلبتم باسمي
15: 17 بهذا اوصيكم حتى تحبوا بعضكم بعضا
15: 18 ان كان العالم يبغضكم فاعلموا انه قد ابغضني قبلكم
15: 19 لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته و لكن لانكم لستم من العالم بل انا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم
(4/310)
15: 20 اذكروا الكلام الذي قلته لكم ليس عبد اعظم من سيده ان كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم و ان كانوا قد حفظوا كلامي فسيحفظون كلامكم
15: 21 لكنهم انما يفعلون بكم هذا كله من اجل اسمي لانهم لا يعرفون الذي ارسلني
15: 22 لو لم اكن قد جئت و كلمتهم لم تكن لهم خطية و اما الان فليس لهم عذر في خطيتهم
15: 23 الذي يبغضني يبغض ابي ايضا
15: 24 لو لم اكن قد عملت بينهم اعمالا لم يعملها احد غيري لم تكن لهم خطية و اما الان فقد راوا و ابغضوني انا و ابي
15: 25 لكن لكي تتم الكلمة المكتوبة في ناموسهم انهم ابغضوني بلا سبب
15: 26 و متى جاء المعزي الذي سارسله انا اليكم من الاب روح الحق الذي من عند الاب ينبثق فهو يشهد لي
15: 27 و تشهدون انتم ايضا لانكم معي من الابتداء
16: 1 قد كلمتكم بهذا لكي لا تعثروا
16: 2 سيخرجونكم من المجامع بل تاتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله
16: 3 و سيفعلون هذا بكم لانهم لم يعرفوا الاب و لا عرفوني
16: 4 لكني قد كلمتكم بهذا حتى اذا جاءت الساعة تذكرون اني انا قلته لكم و لم اقل لكم من البداية لاني كنت معكم
16: 5 و اما الان فانا ماض الى الذي ارسلني و ليس احد منكم يسالني اين تمضي
16: 6 لكن لاني قلت لكم هذا قد ملا الحزن قلوبكم
16: 7 لكني اقول لكم الحق انه خير لكم ان انطلق لانه ان لم انطلق لا ياتيكم المعزي و لكن ان ذهبت ارسله اليكم
16: 8 و متى جاء ذاك يبكت العالم على خطية و على بر و على دينونة
16: 9 اما على خطية فلانهم لا يؤمنون بي
16: 10 و اما على بر فلاني ذاهب الى ابي و لا ترونني ايضا
16: 11 و اما على دينونة فلان رئيس هذا العالم قد دين
16: 12 ان لي امورا كثيرة ايضا لاقول لكم و لكن لا تستطيعون ان تحتملوا الان
16: 13 و اما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لانه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به و يخبركم بامور اتية
(4/311)
16: 14 ذاك يمجدني لانه ياخذ مما لي و يخبركم
16: 15 كل ما للاب هو لي لهذا قلت انه ياخذ مما لي و يخبركم
16: 16 بعد قليل لا تبصرونني ثم بعد قليل ايضا ترونني لاني ذاهب الى الاب
16: 17 فقال قوم من تلاميذه بعضهم لبعض ما هو هذا الذي يقوله لنا بعد قليل لا تبصرونني ثم بعد قليل ايضا ترونني و لاني ذاهب الى الاب
16: 18 فقالوا ما هو هذا القليل الذي يقول عنه لسنا نعلم بماذا يتكلم
16: 19 فعلم يسوع انهم كانوا يريدون ان يسالوه فقال لهم اعن هذا تتساءلون فيما بينكم لاني قلت بعد قليل لا تبصرونني ثم بعد قليل ايضا ترونني
16: 20 الحق الحق اقول لكم انكم ستبكون و تنوحون و العالم يفرح انتم ستحزنون و لكن حزنكم يتحول الى فرح
16: 21 المراة و هي تلد تحزن لان ساعتها قد جاءت و لكن متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدة لسبب الفرح لانه قد ولد انسان في العالم
16: 22 فانتم كذلك عندكم الان حزن و لكني ساراكم ايضا فتفرح قلوبكم و لا ينزع احد فرحكم منكم
16: 23 و في ذلك اليوم لا تسالونني شيئا الحق الحق اقول لكم ان كل ما طلبتم من الاب باسمي يعطيكم
16: 24 الى الان لم تطلبوا شيئا باسمي اطلبوا تاخذوا ليكون فرحكم كاملا
16: 25 قد كلمتكم بهذا بامثال و لكن تاتي ساعة حين لا اكلمكم ايضا بامثال بل اخبركم عن الاب علانية
16: 26 في ذلك اليوم تطلبون باسمي و لست اقول لكم اني انا اسال الاب من اجلكم
16: 27 لان الاب نفسه يحبكم لانكم قد احببتموني و امنتم اني من عند الله خرجت
16: 28 خرجت من عند الاب و قد اتيت الى العالم و ايضا اترك العالم و اذهب الى الاب
16: 29 قال له تلاميذه هوذا الان تتكلم علانية و لست تقول مثلا واحدا
16: 30 الان نعلم انك عالم بكل شيء و لست تحتاج ان يسالك احد لهذا نؤمن انك من الله خرجت
16: 31 اجابهم يسوع الان تؤمنون
(4/312)
16: 32 هوذا تاتي ساعة و قد اتت الان تتفرقون فيها كل واحد الى خاصته و تتركونني وحدي و انا لست وحدي لان الاب معي
16: 33 قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق و لكن ثقوا انا قد غلبت العالم
17: 1 تكلم يسوع بهذا و رفع عينيه نحو السماء و قال ايها الاب قد اتت الساعة مجد ابنك ليمجدك ابنك ايضا
17: 2 اذ اعطيته سلطانا على كل جسد ليعطي حياة ابدية لكل من اعطيته
17: 3 و هذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك و يسوع المسيح الذي ارسلته
17: 4 انا مجدتك على الارض العمل الذي اعطيتني لاعمل قد اكملته
17: 5 و الان مجدني انت ايها الاب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم
17: 6 انا اظهرت اسمك للناس الذين اعطيتني من العالم كانوا لك و اعطيتهم لي و قد حفظوا كلامك
17: 7 و الان علموا ان كل ما اعطيتني هو من عندك
17: 8 لان الكلام الذي اعطيتني قد اعطيتهم و هم قبلوا و علموا يقينا اني خرجت من عندك و امنوا انك انت ارسلتني
17: 9 من اجلهم انا اسال لست اسال من اجل العالم بل من اجل الذين اعطيتني لانهم لك
17: 10 و كل ما هو لي فهو لك و ما هو لك فهو لي و انا ممجد فيهم
17: 11 و لست انا بعد في العالم و اما هؤلاء فهم في العالم و انا اتي اليك ايها الاب القدوس احفظهم في اسمك الذين اعطيتني ليكونوا واحدا كما نحن
17: 12 حين كنت معهم في العالم كنت احفظهم في اسمك الذين اعطيتني حفظتهم و لم يهلك منهم احد الا ابن الهلاك ليتم الكتاب
17: 13 اما الان فاني اتي اليك و اتكلم بهذا في العالم ليكون لهم فرحي كاملا فيهم
17: 14 انا قد اعطيتهم كلامك و العالم ابغضهم لانهم ليسوا من العالم كما اني انا لست من العالم
17: 15 لست اسال ان تاخذهم من العالم بل ان تحفظهم من الشرير
17: 16 ليسوا من العالم كما اني انا لست من العالم
17: 17 قدسهم في حقك كلامك هو حق
(4/313)
17: 18 كما ارسلتني الى العالم ارسلتهم انا الى العالم
17: 19 و لاجلهم اقدس انا ذاتي ليكونوا هم ايضا مقدسين في الحق
17: 20 و لست اسال من اجل هؤلاء فقط بل ايضا من اجل الذين يؤمنون بي بكلامهم
17: 21 ليكون الجميع واحدا كما انك انت ايها الاب في و انا فيك ليكونوا هم ايضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك ارسلتني
17: 22 و انا قد اعطيتهم المجد الذي اعطيتني ليكونوا واحدا كما اننا نحن واحد
17: 23 انا فيهم و انت في ليكونوا مكملين الى واحد و ليعلم العالم انك ارسلتني و احببتهم كما احببتني
17: 24 ايها الاب اريد ان هؤلاء الذين اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا لينظروا مجدي الذي اعطيتني لانك احببتني قبل انشاء العالم
17: 25 ايها الاب البار ان العالم لم يعرفك اما انا فعرفتك و هؤلاء عرفوا انك انت ارسلتني
17: 26 و عرفتهم اسمك و ساعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به و اكون انا فيهم
18: 1 قال يسوع هذا و خرج مع تلاميذه الى عبر وادي قدرون حيث كان بستان دخله هو و تلاميذه
18: 2 و كان يهوذا مسلمه يعرف الموضع لان يسوع اجتمع هناك كثيرا مع تلاميذه
18: 3 فاخذ يهوذا الجند و خداما من عند رؤساء الكهنة و الفريسيين و جاء الى هناك بمشاعل و مصابيح و سلاح
18: 4 فخرج يسوع و هو عالم بكل ما ياتي عليه و قال لهم من تطلبون
18: 5 اجابوه يسوع الناصري قال لهم يسوع انا هو و كان يهوذا مسلمه ايضا واقفا معهم
18: 6 فلما قال لهم اني انا هو رجعوا الى الوراء و سقطوا على الارض
18: 7 فسالهم ايضا من تطلبون فقالوا يسوع الناصري
18: 8 اجاب يسوع قد قلت لكم اني انا هو فان كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون
18: 9 ليتم القول الذي قاله ان الذين اعطيتني لم اهلك منهم احدا
18: 10 ثم ان سمعان بطرس كان معه سيف فاستله و ضرب عبد رئيس الكهنة فقطع اذنه اليمنى و كان اسم العبد ملخس
18: 11 فقال يسوع لبطرس اجعل سيفك في الغمد الكاس التي اعطاني الاب الا اشربها
(4/314)
18: 12 ثم ان الجند و القائد و خدام اليهود قبضوا على يسوع و اوثقوه
18: 13 و مضوا به الى حنان اولا لانه كان حما قيافا الذي كان رئيسا للكهنة في تلك السنة
18: 14 و كان قيافا هو الذي اشار على اليهود انه خير ان يموت انسان واحد عن الشعب
18: 15 و كان سمعان بطرس و التلميذ الاخر يتبعان يسوع و كان ذلك التلميذ معروفا عند رئيس الكهنة فدخل مع يسوع الى دار رئيس الكهنة
18: 16 و اما بطرس فكان واقفا عند الباب خارجا فخرج التلميذ الاخر الذي كان معروفا عند رئيس الكهنة و كلم البوابة فادخل بطرس
18: 17 فقالت الجارية البوابة لبطرس الست انت ايضا من تلاميذ هذا الانسان قال ذاك لست انا
18: 18 و كان العبيد و الخدام واقفين و هم قد اضرموا جمرا لانه كان برد و كانوا يصطلون و كان بطرس واقفا معهم يصطلي
18: 19 فسال رئيس الكهنة يسوع عن تلاميذه و عن تعليمه
18: 20 اجابه يسوع انا كلمت العالم علانية انا علمت كل حين في المجمع و في الهيكل حيث يجتمع اليهود دائما و في الخفاء لم اتكلم بشيء
18: 21 لماذا تسالني انا اسال الذين قد سمعوا ماذا كلمتهم هوذا هؤلاء يعرفون ماذا قلت انا
18: 22 و لما قال هذا لطم يسوع واحد من الخدام كان واقفا قائلا اهكذا تجاوب رئيس الكهنة
18: 23 اجابه يسوع ان كنت قد تكلمت رديا فاشهد على الردي و ان حسنا فلماذا تضربني
18: 24 و كان حنان قد ارسله موثقا الى قيافا رئيس الكهنة
18: 25 و سمعان بطرس كان واقفا يصطلي فقالوا له الست انت ايضا من تلاميذه فانكر ذاك و قال لست انا
18: 26 قال واحد من عبيد رئيس الكهنة و هو نسيب الذي قطع بطرس اذنه اما رايتك انا معه في البستان
18: 27 فانكر بطرس ايضا و للوقت صاح الديك
18: 28 ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا الى دار الولاية و كان صبح و لم يدخلوا هم الى دار الولاية لكي لا يتنجسوا فياكلون الفصح
18: 29 فخرج بيلاطس اليهم و قال اية شكاية تقدمون على هذا الانسان
(4/315)
18: 30 اجابوا و قالوا له لو لم يكن فاعل شر لما كنا قد سلمناه اليك
18: 31 فقال لهم بيلاطس خذوه انتم و احكموا عليه حسب ناموسكم فقال له اليهود لا يجوز لنا ان نقتل احدا
18: 32 ليتم قول يسوع الذي قاله مشيرا الى اية ميتة كان مزمعا ان يموت
18: 33 ثم دخل بيلاطس ايضا الى دار الولاية و دعا يسوع و قال له انت ملك اليهود
18: 34 اجابه يسوع امن ذاتك تقول هذا ام اخرون قالوا لك عني
18: 35 اجابه بيلاطس العلي انا يهودي امتك و رؤساء الكهنة اسلموك الي ماذا فعلت
18: 36 اجاب يسوع مملكتي ليست من هذا العالم لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا اسلم الى اليهود و لكن الان ليست مملكتي من هنا
18: 37 فقال له بيلاطس افانت اذا ملك اجاب يسوع انت تقول اني ملك لهذا قد ولدت انا و لهذا قد اتيت الى العالم لاشهد للحق كل من هو من الحق يسمع صوتي
18: 38 قال له بيلاطس ما هو الحق و لما قال هذا خرج ايضا الى اليهود و قال لهم انا لست اجد فيه علة واحدة
18: 39 و لكم عادة ان اطلق لكم واحدا في الفصح افتريدون ان اطلق لكم ملك اليهود
18: 40 فصرخوا ايضا جميعهم قائلين ليس هذا بل باراباس و كان باراباس لصا
19: 1 فحينئذ اخذ بيلاطس يسوع و جلده
19: 2 و ضفر العسكر اكليلا من شوك و وضعوه على راسه و البسوه ثوب ارجوان
19: 3 و كانوا يقولون السلام يا ملك اليهود و كانوا يلطمونه
19: 4 فخرج بيلاطس ايضا خارجا و قال لهم ها انا اخرجه اليكم لتعلموا اني لست اجد فيه علة واحدة
19: 5 فخرج يسوع خارجا و هو حامل اكليل الشوك و ثوب الارجوان فقال لهم بيلاطس هوذا الانسان
19: 6 فلما راه رؤساء الكهنة و الخدام صرخوا قائلين اصلبه اصلبه قال لهم بيلاطس خذوه انتم و اصلبوه لاني لست اجد فيه علة
19: 7 اجابه اليهود لنا ناموس و حسب ناموسنا يجب ان يموت لانه جعل نفسه ابن الله
19: 8 فلما سمع بيلاطس هذا القول ازداد خوفا
(4/316)
19: 9 فدخل ايضا الى دار الولاية و قال ليسوع من اين انت و اما يسوع فلم يعطه جوابا
19: 10 فقال له بيلاطس اما تكلمني الست تعلم ان لي سلطانا ان اصلبك و سلطانا ان اطلقك
19: 11 اجاب يسوع لم يكن لك علي سلطان البتة لو لم تكن قد اعطيت من فوق لذلك الذي اسلمني اليك له خطية اعظم
19: 12 من هذا الوقت كان بيلاطس يطلب ان يطلقه و لكن اليهود كانوا يصرخون قائلين ان اطلقت هذا فلست محبا لقيصر كل من يجعل نفسه ملكا يقاوم قيصر
19: 13 فلما سمع بيلاطس هذا القول اخرج يسوع و جلس على كرسي الولاية في موضع يقال له البلاط و بالعبرانية جباثا
19: 14 و كان استعداد الفصح و نحو الساعة السادسة فقال لليهود هوذا ملككم
19: 15 فصرخوا خذه خذه اصلبه قال لهم بيلاطس ااصلب ملككم اجاب رؤساء الكهنة ليس لنا ملك الا قيصر
19: 16 فحينئذ اسلمه اليهم ليصلب فاخذوا يسوع و مضوا به
19: 17 فخرج و هو حامل صليبه الى الموضع الذي يقال له موضع الجمجمة و يقال له بالعبرانية جلجثة
19: 18 حيث صلبوه و صلبوا اثنين اخرين معه من هنا و من هنا و يسوع في الوسط
19: 19 و كتب بيلاطس عنوانا و وضعه على الصليب و كان مكتوبا يسوع الناصري ملك اليهود
19: 20 فقرا هذا العنوان كثيرون من اليهود لان المكان الذي صلب فيه يسوع كان قريبا من المدينة و كان مكتوبا بالعبرانية و اليونانية و اللاتينية
19: 21 فقال رؤساء كهنة اليهود لبيلاطس لا تكتب ملك اليهود بل ان ذاك قال انا ملك اليهود
19: 22 اجاب بيلاطس ما كتبت قد كتبت
19: 23 ثم ان العسكر لما كانوا قد صلبوا يسوع اخذوا ثيابه و جعلوها اربعة اقسام لكل عسكري قسما و اخذوا القميص ايضا و كان القميص بغير خياطة منسوجا كله من فوق
19: 24 فقال بعضهم لبعض لا نشقه بل نقترع عليه لمن يكون ليتم الكتاب القائل اقتسموا ثيابي بينهم و على لباسي القوا قرعة هذا فعله العسكر
(4/317)
19: 25 و كانت واقفات عند صليب يسوع امه و اخت امه مريم زوجة كلوبا و مريم المجدلية
19: 26 فلما راى يسوع امه و التلميذ الذي كان يحبه واقفا قال لامه يا امراة هوذا ابنك
19: 27 ثم قال للتلميذ هوذا امك و من تلك الساعة اخذها التلميذ الى خاصته
19: 28 بعد هذا راى يسوع ان كل شيء قد كمل فلكي يتم الكتاب قال انا عطشان
19: 29 و كان اناء موضوعا مملوا خلا فملاوا اسفنجة من الخل و وضعوها على زوفا و قدموها الى فمه
19: 30 فلما اخذ يسوع الخل قال قد اكمل و نكس راسه و اسلم الروح
19: 31 ثم اذ كان استعداد فلكي لا تبقى الاجساد على الصليب في السبت لان يوم ذلك السبت كان عظيما سال اليهود بيلاطس ان تكسر سيقانهم و يرفعوا
19: 32 فاتى العسكر و كسروا ساقي الاول و الاخر المصلوب معه
19: 33 و اما يسوع فلما جاءوا اليه لم يكسروا ساقيه لانهم راوه قد مات
19: 34 لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة و للوقت خرج دم و ماء
19: 35 و الذي عاين شهد و شهادته حق و هو يعلم انه يقول الحق لتؤمنوا انتم
19: 36 لان هذا كان ليتم الكتاب القائل عظم لا يكسر منه
19: 37 و ايضا يقول كتاب اخر سينظرون الى الذي طعنوه
19: 38 ثم ان يوسف الذي من الرامة و هو تلميذ يسوع و لكن خفية لسبب الخوف من اليهود سال بيلاطس ان ياخذ جسد يسوع فاذن بيلاطس فجاء و اخذ جسد يسوع
19: 39 و جاء ايضا نيقوديموس الذي اتى اولا الى يسوع ليلا و هو حامل مزيج مر و عود نحو مئة منا
19: 40 فاخذا جسد يسوع و لفاه باكفان مع الاطياب كما لليهود عادة ان يكفنوا
19: 41 و كان في الموضع الذي صلب فيه بستان و في البستان قبر جديد لم يوضع فيه احد قط
19: 42 فهناك وضعا يسوع لسبب استعداد اليهود لان القبر كان قريبا
20: 1 و في اول الاسبوع جاءت مريم المجدلية الى القبر باكرا و الظلام باق فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر
(4/318)
20: 2 فركضت و جاءت الى سمعان بطرس و الى التلميذ الاخر الذي كان يسوع يحبه و قالت لهما اخذوا السيد من القبر و لسنا نعلم اين وضعوه
20: 3 فخرج بطرس و التلميذ الاخر و اتيا الى القبر
20: 4 و كان الاثنان يركضان معا فسبق التلميذ الاخر بطرس و جاء اولا الى القبر
20: 5 و انحنى فنظر الاكفان موضوعة و لكنه لم يدخل
20: 6 ثم جاء سمعان بطرس يتبعه و دخل القبر و نظر الاكفان موضوعة
20: 7 و المنديل الذي كان على راسه ليس موضوعا مع الاكفان بل ملفوفا في موضع وحده
20: 8 فحينئذ دخل ايضا التلميذ الاخر الذي جاء اولا الى القبر و راى فامن
20: 9 لانهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب انه ينبغي ان يقوم من الاموات
20: 10 فمضى التلميذان ايضا الى موضعهما
20: 11 اما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجا تبكي و فيما هي تبكي انحنت الى القبر
20: 12 فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدا عند الراس و الاخر عند الرجلين حيث كان جسد يسوع موضوعا
20: 13 فقالا لها يا امراة لماذا تبكين قالت لهما انهم اخذوا سيدي و لست اعلم اين وضعوه
20: 14 و لما قالت هذا التفتت الى الوراء فنظرت يسوع واقفا و لم تعلم انه يسوع
20: 15 قال لها يسوع يا امراة لماذا تبكين من تطلبين فظنت تلك انه البستاني فقالت له يا سيد ان كنت انت قد حملته فقل لي اين وضعته و انا اخذه
20: 16 قال لها يسوع يا مريم فالتفتت تلك و قالت له ربوني الذي تفسيره يا معلم
20: 17 قال لها يسوع لا تلمسيني لاني لم اصعد بعد الى ابي و لكن اذهبي الى اخوتي و قولي لهم اني اصعد الى ابي و ابيكم و الهي و الهكم
20: 18 فجاءت مريم المجدلية و اخبرت التلاميذ انها رات الرب و انه قال لها هذا
20: 19 و لما كانت عشية ذلك اليوم و هو اول الاسبوع و كانت الابواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع و وقف في الوسط و قال لهم سلام لكم
(4/319)
20: 20 و لما قال هذا اراهم يديه و جنبه ففرح التلاميذ اذ راوا الرب
20: 21 فقال لهم يسوع ايضا سلام لكم كما ارسلني الاب ارسلكم انا
20: 22 و لما قال هذا نفخ و قال لهم اقبلوا الروح القدس
20: 23 من غفرتم خطاياه تغفر له و من امسكتم خطاياه امسكت
20: 24 اما توما احد الاثني عشر الذي يقال له التوام فلم يكن معهم حين جاء يسوع
20: 25 فقال له التلاميذ الاخرون قد راينا الرب فقال لهم ان لم ابصر في يديه اثر المسامير و اضع اصبعي في اثر المسامير و اضع يدي في جنبه لا اؤمن
20: 26 و بعد ثمانية ايام كان تلاميذه ايضا داخلا و توما معهم فجاء يسوع و الابواب مغلقة و وقف في الوسط و قال سلام لكم
20: 27 ثم قال لتوما هات اصبعك الى هنا و ابصر يدي و هات يدك و ضعها في جنبي و لا تكن غير مؤمن بل مؤمنا
20: 28 اجاب توما و قال له ربي و الهي
20: 29 قال له يسوع لانك رايتني يا توما امنت طوبى للذين امنوا و لم يروا
20: 30 و ايات اخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب
20: 31 و اما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله و لكي تكون لكم اذا امنتم حياة باسمه
21: 1 بعد هذا اظهر ايضا يسوع نفسه للتلاميذ على بحر طبرية ظهر هكذا
21: 2 كان سمعان بطرس و توما الذي يقال له التوام و نثنائيل الذي من قانا الجليل و ابنا زبدي و اثنان اخران من تلاميذه مع بعضهم
21: 3 قال لهم سمعان بطرس انا اذهب لاتصيد قالوا له نذهب نحن ايضا معك فخرجوا و دخلوا السفينة للوقت و في تلك الليلة لم يمسكوا شيئا
21: 4 و لما كان الصبح وقف يسوع على الشاطئ و لكن التلاميذ لم يكونوا يعلمون انه يسوع
21: 5 فقال لهم يسوع يا غلمان العل عندكم اداما اجابوه لا
21: 6 فقال لهم القوا الشبكة الى جانب السفينة الايمن فتجدوا فالقوا و لم يعودوا يقدرون ان يجذبوها من كثرة السمك
(4/320)
21: 7 فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس هو الرب فلما سمع سمعان بطرس انه الرب اتزر بثوبه لانه كان عريانا و القى نفسه في البحر
21: 8 و اما التلاميذ الاخرون فجاءوا بالسفينة لانهم لم يكونوا بعيدين عن الارض الا نحو مئتي ذراع و هم يجرون شبكة السمك
21: 9 فلما خرجوا الى الارض نظروا جمرا موضوعا و سمكا موضوعا عليه و خبزا
21: 10 قال لهم يسوع قدموا من السمك الذي امسكتم الان
21: 11 فصعد سمعان بطرس و جذب الشبكة الى الارض ممتلئة سمكا كبيرا مئة و ثلاثا و خمسين و مع هذه الكثرة لم تتخرق الشبكة
21: 12 قال لهم يسوع هلموا تغدوا و لم يجسر احد من التلاميذ ان يساله من انت اذ كانوا يعلمون انه الرب
21: 13 ثم جاء يسوع و اخذ الخبز و اعطاهم و كذلك السمك
21: 14 هذه مرة ثالثة ظهر يسوع لتلاميذه بعدما قام من الاموات
21: 15 فبعدما تغدوا قال يسوع لسمعان بطرس يا سمعان بن يونا اتحبني اكثر من هؤلاء قال نعم يا رب انت تعلم اني احبك قال له ارع خرافي
21: 16 قال له ايضا ثانية يا سمعان بن يونا اتحبني قال له نعم يا رب انت تعلم اني احبك قال له ارع غنمي
21: 17 قال له ثالثة يا سمعان بن يونا اتحبني فحزن بطرس لانه قال له ثالثة اتحبني فقال له يا رب انت تعلم كل شيء انت تعرف اني احبك قال له يسوع ارع غنمي
21: 18 الحق الحق اقول لك لما كنت اكثر حداثة كنت تمنطق ذاتك و تمشي حيث تشاء و لكن متى شخت فانك تمد يديك و اخر يمنطقك و يحملك حيث لا تشاء
21: 19 قال هذا مشيرا الى اية ميتة كان مزمعا ان يمجد الله بها و لما قال هذا قال له اتبعني
21: 20 فالتفت بطرس و نظر التلميذ الذي كان يسوع يحبه يتبعه و هو ايضا الذي اتكا على صدره وقت العشاء و قال يا سيد من هو الذي يسلمك
21: 21 فلما راى بطرس هذا قال ليسوع يا رب و هذا ما له
21: 22 قال له يسوع ان كنت اشاء انه يبقى حتى اجيء فماذا لك اتبعني انت
(4/321)
21: 23 فذاع هذا القول بين الاخوة ان ذلك التلميذ لا يموت و لكن لم يقل له يسوع انه لا يموت بل ان كنت اشاء انه يبقى حتى اجيء فماذا لك
21: 24 هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا و كتب هذا و نعلم ان شهادته حق
21: 25 و اشياء اخر كثيرة صنعها يسوع ان كتبت واحدة واحدة فلست اظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة امين(4/322)
القسم التاريخي
(كتاب التاريخ)(4/323)
سفر أعمال الرسل
1: 1 الكلام الاول انشاته يا ثاوفيلس عن جميع ما ابتدا يسوع يفعله و يعلم به
1: 2 الى اليوم الذي ارتفع فيه بعدما اوصى بالروح القدس الرسل الذين اختارهم
1: 3 الذين اراهم ايضا نفسه حيا ببراهين كثيرة بعدما تالم و هو يظهر لهم اربعين يوما و يتكلم عن الامور المختصة بملكوت الله
1: 4 و فيما هو مجتمع معهم اوصاهم ان لا يبرحوا من اورشليم بل ينتظروا موعد الاب الذي سمعتموه مني
1: 5 لان يوحنا عمد بالماء و اما انتم فستتعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه الايام بكثير
1: 6 اما هم المجتمعون فسالوه قائلين يا رب هل في هذا الوقت ترد الملك الى اسرائيل
1: 7 فقال لهم ليس لكم ان تعرفوا الازمنة و الاوقات التي جعلها الاب في سلطانه
1: 8 لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم و تكونون لي شهودا في اورشليم و في كل اليهودية و السامرة و الى اقصى الارض
1: 9 و لما قال هذا ارتفع و هم ينظرون و اخذته سحابة عن اعينهم
1: 10 و فيما كانوا يشخصون الى السماء و هو منطلق اذا رجلان قد وقفا بهم بلباس ابيض
1: 11 و قالا ايها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سياتي هكذا كما رايتموه منطلقا الى السماء
1: 12 حينئذ رجعوا الى اورشليم من الجبل الذي يدعى جبل الزيتون الذي هو بالقرب من اورشليم على سفر سبت
1: 13 و لما دخلوا صعدوا الى العلية التي كانوا يقيمون فيها بطرس و يعقوب و يوحنا و اندراوس و فيلبس و توما و برثولماوس و متى و يعقوب بن حلفى و سمعان الغيور و يهوذا اخو يعقوب
1: 14 هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة و الطلبة مع النساء و مريم ام يسوع و مع اخوته
1: 15 و في تلك الايام قام بطرس في وسط التلاميذ و كان عدة اسماء معا نحو مئة و عشرين فقال
(4/324)
1: 16 ايها الرجال الاخوة كان ينبغي ان يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود عن يهوذا الذي صار دليلا للذين قبضوا على يسوع
1: 17 اذ كان معدودا بيننا و صار له نصيب في هذه الخدمة
1: 18 فان هذا اقتنى حقلا من اجرة الظلم و اذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت احشاؤه كلها
1: 19 و صار ذلك معلوما عند جميع سكان اورشليم حتى دعي ذلك الحقل في لغتهم حقل دما اي حقل دم
1: 20 لانه مكتوب في سفر المزامير لتصر داره خرابا و لا يكن فيها ساكن و لياخذ وظيفته اخر
1: 21 فينبغي ان الرجال الذين اجتمعوا معنا كل الزمان الذي فيه دخل الينا الرب يسوع و خرج
1: 22 منذ معمودية يوحنا الى اليوم الذي ارتفع فيه عنا يصير واحد منهم شاهدا معنا بقيامته
1: 23 فاقاموا اثنين يوسف الذي يدعى برسابا الملقب يوستس و متياس
1: 24 و صلوا قائلين ايها الرب العارف قلوب الجميع عين انت من هذين الاثنين ايا اخترته
1: 25 لياخذ قرعة هذه الخدمة و الرسالة التي تعداها يهوذا ليذهب الى مكانه
1: 26 ثم القوا قرعتهم فوقعت القرعة على متياس فحسب مع الاحد عشر رسولا
2: 1 و لما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة
2: 2 و صار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة و ملا كل البيت حيث كانوا جالسين
2: 3 و ظهرت لهم السنة منقسمة كانها من نار و استقرت على كل واحد منهم
2: 4 و امتلا الجميع من الروح القدس و ابتداوا يتكلمون بالسنة اخرى كما اعطاهم الروح ان ينطقوا
2: 5 و كان يهود رجال اتقياء من كل امة تحت السماء ساكنين في اورشليم
2: 6 فلما صار هذا الصوت اجتمع الجمهور و تحيروا لان كل واحد كان يسمعهم يتكلمون بلغته
2: 7 فبهت الجميع و تعجبوا قائلين بعضهم لبعض اترى ليس جميع هؤلاء المتكلمين جليليين
2: 8 فكيف نسمع نحن كل واحد منا لغته التي ولد فيها
2: 9 فرتيون و ماديون و عيلاميون و الساكنون ما بين النهرين و اليهودية و كبدوكية و بنتس و اسيا
(4/325)
2: 10 و فريجية و بمفيلية و مصر و نواحي ليبية التي نحو القيروان و الرومانيون المستوطنون يهود و دخلاء
2: 11 كريتيون و عرب نسمعهم يتكلمون بالسنتنا بعظائم الله
2: 12 فتحير الجميع و ارتابوا قائلين بعضهم لبعض ما عسى ان يكون هذا
2: 13 و كان اخرون يستهزئون قائلين انهم قد امتلاوا سلافة
2: 14 فوقف بطرس مع الاحد عشر و رفع صوته و قال لهم ايها الرجال اليهود و الساكنون في اورشليم اجمعون ليكن هذا معلوما عندكم و اصغوا الى كلامي
2: 15 لان هؤلاء ليسوا سكارى كما انتم تظنون لانها الساعة الثالثة من النهار
2: 16 بل هذا ما قيل بيوئيل النبي
2: 17 يقول الله و يكون في الايام الاخيرة اني اسكب من روحي على كل بشر فيتنبا بنوكم و بناتكم و يرى شبابكم رؤى و يحلم شيوخكم احلاما
2: 18 و على عبيدي ايضا و اماءي اسكب من روحي في تلك الايام فيتنباون
2: 19 و اعطي عجائب في السماء من فوق و ايات على الارض من اسفل دما و نارا و بخار دخان
2: 20 تتحول الشمس الى ظلمة و القمر الى دم قبل ان يجيء يوم الرب العظيم الشهير
2: 21 و يكون كل من يدعو باسم الرب يخلص
2: 22 ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات و عجائب و ايات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم ايضا تعلمون
2: 23 هذا اخذتموه مسلما بمشورة الله المحتومة و علمه السابق و بايدي اثمة صلبتموه و قتلتموه
2: 24 الذي اقامه الله ناقضا اوجاع الموت اذ لم يكن ممكنا ان يمسك منه
2: 25 لان داود يقول فيه كنت ارى الرب امامي في كل حين انه عن يميني لكي لا اتزعزع
2: 26 لذلك سر قلبي و تهلل لساني حتى جسدي ايضا سيسكن على رجاء
2: 27 لانك لن تترك نفسي في الهاوية و لا تدع قدوسك يرى فسادا
2: 28 عرفتني سبل الحياة و ستملاني سرورا مع وجهك
2: 29 ايها الرجال الاخوة يسوغ ان يقال لكم جهارا عن رئيس الاباء داود انه مات و دفن و قبره عندنا حتى هذا اليوم
(4/326)
2: 30 فاذ كان نبيا و علم ان الله حلف له بقسم انه من ثمرة صلبه يقيم المسيح حسب الجسد ليجلس على كرسيه
2: 31 سبق فراى و تكلم عن قيامة المسيح انه لم تترك نفسه في الهاوية و لا راى جسده فسادا
2: 32 فيسوع هذا اقامه الله و نحن جميعا شهود لذلك
2: 33 و اذ ارتفع بيمين الله و اخذ موعد الروح القدس من الاب سكب هذا الذي انتم الان تبصرونه و تسمعونه
2: 34 لان داود لم يصعد الى السماوات و هو نفسه يقول قال الرب لربي اجلس عن يميني
2: 35 حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك
2: 36 فليعلم يقينا جميع بيت اسرائيل ان الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه انتم ربا و مسيحا
2: 37 فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم و قالوا لبطرس و لسائر الرسل ماذا نصنع ايها الرجال الاخوة
2: 38 فقال لهم بطرس توبوا و ليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس
2: 39 لان الموعد هو لكم و لاولادكم و لكل الذين على بعد كل من يدعوه الرب الهنا
2: 40 و باقوال اخر كثيرة كان يشهد لهم و يعظهم قائلا اخلصوا من هذا الجيل الملتوي
2: 41 فقبلوا كلامه بفرح و اعتمدوا و انضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة الاف نفس
2: 42 و كانوا يواظبون على تعليم الرسل و الشركة و كسر الخبز و الصلوات
2: 43 و صار خوف في كل نفس و كانت عجائب و ايات كثيرة تجرى على ايدي الرسل
2: 44 و جميع الذين امنوا كانوا معا و كان عندهم كل شيء مشتركا
2: 45 و الاملاك و المقتنيات كانوا يبيعونها و يقسمونها بين الجميع كما يكون لكل واحد احتياج
2: 46 و كانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة و اذ هم يكسرون الخبز في البيوت كانوا يتناولون الطعام بابتهاج و بساطة قلب
2: 47 مسبحين الله و لهم نعمة لدى جميع الشعب و كان الرب كل يوم يضم الى الكنيسة الذين يخلصون
3: 1 و صعد بطرس و يوحنا معا الى الهيكل في ساعة الصلاة التاسعة
(4/327)
3: 2 و كان رجل اعرج من بطن امه يحمل كانوا يضعونه كل يوم عند باب الهيكل الذي يقال له الجميل ليسال صدقة من الذين يدخلون الهيكل
3: 3 فهذا لما راى بطرس و يوحنا مزمعين ان يدخلا الهيكل سال لياخذ صدقة
3: 4 فتفرس فيه بطرس مع يوحنا و قال انظر الينا
3: 5 فلاحظهما منتظرا ان ياخذ منهما شيئا
3: 6 فقال بطرس ليس لي فضة و لا ذهب و لكن الذي لي فاياه اعطيك باسم يسوع المسيح الناصري قم و امش
3: 7 و امسكه بيده اليمنى و اقامه ففي الحال تشددت رجلاه و كعباه
3: 8 فوثب و وقف و صار يمشي و دخل معهما الى الهيكل و هو يمشي و يطفر و يسبح الله
3: 9 و ابصره جميع الشعب و هو يمشي و يسبح الله
3: 10 و عرفوه انه هو الذي كان يجلس لاجل الصدقة على باب الهيكل الجميل فامتلاوا دهشة و حيرة مما حدث له
3: 11 و بينما كان الرجل الاعرج الذي شفي متمسكا ببطرس و يوحنا تراكض اليهم جميع الشعب الى الرواق الذي يقال له رواق سليمان و هم مندهشون
3: 12 فلما راى بطرس ذلك اجاب الشعب ايها الرجال الاسرائيليون ما بالكم تتعجبون من هذا و لماذا تشخصون الينا كاننا بقوتنا او تقوانا قد جعلنا هذا يمشي
3: 13 ان اله ابراهيم و اسحق و يعقوب اله ابائنا مجد فتاه يسوع الذي اسلمتموه انتم و انكرتموه امام وجه بيلاطس و هو حاكم باطلاقه
3: 14 و لكن انتم انكرتم القدوس البار و طلبتم ان يوهب لكم رجل قاتل
3: 15 و رئيس الحياة قتلتموه الذي اقامه الله من الاموات و نحن شهود لذلك
3: 16 و بالايمان باسمه شدد اسمه هذا الذي تنظرونه و تعرفونه و الايمان الذي بواسطته اعطاه هذه الصحة امام جميعكم
3: 17 و الان ايها الاخوة انا اعلم انكم بجهالة عملتم كما رؤساؤكم ايضا
3: 18 و اما الله فما سبق و انبا به بافواه جميع انبيائه ان يتالم المسيح قد تممه هكذا
3: 19 فتوبوا و ارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تاتي اوقات الفرج من وجه الرب
3: 20 و يرسل يسوع المسيح المبشر به لكم قبل
(4/328)
3: 21 الذي ينبغي ان السماء تقبله الى ازمنة رد كل شيء التي تكلم عنها الله بفم جميع انبيائه القديسين منذ الدهر
3: 22 فان موسى قال للاباء ان نبيا مثلي سيقيم لكم الرب الهكم من اخوتكم له تسمعون في كل ما يكلمكم به
3: 23 و يكون ان كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب
3: 24 و جميع الانبياء ايضا من صموئيل فما بعده جميع الذين تكلموا سبقوا و انباوا بهذه الايام
3: 25 انتم ابناء الانبياء و العهد الذي عاهد به الله اباءنا قائلا لابراهيم و بنسلك تتبارك جميع قبائل الارض
3: 26 اليكم اولا اذ اقام الله فتاه يسوع ارسله يبارككم برد كل واحد منكم عن شروره
4: 1 و بينما هما يخاطبان الشعب اقبل عليهما الكهنة و قائد جند الهيكل و الصدوقيون
4: 2 متضجرين من تعليمهما الشعب و ندائهما في يسوع بالقيامة من الاموات
4: 3 فالقوا عليهما الايادي و وضعوهما في حبس الى الغد لانه كان قد صار المساء
4: 4 و كثيرون من الذين سمعوا الكلمة امنوا و صار عدد الرجال نحو خمسة الاف
4: 5 و حدث في الغد ان رؤساءهم و شيوخهم و كتبتهم اجتمعوا الى اورشليم
4: 6 مع حنان رئيس الكهنة و قيافا و يوحنا و الاسكندر و جميع الذين كانوا من عشيرة رؤساء الكهنة
4: 7 و لما اقاموهما في الوسط جعلوا يسالونهما باية قوة و باي اسم صنعتما انتما هذا
4: 8 حينئذ امتلا بطرس من الروح القدس و قال لهم يا رؤساء الشعب و شيوخ اسرائيل
4: 9 ان كنا نفحص اليوم عن احسان الى انسان سقيم بماذا شفي هذا
4: 10 فليكن معلوما عند جميعكم و جميع شعب اسرائيل انه باسم يسوع المسيح الناصري الذي صلبتموه انتم الذي اقامه الله من الاموات بذاك وقف هذا امامكم صحيحا
4: 11 هذا هو الحجر الذي احتقرتموه ايها البناؤون الذي صار راس الزاوية
4: 12 و ليس باحد غيره الخلاص لان ليس اسم اخر تحت السماء قد اعطي بين الناس به ينبغي ان نخلص
(4/329)
4: 13 فلما راوا مجاهرة بطرس و يوحنا و وجدوا انهما انسانان عديما العلم و عاميان تعجبوا فعرفوهما انهما كانا مع يسوع
4: 14 و لكن اذ نظروا الانسان الذي شفي واقفا معهما لم يكن لهم شيء يناقضون به
4: 15 فامروهما ان يخرجا الى خارج المجمع و تامروا فيما بينهم
4: 16 قائلين ماذا نفعل بهذين الرجلين لانه ظاهر لجميع سكان اورشليم ان اية معلومة قد جرت بايديهما و لا نقدر ان ننكر
4: 17 و لكن لئلا تشيع اكثر في الشعب لنهددهما تهديدا ان لا يكلما احدا من الناس فيما بعد بهذا الاسم
4: 18 فدعوهما و اوصوهما ان لا ينطقا البتة و لا يعلما باسم يسوع
4: 19 فاجابهم بطرس و يوحنا و قالا ان كان حقا امام الله ان نسمع لكم اكثر من الله فاحكموا
4: 20 لاننا نحن لا يمكننا ان لا نتكلم بما راينا و سمعنا
4: 21 و بعدما هددوهما ايضا اطلقوهما اذ لم يجدوا البتة كيف يعاقبونهما بسبب الشعب لان الجميع كانوا يمجدون الله على ما جرى
4: 22 لان الانسان الذي صارت فيه اية الشفاء هذه كان له اكثر من اربعين سنة
4: 23 و لما اطلقا اتيا الى رفقائهما و اخبراهم بكل ما قاله لهما رؤساء الكهنة و الشيوخ
4: 24 فلما سمعوا رفعوا بنفس واحدة صوتا الى الله و قالوا ايها السيد انت هو الاله الصانع السماء و الارض و البحر و كل ما فيها
4: 25 القائل بفم داود فتاك لماذا ارتجت الامم و تفكر الشعوب بالباطل
4: 26 قامت ملوك الارض و اجتمع الرؤساء معا على الرب و على مسيحه
4: 27 لانه بالحقيقة اجتمع على فتاك القدوس يسوع الذي مسحته هيرودس و بيلاطس البنطي مع امم و شعوب اسرائيل
4: 28 ليفعلوا كل ما سبقت فعينت يدك و مشورتك ان يكون
4: 29 و الان يا رب انظر الى تهديداتهم و امنح عبيدك ان يتكلموا بكلامك بكل مجاهرة
4: 30 بمد يدك للشفاء و لتجر ايات و عجائب باسم فتاك القدوس يسوع
(4/330)
4: 31 و لما صلوا تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه و امتلا الجميع من الروح القدس و كانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة
4: 32 و كان لجمهور الذين امنوا قلب واحد و نفس واحدة و لم يكن احد يقول ان شيئا من امواله له بل كان عندهم كل شيء مشتركا
4: 33 و بقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع و نعمة عظيمة كانت على جميعهم
4: 34 اذ لم يكن فيهم احد محتاجا لان كل الذين كانوا اصحاب حقول او بيوت كانوا يبيعونها و ياتون باثمان المبيعات
4: 35 و يضعونها عند ارجل الرسل فكان يوزع على كل واحد كما يكون له احتياج
4: 36 و يوسف الذي دعي من الرسل برنابا الذي يترجم ابن الوعظ و هو لاوي قبرسي الجنس
4: 37 اذ كان له حقل باعه و اتى بالدراهم و وضعها عند ارجل الرسل
5: 1 و رجل اسمه حنانيا و امراته سفيرة باع ملكا
5: 2 و اختلس من الثمن و امراته لها خبر ذلك و اتى بجزء و وضعه عند ارجل الرسل
5: 3 فقال بطرس يا حنانيا لماذا ملا الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس و تختلس من ثمن الحقل
5: 4 اليس و هو باق كان يبقى لك و لما بيع الم يكن في سلطانك فما بالك وضعت في قلبك هذا الامر انت لم تكذب على الناس بل على الله
5: 5 فلما سمع حنانيا هذا الكلام وقع و مات و صار خوف عظيم على جميع الذين سمعوا بذلك
5: 6 فنهض الاحداث و لفوه و حملوه خارجا و دفنوه
5: 7 ثم حدث بعد مدة نحو ثلاث ساعات ان امراته دخلت و ليس لها خبر ما جرى
5: 8 فاجابها بطرس قولي لي ابهذا المقدار بعتما الحقل فقالت نعم بهذا المقدار
5: 9 فقال لها بطرس ما بالكما اتفقتما على تجربة روح الرب هوذا ارجل الذين دفنوا رجلك على الباب و سيحملونك خارجا
5: 10 فوقعت في الحال عند رجليه و ماتت فدخل الشباب و وجدوها ميتة فحملوها خارجا و دفنوها بجانب رجلها
5: 11 فصار خوف عظيم على جميع الكنيسة و على جميع الذين سمعوا بذلك
(4/331)
5: 12 و جرت على ايدي الرسل ايات و عجائب كثيرة في الشعب و كان الجميع بنفس واحدة في رواق سليمان
5: 13 و اما الاخرون فلم يكن احد منهم يجسر ان يلتصق بهم لكن كان الشعب يعظمهم
5: 14 و كان مؤمنون ينضمون للرب اكثر جماهير من رجال و نساء
5: 15 حتى انهم كانوا يحملون المرضى خارجا في الشوارع و يضعونهم على فرش و اسرة حتى اذا جاء بطرس يخيم و لو ظله على احد منهم
5: 16 و اجتمع جمهور المدن المحيطة الى اورشليم حاملين مرضى و معذبين من ارواح نجسة و كانوا يبراون جميعهم
5: 17 فقام رئيس الكهنة و جميع الذين معه الذين هم شيعة الصدوقيين و امتلاوا غيرة
5: 18 فالقوا ايديهم على الرسل و وضعوهم في حبس العامة
5: 19 و لكن ملاك الرب في الليل فتح ابواب السجن و اخرجهم و قال
5: 20 اذهبوا قفوا و كلموا الشعب في الهيكل بجميع كلام هذه الحياة
5: 21 فلما سمعوا دخلوا الهيكل نحو الصبح و جعلوا يعلمون ثم جاء رئيس الكهنة و الذين معه و دعوا المجمع و كل مشيخة بني اسرائيل فارسلوا الى الحبس ليؤتى بهم
5: 22 و لكن الخدام لما جاءوا لم يجدوهم في السجن فرجعوا و اخبروا
5: 23 قائلين اننا وجدنا الحبس مغلقا بكل حرص و الحراس واقفين خارجا امام الابواب و لكن لما فتحنا لم نجد في الداخل احدا
5: 24 فلما سمع الكاهن و قائد جند الهيكل و رؤساء الكهنة هذه الاقوال ارتابوا من جهتهم ما عسى ان يصير هذا
5: 25 ثم جاء واحد و اخبرهم قائلا هوذا الرجال الذين وضعتموهم في السجن هم في الهيكل واقفين يعلمون الشعب
5: 26 حينئذ مضى قائد الجند مع الخدام فاحضرهم لا بعنف لانهم كانوا يخافون الشعب لئلا يرجموا
5: 27 فلما احضروهم اوقفوهم في المجمع فسالهم رئيس الكهنة
5: 28 قائلا اما اوصيناكم وصية ان لا تعلموا بهذا الاسم و ها انتم قد ملاتم اورشليم بتعليمكم و تريدون ان تجلبوا علينا دم هذا الانسان
5: 29 فاجاب بطرس و الرسل و قالوا ينبغي ان يطاع الله اكثر من الناس
(4/332)
5: 30 اله ابائنا اقام يسوع الذي انتم قتلتموه معلقين اياه على خشبة
5: 31 هذا رفعه الله بيمينه رئيسا و مخلصا ليعطي اسرائيل التوبة و غفران الخطايا
5: 32 و نحن شهود له بهذه الامور و الروح القدس ايضا الذي اعطاه الله للذين يطيعونه
5: 33 فلما سمعوا حنقوا و جعلوا يتشاورون ان يقتلوهم
5: 34 فقام في المجمع رجل فريسي اسمه غمالائيل معلم للناموس مكرم عند جميع الشعب و امر ان يخرج الرسل قليلا
5: 35 ثم قال لهم ايها الرجال الاسرائيليون احترزوا لانفسكم من جهة هؤلاء الناس في ما انتم مزمعون ان تفعلوا
5: 36 لانه قبل هذه الايام قام ثوداس قائلا عن نفسه انه شيء الذي التصق به عدد من الرجال نحو اربعمئة الذي قتل و جميع الذين انقادوا اليه تبددوا و صاروا لا شيء
5: 37 بعد هذا قام يهوذا الجليلي في ايام الاكتتاب و ازاغ وراءه شعبا غفيرا فذاك ايضا هلك و جميع الذين انقادوا اليه تشتتوا
5: 38 و الان اقول لكم تنحوا عن هؤلاء الناس و اتركوهم لانه ان كان هذا الراي او هذا العمل من الناس فسوف ينتقض
5: 39 و ان كان من الله فلا تقدرون ان تنقضوه لئلا توجدوا محاربين لله ايضا
5: 40 فانقادوا اليه و دعوا الرسل و جلدوهم و اوصوهم ان لا يتكلموا باسم يسوع ثم اطلقوهم
5: 41 و اما هم فذهبوا فرحين من امام المجمع لانهم حسبوا مستاهلين ان يهانوا من اجل اسمه
5: 42 و كانوا لا يزالون كل يوم في الهيكل و في البيوت معلمين و مبشرين بيسوع المسيح
6: 1 و في تلك الايام اذ تكاثر التلاميذ حدث تذمر من اليونانيين على العبرانيين ان اراملهم كن يغفل عنهن في الخدمة اليومية
6: 2 فدعا الاثنا عشر جمهور التلاميذ و قالوا لا يرضي ان نترك نحن كلمة الله و نخدم موائد
6: 3 فانتخبوا ايها الاخوة سبعة رجال منكم مشهودا لهم و مملوين من الروح القدس و حكمة فنقيمهم على هذه الحاجة
6: 4 و اما نحن فنواظب على الصلاة و خدمة الكلمة
(4/333)
6: 5 فحسن هذا القول امام كل الجمهور فاختاروا استفانوس رجلا مملوا من الايمان و الروح القدس و فيلبس و بروخورس و نيكانور و تيمون و برميناس و نيقولاوس دخيلا انطاكيا
6: 6 الذين اقاموهم امام الرسل فصلوا و وضعوا عليهم الايادي
6: 7 و كانت كلمة الله تنمو و عدد التلاميذ يتكاثر جدا في اورشليم و جمهور كثير من الكهنة يطيعون الايمان
6: 8 و اما استفانوس فاذ كان مملوا ايمانا و قوة كان يصنع عجائب و ايات عظيمة في الشعب
6: 9 فنهض قوم من المجمع الذي يقال له مجمع الليبرتينيين و القيروانيين و الاسكندريين و من الذين من كيليكية و اسيا يحاورون استفانوس
6: 10 و لم يقدروا ان يقاوموا الحكمة و الروح الذي كان يتكلم به
6: 11 حينئذ دسوا لرجال يقولون اننا سمعناه يتكلم بكلام تجديف على موسى و على الله
6: 12 و هيجوا الشعب و الشيوخ و الكتبة فقاموا و خطفوه و اتوا به الى المجمع
6: 13 و اقاموا شهودا كذبة يقولون هذا الرجل لا يفتر عن ان يتكلم كلاما تجديفا ضد هذا الموضع المقدس و الناموس
6: 14 لاننا سمعناه يقول ان يسوع الناصري هذا سينقض هذا الموضع و يغير العوائد التي سلمنا اياها موسى
6: 15 فشخص اليه جميع الجالسين في المجمع و راوا وجهه كانه وجه ملاك
7: 1 فقال رئيس الكهنة اترى هذه الامور هكذا هي
7: 2 فقال ايها الرجال الاخوة و الاباء اسمعوا ظهر اله المجد لابينا ابراهيم و هو في ما بين النهرين قبلما سكن في حاران
7: 3 و قال له اخرج من ارضك و من عشيرتك و هلم الى الارض التي اريك
7: 4 فخرج حينئذ من ارض الكلدانيين و سكن في حاران و من هناك نقله بعدما مات ابوه الى هذه الارض التي انتم الان ساكنون فيها
7: 5 و لم يعطه فيها ميراثا و لا وطاة قدم و لكن وعد ان يعطيها ملكا له و لنسله من بعده و لم يكن له بعد ولد
7: 6 و تكلم الله هكذا ان يكون نسله متغربا في ارض غريبة فيستعبدوه و يسيئوا اليه اربع مئة سنة
(4/334)
7: 7 و الامة التي يستعبدون لها سادينها انا يقول الله و بعد ذلك يخرجون و يعبدونني في هذا المكان
7: 8 و اعطاه عهد الختان و هكذا ولد اسحق و ختنه في اليوم الثامن و اسحق ولد يعقوب و يعقوب ولد رؤساء الاباء الاثني عشر
7: 9 و رؤساء الاباء حسدوا يوسف و باعوه الى مصر و كان الله معه
7: 10 و انقذه من جميع ضيقاته و اعطاه نعمة و حكمة امام فرعون ملك مصر فاقامه مدبرا على مصر و على كل بيته
7: 11 ثم اتى جوع على كل ارض مصر و كنعان و ضيق عظيم فكان اباؤنا لا يجدون قوتا
7: 12 و لما سمع يعقوب ان في مصر قمحا ارسل اباءنا اول مرة
7: 13 و في المرة الثانية استعرف يوسف الى اخوته و استعلنت عشيرة يوسف لفرعون
7: 14 فارسل يوسف و استدعى اباه يعقوب و جميع عشيرته خمسة و سبعين نفسا
7: 15 فنزل يعقوب الى مصر و مات هو و اباؤنا
7: 16 و نقلوا الى شكيم و وضعوا في القبر الذي اشتراه ابراهيم بثمن فضة من بني حمور ابي شكيم
7: 17 و كما كان يقرب وقت الموعد الذي اقسم الله عليه لابراهيم كان ينمو الشعب و يكثر في مصر
7: 18 الى ان قام ملك اخر لم يكن يعرف يوسف
7: 19 فاحتال هذا على جنسنا و اساء الى ابائنا حتى جعلوا اطفالهم منبوذين لكي لا يعيشوا
7: 20 و في ذلك الوقت ولد موسى و كان جميلا جدا فربي هذا ثلاثة اشهر في بيت ابيه
7: 21 و لما نبذ اتخذته ابنة فرعون و ربته لنفسها ابنا
7: 22 فتهذب موسى بكل حكمة المصريين و كان مقتدرا في الاقوال و الاعمال
7: 23 و لما كملت له مدة اربعين سنة خطر على باله ان يفتقد اخوته بني اسرائيل
7: 24 و اذ راى واحدا مظلوما حامى عنه و انصف المغلوب اذ قتل المصري
7: 25 فظن ان اخوته يفهمون ان الله على يده يعطيهم نجاة و اما هم فلم يفهموا
7: 26 و في اليوم الثاني ظهر لهم و هم يتخاصمون فساقهم الى السلامة قائلا ايها الرجال انتم اخوة لماذا تظلمون بعضكم بعضا
(4/335)
7: 27 فالذي كان يظلم قريبه دفعه قائلا من اقامك رئيسا و قاضيا علينا
7: 28 اتريد ان تقتلني كما قتلت امس المصري
7: 29 فهرب موسى بسبب هذه الكلمة و صار غريبا في ارض مديان حيث ولد ابنين
7: 30 و لما كملت اربعون سنة ظهر له ملاك الرب في برية جبل سيناء في لهيب نار عليقة
7: 31 فلما راى موسى ذلك تعجب من المنظر و فيما هو يتقدم ليتطلع صار اليه صوت الرب
7: 32 انا اله ابائك اله ابراهيم و اله اسحق و اله يعقوب فارتعد موسى و لم يجسر ان يتطلع
7: 33 فقال له الرب اخلع نعل رجليك لان الموضع الذي انت واقف عليه ارض مقدسة
7: 34 اني لقد رايت مشقة شعبي الذين في مصر و سمعت انينهم و نزلت لانقذهم فهلم الان ارسلك الى مصر
7: 35 هذا موسى الذي انكروه قائلين من اقامك رئيسا و قاضيا هذا ارسله الله رئيسا و فاديا بيد الملاك الذي ظهر له في العليقة
7: 36 هذا اخرجهم صانعا عجائب و ايات في ارض مصر و في البحر الاحمر و في البرية اربعين سنة
7: 37 هذا هو موسى الذي قال لبني اسرائيل نبيا مثلي سيقيم لكم الرب الهكم من اخوتكم له تسمعون
7: 38 هذا هو الذي كان في الكنيسة في البرية مع الملاك الذي كان يكلمه في جبل سيناء و مع ابائنا الذي قبل اقوالا حية ليعطينا اياها
7: 39 الذي لم يشا اباؤنا ان يكونوا طائعين له بل دفعوه و رجعوا بقلوبهم الى مصر
7: 40 قائلين لهرون اعمل لنا الهة تتقدم امامنا لان هذا موسى الذي اخرجنا من ارض مصر لا نعلم ماذا اصابه
7: 41 فعملوا عجلا في تلك الايام و اصعدوا ذبيحة للصنم و فرحوا باعمال ايديهم
7: 42 فرجع الله و اسلمهم ليعبدوا جند السماء كما هو مكتوب في كتاب الانبياء هل قربتم لي ذبائح و قرابين اربعين سنة في البرية يا بيت اسرائيل
7: 43 بل حملتم خيمة مولوك و نجم الهكم رمفان التماثيل التي صنعتموها لتسجدوا لها فانقلكم الى ما وراء بابل
(4/336)
7: 44 و اما خيمة الشهادة فكانت مع ابائنا في البرية كما امر الذي كلم موسى ان يعملها على المثال الذي كان قد راه
7: 45 التي ادخلها ايضا اباؤنا اذ تخلفوا عليها مع يشوع في ملك الامم الذين طردهم الله من وجه ابائنا الى ايام داود
7: 46 الذي وجد نعمة امام الله و التمس ان يجد مسكنا لاله يعقوب
7: 47 و لكن سليمان بنى له بيتا
7: 48 لكن العلي لا يسكن في هياكل مصنوعات الايادي كما يقول النبي
7: 49 السماء كرسي لي و الارض موطئ لقدمي اي بيت تبنون لي يقول الرب و اي هو مكان راحتي
7: 50 اليست يدي صنعت هذه الاشياء كلها
7: 51 يا قساة الرقاب و غير المختونين بالقلوب و الاذان انتم دائما تقاومون الروح القدس كما كان اباؤكم كذلك انتم
7: 52 اي الانبياء لم يضطهده اباؤكم و قد قتلوا الذين سبقوا فانباوا بمجيء البار الذي انتم الان صرتم مسلميه و قاتليه
7: 53 الذين اخذتم الناموس بترتيب ملائكة و لم تحفظوه
7: 54 فلما سمعوا هذا حنقوا بقلوبهم و صروا باسنانهم عليه
7: 55 و اما هو فشخص الى السماء و هو ممتلئ من الروح القدس فراى مجد الله و يسوع قائما عن يمين الله
7: 56 فقال ها انا انظر السماوات مفتوحة و ابن الانسان قائما عن يمين الله
7: 57 فصاحوا بصوت عظيم و سدوا اذانهم و هجموا عليه بنفس واحدة
7: 58 و اخرجوه خارج المدينة و رجموه و الشهود خلعوا ثيابهم عند رجلي شاب يقال له شاول
7: 59 فكانوا يرجمون استفانوس و هو يدعو و يقول ايها الرب يسوع اقبل روحي
7: 60 ثم جثا على ركبتيه و صرخ بصوت عظيم يا رب لا تقم لهم هذه الخطية و اذ قال هذا رقد
8: 1 و كان شاول راضيا بقتله و حدث في ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في اورشليم فتشتت الجميع في كور اليهودية و السامرة ما عدا الرسل
8: 2 و حمل رجال اتقياء استفانوس و عملوا عليه مناحة عظيمة
8: 3 و اما شاول فكان يسطو على الكنيسة و هو يدخل البيوت و يجر رجالا و نساء و يسلمهم الى السجن
(4/337)
8: 4 فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة
8: 5 فانحدر فيلبس الى مدينة من السامرة و كان يكرز لهم بالمسيح
8: 6 و كان الجموع يصغون بنفس واحدة الى ما يقوله فيلبس عند استماعهم و نظرهم الايات التي صنعها
8: 7 لان كثيرين من الذين بهم ارواح نجسة كانت تخرج صارخة بصوت عظيم و كثيرون من المفلوجين و العرج شفوا
8: 8 فكان فرح عظيم في تلك المدينة
8: 9 و كان قبلا في المدينة رجل اسمه سيمون يستعمل السحر و يدهش شعب السامرة قائلا انه شيء عظيم
8: 10 و كان الجميع يتبعونه من الصغير الى الكبير قائلين هذا هو قوة الله العظيمة
8: 11 و كانوا يتبعونه لكونهم قد اندهشوا زمانا طويلا بسحره
8: 12 و لكن لما صدقوا فيلبس و هو يبشر بالامور المختصة بملكوت الله و باسم يسوع المسيح اعتمدوا رجالا و نساء
8: 13 و سيمون ايضا نفسه امن و لما اعتمد كان يلازم فيلبس و اذ راى ايات و قوات عظيمة تجرى اندهش
8: 14 و لما سمع الرسل الذين في اورشليم ان السامرة قد قبلت كلمة الله ارسلوا اليهم بطرس و يوحنا
8: 15 اللذين لما نزلا صليا لاجلهم لكي يقبلوا الروح القدس
8: 16 لانه لم يكن قد حل بعد على احد منهم غير انهم كانوا معتمدين باسم الرب يسوع
8: 17 حينئذ وضعا الايادي عليهم فقبلوا الروح القدس
8: 18 و لما راى سيمون انه بوضع ايدي الرسل يعطى الروح القدس قدم لهما دراهم
8: 19 قائلا اعطياني انا ايضا هذا السلطان حتى اي من وضعت عليه يدي يقبل الروح القدس
8: 20 فقال له بطرس لتكن فضتك معك للهلاك لانك ظننت ان تقتني موهبة الله بدراهم
8: 21 ليس لك نصيب و لا قرعة في هذا الامر لان قلبك ليس مستقيما امام الله
8: 22 فتب من شرك هذا و اطلب الى الله عسى ان يغفر لك فكر قلبك
8: 23 لاني اراك في مرارة المر و رباط الظلم
8: 24 فاجاب سيمون و قال اطلبا انتما الى الرب من اجلي لكي لا ياتي علي شيء مما ذكرتما
(4/338)
8: 25 ثم انهما بعدما شهدا و تكلما بكلمة الرب رجعا الى اورشليم و بشرا قرى كثيرة للسامريين
8: 26 ثم ان ملاك الرب كلم فيلبس قائلا قم و اذهب نحو الجنوب على الطريق المنحدرة من اورشليم الى غزة التي هي برية
8: 27 فقام و ذهب و اذا رجل حبشي خصي وزير لكنداكة ملكة الحبشة كان على جميع خزائنها فهذا كان قد جاء الى اورشليم ليسجد
8: 28 و كان راجعا و جالسا على مركبته و هو يقرا النبي اشعياء
8: 29 فقال الروح لفيلبس تقدم و رافق هذه المركبة
8: 30 فبادر اليه فيلبس و سمعه يقرا النبي اشعياء فقال العلك تفهم ما انت تقرا
8: 31 فقال كيف يمكنني ان لم يرشدني احد و طلب الى فيلبس ان يصعد و يجلس معه
8: 32 و اما فصل الكتاب الذي كان يقراه فكان هذا مثل شاة سيق الى الذبح و مثل خروف صامت امام الذي يجزه هكذا لم يفتح فاه
8: 33 في تواضعه انتزع قضاؤه و جيله من يخبر به لان حياته تنتزع من الارض
8: 34 فاجاب الخصي فيلبس و قال اطلب اليك عن من يقول النبي هذا عن نفسه ام عن واحد اخر
8: 35 ففتح فيلبس فاه و ابتدا من هذا الكتاب فبشره بيسوع
8: 36 و فيما هما سائران في الطريق اقبلا على ماء فقال الخصي هوذا ماء ماذا يمنع ان اعتمد
8: 37 فقال فيلبس ان كنت تؤمن من كل قلبك يجوز فاجاب و قال انا اؤمن ان يسوع المسيح هو ابن الله
8: 38 فامر ان تقف المركبة فنزلا كلاهما الى الماء فيلبس و الخصي فعمده
8: 39 و لما صعدا من الماء خطف روح الرب فيلبس فلم يبصره الخصي ايضا و ذهب في طريقه فرحا
8: 40 و اما فيلبس فوجد في اشدود و بينما هو مجتاز كان يبشر جميع المدن حتى جاء الى قيصرية
9: 1 اما شاول فكان لم يزل ينفث تهددا و قتلا على تلاميذ الرب فتقدم الى رئيس الكهنة
9: 2 و طلب منه رسائل الى دمشق الى الجماعات حتى اذا وجد اناسا من الطريق رجالا او نساء يسوقهم موثقين الى اورشليم
9: 3 و في ذهابه حدث انه اقترب الى دمشق فبغتة ابرق حوله نور من السماء
(4/339)
9: 4 فسقط على الارض و سمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني
9: 5 فقال من انت يا سيد فقال الرب انا يسوع الذي انت تضطهده صعب عليك ان ترفس مناخس
9: 6 فقال و هو مرتعد و متحير يا رب ماذا تريد ان افعل فقال له الرب قم و ادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي ان تفعل
9: 7 و اما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت و لا ينظرون احدا
9: 8 فنهض شاول عن الارض و كان و هو مفتوح العينين لا يبصر احدا فاقتادوه بيده و ادخلوه الى دمشق
9: 9 و كان ثلاثة ايام لا يبصر فلم ياكل و لم يشرب
9: 10 و كان في دمشق تلميذ اسمه حنانيا فقال له الرب في رؤيا يا حنانيا فقال هانذا يا رب
9: 11 فقال له الرب قم و اذهب الى الزقاق الذي يقال له المستقيم و اطلب في بيت يهوذا رجلا طرسوسيا اسمه شاول لانه هوذا يصلي
9: 12 و قد راى في رؤيا رجلا اسمه حنانيا داخلا و واضعا يده عليه لكي يبصر
9: 13 فاجاب حنانيا يا رب قد سمعت من كثيرين عن هذا الرجل كم من الشرور فعل بقديسيك في اورشليم
9: 14 و ههنا له سلطان من قبل رؤساء الكهنة ان يوثق جميع الذين يدعون باسمك
9: 15 فقال له الرب اذهب لان هذا لي اناء مختار ليحمل اسمي امام امم و ملوك و بني اسرائيل
9: 16 لاني ساريه كم ينبغي ان يتالم من اجل اسمي
9: 17 فمضى حنانيا و دخل البيت و وضع عليه يديه و قال ايها الاخ شاول قد ارسلني الرب يسوع الذي ظهر لك في الطريق الذي جئت فيه لكي تبصر و تمتلئ من الروح القدس
9: 18 فللوقت وقع من عينيه شيء كانه قشور فابصر في الحال و قام و اعتمد
9: 19 و تناول طعاما فتقوى و كان شاول مع التلاميذ الذين في دمشق اياما
9: 20 و للوقت جعل يكرز في المجامع بالمسيح ان هذا هو ابن الله
9: 21 فبهت جميع الذين كانوا يسمعون و قالوا اليس هذا هو الذي اهلك في اورشليم الذين يدعون بهذا الاسم و قد جاء الى هنا لهذا ليسوقهم موثقين الى رؤساء الكهنة
(4/340)
9: 22 و اما شاول فكان يزداد قوة و يحير اليهود الساكنين في دمشق محققا ان هذا هو المسيح
9: 23 و لما تمت ايام كثيرة تشاور اليهود ليقتلوه
9: 24 فعلم شاول بمكيدتهم و كانوا يراقبون الابواب ايضا نهارا و ليلا ليقتلوه
9: 25 فاخذه التلاميذ ليلا و انزلوه من السور مدلين اياه في سل
9: 26 و لما جاء شاول الى اورشليم حاول ان يلتصق بالتلاميذ و كان الجميع يخافونه غير مصدقين انه تلميذ
9: 27 فاخذه برنابا و احضره الى الرسل و حدثهم كيف ابصر الرب في الطريق و انه كلمه و كيف جاهر في دمشق باسم يسوع
9: 28 فكان معهم يدخل و يخرج في اورشليم و يجاهر باسم الرب يسوع
9: 29 و كان يخاطب و يباحث اليونانيين فحاولوا ان يقتلوه
9: 30 فلما علم الاخوة احدروه الى قيصرية و ارسلوه الى طرسوس
9: 31 و اما الكنائس في جميع اليهودية و الجليل و السامرة فكان لها سلام و كانت تبنى و تسير في خوف الرب و بتعزية الروح القدس كانت تتكاثر
9: 32 و حدث ان بطرس و هو يجتاز بالجميع نزل ايضا الى القديسين الساكنين في لدة
9: 33 فوجد هناك انسانا اسمه اينياس مضطجعا على سرير منذ ثماني سنين و كان مفلوجا
9: 34 فقال له بطرس يا اينياس يشفيك يسوع المسيح قم و افرش لنفسك فقام للوقت
9: 35 و راه جميع الساكنين في لدة و سارون الذين رجعوا الى الرب
9: 36 و كان في يافا تلميذة اسمها طابيثا الذي ترجمته غزالة هذه كانت ممتلئة اعمالا صالحة و احسانات كانت تعملها
9: 37 و حدث في تلك الايام انها مرضت و ماتت فغسلوها و وضعوها في علية
9: 38 و اذ كانت لدة قريبة من يافا و سمع التلاميذ ان بطرس فيها ارسلوا رجلين يطلبان اليه ان لا يتوانى عن ان يجتاز اليهم
9: 39 فقام بطرس و جاء معهما فلما وصل صعدوا به الى العلية فوقفت لديه جميع الارامل يبكين و يرين اقمصة و ثيابا مما كانت تعمل غزالة و هي معهن
(4/341)
9: 40 فاخرج بطرس الجميع خارجا و جثا على ركبتيه و صلى ثم التفت الى الجسد و قال يا طابيثا قومي ففتحت عينيها و لما ابصرت بطرس جلست
9: 41 فناولها يده و اقامها ثم نادى القديسين و الارامل و احضرها حية
9: 42 فصار ذلك معلوما في يافا كلها فامن كثيرون بالرب
9: 43 و مكث اياما كثيرة في يافا عند سمعان رجل دباغ
10: 1 و كان في قيصرية رجل اسمه كرنيليوس قائد مئة من الكتيبة التي تدعى الايطالية
10: 2 و هو تقي و خائف الله مع جميع بيته يصنع حسنات كثيرة للشعب و يصلي الى الله في كل حين
10: 3 فراى ظاهرا في رؤيا نحو الساعة التاسعة من النهار ملاكا من الله داخلا اليه و قائلا له يا كرنيليوس
10: 4 فلما شخص اليه و دخله الخوف قال ماذا يا سيد فقال له صلواتك و صدقاتك صعدت تذكارا امام الله
10: 5 و الان ارسل الى يافا رجالا و استدع سمعان الملقب بطرس
10: 6 انه نازل عند سمعان رجل دباغ بيته عند البحر هو يقول لك ماذا ينبغي ان تفعل
10: 7 فلما انطلق الملاك الذي كان يكلم كرنيليوس نادى اثنين من خدامه و عسكريا تقيا من الذين كانوا يلازمونه
10: 8 و اخبرهم بكل شيء و ارسلهم الى يافا
10: 9 ثم في الغد فيما هم يسافرون و يقتربون الى المدينة صعد بطرس على السطح ليصلي نحو الساعة السادسة
10: 10 فجاع كثيرا و اشتهى ان ياكل و بينما هم يهيئون له وقعت عليه غيبة
10: 11 فراى السماء مفتوحة و اناء نازلا عليه مثل ملاءة عظيمة مربوطة باربعة اطراف و مدلاة على الارض
10: 12 و كان فيها كل دواب الارض و الوحوش و الزحافات و طيور السماء
10: 13 و صار اليه صوت قم يا بطرس اذبح و كل
10: 14 فقال بطرس كلا يا رب لاني لم اكل قط شيئا دنسا او نجسا
10: 15 فصار اليه ايضا صوت ثانية ما طهره الله لا تدنسه انت
10: 16 و كان هذا على ثلاث مرات ثم ارتفع الاناء ايضا الى السماء
(4/342)
10: 17 و اذ كان بطرس يرتاب في نفسه ماذا عسى ان تكون الرؤيا التي راها اذا الرجال الذين ارسلوا من قبل كرنيليوس و كانوا قد سالوا عن بيت سمعان و قد وقفوا على الباب
10: 18 و نادوا يستخبرون هل سمعان الملقب بطرس نازل هناك
10: 19 و بينما بطرس متفكر في الرؤيا قال له الروح هوذا ثلاثة رجال يطلبونك
10: 20 لكن قم و انزل و اذهب معهم غير مرتاب في شيء لاني انا قد ارسلتهم
10: 21 فنزل بطرس الى الرجال الذين ارسلوا اليه من قبل كرنيليوس و قال ها انا الذي تطلبونه ما هو السبب الذي حضرتم لاجله
10: 22 فقالوا ان كرنيليوس قائد مئة رجلا بارا و خائف الله و مشهودا له من كل امة اليهود اوحي اليه بملاك مقدس ان يستدعيك الى بيته و يسمع منك كلاما
10: 23 فدعاهم الى داخل و اضافهم ثم في الغد خرج بطرس معهم و اناس من الاخوة الذين من يافا رافقوه
10: 24 و في الغد دخلوا قيصرية و اما كرنيليوس فكان ينتظرهم و قد دعا انسباءه و اصدقاءه الاقربين
10: 25 و لما دخل بطرس استقبله كرنيليوس و سجد واقعا على قدميه
10: 26 فاقامه بطرس قائلا قم انا ايضا انسان
10: 27 ثم دخل و هو يتكلم معه و وجد كثيرين مجتمعين
10: 28 فقال لهم انتم تعلمون كيف هو محرم على رجل يهودي ان يلتصق باحد اجنبي او ياتي اليه و اما انا فقد اراني الله ان لا اقول عن انسان ما انه دنس او نجس
10: 29 فلذلك جئت من دون مناقضة اذ استدعيتموني فاستخبركم لاي سبب استدعيتموني
10: 30 فقال كرنيليوس منذ اربعة ايام الى هذه الساعة كنت صائما و في الساعة التاسعة كنت اصلي في بيتي و اذا رجل قد وقف امامي بلباس لامع
10: 31 و قال يا كرنيليوس سمعت صلاتك و ذكرت صدقاتك امام الله
10: 32 فارسل الى يافا و استدعي سمعان الملقب بطرس انه نازل في بيت سمعان رجل دباغ عند البحر فهو متى جاء يكلمك
10: 33 فارسلت اليك حالا و انت فعلت حسنا اذ جئت و الان نحن جميعا حاضرون امام الله لنسمع جميع ما امرك به الله
(4/343)
10: 34 ففتح بطرس فاه و قال بالحق انا اجد ان الله لا يقبل الوجوه
10: 35 بل في كل امة الذي يتقيه و يصنع البر مقبول عنده
10: 36 الكلمة التي ارسلها الى بني اسرائيل يبشر بالسلام بيسوع المسيح هذا هو رب الكل
10: 37 انتم تعلمون الامر الذي صار في كل اليهودية مبتدئا من الجليل بعد المعمودية التي كرز بها يوحنا
10: 38 يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس و القوة الذي جال يصنع خيرا و يشفي جميع المتسلط عليهم ابليس لان الله كان معه
10: 39 و نحن شهود بكل ما فعل في كورة اليهودية و في اورشليم الذي ايضا قتلوه معلقين اياه على خشبة
10: 40 هذا اقامه الله في اليوم الثالث و اعطى ان يصير ظاهرا
10: 41 ليس لجميع الشعب بل لشهود سبق الله فانتخبهم لنا نحن الذين اكلنا و شربنا معه بعد قيامته من الاموات
10: 42 و اوصانا ان نكرز للشعب و نشهد بان هذا هو المعين من الله ديانا للاحياء و الاموات
10: 43 له يشهد جميع الانبياء ان كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا
10: 44 فبينما بطرس يتكلم بهذه الامور حل الروح القدس على جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة
10: 45 فاندهش المؤمنون الذين من اهل الختان كل من جاء مع بطرس لان موهبة الروح القدس قد انسكبت على الامم ايضا
10: 46 لانهم كانوا يسمعونهم يتكلمون بالسنة و يعظمون الله حينئذ اجاب بطرس
10: 47 اترى يستطيع احد ان يمنع الماء حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن ايضا
10: 48 و امر ان يعتمدوا باسم الرب حينئذ سالوه ان يمكث اياما
11: 1 فسمع الرسل و الاخوة الذين كانوا في اليهودية ان الامم ايضا قبلوا كلمة الله
11: 2 و لما صعد بطرس الى اورشليم خاصمه الذين من اهل الختان
11: 3 قائلين انك دخلت الى رجال ذوي غلفة و اكلت معهم
11: 4 فابتدا بطرس يشرح لهم بالتتابع قائلا
(4/344)
11: 5 انا كنت في مدينة يافا اصلي فرايت في غيبة رؤيا اناء نازلا مثل ملاءة عظيمة مدلاة باربعة اطراف من السماء فاتى الي
11: 6 فتفرست فيه متاملا فرايت دواب الارض و الوحوش و الزحافات و طيور السماء
11: 7 و سمعت صوتا قائلا لي قم يا بطرس اذبح و كل
11: 8 فقلت كلا يا رب لانه لم يدخل فمي قط دنس او نجس
11: 9 فاجابني صوت ثانية من السماء ما طهره الله لا تنجسه انت
11: 10 و كان هذا على ثلاث مرات ثم انتشل الجميع الى السماء ايضا
11: 11 و اذا ثلاثة رجال قد وقفوا للوقت عند البيت الذي كنت فيه مرسلين الي من قيصرية
11: 12 فقال لي الروح ان اذهب معهم غير مرتاب في شيء و ذهب معي ايضا هؤلاء الاخوة الستة فدخلنا بيت الرجل
11: 13 فاخبرنا كيف راى الملاك في بيته قائما و قائلا له ارسل الى يافا رجالا و استدع سمعان الملقب بطرس
11: 14 و هو يكلمك كلاما به تخلص انت و كل بيتك
11: 15 فلما ابتدات اتكلم حل الروح القدس عليهم كما علينا ايضا في البداءة
11: 16 فتذكرت كلام الرب كيف قال ان يوحنا عمد بماء و اما انتم فستعمدون بالروح القدس
11: 17 فان كان الله قد اعطاهم الموهبة كما لنا ايضا بالسوية مؤمنين بالرب يسوع المسيح فمن انا اقادر ان امنع الله
11: 18 فلما سمعوا ذلك سكتوا و كانوا يمجدون الله قائلين اذا اعطى الله الامم ايضا التوبة للحياة
11: 19 اما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا الى فينيقية و قبرس و انطاكية و هم لا يكلمون احدا بالكلمة الا اليهود فقط
11: 20 و لكن كان منهم قوم و هم رجال قبرسيون و قيروانيون الذين لما دخلوا انطاكية كانوا يخاطبون اليونانيين مبشرين بالرب يسوع
11: 21 و كانت يد الرب معهم فامن عدد كثير و رجعوا الى الرب
11: 22 فسمع الخبر عنهم في اذان الكنيسة التي في اورشليم فارسلوا برنابا لكي يجتاز الى انطاكية
(4/345)
11: 23 الذي لما اتى و راى نعمة الله فرح و وعظ الجميع ان يثبتوا في الرب بعزم القلب
11: 24 لانه كان رجلا صالحا و ممتلئا من الروح القدس و الايمان فانضم الى الرب جمع غفير
11: 25 ثم خرج برنابا الى طرسوس ليطلب شاول و لما وجده جاء به الى انطاكية
11: 26 فحدث انهما اجتمعا في الكنيسة سنة كاملة و علما جمعا غفيرا و دعي التلاميذ مسيحيين في انطاكية اولا
11: 27 و في تلك الايام انحدر انبياء من اورشليم الى انطاكية
11: 28 و قام واحد منهم اسمه اغابوس و اشار بالروح ان جوعا عظيما كان عتيدا ان يصير على جميع المسكونة الذي صار ايضا في ايام كلوديوس قيصر
11: 29 فحتم التلاميذ حسبما تيسر لكل منهم ان يرسل كل واحد شيئا خدمة الى الاخوة الساكنين في اليهودية
11: 30 ففعلوا ذلك مرسلين الى المشايخ بيد برنابا و شاول
12: 1 و في ذلك الوقت مد هيرودس الملك يديه ليسيء الى اناس من الكنيسة
12: 2 فقتل يعقوب اخا يوحنا بالسيف
12: 3 و اذ راى ان ذلك يرضي اليهود عاد فقبض على بطرس ايضا و كانت ايام الفطير
12: 4 و لما امسكه وضعه في السجن مسلما اياه الى اربعة ارابع من العسكر ليحرسوه ناويا ان يقدمه بعد الفصح الى الشعب
12: 5 فكان بطرس محروسا في السجن و اما الكنيسة فكانت تصير منها صلاة بلجاجة الى الله من اجله
12: 6 و لما كان هيرودس مزمعا ان يقدمه كان بطرس في تلك الليلة نائما بين عسكريين مربوطا بسلسلتين و كان قدام الباب حراس يحرسون السجن
12: 7 و اذا ملاك الرب اقبل و نور اضاء في البيت فضرب جنب بطرس و ايقظه قائلا قم عاجلا فسقطت السلسلتان من يديه
12: 8 و قال له الملاك تمنطق و البس نعليك ففعل هكذا فقال له البس رداءك و اتبعني
12: 9 فخرج يتبعه و كان لا يعلم ان الذي جرى بواسطة الملاك هو حقيقي بل يظن انه ينظر رؤيا
(4/346)
12: 10 فجازا المحرس الاول و الثاني و اتيا الى باب الحديد الذي يؤدي الى المدينة فانفتح لهما من ذاته فخرجا و تقدما زقاقا واحدا و للوقت فارقه الملاك
12: 11 فقال بطرس و هو قد رجع الى نفسه الان علمت يقينا ان الرب ارسل ملاكه و انقذني من يد هيرودس و من كل انتظار شعب اليهود
12: 12 ثم جاء و هو منتبه الى بيت مريم ام يوحنا الملقب مرقس حيث كان كثيرون مجتمعين و هم يصلون
12: 13 فلما قرع بطرس باب الدهليز جاءت جارية اسمها رودا لتسمع
12: 14 فلما عرفت صوت بطرس لم تفتح الباب من الفرح بل ركضت الى داخل و اخبرت ان بطرس واقف قدام الباب
12: 15 فقالوا لها انت تهذين و اما هي فكانت تؤكد ان هكذا هو فقالوا انه ملاكه
12: 16 و اما بطرس فلبث يقرع فلما فتحوا و راوه اندهشوا
12: 17 فاشار اليهم بيده ليسكتوا و حدثهم كيف اخرجه الرب من السجن و قال اخبروا يعقوب و الاخوة بهذا ثم خرج و ذهب الى موضع اخر
12: 18 فلما صار النهار حصل اضطراب ليس بقليل بين العسكر ترى ماذا جرى لبطرس
12: 19 و اما هيرودس فلما طلبه و لم يجده فحص الحراس و امر ان ينقادوا الى القتل ثم نزل من اليهودية الى قيصرية و اقام هناك
12: 20 و كان هيرودس ساخطا على الصوريين و الصيداويين فحضروا اليه بنفس واحدة و استعطفوا بلاستس الناظر على مضجع الملك ثم صاروا يلتمسون المصالحة لان كورتهم تقتات من كورة الملك
12: 21 ففي يوم معين لبس هيرودس الحلة الملوكية و جلس على كرسي الملك و جعل يخاطبهم
12: 22 فصرخ الشعب هذا صوت اله لا صوت انسان
12: 23 ففي الحال ضربه ملاك الرب لانه لم يعط المجد لله فصار ياكله الدود و مات
12: 24 و اما كلمة الله فكانت تنمو و تزيد
12: 25 و رجع برنابا و شاول من اورشليم بعدما كملا الخدمة و اخذا معهما يوحنا الملقب مرقس
(4/347)
13: 1 و كان في انطاكية في الكنيسة هناك انبياء و معلمون برنابا و سمعان الذي يدعى نيجر و لوكيوس القيرواني و مناين الذي تربى مع هيرودس رئيس الربع و شاول
13: 2 و بينما هم يخدمون الرب و يصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا و شاول للعمل الذي دعوتهما اليه
13: 3 فصاموا حينئذ و صلوا و وضعوا عليهما الايادي ثم اطلقوهما
13: 4 فهذان اذ ارسلا من الروح القدس انحدرا الى سلوكية و من هناك سافرا في البحر الى قبرس
13: 5 و لما صارا في سلاميس ناديا بكلمة الله في مجامع اليهود و كان معهما يوحنا خادما
13: 6 و لما اجتازا الجزيرة الى بافوس وجدا رجلا ساحرا نبيا كذابا يهوديا اسمه باريشوع
13: 7 كان مع الوالي سرجيوس بولس و هو رجل فهيم فهذا دعا برنابا و شاول و التمس ان يسمع كلمة الله
13: 8 فقاومهما عليم الساحر لان هكذا يترجم اسمه طالبا ان يفسد الوالي عن الايمان
13: 9 و اما شاول الذي هو بولس ايضا فامتلا من الروح القدس و شخص اليه
13: 10 و قال ايها الممتلئ كل غش و كل خبث يا ابن ابليس يا عدو كل بر الا تزال تفسد سبل الله المستقيمة
13: 11 فالان هوذا يد الرب عليك فتكون اعمى لا تبصر الشمس الى حين ففي الحال سقط عليه ضباب و ظلمة فجعل يدور ملتمسا من يقوده بيده
13: 12 فالوالي حينئذ لما راى ما جرى امن مندهشا من تعليم الرب
13: 13 ثم اقلع من بافوس بولس و من معه و اتوا الى برجة بمفيلية و اما يوحنا ففارقهم و رجع الى اورشليم
13: 14 و اما هم فجازوا من برجة و اتوا الى انطاكية بيسيدية و دخلوا المجمع يوم السبت و جلسوا
13: 15 و بعد قراءة الناموس و الانبياء ارسل اليهم رؤساء المجمع قائلين ايها الرجال الاخوة ان كانت عندكم كلمة وعظ للشعب فقولوا
13: 16 فقام بولس و اشار بيده و قال ايها الرجال الاسرائيليون و الذين يتقون الله اسمعوا
13: 17 اله شعب اسرائيل هذا اختار اباءنا و رفع الشعب في الغربة في ارض مصر و بذراع مرتفعة اخرجهم منها
(4/348)
13: 18 و نحو مدة اربعين سنة احتمل عوائدهم في البرية
13: 19 ثم اهلك سبع امم في ارض كنعان و قسم لهم ارضهم بالقرعة
13: 20 و بعد ذلك في نحو اربع مئة و خمسين سنة اعطاهم قضاة حتى صموئيل النبي
13: 21 و من ثم طلبوا ملكا فاعطاهم الله شاول بن قيس رجلا من سبط بنيامين اربعين سنة
13: 22 ثم عزله و اقام لهم داود ملكا الذي شهد له ايضا اذ قال وجدت داود بن يسى رجلا حسب قلبي الذي سيصنع كل مشيئتي
13: 23 من نسل هذا حسب الوعد اقام الله لاسرائيل مخلصا يسوع
13: 24 اذ سبق يوحنا فكرز قبل مجيئه بمعمودية التوبة لجميع شعب اسرائيل
13: 25 و لما صار يوحنا يكمل سعيه جعل يقول من تظنون اني انا لست انا اياه لكن هوذا ياتي بعدي الذي لست مستحقا ان احل حذاء قدميه
13: 26 ايها الرجال الاخوة بني جنس ابراهيم و الذين بينكم يتقون الله اليكم ارسلت كلمة هذا الخلاص
13: 27 لان الساكنين في اورشليم و رؤساءهم لم يعرفوا هذا و اقوال الانبياء التي تقرا كل سبت تمموها اذ حكموا عليه
13: 28 و مع انهم لم يجدوا علة واحدة للموت طلبوا من بيلاطس ان يقتل
13: 29 و لما تمموا كل ما كتب عنه انزلوه عن الخشبة و وضعوه في قبر
13: 30 و لكن الله اقامه من الاموات
13: 31 و ظهر اياما كثيرة للذين صعدوا معه من الجليل الى اورشليم الذين هم شهوده عند الشعب
13: 32 و نحن نبشركم بالموعد الذي صار لابائنا
13: 33 ان الله قد اكمل هذا لنا نحن اولادهم اذ اقام يسوع كما هو مكتوب ايضا في المزمور الثاني انت ابني انا اليوم ولدتك
13: 34 انه اقامه من الاموات غير عتيد ان يعود ايضا الى فساد فهكذا قال اني ساعطيكم مراحم داود الصادقة
13: 35 و لذلك قال ايضا في مزمور اخر لن تدع قدوسك يرى فسادا
13: 36 لان داود بعدما خدم جيله بمشورة الله رقد و انضم الى ابائه و راى فسادا
13: 37 و اما الذي اقامه الله فلم ير فسادا
(4/349)
13: 38 فليكن معلوما عندكم ايها الرجال الاخوة انه بهذا ينادى لكم بغفران الخطايا
13: 39 بهذا يتبرر كل من يؤمن من كل ما لم تقدروا ان تتبرروا منه بناموس موسى
13: 40 فانظروا لئلا ياتي عليكم ما قيل في الانبياء
13: 41 انظروا ايها المتهاونون و تعجبوا و اهلكوا لانني عملا اعمل في ايامكم عملا لا تصدقون ان اخبركم احد به
13: 42 و بعدما خرج اليهود من المجمع جعل الامم يطلبون اليهما ان يكلماهم بهذا الكلام في السبت القادم
13: 43 و لما انفضت الجماعة تبع كثيرون من اليهود و الدخلاء المتعبدين بولس و برنابا اللذين كانا يكلمانهم و يقنعانهم ان يثبتوا في نعمة الله
13: 44 و في السبت التالي اجتمعت كل المدينة تقريبا لتسمع كلمة الله
13: 45 فلما راى اليهود الجموع امتلاوا غيرة و جعلوا يقاومون ما قاله بولس مناقضين و مجدفين
13: 46 فجاهر بولس و برنابا و قالا كان يجب ان تكلموا انتم اولا بكلمة الله و لكن اذ دفعتموها عنكم و حكمتم انكم غير مستحقين للحياة الابدية هوذا نتوجه الى الامم
13: 47 لان هكذا اوصانا الرب قد اقمتك نورا للامم لتكون انت خلاصا الى اقصى الارض
13: 48 فلما سمع الامم ذلك كانوا يفرحون و يمجدون كلمة الرب و امن جميع الذين كانوا معينين للحياة الابدية
13: 49 و انتشرت كلمة الرب في كل الكورة
13: 50 و لكن اليهود حركوا النساء المتعبدات الشريفات و وجوه المدينة و اثاروا اضطهادا على بولس و برنابا و اخرجوهما من تخومهم
13: 51 اما هما فنفضا غبار ارجلهما عليهم و اتيا الى ايقونية
13: 52 و اما التلاميذ فكانوا يمتلئون من الفرح و الروح القدس
14: 1 و حدث في ايقونية انهما دخلا معا الى مجمع اليهود و تكلما حتى امن جمهور كثير من اليهود و اليونانيين
14: 2 و لكن اليهود غير المؤمنين غروا و افسدوا نفوس الامم على الاخوة
14: 3 فاقاما زمانا طويلا يجاهران بالرب الذي كان يشهد لكلمة نعمته و يعطي ان تجرى ايات و عجائب على ايديهما
(4/350)
14: 4 فانشق جمهور المدينة فكان بعضهم مع اليهود و بعضهم مع الرسولين
14: 5 فلما حصل من الامم و اليهود مع رؤسائهم هجوم ليبغوا عليهما و يرجموهما
14: 6 شعرا به فهربا الى مدينتي ليكاونية لسترة و دربة و الى الكورة المحيطة
14: 7 و كانا هناك يبشران
14: 8 و كان يجلس في لسترة رجل عاجز الرجلين مقعد من بطن امه و لم يمش قط
14: 9 هذا كان يسمع بولس يتكلم فشخص اليه و اذ راى ان له ايمانا ليشفى
14: 10 قال بصوت عظيم قم على رجليك منتصبا فوثب و صار يمشي
14: 11 فالجموع لما راوا ما فعل بولس رفعوا صوتهم بلغة ليكاونية قائلين ان الالهة تشبهوا بالناس و نزلوا الينا
14: 12 فكانوا يدعون برنابا زفس و بولس هرمس اذ كان هو المتقدم في الكلام
14: 13 فاتى كاهن زفس الذي كان قدام المدينة بثيران و اكاليل عند الابواب مع الجموع و كان يريد ان يذبح
14: 14 فلما سمع الرسولان برنابا و بولس مزقا ثيابهما و اندفعا الى الجمع صارخين
14: 15 و قائلين ايها الرجال لماذا تفعلون هذا نحن ايضا بشر تحت الام مثلكم نبشركم ان ترجعوا من هذه الاباطيل الى الاله الحي الذي خلق السماء و الارض و البحر و كل ما فيها
14: 16 الذي في الاجيال الماضية ترك جميع الامم يسلكون في طرقهم
14: 17 مع انه لم يترك نفسه بلا شاهد و هو يفعل خيرا يعطينا من السماء امطارا و ازمنة مثمرة و يملا قلوبنا طعاما و سرورا
14: 18 و بقولهما هذا كفا الجموع بالجهد عن ان يذبحوا لهما
14: 19 ثم اتى يهود من انطاكية و ايقونية و اقنعوا الجموع فرجموا بولس و جروه خارج المدينة ظانين انه قد مات
14: 20 و لكن اذ احاط به التلاميذ قام و دخل المدينة و في الغد خرج مع برنابا الى دربة
14: 21 فبشرا في تلك المدينة و تلمذا كثيرين ثم رجعا الى لسترة و ايقونية و انطاكية
14: 22 يشددان انفس التلاميذ و يعظانهم ان يثبتوا في الايمان و انه بضيقات كثيرة ينبغي ان ندخل ملكوت الله
(4/351)
14: 23 و انتخبا لهم قسوسا في كل كنيسة ثم صليا باصوام و استودعاهم للرب الذي كانوا قد امنوا به
14: 24 و لما اجتازا في بيسيدية اتيا الى بمفيلية
14: 25 و تكلما بالكلمة في برجة ثم نزلا الى اتالية
14: 26 و من هناك سافرا في البحر الى انطاكية حيث كانا قد اسلما الى نعمة الله للعمل الذي اكملاه
14: 27 و لما حضرا و جمعا الكنيسة اخبرا بكل ما صنع الله معهما و انه فتح للامم باب الايمان
14: 28 و اقاما هناك زمانا ليس بقليل مع التلاميذ
15: 1 و انحدر قوم من اليهودية و جعلوا يعلمون الاخوة انه ان لم تختتنوا حسب عادة موسى لا يمكنكم ان تخلصوا
15: 2 فلما حصل لبولس و برنابا منازعة و مباحثة ليست بقليلة معهم رتبوا ان يصعد بولس و برنابا و اناس اخرون منهم الى الرسل و المشايخ الى اورشليم من اجل هذه المسئلة
15: 3 فهؤلاء بعدما شيعتهم الكنيسة اجتازوا في فينيقية و السامرة يخبرونهم برجوع الامم و كانوا يسببون سرورا عظيما لجميع الاخوة
15: 4 و لما حضروا الى اورشليم قبلتهم الكنيسة و الرسل و المشايخ فاخبروهم بكل ما صنع الله معهم
15: 5 و لكن قام اناس من الذين كانوا قد امنوا من مذهب الفريسيين و قالوا انه ينبغي ان يختنوا و يوصوا بان يحفظوا ناموس موسى
15: 6 فاجتمع الرسل و المشايخ لينظروا في هذا الامر
15: 7 فبعدما حصلت مباحثة كثيرة قام بطرس و قال لهم ايها الرجال الاخوة انتم تعلمون انه منذ ايام قديمة اختار الله بيننا انه بفمي يسمع الامم كلمة الانجيل و يؤمنون
15: 8 و الله العارف القلوب شهد لهم معطيا لهم الروح القدس كما لنا ايضا
15: 9 و لم يميز بيننا و بينهم بشيء اذ طهر بالايمان قلوبهم
15: 10 فالان لماذا تجربون الله بوضع نير على عنق التلاميذ لم يستطع اباؤنا و لا نحن ان نحمله
15: 11 لكن بنعمة الرب يسوع المسيح نؤمن ان نخلص كما اولئك ايضا
(4/352)
15: 12 فسكت الجمهور كله و كانوا يسمعون برنابا و بولس يحدثان بجميع ما صنع الله من الايات و العجائب في الامم بواسطتهم
15: 13 و بعدما سكتا اجاب يعقوب قائلا ايها الرجال الاخوة اسمعوني
15: 14 سمعان قد اخبر كيف افتقد الله اولا الامم لياخذ منهم شعبا على اسمه
15: 15 و هذا توافقه اقوال الانبياء كما هو مكتوب
15: 16 سارجع بعد هذا و ابني ايضا خيمة داود الساقطة و ابني ايضا ردمها و اقيمها ثانية
15: 17 لكي يطلب الباقون من الناس الرب و جميع الامم الذين دعي اسمي عليهم يقول الرب الصانع هذا كله
15: 18 معلومة عند الرب منذ الازل جميع اعماله
15: 19 لذلك انا ارى ان لا يثقل على الراجعين الى الله من الامم
15: 20 بل يرسل اليهم ان يمتنعوا عن نجاسات الاصنام و الزنا و المخنوق و الدم
15: 21 لان موسى منذ اجيال قديمة له في كل مدينة من يكرز به اذ يقرا في المجامع كل سبت
15: 22 حينئذ راى الرسل و المشايخ مع كل الكنيسة ان يختاروا رجلين منهم فيرسلوهما الى انطاكية مع بولس و برنابا يهوذا الملقب برسابا و سيلا رجلين متقدمين في الاخوة
15: 23 و كتبوا بايديهم هكذا الرسل و المشايخ و الاخوة يهدون سلاما الى الاخوة الذين من الامم في انطاكية و سورية و كيليكية
15: 24 اذ قد سمعنا ان اناسا خارجين من عندنا ازعجوكم باقوال مقلبين انفسكم و قائلين ان تختتنوا و تحفظوا الناموس الذين نحن لم نامرهم
15: 25 راينا و قد صرنا بنفس واحدة ان نختار رجلين و نرسلهما اليكم مع حبيبينا برنابا و بولس
15: 26 رجلين قد بذلا انفسهما لاجل اسم ربنا يسوع المسيح
15: 27 فقد ارسلنا يهوذا و سيلا و هما يخبرانكم بنفس الامور شفاها
15: 28 لانه قد راى الروح القدس و نحن ان لا نضع عليكم ثقلا اكثر غير هذه الاشياء الواجبة
15: 29 ان تمتنعوا عما ذبح للاصنام و عن الدم و المخنوق و الزنى التي ان حفظتم انفسكم منها فنعما تفعلون كونوا معافين
(4/353)
15: 30 فهؤلاء لما اطلقوا جاءوا الى انطاكية و جمعوا الجمهور و دفعوا الرسالة
15: 31 فلما قراوها فرحوا لسبب التعزية
15: 32 و يهوذا و سيلا اذ كانا هما ايضا نبيين وعظا الاخوة بكلام كثير و شدداهم
15: 33 ثم بعدما صرفا زمانا اطلقا بسلام من الاخوة الى الرسل
15: 34 و لكن سيلا راى ان يلبث هناك
15: 35 اما بولس و برنابا فاقاما في انطاكية يعلمان و يبشران مع اخرين كثيرين ايضا بكلمة الرب
15: 36 ثم بعد ايام قال بولس لبرنابا لنرجع و نفتقد اخوتنا في كل مدينة نادينا فيها بكلمة الرب كيف هم
15: 37 فاشار برنابا ان ياخذا معهما ايضا يوحنا الذي يدعى مرقس
15: 38 و اما بولس فكان يستحسن ان الذي فارقهما من بمفيلية و لم يذهب معهما للعمل لا ياخذانه معهما
15: 39 فحصل بينهما مشاجرة حتى فارق احدهما الاخر و برنابا اخذ مرقس و سافر في البحر الى قبرس
15: 40 و اما بولس فاختار سيلا و خرج مستودعا من الاخوة الى نعمة الله
15: 41 فاجتاز في سورية و كيليكية يشدد الكنائس
16: 1 ثم وصل الى دربة و لسترة و اذا تلميذ كان هناك اسمه تيموثاوس ابن امراة يهودية مؤمنة و لكن اباه يوناني
16: 2 و كان مشهودا له من الاخوة الذين في لسترة و ايقونية
16: 3 فاراد بولس ان يخرج هذا معه فاخذه و ختنه من اجل اليهود الذين في تلك الاماكن لان الجميع كانوا يعرفون اباه انه يوناني
16: 4 و اذ كانوا يجتازون في المدن كانوا يسلمونهم القضايا التي حكم بها الرسل و المشايخ الذين في اورشليم ليحفظوها
16: 5 فكانت الكنائس تتشدد في الايمان و تزداد في العدد كل يوم
16: 6 و بعدما اجتازوا في فريجية و كورة غلاطية منعهم الروح القدس ان يتكلموا بالكلمة في اسيا
16: 7 فلما اتوا الى ميسيا حاولوا ان يذهبوا الى بيثينية فلم يدعهم الروح
16: 8 فمروا على ميسيا و انحدروا الى ترواس
16: 9 و ظهرت لبولس رؤيا في الليل رجل مكدوني قائم يطلب اليه و يقول اعبر الى مكدونية و اعنا
(4/354)
16: 10 فلما راى الرؤيا للوقت طلبنا ان نخرج الى مكدونية متحققين ان الرب قد دعانا لنبشرهم
16: 11 فاقلعنا من ترواس و توجهنا بالاستقامة الى ساموثراكي و في الغد الى نيابوليس
16: 12 و من هناك الى فيلبي التي هي اول مدينة من مقاطعة مكدونية و هي كولونية فاقمنا في هذه المدينة اياما
16: 13 و في يوم السبت خرجنا الى خارج المدينة عند نهر حيث جرت العادة ان تكون صلاة فجلسنا و كنا نكلم النساء اللواتي اجتمعن
16: 14 فكانت تسمع امراة اسمها ليدية بياعة ارجوان من مدينة ثياتيرا متعبدة لله ففتح الرب قلبها لتصغي الى ما كان يقوله بولس
16: 15 فلما اعتمدت هي و اهل بيتها طلبت قائلة ان كنتم قد حكمتم اني مؤمنة بالرب فادخلوا بيتي و امكثوا فالزمتنا
16: 16 و حدث بينما كنا ذاهبين الى الصلاة ان جارية بها روح عرافة استقبلتنا و كانت تكسب مواليها مكسبا كثيرا بعرافتها
16: 17 هذه اتبعت بولس و ايانا و صرخت قائلة هؤلاء الناس هم عبيد الله العلي الذين ينادون لكم بطريق الخلاص
16: 18 و كانت تفعل هذا اياما كثيرة فضجر بولس و التفت الى الروح و قال انا امرك باسم يسوع المسيح ان تخرج منها فخرج في تلك الساعة
16: 19 فلما راى مواليها انه قد خرج رجاء مكسبهم امسكوا بولس و سيلا و جروهما الى السوق الى الحكام
16: 20 و اذ اتوا بهما الى الولاة قالوا هذان الرجلان يبلبلان مدينتنا و هما يهوديان
16: 21 و يناديان بعوائد لا يجوز لنا ان نقبلها و لا نعمل بها اذ نحن رومانيون
16: 22 فقام الجمع معا عليهما و مزق الولاة ثيابهما و امروا ان يضربا بالعصي
16: 23 فوضعوا عليهما ضربات كثيرة و القوهما في السجن و اوصوا حافظ السجن ان يحرسهما بضبط
16: 24 و هو اذ اخذ وصية مثل هذه القاهما في السجن الداخلي و ضبط ارجلهما في المقطرة
16: 25 و نحو نصف الليل كان بولس و سيلا يصليان و يسبحان الله و المسجونون يسمعونهما
(4/355)
16: 26 فحدث بغتة زلزلة عظيمة حتى تزعزعت اساسات السجن فانفتحت في الحال الابواب كلها و انفكت قيود الجميع
16: 27 و لما استيقظ حافظ السجن و راى ابواب السجن مفتوحة استل سيفه و كان مزمعا ان يقتل نفسه ظانا ان المسجونين قد هربوا
16: 28 فنادى بولس بصوت عظيم قائلا لا تفعل بنفسك شيئا رديا لان جميعنا ههنا
16: 29 فطلب ضوءا و اندفع الى داخل و خر لبولس و سيلا و هو مرتعد
16: 30 ثم اخرجهما و قال يا سيدي ماذا ينبغي ان افعل لكي اخلص
16: 31 فقالا امن بالرب يسوع المسيح فتخلص انت و اهل بيتك
16: 32 و كلماه و جميع من في بيته بكلمة الرب
16: 33 فاخذهما في تلك الساعة من الليل و غسلهما من الجراحات و اعتمد في الحال هو و الذين له اجمعون
16: 34 و لما اصعدهما الى بيته قدم لهما مائدة و تهلل مع جميع بيته اذ كان قد امن بالله
16: 35 و لما صار النهار ارسل الولاة الجلادين قائلين اطلق ذينك الرجلين
16: 36 فاخبر حافظ السجن بولس بهذا الكلام ان الولاة قد ارسلوا ان تطلقا فاخرجا الان و اذهبا بسلام
16: 37 فقال لهم بولس ضربونا جهرا غير مقضي علينا و نحن رجلان رومانيان و القونا في السجن افالان يطردوننا سرا كلا بل لياتوا هم انفسهم و يخرجونا
16: 38 فاخبر الجلادون الولاة بهذا الكلام فاختشوا لما سمعوا انهما رومانيان
16: 39 فجاءوا و تضرعوا اليهما و اخرجوهما و سالوهما ان يخرجا من المدينة
16: 40 فخرجا من السجن و دخلا عند ليدية فابصرا الاخوة و عزياهم ثم خرجا
17: 1 فاجتازا في امفيبوليس و ابولونية و اتيا الى تسالونيكي حيث كان مجمع اليهود
17: 2 فدخل بولس اليهم حسب عادته و كان يحاجهم ثلاثة سبوت من الكتب
17: 3 موضحا و مبينا انه كان ينبغي ان المسيح يتالم و يقوم من الاموات و ان هذا هو المسيح يسوع الذي انا انادي لكم به
(4/356)
17: 4 فاقتنع قوم منهم و انحازوا الى بولس و سيلا و من اليونانيين المتعبدين جمهور كثير و من النساء المتقدمات عدد ليس بقليل
17: 5 فغار اليهود غير المؤمنين و اتخذوا رجالا اشرارا من اهل السوق و تجمعوا و سجسوا المدينة و قاموا على بيت ياسون طالبين ان يحضروهما الى الشعب
17: 6 و لما لم يجدوهما جروا ياسون و اناسا من الاخوة الى حكام المدينة صارخين ان هؤلاء الذين فتنوا المسكونة حضروا الى ههنا ايضا
17: 7 و قد قبلهم ياسون و هؤلاء كلهم يعملون ضد احكام قيصر قائلين انه يوجد ملك اخر يسوع
17: 8 فازعجوا الجمع و حكام المدينة اذ سمعوا هذا
17: 9 فاخذوا كفالة من ياسون و من الباقين ثم اطلقوهم
17: 10 و اما الاخوة فللوقت ارسلوا بولس و سيلا ليلا الى بيرية و هما لما وصلا مضيا الى مجمع اليهود
17: 11 و كان هؤلاء اشرف من الذين في تسالونيكي فقبلوا الكلمة بكل نشاط فاحصين الكتب كل يوم هل هذه الامور هكذا
17: 12 فامن منهم كثيرون و من النساء اليونانيات الشريفات و من الرجال عدد ليس بقليل
17: 13 فلما علم اليهود الذين من تسالونيكي انه في بيرية ايضا نادى بولس بكلمة الله جاءوا يهيجون الجموع هناك ايضا
17: 14 فحينئذ ارسل الاخوة بولس للوقت ليذهب كما الى البحر و اما سيلا و تيموثاوس فبقيا هناك
17: 15 و الذين صاحبوا بولس جاءوا به الى اثينا و لما اخذوا وصية الى سيلا و تيموثاوس ان ياتيا اليه باسرع ما يمكن مضوا
17: 16 و بينما بولس ينتظرهما في اثينا احتدت روحه فيه اذ راى المدينة مملؤة اصناما
17: 17 فكان يكلم في المجمع اليهود المتعبدين و الذين يصادفونه في السوق كل يوم
17: 18 فقابله قوم من الفلاسفة الابيكوريين و الرواقيين و قال بعض ترى ماذا يريد هذا المهذار ان يقول و بعض انه يظهر مناديا بالهة غريبة لانه كان يبشرهم بيسوع و القيامة
(4/357)
17: 19 فاخذوه و ذهبوا به الى اريوس باغوس قائلين هل يمكننا ان نعرف ما هو هذا التعليم الجديد الذي تتكلم به
17: 20 لانك تاتي الى مسامعنا بامور غريبة فنريد ان نعلم ما عسى ان تكون هذه
17: 21 اما الاثينويون اجمعون و الغرباء المستوطنون فلا يتفرغون لشيء اخر الا لان يتكلموا او يسمعوا شيئا حديثا
17: 22 فوقف بولس في وسط اريوس باغوس و قال ايها الرجال الاثينويون اراكم من كل وجه كانكم متدينون كثيرا
17: 23 لانني بينما كنت اجتاز و انظر الى معبوداتكم وجدت ايضا مذبحا مكتوبا عليه لاله مجهول فالذي تتقونه و انتم تجهلونه هذا انا انادي لكم به
17: 24 الاله الذي خلق العالم و كل ما فيه هذا اذ هو رب السماء و الارض لا يسكن في هياكل مصنوعة بالايادي
17: 25 و لا يخدم بايادي الناس كانه محتاج الى شيء اذ هو يعطي الجميع حياة و نفسا و كل شيء
17: 26 و صنع من دم واحد كل امة من الناس يسكنون على كل وجه الارض و حتم بالاوقات المعينة و بحدود مسكنهم
17: 27 لكي يطلبوا الله لعلهم يتلمسونه فيجدوه مع انه عن كل واحد منا ليس بعيدا
17: 28 لاننا به نحيا و نتحرك و نوجد كما قال بعض شعرائكم ايضا لاننا ايضا ذريته
17: 29 فاذ نحن ذرية الله لا ينبغي ان نظن ان اللاهوت شبيه بذهب او فضة او حجر نقش صناعة و اختراع انسان
17: 30 فالله الان يامر جميع الناس في كل مكان ان يتوبوا متغاضيا عن ازمنة الجهل
17: 31 لانه اقام يوما هو فيه مزمع ان يدين المسكونة بالعدل برجل قد عينه مقدما للجميع ايمانا اذ اقامه من الاموات
17: 32 و لما سمعوا بالقيامة من الاموات كان البعض يستهزئون و البعض يقولون سنسمع منك عن هذا ايضا
17: 33 و هكذا خرج بولس من وسطهم
17: 34 و لكن اناسا التصقوا به و امنوا منهم ديونيسيوس الاريوباغي و امراة اسمها دامرس و اخرون معهما
18: 1 و بعد هذا مضى بولس من اثينا و جاء الى كورنثوس
(4/358)
18: 2 فوجد يهوديا اسمه اكيلا بنطي الجنس كان قد جاء حديثا من ايطالية و بريسكلا امراته لان كلوديوس كان قد امر ان يمضي جميع اليهود من رومية فجاء اليهما
18: 3 و لكونه من صناعتهما اقام عندهما و كان يعمل لانهما كانا في صناعتهما خياميين
18: 4 و كان يحاج في المجمع كل سبت و يقنع يهودا و يونانيين
18: 5 و لما انحدر سيلا و تيموثاوس من مكدونية كان بولس منحصرا بالروح و هو يشهد لليهود بالمسيح يسوع
18: 6 و اذ كانوا يقاومون و يجدفون نفض ثيابه و قال لهم دمكم على رؤوسكم انا بريء من الان اذهب الى الامم
18: 7 فانتقل من هناك و جاء الى بيت رجل اسمه يوستس كان متعبدا لله و كان بيته ملاصقا للمجمع
18: 8 و كريسبس رئيس المجمع امن بالرب مع جميع بيته و كثيرون من الكورنثيين اذ سمعوا امنوا و اعتمدوا
18: 9 فقال الرب لبولس برؤيا في الليل لا تخف بل تكلم و لا تسكت
18: 10 لاني انا معك و لا يقع بك احد ليؤذيك لان لي شعبا كثيرا في هذه المدينة
18: 11 فاقام سنة و ستة اشهر يعلم بينهم بكلمة الله
18: 12 و لما كان غاليون يتولى اخائية قام اليهود بنفس واحدة على بولس و اتوا به الى كرسي الولاية
18: 13 قائلين ان هذا يستميل الناس ان يعبدوا الله بخلاف الناموس
18: 14 و اذ كان بولس مزمعا ان يفتح فاه قال غاليون لليهود لو كان ظلما او خبثا رديا ايها اليهود لكنت بالحق قد احتملتكم
18: 15 و لكن اذا كان مسئلة عن كلمة و اسماء و ناموسكم فتبصرون انتم لاني لست اشاء ان اكون قاضيا لهذه الامور
18: 16 فطردهم من الكرسي
18: 17 فاخذ جميع اليونانيين سوستانيس رئيس المجمع و ضربوه قدام الكرسي و لم يهم غاليون شيء من ذلك
18: 18 و اما بولس فلبث ايضا اياما كثيرة ثم ودع الاخوة و سافر في البحر الى سورية و معه بريسكلا و اكيلا بعدما حلق راسه في كنخريا لانه كان عليه نذر
18: 19 فاقبل الى افسس و تركهما هناك و اما هو فدخل المجمع و حاج اليهود
(4/359)
18: 20 و اذ كانوا يطلبون ان يمكث عندهم زمانا اطول لم يجب
18: 21 بل ودعهم قائلا ينبغي على كل حال ان اعمل العيد القادم في اورشليم و لكن سارجع اليكم ايضا ان شاء الله فاقلع من افسس
18: 22 و لما نزل في قيصرية صعد و سلم على الكنيسة ثم انحدر الى انطاكية
18: 23 و بعدما صرف زمانا خرج و اجتاز بالتتابع في كورة غلاطية و فريجية يشدد جميع التلاميذ
18: 24 ثم اقبل الى افسس يهودي اسمه ابلوس اسكندري الجنس رجل فصيح مقتدر في الكتب
18: 25 كان هذا خبيرا في طريق الرب و كان و هو حار بالروح يتكلم و يعلم بتدقيق ما يختص بالرب عارفا معمودية يوحنا فقط
18: 26 و ابتدا هذا يجاهر في المجمع فلما سمعه اكيلا و بريسكلا اخذاه اليهما و شرحا له طريق الرب باكثر تدقيق
18: 27 و اذ كان يريد ان يجتاز الى اخائية كتب الاخوة الى التلاميذ يحضونهم ان يقبلوه فلما جاء ساعد كثيرا بالنعمة الذين كانوا قد امنوا
18: 28 لانه كان باشتداد يفحم اليهود جهرا مبينا بالكتب ان يسوع هو المسيح
19: 1 فحدث فيما كان ابلوس في كورنثوس ان بولس بعدما اجتاز في النواحي العالية جاء الى افسس فاذ وجد تلاميذ
19: 2 قال لهم هل قبلتم الروح القدس لما امنتم قالوا له و لا سمعنا انه يوجد الروح القدس
19: 3 فقال لهم فبماذا اعتمدتم فقالوا بمعمودية يوحنا
19: 4 فقال بولس ان يوحنا عمد بمعمودية التوبة قائلا للشعب ان يؤمنوا بالذي ياتي بعده اي بالمسيح يسوع
19: 5 فلما سمعوا اعتمدوا باسم الرب يسوع
19: 6 و لما وضع بولس يديه عليهم حل الروح القدس عليهم فطفقوا يتكلمون بلغات و يتنباون
19: 7 و كان جميع الرجال نحو اثني عشر
19: 8 ثم دخل المجمع و كان يجاهر مدة ثلاثة اشهر محاجا و مقنعا في ما يختص بملكوت الله
19: 9 و لما كان قوم يتقسون و لا يقنعون شاتمين الطريق امام الجمهور اعتزل عنهم و افرز التلاميذ محاجا كل يوم في مدرسة انسان اسمه تيرانس
(4/360)
19: 10 و كان ذلك مدة سنتين حتى سمع كلمة الرب يسوع جميع الساكنين في اسيا من يهود و يونانيين
19: 11 و كان الله يصنع على يدي بولس قوات غير المعتادة
19: 12 حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل او مازر الى المرضى فتزول عنهم الامراض و تخرج الارواح الشريرة منهم
19: 13 فشرع قوم من اليهود الطوافين المعزمين ان يسموا على الذين بهم الارواح الشريرة باسم الرب يسوع قائلين نقسم عليك بيسوع الذي يكرز به بولس
19: 14 و كان سبعة بنين لسكاوا رجل يهودي رئيس كهنة الذين فعلوا هذا
19: 15 فاجاب الروح الشرير و قال اما يسوع فانا اعرفه و بولس انا اعلمه و اما انتم فمن انتم
19: 16 فوثب عليهم الانسان الذي كان فيه الروح الشرير و غلبهم و قوي عليهم حتى هربوا من ذلك البيت عراة و مجرحين
19: 17 و صار هذا معلوما عند جميع اليهود و اليونانيين الساكنين في افسس فوقع خوف على جميعهم و كان اسم الرب يسوع يتعظم
19: 18 و كان كثيرون من الذين امنوا ياتون مقرين و مخبرين بافعالهم
19: 19 و كان كثيرون من الذين يستعملون السحر يجمعون الكتب و يحرقونها امام الجميع و حسبوا اثمانها فوجدوها خمسين الفا من الفضة
19: 20 هكذا كانت كلمة الرب تنمو و تقوى بشدة
19: 21 و لما كملت هذه الامور وضع بولس في نفسه انه بعدما يجتاز في مكدونية و اخائية يذهب الى اورشليم قائلا اني بعدما اصير هناك ينبغي ان ارى رومية ايضا
19: 22 فارسل الى مكدونية اثنين من الذين كانوا يخدمونه تيموثاوس و ارسطوس و لبث هو زمانا في اسيا
19: 23 و حدث في ذلك الوقت شغب ليس بقليل بسبب هذا الطريق
19: 24 لان انسانا اسمه ديمتريوس صائغ صانع هياكل فضة لارطاميس كان يكسب الصناع مكسبا ليس بقليل
19: 25 فجمعهم و الفعلة في مثل ذلك العمل و قال ايها الرجال انتم تعلمون ان سعتنا انما هي من هذه الصناعة
(4/361)
19: 26 و انتم تنظرون و تسمعون انه ليس من افسس فقط بل من جميع اسيا تقريبا استمال و ازاغ بولس هذا جمعا كثيرا قائلا ان التي تصنع بالايادي ليست الهة
19: 27 فليس نصيبنا هذا وحده في خطر من ان يحصل في اهانة بل ايضا هيكل ارطاميس الالهة العظيمة ان يحسب لا شيء و ان سوف تهدم عظمتها هي التي يعبدها جميع اسيا و المسكونة
19: 28 فلما سمعوا امتلاوا غضبا و طفقوا يصرخون قائلين عظيمة هي ارطاميس الافسسيين
19: 29 فامتلات المدينة كلها اضطرابا و اندفعوا بنفس واحدة الى المشهد خاطفين معهم غايوس و ارسترخس المكدونيين رفيقي بولس في السفر
19: 30 و لما كان بولس يريد ان يدخل بين الشعب لم يدعه التلاميذ
19: 31 و اناس من وجوه اسيا كانوا اصدقاءه ارسلوا يطلبون اليه ان لا يسلم نفسه الى المشهد
19: 32 و كان البعض يصرخون بشيء و البعض بشيء اخر لان المحفل كان مضطربا و اكثرهم لا يدرون لاي شيء كانوا قد اجتمعوا
19: 33 فاجتذبوا اسكندر من الجمع و كان اليهود يدفعونه فاشار اسكندر بيده يريد ان يحتج للشعب
19: 34 فلما عرفوا انه يهودي صار صوت واحد من الجميع صارخين نحو مدة ساعتين عظيمة هي ارطاميس الافسسيين
19: 35 ثم سكن الكاتب الجمع و قال ايها الرجال الافسسيون من هو الانسان الذي لا يعلم ان مدينة الافسسيين متعبدة لارطاميس الالهة العظيمة و التمثال الذي هبط من زفس
19: 36 فاذ كانت هذه الاشياء لا تقاوم ينبغي ان تكونوا هادئين و لا تفعلوا شيئا اقتحاما
19: 37 لانكم اتيتم بهذين الرجلين و هما ليسا سارقي هياكل و لا مجدفين على الهتكم
19: 38 فان كان ديمتريوس و الصناع الذين معه لهم دعوى على احد فانه تقام ايام للقضاء و يوجد ولاة فليرافعوا بعضهم بعضا
19: 39 و ان كنتم تطلبون شيئا من جهة امور اخر فانه يقضى في محفل شرعي
19: 40 لاننا في خطر ان نحاكم من اجل فتنة هذا اليوم و ليس علة يمكننا من اجلها ان نقدم حسابا عن هذا التجمع
(4/362)
19: 41 و لما قال هذا صرف المحفل
20: 1 و بعدما انتهى الشغب دعى بولس التلاميذ و ودعهم و خرج ليذهب الى مكدونية
20: 2 و لما كان قد اجتاز في تلك النواحي و وعظهم بكلام كثير جاء الى هلاس
20: 3 فصرف ثلاثة اشهر ثم اذ حصلت مكيدة من اليهود عليه و هو مزمع ان يصعد الى سورية صار راي ان يرجع على طريق مكدونية
20: 4 فرافقه الى اسيا سوباترس البيري و من اهل تسالونيكي ارسترخس و سكوندس و غايوس الدربي و تيموثاوس و من اهل اسيا تيخيكس و تروفيمس
20: 5 هؤلاء سبقوا و انتظرونا في ترواس
20: 6 و اما نحن فسافرنا في البحر بعد ايام الفطير من فيلبي و وافيناهم في خمسة ايام الى ترواس حيث صرفنا سبعة ايام
20: 7 و في اول الاسبوع اذ كان التلاميذ مجتمعين ليكسروا خبزا خاطبهم بولس و هو مزمع ان يمضي في الغد و اطال الكلام الى نصف الليل
20: 8 و كانت مصابيح كثيرة في العلية التي كانوا مجتمعين فيها
20: 9 و كان شاب اسمه افتيخوس جالسا في الطاقة متثقلا بنوم عميق و اذ كان بولس يخاطب خطابا طويلا غلب عليه النوم فسقط من الطبقة الثالثة الى اسفل و حمل ميتا
20: 10 فنزل بولس و وقع عليه و اعتنقه قائلا لا تضطربوا لان نفسه فيه
20: 11 ثم صعد و كسر خبزا و اكل و تكلم كثيرا الى الفجر و هكذا خرج
20: 12 و اتوا بالفتى حيا و تعزوا تعزية ليست بقليلة
20: 13 و اما نحن فسبقنا الى السفينة و اقلعنا الى اسوس مزمعين ان ناخذ بولس من هناك لانه كان قد رتب هكذا مزمعا ان يمشي
20: 14 فلما وافانا الى اسوس اخذناه و اتينا الى ميتيليني
20: 15 ثم سافرنا من هناك في البحر و اقبلنا في الغد الى مقابل خيوس و في اليوم الاخر وصلنا الى ساموس و اقمنا في تروجيليون ثم في اليوم التالي جئنا الى ميليتس
20: 16 لان بولس عزم ان يتجاوز افسس في البحر لئلا يعرض له ان يصرف وقتا في اسيا لانه كان يسرع حتى اذا امكنه يكون في اورشليم في يوم الخمسين
(4/363)
20: 17 و من ميليتس ارسل الى افسس و استدعى قسوس الكنيسة
20: 18 فلما جاءوا اليه قال لهم انتم تعلمون من اول يوم دخلت اسيا كيف كنت معكم كل الزمان
20: 19 اخدم الرب بكل تواضع و دموع كثيرة و بتجارب اصابتني بمكايد اليهود
20: 20 كيف لم اؤخر شيئا من الفوائد الا و اخبرتكم و علمتكم به جهرا و في كل بيت
20: 21 شاهدا لليهود و اليونانيين بالتوبة الى الله و الايمان الذي بربنا يسوع المسيح
20: 22 و الان ها انا اذهب الى اورشليم مقيدا بالروح لا اعلم ماذا يصادفني هناك
20: 23 غير ان الروح القدس يشهد في كل مدينة قائلا ان وثقا و شدائد تنتظرني
20: 24 و لكنني لست احتسب لشيء و لا نفسي ثمينة عندي حتى اتمم بفرح سعيي و الخدمة التي اخذتها من الرب يسوع لاشهد ببشارة نعمة الله
20: 25 و الان ها انا اعلم انكم لا ترون وجهي ايضا انتم جميعا الذين مررت بينكم كارزا بملكوت الله
20: 26 لذلك اشهدكم اليوم هذا اني بريء من دم الجميع
20: 27 لاني لم اؤخر ان اخبركم بكل مشورة الله
20: 28 احترزوا اذا لانفسكم و لجميع الرعية التي اقامكم الروح القدس فيها اساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه
20: 29 لاني اعلم هذا انه بعد ذهابي سيدخل بينكم ذئاب خاطفة لا تشفق على الرعية
20: 30 و منكم انتم سيقوم رجال يتكلمون بامور ملتوية ليجتذبوا التلاميذ وراءهم
20: 31 لذلك اسهروا متذكرين اني ثلاث سنين ليلا و نهارا لم افتر عن ان انذر بدموع كل واحد
20: 32 و الان استودعكم يا اخوتي لله و لكلمة نعمته القادرة ان تبنيكم و تعطيكم ميراثا مع جميع المقدسين
20: 33 فضة او ذهب او لباس احد لم اشته
20: 34 انتم تعلمون ان حاجاتي و حاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان
20: 35 في كل شيء اريتكم انه هكذا ينبغي انكم تتعبون و تعضدون الضعفاء متذكرين كلمات الرب يسوع انه قال مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ
20: 36 و لما قال هذا جثا على ركبتيه مع جميعهم و صلى
(4/364)
20: 37 و كان بكاء عظيم من الجميع و وقعوا على عنق بولس يقبلونه
20: 38 متوجعين و لا سيما من الكلمة التي قالها انهم لن يروا وجهه ايضا ثم شيعوه الى السفينة
21: 1 و لما انفصلنا عنهم اقلعنا و جئنا متوجهين بالاستقامة الى كوس و في اليوم التالي الى رودس و من هناك الى باترا
21: 2 فاذ وجدنا سفينة عابرة الى فينيقية صعدنا اليها و اقلعنا
21: 3 ثم اطلعنا على قبرس و تركناها يسرة و سافرنا الى سورية و اقبلنا الى صور لان هناك كانت السفينة تضع وسقها
21: 4 و اذ وجدنا التلاميذ مكثنا هناك سبعة ايام و كانوا يقولون لبولس بالروح ان لا يصعد الى اورشليم
21: 5 و لكن لما استكملنا الايام خرجنا ذاهبين و هم جميعا يشيعوننا مع النساء و الاولاد الى خارج المدينة فجثونا على ركبنا على الشاطئ و صلينا
21: 6 و لما ودعنا بعضنا بعضا صعدنا الى السفينة و اما هم فرجعوا الى خاصتهم
21: 7 و لما اكملنا السفر في البحر من صور اقبلنا الى بتولمايس فسلمنا على الاخوة و مكثنا عندهم يوما واحدا
21: 8 ثم خرجنا في الغد نحن رفقاء بولس و جئنا الى قيصرية فدخلنا بيت فيلبس المبشر اذ كان واحدا من السبعة و اقمنا عنده
21: 9 و كان لهذا اربع بنات عذارى كن يتنبان
21: 10 و بينما نحن مقيمون اياما كثيرة انحدر من اليهودية نبي اسمه اغابوس
21: 11 فجاء الينا و اخذ منطقة بولس و ربط يدي نفسه و رجليه و قال هذا يقوله الروح القدس الرجل الذي له هذه المنطقة هكذا سيربطه اليهود في اورشليم و يسلمونه الى ايدي الامم
21: 12 فلما سمعنا هذا طلبنا اليه نحن و الذين من المكان ان لا يصعد الى اورشليم
21: 13 فاجاب بولس ماذا تفعلون تبكون و تكسرون قلبي لاني مستعد ليس ان اربط فقط بل ان اموت ايضا في اورشليم لاجل اسم الرب يسوع
21: 14 و لما لم يقنع سكتنا قائلين لتكن مشيئة الرب
21: 15 و بعد تلك الايام تاهبنا و صعدنا الى اورشليم
(4/365)
21: 16 و جاء ايضا معنا من قيصرية اناس من التلاميذ ذاهبين بنا الى مناسون و هو رجل قبرسي تلميذ قديم لننزل عنده
21: 17 و لما وصلنا الى اورشليم قبلنا الاخوة بفرح
21: 18 و في الغد دخل بولس معنا الى يعقوب و حضر جميع المشايخ
21: 19 فبعدما سلم عليهم طفق يحدثهم شيئا فشيئا بكل ما فعله الله بين الامم بواسطة خدمته
21: 20 فلما سمعوا كانوا يمجدون الرب و قالوا له انت ترى ايها الاخ كم يوجد ربوة من اليهود الذين امنوا و هم جميعا غيورون للناموس
21: 21 و قد اخبروا عنك انك تعلم جميع اليهود الذين بين الامم الارتداد عن موسى قائلا ان لا يختنوا اولادهم و لا يسلكوا حسب العوائد
21: 22 فاذا ماذا يكون لا بد على كل حال ان يجتمع الجمهور لانهم سيسمعون انك قد جئت
21: 23 فافعل هذا الذي نقول لك عندنا اربعة رجال عليهم نذر
21: 24 خذ هؤلاء و تطهر معهم و انفق عليهم ليحلقوا رؤوسهم فيعلم الجميع ان ليس شيء مما اخبروا عنك بل تسلك انت ايضا حافظا للناموس
21: 25 و اما من جهة الذين امنوا من الامم فارسلنا نحن اليهم و حكمنا ان لا يحفظوا شيئا مثل ذلك سوى ان يحافظوا على انفسهم مما ذبح للاصنام و من الدم و المخنوق و الزنى
21: 26 حينئذ اخذ بولس الرجال في الغد و تطهر معهم و دخل الهيكل مخبرا بكمال ايام التطهير الى ان يقرب عن كل واحد منهم القربان
21: 27 و لما قاربت الايام السبعة ان تتم راه اليهود الذين من اسيا في الهيكل فاهاجوا كل الجمع و القوا عليه الايادي
21: 28 صارخين يا ايها الرجال الاسرائيليون اعينوا هذا هو الرجل الذي يعلم الجميع في كل مكان ضدا للشعب و الناموس و هذا الموضع حتى ادخل يونانيين ايضا الى الهيكل و دنس هذا الموضع المقدس
21: 29 لانهم كانوا قد راوا معه في المدينة تروفيمس الافسسي فكانوا يظنون ان بولس ادخله الى الهيكل
21: 30 فهاجت المدينة كلها و تراكض الشعب و امسكوا بولس و جروه خارج الهيكل و للوقت اغلقت الابواب
(4/366)
21: 31 و بينما هم يطلبون ان يقتلوه نما خبر الى امير الكتيبة ان اورشليم كلها قد اضطربت
21: 32 فللوقت اخذ عسكرا و قواد مئات و ركض اليهم فلما راوا الامير و العسكر كفوا عن ضرب بولس
21: 33 حينئذ اقترب الامير و امسكه و امر ان يقيد بسلسلتين و طفق يستخبر ترى من يكون و ماذا فعل
21: 34 و كان البعض يصرخون بشيء و البعض بشيء اخر في الجمع و لما لم يقدر ان يعلم اليقين لسبب الشغب امر ان يذهب به الى المعسكر
21: 35 و لما صار على الدرج اتفق ان العسكر حمله بسبب عنف الجمع
21: 36 لان جمهور الشعب كانوا يتبعونه صارخين خذه
21: 37 و اذ قارب بولس ان يدخل المعسكر قال للامير ايجوز لي ان اقول لك شيئا فقال اتعرف اليونانية
21: 38 افلست انت المصري الذي صنع قبل هذه الايام فتنة و اخرج الى البرية اربعة الالاف الرجل من القتلة
21: 39 فقال بولس انا رجل يهودي طرسوسي من اهل مدينة غير دنية من كيليكية و التمس منك ان تاذن لي ان اكلم الشعب
21: 40 فلما اذن له وقف بولس على الدرج و اشار بيده الى الشعب فصار سكوت عظيم فنادى باللغة العبرانية قائلا
22: 1 ايها الرجال الاخوة و الاباء اسمعوا احتجاجي الان لديكم
22: 2 فلما سمعوا انه ينادي لهم باللغة العبرانية اعطوا سكوتا احرى فقال
22: 3 انا رجل يهودي ولدت في طرسوس كيليكية و لكن ربيت في هذه المدينة مؤدبا عند رجلي غمالائيل على تحقيق الناموس الابوي و كنت غيورا لله كما انتم جميعكم اليوم
22: 4 و اضطهدت هذا الطريق حتى الموت مقيدا و مسلما الى السجون رجالا و نساء
22: 5 كما يشهد لي ايضا رئيس الكهنة و جميع المشيخة الذين اذ اخذت ايضا منهم رسائل للاخوة الى دمشق ذهبت لاتي بالذين هناك الى اورشليم مقيدين لكي يعاقبوا
22: 6 فحدث لي و انا ذاهب و متقرب الى دمشق انه نحو نصف النهار بغتة ابرق حولي من السماء نور عظيم
22: 7 فسقطت على الارض و سمعت صوتا قائلا لي شاول شاول لماذا تضطهدني
(4/367)
22: 8 فاجبت من انت يا سيد فقال لي انا يسوع الناصري الذي انت تضطهده
22: 9 و الذين كانوا معي نظروا النور و ارتعبوا و لكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني
22: 10 فقلت ماذا افعل يا رب فقال لي الرب قم و اذهب الى دمشق و هناك يقال لك عن جميع ما ترتب لك ان تفعل
22: 11 و اذ كنت لا ابصر من اجل بهاء ذلك النور اقتادني بيدي الذين كانوا معي فجئت الى دمشق
22: 12 ثم ان حنانيا رجلا تقيا حسب الناموس و مشهودا له من جميع اليهود السكان
22: 13 اتى الي و وقف و قال لي ايها الاخ شاول ابصر ففي تلك الساعة نظرت اليه
22: 14 فقال اله ابائنا انتخبك لتعلم مشيئته و تبصر البار و تسمع صوتا من فمه
22: 15 لانك ستكون له شاهدا لجميع الناس بما رايت و سمعت
22: 16 و الان لماذا تتوانى قم و اعتمد و اغسل خطاياك داعيا باسم الرب
22: 17 و حدث لي بعدما رجعت الى اورشليم و كنت اصلي في الهيكل اني حصلت في غيبة
22: 18 فرايته قائلا لي اسرع و اخرج عاجلا من اورشليم لانهم لا يقبلون شهادتك عني
22: 19 فقلت يا رب هم يعلمون اني كنت احبس و اضرب في كل مجمع الذين يؤمنون بك
22: 20 و حين سفك دم استفانوس شهيدك كنت انا واقفا و راضيا بقتله و حافظا ثياب الذين قتلوه
22: 21 فقال لي اذهب فاني سارسلك الى الامم بعيدا
22: 22 فسمعوا له حتى هذه الكلمة ثم رفعوا اصواتهم قائلين خذ مثل هذا من الارض لانه كان لا يجوز ان يعيش
22: 23 و اذ كانوا يصيحون و يطرحون ثيابهم و يرمون غبارا الى الجو
22: 24 امر الامير ان يذهب به الى المعسكر قائلا ان يفحص بضربات ليعلم لاي سبب كانوا يصرخون عليه هكذا
22: 25 فلما مدوه للسياط قال بولس لقائد المئة الواقف ايجوز لكم ان تجلدوا انسانا رومانيا غير مقضي عليه
22: 26 فاذ سمع قائد المئة ذهب الى الامير و اخبره قائلا انظر ماذا انت مزمع ان تفعل لان هذا الرجل روماني
22: 27 فجاء الامير و قال له قل لي انت روماني فقال نعم
(4/368)
22: 28 فاجاب الامير اما انا فبمبلغ كبير اقتنيت هذه الرعوية فقال بولس اما انا فقد ولدت فيها
22: 29 و للوقت تنحى عنه الذين كانوا مزمعين ان يفحصوه و اختشى الامير لما علم انه روماني و لانه قد قيده
22: 30 و في الغد اذ كان يريد ان يعلم اليقين لماذا يشتكي اليهود عليه حله من الرباط و امر ان يحضر رؤساء الكهنة و كل مجمعهم فاحدر بولس و اقامه لديهم
23: 1 فتفرس بولس في المجمع و قال ايها الرجال الاخوة اني بكل ضمير صالح قد عشت لله الى هذا اليوم
23: 2 فامر حنانيا رئيس الكهنة الواقفين عنده ان يضربوه على فمه
23: 3 حينئذ قال له بولس سيضربك الله ايها الحائط المبيض افانت جالس تحكم علي حسب الناموس و انت تامر بضربي مخالفا للناموس
23: 4 فقال الواقفون اتشتم رئيس كهنة الله
23: 5 فقال بولس لم اكن اعرف ايها الاخوة انه رئيس كهنة لانه مكتوب رئيس شعبك لا تقل فيه سوءا
23: 6 و لما علم بولس ان قسما منهم صدوقيون و الاخر فريسيون صرخ في المجمع ايها الرجال الاخوة انا فريسي ابن فريسي على رجاء قيامة الاموات انا احاكم
23: 7 و لما قال هذا حدثت منازعة بين الفريسيين و الصدوقيين و انشقت الجماعة
23: 8 لان الصدوقيين يقولون ان ليس قيامة و لا ملاك و لا روح و اما الفريسيون فيقرون بكل ذلك
23: 9 فحدث صياح عظيم و نهض كتبة قسم الفريسيين و طفقوا يخاصمون قائلين لسنا نجد شيئا رديا في هذا الانسان و ان كان روح او ملاك قد كلمه فلا نحاربن الله
23: 10 و لما حدثت منازعة كثيرة اختشى الامير ان يفسخوا بولس فامر العسكر ان ينزلوا و يختطفوه من وسطهم و ياتوا به الى المعسكر
23: 11 و في الليلة التالية وقف به الرب و قال ثق يا بولس لانك كما شهدت بما لي في اورشليم هكذا ينبغي ان تشهد في رومية ايضا
23: 12 و لما صار النهار صنع بعض اليهود اتفاقا و حرموا انفسهم قائلين انهم لا ياكلون و لا يشربون حتى يقتلوا بولس
(4/369)
23: 13 و كان الذين صنعوا هذا التحالف اكثر من اربعين
23: 14 فتقدموا الى رؤساء الكهنة و الشيوخ و قالوا قد حرمنا انفسنا حرما ان لا نذوق شيئا حتى نقتل بولس
23: 15 و الان اعلموا الامير انتم مع المجمع لكي ينزله اليكم غدا كانكم مزمعون ان تفحصوا باكثر تدقيق عما له و نحن قبل ان يقترب مستعدون لقتله
23: 16 و لكن ابن اخت بولس سمع بالكمين فجاء و دخل المعسكر و اخبر بولس
23: 17 فاستدعى بولس واحدا من قواد المئات و قال اذهب بهذا الشاب الى الامير لان عنده شيئا يخبره به
23: 18 فاخذه و احضره الى الامير و قال استدعاني الاسير بولس و طلب ان احضر هذا الشاب اليك و هو عنده شيء ليقوله لك
23: 19 فاخذ الامير بيده و تنحى به منفردا و استخبره ما هو الذي عندك لتخبرني به
23: 20 فقال ان اليهود تعاهدوا ان يطلبوا منك ان تنزل بولس غدا الى المجمع كانهم مزمعون ان يستخبروا عنه باكثر تدقيق
23: 21 فلا تنقد اليهم لان اكثر من اربعين رجلا منهم كامنون له قد حرموا انفسهم ان لا ياكلوا و لا يشربوا حتى يقتلوه و هم الان مستعدون منتظرون الوعد منك
23: 22 فاطلق الامير الشاب موصيا اياه ان لا تقل لاحد انك اعلمتني بهذا
23: 23 ثم دعا اثنين من قواد المئات و قال اعدا مئتي عسكري ليذهبوا الى قيصرية و سبعين فارسا و مئتي رامح من الساعة الثالثة من الليل
23: 24 و ان يقدما دواب ليركبا بولس و يوصلاه سالما الى فيلكس الوالي
23: 25 و كتب رسالة حاوية هذه الصورة
23: 26 كلوديوس ليسياس يهدي سلاما الى العزيز فيلكس الوالي
23: 27 هذا الرجل لما امسكه اليهود و كانوا مزمعين ان يقتلوه اقبلت مع العسكر و انقذته اذ اخبرت انه روماني
23: 28 و كنت اريد ان اعلم العلة التي لاجلها كانوا يشتكون عليه فانزلته الى مجمعهم
23: 29 فوجدته مشكوا عليه من جهة مسائل ناموسهم و لكن شكوى تستحق الموت او القيود لم تكن عليه
(4/370)
23: 30 ثم لما اعلمت بمكيدة عتيدة ان تصير على الرجل من اليهود ارسلته للوقت اليك امرا المشتكين ايضا ان يقولوا لديك ما عليه كن معافى
23: 31 فالعسكر اخذوا بولس كما امروا و ذهبوا به ليلا الى انتيباتريس
23: 32 و في الغد تركوا الفرسان يذهبون معه و رجعوا الى المعسكر
23: 33 و اولئك لما دخلوا قيصرية و دفعوا الرسالة الى الوالي احضروا بولس ايضا اليه
23: 34 فلما قرا الوالي الرسالة و سال من اية ولاية هو و وجد انه من كيليكية
23: 35 قال ساسمعك متى حضر المشتكون عليك ايضا و امر ان يحرس في قصر هيرودس
24: 1 و بعد خمسة ايام انحدر حنانيا رئيس الكهنة مع الشيوخ و خطيب اسمه ترتلس فعرضوا للوالي ضد بولس
24: 2 فلما دعي ابتدا ترتلس في الشكاية قائلا
24: 3 اننا حاصلون بواسطتك على سلام جزيل و قد صارت لهذه الامة مصالح بتدبيرك فنقبل ذلك ايها العزيز فيلكس بكل شكر في كل زمان و كل مكان
24: 4 و لكن لئلا اعوقك اكثر التمس ان تسمعنا بالاختصار بحلمك
24: 5 فاننا اذ وجدنا هذا الرجل مفسدا و مهيج فتنة بين جميع اليهود الذين في المسكونة و مقدام شيعة الناصريين
24: 6 و قد شرع ان ينجس الهيكل ايضا امسكناه و اردنا ان نحكم عليه حسب ناموسنا
24: 7 فاقبل ليسياس الامير بعنف شديد و اخذه من بين ايدينا
24: 8 و امر المشتكين عليه ان ياتوا اليك و منه يمكنك اذا فحصت ان تعلم جميع هذه الامور التي نشتكي بها عليه
24: 9 ثم وافقه اليهود ايضا قائلين ان هذه الامور هكذا
24: 10 فاجاب بولس اذ اوما اليه الوالي ان يتكلم اني اذ قد علمت انك منذ سنين كثيرة قاض لهذه الامة احتج عما في امري باكثر سرور
24: 11 و انت قادر ان تعرف انه ليس لي اكثر من اثني عشر يوما منذ صعدت لاسجد في اورشليم
24: 12 و لم يجدوني في الهيكل احاج احدا او اصنع تجمعا من الشعب و لا في المجامع و لا في المدينة
24: 13 و لا يستطيعون ان يثبتوا ما يشتكون به الان علي
(4/371)
24: 14 و لكنني اقر لك بهذا انني حسب الطريق الذي يقولون له شيعة هكذا اعبد اله ابائي مؤمنا بكل ما هو مكتوب في الناموس و الانبياء
24: 15 و لي رجاء بالله في ما هم ايضا ينتظرونه انه سوف تكون قيامة للاموات الابرار و الاثمة
24: 16 لذلك انا ايضا ادرب نفسي ليكون لي دائما ضمير بلا عثرة من نحو الله و الناس
24: 17 و بعد سنين كثيرة جئت اصنع صدقات لامتي و قرابين
24: 18 و في ذلك وجدني متطهرا في الهيكل ليس مع جمع و لا مع شغب قوم هم يهود من اسيا
24: 19 كان ينبغي ان يحضروا لديك و يشتكوا ان كان لهم علي شيء
24: 20 او ليقل هؤلاء انفسهم ماذا وجدوا في من الذنب و انا قائم امام المجمع
24: 21 الا من جهة هذا القول الواحد الذي صرخت به واقفا بينهم اني من اجل قيامة الاموات احاكم منكم اليوم
24: 22 فلما سمع هذا فيلكس امهلهم اذ كان يعلم باكثر تحقيق امور هذا الطريق قائلا متى انحدر ليسياس الامير افحص عن اموركم
24: 23 و امر قائد المئة ان يحرس بولس و تكون له رخصة و ان لا يمنع احدا من اصحابه ان يخدمه او ياتي اليه
24: 24 ثم بعد ايام جاء فيلكس مع دروسلا امراته و هي يهودية فاستحضر بولس و سمع منه عن الايمان بالمسيح
24: 25 و بينما كان يتكلم عن البر و التعفف و الدينونة العتيدة ان تكون ارتعب فيلكس و اجاب اما الان فاذهب و متى حصلت على وقت استدعيك
24: 26 و كان ايضا يرجو ان يعطيه بولس دراهم ليطلقه و لذلك كان يستحضره مرارا اكثر و يتكلم معه
24: 27 و لكن لما كملت سنتان قبل فيلكس بوركيوس فستوس خليفة له و اذ كان فيلكس يريد ان يودع اليهود منة ترك بولس مقيدا
25: 1 فلما قدم فستوس الى الولاية صعد بعد ثلاثة ايام من قيصرية الى اورشليم
25: 2 فعرض له رئيس الكهنة و وجوه اليهود ضد بولس و التمسوا منه
25: 3 طالبين عليه منة ان يستحضره الى اورشليم و هم صانعون كمينا ليقتلوه في الطريق
(4/372)
25: 4 فاجاب فستوس ان يحرس بولس في قيصرية و انه مزمع ان ينطلق عاجلا
25: 5 و قال فلينزل معي الذين هم بينكم مقتدرون و ان كان في هذا الرجل شيء فليشتكوا عليه
25: 6 و بعدما صرف عندهم اكثر من عشرة ايام انحدر الى قيصرية و في الغد جلس على كرسي الولاية و امر ان يؤتى ببولس
25: 7 فلما حضر وقف حوله اليهود الذين كانوا قد انحدروا من اورشليم و قدموا على بولس دعاوي كثيرة و ثقيلة لم يقدروا ان يبرهنوها
25: 8 اذ كان هو يحتج اني ما اخطات بشيء لا الى ناموس اليهود و لا الى الهيكل و لا الى قيصر
25: 9 و لكن فستوس اذ كان يريد ان يودع اليهود منة اجاب بولس قائلا اتشاء ان تصعد الى اورشليم لتحاكم هناك لدي من جهة هذه الامور
25: 10 فقال بولس انا واقف لدى كرسي ولاية قيصر حيث ينبغي ان احاكم انا لم اظلم اليهود بشيء كما تعلم انت ايضا جيدا
25: 11 لاني ان كنت اثما او صنعت شيئا يستحق الموت فلست استعفي من الموت و لكن ان لم يكن شيء مما يشتكي علي به هؤلاء فليس احد يستطيع ان يسلمني لهم الى قيصر انا رافع دعواي
25: 12 حينئذ تكلم فستوس مع ارباب المشورة فاجاب الى قيصر رفعت دعواك الى قيصر تذهب
25: 13 و بعدما مضت ايام اقبل اغريباس الملك و برنيكي الى قيصرية ليسلما على فستوس
25: 14 و لما كانا يصرفان هناك اياما كثيرة عرض فستوس على الملك امر بولس قائلا يوجد رجل تركه فيلكس اسيرا
25: 15 و عرض لي عنه رؤساء الكهنة و مشايخ اليهود لما كنت في اورشليم طالبين حكما عليه
25: 16 فاجبتهم ان ليس للرومانيين عادة ان يسلموا احدا للموت قبل ان يكون المشكو عليه مواجهة مع المشتكين فيحصل على فرصة للاحتجاج عن الشكوى
25: 17 فلما اجتمعوا الى هنا جلست من دون امهال في الغد على كرسي الولاية و امرت ان يؤتى بالرجل
25: 18 فلما وقف المشتكون حوله لم ياتوا بعلة واحدة مما كنت اظن
(4/373)
25: 19 لكن كان لهم عليه مسائل من جهة ديانتهم و عن واحد اسمه يسوع قد مات و كان بولس يقول انه حي
25: 20 و اذ كنت مرتابا في المسئلة عن هذا قلت العله يشاء ان يذهب الى اورشليم و يحاكم هناك من جهة هذه الامور
25: 21 و لكن لما رفع بولس دعواه لكي يحفظ لفحص اوغسطس امرت بحفظه الى ان ارسله الى قيصر
25: 22 فقال اغريباس لفستوس كنت اريد انا ايضا ان اسمع الرجل فقال غدا تسمعه
25: 23 ففي الغد لما جاء اغريباس و برنيكي في احتفال عظيم و دخلا الى دار الاستماع مع الامراء و رجال المدينة المقدمين امر فستوس فاتي ببولس
25: 24 فقال فستوس ايها الملك اغريباس و الرجال الحاضرون معنا اجمعون انتم تنظرون هذا الذي توسل الي من جهته كل جمهور اليهود في اورشليم و هنا صارخين انه لا ينبغي ان يعيش بعد
25: 25 و اما انا فلما وجدت انه لم يفعل شيئا يستحق الموت و هو قد رفع دعواه الى اوغسطس عزمت ان ارسله
25: 26 و ليس لي شيء يقين من جهته لاكتب الى السيد لذلك اتيت به لديكم و لا سيما لديك ايها الملك اغريباس حتى اذا صار الفحص يكون لي شيء لاكتب
25: 27 لاني ارى حماقة ان ارسل اسيرا و لا اشير الى الدعاوي التي عليه
26: 1 فقال اغريباس لبولس ماذون لك ان تتكلم لاجل نفسك حينئذ بسط بولس يده و جعل يحتج
26: 2 اني احسب نفسي سعيدا ايها الملك اغريباس اذ انا مزمع ان احتج اليوم لديك عن كل ما يحاكمني به اليهود
26: 3 لا سيما و انت عالم بجميع العوائد و المسائل التي بين اليهود لذلك التمس منك ان تسمعني بطول الاناة
26: 4 فسيرتي منذ حداثتي التي من البداءة كانت بين امتي في اورشليم يعرفها جميع اليهود
26: 5 عالمين بي من الاول ان ارادوا ان يشهدوا اني حسب مذهب عبادتنا الاضيق عشت فريسيا
26: 6 و الان انا واقف احاكم على رجاء الوعد الذي صار من الله لابائنا
(4/374)
26: 7 الذي اسباطنا الاثنا عشر يرجون نواله عابدين بالجهد ليلا و نهارا فمن اجل هذا الرجاء انا احاكم من اليهود ايها الملك اغريباس
26: 8 لماذا يعد عندكم امرا لا يصدق ان اقام الله امواتا
26: 9 فانا ارتايت في نفسي انه ينبغي ان اصنع امورا كثيرة مضادة لاسم يسوع الناصري
26: 10 و فعلت ذلك ايضا في اورشليم فحبست في سجون كثيرين من القديسين اخذا السلطان من قبل رؤساء الكهنة و لما كانوا يقتلون القيت قرعة بذلك
26: 11 و في كل المجامع كنت اعاقبهم مرارا كثيرة و اضطرهم الى التجديف و اذ افرط حنقي عليهم كنت اطردهم الى المدن التي في الخارج
26: 12 و لما كنت ذاهبا في ذلك الى دمشق بسلطان و وصية من رؤساء الكهنة
26: 13 رايت في نصف النهار في الطريق ايها الملك نورا من السماء افضل من لمعان الشمس قد ابرق حولي و حول الذاهبين معي
26: 14 فلما سقطنا جميعنا على الارض سمعت صوتا يكلمني و يقول باللغة العبرانية شاول شاول لماذا تضطهدني صعب عليك ان ترفس مناخس
26: 15 فقلت انا من انت يا سيد فقال انا يسوع الذي انت تضطهده
26: 16 و لكن قم و قف على رجليك لاني لهذا ظهرت لك لانتخبك خادما و شاهدا بما رايت و بما ساظهر لك به
26: 17 منقذا اياك من الشعب و من الامم الذين انا الان ارسلك اليهم
26: 18 لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات الى نور و من سلطان الشيطان الى الله حتى ينالوا بالايمان بي غفران الخطايا و نصيبا مع المقدسين
26: 19 من ثم ايها الملك اغريباس لم اكن معاندا للرؤيا السماوية
26: 20 بل اخبرت اولا الذين في دمشق و في اورشليم حتى جميع كورة اليهودية ثم الامم ان يتوبوا و يرجعوا الى الله عاملين اعمالا تليق بالتوبة
26: 21 من اجل ذلك امسكني اليهود في الهيكل و شرعوا في قتلي
26: 22 فاذ حصلت على معونة من الله بقيت الى هذا اليوم شاهدا للصغير و الكبير و انا لا اقول شيئا غير ما تكلم الانبياء و موسى انه عتيد ان يكون
(4/375)
26: 23 ان يؤلم المسيح يكن هو اول قيامة الاموات مزمعا ان ينادي بنور للشعب و للامم
26: 24 و بينما هو يحتج بهذا قال فستوس بصوت عظيم انت تهذي يا بولس الكتب الكثيرة تحولك الى الهذيان
26: 25 فقال لست اهذي ايها العزيز فستوس بل انطق بكلمات الصدق و الصحو
26: 26 لانه من جهة هذه الامور عالم الملك الذي اكلمه جهارا اذ انا لست اصدق ان يخفى عليه شيء من ذلك لان هذا لم يفعل في زاوية
26: 27 اتؤمن ايها الملك اغريباس بالانبياء انا اعلم انك تؤمن
26: 28 فقال اغريباس لبولس بقليل تقنعني ان اصير مسيحيا
26: 29 فقال بولس كنت اصلي الى الله انه بقليل و بكثير ليس انت فقط بل ايضا جميع الذين يسمعونني اليوم يصيرون هكذا كما انا ما خلا هذه القيود
26: 30 فلما قال هذا قام الملك و الوالي و برنيكي و الجالسون معهم
26: 31 و انصرفوا و هم يكلمون بعضهم بعضا قائلين ان هذا الانسان ليس يفعل شيئا يستحق الموت او القيود
26: 32 و قال اغريباس لفستوس كان يمكن ان يطلق هذا الانسان لو لم يكن قد رفع دعواه الى قيصر
27: 1 فلما استقر الراي ان نسافر في البحر الى ايطاليا سلموا بولس و اسرى اخرين الى قائد مئة من كتيبة اوغسطس اسمه يوليوس
27: 2 فصعدنا الى سفينة ادراميتينية و اقلعنا مزمعين ان نسافر مارين بالمواضع التي في اسيا و كان معنا ارسترخس رجل مكدوني من تسالونيكي
27: 3 و في اليوم الاخر اقبلنا الى صيدا فعامل يوليوس بولس بالرفق و اذن ان يذهب الى اصدقائه ليحصل على عناية منهم
27: 4 ثم اقلعنا من هناك و سافرنا في البحر من تحت قبرس لان الرياح كانت مضادة
27: 5 و بعدما عبرنا البحر الذي بجانب كيليكية و بمفيلية نزلنا الى ميراليكية
27: 6 فاذ وجد قائد المئة هناك سفينة اسكندرية مسافرة الى ايطاليا ادخلنا فيها
27: 7 و لما كنا نسافر رويدا اياما كثيرة و بالجهد صرنا بقرب كنيدس و لم تمكنا الريح اكثر سافرنا من تحت كريت بقرب سلموني
(4/376)
27: 8 و لما تجاوزناها بالجهد جئنا الى مكان يقال له المواني الحسنة التي بقربها مدينة لسائية
27: 9 و لما مضى زمان طويل و صار السفر في البحر خطرا اذ كان الصوم ايضا قد مضى جعل بولس ينذرهم
27: 10 قائلا ايها الرجال انا ارى ان هذا السفر عتيد ان يكون بضرر و خسارة كثيرة ليس للشحن و السفينة فقط بل لانفسنا ايضا
27: 11 و لكن كان قائد المئة ينقاد الى ربان السفينة و الى صاحبها اكثر مما الى قول بولس
27: 12 و لان المينا لم يكن موقعها صالحا للمشتى استقر راي اكثرهم ان يقلعوا من هناك ايضا عسى ان يمكنهم الاقبال الى فينكس ليشتوا فيها و هي مينا في كريت تنظر نحو الجنوب و الشمال الغربيين
27: 13 فلما نسمت ريح جنوب ظنوا انهم قد ملكوا مقصدهم فرفعوا المرساة و طفقوا يتجاوزون كريت على اكثر قرب
27: 14 و لكن بعد قليل هاجت عليها ريح زوبعية يقال لها اوروكليدون
27: 15 فلما خطفت السفينة و لم يمكنها ان تقابل الريح سلمنا فصرنا نحمل
27: 16 فجرينا تحت جزيرة يقال لها كلودي و بالجهد قدرنا ان نملك القارب
27: 17 و لما رفعوه طفقوا يستعملون معونات حازمين السفينة و اذ كانوا خائفين ان يقعوا في السيرتس انزلوا القلوع و هكذا كانوا يحملون
27: 18 و اذ كنا في نوء عنيف جعلوا يفرغون في الغد
27: 19 و في اليوم الثالث رمينا بايدينا اثاث السفينة
27: 20 و اذ لم تكن الشمس و لا النجوم تظهر اياما كثيرة و اشتد علينا نوء ليس بقليل انتزع اخيرا كل رجاء في نجاتنا
27: 21 فلما حصل صوم كثير حينئذ وقف بولس في وسطهم و قال كان ينبغي ايها الرجال ان تذعنوا لي و لا تقلعوا من كريت فتسلموا من هذا الضرر و الخسارة
27: 22 و الان انذركم ان تسروا لانه لا تكون خسارة نفس واحدة منكم الا السفينة
27: 23 لانه وقف بي هذه الليلة ملاك الاله الذي انا له و الذي اعبده
27: 24 قائلا لا تخف يا بولس ينبغي لك ان تقف امام قيصر و هوذا قد وهبك الله جميع المسافرين معك
(4/377)
27: 25 لذلك سروا ايها الرجال لاني اومن بالله انه يكون هكذا كما قيل لي
27: 26 و لكن لا بد ان نقع على جزيرة
27: 27 فلما كانت الليلة الرابعة عشرة و نحن نحمل تائهين في بحر ادريا ظن النوتية نحو نصف الليل انهم اقتربوا الى بر
27: 28 فقاسوا و وجدوا عشرين قامة و لما مضوا قليلا قاسوا ايضا فوجدوا خمس عشرة قامة
27: 29 و اذ كانوا يخافون ان يقعوا على مواضع صعبة رموا من المؤخر اربع مراس و كانوا يطلبون ان يصير النهار
27: 30 و لما كان النوتية يطلبون ان يهربوا من السفينة و انزلوا القارب الى البحر بعلة انهم مزمعون ان يمدوا مراسي من المقدم
27: 31 قال بولس لقائد المئة و العسكر ان لم يبق هؤلاء في السفينة فانتم لا تقدرون ان تنجوا
27: 32 حينئذ قطع العسكر حبال القارب و تركوه يسقط
27: 33 و حتى قارب ان يصير النهار كان بولس يطلب الى الجميع ان يتناولوا طعاما قائلا هذا هو اليوم الرابع عشر و انتم منتظرون لا تزالون صائمين و لم تاخذوا شيئا
27: 34 لذلك التمس منكم ان تتناولوا طعاما لان هذا يكون مفيدا لنجاتكم لانه لا تسقط شعرة من راس واحد منكم
27: 35 و لما قال هذا اخذ خبزا و شكر الله امام الجميع و كسر و ابتدا ياكل
27: 36 فصار الجميع مسرورين و اخذوا هم ايضا طعاما
27: 37 و كنا في السفينة جميع الانفس مئتين و ستة و سبعين
27: 38 و لما شبعوا من الطعام طفقوا يخففون السفينة طارحين الحنطة في البحر
27: 39 و لما صار النهار لم يكونوا يعرفون الارض و لكنهم ابصروا خليجا له شاطئ فاجمعوا ان يدفعوا اليه السفينة ان امكنهم
27: 40 فلما نزعوا المراسي تاركين اياها في البحر و حلوا ربط الدفة ايضا رفعوا قلعا للريح الهابة و اقبلوا الى الشاطئ
27: 41 و اذ وقعوا على موضع بين بحرين شططوا السفينة فارتكز المقدم و لبث لا يتحرك و اما المؤخر فكان ينحل من عنف الامواج
27: 42 فكان راي العسكر ان يقتلوا الاسرى لئلا يسبح احد منهم فيهرب
(4/378)
27: 43 و لكن قائد المئة اذ كان يريد ان يخلص بولس منعهم من هذا الراي و امر ان القادرين على السباحة يرمون انفسهم اولا فيخرجون الى البر
27: 44 و الباقين بعضهم على الواح و بعضهم على قطع من السفينة فهكذا حدث ان الجميع نجوا الى البر
28: 1 و لما نجوا وجدوا ان الجزيرة تدعى مليطة
28: 2 فقدم اهلها البرابرة لنا احسانا غير المعتاد لانهم اوقدوا نارا و قبلوا جميعنا من اجل المطر الذي اصابنا و من اجل البرد
28: 3 فجمع بولس كثيرا من القضبان و وضعها على النار فخرجت من الحرارة افعى و نشبت في يده
28: 4 فلما راى البرابرة الوحش معلقا بيده قال بعضهم لبعض لا بد ان هذا الانسان قاتل لم يدعه العدل يحيا و لو نجا من البحر
28: 5 فنفض هو الوحش الى النار و لم يتضرر بشيء رديء
28: 6 و اما هم فكانوا ينتظرون انه عتيد ان ينتفخ او يسقط بغتة ميتا فاذ انتظروا كثيرا و راوا انه لم يعرض له شيء مضر تغيروا و قالوا هو اله
28: 7 و كان في ما حول ذلك الموضع ضياع لمقدم الجزيرة الذي اسمه بوبليوس فهذا قبلنا و اضافنا بملاطفة ثلاثة ايام
28: 8 فحدث ان ابا بوبليوس كان مضطجعا معترى بحمى و سحج فدخل اليه بولس و صلى و وضع يديه عليه فشفاه
28: 9 فلما صار هذا كان الباقون الذين بهم امراض في الجزيرة ياتون و يشفون
28: 10 فاكرمنا هؤلاء اكرامات كثيرة و لما اقلعنا زودونا ما يحتاج اليه
28: 11 و بعد ثلاثة اشهر اقلعنا في سفينة اسكندرية موسومة بعلامة الجوزاء كانت قد شتت في الجزيرة
28: 12 فنزلنا الى سراكوسا و مكثنا ثلاثة ايام
28: 13 ثم من هناك درنا و اقبلنا الى ريغيون و بعد يوم واحد حدثت ريح جنوب فجئنا في اليوم الثاني الى بوطيولي
28: 14 حيث وجدنا اخوة فطلبوا الينا ان نمكث عندهم سبعة ايام و هكذا اتينا الى رومية
28: 15 و من هناك لما سمع الاخوة بخبرنا خرجوا لاستقبالنا الى فورن ابيوس و الثلاثة الحوانيت فلما راهم بولس شكر الله و تشجع
(4/379)
28: 16 و لما اتينا الى رومية سلم قائد المئة الاسرى الى رئيس المعسكر و اما بولس فاذن له ان يقيم وحده مع العسكري الذي كان يحرسه
28: 17 و بعد ثلاثة ايام استدعى بولس الذين كانوا وجوه اليهود فلما اجتمعوا قال لهم ايها الرجال الاخوة مع اني لم افعل شيئا ضد الشعب او عوائد الاباء اسلمت مقيدا من اورشليم الى ايدي الرومانيين
28: 18 الذين لما فحصوا كانوا يريدون ان يطلقوني لانه لم تكن في علة واحدة للموت
28: 19 و لكن لما قاوم اليهود اضطررت ان ارفع دعواي الى قيصر ليس كان لي شيئا لاشتكي به على امتي
28: 20 فلهذا السبب طلبتكم لاراكم و اكلمكم لاني من اجل رجاء اسرائيل موثق بهذه السلسلة
28: 21 فقالوا له نحن لم نقبل كتابات فيك من اليهودية و لا احد من الاخوة جاء فاخبرنا او تكلم عنك بشيء رديء
28: 22 و لكننا نستحسن ان نسمع منك ماذا ترى لانه معلوم عندنا من جهة هذا المذهب انه يقاوم في كل مكان
28: 23 فعينوا له يوما فجاء اليه كثيرون الى المنزل فطفق يشرح لهم شاهدا بملكوت الله و مقنعا اياهم من ناموس موسى و الانبياء بامر يسوع من الصباح الى المساء
28: 24 فاقتنع بعضهم بما قيل و بعضهم لم يؤمنوا
28: 25 فانصرفوا و هم غير متفقين بعضهم مع بعض لما قال بولس كلمة واحدة انه حسنا كلم الروح القدس اباءنا باشعياء النبي
28: 26 قائلا اذهب الى هذا الشعب و قل ستسمعون سمعا و لا تفهمون و ستنظرون نظرا و لا تبصرون
28: 27 لان قلب هذا الشعب قد غلظ و باذانهم سمعوا ثقيلا و اعينهم اغمضوها لئلا يبصروا باعينهم و يسمعوا باذانهم و يفهموا بقلوبهم و يرجعوا فاشفيهم
28: 28 فليكن معلوما عندكم ان خلاص الله قد ارسل الى الامم و هم سيسمعون
28: 29 و لما قال هذا مضى اليهود و لهم مباحثة كثيرة فيما بينهم
28: 30 و اقام بولس سنتين كاملتين في بيت استاجره لنفسه و كان يقبل جميع الذين يدخلون اليه
(4/380)
28: 31 كارزا بملكوت الله و معلما بامر الرب يسوع المسيح بكل مجاهرة بلا مانع(4/381)
الأسفار التعليمية
(الرسائل)(4/382)
القسم الأول
رسائل بولس الرسول(4/383)
رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
1: 1 الله بعدما كلم الاباء بالانبياء قديما بانواع و طرق كثيرة
1: 2 كلمنا في هذه الايام الاخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شيء الذي به ايضا عمل العالمين
1: 3 الذي و هو بهاء مجده و رسم جوهره و حامل كل الاشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الاعالي
1: 4 صائرا اعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسما افضل منهم
1: 5 لانه لمن من الملائكة قال قط انت ابني انا اليوم ولدتك و ايضا انا اكون له ابا و هو يكون لي ابنا
1: 6 و ايضا متى ادخل البكر الى العالم يقول و لتسجد له كل ملائكة الله
1: 7 و عن الملائكة يقول الصانع ملائكته رياحا و خدامه لهيب نار
1: 8 و اما عن الابن كرسيك يا الله الى دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك
1: 9 احببت البر و ابغضت الاثم من اجل ذلك مسحك الله الهك بزيت الابتهاج اكثر من شركائك
1: 10 و انت يا رب في البدء اسست الارض و السماوات هي عمل يديك
1: 11 هي تبيد و لكن انت تبقى و كلها كثوب تبلى
1: 12 و كرداء تطويها فتتغير و لكن انت انت و سنوك لن تفنى
1: 13 ثم لمن من الملائكة قال قط اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك
1: 14 اليس جميعهم ارواحا خادمة مرسلة للخدمة لاجل العتيدين ان يرثوا الخلاص
2: 1 لذلك يجب ان نتنبه اكثر الى ما سمعنا لئلا نفوته
2: 2 لانه ان كانت الكلمة التي تكلم بها ملائكة قد صارت ثابتة و كل تعد و معصية نال مجازاة عادلة
2: 3 فكيف ننجو نحن ان اهملنا خلاصا هذا مقداره قد ابتدا الرب بالتكلم به ثم تثبت لنا من الذين سمعوا
2: 4 شاهدا الله معهم بايات و عجائب و قوات متنوعة و مواهب الروح القدس حسب ارادته
2: 5 فانه لملائكة لم يخضع العالم العتيد الذي نتكلم عنه
2: 6 لكن شهد واحد في موضع قائلا ما هو الانسان حتى تذكره او ابن الانسان حتى تفتقده
(4/384)
2: 7 وضعته قليلا عن الملائكة بمجد و كرامة كللته و اقمته على اعمال يديك
2: 8 اخضعت كل شيء تحت قدميه لانه اذ اخضع الكل له لم يترك شيئا غير خاضع له على اننا الان لسنا نرى الكل بعد مخضعا له
2: 9 و لكن الذي وضع قليلا عن الملائكة يسوع نراه مكللا بالمجد و الكرامة من اجل الم الموت لكي يذوق بنعمة الله الموت لاجل كل واحد
2: 10 لانه لاق بذاك الذي من اجله الكل و به الكل و هو ات بابناء كثيرين الى المجد ان يكمل رئيس خلاصهم بالالام
2: 11 لان المقدس و المقدسين جميعهم من واحد فلهذا السبب لا يستحي ان يدعوهم اخوة
2: 12 قائلا اخبر باسمك اخوتي و في وسط الكنيسة اسبحك
2: 13 و ايضا انا اكون متوكلا عليه و ايضا ها انا و الاولاد الذين اعطانيهم الله
2: 14 فاذ قد تشارك الاولاد في اللحم و الدم اشترك هو ايضا كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت اي ابليس
2: 15 و يعتق اولئك الذين خوفا من الموت كانوا جميعا كل حياتهم تحت العبودية
2: 16 لانه حقا ليس يمسك الملائكة بل يمسك نسل ابراهيم
2: 17 من ثم كان ينبغي ان يشبه اخوته في كل شيء لكي يكون رحيما و رئيس كهنة امينا في ما لله حتى يكفر خطايا الشعب
2: 18 لانه في ما هو قد تالم مجربا يقدر ان يعين المجربين
3: 1 من ثم ايها الاخوة القديسون شركاء الدعوة السماوية لاحظوا رسول اعترافنا و رئيس كهنته المسيح يسوع
3: 2 حال كونه امينا للذي اقامه كما كان موسى ايضا في كل بيته
3: 3 فان هذا قد حسب اهلا لمجد اكثر من موسى بمقدار ما لباني البيت من كرامة اكثر من البيت
3: 4 لان كل بيت يبنيه انسان ما و لكن باني الكل هو الله
3: 5 و موسى كان امينا في كل بيته كخادم شهادة للعتيد ان يتكلم به
3: 6 و اما المسيح فكابن على بيته و بيته نحن ان تمسكنا بثقة الرجاء و افتخاره ثابتة الى النهاية
3: 7 لذلك كما يقول الروح القدس اليوم ان سمعتم صوته
(4/385)
3: 8 فلا تقسوا قلوبكم كما في الاسخاط يوم التجربة في القفر
3: 9 حيث جربني اباؤكم اختبروني و ابصروا اعمالي اربعين سنة
3: 10 لذلك مقت ذلك الجيل و قلت انهم دائما يضلون في قلوبهم و لكنهم لم يعرفوا سبلي
3: 11 حتى اقسمت في غضبي لن يدخلوا راحتي
3: 12 انظروا ايها الاخوة ان لا يكون في احدكم قلب شرير بعدم ايمان في الارتداد عن الله الحي
3: 13 بل عظوا انفسكم كل يوم ما دام الوقت يدعى اليوم لكي لا يقسى احد منكم بغرور الخطية
3: 14 لاننا قد صرنا شركاء المسيح ان تمسكنا ببداءة الثقة ثابتة الى النهاية
3: 15 اذ قيل اليوم ان سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم كما في الاسخاط
3: 16 فمن هم الذين اذ سمعوا اسخطوا اليس جميع الذين خرجوا من مصر بواسطة موسى
3: 17 و من مقت اربعين سنة اليس الذين اخطاوا الذين جثثهم سقطت في القفر
3: 18 و لمن اقسم لن يدخلوا راحته الا للذين لم يطيعوا
3: 19 فنرى انهم لم يقدروا ان يدخلوا لعدم الايمان
4: 1 فلنخف انه مع بقاء وعد بالدخول الى راحته يرى احد منكم انه قد خاب منه
4: 2 لاننا نحن ايضا قد بشرنا كما اولئك لكن لم تنفع كلمة الخبر اولئك اذ لم تكن ممتزجة بالايمان في الذين سمعوا
4: 3 لاننا نحن المؤمنين ندخل الراحة كما قال حتى اقسمت في غضبي لن يدخلوا راحتي مع كون الاعمال قد اكملت منذ تاسيس العالم
4: 4 لانه قال في موضع عن السابع هكذا و استراح الله في اليوم السابع من جميع اعماله
4: 5 و في هذا ايضا لن يدخلوا راحتي
4: 6 فاذ بقي ان قوما يدخلونها و الذين بشروا اولا لم يدخلوا لسبب العصيان
4: 7 يعين ايضا يوما قائلا في داود اليوم بعد زمان هذا مقداره كما قيل اليوم ان سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم
4: 8 لانه لو كان يشوع قد اراحهم لما تكلم بعد ذلك عن يوم اخر
4: 9 اذا بقيت راحة لشعب الله
4: 10 لان الذي دخل راحته استراح هو ايضا من اعماله كما الله من اعماله
(4/386)
4: 11 فلنجتهد ان ندخل تلك الراحة لئلا يسقط احد في عبرة العصيان هذه عينها
4: 12 لان كلمة الله حية و فعالة و امضى من كل سيف ذي حدين و خارقة الى مفرق النفس و الروح و المفاصل و المخاخ و مميزة افكار القلب و نياته
4: 13 و ليس خليقة غير ظاهرة قدامه بل كل شيء عريان و مكشوف لعيني ذلك الذي معه امرنا
4: 14 فاذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السماوات يسوع ابن الله فلنتمسك بالاقرار
4: 15 لان ليس لنا رئيس كهنة غير قادر ان يرثي لضعفاتنا بل مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية
4: 16 فلنتقدم بثقة الى عرش النعمة لكي ننال رحمة و نجد نعمة عونا في حينه
5: 1 لان كل رئيس كهنة ماخوذ من الناس يقام لاجل الناس في ما لله لكي يقدم قرابين و ذبائح عن الخطايا
5: 2 قادرا ان يترفق بالجهال و الضالين اذ هو ايضا محاط بالضعف
5: 3 و لهذا الضعف يلتزم انه كما يقدم عن الخطايا لاجل الشعب هكذا ايضا لاجل نفسه
5: 4 و لا ياخذ احد هذه الوظيفة بنفسه بل المدعو من الله كما هرون ايضا
5: 5 كذلك المسيح ايضا لم يمجد نفسه ليصير رئيس كهنة بل الذي قال له انت ابني انا اليوم ولدتك
5: 6 كما يقول ايضا في موضع اخر انت كاهن الى الابد على رتبة ملكي صادق
5: 7 الذي في ايام جسده اذ قدم بصراخ شديد و دموع طلبات و تضرعات للقادر ان يخلصه من الموت و سمع له من اجل تقواه
5: 8 مع كونه ابنا تعلم الطاعة مما تالم به
5: 9 و اذ كمل صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص ابدي
5: 10 مدعوا من الله رئيس كهنة على رتبة ملكي صادق
5: 11 الذي من جهته الكلام كثير عندنا و عسر التفسير لننطق به اذ قد صرتم متباطئي المسامع
5: 12 لانكم اذ كان ينبغي ان تكونوا معلمين لسبب طول الزمان تحتاجون ان يعلمكم احد ما هي اركان بداءة اقوال الله و صرتم محتاجين الى اللبن لا الى طعام قوي
5: 13 لان كل من يتناول اللبن هو عديم الخبرة في كلام البر لانه طفل
(4/387)
5: 14 و اما الطعام القوي فللبالغين الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير و الشر
6: 1 لذلك و نحن تاركون كلام بداءة المسيح لنتقدم الى الكمال غير واضعين ايضا اساس التوبة من الاعمال الميتة و الايمان بالله
6: 2 تعليم المعموديات و وضع الايادي قيامة الاموات و الدينونة الابدية
6: 3 و هذا سنفعله ان اذن الله
6: 4 لان الذين استنيروا مرة و ذاقوا الموهبة السماوية و صاروا شركاء الروح القدس
6: 5 و ذاقوا كلمة الله الصالحة و قوات الدهر الاتي
6: 6 و سقطوا لا يمكن تجديدهم ايضا للتوبة اذ هم يصلبون لانفسهم ابن الله ثانية و يشهرونه
6: 7 لان ارضا قد شربت المطر الاتي عليها مرارا كثيرة و انتجت عشبا صالحا للذين فلحت من اجلهم تنال بركة من الله
6: 8 و لكن ان اخرجت شوكا و حسكا فهي مرفوضة و قريبة من اللعنة التي نهايتها للحريق
6: 9 و لكننا قد تيقنا من جهتكم ايها الاحباء امورا افضل و مختصة بالخلاص و ان كنا نتكلم هكذا
6: 10 لان الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم و تعب المحبة التي اظهرتموها نحو اسمه اذ قد خدمتم القديسين و تخدمونهم
6: 11 و لكننا نشتهي ان كل واحد منكم يظهر هذا الاجتهاد عينه ليقين الرجاء الى النهاية
6: 12 لكي لا تكونوا متباطئين بل متمثلين بالذين بالايمان و الاناة يرثون المواعيد
6: 13 فانه لما وعد الله ابراهيم اذ لم يكن له اعظم يقسم به اقسم بنفسه
6: 14 قائلا اني لاباركنك بركة و اكثرنك تكثيرا
6: 15 و هكذا اذ تانى نال الموعد
6: 16 فان الناس يقسمون بالاعظم و نهاية كل مشاجرة عندهم لاجل التثبيت هي القسم
6: 17 فلذلك اذ اراد الله ان يظهر اكثر كثيرا لورثة الموعد عدم تغير قضائه توسط بقسم
6: 18 حتى بامرين عديمي التغير لا يمكن ان الله يكذب فيهما تكون لنا تعزية قوية نحن الذين التجانا لنمسك بالرجاء الموضوع امامنا
6: 19 الذي هو لنا كمرساة للنفس مؤتمنة و ثابتة تدخل الى ما داخل الحجاب
(4/388)
6: 20 حيث دخل يسوع كسابق لاجلنا صائرا على رتبة ملكي صادق رئيس كهنة الى الابد
7: 1 لان ملكي صادق هذا ملك ساليم كاهن الله العلي الذي استقبل ابراهيم راجعا من كسرة الملوك و باركه
7: 2 الذي قسم له ابراهيم عشرا من كل شيء المترجم اولا ملك البر ثم ايضا ملك ساليم اي ملك السلام
7: 3 بلا اب بلا ام بلا نسب لا بداءة ايام له و لا نهاية حياة بل هو مشبه بابن الله هذا يبقى كاهنا الى الابد
7: 4 ثم انظروا ما اعظم هذا الذي اعطاه ابراهيم رئيس الاباء عشرا ايضا من راس الغنائم
7: 5 و اما الذين هم من بني لاوي الذي ياخذون الكهنوت فلهم وصية ان يعشروا الشعب بمقتضى الناموس اي اخوتهم مع انهم قد خرجوا من صلب ابراهيم
7: 6 و لكن الذي ليس له نسب منهم قد عشر ابراهيم و بارك الذي له المواعيد
7: 7 و بدون كل مشاجرة الاصغر يبارك من الاكبر
7: 8 و هنا اناس مائتون ياخذون عشرا و اما هناك فالمشهود له بانه حي
7: 9 حتى اقول كلمة ان لاوي ايضا الاخذ الاعشار قد عشر بابراهيم
7: 10 لانه كان بعد في صلب ابيه حين استقبله ملكي صادق
7: 11 فلو كان بالكهنوت اللاوي كمال اذ الشعب اخذ الناموس عليه ماذا كانت الحاجة بعد الى ان يقوم كاهن اخر على رتبة ملكي صادق و لا يقال على رتبة هرون
7: 12 لانه ان تغير الكهنوت فبالضرورة يصير تغير للناموس ايضا
7: 13 لان الذي يقال عنه هذا كان شريكا في سبط اخر لم يلازم احد منه المذبح
7: 14 فانه واضح ان ربنا قد طلع من سبط يهوذا الذي لم يتكلم عنه موسى شيئا من جهة الكهنوت
7: 15 و ذلك اكثر وضوحا ايضا ان كان على شبه ملكي صادق يقوم كاهن اخر
7: 16 قد صار ليس بحسب ناموس وصية جسدية بل بحسب قوة حياة لا تزول
7: 17 لانه يشهد انك كاهن الى الابد على رتبة ملكي صادق
7: 18 فانه يصير ابطال الوصية السابقة من اجل ضعفها و عدم نفعها
7: 19 اذ الناموس لم يكمل شيئا و لكن يصير ادخال رجاء افضل به نقترب الى الله
(4/389)
7: 20 و على قدر ما انه ليس بدون قسم
7: 21 لان اولئك بدون قسم قد صاروا كهنة و اما هذا فبقسم من القائل له اقسم الرب و لن يندم انت كاهن الى الابد على رتبة ملكي صادق
7: 22 على قدر ذلك قد صار يسوع ضامنا لعهد افضل
7: 23 و اولئك قد صاروا كهنة كثيرين من اجل منعهم بالموت عن البقاء
7: 24 و اما هذا فمن اجل انه يبقى الى الابد له كهنوت لا يزول
7: 25 فمن ثم يقدر ان يخلص ايضا الى التمام الذين يتقدمون به الى الله اذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم
7: 26 لانه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شر و لا دنس قد انفصل عن الخطاة و صار اعلى من السماوات
7: 27 الذي ليس له اضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة ان يقدم ذبائح اولا عن خطايا نفسه ثم عن خطايا الشعب لانه فعل هذا مرة واحدة اذ قدم نفسه
7: 28 فان الناموس يقيم اناسا بهم ضعف رؤساء كهنة و اما كلمة القسم التي بعد الناموس فتقيم ابنا مكملا الى الابد
8: 1 و اما راس الكلام فهو ان لنا رئيس كهنة مثل هذا قد جلس في يمين عرش العظمة في السماوات
8: 2 خادما للاقداس و المسكن الحقيقي الذي نصبه الرب لا انسان
8: 3 لان كل رئيس كهنة يقام لكي يقدم قرابين و ذبائح فمن ثم يلزم ان يكون لهذا ايضا شيء يقدمه
8: 4 فانه لو كان على الارض لما كان كاهنا اذ يوجد الكهنة الذين يقدمون قرابين حسب الناموس
8: 5 الذين يخدمون شبه السماويات و ظلها كما اوحي الى موسى و هو مزمع ان يصنع المسكن لانه قال انظر ان تصنع كل شيء حسب المثال الذي اظهر لك في الجبل
8: 6 و لكنه الان قد حصل على خدمة افضل بمقدار ما هو وسيط ايضا لعهد اعظم قد تثبت على مواعيد افضل
8: 7 فانه لو كان ذلك الاول بلا عيب لما طلب موضع لثان
8: 8 لانه يقول لهم لائما هوذا ايام تاتي يقول الرب حين اكمل مع بيت اسرائيل و مع بيت يهوذا عهدا جديدا
(4/390)
8: 9 لا كالعهد الذي عملته مع ابائهم يوم امسكت بيدهم لاخرجهم من ارض مصر لانهم لم يثبتوا في عهدي و انا اهملتهم يقول الرب
8: 10 لان هذا هو العهد الذي اعهده مع بيت اسرائيل بعد تلك الايام يقول الرب اجعل نواميسي في اذهانهم و اكتبها على قلوبهم و انا اكون لهم الها و هم يكونون لي شعبا
8: 11 و لا يعلمون كل واحد قريبه و كل واحد اخاه قائلا اعرف الرب لان الجميع سيعرفونني من صغيرهم الى كبيرهم
8: 12 لاني اكون صفوحا عن اثامهم و لا اذكر خطاياهم و تعدياتهم في ما بعد
8: 13 فاذ قال جديدا عتق الاول و اما ما عتق و شاخ فهو قريب من الاضمحلال
9: 1 ثم العهد الاول كان له فرائض خدمة و القدس العالمي
9: 2 لانه نصب المسكن الاول الذي يقال له القدس الذي كان فيه المنارة و المائدة و خبز التقدمة
9: 3 و وراء الحجاب الثاني المسكن الذي يقال له قدس الاقداس
9: 4 فيه مبخرة من ذهب و تابوت العهد مغشى من كل جهة بالذهب الذي فيه قسط من ذهب فيه المن و عصا هرون التي افرخت و لوحا العهد
9: 5 و فوقه كروبا المجد مظللين الغطاء اشياء ليس لنا الان ان نتكلم عنها بالتفصيل
9: 6 ثم اذ صارت هذه مهياة هكذا يدخل الكهنة الى المسكن الاول كل حين صانعين الخدمة
9: 7 و اما الى الثاني فرئيس الكهنة فقط مرة في السنة ليس بلا دم يقدمه عن نفسه و عن جهالات الشعب
9: 8 معلنا الروح القدس بهذا ان طريق الاقداس لم يظهر بعد ما دام المسكن الاول له اقامة
9: 9 الذي هو رمز للوقت الحاضر الذي فيه تقدم قرابين و ذبائح لا يمكن من جهة الضمير ان تكمل الذي يخدم
9: 10 و هي قائمة باطعمة و اشربة و غسلات مختلفة و فرائض جسدية فقط موضوعة الى وقت الاصلاح
9: 11 و اما المسيح و هو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة فبالمسكن الاعظم و الاكمل غير المصنوع بيد اي الذي ليس من هذه الخليقة
9: 12 و ليس بدم تيوس و عجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة الى الاقداس فوجد فداء ابديا
(4/391)
9: 13 لانه ان كان دم ثيران و تيوس و رماد عجلة مرشوش على المنجسين يقدس الى طهارة الجسد
9: 14 فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح ازلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من اعمال ميتة لتخدموا الله الحي
9: 15 و لاجل هذا هو وسيط عهد جديد لكي يكون المدعوون اذ صار موت لفداء التعديات التي في العهد الاول ينالون وعد الميراث الابدي
9: 16 لانه حيث توجد وصية يلزم بيان موت الموصي
9: 17 لان الوصية ثابتة على الموتى اذ لا قوة لها البتة ما دام الموصي حيا
9: 18 فمن ثم الاول ايضا لم يكرس بلا دم
9: 19 لان موسى بعدما كلم جميع الشعب بكل وصية بحسب الناموس اخذ دم العجول و التيوس مع ماء و صوفا قرمزيا و زوفا و رش الكتاب نفسه و جميع الشعب
9: 20 قائلا هذا هو دم العهد الذي اوصاكم الله به
9: 21 و المسكن ايضا و جميع انية الخدمة رشها كذلك بالدم
9: 22 و كل شيء تقريبا يتطهر حسب الناموس بالدم و بدون سفك دم لا تحصل مغفرة
9: 23 فكان يلزم ان امثلة الاشياء التي في السماوات تطهر بهذه و اما السماويات عينها فبذبائح افضل من هذه
9: 24 لان المسيح لم يدخل الى اقداس مصنوعة بيد اشباه الحقيقية بل الى السماء عينها ليظهر الان امام وجه الله لاجلنا
9: 25 و لا ليقدم نفسه مرارا كثيرة كما يدخل رئيس الكهنة الى الاقداس كل سنة بدم اخر
9: 26 فاذ ذاك كان يجب ان يتالم مرارا كثيرة منذ تاسيس العالم و لكنه الان قد اظهر مرة عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه
9: 27 و كما وضع للناس ان يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة
9: 28 هكذا المسيح ايضا بعدما قدم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه
10: 1 لان الناموس اذ له ظل الخيرات العتيدة لا نفس صورة الاشياء لا يقدر ابدا بنفس الذبائح كل سنة التي يقدمونها على الدوام ان يكمل الذين يتقدمون
(4/392)
10: 2 و الا افما زالت تقدم من اجل ان الخادمين و هم مطهرون مرة لا يكون لهم ايضا ضمير خطايا
10: 3 لكن فيها كل سنة ذكر خطايا
10: 4 لانه لا يمكن ان دم ثيران و تيوس يرفع خطايا
10: 5 لذلك عند دخوله الى العالم يقول ذبيحة و قربانا لم ترد و لكن هيات لي جسدا
10: 6 بمحرقات و ذبائح للخطية لم تسر
10: 7 ثم قلت هانذا اجيء في درج الكتاب مكتوب عني لافعل مشيئتك يا الله
10: 8 اذ يقول انفا انك ذبيحة و قربانا و محرقات و ذبائح للخطية لم ترد و لا سررت بها التي تقدم حسب الناموس
10: 9 ثم قال هانذا اجيء لافعل مشيئتك يا الله ينزع الاول لكي يثبت الثاني
10: 10 فبهذه المشيئة نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة
10: 11 و كل كاهن يقوم كل يوم يخدم و يقدم مرارا كثيرة تلك الذبائح عينها التي لا تستطيع البتة ان تنزع الخطية
10: 12 و اما هذا فبعدما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس الى الابد عن يمين الله
10: 13 منتظرا بعد ذلك حتى توضع اعداؤه موطئا لقدميه
10: 14 لانه بقربان واحد قد اكمل الى الابد المقدسين
10: 15 و يشهد لنا الروح القدس ايضا لانه بعدما قال سابقا
10: 16 هذا هو العهد الذي اعهده معهم بعد تلك الايام يقول الرب اجعل نواميسي في قلوبهم و اكتبها في اذهانهم
10: 17 و لن اذكر خطاياهم و تعدياتهم في ما بعد
10: 18 و انما حيث تكون مغفرة لهذه لا يكون بعد قربان عن الخطية
10: 19 فاذ لنا ايها الاخوة ثقة بالدخول الى الاقداس بدم يسوع
10: 20 طريقا كرسه لنا حديثا حيا بالحجاب اي جسده
10: 21 و كاهن عظيم على بيت الله
10: 22 لنتقدم بقلب صادق في يقين الايمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير و مغتسلة اجسادنا بماء نقي
10: 23 لنتمسك باقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو امين
10: 24 و لنلاحظ بعضنا بعضا للتحريض على المحبة و الاعمال الحسنة
(4/393)
10: 25 غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة بل واعظين بعضنا بعضا و بالاكثر على قدر ما ترون اليوم يقرب
10: 26 فانه ان اخطانا باختيارنا بعدما اخذنا معرفة الحق لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا
10: 27 بل قبول دينونة مخيف و غيرة نار عتيدة ان تاكل المضادين
10: 28 من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين او ثلاثة شهود يموت بدون رافة
10: 29 فكم عقابا اشر تظنون انه يحسب مستحقا من داس ابن الله و حسب دم العهد الذي قدس به دنسا و ازدرى بروح النعمة
10: 30 فاننا نعرف الذي قال لي الانتقام انا اجازي يقول الرب و ايضا الرب يدين شعبه
10: 31 مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي
10: 32 و لكن تذكروا الايام السالفة التي فيها بعدما انرتم صبرتم على مجاهدة الام كثيرة
10: 33 من جهة مشهورين بتعييرات و ضيقات و من جهة صائرين شركاء الذين تصرف فيهم هكذا
10: 34 لانكم رثيتم لقيودي ايضا و قبلتم سلب اموالكم بفرح عالمين في انفسكم ان لكم مالا افضل في السماوات و باقيا
10: 35 فلا تطرحوا ثقتكم التي لها مجازاة عظيمة
10: 36 لانكم تحتاجون الى الصبر حتى اذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد
10: 37 لانه بعد قليل جدا سياتي الاتي و لا يبطئ
10: 38 و اما البار فبالايمان يحيا و ان ارتد لا تسر به نفسي
10: 39 و اما نحن فلسنا من الارتداد للهلاك بل من الايمان لاقتناء النفس
11: 1 و اما الايمان فهو الثقة بما يرجى و الايقان بامور لا ترى
11: 2 فانه في هذه شهد للقدماء
11: 3 بالايمان نفهم ان العالمين اتقنت بكلمة الله حتى لم يتكون ما يرى مما هو ظاهر
11: 4 بالايمان قدم هابيل لله ذبيحة افضل من قايين فيه شهد له انه بار اذ شهد الله لقرابينه و به و ان مات يتكلم بعد
11: 5 بالايمان نقل اخنوخ لكي لا يرى الموت و لم يوجد لان الله نقله اذ قبل نقله شهد له بانه قد ارضى الله
(4/394)
11: 6 و لكن بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه لانه يجب ان الذي ياتي الى الله يؤمن بانه موجود و انه يجازي الذين يطلبونه
11: 7 بالايمان نوح لما اوحي اليه عن امور لم تر بعد خاف فبنى فلكا لخلاص بيته فبه دان العالم و صار وارثا للبر الذي حسب الايمان
11: 8 بالايمان ابراهيم لما دعي اطاع ان يخرج الى المكان الذي كان عتيدا ان ياخذه ميراثا فخرج و هو لا يعلم الى اين ياتي
11: 9 بالايمان تغرب في ارض الموعد كانها غريبة ساكنا في خيام مع اسحق و يعقوب الوارثين معه لهذا الموعد عينه
11: 10 لانه كان ينتظر المدينة التي لها الاساسات التي صانعها و بارئها الله
11: 11 بالايمان سارة نفسها ايضا اخذت قدرة على انشاء نسل و بعد وقت السن ولدت اذ حسبت الذي وعد صادقا
11: 12 لذلك ولد ايضا من واحد و ذلك من ممات مثل نجوم السماء في الكثرة و كالرمل الذي على شاطئ البحر الذي لا يعد
11: 13 في الايمان مات هؤلاء اجمعون و هم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها و صدقوها و حيوها و اقروا بانهم غرباء و نزلاء على الارض
11: 14 فان الذين يقولون مثل هذا يظهرون انهم يطلبون وطنا
11: 15 فلو ذكروا ذلك الذي خرجوا منه لكان لهم فرصة للرجوع
11: 16 و لكن الان يبتغون وطنا افضل اي سماويا لذلك لا يستحي بهم الله ان يدعى الههم لانه اعد لهم مدينة
11: 17 بالايمان قدم ابراهيم اسحق و هو مجرب قدم الذي قبل المواعيد وحيده
11: 18 الذي قيل له انه باسحق يدعى لك نسل
11: 19 اذ حسب ان الله قادر على الاقامة من الاموات ايضا الذين منهم اخذه ايضا في مثال
11: 20 بالايمان اسحق بارك يعقوب و عيسو من جهة امور عتيدة
11: 21 بالايمان يعقوب عند موته بارك كل واحد من ابني يوسف و سجد على راس عصاه
11: 22 بالايمان يوسف عند موته ذكر خروج بني اسرائيل و اوصى من جهة عظامه
11: 23 بالايمان موسى بعدما ولد اخفاه ابواه ثلاثة اشهر لانهما رايا الصبي جميلا و لم يخشيا امر الملك
(4/395)
11: 24 بالايمان موسى لما كبر ابى ان يدعى ابن ابنة فرعون
11: 25 مفضلا بالاحرى ان يذل مع شعب الله على ان يكون له تمتع وقتي بالخطية
11: 26 حاسبا عار المسيح غنى اعظم من خزائن مصر لانه كان ينظر الى المجازاة
11: 27 بالايمان ترك مصر غير خائف من غضب الملك لانه تشدد كانه يرى من لا يرى
11: 28 بالايمان صنع الفصح و رش الدم لئلا يمسهم الذي اهلك الابكار
11: 29 بالايمان اجتازوا في البحر الاحمر كما في اليابسة الامر الذي لما شرع فيه المصريون غرقوا
11: 30 بالايمان سقطت اسوار اريحا بعدما طيف حولها سبعة ايام
11: 31 بالايمان راحاب الزانية لم تهلك مع العصاة اذ قبلت الجاسوسين بسلام
11: 32 و ماذا اقول ايضا لانه يعوزني الوقت ان اخبرت عن جدعون و باراق و شمشون و يفتاح و داود و صموئيل و الانبياء
11: 33 الذين بالايمان قهروا ممالك صنعوا برا نالوا مواعيد سدوا افواه اسود
11: 34 اطفاوا قوة النار نجو من حد السيف تقووا من ضعف صاروا اشداء في الحرب هزموا جيوش غرباء
11: 35 اخذت نساء امواتهن بقيامة و اخرون عذبوا و لم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة افضل
11: 36 و اخرون تجربوا في هزء و جلد ثم في قيود ايضا و حبس
11: 37 رجموا نشروا جربوا ماتوا قتلا بالسيف طافوا في جلود غنم و جلود معزى معتازين مكروبين مذلين
11: 38 و هم لم يكن العالم مستحقا لهم تائهين في براري و جبال و مغاير و شقوق الارض
11: 39 فهؤلاء كلهم مشهودا لهم بالايمان لم ينالوا الموعد
11: 40 اذ سبق الله فنظر لنا شيئا افضل لكي لا يكملوا بدوننا
12: 1 لذلك نحن ايضا اذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل و الخطية المحيطة بنا بسهولة و لنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع امامنا
12: 2 ناظرين الى رئيس الايمان و مكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله
(4/396)
12: 3 فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا و تخوروا في نفوسكم
12: 4 لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية
12: 5 و قد نسيتم الوعظ الذي يخاطبكم كبنين يا ابني لا تحتقر تاديب الرب و لا تخر اذا وبخك
12: 6 لان الذي يحبه الرب يؤدبه و يجلد كل ابن يقبله
12: 7 ان كنتم تحتملون التاديب يعاملكم الله كالبنين فاي ابن لا يؤدبه ابوه
12: 8 و لكن ان كنتم بلا تاديب قد صار الجميع شركاء فيه فانتم نغول لا بنون
12: 9 ثم قد كان لنا اباء اجسادنا مؤدبين و كنا نهابهم افلا نخضع بالاولى جدا لابي الارواح فنحيا
12: 10 لان اولئك ادبونا اياما قليلة حسب استحسانهم و اما هذا فلاجل المنفعة لكي نشترك في قداسته
12: 11 و لكن كل تاديب في الحاضر لا يرى انه للفرح بل للحزن و اما اخيرا فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام
12: 12 لذلك قوموا الايادي المسترخية و الركب المخلعة
12: 13 و اصنعوا لارجلكم مسالك مستقيمة لكي لا يعتسف الاعرج بل بالحري يشفى
12: 14 اتبعوا السلام مع الجميع و القداسة التي بدونها لن يرى احد الرب
12: 15 ملاحظين لئلا يخيب احد من نعمة الله لئلا يطلع اصل مرارة و يصنع انزعاجا فيتنجس به كثيرون
12: 16 لئلا يكون احد زانيا او مستبيحا كعيسو الذي لاجل اكلة واحدة باع بكوريته
12: 17 فانكم تعلمون انه ايضا بعد ذلك لما اراد ان يرث البركة رفض اذ لم يجد للتوبة مكانا مع انه طلبها بدموع
12: 18 لانكم لم تاتوا الى جبل ملموس مضطرم بالنار و الى ضباب و ظلام و زوبعة
12: 19 و هتاف بوق و صوت كلمات استعفى الذين سمعوه من ان تزداد لهم كلمة
12: 20 لانهم لم يحتملوا ما امر به و ان مست الجبل بهيمة ترجم او ترمى بسهم
12: 21 و كان المنظر هكذا مخيفا حتى قال موسى انا مرتعب و مرتعد
12: 22 بل قد اتيتم الى جبل صهيون و الى مدينة الله الحي اورشليم السماوية و الى ربوات هم محفل ملائكة
(4/397)
12: 23 و كنيسة ابكار مكتوبين في السماوات و الى الله ديان الجميع و الى ارواح ابرار مكملين
12: 24 و الى وسيط العهد الجديد يسوع و الى دم رش يتكلم افضل من هابيل
12: 25 انظروا ان لا تستعفوا من المتكلم لانه ان كان اولئك لم ينجوا اذ استعفوا من المتكلم على الارض فبالاولى جدا لا ننجو نحن المرتدين عن الذي من السماء
12: 26 الذي صوته زعزع الارض حينئذ و اما الان فقد وعد قائلا اني مرة ايضا ازلزل لا الارض فقط بل السماء ايضا
12: 27 فقوله مرة ايضا يدل على تغير الاشياء المتزعزعة كمصنوعة لكي تبقى التي لا تتزعزع
12: 28 لذلك و نحن قابلون ملكوتا لا يتزعزع ليكن عندنا شكر به نخدم الله خدمة مرضية بخشوع و تقوى
12: 29 لان الهنا نار اكلة
13: 1 لتثبت المحبة الاخوية
13: 2 لا تنسوا اضافة الغرباء لان بها اضاف اناس ملائكة و هم لا يدرون
13: 3 اذكروا المقيدين كانكم مقيدون معهم و المذلين كانكم انتم ايضا في الجسد
13: 4 ليكن الزواج مكرما عند كل واحد و المضجع غير نجس و اما العاهرون و الزناة فسيدينهم الله
13: 5 لتكن سيرتكم خالية من محبة المال كونوا مكتفين بما عندكم لانه قال لا اهملك و لا اتركك
13: 6 حتى اننا نقول واثقين الرب معين لي فلا اخاف ماذا يصنع بي انسان
13: 7 اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم
13: 8 يسوع المسيح هو هو امسا و اليوم و الى الابد
13: 9 لا تساقوا بتعاليم متنوعة و غريبة لانه حسن ان يثبت القلب بالنعمة لا باطعمة لم ينتفع بها الذين تعاطوها
13: 10 لنا مذبح لا سلطان للذين يخدمون المسكن ان ياكلوا منه
13: 11 فان الحيوانات التي يدخل بدمها عن الخطية الى الاقداس بيد رئيس الكهنة تحرق اجسامها خارج المحلة
13: 12 لذلك يسوع ايضا لكي يقدس الشعب بدم نفسه تالم خارج الباب
13: 13 فلنخرج اذا اليه خارج المحلة حاملين عاره
(4/398)
13: 14 لان ليس لنا هنا مدينة باقية لكننا نطلب العتيدة
13: 15 فلنقدم به في كل حين لله ذبيحة التسبيح اي ثمر شفاه معترفة باسمه
13: 16 و لكن لا تنسوا فعل الخير و التوزيع لانه بذبائح مثل هذه يسر الله
13: 17 اطيعوا مرشديكم و اخضعوا لانهم يسهرون لاجل نفوسكم كانهم سوف يعطون حسابا لكي يفعلوا ذلك بفرح لا انين لان هذا غير نافع لكم
13: 18 صلوا لاجلنا لاننا نثق ان لنا ضميرا صالحا راغبين ان نتصرف حسنا في كل شيء
13: 19 و لكن اطلب اكثر ان تفعلوا هذا لكي ارد اليكم باكثر سرعة
13: 20 و اله السلام الذي اقام من الاموات راعي الخراف العظيم ربنا يسوع بدم العهد الابدي
13: 21 ليكملكم في كل عمل صالح لتصنعوا مشيئته عاملا فيكم ما يرضي امامه بيسوع المسيح الذي له المجد الى ابد الابدين امين
13: 22 و اطلب اليكم ايها الاخوة ان تحتملوا كلمة الوعظ لاني بكلمات قليلة كتبت اليكم
13: 23 اعلموا انه قد اطلق الاخ تيموثاوس الذي معه سوف اراكم ان اتى سريعا
13: 24 سلموا على جميع مرشديكم و جميع القديسين يسلم عليكم الذين من ايطاليا
13: 25 النعمة مع جميعكم امين الى العبرانيين كتبت من ايطاليا على يد تيموثاوس(4/399)
رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
1: 1 بولس عبد ليسوع المسيح المدعو رسولا المفرز لانجيل الله
1: 2 الذي سبق فوعد به بانبيائه في الكتب المقدسة
1: 3 عن ابنه الذي صار من نسل داود من جهة الجسد
1: 4 و تعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الاموات يسوع المسيح ربنا
1: 5 الذي به لاجل اسمه قبلنا نعمة و رسالة لاطاعة الايمان في جميع الامم
1: 6 الذين بينهم انتم ايضا مدعوو يسوع المسيح
1: 7 الى جميع الموجودين في رومية احباء الله مدعوين قديسين نعمة لكم و سلام من الله ابينا و الرب يسوع المسيح
1: 8 اولا اشكر الهي بيسوع المسيح من جهة جميعكم ان ايمانكم ينادى به في كل العالم
1: 9 فان الله الذي اعبده بروحي في انجيل ابنه شاهد لي كيف بلا انقطاع اذكركم
1: 10 متضرعا دائما في صلواتي عسى الان ان يتيسر لي مرة بمشيئة الله ان اتي اليكم
1: 11 لاني مشتاق ان اراكم لكي امنحكم هبة روحية لثباتكم
1: 12 اي لنتعزى بينكم بالايمان الذي فينا جميعا ايمانكم و ايماني
1: 13 ثم لست اريد ان تجهلوا ايها الاخوة انني مرارا كثيرة قصدت ان اتي اليكم و منعت حتى الان ليكون لي ثمر فيكم ايضا كما في سائر الامم
1: 14 اني مديون لليونانيين و البرابرة للحكماء و الجهلاء
1: 15 فهكذا ما هو لي مستعد لتبشيركم انتم الذين في رومية ايضا
1: 16 لاني لست استحي بانجيل المسيح لانه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي اولا ثم لليوناني
1: 17 لان فيه معلن بر الله بايمان لايمان كما هو مكتوب اما البار فبالايمان يحيا
1: 18 لان غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس و اثمهم الذين يحجزون الحق بالاثم
1: 19 اذ معرفة الله ظاهرة فيهم لان الله اظهرها لهم
1: 20 لان اموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية و لاهوته حتى انهم بلا عذر
(4/400)
1: 21 لانهم لما عرفوا الله لم يمجدوه او يشكروه كاله بل حمقوا في افكارهم و اظلم قلبهم الغبي
1: 22 و بينما هم يزعمون انهم حكماء صاروا جهلاء
1: 23 و ابدلوا مجد الله الذي لا يفنى بشبه صورة الانسان الذي يفنى و الطيور و الدواب و الزحافات
1: 24 لذلك اسلمهم الله ايضا في شهوات قلوبهم الى النجاسة لاهانة اجسادهم بين ذواتهم
1: 25 الذين استبدلوا حق الله بالكذب و اتقوا و عبدوا المخلوق دون الخالق الذي هو مبارك الى الابد امين
1: 26 لذلك اسلمهم الله الى اهواء الهوان لان اناثهم استبدلن الاستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة
1: 27 و كذلك الذكور ايضا تاركين استعمال الانثى الطبيعي اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء ذكورا بذكور و نائلين في انفسهم جزاء ضلالهم المحق
1: 28 و كما لم يستحسنوا ان يبقوا الله في معرفتهم اسلمهم الله الى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق
1: 29 مملوئين من كل اثم و زنى و شر و طمع و خبث مشحونين حسدا و قتلا و خصاما و مكرا و سوءا
1: 30 نمامين مفترين مبغضين لله ثالبين متعظمين مدعين مبتدعين شرورا غير طائعين للوالدين
1: 31 بلا فهم و لا عهد و لا حنو و لا رضى و لا رحمة
1: 32 الذين اذ عرفوا حكم الله ان الذين يعملون مثل هذه يستوجبون الموت لا يفعلونها فقط بل ايضا يسرون بالذين يعملون
2: 1 لذلك انت بلا عذر ايها الانسان كل من يدين لانك في ما تدين غيرك تحكم على نفسك لانك انت الذي تدين تفعل تلك الامور بعينها
2: 2 و نحن نعلم ان دينونة الله هي حسب الحق على الذين يفعلون مثل هذه
2: 3 افتظن هذا ايها الانسان الذي تدين الذين يفعلون مثل هذه و انت تفعلها انك تنجو من دينونة الله
2: 4 ام تستهين بغنى لطفه و امهاله و طول اناته غير عالم ان لطف الله انما يقتادك الى التوبة
2: 5 و لكنك من اجل قساوتك و قلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبا في يوم الغضب و استعلان دينونة الله العادلة
(4/401)
2: 6 الذي سيجازي كل واحد حسب اعماله
2: 7 اما الذين بصبر في العمل الصالح يطلبون المجد و الكرامة و البقاء فبالحياة الابدية
2: 8 و اما الذين هم من اهل التحزب و لا يطاوعون للحق بل يطاوعون للاثم فسخط و غضب
2: 9 شدة و ضيق على كل نفس انسان يفعل الشر اليهودي اولا ثم اليوناني
2: 10 و مجد و كرامة و سلام لكل من يفعل الصلاح اليهودي اولا ثم اليوناني
2: 11 لان ليس عند الله محاباة
2: 12 لان كل من اخطا بدون الناموس فبدون الناموس يهلك و كل من اخطا في الناموس فبالناموس يدان
2: 13 لان ليس الذين يسمعون الناموس هم ابرار عند الله بل الذين يعملون بالناموس هم يبررون
2: 14 لانه الامم الذين ليس عندهم الناموس متى فعلوا بالطبيعة ما هو في الناموس فهؤلاء اذ ليس لهم الناموس هم ناموس لانفسهم
2: 15 الذين يظهرون عمل الناموس مكتوبا في قلوبهم شاهدا ايضا ضميرهم و افكارهم فيما بينها مشتكية او محتجة
2: 16 في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب انجيلي بيسوع المسيح
2: 17 هوذا انت تسمى يهوديا و تتكل على الناموس و تفتخر بالله
2: 18 و تعرف مشيئته و تميز الامور المتخالفة متعلما من الناموس
2: 19 و تثق انك قائد للعميان و نور للذين في الظلمة
2: 20 و مهذب للاغبياء و معلم للاطفال و لك صورة العلم و الحق في الناموس
2: 21 فانت اذا الذي تعلم غيرك الست تعلم نفسك الذي تكرز ان لا يسرق اتسرق
2: 22 الذي تقول ان لا يزنى اتزني الذي تستكره الاوثان اتسرق الهياكل
2: 23 الذي تفتخر بالناموس ابتعدي الناموس تهين الله
2: 24 لان اسم الله يجدف عليه بسببكم بين الامم كما هو مكتوب
2: 25 فان الختان ينفع ان عملت بالناموس و لكن ان كنت متعديا الناموس فقد صار ختانك غرلة
2: 26 اذا ان كان الاغرل يحفظ احكام الناموس افما تحسب غرلته ختانا
2: 27 و تكون الغرلة التي من الطبيعة و هي تكمل الناموس تدينك انت الذي في الكتاب و الختان تتعدى الناموس
(4/402)
2: 28 لان اليهودي في الظاهر ليس هو يهوديا و لا الختان الذي في الظاهر في اللحم ختانا
2: 29 بل اليهودي في الخفاء هو اليهودي و ختان القلب بالروح لا بالكتاب هو الختان الذي مدحه ليس من الناس بل من الله
3: 1 اذا ما هو فضل اليهودي او ما هو نفع الختان
3: 2 كثير على كل وجه اما اولا فلانهم استؤمنوا على اقوال الله
3: 3 فماذا ان كان قوم لم يكونوا امناء افلعل عدم امانتهم يبطل امانة الله
3: 4 حاشا بل ليكن الله صادقا و كل انسان كاذبا كما هو مكتوب لكي تتبرر في كلامك و تغلب متى حوكمت
3: 5 و لكن ان كان اثمنا يبين بر الله فماذا نقول العل الله الذي يجلب الغضب ظالم اتكلم بحسب الانسان
3: 6 حاشا فكيف يدين الله العالم اذ ذاك
3: 7 فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا ادان انا بعد كخاطئ
3: 8 اما كما يفترى علينا و كما يزعم قوم اننا نقول لنفعل السيات لكي تاتي الخيرات الذين دينونتهم عادلة
3: 9 فماذا اذا انحن افضل كلا البتة لاننا قد شكونا ان اليهود و اليونانيين اجمعين تحت الخطية
3: 10 كما هو مكتوب انه ليس بار و لا واحد
3: 11 ليس من يفهم ليس من يطلب الله
3: 12 الجميع زاغوا و فسدوا معا ليس من يعمل صلاحا ليس و لا واحد
3: 13 حنجرتهم قبر مفتوح بالسنتهم قد مكروا سم الاصلال تحت شفاههم
3: 14 و فمهم مملوء لعنة و مرارة
3: 15 ارجلهم سريعة الى سفك الدم
3: 16 في طرقهم اغتصاب و سحق
3: 17 و طريق السلام لم يعرفوه
3: 18 ليس خوف الله قدام عيونهم
3: 19 و نحن نعلم ان كل ما يقوله الناموس فهو يكلم به الذين في الناموس لكي يستد كل فم و يصير كل العالم تحت قصاص من الله
3: 20 لانه باعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر امامه لان بالناموس معرفة الخطية
3: 21 و اما الان فقد ظهر بر الله بدون الناموس مشهودا له من الناموس و الانبياء
3: 22 بر الله بالايمان بيسوع المسيح الى كل و على كل الذين يؤمنون لانه لا فرق
(4/403)
3: 23 اذ الجميع اخطاوا و اعوزهم مجد الله
3: 24 متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح
3: 25 الذي قدمه الله كفارة بالايمان بدمه لاظهار بره من اجل الصفح عن الخطايا السالفة بامهال الله
3: 26 لاظهار بره في الزمان الحاضر ليكون بارا و يبرر من هو من الايمان بيسوع
3: 27 فاين الافتخار قد انتفى باي ناموس ابناموس الاعمال كلا بل بناموس الايمان
3: 28 اذا نحسب ان الانسان يتبرر بالايمان بدون اعمال الناموس
3: 29 ام الله لليهود فقط اليس للامم ايضا بلى للامم ايضا
3: 30 لان الله واحد هو الذي سيبرر الختان بالايمان و الغرلة بالايمان
3: 31 افنبطل الناموس بالايمان حاشا بل نثبت الناموس
4: 1 فماذا نقول ان ابانا ابراهيم قد وجد حسب الجسد
4: 2 لانه ان كان ابراهيم قد تبرر بالاعمال فله فخر و لكن ليس لدى الله
4: 3 لانه ماذا يقول الكتاب فامن ابراهيم بالله فحسب له برا
4: 4 اما الذي يعمل فلا تحسب له الاجرة على سبيل نعمة بل على سبيل دين
4: 5 و اما الذي لا يعمل و لكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فايمانه يحسب له برا
4: 6 كما يقول داود ايضا في تطويب الانسان الذي يحسب له الله برا بدون اعمال
4: 7 طوبى للذين غفرت اثامهم و سترت خطاياهم
4: 8 طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطية
4: 9 افهذا التطويب هو على الختان فقط ام على الغرلة ايضا لاننا نقول انه حسب لابراهيم الايمان برا
4: 10 فكيف حسب اوهو في الختان ام في الغرلة ليس في الختان بل في الغرلة
4: 11 و اخذ علامة الختان ختما لبر الايمان الذي كان في الغرلة ليكون ابا لجميع الذين يؤمنون و هم في الغرلة كي يحسب لهم ايضا البر
4: 12 و ابا للختان للذين ليسوا من الختان فقط بل ايضا يسلكون في خطوات ايمان ابينا ابراهيم الذي كان و هو في الغرلة
4: 13 فانه ليس بالناموس كان الوعد لابراهيم او لنسله ان يكون وارثا للعالم بل ببر الايمان
(4/404)
4: 14 لانه ان كان الذين من الناموس هم ورثة فقد تعطل الايمان و بطل الوعد
4: 15 لان الناموس ينشئ غضبا اذ حيث ليس ناموس ليس ايضا تعد
4: 16 لهذا هو من الايمان كي يكون على سبيل النعمة ليكون الوعد وطيدا لجميع النسل ليس لمن هو من الناموس فقط بل ايضا لمن هو من ايمان ابراهيم الذي هو اب لجميعنا
4: 17 كما هو مكتوب اني قد جعلتك ابا لامم كثيرة امام الله الذي امن به الذي يحيي الموتى و يدعو الاشياء غير الموجودة كانها موجودة
4: 18 فهو على خلاف الرجاء امن على الرجاء لكي يصير ابا لامم كثيرة كما قيل هكذا يكون نسلك
4: 19 و اذ لم يكن ضعيفا في الايمان لم يعتبر جسده و هو قد صار مماتا اذ كان ابن نحو مئة سنة و لا مماتية مستودع سارة
4: 20 و لا بعدم ايمان ارتاب في وعد الله بل تقوى بالايمان معطيا مجدا لله
4: 21 و تيقن ان ما وعد به هو قادر ان يفعله ايضا
4: 22 لذلك ايضا حسب له برا
4: 23 و لكن لم يكتب من اجله وحده انه حسب له
4: 24 بل من اجلنا نحن ايضا الذين سيحسب لنا الذين نؤمن بمن اقام يسوع ربنا من الاموات
4: 25 الذي اسلم من اجل خطايانا و اقيم لاجل تبريرنا
5: 1 فاذ قد تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح
5: 2 الذي به ايضا قد صار لنا الدخول بالايمان الى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون و نفتخر على رجاء مجد الله
5: 3 و ليس ذلك فقط بل نفتخر ايضا في الضيقات عالمين ان الضيق ينشئ صبرا
5: 4 و الصبر تزكية و التزكية رجاء
5: 5 و الرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا
5: 6 لان المسيح اذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعين لاجل الفجار
5: 7 فانه بالجهد يموت احد لاجل بار ربما لاجل الصالح يجسر احد ايضا ان يموت
5: 8 و لكن الله بين محبته لنا لانه و نحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا
5: 9 فبالاولى كثيرا و نحن متبررون الان بدمه نخلص به من الغضب
(4/405)
5: 10 لانه ان كنا و نحن اعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالاولى كثيرا و نحن مصالحون نخلص بحياته
5: 11 و ليس ذلك فقط بل نفتخر ايضا بالله بربنا يسوع المسيح الذي نلنا به الان المصالحة
5: 12 من اجل ذلك كانما بانسان واحد دخلت الخطية الى العالم و بالخطية الموت و هكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطا الجميع
5: 13 فانه حتى الناموس كانت الخطية في العالم على ان الخطية لا تحسب ان لم يكن ناموس
5: 14 لكن قد ملك الموت من ادم الى موسى و ذلك على الذين لم يخطئوا على شبه تعدي ادم الذي هو مثال الاتي
5: 15 و لكن ليس كالخطية هكذا ايضا الهبة لانه ان كان بخطية الواحد مات الكثيرون فبالاولى كثيرا نعمة الله و العطية بالنعمة التي بالانسان الواحد يسوع المسيح قد ازدادت للكثيرين
5: 16 و ليس كما بواحد قد اخطا هكذا العطية لان الحكم من واحد للدينونة و اما الهبة فمن جرى خطايا كثيرة للتبرير
5: 17 لانه ان كان بخطية الواحد قد ملك الموت بالواحد فبالاولى كثيرا الذين ينالون فيض النعمة و عطية البر سيملكون في الحياة بالواحد يسوع المسيح
5: 18 فاذا كما بخطية واحدة صار الحكم الى جميع الناس للدينونة هكذا ببر واحد صارت الهبة الى جميع الناس لتبرير الحياة
5: 19 لانه كما بمعصية الانسان الواحد جعل الكثيرون خطاة هكذا ايضا باطاعة الواحد سيجعل الكثيرون ابرارا
5: 20 و اما الناموس فدخل لكي تكثر الخطية و لكن حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جدا
5: 21 حتى كما ملكت الخطية في الموت هكذا تملك النعمة بالبر للحياة الابدية بيسوع المسيح ربنا
6: 1 فماذا نقول انبقى في الخطية لكي تكثر النعمة
6: 2 حاشا نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش بعد فيها
6: 3 ام تجهلون اننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته
6: 4 فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما اقيم المسيح من الاموات بمجد الاب هكذا نسلك نحن ايضا في جدة الحياة
(4/406)
6: 5 لانه ان كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير ايضا بقيامته
6: 6 عالمين هذا ان انساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد ايضا للخطية
6: 7 لان الذي مات قد تبرا من الخطية
6: 8 فان كنا قد متنا مع المسيح نؤمن اننا سنحيا ايضا معه
6: 9 عالمين ان المسيح بعدما اقيم من الاموات لا يموت ايضا لا يسود عليه الموت بعد
6: 10 لان الموت الذي ماته قد ماته للخطية مرة واحدة و الحياة التي يحياها فيحياها لله
6: 11 كذلك انتم ايضا احسبوا انفسكم امواتا عن الخطية و لكن احياء لله بالمسيح يسوع ربنا
6: 12 اذا لا تملكن الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواتها
6: 13 و لا تقدموا اعضاءكم الات اثم للخطية بل قدموا ذواتكم لله كاحياء من الاموات و اعضاءكم الات بر لله
6: 14 فان الخطية لن تسودكم لانكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة
6: 15 فماذا اذا انخطئ لاننا لسنا تحت الناموس بل تحت النعمة حاشا
6: 16 الستم تعلمون ان الذي تقدمون ذواتكم له عبيدا للطاعة انتم عبيد للذي تطيعونه اما للخطية للموت او للطاعة للبر
6: 17 فشكرا لله انكم كنتم عبيدا للخطية و لكنكم اطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها
6: 18 و اذ اعتقتم من الخطية صرتم عبيدا للبر
6: 19 اتكلم انسانيا من اجل ضعف جسدكم لانه كما قدمتم اعضاءكم عبيدا للنجاسة و الاثم للاثم هكذا الان قدموا اعضاءكم عبيدا للبر للقداسة
6: 20 لانكم لما كنتم عبيد الخطية كنتم احرارا من البر
6: 21 فاي ثمر كان لكم حينئذ من الامور التي تستحون بها الان لان نهاية تلك الامور هي الموت
6: 22 و اما الان اذ اعتقتم من الخطية و صرتم عبيدا لله فلكم ثمركم للقداسة و النهاية حياة ابدية
6: 23 لان اجرة الخطية هي موت و اما هبة الله فهي حياة ابدية بالمسيح يسوع ربنا
7: 1 ام تجهلون ايها الاخوة لاني اكلم العارفين بالناموس ان الناموس يسود على الانسان ما دام حيا
(4/407)
7: 2 فان المراة التي تحت رجل هي مرتبطة بالناموس بالرجل الحي و لكن ان مات الرجل فقد تحررت من ناموس الرجل
7: 3 فاذا ما دام الرجل حيا تدعى زانية ان صارت لرجل اخر و لكن ان مات الرجل فهي حرة من الناموس حتى انها ليست زانية ان صارت لرجل اخر
7: 4 اذا يا اخوتي انتم ايضا قد متم للناموس بجسد المسيح لكي تصيروا لاخر للذي قد اقيم من الاموات لنثمر لله
7: 5 لانه لما كنا في الجسد كانت اهواء الخطايا التي بالناموس تعمل في اعضائنا لكي نثمر للموت
7: 6 و اما الان فقد تحررنا من الناموس اذ مات الذي كنا ممسكين فيه حتى نعبد بجدة الروح لا بعتق الحرف
7: 7 فماذا نقول هل الناموس خطية حاشا بل لم اعرف الخطية الا بالناموس فانني لم اعرف الشهوة لو لم يقل الناموس لا تشته
7: 8 و لكن الخطية و هي متخذة فرصة بالوصية انشات في كل شهوة لان بدون الناموس الخطية ميتة
7: 9 اما انا فكنت بدون الناموس عائشا قبلا و لكن لما جاءت الوصية عاشت الخطية فمت انا
7: 10 فوجدت الوصية التي للحياة هي نفسها لي للموت
7: 11 لان الخطية و هي متخذة فرصة بالوصية خدعتني بها و قتلتني
7: 12 اذا الناموس مقدس و الوصية مقدسة و عادلة و صالحة
7: 13 فهل صار لي الصالح موتا حاشا بل الخطية لكي تظهر خطية منشئة لي بالصالح موتا لكي تصير الخطية خاطئة جدا بالوصية
7: 14 فاننا نعلم ان الناموس روحي و اما انا فجسدي مبيع تحت الخطية
7: 15 لاني لست اعرف ما انا افعله اذ لست افعل ما اريده بل ما ابغضه فاياه افعل
7: 16 فان كنت افعل ما لست اريده فاني اصادق الناموس انه حسن
7: 17 فالان لست بعد افعل ذلك انا بل الخطية الساكنة في
7: 18 فاني اعلم انه ليس ساكن في اي في جسدي شيء صالح لان الارادة حاضرة عندي و اما ان افعل الحسنى فلست اجد
7: 19 لاني لست افعل الصالح الذي اريده بل الشر الذي لست اريده فاياه افعل
(4/408)
7: 20 فان كنت ما لست اريده اياه افعل فلست بعد افعله انا بل الخطية الساكنة في
7: 21 اذا اجد الناموس لي حينما اريد ان افعل الحسنى ان الشر حاضر عندي
7: 22 فاني اسر بناموس الله بحسب الانسان الباطن
7: 23 و لكني ارى ناموسا اخر في اعضائي يحارب ناموس ذهني و يسبيني الى ناموس الخطية الكائن في اعضائي
7: 24 و يحي انا الانسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت
7: 25 اشكر الله بيسوع المسيح ربنا اذا انا نفسي بذهني اخدم ناموس الله و لكن بالجسد ناموس الخطية
8: 1 اذا لا شيء من الدينونة الان على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح
8: 2 لان ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية و الموت
8: 3 لانه ما كان الناموس عاجزا عنه في ما كان ضعيفا بالجسد فالله اذ ارسل ابنه في شبه جسد الخطية و لاجل الخطية دان الخطية في الجسد
8: 4 لكي يتم حكم الناموس فينا نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح
8: 5 فان الذين هم حسب الجسد فبما للجسد يهتمون و لكن الذين حسب الروح فبما للروح
8: 6 لان اهتمام الجسد هو موت و لكن اهتمام الروح هو حياة و سلام
8: 7 لان اهتمام الجسد هو عداوة لله اذ ليس هو خاضعا لناموس الله لانه ايضا لا يستطيع
8: 8 فالذين هم في الجسد لا يستطيعون ان يرضوا الله
8: 9 و اما انتم فلستم في الجسد بل في الروح ان كان روح الله ساكنا فيكم و لكن ان كان احد ليس له روح المسيح فذلك ليس له
8: 10 و ان كان المسيح فيكم فالجسد ميت بسبب الخطية و اما الروح فحياة بسبب البر
8: 11 و ان كان روح الذي اقام يسوع من الاموات ساكنا فيكم فالذي اقام المسيح من الاموات سيحيي اجسادكم المائتة ايضا بروحه الساكن فيكم
8: 12 فاذا ايها الاخوة نحن مديونون ليس للجسد لنعيش حسب الجسد
8: 13 لانه ان عشتم حسب الجسد فستموتون و لكن ان كنتم بالروح تميتون اعمال الجسد فستحيون
(4/409)
8: 14 لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله
8: 15 اذ لم تاخذوا روح العبودية ايضا للخوف بل اخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا ابا الاب
8: 16 الروح نفسه ايضا يشهد لارواحنا اننا اولاد الله
8: 17 فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله و وارثون مع المسيح ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه
8: 18 فاني احسب ان الام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا
8: 19 لان انتظار الخليقة يتوقع استعلان ابناء الله
8: 20 اذ اخضعت الخليقة للبطل ليس طوعا بل من اجل الذي اخضعها على الرجاء
8: 21 لان الخليقة نفسها ايضا ستعتق من عبودية الفساد الى حرية مجد اولاد الله
8: 22 فاننا نعلم ان كل الخليقة تئن و تتمخض معا الى الان
8: 23 و ليس هكذا فقط بل نحن الذين لنا باكورة الروح نحن انفسنا ايضا نئن في انفسنا متوقعين التبني فداء اجسادنا
8: 24 لاننا بالرجاء خلصنا و لكن الرجاء المنظور ليس رجاء لان ما ينظره احد كيف يرجوه ايضا
8: 25 و لكن ان كنا نرجو ما لسنا ننظره فاننا نتوقعه بالصبر
8: 26 و كذلك الروح ايضا يعين ضعفاتنا لاننا لسنا نعلم ما نصلي لاجله كما ينبغي و لكن الروح نفسه يشفع فينا بانات لا ينطق بها
8: 27 و لكن الذي يفحص القلوب يعلم ما هو اهتمام الروح لانه بحسب مشيئة الله يشفع في القديسين
8: 28 و نحن نعلم ان كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده
8: 29 لان الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكرا بين اخوة كثيرين
8: 30 و الذين سبق فعينهم فهؤلاء دعاهم ايضا و الذين دعاهم فهؤلاء بررهم ايضا و الذين بررهم فهؤلاء مجدهم ايضا
8: 31 فماذا نقول لهذا ان كان الله معنا فمن علينا
8: 32 الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لاجلنا اجمعين كيف لا يهبنا ايضا معه كل شيء
8: 33 من سيشتكي على مختاري الله الله هو الذي يبرر
(4/410)
8: 34 من هو الذي يدين المسيح هو الذي مات بل بالحري قام ايضا الذي هو ايضا عن يمين الله الذي ايضا يشفع فينا
8: 35 من سيفصلنا عن محبة المسيح اشدة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف
8: 36 كما هو مكتوب اننا من اجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح
8: 37 و لكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا
8: 38 فاني متيقن انه لا موت و لا حياة و لا ملائكة و لا رؤساء و لا قوات و لا امور حاضرة و لا مستقبلة
8: 39 و لا علو و لا عمق و لا خليقة اخرى تقدر ان تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا
9: 1 اقول الصدق في المسيح لا اكذب و ضميري شاهد لي بالروح القدس
9: 2 ان لي حزنا عظيما و وجعا في قلبي لا ينقطع
9: 3 فاني كنت اود لو اكون انا نفسي محروما من المسيح لاجل اخوتي انسبائي حسب الجسد
9: 4 الذين هم اسرائيليون و لهم التبني و المجد و العهود و الاشتراع و العبادة و المواعيد
9: 5 و لهم الاباء و منهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل الها مباركا الى الابد امين
9: 6 و لكن ليس هكذا حتى ان كلمة الله قد سقطت لان ليس جميع الذين من اسرائيل هم اسرائيليون
9: 7 و لا لانهم من نسل ابراهيم هم جميعا اولاد بل باسحق يدعى لك نسل
9: 8 اي ليس اولاد الجسد هم اولاد الله بل اولاد الموعد يحسبون نسلا
9: 9 لان كلمة الموعد هي هذه انا اتي نحو هذا الوقت و يكون لسارة ابن
9: 10 و ليس ذلك فقط بل رفقة ايضا و هي حبلى من واحد و هو اسحق ابونا
9: 11 لانه و هما لم يولدا بعد و لا فعلا خيرا او شرا لكي يثبت قصد الله حسب الاختيار ليس من الاعمال بل من الذي يدعو
9: 12 قيل لها ان الكبير يستعبد للصغير
9: 13 كما هو مكتوب احببت يعقوب و ابغضت عيسو
9: 14 فماذا نقول العل عند الله ظلما حاشا
9: 15 لانه يقول لموسى اني ارحم من ارحم و اتراءف على من اتراءف
9: 16 فاذا ليس لمن يشاء و لا لمن يسعى بل الله الذي يرحم
(4/411)
9: 17 لانه يقول الكتاب لفرعون اني لهذا بعينه اقمتك لكي اظهر فيك قوتي و لكي ينادى باسمي في كل الارض
9: 18 فاذا هو يرحم من يشاء و يقسي من يشاء
9: 19 فستقول لي لماذا يلوم بعد لان من يقاوم مشيئته
9: 20 بل من انت ايها الانسان الذي تجاوب الله العل الجبلة تقول لجابلها لماذا صنعتني هكذا
9: 21 ام ليس للخزاف سلطان على الطين ان يصنع من كتلة واحدة اناء للكرامة و اخر للهوان
9: 22 فماذا ان كان الله و هو يريد ان يظهر غضبه و يبين قوته احتمل باناة كثيرة انية غضب مهياة للهلاك
9: 23 و لكي يبين غنى مجده على انية رحمة قد سبق فاعدها للمجد
9: 24 التي ايضا دعانا نحن اياها ليس من اليهود فقط بل من الامم ايضا
9: 25 كما يقول في هوشع ايضا سادعو الذي ليس شعبي شعبي و التي ليست محبوبة محبوبة
9: 26 و يكون في الموضع الذي قيل لهم فيه لستم شعبي انه هناك يدعون ابناء الله الحي
9: 27 و اشعياء يصرخ من جهة اسرائيل و ان كان عدد بني اسرائيل كرمل البحر فالبقية ستخلص
9: 28 لانه متمم امر و قاض بالبر لان الرب يصنع امرا مقضيا به على الارض
9: 29 و كما سبق اشعياء فقال لولا ان رب الجنود ابقى لنا نسلا لصرنا مثل سدوم و شابهنا عمورة
9: 30 فماذا نقول ان الامم الذين لم يسعوا في اثر البر ادركوا البر البر الذي بالايمان
9: 31 و لكن اسرائيل و هو يسعى في اثر ناموس البر لم يدرك ناموس البر
9: 32 لماذا لانه فعل ذلك ليس بالايمان بل كانه باعمال الناموس فانهم اصطدموا بحجر الصدمة
9: 33 كما هو مكتوب ها انا اضع في صهيون حجر صدمة و صخرة عثرة و كل من يؤمن به لا يخزى
10: 1 ايها الاخوة ان مسرة قلبي و طلبتي الى الله لاجل اسرائيل هي للخلاص
10: 2 لاني اشهد لهم ان لهم غيرة الله و لكن ليس حسب المعرفة
10: 3 لانهم اذ كانوا يجهلون بر الله و يطلبون ان يثبتوا بر انفسهم لم يخضعوا لبر الله
10: 4 لان غاية الناموس هي المسيح للبر لكل من يؤمن
(4/412)
10: 5 لان موسى يكتب في البر الذي بالناموس ان الانسان الذي يفعلها سيحيا بها
10: 6 و اما البر الذي بالايمان فيقول هكذا لا تقل في قلبك من يصعد الى السماء اي ليحدر المسيح
10: 7 او من يهبط الى الهاوية اي ليصعد المسيح من الاموات
10: 8 لكن ماذا يقول الكلمة قريبة منك في فمك و في قلبك اي كلمة الايمان التي نكرز بها
10: 9 لانك ان اعترفت بفمك بالرب يسوع و امنت بقلبك ان الله اقامه من الاموات خلصت
10: 10 لان القلب يؤمن به للبر و الفم يعترف به للخلاص
10: 11 لان الكتاب يقول كل من يؤمن به لا يخزى
10: 12 لانه لا فرق بين اليهودي و اليوناني لان ربا واحدا للجميع غنيا لجميع الذين يدعون به
10: 13 لان كل من يدعو باسم الرب يخلص
10: 14 فكيف يدعون بمن لم يؤمنوا به و كيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به و كيف يسمعون بلا كارز
10: 15 و كيف يكرزون ان لم يرسلوا كما هو مكتوب ما اجمل اقدام المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات
10: 16 لكن ليس الجميع قد اطاعوا الانجيل لان اشعياء يقول يا رب من صدق خبرنا
10: 17 اذا الايمان بالخبر و الخبر بكلمة الله
10: 18 لكنني اقول العلهم لم يسمعوا بلى الى كل الارض خرج صوتهم و الى اقاصي المسكونة اقوالهم
10: 19 لكني اقول العل اسرائيل لم يعلم اولا موسى يقول انا اغيركم بما ليس امة بامة غبية اغيظكم
10: 20 ثم اشعياء يتجاسر و يقول وجدت من الذين لم يطلبوني و صرت ظاهرا للذين لم يسالوا عني
10: 21 اما من جهة اسرائيل فيقول طول النهار بسطت يدي الى شعب معاند و مقاوم
11: 1 فاقول العل الله رفض شعبه حاشا لاني انا ايضا اسرائيلي من نسل ابراهيم من سبط بنيامين
11: 2 لم يرفض الله شعبه الذي سبق فعرفه ام لستم تعلمون ماذا يقول الكتاب في ايليا كيف يتوسل الى الله ضد اسرائيل قائلا
11: 3 يا رب قتلوا انبياءك و هدموا مذابحك و بقيت انا وحدي و هم يطلبون نفسي
(4/413)
11: 4 لكن ماذا يقول له الوحي ابقيت لنفسي سبعة الاف رجل لم يحنوا ركبة لبعل
11: 5 فكذلك في الزمان الحاضر ايضا قد حصلت بقية حسب اختيار النعمة
11: 6 فان كان بالنعمة فليس بعد بالاعمال و الا فليست النعمة بعد نعمة و ان كان بالاعمال فليس بعد نعمة و الا فالعمل لا يكون بعد عملا
11: 7 فماذا ما يطلبه اسرائيل ذلك لم ينله و لكن المختارون نالوه و اما الباقون فتقسوا
11: 8 كما هو مكتوب اعطاهم الله روح سبات و عيونا حتى لا يبصروا و اذانا حتى لا يسمعوا الى هذا اليوم
11: 9 و داود يقول لتصر مائدتهم فخا و قنصا و عثرة و مجازاة لهم
11: 10 لتظلم اعينهم كي لا يبصروا و لتحن ظهورهم في كل حين
11: 11 فاقول العلهم عثروا لكي يسقطوا حاشا بل بزلتهم صار الخلاص للامم لاغارتهم
11: 12 فان كانت زلتهم غنى للعالم و نقصانهم غنى للامم فكم بالحري ملؤهم
11: 13 فاني اقول لكم ايها الامم بما اني انا رسول للامم امجد خدمتي
11: 14 لعلي اغير انسبائي و اخلص اناسا منهم
11: 15 لانه ان كان رفضهم هو مصالحة العالم فماذا يكون اقتبالهم الا حياة من الاموات
11: 16 و ان كانت الباكورة مقدسة فكذلك العجين و ان كان الاصل مقدسا فكذلك الاغصان
11: 17 فان كان قد قطع بعض الاغصان و انت زيتونة برية طعمت فيها فصرت شريكا في اصل الزيتونة و دسمها
11: 18 فلا تفتخر على الاغصان و ان افتخرت فانت لست تحمل الاصل بل الاصل اياك يحمل
11: 19 فستقول قطعت الاغصان لاطعم انا
11: 20 حسنا من اجل عدم الايمان قطعت و انت بالايمان ثبت لا تستكبر بل خف
11: 21 لانه ان كان الله لم يشفق على الاغصان الطبيعية فلعله لا يشفق عليك ايضا
11: 22 فهوذا لطف الله و صرامته اما الصرامة فعلى الذين سقطوا و اما اللطف فلك ان ثبت في اللطف و الا فانت ايضا ستقطع
11: 23 و هم ان لم يثبتوا في عدم الايمان سيطعمون لان الله قادر ان يطعمهم ايضا
(4/414)
11: 24 لانه ان كنت انت قد قطعت من الزيتونة البرية حسب الطبيعة و طعمت بخلاف الطبيعة في زيتونة جيدة فكم بالحري يطعم هؤلاء الذين هم حسب الطبيعة في زيتونتهم الخاصة
11: 25 فاني لست اريد ايها الاخوة ان تجهلوا هذا السر لئلا تكونوا عند انفسكم حكماء ان القساوة قد حصلت جزئيا لاسرائيل الى ان يدخل ملؤ الامم
11: 26 و هكذا سيخلص جميع اسرائيل كما هو مكتوب سيخرج من صهيون المنقذ و يرد الفجور عن يعقوب
11: 27 و هذا هو العهد من قبلي لهم متى نزعت خطاياهم
11: 28 من جهة الانجيل هم اعداء من اجلكم و اما من جهة الاختيار فهم احباء من اجل الاباء
11: 29 لان هبات الله و دعوته هي بلا ندامة
11: 30 فانه كما كنتم انتم مرة لا تطيعون الله و لكن الان رحمتم بعصيان هؤلاء
11: 31 هكذا هؤلاء ايضا الان لم يطيعوا لكي يرحموا هم ايضا برحمتكم
11: 32 لان الله اغلق على الجميع معا في العصيان لكي يرحم الجميع
11: 33 يا لعمق غنى الله و حكمته و علمه ما ابعد احكامه عن الفحص و طرقه عن الاستقصاء
11: 34 لان من عرف فكر الرب او من صار له مشيرا
11: 35 او من سبق فاعطاه فيكافا
11: 36 لان منه و به و له كل الاشياء له المجد الى الابد امين
12: 1 فاطلب اليكم ايها الاخوة برافة الله ان تقدموا اجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية
12: 2 و لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة
12: 3 فاني اقول بالنعمة المعطاة لي لكل من هو بينكم ان لا يرتئي فوق ما ينبغي ان يرتئي بل يرتئي الى التعقل كما قسم الله لكل واحد مقدارا من الايمان
12: 4 فانه كما في جسد واحد لنا اعضاء كثيرة و لكن ليس جميع الاعضاء لها عمل واحد
12: 5 هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح و اعضاء بعضا لبعض كل واحد للاخر
12: 6 و لكن لنا مواهب مختلفة بحسب النعمة المعطاة لنا انبوة فبالنسبة الى الايمان
(4/415)
12: 7 ام خدمة ففي الخدمة ام المعلم ففي التعليم
12: 8 ام الواعظ ففي الوعظ المعطي فبسخاء المدبر فباجتهاد الراحم فبسرور
12: 9 المحبة فلتكن بلا رياء كونوا كارهين الشر ملتصقين بالخير
12: 10 وادين بعضكم بعضا بالمحبة الاخوية مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة
12: 11 غير متكاسلين في الاجتهاد حارين في الروح عابدين الرب
12: 12 فرحين في الرجاء صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة
12: 13 مشتركين في احتياجات القديسين عاكفين على اضافة الغرباء
12: 14 باركوا على الذين يضطهدونكم باركوا و لا تلعنوا
12: 15 فرحا مع الفرحين و بكاء مع الباكين
12: 16 مهتمين بعضكم لبعض اهتماما واحدا غير مهتمين بالامور العالية بل منقادين الى المتضعين لا تكونوا حكماء عند انفسكم
12: 17 لا تجازوا احدا عن شر بشر معتنين بامور حسنة قدام جميع الناس
12: 18 ان كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس
12: 19 لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء بل اعطوا مكانا للغضب لانه مكتوب لي النقمة انا اجازي يقول الرب
12: 20 فان جاع عدوك فاطعمه و ان عطش فاسقه لانك ان فعلت هذا تجمع جمر نار على راسه
12: 21 لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير
13: 1 لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة لانه ليس سلطان الا من الله و السلاطين الكائنة هي مرتبة من الله
13: 2 حتى ان من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله و المقاومون سياخذون لانفسهم دينونة
13: 3 فان الحكام ليسوا خوفا للاعمال الصالحة بل للشريرة افتريد ان لا تخاف السلطان افعل الصلاح فيكون لك مدح منه
13: 4 لانه خادم الله للصلاح و لكن ان فعلت الشر فخف لانه لا يحمل السيف عبثا اذ هو خادم الله منتقم للغضب من الذي يفعل الشر
13: 5 لذلك يلزم ان يخضع له ليس بسبب الغضب فقط بل ايضا بسبب الضمير
13: 6 فانكم لاجل هذا توفون الجزية ايضا اذ هم خدام الله مواظبون على ذلك بعينه
(4/416)
13: 7 فاعطوا الجميع حقوقهم الجزية لمن له الجزية الجباية لمن له الجباية و الخوف لمن له الخوف و الاكرام لمن له الاكرام
13: 8 لا تكونوا مديونين لاحد بشيء الا بان يحب بعضكم بعضا لان من احب غيره فقد اكمل الناموس
13: 9 لانه لا تزن لا تقتل لا تسرق لا تشهد بالزور لا تشته و ان كانت وصية اخرى هي مجموعة في هذه الكلمة ان تحب قريبك كنفسك
13: 10 المحبة لا تصنع شرا للقريب فالمحبة هي تكميل الناموس
13: 11 هذا و انكم عارفون الوقت انها الان ساعة لنستيقظ من النوم فان خلاصنا الان اقرب مما كان حين امنا
13: 12 قد تناهى الليل و تقارب النهار فلنخلع اعمال الظلمة و نلبس اسلحة النور
13: 13 لنسلك بلياقة كما في النهار لا بالبطر و السكر لا بالمضاجع و العهر لا بالخصام و الحسد
13: 14 بل البسوا الرب يسوع المسيح و لا تصنعوا تدبيرا للجسد لاجل الشهوات
14: 1 و من هو ضعيف في الايمان فاقبلوه لا لمحاكمة الافكار
14: 2 واحد يؤمن ان ياكل كل شيء و اما الضعيف فياكل بقولا
14: 3 لا يزدر من ياكل بمن لا ياكل و لا يدن من لا ياكل من ياكل لان الله قبله
14: 4 من انت الذي تدين عبد غيرك هو لمولاه يثبت او يسقط و لكنه سيثبت لان الله قادر ان يثبته
14: 5 واحد يعتبر يوما دون يوم و اخر يعتبر كل يوم فليتيقن كل واحد في عقله
14: 6 الذي يهتم باليوم فللرب يهتم و الذي لا يهتم باليوم فللرب لا يهتم و الذي ياكل فللرب ياكل لانه يشكر الله و الذي لا ياكل فللرب لا ياكل و يشكر الله
14: 7 لان ليس احد منا يعيش لذاته و لا احد يموت لذاته
14: 8 لاننا ان عشنا فللرب نعيش و ان متنا فللرب نموت فان عشنا و ان متنا فللرب نحن
14: 9 لانه لهذا مات المسيح و قام و عاش لكي يسود على الاحياء و الاموات
14: 10 و اما انت فلماذا تدين اخاك او انت ايضا لماذا تزدري باخيك لاننا جميعا سوف نقف امام كرسي المسيح
(4/417)
14: 11 لانه مكتوب انا حي يقول الرب انه لي ستجثو كل ركبة و كل لسان سيحمد الله
14: 12 فاذا كل واحد منا سيعطي عن نفسه حسابا لله
14: 13 فلا نحاكم ايضا بعضنا بعضا بل بالحري احكموا بهذا ان لا يوضع للاخ مصدمة او معثرة
14: 14 اني عالم و متيقن في الرب يسوع ان ليس شيء نجسا بذاته الا من يحسب شيئا نجسا فله هو نجس
14: 15 فان كان اخوك بسبب طعامك يحزن فلست تسلك بعد حسب المحبة لا تهلك بطعامك ذلك الذي مات المسيح لاجله
14: 16 فلا يفتر على صلاحكم
14: 17 لان ليس ملكوت الله اكلا و شربا بل هو بر و سلام و فرح في الروح القدس
14: 18 لان من خدم المسيح في هذه فهو مرضي عند الله و مزكى عند الناس
14: 19 فلنعكف اذا على ما هو للسلام و ما هو للبنيان بعضنا لبعض
14: 20 لا تنقض لاجل الطعام عمل الله كل الاشياء طاهرة لكنه شر للانسان الذي ياكل بعثرة
14: 21 حسن ان لا تاكل لحما و لا تشرب خمرا و لا شيئا يصطدم به اخوك او يعثر او يضعف
14: 22 الك ايمان فليكن لك بنفسك امام الله طوبى لمن لا يدين نفسه في ما يستحسنه
14: 23 و اما الذي يرتاب فان اكل يدان لان ذلك ليس من الايمان و كل ما ليس من الايمان فهو خطية
15: 1 فيجب علينا نحن الاقوياء ان نحتمل اضعاف الضعفاء و لا نرضي انفسنا
15: 2 فليرض كل واحد منا قريبه للخير لاجل البنيان
15: 3 لان المسيح ايضا لم يرض نفسه بل كما هو مكتوب تعييرات معيريك وقعت علي
15: 4 لان كل ما سبق فكتب كتب لاجل تعليمنا حتى بالصبر و التعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء
15: 5 و ليعطكم اله الصبر و التعزية ان تهتموا اهتماما واحدا فيما بينكم بحسب المسيح يسوع
15: 6 لكي تمجدوا الله ابا ربنا يسوع المسيح بنفس واحدة و فم واحد
15: 7 لذلك اقبلوا بعضكم بعضا كما ان المسيح ايضا قبلنا لمجد الله
15: 8 و اقول ان يسوع المسيح قد صار خادم الختان من اجل صدق الله حتى يثبت مواعيد الاباء
(4/418)
15: 9 و اما الامم فمجدوا الله من اجل الرحمة كما هو مكتوب من اجل ذلك ساحمدك في الامم و ارتل لاسمك
15: 10 و يقول ايضا تهللوا ايها الامم مع شعبه
15: 11 و ايضا سبحوا الرب يا جميع الامم و امدحوه يا جميع الشعوب
15: 12 و ايضا يقول اشعياء سيكون اصل يسى و القائم ليسود على الامم عليه سيكون رجاء الامم
15: 13 و ليملاكم اله الرجاء كل سرور و سلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس
15: 14 و انا نفسي ايضا متيقن من جهتكم يا اخوتي انكم انتم مشحونون صلاحا و مملوؤون كل علم قادرون ان ينذر بعضكم بعضا
15: 15 و لكن باكثر جسارة كتبت اليكم جزئيا ايها الاخوة كمذكر لكم بسبب النعمة التي وهبت لي من الله
15: 16 حتى اكون خادما ليسوع المسيح لاجل الامم مباشرا لانجيل الله ككاهن ليكون قربان الامم مقبولا مقدسا بالروح القدس
15: 17 فلي افتخار في المسيح يسوع من جهة ما لله
15: 18 لاني لا اجسر ان اتكلم عن شيء مما لم يفعله المسيح بواسطتي لاجل اطاعة الامم بالقول و الفعل
15: 19 بقوة ايات و عجائب بقوة روح الله حتى اني من اورشليم و ما حولها الى الليريكون قد اكملت التبشير بانجيل المسيح
15: 20 و لكن كنت محترصا ان ابشر هكذا ليس حيث سمي المسيح لئلا ابني على اساس لاخر
15: 21 بل كما هو مكتوب الذين لم يخبروا به سيبصرون و الذين لم يسمعوا سيفهمون
15: 22 لذلك كنت اعاق المرار الكثيرة عن المجيء اليكم
15: 23 و اما الان فاذ ليس لي مكان بعد في هذه الاقاليم و لي اشتياق الى المجيء اليكم منذ سنين كثيرة
15: 24 فعندما اذهب الى اسبانيا اتي اليكم لاني ارجو ان اراكم في مروري و تشيعوني الى هناك ان تملات اولا منكم جزئيا
15: 25 و لكن الان انا ذاهب الى اورشليم لاخدم القديسين
15: 26 لان اهل مكدونية و اخائية استحسنوا ان يصنعوا توزيعا لفقراء القديسين الذين في اورشليم
(4/419)
15: 27 استحسنوا ذلك و انهم لهم مديونون لانه ان كان الامم قد اشتركوا في روحياتهم يجب عليهم ان يخدموهم في الجسديات ايضا
15: 28 فمتى اكملت ذلك و ختمت لهم هذا الثمر فسامضي مارا بكم الى اسبانيا
15: 29 و انا اعلم اني اذا جئت اليكم ساجيء في ملء بركة انجيل المسيح
15: 30 فاطلب اليكم ايها الاخوة بربنا يسوع المسيح و بمحبة الروح ان تجاهدوا معي في الصلوات من اجلي الى الله
15: 31 لكي انقذ من الذين هم غير مؤمنين في اليهودية و لكي تكون خدمتي لاجل اورشليم مقبولة عند القديسين
15: 32 حتى اجيء اليكم بفرح بارادة الله و استريح معكم
15: 33 اله السلام معكم اجمعين امين
16: 1 اوصي اليكم باختنا فيبي التي هي خادمة الكنيسة التي في كنخريا
16: 2 كي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسين و تقوموا لها في اي شيء احتاجته منكم لانها صارت مساعدة لكثيرين و لي انا ايضا
16: 3 سلموا على بريسكلا و اكيلا العاملين معي في المسيح يسوع
16: 4 اللذين وضعا عنقيهما من اجل حياتي اللذين لست انا وحدي اشكرهما بل ايضا جميع كنائس الامم
16: 5 و على الكنيسة التي في بيتهما سلموا على ابينتوس حبيبي الذي هو باكورة اخائية للمسيح
16: 6 سلموا على مريم التي تعبت لاجلنا كثيرا
16: 7 سلموا على اندرونكوس و يونياس نسيبي الماسورين معي اللذين هما مشهوران بين الرسل و قد كانا في المسيح قبلي
16: 8 سلموا على امبلياس حبيبي في الرب
16: 9 سلموا على اوربانوس العامل معنا في المسيح و على استاخيس حبيبي
16: 10 سلموا على ابلس المزكى في المسيح سلموا على الذين هم من اهل ارستوبولوس
16: 11 سلموا على هيروديون نسيبي سلموا على الذين هم من اهل نركيسوس الكائنين في الرب
16: 12 سلموا على تريفينا و تريفوسا التاعبتين في الرب سلموا على برسيس المحبوبة التي تعبت كثيرا في الرب
16: 13 سلموا على روفس المختار في الرب و على امه امي
(4/420)
16: 14 سلموا على اسينكريتس فليغون هرماس بتروباس و هرميس و على الاخوة الذين معهم
16: 15 سلموا على فيلولوغس و جوليا و نيريوس و اخته و اولمباس و على جميع القديسين الذين معهم
16: 16 سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة كنائس المسيح تسلم عليكم
16: 17 و اطلب اليكم ايها الاخوة ان تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات و العثرات خلافا للتعليم الذي تعلمتموه و اعرضوا عنهم
16: 18 لان مثل هؤلاء لا يخدمون ربنا يسوع المسيح بل بطونهم و بالكلام الطيب و الاقوال الحسنة يخدعون قلوب السلماء
16: 19 لان طاعتكم ذاعت الى الجميع فافرح انا بكم و اريد ان تكونوا حكماء للخير و بسطاء للشر
16: 20 و اله السلام سيسحق الشيطان تحت ارجلكم سريعا نعمة ربنا يسوع المسيح معكم امين
16: 21 يسلم عليكم تيموثاوس العامل معي و لوكيوس و ياسون و سوسيباترس انسبائي
16: 22 انا ترتيوس كاتب هذه الرسالة اسلم عليكم في الرب
16: 23 يسلم عليكم غايس مضيفي و مضيف الكنيسة كلها يسلم عليكم اراستس خازن المدينة و كوارتس الاخ
16: 24 نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم امين
16: 25 و للقادر ان يثبتكم حسب انجيلي و الكرازة بيسوع المسيح حسب اعلان السر الذي كان مكتوما في الازمنة الازلية
16: 26 و لكن ظهر الان و اعلم به جميع الامم بالكتب النبوية حسب امر الاله الازلي لاطاعة الايمان
16: 27 لله الحكيم وحده بيسوع المسيح له المجد الى الابد امين كتبت الى اهل رومية من كورنثوس على يد فيبي خادمة كنيسة كنخريا(4/421)
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس
1: 1 بولس المدعو رسولا ليسوع المسيح بمشيئة الله و سوستانيس الاخ
1: 2 الى كنيسة الله التي في كورنثوس المقدسين في المسيح يسوع المدعوين قديسين مع جميع الذين يدعون باسم ربنا يسوع المسيح في كل مكان لهم و لنا
1: 3 نعمة لكم و سلام من الله ابينا و الرب يسوع المسيح
1: 4 اشكر الهي في كل حين من جهتكم على نعمة الله المعطاة لكم في يسوع المسيح
1: 5 انكم في كل شيء استغنيتم فيه في كل كلمة و كل علم
1: 6 كما ثبتت فيكم شهادة المسيح
1: 7 حتى انكم لستم ناقصين في موهبة ما و انتم متوقعون استعلان ربنا يسوع المسيح
1: 8 الذي سيثبتكم ايضا الى النهاية بلا لوم في يوم ربنا يسوع المسيح
1: 9 امين هو الله الذي به دعيتم الى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا
1: 10 و لكنني اطلب اليكم ايها الاخوة باسم ربنا يسوع المسيح ان تقولوا جميعكم قولا واحدا و لا يكون بينكم انشقاقات بل كونوا كاملين في فكر واحد و راي واحد
1: 11 لاني اخبرت عنكم يا اخوتي من اهل خلوي ان بينكم خصومات
1: 12 فانا اعني هذا ان كل واحد منكم يقول انا لبولس و انا لابلوس و انا لصفا و انا للمسيح
1: 13 هل انقسم المسيح العل بولس صلب لاجلكم ام باسم بولس اعتمدتم
1: 14 اشكر الله اني لم اعمد احدا منكم الا كريسبس و غايس
1: 15 حتى لا يقول احد اني عمدت باسمي
1: 16 و عمدت ايضا بيت استفانوس عدا ذلك لست اعلم هل عمدت احدا اخر
1: 17 لان المسيح لم يرسلني لاعمد بل لابشر لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح
1: 18 فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله
1: 19 لانه مكتوب سابيد حكمة الحكماء و ارفض فهم الفهماء
1: 20 اين الحكيم اين الكاتب اين مباحث هذا الدهر الم يجهل الله حكمة هذا العالم
1: 21 لانه اذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة استحسن الله ان يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة
(4/422)
1: 22 لان اليهود يسالون اية و اليونانيين يطلبون حكمة
1: 23 و لكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة و لليونانيين جهالة
1: 24 و اما للمدعوين يهودا و يونانيين فبالمسيح قوة الله و حكمة الله
1: 25 لان جهالة الله احكم من الناس و ضعف الله اقوى من الناس
1: 26 فانظروا دعوتكم ايها الاخوة ان ليس كثيرون حكماء حسب الجسد ليس كثيرون اقوياء ليس كثيرون شرفاء
1: 27 بل اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء و اختار الله ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء
1: 28 و اختار الله ادنياء العالم و المزدرى و غير الموجود ليبطل الموجود
1: 29 لكي لا يفتخر كل ذي جسد امامه
1: 30 و منه انتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله و برا و قداسة و فداء
1: 31 حتى كما هو مكتوب من افتخر فليفتخر بالرب
2: 1 و انا لما اتيت اليكم ايها الاخوة اتيت ليس بسمو الكلام او الحكمة مناديا لكم بشهادة الله
2: 2 لاني لم اعزم ان اعرف شيئا بينكم الا يسوع المسيح و اياه مصلوبا
2: 3 و انا كنت عندكم في ضعف و خوف و رعدة كثيرة
2: 4 و كلامي و كرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الانسانية المقنع بل ببرهان الروح و القوة
2: 5 لكي لا يكون ايمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله
2: 6 لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين و لكن بحكمة ليست من هذا الدهر و لا من عظماء هذا الدهر الذين يبطلون
2: 7 بل نتكلم بحكمة الله في سر الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا
2: 8 التي لم يعلمها احد من عظماء هذا الدهر لان لو عرفوا لما صلبوا رب المجد
2: 9 بل كما هو مكتوب ما لم تر عين و لم تسمع اذن و لم يخطر على بال انسان ما اعده الله للذين يحبونه
2: 10 فاعلنه الله لنا نحن بروحه لان الروح يفحص كل شيء حتى اعماق الله
2: 11 لان من من الناس يعرف امور الانسان الا روح الانسان الذي فيه هكذا ايضا امور الله لا يعرفها احد الا روح الله
(4/423)
2: 12 و نحن لم ناخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الاشياء الموهوبة لنا من الله
2: 13 التي نتكلم بها ايضا لا باقوال تعلمها حكمة انسانية بل بما يعلمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات
2: 14 و لكن الانسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لانه عنده جهالة و لا يقدر ان يعرفه لانه انما يحكم فيه روحيا
2: 15 و اما الروحي فيحكم في كل شيء و هو لا يحكم فيه من احد
2: 16 لانه من عرف فكر الرب فيعلمه و اما نحن فلنا فكر المسيح
3: 1 و انا ايها الاخوة لم استطع ان اكلمكم كروحيين بل كجسديين كاطفال في المسيح
3: 2 سقيتكم لبنا لا طعاما لانكم لم تكونوا بعد تستطيعون بل الان ايضا لا تستطيعون
3: 3 لانكم بعد جسديون فانه اذ فيكم حسد و خصام و انشقاق الستم جسديين و تسلكون بحسب البشر
3: 4 لانه متى قال واحد انا لبولس و اخر انا لابلوس افلستم جسديين
3: 5 فمن هو بولس و من هو ابلوس بل خادمان امنتم بواسطتهما و كما اعطى الرب لكل واحد
3: 6 انا غرست و ابلوس سقى لكن الله كان ينمي
3: 7 اذا ليس الغارس شيئا و لا الساقي بل الله الذي ينمي
3: 8 و الغارس و الساقي هما واحد و لكن كل واحد سياخذ اجرته بحسب تعبه
3: 9 فاننا نحن عاملان مع الله و انتم فلاحة الله بناء الله
3: 10 حسب نعمة الله المعطاة لي كبناء حكيم قد وضعت اساسا و اخر يبني عليه و لكن فلينظر كل واحد كيف يبني عليه
3: 11 فانه لا يستطيع احد ان يضع اساسا اخر غير الذي وضع الذي هو يسوع المسيح
3: 12 و لكن ان كان احد يبني على هذا الاساس ذهبا فضة حجارة كريمة خشبا عشبا قشا
3: 13 فعمل كل واحد سيصير ظاهرا لان اليوم سيبينه لانه بنار يستعلن و ستمتحن النار عمل كل واحد ما هو
3: 14 ان بقي عمل احد قد بناه عليه فسياخذ اجرة
3: 15 ان احترق عمل احد فسيخسر و اما هو فسيخلص و لكن كما بنار
3: 16 اما تعلمون انكم هيكل الله و روح الله يسكن فيكم
(4/424)
3: 17 ان كان احد يفسد هيكل الله فسيفسده الله لان هيكل الله مقدس الذي انتم هو
3: 18 لا يخدعن احد نفسه ان كان احد يظن انه حكيم بينكم في هذا الدهر فليصر جاهلا لكي يصير حكيما
3: 19 لان حكمة هذا العالم هي جهالة عند الله لانه مكتوب الاخذ الحكماء بمكرهم
3: 20 و ايضا الرب يعلم افكار الحكماء انها باطلة
3: 21 اذا لا يفتخرن احد بالناس فان كل شيء لكم
3: 22 ابولس ام ابلوس ام صفا ام العالم ام الحياة ام الموت ام الاشياء الحاضرة ام المستقبلة كل شيء لكم
3: 23 و اما انتم فللمسيح و المسيح لله
4: 1 هكذا فليحسبنا الانسان كخدام المسيح و وكلاء سرائر الله
4: 2 ثم يسال في الوكلاء لكي يوجد الانسان امينا
4: 3 و اما انا فاقل شيء عندي ان يحكم في منكم او من يوم بشر بل لست احكم في نفسي ايضا
4: 4 فاني لست اشعر بشيء في ذاتي لكنني لست بذلك مبررا و لكن الذي يحكم في هو الرب
4: 5 اذا لا تحكموا في شيء قبل الوقت حتى ياتي الرب الذي سينير خفايا الظلام و يظهر اراء القلوب و حينئذ يكون المدح لكل واحد من الله
4: 6 فهذا ايها الاخوة حولته تشبيها الى نفسي و الى ابلوس من اجلكم لكي تتعلموا فينا ان لا تفتكروا فوق ما هو مكتوب كي لا ينتفخ احد لاجل الواحد على الاخر
4: 7 لانه من يميزك و اي شيء لك لم تاخذه و ان كنت قد اخذت فلماذا تفتخر كانك لم تاخذ
4: 8 انكم قد شبعتم قد استغنيتم ملكتم بدوننا و ليتكم ملكتم لنملك نحن ايضا معكم
4: 9 فاني ارى ان الله ابرزنا نحن الرسل اخرين كاننا محكوم علينا بالموت لاننا صرنا منظرا للعالم للملائكة و الناس
4: 10 نحن جهال من اجل المسيح و اما انتم فحكماء في المسيح نحن ضعفاء و اما انتم فاقوياء انتم مكرمون و اما نحن فبلا كرامة
4: 11 الى هذه الساعة نجوع و نعطش و نعرى و نلكم و ليس لنا اقامة
4: 12 و نتعب عاملين بايدينا نشتم فنبارك نضطهد فنحتمل
4: 13 يفترى علينا فنعظ صرنا كاقذار العالم و وسخ كل شيء الى الان
(4/425)
4: 14 ليس لكي اخجلكم اكتب بهذا بل كاولادي الاحباء انذركم
4: 15 لانه و ان كان لكم ربوات من المرشدين في المسيح لكن ليس اباء كثيرون لاني انا ولدتكم في المسيح يسوع بالانجيل
4: 16 فاطلب اليكم ان تكونوا متمثلين بي
4: 17 لذلك ارسلت اليكم تيموثاوس الذي هو ابني الحبيب و الامين في الرب الذي يذكركم بطرقي في المسيح كما اعلم في كل مكان في كل كنيسة
4: 18 فانتفخ قوم كاني لست اتيا اليكم
4: 19 و لكني ساتي اليكم سريعا ان شاء الرب فساعرف ليس كلام الذين انتفخوا بل قوتهم
4: 20 لان ملكوت الله ليس بكلام بل بقوة
4: 21 ماذا تريدون ابعصا اتي اليكم ام بالمحبة و روح الوداعة
5: 1 يسمع مطلقا ان بينكم زنى و زنى هكذا لا يسمى بين الامم حتى ان تكون للانسان امراة ابيه
5: 2 افانتم منتفخون و بالحري لم تنوحوا حتى يرفع من وسطكم الذي فعل هذا الفعل
5: 3 فاني انا كاني غائب بالجسد و لكن حاضر بالروح قد حكمت كاني حاضر في الذي فعل هذا هكذا
5: 4 باسم ربنا يسوع المسيح اذ انتم و روحي مجتمعون مع قوة ربنا يسوع المسيح
5: 5 ان يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع
5: 6 ليس افتخاركم حسنا الستم تعلمون ان خميرة صغيرة تخمر العجين كله
5: 7 اذا نقوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجينا جديدا كما انتم فطير لان فصحنا ايضا المسيح قد ذبح لاجلنا
5: 8 اذا لنعيد ليس بخميرة عتيقة و لا بخميرة الشر و الخبث بل بفطير الاخلاص و الحق
5: 9 كتبت اليكم في الرسالة ان لا تخالطوا الزناة
5: 10 و ليس مطلقا زناة هذا العالم او الطماعين او الخاطفين او عبدة الاوثان و الا فيلزمكم ان تخرجوا من العالم
5: 11 و اما الان فكتبت اليكم ان كان احد مدعو اخا زانيا او طماعا او عابد وثن او شتاما او سكيرا او خاطفا ان لا تخالطوا و لا تؤاكلوا مثل هذا
5: 12 لانه ماذا لي ان ادين الذين من خارج الستم انتم تدينون الذين من داخل
(4/426)
5: 13 اما الذين من خارج فالله يدينهم فاعزلوا الخبيث من بينكم
6: 1 ايتجاسر منكم احد له دعوى على اخر ان يحاكم عند الظالمين و ليس عند القديسين
6: 2 الستم تعلمون ان القديسين سيدينون العالم فان كان العالم يدان بكم افانتم غير مستاهلين للمحاكم الصغرى
6: 3 الستم تعلمون اننا سندين ملائكة فبالاولى امور هذه الحياة
6: 4 فان كان لكم محاكم في امور هذه الحياة فاجلسوا المحتقرين في الكنيسة قضاة
6: 5 لتخجيلكم اقول اهكذا ليس بينكم حكيم و لا واحد يقدر ان يقضي بين اخوته
6: 6 لكن الاخ يحاكم الاخ و ذلك عند غير المؤمنين
6: 7 فالان فيكم عيب مطلقا لان عندكم محاكمات بعضكم مع بعض لماذا لا تظلمون بالحري لماذا لا تسلبون بالحري
6: 8 لكن انتم تظلمون و تسلبون و ذلك للاخوة
6: 9 ام لستم تعلمون ان الظالمين لا يرثون ملكوت الله لا تضلوا لا زناة و لا عبدة اوثان و لا فاسقون و لا مابونون و لا مضاجعو ذكور
6: 10 و لا سارقون و لا طماعون و لا سكيرون و لا شتامون و لا خاطفون يرثون ملكوت الله
6: 11 و هكذا كان اناس منكم لكن اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع و بروح الهنا
6: 12 كل الاشياء تحل لي لكن ليس كل الاشياء توافق كل الاشياء تحل لي لكن لا يتسلط علي شيء
6: 13 الاطعمة للجوف و الجوف للاطعمة و الله سيبيد هذا و تلك و لكن الجسد ليس للزنا بل للرب و الرب للجسد
6: 14 و الله قد اقام الرب و سيقيمنا نحن ايضا بقوته
6: 15 الستم تعلمون ان اجسادكم هي اعضاء المسيح افاخذ اعضاء المسيح و اجعلها اعضاء زانية حاشا
6: 16 ام لستم تعلمون ان من التصق بزانية هو جسد واحد لانه يقول يكون الاثنان جسدا واحدا
6: 17 و اما من التصق بالرب فهو روح واحد
6: 18 اهربوا من الزنى كل خطية يفعلها الانسان هي خارجة عن الجسد لكن الذي يزني يخطئ الى جسده
6: 19 ام لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله و انكم لستم لانفسكم
(4/427)
6: 20 لانكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في اجسادكم و في ارواحكم التي هي لله
7: 1 و اما من جهة الامور التي كتبتم لي عنها فحسن للرجل ان لا يمس امراة
7: 2 و لكن لسبب الزنى ليكن لكل واحد امراته و ليكن لكل واحدة رجلها
7: 3 ليوف الرجل المراة حقها الواجب و كذلك المراة ايضا الرجل
7: 4 ليس للمراة تسلط على جسدها بل للرجل و كذلك الرجل ايضا ليس له تسلط على جسده بل للمراة
7: 5 لا يسلب احدكم الاخر الا ان يكون على موافقة الى حين لكي تتفرغوا للصوم و الصلاة ثم تجتمعوا ايضا معا لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم
7: 6 و لكن اقول هذا على سبيل الاذن لا على سبيل الامر
7: 7 لاني اريد ان يكون جميع الناس كما انا لكن كل واحد له موهبته الخاصة من الله الواحد هكذا و الاخر هكذا
7: 8 و لكن اقول لغير المتزوجين و للارامل انه حسن لهم اذا لبثوا كما انا
7: 9 و لكن ان لم يضبطوا انفسهم فليتزوجوا لان التزوج اصلح من التحرق
7: 10 و اما المتزوجون فاوصيهم لا انا بل الرب ان لا تفارق المراة رجلها
7: 11 و ان فارقته فلتلبث غير متزوجة او لتصالح رجلها و لا يترك الرجل امراته
7: 12 و اما الباقون فاقول لهم انا لا الرب ان كان اخ له امراة غير مؤمنة و هي ترتضي ان تسكن معه فلا يتركها
7: 13 و المراة التي لها رجل غير مؤمن و هو يرتضي ان يسكن معها فلا تتركه
7: 14 لان الرجل غير المؤمن مقدس في المراة و المراة غير المؤمنة مقدسة في الرجل و الا فاولادكم نجسون و اما الان فهم مقدسون
7: 15 و لكن ان فارق غير المؤمن فليفارق ليس الاخ او الاخت مستعبدا في مثل هذه الاحوال و لكن الله قد دعانا في السلام
7: 16 لانه كيف تعلمين ايتها المراة هل تخلصين الرجل او كيف تعلم ايها الرجل هل تخلص المراة
7: 17 غير انه كما قسم الله لكل واحد كما دعا الرب كل واحد هكذا ليسلك و هكذا انا امر في جميع الكنائس
(4/428)
7: 18 دعي احد و هو مختون فلا يصر اغلف دعي احد في الغرلة فلا يختتن
7: 19 ليس الختان شيئا و ليست الغرلة شيئا بل حفظ وصايا الله
7: 20 الدعوة التي دعي فيها كل واحد فليلبث فيها
7: 21 دعيت و انت عبد فلا يهمك بل و ان استطعت ان تصير حرا فاستعملها بالحري
7: 22 لان من دعي في الرب و هو عبد فهو عتيق الرب كذلك ايضا الحر المدعو هو عبد للمسيح
7: 23 قد اشتريتم بثمن فلا تصيروا عبيدا للناس
7: 24 ما دعي كل واحد فيه ايها الاخوة فليلبث في ذلك مع الله
7: 25 و اما العذارى فليس عندي امر من الرب فيهن و لكنني اعطي رايا كمن رحمه الرب ان يكون امينا
7: 26 فاظن ان هذا حسن لسبب الضيق الحاضر انه حسن للانسان ان يكون هكذا
7: 27 انت مرتبط بامراة فلا تطلب الانفصال انت منفصل عن امراة فلا تطلب امراة
7: 28 لكنك و ان تزوجت لم تخطئ و ان تزوجت العذراء لم تخطئ و لكن مثل هؤلاء يكون لهم ضيق في الجسد و اما انا فاني اشفق عليكم
7: 29 فاقول هذا ايها الاخوة الوقت منذ الان مقصر لكي يكون الذين لهم نساء كان ليس لهم
7: 30 و الذين يبكون كانهم لا يبكون و الذين يفرحون كانهم لا يفرحون و الذين يشترون كانهم لا يملكون
7: 31 و الذين يستعملون هذا العالم كانهم لا يستعملونه لان هيئة هذا العالم تزول
7: 32 فاريد ان تكونوا بلا هم غير المتزوج يهتم في ما للرب كيف يرضي الرب
7: 33 و اما المتزوج فيهتم في ما للعالم كيف يرضي امراته
7: 34 ان بين الزوجة و العذراء فرقا غير المتزوجة تهتم في ما للرب لتكون مقدسة جسدا و روحا و اما المتزوجة فتهتم في ما للعالم كيف ترضي رجلها
7: 35 هذا اقوله لخيركم ليس لكي القي عليكم وهقا بل لاجل اللياقة و المثابرة للرب من دون ارتباك
7: 36 و لكن ان كان احد يظن انه يعمل بدون لياقة نحو عذرائه اذا تجاوزت الوقت و هكذا لزم ان يصير فليفعل ما يريد انه لا يخطئ فليتزوجا
(4/429)
7: 37 و اما من اقام راسخا في قلبه و ليس له اضطرار بل له سلطان على ارادته و قد عزم على هذا في قلبه ان يحفظ عذراءه فحسنا يفعل
7: 38 اذا من زوج فحسنا يفعل و من لا يزوج يفعل احسن
7: 39 المراة مرتبطة بالناموس ما دام رجلها حيا و لكن ان مات رجلها فهي حرة لكي تتزوج بمن تريد في الرب فقط
7: 40 و لكنها اكثر غبطة ان لبثت هكذا بحسب رايي و اظن اني انا ايضا عندي روح الله
8: 1 و اما من جهة ما ذبح للاوثان فنعلم ان لجميعنا علما العلم ينفخ و لكن المحبة تبني
8: 2 فان كان احد يظن انه يعرف شيئا فانه لم يعرف شيئا بعد كما يجب ان يعرف
8: 3 و لكن ان كان احد يحب الله فهذا معروف عنده
8: 4 فمن جهة اكل ما ذبح للاوثان نعلم ان ليس وثن في العالم و ان ليس اله اخر الا واحدا
8: 5 لانه و ان وجد ما يسمى الهة سواء كان في السماء او على الارض كما يوجد الهة كثيرون و ارباب كثيرون
8: 6 لكن لنا اله واحد الاب الذي منه جميع الاشياء و نحن له و رب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الاشياء و نحن به
8: 7 و لكن ليس العلم في الجميع بل اناس بالضمير نحو الوثن الى الان ياكلون كانه مما ذبح لوثن فضميرهم اذ هو ضعيف يتنجس
8: 8 و لكن الطعام لا يقدمنا الى الله لاننا ان اكلنا لا نزيد و ان لم ناكل لا ننقص
8: 9 و لكن انظروا لئلا يصير سلطانكم هذا معثرة للضعفاء
8: 10 لانه ان راك احد يا من له علم متكئا في هيكل وثن افلا يتقوى ضميره اذ هو ضعيف حتى ياكل ما ذبح للاوثان
8: 11 فيهلك بسبب علمك الاخ الضعيف الذي مات المسيح من اجله
8: 12 و هكذا اذ تخطئون الى الاخوة و تجرحون ضميرهم الضعيف تخطئون الى المسيح
8: 13 لذلك ان كان طعام يعثر اخي فلن اكل لحما الى الابد لئلا اعثر اخي
9: 1 الست انا رسولا الست انا حرا اما رايت يسوع المسيح ربنا الستم انتم عملي في الرب
9: 2 ان كنت لست رسولا الى اخرين فانما انا اليكم رسول لانكم انتم ختم رسالتي في الرب
(4/430)
9: 3 هذا هو احتجاجي عند الذين يفحصونني
9: 4 العلنا ليس لنا سلطان ان ناكل و نشرب
9: 5 العلنا ليس لنا سلطان ان نجول باخت زوجة كباقي الرسل و اخوة الرب و صفا
9: 6 ام انا و برنابا وحدنا ليس لنا سلطان ان لا نشتغل
9: 7 من تجند قط بنفقة نفسه و من يغرس كرما و من ثمره لا ياكل او من يرعى رعية و من لبن الرعية لا ياكل
9: 8 العلي اتكلم بهذا كانسان ام ليس الناموس ايضا يقول هذا
9: 9 فانه مكتوب في ناموس موسى لا تكم ثورا دارسا العل الله تهمه الثيران
9: 10 ام يقول مطلقا من اجلنا انه من اجلنا مكتوب لانه ينبغي للحراث ان يحرث على رجاء و للدارس على الرجاء ان يكون شريكا في رجائه
9: 11 ان كنا نحن قد زرعنا لكم الروحيات افعظيم ان حصدنا منكم الجسديات
9: 12 ان كان اخرون شركاء في السلطان عليكم افلسنا نحن بالاولى لكننا لم نستعمل هذا السلطان بل نتحمل كل شيء لئلا نجعل عائقا لانجيل المسيح
9: 13 الستم تعلمون ان الذين يعملون في الاشياء المقدسة من الهيكل ياكلون الذين يلازمون المذبح يشاركون المذبح
9: 14 هكذا ايضا امر الرب ان الذين ينادون بالانجيل من الانجيل يعيشون
9: 15 اما انا فلم استعمل شيئا من هذا و لا كتبت هذا لكي يصير في هكذا لانه خير لي ان اموت من ان يعطل احد فخري
9: 16 لانه ان كنت ابشر فليس لي فخر اذ الضرورة موضوعة علي فويل لي ان كنت لا ابشر
9: 17 فانه ان كنت افعل هذا طوعا فلي اجر و لكن ان كان كرها فقد استؤمنت على وكالة
9: 18 فما هو اجري اذ و انا ابشر اجعل انجيل المسيح بلا نفقة حتى لم استعمل سلطاني في الانجيل
9: 19 فاني اذ كنت حرا من الجميع استعبدت نفسي للجميع لاربح الاكثرين
9: 20 فصرت لليهود كيهودي لاربح اليهود و للذين تحت الناموس كاني تحت الناموس لاربح الذين تحت الناموس
9: 21 و للذين بلا ناموس كاني بلا ناموس مع اني لست بلا ناموس لله بل تحت ناموس للمسيح لاربح الذين بلا ناموس
(4/431)
9: 22 صرت للضعفاء كضعيف لاربح الضعفاء صرت للكل كل شيء لاخلص على كل حال قوما
9: 23 و هذا انا افعله لاجل الانجيل لاكون شريكا فيه
9: 24 الستم تعلمون ان الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون و لكن واحدا ياخذ الجعالة هكذا اركضوا لكي تنالوا
9: 25 و كل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء اما اولئك فلكي ياخذوا اكليلا يفنى و اما نحن فاكليلا لا يفنى
9: 26 اذا انا اركض هكذا كانه ليس عن غير يقين هكذا اضارب كاني لا اضرب الهواء
9: 27 بل اقمع جسدي و استعبده حتى بعدما كرزت للاخرين لا اصير انا نفسي مرفوضا
10: 1 فاني لست اريد ايها الاخوة ان تجهلوا ان اباءنا جميعهم كانوا تحت السحابة و جميعهم اجتازوا في البحر
10: 2 و جميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة و في البحر
10: 3 و جميعهم اكلوا طعاما واحدا روحيا
10: 4 و جميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا لانهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم و الصخرة كانت المسيح
10: 5 لكن باكثرهم لم يسر الله لانهم طرحوا في القفر
10: 6 و هذه الامور حدثت مثالا لنا حتى لا نكون نحن مشتهين شرورا كما اشتهى اولئك
10: 7 فلا تكونوا عبدة اوثان كما كان اناس منهم كما هو مكتوب جلس الشعب للاكل و الشرب ثم قاموا للعب
10: 8 و لا نزن كما زنى اناس منهم فسقط في يوم واحد ثلاثة و عشرون الفا
10: 9 و لا نجرب المسيح كما جرب ايضا اناس منهم فاهلكتهم الحيات
10: 10 و لا تتذمروا كما تذمر ايضا اناس منهم فاهلكهم المهلك
10: 11 فهذه الامور جميعها اصابتهم مثالا و كتبت لانذارنا نحن الذين انتهت الينا اواخر الدهور
10: 12 اذا من يظن انه قائم فلينظر ان لا يسقط
10: 13 لم تصبكم تجربة الا بشرية و لكن الله امين الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة ايضا المنفذ لتستطيعوا ان تحتملوا
10: 14 لذلك يا احبائي اهربوا من عبادة الاوثان
10: 15 اقول كما للحكماء احكموا انتم في ما اقول
(4/432)
10: 16 كاس البركة التي نباركها اليست هي شركة دم المسيح الخبز الذي نكسره اليس هو شركة جسد المسيح
10: 17 فاننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد لاننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد
10: 18 انظروا اسرائيل حسب الجسد اليس الذين ياكلون الذبائح هم شركاء المذبح
10: 19 فماذا اقول اان الوثن شيء او ان ما ذبح للوثن شيء
10: 20 بل ان ما يذبحه الامم فانما يذبحونه للشياطين لا لله فلست اريد ان تكونوا انتم شركاء الشياطين
10: 21 لا تقدرون ان تشربوا كاس الرب و كاس شياطين لا تقدرون ان تشتركوا في مائدة الرب و في مائدة شياطين
10: 22 ام نغير الرب العلنا اقوى منه
10: 23 كل الاشياء تحل لي لكن ليس كل الاشياء توافق كل الاشياء تحل لي و لكن ليس كل الاشياء تبني
10: 24 لا يطلب احد ما هو لنفسه بل كل واحد ما هو للاخر
10: 25 كل ما يباع في الملحمة كلوه غير فاحصين عن شيء من اجل الضمير
10: 26 لان للرب الارض و ملاها
10: 27 و ان كان احد من غير المؤمنين يدعوكم و تريدون ان تذهبوا فكل ما يقدم لكم كلوا منه غير فاحصين من اجل الضمير
10: 28 و لكن ان قال لكم احد هذا مذبوح لوثن فلا تاكلوا من اجل ذاك الذي اعلمكم و الضمير لان للرب الارض و ملاها
10: 29 اقول الضمير ليس ضميرك انت بل ضمير الاخر لانه لماذا يحكم في حريتي من ضمير اخر
10: 30 فان كنت انا اتناول بشكر فلماذا يفترى علي لاجل ما اشكر عليه
10: 31 فاذا كنتم تاكلون او تشربون او تفعلون شيئا فافعلوا كل شيء لمجد الله
10: 32 كونوا بلا عثرة لليهود و لليونانيين و لكنيسة الله
10: 33 كما انا ايضا ارضي الجميع في كل شيء غير طالب ما يوافق نفسي بل الكثيرين لكي يخلصوا
11: 1 كونوا متمثلين بي كما انا ايضا بالمسيح
11: 2 فامدحكم ايها الاخوة على انكم تذكرونني في كل شيء و تحفظون التعاليم كما سلمتها اليكم
(4/433)
11: 3 و لكن اريد ان تعلموا ان راس كل رجل هو المسيح و اما راس المراة فهو الرجل و راس المسيح هو الله
11: 4 كل رجل يصلي او يتنبا و له على راسه شيء يشين راسه
11: 5 و اما كل امراة تصلي او تتنبا و راسها غير مغطى فتشين راسها لانها و المحلوقة شيء واحد بعينه
11: 6 اذ المراة ان كانت لا تتغطى فليقص شعرها و ان كان قبيحا بالمراة ان تقص او تحلق فلتتغط
11: 7 فان الرجل لا ينبغي ان يغطي راسه لكونه صورة الله و مجده و اما المراة فهي مجد الرجل
11: 8 لان الرجل ليس من المراة بل المراة من الرجل
11: 9 و لان الرجل لم يخلق من اجل المراة بل المراة من اجل الرجل
11: 10 لهذا ينبغي للمراة ان يكون لها سلطان على راسها من اجل الملائكة
11: 11 غير ان الرجل ليس من دون المراة و لا المراة من دون الرجل في الرب
11: 12 لانه كما ان المراة هي من الرجل هكذا الرجل ايضا هو بالمراة و لكن جميع الاشياء هي من الله
11: 13 احكموا في انفسكم هل يليق بالمراة ان تصلي الى الله و هي غير مغطاة
11: 14 ام ليست الطبيعة نفسها تعلمكم ان الرجل ان كان يرخي شعره فهو عيب له
11: 15 و اما المراة ان كانت ترخي شعرها فهو مجد لها لان الشعر قد اعطي لها عوض برقع
11: 16 و لكن ان كان احد يظهر انه يحب الخصام فليس لنا نحن عادة مثل هذه و لا لكنائس الله
11: 17 و لكنني اذ اوصي بهذا لست امدح كونكم تجتمعون ليس للافضل بل للاردا
11: 18 لاني اولا حين تجتمعون في الكنيسة اسمع ان بينكم انشقاقات و اصدق بعض التصديق
11: 19 لانه لا بد ان يكون بينكم بدع ايضا ليكون المزكون ظاهرين بينكم
11: 20 فحين تجتمعون معا ليس هو لاكل عشاء الرب
11: 21 لان كل واحد يسبق فياخذ عشاء نفسه في الاكل فالواحد يجوع و الاخر يسكر
11: 22 افليس لكم بيوت لتاكلوا فيها و تشربوا ام تستهينون بكنيسة الله و تخجلون الذين ليس لهم ماذا اقول لكم اامدحكم على هذا لست امدحكم
(4/434)
11: 23 لانني تسلمت من الرب ما سلمتكم ايضا ان الرب يسوع في الليلة التي اسلم فيها اخذ خبزا
11: 24 و شكر فكسر و قال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لاجلكم اصنعوا هذا لذكري
11: 25 كذلك الكاس ايضا بعدما تعشوا قائلا هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري
11: 26 فانكم كلما اكلتم هذا الخبز و شربتم هذه الكاس تخبرون بموت الرب الى ان يجيء
11: 27 اذا اي من اكل هذا الخبز او شرب كاس الرب بدون استحقاق يكون مجرما في جسد الرب و دمه
11: 28 و لكن ليمتحن الانسان نفسه و هكذا ياكل من الخبز و يشرب من الكاس
11: 29 لان الذي ياكل و يشرب بدون استحقاق ياكل و يشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب
11: 30 من اجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء و مرضى و كثيرون يرقدون
11: 31 لاننا لو كنا حكمنا على انفسنا لما حكم علينا
11: 32 و لكن اذ قد حكم علينا نؤدب من الرب لكي لا ندان مع العالم
11: 33 اذا يا اخوتي حين تجتمعون للاكل انتظروا بعضكم بعضا
11: 34 ان كان احد يجوع فلياكل في البيت كي لا تجتمعوا للدينونة و اما الامور الباقية فعندما اجيء ارتبها
12: 1 و اما من جهة المواهب الروحية ايها الاخوة فلست اريد ان تجهلوا
12: 2 انتم تعلمون انكم كنتم امما منقادين الى الاوثان البكم كما كنتم تساقون
12: 3 لذلك اعرفكم ان ليس احد و هو يتكلم بروح الله يقول يسوع اناثيما و ليس احد يقدر ان يقول يسوع رب الا بالروح القدس
12: 4 فانواع مواهب موجودة و لكن الروح واحد
12: 5 و انواع خدم موجودة و لكن الرب واحد
12: 6 و انواع اعمال موجودة و لكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل
12: 7 و لكنه لكل واحد يعطى اظهار الروح للمنفعة
12: 8 فانه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة و لاخر كلام علم بحسب الروح الواحد
12: 9 و لاخر ايمان بالروح الواحد و لاخر مواهب شفاء بالروح الواحد
(4/435)
12: 10 و لاخر عمل قوات و لاخر نبوة و لاخر تمييز الارواح و لاخر انواع السنة و لاخر ترجمة السنة
12: 11 و لكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسما لكل واحد بمفرده كما يشاء
12: 12 لانه كما ان الجسد هو واحد و له اعضاء كثيرة و كل اعضاء الجسد الواحد اذا كانت كثيرة هي جسد واحد كذلك المسيح ايضا
12: 13 لاننا جميعنا بروح واحد ايضا اعتمدنا الى جسد واحد يهودا كنا ام يونانيين عبيدا ام احرارا و جميعنا سقينا روحا واحدا
12: 14 فان الجسد ايضا ليس عضوا واحدا بل اعضاء كثيرة
12: 15 ان قالت الرجل لاني لست يدا لست من الجسد افلم تكن لذلك من الجسد
12: 16 و ان قالت الاذن لاني لست عينا لست من الجسد افلم تكن لذلك من الجسد
12: 17 لو كان كل الجسد عينا فاين السمع لو كان الكل سمعا فاين الشم
12: 18 و اما الان فقد وضع الله الاعضاء كل واحد منها في الجسد كما اراد
12: 19 و لكن لو كان جميعها عضوا واحدا اين الجسد
12: 20 فالان اعضاء كثيرة و لكن جسد واحد
12: 21 لا تقدر العين ان تقول لليد لا حاجة لي اليك او الراس ايضا للرجلين لا حاجة لي اليكما
12: 22 بل بالاولى اعضاء الجسد التي تظهر اضعف هي ضرورية
12: 23 و اعضاء الجسد التي نحسب انها بلا كرامة نعطيها كرامة افضل و الاعضاء القبيحة فينا لها جمال افضل
12: 24 و اما الجميلة فينا فليس لها احتياج لكن الله مزج الجسد معطيا الناقص كرامة افضل
12: 25 لكي لا يكون انشقاق في الجسد بل تهتم الاعضاء اهتماما واحدا بعضها لبعض
12: 26 فان كان عضو واحد يتالم فجميع الاعضاء تتالم معه و ان كان عضو واحد يكرم فجميع الاعضاء تفرح معه
12: 27 و اما انتم فجسد المسيح و اعضاؤه افرادا
12: 28 فوضع الله اناسا في الكنيسة اولا رسلا ثانيا انبياء ثالثا معلمين ثم قوات و بعد ذلك مواهب شفاء اعوانا تدابير و انواع السنة
12: 29 العل الجميع رسل العل الجميع انبياء العل الجميع معلمون العل الجميع اصحاب قوات
(4/436)
12: 30 العل للجميع مواهب شفاء العل الجميع يتكلمون بالسنة العل الجميع يترجمون
12: 31 و لكن جدوا للمواهب الحسنى و ايضا اريكم طريقا افضل
13: 1 ان كنت اتكلم بالسنة الناس و الملائكة و لكن ليس لي محبة فقد صرت نحاسا يطن او صنجا يرن
13: 2 و ان كانت لي نبوة و اعلم جميع الاسرار و كل علم و ان كان لي كل الايمان حتى انقل الجبال و لكن ليس لي محبة فلست شيئا
13: 3 و ان اطعمت كل اموالي و ان سلمت جسدي حتى احترق و لكن ليس لي محبة فلا انتفع شيئا
13: 4 المحبة تتانى و ترفق المحبة لا تحسد المحبة لا تتفاخر و لا تنتفخ
13: 5 و لا تقبح و لا تطلب ما لنفسها و لا تحتد و لا تظن السوء
13: 6 و لا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق
13: 7 و تحتمل كل شيء و تصدق كل شيء و ترجو كل شيء و تصبر على كل شيء
13: 8 المحبة لا تسقط ابدا و اما النبوات فستبطل و الالسنة فستنتهي و العلم فسيبطل
13: 9 لاننا نعلم بعض العلم و نتنبا بعض التنبوء
13: 10 و لكن متى جاء الكامل فحينئذ يبطل ما هو بعض
13: 11 لما كنت طفلا كطفل كنت اتكلم و كطفل كنت افطن و كطفل كنت افتكر و لكن لما صرت رجلا ابطلت ما للطفل
13: 12 فاننا ننظر الان في مراة في لغز لكن حينئذ وجها لوجه الان اعرف بعض المعرفة لكن حينئذ ساعرف كما عرفت
13: 13 اما الان فيثبت الايمان و الرجاء و المحبة هذه الثلاثة و لكن اعظمهن المحبة
14: 1 اتبعوا المحبة و لكن جدوا للمواهب الروحية و بالاولى ان تتنباوا
14: 2 لان من يتكلم بلسان لا يكلم الناس بل الله لان ليس احد يسمع و لكنه بالروح يتكلم باسرار
14: 3 و اما من يتنبا فيكلم الناس ببنيان و وعظ و تسلية
14: 4 من يتكلم بلسان يبني نفسه و اما من يتنبا فيبني الكنيسة
14: 5 اني اريد ان جميعكم تتكلمون بالسنة و لكن بالاولى ان تتنباوا لان من يتنبا اعظم ممن يتكلم بالسنة الا اذا ترجم حتى تنال الكنيسة بنيانا
(4/437)
14: 6 فالان ايها الاخوة ان جئت اليكم متكلما بالسنة فماذا انفعكم ان لم اكلمكم اما باعلان او بعلم او بنبوة او بتعليم
14: 7 الاشياء العادمة النفوس التي تعطي صوتا مزمار او قيثارة مع ذلك ان لم تعط فرقا للنغمات فكيف يعرف ما زمر او ما عزف به
14: 8 فانه ان اعطى البوق ايضا صوتا غير واضح فمن يتهيا للقتال
14: 9 هكذا انتم ايضا ان لم تعطوا باللسان كلاما يفهم فكيف يعرف ما تكلم به فانكم تكونون تتكلمون في الهواء
14: 10 ربما تكون انواع لغات هذا عددها في العالم و ليس شيء منها بلا معنى
14: 11 فان كنت لا اعرف قوة اللغة اكون عند المتكلم اعجميا و المتكلم اعجميا عندي
14: 12 هكذا انتم ايضا اذ انكم غيورون للمواهب الروحية اطلبوا لاجل بنيان الكنيسة ان تزدادوا
14: 13 لذلك من يتكلم بلسان فليصل لكي يترجم
14: 14 لانه ان كنت اصلي بلسان فروحي تصلي و اما ذهني فهو بلا ثمر
14: 15 فما هو اذا اصلي بالروح و اصلي بالذهن ايضا ارتل بالروح و ارتل بالذهن ايضا
14: 16 و الا فان باركت بالروح فالذي يشغل مكان العامي كيف يقول امين عند شكرك لانه لا يعرف ماذا تقول
14: 17 فانك انت تشكر حسنا و لكن الاخر لا يبنى
14: 18 اشكر الهي اني اتكلم بالسنة اكثر من جميعكم
14: 19 و لكن في كنيسة اريد ان اتكلم خمس كلمات بذهني لكي اعلم اخرين ايضا اكثر من عشرة الاف كلمة بلسان
14: 20 ايها الاخوة لا تكونوا اولادا في اذهانكم بل كونوا اولادا في الشر و اما في الاذهان فكونوا كاملين
14: 21 مكتوب في الناموس اني بذوي السنة اخرى و بشفاه اخرى ساكلم هذا الشعب و لا هكذا يسمعون لي يقول الرب
14: 22 اذا الالسنة اية لا للمؤمنين بل لغير المؤمنين اما النبوة فليست لغير المؤمنين بل للمؤمنين
14: 23 فان اجتمعت الكنيسة كلها في مكان واحد و كان الجميع يتكلمون بالسنة فدخل عاميون او غير مؤمنين افلا يقولون انكم تهذون
(4/438)
14: 24 و لكن ان كان الجميع يتنباون فدخل احد غير مؤمن او عامي فانه يوبخ من الجميع يحكم عليه من الجميع
14: 25 و هكذا تصير خفايا قلبه ظاهرة و هكذا يخر على وجهه و يسجد لله مناديا ان الله بالحقيقة فيكم
14: 26 فما هو اذا ايها الاخوة متى اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور له تعليم له لسان له اعلان له ترجمة فليكن كل شيء للبنيان
14: 27 ان كان احد يتكلم بلسان فاثنين اثنين او على الاكثر ثلاثة ثلاثة و بترتيب و ليترجم واحد
14: 28 و لكن ان لم يكن مترجم فليصمت في الكنيسة و ليكلم نفسه و الله
14: 29 اما الانبياء فليتكلم اثنان او ثلاثة و ليحكم الاخرون
14: 30 و لكن ان اعلن لاخر جالس فليسكت الاول
14: 31 لانكم تقدرون جميعكم ان تتنباوا واحدا واحدا ليتعلم الجميع و يتعزى الجميع
14: 32 و ارواح الانبياء خاضعة للانبياء
14: 33 لان الله ليس اله تشويش بل اله سلام كما في جميع كنائس القديسين
14: 34 لتصمت نساؤكم في الكنائس لانه ليس ماذونا لهن ان يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس ايضا
14: 35 و لكن ان كن يردن ان يتعلمن شيئا فليسالن رجالهن في البيت لانه قبيح بالنساء ان تتكلم في كنيسة
14: 36 ام منكم خرجت كلمة الله ام اليكم وحدكم انتهت
14: 37 ان كان احد يحسب نفسه نبيا او روحيا فليعلم ما اكتبه اليكم انه وصايا الرب
14: 38 و لكن ان يجهل احد فليجهل
14: 39 اذا ايها الاخوة جدوا للتنبوء و لا تمنعوا التكلم بالسنة
14: 40 و ليكن كل شيء بلياقة و بحسب ترتيب
15: 1 و اعرفكم ايها الاخوة بالانجيل الذي بشرتكم به و قبلتموه و تقومون فيه
15: 2 و به ايضا تخلصون ان كنتم تذكرون اي كلام بشرتكم به الا اذا كنتم قد امنتم عبثا
15: 3 فانني سلمت اليكم في الاول ما قبلته انا ايضا ان المسيح مات من اجل خطايانا حسب الكتب
15: 4 و انه دفن و انه قام في اليوم الثالث حسب الكتب
15: 5 و انه ظهر لصفا ثم للاثني عشر
(4/439)
15: 6 و بعد ذلك ظهر دفعة واحدة لاكثر من خمس مئة اخ اكثرهم باق الى الان و لكن بعضهم قد رقدوا
15: 7 و بعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل اجمعين
15: 8 و اخر الكل كانه للسقط ظهر لي انا
15: 9 لاني اصغر الرسل انا الذي لست اهلا لان ادعى رسولا لاني اضطهدت كنيسة الله
15: 10 و لكن بنعمة الله انا ما انا و نعمته المعطاة لي لم تكن باطلة بل انا تعبت اكثر منهم جميعهم و لكن لا انا بل نعمة الله التي معي
15: 11 فسواء انا ام اولئك هكذا نكرز و هكذا امنتم
15: 12 و لكن ان كان المسيح يكرز به انه قام من الاموات فكيف يقول قوم بينكم ان ليس قيامة اموات
15: 13 فان لم تكن قيامة اموات فلا يكون المسيح قد قام
15: 14 و ان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا و باطل ايضا ايمانكم
15: 15 و نوجد نحن ايضا شهود زور لله لاننا شهدنا من جهة الله انه اقام المسيح و هو لم يقمه ان كان الموتى لا يقومون
15: 16 لانه ان كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قد قام
15: 17 و ان لم يكن المسيح قد قام فباطل ايمانكم انتم بعد في خطاياكم
15: 18 اذا الذين رقدوا في المسيح ايضا هلكوا
15: 19 ان كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فاننا اشقى جميع الناس
15: 20 و لكن الان قد قام المسيح من الاموات و صار باكورة الراقدين
15: 21 فانه اذ الموت بانسان بانسان ايضا قيامة الاموات
15: 22 لانه كما في ادم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع
15: 23 و لكن كل واحد في رتبته المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه
15: 24 و بعد ذلك النهاية متى سلم الملك لله الاب متى ابطل كل رياسة و كل سلطان و كل قوة
15: 25 لانه يجب ان يملك حتى يضع جميع الاعداء تحت قدميه
15: 26 اخر عدو يبطل هو الموت
15: 27 لانه اخضع كل شيء تحت قدميه و لكن حينما يقول ان كل شيء قد اخضع فواضح انه غير الذي اخضع له الكل
(4/440)
15: 28 و متى اخضع له الكل فحينئذ الابن نفسه ايضا سيخضع للذي اخضع له الكل كي يكون الله الكل في الكل
15: 29 و الا فماذا يصنع الذين يعتمدون من اجل الاموات ان كان الاموات لا يقومون البتة فلماذا يعتمدون من اجل الاموات
15: 30 و لماذا نخاطر نحن كل ساعة
15: 31 اني بافتخاركم الذي لي في يسوع المسيح ربنا اموت كل يوم
15: 32 ان كنت كانسان قد حاربت وحوشا في افسس فما المنفعة لي ان كان الاموات لا يقومون فلناكل و نشرب لاننا غدا نموت
15: 33 لا تضلوا فان المعاشرات الردية تفسد الاخلاق الجيدة
15: 34 اصحوا للبر و لا تخطئوا لان قوما ليست لهم معرفة بالله اقول ذلك لتخجيلكم
15: 35 لكن يقول قائل كيف يقام الاموات و باي جسم ياتون
15: 36 يا غبي الذي تزرعه لا يحيا ان لم يمت
15: 37 و الذي تزرعه لست تزرع الجسم الذي سوف يصير بل حبة مجردة ربما من حنطة او احد البواقي
15: 38 و لكن الله يعطيها جسما كما اراد و لكل واحد من البزور جسمه
15: 39 ليس كل جسد جسدا واحدا بل للناس جسد واحد و للبهائم جسد اخر و للسمك اخر و للطير اخر
15: 40 و اجسام سماوية و اجسام ارضية لكن مجد السماويات شيء و مجد الارضيات اخر
15: 41 مجد الشمس شيء و مجد القمر اخر و مجد النجوم اخر لان نجما يمتاز عن نجم في المجد
15: 42 هكذا ايضا قيامة الاموات يزرع في فساد و يقام في عدم فساد
15: 43 يزرع في هوان و يقام في مجد يزرع في ضعف و يقام في قوة
15: 44 يزرع جسما حيوانيا و يقام جسما روحانيا يوجد جسم حيواني و يوجد جسم روحاني
15: 45 هكذا مكتوب ايضا صار ادم الانسان الاول نفسا حية و ادم الاخير روحا محييا
15: 46 لكن ليس الروحاني اولا بل الحيواني و بعد ذلك الروحاني
15: 47 الانسان الاول من الارض ترابي الانسان الثاني الرب من السماء
15: 48 كما هو الترابي هكذا الترابيون ايضا و كما هو السماوي هكذا السماويون ايضا
15: 49 و كما لبسنا صورة الترابي سنلبس ايضا صورة السماوي
(4/441)
15: 50 فاقول هذا ايها الاخوة ان لحما و دما لا يقدران ان يرثا ملكوت الله و لا يرث الفساد عدم الفساد
15: 51 هوذا سر اقوله لكم لا نرقد كلنا و لكننا كلنا نتغير
15: 52 في لحظة في طرفة عين عند البوق الاخير فانه سيبوق فيقام الاموات عديمي فساد و نحن نتغير
15: 53 لان هذا الفاسد لا بد ان يلبس عدم فساد و هذا المائت يلبس عدم موت
15: 54 و متى لبس هذا الفاسد عدم فساد و لبس هذا المائت عدم موت فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت الى غلبة
15: 55 اين شوكتك يا موت اين غلبتك يا هاوية
15: 56 اما شوكة الموت فهي الخطية و قوة الخطية هي الناموس
15: 57 و لكن شكرا لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح
15: 58 اذا يا اخوتي الاحباء كونوا راسخين غير متزعزعين مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين ان تعبكم ليس باطلا في الرب
16: 1 و اما من جهة الجمع لاجل القديسين فكما اوصيت كنائس غلاطية هكذا افعلوا انتم ايضا
16: 2 في كل اول اسبوع ليضع كل واحد منكم عنده خازنا ما تيسر حتى اذا جئت لا يكون جمع حينئذ
16: 3 و متى حضرت فالذين تستحسنونهم ارسلهم برسائل ليحملوا احسانكم الى اورشليم
16: 4 و ان كان يستحق ان اذهب انا ايضا فسيذهبون معي
16: 5 و ساجيء اليكم متى اجتزت بمكدونية لاني اجتاز بمكدونية
16: 6 و ربما امكث عندكم او اشتي ايضا لكي تشيعوني الى حيثما اذهب
16: 7 لاني لست اريد الان ان اراكم في العبور لاني ارجو ان امكث عندكم زمانا ان اذن الرب
16: 8 و لكنني امكث في افسس الى يوم الخمسين
16: 9 لانه قد انفتح لي باب عظيم فعال و يوجد معاندون كثيرون
16: 10 ثم ان اتى تيموثاوس فانظروا ان يكون عندكم بلا خوف لانه يعمل عمل الرب كما انا ايضا
16: 11 فلا يحتقره احد بل شيعوه بسلام لياتي الي لاني انتظره مع الاخوة
(4/442)
16: 12 و اما من جهة ابلوس الاخ فطلبت اليه كثيرا ان ياتي اليكم مع الاخوة و لم تكن له ارادة البتة ان ياتي الان و لكنه سياتي متى توفق الوقت
16: 13 اسهروا اثبتوا في الايمان كونوا رجالا تقووا
16: 14 لتصر كل اموركم في محبة
16: 15 و اطلب اليكم ايها الاخوة انتم تعرفون بيت استفاناس انهم باكورة اخائية و قد رتبوا انفسهم لخدمة القديسين
16: 16 كي تخضعوا انتم ايضا لمثل هؤلاء و كل من يعمل معهم و يتعب
16: 17 ثم اني افرح بمجيء استفاناس و فرتوناتوس و اخائيكوس لان نقصانكم هؤلاء قد جبروه
16: 18 اذ اراحوا روحي و روحكم فاعرفوا مثل هؤلاء
16: 19 تسلم عليكم كنائس اسيا يسلم عليكم في الرب كثيرا اكيلا و بريسكلا مع الكنيسة التي في بيتهما
16: 20 يسلم عليكم الاخوة اجمعون سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة
16: 21 السلام بيدي انا بولس
16: 22 ان كان احد لا يحب الرب يسوع المسيح فليكن اناثيما ماران اثا
16: 23 نعمة الرب يسوع المسيح معكم
16: 24 محبتي مع جميعكم في المسيح يسوع امين(4/443)
رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس
1: 1 بولس رسول يسوع المسيح بمشيئة الله و تيموثاوس الاخ الى كنيسة الله التي في كورنثوس مع القديسين اجمعين الذين في جميع اخائية
1: 2 نعمة لكم و سلام من الله ابينا و الرب يسوع المسيح
1: 3 مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح ابو الرافة و اله كل تعزية
1: 4 الذي يعزينا في كل ضيقتنا حتى نستطيع ان نعزي الذين هم في كل ضيقة بالتعزية التي نتعزى نحن بها من الله
1: 5 لانه كما تكثر الام المسيح فينا كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا ايضا
1: 6 فان كنا نتضايق فلاجل تعزيتكم و خلاصكم العامل في احتمال نفس الالام التي نتالم بها نحن ايضا او نتعزى فلاجل تعزيتكم و خلاصكم
1: 7 فرجاؤنا من اجلكم ثابت عالمين انكم كما انتم شركاء في الالام كذلك في التعزية ايضا
1: 8 فاننا لا نريد ان تجهلوا ايها الاخوة من جهة ضيقتنا التي اصابتنا في اسيا اننا تثقلنا جدا فوق الطاقة حتى ايسنا من الحياة ايضا
1: 9 لكن كان لنا في انفسنا حكم الموت لكي لا نكون متكلين على انفسنا بل على الله الذي يقيم الاموات
1: 10 الذي نجانا من موت مثل هذا و هو ينجي الذي لنا رجاء فيه انه سينجي ايضا فيما بعد
1: 11 و انتم ايضا مساعدون بالصلاة لاجلنا لكي يؤدى شكر لاجلنا من اشخاص كثيرين على ما وهب لنا بواسطة كثيرين
1: 12 لان فخرنا هو هذا شهادة ضميرنا اننا في بساطة و اخلاص الله لا في حكمة جسدية بل في نعمة الله تصرفنا في العالم و لا سيما من نحوكم
1: 13 فاننا لا نكتب اليكم بشيء اخر سوى ما تقراون او تعرفون و انا ارجو انكم ستعرفون الى النهاية ايضا
1: 14 كما عرفتمونا ايضا بعض المعرفة اننا فخركم كما انكم ايضا فخرنا في يوم الرب يسوع
1: 15 و بهذه الثقة كنت اشاء ان اتي اليكم اولا لتكون لكم نعمة ثانية
1: 16 و ان امر بكم الى مكدونية و اتي ايضا من مكدونية اليكم و اشيع منكم الى اليهودية
(4/444)
1: 17 فاذ انا عازم على هذا العلي استعملت الخفة ام اعزم على ما اعزم بحسب الجسد كي يكون عندي نعم نعم و لا لا
1: 18 لكن امين هو الله ان كلامنا لكم لم يكن نعم و لا
1: 19 لان ابن الله يسوع المسيح الذي كرز به بينكم بواسطتنا انا و سلوانس و تيموثاوس لم يكن نعم و لا بل قد كان فيه نعم
1: 20 لان مهما كانت مواعيد الله فهو فيه النعم و فيه الامين لمجد الله بواسطتنا
1: 21 و لكن الذي يثبتنا معكم في المسيح و قد مسحنا هو الله
1: 22 الذي ختمنا ايضا و اعطى عربون الروح في قلوبنا
1: 23 و لكني استشهد الله على نفسي اني اشفاقا عليكم لم ات الى كورنثوس
1: 24 ليس اننا نسود على ايمانكم بل نحن موازرون لسروركم لانكم بالايمان تثبتون
2: 1 و لكني جزمت بهذا في نفسي ان لا اتي اليكم ايضا في حزن
2: 2 لانه ان كنت احزنكم انا فمن هو الذي يفرحني الا الذي احزنته
2: 3 و كتبت لكم هذا عينه حتى اذا جئت لا يكون لي حزن من الذين كان يجب ان افرح بهم واثقا بجميعكم ان فرحي هو فرح جميعكم
2: 4 لاني من حزن كثير و كابة قلب كتبت اليكم بدموع كثيرة لا لكي تحزنوا بل لكي لتعرفوا المحبة التي عندي و لا سيما من نحوكم
2: 5 و لكن ان كان احد قد احزن فانه لم يحزني بل احزن جميعكم بعض الحزن لكي لا اثقل
2: 6 مثل هذا يكفيه هذا القصاص الذي من الاكثرين
2: 7 حتى تكونوا بالعكس تسامحونه بالحري و تعزونه لئلا يبتلع مثل هذا من الحزن المفرط
2: 8 لذلك اطلب ان تمكنوا له المحبة
2: 9 لاني لهذا كتبت لكي اعرف تزكيتكم هل انتم طائعون في كل شيء
2: 10 و الذي تسامحونه بشيء فانا ايضا لاني انا ما سامحت به ان كنت قد سامحت بشيء فمن اجلكم بحضرة المسيح
2: 11 لئلا يطمع فينا الشيطان لاننا لا نجهل افكاره
2: 12 و لكن لما جئت الى ترواس لاجل انجيل المسيح و انفتح لي باب في الرب
2: 13 لم تكن لي راحة في روحي لاني لم اجد تيطس اخي لكن ودعتهم فخرجت الى مكدونية
(4/445)
2: 14 و لكن شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين و يظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان
2: 15 لاننا رائحة المسيح الذكية لله في الذين يخلصون و في الذين يهلكون
2: 16 لهؤلاء رائحة موت لموت و لاولئك رائحة حياة لحياة و من هو كفوء لهذه الامور
2: 17 لاننا لسنا كالكثيرين غاشين كلمة الله لكن كما من اخلاص بل كما من الله نتكلم امام الله في المسيح
3: 1 افنبتدئ نمدح انفسنا ام لعلنا نحتاج كقوم رسائل توصية اليكم او رسائل توصية منكم
3: 2 انتم رسالتنا مكتوبة في قلوبنا معروفة و مقروءة من جميع الناس
3: 3 ظاهرين انكم رسالة المسيح مخدومة منا مكتوبة لا بحبر بل بروح الله الحي لا في الواح حجرية بل في الواح قلب لحمية
3: 4 و لكن لنا ثقة مثل هذه بالمسيح لدى الله
3: 5 ليس اننا كفاة من انفسنا ان نفتكر شيئا كانه من انفسنا بل كفايتنا من الله
3: 6 الذي جعلنا كفاة لان نكون خدام عهد جديد لا الحرف بل الروح لان الحرف يقتل و لكن الروح يحيي
3: 7 ثم ان كانت خدمة الموت المنقوشة باحرف في حجارة قد حصلت في مجد حتى لم يقدر بنو اسرائيل ان ينظروا الى وجه موسى لسبب مجد وجهه الزائل
3: 8 فكيف لا تكون بالاولى خدمة الروح في مجد
3: 9 لانه ان كانت خدمة الدينونة مجدا فبالاولى كثيرا تزيد خدمة البر في مجد
3: 10 فان الممجد ايضا لم يمجد من هذا القبيل لسبب المجد الفائق
3: 11 لانه ان كان الزائل في مجد فبالاولى كثيرا يكون الدائم في مجد
3: 12 فاذ لنا رجاء مثل هذا نستعمل مجاهرة كثيرة
3: 13 و ليس كما كان موسى يضع برقعا على وجهه لكي لا ينظر بنو اسرائيل الى نهاية الزائل
3: 14 بل اغلظت اذهانهم لانه حتى اليوم ذلك البرقع نفسه عند قراءة العهد العتيق باق غير منكشف الذي يبطل في المسيح
3: 15 لكن حتى اليوم حين يقرا موسى البرقع موضوع على قلبهم
3: 16 و لكن عندما يرجع الى الرب يرفع البرقع
(4/446)
3: 17 و اما الرب فهو الروح و حيث روح الرب هناك حرية
3: 18 و نحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مراة نتغير الى تلك الصورة عينها من مجد الى مجد كما من الرب الروح
4: 1 من اجل ذلك اذ لنا هذه الخدمة كما رحمنا لا نفشل
4: 2 بل قد رفضنا خفايا الخزي غير سالكين في مكر و لا غاشين كلمة الله بل باظهار الحق مادحين انفسنا لدى ضمير كل انسان قدام الله
4: 3 و لكن ان كان انجيلنا مكتوما فانما هو مكتوم في الهالكين
4: 4 الذين فيهم اله هذا الدهر قد اعمى اذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم انارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله
4: 5 فاننا لسنا نكرز بانفسنا بل بالمسيح يسوع ربا و لكن بانفسنا عبيدا لكم من اجل يسوع
4: 6 لان الله الذي قال ان يشرق نور من ظلمة هو الذي اشرق في قلوبنا لانارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح
4: 7 و لكن لنا هذا الكنز في اوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا منا
4: 8 مكتئبين في كل شيء لكن غير متضايقين متحيرين لكن غير يائسين
4: 9 مضطهدين لكن غير متروكين مطروحين لكن غير هالكين
4: 10 حاملين في الجسد كل حين اماتة الرب يسوع لكي تظهر حياة يسوع ايضا في جسدنا
4: 11 لاننا نحن الاحياء نسلم دائما للموت من اجل يسوع لكي تظهر حياة يسوع ايضا في جسدنا المائت
4: 12 اذا الموت يعمل فينا و لكن الحياة فيكم
4: 13 فاذ لنا روح الايمان عينه حسب المكتوب امنت لذلك تكلمت نحن ايضا نؤمن و لذلك نتكلم ايضا
4: 14 عالمين ان الذي اقام الرب يسوع سيقيمنا نحن ايضا بيسوع و يحضرنا معكم
4: 15 لان جميع الاشياء هي من اجلكم لكي تكون النعمة و هي قد كثرت بالاكثرين تزيد الشكر لمجد الله
4: 16 لذلك لا نفشل بل و ان كان انساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوما
4: 17 لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا اكثر فاكثر ثقل مجد ابديا
(4/447)
4: 18 و نحن غير ناظرين الى الاشياء التي ترى بل الى التي لا ترى لان التي ترى وقتية و اما التي لا ترى فابدية
5: 1 لاننا نعلم انه ان نقض بيت خيمتنا الارضي فلنا في السماوات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد ابدي
5: 2 فاننا في هذه ايضا نئن مشتاقين الى ان نلبس فوقها مسكننا الذي من السماء
5: 3 و ان كنا لابسين لا نوجد عراة
5: 4 فاننا نحن الذين في الخيمة نئن مثقلين اذ لسنا نريد ان نخلعها بل ان نلبس فوقها لكي يبتلع المائت من الحياة
5: 5 و لكن الذي صنعنا لهذا عينه هو الله الذي اعطانا ايضا عربون الروح
5: 6 فاذا نحن واثقون كل حين و عالمون اننا و نحن مستوطنون في الجسد فنحن متغربون عن الرب
5: 7 لاننا بالايمان نسلك لا بالعيان
5: 8 فنثق و نسر بالاولى ان نتغرب عن الجسد و نستوطن عند الرب
5: 9 لذلك نحترس ايضا مستوطنين كنا او متغربين ان نكون مرضيين عنده
5: 10 لانه لا بد اننا جميعا نظهر امام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيرا كان ام شرا
5: 11 فاذ نحن عالمون مخافة الرب نقنع الناس و اما الله فقد صرنا ظاهرين له و ارجو اننا قد صرنا ظاهرين في ضمائركم ايضا
5: 12 لاننا لسنا نمدح انفسنا ايضا لديكم بل نعطيكم فرصة للافتخار من جهتنا ليكون لكم جواب على الذين يفتخرون بالوجه لا بالقلب
5: 13 لاننا ان صرنا مختلين فلله او كنا عاقلين فلكم
5: 14 لان محبة المسيح تحصرنا اذ نحن نحسب هذا انه ان كان واحد قد مات لاجل الجميع فالجميع اذا ماتوا
5: 15 و هو مات لاجل الجميع كي يعيش الاحياء فيما بعد لا لانفسهم بل للذي مات لاجلهم و قام
5: 16 اذا نحن من الان لا نعرف احدا حسب الجسد و ان كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد لكن الان لا نعرفه بعد
5: 17 اذا ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة الاشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا
5: 18 و لكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح و اعطانا خدمة المصالحة
(4/448)
5: 19 اي ان الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم و واضعا فينا كلمة المصالحة
5: 20 اذا نسعى كسفراء عن المسيح كان الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله
5: 21 لانه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لاجلنا لنصير نحن بر الله فيه
6: 1 فاذ نحن عاملون معه نطلب ان لا تقبلوا نعمة الله باطلا
6: 2 لانه يقول في وقت مقبول سمعتك و في يوم خلاص اعنتك هوذا الان وقت مقبول هوذا الان يوم خلاص
6: 3 و لسنا نجعل عثرة في شيء لئلا تلام الخدمة
6: 4 بل في كل شيء نظهر انفسنا كخدام الله في صبر كثير في شدائد في ضرورات في ضيقات
6: 5 في ضربات في سجون في اضطرابات في اتعاب في اسهار في اصوام
6: 6 في طهارة في علم في اناة في لطف في الروح القدس في محبة بلا رياء
6: 7 في كلام الحق في قوة الله بسلاح البر لليمين و لليسار
6: 8 بمجد و هوان بصيت رديء و صيت حسن كمضلين و نحن صادقون
6: 9 كمجهولين و نحن معروفون كمائتين و ها نحن نحيا كمؤدبين و نحن غير مقتولين
6: 10 كحزانى و نحن دائما فرحون كفقراء و نحن نغني كثيرين كان لا شيء لنا و نحن نملك كل شيء
6: 11 فمنا مفتوح اليكم ايها الكورنثيون قلبنا متسع
6: 12 لستم متضيقين فينا بل متضيقين في احشائكم
6: 13 فجزاء لذلك اقول كما لاولادي كونوا انتم ايضا متسعين
6: 14 لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين لانه اية خلطة للبر و الاثم و اية شركة للنور مع الظلمة
6: 15 و اي اتفاق للمسيح مع بليعال و اي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن
6: 16 و اية موافقة لهيكل الله مع الاوثان فانكم انتم هيكل الله الحي كما قال الله اني ساسكن فيهم و اسير بينهم و اكون لهم الها و هم يكونون لي شعبا
6: 17 لذلك اخرجوا من وسطهم و اعتزلوا يقول الرب و لا تمسوا نجسا فاقبلكم
6: 18 و اكون لكم ابا و انتم تكونون لي بنين و بنات يقول الرب القادر على كل شيء
(4/449)