مهذب كتاب:
بذل المجهود في إثبات
مشابهة الرافضة "الشيعة" لليهود
هذبه
عبدالباسط بن يوسف الغريب
المقدمة
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
فإن دور اليهود في نشوء دين الرافضة – الشيعة - من الحقائق التاريخية الثابتة؛ فبعد أن حطم الإسلام عروش الكفر والطغيان لم يكن أعداء الإسلام ليقفوا موقف المتفرج بل عزموا على الثأر من الإسلام, وقد أدركوا بعد الحروب الطاحنة التي خاضوها ضد المسلمين أن لا طاقة لهم بمواجهة الإسلام بالسيف والسنان؛ فلجؤوا إلى أسلوب المكر والخديعة وبث الفتن بين صفوف المسلمين.
ومن أولئك الأعداء اليهود الذين أرادوا الثأر لأسلافهم من يهود بني النضير وبني قريظة وبني قينقاع وأهل خيبر, فكان عبد الله بن سبأ اليهودي الماكر هو مرشح اليهودية للقيام بهذه المهمة الخبيثة؛ فادعى الإسلام وجعل يبث بمكره بين صفوف المسلمين عقيدة الوصية والرجعة والبراءة من الصحابة ثم أظهر الغلو في علي رضي الله عنه وأبنائه, فاستطاع أن يضع الجذور الأساسية لفرقة تستمد مبادءها وأفكارها من اليهودية في ثوب إسلامي.
وإن من أهم الكتب التي أبرزت حقيقة التشابه بين اليهود والشيعة كتاب الشيخ عبد الله الجميلي "بذل المجهود في إثبات مشابهة الرافضة – الشيعة – لليهود".
فقد قدم المؤلف هذه الحقيقة بتوثيق دقيق من مراجع اليهود والشيعة بما لا يدع مجالا للشك والارتياب, ولتمم الفائدة على الوجه المطلوب قمت باختصار الكتاب وحذف المكرر والردود , والاقتصار على الشواهد والإثباتات ثم عقبت ذلك بجدول مقارنة بين دين اليهود ودين الشيعة مستقى من كتاب عبد الله ين سبأ وإمامة علي بن أبي طالب رضي الله عنه, والله أسأله أن ينفع بهذا الكتاب والحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات.(1/1)
عبد الله بن سبأ حقيقة وليس أسطورة
يحاول بعض الكتاب التشكيك بشخصية عبد الله بن سبأ, وأن يظهر أنها شخصية وهمية, مع أن الدلائل التاريخية كثيرة في بيان دوره في تأسيسه جذور دين الشيعة؛ ومن تلك الدلائل اعتراف كثير من علماء الشيعة بهذه الحقيقة.
المثبتون وجود ابن سبأ من علماء الشيعة
1- الناشئ الأكبر (203هـ):
ذكر الناشئ الأكبر عبد الله بن سبأ ضمن حديثه عن فرقة السبئية فقال: "وفرقة زعموا أن علياً عليه السلام حي لم يمت، وأنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه، وهؤلاء هم السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان عبد الله سبأ رجلاً من أهل صنعاء يهودياً.
2- الأشعري القمي (310هـ):
تحدث عن السبأية وابن سبأ في كتاب "المقالات والفرق فقال: "هذه الفرقة تسمى السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ وهو عبد الله بن وهب الراسبي الهمداني، وساعده على ذلك عبد الله بن حرسي وابن أسود وهما من أجلة أصحابه، وكان أول من أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم"(1).
3- النوبختي (من أعلام القرن الثالث):
تحدث عن ما أحدثه ابن سبأ من القول بفرض إمامة علي بن أبي طالب ثم قال: "وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي عليه السلام أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى علياً عليه السلام , وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام بهذه المقالة فقال في إسلامه بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - في علي عليه السلام بمثل ذلك"(2).
4- الكشي (369هـ):
ذكر عبد الله بن سبأ وأورد خمس روايات بسندها إلى أئمتهم في البراءة من عبد الله بن سبأ ولعنه وذمه نورد منها:
__________
(1) "المقالات والفرق" (ص20).
(2) "فرق الشيعة" (ص22).(1/2)
ما روي عن أبي جعفر أنه قال: "إن عبد الله بن سبأ كان يدعي النبوة ويزعم أن أمير المؤمنين عليه السلام هو الله ,تعالى الله عن ذلك، فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام فدعاه وسأله فأقر بذلك وقال: نعم أنت هو، وقد كان ألقي في روعي أنك أنت الله وأني نبي، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ويلك قد سخر منك الشيطان فارجع عن هذا ثكلتك أمك، فأبى فحبسه واستتابه ثلاثة أيام لم يتب فأحرقه بالنار وقال: إن الشيطان استهواه فكان يأتيه يلقي في روعه ذلك.
وعن أبي عبد الله أنه قال: "لعن الله عبد الله بن سبأ إنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين عليه السلام وكان والله أمير المؤمنين عليه السلام عبداً لله طائعاً، الويل لمن كذب علينا , وإن قوماً يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا نبرأ إلى الله منهم نبرأ إلى الله منهم"(1).
5- ابن أبي الحديد: (656هـ):
ذكر أن ابن سبأ أول من أظهر الغلو في زمن علي رضي الله عنه قال: "وأول من جهر بالغلو في أيامه عبد الله بن سبأ، قام إليه وهو يخطب فقال له: أنت أنت، وجعل يكررها، فقال له ويلك من أنا؟ فقال: أنت الله، فأمر بأخذه وأخذ قوم كانوا معه على رأيه"(2).
6- نعمة الله الجزائري (1112هـ):
يقول نعمة الله الجزائري في كتابه "الأنوار النعمانية": قال عبد الله بن سبأ لعلي بن أبي طالب: أنت الإله حقاً فنفاه علي عليه السلام إلى المدائن وقيل إنه كان يهودياً فأسلم وكان في اليهودية يقول في يوشع بن نون وفي موسى مثل ما قال في علي(3).
ومن علماء الشيعة المثبتين لدور ابن سبأ كذلك الصدوق والمامقاني ومحمد حسين المظفري وغيرهم كثير.
مشابهة الرافضة لليهود
__________
(1) "رجال الكشي" (70-71).
(2) "شرح نهج البلاغة " (5|5)
(3) "الأنوار النعمانية (2|234)(1/3)
أشبهت الرافضة اليهود في كثير من جوانب العقيدة وغيرها من المسائل والأحكام الفقهية في مذهبهم ولا عجب أن يحدث ذلك التشابه الكبير بينهما، فمذهب الرافضة قد وضعه اليهود وتشرب بعقائدهم ومبادئهم منذ نشأته. وتأثر الرافضة باليهود لا يخفى على من له معرفة بعقائدهم ومبادئهم وذلك إما بمخالطتهم ومعاملتهم أو بمطالعة كتبهم وخاصة القديم منها.
ولما كان سلفنا الصالح رحمهم الله من أعرف الناس بهم، أدركوا هذه الحقيقة فصرحوا بمشابهة الرافضة لليهود في كثير من عقائدهم وحذروا الناس منهم.
وكان أول من تنبه لذلك الإمام عامر بن شراحيل الشعبي، فقد كان كوفي المولد والمنشأ والوفاة – أي أنه كان مخالطاً لهم طوال حياته – ولهذا ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أنه من أخبر الناس بهم(1).
__________
(1) "منهاج السنة" (1/22).(1/4)
فقد روى ابن عبد ربه في "العقد الفريد" عن مالك بن معاوية أنه قال: قال لي الشعبي وذكرنا الرافضة، يا مالك لو أردت أن يعطوني رقابهم عبيداً , وأن يملئوا بيتي ذهباً على أن أكذبهم على عليّ كذبة واحدة لفعلوا، ولكني والله لا أكذب عليه أبداً، يا مالك إني درست الأهواء كلها، فلم أر قوماً أحمق من الرافضة فلو كانوا من الدواب لكانوا حميراً أو كانوا من الطير لكانوا رخماً(1). ثم قال: أحذرك الأهواء المضلة شرها الرافضة، فإنها يهود هذه الأمة، يبغضون الإسلام كما يبغض اليهود النصرانية، ولم يدخلوا في الإسلام رغبة ولا رهبة من الله ولكن مقتاً لأهل الإسلام وبغياً عليهم , وقد حرقهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالنار، ونفاهم إلى البلدان، منهم عبد الله بن سبأ نفاه إلى ساباط وعبد الله بن سبأ نفاه إلى الحازر، وأبو الكروس، وذلك أن محنة الرافضة محنة اليهود. قالت اليهود: لا يكون الملك إلا في آل داود، وقالت الرافضة: لا يكون الملك إلا في آل علي بن أبي طالب، وقالت اليهود: لا يكون جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح المنتظر، وينادي مناد من السماء، وقالت الرافضة: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي وينزل سبب من السماء. واليهود يؤخرون صلاة المغرب حتى تشتبك النجوم، وكذلك الرافضة، واليهود لا ترى الطلاق الثلاث شيئاً، وكذا الرافضة، واليهود لا ترى على النساء عدة، وكذلك الرافضة، واليهود تستحل دم كل مسلم، وكذلك الرافضة، واليهود حرفوا التوراة، وكذلك الرافضة حرفت القرآن، واليهود تبغض جبريل عليه السلام وتقول: هو عدونا من الملائكة، وكذلك الرافضة تقول: غلط جبريل في الوحي إلى محمد بترك علي بن أبي طالب، واليهود لا تأكل لحم الجزور، وكذلك الرافضة..(2).
__________
(1) جمع رخمة، وهو طائر أبقع يشبه النسر في الخلقة.
(2) ابن عبد ربه: "العقد الفريد" (2/249-250).(1/5)
وروى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله نحو هذا الكلام عن أبي عاصم خشيش بن أصرم في كتابه، ورواه من طريقه أبو عمرو الطلمنكي في كتابه في الأصول.
قال أبو عاصم حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي عن عبد الرحمن بن مالك بن مغول عن أبيه قال: قلت لعامر الشعبي: ما ردك عن هؤلاء القوم وقد كنت فيهم رأساً؟ قال: رأيتهم يأخذون بأعجاز لا صدور لها ثم قال لي: يا مالك لو أردت أن يعطوني رقابهم عبيداً أو يملؤوا لي بيتي ذهباً، أو يحجوا على بيتي هذا على أن أكذب على عليّ رضي الله عنه لفعلوا، ولا والله لا أكذب عليه أبداً، ...يا مالك: لم يدخلوا في الإسلام رغبة فيه لله ولا رهبة من الله ولكن مقتاً من الله عليهم وبغياً منهم على أهل الإسلام، يريدون أن يغمصوا دين الإسلام كما غمص بولص بن يوشع – ملك اليهود – دين النصرانية. ولا تتجاوز صلاتهم آذانهم، قد حرقهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالنار ونفاهم من البلاد، منهم عبد الله بن سبأ يهودي من يهود صنعاء نفاه إلى ساباط وأبو بكر الكروس نفاه إلى الجابية(1)، وحرق منهم قوماً أتوه فقالوا: أنت هو فقال: من أنا؟ فقالوا: أنت ربنا فأمر بنار فأججت فألقوا فيها، وفيهم قال علي رضي الله عنه:
لما رأيت الأمر أمراً منكراً ... أججت ناري ودعوت قنبراً
__________
(1) قرية من أعمال دمشق من ناحية الجولان.(1/6)
يا مالك، إن محنتهم محنة اليهود، ... قالت اليهود: فرض الله علينا خمسين صلاة في كل يوم وليلة، وكذلك الرافضة. واليهود لا يصلون المغرب حتى تشتبك النجوم، وقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تزال أمتي على الإسلام ما لم تؤخر المغرب إلى اشتباك النجوم مضاهاة لليهود))(1)، وكذلك الرافضة. واليهود إذا صلوا زالوا عن القبلة شيئاً، وكذلك الرافضة. واليهود تنود في صلاتها(2)، كذلك الرافضة. واليهود يسدلون أثوابهم في الصلاة،. واليهود يسجدون في صلاة الفجر الكندرة(3)، وكذلك الرافضة. واليهود لا يخلصون بالسلام إنما يقولون: سام عليهم وهو الموت، وكذلك الرافضة... واليهود يستحلون أموال الناس وقد نبأنا الله عنهم أنهم قالوا: {ليس علينا في الأميين سبيل}، وكذلك الرافضة يستحلون مال كل مسلم. واليهود يستحلون دم كل مسلم، وكذلك الرافضة. واليهود يرون غش الناس، وكذلك الرافضة، واليهود لا يعدون الطلاق شيئاً إلا عند كل حيضة، وكذلك الرافضة، واليهود ليس لنسائهم صداق وإنما يتمتعون متعة، وكذلك الرافضة يستحلون المتعة. واليهود لا يرون العزل عن السراري وكذلك الرافضة. واليهود يحرمون الجرّي(4) والمرماهي، وكذلك الرافضة. واليهود حرموا الأرنب والطحال وكذلك الرافضة. واليهود لا يرون المسح على الخفين، وكذلك الرافضة. واليهود لا يلحدون وكذلك الرافضة. وقد ألحد لنبينا - صلى الله عليه وسلم -. واليهود يدخلون مع موتاهم سعفة رطبة، وكذلك الرافضة. ثم قال لي: يا مالك، وفضلتهم اليهود والنصارى بخصلة قيل لليهود : من خير أهل ملتكم؟ قالوا أصحاب موسى، وقيل للنصارى: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: حواري عيسى. وقيل للرافضة
__________
(1) رواه أبو داود في "سننه" (1/291)، وابن ماجه (1/225)، والحاكم في "المستدرك" (1/191) وقال: حديث صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
(2) التنود وهو التحرك، يقال: تنود الغصن إذا تحرك.
(3) الكندرة من الأرض ما غلظ وارتفع.
(4) نوع من السمك.(1/7)
من شر أهل ملتكم؟ قالوا: حواري محمد يعنون بذلك طلحة والزبير، أمروا بالاستغفار لهم فسبوهم، والسيف مسلول عليهم إلى يوم القيامة، ودعوتهم مدحوضة ورايتهم مهزومة، وأمرهم مشتت كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين(1).
هذا ما روي عن الإمام الشعبي من الأمور التي شابهت الرافضة فيها اليهود، وقد ذكر غيره من علماء السلف بعض الأوجه الأخرى.
ومن هؤلاء العلماء شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، فقد ذكر في كتابه "الرد على الرافضة" تحت: "مطلب مشابهتهم اليهود":
"ومن قبائحهم تشبههم باليهود، ولهم بهم مشابهات منها: أنهم يضاهون اليهود الذين رموا مريم الطاهرة بالفاحشة بقذف زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عائشة المبرأة بالبهتان وسلبوا بسبب ذلك الإيمان، ويشابهونهم في قولهم أن دينا بنت يعقوب خرجت وهي عذراء فافترعها مشرك، بقولهم إن عمر اغتصب ابنة علي رضي الله عنه. وبلبس التيجان فإنها من ألبسة اليهود، وبقص اللحى أو حلقها أو إعفاء الشوارب هذا دين اليهود وإخوانهم من الكفرة، ومنها أن اليهود مسخوا قردة وخنازير، وقد نقل أنه وقع ذلك لبعض الرافضة في المدينة المنورة وغيرها، بل قد قيل إنهم تمسخ صورهم ووجوههم عند الموت، والله أعلم.
ومنها ترك الجمعة والجماعة وكذلك اليهود فإنهم لا يصلون إلا فرادى، ومنها تركهم قول آمين وراء الإمام في الصلاة فإنهم لا يقولون آمين يزعمون أن الصلاة تبطل به، ومنها تركهم تحية السلام فيما بينهم وإذا سلموا فعلوا بعكس السنة، ومنها خروجهم من الصلاة بالفعل وتركهم السلام في الصلاة ؛ فإنهم يخرجون من الصلاة من غير سلام بل يرفعون أيديهم ويضربون بها على ركبهم كأذناب الخيل الشمس(2).
__________
(1) "منهاج السنة" (1/28-34).
(2) شمس الفرس، منع ظهره.(1/8)
ومنها: شدة عداوتهم للمسلمين، وأخبر الله عن اليهود: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ }، وكذلك هؤلاء أشد الناس عداوة لأهل السنة والجماعة حتى أنهم يعدونهم أنجاساً، فقد شابهوا اليهود في ذلك ومن خالطهم لا ينكر وجود ذلك فيهم.
ومنها: أنهم يجمعون بين المرأة وعمتها، وبين المرأة وخالتها يشابهون اليهود فإنهم كانون يجمعون في شرع يعقوب بين الأختين.
ومنها: قولهم إن من عداهم من الأمة لا يدخلون الجنة بل يخلدون في النار، وقد قال اليهود والنصارى: {لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى}.
ومنها: اتخاذهم الصور الحيوانية كاليهود والنصارى، وقد ورد الوعيد الشديد في تصوير الصور ذات الأرواح في البخاري وغيره أنه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لعن الله المصورين)(1)، وأنه قال: (إن المصور يكلف يوم القيامة أن ينفخ الروح فيما صوره وليس بنافخ).
ومنها: تخلفهم عن نصر أئمتهم كما خذلوا علياً وحسيناً وزيداً وغيرهم رضي الله عنهم، قبحهم الله ما أعظم دعواهم في حب أهل البيت وأجبنهم عن نصرهم، وقد قال اليهود لموسى: {فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}.
ومنها: أن اليهود مسخوا وقد روي: إن كان خسف ومسخ ففي المكذبين للقدر، وهؤلاء مكذبون به، وقد خسف بقرى كثيرة مرات عديدة من بلاد العجم.
ومنها: أن اليهود ضربت عليهم الذلة والمسكنة أينما كانوا، وكذلك هؤلاء ضربت عليهم الذلة حتى أحبوا التقية من شدة خوفهم وذلهم.
ومنها: أن اليهود يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون: هذا من عند الله، وهؤلاء يكتبون الكذب ويقولون هذا من كلام الله تعالى ويفترون الكذب على رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأهل بيته رضي الله عنهم"(2).
__________
(1) قطعة من حديث رواه البخاري.
(2) الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "رسالة في الرد على الرافضة" (ص43-46).(1/9)
ومن العلماء الذين ذكروا المشابهة بين اليهود والرافضة، عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي رحمه الله تعالى، فقد ذكر بعض الأوجه التي نقلها العلماء عن الشعبي في المشابهة بين اليهود والرافضة في "مختصر التحفة الاثنى عشرية"(1). وقد أكد الكتاب المعاصرون كذلك هذه الحقيقة وهي مشابهة اليهود للرافضة في أكثر من كتاب من كتبهم.
فقد أفرد عبد الله القصيمي في كتابه "الصراع بين الإسلام والوثنية" هذا الموضوع بعنوان مستقل، فقال تحت عنوان "شبه الشيعة باليهود":
"تشبه الشيعة اليهود من وجهات ووجوه كثيرة، ولا عجب في الأمر، فإن أصل المذهب الشيعي كما قد ذكرنا مرات قد وضعه اليهود وأسسوه ودعوا إليه سراً وجهراً حتى قام وصار مذهباً مستقلاً متبايناً المذاهب والنحل مخالفاً لها بميزاته وخصائصه(2).
ثم عقد القصيمي مقارنة بينهم دلت على ما بين الفريقين من تشابه كبير في العقيدة، فقال: "تشبه الشيعة باليهود من وجوه كثيرة:
من ذلك أن الشيعة تقول بالبداء على الله، واليهود تقول بذلك أيضاً.
ومن ذلك أن اليهود يقولون بالتشبيه، تشبيه الله بخلقه، فيصفونه بالحزن، والبكاء، واللغوب، وأعراض النقص، وكذلك الشيعة يشبهون ويصفون الله بصفات الخلق والنقص. ومن ذلك أن اليهود يعادون جبريل عليه السلام ويمقتونه ويقولون هو عدونا، وكذلك الشيعة تقدح فيه وتمقته؛ لأنه في زعمهم قد أرسل إلى علي فغلط فنزل على محمد عليه السلام.
ومن ذلك أن الطائفتين قد ضربت عليهم الذلة والمسكنة، فاليهود قد أخبر الله عنهم بذلك وسجله عليهم في الكتاب العزيز، وقد أنبأنا به منذ أربعة عشر قرناً ونصف وأبانه بياناً صريحاً واضحاً.
__________
(1) ص298).
(2) "الصراع بين الإسلام والوثنية" (1/492).(1/10)
ومن ذلك اليوم إلى اليوم واليهود لا يزالون يتقلبون في الذلة والمسكنة والهوان لم تقم لهم قائمة ، وكذلك الشيعة قد حاولوا مرات في عصور مختلفة الاستبداد بالأمر والنهوض بأعباء الملك والسلطان وانتزاعه بين أيدي أهله، وقد نالوا جزءاً طفيفاً من ذلك في فترات من الزمن ودانت لقوتهم بعض الأقطار أحياناً قصيرة زائلة، ولكنهم ما زالوا أذلة صاغرين حتى في أيام دولتهم وسلطانهم وحتى في الأقطار التي دانت لهم في الظاهر واعترفت لهم بالملك.
من ذلك أن اليهود يحرفون الكلم عن مواضعه كما قال تعالى: {من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه} ، وكذلك الرافضة يحرفون الكلم عن مواضعه. ومن ذلك أن اليهود والرافضة لا يعدلون في حبهم ولا بغضهم، ولا يقتصدون في توليهم ولا في تبريهم، بل كلتا الطائفتين مسرفة في هذا وهذا، ظالمة في هذا وذاك.
ومن ذلك أن اليهود يستحلون دماء المسلمين العرب وأموالهم بكل الوسائل بالخداع والربا الفاحش والاغتيال والغش وبما استطاعوا من الوسائل، وكذلك الرافضة يستحلون دماء أهل السنة جميعاً وأموالهم بكل الوسائل بالاغتيال والغدر والاحتيال والغش وبما استطاعوا من صنوف الوسائل الباطلة.
ومن ذلك أن اليهود يتعشقون القبور ويهيمون بها هياماً ويصيرونها مساجد غلواً وافتتاناً، وقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)). وكذلك الرافضة يغلون في القبور والمشاهد غلواً قبيحاً غلو اليهود، ويتعشقونها كاليهود وأشد حتى أصاروها مشاهد ومعابد ومساجد وهم يحجون إليهم كما يحج إليها المسلمون إلى البيت الحرام من كل مكان.(1/11)
ومن ذلك أن اليهود يغلون في تقديس الأحبار والرهبان إلى حد العبادة والتأليه كما قال تعالى:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ}، وكذلك الرافضة يغلون في أئمتهم غلو تأليه وعبادة، ويقدسونهم ويضعونهم في درجات هي فوق مستوى البشر والخلق.
ومن ذلك أن اليهود وغيرهم كالنصارى ليس لدينهم ولما يأثرونه ويذكرونه عن أنبيائهم أسانيد صحيحة ولا ضعيفة، ولا لمن يروون عنهم كتب تراجم صحيحة معتبرة لها أسانيد متصلة بها يعرف حال الرواة الدينية والعلمية والخلقية، وكذلك الرافضة ليس لعقائدهم ومفرداتهم التي باينوا بها أهل السنة والجماعة واختصوا بها وصاروا بها رافضة مستقلين عن غيرهم أسانيد صحيحة ولا روايات متصلة مقبولة ولا لمن يروون عنهم ما يروون من هذه المفاريد والخصائص تراجم معروفة صحيحة ينقدون بها هؤلاء الرواة ويعلمون بها مكانتهم العلمية والدينية والخلقية.
ومن ذلك أيضاً أن اليهود يقولون بالتقية وكتمان الحق والموافقة على الباطل، وكذلك الرافضة يقولون هذه المقالة ويسرفون في ذلك , ولهم في هذه التقية روايات غريبة(1).
ومن الذين ذكروا مشابهة الرافضة لليهود من المعاصرين الشيخ عبد الوهاب خليل الرحمن في مقدمته لتحقيق كتاب "رسالة في الرد على الرافضة" لأبي حامد المقدسي (2).
الوصية عند اليهود
يرى اليهود ضرورة تنصيب وصي بعد النبي- صلى الله عليه وسلم - يقوم مقامه في إرشاد الناس من بعده، وقد جاءت عدة نصوص في "التوراة" وغيرها من أسفار اليهود، تفيد أن الله تعالى طلب من موسى عليه السلام أن يوصي ليوشع بن نون قبل موته، ليكون مرشداً لبني إسرائيل من بعده.
__________
(1) انظر: "الصراع بين الإسلام والوثنية" (1/494-503).
(2) انظر (ص110-112)، من المقدمة.(1/12)
جاء في سفر "العدد": "فكلم الرب موسى قائلاً: ليوكل الرب إله أرواح جميع البشر رجلاً على الجماعة، يخرج إمامهم ويدخل أمامهم، ويخرجهم ويدخلهم لكيلا تكون جماعة الرب كالغنم التي لا راعي لها، فقال الرب لموسى: خذ يشوع بن نون رجلاً فيه روح، وضع يدك عليه، وأوقفه قدام العازار الكاهن وقدام كل الجماعة، وأوصه أمام أعينهم .. ففعل موسى كما أمره الرب وأخذ يشوع وأوقفه قدام العازار الكاهن وقدام كل الجماعة، ووضع يده عليه وأوصاه كما تكلم الرب عن يد موسى"(1).
وأما الشيعة فتتلخص عقيدتهم في الوصية والوصي: أن الوصي بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - هو علي ابن أبي طالب، وأن اختيار علي لهذا المنصب لم يكن من قبل النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما جاء من الله تعالى.
جاء في كتاب "بصائر الدرجات": "عن أبي عبد الله عليه السلام قال: عرج بالنبي - صلى الله عليه وسلم - إلى السماء مئة وعشرين مرة، ما من مرة إلا وقد أوصى الله النبي - صلى الله عليه وسلم - بولاية علي والأئمة من بعده أكثر مما أوصاه بالفرائض"(2).
ويروي الشيخ الصدوق عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن الله تبارك وتعالى آخى بيني وبين علي بن أبي طالب، وزوجه ابنتي من فوق سبع سمواته، وأشهد على ذلك مقربي ملائكته، وجعله لي وصياً وخليفة، فعلي مني وأنه منه، محبه محبي، ومبغضه مبغضي، وإن الملائكة لتتقرب إلى الله بمحبته"(3).
أوجه التشابه بين عقيدتي اليهود والرافضة في الوصية
فمن أوجه هذا التشابه :
__________
(1) "الإصحاح السابع والعشرون"، فقرات (15-23).
(2) الصفار (ص99).
(3) "أمالي الصدوق" (ص108).(1/13)
الجانب الأول: التشابه في التسمية، فإطلاق لقب "وصي" على من يخلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تصريف شؤون المسلمين لم يعرف عند المسلمين، ولم يوجد أحد من المسلمين أطلق لقب "وصي" على أحد من الخلفاء الأربعة، إلا ما كان من ابن سبأ وممن غرر بهم من عوام الناس عندما أحدث القول بالوصية، وزعم أن علياً وصي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان ذلك في زمن عثمان بن عفان.
فبهذا يتضح أن أصل لقب "وصي" يهودي انتقل إلى الرافضة عن طريق ابن سبأ.
الجانب الثاني: اتفاق اليهود والرافضة على وجوب تنصيب وصي بعد النبي، وقد شبهت اليهود الأمة التي بغير وصي بالغنم التي لا راعي لها.
وقالت الرافضة: إن الأرض لو بقيت بغير إمام لساخت، وكلا القولين يحتم وجوب تنصيب وصي، وأنه لا غنى للناس عنه.
الجانب الثالث: اتفق اليهود والرافضة على أن الله تعالى هو الذي يتولى تعيين الوصي وليس للنبي اختيار وصيه من بعده، وقد دلت نصوص اليهود أن الله هو الذي أمر موسى أن يتخذ يشوعاً وصياً له، ودلت روايات الرافضة أن الله تعالى هو الذي أمر نبينا - صلى الله عليه وسلم - أن يتخذ علياً وصياً، وأن ولاية علي جاءت من فوق سبع سماوات.
الجانب الرابع: اتفاقهم أن الله يكلم الأوصياء، ويوحي إليهم، فقد زعم اليهود أن الله خاطب يشوعاً مباشرة أكثر من مرة، كما دلت على ذلك نصوص كتبهم. وكذلك الرافضة زعموا أن الله ناجى علياً - رضي الله عنه - أكثر من مرة في أكثر من موضع، على حسب ما جاءت به رواياتهم.(1/14)
الجانب الخامس: ينزّل اليهود والرافضة الوصي منزلة النبي، فقد جاء في أسفار اليهود أن الله قال ليشوع: "اليوم ابتدأ أعظمك في أعين جميع بني إسرائيل لكي يعلموا أني كما كنت مع موسى أكون معك"، وجاء أيضاً أن بني إسرائيل هابوا يشوع كما هابوا موسى عليه السلام. والرافضة يزعمون أن لعلي - رضي الله عنه - وغيره من الأئمة منزلة تعادل منزلة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنهم في درجته كما دلت على ذلك رواياتهم السابقة.
الجانب السادس:
من التوافق بين اليهود والرافضة أن اليهود يزعمون أن الله تعالى أوقف الشمس والقمر ليشوع (1)عندما أراد أن ينتقم من أعدائه كما مر ذلك سابقاً. وكذلك الرافضة يزعمون أن الله تعالى رد الشمس لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه -. فقد رووا عن الباقر عن أبيه عن جده الحسين بن علي عن جويرية – أحد أصحاب علي - رضي الله عنه - - حديثاً طويلاً وفيه: "وسار أمير المؤمنين عليه السلام إلى أن قطع أرض بابل، وتدلت الشمس للغروب ثم غابت واحمر الأفق، قال: فالتفت إليّ أمير المؤمنين وقال: يا جويرية، فقلت: يا أمير المؤمنين ما وجب العشاء بعد، فقال عليه السلام: أذن للعصر فقلت في نفسي أأذن للعصر وقد غربت الشمس! ولكن عليّ الطاعة فأذنت، فقال: أقم، وإذا أنا في الإقامة تحركت شفتاه بكلام كأنه منطق الخطاطيف لم أفهم ما هو، فرجعت الشمس بصرير عظيم حتى وقفت في مركزها من العصر، فقام عليه السلام وكبر وصلينا وراءه، فلما فرغ من صلاته، وقعت كأنها سراج في طست وغابت واشتبكت النجوم، فالتفت إليّ ثم قال: أذن للعشاء يا ضعيف اليقين"(2).
__________
(1) صح حبس الشمس ليوشع عليه السلام كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة .
(2) حسين عبد الوهاب، "عيون المعجزات" (ص7، 8).(1/15)
تلك هي أوجه الاتفاق بين اليهود والرافضة في هذه العقيدة، وليس غريباً أن يحدث ذلك التوافق الكبير بينهما، فعبد الله بن سبأ هو الذي أسس مذهب الرفض ودعا إليه، وقام بنشر العقائد الفاسدة بين من اغتر به من ضعفاء الناس، وكان أول ما نادى به ابن سبأ من هذه العقائد؛ زعمه أن علي بن أبي طالب هو وصي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد صرح ابن سبأ نفسه، أنه لم يأخذ هذه الفكرة من مصدر إسلامي، بل أخذها من "التوراة".
حصر اليهود الملك في آل داود
عندما استقر اليهود في فلسطين أخذوا يحلمون بعصورهم الذهبية في عهد داود وسليمان وما كانوا يعيشونه من نعم الله الوافرة وما كانوا فيه من عزة وقوة، فظن هؤلاء أن ذلك كان بسبب داود وسليمان.
فمن هنا أخذ اليهود ينادون بملك من آل داود يعيد لهم عزهم ومجدهم الغابر، فكان أن وافقت هذه العصور فترة تدوين اليهود لأسفارهم، فنسبوا إلى الله فيها بأنه وعدهم ، يبقي على عرش إسرائيل رجلاً من آل داود إلى الأبد، وذلك ليضيفوا على أحلامهم صبغة شرعية لتنال الاحترام عند اليهود، فكانت هذه بداية عقيدة حصر الملك في آل داود عند اليهود، ثم تناقلها اليهود جيلاً بعد جيل إلى يومنا هذا، فما زال يهود اليوم يحلمون ببناء هيكل سليمان وتنصيب رجل من آل داود على عرش إسرائيل.
ولنبدأ الآن بذكر النصوص التي بثوها في أسفارهم للدعوة لهذه العقيدة:(1/16)
جاء في سفر "حزقيال" فيما نسبوه إلى الله أنه قال: "هاأنذا أخبر بني إسرائيل من بين الأمم الذين ذهبوا إليها وأجمعهم من كل ناحية، وآتي بهم أرضهم وأصيرهم أمة واحدة في الأرض على جبال إسرائيل، وملك واحد يكون ملكاً عليهم كلهم، وداود عبدي يكون ملكاً عليهم، ويكون لجميعهم راع واحد، فيسلكون في أحكامي ويحفظون فرائضي ويعملون بها، ويسكنون في الأرض التي أعطيت عبدي يعقوب إياها التي سكنها آباؤكم ويسكنون فيها هم وبنو بنيهم إلى الأبد"(1). ومن النصوص الدالة على هذه العقيدة من كتب اليهود، ما جاء في سفر "إرميا": "لأنه هكذا قال الرب لا ينقطع لداود إنسان يجلس على كرسي بيت إسرائيل"(2).
وفي "سفر الملوك الأول": "ويكون لداود ونسله وبيته وكرسيه سلام إلى الأبد من عند الرب"(3). وفي "سفر الملوك الأول" أيضاً: والملك سليمان يبارك وكرسي داود يكون ثابتاً أمام الرب إلى الأبد"(4). وقد بلغ من تشبث اليهود بهذه العقيدة أن زعموا أن الله وعدهم أن يديم الملك في نسل داود ولو كانوا كفاراً.
جاء في "سفر المزامير" أن الله قال: "وجدت داود عبدي، بدهن قدسي، مسحته وأجعل إلى الأبد نسله وكرسيه مقل أيام السماوات، إن ترك بنوه شريعتي ولم يسلكوا بأحكامي إن نقضوا فرائضي ولم يحفظوا وصاياي، أفتقد بعصا معصيتهم وبضربات إثمهم، أما رحمتي فلا أنزعها عنه، ولا أكذب عليه من جهة أمانتي، لا أنقض عهدي ولا أغير ما خرج من شفتي، مرة حلفت بقدسي أن لا أكذب لداود نسله إلى الدهر يكون وكرسيه كالشمس أمامي(5).
__________
(1) "الإصحاح السابع والثلاثون" فقرات (21، 25).
(2) "الإصحاح الثالث والثلاثون" فقرة (17).
(3) "الإصحاح الثاني" فقرة (33).
(4) "الإصحاح الثاني" فقرة (45).
(5) "المزمور التاسع والثمانون"، فقرات (20-36).(1/17)
وإصرار اليهود على دعوتهم لنسل داود بالملك واستمراره فيهم ليس حباً لداود ونسله، بل لما ظنوا بجهلهم أن سر عزهم ومجدهم في عهد داود وابنه سليمان لسبب متعلق بهما، فأخذوا ينادون لنسل داود بالملك والإمامة وإن كانوا فساقاً وكفاراً، متناسين وقافلين عن سبب العزة الحقيقي، ألا وهو الإيمان بالله والالتزام بالشرائع التي كان يتمتع بها نبيا الله داود وسليمان عليهما السلام.
ولا زال اليهود إلى يومنا هذا يؤمنون بهذه العقيدة ويحلمون بإعادة عرش إسرائيل وتنصيب رجل من آل داود عليه.
جاء في "بروتوكولات حكماء صهيون": "والآن سأعالج الأسلوب الذي تقوى به دولة الملك داود حتى تستمر إلى اليوم الآخر"(1). ثم يقول هذا الكاتب بعد ذلك: "إن أعضاء كثيرين من نسل داود سيعودون ويربون الملوك وخلفاءهم الذين لن ينتخبوا بحق الوراثة بل بمواهبهم الخاصة"(2).
حصر الرافضة الإمامة في ولد الحسين
يعتقد الرافضة الإمامية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أوصى بالإمامة من بعده لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، ثم انتقلت من بعده إلى ابنه الحسن ثم من بعد الحسن إلى الحسين ثم تناقلها أولاد الحسين حتى انتهت إلى المهدي المنتظر، وهو الإمام الثاني عشر عندهم. وعدد الأئمة عندهم اثنا عشر، يعتقدون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد نص على إمامتهم، ثم نص كل إمام منهم على من يأتي بعده، ويعتقدون أن الإمامة قد انحصرت بعد الحسين في أولاده فلا تخرج منهم إلى يوم القيامة. أما اعتقادهم أن الإمامة محصورة في اثني عشر فلهم في ذلك روايات كثيرة منها: ما رواه الأربلي عن علي بن أبي طالب - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الأئمة من بعدي اثنا عشر أولهم أنت يا علي وآخرهم القائم الذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها))(3).
__________
(1) "البروتوكول الرابع والعشرون" (ص210).
(2) المرجع السابق.
(3) "كشف الغمة" (2/507).(1/18)
وروى الصدوق: عن زرارة بن أعين قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: نحن اثنا عشر إماماً منهم حسن وحسين ثم الأئمة من ولد الحسين(1).
ويعلل الرافضة الإمامية انحصار الأئمة في هذا العدد بموافقته لعدد أسباط بني إسرائيل وذلك مما يدل على شغف الرافضة الكبير في التشبه باليهود. حتى إن الشيخ الصدوق وضع في كتابه "الخصال" عنواناً مستقلاً لإبراز موافقتهم لبني إسرائيل في عدد الأئمة فقال: أخرج الله عز وجل من بني إسرائيل اثني عشر سبطاً ونشر من الحسن والحسين عليهما السلام اثني عشر سبطاً.
وأورد تحت هذا العنوان هذه الرواية: عن علي بن موسى بن جعفر عليه السلام أنه قال: إن الله عز وجل أخرج من بني إسرائيل وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم اثني عشر سبطاً وجعل فيهم النبوة والكتاب ونشر من الحسن والحسين ابني أمير المؤمنين عليهم السلام من فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اثني عشر سبطاً(2). ويعلل الأربلي انحصار الأئمة في هذا العدد بعدة وجوه نذكر منها قوله: إن الله عز وجل أنزل في كتابه العزيز: {وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا}، فجعل عدة القائمين بذلك الأمر اثني عشر فتكون عدة أئمة القائمين بهذا كذلك. ويقول أيضاً: قال تعالى: {وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ*وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا}، فجعل الأسباط الهداة إلى الحق بهذه العدة فتكون الأئمة كذلك(3).
__________
(1) "الخصال" (ص478).
(2) "الخصال" (ص465، 466).
(3) "كشف الغمة" (1/54، 55).(1/19)
فانظر أيها القارئ إلى حال هؤلاء كيف يعدلون عن كتاب الله وسنة نبيه إلى قياسات باطلة على شرائع سابقة، إما منسوخة بهذه الشريعة أو هي باطلة أصلاً ثم يبنون دينهم على هذه الأقيسة وما ذلك إلى لفرط حبهم لليهود وشدة بغضهم لهذه الأمة المحمدية. ويمكن إبراز أوجه التشابه بينهما في النقاط التالية:
أولاً: يحصر اليهود الملك في آل داود , ويرون أنه لا يجوز أن يخرج الملك منهم إلى غيرهم إلى يوم القيامة.
جاء في أسفارهم: "لأنه هكذا قال الرب لا ينقطع لداود إنسان يجلس على كرسي بيت إسرائيل". ويحصر الرافضة الإمامة في ولد الحسين ويرون أنها لا تخرج عنهم إلى يوم القيامة. قال المفيد: اتفقت الإمامية على أن الإمامة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - في بني هاشم خاصة ثم في علي والحسن والحسين، ومن بعد في ولد الحسين دون ولد الحسن عليه السلام إلى آخر العالم.
ثانياً: يعلل الرافضة حصرهم الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن أن ذلك اقتداء بسنة موسى وهارون، حيث جرت الكهانة في ولد هارون دون ولد موسى مع أن موسى أفضل من هارون، وكذلك جرت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن مع أن الحسن أفضل من الحسين. وذلك تشبه واضح منهم باليهود وإعراضهم عن كتاب الله وسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعن إجماع المسلمين.
ثالثاً: يشترط اليهود في ملوكهم أن يعيدوا بناء هيكل سليمان وأن يحملوا تابوت عهد الرب، وقد زعموا أن الله تعالى اشترط على داود أن يقوم نسله ببناء الهيكل ليبقى فيهم الملك، فقال له: "متى كملت أيامك واضطجعت مع آبائك أقيم بعدك نسلك الذي يخرج من أحشائك، واثبت مملكته هو يبني بيتاً لاسمي وأنا أثبت كرسي مملكته". ويشترط الرافضة لصحة إمامة أئمتهم أن يحملوا سلاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم يشبهون السلاح فيهم بالتابوت في بني إسرائيل.(1/20)
رووا عن أبي عبد الله أنه قال: "إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل، أي أهل بيت وجد التابوت على بابهم أوتوا النبوة فمن صار إليه السلاح منا أوتي الإمامة".
رابعاً: من التشابه بين اليهود والرافضة في العقيدة، انقطاع ملك آل داود في بني إسرائيل والذي زعم اليهود أنه لا ينقطع إلى يوم القيامة منذ زمن بعيد جداً. وكذلك انقطاع إمامة ولد الحسين بل إنه لا الحسين ولا أبناؤه لم يتولوا إمارة للمسلمين في يوم من الأيام. وهذا مما يدل على كذب اليهود والرافضة وافترائهم على الله تعالى، الذين نسبوا غليه بأنهم وعدهم باستمرار الملك والإمامة فيمن زعموا، إذ لو وعد الله بذلك لوفى بوعده فالله لا يخلف وعده، قال تعالى: {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.
خامساً: يستدل الرافضة الإمامية لحصرهم الأئمة في اثني عشر إماماً بمشابهتهم لعدد أسباط بني إسرائيل. يقول الأربلي: إن الله عز وجل قال في كتابه: {وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا}، فجعل عدة القائمين بذلك الأمر اثني عشر فتكون عدة أئمة القائمين بهذا كذلك.
فهذه بعض أوجه التشابه بين اليهود والرافضة في هذه العقيدة .
عقيدة المسيح المنتظر عند اليهود(1/21)
ينتظر اليهود خروج رجل من آل داود يحكم العالم، ويعيد لليهود عزهم ومجدهم، ويستعبد جميع الشعوب ويسخرهم لخدمة اليهود، ويطلقون على هذا الرجل الذي سيأتي – بزعمهم – في آخر الزمان "المسيح المنتظر". وقد جاءت البشارة بالمسيح المنتظر في أكثر من موضع من أسفار اليهود المقدسة، منها ما جاء في سفر زكريا: "ابتهجي جداً ا ابنة صهيون اهتفي يا بنت أورشليم هوذا ملكك يأتي إليك هو عادل ومنصور، وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان .. ويتكلم بالسلام للأمم، وسلطانه من البحر ومن النهر إلى أقاصي الأرض(1).
وجاء في سفر اشعيا حكاية عن المسيح: "روح السيد على لأن الرب مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب، لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق، لأنادي بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لإلهنا لأعزي كل النائحين"(2).
وجاء في التلمود: "إن المسيح يعيد قضيب الملك إلى إسرائيل فتخدمه الشعوب وتخضع له الممالك، وعندئذ يمتلك كل يهودي ألفين وثمانمائة عبد وثلاثمائة وعشرة أبطال يكونون تحت إمرته"(3).
وفي التلمود أيضاً: "ويعيش اليهود في حرب طاحنة مع باقي الشعوب منتظرين ذلك اليوم، وسيأتي المسيح الحقيقي(4)، ويحصل النصر المنتظر، ويقبل المسيح وقتئذ هدايا كل الشعوب ويرفض هدايا المسيحيين"(5).
__________
(1) "الإصحاح التاسع" فقرتا (9، 10).
(2) "الإصحاح الحادي والستون" فقرتا (1-2).
(3) بولس حنا مسعد: "همجية التعاليم الصهيونية" (75).
(4) قولهم المسيح الحقيقي هذا احتراز من المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، فهم يزعمون أنه مسيح مزيف أما المسيح الحقيقي فهو الذي ينتظرونه.
(5) د. وهلنج: "الكنز المرصود في قواعد التلمود" (ص65).(1/22)
وقد أكد وجود هذه العقيدة عند اليهود إمامهم العظيم السموأل بن يحيى المغربي(1)، والذي هداه الله للإسلام فألف كتاباً في الرد على اليهود وأسماه "إفحام اليهود" جاء فيه:
"وينتظرون قائماً يأتيهم من آل داود النبي إذا حرك شفتيه بالدعاء مات جميع الأمم ولا يبقى إلا اليهود، وإن هذا المنتظر – بزعمهم – هو المسيح الذي وعدوا به.." إلى أن قال: "ويعتقدون أيضاً أن هذا المنتظر، متى جاءهم يجمعهم بأسرهم إلى القدس وتصير لهم دولة، ويخلو العالم من سواهم، يحجم الموت عن جنابهم المدة الطويلة"(2).
وعقيدة المسيح المنتظر لم تقتصر على اليهود القدماء فحسب بل لا يزال يهود اليوم يحلمون بخروج هذا المسيح الذي ينتظرونه بفارغ الصبر.
جاء في "بروتوكولات حكماء صهيون": "إن ملكنا سيكون مختاراً من عند الله ومعيناً من أعلى، كي يدمر كل الأفكار التي تغرى بها الغريزة لا العقل، وحينئذ سنكون قادرين على أن نصرخ في الأمم: صلوا لله واركعوا أمام ذلك الملك الذي يحمل آية التقدير الأزلي للعالم، والذي يقود الله ذاته نجمه، فلن يكون أحد آخر إلا هو نفسه قادراً على أن يجعل الإنسانية حرة من كل خطيئة"(3).
وبهذه النصوص يتضح لنا مدى رسوخ هذه العقيدة عند اليهود، ومدى تمسكهم بها قديماً وحديثاً.
عقيدة المهدي المنتظر عند الشيعة
__________
(1) السموأل بن يحيى بن عباس المغربي، كان فاضلاً في العلوم الرياضية، عالماً بصناعة الطب، وأصله من بلاد المغرب، وكان يهودياً ثم أسلم وحسن إسلامه، وصنف كتاباً في إظهار معايب اليهود وكذب دعاويهم في "التوراة"، ومات شاباً بمراغة قريباً من سنة 570هـ، ابن أبي أصيبعة "عيون الأنباء في طبقات الأطباء" (ص471).
(2) "إفحام اليهود: (ص125، 127).
(3) "البروتوكول الثالث والعشرون: (ص 209، 210).(1/23)
من أبرز عقائد الشيعة والتي تكاد تمتلئ بها كتبهم عقيدة المهدي المنتظر محمد بن الحسن العسكري وهو الإمام الثاني عشر عندهم وهم يطلقون عليه الحجة كما يطلقون عليه القائم ويزعمون أنه ولد سنة 255 واختفى في سرداب سر من رأى سنة 265هـ، وهم ينتظرون خروجه في آخر الزمان لينتقم لهم من أعدائهم, ولا يزال الشيعة يزورونه بسرداب سر من رأى ويدعونه للخروج.
وقد صاحبت عقيدة المهدي المنتظر عند الشيعة خرافات وعقائد منحرفة خطرة ومن تلك العقائد:
أولاً: عندما يخرج المهدي ينادي الله باسمه العبراني: جاء في كتاب "الغيبة" للنعماني (ص169): "إذا أذن الإمام دعا الله باسمه العبراني فأتيحت له صحابته الثلاثمائة والثلاثة عشر".
ثانياً: عندما يخرج المهدي يجتمع إليه الشيعة من كل مكان: جاء في "بحار الأنوار: (52|291): عن أحد موالي أبي الحسن عليه السلام قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله: {أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً} قال: ذلك والله أن لو قام قائمنا يجمع الله إليه شيعتنا من جميع البلدان.
وهذا الاجتماع لا يقتصر على الأحياء فقط بل حتى الأموات يحيون ويخرجون من قبورهم ملبين نداء القائم المنتظر. روى الحر العاملي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل: كم يملك القائم (عج) قال: "سبع سنين بطول الأيام والليالي حتى تكون السنة من شيعته مقدار عشر من سنينكم هذه وإذا آن قيامه مطر الناس جمادي الآخرة وعشر أيام من رجب مطرا لم ير الخلائق مثله فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم من قبورهم فكأني أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة ينفضون شعورهم من التراب"(1).
__________
(1) "الإيقاظ من الهجعة" (ص249).(1/24)
ثالثاً: مهدي الشيعة يستفتح المدن بتابوت اليهود: جاء في كتاب "الرجعة" للإحسائي (156ص): ".. ويخرج الله التابوت الذي أمر به أرميا أن يرميه في بحيرة طبريا بقية مما ترك آل موسى وآل هارون ورضاضة اللوح وعصا موسى وقبا هارون وعشرة أصواع من المن وشرايح السلوى التي ادخرها بنو إسرائيل لمن بعدهم فيستفتح بالتابوت المدن".
كما جاء في كتب الشيعة: أنه عندما يخرج المهدي ستنبع له في الكوفة عينان من ماء ولبن وأنه يحمل معه حجر موسى الذي انبجست منه اثنتا عشرة عينا فكلما أراد الطعام أو الشراب نصبه.
روى المجلسي عن أبي سعيد الخرساني عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: "إذا قام القائم بمكة وأراد التوجه إلى الكوفة نادى مناديه: ألا لا يحمل أحد منكم طعاماً ولا شراباً ويحمل حجر موسى الذي انبجست منه اثنتا عشرة عيناً فلا ينزل منزلاً إلا نصبه فانبجست منه العيون فمن كان جائعاً شبع ومن كان ظمآن روى فيكون زادهم حتى ينزلوا النجف من ظاهر الكوفة فإذا نزلوا ظاهرها انبعث منه الماء واللبن دائما فمن كان جائعا شبع ومن كان عطشانا روي"(1).
رابعاً: في عهد المهدي يصير للرجل من الشيعة قوة أربعين رجلا ويمد لهم في أسماعهم وأبصارهم.
جاء في "الكافي" عن أبي ربيع الشامي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: "إن قائمنا إذا قام مد الله عز وجل لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم حتى لا يكون بينهم وبين القائم بريد يكلمهم فيسمعون وينظرون إليه وهو في مكانه"(2).
خامساً: يقيم حكم آل داود: عقد الكليني باباً في أن الأئمة عليهم السلام إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم آل داود، ولا يسألون البينة، ثم روى عن أبي عبد الله قال: "إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود وسليمان، ولا يَسْأَلُ بَيِّنَةً"(3).
__________
(1) "البحار" (52|335).
(2) "روضة الكافي" (8/241).
(3) "الأصول من الكافي" (1/397).(1/25)
وروى المجلسي: "يقوم القائم بأمر جديد ، وكتاب جديد، وقضاء جديد"(1).
سادساً: يضع السيف في العرب وفي قريش خاصة: روى المجلسي أن المنتظر يسير في العرب بما في الجفر الأحمر وهو قَتْلُهم(2).
وروى أيضاً: "ما بقي بيننا وبن العرب إلا الذبح"(3).
وفي "الغيبة" للنعماني (ص234) و"تاريخ ما بعد الظهور" للصدر (ص115) عن أبى عبد الله قال: "إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف".
سابعاً: يقيم الحد على أبي بكر وعمر ويهدم الحجرة النبوية، ففي "بحار الأنوار" (53|104): "أن منتظرهم يقول: "وأجيء إلى يثرب فأهدم الحجرة, وأخرج من بها وهما طريان فآمر بهما تجاه البقيع وآمر بخشبتين يصلبان عليهما".
أوجه التشابه بين المسيح المنتظر عند اليهود والمهدي المنتظر عند الشيعة
إن المتأمل لصفات المسيح المنتظر عند اليهود، وصفات المهدي المنتظر عند الرافضة يجد أن هناك تشابهاً كبيراً بين صفات مسيح اليهود ومهدي الرافضة، ومن أوجه هذا التشابه بينهما:
أولاً: عندما يعود مسيح اليهود يضم مشتتي اليهود من كل أنحاء الأرض ويكون مكان اجتماعهم مدينة اليهود المقدسة وهي "القدس". وعندما يخرج مهدي الرافضة، يجتمع إليه الرافضة من كل مكان ويكون مكان اجتماعهم المدينة المقدسة عند الرافضة وهي "الكوفة".
ثانياً: عند خروج مسيح اليهود يحيا الأموات من اليهود ويخرجون من قبورهم لينضموا إلى جيش المسيح، وعندما يرجع مهدي الرافضة يحيا الأموات من الرافضة ويخرجون من قبورهم لينضموا إلى معسكر المهدي.
ثالثاً:عندما يأتي مسيح اليهود تخرج جثث العصاة ليشاهد اليهود تعذيبهم، وعندما يأتي مهدي الرافضة يخرج أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من قبورهم فيعذبهم.
__________
(1) "البحار" (52/354)، "غيبة النعماني" (ص154).
(2) "بحار الأنوار" (52/318).
(3) "بحار الأنوار" (52/349).(1/26)
رابعاً: يحاكم مهدي اليهود كل من ظلم اليهود ويقتص منهم، ويحاكم مهدي الرافضة كل من ظلم الرافضة ويقتص منهم.
خامساً: يقتل مهدي اليهود ثلثي العالم ويقتل مهدي الرافضة ثلثي العالم.
سادساً: عندما يخرج مسيح اليهود تتغير أجسام اليهود فتبلغ قامة الرجل منهم مائتي ذراع، وكذلك تطور أعمارهم، وعندما يخرج مهدي الرافضة تتغير أجسام الرافضة فتصير للرجل منهم قوة أربعين رجلاً، ويطأ الناس بقدميه، وكذلك يمد الله لهم في أسماعهم وأبصارهم.
سابعاً: في عهد مهدي اليهود تكثر الخيرات عند اليهود فتنبع الجبال لبناً وعسلاً، وتطرح الأرض فطيراً وملابساً من الصوف، وفي عهد مهدي الرافضة تكثر الخيرات عند الرافضة وتنبع من الكوفة نهران من الماء واللبن يشرب منها الرافضة.
ثامناً: مهدي اليهود معدوم لا وجود له وكذلك مهدي الرافضة، فهذه هي أهم أوجه التشابه بين مهدي اليهود والرافضة. ومما يؤكد أيضاً صلة مهدي الرافضة باليهود ما صرح به الرافضة أنفسهم من الأمور التالية:
أنه عندما يخرج المهدي ينادي الله باسمه العبراني.
أنه يستفتح المدن بتابوت اليهود، ويخرج عصا موسى عليه السلام، وعشرة أصواع من المن، وبعض شرايح السلوى، كما يخرج حجر موسى الذي انفجرت منه اثنتا عشرة عينا.
أنه يحكم بحكم آل داود عليه السلام.
وأقول: إن كون مهدي الرافضة يدعو الله باسمه العبراني، ثم إخراجه للآثار اليهودية كالتابوت، وعصا موسى عليه السلام وإخراجه المن والسلوى، ثم حكمه بحكم آل داود، كل هذا مضافاً إلى ما زعموه من أنه سيقوم بهدم الكعبة، والمسجد الحرام، ومسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم إخراجه صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - من قبورهم وتعذيبهم أشد العذاب. ألا يدل كل هذا على براءة هؤلاء من الإسلام وأهله، ألا يكفي تصريحهم هذا لبيان مدى حقدهم وبغضهم لكل ما له صلة بالإسلام والمسلمين وعلى مدى حبهم وتشبثهم بكل ما له علاقة أو صلة باليهودية اليهود.(1/27)
عقيدة الرجعة عند اليهود
تعد عقيدة الرجعة من العقائد الأساسية عند اليهود , وقد دلت على هذا الموضوع نصوص كثيرة جاءت في أكثر من موضع من أسفار اليهود المقدسة: فقد جاء في الإصحاح السادس والعشرين من سفر "إشعيا" وصف ليوم خروج المسيح المنتظر ومما جاء فيه: "تحيا أمواتك، تقوم الجثث، استيقظوا ترنموا بإسكان التراب لأن طلك طل أعشاب والأرض تسقط الأخيلة، هلم يا شعبي ادخل مخادعك واغلق أبوابك خلفك"(1).
وجاء في التلمود أن أحد الحاخامات قتل حاخاماً آخر في حالة سكر، ثم أتى بمعجزة، فأعاد الحاخام القتيل إلى الحياة!
وجاء في "التلمود" أيضاً: أن أحد مؤسسي المذهب "التلمود اليهودي" بمقدوره أن يحيي الإنسان بالسحر بعد قتله وقد كان في كل ليلة يخلق عجلاً ابن ثلاث سنوات بمساعدة أحد الربانيين ويأكلانه معاً(2).
وجاء أن بعض الربانيين المنتمين للمذهب التلمودي يملكون حجراً يستطيعون بقوته إعادة الحياة إلى الذين ماتوا(3). ويخبر التلمود: أن ربانياً قطع رأس أفعى بسنه ولمسها ثانية بحجره فرجعت إليها الحياة، بل إنه كان يلمس بهذا الحجر الطيور التي ماتت فتعود إليها الحياة وتطير ثانية(4).
عقيدة الرجعة عند الرافضة
يعتقد الشيعة برجوع أئمتهم وشيعتهم بعد الموت قبل يوم القيامة في زمن مهديهم النتظر بل برجوع أعداء الشيعة إلى الحياة للانتقام منهم.
__________
(1) الفقرتان (19، 20).
(2) ظفر الإسلام خان: "التلمود – تاريخه وتعاليمه" (ص 85).
(3) بولص حنا مسعد: "همجية التعاليم الصهيونية" (ص43)، و د. هلنج: "الكنز المرصود" (ص57).
(4) المرجع السابق .(1/28)
قال آية الله السيد إبراهيم الموسوي في معنى الرجعة: "الرجعة عبارة عن حشر قوم عند قيام القائم الحجة بن الحسن عليه السلام ممن تقدم موتهم من أوليائه وشيعته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ويبتهجوا بظهور دولته، وقوم من أعدائه ينتقم منهم وينالون بعض ما يستحقونه من العذاب والقتل على أيدي شيعته، وليبتلوا بالذل والخزي بما يشاهدونه من علو كلمته، وهي عندنا الإمامية الاثنا عشرية تختص بمن محض الإيمان ومحض الكفر والباقون سكوت عنهم"(1).
وقال الشيخ محمد رضا المظفر: "عقيدتنا في الرجعة أن الله تعالى يعيد قوماً من الأموات إلى الدنيا في صورهم التي كانوا عليها فيعز فريقاً ويذل فريقاً آخر، ويديل المحقين من المبطلين والمظلومين منهم من الظالمين، وذلك عند قيام مهدي آل محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام، ولا يرجع إلا من علت درجته في الإيمان، أو من بلغ الغاية من الفساد، ثم يصيرون بعد ذلك إلى الموت"(2). وهذا ملخص ما ذكره علماء الشيعة القدماء والمعاصرون في معنى الرجعة والذي يتلخص في النقاط التالية:
أن معنى الرجعة هو إعادة أقوام للحياة قبل يوم القيامة.
أن الرجعة لا تكون إلا لمن بلغ درجة عالية في الإيمان أو من بلغ الغاية من الفساد.
أن رجعة المفسدين لا تكون إلا لمن لم يهلكه الله بالعذاب أما من أهلكه الله بالعذاب فإنه لا يرجع.
والشيعة جميعهم يقولون بالرجعة، وقد نقل غير واحد من علمائهم المشهورين إجماعهم على القول بالرجعة.
قال الشيخ الصدوق في "اعتقاداته": "اعتقادنا – يعني الإمامية – في الرجعة أنها حق، وقد قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ}(3).
__________
(1) "عقائد الإمامية الاثني عشرية" (2/228).
(2) محمد رضا المظفر: "عقائد الإمامية" (ص118).
(3) نقلاً عن محسن الكاشاني: "علم اليقين في أصول الدين" (2/827).(1/29)
رجعة بعض الصحابة بهدف تعذيبهم
وذلك قبل خروج المهدي على حد زعم الرافضة
عداء الرافضة للصحابة ليس له حد وخاصة للشيخين رضي الله عنهما، وقد بلغ بهم الحقد مبلغه عندما زعموا أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما يخرجان من قبريهما في كل موسم حج ليرجمهما الأئمة عند الجمرات.
روى الصفار في "بصائر الدرجات" عن علي بن عيسى أنه قال: أخبرني أبي عن جدي أنه كان مع أبي جعفر محمد بن علي بمنى وهو يرمي الجمرات، وأن أبا جعفر عليه السلام رمى الجمرات. قال: فاستتمها، ثم بقي في يده بعد خمس حصيات فرمى اثنتين في ناحية وثلاثة في ناحية. فقال له جدي: جعلت فداك لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعه أحد قط، رأيتك رميت الجمرات ثم رميت بخمس بعد ذلك ثلاث من ناحية واثنتين في ناحية قال: نعم إنه إذا كان كل موسم أخرجا الفاسقين الغاصبين ثم يفرق بينهما ههنا لا يراهما إلا إمام عدل فرميت الأول اثنتين والآخر ثلاث: لأن الآخر أخبث من الأول(1).
مقدرة الأئمة على إعادة الحياة لبعض الأموات
يزعم الرافضة أن لأئمتهم المقدرة على إعادة الحياة لمن شاءوا من الأموات سواء كان من الإنسان أو الحيوان.
جاء في كتاب "بصائر الدرجات" في باب "أن الأئمة عليهم السلام أحيوا الموتى بإذن الله تعالى" عدة روايات تؤيد روايات هذا المعنى أختار منها:
__________
(1) "بصائر الدرجات" (306، 307)، و"الإيقاظ من الهجعة" (ص193).(1/30)
ما نسب إلى أبي عبد الله أنه قال: إن أمير المؤمنين علياً عليه السلام كان له خؤلة في بني مخزوم وأن شاباً منهم أتاه فقال: يا خالي إن أخي وابن أبي مات، وقد حزنت عليه حزناً شديداً، قال تشتهي أن تراه؟ قال: نعم، قال: فأرني قبره فخرج ومعه برد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المستجاب، فلما انتهى إلى القبر تلملمت شفتاه ثم ركضه برجه فخرج من قبره وهو يقول (رميكا) بلسان الفرس، فقال له علي: ألم تمت وأنت رجل من العرب؟ قال: بلى، ولكنا متنا على سنة فلان(1) فانقلبت ألسنتنا(2).
وعن داود بن كثير الرقي قال: حج رجل من أصحابنا فدخل على أبي عبد الله عليه السلام فقال: فداك أبي وأمي إن أهلي قد توفيت وبقيت وحيداً. فقال له أبو عبد الله عليه السلام: أفكنت تحبها؟ قال: نعم جعلت فدا:. قال: ارجع إلى منزلك فإنك سترجع إلى المنزل وهي تأكل شيئاً. قال: فلما رجعت من حجتي ودخلت منزلي رأيتها قاعدة وهي تأكل(3).
ويروي المجلسي في "البحار" عن سعد القمي قال أبو الفضل بن دكين حدثني محمد بن راشد عن أبيه عن جده قال: سألت جعفر بن محمد عليهما السلام علامة، فقال: سلني ما شئت أخبرك إن شاء الله. فقلت: أخاً لي بات في هذه المقابر فتأمره أن يجئني قال: فما كان اسمه؟ قلت: أحمد، قال: يا أحمد قم بإذن الله وبإذن جعفر بن محمد فقام والله وهو يقول: أتيته(4).
أوجه التشابه بين اليهود والرافضة في عقيدة الرجعة
ومن أوجه هذا التشابه:
أولاً: الاتفاق بينهما في وقت الرجعة الجماعية لكل من الطائفتين، فوقت الرجعة عند اليهود هو خروج مسيحهم المنتظر، والوقت المحدد للرجعة عند الرافضة هو خروج مهديهم المنتظر.
__________
(1) يعنون بفلان أبا بكر الصديق رضي الله عنه.
(2) "بصائر الدرجات" (ص293).
(3) المصدر السابق (ص294).
(4) "بحار الأنوار" (47/137).(1/31)
ثانياً: الاتفاق في الهدف من الرجعة عند كل من اليهود والرافضة، فرجعة اليهود تكون للانضمام إلى جيش مسيحهم المنتظر ونصرته، ورجعة الرافضة تكون للانضمام إلى جيش مهديهم المنتظر ونصرته على أعدائه.
ثالثاً: الاتفاق بينهما في مقدرة البشر على إرجاع الحياة للأموات: فاليهود يعتقدون أن لأنبيائهم وحاخاماتهم القدرة على إرجاع الحياة لمن شاءوا من الأموات، ويعتقد الرافضة أن لأئمتهم القدرة على إرجاع الحياة لمن أرادوا من الأموات.
هذه بعض أوجه التشابه بين عقيدة الرجعة عند اليهود والرافضة , إذ إن أصل عقيدة الرجعة يهودي محض، تلقاها الرافضة من اليهود عن طريق عبد الله بن سبأ الذي أراد الكيد للإسلام والمسلمين بما بثه بين عامة المسلمين من عقائد يهودية لصرفهم عن العقيدة الإسلامية.
وكانت عقيدة الرجعة من أول ما دعا إليه ابن سبأ من تلك الأفكار والمبادئ الهدامة. وقد ذكر العلماء والمحققون قديماً وحديثاً، أن عبد الله بن سبأ أو من نادى بعقيدة الرجعة في الإسلام، فأخذتها الرافضة عنه.
ذكر الطبري: أن من بين العقائد التي روها ابن سبأ عقيدة الرجعة عندما قال لأهل مصر: "لعجب ممن يزعم أن عيسى يرجع ويكذب بأن محمداً يرجع، وقد قال الله عز وجل:{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}، فمحمد أحق بالرجعة من عيسى، قال: فقبل ذلك عنه، ووضع لهم الرجعة فتكلموا فيها(1). فكان أو ما دعا إليه ابن سبأ القول برجعة النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم إنه لما رأى رواجاً لهذه الفكرة قال برجعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
قال النوبختي – وهو من كبار علماء الرافضة في القرن الثالث - : "ولما بلغ عبد الله بن سبأ نعي علي بالمدائن قال للذي نعاه: كذبت لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة وأقمت على قتله سبعين عدلاً لعلمنا أنه لم يمت ولم يقتل ولا يموت حتى يملك الأرض"(2).
__________
(1) "تاريخ الطبري" (4/340).
(2) "فرق الشيعة" (ص23).(1/32)
وقال أبو الحسن الأشعري: السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، يزعمون أن علياً لم يمت، وأنه يرجع إلى الدنيا قبل القيامة، فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، وذكروا عنه أنه قال لعلي عليه السلام: أنت أنت.
قال: والسبئية يقولون بالرجعة وأن الأموات يرجعون إلى الدنيا(1).
وقال السكسكي في "البرهان": كان ابن سبأ وفرقته يقولون بالرجعة إلى الدنيا بعد الموت، وهو أول من قال بذلك(2).
وقال المقريزي: إن عبد الله بن سبأ قام في زمن علي رضي الله عنه وأحدث القول برجعة علي بعد موته إلى الدنيا وبرجعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيضاً(3).
وقد صرح كثير من الباحثين بأن عقيدة الرجعة عند الرافضة مأخوذة من اليهودية.
يقول جولد تسيهر: وفكرة الرجعة ذاتها ليست من وضع الشيعة أو من عقائدهم التي اختصوا بها، ويحتمل أن تكون قد تسربت إلى الإسلام عن طريق المؤثرات اليهودية والمسيحية(4).
ويقول فلهاوزن عندما تحدث عن يهودية ابن سبأ وقارن بين العقائد التي نادى بها ابن سبأ والعقائد اليهودية: إن هذا يقود إلى القول بأصل يهودي لفرقة السبئية ويلوح إلى أن مذهب الشيعة المنسوب إلى ابن سبأ إنما يرجع إلى اليهودية أقرب إلى الإيرانيين(5).
ويقول أحمد أمين: فكرة الرجعة هذه أخذها ابن سبأ من اليهودية فعندهم أن النبي إلياس صعد إلى السماء وسيعود فيعيد الدين والقانون، ووجدت الفكرة في النصرانية أيضاً في عصورها الأولى"(6).
نسبة اليهود الندم والحزن إلى الله تعالى
__________
(1) "مقالات الإسلاميين" (ص86).
(2) "البرهان في معرفة أهل الأديان" (ص50).
(3) "المواعظ والاعتبار: والمعروف "بخطط المقريزي" (2/356).
(4) أجناس جولد تسيهر: "العقيدة والشريعة في الإسلام" (ص192).
(5) يوليوس فلهاوزن: "الخوارج والشيعة" (ص170، 171).
(6) "فجر الإسلام" (ص27).(1/33)
لا يتورع اليهود كما هي عادتهم عن وصف الله تعالى بصفات النقص كالندم والحزن والأسف، وقد جاءت في أسفار اليهود نصوص كثيرة أطلقوا فيها هذه الصفات على الله تعالى. ومن النصوص التي نسبوا فيها الندم إلى الله تعالى: ما جاء في "سفر الخروج": "إن الله أراد أن يهلك بني إسرائيل الذين خرجوا مع موسى من مصر فطلب موسى من الله أن يرجع عن رأيه في إهلاك شعبه قائلاً له: "ارجع عن حمو غضبك واندم على الشر بشعبك، اذكر إبراهيم وإسحاق وإسرائيل عبيدك الذين حلفت لهم بنفسك وقلت لهم أكثر نسلكم كل هذه الأرض التي تكلمت عنها فيملكونها إلى الأبد، فندم الرب على الشر الذي قال أنه يفعله بشعبه"(1).
وفي أخبار الأيام الأول ما يشبه هذه القصة: "وأرسل الله ملاكاً على أورشليم لإهلاكها وفيما هو يهلك رأى الرب فندم على الشر وقال: للملاك المهلك كفى الآن رد يدك"(2).
وجاء في سفر صموئيل الأول: إن الله تعالى ندم على تنصيبه شاول ملكاً على بني إسرائيل لمخالفته لأوامره , وكان كلام الرب إلى صموئيل قائلاً: "ندمت على أني قد جعلت شاول ملكاً، لأنه رجع من ورائي ولم يقم كلامي"(3).
وهذا النص يدل على أن الله تعالى لا يعلم ما سيؤول إليه أمر شاول وإلا ما نصبه ملكاً على بني إسرائيل، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وفي سفر "يوئيل" في مخاطبة الله لبني إسرائيل – بزعمهم -: "مزقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رؤوف رحيم بطيء الغضب وكثير الرحمة ويندم على الشر، لعله يرجع ويندم"(4).
ووصفهم الرب بأنه "يندم" بصيغة المضارع دليل على اعتقادهم استمرار الندم وتجدده على الله في كل وقت، تعالى الله عن ذلك.
__________
(1) الإصحاح الثاني والثلاثون، فقرات (12-14).
(2) الإصحاح الحادي والعشرون، فقرة (15).
(3) الإصحاح الخامس عشر، فقرات (10-11).
(4) الإصحاح الثاني، فقرات (13-14).(1/34)
وجاء في "التلمود": "ويندم الله على تركه اليهود في حالة التعاسة حتى أنه يلطم ويبكي كل يوم فتسقط من عينيه دمعتان في البحر فيسمع دويهما من بدء العالم إلى أقصاه، وتضطرب المياه، وترجف الأرض في أغلب الأحيان، فتحصل الزلازل"(1).
وفي سفر "الخروج": "وتنهد بنو إسرائيل من العبودية وصرخوا، فصعد صراخهم إلى الله من أجل العبودية، فسمع الله أنينهم فتذكر الله ميثاقه مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب"(2).
ويفهم من هذا النص أن الله تعالى نسي ميثاقه مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فلم يذكره إلى أنين بني إسرائيل، تنزه الله عن كل ذلك.
إن إطلاق اليهود هذه الصفات على الله تعالى يدل على اعتقاد اليهود جواز الجهل على الله تعالى، ومما يؤكد هذا، ما جاء في سفر "الخروج" من نسبتهم على الجهل إلى الله تعالى صراحة عندما زعموا أن الله خاطبهم بقوله: "فإني أجتاز في أرض مصر هذه الليلة وأضرب كل بكر في أرض مصر من الناس والبهائم وأصنع أحكاماً بكل آلهة المصريين، أنا الرب ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي أنتم فيها فأرى الدم وأعبر عنكم فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب أرض مصر"(3).
ويفيد هذا النص أن الله تعالى لا يستطيع أن يميز بيوت بني إسرائيل من بيوت المصريين، لذلك طلب من بني إسرائيل وضع علامة من الدم تميز بيوتهم حتى لا يصيبهم الهلاك، وهذا منتهى الجهل الذي لا يمكن أن يصدر من أقل الناس تعلماً، فضلاً عن صدوره من رب العالمين، الذي يعلم ما في السماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى.
نسبة الرافضة البداء لله تعالى
جاء في "أصول الكافي" في كتاب التوحيد تحت باب البداء عدة روايات في إثبات البداء بل وفي بيان فضل البداء عندهم منها:
__________
(1) إبراهيم خليل أحمد: "إسرائيل والتلمود" (ص66).
(2) الإصحاح الثاني فقرتا (23-24).
(3) الإصحاح الثاني عشر فقرتا )12-13).(1/35)
عن زرارة بن أعين عن أحدهما عليهما السلام: "ما عبد الله بشيء مثل البداء". وعن أبي عبد الله عليه السلام: "ما عظم الله بمثل البداء".
وعن أبي عبد الله عليه السلام: "ما بعث الله نبياً حتى يأخذ عليه ثلاث خصال: الإقرار له بالعبودية، خلع الأنداد، وأن الله يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء".
وعن مالك الجهيني قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: "لو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا عن الكلام فيه".
وعن الريان بن الصلت قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: "ما بعث الله نبياً قط إلا بتحريم الخمر وأن يقر لله بالبداء"(1).
ويقول الخوئي في بيان فضل البداء: والقول بالبداء يوجب انقطاع العبد إلى الله وطلبه إجابة دعائه منه وكفاية مهماته، وتوفيقه للطاعة، وإبعاده عن المعصية"(2).
وعقيدة البداء محل إجماع علماء الرافضة، وقد نقل إجماعهم على هذه العقيدة شيخهم الكبير المفيد في كتابه "أوائل المقالات"، وصرح بمخالفة الرافضة في هذه العقيدة لسائر الفرق الإسلامية.
وقال في كتاب "تصحيح الاعتقاد": قول الإمامية في البداء طريقه السمع دون العقل، وقد جاءت الأخبار به عن الأئمة عليهم السلام"(3).
وهذه العقيدة لم ينكرها أحد من علماء الرافضة وذلك لكثرة الروايات التي دلت على هذه العقيدة واستفاضتها في كتبهم، وإنما حاول بعضهم أن يؤول معنى البداء على غير معناه المعروف في اللغة لما رأوا تشنيع المسلمين عليهم في هذه العقيدة الفاسدة، فقالوا: إن إطلاق لفظ البداء على الله لا يستلزم الجهل وأن البداء في التكوين كالنسخ في التشريع(4).
وغيرها من الأعذار الواهية التي حاولوا أن يدفعوا بها عن أنفسهم فضيحة تلك العقيدة الفاسدة.
__________
(1) "الكافي" (1/146-147).
(2) الخوئي: "البيان في تفسير القرآن" (ص392).
(3) "تصحيح الاعتقاد" (ص50).
(4) انظر عبد الله شبر: "حق اليقين في معرفة أصول الدين" (1/78)، والسيد طيب الموسوي: "حاشية تفسير القمي" (1/38).(1/36)
وفيما يلي جملة من الروايات التي صرحوا فيها بجواز تغير الرأي على الله تعالى وحدوث العلم وتجدده عليه، تعالى الله عن ذلك:
روى العياشي في "تفسيره": عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام: {وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة}، قال: كان في العلم والتقدير ثلاثين ليلة، ثم بدا لله فزاد عشراً فتم ميقات ربه الأول والآخر أربعين ليلة(1).
فهذه الرواية صرحية في نسبة حدوث العلم لله تعالى، فقوله: "كان في والتقدير ثلاثين ليلة"، يلزم منه أن الله تعالى لم يكن يعلم من ميقات موسى إلا الثلاثين ليلة، وهي التي في علمه وتقديره، أما العشر الأخرى فإن هذه الزيادة لم تكن معلومة له بل هي خارجة عن العلم والتقدير وإنما بدا له فيها بعد ذلك، تعالى الله وتنزه عن كل ذلك.
ومن الروايات الصريحة في نسبتهم تغير الرأي وتجدده إلى الله تعالى، ما رواه الكليني بسنده إلى أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام أنهما قالا: "إن الناس لما كذبوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - همّ الله تبارك وتعالى بخلاف أهل الأرض إلا علياً فما سواه بقوله: {فتول عنهم فما أنت بملوم} ، ثم بدا له فرحم المؤمنين ثم قال لنبيه: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} (2).
ولا يخفى ما في هذه الرواية من الافتراء والكذب على رب العالمين وذلك بنسبتهم البداء الذي هو تغير الرأي وتجدده إلى الحكيم العليم.
ومن الروايات الصريحة الدالة على نسبتهم الجهل إلى الله تعالى، ما رووه عن جعفر الصادق أنه قال: "ما بدا لله في شيء كما له في إسماعيل ابني"(3).
__________
(1) تفسير العياشي (1/44).
(2) "روضة الكافي" (8/103).
(3) الصدوق: "كمال الدين وتمام النعمة" (ص69)، والنوبختي: "فرق الشيعة" (ص64)، ونعمة الله الجزائري: "الأنوار النعمانية" (1/359).(1/37)
وهذه الرواية لها مناسبة، وهي ما نسبوه إلى جعفر الصادق أنه نص على إمامة ابنه إسماعيل ثم مات إسماعيل في حياة أبيه(1) فكان المخرج من هذه الفضيحة نسبة البداء إلى الله تعالى.
وقد فسر هذه الرواية الشيخ الصدوق قال: أما قوله "ما بدا لله في شيء كما بدا له في إسماعيل ابني"، فإنه يقول: ما ظهر لله أمر كما ظهر له في إسماعيل ابني إذ اخترمه في حياتي(2).
والذي يفهم من هذا أن موت إسماعيل ظهر لله بعد أن كان خافياً عليه وأنه لم يكن معلوماً له قبل حدوثه تنزه الله عن ذلك.
وفي رواية أخرى يروونها عن جعفر في موت ابنه إسماعيل أيضاً أنه قال: كان القتل قد كتب على إسماعيل مرتين فسألت لله في دفعه فدفعه(3).
ويفهم من هذه الرواية أنه ليس كل ما كتبه الله في اللوح بناء على علمه السابق به متحققاً، بل إن بعض هذه المقادير قد تقدم أو تأخر كما ذكروا في هذه الرواية من تأخر موت إسماعيل مرتين بسبب سؤال والده ذلك.
ومن الروايات التي ينسبون إلى الله فيها البداء ما رواه الكليني عن علي بن محمد عن إسحاق بن محمد عن أبي هاشم الجعفري قال: كنت عند أبي الحسن عليه السلام بعد ما مضى ابنه أبو جعفر وإني لأفكر في نفسي أريد أن أقول: كأنهما أعني أبا جعفر وأبا محمد في هذا الوقت كأبي الحسن موسى وإسماعيل ابني جعفر ابن محمد عليهم السلام وإن قصتهما كقصتهما، إذ كان أبو محمد المرجي بعد أبي جعفر عليه السلام فأقبل عليّ أبو الحسن قبل أن انطلق فقال: نعم يا أبا هاشم بدا لله في أبي محمد بعد أبي جعفر عليه السلام ما لم يكن يعرف له كما بدا له في موسى بعد مضي إسماعيل ما كشف به عن حاله، وهو كما حدثتك نفسك وإن كره المبطلون، وأبو محمد ابن الخلف من بعدي، عنده علم ما يحتاج إليه ومعه آلة الإمامة(4).
__________
(1) انظر: النوبختي: "فرق الشيعة" (ص64).
(2) "كمال الدين وتمام النعمة" (ص69).
(3) الشيخ المفيد: "تصحيح الاعتقاد بصواب الانتقاد" (ص51).
(4) "الأصول من الكافي" (1/327).(1/38)
وفي رواية أخرى يرد بها الكليني عن علي بن جعفر قال: "كنت حاضراً أبا الحسن عليه السلام لما توفي ابنه محمد فقال للحسن: يا بني أحدث لله شكراً فقد أحدث فيك أمراً"(1).
وهاتان الروايتان تدلان صراحة على نسبتهم تجدد الرأي إلى الله تعالى الله عن ذلك.
وهم يزعمون أن الله تعالى قد حدد وقت خروج قائمهم المنتظر فلما قتل الحسين غضب الله غضباً شديداً فأخره، ثم حدده مرة أخرى فحدث به الشيعة فأخره الله مرة ثانية.
روى النعماني والطوسي عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر الباقر (ع) يقول: يا ثابت إن الله كان قد وقت هذا الأمر في سنة السبعين فلما قتل الحسين (ع) اشتد غضب الله فأخره إلى أربعين ومائة، فلما حدثناكم بذلك أذعتم وكشفتم قناع الستر فلم يجعل الله لهذا الأمر بعد ذلك عندنا وقتاً يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب. قال أبو حمزة: فحدثت بذلك أبا عبد الله الصادق (ع) فقال: قد كان ذلك(2).
ويروي النعماني عن إسحاق بن عمار قال: قال لي أبو عبد الله (ع): يا أبا إسحاق إن هذا الأمر قد أخر مرتين(3).
ويروي الطوسي عن عثمان النوا قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان هذا الأمر فيّ فأخره الله ويفعل بعد في ذريتي ما يشاء(4).
وقال الشيخ الطوسي معلقاً على هذه الروايات: "فالوجه في هذه الأخبار أن نقول – إن صحت – أنه لا يمتنع أن يكون الله تعالى قد وقت هذا الأمر في الأوقات التي ذكرت، واقتضت تأخيره إلى وقت آخر، وكذلك فيما بعد، ويكون الوقت الأول وكل وقت يجوز أن يؤخر مشروطاً بأن لا يتجدد ما يقتضي المصلحة تأخيره، إلى أن يجيء الوقت الذي لا يغيره شيء فيكون محتوماً(5).
__________
(1) المصدر نفسه (1/326).
(2) "الغيبة" للنعماني (ص197)، و"الغيبة" للطوسي (ص263*)، و"بحار الأنوار" (52/105).
(3) "الغيبة" للنعماني (ص197).
(4) "الغيبة" للطوسي (ص263)، و"بحار الأنوار" (52/106).
(5) "الغيبة" (ص263).(1/39)
أوجه التشابه بين نسبة اليهود الندم والحزن لله تعالى
وبين نسبة الرافضة البداء لله تعالى
لا يوجد اختلاف بين ما ينسبه اليهود من الندم والحزن لله تعالى وبين ما ينسبه الرافضة من البداء إليه تعالى.
بل إني لا أشك في أن عقيدة البداء عند الرافضة قد أخذت من أسفار اليهود بالنص، مع تغيير يسير في بعض الألفاظ والعبارات، والتشابه بين هاتين العقيدتين يتضح من خلال ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: التشابه في التسمية؛ فاليهود يطلقون على الله تعالى صفة الندم والحزن والأسف ,والرافضة يطلقون على الله تعالى صفة البداء، ومن تأمل هذه الصفات ظهر له ما بينها من تقارب في المعاني؛ فمن ندم أو حزن أو تأسف على فعل ما، أو رأي في مسألة معينة، لا بد أن يمر بمرحلتين:
المرحلة الأولى: تغير الرأي في تلك المسألة.
المرحلة الثانية: أن يحصل له من العلم ما يعلم به خطأه في المسألة السابقة.
وهذان المعنيان، هما اللذان ذكرهما علماء اللغة في معنى البداء.
الوجه الثاني: التشابه في النصوص؛ مما يدل دلالة قاطعة على أن أصل فكرة البداء عند الرافضة قد أخذت من أسفار اليهود، التشابه الكبير بين ما جاء في أسفار اليهود، وكتب الرافضة من النصوص، حتى إن هذه النصوص لتكاد تتفق أحياناً في ذكر بعض الحوادث، والقصص التي ينسبون إلى الله فيها الندم والبداء.
وفيما يلي نماذج لما بين هذه النصوص من التشابه:
يزعم اليهود أن الله أراد إهلاك بني إسرائيل وبينما الملك يهلك ندم الله تعالى على ذلك وأمر الملك بالكف عن الإهلاك، ويزعم الرافضة أن الله أراد أن يهلك الناس في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم ما لبث أن بدا له فرجع عن الإهلاك.
يزعم اليهود أن موسى عليه السلام راجع الله عندما أراد أن يهلك بني إسرائيل فرجع الله عن ذلك. ويزعم الرافضة أن جعفر الصادق راجع الله في موت ابنه إسماعيل فأخره الله مرتين.(1/40)
يدعي اليهود أن الله تعالى نصب شاول ملكاً على بني إسرائيل ثم ندم وتأسف على ذلك. ويدعي الرافضة أن الله تعالى قد عين إسماعيل بن جعفر، وأبا جعفر محمد بن علي إمامين للرافضة، ثم بدا له فغيرهما.
يزعم اليهود أن صفة الندم لا تنفك عن الله تعالى فهو دائماً يندم على الشر، ويزعم الرافضة أن الله اشترط لنفسه البداء وأن يقدم ما يشاء ويؤخر.
يعتقد اليهود أن في إطلاق صفة الندم على الله تعالى مدح وتعظيم له تعالى، جاء في أسفارهم: "إن ربكم رؤوف رحيم يندم على الشر"، ويعتقد الرافضة أن في إطلاق صفة البداء على الله تعالى مدح وتعظيم وعبادة له تعالى، قالوا: ما عبد الله بشيء مثل البداء. ما عبد الله بمثل البداء.
الوجه الثالث: التشابه في المضمون: ما ينسبه اليهود من الندم والحزن والأسف إلى الله تعالى، وما ينسبه الرافضة إليه تعالى من البداء، يفضي في النهاية إلى نتيجة واحدة، وهي نسبة الجهل لله تعالى، وأن الله لا يعلم المصالح إلا بعد حدوث الحوادث، وأن الأمور المستقبلية لا تدخل تحت علم الله وقدرته، تعالى الله عن ذلك، وبهذه المقارنة يتبين لنا ما بين هاتين العقيدتين من تشابه كبير مما يؤكد أن مصدر عقيدة البداء عند الرافضة يهودي محض.
وقد قام بعض الكتاب المعاصرين بعقد مقارنة بين عقيدة البداء عند الرافضة، وبين ما جاء في أسفار اليهود من النصوص الدالة على نسبة الندم له تعالى.
ومن هؤلاء الكتاب: موسى الجار الله صاحب كتاب "الوشيعة في نقد عقائد الشيعة"، حيث قام بنقل بعض النصوص من أسفار اليهود والتي جاء فيها نسبة الندم والحزن والأسف لله تعالى، ثم قارن بينها وبين ما جاء في كتب الرافضة من روايات البداء.(1/41)
وقال بعد نقل هذه النصوص: "فالبداء عقيدة يهودية أتت بها أسفار اليهود وكتب العهد العتيق من غير أن يكون فيها مجال لمجاز .. ثم أعدت عقيدة البداء عدوى الوباء من أسفار التوراة بألسنة الأئمة في قلوب الشيعة إلى كتب الشيعة، فترى فيها عقيدة البداء في أخبار مستفيضة بمبالغات مسرفة شيعية إمامية لا يأتي بمثلها إلى إمام مفوض من عند الله"(1).
وفي الحقيقة أن موسى الجار الله يعد أول من قام بعقد هذه المقارنة، فكان له فضل السبق في استخراج الجذور الأصلية لعقيدة البداء عند الرافضة من أسفار اليهود. وقد قام الأستاذ محمد مال الله كذلك بعقد مقارنة مماثلة في كتابه "موقف الشيعة من أهل السنة" أكد من خلالها مدى التوافق بين اليهود والرافضة في هذه العقيدة.
الأدلة على تحريف اليهود لكتبهم
لقد قرر القرآن أن الله سبحانه وتعالى أعطى التوراة موسى مكتوبة في الألواح، وأن فيها موعظة لبني إسرائيل وتفصيلاً لكل شيء، ثم أمر الله نبيه موسى أن يأخذ ما فيها من الأحكام ويلتزم بها وأمره أن يلزم قومه أن يأخذوا بأحسنها: قال تعالى: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ}.
وقد أخبر الله أيضاً في آية أخرى أن اليهود أنفسهم كتبوا التوراة ولكنهم أخفوا كثيراً منها، قال تعالى: {قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ}.
__________
(1) "الوشيعة في نقد عقائد الشيعة" (ص113-114)..(1/42)
وبعد أن وصلت التوراة إلى بني إسرائيل كما أنزلها الله على موسى بكتابة الله سبحانه وتعالى لها ثم كتابتهم أنفسهم لها، قاموا بتحريفها قصداً، ونقضوا الميثاق الذي أخذه الله عليهم بحفظها ونسوا شيئاً منها من غير قصد وهذا إهمال منهم للكتاب الذي استأمنهم الله عليه.
قال تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
وبهذا يتضح لنا من خلال هذه الآية أن التوراة الصحيحة التي أنزلها الله على موسى عليه السلام فقدت بسبب تحريفهم لجزء منها ونسيانهم جزء آخر، ولذا فقد طلب رب العالمين في القرآن الكريم من الذين زعموا صحة التوراة كاملة حتى عصر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يأتوا بالتوراة كاملة.
عقيدة تحريف القرآن الكريم عند الرافضة
يعتقد الرافضة في القرآن الكريم أنه محرف ومبدل وأنه زيد فيه ونقص منه آيات كثيرة، وأن الناقص منه يعادل ضعفي القرآن الموجود الآن.
ويعتقدون أن الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الثلاثة أبو بكر، وعمر، وعثمان رضي الله عنهم هم الذين حرفوا القرآن وأسقطوا منه هذا الجزء الكبير.
ويرون أن الذي أسقط من القرآن يدور حول موضوعين رئيسين:
الأول: فضائل آل البيت وبالأخص علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والنص على إمامته في القرآن .
الثاني: فضائح المهاجرين والأنصار والذين يعدهم الرافضة منافقين لم يدخلوا في الإسلام إلا للكيد له.
هذه هي عقيدة الرافضة في القرآن الكريم كما صرح بها كبار علمائهم في أشهر كتب التفسير والحديث عندهم.(1/43)
لكن بعض علماء الرافضة المعاصرين ينكرون هذه العقيدة، وإنكارهم لهذه العقيدة لم يكن نابعاً عن اقتناع بفسادها ورجوع منهم إلى الحق، ليت هذا حدث، بل الذي دلت عليه فلتات ألسنتهم، وزلات أقلامهم أنهم على عقيدة سلفهم الخبيثة، لم يحيدوا عنها قيد أنملة، ولكن لما رأوا إنكار المسلمين لهذه العقيدة واستهجانها، خافوا من النتائج التي قد تلحقهم في حالة ما لو صرحوا بهذه العقيدة، فلجأوا إلى ستار النفاق والمكر والخديعة والتي يطلق عليه في قاموس الرافضة اسم "التقية".
ولما كان هؤلاء يحسنون هذه الصنعة انخدع بأقوالهم كثير من عوام الناس اليوم، بل وبعض المنتسبين إلى طلب العلم ممن لم يكن له دراية بعقيدة هذه الفرقة الضالة، وصدقوهم في كل ما يقولون مع أن هؤلاء القوم اشتهروا بالكذب.
وكان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب، ولهذا رد علماء الحديث رواياتهم، مع أنهم كانوا يروون عن كل صاحب بدعة إن لم يكن داعية إلا هؤلاء لاشتهارهم بالكذب. فالعجب كل العجب كيف ينخدع بعض المسلمين اليوم بأقوال هؤلاء؟
عقيدة كبار علماء الرافضة الأقدمين في القرآن الكريم
كبار علماء الرافضة مجمعون على أن القرآن الكريم حدث فيه تحريف وتغيير وتبديل، وإليك بعض أسماء كبار علمائهم وما يثبت قولهم بتحريف القرآن بما أوردوه في كتبهم من روايات تدل على التحريف:
أولاً: سليم بن قيس الهلالي (المتوفى عام 90هـ): يروي سليم بن قيس في كتابه المعروف بـ "كتاب سليم بن قيس" عدة أخبار مفادها التحريف فيها خبر طويل يرويه بسنده إلى علي بن أبي طالب وفيه: ".. وقال عمر وأنا أسمع قد قتل يوم اليمامة رجال كانوا يقرأون قرآناً لا يقرأه غيرهم فذهب. وقد جاءت شاة إلى صحيفة وكتاب عمر يكتبون فأكلتها وذهب ما فيها.."(1).
__________
(1) "كتاب سليم بن قيس" (ص122).(1/44)
ثانياً: الشيخ الصفار (المتوفى 290هـ): روى أبو جعفر محمد بن الحسن الصفار في كتابه المشهور "بصائر الدرجات" عن أبي جعفر الصادق أنه قال: "ما من أحد من الناس يقول أنه جمع القرآن كله كما أنزل الله إلا كذاب وما جمعه وما حفظه كما أنزل إلى علي بن أبي طالب والأئمة من بعده"(1).
ثالثاً: علي بن إبراهيم القمي (المتوفى 307هـ):
أما شيخ مشائخهم علي بن إبراهيم القمي فإنه يذكر في مقدمة تفسيره ما نصه: "فالقرآن الكريم منه ناسخ ومنسوخ، ومنه معطوف، ومنه حرف مكان حرف، ومنه على خلاف ما أنزل الله"(2).
رابعاً: محمد بن يعقوب الكليني (المتوفى 328هـ):
وبعد القمي أتى تلميذه محدث الشيعة الأكبر الكليني وصنف لهم "الكافي" الذي هو عندهم بمنزلة صحيح البخاري عند أهل السنة فماذا في "الكافي"؟
يروي الكليني عن علي بن محمد عن بعض أصحابه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: "دفع إليّ أبو الحسن عليه السلام مصحفاً وقال: لا تنظر فيه ففتحته وقرأت فيه: (لم يكن الذين كفروا) فوجدت فيها اسم سبعين رجلاً من قريش، بأسمائهم وأسماء آبائهم، قال: فبعث إليّ ابعث إليّ بالمصحف"(3).
ومن الذين أقروا كذلك بالتحريف من علمائهم العياشي والفيض الكاشاني والمجلسي ونعمة الله الجزائري والنوري الطبرسي الذي ألف كتاب " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" وغيرهم كثير .
أوجه التشابه بين اليهود والرافضة في تحريفهم كتب الله تعالى
تحريف اليهود للتوراة وباقي كتبهم، وتحريف الرافضة للقرآن بينهما تشابه كبير من عدة نواحي، سواء من حيث الهدف والغاية الباعثة لكل من اليهود والرافضة لارتكاب هذه الجريمة، أو من حيث الأسلوب والطريقة التي اتبعاها في التحريف والتبديل.
أما من حيث الهدف والغاية: فتحريف اليهود لكتبهم والرافضة للقرآن الكريم إنما كان لسبب الملك والإمامة.
__________
(1) "بصائر الدرجات" (ص213).
(2) 1/8).
(3) "أصول الكافي" (2/631).(1/45)
أما اليهود فقد وضعوا كثيراً من النصوص التي نسبوا إلى الله فيها أنه وعدهم أن يديم الملك في آل داود.
وهذا كذب وافتراء على الله تعالى، بينما نجد في بعض نصوص كتبهم القدح في داود واتهامه وأبنائه بالزنا، بل والطعن في نسبه، وهذا أيضاً كذب وافتراء من اليهود على الله وعلى نبيه داود عليه السلام.
وكلا هذين الموقفين واللذين ينسبهما اليهود إلى الله تعالى في حق داود عليه السلام مفتريان على الله تعالى وتقول على الله بما لم يقل. والدافع لليهود في ذلك هو اختلافهم في تنصيب داود ملكاً من عدمه، فكل كذب على الله بما يوافق هواه.
أما الرافضة: فقد كان تحريفهم للقرآن بسبب الإمامة، وبيان ذلك أن الإمامة أساس المذهب عندهم وأصل من أصول الدين عندهم، كما جاء في "الكافي" عن زرارة عن أبي جعفر قال: "بني الإسلام على خمسة أشياء على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية. قال زرارة: فقلت: وأي شيء من ذلك أفضل فقال الولاية"(1). فإذا كانت منزلة الإمامة هي منزلة الصلاة والزكاة بل هي أفضل منهما فلماذا لم يرد ذكر الإمامة في القرآن مع أنه ذكر في مواضع كثيرة الصلاة والزكاة اللتان هما عند الرافضة أقل شأناً من الإمامة فكان إجابة الرافضة على هذا السؤال بالقول بتحريف القرآن، وأن الإمامة ذكرت مئات المرات في القرآن ونص الله فيها على إمامة علي بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولكن الصحابة أسقطوا هذه الآيات من القرآن ليتولوا السلطة بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -. وبهذا يتضح أن سبب التحريف عند كل من اليهود والرافضة هو الملك والإمامة وقد قام الرافضة بتحريف القرآن الكريم بنفس دور اليهود في تحريف كتبهم.
__________
(1) "أصول الكافي" (1/18).(1/46)
أما من حيث الأسلوب والطريقة: فقد حكى الله تعالى أنواع التحريف والأساليب التي اتبعها اليهود في تحريف الكلام والتي من أهمها: تحريف الكلم عن مواضعه، تحريف الكلم من بعد مواضعه، لبس الحق بالباطل، لي اللسان بالكلام للتلبيس على السامع. والرافضة عندما قاموا بتحريف القرآن الكريم ووضعوا الروايات الدالة على تحريف القرآن سلكوا مسلك اليهود واتبعوا طرقهم السابقة في كل ما قاموا به من تحريف لألفاظ القرآن وتزييف معانيه.
غلو اليهود في بعض أنبيائهم وحاخاماتهم وطعنهم في البعض الآخر
من غلو اليهود في أنبيائهم غلوهم في يعقوب عليه السلام عندما زعموا أنه صارع الله وغلبه، تعالى الله عن ذلك.
جاء في سفر التكوين: "فبقي يعقوب وحده وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه وقال: أطلقني لأنه قد طلع الفجر، فقال: لا أطلقك إن لم تباركني. فقال له: ما اسمك؟ فقال: يعقوب. فقال: لا يدعي اسمك فيما بعد يعقوب بل إسرائيل لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت"(1).
وقد غالوا كذلك في دانيال حتى أنهم زعموا أن الله قد حل فيه.
جاء في كلام بختنصر الذي خاطب به شعوب الأرض: "أخيراً دخل قدامي دانيال الذي اسمه بلطشاصر كاسم إلهي والذي فيه روح الآلهة القدوسيين، فقصصت الحلم قدامه، يا بلطشاصر كبير المجوس من حيث إني أعلم أن فيك روح الآلهة القدوسيين، ولا يعسر عليك سر فأخبرني برؤى حلمي الذي رأيته وتبصيره"(2).
__________
(1) "الإصحاح الثاني والثلاثون" فقرات (24-28).
(2) "سفر دانيال: الإصحاح الرابع" فقرتا (8، 9).(1/47)
أما غلو اليهود في بعض الحاخامات فقد يفوق غلوهم في بعض الأنبياء، وقد جاءت نصوص كثيرة في التلمود تبين لنا مدى غلو اليهود في بعض الحاخامات وخاصة كتبة التلمود، ومن هذه النصوص ما صرحوا به في تلمودهم من اعتبارهم كتاب التلمود الذي يمثل آراء الحاخامات أفضل من التوراة التي أنزلها الله على موسى عليه السلام.
جاء في التلمود: "اعلم أن أقوال الحاخامات أفضل من أقوال الأنبياء وزيادة على ذلك اعتبار أقوال الحاخامات مثل الشريعة لأن أقوالهم هي قول الله الحي. فإذا قال لك الحاخام؛ إن يدك اليمنى هي اليسرى وبالعكس فصدق قوله، ولا تجادله فما بالك إذا قال لك إن اليمنى هي اليمنى واليسرى هي اليسرى"(1).
أما قدح اليهود في بعض الأنبياء والحاخامات فهو سمة بارزة من سماتهم، ومن قرأ كتبهم وجدها تعج بكثير من المطاعن على أنبياء الله، والقدح فيهم ورميهم بأبشع الجرائم مما هم منه براء. وفيما يلي نص هذه الفرية التي سيجازيهم الله عليها، كما جاءت في الإصحاح التاسع عشر من سفر التكوين: "وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه، لأنه خاف أن يسكن في صوغر، فسكن في المغارة هو وابنتاه، وقالت البكر للصغيرة، هلم نسقي أبانا خمراً ونضطجع معه، فنحيي من أبينا نسلاً، فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها، وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة إني قد اضطجعت البارحة مع أبي نسقيه خمراً الليلة أيضاً فادخلي اضطجعي معه، فنحيي من أبينا نسلاً، فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة أيضاً وقامت الصغيرة واضطجعت معه، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها، فحبلت ابنتا لوط من أبيهما"(2). سبحانك هذا بهتان عظيم.
وجاء في سفر إرميا: "الأنبياء تنبئوا بالكذب، والكهنة تحكم على أيديهم"(3).
__________
(1) "روهلنج: "الكنز المرصود" (ص45)، "إسرائيل والتلمود" (ص65).
(2) فقرات 30-36).
(3) "الإصحاح الخامس" فقرة رقم (31).(1/48)
وفي سفر إشعيا: "الكاهن والنبي ترنحا بالمسكر ابتلعتهما الخمر تاها من المسكر ضلا في الرؤيا وفي القضاء"(1).
غلو الرافضة في أئمتهم وطعنهم في الصحابة رضي الله عنهم
أولاً: الغلو في الأئمة.
غالى الرافضة في أئمتهم حتى رفعوهم فوق البشر وأطلقوا عليهم من الصفات ما لم يثبت لأحد، بل هي مما اختص به رب العالمين دون سائر المخلوقين.
ومن هذه الصفات التي يطلقونها على أئمتهم ادعاؤهم أنهم يعلمون الغيب، وأنهم لا يخفى عليهم شيء في السماوات ولا في الأرض، وأنهم يعلمون ما كان وما سيكون إلى قيام الساعة.
جاء في "بحار الأنوار": عن الصادق عليه السلام أنه قال: "والله لقد أعطينا علم الأولين والآخرين. فقال له رجل من أصحابه: جعلت فداك أعندكم علم الغيب؟ فقال له: ويحك إني لأعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء، ويحكم وسعوا صدوركم، ولتبصر أعينكم، ولتعي قلوبكم، فنحن حجة الله تعالى في خلقه ولن يسع ذلك إلا صدر كل مؤمن قوي قوته كقوة جبال تهامة إلا بإذن الله، والله لو أردت أن أحصي لكم كل حصاة عليها لأخبرتكم، وما من يوم وليلة إلا والحصى تلد إيلاداً كما يلد هذا الخلق، والله لتتباغضون بعدي حتى يأكل بعضكم بعضاً"(2).
هذا ما يعتقده الرافضة في أئمتهم فهم يعتقدون أنهم يعلمون الغيب ويعلمون ما في أصلاب الرجال وما في أرحام النساء، ويعلمون ما في السماوات وما في الأرض، ويعلمون ما في الجنة وما في النار.
أما أهل السنة فيعتقدون أنه لا يعلم هذه الأمور إلا الله تعالى، ويرون أن نسبة شيء من هذه العلوم لأحد من المخلوقين خروج بهم عن طبيعتهم البشرية إلى منزلة الربوبية.
__________
(1) "الإصحاح الثامن والعشرون" فقرة رقم (7).
(2) المجلسي: "بحار الأنوار" (26/27، 28).(1/49)
ومن مظاهر غلو الرافضة في أئمتهم اعتقادهم أنهم معصومون، وقد نقل إجماعهم على عصمة الأئمة شيخهم المفيد قال: "إن الأئمة القائمين مقام الأنبياء في تنفيذ الأحكام وإقامة الحدود وحفظ الشرائع وتأديب الأنام معصومون كعصمة الأنبياء وأنهم لا يجوز منهم صغيرة إلا ما قدمت ذكر جوازه على الأنبياء، وأنه لا يجوز منهم سهو في شيء من الدين ولا ينسون شيئاً من الأحكام، وعلى هذا مذهب سائر الإمامية إلا من شذ منهم وتعلق بظواهر روايات لها تأويلات على خلاف ظنه الفاسد في هذا الباب"(1).
وبهذا فهم يرون أن الأئمة لا يجوز عليهم السهو والغفلة وأنهم معصومون كعصمة الأنبياء فلا يصدر منهم من الصغائر إلا ما كان جائزاً على الأنبياء.
ويشارك المعاصرون سلفهم في هذه العقيدة.
يقول الشيخ محمد رضا المظفر: "ونعتقد أن الإمام كالنبي يجب أن يكون معصوماً من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن من سن الطفولة إلى الموت عمداً وسهواً، كما يجب أن يكون معصوماً من السهو والخطأ والنسيان"(2).
ولم يكتف الرافضة بهذا بل تمادوا في أكثر من ذلك فقد زعموا أن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - كان له من الفضائل ما لم يكن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
روى الصدوق فيما نسبه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أعطيت ثلاثاً وعلي مشاركي فيها، وأعطي علي ثلاثة ولم أشاركه فيها فقيل: يا رسول الله: وما الثلاث التي شاركك فيها علي؟ قال: لواء الحمد لي وعلي حامله، والكوثر لي وعلي ساقيه، والجنة والنار لي وعلي قسيمها، وأما الثلاث التي أعطي علي ولم أشاركه فيها فإنه أعطي شجاعة ولم أعط مثله، وأعطي فاطمة الزهراء زوجه ولم أعط مثله، وأعطي الحسن والحسين ولم أعط مثلهما"(3).
__________
(1) "أوائل المقالات" (71، 72).
(2) المظفر: "عقائد الإمامية" (104).
(3) بواسطة إحسان إلهي ظهير، "الشيعة وأهل البيت" (ص191)، من الحاشية.(1/50)
ومما يؤكد اعتقادهم بأفضلية علي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ما رواه الصدوق في "أماليه" ونسبه ظلماً وبهتاناً للنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "علي ابن أبي طالب خير البشر ومن أبى فقد كفر"(1).
ثانياً: طعنهم في الصحابة وأمهات المؤمنين.
أما موقف الرافضة من الصحابة وأمهات المؤمنين فإنهم يعادونهم ويبغضونهم أشد البغض، ويعتقدون أنهم كفار مرتدون بل يتقربون إلى الله بسبهم ولعنهم ويدعون ذلك من أعظم القربات. وأفضل الأعمال عند الله.
وقد كذبوا على أئمتهم بوضع آلاف الروايات في الطعن في الصحابة وأمهات المؤمنين ورميهم بالفسق والنفاق، بل بالردة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا ثلاثة كما دلت على ذلك رواياتهم. أما سبب ارتداد الصحابة بزعمهم فهو بسبب تركهم مبايعة علي رضي الله عنه. روى الكليني عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: {إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى}، فلان وفلان(2) ارتدوا عن الإيمان في ترك ولاية أمير المؤمنين عليه السلام. قلت: قوله تعالى: {ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر}، قال: نزلت والله فيهما وفي أتباعهما(3). وأما موقف الرافضة من أمهات المؤمنين فإنهم يعادونهن ويناصبونهن العداء، ويتهمونهن بالفاحشة والعياذ بالله .
أوجه التشابه بين العقيدتين
بعد بيان موقف اليهود من الأنبياء والحاخامات وموقف الرافضة من الصحابة والأئمة يتضح لنا التشابه الكبير بين هذه الموقفين.
__________
(1) "أمالي الصدوق" (71).
(2) بين شارح "الكافي" أن المراد من فلان وفلان أبو بكر وعمر وعثمان. انظر: "الشيعة والسنة" إحسان إلهي ظهير (ص42).
(3) "أصول الكافي" (1/420).(1/51)
فاليهود غالوا في بعض أنبيائهم وحاخاماتهم حتى تجاوزوا بهم منازل المخلوقين إلى مقام رب العالمين، في حين أنهم قدحوا في قسم آخر من الأنبياء والحاخامات وألصقوا بهم كثيراً من الجرائم والفواحش.
وكذلك الرافضة غالوا في أئمتهم وجعلوا لهم منزلة تضاهي منزلة رب العالمين، وقدحوا في صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا القليل منهم ونسبوهم إلى الكفر والردة، وتقربوا إلى الله بسبهم ولعنهم وظنوا من جهلهم أن في ذلك أعظم الثواب وأرفع الدرجات.
وهذا التشابه يمكن إبرازه في النقاط التالية:
غالى اليهود في موسى عليه السلام حتى زعموا أن الله خاطبه قائلاً: (إنا جعلناك إلهاً لفرعون وهارون أخوك يكون نبيك). وغالى الرافضة في علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى ادعوا فيه الربوبية، قالوا في تفسير قوله تعالى: {أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه} ، قالوا: يرد إلى أمير المؤمنين.
غالى اليهود في النبي دانيال وقالوا: إن اسمه كاسم الله، وإن روح الإله قد حلت فيه، وإن فيه حكمة كحكمة الله وفطنته كفطنة الله. وغالى الرافضة في أئمتهم حتى أطلقوا عليهم أسماء الله الحسنى ووصفوهم بصفات الله العليا، وكذبوا على الأئمة أنهم قالوا: نحن الأسماء الحسنى، نحن منبت الرحمة ومعدة الحكمة ومصابيح العلم.
يدعي اليهود أن بعض أنبيائهم يعلمون الغيب، كزعمهم أن دانيال كان يعلم متى ينزل المطر، ويدعي الرافضة أن أئمتهم يعلمون الغيب وأنه لا يخفى عليهم شيء في السماوات ولا في الأرض، وأنهم يعلمون ما في أصلاب الرجال، وما في أرحام النساء، ويعلمون ما في الجنة والنار.
يدعي اليهود أن حاخاماتهم أفضل من الأنبياء، قالوا: أقوال الحاخامات أفضل من أقوال الأنبياء" وقالوا: "التفت إلى أقوال الحاخامات أكثر من التفاتك إلى شريعة موسى". ويدعي الرافضة أن أئمتهم أفضل من الأنبياء. قال الخميني عن الأئمة: "ولهم مع الرب مرتبة لا يدانيها ملك مقرب ولا نبي مرسل".(1/52)
يعتقد اليهود في أنبيائهم وحاخاماتهم أنهم يستطيعون إرجاع الحياة للموات من الإنسان والحيوان. ويعتقد الرافضة في أئمتهم ذلك.
يعتقد اليهود عصمة حاخاماتهم وأن الله جعلهم معصومين من الخطأ والنسيان ويعتقد الرافضة عصمة أئمتهم وأنه لا يجوز عليهم سهو ولا غفلة ولا خطأ ولا نسيان.
قالت اليهود: من جادل حاخاماته فكأنما جادل العزة الإلهية، وقالت الرافضة: الراد على الأئمة كالراد على الله تعالى.
تقديس اليهود لأنفسهم
يدعي اليهود أن الله تعالى اصطفاهم وفضلهم على سائر الناس، وميزهم عن باقي شعوب الأرض بأن جعلهم شعبه المختار.
جاء في سفر التثنية: "ثم كلم موسى والكهنة اللاويون جميع إسرائيل قائلين: أنصت واسمع يا إسرائيل اليوم صرت شعباً للرب إلهك"(1).
وفي سفر التثنية: "لأنك أنت شعب مقدس للرب إلهك، إياك قد اختار الرب إلهك لتكون له شعباً أخص من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض"(2).
وفي مخاطبة الله تعالى لبني إسرائيل: "فالآن إن سمعتم صوتي وحفظتم عهدي تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب، فإن لي كل الأرض وأنتم تكونون لي مملكة كهنة وأمة مقدسة"(3).
هذا ما يعتقده اليهود في أنفسهم أنهم شعب الله المختار وأن الله تعالى اصطفاهم وميزهم عن باقي الشعوب وجعلهم خاصته من بين كل الأمم.
ومن هنا نشأت فكرة تقديس اليهود لنفسهم فأخذوا يدعون لهذه العقيدة في صور متعددة عن طريق تلك النصوص الكثيرة التي جاءت مبثوثة في كتبهم المقدسة. مدعين بتميزهم عن غيرهم من البشر في كل شيء، حتى في أصل خلقهم الأول، ومن ذلك زعمهم أنهم أبناء الله وأحباؤه وأن أرواحهم جزء من روحه، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
تقديس الرافضة لأنفسهم
__________
(1) الإصحاح السابع والعشرون فقرة (9).
(2) الإصحاح السابع فقرة (6).
(3) سفر الخروج الإصحاح التاسع عشر فقرتا (5، 6).(1/53)
يدعي الرافضة كما ادعى اليهود من قبلهم أنهم خاصة الله تعالى وصفوته، وأن الله تعالى اختارهم من بين كل الناس، ميزهم عن غيرهم بكثير من المزايا، ابتداءً من خلق أرواحهم التي يزعمون أن الله خلقها من نور عظمته، وانتهاء بإدخالهم الجنة وخلودهم فيها متنعمين بما أعده الله لهم من النعيم المقيم.
ومن هذه المزاعم زعمهم أن الله تعالى خلق أرواحهم من طينة غير الطينة التي خلق منها باقي البشر، وأن أصل طينتهم مخلوقة من نور الله تعالى، أو من طينة مكنونة تحت العرش، كما صرحت بذلك رواياتهم الواردة في كتبهم المعتبرة.
جاء في "بصائر الدرجات" عن أبي عبد الله أنه قال: "إن الله جعل لنا شيعة فجعلهم من نوره وصبغهم في رحمته، وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية على معرفته يوم عرفهم نفسه، فهو المتقبل من محسنهم والمتجاوز عن مسيئهم ومن لم يلق الله بما هم عليه لم يتقبل الله منه حسنة ولم يتجاوز عن سيئة"(1).
ويروي الكليني عن أبي عبد الله أنه قال: "إن الله خلقنا من نور عظمته، ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش، فأسكن ذلك النور فيه، فكنا نحن خلقاً وبشراً نورانيين لم يجعل لأحد في مثل الذي خلقنا منه نصيباً، وخلق أرواح شيعتنا من طينتنا وأبدانهم من طينة مخزونة مكنونة أسف من ذلك الطينة ولم يجعل لأحد في مثل الذي خلقهم منه نصيباً إلا للأنبياء، ولذلك صرنا نحن وهم الناس، وسائر الناس همج للنار وإلى النار"(2).
__________
(1) الصفار "بصائر الدرجات" (ص7)، والمجلسي: "بحار الأنوار" (67/74).
(2) "أصول الكافي" (1/389)، والمجلسي في "البحار" (25/12).(1/54)
فالرافضة على ما دلت عليه هذه الروايات تميزوا عن البشر بأصل خلقهم ومادة طينتهم، التي يزعمون أنها مخلوقة من نور عظمة الله تعالى، لهذا هم لا يزيدون ولا ينقصون وهم معروفون عن الأئمة وأسماؤهم مكتوبة عندهم لا يدخل معهم أحد من غيرهم.وفي الحقيقة أن كذب هؤلاء ليس له نهاية ويوجد في كتبهم من أمثال هذه الروايات الكثير.
أوجه التشابه بين اليهود والرافضة في تقديسهم لنفسهم
فيما يلي أهم أوجه التشابه بين اليهود والرافضة في هذه العقيدة:
يدعي اليهود أنهم شعب الله المختار، وأنهم خاصة الله من بين كل الشعوب وأمته المقدسة. ويدعي الرافضة أنهم شيعة الله وأنصار الله، وأنهم خاصة الله وصفوته من خلقه.
يدعي اليهود أنهم أحباء الله، ويدعي الرافضة ذلك.
يزعم اليهود أن الله سخط على كل الأمم ما عدا اليهود، ويزعم الرافضة أن الله تعالى سخط على كل الناس إلا الشيعة، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - مات وهو ساخط على أمته إلا الشيعة.
يزعم اليهود أن أرواحهم مخلوقة من الله تعالى وليس ذلك لأحد غيرهم، ويزعم الرافضة أن أرواحهم مخلوقة من نور الله تعالى ولم يجعل الله ذلك لأحد غيرهم إلا للأنبياء.
يعتقد اليهود أنه لا يجوز لغير اليهودي أن يدخل معهم، ويعتقد الرافضة أنه لا يجوز لأحد من غير طائفتهم أن يدخل معهم إلى يوم القيامة.
يعتقد اليهود أنه لولا اليهود لم يخلق الله هذا الكون ولولاهم لانعدمت البركة من الأرض، ويزعم الرافضة أنه لولا الرافضة لم يخلق الله هذا الكون ولولاهم ما أنعم الله على أهل الأرض.
وغير ذلك من خرافات الطرفين .
تكفير اليهود لغيرهم واستباحة دمائهم وأموالهم
يقسم اليهود الناس إلى قسمين:
يهود، وأمميون، والأمميون هم كل من ليسوا بيهود.
ويعتقد اليهود أنهم هم المؤمنون فقط، أما الأمميون فهم عندهم كفرة وثنيون لا يعرفون الله تعالى.
جاء في التلمود: "كل الشعوب ما عدا اليهود وثنيون وتعاليم الحاخامات مطابقة لذلك".(1/55)
وفي نص آخر من التلمود: "المسيحيون الذين يتبعون أضاليل يسوع وثنيون ويلزم معاملتهم كمعاملة باقي الوثنيين ولو أنه يوجد فرق بين تعاليمهم".
وحتى المسيح عليه السلام لم يسلم من تكفيرهم، فقد جاء في التلمود وصفهم المسيح عليه السلام بأنه "كافر لا يعرف الله".
وفي موضع آخر من التلمود: "إن المسيح كان ساحراً ووثنياً فينتج أن المسيحيين وثنيون أيضاً مثله"(1).
فهذا هو معتقدهم في كل من خالفهم أنهم كفار ووثنيون وحتى أنبياء الله تعالى الذين أرسلهم الله إليهم لدعوتهم للتوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له هم عندهم كفار لأنهم لم يوافقوهم على عقائدهم الفاسدة.
تكفير الرافضة لغيرهم واستباحة دمائهم وأموالهم
يعتقد الرافضة أنهم هم المؤمنون فقط وأن ما عداهم من المسلمين كفار مرتدون ليس لهم في الإسلام نصيب.
أما سبب تكفير الرافضة للمسلمين فلأنهم لم يأتوا "بالولاية" والتي يعتقد الرافضة أنها ركن من أركان الإسلام، فكل من لم يأت بالولاية فهو كافر عند الرافضة كالذي ترك الصلاة أو منع الزكاة، بل إن الولاية مقدمة عندهم على سائر أركان الإسلام.
ويعنون بالولاية ولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه والأئمة من بعده، وهذه الولاية لا تحصل عندهم إلا بالغلو في الأئمة حتى إنزالهم منزلة الربوبية والبراءة من الصحابة رضوان الله عليهم، واعتقاد أنهم كفار مرتدون إلا القليل منهم. ومن لم يتبرأ من الصحابة وخاصة الخلفاء الراشدين السابقين لعلي رضي الله عنه في الخلافة فإنه لم يأت بولاية علي رضي الله عنه التي هي ركن من أركان الإسلام عند الرافضة. ولما كانت جميع الفرق الإسلامية لا توافق الرافضة على هذه العقيدة الفاسدة حكم الرافضة بكفر جميع هذه الفرق وأخرجوهم من الإسلام واستباحوا دماءهم وأموالهم.
__________
(1) انظر هذه النصوص في "الكنز المرصود" لروهلنج (99-100).(1/56)
هذا هو السبب الذي يكفر الرافضة من أجله المسلمين لعدم إشراكهم برب العالمين ولعدم براءتهم من خيار أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وخلفائه الراشدين وزوجاته أمهات المؤمنين فأي ضلال أعظم من هذا الضلال وأي خذلان أكبر من هذا الخذلان؟. وقد دل على تكفير الرافضة لغيرهم من المسلمين روايات كثيرة جاءت في أهم الكتب عندهم وأوثقها، نذكر على سبيل المثال لا الحصر منها:
روى البرقي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: "ما أحد على ملة إبراهيم إلا نحن وشيعتنا وسائر الناس منها براء"(1).
وروى الكليني عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لبعض أتباعه: "أما والله إنكم لعلى الحق وإن من خالفكم لعلى غير الحق"(2).
وروى المجلسي في البحار بسنده عن ابن فرقد قال : قلت : لأبي عبد الله عليه السلام ما تقول في قتل الناصب – السني - ؟ قال : حلال الدم ؛ فإن قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه في ماء لكي لا يشهد به عليك فافعل قلت : فما ترى في ماله ؟ قال : توه ما قدرت عليه (3).
أوجه التشابه بين اليهود والرافضة في تكفيرهم للمخالفين
واستباحة دمائهم وأموالهم
يتفق اليهود والرافضة في هذه العقيدة اتفاقاً كبيراً فكل من اليهود والرافضة يكفرون من عداهم ويستبيحون دماءهم وأموالهم ويرون أنه ليس لغيرهم من الناس أي حرمة كما دلت عليه النصوص السابقة، وهذا التوافق يمكن إبرازه في النقاط التالية:
يكفر اليهود كل من عداهم ويعتقدون أنهم وثنيون ليسوا على دين صحيح، جاء في "التلمود": "كل الشعوب ما عدا اليهود وثنيون وتعاليم الحاخامات مطابقة لذلك". ويكفر الرافضة كل من عداهم ويزعمون أنه ليس على ملة الإسلام أحد غيرهم. رووا عن أئمتهم "ما أحد على فطرة الإسلام غيرنا وغير شيعتنا وسائر الناس من ذلك براء".
__________
(1) "المحاسن" (ص147).
(2) "روضة الكافي" (8/145).
(3) "بحار الأنوار " (27|231)(1/57)
يزعم اليهود أن كل الناس ما عداهم سيدخلون النار ويكونون خالدين مخلدين فيها. جاء في "التلمود": "النعيم مأوى أرواح اليهود ولا يدخل الجنة إلا اليهود، أما الجحيم فمأوى الكفار من المسيحيين والمسلمين ولا نصيب لهم فيها سوى البكاء لما فيه من الظلام والعفونة". ويزعم الرافضة أن كل الناس ما عداهم وأئمتهم سيدخلون النار. رووا عن أئمتهم أنهم قالوا: "صرنا نحن وهم "أي الرافضة" الناس وسائر الناس همج للنار وإلى النار".
يستبيح اليهود دماء مخالفيهم، جاء في "التلمود": "حتى أفضل الغويم- أي غير اليهودي - يجب قتله". ويستبيح الرافضة دماء مخالفيهم. جاء في كتبهم أن أبا عبد الله سئل عن قتل الناصب فقال: "حلال الدم والمال".
يستعمل اليهود الغدر والاحتيال لقتل مخالفيهم، جاء في التلمود: "محرم على اليهودي أن ينجي أحداً من الأجانب من هلاك أو يخرجه من حفر يقع فيها بل عليه أن يسدها بحجر". وكذلك الرافضة يستعملون الطرق نفسها للتخلص من مخالفيهم، رووا أن أبا عبد الله سئل عن قتل الناصب فقال: "حلال الدم والمال ، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا لا يشهد به عليك فافعل".
يستبيح اليهود أموال مخالفيهم ويأمرون أتباعهم بأخذها بأي وسيلة .وكذلك الرافضة يستبيحون أموال المسلمين ويحثون أتباعهم على أخذها أينما وجدت.
يحرم اليهود التعامل بالربا فيما بينهم ويجيزونها من غيرهم , وكذلك الرافضة يحرمون التعامل بالربا فيما بينهم ويجيزون أخذ الربا من أهل الذمة وأهل السنة. جاء في كتبهم : ليس بين الشيعي والذمي ولا بين الشيعي والناصب ربا.
احتقار اليهود لغيرهم من الناس
يعتقد اليهود أنهم شعب الله المختار وأن العنصر اليهودي يفوق كل عنصر بشري آخر , وأنهم معتبرون عند الله أفضل من الملائكة, وهم في ذلك يرون أن غيرهم من الشعوب لا يصلون إلى درجة الإنسانية وإنما هم في الحقيقة حيوانات منحهم الله الصورة البشرية لخدمة أسيادهم اليهود.(1/58)
جاء في التلمود : تتميز أرواح اليهود عن باقي الأرواح بأنها جزء من الله, كما أن الابن جزء من والده , وأرواح اليهود عزيزة عند الله بالنسبة لباقي الأرواح لأن الأرواح غير اليهودية هي أرواح شيطانية وشبيهة بأرواح الحيوانات(1).
ويقول أحد كتبة التلمود : أيها اليهود إنكم من البشر لأن أرواحكم مصدرها من الله , وأما باقي الأمم فليست كذلك أرواحهم مصدرها الروح النجسة(2).
احتقار الرافضة لغيرهم من الناس
ينظر الرافضة إلى غيرهم من الناس نظرة احتقار ومهانة ومن ذلك:
اعتقادهم أن الله خلق مخالفيهم من طينة غير طينتهم وأن هؤلاء المخالفين خلقوا من النار.
روى المجلسي في البحار عن أبي عبد الله أنه قال: إن الله خلق المؤمن من طينة الجنة وخلق الناصب من طينة النار (3).
اعتقادهم نجاسة المخالفين لهم.
يقول الخميني: وأما النواصب والخوارج – لعنهما الله – فهما نجسان من غير توقف(4).
إطلاقهم أسماء الحيوانات على مخالفيهم وتفضيل الحيوانات عليهم.
رميهم من خالفهم بأنهم أبناء زنا. فقد رووا عن أبي جعفر أنه قال: إن الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا (5).
أوجه التشابه بين اليهود والرافضة في احتقار كل منهما لمخالفيهم
من أوجه هذا التشابه :
يعتقد كل من اليهود والرافضة بتميز مادة خلقهم عن غيرهم من الناس فيدعي اليهود أن أرواحهم مصدرها من روح الله , ومصدر أرواح غيرهم الروح النجسة .
ويدعي الرافضة أن أصل طينتهم من الجنة وأصل طينة عدوهم من النار.
يعتقد كل من اليهود والرافضة نجاسة مخالفيهم.
يفضل اليهود الكلاب على الأجانب، جاء في التلمود أن الكلب أفضل من الأجانب. ويفضل الرافضة الكلب على أهل السنة , جاء في رواياتهم : أن الناصب أهون على الله من الكلب.
النفاق عند اليهود
__________
(1) "إسرائل والتلمود " (ص67)
(2) "الكنز المرصود " (ص68)
(3) "بحار الأنوار " (25|9)
(4) "تحرير الوسيلة " (1|107)
(5) " روضة الكافي " (8|285)(1/59)
النفاق خلق يهودي، وصفة من صفات وجودهم، وسمة من سمات تاريخهم، وقد أخبر الله تعالى في كتابه العزيز عن بعض صور النفاق التي كان يمارسها اليهود مع المسلمين في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
قال تعالى: {وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ}. فالله تعالى – وهو أعلم بنفسيات اليهود – يسجل عليهم هذا الخلق في أكثر من موضع من القرآن ويفضحهم، ليكون المسلمون على حذر من أساليب اليهود في النفاق والخداع.
وفي الحقيقة أن المرء لتأخذه الدهشة، ويذهب به العجب كل مذهب كيف أشربت قلوب هؤلاء النفاق حتى أنه ليكاد يكون صفة خلقية ملازمة لهم في كل عصر ومصر. ولكن ما إن يرجع المرء إلى كتب اليهود – وبالأخص كتاب التلمود – حتى يجد تفسير تأصيل ذلك الخلق عند اليهود.
فواضعوا التلمود قد زرعوا النفاق في نفوس اليهود، وصبغوه بصبغة دينية شرعية وجعلوه واجباً شرعياً ووسيلة من وسائلهم في تحقيق أغراضهم.
جاء ضمن تعاليم التلمود: "مصرح لليهودي أن يجامل الأجنبي ظاهراً ليتقي شره على أن يضمر له الشر والأذى"(1).
ويقول أحد كتبة التلمود، ويدعى الحاخام "بشاي": "إن النفاق جائز، وإن الإنسان – أي اليهودي – يمكنه أن يكون مؤدباً مع الكافر ويدعي محبته كاذباً، إذا خاف وصول الأذى منه إليه"(2).
هكذا يبيح حاخامات اليهود لأتباعهم النفاق ويرون أنه جائز مع غير اليهود، وإنما يكون النفاق جائزاً عندهم في حالة الضرورة، كأن يخشى اليهودي على نفسه، أما إذا أمن اليهودي على نفسه من اعتداء الآخرين، فيحرم عليه مجاملة الأجنبي بل يتحتم عليه إظهار عداوته وبغضه.
يقول الحاخام "أكيبا": "يلزم اليهودي أن لا يجاهر بقصده الحقيقي حتى لا يضيع اعتبار الدين أمام أعين باقي الأمم"(3).
__________
(1) عبد الله التل "جذور البلاء" (ص80).
(2) روهلنج: "الكنز المرصود" (ص70).
(3) المصدر السابق (ص75).(1/60)
فالنفاق ضرورة دينية عند اليهود، إذا كان من أجل مصلحة الديانة اليهودية، ثم إن هؤلاء الحاخامات لما قرروا مشروعية النفاق والخداع في دينهم وجعلوه واجباً دينياً عند خوف اليهودي على نفسه أو دينه، وضعوا الأساليب التي ينبغي لليهودي أن يسلكها في نفاقه وخداعه للمخالفين.
التقية عند الرافضة
من العقائد التي تخالف فيها الرافضة الفرق الإسلامية "عقيدة التقية"، وتحتل التقية في دين الرافضة منزلة عظيمة، ومكانة رفيعة، دلت عليها روايات عديدة جاءت بها أمهات الكتب عندهم. فقد روى الكليني وغيره عن جعفر الصادق أنه قال: "التقية ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له"(1). وعن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: "إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له، والتقية في كل شيء إلا في النبيذ والمسح على الخفين"(2).
وفي "المحاسن" عن حبيب بن بشير عن أبي عبد الله أنه قال: "لا والله ما على الأرض شيء أحب إليّ من التقية، يا حبيب إنه من كانت له تقية رفعه الله، يا حبيب من لم يكن له تقية وضعه الله"(3).
فدلت هذه الروايات على مكانة التقية عندهم، ومنزلتها العظيمة في دينهم، إذ التقية عند الرافضة من أهم أصول الدين، فلا إيمان لمن لا تقية له، والتارك للتقية كالتارك للصلاة، بل إن التقية عندهم أفضل من سائر أركان الإسلام، فالتقية تمثل تسعة أعشار الدين عندهم وسائر أركان الإسلام وفرائضه تمثل العشر الباقي.
أوجه التشابه بين استعمال اليهود للنفاق والرافضة للتقية مع مخالفيهم
يتفق اليهود والشيعة في هذين المنهجين في جوانب عديدة سواء من حيث الأسباب والدوافع أو من حيث الطرق والأساليب, أما الدوافع والأسباب فنحصرها في سببين:
__________
(1) "أصول الكافي" (2/219)، والبرقي: "المحاسن" (ص255).
(2) "أصول الكافي" (2/217).
(3) البرقي: (ص257).(1/61)
أن كلا من اليهود والرافضة ضربت عليهم الذلة والمسكنة فكانوا على مر العصور والأزمان يتقلبون في الذلة والمسكنة والهوان قال تعالى مخبرا عن اليهود: {ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله} . وكذلك الرافضة قال محمد رضا المظفر: ومن المعلوم أن الإمامية وأئمتهم لاقوا من ضروب وصنوف الضيق على حرياتهم في جميع العهود ما لم تلقه أية طائفة أو أمة أخرى(1) .
من الأسباب التي جعلت اليهود والشيعة يلتزمون مبدأ النفاق والتقية فساد العقائد اليهودية والشيعية , فاطلاع الناس على هذه العقائد خطر عليهم وعلى دينهم لما فيها من فساد كبير تأباه الشرائع الصحيحة والفطر والعقول السليمة. يقول أحد حاخامات اليهود : يلزم اليهودي أن لا يجاهر بقصده الحقيقي حتى لا يضيع اعتبار الدين أمام أعين باقي الأمم(2). والشيعة يروون عن أحد أئمتهم أنه قال : اتقوا على دينكم فاحجبوه بالتقية, فإنه لا إيمان لمن لا تقية له (3).
وكذلك يتفق اليهود والشيعة في أساليبهم التي يتبعونها مع المخالفين في النفاق والتقية ومن هذه الأساليب :
إظهار كل من اليهود والشيعة المحبة والمودة لمخالفيهم في حين أنهم يضمرون لهم البغض والكراهة.
من الأساليب التي يتبعها اليهود والشيعة إظهار مجاملة مخالفيهم وذلك بمشاركتهم أفراحهم وأتراحهم كحضور أعيادهم وزيارة مرضاهم وشهود جنائزهم .
يجيز اليهود -ضمن وسائلهم في النفاق مع مخالفيهم- الحلف بالله كاذبين وذلك لخداع غيرهم من الناس , وكذلك الشيعة يرون أنه لا يحنث الشيعي إذا حلف يمينا كاذبة للتقية .
يتظاهر اليهود باعتناق الأديان الأخرى نفاقا وخداعا لأصحابها وكذلك الشيعة يتظاهرون بموافقة مخالفيهم تقية ونفاقا .
__________
(1) "عقائد الإمامية "(ص123)
(2) "الكنز المرصود " (ص75)
(3) "أصول الكافي " (2|218)(1/62)
وفي الختام هذا مايسر الله سبحانه وتعالى من تهذيب كتاب "بذل المجهود في إثبات مشابهة الرافضة لليهود" نسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون قد وفقنا لاختصاره, والحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات.
جدول مشابهة الشيعة الاثني عشرية لليهود(1)
عند اليهود ... عند الشيعة
تطلق اليهود لقب "وصي" على من يستخلف شئون البشر بعد موسى عليه السلام. ... تطلق الشيعة لقب "وصي" على من يتولى شئون المسلمين بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
تعيين الوصي من قبل الله تبارك وتعالى
يزعم اليهود أن الله تعالى نص على يوشع وصياً لموسى عليه السلام. ... يزعم الشيعة أن الله تعالى نص على علي - رضي الله عنه - وصياً للنبي عليه الصلاة والسلام.
منزلة الوصي كمنزلة النبي
جاء في أسفار اليهود أن الله تبارك وتعالى قال ليوشع: "اليوم أبتدي أعظمك في أعين جميع بني إسرائيل لكي يعلموا أني كما كنت مع موسى أكون معك". ... زعم الشيعة أن لعلي - رضي الله عنه - وغيره من الأئمة منزلة تعادل منزلة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الأوصياء يتحكمون بمجريات الكون
"حينئذ كلم يوشع الرب يوم أسلم الرب الأموربين أمام بني إسرائيل وقال أمام عيون إسرائيل يا شمس دومي على جبعون، ويا قمر على وادي ايلون. فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب من أعدائه، أليس هذا مكتوباً في سفر ياشر، فوقفت الشمس في كبد السماء ولم تعجل للغروب نحو يوم كامل.
__________
(1) من كتاب عبد الله بن سبأ وإمامة علي بن أبي طالب رضي الله عنه .(1/63)
[الإصحاح العاشر فقرات (12-14)]. و"جبعون": من مدن فلسطين ... عن أبي عبد الله قال: إن علياً لما صلىالظهر التفت إلى جمجمة تلقاءه فقال: أيتها الجمجمة من أين أنت؟ فقالت: أنا فلان بن فلان ملك بلاد آل فلان، فقال لها أمير المؤمنين: فقصي عليّ الخبر وما كنت وما كان عصرك، فاشتغل بها حتى غابت الشمس، فكلمها بثلاثة أحرف من الإنجيل لأن لا يفقه العرب كلامها، قالت: لا أرجع وقد أفلت فدعا الله عز وجل فبعث إليها سبعين ألف ملك بسبعين ألف سلسلة حديد فجعلوها في رقبتها وسحبوها على وجهها حتى عادت بيضاء نقية حتى صلى أمير المؤمنين عليه السلام ثم هوت كهوي الكوكب.
[بحار الأنوار (41/166)].
عند اليهود ... عند الشيعة
حصر الإمامة والملك
يحصر اليهود الملك في آل داود ويرون أنه لا يجوز أن يخرج الملك منهم إلى غيرهم إلى يوم القيامة. ... يحصر الشيعة الإمامية في ولد الحسين ويرون أنها لا تخرج عنهم إلى يوم القيامة.
جرت الكهانة في ولد هارون دون ولد موسى مع أن موسى أفضل من هارون. ... جرت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن مع أن الحسن أفضل من الحسين.
يشترط اليهود في ملوكهم أن يعيدوا بناء هيكل سليمان وأن يحملوا تابوت عهد الرب. ... يشترط الشيعة لصحة إمامة أئمتهم أن يحملوا سلاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم يشبهون السلاح فيهم بالتابوت في بني إسرائيل.
انقطاع ملك آل داود من بني إسرائيل والذي زعم اليهود أنه لا ينقطع إلى يوم القيامة منذ زمن بعيد جداً. ... انقطاع إمامة ولد الحسين فلا الحسين ولا أبناؤه تولوا إمارة المسلمين في يوم من الأيام.
أوجه التشابه بين مسيح اليهود ومهدي الشيعة
عندما يعود مسيح اليهود يضم مشتتي اليهود من كل أنحاء الأرض ويكون مكان اجتماعهم مدينة اليهود المقدسة وهي القدس. ... عندما يخرج مهدي الشيعة يجتمع إليه الشيعة من كل مكان ويكون مكان اجتماعهم المدينة المقدسة عند الشيعة وهي الكوفة.(1/64)
عندما يأتي مسيح اليهود تخرج جثث العصاة ليشاهد اليهود تعذيبهم. ... وعندما يأتي مهدي الشيعة يخرج أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من قبورهم فيعذبهم.
يحاكم مسيح اليهود كل من ظلم اليهود ويقتص منهم. ... يحاكم مهدي الشيعة كل من ظلم الشيعة ويقتص منهم.
عندما يخرج مسيح اليهود تتغير أجسام اليهود فتبلغ قامة الرجل منهم مائتي ذراع وكذلك تطول أعمارهم. ... عندما يخرج مهدي الشيعة تتغير أجسام الشيعة فتصير للرجل منهم قوة أربعين رجلاً، ويطأ الناس بقدميه، وكذلك يمد الله لهم في أسماعهم وأبصارهم. [الكافي (8/240)].
عند اليهود ... عند الشيعة
في عهد مسيح اليهود تكثر الخيرات عند اليهود فتنبع الجبال لبناً وعسلاً وتطرح الأرض فطيراً وملابس من الصوف.
الإصحاح الثالث فقرة (18) ... في عهد مهدي الشيعة تكثر الخيرات عند الشيعة وينبع من الكوفة نهران من الماء واللبن يشرب منهما الشيعة.
بحار الأنوار (52|335)
مسيح اليهود معدوم لا وجود له. ... مهدي الشيعة معدوم لا وجود له.
نسبة الندم والبداء لله تبارك وتعالى
يزعم اليهود أن الله أراد إهلاك بني إسرائيل، وبينما المَلك يهلك ندم الله تعالى على ذلك، وأمر المَلك بالكف عن الإهلاك. ... يزعم الشيعة أن الله أراد أن يهلك الناس في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم ما لبث أن بدا له، فرجع عن الإهلاك.
يدعي اليهود أن الله تعالى نصب شاول ملكاً على بني إسرائيل ثم ندم وتأسف على ذلك. ... يدعي الشيعة أن الله تعالى قد عين إسماعيل بن جعفر وأبا جعفر بن محمد بن علي إمامين للشيعة ثم بدا له فغيرهما.
يزعم اليهود أن صفة الندم لا تنفك عن الله تعالى فهو دائماً يندم على الشر. ... تزعم الشيعة أن الله اشترط لنفسه البداء، وأن يقدم ما يشاء ويؤخر.(1/65)
يعتقد اليهود أن في إطلاق صفة الندم على الله تعالى مدحاً وتعظيماً له تعالى. جاء في أسفارهم: "إن ربكم رؤوف رحيم يندم على الشر". ... ويعتقد الشيعة أن في إطلاق صفة البداء على الله تعالى مدحاً وتعظيماً وعبادة لله تعالى، قالوا: ما عبد الله بشيء مثل البداء وما عظم بمثل البداء.
الطعن في الأنبياء وأصحابهم
زعم اليهود أن عيسى عليه السلام وأتباعه كفرة مرتدون خارجون عن الدين ... زعم الشيعة أن الصحابة كفار مرتدون عن الإسلام ولم يدخلوا في الدين إلا نفاقاً ورياءً.
رمى اليهود مريم عليها السلام بالفاحشة مع تبرئة الله تعالى لها. ... رمى الشيعة عائشة رضي الله عنها بالفاحشة مع تبرئة الله تعالى لها.
عند اليهود ... عند الشيعة
يستعمل اليهود والشيعة الرموز لمن أرادوا الطعن عليه في كتبهم حتى لا يفضح أمرهم أمام الناس
يرمز اليهود لعيسى بعدة رموز منها "جيشو"، وهو مقتبس من تركيب أحرف كلمات ثلاث: إيماش، شيمو، فيزيكر، أي ليمح اسمه وذكره، ويرمزون إليه بـ "ذلك الرجل" و"ابن النجار" و"ابن الحطاب"، كما يرمزون لمريم بـ "ماري". ... يرمز الشيعة في كتبهم للخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين برموز تشبه رموز اليهود، فيرمزون لأبي بكر وعمر "بالجبت والطاغوت"، و"زريق وحبتر"، و"فرعون وهامان"، و"العجل والسامري"، و"الأعرابيين"، و"الأول والثاني"، و"فلان وفلان"، وغيرها من هذه الرموز، ويرمزون لعثمان بـ "نعثل" و"الثالث". ويرمزون لمعاوية بـ "الرابع" ولبني أمية بـ "أبي سلامة"، ويرمزون لعائشة "بأم الشرور"، و"صاحبة الجمل" و"عسكر بن هوسر".
غلو الشيعة واليهود في أوليائهم(1/66)
غالى اليهود في موسى عليه السلام حتى زعموا أن الله خاطبه قائلاً: إنا جعلناك إلهاً لفرعون وهارون أخوك يكون نبياً. ... غالى الشيعة في علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - حتى ادعوا فيه الربوبية، قالوا في تفسير قوله تعالى: (قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه)، قالوا: يرد إلى أمير المؤمنين.
غالى اليهود في النبي دانيال وقالوا إن اسمه كاسم الله وأن روح الإله قد حلت فيه، وأن فيه حكمة كحكمة الله وفطنة كفطنة الله. ... غالى الشيعة في أئمتهم حتى أطلقوا عليهم أسماء الله الحسنى ووصفوهم بصفات الله العلي، وكذبوا على الأئمة أنهم قالوا: (نحن الأسماء الحسنى نحن منبت الرحمة ومعدن الحكمة ومصابيح العلم)، وكذبوا على علي - رضي الله عنه - أنه قال: أنا علم الله وأنا قلب الله الواعي ولسان الله الناطق وعين الله الناظرة، وأنا جنب الله وأنا يد الله.
عند اليهود ... عند الشيعة
يدعي اليهود أن بعض أنبيائهم يعلمون الغيب كزعمهم أن إيليا كان يعلم متى ينزل المطر. ... يدعي الشيعة أن أئمتهم يعلمون الغيب، وأنه لا يخفى عليهم شيء في السماوات ولا في الأرض، وأنهم يعلمون ما في أصلاب الرجال وما في أرحام النساء، ويعلمون ما في الجنة والنار، ويعلمون ما كان وما سيكون إلى يوم القيامة
جاء في "التلمود": "إن التوراة أشبه بالماء، والمشنا أشبه بالنبيذ والغامارا أشبه بالنبيذ العطري، والإنسان لا يستغني عن الثلاثة الكتب المذكورة كما أنه لا يستغني عن الثلاثة الأصناف السالف ذكرها. ... قال الشيرازي: وكما أن كيان الإسلام كان يحتاج إلى جهود محمد وعلي والحسين معاً، لأن تعاليم محمد إنشائية، وتعاليم علي تربوية، وتعاليم الحسين إمدادية، وإذا لم تتفاعل هذه العناصر الثلاثة معاً لا يبرز الإسلام إلى الوجود.(1/67)
يدعي اليهود أن حاخاماتهم أفضل من الأنبياء، قالوا: أقوال الحاخامات أفضل من أقوال الأنبياء. وقالوا: التفت على أقوال الحاخامات أكثر من التفاتك إلى شريعة موسى. ... يدعي الشيعة أن أئمتهم أفضل من الأنبياء. قال الخميني عن الأئمة: وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل. وقالوا أيضاً: علي خير البشر ومن أبى فقد كفر.
يعتقد اليهود في أنبيائهم وحاخاماتهم أنهم يستطيعون إرجاع الحياة للأموات من الإنسان والحيوان. ... تعتقد الشيعة في أئمتهم أنهم يستطيعون إرجاع الحياة للأموات من الإنسان والحيوان.
يعتقد اليهود عصمة حاخاماتهم وأن الله جعلهم معصومين من الخطأ والنسيان. ... تعتقد الشيعة عصمة أئمتهم، وأنه لا يجوز عليهم سهو ولا غفلة، ولا خطأ ولا نسيان.
غالى اليهود في حاخاماتهم حتى قالوا: يلزمك اعتبار أقوال الحاخامات مثل الشريعة. أي التوارة. ... غالى الشيعة في أئمتهم حتى قال الخميني: إن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن يجب تنفيذها.
عند اليهود ... عند الشيعة
قالت اليهود: من جادل حاخامه فكأنما جادل العزة الإلهية. ... قالت الشيعة: الراد على الأئمة كالراد على الله تعالى. وقالوا أيضاً: الراد على أمير المؤمنين في كبير أو صغير، على حد الشرك بالله.
زعم اليهود أن الربانيين يعلمون أهل السماء الأبرار. ... زعم الشيعة أن الأئمة هم الذي علموا الملائكة التوحيد وذكر الله.
قالت اليهود: إن الله يستشير الحاخامات عندما توجد معضلة لا يمكن حلها في السماء. ... قالت الشيعة: إن الملائكة إذا تشاجروا في مسألة ما يتحاكمون فيها إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -.
قالت اليهود: مخافة الربانيين هي مخافة الله نفسها. وقالوا: كلمات الربانيين في كل عصر ومصر هي كلمات الله. ... قالت الشيعة عن أئمتهم: نعتقد أن أمرهم أمر الله ونهيهم نهيه وطاعتهم طاعته ومعصيتهم معصيته.(1/68)
زعم اليهود أن إيليا هو دابة الأرض. ... زعمت الشيعة أن علي بن أبي طالب هو دابة الأرض.
خذل اليهود موسى عليه السلام عندما أمرهم بالقتال، ودخول الأرض المقدسة بعد أن أخرجهم من مصر وحررهم عن ذل العبودية لفرعون فكان جوابهم له كما أخبر الله تعالى عنهم: (قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون). ... خذل الشيعة أئمتهم في مواطن عديدة وتركوا مناصرتهم في أصعب الظروف، فقد خذلوا علياً - رضي الله عنه - مرات كثيرة، وتقاعسوا عن القتال معه، حتى اشتهر سبه لهم وذمه، وخذلوا أيضاً أبناءه من بعده، فقد خذلوا الحسن - رضي الله عنه - وخذلوا الحسين - رضي الله عنه - وخذلوا زيد بن علي.
عند اليهود ... عند الشيعة
تقديس اليهود والشيعة لأنفسهم
يدعي اليهود أنهم شعب الله المختار وأنهم خاصة الله من بين كل الشعوب وأمته المقدسة. ... يدعي الشيعة أنهم شيعة الله وأنصار الله، وأنهم خاصة الله وصفوته من خلقه.
يزعم اليهود أن الله سخط على كل الأمم ما عدا اليهود قالوا: الرب سخط على كل الأمم. ... ورووا عن أئمتهم: والناس يمسون ويصبحون في سخط الله. وعن علي أنه قال لهم: أبشروا، فوالله لقد مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ساخط على أمته إلا الشيعة.
يزعم اليهود أن أرواحهم مخلوقة من الله تعالى، وليس ذلك لأحد غيرهم، قالوا: تتميز أرواح اليهود عن باقي الأرواح بأنها جزء من الله. ... ورووا عن أئمتهم: إن الله جعل لنا شيعة فجعلهم من نوره. وعنهم أيضاً: خلق الله أرواح شيعتنا من طينتنا ولم يجعل لأحد في مثل خلقهم نصيباً إلا للأنبياء.(1/69)
يعتقد اليهود أنه لولا اليهود لم يخلق هذا الكون، ولولاهم لانعدمت البركة من الأرض. قالوا: لو لم يخلق الله اليهود لانعدمت البركة من الأرض ولما خلق الأمطار والشمس. ... يعتقد الشيعة أنه لولا الشيعة لم يخلق الله هذا الكون، ولولاهم ما أنعم الله على أهل الأرض. رووا عن أئمتهم أنهم قالوا: والله لولاكم ما زخرفت الجنة، والله لولاكم ما خلقت حوراء، والله لولاكم ما نزلت قطرة، والله لولاكم ما نبتت حبة، والله لولاكم ما قرت عين. وعن الباقر أنه قال لهم: لولا ما في الأرض منكم ما رأيت بعين عشباً أبداً، والله لولا ما في الأرض منكم ما أنعم الله على أهل خلافكم ولا أصابوا الطيبات.
يزعم اليهود أن كل ما في الأرض هو ملك لهم، ولا يحق لغير اليهودي أن يمتلك شيئاً منه، وأنه يجوز لليهودي أن يسترد هذه الأملاك بأي وسيلة إذا امتلكها غير اليهودي. ... يزعم الشيعة أن الأرض كلها ملك للأئمة، وقد منحوها لهم، ومن امتلك منها شيئاً من غير الشيعة فإنه حرام عليه، وإذا قام القائم فسوف يسترده منه.
عند اليهود ... عند الشيعة
جاء في التلمود: إن الحقيقة المقررة عند الربانيين أنه يمكن لليهودي أن يأخذ أي شيء يخص المسيحيين أياً كان السبب، حتى بالاحتيال لأنه لم يأخذ سوى ما يخصه. ... رووا عن أبي عبد الله أنه قال: إن الأرض كلها لنا، وكل ما في أيدي شيعتنا من الأرض فهم فيه محللون، وأما ما كان في أيدي غيرهم: فإن كسبهم من الأرض حرام عليهم، حتى يقوم قائمنا فيأخذ الأرض من أيديهم ويخرجهم صغرة.
اليهود والشيعة لا يدخلون النار(1/70)
يدعي اليهود أنهم لا يدخلون النار وإن كانوا مذنبين. قالوا: النار لا سلطان لها على مذنبي بني إسرائيل، ولا سلطان لها على تلامذة الحكماء. ... يدعي الشيعة أنه لا يدخل الناس منهم أحد، وإن كانوا عاصين. رووا عن الأئمة: والله لا يدخل النار منكم اثنان لا والله ولا واحد. وزعموا أن جبريل قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: بشر علياً أن شيعته الطائع والعاصي من أهل الجنة.
تكفير الشيعة واليهود لغيرهم واستباحة دمائهم وأموالهم
يزعم اليهود أن كل الناس ما عداهم يدخلون النار ويكونون خالدين مخلدين فيها. جاء في التلمود: النعيم مأوى أرواح اليهود ولا يدخل الجنة إلا اليهود، أما الجحيم فمأوى الكفار من المسيحيين والمسلمين ولا نصيب لهم فيها سوى البكاء لما فيه من الظلام والعفونة. ... يزعم الشيعة أن كل الناس ما عداهم وأئمتهم سيدخلون النار. رووا عن أئمتهم أنهم قالوا: صرنا نحن وهم – أي الشيعة – الناس وسائر الناس همج للنار وإلى النار.
يستعمل اليهود الغدر والاحتيار لقتل مخالفيهم. جاء في التلمود: محرم على اليهودي أن ينجي أحداً من الأجانب من هلاك أو يخرجه من حفرة يقع فيها، بل عليه أن يسدها بحجر. ... يستعمل الشيعة الغدر والاحتيار لقتل مخالفيهم. رووا أن أبا عبد الله سئل عن قتل الناصب فقال: حلال الدم والمال اتقى عليك فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكي لا يشهد به عليك فافعل.
عند اليهود ... عند الشيعة
حرمة الزواج من غيرهم(1/71)
حرم في التشريع اليهودي زواج اليهودي بغير اليهودية ومن فعله كان آثماً مخالفاً للتعاليم اليهودية. جاء في سفر الخروج: احترز من أن تقطع عهداً مع سكان الأرض تأخذ من بناتهم لبنيك. وفي سفر التثنية: لا تقطع لهم حداً، ولا تشفق عليهم، ولا تصاهرهم. ... حرّم الشيعة الزواج من غيرهم وخاصة من أهل السنة ويرون أن من فعل ذلك فقد انتهك محارم الله. فقد روي عن أبي عبد الله أنه قال: تصافحون أهل بلادكم وتناكحوهم، أما إنكم لو صافحتموهم انقطعت عروة من عرى الإسلام. وإذا ناكحتموهم انتهك الحجاب بينكم وبين الله. وعن أبي جعفر أنه سئل عن مناكحة الناصب والصلاة خلفه فقال: لا تناكحه ولا تصل خلفه.
احتقار اليهود والشيعة لغيرهم من الناس
يدعي اليهود أن أرواحهم مصدرها روح الله، ومصدر أرواح غيرهم الروح النجسة، أو أرواح الشيطان ... يدعي الشيعة أن أصل طينتهم من الجنة، وأصل طينة عدوهم من النار.
بحار الأنوار (25|9)
يعتقد اليهود أن نجاسة مخالفيهم لازمة لأصل خلقهم، وأنهم لا يطهرون. جاء في التلمود: لا تزول النجاسة من النوخريم أي "الأجانب". ... يعتقد الشيعة أن نجاسة مخالفيهم لازمة لأصل خلقهم وأنهم لا يطهرون. جاء في "الكافي": لا تغتسل من البئر التي تجتمع فيها غسالة الحمام، فإن فيها غسالة ولد الزنا، وهو لا يطهر إلى سبعة آباء وفيها غسالة الناصب وهو شرهما.
يعتقد اليهود أن نجاسة الأميين تنتقل على أي شيء يلمسونه بأيديهم، فلذلك يوجبون غسل الآنية التي يلمسونها.جاء في التلمود: إذا اشترى يهودي إناء من آكوم – أي أجنبي – فيجب على اليهودي غسله في حوض كبير. ... يعتقد الشيعة أن نجاسة النواصب تنتقل إلى أي شيء يلمسونه ولذلك يوجبون غسل أيديهم عند مصافحتهم. جاء في "الكافي":أن رجلاً سأل أبا عبد الله فقال: ألقى الذمي فيصافحني قال: امسحها بالتراب وبالحائط. قال: قلت: فالناصب؟ قال: اغسلها.
عند اليهود ... عند الشيعة(1/72)
يفضل اليهود الكلب على من عداهم، جاء في التلمود: إن الكلب أفضل من الأجانب. ... يفضل الشيعة الكلب على أهل السنة، جاء في رواياتهم: ما خلق الله شيئاً شراً من الكلب والناصب شر منه. وفي رواية: إن الناصب أهون على الله من الكلب. فروع الكافي (3|14)
تحريفهم للكتب السماوية
حرف اليهود كتبهم حتى يثبتوا الملك من الله تبارك وتعالى لأوليائهم. ... ادعى الشيعة تحريف القرآن حتى يثبتوا الإمامة لعلي بن أبي طالب والأئمة من بعده.
أوجه التشابه بين استعمال اليهود للنفاق والشيعة للتقية مع مخالفيهم
يقول أحد حاخامات اليهود: يلزم اليهودي ألا يجاهر بقصده الحقيقي حتى لا يضيع اعتبار الدين أمام أعين باقي الأمم. ... عن أبي عبد الله قال: اتقوا على دينكم فاحجبوه بالتقية، فإنه لا إيمان لمن لا تقية له.
الكافي (2|218)
جاء في التلمود: إذا أنت دخلت قرية ووجدت أهلها يحتفلون بعيد عليك التظاهر بمشاركتهم الابتهاج العظيم لكن تكتم بغضائك. ... عن أبي عبد الله أنه قال: إياكم أن تعملوا عملاً يعيرونا به، فإن ولد السوء يعير والده بعمله، كونوا لمن انقطعتم إليه زينا، ولا تكونوا عليه شيئاً، صلوا في عشائرهم وعودوا مرضاهم واشهدوا جنائزهم لا يسبقونكم إلى شيء من الخير.
جاء في التلمود:يجوز لليهودي أن يحلف يميناً كاذبة وخاصة مع باقي الشعوب. ... عن أبي عبد الله أنه قال: استعمال التقية في دار التقية واجب ولا حنث ولا كفارة عمن حنث تقية، يدفع بذلك ظلماً عن نفسه.
الفهرس
الموضوع ... الصفحة
المقدمة ... 3
عبد الله بن سبأ حقيقة وليس أسطورة ... 5
المثبتون عبد الله بن سبأ من علماء الشيعة ... 5
مشابهة الرافضة اليهود ... 7
الوصية عند اليهود ... 15
أوجه التشابه بين عقيدة اليهود والرافضة في الوصية ... 16
حصر اليهود الملك في آل داود ... 18
حصر الرافضة الإمامة في ولد الحسين ... 20
عقيدة المسيح المنتظر عند اليهود ... 23(1/73)
عقيدة المهدي المنتظر عند الشيعة ... 25
أوجه التشابه بين المسيح المنتظر عند اليهود والمهدي المنتظر عند الشيعة ... 28
عقيدة الرجعة اليهود ... 29
عقيدة الرجعة عند الرافضة ... 30
رجعة بعض الصحابة بهدف تعذيبهم وذلك قبل خروج المهدي على حد زعم الرافضة ... 31
مقدرة الأئمة على إعادة الحياة لبعض الأموات ... 32
أوجه التشابه بين اليهود والرافضة في عقيدة الرجعة ... 33
نسبة اليهود الندم والحزن إلى الله ... 35
نسبة الرافضة البداء لله تعالى ... 38
أوجه التشابه بين نسبة اليهود الندم والحزن إلى الله وبين نسبة الرافضة البداء لله ... 42
الأدلة على تحريف اليهود لكتبهم ... 45
عقيدة تحريف القرآن عند الرافضة ... 46
عقيدة كبار علماء الرافضة الأقدمين في القرآن الكريم ... 47
أوجه التشابه بين اليهود والرافضة في تحريفهم كتب الله ... 48
غلو اليهود في بعض أنبيائهم وعلمائهم وطعنهم في البعض الآخر ... 50
غلو الرافضة في أئمتهم وطعنهم في الصحابة ... 51
أوجه التشابه بين العقيدتين ... 54
تقديس اليهود لأنفسهم ... 56
تقديس الرافضة لأنفسهم ... 57
أوجه التشابه بين اليهود والرافضة في تقديسهم لأنفسهم ... 58
تكفير اليهود لغيرهم واستباحة دمائهم وأموالهم ... 59
تكفير الرافضة لغيرهم واستباحة دمائهم وأموالهم ... 59
أوجه التشابه بين العقيدتين ... 61
احتقار اليهود لغيرهم من الناس ... 62
احتقار الرافضة لغيرهم من الناس ... 63
أوجه التشابه بين اليهود والرافضة في احتقار كل منهم مخالفهم ... 63
النفاق عند اليهود ... 64
التقية عند الرافضة ... 65
أوجه التشابه بين استعمال اليهود للنفاق والرافضة للتقية ... 66
جدول مشابهة الرافضة لليهود ... 68
الفهرس ... 79(1/74)