طعون الشيعة في آل بيت النبوة
جمع وترتيب
عبد الله بن سليمان الطلحي
المقدمة
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
فإن محبة آل النبي - صلى الله عليه وسلم -, ومعرفة فضلهم وتقدمهم من القضايا التي اتفقت عليها الأمة الإسلامية .
ولذلك كانت هذه المكانة والمحبة لآل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - مدخلاً لكثير من الحاقدين على الإسلام, فقد وجدوا أن المسلمين يحبون النبي - صلى الله عليه وسلم - وأهل بيته , فتعلقوا بحب آل البيت للوصول إلى أغراضهم الخبيثة من الطعن في أمهات المؤمنين أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -, والسب لخلفائه وأصحابه الكرام .
ومن هؤلاء الحاقدين على الإسلام عبد الله بن سبأ اليهودي الذي أظهر حب علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -, وغلا فيه حتى ادعى فيه الألوهية, وأسس مذهباً جديداً عرف في التاريخ باسم "الشيعة" ولا يزال هذا المذهب لليوم يظهر للمسلمين محبة آل البيت لترويج عقائده الباطلة.
وفي هذا البحث سنكشف الغطاء عن حقيقة موقف الشيعة تجاه آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -, وأن هذا الحب المزعوم لآل البيت ما هو إلا كذب وافتراء؛ ليس له هدف سوى حجب الحقيقة عن أعين المسلمين تجاه ما يقوم به الشيعة من كيد وتخريب لعقائد ومصالح المسلمين على مر التاريخ .
اعتقاد أهل السنة والجماعة في آل النبي - صلى الله عليه وسلم -
إن مكانة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم محفوظة ومحترمة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام , فقد كان الخلفاء الراشدون يعرفون لهم هذه المكانة , ومن ذلك ما جاء عن الخليفة الراشدي الأول :(1/1)
فيما رواه البخاري في "صحيحه" عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - أنه قال: ارقبوا محمداً - صلى الله عليه وسلم - في أهل بيته. وقال لعليّ رضي الله عنهما: والله لقرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إليّ أن أصل من قرابتي(1).
وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - للعباس: والله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إليّ من إسلام الخطاب لو أسلم، لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إسلام الخطاب(2).
فهم قد حفظوا وصية النبي صلى الله عليه وسلم بهم , ففي "صحيح مسلم" عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب فقال: ((إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي)).
وفي رواية عند الترمذي [3788]: ((كتاب الله وعترتي وإنهما لم يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما)).
ولذلك تقرر لدى أهل السنة والجماعة في اعتقادهم وجوب محبة آل النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فهذا أحد علماء الحنابلة وهو البربهاري يقول في كتابه الذي ألفه في الاعتقاد "شرح السنة": واعرف لبني هاشم فضلهم لقرابتهم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -, واعرف فضل قريش والعرب, وجميع الأفخاذ فاعرف قدرهم وحقوقهم في الإسلام.
وقال شيخ الإسلام في "الواسطية" في بيان معتقد أهل السنة: ويحبون أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويتولونهم, ويحفظون فيهم وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال يوم غدير خم: أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي.
__________
(1) خرجه البخاري في "صحيحه".
(2) لطبراني في "الكبير" (8/9).(1/2)
وقال كذلك رحمه الله: وكذلك آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهم من الحقوق ما يجب رعايتها؛ فإن الله جعل لهم حقاً في الخمس والفيء, وأمر بالصلاة عليهم مع الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لنا: ((قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد)).
وآل محمد هم الذين حرمت عليهم الصدقة؛ هكذا قال الشافعي وأحمد بن حنبل, وغيرهما من العلماء رحمهم الله؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد)), وقد قال الله تعالى في كتابه: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب:33]، وحرم الله عليهم الصدقة لأنها أوساخ الناس(1).
وقال ابن كثير: ولا ننكر الوصاة بأهل البيت، والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم ؛ فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخراً وحسباً ونسباً، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه، وعليّ وأهل بيته وذريته رضي الله عنهم أجمعين(2).
ومن الأمثلة على محبة أهل السنة لآل نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - أن الإمام أحمد رحمه الله حين ضرب في محنته وقيد , وبعد أن أقام الحجة على أحمد بن أبي دؤاد- خصمه - أمام الواثق .
__________
(1) مجموع الفتاوى" (3/407).
(2) تفسير القرآن العظيم" (4/142).(1/3)
قال الواثق : اقطعوا قيد الشيخ , فلما قطع, ضرب بيده إلى القيد ليأخذه فجاذبه الحداد عليه .فقال الواثق: لم أخذته؟ قال : لأني نويت أن أوصي أن يجعل في كفني حتى أخاصم به هذا الظالم غدا وبكى , فبكى الواثق ثم سأله الواثق أن يجعله في حل , فقال : لقد جعلتك في حل وسعة من أول يوم إكراما لرسول الله صلى الله عليه وسلم لكونك من أهله(1).
بيان أن الشيعة في الحقيقة غير متبعين لآل نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: والمقصود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إني تارك فيكم ثقلين كتاب الله))، فحض على كتاب الله ثم قال: ((وعترتي أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثاً)).
فوصى المسلمين بهم ... فانتحلت الخوارج كتاب الله, وانتحلت الشيعة أهل البيت, وكلاهما غير متبع لما انتحله(2).
فقد نسبت الشيعة لآل البيت كل قبيح من قول أو فعل وانتحلوا على آل البيت مذهبا هم منه براء فمن ذلك:
أنهم نسبوا إليهم أغلب القبائح كالقول بالتقية، والمتعة، واللواطة بالنساء، وإعارة الفرج , بل نسبوا إليهم ما هو أعظم من ذلك .
__________
(1) سير أعلام النبلاء" (11|315)
(2) مجموع الفتاوى" (13/210).(1/4)
أن أخرجوا زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - من مسمى آل البيت من أن هذا مخالف لنص القرآن كما قال تعالى : {قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ}، وقال الله عز وجل في قصة موسى عليه الصلاة والسلام: {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا}، وقال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}، وهذه اللفظة وردت في سياق قصة أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة: {ولا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}.
أنهم حصروا أهل بيت النبوة في هؤلاء الأربعة، علي، وفاطمة، ثم الحسن، والحسين رضي الله عنهم، وأخرجوا منهم كل من سواهم، بل أخرجوا أولاد علي غير الحسنين رضي الله عنهم من أهل البيت ولا يعدون بقية أولاده من أهل البيت مثل محمد بن الحنفية، كما أخرجوا فاطمة رضي الله عنها ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث لا يعدون بناتها زينب وأم كلثوم ولا أولادهما من أهل البيت، ومثل هذا الحسن بن علي، حيث لا يجعلون أولاده داخلاً في أهل البيت , وكذلك أخرجوا من أهل البيت كلاً من أولاد الحسين من لا يهوى هواهم، ولا يسلك مسلكهم، ولا ينهج منهجهم(1).
أن الشيعة تخالف أهل البيت في جل العقائد والعبادات بل والمواقف.
__________
(1) الشيعة وأهل البيت "ص(11)(1/5)
قال شيخ الإسلام : لا نسلم أن الإمامية أخذوا مذهبهم عن أهل البيت لا الاثنا عشرية ولا غيرهم؛ بل هم مخالفون لعلي - رضي الله عنه - وأئمة أهل البيت في جميع أصولهم التي فارقوا فيها أهل السنة والجماعة توحيدهم وعدلهم وإمامتهم؛ فإن الثابت عن علي - رضي الله عنه - وأئمة أهل البيت من إثبات الصفات لله وإثبات القدر وإثبات خلافة الخلفاء الثلاثة, وإثبات فضيلة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما, وغير ذلك من المسائل كله يناقض مذهب الرافضة, والنقل بذاك ثابت مستفيض في كتب أهل العلم بحيث أن معرفة المنقول في هذا الباب عن أئمة أهل البيت يوجب علماً ضرورياً بأن الرافضة مخالفون لهم لا موافقون لهم(1).
وقال أيضاً: من المصائب التي ابتُلي بها ولد الحسين انتساب الرافضة إليهم و تعظيمهم ومدحهم لهم، فإنهم يُمدحون بما ليس بمدح، ويدّعون لهم دعاوى لا حجة لها، ويذكرون من الكلام ما لو لم يُعرف فضلهم من غير كلام الرافضة، لكان ما تذكره الرافضة بالقدح أشبه منه في المدح .. ومن العجب من هؤلاء الرافضة أنهم يدَّعون تعظيم آل محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وهم سعوا في مجيء التتر الكفّار إلى بغداد دار الخلافة، حتى قتلت الكفار من المسلمين ما لا يحصيه إلا الله تعالى من بني هاشم وغيرهم وقتلوا بجهات بغداد ألف ألف وثمانمئة ألف ونيفاً وسبعين ألفا وقتلوا الخليفة العباسي، وسبوا النساء الهاشميات وصبيان الهاشميين(2).
تذمر وتألم أهل البيت من شيعتهم والشكوى منهم
نحن في عرضنا هذا ندين القوم من أنفسهم ,ومن كتبهم المعتمدة والروايات التي أوردها آياتهم عن أئمتهم الذين يعتقدون عصمتهم.
__________
(1) منهاج السنة" (4/17).
(2) منهاج السنة" (4/60).(1/6)
قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يخاطب شيعته في الكوفة: "يا أشباه الرجال ولا رجال، حلوم الأطفال، وعقول ربات الحِجال، لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم معرفة؛ حزت والله ندماً، وأعتبت صدماً ... قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحاً، وشحنتم صدري غيظاً، وجَرَّعتموني نغب التهام أنفاسناً، وأفسدتم عليّ رأيي بالعصيان والخذلان، حتى لقد قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع، ولكن لا علم له بالحرب، ولكن لا رأي لمن لا يُطاع"(1).
وقال لهم مُوَبِّخا: "مُنِيتُ بكم بثلاث، واثنتين: صُم ذو أسماعِ، وبُكْمٌ ذَو كلام، وعُمْي ذو أبصار، لا أحرارَ صدق عند اللقاء، ولا إِخوانَ ثقةٍ عند البلاء ... قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفَراجَ المرأة عن قُبُلِها"(2).
وقال أيضاً رضي الله عنه: "أحمد الله على ما قضى من أمر، وقدر من فعل، وعلى ابتلائي بكم أيتها الفرقة التي إذا أمرت لم تطع، وإذا دعوت لم تجب إن أمهلتم خضتم، وإن حوربتم خرتم، وإن اجتمع الناس على إمام طعنتم، وإن أجئتم إلى مشاقة نكصتم(3).
وقال مرة أخرى مخاطباً إياهم: "أف لكم! لقد سئمت عتابكم! أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة عوضاً؟ وبالذل من العز خلفاً؟ إذا دعوتكم إلى جهاد عدوكم دارت أعينكم، كأنكم من الموت في غمرة، ومن الذهول في سكرة ... وأيم الله! إني لأظن بكم أن لو حمس الوغى، واستحر الموت، قد انفرجتم عن ابن أبي طالب ..."(4).
__________
(1) نهج البلاغة" (ص75).
(2) نهج البلاغة" (ص142).
(3) نهج البلاغة" (258-259).
(4) نهج البلاغة" (ص78).(1/7)
وقال الحسن - رضي الله عنه -: "أرى والله معاوية خيراً لي من هؤلاء، يزعمون أنهم لي شيعة، ابتغوا قتلي، وأخذوا مالي، والله لأَنْ آخذ من معاوية ما أحقن به من دمي، وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني، فيضيع أهل بيتي، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلماً، والله لأَن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير"(1).
وقال رضي الله عنه أيضاً: "عرفت أهل الكوفة وبلوتهم، ولا يصلح لي من كان منهم فاسداً، إنهم لاوفاء لهم ولا ذمة في قول ولا فعل، إنهم مختلفون ويقولون لنا إن قلوبهم معنا، وإن سيوفهم لمشهورة علينا"(2).
وقال الحر بن يزيد التميمي وهو واقف أمام الحسين في كربلاء يوم مقتله: يا أهل الكوفة! لامكم الهبل والعبر أدعوتم هذا العبد الصالح حتى إذا جاءكم اسلمتموه وزعمتم أنكم قاتلوا أنفسكم دونه، ثم عدوتم عليه لتقتلوه وأمسكتم بنفسه وأخذتم بكظمه وأحطتم به من كل جانب لتمنعوه التوجه في بلاد الله العريضة فصار كالأسير في أيديكم لا يملك لنفسه نفعاً ولا يدفع عنها ضراً... "(3).
وهؤلاء الذين أخبر عنهم الفرزدق الشاعر: "يا ابن رسول الله! كيف تركن إلى أهل الكوفة وهم الذين قتلوا ابن عمك مسلم بن عقيل"(4).
__________
(1) الاحتجاج" لأبي منصور الطبرسي (2/15).
(2) الاحتجاج" لأبي منصور الطبرسي (ص149).
(3) الإرشاد" للمفيد (ص234، 235)، و"إعلام الورى" للطبرسي (ص243).
(4) كشف الغمة" (2/38) لأبي الحسن الأربلي.(1/8)
ونقل المفيد أنه قال: حججت بأمي سنة ستين فبينا أنا أسوق بعيرها حين دخلت الحرم إذ لقيت الحسين بن علي عليهما السلام خارجاً من مكة مع أسيافه وأتراسه، فقلت : لمن هذا القطار؟ فقيل: للحسين بن علي عليهما السلام فأتيته فسلمت عليه وقلت له: أعطاك الله سؤلك وأملك فيما تحب بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله ما أعجلك عن الحج؟ فقال: لو لم أعجل لأخذت، ثم قال لي: من أنت؟ قلت: امرؤ من العرب، فلا والله ما فتشني عن أكثر من ذلك، ثم قال لي: أخبرني عن الناس خلفك، فقلت: الخبير سألت قلوب الناس معك وأسيافهم عليك، والقضاء ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء"(1).
وقال أيضاً رضي الله عنه لما رأى وحدته ورزأ أسرته وفقد نصرته تقدم على فرسه إلى القوم حتى واجههم وقال لهم: "يا أهل الكوفة قبحاً لكم وتعساً حين استصرختمونا والهين فأتينا موجفين، فشحذتم علينا سيفاً كان في أيماننا، وحششتم علينا ناراً نحن أضرمناها على أعدائكم وأعدائنا، فأصبحتم ألباً على أولياءكم ويداً لأعدائكم، من غير عدل أفشوه فيكم، ولا ذنب كان منا إليكم، فلكم الويلات هلا إذ كرهتمونا والسيف ما شيم والجأش ما طاش والرأي لم يستحصد ولكنكم أسرعتم إلى بيعتنا إسراع الدنيا، وتهافتّم إليها كتهافت الفراش، ثم نقضتموها سفهاً وضلة وطاعة لطواغيت الأمة وبقية الأحزاب ونبذة الكتاب، ثم أنتم هؤلاء تتخاذلون عنا وتقتلونا، ألا لعنة الله على الظالمين، ثم حرك إليهم فرسه وسيفه مصلت في يده وهو آيس من نفسه"(2).
قال السيد محسن الأمين: بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفا غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه(3).
__________
(1) الإرشاد" (ص218).
(2) كشف الغمة" (2/18-19).
(3) أعيان الشيعة – القسم الأول" ص 34(1/9)
وأما علي بن الحسين الملقب بـ "زين العابدين" فأبان عوارهم وأظهر عارهم وكشف من حقيقتهم فقال: "إن اليهود أحبوا عزيراً حتى قالوا فيه ماقالوا، فلا عزير منهم ولا هم من عزير، وإن النصارى أحبوا عيسى حتى قالوا فيه ما قالوا فلا عيسى منهم ولا هم من عيسى, وإن قوماً من شيعتنا سيحبونا حتى يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزير وما قالت النصارى في عيسى، فلا هم منا ولا نحن منهم"(1).
وقال أيضا لأهل الكوفة: "هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخَدَعْتُموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق، ثم قاتلتموه وخَذَلْتموه؟ بأي عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول لكم: قاتلتُم عِتْرَتي، وانتهكتُم حُرْمَتي، فلستم من أمتي".
وقال أيضاً عنهم: "إن هؤلاء يبكون علينا، فَمَنْ قَتَلَنا غيرُهم؟"(2).
وقال الإمام علي بن الحسين رضي الله عنهما أيضاً مخاطباً أسلافهم: "هيهات أيها الغدرة المكرة حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم أتريدون أن تأتوا إليّ كما أتيتم إلى آبائي من قبل"(3).
وقال محمد الباقر: "لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلث أرباعهم لنا شكاكاً والربع الآخر أحمق"(4).
وقال الإمام الصادق: "ما أنزل الله سبحانه آية في المنافقين إلا وهي فيمن ينتحل التشيع"(5). وقال رحمه الله: "لو قام قائمنا بدأ بكذابي شيعتنا فقتلهم"(6).
وقال أيضا رحمه الله: "أما والله لو أجدُ منكم ثلاثة مؤمنين يكتُمون حديثي ما استحللتُ أن أكتمهم حديثاً"(7).
__________
(1) رجال الكشي" (ص107)، وهو كتاب "معرفة أخبار الرجال" لمحمد للكشي.
(2) الاحتجاج" (2/29)، للطبرسي.
(3) خرجها الطبرسي في "الاحتجاج" (2/32).
(4) رجال الكشي" (ص179).
(5) رجال الكشي" (ص254).
(6) رجال الكشي" (ص253).
(7) أصول الكافي" (1/496).(1/10)
وقالت زينب بنت أمير المؤمنين رضي الله عنهما لأهل الكوفة تقريعاً لهم: "أما بعد، يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر والخذل ... إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، هل فيكم إلا الصلف والعُجب والشنف والكذب ... أتبكون أخي؟! أجل والله فابكوا كثيراً، واضحكوا قليلاً، فقد أبليتم بعارها ... وأنىَّ تُرْخِصون قَتْلَ سليلِ خاتمِ النبوة ..."(1).
وقالت فاطمة الصغرى رحمها الله في خطبة لها في أهل الكوفة: "يا أهل الكوفة، يا أهل الغدر والمكر والخيلاء، إِنّا أهلَ البيت ابتلانا الله بكم، وابتلاكم بنا، فجعل بلاءَنا حسنا ... فكفرتمونا، وكذبتمونا، ورأيتم قتالنا حلالاً، وأموالنا نهباً ... كما قتلتم جدنا بالأمس، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت .. تباً لكم، فانتظروا اللعنة والعذاب، فَكأَنْ قد حَلَّ بكم ... ويذيق بعضكم بأس بعض ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا، ألا لعنة الله على الظالمن. تَباً لكم يا أهلَ الكوفة، كم قرأت لرسول الله صلى الله عليه وآله قبلكم، ثم غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب، وجدي، وبنيه وعِتْرَتِهِ الطيبين"(2).
وروى الكليني في عن الإمام الكاظم رحمه الله تعالى أنه قال: "لو ميزت شيعتي لم أجدهم إلا واصفة ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين ولو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد"(3).
وجاءوا إلى أبي عبد الله عليه السلام، فقالوا له: إنَّا قد نُبِزنا نَبزاً أَثْقَلَ ظُهورَنا، وماتت له أفئدَتُنا، واستحلت له الوُلاةُ دماءَنا في حديث رواه لهم فقهاؤهم، فقال أبو عبداللهَ عليه السلام: الرافضة؟ قالوا: نعم، فقال: لا والله ما هم سموكم ... ولكن الله سماكم به(4).
وعلى هذا يكون انتساب الشيعة لأهل البيت كانتساب النصارى لعيسى وانتساب اليهود لموسى!
طعون الشيعة في نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -
__________
(1) الاحتجاج" (2/29- 35).
(2) الاحتجاج" (2/28).
(3) الكافي" (8/228).
(4) الكافي" (5/34).(1/11)
نعم! نبي الله الصادق المصدوق الذي فضله الله على كافة خلقه، ومن فيهم من رسل الله وأوليائه، والذي امتدت رسالته على الكونين، وفرضت إمامته على الثقلين، ونيطت قيادته إلى يوم التناد ،وأقام الله به العدل في الأرض(1) حيث يكون لواء الحمد بيده، وتحته يكون آدم ومن دونه من النجباء والأخيار.
1- عن أمير المؤمنين عليه السلام أن عفيراً حمارَ رسول الله صلى الله عليه وآله قال له: بأبي أنت وأُمي يا رسول الله! إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه: أنه كان مع نوح في السفينة، فقام إليه نوح فمسح على كفله، ثم قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمارٌ يركبه سيدُ النبيين وخاتمهم، فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار(2).
فهذه من فضائل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند الشيعة, الحمار يخاطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بقوله فداك أبي وأمي! فهل هذه محبة؟ فهل يليق بمقام نبينا - صلى الله عليه وسلم - أن يروى في حقه مثل هذا الكذب والافتراء.
__________
(1) ال الخميني : فكل نبي من الأنبياء إنما جاء لإقامة العدل , وكان هدفه هو تطبيقه في العالم لكنه لم ينجح , وحتى خاتم الأنبياء - صلى الله عليه وسلم - الذي قد جاء لإصلاح البشر وتهذيبهم وتطبيق العدالة فإنه هو أيضا لم يوفق ..! انظر الكتاب الشيعي " مختارات من أحاديث وخطابات الإمام الخميني(2/42).
(2) أصول الكافي" (1/237).(1/12)
2- نقل الصدوِق عنِ الرضا عليه السلامِ في قوله تعالىِ: { وَإِذْ تَقُولُ للذي أنْعَمَ اللَّه عَلَيْه وأَنْعَمْت عَلَيْه أَمْسكْ عَلَيْكَ زوْجكَ وَاتَّقِ اللًه وَتُخْفِي فِي نَفْسِكً مَا اللُّهُ مبْدِيهِ } [الأحزاب:37]، قاَل الرضا مفسراً هذه الآية: "إن رسول الله صلى الله عليه وآله قصد دار زيد بن حارثة في أمر أراده، فرأى امرأته زينب تغتسل، فقال لها: سبحان الذي خلقك"(1). ونحن نتساءل هل ينظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى امرأة رجل من أصحابه، ويشتهيها، ويعجب بها، ثم يقول لها سبحان الذي خَلقك؟! أليس هذا طعناً برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟!
3- عن أبي عبد الله عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه وآله لا ينام حتى يُقَبِّلَ عرض وجه فاطمة(2). "وكان يَضعُ وجهَه بين ثَدْيَيْها"(3). ونحن نقول: قبح الله هذا الكذب والافتراء ففاطمة رضي الله عنها امرأة بالغة فهل يعقل أن يضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجهه بين ثدييها؟! فإذا كان هذا نصيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونصيب فاطمة، فما نصيب غيرهما؟
4- عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده أبو بكر وعمر قال: فجلستُ بَيَنه وبين عائشة، فقالت عائشة: ما وجدتَ إلا فخذي وفخذ رسول الله؟ فقال: مه يا عائشة(4).
__________
(1) عيون أخبار الرضا" (ص113) لأبي جعفر محمد بن علي.
(2) بحار الأنوار" (43/44) لمحمد باقر المجلسي.
(3) بحار الأنوار" (43/78).
(4) البرهان في تفسير القرآن" (4/225).(1/13)
وجاء مرة أخرى فلم يجد مكاناً، فأشار إليه رسول الله: ههنا - يعني خلفه - وعائشة قائمة خلفه وعليها كساء: فجاء علي عليه السلام فقعد بين رسول الله وبين عائشة، فقالت وهي غاضبة: ما وجدتَ لإسْتِكَ – أي دُبُرَكَ - مُؤَخِرَتِكَ - مَوْضعاً غير حجري؟ فغضبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقال: يَا حُميراء، لا تؤذيني في أخي(1).
وروى المجلسي أن أمير المؤمنين قال: سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله، ليس له خادم غيري، وكان معه لحاف ليس له غيره، ومعه عائشة، وكان رسول الله ينام بيني وبين عائشة ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره، فإذا قام إلى الصلاة - صلاة الليل - يحط بيده اللحاف من وسطه بيني وبين عائشة حتى يمس اللحاف الفراش الذي تحتنا(2).
فهل يرضى رسول الله أن يجلس علي - رضي الله عنه - في حجر عائشة امرأته؟ ألا يغار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على امرأته إذا تركها في فراش واحد مع ابن عمه الذي لا يُعْتَبَرُ من المحارم؟ ثم كيف يرضى أمير المؤمنين ذلك لنفسه؟! قبحهم الله وقاتلهم الله في هذا الافتراء والطعن.
__________
(1) َتاب سليَم بن قيس (ص179).
(2) بحار الأنوار" (40/2) لمحمد باقر المجلسي.(1/14)
5- طعنهم في عرض النبي صلى الله عليه وسلم وزوجه عائشة واتهامها بالفاحشة: فقد آذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أزواجه أبلغ الإيذاء حتى اتهموا في أخبارهم عائشة التي برأها الله من فوق سبع سماوات؛ وهي الصديقة بنت الصديق بالفاحشة، فقد جاء في أصل أصول التفاسير عندهم "تفسير القمي" هذا القذف الشنيع، ونص ذلك ما قاله علي بن إبراهيم في قوله: { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا } [التّحريم، آية:11]، ثم ضرب الله فيهما - يعني عائشة وحفصة زوجتي رسول الله - مثلاً فقال: { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا } [التّحريم، آية10] قال: والله ما عنى بقوله { فَخَانَتَاهُمَا } إلا الفاحشة، وليقيمنّ الحدّ على فلانة فيما أتت في طريق البصرة، وكان فلان يحبّها، فلمّا أرادت أن تخرج إلى البصرة قال لها فلان: لا يحلّ لك أن تخرجين – كذا – من غير محرم فزوّجت نفسها من فلان(1).
6- تفضيلهم الأئمة على الأنبياء والرسل: قال الخميني: "فإن للإمام مقاما محموداً، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون. وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل"(2).
__________
(1) ذا نصّ القمّي كما نقله عنه المجلسي في "بحار الأنوار" (22/240) وتفسير القمّي (2/377).
(2) الحكومة الإسلامية" (ص52)، منشورات المكتبة الإسلامية الكبرى.(1/15)
ولا عجب من كذبهم وافترائهم فقد روى أئمتهم أن علياً وازن بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين نفسه فقال: "أنا قسيم الله بين الجنة والنار، وأنا الفاروق الأكبر، وأنا صاحب العصا والميسم، ولقد أقرت لي جميع الملائكة والرسل بمثل ما أقروا به لمحمد - صلى الله عليه وسلم -، ولقد حملت على مثل حمولة الرب، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعى فيكسى، وادعى فأكسى، ويستنطق واستنطق، -إلى هذا نحن سواء-، ولقد أوتيت خصالاً ما سبقني إليها أحد قبلي. علمت المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب، فلم يفتني ما سبقني، ولم يعزب عني ما غاب عني"(1).
فالرسول العظيم عليه الصلاة والسلام يساوي علياً في خصائل، ولم يحصل له خصائل أخرى لأنه بشر، وأما علي فهو فوق النبي لأنه فوق البشر، ولعله ..؟ معاذ الله! وفعلاً قالوه حيث ذكروا عن علي رضي الله عنه أنه قال: "أنا وجه الله، وأنا جنب الله، وأنا الأول، وأنا الآخر، وأنا الظاهر، وأنا الباطن، وأنا وارث الأرض، وأنا سبيل الله، وبه عزمت عليه"(2). وهذا ليس بمستعبد من القوم لأنهم تعودوا على ذلك، وتجرؤا على تصغير شأن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - مقابل علي - رضي الله عنه - بل نقل الحويزي نقلاً من الصدوق أن الرسول لم يرسل إلا لتبليغ ولاية علي إلى الناس، ولو لم يبلغ ما أمر بتبليغه من ولاية علي لحبط عمله – عياذاً بالله -.
وإليك النص: روى الصدوق في "الأمالي" أن رسول الله قال لعلي: لو لم أبلغ ما أمرت به من ولايتك لحبط عملي"(3).
ولم لا يكون كذلك؟ والحال أنه لم يرفع ذكره – لا يؤاخذنا الله بنقل كفريات القوم – إلا بعلي، ولم يوضع عنه وزره إلا به، كما ذكر البحراني عن ابن شهر آشوب تحت قوله: ووضعنا عنك وزرك: أي بعلي بن أبي طالب عليه السلام(4).
__________
(1) الأصول من الكافي" كتاب الحجة (ص196، 197).
(2) رجال الكشي" (ص184).
(3) تفسير "نور الثقلين" (1/654).
(4) البرهان في تفسير القرآن" (4/475).(1/16)
وعن البرسي ورفعنا لك ذكرك بعلي صهرك، قرأها النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأثبتها ابن مسعود وانتقصها عثمان"(1).
6- من أكاذيبهم الشنيعة الخبيثة عليه صلى الله عليه وسلم ما ينسبونه إليه زوراّ وبهتاناّ أنه قال: "من خرج من الدنيا ولم يتمتع (2)جاء يوم القيامة وهو أجدع"(3). وأقبح منه وأشنع ما افتروا عليه بأنه عليه الصلاة والسلام قال: "من تمتع مرة واحدة عتق ثلثه من النار ومن تمتع مرتين عتق ثلثاه من النار ومن تمتع ثلاث مرات عتق كله من النار"(4).
فانظر إلى القوم ما أقبحهم وأكذبهم، وأبعدهم من الشريعة الإسلامية الغراء، وتعاليمها النقية البيضاء، وما أجرأهم على الملذات والشهوات التي أصبغوا عليها صبغة الدين والشريعة، وما أشجعهم على الافتراء على رسول الله الصادق الأمين، الناهي عن المنكرات، والمحترز المجتنب عن السيئات؟ والقوم لا يريدون من وراء ذلك إلا أن يجعلوا دين الله الخالد لعبة يلعب بها الفساق والفجار، ويسخر به الساخرون والمستهزؤن نقمة عليه التي ورثوها من اليهودية البغضاء التي أسست هذه العقائد وهذا المذهب، وإلا فهل من المعقول أن ديناً من الأديان يحرر متبعيه من الحدود والقيود ومن الفرائض والواجبات والتضحيات والمشقات، ويجعل نجاتهم من عذاب الله وفوزهم بنيل الجنة في طاعة الشهوات والملذات؟.
__________
(1) البرهان في تفسير القرآن" (4/475).
(2) من المقرر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتمتع هو ولا آل بيته ,وليس من آل البيت ولد متعة , ولم تفعله سيدات آل البيت .
(3) تفسير منهج الصادقين" للملا فتح الله الكاشاني – فارسي (2/489).
(4) تفسير منهج الصادقين" (ص492) نقلاً من "حضرة من خصه الله باللطف الأبدي، خاتم مجتهدي الإمامية الشيخ علي بن عبد العالي روّح الله روحه" في رسالته التي كتبها في باب المتعة.(1/17)
والشيعة أعداء أهل البيت وسيد أهل البيت وإمامهم محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكتفوا بهذا الكذب ولم يقتنعوا به، بل زادوا وبالغوا حتى بلغوا حد الإساءة والإهانة حيث زعموا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من تمتع مرة أمن من سخط الجبار ومن تمتع مرتين حشر مع الأبرار ومن تمتع ثلاث مرات زاحمني في الجنان"(1).
وليس هذا فحسب، بل صرحوا بأسماء أهل البيت وشخصياتهم الذين جعلوهم غرضاً لأسنتهم المشرعة، ولأسهمهم المطلقة، وسيوفهم المشهرة، وما أقبح التعبير وما أفظع الكذب والبهتان، فيفترون على نبي الله الطاهر المطهر صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: "من تمتع مرة كان درجته كدرجة الحسين عليه السلام - الإمام الثالث المعصوم حسب زعمهم - ومن تمتع مرتين كان درجته كدرجة الحسن عليه السلام - الإمام الثاني المعصوم المزعوم - ومن تمتع ثلاث مرات كان درجته كدرجة علي بن أبي طالب عليه السلام ومن تمتع أربع مرات فدرجته كدرجتي.
فانظر إلى الأكاذيب التي نسجت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والافتراءات التي تقولت عليه، وإلى أهل بيت النبوة كيف أهينوا وجعلوا مساوين لأهل الأهواء والهوس، وكيف عدلوا بالفسقة والفجرة؟ أو بعد ذلك يدعي القوم بأنهم يحبون أهل البيت وموالون لهم؟ هذا وللقوم شنائع في هذه المسألة وقبائح، وافتراءات وبهتانات على أهل البيت وسادتهم.
ومنها ما اخترعوه ونسبوه إلى محمد الباقر - الإمام الخامس عندهم - أنه قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أسري به إلى السماء قال: لحقني جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد! إن الله تبارك وتعالى يقول: إني قد غفرت للمتمتعين من أمتك من النساء(2).
__________
(1) تفسير منهج الصادقين" (2/393).
(2) من لا يحضره الفقيه" لابن بابويه القمي الملقب بالصدوق (3/463).(1/18)
8- من أكاذيبهم المضحكة المبكية عليه صلى الله عليه وسلم أنهم يروون عن جعفر الصادق أنه قال: لما ولد النبي - صلى الله عليه وسلم - مكث أياماً ليس له لبن، فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه، فأنزل الله فيه لبنا، فرضع منه أياماً حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية فدفعه إليها"(1).
ومثل ذلك ما ذكروا: "لم يرضع الحسين من فاطمة عليها السلام ولا من أنثى، كان يؤتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - فيضع إبهامه في فيه فيمص منها ما يكفيه اليومين والثلاث"(2).
طعونهم في أنبياء الله عليهم السلام
إن القوم لم يتقولوا بمثل هذه الأقاويل، ولم يتفوهوا بمثل هذه الترهات ضد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحسب، بل قالوا بمثل هذه المقالات وأكثر بخصوص رسل الله السابقين وأنبيائه والمرسلين، فلقد تجرؤا على موسى والخضر عليهما الصلاة والسلام حيث قالوا: إن جعفر كان أعلم منهما، فلقد أورد الكليني عن سيف التمار أنه قال: كنا مع أبي عبد الله عليه السلام جماعة من الشيعة في الحجر، فقال: علينا عين؟ فالتفتنا يمنة ويسرة، فلم نر أحداً، فقلنا: ليس علينا عين، فقال: ورب الكعبة! ورب البنية! ثلاث مرات – لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما، ولأنبئتهما بما ليس في أيديهما"(3).
__________
(1) الأصول من الكافي"، كتاب الحجة (1/458)ط/ طهران.
(2) الأصول من الكافي" (1/465).
(3) الأصول من الكافي" كتاب الحجة، (1/261).(1/19)
وأهانوا أولي العزم من الرسل، واختلقوا قصة غريبة، فقالوا: إن علياً لما ولد، ذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه، ولكنه رآه ماثلاً بين يديه، واضعاً يده اليمنى في أذنه اليمنى وهو يؤذن ويقيم بالحنفية، ويشهد بواحدانية الله وبرسالته وهو مولود ذلك اليوم، ثم قال لرسول الله : اقرأ؟ فقال له: اقرأ – وبعده النص حرفياً -: لقد ابتدأ بالصحف التي أنزلها الله عز وجل على آدم، فقام بها شيث فتلاها من أول حرف فيها إلى آخر حرف فيها، حتى لو حضر بها شيث لأقر له أنه أحفظ له منه، ثم قرأ توراة موسى، حتى لو حضره موسى لأقر بأنه أحفظ لها منه، ثم قرأ زبور داود، حتى لو حضره داود لأقر بأنه أحفظ لها منه، ثم قرأ إنجيل عيسى، حتى لو حضره عيسى لأقر بأنه أحفظ لها منه، ثم قرأ القرآن، فوجدته يحفظ كحفظي له الساعة من غير أن أسمع منه آية"(1).
كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً.
هذا ولقد قالوا إنه ينادي مناد يوم القيامة: "أين خليفة الله في أرضه؟ فيقوم داود عليه الصلاة السلام، فيأتي النداء من عند الله عز وجل: لسنا إياك أردنا، وإن كنت لله خليفة، ثم ينادي "مناد": أين خليفة الله في أرضه؟ فيقوم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة السلام، فيأتي النداء من قبل الله عز وجل: يا معشر الخلائق! هذا علي بن أبي طالب خليفة الله في أرضه، وحجته على عباده"(2).
وأهانوا رسل الله وأنبيائه حيث قالوا: إن نبي الله أيوب لم تتغير نعمة الله عليه إلا لإنكاره ولاية علي، كذلك صفي الله يونس عليه السلام لم يحبس في بطن الحوت إلا لإنكاره أيضاً، وكذلك يوسف وقبله آدم عليهما السلام.
__________
(1) روضة الواعظين" (ص84)، لمحمد بن الفتال النيسابوري.
(2) كشف الغمة" (1/141).(1/20)
فأورد الحويزي رواية في تفسيره أنه قال: "دخل عبد الله بن عمر على زين العابدين، فقال: يا ابن الحسين! أنت الذي تقول: إن يونس بن متى إنما لقي من الحوت ما لقي، لأنه عرضت عليه ولاية جدي، فتوقف عندها؟ قال: بلى! ثكلتك أمك، قال: فأرني آية ذلك إن كنت من الصادقين؟ فأمر بشد عينيه بعصابة وعيني بعصابة، ثم أمر بعد ساعة بفتح أعيننا، فإذا نحن على شاطئ البحر تضرب أمواجه، فقال ابن عمر: يا سيدي! دمي في رقبتك، الله الله في نفسي ... ثم قال: يا أيتها الحوت! قال: فأطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم وهو يقول" لبيك لبيك يا ولي الله! فقال: من أنت؟ قال: حوت يونس يا سيدي! قال: إيتنا بالخبر، قال: يا سيدي! إن الله تعالى لم يبعث نبياً من آدم إلى أن صار جدك محمد إلا وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت، فمن قبلها من الأنبياء سلم وتخلص، ومن توقف عنها وتتعتع في حملها لقي ما لقي آدم من المصيبة، وما لقي نوح من الغرق، وما لقي إبراهيم من النار، وما لقي يوسف من الجب، وما لقي أيوب من البلاء, وما لقي داود من الخطيئة، إلى أن بعث الله يونس فأوحى الله إليه أن يا يونس! تول أمير المؤمنين"(1). ومثلها أورد البحراني في مقدمة تفسيره "البرهان" عن سلمان أنه قال لعلي - رضي الله عنه -: بأبي أنت وأمي يا قتيل كوفان! أنت حجة الله الذي به تاب على آدم، وبك أنجى يوسف من الجب، وأنت قصة أيوب وسبب تغيير نعمة الله عليه"(2).
__________
(1) تفسير نور الثقلين" (3/435).
(2) قدمة "البرهان" (ص27).(1/21)
ونقل عن "معاني الأخبار" أن أبا عبد الله سئل عن قول علي - رضي الله عنه -: إن أمرنا صعب مستعصب، لا يقر به إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان، فقال: إن في الملائكة مقربين وغير مقربين، ومن الأنبياء مرسلين وغير مرسلين، ومن المؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين، فعرض أمركم على الملائكة فلم يقر به إلا المقربون، وعرض على الأنبياء فلم يقر به إلا المرسلون، وعرض على المؤمنين فلم يقر به إلا الممتحنون(1).
وكذبوا عن أبي الأنبياء آدم صلوات الله وسلامه عليه: "أن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه، فتاب عليه، هي سؤاله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين(2). فهذه هي عقيدة القوم التي يكنونها في صدورهم، ويخفونها في كتبهم، وهذه هي الإهانات التي يوجهونها إلى نجباء الله وأصفيائه، رسل الله وأنبيائه مع من فيهم سيد الرسل والأنبياء وإمام المرسلين بدعوى حب أهل البيت وموالاتهم.
إهانة أهل البيت
والحال أن أهل البيت سواء كانوا آل بيت النبي أو آل بيت علي لم يسلموا من سلاطة لسانهم، وبذاءة أقلامهم، وخبث باطنتهم.
طعونهم في علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -
هذا وعلي - الإمام والمعصوم الأول عندهم - شأنه شأن الآخرين، فلقد أهانوه، وصغروه، واحتقروه، ونسبوه إلى الجبن والذل، واتهموه بالتذلل والمسكنة.
__________
(1) البرهان" (ص26).
(2) كتاب الخصال" لابن بابويه القمي (1/270) تحت عنوان "الكلمات التي تلقاها آدم من ربه".(1/22)
1- قالوا: إن أبا بكر - رضي الله عنه - لما بويع بالخلافة، وأنكر علي خلافته، وامتنع عن بيعته فقال أبو بكر لقنفذ – هكذا يسمون عمر قاتلهم الله -: ارجع، فإن خرج و إلا فاقتحموا عليه بيته، وإن امتنع فأضرم عليهم بيتهم النار، فانطلق قنفذ الملعون، فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن، وثار علي عليه السلام إلى سيفه، فسبقوه إليه وكاثروه، فتناول بعض سيوفهم فألقوا في عنقه حبلاً، وحالت بينه وبينهم فاطمة عليها السلام عند باب البيت، فضربها قنفذ الملعون بالسوط، فماتت حين ماتت وإن في عضدها كمثل الدملج من ضربته لعنه الله، ثم انطلق بعلي عليه السلام يعتل عتلاً - أي يجرجر عنيفاً – حتى انتهى به إلى أبي بكر - إلى أن قال - فنادى علي عليه السلام قبل أن يبايع والحبل في عنقه: يا ابن أم! إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني(1).
فهذا هو علي بن أبي طالب في نظر الشيعة، وهكذا يصورونه جباناً، خائفاً، مذعوراً، ملبباً، وهو الذي اختلقوا فيه القصص، واخترعوا الأساطير، فيه، وفي قوته وشجاعته وطاقته وجرأته وبسالته.
2- وليس هذا فحسب، بل اتهموه بالجبن والهوان إلى حد قالوا فيه على لسان زوجته ابنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فاطمة رضي الله عنها أنها لامته، وغضبت عليه، وطعنت، وشنعت عليه بعد ما طالبت فدك وتشاجرت مع الصديق والفاروق رضي الله عنهم أجمعين، ولم يساعدها علي في تلك القضية حسب زعمهم بل قالت له: يا ابن أبي طالب! اشتملت مشيمة الجنين، وقعدت حجرة الظنين .. إلى آخر ما قالته"(2).
"وإن فاطمة عليها السلام لامته على قعوده وهو ساكت"(3).
__________
(1) كتاب سليم بن قيس" (84-89).
(2) الأمالي" للطوسي (ص259)، "حق اليقين" للمجلسي (ص203، 204).
(3) أعيان الشيعة" (ص26)، القسم الأول.(1/23)
3- وأكثر من ذلك أنهم قالوا إن عمر بن الخطاب غصب ابنته ولم يستطع أن يمنعه من ذلك، فلقد قال الكليني أن أبا عبد الله قال في تزويج أم كلثوم بنت علي لعمر بن الخطاب: إن ذلك فرج غصبناه(1).
وأيضاً: "إن علياً لم يكن يريد أن يزوج ابنته أم كلثوم من عمر، ولكنه خاف منه، فوكل عمه عباس ليزوجها منه(2).
وهذا لا شك من أعظم الطعن في علي - رضي الله عنه -، والله إن العربي ليموت دفاعاً عن عرضه، ويشرفه ذلك، ويمدح به، أعلي - رضي الله عنه - وهو سيد من سادات الشرفاء، وسيد من سادات الأتقياء يقول ذلك فرج غصبناه؟ تُأخذ ابنته غصباً.
هذا لا يمكن أن يكون من أدنى الأشراف منزلة، فكيف يكون من علي - رضي الله عنه -.
هذا مع قول علي: إني والله لو لقيتهم واحداً وهم طلاع الأرض كلها ما باليت ولا استوحشت(3).
__________
(1) الكافي في الفروع" (2/141) ط/ الهند.
(2) حديقة الشيعة" لمقدس الأردبيلي (ص277).
(3) "نهج البلاغة" (ص452).(1/24)
وهو الذي يحكون عنه أن أبا وائلة يقول: كنت أماشي فلاناً، أي عمر كما صرح باسمه المجلسي في "حياة القلوب"، إذ سمعت منه همهمة، فقلت له: مه، ماذا يا فلان؟ فقال: ويحك أما ترى الهزبر القضم ابن القضم، والضارب بالبهم، الشديد على من طغى وبغى، بالسيفين والراية، فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب، فقلت له: يا هذا هو علي بن أبي طالب، فقال: ادن مني أحدثك عن شجاعته وبطولته، بايعنا النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد على أن لا نفرّ، ومن فرّ منا فهو ضال ومن قتل منا فهو شهيد والنبي زعيمه، إذ حمل علينا مائة صنديد تحت كل صنديد مائة رجل أو يزيدون، فأزعجونا عن طحونتنا، فرأيت علياً كالليث يتقي الذر وإذ قد حمل كفاً من حصى فرمى به في وجوهنا ثم قال: شاهت الوجوه وقطت وبطت ولطت، إلى أين تفرون؟ إلى النار، فلم نرجع، ثم كرّ علينا الثانية وبيده صفيحة يقطر منها الموت، فقال: بايعتم ثم نكثتم، فوالله لأنتم أولى بالقتل ممن قتل، فنظرت إلى عينيه كأنهما سليطان يتوقدان ناراً، أو كالقدحين المملوءين دماً، فما ظننت إلا ويأتي علينا كلنا، فبادرت أنا إليه من بين أصحابي فقلت: يا أبا الحسن! الله الله، فإن العرب تكرّ وتفرّ وإن الكرة تنفي الفرة، فكأنه عليه السلام استحيى فولى بوجهه عني، فما زلت أسكن روعة فؤادي، فوالله ما خرج ذلك الرعب من قلبي حتى الساعة(1).
__________
(1) تفسير القمي" (1/1414و115).(1/25)
ورووا في شجاعة عليّ قصصاً كثيرة، منها ما رواه القطب الراوندي: "إن علياً بلغه عن عمر ذكره شيعته فاستقبله في بعض طرق البساتين وفى يد علي (ع) قوس فقال: يا عمر! بلغني عنك ذكرك شيعتي فقال: اربع على ظلعك فقال عليه السلام: إنك لههنا، ثم رمى بالقوس على الأرض فإذا هو ثعبان كالبعير فاغراً فاه وقد أقبل نحو عمر ليبتلعه فصاح عمر الله الله يا أبا الحسن! لا عدت بعدها في شيء، وجعل يتضرع إليه فضرب بيده إلى الثعبان فعادت القوس كما كانت فمضى عمر إلى بيته مرعوباً(1).
__________
(1) كتاب الخرائج والجرائح" (ص20، 21).(1/26)
وأيضاً ما ذكره سليم بن قيس العامري الشيعي أن علياً شتم عمر وهدده بقوله: والله لو رمت ذلك يا ابن صهاك لأرجعت إليك يمينك، لئن سللت سيفي لأغمدته دون إزهاق نفسك فرمّ ذلك، فانكسر عمر وسكت وعلم أن علياً إذا حلف صدق، ثم قال علي (ع): يا عمر! ألست الذي هم بك رسول الله وأرسل إلي فجئت متقلداً بسيفي، ثم أقبلت نحوك لأقتلك فأنزل الله عز وجل: { فلا تعجل عليهم إنما نعدّ لهم عداً } قال ابن عباس : ثم إنهم تآمروا وتذاكروا فقالوا: لا يستقيم لنا أمر ما دام هذا الرجل حياً، فقال أبو بكر: من لنا بقتله؟ فقال عمر: خالد بن الوليد، فأرسلا إليه، فقالا: يا خالد! ما رأيك في أمر نحملك عليه؟ قال: احملاني على ما شئتما، فوالله! إن حملتماني على قتل ابن أبي طالب لفعلت، فقالا: والله ما نريد غيره قال: فأنى لها، فقال أبو بكر: إذا قمنا في الصلاة، صلاة الفجر، فقم إلى جانبه ومعك السيف، فإذا سلمت فاضرب عنقه، قال: نعم! فافترقوا على ذلك، ثم إن أبا بكر تفكر فيما أمر به من قتل علي (ع) وعرف إن فعل ذلك وقعت حرب شديدة وبلاء طويل، فندم على أمره فلم ينم ليلته تلك حتى أتى المسجد وقد أقيمت الصلاة فتقدم فصلى بالناس مفكراً لا يدري ما يقول، وأقبل خالد بن الوليد متقلداً بالسيف حتى قام إلى جانب عليّ وقد فطن عليّ ببعض ذلك، فلما فرغ أبو بكر من تشهده صاح قبل أن يسلم يا خالد! لا تفعل ما أمرتك، فإن فعلت قتلتك، ثم سلم عن يمينه وشماله، فوثب علي عليه السلام فأخذ بتلابيب خالد وانتزع السيف من يده ثم صرعه وجلس على صدره وأخذ سيفه ليقتله واجتمع عليه أهل المسجد ليخلصوا خالداً فما قدروا عليه، فقال العباس حلفوه بحق القبر لما كففت فحلفوه بالقبر فتركه وقام فانطلق إلى منزلهً(1).
__________
(1) كتاب سليم بن قيس العامري" (ص256، 257).(1/27)
هذا ولقد بالغوا وأكثروا في شجاعته وقالوا: كان يملك من القوة حتى "إن علياً ركض برجله الأرض يوماً فتزلزلت الأرض"(1).
وتزلزلت يوماً فركضها حتى سكنت كما يكذب الصافي: عن فاطمة عليها السلام قالت: أصاب الناس زلزلة على عهد أبي بكر وفزع الناس إلى أبي بكر وعمر فوجدوهما قد خرجا فزعين إلى علي عليه السلام، فتبعهما الناس إلى أن انتهوا إلى باب علي عليه السلام فخرج عليهم غير مكترث لما هم فيه، فمضى واتبعه الناس حتى انتهوا إلى تلعة فقعد عليها وقعدوا حوله وهم ينظرون إلى حيطان المدينة ترتج جائية وذاهبة، فقال لهم علي: كأنكم قد هالكم ما ترون؟ قالوا: وكيف لا يهولنا ولم نر مثلها قط؟ فحرّك شفتيه وضرب بيده الشريفة، ثم قال: مالك اسكني، فسكنت بإذن الله، فتعجبوا من ذلك أكثر من تعجبهم الأول حيث خرج إليهم، قال لهم: فإنكم تعجبتم من صنعي؟ قالوا: نعم! قال أنا الرجل الذي قال الله: { إذا زلزلت الأرض زلزالها* وأخرجت الأرض أثقالها* وقال الإنسان مالها } : فأنا الإنسان الذي يقول لها: مالك، { يومئذ تحدث أخبارها } إياي تحدث(2).
وأكثر من ذلك، أنه صرع إبليس يوماً بقوته الجبارة كما رواه ابن بابويه القمي في "عيون أخبار الرضا"(3). ومثل هذا كثير.
__________
(1) تفسير البرهان" مقدمة (ص74).
(2) الصافي" (ص571).
(3) 2/72).(1/28)
وروى البرسي في كتابه لمّا وصف وقعة خيبر: وإن الفتح فيها كان على يد علي (ع) وإن جبريل (ع) جاء إلى رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) مستبشراً بعد قتل مرحب، فسأله النبي (- صلى الله عليه وسلم -) عن استبشاره فقال: يا رسول الله! إن علياً لما رفع السيف ليضرب به مرحباً أمر الله سبحانه إسرافيل وميكائيل أن يقبضا عضده في الهواء حتى لا يضرب بكل قوته ومع هذا قسمه نصفين وكذا ما عليه من الحديد وكذا فرسه ووصل السيف إلى طبقات الأرض، فقال لي الله سبحانه: يا جبرئيل بادر إلى تحت الأرض وامنع سيف علي عن الوصول إلى ثور الأرض حتى لا تنقلب الأرض، فمضيت فأمسكته فكان على جناحي أثقل من مدائن قوم لوط وهي سبع مدائن قلعتها من الأرض السابعة ورفعتها فوق ريشة واحدة من جناحي إلى قرب السماء وبقيت منتظراً الأمر إلى وقت السحر حتى أمرني الله بقلبها، فما وجدت لها ثقلاً كثقل سيف عليّ ... وفى ذلك اليوم أيضاً لما فتح الحصن وأسروا نسائهم فكان فيهم صفية بنت ملك الحصن، فأتت النبي (- صلى الله عليه وسلم -) وفى وجهها أثر شجة، فسأله النبي (- صلى الله عليه وسلم -) عنها فقالت: إن علياً لما أتى الحصن وتعسر عليه أخذه أتى إلى برج من بروجه، فهزّه فاهتز الحصن كله، وكل من كان فوق مرتفع سقط منه وأنا كنت جالسة فوق سريري فهويت من عليه، فأصابني السرير فقال لها النبي (- صلى الله عليه وسلم -): يا صفية! إن علياً لما غضب وهزّ الحصن غضب الله لغضب علي (ع) فزلزل السماوات كلها حتى خافت الملائكة ووقعوا على وجوههم وكفى به شجاعة ربانية، وأما باب خيبر فقد كان أربعون رجلاً يتعاونون على سدّه وقت الليل، ولما دخل الحصن طار ترسه من يده من كثرة الضرب فقلع الباب وكان في يده بمنزلة الترس يقاتل فهو في يده حتى فتح الله عليه(1).
__________
(1) الأنوار النعمانية" لنعمة الله الجزائري.(1/29)
ثم بعد هذا يظهرونه بأضعف وأذل ما يكون ؛ فقد روى اليعقوبي الشيعي: وبلغ أبا بكر وعمر أن جماعة من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب في منزل فاطمة بنت رسول الله، فأتوا في جماعة حتى هجموا الدار، وخرج علي ومعه السيف، فلقيه عمر، فصارعه عمر فصرعه، وكسر سيفه، ودخلوا الدار فخرجت فاطمة فقالت: والله لتخرجن أو لأكشفن شعري ولأعجن إلى الله! فخرجوا وخرج من كان في الدار وأقام القوم أياماً ثم جعل الواحد بعد الواحد يبايع(1).
فهل يعقل من مثل ذلك الرجل الشجاع الباسل، البطل الكمّيت أن يجبره أبو بكر على بيعته، وعمر على تزويجه من بنته، وعثمان على رضائه بتقديمه، وتسمية أبنائه بأسمائهم رضوان الله عليهم أجمعين، ومعه من أهل بيته وأنصاره من معه؟!
__________
(1) تاريخ اليعقوبي" (2/126).(1/30)
4- علي - رضي الله عنه - الذي رفض قبول الخلافة والإمارة حينما قدمت إليه بقوله: دعوني والتمسوا غيري: يهينونه بالكذب عليه، ويحطون عن مكانته ومقامه، ويصورونه في صورة الحريص الذي يجري خلف المناصب ويسعى لأجلها مستعملاً في سبيلها كل الوسائل، والوسائل التي تأبى نفوس أبية شريفة اختيارها وإتيانها، نعم! يجعلونه كصاحب الهوس والهوى والأغراض ليستخدم للحصول عليها حسبه ونسبه وحتى زوجته وأولاده، فانظر إليهم وإهانتهم لسيد أهل البيت ماذا يقولون فيه في كتابهم، المعتمد الموثوق عندهم لما بويع أبو بكر، ووصل الخبر إلى مسامع علي، قال: إن هذا الاسم لا يصلح إلا لي، وسكت عنه يومه ذلك: "فلما كان الليل حمل علي فاطمة عليها السلام وأخذ بيدي ابنيه الحسن والحسين عليهما السلام، فلم يدع أحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أتاه في منزله، فناشدهم الله حقه، ودعاهم إلى نصرته، فما استجاب منهم رجل(1). وهل هناك إهانة أكبر من هذه أن يقال عن مثل علي رضي الله عنه أنه حمل زوجته ابنة النبي على حمار، وأخذ سبطيه، وذهب إلى أبواب الناس يستعطفهم ويستنصرهم ويستجديهم؟
سبحان الله! ما أشنع الكذب وما أقبحه!
ثم زادوا على ذلك: إن علياً عليه السلام لما رأى خذلان الناس إياه، وتركهم نصرته واجتماع كلمتهم مع أبي بكر وتعظيمهم إياه لزم بيته(2).
فلتلاحظ الكلمات والحروف، ولتكرر النظرة على هذه العبارة القصيرة حتى تعرف كيف يصورون عليا رضي الله عنه مطروداً مسترداً من قبل الناس أجمعين.
__________
(1) كتاب سليم بن قيس" (ص82، 83).
(2) كتاب سليم بن قيس" (ص83).(1/31)
ولقد ذكر محدث القوم ابن بابويه القمي مثل هذه الروايات في كتابه حيث ذكر قصة طويلة أن أنصار علي وأعوانه القليلين كيف ردوا على أبي بكر، وامتنعوا عن قبول خلافته وإمارته، وتكلموا ضده جهراً وعلناً على رؤوس الأشهاد، فلما سمع أصحاب أبي بكر بذلك حضروا إليه: "شاهرين السيوف، وقال قائل منهم: والله! لئن عاد منكم أحد، فتكلم بمثل الذي تكلم به لنملأن أسيافنا منه، فجلسوا، أي أصحاب علي – في منازلهم، ولم يتكلم أحد بعد ذلك(1).
5- أهانوا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - حيث وصفوه بكل قبح، وأنه كان مفلساً فقيراً لا مال له, ولأجل ذلك رفضت فاطمة الزواج منه لما قدمه إليها أبوها، وهذا هو النص:
"فلما أراد - رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - أن يزوجها عن علي أسر إليها، فقالت ... إن نساء قريش تحدثني عنه أنه رجل دحداح البطن، طويل الذراعين ضخم الكراديس، أنزع، عظيم العينين، لمنكبيه مشاشاً كمشاش البعير، ضاحك السن، لا مال له(2).
وفي رواية في "الكافي" أوردها الكليني تبين أن فاطمة رضي الله عنها لم ترض بعلي حتى بعد الزواج، ولم تقبله عن طيب قلبها، والرواية هذه: لما زوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علياً فاطمة عليهما السلام دخل عليهما وهي تبكي، فقال لها: ما يبكيك؟ فوالله! لو كان في أهلي خير منه ما زوجتكه، وما أنا زوجته، ولكن الله زوجك(3).
وذكر الأربلي عن بريدة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قم يا بريدة نعود فاطمة، فلما أن دخلنا عليهما أبصرت أباها دمعت عيناها، قال: ما يبكيك يا بنتي؟ قالت: قلة الطعم، وكثرة الهم، وشدة الغم – وفى رواية أخرى قالت: والله! لقد اشتد حزني، واشتدت فاقتي، وطال سقمي(4).
__________
(1) كتاب الخصال" للقمي (2/465).
(2) تفسير القمي" (2/336).
(3) الفروع من الكافي".
(4) كشف الغمة" (1/149،150).(1/32)
فهؤلاء هم القوم، وهذا هو دأبهم، وماذا يرجى ويتوقع من الذين يتطاولون على صحابة رسول الله، الصديق والفاروق وذي النورين وغيرهم من الأخيار الأطهار، والذين يجترؤن على رسل الله وأنبيائه وسيد المرسلين، أيحترمون علياً وأهل بيته؟ كلا! لا يمكن أن يكون كذلك.
6- عن أبي عبد الله عليه السلام جعفر الصادق قال: أُتِيَ عمر بامرأة قد تعلقت برجل من الأنصار كانت تهواه، فأخذت بيضة وصَبَّت البياض على ثيابها وبين فخذيها، فقام علي فنظر بين فخذيها، فاتَّهَمَها(1).
ونحن نتساءل: هل ينظر أمير المؤمنين بين فخذي امرأة أجنبية؟ وهل يُعْقَلُ أن ينقل الإمام الصادق هذا الخبر؟ وهل يقول هذا الكلام رجل أحبَّ أهل البيت؟
7- عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قامت امرأة شنيعة إلى أمير المؤمنين وهو على المنبر، فقالت: هذا قاتِل الأحبة، فنظر إليها، وقال لها: يا سلفع، يا جريئة، يا بذية ، يا مذكرة، يا التي لا تحيض كما تحيض النساء، يا التي على هَنِهَا شيء بَيِّنٌ مُدلِيَ(2).
الهن: اسم الفرج في لغة العرب.
فهل يتلفظ أمير المؤمنين بمثل هذا الكلام البذيء؟ هل يخاطب امرأة بقوله يا التي على هنها شيء بين مدلي؟ وهل ينقل الصادق عليه السلام مثل هذا الكلام الباطل؟
8- تقدم أنهم ذكروا عن علي - رضي الله عنه - أنه كان ينام مع عائشة في فراش واحد ولحاف واحد، والنبي بينهما، ثم يقوم النبي يصلي الليل، وعلي وعائشة في فراش واحد وفي لحاف واحد(3). ثم يذكرون في "الكافي"(4): من وُجد مع امرأة في لحاف واحد يقام عليهما حد الزنا.
طعونهم في فاطمة رضي الله عنها
__________
(1) بحار الأنوار" (4/303).
(2) البحار" (41/293).
(3) البحار" (40/2).
(4) البحار" (7/181).(1/33)
وأهانوا ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم الحسن والحسين، زوجة علي، فاطمة رضي الله عنهم أجمعين، ونسبوا إليها أشياء لم يتصور صدورها من أية امرأة مؤمنة مسلمة، دون أن تصدر من بضعة الرسول وسيدة نساء أهل الجنة، ومنها أنهم قالوا: إنها كانت دائمة الغضب على ابن عم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنه، وكانت تعترض عليه وتشكوه إلى أبيها في أشياء كثيرة، صغيرة وتافهة وحتى على أمور الخير، كما يروي محدثهم ابن الفتال النيسابوري: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غرس لعليّ حديقة، فباعها علي، وقسم كل ما أخذ منها إلى فقراء المدينة ومساكينها حتى لم يبق درهم واحد. فلما أتى المنزل قالت له فاطمة عليها السلام: يا ابن عم! بعت الحائط الذى غرسه والدي؟ قال: نعم! بخير منه عاجلاً أو آجلاً، قالت: فأين الثمن؟ قال: دفعته إلى أعين استحييت أن أذلها بذل المسألة، قالت فاطمة: أنا جائعة، وابناي جائعان، ولا شك أنك مثلنا في الجوع، لم يكن منه لنا درهم، وأخذت بطرف ثوب علي (ع) فقال علي: يا فاطمة! خلني، فقالت: لا والله! أو يحكم بيني وبينك أبي، فهبط جبريل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد! الله يقرؤك السلام ويقول: اقرأ علياً مني السلام، وقل لفاطمة: ليس لك أن تضربي على يديه(1).
وكذلك ما نسبوا إليها أنها تقدمت إلى أبي بكر وعمر بقضية فدك، وتشاجرت معهم، وتكلمت في وسط الناس، وصاحت، وجمع لها الناس(2). ومرة "أخذت بتلابيب عمر، فجذبته إليها(3).
وأيضاً هددت أبا بكر: لئن لم تكف عن عليّ لأنشرن شعري ولأشقن جيبي(4).
__________
(1) روضة الواعظين" (1/125).
(2) الكافي في الأصول".
(3) الكافي في الأصول".
(4) تفسير العياشي" (2/67)، ومثله في "الروضة من الكافي" (8/238).(1/34)
فهل كانت عرمة حتى تفعل هذا؟ وأنها دخلت مع الخلفاء في المعارك حتى أحرق بيتها وضربت ووجع به جنبها، وكسر ضلعها، وألقت جنينها من بطنها - عياذاً بالله من هذه الخرافات – وماتت في مثل هذه الظروف ونتيجة هذه الصدمات(1). هذا ومثل هذا كثير.
طعنهم في إبراهيم بن النبي - صلى الله عليه وسلم -
فقد رووا رواية باطلة فيها تصغير لشأن ابن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتحقيره إياه مقابل حفيده من فاطمة رضي الله عنهم أجمعين، وخلاصة ما قالوا: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان جالساً وعلى فخذه الأيسر إبراهيم ولده، وعن يمينه حسين حفيده، وكان يقبل هذا تارة وذاك تارة أخرى، فنظر جبريل وقال: إن ربك أرسلني وسلم عليك، وقال: لا يجتمع هذان في وقت واحد، فاختر أحدهما على الآخر، وافد الثاني عليه، فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى إبراهيم وبكى، ونظر إلى سيد الشهداء - انظر إلى التعبير الرقيق، والموازنة بين ابن علي وابن نبي - وبكى، ثم قال: إن إبراهيم أمه مارية، فإن مات لا يحزن أحد عليه غيري، وأما الحسن فأمه فاطمة وأبوه علي فإنه ابن عمي وبمنزلة روحي، وإنه لحمي ودمي، فإن مات ابنه يحزن وتحزن فاطمة، فخاطب جبريل وقال: يا جبريل! أفديت إبراهيم الحسين، ورضيت بموته كي يبقى الحسين ويحيى(2).
طعونهم في بنات النبي رضي الله عنهن
وأهانوا بنات النبي - صلى الله عليه وسلم - الثلاثة حيث نفوا عنهن أبويته(3)، وقالوا: إن النبي لم ينجبهن، بل كن ربيبات.
__________
(1) كتاب سليم بن قيس" (ص84، 85).
(2) حياة القلوب" للمجلسي (ص593)، وانظر: "المناقب" لابن شهر آشوب.
(3) ع أن هذا من الأمور المتفق عليها عند جميع أهل الإسلام أنهن بنات النبي - صلى الله عليه وسلم - من صلبه وليست ربيبات كما يكذب الشيعة .(1/35)
فيذكر حسن الأمين الشيعي: ذكر المؤرخون أن للنبي - صلى الله عليه وسلم - أربع بنات، ولدى التحقيق في النصوص التاريخية لم نجد دليلاً على ثبوت بنوة غير الزهراء (ع) منهن، بل الظاهر أن البنات الأخريات كن بنات خديجة من زوجها الأول قبل محمد (- صلى الله عليه وسلم -)(1).
طعونهم في الحسن بن علي - رضي الله عنه -
وأما الحسن - رضي الله عنه - فلم يهن أحد مثل ما أهين هو من قبل الشيعة، فإنهم بعد وفاة أبيه علي - رضي الله عنه - جعلوه خليفته وإماماً لهم، ولكنهم لم يلبثوا إلا يسيراً حتى خذلوه مثل ما خذلوا أباه، وخانوه أكثر مما خانوا علياً - رضي الله عنه -.
يقول المؤرخ الشيعي اليعقوبي: وأقام الحسن بعد أبيه شهرين، وقيل: أربعة أشهر، ووجه بعبيد الله بن عباس في اثني عشر ألفاً لقتال معاوية فأرسل معاوية إلى عبيد الله بن عباس فجعل له ألف ألف درهم، فسار إليه في ثمانية آلاف من أصحابه ووجه معاوية إلى الحسن، المغيرة بن شعبة وعبد الله بن شعبة وعبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن أم الحكم، وأتوه وهو بالمدائن نازل في مضاربه، ثم خرجوا من عنده وهو يقولون ويسمعون الناس: إن الله قد حقن بابن رسول الله الدماء، وسكن به الفتنة، وأجاب إلى الصلح، فاضطرب العسكر ولم يشك الناس في صدقهم، فوثبوا بالحسن، فانتهبوا مضاربه وما فيها.
وقد قال المسعودي الشيعي في كتابه: أن الحسن - رضي الله عنه - لما خطب بعد اتفاقه مع معاوية - رضي الله عنه - قال: يا أهل الكوفة! لو لم تذهل نفسي عنكم إلا لثلاث خصال لذهلت: مقتلكم لأبي، وسلبكم ثقلي، وطعنكم في بطني، وإنى قد بايعت معاوية فاسمعوا وأطيعوا. وقد كان أهل الكوفة انتهبوا سرداق الحسن ورحله وطعنوا بالخنجر في جوفه، فلما تيقن ما نزل به انقاد إلى الصلح(2).
__________
(1) دائرة المعارف الإسلامية الشيعية" (1/27)، ط/ دار المعارف- بيروت.
(2) مروج الذهب" (2/431).(1/36)
وأهانوه إلى أن شدوا على فسطاطه وانتهبوه حتى أخذوا مصلاه من تحته، ثم شد عليه عبد الرحمن بن عبد الله الجعال الأزدي، فنزع مطرفة عن عاتقه، فبقى جالساً متقلداً السيف بغير رداء(1).
وطعنه رجل من بني أسد الجراح بن سنان في فخذه، فشقه حتى بلغ العظم …. وحمل الحسن على سرير إلى المدائن … واشتغل بمعالجة جرحه، وكتب جماعة من رؤساء القبائل إلى معاوية بالطاعة سراً، واستحثوه على سرعة المسير نحوهم، وضمنوا له تسليم الحسن إليه عند دنوهم من عسكره أو الفتك به، … فازدادت بصيرة الحسن عليه السلام بخذلانهم له، وفساد نيات المحكمة فيه وما أظهروه له من سبه وتكفيره، واستحلال دمه، ونهب أمواله(2).
هذا وكانوا يهينونه بلسانهم كما كانوا يؤذونه بأيديهم، ولقد ذكر الكشي عن أبي جعفر أنه قال: جاء رجل من أصحاب الحسن عليه السلام يقال له سفيان بن أبي ليلى وهو على راحلة له، فدخل على الحسن عليه السلام وهو محتب في فناء داره، فقال له: السلام عليك يا مذل المؤمنين! قال وما علمك بذلك؟ قال: عمدت إلى أمر الأمة فخلعته من عنقك وقلدته هذه الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله(3).
ثم بين الحسن وأوضح ما فعلت به شيعته وشيعة أبيه وما قدمت إليه من الإساءات والإهانات، وأظهر القول وجهر به فقال: أرى والله معاوية خير إلي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة، ابتغوا قتلي، وأخذوا مالي. والله! لأن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي وأهلي، والله: لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلماً. والله لئن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير(4).
__________
(1) الإرشاد" للمفيد (ص190).
(2) كشف الغمة" (ص540، 541)، واللفظ له، "الإرشاد" (ص190)، "الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة" (ص162)، ط/ طهران.
(3) رجال الكشي" (ص103).
(4) الاحتجاج" للطبرسي (ص148).(1/37)
وأهانوه حيث قطعوا الإمامة من عقبه وأولاده، بل افتوا بكفر كل من يدعي الإمامة من ولده بعده.
طعنهم في الحسين بن علي رضي الله عنه
وأما الحسين فلم يكن أسعد من أخيه وأمه وأبيه حظاً مع إظهار مغالاة القوم ومبالغتهم في حبه وولائه، فأهانوه - رضي الله عنه - وأرضاه قولاً وفعلاً، فقالوا: إن أمه فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كرهت حمله، وردت بشارة ولادته عدة مرات كما لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يقبل بشارة ولادته، ووضعته فاطمة كرهاً، ولكراهة أمه لم يرضع الحسين من فاطمة رضي الله عنهما. وهذه الروايات من أهم كتب الحديث عند القوم وأصحها مثل البخاري عند السنة، فيروي الكليني عن جعفر أنه قال: جاء جبريل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن فاطمة عليها السلام ستلد غلاماً تقتله أمتك من بعدك، فلما حملت فاطمة بالحسين عليه السلام كرهت حمله، وحين وضعته كرهت وضعه، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: لم تر في الدنيا أم تلد غلاماً تكره، ولكنها كرهته لما علمت أنه سيقتل، قال: وفيه نزلت هذه الآية : { ووصينا الإنسان بوالديه حسناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً } (1). هذا وعاملوه معاملتهم أخيه وأبيه من قبل، فلقد ذكر جميع مؤرخي الشيعة أن أهل الكوفة، التي كان مركزاً للشيعة، والتي قالوا فيها ما قالوا، وإن جعفراً ذكرها بقوله: إن ولايتنا عرضت على السموات والأرض والجبال والأمصار، ما قبلها قبول أهل الكوفة(2).
والتي قالوا فيها: إن الله قد اختار من البلدان أربعة فقال: والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين، فالتين المدينة والزيتون بيت المقدس وطور سيناء الكوفة وهذا البلد الأمين مكة(3).
__________
(1) الأصول من الكافي" كتاب الحجة (1/464)، باب مولد الحسين.
(2) بصائر الدرجات للصفار" الجزء الثاني الباب العاشر.
(3) قدمة البرهان" (ص223).(1/38)
كتبوا من هذه الكوفة كتباً إلى الحسين نحواً من مائة وخمسين كتاباً، منها ما جاء فيه: بسم الله الرحمن الرحيم! للحسين بن عليّ أمير المؤمنين من شيعته وشيعة أبيه عليّ أمير المؤمنين. سلام الله عليك، أما بعد! فإن الناس منتظروك، ولا رأي لهم غيرك فالعجل! العجل! يا ابن رسول الله! والسلام عليكم ورحمة الله(1).
وكتاباً آخر: أما بعد! فقد اخضرت الجنات، وأينعت الثمار، فإذا شئت فأقبل على جند لك مجندة، والسلام(2).
ولما تتابعت إليه كتب الشيعة، وتوالى الرسل أرسل إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل، فانثل عليه أهل الكوفة واجتمعوا حوله، فبايعوه وهم يبكون، وتجاوز عددهم ثمانية عشر ألفاً(3).
وبعد أيام كتب إليه مسلم بن عقيل: "إن لك مائة ألف سيف ولا تتأخر"(4).فكتب رداً عليه وعليهم: "قد شخصت من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية، فإذا قدم عليكم رسولي فانكمشوا في أمركم وجدوا فإني قادم إليكم(5).
ولكن انقلبت الأمور وتقلبت الشيعة كشأنهم ودأبهم سابقاً، وقتل مسلم بن عقيل بدون ناصر ومعين، ولما بلغ الحسين نعيه وواجهه عسكر بن زياد من الكوفة و"خرج إليهم في إزار ورداء ونعلين، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس! إني لم آتكم حتى أتتني كتبكم أن أقدم علينا، فإنه ليس لنا إمام، لعل الله يجمعنا بك على الهدى والحق، فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم، فأعطوني ما أطمئن إليه من عهودكم ومواثيقكم، وإن لم تفعلوا، وكنتم لقدومي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذى جئت منه إليكم(6).
__________
(1) شف الغمة" (2/32)، واللفظ له، "الإرشاد" (ص203)، "الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة" (ص182).
(2) الإرشاد" للمفيد (ص203)، و"إعلام الورى" للطبرسي (ص223) .
(3) الإرشاد" للمفيد (ص205).
(4) الإرشاد" للمفيد (ص220).
(5) لإرشاد" للمفيد (ص220).
(6) لإرشاد" ص224(1/39)
ثم خذلوه، وأعرضوا عنه، وأسلموه للعدو حتى قتل في نفر من أهل بيته ورفاقه، كما يذكر محسن الأمين: "ثم بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفاً غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم، وقتلوه(1).
وذكر اليعقوبي الشيعي أن أهل الكوفة لما قتلوه: "انتهبوا مضاربه وابتزوا حرمه، وحملوهن إلى الكوفة، فلما دخلن إليها خرجت نساء الكوفة يصرخن ويبكين، فقال علي بن الحسين: هؤلاء يبكين علينا، فمن قتلنا(2)؟
فهؤلاء هم الشيعة وأولئك أهل البيت وهذه معاملاتهم وأحوالهم مع أهل البيت الذين يدعون أنهم محبون وموالون لهم.
طعنهم في العباس عم النبي - صلى الله عليه وسلم - وابن عمه عقيل
فقد قالوا فيهم نقلاً عن علي بن أبي طالب أنه قال - وهو يذكر قلة أعوانه وأنصاره -: ولم يبق معي من أهل بيتي أحد أطول به وأقوى، أما حمزة فقتل يوم أحد، وجعفر قتل يوم مؤتة، وبقيت بين خلفين خائفين ذليلين حقيرين، العباس وعقيل(3).
ومثله ذكر الكليني عن محمد الباقر أنه قال: وبقي معه رجلان ضعيفان، ذليلان، حديثا عهد بالإسلام عباس وعقيل(4).
والمعروف أن العباس والعقيل وآلهما من أهل بيت النبوة كما أقر به الأربلي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل: من أهل بيتك؟ قال: آل علي، وآل جعفر، وآل عقيل، وآل عباس(5).
وعن علي بن الحسين أنه قرأ: {ومن كان في هذا أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً}، نزلت في العباس عم النبي - صلى الله عليه وسلم -.
__________
(1) أعيان الشيعة" القسم الأول (ص34).
(2) تاريخ اليعقوبي" (1/235).
(3) الأنوار النعمانية" للجزائري، "مجالس المؤمنين" (ص78).
(4) الفروع من الكافي" كتاب "الروضة".
(5) كشف الغمة" (1|43) وهذا من تناقضهم , فمرة يخرجونهم من آل ... البيت , ومرة يجعلونهم منهم .(1/40)
روى الكشي أن قوله تعالى: {فَلَبِئْسَ المولى وَلَبِئْسَ العَشِير}، نزلت فيه – أي في العباس. وقول الله عز وجل: { ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم } : نزلت فيه(1).
طعنهم في عبد الله بن العباس ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم -
وأخيه عبيد الله رضي الله عنهم
فقد رووا عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: هل تدرون ما أضحكني؟ قالوا: لا. قال: زعم ابن عباس أنه من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ... وذكر كلاماً طويلاً ثم قال: فاستضحكت، ثم تركته يومه ذلك لسخافة عقله(2).
وعن علي أنه قال: اللهم العن ابني فلان وأعم أبصارهما كما أعميت قلوبهما(3).
قال المحقق في حاشية كتاب الكشي: ابني فلان كناية عن عبد الله وعبيد الله ابني العباس عم النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وذكروا عن علي أنه قال لابن العباس: فلما أمكنتك الشدة من خيانة أمة محمد أسرعت الوثبة وعجلت العدوة فاختطفت ما قدرت عليه, أما تؤمن بالمعاد، أو ما تخاف من سوء الحساب، أو ما يكبر عليك أن تشتري الإماء وتنكح النساء بأموال الأرامل والمهاجرين(4).
بقية أهل البيت
وأما الثمانية من أولاد الحسين الذين خلعوا عليهم لقب الإمام، والتاسع الموهوم لم يكونوا بأقل توهيناً وتحقيراً وتصغيراً من قبل القوم أنفسهم، فإنهم تكلموا فيهم، وشنعوا عليهم، وخذلوهم، وأذلوهم، وضحكوا عليهم، واتهموهم بتهم هم منها براء، كفعلتهم مع آباءهم، مع الحسنين، وعلي بن أبي طالب، وصنيعهم مع سيد الكونين ورسول الثقلين - صلى الله عليه وسلم -، وأنبياء الله ورسله.
علي بن الحسين
__________
(1) رجال الكشي" (52-54).
(2) الكافي" (1/247).
(3) رجال الكشي" (ص52).
(4) رجال الكشي" (ص58).(1/41)
فأهانوا علي بن الحسين الملقب بزين العابدين، والذي يعدونه إماماً مطاعاً، ومتبعاً مبايعاً بعد أبيه بقولهم إنه كان جباناً، ولقد أقر بالعبودية ليزيد قاتل الحسين - حسب زعمهم - والرواية من كتابهم "الكافي" عن ابن زين العابدين محمد الباقر أنه قال: إن يزيد بن معاوية دخل المدينة وهو يريد الحج، فبعث إلى رجل من قريش فأتاه، فقال له يزيد : أتقر لي أنك عبد لي، إن شئت بعتك وإن شئت استرقيتك. فقال له الرجل: والله يا يزيد! ما أنت بأكرم مني في قريش حسباً ولا كان أبوك أفضل من أبي في الجاهلية والإسلام، وما أنت بأفضل مني في الدين ولا بخير مني، فكيف أقر لك بما سألت؟ فقال له يزيد: إن لم تقر لي والله لقتلتك، فقال له الرجل: ليس قتلك إياى بأعظم من قتلك الحسين بن علي عليهما السلام ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر به فقتل. ثم أرسل إلى علي بن الحسين عليهما السلام فقال له مثل مقالته للقرشي، فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: أرأيت إن لم أقر لك أليس تقتلني كما قتلت الرجل بالأمس؟ فقال له يزيد : بلى فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: قد أقررت لك بما سألت، أنا عبد مكره، فإن شئت فأمسك وإن شئت فبع(1).
هذا وقد أهانوه وآذوه في ولده ووالدته، فلقد قالوا إنه سئل أحد أئمتهم المعصومين من شيعته: "إن لي جارين، أحدهما ناصب والآخر زيدي، ولا بد من معاشرتهما، فمن أعاشر؟ فقال: هما سيان، من كذب بآية من كتاب الله فقد نبذ الإسلام وراء ظهره وهو المكذب بجميع القرآن والأنبياء والمرسلين، قال: ثم قال: إن هذا نصب لك وهذا الزيدي نصب لنا"(2).
__________
(1) الروضة من الكافي" (8/234، 235).
(2) الروضة من الكافي" (8/235).(1/42)
وأوذي في والدته وأهين حيث قالوا: إن جميع الناس ارتدوا بعد قتل الحسين إلا الخمسة، أبو خالد الكابلي ويحيى بن أم الطويل وجبير بن مطيع وجابر بن عبد الله والشبكة زوجة الحسين بن علي(1). ولا ندري أين ذهبت أمه شهربانو حيث عدت شبكة، ولم تذكر تلك.
طعنهم في محمد الباقر وابنه
وأما محمد الباقر وابنه جعفر فهما المظلومان الحقيقيان لأنه لا يوجد فضيحة ولا قبيحة إلا وقد نسبوها إليهما من الجبن والنفاق والغدر والخيانة والكذب، وباسمهما اخترعوا مذهباً، واختلقوا مسلكاً وهما لا يدريان عنه وعنهم شيئاً، فلقد قالوا إن الباقر كان يحل ما حرمه الله خوفاً وجبناً. فقد قالوا أنه كان يفتي: "أن ما قتل البازي والصقر فهو حلال - مع كونه حراماً –"(2).
ونقلوا عن زرارة بن أعين من كبار رواة الشيعة ومشائخهم الذين عليهم مدار المذهب أنه قال في محمد الباقر: شيخ لا علم له بالخصومة"(3).
هذا ولقد نقلوا أن زرارة بن أعين قال: سألت محمداً الباقر عن مسألة فأجابني، ثم جاءه رجل فسأله عنها، فأجابه بخلاف ما أجابني، ثم جاء رجل آخر فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي، فلما خرج الرجلان قلت : يا ابن رسول الله! رجلان من أهل العراق من شيعتكم قدما يسألان فأجبت كل واحد منهما بغير ما أجبت به صاحبه؟ فقال: يازرارة! إن هذا خير لنا وأبقى لنا ولكم، ولو اجتمعتم على أمر واحد لصدقكم الناس علينا ولكان أقل لبقائنا وبقائكم.
قال: ثم قلت لأبي عبد الله عليه السلام: شيعتكم لو حملتموهم على الأسنة أو على النار لمضوا وهم يخرجون من عندكم مختلفين، قال: فأجابني بمثل جواب أبيه(4).
__________
(1) مجالس المؤمنين" للشوشتري، المجلس الخامس (ص144/ط- ... طهران).
(2) الفروع من الكافي" (6/208)، باب صيد البزاة والصقور وغير ذلك.
(3) الأصول من الكافي"
(4) الأصول من الكافي" كتاب فضل العلم (ص65)، ط/ طهران.(1/43)
وعن عبيد الله الدابغي قال: دخلت حماماً في المدينة فإذ شيخ كبير وهو قيِّم الحمام {يعني المسؤول عنه، والحمام يعني الحمامات العامة}، فقلت: يا شيخ لمن هذا {يعني الحمام}؟ قال: لأبي جعفر؟ قلت: كان يدخله؟ قال: نعم. قلت: كيف كان يصنع؟ قال: كان يدخل فيبدأ فيطلي عانته وما يليها، ثم يلُف على طرف إحليله {يعني الذكر} ويدعوني فأطلي سائر بدنه. فقلت له يوماً: الذي تكره أن أراه قد رأيته. فقال: كلا إن النورة سترته(1).
وقالوا عن جعفر أيضاً أنه مدح أبا حنيفة أمامه، وذمه بعد ما خرج من عنده كما رواه الكليني عن محمد بن مسلم أنه قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وعنده أبو حنيفة فقلت له: وجعلت فداك رأيت رؤيا عجيبة فقال لي: يا ابن مسلم! هاتها فإن العالم بها جالس وأومأ بيده إلى أبي حنيفة، قال: فقلت : رأيت كأني دخلت داري وإذا أهلي قد خرجت علي فكسرت جوازاً كثيراً ونثرته علي، فتعجبت من هذه الرؤيا فقال أبو حنيفة: أنت رجل تخاصم وتجادل لئاماً في مواريث أهلك، فبعد نصب شديد تنال حاجتك منها إن شاء الله، فقال: أبو عبد الله عليه السلام : أصبت والله يا أبا حنيفة، قال: ثم خرج أبو حنيفة من عنده فقلت: جعلت فداك إني كرهت تعبير هذا الناصب، فقال: يا ابن مسلم! لا يسؤك الله، فما يواطئ تعبيرهم تعبيرنا. ولا تعبيرنا تعبيرهم وليس التعبير كما عبره، قال: فقلت له: جعلت فداك فقولك: أصبت وتحلف عليه وهو مخطئى؟ قال: نعم! حلفت عليه أنه أصاب الخطأ(2).
هذا ولقد نسبوا إليه أنه قال: إني لأتكلم على سبعين وجهاً، لي في كلها المخرج(3).
__________
(1) الكافي" (6/497).
(2) كتاب الروضة من الكافي" (8/292)، تعبير منامات.
(3) بصائر الدرجات" الجزء السادس.(1/44)
عن زرارة أنه قال: والله! لو حدثت بكل ما سمعته من أبي عبد الله لانتفخت ذكور الرجال على الخشب(1). وعن زرارة قال: سألت أبا عبد الله يعني جعفر الصادق عن التشهد؟ فأجاب. فقال زرارة: فلما خرجت ضرطت في لحيته وقلت: لا يفلح أبداً(2).
وحق لنا أن نبكي دماً على الإمام الصادق ، ... كلمة قذرة كهذه تقال في حق الإمام أبي عبد الله؟؟ أيضرط زرارة في لحية أبي عبدالله؟! أيقول عن الصادق رحمه الله: لا يفلح أبداً؟
واعلم أن أكثر من تَعَرَّضَ للطعن وللغمز واللمز الإمامان محمد الباقر وابنه جعفر الصادق رحمهما الله، فقد نُسِبَتْ إليهما أغلب المسائل كالقول بالتقية، والمتعة، واللواطة بالنساء، وإعارة الفرج و... إلخ. وهما بريئان من هذا كله .
وعن ابن أبي يعقوب قال: خرجت إلى السواد {العراق} أطلب دراهم للحج ونحن جماعة وفينا أبو بصير المرادي، قلت له: يا أبا بصير اتق الله وحج في مالك فإنك ذو مالٍ كثير. فقال: اسكت، فلو كانت الدنيا وقعت على صاحبك لاشتمل عليها بكسائه {يعني جعفر الصادق}(3).
طعنهم في موسى بن جعفر
فقد تكلموا في علمه وعقله حيث قالوا: إنه سئل عن امرأة تزوجت ولها زوج؟ قال: ترجم المرأة، ولا شيء على الرجل، فلقيت أبا بصير فقلت له: إني سألت أبا الحسن عن المرأة التي تزوجت ولها زوج، قال: ترجم المرأة ولا شيء على الرجل، قال: فمسح صدره (أبو بصير) وقال: ما أظن صاحبنا تناهى حكمه بعد – وفى رواية أخرى: أظن صاحبنا ما تكامل علمه(4).
طعنهم في علي بن موسى
وأما علي بن موسى بن جعفر هو الذى قالوا عنه إنه كان يرى جواز إتيان الرجل المرأة في دبرها(5). ونسبوا إليه بأنه كان يعشق ابنة عم المأمون وهى تعشقه كما يذكر ابن بابويه القمي(6).
__________
(1) جال الكشي" (ص123)، ترجمة زرارة بن أعين.
(2) جال الكشي" (ص142).
(3) جال الكشي" (ص124).
(4) جال الكشي" (ص153و154).
(5) الاستبصار" باب إتيان النساء ما دون الفرج، (3/343).
(6) عيون أخبار الرضا" (153و154).(1/45)
وينسبونه إلى جبن ومذلة بقولهم لما أرسل إليه الجلودى - أحد أمراء الرشيد - لينهب بيته ويسلب أمواله، فبدل أن يدافع عنه وعن أهل بيته وعن شرفه وحرمه وحرماته بدأ يدفع إليه الأموال: فدخل الحسن أبو الرضا عليه السلام، فلم يدع عليهن شيئاً حتى أقراطهن وخلاخيلهن وأزرارهن إلا أخذه منهن وجميع ما كان في الدار من قليل وكثير ودفعها إليه(1).
طعنهم في إمامهم التاسع
وأما ابن الرضا محمد الملقب بالقانع والمكنى بأبي جعفر الثاني، فقد شكوا في بنوته للرضا وترددوا في قبول إمامته لاسوداد وجهه وتغير لونه، وقالوا إن الذين سبقوا إلى الشك فيه هم عمومته وإخوته كما نقلوا عن علي بن جعفر بن الباقر أنه قال له إخوته"أي الرضا": ما كان فينا إمام قط حائل اللون [حال لونه: أي تغير واسود]، فقال لهم الرضا عليه السلام: هو ابني، قالوا: فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قضى بالقافة [جمع القائف وهو الذي يعرف الآثار والأشباه ويحكم بالنسب] فبيننا وبينك القافة، قال: ابعثوا أنتم إليهم، فأما أنا فلا، ولا تعلموهم لما دعوتموهم ولتكونوا في بيوتكم. فلما جاؤوا أقعدونا في البستان واصطف عمومته وإخوته وأخواته، وأخذوا الرضا عليه السلام وألبسوه جبة صوف وقلنسوة منها، ووضعوا على عنقه مسحاة وقالوا له: ادخل البستان كأنك تعمل فيه، ثم جاؤا بأبي جعفر عليه السلام فقالوا: ألحقوا هذا الغلام بأبيه، فقالوا: ليس له ههنا أب ولكن هذا عم أبيه، وهذا عمه، وهذه عمته، وإن يكن له ههنا أب فهو صاحب البستان، فإن قدميه وقدميه واحدة، فلما رجع أبو الحسن عليه السلام قالوا: هذا أبوه(2). انظر إلى هذه المسرحية وكيف يحكون عنها؟ وكم فيها من الإساءات إلى أهل بيت علي رضي الله عنهم؟
ويقولون عنه إنه كان جباناً خوافاً أنه لما طلبه المعتصم العباسي: "بكى حتى اخضلت لحيته(3).
__________
(1) عيون أخبار الرضا" (2/161).
(2) الأصول من الكافي" (1/322-323).
(3) لمصدر السابق.(1/46)
طعنهم في إمامهم العاشر
وأما ابنه علي فيقولون إنه مات أبوه وكان في الثامنة من عمره، فاختلفوا في إمامته وتكلموا كثيراً حولها حتى أثبتوها بشهادة رجل لم يكن منهم وبعد إجباره على تلك الشهادة(1).
وأما الحادي عشر حسن بن علي الملقب بالعسكري فيقولون عنه إنه شكر الله عزوجل على وفاة أخيه الأكبر محمد بن على لما سمع أن الإمامة تصل إليه بعد ما شق جيوبه ولطم خدوده(2).
طعنهم في المهدي المنتظر (الإمام الثاني عشر)
فقد أظهروه بمظهر المتجبر الظالم الذي لا يعرف شفقة ولا رحمة , ونسبوا إليه كثيرا من الشنائع ومن ذلك :
أ- أنه يظهر عريانا: روى الشيخ الطوسي والنعماني عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال: "إنّ من علامات ظهور المهدي أنه سيظهر عارياً أمام قرص الشمس"(3).
ب- إذا خرج قتل الناس بلا شفقة أو رحمة: روى المجلسي عن أبي عبد الله عليه السلام: لو يعلم الناس ما يصنعُ القائم إذا خرج لأَحَبُّ أكثرُهم أَلا يَرَوْهُ مما يقتل من الناس ... حتى يقول كثير من الناس: ليس هذا من آل محمد ، ولو كان من آل محمد لرحم(4).
ج- يضع السيف في العرب وفي قريش خاصة: روى المجلسي أن المنتظر يسير في العرب بما في الجفر الأحمر وهو قَتْلُهم(5). وروى أيضاً: ما بقي بيننا وبن العرب إلا الذبح(6).
وروى أيضاً: اتَّقِ العرب، فإن لهم خبرُ سوءٍ، أما إنه لم يخرج مع القائم منهم واحد(7).
وعن أبى عبد الله قال: "إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف"(8).
__________
(1) نظر تفصيل تلك القصة في "كتاب الحجة"، (1/324).
(2) كره المفيد في "الإرشاد" (ص326)، والأربلي في "كشف الغمة".
(3) حق اليقين" لمحمد الباقر المجلسي (ص347).
(4) البحار" (52/353)، "الغيبة" (ص135).
(5) بحار الأنوار" (52/318).
(6) بحار الأنوار" (52/349).
(7) بحار الأنوار" (52/333).
(8) الغيبة" للنعماني (234) و"تاريخ ما بعد الظهور" للصدر (115).(1/47)
د- من أعماله أنه يهدم المسجد الحرام والمسجد النبوي: روى المجلسي: إن القائم يهدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه، والمسجد النبوي إلى أساسه(1).
هـ- و يقيم الحد على أبي بكر وعمر لغصبهم الخلافة من علي في زعمهم ويهدم الحجرة النبوية: ففي "بحار الأنوار" أن منتظرهم يقول: "وأجيء إلى يثرب، فأهدم الحجرة، وأخرج من بها وهما طريان، فآمر بهما تجاه البقيع، وآمر بخشبتين يصلبان عليهما، فتورقان من تحتهما، فيفتتن الناس بهما أشد من الأول، فينادي منادي الفتنة من السماء: يا سماء انبذي، ويا أرض خذي، فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض إلا مؤمن، أي شيعي ثم يكون بعد ذلك الكرة والرجعة"(2).
وهذا نص آخر يقول: "هل تدري أول ما يبدأ به القائم، "أول ما يبدأ به يخرج هذين، يعني: خليفتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رطبين غضين فيحرقهما ويذريهما في الريح ويكسر المسجد"(3).
و- وهو عند خروجه لا يحكم بشريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - بل يقيم حكم آل داود: عقد الكليني باباً في أن الأئمة عليهم السلام إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم آل داود، ولا يسألون البينة، ثم روى عن أبي عبد الله قال: إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود وسليمان، ولا يَسْأَلُ بَيِّنَةً(4).
وروى المجلسي: يقوم القائم بأمر جديد، وكتاب جديد، وقضاء جديد(5).
ز- وينزع الحجر الأسود من الكعبة ويحول القبلة إلى الكوفة: يقول النص: "يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب أحد من فضل، مصلاكم بيت آدم وبيت نوح، وبيت إدريس، ومصلى إبراهيم ... ولا تذهب الأيام والليالي حتى ينصب الحجر الأسود فيه"(6).
__________
(1) بحار الأنوار" (52/338). و"الغيبة" للطوسي (282).
(2) بحار الأنوار" (53/104- 105).
(3) بحار الأنوار" (52/386).
(4) الأصول من الكافي" (1/397).
(5) البحار" (52/354)، "غيبة النعماني" (ص154).
(6) الوافي"، الكاشاني، باب فضل الكوفة ومساجدها، ... (1/215).(1/48)
طعونهم في أولاد الحسن بن علي بن أبي طالب واتهامهم بطلب الدنيا والحسد: فقد رووا عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: وعندي الجفر الأحمر. فقال له عبد الله بن أبي يعقوب: أصلحك الله أيعرف هذا بنو الحسن؟ قال: إي والله، كما يعرفون الليل أنه ليل والنهار أنه نهار، ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا على الجحود والإنكار(1).
طعنهم في محمد بن علي بن أبي طالب أخو الحسن والحسين والذي يعرف بابن الحنفية لأن أمه من بني حنيفة واتهامه بالزنا: فقد رووا عن علي أنه جمع الناس لإقامة حد الزنا على امرأة، ثم قال: لا يقيم الحد مَنْ لله عليه حد. يعني لا يقيم عليها الحد إلا الطاهرون. قال: فانصرف الناس يومئذ كلهم ما خلا أمير المؤمنين والحسن والحسين. وانصرف فيمن انصرف محمد ابن أمير المؤمنين(2).
طعنهم في زيد بن علي بن الحسين، عم جعفر الصادق وأخو محمد الباقر واتهامهم إياه بشرب الخمر: فقد رووا عن حنان بن سدير قال: كنت جالسا عند الحسن بن الحسن، فجاء سعيد بن منصور وكان من رؤساء الزيدية، فقال: ما ترى في النبيذ ؟ قال: إن زيدًا كان يشربه عندنا. قال: ما أُصدق على زيد أنه شرب مسكرًا. قال: بلى قد شربه. قال: فإن كان فعل، فإن زيداً ليس بنبي ولا وصي نبي، إنما هو رجل من آل محمد.
طعنهم في عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب واتهامهم إياه بالفسق والضلال : فقد رووا عن صفوان الجمال أنه قال: وقع بين أبي عبد الله وبين عبد الله بن الحسن كلام، حتى وقعت الضوضاء بينهما واجتمع الناس فتفرقا، {وذكر قصة طويلة} قال المحقق في الحاشية: فيه دلالة على حسن رعاية الرحم وإن كان بهذه المثابة، وإن كان فاسقاً ضالاً(3).
طعنهم في إسماعيل بن جعفر الصادق الذي تنتسب إليه الإسماعيلية وهو أخو موسى الكاظم:
__________
(1) الكافي" (1/240).
(2) الكافي" (7/187).
(3) الكافي" (2/155).(1/49)
فقد رووا عن جعفر الصادق والده أنه قال له: أفعلتها يا فاسق؟ أبشر بالنار(1).
وذكروا عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال عن ولده إسماعيل: إنه عاص، لا يشبهني ولا يشبه أحداً من آبائي(2).
طعنهم في موسى بن علي بن موسى أخو محمد بن علي {الجواد}:
فقد رووا عن يعقوب بن المثنى قال: كان المتوكل يقول: أعياني أمر ابن الرضا {يعني محمد بن علي الجواد} أبَى أن يشرب معي. فقالوا له: فإن لم تجد منه، فهذا أخوه موسى قصَّاف، عزَّاف، يأكل، ويشرب، ويتعشق(3).
طعنهم في جعفر بن علي بن محمد، أخو الحسن العسكري، وعم المهدي المنتظر: فقد رووا عن أحمد بن عبيد الله بن خاقان أنه سأل أباه عن الحسن العسكري؟ فأطراه وأعلى منزلته. فسأله عن أخيه جعفر؟ فقال: ومن جعفر فتسأل عن خبره؟! أوَ يُقرن بالحسن جعفر؟ معلن الفسق، فاجر، ماجن، شريب للخمور، أقلُّ من رأيتَ من الرجال، وأهتكُهم لنفسه، خفيفٌ، قليلٌ في نفسه(4).
وفي الختام نقول هذه بعض طعون الشيعة في آل البيت الذين زعموا محبتهم ومودتهم وهذا شبيه بحال اليهود مع أنبيائهم الذين قتلوا بعضهم ووقعوا في عرض بعضهم , ونسبوهم إلى الرذائل والنقائص, وعلى هذا يكون انتساب الشيعة لأهل البيت كانتساب النصارى لعيسى وانتساب اليهود لموسى!
فلا يستغرب المسلم بعد ذلك ما هو أعظم من ذلك وأفظع مما قالوه وتفوهوا به في حق الصحابة وأهل السنة مما هو مسطر في كتبهم ومروياتهم .
الفهرس
الموضوع ... الصفحة
المقدمة ... 3
اعتقاد أهل السنة والجماعة في آل النبي - صلى الله عليه وسلم - ... 5
بيان أن الشيعة في الحقيقة غير متبعين لأل النبي - صلى الله عليه وسلم - ... 8
تذمر وتألم أهل البيت من شيعتهم والشكوى منهم ... 8
طعون الشيعة في نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ... 18
طعونهم في أنبياء الله عليهم السلام ... 27
__________
(1) رجال الكشي" (211).
(2) بحار الأنوار" (47/247).
(3) الكافي" (1/502).
(4) الكافي" (1/504).(1/50)
إهانة الشيعة لأهل البيت ... 31
طعونهم في علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ... 31
طعونهم في فاطمة رضي الله عنها ... 44
طعنهم في إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... 45
طعنهم في بنات النبي - صلى الله عليه وسلم - ... 46
طعونهم في الحسن بن علي - رضي الله عنه - ... 47
طعنهم في الحسين بن علي - رضي الله عنه - ... 49
طعنهم في العباس عم النبي - صلى الله عليه وسلم - وابن عمه عقيل ... 53
طعنهم في عبد الله بن عباس وأخيه عبيد الله ... 54
طعنهم في علي بن الحسين "زين العابدين" ... 55
طعنهم في محمد الباقر وابنه جعفر الصادق ... 57
طعنهم في موسى بن جعفر ... 60
طعنهم في علي بن موسى ... 61
طعنهم في إمامهم التاسع ... 62
طعنهم في إمامهم العاشر ... 63
طعونهم في المهدي المنتظر – الإمام الثاني عشر ... 63
طعنهم في أولاد الحسين بن علي ... 66
طعنهم في محمد بن علي بن أبي طالب "ابن الحنفية" ... 66
طعنهم في زيد بن علي بن الحسين ... 67
طعنهم في عبد الله بن الحسن ... 67
طعنهم في إسماعيل بن جعفر ... 68
طعنهم في موسى بن علي بن موسى ... 68
طعنهم في جعفر بن علي بن موسى ... 68
الفهرس ... 71(1/51)