طرق أهل الباطل
في
نشر الخرافة
إعداد
الدكتور/ إبراهيم بن محمد بن عبد الله البريكان
عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بالدمام
قام بصف الكتاب ونشره
أبو عمر الدوسري
www.frqan.com
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فلما لهذا الموضوع من الأهمية ، ولرغبة بعض الإخوة الفضلاء في طباعته ليعم النفع به ، أعدت النظر في عباراته وقمت ببعض الإصلاحات السريعة التي لا بد منها ، ومراجعة بعض الألفاظ وإبدالها بما هو أصح منها مع المحافظة على جوهر الموضوع وبساطة اللغة التي ألقي بها . هذا وأسأل الله أن ينفع بهذه الرسالة كل من قرأها أو سمعها وألا يحرمني أجرها ، إنه جواد كريم.
كتبه د/ إبراهيم البريكان
عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بالدمام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن اتبع هداه، أما بعد ،،،،(1/1)
فما أحسن أن يلتقي المسلمون على مائدة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم متذكرين ومذاكرين ما يهمهم من أمر دينهم ودنياهم، ولما كان أهم مقومات الوجود لهذه الأمة المحمدية هي تمسكها بالحق الذي أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : ((هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله )) 1 . ولما كان ذلك الحق الذي بعث به محمد صلى الله عليه مشتمل على العلم الصحيح وعلى العمل الذي يقوم عليه بناء الكيان الإنساني كان لا بد لهذا الحق من أن يحاط وأن يصان على مدى الدهور والأيام حتى يبقى صافياً كما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، من هذا المنطلق كان التعرف على طرق أهل الباطل وأساليبهم من أعظم الأمور النافعة في اكتشافهم ومعرفتهم وإدراك خطرهم . فإن الإنسان إذا علم من أين يأتيه عدوه كان من السهل عليه أن يقاومه بما استطاع من سبيل ، والحق والباطل خصمان عنيدان منذ خلق الله سبحانه وتعالى آدم وإبليس فلم يزل الحق والباطل يتصارعان في الوجود الإنساني ، ولما كان الحق بطبيعته نور الله الذي أنزله على عباده كان له من القوة الذاتية ما ترفعه وتكون النفوس متطلعة إليه طالبة له بطبعها وذلك أن الله سبحانه وتعالى فطر هذا الإنسان عندما خلقه على الحق ، قال صلى الله عليه وسلم : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه ) 2 .
كيف يرد الباطل على النفوس ؟
والحق أصل في البشر ، والباطل أمر وارد على نفوسهم وإنما يرد الباطل على النفوس من طريقين :
الطريق الأول : ضعف الحق في نفوسهم وعدم استبانة حدوده لعقولهم .
الطريق الثاني : قوة الباطل بما له من المواد التي تمده بالقوة من أمور طبيعية نفسية تتعلق بالناس من شهوة عارمة وهوى مطاع .
تعريف الخرافة(1/2)
والخرافة عرفاً : هي كل علم فاسد وعمل منحرف ، لأن الله سبحانه وتعالى استودع قلوب الناس قوة تسمى ( قوة التمييز ) ، وقوة التمييز هذه تجعل الإنسان يبصر الحق ويعرفه ومن هنا لما جاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبروه بتلك الخواطر التي ترد على القلوب فيستعظمون أمرها ويعظم عليهم التكلم بها فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ذاك صريخ الإيمان ) 3 . والمعنى : أن ما في قلوبكم من قوة تمييز أنكرت الباطل واستعظمت الكلام به والعمل به فهذا إشارة لقوة التمييز في القلوب وهو كون القلب ذو إرادة متوجة لإدراك الفرق بين الحق والباطل فتعرف الحق لأنه من نسجها وطبيعتها لأنها تغذت به ونمت على سقيه ، وأما القوة الثانية فهي قوة العمل الصالح وهي قوة منبعثة من القلب السليم الذي سلم من كل شهوة خفية ومن كل شبهة تكدره ، وذلك القلب إذا سلم من الشهوات والشبهات لا بد أن تظهر له ثمار تدل عليه ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ). 4
اتجاهات أهل الباطل
ولذا كانت صولة الباطل تتجه في اتجاهين :
الاتجاه الأول : إضعاف ذلك العلم الذي تمده الفطرة الحقة التي جعلها الله في عباده .
الاتجاه الثاني : وهو إفساد العمل المبني على تلك الإرادة السليمة الصحيحة التي استودعها الله قلوب عباده وأمدها بالحق الذي نعمت به وارتفعت به .
أهمية معرفة طرق أهل الباطل(1/3)
ولئن كانت صولة الباطل في هذين الاتجاهين ، فإن تلك الصولة ظاهرية ليست بقوية ، لكن صولة الباطل قديماً كانت غير منظمة تحصل كيف ما كانت وينبعث الباطل من قلب المبطل فيسعى لنشره كيفما كان ، أما في زماننا هذا فإن الباطل صارت له أكاديميات علمية تدرسه وتسعى في نشره وترصد له الأموال وتعد له الرجال وتضع له المناهج وتخطط له الخطط وتؤصل له الأصول ، ومن خلال هذا التخطيط يظهر أن صولة الباطل في هذا الزمان أعظم من صولته في غيره ، ومن هنا تأتي أهمية معرفة طرق أهل الباطل في نشر باطلهم ، والباطل لا ينتشر إلا إذا أضعف سلطان الحق من جهة وأعد للباطل من جهة أخرى ، ويعتبر هذان الأمران سببان رئيسيان في نشر الخرافة .
فأما ضعف الحق والصد عنه فذاك أصل لا يدخل فيما نتكلم فيه وإنما الذي يهمنا في هذا المقام أن نتكلم عن طرق أهل الباطل في نشر الخرافة .
طرق أهل الباطل في نشر الخرافة
هذا وأساليبهم تنوعت وتكاثرت ولكننا نتعرض إلى ما يمكن التعرض له من أساليب الباطل التي تعتبر قديمة وحديثة .
1) اتباع المتشابه : فإن المبطل من أجل أن يؤثر على عقائد الناس ويفسدها يتبع ما تشابه عليه .
ما معنى المتشابه ؟(1/4)
المتشابه : هو ذلك الباطل الذي أشبه الحق لدقة الفرق بينه وبين الحق بحيث يشكل على بعض الناس ، ولقد اعتنى السلف الصالح رحمهم الله بقضية المتشابه وحرصوا على إظهارها وإبانتها وإيضاحها ، فما زالوا منذ أن أظهر أهل الباطل باطلهم وهم يعدون الخطب ويؤلفون الكتب في بيان ما اشتبه على أهل الباطل أو ما شبهوه على غيرهم من الناس ، وربنا سبحانه وتعالى وصف أهل الباطل بأن ذلك حالهم وهذا شأنهم أنهم يتجهون إلى الأمور التي تشتبه على الناس بحيث لا يعرفون ما فيها حقاً أو باطلاً لدقة ذلك الفرق بين ذلك الحق وذلك الباطل كما قال جل وعلا : (( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله )) 5 . إذاً المقصود الأساسي من اتباع الأمور المتشابهة هي حصول الفتنة في باب العلم وحصول الفتنة في باب العمل.
في باب العلم في أن تكون مفاهيم المسلمين حول دينهم مغلوطة . وفي باب العمل لتكون أعمال المسلمين أعمالاً غير موافقة للشريعة ولذا فهم يأتون ببعض الآيات القرآنية أو ببعض الأحاديث النبوية ثم يظهرونها للناس وتكون هذه الأحاديث ليست واضحة المعنى ولا ظاهرة المراد فيأتون وهم يعلمون أن هذه النصوص من الكتاب والسنة دالة على الحق
قطعاً لكن نظراً لأن هناك اشتباهاً فيها من جهة المعنى لاحتمالها ما يريدونه فيبرزونها على أساس أنها تدل على المعنى الذي يريدون من الباطل ، قصداً لأن يقولوا للمسلمين : إن هذا الذي تدعون باطل ، وما هو بباطل وبالتالي يؤثرون على ضعفاء العقول من المسلمين فيتبعون ما هم عليه من الباطل .(1/5)
وهذا الطريق من أعظم طرق الباطل وأخطرها ولذا نجد كثيراً من المستشرقين ومن أعداء الإسلام من الشرق والغرب يسعون في إدراج هذه الشبه وإظهارها للناس ، ويدلكم على خطر التعرض للمتشابه ما صنعه الإمام أحمد رحمه الله تعالى مع الحارث المحاسبي ـ والحارث المحاسبي عالم من علماء الأمة ـ لكن كانت طريقته أنه يأتي بتلك المتشابهات أو تلك الشبه التي يلقيها أهل الباطل فيعرضها في المجالس العامة بين الناس ويأخذ في الرد عليها ، ففعل هذا الرجل مع أنه طيب وخير وكان قصده حسناً في الدين إلا أن الإمام أحمد أنكر عليه فعله هذا، لماذا أنكر هذا الفعل عليه ؟ ، لأن حكاية الشبهات في المجتمعات العامة لها أضرار ، ومن أعظم أضرارها أن يكون عرض الشبهة قوياً حسناً جميلاً ويكون الجواب عليها ضعيفاً متهافتاً أو غير مفهوم ، وقد برد عليها برد قوي في بعض الأحيان لكن الموجودين بين يدي ذلك الرجل العالم ليسوا على المستوى الذي يستطيعون به أن يفهموا معنى تلك الردود ، والذي يحصل أن الشبهة تستقر في النفوس وهذه الردود لا تنفع وتذهب فيكون هذا الرجل قد ساعد أهل الباطل في نشر تلك الشبهات بين المسلمين ، ومعتمد الشبهات في الأصل هو على المتشابه نفسه ، ومن الأمثلة على هذا شبهة بعض الناس في قطع اليد عندما قال بعضهم لو أن إنسان قطع يد إنسان خطأً قلنا ادفع نصف الدية ، فإذا كانت الدية مائة ألف نقول ادفع خمسين ألف ، لكنها عندما تسرق نقطعها في ربع دينار ، فجاء بعض أهل الباطل فقال ما لليد التي قيمتها كذا وكذا تقطعونها في ربع دينار ، لماذا لا تقطعونها في خمسين ألف ، فهذه شبهة تورد من أجل إبطال حد السرقة . فرد عليهم بعض العلماء فقالوا إن هذه اليد لما كانت عزيزة كريمة كانت غالية لكن لما صارت دنيئة صارت لا قيمة لها فلذلك لو قطعت بسبب وقوع جرم عليها قلنا ادفع نصف دية ولو سرقت هانت فصارت لا تساوي أكثر من ربع دينار . فالحق في الأولى أعلاها والباطل(1/6)
في الثانية أدناها وأرخصها ، فتجد أهل الباطل يقبلون مثل هذه الشبهات قصداً لصرف المسلمين عن دينهم ولتشكيكهم فيما هم عليه من الحق المنزل من عند الله .
2) أيضاً من طرق أهل الباطل نشر الأحاديث الضعيفة والموضوعة بين الناس . والمقصود بالأحاديث الموضوعة هي الأحاديث المكذوبة على الرسول عليه الصلاة والسلام ، ينشرونها بين الناس لأنها تحمل معاني باطلة فاسدة . وهم يعرفون أن المسلمين يحبون سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويحبون التعرف عليها فيضعون بعض الأحاديث وينسبونها للرسول صلى الله عليه وسلم فإذا سمعها عوام المسلمين قالوا هذا قاله الرسول إذاً هذا حق وهو في الحقيقة والواقع أمر مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم لا أصل له وهم لا يكذبون على الرسول صلى الله عليه وسلم فقط، بل يوردون بعض الأكاذيب على علماء المسلمين الذين هم قدوة للأمة من أجل أن ينشروا ذلك الباطل فينسبون بعض الباطل إلى بعض علماء الأمة المقتدى بهم من أجل أن ينتشر الباطل ويظهر بين الناس .(1/7)
3) أيضاً من طرق أهل الباطل في نشر باطلهم الرؤى والأحلام يأتي الرجل ثم يقول أما رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم البارحة مثلاً وهو يقول لكم افعلوا كذا وكذا مما هو باطل ، فإن أراد أن يوقعك في الشرك قال : قال : الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نذبح لغير الله ، وقص له قصة من القصص . وأظن أنه لا يخفى عليكم شيء من هذا لأنه في هذه الأزمان خاصة وفي أيام الحج تقريباً يفاجئ المسلمون بأوراق كثيرة كلها رؤى مثل فلانة مريضة ورأت الرسول صلى الله عليه وسلم وقال لها افعلي كذا وافعلي كذا واعملي كذا ويقول لي اكتبيها أربعين مرة والذي لا يكتبها يصيبه من الأذى كذا ويصيبه من المرض كذا أو يحصل له كذا وكذا ، هذه طريقة من طرق أهل الباطل (وأعظم فتنة قريبة صارت عندنا هنا في المملكة هي بسبب الرؤيا ) ففتنة الحرم المشهورة التي سمعتم عنها كانت بسبب رؤيا رأها خمسون رجل وشيطان جاءهم في النوم وقال يا فلان أنت المهدي ويا فلان ذاك المهدي وفلان هو المهدي ، فاقتنعوا بالفكرة بمجرد رؤيا من أن الرؤيا لو أن الرسول أمرنا حتى بفتوى في الرؤيا لما كان لها حكم شرعي عندنا فالحكم الشرعي في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، والرؤيا لوحدها ليست تشريعاً فلم أن عالماً من العلماء سأله سائل وقال أراجع المسألة ونام ثم رأى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال يا فلان جواب المسألة الفلانية كذا حلال أو حرام ، فهل يفتي بها ؟ لا يجوز أن يفتي بها ولا عبرة للرؤيا في باب الحلال والحرام والرؤيا لا علاقة لها بما يتعلق بديانات الناس وعقائدهم لأن العبرة بما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم 6 . إذ الترويج للرؤى هو أيضاً طريق من طرق أهل الباطل لنشر الخرافة بين الناس سواء كان في باب العلميات ـ العقائد ـ أو كان ذلك في باب العمليات ـ الحلال والحرام ـ ففي العمل يقول لك صل كذا ركعة أو اعمل كذا واكتب هذه أربعين مرة أو خمسين مرة يحصل(1/8)
لك من الأجر كذا ، افعل في الشهر الفلاني كذا ، وما زلنا كل سنة تقريباً تأتينا رؤى خاصة ومكتوبة في أوراق وتوزع بين الناس . مرة رجل رأى الرسول عليه الصلاة والسلام ، ومرة أخرى فلانة هي مريضة ورأت زينب زوج الرسول وقالت لها كذا وكذا وافعلي كذا وكذا ، ومرة رأيت الرسول وقال لي اقرأ هذه الأسماء واقرأ هذه الآية ألف مرة وهذه الآية عشرين مرة ، فالناس بحسن نية وبطيب طوية إذا جاءهم هذا الأمر يتلقونه بالقبول . ويقولون والله هذا قرآن أمرنا بكتابة القرآن أربعين مرة ما يضر . ولكنه لا يدري أن هذا هو بريد البدع ، هذا هو بريد الباطل ، هذا الطريق لتغيير الدين . تبدأ بأشياء وتتساهل فيها ثم وإذا بنا يأتي علينا يوم من الأيام فنجد وجه الدين قد تغير ما هو الإسلام الذي أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم ، نجد مجموعة من الخرافات ومجموعة من الشعائر لا تمت لدين الله بشيء . إذاً الرؤيا هي أيضاً طريق من طرق أهل الباطل في نشر الخرافة بين الناس .(1/9)
4) أيضاً من طرق الباطل حب آل البيت ، لا يشك مسلم من المسلمين أن لآل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم مقاماً عظيماً في قلوب المسلمين . فنحن نحب آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومن عقيدة أهل السنة والجماعة حب آل البيت لا الغلو فيهم فنحن لا نحب آل البيت من أجل أنهم يعطوننا مال ، لا ، نحن نحبهم لقربهم من الرسول صلى الله عليه وسلم ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بحبهم لكن مقامهم نابع من وصية الرسول صلى الله عليه وسلم ونابع من جهة أخرى من تمسكهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فلو لم يتمسكوا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلا قيمة لهم فهذا عم الرسول أبو لهب نزلت فيه سورة قال تعالى : (( تبت يدا أبي لهب وتب))7 وهو عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا أبو طالب نزلت في خاله قول الله سبحانه وتعالى : (( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين )) 8 نزلت في أبي طالب وهو عم الرسول صلى الله عليه وسلم إذ مقام بيت الرسول صلى الله عليه وسلم نابع من وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بهم متمسكين بما جاء به من الشرع فإن قيمتهم تنزل فلا تكون لهم قيمة في هذه الحالة بل القيمة بتمسكهم بالكتاب والسنة ، فيأت واحد من الناس فيستغل هذه العاطفة عند المسلمين وهي كونهم يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم وبالتالي يحبون أهل بيته ويدخل عليهم من هذا الباب ويهيج عواطفهم ويأتي بالقصص الكاذب ويهان آل البيت من أجل أن يسب الصحابة والعكس صحيح فيسب الصحابة من أجل إكرام آل البيت فيضربون المسألتين بحجر واحد ، وما هي النتيجة بعد ذلك؟ النتيجة تخرج عقائد الرافضة ، تخرج عقائد الإسماعيلية ، تخرج عقائد النصيرية . كل هذا مبني في الأساس على الدعوة إلى حب آل البيت والدعوة إلى تعظيم آل البيت ، ثم في الأخير نشأت عقائد مبنية على ذلك وعندئذ يستغل أهل الباطل هذه الناحية في نشر باطلهم .(1/10)
5) هذا والناس دوماً من المسلمين وهم يرون الباطل ينتشر والمنكرات تنتشر يتطلعون إلى يوم الخلاص من المنكر ، يتطلعون إلى أن يكون الناس كأنهم في زمن الصحابة رضوان الله عليهم في نقائهم وفي صفائهم وفي استقامتهم فيأتي من يستغل هذا الجانب من العاطفة فيقول إن الرسول عليه الصلاة والسلام قد جعل لنا منقذاً للبشرية في آخر الزمان وهو مجدد لهذه الأمة دينها وهو يحكم بما حكم الرسول صلى الله عليه وسلم ويقوم بما قام به ما هو اسمه؟ اسمه المهدي ، فيأتي إنسان ويتقمص هذه الشخصية ومن هنا وجد ما يسمى بالمهدوية من قديم الزمان وخرج في حياة المسلمين في أماكن متعددة من ادعى أنه المهدي المنتظر فارتبطت به قلوب بعض العامة رغبة منهم في تجديد أمر الدين والقيام به بلا بصيرة ولا برهان . وكان نتيجة هذا أنه ابتدع لهم بعض العقائد وبعض الأفكار وبعض الأعمال وخرجوا عن اجماع عموم المسلمين وعن عقائد عموم أهل السنة والجماعة . هذه أيضاً طريقة من طرق أهل الباطل تعتبر قديمة وحديثة ، ولم يزل في كثير من أصقاع العالم الإسلامي من يخرج بمثل هذه الشخصية من أجل أن يربط قلوب المسلمين به ويتوصل عن هذا الطريق الباطل ، ونحن هنا لسنا في معرض تقرير أن المهدي لابد أن يكون لكن المقصود أن هذه الفكرة أيضاً استغلها أهل الباطل في نشر الخرافة بين الناس .(1/11)
6) أيضاً من طرق نشر أهل الباطل لباطلهم الاستدلال بالكثرة الضالة على تبرير الباطل وإعطائه الأرضية الخصبة أو الأحقية في الوجود وهذا ما يسمى في هذا الزمن في الصحافة بتحصيل الرأي العام , يقوم إنسان على الدعوة إلى مبادئ يحصل فيها الرأي العام للناس بحيث إذا حصل الرأي العام للناس تكون له كلمة فيكون ما هو عليه من الباطل معترفا ً به في البلد الذي يكون فيه وله من خلاله حق الكلام وحق الدعوة وحق كذا وكذا ، هذا أيضاً جانب من الجوانب وربنا سبحانه وتعالى يقول : (( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين )) 9 ، (( وقليل من عبادي الشكور ))10 فإن الكثير من الناس في الغالب يكونون وراء النواعق ، وراء هذه الأشياء ، وراء هذه الأفكار فتجد مثلاً من يهيء النفوس لما يسمى بالديموقراطية ويحاول أن يحصل لها رأياً عاماً عند الناس ، والناس وهو لا يفهمون معنى الديموقراطية يظنون أن معنى الديموقراطية العدالة لا أكثر ولا أقل ، هذا رأي يفهمونه لكنهم ما علموا أن معنى الديموقراطية أن حكم الله يزال من الأرض ويحكم الناس أنفسهم بأنفسهم هذا معنى الديموقراطية ، معنى الديموقراطية أن تحكم الشعب بالشعب لا بدين الله ولا بشرع الله بل أهواء الناس هي المحكمة . لكن الناس عندما يسمعون كلمة الديموقراطية يظنون أنها العدالة ، يظنون أنها المساواة وحرية في إبداء الرأي ، لا ليس هذا هو المقصود في كلمة يبهرجون بها على الناس ولكن حقيقتها الكفر والإلحاد ، يحاولون يهيئون لها رأياً عاماً ، أرضية عامة حتى تنتشر بين الناس أكثر ، يزينونها بينهم فعندئذ يقولون للناس أن هذا هو الحق ولولا أنه الحق لما كان أكثر الناس عليه فيحاولون أن يقنعوا الناس بأن الأكثرية هي دليل الحق. لكننا نقول أن الحق دليله كتاب اله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقد أشار الرسول عليه الصلاة والسلام إلى هذا الجانب بقوله ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا(1/12)
عليه بالنواجذ )11 فأمرنا أن نتمسك بها لأنه من المتصور أن يأتي رجل ما يدعو الناس لما عليه الناس ولو كان باطلاً ، يقول الباطل ما دام الناس عليه إذا هو أحق بالبقاء وهذه دعوة موجودة الآن يدعو إليها كثير من الناس يقولون مادام الشيء شائع بين الناس فهذا هو الحق ، ونتيجة لارتباط هذه الناحية في نفوس كثير من المسلمين تجدهم يحاربون أهل الخير والفضل إذ رأوهم على سنة من سنن الرسول عليه الصلاة والسلام استنكروا عليهم ، لماذا يستنكرونها ؟ لأن الناس لا يعلمون بها ، فإذا رأوا إنساناً شاباً وضع ثوبه إلى نصف الساق أو قصر ثوبه اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم أقاموا الدنيا وأقعدوها مع وجود من يترك الصلاة فيهم ويقول هذه ناحية شخصية ، سبحان الله ، ترك الصلاة ناحية شخصية وهذا يقصر ثوبه ما أضر بأحد تقولون هذا ليس ناحية شخصية ما لك حق تقصر ثوبك ، يا أخي هو ثوبه وليس ثوبك ، هل اشتراه من جيبك ؟ وهذه الناحية ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب 12 رحمه الله في خصال أهل الجاهلية أن حكمهم وأحكامهم دوماً تبعاً للأكثرية لا تبعاً لما يدل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وليس المقصود أن الأكثرية 100 % تكون على الباطل بل تكون الأكثرية في بعض الأحيان على الحق ، فزمن الرسول صلى الله عليه وسلم الأكثرية كانت على الحق وجماعة المسلمين في العموم هي على الحق من حيث الجملة ولذا أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بلزوم الجماعة ( عليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة ) 13 وجماعة المسلمين هذه أو أهل السنة والجماعة لها أصولها ومبررات وجودها ومن أعظم المبررات التمسك بالكتاب والسنة وللإنسان من النسبة إليهم بقدر تمسكه بكتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم لكن يمكن أن ينتسب بعض الناس إلى أهل السنة والجماعة أو لجماعة المسلمين ولكن فيه شيء من الباطل وفيه شيء من البدع هذا متصور وموجود واقعياً أيضاً .(1/13)
7) ومن طرق أهل الباطل في نشر الخرافة في باب العلم والعمل الاستدلال بالعادات والتقاليد وإعلاء شأن العادات والتقاليد أو ما يسمونه في زماننا بالتراث الشعبي وفي بعض الأحيان يسمونه التراث القومي ، والتراث الشعبي هو الأمر الموروث عن الآباء وعن الأجداد حق أو باطل ليس مهماً مع أن الأشياء في دين الله سبحانه وتعالى لا تعظم لأن أبوك فعلها أو لأن جدي فعلها أو لأن قبيلتي فعلتها ، الإسلام لا يعتبر تلك النعرات القبلية وتلك الأمور القومية ، هذه الأمور ليس لها اعتبار عندنا ، الاعتبار بموافقة الكتاب والسنة ، فيأتي أهل الباطل فينشرون هذا الجانب ، ويحيون في الناس عصبية لجانب من الجوانب القومية للعشيرة أو للقبيلة أو لبني القوم للجنسية لجنس من الأجناس ، الجنس الأبيض أو الجنس القوقازي وبشكل من أشكال القومية ويجعلون ذلك دليلاً على الحق يبرزون هذه الجوانب في الناس ، فالناس ينسون في هذه الحالة الحق ويبدؤون يربطون أنفسهم بدين جديد اسمه تراث ، اسمه قومية ، اسمه نعرة قبلية ، لكنهم لا يطلقون عليه نعرة قبلية لأن الناس يخافون إذا أطلقوا عليها النعرة القبلية ، هم يطلقون عليه تراث شعبي يعتبرونه من الأمور العزيزة على النفوس ، علقوا لكم سيوف تراث شعبي ثم يؤتى بالقرآن ويعتبر تراثاً شعبياً. لماذا القرآن تراث شعبي ؟ نعم تراث شعبي هذا مخطوط في زمن آبائنا وأجدادنا فهو تراث شعبي ثم بعد ذلك دينكم من التراث الشعبي، الناس تقدموا وأنتم قاعدين على الذي قعد عليه الأولين اتركوه . انظروا البداية ثم انظروا للنهاية ، الأولى تراث شعبي وشد للأصول الثابتة القديمة ثم يأتي إنسان يعيش في منطقة الآشوريين فيجعل له عصبية آشورية وآخر يعيش قريباَ من الأهرامات فيثير ما يسمى بالقومية الفرعونية وفي كل مكان يجعلون للناس قومية يشدونهم إليها به بهذا الطريق ينسون دين الله وترتبط قلوبهم بهذه الأماكن والأشياء ثم بعد ذلك يبدأ يتغير وجه الدين(1/14)
وتنتشر الخرافات حول هذه الأشياء حول هذه الأشياء وحول ما يسمى بتراث شعبي أو تراث قومي أو ما أشبه ذلك . هذا جانب من الجوانب التي يستعملها أهل الباطل في نشر الخرافة .
8) ومن طرق أهل الباطل في نشر الخرافة الاستدلال بخارق العادة ، هناك أمور من خوارق العادات تخرج في بعض الأحيان فيبدأ أهل الباطل يستغلونها ، يستغلون كرامات الأولياء والأولياء لهم كرامات وأهل السنة يعترفون بكرامات الأولياء . فيأتي رجل من أهل الباطل ويظهر بعض الألعاب السحرية ويتخشع بين الناس ويجعل فناجين القهوة دجاج تمشي عند الناس فيقول الناس هذا الرجل صالح من كرامته أن فناجين القهوة صارت تمشي وصارت دجاجاً ، سبحان الله شيء عجيب ، هذا رجل صالح فيلفتون نظر الناس إلى الخارق للعادة ويبدؤون يدخلون من هذه الجهة وينشرون الخرافة و الإعتقادات الفاسدة بين عموم المسلمين في العلم والعمل. أيضاً يبدأ هذا الرجل يتجمع حوله الناس ثم بعد ذلك يبدأ يأمرهم وينهاهم ثم تنشأ ما يسمى بالطريقة ، تطلع طريقة تيجانية وتطلع طرقة دسوقية وتطلع شاذلية ، كل ذلك ارتباط بالخارق للعادة . يأتيك الواحد من هؤلاء أمام الناس فيأخذ التراب فيأكله ويدعي أنه تحول في فمه إلى سكر وهو في ذلك كاذب إذ هو خلاف سنة الله الكونية فيقولون هذا رجل صالح أين هم من قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم )) 14 الله أمر بأكل التراب حتى يصبح سكراً ، هذا أمر أخبرني به رجل قال : عندنا أوناس أولياء صالحين يهومون على وجوههم يأكلون الحنضل وهو في فمهم سكر قلت : أنت ذقت الحنضل في يوم من الأيام فصار سكراً قال : لا .. إذاً ما دراك أنه في فمه سكر . إذاً يستعملون جانب خوارق العادات وهو شكل من أشكال السحر ولذلك ففي زمن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كان هذا من الأمور السائدة وما زال موجوداً في هذا القرن والناس يؤمنون بمثل هذه الخرافات أعظم مما يؤمنون بها في ذلك الوقت ،(1/15)
جاء رجل وقال : أنا أدخل في النار ولا أحترق ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : لا بأس تريد أن تدخل قال : نعم ، قال : هاتوا الماء ، وبعدها نغسله ادخل ، قال : لا أدخل إلا وأنا على حالي . فانكشف الرجل وكان من شيوخ الطريقة الصوفية البطائحية ( الأحمدية ) . هذا الرجل ظاهرة الصلاح بين الناس وهو كذاب دجال يظهر بين الناس بعض خوارق العادات التي يفعلها من أجل أن يلفت نظر الناس فيقولون هذا الرجل صالح وتخرج عليه بعض علامات الصالحين وهو الخارق عن العادة ثم بعد ذلك يبدأ ينشأ له طريقة ويقول للناس افعلوا الذكر الفلاني صلوا الصلاة الفلانية فتنتشر الخرافة بين الناس عن طريق خروج الخارق . وبمناسبة هذا فإن الخارق للعادة ليس م خصائص الصالحين بل أن الدجال الأكبر الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو المسيح الدجال تخرج على يديه أمور خارقة للعادة يأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض فتنبت ويأمر الأرض فتتبعه خزائن الأرض كلها ومع ذلك اسمه المسيح الدجال والرسول عليه الصلاة والسلام كان يبن صفاته لأمته ويقول لهم إن خرج في عهدي فأنا أكفيكم إياه وإن خرج من بعدي فهذه صفاته ، وكان يحرص على تعليمهم . ومن الغريب أن ذكر صفات الدجال بدأ يغرب عن كثير من الناس وهذه ارهاصات بين يدي خروجه ، كثرة الخرافات بين الناس ، نسيان ذكر صفاته بين الناس ، هذه من الارهاصات الدالة على قرب خروجه ، وأولى الناس بإتباع مثل هذا الرجل هؤلاء الناس الذين تنطلي عليهم مثل هذه الأمور .(1/16)
9) أيضاً من أسباب نشر الخرافة بين الناس تسميتها ببعض الأسماء التي تحببها بين الناس . كأن يسمى الطواف عند القبور حب الصالحين ، ويسمى دعاء غير الله سبحانه وتعالى معرفة بقدر أهل الفضل ، ويسمى ما يخالف الإسلام تقدما وما إلى ذلك , لأنهم إذا حسنوا الباطل للناس وذكروا له من الأسماء ما يجمله ويحسنه كان ذلك مما يجعل الناس يتبعون الباطل ويأخذونه عل علاته غير باحثين عن مفاسده وأضراره وغير عارفين ببطلانه .
10) ومن أعظم الأمور وهو منتشر بين الناس السحر ، والسحر من أعظم الأمور التي تروج للخرافة وتظهرها ولا يلزم الساحر أن يقول أنا ساحر لأنه في مجتمع المسلمين لو قال أنا ساحر لقتلوه (حد الساحر ضربة بالسيف ) لكن هو لا يقول أنا ساحر بل يعمل السحر ويفعله بدافع الخدمة أنا أخدمكم لله وإذا ما وجد شيء من الأثر سيحل السحر قال : ائتوني بالذي فيه سحر اشفيه من السحر فنجد الناس طابر على باب الساحر وهو يزيل السحر بسحر مثله بالشرك بالله بالإتصال بشياطين الجن وما إلى ذلك وقد صح الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من أتى كاهناً أو ساحراً ( في رواية أو عرافاً ) فصدقه فيما يقول فقد برأت منه ذمة محمد صلى الله عليه وسلم وفي رواية : فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم )15 .(1/17)
11) الكهانة . وهي دعوى علم الغيب ، يأتي الإنسان عند هذا ما اسمك؟ ما اسم أمك ؟ اسمه فلان . ما اسم أبوك ؟ اسمه فلان ، أنت كذا ويصيبك كذا وكذا يهول الأمور عليه وهذه هي الكهانة بعينها ، والكهانة طريق من طرق أهل الباطل في نشر الخرافة بين الناس . فيقول لهم سيحصل كذا وكذا بطبيعتهم يكرهون المكروه ويحبون الاستعداد له فيستغلون هذه الطبيعة التي في الناس طبيعة توقع المكروه وحصوله وحب التخلص منه فينتشر أمره فيقصده الناس . ما الذي سيحصل غداً ؟ وفي بعض الأحيان ينشرونه في الجرائد وفي الكتاب أنت في أي برج ولدت ؟ في البرج الفلاني . أنت مزاجك يكون سوداوي والثاني مزاحه غضوب وذاك مولود في البرج الفلاني نكد على أهله وهكذا ... ويبدأ الناس يتشاءمون من أولادهم ومن أنفسهم ومن الملبس الأسود فينتشر بذلك نوع من الخرافة والاعتقادات في نفوس الناس. ويدخل في هذا المسمى أيضاً التنجيم وهو دعوى العلم بالنجوم وتأثيرها في كثير من الحوادث الأرضية وكون هناك علاقة بين الحوادث الأرضية وبين الحوادث الفلكية بين موت فلان وخروج المذنب الفلاني ، بين علو العرش الفلاني وبين كذا وكذا فيبدؤون عن طريق هذا التنجيم وعن طريق دعوى العلم بما تدل عليه حركات النجوم ويكذبون على الناس بلوح حسابات صورية ويقول أنا رجل أحسب أنا ما أدعي الغيب ولكن عندي حساب انظر انظر هذه الورقة هنا 5 وهنا 6 وهنا 20 مجرد حساب هذا العلم ، ويصدقه الناس ثم بعد ذلك عن هذا الطريق يبدأ ينشر في الناس أنواعاً من الخرافات وأشكالاً منها .(1/18)
12) ومنها الطيرة . يستعمل أهل الباطل الطيرة في ترويج الخرافة بين الناس ، والطيرة معناها التشاؤم بالأصوات التشاؤم بالألوان التشاؤم بالأشخاص والدواب ، كل هذا يقال له الطيرة فمن تشاءم بشيء من أصوات الناس أو من ألوانهم أو غير ذلك . فهذا طريق من طرق أهل الباطل في نشر باطلهم ، يقولون هناك شؤم في كذا وكذا حتى ينتشر بين الناس فيبدأ الناس يتشاءمون من رؤية الظلام ومن رؤية النور ومن رؤية الأعور ومن رؤية الأعمى ومن رؤية كذا وكذا وهكذا تنتشر أنواع من الخرافات بسبب الطيرة .
وطرق الباطل كثيرة ليست بمحصورة وما ذكر هنا هو بعض طرق الباطل ، وأرجو أن يكون ما ذكر فيه نفع وفائدة لنا ولكم ، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا وإياكم بما علمنا وأن يرزقنا علماً نافعاً وأن يوفقنا وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
إعداد
دكتور / إبراهيم بن محمد بن عبد الله البريكان
الفهرس
الموضوع……………………الصفحة
المقدمة……………………3
كيف يرد الباطل على النفوس ……………6
تعريف الخرافة…………………7
اتجاهات أهل الباطل………………9
أهمية معرفة طرق أهل الباطل……………9
طرق أهل الباطل في نشر الخرافة…………11
* الطريقة الأولى………………11
* الطريقة الثانية………………16
* الطريقة الثالثة………………17
* الطريقة الرابعة………………22……
* الطريقة الخامسة……………24……
* الطريقة السادسة ……………26
* الطريقة السابعة ……………32
* الطريقة الثامنة………………35
* الطريقة التاسعة………………39
* الطريقة العاشرة……………40
* الطريقة الحادية عشر……………41
* الطريقة الثانية عشر ……………44
الفهرس………… …………46
تم بحمد الله
1 سورة الصف آية 9
2 رواه البخاري ك 23 ب 80 ، 93 ورواه مسلم ك 46ح 22-25 .
3 رواه مسلم في صحيحه 132 وأبوداود 5111 من حديث أبي هريرة ، أنظر زاد المعاد 2/461 تعليق الأرناؤوط طبع مؤسسة الرسالة ومكتبة المنار الإسلامية.(1/19)
4 رواه البخاري ك 2 ب 39
5 آل عمران آية 7
6 وإن كانت الرؤيا الصالحة من المبشرات لكن لا يعتمد عليها في باب الحلال والحرام والاعتقادات قال تعالى : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) سورة الحشر آية 7 .
7 سورة المسد آية 1
8سورة التوبة 113
9 سورة يوسف آية 103
10 سورة سبأ آية 13
11 رواه أبو داود وقال هذا حديث حسن صحيح وقد صححه الضياء المقدسي ، نقله الشيخ الألباني في تخريجه لمشكاة المصابيح 1/58 ، انظر تخريجه بتوسع الابانة عن شريعة الفرقة الناجية 1/1305 دار الراية للنشر .
12 انظر مجموعة التوحيد ص 45 المسألة الخامسة طبعة المكتب الإسلامي
13 رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنية حديث رقم 81 وهو صحيح بشواهده كما قال الشيخ الألباني .
14 سورة البقرة آية 172
15 رواه أبو داود والحاكم وقال صحيح على شرطهما ، انظر كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد باب ما جاء في الكهان ونحوهم .
??
??
??
??(1/20)