وقال الذهبي :[ وأما جامع البخاري الصحيح فأجل كتب الإسلام وأفضلها بعد كتاب الله تعالى ] الحطة في ذكر الصحاح الستة ص312 .
وقال ولي الله الدهلوي :[ أما الصحيحان فقد اتفق المحدثون على أن جميع ما فيهما من المتصل المرفوع صحيح بالقطع وأنهما متواتران إلى مصنفيهما وأن كل من يهون أمرهما فهو مبتدع متبع غير سبيل المؤمنين ] حجة الله البالغة 1/249 .
وقال العلامة أحمد محمد شاكر :[ الحق الذي لا مرية فيه عند أهل العلم بالحديث من المحققين وممن اهتدى بهديهم وتبعهم على بصيرة من الأمر : أن أحاديث الصحيحين صحيحة كلها . ليس في واحد منها مطعن أو ضعف . وإنما انتقد الدارقطني وغيره من الحفاظ بعض الأحاديث . على معنى أن ما انتقدوه لم يبلغ في الصحة الدرجة العليا التي التزمها كل واحد منهما في كتابه . وأما صحة الحديث في نفسه فلم يخالف أحد فيها . فلا يهولنك إرجاف المرجفين . وزعم الزاعمين أن في الصحيحين أحاديث غير صحيحة وتتبع الأحاديث التي تكلموا فيها وانقدها على القواعد الدقيقة التي سار عليها أئمة أهل العلم واحكم عن بينة . والله الهادي إلى سواء السبيل ] الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث ص35 .
وقال محدث العصر الشيخ الألباني :[ … كيف والصحيحان هما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى باتفاق علماء المسلمين من المحدثين وغيرهم فقد امتازا على غيرهما من كتب السنة بتفردهما بجمع أصح الأحاديث الصحيحة وطرح الأحاديث الضعيفة والمتون المنكرة على قواعد متينة وشروط دقيقة وقد وفقوا في ذلك توفيقاً بالغاً لم يوفق إليه من بعدهم ممن نحا نحوهم في جمع الصحيح كابن خزيمة وابن حبان والحاكم وغيرهم حتى صار عرفاً عاماً أن الحديث إذا أخرجه الشيخان أو أحدهما فقد جاوز القنطرة ودخل في طريق الصحة والسلامة . ولا ريب في ذلك وأنه هو الأصل عندنا ] مقدمة الألباني لشرح العقيدة الطحاوية ص14-15 .
وبعد أن ذكرت هذه الباقة العطرة من أقوال أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين في الثناء على الصحيحين فيجب أن يعلم أن هؤلاء العلماء وغيرهم لم يطلقوا هذه الأحكام على الصحيحين جزافاً وإنما جاءت هذه الأحكام بعد أن درسوا الصحيحين دراسة واعية على بصيرة وهدى . فقد درس آلاف العلماء من الحفاظ وغيرهم أسانيد البخاري ومسلم دراسة مستفيضة فوصلوا إلى ما وصلوا إليه وهو الحق وماذا بعد الحق إلا الضلال . فالأحاديث المرفوعة في الصحيحين أو أحدهما صحيحة بدون أدنى شك وأما الحديث المتفق عليه فهو ما اتفق البخاري ومسلم على روايته في صحيحيهما والحديث المتفق عليه هو أعلى درجة من درجات الحديث الصحيح .
قال الإمام النووي :[ الصحيح أقسام أعلاها ما اتفق عليه البخاري ومسلم ثم ما انفرد به البخاري ثم مسلم ثم على شرطهما ثم على شرط البخاري ثم مسلم ثم صحيح عند غيرهما ] تدريب الراوي شرح التقريب 1/122-123 .
وقال الشوكاني :[ واعلم أن ما كان من الأحاديث في الصحيحين أو أحدهما جاز الاحتجاج به من دون بحث لأنهما التزما الصحة وتلقت ما فيهما الأمة بالقبول ] نيل الأوطار 1/22 .
وينبغي أن يعلم أن من أهل العلم من انتقد على الصحيحين أو أحدهما أحاديث كالدارقطني وقد فصل الحافظ ابن حجر الكلام على الأحاديث المنتقدة على صحيح البخاري في الفصل الثامن من مقدمته لفتح الباري والمسماة هدي الساري فذكر الأحاديث المنتقدة وأجاب عليها جواباً إجمالياً وجواباً مفصلاً فقال في الأول منهما :[ والجواب عنه على سبيل الإجمال أن نقول لا ريب في تقديم البخاري ثم مسلم على أهل عصرهما ومن بعده من أئمة هذا الفن في معرفة الصحيح والمعلل … فبتقدير توجيه كلام من انتقد عليهما يكون قوله معارضاً لتصحيحهما ولا ريب في تقديمهما في ذلك على غيرهما فيندفع الاعتراض من حيث الجملة ] هدي الساري ص 506 . ثم ذكر الجواب التفصيلي عن كل حديث انتقد على البخاري .
وخلاصة الأمر أن من طعن في أحاديث البخاري ومسلم فكلامه مردود عليه حيث إن أهل هذا الشأن من الحفاظ وأهل الحديث أجابوا عن ذلك أجوبة قاطعة واضحة . وإن الطعن في البخاري ومسلم ما هو إلا طعن في السنة النبوية ومن يطعن في السنة النبوية يخشى عليه من الزندقة
===============
تدوين الحديث
هل تعرف الفرق بين الكتابة والتدوين؟
وهل تعرف أن كتابة الحديث الشريف كانت موجودة من أيام النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاءه وإنما التدوين بمعنى التصنيف هو الذي بدأ متأخرا
ولمعلوميتك فقد نشر موسى آل علي كتابا للجلالي يدحض فيه كثيرا من مفترياتكم التي لفقتموها من كلام المستشرق اليهودي مرجليوث وجولد تسيهر وأذنابها من العلمانيين
ثم تعال وقل لي متى بدأ تدوينكم للمرويات
وهل قرأت كتاب كسر الصنم الذي نسف فيه مؤلفه أحاديث الكافي حديثا حديثا؟
وهل قرأت كتاب البرهان في الرد على ما وصف به ابي هريرة من البهتان؟
مرحلة الكتابة الفردية(2/63)
في بادئ الأمر كان الصحابة رضوان الله عليهم لا يكتبون عن النبي صلى الله عليه وسلم غير القرآن، امتثالا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، فيما رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تكتبوا عني شيئا إلا القرآن، ومن كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه، وحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار).
وقد نُهوا عن كتابة الحديث لكيلا يختلط القرآن بالسنة، وهم حديثو عهد بالقرآن وأسلوبه، ولم يذع القرآن، ولم ينتشر على ألسنتهم بعد. ولكن لما شاع القرآن بين المسلمين، وأصبحوا يتلونه آناء الليل وأطراف النهار، سمح لهم بكتابة الحديث، بل أمر به بعضهم في بعض المناسبات.
روى البخاري ومسلم وغيرهما أن أبا شاه اليمني التمس من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب له شيئا مما سمعه من خطبته عام فتح مكة، فقال صلى الله عليه وسلم: (اكتبوا لأبي شاه).
وقد كتب بعض الصحابة الحديث، وثبت امتلاك عدد منهم لصحف خاصة، دونوا فيها أحاديثه صلى الله عليه وسلم.
روى البخاري عن أبي هريرة أنه قال: ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثا مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو بن العاص، فإنه كان يكتب ولا أكتب).
وكان لعبد الله بن عمرو بن العاص صحيفة يسميها الصادقة، وذكر مسلم في صحيحه كتابا في قضاء علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقد كانت كتابة الحديث في عصر الصحابة رضوان الله عليهم كتابة فردية لم تأخذ الصفة الرسمية العامة.
ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم طرحت فكرة جمع السنة من قبل الدولة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، واستشار الصحابة في ذلك، ولبث يستخير الله في ذلك شهرا، ثم عدل عن ذلك خشية اشتباه السنة بالقرآن، في زمن لم ينته فيه الصحابة من جمع القرآن وتحريره في مصحف واحد.
وهكذا تناقل الصحابة الحديث شفاها مع بعض الكتابات الفردية المتفرقة، واستمر الأمر على ذلك إلى أوائل عصر التابعين.
مرحلة التدوين الرسمي
لما أفضت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز سنة تسع وتسعين هجرية، أمر بجمع الحديث وتدوينه، قال البخاري: وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم [ت:120هـ]: انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبه، فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء. وأبو بكر بن حزم كان نائب عمر بن عبد العزيز في الإمارة والقضاء على المدينة، وتوفي عمر بن عبد العزيز قبل أن يبعث إليه ما كتبه.
وأول من استجاب لهذا الطلب الرسمي عالم الحجاز والشام، محمد بن مسلم بن شهاب الزهري [ت:124هـ]، ثم شاع التدوين في الطبقة التي بعده.
وممن جمع الحديث في الأمصار، ابن جريج في مكة. وابن إسحاق في المدينة [ت:150هـ]، والربيع بن صبيح، وسعيد بن أبي عروبة، وحماد بن سلمة، [ت:167هـ]، وسفيان الثوري [ت:161هـ] في الكوفة. والأوزاعي [ت:157هـ] في الشام. وهشام ومعمر باليمن. وكان هؤلاء في عصر واحد ولا يدرى أيهم أسبق في التصنيف.
وميزة التدوين في هذا العصر أن الحديث كان ممزوجا غالبا بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين كما في موطأ الإمام مالك.
ثم عني العلماء بعد عصر التابعين بإفراد أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وتجريدها من الفتاوى وأقوال الصحابة والتابعين.
ويعد القرن الثالث الهجري العصر الذهبي لتدوين السنة، حيث وقف عدد من العلماء حياتهم وجهودهم على طلب السنة والرحلة من أجلها، ومن هؤلاء الإمام البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود، والنسائي، وأحمد بن حنبل وغيرهم.
(الحديث النبوي، للدكتور محمد لطفي الصباغ)
تثبت السلف في أمر الحديث
يلاحظ الباحث المتفحص أن الأسس والأركان الرئيسة لعلم الرواية ونقل الأخبار موجودة في الكتاب العزيز والسنة النبوية، فقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} (الحجرات:6). وجاء في السنة قوله صلى الله عليه وسلم: (نضَّرَ الله امرءًا سمع مِنا شيئًا فبَلَّغَه كما سمعه، فربَّ مُبَلَّغ أوعى من سامع) (رواه الترمذي)، وتواتر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من تعمد علي كذبا فليتبوأ مقعده من النار) (رواه البخاري ومسلم).
فقد دلت هذه النصوص الشرعية ونحوها على مبدأ التثبت في الأخبار، وعلى أهمية الدقة والضبط في تلقي الأحاديث وحفظها، وفي روايتها ونقلها للآخرين.
وامتثالاً لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقد كان للصحابة رضوان الله عليهم عناية شديدة في تلقي الحديث وتحمله، وفي أدائه ونقله إلى من لم يبلغه. وكان لهذا التثبت مظاهر متعددة، منها:
التثبت في رواية الحديث(2/64)
نظراً لشدة تدقيق الصحابة وتثبتهم في رواية الحديث، أقلوا من الرواية، وأنكروا على من أكثر منها، إذ الإكثار مظنة الخطأ، والخطأ في الحديث عظيم الخطر. روى البخاري عن عبد الله بن الزبير أنه قال: قلت للزبير -أبيه- إني لا أسمعك تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يحدث فلان وفلان، فقال: أما إني لم أفارقه ولكن سمعته يقول: (من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار). وروى البخاري عن أنس رضي الله عنه أنه قال: إنه ليمنعني أن أحدثكم حديثا كثيرا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من تعمّد عليّ كذبًا فليتبوأ مقعده من النار). وهكذا ينبغي أن يكون المسلم مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيدقق ويتحرى، ويعتني في نقله لأحاديثه وأخباره، كما كان السلف رضي الله عنهم يفعلون.
التثبت في سماع الأخبار وقبولها
روى مسلم في مقدمة صحيحه عن مجاهد قال: جاء بشير العدوي إلى ابن عباس، فجعل يحدث، فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه ولا ينظر إليه، فقال: يا ابن عباس! ما لي لا أراك تسمع لحديثي؟ فقال ابن عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ابتدرته أبصارنا، وأصغينا إليه بآذاننا، فلما ركب الناس الصعب والذلول، لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف.
ذكر البخاري في صحيحه في كتاب العلم، أن جابر بن عبد الله رحل مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في طلب حديث واحد.
الاهتمام بالإسناد
جاء في مقدمة صحيح مسلم عن ابن سيرين: قال: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم). والفتنة المشار إليها في هذا الأثر هي فتنة مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه.
علم الجرح والتعديل
تعريفه: هو علم يبحث في جرح الرواة وتعديلهم، ومن يقبل حديثه ومن يرد.
الجرح: وصف الراوي بما يقتضي رد حديث وعدم قبول روايته.
التعديل: وصف الراوي بما يقتضي قبول روايته والاحتجاج بحديثه.
أهميته: علم الجرح والتعديل هو الميزان الدقيق لقبول الحديث من محدثه أو رده، ولولاه لأدخل الزنادقة وأهل الضلال من الأهواء على الحديث ما ليس منه.
ثمرته: صيانة الشريعة، وتمييز صحيح الحديث وضعيفه.
متى تقبل رواية الراوي؟
تقبل رواية الراوي بشرطين: أن يكون عدلا في دينه، ضابطا فيما يرويه.
العدالة: أن يكون الراوي مسلما، بالغا، عاقلا، سليما من أسباب الفسق وخوارم المروءة.
الضبط: أن يكون متيقظا حافظا، غير مخالف للثقات، ولا فاحش الغلط، ولا مغفلا، ولا كثير الأوهام. والضبط نوعان:
ضبط صدر: وهو أن يحفظ ما سمعه من الحديث، بحيث يمكنه استحضاره متى شاء.
ضبط كتاب: وهو أن يصون كتابه بعد ما قرأه وصححه، إلى أن يروى منه.
المراجع :
لمحات في أصول الحديث، د. محمد أديب الصالح.
تيسير مصطلح الحديث، د. محمود الطحان.
==============
مرويات أهل البيت في كتب أهل السنة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله المختار وآله والأطهار.
وبعد:
فإن حب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هو جزء من الإيمان فلا يحبهم إلا مؤمن ولا يكرههم إلا منافق ...
ومعلوم أن الحبل الأول من آل بيت رسول الله كعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم مبشرون بالجنة فهم جزء من أهل السنة والجماعة إن لم يكونوا هم أركان السنة هم وباقي الصحابة .
وكل هذا لم يشفع لمن يدعي التعالم أن يوجه بسهامه إلى أهل السنة ، بأنهم ظلموا آل البيت ولم يحفظوا تراثهم ، وغيرها من الشنشنة المعروفة من أخزم ، وليس عبد الحسين الموسوي صاحب المراجعات والنص والإجتهاد بعيد عن هذا.
فكان لزاماً على أهل السنة رفع هذه التهمة مع براءة ساحتهم طبعاً، لكن كما يقال رفعت عنه كل معيبة ، وأمنته من كل رهيبة.
لنرى الآن كيف يأخذ أهل السنة تراثهم من آل البيت رضوان الله عليهم
لقد أعتمد سلف الأمة في تقرير كثير من مسائل العقيدة على أقوال آل البيت كقول جعفر الصادق ( كلام الله ليس بمخلوق منه بدأ وإليه يعود ) ذكره اللاكائي في أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة والآجري في كتابه الشريعة وكذا ابن بطه وعند ابن ابي عاصم في كتابه السنة وذكره عنه شيخ الإسلام ابن تيمية .
علي بن ابي طالب -رضي الله عنه- :
كما اعتمد أهل السنة على روايات آل البيت بشكل كبير فروايات علي بن أبي طالب في البخاري مع المكرر (98) وغير المكرر (34) ورواياته رضي الله عنه في صحيح مسلم (38) حديثا ..
وعندما نعمل عملية حسابية يسيرة نرى أن الناتج هو =72 رواية في أصح الكتب عند أهل السنة بينما أحاديث علي رضي الله عنه المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أصح كتب الشيعة وهو الكافي =66
فهل يقول لنا قائل من هو المكثر من المقل!!
هذا بغض النظر عن صحة الروايات في كتاب الكافي وأكثرها كذب على علي رضي الله عنه عند وضع أسانيدها على طاولة البحث العلمي(2/65)
بل وروايات علي رضي الله عنه في كتب السنة أكثر من روايات أبي بكر رضي الله عنه !!
بل هي أكثر من روايات عمر رضي الله عنه !!
بل روايات علي رضي الله عنه المنقولة في كتب السنة أكثر من روايات عثمان رضي الله عنه!!
بل لا أخفيكم حديثاً إن قلت أن روايات علي رضي الله عنه أكثر من مرويات أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم مجتمعين!!!
فأي انصاف بعد هذا؟
وهل يصح أن نقول أن أهل السنة أعداء لأبي بكر وعمر وعثمان؟
فاطمة -رضي الله عنها- :
وأما فاطمة رضي الله عنها فلها حديث واحد في البخاري برقم (4462)
بينما ليس لها ولا حديث واحد مرفوع في كل الكافي وهو عندي 9 مجلدات!!
أفلا يصح لنا أن نقول أن صاحب الكافي " الكليني " ناصبي لأنه جفا فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
الحسين -رضي الله عنه- :
وأما الحسين رضي الله عنه فله حديثان عن أبيه علي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتاب الجمعة برقم (1127) وكتاب فرض الخمس برقم (3091) من صحيح البخاري ومثله في صحيح مسلم ..
أي أربعة أحاديث
بينما في الكافي رواية واحدة وكذا عن الحسن رضي الله عنه
فهل يصح بعد هذا أن نقول: أن صاحب الكافي وهو اصح كتاب عند الشيعة قد جفا سيدا شباب أهل الجنة؟
محمد الباقر -رحمه الله تعالى- :
نأتِ الآن إلي الإمام محمد الباقر رحمة الله عليه ذاك الإمام الكبير الفذ المحدث الكبير.
فروايته في الكتب التسعة (240) رواية
وتعالوا معي نقارن بين مرويات محمد الباقر رحمه الله ورضي عنه وبين روايات من؟؟
روايات أفضل رجل بعد الأنبياء والرسل عند أهل السنة إنها مرويات أبي بكر الصديق رضي الله عنه
لتعلموا والله إنصاف أهل السنة ولكن الحق عزيز والإنصاف صعب، فما لهؤلاء الناس لا يعلمون وعن الحقيقية يحيدون!!!
مرويات محمد الباقر رحمه الله في صحيح مسلم (19) رواية
بينما مرويات الصديق رضي الله عنه (9)
فأي أنصاف بعد هذا!!
بل إن مرويات الباقر رحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم في سنن النسائي فقط(56)
بينما مرويات الصديق رضي الله عنه (22)
فهل يصح لمنصف أن يرمي أهل السنة بالجفاء لتراث آل البيت!!
جعفر الصادق - رحمه الله تعالى - : نأتِ الآن إلى مرويات ذاك الإمام الفذ جعفر الصادق رحمه الله ورضي عنه فهي في الكتب التسعة (143)
بل قد صُنف في سرد مروياته وجمعها رسالة دكتوراه في معقل ( الوهابية) كما يحلوا لعلماء الحوزات نبذهم به السعودية، فهل هؤلاء يحبون جعفرا أم لا!!
ولنا أن نتصور تلك المقولة الذهبية التي تشع إنصافاً وحباً لآل البيت رضي الله عنهم حينما قال المحدث ابن كثير( سني) أن أصح الأسانيد هي جعفر عن محمد عن علي عن الحسين عن علي رضي الله عن هذه السلسة الذهبية.
انظر كتابه الباعث الحثيث غير مأمور.
وقد أخرج أصحاب الكتب السنة المعتمدة عند أهل السنة ( مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ) للإمام جعفر الصادق عدا البخاري فقد أخرج له حديثان في الأدب المفرد
ولمتنطع أن يقول لماذا لم يخرج البخاري لجعفر الصادق في صحيحه؟
فنقول : ولماذا لم يخرج البخاري لأبي حنيفة والشافعي وأحمد ابن حنبل والإمام مسلم وغيرهم من الكبار هل هو تنقص لهم أم هي شروط أراد تطبيقها في صحيحه!
معشر السادة النبلاء
لقد كتب أهل الحديث ( أهل السنة )كتباً في فضائل ومرويات آل البيت ككتاب فضائل علي أو الخصائص الكبرى للنسائي و فضائل فاطمة للسيوطي بل في البخاري أبواب كثيرة في فضل آل البيت وكذا في مسلم وغيره من كتب السنة وقد اجتمع عندي العشرات من الكتب التي تتحدث عن فضل آل البيت وعلو مكانهم عند المسلمين ، وكتابها سنة.
فأين الجفاء الذي يتغنى على وتره الموسوي والتيجاني والقزويني والكوراني وغيرهم ممن طمست شهاوات الدنيا بصيرتهم
ولعلي أن أنصح بأفضل ما كتب عن علي رضي الله عنه عند أهل السنة وهو كتاب د. علي الصلابي موسوعة علي رضي الله عنه في (900) ورقة وله كتاب الخليفة الخامس الحسن رضي الله عنه ولم يؤلف في الحسن كتاب مثله ، لا عند السنة ولا الشيعة.
وتحت الطبع كتاب الحسين رضي الله عنه للدكتور علي الصلابي وفقه الله
وكذا الإمام محمد أبو زهر كتب عن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه ..
بل إن ذلك الشيخ المظلوم الذي ما فتئ ينافح ويدافع عن آل البيت رضوان الله عليه ويجاهد بما يملكه من مال ووقت وجهد في الذب عنهم ونشر تراثهم ، ولم يربأ بنفسه أن يخوض هذه الغمار الصعبة حباً لهؤلاء النبلاء الشرفاء العظماء رضي عنهم رب الأرض والسماء ( عثمان الخميس ) ألف كتاباً أخذ منه الوقت الطويل والجهد الكبير في استقراء وتتبع مرويات سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين رضي الله عنه في كتب السنة واستخراجها وجمعها.
ثم بعد ذلك يقولون عنه ناصبي وعدو لآل البيت !!!
كل هذا من أجل أنه قال يا شيعة العالم استيقضوا كما اطلقها مدوية السيد موسى الموسوي وآية الله البرقعي وغيرهم.(2/66)
وأما في الفقه فالأصل المعتمد في حج أهل الإسلام حديث جابر رضي الله عنه الذي يفصل حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي مروي من طريق جعفر الصادق ..
أي أن أهل السنة في كل سنة يتعبدون لله في حجهم على رواية يرويها الإمام جعفر الصادق عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
كيف لا وهو حفيد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم من جهة ابيه وحفيد الصديق رضي الله عنه من جهة أمه
حتى قال الإمام جعفر الصادق ولدني أبو بكر مرتين
ويقصد بالولادة الأولى أنه حفيد لأبي بكر من جهة الأم
ويقصد بالولادة الثانية ولادة العلم الذي أخذه عن القاسم بن محمد حفيد الصديق رضي الله عن الجميع
وقد شحنت كتب الفقه بآراء العترة الطاهرة وارجع إن شئت إلى نيل الأوطار للإمام الشوكاني بدأ من كتاب الطهارة ومروراً بكتاب الصلاة والصوم والزكاة والحج والبدع والجنابات والعتق وأمهات الأولاد والقضاء على اعتبار أن آل البيت هم جزء من علماء السنة وفقهائها ، وكذا في المغني لابن قدامة وأخيرا كتاب شيخنا الحبيب العبيكان غاية المرام
زيد بن علي رضي الله عنه :
ويعتمد أهل السنة كثيراً على فتاوى الإمام زيد بن علي رضي الله عنه الذي جفاه وأخرجه الشيعة من أل البيت دون وجه حق.
وأما في التفسير فقد شحنت كتب التفسير عند أهل السنة بأقوال جعفر الصادق رضي الله عنه كما في تفسير ابن كثير في سورة الصافات عند قوله ( إذ أبق إلى الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين ) .
وفي تفسير القرطبي في سورة آل عمران عند قوله ( لا إله إلا هو العزيز الحكيم ) وعند قوله ( فاستجاب لهم ربهم ) وقوله ( الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً )
وفي المائدة وفي الأعراف وفي سورة إبراهيم وفي سورة النحل على ما هول مفصل في الجدول المرفق بالجزء والصفحة .
انظر الجدول .
جدول يبن بعض روايات الإمام جعفر الصادق في كتب التفسير عند أهل السنة .
التفسير السورة
الجزء رقم الصفحة الطبعة
--------- ---------------- -------
تفسير ابن كثير سورة الصافات آية 139 الجزء السابع صفحة رقم 34 طبعة دار إحياء التراث العربي
تفسير القرطبي سورة آل عمران آية 18 الجزء الرابع صفحة رقم 40 طبعة دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة آل عمران آية 96 الجزء الرابع صفحة رقم 137 طبعة دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة آل عمران آية 190 الجزء الرابع صفحة رقم 309 طبعة دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة المائدة آية 27 الجزء السادس صفحة رقم 133 طبعة دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة الأعراف آية 199 الجزء السابع صفحة رقم 344 طبعة دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة إبراهيم آية 6 الجزء التاسع صفحة رقم 342 طبعة دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة النحل آية 97 الجزء العاشر صفحة رقم 174 طبعة دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة ( ن ) والقلم آية 1 الجزء الثامن عشر صفحة رقم 223 طبعة دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة ( ن ) والقلم آية 51 الجزء الثامن عشر صفحة رقم 254 طبعة دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة ( يس ) آية 1 الجزء الخامس عشرصفحة رقم 3 دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي مقدمة المؤلف الجزء الأول صفحة رقم 1 دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة الفاتحة آية 1 الجزء الأول صفحة رقم 108 دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة الرحمن آية 31 الجزء السابع عشرصفحة رقم 110 دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة الجن آية 1 الجزء التاسع عشر صفحة رقم 1 دار الكتب العلمية
تفسير القرطبي سورة آل عمران آية 159 الجزء الرابع صفحة رقم 148 دار الكتب العلمية
وفوق هذا كله كان أهل السنة من أحرص الناس على تراث آل البيت كما كانوا يحرصون على تراث رأس آل البيت صلوات ربي وسلامه عليه
فقد كان أهل السنة يتحرزون ويحذرون من كثرة الكذب على جعفر الصادق كما ذكر عن أحد أتباع الإمام جعفر قال كان الإمام جعفر رجلاً صالحاً وكان يأتيه الخلق من كل مكان فيسمعون منه الكلمة ويزيدون عليها تسعاً وتسعين كلمة .. ( وهذا مروي وموثق في كتب الشيعة )
وهذا الواقع في كتب الشيعة من مرويات يعجز المسلم عن تصديقها والإمام جعفر بريء منها
فمن أجلِ علو شأن و مكانة آل البيت عند أهل السنة دققوا في كل رواية عنهم .. كيف لا!! وهم البدور الزاهرة والأنجم الساطعة ، والجبال الشامخة.
رضي الله عنهم وأرضاهم وحشرنا في زمرتهم الطاهرة
والحمد لله رب العالمين
==============
قبر فاطمة عليها السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
.الحمد لله على ما ألهم.
و أفضل الصلاة و ازكى التسليم على خير الخلائق اجمعين محمد و آله الطاهرين.
واللعن الدائم المؤبد على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم دين.
اين هو بالتحديد قبر فاطمة الزهراء-عليها السلام-بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-و كيف و متى شيعها المسلمون الى قبرها؟
------------------
ولا تقف ما ليس لك به علم
ذوالفقار(2/67)
وفاة فاطمة عليها السلام
توفيت فاطمة عليها السلام بعد الرسول صلى الله عليه وسلم بستة أشهر و كانت أول أهله لحوقًا به تصديقًا لقوله صلى الله عليه وسلم ، و لما حضرها الموت قالت لأسماء بنت عميس : يا أسماء ، إني قد استقبحت ما يصنع النساء ، يطرح على المرأة الثوب فيصفها ، قالت أسماء يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ألا أريك شيئًا رأيته بأرض الحبشة ؟ ، فدعت بجرائد رطبة فحنتها ، ثم طرحت عليها ثوبًا ، فقالت فاطمة : ما أحسن هذا و أجمله ، فإذا أنا مِتُ فاغسليني أنت و علي ، و لا تدخلي علي أحدًا ، فلما توفيت غسلها زوجها عليرضي الله عنه ، و أسماء بنت عميس رضي الله عنها .
و هي أول من غطي نعشها في الإسلام عليها ، ثم بعدها زينب بنت جحش رضي الله عنها ، و صلى عليها علي بن ابي طالب رضي الله عنه ، و قيل صلى عليها العباس رضي الله عنه عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، و أوصت أن تدفن ليلاً ، فدفنت ليلاً عليها السلام ، و نزل في قبرها زوجها علي رضي الله عنه والعباس ، و الفضل بن العباس رضي الله عنهما .
أظن أصبح من الواضح أن سبب دفنها ليلاً لم يكن إلا بسبب شدة حيائها كما أنها كانت تستحي أن يراها أحد عند غسلها رضي الله عنها ، ثم أنها دفنت في البقيع مع بقية الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا وأهل السنة إذا زاروا البقيع ترضوا على أصحاب النبي صلى الله عليهم جميعًا وترحموا عليهم ، لا كما يذهب الشيعة (وقد رأيتهم بعيني هناك عند المسجد النبوي الشريف) يتركون الصلاة ويتجهون نحو القبور يدهونها من دون الله ، مع أن الصلاة تكون مقامة والمسلمون يصلون جماعة ، والشيعة يشتغلون ببدعهم تاركين للصلاة .
فأي الفريقين أحق بالأمن ؟
وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى ذريته وأزاوجه وآل بيته والصحابة أجمعين ، رغم أنف المارقين .
------------------
نوح
يا ذو الفقار ... الحمد لله أنكم لا تعرفونه !!!!!
فها أنتم قد عرفتم قبر السيدة زينب على زعمكم فماذا فعلتم ؟؟؟؟؟ طواف !!!! دعاء !!!!! استغاثة !!!!! نذور !!!!! مدد !!!!
فكيف بالله عليك لو علمتم قبر من هي أفضل منها بلا شك فماذا يكون الحال ؟؟؟؟؟؟ يا الله سترك !!!!
جزاك الله خيراً يا رابع الخلفاء الراشدين على إخفاء قبرها ،،،،،
------------------
إذا جاء موسى وألقى العصا
فقد بطل السحر والساحر
الشيباني
=============
روايات في كتب اهل السنة يستغلها الشيعة ليتهموا أهل السنة بتحريف القرآن
وقبل أن نذكر هذه الروايات نعرف القارئ على بعض أحكام القرآن :
( أ ) أحكام القرآن عند أهل السنة ([344]) :
من أحكام القرآن عند أهل السنة النسخ ، والنسخ لغة بمعنى الازالة وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
النوع الأول : نسخ التلاوة والحكم معا .
النوع الثاني : نسخ الحكم وبقاء التلاوة .
النوع الثالث : نسخ التلاوة مع بقاء الحكم .
والدليل على جواز النسخ عقلا ووقوعه شرعا لأدلة :
1 - لأن أفعال الله لا تعلل بالأغراض ، فله أن يأمر بشيء في وقت وينسخه بالنهي عنه في وقت ، وهو أعلم بمصالح العباد .
2 - ولأن نصوص الكتاب والسنة دالة على جواز النسخ ووقوعه :
أ ) قال تعالى : ( وإذا بدلنا آية مكان آية 101 - النحل) وقال تعالى
( ماننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها 106 - البقرة) وقال تعالى ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) وقال تعالى ( ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ) .
وهذه الآيات تدل على النسخ بأنواعه أي نسخ التلاوة ونسخ الحكم ونسخ الحكم مع التلاوة .
ب) وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنه : قال : قال عمر رضي الله عنه : أقرؤنا أبي ، وأقضانا ، وأنا لندع من قول أبي ، وذاك أن أبياً يقول : لا أدع شيئا سمعته من رسول الله صلىالله عليه وسلم ، وقد قال الله عزل وجل : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها )
(ب) النسخ في القرآن على ثلاثة أضرب :
الضرب الأول : ما نسخ تلاوته وحكمه معاً .
الضرب الثاني : ما نسخ حكمه دون تلاوته .
الضرب الثالث ما نسخ تلاوته دون حكمه ([345]).
أخي المسلم لقد أثيرت شبهة في شكل روايات فيها آيات منسوخة التلاوة أو قراءات شاذة وهذه الروايات موجودة عند أهل السنه ، وقد اثيرت في كتب كثيرة منها البيان في تفسير القرآن للخوئي وكتاب اكذوبة تحريف القرآن لمؤلفه رسول جعفريان وغيرها من الكتب .
أخي المسلم لقد أتهم أية الله العظمي الخوئي وهو أحد مراجع الشيعه أهل السنه إتهاماً باطلاً فلقد قال " ان القول بنسخ التلاوة هو بعينه القول بالتحريف والاسقاط"
وقال أيضاً " ان القول بالتحريف هو مذهب أكثر علماء أهل السنة لانهم يقولون بجواز نسخ التلاوة " ([346]).
أخي المسلم ها هو الخوئي لم يجد عالماً سنياً يطعن بالقرآن الكريم فاضطر الى اتهام أهل السنه بالطعن في القرآن لانهم أجازوا نسخ التلاوة .(2/68)
ونحن ننبه كل شيعي وسني انخدع بما قاله الخوئي وغيره من علماء الشيعه فنقول ان نسخ التلاوة ثابت عند أهل السنة وأيضا قد أقركبار علماء الشيعه بأنواع النسخ بما فيها نسخ التلاوة وسنذكر بعض كبار علماء الشيعة الذين أقروا بالنسخ وسيفصل كلامهم في الرويات القادمة ومن علماء الشيعه الذين أقروا بالنسخ :
1 - الشيخ أبو علي الفضل الطبرسي (صاحب كتاب مجمع البيان في تفسير القرآن) وذكر أنواع النسخ حين شرح آية النسخ آية 106 سورة البقرة .
2 - أبو جعفر محمد الطوسي الملقب عند الشيعه بشيخ الطائفة ، وذكر أنواع النسخ في كتابه التبيان في تفسير القرآن ج1 ص 13 مقدمة المؤلف .
3 - كمال الدين عبد الرحمن العتائقي الحلي في كتابه " الناسخ والمنسوخ" ص35.
4 - محمد على في كتابه لمحات من تاريخ القرآن ص 222 .
5 - العلامه محسن الملقب بالفيض الكاشاني فقد أقر بنسخ التلاوة حين شرح آية " ماننسخ من آية أو ننسها " قال " ما ننسخ من آية " بأن نرفع حكمها وقال " أو ننسها" بأن نرفع رسمها انتهى شرح الكاشاني والمعروف أن نرفع رسمها أي نرفع خطها وهذا يعني رفع تلاوتها . تفسير الصافي شرح آية 106 سورة البقرة .
أخي المسلم سنذكر بعض الروايات التي يتخذها علماء الشيعة مطعناً على أهل السنه لأن فيها أما نسخ تلاوة أو قراءة شاذة ونبين الحق فيها بإذن الله تعالى ([347]).
الرواية الأولى : روى ابن عباس عن عمر أنه قال : " إن الله عز وجل بعث محمداً بالحق، وأنزل معه الكتاب ، فكان مما أنزل اليه آية الرجم ، فرجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ، ثم قال : كنا نقرأ : " ولا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم" ، أو : إن كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم " .
وقد أوردها الخوئي في كتابه البيان متهماً أهل السنه بحذف آية الرجم ([348]).
وأوردها السيوطي في كتابة الاتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه([349]) .
ونقول كما قال علماء المسلمين ومنهم " السيوطي " ان آية الرجم " الشيخ والشيخه إذا زنيا " هي آية نسخت تلاوتها وقد اعترف بهذا النسخ كبار علماء الشيعة ومنهم :
1 - الشيخ أبو على الفضل الطبرسي :
إذ قال النسخ في القرآن على ضروب ومنها ما يرتفع اللفظ ويثبت الحكم كآية الرجم ([350]).
2 - ابو جعفر محمد الطوسي الملقب بشيخ الطائفة :
إذ قال النسخ في القرآن من أقسام ثلاثة : منها ما نسخ لفظه دون حكمه كآية الرجم وهي قوله " والشيخ والشيخه إذا زنيا ” ([351]) .
3 - كمال الدين عبد الرحمن العتائقي الحلي ( من علماء المئة الثامنة ) :
إذ قال : المنسوخ على ثلاث ضروب : منها ما نسخ خطه وبقى حكمه فما روى من قوله " الشيخ والشيخه إذا زنيا فأرجموهما البته نكالاً من الله " ([352]).
4 - محمد علي :
إذ قال انواع المنسوخ ثلاثة : منها ما نسخ خطه وبقى حكمه كآية الرجم ([353]) .
5 - وذكر الكليني آية الرجم في الكافي وقال محقق الكافى علي أكبر الغفاري نسخت تلاوتها ([354]) .
6 - محمد باقر المجلسي : صحح رواية آية الرجم التي بالكافي وقال وعدت هذه الآية مما نسخت تلاوتها دون حكمها ([355]).
وأيضاً الشطر الثاني من الرواية قوله تعالى " ولاترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم "
فإن هذه الآية مما نسخت تلاوته وقد أوردها السيوطي في الإتقان تحت عنوان مانسخ تلاوته دون حكمه ([356]) .
وقد اعترف بهذا النسخ كبار علماء الشيعة ومنهم :-
1 - الشيخ ابو علي الفضل الطبرسي :
إذ قال النسخ في القرآن على ضروب : منها أن يرفع حكم الآية وتلاوتها كما روى عن ابي بكر انه قال كنا نقرأ " لا ترغبوا عن آباءكم فإنه كفر بكم " ([357]).
2 - ابو جعفر الطوسي الملقب بشيخ الطائفة .. إذ قال كانت أشياء في القرآن ونسخت تلاوتها ومنها ( لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر ) ([358]).
الرواية الثانية : وروت عمرة عن عائشة أنها قالت : " كان فيما انزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفي رسول الله -ص- وهن فيما يقرأ من القرآن " .
أوردها الخوئي في كتاب البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن ([359]).
أوردها السيوطي في الاتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته وحكمه معاً ([360]).ونقول كما قال علماء المسلمين ان هذه الرضعات مماً نسخنا تلاوة وحكماً
وقد اعترف بهذا النسخ كبار علماء الشيعة ومنهم :-
1 - أبو جعفر الطوسي الملقب بشيخ الطائفة .
إذ قال : قد نسخ التلاوة والحكم معاً مثل ماروى عن عائشة أنها قالت كان فيما أنزله الله عشر رضعات يحرمن ثم نسخن ([361]) .(2/69)
الرواية الثالثة : " بعث أبو موسى الأشعري الى قراء أهل البصرة ، فدخل عليه ثلاثمائة رجل ، قد قرأوا القرآن . فقال : أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم ، فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب العرب من كان قبلكم ، وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فانسيتها ، غير أني قد حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب . وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فانسيتها ، غير أني حفظت منها : يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ، فتكتب شهادة في أعناقكم ، فتسألون عنها يوم القيامة ".
أوردها الخوئي في البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن([362]) .
وأوردها السيوطي في رواتين منفصلتين في الاتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه ([363]) .
وقد اعترف بهذا النسخ كبار علماء الشيعة ومنهم .
1 - ابو على الطبرسي : إذ قال : جاءت أخبار كثيرة بأن أشياء كانت في القرآن فنسخ تلاوتها فمنها ماروي عن أبى موسى انهم كانوا يقرأون " لو أن لابن آدم واديين من مال لا بتغى اليهما ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ثم رفع ([364]).
2 - كمال الدين العتائقي الحلي إذ قال : ما نسخ خطه وحكمه هي " لو أن لابن آدم واديين من فضه لا بتغى لهما ثالثا ولو أن له ثالثا لابتغى رابعاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ([365]).
3 - أبو جعفر الطوسي .. إذ قال كانت أشياء في القرآن ونسخت تلاوتها ومنها (لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله عن من تاب ثم رفع ) ([366]) .
الرواية الرابعة : روي المسور بن مخرمه : " قال عمر لعبد الرحمن بن عوف : ألم تجد فيما انزل علينا . أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة . فإنا لا نجدها . قال : اسقطت فيما اسقط من القرآن "
أورد هذه الرواية الخوئي في كتابه البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن ([367]) .
وأوردها السيوطي في الاتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوتها دون حكمه([368]) ، ونقول كما قال علماء المسلمين فإن قول الراوي اسقطت فيما اسقط من القرآن أي نسخت تلاوتها في جملة ما نسخت تلاوته من القرآن .
الرواية الخامسة : روى أبو سفيان الكلاعي : أن مسلمة بن مخلد الأنصاري قال لهم ذات يوم : " أخبروني بآيتين في القرآن لم يكتبا في المصحف ، فلم يخبروه ، وعندهم أبو الكنود سعد بن مالك ، فقال ابن مسلمة : إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ألا أبشروا أنتم المفلحون ، والذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم القوم الذين غضب الله عليهم أولئك لا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون " .
أوردها الخوئي في كتابه البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن([369]) .
وأوردها السيوطي في كتابه الاتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه ([370]).
الرواية السادسة : وروى زر . قال : قال أبي بن كعب يازر : " كأين تقرأ سورة الأحزاب قلت : ثلاث وسبعين آية . قال : إن كانت لتضاهي سورة البقرة ، أو هي أطول من سورة البقرة ..." .
أوردها الخوئي في كتابة البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن ([371])
وأوردها السيوطي في الاتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه ([372]).
وقد اعترف بهذا النسخ كبار علماء الشيعة منهم :
1 - الشيخ ابو علي الطبرسي :
إذ قال : ... ثالثا ان يكون معنى التأخير ان ينزل القرآن فيعمل به ويتلى ، ثم يأخر بعد ذلك بأن ينسخ فيرفع تلاوته البتة ويمحى فلا تنسأ ولا يعمل بتأويله مثل ما روي عن زر بن حبيش ان ابياً قال له كم تقرأون الأحزاب ؟ قال بضعاً وسبعين آية ، قال قد قرأتها ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أطول من سورة
البقرة ([373]) .
2 - أبو جعفر الطوسي : إذ قال : وقد جاءت أخبار متظافره بأنه كانت أشياء في القرآن نسخت تلاوتها وعددها وذكر منها ان سورة الأحزاب كانت تعادل سورة البقرة في الطول ([374]).
الرواية السابعة : عن أنس في قصة أصحاب بئر معونه الذين قتلوا ، وقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على قاتليهم - قال أنس : ونزل فيهم قرآن قرأناه حتى رفع : " أن بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضى عنا وأرضانا " .
أوردها الشيعي رسول جعفريان في كتابه أكذوبة التحريف متهما أهل السنة بالطعن في القرآن ([375]) .
هذه الرواية أوردها السيوطي في الإتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه([376]) ونقول كما قال علماء المسلمين أن المقصود في كلمة" حتى رفع " أي حتى نسخ تلاوته .
وقد قال بالنسخ هنا كبار علماء الشيعة فمنهم :
1 - ابو علي الطبرسي . إذ قال : جاءت أخبار كثيرة بأن آشياء في القرآن فنسخ تلاوتها منها عن أنس ان السبعين من الأنصار الذين قتلوا ببئر معونه قرأنا فيهم كتابا بلغوا عنا قومنا إنا لقينا ربنا فرضى عنا وأرضانا ، ثم إن ذلك رفع ([377]).(2/70)
2 - أبو جعفر الطوسي : إذ قال كانت أشياء في القرآن نسخت تلاوتها ، ومنها (عن أنس بن مالك ان السبعين من الانصار الذين قتلوا ببئر معونة : قرأنا فيهم كتابا - بلغوا عنا قومنا أن لقينا ربنا ، فرضا عنا وأرضانا ، ثم أن ذلك رفع ([378]) .
الرواية الثامنة : وروت حميدة بنت أبي يونس . قالت : " قرأ علي أبي - وهو ابن ثمانين سنة - في مصحف عائشة : إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ، وعلى الذين يصلون الصفوف الاول . قالت : قبل أن يغير عثمان المصاحف " .
أوردها الخوئي في البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن ([379]).
وأوردها السيوطي ف الاتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه ([380]).
نقول ان الزيادة " وعلى الذين يصلون الصفوف الأول " منسوخه التلاوة وكانت موجودة قبل أن يجمع عثمان الناس على مصحف واحد لأن عثمان حذف من القرآن منسوخ التلاوة ، وتعتبر ايضاً قراءة شاذه لانها ليست متواترة .
الرواية التاسعة : ما جاء في سورتي الخلع والحفد في مصحف ابن عباس وأبي بن كعب : " اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك ، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك الجد بالكافرين ملحق " .
أوردها الخوئي في البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن ([381]).
وقد أوردها السيوطي تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه ([382]) .
وقال السيوطي قال الحسين بن المنادي في كتابه " الناسخ والمنسوخ " ومما رفع رسمه من القرآن ولم يرفع من القلوب حفظه سورتا القنوت في الوتر وتسمى سورتين الخلع والحفد ( أي ان هاتين السورتين نسخت تلاوتهما ) .
الرواية العاشرة : قال أبو عبيد : حدثنا اسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب ، عن نافع عن ابن عمر قال : لايقولن أحدكم: قد أخذت القرآن كله ، وما يدريه ما كله قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل :قد أخذت منه ما ظهر
أوردها الخوئي في البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن ([383]) .
وقد أوردها السيوطي في الاتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه ([384]) ونقول كما قال علماء المسلمين ان المقصود في " ذهب منه قرآن كثير " أي ذهب بنسخ تلاوته .
الرواية الحادية عشر: روى عروة بن الزبير عن عائشة قالت : " كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مئتي آية ، فلما كتب عثمان المصاحف لم نقدر منها إلا ما هو الآن " .
أوردها الخوئي في البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن ([385]) .
وقد أوردها السيوطي في الاتقان تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه ([386])، ونقول ان سورة الأحزاب كانت طويلة ونسخت منها آيات كثيرة بأعتراف العالمين الكبيرين الشيعيين الطوسي والطبرسي راجع رواية رقم 6 .
والمقصود في " فلما كتب عثمان المصاحف لم نقدر منها إلا ما هو الآن " أي عندما جمع عثمان الناس على مصحف واحد لم يكتب منسوخ التلاوة وبالطبع فإن سورة الأحزاب كانت أطول مع الآيات المنسوخه وحين حذفت منها الآيات المنسوخه قصرت السورة وهي الموجوده الآن وهي متواترة بتواتر القرآن .
الرواية الثانية عشرة: قال الخوئي : أخرج الطبراني بسند موثق عن عمر بن الخطاب مرفوعا : " القرآن ألف ألف وسبعة وعشرون ألف حرف ".
أوردها الخوئي في البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن ([387]).
نقول هذه رواية مكذوبة على عمر رضي الله عنه ([388]) .
الرواية الثالثة عشرة : أخبرنا عبد الرازق عن ابن جريج عن عمرو بن دينار قال : سمعت بجالة التميمي قال : وجد عمر بن الخطاب مصحفا في حجر غلام في المسجد فيه : " النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وهو ابوهم"
هذه الرواية اوردها الشيعي رسول جعفريان في كتابه أكذوبة تحريف القرآن قد تغير عنوان هذه الكتاب الى اسم ( القرآن ودعاوي التحريف) متهما أهل السنة بالطعن في القرآن ([389]) .
ونقول إن كلمة " وهو أبوهم " هي نسخ تلاوة وتعتبر من القراءات الشاذة ، وقد اعترف بهذه القراءة الشاذه كبار علماء الشيعه ومنهم :-
1 - محسن الملقب بالفيض الكاشاني : في كتابه تفسير الصافي
إذ قال " عن الباقر والصادق عليهما السلام انهما قرءا وازواجه امهاتهم وهو أب لهم ([390]).
2 - العالم الشيعي محمد الجنابذي الملقب بسلطان علي شاه عندما فسر آية " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه وأمهاتهم " قال قرأ الصادق ( هاهنا : وهو أب لهم )([391]) .
3 - المفسر الكبير علي بن ابراهيم القمي في تفسيره الآية " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه وأمهاتهم " قال نزلت وهو أب لهم وازواجه وأمهاتهم" الأحزاب([392])
الرواية الرابعة عشرة : عن عروة قال : كان مكتوب في مصحف عائشة " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر" .
أوردها الشيعي رسول جعفريان في كتابه أكذوبة التحريف متهما أهل السنة بالطعن في القرآن ([393]).(2/71)
ونقول ان " صلاة العصر " مما نسخ تلاوته وتعتبر من القراءات الشاذة غير المتواترة ، وقد ذكر هذه القراءة الشاذة كبار علماء الشيعة فمنهم :
1 - علي بن ابراهيم القمي في تفسيره إذ قال : عن ابي عبد الله عليه السلام انه قرأ " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر وقوموا لله قانتين " ([394]).
2 - المفسر الكبير هاشم البحراني في تفسيره إذ قال : وفي بعض القراءات
" حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين " ([395]).
3 - العلامه محسن الملقب بالفيض الكاشاني في تفسيره قال " عن القمي عن الصادق (ع) انه قرأ (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين) ([396]).
4 - المفسر العياشي محمد بن مسعود في تفسيره روى عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر قال : قلت له الصلاة الوسطى فقال ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين) ([397]).
الرواية الخامسة عشرة : حدثنا قبصة بن عقبة ... عن ابراهيم بن علقمه قال : " دخلت في نفر من اصحاب عبد الله الشام فسمع بنا ابو الدرداء فاتانا فقال : أفيكم من يقرأ ؟ فقلنا : نعم . قال : فأيكم ؟ فاشاروا الي ، فقال : اقرأ ، فقرأت : “ والليل اذا يغشى والنهار اذا تجلى والذكر والانثى “ قال : أنت سمعتها من في صاحبك قلت نعم ، قال : وانا سمعتها من في النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهؤلاء يأبون علينا “ .
أوردها رسول جعفريان في كتابه اكذوبة تحريف القرآن متهما أهل السنة بالطعن في القرآن ([398]).
وهذه القراءة تعتبر شاذة وغير متواترة والمتواتر هي" وما خلق الذكر والانثى"([399]) ويقال لها قراءة عن طريق الآحاد ([400]) .
وقد قال المفسر الشيعي الكبير ابو علي الطبرسي في كتابه مجمع البيان في تفسير سورة الليل " في الشواذ قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وقراءة علي بن ابي طالب (ع) وابن مسعود وابي الدرداء وابن عباس " والنهار اذا تجلى وخلق الذكر والأنثى “ بغير “ما” ، وروى ذلك عن ابي عبد الله عليه السلام .
وهذا اعتراف من المفسر الشيعي الكبير انه توجد قراءة شاذة تنقص من الآية حرف "ما" وبالتالي فإن القراءة إن كانت شاذة فلا يهم إن غيرت حرف أو حرفين أو كلمة أو كلمتين . فإنها تكون قراءاة شاذة أي ليست متواترة ولا تكون من القرآن المجمع عليه من الصحابة حين جمعه عثمان رضي الله عنه .
الرواية السادسة عشرة : حدثنا أبان بن عمران قال : قلت لعبد الرحمن بن اسود انك تقرأ " صراط من انعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين " .
أوردها رسول جعفريان في كتابه اكذوبة تحريف القرآن متهما أهل السنة بالطعن في القرآن([401]) .
وقد اعترف بهذه القراءة الشاذة مفسرين الشيعة ومنهم :-
1 ) محمد بن مسعود العياشي : قال في تفسيره عن ابن أبي رفعه في( غير المغضوب عليهم ، وغير الضالين ) وهكذا نزلت ، وعلق عليها معلق الكتاب السيد / هاشم المحلاتي وقال أن ( غير الضالين ) اختلاف قراءات ([402]) .
2 ) علي بن ابراهيم القمي في تفسيره ([403]) .
الرواية السابعة عشرة : عن ابن مسعود انه حذف المعوذتين من مصحفه وقال انهما ليستا من كتاب الله .
أوردها الشيعي رسول جعفريان في كتابه اكذوبة التحريف متهما أهل السنة بالطعن في القرآن ([404]) .
والرد على هذه الشبهة من عدة أوجه :
1 - لم ينكر ابن مسعود كون المعوذتين من القرآن وإنما أنكر اثباتهما في المصحف لأنه يرى أن لا يكتب في المصحف الا ما أذن به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورسول الله لم يأذن بهما .
2 - المعوذتان أنكرهما ابن مسعود قبل التواتر لان التواتر لم يثبت عنده .
3 - إن ابن مسعود إنما أنكر المعوذتين أن يكونا من القرآن قبل علمه بذلك فلما علم رجع عن إنكاره بدليل أن القرأن الكريم الموجود بين أيدينا من رواية أربعة من الصحابة هم : عثمان وعلي وأبي بن كعب وابن مسعود وفيه المعوذتان
4 - كان ابن مسعود يرى أن المعوذتين رقية يرقى بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين مثل قوله أعوذ بكلمات الله التامات ، وغيرها من المعوذات ولم يكن يظن أنهما من القرآن .
----------------------------------------
[344] - مباحث في علوم القرآن - د. مناع القطان ص 236 .
[345] - الاتقان في علوم القرآن للسيوطي - النوع السابع والأربعون في ناسخه ومنسوخه
ص 700.
[346] - البيان في تفسير القرآن ص205 .
* ملاحظة مهمة : أخي المسلم ان علماء الشيعة ينقسمون إلى قسمين قسماً انكر التحريف وآمن بنسخ التلاوة وقسماً أقر بالتحريف وانكر نسخ التلاوة ، فإذا كان الامر كذلك والنسخ عند الخوئي وأمثاله تحريف فجميع علماء الشيعة يقولون بالتحريف .
[347] ملاحظة مهمة : أخي المسلم بالرغم من أن السيوطي رحمه الله في كتابه الاتقان يضع الروايات تحت عنوان ما نسخ تلاوته دون حكمه فإن الخوئي يأخذ هذه الروايات ويقول إن السيوطي كان يطعن بالقرآن .
[348] - البيان ص 203.(2/72)
[349] - الاتقان جـ2 ص 718 .
[350] - مجمع البيان في تفسير القرآن جـ 1 ص 406 شرح آية 106 من سورة البقرة .
[351] - التبيان في تفسير القرآن جـ 1 ص 13 مقدمة المؤلف وايضاً ص 394 شرح آية 106 سورة البقرة .
[352] - الناسخ والمنسوخ ص 35 مؤسسة أهل البيت (ع) بيروت .
[353] - لمحات من تاريخ القرآن ص 222 منشورات الاعلمي .
[354] - الكافي جـ 7 ص 176 بالهامش دار الأضواء بيروت .
[355] - مرآة العقول ج 23 ص 267 .
[356] - الإتقان جـ2 ص 720 .
[357] - مجمع البيان في تفسير القرآن شرح آية 106 من سورة البقرة .
[358] - التبيان جـ 1 ص 394 شرح آية 106 من سورة البقرة .
[359] - البيان ص 204 .
[360] - الإتقان جـ1 ص 715 .
[361] - التبيان جـ 1 ص 13 مقدمة المؤلف .
[362] - البيان ص 204 .
[363] - الإتقان جـ2 ص 719 .
[364] - مجمع البيان شرح آية 106 من سورة البقرة .
[365] - الناسخ والمنسوخ ص 34 .
[366] - التبيان جـ 1 ص 394 شرح آية 106 من سورة البقرة .
[367] - البيان ص 204 .
[368] - الإتقان جـ2 ص 720 .
[369] - البيان ص 205 .
[370] - الإتقان جـ2 ص 721 .
[371] - البيان ص 204 .
[372] - الإتقان جـ2 ص 718 .
[373] - مجمع البيان جـ 1 ص 409 شرح آية 106 من سورة البقرة .
[374] - التبيان جـ 1 ص 394 شرح آية 106 من سورة البقرة .
[375] - اكذوبة التحريف ص 47 .
[376] - الإتقان جـ2 ص 720 .
[377] - مجمع البيان جـ 1 ص 406 شرح آية 106 من سورة البقرة .
[378] - انظر التبيان جـ1 ص 394 شرح اية 106 سورة البقرة.
[379] - البيان ص 203 .
[380] - الإتقان جـ2 ص 718 .
[381] - البيان ص 205 .
[382] - الإتقان جـ2 ص 721 .
[383] - البيان ص 203 .
[384] - الإتقان جـ2 ص 718 .
[385] - البيان ص 203 .
[386] - الإتقان جـ2 ص 718.
[387] - البيان ص 202.
[388] - ضعيف الجامع لألبانى رقم الرواية 4133 .
[389] - اكذوبة التحريف ص 49 .
[390] - تفسير الصافي جـ4 ص 164 تفسير آية " النبي أولى...." سورة الأحزاب .
[391] - بيان السعادة في مقامات العباده جـ3 ص 230 .
[392] - تفسير القمي جـ2 ص 176 .
[393] - اكذوبة التحريف ص 43 .
[394] - تفسير القمي جـ1 ص 106 تفسير آية 238 البقرة .
[395] - تفسير البرهان جـ1 ص 230 ايه 238 البقرة .
[396] - تفسير الصافي جـ1 ص 269 ايه 238 البقرة .
[397] - تفسير العياشي جـ1 آية 238 البقرة .
[398] - اكذوبة التحريف ص 46 .
[399] - انظر كتاب صفحات في علوم القراءات لابي طاهر عبد القيوم السندي ص 90 المكتبة الامدادية.
[400] - انظر الاتقان للسيوطي جـ1 ص 240 .
[401] - اكذوبة التحريف ص 38 .
[402] - تفسير العياشي جـ1 ص 38 .
[403] - تفسير القمي جـ1 ص 58 .
[404] - اكذوبة التحريف ص 48 .
==============
عقائد الأشاعرة - شبهات وردود
قوله تحت عنوان "من عقائد الأشاعرة": "إن هذه العقيدة الأشعرية مخالفة لصريح القرآن وما خالف القرآن فهو مردود". اهـ. وللاستدلال على ذلك من كلام الأشعرية نقل نص الإمام النووي. قال: قال النووي:"مذهب أهل السنة أن الله تعالى لا يجب عليه شيء، بل العالم كله ملكه، والدنيا والآخرة في سلطانه، يفعل ما يشاء، فلو عذب المطيعين والصالحين أجمعين وأدخلهم النار كان عادلاً، وأنعم على الكافرين وأدخلهم الجنة كان له ذلك". اهـ
ثم احتج على مخالفة هذه العقيدة لصريح القرآن بقوله تعالى: )إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ( و)إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا(. والمعنى أن الله تعالى قد وعد عباده المؤمنين بأن يدخلهم الجنة، فإن أجزنا أن لا يدخلوها فهذا خلاف وعد الله لهم.
ثم أتى بحجة عقلية مفادها أنه لو عذب الله المطيع لكان ذلك قبيحاً منه سبحانه؛ فقال: "كيف يمكن أن يعذب الله المطيعين والصالحين أجمعين ويدخلهم النار ومنهم الأنبياء والشهداء!؟ وهذا الفعل قبيح بين الناس، فلو أن سيداً أمر عبده بإنجاز عمل ما، ووعده بأجره. وبعد إنجاز العمل قام السيد وعاقب العبد. لو فعل هذا لاستنكر الناس فعل السيد وعابوه، فكيف نتصور صدور هذا الفعل من الله عز وجلّ؟!". اهـ كلامه
ثم أتى بنص آخر هو تبويب العلامة المحقق عضد الدين الإيجي في كتابه المواقف قال: "المقصد السابع: تكليف ما لا يطاق جائز عندنا- أي الأشاعرة" اهـ فقال خليفات: "وهذه عقيدة أخرى يرفضها القرآن، قال تعالى: )لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا(، و)لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا(. اهـ.(2/73)
فنقول: لما كان الكلام دائراً في أحكام العقل الثلاثة الوجوب والاستحالة والجواز قدمنا بفصل في توضيح معانيها فائدة لمن لم يقف على ذلك. ثم نحرر المقصود بالقضايا المختلف فيها؛ لأن محل النزاع هو صحة أو فساد قضيتين تعبران عن اعتقادين من اعتقادات أهل السنة. الأولى: أنه لا يقبح من الله سبحانه شيء. والثانية: استحالة وجوب شيء على الله سبحانه، المعبر عنه في كلام المشايخ بأنه لا يجب على الله شيء. ويتفرع عن هاتين القضيتين مسائل ذكر خليفات منها اثنتين: الأولى: جواز تعذيب المطيع وتنعيم العاصي. والثانية: جواز التكليف بما لا يطاق. فهاتان قضيتان ينبني إثبات صحتهما أو فسادهما على فهم معاني الأحكام العقلية: الجواز والاستحالة والوجوب. وكذلك يتوقف على إثبات أصليهما. وسنبين كل ذلك بتفصيل إن شاء الله.
(فصل) في بيان مفهوم الأحكام العقلية
الوجوب العقلي هو عدم قبول الانتفاء في العقل، فالواجب ما لا يتصور العقل نفيه، أي ما لا يمكن للعقل أن ينفك عن إثباته. والاستحالة ضد الوجوب فهي عدم قبول الثبوت في العقل، فالمستحيل ما لا يتصور العقل ثبوته، أي أن العقل لا ينفك عن نفيه وسلبه والحكم بعدمه كلما عرض مفهومه على العقل. أما الجواز أو الإمكان العقلي فهو تمام القسمة العقلية بين الوجوب والاستحالة، فهو قبول الثبوت والانتفاء في العقل؛ فالجائز العقلي هو ما يتصور العقل ثبوته ونفيه، أي أنه عند عرضه على العقل فإن العقل ينفك عن إثباته كما ينفك عن نفيه. ودليل الحصر أن المعلوم إما أن لا ينفك العقل عن إثباته وهو الواجب، أوْ ينفك عن إثباته كما ينفك عن نفيه وهو الجائز، أو لا ينفك عن نفيه وهو الممتنع لذاته. ولا ثالث بين الإثبات والنفي كما هو مقرر. فثبت بذلك انحصار الأحكام المذكورة في الثلاثة.
مما مضى نلاحظ أن المستحيل لا يمكن للعقل أن يحكم بوقوعه لأن ذات المستحيل غير قابلة للثبوت في نفسها، فلا تقبل إلا الانتفاء. أما الممكن فذاته تقبل الثبوت والانتفاء. وذات الواجب متصفة بالثبوت قطعاً ودائماً لأنها غير قابلة للانتفاء. وهذه الأحكام الثلاثة عقلية، بمعنى أن الحاكم فيها إنما هو محض العقل، إذ لا يحتاج العقل في الحكم بالجواز أو الاستحالة أو الوجوب على أمر ما إلا إلى فهمه وإدراك معناه، أي تصوره ولو من وجهٍ ما بما يكفي للحكم عليه بهذه الأحكام. فإن تعذر تصوره مطلقاً ولو ببعض لوازمه الكافية لغرض الحكم عليه، تعذر الحكم عليه مطلقاً. وهذا هو المراد من عبارة المشايخ: (الحكم على الشي فرع عن تصوره). وهذه القضايا وإن بدت لك سهلة إلا أنها دقيقة عميقة لقربها من مبادئ العقول، وفيها بحوث وتفصيلات تطول، فتأملها جيداً لأنها مبادئ لا غنى عنها في دراسة أي علم من العلوم.
وما أريد قوله هنا، هو أن المحتاج إليه لإطلاق هذه الأحكام لا يتعدى إدراك ذات المحكوم عليه إلى شيء آخر خارج عن مفهومه أبداً. وإن بعض الأمور الممكنة لذاتها أي بالنظر إلى ذاتها قد تكون واجبة لغيرها، أي أن العقل عند ملاحظة غيرها قد لا ينفك عن إثباتها فيحكم بوجوبها لا لذاتها بل لغيرها. وكذلك فإن بعض الأمور الممكنة لذاتها قد تكون مستحيلة لغيرها لأن العقل حين يلاحظ أمراً خارجاً عنها فإنه لا ينفك عن نفيها، فيحيلها لا لذاتها بل لغيرها. أما المستحيل لذاته فلا يجب ولا يمكن لغيره أبداً بأي حال من الأحوال، وكذلك الواجب لذاته فإنه لا يمكن ولا يستحيل لغيره أبداً. وأخيراً فإن هذه الأحكام لا تنقلب لذاتها أبداً، أي أن المستحيل لذاته لا يمكن أن ينقلب لذاته واجباً أو جائزاً، وكذلك الكلام في الواجب لذاته والجائز لذاته، فلا يمكن أن ينقلب أي منهما لذاته ليستحق حكماً عقليّاً آخر. وهذا هو المقصود من قول المشايخ: (انقلاب الأحكام العقلية محال). وهذا ما أردنا توضيحه هنا بخصوص الأحكام العقلية. نهاية الفصل.(2/74)
إذا اتضح معنى الأحكام عندك أيها القارئ فلن يصعب عليك بعد ذلك أن تحكم بأن تعذيب المطيع وتنعيم العاصي أمران بالنظر إلى ذاتيهما جائزان عقلاً، ولكنك عند ملاحظة الشرع ووعد الله سبحانه بالجنة للمؤمنين وبالنار للكفار يحكم عقلك باستحالتهما لا لذاتيهما بل لغيرهما، وغيرهما هذا هو العلم باستحالة وقوعهما المأخوذ من خبر الصادق القطعي. وكذلك فإن التكليف بما لا يطاق أمر جائز عقلاً بالنظر إلى ذاته، وإلا لما صح في العقول تصوره بل إن كل واحد منا يستطيع أن يكلف غيره بما لا يطاق؛ فالحكم بجوازه عقلاً أمر يختلف عن وقوعه أو عدم وقوعه في الشاهد، كما يختلف عن أنه هل هو ممتنع الوقوع لغيره أم لا. وليعلم خليفات بأن الآيتين الكريمتين إن سلّم أنهما تدلان على عدم وقوع التكليف بالمحال فلا تدلان أبداً على استحالة وقوعه. وليرجع من شاء إلى التفاسير، ويتأمل المعنى الذي نفته الآيتان ليدرك معنى ما نقول. وبهذا الكلام بانَ المراد من قول الأشعرية إجمالاً، وهو كاف لأذكياء القلوب في الرد على الشبهة الواردة على أهل السنة. ومع ذلك فإننا سنبحث في الشبهة وإجابتها أكثر، لما أنه قد كثر تشدق الشيعة بها.
ولنقرأ كلام النووي كاملاً معلقاً على حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لن ينجي أحداً منكم عمله، قال رجل: ولا إياك؟ يا رسول الله! قال: ولا إياي، إلا أن يتغمدني الله منه برحمة، ولكن سددوا). وفي رواية (برحمة منه وفضل)، وفي أخرى (بمغفرة منه ورحمة)، وفي أخرى (يتداركني) بدل (يتغمدني)؛ وفي أخرى (لا يدخل أحداً منكم عملُه الجنة، ولا يجيره من النار... إلخ). فقال النووي رحمه الله تعالى: (اعلم أن مذهب أهل السنة أنه لا يثبت بالعقل ثواب ولا عقاب، ولا إيجاب ولا تحريم، ولا غيرهما من أنواع التكليف. ولا تثبت هذه كلها ولا غيرها إلا بالشرع. ومذهب أهل السنة أيضاً أن الله تعالى لا يجب عليه شيء، تعالى الله، بل العالم ملكه والدنيا والآخرة في سلطانه يفعل ما يشاء، فلو عذب المطيعين والصالحين أجمعين وأدخلهم النار كان عدلاً منه، وإذا أكرمهم ونعمهم وأدخلهم الجنة فهو فضل منه. ولو نعم الكافرين وأدخلهم الجنة كان له ذلك. ولكن الله أخبر وخبره الصدق أنه لا يفعل هذا، بل يغفر للمؤمنين، ويدخلهم الجنة برحمته، ويعذب المنافقين ويخلدهم في النار عدلاً منه. وأما المعتزلة فيثبتون الأحكام بالعقل، ويوجبون ثواب الأعمال، ويوجبون الأصلح، ويمنعون خلاف هذا في خبط طويل لهم، تعالى الله عن اختراعاتهم الباطلة المنابذة لنصوص الشرع. وفي ظاهر هذه الأحاديث دلالة لأهل الحق أنه لا يستحق أحد الثواب والجنة بطاعته. وأما قوله تعالى: )ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(، وقوله )وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ( ونحوهما من الآيات الدالة على أن الأعمال يدخل بها الجنة، فلا يعارض هذه الأحاديث؛ بل معنى الآيات أن دخول الجنة بسبب الأعمال ثم التوفيق للأعمال والهداية للإخلاص فيها، وقبولها برحمة الله تعالى وفضله، فيصح أنه لم يدخل بمجرد العمل، وهو مراد الأحاديث، ويصح أنه دخل بالأعمال أي بسببها وهي من الرحمة، والله أعلم.) اهـ كلامه.
أقول: إن الأشعرية لم يأتوا بهذا القول بدعاً أو عن هوى، بل هو مستنبط من الحديث الشريف، إذ بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن العمل الصالح ليس علة موجبة لدخول الجنة. وهذا يفهم أيضاً من قوله تعالى: )يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(، وقوله تعالى: )وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ( فكانت العبادة مظنة ورجاء التقوى، والتقوى مظنة ورجاء الرحمة لأن لعل كلمة لا تفيد اليقين بل هي كلمة شك، والمراد من الآية الحث على العمل وتأميل العبد بالرحمة عند اتقائه وعمله بإخلاص، ولو كان التقوى والعمل موجبان للرحمة لكان التعبير بما يفيد ثبوت الثواب لا الشك فيه. فالمطلوب إتقان العمل وطلب السداد أي الصواب وهو بين الإفراط والتفريط قاله النووي، فلا تغلوا ولا تقصروا. وعند العجز فالمطلوب المقاربة أي الاقتراب من الصواب قدر الوسع. ثم إن الله سبحانه )لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ(، فنعمل وسعنا ونحسن الظن بالله، وحسن الظن من حسن العمل كما ذكره علماؤنا، ونرجو رحمة الله تعالى.
ولما لم تكن الأعمال علة موجبة لدخول الجنة صحت قضيتنا: (إدخال المطيع الجنة ليس بواجب على الله تعالى) وكانت مأخوذة من الشرع. والحديث قد نفى كون الطاعة علة موجبة لدخول الجنة، فقيس عليه نفي كون المعصية علة موجبة لدخول النار فصحت قضيتنا (إدخال العاصي النار ليس بواجب على الله تعالى) من طريق الشرع أيضاً.(2/75)
ثم لنا من الشرع طريق آخر، وهو ثبوت الاختيار له تعالى: )يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ(، و)فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ(، وهذا يستلزم انتفاء وجوب شيء عليه جل وعلا مطلقاً، المستلزم لصحة قضيتينا في العاصي والمطيع. وقد مر بك أن الأحكام العقلية ثلاثة حصراً، فنفي الوجوب إثبات للإمكان أو الاستحالة. ولأنه لا يستحيل دخول المطيع للجنة والعاصي للنار اتفاقاً، فبقي الجواز. ولا يخفى أن القول بجواز دخول المطيع الجنة والعاصي النار تجويز لنقيض ذلك أي لدخول المطيع النار والعاصي الجنة. فإن قيل نقيضها عدم دخول الجنة، لا دخول النار قلنا إن كل إنسان فمآله للجنة أو للنار لقوله تعالى: وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ، فصارت الجنة والنار بمنزلة النقيضين حال كونهما ضدين لا يرتفعان عن القابل لهما في مآل يوم القيامة. والله تعالى أعلم. فتأمل.
وقد بين الإمام النووي أن هذه الأقوال مبنية على بعض أصول أهل السنة وهي أولاً: أنه لا يثبت بالعقل ثواب ولا عقاب، وهذه إشارة إلى مسألة الحسن والقبح التي سنتكلم فيها عما قريب. وثانياً: أن الله تعالى لا يجب عليه شيء، وهذه القضية أصل لمسألة الحسن والقبح. وثالثاً: أن الله تعالى فاعل بالاختيار، وهذا أصل للمسألتين السابقتين، وهو ما أشار إليه بقوله يفعل ما يشاء ويختار. ورابعاً: أنه لا تصرّف لأحد في الوجود إلا لله سبحانه وتعالى، أي لا فاعل إلا هو، وهو ما أشار إليه بقوله بل العالم كله في سلطانه وهذا مأخوذ من دليل الوحدانية. فلما ثبت عندنا وجوب كونه تعالى فاعلاً مختاراً واحداً أحداً متفرداً بالتصرف في هذا العالم وتدبيره ولا فاعل غيره، انتفى مبدأ العليّة في الكون مطلقاً من طريق الشرع، فانتفى وجوب شيء على الله تعالى، فصح أنه لا يثبت بالعقل ثواب ولا عقاب، ومما يفهم من ذلك أن العقل كما يجيز الثواب على المطيع فإنه يجيز العقاب عليه، ومثله يقال في حق العاصي. ولما لم يثبت شيء من الثواب والعقاب بالعقل بل ثبوته إنما هو بالشرع، نظرنا في الشرع فقرأنا حديث مسلم وغيره فقلنا: إن الله تعالى ينعّم المطيع تفضلاً ويعذب العاصي عدلاً فثبت عند العقل هاتان القضيتان على الجواز بتوسط علمنا بوجوب الصدق في خبره تعالى وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم ، وحين قرأنا قوله تعالى: )ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(، و) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(، و)فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ(، وأمثال ذلك كثير من الآيات والأحاديث التي تعد المؤمنين بالجنة والكافرين بالنار، وجب عند العقل هاتان القضيتان بتوسط وجوب الصدق وملاحظة الوعد لا من نفس القضيتين. فتنبه. وهذا ما أشار إليه النووي بقوله: (ولكن الله أخبر وخبره الصدق أنه لا يفعل هذا، بل يغفر للمؤمنين، ويدخلهم الجنة برحمته، ويعذب المنافقين ويخلدهم في النار عدلاً منه). وهذا حقيقة قول أهل السنة.(2/76)
ولنحرر الآن المقصود من قول أئمة أهل السنة بأنه لا يجب على الله شيء. إن (لا) هنا أداة للنفي. و(يجب) أي فعله عقلاً، وقد عرفنا معنى الوجوب العقلي، فيصير المراد من (يجب) ما لا يتصور العقل من الله عدم فعله (أي إيجاده أو إعدامه)، أو ما لا ينفك العقل عن تصور أن الله لا محالة فاعله. و(الله) سبحانه وتعالى علم على الذات الواجب الوجود المتصف بجميع صفات الكمال والمسلوب عنه كل نقص وعيب، والذي لا مستغنيَ عن كل ما سواه ومحتاج إليه كل ما عداه إلا هو سبحانه وتعالى. و(الشيء) لغة هو ما يصح أن يُعلم ويخبر عنه فيشمل الموجود والمعدوم، ممكناً كان أو محالاً. واصطلاحاً هو الموجود خارجياً كان أو ذهنياً، قديماً أو حادثاً.[1] ولكن لما كان الكلام في أفعال الله سبحانه وتعالى، كانت هذه القرينة مخصصة لعموم كلمة شيء، وقاصرة إياها على الجائزات العقلية فحسب. لأن المستحيل غير قابل للوجود لذاته فلا تعلق لقدرة الله سبحانه به إيجاداَ وإعداماً. وأما الواجب أي واجب الوجود، فليس هناك ما هو واجب الوجود إلا الله سبحانه المتصف بصفات الكمال؛ ولما كان من شأن الله سبحانه الإيجاد والإعدام بقدرته، فإن هذه القدرة لو جاز تعلقها بالواجب على وجه الإيجاد لزم تحصيل الحاصل (أعني إيجاد الموجود)، وهو محال. ولو جاز تعلق القدرة بالواجب على وجه الإعدام لزم إعدام الواجب كيف وهو الذي لا يتصور في العقل عدمه، هذا خلف؛ أو لزم انقلاب الواجب لذاته جائزاً وكلاهما محالان أيضاً. وعلى ما بيناه، يكون حاصل عبارتهم: ( لا يجب على الله فعل أمر ممكن عقلاً)، وبتحليل القضية أكثر نعرف أن موضوعها هو (فعل أمر ممكن) ومحمولها (واجب على الله) وقد دخل النفي على القضية فصارت (فعل أمر ممكن ليس بواجب على الله). ومما سبق عرفنا أن فعل الله إنما هو إيجاد أو إعدام، وهما لا يجوزان إلا على الممكنات، وعليه يمكن جعل موضوع القضية هو فعل الله مطلقاً لما أن فعله يستلزم أن يكون المفعول ممكناً. فتصير القضية (فعل الله ليس بواجب على الله). فتأمل هذه القضية، وانظر هل يستطيع أحد أن ينكر صحتها. ومع ذلك لنناقش القضية أكثر؛ إن كان (مطلق الفعل على الله ليس بواجب) فماذا يكون؟ إما أن يكون مستحيلاً أو يكون جائزاً. والأول محال لأنا نرى العالم كله الذي هو من فعل الله متحققاً، فيبقى أن مطلق الفعل على الله جائز عقلاً، فهل يخالف في هذه القضية أحد؟ إن المخالف في هذه القضية لا بد وأن يدعي أن الفعل على الله واجب عقلاً، أي أن الله تعالى مضطر إلى الفعل. وهذا عين القول بأن الله علة للعالم بلا اختيار منه سبحانه وتعالى. فلا تجد قائلاً يقول بأن الفعل واجب على الله تعالى إلا وهو يقول أو يلزم عن قوله القول بالفيض والعلة والمعلول، ودوام الجود الذي يعني أن الله تعالى دائم التخليق منذ الأزل، وستجده يقول بقدم العالم بالنوع لأن هذا من لوازم دوام الجود على المعنى المشار إليه. وستجده يؤول إرادة الله إلى معانٍ أخرى غير المعنى الذي يثبته أهل السنة وهو أنها (صفة قديمة تتعلق بجميع الممكنات وتوجب تخصيصها ببعض ما يجوز عليها)، كأن يقول إرادة الله هي عين فعله، أو عين علمه أو تجده ينفي الإرادة مطلقاً من جهة أخرى وهي أن القديم لا يتعدد، ويتغافل عن أن أحداً من أهل السنة لم يقل أبداً بتعدد القدماء، بل هو إله واحد قديم متصف بصفات منها العلم والقدرة والإرادة، لكن من شأن العقل حين يلاحظ في الشيء الواحد أكثر من معنى أنه يفصل هذه المعاني عن بعضها وأنه يقدر على ملاحظة كل منها بالاستقلال عن الآخر، في حين أن نفس هذا العقل قد أقام البرهان على استحالة تعدد القدماء في الخارج، وعليه فلا يمكنه أن يتصور أكثر من قديم.(2/77)
وعلى أي حال، ما نريد قوله هو أن القضية الأولى التي يذكرها المشايخ وهي أنه لا يجب على سبحانه شيء، أو أنه يجوز على الله سبحانه فعل كل ممكن أو تركه، هي أصل من أصول الدين؛ وأن منكرها لا بد أن يقول بنفي الاختيار عن الله سبحانه وإثبات الاضطرار له تعالى عن ذلك بطريقة أو بأخرى، وأن يقول بقدم العالم بالنوع، أو بنفي وجود العالم وتأويل معنى الخلق والفعل وصرفه عن معنى الإيجاد من العدم كما هي حال الذين ينعقون بوحدة الوجود من حيث يدركون أو لا يدركون لوازم أقوالهم، إلى غير ذلك من اللوازم الفاسدة التي تؤول إلى نفي الصانع جل وعلا كما هو مبين في محله من كتب الكلام. واعلم أنه لا مناص من التسليم بهذا الأصل لأن الأمر الممكن إن لم يكن فعله ممكناً فلا بد وأن يكون إما مستحيلاً أو واجباً. والأول محال لأن الممكن إذا استحال فعله لم يكن ممكناً بل مستحيلاً أو واجباً. وإذا وجب فعله لزم نفي الاختيار عن الفاعل، وقدم العالم بالنوع لكون الإله علة للعالم، أو القول بكونه تتخصص إرادته وقدرته بشيء من العالم أو شيء منه، إلى غير ذلك من المفاسد، وهذا كله ليس هو دين الله الذي أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . واعلم أنه لا فرق بين أن توجب على الله الفعل مطلقاً وأن توجب عليه بعض الأفعال، كما سيأتي بيانه. فتأمل. وبهذا تم لنا الاستدلال على صحة كلام النووي من طريق الشرع والعقل.
قوله: (لو عذب الله المطيع لكان ذلك قبيحاً منه سبحانه)، قلنا: بل القبيح قولك وقول من قال بقولك. لأن أفعال الله تعالى لا توصف بالقبح. ليس لأنه تعالى لا يفعل القبيح، بل لأن أصل القبح لا يتصور في فعله كما سنبينه إن شاء الله. ثم إن هذا الذي تقوله أيها المخالف قياس لله تعالى على مخلوقاته، فلا يصح. بل إنكم لا تصححون الاحتجاج بالقياس في الشرعيات مطلقاً، فكيف تقيسون الخالق على المخلوق؟
ونأتي الآن إلى تحرير المراد من قول علماء أهل السنة: (لا يقبح من الله سبحانه وتعالى شيء). وسأستعين في توضيح ذلك بنص للعلامة الأصفهاني رحمه الله تعالى في شرح مطالع الأنظار قال: (المسألة الثالثة في التحسين والتقبيح. التحسين هو الحكم بالحسن، والتقبيح هو الحكم بالقبح. ولا قبيح بالنسبة إلى الله تعالى. أما بالنسبة إلى أفعال نفسه فلاتفاق العقلاء على أن الفعل الصادر منه لا يتصف بالقبح لكونه نقصاً، والنقص على الله تعالى محال. وأما بالنسبة إلى أفعال العباد فلأنه مالك الأمور على الإطلاق يفعل ما يشاء ويختار، لا علة لصنعه ولا غاية لفعله. وأما بالنسبة إلينا فالقبيح ما نهي عنه شرعاً وهو منحصر في الحرام إن أريد بالنهي نهي التحريم، وإن أريد بالنهي نهي التنزيه فالقبيح هو الحرام والمكروه. والحسن ما ليس كذلك أي ما ليس بمنهي عنه شرعاً، ففعل الله تعالى والواجب والمندوب والمباح وفعل غير المكلف حسن، وكذلك المكروه إن أريد بالنهي نهي التحريم) اهـ.[2]
أقول: هذا تصوير لمذهب أهل السنة في هذه المسألة يبين مرادهم واصطلاحهم بكل وضوح. ولنحرر الخلاف بيننا وبين غيرنا مقتصرين على ما يهمنا في هذا المقام رغبة في الاختصار. نحن نقول: (لا قبيح بالنسبة إلى الله تعالى) والمعنى الدقيق لهذا الكلام أننا نقول باستحالة تصور القبح في فعل الله تعالى، فمثلاً يستحيل تصور الظلم في حقه تعالى لأن معنى الظلم هو التصرف في ملك الغير ولا ملْكَ إلا ملك الله سبحانه فلا ملك للغير على الاستحالة، وعليه فمهما تصورنا من أفعال الله تعالى فلا يمكن أن يكون ما تصورناه مصداقاً لمفهوم الظلم. ومن يخالفنا في هذه القضية لا بد أنه يقول بنقيض قضيتنا لأنه لا ثالث بين النفي والإثبات، فإن خالف نفينا للقبح عن فعل الله سبحانه فإنه مثبت له لا محالة. فتكون قضيته: (بعض القبيح ينسب إلى الله تعالى) لأن قضيتنا سالبة كلية فنقيضها موجبة جزئية. ولتقليل الانتشار دعونا نخرج من عموم النسبة إلى الله تعالى إلى قضية أخص تتعلق بفعله، لأن غير فعله إما أن يكون صفته أو ذاته ولا قائل بقبح شيء منها بالاتفاق. واعلم أنه لا أحد ممن يخالفنا من العقلاء يقول إن الله يفعل القبائح، أو ينسب إلى الله القبح في فعل. بل هو قائل باستحالة أن يفعل الله القبيح لكونه عالماً بقبحه، وعالماً بكونه غنياً عنه، فيجب عليه ترك القبيح. فتأمل. وهذا هو سبب كون مسألة الحسن والقبح فرعاً لمسألة عدم وجوب شيء على الله. وقد أبطلناه.(2/78)
على أي حال، فاللائق بالمخالف أن تكون قضيته (فعل القبيح منه سبحانه وتعالى جائز عقلاً، ولكنه لا يفعله). فنقول: إما إنه لا يفعله مضطراً فيلزم منه نفي كونه إلهاً لعجزه عن دفع ما يضطره، وبالتالي نفي العالم لانتفاء إرادته سبحانه ولعجزه. وإما أن يفعله مختاراً. ولا حاجة لأن أنبه خليفات إلى أن القول الثاني هو عين قولنا بأن الله يجوز عليه عقلاً تعذيب المطيع ولكنه لا يفعل ذلك بإرادته واختياره وقدرته، مع فارق أننا لا نقول أنه لو فعل ذلك لكان قبيحاً منه أو أنه يفعل ذلك مضطراً. فتأمل. فإن قلتم إنه يفعله مختاراً فما المخصص لتعلق إرادة الله تعالى وقدرته بشيء من الممكنات دون شيء آخر، ونحن نعلم أنه لا فرق بين ممكن وممكن، أي أن جميع الجائزات متساوية بالنسبة لقدرته تعالى وإرادته، أي في تعلق قدرة الله تعالى وإرادته به؟ واعلم أن هذا السؤال في غاية الصعوبة ولا يمكنهم الانفكاك عنه. فإن جعلوا المخصص شيئاً من الحوادث كان الحادث ذا أثر في القديم وهو ظاهر الفساد، وإن جعلوا المخصص قديماً فإما أن يقولوا إنه الإرادة أو القدرة أو العلم. والأولان باطلان لأن القدرة والإرادة لا يتعلقان بالواجب كما بيناه. والأخير باطل لأن العلم ليس بصفة تأثير وتخصيص.
واعلم أنه لا فرق بين قولك يجوز على الله فعل القبيح وقولك إن الله يفعل القبيح من حيث لزومهما لثبوت النقص لذاته تعالى. ولك الآن أن تلاحظ ركاكة قول القائل: (إن الله تعالى يجوز عليه فعل القبيح ولكنه يستحيل عليه فعله لأنه يعلم أنه قبيح) فقد أورد حكمين عقليين لا يمكن اجتماعهما على موضوع واحد.
والحق أن من قال بالحسن والقبح العقليين أوجب على الله أشياء منها فعل الحَسَن وترك القبيح، ومنها الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية، وغير ذلك. وللناظر في أي أمر يحكم العقل بقبحه دون واسطة الشرع –أي لا بمعنى ترتب الذم عليه حالاً والعقاب مآلاً- أن يلاحظ أنه ممكن في ذاته فَلِمَ ارتفع تعلق قدرة الله وإرادته به دون غيره من الممكنات، وصار فعله مستحيلاً على الله تعالى؟ فيعود عليهم الكلام السابق. وإن من يستطيع الإجابة عن هذا السؤال دون أن تتناقض أقواله مع قطعيات الشرع والعقل، ومن يستطيع أن يثبت أن للأشياء حسناً وقبحاً من ذاتها نسلم له قوله بوجوب ترك القبيح.(2/79)
واعلم أن أصل الخلاف إنما كان في أنه هل للأشياء حسن وقبح في نفسها أم أن ذلك إنما هو من وضع الشرع، حيث أضاف الشارع لبعض الأفعال وصف القبح ولبعضها وصف الحسن كما بينه الأصفهاني رحمه الله. والتفصيل في الأقوال ومناقشتها وإبطال الحسن والقبح الذاتيين للأشياء مبحوث باستفاضة في كتب الأصول والكلام، فليرجع إليها من يشاء. وهذا بعض كلام الإيجي رحمه الله تعالى في هذه المسألة ممزوجاً بكلام الشارح العلامة الشريف الجرجاني، قالا: (اعلم أن الأمة قد اجتمعت إجماعاً مركباً على أن الله لا يفعل القبيح، ولا يترك الواجب. فالأشاعرة من جهة أنه لا قبيح، ولا حاكم بقبح القبيح منه ووجوب الواجب عليه إلا العقل. فمن جعله حاكماً بالحسن والقبح قال بقبح بعض الأفعال منه، ووجوب بعضها عليه. ونحن قد أبطلنا حكمه –أي حكم العقل- وبينا فيما تقدم أنه تعالى الحاكم فيحكم ما يريد ويفعل ما يشاء، لا وجوب عليه كما لا وجوب عنه، ولا استقباح منه وأما المعتزلة فإنهم أوجبوا عليه تعالى بناء على أصلهم أموراً فنذكرها هنا ونبطلها بوجوه مخصوصة بها، وإن كان إبطال أصلها كافياً في إبطالها ... إلى أن قالا: ... الثاني من الأمور التي أوجبوها الثواب على الطاعة لأنه مستحق للعبد على الله بالطاعة فالإخلال به قبيح، وهو ممتنع عليه تعالى. وإذا كان تركه ممتنعاً كان الإتيان به واجباً، ولأن التكليف إما لا لغرض وهو عبث، وإنه لجد قبيح خصوصاً بالنسبة إلى الحكيم تعالى، وإما لغرض إما عائد إلى الله تعالى وهو منزه عنه، أو إلى العبد إما في الدنيا وإنه مشقة بلا حظ، وإما في الآخرة وهو إما إضراره وهو باطل إجماعاً وقبيح من الجواد الكريم، وإما نفعه وهو المطلوب، لأن إيصال ذلك النفع واجب لئلا يلزم نقض الغرض (قلت: وهذا ما أشار إليه النووي بقوله: وأما المعتزلة فيثبتون الأحكام بالعقل، ويوجبون ثواب الأعمال، ... ويمنعون خلاف هذا في خبط طويل لهم). فيقال لهم الطاعة التي كلف بها لا تكافىء النعم السابقة لكثرتها وعظمها وحقارة أفعال العبد وقلتها بالنسبة إليها، وما ذلك إلا كمن يقابل نعمة الملك عليه مما لا يحصره بتحريك أنملته فكيف يحكم العقل بإيجابه الثواب عليه واستحقاقه إياه. وأما التكليف فنختار أنه لا لغرض ولا استحالة فيه كما سيجيء عن قريب، أو هو لضر قوم كالكافرين ونفع آخرين كالمؤمنين كما هو الواقع، أو ليس ذلك على سبيل الوجوب بل هو تفضل على الأبرار وعدل بالنسبة إلى الفجار. الثالث من تلك الأمور العقاب على المعصية زجراً عنها فإن في تركه التسوية بين المطيع والعاصي وهو قبيح كما في الشاهد إذا كان له عبدان مطيع وعاص، وفيه أي في تركه أيضاً إذنٌ للعصاة في المعصية وإغراء لهم بها وذلك لأنه تعالى ركّب فيهم شهوة القبائح، فلو لم يجزم المكلف بأنه يستحق على ارتكاب القبيح عقاباً لا يجوز الإخلال به بل جوز ترك العقاب، لكان ذلك إذناً من الله سبحانه وتعالى للعصاة في ارتكاب الشهوات بل إغراء بها، وهو قبيح يستحيل صدوره من الله تعالى. فيقال لهم: العقاب حقه والإسقاط فضل فكيف يدرك امتناعه بالعقل، وترك العقاب لا يستلزم التسوية، فإن المطيع مثاب دون العاصي، وحديث الإذن والإغراء مع رجحان ظن العقاب بمجرد تجويز مرجوح ضعيف جداً، يعني أنه ليس يلزم من جواز ترك العقاب على المعصية إذن وإغراء، وإنما يلزم ذلك إذا لم يكن ظن العقاب رجحان على تركه إذ مع رجحانه لا يلزم من مجرد تجويز تركه تجويزاً مرجوحاً الإذن والإغراء، كما أن جواز تركه بل وجوبه على تقدير إثابته التي يمكن صدورها عنه لا يستلزمهما) اهـ [3]
وهذا تمام الكلام في المسألة السابقة وفيه الكفاية لمن رزق الفهم، والهداية.
أما مسألة التكليف بما لا يطاق .(2/80)
فاعلم أن هنالك فرقاً بين تجويزه عقلاً – وقد أصبحت خبيراً في معنى الجواز العقلي- وبين كونه واقعاً أو غير واقع في الشرع. ولقد استدل الإيجي رحمه الله بأدلة على إمكان التكليف بالمحال، أظهرها أنه مجمع على وقوع بعض مراتبه. ومثاله تكليف أبي لهب بالإيمان بكل ما جاء به النبي عليه السلام والذي من جملته أنه لا يؤمن، فيكون تكليفاً بالجع بين المتناقضين، وهذا مما لا يطاق. ولا يخفى أن وقوعه هو أكبر دليل على جوازه عقلاً. وسيأتي في كلامه رحمه الله أن التكليف بالمحال مختلف في تجويزه، فجوزه من صحح إمكان تصوره والحكم عليه، ومنعه من منع ذلك، ولكن الإجماع واقع على عدم وقوع التكليف بالمحال لذاته وهو أعلى مراتب ما لا يطاق. وأود أن ألفت النظر قبل مناقشة الموضوع إللى ما ذكره السعد التفتازاني في شرح المقاصد حيث لخص المسألة ثم فصل فيها ببراعة، ومما قاله هناك: "لا يمتنع تكليف ما لا يطاق... ثم المتنازع في الأول ما أمكن في نفسه ولم يقع متعلقاً لقدرة العبد أصلاُ: كخلق الأجسام، أو عادة: كالصعود إلى السماء، لا ما امتنع لذاته كجمع النقيضين، فإن الجمهور على امتناع التكليف به... ولا ما امتنع لسابق علم الله أو إخبار من الله تعالى بعدم وقوعه، فإن التكليف به واقع وفاقاً. ثم النزاع في الجواز، وإلا فالوقوع منفي بحكم النص والاستقراء، وفي التكليف بمعنى طلب تحقيق الفعل والإتيان به، واستحقاق العذاب على الترك.." اهـ [4]
فحبذا لو رجعت إليه. وما أردته من نقل نصه أمران: الأول تحديد محل النزاع والإشارة إلى الخلاف في بعض مراتب التكليف في بما لا يطاق، والثاني التفريق بين تكليف التحقيق بمعنى طلب الفعل والمعاقبة على تركه، والتكليف لأسرار أخرى كالتحدي والتعجيز كقوله تعالى: )فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ( فإنه واقع وفاقاً.(2/81)
ولنترك الكلام الآن للعلامة المحقق الإيجي رحمه الله تعالى إذ لا كلام لأمثالنا في حضرة كلامه، ولأن اعتراض خليفات كان على كلامه هذا أصلاً؛ فهذا كلام الإيجي ممزوجاً ببعض كلام الشارح الجرجاني: (إن ما لا يطاق جائز عندنا لما قدمنا آنفاً في المقصد السادس من أنه لا يجب عليه شيء ولا يقبح منه شيء. إذ يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا معقب لحكمه. ومنعه المعتزلة لقبحه عقلاً كما في الشاهد (قلت: وهذا أحد استدلالات خليفات في منع التكليف بما لا يطاق. فتنبه إلى الجواب عنه)، فإن من كلف الأعمى نقط المصاحف والزَّمِنَ المشي إلى أقاصي البلاد، وكلف عبده الطيران إلى السماء عد سفيها، وقبح ذلك في بداية العقول، وكان كأمر الجماد الذي لا شك في كونه سفهاً (قلت: هذا احتجاج المعتزلة وقد أبطلناه فيما مضى). واعلم أن ما لا يطاق على مراتب: أدناها أن يمتنع الفعل لعلم الله بعدم وقوعه أو تعلق إرادته أو إخباره بعدمه، فإن مثله لا تتعلق به القدرة الحادثة لأن القدرة مع الفعل ولا تتعلق بالضدين والتكليف بهذا جائز بل واقع إجماعاً وإلا لم يكن العاصي بكفره وفسقه مكلفاً بالإيمان وترك الكبائر بل لا يكون تارك المأمور به عاصياً أصلاً، وذلك معلوم بطلانه من الدين ضرورة. وأقصاها أن يمتنع لنفس مفهومه كجمع الضدين وقلب الحقائق وإعدام القديم؛ وجواز التكليف به فرع تصوره، وهو مختلف فيه؛ فمنا من قال: لو لم يتصور الممتنع لذاته لامتنع الحكم عليه بامتناع تصوره وامتناع طلبه إلى غير ذلك من الأحكام الجارية عليه، ومنهم من قال: طلبه يتوقف على تصوره واقعاً أي ثابتاً لأن الطالب لثبوت شيء لا بد أن يتصور أولاً مطلوبه على الوجه الذي يتعلق به طلبه ثم يطلبه، وهو أي التصور على وجه الوقوع والثبوت منتفٍ ههنا، أي في الممتنع لنفس مفهومه فإنه يستحيل تصوره ثابتاً، وذلك لأن ماهيته من حيث هي هي تقتضي انتفاءه وتصور الشيء على خلاف ما تقتضيه ذاته لذاته لا يكون تصوراً له بل لشيء آخر كمن يتصور أربعة ليست بزوج، فإنه لا يكون متصوراً للأربعة قطعاً بل الممتنع لذاته إنما يتصور على أحد وجهين إما منفياً بمعنى أنه ليس لنا شيء موهوم أو محقق هو اجتماع الضدين، أو بالتشبيه بمعنى أن يتصور اجتماع المتخالفين كالسواد والحلاوة، ثم يحكم بأن مثله لا يكون بين الضدين؛ وذلك أي تصوره على أحد هذين الوجهين كاف في الحكم عليه دون طلبه لأنه غير تصور وقوعه وثبوته، ولا مستلزم له. صرح ابن سينا به أي بأن تصوره كذلك كما نقلناه عنه في باب العلم. ولعله معنى قول أبي هاشم العلم بالمستحيل علم لا معلوم له، كما أشرنا إليه هناك أيضاً. ولعله مراد من قال المستحيل لا يُعلم أي لا يعلم من حيث ذاتُه وماهيتُه. والمرتبة الوسطى من مراتب ما لا يطاق أن لا يتعلق به القدرة الحادثة عادة سواء امتنع تعلقها به لا لنفس مفهومه بأن لا يكون من جنس ما تتعلق به كخلق الأجسام، فإن القدرة الحادثة لا تتعلق بإيجاد الجوهر أصلاً، أم لا بأن يكون من جنس ما تتعلق به لكن يكون من نوع أو صنف لا تتعلق به كحمل الجبل والطيران إلى السماء، فهذا أي التكليف بما لا يطاق عادة نجوزه نحن وإن لم يقع بالاستقراء، ولقوله تعالى: )لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا(. وتمنعه المعتزلة لكونه قبيحاً عندهم. وبه أي بما ذكرناه من التفصيل وتحرير المتنازع فيه يُعلم أن كثيراً من أدلة أصحابنا مثل ما قالوه في إيمان أبي لهب، وكونه مأموراً بالجمع بين المتناقضين نصب للدليل في غير محل النزاع، إذ لم يجوزه أحد. (قلت: واعترض عليه الجرجاني، قال: ولقائل أن يقول: ما ذكره من أن جواز التكليف بالممتنع لذاته فرع تصوره وإن بعضاً منا قالوا تصوره يشعر بأن هؤلاء يجوزونه). اهـ.[5]
ورد المحشي عبد الحكيم السيالكوتي اعتراض الجرجاني بقوله: "يرد عليه أن هذا الاعتراض إنما يتوجه على ما حمل هو كلام المصنف عليه من أن المراد بما قالوا في إيمان أبي لهب: إنه مكلف بأن يؤمن بجملة ما أتى به النبي عليه السلام ومن جملتها أنه لا يؤمن فيكون تكليفاً بالجمع بين المتناقضين. وأما إذا حمل على أن المراد بما قالوه أنه تعالى علم عدم إيمانه وأخبر به، ومع هذا كلفه بالإيمان فيكون تكليفاً بما لا يطاق، فصح قول المصنف إنه ليس بمحل النزاع لأنه من القسم الأول ولم يرد عليه ما أورد". اهـ
وقد حرصت على نقل كلام الإيجي حيث اعترض عليه خليفات بتمامه في هذه المسألة لنتشارك مع القارئ التأمل في كلامه وكلام خليفات، ليسهل علينا الحكم على كلام العلامة الإيجي، الذي أعتقد أنه في غاية الرصانة، وإني أتحدى خليفات وغيره أن يبيّنوا فساده بقوة المنطق والبرهان لا الخطابة والسفسطة. وفي النصين المنقولين عنه رحمه الله إجابة شافية عن أسئلة خليفات، إذا انتهى القارئ إلى كلامه قبل التسليم بقول الأشعرية.(2/82)
وإننا لم نأت بشيء يذكر مما أودعه المتكلمون في كتبهم في نفي وجوب شيء على الله تعالى، وفي إبطال التحسين والتقبيح بالعقل، وفي نفي أن تكون أفعال الله تعالى معللة بعلة، وفي تفهيم قول من قال بجواز التكيف بالمحال. ولمن أراد الاستزادة فعليه مراجعة هذه الأبواب والمسائل في كتب الكلام والأصول كالأربعين والمحصول للإمام الرازي، وشرح المواقف مع الحواشي التي عليه، وشرح المقاصد، والإرشاد لإمام الحرمين، وكتب التفسير عند قوله تعالى: )لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا(، وقوله تعالى: )رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ(، وقوله تعالى: )لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا(، وقوله تعالى: )تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ(... وغير ذلك مما له علاقة بالموضوع. والحمد لله رب العالمين.
---------------------------------------------------------
1- راجع الكليات لأبي البقاء الكفوي ص525، ط 2 مؤسسة الرسالة
1- شرح مطالع الأنظار على طوالع الأنوار، ص 195 ط1 المطبعة الخيرية سنة 1323 هـ
1- شرح المواقف المجلد الرابع/ ج7/ ص216-218 / ط1/ دار الكتب العلمية
1- شرح المقاصد ج4/ 296-297، ط2 عالم الكتب
1- شرح المواقف المجلد الرابع/ ج7/ ص222-223
==============
شبهة حول حروب الردة والفتوحات الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-
سألني أحد الإخوة الأفاضل منذ فترة طويلة سؤال يقول : هل ثبت أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قد استعان بالمرتدين بعد أن رجعوا إلى الإسلام في الفتوحات الإسلامية .
فأحببت أن أعيد نشر هذا السؤال بالإجابة لتعم الفائدة .. و بالأخص للذين لم يطلعوا على الرد من قبل ..
إن موضوع حروب الردة و ما نتج عنها .. و ما تلاها من فتوحات إسلامية ، جعلت بعض المستشرقين يطعنون في هذه الفتوحات و يقولون : إن الذين شاركوا في هذه الفتوحات هم في الأصل كفار قد ارتدوا عن الإسلام ، و حتى بعد أن حاربهم أبو بكر و أعادهم إلى الإسلام فإن الإيمان لم يتغلغل بعد في قلوبهم مرة أخرى .. و هكذا ..
و موضوع حروب الردة و الفتوحات الإسلامية موضوع مهم ، و قد وقع فيه كثير من الكتاب والمؤلفين واتهموا أقواماً – يدخل من ضمنهم الصحابة بلا شك - بالردة معتمدين على لفظ التعميم : ( وقد ارتدت العرب جميعاً ، ولم يبقى سوى مكة والمدينة وبعض المناطق بينهما ) ، أو قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كما عند ابن أبي شيبة في المصنف (14/572) : ( لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب قاطبة واشرأب النفاق ) .
ثم تأتي هذه الشبهة من المستشرقين : ( أنه طالما قد ارتد كل العرب ما عدا مكة و الطائف و المدينة فلا بد أن جيوش الفتوحات كان فيها الكثير من المرتدين ) ، و إذا قلنا لهم : أنهم أسلموا ، قالوا : ( إما إن إسلامهم سطحي لأنهم جديدون به ، بل مكرهون عليه ) ، و إما يقولون : ( أنهم لم ينضموا للإسلام بالأصل فالحرب كانت لإجبارهم على الزكاة و بالتالي فلا دليل على أنهم قد دخلوا للإسلام ) !
و للرد على هذه الشبهة نقوم أولاً بإبطال زعمهم بأن جميع العرب قد ارتدوا ، فإن بطلت هذه الشبهة بطلت شبهتهم الأخرى التي تعتبر نتاجاً لها ، فإن بطلت الشبهة الأولى و نتيجتها ، لا يكون بعدها مجال للقول بأن المرتدين شاركوا في حركة الفتوحات الإسلامية .
وكنت قد كتبت منذ فترة طويلة ، بحث مصغر حول موضوع ردة القبائل العربية ، تناولت فيه و بنظرة شمولية و سريعة ، جانباً هاماً من جوانب فتنة الردة التي حدثت في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، إثر وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، و هذا الجانب هو :-
1 - من هم الذين ثبتوا على الإسلام في هذه الفتنة ؟
2 - و هل ارتد كل العرب كما يقول بعض الكتّاب ؟
3 - أم ارتد معظمهم كما يقول البعض الآخر ؟
و تبرز هذه النظرة ، حقائق تاريخية هامة مستخلصة من بعض المصادر و المراجع المعتمدة في تاريخ هذه الفترة ، حيث تدل على أن القبائل و الزعماء و الأفراد المسلمين خارج المدينة و مكة و الطائف ، لم يرتدوا جميعاً أو معظمهم كما حاول أن يفهمنا بعض الكتّاب .
و إن هذه النظرة سوف تصحح مفاهيم بعض الذين تناولوا هذه الفتنة بشيء من التعميم ، أو عدم الدقة و الموضوعية أو النظرة الجزئية ، بل إن مثل هذا التناول من جانب بعض الكتّاب المسلمين ، يدخلهم في محظور شرعي و هو اتهام بعض الصحابة بالردة ، و وصف خير القرون بأنه قرن فتنة شملت معظم المسلمين ، و من بينهم الصحابة رضي الله عنهم ، و في هذا مخالفة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) . أخرجه : البخاري (3650) و مسلم رقم (6424) .(2/83)
ثم إن مثل هذا المنهج في تناول تاريخ هذه الفترة يعطي لأعداء ديننا من مستشرقين وملاحدة ومن سار على نهجهم ، الحجج التي يطعنون بها في الإسلام ، و بأنه كان ضعيفاً ، وأن دخول الناس فيه كان شكلياً وكان رهبة لا رغبة ولا عن اعتقاد .
فالباحث لا ينكر وجود المنافقين في المجتمع الإسلامي ، داخل المدينة و خارجها كما هو مبسوط في القرآن الكريم ، و خاصة سورة المنافقين و التوبة حتى إنه عرفت الأخيرة بالفاضحة أو الكاشفة ، هم الذين نزل فيهم قول الله تعالى{ و ممن حولكم من الأعراب منافقون و من أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم …} التوبة/101
حيث إن هؤلاء المنافقين كانوا يستغلون أي ظرف يرونه مواتياً لإثارة الفتن ، فقد خرج الأسود العنسي ، على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد حجة الوداع في العام العاشر الهجري ، كما جاء في الصحيح . انظر : البخاري مع الفتح (7/693 ) ، ولم يعرف أنه كان مسلماً حتى يقال إنه ارتد عن الإسلام ، و كذلك مسيلمة الكذاب ، الذي قال : إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته . البخاري مع الفتح (7/690 ) ، و كذلك سجاح التميمية ، كانت نصرانية و لم تدخل الإسلام أصلاً . انظر : البداية و النهاية (6/320 ) .
أما أحداث هذه الفتنة التي وقعت فإنها لم تحظ من قبل الباحثين أو المؤرخين المحدثين بدراسة منفردة ، تلقي الضوء ساطعاً على موقف الجماعة الإسلامية التي ثبتت في هذه الفتنة ، و دور قادتها و أفرادها في قمعها ، و التمسك بدينهم حتى كانوا كالقابضين على الجمر .
و كان من حقائق هذه الفتنة أنها لم تكن شاملة لكل الناس ، بل إن هناك قبائل و قادات و جماعات وأفراد تمسكوا بدينهم في كل منطقة من المناطق التي ظهرت فيها الردة ، و إذا أريد لهذه الحقيقة أن تكون جلية فلابد من الاعتماد على المصادر الأساسية التي اهتمت بهذه الفتنة ، أما المراجع الحديثة فقد تناولت هذه الحركة ، لكن تناولها كان فيه بعض القصور و شيء من عدم الدقة ، و الأمثلة على ذلك كثيرة أكتفي بإيراد بعض الآراء ، و التي سأتناول الرد عليها أثناء سرد أحداث الردة في بعض المناطق ، و أنا حين أذكر هذه الأمثلة ليس هدفي تجريح أو انتقاص مؤلفيها ، و لكنني أشعر بالواجب علي أن أذكر و أورد آراء هؤلاء الأساتذة ، من باب قوله تعالى{ إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم اللاعنون ، إلا الذين تابوا و أصلحوا و بينوا فأولئك أتوب عليهم و أنا التواب الرحيم } البقرة/159-160
، و أعتقد أن ما أورده هؤلاء الأساتذة لا يعدوا أن يكون اجتهاداً يحتمل الخطأ و الصواب ، و إذا وقع الأول فلا أشك لحظة واحدة في حسن قصدهم ، و لكن أياً كانت الحقيقة فهدفي هو الوصول إليها عبر مناقشة علمية أمينة .
و سأحاول في السطور التالية إن شاء الله تسليط الأضواء ساطعة بقدر الإمكان لرؤية الحقيقة الكاملة والشاملة قدر المستطاع ، و في ذلك رد كاف على من كتب في هذا الموضوع دون أن يمحص أو يغوص في بطون المصادر ، وكذلك هو رد على المستشرقين حين يتهمون المسلمين الفاتحين بأنهم كانوا مجبرين على الجهاد وأن من جاهد معهم كان من المرتدين .
إن أول حقيقة يستخلصها القارئ هي أنني لم أجد ما يدل على أن القبائل و الزعماء و الأفراد المسلمين قد ارتدوا جميعاً ، كما ذكر أولئك النفر .
أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه : ( لما توفي رسول الله و كان أبو بكر رضي الله عنه ، كفر من كفر من العرب ، فقال عمر رضي الله عنه : كيف تقاتل الناس و قد قال رسول الله ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قالها فقد عصم مني ماله و نفسه إلا بحقه و حسابه على الله ) فقال : والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة و الزكاة ، فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله، لقاتلتهم على منعها . قال عمر رضي الله عنه : فوالله ما هو إلا أن شرح الله صدر أبي بكر رضي الله عنه فعرفت أنه الحق ) . البخاري مع الفتح (3/308) .
لم يقتصر انتشار الإسلام على أهل المدينة فحسب ، بل قام بعض المسلمين من خارج مكة بتبليغ الدعوة إلى قبائلهم ، كما فعل أبو ذر الغفاري والطفيل بن عمر الدوسي رضي الله عنهما ، ولما قامت دولة الإسلام بالمدينة اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم بإرسال الدعاة إلى البوادي لدعوة القبائل رغم الأخطار التي كانت تحدق بالوفود ، كما حدث في الرجيع و بئر معونة ، و لما كان عام صلح الحديبية وجه الرسول صلى الله عليه وسلم الرسائل إلى ملوك وأمراء العالم في ذلك الوقت ، ثم كان فتح مكة عام ( 8هـ ) ، و تبعه دخول الطائف عام ( 9هـ ) ، و قد شكل هذا المحور مركز الثقل الإسلامي في حروب الردة .(2/84)
ولعل ثبات أهل المدينة ومكة والطائف بأكملهما على الإسلام يعود إلى أن سكان هذه المدن الثلاثة نالوا حظاً من التربية الإسلامية والتوجيهات النبوية أكثر من سواهم ، وتعرفوا على تعاليم الإسلام عن كثب ، وتفقهوا في الدين .
وترجع عوامل الردة في المناطق الأخرى ، إلى عدم تغلغل الإيمان في القلوب لتأخر إسلامهم و بسبب قصر الزمن الذي تم فيه تبليغ الدعوة ، و طبيعة الأعراب المتسمة بالجفاء مع ضعف المستوى الثقافي ، مما جر إلى ضعف فقه تعاليم الدين وخاصة بالنسبة للزكاة التي اعتبرها البعض ضريبة مهينة ، واستثقلوا الصلاة والعبادات الأخرى ، كما أن العصبية القبلية لازالت عميقة في تلك البلاد النائية و وسط نجد ، حيث ترى القبائل أنها أضخم عدداً و عدة من قريش وبالتالي فهي أولى بالزعامة ، وعلى الأقل لم تكن ترضى بالخضوع لحكم قريش .
و قد اعتمدت الدولة الإسلامية على سند قوي من القبائل و الأفراد الذين ثبتوا على الإسلام ، في قمع الردة ، فقد اعتمدت على أهل المدينة ومكة والطائف وما حولها من قبائل ، و من ثبت في قبيلته في مراكز الردة – كما سيأتي – ، في تجهيز الجيوش للقضاء على المرتدين .
ممن ثبت في الحجاز :-
ثبت المكيون و الثقفيون و المدنيون ، و قد اتفق المؤرخون على ذلك ، حيث كانوا سنداً و عوناً بعد الله عز وجل للدولة الإسلامية في قمع المرتدين أمثال قبائل غطفان و ذبيان ، غير أن بعض القبائل المقيمة بين مكة و المدينة و الطائف ، قد ثبتت على إسلامها أمثال مُزينة و غِفار و جُهينة و بَليّ و بعض أشجع و أسلم ، و ثقيف ، و عبس و طوائف من بني سليم ، و طيء و هُذيل و أهل السرّاة و بجيلة و خثعم . انظر حروب الردة للكلاعي (ص41-42) و تاريخ الطبري (3/242) ، حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث كعب بن مالك الأنصاري إلى أسلم و غفار و مزينة و جُهينة ، فعندما بلغهم خبر وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم أدّوا صدقاتهم إلى الخليفة أبي بكر رضي الله عنه ، وكذلك فعل بنو كلب ، إذ بعثوا بصدقاتهم مع بشير بن سفيان الكعبي . و بعثت أشجع صدقاتها مع مسعود بن رخيلة الأشجعي . فاستعان رضي الله عنه بذلك كله على قتال المرتدين . و بعث أبو بكر الصديق إليهم يأمرهم بجهاد أهل الردة ، فاستجابوا له ، و حتى قبيلتي أسد و غطفان لم تكن جميعها مع طليحة الأسدي ، في ردته ، بل كان منها جماعة ثبتوا على الإسلام . حروب الردة للكلاعي (ص67) و كتاب الفتوح لابن أعثم (1/12 ) .
و قد زعم د. عبد المنعم ماجد : أن قبائل شمالي الحجاز مثل ، جذام و كلب و قضاعة و عذرة و بلي ، ارتدت عن الإسلام مثل غيرها من قبائل الجزيرة ، هذا ما قاله في كتابه الذي يُعد من المراجع الهامة و الأساسية في بعض الجامعات العربية و الإسلامية ، حتى إنه طبع عدة مرات . انظر كتابه : التاريخ السياسي للدولة العربية (ص146، 158-159) ، و هو كتاب فيه طامات و أوابد و خزعبلات ، انظر : كتب حذر منها العلماء (2/117) .
و هناك علي إبراهيم حسن الذي يقول : إنه لم يبق مخلصاً للإسلام و مطيعاً لأبي بكر رضي الله عنه إلا سكان المدينة و مكة و الطائف ، و ذكر أن غطفان و من حولها انضمت إلى طليحة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم . انظر كتابه : التاريخ الإسلامي العام - الجاهلية - الدولة العربية - الدولة العباسية (ص219-221) .
و الثالث هو د. السيد عبدالعزيز سالم الذي كتب : (فقد ارتدت العرب و اشرأبت اليهودية و النصرانية
و نجم النفاق و صار المسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية لفقد نبيهم صلى الله عليه وسلم حتى جمعهم الله على أبي بكر …) . و حينها لم يكن صورة موقف بعض المسلمين في المناطق البعيدة واضحة . و عند حديثه عن موقف أبي بكر من الردة يذكر أن عامة العرب و خاصّتهم قد ارتدت باستثناء قريش و ثقيف . و في معرض حديثه عن ردة طليحة ، يقول بأن أسد و غطفان و طيء و كنانة قد انضمت جميعها إليه . انظر كتابه : تاريخ الدولة العربية - تاريخ العرب منذ عصر الجاهلية حتى سقوط الدولة الأموية (ص433 ، 442) . وهذا الذي كتبه الدكتور ، أثر لعائشة رضي الله عنها ذكره ابن خياط في تاريخه بلفظ قريب من هذا (ص102) ، و ساقه ابن هشام بدون إسناد (4/235) ، و ابن أبي شيبة في المصنف (14/572) ، و لكن عائشة رضي الله عنها تعني بقولها هذا : بعض العرب القريبين من المدينة ، و الذين هاجموا المدينة عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .
و يذكر د. محمد أسعد طلس ، أن بني طيء و غطفان وأسد قد خرجوا عن الإسلام بالمرة و ارتدوا و تابعوا المتنبئ طليحة الأسدي . انظر كتابه : الخلفاء الراشدون : أبو بكر و عمر و عثمان و علي (ص20) .
و زاد الشيخ علي الطنطاوي ، على ما قالوا و أيده ؛ حيث يقول : و في ذلك الظرف .. كانت الردة(2/85)
وانتقص أمر الناس فاستشرى النفاق في المدينة ، و رفع المنافقون رؤوسهم التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أذلها بالحق ، و جعلت الأخبار تصل إلى المدينة تباعاً بأن العرب ارتدوا قبيلة بعد قبيلة ، وانتشرت الردة انتشار النار في الهشيم ، حتى لم يبق في الجزيرة كلها إلا ثلاثة مساجد لم تصل إلى أهلها الردة و هي ؛ مكة والمدينة والبحرين . انظر كتابه : أبو بكر الصديق ( ص13 ) .
و يقول السيد حسن بريغش : (…و بلغت الردة حداً غطت فيه وجه الجزيرة العربية ما عدا مكة و المدينة ؛ و ارتدت أسد و غطفان و طيء و عليهم طليحة الأسدي ، و ارتدت الأعراب و القبائل حول المدينة من بني عبس و بني مرة و ذبيان و بني كنانة ، و يؤكد ما يقوله عندما يشير في مكان آخر إلى أن الجزيرة العربية قد ارتدت كلها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم . انظر كتابه : ظاهرة الردة في المجتمع الإسلامي الأول (ص100-101 ، 119) .
و يضيف محمد حسين هيكل أن العرب كلها قد ارتدت عن الإسلام ، و أن الأرض تضرمت ناراً في شبه الجزيرة العربية . انظر كتابه : الصديق أبو بكر (ص71 ) .
و كذلك د. جمال الدين سرور ، الذي يقرر أن القبائل العربية قد انتفضت قبيل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم و زاد خطبها على إثر وفاته . انظر كتابه : الحياة السياسية في الدولة العربية الإسلامية خلال القرنين الأول و الثاني بعد الهجرة ( ص 19-20) .
هذا ما قاله هؤلاء الأساتذة عن فتنة الردة ، فيما يتعلق بالجانب الذي يتناوله هذا المبحث .
أما فيمن ثبت من القبائل فقد كان لضرار بن الأزور - (ت13هـ) انظر ترجمته في الإصابة (3/481-483 ) و التاريخ الكبير(4/338-339 ) - ، الدور الفعال في ثبات قبيلته ؛ إذ كتب إلى أهل الصلاح من بني أسد يدعوهم إلى التمسك بالإسلام .
و ممن ثبت على الإسلام في هذه المنطقة من بني عامر بن ربيعة ، أبو حرب ربيعة بن خويلد العقيلي - انظر نسبه و خبره في : الإصابة (2/463) و أسد الغابة (2/210) - ، الذي وقف في وجه قومه و ذكّرهم بإعانتهم لعامر بن الطفيل في قتل المسلمين يوم بئر معونة - إشارة إلى مأساة بئر معونة التي قتل فيها مشركو نجد نحو سبعين من الصحابة عرفوا بالقرّاء ، انظر خبرهم في البخاري مع الفتح (7/437-438) -، لكنهم لم يستجيبوا له .
و ممن لم يرتد كذلك من بني عامر ، أسرة علقمة بن علاثة بن عوف الأحوص بن جعفر - كان من المؤلفة قلوبهم ، كما جاء في الاستيعاب (3/126) ، ثم أسلم و هاجر و بايع ، كما جاء في الطبقات(1/272 ، 311) - .
و من المرجح أن قرّة بن هبيرة أحد سادات بني عامر بن صعصعة ،لم يرتد عن الإسلام ؛ لأنه قام في قومه خطيباً محذراً لهم و مخوفاً من خالد بن الوليد رضي الله عنه ، و طلب منهم تقوى الله و الرجوع إلى دينه ، انظر : كتاب الفتوح لابن أعثم (1/16) و حروب الردة (ص83-88) . و في حواره مع الصدّيق رضي الله عنه عندما مثل أمامه ما يدل على عدم ردته ، و برر موقفه السلبي من المرتدين ، و عدم إعانته للمسلمين بأنه كان له مال و ولد ، فتخوّف من سلب ذلك منه إن هو عارض المرتدين ، و لهذا عفا عنه الصديق رضي الله عنه . انظر : الإصابة (5/438-439) .
و مما يدل على ثبوت بعض بني عامر و بعض هوازن على الإسلام ، ما جاء في خبر الفجاءة السلمي كما تقول رواية عند الطبري ، من أنه شنّ غارة على كل مسلم في سليم و عامر و هوازن ، فبلغ ذلك أبا بكر فأرسل إلى طريفة بن حاجز ، يأمره أن يجمع له و أن يسير إليه . تاريخ الطبري (3/264) و كذلك ، تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس ، للديار بكري (2/202) و الاستيعاب (2/776) و أسد الغابة (3/75) ، و الإصابة (3/518-519 ) .
و ثبتت جماعة من بني ذُبيان ، و كان ذلك سبباً في تعرضهم لفتك المرتدين ، ولذلك أقسم أبو بكر أن يقتل من كل قبيلة بمن قتلوا من المسلمين و زيادة . انظر : البداية و النهاية (6/313) و الكامل (2/345) و الطبري (3/246) .(2/86)
و ثبت كذلك جماعات من بني سليم ، و لذلك فإنه عندما ولي أبو بكر ، كتب إلى معن بن حاجز فاستعمله على هؤلاء الذين ثبتوا ، و قد قام فيهم قياماً حسناً و ذكرهم بسنة الموت لكل الناس و منهم الرسل و الأنبياء و قرأ عليهم آيات من القرآن في هذا الشأن ، فاجتمع إليه خلق كثير ، و عندما وجه أبو بكر خالد بن الوليد إلى الضاحية - هي المنطقة شرقي خيبر إلى تخوم الغربية لمنطقة اليمامة ، و فيها تفجرت فتنة طليحة الأسدي - ، كتب إلى معن بأن يلحق بخالد هو و من معه من المسلمين و طلب منه أن يستعمل على عمله طريفة بن حاجز ، و ممن ثبت على الإسلام جماعات من بني كلب ، على رأسهم امرؤ القيس بن الأصبغ الكلبي - كان من عمّال النبي صلى الله عليه وسلم أرسله عاملاً إلى كلب - ، و قد كتب إليه أبو بكر طالباً منه السير بمن معه إلى وديعة الكلبي الذي ارتد ، و ثبتت في هذه المنطقة جماعات من بني القين على رأسهم عمرو بن الحكم عامل النبي صلى الله عليه وسلم ، فكتب إليه الصديق أن يسير إلى زُميل و معاوية الوائلي زعيمي الردة في ناحيته لقمع ردتهما ، و ثبتت كذلك جماعة من قضاعة . انظر خبرهم جميعاً عند الطبري (3/243) .
و ثبت معاذ بن يزيد بن الصعق العامري من هوازن ، حيث كان له في قومه شأن كبير ؛ فلما عزم قومه على الردة جمعهم و خطب فيهم خطبة طويلة يحثهم فيها على الرجوع إلى الإسلام ، و يقبح لهم الردة و يحذرهم من غضب الله ، فلما لم يقبلوا منه ارتحل بأهله و بمن أطاعه من قومه . و قد أكد هذه الحقيقة غير واحد من المؤرخين ، منهم ابن حجر ، و ابن عبد البر . الإصابة (6/301-302) .
خبر ردة طيء …
أما طيء فإن خبر ردتها و إسلامها يحتاج إلى وقفة قصيرة ، فقد زعم بعض الكتاب أن طيء قد ارتدت
و ساندت طليحة الأسدي ، فقد قال الشيخ محمد الخضري بك في كتابه : إتمام الوفاء في سير الخلفاء (ص22) : إن العرب ما لبثت بعد أن علمت بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ارتدت ، و لم يبق أحد متمسكاً بدينه منهم إلا قريش ، و ثقيفاً بالطائف و قليلاً من غيرهم ، و أن طيء و أسد و من تبعهم من غطفان قد ارتدوا و تابعوا طليحة الأسدي .
و ما ذكرت قبل قليل من أمثلة أخرى تؤيد هذا الرأي ، لكن الحقيقة هي أن عدي بن حاتم الطائي ، لم يتردد في ثباته على الإسلام الذي تمكن من نفسه ، فعندما بلغه خبر وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم و كانت بحوزته إبل عظيمة اجتمعت له من صدقات قومه ، فراودوه في أن يردها إليهم متعللين بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم و بردّة بعض جيرانهم من أسد و غطفان ، لكنه وقف منهم موقفاً عظيماً حين أقسم ألاّ يفعل ما هموا به ماداموا قد دخلوا في الإسلام طائعين غير مكرهين ، و عدّ ما يريدونه لوناً من ألوان الغدر و الخيانة و غواية الشيطان و الجهل بالدين ، و استعمل معهم ما يستطيع من وسائل الترغيب و الترهيب و تبيان الحق ، و لما رأت طيء هذا الموقف الجاد و الحق الواضح و الإيمان الراسخ من عدي ، استجابت لدواعي الإيمان و لعنت الشيطان . حروب الردة للكلاعي (ص51 ، 69) .
و أصبحت طيء بفرعيها : الغوث وجديلة من أخلص أعوان خالد بن الوليد في قتال أهل الردة من أسد
و غطفان و من تابع طليحة الأسدي ، و بذلك وصف بعض المؤرخون عدياً بأنه كان خير مولود في أرض طيء ، و كان من القادة المساعدين لابن الوليد . الطبري (3/253-255) و فتوح ابن اعثم (1/14) و الكامل (2/25) و تاريخ الخميس (2/202 ، 205) . و قد خلط المؤرخون المحدثون بين موقف طيء في بداية الردة وما استقرت عليه في آخر المطاف .
ممن ثبت في بلاد اليمن …
و قد ثبت فيها قوم كثير و قاوموا الأسود العنسي الذي ادعى النبوة ، و تمكنوا من قتله في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم و قاتلوا من حدثته نفسه بالفتنة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، و قبل أن تصل إليهم جيوش الخلافة الإسلامية بقيادة المهاجر بن أبي أمية و عكرمة بن أبي جهل لمساعدتهم ، و بمساعدة الأبناء - هي طائفة باليمن من أصل فارسي ، قبلت الإسلام في أول أمره و ثبتت عليه ثباتاً عظيماً في فتنة العنسي و من جاء بعده . انظر : الطبقات لابن سعد (1/260) - ، الذين أبدوا ذكاءً و شجاعة عظيمة في هذا الميدان ، حيث قاتلوا بأنفسهم و استنهضوا القبائل و الأفراد ممن بقي على إسلامه ، و قضوا على الفتنة ، لاسيما فتنة عمرو بن معدي كرب ، وهو من فرسان العرب من قبيلة مذحج ، أسلم بالمدينة عندما قدمها مع وفد قومه زبيد، ارتد عن الإسلام ثم رجع إليه ، هاجر إلى العراق و أبلى بلاءً حسناً في القادسية . انظر : الطبقات (5/525-526) و سيرة ابن هشام (4/175-176) و الاستيعاب (3/1201-1205) .(2/87)
و ذكر الكلاعي أن النخّع و جُعفى لم تتبعا العنسي عندما نزل بغمدان من بلاد اليمن ، مما دعاه إلى المغادرة و الاتجاه نحو صنعاء ، فأبى أهل نجران و صنعاء من الأبناء أن تتبعه ، مما اضطره إلى استذلالهم و قهرهم و الإساءة إليهم . و ثبتت كذلك قبيلة قيس حيث أن الأصفر العكي خرج و جماعة من قومه ممن ثبت على الإسلام حتى دخل نجران وهو يريد قتال بني الحارث بن كعب ، فلما دخل عليهم رجعوا إلى الإسلام من غير قتال ، ثم أمر الصديق رضي الله عنه المهاجر بن أبي أمية أن يستنفر من مّر به من مضر و يقويهم بمال أعطاه إياه أبو بكر . و قد اجتمع إلى خالد بن سعيد بن العاص من ثبت على الإسلام باليمن من مُرادَ و سائر مذحج - قبيلة العنسي - فلقي بهم المرتدين من زُبيد و هزمهم . حروب الردة ( ص 114 ، 216 ، 219 - 220 ) .
و جاءت روايات في تاريخ الطبري (3/229-230) بهذا الخصوص :-
الرواية الأولى : أن أول من اعترض على العنسي و حاربه عامر بن شهر الهمداني - انظر : الإصابة (3/583) و يقول عنه ابن حجر : كان أول من اعترض على العنسي لما ادعى النبوة ، و كان أحد عمال النبي صلى الله عليه وسلم على اليمن . - ، و فيروز - من الأبناء و كان ممن بعثه كسرى إلى اليمن مع سيف بن ذي يزن فطردوا الأحباش و غلبوا على اليمن ، و عندما بلغه خبر النبي صلى الله عليه وسلم جاء فأسلم و هو ممن شارك في قتل العنسي ، و عن ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في خبر صحيح ( قتله الرجل الصالح فيروز الديلمي ) ، انظر : المسند (1/263) مات في خلافة عثمان رضي الله عنه ، انظر : الطبقات (5/533-534) و الإصابة (5/379-381) و أسد الغابة (4/371) - ، و داذويه - من الأبناء و كان شيخاً كبيراً أسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم و كان فيمن قتل العنسي ، قُتل غيلة في ردة قيس بن مكشوح ، انظر : الطبقات (5/534-535) و الإصابة (2/397-398) و الاستيعاب (2/461) - ، كلٌ في ناحيته .
الرواية الثانية : أن أتباع العنسي كانوا من عوام – جهال - قبيلة مذحج .
الرواية الثالثة : أن عمال النبي صلى الله عليه وسلم انسحبوا من مناطق فتنة العنسي و بعد مقتل باذان - كان عامل كسرى على اليمن ، أرسل النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً إلي كسرى يدعوه إلى الإسلام فمزق الكتاب و أرسل إلى باذان يطلب منه قتل رسول الله فأرسل رجلين ، فأخبرهما النبي صلى الله عليه وسلم بهلاك كسرى على يد ابنه شيرويه ، فعادا إلى اليمن و قصّا ذلك على باذان فأسلم ، و هو من الأبناء ، عينه النبي صلى الله عليه وسلم على اليمن ، انظر : زاد المعاد (1/125) - ، فنزل معاذ بن جبل رضي الله عنه في السكون ، و أبا موسى الأشعري نزل في السكاسك - و هما قبيلتين عربيتين في جنوبي الجزيرة العربية ، آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينهما . انظر : الطبقات (7/424) - و هذا مما يدل على ثبات هاتين القبيلتين على الإسلام - ، و أن الطاهر بن أبي هالة أقام وسط عك بتهامة ، إذ كانوا يقفون في وجه العنسي . و جاء في رواية أن أزاد - انظر خبرها و دورها في قتل العنسي في مصادر مثل : الطبري ( 3/232) و (3/239) - ، امرأة شهر بن باذان الذي قتله الأسود و تزوجها ، كانت ممن يخفي إسلامه، فتعاونت مع الأبناء و قيس بن عبد يغوث على قتل الأسود ، و كانت صاحبة دور هام في هلاكه ؛ و ذلك لصدق إسلامها و إسلام معظم أهل اليمن .
و ما ذكره ابن الأثير من روايات جاء فيها أن من الذين ثبتوا في اليمن على إسلامهم و نصروا الأبناء و هزموا معهم قيس بن عبد يغوث ، بنو عقيل بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، بقيادة معاوية العقيلي - انظر : الطبري (3/325) و الكامل (2/46) و الإصابة (6/302-303) و هو ممن أعان على استنقاذ أبناء فيروز الديلمي من قيس - ، و جماعة من عك و عليهم مسروق العكي - الطبري (3/328) و الإصابة (6/92-93) و لقد تمكن مع الطاهر بن أبي هالة من القضاء على فتنة بعض العكيين و الأشعريين بتهامة ، أنظر : الطبري (3/320) - . و أرسل أهل نجران و فداً إلى أبي بكر يجددون له العهد و يبايعونه بالخلافة . و أمّا بجيلة فقد رد أبوبكر الصديق جرير بن عبدالله البجلي و أمره أن يستنفر من قومه من ثبت على الإسلام و يقاتل بهم من ارتد و أن يأتي خثعم فيقاتل من ارتد منهم . الكامل (2/45) .
من ثبت في بني تميم ..
بني تميم لم ترتد كلها كما حاول أن يصور ذلك بعض المؤرخين المحدثين ؛ فقد قال د. عبد المنعم ماجد ، إنه كانت هناك امرأة ذات شخصية غير واضحة و اسمها سجاح …و قد أقبلت عند قومها من بني تميم ، الذين التفوا حولها… انظر كتابه : التاريخ السياسي للدولة العربية ( ص150) .
و يقول أ. شبير أحمد الباكستاني ، حين يتحدث عن سجاح : إن عامة بني تميم و جماعة من أمرائها قد استجابوا لها و لدعوتها . في كتابه : عصر الصديق رضي الله عنه (ص 158-159) .(2/88)
و يقول بريغش : و ارتدت بنو تميم مع سجاح الكاهنة ، و لم يبقى إلا المدينة و من والاها على الإسلام الصحيح … انظر كتابه : ظاهرة الردة ( ص101) .
و الحقيقة أنه لقوة إسلام و ثبات بعض بطون و أفراد و رؤساء بني تميم ، فقد استطاع مالك بن نويرة إقناع سجاح عندما أقبلت في جمعها لتغزوا المدينة ، بقتال الثابتين من قومها على إسلامهم قبل قتالها أبي بكر الصديق ، و عندما واجهت مسلمي تميم تلقت على أيديهم هزيمة نكراء مما جعلها تغير اتجاهها عن المدينة إلى اليمامة ، حيث تم الاتفاق مع مسيلمة الكذاب على حرب الإسلام ، و قد تقاربت الروايات التاريخية لتؤكد هذه الحقيقة . انظر : الطبري (3/269-272) و الكامل (2/31) و حروب الردة (ص94) .
و قد انحاز إلى مالك بن نويرة بنو حنظلة عشيرته الأقربون و أسندوا إليه أمرهم ، و ثبتت بعض قبائل تميم و التي كان عمال النبي صلى الله عليه وسلم عليها ، أمثال : الزِّبرقان بن بدر على الرباب ، و عوف و الأبناء – تشير الرواية هنا إلى قبائل من بني تميم ، انظر : معجم القبائل القديمة و الحديثة لعمر كحالة (1/3-4) - . و قيس بن عاصم على مقاعس و البطون . و صفوان بن صفوان على بَهْدى . و سبرة بن عمرو على خضم . و وكيع بن مالك على بني حنظلة ، فعندما جاء خبر وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ قدم صفوان بصدقات قومه بني عمرو و ما ولي منها ، و بما ولي سبرة و الزبرقان . انظر : الطبري (3/267-268) ، و انظر خبر وفد بني تميم إلى النبي صلى الله عليه وسلم في سيرة ابن هشام (4/157-163) .
و يدل مضمون هذه الرواية على أن من ثبت على الإسلام من بني تميم كان أكثر من المرتدين و المترددين ، فمانعوا الزكاة هم : بنو حنظلة و مقاعس و البطون و هي ثلاثة بطون .
و تؤكد رواية عند ابن الأثير ، ثبات جماعات من بني تميم على الإسلام و وقوفهم في وجه المرتدين و في وجه سجاح بالذات ، فإنها لم تتمكن من اجتياز أرضهم إلى المدينة ، و لذلك سارت إلى اليمامة . ( الكامل (2/31) .
أما عن وكيع و سماعة أحسّا بقبح ما أتيا فرجعا رجوعاً حسناً و لم يتجبرا و أخرجا الصدقات و استقبلا بها خالداً . الطبري (3/271) .
ممن ثبت في اليمامة ..
أنظر حول ردة بني حنيفة مقال بعنوان : الثابتون على الإسلام في مواطن بني حنيفة أثناء ردة مسيلمة ، للأستاذ عبد الله بن محمد ناصر سيف في مجلة جامعة الملك سعود ، الآداب(1) المجلد (10) .و حركة مسيلمة الحنفي لإحسان صدقي العمد ، حوليات كلية الآداب (10) ، جامعة الكويت . و الثابتون على الإسلام أيام فتنة الردة للدكتور مهدي رزق الله أحمد (ص 50-58) .
لقد طغت ردة مسيلمة الكذاب باليمامة على أخبار من ثبت فيها بصفة عامة و في بني حنيفة قوم مسيلمة بصفة خاصة ، بل إن كثير من الكتاب المحدثين قد أغفلوا ذكر المسلمين الذين تمسكوا بإسلامهم في فتنة مسيلمة ، و واجهوا و ساندوا الجيوش الإسلامية .
ذكر علي إبراهيم حسن : أن مسيلمة الكذاب استطاع أن يضم قبيلته إلى جانبه و كذلك ضم قبيلة تميم إلى جانبه عندما تزوج بسجاح التميمية . انظر كتابه : التاريخ الإسلامي العام ( ص 220) .
و قال د. محمد أسد طلس : أن بنو حنيفة ارتدت و تابعت مسيلمة الكذاب . انظر كتابه الخلفاء الراشدون ( ص 20) .
و يضيف الشيخ الخضري بك : أن بنو حنيفة ارتدوا عن الإسلام و تابعوا مسيلمة الكذاب . انظر كتابه : إتمام الوفاء في سير الخلفاء ( ص 22 ، 31 ) .
و كذلك قال د. توفيق محمد برو عند تناوله خبر المتنبئين : و منهم مسيلمة الكذاب من بني حنيفة ، الذي انضمت إليه قبيلته و قبيلة تميم بعد أن تزوج الكاهنة سجاح . انظر كتابه : التاريخ السياسي و الحضاري لصدر الإسلام و الخلافة الأموية ( ص98-99 ) .
و قد أنصف ابن أعثم حين ذكر خبر الثابتين فقال : و كان ممن ثبت ثمامة بن أثال و كان من مشاهير بني حنيفة ، وقف في وجه مسيلمة مع من ثبت من أهل اليمامة ، لذا اجتمعت إليه عندما علموا بمسير خالد إليهم . فتوح ابن أعثم (1/24-25 ، 40-41 ) و خبر ثمامة في الطبقات (5/550) و الإصابة (1/410-412) .
و تؤكد رواية في البداية و النهاية لابن كثير (6/320 ) دور ثمامة في حرب مسيلمة ، و مساعدة عكرمة بن أبي جهل له في هذه المهمة ، حيث أن عكرمة جاء إلى اليمامة قبل خالد بن الوليد .
و تؤكد رواية عند الطبري (3/272) و ابن الأثير (2/35 ) أن من أسباب مداهنة مسيلمة لسجاح و طليحة هو خوفه من أن يغلبه ثمامة على حجر أو شرحبيل بن حَسَنة أحد قادة ألوية جهاد المرتدين ، أو القبائل التي حولهم .(2/89)
و تقول رواية متفق عليها عند الطبري و الكلاعي و ابن الأثير و ابن كثير و ابن أعثم الكوفي و ابن عبد البر من أن ثمامة قد لحق بالعلاء بن الحضرمي الذي عقد له أبوبكر الصديق لواء قتال أهل الردة في البحرين و معه مسلمو بني حنيفة من بني سُحيم ، لذا أكرمه العلاء و نفله ثياباً فيها خميصة ذات أعلام كانت للحطم بن ضبيعة أحد قادة المرتدين في البحرين ، و كانت سبب في مقتل ثمامة عندما رآها بنو قيس معه . الطبري (3/312) و حروب الردة (ص197-198) و الكامل (2/41) و البداية و النهاية (6/328) و الفتوح (1/40-41 ) والاستيعاب (1/213-216) .
و ممن ثبت في اليمامة كذلك مجاعة بن مرارة و سارية بن عامر و معمر بن كلاب الرُّماني . و من سادات اليمامة الذين يكتمون إسلامهم ، ابن عمرو اليشكري الذي كان من أصدقاء الرجال بن عنفوة - كان في وفد بني حنيفة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، أرسله الرسول فقيهاً إلى بني حنيفة ففتن الناس ، و كان ممن شهد لمسيلمة حين ادعى النبوة ، و كان أعظم فتنة على بني حنيفة من مسيلمة ، و قد تنبأ الرسول صلى الله عليه وسلم بفتنته ، انظر : الطبري (3/287) و الكامل (2/35) و فتوح ابن أعثم (1/21)- ، فأرسله خالد بن الوليد إلى اليمامة ليخذلهم عن مسيلمة ، إذ لم يكونوا قد علموا بإسلامه ، و كانوا قد اغتروا بمسيلمة ، فكذبوا عمرو واتهموه فرجع عنهم ، و ممن ثبت أيضاً عامر بن مسلمة و رهطه . انظر : حروب الردة للكلاعي (ص115-116 ، 175) .
ممن ثبت في عُمان ..
وقفت الجماعة المسلمة في عُمان مع أميرها جيفر و أخيه عبّاد - هما أبناء الجلندى الأزدي ملك عُمان ، بعث إليهما الرسول صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص فأسلما ، انظر خبرهما في : الإصابة (1/542) و الاستيعاب (1/275) و الطبقات (1/262) و (7/493) و أسد الغابة (1/371) ، و يسمي ابن حجر عباد باسم عبيد - ، ضد ذي التاج لقيط بن مالك الأزدي متنبئ عُمان ، حتى جاء المدد مع حذيفة بن محصن الغلفاني ، و عرفجة بن هرثمة البارقي و عكرمة بن أبي جهل ، مع قواد الألوية التي عقدها الصديق رضي الله عنه لقتال المرتدين . و ثبت على الإسلام كل من بني جُديد و بني ناجية و بني عبد القيس كما تقرره روايات كل من الطبري و ابن الأثير و ابن كثير . الطبري (3/314-316) و الكامل (2/43) و البداية و النهاية (6/330) ؛ و عن ثبات بني عبد القيس انظر كذلك تاريخ الخميس (2/201) . حيث قام سيحان بن صوحان بقيادتهم ليقفوا مع المسلمين في توهين أهل الردة و قتلهم ، و سيحان هذا كان أحد أمراء المسلمين في قتال المرتدين ، قتل يوم الجمل مع علي رضي الله عنه ، انظر : الإصابة (3/235-236) و الطبقات (6/221) .
و ثبت كذلك أهل تَبالة من أرض كعب بن ربيعة ، الذي انحاز إليهم عكرمة عندما توفي صلى الله عليه وسلم و قامت فتنة لقيط . انظر : حروب الردة للكلاعي (ص208-210) .
ممن ثبت في البحرين ..
فقد ثبت الجارود بن عمرو بن حنش بن المعلى العبدي الذي قام في قومه و ذكّرهم بحقيقة الموت و قرأ عليهم{و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ..} آل عمران/144
، فثبتوا و لم يبدلوا كما بدل قوم من ربيعة البحرين . انظر : حروب الردة (ص194) و الطبري (3/303) و البداية و النهاية (6/327-328) و انظر ترجمة الجارود في : الإصابة (1/441-443) و أسد الغابة (1/311) .
و لما بعث الصديق رضي الله عنه العلاء بن الحضرمي إلى البحرين في سنة عشر راكباً ، قال له أمعن فإن أمامك عبد القيس ، فسار حتى لقيهم و مر بثمامة فآزره و استنهض المسلمين في تلك الأنحاء ، و كان الجارود يبعث بالرجال المقاتلة إلى العلاء فاجتمع إليه بذلك جيش كبير قاتل فيه المرتدين ، و نصر الله به المؤمنين . و عن موقف بني عبد القيس من الردة انظر : تاريخ الخميس (2/201) ، و انظر هذا الخبر في : الطبري (3/305-306) و حروب الردة (ص197) و ما بعدها ، و الكامل (2/40-41) .
و كان ممن آزر العلاء لقمع الفتنة ، قيس بن عاصم و عفيف بن المنذر ، و من بني بكر بن وائل : عتيبة بن النهاس و عامر بن عبد الأسود و مسمع و خفصة التميمي ، و المثنى بن حارثة الشيباني و غيرهم . انظر : الطبري (3/305) و (3/310) و فتوح ابن أعثم (1/38-45) .
و قد آزر العلاء كذلك ممن ثبت في أرض تميم ، و لولا تدخل بعض العناصر الأجنبية لصالح المرتدين لما تجرءوا على الوقوف في وجه المسلمين مدة طويلة ، حيث أن فارس قد أمدت المرتدين بتسعة آلاف من المقاتلين ، و كان عدد المرتدين ثلاثة آلاف و عدد المسلمين أربعة آلاف . الكامل (2/41) و فتوح ابن أعثم (1/38)
ممن ثبت في حضرموت ..(2/90)
لما قدم وفد كندة مسلماً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم استعمل عليهم زياد بن لبيد الأنصاري البياضي من أصحاب بيعة العقبة ، و كان رجلاً حازماً أقره الصديق على كندة بحضرموت ، و كان على رأس من ثبت على الإسلام في هذه المنطقة حتى أنقذهم الله بالمهاجر بن أبي أمية . انظر : الإصابة (2/586-587) ، (6/228-229) و الاستيعاب (2/533) و حروب الردة (ص222-223) .
ممن ثبت في مهرة ..
ثبت في هذه البلاد بعض بني محارب و ساعدوا عكرمة في حربه ضد مرتدي قومهم ، حيث أنه عندما فرغ عكرمة و عرفجة و حذيفة بن محصن من ردة عُمان ، خرج عكرمة في جنده نحو مهرة ، و استعان عكرمة في القضاء على بقايا فتنة اليمن بمن ثبت على الإسلام من مهرة و من حولها أمثال ، أهل النّجد و أهل رياض الروضة و أهل الساحل و غيرهم . الطبري (3/316-317) و (3/327) و الكامل (2/43-44) و البداية و النهاية (6/330-331) .
ممن ثبت في شمالي الجزيرة العربية ..
أذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر موقف بني شيبان و سيدهم المثنى بن حارثة في إخماد فتنة الردة في
البحرين و متابعتهم السير على شواطئ الخليج العربي ، و إبطال دسائس الفرس ، و المثنى هو الذي قدم على أبو بكر الصديق و طلب منه أن يبعثه على قومه لأن فيهم إسلاماً ليقاتل بهم أهل فارس ، و كان لدوره الفعال الأثر الكبير في فتح العراق فيما بعد ، و ثبت بني عذرة ، حيث كتب الصديق إلى قائدهم معاوية العذري يأمره بالجد في قتال أهل الردة في بلاده . انظر : الإصابة ( 6/162 ) .
و لمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع راجع كتاب : الثابتون على الإسلام أيام فتنة الردة ، د. مهدي رزق الله أحمد ، حيث أن المؤلف جمع الروايات الصحيحة في هذا الموضوع وناقشها وفق المنهج العلمي . و كتاب : ترتيب و تهذيب كتاب البداية والنهاية خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، د . محمد بن صامل السلمي ( ص 78- 124 ) حيث درس المؤلف موضوع الدرة دراسة جيدة ، و خرج أحاديثه وآثاره . و كتاب : عصر الخلافة الراشدة د . أكرم ضياء العمر ( ص 387- 412 )
و بعد هذا الذي ذكرت نخرج بنتيجة واحدة وهي : أن كلام المستشرقين في دعواهم : أن العرب قد ارتدوا جميعاً لم يثبت ؛ وبما أن هذه الردة الجماعية التي زعموها قد بطلت ، بقي أن نقول : أن حجتهم الأخرى و هي : ( إما إن إسلامهم سطحي لأنهم جديدون به ، بل مكرهون عليه ) أو ( أنهم لم ينضموا للإسلام بالأصل فالحرب كانت لإجبارهم على الزكاة و بالتالي فلا دليل على أنهم قد دخلوا للإسلام ) !
الجواب : أولاً : لا دليل على ما تقولون ، و بما أنكم لا تملكون أي دليل على ادعائكم هذا ، فقد ثبت أن الذين شاركوا في الفتوحات الإسلامية لم يكن للمرتدين أي دور فيها ، بل ثبت أن الصديق قام بالآتي تجاه المرتدين ، بعد أن رجعوا إلى الإسلام :-
1 - لم يشرك الصديق رضي الله عنه أحداً من المرتدين في الفتوح ، بل جردهم من السلاح ، لأنه لم يأمنهم لحداثة عهدهم بالردة ، وعقوبة لهم بإظهار الاستغناء عنهم .
2 - و لأن الصديق رضي الله عنه لم يشأ للمرتدين أن يكونوا طلائع الفتح الإسلامي ، فلا يعطون سكان المناطق المفتوحة المثل الصالح للجندي المسلم .
3 - و لأن الفاتحين لم تستقر أقدامهم في المناطق التي فتحوها ، بل كان السكان وخاصة نصارى العرب يثورون عليهم بين الفينة والأخرى ، فقد أعيد فتح الحيرة ثلاث مرات ، وهذا يفسر لنا أسباب تغيير شروط الصلح مرات عديدة في مناطق السواد .
4 - و لأن سائر المعارك دارت في العراق العربي ، بخلاف العراق الفارسي ؛ فقد كان لقبيلة شيبان بقيادة قائدها المثنى بن حارثة الشيباني ، و قبيلة سدوس بقيادة قائدها قطبة بن قتادة السدوسي ، والتي تسكنان القسم الجنوبي من العراق ، الدور الكبير في الفتوحات في تلك المناطق ، فلم يحتج إلى الاستعانة بالمرتدين للمشاركة في فتح تلك المناطق .
5 - ولأن تلك المناطق لم تكن مرتبطة بالمدينة لذا فق أرسل الصديق رضي الله عنه خالد بن الوليد و عياض بن غنم إلى العراق العربي ليتوليا قيادة الجيوش فيه .
6 – كان من ضمن الوصية التي أوصى بها الصديق رضي الله عنه خالد بن الوليد و هو يبعثه إلى العراق أن لا يكره أحداً على المسير معه ، ولا يستعين بمن ارتد عن الإسلام وإن عاد إليه .
7 – كما وأن الصديق رضيا الله عنه لم يكن واثقاً كل الثقة بهم ، لذا كان خائفاً من انحيازهم إلى أعداء الإسلام .(2/91)
و لما زالت تلك المخاوف بصدق توبتهم ، وأصبحت الدولة الإسلامية بحاجة إلى خدماتهم في مواجهة أعدائها ، أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه برفع الحظر عنهم ، والاستفادة من خبراتهم العسكرية ، كما أمر برد سبايا أهل الردة حتى يشعر العرب جميعاً أنهم أما شريعة الله سواء ، وأنه لا فضل لقبيلة على قبيلة إلا بحسن بلائها ، و ما تقدمه من خدمات للإسلام والمسلمين .. وقد أثبتوا شجاعة في الحرب .. و صبراً عند اللقاء .. و وفاء للدولة لا يعدله وفاء .. راجع هذه الخطوة التي اتخذها عمر رضي الله عنه في كتاب : جولة تاريخية في عصر الخلفاء الرشدين لمحمد السيد الوكيل ( ص 89 ) .
و بهذا تسقط مزاعم هؤلاء المستشرقين بخصوص هذا الموضوع ، أما قولهم : إنهم كانوا يقاتلون مكرهين من أجل إجبارهم على دفع الزكاة ، فهذه شبهة أخرى باطلة لا دليل عليها ، بل ثبت أن من قادة المرتدين و هو طليحة بن خويلد ، بعد أن عاد إلى الإسلام و حسن إسلامه شارك بنفسه في فتوحات العراق في خلافة الفاروق ، و أبلا بلاءً حسناً في الحرب مع الروم ، كما كان لغيره من الذي ارتدوا ثم عادوا ، فلم يثبت أن أحداً من المرتدين شارك مع المسلمين في قتال ضد الروم أو الفرس ، رغماً عنه أو حتى قاتل مجبراً . ومن يقول بغير هذا فعليه بالدليل ، والمثبت مقدم على النافي كما هو معلوم .
و للمزيد من هذه الأدلة على أن الصديق رضي الله عنه لم يستعن بالمرتدين في الفتوحات الإسلامية راجع الكتب التالية : -
1 - سلسلة الطريق إلى المدائن لأحمد عادل كمال ، فقد رجح أن عمر بن الخطاب هو الذي سمح بمن عاد إلى الإسلام وحسن إسلامه من المرتدين بالمشاركة في الفتوحات بعد أن كان ذلك ممنوعا على عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه .
2 – حركة الفتح الإسلامي لشكري فيصل .
وتقبلوا تحيات أخوكم : أبو عبد الله الذهبي ..
=============
آيات يحتج بها الشيعة
إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه
• ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ] لا تحزن إن الله معنا[؟ أليس أبو بكر داخلا فيها؟ أليس أبو بكر كان يخاف على نفسه؟
• إن النبي كما أنه لم يخلف على فراشه جبناء فإنه لم يصطحب جبناء وإلا كان ذلك طعنا فيه. أليس النبي عندكم يعلم الغيب؟
• ليس كل من يحزن يكون جبانا.
• قالت الملائكة لسيدنا لوط (لا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ 33). فهل كان سيدنا لوط جبانا؟
• وقال جبريل لمريم (فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا 24).
• وقال تعالى للمؤمنين (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (آل عمران139). هل معنى ذلك ولا تكونوا جبناء؟
• لفظ (مع) تتعدد معانيه بحسب سياق النص.
• (وهو معكم أينما كنتم) تفيد العلم أم النصر والتأييد؟
• (واعلموا أن الله مع المتقين) تفيد العلم أم النصر والتأييد؟
• (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ) هل هذه المعية معية علم أم معية نصر وتأييد؟
• فإذا كانت المعية معية النصر لا معية العلم ولا المصاحبة ثبت الثناء على أبي بكر. ولا يخالف في كون المعية هنا معية التأييد إلا جاهل أو مكابر جبار عنيد.
• وإذا لم نجد السكينة على أبي بكر في هذه الآية فإننا نجدها فيه وفي غيره في آيات أخر تثبت السكينة على كل أصحابه وليس فقط في أبي بكر.
• قال تعالى ] لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً[ (الفتح:18).
• وقال تعالى ] إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً[ (الفتح:26).
• وقال تعالى ] ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ 26 ثُمَّ يَتُوبُ اللّهُ مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَن يَشَاء وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 27[.
• وقد كان أبو بكر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فقط في هجرته وإنما في غزواته وفي بيعة الشجرة.
أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم
هل يتناقض القرآن؟ كيف يفهم من هذا ارتدادهم وهو الذي أثنى عليهم مهاجرين وأنصارا؟ كيف يمكن الله للمنقلبين أن يتملكوا المنصب الإلهي ويحرم منه من وعدهم بالتمكين؟(2/92)
فهل عندكم من مخرج سوى القول بالبداء؟
الآية لا تفيد تحقق الارتداد. فقد قال تعالى ]أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين[. فلماذا أخذتم القرآن عنهم وهم مرتدون محرفون للنصوص؟ وهل عندكم بدائل عنهم؟
الله يستهزئ بهم
كل صفات الله وأفعاله خير حتى استهزاؤه بالمستهزئين ومكره بالماكرين وخديعته للمخادعين. وأما فعل العبد ذلك فهو شر.
فتختص الصفة بما تليق بالله ويختص بالعبد ما يليق به.
فنثبت هذه الصفات وإلا يلزم من ذلك تكذيب الله وعدم التسليم له بما وصف به نفسه.
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت يا علي وشيعتك (تفسير الطبري12/657).
فيه أبو الجارود: زياد بن المنذر الكوفي : قال عنه الحافظ ابن حجر » رافضي كذبه يحيى بن معين« (التقريب 2101) وفيه عيسى بن فرقد وهو الذي يروي عن الكذابين والمتروكين مثل جابر الجعفي (جامع الجرح والتعديل 1/122) الرافضي الذي كان يؤمن أن عليا هو دابة الأرض وأنه لم يمت وإنما هو في السحاب وسوف يرجع وحكيم بن جبير (جامع الجرح والتعديل1/190). كما حكاه عن عيسى ابن ابي حاتم في (الجرح والتعديل 6/284).
إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما
زاغت ومالت عن الحق في حب ما كرهه النبي صلى الله عليه وسلم من اجتناب جاريته واجتناب العسل.. وكان عليه السلام يحب العسل والنساء.. أي إن تتوبا كان خيرا لكما إذ قد صغت قلوبكما (القرطبي18/124) وهذا الزيغ متعلق بالغيرة لا غير.
وهذا زيغ في هذه المسألة ليس زيغا عن الاسلام إلى الكفر.
والرسول لم يطلقهما بعدما علم ذلك منهما بل أقر زواجهما منه، وحاشاه أن يقر ببقائهما ولا يطلقهما إن كان الأمر يستحق ما ينفخ فيه الرافضة. لأنه يلزم من هذا الطعن بالنبوة وأن الرسول لم يطلق من تستحق الطلاق.
ولم يمنع الحق عمر أن يقول «هما عائشة وحفصة» وذلك عندما سئل عن معنى هذه الآية.
وإذا كانت عائشة وحفصة قد اتفقنا على مظاهرة كل منهما الأخرى فإن صالح المؤمنين هما أبو بكر وعمر فقد ظاهر أبو بكر وعمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ضد ابنتيهما بتوبيخ كل منهما ابنته على ذلك. وقد وردت الروايات في شرح الآية (وصالح المؤمنين) أي أبو بكر وعمر (تفسير الطبري).
وعائشة من أهل البيت ومع ذلك ليست معصومة. كما أن عليا خطب من لا يجوز أن يخطب مما أدى إلى غضب النبي صلى الله عليه وسلم .
إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم
رويتم عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال « إن الحرب خدعة» (منتهى المطلب2/913 للحلي منهاج الصالحين/373 للخوئي).
وأن عمروا قال لعلي رضي الله عنه « خدعتني! فقال له علي «الحرب خدعة» (منتهى المطلب2/913 تذكرة الفقهاء للحلي1/414 و9/83).
انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون.
يسميها الشيعة «آية الوِلاية» بكسر الواو وهو خطأ والصحيح بفتح الواو. وسياق الآية يناسب هذا التنبيه لأن السياق متعلق بمودة المؤمنين ومؤازرتهم لا بموضوع الإمامة.
ما زلنا نطالب بنص جلي واضح يليق بما تعتبرونه أصلا من أصول الدين أهم من الصلاة والصيام. ولا يقوم الدين إلا به ولا يقبل العمل إلا معه. وهيهات أن تجدوا.
• أما الرواية التي تحكي أن عليا أدى الزكاة وهو راكع. فهيئة مثيرة للتعجب أن يعطي المزكي زكاته وهو راكع ولم لا يعطيها وهو ساجد!!!
• قال ابن كثير: رواه ابن مردويه من حديث علي بن ابي طالب رضي الله عنه وعمار بن ياسر وليس يصح منها شيء بالكلية، لضعف أسانيدها وجهالة رجالها" (تفسير ابن كثير 3/130).
• والذي زعم أنها نزلت في علي هو الثعلبي وهو الملقب بحاطب الليل لأنه لا يميز الصحيح من الضعيف وأكثر رواياته عن الكلبي عن أبي صالح وهو عند أهل العلم من أوهى ما يروى في التفسير.
• قال ابن حجر العسقلاني " رواه الطبراني في الأوسط في ترجمة محمد بن علي الصائغ، وعند ابن مردويه من حديث عمار بن ياسر قال: وقف بعلي سائل وهو واقف في صلاته… الحديث. وفي إسناده خالد بن يزيد العمر وهو متروك، ورواه الثعلبي من حديث أبي ذر مطولا وإسناده ساقط" (الكافي الشافي في تخريج أحاديث الكشاف لابن حجر العسقلاني، هامش الكشاف 1/649).
• فلا يمكن أن يبنى ركن الإمامة على هذه الآثار الضعيفة.
سبب نزول الآية
• الآية نزلت في عبادة بن الصامت حين تبرأ من حلفه السابق مع اليهود لما أعلن اليهود الحرب عليه. فقد روى ابن جرير أنها نزلت في عبادة بن الصامت لما حاربت بنو قينقاع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشى إليهم عبادة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أحد بني عوف بن الخزرج فخلصهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ إلى الله وإلى رسوله من حلفهم وقال: أتولى الله ورسوله والمؤمنين وأبرأ من حلف الكفار وولايتهم« (تفسير الطبري 6/288 وتفسير ابن كثير 2/71).(2/93)
• قلت: وفيه السائب بن محمد الكلبي والضحاك عن ابن عباس. لم يصح فإن الضحاك لم يثبت لقياه ابن عباس.
الأدلة العقلية على بطلان الاحتجاج بالآية
• هل عند الشيعة رواية عن علي تتضمن احتجاج علي بهذا لآية على تقديم إمامته على غيره؟ أو أنه احتج عليهم بيوم الغدير؟
• سياق الكلام في الآية متعلق بالنهي عن موالاة الكفار وقد سبق هذه الآية قوله تعالى ] يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء[ لا بموضوع من الأولى بالإمامة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم .
• الواو ليست واو الحال إذ لو كان كذلك كان لا يسوغ أن يتولى إلا من أعطى الزكاة في حال الركوع. فلا يتولى علي سائر الصحابة والقرابة.
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم » إن في الصلاة لشغلا« فكيف يكون أداء الزكاة داخل الصلاة؟ وبالتحديد عند حالة الركوع؟ ولم لا يكون أداؤها في حال القيام أو السجود أو عند التشهد مثلا؟
• قوله (والذين) صيغة جمع وعلي واحد.
• وعلي لا زكاة عليه وقد كان فقيرا باعتراف الشيعة.
• أن أكثر العلماء على أن إخراج الخاتم في الزكاة لا يجزئ.
• أن في الصلاة شغل عن الأعمال الخارجة. أليس من الغريب أن لا يصبر علي على أداء الزكاة حتى يخرج من صلاته؟ أم أن الشرع أوجب أن تؤدى الزكاة على هذا النحو؟
الولي هو القريب والمحب والنصير
• إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون.
• يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان. ومن يتولهم منكم فأولئك هم الخاسرون.
• يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء. بعضهم أولياء بعض. ومن يتولهم منكم فإنه منهم. والنهي لم يكن عن مبايعتهم. وإنما كان النهي في السياق عن محبتهم ومودتهم.
• والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض (التوبة).
• لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين.
• وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين.
• ومن يتولهم منكم فإنه منهم. وليس المعنى أن نبايعهم على السمع والطاعة فإن هذا معروف ضرورة. وإنما على مطلق المحبة والمودة والاقتراب منهم.
• (يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا). وهذا في النصرة لا في الإمامة.
• ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم.
• بل الله مولاكم وهو خير الناصرين.
• فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين.
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم » اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا«
قال الهيثمي » فيه محمد بن مصعب: وهو ضعيف الحديث سيء الحفظ« (مجمع الزوائد9/167).
وقال صلى الله عليه وسلم نزلت هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) في علي وفاطمة
قال الهيثمي » رواه البزار وفيه بكير بن يحيى بن زبان وهو ضعيف« (مجمع الزوائد9/167).
أهل بيت الرجل زوجته قال تعالى لزوجة ابراهيم
(رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت) (فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال امكثوا) (فراغ الى أهل فجاء بعجل سمين) (فأسر بأهلك بقطع من الليل).
قال النبي صلى الله عليه وسلم قولوا (اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته) (بخاري رقم 6360 كتاب 80 باب33). مسلم (1/306) أحمد (5/374).
وكان إذا دخل بيت عائشة قال » السلام عليكم أهل البيت). (بخاري 4793).
أينما تولوا فثم وجه الله
وجه الله عند الرافضة هم الأئمة: قال المجلسي « عن داود بن كثير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام : أنتم الصلاة في كتاب الله عزوجل وأنتم الزكاة وأنتم الحج؟ فقال: يا داود نحن الصلاة في كتاب الله عزوجل، ونحن الزكاة ونحن الصيام ونحن الحج ونحن الشهر الحرام ونحن البلد الحرام ونحن كعبة الله ونحن قبلة الله ونحن وجه الله قال الله تعالى ) فأينما تولوا فثم وجه الله( (بحار الأنوار42/303 و108/341 تفسير كنز الدقائق1/221 تفسير القرآن للخميني2/469 اقتصر على (نحن الصلاة).
تأويلهم للآية يتناقض مع النص الذي في الكافي: عن المفضل قال: " سألت أبا الحسن عن شيء من الصفة فقال: لا تجاوزوا ما في القرآن" (الكافي 1/79 كتاب: التوحيد- باب: النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه تعالى).
عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن
فأعينوني بقوة أجعل لكم ردما
هذا من باب ما يتعاون الناس فيه فيما يقدرون عليه. وليس فيه جواز استغاثة الحي بالميت.
فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم
إذا كان علي هو نفس رسول الله فهل كان دخول علي على فاطمة هو دخول رسول الله؟
أذا كان علي هو نفس الرسول لزم أن يكون علي نبيا.
وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين[
ما المراد بالاحتجاج علينا بهذه الآية؟ وهل ننكر أن تكون فاطمة والحسن والحسين من أهل البيت النبوي؟ أم أننا ننكر فضلهم؟(2/94)
أما الاحتجاج بالآية لإثبات أن الإمامة لا تكون إلا لعلي والحسن والحسين؟ فعلي هو الذي تخلى عنها. والحسن سلمها لمعاوية. والحسين لم يتمكن منها.
ما معنى ونساءنا ونساءكم؟
لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم.
فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم.
ولا تقتلوا أنفسكم إنه كان بكم رحيما.
قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى
• زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الآية » من هؤلاء الذين أمرك الله بمودتهم؟ فقال: علي وفاطمة وابناهما« وهذا الحديث ساقط الاسناد كما قال الحافط ابن حجر (فتح الباري 8/564). وقال ابن كثير » هذا إسناد ضعيف فيه متهم لا يعرف عن شيعي محترق وهو حسين الأشقر« .
• ومعلوم أن الآية مكية بالاتفاق. (تفسير البغوي 4/119) وعلي تزوج فاطمة بعد غزوة بدر. وولد الحسن في الثانية من الهجرة. فكيف تنزل الآية بمودة من لم يخلق بعد؟ أهكذا خاطب الله قريشا أن تود من لم يكن قد خلق بعد؟
• واذا كانت هذه الآية نصا على الإمامة فلماذا لم يطالب الشيعة بأن تكون فاطمة إمامة؟ ولماذا لم يطالبوا بأن يكون الأربعة: علي وفاطمة والسبطان أئمة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؟
• روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن هذه الآية: فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد. فقال ابن عباس: عجلت. إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة فقال: إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة« (البخاري رقم 4818).
• قال ابن تيمية » إنه قال: لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى. ولم يقل إلا المودة للقربى ولا المودة لذوي القربى، فلو أراد المودة لذوي القربى لقال: (المودة لذوي القربى) كما قال: ] واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذوي القربى[ وهكذا في غير موضع. فجميع ما في القرآن من التوصية بحقوق ذوي قربى النبي صلى الله عليه وسلم وذوي قرب الانسان إنما قيل فيها ذوي القربى، ولم يقل في القربى. فلما ذكر هنا المصدر دون الإسم دل على أنه لم يرد ذوي القربى« (منهاج السنة4/28).
لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ
مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ.
] وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً 74 إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا[ (الاسراء74-75).
من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا
• القرض لا يكون للحاجة فقط. وهذا ما أكده الكليني في رواياته. (الكافي1/537). والذي أكد أن القرض معناه صلة الإمام. يعني قرض الله يعني قرض الإمام. فعاد الضمير كالعادة على الإمام. فما عند الرافضة من تفسير هذه الآية شر مما ظنوه شرا. فقد قالوا « سئل أبو عبد الله عن هذه الآية فقال: نزلت في صلة الإمام. قال: درهم يوصل إلى الإمام أفضل من ألف درهم في غيره في سبيل الله» (الكافي1/538 مجمع الفائدة 4/182 للمحقق الأردبيلي).
• القرض هنا هو أن يسلف العمل الصالح بإعطاء الدرهم للفقير فيودع عمله الصالح عند الله فيضاعفه الله له يوم القيامة. ونوع الإسلاف هو العمل الصالح وليس قرض الله الدرهم والدينار. وعملة الحسنة أعظم من عملة الدينار.
• جاء في نهج البلاغة « جعل تقديم العمل الصالح بمنزلة القرض والثواب عليه بمنزلة قضاء الدين،إظهارا لتحقق الجزاء على جنس العمل» (نهج البلاغة159).
• والآية مسوقة للحث على الصدقة على الفقير. والسياق يرفع اللبس والإشكال. كقول الله في الحديث القدسي: « ابن آدم إستطعمتك فلم تطعمني. فيقول: وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ فيقول: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي» (مسلم2569).
• ولم يتوهم عامة المسلمين ما يورده الزنادقة للمساومة على التأويلات الباطلة.
• إذا كانت هذه الآية لا تليق بالله فافتحوا القرآن الذي جمعه لكم علي لعلكم لا تجدون فيه هذه الآية.
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (الأحزاب:23).
ليس في هذه الآية ذم للبعض الآخر بأنهم لم يصدقوا ما عاهدوا الله عليه. وهي للجنس لا للتبعيض.
ولو فرضنا هناك تبعيضا. فقد جاء وصف المؤمنين عاما وليس معنى الآية (من الصحابة رجال).
لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار
هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس.. المتكبر
واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن
• إبراهيم أوتي النبوة والإمامة فلماذا بقي الإمام أفضل من إبراهيم. ومن كان نبيا وإماما فهو خير ممن أوتي إمامة من غير نبوة.
• قال إني جاعلك للناس إماما. قال ومن ذريتي. قال لا ينال عهدي الظالمين.(2/95)
• كذب من زعم أن هذه الآية دليل على المرتبة الخاصة بأهل البيت. قال تعالى ]وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً [ (الفرقان:74) فهذا دعاء يدعو به كل مؤمن من عباد الرحمن. ولهذا ادعى الزنادقة أنها لم تنزل هكذا. فرووا عن أبي عبد الله أنه قال:« إنما نزلت هكذا: ]والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعل لنا من المتقين إماما[ (تفسير القمي1/36).
• إن كانت الآية دليلا على إمامة المسلمين السياسية فإن إبراهيم يكن إماما.
• وإن كانت دليلا على إمامة العلم بطل استدلالكم بالآية فإن الخلاف بيننا وبينكم ليس على إمامة العلم.
• وإن كانت دليلا على العصمة فيبطله قول إبراهيم ]والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين[. فإذا كانت الآية تدل على العصمة فهل كان يعلم إبراهيم ذلك؟ فإمامة الهدى ليست خاصة بمعصومين فقد جعلها الله لبني اسرائيل ]وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون[ وجعلها عامة لكل مستضعف فقال ]وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ[ (القصص:5) وأنتم تستخرجون من هذه الآية مرتبة لا تليق إلا بطينة خاصة من البشر وهي طينة المعصومين.
• وإن كانت دليلا على القدوة فقد قال تعالى ]قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ[ (الممتحنة:4). وهل تقبلون أن يكون علي قدوة لكم وقد بايع من لا يستحق البيعة عندكم. فإن زعمتم أنه كان مجبرا أبطله تفسيركم لقوله تعالى ]وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[ (النور:55). الله لا يخلف وعده. فكيف نال عهده أبا بكر وعمر وعثمان وهم عندكم ظالمون؟ ثم يبايعهم علي مهنئا لهم على غصبهما للامامة التي أمر الله أن يبلغ رسوله بشأنها.
• الإمامة هي أن يكون الإمام قدوة. وأين هذه القدوة الحسنة في بيعة علي المعصوم لأبي بكر وعمر وعثمان وبيعة الحسن والحسين المعصومين لمعاوية الكافر عندكم. قارن ذلك بإبراهيم وقومه من الكفار ] قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ[ (الممتحنة:4).
• أمر الله جميع عباد الرحمن أن يتطلعوا لمرتبة الإمامة: مرتبة الهدى والعلم والقدوة فقال ] والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما[. ولهذا الآية الرافضة أنها محرفة وأنها لم تنزل هكذا، وإنما (واجعل لنا من المتقين إماما).
• الآية لا علاقة لها بالامامة المختلف عليها عادة بين السنة والشيعة. وإنما هي أمامة العلم والهدى والقدوة كما قال تعالى ]أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده[.
• هل خان الحسن عهد الله ومكن منه الظالمين حين سلم الخلافة الى معاوية وبايعه؟
• النبي إمام هدى يدعو الى حكم وإمام قائد ينفذ حكم الله ويسود قومه. فإما أن يكون إمام هدى من غير قيادة. وإما أن يمكنه الله من كلا الامامتين: هذا سليمان آتاه الله الإمامتين.
• علي خالف المشيئة الإلهية التي قضت بأن لا ينال عهده الظالمين فمكن للظالمين وبايعهم.
• الحسن مكن للظالمين أن ينالهم العهد مناقضا بذلك القرآن. فأمكن معاوية مع أن الله وعد أن لا ينالها ظالم.
• ومن الأنبياء من أوتي ملكا لم يؤتاه أحد من بعده كنبي الله سليمان. فهو أوتي ملكا عظيما. قارن هذا بهذا الملك العظيم المهدي المختبىء في السرداب أو السائح في البلاد.
واستعينوا بالصبر والصلاة
عن الصادق قال « إذا نزلت بالرجل النائبة والشدة فليصم، فإن الله يقول واستعينوا بالصبر والصلاة» (كشف الغطاء 2/324 لجعفر كاشف الغطاء).(2/96)
قال الطبرسي « أي في حوائجكم إلى الله بالجمع بين الصبر والصلاة» (تفسير جوامع الجامع1/100 لأبي على الطبرسي).
وفي زبدة البيان « بأن تصلوا صابرين على تكليف الصلاة» (زبدة البيان ص128 للمحقق الأردبيلي).
وقد فسروا الصبر بالصيام حيث جاء وصف رمضان بأنه شهر الصبر (مدارك الأحكام6/9 للسيد محمد العاملي ذخيرة المعاد 3/494 للسبزواري كشف الغطاء2/324 لجعفر كاشف الغطاء غنائم الأيام).
وعن أبي عبد الله « كان علي عليه السلام إذا هاله أمر فزع إلى الصلاة. ثم تلا هذه الآية» (الذكرى للشهيد الأول ص256).
وإن من شيعته لإبراهيم
ألم يكن عليا من شيعة أبي بكر وعمر وعثمان؟
هل تعني هذه الآية أن مذهب التشيع كان معروفا وله وجود في عهد إبراهيم؟
] وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ[ (الروم:32).
] إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ[ (الأنعام:159).
وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا
هذه الآية حجة على مذهب الإمامية الذين يفضلون الإمام على النبي.
هؤلاء أئمة من بني إسرائيل ليسوا بأنبياء. مع أن الامامية يفضلون الإمام على النبي.
وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما
يبطل احتجاج الشيعة هذه الآيات:
] فاجتنبوا الرجس من الأوثان[.
] فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ[ (البقرة185).
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم
هم عند ربهم أحياء لا عندنا. لو كانوا عندنا أحياء لكلمونا وكلمناهم. ولخرجوا من قبورهم.
قال تعالى ) ولو سمعوا ما استجابوا لكم( فحتى لو كانوا أحياء لا يسمعوننا كما قال تعالى.
وحتى لو كانوا شهداء فإنهم لا يصيرون بذلك شهادء علينا. فإن عيسى قال ) فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد(.
وورث سليمان داود.. وقوله يرثني ويرث من آل يعقوب
قبل كل شيء الله آتى سليمان ملكا عظيما. فهل الملك مسبة. لما تطعنون في ملك بني أمية وترضون ملك سليمان.
الآية ما قبل هذه بينت أن الله آتى سلمين وداود علما. قال تعالى ) وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ 15(.
فالارث ليس إرث المال بدليل أن لداود أبناء كثيرين. وفي حصر الارث بالعلم والنبوة مدح لسليمان لأن الله يختص لميراث النبوة والعلم من يشاء. أما ميراث المال فشرع الله أن تكون للإخوة بالتساوي لا لواحد منهم دون الآخر. ولذلك قال النبي للذي نحل ابنه أرضا دون إخوته الآخرين: أكل ولدك نحلت مثله؟ قال لا. قال: أشهد على ذلك أحدا غيري.
وينزه القرآن عن أن يتضمن أخبارا لا فائدة فيها كأن يحكي خبر إرث الأبناء أموال آبائهم. فإن مثل هذا الخبر مما لا فائدة منه.
وكذلك زكريا كان نجارا ولم يترك مالا.
وقول النبي (ما تركناه فهو صدقة للمسلمين) يبطل كل ادعاء بالإرث المادي.
كل من عليها فان ويبقى وجه ربك
قبل أن نذكر لكم معنى الآية نود أن لا يفوتكم أن تفسير الآية عند الشيعة هم الأئمة فإنهم وجه الله.
• قال الصدوق « أي التوجه إلى الله» (من لا يحضره الفقيه1/334).
• لكن المحقق خالفه فقال بأن معنى وجه الله أي أنبياؤه وحججه» ثم تناقض الصدوق وقال بأن معناه النظر إلى الأنبياء والأئمة (عيون أخبار الرضى2/106 الاحتجاج للطبرسي2/190 بحار الأنوار4/3 و31 نور البراهين1/300 مسند الرضا لعزيز الله العطاردي1/19).
• وفي مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب « نحن وجه الله ونحن الآيات ونحن حدود الله» (مناقب آل أبي طالب3/63 مستدرك سفينة البحار10/253).
• وعند المجلسي أيضا « نحن وجه الله» (بحار الأنوار24/192-196 تفسير القمي2/345).
• وعند المجلسي « ويبقى وجه ربك» أي وجه علي (بحار الأنوار39/88).
• وعند المجلسي « وجه الله أي دينه» (بحار الأنوار4/5).
• وعند المجلسي المتناقض « وجه الله» أي ذاته. (بحار الأنوار4/6).
• وعند المجلسي « ويبقى وجه ربك» أي ربك الظاهر بالأدلة ظهور الإنسان بوجهه» (6/323 87/232).
• وعند المجلسي « ويبقى وجه ربك» أي فثم التوجه إلى الله (بحار الأنوار83/206).
• وعند المازندراني وجه الله أي عنايته وقيوميته (شرح أصول الكافي3/125).
• وروى في مستدرك الوسائل حديث « الدنيا ملعونة ملعون من طلبها وأحبها» (مستدرك الوسائل12/38 مستدرك سفينة البحار3/355). مما يؤكد أنه فهم منها التوجه إلى الله بالعمل وعدم طلب الدنيا بعمل الآخرة. وهذا ما نقوله نحن.(2/97)
• وعند الشيخ إبراهيم الأنصاري « إن الله سبحانه وتعالى هو الوجود المطلق بلا قيد... فجميع الكون هو وجه الله ومظهره» وهذا عنده معنى قوله تعالى ) كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام» (أولياء الله ص 1).
معناها عندنا
) بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن( (البقرة112).
) وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ( (النساء:125).
) وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ( (الأنعام:52).
) وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ( (الكهف:28).
) وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ( (القصص:88).
) وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ( (لقمان:22).
) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ) (الزخرف:17).
) أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ( (الملك:22).
هل للوجه معنى واحدا أم معنيين؟
معنى الوجه القصد والتوجه عند الشيعة. فقد قال علماؤكم أن الوجه على معنيين: الوجه المركب الذي فيه عينان.. والوجه بمعنى أول كل شيء وصدره كما قال تعالى ) وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ( (آل عمران:72).. والوجه القصد بالفعل من ذلك قوله تعالى ) ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله( وقال الفرزدق:
وأسلمت وجهي حين شدت ركائبي إلى آل مروان بنات المكارم
أي جعلت قصدي وإرادتي لهم. وأنشد الفراء يقول:
أستغفر الله ذنبا لهم محصيه رب العباد إليه الوجه والعمل
ومنه قولهم في الصلاة: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض. أي قصدت قصدي بصلاتي وعملي. ومنه قوله تعالى ) فأقم وجهك للدين القيم( .. والوجه الذهاب والجهة والناحية. (الأمالي3/46-47).
وفسر قوله تعالى ) كل شيء هالك إلا وجهه( بمعنى أن كل فعل يتقرب به إلى غيره فهو هالك» (الأمالي3/50).
وجمع الطبرسي بين الآيتين )كل شئ هالك إلا وجهه( وقوله تعالى ) ويبقى وجه ربك( أثناء تعليقه على حديث « الدنيا ملعونة ملعون ما فيها» (مكارم الأخلاق453).
إذن فالوجه يأتي بمعنى القصد والتوجه
ومعنى الآية ما أريد به وجهه كما قال تعالى (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه). أي وجهة دعائهم إلى الله أي الإخلاص في دعائهم لله فقط. لا كما يفعل الشيعة بدعائهم يريدون وجه المخلوقات بدعائهم.
العلماء فسروه بمعنى ما كان وجه العمل فيه إلى الله. مثل الآية الأخرى: كل شيء هالك إلا وجهه.
وقد قال لبيد الشاعر:
ألا كل ما خلا الله باطل
لكن تفسير الشيعة فيه تصريح بأن عليا هو الله. فقالوا ) ويبقى وجه ربك(
وابتغوا إليه الوسيلة
قال مفسرو الشيعة أي ابتغوا « السبب الذي يقربكم إليه سبحانه من فعل الخيرات والأعمال الصالحة» (تقريب القرآن6/83).
وقال أبو علي الطبرسي « أي أطلبوا إليه القربة بالطاعات» واحتج بقول النبي صلى الله عليه وسلم « سلوا الله لي الوسيلة» (تفسير مجمع البيان3/327).
وفي البحار « أي ما تتوسلون به إلى ثوابه والزلفى منه من فعل الطاعات وترك المعاصي» (بحار الأنوار67/271 تفسير الصافي2/33).
وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه (فصلت42).
1 - ما الذي جعلنا نقول إن القرآن ليس له يد. أننا نظرنا إليه فحكمنا عليه بأنه ليس له يد. ولكن من منكم نظر إلى الله فحكم على الله بنفي اليد أو إثباتها؟ فكيف قدمتم النفي على الإثبات؟ هل عندكم من علم بهذا النفي؟
2 – كيف علمتم أن صفات سميع بصير يجب إثباتها وعدم تأويلهما؟
3 – لا يجوز لكم تأويل السمع والبصر بالعلم. فإن الله قال: إني معكما أسمع وأرى. ويا ويل من نفى عن الله الرؤية وأولها بالعلم. أسأل الله أن يصيبه بالعمى في الدنيا ويذيقهما نار جهنم في الآخرة.
2 - ليس كل كتاب بمعنى المجلد ذو الدفتين.
قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى (الأحقاف30) وهم قد سمعوا آيات واكتاب لا يُسمع.
وأنزلنا إليك الكتاب . أي آيات الله. فهل أنزل الله كتابا أم آيات؟
وهذا كتاب أنزلناه . أي آيات منزلة وليس بمعنى مجلدا ذا دفتين.
وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم . وليس معنى الكتاب هنا هو المجلد ذو الدفتين.
يتلو عليهم آياته ويعلمهم الكتاب والحكمة . ولم يكن معهم كتاب بل كانت آيات مكتوبة على الصحائف والرقاع والجلد وأكثره محفوظ في الصدور.(2/98)
وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا (آل عمران145).
ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس (الأنعام7).
2 – قد يقول قائل وهل للكتاب يدان؟
هذا مما تعارف عليه العرب في عرف التخاطب أن ما بين االيدين هو الشيء المتقدم. المقصود به ما تقدمه قبله قال ابن منظور في لسان العرب «لا أَي أَن الكتب التي تقدّمته لا تبطله ولا يأْتي بعده كتاب يبطله».
والقرينة الأخرى ورود لفظ الخلف بعد ذلك.
تأملوا هذه الآيات:
• ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين (الأعراف17)
• وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون (9).
• فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود (13) إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله (فصلت14).
• له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله (الرعد11).
• واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه (الأحقاف21).
• قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين (البقرة97).
• نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل (آل عمران3).
• وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه (يونس37).
• يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم (الحجرات1). أي لا تسرعوا في الأشياء قبله.
وفي البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت توضع له سترة ثم يمر الناس بعد ذلك من بين يديه. قال الشارح: من بين يديه أي من قدام.
وفي مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: إني والله لأبصر من ورائي كما أبصر من بين يدي.
وفي مسلم أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعاء ذهابه إلى الصلاة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم! اجعل لي في قلبي نورا، وفي لساني نورا، وفي سمعي نورا، وفي بصري نورا، ومن فوقي نورا، ومن تحتي نورا، وعن يميني نورا، وعن شمالي نورا، ومن بين يدي نورا، ومن خلفي نورا.
وكفى الله المؤمنين القتال بعلي
فيه الفضل بن القاسم قال الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال « لا أعرفه». وفيه عباد بن يعقوب شيعي صدوق (ميزان الاعتدال4/45).
وقرن في بيوتكن
من يكمل الآية يعرف المعنى وهو عدم الخروج بتبرج أهل الجاهلية الأولى.
هل يفهم من الآية عدم الخروج من المنزل لشراء حاجة أو صلاة في مسجد
يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك
يحتج الرافضة بهذه الآية كثيرا على أنها نص على إمامة علي. ولكنهم في نفس الوقت يوصون بكتمان دينهم بل ويروون عن علي أنه كتم القرآن الذي جمعه حتى يخرج به الإمام المنتظر. فهل بلغ علي ذلك القرآن الذي جمعه؟
عن سالم بن سلمة قال: قرأ رجل على أبي عبد الله وأنا أستمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس. فقال أبو عبد الله: كف عن هذه القراءة . إقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم، فإذا قام القائم قرأ كتاب الله عز وجل على حده. وأخرج المصحف الذي كتبه علي. وقال: أخرجه علي إلى الناس حسن فرغ منه وكتبه فقال لهم: هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم. وقد جمعته من اللوحين. فقالوا: هوذا عندنا مصحف جماع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه. فقال: أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا. إنما كان علي أن أخبركم حين جمعته لتقرؤوه" (الكافي 2/463 كتاب فضل القرآن بدون باب).
الآية تتعارض مع مبدأ الكتمان عند الشيعة. ونستعرض لكم هذه الروايات:
قال أبو عبد الله: " يا سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله ومن أذاعه أذله الله " ( الكافي 2/176 كتاب الإيمان والكفر باب الكتمان ).
- عن أبي جعفر قال: دخلنا عليه جماعة، فقلنا يا ابن رسول الله إنا نريد العراق فأوصنا، فقال أبو جعفر عليه السلام: لا تبثوا سرنا ولا تذيعوا أمرنا" ( الكافي 2/176 كتاب الإيمان والكفر باب الكتمان).
- يقول أبي جعفر: " أحب أصحابي إلي أكتمهم لحديثنا " (الكافي 2/177 كتاب الإيمان والكفر باب الكتمان ).
- قال أبو عبد الله "من أذاع علينا حديثنا سلبه الله الإيمان" ( الكافي 2/275 كتاب الإيمان والكفر باب الإذاعة).
- عن أبي عبدالله "ما قتلنا من أذاع حديثنا قتل خطأ ولكن قتلنا قتل عمد " (الكافي 2/275 كتاب الإيمان والكفر باب الإذاعة).
- قال أبو عبدالله: " يا معلى اكتم أمرنا ولا تذعه، فإنه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزه الله، من أذاع أمرنا ولم يكتمه أذله الله به في الدنيا ونزع النور من بين عينيه في الآخرة وجعل ظلمة تقوده إلى النار، إن التقية من ديني ودين آبائي ولا دين لمن لا تقية له، إن المذيع لأمرنا كالجاحد له " ( الكافي 2/177 كتاب الإيمان والكفر باب الكتمان ).(2/99)
- قال أبو جعفر: " ولاية الله أسرها إلى جبرئيل عليه السلام وأسرها جبرئيل إلى حمد صلى الله عليه وسلم وأسرها محمد إلى علي عليه السلام وأسرها علي إلى من شاء الله، ثم أنتم تذيعون ذلك " ( الكافي 2/178 كتاب الإيمان والكفر باب الكتمان ).
==============
أحاديث يحتج بها الشيعة
إبحث عن دينك حتى يقال مجنون.
افتراه التيجاني زورا وكذبا. ولا يوجد هذا الحديث بمثل هذا اللفظ في شيء من كتب الحديث. والصحيح أن اللفظ هكذا (أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون). وليس ابحث كما ادعى من زعم أنه اهتدى بينما هو من الذين ]اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ[ (لأعراف:30).
ومع هذا فالحديث ضعيف: أخرجه أحمد (3/68) والحاكم (1/499) وقال: صحيح الاسناد. وليس كذلك. فإن فيه دراج أبو السمح. (سلسلة الضعيف 517).
أبو بكر وعمر خير أهل السماوات والأرض.
موضوع: فيه جبرون بن واقد منكر حكم الذهبي على حديثه بالوضع في الميزان وأقره الحافظ ابن حجر في اللسان على ذلك. وله طريق آخر عند الديلمي في مسنده من طريق يحيى بن السري وأبوه مجهول أما ابنه فثقة. (سلسلة الضعيفة4/228 رقم1742).
أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة.
الشبهة: كيف يكونا من كهول أهل الجنة وأهل الجنة يكونون شبابا؟
قال ابن الأثير « الكَهْل من الرِجال مَن زاد على ثلاثين سنة إلى الأربعين وقيل من ثلاث وثلاثين إلى تمام الخمسين. وقيل أراد بالكَهل هاهنا الحليمَ العاقِلَ. وفيه أنّ رجلا سألَه الِجهاد معه فقال هَلْ في أهْلِك مِن كاهِل يُروى بكسر الهاء على أنه اسم وبِفَتْحِها على أنه فَعْل بِوَزن ضارِبٍ وضارَبَ وهما من الكُهولة أي هل فيهم مَن أسَنَّ وصار كَهْلا كذا قال أبو عُبيد وردّه عليه أبو سعيد الضَّرير وقال قد يَخْلُف الرجلَ في أهله كَهْلٌ وغيرُ كَهل في المُلِمَّات وسَنَدُهم في المُهِمَّات ويقولون مُضَرُ كاهِل العرب وتميم كاهِل مُضَر وهو مأخوذ من كاهِل البَعير وهو مُقَدَّم ظَهْره وهو الذي يكون عليه المَحْمِلُ وإنما أراد بقوله هل في أهْلِك مَن تَعْتمِد عليه في القِيام بأمْرِ مَن تَخْلُف من صِغارِ وَلَدِك لئلاّ يَضِيعوا ألاَ ترَاه قال له ما هُم إلاّ أُصَيْبِيَةٌ صِغار فأجابه وقال ففِيهم فجاهِدْ وأنكَر أبو سعيد الكاهِل وزَعم أن العرب تقول للذي يَخْلُف الرجلَ في أهله ومالِه كاهِنٌ بالنون وقد كهَنَه يكْهُنُه كُهُونا فإمَّا أن تكون اللام مُبْدَلة من النون أو أخْطَأ السامعُ فظَنَّ أنه باللام س وفي كتابه إلى اليمن في أوقات الصلاة والعِشاء إذا غاب الشَّفَقُ إلى أن تَذْهب كَواهِلُ الليل أي أوائِلُه إلى أوْساطه تشبيها لِلَّيل بالإبِل السائرة التي تتقدّم أعْناقُها وهَوادِيها ويَتْبَعُها أعجازُها وتَوالِيها والكَواهِل جَمْع كاهِل وهو مُقَدّم أعْلى الظَّهْر ومنه حديث عائشة وقَرّرَ الرُّؤوسَ على كَواهِلها أي أثْبَتَها في أماكِنها كأنها كانت مُشْفِيةً على الذَّهاب والهَلاك» (النهاية ص818 والفائق 3/288 لسان العرب 11/601 غريب الحديث لابن قتيبة1/322).
وقال المناوي في فيض القدير « المراد بالكهل هنا الحليم الرئيس العاقل المعتمد عليه يقال فلان كهل بني فلان وكاهلهم أي عمدتهم في المهمات وسيدهم في الملمات على أن ما صار إليه أولئك من أن الكهل من ناهز متفق عليه ففي النهاية الكهل من زاد عن ثلاثين إلى أربعين وقيل من ثلاث وثلاثين إلى خمسين وفي الصحاح من جاوز الثلاثين وخطه الشيب» (فيض القدير1/89).
أخذك (وفي رواية ألبسك) شيطانك يا عائشة؟
قلت: فيه سعيد بن محمد بن ابراهيم التيمي. أما أبوه محمد فثقة غير أن ابن أبي حاتم والدارقطني ذكرا بأنه لم يسمع من عائشة (العلل5/الورقة99). وأما إبنه (سعيد) فقد حكى يعقوب بن سفيان أن روايته عن أهل الكوفة ليست بشيء. (المعرفة والتاريخ1/426).
وذكر الحافظ في التلخيص الحبير 1/121 أن في الحديث أيضا فرج بن فضالة وهو ضعيف.
وفي صحيح مسلم (لقد جاءك شيطانك يا عائشة) حين أصابتها الغيرة. فقالت: أمعي شيطان؟ قال نعم. قلت: ومعك يا رسول الله؟ قال نعم. ولكن الله أعانني عليه حتى أسلم« وسياق الحديث يأبى الطعن بعائشة فإنها قالت: أمعي شيطان يا رسول الله؟ فقال نعم. قالت: ومع كل إنسان؟ قال نعم. قالت ومعك يا رسول الله؟ فقال نعم ولكن الله أعانني عليه فأسلم. (2815). فمناسبة الحديث الغيرة عليه . وليس تعمد إيذائه كما يكذب التيجاني.
أدعو لي سيد العرب قلت: من؟ قال علي سيد العرب.
فيه الحسين بن علوان هو الذي وضعه كما قال الذهبي (المستدرك3/124).
أدني مني.. إكشفي فخذيك.
فَقُلْتُ: إنّي حَائِضُ، فقالَ: وَإنْ اكْشِفِي فَخْذَيْكِ، فَكَشَفَتُ فَخِذَيّ، فَوَضَعَ خَدّهُ وَصَدْرَهُ عَلَى فَخِذَي، وَحَنَيْتُ عَلَيْهِ حَتّى دَفِىءَ وَنَامَ"..
(رواه أبو داود 1/70 رقم 270 والبيهقي في سننه 1/313 1/55 حديث رقم 120).(2/100)
الحديث ضعيف. ضعفه الألباني في ضعيف الجامع ص 26. وفي ضعيف الأدب المفرد ص 30.
- عبد الرحمن بن زياد: وهو الافريقي مجهول. قال البخاري في كتاب الضعفاء الصغير307 » في حديثه بعض المناكير« وقال أبو زرعة » ليس بالقوي« (سؤالات البرذعي ص389) وقال الترمذي ضعيف في الحديث عند أهل الحديث مثل يحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل (أنظر سنن الترمذي حديث رقم 54 و199 و1980) بل قال » ليس بشيء كما في (الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي2/204 ترجمة رقم2435 وميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي ترجمة رقم6041 تهذيب الكمال21/258).
وقال البزار له مناكير (كشف الأستار رقم2061) وقال النسائي » ضعيف« (الضعفاء والمتروكون337) وقال الدارقطني في سننه (1/379) » ضعيف لا يحتج به« وضعفه أيضا في كتاب العلل.
- عمارة بن غراب اليحصبي: قال الحافظ في تقريب التهذيب » تابعي مجهول. غلط من عده صحابيا« (ترجمة رقم4857).
إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه.
موضوع. فيه أبو سعيد عباد بن يعقوب الأسدي الكوفي. وهو مختلق رواية أن عبد الله بن مسعود قرأ قوله تعالى هكذا « وكفى الله المؤمنين القتال بعلي» (ميزان الاعتدال2/380).
أرسل ملك الموت إلى موسى فلما جاءه صكه ففقأ عينه.
رواه مسلم في الفضائل (2372) وقد استنكره الروافض مع أنه مروي في كتبهم كما في لآلئ الأخبار للتويسركاني ص91 وصححه الكاشاني.
أرضعيه تحرمي عليه.
أيهما أعظم: رضاعة أم إعارة فرج لبضعة أيام أو ساعات؟
النبي هو الذي قال: أرضعيه تحرمي عليه.
النص لم يصرح بأن الارضاع كان بملامسة الثدي.
سياق الحديث متعلق بالحرج من الدخول على بيت حذيفة فكيف يرضى بالرضاع المباشر بزعمكم؟
أونسي هؤلاء أن النبي حرم المصافحة؟ فكيف يجيز لمس الثدي بينما يحرم لمس اليد لليد؟
الحجة لا تقوم على الخصم بما فهمه خصمه وانما تقوم بنص صريح يكون هو الحجة.
هل الطفل الذي يشرب الحليب من غير رضعه من الثدي مباشرة يثبت له حكم الرضاعة أم لا؟
ماذا عن رضاع الصغير للخميني.
اسمي في القرآن والشمس وضحاها واسم علي والقمر إذا تلاها.
واسم الحسن والحسين والنهار إذا جلاها واسم بني أمية والليل إذا يغشاها»
• قال الحافظ « قال بن الجوزي هذا منكر جدا بل هو موضوع وفيه ثلاثة مجاهيل الحوضي وموسى وأبوه» (لسان الميزان5/329).
أشهد عليهم… ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي.
قال الحافظ ابن عبد البر «هذا الحديث مرسل وإسناده منقطع» (التمهيد21/221). ومع ذلك فالحديث عام لا سبيل إلى التعيين فيه بأحد كما هو حال الرافضة الذين يريدون من الحديث تعيينه في أبي بكر خاصة وخواص الصحابة عامة.
أعطيت في علي خمس خصال لم يعطها نبي يقضي ديني ويواري عورتي.
وهو الذائد عن حوضي ولوائي معه يوم القيامة. وأما الخامسة فإني لا أخشى أن يكون زانيا بعد حصان ولا كافرا بعد إيمان».
قال الحافظ « رواه العقيلي وإسناده لين» (لسان الميزان2/404).
أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم.
أهل السنة ضعفوا هذا الحديث. ولو كان التصحيح والتضعيف عند أهل السنة بحسب موافقة المذهب لصححوا الحديث لأن فيه ثناء على الصحابة والحث على الاقتداء بهم. لكنهم حكموا على الحديث بالضعف.
رواه الحارث بن غصين عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر.
فيه الحارث بن غصين مجهول كما قال ابن عبد البر.
وفيه أبو سفيان وهو ضعيف. وفيه سلام بن سليمان. وهو الأولى أن يضعف الحديث لأجله كما قال الشيخ الألباني (سلسلة الضعيفة رقم 58 1/78).
وفيه عدة طرق أخرى هكذا: (مهما أوتيتم من كتاب الله)
فيه سليمان بن أبي كريمة. وجويبر بن سعيد الازدي.
وفيه الضحاك وهو ابن مزاحم الهلالي متروك.
قال ابن الجوزي بوضعه والحافظ العراقي بأن سنده ضعيف.
أقتلوا نعثلا فانه كفر (قول منسوب لعائشة يطعن بعثمان).
فيه نصر بن مزاحم قال فيه العقيلي » كان يذهب إلى التشيع وفي حديثه اضطراب وخطأ كثير« (الضعفاء للعقيلي (4/300) رقم (1899) وقال الذهبي » رافضي جلد، تركوه وقال أبو خيثمة: كان كذاباً، وقال أبو حاتم: واهي الحديث، متروك، وقال الدارقطني: ضعيف« (الميزان للذهبي 4/253) رقم (9046).) وقال الجوزجاني: كان نصر زائفاً عن الحق مائلاً، وقال صالح بن محمد: نصر بن مزاحم روى عن الضعفاء أحاديث مناكير، وقال الحافظ أبي الفتح محمد بن الحسين: نصر بن مزاحم غال في مذهبه « (تاريخ بغداد 13/283) وعلى ذلك فهذه الرواية لا يعول عليها ولا يلتفت إليها إضافة إلى مخالفتها للروايات الصحيحة الناقضة لها.
أقيلوني بيعتي فقال علي والله لا نقيلك .
ولا نستقيلك رضيك رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا أفلا نرضاك لديننا. (تفسير القرطبي1/272 فضائل الصحابة لابن حنبل 1/151).
إقض بيني وبين هذا الكاذب الآثم الغادر الخائن.(2/101)
إذا كانت عقيدة علي بن أبي طالب قد رضي في عمر أنه كان غادرا كاذبا خائنا فكيف يرتضي المجيء إليه ليحكم بينه وبين العباس؟ هذه صورة أخرى من صور التناقض التي يصورها المذهب الشيعي.
مبايعة علي لغادر خائن كاذب تجعله غير جدير بأن يكون قدوة للناس.
الحديث رواه مسلم رقم 1757« حدثني عبدالله بن محمد بن أسماء الضبعي. حدثنا جويرية عن مالك، عن الزهري؛ أن مالك بن أوس حدثه. قال: قال عباس: يا أمير المؤمنين! اقض بيني وبين هذا الكاذب الآثم الغادر الخائن. فقال القوم: أجل. يا أمير المؤمنين! فاقض بينهم وأرحهم. (فقال مالك بن أوس: يخيل إلي أنهم قد كانوا قدموهم لذلك) فقال عمر: اتئدا. أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض! أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا نورث. ما تركنا صدقة) قالوا: نعم. ثم أقبل على العباس وعلي فقال: أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض! أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث. ما تركناه صدقة) قالا: نعم. فقال عمر: إن الله عز وجل كان خص رسوله صلى الله عليه وسلم بخاصة لم يخصص بها أحدا غيره. قال: ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول [59 /الحشر /7] (ما أدري هل قرأ الآية التي قبلها أم لا) قال: فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بينكم أموال بني النضير. فوالله! ما استأثر عليكم. ولا أخذها دونكم. حتى بقي هذا المال. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ منه نفقة سنة. ثم يجعل ما بقي أسوة المال. ثم قال: أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض! أتعلمون ذلك؟ قالوا: نعم. ثم نشد عباسا وعليا بمثل ما نشد به القوم: أتعلمان ذلك؟ قالا: نعم. قال: فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر: أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجتئما، تطلب ميراثك من ابن أخيك، ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها. فقال أبو بكر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما نورث. ما تركنا صدقة) فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا، والله يعلم إنه لصادق بار راشد تابع للحق. ثم توفي أبو بكر. وأنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم وولي أبا بكر. فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا. والله يعلم إني بار راشد تابع للحق. فوليتها. ثم جئتني أنت وهذا. وأنتما جميع وأمركما واحد. فقلتما: ادفعها إلينا. فقلت: إن شئتم دفعتها إليكما على أن عليكما عهد الله أن تعملا فيها بالذي كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأخذتماها بذلك. قال: أكذلك؟ قالا: نعم. قال: ثم جئتماني لأقضي بينكما. ولا ، والله! لا أقضي بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة. فإن عجزتما عنها فرداها إلي.
التعليق على الحديث:-
عندنا شهادات وقرائن تبطل باطل من يحملون النصوص ما لا تحتمل:
• هل تأخذون بعين الاعتبار في مواقفكم من الصحابة بثناء الله على المهاجرين وعمر منهم وثناء الله على أصحاب الشجرة وعمر منهم؟ ألستم تقولون كل ما خالف القرآن فاضربوا به عرض الحائظ؟ وشهادة الله مقدمة على شهادة علي على حد زعمكم.
• التزويج والمبايعة والتيمن باسم عمر تبقى قرائن تكون حجة عليكم في الدنيا والآخرة.
• من اعتقد في عمر الغدر والكذب والخيانة لا يزوجه ابنته فهل ترضون لبناتكم من يحمل هذه الصفات. أين عقولكم؟ هل وجدتم أحد ملالكم يزوج ابنته نصرانيا أو يهوديا؟
• قول عمر للعباس عن أبي بكر « فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا» هو إلزام للعباس الذي رأى أن عليا كاذبا آثما غادرا خائنا. وكأنه يقول لقد رأيتم ذلك في أبي بكر وكان متمسكا بالنص.
• فإذا قلتم هذا يبين اعتقاد علي في أبي بكر. الحديث نص على اعتراف علي بصحة قول النبي صلى الله عليه وسلم «لا نورث» فقال «نعم» ولم يقل نعم في سؤاله عن أبي بكر.
• وليس في الحديث سوى إلزام العباس بما اتهم به عليا من الغدر والكذب والاثم والغدر. فإن يكن أبو بكر كذلك صار علي كذلك وإن لم يكن أبو بكر كذلك لم يكن علي كذلك.
أكلت داجن ورقة من مصحف.
رواه الطبراني في المعجم الأوسط (8/12) وابن ماجة في سننه (1/625) وصححها الألباني في صحيح سنن ابن ماجة رقم 1580.
ولكن هذا لا حجة فيه فإن مصاحف المسلمين كثيرة. والداجن إذا أكلت ورقة لا تستطيع إذهاب آيات القرآن من صدور مئات آلاف المسلمين وليست عائشة وحدها عندها أوراق من القرآن ولم تكن من كتبة الوحي المتخصصين في كتابة كل آية تتنزل على النبي.
إن هذا محاولة يائسة لإيجاد مساومة مع السنة على قول قول الرافضة بأن القرآن محرف.
ولئن كان هذا عندهم تحريفا لزمهم التحريف من رواية شبيهة برواية عائشة وهي: « عن جابر عن أبي جعفر قال: سمعته يقول: وقع مصحف في البحر فوجدوه وقد ذهب ما فيه إلا هذه الآية: ألا إلى الله تصير الأمور» (الكافي 2/462 كتاب فضل القرآن بدون باب).
ألا ترضى يا علي إذا جمع الله الناس في صعيد واحد.(2/102)
أن أقوم عن يمين العرش وأنت عن يميني وتكسى ثوبين أبيضين؟ فلا داعي بخير إلا دعيت أيضا».
قال الحافظ « رواه الأزدي في سنده تالف والخبر منكر» (لسان الميزان2/404).
اللهم ائتني بأحب خلقك إليك (حديث الطير).
• رواه الحاكم 3/130 بسند موضوع تعقبه الذهبي وحكم عليه بالوضع.
• وتناقض الحاكم في الحكم عليه. قال أبو عبد الرحمن الشاذياخي » كنا في مجلس السيد أبي الحسن فسئل أو عبد الله الحاكم عن حديث الطير فقال: لا يصح، ولو صح لما كان أحد أفضل من علي – رضي الله عنه- بعد النبي صلى الله عليه وسلم . قال الذهبي: ثم تغير رأي الحاكم وأخرج حديث الطير في مستدركه« (تذكرة الحفاظ2/1042).
• وقال الذهبي » هو خبر منكر« (1/602).
• ورواه الترمذي (3721) وقال حديث غريب. أي ضعيف.
• قال الحافظ ابن حجر » هو خبر منكر« (لسان الميزان2/354) وفي أجوبته عن الأحاديث الموضوعة في مشكاة المصابيح ذكر للحديث شواهد : غير أن المعول عليه هو المتأخر من قوليه كما في اللسان.
• قال الزيلعي في نصب الراية » كم من حديث تعددت طرقه وكثرت رواياته وهو ضعيف كحديث الطير« (تحفة الأحوذي10/224).
• وقال ابن كثير في البداية والنهاية (7/351) » إن كل من أخرجوه بضعة وتسعون نفسا أقربها غرائب ضعيفة.. ووقفت على مجلد كبير في رده وتضعيفه سندا ومتنا للقاضي أبي بكر الباقلاني« (مختصر مستدرك الحاكم للحميد3/1446).
• وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية1/225 » ذكره ابن مردويه من نحو عشرين طريقا كلها مظلم«.
• إسناده ضعيف. فيه:
• مطير بن أبي خالد: متروك الحديث كما قاله ابن أبي حاتم:
• أحمد بن عياض: مجهول.
• ابراهيم القصار: ضعيف.
• اسمايل بن عبد الرحمن السدي: رموه بالتشيع. وهو من غلاة الشيعة.
« اللَّهُمَّ ارْكُسْهُمَا رَكْساً وَدُعَّهُمَا إِلَى النَّارِ دَعًّا »
فيه يزيد بن أبي زياد (قال الحافظ في التقريب "ضعيف وكان شيعيا" 7717).
مسند احمد بن حنبل ( بأحكام شعيب الأرنؤوط) - (ج 4 / ص 524)
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده ضعيف جدا مسلسل بالضعفاء والمجاهيل
السياط اللاذعات في كشف كذب وتدليس صاحب المراجعات - (ج 1 / ص 95)
14- في ترجمة يزيد بن أبي زياد الكوفي قال الموسوي [16/113]: «ومع ذلك فقد تحاملوا عليه. وأعدّوا ما استطاعوا من القدح, بسبب أنّه حدّث بسنده إلى أبي برزة، أو أبي بردة, قال: كنّا مع النبي صلى الله عليه وآله فسمع صوت غناء, فإذا عمرو بن العاص ومعاوية يتغنيان, فقال صلى الله عليه وآله: (الّلهمّ أركسهما في الفتنة ركساً, ودعهما إلى النار دعاً)» هذا ما رواه هذا الكذاب عن سلفه الكذاب والطيور على أشكالها تقع، ولا شك أن هذا الحديث من منكرات يزيد هذا, كما عده الذهبي في الميزان وقال: غريب منكر(1), فلا يمكن لهذا الموسوي أن يحتج به وهو ينقله من الميزان ويقرأ قول الذهبي عنه, ثم يعرض عن هذا، أليس هذا تحكماً محضاً عارياً عن الأمانة؟ أمّا قوله: «تحاملوا عليه» فإن علماء الجرح والتعديل اتفقوا على ضعفه واختلاطه لا تحاملاً كما يقول الحمقى، أما زعمه إخراج مسلم لحديثه، فإن يزيداً هذا ليس من رجال مسلم المحتج بهم، بل أخرج له مسلم مقروناً بغيره كما صرح الذهبي في الميزان، فتأمل هذه الجهالات والظلمات لتعرف الحق وأهله.
__________
(1) ميزان الاعتدال (7/242).
اللهم أقول كما قال أخي موسى.
اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي علي أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري.. وفي رواية (اللهم اشدد أزري علي أخي.
ضعيف: لأجل علي بن عابس الأزرق الأسدي: قال البخاري » ضعفه ابن معين (التاريخ الكبير6/2432) وقال » ليس بشيء« (التاريخ الصغير2/262). وقال أبو زرعة » منكر الحديث يحدث بمناكير كثيرة عن قوم ثقات« (سؤالات البرذعي ص429) وقال النسائي » ضعيف« الضعفاء والمتروكون 452).
اللهم إني أتقرب إليك بولاية علي.
موضوع. فيه متروكان متهمان بالكذب والوضع:
الحسن بن علي بن زكريا بن صالح أبو سعيد العدوي والحكم بن ظهير الفزاري أبو محمد بن ليلى الكوفي (الجرح والتعديل1: 2: 118 تهذيب التهذيب2/428).
اللهم ثبت لسانه واهد قلبه.
صححه الحاكم . ولكن الحافظ تعقبه بأن « أبا البختري عن علي إسناد منقطع» (إتحاف االمهرة11/404).
اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا
قال الهيثمي » فيه محمد بن مصعب: وهو ضعيف الحديث سيء الحفظ« (مجمع الزوائد9/167).
وهناك رواية أخرى زاد فيها عن أم سلمة » قلت: يا رسول الله ألست من أهلك؟ قال بلى فادخلي في الكساء. قالت: فدخلت في الكساء بعدما قضى دعاءه لابن عمه وابنيه وابنتيه فاطمة« وبداية الحديث قول أم سلمة لما بلغها مقتل الحسين رضي الله عنه » لعنت أهل العراق. قتلوه قتلهم الله غروه وذلوه لعنهم الله« الحديث. أخرجه أحمد في المسند (6/298) والطبراني في الكبير (3/114) وإسناده صحيح.
حديث أم سلمة يؤكد دخولها في الكساء.(2/103)
حدثنا عبدالله قال: حدثني أبي قثنا أبو النضر هاشم بن القاسم قثنا عبد الحميد ابن بهرام قال: حدثني شهر قال » سمعت أم سلمة: .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم » اللهم أهلي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قلت: يا رسول الله ألست من أهلك؟ قال: بلى فادخلي في الكساء. قالت: فدخلت في الكساء بعدما قضى دعاءه لابن عمه علي وابنيه وابنته فاطمة« (رواه أحمد في فضائل الصحابة بإسناد حسن (2/852 ترجمة رقم 1170).
لقد كان دعاء الرسول بعد نزول الآية.
اللهم لا تمتني حتى تريني عليا (الترمذي5: 643).
ضعيف. فيه: أبو الجراح المهري وأم شراحيل مجهولان
أما ترضى أن تكون رابع أربعة: أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسين.
قال الحافظ « إسناده واه» (الكافي الشافي4/214).
إن الرجل ليهجر (ليس قول عمر).
• الشيعة يحاولون الظهور بمظهر المتأدب مع رسول الله مع زعمهم أنه فشل في تربية أصحابه.
• الشيعة لم يتأدبوا مع الله فقالوا (بدا لله) وزعموا أن (الأئمة هم أسماء الله الحسنى التي أمر الله عباده أن يدعوه بها) فليس لهم أن يظهروا بمظهر المتأدب وقد سبوا الله بهذا لوصف.
• أن عمر لم يقل إن الرجل ليهجر. الرجل يروي عنه كذبا هو الذي يهجر. وإنما قالها جماعة ذلك، أما الرواية التي تليها وهي قول عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع فإنها مفسرة للفظ الهجر.
• كيف يقدم الشيعي رأيه على القرآن؟ إن الصحابة الذين أثنى الله عليهم في القرآن يجب تحسين الظن بهم، أما إساءة الظن بهم فإنه مخالفة أخرى للقرآن.
• إن عمر من المهاجرين الذين قال الله فيهم ]لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار[. فإذا تعارض القرآن مع آرائكم تقدمونها عليه؟
• الهجر عند الموت معناه معاناة سكرات الموت بخلاف نسبة الهذيان إلى الصحيح غير المعاني من المرض أو الموت.
أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب.
رواه الحاكم (3/124) صححه مع أنه قال » وفي إسناده عمر بن الحسن وأرجو أنه صدوق..« وتعقبه الذهبي فقال: وضعه الحسين بن علوان وعمر بن موسى الوجيهي.
قال الحافظ « وهو موضوع» (لسان الميزان4/290) (مختصر استدراك الحاكم للحميد1357).
أنا شجرة وفاطمة أصلها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرها.
موضوع. قال الحافظ « لعله وضعه ميناء» (لسان الميزان4/77).
أنا دار الحكمة وعلي بابها.
رواه الترمذي وأبو نعيم سكت عن قول الترمذي: هذا حديث غريب منكر.. ولا نعرف هذا الحديث عن واحد من الثقات عن شريك) (حديث رقم 3723). وسكت عن سند الرواية عند ابي نعيم حيث أسنده عن الأصبغ بن نباتة وهو متروك الحديث كما قال أهل الجرح والتعديل. أورده الذهبي في الضعفاء. (قال الحافظ ابن حجر: هذا حديث غريب لا يعرف عن أحد من الثقات غير شريك. وإسناده مضطرب. وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع« (مشكاة المصابيح 3/1777). وحكم ابن الجوزي بأنه مكذوب (الموضوعات 1/349) والسيوطي (اللآلئ المصنوعة 1/329-333).
أنا قسيم النار.
قال الحافظ « أورده العقيلي في الضعفاء وهو موضوع» (لسان الميزان3/247).
أنا مدينة الحكمة وعلي بابها.
قال ابن عدي في الكامل في الضعفاء (5/177) « هذا الحديث معضل عن الأعمش.. وقد سرقه أبو الصلت من أبي معاوية» (وانظر لسان الميزان4/144) وقد قال أهل العلم «كم من خلق افتضحوا بهذا الحديث» (تهذيب الكمال21/277 سؤالات البرذعي1/519).
أنا مدينة العلم وعلي بابها.
موقف العلماء من الحديث.
ذكره الحافظ عن جابر مرفوعا. ثم قال « الحديث منكر» (لسان الميزان1/197).
قال القرطبي » هذا حديث باطل: النبي مدينة العلم والصحابة أبوابها«. ولعله من كلام منقول من ابي بكر ابن العربي وعلى كل حال فهو ينقله مستحسنا إياه« (م 5 ج 9 ص 220).
وقال الهيثمي (9/114) » وفيه عبد السلام بن صالح وهو ضعيف«.
وذكر الذهبي ما يليق بابي الصلت من الذم وذكر عنه هذا الحديث (سير ألأعلام 11/447). ونقل عن مطين أن هذا الحديث موضوع (ميزان الاعتدال 2/145). وفي (5/220) من الميزان ذكر كذب أبي الصلت عن أبي معاوية، سرقه منه أحمد بن سلمة. وفي (7/165) من الميزان يصف الذهبي الخبر بأنه باطل.
وقال ابن الجوزي في (الضعفاء والمتروكون 2/205) فيه عمر بن اسماعيل بن مجالد: متروك ليس بثقة.
وقال ابن عدي في (الكامل في الضعفاء 1/192) » هذا حديث منكر موضوع«.
• وذكره في (تاريخ بغداد 2/377 و4/348) ولم يحك فيه شيئا.
• وفي (7/172) قال » قال أبو جعفر لم يرو هذا الحديث عن أبي معاوية من الثقات أحد رواه أبو الصلت فكذبوه«. فمن أين يصحح الخطيب البغدادي هذا الحديث؟
• وفي (11/48) نقل عن اسحاق بن ابراهيم أن أبا الصلت » روى أحاديث مناكير قيل له روى حديث مجاهد عن علي أنا مدينة العلم وعلي بابها قال ما سمعنا بهذا قيل له هذا الذي تنكر عليه هذا أما هذا فما سمعنا به«.(2/104)
• بل إن الخطيب ذكر عدم معرفة يحيى بن معين بحال أبي الصلت هذا فقال عن الحديث صحيح. ثم تبين له حاله. فتعقب الخطيب قوله: بمعنى أنه ليس بباطل. اذ قد رواه عدد عن أبي معاوية غيره.
• غير أن الخطيب انتهى إلى القول: وقد ضعف جماعة من الأئمة أبا الصلت وتكلموا فيه بغير هذا الحديث (11/50) ثم ذكر أقوالا كثيرة فيه تدل على أنه كذاب وضال وزائغ. ولذلك نقل عن يحيى بن معين هذه الرواية وطعن فيها قائلا بأنها كذب ليس له أصل« (11/58). فأنى للخطيب التصيح لهذه الرواية؟
وفي العلل ومعرفة الرجال (3/9) » قال يحيى عن رواية ابن عمر بن اسماعيل بن مجالد: هذا كاذب رجل سوء«.
وفي كشف الخفاء للعجلوني (1/236) عن رواياته كلها بأنها واهية.
فيه أبو الصلت (عبد السلام بن صالح): ضعيف جدا. وثقه الحاكم وتعقبه الذهبي مبينا بأنه ليس بثقة ولا مأمون. (المستدرك 3/126). وروي من ثلاث طرق عن الاعمش وكلها موضوعة فيها عثمان الأموي وهو متهم بأنه كذاب يضع الحديث ويسرقه. وهناك طريق أخرى عن الأعمش ضعيفة جدا لشدة ضعف شيخ ابن عدي أحمد بن حفص وجهالة سعيد بن عقبة. وهناك حوالي أحدى عشر طريقا عن أبي معاوية كلها بين شديد الضعف وبين موضوع. حكم ابن الجوزي بوضعه (الموضوعات 1/351).
موقف الحافظ ابن حجر في اللسان
وقال في لسان الميزان (6/301) :
142 يحيى بن بشار الكندي » أتى بخبر باطل« والخبر الباطل عند الحافظ ابن حجر هو رواية أنا مدينة العلم وعلي بابها. وفي ترجمة سعيد بن عقبة قال الحافظ عن روايته » أنا مدينة العلم« لعله اختلقه«. (لسان 3/47-48).
513 جعفر بن محمد الفقيه أنكر على (مطين) الذي رواه وحكم عليه بالوضع قائلا » وهذا الحديث له طرق كثيرة في مستدرك الحاكم أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع« (2/155).
وإذا كان للحديث أصل فلا يكون صحيحا. فالضعيف له أصل. والموضوع مختلق مكذوب.
1342 اسماعيل بن محمد أبي هرون الجبريني الفلسطيني. قال ابن حبان » كان يسرق الحديث« وقد أورد حديثا مكذوبا وفيه » أبو بكر وزيرك وخليفتك من بعدك« قال ابن الجوزي » إنما نقل قوله كذاب عن ابن طاهر«. فتأمل إنصاف أهل السنة. لو كانوا لا يبالون بصحة السند ومتحيزين لصححوا هذا السند (1/482).
1316 اسماعيل بن علي المثنى. وهو الموصوف بأنه الكذاب (1/471).
513 احمد بن عبد الله بن يزيد الهيثمي الموصوف بالكذاب الوضاع (1/211).
574 أحمد بن سلمة كوفي حدث بجرجان عن أبي معاوية الضرير قال بن حبان كان يسرق الحديث. (1/190).
موقف الحافظ منه في تهذيب التهذيب.
(تهذيب 6/319) ترجمة عبد السلام بن صالح بن ايوب. نقل عن المروزي أن له أحاديث مناكير وذكر منها هذا الحديث. قال الحافظ » هذا الذي ينكر عليه« (6/320).
(تهذيب 7/337) ترجمة علي بن ابي طالب روى الحافظ الحديث بصيغة التمريض قائلا (روي).
(تهذيب 7/427) ترجمة عمر بن اسماعيل بن مجالد. قال » قال أبو زرعة حديث أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن بن عباس أنا مدينة العلم وعلي بابها كم من خلق قد افتضحوا فيه« .
أنت أخي في الدنيا والآخرة
ضعيف كما صرح به الألباني (ضعيف الجامع1325).
أنت أول من آمن بي.
وأول من يصافحني يوم القيامة وأنت صديقي الأكبر وأنت الفاروق تفرق بين الحق والباطل وأنت يعسوب المؤمنين.
موضوع: حكم بوضعه الشوكاني (الفوائد المجموعة1082) وابن الجوزي في الموضوعات (1/344).
قال الحافظ « هذا الإسناد واهي، ومحمد متهم، وعباد من كبار الروافض وإن كان صدوقا في الحديث» (مختصر زوائد البزار2/301).
أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي.
موضوع: تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الموضوعة (1/399).
أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه بعدي.
رواه الحاكم في المستدرك (3/122) وفيه ضرار بن صرد أبو نعيم الطحان: اتهمه الذهبي في تعقبه على تصحيح الحاكم له بأنه من وضع ضرار (الكشف الحثيث1/138 ) ونقل عن ابن معين أن ضرارا كذاب.
أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
• لم يخف على النبي صلى الله عليه وسلم أن يوشع كان الخليفة بعد موسى وليس هارون. فلو كان مراده الإمامة لقال (كمنزلة يوشع من موسى) ولم يقل (بمنزلة هارون من موسى. مما يدل على أن المنزلة منزلة الأخوة لا الإمامة كما بين موسى وهارون. وليس الإمامة.
• الحديث له مناسبة حين زعم المنافقون أن النبي قد مله وكره صحبته فكان هذا القول من النبي مبطل لما زعموه.(2/105)
• أن هارون ولي أمر بني إسرائيل في حياة موسى فقط. وقياس علي على هارون هنا يبطله مبايعة علي لأبي بكر وعمر وعثمان. فالله وعد أهل البيت بالاستخلاف كما يزعم الشيعة في تفسير قوله تعالى ] وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ[ (النور:55). والرسول صلى الله عليه وسلم وعد عليا بالاستخلاف كما في هذا الحديث: فيلزم الطعن في كلام الله ورسوله لأن كلا من الآية والحديث لم يتحققا.
• أن استخلاف النبي عليا ليس خاصا به وحده. بل خلف على المدينة كثيرين غير علي كابن أم مكتوم وعثمان بن عفان وغيرهما. وهذا يبطل فهم الشيعة للحديث. إذ لو كان الأمر كذلك لم يجز استخلاف أحد غيره حتى يفهم الناس أن عليا هو الإمام دون غيره وجوبا.
• أن استخلاف هارون يختلف عن استخلاف علي. فإن العسكر كان مع هارون وإنما ذهب موسى لوحده. أما استخلاف علي فكان على النساء والصبيان في المدينة وكان العسكر كله مع النبي صلى الله عليه وسلم .
كيف فهم علي هذا الحديث؟ وكيف طبقه؟
ألم يقل عندما أجبروه على تولي الخلافة: « دعوني والتمسوا غيري… ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، ولأن أكون لكم وزيراً خيراً من أن أكون عليكم أميرأ » (نهج البلاغة 181-182).
وقال لمعاويةً « بايعني القوم الذين بايعوا أبابكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه. فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا الغائب أن يختار،، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه الى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين » (نهج البلاغة 7:3، وانظر كتاب الإرشاد للمفيد 31 ط: الأعلمي. أو 143 طبعة حيدرية).
• هارون لم يل أمر بني إسرائيل بعد موسى وإنما يوشع بن نون صاحبه في طلب الخضر مثلما ولي أمور المسلمين بعد نبينا صاحبه في الغار وهو أبو بكر الصديق.
• إن هذا يبين أن عليا لن يكون الإمام من بعده لوجود الاستثناء (إلا أنه لا نبي بعدي). ومعلوم أن عليا لن يكون نبيا من بعده فبقي أن يكون إماما من بعده والواقع يشهد بخلاف ذلك وإلا لزم الطعن في كلام النبي صلى الله عليه وسلم يطعن به يهودي أو نصراني. إذ أن عليا لم يكن إماما من بعده.
• فإما أن يكون هذا وعدا من النبي وهذا الوعد لم يتحقق ويكون علي نفسه قد أسهم في إبطال قول النبي صلى الله عليه وسلم عمليا بمبايعته أبا بكر وعمر وعثمان. وإما أن يكون من تحميلات الشيعة للنصوص من المعاني الباطلة التي لا يحتملها النص. كما زعموا أن المشكاة فاطمة والمصباح الحسن والزجاجة الحسين والشجرة الملعونة في القرآن بنو أمية.
• أن عليا لم يستعمل شيئا من هذه النصوص المزعومة كدليل على وجوب خلافته هو. فإن كان لعجز فيكون لا يستحق الإمارة. وإن كان يقدر ولم يفعل فهو خائن والخائن معزول عن الإمارة. وإن كان لم يعلم بالنص فهو لا يعلم ما كان وما يكون كما يدعي الشيعة. وحاشاه مما ينسبه الشيعة إليه من التناقضات.
أنت وارثي.
الموضوعات لابن الجوزي (1/346).
أنت ولي كل مؤمن بعدي.
صححه الحاكم وأقره الذهبي (المستدرك3/134) ولم يقل أنت ولي أمر كل مؤمن بعدي. والولاية هي المحبة والنصرة ومن هذا الباب علي ولي كل مؤمن.
أنت وليي في الدنيا والآخرة.
هل صححه الالباني وانتقد ابن تيمية على تضعيفه؟
لقد وجدت ابن الجوزي قد حكم بوضعه. (الموضوعات) مع أنه في فضائل عثمان وليس علي.
وهو حجة على الشيعة فإنه يعني تمام المحبة لا الإمامة إذ لا يمكن أن يعني أنت إمامي في الدنيا والآخرة.
أنت وشيعتك في الجنة.
موضوع (اللآلئ المصنوعة للسيوطي1/379).
أنت يا علي وشيعتك (أولئك هم خير البرية).
(تفسير الطبري12/657).
فيه أبو الجارود: زياد بن المنذر الكوفي : قال عنه الحافظ ابن حجر » رافضي كذبه يحيى بن معين« (التقريب 2101) وفيه عيسى بن فرقد وهو الذي يروي عن الكذابين والمتروكين مثل جابر الجعفي (جامع الجرح والتعديل 1/122) الرافضي الذي كان يؤمن أن عليا هو دابة الأرض وأنه لم يمت وإنما هو في السحاب وسوف يرجع.
وحكيم بن جبير (جمع الجرح والتعديل1/190). كما حكاه عنه ابن ابي حاتم في (الجرح والتعديل 6/284).
نك إلى خير إنك إلى خير.
• وذلك حينما قالت أم سلمة للرسول ألست أنا من أهل بيتك؟ فأجابها بذلك.
• إسناده ضعيف بسبب إبهام الراوي عن عطاء بن أبي رباح إلى أم سلمة. وقد جاء بسند آخر موصول وفيه شهر بن حوشب. قال فيه الحافظ بن حجر » صدوق كثير الإرسال والأوهام« (ميزان الاعتدال2/284 تهذيب التهذيب4/369).(2/106)
• على أن الذي صح هو مخالف لهذا الحديث: عن أم سلمة » قلت: يا رسول الله ألست من أهلك؟ قال بلى فادخلي في الكساء. قالت: فدخلت في الكساء بعدما قضى دعاءه لابن عمه وابنيه وابنتيه فاطمة« وبداية الحديث قول أم سلمة لما بلغها مقتل الحسين رضي الله عنه » لعنت أهل العراق. قتلوه قتلهم الله غروه وذلوه لعنهم الله« الحديث. أخرجه أحمد في المسند (6/298) والطبراني في الكبير (3/114) وإسناده صحيح.
إنك (أي يا علي) لأول من ينفض التراب عن رأسه يوم القيامة.
قال الحافظ « فيه عباد وهو من غلاة الرافضة، وعلي بن هاشم وهو شيعي» (الإصابة4/129).
إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرها.
• ومعنى قول عمر (فلته) أي فجأة دون استعداد لها ومن دون أن يتهيئوا لها فوقى الله شرها، أي فتنتها، وعلل لذلك بقوله مباشرة (وليس فيكم من تُقطعُ الأعناق إليه مثل أبي بكر) أي ليس فيكم من يصل إلى منزلة أبي بكر وفضله، فالأدلة عليه واضحة، واجتماع الناس إليه لا يحوزها أحد، يقول الخطابي « يريد أن السابق منكم الذي لايلحق في الفضل لا يصل إلى منزلة أبي بكر، فلا يطمع أحد أن يقع له مثل ما وقع لأبي بكر من المبايعة له أولاً في الملأ اليسير ثم اجتماع الناس عليه وعدم اختلافهم عليه لما تحققوا من استحقاقه، فلم يحتاجوا في أمره إلى نظر ولا إلى مشاورة أخرى، وليس غيره في ذلك مثله» وكان سبب قول عمر هذا أنه علم أنّ أحدهم قال (لو مات عمر لبايعت فلاناً) أي يريد أن يفعل كما حدث لأبي بكر، ويتعذّر بل يستحيل أن يجتمع الناس على رجل كاجتماعهم على أبي بكر فمن أراد أن ينفرد بالبيعة دون ملأ من المسلمين فسيعرّض نفسه للقتل، وهذا هو معنى قول عمر (تغرةً أن يقتلا) أي من فعل ذلك فقد غرر بنفسه وبصاحبه وعرّضهما للقتل. السبب: قول عمر: وليس فيكم من تُقطعُ الأعناق إليه مثل أبي بكر.
إني تارك فيكم الخليفتين من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي.
رواه ابن أبي عاصم في السنة (رقم 754). وفي رواية » إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض [أو ما بين السماء إلى الأرض] وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض« (رواه أحمد في فضائل الصحابة2/746). وفيه شريك وهو سيء الحفظ ولكن له شواهد.
والعترة عندنا أزواج النبي ثم بنوه كما قرره القرآن والسنة.
وليس المراد بالخليفة هو الوصي بعد النبي بدليل أنه ذكر القرآن. والقرآن لا يمكن أن يكون خليفة على هذا النحو. ولا يمكن أن تكون فاطمة خليفة.
ومعنى الخليفة هما الأمران اللذان يبقيان بعد النبي صلى الله عليه وسلم يحذر من عدم اتقاء الله فيهما. قال تعالى ] واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح[. وقال تعالى ] فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات[ وقال تعالى ] ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون[ والكلام في الآيتين لا علاقة له بالإمامة.
إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي.
• ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً« عزاه الشيعة إلى صحيح مسلم ولا يعرف عند مسلم بهذا اللفظ (الشيعة هم أهل السنة ص63). استبدل اللفظ (أذكركم الله في أهل بيتي) بلفظ (تمسكتم بهما.. وعترتي) ليقرر للناس أن النبي أوصى بالتمسك بالكتاب والعترة لأنهما مصدر عقيدة المسلم.
فالحديث في مسلم ليس هكذا وإنما هذا هو نصه » تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به. كتاب الله. وأنتم تسألون عني. فما أنتم قائلون ؟“ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بإصبعه السبابة، يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس “اللهم ! اشهد اللهم !«
والحديث موجود بهذا اللفظ عند الترمذي من روايتين » يا أيها الناس اني تركت فيكم من إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي« هذا حديث غريب حسن من هذا الوجه (3874). والطريق الآخر بلفظ » اني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي؛ أحدهما أعظم من الآخر؛ كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي« وكلاهما وصفهما الترمذي بالغريب. بل وحكم ابن الجوزي بضعفه في (العلل المتناهية في الأحاديث الواهية) فكيف يكون الحديث متواترا ناهيك عن وصف الترمذي له بالغريب.
أني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي: الثقلين واحد منهما أكبر من الآخر.
كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض«.
ضعيف. فيه عطية العوفي.
قال أحمد بن حنبل بعد ذكر هذا الحديث » أحاديث الكوفيين هذه مناكير« (التاريخ الصغير1/267) وصرح البخاري بأنه متكلم فيه (التاريخ الصغير1/267). وقال النسائي (الضعفاء والمتروكون505) والدارقطني » ضعيف« (السنن4/39). قلت: كان يروي عن صاحب له إسمه أبو سعيد يروي عنه فنسبت كثير من رواياته إلى أبي سعيد الخدري.
أوحى الله إلي في علي ثلاثا: إنه سيد المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين.(2/107)
قال الحافظ « قال الحاكم في المناقب صحيح الإسناد. قلت: بل هو ضعيف جدا ومنقطع أيضا» (إتحاف المهرة1/344). وقد رد الذهبي هذا الحديث كما في تعليقه على الحديث (المستدرك3/139) قائلا بأن عمرو بن الحصين العقيلي وشيخه يحيى بن العلاء الرازي متروكان. بل صرح بأن الحديث موضوع.
أول من يدخل عليك.. أمير المؤمنين.. وخاتم الوصيين.
فيه إبراهيم بن محمد بن ميمون. قال الذهبي «هو من أجلاد الشيعة» (لسان الميزان للحافظ العسقلاني1/107).
أولكم واردا على الحوض أولكم إسلاما علي بن أبي طالب.
قال الحافظ «لم يتكلم عليه الحاكم. وسيف متروك» (إتحاف المهرة11/338).
ويعارضه ما حكاه في (موضح جمع الأوهام والتفريق2/363) عن الفرات بن السائب قال سألت ميمون بن مهران فقلت أكان علي أول الناس إسلاما أو أبو بكر فقال والله لقد آمن أبو بكر بالنبي صلى الله عليه وسلم زمن بحيرا الراهب واختلف فيما بينه وبين خديجة حتى أنكحها إياه وذلك كل قبل أن يولد علي».
أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب.
عن قيس بن أبي حازم أن عائشة لما نزلت على الحوأب سمعت نباح الكلاب فقالت ما أظنني إلا راجعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « أيتكن ينبح عليها كلاب الحوأب؟ فقال لها الزبير ترجعين عسى الله أن يصلح بك بين الناس رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تخرج فينبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير ثم تنجو بعد ما كادت رواه البزار ورجاله ثقات» (مجمع الزوائد 7/234).
• الحديث صحيح كما بين الألباني ولكنه نبه على رواية «فشهد طلحة والزبير أنه ليس هذا ماء الحوأب.. فكانت أول شهادة زور في الإسلام» (سلسلة الصحيحة1/227 عند حديث رقم475).
• وقد عاتب الشيخ الألباني القاضي ابن العربي نكارته للحديث غير أنه وافقه في كذب شهادة الزور المزعومة.
• وأوضح خروج عائشة كان خطأ ولكن ليس فيه معصية للحديث. فإن الحديث يشير إلى أنها سوف تكون في مكان تقع فيه فتن ويموت فيه كثير من الناس فلما قفلت عائدة ذكرها طلحة والزبير بأهمية موقفها لتحقيق الصلح الذي كان يطمع الناس في حصوله ببركتها وتقدير الناس لها. وهي مع ذلك مخطئة رضي الله عنها. وإذا كنا نرى مواقف عاتب الله عليها أنبياءه فتوقع الخطأ ممن هو دون النبي أولى، فموسى قتل نفسا ونسي ما عاهد به الخضر. وذا النون ذهب مغاضبا. ثم هذا لا ينقص شيئا من فضائلها بل هو في ذاته فتنة للمحرومين من الانصاف والعقل والدين. ولذلك قال عمار بن ياسر « والله إني لأعلم أنها نبية زوجكم في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم بها ليعلم إياه تطيعون أم هي» (رواه البخاري).
• ثم روى الألباني روايات تؤكد أن عبد الله بن الزبير كان معها وهو محرم لها. روى إسماعيل بن علية عن أبي سفيان بن العلاء المازني عن ابن أبي عتيق قال قالت عائشة إذا مر ابن عمر فأرونيه فلما مر بها قيل لها هذا ابن عمر فقالت يا أبا عبد الرحمن ما منعك أن تنهاني عن مسيري قال رأيت رجلا قد غلب عليك يعني ابن الزبير» (سير أعلام النبلاء2/93 و3/211 نصب الراية للزيلعي4/69).
أيكم رأي الليل رؤيا؟
قال : فصلى ذات يوم الصبح ثم أقبل على أصحابه فقال : أيكم رأى الليل رؤيا ؟ فقال رجل : أنا يا رسول الله رأيت كأن ميزانا أدلي من السماء فوضعت في كفة الميزان ووضع أبوبكر في كفة اخرى فرجحت بأبي بكر فرفعت . وترك ابوبكر فجئ بعمر فوضع في الكفة الاخرى فوزن بأبي بكر فرجح أبوبكر بعمر ، ورفع أبوبكر وترك عمر مكانه فجئ بعثمان فوضع في الكفة الاخرى فرجح عمر بعثمان ، ورفع عمر وترك عثمان مكانه فجئ بعلي فوضع في الكفة الاخرى فرجح عثمان بعلي ورفع الميزان . فتغيّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : خلافة نبوة ثلاثين عاما ثم تكون ملكا .
قلت:
فيه: رزق الله البصري قال الاندلسي : روى أحاديث منكرة وهو صالح لابأس به (تهذيب التهذيب3/273)
وفيه مؤمل العدوي البصري: قال أبوحاتم «صدوق شديد في السنة كثير الخطأ. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن سعد والدارقطني : كثير الخطأ . وقال المروزي : إذاانفرد بحديث وجب أن يتوقف ويتثبت فيه، لانه كان سيئ الحفظ كثير الغلط. (ميزان الاعتدال2/221 تهذيب التهذيب10/381) وفيه سعيد بن جمهان البصري. قال أبوحاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال الساجي: لا يتابع على حديثه. (ميزان الاعتدال1/377 تهذيب التهذيب4/14).
بخ بخ لك يا علي أصبحت مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
فيه علي بن زيد بن جدعان. قال عنه الجوزجاني « واهي الحديث ضعيف» «ضعيف» (الشجرة في أحوال الرجال ص194) وقال الحافظ في التقريب (4734).
قال ابن الجوزي في العلل المتناهية في الأحاديث الواهية (1/226) » هذا حديث لا يجوز الاحتجاج به، ومن فوقه إلى أبي هريرة ضعفاء«. وفيه:(2/108)
شهر بن حوشب: متكلم فيه. قال النسائي » ليس بالقوي« (الضعفاء والمتروكون294) وقال البزار » تكلم فيه جماعة من أهل العلم« (كشف الأستار490) وقال الدارقطني » ليس بالقوي« (سنن الدارقطني1/103).
ضمرة بن ربيعة الفلسطيني: صدوق يهم قليلا (تقريب التهذيب 2986).
تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجى.
• روى الهيثمي هذه الرواية في مجمعه (6/32 و7/70) وذكر فيهما آفتين: الإرسال وابن لهيعة. وهو ثقة لكنه اختلط بأخرة واحترقت مكتبته فصار يروي من حفظه بالرغم من اختلاطه.
• وزعم الشيعة أن قصة الغرانيق رواها البخاري ومسلم وأن الرازي دافع عن البخاري محاولا نفي أن يكون روى قصة الغرانيق (الانتصار4: مناظرة حول عصمة الأنبياء128) وهم كذابون مفترون.
• ذكر الحافظ في الفتح (8/439) أنه وجد ثلاث روايات لكنها مراسيل وإن كان منها على شرط الصحيح ولكنه أراد الرد على من حكم على الروايات بالوضع، أقل ما يقال إن لها أصلا» وهذه العبارة لا تفيد تصحيحه للسند. فإن مراتب الصحيح معروفة ليس منها مرتبة له أصل. وهي اصطلاح يستعمله الحافظ للرد على من غلا في الحكم على الرواية إلى درجة اعتبارها موضوعة. ولم أعهد الحافظ يصحح رواية بهذه المرتبة. ولا توجد مرتبة تسمى عند أهل الحديث بمرتبة : له أصل.
• والمراسيل مما قد استقر قول المحدثين على عدم الاحتجاج بها، وقد اعتبر الحافظ أنه يأخذ بصحتها من يرى صحة سند المرسل.
جعل علي يغسل النبي فلم ير منه شيئا.
مما يرى من الميت وهو يقول: بأبي أنت وأمي ما أطيبك حيا وميتا« .
ضعيف بسبب الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب: قال أحمد له أشياء منكرة. وقال البخاري: كان يتهم بالزندقة. (التاريخ الكبير1: 2: 388) (الجرح والتعديل1: 2: 57) (تهذيب التهذيب2/341).
حب أبي بكر وشكره واجب على أمتي.
أخرجه الخطيب في تاريخه (5/453) من طريق عمر بن ابراهيم الكردي وقال: تفرد به عمر.
قال عنه الدارقطني: كذاب خبيث.
وقال الذهبي «الحديث منكر جدا» (ميزان الاعتدال2/249).
حديث الأعمى الضرير
رواية أحمد (4/138) ليست من طريق ابن وهب وليس فيها حكاية صاحب الحاجة مع عثمان بن عفان.
قلت : رواه الطبراني بسند صحيح
دخل أعرابي المسجد " فقال: بأبي أنت جئتك مثقلا بالذنوب.
قال الحافظ ابن عبد الهادي: إن هذا خبر منكر موضوع. وإسناده ظلمات بعضها فوق بعض. فيه:
الهيثم بن عدي: قال البخاري (ليس بثقة كان يكذب) قال ابو داود (كذاب) وقال النسائي وغيره (متروك الحديث).
قال ابن المديني (هو أوثق من الواقدي ولا أرضاه في شيء).
(لسان الميزان 6/251 ترجمة 7977. ميزان الاعتدال 4/324 ترجمة 9311).
أحمد بن بن محمد بن الهيثم عن أبيه لا وجود له من بين المترجم لهم من الرواة المعروفين.
أبو صادق: وهو غير متحقق الاسم. فمنهم من ضبط اسمه بأسلم أو مسلم بن يزيد. ومنهم من ضبطه باسم عبد الله بن ناجذ. وحديثه عن علي مرسل. يعني لم يتحقق من روايته عن علي. (التقريب رقم 8167).
حفظت عن رسول الله وعائين من العلم…
• أخفى عنهم إمارة الصبيان ورأس الستين وهو زمن خلافة يزيد فاستجاب الله له ومات قبل خلافة يزيد بسنة. وأراد أبو هريرة قطع أهل الجور رأسه إذا سمعوا عيبه لفعلهم وتضليله لسعيهم. فالوعاء الذي لم يبثه هي الأحاديث التي تبين أسماء أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم (فتح الباري 1/216). وكان يمشي في السوق ويقول: اللهم لا تدركني سنة ستين ولا إمارة الصبيان. (فتح الباري13/10).
• علي أخفى عن الصحابة القرآن. وأقسم أنهم لن يروا كتاب الله بعد يومهم هذا. فأي إخفاء أعظم: إخفاء تفاصيل إمراء السوء أم إخفاء القرآن؟
الحق بعدي مع عمر حيث دار.
موضوع رواه العقيلي في الضعفاء (363) عن القاسم بن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبيه عن عطاء عن ابن عباس. صرح الذهبي بكذبه وأقره الحافظ في اللسان (سلسلة الضعيفة رقم3524).
خطب عمر إلى علي ابنته أم كلثوم.. فكشف ساقها وقبلها.
• رواها البغدادي في تاريخه (6/182) عن ابراهيم بن مهران بن رستم لم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. بل قد طعن فيه ابن عدي قائلا « منكر الحديث عن الثقات» (الكامل في الضعفاء6/2). وفي السند مجاهيل: عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي.
• ورواه الحاكم في المستدرك (3/142) من غير ذكر كشف الساق والتقبيل ومع ذلك تعقب الذهبي الحديث على الحاكم لتصحيحه السند على عادته في التساهل فقال الذهبي « بل منقطع». يعني بين علي بن الحسين وعمر.
• ورواه الطبراني في الكبير (1/124/1) وفيه الحسن بن سهل الحناط: ذكره السمعاني ولم يحك فيه جرحا ولا تعديلا فبقي على الجهالة. وله من طريق آخر عن يونس بن أبي يعفور وهو صدوق يخطئ كثيرا كما قرره الحافظ في (التقريب7920) وقد توبعت الرواية بمن لا يفرح به وهو سيف بن محمد قال الحافظ كذبوه (التقريب2726) فهذه الرواية موضوعة بسبب أن سيفا هذا كذاب.(2/109)
• وقد اعترف الشيخ الألباني بالوقوع في خطأ تصحيح رواية كشف الساق بناء على خطأ قلد فيه الحافظ ابن حجر (سلسلة الصحيحة2036) ثم تراجع عن التصحيح في سلسلة الضعيفة1273).
رأيت ربي جعدا أمرد عليه حلة خضراء.
• مثل هذا الحديث لا يوجد في كتب الحديث وإنما في كتب نقد الرواة كميزان الاعتدال (2/593). وفي هذا الكتاب ينقد الذهبي الكثير من الرواة الوضاعين والكذابين فهو ليس كتابا في الحديث كالبخاري ومسلم فتأمل!!!
• وهذه الرواية مروية من طريق حماد بن سلمة وهو ثقة ولكن قال ابن الثلجي « سمعت عباد بن صهيب يقول إن حمادا كان لا يحفظ وكانوا يقولون إنها (الروايات العجيبة حول بعض الصفات الالهية) قد دست في كتبه. وقد قيل إن أبن أبي العوجاء كان ربيبه فكان يدس في كتبه» (ميزان الاعتدال1/592).
• وآفة الرواية ليس حمادا وإنما إبراهيم بن أبي سويد قال الحافظ ابن حجر العسقلاني « هو إبراهيم بن الفضل الذراع» (تهذيب التهذيب1/127).
• قال البخاري «منكر الحديث (التاريخ الكبير1/989) وقال النسائي «متروك الحديث (الضعفاء والمتروكون ص4) وقاله الدارقطني في العلل وفي (الضعفاء والمتروكون ص1).
رأيت ربي في صورة شاب أمرد دونه ستر من لؤلؤ.
هذا الحديث موجود في كتب نقد الرواة (ميزان الاعتدال1/594) لا في كتب الحديث كالبخاري ومسلم.
فيه النضر بن سلمة شاذان المروزي: كان يفتعل الحديث ولم يكن بصدوق. وكان إسماعيل بن أبى أويس يذكره بذكر سوء وقال عبد العزيز الأويسي وإسماعيل بن أبى أويس إن شاذان أخذ كتبنا فنسخها ولم يعارض بها ولم يسمع منا وذكراه بالسوء»
رأيت على باب الجنة مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أخو رسول الله.
موضوع. فيه أبو يعلى حمزة بن داود المؤدب. قال الدارقطني » ليس بشي« (ميزان الاعتدال1/607).
وسليمان بن الربيع النهدي الكوفي: متروك. تركه الدارقطني والذهبي (ميزان الاعتدال2/207).
وكادح بن رحمة الزاهد أبو رحمة. نسبه الحاكم وابن عدي ألة الكذب والوضع.
رأيت في الجاهلية قردة قد زنت فرجموها.
• حيث إن الصحابي أخبر عما رأى في وقت جاهليته فإن لا حرج من القول بأن هذا ما ظنه لا سيما أنه في رواية رآى قردا وقردة مع بعضهما فجاء قرد آخر وأخذها منه فاجتمع عليها القردة الآخرون ورجموهما. فهذه صورة الحكاية ظنها رجما للزنى. وهو لم يأخذ هذا حكاية عن النبي صلى الله عليه وسلم . ولو أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم وصح السند عنه قبلناه. فإننا صدقناه فيما هو أعظم من ذلك.
• إن صحت هذه الحادثة فتبين أن القردة أطهر من الخنازير. وإن عند الرافضة القائلين بإعارة الفروج ما يقترب من مذهب الخنازير. فقد روى الطوسي عن محمدعن ابي جعفر قال قلت الرجل يحل لاخيه فرج قال نعم لاباس به له مااحل له منها (كتاب الستبصار3/136). ذكر والطوسي في الاستبصار 3/141 «عن أبي الحسن الطارئ أنه سأل أبا عبد الله عن عارية الفرج فقال لا بأس به».
رحم الله عليا اللهم أدر الحق معه حيث دار.
رواه الحاكم وقال » صحيح على شرط الشيخين« (المستدرك 3/125).
فيه المختار بن نافع التميمي قال الذهبي تعقيبا على الحاكم: المختار ساقط.
قال الحافظ » المختار ضعيف« (التقريب 6522).
زينوا مجالسكم بذكر علي.
لم أجده؟؟؟؟
سألت قثم بن العباس كيف ورث علي رسول الله دونكم
فقال: إنه أولنا به لحوقا وأشدنا به لزوقا.
قال الحافظ « رواه الحاكم في المناقب وقال صحيح الإسناد. قلت: هذا الحديث اختلف فيه على أبي إسحاق اختلافا كثيرا» (إتحاف المهرة12/701).
سباق الأمم ثلاثة… السايق ثلاثة.
فالسابق إلى عيسى صاحب يس، وإلى محمد علي بن أبي طالب».
قال الحافظ « أخرجه الثعلبي وفثيه عمرو بن جمع وهو متروك. ورواه العقيلي والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس» (الكافي الشافي4/10 لسان الميزان4/4/456 التهذيب2/292).
سدوا الأبواب إلا باب علي.
حسنه الحافظ في (القول المسدد ص5-6) بمجموع طرقه.
سيكون من بعدي فتنة. فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب.
فإنه أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وهو الصديق الأكبر وهو فاروق هذه الأمة وهو يعسوب المؤمنين. والمال يعسوب المنافقين.
قال الحافظ « فيه إسحاق بن بشر الأسدي أحد المتروكين» (الإصابة4/171).
صليت مع النبي قبل أن يصلي عليه أحد.
قول منسوب إلى علي. إسناده ضعيف: فيه جابر بن يزيد الجعفي وسفيان بن وكيع.
عبد الرحمن بن عديس (زعموا أنه قاتل عثمان).
الاستيعاب: كان الامير على الجيش الذي قدم من مصر الذين حاصروه وقتلوه. ولم يقل أحد أنه كان هو قاتل عثمان (وانظر الاستيعاب 1445 والجرح والتعديل5/248 تاريخ الاسلام3/319 الاعلام 3:316 تبصير المنتبه3/10029 بقي بن مخلد916 المعرفة والتاريخ3/358.
علماء أمتي أفضل من أنبياء بني اسرائيل.
لم يرد الحديث بلفظ أفضل وإنما بلفظ » علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل« وهو موضوع (سلسلة الضعيفة 466).(2/110)
قال المناوي في (فيض القدير ص16) » الحديث متكلم فيه« والصحيح من قول النبي صلى الله عليه وسلم » العلماء أمناء الرسل«.
قال الشيخ عبد الرحمن الحوت البيروتي » موضوع لا أصل له. كما قاله غير واحد من الحفاظ ويذكره كثير من العلماء في كتبهم غفلة عن قول الحفاظ« (أسنى المطالب 278).
علي أخي في الدنيا والآخرة.
ضعيف. (أنظر ضعيف الجامع للألباني3801).
علي أصلي وجعفر فرعي.
ضعيف. فيه مجاهيل وهم:
عبد الله بن معاوية. مجهول الحال في الرواية. قال فيه ابن حزم « كان رديء الدين معطلا يصحب الدهرية».
صالح بن معاوية: مجهول لم يترجموه.
محمد بن إسماعيل بن جعفر. مجهول.
ولذلك قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/273) « فيه من لم أعرفهم».
علي باب حطة ومن دخله كان آمنا.
موضوع: فيه حسين الأشقر. قال البخاري «فيه نظر (التاريخ الكبير2/2862) وقال «عنده مناكير» (التاريخ الصغير2/319) قال أبو زرعة «منكر الحديث» وقال الجوزجاني « غال شتام للخيرة» (ميزان الاعتدال1/531). وقال النسائي «ليس بالقوي» (الضعفاء والمتروكون146) كذلك قالها الدارقطني (الضعفاء والمتروكون195) (وانظر سلسة الضعيفة للألباني 3913).
علي بن أبي طالب أول من أسلم.
قال الحافظ « رواه ابن شاهين في الصحابة وفي إسناده من لا يعرف» (2/357).
قلت: ويعارضه ما حكاه في (موضح جمع الأوهام والتفريق2/363) عن الفرات بن السائب قال سألت ميمون بن مهران فقلت أكان علي أول الناس إسلاما أو أبو بكر فقال والله لقد آمن أبو بكر بالنبي صلى الله عليه وسلم زمن بحيرا الراهب واختلف فيما بينه وبين خديجة حتى أنكحها إياه وذلك كل قبل أن يولد علي».
علي بن أبي طالب يزهر في الجنة ككواكب الصبح.
إسناده واه جدا كما قال الألباني (سلسلة الضعيفة3915) فيه يحيى بن الفاطمي وإبراهيم بن أبي يحيى وكلاهما متروكان كما صرح ابن الجوزي في العلل المتناهية في الأحاديث الواهية (1/251) ونقله عنه المناوي في (فيض القدير4/358).
علي خير البشر فمن أبى فقط كفر.
• موضوع: قال الحافظ ابن حجر «أخرجه ابن عدي من طرق كلها ضعيفة» (تسديد القوس3/89).
• فيه الحسن بن محمد أبي طاهر النسابة عن إسحاق الدَبَري. قال الذهبي: قال الذهبي «هذا حديث منكر». ووصف الذهبي هذا الحديث بأنه «باطل جلي» (ميزان الاعتدال1/521 ت1943 وانظر لسان الميزان2/252) وقال الخطيب البغدادي «هذا حديث منكر وليس بثابت 7/421 وحكم السيوطي بوضعه (اللآلئ المصنوعة 1/328 وابن الجوزي في الموضوعات 1/348).
• وفي المغني في الضعفاء (ت1362) روى عن الحر بن سعيد النخعي عن شريك.. قال في المغني «وهذا الحديث كذب» (المغني في الضعفاء1/155).
علي مع الحق والحق مع علي.
رواه الهيثمي في مجمع الزوائد (7/235) وقال » فيه سعد بن شبيب. لم أعرفه«.
علي مع القرآن والقرآن مع علي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
• رواه الهيثمي (مجمع الزوائد 9/134) وقال: فيه صالح بن أبي الأسود وهو ضعيف. كذلك صرح الذهبي بضعفه (ميزان الاعتدال رقم3771) وضعفه الألباني (ضعيف الجامع رقم 3806).
• وقد ورد من طريق آخر في المستدرك (3/124) وصححه ووافقه الذهبي.
• والحديث ليس في متنه ما يعترض عليه فإن عليا ليس ضد القرآن. ولكنه بشر يجوز عليه ما جاز على غيره من البشر. ويعتريه ما يعتري البشر. ولكننا نسأل:
• هل كان القرآن مع علي عندما تولى الخلفاء الثلاثة وبايعهم؟
• هل كان القرآن مع علي وكان وزيرا لهم وزوج ابنته من عمر وسمى أبناءه بأسماء الخلفاء الثلاثة: أبي بكر وعمر وعثمان؟
• الشيعة ليسوا مع القرآن:
النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ [ (الأحزاب:6).
وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ[ (التوبة:100).
الامام هو الذي تقيم دولته الحدود وتنفذ الاحكام الشرعية. ولا تكون إمامته في المنفى.
لا يعرف العالم كله إماما غائبا لا وجود له.
إمامة محمد كانت إمامة علم وحكم.
ومعاوية من قريش وقد سلمها الحسن له.
ويعارضه أن أسماء الأئمة بحسب لوحة جابر لفاطمة.
علي مني بمنزلة رأسي من بدني.
رواه الخطيب وقال « لم أكتبه إلا من هذا الوجه» (تاريخ بغداد7/12).(2/111)
وسنده مظلم كما قال الشيخ الألباني (سلسلة الضعيفة 3913) فإن مَن دون أسرائيل كلهم مجاهيل كما أشار إليه ابن الجوزي في العلل المتناهية في الأحاديث الواهية وذكر أن أبو بكر بن مردويه قد رواه من طريق حسين الأشقر (1/212). قال البخاري «فيه نظر (التاريخ الكبير2/2862) وقال «عنده مناكير» (التاريخ الصغير2/319) قال أبو زرعة «منكر الحديث» وقال الجوزجاني « غال شتام للخيرة» (ميزان الاعتدال1/531). وقال النسائي «ليس بالقوي» (الضعفاء والمتروكون146) كذلك قالها الدارقطني (الضعفاء والمتروكون195) (وانظر سلسة الضعيفة للألباني 3913).
وفيه قيس بن الربيع وهو ضعيف أيضا. قال البخاري « كان وكيع يضعفه» (التاريخ الكبير7/704) بل قال البخاري «قيس بن الربيع لا أكتب حديثه ولا أروي عنه» (التاريخ الصغير2/172). وقال أبود داود «سمعت يحيى بن معين يقول: ليس بشيء» (سؤالات أبي داود3/117).
علي مني وأنا منه ولا يقضي عني ديني إلا أنا وعلي ولا يؤدي عني إلا علي
رواه أحمد في المسند بإسناد ضعيف. فيه إسرائيل عن أبي إسحاق. وهو لم يسمع من أبي إسحاق إلا بعد اختلاطه.
علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي.
فيه شريك صدوق سيء الحفظ.
علي هذا أول من آمن بي وأول من يصافحني.. وهو يعسوب المؤمنين.
أورده العقيلي هذا الحديث في كتابه الضعفاء (2/47). وقال البن الجوزي « فيه عيسى بن عبد الله» نقل عن ابن حبان أنه كان ينقل عن آبائه الروايات المنكرات ويخطئ ويهم فبطل الاحتجاج به (العلل المتناهية1/240).
وقال الحافظ ابن عبد البر في (الاستيعاب4/1744) « فيه إسحاق بن بشر وهو ممن لا يحتج به إذا انفرد لضعفه ونكارة حديثه».
قال الحافظ ابن حجر « هذا باطل» (لسان الميزان3/282 و2/413).
علي يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين.
عمران بن حطان.
يحتج الشيعة بأنه من رؤوس الخوارج ومع ذلك فقد روى له البخاري.
قال الذهبي » أعيان العلماء لكنه من رؤوس الخوارج. حدث عن عائشة وأبي موسى الأشعري وابن عباس روى عنه ابن سيرين وقتاده ويحيى بن أبي كثير. قال أبو داود ليس في أهل الأهواء أصح حديثا من الخوارج ثم ذكر عمران بن حطان« (سير أعلام النبلاء4/214).
قال في العلل ومعرفة الرجال1/546 » روى عنه محمد بن سيرين«.
فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني.
هذا الحديث رواه البخاري رقم (3510) وقد جاء بعده رقم (3523) أن فاطمة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم لما خطب علي ابنة أبي جهل: » إن الناس يزعمون أنك لا تغضب لغضب ابنتك«.
فاطمة وعلي وابناها.
أن النبي سئل عن الآية ] قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى[ » من هؤلاء الذين أمرك الله بمودتهم؟ فقال: علي وفاطمة وابناهما« وهذا الحديث ساقط الاسناد كما قال الحافط ابن حجر (فتح الباري 8/564). وقال ابن كثير » هذا إسناد ضعيف فيه متهم لا يعرف عن شيعي محترق وهو حسين الأشقر« (الشورى23).
فيه حسين الأشقر وقيس بن الربيع وكلاهما ضعيف.
وذكره السيوطي في الدر المنثور (6/7) وقال: سنده ضعيف.
ومعلوم أن الآية مكية بالاتفاق. (تفسير البغوي 4/119). وعلي تزوج فاطمة بعد غزوة بدر. وولد الحسن في الثانية من الهجرة. فكيف تنزل الآية بمودة من لم يخلق بعد؟ أهكذا خاطب الله قريشا أن تود من لم يكن قد خلق بعد؟
واذا كانت هذه الآية نصا على الإمامة فلماذا لم يطالب الشيعة بأن تكون فاطمة إمامة؟ ولماذا لم يطالبوا بأن يكون الأربعة: علي وفاطمة والسبطان أئمة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؟
أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب.
رواه الحاكم (3/124) صححه مع أنه قال » وفي إسناده عمر بن الحسن وأرجو أنه صدوق..« وتعقبه الذهبي فقال: وضعه الحسين بن علوان وعمر بن موسى الوجيهي.
قال الحافظ « وهو موضوع» (لسان الميزان4/290) (مختصر استدراك الحاكم للحميد1357).
أنا شجرة وفاطمة أصلها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرها.
موضوع. قال الحافظ « لعله وضعه ميناء» (لسان الميزان4/77).
==============
تطاير الأساور في فضح أكاذيب ليالي بيشاور
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وسَلَّم (رأيتُ في المنامِ كأنَّ في يدي سُوارينِ من ذهبٍ فهمَّني شأنهُمَا فأُوحي إليَّ أنْ أنفُخُهُما فَنَفَخْتُهُما فطارَا فأوَّلتُهُما كاذبيِن يخرُجانِ من بَعدي ))
هذا جهد المقل كتبته لوجه الله عز وجل لفضح اكاذيب الشيرازي في كتابه الموسوم بليالي بيشاور .. و الرجاء من فحول الدفاع التعليق بما يخدم هذا المشروع و ذلك بالرجوع لروابط الكتاب في الشبكة العنكبوتية و النظر في الكتاب مجلسا بعد مجلس بحسب ما أنقله لهم ... تقبل الله منها هذا العمل خالصا لوجهه الكريم
المجلس الاول
ماذا أسس الشيرازي ؟(2/112)
قبل الشروع في الرد و التعليق على ما ذكره الشيرازي في هذا المجلس أود أن أبين للقارئ أن في هذا المجلس التمهيدي أسس الشيرازي ثلاثة أمور من الأهمية بمكان أن يقف عندها القارئ وقفة تأمليه واعية لأننا سنجد أثرها في المجالس القادمة
الأمر الأول : الإعتماد على شخصيات مغمورة أو معاصرة للمؤلف أو حتى من غير أهل السنة و الجماعة ومن ثم نسبها الشيرازي لأهل السنة و إضفاء صبغة العلم وعلو الكعب لهذه الشخصيات في مسألة أن ذرية الرسول صلى الله عليه وسلم باقية من خلال ذرية الحسن و الحسين - رضي الله عنهم - حيث أنها مسألة ليست محل خلاف يذكر بين أهل السنة تمهيدا منه للنقل عن هذه الشخصيات مستقبلا في مسائل تعتبر الفيصل بين أهل السنة و الجماعة وبين الشيعة أو الإستشهاد بأقوالهم في الطعن بالصحابة - رضي الله عنهم - وحتى يقال إنكم معشر السنة قد قبلتم ما ذكره هؤلاء سابقا فلماذا تردون أقوالهم الآن ؟؟
فقد بدأ الشيرازي وتحت عنوان " أولاد البتول عليها السلام ذرية الرسول صلى الله عليه وسلم " بالنقل عن هؤلاء الذين وصفهم بالعلماء فنجده في صفحة 25 يقول (( هناك دلائل كثيرة في نفس الموضوع تدل على ما ذكرناه وقد سجل علماؤكم ونقلها حفاظكم ورواتكم )) وتحت هذه الاوصاف لن نجد أصحاب المذاهب وفحول علماء أهل السنة وحفاظهم بل نجد الشيرازي يذكر ابن أبي الحديد المعتزلي و الخطيب الخوارزمي و علي الهمداني الشافعي وسليمان الحنفي البلخي و محمد بن يوسف الكنجي و عبدالله بن محمد الشبراوي و أبو بكر بن شهاب الدين العلوي الحسيني الحضرمي الشافعي ... مستشهدا بأقوال هؤلاء وغيرهم واصفا إياهم بكبار علماء السنة وان كتبهم من أهم الكتب كما فعل في صفحة 29 عندما وصف تفسير الزمخشري " الكشاف " بأنه (( أهم تفاسيركم )) !! وسنجد الشيرازي في بقية كتابه سيسير على هذا المنوال .
الأمر الثاني : عقد الشيرازي مبحثا كاملا لمسألة الجمع بين الصلاتين وهي مسألة يعترف بأنها خلافية وفرعية ولكنه يريد التوصل من خلالها لإتهام علماء أهل السنة بالخداع و إخفاء الحقائق وسنجده في المجالس القادمة يشير لهذا الأمر بكل وضوح لتمرير أكاذيبه بدعوى انها حقائق أخفاها العلماء عن عامة الناس ففي صفحة 35 وتحت عنوان " مسألة الجمع او التفريق بين الصلاتين " يقرر الشيرازي أنها مسألة خلافية و فرعية فيقول (( أن آراء العلماء تختلف في كثير من المسائل الفرعية كما أن أئمتكم - الأئمة الأربعة – يختلفون في آرائهم الفقهية فيما بينهم كثيرا ، فلم يكن إذن الإختلاف بيننا وبينكم في مثل هذه المسألة الفرعية شيئا مستغربا ؟ )) ثم يقول في صفحة 40 وبعد أن يورد بعض النصوص الدالة على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جمع في صلاته وجوابا على سؤال أحد الحضور عن سبب إختلاف العلماء مع وجود هذه النصوص الصحيحة (( إن عدم إلتزام علمائكم بالنصوص الصريحة و الروايات الصحيحة لا تنحصر مع كل الأسف بهذا الموضوع فقط بل هناك حقائق كثيرة نص عليها النبي صلى الله عليه وسلم وصرح بها في حياته ولكنهم لم يلتزموا بها و إنما تأولوها و اخفوا نصها عن عامة الناس )) وبحسب كلامه هذا لا تكون المسألة خلافية بل تعمد إخفاء الحقائق وليست مسألة فرعية بل مسألة تتناول (( أمر مهم مثل الصلاة التي هي عامود الدين )) كما صرح في صفحة 41 .
الأمر الثالث : وضع الشيرازي لنفسه خط رجعة في حال ما إذا أورد عليه خصمه تناقض أقوال أو مواقف المعصومين وذلك عندما أخذ بوصف ظلم الدولة الأموية لبني هاشم وقتلهم و التشريد بهم ...حتى يقال ان ما ورد عن المعصومين بزعمه مما هو مخالف لما يذكره الشيرازي إنما هو " تقية " لدفع ظلم الأمويين الذين وصفهم في صفحة 60 ب (( البعداء عن الإسلام و الإنسانية ، لم يراعوا شيئا من الدين و الأخلاق الحميدة في حركاتهم وسكناتهم )) فتحت عنوان " لماذا دفن الإمام علي عليه السلام سرا ؟ " وعلى مدى عشرة صفحات كاملة ( ص 60 – ص 70 ) قرر الشيرازي مبدأ التقية عندما زعم ان سر إخفاء القبر هو إحتمال نبش القبر و إهانة الجثمان فيقول في صفحة 67 مثلا (( مالذي كان يمنعهم (يقصد الأمويين) إذا سنحت لهم الفرصة أن يصنعوا بجسد الإمام علي الزكي الطاهر ما صنعوه بجسد حفيده المظلوم زيد بن الإمام زين العابدين )) حتى قال (( فلعله لهذا السبب وصى بنيه أن يدفنوه ليلا لا نهارا و سرا لا جهارا ويعفوا موضع قبره ويخفوه على الناس )) فالشيرازي بإيراده لهذه المسألة يوحي بطريقة خبيثة أن ظلم الأمويين أو حتى العباسيين يتعدى الأحياء ويصل إلى الأموات ولهذا السبب يجب أن تحمل أقوال أو أفعال المعصومين والتي توافق ما عليه عامة المسلمين على التقية للحفاظ على الإسلام و المسلمين بزعمه .
الجمع بين الصلاتين(2/113)
أتهم الشيرازي في هذا المبحث علماء المسلمين برد النصوص الظاهرة الواضحة بجواز الجمع بين الصلاتين وأنهم بين أمرين إما التأويل الذي لا دليل عليه سوى الظن المرجوح و إما إخفاء النصوص عن عامة الناس وزعم أن الروايات التي جاءت في الجمع بين الصلاتين تدل على الجواز مطلقا ثم نسب للأئمة من آل النبي صلى الله عليه وسلم الفتوا بجواز الجمع مطلقا... فأول ما يلفت النظر في هذا الفصل هو تناقض الشيرازي ففي صفحة 35 وتحت عنوان " مسألة الجمع او التفريق بين الصلاتين " يقرر الشيرازي أنها مسألة خلافية و فرعية فيقول (( أن آراء العلماء تختلف في كثير من المسائل الفرعية كما أن أئمتكم - الأئمة الأربعة – يختلفون في آرائهم الفقهية فيما بينهم كثيرا ، فلم يكن إذن الاختلاف بيننا وبينكم في مثل هذه المسألة الفرعية شيئا مستغربا ؟ )) ثم يقول في صفحة 40 وبعد أن يورد بعض النصوص الدالة على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جمع في صلاته وجوابا على سؤال أحد الحضور عن سبب اختلاف العلماء مع وجود هذه النصوص الصحيحة (( إن عدم التزام علمائكم بالنصوص الصريحة و الروايات الصحيحة لا تنحصر مع كل الأسف بهذا الموضوع فقط بل هناك حقائق كثيرة نص عليها النبي صلى الله عليه وسلم وصرح بها في حياته ولكنهم لم يلتزموا بها و إنما تأولوها و اخفوا نصها عن عامة الناس )) وبحسب كلامه هذا لا تكون المسألة خلافية بل تعمد إخفاء الحقائق وليست مسألة فرعية بل مسألة تتناول (( أمر مهم مثل الصلاة التي هي عامود الدين ))
بل يتعدى أمر هذه المسألة من مجرد خلاف فقهي إلى خلاف أصولي فيقول في صفحة 45 (( لقد جاء هذا وغيره من الاختلافات الفرعية على أثر اختلاف جذري وخلاف أصولي ))
ما هو هذا الأمر الأصولي الذي كان سببا للاختلافات الفرعية ؟؟ الجواب يأتي في هذه العبارة من صفحة 40 (( وسوف تنكشف لكم بعض هذه الحقائق خلال البحث و النقاش في موضوع الإمامة وغيره ))
هذا ما يريد الشيرازي التوصل إليه ... مخالفة المذاهب الإسلامية لمبدأ الإمامة أدى لهذه الاختلافات في الفروع!! بينما نسي أن يخبرنا ما سبب اختلاف الشيعة أنفسهم في الفروع مع إقرارهم بمبدأ الإمامة ؟؟ فالجواب على هذا السؤال هو عينه الرد على اتهامه للعلماء بمخالفة ظاهر النصوص الدالة على جواز الجمع مطلقا بغير عذر مع العلم بأن أصحاب المذاهب لم يخالفوا أي نص صدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصل إليهم وثبتت صحته عندهم فقد أورد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه رفع الملام عن الأئمة الأعلام عشرة أسباب لمخالفة الإمام المجتهد للنصوص الصحيحة المرفوعة للرسول صلى الله عليه وسلم فمن هذه الأسباب :
1- أن لا يكون الحديث قد بلغه
2- أن يكون الحديث قد بلغه لكنه لم يثبت عنده
3- اعتقاد ضعف الحديث باجتهاد قد خالفه فيه غيره
4- أن يكون الحديث قد بلغه وثبت عنده لكنه نسيه
5- عدم معرفته بدلالة الحديث
6- اعتقاده أن لا دلالة في الحديث
7- اعتقاده أن الحديث معارض بما يدل على ضعفه أو نسخه
فالشيرازي وغيره من الشيعة لن يجدوا أبدا جوابا لسبب اختلاف علمائهم في الفروع إلى بالإحالة لأحد الأسباب السابقة أو بعضها ... فلماذا جعل مسألة الجمع بين الصلاتين دليلا على عدم التزام علمائنا بالنصوص الصريحة و الروايات الصحيحة وأنهم يخفون النصوص عن عامة الناس !! وأنهم إنما اختلفوا في هذه الفروع بسبب خلاف أصولي ؟؟ ولم يعتذر لهم إن كان منصفا بإحدى الأعذار السابقة ؟؟ .
كذب الشيرازي
أدخل الشيرازي بين طيات هذا المبحث في صفحة 43 واحده من أكثر أكاذيب الشيعة رواجا بين عامة المسلمين المنخدعين بالوحدة و الأخوة بين أهل السنة وبين الشيعة عندما قال ((بأنا نحن معاشر الشيعة لا ننظر إلى أحد من علماء العامة وعوامهم بعين التحقير و العداء بل نعدهم إخواننا في الدين )) بينما الكتاب كله من الغلاف إلى الغلاف لم يترك نقيصة إلا و ألصقها بسادة علماء المسلمين من الصحابة الأخيار وبأمهات المؤمنين عائشة و حفصة - رضي الله عنهم - ، بل إن العبارة السابقة تحمل أول علامات التحقير لأهل السنة عندما يصفهم بالعامة !! ويجعل الشيعة هم الخاصة كما صرح بذلك محسن الأمين في كتابه أعيان الشيعة بقوله ((الخاصة وهذا يطلقه أصحابنا على أنفسهم مقابل العامة الذين يُسمّون أنفسهم بأهل السُّنّة والجماعة )) أعيان الشيعة ج1ص21 وسنذكر هنا بعض أقوال الشيعة في عموم المسلمين ونؤجل الحديث عن طعنهم بحق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لموضع آخر
تصريح الخوئي بكفر غير الشيعة(2/114)
((وأما المخالف فليس بكافر قطعا فلا يشمله حكمه فيجوز بيع العبد المسلم منهم لإقرارهم بالشهادتين ظاهرا وباطنا واما ما دل على كفرهم فلا يراد بظاهرها فقد قلنا في أبحاث الطهارة أن المراد من كفرهم ترتيب حكمه عليه في الآخرة وعدم معاملة المسلم معهم فيها ، بل يعاقبون كالكافر ولايثاب بأعمالهم الخيرية الصادرة منهم كالصلاة وغيرها )) مصباح الفقاهة ج5 ص 94
وهذا ما قاله في أبحاث الطهارة ((ان من انكر واحدا منهم فقد انكر جميعهم - ع - وقد عرفت ان نفي الولاية عنهم - باجمعهم غير مستلزم للكفر والنجاسة فضلا عن نفيها عن بعض دون بعض ، فالصحيح الحكم بطهارة جميع المخالفين للشيعة الاثنى عشرية واسلامهم ظاهرا بلا فرق في ذلك بين أهل الخلاف وبين غيرهم وان كان جميعهم في الحقيقة كافرين وهم الذين سميناهم بمسلم الدنيا وكافر الآخرة )) كتاب الطهارة - السيد الخوئي ج 2 ص 87
ويقول في موضع آخر (( فلا يصح الصوم كغيره من العبادات من الكافر وإن كان مستجمعا لسائر الشرائط ، كما لا يصح ممن لا يعترف بالولاية من غير خلاف )) كتاب الصوم ج1 ص 423
جملة من كبار علماء الشيعة تصرح بكفر غير الشيعة
الشيخ المفيد ((ولا يجوز لاحد من اهل الايمان ان يغسل مخالفا للحق في الولاية ولا يصلى عليه الا ان يدعوه ضرورة إلى ذلك من جهة التقية )) ذخيرة المعاد - المحقق السبزواري ج 1 ص 80
المحقق البحراني ((وهذا القول عندي هو الحق الحقيق بالاتباع لاستفاضة الاخبار بكفر المخالفين وشركهم ونصبهم ونجاستهم كما اوضحناه بما لا مزيد عليه في الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب وما يترتب عليه من المطالب )) الحدائق الناضرة - المحقق البحراني ج 3 ص 405
المازندراني ((ومن انكرها- يعني الولاية- وهو كافر بهما حيث انكر اعظم ما جاء به الرسول واصلا من اصوله )) شرح أصول الكافي ج5 ص 156
آقا رضا الهمداني ((حال الاخبار الدالة على نجاسة الناصب وكفره حال غيرها من الاخبار الدالة على كفر المخالفين على الاطلاق )) مصباح الفقيه ج1 ق2- آقا رضا الهمداني ص 568
نعمة الله الجزائري ((أن المراد من الموحدين وكلمة التوحيد وعدم الشرك الموجب لدخول الجنة التوحيد الخالص ، كما دلت عليه الاخبار في هذا الباب وغيره ، والتوحيد الخالص الذي يستجمع الشرائط لا يكون إلا بولاية من فرض الله سبحانه طاعتهم ، وأوجب على الخلق كافة اعتقاد إمامتهم ، وما لم يكن على هذا المنوال لا يثمر دخول الجنة قطعا )) نور البراهين - السيد نعمة الله الجزائري ج 1 ص 58
أحمد الرحماني الهمداني ((من أنكر إمامة علي كمن أنكر رسالة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، وأنه من جاحد ولايته لقي الله يوم القيامة كعابد صنم أو وثن ، وأنه لايرد أحد على علي عليه السلام ما قال فيه النبي صلى الله عليه واله وسلم إلا كافر ، وأنه علم بين الله وبين خلقه ، من عرفه كان مؤمنا ، ومن أنكره كان كافرا ، وأنه من خالفه كان كافرا ، ومن أنكره دخل النار ، و أنه الأمام المفروض طاعته ، من جحده مات يهوديا أو نصرانيا ، وأنه من لم يعرف إمامه مات ميتة جاهلية . ثم أيها القارئ المنصف ! لما أحطت بهذه الأخبار التي هي غيض من فيض و قليل من كثير فلازم لك أن تعلم أن جمعا من علماء الأمامية حكموا بكفر المخالفين لولاية أمير المؤمنين والأئمة المعصومين - : - ، لكن الأكثر منهم قالوا : إنهم كافرون في الباطن ونفس الأمر ، ومسلمون في الظاهر امتيازا للشهادتين وعناية وتخفيفا للمؤمنين لمسيس الحاجة إلى معاشرتهم ومخالطتهم في الأماكن المشرفة ، كالكعبة المعظمة والمدينة المنورة ، وإن كانوا يوم القيامة أشد عقابا من الكفار والمشركين . )) الإمام علي (ع)- أحمد الرحماني الهمداني ص 188
عند الخميني أهل السنة لا يستحقون الزكا ة وينفي عنهم الإيمان
قال الخميني في تحرير الوسيلة ج 1 ص 339 ((القول في اوصاف المستحقين للزكاة وهي أمور : الاول الايمان ، فلا يعطى الكافر ، ولا المخالف للحق وإن كان من فرق الشيعة ، بل ولا المستضعف من فرق المخالفين إلا من سهم المؤلفة قلوبهم ))
وفي كتاب الأربعون حديثا (( الإيمان لا يحصل إلا بواسطة ولاية علي و أوصيائه من المعصومين الطاهرين عليهم السلام ، بل لا يقبل الإيمان بالله ورسوله من دون الولاية ))
تكرم آية الله لطف الله الصافي على أهل السنة
((شروط المستحقين للزكاة ( مسألة 1548 ) وهي أمور : الاول : الا يمان ، فلا يعطى الكافر ، ولا المخالف للحق وإن كان من فرق الشيعة ، بل ولا المستضعف من فرق المخالفين . نعم يعطى المستضعف من زكاة الفطرة على ما يأتي مع عدم وجود المؤمنين في ذلك البلد )) هداية العباد - الشيخ لطف الله الصافي ج 1 ص 264
عبادات غير الشيعة غير مقبولة(2/115)
قال محمد علي الأبطحي ((لا تستوحش من كثرة المخالفين واختلافهم في أمر الهلال فقد وردت روايات تشير إلى سبب حرمانهم بركات الفطر والاضحى ، ففي الكافي عن محمد بن إسماعيل الرازي عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قلت له ما تقول في الصوم فقد روي أنهم لا يوفقون لصوم ؟ فقال : أما أنه قد أجيبت دعوة الملك فيهم ، قال : فقلت : وكيف ذلك ، جعلت فداك ؟ قال : إن الناس لما قتلوا الحسين ( عليه السلام ) أمر الله تبارك وتعالى ملكا ينادي : أيتها الامة الظالمة القاتلة عترة نبيها ، لا وفقكم الله لصوم ولا فطر )) رسالة في ثبوت الهلال- السيد محمد علي الأبطحي ص 90
وتهديد من الميرزا القمي لمن لا يتشيع ((ولا يجب القضاء على الكافر الأصلي إذا أسلم ، لأن الإسلام يجب ما قبله ، ولعله من المتواترات ، وللإجماع ، بل قيل : إنه ضروري . وهذا في غير من انتحل الإسلام من الكفار مثل الغلاة والخوارج والنواصب ، فإن حكمهم حكم المخالفين ، وحكمهم أنهم ما لم يستبصروا فلا تصح صلاتهم ولا تقبل منهم عبادة ، لأنهم أخذوها من غير موضعها .)) غنائم الأيام - الميرزا القمي ج 3 ص 339
طعنهم في أئمة المذاهب الإسلامية
يقول محمد رضوي في كتابه كذبوا على الشيعة ص279 ((ولو أن أدعياء الاسلام والسُّنّة أحبوا أهل البيت عليهم السلام لاتبعوهم ولما أخذوا أحكام دينهم عن المنحرفين عنهم كأبي حنيفة والشافعي ومالك وابن حنبل))
ويذكر نعمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية ((ويؤيد هذا المعنى أنَّ الائمة عليهم السلام وخواصهم أطلقوا لفظ الناصبي على أبي حنيفة وأمثاله مع أنه لم يكن ممن نصب العداوة لإل البيت )) الأنوار النعمانية ج2ص307
ويزعمون أن موسى الكاظم رحمه الله يقول ((لعن الله أبا حنيفة، كان يقول قال علي عليه السلام وقلت أنا وقالت الصحابة )) الكافي ج1 ص 53 / وسائل الشيعة ج 18 ص 33
فأينما تجد مصطلح " ناصبي " أو مصطلح " المخالف " فاعلم ان مرادهم هو السني فهذا أحد كبار علمائهم وهو حسين بن محمد آل عصفور البحراني يقول في كتابه المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخرسانية ص147 ((بل أخبارهم تُنادي بأنَّ الناصب هو ما يُقال له عندهم سنياً )) وفي نفس الموضع يقول ((ولا كلام في أنَّ المراد بالناصبة هم أهل التسنّن ))
ولولا الإختصار لأحتاج الأمر إلى أكثر من مجلد ولكن نرى ان هذا النقل كافيا لبيان كذب الشيرازي ودعواه العريضة تلك .
قبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه وتناقضات الشيرازي
أسهب الشيرازي في ذكر المراقد و القباب و المشاهد في هذا المجلس فما أن ينتهي من ذكر أحد ممن ينتسب إلى آل الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يقول ان قبره اليوم مزار يتوافد المؤمنون لزيارته ، ومبحث القبور وزيارة ما يسمى بالمراقد عند الشيعة سيأخذ نصيبه في فصول لاحقه إن شاء الله تعالى .
ذكر الشيرازي في صفحة 67 أن إكتشاف قبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه حدث عندما كان هارون الرشيد في رحلة صيد بوادي النجف في ظهر الكوفة وكيف أن الصقور و الكلاب المخصصة للصيد تراجعت عن ملاحقة ظبية إستجارت بأكمة هناك حتى أخبره شيخ من بني أسد !! أن والده أخبره أن جعفر الصادق أخبره أن هذا المكان هو قبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه !! ثم أن هارون الرشيد أمر ببناء قبة على القبر !!. حتى هنا الحكاية لا تختلف عن أي حكاية أخرى في التراث الشيعي الزاخر بالأساطير و المنامات وما يجرى مجراها من شطحات و اكاذيب . فأمير المؤمنين هارون الرشيد لم يبني قبة واحدة على قبر أحد من الصحابة الذين تمتلئ أرض العراق بهم ولا في الشام الواقعه تحت سلطانه ولا حتى الحجاز .. بل لم يبني قبة على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يبني قبة على من هو دون رسول الله صلى الله عليه وسلم كائن من كان ؟؟ وزيادة على ذلك ، أن بناء القبب على القبور لم يكن مما يعرفه المسلمون في ذلك الزمان . و العجيب أن الشيرازي ينسب لهارون الرشيد الذي يتهمونه بقتل الإمام موسى بن جعفر بناء القبة على القبر ثم يقول (( ومنذ ذلك اليوم لم يزل البناء في تطور وهو اليوم صرح بديع لا يوصف )) !! فهل يقبل إنسان لديه إحترام لنفسه ولدينه أن يتباهى ببنيان الظالمين بل ويجعله مكانا مقدسا ؟؟ وتناقض الشيرازي يكمن في قوله عن علماء الشيعة أنهم (( أخذوا هذا الخبر الصحيح – أي موضع القبر – من أهل بيته )) علما بأن الذي أخبر هارون هو شيخ من بني أسد نقلا عن أبيه وليس موسى بن جعفر المعاصر لهارون الرشيد !! ثم يعلق الشيرازي على خبر ما ورد في موضع القبر من أقوال بأنه (( خبر مضحك جدا !! )) وكأن قصة الصقور و الكلاب وبناء القبة بيد من يعتبره الشيعة عدوا لأهل البيت ليس خبرا مضحكا !؟
موضع قبره رضي الله عنه وبناء الضريح المزعوم(2/116)
كانت مدة خلافته رضي الله عنه على قول خليفة بن خياط أربع سنين وتسعة أشهر وستة أيام ، ويقال ثلاثة أيام ، ويقال أربعة عشر يوما و الذي تولى غسله رضي الله عنه الحسن و الحسين وعبدالله بن جعفر - رضي الله عنهم - وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص وصلى عليه الحسن رضي الله عنه ، و اما موضع قبره فقد أختلف فيه
قال ابراهيم الحربي (( قبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه لا يدري أين هو)) طبقات الحنابلة ج: 1 ص: 93
وقال أبو بكربن عياش ((عمي قبر على لئلا ينبشه الخوارج ))
وقال شريك ((نقله ابنه الحسن إلى المدينة))
وقال المبرد عن محمد بن حبيب ((أول من حول من قبر إلى قبر علي رضي الله عنه ))
وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن عبد العزيز قال(( لما قتل علي ابن أبي طالب رضي الله عنه حملوه ليدفنوه مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبينما هم في مسيرهم ليلا إذند الجمل الذي هو عليه فلم يدر أين ذهب ولم يقدر عليه فلذلك يقول أهل العراق هو في السحاب ))
وقال غيره إن البعير وقع في بلاد طيء فأخذوه فدفنوه أنظر تاريخ الخلفاء ج: 1 ص: 176
وجاء رجل الى شريك فقال أين قبر علي بن أبي طالب فأعرض عنه حتى سأله ثلاث مرات فقال له في الرابعة(( نقله والله الحسن بن علي الى المدينة))
وقال عبد الملك وكنت عند أبي نعيم فمر قوم على حمير قلت أين يذهب هؤلاء قال يأتون الى قبر علي بن أبي طالب فالتفت الي أبو نعيم فقال ((كذبوا نقله الحسن ابنه الى المدينة))
وقال أبو حسان الزيادي ((دفن علي بالكوفة عند قصر الأمارة عند المسجد الجامع ليلا وعمى موضع قبره ))
وقال أبو حسان حدثني النخعي عن شريك أن الحسن بن علي حمله بعد صلح معاوية والحسن فدفنه بالمدينة ويقال حمله فدفنه بالثوية ويقال دفن بالبقيع مع فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحكى أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال سمعت أبا بكر الطلحي يذكر أن أبا جعفر الحضرمي مطينا كان ينكر أن يكون القبر المزور بظاهر الكوفة قبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان يقول لو علمت الرافضة قبر من هذا لرجمته بالحجارة هذا قبر المغيرة بن شعبة وقال مطين لو كان هذا قبر علي بن أبي طالب لجعلت منزلي ومقيلي عنده أبدا أنظر هذه الأقوال في تاريخ بغداد ج: 1 ص: 138
وقال جعفر بن محمد عن أبيه قال صلى الحسن على علي رضي الله عنه ودفن بالكوفة عند قصر الإمارة وعمي قبره لئلا تنبشه الخوارج النجوم الزاهرة ج: 1 ص: 120
وروي عن أبي جعفر أن قبر علي جهل موضعه تهذيب التهذيب ج: 7 ص: 297
وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى في منهاج السنة النبوية ج: 7 ص: 43
((ومثل من يظن من الجهال أن قبر علي بباطن النجف و أهل العلم بالكوفة و غيرها يعلمون بطلان هذا و يعلمون أن عليا و معاوية و عمرو بن العاص كل منهم دفن في قصر الإمارة ببلده خوفا عليه من الخوارج أن ينبشوه ))
وإما إظهار القبر فقد كان ذلك في دولة بني بويه الشيعية في العراق وكان أفتكين مولى معز الدولة بن بويه هو الذي أظهر قبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالكوفة وبنى عليه المشهد الذي هناك وغرم عليه شيئا كثيرا وأوصى بدفنه فيه أنظر وفيات الأعيان ج: 4 ص: 54
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى الكبرى ج: 4 ص: 451
((فإن المعروف عند أهل العلم أن عليا دفن بقصر الإمارة بالكوفة كما دفن معاوية بقصر الإمارة بالشام ودفن عمرو بقصر الإمارة بمصر خوفا عليهم من الخوارج أن ينبشوا قبورهم ولكن قيل أن الذي بالنجف قبر المغيرة بن شعبة ولم يكن أحد يذكر أنه قبر علي رضي الله عنه ولا يقصده أحد أكثر من ثلثمائة سنة )) وهذا يؤكد لنا أن القبة المبنية فوق ما يزعم أنه قبر علي بن أبي طالب إنما ظهرت بعد القرن الثاني الهجري في زمن إنتشار الفرق الباطنية التي تنتحل التشيع كالإسماعيلية و القرامطة و الرافضة
انتهى الرد على المجلس الاول في إنتظار فحول الدفاع وتعليقاتهم المفيده
كتبه ... عدو المشركين
=============
صفات الله عزوجل
من يتصدى لهذه الشبه يا أهل السنة ..
السلام عليكم ...
وضع أحد الرافضة في أحد المنتديات هذه الشبه .. و بصراحة لا أملك الكتب التي يستشهد بها و لا أعلم أماكن وجودها على الانترنت ....... فأتمنا أن يرد أحد على هذه الشبه :
قال الرافضي :
يرمينا الوهابية بأشياء سخيفة قمنا نحن الشيعة بالرد عليها وافحامهم..ولكنا نرميهم بما لا يستطيعون الرد عليه وهو اعظم الاشياء وهو تجسيم الله.....قلت لكم من قبل ان معبودكم له خمس اصابع في البخاري وستة في مسند احمد ...على فكرة ليش ماتسوون لمعبودكم صنم تسجدون له وكا قال بوعبدالرحمين عطنا صفاته علشان نسوي له صنم فراح اكمل لكم صفاته الحين....
--------------------------------------
الحديث الاول:
كنز العمال (للمتقي الهندي), المجلد الأول >> الباب الثالث في لواحق كتاب الإيمان وفيه ستة فصول >> الإكمال(2/117)
1153 - رأيت ربي في المنام في صورة شاب موفر في الخضر عليه نعلان من ذهب وعلى وجه فراش من ذهب.
-----------------------------------
الحديث الثاني:
معجم الطبراني الكبير، باب الياء:
حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج ثنا يحيى بن بكير ح وحدثنا أحمد بن رشدين ثنا يحيى بن سليمان الجعفي وأحمد بن صالح قالوا ثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال حدثه أن مروان بن عثمان حدثه عن عمارة بن عامر بن حزم الأنصاري عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رأيت ربي في المنام في صورة شاب موقر في خضر عليه نعلان من ذهب وعلى وجهه فراش من ذهب الحديث (25/ 144)
---------------------------
الحديث الثالث:
مجمع الزائد (للهيثمي), المجلد السابع. >> 130. كتاب التعبير. >> 5. باب فيما رآه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام:
11745-وعن أم طفيل امرأة أبي بن كعب قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ص.371
"رأيت ربي في المنام في صورة شاب موفر في خف عليه نعلان من ذهب، على وجهه فراش من ذهب" قال الحديث.
رواه الطبراني.
------------------------------------
الحديث الرابع:
اللآلئ المصنوعة، الجزء الاول, كتاب التوحيد:
أنبأنا الحسن بن أبي بكر وعثمان بن محمد بن يوسف العلاف قالا أنبأنا محمد بن عبداللّه بن إبراهيم الشافعي حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي حدثنا نعيم بن حماد حدثنا ابن وهب حدثنا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن مروان بن عثمان عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل امرأة أبي مرفوعاً رأيت ربي في المنام في أحسن صورة شاباً موفراً رجلاه في خضرة له نعلان من ذهب على وجهه فراش من ذهب. نعيم وثقه.
ويقول السيوطي ايضا "وأما نعيم بن حماد فهو أحد الأئمة الأعلام وروى له البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجه وروى عنه يحيى بن معين والذهلي والدرامي وأبو زرعة وخلق ويقال إنه أول من جمع المسند ولم ينفرد بهذا الحديث فقد رواه جماعة عن ابن وهب، قال الطبراني حدثنا روح بن الفرج حدثنا يحيى بن بكيرح وحدثنا أحمد بن رشيدين حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي وأحمد بن صالح قالوا حدثنا عبداللّه بن وهب فذكره بسنده ومتنه وله طريق آخر قال الطبراني في السنة حدثنا عبداللّه بن أحمد بن حنبل حدثنا أبي حدثنا الأسود بن عامر ح وحدثنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني الكوفي حدثنا الحسن بن علي الحلواني حدثنا عفان حدثنا عبدالصمد بن كيسان ح وحدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي حدثنا عيسى بن شاذان حدثنا إبراهيم بن أبي سويد الدراع قالوا حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رأيت ربي في صورة شاب له وفرة قال الطبراني سمعت أبا بكر بن صدقة يقول سمعت أبا زرعة الرازي يقول حديث قتادة عن عكرمة عن ابن عباس في الرؤية صحيح رواه شاذان وعبدالصمد بن كيسان وإبراهيم بن أبي سويد لا ينكره إلا معتزلي وقال الطبراني حدثنا علي بن سعيد الرازي حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن الضحاك عن ابن عباس قال رأى محمد ربه عز وجل في صورة شاب أمرد وبه قال ابن جريج عن صفوان بن سليم عن عائشة قالت رأى النبي صلى اللّه عليه وسلم ربه على صورة شاب جالس على كرسي رجله في خضرة من نور يتلألأ وقال الطبراني حدثنا علي بن سعيد الرازي حدثنا محمد بن حاتم المؤدب حدثنا القاسم بن مالك المزني حدثنا سفيان بن زياد عن عمه سليم بن زياد قال لقيت عكرمة مولى ابن عباس فقال لا تبرح حتى أشهدك على هذا الرجل ابن لمعاذ بن عفراء فقال أخبرني بما أخبرك أبوك عن قول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال حدثني أبي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حدثه أنه رأى رب العالمين عز وجل في حظيرة من القدس في صورة شاب عليه تاج يلمع البصر قال سفيان بن زياد فلقيت عكرمة بعد فسألته الحديث فقال نعم كذا حدثني إلا أنه قال رآه بفؤاده وقال الخطيب في تاريخه أنبأنا الحسين بن شجاع العوفي أنبأنا عمر بن جعفر بن محمد بن أسلم الجيلي حدثنا أبو حفص عمرو بن فيروز حدثنا عفان حدثنا عبدالصمد يعني ابن كيسان عن حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال رأيت ربي تعالى في صورة شاب أمرد عليه حلة خضراء,قال عفان فسمعت حماد بن سلمة سئل عن هذا الحديث فقال دعوه حدثني قتادة وما في البيت غيري وغير آخر وقال الخطيب علي بن الحسين أنبأنا عبدالرحمن بن عمر الخلال حدثنا محمد بن إسمعيل الفارسي حدثنا بكر بن سهل حدثنا عبدالخالق بن منصور قال رأيت يحيى بن معين كأنه سحر نعيم بن حماد في حديث أم الطفيل حديث الرؤية ويقول ما كان ينبغي له أن يحدث بمثل هذا الحديث، انتهى.(2/118)
وهذا يشعر بأنه إنما عاب عليه تحديثه به بين عامة الناس، لأن عقولهم لا تحتمل مثل هذا لا أنه اتهمه بوضعه وقال الدارقطني في الإفراد حدثنا أبو بكر أحمد بن عيسى الخواص حدثنا سفيان بن زياد حدثنا أبو ربيعة فهد بن عوف حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رأيت ربي عز وجل في أحسن صورة"...الى ان يصل الى قوله "وفي الميزان قال ابن عدي حدثنا عبداللّه بن عبدالحميد الواسطي حدثنا النضر بن سلمة شاذان عن حماد عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أن محمداً رأى ربه في صورة شاب أمرد دونه ستر من لؤلؤ قدماه في خضرة وقال أبو بكر بن أبي داود حدثنا الحسن بن يحيى بن كثير حدثنا أبي حدثنا حماد بنحوه ثم ساقه من طريق الأسود بن عامر وإبراهيم بن أبي سويد وعبدالصمد بن كيسان عن حماد" وأيضا يقول"قال المروزي قلت لأحمد يقولون لم تسمع قتادة من عكرمة، فغضب وأخرج كتابه بسماع قتادة من عكرمة في ستة أحاديث وحماد إمام جليل وهو مفتي أهل البصرة، وقد احتج به مسلم في أحاديث عدة في الأصول وتحايده البخاري وقد نكت ابن حبان على البخاري حيث يحتج بعبدالرحمن بن عبداللّه بن دينار وبابن أخي الزهري وبابن عياش ويدع حماداً " انتهى.
-------------------------------------
الدليل الخامس:
هذه عقيدة السلف والخلف (ابن خليفة عليوي), القسم الأول >> ملاحظة
الحنابلة المجسمة وابن تيمية:
ذكر ابن عساكر: في كتابه (تبين كذب المفتري على الإمام أبي الحسن الأشعري) قوله: "في منتصف القرن الخامس استفحل أمر هؤلاء الحشوية ببغداد حتى (أخطر) أمثال أبي اسحاق الشيرازي، وأبي بكر الشاشي وغيرهما من أئمة الشافعية أن يكتبوا محضراً عليه خطوطهم، ورفعوه إلى نظام الملك، ومن جملة ما فيه "إِن جماعة الحشوية والأوباش الرعاع المتسمين بالحنبلية أظهروا ببغداد من البدع الفظيعة، والمخازي الشنيعة ما لم يتسمّع به ملحد فضلاً عن موحد، ولا تجوز به قادح في أهل الشريعة، ولا معطل، ونسبوا كل من ينزه الباري تعالى عن النقائص، وينفي عنه الحدود والتشبيهات، ويقدسه عن الحلول والزوال، ويعظمه عن التغيير من حال إلى حال، وعن حلوله في الحوادث فيه إلى الكفر والطغيان... وأبوا إِلا التصريح بأن المعبود ذو قدم وأضراس، ولهواتٍ وأنامل، وأنه ينزل بذاته، ويتردد على حماره في صورة شاب أمرد بشعر قطط، وعليه تاج يلمع، وفي رجله نعلان من ذهب...، وإنه تعالى يتكلم بصوت كالرعد، وكصهيل الخيل...". أهـ.
(قلت): وهؤلاء المجسمة قد أحرقوا جامع الشافعية بمرو لأن الشافعية، ينزهون اللَّه تعالى عن التشبيه، وذلك أنباء (596 هـ).
--------------------------------------
فهل تكيفكم يا وهابية هذه الصفات كي تبنو صنما لمعبودكم؟
قد يكون الموضوع طويلاً ... لكن لم أستطع أن اختصره ...
بارك الله فيكم اخواني ...
تمساح الخمس
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ / تمساح الخمس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي .. لا تتعب حالك مع هؤلاء فالأمر في غاية السهولة فكل ما عليك هو إرجاع هذا المبطل للأصل الذي من أجله ينكرون صفات الله وهو العلو أو أن الله موجود في مكان ولهذا أسأله هذه السؤال وقل له :
لماذا تنكرون صفات الله مثل اليد والوجه وغيرها مع أن الله قال : { لما خلقت بيدي } وقال : { بل يداه مبسوطتان } وقال : { كل شيء هالك إلا وجهه } .
فسوف يقول لك لأن في إثبات ذلك تحديد لله وأنه في مكان وغير ذلك من أقوالهم التافهه التي تدل على جهل صاحبها .
فهذا كل ما عندهم فهم يهربون من إثبات الصفات لأنهم يرون أن في إثباتها تحديد لله وأنه يكون في مكان .
فإذا علمت منه ذلك فقل له :
قال تعالى : { يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلعَ إلي إله موسى وإني لأظنه كاذبا } ففي هذه الآية دليل على أن الله في السماء وهو ما تهربون منه فماذا تقول ؟
فإذا قال لك وأين الدليل في هذه الآية على أن الله في السماء فقل له هذا التفصيل حتى تلقمه الحجر .
قال تعالى : { يا هامان ابن لي صرحا } هذا من مقولة فرعون لوزيره هامان يأمره أن يبني له قصرا منيفاً عاليا ( لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات ) أي طرق السموات أو أبوبها ( فأطّلعَ إلي إله موسى ) ومعنى مقالته هذه تكذيب موسى عليه السلام في أن له إلها في السماء ولذلك قال : ( وإني لأظنه كاذبا ) أي فيما يدعيه من أن له إله في السماء
والشاهد من الآية : أن فيها إثبات علو الله على خلقه ، حيث أن موسى عليه السلام أخبر بذلك وحاول فرعون في تكذيبه .
فإذا قال لك : ليس من أجل ذلك نحن ننكر الصفات المذكورة في القرآن فقط وإنما من أجل أن في إثباتها قول بالتشبيه والله عز وجل قال : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } .
ولهذا يجب علينا تنزيه الله عن مشابهة المخلوقات .(2/119)
فقل له : إن هذه الآية وهي قوله تعالى : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } ليس فيها نفي لصفات الله ، بل هي مثبته للصفات نافيه للماثلة ، فقوله تعالى : { ليس كمثله شيء } أي ليس كصفته شيء ، وليس معناه أن ليس لله صفات ، وقوله تعالى : { وهو السميع البصير } فيه إثبات لصفتي السمع والبصر .
ثم قل له : أني أود أن أسألك سؤال وهو هل هذا النفي أو التأويل الذي تقولون عنه أنه تنزيه كان يعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أم لا ؟
فإن قال لك نعم كان يعلمه فقل له : إذاً أنت تتهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كتَمَ علماً لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ على أصحابه هذه الآية : { قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ } ولم يقل ليس لله يدين ولم يؤول صفة اليدين التي وردت في الآية ولم ينكرها وهو يعلم ذلك على حد زعمك .
فإن قال لك : لا ليس لديه علم بذلك فقل له :
إذاً أنت تصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالجهل وأن الذين أولوا صفات الله أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
فإن قال لك : إن إثبات اليد لله وغيرها من الصفات ينافي القرآن لأن الله تعالى قال : { كل شيء هالك إلا وجهه } فهذه الآية تدل على أن اليدين وغيرها من الصفات سوف تهلك وتزول ولا يبقى إلا الوجه .
فقل له : إن هذا القول قول باطل لا يقوله إلا الجهلة أو من في قلوبهم مرض لأن المقصود من قوله تعالى : { كل شيء هالك إلا وجهه } أي كل شيء سوف يهلك إلا الله وليس معناه أن كل شيء سوف يهلك وبما في ذلك صفات الله ولا يبقى إلا الوجه فقوله : { إلا وجهه } أي إلا الله فهنا عبر عن الذات بالوجه وهو من إطلاق الجزء وإرادة الكل وهذا مستعمل في لغة العرب بل قد ورد في القرآن الكريم شيء من ذلك فانظر إلي قول الله تعالى : { فتحرير رقبة } فما تفسير الرقبة عندك في هذه الآية ، وكذلك لو قلت لك : ( والله لن أتركك تأخذ مالي ما دام وجهي حي ) فهل يعني هذا أن المعنى بقاء وجهي دون الباقي .
هذا والله أعلى وأعلم ،،،
الحسين ،،،
{ الحسين }
البدري الرد على شبهة الرافضي العاملي حول رواية ام الطفيل وابن عباس على رؤية الرسول ربه تعالى 01-24-03 04:12 PM
البدري
عضو مميز
تاريخ التسجيل » Ma صلى الله عليه وسلم 2002
البلد »
عدد المشاركات » 353
بمعدل » 1.00 مشاركة لكل يوم الرد على شبهة الرافضي العاملي حول رواية ام الطفيل وابن عباس على رؤية الرسول ربه تعالى
اخواني السلام عليكم
هنا رد على الشبهة التي اوردها الرافضي علي الكوراني ومن بعده الفرخ الرازي حول الرواية التي راى فيها الرسول عليه السلام الله تعالى .واقول :
زيادة على ماذكره مولانا عدو المشركين (ع)
شيخ الاسلام ابن تيمية لم يقر ولم يقول بصحة الرواية .
ونجد ان الرافضي الفرخ الرازي قد دلس واخذ مايروق له لكي يوافق نقله هواه .
واقول نجد شيخ الاسلام في كتابه الوصية الكبرى قد جعله على فصول ومن ضمن هذه الفصول
(اصول الباطل والضلال )
وادرج تحت هذا العنوان :
فقال في البداية
(( وأنا أذكر جوامع من أصول الباطل التي ابتدعها طوائف ممن ينتسب إلى السنة وقد مرق منها، وصار من أكابر الظالمين . وهي فصول :
الفصل الاول: الاحتجاج بالاخبار المكذوبة
قال رحمه الله تعالى :
1ـ أحاديث رووها في الصفات، زائدة على الأحاديث التي في دواوين الإسلام، مما نعلم باليقين القاطع أنها كذب وبهتان، بل كفر شنيع .
ثم ذكر بعض الروايات امثلة على ذلك :
1- وقد يقولون من أنواع الكفر ما لا يروون فيه حديثًا؛ مثل حديث يروونه : ( أن الله ينزل عشية عرفة على جمل أورق، يصافح الركبان ويعانق المشاة ) . وهذا من أعظم الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
2- وكذلك حديث آخر فيه : ( أنه رأى ربه حين أفاض من مزدلفة يمشي أمام الحجيج وعليه جبة صوف ) . أو ما يشبه هذا البهتان والافتراء على الله، الذي لا يقوله من عرف الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
3- وهكذا حديث فيه : ( أن الله يمشي على الأرض، فإذا كان موضع خضرة قالوا : هذا موضع قدميه ) ويقرؤون قوله تعالى : { فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } [ الروم : 50 ] هذا أيضًا كذب باتفاق العلماء
4- وهكذا أحاديث في بعضها : [ أن محمدًا صلى الله عليه وسلم رأى ربه في الطواف ]
الى ان وصل الى ما نقله الرافضي المدلس :
(( وكذلك الحديث الذي رواه أهل العلم أنه قال : [ رأيت ربي في صورة كذا وكذا ] يروى من طريق ابن عباس ومن طريق أم الطفيل وغيرهما، ))
وانا هنا قبل ان ابين طرق هذه الروايات زيادة على ماقاله اخي عدو المشركين اقول ان شيخ الاسلام قد قال في اخر الفصل الاول هذه العبارة فلنتأملها(2/120)
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : في اخر الفصل من الباب (( وكل من قال من العباد المتقدمين او المتأخرين انه راى ربه بعين رأسه فهو غالط في ذلك باجماع اهل العلم والايمان )) الوصية الكبرى صفحة(77) 0
الان اتضح اخواني ان شيخ الاسلام لم يصحح الرواية ولم يقر بها ولكن هذا الرافضي الخبيث الفرخ الرازي قد دلس على القاريء لكي يؤيد مذهبه وهواه .
والان اذكر الكلام حول روايتي ام الطفيل ورواية ابن عباس رضي الله عنهما :
اولا : رواية ام الطفيل :
ذكر ابويعلى في كتابه (ابطال التأويلات ) ص (136) هذه الرواية :
ذكر ابوبكر الخلال في سننه قال انا محمد بن علي بن محمد الوراق قال نا ابراهيم بن هانئ قال نا احمدبن عيسى وقال له احمد بن حنبل حدثهم به في منزل عمه قال نا عبدالله بن وهب قال اخبرني عمرو بن الحرث عن سعيد بن ابي هلال ان مروان بن عثمان حدثه عن عمارة بن عامر عن ام الطفيل امراة ابي بن كعب انها قالت : سمعت رسول الله يذكر انه راى ربه في المنام في صورة شاب موفر رجلاه في خضر عليه نعلان من ذهب على وجهه فراش من ذهب .
الرد : حديث منكر اخرجه الطبراني في الكبير (25/143) والبيهقي في الاسماء(446ـ447) عن عمرو بن الحارث به .ضعفه الامام احمد بقوله : هذا حديث منكر وفيه مروان وهو ابن ابي سعيد المعلى الانصاري الزرقي ، ضعفه ابوحاتم وكذا الحافظ في التقريب .
وقال في ترجمته من التهذيب (10/95) ذكر المؤلف أي (المزي) انه روى عن ام الطفيل وفيه نظر فان روايته انما هي عن عمارة بن عمرو بن جزم عن ام الطفيل امراة ابي في (الرؤية وهو متن منكر) قال ابوبكر بن الحداد سمعت النسائي يقول : ومن مروان بن عثمان حتى يصدق على الله عزوجل ؟؟ .
وقال ابن حبان في الثقات (5/245) عن عمارة بن عمرو بن حزم راوي الحديث عن ام الطفيل : يروي عن ام الطفيل امراة ابي بن كعب عن النبي قال : رايت ربي )) حديثا منكر لم يسمع عمارة من ام الطفيل .وانما ذكرته لكي لايغتر الناظر فيه فيحتج به من حديث اهل مصر .
ذكر الشوكاني في كتابه ( الفوائد المجموعة) ص (447ـ 448)بالنسبة لمارواه الخطيب عن ام الطفيل وهو موضوع في اسناده وضاع وكذاب ومجهول .
وابن الجوزي في الموضوعات (1/125ـ126) : ذكره باسناده الى الترمذي قال : حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا ان وهب قال حدثنا عمرو بن الحرث عن سعيد بن ابي هلال عن مروان بن عثمان عن عمارة بن عامرعن ام الطفيل امراة ابي …قال ابن الجوزي في الموضوعات :
اما نعيم فقد وثقه قوم وقال ابن عدي كان يضع الحديث وكان يحيى بن معين يهجنه في روايته حديث ام الطفيل وكان يقول ماكان ينبغي له ان يحدث بمثل هذا وليس نعيم بشيء في الحديث واما مروان فقال : النسائي ومن مروان حتى يصدق عن الله عزوجل ، وقال مهنا : سألت احمد عن هذا الحديث فحول وجهه عني وقال هذا حديث منكر ، هذا رجل مجهول عن مروان قال : قال : ولايعرف ايضا عمارة .
وذكر كذلك ابويعلى في كتابه (ابطال التأويلات ) ص (133)
حديث رواه ابوبكر الخلال عن الحسن بن ناضح الخلال قال نا الاسود بن عامر شاذان قال نا حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمةعن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم ((راى ربه جل ثناؤه جعدا قططا امرد في حلة حمراء)) .
اسناد هذا الحديث : قال ابي عبدالله محمد بن حمد النجدي محقق كتاب ابطال التاويلات ص (133) في الهامش على هذا الحديث :
حديث منكر اخرجه ابن عدي في الكامل (2/677) ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (1/36) واللالكائي في شرح اصول الاعتقاد (2/512ـ513) مختصرا والبيهقي في الاسماء ص(444ـ445) عن شاذان به لكن فيه : حلة خضراء بدل حمراء .
ورواه ابن عدي في الكامل (2/677) وابن الجوزي في العلل (1/35) والخطيب في تاريخه (11/214) عن عبدالصمد بن حسان عن حماد به وفيه : عليه حلة حمراء ووقع في العلل والتاريخ : ابن كيسان ، وهو خطأ وابن حسان له ترجمة في الجرح لابن ابي حاتم (6/51) وقال عن ابيه : صالح الحديث صدوق ووقع في الكامل المطبوع : ابن كيان وهو من تحريفات الناشرين للكتاب التي لاتعد .
قال الدارمي في كتاب النقض ص (163) عن هذا الحديث : والله اعلم بهذا الحديث وعلته غير اني استنكره جدا لانه يعارض حديث ابي ذر انه قال لرسول هل رايت ربك؟ فقال : نور انى اراه ويعارضه قول عائشة : من زعم ان محمدا راى ربه فقد اعظم على الله الفرية وتلت (لاتدركه الابصار) فهذا هو الوجه عندنا فيه .
قال (النجدي) والحديث فيه عنعنة قتادة وهو مدلس فلعلها هي العلة والله اعلم .
نأتي الان الى الرواية من طريق ابن عباس رضي الله عنه :قال محمد بن حمد النجدي في تحقيقه على كتاب ابطال التأويلات ص (135) من الهامش :(2/121)
وللحديث طرق اخرى موقوفة على ابن عباس فقد اخرج البيهقي في الاسماء (444) عن ابراهيم بن الحكم بن ابان حدثني ابي عن عكرمة عن ابن عباس انه سئل : هل راى ربه؟ قال نعم ، راه كأن قدميه على خضرة دونه ستر من لؤلؤ فقلت : ياابن عباس اليس اله عزوجل يقول : (لاتدركه الابصار) قال لاام لك ! ذاك نوره اذا تجلى بنوره لايدركه شيء . ثم نقل البيهقي عن ابن معين تضعيفه لابراهيم بن الحكم بن ابان . وهو ضعيف عند جمهور المحدثين .
وكذلك رواية ابومحمد الحسن بن محمد قال اجاز لنا علي لن محمد بن لؤلؤ قال نا الهيثم بن خلف الدوري قال نا حجاج بن محمد الاعور عن ابن جريج قال قال الضحاك سمعت ابن عباس يقول : راى محمد ربه بعينيه مرتين في صورة شاب امرد )) .
الرد : اسناده ضعيف فيه عنعة ابن جريج وهو مدلس .
وذكر ابويعلى في كتابه ابطال التاويلات صفحة (137)
روى ابوعبدالله بن بطه في الابانه قال :احمد بن محمد الباغندي قال نا احمد بن عبدالجبار العطاردي قال نا يونس بن بكير عن محمد بن اسحاق عن عبدالرحمن عن عبدالرحمن بن الحرث عن عبدالله بن ابي سلمة عن عبدالله بن عمر انه بعث الى عبدالله بن عباس يسئله هل راى محمد ربه تبارك وتعالى؟؟ فبعث اليه : ان نعم قد رآه فرد عليه رسوله فقال : كيف رآه ؟ قال : فقال رآه على كرسي من ذهب تحمله اربعة من الملائكة ملك في صورة رجل وملك في صورة اسد وملك في صورة ثور وملك في صورة نسر في روضة خضراء دونه فراش من ذهب )) .
الرد : اسناده ضعيف اخرجه ابن خزيمة في التوحيد(198) وابن ابي شيبة في كتاب العرش (38) تحقيق (النجدي) والاجري في الشريعة (494) والبيهقي في الاسماء (443) وابن الجوزي في العلل (1/37) وذكره الذهبي في الميزان (3/474) كلهم عن يونس بن بكير عن محمد بن اسحاق به .
قال البيهقي : فهذا حديث تفرد به حمد بن اسحاق بن يسار وقد مضى الكلام في ضعف ما يرويه اذا لم يتبين سماعه فيه وفي هذه الرواية انقطاع بين ابن عباس وبين الرواي عنه ، وليس بشيء من الالفاظ في الروايات الصحيحة عن ابن عباس رضي الله عنهما .
قال محمد بن حمد النجدي محقق كتاب ابطال التأويلات صفحة (138) في الهامش :
الانقطاع الذي ذكره البيهقي رحمه الله هو جهالة الرسول بين ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما .
وقد روى ابن عدي في الكامل (2/677) من طريق : النضر بن سلمة شاذان حدثنا الاسود بن عامر بسند بلفظ : ان محمدا راى ربه في صورة شاب امرد من دونه ستر من لؤلؤ قدميه او قال رجليه في خضرة ))
الرد : هذه الرواية سندها واه آفتها النضر بن سلمة ـ شاذان ـ قال ابوحاتم : كان يفتعل الحديث ))
قال عبدان : سألنا عباس العنبري عن النضر بن سلمة فاشار الى فمه قال ابن عدي : اراد انه يكذب .
وكذلك رواه ابن عدي في الكامل والدار قطني في (الرؤية) ص (300) كلاهما عن الحسن بن علي بن عاصم حدثنا ابراهيم بن ابي سويد الذراع حدثنا حماد بن سلمة بإسناده .
ولفظه عند ابن عدي (رايت ربي جعدا امرد عليه حلة خضراء )) .
ولفظه عند الدارقطني ((رايت ربي في احسن صورة)) .
الرد كهذا اسناد تالف ، آفته الحسن بن علي بن زكريا بن صالح بن عاصم وله ترجمة في تاريخ بغداد (7/382) .
قال ابن عدي : ابوسعيد الحسن بن علي العدوي يضع الحديث ويسرق الحديث ويلزقه على قوم آخرين ويحدث عن قوم آخرين ويحدث عن قوم لايعرفون وهو متهم فيهم وان الله لم يخلقهم وعامة ماحدث به القليل موضوعات وكنا نتهمه بل نتيقنه انه هو الذي وضعها )).
وقال الدار قطني : متروك .
قال ابن حبان : لعله قد حدث عن الثقات بالاشياء الموضوعات مايزيد على الف حديث .
ورواه ابن عدي من طريق : محمد رافع ، حدثنا الاسود ابن عامر بسنده وبلفظ حديث الحسن بن علي بن عاصم ومن طريق البيهقي في كتاب الاسماء والصفات ص (444) ومن طريق الذهبي في السير (10/113) وقال : وهو خبر منكر )) .
الرد : لاشك في في ذلك انه منكر والحمل فيه على محمد بن رافع فهذه الزيادة في الحديث قد تفرد بها عن الاسود وخالفه الامام احمد فرواه عن الاسود من غير هذه الزيادة ومحمد بن رافع وان كان ثقة إلا انه دون الامام احمد في الحفظ والضبط والاتقان فهذه الزيادة منكرة كما ترى ز
فغن قيل : ولكن رواه غيره عن الاسود بهذه الزيادة ؟
فالجواب : ان الطرق ضعيفة الى الاسود كما سبق ان ذكر بل بعضها تالفة واهية .
وقد رواه غير الاسود عن حماد فلم يذكر هذه الزيادة ممايدل على ان حمادا لم يحدث بهذا الحديث على هذا الوجه المنكر .
فالحديث قد اخرجه آلآجري في الشريعة (494) حدثنا ابوبكر بن ابي داوود قال حدثنا : الحسين بن يحيى بن كثير العنبري قال : حدثنا ابي قال : حدثنا خماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا (( رايت ربي عزوجل)) .
وهذا السند صحيح .(2/122)
ورواه الامام احمد (1/290) وابن ابي عاصم في كتاب السنة (433) وابن عدي (2/677) من طريق عفان ، حدثنا عبدالصمد بن كيسان حدثنا حماد ابن سلمة بالسند والمتن السابق .
ولكن رواه الخطيب في تاريخه (11/214) من طريق عمر ابن موسى ابن فيروز حدثنا عفان فذكره باسناده ولكن زاد : في صورة شاب امرد عليه حلة خضراء )) .
الرد : هذه الزيادة منكرة تفرد بها عمر بن موسى بن فيروز التوري وهو مستور ذكره الخطيب في تاريخه (11/214) ولم يورد فيه جرحا ولا تعديلا وقد خالف كلاً من الامام احمد بن جنبل وحنبل بن اسحاق وفضل ابن سهل فرووه من غير هذه الزيادة .
فهذا يدل على ان ما ورد في المتن من نكارة انما هو من قلة ضبط من روىالحديث عن الاسود بن عامر وليس هو بمحفوظ بهذا المتن المنكر عن حماد بن سلمة وانما المحفوظ عنه من حديثه لفظ ( رايت ربي عزوجل ) .
وجزا الله اخي البدري عنا خير الجزاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركا
عمير
الأخ العزيز " تمساح الخمس "
بارك الله فيك أشكر لك غيرتك , ولكن يا عزيزي قد تواترت النقولات عن الأئمة من السلف في النهي عن مجالسة أهل البدع ومنهم الرافضة , ويدخل في ذلك سماع شبههم _ لمن لم يكن محصن بالعلم الشرعي _ وتعلم أن هلاك القلب في أمرين , شبهة وشهوة , و والله إني لك ناصح أنت أو غيرك يجب لمن يناقش أهل البدع أن يكون محصن بالعلم الشرعي .
لأن _ وتبنه _ الشبهه وإن كانت باطلة والرد عليها واضح , ولكن إزالتها من القلب يأخذ وقت إذا وقعت فيه وربما يبقى فيه عوالق , بعكس القلب الذي يعرف الشبه مسبقاً ويعرف الرد عليها فلا يحصل له من ذلك شئ , وهنا نعرف فائدة العلم الشرعي .
أما ما يهرف به الرافضي في المقال , والذي والله إنه لا يدري ما ذا يخرج من رأسه , لا عجب فهم أجهل خلق الله في النقل والعقل .
أخي العزيز بالنسبة للأحاديث التي ذكرتها :
" لم يصح شئ _ فيما أعلم وخلال بحثي المتواضع _ شئ في هذا الباب , كلها موضوعة , وغالبها من رواية حماد بن سلمة رضي الله عنه , وقد كان له قريب يدس تلك الرويات في كتبه فوقع الفحش فيها .
ومن العجيب أن هذا الرافضي المذكور في حديثه الرابع ينقل عن كتاب اللآلئ المصنوعة !!! وهذا الكتاب للسيوطي واسمه اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة !! فيا للغباء والجهل المقيت .
وهذا من رد لي على أحد الرافضة في أحد المنتديات :
الغدير يبدو أنك متحمس وجدت هذه النقولات في مقال من أحد الدجاجلة من الرافضة وأذنابهم فقمت بقص ولزق المقال ولا تدري , هل ما نقلت صحيح أم لا ولامانع أن أبين لك جهلك أو جهل من نقلت عنه _ وعًلَمَ الله أن هذا الرد على عجالة فقط ! _ , وإن أردت فصلت لك أكثر .
هذا الحديث باطل لا يصح أسناده إلى النبي صلى الله وسلم ولم يصححه أحد من أهل السنة بل أنكره وبين بطلانه غير واحد من أهل العلم .
أولاً الأحاديث الثلاثة الأولي التي ذكرتها وهي :
" ادع لك الامر
تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر ج 72 ص 396 حدثنا حماد بن سلمة عن وكيع عن أبي رزين بن لقيط بن عامر قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) رأيت ربي بمنى عند النفر على جمل أورق عليه جُبّة صوف أمام الناس
ميزان الاعتدال - الذهبي ج 1 ص 513 ...... عن حماد ابن سلمة ، عن يعلى بن عطاء ، عن وكيع بن عدس ، عن أبى رزين - مرفوعا : رأيت ربى بمنى على جمل أورق عليه جبّة
سير أعلام النبلاء .. وفي الذهبي ج 81 ص 16 ... عن الاهوازي ، حدثنا أحمد بن علي الاطرابلسي ، عن عبدالله بن الحسن القاضي ، عن البغوي عن هدبة ، عن حماد بن سلمة ، عن وكيع بن عدس ، عن أبي رزين ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : رأيت ربي بمنى على جمل أورق عليه " أ.هـ
الأحاديث التي ذكرتها كلها جائت من طريق الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد الأستاذ أبو علي الأهوازي المقري , وإليك ترجمته كما ميزان الإعتدال في ضعفاء الرجال للذهبي (1/513-514) :
" الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد الأستاذ أبو علي الأهوازي المقري صاحب التصانيف ومقرئ الشام ولد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة قرأ على جماعة لا يعرفون إلا من جهته وروى الكثير وصنف كتابا لو لم يجمعه لكان خيرا له فإني أتى فيه بموضوعات وفضائح وكان يحط على الأشعري وجمع تأليفا في ثلبه.
قال علي بن الخضر العثماني تكلموا في أبي علي الأهوازي وظهر له تصانيف زعموا أنه كذب فيها .
ومما له حدثنا أبو حفص بن سلمون حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف الأصبهاني حدثنا شعيب بن بيان الصفار حدثنا عمران القطان عن قتاده عن أنس مرفوعا :
"إذا كان يوم الجمعة ينزل الله بين الآذان والإقامة عليه رداء مكتوب عليه إنني أنا الله لا إله إلا أنا يقف في قبله كل مؤمن مقبلا عليه فإذا سلم الإمام صعد الى السماء "
وروى عن ابن سلمون بإسناد له : " رأيت ربي بعرافات على جمل أحمر عليه إزار "(2/123)
وذكر أحمد بن منصور بن قيس أن أبا علي لما ظهر منه الإكثار من الروايات في القراآت اتهم فرحل رشأ بن نظيف وأبو القاسم بن الفرات ووصلوا الى بغداد وقرأوا على الشيوخ الذين روى عنهم الأهوازي وجاءوا بالإجازات فمضى الأهوازي إليهم وسألهم أن يروه تلك الخطوط فأخذها وغير أسماء من سمى ليستر دعواه فعادت عليه بركة القرآن فلم يفتضح فعوتب أبو طاهر الواسطي في القراءة على الأهوازي فقال أقرأ عليه العلم ولا أصدقه في حرف واحد .
وقال الكتاني اجتمعت بأبي القاسم اللالكائي فينبغي عن أبي علي الأهوازي فقال لو سلم من الروايات في القراآت .
وقد روى أبو بكر الخطيب بقلة ورع عن الأهوازي عن أحمد بن علي الأطرابلسي عن القاضي عبد الله بن الحسن بن غالب عن البغوي عن هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن أبي رزين مرفوعا:
" رأيت ربي بمنى على جمل أورق عليه جبة "
قال أبو القاسم بن عساكر المتهم به _ أي بوضع الحديث بمعنى أنه مكذوب _ الأهوازي .
وذكره أبو الفضل بن خيرون فوهاه.
وقال الحافظ عبد الله بن أحمد السمرقندي قال لنا الحافظ أبو بكر الخطيب أبو علي الأهوازي كذاب في الحديث والقراءات جميعا
وقال ابن عساكر في تبيين كذب المفتري لا يستبعدن جاهل كذب الأهوازي فيما أورده من تلك الحكايات فقد كان من أكذب الناس فيما يدعي من الروايات في القراءات .
وفي كتاب الكشف الحثيث (1/92) :
في ترجمة الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد الأستاذ أبو علي الأهوازي المقرئ :
" الذهبي في ترجمته أحاديث وفي آخرها عن أبي رزين مرفوعا رأيت ربي بمنى على جمل أورق ليه جبة قال أبو القاسم بن عساكر المتهم به الأهوازي " الميمان
اقتباس:
------------------------------------------------------------
كاتب الرسالة الأصلية البرقعي
سبحان الله العظيم يموت الرافضي وهو يكذب على نفسه قبل الآخرين ..!!
عن أبي عبد الله أن الله قال :
" يا محمد إني خلقتك وعليا نورا ( يعني روحا ) قبل أن أخلق سماواتي وأرضي وعرشي. ثم جمعت روحيكما وجعلتهما واحدة. ثم قسمتها اثنتين وقسمت اثنتين اثنتين فصارت أربعة: محمد واحد. وعلي واحد. والحسن والحسين اثنتان. ثم خلق الله فاطمة من نور ابتدأها روحا بلا بدن. ثم مسحنا بيمينه فأفضى نوره فينا"
( الكافي 1/365 كتاب الحجة. باب مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته).
وهنا نلاحظ أن الرافضة والصوفية يتفقون على أن النبي صلى الله عليه وسلم خُلق من نور الله ..!!
عن محمد بن الفرج الرخجي قال: كتبت إلى أبي الحسن - عليه السلام - أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم ، وهشام بن سالم -الجواليقي- في الصورة.
فكتب: دع عنك حيرة الحيران واستعذ بالله من الشيطان ليس القول ما قال الهشامان.
(أصول الكافي 1/105، بحار الأنوار 3/288، الفصول المهمة 51).
لقد زعم هشام بن الحكم أن الله جسم ، وزعم هشام بن سالم أن الله صورة.
وعن إبراهيم بن محمد الخزاز ، ومحمد بن الحسين قالا: دخلنا على أبي الحسن الرضا - عليه السلام - فحكينا له ما روي أن محمداً رأى ربه في هيئة الشاب الموفق في سن أبناء الثلاثين سنة، رجلاه في خضره، وقلنا:
(إن هشام بن سالم وصاحب الطاق والميثمي يقولون: إنه أجوف إلى السرة والباقي صمد..الخ)
(أصول الكافي 1/101) ، ( بحار الأنوار 4/40 ).
والآن إليك السيرة الذاتية لمن تسميت باسمه :
" أن هشام بن الحكم ضال مضل شرك في دم أبي الحسن - عليه السلام "
أي شارك في قتل إمامه الكاظم رحمه الله ..!!
( رجال الكشي ص 229 ).
فتأمل والله العالم ..!!
----------------------------------------------
اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية البرقعي
النقاش مع الرافضة مضيعة للوقت ..!!
وكما قلت أنت : ليس عندهم إلا السفسطة والفلسفة الإغريقية ..!!
وأقول لك : صدقت بوصفك إياهم ..!!
وهذه روايات عندهم تثبت ما يحاول الرافضي إنكاره :
أخرج الصدوق بإسناده عن أبي الورد بن ثمامة عن علي (ع) قال: سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلا يقول لرجل :
قبح الله وجهك ووجه من يشبهك ، فقال: مه ، لا تقل هذا ، فإن الله خلق آدم على صورته.
قال الصدوق في شرح الحديث ما نصه : " تركت المشبهة من هذا الحديث أوّله وقالوا: إن الله خلق آدم على صورته ، فضلوا في معناه وأضلوا "
وأخرج الصدوق بإسناده عن الحسين بن خالد ، قال: قلت للرضا (ع) ..: يا ابن رسول الله إن الناس يروون أن رسول الله قال:
إن الله خلق آدم على صورته ،
فقال: قاتلهم الله ، لقد حذفوا أول الحديث ،
إن رسول الله مرّ برجلين يتسابان ، فسمع أحدهما يقول لصاحبه ، قبح الله وجههك ووجه من يشبهك ،
فقال: يا عبد الله لا تقل هذا لأخيك ، فإن الله عزوجل خلق آدم على صورته.
قال الطباطبائي( الشيعي) في تفسيره " الميزان " ( 18/362) بعد أن أورد حديث أنس الذي أخرجه السيوطي في الدرر عن أنس قال:(2/124)
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :" لا تزال جنهم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فيزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط وكرمك ولا يزال في الجنة حتى ينشئ الله لها خلقاً آخر فيسكنهم في قصور الجنة ".
كما احتج بهذا الحديث " فيلسوف الشيعة الملقب " بصدر المتألهين " محمد بن ابراهيم صدر الدين الشيرازي ....
في تفسيره " القرآن الكريم" ( 1/58وص 156 ) فقال ما نصه :
( ألا ترى صدق ما قلناه النار لا تزال متألّمة لما فيها من النقيص وعدم الإمتلاء حتى يضع الجبّار قدمه فيها كما ورد في الحديث وهي إحدى تينك القدمين المذكورتين في الكرسي ) .
كما احتج بهذا الحديث السيد محمدي الري شهري ( الشيعي ) في موسعته الكبيرة " ميزان الحكمة " في باب (2/178-179) " هل من مزيد " .
وهذا يثبت لك يا خادم عمر وللجميع :
بأن الرافضي في السفسطة لا يشق له غبار ، وبمعرفة كتبهم أجهل من حمار ..!!
------------------------------------------------
أين ذهبت العقول ؟!
هل تعلم ؟
- أن آية الخمس نزلت في بيان تقسيم غنائم بدر ؟
- أن الفقيه لم يرد ذكره من الأصناف المذكورين في الآية ؟
- أن إدخال الفقيه في الموضوع كان بطريق القياس على (الإمام) والقياس في (الفقه الجعفري) غير معتبر.
- أن (السيد) لا يخمس أمواله ولا يزكيها وكذلك الفقيه .
- أن الزكاة على الأغنياء فقط ومشروطة ببلوغ المال نصابا معينا ،
- فمثلا : النقود مشروطة ببلوغها ما يساوي مثقال ذهب بينما الخمس عام في أموال الأغنياء والفقراء.
- أن الزكاة في أصناف محدودة من المال فالبيت والسيارة مثلا لا زكاة عليها.بينما (الخمس) مطلق في جميع الأموال والأحوال .
- أن إعطاء (الخمس) إلى الفقهاء لم يكن على عهد قدماء علماء المذهب كالشيخ المفيد والشيخ الطوسي .
- وأنه تم بفتوى متأخرة جدا لبعض الفقهاء المتأخرين ودون أي مستند أو نص من (الأئمة) فضلا عن القرآن أو السنة النبوية.
- وأن الفتاوى القديمة على عهد المفيد والطوسي والشريف المرتضى وإلى قرون عديدة من بعدهم مضطربة ومتناقضة فمنها ما يسقط وجوب دفعه لأن (الإمام) غائب و (الخمس) حق الإمام ، ولوجود نصوص من (الأئمة) صريحة في سقوطه.
ومنها ما يوجب دفنه في الأرض لحين ظهور (المهدي).
ومنها ما يوجب الوصية به عند الموت إلى ثقة.
المرسال
=============
هل التحسين يكون بالعقل أم بالشرع؟
ليس بإطلاق. فقد ورد أن الله حرم لحوم الحمر الأهلية من أجل ظهولاها.
ما هو نظام الحكم في الاسلام إن كان شورى فلماذا وصى أبو بكر لعمر.
أولا: الذي صرح بأنها حصلت شورى هو علي بن أبي طالب وفي أهم مصادركم.
ثانيا: وسواء أوصى أو لم يوص المهم أن عليا أقر ما تثير الشبهة حوله الآن. ولا أظن أسد أسد الله يقر باطلا.
ثالثا: أنت تحتج علينا بافتراض عقلاني بحت ولا تدري أنك تعارض ما قاله أمير المؤمنين. وهذا عيب في المنهجية.
رابعا: روينا بالأسانيد الصحيحة عن نبينا أنه قال: ويأبى والمؤمنون إلا أبا بكر» وقد تحقق ما قاله. وأنتم زعمتم أن الله أوصى ووعد فلم تثبتوا صحة ما زعمتموه ولم يتحقق.
هل تعتبر تقديم أبي بكر للصلاة دليلا على أفضلية أبي بكر وأنتم تقبلون إمامة الفاسق.
• لسنا نحن الذين نقبل إمامة الفاسق. إنما رسول الله صلى الله عليه وسلم . واقتدى به علي. وكتبكم تشهد بذلك فقال: » وإنه لا بد للناس من أمير بر أو فاجر يعمل في إمرته المؤمن . ويستمتع فيها الكافر. ويبلغ الله فيها الاجل. ويجمع به الفئ، ويقاتل به العدو. وتأمن به السبل. ويؤخذ به للضعيف من القوي حتى يستريح به بر ويستراح من فاجر (نهج البلاغة 92).
• وقد روت كتبكم أنه تولى ليس فقط الفاسق. بل تولى الجبت والطاغوت. وتنازل الحسن عنها لمن تصفونه بالفاسق الفاجر بل الكافر. فهلا اعترضتم على المعصومين قبل أن تعترضوا علينا؟
• نعم امامة الفاسق مباحة لكن عندما يختار النبي اماما فيختار الامام الامثل. واختياره الأمثل فضيلة وأيما فضيلة.
• تقديم أبي بكر إماما ليصلي بالناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فضيلة احتج بها علي على أولوية أبي بكر في الإمامة.
• وأبو بكر لم تثبت فضيلته لمجرد تقديمه للصلاة. وإنما لاقتران فضائل كثيرة غيرها مثل صحبته النبي صلى الله عليه وسلم في الغار. وكونه أحب الرجال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم تأتي قرينة الصلاة.
من هم الخلفاء الإثنا عشر؟
أتقصد حديث لا يزال الدين عزيزا؟
ما سماهم النبي صلى الله عليه وسلم حتى أسميهم. لو سماهم لسميتهم. ولو كان في تسميتهم مصلحة لفعل الذي هو بالمؤمنين رؤوف رحيم.
عليك أن توافق مبدئيا على الثلاثة الأول على أقل تقدير موافقة منك لأمير المؤمنين الذي تولاهم.
وعليك أن توافق على معاوية الذي بايعه الحسن بن علي.
لا شك أن الحسين لم يكن منهم لأنه لم يتول كذلك جعفر الصادق والكاظم والباقر.(2/125)
لا شك أن الدين كان عزيزا في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية. تمت الفتوحات في عهودهم. ولكن لم تقم إمامة لأهل البيت سوى علي وجزءا يسيرا من خلافة الحسن رضي الله عنهما.
لا شك أن مهديكم المنتظر ليس من بين الاثني عشر لأن الدين يكون عزيزا وأي عزة تقوم بمتوار عن الانظار؟
وكيف يكون من الاثني عشر وقد دب خلاف كبير بين الشيعة انقسموا معه إلى عشرات الفرق. منهم من أنكره ومنهم أقر به. ومنهم من كان ينتظر عودة أبيه لا هو. وروى كافيكم أنهم لم يجدوا للحسن العسكري مولودا حتى قسموا ميراثه بين أمه وبين أخيه جعفر.
هل نظام الحكم عندكم بالشورى أم بالنص؟
• بالشورى تم تداول أقوال النبي صلى الله عليه وسلم ونصوصه المفهومة لا المنطوقة أو ما يطلق عليه وصف النص الخفي على أن أكثرهم استحقاقا للخلافة هو أبو بكر. ولا يقال أنه لم تكن شورى. وهذا فيه تعليم مهم وهو أن بعض الثعالب قد يتقلد المنصب بالشورى المحضة ولا يكون فاضلا في صفاته مشهورا بدينه فتكون حتى الشورى وبالا على الأمة كما يحصل في العالم اليوم.
• النبي صرح بأن الخلافة من بعده تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة.
• علي أقر بالنظام الذي تنتقدونه وبايع. فما كان من طعن بالنظام يكون طعنا بمن أقر به.
• علي صرح بأن الأمر كان شورى من كتبكم:
• قال علي لمعاوية « إنما الشورى للمهاجرين والأنصار. فإذا اجتمعوا على رجلٍ وسمّوه ( إماماً ) كان ذلك لله رضاً » (نهج البلاغة 7:3).
• قال علي لمعاويةً « بايعني القوم الذين أبا وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه. فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا الغائب أن يختار،، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه الى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين » (نهج البلاغة 7:3، وانظر كتاب الإرشاد للمفيد 31 ط: الأعلمي. أو 143 طبعة حيدرية).
• أنتم ترون الخلافة بالنص وترونها ملكية يتوارثها الابن عن أبيه ولا دخل لأحد بها. فلماذا إثارة خلاف لمجرد التشويش.
لماذا سارع الصحابة إلى السقيفة وانشغلوا بذلك عن دفن النبي صلى الله عليه وسلم ؟
كان هناك منافقون يتربصون بالمسلمين الدوائر (النساء141) شرقوا بالإسلام وقالوا للذين كفروا سنطيعكم في بعض الأمر (محمد26) وقالوا لهم: ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين (النساء141).
فكيف لا يسارع الصحابة إلى ملأ الفراغ الذي تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فرحمهم الله على هذه المسارعة لتجنيب الأمة الفتنة التي تترتب على إهمال هذا الأمر.
هل أهل السنة يقولون عن ابن ملجم إنه متأول مأجور
أهل السنة يلعنون ابن ملجم لما فعله بعلي رضي الله عنه. فهذا الهيثمي إذا ذكره (مجمع الزوائد6/249) كذلك الحافظ المنذري (الترغيب والترهيب3/24) والطبراني في (المعجم الكبير 1/97) وانظر معجم البلدان لياقوت الحموي (1/93) والشوكاني في (نيل الأوطار7/43).
قال الحافظ «ولم يذكره أحد في الصحابة إلا القاضي حسين بن محمد الشافعي شيخ المراوزة وذكر أبياتا لعمران بن حطان يرثي فيها ابن ملجم لقتله عليا قائلا:
يا ضربة من تقي ما ما أراد بها إلا ليبلغ من ذي العرش سلطانا
فرد عليه أبو الطيب الطبري قائلا:
إني لأبرأ مما تذكره عن ابن ملجم الملعون بهتانا
(ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة5/303).
وذكر أهل السنة بأنه من رؤوس الخوارج (سير أعلام النبلاء4/214).
بل وصفوه بأنه من أهل الأهواء (التاريخ الكبير للبخاري6/413) وقالوا: ليس في الأهواء ثقة مثل عمران.
وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بقتلهم. فكيف يكون ثقة بعد ذلك عندانا.
ولله الحكمة البالغة فقد كان هذا القتل ردا على الكذابين القائلين بأن الأئمة عندهم علم ما كان وما يكون.
هل البسملة من القرآن؟
• منشأ الخلاف هو هل يبدأ ترقيم الآيات من البسملة أم من أول آية في السورة؟ وليس الخلاف حول هل نترك البسملة في القرآن أم نزيلها؟ كيف يمكن ذلك والبسملة ثابتة في النسخة الأصل؟ فلم يشكك أحد في كونها ثابتة في الأصل. ولا دعا أحد إلى إزالتها من القرآن.
• والدليل على ذلك أن البسملة مثبتة في كل السور ما عدا سورة التوبة ولم يخالف أحد في ذلك.
• ويمكن للبسملة أن تثبت في القرآن ولا تكون آية منه مثلما أن الله أمرنا أن نستعيذ به من الشيطان الرجيم عند قراءة القرآن فهل تصير الاستعاذة آية أم لا؟
• هذه الشبهة أطلقها الرافضة الذين ثبت عندهم تصريح كبار أئمتهم بالإجماع الرافضي على وقوع التحريف في القرآن إلا من شذ كالمرتضى والصدوق والطبرسي لمصلحة سد باب الطعن على القرآن حتى لا يقال كيف يجوز أخذ القواعد والأحكام من كتاب محرف؟ (الأنوار النعمانية2/357).
• فسارعوا إلى القول بأن الخلاف حول البسملة يلزم منه التحريف للحاجة الماسة عندهم للحصول على أية ذريعة تشغل أهل السنة وتصرفهم عن اتهام تصريح علماء الرافضة بأن القرآن محرف.(2/126)
• كبار علماء الرافضة لم يقولوا بأن القرآن محرف بناء على قضية البسملة. وإنما زعموا أن الصحابة حذفوا منه الآيات التي تنص على إمامة علي وأهل بيته.
• لماذا لم يتهم علماء أهل السنة المختلفين حول الآية بأنهم قالوا بتخريف القرآن ولم يقل ذلك إلا الشيعة؟ ألأنهم يغارون على القرآن؟
• إن الشيعة الذين صرحوا بأن القرآن وقع فيه التحريف هم الذين يأتون اليوم بهذا الاتهام الجديد الذي ما وجدنا أسلافهم قد تكلموا عنه حسب علمي.
• إن هذا الطعن الجديد إنما يبين تعصبهم للمذهب والدفاع عنه ولو كان على حساب القرآن والطعن فيه. حتى لو أدى ذلك إلى تجسس النصارى واستفادتهم من هذه الشبهة ليلقوها على المسلمين ويقولوا: الشبعة إخوانكم وهم قد احتجوا بالاختلاف على
• لم توجد فرقة من فرق المسلمين على تفاوت انحرافها تطعن في القرآن وتصرح بوقوع التحريف فيه مثل الرافضة الذين فتحوا بقولهم القرآن محرف فتحوا بابا في الطعن على الإسلام يدخل منه اليهود والنصارى.
• هل يعقل أن يجمع الصحابة القرآن ثم يختلفوا فيه بعد جمعه؟ هذا ما يريده أن يقوله لنا الرافضة. الذين يحتجون علينا في عدم تضمن مصحف ابن مسعود المعوذتين أو دخول الداجن على منزل عائشة وأكلها صحيفة من القرآن.
• إننا نجد أن الاختلاف وقع في عهد عثمان على كيفية التلفظ بالقرآن مما استدعاه إلى أن يجمع القرآن على لهجة قريش حسما لمادة الخلاف. مما يؤكد على أن الخلاف لم يقع على إثبات آية أو حذفها بعد الجمع. ولم ينقل إلا الاختلاف على قراءة القرآن لغة من اللغات.
• إن الذي يوهم الناس أن الخلاف الذي نجد نماذج منه في كتب الحديث كان قبل جمع القرآن إنما هو زنديق طاعن في القرآن أو جاهل متعصب لا يدري حقيقة ما يقول سوى محاولة تلقف الحجج للدفاع عن المذهب الرافضي الردي.
مذهب الرافضة جواز القراءة وعدمها
عن محمد بن مسلم قال سألت أبي عبدالله عن الرجل يكون إماماً يستفتح بالحمد ولا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم قال: لا يضره ولا بأس عليه» تهذيب الأحكام (2/288) وسائل الشيعة 62).
وعن مسمع البصري قال: صليت مع أبي عبدالله عليه السلام فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين. ثم قرأ السورة التي بعد الحمد ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قام في الثانية فقرأ الحمد لله ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم» (تهذيب الأحكام2/288 وسائل الشيعة6/62).
وعن محمد بن علي الحلبي أن أبا عبدالله سئل عمن يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ، حين يريد يقرأ فاتحة الكتاب، قال نعم، إن شاء سراً وإن شاء جهراً. فقيل، أفيقرأها من السورة الأخرى، قال لا» الاستبصار1/132 ووسائل الشيعة 6/61 ) وقال الحر العاملي « ذكر الشيخ: يعني الطوسي وغيره ، أن هذه الأحاديث محمولة على التقية.
قال الرافضة
البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة ما عدا براءة (مستدرك الوسائل4/164).
وبينوا أن أبا حنيفة خالف في أنها آية من القرآن محتجا بالروايات الآحادية وتمسك به مع أنه خطأ (كتاب نهج الحق 6).
وقد أجازوا ترك البسملة للتقية (وسائل الشيعة6/60).
قال المجلسي في الذكرى «وقد خالف ابن الجنيد من الشيعة وذهب على أنها في غير الفاتحة افتتاح وهو متروك. انتهى. وما ورد من تجويز تركها في السورة إما مبني على عدم وجوب السورة كاملة أو محمول على التقية لقول بعض المخالفين بالتفصيل» (بحار الأنوار82/21).
الضحى والانشراح والفيل ولايلاف عند الرافضة سورتان فقط
قال الحلي « روى أصحابنا أن الضحى وألم نشرح سورة واحدة وكذا الفيل ولإيلاف، فلا يجوز إفراد إحداهما من صاحبتها في كل ركعة. ولا يفتقر إلى البسملة بينهما على الأظهر» (شرائع الإسلام1/66).
وقال بأن « الضحى والإنشراح سورة، والفيل ولإيلاف سورة: ولا بسملة بينهما» (الجامع للشرائع ص81 يحيى بن سعيد الحلي).
وقال « والضحى وألم نشرح سورة واحدة وكذلك الفيل ولايلاف وتجب البسملة بينهما على رأي» (قواعد الأحكام 1/273 للحلي).
نقل الحلي عن الاستبصار أن سورتي الضحى والإنشراح عند آل محمد سورة واحدة وينبغي أن يقرأهما موضعا واحدا لا يفصل بينهما بسم الله الرحمن الرحيم» .. نعم وجدنا الحلي يخالف قول علمائه في ذلك ولكن مخالفته لهم تفيد على الأقل إختلافهم على ثبوت البسملة. فكيف يتناسى الرافضة ذلك؟
وأكد الحلي أن جاحد البسملة لا يكفر لوجود شبهة عنده. (تذكرة الفقهاء1/114).
وقال الحلي بأنه لا يجمع بين سورتين في ركعة واحدة إلا الضحى وألم نشرح وسورة الفيل ولايلاف. وهل تعاد البسملة بينهما؟ أجاب الحلي: الأقرب ذلك لأنها ثابتة في المصحف، وقال الشيخ في التبيان: لا تعاد لأنها سورة واحدةوالاجماع على أنها ليست آيتين من سورة واحدة » (تذكرة الفقهاء1/116 و4/150).
واعترف البهائي العاملي على أن الأكثر من علماء الشيعة على وحدة السورتين (الضحى والانشراح) (الاثنا عشرية للبهائي العاملي ص 63).(2/127)
وتساءل الخوئي: سورتا الضحى والانشراح وكذلك لايلاف والفيل: هل هما سورتان أم سورة ة واحدة؟
فأجاب بأن « المعروف بل المتسالم عليه عند الأصحاب هو الثاني» وبعد أن أطال في مناقشة هذه المسألة ووقع في تخبط كبير ودوران قال ما يلي:
إلى ما يلي « بعدما عرفت من وجب الجمع بين السورتين عملا بقاعدة الاشتغال: فهل يجب الفصل بينهما بالبسملة أو يؤتى بهما موصولة؟ فيه خلاف بين الأعلام، بل ينسب الثاني إلى الأكثر، بل عن التهذيب عندنا لا يفصل بينهما بالبسملة، وعن التبيان ومجمع البيان أن الأصحاب لا يفصلون بينهما بها» (كتاب الصلاة للخوئي 3/354-359).
نقل المجلسي عن الشيخ في الاستبصار أن سورة الضحى والانشراح هما سورة واحدة عند آل محمد وينبغي أن يقرأهما موضعا واحدا ولا يفصل بينهما بالبسملة. وحكى المجلسي الاختلاف على ذلك والاكثر على ترك البسملة (بحار الأنوار82/46).
=============
شبهات وردود أخرى
1. الشبهة الله عز وجل يهرول والعياذ بالله
الحديث
حدثنا قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب واللفظ لقتيبة قالا حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ هم خير منهم وإن تقرب مني شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة
***
الرد:
ما أجمل هذا الحديث الذي يبيّن لنا قرب الله من عباده. فلا حاجة لنا إلى واسطة ولا وليّ ولا قبر ليستجاب لنا. فالتقرّب إلى الله يكون بفعل الخيرات وترك المنهيات وذكر الله والتصدّق و الاعتكاف وغيره من الأمور المقربة إلى الله.
فالتقرب يكون على أنواع وليس على نوع واحد. ولا يجوز تخصيص معنى من المعاني المتعددة دون المعنى الآخر إلا بحسب السياق.
كيف كان نوع مشي العبد إلى الله. هل بالأرجل أم بالعمل؟ ... كان المشي المقصود هو عمل الأعمال الصالحة... فإذن لماذا تعتبرون المشي هنا على المجاز ومعناها الحقيقي؟؟
أليس ما تفعلونه هنا هو عين ما فعلتموه في آية (وهو معكم أينما كنتم) حيث تحكمتم في معنى دون المعاني الأخرى. وجعلتموه هو الأصل وما عداه من المعاني مجازية.
اعترفوا أن المشي على أنواع وأن نوع المشي هنا لا علاقة له بمشي الأرجل.
والمشي والهرولة مقترنان بالتقرب. وهذا النوع من التقرب إلى الله ليس بالمشي إليه وإنما يتقرب إلى الله بالعمل الصالح وليس بمشي الأرجل. فكذلك الهرولة هي مشي سريع لا بالأرجل وإنما بالجزاء على العمل الصالح.
2.الشبهة
كتاب الدرر الكامنة لابن حجر .. يقول ابن تيمية : ان علي بن ابي طالب كان مخذولا حيث ما توجه وإنه حاول الخلافة مرارا فلم ينلها وإنما قاتل للرئاسة لا للديانة وان علي اسلم صبياً والصبي لايصح اسلامه
الرد
ابن حجر يقول هنا أن ابن تيمية قال كذا وكذا... وفي الحقيقة ... هو قال كل هذه الأشياء ... لكن ليس إيمانًا منه بها ... فقد قال ابن تيمية هذا الكلام وهو يرد على ابن مطهر الحلي (العالم الشيعي) في كتابه منهاج السنة... (6/191)
فنجد أن في كتاب منهاج السنة يرد عليهم بأدلة تناقض ما ذهبوا إليه وكأنه يقول رحمه الله " وداوها بالتي كانت هي الداء"
و تستنتج من كلامه في كتابه أنه يستدل بطريق: إن كنتم تستدلون بكذا ...وجب عليكم أن تستدلون به على مثل ما تذهبون إليه ...
وإن كان قولكم كذا ................لزمكم كذا .......
فلم يقل ما قاله إيمانًا أو اعتقادًا منه بذلك
فابن تيمية لم يكن يؤمن أبدًا بهذا الكلام...
***
ومثال بسيط عليه ...
أنتم تقولون ((إن عمر ضرب فاطمة وكسر ضلعها وقتل جنينها وغيره من الأمور))
فعندها أنا أقول: ((إن هذا كذب وافتراء ... وإن افترضنا صحة ما تقولونه فإن عليًّا على ذلك يكون جبانًا إذ لم يرد على عمر كل هذه الإهانات ولم يدافع عن عرضه! ...))
ولو ترون ... أني في الواقع أجل عليًّا رضي الله عنه ولا أرضى بهذه التفاهات أن تقال عنه... ووالله إن عليًّا عندنا معاشر أهل سنة الرسول عليه الصلاة والسلام لبطل الأبطال وفارس الفرسان والنائم في فراش الرسول وذو الفقار وأسد بني طالب...
لكن... إن سلمنا بكلامكم.. فإذًا أنتم ترمونه بالضعف والخوف...((وحاشاه عن ذلك طبعا))
عندها قد يأتي مثل من كتب هذا المقال ويقول ((انظروا إليه (أي أنا) إنه يقول إن علي ضعيف وخائف))..
وأنا في الحقيقة قلت ذلك ردًا عليكم غير مؤمنًا به!
فاتضحت الصورة الآن لمسألة ابن تيمية وهذه الأقوال .. وإن شئت ارجع لكتابه منهاج السنة وفيه تفصيل لكل هذه الأقوال...
4.الشبهة الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم يجمع بين صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء . في كل الأيام حتى الأيام العادية
الحديث
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال:(2/128)
صلّى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالمدينة سَبعًا وثمانيًا، الظّهر والعصر والمغرب والعشاء.
وفي لفظ الجماعة إلا البخاري وابن ماجه: جمع بين الظُّهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر.
وعند مسلم في هذا الحديث من طريق سعيد بن جبير قال: فقلت لابن عباس: لمَ فعل ذلك؟ قال: أراد ألاّ يُحرج أحدًا من أمّته.
وأخرج الطبراني مثله عن ابن مسعود مرفوعًا، ولفظه: جمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين الظّهر والعصر وبين المغرب والعشاء، فقيل له في ذلك فقال: "صنعتُ هذا لئَلا تُحرج أمّتي".
الرد
أولا) قول هذا الأفّاك أن النبي جمع في كل الأيام كذب وزور ... فالرواية لم تقل بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جمع وقصر في كل صلواته.
ثانيًا) متى يجوز الجمع والقصر؟ يجوز الجمع والقصر في الخوف وفي السفر وفي المطر.
والحديث ورد بلفظ: من غير خوف ولا سفر، وبلفظ: من غير خوف ولا مطر، ولم يقع مجموعًا بالثلاثة في شيء من كتب الحديث أي بلفظ: من غير خوف ولا سفر ولا مطر، والمشهور من غير خوف ولا سفر.
الصحابي الجليل قال أن الرسول صلى الله عليه وسلم جمع ((في غير خوف ولا سفر)) .. وما المشكلة ...فلجهل هذا المدلّس أو لكذبه... فإنه لا يعلم أن أسباب الجمع والقصر ليست فقط في الخوف والسفر. فإن الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لا يشترط وجود الخوف أو السفر للجمع والقصر. فهناك أسباب وحالات أخرى تجيز الجمع في الصلاة كالحروب والغزوات والمطر وفي بعض حالات الحضر ... فلذا قال الصحابي الجليل ردًّا على سائل... فقال أن الرسول جمع في غير الخوف والسفر. فهذا ردٌّ على من يدّعي بأن الصلاة يجوز الجمع فيه (فقط) في الخوف والسفر.
فكر فيها بكل أمانة ومصداقية وحيادية... بالله عليك كيف تصلي صلاة ((العصر)) في "الظهر"؟! لماذا تسموها صلاة ((العصر)) إذًا! كيف تصلي صلاة ((العصر)) في غير وقت ((العصر))!! دع عنك علماؤك وملاليك... فالدين ليس لهم... الدين للكل! كيف؟! أتبخل على الله بخمس دقائق تقف فيها لتصلي لله؟ والله إني لأستحي من ربي إن كنت أفعل ذلك
ثالثًا) يستدل علماء الشيعة للجمع بين الصلوات قول الله تعالى (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر) والدلوك هو الزوال وغسق الليل هو اجتماع ظلمة الليل وهذا يكون بعد مغيب الشفق.
نقول: هذه حجة عليكم وليست لكم فهذه واضحة بيّنة... لم يقل الله سبحانه أقم الصلاة في دلوك الشمس (و) غسق الليل (و) قرآن الفجر! بل قال لدلوك الشمس (إلى) غسق الليل! يا عرب اعقلوا قال تعالى( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [ يوسف الآية 2])) فهذه مشكلة إن جاء غير العرب ليفسروا القرآن! فيقول صلى من الظهر إلى العشاء ... والفجر... وهذا مصداقية لتتالي الصلوات وتعاقبها فبعد الظهر العصر وبعدها المغرب وبعدها مباشرة العشاء... ثم ينام العباد وينقطعوا عنها ... حتى الفجر , فهناك مدة زمنية كبيرة تفصل بين صلاة الفجر وبقية الصلوات... فسبحان الله على هذا الكتاب المبين الواضح! كما جاء تخصيص صلاة الفجر لعظم قدره وحضور الملائكة فيه. وقال تعالى (وقرآن) لأن الفجر خصت بطول القراءة فيها ولهذا جعلت ركعتين في الحضر والسفر فلا تقصر ولا تجمع إلى غيرها فإنه عوض بطول القراءة فيها عن كثرة العدد.
ووالله إن الكثير ليتبع أهواءه في هذه وقد صدق الله في قوله ((وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ [ الرعد الآية 37])) هذا كلام رب العباد موجه إليك أيها القارئ الكريم... ولك أن تجيب ربّك بما أردت
فهذه واضحة بيّنة... لم يقل الله سبحانه أقم الصلاة في دلوك الشمس (و) غسق الليل (و) قرآن الفجر!
5.الشبهة إن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا إستسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. قال: فيسقون
الحديث
حدثنا الحسن بن محمد حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني أبي عبد الله بن المثنى عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس رضي الله عنه
أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون
الرد(2/129)
أسألك بالله هل تريد رضا الله أم تريد فقط التقليد؟ كل إنسان يحب أن يفعل ما هو مقتنع به. أما الذين لا تهمهم الحياة و الآخرة فهؤلاء طبعًا الذين يقلدون أسرهم و أقربائهم بدون قناعة, و لا يتدخلون في أي موضوع بالدين و لا يحاولون الاستفسار عن أي شي. فعلى حسب ما يمشون القريبين منهم هم خلفهم. فهل تريد رضا الله الموصل إلى الجنة؟ أم تريد فقط التقليد؟ الذي يريد رضا الله سبحانه وتعالى ما هو أول شي يجب أن يقرأه؟ أجب بعيدًا عن العلماء, فإن الله لم ينزل الدين بيد العلماء. نعم لهم الفقه والأمور غير العقائدية, أما العقيدة فلا, بل يجب على كل شخص أن يقرأ كتاب الله. فمن المعلوم أن أول الحق هو اتباع كتاب الله. فرب العالمين جل جلاله رحيم, أنزل علينا كتاب أوضح من الشمس في كبد السماء.هل كان المشركين يؤمنون بالله؟ أظن أنك ستقول لا ولو كانوا يؤمنون بالله لما أشركوا به. إن كان ظني في مكانه فأقول لك: نأسف أخي الكريم فقد أخطأت, فالله عز وجل قال أنهم يؤمنون به! صدّق, وهذه مشكلة أكثر الشيعة. لا يعرفون التوحيد الحق! انظر ماذا قال تعالى ((وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ [ العنكبوت الآية 61])) ليقولن الله! سبحان الله إذا المشركين يعترفون بالله إذًا ما الخطب؟ المشكلة فيما يلي:عدم فهم توحيد الله عز وجل إذ أن الله تعالى قال إن المشركين يعترفون بالله ولكن((وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ [ يوسف الآية 106]))سبحان الله! هل يعني هناك مؤمنين مشركين؟ نعم, نعم, نعم. صدق الله وكذب البشر. إذًا كيف يؤمنون به وهم مشركين؟ قال الله إن المشركين يؤمنون بالله, ولكن ما هو إيمانهم بالله؟ إيمانهم أن الله تعالى هو الخالق الرازق المحيي المميت مالك الملك. فالمشركين عندهم جزء من التوحيد وهذا يسمى توحيد الربوبية أي أن الله هو الخالق وحده وهو المتصرف في كل شيء. يا شيعة العالم استيقضوا! المشكلة عندكم أنكم لا تفرقون بالتوحيد. فهناك شرك مثل المشركين وهو في توحيد الألوهية.
ما هو هذا التوحيد؟ هو معنى لا إله إلا الله التي أفادت النفي والإثبات: نفي الألوهية عمّا سوى الله, واثباتها حصرًا لله..فكان معناها: لا معبود بحق إلا الله. فالعبادة هي الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة التي يحبها الله ويرضاها, والظاهر من الدعاء كالذبح والدعاء, والباطن من الأعمال كالخوف والرجاء والاستغاثة والتوكل وغيرها من العبادات العظيمة التي لا يجوز صرف شيءٍ منها إلا لله مع الإخلاص والبعد عن الرياء, قال سبحانه ((أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ)) [ الزمر الآية 3] وقال( فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ )) [ الزمر الآية 2] وقال أيضا ((هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)) [ غافر الآية 65].
ومن لا يؤمن بهذا التوحيد يقول: يجوز أن يدعوا الإنسان غير الله, وأن يذبح لغير الله وينذر لغير الله, ويشدّ الرحال إلى القبور للتبرّك والحصول على المغفرة ولاستجابة الدعاء, و أنه يجوز أكل تراب قبورهم لأنه يشفي العليل, من يقول يا علي أدركني أو يا حسين أغثني فهو حقق شرك المشركين 100%. اقرأ الآيات البينات وافهم. دعك من كلامي ومن كلام الناس. اجعل قلبك مع رب الناس جل جلاله. أليست الصلاة عبادة؟ والدعاء عبادة؟ كما هو الحج عبادة والصوم عبادة؟ بلى والله إن الدعاء عبادة. فعن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: " الدعاء هو العبادة" ! فلنمضي مع كتاب الله. وأنت بفطرتك السليمة سيدخل الحق إلى قلبك.(2/130)
قال تعالى ((اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىَ)) [ الزمر الآية 3]. كيف اتخذ المشركين من دون الله أولياء؟ وكيف كان الشرك؟ كان هناك أناس صالحين بعد سيدنا نوح عليه السلام. بعد أن ماتوا جاء الشيطان للناس وقال لهم: ما أجمل عبادة هؤلاء الصالحين ما رأيكم أن تصلوا بجانب قبرهم؟ لعل الله يتقبل أعمالكم. فجاءوا بجانب قبرهم وبدؤوا يصلون لله, ثم استدرجهم الشيطان وقال لهم لم لا تنحتوا صورًا لهؤلاء الصالحين لكي يذكروكم بالله؟ انتبه أخي الشيطان لا يقول لك أنت مشرك.لا, بل يقول لك تقرب إلى الله ولكن بأسلوب شركي. المهم شيئا فشيئا بدؤوا يدعون الأموات الصالحين بطريقة غير مباشرة! ويقولون "لا, نحن لا نعبدهم نحن نتوسل إلى الله بهم" وهذا شرك! والآية واضحة تماما. هذه المعلومة مهمة لكي تعرف بداية الشرك. والآن عندما نسمع من يستغيث بغير الله و نقول لهم قولوا يا الله. والله ثم والله يعاندون ويقولون يا علي! بالله عليك هل هذا مسلم؟! انظروا ماذا قال تعالى: ((اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىَ)) [ الزمر الآية 3] إذًا المشركين كان عندهم توحيد وشرك. توحيد في الإيمان بالله. وشرك بأنه يجوز دعاء غيره معه. واقسم بالله إن هذا ما يحدث الآن. انظر ماذا قال الله: ((وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ)) [ يونس الآية 18]. نقول لهم لا تقول يا حسين يقولون لنا هؤلاء شفعاؤنا عند الله ويظنون أننا نكره آل البيت. اقسم بالله انه كذب! فعلي والحسن والحسين عند أهل السنة تاج رؤوسهم رضي الله عنهم وأرضاهم, ولكن ليس معنى ذلك أن من أراد حب عليا يجب أن يشرك بالله بأضرحة وقبور أولياء! قال تعالى((وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً)) [ الجن الآية 18].
***
أما بالنسبة للشبهة فالرد بسيط وعقلاني لمن يعقل,,,
أولا ً) صلاة الاستسقاء ... هل كانت مشّرعة وقت النبي صلى الله عليه وسلم؟
نعم بلا خلاف.. إذن كان التوسل آن ذاك بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ... و إلا لما شرعت هذه الصلاة واكتفى كل مسلم بالتوسل بذات الأشخاص ولا فائدة إذن من هذه الصلاة!
أفلا يعقلون
ثانيا) لو كان التوسل بذات الأشخاص جائزا ً فلماذا لم يستسقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بذات النبي صلى الله عليه وسلم؟!
إذ أنه لا وجه للمقارنة بين منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين عمه العباس رضي الله عنه
ولله المثل الأعلى ،،، شخص يعرف وزير وغفير،، فهل يطلب هذا الشخص الوساطة إلى الملك عن طريق الغفير!
وخاصة إن تيقن أن الوزير أقرب إلى الملك منه؟
ولله المثل الأعلى..
أفلا يعقلون
ثالثا ً) ما فائدة جميع هذه الأدعية المذكورة في الكتاب والسنة إن كان هذا النوع من التوسل مشروعا؟ ًولماذا علمنا الله تبارك وتعالى هذه الأدعية !
لماذا لم يخبرنا سبحانه بآية صريحة كما في صراحة آيات الأدعية أن نتوسل أو نكتفي بالتوسل بالأشخاص وخاصة أنهم أنبياء كانوا أم صالحين أفضل وأقرب إلى الله منا !
بمعنى آخر أي عبد أصابه أمر ما يحتاج إلى دعاء لا يدعوا ولا يطلب الدعاء من أخيه بل يكون الدعاء بالتوسل بالذات الأشخاص
فهذا تعطيل كامل للكم الهائل من الأدعية
يعني لا فائدة للأدعية في القرآن والسنة !
أفلا يعقلون
رابعا) التوسل بذات الأشخاص يعطل أمر الله في الأرض، ويربي في نفس العبد التواكل وهذا مرفوض شرعا ً .. ونصبح أقرب إلى دين النصارى الذين يتخذون الوسائط والباباوات لتقربهم إلى الله تبارك وتعالى..
فطلب الدعاء من الأشخاص لا يكون على الدوام بحيث يترك المسلم التضرع إلى الله ويعتمد فيه على دعاء عبد يحسبه على خير فهذا لا ينبغي أصلا
فقد أمرنا في عدة مواضع من القرآن الكريم أن ندعوا لأنفسنا ولأهلنا بأنفسنا ونتقرب إلى ربنا بأنفسنا ..
أفلا يعقلون
أخيرًا) فالوسيلة الشرعية هي التوسل بأسماء الله وصفاته، أو بتوحيده والإخلاص له، أو بالأعمال الصالحات، هذه الوسيلة الشرعية التي جاءت بها النصوص.
أما التوسل بجاه فلان ، أو بحق فلان، فهذا لم يأت به الشرع، ولهذا ذهب جمهور العلماء إلى أنه غير مشروع فالواجب تركه، وأن يتوسل الإنسان بالوسائل الشرعية التي هي أسماء الله وصفاته، أو بتوحيده، أو بالأعمال الصالحات، هذه هي الوسائل الشرعية التي جاءت بها النصوص.
وأما ما فعله عمر رضي الله عنه، فهو لم يتوسل بجاه العباس، وإنما توسل بدعائه، قال رضي الله عنه لما خطب الناس يوم الاستسقاء، لما أصابتهم المجاعة والجدب الشديد والقحط صلى بالناس صلاة الاستسقاء، وخطب الناس، وقال: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نستسقي إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون.(2/131)
وهكذا كانوا يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته يقولون: ادع لنا، فيقوم ويدعو لهم، ويخطب الناس يوم الجمعة ويدعو ويقول: اللهم أغثنا اللهم أغثنا وهكذا في صلاة الاستسقاء يتوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى، وسؤاله الغوث.
وهكذا قال للعباس يا عباس قم فادع ربنا ،فقام العباس ودعا ورفع يديه ودعا الناس وأمنوا فسقاهم الله عز وجل على دعائهم فهو توسل بعم النبي صلى الله عليه وسلم؛ بدعائه، واستغاثته ربه عز وجل، وسؤاله سبحانه وتعالى بفضل العباس وقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من أفضل الصحابة، ومن خير الصحابة رضي الله عن الجميع.
فإذا توسل المسلمون بالصالحين من الحاضرين عندهم، بدعائهم- كأن يقول الإمام أو ولي الأمر: يا فلان قم ادع الله-، من العلماء الطيبين، أو الأخيار الصالحين، أو من أهل بيت النبي الطيبين، وقالوا في الاستسقاء يا فلان قم فادع الله لنا، كما قال عمر للعباس، هذا كله طيب.
6.الشبهة أم المؤمنين عائشة تطلب من الناس التوسل بقبر الرسول وهو ميت... هل يعني هذا ان عائشة مشركة ؟؟
الرد
أخرج هذا الأثر الدارمي في سننه رقم : 93 في ساناده عدة علل:
سعيد ين زيد فيه ضعف فقد ضعفه يحي القطان والسعدي والدارقطني
-إن ابا النعمان محمد بن الفضل وهوالملقب بعارم قد اختلط ولم يذكر الدارمي فيمن سمع منه قبل الاختلاط.
-إن عمرو بن مالك النكري قال فيه ابن عدي في ترجمة أبي الجوزاء : حديث عنه عمرو بن مالك قدر عشرة أحاديث غير محفوظة . وهذا الأثر من روايته عنه غير محفوظ.
إن هذا الأثر لو صح فهو موقوف فلا حجة فيه لنه يمكن ان يكون من قبيل الاجتهادات التي تقع من آحاد الصحابة .
- الانقطاع بين عائشة رضي الله عنها وبين أبي الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي فقد قال البخاري : في اسناده نظر.
الحديث ضعيف كما بيّن ذلك الألباني في مشكاة المصابيح
ثانيًا) الدين فيها جنة أو نار... فلا نستدل بالضعيف والموضوع والمكذوب... هات الصحيح البيّن الواضح لتقيم الحجة... لا أن تعبث كما أنت تفعل حتى الآن!
7. الشبهة قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً فأشار نحو مسكن عائشة فقال: هنا الفتنة ثلاثاُ من حيث يطلع قرن الشيطان.
***
الحديث
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله رضي الله عنه قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة فقال هنا الفتنة ثلاثا من حيث يطلع قرن الشيطان
***
الرد:
أولا) ما المشكلة؟ كان الرسول صلى الله عليه وسلم في منبره, وأشار إلى الشرق ويقصد أن من الشرق يخرج الفتنة! ومسكن أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق, رضوان الله عليها, يقع في شرق منبر الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه! مسكن أم المؤمنين يقع في نفس الاتجاه الذي أشار إليه الرسول عليه الصلاة والسلام. فلو أني قلت مثلاً ((أن القبلة هناك)) وأشرت إلى التلفاز. فهل هذا يعني أني أقصد أن التلفاز هو القبلة!! والله لا يفهمه ذلك إلا الغبي. فقليلٌ من الإنصاف عند الانتقاد. فلا أحد يدّعي العصمة ولكن أن تحدث العاقل بما لا يعقل وتطالبنا بأن نصدقه! فلا عقل لنا آن ذاك بتصديق هذه التأويلات!
ثانيا) كيف يُظن برجلِ يقف ويسب زوجته أمام الناس؟ كيف يظن به وهو ينتقص في زوجته؟ والله إنها ليست من الرجولة ولا الآداب ولا الأخلاق بشيء! والله إن فهمتموها كذلك فأنتم تنتقصون من رسول الله صلوات الله عليه!
ثالثًا) كيف بحبيبنا محمد بن عبدالله يسب زوجته أمام القوم! وفوق هذا كله يتزوجها! لا بل حتى لا يطلقها! قليلاً من العقل!(2/132)
رابعًا) نسأل..كل عاقل..بغيته حقا الحق..وليتحرى مع ربه و مع نفسه الصدق. إلى من يعود الضمير في الكلمة التي تحتها خط.. في قوله تعالى (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)؟ تأمل معي الإضافة في قوله تعالى (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) الأحزاب: 6 هؤلاء الأمهات لمن؟ (للمؤمنين)! شرف وأيما شرف لهن رضي الله عنهن, لا سيما و أن الله أخبر ذلك بلفظ (الأزواج) المشعر بالمشاكلة والمجانسة والاقتران, ألم تقرؤوا قول الله تعالى في النبي وزوجاته؟ إنهن نساء ولكنهم لسن كالنساء الأخريات, إنّهن نلنَّ شرفًا بالغًا عظيمًا, وشأنًا ومكانةً كبيرة, نعم إنهن تميّزن عن نساء العالمين, اختارهنّ الله واصطفاهن ليكنّ زوجات لرسوله الكريم عليه الصلاة والسلام, وصرن بذلك أفضل وأكمل من غيرهن, ولسن كسائر النساء بل أحسن وأطيب وأكمل, قال تعالى (يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء) – الأحزاب: 32 – فبزواج النبي منهم نلن تلك الفضيلة, وتبوأن تلك الدرجة السامية الباسقة الرفيعة, التي لم تتحقق لأحد من النساء غيرهن رضي الله عنهن. وعندما نتأمل قول الله تبارك وتعالى (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ) النور 26- نعلم عظيم قدر أزواج النبي الكريم , فهو الطيب المطيب, ونساؤه الطيبات, بل هو عليه الصلاة والسلام خير الطيبين وأفضلهم, ونساؤه خير الطيبات وأفضلهن, ولم يكن الله ليختار لنبيه عليه الصلاة والسلام إلا خير النساء وأفضلهن.
8.الشبهة الطبري يصرح بكفر معاوية ويزيد علنا ؟؟؟
الرد
أولا من هو الطبري؟ هل هو الرسول؟ ... الطبري شخصً عادي مثلي مثلك... فهل عندكم تقيمون الحجة على الخصم بـ(قال الطبري)؟؟!
ثانيًا إن الرابط الموجود لا يشتغل ... فإن أصلحتموه وعدتم... عدنا بحول الله.
9.الشبهة الرسول يقيم عزاء الحسين .
راجع الحديث في مسند أحمد حدثنا محمد بن عبيد حدثنا شرحبيل بن مدرك عن عبد الله بن نجي عن أبيه أنه سار مع علي رضي الله عنه وكان صاحب مطهرته فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى علي رضي الله عنه اصبر أبا عبد الله اصبر أبا عبد الله بشط الفرات قلت وماذا قال قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان قلت يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان قال بل قام من عندي جبريل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات قال فقال هل لك إلى أن أشمك من تربته قال قلت نعم فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا
الرد
أين العزاء؟ كذب والله. والرد:
أولا) الحديث إسناده ضعيف ، عبد الله بن نجي مختلف فيه وأبوه نجي لم يرو عنه غير ابنه ولم يوثقه غير ابن حبان وقال ل: لا يعجبني الاحتجاج بخبره اذا انفرد . انظر مسند احمد2/77 ) مؤسسة الرسالة )
ثانيًا) نقول إن الحزن والبكاء شيء , والنياحة والتي هي بكاء مع صوت والتطبير وشق الرؤوس بالفؤوس, وضرب الوجه بالسلاسل والموس واللطم وشق الجيوب ولبس السواد شيء آخر, فلم يجرأ علماء الشيعة أن يرووا حديثاً واحداً على النبي صلى الله عليه وسلم بأنه كان يفعل هذه الأمور أو أمر بها والعياذ بالله, بل لم يأت حديث عن الأئمة يأمرهم بذلك كما روي عنهم بعكس هذا, ثم كيف يقيسون الحزن والبكاء بهذه الأشياء مع أنه قياس فاسد؟! بالإضافة إلى أن القياس أصلاً محرم وباطل في مذهبهم؟! وهذا شيخهم محمد بن الحسين بن بابويه القمي الملقب عند الشيعة بالصدوق قال: من ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وآله التي لم يسبق إليها: " النياحة من عمل الجاهلية " رواه الصدوق في من لا يحضره الفقيه 4/271 – 272 كما رواه الحر العاملي في وسائل الشيعة 2/915، ويوسف البحراني في الحدائق الناضرة 4/167 والحاج حسين البروجردي في جامع أحاديث الشيعة 3/488
15.الشبهة كلام الامام علي عليه السلام وهو يقول لأبي بكر لقد استبددت علينا بالامر وكنا نحن نرى لنا حقاً , راجع الحديث في صحيح البخاري
الرد
1) نحن نجلّ علياً من أن يقول هذا الكلام في حق أبي بكر أو يدعي لنفسه الخلافة، لأنّ أبا بكر لا يتقمص ما ليس من حقه، ولو كان علي محلّه من الخلافة محل القطب من الرحى لما بايعه باتفاق السنة والشيعة.
2) لو فرضنا جدلاً أن علياً قال ذلك فليس فيه أي قدحٍ في أبي بكر، بل القدح في عليّ أظهر منه في أبي بكر، لأن الإجماع قد انعقد لأبي بكر دون إكراه لأحد، فالأنصار والمهاجرون وبمن فيهم بنو هاشم بايعوا دون إكراه ولا قهر، فلم يكن هذا تقمصاً من أبي بكر.(2/133)
3) ثبت بالدليل الواضح مبايعة عليّ بن أبي طالب لأبي بكر بالخلافة سواءٌ في بداية المبايعة أم بعدها بستة أشهر، فكيف يقال أن علياً قال ما قاله فيما يسمّى بالخطبة الشقشقية، فإن قلنا أنه بايع والكلام مكذوب عليه كان كلامنا حقاً، ولو قالوا أي الشيعة بل بايع تقيّةً، قلنا حاشا علي أن يكون الحق معه بالنص الواضح والجلي ثم يتنازل عنه لأي أحد وأن يتظاهر بالموافقة على بيعة أبي بكر فهذا عين النفاق والجبن ونحن نعيذ علياً بالله من ذلك.
4) ولو راجعنا رسائل علي لوجدنا أن في إحدى رسائله إلى معاوية التي يحتج بها على أحقيته بالخلافة والبيعة بقوله إنَّهُ بايَعَني القومُ الذين بايعوا أبا بَكر، وعمر، وعثمان، على ما بايعوهُم عليه، فلم يكُن لشاهد أن يَختار، ولا للغائب أن يَرُدَّ، وإنَّما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإنِ اجتمعوا على رجُلٍ، وسَمُّوْهُ إماماً، كانَ ذلك لله رِضي، فإن خرج من أمرِهِم خارجٌ بِطَعْنٍ، أو بِدعةٍ، رَدُّوه إلى ما خَرَجَ منه، فإنْ أبَى قاتلوهُ على اتِّباعهِ غير سبيل المؤمنين، وولَّاه الله ما تولَّى.
5) ومن رسالة عليّ لمعاوية السابقة نكتشف أن أبا بكر لم تكن مبايعته قهراً وإنما بمبايعة المهاجرين والأنصار بالشورى، فإذا عرفت ذلك أخي القارئ فاتبع الحق تسلم!
==============
99 شبهة رافضية والرد عليها ...
لقد قام بعض الرافضة بعمل شريط يمثل فيه أحدهم دور السني والأخر دور الرافضي , وقد دار في هذا الحوار الكثير من الأكاذيب والتلبيسات , والتي لا يكاد يخلوا منها أي عمل رافضي , ونبدأ بعون الله تعالى هذه الردود : ((بحث للأخ جلال حفظه الله ))
(1) قوله أن المسلمين افترقوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .
نقول أن هذا من الكذب الواضح , والذي يريد أن يبدأ به موضوعه المتهالك , فقد أختلف الصحابة في من هو الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما اختلفوا في أشياء أخرى عديدة , ولكن كان دينهم ومذهبهم وطريقتهم واحدة وليست متضاربة كما هو الحال الآن بين المسلمين الأصليين والذين هم أهل السنة وبين غيرهم ممن خرج وأنحرف عن الإسلام كالرافضة بفرقها والخوارج بفرقهم وغير ذلك , ففرقة الرافضة مثلاً لم تظهر إلا بعد ( 25 ) من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعد أن أعلن أبن سبأ اليهودي اليمني الذي اتخذ من الإسلام ومحبة أهل البيت ستاراً له عن عقيدته الخبيثة , لذلك يقول إمامهم المتكلم الحسن بن موسى النوبختي في كتابه الحجة عند الإمامية ( فرق الشيعة ) (( وحكى جماعة من أصحاب علي عليه السلام أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى علياً عليه السلام وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام بهذه المقالة فقال في إسلامه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وآله في علي عليه السلام بمثل ذلك وهو أول من شهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام وأظهر البرآءة من أعدائه وكاشَفَ مخالفيه فمن هناك قال من خالف الشيعة أن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية !!!! )) فرق الشيعة ص (22). بل ونجد أن الإمام عليّ يؤكد على حقيقة أنه هو والصحابة على مذهب واحد حيث قال : ((وبدء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد ونبينا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله، ولا يستزيدوننا، الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء )) نهج البلاغة جـ3 ص (648).
(2) قوله حزن النبي صلى الله عليه وسلم على الحسين .
نقول إن الحزن والبكاء شيء , والنياحة والتي هي بكاء مع صوت والتطبير وشق الرؤوس بالفؤوس , وضرب الوجه بالسلاسل والموس واللطم وشق الجيوب ولبس السواد شيء آخر , فلم يجرأ الرافضة ولو كذباً كعادتهم أن يرووا حديثاً واحداً على النبي صلى الله عليه وسلم بأنه كان يفعل هذه الأمور أو أمر بها والعياذ بالله , بل لم يأت حديث عن أئمتهم يأمرهم بذلك كما روي عنهم بعكس هذا , ثم كيف يقيسون الحزن والبكاء بهذه الأشياء مع أنه قياس فاسد ؟؟! بالإضافة إلى أن القياس أصلاً محرم وباطل في مذهبهم ؟؟! وهذا شيخهم محمد بن الحسين بن بابويه القمي الملقب عند الشيعة بالصدوق قال: من ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وآله التي لم يسبق إليها: " النياحة من عمل الجاهلية " رواه الصدوق في من لا يحضره الفقيه 4/271 – 272 كما رواه الحر العاملي في وسائل الشيعة 2/915، ويوسف البحراني في الحدائق الناضرة 4/167 والحاج حسين البروجردي في جامع أحاديث الشيعة 3/488.
(3) قوله نزول آية ( إنما وليكم ) في علي بن أبي طالب .(2/134)
فنقول أن الروايات التي رويت في هذا الباب كلها من الأكاذيب فمنها : أن الواو ليست واو الحال إذ لو كان كذلك لكان لا يسوغ أن يتولى إلا مَن أعطى الزكاة في حال الركوع فلا يتولى سائر الصحابة والقرابة . ومنها : أنَّ المدح إنما يكون بعمل واجبٍ أو مستحبٍ ، وإيتاء الزكاة في نفس الصلاة ليس واجباً ولا مستحباً باتفاق علماء الملة ، فإن في الصلاة شغلاً . ومنها : أنه لو كان إيتاؤها في الصلاة حسناً لم يكن فرقٌ بين حال الركوع وغير حال الركوع ، بل إيتاؤها في القيام والقعود أمكن . ومنها : أن "عليّاً" لم يكن عليه زكاةٌ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم . ومنها : أنه لم يكن له أيضا خاتمٌ ولا كانوا يلبسون الخواتم حتى كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً إلى كسرى فقيل له إنهم لا يقبلون كتاباً إلا مختوماً فاتخذ خاتماً مِن ورِق ونقش فيها (محمَّدٌ رسولُ الله). ومنها : أنَّ إيتاءَ غيرِ الخاتم في الزكاة خيرٌ مِن إيتاء الخاتم فإنَّ أكثر الفقهاء يقولون لا يجزئ إخراج الخاتم في الزكاة . ومنها : أن هذا الحديث فيه أنه أعطاه السائل ، والمدح في الزكاة أنْ يخرجها ابتداءً ، ويخرجها على الفور لا ينتظر أن يسأله سائلٌ . ومنها : أنَّ الكلام في سياق النهي عن موالاة الكفار والأمر بموالاة المؤمنين كما يدل عليه سياق الكلام .
(4) قوله بأن أصحاب الكتب الستة أجمعوا على نزول الآية في عليّ .
يقول الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآية الكريمة وبعد أن ذكر بعض أحاديث التي تذكر أن علياً تصدق بخاتمه قال : (( وليس يصح شيء منها بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها )) تفسير ابن كثير جـ 2 ص ( 598 ) فهذا قول أمام من كبار المفسرين يعرض أسانيد تلك الروايات ويفندها , وهذا دليل قاطع على عدم وجود ذلك الإجماع المزعوم .
(5) قوله بأن هناك صحاح ستة .
يقول الإمام الألباني : (( فمن الخطأ أيضاً إطلاق بعض المتأخرين على الكتب الستة : "الصحاح الستة" , أي الصحيحين والسنن الأربعة , لأن أصحاب السنن لم يلتزموا الصحة , ومنهم الترمذي , وهو ما بينه علماء المصطلح كابن الصلاح , وابن كثير , والعراقي وغيرهم , ولهذا قال السيوطي في " ألفيته ص 17" : يروي أبو داود أقوى ما وجد ثم الضعيف حيث غيره فقد والنسائي من لم يكونوا اتفقوا تركا له , والآخرون ألحقوا بالخمسة ابن ماجة , قيل : ومن ماز بهم فإن وهن تساهل الذي عليه أطلقا صحيحة والدرامي والمنتقي " . ضعيف سنن الترمذي ص ( 22 ) .
(6) قوله ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) نزلت في عليّ .
نقول أن هذا من الكذب الذي تعود عليه القوم , ففي الحديث أن بني عبد المطلب ( هم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصونه) والتاريخ يشهد أنهم لم يبلغوا العشرين رجلاً فضلاً عن الأربعين! كما إن هذه الرواية معارضة برواية أخرى اتفق أهل الحديث على صحّتها وثبوتها والتي رواها البخاري وسلم , والرافضة طالما ادعوا النص الصريح على خلافة عليّ وأنه هو الوصي والمستحق الوحيد لهذا المنصب , وهذا الحديث يدحض مزاعمهم , ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا قومه لنصرته وأن من يقبل نصرته فسيصبح أخوه ووصيه وخليفته من بعده ولم يخص عليّ بذلك بل وأعرض عنه ثلاث مرات , ثم كيف يقول النبي صلى الله عليه وسلم لقومٍ رفضوا مؤازرته ونصرته بل وحاربوه، هذا خليفتي فاسمعوا له وأطيعوا؟! هم أنفسهم لم يطيعوا النبي المرسل فهل سيطيعون صبياً صغيراً ؟! كما أن الحديث ضعيف ففيه عبد الغفار بن القاسم قال عنه الذهبي (( أبو مريم الأنصاري رافضي، ليس بثقة )) ميزان الاعتدال للذهبي جـ2 ص (640).
(7) قوله ( والنجم إذا هوى ) نزلت في عليّ .(2/135)
نقول أنه لم تأت رواية واحدة صحيحة السند في ذلك , وحسبك الاضطراب حتى في كتب الرافضة في وقت نزول النجم ، ففي رواية : مع طلوع الفجر ، وفي رواية : بعد طلوع الفجر ، وفي رواية : أن وقت نزوله ضحوة حتى غلب على ضوء الشمس . وأيضا الاضطراب بين كون القصة في أوائل العهد المكي ، وبين كونها في المدينة بعد الهجرة . وبعيدا عن هذا كله فمن المعلوم حتى لدى الصغير أن النجم عبارة عن كتلة مستديرة من غازات شديدة الحرارة وأن هناك فرقا بين الكواكب والنجوم ، حيث إن النجوم ذات إضاءة ذاتية ، بينما الكواكب تعكس ضوء النجوم ، ولا ينبغي أن يكون النازل في أو على دار علي رضي الله عنه والذي غلب ضوءه ضوء الدنيا ، أو الشمس ، لا ينبغي أن يكون كوكبا كما في بعض الروايات السابقة ، لأنه كتلة حجرية غير مضيئة ، إنما المضيء هو النجم ، ولو افترضنا أن أصغر نجم هو بحجم الأرض ، فأين يكون دار علي في مكة أو المدينة من ذلك . فضلا عن أن النجوم والكواكب لا تزول عن مستقرها ومداراتها ، وإنما قيل بانفصال شهب من الكواكب تكون رجوما للشياطين ، وليست فضيلة أو كرامة لأحد . بل ذهب بعضهم إلى التهكم بهذه الرواية قائلا: إن أصغر النجوم هو أكبر من الأرض ..فكيف يعقل استيعاب دار علي لنجم لا تستوعبه الأرض بأكملها . الأخبار الدخيلة ، للتستري ، 217 الموضوعات في الآثار والأخبار ، لهاشم معروف ، 151
(8) قوله ( أن الله بعث لكم طالوت ملكاً ) تعبر عن حال المسلمين .
نقول لا أدري كيف يشبه هذا الرافضي الصحابة الكرام الذين قال الله تعالى فيهم (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) وقوله (( رضي الله عنهم ورضوا عنه )) ببني إسرائيل الذين قال تعالى فيهم (( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل )) وقوله (( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة )) وقد جعل منهم القردة والخنازير !! فحتى ولو كان الصحابة كبني إسرائيل فلا يجوز لكم القياس لأنه ممنوع في دينكم , فكيف إذن بقياس فاسد بني شر الخلق وخير الخلق !!؟
(9) قوله إن الإمامة منصب ألهي
نقول كيف يكون منصب ألهي وعلي بن أبي طالب نفسه يقول : (( دعوني والتمسوا غيري ؟؟! )) نهج البلاغة جـ 1 ص ( 181 ) بل وقال أيضاً : (( وإن تركتموني فأنا كأحدكم ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم , وأنا لكم وزيرا خير لكم مني أمير !!! )) نهج البلاغة جـ 1 ص ( 182 ) . أما استدلالهم بالآية الكريمة : (( إني جاعلك للناس إماما )) البقرة : 124 فنقول كيف تفسرون إذن قوله تعالى (( وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت )) فهل الله تعالى جعل عبادة الطاغوت منصب ألهي ؟؟! أو قوله تعالى ((وجعلنا قلوبهم قاسية )) فهل قسوة القلوب أمر ألهي !؟ ألا قبح الله الجهل ! ثم إذا كان معنى "الإتيان" أي النبوة فكيف تفسير قوله تعالى { سل بني إسرائيل كم أتيناهم من آية بينة } البقرة : 11 وقوله : { واتل عليهم نبا الذي أتيناه آياتنا فانسلخ منها } الأعراف : 175 فهذا يعني أن بني إسرائيل الملعونين أخوة القردة والخنازير أصبحوا أنبياء بمقياسكم العجيب !! وإذا كان "الاصطفاء" يعني النبوة فكيف تفسر قوله : ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وال إبراهيم وال عمران على العالمين ) آل عمران : 33 وبعد ذلك قال ( فقد أتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وأتيناهم ملكا عظيما * فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا ) النساء : 54 - 55 فهذا يعني أن هناك من الأنبياء من آمن ومنهم من صد عنه أي كفر !! ويقول ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير ) فاطر : 32 .. وهذه الآيات لو أنزلنا على الأنبياء أو الأئمة فلأتضح لنا أن منهم ظالم ومنهم مقتصد ومن سابق !!؟؟ فهل يقول بذلك عاقل ؟؟!
(10) قوله أن المقصود ( وأمرهم شورى بينهم ) هي في الأمور الدنيوية .(2/136)
نقول أن هذه الآية جاءت مخاطبة للنبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه , وكان الأمر بأن يشاورهم في الأمور الدنيوية كالحروب مثلاً , فهذا لا خلاف فيه إطلاقاً , فلا يمكن أن يكون التشاور في أمور الدين !! كأن يقول صلى الله عليه وسلم : ما رأيكم هل نجعل صلاة الظهر أربعة ركعات أم ستة ؟؟! أو يقول : ما هو الأنسب لكم أن تصوموا شهر رمضان أم شعبان !!؟ ولكن هناك شيء يجب التنبه عليه وهو أن الرافضة جعلوا من منصب الخلافة أمراً دينياً وليس دنيوياً !! ولنترك الإمام علي يرد عليهم من أصح كتبهم وهو نهج البلاغة حيث يقول : (( وإنَّما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإنِ اجتمعوا على رجُلٍ، وسَمُّوْهُ إماماً، كانَ ذلك لله رِضي، فإن خرج من أمرِهِم خارجٌ بِطَعْنٍ، أو بِدعةٍ، رَدُّوه إلى ما خَرَجَ منه، فإنْ أبَى قاتلوهُ على اتِّباعهِ غير سبيل المؤمنين، وولَّاه الله ما تولَّى )) نهج البلاغة ص ( 137 ) فقد أثبت الإمام علي أن الإمامة هي منصب دنيوي ومن يقوم باختيار صاحبه هم الناس أنفسهم والذين كانوا في ذاك الوقت هم المهاجرين والأنصار .
(11) قوله إن الإمامة امتداد للنبوة .
نقول أن دين الله تعالى قد أكتمل , ودليل ذلك قوله تعالى (( اليوم أكملت لكم دينكم )) فما هي الحاجة للإمام بعد ذلك ؟؟! وإن كان القصد من هذا الامتداد أن الإمام يأتِ هو أيضاً بتشريع وينزل الوحي على الإمام , فهذا كفر بواح , بل إن لم يكن هذا هو الكفر فلا نعلم أن في الوجود أي كفر !! فهذا هو عين قول القاديانية الذين قالوا بوجود أنبياء بعد محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم , ولكن الاختلاف فقط في اللفظ !! فأولئك يقولون أنه نبي والرافضة يقولون أنه إمام !! ثم أين هو هذا الأمام الذي لابد من وجوده هاديا ومبشرا ومرشدا للبشرية ؟؟! وما هي الحكمة من اختفاءه لأكثر من ألف سنة ؟! ولماذا لا يخرج ويهدي الناس ويقوم بمباشرة أعماله !!؟ وهل من المعقول أن يكون مرشد النصارى يباشر أعماله في حين مرشد المسلمين مختبئ في سردابه ؟؟! وإذا كان الأمر مقتصر على الإرشاد فما الفرق بينه وبين العلماء ؟! فوالله لست أدري كيف يبقى البعض يؤمن بعقيدة تخالف النقول وتهين العقول؟!
(12) قوله أن حديث الغدير يعني الإمامة .
وقوفه في الحر الذي لا يطاق ليس دليلاً على أن علياً خليفة، فهذا لا يحتج به إلا مفلس ولعل هذه الحجة تقبل عقلاً في حال جمع النبي صلى الله عليه وسلم الناس وأمرهم بالذهاب لغدير خُم ثم ذكر لهم الحديث، ولكنه عندما قال ما قال كان عائداً من حجة الوداع وفي الطريق عند الغدير ذكر موالاة عليّ فلو كان يقصد بالموالاة الإمامة لذكرها في حجة الوداع التي خطبهم فيها بأهم ما يجب أن يعرفوه، وكان يقول ألا هل بلّغت، اللهم فاشهد، ولكن لما لم يكن هذا بلاغاً للناس فلم يذكره , ولتأكيد مقصد النبي صلى الله عليه وسلم بموالاة عليّ على أنها الحب والنصرة هو ما رواه احمد في الفضائل عن ابن بريدة عن أبيه قال (( بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واستعمل علينا علياً، فلما رجعنا سأَلنا: كيف رأيتم صحبة صاحبكم؟ فإما شكوته أنا إما شكاه غيري فرفعت رأسي وكنت رجلاً من مكة، وإذا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد احمرّ فقال: من كنت وليه فعليّ وليه )) خصائص أمير المؤمنين برقم (77) وأحمد في الفضائل برقم (947) وقال المحققان: صحيح. ومن هنا نعلم أن المولاة المقصودة هي الحب والنصرة.
(13) قوله أن الإمام مسلم أخرج حديث الغدير في صحيحه .
نقول أن هذا من الكذب الذي تعود عليه القوم , فقد أخرج مسلم في حديث رقم ( 2408 ) ونصه : وأنا تارك فيكم ثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به . فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه . ثم قال : وأهل بيتي . أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي . فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل بيته ، ولكنْ أهل بيته من حرم الصّدقة بعده . قال : ومن هم ؟ قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس . قال : كلّ هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال : نعم . )) وليس في هذا الحديث أي دليل على التمسك وأتباع أهل البيت , إنما فيه الحث على برهم ومعرفة حقهم , فالحث على الأخذ والتمسك بالقرآن الكريم دونما سواه .
(14) قوله أن نزول آية ( يا أيها النبي بلغ ) كان بعد حادثة الغدير .(2/137)
يقول الرافضة أن تعيين علي بن أبي طالب كان من تمام الدين إذ لم يتفرق الناس حتى نزل قوله تعالى { اليوم أكملت لكم دينكم } ، و ساقوا على ذلك أحاديث ضعيفة رواها مطر الوراق و هو ضعيف . تقريب التهذيب (2/256) ، وبالإضافة إلى ضعف الأسانيد فإن هذه الروايات تخالف الأحاديث الصحاح التي أثبتت أن الآية { اليوم أكملت لكم دينكم } نزلت في حجة الوداع . راجع البخاري (5/285) . أما عن الآية الكريمة فيقول العلماء : أنها نزلت في حجة الوداع لتبين للناس أن الله سبحانه وتعالى أكمل لهم دينهم فإفرادهم بالبلد الحرام وإجلاء المشركين جامع البيان للطبري (4/51 ) . فعلم أنه لم يكن في غدير خم أمرٌ بشرع نزل إذ ذاك ، لا في حق علي ولا في غيره ، أما النسبة لحادثة الغدير فقد كانت بعد حجة الوداع و بالتحديد يوم الثامن عشر من ذي الحجة . انظر السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية لمهدي رزق ( ص 678 ). كما روي الحديث في صحيح مسلم كذلك . و بما أنها حدثت بعد حجة الوداع فالأهمية تكمن في أن الرسول صلى الله عليه وسلم لو أراد أن يبلغ بشرع جديد أو بالوصية لعلي ، لفعل ذلك في أثناء الحج وفي يوم عرفة لاجتماع الناس ولم يؤجله إلى بعد الحج ، كما أن ميقات أهل المدينة هو ذا الحليفة ، والحجفة تقع على بعد أميال كثيرة من الميقات والغدير يقع في الجحفة ، و ليس هناك أي شيء يستدل به الرافضة ليتمسكوا به كدليل لهم ، فإن الحج قد انتهى و الوفود قد انطلقت إلى بلادها ومن بقي من أهل المدينة هم الذين سافروا مع النبي صلى الله عليه وسلم فلو أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحدث الناس بهذا الخبر فإنه لم يؤجله إلى نهاية الحج ، و لو أنه أراد فعلاً أن يبلغ هذا الأمر لفعل في الموسم لأن الناس كانوا يأخذون عنه صلى الله عليه وسلم مناسكهم ، فكانت فرصة كبيرة ليبلغ هذه الوصية .
(15) قوله أن تلك القصة ذكرها كل المفسرين !
نقول ليس هذا بغريب عن من يقول إلهي ومعبودي هو الكذب !! فلو فتحنا تفسير الطبري والقرطبي والجلالين وابن الجوزي ومجاهد والصنعاني والثوري والتي تُعد من أشهر تفاسير المسلمين لما وجدنا فيها حرفاً من ذلك !! إنما فقط ذكرها ابن كثير في تفسيره وقال : (( عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم غدير خم حين قال لعلي " من كنت مولاه فعلي مولاه " ثم رواه عن أبي هريرة وفيه أنه اليوم الثامن عشر من ذي الحجة يعني مرجعه - عليه السلام - من حجة الوداع ولا يصح لا هذا ولا هذا بل الصواب الذي لا شك فيه ولا مرية أنها أنزلت يوم عرفة وكان يوم جمعة !! )) تفسير ابن كثير جـ 2 ص ( 15 ) فمرحى بالصدق !! وقديماً قيل في الأمثال : أكذب من رافضي !!
(16) قوله ( سأل سائل بعذاب واقع ) نزلت في من أنكر ولاية عليّ .
نقول هذه القصة المكذوبة ذكرها الثعلبي في تفسيره ومنها نقلها بقية المفسرين , وسوف نبين حال الثعلبي هذا وتفسيره التالف بعد قليل بإذن الله , أجمع الناس كلهم علي أن ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم بغدير خم كان مرجعه من حجة , والنبي صلى الله عليه وسلم لم يرجع إلى مكة بعد ذلك بل رجع من حجة الوداع إلى المدينة وفي هذا الحديث يذكر انه بعد أن قال هذا بغدير خم و شاع في البلاد جاءه الحارث وهو بالأبطح والأبطح بمكة فهذا لم يعلم متى كانت قصة غدير خم (!!)كما أن هذا الرجل لا يُعرف في الصحابة (!!) وأيضا فان هذه السورة مكية نزلت بمكة قبل الهجرة فهذه نزلت قبل غدير خم قبل بعشر سنين أو أكثر من ذلك فكيف تكون نزلت بعده !!؟ و أيضا قوله { وإذ قالوا اللهم أن كان هذا هو الحق من عندك } في سورة الأنفال و قد نزلت عقيب بدر بالاتفاق قبل غدير خم بسنين كثيرة وأهل التفسير متفقون على أنها نزلت بسبب ما قاله المشركون للنبي صلى الله عليه سلم قبل الهجرة كأبي جهل و أمثاله وأن الله ذكر نبيه بما كانوا يقولونه بقوله { وإذ قالوا الله أن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء } أي اذكر قولهم كقوله { وإذ قال ربك للملائكة } أو قوله { وإذ غدوت من أهلك } و نحو ذلك يأمره بان يذكر كل ما تقدم فدل على أن هذا القول كان قبل نزول هذه السورة .
(17) قوله " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " تعني خلافة عليّ .(2/138)
أن لقول النبي صلى الله عليه وسلم سبب وهو أنه استخلف علياً في غزوة تبوك، وهي الغزوة التي لم يأذن لأحد في التخلف عنها فقال المنافقون إنما استخلفه لأنه يبغضه , كما جاء في خصائص أمير المؤمنين للنسائي برقم (43) وقال المحقق: إسناده صحيح , ولهذا خرج عليّ إلى النبي وقال ما قال، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يطيب قلب عليّ وأبان له أن الاستخلاف لا يوجب نقصاً له، لأن موسى استخلف هارون على قومه فكيف يعدّ ذلك نقصاً، فرضي علي بذلك ( فقال: رضيت رضيت ) كما جاء في رواية ابن المسيب عند أحمد راجع الفتح جـ7 ص (92) فكان قول النبي صلى الله عليه وسلم هذا لترضية عليّ ليس إلا. ومعنى ذلك أن عليّ لو لم يعترض على النبي صلى الله عليه وسلم لما خصه بذلك , الثابت في السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستخلف في كل مرة يغزو أو يسافر فيها ولكنه لم يقل لأحد ممن استخلفه أنه منه بمنزلة هارون من موسى، وسبب ذلك أن كل من استخلفه لم يظن أن في استخلافه نوع نقص، فلم يحتج أن يقول له هذه الجملة .
(18) استدلاله بآية براءة في إمامة علي .
نقول أنه كان من دأب العرب إذا كان بينهم مقاولة في نقض وإبرام وصلح ونبذ عهد أن لا يؤدي ذلك السيد أو من يليه من ذوي قرابته القريبة ولا يقبلون ممن سواهم , ومع أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف بعلي ليؤذن ببراءة فقد جعله تابعاً مأموراً تحت أبي بكر، لأن أبا بكر كان أميراً على الحج في ذلك الوقت فليس إرداف عليّ مأموراً من قبل أبي بكر دليل على أحقيته للخلافة بل على العكس، فالأحق هو أبو بكر لأنه كان الأمير على الحج.
(19) قوله ( أنفسنا وأنفسكم ) تعني أن علي هو نفس النبي صلى الله عليه وسلم .
نقول أن هذه الآية مثل قوله { لولا إذا سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا } نزلت في قصة عائشة رضي الله عنها في الإفك فإن الواحد من المؤمنين من أنفس المؤمنين والمؤمنات وكذلك قوله تعالى { فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم أي يقتل بعضكم بعضا } ومنه قوله تعالى { وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم } أي لا يخرج بعضكم بعضا فالمراد بالأنفس الإخوان إما في النسب أو في الدين .
(20) عدم إكماله لحديث الفرقة الناجية .
نقول أن نهاية حديث الفرقة الناجية يبين أوله , فقد قال صلى الله عليه وسلم في بيان هذه الفرقة الناجية من بين الفرق الهالكة : (( من كان على ما أنا عليه وأصحابي )) وقد نقله المجلسي في بحار الأنوار جـ 28 ص ( 30 ) والطباطبائي في تفسيره جـ 3 ص ( 380 ) , وقد روي من طرق الرافضة أن الفرقة الناجية هم أتباع أهل البيت , ونحن أهل السنة نتبع أهل البيت والصحابة أيضاً , أما هم فيزعمون أنهم أتباع طرف واحد فقط , فإن صحّ حديث أتباع أهل البيت فهو يشمل أهل السنة , وإن صحّ حديث الصحابة فهو يشمل أهل السنة كذلك , ولكنه لن يشمل الرافضة بكل تأكيد , فثبت نجاة أهل السنة على كل حال . (21) تكذيبه لحديث " كتاب الله وسنتي " وقوله أنه غير موجود في صحاحكم .
نقول ليس كل ما لم يروا في الصحاح ضعيف , فهنالك أحاديث كثيرة لم ترو في الصحاح وهي صحيحة , وحديث كتاب الله وسنتي صحيح وثابت , فهذا الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك جـ1 كتاب العلم ص (93) وصحح إسناده الألباني في صحيح الجامع برقم ( 3232 ) وكذلك (2937) عن أبي هريرة , وصححه ابن حزم في الأحكام جـ 6 ص ( 810 ) كما صححه السيوطي في الجامع برقم ( 3932 ) .
(22) قوله " كتاب الله وعترتي " تعني إمامة أهل البيت .(2/139)
أن المقصود بهم هم أهل العلم والصلاح المتمسكون بالكتاب والسنة من أهل البيت , وإلا لدخل أبو لهب في أهل البيت أيضاً !! و يجب أن نعرف من هم (أهل البيت) أولاً , يقول الفيروز آبادي في تعرف معنى أهل بيت الرجل : (( ... أهل الأمر: ولاته وللبيت : سكانه وللمذهب : من يدين به، وللرجل : زوجته كأهلَتِه وللنبي صلى الله عليه وسلم : أزواجه وبناته وصهرُه علي رضي الله عنه ... ) القاموس المحيط ص (1245). ويقول ابن منظور (( ... أهل البيت : سكانه، وأهل الرجل : أخص الناس به، وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم : أزواجه وبناته وصهره، أعني علياً عليه السلام، وقيل نساء النبي صلى الله عليه وسلم ... )) لسان العرب ص (290). كما أن الاستعمال اللفظي في القرآن لكلمة ( الأهل ) تبين أن المقصود بها الزوجات كما في قوله تعالى { إذ قال موسى لأهله إني آنست ناراً سآتيكم منها بخبر } ( النمل 7 ) ومعلوم أن زوجته هي التي كانت معه، وقوله تعالى { قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يسجن ... } ( يوسف 25) قائل هذه الجملة هي زليخا زوجة العزيز باتفاق المفسرين وقوله تعالى { فأنجيناه وأهله إلا امرأته ...} ( النمل 57) و( إلا ) أداة إستثناء بمعنى أنها من أهله ولكنها إستثنيت للسبب المعلوم , كما أخرج البخاري في جزء من الحديث الذي يرويه أنس رضي الله عنه (( ... فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق إلى حجرة عائشة، فقال : ( السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله )، فقالت : وعليك السلام ورحمة الله ) فتقَرَّى حجر نسائه كلِّهنَّ، يقول لهن كما يقول لعائشة … )) صحيح البخاري (4515).
(23) قوله أن الإجماع على أبي بكر باطل بسبب عدم مبايعة عليّ .
نقول أنه حتى ولو لم يبايع علي فذلك لا يقدح في خلاقة أبي بكر , ويمكن الجمع بين رواية أن علي لم يبايع إلا بعد ستة أشهر على أن علي بايع بيعتين، بيعة في أول الأمر وبيعة بعد ستة أشهر أمام الناس فقد ذكر عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب السنة (( عن أبي نضرة قال: لما اجتمع الناس على أبي بكر رضي الله عنه فقال: مالي لا أرى علياً؟ قال: فذهب رجال من الأنصار فجاءوا به فقال له: يا علي: قلت ابن عم رسول الله وختن رسول الله؟ فقال علي رضي الله عنه: لا تثريب يا خليفة رسول الله ابسط يدك، فبسط يده فبايعه، ثم قال أبو بكر: مالي لا أرى الزبير؟ قال: فذهب رجال من الأنصار فجاءوا به فقال: يا زبير قلت ابن عمة رسول الله وحواري رسول الله، فقال الزبير: لا تثريب يا خليفة رسول الله.. ابسط يدك فبسط يده فبايعه )) كتاب السنة جـ2 رقم (1292) وقال المحقق: إسناده صحيح.
(24) قوله بأن سلمان والمقداد وأبو ذر وغيرهم لم يبايعوا .
نقول ولو فرضنا جدلاً أن هؤلاء الصحابة المذكورون لم يبايعوا أبا بكر على الخلافة، فهذا أيضاً لا يقدح في البيعة لأنها لا تحتاج إلى إجماع كل الناس، ولكن يكفي موافقة أهل الشوكة والجمهور الذي يقام بهم أمر الخلافة، وهذا ما اتفق عليه أهل العلم، يقول النووي (( أما البيعة فقد اتفق العلماء على أنه لا يشترط لصحّتها مبايعة كل الناس، ولا كل أهل الحل والعقد، وإنما يشترط مبايعة من تيسر إجماعهم من العلماء والرؤساء ووجوه الناس )) مسلم مع الشرح جـ12 ص (112 ـ 113). ويقول علي بن أبي طالب في كتب الرافضة (( لعمري لئن كانت الإمامة لا تنعقد حتّى يحضرها عامَّة الناس فما إلى ذلك سبيل (!!)، ولكن أهلها يحكمون على من غاب عنها، وليس للشاهد أن يرجع ولا للغائب أن يختار )) نهج البلاغة جـ2 ص (368) .
(25) قوله " الحق مع علي " دليل على بطلان واقعة السقيفة .
نقول أن هذا الحديث باطل , فقد قال الحافظ ابن كثير بعد ذكر هذا الحديث وغيره (( وفي كل منهما نظر !! )) البداية والنهاية جـ 7 ص ( 389 ) ويقول الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ( 12031) : (( رواه البزار وفيه سعد بن شعيب ولم أعرفه )) وقد حاول الأميني الكذاب في كتابه الغدير أن يوهم القارئ بأن سعد بن شعيب صدوق وثقة وأنه جاءت ترجمته في تهذيب التهذيب !! وكل هذا من الأكاذيب , فلم تأت ترجمة له في أي من كتب أهل السنة .
(26) قوله ( وأكثرهم للحق كارهون ) دليل على ضلال الأكثرية .
نقول أن هذا يمكن أن ينطبق على الرافضة أيضاً , فيمكن أن نقول أن أغلب الرافضة أيضاً على ضلال ونحمل تلك الآيات عليهم كذلك !! فهذه الآيات تتحدث عن أغلب الناس , ولا تتحدث عن المسلمين لا من قريب ولا من بعيد , ومن تأمل في حال الناس وجد أغلبهم يتبع غير الإسلام , وأهل الإسلام يتمثلون قلة من مجموع البشر , وصدقت الآية الكريمة .
(27) قوله ( وقليل من عبادي الشكور ) دليل على صواب القلة .(2/140)
نقول أن هذه الحجة يمكن أيضاً ردها على الرافضة , ونفسرها كما يفسروها بأن القلة من الرافضة فقط هم أهل الحق , وهذا سوف يخرج الجعفرية لأن أغلب الرافضة ينتهجون منهجها !! ونقول أن الزيدية أو النصيرية هي التي على حق !! فما رد الرافضة الجعفرية الآن ؟؟!
(28) استدلاله بتفسير الثعلبي .
أولاً تفسير الثعلبي ليس من التفاسير المعتبرة , يقول عنه ابن كثير : (( وهو كتاب حافل بالإسرائيليات دون التنبيه عليها )) تفسيره جـ 1 ص ( 20 ) ويقول أيضاً : (( وكان كثير الحديث واسع السماع , ولهذا يوجد في كتبه من الغرائب شيء كثير )) . البداية والنهاية جـ 12 ص ( 40 ) ويقول الفتني : (( الثعلبي في نفسه كان ذا خيرا ودين لكن كان حاطب ليل )) تذكرة الموضوعات ص ( 84 ) . ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية : (( وليس الثعلبي من أهل العلم بالحديث )) . منهاج السُنة جـ 7 ص ( 34 ) . ويقول كذلك في مقدمة أصول التفسير : (( كان حاطب ليل ينقل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع )) . ويقول ابن الجوزي : (( ليس فيه – أي في تفسيره الثعلبي – ما يعاب به إلا ما ضمنه من الأحاديث الواهية التي هي في الضعف متناهية )) هامش سير أعلام النبلاء جـ 17 ص ( 436 ) تحقيق : شعيب الأرنؤوط .
(29) قوله ( إلا المودة في القربى ) دليل على فضل أهل البيت .
قوله في إيجاب المودة لهم غلط فقد ثبت عن سعيد بن جيبر أن ابن عباس سئل عن قوله تعالى { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } قال فقلت إلا أن تودوا ذوي قربى محمد صلى الله عليه وسلم فقال ابن عباس عجلت إنه لم يكن من قريش إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم منهم قرابة فقال قل لا أسألكم عليه أجرا إلا أن تؤدوني في القرابة التي بيني وبينكم . راجع صحيح البخاري جـ 4 ص ( 154 ) فابن عباس كان من كبار أهل البيت وأعلمهم بتفسير القران وهذا تفسيره الثابت عنه ويدل على ذلك أنه لم يقل إلا المودة لذوي القربى ولكن قال إلا المودة في القربى ألا ترى أنه لما أراد ذوي قرباه قال { واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسة وللرسول ولذي القربى } ولا يقال المودة في ذوي القربى وإنما يقال المودة لذوي القربى فكيف وقد قال { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } ويبين ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يسأل أجرا أصلا إنما أجره على الله وعلى المسلمين موالاة أهل البيت لكن بأدلة أخرى غير هذه الآية وليست موالاتنا لأهل البيت من أجر النبي صلى الله عليه وسلم في شيء وأيضا فإن هذه الآية مكية ولم يكن على بعد قد تزوج بفاطمة ولا ولد له أولاد .
(30) قوله أن آية المباهلة نزلت في أهل البيت .
أن هذه الآية من باب المناقب لا من باب الفضائل وكل صحابي اختص بمنقبة لا توجد في غيره ، كما لا يخفى على من تتبع كتب السير, وأيضاً إن القرآن نزل على أسلوب كلام العرب ، وطرز محاوراتهم ، ولو فرض أن كبيرين من عشيرتين وقع بينهما حرب وجدال ، يقول أحدهما للآخر : ابرز أنت وخاصة عشيرتك وأبرز أنا وخاصة عشيرتي فنتقابل و لا يكون معنا من الأجانب أحد ، فهذا لا يدل على أنه لم يوجد مع الكبيرين أشجع من خاصتهما وأيضاً الدعاء بحضور الأقارب يقتضي الخشوع المقتضي لسرعة الإجابة, ولا ينشأ الخشوع إلا من كثرة المحبة والتي مرجعها إلى الجبلة والطبيعة، كمحبة الإنسان نفسه وولده أكثر ممن هو أفضل منه ومن ولده بطبقات فلا يقتضي وزراً ولا أجراً إنما المحبة المحدودة التي تقتضي أحد الأمرين المتقدمين إنما هي المحبة الإختيارية.
(31) قوله ( فسئلوا أهل الذكر ) نزلت في أهل البيت .
نقول أنه لا يوجد دليل على أن هذه الآية نزلت في أهل البيت , بل حتى الأقوال الأربعة التي ذكرها المفسرون لم يكن من ضمنها أهل البيت , ولكن يقول ابن كثير في تفسيره : (( وعلماء أهل بيت رسول الله عليهم السلام والرحمة من خير العلماء إذا كانوا على السنة المستقيمة كعلي وابن عباس وابني علي الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية وعلي بن الحسين زين العابدين وعلي بن عبد الله بن عباس وأبي جعفر الباقر وهو محمد بن علي بن الحسين وجعفر ابنه وأمثالهم وأضرابهم وأشكالهم ممن هو متمسك بحبل الله المتين وصراطه المستقيم )) تفسيره جـ 2 ص ( 592 ) , فهل يجرأ أحد بعد هذا الكلام لشيخ مفسري أهل السنة أن يصف أهل السنة بالنصب أو ببغض أهل البيت ؟؟!
(32) تدليسه في حديث زيد عن آل البيت .(2/141)
حيث ذكر الحديث وحذف منه الجزء المهم , قال (( فاستمسكوا بكتاب الله وخذوا به فرغب في كتاب الله وحث عليه, ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ثلاث مرات. فقيل لزيد: ومن أهل بيته؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ [ وحذف : فقال زيد: إن نساءه من أهل بيته ] ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قيل: ومن هم؟ قال: هم آل العباس وآل علي وآل جعفر وآل عقيل، قيل: أكل هؤلاء يحرم الصدقة؟ قال: نعم )) فانظروا بالله عليكم هذا التدليس وفي القرن الحادي والعشرين !! لأن هذا الجزء (( نساءه من أهل بيته )) سوف يهدم كل التُرهات التي بناها هذا الرافضي من قعرها !!
(33) قوله " يكون أثنى عشر أميراً " دليل على إمامة أهل البيت .
نقول أن هذا الحديث ليس متواتر , إذ لم تصح إلا الروايات عن طريق صحابي واحد وهو جابر بن سمرة، أما الروايتان عن ابن مسعود وأنس ففيهما كلام ولما كان الحديث غير متواتر فإننا لا ندري كيف يِحتج به الرافضة في العقائد وأصول الدين !!؟ كما أن هذا الحديث هو من الإخبار عن الغيبيات، وليس متضمناً لأحكام شرعية، إذ السنة ليست فقط الإخبار عن الحكم الشرعي، بل فيها إخبار عن الغيبيات كوصف حال القيامة وغيرها , ثم ما هو الحكم الشرعي الذي تضمنه هذا الحديث؟ هل تضمن طلباً بعمل أو بإيمان؟ ثم أين النص على أسماء هؤلاء الأئمة ؟؟! ومتى كان الإسلام عزيزاً بهم ؟؟! فهل الإسلام الآن عزيز بتلك الشخصية المهدية الخيالية والذي تزعمون أنه مختبئ ؟؟! كما أن الحديث ليس تحديداً لعدد الأئمة الذين سيلون أمر هذه الأمة، بل فيه إخبار كما هو ظاهر في الروايات بأن الدين عزيز ومنيع بهؤلاء الاثني عشر , وهو شبيه لحديث الفرق وتعدادها بثلاث وسبعين فرقة، إذ اختلف العلماء كثيراً بتحديد هؤلاء الثلاث وسبعين فرقة , وليس هناك إشكال في اختلاف أهل السنة في هذا الحديث , فالرافضة أنفسهم قد اختلفوا فيه أيما اختلاف في تعيين أسماء الأئمة فقسم منكم يجعلونها في أولاد الحسين إلى جعفر، ثم ينقسمون فـ ( الإمامية ) يدّعون أن المراد بأهل البيت هم الأئمة الاثنا عشر من ولد علي بن أبي طالب إلى جعفر الصادق، ثم جعلوا الإمامة من بعده في موسى بن جعفر الكاظم، ويخالفهم في ذلك ( الإسماعلية )، الذين يجعلون الإمامة من بعد جعفر لابنه إسماعيل بن جعفر، ثم خرجت فرقة أخري ( الكيسانية ) التي لفظت أولاد عليّ من فاطمة، وقالت بإمامة محمد بن الحنفية بن عليّ، وتبعتها فرقة قالت بأن أهل البيت هم العباس وولده وهي فرقة ( الرواندية ) وتختلف عنها ( الزيدية ) وهلم جرا , ويكفي القارئ الرجوع إلى كتاب ( فرق الشيعة ) للنوبختي ليعلم مدى تخبّطهم في ذلك، فالإدعاء أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نص على الأئمة بأسمائهم حجة متهافته.
(34) قوله " سفينة نوح " دليل على إمامة أهل البيت .
مدار هذا الحديث على مجموعة من الضعفاء والمتروكين، ففي سندها: الحسن بن أبي جعفر وهو متروك،وعلي بن زيد ضعيف، وفي إسناد الطبراني عبد الله بن داهر وهو متروك راجع معجم الطبراني الكبير الأحاديث رقم (2636)، (2637)، (2638)، (12388).، وقال عنه الألباني في ( المشكاة ): إسناده واهٍ . مشكاة المصابيح للتبريزي حديث رقم (6183) ، وأقره محقق فضائل الصحابة لأحمد لأن في سنده مفضل بن صالح النحاس الأسدي وقد ضعفه أهل التحقيق، وقال عنه الذهبي: مفضل واه . فضائل الصحابة جـ2 برقم (1402). وقد ضعف الحافظ الهيثمي كل أسانيد هذه الرواية في مجمع الزوائد جـ 9 ص (168).
(35) قوله " أهل بيتي أمان لأمتي " دليل على إمامة أهل البيت .
نقول أن هذا الحديث ضعيف , قال عنه الهيثمي : رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو متروك . حديث رقم ( 15025 ) . وأهل البيت لا تعني علي وأولاده , كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث رأس المنافقين ابن سلول عن السيدة عائشة رضي الله عنها : من يعذرنا في رجل بلغي آذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت من أهلي إلا خيراً . صحيح البخاري جـ 3 ص ( 47 ) . وبالإضافة إلى أمهات المؤمنين فيدخل في أهل البيت أيضاً آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس , والمقصود هم العلماء من أهل البيت والمشهود لهم بالصلاح , وليس كل أهل البيت , وإلا لدخل أبي لهب في ذلك المصطلح أيضاً !!
(36) قوله " من أحب أن يحي حياتي " دليل على إمامة أهل البيت .
نقول هذا الحديث أورده الهندي في كنز العمال رقم ( 32960 ) وقال : مطير والباوردي وابن شاهين وابن منده عن زياد بن مطرف وهو واه , وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ( 9 / 108 ) وقال رواه الطبراني وفيه يحيى ابن يعلى الأسلمي وهو ضعيف .
(37) قوله " معرفة آل محمد براءة من النار " دليل على إمامة أهل البيت .(2/142)
نقول أن هذا الحديث موجود في كتاب الشفاء للقاضي عياض بلا إسناد !! أي أن هذا الحديث المكذوب لا يساوي فلساً!! كما أن متنه مخالف لأصوال الدين الإسلامي ,وهو أشبه بكلام النصارى الذين يؤمنون بعقيدة الفداء !!
(38) قوله " من مات على حب آل محمد مات شهيداً " دليل على إمامة أهل البيت .
نقول أن هذا الحديث ذكره الثعالبي في تفسيره , وقد تبينا حال هذا الثعالبي في ما سبق مما يغني عن الإعادة , ولا أدري ما هو وجه الاستدلال بهذه الأحاديث في إثبات إمامة أثنى عشر شخص ؟؟!!
(39) قوله أن حب أهل البيت ليس بكاف .
هذا صحيح , فبعد أن بينّا من هم أهل البيت نقول هل يجب التمسك بالصالحين من أهل البيت فقط؟ الجواب بالطبع لا، لأنه ليس من المعقول أن يلم بعض أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بالسنة كلها كعليّ مثلاً لأنه لا يمكن أن يحصل العلم بالقرآن والسنة له وحده، فلا بد أن يشاركه الصحابة الذين استأنسوا بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم وشاهدوا التنزيل وعرفوا التأويل، وتعلموا منه صلى الله عليه وسلم , ويقابل حديث العترة من حيث المعنى قوله صلى الله عليه وسلم (( … فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عَضُّوا عليها بالنواجذ )) صحيح الترمذي (2157). وقوله صلى الله عليه وسلم (( إني لا أدري ما بقائي فيكم، فاقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر )) صحيح الترمذي برقم (2896). ففي هاذين الحديثين، حض بالتمسك بسنة الخلفاء الراشدين وخصوصاً أبو بكر وعمر فحديث العترة ليس على إطلاقه. وهذا ما يعترف به الرافضة الإمامية أيضاً وهو أن اتباع العترة هو بما وافق السنة وليس أن كل ما يقولونه حق، وما سواهم من الصحابة قولهم باطل، لذلك يروي الكليني في كتاب ( أصول الكافي ) ـ مثل البخاري عند السنة ـ عن أيوب بن الحر قال (( سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كل شيء مردود إلى الكتاب والسنة وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف )) الكافي جـ 1 ص ( 55 ) .
(40) تحريفه لحديث كتاب الله وعترتي .
نقول أن حديث أهل بيتي الذي في مسلم جاء لفظه ( ما أن تمسكتم "به" فلن تضلوا ) ولكن الرافضة يحرفون الحديث ويقولون ( ما أن تمسكتم "بهما" فلن تضلوا !!) ولم يأتِ حديث واحد صحيح ولا حتى ضعيف ولا موضوع حتى فيه لفظ ( بهما ) !! والتمسك هو فقط بكتاب الله , وفي لفظ مسلم يدل على أن الذي أمرنا بالتمسك به وجعل المتمسك به لا يضل، هو كتاب الله وجاء في غير هذا الحديث عن جابر في حجة الوداع لما خطب يوم عرفة وقال: وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله. صحيح مسلم (2941).
(41) قوله أن أهل البيت أمان يعني أن غيرهم ليس بأمان .
نقول لقد تبين لنا في ما سبق ضعف هذا الحديث فهو ليس بحجة , ثم حتى ولو صحّ ( وهو غير صحيح كما قلنا ) فكيف فسرت هذا التفسير العجيب ؟! فإذا كان القرآن الكريم أمان للعالمين فهل يلزم من ذلك أن السُنة النبوية وكل ما عادا القرآن ليس بأمان !!؟ فأي استخفاف بعقول البشرية أعظم من هذا ؟؟!!
(42) قوله ( أقم الصلاة لدلوك الشمس ) تعني أن الصلوات ثلاثة .
قال تعالى { وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل } الآية وهو وقت المغرب والعشاء وكذلك قال الله تعالى { أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر } والدلوك هو الزوال وغسق الليل هو اجتماع ظلمة الليل وهذا يكون بعد مغيب الشفق فأمر الله بالصلاة من الدلوك إلى الغسق فرض في ذلك الظهر والعصر والمغرب والعشاء ودل ذلك على أن هذا كله وقت الصلاة فمن الدلوك إلى المغرب وقت الصلاة ومن المغرب إلى غسق الليل وقت الصلاة وقال { وقرآن الفجر } لأن الفجر خصت بطول القراءة فيها ولهذا جعلت ركعتين في الحضر والسفر فلا تقصر ولا تجمع إلى غيرها فإنه عوض بطول القراءة فيها عن كثرة العدد .
(43) قوله " جمع رسول الله بين الظهر والعصر " يعني أنه يجوز الجمع .
أن الجمع الذي رواه لم يكن في مطر ولكن كان بن عباس في أمر مهم من أمور المسلمين يخطبهم فيما يحتاجون إلى معرفته ورأى أنه إن قطعه ونزل فاتت مصلحته فكان ذلك عنده من الحاجات التي يجوز فيها الجمع فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بالمدينة لغير خوف ولا مطر بل للحاجة تعرض له كما قال ( أراد أن لا يحرج أمته ) , كما أن الجمع الذي ذكره ابن عباس هو الجمع الصوري، وهو أن يصلي المصلي صلاة الظهر في آخر جزء من وقتها أي القدر الذي يؤدي فيه أربع ركعات مثلا ثم يصلي صلاة العصر في أول جزء من وقتها فيظنه من رآه جمعاً وهو في الواقع ليس بجمع، لأن كل صلاة صليت في وقتها. ومن هنا سماه الفقهاء الجمع الصوري. وليس الجمع الحقيقي الذي تقدم فيه صلاة عن وقتها إلى وقت أخرى أو تأخر صلاة إلى وقت أخرى.
(44) قوله أن هناك قراءة في القرآن .(2/143)
نقول أن هذا القول لا تؤمن به الرافضة , وذلك أن عن الفضيل بن يسار قال : قلت لأبي عبد الله (ع) : إن الناس يقولون إن القرآن نزل على سبعة أحرف . فقال : كذبوا أعداء الله ولكنه نزل على حرف واحد من عند واحد . الكافي جـ 2 ص ( 630 ) أما بالنسبة لأهل السنة أهل الحق والوسطية فهم يؤمنون بذلك , وقول جعفر الصادق أو المنسوب إليه ( من عند واحد ) فهذا صحيح , فالله تعالى واحد أحد , ولكن قوله ( على حرف واحد ) فهذا فيه تكذيب للحقيقة , حيث ثبت بالأدلة القطعية النقلية منها والعقلية وقوع تعدد القراءات , وأن القرآن نزل على سبعة أحرف , والاختلاف هو اختلاف تعددي وسردي , وليس اختلاف تضاد وتناقض , فروايات نزل القرآن على سبعة أحرف إنما تعني فقط التوسعة على الناس بقراءة القرآن بمترادفات من اللفظ الواحد من ملاحظة أن جميع هذه المترادفات قد نزلت فعلاً من عند الله تعالى , وليس في ذاك أي انتقاص كيف يتوهم الرافضة من الذات الإلهية , لأن الذي أنزل الحرف الواحد هو نفسه جل جلاله الذي أنزل بقية الأحرف .
(45) قوله لا دليل على غسل الأرجل في الوضوء .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : غسل القدمين في الوضوء منقول عن النبي نقلا متواترا كحديث " ويل للأعقاب من النار " وقد تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم المسح على الخفين ونقل عنه المسح على القدمين في موضع الحاجة مثل أن يكون في قدميه نعلان يشق نزعهما وأما مسح القدمين مع ظهورهما جميعا فلم ينقله أحد عن النبي وهو مخالف للكتاب والسنة أما مخالفته للسنة فظاهر متواتر وأما مخالفته للقرآن فلأن قوله تعالى (( وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين )) فيه قراءتان مشهورتان النصب والخفض فمن قرأ بالنصب فإنه معطوف على الوجه واليدين والمعنى فاغسلوا وجوهكم وأيديكم وأرجلكم إلى الكعبين وامسحوا برؤوسكم ومن قرأ بالخفض فليس معناه وامسحوا أرجلكم كما يظنه بعض الناس لأوجه : أحدها إن الذين قرأوا ذلك من السلف قالوا عاد الأمر إلى الغسل , الثاني أنه لو كان عطفا على الرؤوس لكان المأمور به مسح الأرجل لا المسح بها والله إنما أمر في الوضوء والتيمم بالمسح بالعضو لا مسح العضو فقال تعالى (( وامسحوا برؤوسكم )) وقال (( فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه )) ولم يقرأ القراء المعروفون في آية التيمم وأيديكم بالنصب كما قرأوا في آية الوضوء فلو كان عطفا لكان الموضعان سواء وذلك أن قوله (( وامسحوا برؤوسكم )) وقوله (( فامسحوا بوجوهكم وأيديكم )) يقتضي إلصاق الممسوح لأن الباء للإلصاق وهذا يقتضي إيصال الماء والصعيد إلى أعضاء الطهارة وإذا قيل امسح رأسك ورجلك لم يقتض إيصال الماء إلى العضو وهذا يبين أن الباء حرف جاء لمعنى لا زائدة كما يظنه بعض الناس .. والمسح اسم جنس يدل على إلصاق الممسوح به بالممسوح ولا يدل لفظه على جريانه لا بنفي ولا إثبات قال أبو زيد الأنصاري وغيره العرب تقول تمسحت للصلاة فتسمى الوضوء كله مسحا ولكن من عادة العرب وغيرهم إذا كان الاسم عاما تحته نوعان خصوا أحد نوعيه باسم خاص وأبقوا الاسم العام للنوع الآخر كما في لفظ الدابة فإنه عام للإنسان وغيره من الدواب لكن للإنسان اسم يخصه فصاروا يطلقونه على غيره .
(46) قوله ( إلى غسق الليل ) الغسق يعني الظلمة وهو دليل وقت صلاة المغرب .
أما الوقت فالأصل في ذلك أن الوقت في كتاب الله وسنة رسول الله نوعان وقت اختيار ورفاهية ووقت حاجة وضرورة , أما الأول فالأوقات خمسة وأما الثاني فالأوقات ثلاثة فصلاتا الليل وصلاتا النهار وهما اللتان فيهما الجمع والقصر بخلاف صلاة الفجر فإنه ليس فيها جمع ولا قصر لكل منهما وقت مختص وقت الرفاهية والاختيار والوقت مشترك بينهما عند الحاجة والاضطرار لكن لا تؤخر صلاة نهار إلى ليل ولا صلاة ليل إلى نهار , وقد دل على هذا الأصل إن الله في كتابه ذكر الوقوت تارة ثلاثة وتارة خمسة , أما الثلاثة ففي قوله { أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل } وفى قوله { أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل } وقوله { فسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وأدبار النجوم } , وأما الخمس فقد ذكرها أربعة في قوله { فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون } وقوله { فأصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى } وقوله { وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وأدبار السجود } والسنة هي التي فسرت ذلك وبينته وأحكمته , وذلك أنه قد ثبت بالنقل المتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه كان يصلى الصلوات الخمس في خمس مواقيت في حال مقامه بالمدينة وفى غالب أسفاره ) وقريب منه سؤال اليهود لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخمس صلوات . ذكره الجزائري في قصص الأنبياء ص ( 44 ) وفلاح السائل ص ( 125 ) لابن طاووس الحسني .(2/144)
(47) قوله أن أهل البيت هم أناس لهم جاه عند الله ولهذا ندعوهم .
نقول أن هذه نفس حجة المشركين الأوائل , إذ قالوا عن أصنامهم (( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )) !! كما أن الله تعالى لم يأمرنا باتخاذ وسائط بيننا وبينه !! حتى أنه أخرج رسول الله من الآية الكريمة (( وإذا سألك عبادي عني فأني قريب )) ولم يقل له "فقل لهم أني قريب" كما حدث في الآيات الأخرى !! ويقول صلى الله عليه وآله : وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله . من لا يحضره الفقيه جـ 4 ص ( 413 ) وسائل الشيعة للحر العاملي جـ 7 ص ( 43 ) وميزان الحكمة للريشهري جـ 2 ص ( 1223 ) وفيه قول : الإمام علي عليه السلام : من سأل غير الله أستحق الحرمان . وكذا قوله : لا تسألوا إلا الله سبحانه , فإنه إن أعطاكم أكرمكم , وإن منعكم خار لكم . ويقول الخوئي : الإيمان بالله يقتضي أن لا يعبد الإنسان أحدا سواه , ولا يسأل حاجته إلا منه, ولا يتكل إلا عليه , ولا يستعين إلا به , وإلا فقد أشرك بالله . البيان ص ( 460 ) .
(48) قوله أن في تركيا وباكستان وتونس يقدس الناس فيها الأضرحة .
ونقول إن في تركيا وباكستان وتونس أناس يشربون الخمر !! ويتعاطون المخدرات !! ويفعلون المحرمات !! بل وهذا في كل بلاد العالم !! فهل يعني هذا أن الخمر والمخدرات وكل المحرمات أصبحت حلالاً زلالاً بسبب ممارسة بعض المسلمين لها ؟؟! فوالله أظنه أنه لو نطق الجهل والحمق وسفه لتبرأ من قائل هذه الكلمات !!
(49) استدلاله بتقبيل على جواز تقبيل والتبرك بالقبور .
نقول أن هذا قياس , وهو في دينكم الرافضي باطل !! بل وقد شبه أمامهم الصادق من قاس بإبليس !! فكيف تقيس الآن ؟؟! كما أن الحجر الأسود نزل من الجنة والله تعالى هو من أمرنا وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بتقبيله , ويوضح ذلك قول عمر الفاروق رضي الله عنه : إني لأعلمُ إنك حجر لا تضر ولا تنفع , فلولا أني رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك . صحيح الترغيب جـ 1 ص ( 94, 41 ) ثم نحن نوجه نفس الكلام لمن يقبلون المصحف , والذي لا شك أنه بدعة , ونقول له : لماذا تقبل المصحف ؟! فإن قال أنا أعظم القرآن ! فنقول : وهل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعظم القرآن ؟! لا شك أنه كان يعظم القرآن ومع هذا لم يقبله , ثم هل كان هذا التعظيم والتبجيل كان خافياً على الصحابة وأهل البيت والسلف الصالح بأجمعه ؟؟! فلو كان في هذا حسنة أو خير لسبقونا إليه بلا شك .
(50) استدلاله بتبرك الصحابة بوضوء النبي صلى الله عليه وسلم .
أقول أن عجبي من هؤلاء الروافض لا ينقضي !!؟ فلم أرَ مذهب أول من يخالف تعاليمه هم أصحابه كما رأيت ذلك في مذهب الرافضة !! فجعفر الصادق يقول لهم أن القياس باطل وهم لا يكفون عن القياس !! ثم أن هذا القياس فاسد , لأنه قاس النبي صلى الله عليه وسلم بغيره من البشر , والنبي الكريم لا يُقاس بأحد , كما أن وضوئه وفضلاته الشريفة شيء وقبره الشريف شيء آخر , فالقبر ليس من آثاره ولا من فضلاته حتى نقول بجواز التبرك به , وهذا على قبره الشريف فما بالك بقبر غيره من الناس حتى ولو كانوا من سلالته .
(51) قوله ( ولا تحسبن الذي قتلوا في سبيل الله ) دليل على حياة النبي وأهل بيته
نقول أن هؤلاء أحياء عند ربهم , وأموات عندنا نحن , ولا أدري كيف يفسرون قوله تعالى ( إنك مت وأنهم ميتون ) ؟؟! أو قوله ( كل نفس ذائقة الموت ) ؟؟! وعلى فرض أنهم أحياء وهذا باطل كما تبين , نقول ما الدليل على أنهم يسمعوننا ؟؟! ولو سمعوا ما الدليل على أن لديهم القدرة على أستجابة الدعاء ؟؟! وصدق الله تعالى القائل في محكم تنزيله (( والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير * إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ) فاطر : 13 , 14
(52) قوله ( وابتغوا إليه الوسيلة ) دليل على جواز التوسل بالأولياء .(2/145)
نقول أن الوسيلة تعني العمل الصالح , يقول المجلسي : ( أي ما تتوسلون به إلى ثوابه والزلفى منه من فعل الطاعات وترك المعاصي ) بحار الأنوار جـ 67 ص ( 271 ) ويقول الطبرسي : ( الوسيلة كل ما يتوسل به إليه من الطاعات وترك المقبحات ) جوامع الجامع جـ 1 ص ( 496 ) وكذا في تفسير الصافي للكاشاني جـ 2 ص ( 33 ) بل أن الله تعالى يقول ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) ولم يقل كما في كل الآيات الأخرى : فقل أني قريب !! كما أننا نقرا في كتب سير عن خلفاء كأمثال عمر الفاروق الذي كان متواضعاً ولا يتكبر ولا يتجبر , وكان يتمكن أضعف الناس من مخاطبته !! فهل عمر الفاروق وغيره من الخلفاء أفضل من آلهكم الذي تزعمون أنه لا يمكن الوصول إليه إلا بالواسطة ؟؟! وما الفرق بينكم وبين المشركين الذين قالوا عن أصنامهم ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) ؟؟! وصدق الله تعالى إذ قال ( وما أموالكم ولا أولدكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحاً ) سبأ : 37
(53) قوله بأن الله أمر بإتمام الصيام إلى الليل .
نقول أن مثل هذه الآيات يرجع تفسيرها للسنة النبوية الشريفة , وقد حدث نفس هذا التفسير لبعض أصحاب النبي صلى الله وسلم , حيث كانوا يظنون أن الليل لا يتحقق بعد غروب الشمس فوراً , فأُفهموا بأنه يكفي أول الظلام من جهة المشرق بعد اختفاء قرص الشمس مباشرة , راجع حديث عبد الله بن أبي أوفى في البخاري جـ 4 ص ( 199 ) وقد ثبت أيضاً أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اقتدوا بقوله فوافق فعلهم قوله صلى الله عليه وسلم , فقد كان أبو سعيد الخُدري يُفطر حين يغيبُ قرصُ الشمس . انظر المصنف جـ 3 ص ( 12 ) والفتح للحافظ جـ 4 ص ( 196 ) ويقول المؤسس الثاني لمذهب الرافضة المفيد : حد دخول الليل مغيب قرص الشمس . راجع المقنعة ص ( 300 ) ووسائل الشيعة للعاملي جـ 10 ص ( 125 ) .
(54) قوله أن النبي نهي عن الصلاة البتراء .
نقول أن حديث ( لا تصلوا عليّ الصلاة البتراء ) غير موجود في كتب السنة على الإطلاق , وهو موجود بكل تأكيد في عقول الكذابين الذين يتخذون من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ديناً يتعبدون الله به!!
(55) قوله " قولوا اللهم صلّ على محمد وآل محمد " دليل على لزوم الصلاة على الآل .
نقول لقد وردت أحاديث أخرى تبين أن الصلاة على الآل ليس واجبة , منها قوله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى علي صلاة لم تزل الملائكة تصلى عليه ما صلى علي فليقل عبد من ذلك أو ليكثر ورواه ابن ماجة من حديث شعبة به . مسند أحمد (( 15126 )) وكذلك قوله أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم على صلاة. سنن الترمذي (( 446 )) وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم إن جبريل عليه السلام قال لي ألا أبشرك إن الله عز وجل يقول من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه . مسند أحمد (( 1574 )) وكل هذه الأحاديث وغيرها لم يُذكر فيها الصلاة على الآل .
(56) قوله أنه لا دليل على جواز الصلاة على الصحابة .
نقول اختلف أهل السنة في حكم الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم فقال بالمنع مالك والشافعي والمجد ابن تيمية، وحجتهم في ذلك أن ابن عباس قال (( لا تصلح الصلاة على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم ولكن للمسلمين والمسلمات الاستغفار )) وقال بالجواز أحمد بن حنبل واختاره أكثر أصحابه كالقاضي وابن عقيل والشيخ عبد القادر واحتجوا بما روى عن على أنه قال لعمر: صلى الله عليك .. راجع مجموع الفتاوى جـ22 ص (472 ـ 474). واتفقوا على جواز جعل غير الأنبياء تبعاً لهم في الصلاة فيقال (( اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد وأصحابه وأزواجه وذريته وأتباعه، للأحاديث الصحيحة في ذلك، وقد أمرنا به في التشهد، ولم يزل السلف عليه خارج الصلاة أيضاً )) الأذكار للإمام النووي ص (177) وانظر مسائل من فقه الكتاب والسنة لعمر الأشقر ص (62 ـ 63).
(57) قوله أن الصحابي هو من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع حديثه !(2/146)
نقول أن تعريف الصحابي في الاصطلاح: (( الصحابي من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمن به ومات على ذلك )) لمعة الإعتقاد لابن قدامة ص (140)، وهذا التعريف يقتضي أنه من رأى النبي غير مؤمن به ومات على ذلك لا يدخل في مسمى الصحبة له . إذا كان المنافقون جزءاً من الصحابة ( زعموا ) فمعنى ذلك أن كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم فهو صحابي لعدم اشتراط الإيمان به والموت على ذلك ولأن المنافق من جملة الكافرين فليس صحابياً ولكن الرافضة لا يشترطون الإيمان فيدخلونه في مسمى الصحابي ومعنى ذلك أن اليهود والنصارى والمشركين الذين رأوا النبي صلى الله عليه وسلم سيدخلون في مسمى الصحابة لأنه لا يشترط الإيمان في الصحبة وهذا الكلام لا يقوله إلا من تشبع بالغباء فضلاً عن العقلاء، فإذا اعترف الرافضة بأن الصحابي هو من رأى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على ذلك فقد أبطلوا الادعاء بأن المنافق صحابي لأنه ليس من أهل الإيمان بالاتفاق.
(58) قوله ( ومن أهل المدينة مردوا على النفاق ) دليل على أن في الصحابة منافقين .
يقول ابن القيم (( المنافق الذي يظهر الإسلام ومتابعة الرسول ويبطن الكفر ومعاداة الله ورسوله )) طريق الهجرتين وباب السعادتين لابن قيم الجوزية ص (662). وبعد هذا البيان التعريفي لكلمتي ( الصحابي والمنافق) نخلص إلى أنهما لا يتفقان لا من الناحية اللغوية ولا من الناحية الاصطلاحية فالصحابي هو الذي آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ومات على الإسلام والمنافق من أظهر الإيمان وأبطن الكفر، فلا يتوافق أن يكون الصحابي منافقاً ولا المنافق صحابياً.
(59) قوله ( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد أنك رسول الله ) دليل على ذلك أيضاً .
نقول لاشك أن علياً وبقية الصحابة الذين تترضون عنهم سيدخلون في باب المنافقين لأنكم فتحتم الباب على مصراعيه ولم تحددوا من هم الصحابة ومن هم المنافقون!! ونحيل الرافضة إلى كتاب ( مجمع البيان في تفسير القرآن ) للإمام الطبرسي ـ وهو من أكابر علمائهم ـ فقد أورد سبب نزول سورة المنافقين في ابن أبي سلول فقال (( نزلت الآيات في عبد الله بن أبي ـ المنافق ـ وأصحابه ... )) مجمع البيان ص ( 85 ) ويقول الإمام الحسن العسكري ، وهو الإمام الحادي عشر عند القوم ـ في تفسيره مبيناً منزلة الصحابة الكرام عندما سأل موسى عليه السلام الله بضع أسئلة منها قوله ((..هل في صحابة الأنبياء أكرم عندك من صحابتي قال الله عز وجل: يا موسى أما علمت أن فضل صحابة محمد على جميع صحابة المرسلين كفضل آل محمد على جميع آل النبييين وكفضل محمد على جميع المرسلين )) تفسير الحسن العسكري ص (11) .
(60) قوله أن حديث الحوض دليل على دخول بعض الصحابة النار !(2/147)
نقول أن المذكورين في الحديث هم الذين ارتدوا على عهد أبي بكر يعني حتى قتلوا وماتوا على الكفر، وقال الخطابي: لم يرتد من الصحابة أحد وإنما ارتد قومٌ من جفاة الأعراب ممن لا نصرة له في الدين , يقول الفضل الطبرسي ( وهو من أكابر علماء الشيعة ) في تفسيره ( مجمع البيان ) عند تفسير قوله تعالى { فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم } ...اختلف فيمن عنوا به على أقوال فذكر أربعة أقوال وذكر في آخرها أنهم أهل البدع والأهواء من هذه الأمة ثم استدل على ذلك من حديث ( الارتداد ) فقال (( ورابعها أنهم أهل البدع والأهواء من هذه الأمة عن علي (ع) ومثله عن قتادة أنهم الذين كفروا بالارتداد، ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال والذي نفسي بيده ليردن على الحوض ممن صحبني أقوام حتي إذا رأيتهم اختلجوا دوني فلأقولن أصحابي أصحابي أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعد إيمانهم ارتدوا على أعقابهم القهقري، ذكره الثعلبي في تفسيره فقال أبو أمامة الباهلي: هم الخوارج ويروي عن النبي أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية...)) مجمع البيان جـ2 ص (162) . أما بالنسبة للصحبة فإنها إسم جنس ليس له حد في الشرع ولا في اللغة، والعرف فيها مختلف والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقيد الصحبة بقيد ولا قدّرها بقدْرٍ بل علّق الحكم بمطلقها ولا مطلق لها إلا الرؤية , فقد جاء في رواية (( ليردن عليّ الحوض رجالٌ ممن صحبني ورآني )) فتح الباري جـ11 ص (393) بالإضافة إلى أنه ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيغة التصغير فقد روى أنس بن مالك فيما أخرجه البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( ليردن عليّ الحوض ممن صاحبني حتى إذا رأيتهم ورفعوا إليّ اختلجوا دوني فلأقولنّ أى ربي أُصَيْحابي أُصَيْحابي فَلَيقالنّ لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك )) شرح مسلم (2304) والبخاري (6211). بالإضافة إلى أنه قد جاء في بعض الروايات ( أنهم من أمتي ) ومرة ( رجال منكم ) ومرة ( زمرة ) فلا يصح أن يحمل المعنى على نص واحد فقط هو في حد ذاته ليس دليلاً على ذم الصحابة فبات ظاهراً لدينا أن الأمر لا يعدو أن يكون من خزعبلات الرافضة. أما قوله في الحديث أنه عرفهم ليس بالضرورة أنه عرفهم بأعيانهم بل بمميزات خاصة كما يوضحها حديث مسلم (( ترد عليَّ أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله، قالوا: يا نبي الله أتعرفنا؟ قال: نعم لكم سيما ليست لأحد غيركم تردون عليّ غراً محجلين من آثار الوضوء. وليُصدَّن عني طائفة منكم فلا يصلون، فأقول: يارب هؤلاء من أصحابي فيجبني ملك فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟)) شرح مسلم جـ3 ص برقم (247) .
(61) قوله أن من سب صحابياً فقد كفر
نقول أن من سبهم بالجملة فهو كافر , لأنه من شكك في الناقل فقد شكك في المنقول , وهذا فيه طعن في الإسلام ، وكذلك من سب واحداً منهم تواترت النصوص بفضله ، فيطعن فيه بما يقدح في دينه وعدالته ، وذلك لما فيه من تكذيب لتلك النصوص المتواترة والإنكار والمخالفة لحكم معلوم من الدين بالضرورة . ونقل الخلال عن الإمام أحمد أنه سئل عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم أجمعين فقال: ما أراه على الإسلام . وأما من سب من تواترت النصوص بفضله بما لا يقدح في دينه وعدالته، كأن يصفه بالبخل أو الجبن ، أو سب بعض من لم تتواتر النصوص بفضله ، فلا يكفر بمجرد ذلك السب، لعدم إنكاره ما علم من الدين بالضرورة ، ولكنه يكون قد أتى ما يوجب تأديبه وتعزيره . وأما ما ذكره من لعن علي فإن التلاعن وقع من الطائفتين كما وقعت المحاربة وكان هؤلاء يلعنون رؤوس هؤلاء في دعائهم وهؤلاء يلعنون رؤوس هؤلاء في دعائهم وقيل إن كل طائفة كانت تقنت على الأخرى والقتال باليد أعظم من التلاعن باللسان وهذا كله سواء كان ذنبا أو اجتهادا مخطئا أو مصيبا فإن مغفرة الله ورحمته تتناول ذلك بالتوبة والحسنات الماحية والمصائب المكفرة وغير ذلك , ثم من العجب أن الرافضة تنكر سب علي وهم يسبون أبا بكر وعمر وعثمان .
(62) قوله أن الصحابة سبوا بعضهم وقتلوا بعضهم .(2/148)
يقول الله تعالى { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداها على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين، إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويْكُم } ( الحجرات 9ـ 10 ) فأثبت لهم الإيمان والأخوة مع أنهم قاتلوا بعضهم بعضاً وإذا كانت هذه الآية يدخل فيها المؤمنين فالأولى دخول الصحابة فيها , ، وأهل السنة يقولون: إن أهل الجنة ليس من شرطهم سلامتهم عن الخطأ، بل ولا عن الذنب، بل يجوز أن يذنب الرجل منهم ذنباً صغيراً أو كبيراً ويتوب منه، وهذا متفق عليه بين المسلمين , ونحن قد علمنا أنهم من أهل الجنة، ولو لم يعلم أن أولئك المعينين في الجنة لم يجز لنا أن نقدح في استحقاقهم للجنة بأمور لا نعلم أنها توجب النار، فإن هذا لا يجوز في آحاد المؤمنين الذين لم يعلم أنهم يدخلون الجنة، فليس لنا أن نشهد لأحد منهم بالنار لأمور محتملة لا تدل على ذلك، فكيف يجوز مثل ذلك في خيار المؤمنين !!؟ فكان كلامنا في ذلك كلاماً فيما لا نعلمه، والكلام بلا علم حرام، ولهذا كان الإمساك عما شجر بين الصحابة خيراً من الخوض في ذلك بغير علم بحقيقة الأحوال
(63) قوله أن الصحابة اجتهدوا وهو أيضاً يجتهد !
نقول إن الاجتهاد لا يكون في الثوابت , كما أنه لا يكون في النصوص القطيعة الثبوت والقطعية الدلالة , فهناك مناطق لا يجوز فيها الاجتهاد , كما يمكن الاجتهاد في غيرها إذا أمتلك المرء أدوات الاجتهاد وأصبح مجتهداً , ولكن الذي لا نفهمه هو كيف يقارن هذا الرافضي نفسه بأولئك الصحابة الأجلاء والذين زكاهم الله تعالى في القرآن الكريم !!؟ فهل وردت تزكيتكم أنتم أيضاً في كتابه الحكيم ؟؟!
(64) قوله أن القول بعدم عصمة الأنبياء هو انتقاص منهم .
نقول لقد أجمع العلماء على أنه يقع من النبي أخطاء ، ولكن على سبيل فعل خلاف الأولى . فقد تعْرِض له المسألة، وليس عنده في ذلك نص شرعي يستند إليه فيجتهد برأيه كما يجتهد العالِم من آحاد المسلمين فإن أصاب نال من الأجر كِفْلين، وإن أخطأ نال أجراً واحداً .
(65) قوله أن الإمام السارق لا تجوز الصلاة وراءه .
نقول كل من صحت صلاته لنفسه صحت صلاته لغيره , ولكن الصلاة خلف المنحرفين مكروهة ، فجمهور أهل السنة يرون أن العاصي تصح إمامته إن توافرت فيه شروط الإمامة ، مع القول بكراهة إمامته ، فالأولى أن يصلي بالناس رجل صالح , أما مخالفة الرافضة فلا لا تقوم على أي دليل اللهم إلا الهوى .
(66) قوله أن القول بعدم عصمة الأنبياء لا يجعل منهم قدوة .
نقول بل أن العكس هو الصحيح , فكيف يأمرنا الله تعالى أن نتخذهم قدوة وهم يختلفون عنا ؟؟! فهذا أشبه بأن يأمرنا الله بأن نتخذ من الملائكة قدوة لنا !! وهذا تكليف لا يطيقه البشر , كما أنه مخالف للعدل الإلهي , ولهذا فإن الله عصمهم من الكبائر فلا تقع منهم بحال من الأحوال، وهم معصومون من الذنوب الظاهرة والباطنة، أما الأخطاء التي تصدر عن اجتهاد دون سبق نص فيجوز أن تصدر عنهم، ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم بل يبين لهم خطأهم رحمة بهم ، ويوفقهم للتوبة والأوبة إليه والاستغفار بعد ذلك , إذن فالعبرة بما أستقر عليه الأمر , وهو تبيين الخطأ .
(67) قوله أن القول بعدم عصمة الأنبياء جعل هنالك شك في التنزيل .
نقول أن من قرأ القرآن الكريم وجد عشرات الآيات التي تتحدث عن أخطاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام , وهذه الآيات تفيد أن ابن آدم جميعهم يخطئون حتى الأنبياء ، فليس لأحد أن يخلو من الذنب في حياته الدنيوية ، وتلك الأخطاء إنما هي خارجه عن نطاق التبليغ برسالات الله , فلا عصمه إلا بالتبليغ , وهذا ما أكده صلى الله عليه وسلم حيث قال : إنما أنا بشر مثلكم , وإن الظن يخطئ ويصيب , ولكن ما قلت لكم قال الله , فلن أكذب على الله. كنز العمال ( 32181 ) ونقله الريشهري الرافضي في ميزان الحكمة جـ 4 ص ( 3203 ) .
(68) قوله " أن النبي بال قائماً " ينتقص من النبي صلى الله عليه وسلم .
نقول وما هو هذا الانتقاص المزعوم ؟؟! وسوف نترك جعفر الصادق يرد عليهم حيث جاء عن رجل عنه ( عليه السلام ) قال سألته عن الرجل يطلي فيتبول وهو قائم قال لا بأس به . الكافي جـ 6 ص ( 500 ) . قال ابن قتيبة : ونحن نقول ليس ههنا بحمد الله اختلاف , ولم يبل قائماً قط في منزله والموضع الذي كانت تحضره فيه عائشة رضي الله عنها , وبال قائماً في المواضع التي لا يمكن أن يطمئن فيها , أما للثق ( الندى ) في الأرض وطين أو قذر . وكذلك الموضع الذي رأى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة يبول قائماً , كان مزبلة لقوم , فلم يمكنه العقود فيه , وحكم الضرورة خلاف حكم الاختيار . تأويل مختلف الحديث ص ( 92 ) .
(69) قوله " أن موسى صك ملك الموت " ينتقص من موسى عليه السلام .(2/149)
يقول الإمام ابن حجر : ( أن الله لم يبعث ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذ ،وإنما بعثه إليه اختيارا وإنما لطم موسى ملك الموت لأنه رأى آدمياً دخل داره بغير إذنه ولم يعلم أنه ملك الموت ، ....وقد جاءت الملائكة إلى إبراهيم وإلى لوط في صورة آدميين فلم يعرفاهم ابتداء ، ولو عرفهم إبراهيم لما قدم لهم المأكول ولو عرفهم لوط لما خاف عليهم من قومه ) فتح الباري جـ 6 ص ( 510 ) وثبت بالكتاب والسنة أن الملائكة يتمثلون في صور الرجال ، وقد يراهم كذلك بعض الأنبياء فيظنهم من بني آدم كما في قصتهم مع إبراهيم ومع لوط عليهما السلام ، واقرأ من سورة هود الآيات 69-80 ، وقال في مريم عليها السلام { فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فََتمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا } [مريم /17] .
(70) قوله أن حديث الجاريتان ينتقص من النبي صلى الله عليه وسلم .
نقول وهذان الحديثان لا يوجد ما يقدح بهما فالجاريتان اللتان ذكرتا هما فتاتان لم تبلغا الحلم، وكانتا تغنّيان في يوم عيد وبالطبع ليس كالغناء المعروف الذي يحرّك الساكن ويبعث الكامن ويثير الغريزة من الغناء المحرّم، وهذا ظاهر بقول عائشة ( وليستا بمغنّيتين ) وأما انتهار أبو بكر لهما وإضافة الضرب بالدف لمزمار الشيطان فلأنها تلهي وتشغل القلب عن الذكر، ولكن صلى الله عليه وسلم قال له: دعهما وعلل ذلك بقوله ( إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا ) والحديث الآخر فيه أن جارية سوداء قالت للرسول صلى الله عليه وسلم أنها نذرت إن رجع سالماً أن تضرب بالدف فقال لها ( إن كنت نذرت فاضربي، وإلا فلا ) فأباح لها النبي صلى الله عليه وسلم أن تضرب لايفاء النذر وإلا فلا , ثم بعد ذلك دخل أبو بكر ثم عليّ ثم عثمان وعندما دخل عمر ألقت الجارية بالدف ثم قعدت عليه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن الشيطان ليخاف منك ياعمر ) فهل بعد هذا المدح من النبي صلى الله عليه وسلم لعمر من مديح.
(71) قوله نزول ( عبس وتولى ) في النبي صلى الله عليه وسلم ينتقص منه .
نقول ليس في ذلك أي انتقاص , وقد تبين لنا مما سبق أن عصمة الأنبياء عليهم السلام هي في التنزيل , كما أنهم معصومون من الكبائر , وليس في ذلك أي انتقاص منهم .
(72) قوله أن ( عبس وتولى ) نزلت في عثمان بن عفان .
نقول وكيف تنزل سورة كاملة مكملة على رجل غير النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟ فهذا من أعجب من سمعت !! أيعقل أن تنزل سور كاملة على عثمان بسبب خطأ أرتكبه !!؟ ولماذا لم تنزل على بقية الصحابة الذين أخطئوا أيضاً !! ولا أدري كيف يسفر قول أمامه الذي يعتبره معصوماً وهو الصادق أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا رأى عبد الله بن أم مكتوم قال: "مرحبا مرحبا! لا والله، لا يعاتبني الله فيك أبدا" وكان يصنع به من اللطف حتى كان يكف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مما يفعل به." المجمع جـ 5 ص ( 437 ) . وبحار الأنوار جـ 17 ص ( 77 ) ونور الثقلين للحويزي جـ 5 ص ( 509 ) وتفسير الميزان للطباطبائي جـ 20 ص ( 204 ) وتفسير البرهان جـ 3 ص ( 161 ) ومجمع البحرين للطريحي جـ 3 ص ( 112 ) .
(73) قوله " يضع الرب قدمه على جهنم " تنقص من الذات الإلهية .
فقوله سبحانه وتعالى ( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ) [سورة القلم : الآية 42] هو بيان لبعض ما يكون يوم القيامة ، وأن الله سبحانه يكشف عن ساقه فيسجد له المؤمنون ولا يستطيع ذلك المنافقون . وفي هذه الآية إثبات لصفة الساق لله سبحانه كغيرها من الصفات التي تليق بجلاله ، نؤمن بها لفظاً ومعنىً ونفوض كيفيتها إلى الله سبحانه القائل ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )[ الشورى: 11] والقائل ( ولا يحيطون به علماً )[ طه: 110] , وإذا كان إثبات الصفات يلزم منه ( حسب قولكم ) تشبيه الله بالموجودات , فليزم من ذلك أن تعطيل صفات الله يلزم منه تشبيه الله بالمعدومات , فقد وقعتم في نفس شرك الذين حاولتم الهروب منه , وكما قال العلماء : المجسم يعبد صنماً , والمعطل يعبد عدماً , ودين الله بين هذا وذاك , يقول تعالى ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) فـ "ليس كمثله شيء" رد على المجسمة , و "هو السميع البصير" رد على المعطلة .
(74) قوله أن القول بأن الله يضحك تنقص من الذات الإلهية .(2/150)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : إن قول القائل ( الضحك خفة الروح ) إن أراد به وصفا مذموما فهذا يكون لما لا ينبغي أن يضحك منه وإلا فالضحك في موضعه المناسب له صفة مدح وكمال وإذا قدر حيان أحدهما يضحك مما يضحك منه والآخر لا يضحك قط كان الأول أكمل من الثاني ولهذا قال النبي : ( " ينظر إليكم الرب قنطين فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب " فقال له أبو رزين العقيلي يا رسول الله أو يضحك الرب قال : " نعم " قال لن نعدم من رب يضحك خيرا ) فجعل الأعرابي العاقل بصحة فطرته ضحكه دليلا على إحسانه وإنعامه فدل على أن هذا الوصف مقرون بالإحسان المحمود وانه من صفات الكمال والشخص العبوس الذي لا يضحك قط هو مذموم بذلك وقد قيل في اليوم الشديد العذاب انه { يوما عبوسا قمطريرا } [الإنسان/10] وما يميز الإنسان عن البهيمة صفة كمال فكما إن النطق صفة كمال فكذلك الضحك صفة كمال فمن يتكلم اكمل ممن لا يتكلم ومن يضحك أكمل ممن لا يضحك وإذا كان الضحك فينا مستلزما لشيء من النقص فالله منزه عن ذلك وذلك الأكثر مختص لا عام فليس حقيقة الضحك مطلقا مقرونة بالنقص كما إن ذواتنا وصفاتنا ووجودنا مقرون بالنقص ولا يلزم أن يكون الرب موجدا وان لا تكون له ذات .
(75) قول الذي يمثل دور سني أن الشفاعة تدل على عدم العدل الإلهي .
نقول أن الشافعة ثابتة بالكتاب والسنة , ونحن أهل السنة لا ننكرها على الإطلاق , فهي ثابتة للأنبياء والرسل والملائكة والشهداء والصالحين على اختلاف مراتبهم عند الله تعالى، والأدلة على ذلك كثيرة، منها: ما في مسند الإمام أحمد ليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيين أو مثل أحد الحيين: ربيعة ومضر. وهذا القدر من هذا الحديث قال الأرناؤوط: صحيح بطرقه وشواهده. ومنها: ما ثبت في مسند أحمد والترمذي وابن ماجه من أن الشهيد يشفع في سبعين ألفا من أقاربه. والشفاعة أنواع, ومن أهمها وهي أعظمها على الإطلاق: شفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم لأهل الموقف لفصل القضاء، وهي المقام المحمود الذي وعده الله تعالى يوم القيامة. ومنها: الشفاعة لتخفيف العذاب عن بعض الكفار، وهذه أيضاً خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم. ومنها: الشفاعة فيمن استوجبوا النار بأعمالهم فلم يدخلوها بسبب الشفاعة. ومنها: الشفاعة في رفع درجات المشفوع لهم.
(76) قوله " أن النبي كان يصلي على الخمرة " دليل على جواز الصلاة على التربة .
يقول الملا علي القاري : (( قد روى أحمد وأبو داود والحاكم عن المغيرة أنه عليه الصلاة والسلام كان يصلي على الحصيرة والفروة المدبوغة، وروى ابن ماجه عن ابن عباس أنه عليه الصلاة والسلام كان يصلي على بساط، وفيه رد على الرافضة حيث لا يجوزون الصلاة والسجدة إلا على الأرض، وجنسها وإن كان هو الأفضل اتفاقاً )) . شرح مسند أبي حنيفة ص ( 42 ) . وقال الشوكاني في النيل : (( والحديث يدل على أنه لا بأس بالصلاة على السجادة سواء كان من الخرق و الخوص أو غير ذلك، سواء كانت صغيرة أو كانت كبيرة كالحصير والبساط لما ثبت من صلاته صلى الله عليه وسلم على الحصير والبساط والفروة. وقد أخرج أحمد في مسنده من حديث أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأفلح: يا أفلح ترب وجهك أي في سجوده. قال العراقي: والجواب عنه أنه لم يأمره أن يصلي على التراب وإنما أراد به تمكين الجبهة من الأرض وكأنه رآه يصلي ولا يمكن جبهته من الأرض فأمره بذلك لا أنه رآه يصلي على شيء يستره من الأرض فأمره بنزعه )) نيل الأوطار جـ 2 ص ( 130 ) .أما من حمله على الكراهة فيحمل على كراهة التنزيه كما قال الحافظ.
(77) قوله " وجعلت لي الأرض مسجداً " دليل على جواز الصلاة على التربة .
قال العراقي: أراد بالطيبة الطاهرة وبالطهور المطهر لغيره فلو كان معنى طهوراً طاهراً لزم تحصيل الحاصل وفيه أن الأصل في الأشياء الطهارة وإن غلب ظن النجاسة وأن الصلاة بالمسجد لا تجب وإن أمكن بسهولة وكان جاراً بالمسجد وخبر لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد لم يثبت وبفرضه المراد لا صلاة كاملة وهذا الخبر وما بعده قد احتجت به الحنفية على جواز التيمم بسائر ما على وجه الأرض ولو غير تراب وأخذ منه بعض المجتهدين أنه يصح التيمم بنية الطهارة المجردة لأنه لو لم يكن طهارة لم تجز الصلاة به وخالف الشافعي وردَّ ذلك بأنه مجاز لتبادر غيره والأحكام تناط باسم الحقيقة دون المجاز وبأنه لا يلزم من نفي الطهارة الحقيقية نفي المجازية.
(78) قوله أن الصحابة كانوا يأخذون الحصى ويصلون عليها .(2/151)
أقول سوف أنقل الرواية كاملة حتى تتبين لنا الأمانة التي ألتزم بها القوم !! جاء في سنن أبي داود وغيره عن جابر بن عبد الله، قال: كنت أصلِّي الظهر مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فآخذ قبضةً من الحصى لتبرد في كفي، أضعها لجبهتي أسجد عليها لشدة الحر (!!) وعند البيهقي عن أنس في شدّة الحرّ فيأخذ أحدنا الحصباء في يده فإذا برد وضعه وسجد عليه (!) فهذه الأحاديث واضحة بفضل الله ولا تحتاج إلى شرح طويل , فصحابة الكرام لم يفعلوا ذلك تقرباً إلى الله كما يفعل الرافضة المبطلة, إنما فعلوا ذلك لأجل حاجة والتي هي شّدة الحّر .
(79) قوله أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرم المتعة .
نقول إن زواج المتعة كان مباحاً في أول الإسلام ثم حُرِّم ثم أبيح ثم حُرم إلى يوم القيامة، والذي حرمه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحرمه عمر ولا علي رضي الله عنهما، إنما شدد عمر في النكير على من لم يبلغه التحريم والذي روى حديث التحريم المؤبد هو علي رضي الله عنه. وقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما: أن عليا رضي الله عنه قال لابن عباس رضي الله عنهما: "إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المتعة وعن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر". صحيح البخاري جـ 6 ص ( 129 ) وفي رواية: "عن متعة النساء زمن خيبر" ص ( 230 ) ولا يصح زواج المتعة حضرا ولا سفرا فإنها حرام إلى يوم القيامة. وأخرج البيهقي من حديث أبي ذر قال: "إنما أحلت لنا أصحاب محمد متعة النساء ثلاثة أيام ثم نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم". وجاء النسخ المؤبد بقوله صلى الله عليه وسلم: "إنها حرام إلى يوم القيامة . السنن الكبرى جـ 7 ص ( 203 ) . ومن كتب الرافضة . الاستبصار جـ 3 ص ( 142 ) والتهذيب جـ 7 ص ( 251 ) ووسائل الشيعة جـ 21 ص ( 12 ).
(80) قوله أن عمر بن الخطاب هو من حرم المتعة .
نقول أن عمر شدد في تحريهما , وأن الذي استمتع في عهد أبي بكر وشطراً من خلافة عمر لم يبلغه النسخ منهم جابر رضي الله عنه نفسه , وليس في الحديث دلالة على أن أبا بكر رضي الله عنه يرى حلها إذ لم يذكر جابر اطلاع أبي بكر على فاعلها والرضى به , وأنه لا يلزم من كون البعض فعلها أو مارسها في عهد أبي بكر أن يكون مطلعاً عليها , ولعل السبب في عدم اطلاع الصديق عليها لكونها " نكاح سر" حيث لم يشترط فيها الإشهاد ، ولما كانت خالية عن الإعلان حق لها أن تخفي على القريب فضلا عن المضطلع بأعباء الخلافة وأمر المسلمين كافة كأبي بكر .
(81) قوله أن قول عمران بن حصين " لم ينزل قرآن يحرم المتعة " دليل على حليتها .
نقول أن هذا عن متعة الحج , والحديث أخرجه البخاري في كتاب التفسير " تفسير سورة البقرة " باب { فمن تمتع بالعمرة إلى الحج }. وأورده مسلم أيضاً في كتاب ( الحج ) !! وأطبق شراح صحيح البخاري كالعسقلاني والعيني و القسطلاني وشراح صحيح مسلم كالنووي والمازري وغيرهم على تفسير المتعة هنا " بمتعة الحج" .
(82) قوله أن قول جابر " حتى نهي عمر عن المتعة " دليل على حليتها .
نقول أن الذي استمتع في عهد أبي بكر وشطراً من خلافة عمر لم يبلغه النسخ , ومنهم جابر رضي الله عنه نفسه , كما ليس في الحديث دلالة على أن أبا بكر رضي الله عنه يرى حلها إذ لم يذكر جابر اطلاع أبي بكر على فاعلها والرضى به ، كما أن كتب السنة لم تذكر رأي أبي بكر رضي الله عنه في المتعة والظاهر أن موقفه وهو الملازم لرسول الله صلى الله عليه وعلى وسلم في جميع غزواته وأغلب حالاته التحريم لها ، والذي نقصده في هذه السطور أنه لا يلزم من كون البعض فعلها أو مارسها في عهد أبي بكر أن يكون مطلعاً عليها , ولو اطلع الصديق على فاعلها في خلافته لوقف منها موقف الفاروق عمر رضي الله عنه لأن الفاروق فعلت في عهده ولم يطلع عليها كما يدل عليه حديث جابر الثاني ثم اطلع بعد ذلك ، فنهى عنها وقال فيها أشد القول ولعل السبب في عدم اطلاع الصديق عليها لكونها " نكاح سر" حيث لم يشترط فيها الإشهاد، ولما كانت خالية عن الإعلان حق لها أن تخفي على القريب فضلا عن المضطلع بأعباء الخلافة وأمر الناس كافة كأبي بكر .
(83) قول عفان تمتعنا في عهد أبي بكر .
نقول نحن لا ننكر أبدا أن المتعة قد أباحها رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهذا ما أثبته جابر ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المتعة بعد ذلك ، ولم يعلم بذلك جابر . وهذا ليس بغريب ، وذلك أنه يستحيل أن النبي صلى الله عليه وسلم كلما أمر بأمر أو نهى عن شيء ، أنه يجمع جميع الصحابة يخبرهم . بل يخبر ، ثم يبلغ الحاضر الغائب . فكان النهي مما غاب عن جابر ، ولم يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ، فظل على الأصل وهو الإباحة حتى علم عن طريق عمر أنها حرام ، فقال بتحريمها .
(84) تفسير شعبة عن الحكم " فما استمتعتم به منهن " أنها ليست منسوخة .(2/152)
قال تعالى : ( وأحل لكم ما وراء ذلكم ) فالكلام كله في النكاح الصحيح ، وليس من المتعة في شيء ، ولذلك ذلك قال تعالى : { فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ، ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة ، إن الله كان عليما حكيما } . وقال : { والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين } وقف عند قوله تعالى : { محصنين } فلو كانت الآية في المتعة لما قال الله : {محصنين } لأن المتعة لا تحصن ، فلو كانت الآية في المتعة ما قال : { محصنين } لأنها لا تدخل في الإحصان . ولذلك هذه الرواية عندهم عن إسحاق بن عمار قال : سألت أبا إبراهيم عليه السلام (موسى الكاظم) عن الجل إذا هو زنا وعنده الأمة يطأها ، تحصنه الأمة ، قال : نعم . قال : فأن كانت عنده امرأة متعة أتحصِّنُهُ ، قال : لا ، إنما هو على الشيء الدائم عنده . وهذا في وسائل الشيعة جـ 28 ص ( 68 ). فالآية إذن ليست في المتعة ، وإنما هي في النكاح الصحيح ، بدلالة ما قبلها ، أنها ذكرت في المحرمات ، فذكر الله تبارك وتعالى ما يحل ، ثم بدلالة قول الله تبارك وتعالى : { محصنين } ، والمتعة كما قلنا لا تحصن إنما الذي يحصن هو النكاح الشرعي بدلالة قولهم هم .
(85) قوله أن الأجر واجب في الآية حتى بدون استمتاع وهذا بخلاف المهر .
قال الزجاج : إن هذه الآية غلط فيها قوم غلطا عظيما لجهلهم باللغة وذلك أنهم ذهبوا إلى قوله فما استمتعتم به منهن من المتعة التي قد اجمع أهل العلم أنها حرام ، وإنما معنى فما استمتعتم به منهن أي فما نكحتم منهن على الشريطة التي جرى في الآية أنه الإحصان ، أن تبتغوا بأموالكم محصنين أي عاقدين التزويج ، فآتوهن أجورهن فريضة أي مهورهن . لسان العرب جـ 8 ص ( 329 ), وقد ذكر الله تبارك وتعالى التمتع في غير النكاح في مواضع من كتابه الكريم كما قال جل ذكره : { أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها } وقال جل ذكره : { فاستمتعتم بخلاقكم } فلا يلزم من ذكر كلمة متعة أنها تكون دائما على هذا الذي زعموه وهو نكاح المتعة . وأما الأجر أنه ذكر الأجر في الآية : { فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة } ، قالوا اذكر الأجر دليلا على ذكر المتعة . وهذا غير صحيح وذلك أن الأجر أيضا يذكر ويراد به المهر كما قال الله جل وعلى : { والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن } وقال جل ذكره : { فأنكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن } والمتعة ليس فيها إذن الأهل . وقال جل ذكره : { يا أيها إنا أحللنا لك أزواجك الذي آتيت أجورهن } أي مهورهن . وقال سبحانه : { ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن أجورهن } . فالأجر يذكر ويراد به المهر الذي هو النكاح الصحيح .
(86) قوله أن السيوطي ذكر في تاريخ الخلفاء أنه أول من حرم المتعة عمر .
نقول لقد أثبتنا تحريم رسول الله عليه الصلاة والسلام لها حتى من كتب الرافضة , فكلمات السيوطي أو غيره لم تعد ذات قيمة .
(87) قوله أن أبي موسى الأشعري كان يفتى بالمتعة .
نقول أن أحاديث أبي موسى الأشعري تتحدث عن متعة حج وليس غيرها , وعمر لم يحرم متعة الحج و مما يدل على ذلك أيضا علاوة على ما سبق ما رواه أصحاب السنن : فروى النسائي وابن ماجة و غيرهما أن الضبي بن معبد لما قال له : إني أحرمت بالحج والعمرة جميعا فقال له عمر : هديت لسنة نبيك صلى الله عليه وعلى آله وسلم . أخرجه الحميدي 18 وأحمد 1 / 14 وأبو داود 1798 وابن ماجه 2970
(88) قوله ( لا تحرموا طيبات ما أحل لكم ) نزلت في زواج المتعة .
نقول لا يوجد سند ثابت وصحيح في ذلك , كما أنه مخالف لما جاء في الصحيحين عن سعد قال : رد النبي صلى الله عليه و سلم على عثمان بن مظعون التبتل و لو أذن له لاختصينا وعن عكرمة أن علي بن أبى طالب و ابن مسعود وعثمان بن مظعون و المقداد و سالما مولى أبي حذيفة في أصحاب لهم تبتلوا فجلسوا في البيوت و اعتزلوا النساء و لبسوا المسوح و حرموا الطيبات من الطعام و اللباس إلا ما يأكل و يلبس أهل السياحة من بني إسرائيل و هموا بالإختصاء واجمعوا لقيام الليل وصيام النهار فنزلت هذه الآية و كذلك ذكر المفسرين ما يشبه هذا المعنى .
(89) قوله أن هناك قراءة " إلى أجل مسمى " وهي قراءة ابن عباس وأبي بن كعب وسعيد .
نقول إن هذه القراءة غير صحيحة وهي قراءة شاذة ، لا هي من السبع ولا هي من العشر , ثم أن الرافضة أصلا لا يعترفون بالقراءات حتى تستدل بهذه القراءة , فعن الفضيل بن يسار قال : قلت لأبي عبد الله (ع) : إن الناس يقولون إن القرآن نزل على سبعة أحرف . فقال : كذبوا أعداء الله ولكنه نزل على حرف واحد من عند واحد . الكافي جـ 2 ص ( 630 ) .
(90) استدلاله برواية : متعتان كانتا على عهد رسول الله .(2/153)
نقول أن الفاروق رضي الله عنه لم يحرم متعة الحج , وغير خارجة عن موضوعنا , وأما متعة النساء فإن أهل السنة يقولون إن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو الذي أباحها وهو الذي حرّمها تحريما أبدياً إلى يوم القيامة كما سبق ذكر أحاديث التحريم . ومما يدل على أن عمر رضي الله عنه نهى عنها لنهي الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عنها ما رواه البيهقي في السنن من طريق سالم بن عبد الله عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال : صعد عمر على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ما بال رجال ينكحون هذه المتعة وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عنها ألا و إني لا أوتى بأحد نكحها إلا رجمته .السنن الكبرى 7/206 وقال البيهقي في تعليقه على هذا الحديث ما نصه : " فهذا إن صح يبين أن عمر رضي الله عنه إنما نهى عن نكاح المتعة لأنه علم نهي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عنه .
(91) قوله أنه يشترط في المتعة أذن الولي .
أما الولي فعن أبي عبد الله قال : وصاحب الأربع نسوة يتزوج منهن ما شاء بغير ولي ولا شهود . وهذا في الوسائل جـ 21 ص ( 64 )
(92) قوله أنه يشترط في المتعة العدة .
أما العدة فعن أبي عبد الله قال : لا نفقة ولا عدة عليها . وهذا في الوسائل جـ 21 ص ( 79 ) . فقد أثبت أبي عبد الله جعفر الصادق أنه ليس للمتمتع بها عدة ولا يشترط في العقد ولي !
(93) قوله " لولا أن نهي عمر عن المتعة ما زنى إلا شقي " دليل على حليتها .
نقول لقد تبث في ما سبق أن النبي صلى الله عليه وسلم هو من حرمها , أما حديث ( لولا أن عمر نهى عن المتعة ما زنى إلا شقي ) نقول أن هذه الرواية باطلة , فهي من روايات المفضل بن عمر والذي هو ضعيف عند الجميع . قال النجاشي: المفضل بن عمر أبو عبد الله وقيل أبو محمد الجعفي الكوفي ، فاسد المذهب ! مضطرب الرواية لا يعبأ به و قيل : أنه كان خطابيا و قد ذكرت له مصنفات لا يعول عليها و إنما ذكره للشرط الذي قدمناه له . رجال النجاشي 2/359 -360 . وقال ابن الغضائري كما نقل عنه صاحب مجمع الرجال للقهبائي 6/131 والحلي في رجاله ص258 وأبو داود الحلي في رجاله ص280 : المفضل بن عمر الجعفي أبو عبد الله ضعيف متهافت مرتفع القول خطابي وقد زيد عليه شيء كثير وحمل الغلاة في حديثه حملا عظيما ولا يجوز أن يكتب حديثه . مجمع الرجال للقهبائي 6/131 والحلي في رجاله ص258 وأبو داود الحلي في رجاله ص280 . وقال الأردبيلي: وروى روايات غير نقية الطريق في مدحه وأورد الكشي أحاديث تقتضي مدحه والثناء عليه لكن طرقها غير نقية كلها ، وأحاديث تقتضي ذمه والبراءة منه وهي أقرب إلى الصحة فالأولى عدم الاعتماد والله أعلم . جامع الرواة 2/258 - 259
(94) قوله أن السني يعمل بالتقية لأنه لا ينهي عن مظاهر الفجور .
نقول حتى ولو ترك السُني الصلاة والصيام والدين كله فلا يغير ذلك من الحق قيد أنملة , فعمل أهل السنة ليس تشريعاً, إنما مصادر التشريع هي القرآن الكريم والسنة المطهرة والإجماع والقياس , وليس في ذلك أعمال أفراد المسلمين , فما يقوم به العامة من المسلمين والذين هم أهل السنة لا يُعد من التشريع .
(95) محاولة التهرب من تعريف التقية عند الرافضة !
ويجب أولاً وقبل الخوض في هذا أن نُعرف التقية عند الرافضة , فيقول ابن بابويه : (اعتقادنا في التقية أنها واجبة من تركها بمنزلة من ترك الصلاة ) [الاعتقادات : ص114] . بل جعلوا هذا من كلام محمد صلى الله عليه وسلم وهو منه براء , فقالوا على لسان نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام : ( تارك التقية كتارك الصلاة ) [جامع الأخبار: ص110، وبحار الأنوار: 75/412] وعن جعفر قال : (إن تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له ) [أصول الكافي: 2/217، بحار الأنوار: 75/423، و وسائل الشيعة : 11/460] ؛ بل وتارك التقية ذنباً لا يغفر كالشرك ، فقد جاء في أخبارهم : ( يغفر الله للمؤمن كل ذنب، يظهر منه في الدنيا والآخرة، ما خلا ذنبين: ترك التقية، وتضييع حقوق الإخوان ) [تفسير الحسن العسكري: ص130، وسائل الشيعة 11/474، بحار الأنوار: 75/415].
(96) قوله أن الله أمر بالتقية في قوله ( إلا أن تتقوا منهم تقاتاً ) .
وبعد هذا التعريف التي يعتبر أرضية للمسألة نُعرف التقية عند المسلمين والتي ذكرها الله تعالى في كتابه فالتقية في دين الله التي جاءت في كتابه هي تقية حال الاضطرار، وهي مع الكفار خاصة لا المسلمين، ففي قوله تعالى : { إلا أن تتقوا منهم تقاة } قال ابن جرير الطبري : ( التقية التي ذكرها الله في هذه الآية إنما هي تقية من الكفار لا من غيرهم ) [تفسير الطبري : 6/316] فليت شعري كيف يتفق هذا المعنى القرآني العظيم مع تلك التقية التي يؤمن بها الرافضة !! فالتقية في الإسلام رخصة عند الاضطرار , وهي عند الرافضة عزيمة يجب العمل بها في كل حال , ولا تشترك تقية الإسلام وتقية الرافضة إلا في الاسم فقط .(2/154)
(97) قوله أن ما فعله عمار بن ياسر كان تقية .
إن التقية في الإسلام أشد حرمة من أكل لحم الخنزير، إذ يجوز للمضطر أكل لحم الخنزير عند الشدة، وكذلك التقية تجوز في مثل تلك الحالة فقط فلو أن إنسانا تنزه عن أكل لحم الخنزير في حالة الاضطرار أيضا ومات فإنه آثم عند الله، وهذا بخلاف التقية فإنه إذا لم يلجأ إليها عند في حالة الاضطرار ومات فإن له درجة وثوابا عند الله، فكأن رخصة أكل لحم الخنزير تنتقل إلى العزيمة لكن لا تنتقل رخصة التقية إلى العزيمة بل إنه إن مات لدين الله ولم يحتم بالتقية فإنه سيؤجر على موته هذا أجراً عظيماً والعزيمة فيها على كل حال أفضل من التقية، والتاريخ الإسلامي من تحمل الرسول صلى الله عليه وسلم إيذاء المشركين وكذا الصديق وبلال وغيرهما وشهادة سمية أم عمار وشهادة خبيب وغيرهم رضي الله عنهم كلها وإلى غير ذلك من وقائع وقصص نادرة في البطولة والعزيمة في مسيرة هذه الأمة الطويلة لخير دليل على أن العزيمة هي الأصل والأفضل والأحسن.
(98) قوله " لولا قومكِ حديثوا عهد بالكفر " أن رسول الله قد فعل التقية !
نقول لقد عرفنا التقية وقلنا أنها تستخدم عند الضرورة فقط , والتقية لا تكون إلا في حال الضعف وخوف العدو الكافر، أما مع الأمن والعزة والقوة فلا تقية حينئذ، يقول معاذ بن جبل ومجاهد رضي الله عن الجميع : (كانت التقية في جدة الإسلام قبل قوة المسلمين، أما اليوم فقد أعز الله المسلمين أن يتقوا منهم تقاة ) [انظر : تفسير القرطبي: 4/57، وكذا فتح القدير للشوكاني : 1/331] .
(99) قوله أن سرية دعوة النبوة تقية !
نقول كما قلنا سابقاً أن هناك فرق كبير بين تقية في دين الله وبين التقية في دين الرافضة , فالتقية عند الرافضة تسع أعشار الدين ولا دين لمن لا تقية له , وهي في الإسلام رخصة عند الضرورة , وهي كأكل لحم الخنزير بل أشد, ومن قارن هذه بتلك كمن قال: أكل لحم الخنزير تسع أعشار الدين , ولا دين لمن لم يأكل لحم الخنزير !!
اللهم اغفر لكاتبها وناقلها واغفر لوالديهما واهليهما وذريتهما واحشرهم مع سيد المرسلين محمد صلوات ربي وسلامه عليه .
==============
الرد على شبهات الشيعة في رسالة أرسلتها أحد الأخوات المسلمات
التاريخ: 2-5-1424 هـ
الموضوع: زاوية خاصة بالمجاهد تشمل كافة المواضيع
أولاً رسالة الأخت (( بنت الإسلام ))
بالبحث لا بالوراثة
قد يرث الإنسان مالا أو بيتا ولكنه لا يرث دينا أو عقيدة فالدين والعقيدة لابد أن يكونا بالبحث والدليل حتى ولو كان الفرد يؤمن بمعتقده فالبحث لن يزيده إلا تمسكا ويقينا ، فمن هذا كان مبدأي الذي دعاني إلى البحث ليس في معتقدي فحسب وإنما في معتقدات غيري أيضا ، صرت أبحث في معتقدي كي ازداد يقينا وأبحث في غيره كي أعرف من حولي و حتى لا نصبح ككفار قريش عندما حذروا الناس من الاستماع والحديث إلى الرسول بحجة إن له سحرا يسحر الناس كي يدخلوا في دينه .
فلست ممن يصدق التهم التي تنسب لغيرنا من المعتقدات لمجرد التكذيب فقط وإنما الدليل هو الحجة والبرهان ، فماذا سنخسر لو بحثنا وناقشنا واستدللنا فمن كانت الحجة معه لا أظنه يتهرب من النقاش والحوار وإقامة مناظرات لبيان الحق والحقيقة. فليس كل من قام بالهجوم على غيره واتهامه بتهم لا بداية ولا نهاية لها يكون على حق وليس هذا هو الأسلوب الأمثل لحل مثل هذه المواضيع وكما قلت إن الدليل هو الفاصل بين كل هذه النزاعات .
وقد قمت مؤخرا بقراءة بعض المقالات المنشورة في موقعكم والذي أسعدني حقيقة أن أكون عضوة فيه اتهامات لمذهب الرافضه ولكي أكون منصفة وبعد بحثي الشخصي في مذهبهم وجدت أن بعضا منها لاوجود له ليس معنا كلامي أنني أشجعهم ولكن الإنصاف مطلوب ، وبعد بحثي المستفيض في كتبنا الموثقة من صحاح وتاريخ اتضحت لي أشياء كثيرة كانت تتخذ الغموض سترا لها مما جعلني استفيض في بحثي عن المذهب الجعفري في صحاحنا طبعا ، ومما وجدت فيه أشياء وددت لو أني أناقشها أو أن يثبت لي أحد عدم صدقها : أولا : في الصواعق المحرقة لابن حجر الباب 11 الفصل الأول الآية الحادية عشر.
عن ابن عباس قال : لما أنزل الله تعالى : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم ) لعلي : " هم أنت وشيعتك تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ، ويأتي عدوك غضابا مقمحين " فكيف نفسر خروج عائشة زوجة النبي ضد الخليفة علي في واقعة الجمل وتحريضها المسلمين على قتاله . ثانيا : قول الرسول (صلى الله عليه و سلم ) : "من كنت مولاه فهذا علي مولاه" صحيح الترمذي ج5 ص633 حديث 3713(2/155)
وكذلك رواه ابن ماجه في سننه ج1 ص45 حديث 121 فكيف نفسر خروج المسلمين على وليهم الذي نصبه الرسول لهم قبل وفاته أو ليس للولاية حق الطاعة الذي قرنه الرسول ( صلى الله عليه و سلم ) بولايته فمن هو علي بن أبي طالب حتى يقارن النبي ويربط بين ولايته وولاية علي . ألا يدعونا هذا للتفكر قليلا.
في الحقيقة قد لا أرغب في إطالة الحديث ولكن أطلب منكم الوقوف والتفكر قليلا والبحث ولا يبقى لنا أخيرا إلا الدليل واني حقا أرغب في حوار ونقاش علمي يستند على حقائق علميه لا اتهامات غوغائيه ولا ننسى الإنصاف حتى ولو لم يكن لصالحنا أو لمعتقدنا.
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
أختي المسلمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد :-
رداً على رسالتك والتي وصلتني بتاريخ 6-10-2001م والتي تأخرت حقيقة بالرد عليها.. وسبب ذلك يعود إلى انشغالي في بعض الأمور فأرجو المعذرة .
• بداية أرحب بك أن تكوني عضوة في موقعنا المتواضع والذي أسئله سبحانه أن يجعل فيه الخير الكثير بما ينفع الإسلام والمسلمين .
أختي المسلمة أخالف قولك بإطلاقه على((( أن الإنسان قد يرث مالاً ولكن لا يرث ديناً وعقيدة، فالدين والعقيدة لابد أن يكون بالبحث والدليل ))).
فإذا كان الأمر كذلك إذا لكان لكل إنسان أن يأخذ دينه وحياً من ربه ولا حاجة إذا أن يبعث الله الأنبياء والرسل، الصحيح نأخذ ديننا وراثة وبالتتالي بسلسلة من الرجال الموثوقين العدول حتى ينتهي الأمر بالصحابة، الذين تلقوا الدين والعلم، من فم خير البرية أجمعين المصطفى صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل الأمين الذي أخذ هذا الدين وحياً من رب العالمين وذلك بقوله تعالى:* " وأنه لتنزيل رب العالمين " نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين الشعراء 192-194 .
وحجتي في هذا قوله تعالى: " فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب " الآية الأعراف 169
وكذلك قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم " من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة وأن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع وإن العالم ليستغفر له من في السماوات الأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر " رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه والنسائي وصححه الألباني في الجامع للسيوطي .
نعم أوافقك القول أن كان القصد بذلك أننا لا نأخذ بكل ما يفعله آبائنا من العادات والتقاليد والتي ألصقوها بالدين وهي مخالفة له فهذا ما أنكره الله على كفار قريش عندما بعث الله نبيه ورسوله إليهم قال تعالى: " بل قالوا إنا وجدنا آبائنا على أمة وإن على آشرهم مهدون " الزخرف 22"
فديننا دين الإسلام الذي ارتضاه الله لنا حيث قال جل وعلا ان الدين عند الله الإسلام آل عمران ".ومن أراد ان يبتغي غير دين الإسلام فهو من الخاسرين ومن يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " آل عمران 85(2/156)
ودين الإسلام هو الأصل وهو حقيقة الأمر الذي يبني على خمس أركان الشهادتين وإقامة الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً وهذا هو المحكم في كتاب الله والذي لا يقبل إسلام أحد إلا الإقرار بهن وهذا ما أخذ الله به الميثاق على بني إسرائيل فكذبوا وتولوا حيث قال جل وعلا " ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في الثوراة والإنجيل بأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث فالذين آمنوا به وعززوه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون " الإسراف 157 .فأهل الكتاب من يهود ونصارى يعملون هذا على حقيقته ولكن جحدوا وكفروا بعد ما جاءهم البينات بغيابهم فقال تعالى عنهم " قد نعلم إنه ليعجزنك الذين يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون " الأنعام 33 وخلاصه القول نحن أصحاب الحق لأن ديننا دين الحق والبحث في دينا نعلم ما عقائد غيرنا وليس بكتبهم وهذا ما حمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الغضب عندما رأى عمر بن الخطاب حاملاً لبعض صفحات من الثوراة يقرأ بها قال له " أمتهوكون أنتم يا عمر لو أن موسى بن عمران حياً ما كان بوسعه إلا أن يتبعني " ولا يجوز لنا بقراءة كتبهم والبحث فيها إلا بإقامة الحجة عليهم من خلالها وكذلك عقائد الآخرين الذين انتسبوا لهذا الدين لتخضع تحت البحث والدليل ترد قياساً على العقيدة الصحيحة وهي العقيدة الأم فإن وافقتها فهي منها وإن خالفها فهي مردودة على أصحابها والعقيدة الصحيحة الذي أخذناها بالتلقي من الثقاة من الرجال العدول أصحاب الصنعة الذي بهم حفظ الله هذا الدين لقوله صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة من يجدد لها دينها " رواه أبو داود والحاكم والبيهيقي عن أبي هريرة وهو صحيح انظر الجامع لليوطي فتعلوا لنا هذه العقيدة بالتلقي حتى انتهى الأمر بالصحابة الذين تلقوا العقيدة الصحيحة من المصطفي وتتأهل العقيدة الصحيحة ببعض الأمور نذكر منها .
1. توحيد الربوبية : الاعتقادات الله سبحانه خالق العباد ورازقهم ومحييهم ومسميتهم
2. توحيد الألوهية : أفراد الله بسائر العبادات المشروعة والتي لا تصرف لا لنبي مرسل ولا ملك مقرب فضلاً من غيرهما ومجمله أنه ولا معبود بحق إلا الله .
3. توحيد الأسماء والصفات : وهو الإيمان بكل ما ورد في القرآن والسنة والحديث الصحيح من صفات الله تعالى والتي وصف بها نفسه ووصفه بها رسول الله كل الحقيقة من غير تأويل وتكييف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تفويض كالاستوار والنزول واليد والمجيء وغيرهما من الصفات .
ويدرج على هذا المنهج الأخذ بالسنة كما نأخذ بالقرآن لقوله تعالى " من يطع الرسول فقد أطاع الله وقوله تعالى إن كنتم كنتم تحبون الله فأتبعوني يحبكم الله " ونأخذ بما جاء من سنة الخلفاء الراشدين المهدين لقوله صلى الله عليه وسلم " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي " الترمذي باسناد صحيح(2/157)
ومن العقيدة الصحيحة الأشراف بجميع الصحابة من غير تفريق بينهما وإن كان بعضهم يفضل بعضا ولكنهم كلهم عدول ورتبتهم اسمى مراتب العدالة والتوثيق ونقصد بالصحابي تعريف الذي لقي صلى الله عليه وسلم بعد بعثته قبل موته مؤمناً ومات على ذلك ومن العقيدة الصحيحة عدم التعصب لمذهب معين أو فقيه في بعض الأفرع الفقهية وهذا ما أوصى به أئمة المذاهب الأربعة أبو حنيفة وأحمد والشافعي والأمام مالك فقالوا " إنما نحن بشر نصيب ونخطأ فإذا قلنا قولاً وافق قول الرسول صلى الله عليه وسلم فخذوه وإن خالفه فالقول قول الرسول وهو قولنا وقالوا : " إذا صح الحديث فهو مذهبنا " إذا بيننا وبين من خالفنا كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما الاصلان والنبعان الصافيان وما دونهما يخضعان بالبحث والدليل ومن خالف هذه العقيدة الصحيحة فهو تحت وعيد الله بما جاء من قوله سبحانه " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً " النساء215 وسبيل المؤمنين هي طريق الصحابة لقوله عليه صلاة والسلام عندما سؤل عن الطائفة الناجية أو الجماعة قال ما أنا عليه وأصحابي أختي المسلمة قبل الانتقال إلى صلب الموضوع لي نصيحة أقدمها لك وهي أنك لوحدك بمجرد القراءة في بعض الكتب قد يلبس عليك أقوال بعض الذين يلحنون في كتاباتهم بتحريمهم وتزويرهم لبعض الحقائق فتعتقدين أن ذلك هو الحق فتعتقدي عند ذلك كل البعد عن الصواب وطريقة وتقعي في طريق التهلكة فإنه قياساً على قولي هذا فإن الله قد حذر عباده المؤمنين من فريق من أهل الكتاب وهم الذين يحرفون الكلم عن مواضعه لتغطية الحقائق ومقصدهم بذلك اضلال الناس عن الحقيقة حيث قال جل وعلا محذراً " وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون " 78/ آل عمران وكذلك هذا ما صرح به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم محذراً بقوله " إن أخوف ما أخاف على أحقي كل منافق عليم اللسان " وكذلك حذر أهل العلم بنحو من هذا قالوا " من كان شيخه كتابه غلب خطأه صوابه ، أي وجب الرجوع إلى أهل الصنعة والخبرة بذلك والآن نأتي إلى صلب الموضوع .
أولاً : نسبة لتفسير الآية من قوله تعالى " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية " وما ذكرته من الحديث بخصوص تفسيرها استناداً إلى أدلة صاحب كتاب الصواعق المحرقة باستناده إلى الحافظ جمال الدين الذرندي لا أعلم أحد من أهل العلم صححه وإذا ثبت لنا صحته فالقول ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولنا وقد ذكر هذا الحديث أيضاً الطبري مختصراً وهو قوله عليه الصلاة والسلام لعلي " هو أنت وشيعتك " أما كبار علماء المفسرين أمثال ابن كثير والقرطبي وغيرهم فسروا هذه الآية بقولهم " الأبرار الذين آمنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بأبدانهم بأنهم خير البرية ونقول قولاً لأبي هريرة أن المؤمنين من البرية أفضل من بعض الملائكة استدلالاً بهذه الآية لعموم الخلق الذين آمنوا وعملوا الصالحات وعلى رأسهم خير البرية من أنبياء ورسل بتقدمهم حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم فهم خير البرية على الإطلاق .(2/158)
والحديث الذي ذكرتيه مختصراً عن الذي أورده صاحب كتاب الصواعق المحرقة لظني أنك لم تأخذيه من هذا الكتاب بل قرأتيه عن بعض كتب الشيعة فذكروا جانب من الحديث الذي يريدون وأخفوا ما يدينهم وإن صدق ظني بذلك يكونوا قد تأسوا بأهل الكتاب عندما حرفوا الكلم عن مواضعه وأظهروا بذلك الذي يريدون وأخفوا ما يريدون ستره يريدون بذلك التلبيس على عوام الناس أنهم يدينوننا بشهادة كتبنا فالله يحول بينهم وبين ما يشتهون وها أنا أبين لك الحديث بطولة والله من وراء القصد يقول الحديث هو أنت وشيعتك تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضيت مرضيت ويأتي عدوك غضابا مقموحين " قال : ومن عدوى قال من تبرأ منك ولعنك " وفي رواية أخرى " يا أبا الحسن أما أنت وشيعتك في الجنة " وإن قوما يزعمون أنهم يحبونك يصغرون الأسلام ثم يلفظونه يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية لهم لهم بنز يقال لهم الرافضة فإن أدركتهم فقاتلهم انهم مشركون " قال الدار ارقطني لهذا الحديث عندنا طرقات كثيرة ثم أخرج حديثا عن أم سلمة رضي الله عنها " قالت : كانت ليلتي وكان النبي صلى الله عليه وسلم عندي فأتته فاطمة فتبعها علي رضي الله عنهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم " يا علي أنت وأصحابك في الجنة وأنت وشيعتك في الجنة إلا انه ممن بحبك أقوام يصغرون الاسلام يلفظونه يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم لهم نبذ يق4ال لهم الرافضة فجاهدوهم ، فانهم مشركون قالوا يا رسول الله ما العلاقة فيهم قال : لا يشهدون جمعة ولا جماعة ويطعنون في السلف " افهمي أختي المسلمة قد وقعت في زلل كبير واسال الله لنا ولك العفو والمغفرة حيث عقبتي الحديث بقولك ما تفسرون خروج عائشة على علي أولا دون أن تذكروا الرضا عليهم اجمعين ثانيا زعمت أن عائشة رضي الله عنها حرضت الناس للخروج على علي رضي الله عنه فهذا بهتان عظيم فبتعقيبك بذكر عائشة بعد الحديث وكأنك نصبتيها إنها هي العدو الأول لعلي ومن نهجوا منهجها وأنها ومن معها يأتون قوم القيامة غضابا مقموحين هذا ما فهمته ضمنا من تفسيرك للحديث .
أختي المسلمة أسألك بالله هل يكون من العدل والانصاف ان يقال هذا بحق زوجة خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم وهم أم المؤمنين بما نصه الله في محكم كتابه العزيز " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم " الأحزاب آية 6
عائشة رضي الله عنها التي نالت شرفا بتزويج الله لها من رسول الله صلى الله عليه وسلم بإيحاء منه سبحانه لرسوله وهل يرضى الله لخير خلقه وأفضل رسله إلا الطيب لان الله سبحانه تعالى طيب ولا يقبل لنبيه ورسوله إلا الطيب فقالت رضي الله عنهما فيما تروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " رأيتك في المنام قبل أن أتزوجك مرتين رأيت الملك يحمل في سرقة من حرير فقلت له أكشف فكشف فإذا هي أنت فقلت أن يكون هنا من عند الله يمضه رواه البخاري ومسلم وهما أصح كتابان بعد القرآن وكذلك رواه الترمذي وأحمد والملك قال الحافظ بن حجر في فتح الباري هو جبريل .
والشاهد لنا في هذا الحديث " ان يك هذا من عند الله يمضه " فهل أمضاه الله أم لا ؟!
إذا رؤيا الأنبياء حق وقد شاء جل وعلا أن تكون عائشة رضي الله عنها زوجة نبي في الدنيا والاخرة والتي هي احب زوجاته اليه حيث اجاب بهذا عليه الصلاة والسلام عندما سئل أي الناس احب اليك قال عائشة " رواه البخاري ومسلم ولقوله صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا اسية امراة فرعون ومريم بنت عمران وان فضل عائشة عن النساء كفضل الشريد على باقي الطعام " رواه البخاري عائشة رضي الله عنها هي الوحيدة من نسائه صلى الله عليه وسلم التي شرفها الله بنزول الوحي على الرسول في هجرتها لقوله عليه الصلاة السلام " يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فانه والله ما نزل علي الوحي وانا في لحاف امراة منكن غيرها " رواه البخاري .
عائشة رضي الله عنها هي الوحيدة من زوجاته صلى الله عليه وسلم التي خطيت برعايته عليه الصلاة والسلام وهو مريض حيث لم يمرض إلا في بيتها .
عائشة رضي الله عنها التي توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأته في حجرها ودفن في حجرتها .
عائشة رضي الله عنها والتي هي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة وذكر الحديث بلسان عمار بن ياسر بحضرة الحسن بن علي رضي الله عنهم أجمعين حيث قال عن عائشة " والله إنها لزوجة بينكم في الدنيا والآخرة " رواه البخاري وسنرد الحديث بأكمل مني حينه أن شاء الله .
عائشة رضي الله عنها والتي ذكرت وكأنها عدوة لعلي رضي الله عنه قالت راحم الله عليها رضي الله عنه انه كان من كلامه لا يرى شيئا يعجبه الا قال صدق الله ورسوله فيذهب أهل العراق يكذبون عليه ويزيدون عليه في الحديث " رواه أحمد.(2/159)
وهذه الأحاديث عن مناقب عائشة رضي الله عنها غيض من فيض فإذا ردت المزيد انظري الى الصحاح البخاري وسلم ويجزهما من كتب السنن عن مناقب عائشة رضي الله عنها فتجدي المزيد .
أختي المسلمة ورغم تحذير العلماء من ذكر الفتنة التي كانت بين عائشة وعلي ومعاوية رضي الله نهم وسبب التحذير لئلا يحمل أحد الجهلاء في نفسه حقدا أو غضبا على أحد الصحابة فيؤدي به ذلك الى التهلكة رغم ذلك سأذكر لك عن بعض ما حصل بين عائشة وعلي رضي الله عنهما وحتى يمتلأ قلبك إيمانا بالله ورسوله وحبا للصحابة أجمعين دون التغريق بينهم مع ثقتي الكاملة بك أنك على هذا المنهج ولا أزكيكي على الله .
عائشة رضي الله عنها التي من اللله عليها بأنها أكثر النساء العالمين راوية الأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وأكثر القوم بعد أبوهريرة رضي الله عنه والذي قال في حقها أبو موسى الأشعري ما اختلف في شيء ( أي انه ما من احر فقهي يختلف عليه بين الصحابة إلا ودنا حلة عند عائشة رضي الله عنها .
عائشة رضي الله عنها لاتي زكاها ابن عباس حبر هذه الأمة عندما دخل عليها وهي في فراش الموت قال لها مهونا عليها ابشري ما بينك وبين أن تلقي محمدا أو الأحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد كننت أحب نساء رسول الله إلى رسول الله ولم يكن رسول الله يحب إلا طيبا وسقطت فلا ذلك فاصبح رسول الله وأصبح الناس ليس معهم ماء فأنزل الله _ فتيمموا صعيدا طيبا ) فكان ذلك في سبيل الله وما أنزل الله لهذه الأمة من الرخصة وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات جاء به الروح الأمين فأصبح ليس لله مسجد من مساجد الله يذكر الله فيه إلا يثلى فيه إناء الليل وإناء النهار فقالت يا ابن عباس إليك عني والذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسيا منسيا " انه لما عثمان رضي الله عنه جاء الناس يهرعون الى علي رضي الله عنه فقالوا له نبايعك فمد يدك فلا بد من أمير لملك زمام الأمر واقامه حد الله في قتلة عثمان فقال علي ليس ذلك إليكم إنما ذلك الى اهل بدر فمن رضي به اهل بدر فهو خليفة فلم يب أحد من اهل بدر إلا أتى عليا فقالوا ما نرى أحدا أحق بها منك مد يدك نبايعك فبايعوه وجاء علي بعد بيعته إلى إمرأة عثمان فقال لها من قتل عثمان قالت لا أدري دخل عليه رجلان لا أعرفهما فلم يتبين لعلي رضي الله عنه من هم القتلة فترك القصاص حتى تبين من هم القتلة وقال ابن سعد وكانت مبايعة على الخلافة الغد من قتل عثمان بالمدينة فبايعه جميع من كان بها من الصحابة ويقال إن طلحة والزبير بايعا كارهين غير طائفين والصحيح كما روي المغيرة عن لأشقر قال رأيت طلحة والزبير بايعا عليا طائعين غير مكرهين ولما رأى طلحة والزبير أن عليا لم يأخذ القصاص من قتلة عثمان أستاذا عليا في العمرة ثم خرج إلى مكة فلقيا عائشة رضي الله عنها فأخبروها بمقتل عثمان واتفقوا معها بالمطالبة بدم عثمان حتى يقتلوا قتله فأجتمع رأيهم على التوجه الى البصرة يستنفرون الناس للطلب بدم عثمان فبلغ ذلك عليا رضي الله عنه جمع الناس وقال لهم أتدرون بمن بليت ؟ أطوع الناس في الناس عائشة ، واشد الناس الزبير وأدهى الناس طلحة وأيسر الناس بعلي بن أمية " هذا قول علي فيهم رضي الله عنه أجمعين فما ظننا تحت وتنجرا بخوض الحديث والتشرق بالقول عنهم " .
فعندها بعث علي عمارا ولحسن إلى الكوفة ليستنفرهم خطب عمارا فقال وفي رواية فكان الحسن بن علي فوق المنبر في أعلاه وقام عمار أسفل من الحسن قال عمار : أن عائشة قد سارت الى البصرة ، والله إنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا وفي الآخرة ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون أم هي " قال الحافظ بن حجر في الفتح فلعل عمارا سمع من المصطفى صلى الله عليه وسلم هذا الحديث والذي رواه ابن حبان من طريق سعيد بن كثير عن أبيه قال حدثتنا عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة .
وقوله ليعلم إياه تطيعون أم هي أي المراد طاعة الله أي اتباع حكمه الشرعي وهو بالسمع والطاعة للأمام وعدم الخروج عليهوتابع ابن حجر قوله وكان عذر عائشة رضي الله عنها وطلحة والزبير أن مرادهم ايقاع الاصلاح بين الناس والفتنة التي حدثت بمقتل عثمان وأخذ القصاص من قتلته ويؤيد هذا أن عائشة رضي الله عنها لما أقبلت بلغت مياه بني ليلا نبحت الكلاب قالت أي ماء هذا قالوا ماء الحواب قالت : ما أظنني ألا وأنا راجعة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا دوأيتكن تنتج عليها الكلاب الحواب فقال لها الزبير ترجعيت _( وهو متعجب ) عسى الله عز وجل أن يصلح بك الناس وفي رواية فقال بعض من كان معها بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم " روه أحمد وأبو هيلي وابن حيان وصحيحه الألباني .(2/160)
وقال الحافظ في الفتح في بيان قصة أصحاب الجمل ( 8/128 ) ومحصلها ان عثمان لما قتل وبويع علي الخلافة خرج طلحة والزبير الى مكة فوجدوا عائشة وكانت قد حجت فاجتمع رأيهم على التوجه الى البصرة يستنفرون الناس للطلب بدم عثمان فبلغ ذلك عليا رضي الله عنه فخرج اليهم فكانت وقعة الجمل ونسبت الى الجمل الذي كانت عائشة ركبته وهي في هودجها تدعو الناس للإصلاح ونقل أيضاعن ابن بطال عن المهلب ان مذهب ابي بكرة وهو صحابي جليل انه كان على رأي عائشة رضي الله عنها في طلب الاصلاح بين الناي ولم يكن قصدهم القتال ولكن لما انتشيت الحرب لم يكن لمن معها من بدون المقاتلة وقال أيضا ويدل ذلك ان أحدا لم ينقل ان عائشة ومن معها نازعوا عليا في الخلافة ولا دعوا الى احد منهم ليولوه الخلافة وامنا انكرت هي ومن معها على علي منعه من قتله عثمان وترك الاقتصاص لامنهم " وهذا ما كان لخروج عائشة رضي الله عنها من هدفها الاصلاح واخذ بدم عثمان من قتلتها وتابع ابن حجر قوله وكان علي رضي الله عنه ينظر من أولياء عثمان ان يتحاكموا اليه فاذا بت على احد بعينه انه فمن قتل عثمان اقتص منه فاختلفوا بحسب ذلك وخشي القتل خافوا لو ان عائشة رضي الله عنها وعلي رضي الله عنه اصطلحوا على امر واحد وهو البحث عن القتلة ؟ والتحري عنهم ومعرفتهم لادى ذلك الى قتلهم فحقي لا يكون ذلك الامر قام القتلة بإشعال فتيل الحرب ) فانشبوا فتيل الحرب فكان ما كان انظري فتح الباري تفسير صحيح البخاري (13/56 ) وقال الألباني وجوانبا على ذلك ولا نشك ان الخروج ام المؤمنين كان خطأ من أصله ولذلك همت بالرجوع حيث علمت بتحقيق نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم عند الجواب ولكن الزبير رضي الله عنه أقنعها بترك الرجوع بقوله " عسى الله ان يصلح بك بين الناس " ولا نشك انه كان مخطئا في ذلك ولا نشك انه كان مخطئا في ذلك أيضا .
وتابع الألباني قوله ولا شك أن عائشة رضي الله عنها هي المخطئة وتبينت من خطئها انها ندمت على خروجها وذلك هو اللائق بفضلها وكما لها " وهذه بشهادة علي رضي الله عنه أطوع الناس بالناس عائشة " وذلك مما يدل على أن خطئها من الخطأ المغفور بل المأجور وقال أيضا وقد أظهرت عائشة رضي الله عنها الندم كما أخرجه ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب عن أبي عتيق وهو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال قالت عائشة رضي الله عنها لابن عمر يا أبا عبد الرحمن ما منعك أن تنهاني عن مسيري قال رأيت رجلا غلب عليك يعني ابن الزبير فقالت أما والله لو نهيتني ما خرجت " انتهى فخروج عائشة رضي الله عنها ومن معها اذن لم يكن خروجهم بقصد ولكن للاصلاح وعاهدت فهو بغير قصد والذي تسبب في ذلك خطة خبيثة خطط اليها قتلة عثمان كما أسفلنا ذكره فأوقعت القتال بين الطرفين وكان بدأ القتال ان صبيان العسكرين أي عسكر علي وعسكر عائشة رضي الله عنها تسابوا ثم تراموا ثم تبعهم العبيد ثم السفهاء فنشبت الحرب وغلب أصحاب علي رضي الله عنه فأمر علي مناديه وهذا من كرمه وأخلاقه لا تتبعوا مدبراً ولا تجهزوا جريحاً ولا تدخلوا دار أحد وارجع عائشة سالمة آمنة إلى بيت أهلها كيف لا وهذا ما أوصاه به حبيبه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم بقوله لعلي " أنه سيكون نبيك وبيت عائشة أمراً " قال فأنا أشفاهم يا رسول الله ، قال " ولكن إذا كان ذلك فأردوها إلى مأمنها " رواه أحمد والبزار وقال حسن انتهت الفقرة الأولى ونتحول الآن إلى الفقرة الأخرى والتي أشرت فيها لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فهذا علي مولاه والحديث وارد دون ذكر " فهذا " والحديث قال عنه الترمذي حديث حسن غريب ورواه أيضاً أحمد وابن ماجه عن البراء وأحمد عن بريدة والترمذي والنسائي والضياء عن زيد بن أرقم والحديث ليس حسن بل صحيح صححه الألباني في السلسلة الصحيحة والروض النفير والمشكاه . وله للفظ أخر رواه أحمد والنسائي والحاكم عن بريدة " من كنت وليه ، فعلي وليه " ورواه الطبراني في الصغير أيضاً .
تم تتساءلين ما تسفير خروج المسلمون على وليهم الذي نصبه الرسول لهم قبل وفاته أو ليس للولاية حق الطاعة إلى غير ذلك .(2/161)
أختي المسلمة سؤالك هذا فيه بعض التلبيس والغموض ولم تبيني حقيقة مرادك منه وإن كان ليستشف منه ما المقصود . إن كان القصد من السؤال بما أن علي مولى المؤمنين لماذا لم يبايعوه على الخلافة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فإن كان هو المراد وأسأل الله ألا يكون كذلك وإلا فبئس ما فهمت من الحديث لما ، لأنك تزعمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نصب علياً مولى للمؤمنين قبل وفاته وأخذت معنى مولى أي والي أمرهم وذكرت أن الوصية كانت قبل وفاته عليه الصلاة والسلام ، فإن كان هذا المراد لقد اتهمت أشرف الخلق بعد الأنبياء والرسل بالخيانة لمخالفتهم لوصاية الرسول وعصيان أخره وهذا بالطبع لا يليق بالصحابة لأنهم تعلموا مما علمهم رسول الله من كتاب الله تعالى قوله سبحانه " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرأ أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعصى الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا " الأحزاب 36 ، وقوله تعالى " إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا " النور 51.
فالتزموا أوامر الله ورسوله وانتهوا عن نهيهما فكانوا أعبد الناس بعد الأنبياء بعد الأنبياء والرسل ولهذا امتدحهم الله بمواطن كثيرة في كتابه العزيز ومنَّ عليهم سبحانه بالمغفرة والرضوان فهل يرضى الله عن أناس عصوا رسوله وخالفوا أمره وقال لهم سبحانه " من يطع الرسول فقد أطاع الله " حاشا لله أن يكون هذا من صحابة رسول الله ولهذا منَّ الله عليهم بالرضوان والجنات بعد أن امتدحهم بقوله سبحانه " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات بجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم " التوبة 100 .
وشهد الله جل وعلا على صدق الصحابة مع الله ورسوله وهدفهم مع أنفسهم فساهم الصادقون وذلك بقوله تعالى " للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون " . الحشر 8
ولو أطلعت إلى تغير الحديث في تحفة الاحوذي بشرح جامع الترمذي لتبين لك معناه والسبب في قوله عليه الصلاة والسلام لهذا الحديث فمعناه من كنت أتولاه فعلي يتولاه من الولي ضد العدو أي من كنت أحبه فعلي يحبه وهنا مداخله حيث يكون هذا في الولاء والبراء فكل من والى الله ورسوله نواليه ومن عصاهم نعاديه أما قال تعالى دويا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة " الممتحنة آيه واحد وقوله تعالى " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " .(2/162)
ومن يقول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون " المائدة آية 54 -55 . وقوله تعالى " يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا آباءكم وأخوانكم أولياء أن تستحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فلولئك هم الظالمون " التوبة آيه 23 " إلى غيرها من آيات الولاء والبراء وقال الشافعي رحمه الله تفسيره لهذا الحديث يعني بذلك ولاء الإسلام كقوله تعالى ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لها مولى لهم " محمد آيه " وسبب الحديث كما قيل أن أسامة قال لعلي لست مولاي إنما مولاي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام " من كنت مولاة فعلي مولاه " وهذا ما ذكرناه ويندرج تحت قوله تعالى إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " فيدرج علي رضي الله عنه تحت كلمة آمنوا وهذا هو الولاء والبراء من الشيء تندرج تحت قوله تعالى " وأن الكافرين لا مولى لهم " وفي شرح المصابيح للقاضي أودد ما قالته الشيعة وهوات علي هو المتصرف في كل ما يستحق الرسول صلى الله عليه وسلم التصرف منه ومن ذلك أمور المؤمنين فيكون أمامهم فقال الطيبي في المرقاة رداً عليهم " لا يستقيم أن تحمل الولاية على الأمانة التي هئ التصرف في أمور المؤمنين لأن المتصرف المستقل في حياته صلى الله عليه وسلم هو لا غيره فيجب أن يحمل على المحبة والحديث الثاني الذي ذكرناه بلفظ آخر يعطي هذا المعنى وهو " من كنت وليه فعلي وليه " وهذا ليس لعلي رضي الله عنه فقط وحقيقة الأمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى ضمنياً بالخلافة من بعده لأبي بكر الصديق وهذا ما لا تؤمن به الرافضة علماً أنه من رد حديثاً صحيحاً عن رسول الله فهو على شفي هلكة وكذلك من لم يرضى بحكم الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً " واليك بعض الأحاديث التي تشير إلى ذكره صلى الله عليه وسلم فضيلة بعض الصحابة وأولاهم بالذكر أبو بكر الصديق فقال " صلى الله عليه وسلم " لو كنت متخذاً من أخي خليلاً دون ربي لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخي وصاحبي " أحمد والبخاري عن ابن عباس . انظري قوله عليه الصلاة والسلام دون ربي أي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى أبا البكر بالذكر من المخلوقين بعد الخالق جل وعلا انتبهي . وروى البخاري ومسلم عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه سأل النبي فقال أي الناس أحب إليك قال : عائشة فقلت من الرجال فقال أبوها فقلت ثم من قال عمر بن الخطاب " .
وروى البخاري في صحيحة عن ابن عمر رضي الله عنهما : كنا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحداً ثم عمر ثم عثمان ثم نترك الصحابة لا تفاضل بينهم وفي روايه له أيضاً في أبي داود كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي : أفضل أمنه بعده أبو بكر ثم عمر ثم عثمان زاد الطبراني فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينكره وفي البخاري أيضاً عن محمد بن الحنفية قلت لأبي يعني علياً رضي الله عنهما : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر فقلت ثم من قال عمر وخشيت أن يقول ثم أنت قال : ما أنا إلا واحد من المسلمين وأخرج ابن عساكر عن ابن عمر : كنا وفينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تفضل أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً رضوان الله عليهم أجمعين " .
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم " لو كان نبي بعدي لكان عمر " رواه أحمد والترمذي والحاكم والضبلابي عقبة بن نافع .
ولقوله صلى الله عليه وسلم في حق عثمان " ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة " رواه البخاري ومسلم .
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في علي " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي " رواه البخاري والمسلم وهكذا جاءت أحاديث كثير بفضل الصحابة وعلى رأسهم هؤلاء الصحابة العظام رضوان الله عليهم أجمعين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي .
إذا امتداح رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحابته وذكر بعض فضائلهم ومن ضمن ذلك قوله من كنت مولاه فعلي مولاه لا يعني ذلك الوصاية له بالولاية أو الخلافة من بعده بل كما ذكرت مسبقاً جاءت أحاديث صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تشير ضمنيا إلى أنه أوصى بالخلافة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه وإليك بعض تلك الأحاديث .
1. الحديث الأول في البخاري ومسلم وهما أصح الكتب بعد القرآن بإجماع من اعتديه " أن عمر رضي الله عنه خطب الناس مرجعه من الحج فقال في خطبته قد بلغني أن أن فلاناً منكم يقول لو مات عمر بايعت فلاناً فلا يغترن امرؤ أن يقول إن بيعة أبي بكر كانت فلتة " والحديث طويل والشاهد لنا في هذا الحديث كلمة فلتة أي عبث أي لم يكن خلافته هكذا بل بوصاية وأمر مسبق من رسول الله صلى الله عليه وسلم .(2/163)
2. الحديث الثاني : رواه النسائي وأبو يعلي والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار منا أمير ومنكم أمير فأتاهم عمر بن الخطاب فقال يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أبا بكر " أن يؤم الناس " وأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر فقالت الأنصار ونعوذ بالله أن تتقدم أبا بكر .
3. الحديث الثالث رواه البخاري ومسلم عن جبير بن مطعم قال : أتت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرها أن ترجع إليه فقالت أرأيت إن جئت ولم أجدك كأنها تقول الموت قال : إن لم تجديني فأت أبا بكر " وفي رواية أخرى لابن عساكر عن ابن عباس قال لها إن جئت فلم تجديني فأت أبا بكر الخليفة من بعدي " .
4. الحديث الرابع أخرج أبو القاسم البغوي بن حسن عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " يكون خلفي اثنا عشر خليفة أبو بكر لا يلبث إلا قليلاً قال الأئمة ، صدر هذا الحديث مجمع على صحته وأردمت طرق عدة أخرجه الشيخان البخاري ومسلم وغيرهما " .
5. الحديث الخامس رواه أحمد وحسنه وابن صاحبه والحاكم وصححه عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر .
6. الحديث السادس روي البخاري أن البني صلى الله عليه وسلم قال : " ليس في الناس أحد أمن علي في نفسي ومالي من أبي بكر بن أبي قحافة ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن خلة الإسلام أفضل سدوا عني كل خوخه في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر " قال العلماء في هذه الحديث إثارة أيضاً إلى خلافة الصديق رضي الله عنه لأن الخليفة يحتاج إلى القرب من المسجد لشدة احتياج الناس إلى ملازمته له للصلاة بهم وغيرها .
7. الحديث السابع رواه الحاكم وصححه عن أنس قال بعثني بنو مصطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سله إلى من ندفع صدقاتنا بعدك فأتيت فسألته فقال : إلى أبي بكر " ومن لازم دفع الصدقة إليه كونه خليفة إذ هو المتولي قبض الصدقات .
8. الحديث الثامن : رواه مسلم عن عائشة قالت لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه أرعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتاباً فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل أنا أولي ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر وفي رواية أخرى لا حمد من طريق آخر قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه أدعي لي عبد الرحمن بن أبي بكر أكتب لأبي بكر كتاباً لا يختلف عليه أحد ثم قال دعيه معاذ الله أن يختلف المؤمنون في أبي يكر وفي راوية عن عبد الله بن أحمد : أبى الله والمؤمنون أن يختلف عليك يا أبا بكر .
9. الحديث التاسع رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى الاشعري قال مرض النبي صلى الله عليه وسلم واشتد مرضه فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس قالت عائشة يا رسول الله إنه رجل رقيق إذا قام مقامك لم يستطيع أن يصلي بالناس فقال مرى أبا بكر فليصل بالناس عددها ثلاثا " وهذا الحديث مثواثر فإنه ورد من حديث عائشة وابن مسعود وابن عباس وابن عمر وعبد الله بن زمعة وأبي سعيد وعلي من أبي طالب ومغصة .
10. الحديث العاشر : من رواية عبد الله بن زمعة أنه قال له صلى الله عليه وسلم أخرج لأبي بكر يصلي بالناس فخرج فلم يجد على الباب إلا عمر في جماعة ليس فيهم أبو بكر فقال يا عمر : صل بالناس فلما كبر وكان صبياً وسمع صلى الله عليه وسلم صوته قال يا أبي الله والمسلمون إلا أبا بكر يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر يا أبى الله والمسلمون إلا أبا بكر " .
وهذه الأحاديث غيض من فيض من الأحاديث التي تبين أحقية أبو بكر الصديق بالخلافة .
ثم نأتي إلى شوا لك ما تفسرون خروج المسلمون بعد ما تبين لك أن مبايعة أبا بكر الصديق ليس خروجاً على علي وكان رضي الله عنه من ضمن المبايعين والمزكين له وذكرهم بأفضل الناس فهل يعد أن علي خرج على نفسه بعد هذا التبيان يأتي إلى الأمر وهو خروج عائشة رضي الله عنها على علي في خلافته وقد استفضنا في تبيانه ولا بعد ذلك خروج فهل تعد عائشة رضي الله عنها من الخوارج الذين قال عنهم صلى الله عليه وسلم "كلاب أهل النار" والعباد بالله أكرمها الله وجل وعلا في الدنيا الآخرة فهي التي أوصت أحد الصحابة وهو عبد الله بن بديل عند مقتل عثمان بلزوم علي رضي الله عنهم لما أخرجه ابن أبي شيبة بسند جيد عن عبد الرحمن بن ابري قال انتهى عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي إلى عائشة يوم الجمل وهي في الهودج فقال يا أم المؤمنين أتعلمين أني أتيتك عندما قتل عثمان فقلت ما تأمريني فقلت الزم علياً . وأما الفتنة بعين عبي ومعاوية رضي الله عنهما قد أجمع أهل العلم أن اجتهاد معاوية كان مخطئاً حيث أن معاوية راسل علي بأن يقيم الحد على قتلة عثمان فرفض علي إلا بعد قيام دعوى من ولى الدم وثبوت ذلك على من باشره بنفسه ، وكان هذا هو الصحيح في رأي علي .(2/164)
ويكفينا حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي نبأ صحابته عن المقتلة التي تكون بين علي ومعاوية قال " لا تقوم الساعة الساعة حتى يقتتل فئتان ( فيكون بينهما مقتلة عظيمة ) دعواهما واحدة " . رواه البخاري . ومعنا دعواهما واحدة إما أن يكون كلاهما على حق حيث علي يدعو إلى عدم الانشقاق عنه وعن مبايعته ومعاوية يدعو إلى إقامة الحد على قتلة عثمان قبل مبايعته ، والأصح أن تغيير الحديث هو أن كل واحد منهما يدعي أنه المحق ، ولا شك أن علياً هو المحق إذ كان إمام المسلمين وأفضلهم يومئذ باتفاق أهل السنة . وفي هذا لا يعد خروج معاوية كالخوارج الذين كفروا علياً والعياذ بالله ، فكلاهما صحابيان جليلان وكان من الصحيح ألا نعمل أي بغض أو كره لأي صحابي .
وهنا لنا وقفة بسيطة ونصيحة أقدمها لك وهو عدم الخوض في الأمور التي كانت بين الصحابة وهذا ما وصى به أهل العلم خشية أن يقذف الشيطان في قلبك بغضاً لصحابي فيؤوي بك إلى التهلكة ، فما هو علمي وعلمك نسبة لعلم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخص الصحابة الذين وقفوا جانباً من هذه الفتنة أمثال ابن عمر وابن عباس وأبي بكرة وأبو ذر وغيرهم وكذلك من جاء بعدهم من العلماء التابعين وغيرهم وما كان قول أهل العلم في هذه المسألة إلا كلمة واحدة وهي أنهم - أي علي وعائشة ومعاوية - رضي الله عنهم أجمعين اجتهدوا وهم صحابة أجلاء فمنهم من أصاب ومنهم من أخطأ ، والمخطئ في الاجتهاد مأجوراً أجراً واحداً والمصيب في اجتهاده مأجور أجرين اثنين والصحابة رضي الله عنهم كلهم عدول وعدالة الصحابة مذهب أهل السنة والجماعة وذلك لما أثنى الله تعالى عليهم في كتابه ولما نطقت به السنة النبوية في المدح لهم ولما بذلوه من الأرواح والأموال بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته وذلك كان منهم لنصرة هذا الدين و لإعلاء كلمة التوحيد حتى أصبح كل من أتى بعدهم من أمة الإسلام حسنة من حسناتهم فنحن جميعاً ومن سبقنا ومن سيأتي بعدنا أعمالنا في ميزان حسناتهم إن شاء الله تعالى وأما ما حصل بينهم فلا تخلو من أمرين الأول أن يكون من غير قصد وهذا ما أسلفنا ذكره ما كان بين عائشة وعلي رضي الله عنهما والثاني أن يكون خطأ مثل القتال يوم صفين بين علي وبين معاوية رضي الله عنهما ولكنه كان مجتهداً كما ذكرنا ولا يخلو صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الفتنة من أن يكون أحدهم مأجوراً أجراً واحداً أو أن يكون مأجوراً أجرين ولا بد أن نعلم أن الصحابة ليسوا بمعصومين وإنما هم بشر يجوز عليهم ما يجوز على غيرهم وأن ما صدر من بعضهم ولو كان فيه ما فيه فهو إلى جانب شرف الصحبة وفضلهما مغتفر ومعفو عن صاحبه ومن المعلوم أن الحسنات يذهبن السيئات ومقام أحد الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم لحظة من اللحظات في سبيل هذا الدين لا يعد لها شئ ثم ما وضع في ميزانهم من أعمال المسلمين الذين كانوا حسنة من حسنات تلك اللحظة كلها في ميزان حسناتهم فماذا تعمل الغلطة والغلطتان حيث وكما هو معلوم وكما ثبت في الصحيح قد أطلع على أهل بدر فقال " اعملوا ما شئتم ، إني قد غفرت لكم ، وتجاوز الله سبحانه وتعلى عمن تولى يوم أحد من الصحبة وذكر ذلك في كتابه في آية تتلى إلى يوم الدين ، قال سبحانه " إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا عنهم إن الله غفور رحيم " . آل عمران أية 100
وكذلك مسألة أخذ الفداء نص القرآن أن الله سبحانه وتعالى سامحهم في ذلك فقال تعالى " لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً واتقوا الله إن الله غفور رحيم " . الأنفال 68+69
وكذلك قصة ماعز وقصة الفامدية وقد وقع كل منهما في فاحشة الزنا ولكن إيمانهم جعل كل واحد منهما يأي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويطلب منه أن يطهره من تلك المعصية وقد تاب كل واحد منهما توبة لو وزعت على أهل الأرض لوسعتهم ولا يعرف في أهل العلم من الصحابة ورواه هذا الدين وقع في معصية عامدأ وقاصداً لها تطعن في عدالته بل كلهم والحمد لله قد ذكروا بالثناء الحسن والذكر الجميل والطاعة الكاملة لهذا الدين وأما الخطأ والنسيان الذين لا يخلو منه بشر فهذا وقع ولكنه قليل .
فهؤلاء هم الصحابة أصحاب بيعة العقبة وأصحاب بيعة الرضوان وهم الصحابة الذين فدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية العطرة وأموالهم فدوه بآبائهم وأبنائهم وبكل ما يملكون كيف لا وقد علموا مما علمهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا إيمان لأحدهم حتى يكون نبيهم صلى الله عليه وسلم أحب شيء إليه للحديث الذي رواه البخاري وسلم قال صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " .(2/165)
هؤلاء هم الصحابة الذين من الله الله عليهم بالمغفرة والرضوان الذين قال فيهم الحق جلا وعلا " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ، ذلك الفوز العظيم " . التوبة أية 100
فهؤلاء هم الصحابة الذين لو أننا شككنا بإيماهم ولو للحظة واحدة لكنا شككنا بإيمان رسول الله وهديه وحاشا لله ، حيث أن الصحابة كانوا بمثابة الجوارح للرسول صلى الله عليه وسلم ينعكس عليهم هديه وخلقه وسيرته وأقواله وأفعاله .
هؤلاء هم الصحابة ويا للعجب من أناس التين ينتسبون إلى هذا الدين بزعمهم يتجرؤون على أشرف الخلق بعد الأنبياء والرسل فيسبوهم ويلعنوهم ويقذفونهم ويقولون عنهم ما ليس فيهم وقد أتوا بهذا ببهتان عظيم وسيسأل كلهم عمن افتروه عندما يقفون بين يدي ملك الملوك وجبار السموات والأرض وأعنوا بهذا الرافضة الذين تجرؤا على الله بسب ولعن وشتم أولياءه ولو قرءوا كتاب الله وفهموا نصوص آياته لخشوا على أنفسهم من الكفر لأن لا يحد في قلبه غضب أو غيظ على الصحابة إلا يخشى عليه أن يكون من الكفار وهذا استناداً لما جاء في قوله تعالى " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوهم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة والأنجيل كزرع أخرج شطئه فأزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزارع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً " . الفتح 29
قال ابن الجوزي رحمه الله " وهذا الوصف لجميع الصحابة عند الجمهور ، وقال القرطبي رحمه الله " قوله تعالى ( وعد الله الذين آمنوا) أي وعد الله هؤلاء الذين مع محمد وهم المؤمنون الذين أعمالهم صالحة (مغفرة وأجراً عظيماً) أي ثواباً لا ينقطع وهو الجنة وليست " من " في قوله تعالى " منهم " مبغضة لقوم من الصحابة دون قوم ولكنها عامة مجنسة مثل قوله تعالى " فاجتنبوا الرجس من الأوثان " . الحج 3
لا يقصد للتبغيض لكنه يذهب إلى الجنس أي فاجتنبوا الرجس من الأوثان " الحج 30 لا يقصد للتبعيض لكنه يذهب إلى الجنس أي فاجتنبوا الرجس من جنسي الأوثان .
وكذا منهم " أي : من هذا الجنس ، يعني جنس الصحابة وقال ابن إدريس رحمه الله لا آمن أن يكونوا قد ضارعوا الكفر يعني الرافضة لأن الله تعالى يقول ليقبظ بهم الكفار " وهذا تفسير ابن الجوزي .
وقال أبو عروة الزبيري رحمه الله " كنا عند الإمام مالك فذكروا رجلاً ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقبظ بهم الكفار " الآية فقال مالك : من أصبح وفي قلبه غيظ على أصحاب محمد عليه السلام فقد أصابته الآية رواه الخلال وأبو نعيم وذكره ابن الجوزي مختصراً في تفسيره .
ونقل القرطبي هذا الأثر وغراه للخطيب ثم قال " لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب تأويله فمن نقص أحداً منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائح المسلمين .(2/166)
قال ابن أبي العز رحمه الله " فمن أضل ممن يكون في قلبه غل من على خيار المؤمنين وسادات أولياء الله تعالى بعد البنين بل قد فضلهم اليهود والنصاري بخصلة ، قيل لليهود من خير أهل ملتكم ؟ قالوا : أصحاب موسى ، وقيل للنصاري : من خير أهل ملتكم ؟ قالوا : أصحاب عيسى ، وقيل للرافضة : من شر أهل ملتكم ؟ قالوا : أصحاب محمد !! لم يستثنوا منهم إلا القليل ، وفيمن سبوهم من هو خير ممن استثنوهم أضعاف مضاعفة " شرح العقيدة الطحاوية قال الشوكاني رحمه الله " أمرهم الله سبحانه بعد الاستغفار للمهاجرين والأنصار في نص هذه الآية من قوله تعالى " والذين جاء ومن بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم " الحشر 8-10 " حيث ذكر سبحانه الا تبين التي قبل بمدح المهاجرين والأنصار أمرهم سبحانه أن يطلبوا منه أن ينزع من قلوبهم الغل للذين آمنوا على الإطلاق فيدخل في ذلك الصحابة دخولاً أولياً لكونهم أشرف المؤمنين ولكون السياق فيهم ، فمن لم يستغفر للصحابة على العموم ويطلب رضوان الله لهم خالف ما أمره الله به في هذه الآية فإن وجد في قلبه غلاً لهم فقد أصابه نزع من الشيطان وحل به نصيب وافر من عصيان الله بعداوة أوليائه وخير أمة نبيه صلى الله عليه وسلم وانفتح له باب الخذلان يفد به على نار جهنم إن لم يتدارك نفسه باللجوء إلى الله سبحانه والاستغاثة به فإن جاوز ما يجده من الغل إلى شتم أحد منهم إنقاذ للشيطان بزمام ووقع في غضب الله سخطه وما زل الشيطان الرجيم ينقلهم من منزلة ومن رتبة إلى رتبة حتى صاروا أعداء كتاب الله وسنة رسوله وخير أمنه وصالحي عباده وسائر المؤمنين ، وأهملوا فرائض الله وهجروا شعائر الدين وسعوا في كيد الإسلام وأهله كل السعي ورموا الدين وأهله بكل حجر ومدر والله من ورائهم محيط " وهذا ما آلت إليه الرافضة الذي وصل بهم الحال أن رفضوا دين الله .
وقال الزبير بن بكار : حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن قدامة اللخمي عن أبيه عن جده عن محمد بن علي عن أبيه قال : جلس قوم من أهل العراق فذكروا أبا بكر وعمر فنالوا منهما ثم إبتدأوا في عثمان فقال لهم : أخبروني أأنتم من المهاجرين الأولين " الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله " الحشر 8 . قالوا لا ، قال : فأنتم من الذين " تبوء والدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم " الحشر 9 قالوا : لا ، فقال لهم : أما أنتم فقد أقررتم وشهدتم على أنفسكم أنكم لستم من هؤلاء ولا من هؤلاء وأنا أشهد أنكم لستم من الفرقة الثالثة الذين قال الله عز وجل فيهم " والذين جاء وأمن بعدهم يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا الحشر 10 .
قدموا : عني لا بارك الله فيكم ولا قرب دوركم أنتم مستهزئون بالإسلام ولستم من أهل " ذكره ابن كثير في البداية والنهاية .
واكتفى بهذا القدر واختم بوعيد الله على لسان رسول الله لكل من تجرأ وسب أو لعن صحابه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام " من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " رواه الطبراني وحسن اسناده الألباني . وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم " لا تسبوا أصحابي فوالله لو أن أحدكم انفق مثل جبل أحد ذهب ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " وأختم بقوله صلى الله عليه وسلم " إذا ذكر أصحابي فامسكوا " والحديث صحيح أي لا نتكلم عنهم إلا خيراً .(2/167)
هذا أوردته لك يا أختي المسلمة حتى يتبين لك ليس الصحابة هم الخارجين أو خرجوا على وليهم وإنما الخارجين عنه نوعان الأول من عاداه معاداة عظيمة واتهموه بالكفر وهم الخوارج والخوارج عنهم روي البخاري عن أبي سعيد الخوري رضي الله عنه قال " بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسماً إذ أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال رسول الله " ويلك ومن يعدل إذ لم اعدل قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل " فقال عمر يا رسول الله إذن لي فيه فأضرب عنقه فقال " دعه فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقبهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نصيبه وهو قدمه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد منه شيء قد سبق الفرش والدم آيتهم رجل أسود إحدى عضوية مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدر در ويخرجون على حين فرقة من المسلمين " قال أبو سعيد فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتى به حتى نظرت إليه على نعت النبي صلى الله عليه وسلم الذي نعته وفي رواية أخرى ذكر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم " فأينما لقتسيموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة " .
وفي رواية قال فيها عليه الصلاة والسلام عن الخوارج " هم كلب أهل النار " ونذكر هذا الحديث الذي يبين فيها ما سبب خروجهم على علي رضي الله عنه .
روى النسائي وأبو يعلي في مسنده والحديث اسناده حسن عن ابن عباس قال " لما خرجت الحرورية اعتزلوا في دارهم وكانوا ستة آلاف فقلت لعلي رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين أبرد بالظهر : لعلي آتي هؤلاء القوم فأكلهم قال : إني أخاف عليك قلت : كلا . قال : فقمت وخرجت ودخلت عليهم في نصف النهار وهم قائلون فسلمت عليهم فقالوا مرحباً بك يا ابن عباس فما جاء بك ؟ قلت لهم : أتيتكم من عند " أصحاب النبي " وصهره وعليهم نزل القرآن وهم أعلم بتأويله منكم وليس فيكم منهم أحد " لا بلغكم ما يقولون وتخبرون بما تقولون قلت : أخبروني بماذا نقمتم على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمه ؟ قالوا : ثلاث قلت : ما هن ؟ قالوا : أما إحداهن فإنه حكم الرجال في أمر الله ، وقال الله تعالى " إن الحكم إلا لله " ما شأن الرجال والحكم ؟ فقلت : هذه واحدة . قالوا : وأما الثانية فإنه قاتل ولم يسب ولم يغنم فإن كانوا كفاراً سلبهم وإن كانوا مؤمنين ما أحل قتالهم قلت هذه اثنان فما الثالثة ؟ قالوا : إنه محى نفسه من أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين قلت : هل عندكم شيء غير هذا ؟ قالوا حسبنا هذا .(2/168)
قلت : أرأيتم أن قرأت عليكم من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما يرد قولكم أترضون قالوا : نعم قلت أما قولكم حكم الرجال في أمر الله فأنا أقرأ عليكم في كتاب الله أن قد صير الله حكمه إلى الرجال في ثمن ربع درهم فأمر الرجال أن يحكموا فيه قال الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمداً فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم " الآية فأنشدتكم بالله تعالى أحكم الرجال في أرنب ونحوها من الصيد أفضل أم حكمهم في دمائهم وصلاح ذات بينهم وأنتم تعلمون أن الله تعالى لو شاء لحكم ولم يصير ذلك للرجال ؟ قالوا : بل هذا أفضل . وفي المرأة وزوجها قال الله عز وجل " وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما " فأنشدتكم بالله حكم الرجال في إصلاح ذات بينهم وحقن دمائهم أفضل من حكمهم في امرأة أخرجت من هذه ؟ قالوا : نعم قلت : وأما قولكم قاتل ولم يسب ولم يغنم أفتسبون أمكم عائشة وتستحلون منها ما تستحلون من غيرها وهي أمكم ف وهي أمكم فإن قلتم : إنا نستحل منها ما نستحل من غيرها فقد كفرتم ، ولئن قلتم ليست بأمناً فقد كفرتم لأن الله تعالى يقول " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم " فأنتم تدورون بين ضلا لتين فأتوا منهما بمخرج قلت : فخرجت من هذه ؟ قالوا : نعم وأما قولكم : محى اسمه من أمير المؤمنين فأنا آتيكم بمن ترضون وأراكم قد سمعتم أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبة صالح المشركين فقال لعلي رضي الله عنه " أكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم " فقال المشركون : لا والله ما نعلم أنك رسول الله لو نعلم أنك رسول الله لأطعناك فاكتب محمد بن عبد الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " امسح يا علي رسول الله ، اللهم إنك تعلم أني رسولك امسح يا علي وأكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله " فوالله لرسول الله صلى الله عليه وسلم خير من علي وقدما نفسه ولم يكن محوه ذلك يمحوه من النبوة خرجت من هذه ؟ قالوا نعم فرجع منهم ألفان وخرج سائرهم فقتلوا على ضلا لتهم فقتلهم المهاجرون والأنصار " .
والنوع الآخر هم الذين غالبوا فيه وعظموه أشد التعظيم فخرجوا عنه وهم الرافضة وللاطلاع على معتقداتهم وما هم عليه ارشدك على موقع في شاشة الإنترنت اسمه فيه الجواب الشافي وليس هناك ما يقتري عليهم به ضحضهم والرد عليهم من كتبهم .
وأخيراً أختي المسلمة ما قصدت من هذا التبيان إلا بيان الحقيقة والتي أمرنا بإتباعها اللهم أسأل أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلما ما ينفعنا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الشيخ / ابو محمود رزوق
****************
الفهرس العام
مقدمة هامة ... 1
وغير ذلك من آيات كثيرة ... 2
وفي البخاري (2652)عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِى ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ يَجِىءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ » وهو حديث متواتر ... 2
... 4
الباب الأول- في فضائل الصحابة وعدالتهم ... 5
وفي الموسوعة الفقهية1-45 كاملة - (ج 2 / ص 9409) ... 5
صُحْبَة ... 5
التّعريف ... 5
1 - الصّحبة في اللّغة : الملازمة والمرافقة ، والمعاشرة . يقال : صحبه يصحبه صحبةً ، وصحابةً بالفتح وبالكسر : عاشره ورافقه ، ولازمه . ... 5
وفي حديث قيلة : خرجت أبتغي الصّحابة إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم . ... 5
هذا مطلق الصّحبة لغةً . أمّا في الاصطلاح : فإذا أطلقوا الصّحبة ، فالمراد بها صحبة النّبيّ صلى الله عليه وسلم ... 5
الألفاظ ذات الصّلة ... 5
«أ - الرّفقة» ... 5
2 - الرّفقة في اللّغة : مطلق الصّحبة في السّفر أو غيره ، يقال : رافق الرّجل صاحبه : وقيل في السّفر خاصّةً فهي أخصّ من الصّحبة . ... 5
«ب - الصّداقة» ... 5
3 - الصّداقة ، والمصادقة : المخالّة : بمعنىً واحد ، يقال : صادقته مصادقةً وصداقةً : خاللته ، والصّداقة أخصّ من الصّحبة . ... 5
«الأحكام المتعلّقة بالصّحبة» ... 5
«ما تثبت به الصّحبة» ... 5
4 - اختلف أهل العلم فيما تثبت به الصّحبة ، وفي مستحقّ اسم الصّحبة . ... 5
قال بعضهم : إنّ الصّحابيّ من لقي النّبيّ صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ، ومات على الإسلام وقال ابن حجر العسقلانيّ : هذا أصحّ ما وقفت عليه في ذلك . فيدخل فيمن لقيه : من طالت مجالسته له ، ومن قصرت ، ومن روى عنه ، ومن لم يرو عنه ، ومن غزا معه ، ومن لم يغز معه ، ومن رآه رؤيةً ولو من بعيد ، ومن لم يره لعارض ، كالعمى . ... 5(2/169)
ويخرج بقيد الإيمان : من لقيه كافراً وإن أسلم فيما بعد ، إن لم يجتمع به مرّةً أخرى بعد الإيمان، كما يخرج بقيد الموت على الإيمان : من ارتدّ عن الإسلام بعد صحبة النّبيّ صلى الله عليه وسلم ومات على الرّدّة فلا يعدّ صحابيّاً . ... 6
وهل يشترط التّمييز عند الرّؤية ؟ منهم من اشترط ذلك ومنهم من لم يشترط ذلك . ... 6
قال ابن حجر في فتح الباري : بعد أن توقّف في ذلك « وعمل من صنّف في الصّحابة يدلّ على الثّاني » أي : عدم اشتراط التّمييز . ... 6
وقال بعضهم : لا يستحقّ اسم الصّحبة ، ولا يعدّ في الصّحابة إلاّ من أقام مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم سنةً فصاعداً ، أو غزا معه غزوةً فصاعداً ، حكي هذا عن سعيد بن المسيّب ، وقال ابن الصّلاح : هذا إن صحّ : طريقة الأصوليّين . ... 6
وقيل : يشترط في صحّة الصّحبة : طول الاجتماع والرّواية عنه معاً ، وقيل : يشترط أحدهما ، وقيل : يشترط الغزو معه ، أو مضيّ سنة على الاجتماع ، وقال أصحاب هذا القول : لأنّ لصحبة النّبيّ صلى الله عليه وسلم شرفاً عظيماً لا ينال إلاّ باجتماع طويل يظهر فيه الخلق المطبوع عليه الشّخص ، كالغزو المشتمل على السّفر الّذي هو قطعة من العذاب ، والسّنة المشتملة على الفصول الأربعة الّتي يختلف فيها المزاج . ... 6
«طرق إثبات الصّحبة» ... 6
5 - الصّحبة تثبت بطرق : منها : ... 6
أ - التّواتر بأنّه صحابيّ . ... 6
ب - ثمّ الاستفاضة ، والشّهرة ، القاصرة عن التّواتر . ... 6
ج - ثمّ بأن يروى عن أحد من الصّحابة أنّ فلاناً له صحبة ، أو عن أحد التّابعين بناءً على قبول التّزكية عن واحد . ... 6
د - ثمّ بأن يقول هو إذا كان ثابت العدالة والمعاصرة : أنا صحابيّ ، أمّا الشّرط الأوّل : وهو العدالة فجزم به الآمديّ وغيره ، لأنّ قوله : أنا صحابيّ ، قبل ثبوت عدالته يلزم من قبول قوله : إثبات عدالته ، لأنّ الصّحابة كلّهم عدول فيصير بمنزلة قول القائل : أنا عدل ، وذلك لا يقبل . وأمّا الشّرط الثّاني : وهو المعاصرة فيعتبر بمضيّ مائة سنة وعشر سنين من هجرة النّبيّ صلى الله عليه وسلم ، لقوله صلى الله عليه وسلم في آخر عمره لأصحابه : « أرأيتكم ليلتكم هذه ؟ فإنّ على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممّن هو على ظهر الأرض أحد » . ... 6
وزاد مسلم من حديث جابر : « أنّ ذلك كان قبل موته صلى الله عليه وسلم بشهر » . ... 7
«عدالة من ثبتت صحبته» ... 7
6 - اتّفق أهل السّنّة : على أنّ جميع الصّحابة عدول ، ولم يخالف في ذلك إلاّ شذوذ من المبتدعة . ... 7
وهذه الخصّيصة للصّحابة بأسرهم ، ولا يسأل عن عدالة أحد منهم ، بل ذلك أمر مفروغ منه ، لكونهم على الإطلاق معدّلين بتعديل اللّه لهم وإخباره عن طهارتهم ، واختياره لهم بنصوص القرآن ، قال تعالى : « كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ » الآية . ... 7
قيل : اتّفق المفسّرون على أنّ الآية واردة في أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ... 7
وقال عزّ من قائل : « وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ » . ... 7
وقال تعالى : « مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ » الآية . ... 7
وفي نصوص السّنّة الشّاهدة بذلك كثرة ، منها حديث : أبي سعيد المتّفق على صحّته : أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال : « لا تسبّوا أصحابي فوالّذي نفسي بيده لو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مدّ أحدهم ، ولا نصيفه » . ... 7
وقال صلى الله عليه وسلم : « اللّه ، اللّه في أصحابي لا تتّخذوهم غرضاً بعدي ، فمن أحبّهم فبحبّي أحبّهم ، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد أذاني ، ومن أذاني فقد أذى اللّه، ومن آذى اللّه فيوشك أن يأخذه » . ... 7
قال ابن الصّلاح : ثمّ إنّ الأمّة مجمعة على تعديل جميع الصّحابة ، ومن لابس الفتن منهم فكذلك، بإجماع العلماء الّذين يعتدّ بهم في الإجماع ، إحساناً للظّنّ بهم ، ونظراً إلى ما تمهّد لهم من المآثر ، وكأنّ اللّه سبحانه وتعالى أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشّريعة . ... 7(2/170)
وجميع ما ذكرنا يقتضي القطع بتعديلهم ، ولا يحتاجون مع تعديل اللّه ورسوله لهم إلى تعديل أحد من النّاس ، ونقل ابن حجر عن الخطيب في « الكفاية » أنّه لو لم يرد من اللّه ورسوله فيهم شيء ممّا ذكرناه لأوجبت الحال الّتي كانوا عليها من الهجرة ، والجهاد ، ونصرة الإسلام ، وبذل المهج والأموال ، وقتل الآباء ، والأبناء ، والمناصحة في الدّين ، وقوّة الإيمان واليقين : القطع بتعديلهم ، والاعتقاد بنزاهتهم ، وأنّهم كافّةً أفضل من جميع الخالفين بعدهم والمعدّلين الّذين يجيئون من بعدهم ، ثمّ قال : هذا مذهب كافّة العلماء ، ومن يعتمد قوله ، وروى بسنده إلى أبي زرعة الرّازيّ قال : « إذا رأيت الرّجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فاعلم أنّه زنديق » ، ذلك أنّ الرّسول صلى الله عليه وسلم حقّ ، والقرآن حقّ ، وما جاء به حقّ، وإنّما أدّى إلينا ذلك كلّه الصّحابة ، وهؤلاء يريدون أن يجرّحوا شهودنا ، ليبطلوا الكتاب والسّنّة، والجرح بهم أولى ، وهم زنادقة . ... 8
«إنكار صحبة من ثبتت صحبته بنصّ القرآن» ... 8
7 - اتّفق الفقهاء على تكفير من أنكر صحبة أبي بكر - رضي الله عنه - لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم . لما فيه من تكذيب قوله تعالى : « إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا » . ... 8
واختلفوا في تكفير من أنكر صحبة غيره من الخلفاء الرّاشدين ، كعمر ، وعثمان ، وعليّ - رضي الله عنهم - فنصّ الشّافعيّة : على أنّ من أنكر صحبة سائر الصّحابة غير أبي بكر لا يكفر بهذا الإنكار . ... 8
وهو مفهوم مذهب المالكيّة ، وهو مقتضى قول الحنفيّة . ... 8
وقال الحنابلة : يكفر لتكذيبه النّبيّ صلى الله عليه وسلم ، ولأنّه يعرفها العامّ ، والخاصّ ، وانعقد الإجماع على ذلك ، فنافي صحبة أحدهم ، أو كلّهم مكذّب للنّبيّ صلى الله عليه وسلم . ... 8
«سبّ الصّحابة» ... 8
8 - من سبّ الصّحابة ، أو واحداً منهم ، فإن نسب إليهم ما لا يقدح في عدالتهم ، أو في دينهم بأن يصف بعضهم ببخل ، أو جبن ، أو قلّة علم ، أو عدم الزّهد ، ونحو ذلك ، فلا يكفر باتّفاق الفقهاء ، ولكنّه يستحقّ التّأديب . ... 9
أمّا إن رماهم بما يقدح في دينهم أو عدالتهم كقذفهم : فقد اتّفق الفقهاء على تكفير من قذف الصّدّيقة بنت الصّدّيق : عائشة - رضي الله عنهما - زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم بما برّأها اللّه منه ، لأنّه مكذّب لنصّ القرآن . ... 9
أمّا بقيّة الصّحابة فقد اختلفوا في تكفير من سبّهم ، فقال الجمهور : لا يكفر بسبّ أحد الصّحابة ، ولو عائشة بغير ما برّأها اللّه منه ويكفر بتكفير جميع الصّحابة أو القول بأنّ الصّحابة ارتدّوا جميعاً بعد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أو أنّهم فسقوا ، لأنّ ذلك تكذيب لما نصّ عليه القرآن في غير موضع من الرّضا عنهم ، والثّناء عليهم ، وأنّ مضمون هذه المقالة : أنّ نقلة الكتاب ، والسّنّة كفّار ، أو فسقة ، وأنّ هذه الأمّة الّتي هي خير أمّة أخرجت ، وخيرها القرن الأوّل كان عامّتهم كفّاراً ، أو فسّاقاً ، ومضمون هذا : أنّ هذه الأمّة شرّ الأمم ، وأنّ سابقيها هم أشرارها ، وكفر من يقول هذا ممّا علم من الدّين بالضّرورة . ... 9
وجاء في فتاوى قاضيخان : يجب إكفار من كفّر عثمان ، أو عليّاً ، أو طلحة ، أو عائشة ، وكذا من يسبّ الشّيخين أو يلعنهما . ... 9
وفي الموسوعة الفقهية أيضا :1 -45 كاملة - (ج 2 / ص 4885) ... 9
عدالة الصحابة ... 9
12 - قال السّيوطيّ : الصّحابة كلّهم عدول ، من لابس الفتن وغيرهم بإجماع من يعتدّ به قال تعالى : «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطَاً» أي عدولاً ، وقال تعالى : «كُنْتُمْ خَيرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ» والخطاب فيها للموجودين حينئذ ، وقال صلى الله عليه وسلم : « خير النّاس قرني » . ... 9
قال إمام الحرمين : والسّبب في عدم الفحص عن عدالتهم : أنّهم حملة الشّريعة ، فلو ثبت توقّف في روايتهم لانحصرت الشّريعة على عصره صلى الله عليه وسلم ولمّا استرسلت على سائر الأعصار ، وقيل : يجب البحث عن عدالتهم مطلقاً ، وقيل : بعد وقوع الفتن. ... 9
وقالت المعتزلة : عدول إلا من قاتل عليّاً ، وقيل : إذا انفرد ، وقيل : إلا المقاتِل والمقاتَل ، وهذا كلّه ليس بصواب إحساناً للظّنّ بهم وحملاً لهم في ذلك على الاجتهاد المأجور فيه كلّ منهم. ... 10
وقال المازريّ في شرح البرهان : لسنا نعني بقولنا : الصّحابة عدول ' كلّ من رآه صلى الله عليه وسلم يوما ما أو زاره لماما ، أو اجتمع به لغرض وانصرف ، وإنّما نعني به الّذين لازموه وعزّروه ونصروه. ... 10(2/171)
قال العلائيّ : وهذا قول غريب يخرج كثيرا من المشهورين بالصّحبة والرّواية عن الحكم بالعدالة ، كوائل بن حجر ، ومالك بن الحويرث ، وعثمان بن أبي العاص وغيرهم ، ممّن وفد عليه صلى الله عليه وسلم ولم يقم عنده إلا قليلا وانصرف ، وكذلك من لم يعرف إلا برواية الحديث الواحد ومن لم يعرف مقدار إقامته من أعراب القبائل ، والقول بالتّعميم هو الّذي صرّح به الجمهور وهو المعتبر. ... 10
وفي المسألة تفصيلات أخرى تنظر في الملحق الأصوليّ. ... 10
وقال ابن حمدان الحنبليّ : يجب حبّ كلّ الصّحابة ، والكفّ عمّا جرى بينهم - كتابة ، وقراءة ، وإقراء ، وسماعاً ، وتسميعا - ويجب ذكر محاسنهم ، والتّرضّي عنهم ، والمحبّة لهم ، وترك التّحامل عليهم ، واعتقاد العذر لهم ، وأنّهم إنّما فعلوا ما فعلوا باجتهاد سائغ لا يوجب كفراً ولا فسقاً ، بل ربّما يثابون عليه ، لأنّه اجتهاد سائغ. ... 10
13 - وسبّ آل بيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأزواجه وأصحابه ، وتنقّصهم حرام. ... 10
قال صلى الله عليه وسلم : « اللّه اللّه في أصحابي ، لا تتّخذوهم غرضا بعدي ، فمن أحبّهم فبحبّي أحبّهم ، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد آذاني ، ومن آذاني ، فقد آذى اللّه ، ومن آذى اللّه يوشك أن يأخذه » . ... 10
وقال السّبكيّ والزّركشيّ من الشّافعيّة : وينبغي أن يكون الخلاف فيما إذا سبّه لأمر خاصّ به. ... 10
أمّا لو سبّه لكونه صحابيّاً فينبغي القطع بتكفيره ، لأنّ ذلك استخفاف بحقّ الصّحبة ، وفيه تعريض بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم. ... 11
واختلفوا في كفر من سبّ الشّيخين ، ومذهب الحنفيّة تكفير من سبّ الشّيخين أو أحدهما ، ومذهب الجمهور على خلافه. ... 11
قال أبو زرعة الرّازيّ : إذا رأيت الرّجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فاعلم أنّه زنديق ، لأنّ الرّسول صلى الله عليه وسلم عندنا حقّ ، والقرآن حقّ ، وإنّما أدّى إلينا هذا القرآن والسّنن أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ، وإنّما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسّنّة ، والجرح أولى بهم ، وهم زنادقة. ... 11
«تنزيه نساء النّبيّ صلى الله عليه وسلم» ... 11
14 - من قذف عائشة بما برّأها اللّه منه كفر بلا خلاف ، وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد من الأئمّة. ... 11
روي عن مالك أنّه قال : من سبّ أبا بكر جلد ، ومن سبّ عائشة قتل ، قيل له : لم ؟ قال : من رماها فقد خالف القرآن ، لأنّ اللّه تعالى قال : «يَعِظُكُمْ اللَّهُ أنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أبَدَاً إنْ كُنْتُم مُؤمِنينَ» ... 11
وهل تعتبر سائر زوجات الرّسول صلى الله عليه وسلم كعائشة ؟ فيه قولان : ... 11
أحدهما : أنّه كسابّ غيرهنّ من الصّحابة. ... 11
الثّاني : أنّه من قذف واحدة من أمّهات المؤمنين فهو كقذف عائشة ، وذلك لأنّ هذا فيه عار وغضاضة على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأذى له أعظم من أذاه بنكاحهنّ بعده قال تعالى : «إنَّ الَّذِينَ يُؤذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَه لَعَنَهم اللَّهُ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ» ... 11
واختار الثّاني جمهور العلماء. ... 11
************************ ... 11
حملة رسالة الإسلام الأولون ... 11
محب الدين الخطيب ... 12
جيل قرآني فريد ... 28
نظرة إلى الجيل الفريد ... 35
عقيدة أهل السنة و الجماعة في الصحابة ... 52
الباب الثاني – عرض الشبهات والرد عليها ... 68
تقسيم الصحابة بين أهل السنة والجماعة والرافضة الاثني عشرية ... 68
ثانيا: التقسيم الحقيقي للصحابة في اعتقاد الرافضة الاثني عشرية: ... 70
أولاـ الرد على التيجاني في موقفه من الصحابة في صلح الحديبية: ... 80
ثانياً: الرد على التيجاني في موقفه من الصحابة في رزيَّة يوم الخميس: ... 88
تقسيم الصحابة إلى ثلاثة أقسام والزعم أن منهم من نزل القرآن بتوبيخهم والتحذير منهم ... 115
الرد على من زعم أن الصحابة لم يمتثلوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية ... 117
الرد على من زعم أن الصحابة لم يمتثلوا أمر النبي بكتابة الكتاب الذي أمر به في مرض موته ... 125
الرد على من زعم أن الصحابة تركوا إنفاذ جيش أسامة ... 149
الرد على التيجاني بادعائه أن القرآن يذم الصحابة ... 160
طعن الرافضي على الصحابة بقوله تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار}، والرد عليه. ... 208
طعن الرافضي على الصحابة بقوله تعالى: {وما محمد إلارسولٌ قد خلت من قبله الرسل} والرد عليه. ... 211
طعن الرافضي على الصحابة بقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الارض...} والرد عليه. ... 214
حديث الحوض ... 229
شبهة حديث الحوض ... 238
شبهة جيش أسامة ... 241
شبهة قضية فدك ... 242
شبهة رزية يوم الخميس ... 248
إدعائهم بأن الصحابة رضوان الله عليهم تنافسوا على الدنيا ... 253(2/172)
زعم الرافضي أن الصحابة غيروا حتى في الصلاة والرد عليه ... 263
الصحابة يشهدون على أنفسهم ... 273
طعن الرافضي على الشيخين ببعض ما أثر عنهما من أقوال في شدة خوفهما من الله والرد عليه ... 280
الرد على من زعم أن اختلاف الصحابة هو الذي حرم الأمة العصمة وأدى إلى تفرقها وتمزقها ... 285
دعوى الرافضي أن الصحابة كانوا يجتهدون مقابل النصوص وأن أول من فتح هذا الباب عمر والرد عليه في ذلك ... 308
دعوى الرافضي أن الصحابة ردوا نص:(الغدير) وأبعدوا علياً عن الخلافة والرد عليه في ذلك ... 316
إبطال قصة التحكيم الشهيرة بين أبي موسى وعمرو بن العاص رضي الله عنهما ... 320
اعتقاد أهل السنة في الصحابة رضي الله عنهم ... 323
أدلة عدالة الصحابة من الكتاب العزيز ... 326
أدلة عدالة الصحابة من السنة المطهرة ... 329
منزلة الصحابة لا يعادلها شيء ... 333
سب الصحابة وحكمه ... 336
وقفة مع المنهج الموضوعي ... 342
حكم سب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ... 343
حكم سب بقية أمهات المؤمنين ... 345
لوازم السب ... 346
الإمساك عما شجر بينهم ... 349
أسس البحث في تاريخ الصحابة ... 350
الصحابة تحت مجهر القرآن والسنة ... 357
منهج دراسة عصر الصحابة رضوان الله عليهم ... 362
مفهوم عدالة الصحابة ... 368
الرد على شبهة سبّ الصحابة ... 380
شبهات حول أبي بكر رضي الله عنه ... 388
مبحث مطاعن التيجاني في الخليفة الأول أبو بكر الصديق والرد عليه في ذلك: ... 388
أولاً الرد على التيجاني بادعائه أن أبا بكر يشهد على نفسه: ... 389
ثالثاً: موقفه من أبي بكر في مبحث محاورة مع عالم والرد عليه في ذلك: ... 393
رابعاً موقفه من أبي بكر في مبحث أسباب الإستبصار والرد عليه في ذلك : أ النص على الخلافة: ... 406
2 يقول وقد فوجئ سكان المدينة المنكوبة بموت نبيهم وحملوا الناس على البيعة بعد ذلك قهراً ؟!؟ ... 417
3 أما قوله عن حرق بيت فاطمة فقد أجبت عنه فيما سبق37. ... 418
خامساً ادعاؤه أن علياً أولى من أبي بكر بالاتباع والرد عليه في ذلك: ... 422
فدك مرة أخرى ... 436
شبهات وردود حول الصديق رضي الله عنه ... 440
سادساً إدعاء التيجاني أن أبا بكر خالف سنة النبي صلى الله عليه وسلم في قتاله لما نعى الزكاة والرد عليه في ذلك: ... 440
سابعاً موقف التيجاني من أبي بكر في قضية خالد بن الوليد والرد عليه في ذلك: ... 448
زعم الرافضة أن الشيخين وعثمان رضي الله عنهم قد خالفوا سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ... 460
طعن المؤلف في خالد بن الوليد بقتله مالك بن نويرة وطعنه في أبي بكر لعدم الاقتصاص من خالد والرد عليه في ذلك ... 465
الرد على الجاني علي الميلاني في طعنه في أسانيد روايات صلاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في الناس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ... 471
بقلم : ماجد بن إبراهيم الصقعبي ... 471
شبهات وردود حول الصديق رضي الله عنه ... 527
موقف علي بن أبي طالب من بيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ... 536
مطاعنهم في الخلفاء الراشدين وسائر الصحابة المكرمين وحضرة الصديقة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنهم أجمعين ... 538
المطاعن الثالثة في حق ذى النورين وثالث العمرين . ... 557
شبهات وردود أيضا ... 564
فدك بين ابو بكر الصديق والسيدة فاطمة - مناقشة علمية ... 577
موقف فاطمة الزهراء من خلافة أبي بكر ... 582
طعن الرافضي في أبي بكر بخلافه مع فاطمة -رضي الله عنهما- في الميراث والرد عليه ... 591
إتهام الرافضي أبا بكر بالظلم بمنعه فاطمة من الميراث ... 602
شبهة حديث الحوض ... 622
شبهة جيش أسامة ... 625
شبهة قضية فدك ... 626
شبهة رزية يوم الخميس ... 632
شبهة حديث الحوض ... 638
شبهة قضية فدك ... 641
شبهات حول عمر رضي الله عنه ... 653
مطاعن التيجاني في الخليفة الثاني عمر بن الخطاب والرد عليه في ذلك ... 654
خامساً إدعاء التيجاني على عمر بالجهل والردّ عليه في ذلك: ... 660
سادساً: الرد على التيجاني بادعائه أن عمر يشهد على نفسه: ... 676
سابعاً موقفه من عمر بن الخطاب في مبحث محاورة مع عالم والرد عليه في ذلك: ... 678
ثامناً الرد على التيجاني في موقفه من عمر في أمر الخلافة: ... 682
زعمهم أن عمر رضي الله عنه يجتهد في مقابل النصوص ... 684
رزية الخميس ... 689
شبهات وردود منوعة ... 692
عمر رضي الله عنه ورزية الخميس ... 701
الرد على كذب الشيعة ان سيدنا عمر انهزم في غزوة حنين ... 712
تفنيد أكاذيب قصة الهجوم على بيت فاطمة رضي الله عنها دمشقية ... 721
شبهات حول عصر الصحابة (7) : هل أمر الفاروق رضي الله عنه بقتل بعض أهل الشورى؟! ... 728
إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر ... 731
شبهات حول عثمان رضي الله عنه ... 749
مبحث مطاعن التيجاني في الخليفة الثالث عثمان بن عفان والرد عليه في ذلك ... 749
شبهات وردود حول عثمان رضي الله عنه ... 761(2/173)
حقيقة تولية عثمان رضي الله عنه أقاربه ... 771
مطاعن الشيعة في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها والرد عليها ... 774
مبحث مطاعن التيجاني في أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر والرد عليه في ذلك ... 775
موقف أم المؤمنين عائشة من مقتل عثمان بن عفان ... 792
ماذا فعلت عائشة رضي الله عنها عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ... 797
مطاعن الشيعة في طلحة والزبير رضي الله عنهما والرد عليها ... 800
مبحث مطاعن التيجاني في طلحة والزبير والرد عليه في ذلك ... 800
مبحث مطاعن التيجاني في معاوية بن أبي سفيان والرد عليه في ذلك: ... 802
ثانياً ادعاء التيجاني على معاوية بأنه أمر بسبّ عليّ، وأنه ليس من كتبة الوحي والرد عليه في ذلك: ... 806
خامساً: الرد على فهم التيجاني السقيم لأحداث الفتنة بين معاوية وعلي: ... 811
سادساً: إدعاء التيجاني أن معاوية سم الحسن والرد عليه في ذلك: ... 817
سابعا: ادعاء التيجاني على معاوية أنه حوّل الخلافة من الشورى إلى ملكية قيصرية والرد عليه في ذلك: ... 818
هل كان معاوية يتدين بسب على رضى الله عنهما ؟ ... 821
الرد على شبهة ((ياعمار تقتلك الفئة الباغية)) ... 827
شبهات وأباطيل حول معاوية رضي الله عنه ... 828
مطاعن الشيعة في أبي هريرة رضي الله عنه والرد عليها ... 834
سيرة أبي هريرة رضي الله عنه ... 836
الرد على الشبهات التي أثارها أهل البدع والمخالفين حول أبي هريرة ورواياته: ... 842
أولاً: ادعاء التيجاني على أبي هريرة أنه يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث موضوعة والرد عليه في ذلك: ... 852
2 أما ادعاء التيجاني أن أبا هريرة يروي ما يشتهي الناس، ويروي في فضائل الصحابة خصوصاً أبو بكر أحاديث موضوعة وازداد التيجاني تيقناًمن ذلك، عندما قرأ كتاب أبي هريرة لشرف الدين ومحمود أبو رية ... 854
3 أما قوله (( كذلك يروي فضائل أبي بكر، كل من عمرو بن العاص وأبو هريرة وعروة وعكرمة، وهؤلاء كلهم يكشفهم التاريخ بأنهم كانوا متحاملين على الإمام علي وحاربوه إما بالسلاح أو بالدس واختلاق الفضائل لأعدائه وخصومه... ))(*) ... 857
هل يجوز اخفاء الحديث حرصا على بلعوم ابى هريرة ... 858
استنكار عبد الحسين حديث" سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم " ... 862
استنكار عبد الحسين حديث" أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يجلد ويغضب ... 866
استنكار عبد الحسين حديث" عروض الشيطان لرسول الله وهو في الصلاة " ... 867
استنكار عبد الحسين حديث" نوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن صلاة الصبح ... 870
استنكار واستغراب عبد الحسين "أن بقرة وذئباً يتكلمان بلسان عربي مبين " ... 874
استنكار عبد الحسين حديث" تركة النبي صلى الله عليه وآله وسلم صدقة " ... 877
استنكار عبد الحسين: كون أبي طالب مات مشركاً : ... 878
استنكار عبد الحسين حديث" أمة مسخت فأراً " ... 880
استنكار عبد الحسين حديث" من أدركه الفجر جنباً فلا يصُم " ... 882
استنكار عبد الحسين حديث" لا عدوى ولا صفر ولا هامة " ... 884
استنكار واستغراب عبد الحسين حديث" مولودان يتكلّمان بالغيبيّات " ... 886
استغراب عبد الحسين حديث" توكيل أبي هريرة بحفظ زكاة الفطرة ومجيء الشيطان ليسرق منها " ... 888
استنكار عبد الحسين اسلام أم أبي هريرة بدعاء النبي، ودعاؤه بأن يحببهما إلى المؤمنين ويجبب المؤمنين إليهما: ... 891
استنكار عبد الحسين حديث" امرأة دخلت النار في هرّة " ... 907
استنكار عبد الحسين حديث" غفرت لامرأة سقت لكلب" ... 908
واستنكاره حديث" سقى رجل الماء لكلب فغفر له " ... 908
البرهان في تبرئة أبي هريرة من البهتان ... 910
استنكار عبد الحسين حديث "خلق الله آدم على صورته " ... 922
استنكار عبد الحسين " رؤية الله يوم القيامة " ... 927
وأما انكار المؤلف ضحك الله بقوله :( وهل يجوز عليه الضحك ؟ وأي وزن لهذا الكلام ) ؟ ... 935
استنكار عبد الحسين حديث "لا تملأ النار حتى يضع الله رجله فيها " ... 935
استنكار عبد الحسين حديث نزول الربّ كل ليلة إلى سماء الدنيا : ... 941
وأما قول عبد الحسين في الحاشية :( بأن الشيخ ابن تيمية مثّل لنزول الله إلى سماء الدنيا بنزوله درجة من درج المنبر الذي كان يخطب عليه يوم الجمعة، وأن هذه الواقعة حضرها ابن بطوطة بنفسه ورآها وسجلها ..). ... 948
استنكار واستغراب عبد الحسين حديث طواف نبي سليمان بمائة امرأة في ليلة : ... 949
استنكار عبد الحسين حديث لطم نبي الله موسى عين ملك الموت : ... 952
استنكار عبد الحسين حديث فرار الحجر بثياب موسى عليه السلام : ... 957
استنكار عبد الحسين حديث" طلب الشفاعة من الأنبياء يوم القيامة " ... 958
استنكار عبد الحسين حديث" تساقط جراد الذهب على نبي الله أيوب " ... 961
استنكار عبد الحسين حديث التنديد بموسى إذ قرصته نملة فأحرق قريتها : ... 963
استنكار عبد الحسين حديث" مسرف كافر غُفِر له " ... 965(2/174)
استنكار عبد الحسين حديث" بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان جنباً " ... 966
استنكار عبد الحسين حديث" تفضيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على نبي الله موسى عليه السلام ... 967
استنكار عبد الحسين حديث" لن يدخل أحداً عمله الجنة إلا برحمته الله" ... 968
استنكار واستغراب عبد الحسين حديث" أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان راعي الغنم " ... 969
استنكار عبد الحسين حديث" ختن نبي إبراهيم عليه السلام بالقدوم بعد الثمانين " ... 969
استنكارعبد الحسين حديث" عُمْر آدم عليه السلام " ... 970
استنكار واستغراب عبد الحسين حديث" احتجاج آدم و موسى " ... 971
استغراب عبد الحسين حديث"مشي العلاء الحضرمي على البحر مع جنوده " ... 972
استنكار عبد الحسين حديث" النهي عن المشي بالخف الواحد" ... 975
استغراب واستنكار عبد الحسين حديث إنما الطيرة في المرأة والدابّة : ... 975
استنكار عبد الحسين على أبي هريرة بأنه جلس إلى جنب حجرة عائشة وهو يحدّث: ... 976
استنكار عبد الحسين حديث:" إذا استيقظ أحداً من النوم فليغسل يده ..." ... 977
استنكار عبد الحسين حديث" من صاحب الكلب انتقص أجره كل يوم قيراط" ... 977
استنكار عبد الحسين حديث" من اتبع جنازة فله من الأجر قيراط " ... 978
استنكار عبد الحسين حديث" من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه" ... 979
"مع التيجاني" ... 980
استنكار التيجاني حديث:" تخفيف خمسين صلاة إلى خمس صلوات": ... 983
معلومة هامة عن مرويات أبي هريرة رضي الله عنه ... 988
شبهات أخرى حول الصحابة رضي الله عنهم ... 989
ادعاء التيجاني وجود النصوص التي توجب اتباع علي والرد عليه في ذلك: ... 990
ثانياً ـ ادعاء التيجاني وجود النصوص التي توجب اتباع أهل البيت والرد عليه في ذلك: ... 1004
3ـ والتيجاني يدّعي أن الشيعة يرجعون في كل شيء إلى الأئمة الاثني عشر من أهل البيت بخلاف أهل السنة الذين يرجعون في كل شيء إلى الصحابة سواء في تفسير القرآن أو إثبات السنة. ... 1009
ثالثاً ـ ادعاء التيجاني على البخاري بأنه يفرد علياً بالصلاة والسلام والرد عليه في ذلك: ... 1013
رابعاً ـ ادعاء الرافضة أن الائمة الأربعة أخذوا العلم عن جعفر الصادق والرد عليه ذلك: ... 1016
دعوى الرافضي النص على خلافة علي بحديث: (من كنت مولاه فعلي مولاه) وأن ذلك من أسباب استبصاره والرد عليه ... 1017
آيات وأحاديث في الإمامة والرد عليها ... 1027
طعن الشيعة في ابن عمر رضي الله عنهما والرد على ذلك ... 1065
تقليد الأئمة عند أهل السنة ... 1071
إنكار الرافضة لوجود فرقة من الشيعة تدّعي أن الرسالة نزلت لعلي وليس لمحمد، وفرقة تدّعي أُلوهية عليّ والرد عليهم في ذلك: ... 1084
ادعاء التيجاني والخوئي أن القرآن الذي عندهم هو نفسه الذي عند السنة الرد عليهما في ذلك: ... 1088
حجتهم في إضافة (علي ولي الله) في الأذان والرد عليهم في ذلك: ... 1093
حجة الرافضة في الضرب واللطم في ذكرى مقتل الحسين رضي الله عنه والرد عليهم في ذلك: ... 1095
ادعاء الرافضة أن التوسل بالقبور ليس شركاً والرد عليهم في ذلك: ... 1097
بيان معنى حديث افتراق الأمة: ... 1099
تحريفه لحديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والرد عليه في ذلك: ... 1100
طعنه بعبد الله بن عمر والرد عليه في ذلك: ... 1102
ادعاؤه استبدال الصحابة المنقلبين بالصحابة الشاكرين والرد عليه في ذلك: ... 1103
تعريف التيجاني لمصطلح أهل السنة والجماعة ب(معاوية) والرد عليه في ذلك: ... 1104
ادعاء التيجاني أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد نص على الأئمة الاثني عشرية بعددهم وأسمائهم والرد عليه في ذلك: ... 1105
ادعاء التيجاني بأن الصحابة قتلوا علياً والرد عليه في ذلك: ... 1106
ادعاء التيجاني بأن اختلاف الأئمة الأربعة يدل على مخالفتهم للقرآن والسنة والرد عليه في ذلك: ... 1108
القول : (إن الشيعة يأخذون الإسلام أصولاً وفروعاً عن النبيّ صلى الله عليه وسلم وآل بيته الأطهار لا غير) ... 1111
المسألة الأولى: زواج المتعة ... 1115
المسألة الثانية: إتيان النساء في الدبر ... 1116
استدلال الشيعة بفرية الرحالة ابن بطوطة على شيخ الإسلام ابن تيمية ... 1119
بطلان استشهاد الرافضة ببيت شعر الشافعي رحمة الله عليه ... 1120
تفسير ابن كثير واحد من عشرات الكتب التي حرفها النواصب ... 1121
دفاع عن صحيح البخاري ... 1124
دفاع عن صحيحي البخاري ومسلم ... 1137
تدوين الحديث ... 1140
مرويات أهل البيت في كتب أهل السنة ... 1144
قبر فاطمة عليها السلام ... 1151
روايات في كتب اهل السنة يستغلها الشيعة ليتهموا أهل السنة بتحريف القرآن ... 1153
عقائد الأشاعرة - شبهات وردود ... 1166
(فصل) في بيان مفهوم الأحكام العقلية ... 1167
أما مسألة التكليف بما لا يطاق . ... 1178
شبهة حول حروب الردة والفتوحات الإسلامية ... 1181
آيات يحتج بها الشيعة ... 1200(2/175)
إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه ... 1200
انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون. ... 1203
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت. ... 1205
أينما تولوا فثم وجه الله ... 1206
فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم ... 1207
قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ... 1207
من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا ... 1208
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (الأحزاب:23). ... 1209
واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن ... 1209
واستعينوا بالصبر والصلاة ... 1211
وإن من شيعته لإبراهيم ... 1212
وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا ... 1212
أحاديث يحتج بها الشيعة ... 1219
إبحث عن دينك حتى يقال مجنون. ... 1219
أبو بكر وعمر خير أهل السماوات والأرض. ... 1219
أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة. ... 1219
أخذك (وفي رواية ألبسك) شيطانك يا عائشة؟ ... 1220
أدعو لي سيد العرب قلت: من؟ قال علي سيد العرب. ... 1221
أرضعيه تحرمي عليه. ... 1222
أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم. ... 1223
أقتلوا نعثلا فانه كفر (قول منسوب لعائشة يطعن بعثمان). ... 1223
مبايعة علي لغادر خائن كاذب تجعله غير جدير بأن يكون قدوة للناس. ... 1224
أكلت داجن ورقة من مصحف. ... 1225
ألا ترضى يا علي إذا جمع الله الناس في صعيد واحد. ... 1226
اللهم ائتني بأحب خلقك إليك (حديث الطير). ... 1226
« اللَّهُمَّ ارْكُسْهُمَا رَكْساً وَدُعَّهُمَا إِلَى النَّارِ دَعًّا » ... 1227
اللهم أقول كما قال أخي موسى. ... 1228
اللهم إني أتقرب إليك بولاية علي. ... 1228
اللهم ثبت لسانه واهد قلبه. ... 1228
اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ... 1228
أنا دار الحكمة وعلي بابها. ... 1230
أنا مدينة العلم وعلي بابها. ... 1231
إني تارك فيكم الخليفتين من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي. ... 1237
أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب. ... 1239
حديث الأعمى الضرير ... 1242
تطاير الأساور في فضح أكاذيب ليالي بيشاور ... 1251
صفات الله عزوجل ... 1262
هل التحسين يكون بالعقل أم بالشرع؟ ... 1281
من هم الخلفاء الإثنا عشر؟ ... 1282
هل نظام الحكم عندكم بالشورى أم بالنص؟ ... 1283
هل أهل السنة يقولون عن ابن ملجم إنه متأول مأجور ... 1284
هل البسملة من القرآن؟ ... 1285
مذهب الرافضة جواز القراءة وعدمها ... 1286
شبهات وردود أخرى ... 1288
1. الشبهة الله عز وجل يهرول والعياذ بالله ... 1288
2.الشبهة ... 1289
كتاب الدرر الكامنة لابن حجر .. يقول ابن تيمية : ان علي بن ابي طالب كان مخذولا حيث ما توجه وإنه حاول الخلافة مرارا فلم ينلها وإنما قاتل للرئاسة لا للديانة وان علي اسلم صبياً والصبي لايصح اسلامه ... 1289
4.الشبهة الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم يجمع بين صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء . في كل الأيام حتى الأيام العادية ... 1290
5.الشبهة إن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا إستسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. قال: فيسقون ... 1292
6.الشبهة أم المؤمنين عائشة تطلب من الناس التوسل بقبر الرسول وهو ميت... هل يعني هذا ان عائشة مشركة ؟؟ ... 1297
7. الشبهة قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً فأشار نحو مسكن عائشة فقال: هنا الفتنة ثلاثاُ من حيث يطلع قرن الشيطان. ... 1298
8.الشبهة الطبري يصرح بكفر معاوية ويزيد علنا ؟؟؟ ... 1299
9.الشبهة الرسول يقيم عزاء الحسين . ... 1299
15.الشبهة كلام الامام علي عليه السلام وهو يقول لأبي بكر لقد استبددت علينا بالامر وكنا نحن نرى لنا حقاً , راجع الحديث في صحيح البخاري ... 1300
99 شبهة رافضية والرد عليها ... ... 1301
(1) قوله أن المسلمين افترقوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم . ... 1302
(2) قوله حزن النبي صلى الله عليه وسلم على الحسين . ... 1302
(3) قوله نزول آية ( إنما وليكم ) في علي بن أبي طالب . ... 1303
(4) قوله بأن أصحاب الكتب الستة أجمعوا على نزول الآية في عليّ . ... 1304
(5) قوله بأن هناك صحاح ستة . ... 1304
(6) قوله ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) نزلت في عليّ . ... 1304
(7) قوله ( والنجم إذا هوى ) نزلت في عليّ . ... 1305
(8) قوله ( أن الله بعث لكم طالوت ملكاً ) تعبر عن حال المسلمين . ... 1306
(9) قوله إن الإمامة منصب ألهي ... 1306
(10) قوله أن المقصود ( وأمرهم شورى بينهم ) هي في الأمور الدنيوية . ... 1307
(11) قوله إن الإمامة امتداد للنبوة . ... 1307
(12) قوله أن حديث الغدير يعني الإمامة . ... 1308(2/176)
(13) قوله أن الإمام مسلم أخرج حديث الغدير في صحيحه . ... 1308
(14) قوله أن نزول آية ( يا أيها النبي بلغ ) كان بعد حادثة الغدير . ... 1309
(15) قوله أن تلك القصة ذكرها كل المفسرين ! ... 1310
(16) قوله ( سأل سائل بعذاب واقع ) نزلت في من أنكر ولاية عليّ . ... 1310
(17) قوله " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " تعني خلافة عليّ . ... 1311
(18) استدلاله بآية براءة في إمامة علي . ... 1311
(19) قوله ( أنفسنا وأنفسكم ) تعني أن علي هو نفس النبي صلى الله عليه وسلم . ... 1312
(20) عدم إكماله لحديث الفرقة الناجية . ... 1312
(22) قوله " كتاب الله وعترتي " تعني إمامة أهل البيت . ... 1313
(23) قوله أن الإجماع على أبي بكر باطل بسبب عدم مبايعة عليّ . ... 1314
(24) قوله بأن سلمان والمقداد وأبو ذر وغيرهم لم يبايعوا . ... 1314
(25) قوله " الحق مع علي " دليل على بطلان واقعة السقيفة . ... 1314
(26) قوله ( وأكثرهم للحق كارهون ) دليل على ضلال الأكثرية . ... 1315
(27) قوله ( وقليل من عبادي الشكور ) دليل على صواب القلة . ... 1315
(28) استدلاله بتفسير الثعلبي . ... 1315
(29) قوله ( إلا المودة في القربى ) دليل على فضل أهل البيت . ... 1316
(30) قوله أن آية المباهلة نزلت في أهل البيت . ... 1316
(31) قوله ( فسئلوا أهل الذكر ) نزلت في أهل البيت . ... 1317
(32) تدليسه في حديث زيد عن آل البيت . ... 1317
(33) قوله " يكون أثنى عشر أميراً " دليل على إمامة أهل البيت . ... 1318
(34) قوله " سفينة نوح " دليل على إمامة أهل البيت . ... 1319
(35) قوله " أهل بيتي أمان لأمتي " دليل على إمامة أهل البيت . ... 1319
(36) قوله " من أحب أن يحي حياتي " دليل على إمامة أهل البيت . ... 1320
(37) قوله " معرفة آل محمد براءة من النار " دليل على إمامة أهل البيت . ... 1320
(38) قوله " من مات على حب آل محمد مات شهيداً " دليل على إمامة أهل البيت . ... 1320
(39) قوله أن حب أهل البيت ليس بكاف . ... 1320
(40) تحريفه لحديث كتاب الله وعترتي . ... 1321
(41) قوله أن أهل البيت أمان يعني أن غيرهم ليس بأمان . ... 1321
(42) قوله ( أقم الصلاة لدلوك الشمس ) تعني أن الصلوات ثلاثة . ... 1322
(43) قوله " جمع رسول الله بين الظهر والعصر " يعني أنه يجوز الجمع . ... 1322
(44) قوله أن هناك قراءة في القرآن . ... 1323
(45) قوله لا دليل على غسل الأرجل في الوضوء . ... 1323
(46) قوله ( إلى غسق الليل ) الغسق يعني الظلمة وهو دليل وقت صلاة المغرب . ... 1324
(47) قوله أن أهل البيت هم أناس لهم جاه عند الله ولهذا ندعوهم . ... 1325
(48) قوله أن في تركيا وباكستان وتونس يقدس الناس فيها الأضرحة . ... 1325
(49) استدلاله بتقبيل على جواز تقبيل والتبرك بالقبور . ... 1326
(50) استدلاله بتبرك الصحابة بوضوء النبي صلى الله عليه وسلم . ... 1326
(51) قوله ( ولا تحسبن الذي قتلوا في سبيل الله ) دليل على حياة النبي وأهل بيته ... 1326
(52) قوله ( وابتغوا إليه الوسيلة ) دليل على جواز التوسل بالأولياء . ... 1327
(53) قوله بأن الله أمر بإتمام الصيام إلى الليل . ... 1327
(54) قوله أن النبي نهي عن الصلاة البتراء . ... 1328
(55) قوله " قولوا اللهم صلّ على محمد وآل محمد " دليل على لزوم الصلاة على الآل . ... 1328
(56) قوله أنه لا دليل على جواز الصلاة على الصحابة . ... 1329
(57) قوله أن الصحابي هو من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع حديثه ! ... 1329
(58) قوله ( ومن أهل المدينة مردوا على النفاق ) دليل على أن في الصحابة منافقين . ... 1330
(59) قوله ( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد أنك رسول الله ) دليل على ذلك أيضاً . ... 1330
(60) قوله أن حديث الحوض دليل على دخول بعض الصحابة النار ! ... 1330
(61) قوله أن من سب صحابياً فقد كفر ... 1332
(63) قوله أن الصحابة اجتهدوا وهو أيضاً يجتهد ! ... 1333
(64) قوله أن القول بعدم عصمة الأنبياء هو انتقاص منهم . ... 1333
(65) قوله أن الإمام السارق لا تجوز الصلاة وراءه . ... 1333
(66) قوله أن القول بعدم عصمة الأنبياء لا يجعل منهم قدوة . ... 1334
(67) قوله أن القول بعدم عصمة الأنبياء جعل هنالك شك في التنزيل . ... 1334
(68) قوله " أن النبي بال قائماً " ينتقص من النبي صلى الله عليه وسلم . ... 1334
(69) قوله " أن موسى صك ملك الموت " ينتقص من موسى عليه السلام . ... 1335
(70) قوله أن حديث الجاريتان ينتقص من النبي صلى الله عليه وسلم . ... 1335
(71) قوله نزول ( عبس وتولى ) في النبي صلى الله عليه وسلم ينتقص منه . ... 1336
(72) قوله أن ( عبس وتولى ) نزلت في عثمان بن عفان . ... 1336
(73) قوله " يضع الرب قدمه على جهنم " تنقص من الذات الإلهية . ... 1337
(74) قوله أن القول بأن الله يضحك تنقص من الذات الإلهية . ... 1337(2/177)
(75) قول الذي يمثل دور سني أن الشفاعة تدل على عدم العدل الإلهي . ... 1338
(76) قوله " أن النبي كان يصلي على الخمرة " دليل على جواز الصلاة على التربة . ... 1338
(77) قوله " وجعلت لي الأرض مسجداً " دليل على جواز الصلاة على التربة . ... 1339
(78) قوله أن الصحابة كانوا يأخذون الحصى ويصلون عليها . ... 1339
(79) قوله أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرم المتعة . ... 1340
(80) قوله أن عمر بن الخطاب هو من حرم المتعة . ... 1340
(81) قوله أن قول عمران بن حصين " لم ينزل قرآن يحرم المتعة " دليل على حليتها . ... 1341
(82) قوله أن قول جابر " حتى نهي عمر عن المتعة " دليل على حليتها . ... 1341
(83) قول عفان تمتعنا في عهد أبي بكر . ... 1341
(84) تفسير شعبة عن الحكم " فما استمتعتم به منهن " أنها ليست منسوخة . ... 1342
(85) قوله أن الأجر واجب في الآية حتى بدون استمتاع وهذا بخلاف المهر . ... 1342
(86) قوله أن السيوطي ذكر في تاريخ الخلفاء أنه أول من حرم المتعة عمر . ... 1343
(87) قوله أن أبي موسى الأشعري كان يفتى بالمتعة . ... 1343
(88) قوله ( لا تحرموا طيبات ما أحل لكم ) نزلت في زواج المتعة . ... 1344
(89) قوله أن هناك قراءة " إلى أجل مسمى " وهي قراءة ابن عباس وأبي بن كعب وسعيد . ... 1344
(90) استدلاله برواية : متعتان كانتا على عهد رسول الله . ... 1344
(91) قوله أنه يشترط في المتعة أذن الولي . ... 1345
(92) قوله أنه يشترط في المتعة العدة . ... 1345
(93) قوله " لولا أن نهي عمر عن المتعة ما زنى إلا شقي " دليل على حليتها . ... 1345
(94) قوله أن السني يعمل بالتقية لأنه لا ينهي عن مظاهر الفجور . ... 1346
(95) محاولة التهرب من تعريف التقية عند الرافضة ! ... 1346
(96) قوله أن الله أمر بالتقية في قوله ( إلا أن تتقوا منهم تقاتاً ) . ... 1347
(97) قوله أن ما فعله عمار بن ياسر كان تقية . ... 1347
(98) قوله " لولا قومكِ حديثوا عهد بالكفر " أن رسول الله قد فعل التقية ! ... 1347
(99) قوله أن سرية دعوة النبوة تقية ! ... 1348
الرد على شبهات الشيعة في رسالة أرسلتها أحد الأخوات المسلمات ... 1348(2/178)