تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
بحث وتعليقات
عن الرافضة عليهم من الله ما يستحقون
وطعوناتهم في الله تعالى
كتبه وجمعه
أبو عبد الله / علي العلي الكعبي
شبكة الدعاة إلى العلم النافع الإسلامية
مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله الطاهرين الطيبين وصحبه الغر الميامين ومن حذا حذوهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين ،
أما بعد :
هذا مبحث بسيط جمعت به بعض طعونات الرافضة في ( الله ) جل وعلا لأبين للقارئ مدى خبث وفسق هؤلاء القوم ومدى تعديهم على الذات الإلهية فما بالكم من دونها ؟
بنيت عقيدة هؤلاء القوم مما لا يخفى عليكم على يد يهودي إدعى الإسلام وهو عبدالله بن سبأ ( ابن السوداء )
وما زال اليهود منذ بعث الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا وهم أعداء لهذا الدين ،
قال تعالى : ( وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)- البقرة : 120 - وقال تعالى : (وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ، وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ ..)- آل عمران : 72 ، 73 -، وقال تعالى : (وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ ..)- آل عمران : 69 - إلى آخرها من الآيات الكثيرة الدالة على حقد اليهود على الإسلام .
وبما أن دين الرافضة قد أسسه هذا اليهودي فلا شك أنه دين بني أساسا لهدم دين الإسلام والكراهية والحقد على المسلمين ، كما أن المجوس قد طابت لهم هذه الأفكار وأتبعوها وزادوا عليها الكثير من عقائدهم المجوسية والحقد على الإسلام الذي هد ملك كسرى وفتح إيوانه في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه .(1/1)
وما كان تعلقهم وغلوهم في آل البيت سوى خدعة لتشتيت شمل المسلمين والإطاحة بالقرآن والسنة ، ولكن هيهات هيهات (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )التوبة : 32، (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )الصف : 8 ، (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ )الأنفال : 8 ، (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ )التوبة :33
وقد حفظ الله تعالى هذا الدين وتعهد بحفظ القرآن الكريم الذي هو كلام الله جل وعلا وشرعه لآخر الأمم ،
وقد قيّض الله لهذه الأمة من بعد نبيها صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم أئمة من التابعين وتابعي التابعين وعلماء نافحوا ودفعوا كل شبهة ووضحوا وبينوا بدع الخارجين عن منهج السلف وكشفوا فسق المبتدعة المحدثين في هذا الدين وكأن هذا الدين لم يكتمل والله سبحانه وتعالى قال (... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ... )- المائدة : 3 - ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )- متفق عليه - ، وفي لفظ آخر ( كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد) - رواه مسلم ، وقال صلى الله عليه وسلم ( وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) - رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .(1/2)
وهنا أوضح بعض طعونات هؤلاء القوم – الرافضة - في (الله سبحانه ) وأعلق عليها حسب فهمي لها وأسأل الله أن يعقل كل شيعي هذه المسائل ويعود إلى دين الله ويتبرأ من هذه الكفريات والبدع (إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر )- رواه أحمد ، وصححه أحمد شاكر - .
كتبه : علي العلي الكعبي
يوم الإثنين 19 من محرم لسنة 1429 هـ
طعن الرافضة في ( الله سبحانه )
أولا ( الدعوى بتحريف القرآن )
قال تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )الحجر : 9 ، وقال تعالى (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) فصلت : 42، وقال تعالى (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ .. )البقرة : 2 ، وقال تعالى (فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )البقرة : 23 ، وقال تعالى (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً )الإسراء :88 ، وكثيره هي الآيات التي تثبت القرآن وصحته وأنه كلام رب العالمين الذي جاء به الروح الأمين مصدقا لما بين يدي رب العالمين سبحانه إلى الصادق الأمين محمد صلى الله عليه وسلم والذي أطاع الله عز وجل بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ .. ) المائدة : 67 ، وكان خير رسول لخير أمة وبلغ رسالة الله تعالى وأدى أمانته وجاهد في الدين حق جهادة عليه الصلاة والسلام .(1/3)
لما نزلت (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِين )َ النساء : 95 ، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا ، فجاء بكتف فكتبها ، وشكا ابن أم مكتوم ضرارته ، فنزلت (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ ... ) النساء :95 - رواه البخاري
قال زيد بن ثابت رضي الله عنه : كنت أكتب الوحي عند النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فرغت قال: اقرأ ، فأقرؤه فإن كان فيه سقط أقامه - رواه السيوطي في تدريب الراوي ورجاله موثقون
قال عثمان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هذه الآية التي يذكر فيها كذا وكذا وكانت الأنفال من أوائل ما أنزلت بالمدينة وكانت براءة من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم فوضعتها في السبع الطوال - رواه الترمذي وهو حديث حسن صحيح
تدل الآيات والأحاديث السابقة بأن الله تعالى قد تعهد بحفظ القرآن وهو القادر على كل شيء سبحانه وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه الوحي بالقرآن يدعو من يكتبه فهو موثق بالكتابة قبل أن يكون في صدور الرجال الذين كانوا يتلونه في كل صلاة وفي قيام الليل وفي جميع الأوقات .(1/4)
ولنعلم أن هناك من الصحابة رضوان الله عليهم جميعا بعض من يقرأ ويكتب ، منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وخالد بن الوليد وأبان بن سعيد وثابت بن قيس وغيرهم ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يأمرهم بكتابة الآية في موضعها من السورة فكانوا يكتبونه في كل ما يتوفر لديهم من العسب واللخاف والرقاع وقطع الأديم وعظام الأكتاف وروي عن ابن عباس أنه قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزلت عليه سورة دعا بعض من يكتب، فقال: ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يُذكر فيه كذا وكذا " (سنن أبي داود كتاب الصلاة، باب: 122). وعن زيد بن ثابت قال: " كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نُؤلف القرآن من الرقاع " (سنن الترمذي المناقب: 73 ؛ والإمام أحمد في المسند: 5/185 ) وكان هذا التأليف عبارة عن ترتيب الآيات حسب إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى.
وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والقتال الذي كان في ردة بعض الأعراب قتل في اليمامة سبعون من القراء فأشار عمر رضي الله عنه على أبي بكر رضي الله عنه بجمع القرآن وشرح الله صدر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر ، فأمر زيد بن ثابت رضي الله عنه بجمع القرآن من صدور الرجال ومن أماكنه المتفرقة التي كتب عليها ، وكان زيد رضي الله عنه لا يقبل من القرآن شي إلى بعد أن يشهد شاهدان عدلان أنها كتبت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
قال الإمام أبو عبد الله المحاسبي في كتاب فهم السنن ما نصه: " كتابة القرآن ليست بمحدثة، فإنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابته، ولكنه كان مفرقاً في الرقاع، والأكتاف، والعسُب، فإنما أمر الصديق بنسخها من مكان إلى مكان مجتمعاً، وكان ذلك بمنزلة أوراق وجدت في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها القرآن منتشراً، فجمعها جامع وربطها بخيط، حتى لا يضيع منها شيء " اهـ(1/5)
قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه . فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال، ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن ! قلت: كيف تفعلون شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خيرٌ فلم يزل أبو بكر يراجعني، حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر. فتتبعت القرآن أجمعه من العُسب واللخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره . رواه البخاري
وبعد مرحلة جمع القرآن الأولى حفظ القرآن عند أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنهما ، ثم في خلافة عثمان رضي الله عنه تم جمعه مرة أخرى ووحد المصاحف في مصحف واحد وأحرق ما دونه ليجتمع المسلمون على قرآن واحد ، حيث أن المسلمين مع إنتشار الفتوحات وتفرق بعض الصحابة في البلدان كان كل بلد يقرأ بقراءة الصحابي الذي فيه مثلا في الكوفة يقرأون بقراءة عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وفي البصرة يقرأون بقراءة أبو موسى الأشعري رضي الله عنه وفي الشام يقرأون بقراءة أبي بن كعب رضي الله عنه وهكذا .
إذا فالقرآن محفوظ بعهد الله تعالى ( وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ .. )- التوبة - 111 - هذه عقيدتنا فيه ولله الحمد ،
نأتي لأقوال الرافضة بهذا الشأن :
علامتهم وإمامهم النوري الطبرسي ألف كتابا أطلق عليه إسم ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) وجاء بألفي رواية يطعن بها بكتاب الله حتى قال أن في القرآن آيات سخيفة
ولم ينكر عليه أحد من أصحاب العمائم بل كافؤوه حين مات بأن دفنوة في بقعة مقدسة عندهم في الصحن الرضوي
وكثير من علمائهم قال بالتحريف والزيادة والنقصان ونذكر على سبيل المثال لا الحصر :
1- شيخهم المفيد محمد بن النعمان: في كتابه أوائل المقالات صفحة 91(1/6)
2- أبو الحسن العاملي : وذكر ذلك في المقدمه الثانية لتفسير مرآة الأنوار ومشكاة الاسرار ص 36 وطبعت هذه كمقدمه لتفسير البرهان للبحراني
3- نعمة الله الجزائري : في كتابه الأنوار النعمانية ج 2 ص 357
4- محمد باقر المجلسي في شرحه لحديث هشام بن سالم في كتاب مرآة العقول الجزء الثاني عشر ص 525
5- سلطان محمد الخراساني : في كتاب تفسير (بيان السعادة في مقامات العبادة) مؤسسة الأعلمي ص 19
6- علامتهم السيد عدنان البحراني : في كتاب مشارق الشموس الدرية- منشورات المكتبه العدنانية - البحرين ص 126.
7- علي بن إبراهيم القمي : في تفسير القمي ج1/36 ط دار السرور – بيروت
8- علامتهم ومفسرهم الفيض الكاشاني في كتابه تفسير الصافي تفسير الصافي - منشورات مكتبة الصدر - طهران - ايران ج1 ص13 وص 40 ، وأيضا تفسير الصافي 1/49 منشورات الاعلمي ـ بيروت ، ومنشورات الصدر – طهران
9- أحمد بن منصور الطبرسي : في كتابه الإحتجاج : الاحتجاج للطبرسي منشورات الأعلمي - بيروت - ص 155 ج1، 1/249 ، 1/253 ، 1/254
10- علامتهم يوسف البحراني : الدرر النجفيه للعلامه المحدث يوسف البحراني مؤسسة آل البيت لاحياء التراث ص 298.
11- ميرزا حبيب الله الهاشمي الخوئي : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغه مؤسسة الوفاء - بيروت ج 2 المختار الاول ص214 ، ص 217 ، ص 220
12- الميثم البحراني : شرح نهج البلاغه لميثم البحراني : ص 1 جـ11 ط ايران
لولا الإيجاز لذكرت رواياتهم بالنص ولكني أكتفي بالمصادر ومن أراد قراءة النصوص فليدخل هذا الرابط
http://www.du3at.com/alrafedhah/r1.htm
هذه الأسماء للمثال فقط وإن جل الإمامية الرافضة على هذا القول ومنهم من وثق أيضا دعاء صنمي قريش وفي هذا الدعاء يقولون بعد لعنهم للشيخين وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم ( خالفا أمرك وانكرا وصيك وجحدا أنعامك وعصيا رسولك ، وقلبا دينك وحرفا كتابك )(1/7)
أقول وبالله التوفيق والمستعان تعليقا على ما ذكر :
لقد ذكرنا عهد الله بحفظ القرآن وأيضا الأحاديث التي توضح كتابته في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ويأتي هؤلاء القوم ويقولون ما يقولون بالزيادة والنقصان والتحريف لكلام الله تعالى :
نقيس على هذه المسألة في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان ) رواه البخاري ، وفي رواية صحيحة أخرى ( إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر )
قولهم بتحريف القرآن وطعنهم بالله تعالى بعدم حفظ عهده بحفظ القرآن يعتبر من النفاق إذا قسنا عدم حفظ العهد مع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وسبحان الله عما يصفون وتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
ولن أزيد في هذا الباب عن أسباب طعنهم بتحريف كتاب الله إلا بجمل بسيطه :
1- لإسقاط الشريعة .
2- لأن القرآن لم يذكر دلائل الإمامة التي يزعمونها وبنوا عليها أساس دينهم.
3- لأن الصحابة هم من قاموا بجمع هذا القرآن بعد النبي صلى الله عليه وسلم وإذا أقروا بصحة القرآن يلزم إقرارهم بعدالة الصحابة .
طبعا الأسباب عديدة أترك لكم ذكر ما تستنتجون وأكتفي بهذه الأسباب الثلاث .
وهنا سأورد لكم بعض أقوال السلف فيمن طعن في القرآن :
قد ذكر مفسروا أهل السنة عند قوله سبحانه : وقد ذكر مفسروا أهل السنة عند قوله سبحانه : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) أن القرآن محفوظ من أي تغيير أو تبديل أو تحريف .
انظر القرطبي : " جامع أحكام القرآن " ، النسفي : " مدارك التنزيل " ، " تفسير الخازن " ، " تفسير ابن كثير " ، البيضاوي : " أنوار التنزيل " ، الألوسي : " روح المعاني " ، صديق خان : " فتح البيان " ، الشنقيطي : " أضواء البيان " ، وغيرهم من المفسرين .
وصرّح كبار علماء السنة أن من اعتقد أن القرآن فيه زيادة أو نقص فقد خرج من دين الإسلام .(1/8)
وهذه العقيدة عند أهل السنة من الشهرة والتواتر بحيث أنها لا تحتاج إلى من يقيم أدلة عليها بل هذه العقيدة من المتواترات عند المسلمين.
قال القاضي عياض - رحمه الله - ( وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين مما جمعه الدفتان من أول (الحمد لله رب العالمين ) إلى آخر (قل أعوذ برب الناس )أنه كلام الله ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأن جميع ما فيه حق وأن من نقص منه حرفا قاصدا لذلك أو بدله بحرف آخر مكانه أو زاد فيه حرفا مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع عليه وأجمع على أنه ليس من القرآن عامدا لكل هذا أنه كافر ) كتاب الشفاء الصفحة 1102- 1103
وينقل القاضي عياض عن أبي عثمان الحداد أنه قال : ( جميع من ينتحل التوحيد متفقون على أن الجحد لحرف من التنزيل كفر ) المصدر السابق
قال ابن قدامة : ( ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفا متفقا عليه أنه كافر ) لمعة الإعتقاد صفحة 19
قال البغدادي : ( وأكفروا _ أي أهل السنة _ من زعم من الرافضة أن لا حجة اليوم في القرآن والسنة لدعواه أن الصحابة غيروا بعض القرآن وحرفوا بعضه ) الفرق بين الفرق الصفحة 315 دار الآفاق الجديدة - بيروت(1/9)
ويقول القاضي أبو يعلى : ( والقرآن ما غير ولا بدل ولا نقص منه ولا زيد فيه خلافا للرافضة القائلين أن القرآن قد غير وبدل وخولف بين نظمه وترتيبه - ثم قال - إن القرآن جمع بمحضر من الصحابة رضي الله عنهم وأجمعوا عليه ولم ينكر منكر ولا رد أحد من الصحابة ذلك ولا طعن فيه ولو كان مغيراً مبدلاً لوجب أن ينقل عن أحد من الصحابة أنه طعن فيه ، لأن مثل هذا لا يجوز أن يتكتم في مستقر العادة .. ولأنه لو كان مغيراً ومبدلاً لوجب على علي رضي الله عنه أن يبينه ويصلحه ويبين للناس بيانا عاما أنه أصلح ما كان مغيراً فلما لم يفعل ذلك بل كان يقرأه ويستعمله دل على أنه غير مبدل ولا مغير ) المعتمد في أصول الدين الصفحة 258
ويقول ابن حزم : ( القول بأن بين اللوحين تبديلا كفر صريح وتكذيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ) الفصل في الملل والنحل صفحة 40
قال الفخر الرازي عند قوله سبحانه : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )، وإنا نحفظ ذلك الذكر من التحريف والزيادة والنقصان - إلى أن قال : إن أحداً لو حاول تغيير حرف أو نقطة لقال له أهل الدنيا هذا كذب وتغيير لكلام الله حتى أن الشيخ المهيب لو اتفق له لحن أو هفوة في حرف من كتاب الله تعالى لقال له الصبيان أخطأت أيها الشيخ وصوابه كذا وكذا ، وأعلم أنه لم يتفق لشيء من الكتب مثل هذا الحفظ فإنه لا كتاب إلا وقد دخله التصحيف والتحريف والتغيير إما في الكثير منه أو في القليل ، وبقاء هذا الكتاب مصوناً من جميع جهات التحريف مع أن دواعي الملاحدة واليهود والنصارى متوفرة على إبطاله وإفساده من أعظم المعجزات ) مفاتيح الغيب (19/160-161 )
ويقول ابن حزم - في الجواب عن احتجاج النصارى بدعوى الروافض تحريف القرآن - ( اما قولهم في دعوى الروافض تبديل القرآن فإن الروافض ليسوا من المسلمين ) الفصل 2/80(1/10)
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية : ( وكذلك - أي في الحكم بتكفيره - من زعم منهم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت ، أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة ونحو ذلك وهؤلاء يسمون القرامطة والباطنية ومنهم التناسخية وهؤلاء لا اختلاف في كفرهم ) الصارم المسلول " دار الكتب العلمية - بيروت : صفحة 586
ثانيا : البداء في الله - تعالى الله عما يصفون –
وهو طعنهم بالله بالجهل وتزكية أئمتهم بالعلم فأصبحوا بنظرهم أعلم من الله تعالى
من طعوناتهم في الله تعالى أنهم نسبوا إليه البداء وهو الظهور بعد الخفاء أي أن الله سبحانه يبدوا له أمر كان يجهله فيقدر القدر على هذا الأمر الجديد الذي بدا له ( تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا )
أذكر لكم هنا بعض أقوالهم التي جمعتها سابقا بهذه العقيدة الكفرية :
معنى البداء هو الظهور بعد الخفاء
والبداء مصدر بدا يبدو بداء أي : ظهر ، ويستعمل في العرف بمعنى الظهور بعد الخفاء ، فيقال فلانا كان عازما على كذا ، ثم بدا له فعدل عنه ( كما ذكر ذلك السيد محسن الأمين في كتابه الشيعة بين الحقائق والأوهام - ص 45 ، 46 ، الطبعة الثالثة سنة 1977 بيروت )
وبمثل ذلك نقل ابن منظور الأفريقي عن اللغويين حيث قالوا : البداء استصواب شيء بعد أن لم يعلم ، وقال الفراء بدا لي بداء ، أي ظهر لي رأي آخر وأنشد :
لو على العهد لم يخنه لدمنا ثم لم يبد لي سواه بداء
قال الجوهري : وبدا له في الأمر بداء ، أي نشأ له فيه رأي ، وذكر أيضا بدا لي بداء أي تغير لي رأي على ما كان عليه ( لسان العرب ج14 ، ص 66 طبعة مصر وبيروت)
وفي هذا المعنى استعمل هذا اللفظ في القرآن الكريم :
(وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ )الزمر 47
(وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ) الزمر47
((1/11)
وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون )الجاثية 33
(قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ )أل عمران 118
(فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ) الأعراف 22
وفي جميع هذه الآيات استعمل هذا اللفظ بمعنى الظهور بعد الخفاء
وتجيز الرافضة هذا البداء لله تعالى ، أي يظهر له أمر بعدما كان خافيا عليه ( تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ) وهناك العديد من رواياتهم تنص على ذلك في أمهات كتبهم المعتمدة والموثوقة ،
وعلى سبيل المثال لا الحصر ما رووه عن جعفر أنه كان يقول بإمامة ابنه اسماعيل بعده ، ثم مات اسماعيل في حياة ابيه فقال : ( ما بدا لله في شيء كما بدا له في إسماعيل ابني ) – كتاب كمال الدين وتمام النعمة لأبن بابويه القمي ج1 ص69 طبعة طهران 1395 ، فرق الشيعة للنوبختي ص 64 ، كتاب المقالات والفرق لسعد بن عبدالله القمي ص78 طبعة طهران 1963 ، الأنوار النعمانية ج1 ص 359 طبعة ايران .(1/12)
وروى مثل ذلك الكليني في كتابه الكافي ، عن امامهم العاشر علي بن محمد المكنى بأبي الحسن أنه لما مات ابنه الأكبر محمد المكنى بأبي جعفر وبقي له ابنه الأصغر الحسن المكنى بأبي محمد قال كما روى أبو هاشم الجعفري : ( كنت عند أبي الحسن عليه السلام بعد ما مضى ابنه جعفر ، واني لأفكر في نفسي أريد أن أقول : كأنهما أعني أبا جعفر وأبا محمد في هذا الوقت كأبي الحسن موسى واسماعيل ابني جعفر بن محمد عليهم السلام وأن قصتهما كقصتهما ، إذ كان أبو محمد المرجي بعد أبي جعفر عليه السلام فأقبل عليّ أبو الحسن قبل أن أنطق ، فقال : نعم يا أبا هاشم ، بدا لله في أبي محمد بعد أبي جعفر عليه السلام ما لم يكن يعرف له ، كما بدا له في موسى بعد مضي اسماعيل ما كشف به عن حاله ، وهو كما حدثتك نفسك ، وإن كره المبطلون ، وأبو محمد ابني المخلف من بعدي ) كتاب الأصول من الكافي ج1 ص 327
وروى محمد بن عبدالله الأنباري أنه قال : ( كنت حاضرا أبا الحسن عليه السلام لما توفي ابنه محمد ، فقال للحسن : يا بني أحدثت لله شكرا ، فقد أحدث فيك أمراً ) الأصول من الكافي ص 326
والروايات السابقة صريحة في معناها بأن الله لم يكن يعلم بأن كلاً من اسماعيل بن جعفر ، ومحمد بن علي لا يصلحان للإمامة ، وخفي عليه الأمر ، ثم ظهر له عدم صلاحيتهما لتلك المنزلة فأحدث الإمامة في موسى بن جعفر وحسن بن علي ( تعالى الله علوا كبيرا عن ذلك ) .(1/13)
وروى الرافضة الكثير بهذا المعنى ، منها ما رواه لبن بابويه القمي الملقب بالصدوق عن علي بن موسى الملقب بالرضا الإمام الثامن عند الرافضة قال : لقد أخبرني أبي عن آبائي عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إن الله أوحى إلى نبي من أنبيائه أن أخبر فلاناً الملك أني متوفيه إلى كذا وكذا ، فأتاه ذلك النبي فأخبره ، فدعا الله الملك وهو على سريره حتى سقط من السرير ، وقال : يا رب ، أجلني حتى يشب طفلي ويقضى أمري ، فأوحى الله عز وجل إلى ذلك النبي أن ائت الملك فأعلمه أني قد أنسأت في أجله وزدت في عمره إلى خمس عشرة سنة ، فقال ذلك النبي : يارب ، إنك لتعلم أني لم أكذب قط ، فأوحى الله عز وجل لإليه : إنك عبد مأمور فأبلغه ذلك ، والله لا يسأل عما يفعل . – عيون أخبار الرضا ج1 ص181،182 تحت عنوان البداء وما يتعلق به
ورووا مثل ذلك عن نبي الله عيسى الناطق بالوحي أنه مر بقوم مجلبين كما نقله القمي عن جعفر بن محمد فقال عيسى عليه السلام:
ما لهؤلاء؟
قيل: يا روح الله إن فلانة بنت فلان تهدى إلى فلان بن فلان في ليلتها هذه قال: يجلبون اليوم ويبكون غداً، فقال قائل منهم: ولم يا رسول الله؟
قال: لأن صاحبتهم ميتة في ليلتها هذه، فقال القائلون بمقالته: صدق الله وصدق رسوله، وقال أهل النفاق: ما أقرب غداً، فلما أصبحوا جاءوا فوجدوها على حالها لم يحدث بها شيء، فقالوا: يا روح الله إن التي أخبرتنا أمس أنها ميتة لم تمت، فقال عيسى عليه السلام: يفعل الله ما يشاء، فاذهبوا بنا إليها، فذهبوا يتسابقون حتى قرعوا الباب فخرج زوجها، فقال له عيسى عليه السلام: استأذن لي إلى صاحبتك، قال: فدخل عليها فأخبرها أن روح الله وكلمته بالباب مع عدة، قال: فتخدرت، فدخل عليها فقال لها: ما صنعت ليلتك هذه؟(1/14)
قال: لم أصنع شيئاً إلا وقد كنت أصنعه فيما مضى إنه كان يعترينا سائل في كل ليلة جمعة فننيله ما يقوته إلى مثله، وأنه جاءني في ليلتي هذه وأنا مشغولة بأمري وأهلي في مشاغيل، فهتف فلم يجبه أحد، ثم هتف فلم يجبه أحد حتى هتف مراراً، فلما سمعت مقالته قمت متنكرة حتى أنلته كما كنا ننيله، فقال لها: تنحي عن مجلسك: فإذا تحت ثيابها أفعى مثل جذعة عاض على ذنبه، فقال عليه السلام: بما صنعت صرف الله عنك هذا [أمالي الصدوق المجلسي الخامس والسبعون ص404، 405].
وكذبوا على نبي الله محمد صلوات الله وسلامه عليه نقلاً عن جعفر أيضاً أنه قال:
مر يهودي بالنبي صلى الله عليه وآله فقال: السلام عليك، فقال رسول الله : عليك، فقال أصحابه: إنما سلم عليك بالموت. قال: الموت عليك. قال النبي صلى الله عليه وآله : كذلك رددت، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله : إن هذا اليهودي يعضه أسود في قفاه فيقتله. قال: فذهب اليهودي فاحتطب حطباً كثيراً فاحتمله، ثم لم يلبث أن انصرف فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : ضعه فوضع الحطب فإذا أسود في جوف الحطب عاض على عود، فقال: يا يهودي ما عملت اليوم؟ قال: ما عملت عملاً إلا حطبي هذا احتملته فجئت به وكان معي كعكتان فأكلت واحدة وتصدقت بواحدة على مسكين، فقال رسول الله صلى الله عليه وأله :
بها دفع الله عنه، وقال: إن الصدقة تدفع ميتة السوء عن الإنسان" [الكافي للكليني ج4 ص5 – كتاب الزكاة].(1/15)
ومعنى الروايتين واضح جلي أن نبي الله عيسى عليه السلام أخبر بموت العروسة بإخبار من الله عز وجل وبوحي منه وخفي على الله – عياذاً بالله – بأن العروسة واليهودي لا يموتان في وقتهما الذي حدد لموتهما العارضة تعرض، وسبب يحدث، كما لم يظهر له – تعالى الله عما يقولونه علواً كبيراً – أن رسوليه يكذبان من قبل المعاندين، ويهزأ بهما من قبل المنافقين، ويتكلم الناس في أمرهما ما يتكلمون، ويكون في أيديهم حجة لتكذيبهم إياهم وللرد على مقولاتهم وأنبائهم فلا يبقى إذاً معنى النبوة والنبوءة.
وعلى ذلك اضطرب القوم في أمر هذه العقيدة الخبيثة، المتفق عليها عند جميع الرافضة كما قال شيخهم المفيد: واتفقت الإمامية على إطلاق لفظ البداء في وصف الله تعالى وإن كان ذلك من جهة السمع دون القياس [أوائل المقالات ص52].
وقد نقلوا عن أئمتهم أنهم قالوا:
"ما عبد الله بشيء مثل البداء" قاله محمد الباقر [الكافي في الأصول ج1 ص146، كتاب التوحيد باب البدء].
وعن جعفر أنه قال: "ما عظم الله بمثل البداء" [الكافي في الأصول].
وعنه أيضاً ما نقله مالك الجهني أنه قال: "لو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما افتروا من الكلام فيه [الأصول من الكافي 1/148].
وعن مرازم بن حكيم أنه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما تنبأ نبي قط حتى يقر لله بخمس خصال: بالبداء، والمشيئة، والسجود والعبودية، والطاعة [الأصول من الكافي].
وأخيراً ما رواه الريان بن الصلت أنه قال: "سمعت الرضا عليه السلام يقول: ما بعث الله نبياً قط إلا بتحريم الخمر، وأن يقر لله بالبداء" [الكافي في الأصول 1/148].
ومثل هذه الفقرات كثيرة في التوراة واضحة تشير إلى أن الله فعل شيئاً ولم يكن ليفعل لو فعل في حينه أن نتيجته خلاف ما أراده، وخفي عليه ما ظهر فيما بعد – سبحانه عما يصفون.(1/16)
وأما ما يقوله الرب جل وعلا في كتابه المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فهو مخالف تمام المخالفة لما يعتقده اليهود والشيعة يقول الله عز وجل عن نفسه:
(. . عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ )[سورة سبأ الآية3].
وقال: (ِ.. وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ..) [سورة يونس الآية61].
وقال: (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) [سورة الأنعام الآية 59].
وأمر ملائكته أن يقولوا: (وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً ) [سورة مريم الآية 65].
وقال على لسان موسى عليه السلام: (. . لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى ) [سورة طه الآية 52].
وقال: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ... ) [سورة الطلاق الآية 12].
وقال: (وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطاً )[سورة النساء الآية 126].
وقال: (أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاء رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ )[سورة فصلت الآية 54].(1/17)
والآيات في هذا المعنى كثيرة .
أما الشيعة فيعتقدون في الله عكس ما يقوله الرب عنه جل جلاله، وعم نواله، مصرحين بأن الله تعالى ظهر له من الأمر ما لم يكن ظاهراً [رسالة أعلام الهدى في تحقيق البداء لنظام الدين الجيلاني الشيعي نقلاً عن تحفة اثنى عشرية ص226].
أن البداء عند الشيعة الإمامية جزء لا يتجزأ من توحيد الله، وهذا مالم نره في كتاب ربنا ، ولم نرى له ذكراً على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم المبلغ عن ربه، وخفاء عقيدة كهذه فيه إتهام للنبي صلى الله عليه وسلم بعدم تبليغ رسالة ربه ! وهذا محال . وكون الشيعة الإمامية اختصت من دون الناس بمعرفة هذه العقيدة فيه إجحاف بأمم عظيمة لا يعلم قدرها إلا الله، وشريعة الله ليست خاصة بأمة ولا بنحلة، فليتنبه لهذا . (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ..) الأعراف : 158 . فقال يا أيها الناس الدالة على أن دعوته تعم كل الناس .
وأعظم مما سبق أن البداء فيه نسبة الجهل إلى الله وأنه لا يعلم حقيقة الأمور ومآلها –تعالى الخلاق العليم عن ذلك-، والله يعلم ما كان وما يكون وما سيكون أن لو كان كيف يكون . فكيف يستجيز عاقل لنفسه أن يؤمن بهذه العقيدة التي تنسب الجهل إلى ربه ! ؟ ( تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا )
أما أسباب وغرض الشيعة الإمامية من إحداث هذه العقيدة، ونشرها بين الناس ؟
أن من عقيدة الشيعة الإمامية أن أئمتهم يعلمون الغيب، ويعلمون ما كان وما سيكون ، وأنهم لا يخفى عليهم شيء ! . فإذا أخبر أئمتهم بأمر مستقبل وجاء الأمر على خلاف ما قالوا ، فإما أن يكذبوا بالأمر وهذا محال لوقوعه بين الناس، وإما أن يكذبوا أئمتهم وينسبوا الخطأ إليهم ، وهذا ينسف عقيدتهم التي أصلوها فيهم من علمهم للغيب .
فكان أن أحدثوا عقيدة البداء . فإذا وقع الأمر على خلاف ما قاله الإمام قالوا: بد لله كذا ، أي أن الله قد غير أمره .(1/18)
ولكن الشيعة الإمامية وقعت في شر أعمالها، فهي أرادت أن تنزه إمامها عن الخلف في الوعد وعن الكذب في الحديث، فاتهمت ربها من حيث تشعر أو لا تشعر بالجهل ! .
فقد جاء في البحار عن أبي حمزة الثمالي قال : قال أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام : ( يا أبا حمزة إن حدثناك عن بأمر أنه يجيء من هاهنا فجاء من هاهنا، فإن الله يصنع ما يشاء، وإن حدثناك اليوم بحديث وحدثناك غداً بخلافه فإن الله يمحو ما يشاء ويثبت ) [بحار الأنوار: 4/119، وتفسير العياشي : 2/217] .
بالطبع هذه رويات نسجوها على لسان أبي جعفر وأبي عبد الله وهما منها براء . والمقصد بيناه آنفاً . ولقد كان بعض شيوخ الشيعة الإمامية في إحدى الفترات يمنون شيعتهم بأن الأمر سيعود إليهم والغلبة ستكون لهم ولدولتهم بعد سبعين سنة، ولما انقضت تلك المدة ولما يتحقق من ذلك شيء ، لجاءوا إلى البداء وقالوا قد بدا لله سبحانه ! . [انظر: تفسير العياشي : 2/218، والغيبة للطوسي : ص263] .
ثم لما رأت الشيعة الإمامية ممثلة في مشايخها أن هذه العقيدة قد تجلب الشناعة على مذهبهم، نسجوا رويات أخرى تحدث أن البداء قد منع الأئمة من التحديث بما سيكون من الأمور المستقبلة . فهاهم يزعمون أن علي بن الحسين يقول : (لولا البداء لحدثتكم بما يكون إلى يوم القيامة ) [تفسير العياشي : 2/215، وبحار الأنوار : 4/118] . إذا المانع للأئمة من التحديث بأخبار الغيب هو خوفهم من أن يبدوا لله أمراً آخر بخلاف ما حدثوا به ! . وهذا كله مهرب من التحديث بأمر لا يعلمه إلا الله، وهو علم الغيب الذي أخبر الله في مواضع كثيرة من كتابه أن الغيب لا يعلمه إلا هو . فما للشيعة لا يفقهون حديثاً.(1/19)
ثمة أمر لابد من الإشارة إليه وهو يقطع الطريق على الشيعة الإمامية وهو أن بعض مشايخة الشيعة الإمامية قد يوهم الناس بأن البداء كالنسخ الذي أخبر الله عنه في كتابه أو أنه هو . وليس كذلك، فالنسخ ليس هو ظهور أمر جديد لله ، بل الله عالم بالأمر المنسوخ والأمر الناسخ ، ولكن الله يأمر بأمر في وقت من الأوقات يناسب الحال وقت ذاك ، ثم ينسخه بأمر معلوم عنده في الأزل . أما البداء فهو أن الله يظهر له أمر جديد لم يكن يعلمه في السابق، وبين النسخ والبداء كما بين السماء والأرض، وأين هذا من هذا ؟ .
ويجيب على مقالتهم هذه أيضا أقدم من كتب في فرق الشيعة من الشيعة ومن يليه أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي، وسعد بن عبد الله القمي في كتابيهما (فرق الشيعة)، وكتاب (المقالات والفرق) نقلاً عن سليمان بن جرير:
"إن أئمة الرافضة وضعوا لشيعتهم مقالتين لا يظهرون معهما من أئمتهم على كذبهم أبداً، وهما القول بالبداء، وإجازة التقية.
فأما البداء فإن أئمتهم لما أحلوا أنفسهم من شيعتهم محل الأنبياء من رعيتها في العلم فيما كان ويكون، والإخبار بما يكون في الغد، وقالوا لشيعتهم: إنه سيكون في غد وفي غابر الأيام كذا وكذا، فإن جاء ذلك الشيء على ما قالوه قالوا لهم:
ألم نعلمكم أن هذا يكون، فنحن نعلم من قبل الله عز وجل ما علمته الأنبياء عن الله ما علمت، وإن لم يكن ذلك الشيء الذي أخبروا به على ما قالوا، اعتذروا لشيعتهم بقولهم: بدا لله في ذلك بكونه.
فما أصدقه وأحسن به.
هذا ولم يقولوا بهذه المقالة ولم يعتقدوا بهذا الاعتقاد إلا لمخالفتهم المسلمين أهل السنة حيث أنهم أسسوا قواعد مذهبهم على مخالفة العقائد الإسلامية الخالصة المستقاة من كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه المصطفى صلوات الله وسلامه عليه كما بيناه فيما مضى.
قال اليهود :(1/20)
جاء في التوراة : ( فرأى الرب أنه كثر سوء الناس على الأرض .... فندم الرب خلقه الإنسان على الأرض وتنكد بقلبه ، وقال الرب: لأمحون الإنسان الذي خلقته على وجه الأرض ) [سفر التكوين ، الفصل السادس، فقرة : 5] وتكرر هذا المعنى في التوراة . وهذا هو البداء بعينه .
والسؤال : هل مؤسس الطائفة الشيعية ابن سبأ قد أخذ هذه العقيدة من اليهود وأشاعها في الشيعة ؟ ويكفي في الإجابة أن تعلم ، أن فرق السبأية ( كلهم يقولون بالبداء وأن الله تبدوا له البداوات ) [انظر: الملطي/ التنبيه والرد ص 19] .
نعم طعنوا في الله تعالى ( بالجهل ) وزكوا أئمتهم بعلم الغيب كله
علم الغيب عند الأئمة
- عن أبي عبد الله قال « والله لقد أعطينا علم الأولين والآخرين. فقيل له: أعندك علم الغيب؟ فقال له: ويحك! إني لأعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء» (بحار الأنوار26/27).
- وقال المفيد » إن الأئمة من آل محمد (ص) يعرفون ضمائر بعض العباد، ويعرفون ما يكون قبل كونه« (شرح عقائد الصدوق 239).
- عن أبي جعفر قال » إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق« (الكافي 1/363 كتاب الحجة. باب في معرفتهم وأوليائهم والتفويض إليهم).
- وبوب الصفار بابا بعنوان: باب أن الأئمة يعرفون الإضمار وحديث النفس قبل أن يُخبَروا كما هو مبوب هكذا عند الصفار» (بصائر الدرجات 255). ووضع تحت الباب أحاديث منها:
- عن عمران بن يزيد وخالد بن نجيح أنهما أضمرا في أنفسهما شيئا ليسألا به أبا عبد الله فعرف أبو عبد الله ما في أنفسهم من غير أن يخبره عمران به. (161 - 255).
وأظن ما جمعته هنا من الكلام في البداء يوضح طعنهم في الله تعالى وجزى الله خيرا الأخوة الذين قاموا بكتابة هذه النقاط في البداء والتي أقتبستها منهم(1/21)
وأضيف أيضا من أسباب هذا الإتهام لله تعالى مدخلا للرافضة على الطعن بالصحابة رضي الله عنهم جميعا لأن الله تعالى قد ذكر الكثير من فضائلهم في القرآن الكريم :
قوله تعالى : (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً )- سورة الفتح: 18.
قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: كنا ألفا وأربعمائة - صحيح البخاري: كتاب المغازي -باب عزوة الحديبية- حديث [4154] فتح الباري: 7/507. طبعة الريان.
وفي صحيح مسلم من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد؛ الذين بايعوا تحتها) - صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أصحاب الشجرة. . حديث [2496]. صحيح مسلم 4/1943.
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: والرضا من الله صفة قديمة، فلا يرضى إلا عن عبد علم أن يوافيه على موجبات الرضا -ومن رضي الله عنه لم يسخط عليه أبداً- فكل من أخبر الله عنه أنه رضي عنه فإنه من أهل الجنة، وإن كان رضاه عنه بعد إيمانه وعمله الصالح؛ فإنه يذكر ذلك في معرض الثناء عليه والمدح له. فلو علم أنه يتعقب ذلك بما سخط الرب لم يكن من أهل ذلك - الصارم المسلول: 572، 573. طبعة دار الكتب العلمية. تعليق: محمد محيي الدين عبد الحميد.
وقال ابن حزم: فمن أخبرنا الله عز وجل أنه علم ما في قلوبهم، ورضي عنهم، وأنزلا السكينة عليهم، فلا يحل لأحد التوقف في أمرهم أو الشك فيهم البتة - الفصل في الملل والنحل: 4/148.(1/22)
وقوله تعالى : (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ترااهم رُكعاً سُجدا يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مَثَلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سُوقه يُعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً) - سورة الفتح: 29.
قال الإمام مالك رحمه الله تعالى: بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة -رضي الله عنهم- الذين فتحوا الشام، يقولون: والله لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا. وصدقوا في ذلك؛ فإن هذه الأمة معظمة في الكتب المتقدمة، وأعظهما وأفضلها أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد نوه الله تبارك وتعالى بذكرهم في الكتب المنزلة والأخبار المتداولة؛ ولهذا قال سبحانه وتعالى هنا: (ذلك مثلهم في التوراة). ثم قال: (ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه) أي فراخه. (فآزره) أي: شده (فاستغلظ) أي: شب وطال. (فاستوى على سوقه يعجب الزراع) أي فكذلك أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آزروه وأيدوه ونصروه، فهو معهم كالشطء مع الزراع ليغيظ بهم الكفار- الاستيعاب لابن عبد البر 1/6 ط. دار الكتاب العربي بحاشية الإصابة، عن ابن القاسم. وتفسير ابن كثير: 4/204 ط. دار المعرفة -بيروت، دون إسناد.
وقال ابن الجوزي: وهذا الوصف لجميع الصحابة عند الجمهور - زاد المسير: 4/204.
والآيات الدالة على فضائل الصحابة كثيرة في القرآن
ومن إتهام الله تعالى بالبداء عند الرافضة قولهم أن الصحابة جميعا ارتدوا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وأن هذه الآيات التي ذكرها الله كانت قبل أن يبدو له فيهم
وليت شعري لو يشرح لنا الرافضة ما الذي غصب المهاجرين والأنصار بداية على الإسلام كي يرتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ؟(1/23)
فالمسلمين بداية الأمر كانوا يعذبون على إسلامهم وهذا بلال بن رباح رضي الله عنه وكان عبدا ويعذب في مكة وهو يقول أحد أحد ، فلم لم يذكره الرافضة فيمن ثبت وبقي على إسلامه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، حين عددوا ثلاثة ورواية أخرى لهم أربعة ورواية أخرى سبعة ؟ والمسائل في هذا الوجه كثيرة .
ثالثا : طعنهم بالله تعالى بأنه غير قادر على كل شيء !!
قال تعالى : (.. وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) البقرة : 20
وقال تعالى : (.. حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) البقرة : 109
وقال تعالى : (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) آل عمران : 26
وقال تعالى : (وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) آل عمران : 189
والآيات عديدة الدالة على قدرة الله تعالى
قال تعالى : ( وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) التكوير29
وقال تعالى : ( وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً ) الإنسان30
أولا لنعرف ما هو القدر وصلته بقدرة الله سبحانه وسأذكر لكم من أقوال أهل العلم من السلف الصالح :
تعريف القدر :
القدر : هو تقدير الله للكائنات حسبما سبق به علمه واقتضت حكمته . وهو يرجع إلى قدرة الله ، وأنه على كل شيء قدير فعال لما يريد .
والإيمان به من الإيمان بربوبية الله سبحانه وتعالى ، وهو أحد أركان الإيمان التي لا يتم الإيمان إلا بها . قال تعالى : ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) .[سورة القمر:الآية 49] .(1/24)
وقال صلى الله عليه وسلم : (كل شيء بقدر حتى العجز والكيس ، أو الكيس والعجز) [ رواه مسلم ] .
مراتب القدر :
ومراتب القدر أربعة وهي : العلم ، والكتابة ، والخلق ، والمشيئة .
وقد بينها العلماء بالأدلة الثابتة بكتاب الله تعالى وقالوا :
لا يتم الإيمان بالقدر إلا بتحقيق أربع مراتب هي :
أولاً : الإيمان بعلم الله الأزلي المحيط بكل شيء . قال تعالى : ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) الحج70
ثانياً : الإيمان بالكتابة في اللوح المحفوظ لما علم الله من المقادير . قال تعالى : (.. مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ..) الأنعام38
وقال صلى الله عليه وسلم: (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة) [ رواه مسلم ] .
ثالثاً : الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة . قال تعالى )وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) التكوير29.
قال صلى الله عليه وسلم لمن قال له ما شاء الله وشئت : (أجعلتني لله نداً بل ما شاء الله وحده) [ رواه أحمد] .
رابعاً : الإيمان بأن الله خالق كل شيء . قال تعالى: ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) الزمر62
وقال تعالى: ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ) الصافات96
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يصنع كل صانع وصنعته) [ رواه البخاري ] .
أقسام التقدير :
أ ـ التقدير العام لجميع الكائنات ، وهو الذي كتب في اللوح المحفوظ قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.
ب ـ التقدير العمري ، وهو تقدير كل ما يجرى على العبد من نفخ الروح فيه إلى نهاية أجله .
ج ـ التقدير السنوي ، وهو تقدير ما يجري كل سنة ، وذلك ليلة القدر من كل سنة . قال تعالى : ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) الدخان4.(1/25)
د ـ التقدير اليومي ، وهو تقدير ما يجري كل يوم من عز وذل وعطاء ومنع وإحياء وإماتة وغير ذلك . قال تعالى: ( يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) الرحمن29
عقيدة السلف في القدر :
أن الله خالق كل شيء وربه ومليكه ، قد قَدَّر مقادير الخلائق قبل أن يخلقهم ، قدر آجالهم وأرزاقهم وأعمالهم وكتب ما يصيرون إليه من سعادة أو شقاوة، فكل شيء أحصاه في إمام مبين. فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، ويعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ، وهو قادر على كل شيء يهدي من يشاء ويضل من يشاء ، وأن للعباد مشيئة وقدرة يفعلون بها ما أقدرهم الله عليه مع اعتقادهم أن العباد لا يشاءون إلا أن يشاء الله . قال تعالى: ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) العنكبوت69
وأن الله تعالى خالق للعباد وأفعالهم وهم فاعلون لها حقيقة ، فلا حجة لأحد على الله في واجب تركه ولا محرم فعله ، بل له الحجة البالغة على العباد ، ويجوز الاحتجاج بالقدر على المصائب لا على المعائب والذنوب . كما قال صلى الله عليه وسلم في محاجة موسى لآدم : ( تحاج آدم وموسى ، فقال موسى : أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة، فقال له آدم : أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه ثم تلومني على أمر قد قُدّر عليّ قبل أن أخلق فحج آدمُ موسى) [ رواه مسلم ] .
أفعال العباد :
الأفعال التي يخلقها الله تعالى في الكون تنقسم إلى قسمين :
الأول : ما يجريه الله تبارك وتعالى من أفعاله في مخلوقاته ، فليس لأحد فيها مشيئة واختيار ، وإنما المشيئة لله ، مثل الإحياء والإماتة والمرض والصحة .(1/26)
قال تعالى : ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ) الصافات96. وقال تعالى )الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) الملك2.
الثاني : ما تفعله الخلائق كلها من ذوات الإرادة ، فهذه تكون باختيار فاعليها وإرادتهم ؛ لأن الله جعل ذلك إليهم ، قال تعالى : ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) التكوير28. وقال تعالى: ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً ) الكهف29. فهم يُحمدون على المحمود منها ويذمون على المذموم ، والله لا يعاقب إلا على أمر فيه اختيار للعبد، كما قال تعالى : (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ) ق29. والإنسان يعرف الفرق بين الاختيار والاضطرار ، فينزل من السطح بالسلم نزولاً اختيارياً، وقد يسقطه غيره من السطح ، فالأول اختيار والثاني إجبار.
هذا بإختصار وإيجاز .
نأتي الآن للإرادة المذكورة في كتاب الله وهي محور حجتنا على الرافضة في دعواهم الباطلة والتي سوف نذكرها ونبين طعنهم وإتهاماتهم :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( إن الإرادة في كتاب الله نوعان : إرادة شرعية دينية تتضمن محبته ورضاه ، وإرادة كونية قدرية تتضمن خلقه وتقديره ) . ( المنهاج 7 /72) .
وقال ابن أبي العز : المحققون من أهل السنة يقولون: الإرادة في كتاب الله نوعان: إرادة قدرية كونية خَلقية، وإرادة دينية أمرية شرعية.
فالإرادة الشرعية: هي المتضمنة للمحبة والرضى.
والكونية: هي المشيئة الشاملة لجميع الحوادث). شرح الطحاوية (ص 79)
الإرادة في كتاب الله نوعان :(1/27)
الأولى : إرادة كونية قدرية ، وهي المشيئة الشاملة لجميع الموجودات ، فما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن . وهي تستلزم وقوع المراد ، ولا تستلزم المحبة والرضى إلا إذا تعلقت بها الإرادة الشرعية . قال تعالى : ( فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ) الأنعام125
الثانية : الإرادة الدينية الشرعية ، وهي محبة المراد وأهله والرضا عنهم ، ولا تستلزم وقوع المراد إلا إذا تعلقت بها الإرادة الكونية . قال تعالى : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) البقرة185.
والإرادة الكونية أعم مطلقاً لأن كل مراد شرعي وقع فهو مراد كوناً ، وليس كل مراد كوني وقع مراداً في الشرع ، فإيمان أبي بكر رضي الله عنه مثلاً تحقق فيه الإرادتان ، وما تحققت فيه الإرادة الكونية فقط مثلاً كفر أبي جهل ، وما لم يتحقق فيه الإرادة الكونية وإن كان يراد شرعاً إيمان أبي جهل . فالله وإن كان يريد المعاصي قدراً ويشاؤها كوناً فهو لا يرضاها ديناً ولا يحبها ولا يأمر بها ، بل يبغضها ويكرهها وينهي عنها ويتوعد فاعلها ، وكل ذلك من قدره.(1/28)
وأما الطاعات والإيمان فإنه سبحانه يحبها ويأمر بها ويعد صاحبها بالثواب والجزاء الحسن ، فهو سبحانه لا يعصى بغير إرادته ، ولا يقع إلا ما يريد قال تعالى: ( إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) الزمر7
وقال سبحانه: ( وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ ) البقرة205.
قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك حفظه الله في شرح الواسطية :
قال أهل العلم إن الفرق بين الإرادتين من وجهين:
أما الإرادة الكونية فإنها عامة لكل الموجودات فهي شاملة لما يحب -سبحانه- وما لا يحب، فكل ما في الوجود فهو حاصل بإرادته الكونية سواء في ذلك ما يحبه الله أو يغضبه فكل ما في الوجود فهو حاصل بإرادته -تعالى- الكونية التي هي بمعنى المشيئة فإنه لا يخرج عن مشيئته أو إرادته الكونية شيء ألبتة.
أما الإرادة الشرعية فإنها تختص بما يحبه سبحانه فالطاعات مرادة لله شرعًا أما المعاصي فليست مرادة شرعًا وما وقع من الطاعات ما حصل منها فإذا صليت مثلًا نقول: هذه الصلاة تتعلق بها الإرادتان: الإرادة الكونية والإرادة الشرعية. ماذا تقول؟.. أقول ما يقع من الصلاة إذا صلى الإنسان أو أي طاعة تفعلها فإنها واقعة بالإرادة الكونية ومتعلق كذلك للإرادة الشرعية فهي مرادة لله كونًا وشرعًا. أما المعاصي فهذه مرادة لله كونًا ؛ لأنها لا يقع في الوجود شيء البتة إلا بإرادته ومشيئته -سبحانه- لكن هل المعاصي محبوبة لله ؟ لا بل هي مبغوضة وإن كانت واقعة بإرادته فهذا هو الفرق بين الإرادتين.(1/29)
فرق بين الإرادتين من وجهين. الأول: أن الإرادة الكونية عامة لما يحبه الله وما لا يحبه لكل ما في الوجود ، فكل ما في الوجود فهو مراد الله كونًا وهو حاصل بمشيئته -سبحانه وتعالى- أما الإرادة الشرعية فإنها إنما تتعلق بما يجب -سبحانه وتعالى- فقط قال أهل العلم: "فتجتمع الإرادتان في إيمان المؤمن وطاعة المطيع تجتمع الإرادتان كما في المثال المتقدم.
وتنفرد الإرادة الشرعية في إيمان الكافر أليس الكافر مطلوب منه الإيمان؟ نعم لكنه لم يحصل فهو مراد لله شرعًا لكنه غير مراد كونًا إذ لو شاء الله لاهتدى ( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ ) يونس99 ، وكذلك الطاعة التي أُمِرَ بها العبد ولم يفعلها هذه مرادة لله شرعًا لكنها لم تتعلق بها الإرادة الكونية ؛ إذ لو تعلقت بها الإرادة الكونية لحصل ؛ لأن ما في إرادة الله كونًا. هذا من الفروق.
وفرق ثالث: وهو أن الإرادة الكونية لا يتخلف مرادها أبدًا، أما الإرادة الشرعية فقد يقع مرادها وقد لا يقع فالله أراد الإيمان من الناس كلهم أراده شرعًا يعني. أمرهم به وأحب ذلك منهم ولكن منهم من آمن ومنهم من كفر.
فالإرادة الكونية لا يتخلف مرادها، أما الإرادة الشرعية فقد يحصل مرادها وقد لا يحصل. أهـ
وفي كتاب الإسلام وحرية الإنسان ص 181 للشيخ زكريا عبد الرازق المصرى قال :
تنقسم الإرادة الإلهية وتسمى المشيئة الإلهية أيضاً إلى نوعين :
النوع الأول : الإرادة الكونية(1/30)
نسبة إلى الكون وهو الوجود بعد العدم تقول : كان الشىء يكون كوناً ، إذا وجد بعد أن لم يكن (مختار الصحاح ص583 مادة كون ) ، فهى إذن تتعلق بالخلق والإيجاد ، فتصدر عن علم الله تعالى الشامل : (عالم الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) سبأ3 ، ( .. وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) الحجرات16
وتصدر عن قدرة الله تعالى المطلقة : (.. إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) فاطر1 ، ( .. وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً ) فاطر44. فإذا توجهت إرادة الله تعالى لخلق شىء ، فإنه يتحقق ولابدّ : (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) يس82 ، (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) النحل40. وفى الأثر ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن (طريق الهجرتين وباب السعادتين لابن القيم صفحة 184 ) .
وبهذه الإرادة وجد الكون كله بجميع عوامله من عالم العرش إلى عالم الكرسى إلى عالم الفلك بما فيها وبمن فيها من الخلائق : (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) الزمر62
النوع الثانى : الإرادة الشرعية(1/31)
نسبة إلى الشريعة والمشرعة : وهو مورد الشاربين ، وتأتى بمعنى الطريق الأعظم فى اللغة - انظر مختار الصحاح صفحة 335 مادة شرع - .ومعناها فى الشرع : الطريق الذى حدده الله تعالى للناس بالأمر والنهى الذى إذا سلكوه أوصلهم إلى السعادة فى الدنيا وإلى الجنة فى الآخرة ، وتصدر هذه الإرادة الشرعية عن علم الله تعالى المطلق الذى يشمل الغيب والشهادة : ( لَّكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ .. ) النساء166 ، ومن علم الله تعالى علمه بالإنسان وما جبل عليه من طبائع وغرائز ، وبالتالى فإنه يشرع له من الأحكام ما يتحقق له النفع فى الدنيا والأخرة ؛ لأنه أعلم بالإنسان من الإنسان بنفسه وغيره ؛ لأنه تعالى هو الذى خلقه وأوجده : ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) الملك14 . فلما كان تعالى هو الخالق وجب أن يكون تعالى هو الآمر( ..أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ..) الأعراف54
وقال العلامة عبد العزيز بن عبد الله الراجحي حفظه الله
الإرادة صفة من صفات الله –عز وجل-، وهي نوعان:
(1) إرادة كونية خلقية قدرية.
(2) إرادة دينية شرعية أمرية.(1/32)
وهذا تقسيم عند أهل السنة والجماعة وهو الحق الذي دلت عليه النصوص، الإرادة الكونية الخلقية عامة للمؤمن والكافر، ولا يتخلف مرادها، وكل ما في هذا الكون، وكل ما يكون ويوجد، فإن الله أراده كوناً وقدراً من خير وشر، وصحة وعافية، وعز وإذلال، وكفر وإيمان، وفقر وغنى، ومعصية وطاعة، وسعادة وشقاوة، فكل ما يكون في هذا الكون لا يكون إلا بقدرة الله، كما أن كل شيء خلقه الله، قال تعالى: "اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ"...[الزمر: من الآية62]، "...قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ..."[الرعد: من الآية16]، "وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً"[الفرقان: من الآية2]، والإرادة الكونية تعم المؤمن والكافر، أما الإرادة الدينية الشرعية فهي خاصة بالمؤمن، وهي ترادف المحبة والرضا.
فالإرادة الشرعية فيما أراده الله ورضيه من أحكام، وتشريع ما شرعه في الكتاب وعلى لسان نبيه – صلى الله عليه وسلم-، فأمر به ونهى عنه، كقوله: "وأقم الصلاة"، هذا أمر ديني شرعي أمر الله بإقامة الصلاة ديناً وشرعاً، ولكن قد يحصل المراد من الإرادة الشرعية وقد لا يحصل، فمن الناس من أطاع الله واستجاب، وأقام الصلاة، ومن الناس من لم يؤمن ولم يستجب، أما الإرادة الكونية، فإنه لا يتخلف مرادها.
تجتمع الإرادتان في حق المؤمن كأبي بكر – رضي الله عنه-، فإن الله أراد منه الإيمان قدراً وشرعاً.
وتتخلف في حق الكافر، فإن الله أراد الإسلام لأبي لهب ديناً وشرعاً، ولم يرده كوناً وقدراً.(1/33)
من أمثلة الإرادة الكونية: قوله - تعالى- "فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ..."[الأنعام: من الآية125]، وقال – تعالى -: "....إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ"[المائدة: من الآية1]، وقال - تعالى- "...إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" [هود: من الآية34]، والإرادة الكونية مرادفة للمشيئة قال - تعالى - "لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ*وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" [التكوير:28-29].
أما الإرادة ..... الشرعية فمن أمثلتها قوله – تعالى - "...يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ..."[البقرة: من الآية185]، "...إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً"[الأحزاب: من الآية33]، "...تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ..."[لأنفال: من الآية67].
وأما أهل البدع فإنهم لم يقسموا الإرادة إلى قسمين فضلوا وأضلوا فالجبرية لم يثبتوا إلا الإرادة الكونية، والمعتزلة أثبتوا الإرادة الدينية الشرعية، ولم يثبتوا الإرادة الكونية فضلوا، وهدى الله أهل السنة والجماعة؛ فأثبتوا الإرادتين عملاً بالنصوص، فكان مذهب أهل السنة والجماعة هو الحق ووسط بين مذهبين باطلين الجبرية الذين لا يثبتون إلا الإرادة الكونية، والمعتزلة الذين لا يثبتون إلا الإرادة الدينية الشرعية. أهـ
لن أطيل بهذه المسألة فقد وضحت إن شاء الله تعالى والآن سأذكر لكم طعن الرافضة في الله تعالى عما يقولون علوا كبيرا
أما كيفيته :
يعتقدون بأن لكل نبي وصياً أوصى إليه بأمر الله تعالى على أمته من بعده ".(1/34)
وفي عناوين أبواب الكافي للكليني يقول " باب أن الإمامة عهد من الله عز وجل معهود من واحد إلى واحد " أصول الكافي 1/227. و باب ما نص الله عز وجل ورسوله على الأئمة واحداً فواحداً -- أصول الكافي 1/286.
ويقول محمد حسين آل كاشف الغطاء أحد المراجع في هذا العصر : " إن الإمامة منصب إلهي كالنبوة، فكما أن الله سبحانه يختار من يشاء من عباده للنبوة والرسالة، أو يؤيد بالمعجزة التي هي كنص من الله عليه، فكذلك يختار للإمامة من يشاء، ويأمر نبيه بالنص عليه، وأن ينصبه إماماً للناس من بعده " أصل الشيعة وأصولها ص 58.
قال شيخهم مقدار الحلي : بأن مستحق الإمامة عندهم لابد أن "يكون شخصًا معهودًا من الله تعالى ورسوله لا أي شخص اتفق" [النافع يوم الحشر: ص47.].
روى الكليني بسنده عن أبي جعفر قال: "بني الإسلام على خمس: على الصّلاة والزّكاة والصّوم والحجّ والولاية، ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية، فأخذ النّاس بأربع وتركوا هذه – يعني الولاية –" [أصول الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب دعائم الإسلام: 2/18، رقم 3، قال في شرح الكافي في بيان درجة هذا الحديث عندهم: "موثق كالصّحيح" فهو معتبر عندهم. (الشّافي شرح الكافي: 5/28 رقم1487).].
"إن أعظم ما بعث الله تعالى نبيه من الدين إنما هو أمر الإمامة" - هادي الطهراني/ ودايع النبوة: ص115.
ويذكر ابن بابويه القمي : أن عدد الأوصياء "مائة ألف وصي، وأربعة وعشرون ألف وصي" [عقائد الصدوق: ص106.]
قال ابن بايويه " واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين والأئمة من بعده أنه بمنزلة من جحد نبوة الأنبياء، واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحداً من بعده من الأئمة أنه بمنزلة من آمن بجميع الأنبياء ثم أنكر نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم " الاعتقادات ص 111.(1/35)
وأعظم من هذا ما قاله نعمة الله الجزائري عن انفصال الشيعة عن غيرهم بسبب قضية الأئمة (ع) فيقول : " لم نجتمع معهم على إله ولا نبي ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون : إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيه، وخليفته بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، بل نقول : إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا " الأنوار النعمانية 2/279.
فإذا كانت الوصاية نص من الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بتبليغه ثم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أغتصبت الخلافة كما يزعمون من علي بن أبي طالب ذلك طعن صريح بعدم قدرة الله تعالى على إنفاذ أمره – تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
يقول تعالى : ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) آل عمران : 26
فإذا كانت الخلافة لعلي بن أبي طالب كما يزعم الرافضة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ألا يستطيع الله سبحانه أن ينفذ أمره بهذا الشأن ؟ وخاصة أن الأمر منصوص عليه من الله كما يزعمون فهو إرادة كونية قدرية أي يجب أن تقع كما ذكرنا أقوال أهل العلم أعلاه في بيان الإرادة الكونية .
وحين يذكر الرافضة هذه الروايات بالتأكيد ستكون طعنا وإتهاما لله تعالى بأنه غير قادر على إنفاذ أمره وهذا يعني عدم قدرته على كل شيء .
قال الطبرسي في كتابه الإحتجاج الجزء الأول والثاني صفحة 308 على لسان مهديهم المزعوم : إنه لم يكن أحد من آبائي إلا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي .(1/36)
وهذا الكلام يدل على مبايعة علي رضي الله عنه للخلفاء الذين قبله ، فهل علي رضي الله عنه يعلم أن إمامته نص من الله ويتنازل عنها ؟ أم علي رضي الله عنه يريد أن يعطل شرع الله بهذه المسألة ؟
ولكننا نقول أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه صحابي من جملة الصحابة رضوان الله عليهم لا يخالف أمر الله وإجماع الصحابة وقد بايع كمن بايع وكان مناصحا للخلفاء الذين قبله رضي الله عنهم جميعا ، وأنه يعلم أن أمر الله تعالى ينفذ ولا راد له ، كما قال تعالى : ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) آل عمران : 26
قال محدث الرافضة نعمة الله الجزائري
( إنا لم نجتمع معهم ( أي أهل السنة ) على إله ولا على نبي ولا على إمام وذلك أنهم يقولون إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وآله نبيه وخليفته بعده أبو بكر ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي بل نقول إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا ) - الأنوار النعمانية المجلد الثاني صفحة 278 منشورات الأعلمي – بيروت:
نعم هذا دين الرافضة المجوس
هذا بإختصار وإيجاز
رابعا طعنهم في ( الله ) جل وعلا بعدم حسن إختياره لأنبيائه ورسله !!!
قال تعالى : (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ) آل عمران : 33
وقال تعالى : ( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ) النمل : 59(1/37)
وفي الحديث الذي رواه مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا خير البرية ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ذاك إبراهيم عليه السلام . وفي لفظ آخر عند ابن عساكر عن طريق سفيان الثوري عن أنس قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يا خير البرية قال ذاك أبي إبراهيم عليه السلام
لنحلل الآن أقوال الرافضة :
قال تعالى مخاطبا نبيه محمد صلى الله عليه وسلم : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) الكهف : 28
يأمر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالصحبة الصالحة بينما يقول الرافضة أن الصحابة كلهم منافقون ما عدا عدد بسيط منهم لا يتجاوز عدد أصابع اليدين فقالوا ثلاثة وقالوا أربع وقالوا سبعة فقط .
إذا توضح من هذه المسألة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاشاه من ذلك أنه خالف أمر الله تعالى حسب زعم الرافضة بالرغم من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير) - رواه البخاري - وهل نسى الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه من البر ؟؟ لأن الله تعالى قال في بني إسرائيل : ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) البقرة :44 ، وقال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ) الصف : 2 ، 3(1/38)
وفي كتاب مختارات من أحاديث وخطابات الإمام الخميني الجزء الثاني صفحة 42 والخطبة بمناسبة يوم 15 شعبان مولد مهديهم الحجة كما يزعمون يقول الخميني : فكل نبي من الأنبياء إنما جاء لإقامة العدل وكان هدفه هو تطبيقه في العالم ، لكنه لم ينجح ، وحتى خاتم الأنبياء (ص) الذي كان قد جاء لإصلاح البشر وتهذيبهم وتطبيق العدالة ، فإنه هو أيضا لم يوفق ، وإن من سينجح بكل معنى الكلمة ويطبق العدالة في جميع أرجاء العالم هو المهدي المنتظر .
أقول ردا على هذه العبارات التي أطلقها إمامهم المجوسي الخميني : أولا إرسال الرسل كان لتوحيد الله تعالى وليس لأمر آخر وهذا هدفهم فبعد التوحيد يتحقق العدل والتهذيب .
ثانيا : وضح الخميني أن الرسل جميعهم لم يوفقوا وحتى خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم لم يوفق !! فمعنى هذا الكلام أن الله سبحانه لا يحسن إختيار أنبياءه .
ويوضح الخميني في كتابه كشف الأسرار الطبعة الثالثة لسنة 1988 ص 130 كيف أن الله سبحانه إصطفى رسلا غير مؤهلين لإبلاغ رسالته !! لنقرأ الآتي من كتابه المذكور ، يقول : وواضح بأن النبي لو كان قد بلغ بأمر الإمامة طبقا لما أمر به الله ، وبذل المساعي في هذا المجال ، لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الإختلافات والمشاحنات والمعارك ولا ظهرت ثمة خلافات في أصول الدين وفروعه .
وفي كتاب بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 38 ص 313 : 15 يف : ابن المغازلي في مناقبه بإسناده إلى عائشة أنها سئلت : من كان أحب الناس إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قالت : فاطمة ( عليها السلام ) فقلت : إنما سألتك عن الرجال ، قالت : زوجها ، وما يمنعه والله أن كان علي صواما قواما ، ولقد سالت نفس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في يده فردها إلى فيه . وروي أيضا بعدة طرق منها عن أبي السائب ابن يزيد قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا يحل لمسلم أن يرى مجردي أو عورتي إلا علي .(1/39)
الله سبحانه عما يصفون ، عند الرافضة أنه يختار رسلا لا غيرة لهم ولا كرامة وقد وضح هذا الأمر في كتبهم المشهورة :
وعن أمير المؤمنين أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده أبو بكر وعمر ( فجلست بينه وبين عائشة، فقالت عائشة: ما وجدت إلا فخذي وفخذ رسول الله؟ فقال: مه يا عائشة) البرهان في تفسير القرآن 4/ 225.
علي رضي الله عنه: أنه كان ينام مع عائشة في فراش واحد ولحاف واحد ، والنبي بينهما، ثم يقوم النبي يصلي الليل، وعلي وعائشة في فراش واحد وفي لحاف واحد - بحار الأنوار 2/40
الرسول الذي أختاره الله تعالى يتغزل في النساء وينظر إليهن
نقل الصدوق عن الرضا عليه السلام في قوله تعالى: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نِفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ) [الأحزاب:37]، قال الرضا مفسراً هذه الآية: (إن رسول الله صلى الله عليه وآله قصد دار زيد بن حارثة في أمر أراده، فرأى امرأته زينب تغتسل فقال لها: سبحان الذي خلقك) (عيون أخبار الرضا 112).
النبي دانيال يهدد الله بالعصيان
عن أبي جعفر قال: " إن الله عز وجل أوحى إلى داود عليه السلام أن ائت عبدي دانيال فقل له: إنك عصيتني فغفرت لك وعصيتني فغفرت لك وعصيتني فغفرت لك، فإن أنت عصيتني الرابعة لم أغفر لك... فلما كان في السحر قام دانيال فناجى ربه فقال: فوعزتك لئن لم تعصمني لأعصينك ثم لأعصينك ثم لأعصينك" (الكافي 2/316 كتاب الإيمان والكفر باب التوبة).
وهذه فقط بعض الأمثلة وإلا كلامهم في هذه المسائل كثير خاصة أنهم يفضلون الأئمة على الأنبياء(1/40)
وقد حاورت أحد الرافضة ذات يوم وسألته : هل النبي أفضل أم الإمام ؟ فأجاب أن الأئمة أفضل من جميع الأنبياء ما عدا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم . فقلت له : تعني أن الإمام أفضل من الأنبياء ؟ فقال : نعم ، فقلت طيب ما رأيك بالنبي الإمام ؟ ألم تقرأ كلام الله في نبيه إبراهيم : (.. قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً .. ) البقرة : 124
فبهت الذي كفر وكعادتهم حاول الروغان قبل أن يهرب من الجواب .
خامسا : طعنهم في الله تعالى بأنه يغش الرسول و المؤمنين !!
قال تعالى : (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ...) - الأحزاب6
بينما الرافضة يقولون أن أم المؤمنين عائشة هي أم المتسكعين
ولمن أراد المصدر هو مجلة المنبر وتستطيع رؤيتها بهذا الرابط
http://www.du3at.com/alrafedhah/umalmutasake3een.jpg
------------------
الله سبحانه وتعالى برأ أم المؤمنين عائشة من الإفك في سورة النور
قائلا وموضحا أن النبي صلى الله عليه وسلم طيب وزوجته طيبة وأن الطيب له الطيبة والخبيث له الخبيثة : (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) النور : 26
بينما يقول علامتهم العاملي في كتابه الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم في الجزء الثالث صفحة 165
(ذلك تنزيه لنبيه عن الزنا ، لا لها كما أجمع فيه المفسرون)
فإذا كانت هي غير منزهة عن الزنا كما يدعي هذا العاملي فكيف يرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بها زوجة (( خاصة )) وأنه يعلم الغيب كله ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ، كما يزعم الرافضة ؟(1/41)
فإذا علم بها وسكت فهذا طعن صريح فيه صلى الله عليه وسلم وحاشاه من ذلك ، وإن قالوا لا يعلم فقد أسقطوا علم الغيب عن الأئمة بما أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو رأس أهل البيت ومنه استقوا علومهم كما يزعمون .
---------------------
الله سبحانه عند الرافضة يسمي إحدى الكافرات أم المؤمنين !!! هذا فقط عند الرافضة
يقول المولى محمد تقي المجلسي في كتابه روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه في كتاب الصلاة الجزء الثاني صفحة 218
(وأما) إنكار معوية وعايشة فإنهما خارجان عن الدين وليسا من المسلمين وهذا الإنكار أحد أسباب كفرهما
( طبعا يقصد في معوية - معاوية رضي الله عنه - ويقصد في عايشة - أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها )
وهنا لي كلمة على هذا القول : هل الرافضة أعلم من علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟ حيث أن علي بن ابي طالب قال في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعد وقعة الجمل بعد أن سأل بعض أصحاب علي علياً أن يقسم فيهم أموال أصحاب طلحة والزبير، فأبى عليه فطعن فيه السبائية وقالوا : كيف يحلُّ لنا دماؤهم ولا تحل لنا أموالهم ؟
فبلغ ذلك علياً، فقال : أيكم يحب أن تصير أم المؤمنين في سهمه ؟ ( البداية والنهاية - ج 7 ص 273)
يعترف علي رضي الله عنه بأنها أماً للمؤمنين ولكن الرافضة لا يتبعون علياً بل يتبعون المجوس الذين فرضوا عليهم ما يشاؤون من خرافات .
وعلي رضي الله عنه أيضا في نفس المصدر السابق ( ص 274 ) حين جاءه رجل يبلغة بأن بالباب رجلان ينالان من أم المؤمنين عائشة : أمر عليا القعقاع بن عمرو أن يجلد كل واحد منهما مائة، وأن يخرجهما من ثيابهما .(1/42)
ولما أرادت أم المؤمنين عائشة الخروج من البصرة، بعث إليها علي رضي الله عنه بكل ما ينبغي من مركب وزاد ومتاع وغير ذلك، وأذن لمن نجا ممن جاء في الجيش معها أن يرجع إلا أن يحب المقام، واختار لها أربعين امرأة من نساء أهل البصرة المعروفات، وسير معها أخاها محمد بن أبي بكر .
فلما كان اليوم الذي ارتحلت فيه جاء علي فوقف على الباب وحضر الناس، وخرجت من الدار في الهودج فودعت الناس، ودعت لهم، وقالت : يا بني لا يعتب بعضنا على بعض، إنه والله ما كان بيني وبين علي في القدم إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها، وإنه على معتبتي لمن الأخيار .
فقال علي : صدقت، والله ما كان بيني وبينها إلا ذاك، وإنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة .
وسار علي معها مودعا ومشيعاً أميالاً، وسرح بنيه معها بقية ذلك اليوم -
فأين زعم الرافضة بإتباع آل البيت ؟؟
أما عن معاوية رضي الله عنه : فأرد على قوله بسؤال من شقين : إذا كان معاوية رضي الله عنه كافرا كما يزعم العاملي ، فكيف يسلمه الحسن رضي الله عنه الخلافة ؟ وهل تسليمه رقاب المسلمين من العصمة عند الأئمة أم هي خيانة للدين ؟
-------------------------
الله تعالى يقول (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً ) النساء 48
بينما الرافضة يقولون : عن الإمام الرابع علي بن الحسين أنه قال : يغفر الله للمؤمن كل ذنب ويطهره منه في الدنيا والآخرة ما خلا ذنبين ترك التقية وترك حقوق الإخوان.
سبحان الله أصبحت التقية والتي هي كما قال ابن حجر : التقية : الحذر من إظهار ما في النفس من معتقد وغيره للغير - فتح الباري 314/12 .(1/43)
أصبحت ذنبا لمن لا يعمل بها ، مع إنها صفة نفاق ، فقد قال تعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم : (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِين )- الحجر 49 ، وقال تعالى : (وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيم )- المائدة 54 ، وقال تعالى : (.. وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ..) - الأحزاب 37 ، وقال تعالى : (قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ .. ) المائدة 119 ، وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ) التوبة 119 ، وقال سبحانه : ( لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ .. ) الأحزاب 42
ولكن عند الرافضة الكذب والنفاق له أجر عظيم بل من تركة لا يغفر له الله !!
---------------------
الله سبحانه وتعالى يقول عن نفسه : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) الشورى11
بينما الرافضة يقولون كل ما ينسب لله ينسب للأئمة ، في كتابهم الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة لعلامتهم يوسف البحراني صفحة 289
يقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن علي بن أبي طالب : بإعتبار أن ما كان لله عز وجل فهو ثابت لهما بطريق النيابة فكل ما نسب إليه تعالى فهو ينسب إليهما وكل شيء ينسب إليهما ينسب إليه عز وجل لإتحاده بهما ومزيد قربهما منه كما قرن نفسه عز وجل بهما في جملة من الآيات القرآنية نحو قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ... ) المفسر ذلك بالأخبار بأمير المؤمنين عليه السلام .
وأذكر لكم ما ذكره صاحب كتاب - مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين - للحافظ رجب البرسي وتحقيق السيد علي عاشور ص 269 :(1/44)
فصل ( أثار علي بالكون ) ومن خطبة له عليه السلام قال : أنا عندي مفاتيح الغيب ، لا يعلمها بعد رسول الله إلا أنا ، أنا ذو القرنين المذكور في الصحف الأولى ، أنا صاحب خاتم سليمان ، أنا ولي الحساب ، أنا صاحب الصراط والموقف ، قاسم الجنة والنار بأمر ربي ، أنا آدم الأول ، أنا نوح الأول ، أنا آية الجبار ، أنا حقيقة الأسرار ، أنا مورق الأشجار ، أنا مونع الثمار ، أنا مفجر العيون ، أنا مجري الأنهار ، أنا خازن العلم ، أنا طود الحلم ، أنا أمير المؤمنين ، أنا عين اليقين ، أنا حجة الله في السماوات والأرض ، أنا الراجفة ، أنا الصاعقة ، أنا الصيحة بالحق ، أنا الساعة لمن كذب بها ، أنا ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه ، أنا الأسماء الحسنى التي أمر أن يدعى بها ، أنا ذلك النور الذي اقتبس منه الهدى ، أنا صاحب الصور ، أنا مخرج من في القبور ، أنا صاحب يوم النشور ، أنا صاحب نوح ومنجيه ، أنا صاحب أيوب المبتلى وشافيه ، أنا أقمت السماوات بأمر ربي ، أنا صاحب إبراهيم ، أنا سر الكليم . أنا الناظر في الملكوت ، أنا أمر الحي الذي لا يموت ، أنا ولي الحق على سائر الخلق ، أنا الذي لا يبدل القول لدي ، وحساب الخلق إلي ، أنا المفوض إلي أمر الخلائق ، أنا خليفة الإله الخالق ، أنا سر الله في بلاده ، وحجته على عباده ، أنا أمر الله والروح ، كما قال سبحانه : ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ( 1 ) .(1/45)
أنا أرسيت الجبال الشامخات ، وفجرت العيون الجاريات ، أنا غارس الأشجار ، ومخرج الألوان والثمار ، أنا مقدر الأقوات ، أنا ( 2 ) ناشر الأموات ، أنا منزل القطر ، أنا منور الشمس والقمر والنجوم ، أنا قيم القيامة ، أنا القيم الساعة ، أنا الواجب له من الله الطاعة ، أنا سر الله المخزون ، أنا العالم بما كان وما يكون ، أنا صلوات المؤمنين وصيامهم ، أنا مولاهم وإمامهم ، أنا صاحب النشر الأول والآخر ، أنا صاحب المناقب والمفاخر ، أنا صاحب الكواكب ، أنا عذاب الله الواصب ، أنا مهلك الجبابرة الأول ، أنا مزيل الدول ، أنا صاحب الزلازل والرجف ، أنا صاحب
* ( هامش ) * ( 1 ) الإسراء : 85 . ( 2 ) في الأثر : عبدي أطعني تكن مثلي تقول للشئ كن فيكون ، وفيه أيضا : عبدي أطعني أجعيلك مثلي أنا حي لا أموت أجعلك حيا لا تموت الخ : راجع البحار : . ( * )
/ صفحة 270 /(1/46)
الكسوف والخسوف ، أنا مدمر الفراعنة بسيفي هذا ، أنا الذي أقامني الله في الأظلة ودعاهم إلى طاعتي ، فلما ظهرت أنكروا ، فقال الله سبحانه : ( فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ) ، أنا نور الأنوار ، أنا حامل العرش مع الأبرار ، أنا صاحب الكتب السالفة ، أنا باب الله الذي لا يفتح لمن كذب به ولا يذوق الجنة ، أنا الذي تزدحم الملائكة على فراشي ، وتعرفني عباد أقاليم الدنيا ، أنا ردت لي الشمس مرتين ، وسلمت علي كرتين ، وصليت مع رسول الله القبلتين ، وبايعت البيعتين ، أنا صاحب بدر وحنين ، أنا الطور ، أنا الكتاب المسطور ، أنا البحر المسجور ، أنا البيت المعمور ، أنا الذي دعا الله الخلائق إلى طاعتي ، فكفرت ، وأصرت ، فمسخت ، وأجابت أمة فنجت ، وأزلفت ، أنا الذي بيدي مفاتيح الجنان ، ومقاليد النيران ، كرامة من الله ، أنا مع رسول الله في الأرض وفي السماء ، أنا المسيح حيث لا روح يتحرك ولا نفس يتنفس غيري ، أنا صاحب القرون الأولى ، أنا الصامت ومحمد الناطق ، أنا جاوزت بموسى في البحر ، وأغرقت فرعون وجنوده ، وأنا أعلم هماهم البهائم ، ومنطق الطير ، أنا الذي أجوز السماوات السبع والأرضين السبع في طرفة عين ، أنا المتكلم على لسان عيسى في المهد ، أنا الذي يصلي عيسى خلفي ، أنا الذي أنقلب في الصور كيف شاء الله ، أنا مصباح الهدى ، أنا مفتاح التقى ، أنا الآخرة والأولى ، أنا الذي أرى أعمال العباد ، أنا خازن السماوات والأرض بأمر رب العالمين ، أنا القائم بالقسط ، أنا ديان الدين ، أنا الذي لا تقبل الأعمال إلا بولايتي ، ولا تنفع الحسنات إلا بحبي ، أنا العالم بمدار الفلك الدوار ، أنا صاحب مكيال وقطرات الأمطار ، ورمل القفار بإذن الملك الجبار ، ألا أنا الذي أقتل مرتين وأحيى مرتين وأظهر كيف شئت ، أنا محصي الخلائق وإن كثروا ، أنا محاسبهم بأمر ربي ، أنا الذي عندي ألف كتاب من كتب الأنبياء ، أنا الذي جحد ولايتي ألف أمة فمسخوا ،(1/47)
أنا المذكور في سالف الأزمان والخارج في آخر الزمان ، أنا قاصم الجبارين في الغابرين ، ومخرجهم ومعذبهم في الآخرين ، يغوث ويعوق ونسرا عذابا شديدا ، أنا المتكلم بكل لسان ، أنا الشاهد لأعمال الخلائق في المشارق والمغارب . أنا صهر محمد ، أنا المعنى الذي لا يقع عليه اسم ولا شبه ، أنا باب حطة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ( 1 ) .
* ( هامش ) * ( ) بحار الأنوار : 39 / 347 ح 20 . ( * )
-------------------
الله سبحانه يقول : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ، فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) آل عمران : 96 ، 97
بينما الرافضة يقولون : في كتاب بحار الأنوار عن أبي عبدالله أنه قال : إن الله أوحى إلى الكعبة، لولا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا من تضمه أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي به افتخرت، فقري واستقري، وكوني ذنباً متواضعاً ذليلاً مهيناً غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء وإلا سخت بك وهويت بك في نار جهنم .
ويقولون في كتابهم كامل الزيارات الباب الثامن والثمانون صفحة 280
عن أبي جعفر عليه السلام قال : خلق الله تبارك وتعالى أرض كربلاء قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام ، وقدسها وبارك عليها ، فما زالت قبل خلق الله الخلق مقدسة مباركة ، ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل أرض في الجنة وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه أولياءه في الجنة .(1/48)
والغريب أيها القارئ الكريم أننا لم نجد ذكر كربلاء في القرآن بينما الكعبة بالأسم ذكرها الله بقوله تعالى : (.. يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ .. ) وبقوله تعالى : (جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ .. ) المائدة 95 ، 97
وذكرها الله بأنها البيت الحرام : (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) البقرة : 125 ، وقوله تعالى : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) البقرة127 ، وقوله تعالى : (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ) البقرة158 ، وقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً .. ) المائدة : 2 ، وقال تعالى : (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ) قريش : 3 ، وغيرها من الآيات
بينما لم يذكر الله سبحانه وتعالى لفظ كربلاء !!
-----------------------
الله سبحانه يقول : ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ .. ) آل عمران : 135(1/49)
بينما الرافضة يقولون : في كتاب (المزار) لمحمد النعمان الملقب بالشيخ المفيد، في باب ( القول عند الوقوف على الحدث ) وذلك أن يشير زائر الحسين بيده اليمنى ويقول في دعاء طويل منه : وآتيك زائراً ألتمس ثبات القدم في الهجرة إليك، وقد تيقنت أن الله جل ثناؤه بكم ينفس الهم، وبكم يُنزل الرحمة، وبكم يمسك الأرض أن تسيخ بآلها، وبكم يثبت الله جبالها على مراسيها، قد توجهت إلى ربي بك ياسيدي في قضاء حوائجي ومغفرة ذنوبي.
قال تعالى : ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ .. ) آل عمران : 135
بينما الرافضة يدعون من دون الله وكما وصف سبحانه كفار قريش – ( أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ) الزمر3
وسيأتي تفصيل بعض شركهم بالله سبحانه في الباب الأخير من هذا المبحث .
---------------------
الله سبحانه يقول : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) الحج6
بينما الرافضة يقولون أن عليا يحي الموتى !! الكافي للكليني ( 1/457 ) :(1/50)
عن عيسى شلقان قال سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول إن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) له خئولة في بني مخزوم وإن شابا منهم أتاه فقال يا خالي إن أخي مات وقد حزنت عليه حزنا شديدا قال فقال له تشتهي أن تراه قال بلى قال فأرني قبره قال فخرج ومعه بردة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) متزرا بها فلما انتهى إلى القبر تلملمت شفتاه ثم ركضه برجله فخرج من قبره وهو يقول بلسان الفرس فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ألم تمت وأنت رجل من العرب ؟ قال بلى ولكنا متنا على سنة فلان وفلان فانقلبت ألسنتنا .
قال تعالى : ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) البقرة28 ، وقال تعالى : (هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) يونس56 ، وقال تعالى : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) الحج6
والآيات بهذا المعنى كثيرة ، لكن: أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ، فإن الرافضة قد أتبعوا شهواتهم ويتغافلون عن كذب معمميهم وإذا سألته يقول : ألم يكن نبي الله عيسى يحي الموتى ؟ نقول نعم بإذن الله ، فيرد قائلا وكذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه يحي الموتى بإذن الله !! ، فنقول أن نبي الله عيسى عليه السلام قد ذكر الله معجزاته في القرآن الكريم وذكر اسمه خمسة وعشرين مرة ، فكيف لم يذكر ذلك لعلي بن أبي طالب ؟ ولم يذكر أسمه ؟
ثم لِم لَم يحيي علي بن أبي طالب رضي الله عنه زوجتة فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ بل لِم لَم يحيي الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن أخذوا منه الخلافة كما تزعمون ؟
مسائل نود أن نرى ردودكم عليها .
-------------------(1/51)
قال تعالى ( يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) الحج : 73
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قال الله تعالى : ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ؛ فليخلقوا ذرة ، أو ليخلقوا حبة ، أو ليخلقوا شعيرة ). أخرجه البخاري ومسلم
بينما الرافضة يقولون أن الباقر خلق فيلا وطار به
في كتاب مدينة المعاجز الجزء الخامس صفحة 10 يقول علامتهم هاشم البحراني
6/1422- أبو جعفر محمد بن جرير الطبري : قال : حدثنا أحمد بن منصور الزيادي قال : حدثنا شاذان بن عمر قال : حدثنا مرة بن قبيصة بن عبد الحميد قال : قال لي جابر بن يزيد الجعفي : رأيت مولاي الباقر عليه السلام وقد صنع فيلا من طين ، فركبه وطار في الهواء حتى ذهب إلى مكة ورجع عليه ، فلم أصدق ذلك منه حتى رأيت الباقر عليه السلام فقلت له : أخبرني جابر عنك بكذا وكذا ؟ فصنع مثله فركب وحملني معه إلى مكة وردني.
وقد سمعت شريطا مسجلا لأحد مشايخهم المعاصرين يقول فيه : مروان بن الحكم لعنه الله صعد على منبر رسول الله في المدينة وأخذ يشتم الامام علي بن أبي طالب ، والرواية موجودة في " جوامع الكلم " ، يشتم الامام علي بن أبي طالب ، فبينما الناس جلوس إذ خرجت كفان من قبر رسول الله مكتوب عليهما ، وقيل يد واحدة مكتوب عليها ، أتشتم علي بن أبي طالب وهو الذي خلقك ، أتشتم من خلقك ، هذه العظمة ما تتخصص إلا في أناس ، ما تتخصص إلا في أناس .
وهذا بإيجاز شديد لأن عقائد القوم بهذه المسائل كثيرة جدا
سادسا : طعنهم في (الله تعالى )
بأن الجنة والنار ليستا بيديه ولا بأمره ( تعالى عما يقولون علوا كبيرا)(1/52)
قال تعالى : ( وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) الأنبياء90
وقال تعالى : ( وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ ) الرعد21
وقال تعالى : ( الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ ) الأنبياء49
وقال تعالى : ( وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً ) الأحزاب39
ويقول الله تعالى : ( من يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ) المائدة 72
بينما الرافضة يقولون أن الجنة والنار بيدي علي وهو قسيمهما
في كتاب علل الشرائع لعلامتهم ابن بابويه القمي الجزء 1/2 في الصفحة 196 يقول :
قال أبو عبدالله (ع) إذا كان يوم القيامة وضع منبر يراه جميع الخلائق يقف عليه رجل يقوم ملك عن يمينه وملك عن يساره فينادي الذي عن يمينه يقول : يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب صاحب الجنة يدخل الجنة من يشاء ، وينادي الذي عن يساره يا معشر الخلائق هذا على بن أبي طالب صاحب النار يدخلها من يشاء .
وفي كتاب فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى لأحمد الرحماني الهمداني وأيضا في بحار الأنوار يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس آدم فقال: الحمد لله، فأوحى الله تعالى إليه: حمدني عبدي، وعزتي وجلالي لولا عبدان أريد أن أخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك. قال: إلهي فيكونان مني؟ قال: نعم يا آدم، ارفع رأسك وانظر، فرفع رأسه فإذا مكتوب على العرش: (لا إله إلا الله، محمد نبي الرحمة، وعلي مقيم الحجة، من عرف حق علي زكى وطاب، ومن أنكر حقه لعن وخاب، أقسمت بعزتي وجلالي أن أدخل الجنة من أطاعه وإن عصاني، وأقسمت بعزتي أن أدخل النار من عصاه وإن أطاعني).
فإذا كانت الجنة والنار بيد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( فلم يُعبد الله خوفا وطمعا ؟)(1/53)
يقول تعالى : ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ) البقرة119 ، وقال عز شأنه : ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ ) فاطر24 ، وقال تعالى : ( وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ) الأعراف56 ، وقال سبحانه : ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) السجدة16
وذكر في صحيح مسلم عن سعد بن سهل الساعدي قال : شهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا وصف فيه الجنة . حتى انتهى . ثم قال صلى الله عليه وسلم في آخر حديثه " فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر " ثم اقترأ هذه الآية : " تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون* فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون "
ونكتفي بهذا القدر بهذه المسألة فهي واضحة بإذن الله تعالى
سابعا : الطعن في ( الله تعالى ) في الشرك به
وهذه المسألة الأخيرة وكان يجب أن تكون أول مسألة ولكني تعمدت إرجائها كي أختم بها هذا المبحث
قال تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) الذاريات:56
وقال تعالى : ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ) المؤمنون: 115
وقال تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) النحل:36
وقال تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ) الأنبياء : 25(1/54)
وقال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) النساء :48
وقال تعالى ( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ ) الرعد : 14
وقال تعالى ( وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )غافر : 60
وقال تعالى ( ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ، إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) فاطر 13،14
وقال تعالى ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً ) الجن : 18
قال تعالى : ( فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) الكهف/110 .
وقال تعالى : ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) الزمر/65 .
وقال تعالى : ( فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ) الزمر/2، 3
والآيات في توحيد الله والنهي عن الشرك بالعبادة والدعاء كثيرة في القرآن الكريم
أما في الحديث الشريف :
قال تعالى : ( اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) التوبة/31 .(1/55)
ولما سمع عديّ بنُ حاتم - رضي الله عنه - هذه الآية، قال : يا رسول الله، إنا لسنا نعبدهم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( أليسوا يُحلون ما حرَّم الله فتحلونه، ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه) ؟ قال : بلى، قال : ( فتلك عبادتهم ) - رواه الترمذي .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ) قلنا : بلى يا رسول الله، قال : ( الإشراك بالله، وعقوق الوالدين . . . ) - رواه البخاري ومسلم .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اجتنبوا السبعَ الموبقات ) قالوا : وما هي ؟ قال : ( الإشراكُ بالله والسحر . . . ) - رواه البخاري ومسلم .
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك )- رواه أحمد والترمذي والحاكم.
كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين، فقالَ بعضهم : قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنه لا يُستغاثُ بي، وإنما يستغاث بالله ) - رواه الطبراني .
والأحاديث أيضا كثيرة في هذه المسألة
إن من طعن الرافضة بالله تعالى أنهم يدعون غير الله بزعمهم أنهم يتقربون لله بهذا الدعاء وأنهم سيكونون لهم شفعاء وهذه المسألة ذكرها الله تبارك وتعالى عن المشركين بقوله : ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ) وقوله تعالى ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) يونس 18(1/56)
ورّد هذه المسائل تبارك وتعالى بالعديد من الآيات مثل قوله تعالى ( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ، وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ) سبأ 22، 23 ، وقوله ( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) البقرة 255 ، وقوله ( أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ، قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) الزمر 34 ، 35 ، وقوله ( وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى) النجم 26 .
والآيات في هذا المعنى عديدة ، وقال الرافضة نحن لا نعبدهم بل ندعوهم !!
وهل الدعاء إلا العبادة ؟ ما لكم كيف تحكمون(1/57)
قال تعالى : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) وقال تعالى ( فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ) وقال تعالى ( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا) وقال تعالى ( يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ) وقال ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ) ، (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )
والآيات بهذا المعنى عديدة
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث النعمان بن بشير والبراء بن عازب : ( الدعاء هو العبادة . ثم قرأ : " وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين " ) . - صحيح الترغيب للألباني
من عقائد الرافضة الخبيثة الشرك بالله في العبادة والدعاء والمحبة والخوف والرجاء وغيرها من الأمور التي سنبين بعضها الآن إن شاء الله تعالى
عبادتهم للقبور وإتخاذها مساجد والبناء عليها : سآخذكم لفتوى الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك حفظه الله في هذه المسألة :
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم من لانبي بعده أمابعد:
فقد استفاضت السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحاح والسنن والمسانيد في النهي عن رفع القبور والبناء عليها وتجصيصها وتسوية مارفع منها.(1/58)
فمن ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن أم سلمة رضي الله عنها ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور فقال: ( أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح- أو العبد الصالح- بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله) ولهما عن عائشة رضي الله عنهما: لما نُزِل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها فقال- وهو كذلك- ( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) يحذر ما صنعوا ولولا لأُبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا.
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) ولفظه عند الإمام أحمد قال: ( قاتل الله اليهود والنصارى ) وروى مسلم عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: ( إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبابكر خليلا، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك)
وروى الإمام مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد ) وروى مسلم عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ( ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله وسلم؟ ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرفا إلا سويته ).(1/59)
فتضمنت هذه الأحاديث تحريم هذه الأفعال ولعن فاعليها وأنهم شرار الخلق عند الله، وفي هذه الأحاديث دلالة على شدة خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته من أن ترتكب ما ارتكبته الأمم قبلها من اتخاذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد، فقد نهى عن ذلك أولا، ثم نهى عنه قبل أن يموت بقبل خمس ليال، ثم لعن وهو في السياق من فعل ذلك.
فبناء المساجد والقباب على قبور الأنبياء والصالحين من الصحابة والتابعين وأهل البيت المكرمين لقرابتهم من سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بناؤها من المحدثات في الدين، وقد حدثت في هذه الأمة بعد القرون المفضلة في القرن الرابع في دولة بني بويه الرافضية، وورث ذلك عنهم فرق الرافضة، فبنيت المشاهد على قبور الأئمة الحقيقية والوهمية، فمن ذلك ما يظنونه قبرا لعلي رضي الله عنه في النجف، وقبر الحسين في كربلاء، وقبر موسى الكاظم في الكاظمية في العراق، وما يعرف بقبر السيدة زينب في سوريا إلى غير ذلك.أهـ
نأتي لكتب الرافضة وأقوالهم
عن جعفر بن محمد بن إبراهيم ، عن عبيدالله بن نهيك ، عن ابن أبي عمير ، عن رجل ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال لرجل : يا فلان ما يمنعك إذا عرضت لك حاجة أن تأتي قبر الحسين عليه السلام فتصلي عنده أربع ركعات ، ثم تسأل حاجتك فإن الصلاة المفروضة عنده تعدل حجة ، والصلاة النافلة عنده تعدل عمرة.
التهذيب 6 : 73|141 وكامل الزيارات : 251. كتاب وسائل الشيعة ج14 -503 – 519
عن سعد ، عن موسى بن عمر وأيوب بن نوح ، عن ابن المغيرة عن أبي اليسع قال : سأل رجل أبا عبد الله وأنا أسمع قال : إذا أتيت قبر الحسين عليه السلام أجعله قبلة إذا صليت ؟ قال : تنح هكذا ناحية.
كامل الزيارات : 245. كتاب وسائل الشيعة ج14 -503 -
((1/60)
من أتى قبر الحسين عارفا بحقه في غير يوم عيد كتب الله له عشرين حجة ، وعشرين عمرة ، مبرورات مقبولات ، ومن أتاه في يوم عيد كتب الله له مائة حجة ومائة عمرة ومن أتاه يوم عرفة عارفا بحقه كتب الله له ألف حجة وألف عمرة مبرورات متقبلات وألف غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل )
[الكافي ج1/324]
قال جعفر : (لو أني حدثتكم بفضل زيارته وبفضل قبره لتركتم الحج رأسا وما حج منكم أحد ، ويحك أما علمت أن الله اتخذ كربلاء حرما آمنا مباركا قبل أن يتخذ مكة حرما )
[ بحار الأنوار ج101/33]
عن أبي عبد الله قال : (إن الله أوحى إلى الكعبة لولا تربة كربلاء ما فضلتك ، ولولا من تضمنته أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي افتخرت ، فقري واستقري وكوني ذنبا متواضعا ذليلا مهينا غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء و الا سخت بك وهويت بك في نار جهنم)
[ بحار الانوار للمجلسى 101/107]
يروون عن أبي عبدالله (ع) وهو ينكر على رجل جاءه ولم يزر قبر أمير المؤمنين (ع) فقال : بئس ما صنعت !! لولا أنك من شيعتنا ما نظرت إليك ألا تزور من يزوره الله مع الملائكة ويزوره الأنبياء ويزوره المؤمنون
[ فروع الكافي 4/ 580]
أن أبي عبدالله (ع) قال : من كان معسراً فلم تتهيأ له حجة الاسلام فليأت قبر أبي عبدالله وليعرف عنده ( أي ان يكون حاضراً عند قبره عليه السلام يوم عرفة ) فذلك يجزيه عن حجة الإسلام ..
[ المزار للمفيد ص 55. ]
وروى بشير الدهان قال : قلت لأبي عبد الله : لم أحج عاماً قبل ولكن عرفت عند قبر الحسين عليه السلام يوم عرفة , فقال : يا بشير من زار قبر الحسين عليه السلام يوم عرفة كانت له ألف حجة مبرورة وألف عمرة مبرورة وألف غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل لا عند عدو لله تعالى .
قال : قلت : جعلت فداك ما كنت ارى ههنا ثواباً مثل ثواب الموقف .(1/61)
قال : فنظر إلى مغضباً وقال : يا بشير من اغتسل في الفرات ثم مشي إلى قبر الحسين عليه السلام كانت له بكل خطوة حجة مبرورة مع مناسكها ...
[ المزار للمفيد ص 56-57]
وهنا السيستاني عالمهم ومرجعهم يقول أن الصلاة في مشاهد الأئمة أفضل من المساجد في المسألة 562 من كتابه كتاب الصلاة باب مكان المصلى صفحة 187 في المسائل والمسألة رقم 562
يقول : تستحب الصلاة في مشاهد الأئمة عليهم السلام ، بل قيل أنها أفضل من المساجد ، وقد روي أن الصلاة عند علي عليه السلام بمائتي ألف .
و يقولون ان الله يبدأ النظر الى زوار الحسين بن علي عشية عرفة فبل نظره إلى أهل الموقف لأن في اولئك ( يعنى حجاج بيت الله الحرام ) أولاد زناة وليس في هؤلاء اولاد زنا ..
[الوافي ج2 ص 222] بحار الأنوار ج 98 باب زيارته عليه السلام يوم عرفة أوالعيدين
يقول زعيم الحوزة العلمية السابق آية الله الخوئي – قبحه الله – مسألة (561) الصلاة في مسجد النبي (ص) تعادل عشرة آلاف صلاة
مسألة (562) تستحب الصلاة في مشاهد الأئمة (ع) بل قيل : أنها أفضل من المساجد وقد ورد أن الصلاة عند علي (ع) بمائتي ألف صلاة أي فضل من الصلاة عند النبي (ص)بعشرين مرة!!.
[منهاج الصالحين للخوئى 1/147]
عن جعفر الصادق أنه قال : ( أفضل البقاع بعد حرم الله وحرم رسوله الكوفة، لأنها الزكية الطاهرة، فيها قبور النبيين والمرسلين والأوصياء الصادقين، وفيها يظهر عدل الله، وفيها يكون قائمة والقوّام من بعده، وهي تكون منازل النبيين والأوصياء والصالحين )
كتاب المزار، لمحمد النعمان الملقب بالشيخ المفيد، فضل الكوفة
وهذه مجرد أمثلة على أقوالهم العديدة بهذه المسائل
معتقد هؤلاء القوم بالقبور
ومن مناسك زيارتهم للقبور في كتاب بحار الأنوار - كتاب المزار - الجزء 100 - صفحة 134 ، 135
يقول : في ثالثها : وقد نص على الإتكاء على الضريح وتقبيله(1/62)
ورابعها : إستقبال وجه المزور وإستدبار القبلة حال الزيارة ، ثم يضع عليه خده الأيمن عند الفراغ من الزيارة ويدعو متضرعا ، ثم يضع خده الأيسر ويدعو سائلا من الله تعالى بحقه وحق صاحب القبر أن يجعله من أهل شفاعته ويبالغ في الدعاء والإلحاح ، ثم ينصرف إلى ما يلي الرأس ، ثم يستقبل القبلة ويدعو .
وقال في سادسها : صلاة ركعتين للزيارة عند الفراغ فإن كان زائرا للنبي صلى الله عليه وآله ففي الروضة ، وإن كان لأحد الأئمة صلى الله عليهم فعند رأسه ، ولو صلاهما بمسجد المكان جاز ، ورويت رخصة في صلاتهما للقبر ولو إستدبر القبلة وصلى جاز ...
قال الله سبحانه وتعالى:
( واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئاً وهم يُخلقون ولا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً ) الفرقان:3
وقال سبحانه وتعالى: (والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يُخلقون ، أموات غير أحياء وما يشعرون أيّان يُبعثون ) النحل: 20-21
وقال تعالى: ( قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلاً ، أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه) الإسراء : 56-57.
وقال تعالى: ( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) الزمر: 3
وقال سبحانه وتعالى: ( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ) يونس:18.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في ذكر الموتى:
{ فهم جيرة لا يجيبون داعياً ولا يمنعون ضيماً ولا يبالون مندبة } نهج البلاغة: 1/220.
وقال رضي الله عنه واصفاً الموتى أيضاً : { لا في حسنة يزيدون ولا من سيئة يستعتبون} نهج البلاغة: 2/15
ولمن أراد المزيد من هذه الأبحاث في شأن شركهم بالله فقد قمت بجمعها في هذا الرابط سابقا
http://www.du3at.com/alrafedhah/r14.htm(1/63)
وأخيرا أسأل الله أن يحيينا ويميتنا على الإسلام والسنة وأن يهدينا ويهدي بنا ويغفر لنا ذنوبنا
وأسأله وحده سبحانه أن لا يحرمني أجر هذا المبحث الموجز وأن ينفع به عباده
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أخوكم / أبو عبدالله علي العلي الكعبي
شبكة الدعاة إلى العلم النافع الإسلامية
www.du3at.com(1/64)