التوحيد الذي دعا إليه المصطفى صلى الله عليه وسلم
أعده
أبوعاصم الأحمدي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد
يقول سبحانه وتعالى: { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) } (1) ، ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته أن دلهم على كل خير يحقق لهم سعادة الدارين ويبعدهم عن غضب الله وعقابه، وكان أعظم ما دل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته عليه: الغاية التي بعث من أجلها، روى الإمام أحمد رحمه الله تعالى بسنده إلى ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له)) (2) ، وهذه الغاية هي التي من أجلها بعث الله الرسل عليهم الصلاة والسلام جميعا كما قال تعالى: { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } (3) ، وهذه الغاية هي التي من أجلها خلق الله تعالى الخلق كما قال سبحانه وتعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) } (4) ، فما هو التوحيد؟ وما أول ما دعا إليه الرسل عليهم الصلاة والسلام منه؟
تعريف التوحيد في اللغة والشرع :
التوحيد مصدر وحّد الشيىء يوحده توحيداً، وكلمة وحد تدل على التفرد، وعدم النظير والمثيل للشيىء فيما اختص به (5) .
__________
(1) سورة (التوبة)، الآية (128).
(2) المسند، 5/ 171، برقم [ 5667 ]، وصححه الألباني في إرواء الغليل، 5/ 109.
(3) سورة (النحل)، الآية (36).
(4) سورة (الذاريات)، الآية (56).
(5) ينظر: معجم مقاييس اللغة، لابن فارس، 1084، و تهذيب اللغة، للأزهري، 5/192، 193، 197، 198 ، والنهاية في غريب الحديث، 5/ 159 .(1/1)
ويراد به شرعا: إفرادُ الله تعالى بالألوهية، والربوبية، والأسماء لحسنى والصفات العليا (1) ، قال الطحاوي رحمه الله تعالى في بيان التوحيد الواجب على المكلف: ((نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله: إن الله واحد لا شريك له، ولا شيىء مثله، ولا شيىء يعجزه، ولا إله غيره)) (2) ، وهذا التعريفُ يتضمن أنواعَ التوحيد الثلاثة: فقولُه: ((في توحيد الله)) عام يشمل أنواعَ التوحيد الثلاثة، وقولُه: ((ولا شيىء مثله)) هو توحيد الأسماء والصفات، وقولُه: ((ولا شيىء يُعجزه)) هو توحيد الربوبية، وقولُه: ((ولا إله غيرُه)) هو توحيد الألوهية. (3)
فتوحيد الربوبية هو: (( إفرادُ الله سبحانه وتعالى بأفعاله من الخلق، والملك، والتدبير، وغيرها )) (4) .
وقد دلت الأدلة على وجوب إفراد الله بهذا النوع من التوحيد، فمن الأدلة التي تدل على أن الله خالق كل شيىء، قولُه سبحانه وتعالى: { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ } (5) ، وقولُه سبحانه وتعالى: { قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } (6) ، و يراد بإفرادُ الله تعالى بالخلق: الإقرار والاعتراف بأن الله تعالى وحده هو الخالق لكل شيىء لا شريك له في ذلك.
وأما الملك فمن النصوص التي دلت عليه قولُه سبحانه وتعالى: { تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) } (7) ، و يراد بإفرادُ الله تعالى بالملك: الإقرار والاعتراف بأن الله تعالى وحده هو المالك لكل شيىء لا شريك له في ذلك.
__________
(1) ينظر : شرح الأصول الثلاثة، للعثيمين، 39، 40 .
(2) العقيدة الطحاوية بشرح ابن أبي العز، 1/24، 57، 68، 72 .
(3) المرجع السابق .
(4) ينظر : شرح الأصول الثلاثة، لابن عثيمين، 39، والمراجع السابقة.
(5) سورة (الزمر)، الآية (62).
(6) سورة (الرعد)، الآية (16).
(7) سورة (الملك).(1/2)
وأما التدبير فمن النصوص التي دلت عليه قوله سبحانه وتعالى: { إِن رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) } (1) ، ويراد بإفرادُ الله سبحانه وتعالى بالتدبير: الإقرار والاعتراف بأن الله سبحانه وتعالى وحده هو المدبر لكل شيىء لا شريك له في ذلك.
و توحيد الأسماء والصفات هو: ((إفرادُ الله تعالى بما يختص به من الأسماء الحسنى والصفات العليا، التي ثبتت له بالنصوص الشرعية، والإيمان بمعانيها وأحكامها، إثباتاً بلا تمثيل، وتنزيهاً بلا تعطيل)) (2) .
i فإفراد الله بما يختص به: أي لا يُشرك به فيما له من الأسماء الحسنى والصفات العليا.
iوالأسماء الحسنى: يُقصد بها ما دل على الذات وما يقومُ بها من صفات، وأسماؤه سبحانه وتعالى كلها حسنى، قال تعالى: { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } (3) .
i والصفات العليا: يُقصد بالصفات ما قام بالذات الإلهيةِ مما يميِّزُها عن غيرها، سواء كانت الصفةُ ذاتية كالوجه واليدين، أم معنوية كالعلم والحياة، أم فعلية كالخلق والاستواء.
__________
(1) سورة (الأعراف).
(2) ينظر: التمهيد، لابن عبد البر، 7/137، ومجموع الفتاوى، لشيخ الإسلام، 3/3، واختيار الأولى، لابن رجب، 22-23، ولوائح الأنوار السنية، للسفاريني (1/257)، والتحف في الإرشاد لمذهب السلف(ضمن الفتح الرباني)، للشوكانِي، 1/259-266.
(3) سورة (الأعراف)، الآية (180).(1/3)
وصفاتُ الله تعالى كلها صفاتٌ عليا، كما قال تعالى: { لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (60) } (1) ، قال القرطبيُّ رحمه الله تعالى: { { وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى } أي: الوصف الأعلى z (2) ، والمثلُ الأعلى يتضمن: ثبوتَ الصفات العليا لله سبحانه، ووجودها العلمي، والخبر عنها، وذكرها، وعبادة الرب سبحانه بها (3) .
i وقولنا التي ثبتت بالنصوص الشرعية: أي أنها توقيفية قال تعالى: { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } (4) .
i وقولنا والإيمان بمعانيها وأحكامها: بمعنى وجوب الإيمان بما تحملُه من معانٍ، وما ترتب عليها من أحكام؛ ولهذا قال سبحانه وتعالى: { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } (5) ، فقد بين لنا الله تبارك وتعالى وتعالى بأن له الأسماءَ الحسنى، وأمرَنا أن ندعوه بها، ودعاءُ الله بها يتضمن: دعاء المسألة، كقولك: ربّي ارزقني، ودعاءَ الثناء، كقولك: سبحان الله، ودعاءَ التعبد: كالقيام في الصلاة، والركوع، والسجود رجاء رحمة الله تعالى (6) ، وروى الإمام البخاري رحمه الله تعالى بسنده إلى أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { إن لله تسعة وتسعين اسماً: مائة إلا واحداً، مَن أحصاها: دخل الجنة z (7) .
والمراد بالإحصاء: إحصاءُ ألفاظها وعدّها، وفهم معانيها ومدلولها، ودعاء الله تعالى بها، والتعبد لله بمقتضاها (8) .
__________
(1) سورة (النحل).
(2) تفسير القرطبي، 10/125 .
(3) ينظر: الصواعق المرسلة، 3/1034 .
(4) سورة (الإسراء)، الآية (36).
(5) سورة (الأعراف)، الآية (180).
(6) ينظر : مدارج السالكين، 1/464.
(7) الصحيح، كتاب التوحيد، باب لله مائة اسم إلا واحداً، 13/461، برقم (7392).
(8) ينظر: بدائع الفوائد، لابن القيم، 1/171و فتح الباري، لابن حجر، 13/462.(1/4)
وأسماء الله الحسنى: تدل على الذات الإلهية، وتدل على المعنى القائم بها وهو الصفة، فمثلا: اسم الله تعالى الغفور فهو يدل على الذات الإلهية كما أنه يدل على أن الله متصف بصفة المغفرة، ومن كان متصفا بالمغفرة فإنه يغفر ذنوب عباده، وعلى العباد أن يطلبوا من الله تعالى أن يغفر لهم ذنوبهم فإنه هو الغفور الرحيم (1) .
i إثباتاً بلا تمثيل: أي لا تكون هذه الأسماءُ وهذه الصفاتُ مماثلةً لأسماء وصفات المخلوقين (2) ؛ لقوله سبحانه وتعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) } (3) .
i وتنزيها بلا تعطيل: أي أنه لا يُسلك بها سبيلُ أهل التعطيل، الذين عطلوا الله سبحانه وتعالى عن كماله المقدس، وذلك بنفي أسمائِه، وأوصافِه، وأفعالِه، أو نفي بعضِها، وسلْبِها عن الله تعالى (4) .
وتوحيد الألوهية هو: (( إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة، قولا وعملا واعتقادا، والبراءة من عبادة كل ما سوى الله سبحانه وتعالى كائنا ما كان )) (5) .
ويراد بالعبادة: كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة (6) .
__________
(1) ينظر: القواعد المثلى مع شرحها المجلى، للعثيمين، 87 ، ومعتقد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات، د/ محمد خليفة، 39، و أسماء الله الحسنى، للغصن، 118 .
(2) ينظر: شرح القواعد المثلى، للشيخ ابن عثيمين، 142.
(3) سورة (الشورى).
(4) ينظر: شرح العقيدة الواسطية، للهراس، 21.
(5) ينظر: مجموع الفتاوى، لشيخ الإسلام رحمه الله تعالى، 4 / 150 ، 151 ، وشرح العقيدة الطحاوية، لابن أبي العز ، 1 / 24، وتطهير الاعتقاد، للصنعاني، 13 ، والدرر السنية في الفتاوى النجدية، 2 / 291 ، وأعلام السنة المنشورة ، للحكمي،50 .
(6) ينظر: تفسير الطبري،1 / 160، وشرح السنة، للبغوي،1 / 53، و تفسير الرازي، 26 / 239.(1/5)
فالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والطواف، والدعاء، والاستغاثة، والنذر، والذبح.. الخ كلها عبادات لا يتقرب بها إلا إلى الله سبحانه وتعالى، وصرفها لغير الله تعالى شرك به.
ومن الأدلة الدالة على وجوب عبادة الله وحده سبحانه قوله تعالى: { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا } (1) ، وقال تعالى: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ } (2) ، وقال تعالى: { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) } (3) ، وقال تعالى: { إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) } (4) ، فكل هذه الآيات الكريمات المحكمات دالة على وجوب إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة وما ذاك إلا ليحقق العباد توحيد الألوهية ، الذي لا نجاة لهم إلا به .
__________
(1) سورة (النساء)، الآية (36).
(2) سورة (الإسراء)، الآية (23).
(3) سورة (الأنعام) .
(4) سورة (الزمر) .(1/6)
ومن السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم: روى الإمام مسلم بسنده عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟ قال معاذ: الله ورسوله أعلم، قال: حق الله على العباد: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله عز وجل: ألا يعذب من لا يشرك به شيئا)) (1) ، وروى الإمام مسلم بسنده عن أبي أيوب رضي الله تعالى عنه أنه قال: إن أعرابيا عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في سفر، فأخذ بخطام ناقته، أو بزمامها ثم قال: (( يا رسول الله أو يا محمد، أخبرني بما يقربني من الجنة وما يباعدني عن النار، قال: فكف النبي صلى الله عليه وسلم، ثم نظر في أصحابه، ثم قال: لقد وفق أو لقد هدي، قال: كيف قلت؟ قال: فقال النبي صلى اله عليه وسلم: تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم..)) (2) .
__________
(1) الصحيح، كتاب الإيمان ، باب أن من مات على التوحيد دخل الجنة، 1 / 58 ، برقم [ 30 ]، وينظر : صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله، 13 / 425 ، برقم [ 7373 ] .
(2) الصحيح ، كتاب الإيمان ، باب الإيمان الذي يدخل به الجنة ، 1 / 43 ، برقم [ 13 ] .(1/7)
إن توحيد الألوهية هو أول دعوة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، ومن أجل هذا التوحيد أرسل الله الرسل وأنزل عليهم الكتب (1) كما قال سبحانه وتعالى: { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) } (2) ، وقال سبحانه وتعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) } (3) ، ومن أجل هذا التوحيد خلق الله سبحانه وتعالى الخلق يقول سبحانه وتعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) } (4) ، ولهذا التوحيد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يقاتل الكفار روى الإمام مسلم بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله)) (5) ،
__________
(1) ينظر : مجموع الفتاوى ، لشيخ الإسلام، 1 / 145، وشرح الطحاوية ، لابن أبي العز ، 1 / 21 .
(2) سورة (النحل).
(3) سورة (الأنبياء).
(4) سورة (الذاريات).
(5) الصحيح، كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، 1 / 52، برقم [ 21 ]..(1/8)
وكان صلى الله عليه وسلم يرسل إلى الناس الرسل يبينون لهم دين الله تعالى، وكان يأمر رسله أن يدعوا الناس أولا إلى عبادة الله وحده لا شريك له، روى الإمام البخاري رحمه الله بسنده إلى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال: لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن قال له: ((إنك تقدم على قوم أهل كتاب؛ فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله،..)) (1) ، والله سبحانه وتعالى لم يبعث الأنبياء لدعوة الناس إلى توحيد الربوبية؛ لأن الفطر تقر به إجمالا، بل بعث الرسل لدعوة الناس إلى تحقيق توحيد الألوهية وعبادة الله وحده سبحانه وتعالى لا شريك له، قال الصنعاني رحمه الله تعالى: (( إعلم أن الله تعالى بعث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من أولهم إلى آخرهم يدعون العباد إلى إفراد الله تعالى بالعبادة، لا إلى إثبات أنه خلقهم ونحوه؛ إذ هم مقرون بذلك كما قررناه وكررناه، ولذا قالوا: { قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ } (2) ، أي: لنفرده بالعبادة، ونخصه بها من دون آلهتنا ؟!..فعبدوا مع الله غيره، وأشركوا معه سواه، واتخذوا له أندادا )) (3) .
__________
(1) الصحيح، كتاب الزكاة، باب لا تؤخذ كرائم أموال الناس في الصدقة، 4/406، رقم [1458 ].
(2) سورة (الأعراف)، الآية (70).
(3) تطهير الاعتقاد ، 12 ، 20 ، وينظر: قرة عيون الموحدين، لعبدالرحمن بن حسن آل الشيخ ، 4 .(1/9)
وكل نبي دعا قومه لعبادة الله تعالى قال تعالى: { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } (1) ، وفي دعوة نوح عليه الصلاة والسلام مثلاً لدعوة الأنبياء جميعهم عليه الصلاة والسلام، فقد أرسله الله سبحانه وتعالى لدعوة قومه إلى هذا التوحيد، إلا أن قومه عارضوه بشدة، قال سبحانه وتعالى يبين ما كان يدعو به نوح - عليه السلام - قومه: { لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } (2) ، وقال عنه أيضا: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25) أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ } (3) ، لكن قومه استكبروا عن عبادة الله وحده وقالوا: { وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) } (4) ، واستمر نوح يدعوهم إلى هذا التوحيد، فما كان يزيدهم ذلك إلا عناداً وطغياناً واستكباراً، بل بلغ بهم الأمر إلى أن تحدوه بأن يأتيهم بالعذاب إن كان صادقاً، فقال عز من قائل سبحانه يذكر لنا ما قاله لهم : { قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33) وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34) } (5) ،
__________
(1) سورة (النحل)، الآية (36).
(2) سورة (الأعراف)، الآية (59).
(3) سورة (هود).
(4) سورة (نوح).
(5) سورة (هود)..(1/10)
وبعد طول وقت وهو يدعوهم وهم يصرون على شركهم بالله تعالى: أوحى الله إلى عبده نوح ما ذكره لنا في الآيات الكريمات: { وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آَمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37) وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39) حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) * وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ اح } (1) .
فانظر كيف كان الصراع بين الرسل وأقوامهم؛ ما كان سببه إلا في رفض أقوامهم عبادة الله وحده، لكنَّ الصراع بين الشرك والتوحيد لا بد أن ينتهي بعلو أمر التوحيد، قال تعالى في كتابه الكريم: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47) } (2) .
__________
(1) سورة (هود).
(2) سورة (الروم).(1/11)
ومما تقدم يتبين أن الإقرار بتوحيد الربوبية لا يكفي دون الإقرار بتوحيد الألوهية، فمن عبد مع الله غيره لم ينفعه إقراره بأنواع التوحيد الأخر (1) ، قال تعالى: { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِن اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي ں@ƒدنآuژَ خ) اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) } (2) .
وإذا كان التوحيد هو أعظم ما أمر به المصطفى صلى الله عليه وسلم ودعا إليه، فإن الشرك هو أعظم ما حذر منه صلى الله عليه وسلم، وهو نوعان ولكل منهما حكمه، وبيانهما كما يلي:
أولا - الشرك الأكبر:
وهو صرف شيىء من خصائص الربوبية أو الأسماء الحسنى أو الصفات العليا أو الإلهية لغير الله تعالى (3) .
حكم الشرك الأكبر:
__________
(1) ينظر: المجموع الثمين من فتاوى الشيخ ابن عثيمين ، 2 / 12 ، وينظر: المفيد في مهمات التوحيد، د / عبدالقادر صوفي، 61.
(2) سورة (المائدة).
(3) ينظر: تهذيب اللغة، 10/ 16، و تيسير الكريم الرحمن، 279.(1/12)
الشرك الأكبر من الأمور التي حرمها الله تعالى ورسوله الله صلى الله عليه وسلم، وأجمعت الأمة على تحريمه (1) ، وهو مخرج من الدين؛ لأنه ينفي التوحيد وينقضه، وصاحبه خالدٌ مخلدٌ في نار جهنم إن مات عليه ولم يتب منه؛ والنصوص في هذا المعنى كثيرة، ومنها: قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48) } (2) ، وقال تعالى: { إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } (3) .
ومن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم: ما رواه البخاري بسنده عن عبدالرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ( ثلاثا )، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين..) (4) ، وروى الإمام مسلم بسنده عن جابر رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار) (5) .
- والشرك في الربوبية: هو أن يجعل لغير الله تعالى نصيبا من الملك أو الخلق أو التدبير (6) .
__________
(1) ينظر: الاستذكار، لابن عبد البر، 26/ 156، ومجموع الفتاوي، لشيخ الإسلام، 1/88، و موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي، لسعدي أبو جيب، 3/ 914 و 3/ 1055، و 3/ 1150 .
(2) سورة (النساء).
(3) سورة (المائدة)، الآية (72).
(4) الصحيح، كتاب الشهادات، باب ما قيل في شهادة الزور، 5/ 322، برقم [ 2654 ].
(5) الصحيح، كتاب الإيمان، باب من مات لا يشرك بالله، 1/ 94، برقم [93].
(6) ينظر: الإرشاد، للسعدي، 205، وتسهيل العقيدة الإسلامية، للجبرين، 152.(1/13)
- والشرك في الأسماء والصفات: أن يجعل لله تعالى مماثلا في شيىء من الأسماء والصفات، أو أن يوصف الله تعالى بشيىء من صفات خلقه (1) .
- والشرك في الألوهية حقيقته: عبادة غير الله عز وجل (2) ؛ فمن صرف نوعا من أنواع العبادة لغير الله تعالى فقد وقع في الشرك الأكبر، والشرك في الألوهية أنواع كثيرة، وأكثرها انتشارا:
1 - شرك الدعوة: وهو أن يسأل الداعي بعضا من الخلق مطلبا من المطالب التي لا يقدر عليها إلا الله تعالى وحده، كطلب الولد، والرزق..الخ (3) ، كما قال تعالى: { فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65) } (4) ، وكانوا يدعون الله وغيره في الرخاء، وفي الشدة يلجأون له وحده.
2- شرك النية، والقصد، والإرادة: وهو عبارة عن توجيه القصد من العبادة لأمور الدنيا وحدها (5) ،كما قال تعالى: { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) } (6) .
__________
(1) ينظر: بدائع الفوائد، لابن القيم، 1/،169، وتسهيل العقيدة الإسلامية، للجبرين، 154،.
(2) ينظر: العبادة،لعبد الرحمن المعلمي، مخطوط ورقة رقم/1.
(3) ينظر: تيسير العزيز الحميد، 40، 215، 220 - 223، والمجموع الثمين، للعثيمين، 2/ 100، 122.
(4) سورة (العنكبوت)، الآية (65).
(5) ينظر: تيسير العزيز الحميد، 534، 535، والقول السديد، للسعدي، 127، وكتاب التوحيد، للفوزان، 46.
(6) سورة (هود).(1/14)
3- شرك الطاعة:كطاعة العلماء والأمراء في التحليل والتحريم مخالفين الشرع في ذلك (1) ، كما قال تعالى: { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) } (2) .
4 - شرك المحبة: وذلك بأن يحب مع الله غيره محبة مستلزمة لغاية الذل والخضوع (3) كما قال سبحانه و تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ } (4) .
ثانيا - الشرك الأصغر:
هو كل ما نهى عنه الشرع مما هو ذريعة إلى الشرك الأكبر ووسيلة للوقوع فيه، وجاء في النصوص تسميته شركاً (5) .
حكم الشرك الأصغر:
__________
(1) ينظر: مجموع الفتاوى، 7 / 70، وتيسير العزيز الحميد، 145، 543، والإرشاد، للفوزان، 69.
(2) سورة (التوبة).
(3) ينظر: المدخل لدراسة العقيدة، للبريكان، 134.
(4) سورة (البقرة)، الآية (165).
(5) ينظر: فتاوى اللجنة الدائمة، 1/517 .(1/15)
الشرك الأصغر من الأمور التي حرمها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهو من الأمور التي تخل بتوحيد المرء فتنقص من كماله الواجب؛ وهذا يدل على عظم أمر الشرك الأصغر، وصاحب الشرك الأصغر لا يخلد في نار جهنم إن دخلها؛ وبهذا فارق الشرك الأكبر، ومن النصوص التي دلت على تحريمه: قوله تعالى { فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } (1) ، والآية وردت في الشرك الأكبر، وكان ابن عباس يحتج بها في الشرك الأصغر؛ لأنَّ الكل شرك (2) ، وروى الإمام مسلم بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه) (3) ، وروى الإمام أحمد بسنده عن محمود بن لبيد أنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ( إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ) (4) .
أقسام الشرك الأصغر (5) :
- الشرك الأصغر في الربوبية: كمن يقول مطرنا بنوء كذا معتقداً أن النوء سبب لحصول المطر ولكنه ليس مؤثراً من دون الله تعالى وإلا أصبح شركا أكبر.
- الشرك الأصغر في الأسماء والصفات: كإطلاق قاضي القضاة، ونحوها من الألفاظ التي فيها مشاركة لله في أسمائه وصفاته، والشرع غلظ في هذا ونحوه، مع القطع بأن القلب لم يقصد معناه (6) .
__________
(1) سورة (البقرة)، الآية (22).
(2) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره،1/81، برقم (230)، وحسنه المحقق، وجود إسناده صاحب تيسير العزيز الحميد، 587.
(3) الصحيح، كتاب الزهد والرقائق، باب من أشرك في عمله غير الله، 9/342، حديث برقم [2985]. .
(4) المسند، 17/59، برقم [23521]، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 1/120، برقم[32] .
(5) هذا التقسيم مستفاد من تيسير العزيز الحميد، لسليمان آل الشيخ، 43.
(6) ينظر: كتاب التوحيد مع شرحه القول السديد، 124، 125.(1/16)
- الشرك الأصغر في الألوهية: كيسير الرياء (1) .
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه
__________
(1) ينظر: أعلام السنة المنشورة، للحكمي، 51.(1/17)