ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
نشرها الشيخ سيف الطلال الوقيت فك الله أسره في كتابه مجموع الأبيات والمنظومات لتقريب المحفوظات ونشرته دار ابن خزيمه
1
يَقُولُ مَنْ يَرْجو ثَوابَ الباري
مُصَلّياً عَلى النّبي المُختارِ
2
ما ذُكِرَ الرَّحمنُ في الأَقْطارِ
وَزَيّنَ السّماءَ نجمٌ ساري
3
وَبَعْدَ حَمْدِ مُسْتَحِّقِ الحَمْدِ
المُعْتَلي عَنْ شَبَهٍ وَنِدِّ
4
يقولُ سلمانُ سليلُ فيفا
إِليكَ نظماً كالأَريجِ عَرْفا
5
سَمَّيْتُهُ بالتُّحْفَةِ الفيفيَّهْ
فيه اعتقادُ الفرقةِ المرضيّةْ
6
جَعَلْتُهُ لي حجةً وَسَبَبا
لكي أَنالَ في الجِنانِ الرُّتَبا
7
فَكَمْ مِنَ الأَخْطاءِ قَدْ أَتيتُ
وَكَمْ عَلى نَفسيَ قَدْ جَنَيتُ
8
لكنني أَرْجو إِلهاً يغفرُ
وَلِذنوبي وَعيوبي يَسْتُرُ
9
عَلى غِرَارِ تحفةِ الطحاوي
نظمتُهُ وزِدْتُ وَهْوَ حاوي
10
مسائلاً جاليةَ الأَفْهامِ
تُقَرِّبُ الطالبَ للمرامِ
11
يا سالِكاً طريقَ أَهْلِ السُّنَّةِ
إِلْزَم كتابَ ذي العطا وَالمِنّةِ
12
وَسُنَةَ النبيِّ خير الأَنبيا
وَافْهم كفهمِ الأَصْفياءِ الأَوْفيا
13
السلفِ الصالحِ أتباعِ النبيْ
مَشْرَبُهُم أَنْعِم بِهِ مِنْ مَشْرَبِ
14
وَادْعُ لِمَ نَضَّرَ مَذهَبَ السلفْ
كيما يكونَ واضحاً عند الخلفْ
15
فَوَرَدَتْ عقيدةُ الكِرامِ
واضحةً في كُتُبِ الإِمامِ
16
أَعْني ابنَ تيميةَ حَبْرَ العُلَما
قريعةَ الدهرِ الإِمامَ العَلَما
17
وَفارِسَ المعقولِ وَالْمَنْقولِ
المقتفي لسنةِ الرسولِ
18
فَهْم كتاب الله ثم السُّنَّةْ
طريقُهُ في نصر أَهْلِ السُّنَّةْ
19
وَيَرْحَمُ الرَّحمنُ ذلِكَ العلَمْ
الزاهِدَ العابِدَ قِمَّةَ القِمَمْ
20
وَنُشْهِدُ الله عَلى محبتِهْ
رَزَقَنا الله جميعاً جَنَّتَهْ
21
أَقولُ في توحيد ربِّ الخلقِ
مسترشْداً يا صاحبي بالحقِّ
22
أَنَّ الإِلهَ لاَ شَريكَ معهُ
يُخْشى ويُرْجى ضرُّه أَوْ نَفعُهُ
23
وَهكذا التوحيدُ يا أَخانا(1/1)
فاسْتَقْرِىءِ السنة والقرآنا
24
تَجِد ثلاثةً مِنْ الأَقْسامِ
أَوَّلُها خالٍ مِنْ الخِصامِ
25
وَهو الربوبيةُ قَدْ أَقرَّبهِ ْ
المشركونَ فاسْتَفِقْ بَلْ وَانْتَبِهْ
26
ثُمَّ الأُلوهيةُ مَنْ أَنْكَرَها
عَنِ الجِنانِ مبعَدٌ وَأَهْلِها
27
مُنْكِرُها يكفرُ بالرَّحمنِ
وَخالدٌ ياصاحِ في النيرانِ
28
بَعْدَهما الأَسْماءُ وَالصفاتُ
وَالحقُّ في ذاكَ هوَ الإِثْباتُ
29
مِنْ غيرِ تَحْريفٍ وَلاَ تَعْطيلِ
وَدونَ تَكْييفٍ وَلاَ تَمْثيلِ
30
سبحانَ مَنْ لاَ قَبْلَه منْ شيءِ
كذاكَ ليسَ بَعْدَه مِنْ شيءِ
31
اللهُ لاَ يَفْنى وَلاَ يبيدُ
وَلاَ يَكونُ غيرُ ما يريدُ
32
وَجلَّ أَنْ تبلغَهُ الأَوْهامُ
كذاكَ أَنْ تدرِكَهُ الأَفْهامُ
33
سبحانَ مَنْ لاَ يشبِهُ الأَناما
وَعزَّ ربُّ العَرْشِ أَنْ يناما
34
أَوْجَدَ ما أَوْجَدَ دونَ حاجةِ
وَرَزَقَ الخلقَ بِلاَ مؤُونَةِ
35
وكلُّ خلقهِ لَهُ فقيرُ
وكلُّ أَمرٍ شاءَهُ يسيرُ
36
سبحانَ مَنْ أَمَرَنا بطاعتِهْ
وَجلَّ مَنْ نَهانا عَنْ معصيتِهْ
37
يهدي الذي يشاءُ وَهْوَ فضلُ
وَيَبْتَلي البعضَ وَذاكَ عدلُ
38
وَلاَ يُرَدُّ ما بِهِ اللهُ قَضى
وَكُلُّ أَمْرٍ في الكتابِ قَدْ مَضى
39
وَأُشْهِدُ اللهَ بِأَنَّ المُصْطفى
رسولُ ربِّ العَرْشِ وَهْوَ المُرْتَضى
40
وَهو النبيُّ وَالْخَليلُ المُجْتَبى
فضّله اللهُ عَلى كل الوَرَى
41
وَكُل دعوى بَعْده فَهيَ هَوَى
لأَنَّه جاء إِلى كل الوَرَى
42
للإِنْسِ وَالجِنِّ النبيُّ أُرْسِل
وَهْوَ عَلى كل العِبادِ فُضِّلَ
43
وَاعْلَمْ بأَنَّ اللهَ موصوفٌ بِما
ذكره في قوله وَأَعْلَمَ
44
بِأَنَّ ذا القرآنَ مِنْ كلاَمِهِ
وَقالَهُ الأَخْيارُ مِنْ أَنامِهِ
45
وَمَنْ يَقُلْ بِأَنَّهُ قَوْلُ البَشَرْ
فَذلِكَ الخَسْرانُ مِنْ أَهلِ سَقَرْ
46
ورؤْيةٌ لصاحبِ التوحيدِ
ثابتةٌ يا صاحبَ المزيدِ
47
رؤْيتُنا له كرؤْيةِ الْبَدرْ
سبحانَهُ وَجلَّ عاليَ القَدَرْ
48(1/2)
تَواتَرَتْ بِذلكَ الأَخْبارُ
نَقَلها الأَئِمةُ الأَطْهارُ
49
لاَ تَسْمَعَنْ فَلْسَفةَ المعتزلهْ
فَهيَ وَرَبِّ الكونِ صاحِ مهْزَلَهْ
50
كذلِكَ الإِسْراءُ للأَقْصى شَهِدْ
بِذلِكَ القرآنُ فاقرأْ ما وَرَدْ
51
وَبَعْدَهُ الِمْعراجُ للسماءِ
تباركَ الكريمُ ذو النعماءِ
52
ثمَ ارْتَقى إِلى السماواتِ العُلاْ
في عزةٍ ما نالها أَهْلُ المَلاْ
53
وَبَلَغَ النبيُّ أَفْضلَ الأَمَمْ
في مَوْضعٍ يسمعُ تَصريفَ القَلَمْ
54
وَلَمْ يَزِغْ بصرهُ وما طَغى
فيا لَهُ مِنْ خُلُقٍ وَمِنْ وَفى
55
نَفَسي الفِداءُ ثمّ أُمي وَأَبي
لصاحِبِ المعراجِ أَحمدَ النبيْ
56
وَالْحَوْضُ حقٌ ثابتٌ بِلاَ امْتِراء
إِجْماعُ أَهْلِ الحقِّ فيه ظَهرا
57
عَنْ بِضْعةٍ مِنْ الصحابِ قَدْ أَتَى
مِنْ بعد خمسينَ فَسَلِّمْ يا فَتَى
58
وَمِنْهُمُ الراشدونَ الأَوْفيا
أَفْضَلُ خلقِ اللهِ بَعد الأَنْبيا
59
وَنُؤْمِنَنْ يا صاحِ بالشفاعَة
وَأَنَّها عِنْدَ قيامِ الساعةْ
60
وَهيَ عَلى قسمينِ فاسْمَعْ ما بِهِ
يزول عَنكَ الجهلُ بل وَانْتَبِهِ
61
أَوَلها منفيةٌ شركيةُ
لَيْسَ لها يومَ القضاءِ قيمةُ
62
كفعل أَهْلِ الجهلِ بالقبورِ
وَطَلَبِ الأَصْنامِ وَالصخورِ
63
ثانيها ثابِتَةْ الأَدِلّةِ
نَسْأَلها مِنْ خالقِ الأَهِلَّةِ
64
لاَ تَسْأَلَنَ مِنْ غيره يا صاحِ
إِنْ شئتَ أَنْ تؤَوبَ بِالفلاحِ
65
ثمَّ لها شرطانِ يا صاحِ هُما
الإِذنُ والرِّضا بنصٍّ فُهِما
66
وَهاكَ مِنها صاحِ أَقساماً أَتَتْ
كاللؤْلؤِ المَكْنونِ حينما بَدَتْ
67
قَدْ خُصَّ مِنها خيرُ خَلْقِ اللهِ
بِالموْقفِ المحمودِ عندَ اللهِ
68
يَسْأَلُ فيها ربَّهُ فَصْلَ القَضا
لَهُ لواءٌ تحته من قَدْ مَضى
69
وَمَنْ سيأْتي بَعْدَه يا رَبَّنا
فاغْفِر لنا وَاجْعَلْهُ شَفَّاعاً لَنا
70
ثمَ دخولُ جنةٍ لأَهْلِها
فَهْوَ إِمامٌ للذي يَدْخُلُها
71
كذلِكَ التخْفيفُ عَنْ عمِّ النبي(1/3)
فاقرأْ هُديتَ ما أَتى في الكُتُبِ
72
ثمَّ شفاعاتٌ وَغيرُهُ لَهُ
مشاركٌ مِمَّنْ تسامى حالُهُ
73
كقومٍ استحقوا النيرانا
لكنهم قَدْ وَحَّدوا الديانا
74
كذاكَ قومٌ دخلوا جهنَّما
وَشْرطُ ذاكَ أَنْ تكونَ مُسْلِما
75
كذاكَ رَفْعُ العبدِ رفعاً عاليا
وَخصّها البعضُ بخير الأَنبيا
76
وَصاحِبُ الكبيرةِ الموحّدْ
تشمله عَنْ النبي أَحمدْ
77
مَنْ جاءَ بالتوحيد وَهْوَ مسلمُ
مهما يَنَلْ فإِنَّهُ سَيَسْلَمُ
78
كذلِكَ الميثاقُ حقُّ واردُ
فاقرأْ حديثاً قَدْ رواهُ أَحمدُ
79
عَنْ ابنِ عباسِ الإِمامِ الأَلْمعي
عَنْ خير خلق اللهِ فاسْتَغْفِرْ تَعِ
80
وَالتِّرْمذيُّ عَنْ أَبي هريرَهْ
فاسْمَعْ هداكَ عالِمُ السريرَه
81
وَالطَبريُّ قالَ في التفسيرِ
وَابن كثيرٍ قالَ في كثيرِ
82
مِنْ أَخْذِ ربِّ العَرْشِ للميثاقِ
سبحانَ ربِّ البَعثِ وَالتلاقي
83
وَنُؤْمِنَنْ يا إِخْوَتاه بِالقَدَرْ
في مُسْلِم فاقْرأْ كلامَ ابنِ عُمَرْ
84
لَوْ يُنْفِقَنَّ عَبْدُهُ مِثْلَ أُحُدْ
لَرَدَّهُ اللهُ إِذا كان جَحَدْ
85
سُبحانَ مَنْ يعلم أَهلَ النَّارِ
كذاكَ أَهْلَ الجنةِ الأَبْرارِ
86
قَدَّرَهُ مِنْ قبل خَلْقِ البَشَرِ
فَلاَ يزيدُ ما قَضى بِالقَدرِ
87
كذاكَ لاَ يَنْقُصُ ذلِكَ العَدَدْ
وَبِالقضاءِ مَنْ شَقى وَمَنْ سَعَدْ
88
وَجَلَّ ربُّ العرشِ أَنْ يظلِمنا
قَدْ أَوْضَحَ الطريقَ إِذْ مَيّزَنا
89
وَكُلّنا مُيَسَّرُ لِما خُلِقْ
فاعْمَلْ وَرَجِّ الفوزَ مِنْ رَبِّ الفَلَقْ
90
قَدْ شاءَ رَبي الْخَيْرَ دِيْناً فاعْلَمِ
والشَرَّ كوناً فاسْتَفِقْ وَسَلّمِ
91
وَالْعِلمُ علمٌ في الوَرى موجودٌ
وآخرٌ يا صاحبي مفقودُ
92
فالعِلمُ بالغيبِ مِنْ اخْتِصاصِهِ
ومُدعيهِ كافرٌ بِنَصِّهِ
93
لاَ يَعْلَمُ الغيبَ نبيُّ مُرْسَلُ
أَوْ مَلَكٌ سُواكَ يا مَنْ يُسْأَلُ
94
في الإِفْكِ ما دَرَى نبيُّ الأُّمَّة
حتى أَتى الوَحيُ لكْشفِ الغُمَّةْ
95(1/4)
مما يَدلُّ أَنّ عِلْمَ الغَيبِ
يا صاحبي مِنْ اخْتِصاص رَبي
96
لاَ تُنْكِرَنَّ يا أخانا القَلَما
وَما بِهِ يا صاحبي قَدْ رُقِما
97
فَلَوْ خَلاَئِقُ الإِلهِ اجْتَمَعَتْ
لِضُرِّ عَبْدٍ واحِدٍ ما قَدَرَتْ
98
أَوْ نَفْعِهِ فافْهَمْ هديتَ للعَمَلْ
إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ خُطَّ قبلُ في الأَزَلْ
99
واقْرأَ وصيةَ الإِمامِ المُرْتَضَى
محمدِ البشيرِ وهو المُجْتَبَى
100
في التِّرْمِذي عن ابنِ عباسِ الذكي
فإِنَّ مَنْ حقَّقها لَمْ يَشْتَكِ
101
هيَ احْفظِ اللهَ لكيما يَحْفَظَكْ
تَجِدْهُ في كلِّ الأُمورِ يَنْصُركْ
102
وإِنْ سَأَلْتَ فاسأَلِ الكريما
ولُذْ بِهِ ليكشُفَ المُلِما
103
إِنْ اسْتَعَنْتَ فاسْتَعِنْ بِخالِقِكْ
فغيرُهُ يا صاحبي سَيَخْذُلُكْ
104
وَإِنْ جميعُ الخلقِ طُرًّا أَجْمَعوا
لضُرِّ عبدٍ أَوْ لِنَفْعِهِ أَتَوا
105
ما كانَ إِلاَّ ما أَراد اللهُ
وَهَلْ يُرَدُّ ما قضاهُ اللهُ
106
وَزادنا الإِمامُ في المسند ما
قَدْ صَحَّ فادعُ يا أَخي للعُلَما
107
فإِنَّما النصرُ مع الصَبر أَتى
وَفَرجٌ مِنْ بَعْدِ كَرْبٍ يا فَتَى
108
كذاكَ إِنَّ الْيُسْرَ بَعْدَ الُعْسِر
لاَ يُفلِحُ العَبْدُ بغيرِ الصبرِ
109
مراتبُ الإِيمان صاحِ بالقَدَرْ
كُنْ واعياً لتبقَى عاليَ القَدَرْ
110
عِلْمٌ كتابةٌ فَكُنْ لي سامِعاً
مشيئةٌ وَالْخَلْقُ فازَ مَنْ وَعَى
111
تقديره سبحانه نوعانِ
عامٌ وخاصٌ فاسْتَمِعْ بياني
112
فالعامُ ما دُوِّنَ مِنْ كُلِّ سَعيْ
يعمُّ كُلَّ كائِنٍ فافْهَمْ تَعِ
113
يعمُّ كلَّ الخَلْقِ فارْجُ رَحْمَتهْ
قَدْ فازَ مَنْ سَعَى فنال جَنَّتَهْ
114
والخاصُّ تفصيلٌ لِما تَقَدَّمَ
مَنْ لاَزَمَ الوْحيينِ ما تَنَدَّمَ
115
أَوَّلُها العُمْريُّ مِثل ما أَتى
عَنْ ابنِ مسعودٍ فَرضِّ يا فَتَى
116
والثاني الحَوْليُّ فاسمع ما صَدَرْ
عَنْ ربنا في شأْنِ لَيْلَةِ القَدَر
117
ثالِثُهَا اليومي وَلْتَعَلمْ بِأَنْ(1/5)
في كُلِّ يومٍ وَالعَظيمُ في شَأْنْ
118
سبحانَه مؤَيِّدٌ بالروحِ
نَبِيَّهُ وَخالِقٌ لِلَّوحِ
119
خَلَقَهُ مِنْ دُرَّةٍ بيضاءَ
بِدُفَّتَيْ ياقوتَةٍ حَمْراءَ
120
جَعَلَهُ نوراً كتاباً قَلَما
وَعَرْضُهُ ما بينَ أَرْضٍ وَسَما
121
أَوْرَدَهُ المبجَّلُ الصنعاني
وَحاكِمٌ فادعُ لذي البيانِ
122
وَالطَبَرانيُّ عَنْ ابنِ المنذِرِ
عَنْ ابنِ عَباسِ ابنِ عَمِّ المُنْذِرِ
123
وَالْعَرْشُ وَالْكُرْسيُّ ثابتانِ
فانظُرْ هداكَ اللهُ للقُرآنِ
124
كذاكَ في السُّنَّةِ أَيضاً قَدْ وَرَدْ
سبحانَ ربٍّ خالِقٍ فَرْدٍ صَمَدْ
125
نقولُ ما قالَ إِلهُ الكَوْنِ
مِنِ اسْتِوائِهِ بغيره مَيْنِ
126
وَلاَ نُحَرِّفُ الكتابَ كَلاَّ
وَبَعضُ خلقِ اللهِ فيهِ ضَلَّ
127
بعضُ طوائِفُ الضلاَلِ قَالَ
إِنَّ اسْتِواءَهُ بمعنى اسْتَولَى
128
وَذاكُمُ مِنْ أَعْظَمِ الأَخْطاءِ
قائِلُهُ يوصَفُ بالغَباءِ
129
فَلَيسَ في الكتابِ ما يؤَيدُهْ
وَلَيسَ في السُّنةَّ ِما يُعَضِّدُهْ
130
وَضِدُّهُ ما قالَه أَهلُ اللغَةْ
وكُلُّها لِما افْتراهُ دامِغَهْ
131
وَصاحِبُ الخلِّة إِبْراهيمُ
مثبتةٌ وَثبتَ التَكْليمُ
132
لِعْبِدِه موسى بِلاَ تحريفِ
وَدونَ تَشْبيهٍ وَلاَ تَكْييفِ
133
وَعَبْدُهُ محمدٌ قَدْ ثَبَتَتْ
خُلَّتُهُ وفي الصَّحيحِ قَدْ أَتَتْ
134
نَقَلها أَبو سعيدِ الخُدْريْ
عَنْ خيرِ خَلْقِ اللهِ صاحِ فادرِ
135
ونُؤْمِنن يا صاحِ بِالملائكَهْ
فاشْهَدْ بِهِ لِيَثْبُتَنْ إِيمانُكَ
136
وَبِالنَّبيينَ وَكلِّ الكُتُبِ
مُصَدقينَ دونَ أَدْنى ريبِ
137
بِالبَعْثِ نُؤْمِنَنْ وَبِالنُّشورِ
سَيُبْعَثُ الخلقُ مِن القُبورِ
138
وَلاَ نُكَفِّرنَّ بِالذُّنوبِ
وَجلَّ مِنْ يخلو مِنْ العيوبِ
139
لكِنَّ هذا ناقِصُ الإِيمانِ
مهدَّدٌ مِنْ خالِقِ الأَكْوانِ
140
وَهْوَ إِذا اسْتَحَلَّهُ صاحِ كَفَرْ
لِكونِهِ مُكَذِّباًً ربَّ البَشَرْ
141(1/6)
نَخْشى عَلى المسيءِ صاحِ زَلَّتَهْ
وَنَرْجُوَنْ لِلْمُحْسنينَ رَحْمَتَهْ
142
وَنَشْهَدَنْ لِلصالحينَ الكُرَما
بِالفوْزِ في العمومِ صاح فاعْلَما
143
وَالكافِرونَ في لَظَى النيرانِ
كَما أَتاكَ صاحِ في القرآنِ
144
وَإِنْ أَرَدْتَ الحقَّ في الإِيمانِ
فإِنَّهُ الإِقرارُ بِالِلسانِ
145
وَقَبْلَهُ التصديقُ بالجَنانِ
وَمَعهُ الأَفْعالُ بِالأَرْكانِ
146
وَبِاخْتِصارٍ فَهْوَ إِعْتِقادُ
قوٌل وَفِعْلٌ فُهِمَ المرادُ
147
وَلَيسَ في الإِيمانِ كلُّ يستويْ
فَبَعْضهم إِيمانُه صاح قويْ
148
يَزيدُ بِالطاعَةِ إِيمانُ العَبدْ
وَيَنْقُصَنَّ بِالمعاصي فاسْتَفِدْ
149
وَإِنْ تولاَّكَ أَميرٌ فاسقْ
فَصَلِّ خَلْفَهُ وَلاَ تُشاقِقْ
150
لاَ تَتْركِ الصَّلاَةَ خَلْفَ الأُمَرا
روى البخاريُّ عَنِ ابنِ عُمَرَ
151
بِأَنَّهُ صلَّى مَعَ الحجاجِ
وَهْوَ إِمامُهُ بِلاَ لحاجِي
152
وَإِنْ يَكُنْ غيرُ أَميرٍ لاَ تَسَلْ
عَنِ العَقيدةِ التي لها انْتَحَلْ
153
وَإِنْ يَكُنْ أَظْهر أَمراً مُبْتَدَعْ
ثمَ دعَا لَهُ فيا صاحِ امْتَنِعْ
154
إِذا وَجَدْتَ غيرَهُ إِماما
فإِنْ عَدِمْتَ فَدَعِ الخِصاما
155
وَصَلِّ خَلْفَهُ بِلاَ كراههْ
وَلاَ تُخالِفْ يا أَخي الصحابَةْ
156
وَيَنْبَغي أَنْ يُهْجَرَ المبتدِعُ
لَعَلَّهُ عَنْ فِعلِهِ يَرْتَدِعُ
157
وَإِنْ تَرى في هَجْرِهِ مَصْلَحةً
وَلاَ يضيعُ هاجرٌ جماعةً
158
فهذه مصلحةٌ شرعيّةٌ
كذاكُمُ فائِدةٌ مَرْعيةٌ
159
نُحِبُّ في اللهِ عبادَ اللهِ
وَنَكْرَهُ الفسوقَ وَالمَلاَهي
160
بِقُرْبِهِ لِرَبِّه نُحِبُّهُ
كذا بِقدْرِ بُعْدِهِ نُبْغِضُهُ
161
نُحِبُّ أَهْلَ العَدْلِ وَالأَمانَةْ
نبغضُ أَهْلَ الجورِ وَالخيانَةْ
162
وَما عَلَيْنا عِلْمُهُ تَشَابَهْ
وَما دَرى أَحدُنا جوابَهْ
163
نَردُّهُ لخالقِ الأَكْوانِ
وَعَالِم الإِسرارِ والإِعْلاَنِ
164
تواتَرَ المسحُ عَلى الخُفينِ(1/7)
فيما أَتى عَنْ صاحبِ التَبيينِ
165
والحجُّ وَالجِهادُ باقيانِ
فافْهَمْ هُدِيتَ سُبُلَ البيانِ
166
مَع الأَميرِ صالحاً أَوْ طالحاً
وَالرافضيْ كانَ لهذا ناطحا
167
فاسْلُكْ هُديتَ سُبُلَ السَّلاَمِ
فَهيَ الطريقُ لأُولي الأَحْلاَمِ
168
وَدَعْ كلامَ الرافضي وَما افْتَروا
فَهْوَ لعَمْرُ اللهِ قولٌ منكرُ
169
يُريدُ أَنْ يُعَطَّلَ الجِهادُ
ليُنْشَرَ الفسادُ والإِلحادُ
170
فيا لَه مِنْ أَحْمَقٍ غبيّ
مُعارِضٍ لسنةِ النبيّ
171
وَنُؤْمِنَنَّ بِالكِرامِ الكاتبينْ
وَنُشْهِدُ اللهَ عَلى صِدْقِ اليقينْ
172
وَمَلَكُ الموتِ الذي قَدْ وكِلَ
ليقبضَ الأَرْواحَ مِنْ كُلِّ المَلاَ
173
وَبِعذابِ القبرِ مؤْمنينا
عساهُ مِنْ عذابه يقينا
174
وَمُنكرٌ ومعهُ نَكيرُ
ثَبَّتَنَا إِلهُنا القديرُ
175
عَنْ ربنا وديننا سَنُسْأَلْ
كذاكَ عَنْ نبينا فَلْنَعْمَلْ
176
لتِلْكُمُ الأَهْوالِ وَالشدائِدْ
هَلْ تائِبٌ وَمقبلٌ وَعائِدْ
177
وَالْقَبرُ إِمَّا رَوْضة الجَنانِ
أَوْ حفرةٌ مُشْعَلَةُ النيرانِ
178
وَنُؤْمِنَنْ بِالبَعْثِ وَالحِسابِ
وَبالثوابِ صاحِ وَالعِقاب
179
بعثٌ نشورٌ محشرُ العبادِ
قيامُنا للملِكِ الجوادِ
180
وَالْعَرضُ مِنْ مراتِبِ المَعادِ
تطايُرُ الصُحْفِ إِلى الأَيادي
181
ونَؤْمِنَنْ يا صاحِ بِالميزانِ
الويلُ للشَقيِّ وَالْخَسْرانِ
182
وَالوَزْنُ حقٌ ما بِهِ تطفيفُ
فَكَمْ ثقيلٍ حينها خفيفُ
183
وَكَمْ نَحيلٍ كابنِ مسعودِ الندي
فَساقُهُ في حينها كَأُحدِ
184
لسانُهُ بِالذكرِ لايَمَلُّ
حِكْمَتهُ يا صاحِ لاتُمَلُّ
185
وَبِالصِّراطِ نُؤْمِنَنْ يا صاحِ
وَيلٌ لقالٍ دينَهُ وَلاَحِ
186
سَيُنْصَبُ الصراطُ فوقَ النّارِ
أَشدُّ مِنْ جمرٍ وَمِنْ بَتَّارِ
187
أَدَقُّ مِنْ شَعَرَةٍ يا صاحِ
لاَ يَنْجُوَنْ إِلاَّ أُولو الصلاحِ
188
ذاك لَعمريْ مَوْقِفٌ عسيرٌ
فَرُسُلُ الإِلهِ تَسْتَجيرُ
189
يا ربِّ سَلِّمْ إِنَّهُ لمأْزِقُ(1/8)
مِنْ شِدةِ الهَوْلِ يشيبُ المفرِقُ
190
فَبَعْضُهُمْ مرورُهُ لَمْحُ البَصَرْ
وَالبَعْضُ كالبَرقِ عَنِ اللّمحِ قَصرْ
191
وَبَعْضُهُمْ كالريحِ يجني مَنْ غَرَسْ
وَبَعْضُهُم مرورُهُ مثلُ الفَرَسْ
192
يَمُرُّهُ البعضُ كَرُكاَّبِ الإِبِلْ
وَالبَعْضُ يعدو فاسْلُكَنْ خَيْرَ السُّبُلْ
193
والبعْضُ يمشي فاسْتَعِذْ بالباري
يا مؤْمِناً مِنْ شرِ حرِّ النارِ
194
وَالبَعْضُ زاحفٌ وَبَعْضٌ يُخْتَطَفْ
لَمّ يَنْجُ إِلاَّ مَنْ بِهِ اللهُ لَطُفْ
195
وَبَعْدَه قَطْرَةٌ لِمَنْ سَعَدْ
لتصفوَ النفوسُ فاقْرأَ ما وَرَدْ
196
مِنْ غِلِّ دارِ الموتِ والفناءِ
ليدخلوا في غايةِ الصفاءِ
197
وَأُشْهُدُ اللهَ بِأَنَّ الجنَّةْ
مخلوقَةٌ في قولِ أَهْلِ السُّنَّهْ
198
وَهْيَ مآلُ مَنْ لربهِ اتقَىْ
وَخافَ مِنْ خالقه يومَ الشَّقَا
199
فيها مِنْ النعيمِ ما لاَ سَمِعَتْ
الأُذْنُ ثمَّ العينُ ما لاَ نَظَرَتْ
200
كذاكَ ما لَمْ يَخْطُرَنْ بِالْقَلبِ
لاَ تَسَلِ الجَنانَ غيرَ ربِّ
201
وَنُشْهِدُ اللهَ بأَنَّ النَّارَ
يُدْخِلُ فيها ربُّنا الكُفَّارَ
202
فيها مِنَ العَذابِ ما لو سارَتْ
فيهِ الجبالُ كلُّها لَذابَتْ
203
روى البخاريُّ كذاكَ مُسْلِمُ
يا ليتَ شِعْري حينها أَنَسْلَمُ
204
سبعونَ جُزءاً كلُّ جزءٍ منها
كحرِّ نارنا فَفِرَّ مِنْها
205
معاشِرَ النِّسا رَوىْ البخاري
ما جاءَ عَنْ رَسولنا المختارِ
206
أَكْثَرُ أَهْل النَّارِ أنتُنَ فَلاْ
تَخْضَعْنَ بِالقَوْلِ لِجَلْبِ الجُهَلاْ
207
نارٌ وَجَنَّةٌ مُعَدَّتانِ
دائِمتانِ ليسَ تفنيانِ
208
أَفْعالُنا مِنْ خلقِ ربنا العلي
وَالْكَسْبُ للعَبد فما مِنْ مُشْكِلِ
209
كَمْ ركبَ الجبريُّ أَهْوالَ الزلَلْ
وَكَمْ نَفَى عَن العِبادِ من عَمَلْ
210
وَالقَدريُّ أَلَّهَ العبادا
فجانَبَ الصوابَ والسدادا
211
وَهْوَ بعيدٌ عَنْ هدايةِ النبي
فيا لَهُ مِنْ أَحْمق وَمِنْ غبي
212(1/9)
وَكلُّ شيءٍ شاءَهُ الإِلهُ
مُقَدّرٌ عَلِمَهُ قضاهُ
213
فإِنْ يَكُنْ خيراً فَديناً شاءَهُ
وَالشرَّ كوناً فانْظُرَنْ آلاَءَهُ
214
وَفي دُعاءِ الحيِّ لِلأَموْاتِ
مَنْفَعٌة عِندَ أُولي الثباتِ
215
صدقةُ الحيِّ عَنِ الأَمْواتِ
تحطُّ يا صاحِ مِنَ الزّلاّتِ
216
واَلحَجُّ وَالعُمرةُ فافْهَمْ وَاسْتفِدْ
فَلَمْ نَقُلْ إِلاَّ الذي لَهُ سَنَدْ
217
وَإِنْ يَكُنْ خَلَّفَ عِلْماً نافِعاً
ينفعهُ فافهمْ وَكُنْ لي سامعاً
218
صدقةٌ جاريةٌ كذلِكَ
أَوْ صالِحاً فافْهَمْ وَأصْغِ بالكَ
219
وَها أَنا أَخْتَصرُ الكلاَما
خشيتُ إِنْ أَطَلْتُ أَنْ أُلاَما
220
صدقةٌ وَالعِلمُ وابنٌ مسلمُ
يَدعو لَهُ كما رواه مسلمُ
221
وَفي الصحيحينِ أَتاه رجلُ
يحكي لهُ أُمّاً أَتاها الأَجلُ
222
افْتُلِتَتْ لَمْ توصِ وَانتهى العُمُرْ
فَهَلْ لأُمي إِنْ تَصَدَّقْتُ أَجرْ
223
أَجابَهُ نَعَمْ فطابَ السائِلُ
ما حالَ بِرَّ ابْنٍ بأُمٍّ حائِلُ
224
وَمثلُه ما نقل البخاري
عَنْ ابنِ عباسٍ عَنِ المُخْتارِ
225
عَنْ أُمِّهِ بحائطِ المخرافِ
سَعْدٌ أَتَى بالبرِ والإِنصافِ
226
إِنْ ماتَ مَنْ لَزِمَهُ صيامُ
صامَ وليُّهُ وذا كلامُ
227
نقلهُ الشيخانِ عَنْ زوج النبي
عَن الكريمِ الصادِقِ الشهمِ الأَبيْ
228
كذا وفاءُ الدَّينِ صاحِ بِالْقضا
مِنْ ميتٍ إِجْماعُ كلِّ مَنْ مَضَى
229
وَيَسْتَجيبُ ربُّنا الدعاءَ
وَيَدفَعُ اللهُ بِهِ البلاَءَ
230
وَيَجْلبُ الخيرَ إِذا العبدُ اتَّقَى
وَالوَيْلُ للعبد إِذا العبدُ شَقَىْ
231
وَقالَ ربي ادْعوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ
لاَ تَسْأَلوا يا قومِ غيرَ رَبِّكُمْ
232
فاعْجَبْ لِقَوْمٍ عظموا القبورْ
وَتَركوا مُسَهِّل الأُمْورْ
233
وَسَأَلوا أَصْحابَها الأَمواتْ
وَتَركوا مَنْ يَعْلَمُ النياتْ
234
إِذا نَصَحْتَ قالَ ذا شفيعي
فيا لَهُ مِنْ عملٍ وضيعِ
235
كَعَملِ الكفارِ بِالأَصْنامِ
قَدْ لَعِبَ الشيطانُ بِالأَحْلاَمِ
236(1/10)
قَدْ فُتِنَ البعضُ بقبر زينبِ
وَتَركوا اللهَ مزيلَ الكُرَبِ
237
وَفُتِنَ البعضُ بِقَبرِ الهادي
وَتَركوا ذا الطّولِ وَ الأَيادي
238
وَفُتِنَ البعضُ بِقَبِر المهدي
وَتَركوا مَنْ يبتلي وَيَهْدي
239
بقبرِ عيدروسَ قد ضلَّ الغبيْ
وَتَركوا مِنهاجَ أَحْمدَ النبيْ
240
لاَ تَسْأَلَنْ قبراً وَلاَ صاحِبَهُ
وَسَلْ كريماً فاتِحاً أَبْوَابَهُ
241
إِذا دَعَوْتَ غيرَ ذي الجلالِ
فأَنْتَ في الإِلْحادِ وَالضلالِ
242
كداعي اللاتِ سواءً بِسوى
وَمْن دعا غيرَكَ يا ربِّ هَوَى
243
دَعْ كلَّ بابٍ غير بابِ ربيْ
وَلُذْ بهِ وسَلْهُ كَشْفَ الكَرْبِ
244
وَيُوصَفُ اللهُ بما ذَكَرَهُ
في قوله فَنَحْنُ لا ننكرُهُ
245
مِنْ غضبٍ ومن رضى يا صاحِبيْ
سبحانَهُ من خالقٍ وواهِبيْ
246
نُحِبُّ أَصحابَ النبي كُلِّهمْ
وَنُشْهِدُ اللهَ على إِجْلالِهِمْ
247
فَحُبُّهُمْ يا صاحبي إِيمانُ
وَبُغْضُهُمْ الكُفْرُ والخسرانُ
248
ولا نَسُبُّ صاحباً أَو صاحبَهْ
وليس في القلبِ لهم مِنْ شائِبَهْ
249
وَكُلُّهُم أَفضلُ خلقِ اللهِ
بعد النبي فاستفقْ يا لاهي
250
يا ويلَ أَهل الرفضِ والنواصبِ
من أَكِلِهمْ لُحومَ أَصحابِ النبي
251
إِنَّ الإِلهَ ليغيظُ الكافرْ
بصحبِ ذلكَ النبيِّ الطاهِرْ
252
وأَفضلُ العبادِ بعد المصطفَى
صِدِّيُقُه أَهْلُ الصلاحِ والوَفاْ
253
وهو خليفةُ الرسول الأَوَّلُ
ذاك أَبو بكرِ الإِمامُ الأَفضَلُ
254
وبعده الفاروقُ فضلاً وَتُقَى
في العدلِ والإِخلاصِ والصِّدْق رَقى
255
وثالثُ الأَبرارِ ذو النورينِ
أَنْعِمْ بِهِ من صابرٍ أَمينِ
256
ورابعُ القومِ ابنُ عمِّ المُصْطَفى
فهؤُلاءِ الخلفاءُ الحُنَفاْ
257
ونَشْهَدَنْ للعشرةِ الكرامِ
بجنةٍ عالية المقامِ
258
وذاكَ أَنَّ المصطفى قَدْ شَهِدَ
وَنُشْهِدُ اللهَ بما قَدْ وَعَدَ
259
بشارةٌ أَتَتْ لكل العَشَرَهْ
الصادقينَ الأَوفياءِ البررهْ
260
الخُلَفاْ وسعدُ مع سعيدْ(1/11)
ثُمَّ ابنُ عوفٍ طلحةُ الشهيدْ
261
ثم الزبيرُ والأَمينُ هؤُلاءْ
أَهْلُ الصَّلاحِ والفلاحِ والوَفاءْ
262
وَنُحسِنُ القولَ في الصحبِ وَلاْ
نواليَ الجافيَ أَو مَنْ قَدْ غَلاْ
263
اختارَهُمْ ذو الفضلِ و الإِنْعامِ
لصُحبةِ المبعوثِ للأَنامِ
264
محبةُ الصحبِ مِنَ الإِيمانِ
وبُغْضُهُمْ من أَعظمِ الخُسرانِ
265
إِيمانُنا من حسناتِهِمْ أَتَى
فاستغفرِ اللهَ ورضِّ يا فَتى
266
عن صحبِ أَحمد النبيِّ المجتبىْ
الصادقينَ الصابرينَ النُّجَبا
267
وَنَشْهَدَنْ بِأَنَّ زَوجاتِ النبي
مطهراتٌ من جميعِ الريبِ
268
وَأَنَّهُنَّ أُمهاتُ المؤْمنينْ
العارفينَ حقَّ خيرِ المُرْسلينْ
269
كذاكَ لا نُفَضِّلُ الوليِّ
على نبيٍّ نُشِهُد الوليَّ
270
وواحدٌ يَفْضُلُ كُلَّ الأَوليا
فلا يَغُرَّنَّكَ قولُ الأَغبيا
271
وَنؤْمنَنْ يا صاحِ بالكرامَةْ
إِنْ وَصِفَ الرواةُ بالسلامَةْ
272
وَلاَ تَخُصَّ بزمانٍ إِنْ تُرِدْ
فَهْماً كفهم مَنْ مَضى في المُعْتَقَدْ
273
كذا بأَشراطِ النشورِ نؤْمِنُ
لعلنا من العذابِ نَأْمَنُ
274
منها خروجُ فتنةِ الدجالِ
ذي المكرِ والخداعِ والضلالِ
275
حَذَّرَ منه الأنبياءُ الأُمَما
وزاد فيه المصطفى ما أُبْهِما
276
نَعَتَهُ بما أَتَى في الأَثرِ
لم يَخْفَ أَمْرُه على ذي بَصَرِ
277
فعيُنُه عوراءُ ما من خافيَهْ
شَبَّهَها بعنبةٍ طافيَةْ
278
كذا نزولٌ للمسيحِ عُلِما
ومجمعٌ عليه بينَ العُلَما
279
كذا طلوعٌ الشمس من مغرِبِها
ومخرجُ الدابَّةِ من موضِعِها
280
والسِّحرُ كفرٌ في الكتابِ قَدْ أَتَى
لا يُفْلحُ الساحرُ حَيْثُما أَتَى
281
والإجتماعُ الحقُّ والصوابُ
والإفتراقُ الزيغ والعذابُ
282
والدينُ عند ربِّنا الإِسلامُ
لاَ يُفْلِحنْ بغيره الأَنامُ
283
وهو الذي توسَّطَ الأُمورا
توسَّطَ الغلوَّ والتقصيرا
284
توسَّطَ التشبيهَ والتعطيلْ
لأَنَّهُ يسيرُ بالدليلْ
285
وهو كذا ما بين جبرٍ وقدرْ(1/12)
لأَنَّهُ من الدليل قد صَدَرْ
286
كذاك بينَ اليأْسِ والأَمانِ
فافهم هُديت شِرْعَةَ الرَّحمنِ
287
وهاكَهُ يا صاحِ بالتفصيلِ
فالبعضُ قد يُسَرُّ بالتطويلِ
288
فأُمَّةُ الإِسلامِ كانتْ في الأُمَمْ
الوَسَطُ الممدوحُ يا أَهْلَ الهِمَمْ
289
فلا تساهلٌ ولا غلوُّ
فافهَمْ وقيتَ شَرَّ مَنْ تولَوا
290
واعلَمْ هُديتَ أَنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ
الوَسَطُ الممدوحُ من ذي المِنَّةِ
291
ففي الصفاتِ خالفوا التعطيلاْ
ونبذوا التشبيهَ والتمثيلاْ
292
كذاك في الأفعالِ قد توسطوا
ما بينَ جبريٍّ وقدريٍّ أَتوا
393
وفي الوعيدِ بين مَنْ تَوَعَّدْ
ومرجىءٍ فافهم هُدِيتَ تَسْعَدْ
294
كذاك في التكفيرِ فالقومُ وَسَطْ
ما بينَ مُرْجٍ خارجٍ دَعِ الشَّطَطْ
295
وأَصْلُهُم في الصَحْبِ صاحِ دارجْ
ما بين أَهل الرفضِ والخوارجْ
296
هذا اعتقادُنا وفي اللهِ الأَمَلْ
أَنْ يَعْصِمَ العبدَ مضلاتِ الزلَلْ
297
فكم من الأَوقاتِ قَدْ أَضَعْتُ
وَكَمْ من الأَخطاء قَدْ رَكِبْتُ
298
وأَنْتَ يا ربِّ بحالي تَدْري
رَحمْتُ نفسي إِذ عرفتُ قَدْري
299
يا ربِّ ثبتني على الإيمانِ
واعصمني من مزالِقِ الشيطانِ
300
أَسأَلُكَ اللهُمَّ حُسْنَ الخاتِمَةْ
فهي لَعَمْري لحظاتٌ حاسِمَهْ
301
واسأَلُ اللهَ لنا السعادهْ
والفوزَ عندَ الموتِ بالشهادَهْ
302
يا ربِّ مَنْ للبائِسِ الفقيرِ
غيرُ الكريمِ المالِكِ القديرِ
303
فحسبُنا اللهُ ونعمَ المرتَجىْ
وَحَسْبُنا الله وَنِعْمَ المُلْتَجى
304
سبحانه مِن ملكٍ جوادِ
وجل ذو الطَّول وذو الأَيادي
305
في حرم الله العتيقِ نَظْمُها
تَمَّ وأَرجو اللهَ ربي نَفْعَهَا
306
لناظمٍ وسامِعٍ وقاري
وكاتبٍ وبائعٍ وشاري
307
يا ربِّ أَرجو الفوزَ يومَ حَشري
فأَنتَ تدري ما يُكِنُّ صدري
308
ثم الصلاةُ ما تغنَّى الشادي
على محمدِ الأَمينِ الهادي
309
ما هتفتْ ورقاءُ بالنياحِ
وغرَّدَ القِمْرِيُّ في الصباحِ
310
والحمدُ لله على كل النعمْ(1/13)
سبحانَ ذي الفضل وجلّ ذو الكرم
سامحْ أخاك إذا خَلَطْ
منه الإِصَابةَ بالغَلَطْ
وتَجَافَ عن تَعْنِيفِهِ
إنْ زاغ يوماً أو قَسَطْ
واعْلَمْ بأنَّك إن طَلَبْـ
ـتَ مُهذَّباً رُمْتَ الشَّطَطْ
ولو انْتَقَدْتَ بني الزَّمَا
نِ وَجَدْتَ أكْثَرَهُمْ سَقَط
مَنْ ذَا الذي ما سَاءَ قَطْ
ومَنْ له الحُسْنَى فَقَطْ
غيرَ نبيِّنا الذي
عليه جبريلُ هَبَط(1)
(1) الأبيات من مجزوء الكامل للحريري ما عدا البيت الأخير. انظر: شرح مقامات الحريري للشريسي
2 / 213.
??
??
??
??(1/14)