...
الآثار الواردة عن أهل السنة في الصحابة
من خلال كتب الرجال إلى نهاية القرن الرابع
د. صالح بن محمد العقيل
أستاذ مشارك في قسم العقيدة بكلية الدعوة
في الجامعة الإسلامية
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
جاء في الحديث الذي رواه أبو الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : (إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر) (1) وأجل العلماء وأعلاهم شأناً أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال ابن مسعود: من كان منكم متأسياً فليتأس بأصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ؛ فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً،وأقومها هدياً، وأحسنها حالاً، قوماً اختارهم الله لصحبة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وإقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم (2).
__________
(1) ننننننن
(2) رواه أحمد في المسند 5/196، وأبو داود في السنن في كتاب العلم باب الحث على طلب العلم، والترمذي في كتاب العلم باب فضل الفقه على العبادة، وابن ماجة في مقدمة سننه باب فضل العلماء والحث على طلب العلم 1/81، وابن حبان في صحيحه رقم.88.
(2) جامع بيان العلم وفضله 419، وذم الكلام 4/38.(1/1)
ومن بعدهم من أئمة التابعين،ومن سار على منهاجهم من الأئمة المشهورين بالفضل والإمامة في الدين والتقدم في العلم؛ كالأوزاعي والثوري ومالك والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي، ونحوهم ممن جمع الله لهم بين كمال العلم وكمال العمل،فكمال العلم: التفقه في الدين وبلوغ الغاية فيه والفهم السليم، وكمال العمل: كثرته وسلامته من المعاصي والبدع فزكت نفوسهم وطهرت قلوبهم فغدت أقوالهم مكسوة بنور الهدى عليها شواهد الصحة مما يدعو إلى جمعها والاستفادة منها في بيان عقيدة أهل السنة في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لتكون نبراساً لمن بعدهم وسبيلاً لمن أراد الحق ولأجل هذا رأيت جمع أقوال أهل العلم من أهل السنة في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خلال الكتب المصنفة في الرجال حتى نهاية القرن الرابع وجعلت عنوانه: الآثار الواردة عن أهل السنة في الصحابة من خلال كتب الرجال إلى نهاية القرن الرابع، ويعلم الناظر في كتب الرجال أهمية هذا الموضوع لما يأتي :
1 ــ إن البحث عن الآثار في كتب الرجال مما يصعب على الباحث لأنها لم ترتب على الموضوعات ولم تصنف لجمع الآثار والعناية بها فجمعها وترتيبها مما يسهل الوصول إليها.
2 ــ كثرة الآثار المروية عن أهل السنة فيها.
3 ــ تقدم مؤلفيها مما يقربها من أصحاب الآثار فابن سعد صاحب الطبقات الكبرى هو في طبقة الإمام أحمد.
4 ــ تعزيز كتب العقيدة فوجود الآثار في الصحابة عن أهل السنة في كتب الرجال مما يعزز كتب العقيدة ويشهد بصحة ما فيها.(1/2)
والعناية بموضوع الصحابة وإبراز أقوال السلف فيهم أمر متعين وخصوصاً في هذا الزمان الذي كثر فيه النيل منهم، ومعلوم كثرة الآيات الواردة في فضلهم والثناء عليهم ومنها قوله عز وجل: چ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ٹٹ ٹ ٹ ? چ (التوبة 100). وقال: چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ (الأنفال 74). وقال:چ ک ک ک گ گ گ گ ? ? ? ? ? ? ? ? ں ں ? ?چ (الفتح 18)، وقال: چ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ (الأحزاب 23)،فهذه أخبار من الله عز وجل مبينة أنه سبحانه قد رضي عن أصحاب رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - وغفر لهم وأعد لهم من النعيم والخير الكثير ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر،ومبينة صدقهم مع الله عز وجل،وأنهم لم يغيروا ولم يبدلوا،ومن الواجب على المؤمن المتقي لربه أن يصدق خبر الله عز وجل،وأن يقابله بالقبول والتسليم،وأن يمتثل أمره وأن ينتهي عن نهيه،ومن تحقيق مرضاة الله والتسليم لخبره؛المحبة لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتعظيمهم والثناء عليهم ونشر فضائلهم والذب عنهم،وأن لا يتعرض لأحد منهم بسوء،ومن أصول أهل السنة محبة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والثناء عليهم، وكتب أهل السنة مملوءة بالثناء عليهم قال الطحاوي في عقيدته المشهورة:
ونحب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ،ولا نفرط في حب أحد منهم،ولا نتبرأ من أحد منهم،ونبغض من يبغضهم،وبغير الخير يذكرهم ولا نذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق طغيان(1).
__________
(1) العقيدة الطحاوية بشرح ابن أبي العز الحنفي 2/704.(1/3)
وقال ابن أبي زمنين المالكي: ومن قول أهل السنة أن يعتقد المرء المحبة لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ،وأن ينشر محاسنهم وفضائلهم ويمسك عن الخوض فيما دار بينهم وقد أثنى الله عز وجل في غير موضع من كتابه ثناءً أوجب التشريف إليهم بمحبتهم والدعاء لهم(1).
* عن عبد الله قال: إن الله اطلع في قلوب العباد،فوجد قلب محمد خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته،ثم نظر في قلوب العباد بعد قلبه فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد،فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه،فما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن وما رآه المسلمون سيئاً فهو عند الله سيء. قال أبو بكر بن عياش: وأنا أقول: قد رأوا أن يولوا أبا بكر بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (2).
* عن الحسن، عن أبي برزة الأسلمي: أنه دخل على زياد فقال: إن من شر الرعاء الحطمة،فقال له اسكت فإنك من نخالة أصحاب محمد،فقال يا للمسلمين وهل كان لأصحاب محمد نخالة!! بل كانوا لباباً،والله لا أدخل عليك ما كان فَّي الروح (3).
* عن أبي أراكة قال: صليت مع علي الفجر يوم الجمعة فلما قضى صلاته،وضع يده على خده كئيباً حزيناً،حتى إذا صارت على حائط المسجد قيد رمح أو رمحين،قلب يده ثم قال لقد رأيت أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - وما رأيت أحداً يشبههم اليوم،ولقد رأيتهم يصبحون شعثاً غبراً صفراً قد باتوا لله ركعاً سجداً (4).
__________
(1) أصول السنة 263.
(2) المعجم لابن الأعرابي 2/443، ورواه أحمد في المسند 6/84، والفضائل 1/367 - 368 والحاكم في المستدرك 3/78 وصححه.
(3) مسند ابن الجعد 205 - 206 رقم 1350.
(4) الأسامي والكنى لأبي أحمد 2/87.(1/4)
* عن أيوب السختياني قال: من أحب أبا بكر فقد أقام الدين،ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل،ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله،ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى،ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد بريء من النفاق(1).
* عن الحكم بن ظهير قال سمعت السدي في هذه الآية چ ? ? ? ? ? ? ? چچ چ(النمل 59)، قال: هم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - (2).
* عن وكيع، عن سفيان في قوله تعالى: چ ? ? ? ? ? ? ? چچ چ (النمل 59)، قال: هم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - (3).
* عن أبي عبد الله الغلابي قال أنشدني إسحاق بن خلف الشاعر:
إني رضيت علياً قدوة علماً ... كما رضيت عتيقاً صاحب الغار
وقد رضيت أبا حفص وشيعته ... وما رضيت بقتل الشيخ في الدار (4)
__________
(1) الثقات لابن حبان 9/87.
(2) الكامل لابن عدي 2/626.
(3) طبقات المحدثين لأبي الشيخ 2/213 .
(4) المعجم لابن الأعرابي 1/302.(1/5)
* عن أبي إسحاق،عن أرقم بن شرحبيل قال: سافرت مع ابن عباس من المدينة إلى الشام فسألته... فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما مرض مرضه الذي مات فيه كنا في بيت عائشة فقال: فليصل للناس أبو بكر،فقالت عائشة: يا رسول الله إن أبا بكر رجل حصر،فقال: ابعثوا إلى عمر فقال عمر: ما كنت لأتقدم وأبو بكر حي،فقدم أبو بكر فصلى بالناس (1).
__________
(1) المعرفة والتاريخ 1/451، قوله: فقال ابعثوا إلى عمر... رواية شاذة لمخالفتها ما في الصحيحين: عن عائشة أم المؤمنين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في مرضه: (مروا أبا بكر يصلي بالناس) قالت عائشة قلت إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل فقال مروا أبا بكر فليصل للناس قالت عائشة لحفصة قولي له إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل للناس ففعلت حفصة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (مه إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل للناس)... صحيح البخاري 1/176، وصحيح مسلم 1/313، وأيضاً هي من رواية أبي إسحاق السبيعي وهو مدلس كما قال البسوي في المعرفة والتاريخ 2/633 ولم يصرح بسماعه من أرقم بن شرحبيل وقد قال البخاري في روايته عن أرقم بن شرحبيل: ولم يذكر سماعاً منه. التاريخ الكبير 2/46، أو لعله التبس على الراوي ما جاء في صحيح مسلم عن عائشة 1/311 قالت: فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي بكر أن يصلي بالناس فأتاه الرسول فقال إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرك أن تصلي بالناس فقال أبو بكر وكان رجلاً رقيقاً يا عمر صل بالناس قال فقال عمر أنت أحق بذلك قالت فصلى بهم أبو بكر تلك الأيام...(1/6)
* عن زكريا مولى لآل طلحة قال: قال أبو المعتمر: سئل علي عن أبي بكر وعمر فقال: إنهما لفي الوفد السبعين إلى الله يوم القيامة مع محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ولقد سألهم موسى له فأعطيهم محمد - صلى الله عليه وسلم - (1).
* عن عبد الله بن مليل، عن علي قال: إن لكل نبي سبعة عشر نجيباً من أمته،وإن لنبينا - صلى الله عليه وسلم - أربعة عشر نجيباً منهم أبو بكر وعمر (2).
* عن أبي عبيدة عن عبد الله قال: إن أفرس الناس ثلاثة:العزيز حين تفرس في يوسف فقال لامرأته: چ ? ? چ (يوسف 21)، والمرأة التي أتت موسى فقالت لأبيها چ ھ ھھ چ (القصص 26)،وأبو بكر حين استخلف عمر(3).
* عن عمرو بن دينار عن ابن عباس في قوله: چ ? ? ?? چ (آل عمران 59)، قال: أبو بكر وعمر(4).
* عن أبي هلال عن رجل أظنه نجيح، عن أنس بن مالك قال: رحم الله أبا بكر وعمر وأمرهما سنة(5).
* عن عكرمة في قوله: چ ? ?? چ (التحريم 4)، قال: أبو بكر وعمر رضي الله عنهما(6).
* عن عاصم الأحول عن أبي العالية في قوله: چ ٹ ٹ چ (الفاتحة 6)، قال: هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحباه قال: فذكرنا ذلك للحسن فقال: صدق أبو العالية ونصح (7).
* عن أبي بشر، عن الحسن چ ? ? ہ ہ ہ ہ چ (المائدة 54)، قال أبو بكر وأصحابه (8).
* عن سفيان، عن محارب قال: بغض أبي بكر وعمر نفاق (9).
* عن وائل بن داود، عن الحسن قال: قدمهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمن ذا الذي يؤخرهما(10).
__________
(1) المعجم لابن الأعرابي 2/845 .
(2) المعجم لابن الأعرابي 2/845 .
(3) مسند ابن الجعد 371، الطبقات لابن سعد 3/254.
(4) الكامل لابن عدي 4/1568 .
(5) المعرفة والتاريخ 1/480 .
(6) المعجم لابن المقرئ 1192.
(7) الكامل لابن عدي 3/1023.
(8) المعجم لابن الأعرابي 2/855 .
(9) المعجم لابن المقرئ 684، أخبار القضاة 3/28 .
(10) المعرفة والتاريخ 2/683 .(1/7)
* عن وائل، عن الحسن قال: ثلاثة لا يربعهم أحد أبداً النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما (1).
* عن شعيب بن حرب قال: قلت لمالك بن مغول أوصني قال: أوصيك بحب الشيخين أبي بكر وعمر، فو الله إني لأرجو لك في حبهما ما أرجو لك في التوحيد(2).
* عن مسروق، قال: حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة (3).
* عن حماد بن زيد عن أيوب قال: إذا بلغك اختلاف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجدت في ذلك الاختلاف أبا بكر وعمر فشد يدك به فإنه الحق وهو السنة (4).
* عن حماد عن خالد قال: إنا لنرى الناسخ من قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كان عليه أبو بكر وعمر (5).
* عن أبي شهاب قال: قال الأعمش: ما كنت أرى أن أعيش في زمان أسمعهم يفضلون فيه علياً على أبي بكر وعمر (6).
* عن ابن عباس قال: قال عمر: لأن أقدم فيضرب عنقي ولا يقربني ذلك من إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر (7).
* عن أنس أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال لهم حين أتى السقيفة: هذا أبو بكر هذا ثاني اثنين إذ هما في الغار وهو أول من أسلم(8).
__________
(1) المعرفة والتاريخ 2/684 .
(2) طبقات المحدثين لأبي الشيخ 2/244 .
(3) المعرفة والتاريخ 2/812 * 813، قال شيخ الإسلام في معناه: أي من شريعة النبي - صلى الله عليه وسلم - التي أمر بها فإنه قال: اقتدوا بالذين بعدي أبي بكر وعمر ولهذا كان معرفة فضلهما على من بعدهما واجباً لا يجوز التوقف فيه. الفتاوى 4/435.
(4) المعرفة والتاريخ 1/456، 480 .
(5) المعرفة والتاريخ 1/480 .
(6) المعرفة والتاريخ 2/764 .
(7) المعجم لابن المقرئ 85 .
(8) معرفة الرجال لابن معين رواية ابن محرز 1/151، رقم 830 .(1/8)
* عن عمرو بن ميمون، عن علي - رضي الله عنه - قال: ما كنا ننكر ونحن متوافرون أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن السكينة تنطق على لسان عمر (1).
* عن عاصم، عن زر قال: كان عبد الله يخطب ويقول: إني لأحسب عمر بين عينيه ملك يسدده ويقومه،وإني لأحسب الشيطان يفرق من عمر أن يحدث حدثاً فيرده (2).
* عن القاسم بن عبد الرحمن قال: قال عبد الله بن مسعود: كان إسلام عمر فتحاً،وكانت هجرته نصراً،وكانت إمارته رحمة،لقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي بالبيت حتى أسلم عمر فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا (3).
* عن صالح بن كيسان عن أبي نجيبة قال: لما أصيب عمر قلت والله لآتين علياً فلأسمعن مقالته،فخرج من المغتسل فأطرق ساعة فقال لله نادبة عمر عاتكة وهو يقول: واعمراه مات والله نقي الثوب مات والله قليل العيب، أقام العوج وأبرأ العهد،واعمراه ذهب والله بحظها ونجا من شرها،واعمراه ذهب والله بالسنة وأبقى الفتنة،قال علي رضي الله عنه: والله ما قالت ولكنها قولت (4).
* عن أبي سلمة، عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: ما كانت من أمة إلا وفيها محدثون وكانوا يرون أن عمر من محدثي هذه الأمة (5).
* عن طارق بن شهاب، عن أم أيمن أنها قالت لما طعن عمر: اليوم وهى الإسلام (6). * عن طارق بن شهاب قال: كنا نحدث: أن عمر بن الخطاب ينطق على لسان ملك (7) .
__________
(1) المعرفة والتاريخ 1/461 - 462 .
(2) المعرفة والتاريخ 1/462 .
(3) طبقات ابن سعد 3/250 .
(4) المعجم لابن الأعرابي 1/82 .
(5) الضعفاء للعقيلي 2/255 .
(6) المعجم لابن الأعرابي 2/794 .
(7) المعرفة والتاريخ 1/456 .(1/9)
* عن نافع قال : لمااستخلف عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أكثر الناس في ذلك فكان ابن عمر يعجب يقول: ما كنا نختلف في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أبا بكر بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ،وأن عمر بعد أبي بكر،وأن عثمان بعد عمر،ما نختلف فما إكثارهم فيه يعني في الخلافة (1).
* عن عثمان بن عبد الله بن موهب قال: جاء رجل من أهل مصر إلى ابن عمر فقال: تعلم أن عثمان تغيب عن بدر فلم يشهدها،قال نعم كان تحته ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمرضت فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لك أجر رجل شهد بدراً وسهمه (2).
* عن جابر قال: إنما كانت بيعة الرضوان بيعة الشجرة في عثمان بن عفان خاصة،لما احتبس قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن قتلوه لأنابذنهم قال فبايعناه ولم نبايعه على الموت،ولكن بايعناه على أن لا نفر ونحن ألف وثلاثمائة(3).
* عن مطر بن عبد الله قال: لقيت علياً بهذا الحزير فقال لي: حب عثمان بطأ بك عنا،فاعتذرت إليه فقال لي: أما إنه كان أبرنا وأوصلنا (4). * عن عبد الرحمن بن الشرود أن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان ممن قال الله: چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ الحجر 47(5).
قول عبد الله بن مسعود في عثمان: استخلفنا أفضل من وجدنا
__________
(1) معرفة الرجال لابن معين، رواية ابن محرز 2/61، رقم 119 .
(2) المعرفة والتاريخ 3/160 .
(3) الضعفاء للعقيلي 1/201 وقال: ولا يتابع عليه .
(4) المعجم لابن الأعرابي 3/920 .
(5) المعجم لابن الأعرابي 2/856، الثقات لابن حبان 4/165، ورواه أحمد في فضائل الصحابة 2/517 - 518، وابنه عبد الله في السنة 2/573 .(1/10)
رواه عنه أبو وائل،والنزال بن سبرة،وعبد الله بن سنان الأسدي،وحارثة بن وهب الخزاعي * عن أبي وائل أن عبد الله بن مسعود سار من المدينة إلى الكوفة ثمانياً،حين استخلف عثمان بن عفان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مات، فلم نر يوماً أكثر نشيجاً من يومئذ،وإنا اجتمعنا أصحاب محمد فلم نأل عن خيرنا ذي فوق فبايعنا أمير المؤمنين عثمان فبايعوه(1) * عن النزال بن سبرة قال: قال عبد الله بن مسعود حين استخلف عثمان رضي الله عنه: لقد استخلفنا أفضل من وجدنا ولم نألوا (2) .
* عن عبد الله بن سنان الأسدي قال:لما جاءت بيعة عثمان قال عبد الله: ما ألونا عن أعلى لهذي فوق(3) * عن حارثة قال سمعت ابن مسعود يقول حين قدم علينا ببيعة عثمان: حمد الله وأثنى عليه ثم قال: ما آلونا عن أعلى هذي فوق أن بايعناه(4).
__________
(1) طبقات ابن سعد 3/59، المعرفة والتاريخ 2/761، السنة للخلال 554 .
(2) طبقات ابن سعد 3/59، المعرفة والتاريخ 2/760، المعجم لابن المقرئ 342 .
(3) طبقات ابن سعد 3/59، المعرفة والتاريخ 2/760، السنة للخلال 558 .
(4) المعرفة والتاريخ 2/761، السنة للخلال 557 .(1/11)
* عن يعلى بن الوليد، عن جندب بن عبد الله أنه دخل على حذيفة فقال: قد ساروا إلى هذا الرجل يعني عثمان قال: يقتلونه والله قال قلت فأين هو قال: في الجنة قال قلت فأين هم قال: في النار(1) * عن أبي ليلى الكندي قال: رأيت عثمان أشرف على الناس وهو محصور من الدار،قال أيها الناس لا تقتلوني واستعتبوني،فوالله لئن قتلتموني لا تصلون جميعاً أبداً، ولا تجاهدون عدواً جميعاً أبداً،ولتختلفن حتى تصيروا هكذا وشبك بين أصابعه يا قوم چ ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ٹ ٹ چ هود 89، قال وأرسل إلى عبد الله بن سلام فسأله فقال الكف الكف،فإنه أبلغ لك في الحجة فدخلوا عليه فقتلوه وهو صائم(2). * عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: قال أبو سهلة مولى عثمان: قلت لعثمان يوم الدار: أنقاتل يا أمير المؤمنين ؟ قال: لا والله لا أقاتل؛ قد وعدني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمراً فأنا صابر عليه (3).
* عن زهدم الجرمي قال خطب ابن عباس فقال: لولم يطلب الناس بدم عثمان لرموا بالحجارة من السماء(4). * عن زياد بن أبي مليح، عن أبيه، عن ابن عباس قال: لوأجمع الناس على قتل عثمان لرموا بالحجارة كما رمي قوم لوط(5). * عن ابن عون قال: لبس ابن عمر الدرع يوم الدار مرتين(6).
* عن يحيى بن سعيد قال: لما بلغ أبا حميد الساعدي قتل عثمان بن عفان قال: لله علي كذا وكذا ولله علي كذا وكذا وعلي أن لا أضحك حتى ألقاه(7)
__________
(1) رواه البسوي في المعرفة والتاريخ 2/762 من طريقين .
(2) المعجم لابن الأعرابي 2/699 .
(3) المعجم لابن الأعرابي 3/1111 .
(4) طبقات ابن سعد 3/76 .
(5) طبقات ابن سعد 3/76 .
(6) المعجم لابن الأعرابي 3/1000 .
(7) المعجم لابن الأعرابي 1/67 .(1/12)
* عن حميد قال قلت لأنس بن مالك: يزعم ناس أن حب علي وعثمان لا يجتمعان في قلب واحد،فقال كذبوا والله لقد جمع الله حبهما في قلوبنا(1).
* عن يحيى بن سعيد قال: قال علي بن حسين: والله ما قتل عثمان على وجه الحق(2)، * عن حفص بن غياث قال كان شريك يقول: من زعم أنه كان في الشورى خير من عثمان فقد خَوّن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ، قال الطلحي فحدثت به عبد الله بن داود الجرمي فقال: رحم الله عثمان ورحم الله شريكاً أنا أقول كما قال (3) * عن شريك بن عبد الله قال: قدم عثمان يوم قدم وهو أفضل القوم قال ابن داود: وأنا لا أقول إلا هكذا(4)* عن الأعمش عن طلحة بن مصرف قال: أبى قلبي إلا حب عثمان رضي الله عنه(5). * عن الزهري قلت لسعيد بن المسيب: هل أنت مخبري كيف كان قتل عثمان؟ وما كان شأن الناس وشأنه،وخذله أصحاب محمد عليه السلام،فقال لي قُتل عثمان مظلوماً،ومن قتله كان ظالماً،ومن خذله كان معذوراً فذكراه بطوله(6).
* عن عبد الله بن عكيم قال: لا أعين على دم خليفة أبداً بعد عثمان،فيقال له يا أبا معبد أو أعنت على دمه ؟ فقال إني أعد ذكر مساوئه عوناً على دمه(7).
* عن قطبة بن العلاء قال: تركت حديث فضيل بن عياض لأنه روى أحاديث أزرى على عثمان بن عفان(8). * عن الثوري قال: لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال(9).
__________
(1) المعجم لابن الأعرابي 1/67 .
(2) طبقات ابن سعد 7/214 .
(3) أخبار القضاة 3/163 .
(4) الكامل لابن عدي 4/1325 .
(5) المعرفة والتاريخ 2/558، مسند ابن الجعد 400، 401، المعجم لابن الأعرابي 2/420، ورواه ابو نعيم في الحلية 5/19 .
(6) الكامل لابن عدي 6/2250 .
(7) الطبقات لابن سعد 3/75 - 76، 8/234، المعرفة والتاريخ 1/231 .
(8) أخبار المكيين من تاريخ ابن أبي خيثمة 431 .
(9) المعجم لابن الأعرابي 2/419، 3/946، ورواه أبو نعيم في الحلية 7/32 .(1/13)
* عن أبي جعفر الهاشمي قال: لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال (1). * عن يزيد بن أبي حبيب قال: أعظم ما أتت هذه الأمة بعد نبيها ثلاث خلال: قتلهم عثمان بن عفان، وتحريقهم الكعبة، وأخذهم الجزية من المسلمين. قال أبو سعيد ابن الأعرابي: وقتل الحسن(2) بن علي (3).
* عن أيوب السختياني، عن امرأة عثمان نائلة بنت الفرافصة قالت: إن تقتلوه أو تتركوه فإنه كان يحيى الليل بركعة يجمع فيها القرآن(4).* عن النضر بن عبد الرحمن قال: كنت جالساً عند الشعبي،وإلى جنبه المغيرة بن سعيد إذ قال الشعبي: افترق الناس على أربع فرق: محب لعلي مبغض لعثمان،ومحب لعثمان مبغض لعلي،ومحب لهما جميعاً،ومبغض لهما جميعاً. قال قلت يا أبا عمرو ومن أيهم أنت ؟ فضرب على فخذ المغيرة بن سعيد فقال:أما إني مخالف لهذا. قال قلت قد علمت، قال: أنا ممن يحبهما جميعاً ويستغفر لهما جميعاً (5). * عن قتادة قال:... لا غفر الله لمن لا يستغفرلهما يعني علياًوعثمان(6). * عن أبي رجاء قال: يسبون علياً وهو أول من صلى،وقتلوا عثمان فلن يزال السيف على أعناقهم إلى يوم القيامة (7).* عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: أرادوا أن يصلوا على عثمان؛فمنعوا فقام رجل من قريش يقال أبو الجهم بن حذيفة فقال إن يصلوا عليه أو يدعوه فقد صلى الله عليه وملائكته (8).
* عن عبد الجبار بن الورد قال: سمعت ابن أبي مليكة عبد الله، وقيل له: كان محمد بن أبي بكر ممن قتل عثمان فقال كذبوا والله (9).
__________
(1) المعجم لابن الأعرابي 2/419 .
(2) كذا في الكتاب ولعل الصواب الحسين .
(3) المعجم لابن الأعرابي 3/903 .
(4) المعجم لابن الأعرابي 2/632 .
(5) الضعفاء للعقيلي 4/181 .
(6) الضعفاء للعقيلي 2/192 .
(7) معرفة الرجال لابن معين، رواية ابن محرز 2/25، رقم 19.
(8) معرفة الرجال لابن معين، رواية ابن محرز 2/25، رقم 20 .
(9) المعجم لابن الأعرابي 2/562 .(1/14)
* عن محمد بن إسحاق قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند الفتح إلى أهل العالية عبد الله بن رواحة بشيراً بالفتح،وزيد بن حارثة إلى أهل السافلة. قال أسامة: فأتانا الخبر حين سوينا على بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رقية التي كانت عند عثمان بن عفان، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلفني عليها مع عثمان (1). * عن الشيباني قال قال إبراهيم: علي أحب إلي من عثمان ولأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتناول عثمان بسوء(2).
* عن محمد بن كعب، عن ابن عمر قال: قال عمر لأصحاب الشورى لله درهم لو ولوها الأصيلع كيف يحملهم على الحق وإن حمل السيف على عاتقه،قلت أتعلم ذلك منه ولا تستخلفه،قال إن استخلف فقد استخلف من هو خير مني وان أترك فقد ترك من هو خير مني (3).* عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال عمر بن الخطاب: لقد أُعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال،لأن يكون لي خصلة منها أحب إلي من أن أعطى حمر النعم،قيل وما هي يا أمير المؤمنين ؟ قال:تزويجه فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسكناه المسجد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحل له فيه ما يحل له،والراية يوم خيبر (4).
* عن حميد بن القاسم بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف في قوله چ ? ? چالواقعة 10، هم عشرة من قريش كان أولهم إسلاماً على بن أبي طالب (5).* عن السدي عن أبي عبد الله الجدلي قال: قالت لي أم سلمة أيسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيكم على المنابر ؟
__________
(1) المعرفة والتاريخ 3/160 .
(2) طبقات ابن سعد 8/393، وتقديم علي على عثمان قول لبعض أهل العلم، وهو مرجوح وسيأتي الحديث عنه ... .
(3) الكامل لابن عدي 5/1694 .
(4) الكامل لابن عدي 4/1496 .
(5) الضعفاء للعقيلي 1/235. قال العقيلي: الحسن بن علي الهمداني مجهول أيضاً لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به.(1/15)
قال: قلت وأنى ذاك ؟ قالت أليس يسب علي ومن يحبه فأشهد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحبه(1).* عن جابر قال كنا عند معاوية،فذكر علياً فأحسن ذكره وذكرابنه وأمه، ثم قال: وكيف لا أقول هذا لهم !! هم خيار خلق الله وعترة نبيه أخيار بنو أخيار(2). * عن أبي سعيد الخدري قال:أما إنا كنا نعرف منافقينا ببغضهم علي بن أبي طالب(3).* عن سعيد بن عفير حدثني يعقوب، عن أبيه أن عبد العزيز بن مروان بعث ابنه عمر بن عبد العزيز إلى المدينة،يتأدب بها فكتب إلى صالح بن كيسان يتعاهده،فكان عمر يختلف إلى عبيد الله بن عبد الله يسمع منه العلم،فبلغ عبيد الله أن عمر بن عبد العزيز ينتقص علي بن أبي طالب،فأتاه عمر فقام يصلي وأرزأ عمر،فلم يبرح حتى سلم من ركعتين ثم أقبل على عمر بن عبد العزيز فقال: متى بلغك أن الله سخط على أهل بدر بعد أن رضي عنهم ؟ قال: فعرف عمر ما أراد فقال معذرة إليك والله لاأعود. قال فما سمع عمربن عبد العزيز بعد ذلك ذاكراً علياً إلا بخير(4).
__________
(1) المعجم لابن المقرئ 216 .
(2) الكامل لابن عدي 5/1824.
(3) المعجم لابن الأعرابي 1/300، 3/1033، الكامل لابن عدي 5/1734.
(4) المعرفة والتاريخ 1/568 .(1/16)
* عن عمير بن روذي أبي كبير قال: خطب علي فقطعوا عليه خطبته،فنزل فدخل فقال: إنما مثلي ومثل عثمان مثل ثلاثة أثوار كن في غيضة أبيض وأحمر وأسود،معهم فيها كان أسد،كلما أراد واحداً منها اجتمعت عليه فلم يطقهم، فقال للأسود والأحمر: إن هذا الأبيض يفضحنا في غيضتنا يرى بياضه؛ خليا عنه كيما آكله،ثم أكون أنا وأنتما فلوني على ألوانكما وألوانكما على لوني. قال فخليا عنه فلم يلبثه أن أكله. قال ثم كان كلما أراد واحداً منهما اجتمعا عليه فلم يطقهما فقال: للأحمر إن هذا الأسود يفضحنا في غيضتنا يرى سواده فخل عني كيما آكله،ثم أكون أنا وأنت فلوني على لونك ولونك على لوني. قال فتركه فلم يلبثه أن أكله،فقال فلبث ثم قال يا أحمر إني آكلك قال تأكلني ؟ قال نعم قال: فخل عني أصوت ثلاثة أصوات قال ثم قال: ألا إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض ثلاثاً.* قال وقال علي: إنما وهنت يوم قتل عثمان قال ذلك ثلاثاً،ألا وإني وهنت يوم قتل عثمان ألا وإني وهنت يوم قتل عثمان (1).* عن أبي رجاء قال: يسبون علياً وهو أول من صلى،وقتلوا عثمان فلن يزال السيف على أعناقهم إلى يوم القيامة(2).* عن محمد بن إبراهيم بن أبي العنبس قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول: خير الناس من لا يختلف فيه علي بن أبي طالب(3).
* عن يحيى بن آدم قال: ناظرني إبراهيم بن أبي بكر بن عياش في أيما أفضل علي أو عثمان فطلع عبثر فتحاكمنا إليه فقال: علي، فقال إبراهيم يا أبا زبيد تقول هذا ؟ قال نعم أبوك يقول هذا وسمعت سفيان يقوله(4).
__________
(1) المعرفة والتاريخ 3/118 .
(2) معرفة الرجال لابن معين، رواية ابن محرز 2/25، رقم 19.
(3) الكامل لابن عدي 4/1342، قوله: خير الناس أي في زمنه .
(4) الكامل لابن عدي 4/1342، كان بعض أهل العلم يفضل علياً على عثمان وهو قول مرجوح سيأتي الحديث عنه .(1/17)
* عن ربيعة بن ناجذ،عن علي قال: وإنه يهلك فيَّ محب مفرط ومبغض مفرط،يحمله على أن يبهتني،ألا وإني لست بنبي،ولا يوحى إلي ولكن أعمل بكتاب الله؛ فما أمرتكم من طاعة بحق؛ عليكم طاعتي فيما أحببتم وكرهتم، وما أمرتكم به أو غيري من معصية الله فلا طاعة في معصية، الطاعة في المعروف، الطاعة في المعروف(1).
* عن أبي البختري عن علي قال: يهلك فيَّ رجلان محب مفرط ومبغض مفرط(2).
* عن أبي السوار العدوي قال سمعت علي بن أبي طالب يقول: ليحبني أقوام يدخلون الجنة وليبغضني أقوام يدخلون ببغضي النار(3).* عن الشعبي قال: قال علقمة: تدري ما مثل علي في هذه الأمة ؟ قلت لا قال مثل عيسى بن مريم أحبه قوم حتى هلكوا،وأبغضه قوم حتى هلكوا في بغضه(4).* عن علقمة قال: هلكت الشيعة في علي كما هلك النصارى في عيسى بن مريم(5) .
* عن زاذان أبي عمر قال: كنت عند علي رضي الله عنه فوافقنا منه طيب نفس فقلنا يا أمير المؤمنين حدثنا عن أصحابك فقال: عن أي أصحابي تسألوني كل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابي. قلنا: أصحابك الذين رأيناك تلطفهم قال أيهم ؟ قالوا سلمان قال ذاك عَلِم عِلم الأول وعِلم الآخر،وقرأ كتاب الأول وكتاب الآخر(6).* عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس في هذه الآية: چ ٹ ٹ ٹ ? ? ? ? ? ? ?? چ الممتحنة 7، قال: فكانت المودة التي جعل الله بينهم تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أم حبيبة بنت أبي سفيان؛ فصارت أم المؤمنين ومعاوية خال المؤمنين(7) .
__________
(1) المعجم لابن الأعرابي 2/766 .
(2) المعجم لابن الأعرابي 2/702، 767 .
(3) المعجم لابن الأعرابي 2/762 .
(4) المعجم لابن الأعرابي 2/702، 766 .
(5) طبقات المحدثين لأبي الشيخ 2/342 .
(6) المعجم لابن الأعرابي 1/224 .
(7) الكامل لابن عدي 3/924 .(1/18)
* عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه أبي موسى الأشعري قال ما أشكل علينا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديث قط فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً (1)* عن أبي إسحاق عن عريب بن حميد قال: وقع رجل في عائشة يوم الجمل فأتاه عمار فقال: أسكت مقبوحاً أتقع في حبيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنها لزوجته في الجنة(2).
* عن يزيد بن معاوية البكائي قال: سمعت حذيفة بن اليمان يقول: قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستخلف الله أبا بكر ثم قبض أبو بكر فاستخلف الله عمر ثم قبض عمرفاستخلف الله عثماناً(3) * عن ربعي بن خراش عن حذيفة قال قلت لعمر بالموقف من الخليفة بعدك قال ابن عفان(4). * عن فرات بن السائب، عن ميمون بن مهران قال في قوله چ ? ? ? ? ? ? ? چ التحريم 3، قال: أسر إليها إن أبا بكر خليفتي من بعدي(5).
__________
(1) الكامل لابن عدي 3/195 .
(2) المعرفة والتاريخ 3/186، مسند ابن الجعد 368، المعجم لابن الأعرابي 2/580 .
(3) المعجم لابن الأعرابي 2/416 .
(4) الثقات لابن حبان 8/67، الكامل لابن عدي 1/263 .
(5) المعجم لابن الأعرابي 2/731 .(1/19)
* عن فرات بن السائب عن ميمون بن مهران في قوله: چ ? ? ? ? ? ? ں ں ? ?? چ التحريم 4، أبو بكر وعمر رضي الله عنهما(1)* عن سفيان قال: الأمراء أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز(2)* عن هشام بن عمار قال: الخلفاء الراشدون المهديون خمسة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز رحمة الله عليهم(3) * عن حميد عن أنس قال رأيت طلحة بن عبيد الله بايع علياً في حش من حشات المدينة يعنى في بعض حيطان المدينة(4)(5).
* عن شهاب بن خراش بن حوشب بن أخي العوام بن حوشب قال: أدركت من أدركت من صدر هذه الأمة وهم يقولون: اذكروا محاسن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما تأتلف عليه القلوب ولا تذكروا الذي شجر بينهم فتحرشوا الناس عليهم (6). * عن محمد بن النضر قال: ذكروا اختلاف أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - عند عمر بن عبد العزيز فقال: أمرٌ أخرج الله أيديكم منه ما تعملون ألسنتكم فيه(7)
__________
(1) المعجم لابن الأعرابي 2/732 .
(2) مسند ابن الجعد 283، المعجم لابن الأعرابي 2/827، المعجم لابن المقرئ 659، ورواه ابن أبي حاتم في آداب الشافعي 190 - 191 واللالكائي في شرح أصول إعتقاد أهل السنة 2664و2665 .
(3) المعجم لابن المقرئ 954 .
(4) الكامل لابن عدي 7/2597.
(5) عقيدة أهل السنة في الخلفاء الراشدين أنهم: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي. قال شيخ الإسلام مبيناً عقيدة أهل السنة فيهم: يؤمنون بأن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله. الفتاوى 3/153.
(6) الكامل لابن عدي 4/1350، السنة للخلال 829.
(7) طبقات ابن سعد 7/372.(1/20)
* عن خالد بن يزيد بن بشر، عن أبيه قال: سئل عمر بن عبد العزيز عن علي وعثمان والجمل وصفين وما كان بينهم فقال: تلك دماء كف الله يدي عنها وأنا أكره أن أغمس لساني فيها(1)* عن عبيد بن عمير قال: أتى رجلان من أهل البصرة فقالا: إن إخوانك من أهل البصرة بعثونا نسألك عن هذين الرجلين علي وعثمان قال ما جئتماني إلا لهذا قالا: نعم فأمر غلامه فردهم وقال أعلمهم أن چ ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? چ البقرة 134(2)* عن أبي حبيبة مولى لطلحة قال دخل عمران بن طلحة على علي، بعدما فرغ من أصحاب الجمل، فرحب به وقال إني لأرجو أن يجعلني الله وأباك من الذين قال الله چ ? ? ? ? چ الحجر 47، قال ورجلان جالسان على ناحية البساط فقالا الله أعدل من ذلك تقتلهم بالأمس وتكونون إخواناً على سرر متقابلين في الجنة، فقال علي قوما أبعد أرض وأسحقها فمن هو إذاً إن لم أكن أنا وطلحة، قال ثم قال لعمران كيف أهلك من بقي من أمهات أولاد أبيك ؟ أما إنا لم نقبض أرضكم هذه السنين ونحن نريد أن نأخذها إنما أخذناها مخافة أن ينتهبها الناس، يا فلان اذهب معه إلى ابن قرظة فمره فليدفع إليه أرضه وغلة هذه السنين، يا ابن أخي وأتنا في الحاجة إذا كانت لك(3)* عن طلحة بن يحيى قال أخبرني أبو حبيبة قال جاء عمران بن طلحة إلى علي فقال تعال هاهنا يا ابن أخي فأجلسه على طنفسته، فقال والله إني لأرجوا أن أكون أنا وأبو هذا ممن قال الله چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ الحجر 47،فقال له ابن الكواء: الله أعدل من ذلك فقام إليه بدرته فضربه، وقال أنت لا أم لك وأصحابك تنكرون هذا(4)
__________
(1) طبقات ابن سعد 7/382.
(2) المعجم لابن الأعرابي 2/709.
(3) انظر الآتي .
(4) انظر الآتي ..(1/21)
* عن نعيم بن أبي هند قال حدثني ربعي بن حراش قال إني لعند علي جالس إذ جاء ابن طلحة فسلم على علي فرحب به علي فقال: ترحب بي يا أمير المؤمنين وقد قتلت والدي وأخذت مالي، قال: أما مالك فهو معزول في بيت المال فاغد إلى مالك فخذه، وأما قولك قتلت أبي فإني أرجو أن أكون أنا وأبوك من الذين قال الله عنهم چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ الحجر 47، فقال رجل من همدان أعور،الله أعدل من ذلك،فصاح علي صيحة تداعى لها القصر قال: فمن ذاك إذا لم نكن نحن أولئك (1)* عن أبي حميدة علي بن عبد الله الظاعني قال لما قدم علي الكوفة أرسل إلى ابني طلحة بن عبيد الله فقال لهما يا ابني أخي انطلقا إلى أرضكما فاقبضاها فإني إنما قبضتها لئلا يتخطفها الناس إني لأرجو أن أكون أنا وأبوكما ممن ذكر الله في كتابه چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ الحجر 47، قال الحارث الأعور الهمداني: الله أعدل من ذلك فأخذ علي بمجامع ثيابه وقال: فمن لا أم لك مرتين(2)* عن منصور عن إبراهيم قال جاء ابن جرموز يستأذن على علي فاستجفاه فقال أما أصحاب البلاء، فقال علي بفيك التراب إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير من الذين قال الله في حقهم: چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ (الحجر 47)(3).
__________
(1) طبقات ابن سعد 3/205 - 206، الضعفاء للعقيلي 1/210، الثقات لابن حبان 5/218، معرفة علوم الحديث للحاكم 137 .
(2) السابق .
(3) طبقات ابن سعد 3/105 .(1/22)
* عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: قال علي: إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير من الذين قال الله في حقهم: چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ (الحجر 47) (1) (2)
* عن عمرو بن الأصم قال قيل للحسن بن علي إن ناساً من شيعة أبي الحسن علي عليه السلام يزعمون أنه دابة الأرض وأنه سيبعث قبل يوم القيامة فقال:
__________
(1) طبقات ابن سعد 3/105 .
(2) من أصول اعتقاد أهل السنة الإمساك عما شجر بين الصحابة رضي الله قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ومن أصول أهل السنة والجماعة: سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله به في قوله تعالى { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم }... ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم... ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويقولون: إن هذه الآثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب ومنه ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه والصحيح منه: هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطئون... ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر حتى إنه يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم...ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح...ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله به عليهم من الفضائل علم يقيناً أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم وأنهم هم الصفوة من قرون هذه الأمة التي خير الأمم وأكرمها على الله. الفتاوى 3/152 – 156 .(1/23)
كذبوا ليس أولئك شيعته أولئك أعداؤه لو علمنا ذلك ما قسمنا ميراثه ولا أنكحنا نساءه. قال ابن سعد هكذا قال عن عمرو بن الأصم(1).
* عن أبي إسحاق عن عمرو قال: دخلت على الحسن بن علي وهو في دار عمرو بن حريث فقلت له إن ناساً يزعمون أن علياً يرجع قبل يوم القيامة فضحك وقال سبحان الله لو علمنا ذلك ما زوجنا نساءه ولا ساهمنا ميراثه(2).
__________
(1) طبقات ابن سعد 3/37 .
(2) طبقات ابن سعد 3/37، وابن الجعد في المسند 366، ورواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة 2/175 وفي المسند 1/148 .(1/24)
* عن ابن أبي ليلى قال: سمعت عليا وهو على باب المسجد أو عند أحجار الزيت رافعاً صوته: اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان فذكر ذلك لعبد الملك بن مروان فقال ما أرى له ذنباً(1) * عن أبي جعفر الأنصاري قال: رأيت على علي عمامة سوداء يوم قتل عثمان قال ورأيته جالساً في ظلة النساء وسمعته يومئذ يوم قتل عثمان يقول تباً لكم سائر الدهر(2)* عن أبي جعفر محمد بن علي قال: بعث عثمان إلى علي يدعوه وهو محصور في الدار،فأراد أن يأتيه فتعلقوا به ومنعوه، قال فحل عمامة سوداء على رأسه وقال هذا، أو قال اللهم لا أرضى قتله ولا آمر به، والله لا أرضى قتله ولا آمر به(3)* عن جعفر بن برقان قال: حدثني راشد بن كسيان أبو فزارة العبسي أن عثمان بعث إلى علي وهو محصور في الدار، أن ائتني فقام علي ليأتيه فقام بعض أهل علي حتى حبسه، وقال ألا ترى إلى ما بين يديك من الكتائب لا تخلص إليه،وعلى علي عمامة سوداء فنقضها على رأسه، ثم رمى بها إلى رسول عثمان وقال أخبره بالذي قد رأيت، ثم خرج علي من المسجد حتى انتهى إلى أحجار الزيت في سوق المدينة، فأتاه قتله فقال اللهم إني أبرأ إليك من دمه أن أكون قتلت أو مالأت على قتله(4) (5).
__________
(1) مسند ابن الجعد 329، طبقات ابن سعد 3/78 .
(2) طبقات ابن سعد 3/27 .
(3) طبقات ابن سعد 3/64 -65 .
(4) طبقات ابن سعد 3/65 .
(5) أهل السنة يعلمون براءة علي رضي الله عنه من الرضى بقتل عثمان - رضي الله عنه - فضلاً عن المشاركة في قتله، ويرون أن قتلة عثمان إنما هم من المفسدين في الأرض، قال شيخ الإسلام في براءة علي - رضي الله عنه - : وقد حلف رضي الله عنه وهو الصادق بلا يمين أنه لم يقتل عثمان، ولا مالأ على قتله، بل ولا رضي بقتله، وكان يلعن قتلة عثمان، وأهل السنة يعلمون ذلك منه بدون قوله، فهو أتقى لله من أن يعين على قتل عثمان أو يرضى بذلك.
وقال: خيار المسلمين لم يدخل واحد منهم في دم عثمان لا قتل ولا أمر بقتله وإنما قتله طائفة من المفسدين في الأرض من أوباش القبائل وأهل الفتن.. منهاج السنة 6/202، 4/322 .(1/25)
* عن زر، عن عبد الله قال: لما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت الأنصار منا أمير ومنكم أمير قال فأتاهم عمر فقال: يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر أبا بكر يصلي بالناس قالوا بلى قال فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر ؟ قالوا نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر(1). ــ* عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: كنا معاشر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نقول ونحن متوافرون: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم نسكت(2).
* عن نافع، عن ابن عمر قال: كنا نعد في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر وعمر وعثمان ثم نسكت(3)ــ* عن نافع قال: لما استخلف عثمان بن عفان أكثر الناس في ذلك فكان ابن عمر يعجب يقول: ما كنا نختلف في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أبا بكر بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن عمر بعد أبي بكر وأن عثمان بعد عمر ما نختلف فما إكثارهم فيه يعني في الخلافة(4).
قول علي رضي الله عنه: خير الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر ثم عمر.
وقد رواه عنه عدد كثير منهم: 1 ــ أبو هريرة * عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال علي: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر ولو شئت لأنبأتكم بالثالث. قال عبد الله بن جعفر قال سهيل: كانوا يرون إنما عنى نفسه(5).
__________
(1) الطبقات لابن سعد 2/198، 3/163، المعرفة والتاريخ 1/454، المعجم لابن الأعرابي 2/481، 3/1101 .
(2) الكامل لابن عدي 5/1719، وقال: وهذا لا أعلم قاله عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة غير عمر بن عبيد وإنما يروى عن سهيل عن أبيه عن ابن عمر، المعجم لابن الأعرابي 2/632.
(3) الثقات لابن حبان 9/167.
(4) معرفة الرجال لابن معين، رواية ابن محرز 2/61، رقم 119.
(5) الكامل لابن عدي 4/1496.(1/26)
2 ـــ عبد الله بن عباس * عن عمير أبي هلال، عن ابن عباس قال سمعت علياً يقول خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر(1) 3 ــ أبو جحيفة * عن عامر عن أبي جحيفة قال قال علي رضي الله عنه: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر ولو شئت أخبركم بالثالث فعلت(2) * عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول في الرحبة: إذا حدثتكم حديثا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإني لن أكذب على رسول الله وإذا حدثتكم الحديث لا اذكر فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإني رجل مكايد ألا أخبركم بأفضل هذه الأمة من بعد نبيها - صلى الله عليه وسلم - قال فذكر أبا بكر وعمر رضي الله عنهما(3).
4 ــ عبد الله بن سلمة: * عن عبد الله بن سلمة قال شهدت مع علي الجمل وصفين فقد سمعت علياً رضي الله عنه يقول: إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر(4).
5 ــ النزال بن سبرة * عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة قال: سمعت علياً على منبر الكوفة يقول: ألا أنبئكم بخير هذه الأمة أبو بكر وعمر(5).
6 ــ أبو هلال العكي * عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبي هلال العكي قال: كنت جالساً إلى جنب منبر علي بن أبي طالب وهو يخطب الناس فسمعته يقول: خير هذه الأمة بعد نبيها - صلى الله عليه وسلم - : أبو بكر ثم عمر فبدرته فقلت: ثم أنت يا أمير المؤمنين الثالث فقال لا، ولا الرابع(6).
__________
(1) الثقات لابن حبان 8/402، المعجم لابن المقرئ 477.
(2) مسند ابن الجعد 311، المعجم لابن الأعرابي 1/264 المعجم للإسماعيلي 1/420، المعجم لابن المقرئ 596، 790، ورواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة 40، 41 44، وفي المسند 833 وابنه عبد الله في السنة ح 1370
(3) الكامل لابن عدي 1/304 .
(4) المعجم لابن الأعرابي 1/58 .
(5) المعجم لابن المقرئ 977 .
(6) المعجم لابن الأعرابي 3/1108 .(1/27)
7 ــ زيد بن وهب * عن زيد بن وهب قال سمعت علياً وهو على المنبر يقول: ألا أنبئكم بخير هذه الأمة بعد نبيها - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر ثم قال: ألا أنبئكم بخير هذه الأمة بعد أبي بكر: عمر بن الخطاب، ولو شئت لقلت الثالث(1).
8 ــ عمرو بن حريث * عن هارون بن سلمان مولى عمرو بن حريث قال سمعت عمرو بن حريث يقول: سمعت علياً يقول على منبر الكوفة: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر والثاني عمر ولو أشاء أذكر الثالث ذكرته(2).
9 ــ سويد بن غفلة(3) 10 ــ محمد بن الحنفية * عن منذر الثوري عن محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب قال قلت لأبي يا أبة من أفضل الناس بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يا بني أو ما تدري أبو بكر فقلت ومن بعده قال أو ما تدري عمر فخشيت أن أسأله فقلت يا أبة أنت الثالث قال أبوك رجل من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم (4).
11 ــ عبد خير * عن أبي إسحاق عن عبد خير قال سمعت علياً على المنبر يقول: إن أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وبعد أبي بكر عمر(5).
12 ــ الحارث * عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر ولو شئت لسميت الثالث(6).
13 ــ عبد الرحمن بن عبد الله الجهني الجدلي الكوفي، ابن الأصبهاني
__________
(1) المعجم لابن الأعرابي 3/957 .
(2) الكامل لابن عدي 1/116 .
(3) المعجم لابن الأعرابي 1/302 سيأتي .
(4) الكامل لابن عدي 7/2491، المعجم لابن المقرئ 501 .
(5) الثقات لابن حبان 8/390 * 391، الكامل 6/2255، 7/2631، أخبار المكيين من تاريخ ابن أبي خيثمة 169، المعجم لابن الأعرابي 1/57 * 58، 2/562، المعجم للإسماعيلي 2/595، ورواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة 43، 128 وفي المسند 908، 909 وابنه في السنة ح 1380، 1393 .
(6) طبقات المحدثين لأبي الشيخ 3/130 .(1/28)
* عن حبيب بن أبي العالية عن عبد الرحمن بن الأصفهاني قال: رأيت علياً صعد المنبر، فقال خير الناس بعد رسول الله أبو بكر، وخير الناس بعد أبي بكر عمر، ولو شئت أن أسمي الثالث لسميته(1) * عن عبد خير، عن علي قال: أول من يدخل الجنة من هذه الأمة أبو بكر وعمر وإني لموقوف مع معاوية في الحساب(2) * عن قيس الخارفي قال سمعت علياً يقول على المنبر: سبق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصلى أبو بكر وثلث عمر ثم لبستنا فتنة فهو ما شاء الله (3).
قول عبد الله بن مسعود في عثمان: استخلفنا أفضل من وجدنا
رواه عنه أبو وائل والنزال بن سبرة وعبد الله بن سنان الأسدي وحارثة بن وهب الخزاعي 1 ــ أبو وائل * عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل أن عبد الله بن مسعود سار من المدينة إلى الكوفة ثمانياً،حين استخلف عثمان بن عفان فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال أما بعد فإن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب مات فلم نر يوماً أكثر نشيجاً من يومئذ، وإنا اجتمعنا أصحاب محمد فلم نأل عن خيرنا ذي فوق فبايعنا أمير المؤمنين عثمان فبايعوه(4). 2 ــ النزال بن سبرة * عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة قال قال عبد الله بن مسعود حين استخلف عثمان رضي الله عنه لقد استخلفنا أفضل من وجدنا ولم نألوا(5). 3 ــ عبد الله بن سنان الأسدي * عن الأعمش عن عبد الله بن سنان الأسدي قال لما جاءت بيعة عثمان قال عبد الله: ما ألونا عن أعلى لهذي فوق(6).
__________
(1) الكامل لابن عدي 2/815 - 816 .
(2) الضعفاء للعقيلي 1/131 .
(3) الطبقات لابن سعد 8/250، والثقات لابن حبان 7/337 .
(4) طبقات ابن سعد 3/59، المعرفة والتاريخ 2/761، السنة للخلال 554 .
(5) طبقات ابن سعد 3/59، المعرفة والتاريخ 2/760، المعجم لابن المقرئ 342 .
(6) طبقات ابن سعد 3/59، المعرفة والتاريخ 2/760، السنة للخلال 558 .(1/29)
4 ــ حارثة بن وهب * عن أبي إسحاق عن حارثة قال سمعت ابن مسعود يقول حين قدم علينا ببيعة عثمان: حمد الله وأثنى عليه ثم قال: ما آلونا عن أعلى هذي فوق أن بايعناه(1). * عن مغيرة، عن إبراهيم قال قال رجل لإبراهيم: علي أحب إلي من أبي بكر وعمر فقال له إبراهيم أما إن علياً لو سمع كلامك لأوجع ظهرك، إذا كنتم تجالسوننا بهذا فلا تجلسونا(2)* عن منصور بن عبد الرحمن، عن الشعبي قال أدركت خمس مائة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كلهم يقولون: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم(3).
* عن أبي بكر الهذلي قال: قلت للحسن يا أبا سعيد أبو بكر كان أفضل أو عمر قال أبو بكر، وعمر كان يعرف له ذلك. قلت أعمر كان أفضل أو عثمان؟ قال: عمر، وعثمان كان يعرف له ذلك. قلت عثمان كان أفضل أو علي؟ قال عثمان، وعلى كان يعرف له ذلك. قلت أعلي كان أفضل أم معاوية؟ وقال وأين معاوية من المهاجرين الأولين(4) * عن يحيى بن سعيد قال سمعت سفيان الثوري يقول: دخلت البصرة فرأيت أربعة أئمة: سليمان التيمي وأيوب السختياني وابن عون ويونس كل يقول: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي. فرجعت عن قولي فقلت كما قالوا: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم. قال الشيخ: وكان قوله: أبو بكر وعمر وعلي وعثمان(5).
__________
(1) المعرفة والتاريخ 2/761، السنة للخلال 557 .
(2) طبقات ابن سعد 8/393 .
(3) المعجم لابن المقرئ 324 .
(4) الثقات لابن حبان 9/23 - 24 .
(5) المعجم لابن الأعرابي 2/491 .(1/30)
* عن عبد الرزاق قال: كان سفيان الثوري يقول: أبو بكر وعمر وعثمان ثم يسكت(1). * عن قبيصة قال سمعت الثوري يقول: من قدم علياً على أبي بكر وعمر فقد أزرى على المهاجرين والأنصار وأخاف أن لا ينفعه مع ذلك عمل(2).
* عن عطاء بن مسلم الخفاف قال قلت لسفيان الثوري: يا أبا عبد الله ما تقول في رجل يقول: أبو بكر وعمر خير من علي ولكني لعلي أشد حباً، قال فقال لي: احذر أن يكون هذا الرجل في قلبه دغل، يحتاج إلى شربة أدر مومر لعلها تسهله فيخرج ما في قلبه، إنما زعم إن كان صادقاً فإنه أحب قوماً لله، ومن زعم أن أبا بكر وعمر أتقى منه، فإن كان صادقاً فأحبهم إليه أتقاهم لله(3).
* عن عطاء بن مسلم قال: قلت لسفيان الثوري رجل يقدم أبا بكر وعمر وعثمان إلا أنه يجد لعلي في قلبه ما لا يجد لهم قال ذاك يريد أن يسقى شربة دواء حتى يسهله(4) .
* عن إبراهيم بن فلان أو فلان بن إبراهيم قال: أتيت سفيان الثوري فقلت أيش أدركت الناس يقولون فقال: أبو بكر وعمر ثم أتيت شريكاً فقلت أيش أدركت الناس يقولون فقال أبو بكر وعمر ثم أتيت الحسن بن صالح فقلت أيش أدركت الناس يقولون فقال علي. قال فقلت أتيت سفيان الثوري وأتيت شريكاً فقالا: أبو بكر وعمر. فقال أما تسمع يا علي لأخيه * عن إسماعيل بن ذبان الطائي قال: قال رجل لشريك في شيء من أمر أبي بكر وعمر، فقال ما علمنا بعلي حتى صعد المنبر فقال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر، فكنا نقول لعلي كذبت قلنا لعلي صدقت(5).
__________
(1) المعرفة والتاريخ 2/806 .
(2) معرفة الرجال لابن معين رواية ابن محرز 1/159، رقم 885، 2/24، رقم 15، المعرفة والتاريخ 1/467، المعجم لابن الأعرابي 2/767، 827، 859 .
(3) المعجم لابن الأعرابي 2/767 - 768 .
(4) الكامل لابن عدي 1/98 .
(5) أخبار القضاة 3/160(1/31)
* عن أبي الفتح نصر بن المغيرة قال سفيان بن عيينة: قيل لشريك فيمن يفضل على أبي بكر وعمر غيرهما فقال إذا يفتضح يقول أخطأ المسلمون(1) * عن عباد أبي غسان قال قال شريك: ما وجدنا أحداً يفضل علياً على أبي بكر وعمر إلا مفتضحاً فيما سوى ذلك منهم مغيرة وأبو الخطايا(2) وفلان وفلان(3).
* عن حفص بن غياث قال سمعت شريكاً يقول قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستخلف المسلمون أبا بكر فلو علموا أن فيهم أحداً أفضل منه كانوا قد غشونا، ثم استخلف أبو بكر عمر، فقام بما قام به من الحق والعدل، فلما حضرته الوفاة جعل الأمر شورى بين ستة نفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فاجتمعوا على عثمان فلو علموا أن فيهم أفضل منه كانوا قدغشونا قال علي وأخبرني بعض أصحابنا من أهل الحديث أنه عرض هذا الحديث على عبد الله بن إدريس فقال عبد الله بن إدريس: أنت سمعت هذا من حفص بن غياث ؟ قال قلت نعم قال: الحمد الله الذي أنطق بهذا لسانه فوالله إنه لشيعي وإن شريكاً لشيعي(4).
* عن أبي الأزهر قال: سمعت عبد الرزاق يقول: أفضل الشيخين بتفضيل علي إياهما على نفسه ولو لم يفضلهما لم أفضلهما كفى بي إزراء أن أحب عليا ثم أخالف قوله(5)* عن مصعب بن المقدام قال: قال الحسن بن صالح: أحب لهم إذا اجتمعوا أن يبدؤا بذكر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما(6).
__________
(1) مسند ابن الجعد 351
(2) كذا في أخبار القضاة والصواب: أبو الخطاب
(3) أخبار القضاة 3/160 -161، مسند ابن الجعد 351، المعجم لابن الأعرابي 1/158، الكامل لابن عدي 4/1325 .
(4) الضعفاء للعقيلي 2/194 .
(5) الكامل لابن عدي 5/1949، المعجم لابن المقرئ 373 .
(6) المعجم لابن الأعرابي 1/159 .(1/32)
* عن أبي حفص قال سمعت أبا داود قال: ما كتبت عن أحد بالكوفة إلا وهو يفضل أبا بكر وعمر على علي رضي الله عنه(1)* عن موسى بن محمد بن حبان يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: أفضل هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم يقف(2)* عن يوسف بن عمرو قال سئل مالك بن أنس عن علي وعثمان ؟ قال ما أدركت أحداً أقتدي به إلا وهو يقدم أبا بكر وعمر ويمسك عن علي وعثمان(3)* عن مالك بن أنس قال دخلت على أبي جعفر الخليفة فقال لي من أفضل الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال فهجم علي أمر لم أعلم رأيه قال قلت: أبو بكر وعمر رضي الله عنهما قال: أصبت وذاك رأي أمير المؤمنين(4)* عن أبي بكر بن عياش قال قال لي الرشيد: يا أبا بكر كيف استخلف الناس أبا بكر الصديق قلت يا أمير المؤمنين سكت الله وسكت رسوله وسكت المؤمنون قال والله ما زدتني إلا عمى قلت يا أمير المؤمنين مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ثمانية أيام فدخل عليه بلال فقال يا رسول الله من يصلي بالناس قال مر أبا بكر يصلي بالناس فصلى أبو بكر بالناس ثمانية أيام والوحي ينزل فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسكت المؤمنون لسكوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعجبه فقال بارك الله فيك(5)* عن هاشم بن البريد، عن أبي يسير قال: ما أدركت أحداً إلا وهو يقدم أبا بكر وعمر، وقد سمعتهم يقولون: إن لهذه الشيعة مارقة كمارقة اليهود والنصارى(6).
__________
(1) المعجم لابن الأعرابي 1/172 .
(2) الكامل لابن عدي 1/121 .
(3) المعرفة والتاريخ 1/467 .
(4) المعجم لابن المقرئ 921 .
(5) الكامل لابن عدي 4/1342 .
(6) المعجم لابن الأعرابي 1/234 .(1/33)
* عن معمر قال: سألت الزهري عن عثمان وعلي أيهما أفضل ؟ فقال الدم الدم عثمان أفضلهما، قال وكان يقول أبو بكر وعمر ويسكت وقال ابن أبي السري فقلت لعبد الرزاق ما رأيك أنت فأبى أن يخبرني، وقال: كان سفيان الثوري يقول أبو بكر وعمر وعثمان ثم يسكت،وقال عبد الرزاق: وكان مالك بن أنس يقول أبو بكر وعمر وعثمان ثم يسكت، وقال وكان هشام بن حسان يقول: أبو بكر وعمر وعثمان ثم يسكت(1) * عن أبي الجحاف قال:
أدركت الشيعة الأولى والغالي فيهم الذي يفضل علياً على أبي بكر وعمر(2)
* عن أبي نعيم قال: سمعت شريك بن عبد الله يقول: قدم عثمان يوم قدم وهو أفضل القوم. قال ابن داود: وأنا لا أقول إلا هكذا(3)* عن أحمد بن زهير، أخبرني سليمان قال: لقي عبد الله بن مصعب الزبيري شريكاً فقال: بلغني أنك تنال من أبي بكر وعمر فقال شريك والله ما أنتقص الزبير فكيف أنال من أبي بكر وعمر، قال سليمان فذكرت ذلك لمصعب فقال: نعم قد كان ذاك فأمضه أبي(4)* عن حرملة قال سمعت الشافعي يقول: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي يعني في الفضل والخلافة(5)* قال ابن الأعرابي: سمعت عباساً يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول: في الفضل أبو بكر وعمر وعثمان،وفي الخلافة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي. قال: وسمعت يحيى بن معين يقول في الخلافة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي(6) * قال ابن الأعرابي: سمعت مطيراً يقول سمعت محمد بن منصور الطوسي قال لأحمد بن حنبل: بلغني أن قوماً يقولون: أبو بكر وعمر وعثمان ثم يسكت. فقال هذا كلام سوء(7).
__________
(1) المعرفة والتاريخ 2/806 .
(2) معرفة الرجال لابن معين، رواية ابن محرز 2/24، رقم 14 .
(3) الكامل لابن عدي 4/1325 .
(4) مسند ابن الجعد 352، أخبار القضاة 3/156، المعجم لابن الأعرابي 3/1028 .
(5) الكامل لابن عدي 2/866 .
(6) المعجم لابن الأعرابي 2/859 .
(7) المعجم لابن الأعرابي 2/859 .(1/34)
* عن الشيباني قال قال إبراهيم: علي أحب إلي من عثمان ولأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتناول عثمان بسوء(1) * قال ابن محرز: سمعت يحيى بن معين يقول: كان يحيى بن سعيد يقول: أبو بكر وعمر ويسكت ولم يتكلم بشيء إلا وهو يدين الله به(2)* عن عبد الرزاق قال: كان مالك بن أنس يقول: أبو بكر وعمر وعثمان ثم يسكت(3).
* عن عبد الرزاق قال: كان هشام بن حسان يقول: أبو بكر وعمر وعثمان ثم يسكت(4) * عن معمر قال قال قتادة وسمع قوماً يفضلون علياً على عثمان فغضب وقال ما كان على هذا أوليكم يعني أهل البصرة(5)* قال ابن محرز: سمعت يحيى بن معين يقول سمعت يعلى بن عبيد قال: كان أبي يقدم علياً على أبي بكر وعمر وهذا رأيي(6) * قال ابن محرز: سمعت يحيى بن معين يقول سمعت عبيد الله بن موسى يقول: ما كان أحد يشك في أن علياً أفضل من أبي بكر وعمر(7).
__________
(1) طبقات ابن سعد 8/393 .
(2) معرفة الرجال لابن معين رواية ابن محرز 1/159، رقم 880 .
(3) المعرفة والتاريخ 2/806 .
(4) المعرفة والتاريخ 2/807 .
(5) مسند ابن الجعد 163 -164، رقم 1055 .
(6) معرفة الرجال لابن معين رواية ابن محرز 1/159، رقم 881 .
(7) معرفة الرجال لابن معين رواية ابن محرز 1/159، رقم 883 -884، ( ) روى الذهبي في السير 9/556 عن عبيد الله بن موسى، حدثنا مالك بن مغول عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: قال علي رضي الله عنه: خيرنا بعد نبينا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما. ثم قال: ورواية عبيد الله مثل هذا دال على تقديمه للشيخين ولكنه كان ينال من خصوم علي. قلت: لعل تقديمه علياً كان في أول أمره ثم تاب منه لما صح عن علي أنه قدم أبا بكر وعمر وحديث ابن عمر. قال: كنا نعد في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر وعثمان ثم نسكت.(1/35)
* قال ابن محرز: سمعت يحيى بن معين يقول: من قدم أبا بكر وعمر فقد أصاب ومن أمسك عند علي وعثمان فقد أصاب ونحن نقدم عثمان على علي (1).
* قال وكيع: أخبرني محمد بن القاسم بن خلاد قال سمعت العيني يقول:
تحدث شريك يوماً ببغداد في دار المهدي بفضائل لعلي بن أبي طالب فأكثر فلما قام قال له رجل من الكوفيين يا أبا عبد الله جئت اليوم بالدر قال بماذا قال بفضائل علي قال فكيف لا أتحدث بفضائل رجل كان يشبه بعمر بن الخطاب فأفسدوا والله عليه كلما سمع(2)* قال الدارقطني: اختلف قوم ببغداد من أهل العلم فقال قوم عثمان أفضل وقال قوم علي أفضل فتحاكموا إلي فسألوني عنه فأمسكت فقلت الإمساك عنه خير، ثم لم أرد السكوت فقلت دعهم يقولون في ما أحبوا، فدعوت الذي جاءني مستفتياً وقلت له ارجع إليهم فقل: أبو الحسن يقول: عثمان بن عفان رضي الله عنه أفضل من علي بن أبي طالب باتفاق جماعة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا قول أهل السنة وهو أول عقد يحل في الرفض(3)
__________
(1) معرفة الرجال لابن معين رواية ابن محرز 1/160، 886 .
(2) أخبار القضاة 3/163 .
(3) سؤالات السلمي للدارقطني 270 تفضيل أبي بكر ثم عمر على عثمان وعلي متفق عليه بين أئمة المسلمين المشهورين بالإمامة في العلم والدين من الصحابة والتابعين وتابعيهم وهو مذهب مالك وأهل المدينة والليث بن سعد وأهل مصر والأوزاعي وأهل الشام وسفيان الثوري وأبي حنيفة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وأمثالهم من العراق وهو مذهب الشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد وغير هؤلاء من أئمة الإسلام الذين لهم لسان صدق في الأمة وحكى مالك إجماع أهل المدينة على ذلك فقال ما أدركت أحداً ممن اقتدي به يشك في تقديم أبي بكر وعمر وهذا مستفيض عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب....... الفتاوى لشيخ الإسلام 4/421، منهاج السنة 8/223 -234..ومعرفة فضلهما على من بعدهما واجب،لا يجوز التوقف فيه وأئمة الإسلام متفقون على تبديع من خالف فيه. الفتاوى لشيخ الإسلام 4/435، 425 بتصرف . ومن أهل السنة من يقول في التفضيل على حديث ابن عمر كنا نخير بين الناس في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - فنخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان رضي الله عنهم رواه البخاري في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب فضل أبي بكر وفي الخلافة: على حديث سفينة خلافة النبوة ثلاثون سنة أي يقولون أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي .وعلى هذا القول الإمام أحمد وغيره قال عبد الله ابن الإمام أحمد: سمعت أبي رحمه الله يقول السنة في التفضيل الذي نذهب إليه ما روي عن ابن عمر رضي الله عنه يقول: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان وأما الخلافة فنذهب إلى حديث سفينة فنقول: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي في الخلفاء فنستعمل الحديثين جميعاً ولا نعيب من ربع بعلي لقرابته وصهره وإسلامه القديم وعدله.... السنة لعبد الله بن أحمد 2/590، رقم 1400، وانظر السنة للخلال 1/396 -404. وليس معنى هذا تقديم أحد غير الثلاثة على علي وإنما يسكت عن التفضيل كما جاء في حديث ابن عمر . قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وعلي أفضل جمهور الذين بايعوا تحت الشجرة بل هو أفضل منهم كلهم إلا الثلاثة فليس في أهل السنة من يقدم عليه أحداً غير الثلاثة بل يفضلونه على جمهور أهل بدر وأهل بيعة الرضوان وعلى السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وما في أهل السنة من يقول إن طلحة والزبير وسعداً وعبد الرحمن بن عوف أفضل منه بل غاية ما قد يقولون السكوت عن التفضيل بين أهل الشورى وهؤلاء أهل الشورى عندهم أفضل السابقين الأولين. منهاج السنة 4/396 .(1/36)
* عن يحيى بن إسماعيل بن سالم الأسدي قال سمعت الشعبي يحدث عن ابن عمر: أنه كان بماله فبلغه أن الحسين بن علي قد توجه إلى العراق فلحقه على مسيرة ثلاثة ليالي فقال أين تريد ؟ فقال العراق وإذا معه طوابير وكتب فقال هذه كتبهم وبيعتهم فقال لا تأتهم فأبى، قال إني محدثك حديثاً: إن جبريل أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا، وإنكم بضعة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يليها أحد منكم أبداً وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم، فأبى أن يرجع فاعتنقه ابن عمر وبكى وقال استودعك الله من قتيل(1) * عن إبراهيم بن ميسرة قال سمعت طاووساً يقول سمعت ابن عباس قال: استشارني حسين بن علي في الخروج فقلت: لولا أن يزري ذلك بي أو بك لنشبت يدي في رأسك، فكان الذي رد علي أن قال: لئن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي من أن تنجدني يعني مكة، قال ابن عباس: فذلك الذي سلا بنفسي عنه (2)(3).
__________
(1) المعجم لابن الأعرابي 3/1116 -1118 .
(2) المعرفة والتاريخ 1/541 .
(3) قول أهل السنة في الحسين رضي الله عنه: أنه قتل مظلوماً شهيداً، وأن الذين قتلوه كانوا ظالمين معتدين .
وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي يأمر فيها بقتال المفارق للجماعة لم تتناوله، فإنه رضي الله عنه لم يفرق الجماعة ولم يقتل إلا وهو طالب للرجوع إلى بلده، أو إلى الثغر أو إلى يزيد داخلاً في الجماعة، معرضاً عن تفريق الأمة ولو كان طالب ذلك أقل الناس لوجب إجابته إلى ذلك فكيف لا تجب إجابة الحسين إلى ذلك ؟
ولو كان الطالب لهذه الأمور من هو دون الحسين لم يجز حبسه ولا إمساكه فضلاً عن أسره وقتله. منهاج السنة 4/585 -586 .(1/37)
* عن ميمون يذكر عن ابن عباس قال: لا تنظروا في هذه النجوم ولا تسبوا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولا تجادلوا أصحاب القدر(1).
* عن بكير بن فيروز عن البراء سمعته يقول: لا تسبوا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، والذي نفسي بيده لمقام أحدهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل من عمل أحدكم عمره ألا وإن علياً أخي وخليلي، وعثمان أخي وخليلي، وطلحة أخي وخليلي، والزبير أخي وخليلي(2)* عن عامر بن سعد قال قدم سعد من أرض له والناس عكوف أو مجتمعون على رجل، وإذا هو يسب علياً وعثمان وطلحة والزبير، فنهاه فكأنه أغراه بهم، فقال ما تريد إلى سب أقوام خير منك، لتنتهين أو لأدعون عليك، فقال إنه ليخوفني كأنه نبي؛ فدعاء بماء فتوضأ ثم صلى ركعتين وقال: اللهم إن كان يسب أقواماً سبق لهم منك خير أسخطك بسبه إياهم فأرني به الغداة آية تجعله آية للعالمين. قال فخرج بختية من دار ابن فلان نادة لا يرد بأسها شيء فتفرق الناس عنه فجعلته بين قوائمها فوطئته حتى طفئ وأنا رأيت الناس يتبعونه يقولون: استجاب الله لك أبا إسحاق(3).
* عن مغيرة قال: خرج حنظلة الكاتب وجرير بن عبد الله وعدي بن حاتم حتى نزلوا قرقيسياء وقالوا لا نقيم ببلد يشتم فيه عثمان(4) * عن إبراهيم بن ميسرة قال: ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب أحداً في خلافته غير رجل واحد تناول من معاوية فضربه ثلاثة أسواط (5).
__________
(1) الكامل لابن عدي 5/1865، الثقات لابن حبان 8/3، طبقات المحدثين لأبي الشيخ 1/316 -317 .
(2) الكامل لابن عدي 7/2649 .
(3) المعجم لابن الأعرابي 2/483 -484 .
(4) معرفة الرجال لابن معين، رواية ابن محرز 2/36، رقم 50 .
(5) طبقات ابن سعد 7/374 .(1/38)
* عن علي بن زيد قال قال لي سعيد بن المسيب: قل لقائدك يقوم فينظر إلى وجه هذا الرجل وإلى جسده، قال فانطلق فنظر فإذا رجل أسود الوجه فجاء فقال رأيت وجه زنجي وجسده أبيض، فقال إن هذا سب هؤلاء الرهط طلحة والزبير وعلياً، فنهيته فأبى فدعوت عليه، قال قلت إن كنت كاذباً فسود الله وجهك، فخرجت بوجهه قرحة فاسود وجهه(1) * قال أبو أحمد الحاكم في ترجمة أبي الجهم يونس بن خباب الأسدي: تركه يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وأحسنا في تركهما حديثه يقال كان يشتم عثمان بن عفان رضي الله عنه ومن سب أحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو أهل أن لا يروى عنه(2)، قال الدارقطني: قال لي أبو جعفر محمد بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن الحسين بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب * وما رأيت شريفاً أحفظ لأيام الناس منه * سمعته يقول: أخذ بيدي جدي طاهر يطوف بي في المدينة فيريني آثار منازل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فيقول هذا المنزل كان لفلان إلى أن جاء إلى منازل خربة، فقال هذه المنازل تراها خراباً، إنما خربها سب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (3). * قال عثمان بن سعيد: كان محمد بن عبد العزيز هذا ثقة، كان أحمد بن يونس يذكر عنه خيراً وفضلاً، خرج من الكوفة وقال لا أقيم ببلد يشتم فيه أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - (4).
* عن الحسين بن الوليد قال سألت الأغضف عمرو بن الوليد: تجيز شهادة من يشتم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال: انظر أقول هو مؤمن فأجيز شهادته(5).
__________
(1) طبقات ابن سعد 7/136 .
(2) الأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم 3/109، 4/51 .
(3) سؤالات السلمي للدارقطني 482 .
(4) تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي 814، الكامل لابن عدي 6/2213 .
(5) الكامل لابن عدي 5/1795 .(1/39)
* قال عباس سمعت يحيى بن معين يقول تليد بن سليمان كان ببغداد وقد سمعت منه وكان أعرج ليس هو بشيء . وفي موضع آخر: تليد بن سليمان ليس بشيء قعد فوق سطح مع مولى عثمان بن عفان وذكروا عثمان فتناوله تليد وكان يشتم عثمان فقام اليه مولى عثمان فأخذه فرمى به من فوق السطح فكسر رجله فرأيته يمشي على عصا، زاد ابن حماد في موضع آخر قال: سمعت يحيى بن معين يقول تليد بن سليمان كان كذاباً وكان يشتم عثمان بن عفان وكل من شتم عثمان أو طلحة أو أحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دجال فاسق ملعون لا يكتب حديثه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين(1).
__________
(1) تاريخ يحيى رواية الدوري 2/66، الكامل لابن عدي 2/516 .(1/40)
* عن عبد السلام بن حرب قال قلت لشريك هل لك في أخ لك تعوده قال من هو ؟ قلت مالك بن مغول، قال ليس لي بأخ من أزري على علي وعمار بن ياسر(1)* عن عبد الله بن سوار العنبري قال شهد رجل عند أبي شهادة فرد شهادته فأتاه بعد فقال رددت شهادتي ؟ قال نعم قال ولم ؟ قال لأنه بلغني أنك تتناول أو تبغض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - . قال: ما أنا أتناول إلا عمر أو قال عمرو بن العاص قال فنعم أما إني أزيدك حبساً حتى تحدث توبة(2) (3).
__________
(1) أخبار القضاة 3/160، الكامل لابن عدي 4/1325 .
(2) الكامل لابن عدي 3/1290 .
(3) سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جريمة شنيعة تدل على فساد صاحبها وسوء سريرته كما قال الإمام أحمد قال عبد الله سألت أبي عن رجل شتم رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما أراه على الإسلام. السنة للخلال 782 ومن الواضح البين الذي لا خلاف فيه دلالة النصوص من الكتاب والسنة على حرمة سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد عني أهل العلم بجمع النصوص من الكتاب والسنة الدالة على حرمة السب. انظر الصارم المسلول 571، وتحريم السب لا نزاع فيه بين أهل العلم وإنما النزاع في تكفير الساب ففيه قولان لأهل العلم فقد رأى كثير من أهل العلم كفر الساب ومروقه من الدين والآثار عنهم كثيرة ..ورأى آخرون التفصيل في السب فقالوا منه ما يصل إلى الكفر ومنه ما لا يصل إلى الكفر وبهذا يجمع بين القولين وممن له تفصيل جيد في هذا شيخ الإسلام ابن تيمية فقد قال: وأما من سبهم سباً لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم مثل وصف بعضهم بالبخل أو الجبن أو قلة العلم أو عدم الزهد ونحو هذا فهذا هو الذي يستحق التأديب والتعزير ولا نحكم بكفره بمجرد ذلك وعلى هذا يحمل كلام من لم يكفرهم من أهل العلم، وأما من لعن وقبح فهذا محل الخلاف فيهم لتردد الأمر بين لعن الغيظ ولعن الاعتقاد، وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً أو أنهم فسقوا عامتهم . فهذا لا ريب أيضاً في كفره لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق وأن هذه الآية التي هي { كنتم خير أمة أخرجت للناس } آل عمران 110 وخيرها هو القرن الأول كان عامتهم كفاراً أو فساقاً ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام ولهذا تجد عامة من ظهر عليه شيء من هذه الأقوال فإنه يتبين أنه زنديق. الصارم المسلول 586 -587 .(1/41)
* عن شريك عن الأجلح: سمعنا أنه ما سب رجل أبا بكر وعمر رضي الله عنهما إلا مات قتلاً أو فقراً(1). * عن عبد الملك بن عمير قال: قاذف المحصنة يهدم عمل أربعين سنة، وشتم أبي بكر وعمر رضي الله عنهما تهدم عمل ثمانين سنة(2) * عن زائدة بن قدامة قال قلت لمنصور بن المعتمر: اليوم الذي أصوم فيه أقع في الأمراء قال لا، قلت فأقع فيمن يتناول أبا بكر وعمر قال نعم(3)* عن الأعمش قال شهد عند محارب بن دثار رجل فقال له محارب تولى ذينك الرجلين فأقبل شهادتك وإلا فلا. فقال الرجل قد تعلم أني صوام قوام قال صدقت ولكن إن توليت ذينك الرجلين يعني أبا بكر وعمر قبلت شهادتك وإلا فلا فنهض الرجل(4) .
* قال البغوي: قال يحيى أخرج قتادة حيان الأعرج من الحجرة قلت لم أخرجه قال لأنه ذكر عثمان قال علي ثم قلت ليحيى من أخبرك قال أصحابنا(5).
* عن عمرو بن علي قال سألت عبد الرحمن بن مهدي عن حديث أبي إسرائيل الملائي فأبى أن يحدثني به وقال كان يشتم عثمان وكان يحيى لا يحدث عنه(6)* عن سعيد بن أبي عروبة قال: من سب عثمان افتقر(7).
* عن قتادة قال: ما سب أحد عثمان إلا افتقر(8) * عن عبد الملك بن أبى نضرة عن أبيه قال: كنا بالمدينة فسب رجل عثمان فنهيناه فلم ينته فأرعدت ثم جاءت صاعقة فأحرقته (9).
__________
(1) الكامل لابن عدي 1/417 .
(2) المعجم لابن المقرئ 362 .
(3) مسند ابن الجعد 131، والمعجم لابن الأعرابي 2/815، ورواه اللالكائي في شرح أصول إعتقاد أهل السنة 7/1266 -1267 .
(4) أخبار القضاة 3/28 .
(5) مسند ابن الجعد 164 .
(6) الكامل لابن عدي 1/286 .
(7) الكامل لابن عدي 3/1232 .
(8) المعجم لابن المقرئ 1305، ورواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 7/1268 .
(9) الثقات لابن حبان 7/105 .(1/42)
سبق ثناء علي بن أبي طالب على أبي بكر وعمر رضي الله عنهم وقوله بأنهما خير الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ترتيب الصحابة في الفضل.
* عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر قال: دخل علي على عمر وقد سجي بثوب فقال صلى الله عليك ودعا له، فما من الناس أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى(1) .
* وروى قولَ علي في عمر أيضاً:
1ـ عون بن أبي جحيفة عن أبيه. ... 2ـ زيد بن علي. 3ـ أيوب وعمرو بن دينار وأبو جهضم 4ـ محمد بن علي بن أبي طالب، ابن الحنفية(2).
__________
(1) الضعفاء للعقيلي 2/180، الطبقات لابن سعد 3/343، المعرفة والتاريخ 2/745 .
(2) طبقات ابن سعد 3/343 -344 .(1/43)
* عن المنهال بن عمرو، عن سويد بن غفلة قال مررت بنفر من الشيعة يتناولون أبا بكر وعمر رضوان الله عليهما ويذكرونهما وينقصونهما بغير الذي هما له أهل، فدخلت على علي بن أبي طالب رضوان الله عليه فقلت: يا أمير المؤمنين مررت بنفر من الشيعة يتناولون أبا بكر وعمر رضوان الله عليهما ويذكرونهما بغير الذي هما له أهل، فلولا أنك تضمر لهما مثل الذي هم عليه لم يتجرأوا على ذلك، فقال علي عليه السلام: أعوذ بالله أن أضمر الذي أنا عليه لعن الله من أضمر لهما إلا الحسن الجميل، أخوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحباه ووزيراه، ثم نهض دامع العين يبكي قابضاً على يدي، حتى دخل المسجد فصعد المنبر وقعد متنكراً قابضاً على لحيته ينظر فيها وهي بيضاء حتى اجتمع إليه الناس ثم قام فتشهد بخطبة موجزة بليغة ثم قال: أيها الناس ما بال قوم يذكرون سيدي قريش وأبوي المسلمين، بما أنا عنه متنزه ومنه بريء، وعلى ما قالوا معاقب أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، أنه لا يحبهما إلا مؤمن تقي ولا يبغضهما إلا منافق رديء صحبا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ،على الصدق والوفاء، يأمران وينهيان ويقضيان فما يخالفان فيما يصنعان رأي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرى مثل رأيهما رأياً ولا يحب كحبهما أحداً فمضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عليهما راض.(1/44)
أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر رضي الله عنه فصلى بالناس تسعة أيام في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما قبض الله تعالى نبيه عليه السلام ولاه المؤمنون ذلك،وفوضوا إليه الزكاة لأنهما مقترنان في كتاب الله تعالى، أنا أول من سن ذلك من بني عبد المطلب، وهو لذلك كاره يود لو أن أحداً منا كفاه ذلك، فكان والله خير من بقي وأرأفه رأفة وارحمه رحمة وأثبته ورعاً وأقدمه سناً وإسلاماً شبهه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بميكائيل عليه السلام وبإبراهيم عليه السلام عفواً ووقاراً فسار بسيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى مضى لسبيله وولي الأمر عمر رضي الله عنه بعده فأقام على منهاج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه، يتبع آثارهما كاتباع الفصيل أثر أمه، وكان الله شفيقاً بالضعفاء والمساكين وللمؤمنين عوناً وناصراً للمظلوم على الظالم لا تأخذه في الله لومة لائم ضرب الله تعالى بالحق على لسانه، وجعل الصدق من شأنه حتى كنا نظن أن ملكاً ينطق على لسانه أعز الله بإسلامه الإسلام، وجعل هجرته للدين قواماً، ألقى الله تعالى له في قلوب المؤمنين المحبة وفي قلوب المنافقين الرهبة شبهه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجبريل عليه السلام فظاً غليظاً ونوح عليه السلام حنقاً مغتاظاً، الصبر في طاعة الله أقر لعينه فمن لكما بمثلهما رحمة الله عليهما، ورزقنا المضي على مثل سبيلهما، فإنه لا يبلغ مبلغهما إلا بإتباع آثارهما، والحب لهما فمن أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني، وأنا منه برئ ولو كنت تقدمت إليكم في أمرهما لعاقبت على هذا أشد العقوبة، ولكن لا ينبغي قبل التقدم، ألا ومن أوتيت به بعد اليوم يقول هذا فعليه ما على المفتري، ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر ثم عمر، ثم الله تعالى أعلم بالخير أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم(1).
__________
(1) تاريخ واسط 166 -168، رواه خيثمة في فضائل أبي بكر الصديق 122 -124 والآجري في الشريعة 2/445، واللالكائي في شرح أصول إعتقاد أهل السنة 7/1295، وتابع الحسنَ بن عمارة: محمد البكري؛ أخرجه ابن قدامة في منهاج القاصدين 107، والعشاري في فضائل الصديق 33 مختصراً، وتابع المنهال بن عمرو:
1. عبد الملك بن عمير، رواه أبو نعيم الأصبهاني في فضائل الخلفاء 239 عن حسين بن محمد الحنفي، ثنا يحيى أبو سليمان الحنفي ثنا عبد الملك بن عمير عن سويد بن غفلة به...
2. أبو الزعراء، أو زيد بن وهب، رواه ابن الأثير في أسد الغابة 4/166 عن هاشم بن مرثد حدثنا أبو صالح الفراء حدثنا أبو إسحاق الفزاري حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء أو عن زيد بن وهب أن سويد...
ورواه الخطيب البغدادي في الكفاية 376 عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي قال ثنا أبو صالح الفراء محبوب بن موسى... قال الخطيب: قال أبو عبد الله البوشنجي: هذا الحديث الذي سقناه ورويناه من الأخبار الثابتة لأمانة حماله وثقة رجاله وإتقان آثريه وشهرتهم في العلم في كل عصر من أعصارهم إلى حيث بلغ من نقله إلى الإمام الهادي علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى كأنك شاهد حول المنبر وعلي فوقه(1/45)
* عن الحسن قال قال علي: لما قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - نظرنا في أمرنا فوجدنا النبي - صلى الله عليه وسلم - قد قدم أبا بكر في الصلاة فرضينا لدنيانا من رضي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لديننا فقدمنا أبا بكر(1).
* عن شقيق بن سلمة قال قيل لعلي بن أبي طالب: استخلف علينا قال: ما أستخلف ولكن إن يرد الله بهذه الأمة خيراً يجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم(2) * عن كثير النواء عن أبي سريحة: سمعت علياً عليه السلام يقول على المنبر: ألا إن أبا بكر أواه منيب القلب، إلا إن عمر ناصح لله فنصحه(3) * عن أبي عقيل، عن رجل قال سئل علي عن أبي بكر وعمر فقال: كانا إمامي هدى راشدين مرشدين مصلحين منجحين، خرجا من الدنيا خميصين(4) * عن سعيد بن عمرو بن سفيان عن أبيه قال: خطب علي رضي الله عنه فقال إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يعهد إلينا في الإمارة عهداً فأخذ به، ولكنه رأي رأيناه، واستخلف أبو بكر فأقام واستقام، ثم استخلف عمر فأقام واستقام، حتى ضرب الدين بجرانه، ثم أن أقواماً طلبوا الدنيا يعفو الله عمن يشاء ويعذب من يشاء(5) * عن عبد خير، عن علي قال: يرحم الله أبا بكر هو أول من جمع اللوحين(6).
* عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: خرج أبي شاهراً سيفه راكباً على راحلته إلى ذي القصة فجاء علي بن أبي طالب فأخذ بزمام راحلته فقال: إلى أين يا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟
__________
(1) طبقات ابن سعد 3/167، ورواه الخلال في السنة 1/273 * 274، والآجري في الشريعة 2/443 وقوام السنة الأصبهاني في الحجة 2/347 .
(2) الكامل لابن عدي 4/1318، الضعفاء للعقيلي 2/183 .
(3) طبقات ابن سعد 3/157 .
(4) طبقات ابن سعد 3/192، ورواه العشاري في فضائل الصديق 45 .
(5) الضعفاء للعقيلي 1/178 .
(6) طبقات ابن سعد 3/176 .(1/46)
أقول لك ما قال لكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد أشم سيفك ولا تفجعنا بنفسك فو الله لئن أصيب فيك لا يكون للإسلام بعدك نظاماً أبداً فرجع ومضى الجيش(1).
* عن عمرو بن ميمون، عن علي قال: ما كنا ننكر ونحن متوافرون أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن السكينة تنطق على لسان عمر(2) * عن أسماء بن الحكم الفزاري قال سمعت علياً يقول: كنت إذا سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثاً ينفعني الله بما شاء أن ينفعني، وإن حدثني غيري استحلفته، فحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر قال قال النبي عليه السلام ما من عبد يذنب فيتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له(3).
* عن زهير قال قال أبي لجعفر بن محمد: إن لي جاراً يزعم أنك تبرأ من أبي بكر وعمر، فقال جعفر: برئ الله من جارك والله إني لأرجو أن ينفعني الله بقرابتي من أبي بكر، ولقد اشتكيت شكاة فأوصيت إلى خالي عبد الرحمن بن القاسم(4).
* عن سفيان بن عيينة قال حدثونا عن جعفر بن محمد ولم أسمعه منه قال:
كان آل أبي بكر يدعون على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (5)
__________
(1) المعجم لابن الأعرابي 2/791 .
(2) المعرفة والتاريخ 1/461 -462 ورواه عن عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي أن علياً...
(3) الضعفاء للعقيلي 1/106 .
(4) الكامل لابن عدي 2/556، ورواه الدارقطني في فضائل الصحابة 38، ورواه اللالكائي في شرح أصول إعتقاد أهل السنة 2393 .
(5) الكامل لابن عدي 2/556، ورواه الدارقطني في فضائل الصحابة 78 و 79 .(1/47)
* عن عروة بن عبد الله بن قشير قال: لقيت أبا جعفر وقد قصعت لحيتي فقال ما لك عن الخضاب قال: قلت أكرهه في هذا البلد، قال: فاصبغ بالوسمة فإني كنت أخضب بها حتى تحرك فمي ثم قال: إن أناساً من حمقى قرائكم يزعمون أن خضاب اللحى حرام، وأنهم سألوا محمد بن أبي بكر أو القاسم بن محمد،قال زهير الشك من غيري عن خضاب أبي بكر فقال كان يخضب بالحناء والكتم، فهذا الصديق قد خضب قال قلت الصديق قال نعم ورب هذه القبلة أو الكعبة(1).
* عن زهير عن جابر قال: قلت لمحمد بن علي: أكان منكم أهل البيت أحد يزعم أن ذنباً من الذنوب شرك قال لا، قال قلت أكان منكم أهل البيت أحد يقر بالرجعة قال لا، قلت أكان منكم أهل البيت أحد يسب أبا بكر وعمر ؟ قال: لا، فأحبهما وتولاهما واستغفر لهما(2).
* عن كثير بن إسماعيل قال سمعت أبا جعفر: برئ الله ورسوله من المغيرة بن سعيد وبيان فإنهما كذبا علينا أهل البيت(3) (4).
__________
(1) طبقات ابن سعد 3/194 .
(2) طبقات ابن سعد 7/315، ورواه الدارقطني في فضائل الصحابة 68 .
(3) في الضعفاء: الحديث .
(4) الطبقات لابن سعد 7/315، الضعفاء للعقيلي 4/180 واللفظ له، ورواه الدارقطني في فضائل الصحابة 31(1/48)
* عن سفيان قال قال ابن السماك: أردت الحج فقال لي زرارة بن أعين أخو عبد الملك بن أعين: إذا لقيت جعفر بن محمد فأقرئه مني السلام وقل له: أخبرني في الجنة أنا أم في النار ؟ قال فلقيت جعفر بن محمد فقلت: له يا ابن رسول الله أتعرف زرارة بن أعين ؟ قال نعم رافضي خبيث، قال قلت: إنه يقرئك السلام ويقول أخبرني في الجنة أنا أم في النار ؟ قال فأخبره أنه في النار،ثم قال: وتعلم من أين علمت أنه في النار؟ إنه يزعم أني أعلم الغيب ومن زعم أن أحداً يعلم الغيب إلا الله عز وجل فهو كافر والكافر في النار، قال فلما قدمت الكوفة جاءني مع الناس يسلمون علي فقال ما فعلت في حاجتي ؟ فأخبرته بما قال فقال: إن ابن رسول الله اتقى(1).
__________
(1) المعرفة والتاريخ 2/671 -672، وقوله اتقى: أي استخدم التقية .(1/49)
* عن عمرو بن قيس الملائي قال سمعت جعفر بن محمد يقول: تبرأ الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر(1)* عن فضيل بن مرزوق، عن إبراهيم بن الحسن قال: دخل علي المغيرة بن سعيد وأنا شاب وكنت وأنا شاب أشبه برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر من قرابتي وشبهي وأمله في قال ثم ذكر أبا بكر وعمر فلعنهما وبرئ منهما قال قلت يا عدو الله أعندي ؟ قال فخنقته خنقاً، قال فقلت له: أرأيت قولك للمغيرة فخنقته خنقاً أخنقته بالكلام أم بغيره ؟ قال بل خنقته حتى أدلع لسانه(2) * عن الفضيل بن مرزوق قال سمعت الحسن بن الحسن يقول لرجل ممن يغلو فيهم، ويحكم أحبونا لله فإن أطعنا الله فأحبونا، وإن عصينا الله فأبغضونا، قال فقال له رجل إنكم قرابة رسول الله وأهل بيته، فقال ويحك لو كان الله مانعا بقرابة من رسول الله أحدا بغير طاعة الله لنفع بذلك من هو أقرب إليه منا أباً وأماً، والله إني لأخاف أن يضاعف للعاصي منا العذاب ضعفين وإني لأرجو أن يؤتى المحسن منا أجره مرتين، ويلكم اتقوا الله وقولوا فينا الحق فإنه أبلغ فيما تريدون ونحن نرضى به منكم ثم قال لقد أساء بنا آباؤنا إن كان هذا الذي تقولون من دين الله، ثم لم يطلعونا عليه ولم يرغبونا فيه.
__________
(1) الثقات لابن حبان 8/118، ورواه الدارقطني في فضائل الصحابة 69 قال الحافظ الذهبي في السير 6/260: هذا القول متواتر عن جعفر الصادق وأشهد بالله إنه لبار في قوله غير منافق لأحد فقبح الله الرافضة.
(2) الضعفاء للعقيلي 4/180، ورواه اللالكائي في شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة 7/1454 -1455(1/50)
قال فقال له الرافضي: ألم يقل رسول الله عليه السلام لعلي من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقال أما والله أن لو يعني بذلك الإمرة والسلطان لأفصح لهم بذلك كما أفصح لهم بالصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت، ولقال لهم أيها الناس هذا وليكم من بعدي، فإن أنصح الناس كان للناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولو كان الأمر كما تقولون إن الله ورسوله اختارا علياً لهذا الأمر والقيام بعد النبي عليه السلام، إن كان لأعظم الناس في ذلك خطيئة وجرماً، إذ ترك ما أمره به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقوم فيه كما أمره أو يعذر فيه إلى الناس(1).
* عن فضيل بن مرزوق قال سألت عمر بن علي وحسين بن علي عمي جعفر قلت: هل فيكم أهل البيت إنسان مفترضة طاعته؟ تعرفون له ذلك ومن لم يعرف له ذلك له فمات مات ميتة جاهلية فقالا: لا والله ما هذا فينا، من قال هذا فينا فهو كذاب. قال فقلت لعمر بن علي رحمك الله إن هذه منزلة تزعمون أنها كانت لعلي، إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أوصى إليه ثم كانت للحسن إن علياً أوصى إليه، ثم كانت للحسين إن الحسن أوصى إليه، ثم كانت لعلي بن الحسين إن الحسين أوصى إليه، ثم كانت لمحمد بن علي إن علياً أوصى إليه، فقال والله لمات أبي فما أوصى بحرفين، قاتلهم الله والله إن هؤلاء إلا متأكلون بنا، هذا خنيس الخرؤ. ما خنيس الخرؤ.؟ قال قلت المعلى بن خنيس قال نعم المعلى بن خنيس والله لفكرت على فراشي طويلاً، أتعجب من قوم لبس الله عقولهم حين أضلهم المعلى بن خنيس(2).
__________
(1) طبقات ابن سعد 7/314، ورواه اللالكائي في شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة 7/1400.
(2) طبقات ابن سعد 7/319، ورواه الدارقطني في فضائل الصحابة 65 .(1/51)
* عن يحيى بن سعيد قال سمعت علي بن حسين وكان أفضل هاشمي أدركته، يقول يا أيها الناس أحبونا حب الإسلام فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عارًا (1).
* عن يحيى بن سعيد قال: قال علي بن حسين أحبونا حب الإسلام، فو الله ما زال بنا ما تقولون حتى بغضتمونا إلى الناس(2).
* عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب قال جاء نفر إلى علي بن الحسين فأثنوا عليه، فقال ما أكذبكم وما أجرأكم على الله، نحن من صالحي قومنا وبحسبنا أن نكون من صالحي قومنا(3).
__________
(1) طبقات ابن سعد 7/212، ورواه أبو بشر الدولابي في الذرية الطاهرة 89، والخلال في السنة 3/500 وأبو نعيم في الحلية 3/136 .
(2) طبقات ابن سعد 7/ 212 .
(3) طبقات ابن سعد 7/212 .(1/52)
* عن مسعود بن مالك قال: قال لي علي بن حسين ما فعل سعيد بن جبير قال: قلت صالح، قال ذاك رجل كان يمر بنا فنسأله عن الفرائض وأشياء مما ينفعنا الله بها، إنه ليس عندنا ما يرمينا به هؤلاء وأشار بيده إلى العراق(1)(2)
أهل البيت - رضي الله عنهم - :
* عن السدي عن أبي مالك عن ابن عباس چ ? ٹ ٹ ٹ ٹ ? ?? چ الشورى 23، قال: المودة لأهل محمد(3).
__________
(1) طبقات ابن سعد 7/214 .
(2) محبة أهل البيت وثناؤهم على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر ظاهر ومشهور، وهذه الآثار وما حصل بينهم من الاتفاق والتزواج مما يشهد بصحة هذه المحبة وقوتها . وما تدعيه الرافضة وتزعمه من العداء بين أهل البيت والصحابة كذب ظاهر، ومعلوم أن الرافضة هم أهل الكذب والتزوير، وهم أعظم أعداء أهل البيت . قال شيخ الإسلام: الرافضة أمة ليس لها عقل صريح ولا نقل صحيح ولا دين مقبول ولا دنيا منصورة بل هم أعظم الطوائف كذباً وجهلاً ودينهم يدخل على المسلمين كل زنديق ومرتد كما دخل فيهم النصيرية والإسماعيلية وغيرهم، فإنهم يعمدون إلى خيار الأمة يعادونهم وإلى أعداء الله من اليهود والنصارى والمشركين يوالونهم، ويعمدون إلى الصدق الظاهر المتواتر يدفعونه وإلى الكذب المختلق الذي يعلم فساده يقيمونه . فهم كما قال فيهم الشعبي -وكان من أعلم الناس بهم -لو كانوا من البهائم لكانوا حمراً ولو كانوا من الطير لكانوا رخماً . ولهذا كانوا أبهت الناس وأشدهم فرية. الفتاوى 4/471 . وصدق الحافظ الذهبي رحمه الله لما ذكر قول جعفر بن محمد: برئ الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر. قال: هذا القول متواتر عن جعفر الصادق وأشهد بالله إنه لبار في قوله غير منافق لأحد، فقبح الله الرافضة. السير 6/260 .(1/53)
* عن حجير بن الربيع أن عمران بن حصين أرسله الى بني عدي، أن ائتهم أجمع ما يكونون في مسجدهم وذلك عند العصر فقام قائماً قال فقام قائماً فقال: أرسلني إليكم عمران بن حصين صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ عليكم السلام ورحمة الله، ويخبركم أني لكم ناصح ويحلف بالله الذي لا إله إلا هو، لأن يكون عبداً حبشياً مجدعاً يرعى أعنزاً حضنيات في رأس جبل حتى يدركه الموت أحب إليه من أن يرمي في أحد من الفريقين بسهم أخطأ أو أصاب، فأمسكوا فدى لكم أبي وأمي. قال فرفع القوم رؤوسهم وقالوا: دعنا منك أيها الغلام فإنا والله لا ندع ثفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لشيء أبداً، فغدوا يوم الجمل فقتل بشر والله كثير حول عائشة يومئذ، سبعون كلهم قد جمع القرآن قال ومن لم يجمع القرآن أكثر(1) .
* عن عبد الملك بن مسلم، عن أبي جرو المازني قال: سمعت علياً وهو يناشد الزبير فقال أنشدك الله يا زبير أما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إنك تقاتلني وأنت ظالم قال بلى ولكني نسيت(2).
* عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر أنه أخبره قال أخبرني حرملة مولى أسامة قال: بعثني أسامة بن زيد إلى علي بن أبي طالب ثم قال لي: إنه سيسألك عني ويقول ما خلفه عني ؟ فأقرئه السلام وقل له: يقول لك والله لو كنت في شدق الأسد لأحببت أن أكون معك، ولكن هذا أمر لم أره فأتيت علياً فأخبرته(3).
* عن ميمون قال قال ابن عمر: كففت يدي فلم أندم والمقاتل على الحق أفضل(4) .
__________
(1) طبقات ابن سعد 5/192 .
(2) الضعفاء للعقيلي 2/300، 3/35 .
(3) المعرفة والتاريخ 1/221، الطبقات لابن سعد 4/53 .
(4) الطبقات لابن سعد 4/153 .(1/54)
* عن الحسن، عن الأحنف يعني ابن قيس قال لما قدم علي البصرة التحفت على سيفي لآتيه لأنصره، فلقيني أبو بكرة فقال أبيه(1) تريد قلت هذا الرجل لأنصره، فقال ارجع فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار(2) .
* عن أيوب، عن محمد قال نبئت أن سعداً كان يقول: جاهدت إذ أنا أعرف الجهاد، ولا أقاتل حتى يأتوني بسيف له عينان ولسان وشفتان يقول هذا مؤمن وهذا كافر(3) .
* عن ابن أبي مليكة قال : قال عبد الله بن عمرو: ما لي ولصفين ما لي ولقتال المسلمين لوددت أني مت قبله بعشر سنين أما والله على ذلك ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم، وما رجل أجهد مني من رجل لم يفعل شيئاً من ذلك قال نافع حسبته ذكر أنه كانت بيده الراية فقدم الناس منزلة أو منزلتين (4)
* عن أبي خلدة قال قال أبو العالية لما كان زمن علي عليه السلام ومعاوية, وإني لشاب القتال أحب إلي من الطعام الطيب، فتجهزت بجهاز حسن حتى أتيتهم فإذا صفان لا يرى طرفاهما إذا كبر هؤلاء كبر هؤلاء، وإذا هلل هؤلاء هلل هؤلاء . قال فراجعت نفسي فقلت أي الفريقين أنزله كافراً وأي الفريقين أنزله مؤمناً !!؟ أو من أكرهني على هذا فما أمسيت حتى رجعت وتركتهم(5).
__________
(1) كذا في الأصل .
(2) المعجم لابن المقرئ 660 .
(3) المعجم لابن الأعرابي 1/286 .
(4) طبقات ابن سعد 5/87 -88 .
(5) طبقات ابن سعد 9/113 .(1/55)
* عن الشعبي قال: كان مسروق إذا قيل له أبطأت عن علي وعن مشاهده ولم يكن شهد معه شيئاً من مشاهده فأراد أن يناصحهم الحديث قال أذكركم بالله أرأيتم لو أنه حين صف بعضكم لبعض، وأخذ بعضكم على بعض السلاح يقتل بعضكم بعضاً، فتح باب من السماء وأنتم تنظرون ثم نزل منه ملاك حتى إذا كان بين الصفين قال چ ٹ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? چ چچ چ ? ? ? ? چ (النساء 29)، أكان ذلك حاجزاً بعضكم عن بعض قالوا نعم، قال فوالله لقد فتح الله لها باباً من السماء ولقد نزل بها ملك كريم على لسان نبيكم - صلى الله عليه وسلم - وإنها لمحكمة في المصاحف ما نسخها شيء(1).
* عن الأعمش قال: قلت لأبي وائل: أشهدت صفين ؟ قال نعم وبئست الصفون(2)،
* عن علي قال: سمعت يحيى وذكر له أن عبد الوارث قال: سألت شعبة عن الخروج مع إبراهيم فأمرني به، فأنكر ذلك يحيى وقال كان شعبة لا يرى رأي سفيان ولا يرى الخروج مع علي، ويرى الخروج مع إبراهيم ! قال علي قلت ليحيى: سمعت أنت شعبة يقول في هذا شيئاً ؟ قال سمعته يقول: ما أدري أخطأوا أم أصابوا(3).
* قال ابن محرز: وسمعت يحيى وسأله عبد الوهاب بن باذام فقال: يا أبا زكريا كان وهب بن جرير يقول: إن إمرة علي ومعاوية كانت فتنة، قال يحيى بن معين: قد كان يقول هذا من هو خير منه وأكثر كان الأوزاعي يقول هذا ويخطئ الفريقين جميعاً ولكن لا نقبل منه(4)(5).
__________
(1) طبقات ابن سعد 8/199 ـ 200، ورواه عن عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم قال ذكر أن مسروق بن الأجدع... ورواه عن عبد الله بن إدريس قال سمعت مطرفاً يذكر عن عامر قال قال لي مسروق...
(2) الطبقات لابن سعد 8/216، أخبار القضاة 3/176 .
(3) الضعفاء للعقيلي 3/99 ـ 100 .
(4) معرفة الرجال لابن معين رواية ابن محرز 1/148 ـ 149، رقم 817 .
(5) جمهور أهل السنة من الصحابة والتابعين يرون أن الصواب عدم القتال، فلا يقاتل مع علي ولا مع معاوية .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ومنهم من يقول: كان الصواب أن لا يكون قتال، وكان ترك القتال خيراً للطائفتين، فليس في الاقتتال صواب، ولكن علي كان أقرب إلى الحق من معاوية، والقتال قتال فتنة ليس بواجب ولا مستحب وكان ترك القتال خيراً للطائفتين مع أن علياً كان أولى بالحق. وهذا قول أحمد وأكثر أهل الحديث وأكثر أئمة الفقهاء، وهو قول أكابر الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وهو قول عمران بن حصين رضي الله عنه، وكان ينهى عن بيع السلاح في ذلك القتال ويقول: هو بيع السلاح في الفتنة وهو قول أسامة بن زيد ومحمد بن مسلمة وابن عمر وسعد بن أبي وقاص، وأكثر من بقي من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم. منهاج السنة 4/448.(1/56)
في ختام هذا البحث أحمد الله وأشكره وأثني عليه بما هو أهله وأهم النتائج فيه ما يأتي:
1 -كثرة الآثار الواردة عن السلف في كتب الرجال فيما يتعلق بشأن الصحابة رضي الله عنهم.
2 -قدم كثير من مؤلفي كتب الرجال فبعضهم في طبقة مصنفي كتب السنة الستة المشهورة.
3 -في جمع آثار السلف في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعزيز لكتب السنة، وتصحيح لما يقع فيها من تصحيف أو تحريف.
1 -العناية أكثر بكتب الرجال وتوسيع نطاق البحث فيها وترتيب ما فيها من آثار في العقيدة.
2 -توجيه البحث إلى كتب السنن والمسانيد وغيرها من كتب الحديث، فيجمع ما فيها من آثار وأقوال لأهل العلم في العقيدة.
3 -العناية بجمع آثار السلف العقدية المسندة، وترتيبها ودراستها وتخريجها من كافة الكتب.
والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه...
-(1/57)