لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام (131)
إيضاح المقالة فيما ورد بالإمالة
للإمام
يوسف بن حسن بن عبد الهادي الحنبلي الدمشقي
(840 - 909 هـ)
رحمه الله تعالى
تحقيق وتعليق
د. سعاد صبيح براك الصبيح
دار البشائر الإسلامية
الطبعة الأولى
1430 هـ - 2009 م(/)
بسم الله الرحمن الرحيم وهو حسبي
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
وبعد:
فقد سمعنا من عدة من شيوخنا أن ثلاثة أحاديث في ((الصحيح)) وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم ممالة، وقد سمعت الشيخ تقي الدين الجراعي يقول ذلك غير مرة: حديث الخضر، وحديث الربا، وحديث الأنصار. ونحن نسوقها لك وغيرها مما قد وجدناه بالإمالة:
[الموضع الأول]:
* أخبرنا الجماعة أخبرنا ابن الزعبوب، أخبرنا الحجار، أخبرنا ابن الزبيدي، أخبرنا السجزي، أخبرنا الداودي، أخبرنا السرخسي، أخبرنا الفربري، أخبرنا البخاري، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، قال قلت لابن عباس: إن نوفاً(1/33)
البكالي يزعم أن موسى بني إسرائيل ليس بموسى الخضر، فقال: كذب عدو الله، حدثنا أبي [بن] (1) كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قام موسى خطيباً في بني إسرائيل، فقيل له: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، وأوحى إليه: بلى، عبد من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال: رب كيف السبيل إليه؟ قال: تأخذ حوتاً في مكتل فحيثما فقدت الحوت فابتعه، أو قال: فاتبعه))، فذكر الحديث.
__________
(1) [[ ليست في المطبوع]].(1/34)
* وبه إلى البخاري حدثنا عمرو بن علي، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثني أبي، عن صالح، عن ابن شهاب: أن عبيد الله بن عبد الله أخبره عن ابن عباس: أنه تمارى هو والحر بن قيس الفزاري في صاحب موسى، قال ابن عباس: هو خضر، فمر بهما أبي بن كعب فدعاه ابن عباس، فقال: إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيه، هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه؟ قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((بينا موسى في ملأ من بني إسرائيل جاءه رجل فقال: هل تعلم أحداً أعلم منك؟ قال: لا. فأوحى الله إلى موسى: بلى، عبدنا خضر، فسأل موسى السبيل إليه، فجعل له الحوت آية، وقيل له: إذا فقدت الحوت فإنك ستلقاه. فكان يتبع الحوت في البحر، فقال لموسى فتاه: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره، فقال موسى: ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا فوجدا خضراً فكان من شأنهما الذي قص الله في كتابه)).(1/35)
هذا أحد المواضع الثلاثة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم ممالة، وما سمعناه من مشايخنا إلا كذلك، ولا رأيناهم يروونه إلا كذلك، وكذلك هو في ضبط ابن المحب بالإمالة وجهاً واحداً.
الموضع الثاني:
* أخبرنا جماعة من شيوخنا، أخبرتنا عائشة بنت عبد الهادي، أخبرنا الحجار، أخبرنا ابن الزبيدي، أخبرنا السجزي، أخبرنا الداودي، أخبرنا السرخسي، أخبرنا الفربري، أخبرنا البخاري، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثني سفيان، عن يحيى بن سعيد، سمع أنس بن مالك حين خرج معه إلى الوليد قال: دعا النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار إلى أن يقطع لهم البحرين، فقالوا: لا إلا أن تقطع لإخواننا من المهاجرين مثلها. قال: إما لي؛(1/36)
فاصبروا حتى تلقوني فإنه سيصيبكم أثرة بعدي)).
هذا من المواضع التي ذكرت بالإمالة ولكن ليس هو كالأول، ومن ثم قارئ له بالإمالة وثم قارئ له بتركها وثم كاتب له ممالاً وثم كاتب له بتركها، وهو من الثلاثة مواضع التي نص عليها الجراعي فيما نقلناه عنه.
وهو في ضبط ابن المحب بالوجهين في الفصلين بكسر همزة أوله وفتحها وفتح اللام وكسرها وكاتب على الفصلين معاً، ثم قال ابن المحب: قال القاضي عياض: وقع هذا هكذا في الصحيحين في مواضع بكسر الهمزة وتشديد الميم، وهو هكذا صحيح و(لا) مفتوحة عند الجميع أو قال عند أكثرهم.
قال ابن المحب: وكذا ضبطناه عن شيوخنا وعن جمهور الرواة إلا أنه وقع عند الطبري (إما لي)، بكسر الهمزة وكسر اللام بعدها ياء(1/37)
ساكنة متصلة باللام، وهكذا ضبطه الأصيلي في جامع البيوع، وكذا لبعض رواة مسلم، قال: والمعروف فتح اللام، وقد منع من كسرها أبو حاتم وغيره ونسبوه إلى العامة لكنه خارج على مذهب الإمالة، وأن تجعل الكلمة كلها واحدة وهو مذهب كثير من العرب، قال: وقد فتح بعض الرواة الهمزة فقال: (أما لا)، قال: وهو أيضاً خطأ إلا على لغة بعض بني تميم الذين يفتحون همزة (إما)، انتهى كلام ابن المحب، وقد بان لك حكم الموضعين.
الموضع الثالث:
* أخبرنا جماعة من شيوخنا، أخبرنا ابن المحب، أخبرنا القاضي سليمان والحجار، أخبرنا ابن الزبيدي أخبرنا السجري، أخبرنا الداودي، أخبرنا السرخسي، أخبرنا الفربري، أخبرنا البخاري قال: قال الليث، عن أبي الزناد: كان عروة بن الزبير يحدث عن سهل بن أبي حثمة الأنصاري من بني حارثة أنه حدثه عن زيد بن ثابت قال: كان الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يتبايعون الثمار فإذا جد الناس وحضر تقاضيهم، قال المبتاع: إنه أصاب الثمر الدمان، أصابه مراض، أصابه قشام، عاهات يحتجون بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كثرت عنده الخصومة(1/38)
في ذلك: ((فإما لي فلا تبايعوا حتى يبدو صلاح الثمر))، كالمشورة يشير بها لكثرة خصومتهم، وقد كتب في النسخة عليها بالإمالة، وهكذا قاله جماعة.
موضع رابع:
حديث الربا، حين سئل عن بيع الرطب بالتمر، قال: ((أينقص الرطب إذا يبس؟)) قالوا: نعم، فقال: ((إما لي فلا))، هذا الحديث كذا سمعت الشيخ أبا بكر الجراعي يذكره، ولم يقع لي بهذا اللفظ وإنما وقع بلفظ: ((قالوا نعم؛ فنهى عنه)).(1/39)
ووقع في مواضع أخر من روايتنا ((فلا إذا))، هكذا رأيته، وأما بهذا اللفظ الذي سمعت الشيخ أبا بكر الجراعي يذكره فلم أره ولم يقع لي والله أعلم.
ولكن لفظ الرواية الثانية من قوله: ((فلا إذا))، وقعت لنا بغير إمالة وهي تحتمل الإمالة أيضاً ولكن لم تقع لنا ممالة وإذا لم يصح هذا الموضع فموضع رابع غيره.
موضع رابع غيره:
* أخبرنا جدي أخبرنا الصلاح بن أبي عمر، أخبرنا الفخر بن البخاري أخبرنا حنبل، أخبرنا ابن الحصين، أخبرنا ابن المذهب، أخبرنا أبو بكر القطيعي، أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله ابن الإمام أحمد، حدثني أبي حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان، حدثني يزيد بن خمير الرحبي، عن عبد الله بن بسر المازني، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من أمتي من أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة، قالوا: وكيف تعرفهم يا رسول الله(1/40)
في كثرة الخلائق؟ قال: أرأيت لو دخلت صبرة فيها خيل دهم بهم وفيها فرس أغر محجل أما كنت تعرفه فيها؟ قالوا: بلى، قال: فإن أمتي يومئذٍ غر من السجود محجلون من الوضوء)) كذا رأيته في أحاديث المسند ممالاً وهو قريب من ذلك. والله أعلم.
موضع خامس:
قوله عليه السلام: ((أما لي فأعني على نفسك بكثرة السجود))، كذا رأيته في كتاب ابن المحب بالإمالة، ولم يعزه إلى شيء من الكتب الحديثية.
* وقد أخبرنا جدي وغيره، أخبرنا الصلاح بن أبي عمر، أخبرنا الفخر بن البخاري، أخبرنا حنبل، أخبرنا ابن الحصين، أخبرنا ابن المذهب، أخبرنا أبو بكر القطيعي، أخبرنا عبد الله ابن الإمام أحمد، حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا خالد -يعني الواسطي- حدثنا عمرو بن(1/41)
يحيى، عن زياد بن أبي زياد مولى بني مخزوم، عن خادم النبي صلى الله عليه وسلم رجل أو امرأة، قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول للخادم: ألك حاجة؟ قال: حتى كان ذات يوم فقال: يا رسول الله حاجتي، قال: وما حاجتك؟ قال: حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة، قال: ومن دلك على هذا؟ قال: ربي، قال: إما لي فأعني بكثرة السجود))، كذا رواه الإمام أحمد بالشك رجل أو امرأة.
موضع سادس:
في قتل عبد النبي صلى الله عليه وسلم :
* أخبرنا الجماعة، أخبرنا ابن الزعبوب، أخبرنا الحجار أخبرنا ابن الزبيدي، أخبرنا السجزي، أخبرنا الداودي، أخبرنا السرخسي، أخبرنا الفربري، أخبرنا البخاري، حدثني عبد الله بن محمد، حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق، عن مالك بن أنس، عن ثور، قال: حدثني سالم مولى ابن مطيع أنه سمع أبا هريرة يقول: افتتحنا خيبر فلم نغنم ذهباً ولا فضة، إنما غنمنا البقر والإبل، والمتاع والحوائط، ثم انصرفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى واد القرى ومعه عبد له يقال له مدعم أهداه له أحد بني الضباب، فبينما هو يحط رحل(1/42)
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه سهم عائر حتى أصاب ذلك العبد، فقال الناس: هنيئاً له الشهادة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((بلى والذي نفسي بيده إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتغل عليه ناراً)). فجاء رجل حين سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم بشراك أو بشراكين فقال: هذا شيء كنت أصبته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((شراك أو شراكان من نار))، كذا وقع لنا بلى بالإمالة، وثم من يميل وثم من لا يميل.(1/43)
موضع سابع:
* أخبرنا الجماعة أخبرنا ابن الزعبوب، أخبرنا الحجار، أخبرنا ابن اللتي، أخبرنا السجزي، أخبرنا الداودي، أخبرنا السرخسي، أخبرنا أبو عمران السمرقندي، أخبرنا الدارمي، أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسماعيل بن عبد الملك، عن أبي الزبير، عن جابر قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وكان لا يلي البراز حتى يتغيب فلا يرى، فنزلنا بفلاة من الأرض ليس فيها شجر ولا علم، فقال: ((يا جابر اجعل في إداوتك ماء ثم انطلق بنا))، فانطلقنا حتى لا نرى، فإذا شجرتين بينهما أربع أذرع، فقال: ((يا جابر انطلق إلى هذه الشجرة فقل: يقال لك إلحقي بصاحبتك حتى يجلس خلفكما))، فرجعت إليها، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفهما، ثم رجعتا إلى مكانهما.
فركبنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا كأنما علينا الطير تظلنا، فعرضت له امرأة معها صبي لها، فقالت: يا رسول الله إن ابني هذا يأخذه الشيطان كل يوم ثلاث مرار، قال: فتناول الصبي فجعله بينه وبين مقدم الرحل ثم قال: ((إخسأ عدو الله أنا رسول الله)) ثلاثاً، ثم دفعه إليها.
فلما قضينا سفرنا مررنا بذلك المكان فعرضت لنا المرأة معها صبيها ومعها كبشان تسوقهما، فقال: يا رسول الله اقبل مني هديتي فوالذي بعثك بالحق ما عاد إليه بعد. فقال: ((خذوا منها واحداً وردوا عليها الآخر)).
قال: ثم سرنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا كأنما علينا الطير تظلنا، فإذا جمل ناد حتى إذا كان بين السماطين خر ساجداً، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم(1/44)
وقال: ((علي الناس: من صاحب الجمل؟)). فإذا فتية من الأنصار، قالوا: هو لنا يا رسول الله، قال: ((فما شأنه؟))، قالوا: استقينا عليه منذ عشرين سنة؛ وكانت به شحيمة فأردنا أن ننحره لنقسمه بين غلماننا فانفلت منا، قال: ((بيعونيه))، قالوا: بل هو لك يا رسول الله قال: ((إما لي؛ فأحسنوا إليه حتى يأتيه أجله))، قال المسلمون عند ذلك: يا رسول الله نحن أحق بالسجود لك من البهائم، قال: ((لا ينبغي لشيء أن يسجد لشيء، ولو كان ذلك كان النساء لأزواجهن)). كذا رويناه في الدارمي بالإمالة.
موضع ثامن:
* أخبرنا ابن السليمي، أخبرنا ابن الزعبوب، أخبرنا الحجار، أخبرنا ابن اللتي، أخبرنا السجزي، أخبرنا الداودي، أخبرنا السرخسي، أخبرنا الشاشي، أخبرنا عبد بن حميد أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسماعيل بن عبد الملك، عن أبي الزبير عن جابر قال: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فذكر الحديث إلى أن قال: ثم سرنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا كأنما علينا(1/45)
الطير، فإذا جمل ناد حتى إذا كان بين السماطين خر ساجداً، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أقبل على الناس فقال: ((من صاحب الجمل؟)). فإذا فتية من الأنصار، قالوا: هو لنا يا رسول الله، قال: ((فما شأنه؟))، قالوا: استقينا عليه منذ عشرين سنة، وكانت به شحيمة فأردنا أن ننحره فنقسمه بين غلماننا، فانفلت منا، فقال: ((بيعونيه))، قالوا: لا بل هو لك يا رسول الله، قال: ((إما لي فأحسنوا إليه)). وهو ممال أيضاً كما نص عليه غير واحد.
موضع تاسع:
* أخبرنا أبو العباس الفولاذي، أخبرنا ابن بردس، أخبرنا ابن الخباز، أخبرنا الأربلي، أخبرنا الفراوي، أخبرنا الفارسي، أخبرنا الجلودي، أخبرنا إبراهيم بن سفيان، أخبرنا مسلم، أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن نمير، قال: وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وتقاربا في لفظ الحديث قال: حدثنا أبي، حدثنا بشير بن المهاجر، حدثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه: أن ماعز بن مالك الأسلمي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني ظلمت نفسي وزنيت، وإني أريد أن تطهرني. فرده، فلما كان من الغد أتاه فقال: يا رسول الله إني قد زنيت. فرده الثانية، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه، فقال: ((ما تعلمون بعقله بأساً؟ تنكرون منه شيئاً؟ فقالوا: ما نعلمه، إلا وفي العقل من صالحينا فيما نرى. فأتاه الثالثة، فأرسل إليهم أيضاً فسأل عنه فأخبروه أنه لا بأس به ولا بعقله. فلما كان الرابعة حفر له حفرة ثم أمر به فرجم.(1/46)
قال: فجاءت الغامدية فقالت يا رسول الله إني قد زنيت فطهرني وإنه ردها، فلما كان الغد قالت: يا رسول الله لم تردني؟ لعلك أن تردني كما رددت ماعزاً والله إني لحبلى فقال: ((إما لي فاذهبي حتى تلدي)). وذكر باقي الحديث، وقد كتب على النسخة أنه ممال، وكذلك هو في النسخة المعتمدة.
موضع عاشر:
* أخبرنا جماعة من شيوخنا منهم أبو العباس السريحي، وأبو عبد الله الكتبي وأبو بكر بن قندس، وأبو إسحاق المحدث، وأبو إسحاق القاضي، أخبرنا ابن بردس، أخبرنا ابن الخباز، أخبرنا الأربلي، أخبرنا الفراوي، أخبرنا الفارسي، أخبرنا الجلودي، أخبرنا إبراهيم بن سفيان، أخبرنا(1/47)
مسلم، حدثني محمد بن حاتم، حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، أخبرني الحسن بن مسلم عن طاووس قال: كنت مع ابن عباس إذ قال زيد ابن ثابت: تفتي أن تصدر الحائض قبل أن يكون آخر عهدها بالبيت؟ فقال له ابن عباس: إما لي، فسل فلانة الأنصارية هل أمرها بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: فرجع زيد إلى ابن عباس يضحك وهو يقول: ما أراك إلا قد صدقت. وعليه بخط الجراعي أنه ورد بالإمالة.
آخر، حادي عشر:
* وبه إلى مسلم حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عثمان بن حكيم، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبيه. قال:
قال أبو طلحة: كنا قعوداً بالأفنية نتحدث، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام(1/48)
علينا فقال: ((ما لكم ولمجالس الصعدات؟ اجتنبوا مجالس الصعدات، فقلنا: إنما قعدنا لغير ما بأس، قعدنا نتذاكر ونتحدث، قال: ((إما لي، فأدوا حقها: غض البصر، ورد السلام، وحسن الكلام)). وكتب على الهامش ممال، وكذلك هو في نسخة ابن عساكر.
تم والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
فرغ منه مخرجه يوسف بن عبد الهادي ثامن شهر الحجة الحرام من شهور سنة سبع وتسعمائة، والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.(1/49)
على أصله قراءة على شمس الدين بن طولون، فسمعه الفقيه محمد الشعراني الكبير، وبعضه الشيخ إبراهيم .. .. (1) سنة سبع وتسعين وثمان مائة.
__________
(1) الكلمة لم تتضح لي لتشابك الحروف.(1/50)
ملحق فيما جاء بالإمالة مما لم يشر إليه المؤلف
قال البيهقي: (1)
حدثنا أبو عبد الله الحافظ لفظاً وأبو سعيد بن أبي عمرو قراءةً عليه، قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا هلال بن العلاء الرقي، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا المعتمر بن سليمان، ثنا سعيد بن عبيد الله، ثنا بكر بن عبد الله المزني، وزياد بن جبير، عن جبير بن حية قال: بعث عمر رضي الله عنه لناس من أفناء الأمصار يقاتلون المشركين.
قال: فينما عمر رضي الله عنه كذلك إذ أتي برجل من المشركين من أهل الأهواز قد أسر، فلما أتي به قال بعض الناس للهرمزان: أيسرك أن لا تقتل؟ قال: نعم وما هو؟ قال إذا قربوك من أمير المؤمنين فكلمك فقل: إني أفرق أن أكلمك، فيقول: لا تفرق، فإن أراد قتلك، فقل: إني في أمان، إنك قلت: لا تفرق!
قال: فحفظها الرجل.
فلما أتي به عمر رضي الله عنه قال له في بعض ما يسأله عنه: إني أفرق. يعني، فقال: لا تفرق.
قال: فلما فرغ من كلامه سأله عما شاء الله، ثم قال له: إني قاتلك.
__________
(1) في السنن (9/ 96).(1/51)
قال: فقال: قد أمنتني!
فقال: ويحك ما أمنتك!
قال: قلت لا تفرق!
قال: صدق، إما لي، فأسلم.
قال: نعم.
فأسلم.(1/52)