مسلمو أهل الكتاب من اليهود في صدر الإسلام الأول والطعون التي وجهت إليهم
[عبد الله بن سلام، وكعب الأحبار نموذجا]
د. محمد بن علي بن صالح الغامدي
مقدمة
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً، وصلى الله وسلم وبارك على من أرسله ربه هادياً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، ورضي الله عن الصحابة المهديين مصابيح الدجى ومنارات الهداية، وعن التابعين لهم بإحسان وإيمان ومن تبعهم إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فقد اختار الله سبحانه وتعالى رسوله محمداً - صلى الله عليه وسلم - ليكون سيد رسله، وخاتم أنبيائه، واختار دين الإسلام ليكون أكمل أديانه وخاتم تشريعاته، وكما اختار سبحانه نبيه من بين الأنبياء ودينه من بين الأديان اختار كذلك حملة هذا الدين ونقلته من بين سائر الناس فكانوا هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم خُلّص عباده، ونخبة عُبّاده(1)، شموساً أضاءت للناس الظلم، وأنارت لهم السبل، ثم جعل الخيرية في الثلاثة القرون المفضلة التي كان منها أصحاب الأصحاب وتلامذتهم الأبرار , ومع مالهم من الفضل والمكانة فقد اجترأ عليهم أناس ملئت قلوبهم بغضاً وحقداً لهم، فخلت من احترامهم وخويت من إنزالهم المنزلة اللائقة بهم، وكان هذا الضرب خليطاً من أصحاب الكفر والزندقة، ومن أهل الأهواء والبدع، ومن الجهلة والحمقى الذين اتخذوا صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتابعين لهم بإحسان هدفاً وغرضاً يصوبون إليهم سهامهم المسمومة الحاقدة، فكان لزاماً على أنصار الإسلام وحماته أن يتصدوا لهؤلاء كشفاً لعوارهم وهتكاً لأستارهم؛ وحفاظاً على بيضة الإسلام , إذ هم نقلته والحاملون له، والذابون عنه.
وقد أحببت أن أتشبه بهؤلاء الأنصار، وأسلك في سلكهم علّني أحشر في زمرتهم، فرغبت أن أختار لي جانباً من جوانب الذب عنهم لأقدم فيه هذه الدراسة وأسميتها:(1/1)
مسلمو أهل الكتاب من اليهود في صدر الإسلام الأول والطعون التي وجهت إليهم
ومضمون هذه الدراسة تناول أشهر الداخلين في الإسلام من الصحابة الكرام ومن التابعين لهم بإحسان، وكانوا من قبل على اليهودية ممن تعرضوا لشيء من النقد والغمز.
وينحصر جهدي في التنبيه على أهمية الموضوع من خلال تناولي لشخصيتين منهم لتكونا أنموذجا لغيرهما وهما: عبد الله بن سلام من الصحابة، وكعب الأحبار من التابعين وسأكتفي بالإشارة إلى الطعن فيهما, ثم الترجمة لهما ترجمة تليق بحالهما وتنبئ عن مكانتهما وتبرز فضائلهما، وتدحض تلك الطعون التي وجهت إليهما، وقد جعلت لبحثي خطة سرت عليها فيه, وهي كما يلي:
مقدمة: وهي هذه ؛ وفيها أهمية الموضوع, وأسباب اختياره.
التمهيد: ذكر نبذة عن الروايات الإسرائيلية.
الفصل الأول: ذكر أبرز الداخلين في الإسلام من الصحابة (عبدالله بن سلام - رضي الله عنه -)
المبحث الأول: ذكر الطعون التي وجهت إليه.
المبحث الثاني: التعريف بعبدالله بن سلام.
الفصل الثاني: ذكر أبرز الداخلين في الإسلام من التابعين (كعب الأحبار ـ رحمه الله).
المبحث الأول: ذكر الطعون التي وجهت إليه.
المبحث الثاني: التعريف بكعب الأحبار.
الخاتمة: وفيها أهم النتائج وأبرز التوصيات، ثم قائمة المراجع.
التمهيد: بادئ ذي بدء لا بد من إعطاء لمحة عن الإسرائيليات ؛ وذلك للارتباط الوثيق بين كثير مما يرويه الأعلام الذين هم محل الدراسة وبين هذا المصطلح الذي يكثر دورانه على الألسنة.
فالإسرائيليات: جمع إسرائيلية ؛ نسبة إلى بني إسرائيل، وإسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام، ومعناه: عبدالله. وبنو إسرائيل هم أبناء يعقوب ومن تناسلوا منهم فيما بعد إلى عهد موسى ومن جاء بعده من الأنبياء حتى عهد عيسى وحتى عهد نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -.(1/2)
وقد عرفوا باليهود من قديم الزمان، أما من آمنوا بعيسى فقد أصبح يطلق عليهم (النصارى) وأما من آمن بخاتم الأنبياء فقد أصبح في عداد المسلمين، ويعرفون بمسلمي أهل الكتاب.
ولكن يشار هنا إلى أن أهل الكتاب وإن كانوا هم اليهود والنصارى إلا أن الكثرة الكاثرة من الأسر دخلت عن طريق اليهود لأن مساكن اليهود آنذاك كانت في المدينة وما جاورها.
ومهما كان مصدر تلك الإسرائيليات فقد أوضح علماؤنا رحمهم الله تعالى أنها على أقسام بناءً على فهمهم لحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -" بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار"(2), ولحديث النبي صلى الله عليه وسلم " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا....الآية"(3).
وقد أجاد الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بتقسيمه الأخبار الإسرائيلية من حيث قبولها وردها إلى ثلاثة أقسام
* القسم الأول: ما يعلم صحته بأن نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم نقلاً صحيحاً وذلك كتعيين اسم صاحب موسى عليه السلام بأنه الخضر، فقد جاء هذا الاسم صريحاً على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما رواه البخاري(4) ، أو كان له شاهد من الشرع يؤيده وهذا القسم صحيح مقبول.
* القسم الثاني: ما يعلم كذبه بأنه يناقض ما عرفناه من شرعنا، أو كان لا يتفق مع العقل، وهذا القسم لا يصح قبوله.
* القسم الثالث: ما هو مسكوتٌ عنه، لا هو من قبيل الأول ولا هو من قبيل الثاني، وهذا القسم نتوقف فيه، فلا نؤمن به ولا نكذبه، وتجوز حكايته لما تقدم من قوله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم "(5).
وهذا القسم غالبه مما ليس فيه فائدة تعود إلى أمر ديني، ولهذا يختلف علماء أهل الكتاب في مثل هذا اختلافاً كثيراً، ويأتي عن المفسرين خلافٌ بسبب ذلك، كما يذكرون في مثل هذا أسماء أصحاب أهل الكهف.(1/3)
ثم إذا جاء شيء من هذا القبيل - أعني ما سكت عنه الشرع ولم يكن فيه ما يؤيده أو يفنده – عن أحدٍ من الصحابة – الذين لم يكونوا قبل إسلامهم من أهل الكتاب – بطريق صحيح ؛ فإن كان قد جزم به فهو كالقسم الأول يقبل ولا يرد، لأنه لا يعقل أن يكون قد أخذه عن أهل الكتاب بعد ما علم من نهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تصديقهم، وإن كان لم يجزم به فالنفس أسكن إلى قبوله ؛ لأن احتمال أن يكون الصحابي قد سمعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - أو ممن سمعه منه أقوى من احتمال السماع من أهل الكتاب، ولاسيما بعد ما تقرر من أن أخذ الصحابة عن أهل الكتاب كان قليلاً بالنسبة لغيرهم من التابعين ومن يليهم.
أما إن جاء شيء من هذا عن بعض التابعين فهو مما يتوقف فيه ولا يحكم عليه بصدق ولا كذب، وذلك لقوة احتمال السماع من أهل الكتاب ؛ لما عرفوا به من كثرة الأخذ عنهم(6).
وبعد: فهذه هي الإسرائيليات، وهذه هي أقسامها وحكم كل قسم منها فلم يبق بعد ذلك مقال لمغرض أو مبطل أن يطعن في نقلها من الكتب السابقة، وإنما تكون الملامة على من قبلها دون تمحيص ولم يميز بين ما يقبل منها وما يرد، وكذا تكون الملامة على من حشر كتبه منها، وجعلها تفسيراً لكلام الله تعالى كما صنعه جماعة من المفسرين عفا الله عنا وعنهم أجمعين.
الفصل الأول:
ذكر الداخلين في الإسلام من الصحابة الكرام
قبل الشروع في سياق تفاصيل هذا الفصل لا بد من الإشارة إلى منزلة الصحابة رضوان الله عليهم، إذ هم عدول بتعديل الله جل وعلا لهم، وثناء رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم. ولو أردنا ذكر النصوص الواردة في فضلهم كتاباً وسنة لطال بنا المقام ولكن أشير إلى بعضها..
* يقول الله تعالى { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم} (التوبة:100).(1/4)
* وروى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه"(7).
فهذه النصوص وأمثالها كثير توضح بجلاء منزلة أولئك الصحب الأطهار(8). فيا بؤس من ينتقصهم، ويا شقاوة من يبغضهم أو يثلبهم، و إلا كيف يطيب لمن يحب الله تعالى ويؤمن به ويحب رسول الله ويتبعه أن يجترئ على نقلة الوحي وحُرّاس الشريعة رضوان الله عليهم أجمعين، الذين اختارهم الله لصحبة نبيه، ثم ارتضاهم نبيه- صلى الله عليه وسلم - ليكونوا له أصحاباً وأعواناً وحواريين.
المبحث الأول: في ذكر الطعون التي وجهت إليهم:
إن أكثر الطاعنين في الصحابة الكرام هم الرافضة، ولا عجب في ذلك فإنهم يكفرون عامة الصحابة رضوان الله تعالى عليهم.. يقول أحد أعلامهم والملقب بالشيخ المفيد:
" إن الصحابة قد ارتدوا جميعاً بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا ثلاثة _ أي زيادة على آل البيت _ وهؤلاء الثلاثة هم: سلمان الفارسي والمقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري، ثم ذكر أن أربعة آخرين قد لحقوا بهم ؛ وهم: عمار بن ياسر وأبو ساسان الأنصاري وحذيفة وأبو عمرة. فصاروا سبعة "(9).
وإن من أبلغ الردود عليهم ما قاله الإمام أبو زرعة الرازي رحمه الله:
" إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول - صلى الله عليه وسلم - فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة "(10).(1/5)
إذا علم موقفهم هذا، وموقف أئمة السنة من اعتقادهم في الصحابة فلا ينبغي التشاغل بالرد على طعونهم في أفراد الصحابة وآحادهم، إلا أن الذي دفعنا هنا لسياق كلامهم والرد عليهم لاعتماد بعض الجهلة وأصحاب الأهواء على كلامهم في بعض الصحابة ومنهم عبدالله بن سلام - رضي الله عنه -.. وممن وقفت له على كلام فيه - رضي الله عنه -.
أولاً: الرافضة , ومنهم هاشم بن معروف الحسيني إذ يقول:
" إن أعداداً من الذين اعتُبروا من الصحابة أو دخلوا الإسلام في تلك الفترة وبعد وفاة الرسول مباشرة كانوا من النصارى واليهود والمجوس أمثال التابعي كعب الأحبار ووهب بن منبه والصحابي عبدالله بن سلام الإسرائيلي وغيرهم من الذين لبسوا المسوح وتظاهروا بالإسلام قصدوا التشويش والتخريب كان سلاحهم هو إدخال الأساطير والخرافات بين تعاليم الإسلام وأحاديث الرسول بغية تصوير الإسلام وكأنه يقوم على مجموعة من الخرافات والأوهام التي تنفر منها الطباع ولا تستسيغها العقول "(11).
ثانياً: أتباع المدرسة العقلية الحديثة، ومنهم : الدكتور سليمان حريتاني:
إذ يقول بعد نقله عمن سبق: " وتسربت إلى الحديث بواسطة هؤلاء وسواهم من اليهود الذين أسلموا طائفة من المرويات وأقاصيص التلمود (الإسرائيليات) التي ما لبثت أن أصبحت جزءاً من الأخبار الدينية والتاريخية، ولولا أنهم أسندوا تلك المرويات إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أو إلى أحد من الصحابة لأحبطت الغاية من إدخالها ولم يقبل بها أحد "(12).
ومنهم: الدكتور أحمد أمين:
ذكره هو وآخرين في موضع الذم فقال:
" اتصل بعض الصحابة بوهب بن منبه وكعب الأحبار وعبدالله بن سلام واتصل التابعون بابن جريج وهؤلاء كانت لهم معلومات يروونها عن التوراة والإنجيل "(13).(1/6)
قلت: ولا يخفى مقدار الجهل الوارد في هذا الكلام، فما علاقة هؤلاء بالإنجيل، ثم أين وهب من رواية الصحابة عنه ؟ ثم ما علاقة ابن جريج بما زعمه ؟ وحقاً كما قيل: من دخل في غير فنه أتى بالعجائب.
ومنهم أيضا: محمود أبو ريه.
نقل كلام أحمد أمين الآنف الذكر ثم قال:
"أخذ أولئك الأحبار يبثون في الدين الإسلامي أكاذيب وترهات يزعمون مرة أنها في كتابهم ومن مكنون علمهم ويدعون أخرى أنها مما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم وهي في الحقيقة من مفترياتهم "(14).
وللرد على هؤلاء الجهلاء يقال , ما قاله العلامة عبد الرحمن المعلمي رحمه الله:
" أما عبدالله بن سلام فصحابي جليل أسلم مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة وشهد له النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنة, كما ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث سعد بن أبي وقاص وغيره. وحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قليلاً جداً، وقلّما ذكر عن كتب أهل الكتاب، وما ثبت عنه من ذلك فهو مصدق به حتماً وإن لم يوجد في كتب أهل الكتاب الآن ؛ إذ قد ثبت أن كثيراً من كتبهم انقرضت،ولا يسيء الظن بعبدالله بن سلام إلا جاهل أو مكذب لله ورسوله"(15)
وما قاله الدكتور محمد أبو شهبة رحمه الله:
" ولم أر أحداً من علماء الجرح والتعديل وأئمة العلم والدين تناوله أو ذكر فيه ما يخدش في عدالته إلا ما كان من الكتاب المتأخرين الذين تأثروا بكلام المستشرقين(16) وأتباعهم، ونوايا المستشرقين ولاسيما اليهود منهم نحو الإسلام والنبي والصحابة موسومة بالخبث والعداوة وسوء الظن، ولا أدري كيف نعدل عن كلام الأئمة الأثبات ونأخذ بكلام المستشرقين "(17).
قلت: ولسنا بحاجة إلى تطويل الكلام في الرد على هؤلاء الطغام بعد ما علم من مكانة الصحابة الكرام، واتضاح منزلتهم في دين الإسلام، فماذا بعد الحق إلا الضلال..
الفصل الثاني: ذكر الداخلين في الإسلام من التابعين.
المبحث الأول / كعب الأحبار رحمه الله:(1/7)
المطلب الأول / في ذكر الطعون التي وجهت إليه:
لقد تنوعت مشارب الطاعنين فيه، واختلفت أغراضهم ومقاصدهم، ولكني أزعم أن عامة ما وجه إليه وإلى من قبله من الصحابة إنما هو مزيج من طعون المستشرقين والرافضة الحاقدين ؛ اجترّها جماعة من أنصار المدرسة العقلية بعضهم بخبث وسوء طوية، وبعضهم بغفلة وانسياق وراء الشبهة.
وسأذكر الطاعنين فيه وعباراتهم في مقام واحد:
أولاً: أتباع المدرسة العقلية الحديثة: ومنهم: محمود أبو رية:
لقد صنف هذا الرجل كتاباً أسماه (أضواء على السنة المحمدية) وما هو إلا ظلمات وترهات، قال فيه بشناعات كثيرة وخزعبلات ساقطة حتى انبرى للرد عليه جماعة من أهل العلم(18), وظني أنه اقتات فيه على فتات الرافضة والمستشرقين كما أسلفت، وليس له فيه سوى الرصف والتسويد، ولقد شحن كتابه بثلب عدد من الصحابة الكرام والتابعين لهم بإحسان كما مضى, وكان لكعب الأحبار نصيب وافر وقسط كبير من سبه واتهامه بالنفاق, وعند الله تجتمع الخصوم.
واستيعاب كلام هذا الأفاك الأثيم بعيد المنال وحسبي أن أذكر بعض طعونه في كعب رحمه الله:
? قال: أخذ أولئك الأحبار يبثون في الدين الإسلامي أكاذيب وترهات يدعون مرة أنها في كتابهم ومن مكنون علمهم, ويدعون أخرى أنها مما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم وهي في الحقيقة من مفترياتهم(19).
? وقال: لما قدم كعب إلى المدينة في عهد عمر وأظهر إسلامه أخذ يعمل في دهاء ومكر, ولما أسلم من أجله من إفساد الدين وافتراء الكذب على النبي - صلى الله عليه وسلم -(20).
? وقال: وقد استطاع أن يدس من الخرافات والأوهام والأكاذيب في الدين ما امتلأت به كتب التفسير والحديث فشوهتها وأدخلت الشك إليها(21).
ومنهم: الدكتور أحمد أمين:(1/8)
والدكتور أحمد أمين رغم سوء صنيعه وعظم تخبطه لا يبلغ مبلغ أبي رية من الكيد والخبث إلا أن ما قاله مؤذن بجهل فاضح, يقول: وقد لاحظ بعض الباحثين أن بعض الثقات كابن قتيبة والنووي لا يروى عنه أبداً وابن جرير الطبري يروي عنه قليلا ، ولكن غيرهم كالثعلبي والكسائي ينقل عنه كثيراً في قصص الأنبياء.....ثم ذكر قصة حول مقتل عمر حتى قال: وهذه القصة إن صحت دلت على وقوف كعب على مكيدة قتل عمر، ثم وضعها هو في هذه الصيغة الإسرائيلية، كما تدلنا على مقدار اختلاقه فيما ينقل. وعلى الجملة فقد دخل على المسلمين من هؤلاء وأمثالهم – يريد كعباً ووهباً وغيرهما من أهل الكتاب – في عقيدتهم وعلمهم كثير كان له فيهم أثر غير صالح(22).
ومنهم: السيد محمد رشيد رضا..
رغم حسن ظننا به إلا أنه تأثر بالمدرسة العقلية تأثراً كبيراً، وكيف لا يكون الأمر كذلك وهو التلميذ البار للأستاذ محمد عبده الذي هو نتاج مدرسة جمال الدين الأفغاني، مع حفظ الفروق بين الأعلام الثلاثة، إلا أننا نجد الأستاذ رشيد رضا يشذ شذوذاً بيناً, ويرمي كعباً ووهباً بما هما بريئان منه , ومع الأسف ؛ فقد تسلق على كلامه وتبناه الهالك محمود أبو ريه، ومن كلام رشيد رضا قوله: إن كعب الأحبار كان من زنادقة اليهود الذين أظهروا الإسلام والعبادة لتقبل أقوالهم في الدين، وقد راجت دسائسه وانخدع بها بعض الصحابة فرووا عنه وتناقلوا مروياته بدون إسناد إليه حتى ظن بعض التابعين ومن بعدهم أنها مما سمعوه من النبي - صلى الله عليه وسلم - (23).
وقال في موضع آخر: إن شر رواة هذه الإسرائيليات أو أشدهم تلبيساً وخداعاً للمسلمين وهب بن منبه وكعب الأحبار، فلا تجد خرافة دخلت في كتب التفسير والتاريخ الإسلامي في أمور الخلق والتكوين والأنبياء وأقوالهم والفتن والساعة والآخرة إلا منهما مضرب المثل(24).(1/9)
قلت: هذا بعض كلامه، وله في مقدمة تفسيره المنار ومواضع أخرى منه كلام قريب من هذا يغني عنه ما نقلت آنفاً.
وهو في كل ما قال متعدٍ ظالم لهما، بل متهم للصحابة بالغفلة والسذاجة.
ثانيا: طائفة الرافضة:
وقد طالعت مواقع كثيرة لهم عبر الشبكة العالمية فهالني كثرة كلامهم عنه، ووقيعتهم فيه، وظهر لي بجلاء أن مصدر كثير من الطعون السابقة هم الرافضة السبابة المكفرة لخير البشر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكل ما سقته من تهم وافتراءات لا وزن له عند علماء النقد العارفين، فمن يكون هؤلاء إذا عورضت أقوالهم بأقوال أئمة الجرح والتعديل وأجلهم صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -..
وقبل أن أنتقل إلى المطلب الثاني أورد على كلام هؤلاء ومن يردد كلامهم بعض الأسئلة تكون جواباً على ما ذكروا:
* هل ما نقله كعب رحمه الله ورواه ادّعى نسبته إلى دين الإسلام وأسنده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يتهم بالزندقة ؟
* ثم هل ما رواه الصحابة عنه نسبوه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك ؟ فإن كانوا يزعمون ذلك فهذه ردة عن الإسلام باتهامهم صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تأييداً منهم لما سمعوه من كعب ؟.
إن الجواب الذي لا مرية فيه: أن كعب الأحبار نقل من الكتب السابقة نقلاً صريحاً بحكم معرفته بها، ثم سمع من سمع من الصحابة وغيرهم، ورووه على أنه من أخبار بني إسرائيل، ولم يرفعوه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ثم جاء بعدهم بعض من ألف من العلماء وخاصة من تناول القرآن بالتفسير والبيان وساق جملة من تلك الإسرائيليات استئناساً منه بها.. هذا غاية ما في الأمر. وقد مضت الإشارة إلى غلط هذا الصنيع، وليس وراء هذه النتيجة إلا مزايدات ومغالطات فجة، ورجم بالغيب، وانتقاص للأعراض بغير حق.
المطلب الثاني / في التعريف بكعب الأحبار رحمه الله:
ـ اسمه ونسبه:(1/10)
هو كعب بن ماتع الحميري، أبو إسحاق، المعروف بكعب الأحبار من آل ذي رعين، ويقال من ذي الكلاع ثم من بني ميتم.
أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأسلم في خلافة أبي بكر الصديق ويقال في خلافة عمر بن الخطاب، ويقال أدرك الجاهلية ؛ وعليه فهو من المخضرمين.
ـ من روى عنهم العلم:
روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا، وعن صهيب الرومي وعمر بن الخطاب وعائشة أم المؤمنين، ومات قبلها.
ـ من روى عنه العلم :
روى عنه أسلم مولى عمر بن الخطاب وسعيد بن المسيب وعبدالله بن الزبير بن العوام وعبدالله بن عباس وعبدالله بن عمر بن الخطاب وعطاء بن أبي رباح ومعاوية بن أبي سفيان وأبو هريرة وغيرهم.
ـ ثناء العلماء عليه:
* ذكره أبو الدرداء - رضي الله عنه - فقال: إن عند ابن الحميرية لعلماً كثيراً.
* وقال معاوية رضي الله عنه: ألا إن أبا الدرداء أحد الحكماء، ألا إن عمرو بن العاص أحد الحكماء، ألا إن كعب الأحبار أحد العلماء، إن كان عنده لعلم كالثمار وإن كنا فيه لمفرطين(25).
وأطبقت كلمة العارفين به على قبوله وعدم التعرض له إلا ما سوف يأتي:
يقول العلامة عبد الرحمن المعلمي رحمة الله:
لكعب ترجمة في تهذيب التهذيب، وليس فيها عن أحد من المتقدمين توثيقه، إنما فيها ثناء بعض الصحابة عليه بالعلم، وكان المزي علم عليه علامة الشيخين مع أنه إنما جرى ذكره في الصحيحين عرضاً لم يسند من طريقه شيء من الحديث فيهما ولا أعرف له رواية يحتاج إليها أهل العلم فأما ما كان يحكيه عن الكتب القديمة فليس بحجة عن أحد من المسلمين وإن حكاه بعض السلف لمناسبته عنده لما ذكر في القرآن.(1/11)
وبعد فليس كل ما نسب إلى كعب في الكتب بثابت عنه فإن الكذابين من بعده قد نسبوا إليه أشياء كثيرة لم يقلها، وما صح عنه من الأقوال ولم يوجد في كتب أهل الكتاب الآن ليس بحجة واضحة على كذبه فإن كثيراً من كتبهم انقرضت نسخها ثم لم يزالوا يحرفون ويبدلون وممن ذكر ذلك السيد رشيد رضا في مواضع من التفسير وغيره أ. هـ (26).
شبهة وجوابها:
احتج بعض من طعن في كعب بما رواه البخاري عن معاوية رضي الله عنه: أنه ذكر كعب الأحبار فقال: إن كان من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن الكتاب وإن كنا مع ذلك لنبلوا عليه الكذب(27).
وقد أجاب العلماء عن هذه بأجوبة منها ما ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله بقوله:
قال ابن التين: وهذا نحو قول ابن عباس في حق كعب المذكور بدّل من قبله فوقع في الكذب قال: والمراد بالمحدثين: أنداد كعب ممن كان من أهل الكتاب وأسلم فكان يحدث عنهم وكذا من نظر في كتبهم فحدث عما فيها، قال: ولعلهم كانوا مثل كعب إلا أن كعباً كان أشد منهم بصيرة وأعرف بما يتوقاه. وقال ابن حبان في كتاب الثقات : أراد معاوية إنه يخطئ أحيانا فيما يخبر به ولم يرد أنه كان كذاباً. وقال غيره: الضمير في قوله (لنبلو عليه) للكتاب لا لكعب؛ وإنما يقع في كتابهم الكذب لكونهم بدلوه وحرفوه، وقال عياض: يصح عوده على الكتاب ويصح عوده على كعب وعلى حديثه وإن لم يقصد الكذب ويتعمده إذ لا يشترط في مسمى الكذب التعمد بل هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه وليس فيه تجريح لكعب بالكذب.
وقال ابن الجوزي: المعنى أن بعض الذي يخبر به كعب عن أهل الكتاب يكون كذباً لا أنه يتعمد الكذب وإلا فقد كان كعب من أخيار الأحبار أ.هـ(28).
ويقول الحافظ ابن كثير رحمه الله:(1/12)
وهذا الذي أنكره معاوية - رضي الله عنه - على كعب الأحبار هو الصواب، والحق مع معاوية في هذا الإنكار فإن معاوية كان يقول عن كعب: إن كنا لنبلو عليه الكذب يعني: فيما نقله لا أنه كان يتعمد نقل ما ليس في صحفه ولكن الشأن في صحفه أنها من الإسرائليات التي غالبها مبدل مصحف محرف مختلق, ولا حاجة لنا مع خبر الله تعالى ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى شيء منها بالكلية فإنه دخل منها على الناس شر كثير وفساد عريض أ. هـ(29).
قلت: وعامة من طعن في كعب يتذرع بأن ما نقله كعب فيه دس وتشويش والحق أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد وضع لنا قاعدة محكمة نرجع إليها في عامة الروايات الإسرائيلية سواء ما رواه كعب أو رواه غيره من أهل الكتاب وهي ما رواه البخاري مرفوعا ـ كما مضى : (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون).
وجماع هذه القاعدة:
تصديق ما صدقه الشرع الإسلامي ـ مما جاء عنهم، وتكذيب ما كذبه ـ مما جاء عنهم، والتوقف فيما سوى ذلك.
نعود إلى الثناء على كعب بسياق ما قاله فيه الحافظ الذهبي رحمه الله:
العلامة الحبر جالس أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان يحدثهم عن الكتب الإسرائيلية ويحفظ عجائب ويأخذ بالسنن عن الصحابة وكان حسن الإسلام متين الديانة من نبلاء العلماء وكان خبيراً بكتب اليهود له ذوق في معرفة صحيحها من باطلها في الجملة أ. هـ(30)
ـ وفاته: توفي رحمه الله بحمص ذاهباً للغزو في أواخر خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه قال ابن حبان: مات سنة 34هـ وقد بلغ (104) سنوات(31).
الخاتمة:
الحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وسراً وجهراً الحمد لله على ما
من به من إتمام هذا العمل الذي أحتسب على الله أجره في الدارين.
ـ لقد تناولنا في هذا البحث أنموذجين من رجالات خير القرون من الذين ذاقوا حلاوة الإيمان بعد أن عرفوا الباطل سنوات.(1/13)
ـ إن من تناولهم هذا البحث هم بعض من دخل في دين الإسلام وكان على دين اليهودية وهما :
(*) الصحابي الجليل عبد الله بن سلام رضي الله عنه.
(*) والتابعي المبارك كعب الأحبار رحمه الله.
ـ وقد خلصت هذه الدراسة الموجزة إلى إبراز مكانتهما من حيث العدالة والعلم والمنزلة، وأوضحت مقدار المكر والكيد الذي يحاك ضد أعلام الأمة تحت شعارات مختلفة ودعاوى متباينة يجمعها جميعاً إسقاط الثقة بالعدول النقلة مما يفضي إلى التشكيك في مصادر التشريع الإسلامي.
وإني أوصي في خاتمة هذا البحث بأن يقوم بعض الباحثين بجمع تراجم الأعلام الذين أسلموا في صدر الإسلام وكانوا من قبل على اليهودية أو النصرانية والتعريف بهم ومحاولة استخلاص الدروس المستفادة من سيرتهم وهم كثر بحمد الله. والحمد أولا وآخرا، وصلاة وسلاما على خير الورى، ومصباح الدجى، وعلى آله وصحبه، ومن اقتدى.
أ. الحواشي
(1) وينظر (صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتاب والسنة) لعيادة الكبيسي (ص21)
(2) رواه أحمد(2/159) وهو صحيح على شرط البخاري.
(3) رواه البخاري (8/129 فتح)
(4) رواه البخاري في كتاب التفسير (8/297 فتح الباري)
(5) سبق تخريجه
(6) أصل الكلام لابن تيمية في مقدمة في أصول التفسير (ص13-ص14، ص26 – ص27) وتوسع فيه على هذا النحو الدكتور محمد حسين الذهبي في التفسير والمفسرون (1/179 -180)
(7) البخاري في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (2/292) ومسلم في فضائل الصحابة (4/1967)
(8) ينظر في مكانة الصحابة وفضلهم: صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتاب والسنة للأستاذ عيادة الكبيسي
(9) ينظر الاختصاص للشيخ المفيد (ص4 وص17)
(10) رواه الخطيب في الكفاية (ص97)
(11) الموضوعات في الآثار والأخبار لهاشم الحسيني (ص106 – ص 108) وعلى كلامه إضافات وشرح من صاحب توظيف المحرم (ص86 – ص88)
(12)) توظيف المحرم لحريتاني 88.
(13) فجر الإسلام (ص199).(1/14)
(14) أضواء على السنة المحمدية (ص 110).
(15) الأنوار الكاشفة (ص 97).
(16)) وبكلام الرافضة أيضاً كما مضى.
(17) الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير لأبي شهبة(ص100).
(18) ممن رد عليه العلامة محمد عبد الرزاق حمزة والعلامة عبد الرحمن بن يحي المعلمي في الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من الزل والتظليل والمجازفة والأستاذ الدكتور محمد بن محمد أبو شهبه في دفاع عن السنة رحمهم الله جميعا .
(19) أضواء على السنة. (ص 110) .
(20) أضواء على السنة. (ص 115) .
(21) أضواء على السنة. (ص 126).
(22) فجر الإسلام (ص 198).
(23) مجلة المنار (27 / 541).
(24) مجلة المنار (27 / 783) وقد طار بهذا الكلام بعض العصرانيين الجدد فأورده في كتاب له مليء بالضلالات والجهالات وهو الدكتور سليمان حريتاني في كتابه توظيف المحرم (ص89) والكتاب فيه مجازفات وضلالات في مواضع غير قليلة منه يحتاج إلى نقد ورد.
(25) تنظر ترجمته في طبقات ابن سعد (7 / 445)،و ثقات ابن حبان(5/333)، حلية الأولياء (5/364) و(6/3 – 47)، سير أعلام النبلاء (3 / 489)، تذكرة الحافظ (1/ 52)، تهذيب الكمال (24/ 189)، تهذيب التهذيب (8 / 438)
(26) الأنوار الكاشفة ص 99.
(27) رواه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة (7361).
(28)) فتح الباري (13/334).
(29) تفسير ابن كثير (5 / 223).
(30) سير أعلام النبلاء (3 / 489 – 490).
(31) الثقات لا بن حبان (5 / 333) وينظر تهذيب الكمال للمزي (24 / 192 – 193).
ب. المصادر والمراجع
- الأصبهاني(1400هـ), أبو نعيم أحمد بن عبد الله, حلية الأولياء وطبقات الأصفياء, الطبعة الثالثة, دار الكتاب العربي, بيروت- لبنان.
- أمين, فجر الإسلام, د.ت,د.ط, دار الكتاب العربي, بيروت- لبنان.
- البخاري, محمد بن إسماعيل, التاريخ الصغير, تح محمود إبراهيم زايد, د.ت, د.ط, دار زايد, بيروت- لبنان.(1/15)
- البستي(1393هـ), محمد بن حبّان بن أحمد, الثقات, الطبعة الأولى, , مجلس دائرة المعارف العثمانية, حيدر أباد الدكن- الهند.
- الغدادي, الكفاية في علم الرواية, الحافظ أبو بكر بن علي الخطيب, د.ت, د.ط, دار ابن تيمية, القاهرة- مصر.
- الترمذي, الجامع الصحيح(سنن الترمذي), أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة, تح أحمد محمد شاكر, د.ت, د.ط, دار الكتب العلمية, بيروت- لبنان.
- ابن حجر, شهاب الدين الحافظ أحمد بن علي بن محمد, الإصابة في تمييز الصحابة, د.ت, د.ط, دار الكتب العلمية, بيروت- لبنان.
- حريتاني, سليمان, توظيف المحرم,د.ت, د.ط, دار الحصاد, سوريا.
- الحسيني, هاشم, الموضوعات في الآثار والأخبار, د.ت, د.ط, دار المعارف, بيروت- لبنان.
- حنبل, الإمام أحمد, المسند, د.ت, د.ط, د.م, دار الفكر العربي.
- الذهبي, أبو عبدالله شمس الدين محمد, تذكرة الحفاظ, د.ت, د.ط, د.م, دار إحياء التراث العربي.
- الذهبي(1406هـ), أبو عبدالله شمس الدين محمد, سير أعلام النبلاء, تح شعيب الأرناؤوط وجماعة, الطبعة الرابعة, مؤسسة الرسالة, بيروت- لبنان.
- الذهبي(1396هـ), محمد حسين, التفسير والمفسرون, دار السعادة, مصر.
- أبو رية, محمود, أضواء على السنّة المحمّدية, د.ط, مؤسسة الأعلمي, بيروت- لبنان.
- ابن سعد(1408هـ), الطبقات الكبرى, تح زياد محمد منصور, الطبعة الثانية, مكتبة العلوم والحكم, المدينة المنورة.
- أبو شهبة(1408هـ), محمد بن محمد, الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير, الطبعة الرابعة, مكتبة السنة, القاهرة- مصر.
- أبو شهبة, محمد بن محمد, دفاع عن السنة, د.ت, د.ط, د.م,مكتبة السنة.
- الطبري(1405هـ), محمد بن جرير, جامع البيان عن تأويل آي القرآن, دار الفكر, بيروت- لبنان.
- العسقلاني(1327هـ), أحمد بن علي بن حجر, تهذيب التهذيب, الطبعة الأولى, دار المعارف النظامية, حيدر أباد الدكن- الهند.(1/16)
- العسقلاني, أحمد بن علي بن حجر, فتح الباري شرح صحيح البخاري, تح عبد العزيز بن باز, د.ت, د.ط, دار الفكر , دمشق.
- العكبري, محمد بن محمد(الشيخ المفيد), الاختصاص, د.ت, د.ط, المطبعة الحيدرية, النجف.
- الكبيسي, عبادة, صحابة رسول الله في الكتاب والسنة, د.ت, د.ط, دار القلم, دمشق.
- ابن كثير(1412هـ), أبو الفداء, تفسير القرآن العظيم, تح سامي السلامة, الطبعة الأولى, دار طيبة, الرياض.
- المزي(1406هـ), جمال الدين أبو الحجاج يوسف, تح بشار عواد, الطبعة الرابعة, مؤسسة الرسالة, بيروت- لبنان.
- مسلم, ابن الحجاج القشيري النيسابوري, صحيح مسلم بشرح النووي, تح محمد فؤاد عبد الباقي, دار إحياء التراث العربي, بيروت- لبنان.
ج. المجلات
- مجلة المنار, لمحمد رشيد رضا, مطبعة المنار, مصر(1/17)