مدروس، ويجب إيجاد مخططات ولو كانت لخمسمئة عام مقبل فضلاً عن خمسين سنة؛ فنحن ورثة ملايين الشهداء الذين قُتلوا بيد الشياطين المتأسلمين (السنة) وجرت دماؤهم منذ وفاة الرسول في مجرى التاريخ إلى يومنا هذا، ولم تجف هذه الدماء ليعتقد كل من يسمى مسلماً بـ(علي وأهل بيت رسول الله) ويعترف بأخطاء أجداده، ويعترف بالتشيُّع كوارث أصيل للإسلام. مراحل مهمة في طريقنا : أولاً : ليس لدينا مشكلة في ترويج المذهب في أفغانستان وباكستان وتركيا والعراق والبحرين، وسنجعل الخطة العشرية الثانية هي الأولى في هذه الدول الخمس، وعلى ذلك فمن واجب مهاجرينا - العملاء - المكلفين في بقية الدول ثلاثة أشياء:(82/93)
1 - شراء الأراضي والبيوت والشقق، وإيجاد العمل ومتطلبات الحياة وإمكانياتها لأبناء مذهبهم ليعيشوا في تلك البيوت ويزيدوا عدد السكان. 2 - العلاقة والصداقة مع أصحاب رؤوس الأموال في السوق والموظفين الإداريين خاصة الرؤوس الكبار والمشاهير والأفراد الذين يتمتعون بنفوذ وافر في الدوائر الحكومية. 3 - هناك في بعض هذ الدول قرى متفرقة في طور البناء، وهناك خطط لبناء عشرات القرى والنواحي والمدن الصغيرة الأخرى، فيجب أن يشتري هؤلاء المهاجرون العملاء الذين أرسلناهم أكبر عدد ممكن من البيوت في تلك القرى ويبيعوا ذلك بسعر مناسب للأفراد والأشخاص الذين باعوا ممتلكاتهم في مراكز المدن، وبهذه الخطة تكون المدن ذات الكثافة السكانية قد أُخرجت من أيديهم. ثانياً : يجب حث الناس (الشيعة) على احترام القانون وطاعة منفذي القانون وموظفي الدولة، والحصول على تراخيص رسمية للاحتفالات المذهبية - وبكل تواضع - وبناء المساجد والحسينيات؛ لأن هذه التراخيص الرسمية سوف تطرح مستقبلاً على اعتبار أنها وثائق رسمية. ولإيجاد الأعمال الحرة يجب أن نفكر في الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية لنجعلها موضع المناقشة في المواقع الحساسة، ويجب على الأفراد في هاتين المرحلتين أن يسعوا للحصول على جنسية البلاد التي يقيمون فيها باستغلال الأصدقاء وتقديم الهدايا الثمينة، وعليهم أن يرغبوا الشباب بالعمل في الوظائف الحكومية والانخراط خاصة في سلك الجندية. وفي النصف الثاني من هذه الخطة العشرية يجب - بطريقة سرية وغير مباشرة - استثارة علماء السنة والوهابية ضد الفساد الاجتماعي والأعمال المخالفة للإسلام الموجودة بكثرة في تلك البلاد، وذلك عبر توزيع منشورات انتقادية باسم بعض السلطات الدينية والشخصيات المذهبية من البلاد الأخرى، ولا ريب أن هذا سيكون سبباً في إثارة أعداد كبيرة من تلك الشعوب، وفي النهاية إما أن يلقوا القبض على تلك القيادات الدينية أو الشخصيات(82/94)
المذهبية أو أنهم سيكذبون كل ما نشر بأسمائهم وسوف يدافع المتدينون عن تلك المنشورات بشدة بالغة وستقع أعمال مريبة وستؤدي إلى إيقاف عدد من المسؤولين السابقين أو تبديلهم، وهذه الأعمال ستكون سبباً في سوء ظن الحكام بجميع المتدينين في بلادهم؛ وهم لذلك سوف لن يعملوا على نشر الدين وبناء المساجد والأماكن الدينية، وسوف يعتبرون كل الخطابات الدينية والاحتفالات المذهبية أعمالاً مناهضة لنظامهم، وفضلاً عن هذا سينمو الحقد والنفرة بين العلماء والحكام في تلك البلاد؛ وحتى أهل السنة والوهابية سيفقدون حماية مراكزهم الداخلية ولن يكون لهم حماية خارجية إطلاقاً. ثالثاً : وفي هذه المرحلة حيث تكون ترسخت صداقة عملائنا لأصحاب رؤوس الأموال والموظفين الكبار، ومنهم عدد كبير في السلك العسكري والقوى التنفيذية وهم يعملون بكل هدوء ودأب، ولا يتدخلون في الأنشطة الدينية، فسوف يطمئن لهم الحكام أكثر من ذي قبل، وفي هذه المرحلة حيث تنشأ خلافات وفرقة وكدر بين أهل الدين والحكام فإنه يتوجب على بعض مشايخنا المشهورين من أهل تلك البلاد أن يعلنوا ولاءهم ودفاعه عن حكام هذه البلاد وخاصة في المواسم المذهبية، ويبرزوا التشيع كمذهب لا خطر منه عليهم، وإذا أمكنهم أن يعلنوا ذلك للناس عبر وسائل الإعلام فعليهم ألا يترددوا ليلفتوا نظر الحكام ويحوزوا على رضاهم فيقلدوهم الوظائف الحكومية دون خوف منهم أو وجل. وفي هذه المرحلة ومع حدوث تحولات في الموانئ والجزر والمدن الأخرى في بلادنا، إضافة إلى الأرصدة البنكية التي سوف نستحدثها سيكون هناك مخططات لضرب الاقتصاد في دول الجوار، ولا شك في أن أصحاب رؤوس الأموال وفي سبيل الربح والأمن والثبات الاقتصادي سوف يرسلون جميع أرصدتهم إلى بلدنا؛ وعندما نجعل الآخرين أحراراً في جميع الأعمال التجارية والأرصدة البنكية في بلادنا فإن بلادهم سوف ترحب بمواطنينا وتمنحهم التسهيلات الاقتصادية للاستثمار. رابعاً : وفي(82/95)
المرحلة الرابعة سيكون قد تهيأ أمامنا دول بين علمائها وحكامها مشاحنات، والتجار فيها على وشك الإفلاس والفرار، والناس مضطربون ومستعدون لبيع ممتلكاتهم بنصف قيمتها ليتمكنوا من السفر إلى أماكن آمنة؛ وفي وسط هذه المعمعة فإن عملائنا ومهاجرينا سيعتبرون وحدهم حماة السلطة والحكم، وإذا عمل هؤلاء العملاء بيقظة فسيمكنهم أن يتبوؤوا كبرى الوظائف المدنية والعسكرية ويضيّقوا المسافة بينهم وبين المؤسسات الحاكمة والحكام، ومن مواقع كهذه يمكننا بسهولة بالغة أن نشي بالمخلصين لدى الحكام على أنهم خونة؛ وهذا سيؤدي إلى توقيفهم أو طردهم واستبدالهم بعناصرنا. ولهذا العمل ذاته ثمرتان إيجابيتان: أولاً : إن عناصرنا سيكسبون ثقة الحكام أكثر من ذي قبل. ثانياً : إن سخط أهل السنة على الحكم سيزداد بسبب ازدياد قدرة الشيعة في الدوائر الحكومية، وسيقوم أهل السنة من جراء هذا بأعمال مناوئة أكثر ضد الحكم، وفي هذه الفترة يتوجب على أفرادنا أن يقفوا إلى جانب الحكام، ويدعوا الناس إلى الصلح والهدوء، ويشتروا في الوقت نفسه بيوت الذين هم على وشك الفرار وأملاكهم. خامساً : وفي العشرية الخامسة فإن الجو سيكون قد أصبح مهيأ للثورة؛ لأننا أخذنا منهم العناصر الثلاثة التي اشتملت على: الأمن، والهدوء، والراحة، والهيئة الحاكمة ستبدو كسفينة وسط الطوفان مشرفة عى الغرق تقبل كل اقتراح للنجاة بأرواحها. وفي هذه سنقترح عبر شخصيات معتمدة ومشهورة تشكيل مجلس شعبي لتهدئة الأوضاع، وسنساعد الحكام في المراقبة على الدوائر وضبط البلد؛ ولا ريب أنهم سيقبلون ذلك، وسيحوز مرشحونا وبأكثرية مطلقة على معظم كراسي المجلس؛ وهذا الأمر سوف يسبب فرار التجار والعلماء حتى الخَدمَة المخلصين، وبذلك سوف نستطيع تصدير ثورتنا الإسلامية إلى بلاد كثيرة دون حرب أو إراقة دماء. وعلى فرض أن هذه الخطة لم تثمر في المرحلة العشرية الأخيرة فإنه يمكننا أن نقيم ثورة شعبية ونسلب السلطة من(82/96)
الحكام، وإذا كان في الظاهر أن عناصرنا - الشيعية - هم أهل تلك البلاد ومواطنوها وساكنوها، لكننا نكون قد قمنا بأداء الواجب أمام الله والدين وأمام مذهبنا، وليس من أهدافنا إيصال شخص معين إلى سدة الحكم - فإن الهدف هو فقط تصدير الثورة؛ وعندئذ نستطيع رفع لواء هذا الدين الإلهي، وأن نُظهر قيامنا في جميع الدول، وسنتقدم إلى عالم الكفر بقوة أكبر، ونزين العالم بنور الإسلام والتشيع حتى ظهور المهدي الموعود» ا هـ(1).
ويل للعرب من الذبح: ثم إن هناك من النصوص الشرعية لدينا ما يستوقفنا متسائلين عن مدى تطابقها مع الواقع، وحيث إن من اعتقادنا أن لا ننزل الأمور الغيبية على وقائع محددة بعينها، فسوف نورد هذه الأحاديث من باب التنبيه والاستشراف لا الجزم. فقد أخبر النبي ) صلى الله عليه وسلم (أن عدد العرب سيكون قليلاً في عهد المهدي عليه السلام كما في حديث أبي أمامة الباهلي، قال عليه الصلاة والسلام: «... فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه ـ يعني الدجال ـ فتنفي الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد ويُدعى ذلك اليوم يوم الخلاص، فقالت أم شريك بنت أبى العكر يا رسول الله فأين العرب يومئذ قال هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح، فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم..» الحديث(1). فالعرب الذين يزيد عددهم على المئتي مليون اليوم، سيكونون قلة!! وأغلبهم في بيت المقدس فكم هو العدد الذي يكون في مدينة واحدة من مدن المسلمين، وكم من القتل سيقع للعرب؟ وكما جاء في الحديث الآخر: «إن من اقتراب الساعة هلاك العرب»(2).(82/97)
وفي حديث أبي هريرة أن النبي ) صلى الله عليه وسلم (قال: «ويل للعرب من شر قد اقترب، ينقص العلم ويكثر الهرج، قلت يا رسول الله: وما الهرج؟ قال القتل(1). ولقد أشار حديث آخر إلى أنه قد يكون للفرس دخل في هذه المقتلة الكبيرة للعرب، حين قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ: «لعن الله كسرى!! إن أول الناس هلاكاً العرب، ثم أهل فارس»(2). فيا لله كم من التآمر الذي يحدث للمسلمين وهم غافلون، فالروافض تعد إمامها لقتل المسلمين، واليهود ينتظرون دجالهم لقتل المسلمين، والنصارى تنتظر مخلصها وملحمتها لقتل المسلمين!!! فاللهم نسألك السلامة والمعافاة، ونجاة عبادك المؤمنين، وأن تجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن ترد كيد الأعداء في نحورهم.
(1) البداية والنهاية، ج7/42. (2) البداية والنهاية، ج/4/268. (ü) لا شك أن هناك عدداً كبير من أهل فارس أسلموا وحسن إسلامهم، والمقصود بحديثنا هنا، رافضة أهل فارس (إيران) الذين يزعمون الإسلام وهم ألد أعداءه. (1) الغيبة للنعماني، ص 146. (2) تاريخ ما بعد الظهور، ص 482. (1) بحار الأنوار، ج13، ص 156، ط الحجر. (2 ، 3) تاريخ الظهور، ص 483. (4) تاريخ ما بعد الظهور، ص 558. (1) الغيبة للنعماني، ص153، بحار الأنوار، 52/353. (2) علل الشرائع، ص 299، عيون أخبار الرضا، 1/273، بحار الأنوار، 52/313. (3) الغيبة للنعماني، ص 154، بحار الأنوار، 52/354. (4) الغيبة للنعماني، ص 153، بحار الأنوار، 52/353. (1) الغيبة للنعماني، ص 153، بحار الأنوار، 52/353. (1) بحار الأنوار، 52/318، وهذه الرواية في بصائر الدرجات كما أشار إلى ذلك المجلسي. (2) بحار الأنوار، 52/231. (3) بحار الأنوار، 52/349. (4) بحار الأنوار، 52/313، 318. (5) الغيبة للنعماني، ص 155، بحار الأنوار، 52/349.(82/98)
(1) الغيبة للطوسي، ص 284، بحار الأنوار، 52/333. (2) الغيبة للنعماني، ص 137، بحار الأنوار، 52/114. (ü) انظر: د. عبد الله الغفاري، برتوكولات آيات قم، 79 ـ 88. (3) المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية/147. (1) انظر: علل الشرائع، ص 601، ط. نجف، وانظر: وسائل الشيعة، ج18، ص 463، والأنوار النعمانية، ج2، ص 308. (2) تهذيب الأحكام، ج4، ص 122، ط. طهران، والفيض الكاشاني في الوافي، ج6، ص 43، ط. طهران. (3) تحري الوسيلة، ج1، ص 352. (ü) انظر: مجدي محمد علي، انتصار الحق، دار طيبة، ط1/1418هـ، 156 ـ 163. (4) الكافي رقم (5)، ج3/410. (1) الكافي رقم (1)، ص 112. (ü) انظر: عبد الكريم محمد عبد الرؤوف، النصوص الفاضحة لعقائد الشيعة الاثنى عشرية، 191 ـ 194. (1) د. عبد الحليم البلوشي، رئيس رابطة أهل السنة في إيران - مكتب لندن - نشرت هذه الوثيقة، مجلة البيان اللندنية، العدد (123) 11/1418هـ - 3/1998م. (1) رواه ابن ماجه في الفتن، ح./4077، وأبو داود في الملاحم، ح./4321. (2) رواه الترمذي في المناقب، ح./3929.
(1) البخاري في العلم، ح./85، ومسلم في الفتن، ح./157، وأبو داود في الفتن والملاحم، ح./4249، وأحمد في باقي مسند المكثرين، ح./10543 واللفظ له. (2) رواه أحمد، ح./10277.
المحتوى الموضوع الصفحة
تمهيد
من تاريخ التقرب:
أ) ـ الخليفة العباسي الناصر
ـ الشيطان الرجيم الملقب بـ «الملك الرحيم»
ـ الوزير ابن العلقمي
ب) الدول الصفوية
ج) الدولة البهلوية
د) الدولة الخمينية
إيران الخاتمية: ـ من هو محمد خاتمي؟ ـ أي تغيير جاء به؟
الخاتمية والغرب:
أ ـ التحول الإيراني
ب ـ التحول الغربي حوار التقرب ...
دوافعه وشروطه:
أ ـ دوافع التقرب بين إيران والغرب
ب ـ شروط حوار التقرب المزعومة إيران ويهود
إيران والتقارب العربي قصة الحرب القادمة:
ـ قبل الحرب القادمة
ـ سيناريو الحرب بين الخيال والواقع(82/99)
ـ الاقتصاد المنهار ذريعة الحرب
ـ العلماء الروس في خدمة إيران
ـ التعاون الصيني الكوري
ـ أهداف برنامج الصواريخ
ـ احتلال البحرين
ـ اسحبوا قواتكم من الخليج
ـ احتلال الإمارات الأحلام الفارسية.. والأحقاد الباطنية .
المحتوى(82/100)