الخميني وتفضيل الأئمة على الأنبياء
محمد مال الله
مقدمة
الأئمة أفضل من الأنبياء عليهم السلام
إنكار الأنبياء ولاية علي والأئمة
تفضيل الخميني المهدي المنتظر على النبي والأنبياء
فشل النبي في دعوته، والذي ينجح في الدعوة هو الإمام المهدي !!
عيد المهدي المنتظر أكبر من عيد ميلاد النبي ( !!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين . . .
وبعد .
افتتن أكثر الشباب الإسلامي بشخصية الخميني واعتبروه الرجل الذي سوف يطبق الإسلام ويعيد له هيبته بل إن بعض الأشخاص قال بأنه بشارة المصطفى ( .
ولقد علمت أن بعض الاخوة الفلسطينيين قد اعتنقوا عقيدة التشيع التي ينادي بها الخميني. وذلك كله بعد أن صرح الخميني باستعداده بتحرير فلسطين ومساعدة المنظمة بكافة الإمكانيات المتاحة حتى ينالوا استقلالهم ويجلوا الصهاينة عن الأرض المغتصبة . وكان من سوء حظ المنظمة أنها بليت بزعماء همهم المتاجرة بالقضية الفلسطينية والإثراء عن طريقها وكان أحد زعماء المنظمة أول الزوار لطهران مهنئا الخميني ولما رجع من طهران خطب وحاضر في
جموعه مشيدا بمآثر الخميني وزهده وتواضعه وأنه جلس في بيته على الحصير يأكل من الزيتون والبيض معه .
من البيض والزيتون كان صاحبنا يستمد إلهاماته وخواطره ... أما عقيدة الخميني وكتبه ومخططاته فلا يعرف عنها شيئا... (1) .(1/1)
ومنذ أكثر من عام وفقني الله في تسطير رسالة متواضعة "موقف الخميني من أهل السنة " والحمد لله لاقت استحسان أكثر لشباب الإسلامي وأتت بنتيجة نحمد الله عليها . وقد طلب مني بعض الاخوة الكرام أن أقوم بتناول عقيدة الخميني بصورة مبسطه على كل رسائل صغيرة لتسهيل قراءتها واقتنائها ولتوزع على أوسع نطاق ممكن . فاستخرت الله تعالى واستجبت لطلبهم فقمت بتسطير هذه الورقات المتواضعة راجيا من الحق تبارك وتعالى أن تؤتي ثمارها .
وهذه الرسالة المتواضعة تتناول موضوعا في غاية الأهمية، وأن معتقده كافر كما اتفق عليه أكثر العلماء ، لم يكن ببال أحد أن يفضل الخميني الأئمة على الأنبياء عليه السلام بل تجرأ إلى تفضيل خرافة المهدي السرداب على سيد ولد آدم (.
ـــــــــــــ
(1) انظر وجاء دور المجوس ص 6 وننصح كافة القراء بقراءته .
وإن شاء الله تعالى في رسالة القادمة سوف نتناول الخميني وتزييف التاريخ ليكون الشباب المسلم على علم بحقيقة الخميني وعقائده . قد سلكنا في هذه الورقات منهج الدليل لا الحدس والتخمين والمنهجية العلمية الموضوعية بدل الافتراء .
وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين ،،،
بيروت في 25/5/1983
أبو عبد الرحمن
محمد مال الله
الأئمة أفضل من الأنبياء عليهم السلام
تاهت البشرية في دياجير الظلام وضلت عن عبادة خالقها ومن هو أحق بالعبادة لمن آلهة مزعومة لا تملك لهم نفعا ولا ضرا .
ومن رحمة الله سبحانه وتعالى بخلقه أن أرسل إلى كل قوم من يعرفهم بربهم ويرغبهم بما أعد لهم من النعيم الأبدي الذي لا ينقض ويرهبهم من العذاب الذي ينتظرهم إن هم ضلوا الطريق واستحبوا العمى على الهدى .
وأولئك المرسلون هم صفوة خلق الله تعالى أضفى عليهم وخصهم بمواهب عقلية وروحية لكي يكونوا مستعدين لتلقي أوامر الحق تبارك وتعالى وتبليغها إلى من أرسلوا لهم .(1/2)
وما ذلك الاصطفاء إلا ليقوي من عزمهم على القيام بأعباء ما تنوء به الجبال الرواسي وليكونوا نماذج حيه ؟مترجمين عمليا لما يدعون الناس إليه .
ومثل هؤلاء لا يمكن إلا أن يكونوا معصومين من التورط في الإثم ومنزهين عن الوقوع في المعاصي ، فلا يتركون واجبا ولا يفعلون محرما ، ولا يتصفون إلا بالأخلاق العظيمة التي تجعل منهم القدوة الحسنة والمثل الأعلى الذي يتجه إليه الناس هم يحاولون الوصول إلى كمالهم المقدر لهم والله سبحانه تعالى هو الذي تولى تأديبهم وتهذيبهم ولربيتهم وتعليمهم حتى كانوا قمما شامخة وأهلا للاصطفاء والاجتباء (2).
والأنبياء عليهم السلام أفضل خلق الله تعالى وأفضلهم المصطفى عليه الصلاة والسلام . ولكن بعض الطوائف المنتسبة إلى الاسلام والمتدثرة بردائه فضلت أناسا هم في الفضل والمنزلة دون أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم وعلى الأنبياء عليهم السلام بل تجرأ أحد حاخاماتهم في العصر الحاضر إلى تفضيل خرافة السرداب على سيد ولد آدم عليه السلام . ذلك هو اعتقاد الشيعة الرافضة في الأنبياء عليهم السلام فضلا رمي الله سبحانه وتعالى بالجهل والنسيان ومن كان هذا سوء أدبه مع من خلقه فكيف بمن هو دونه، تعالى الله يقول أحفاد عبد الله سبأ علوا كبيرا (3).
ـــــــــــــــــ
(2) العقائد الإسلامية للشيخ سيد السابق ص 177 .
(3) انظر إله الشيعة غير إله السنة من كتابنا " موقف الشيعة من أهل السنة ".
وتفضيل الشيعة للأئمة المعصومين على الأنبياء عليهم السلام ليس افتراء أو رمي الشيعة مما هي براء منهم وبما أننا التزمنا المنهج العلمي الموضوعي في عرض عقائد الشيعة من مصادرهم ننقل هنا ماله علاقة بهذه الجزئية لئلا يقال إننا عملنا بالحدس والتخمين بدل الاستدلال وإبراز الدليل .
يقول شيخهم الملقب عندهم بالمفيد وهو من الحاخامات المعتمدة لدى الشيعة :(1/3)
قد قطع قوم من أهل الإمامة بفضل الأئمة (ع) من آل محمد( على سائر من تقدم من الرسل والأنبياء سوى نبينا محمد ( (4) .
وكعادة الشيعة فقد وضعتا روايات كثيرة تفيد أفضلية الأئمة على الأنبياء عليهم السلام وتلك لم ترد في صحيح البخاري أو مسلم حتى تنعق الشيعة بان هذا كذب وافترا، بل هي مذكورة في كتاب الإفك والضلال "الكافي " للكليني وغيره من كتب أحبارهم . ونذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض الروايات وأرجو من أخي القارئ أن لا يتقيأ بعد إتمام ذكرها :
1- عن سيف التمار:
كنا عند أبي عبد الله (ع) جماعة من الشيعة في الحجر فقال: علينا عين؟
فالتفتنا يمنه ويسره فلم نرى أحدا فقلنا: ليس علينها عين .
فقال : ورب الكعبة ورب البنية - ثلاث مرات – لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما ولأنبئنهما بما ليس في أيديهما، لأن موسى والخضر عليهما السلام أعطيا علم مكان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة وقد ورثناه من رسول الله ( (5) .
2- عن عبد الله بن الوليد قال : قال لي أبو عبد الله (ع): أي شيء تقول الشيعة في عيسى وموسى وأمير المؤمنين (ع) ؟
قلت : يقولون : أن عيسى وموسى أفضل من أمير المؤمنين عليه السلام .
قال : أيزعمون أن أمير المؤمنين قد علم ما علّم رسول الله ( ؟
قلت: نعم ... ولكن لا يقدمون على أولي العزم من الرسل أحدا . قال : فخاصمهم بكتاب الله
قلت : وفي أي موضوع منه أخاصمهم ؟
قال : قال الله تبارك وتعالى لموسى عليه السلام : وكتبنا له في الألواح من كل شيء فعلمنا
ــــــــــــــ
(4) أوائل المقالات للمفيد ص42 باب القول في المفاضلة بين الأئمة والأنبياء.
(5) الأصول من الكافي 1 / 612 -262 كتاب الحجة باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون عليه ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم الشيء .(1/4)
أنه لم يكتب لموسى كل شيء ،وقال الله تبارك وتعالى لعيسى ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه وقال الله تبارك وتعالى لمحمد ( (( وجئنا بك شهيدا على هؤلاء)) (( ونزلنا عليك كتاب تبيانا لكل شيء )) (6) .
3- عن عبد الله بن بكيرعن أبي عبد الله (ع) قال: كنت عنده فذكروا سليمان وما أعطي من العلم وما أوتي من الملك . فقال لي : وما أعطي سليمان بن داود ؟ إنما كان عنده حرف واحد من الاسم الأعظم وصاحبكم الذي قال الله (( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب )) وكان والله عند علي (ع) علم الكتاب .
فقلت : صدقت والله جعلت فداك (7) .
4- عن عبد الملك بن سليمان قال: وجد في ذخيرة أحد حواري عيسى في رق مكتوب بالقلم السرياني من منقور من التوراة وذلك : لما تشاجرا موسى والخضر عليهما السلام في قصة السفينة والغلام والجدار، ورجع موسى إلى قومه فسأله أخوه هارون عما استعمله من الخضر وشاهده من عجائب البحر فقال موسى عليه السلام: بينما أنا والخضر على شاطئ البحر إذ سقط بيننا طائر أخذ في منقاره قطرة من ماء البحر ورمى بها نحو المشرق، وأخذ منه ثانية ورمى بها نحو المغرب ، ثم أخذ الثالثة ورمى بها نحو السماء ثم أخذ رابعة ورمى بها نحو الأرض ثم أخذ خامسة وألقاها في البر. فيهت والخضر عليه السلام من ذلك وسألته عنه فقال : لا أعلم . فبينما نحن كذلك وإذا بصياد يصيد في الجحر فنظر إلينا فقال : مالي أراكما في فكرة من أمر الطائر. فقلنا: هو كذلك. فقال : أنا رجل صياد وقد علمت إشارته وأنتما نبيان لا تعلمان . فقلنا: لا نعلم إلا ما علمنا الله عز وجل .(1/5)
فقال : هذا الطائر يسمى مسلما لأنه إذا صاح يقول في صياحه مسلم. وأشار برمي الماء من منقاره نحو المشرق والمغرب والسماء والأرض وفي الجحر يقول : يأتي في آخر الزمان نبي يكون علم أهل المشرق والمغرب والسموات والارض عند علومه بمثل هذه القطرة الملقاة في هذا البحر ويرث علمه ابن عمه ووصيه علي بن أبي طالب عليه السلام . فعند ذلك سكن ما كنا فيه من التشاجر واستقل كل واحد منا علمه (8) .
ــــــــــــــــ
(6) بصائر الدرجات ص 227 لمحمد بن الحسن الصفار. نقلا عن "ينابيع المعاجم وأصول الدلائل " ص 6-7 باب إنهم عليهم السلام يعلمون جميع القرآن "
(7) المصدر السابق ص15 باب " انهم عليهم السلام ومن عنده علم الكتاب " .
(8) المصدر السابق ص 21 .
5- عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع ) قال: كان سليمان عنده اسم الله الأكبر الذي إذا سأله أعطى وإذا دعا به أجاب ،ولو كان اليوم لاحتاج إلينا (9) .
6- عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال: سئل علي (ع) عن علم النبي (. فقال: علم النبي ( جميع علم النبيين وعلم ما كان وعلم ما هو كائن إلى قيام الساعة . ثم قال : والذي نفسي بيده إني لأعلم علم النبيين وعلم مكان وعلم ما هو كائن فيما بيني وبين الساعة (10).
7- عن الحسين بن علوان عن أبي عبد الله (ع ) قال : إن الله خلق أولي العزم من الرسل وفضلهم بالعلم وأورثنا علمهم وفضلنا عليهم في علمهم وعلم رسول الله ( ما لم يعلموا، وعلمنا علم الرسل وعلمهم (11) .
8- عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (ع): إن سليمان ورث داود ، وإنا ورثنا محمدا ، وإن عندنا علم التوراة والإنجيل والزبور وتبيان مإ في الألواح (12).
9- عن أحمد بن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الأول (ع) قال: قلت له : جعلت فداك أخبرني عن النبي ( : ورث النبيين كلهم ؟ قال : نعم .(1/6)
قلت : من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه ؟ قال : ما بعث الله نبيا إلا ومحمد ( أعلم منه . قال : قلتا: إن عيسى بن مريم كان يحي الموتى بإذن الله. قال : صدقت وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير وكان رسول الله ( يقدر على هذه المنازل. قال: فقال: إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشك في أمره (( فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغافلين ))، فغضب عليه فقال: (( لأعذبنه عذابا شديدا أو ليأتيني بسلطان مبين )) وإنما غضب لأنه يدله على الماء، فهذا - وهو طائر- قد أعطي ما لم يعط سليمان، وقد كانت له الريح والنمل والإنس والجن والشياطين والمردة له طائعين، ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء، وكان الطير يعرفه وإن الله يقول (( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى)) وقد ورثنا نحن القرآن الذي فيه تسيّر تسيّر به الجبال وتقطع به البلدان ، وتحيى به الموتى، ونحن نعرف الماء تحط الهواء، وأن في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلا أن يأذن الله به به ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون ، جعله الله لنا في أم الكتاب
ـــــــــــــــــ
(9) المصدر السابق ص 31 "باب أنهم (ع) أعطاهم الله جل جلاله سمه الأعظم"
(10) المصدر السابق ص 37 "باب عندهم(ع) علم ما في السموات وما في الأرض " .
(11) المصدر السابق ص 38 نفس الباب السابق .
(12) الأصول من الكافي 1 /24 ة باب إن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم .
إن الله يقول : (( وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب بين )) ثم قال : (( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا)) فنحن الذين اصطفانا الله عز وجل وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شيء (13).(1/7)
10- عن الرضا عن آبائه عن عني (ع)قال : قال رسول الله (: ما خلق الله خلقا أفضل مني ولام أكرم عليه مني. قال علي (ع) : قلت : يا رسول الله فأنت أفضل أو جبريل عليه السلام ؟ فقال: يا علي إن الله فضل أنبيائه المرسلين على ملائكته المقربين وفضلني على جميع الأنبياء والمرسلين والفضل من بعدي لك وللأئمة من بعدك وإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا. يا علي: الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا . يا علي : لولانا ما خلق الله آدم ولا حواء ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربنا وتسبيحه وتقديسه لأن أول ما خلق الله خلق أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وبتمجيده وبتحميده ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنا خلق مخلوقون وأنه منزه عن صفاتنا فسبحت الملائكة بتسبيحنا000 الخ (14) .
والشيعة تزعم ان الله تعالى لم يخلق خلقا ولم يبعث رسولا إلا وأخذ عليه العهد بالدعوة إلى موالاة وولاية محمد ( وعلي رضي الله عنه والأوصياء من بعده فقد ورد في تفسير العسكري ، أنه قال: إن ولاية محمد وآل محمد ( هي الغرض الأقصى والمراد الأفضل ،ما خلق الله أحدا من خلقه ، ولا بعث أحدا من رسله إلا ليدعوهم إلى ولاية محمد وعلي وخلفائه ويأخذ عليهم العهد ليقيموا عليه، وليعلموا به سائر عوام الأمم (15) .
وعن محمد بن عبد الرحمن قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ولايتنا ولاية الله التي لم يبعث نبي إلا بها(16) .
ولا تكتمل نبوة الأنبياء إلا بالإقرار بذلك .
ـــــــــــــــ
(13) المصدر السابق 1 /226 .
(14) مقدمة "تفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار" لأبي الحسن العاملي ص 31 " الفصل الخامس في أن رسول الله والأئمة علة خلق الخلق " .(1/8)
(15) المصدر السابق ص 25 الفصل الرابع : في عرض التوحيد والولاية على الخلق جميعا.
(16) المصدر السابق ص 25 وفي رواية أخرى عن عبد الأعلى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما من نبي جاء قط إلا بمعرفة حقنا وتفضيلنا على من سرانا.
فعن حذبفة قال رسول الله (: ما تكاملت النبوة لنبي حتى عرضت عليه ولايتي وولاية أهل بيتي ومثلوا له فأقروا بطاعتهم وولايتهم (17) .
وإن يونس عليه السلام أنكر تلك الموالاة فحبسه الله تعالى في بطن الحوت ولم يفرج عنه حتى أقر بها .
فعن حبة العرني قال : قال أمير المؤمنين (ع): إن الله عز وجل عرض ولايتي على أهل السموات وعلى أهل الأرض أقر بها من أقر بها وأنكرها من أنكرها، منهم يونس فحبسه الله في بطن الحوت حتى أقر بها. . (18).(1/9)
وعن أبي حمرة الثمالي قال : دخل عبد الله بن عمر على زين العابدين (ع) وقال له : يا ابن الحسين أنت الذي تقول : إن يونس بن متى إنما لقي من الحوت ما لقي ؟ لأنه عرضت عليه ولاية جدك فتوقف عندها ؟ قال (ع): بلى ثكلتك أمك . قال : فأرني آيه ذلك إن كنت من الصادقين. فأمر بشد عينه بعصابة وعيني بعصابة ثم أمر بعد ساعة بفتح أعيننا فإذا نحن على شاطئ بحر تضطرب أمواجه. فقال ابن عمر: يا سيدي دمي في رقبتك الله الله في نفسي. ثم قال عليه السلام : أيتها الحوت. قال : فاطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم وهو يقول : لبيك لبيك يا ولي الله. فقال: من أنت ؟ قال : أنا حوت يونس يا سيدي إن الله لم يبعث نبيا من آدم إلى أن صار جدك محمدا ( إلا وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت فمن قبلها من الأنبياء سلم وتخلص ومن توقف عنها وتتعتع(19) في حملها لقي ما لقي آدم عليه السلام من المصيبة، وما لقي نوح عليه السلام من الغرق، وما لقي إبراهيم عليه السلام من النار، وما لقي يوسف عليه السلام من الجب، وما لقي أيوب عليه السلام من البلاء، وما لقي داود عليه السلام من الخطيئة ،إلى أن بعث الله يونسا عليه السلام فأوحى الله إليه أن يا يونس تول أمير المؤمنين عليا والأئمة الراشدين من صلبه . فقال كيف أتولى من لم أره ولم أعرفه ؟ وذهب مغاضبا فأوحى الله تعالى إليّ أن التقمي يونس ولا توهني له عظما فمكث قي بطني أربعين عاما يطوف معي البحار في ظلمات ثلاث ينادي : أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين قد قبلت ولاية علي بن أبي طالب والأئمة الراشدين من ولده عليهم السلام . فلما آمن بولايتكم أمرني ربي فقذفته على ساحل البحر. فقال زين العابدين عليه السلام : ارجعي أيتها الحوت إلى وكرك فرجع الحوت واستوى الماء (20) .
ـــــــــــــ
(17) المصدر السابق .
(18) المصدر السابق
(19) تردد .
(20) " الانوار النعمانية " 1 / 24-5 2(1/10)
آدم عليه السلام لم يتب الله تعالى عليه ولم يرده إلى الجنة إلا بالإقرار بنبوة محمد ( وبالولاية لعلي (، وكذلك إبراهيم عليه السلام لم يتخذه الله خليلا، ولم يكلم الله تعالى موسى عليه السلام، ولم يبعث الله عيسى عليه السلام إلا بذلك .
عن المقداد ( قال : سمعت ( يقول : والذي نفسي بيده ما استوجبن آدم أن يخلقه الله وينفخ فيه من روحه وأن يتوب عليه ويرده إلى جنته إلا بنبوتي والولاية لعلي بعدي . والذي نفسي بيده ما رأى إبراهيم ملكوت السموات ولا اتخذه الله خليلا إلا بنبوتي ومعرفة علي بعدي . والذي نفسي بيده ما كلم الله موسى تكليم ولا أقام عيسى آيه للعالمين إلا بنبوتي والإقرار لعلي من بعدي والذي نسي بيده ما تنبأ نبي قط إلا بنبوتي بمعرفتي والإقرار لنا بالولاية ولا استأهل خلق من الله النظر إلا بالعبودية الإقرار لعلي بعدي (21).
الإمام علي ( هو الذي جعل النار بردأ وسلاما على إبراهيم عليه السلام وأنجا نوحا من لغرق وعلم موسى عليه السلام التوراة وأنطق عيسى عليه السلام وهو في المهد وعلمه الانجيل وأنجا يوسف من كيد إخوته وسخر لسليمان عليه السلام الريح .
عن علي عليه السلام : والله لقد كنت مع إبراهيم في النار وأنا الذي جعلتها بردا وسلاما، وكنت مع نوح في السفينة فأنجيته من الغرق، وكنت مع موسى فعلمته التوراة، وأنطقت عيسى في المهد، وعلمته الانجيل، وكنت مع يوسف في الجب فأنجيته من كيد إخوته ، وكنت مع سليمان على البساط ، وسخرت له الرياح (22).
ويفترون على رسول الله(: يا علي إن الله تعالى قال لي : يا محمد بعثت عليا مع الأنبياء باطنا ومعك ظاهرا (23) .
فالإمام عالي ( نبي مرسال وإن الله بعثه مع النبي ( في بتبليغ ما أمر الله تعالى أن يبلغ . وإن الأئمة جميعهم بمنزلة النبي ( في كل شيء ما عدا ما أحل الله تعالى لنبيه ( من نكاح النساء .(1/11)
عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: الأئمة بمنزلة رسول الله ( إلا أنهم ليسوا بأنبياء ولا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي ( فأما خلا ذلك فهم فيه بمنزلة رسول الله ( (24) .
ــــــــــــــ
(21) مرآة الأنوار ص 25 ، (22) الأنوار النعمانية 1 / 31 .
(23) الأنوار النعمانية ا /30 .
(24) الأصول من الكافي 1 / 270 .
ولا نعرف كيف أنهم ليسوا بأنبياء وقد شاركوا النبي ( في الوحي والعصمة والتبليغ ؟ والحقيقة أن الشيعة تعد الأئمة جميعهم أفضل من النبي ( بدءا من الإمام ( وانتهاءا بالمهدي خرافة السرداب . وسوف تراه أخي القارئ في عقيدة الشيعة في الأئمة حيث أوردنا الدليل والبرهان من كتب الشيعة على صحة قولهم هذا. ونذكر هنا قولا للخميني يدل على ذلك والتفصيل محله مكان آخر من عقيدة الشيعة في الأئمة .
وتلك العقيدة لم تكن تمثل حقبة تاريخية معينة بل هي ركيزة من ركائز عقيدة التشيع وليس أدل على ذلك من تمسك شيعة القرن الحالي بهذه العقيدة فهذا الخميني أكبر شخصية شيعية في العمر الحاضر يجتر ذلك الافتراء فيقول :
" وأن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل وقوله : قد ورد عن الأئمة قولهم : إن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل " (25) .
ولم يكتف بهذا الهراء بل سبح في غيا وضلالاته، فتفوه بكلام تكاد السموات والأرض يتفطرن منه، وهو يفضل خرافة لاوجود لها على سيد المرسلين وإمام الموحدين المصطفى عليه الصلاة والسلام فيقول :(1/12)
" الأنبياء جميعا جاؤوا من أجال إرساء قواعد العدالة في العالم لكنهم لم ينجحوا... وحتى أن النبي محمدا ( خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية وتنفيذ العدالة لم ينجح في عهده ... وإن الشخص الذي سينجح في ذلك ويرسي قواعد العدالة في أنحاء العالم ، ويقوم الانحرافات ،هو الإمام المهدي المنتظر... وإن مسألة غيبة الإمام المهدي (ع) أرواحنا له الفداء، هي مسالة هامة تعلمنا أشياء كثيرة، ومن بينها أنه لا يوجد في العالم أحد سواه من أجل تنفيذ العدالة بمعناها الحقيقي وإن الله تعالى قد أبقاه ذخرا من أجل البشرية (26).
ويضيف قائلا :
" إن الإمام المهدي (ع) سيعمل على نشر العدالة في جميع أنحاء العالم وسينجح فيما فشل في تحقيقه الأنبياء والأولياء بسبب العراقيل التي كانت في طريقهم وإن السبب الذي أطال
ــــــــــــ
(25) الحكومة الإسلامية ص 52 .
(26) من خطبة للخميني بمناسبة عيد مولد الغائب الذي لم يرجع والتائه الذي لم يستدل على طريق في الخامس عشر من شعبان عام 1400هـ ونشرته أكثر الصحف العربية ولم يصدر تكذيب رسمي من إيران على هذه المزاعم المجوسية .
الله سبحانه وتعالى من أجله عمر الإمام المهدي (ع) هو أنه لم يكن بين البشرية من يستطيع القيام بمثل هذا العمل الكبير حتى الأنبياء والأولياء وأجداد الإمام المهدي عليه السلام لم ينجحوا في تحقيق ما جاؤوا من أجله ولو كان الإمام المهدى عليه السلام التحق بجوار ربه لما كان هناك أحد بين البشر لإرساء العدالة وتنفيذها في العالم " (27).
ويصف المهدي الخرافة بأنه الرجل الأول، والباقي من الأنبياء والمرسلين هم في المرتبة التالية منه وإن عيد خرافة السرداب أكبر وأعظم للبشرية من ميلاد خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين فيقول : " إن هذا العيد الذي هو عيد كبير بالنسبة للمسلمين أكبر من ميلاد النبي عليه الصلاة والسلام .
موقع فيصل نور(1/13)
الرافضة وطهارة المولد
محمد مال الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله رب نحمده ونستعينه ، ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
(( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) " آل عمران: 102" .
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) " النساء: 1" .
(( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) " الأحزاب: 70-71 " .
أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة،و كل ضلالة في النار .
من الأمور الغريبة والمستهجنة عند العقلاء أن يعتقد منتسبوا الديانة الشيعية أنهم دون خلق الله تعالى من نكاح، وأما غيرهم فمن سفاح، أو بمعنى آخر،أن غيرهم ممن لا يعتقد عقائدهم الفاسدة هم أبناء الزنا !!
ربما يتساءل بعض القرّاء ما الذي دعا أحفاد ابن سيأ إلى هذا الاعتقاد السيئ ؟
فالإجابة: أن الرافضة يعتقدون أن حب الأئمة المعصومين دليل على طهارة المولد، وأما الذين لا يحبونهم فهم أبناء زنا، والمحبة – في الدين الشيعة – للأئمة المعصومين دليها: اعتقاد عصمتهم، وأنهم الخلفاء بعد النبي ، لا يجوز لأحد من البشر تولي هذا المنصب سوى الأئمة المعصومين أولهم علي بن أبي طالب - - وآخرهم خرافة السرداب المسمى عندهم " المهدي المنتظر " .(2/1)
وقد أضفوا على أئمتهم صفات الله تعالى، بل جعلوهم آلهة من دون الله يعبدون، وقد فصلت ذلك في كتابي " عقيدة الشيعة في الأئمة " الذي أرجو من المولى تبارك وتعالى أن يعينني على إتمامه وطبعة في أقرب فرصة ممكنة بإذن الله تعالى ، والآن أضع بين يدي القرّاء الكرام نماذج من تلك الروايات .
1- روى عن النبي وآله أنه قال لعلي بن أبي طالب (ع): يا علي لا يحبك إلا من طاب ولادته ، ولا يبغضك إلا من خبث ولادته، لا يواليك إلا مؤمن، ولا يعاديك إلا كافر (1) .
2- عن إبراهيم بن زياد الكرخي، عن الصادق جعفر بن محمد (ع): قال: علامات ولد الزنا ثلاث: سوء المحضر(2) والحنين إلى الزنا، وبغضنا أهل البيت (3) .
3- عن الصادق عن آبائه (ع) قال: قال رسول الله وآله: من أحبنا أهل البيت فليحمد الله على أول النعم، قيل: وما أول النعم ؟ قال: طيب الولادة، ولا يحبنا إلا من طابت ولادته (4) .
4- عن أبي محمد الأنصاري، عن غير واحد، عن أبي جعفر الباقر(ع) قلا: من أصبح يجد برد حبنا على قلبه فليحمد الله على بادئ النعم ، قيل: وما بادئ النعم ؟ قال: طيب المولد (5) .
5- عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن أمير المؤمنين (ع) قال: قال رسول الله وآله: يا علي من أحبني وأحبك وأحب الأئمة من ولدك فليحمد الله على طيب مولده، فإنه لا يحبنا إلا من طاب ولادته، ولا يبغضنا إلى من خبث ولادته (6) .
6- عن المفضل، قال: سمعت الصادق (ع) يقول لأصحابه: من وجد بَرٌدَ حبنا على قلبه فليكثر الدعاء لأمه فإنها لم تخن أباه (7)
7- تفسير القمي: (( سلام عليكم طبتم )) أي طاب مواليدكم لأنه لا يدخل الجنة إلا طيب المولد (( فادخلوها خالدين )) قال أمير المؤمنين (ع): إن فلاناً وفلاناً غصبونا حقنا واشتروا به الإماء، وتزوجوا به النساء (8) ألا وإنا قد جعلنا شيعتنا من ذلك في حلّ لتطيب مواليدهم (9).(2/2)
8- عن أبي رافع، عن علي (ع) قال: قال رسول الله وآله: من لم يحب عترتي فهو لإحدى ثلاث: إما منافق، وأما لزنية، وأما امرؤ حملت به أمه في غير طهر (10) .
9- عن علي بن أسباط، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (ع) قال: ما ابتلى الله به شيعتنا فلن يبتليهم بأربع: بأن يكونوا لغير رشده، أو أن يسألوا بأكفهم، أو أن يؤتوا في أدبارهم، أو أن يكونوا فيه أخضر أزرق(11).
10- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله(ع) قال: أربع خصال لا تكون في مؤمن: لا يكون مجنوناً، ولا يسأل على أبواب الناس، ولا يولد من زنا، ولا ينكح في دبره (12) .
11- عن القداح، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام: قال: جاء رجل إلى علي (ع) فقال: جعلني الله فداك إني أحبكم أهل البيت، قال: وكان فيه لين ، قال: فأثنى عليه عدّة ، فقال: كذبت ما يحبنا مخنث ولا ديّوث ولا ولد زنا ولا من حملت به أمه في حيضها، قال: فذهب الرجل، فلما كان يوم صفّين قتل مع معاوية (13) .
12- عن دارم، عن الرضا (ع) عن آبائه عليه السلام قال: قال علي (ع): كنت جالسا عند الكعبة فإذا شيخ محدودب قد سقط حاجباه على عينيه من شدّة الكبر وفي يده عكّازه وعلى رأسه برنس أحمر، عليه مدرعة من الشعر، فدنا إلى النبي وآله، والنبي وآله مسند ظهره على الكعبة فقال: يا رسول الله ! ادع لي بالمغفرة فقال النبي وآله : خاب سعيك يا شيخ وضل عملك .
فلما تولى الشيخ قال لي: يا أبا الحسن أتعرفه ؟ قلت: لا، قال: ذلك اللعين إبليس، قال علي (ع)، وجلست على صدره، ووضعت يدي في خلقه لأخنقه فقال لي: لا تفعل يا أبا الحسن فإني من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم، والله يا علي إني لأحبك جدا وما أبغضك أحد إلا شاركت أباه في أمه فصار ولد زنا، فضحكت وخليت سبيله (14).(2/3)
13- عن محمد بن قيس العطار، قال: قال أبو جعفر(ع): إنما يحبنا من العرب والعجم أهل البيوتات وذووا الشرف وكل مولود صحيح، وإنما يبغضنا من هؤلاء كل مدنّس مطرّد (15) .
14- السياري عن جماعة من أصحابنا رفعوه قال: إن أفضل فضائل شيعتنا أن العواهر لم يلدنهم في جاهلية ولا إسلام، وأنهم أهل البيوتات والشرف والمعادن والحسب الصحيح (16) .
15- عن السكوني قال: قال أبو عبد الله (ع): لا يحبنا من العرب والعجم وغيرهم من الناس إلا أهل البيوتات والشرف والمعادن والحسب الصحيح ، ولا يبغضنا من هؤلاء إلا كل دنس ملصق (17) .
16- عن جابر عن أبي جعفر (ع) عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله وآله لعلي بن أبي طالب (ع): ألا أبشرك ؟ ألا أمنحك؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: فإني خلقت أنا وأنت من طينة واحدة ففضلت منها فضلة فخلق منها شيعتنا، فإذا كان يوم القيامة دُعي الناس بأمهاتهم إلا شيعتك فإنه يُدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم (18) .
17- عن جابر الجعفي، عن إبراهيم القرشي، قال: كنّا عند أم سلمة – رضي الله عنها – فقالت: سمعت رسول الله وآله يقول لعلي (ع): يا علي لا يبغضكم إلا ثلاثة: ولد زنا، ومنافق، ومن حملت به أمه وهي حائض (19).
18- عن أبي هارون العبدي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كنا بمنى مع رسول الله وآله إذ أبصرنا برجل ساجد وراكع ومتضرع، فقلنا يا رسول الله ما أحسن صلاته ؟ فقال عليه السلام: هو الذي أخرج أباكم من الجنة .
فمضى إليه علي (ع) غير مكترث فهزّه هزّه أدخل أضلاعه اليمنى في اليسرى في اليمنى، ثم قال: لأقتلنك إن شاء الله، فقال: لن تقدر عليّ ذلك إلى أجل معلوم من عند ربي، مالك تريد قتلي؟ فوالله ما أبغضك أحد إلا سبقت نطفتي إلى رحم أمه قبل نطفة أبيه، ولقد شاركت مبغضيك في الأموال والأولاد، وهو قول الله عز وجل في محكم كتابه (( وشاركهم في الأموال والأولاد )) " الإسراء: 66 " .(2/4)
قال النبي وآله: صدق يا علي لا يبغضك من قريش إلا سفاحي، ولا من الأنصار إلا يهودي، ولا من العرب إلا دُعي، ولا من سائر الناس إلا شقي، ولا من النساء إلا سلقلقية وهي تحيض من دبرها، ثم أطرق مليا ثم رفع رأسه فقال: معاشر الأنصار! اعرضوا أولادكم على محبة علي، قال جابر بن عبد الله: فكنا نعرض حب علي (ع) على أولادنا، فمن أحب عليا عملنا أنه من أولادنا، ومن أبغض عليا انتفينا منه (20) .
19- عن سيف ن عميرة، عن الصادق (ع) قال: إن لولد الزنا علامات: (أحدهما): بغضنا أهل البيت، (ثانيها): أن يحن إلى الحرام الذي خلق منه، (ثالثها): الاستخفاف بالدين، (رابعها): سوء المحضر للناس ولا يسئ محضر إخوانه إلا من ولد على غير فراش أبيه، أو من حملت به أمه في حيضها (21) .
20- عن أبي عبد الله المدائني، قال: قال أبو عبد الله (ع) : إذا برد على قلب أحدكم حبنا فليحمد الله على أولى النعم، قلت: على فطرة الإسلام ؟ قال: لا ، ولكن على طيب المولد ، إنه لا يحبنا إلا من طابت ولادته ، ولا يبغضنا إلا الملزق الذي تأتي به أمه من رجل آخر فتلزمه زوجها، فيطلع على عوراتهم، ويرهم أموالهم، فلا يحبنا ذلك أبدا، ولا يحبنا إلا من كان صفوة من أي الجيل كان (22).
هناك سبب آخر عند الشيعة بأنهم من أصلاب آبائهم وغيرهم أبناء زنا ! ذلك السبب هو أداء الشيعة " الخمس " لأئمتهم، ووضعهم من روايات الترغيب والترهيب الكم الهائل من الموضوعات، ولسنا بصدد مناقشتها، ولكن نذكر ما هو متصل بموضوعنا، ثم نذكر بإجاز قول بعض علمائهم حول هذا المبدأ الذي ساعد على تكوين طبقة إقطاعية من رجال الدين الشيعي تستحل أموال الناس باسم الدين، وتحت ستار " خمس الإسلام"، ولكمن الذي ساعد على رواج هذا المبدأ: الجهل التام، والتبعية لرجال الدين من عامة معتنقي الدين الشيعي، فإلى متى هذا الغفلة ؟(2/5)
فمن هذا الموضوعات المتصلة ببحثنا ما يلي : * عن أبي ، عن أبي جعفر (ع) قال: قلت له: إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم . فقال لي : الكف عنهم أجمل . ثم قال: والله يا أبا حمزة أن الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا !! فقلت: كيف لي بالمخرج من هذا ؟
فقال: يا أبا حمزة كتاب الله المنزل يدل عليه: إن الله تبارك وتعالى جعل لنا أهل البيت سهاما ثلاثة في جميع ألفي، ثم قال: (( واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل )) " الأنفال: 41 " . ونحن أصحاب الفيء والخمس، وقد حرّمناه على جميع الناس ما خلا شيعتنا .
والله يا أبا حمزة ما من أرض تفتح ولا مال يخمس فيضرب على شيء منه إلا كان حراما على من يصيبه فرجا كان أو مالا، ولو قد ظهر الحق لقد بيع الرجل الكريمة عليه نفسه فيمن لا يريد، وحتى أن الرجل منهم ليفتدي بجميع ماله ويطلب النجاة لنفسه فلا يصل إلى شيء من ذلك، وقد أخرجنا وشيعتنا من حقنا بلا عذر ولا حق ولا حجة (23) .
الراوي يأنف من بعض الشيعة أن يقذف الغير، ويحاول الحصول على إجابة شافية من إمامه المعصوم في إرشاد أولئك الذين يقذفون الناس ، وإذا به يجد إمامه المعصوم يؤكد على صحة ذلك القذف ، فإذا كان الإمام المعصوم – حسب رواية الشيعة – بهذا المستوى الأخلاقي فكيف يكون الأتباع ؟
والغريب أن يستشهد هذا الإمام المعصوم بآية قرآنية تبيح له الطعن في أعراض الناس ! أي دين هذا ؟ وأية أخلاق تبيح للإنسان الطعن في شرف الآخرين ؟ ولكن لا تعجب من تعاليم الدين الشيعي فما خفي كان أعظم .
ويقول الدكتور موسى الموسوي – وهو من علماء الشيعة الذي يحاولون التخلص من قيود الرفض – عن مبدأ الخمس الذي أرهق العباد ومكّن لحاخامات الشيعة من التسلط على رقاب أتباعهم :(2/6)
تقول الآية الكريمة: (( واعلموا أن ما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل)).
يقول فضل ابن الحسن الطبرسي – وهو من أكابر علماء الإمامية في القرن السادس الهجري – في تفسيره هذه الآية الكريمة: اختلف العلماء في كيفية قسمة الخمس ومن يستحقه على أقوال:
(أحدهما): ما ذهب إليه أصحابنا وهو أن الخمس يقسم على ستة أقسام سهم لله وسيهم للرسول ،و هذان السهمان من سهم ذي القربى للإمام القائم مقام الرسول ، وسهم ليتامى آل محمد،وسهم لمساكينهم، وسهم لأبناء سبيلهم، ولا يشركهم في ذلك غيرهم، لأن الله سبحانه وحرّم عليهم الصدقات لكونهما أوساخ الناس، وعوّضهم من ذلك الخمس 000وقال أصحابنا: إن الخمس واجب في كل فائدة تحصل للإنسان من المكاسب وأرباح التجارة وفي الكنوز والمعادن والغوص وغير ذلك مم هو مذكور في الكتب. ويمكن أن يستدل على ذلك بهذه الآية (24) .
أن تفسير الغنيمة: بالأرباح من الأمور التي لا نجدها إلا عند فقهاء الشيعة، فالآية صريحة وواضحة بان الخمس شرعت في غنائم الحرب وليس في أرباح المكاسب، وأظهر دليل قاطع على أن الخمس لم يشرع في أرباح المكاسب هو سيرة النبي الكريم وسيرة الخلفاء من بعده بما فيهم الإمام علي، وحتى سيرة أئمة الشيعة حيث لم يذكر أرباب السير الذين كتبوا سيرة النبي الكريم ودونوا كل صغيرة وكبيرة عن سيرته وأوامره ونواهي أن الرسول كان يرسل جباته إلى أسواق المدينة ليستخرج من أموالهم خمس الأرباح ، مع أن أرباب السير يذكرون حتى أسماء الجباة الذي كان الرسول يرسلهم لاستخراج الزكاة من أموال المسلمين .و هكذا فإن الذين أرخوا حياة الخلفاء الراشدين بما فيهم الإمام علي لم يذكروا قط أن أحداً منهم كان يطالب الناس بخمس الأرباح، أو أنهم جباة لأخذ الخمس .(2/7)
وحياء الإمام علي معروفة في الكوفة ، فلم يحدث قط أن الإمام بعث الجباة إلى أسواق الكوفة ليأخذوا الخمس من الناس ، أو أنه طلب من عماله في أرجاء البلاد الإسلامية الواسعة التي كانت تحت إمرته أن يأخذوا الخمس من الناس ويرسلونها إلى بيت المال في الكوفة. كما أن مؤرخي حياة الأئمة لم يذكروا قط أن الأئمة كانوا يطالبون الناس بالخمس، أو أن أحدا قدم إليهم مالا بهذا الاسم .
وكما قلنا قبل قليل: إن هذا البدعة ظهرت في المجتمع الشيعي في أواخر القرن الخامس الهجري، فمنذ الفتنة الكبرى إلى أواخر القرن الخامس لا نجد في الكتب الفقهية الشيعية بابا للخمس، أو إشارة إلى شمول الخمس في الغنائم والأرباح معا .
وهذا هو محمد بن الحسن الطوسي من أكابر فقهاء الشيعة في أوائل القرن الخامس ويعتبر مؤسس الحوزة الدينية في النجف، لم يذكر في كتبه الفقهية المعروفة شيئا عن هذا الموضوع مع أنه لم يترك صغيرة أو كبيرة من المسائل الفقهية إلا وذكرها في تأليفه الضخمة .
لقد سنت هذه السنة السيئة في عصر كانت فيه الخلافة العباسية والسلطة الحاكمة لا تعتقد بشرعية مذهب أهل البيت (25) وبالنتيجة لا تعترف بفقهائهم لكي تخصص لهم مرتبات يعيشون منها كما كانت الحالة بالنسبة لسائر فقهاء المذاهب الأخرى .
ولم تكن الشيعة حتى ذلك التاريخ متماسكة بالمعنى المذهبي حتى تقوم بإعالة فقهائها، فكان تفسير الغنيمة بالأرباح خير ضمان لمعالجة العجز المالي الذي كان يقلق حياة الفقهاء وطلاب العلوم الدينية الشيعية آنذاك .
ولكن هذا لا يعني أن الشيعة لم تساهم في إعالة الفقهاء وطلاب العلوم الدينية، ففي العراق وهو المهد الأول للشيعة توجد حتى اليوم أملاك وبنايات وأراضي، وقفت في القرن الخامس الهجري على الأمور الخيرية للشيعة .(2/8)
وبعد أن أسست هذه البدعة أضيفت إليها أحكام مشددة لكي تحمل الشيعة على التمسك بها وعلى تنفيذها، ولم يكن من بد في حصل الشيعة على قبول إعطاء الخمس، وهو الأمر الذي ليس من السهل على أحد أن يرتضيه إلا بالوعيد .
فدفع الضرائب في أي عصر ومصر وفي أي مجتمع مهما كان شأنه من الثقافة والديمقراطية والحرية يواجهه امتعاض من الناس .
وبما أن فقهاء الشيعة لم يتكن لهم السلطة لكي يرضخوا العامة على استخراج الخمس من أرباح مكاسبهم طوعا ورغبة، فلذلك أضافوا إليها أحكاما متشددة منها الدخول الأبدي في نار جهنم لمن لم يؤد حق الإمام وعدم إقامة الصلاة في دار الشخص الذي يستخرج الخمس من ماله ، أو الجلوس على مائدته وهكذا دواليك .
كما أن فقهاء الشيعة أفتوا بأن خمس الأرباح الذي هو من حق الإمام الغائب كما مرّت الإشارة إليه يجب تسليمه إلى المجتهدين والفقهاء الذين يمثلون الإمام .
وهكذا سرت البدعة في المجتمع الشيعي، تحصد أموال الشيعة في كل مكان وزمان. وكثير من الشيعة حتى هذا اليوم يدفع هذه الضريبة إلى مرجعه الديني، وذلك بعد أن يجلس الشخص المسكين هذا أمام مرجعه صاغرا، ويقبل يده بكل خشوع وخضوع ، ويكون فرحا مستبشرا بأن مرجعه تفضل عليه، وقبل منه حق الإمام .
وبعض فقهاء الشيعة ومن بينهم الفقيه: أحمد الأردبيلي وهو أبرز فقهاء عصره حتى أنه لقب: بالمقدس الأردبيلي أفتى بعدم جواز التصرف بالخمس في عهد الغيبة الكبرى، كما أن بعض فقهاء الشيعة وهم قليلون أفتوا بأن الخمس ساقط من الشيعة مستندين على رواية عن الإمام المهدي: " أبحنا الخمس لشيعتنا " . غير أن الأكثرية من فقهاء الشيعة ضربوا عرض الحائط بآراء الأقلية، وأجمعوا فيما بينهم على وجوب استخراج الخمس .
وكم أتمنى أن يترفع الفقهاء والمجتهدين عن أموال الشيعة ولا يرتضون لأنفسهم أن يكونوا عالة عليهم بذريعة ما أنز الله بها من سلطان .(2/9)
أن بعض علماء الشيعة بدافع عن أخذهم الخمس من أموال الشيعة بأنها أموال تصرف على المدارس الدينية والحوزات العلمية والشؤون المذهبية الأخرى. ولكن المناقشة في أن تلك الأموال تصرف كيف ولماذا ؟ بل المناقشة أصولية وواقعية مذهبية، وهي أن تلك الأموال تؤخذ زوراً بطلانا من الناس . وحتى إذا صرفت في سبيل الله فإنها غير شرعية لا يجوز التصرف فيها .
لقد كان باستطاعة فقهاء الشيعة أن يبنوا أنفسهم على الاكتفاء الذاتي وأن يكون الفقيه معتمدا على نفسه شأنه شأن أرباب الصناعات الأخرى، كما أن باستطاعتهم الحصول على أموال لتنمية العلم والعلماء، ولكن باسم التبرعات والهبات لا باسم الواجب الشرعي وأوامر السماء .
وعندما أكتب هذه السطور أعرف مجتهداً من مجتهدي الشيعة لا زال على قيد الحياة وقد ادخر من الخمس ما يجعله زميلا لقارون الغابر أو القوارين المعاصرين .
وهناك مجتهد شيعي في إيران قتل قبل سنوات معدودة كان قد أودع باسمه في المصارف مبلغا يعادل عشرين مليون دولار أخذها من الناس طوعا أو كرها باسم الخمس والحقوق الشرعية، وبعد التي واللتيا ومحاكمات كثيرة استطاعت الحكومة الإيرانية وضع اليد على تلك الأموال كي لا يقسمها الورثة فيما بينهم !!
هذه صورة محزنة من آثار بدعة الخمس التي تبناها فقهاء الشيعة .(2/10)
أن الزعامات المذهبية الشيعية استطاعت البقاء مستقلة عن السلطات الحاكمة حتى في البلاد الشيعية بسبب هذا الرصيد الذي لا ينصب، فما دامت الزعامة المذهبية الشيعية ترى نفسها شريكة مع القواعد في أرباح مكاسبها في أي زمان ومكان، فإن الاستقرار الفكري لا يجد إلى المجتمع الشيعي سبيلا، والسبب واضح ومعروف لأن هذه الزعامات بسبب هذه الميزانيات الضخمة التي لا تحتاج الحصول عليها إلى الجباة وعمال الضرائب، بل تأتيها طائعة مخلصة ، استطاعت أن تجعل من زعامة الشيعة صرحا سياسيا يحرك الشيعة في إلتجاه الذي تريده. فلذلك نرى أن تلك الزعامات استخدمت الشيعة في كثير من أغراضها السياسة والاجتماعية عبر التاريخ .
وفي إيران القطر الشيعي كانت لنتائج هذا التفاعل بين الشيعة وزعمائها الدينيين آثار سيئة لا تعد ولا تحصى، ولقد وصلت الأمور إلى أبعد ما يتصور من سوء عندما أضيفت إلى بدعة الخمس في أرباح المكاسب بدعة ولاية الفقيه (26) .
ونشأت في الدين الشيعي فرقة تسمى " الواقفة " ومنشأ التسمية أنهم توقفوا في إمامة أبي الحسن موسى بن جعفر وهو الإمام الثامن عند الشيعة، وسبب وقوفهم في إمامة الثامن يحدثنا عنه شيخ الطائفة الطوسي فيقول : وقد روى السبب الذي دعا قوماً إلى القول بالوقف، فروى الثقات أن أول من أظهر هذا الاعتقاد: علي بن أبي حمزة البطائني، وزياد بن مروان القندي، وعثمان بن عيسى الرؤاسي، طمعوا في الدنيا ومالوا إلى حطامها، واستمالوا قوما فبذلوا لهم شيئا مما اختانوه من الأموال نحو: حمزة بن بزيع، وابن المكاري ، وكرام الخثعمي، وأمثالهم .(2/11)
فروى محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بنأحمد عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن المفضل،عن يونس بن عبد الرحمن، قال: مات أبو إبراهيم (ع) وليس من قوامه أحد إلا وعنده المال الكثير، وكان سبب ذلك وقفهم وحجدهم موته طمعا في المال، كان عند زياد بن مروان القندي سبعون ألف دينار، وعند زياد بن مروان القندي سبعون ألف دينار، وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار، فلما رأيت ذلك وتبينت الحق وعرفت من أمر أبي الحسن الرضا (ع) ما علمت تكلمت ودعوت الناس إليه، فبعثنا إليّ وقالا: ما يدعوك إلى هذا ؟ أن كنت تريد المال فنحن نغنيك، وضمنا إليّ عشرة آلاف دينا، وقالا: كف . فأبيت، وقلت لهما: إنا روينا عن الصادقين عليهم السلام أنها قالوا: إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه فإن فلم يفعل سلب نور الإيمان. وما كنت لأدع الجهاد وأمر الله على كل حال، فناصباني وأضمر لي العداوة .
وروى محمد بن الحسن 000 عن يعقوب بن يزيد الأنباري عن بعض أصحابه قال: مضى أبو إبراهيم (ع) وعند زياد القندي سبعون ألف دينار، وعند عثمان بن عيسى الرؤاسي ثلاثون ألف دينار، وخمس جوار، ومسكنه بمصر، فبعث إليهم أبو الحسن الرضا (ع): أن احملوا ما قبلكم من المال، وما كان اجتمع لأبي عندكم من أثاث وجوار فإني وارثه وقائم مقامه، وقد اقتسمنا ميراثه ولا عذر لكم في حبس ما قد اجتمع لي ولوارثه قبلكم ،وكلام يشبه هذا ، فأما ابن أبي حمزة فإنه أنكره ولم يعترف بما عنده ، وكذلك زياد القندي، وأما عثمان بن عيسى فإنه كتب إليه: أن أباك (ع) لم يمت وهو حي قائم ومن ذكر أنه مات فهو مبطل واعمل على أنه قد مضى كما تقول فلم يأمرني بدفع شئ إليك، وأما الجواري فقد اعتقهن وتزوجت بهن .(2/12)
وروى أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة 000 أن يحيى بن مستور قال: حضرت جماعة من الشيعة وكان فيهم علي بن أبي حمزة فسمعته يقول: دخل علي بن يقطين على أبي السن موسى (ع) فسأله عن أشياء فأجابه، ثم قال أبو الحسن (ع): يا علي صاحبك (27) يقتلني ، فبكى علي بن يقطين وقال: سيدي وأنا معه ؟ قال: لا، يا علي لا تكون معه ولا تشهد قتلي، وقال علي: فمت لنا بعدك يا سيدي ؟ فقال: علي ابني هذا هو خير من أخلف بعدي، هو مني بمنزلة أبي هو لشيعتي، عنده لعم ما يحتاجون إليه ، سيد في الدنيا وسيد في الآخرة وإنه لمن المقربين، فقال يحيى بن الحسن لحرب: فما حمل علي بن أبي حمزة على أن برئ منه وحسده ؟ فال: سألت يحيى بن مساور عن ذلك فقال: حمله ما كان عنده من ماله اقتطعه ليشقيه الله في الدنيا والآخرة. ثم دخل بعض بني هاشم وانقطع الحديث .
وروى علي بن الحبشي 00 عن الحسن بن أحمد 000 قال: كنت أرى عند عمي علي بن الحسن فاضل شيخا من أهل بغداد وكان يهازل عمي فقال له يوماً: ليس في الدنيا شر منكم يا معشر الشيعة – أو قال الرافضة – فقال له عمي: ولم لعنك الله ؟ قال: أنا زوج بنت أحمد بن أبي بشر السراج، قال لي لما حضرته الوفاة : إنه كان عندي عشرة آلاف دينا وديعة لموسى بن جعفر(ع) فدفعت ابنه عنها بعد موته، وشهدت أنه لم يمت فالله خلصوني من النار وسلموها إلى الرضا (ع) فوالله ما أخرجنا حبة ولقد تركنا يصلى في نار جهنم .
وإذا كان أصل هذا المذهب أمثال هؤلاء فكيف يوثق برواياتهم أو يعول عليها (28) .(2/13)
بعد أن أوردنا سبب نشأة " الواقفة " حسبما ذكر شيخ الطائفة " الطوسي " ندرك أن السبب الرئيسي للنشأة إنما هو ناتج عن " الخمس " حيث إنه يستحل أن يستقطع من الناس جزءاً من أموالهم بحجة دفعها إلى الإمام المعصوم، والناس تشكو الفاقة والجوع حيث لم يرد في الشرع الكريم هذا المبدأ، وقد سهل على " الواقفة " إقناع كثير من الناس بصحة موقفهم وأنهم قد استمالوا إليهم مجموعة من الشيعة بعد بذل المال الوفير لهم، وهذا يدل دلالة واضحة على أن الشيعة يشكون التسلط والابتزاز تحت ستار " الخمس " .
لم يقف الشيعة الذي يتسترون تحت مبدأ " الخمس " موقف المتفرج السلبي تجاه " الواقفة " بل شنوا عليهم حربا لا هوادة فيها، فوضعوا على لسان أئمتهم المزعومين روايات كثير تحذر الناس منهم وتبشرهم بالويل والثبور وأن جهنم مأواهم وبئس المصير، و أنهم لا يشمون رائحة الجنة بل هم أكفر من اليهود والنصارى والذي أشركوا .
ونضع بين يدي القرّاء الكرام نماذج من تلك المروايات التي تذم " الواقفة " ثم نذكر بعد ذلك أنه رغم الروايات الدالة على كفرهم نجد كتب الجرح والتعديل عند الشيعة تضف بعض الأشخاص الذي اتخذوا " الوقف" ديانة لهم بالوثاقة، وأيضا نذكر حال رأس الوقف وهو " علي بن أبي حمزة البطائني " وما ورد فيه من القدح والذم في شأنه، ورغم ذلك إن مرويات البطائني في الكتب الأربعة عند الشيعة فرابة (545) رواية ولا أحب أن أطيل عليك أيها القارئ العزيز وأدعك تقرأ هذه الروايات التي سبق بيانها .
1- عن علي بن عبد الله الزهري قال: كتبت إلى أبي الحسن (ع) أسأله عن الواقفة ؟ فكتب: الواقف عائد من الحق ومقيم على سيئة، إن مات بها، كانت جهنم مأواه وبئس المصير (29) .
2- عن الفضل بن شاذان رفعه عن الرضا (ع): قال: سئل عن الواقفة ؟ فقال: يعيشون حيارى ويموتون زنادقة (30) .(2/14)
3- عن يوسف بن يعقوب قال: قلت لأبي الحسن الرضا (ع):أعطي هؤلاء الذي يزعمون أن أبا كحي من الزكاة شيئا ؟ قال: لا تعطهم فإنهم كفار مشركون زنادقة (31) .
4- عن بكر بن صالح قال: سمعت الرضا(ع) يقول: يا يقول الناس في هذه الآية ؟ قلت: جعلت فداك فأي آية ؟ قال: قول الله عز وجل: (( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء )) .
قلت: اختلفوا فيها .
قال أبو الحسن (ع): ولكن أقول نزلت في الواقفة أنهم قالوا: لا إمام بعد موسى (ع) فرد ا لله عليهم بل يداه مبسوطتان، واليد هو الإمام في باطن الكتاب، وإنما عنى بقولهم: لا إمام بعد موسى بن جعفر(32) .
5- عن محمد بن عاصم قال: سمعت الرضا (ع) يقول: يا محمد بلغني أنك تجالس الواقفة ؟ قلت: نعم جعلت فداك أجالسهم وأنا مخالف لهم .
قال: لا تجالسهم، فإن الله عز وجل يقول: (( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزئ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم )) يعني بالآيات الأوصياء الذين كفروا بها الواقفة (33) .
6- عن سليمان الجعفري قال: كنت عند أبي الحسن (ع) بالمدينة إذ دخل عليه رجل من أهل المدينة فسأله عن الواقفة، فقال أبو الحسن (ع): (( ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا، سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا )) والله إن الله لا يبدلها حتى يقتلوا عن آخرهم (34) .
7- عن محمد بن أبي عمير عن رجل من أصحابنا قال: قلت للرضا(ع): جعلت فداك قوم قد وقفوا على أبيك يزعمون أنه لم يمت
قال: كذبوا وهم كفار بما أنزل الله عز وجل على محمد وآله، ولو كان الله يمد في أجل أحد من بني آدم لحاجة الخلق إليه، لمد الله في أجل رسول الله وآله (35) .(2/15)
8- عن محمد بن الفضيل قال: قلت للرضا (ع): جعلت فداك ما حال قوم وقفوا على أبيك موسى(ع) ؟ قال: لعنهم الله، ما اشد كذبهم، أما أنهم يزعمون أني عقيم وينكرون من يلي هذا الأمر من ولدي(36)
9- عن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبي الحسن(ع) قال: ذكرت الممطورة وشكهم، فقال: يعيشون ما عاشوا في شك ثم يموتون زنادقة (37) .
10- عن إبراهيم بن عقبة قال: كتبت – يعني أبا الحسن (ع) – جعلت فداك قد عرفت بعض الممطورة أفأقنت عليهم في صلاتي ؟ قال: نعم أقنت عليهم في صلاتك (38) .
11- عن يحيى بن المبارك قال: كتبت إلى الرضا(ع) بمسائل فأجابني، وكتبت وذكرت في آخر الكتاب قول الله عز وجل: ((مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء )) .
فقال: نزلت في الواقفة .
ووجدت الجواب كله بخطه : ليس هم من المؤمنين ولا من المسلمين، هم ككم كذّ بآيات الله ونحن أشهر معلومات فلا جدال فينا ولا رفث فينا، أنصب لهم من العداوة يا يحيى ما استطعت (39) .
12- وعن عبد الله بن جندب قال: كتب إلى أبو الحسين الرضا: ذكرت رحمك الله هؤلاء القوم الذين وصفت أنهم كانوا بالأمس لكم إخوانا، والذي صاروا إليه من الخلاف لكم ، والعداوة لكم والبراءة منكم، والذين تأفكوا به من حياة أبي (ع) ، وذكر في آخر الكتاب: أن هؤلاء القوم سنح لهم الشيطان اغترهم بالشبهة وليس عليهم أمر دينهم وذلك لما ظهرت فريتهم ، واتفقت كلمتهم، وكذبوا على عالمهم، وأرادوا الهدى من تلقاء أنفسهم ، فقالوا: لم ، ومن كيف ؟
فأتاهم الهلك من مأمن احتياطهم، ذلك بما كسبت أيديهم، وما ربك بظلام للعبيد،ولك يكن ذلك لهم ولا عليهم، بل كان الفرض عليهم الواجب لهم من ذلك الوقوف عن التحيّر .(2/16)
ورد ما جهلوا من ذلك إلى عالمه ومستنبطه، لأن الله يقول في محكم كتابه: (( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )) يعني آل محمد، وهم الذين يستنبطون من القرآن ويعرفون الحلال والحرام،وهم الحجة الله على خلقه (40) .
وبعد هذا السيل الجارف من اللعن والتكفير والزنقة وأن اليهود والنصارى والذي أشركوا خير منهم ، نجد أن بعض الواقفة قد وثقوا في كتب الجرح والتعديل – وإن دل على شيء فإنما يدل على اختلال الموازين عند الشيعة في تقييم الرجال، حيث أن الشيعة يفتقدون أبجديات هذا العلم، لذا فإنهم وقعوا في حيص بيص – ونتحف القارئ الكريم بنماذج من الواقفة الموثقين من قبل علماء الشية :
1- عبد الله بن جبلة بن حيان بن الحر الكناني أبو محمد عربي صليب ثقة كان واقفياً (41) .
2- أحمد بن أبي بشير السراج : ثقة واقفي (42) .
3- أحمد بن الحسن بن إسماعيل: ثقة واقفي (43) .
4- أحمد بن محمد بن علي بن رباح السواق أبو الحسن: ثقة واقفي(44) .
5- جعفر بن محمد بن إسماعيل الحضرمي: ثقة واقفي(45) .
6- الحسن بن محمد بن سماعة أبو محمد الكندي الصيرفي: فقيه من فقهاء الواقفة ثقة . جيد التصانيف، نقي الفقه حسن الانتقاء (46).
7- حميد بن زياد بن حمد بن زاد الدهقان: واقفي ثقة (47).
8- علي بن محمد بن علي بن قيس بن سالم أبو الحسن السواق ويقال القلاء: ثقة في الحديث واقفياً في المذهب معتمدا ً(48) .
9- محمد بن عبد الله بن غالب الأنصاري البزار: ثقة في روايته على مذهب الواقفة (49) .
10- إبراهيم بن صالح الأنماطي الأسدي: كان واقفياً ثقة (50) .
11- إبراهيم بن عبد الحميد: واقفي ثقة (51) .
12- أحمد بن أبي بشر السراج أبو جعفر : واقفي ثقة (52) .
13- أحمد بن محمد بن علي بن عمر بن رباح: ثقة واقفي (53).(2/17)
14- الحسين بن أبي سعيد هاشم بن حيان المكاري: كان هو وأبوه وجهين من الواقفة مع أنه ثقة (54) .
15- حنان بن سدير بن حكيم ابن صهيب أبو الفضل الصيرفي: واقفي ثقة (55) .
16-عبد الكريم بن عمرو بن صالح الخثعمي: واقفي كان ثقة (56) .
17- علي بن محمد بن علب بن عمر بن رباح بن قيس بن سالم: ثقة إلا أنه كان واقفياً (57) .
18- الفضل بن يونس الكاتب: واقفي ثقة (58).
19- محمد بن إسحاق بن عمار بن حيان التغلبي: ثقة واقفي (59).
20- محمد بن عبد الله بن غالب أبو عبد الله الأنصاري البزاز: ثقة في الرواية على مذهب الواقفة (60) .
21- منصور بن يونس القرشي يكنيى أبا يحيى، يقال له بزرج: واقفي ثقة (61) .
22- يحيى بن أبي القاسم أبو بصير الأسدي، وقيل أبو محمد الحذاء: واقفي ثقة وجه (62) .
ونكرر قول شيخ الطائفة عند الشيعة " الطوسي " وإذا كان أصل المذهب أمثال هؤلاء كيف يؤثق برواياتهم أو يعول عليهم (63).
وبعد هذا كله نستعرض حال رأس الوقف " علي بن حمزة البطائني " من واقع كتب الجرح والتعديل عند الشيعة وجرد مرويات " البطائني " في الكتب الأربعة عند الشيعة :
1- عن أحمد بن عمر قال: سمعت الرضا(ع) يقول في ابن أبي حمزة: أليس هو الذي يروي أن راس المهدي يهدى إلى عيسى بن موسى ؟ وهو صاحب السفياني، وقال: إن أبا إبراهيم يعود إلى ثمانية أشهر ؟ فما استبان لكم كذبه (64).
2- عن علي بن أبي حمزة قال: قال أبو الحسن موسى(ع) : يا علي أنت وأصحابك شبه الحمير (65) .
3- قال أبو الحسن علي بن فضال: علي بن أبي حمزة كذاب متهم، روى أصحابنا أن أبا الحسن الرضا(ع) قال بعد موت ابن أبي حمزة: أنه أقعد في قبره فسئل عن الأئمة (ع) فأخبر بأسمائهم، حتى انتهى إليّ فوقف، فضرب على رأسه ضربة امتلأ قبره ناراً (66) .(2/18)
4- عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن (ع)، قال: قلت: جعلت فداك أني خلفت أبن أبي حمزة، وابن مهران، وابن أبي سعيد أشد أهل الدنيا عداوة لك .
فقال: ما ضرّك من ضل إذا اهتديت، إنهم كذّبوا رسول الله وآله، وكذّبوا أمير المؤمنين (ع) وكذّبوا فلانا وفلانا، وكذّبوا جعفراً وموسى (ع)، ولي بآبائي عليهم السلام أسوة .
قلت: جعلت فداك إنا نروي أنك قلت لابن مهران: اذهب الله نور قبلك، وأدخل الفقر بيتك ؟
فقال: كيف حاله وحال بنيه ؟
فقلت: يا سيد أشد حال، هم مكروبون ببغداد لم يقدر الحسين أن يخرج إلى العمرة .
فسكت وسمعته يقول في ابن أبي حمزة: أما استبان لكم كذبه ؟ أليس هو الذي يروي في رأس المهدي يهدى إلى موسى صاحب السفياني، وقال: أن أبا الحسن يعود إلى ثمانية أشهر (67) .
5- عن يونس بن عبد الرحمن قال: دخلت على الرضا(ع) فقال لي: مات علي بن أبي حمزة ؟
قلت: نعم .
قال: قد دخل النار .
قال: ففزعت من ذلك .
قال: أما إنه سئل عن الإمام بعد موسى أبي فقال: لا أعرف إماماً بعده، فقيل: لا ؟ فضرب في قبره ضربة اشتعل قبره ناراً (68) .
6- عن محمد بن أحمد قال: وقف عليّ أبو الحسن (ع) في بني زريق فقال لي وهو رافع صوته: يا أحمد .
قلت: لبيك .
قال: إنه لما قبض رسول الله وآله جهد الناس في إطفاء نور الله، فأبي إلا أن يتم نوره بأمير المؤمنين (ع)، فلما توفى أبو الحسن(ع) جهد علي بن أبي حمزة في إطفاء نور الله، فأبى الله إلا أن يتم نوره وإن أهل الحق إذا دخل فيهم داخل سرّوا به ،وإذا خرج منهم خارج لم يجزعوا عليه، وذلك أنهم على يقين من أمرهم، وإن أهل الباطل إذا دخل فيهم داخل سرّوا به، وإذا خرج منهم خارج جزعوا عليه، وذلك أنهم على شك من أمرهم، أن الله جل وعلا يقول: (( فمستقر ومستودع )) ، قال: ثم قال أبو عبد الله (ع): المتسقر الثابت، والمستودع المعاد (69) .(2/19)
7- عن منصور بن العباس البغدادي، قال: حدثنا ابن سهل قال: حدثني بعض أصحابنا – وسألني أن أكتم اسمه – قال كنت عند الرضا(ع)، فدخل عليه علي بن أبي حمزة وابن السراج وابن المكاري .
فقال له ابن أبي حمزة: ما فعل أبوك ؟
قال: مضى .
قال: مضى موتاً ؟
قال: إلى من عهد ؟
قال: إليّ .
قال: فأنت إمام مفترض الطاعة من الله ؟
قال: نعم .
قال ابن السراج وابن المكاري: قد والله أمكنك من نفسه .
قال: ويلك بما أمكنت ؟ أتريد أن آتي بغداد وأقول لهارون أنا إمام مفترض الطاعة ؟ والله ما ذلك عليّ وإنما قلت ذلك لكم عندما بلغني من اختلاف كلمتكم وشتت أمركم، لئلا يصير سرّكم في يد عدوكم .
قال له ابن أبي حمزة: لقد أظهرت شيئا ما كان يظهره أحد من آبائك، ولا يتكلم به .
قال: بلى، لقد تكلم خير آبائي رسول الله وآله لما أمره الله تعالى أن ينذر عشيرته الأقربين، جمع من أهل بيته أربعين رجلا وقلا له: أنا رسول الله إليكم، فكان أشدهم تكذيبا له وتأليبا عليه عمه أبو لهب، فقال لهم النبي وآله: أن خدشني خدش فلست بنبي، فهذا أول ما أبدع لكم من آية النبوة. وأنا أقول: إن خدشني هارون خدشاً فلست بإمام فهذا أول من أبدع لكم من آية الإمامة .
فقال له علي: إنا روينا عن آبائك أن الإمام لا يلي أمره إلا إمام مثله
فقال له أبو الحسن(ع) : فأخبرني عن الحسن بن علي عليهما السلام كان إماما أو كان غير إمام ؟
قال: كان إماما .
قال: فمن ولي أمره .
قال: علي بن الحسين .
قال: وأين كان علي بن الحسين (ع) .
قال: كان محبوساً في يد عبيد الله بن زياد في الكوفة .
قال: خرج وهم كانوا لا يعلمون حتى ولي أمر أبيه ثم انصرف ؟
فقال له أبو الحسن (ع) : إن هذا الذي أمكن علي بن الحسين(ع) أن يأتي كبلاء فيلي أمر أبيه، فهو أمكن صاحب هذا الأمر أن يأتي بغداد فيلي أمر أبيه ثم ينصرف وليس في حبس ولا في إساءة .
قال له علي: إنا روينا أن الإمام لا يمضي حتى يرى عقبه .(2/20)
فقال أبو الحسن: أما رويتم في هذا الحديث غير هذا ؟
قال: لا .
قال: بلى والله لقد رويتم إلا القائم وأنتم لا تدرون ما معناه ولم يقبل.
قال له علي: بلى، والله إن هذا لفي الحديث .
قال له أبو الحسن: ويلك كيف اجترأت على شيء تدع بعضه ؟
ثم قال: يا شيخ! اتق الله ولا تكن من الصادّين عن دين الله تعالى(70) .
8- عن أبي مسروق قال: دخل على الرضا جماعة من الواقفة فيهم علي بن أبي حمزة البطائني، ومحمد بن إسحاق نب عمار، والحسين بن مهران، والحسن بن أبي سعيد المكاري .
فقال علي بن أبي حمزة: جعلت فداك أخبرنا عن أبيك (ع) وما حاله ؟
فقال له : أنه مضى .
فقال: إليّ .
فقال له: إنك لتقول قولاً ما قاله أحد من آبائك علي بن أبي طالب (ع) فمن دونه .
قال: لكن قال خير آبائي وأفضلهم رسول الله وآله .
فقال له: أما تخالف هؤلاء على نفسك ؟
فقال: لو خفت عليها كنت عليها معينا، إن رسول الله وآله أتاه أبو لهم فتهدده ، فقال له رسول الله وآله: إن خدشت من قبلك خدشة فأنا كذاب، فكانت أول آية نزع بها رسول الله وآله، وهي أول آية أنزع لكم إن خدشت خدشة من قبل هارون فأنا كذاب.
فقال له الحسن بن مهران: قد أتانا ما نطلب أن أظهرت هذا القول .
قال: فتريد ماذا ؟ أتريد أن أذهب إلى هارون فأقول له إني إمام وأنت لست في شيء ؟ ليس هكذا صنع رسول الله وآله في أول أمره ؟ إنما قال ذلك لأهله ومواليه ومن يثق به فقد خصهم به دون الناس، وأنتم تعتقدون الإمامة لمن كان قبلي من آبائي ولا تقولون أنه إنما يمنع علي بن موسى أن يخبر أن أباه حي فإني لا أتقيكم في أن أدعي أنه حي لو كان حياً (71) .
9- عن محمد بن سنان قال: ذكر علي بن أبي حمزة عند الرضا(ع) فلعنه. ثم قال: إن عليا بن أبي حمزة أراد أن لا يعبد الله في سمائه وأرضه فأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون،ولو كره المشرك اللعين .
قلت: المشرك ؟(2/21)
قال: نعم والله ، وإن رغم أنفه كذلك هو في كتاب الله يريدون أن يطفئوا نور الله، وقد جرت فيه وفي أمثاله، أنهم أرادوا أن يطفئوا نور الله (72) .
مرويات البطائني في الكتب الأربعة
يقول أبو القاسم الخوئي في معجم رجال الحديث 11/227 : وقع بهذا العنوان في إسناد كثير من الروايات تبلغ خمس مائة وخمسة وأربعين مورداً أ ه .
وإليك أخي القارئ جدولاً بمواضيع مرويات ابن أبي حمزة في الكتب الأربعة عند الشيعة وأعنى بها :
1- الأصول والفروع والروضة من الكافي للكليني .
2- التهذيب لشيخ الطائفة عند الشيعة الطوسي .
3- الاستبصار . له أيضا .
4- من لا يحضره الفقيه لابن بابويه القمي الصدوق .
وقد استفدت كثير من كتاب الخوئي " معجم رجال الحديث " في إعداد جدول مرويات ابن أبي حمزة، ولكن عملي يختلف عن عمل الخوئي، وهذا ما يلاحظه المطلق على كتاب الخوئي التي أعددتها .
ورغبة منا في خدمة القارئ الكريم أذكر بعض الأمور المتعلقة بالجداول وذلك ببيان الرموز المبينة بالجداول :
ج : للجزء .
ك: للكتاب .
ب: للباب .
ر: للرواية .
وحيث إن مرويات التهذيب والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه مرقمة، اكتفينا بذكر الجزء ورقم الرواية .
وأما بالنسبة للكافي عدا الروضة فإنها غير مرقمة، لذ ذكرنا الجزء والباب والرواية .
ونضع بين يدي القارئ فهرست كتاب أجزاء الكافي ليمكن الرجوع إليها :
1- كتب الجزء الأول ( وهي أربعة ) :
الكتاب الأول: العقل والجهل .
الكتاب الثاني: فضل العلم .
الكتاب الثالث: التوحيد .
الكتاب الرابع: الحجة .
2- كتب الجزء الثاني ( وهي أربعة ) :
الكتاب الأول: الإيمان والكفر .
الكتاب الثاني: الدعاء .
الكتاب الثالث: فضل القرآن .
الكتاب الرابع: العشرة .
3- كتب الجزء الثالث: ( وهي خمسة) :
الكتاب الأول: الطهارة .
الكتاب الثاني: الحيض .
الكتاب الثالث: الجنائز .
الكتاب الرابع: الصلاة .(2/22)
الكتاب الخامس: الزكاة .
4- كتب الجزء الرابع ( تتمة وكتابان ) :
الكتاب الأول: تتمة كتاب الزكاة .
الكتاب الثاني: الصيام .
الكتاب الثالث: الحج .
5- كتب الجزء الخامس ( وهي ثلاثة ) :
الكتاب الأول: الجهاد .
الكتاب الثاني: المعيشة .
الكتاب الثالث: النكاح .
6- كتب الجزء السادس ( وهي تسعة ):
الكتاب الأول: العقيقة .
الكتاب الثاني: الطلاق .
الكتاب الثالث: العتق والتدبير والكتابة .
الكتاب الرابع: صيد الكلب والفهد .
الكتاب الخامس: الذبائح .
الكتاب السادس: الأطعمة .
الكتاب السابع: الأشربة .
الكتاب الثامن: الزي والتجميل المروءة .
الكتاب التاسع: الدواجن .
7- كتب الجزء السابع ( وهي سبعة ) :
الكتاب الأول: الوصايا .
الكتاب الثاني: المواريث .
الكتاب الثالث: الحدود .
الكتاب الرابع: الديات .
الكتاب الخامس: الشهادات .
الكتاب السادس: القضاء والأحكام .
الكتاب السابع: الإيمان والنذور والكفارات .
8- الجزء الثامن: الروضة .
( وليس فيها كتب مخلتفة والروايات مرقمة خلاف الأجزاء السبعة من الكافي ) .
فهرس
* المقدمة
- بيان سفه اعتقاد الشيعة أن من لا يعتقد عقائدهمهو ابن زنا
- اعتقاد الشيعة أن حب الأئمة المعصومين دليلعلى طهارة المولد
- إضفاء الشيعة على أئمتهم صفات الألوهية
* نماذج من مرويات الشيعة في تأليه أئمتهم
- طيب المولد
- تفسير القمي (( سلام عليكم طبتم ))
* سبب آخر عند الشيعة بأنهم من أصلاب آبائهم وغيرهم أبناء زنا
* بيان أن مبدأ " الخمس" ساعد على تكوين طبقة إقطاعية من رجال الدين الشيعي
* سرد بعض المرويات المتصلة بموضوع الفيء
- رواية في تفسيرهم لآية الفيء
- إمام الشيعة المعصوم يقذف الناس بالزنا
- إمامهم المعصوم يبيح لنفسه الطعن في أعراض الناس
- تفسير الطبرسي لقسمة الخمس
- بيان أن تفسير الغنيمة بالأرباح لا نجده إلا عند فقهاء الشيعة
* رد تفسيرهم هذا من واقع حياة الإمام علي(2/23)
* رد آخر بأن هذه الفرية لم تظهر إلى في أواخر القرن الخامس الهجري
- بيان أن هذا حدث لما كانت الخلافة العباسية لا تعتقد بشرعية مذهب أهل البيت
- بدعة الخمس حصدت أموال الشيعة في كل زمان
- قلة من فقهاء الشيعة أفتوا بان الخمس ساقط عن الشيعة
- إثراء بعض مجتهدين الشيعة وادخارهم الملايين باسم الخمس
- هذه الأموال جعلت زعماء الشيعة قوة محركة
- بين الشيعة والواقفة
- روايات تذم الواقفة إلى حد جعلهم زنادقة
* اختلال الموازين عند الشيعة في تقييم الرجال
- نماذج من الواقفة الموثقين من قبل علماء الشيعة
* استعراض حال رأس الواقفة " علي بن أبي حمزة البطائني " من واقع كتب الجرح التعديل
- استعراض حال البطائني
-جرد مرويات البطائني في الكتب الأربعة عند الشيعة
-----------------------
(1) بحار الأنوار 27/145 .
(2) سوء المحضر: هو أن يحترز الناس عن حضوره ومجالسته لخبث لسانه وسوء أخلاقه .
(3) المصدر السابق 27/145 .
(4) المصدر السابق 27/146 .
(5) المصدر السابق 27/146
(6) بحار الأنوار 27/146 .
(7) المصدر السابق 27/147، صحيفة الأبرار لميرزا محمد تقي 1/191 .
(8) أبو بكر وعمر رضي الله عنهما .
(9) يقصد به " الخمس " أو بمعنى أصح: السحت الذي يتقاضاه الشيعة من الطبقة الكادحة التي لم يجف عرقها، وإن شاء الله تعالى سوف يجد القرّاء الكرام بياناً شافياً حول " الخمس" في هذه الرسالة، وأيضا كيف قامت طائفة من الشيعة بإبطال هذا المبدأ وأنها ناقشت الإمام الثامن عند الشيعة بعدم أحقيته في الحصول على الأموال التي جمعت تحت ستار " الخمس" .
(10) بحار الأنوار 27/147 .
(11) الخصال للصدوق 1/107، والبحار27/147 .
(12) المصدر السابق 1/109 ، والمصدر السابق27/148 .
(13) البحار 27/148 .
(14) عيون أخبار الرضا ص 229 ، والبحار 27/148-149 .
(15) البحار 27/149 .
(16) المصدر السابق 27/149 .
(17) المصدر السابق 27/149 .(2/24)
(18) المصدر السابق 27/150 .
(19) البحار 27/150 .
(20) البحار 27/151 .
(21) معاني الأخبار ص 113، والبحار 27/152 .
(22) البحار 27/152 .
(23) الكافي للكليني 8/285، تفسير البرهان لهاشم البحراني 2/87، تأويل الآيات الظاهرة للنجفي 1/194 ، وسائل الشيعة للحر العاملي 6/385 و11/331 ، والبحار للمجلسي 24/311 .
(24) مجمع البيان للطبرسي 4/543 .
(25) هذا الادعاء يحتاج إلى دليل، وعدم اعتراف الخلفاء بشرعية العقائد المجوسية واليهودية من أساسيات معتقدهم .
(26) الشيعة والتصحيح للدكتور موسى الموسي ص 66-69 .
(27) يقصد أمير المؤمنين هارون الرشيد رحمه الله تعالى، وقد كان ابن يقطين وزيراً باطنياً في الدولة العباسية .
(28) الغيبة للطوسي ص 42-44 .
(29) رجال الكشي ص 387، مسند الإمام الرضا 2/471 .
(30) المصدر السابق ص 388 ، المصدر السابق 2/471.
(31) المصدر السابق ص 388 ، المصدر السابق 2/471 .
(32) رجال الكشي ص 388، مسند الإمام الرضا 2/472 .
(33) المصدر السابق ص 388 ، المصدر السابق 2/472.
(34) المصدر السابق ص 388 ، المصدر السابق 2/472.
(35) رجال الكشي ص 389، مسند الإمام الرضا 2/472 .
(36) المصدر السابق ص 390 ، المصدر السابق 2/472 – 473 .
(37) المصدر السابق ص 391 ، المصدر السابق 2/473.
(38) المصدر السابق ص 392 ، المصدر السابق 2/473.
(39) رجال الكشي ص 392 ، مسند الإمام الرضا 2/473.
(40) تفسير العياشي 1/260 ، مسند الإمام الرضا 2/473 - 474 .
(41) رجال ابن داود الحلي 1/117 .
(42) رجال ابن داود الحلي 1/209 .
(43) المصدر السابق 1/210 ، 2/3
(44) المصدر السابق 1/210 .
(45) المصدر السابق 1/210 .
(46) المصدر السابق 1/210 ، 2/15 .
(47) المصدر السابق 1/210 .
(48) المصدر السابق 1/210 .
(49) رجال ابن داود الحلي 1/210 .
(50) المصدر 2/2 .
(51) المصدر2/2 .
(52) المصدر2/3 .
(53) المصدر2/6 .
(54) المصدر2/16 .(2/25)
(55) المصدر2/19 .
(56) رجال الحلي 2/ 33 .
(57) المصدر 2/39 .
(58) المصدر 2/42 .
(59) المصدر 2/45 .
(60) المصدر 2/49 .
(61) المصدر 2/57 .
(62) رجال ابن داود الحلي 2/60 .
(63) كتاب الغيبة للطوسي ص 44 .
(64) المصدر السابق ص 46 ، وتنقيح المقال للمامقاني 2/261، معجم الرجال للخوئي 11/216 .
(65) الغيبة للطوسي ص 44 ، رجال الكشي ص 345و376، وتنقيح المقال 2/261، معجم الرجال للخوئي 11/17 .
(66) رجال الكشي ص345، تنقيح المقال 2/261، معجم الرجال 11/217.
(67) رجال الكشي ص345، تنقيح المقال 2/261، معجم الرجال 11/218 .
وقال المعلق على كتاب الغيبة للطوسي ص 46: قوله (ع) أن رأس المهدي الخ المراد من المهدي هو ابن الخليفة العباسي المنصور المتولي للخلافة سنة 158ه، بعهد من أبيه المتوفى سنة 169ه ، وكان جدّه السفاح عقد الخلافة أولا لأخيه عبد الله المنصور وجعله ولي عهده، ومن بعده لابن أخيه عيسى بن موسى بن محمد بن علي، ولكن المنصور عهد في موته لابنه المهدي 00 ثم أنه أجبر عيسى بن موسى المذكور على الخلع، فخلع نفسه عن الخلافة فجعلها المهدي لابنه الهادي موسى وبعده لابنه الآخر هارون، هذا مجمل خبرها وإنما أراد الإمام (ع) الطعن على علي بن أبي حمزة وتكذيبه في روايته أن المهدي يقتل ويحمل رأسه إلى عيسى بن موسى .
(68) تنقيح المقال 2/261، معجم الرجال 11/219 .
(69) تنقيح المقال 2/261، معجم الرجال 11/219- 220 . .
(70) معجم الرجال 11/221-222 .
(71) معجم الحديث 11/221-222 .
(72) الغيبة للطوسي ص 46 ، معجم الحديث 11/221-222 .(2/26)
الشيعة والمتعة
تأليف
محمد مال الله
تقديم : نظام الدين محمد الأعظمي
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الاستاذ نظام الدين محمد الأعظمي
الحمدُ للّه رب العالمين ، أحلَّ النكاح ، وحًرّم السفاح ، وَتوَّعَد مُرتكبَه بالعذاب المهين .
والصلاةُ والسلامُ على سَيّد ولد آدم أجمعين ، محمد بن عبد اللّه ، وعلى آله الطيّبين الطاهرين ، وأصحابه البَرَرة الثقات المُتّقين ، القائل صلوات اللّه وسلامه عليه : « لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن » .
أما بعد :
فإن مسألة نكاح المُتعة من المسائل التي كَثُرَ القيل والقال حولها في أيّامنا هذه ، لا سيما بعد تولّي « الآيات » مقاليد الحكم في إيران ، وإنفاقهم آلاف الملايين في طبع كتب الرافضة كيف لا وهم أقطابها وأبناء جلدتها ؟ وفيها - ضمن ما فيها - الدعوة الصريحة إلى الزِّنا والفاحشة باسم « نكاح المتعة » ، مسَوّغين ذلك لدواعي الضرورة تارة ، وبحُجّة تدريب الشباب على النكاح تارةً أُخرى .. و ... و .. و .. و .. واستَغَلّوا هذا الموضوع للطعنِ في أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه ، بادعائهم أنه هو الذي حَرَّمها بعد أَن كانت حلالاً في عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسًلّم ، كَبُرت كلمةً تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً . وقد تصدّى أخي في الله - أبو عبد الرحمن - مؤلّف هذا الكتاب لهذه الافتراءاتٍ ، ورَدَّ . كَيْدَ أصحابها في نُحُورهم ، لا سيما وقاحات الخُميني - عامله الله بما يستحق - في كتابه « كشف الأسرار » [ بالفارسية ] ، فبيّن جزاه الله خيراً موقف عمر رضي اللهة عنه من نكاح المتعة وأنه وافق في ذلك تحريم رَسول اللّه صلى اللّه عليه واله وسلم لها عامَ خيبر ، كما روى ذلك الإمام علي رضي اللّه عنه في رواية صحيحة ثابتة عند السنة والشيعة !(3/1)
ثم بيّن افتراءات الشيعة على بعض الصحابة ، لا سيما ابن عباس ، وابن عمر ، رضي اللّه عنهما ، وعن أبويهما ، ورَدَّ عليها ردّاً علمياً واضحاً لا لَبْسَ فيه . وتكلّم - حفظه اللّه تعالى - في القسم الثالث على ادّعاءات الشيعة وتحريفهم الكلم عَن مواضعه في تفسير قوله تعالى : { فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهَن فَرِيضَةً } وبيّن أقوال العُلماءِ في ذلك ، فأجاد وأفاد .
ومن أمتِع فصول البحث ، القسم الذي خصصه المؤلف المحقق - زاده الله علماً ونفع به - لغرائب وعجائب المتعة عند الشيعة ، وأنصح كل شيعي أن يقرأ هذا القسم وأن يراجع نفسه بينه وبين خالقه ، أهذا هو الدين الذي ارتضاه الله عز وجل لعباده كافّة ؟ ! أيرضى بهذا لأهلهِ وأختهِ وابنتِه ؟ ! أم ماذا ؟
والحقَ أقول : إن الأخ الفاضل أبا عبد الرحمن ، لم يُسبق - فيما أعلم وفوق كل ذي علم عليم - إلى دراسة الموضوع بهذه الصورة الموفّقة من كتب الشيعة أنفسهم ، ومراجعهم المعتمدة الموثوقة عندهم ، فَقَصَم بذلك ظهرَ بعيرهم ، وأطفأَ نارَ سعيرهم ، وأَخْرَسَهُم إلى أَبَدِ الآبدين ، حتى يُنفخ في الصور ليوم الدين ، آمين .
هذا وأضِيفُ إلى ما ذكره الأُستاذ المؤلف حفظه اللّه مِنْ أدلةِ تحريم المُتعة قولَ الله تبارك وتعالى :
{ وَالَّذِينَ هُم لِفُرُوِجِهِمْ حَافِظُونَ إلاّ عَلَى أَزْواجِهِم أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ، فَإِنَّهُمْ غيْرُ مَلُومِينَ ، فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذلِكَ فأُولئِكَ هُمُ العَادُونَ } .
فالآية صريحة في تحريم الاستمتاع بغير الزوجة أو ملِك اليمين ، والمُسْتَمْتَعُ بها بنكاح المتعة الباطل ليست زوجة للأسباب الآتية :(3/2)
ا - قال تعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إليْهَا } ( الروم : 21 ) . وفي نفس الآية : { وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً } فأي سكنِ ، وأية مودة ورحمة ، تكون بين عاهرة المتعة ، التي يُستمتع بها لساعة أَو ساعتين أو يوم أو يومين ؟ ما لكم ، ألا تعقلون ؟ !
2 - المرأة المُتَمَتَّع بها لا ترث عند الشيعة القائلين بجواز هذا النكاح حتى ولو كانت مُسلمة ، وهذا دليل على عدم زوجيتها إذ لو كانت زوجة ، وهي مُسلمة ، لورثها وورثته !!
3 - يجوز - في دين الشيعة - أن تشترط المرأة في « المتعة » أن لا يأتيها زوجها في موضع الحرث [ أي في قُبلها ] (1) ، والزوجة الشرعية لا يجوز لها أن تشترط مثل هذا الشرط الباطل مُطلقاً ، كيفط واللّه تعالى يقول : { نِسَاؤكُمْ حَرْثْ لَكُمْ ، فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ } ؟ أجيبوا ؟ !
4 - عِدّة المرأة - المتمتَّع بها - ليست كعدة الزوجة الشرعية في كتاب اللّه تعالى ، وإنما اخترع لها الشيعة عدّة ما أنزل اللّه بها من سُلطان ، مَعَ أَنَّ اللّه تعالى قد بَيَّنَ العِدَدَ في كتابه بياناً شافياً كافيَاً ، ولكن هؤلاء القوم لايفقهون حديثاً .
وختاماً أقول : إن الخلاف بيننا وبينهم لا يتركّز في خلاف فقهي ، فرعي ، كمسألة المتعة ، فحسب ، كلا !!
إن الخلاف - في الأصل - خلافٌ في الأصول ، نعم !! خلافٌ في العقيدة ! يتركز في النقاط الآتية :
__________
(1) انظر الروايات الثابتة في ذلك عندهم في فصل: غرائب وعجائب المتعة عند الشيعة ،من هذا الكتاب .(3/3)
ا - هم يقولون : إن القرآن محرف وناقص (1) ، ونحن نقول : إن القرآن كلام اللّه ، تام غير ناقص ، لم ولن يعتريِه التبديل والنقص والتغيير إلى أن يرث اللّه الأرض ومن عليها : { إنَّا نحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإنّا لَهُ لَحَافِظُون } .
2 - هم يقولون : إنَّ صحابةَ رسول الله - باستثناء البعض - ارتدّوا بعد وفاةِ رسول اللّه ونكصوا على أعقابهم وخانوا الأمانة والديانة لا سيما الخلفاء الثلاثة ، الصديق والفاروق وذو النورين ، ولذا فهم عندهم من أشد الناس كُفراً وضلالاً وغواية (2) ، ونحن نقول : إن صحابة رسول اللّه هم خير البشر - بعد الأنبياء - صلوات الله عليهم أجمعين ، وأنهم عدول جميعاً ، لا يتعمدون الكذب على نبيهم ، ثقات في نقلهم ، وإن كُنا لا نعتقد فيهم العصمة ، ودليلنا قول الله عز وجل : { مُحًمّدٌ رَسُولُ اللّه وَالَّذِينَ مَعَهُ } .
__________
(1) انظر كتاب « الشيعة وتحريف القرآن لا للمؤلف . وكتاب « فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب » ، للميرزا حسين النوري الطبرسي الشيعي . طبع حجر إيران 1298هـ .
(2) انظر فصل الشيعة والحكومات الإسلامية من « الخطوط العريضة » لمحب الدين الخطيب ، بتحقيق وحواشي مؤلف هذا الكتاب ، الطبعة الأولى م ص 43 - 56 .(3/4)
3 - هم يَقولون : إنّ الأئمة ، أئمة الشيعة الإثني عشر ، معصومون ، يعلمون الغيب ، ويأتيهم جبريلُ ، ويعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل ، وأنهم يعلمون علم ما كان وما يكون ولا يخفى عليهم شيء ، وأنهم يعرفون جميع لغات العالم !! وأن الأرض كلها لهم ، بل تبجّح خمينيُّهم وتجرّأ في كتابه « الحكومة الإِسلامية » فقال : إن لهم مكانة لم يبلغها ملك مقرّب ولا نبي مرسل (1) . ونحن نقول : إنهم بشرٌ كسائرِ البشر ، لا فرق بينهم ، ومنهم فقهاء وعلماء وخلفاء ، ومنهم من لم يبلغ هذه المنزلة ، ولا ننسب إليهم ما لم يدّعوه لأنفسهم ، بل نهوا عنه ، وتبرّؤوا منه ، رضي اللّه عنهم جميعاً .
أقول : هذا هو أصل الخلاف بيننا وبينهم ، وما « نكاح المتعة » واستباحتهم للفروج المحرمة ، إلاّ امتداداً لعقيدتهم الفاسدة في الصحابة ، ورغبتهم في مخالفتهم ، وتزييناً من الشيطان لهم لإِشباع النزوات البهيمية ، والشهوات الإِبليسية . نسأل اللّه السلامة والعافية . وصلى اللّه على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلم .
كتبه : نظام الدين محمد الأعظمي حامداً مصليَاً مسلماً .
بغداد 15 / 1 / 1986
الشيعة والمتعة
تأليف
محمد مال اللّه
دار الصحوة الإسلامية
ألا يا صاح أَخْبرني ... ... بما قد قيلَ في المُتعة
ومَنْ قال : حلال هي ... ... كمن قد قال في الرّجعة
كَذَبْتُمْ لا يحِبُّ اللّه ... ... شيئاً يُشبه الخِدعة
لها زوجانِ في طُهْر ... ... وفي طُهْرٍ لها سَبْعة
إذا فارقَها هذا ... ... أَخَذْها ذاك بالشُّفعة
__________
(1) انظر كتاب « عقيدة الشيعة في الأئمة » للمؤلف ، يصدر قريباً إن شاء الله وانظر أيضاً فصل : ( عقيدة الشيعة في الأئمة ) في كتاب « الخطوط العريضة » للعلامة محب الدين الخطيب رحمه اللّه ، في الطبعة الموشاة بتحقيق مؤلف هذا الكتاب الأخ محمد مال الله ، ص 67 - 70 .(3/5)
فهِي من كُلّ إنسانٍ ... ... لها في رَحمها متعة
مقدمة المؤلف
الحمدُ للهّ ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين ، وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هُداه إلى يوم الدين .
أما بعد ، فإنّ نكاح المتعة من المسائل الخلافيّة بين المسلمين وبين الشيعة ، وقد ثبت عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تحريمُها إلى يوم الدين بالروايات الصحيحة ، ولكنّ الشيعة وضعوا على لسان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأهل بيته الكرام رضوان الله عليهم رواياتٍ تفيد تحليلها ، بل إنهم جعلوا المتعة صورةً لا تختلفُ عن الدَّعَارة التي يمارسها الذين لا خلاَق لهم !
وقد دان الصحابةُ والتابعونَ بهذا التحريم واقتفى أَثَرَهُمْ في ذلك فقهاءُ هذه الأمّة ، ولكنْ شذّ عن ذلك الرافضةُ ، والحقيقة أنّ شذوذهم هذا لا قيمةَ له ، حيث إنّ دينَ الشيعةِ مختلفٌ كليّاً عن الإِسلام ، فالتشيّع دينٌ قائم بذاته ، وأسسُه وتعاليمُه خليطٌ من الدياناتِ والمذاهب ، بمعنى أنّه لقيطٌ لا نَسَبَ له !
ولم يكتف الشيعة بوضع المرويّات في ذلك على لسان رسول اللهّ صلى اللّه عليه وسلم وأهل بيته ، بل تمادَوا في طغيانهم ، فافتروا على بعض الصحابة رضوان اللّه عليهم القول بجواز المتعة ، ودلسّوا في النقل من المراجع الإِسلامية ، وغيّروا النصوص ككذبهم ، على ابن عمر رضي الله عنه في المتعة ، وعزوهم ذلك إلى « سُنن الترمذي » كما فعل الفُكيكي في كتابه « المتعة » وتابعه . بجهالةٍ محمد تقي الحكيم في كتابه « الزواج المؤقت » وقبلَهم حفيد ابن سبأ داعية الكذب عبد الحسين شرف الدين !! في كتابه « المسائل الفقهية » .
وبما أن الطعن في صحابة رسول الله صلى اللّه عليه وسلم من أصول الرافضة الأصيلة ، لذا فإنهم لا يَفْتُرون عن إلصاق النقيصة بالصحابه والإفتراء عليهم ، ووضع الروايات الكثيرة في مثالبهم .(3/6)
والصفحات التي بين يديك - أخي القارئ - محاولة متواضعة للردّ على افتراء الخميني ، في ادعائه أنّ نكاح المتعة حلال ، وأنّ الفاروق رضي اللّه عنه اجترأ على تحريم ما أحلّه رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، والخميني يعلم علم اليقين أنّ نكاح المتعة حرام ، وذلك على ضوء مرويّات الشيعة الصادرة عن الأئمة المزعومين ، وقد بيّنّا ذلك عند تناولنا موقفَ أهل البيت رضوان اللّه تعالى عليهم من نكاح المتعة ، ولكنّ رغبتَه في النَّيْل من سادات الصحابة الأطهار الأخيار ، جعلته يغمض عينيه عن اتّباع الحق ، والحقيقة أنّ تطاوُلَ الخميني المستمر على الصحابة - خاصّة عمر رضي اللّه عنه وأرضاه - هي محاولة رخيصة للانتقام ممن أذل أجداده الفرس ، ومهما حاول الخميني السير على هذا النهج ، فإنه لا يحصد إلا الحسرة والألم في نفسه المريضة ، وإنه سيظل قزَماً تجاه سَلَف هذه الأمة .
وقد كان لسلف هذه الأمة شرفُ الدفاع عن صحابة رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ، وبيان زيف الأكاذيب التي تجترّها الرافضة . ومن تلك المسائل : مسألة المتعة وتزييف وتفنيد الادعاء بأنّ الفاروق رضي الله عنه حرّمها من تلقاء نفسه .
ولم نكن نودّ أن نخوضَ في موضوع بحثَه السابقونَ من علَماء هذه الأمّة ، وكشفوا زيفَه ، لولا تطاولُ الخمينيَ على عمر رضي اللّه عنه ، والخميني لم يأت بجديد ، فإنه اجترّ سخافات قومه السابقين ، وردّدها كالببّغاء دون أن يعي ذلك . ويزعم أن تحريم المتعة إحدى مخالفات عمر رضي اللّه عنه للقرآن . فيقول ص 117 - 118 من كتابه الفارسي « كشف الأسرار » ما ترجمته :(3/7)
« متعة النساء ، كانت بإجماع المسلمين مشروعةً في زمن النبي ، وإلى وفاته !! لم يأت ناسخ ينسخ حكمها ، بحكم الأخبار المتواترة عن أهل البيت والكتب الصحاح !! روى أهل السنة عن جابر بن عبد اللّه في « صحيح مسلم » - بعدة طرق - قوله : « تمتعنا في عهد رسول اللّه وأبي بكر وعمر حتى نهى عنها عمر » ، وهذا منقول عن عمر نقلاً مسلماً مستفيضاً أنه صعد المنبر وقال : مُتعتان كانتا على عهد رسول الله وأنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما ، متعة الحج ومتعة النساء . وهذا مخالفٌ للقرآن { فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بهِ مِنْهُنْ فَآتوهنّ أُجُورَهُنّ } ( النساء آية 24 ) ، نقل الطبري عن أُبَيّ بن كعب وابن عباس وسعيد بن جُبَير والسًّدِّي وجماعة من المعتبرين !! وابن مسعود على أن هذه الآية في متعة النساء ، بالإِضافة إلى أن عمر أقرّ بنفسه على المنبر أن هذا الحكم كان مشروعاً في زمن النبيّ ، وأنه هو الذي ينهى عنها ويعاقب عليها » . اهـ .
فمن أجل الردّ على هذا الهذيان الصادر عن الخميني ، قمنا بكتابة هذا البحث المتواضع ، راجين من المولى تبارك وتعالى أن يكتب أجر ذلك في ميزان حَسَناتنا ، يومَ لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
وقد تناولتُ في هذا البحث المتواضع عدة أمور منها :
ا - تزييف ادّعاء الشيعة : بأن عمر رضي اللّه عنه هو الذي حرّم المتعة ، وذكرنا الروايات الدالة على تحريمها من طريق غيره من الصحابة رضوان اللّه عليهم أجمعين ، وذكرنا مواقف التابعين من هذا النكاح .
2 - موقف أهل البيت رضوان اللّه عليهم ، وأنّ موقفهم لا يخالف رأي الصحابة رضي اللّه عنهم .(3/8)
وقمنا بمناقشة أسانيد مرويات الشيعة التي يدّعون زوراً وبهتاناً أنها صادرة عن أهل البيت ، وبيان حال رواة تلك الأكاذيب من جرح وأنهم غير ثقات إضافةً إلى بيان علاقتهم بأئمتهم المزعومين ، وجرد مروياتهم في الكتب الأربعة عند الشيعة : « الأصول » و « الفروع » و « الروضة » من « الكافي » للكُلَيني و « التهذيب » و « الاستبصار » لشيخ الطائفة الضالة الطوسي ، و « من لا يحضره الفقيه » للصدوق !!
3 - افتراء الشيعة على بعض الصحابة أمثال : ابن عباس ، وابن عمر وأسماء بنت أبي بكر الصدّيق رضي اللّه عنهم جميعاً ، وذلك أن بعض الشيعة حاول التدليس على القراء الكرام فزعم أنّ كثيراً من الصحابة يوافقونهم إلى ما ذهبوا اليه من تحليل المتعة ، إضافةً إلى كذبهم في العزو إلى بعض المصادر الإِسلامية فيما يتعلّق بالمتعة ، مثل عزو الفكيكي في كتابه « المتعة » رواية ابن عمر رضي الله عنهما بتحليله المتعة ، وزعم أن الرواية موجودة في « سنن الترمذي » ، وبالرجوع إلى « سنن الترمذي » يتبين أن ذلك في متعة الحج لا متعة النساء .
4 - بطلان احتجاج الشيعة بقوله تعالى : { فَمَا اسْتَمْتَعْتمْ بهِ مِنْهُنّ فآتُوهُنّ أجُورَهُنّ فَرِيضةً} وبيان كلام بعض العلماء في ذلك .
5 - غرائب وعجائب المتعة عند الشيعة . استعرضنا في هذا المبحث الغرائب والعجائب التي وضعتها الشيعة في نكاح المتعة ، والقارئ الكريم يجد أن المتعة التي تنادي بها الشيعة لا تختلف كثيراً عن جريمة الزنا .
وختاماً أرجو من العليّ القدير أن ينفع بهذه الرسالة قارئها وكاتبها .
وأنا على استعداد للرجوع عن أية مسألة يتبين لي خطئي فيها ، فالرجوع إلى الحق فضيلة ، ولست أدّعي الفقه - ولست من أهله - بل إنني أحد طلبة العلم الذين لم يرتقوا بعد درجة واحدة في سلّم المعرفة ، وليس لي نصيب في هذه الرسالة سوى جمع الأدلة ، والاستعانة بكلام وإجابات العلماء في دحض مفتريات الرافضة .(3/9)
وآخر دعوانا أن الحمد للهّ رب العالمين .
أبو عبد الرحمن محمد مال اللّه
موقف عمر رضي اللّه عنه من نكاح المتعة
والرد على من أنكر التحريم
من حقد الشيعة على الفاروق رضي اللّه عنه ، أن شنّعوا عليه القول وشنّوا عليه حرباً لا هوادة فيها لما قال : « متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى اللّه عليه وسلم وأنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما ، متعة الحج ومتعة النساء » (1) . والحقيقة أنّ نَهْيَ عمر رضي الله عنه عن متعة الحج لم يكن على وجه التحريم والحتم ، وإنما كان ينهي عنها ، لتفرد عن الحج بسفر آخر لِيُكثر زيارةَ البيت (2) . وقد كان رضي اللّه عنه مقراً بأن متعة الحج في كتاب اللّه تعالى ، وفعلها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقد روى ابنُ عباس رضي الله عنهما عن عمر رضي الله عنه أنه قال : « واللّه إني لا أنهاكم عن المتعة ، وإنها لفي كتاب الله ، وقد فعلها رسول الله صلى اللّه عليه وسلم » ، يعني العمرة في الحج (3) . و إن عمر لم يمنعها قطّ ، ورواية التحريم عنه افتراء صريح ، نعم إنه كان يرى إفرادَ الحجّ والعمرة أولى من جمعهما في إحرام واحد وهو القِران ، أو في سفر واحد وهو التمتّع ، وعليه الأمام الشافعي وسفيان الثوري ، وإسحاق بنِ راهويه وغيرهم لقوله تعالى : { وَأتِمُّوا الحَجَّ وَالعُمرةَ للّه } إلى قوله : { فمَنْ تَمَتّعَ بِالعُمرَةِ إلى الحِجّ } الآية ، فأوجب سبحانه الهدي على المتمتع لا على المفرد ، جبراً لما فيه من النقصان ، كما أوجبه تعالى في الحج إذا حصل فيه قصور ونقص ، ولأنه صلى اللّه عليه وسلم حجّ في حجة الوداع مفرداً ، واعتمر في عمرة القضاء ، وعمرة جِعْرَانة كذلك لم يحجّ فيها بل رجع
__________
(1) « صحيح مسلم 8 / 168 ، و!مسند الإمام أحمد 1/52 ، و « سنن البيهقي » 7/206 ، و « سنن سعيد بن منصور » 1/ 210 .
(2) « البداية والنهاية » لابن كثير5/ 141 .
(3) « سنن النسائي » 5/153 ، و « البداية والنهاية » 5/129 .(3/10)
إلى المدينة مع وجود المهلّة (1) .
وقال أبو الفتح المقدسي (2) : إن عمر رضي اللّه عنه لم يُرِدِ المنع من المتعة التي ورد بها القرآن ، وهو التمتع بالعمرة إلى الحج ، وإنما أراد فسخ الحج ، فإنّ النبي صلى اللّه عليه وسلم أمرهم بأن يفسخوا إحرامَهم بالحج ويُحرموا بالعمرة ، وإنما فَعل بهم النبي صلى اللّه عليه وسلم ذلك ، لأنهم كانوا يستعظمون فعل العمرة في أشهر الحج . ويقولون : « إذا عفا الأثر وبرأ الدبر وانسلخ صفر ، حلت العمرة لمن اعتمر » (3) ، فأمرهم أن يفسخوا الحج ويجعلوها عمرة ، لتأكيد البيان وإظهار الإِباحة ، ولم يكن ذلك إلا في تلك السنة . اهـ .
ويقول شيخ الإِسلام ابن تيميّة رحمه اللّه تعالى (4) : ثم إنّ الناس كانوا في عهد أبي بكر وعمر ( رضي اللّه عنهما ) لما رأوا في ذلك من السهولة ، صاروا يقتصرون على العمرة في الحج ، ويتركون سائر الأشهر ، لا يعتمرون فيها من أمصارهم ، فصار البيت يَعْرى عن العُمّار من أهل الأمصار في سائر الحول ، فأمرهم عمر بن الخطاب ( رضي اللّه عنه ) بما هو أكمل لهم بأن يعتمروا في غير أشهر الحج . فيصير البيت مقصوداً معموراً في أشهر الحج ، وغير أشهر الحج ، وهذا الذي اختاره لهم عمر ( رضي الله عنه ) هو الأفضل . اهـ .
__________
(1) « مختصر التحفة الإثنى عشرية » للآلوسي 257 - 258 .
(2) « تحريم نكاح المتعة » 108 - 109 .
(3) يعنون دبر ظهور الإبل بعد انصرافها من الحج فإنها كانت تدبر بالسير عليها للحج . « وعفا الأثر » أي درس وامّحى . والمراد أثر الإبل وغيرها في سيرها ، عفا أثرها لطول مرور الأيام ، هذا هو المشهور ( شرح النووي على صحيح مسلم 8/ 225 ) .
(4) « مجموع فتاوي شيخ الإسلام ابن تيمية » ج 26 ص 276 - 277 وليراجع ما بعدها للاستزادة .(3/11)
وأما ما يخص نكاح المتعة ، فإن عمر رضي الله عنه لم يُحَرِمّها من تلقاء نفسه ، ولم يكن مبتدعاً في ذلك ، بل إنه حرّم ما حرّمه رسولُ الله صلى اللّه عليه وسلم . روى ابن عمر رضي الله عنهما قال : لمّا وَليَ عمر بن الخطاب ( رضي اللّه عنه ) خطب الناس فقال : إن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم اذنَ لنا في المُتعة ثلاثاً ثم حرّمها . والله إنّي لا أعلم أحداً يتمتع وهو محصن إلاّ رجمته بالحجارة ، إلاّ أن يأتيني بأربعة شهداء يشهدون أن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم أحلّها بعد إذ حرّمها (1) .
وفي رواية أخرى : ولا أجد رجَلاً من المسلمين مُتمتعاً لم يحصن إلاّ جلدتُه مائة جلدة ، إلا أن يأتي بشهود يشهدون أنّ رسول الله صلى اللّه عليه وسلم أحلّها بعد ما حرّمها (2) .
فالفاروق رضوان الله عليه نهى عن هذا النكاح بعد أن تأكد من نهيُ وتحريمُ النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم له . وليس هذا بتشريع من عنده ، بل هو مُبَلّغ ومُنَفّذ لنهي النبي صلى اللّه عليه وسلم (3) . وفي تهديد عمر ( رضي الله عنه ) برجم المحصن الذي باشر هذا النكاح بعد علمه بالتحريم ، دليلٌ على ثبوت نهي رسول الله صلى اللّه عليه وسلم عنها عنده ، وعلمه به . وإلاّ فما كان هو الملقّب بالفاروقِ لِيُقْدِم على التهديد بإقامة حدّ من حدود اللّه ، فيه إزهاقُ روحٍ بدون بيّنة من أمره وبدون ضياء من مشكاة النبوة . ولمّا كان الأمر كذلك لم يعارضه أحدٌ لاستناده إلى دليلٍ بخلاف متعة الحج ، فإته لما نهى عنها وقصد أولوية الإِفراد عارضه جمعٌ من الصحابة (4) .
__________
(1) « سنن ابن ماجه » 1/631 .
(2) « سنن ابن ماجه ) 1/ 631 ، « تحريم نكاح المتعة للمقدسي » 74 - 75 .
(3) « نكاح المتعة » للشيخ الأهدل ص 312 .
(4) « المصدر السابق » ص 198 .(3/12)
ويقول الشيخ محمد الحامد رحمه اللّه تعالى في كتابه « نكاح المتعة حرام في الاسلام » ص 35 : والذي أقولُه ويقوله كل مُنصف متّصف بالانصياع إلى الحق ، المؤيّد بالبرهان : إنه لا يصحُّ في المعقول مطلقاً أن يستبدّ عمر ( رضي اللّه عنه ) من تلقاء نفسه بتحريم ما أحلَّه اللّه تعالى ، كلاّ ومعاذ اللّه وهو يقرأ قوله تعالى : {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أحًلّ اللّه لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوْا إنَّ اللّه لا يُحِبُّ المُعْتَدِين } .
كما أنه لا يغيب عنه رضي اللّه عنه تقريعُ اللّه للكافرين وتوبيخُه إياهم ، إذ حرّموا ما أحلِّ ، وأحلّوا ما حرّم بقوله الكريم : { قَدْ خَسِرَ الّذِينَ قَتَلَوا أوْلاَدَهُمْ سَفَهَاً بِغَيْر عِلْم وَحًرّمُوا مَا رَزَقَهُم اللّه افْتَراءاً عَلَى اللّه قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ } . وبقَوله سبحانه أيضاً آمراً نبيَّه الكريم عليه الصلاةُ والسلام أن يُطالبهم ببيّنة على تحريم ما حرّموا مكذّبين بدلائل الإِباحة التي أنزلها اللّه سبحانه ، وناهياً له أن يوافقهم في أهوائهم هذه إن هم اختلقوا دليلاً وافتروا إفكاً : { قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الذّينَ يَشْهَدُونَ أن اللّه حَرَّمَ هذَا فَإنْ شَهِدُوا فَلاَ تَشهَدْ مَعَهُمْ وَلاَ تَتَّبِعْ أهْوَاءَ الّذِينَ كًذّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهمْ يَعْدِلُون } أي يُسَوّن بينه - سبحانه - وبين غيره في العبادة التي لا يستحقها إلا هو وحده سبحانه وتعالى هذا إلي أن صراحة الصحابة في دينهم طبقاً للتربية النبوية تُهيب بهم إلى مواجهة عمر بالحق ، لو أنه حاد عن سواء السبيل . اهـ .
وقد أجاد الفخر الرازي في « تفسيره » 3/287 في الإِجابة على نهي عمر رضي اللّه عنه عن المتعة فقال :(3/13)
ذكر هذا الكلام في مجمع من الصحابة وما أنكر عليه أحدٌ ، فالحال ههنا لا يخلو ، إما أن يقال : إنهم عالمون بحرمة المتعة فسكتوا ، أو كانوا عالمين بأنها مباحة ولكنهم سكتوا على سبيل المداهنة ، أو ما عرفوا إباحتها ولا حرمتها ، فسكتوا لسكوتهم متوقفين في ذلك . والأول هو المطلوب . والثاني يوجب تكفير عمر وتكفير الصحابة ، لأنَّ من علم أن النبي صلى اللّه عليه وسلم حكم بإباحة المتعة ثم قال : إنها محرّمة محظورة من غير نسخ لها فهو كافر باللهّ ، ومن صدّقه مع علمه بكونه مخطئَاً كان كافراً أيضاً ، وهذا يقتضي تكفير الأمة وهو على حد قوله : { كُنْتُمْ خَيْرَ أمَّه } .
والقسم الثالث وهو أنّهم ما كانوا عالمين بكون المتعة حراماً أو مباحة فلهذا سكتوا ، فهذا أيضاً باطل لأنّ المتعة بتقدير كونها مباحةً تكون كالنكاح واحتياج الناس إلى معرفة الحال في كل واحد منهما عامّ في حق الكل ، أو مثل هذا يمنع أن يكون مخفياً بل يجب أن يشتهر العلم به فكما أن الكل كانوا عارفين بأن النكاح مباح وأن إباحته غير منسوخة وجب أن يكون الحال في المتعة كذلك .... ولما بطل هذان القسمان ثبت أن الصحابة إنما سكتوا عن الإِنكار على عمر رضي الله عنه لأنهم كانوا عالمين بأن المتعة صارت منسوخة في الإسلام . اهـ .
وقال أبو الفتح المقدسي في « تحريم نكاح المتعة » ( ص 77 ) :(3/14)
وهذا يدل على صحة ما قُلناه من الإِجماع على تحريمها ، لأن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه في هذه الأخبار ، وفيما تقدّمها نهى عنها على المنبر وتوعّد عليها ، وغلّظ أمرها ، وذكر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حرّمها ونهى عنها وذلك بحضرة المهاجرين والأنصار ، فلم يعارضه أحدٌ منهم ولا ردّ عليه قولَه في ذلك ، مع ما كانوا عليه من الحرص على إظهار الحق وبيان الواجب وردّ الخطأ كما وصفهم اللّه ورسوله في ذلك . ألا ترى أن أبي بن كعب عارضه في متعة الحج ، وقد عارضه مُعاذ بن جبل في رجم الحامل .... لأنّه لا يجوز لمثلهم المداهنة في الدين ولا السكوت على استماع الخطأ ، لا سيما فيما هو راجع إلى الشريعة ، وثابت في أحكامها على التأبيد ، فلما سكتوا على ذلك ولم ينكره أحدٌ منهم ، علم أن ذلك هو الحقّ وأنه ثابتٌ في الشريعة من نسخ المتعة وتحريمها كما ثبت عنده ، فصار ذلك كأنّ جميعهم قَرّروا تحريمها وتثّبتوا من نسخها ، فكانت حراماً على التأييد ، وقد روى ذلك جماعةٌ من الصحابة سوى عمر ، فرُوي تحريمها عن علي بن أبي طالب وعبد الله بن عمر وعبد اللّه بن مسعود وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عباس ، لأنه رجع عن إباحتها لمّا بان له صوابُ ذلك ، ونقل إليه تحريمها عن النبي صلى اللّه عليه وسلم .... وهو مذهب التابعين والفقهاء والأئمة أجمعين ، ولو لم يقل بتحريم المتعة إلاّ واحد من الصحابة رضوان . الله عليهم إذ لم يكن له فيهم مخالفٌ لوجب علينا الأخذ بقوله ، والمصير إلى علمه لأنه لم يقل ذلك إلا عن علم ثاقب .... وقد أجمعوا على ذلك ؟ فكان مَنْ خالف ذلك واستحلّ نكاح المتعة مخالفاً للإجماع معانداً للحق ، والصواب . اهـ .
وقد وافق عمر رضي اللّه عنه كثيرٌ من الصحابة في ذلك ، وروايات تحريم المتعة لم ينفرد بها الفاروق رضي اللّه عنه بل رواها كثير من الصحابة وإليك بعضها :(3/15)
ا - الحسن بن محمد بن علي وأخوه عبد الله عن أبيهما . أن علياً رضي اللّه عنه قال لابن عباس : إن النبي صلى اللّه عليه وسلم نهى عن المتعة وعن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر (1) .
2 - عن إياس بن سلمة عن أبيه قال : رخَّص رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم عام أوطاس (2) في المتعة ثم نهى عنها (3) .
__________
(1) « فتح الباري » 9/166 ، « مسلم بشرح النووي » ، 9/189 ، ترتبب « مسند الإمام أحمد » للساعاتي 16/ 191 ، « مسند أبي يعلى » 1/ 434 ، « سنن الدارمي » 2/ 86 ، النسائي 7/202 ، ( منحة المعبود ) للساعاتي 1/ 309 ، الدارقطني 1/258 ، « مصنف عبد الرزاق » 7/ 501 ، « سنن سعيد بن منصور » 1/3/ 209 ، « مجمع الزوائد » 4/265 ، « تنوير الحوالك » 2 /12 .
(2) واد بالطائف ، وعام أوطاس والفتح واحد .
(3) « مسلم بشرح النووي » 9/ 184 ، « مسند الإمام أحمد بترتيب الساعاتي ، الفتح الرباني » (16/195 ) « سنن الدارقطني » 1/258 ، « سنن البيهقي » 7/ 204 .(3/16)
3 - عن الرَّبيع بن سَبْرة الجُهني عن أبيه سبرة أنه قال : أذن لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالمتعة ، فانطلقت أنا ورجل إلى امرأة من بني عامر كأنها بكرة عيْطاء (1) ، فعرضنا عليها أنفسنا ، فقالت : ما تُعطي ؟ فقلت : ردائي ، وقال صاحبي : ردائي ، وكان رداء صاحبي أجود من ردائي وكنت أشَبَّ منه ، فإذا نظرت إلى رداء صاحبي أعجبها ، وإذا نظرت إليَّ أعجبتها ، ثم قالت : أنت ورداؤك يكفيني . فمكثت معها ثلاثاً ، ثم إنَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : « مَنْ كان عنده شيء من هذه النساء التي يتمتع فليخل سبيلها » (2) .
4 - عن الربيع بن سَبْرة الجُهني أنَّ أباه حدّثه أنه كان مع رسول اللهّ صلى اللّه عليه وسلم فقال : « أيها الناس إني قد أذنت لكم في الاستمتاع من النساء ، وإنَّ اللّه قد حرّم ذلك إلى يوم القيامة ، فمن كان عنده منهن شيء فليُخَلِّ سبيلَه ولا تأخذوا ممّا آتيتموهن شيئَاً » (3) .
5 - عن عبد الملك بن الربيع بن سَبْرة الجُهني عن أبيه عن جده قال : أمرَنا رسولُ الله صلى اللّه عليه وسلم بالمتعة عام الفتح حين دخلنا مكة ثم لم نخرج منها حتى نهانا عنها (4) .
6 - عن الربيع بن سَبْرة الجُهني عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نهى عن المتعة وقال : « ألا إنّها حرامٌ من يومكم هذا إلى يوم القيامة ، ومن كان أعطى شيئاً فلا يأخذه » (5) .
__________
(1) البكرة هي الفتية من الإبل أي الشابة القوية ، وأما العيطاء فبفتح العين المهملة وإسكان الياء المثناة ، التحتية وبطاء مهملة وبالمد وهي الطويلة العنق في اعتدال وحسن قوام ، والعيط بفتح العين والياء طول العنق ( مسلم بشرح النووي ) ( 9/184 - 185 ) .
(2) « مسلم بشرح النووي » 9/ 184 - 185 .
(3) « صحيح مسلم بشرح النووي » 186/9 .
(4) « صحيح مسلم بشرح النووي » 187/9 .
(5) « صحيح مسلم بشرح النووي » 189/9 .(3/17)
7 - عن عبد الرحمن بن نُعيم الأَعْرَجي قال : سأل رجلٌ ابن عمر وأنا عنده عن المتعة - متعة النساء فغضب وقال : واللّه ما كنا على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تبارك وتعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم زناةً ولا مسافحين (1) .
8 - عن موسى بن أيوب عن عمه علي عن علي ابن أبي طالب رضي اللّه عنه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه نهى عن المتعة . فقال : « إنها كانت لمن لم يجد فلما أنزل اللّه تعالى النكاح والطلاق والميراث بين المرأة وزوجها نسخت » (2) .
9 - عن الربيع بن سبرة عن أبيه قال : خرجنا مع رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم من المدينة في حجة الوداع ، حتى إذا كنا بعسْفان ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « إن العمرة قد دخلت في الحج » ، فقال له سراقة : يا رسول الله علِّمنا تعليم قوم كأنما ولدوا اليوم ، عمرتنا هذه ألعامنا هذا أم للأبد ؟ فقال : بل للأبد . فلما قدمنا مكة طفنا بالبيت وبالصفا والمروة ، ثم أمرنا بمتعة النساء . فرجعنا إليه فقلنا : أن قد أبينَ إلاّ إلى أجل مسمى . قال : فافعلوا .
قال : فخرجت أنا وصاحب لي ، عليّ برد وعليه بُرد ، فدخلنا على امرأة ، فعرضنا عليها أنفسنا ، فجعلت تنظر إلى برد صاحبي فتراه أجود من بُردي ، وتنظر إليّ فتراني أشبّ منه . فقالت : بُرد مكان بُرد ، واختارتني فتزوجتها ببردي ، فبتّ معها تلك الليلة . فلما أصبحت غدوت إلى المسجد ، فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على المنبر يقول : « من كان تزوج امرأة إلى أجل فليعطها ما سمى لها ، ولا يسترجع مما أعطاها شيئاً ، ويفارقها ، فإن اللّه عز وجل قد حرّمها عليكم إلى يوم القيامة » (2) .
__________
(1) « الفتح الرباني » للساعاتي 16/ 191 .
(2) « سنن الدارقطني » 3/359 ، « مصنف عبد الرزاق » 7/505 ، « مسند البيهقي » 7/ 207 ، « موارد الظمآن » 309 .(3/18)
وكان التابعون يسمون المتعة الزنا الصريح ، فقد ذكر سعيد بن منصور في « سننه » 3/ 1/ 211 أن عروة بن الزبير كان ينهى عن نكاح المتعة ويقول : هي الزنا الصريح .
وأخرج ابن أبي شيبة في « المصنف » 4/293 - 294 : عن هشام بن الغاز قال : سمعت مكحولاً يقول في الرجل تزوج المرأة إلى أجل ، قال : ذلك الزنا .
وأيضاً في « المصنف » 7/ 502- 503 عن معمر عن الزهري عن القاسم بن محمد قال : إني لأرى تحريمها في القرآن . قال : فقلت : أين ؟ فقرأ عليّ هذه الآية : { وَالذينَ هُمْ لفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ إلاّ على أزْواجِهِمْ أوْ ما مَلَكَتْ أيمانهم } (1) .
ويذكر لنا الخطيب البغدادي في « تاريخ بغداد » 14/199 وابن خلّكان في « وفيات الأعيان » 5/199 ، موقف القاضي الفقيه يحيى بن أكثم من المأمون عندما نادى بتحليل المتعة : عن محمد بن منصور واللفظ لأبي العَيْناء قال :
كنّا مع المأمون في طريق الشام ، فأمر فنودي بتحليل المتعة .
فقال يحيى بن أكثم لي ولأبي العَيْناء : بَكّرا غداً إليه فإن رأيتما للقول وجهاً فقولاً وإلا فاسكتا إلى أن أدخل .. فدخلا عليه في حال غيظه فسكتا .
فجاء يحيى بن أكثم فجلس وجلسنا . فقال المأمون ليحيى : ما لي أراك متغيراً ؟ فقال : هو غم يا أمير المؤمنين لما حدث في الإسلام قال : وما حدث فيه ؟ قال : النداء بتحليل الزنا . قال : الزنا ؟! قال : نعم المتعة زنا . قال : ومن أين قلت هذا ؟ قال : من كتاب الله عز وجل وحديث رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ، قال الله تعالى : { قدْ أفْلَحَ المُؤْمِنُونَ ... } إلى قوله : { فمَن ابْتغى وَراء ذلِكَ فَأولئِكَ هُمُ العَادُون } يا أمير المؤمنين زوجة المتعة ملك يمين ؟ قال : لا . قال : فهي الزوجة التي عند الله ترث وتورث وتلحق الولد ولها شرائطها ؟ قال : لا . قال : قد صار متجاوز هذين من العادين .
__________
(1) « مصنف عبد الرزاق » 7/504 ، « سنن البيهقي » 7/203 .(3/19)
وهذا الزهري يا أمير المؤمنين روى عن عبد الله والحسن ابني محمد بن الحنفية عن أبيهما محمد بن علي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : أمرني رسول الله - صلى اللّه عليه وسلم أن أنادي بالنهي عن المتعة وتحريمها بعد أن كان أمر بها .
فالتفت إلينا المأمون فقال : أمحفوظٌ هذا من حديث الزهري ؟
فقلنا : نعم يا أمير المؤمنين .. رواه جماعة منهم مالك رضي الله عنه . فقال : أستغفر الله نادوا بتحريم المتعة فنادوا بها .
فمما سبق يتضح لنا أن الفاروق رضي الله عنه لم يحرم نكاح المتعة من تلقاء نفسه ، وأن روايات التحريم لم ينفرد بها ، فقد رواها جمعٌ من الصحابة كما رأينا واستنكف ارتكابها بعض التابعيّن .(3/20)
وأما عند الرافضة فإن سبب التحريم كما يقولون : « أن عمر رضي الله عنه دخل على أخته عفراء !! فوجد في حجرها طفلاً يرضع من ثديها فنظر إلى درة اللبن في فم الطفل ، فأغضب وأرعد وأزبد ، وأخذ الطفل من يدها ، وخرج حتى أتى المسجد ورقي المنبر ، قال : نادوا في الناس أن الصلاة جامعة ، وكان غير وقت صلاة ، فعلم الناس أنه لأمر يريده عمر ، فحضروا فقال : معاشر الناس من المهاجرين والأنصار وأولاد قحطان من منكم يحب أن يرى المحرمات عليه من النساء ولها مثل هذا الطفل ؟ قد خرج من أحشائها وهو يرضع على ثديها وهي غير مُتبعّلة ؟ فقال بعض القوم : ما نحب هذا ، فقال : ألستم تعلمون أن أختي عفراء بنت حَنْتَمة أمي وأبي الخطاب غير مُبَتَعّلة ؟ قالوا : بلى ، قال : فإني دخلت عليها في هذه الساعة فوجدت هذا الطفل في جِحْرها ، فناشدتُها أنى لك هذا ؟ فقالت : تمتعت . فاعلموا سائر الناس أن هذه المتعة التي كانت حلالاً للمسلمين في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد رأيت تحريمها ، فمن أبى ضربت جنبيه بالسَّوط . فلم يكن في القوم منكرٌ قوله ، ولا رادٌّ عليه ، ولا قائل : لا يأتي رسولٌ بعد رسول اللّه ، وكتاب بعد كتاب اللّه ، لا نقبل خلافك على اللّه وعلى رسوله وكتابه ، بل سلّموا ورضوا (1) .
__________
(1) « بحار الأنوار » للمجلسي ج 53 ص 28 - 29 ، « تاريخ الإمام الثاني عشر » ، باب ما يكون عند ظهوره ، ج 100 ص 303 - 304 « كتاب العقود والإِيقاعات » ، باب وجوه النكاح . والرواية رواها المفضل بن عمر عن جعفر الصادق .(3/21)
فالشيعة ترى أنّ تحريم عمر رضي اللّه عنه إنما كان بدافع شخصي ، والغريب أن الشيعة اختلقوا للفاروق رضي اللّه عنه أُختاً تسمى « عَفْراء » والذي يتصفح كتب التراجم جميعها بلا استثناء التي ترجمت لعمر رضي اللّه عنه لا يجد ذكراً لأخته المسماة بعفراء ، ولم يذكر النّسابون في ولد الخطاب بنتاً اسمها عفراء . ولم يكن للخطاب بنات سوى صفيّة وأُميمة من حَنْتَمة ابنة هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم . وصفية بنت الخطاب هي زوجة سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم ، وأمّا أُميمة فهي من المهاجرات وقد أسلمت قبل أخيها عمر رضي الله عنهما وهي زوجة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي اللّه عنه وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة . ومن أراد الاستزادة في ذلك فليراجع « جمهرة أنساب العرب » لابن حزم « ونسب قريش » وغيرهما من كتب الأنساب ، ليعلم كذب ودجل الشيعة في اختلاق هذه الشخصية الخيالية !!
وقد عجبت من بعض دهاقنة الفرس في العصر الحاضر وهو المسمى بإبراهيم الموسوي ، حيث يجترّ هذا الرافضي أكاذيب أجداده المجوس فيقول ص 210 من كتابه المسمى « حدائق الأُنس » :
وذكر صديقنا الشهيد السيد !!! محمد علي القاضي التبريزي المقتول 12 شهر ذي الحجة 1358 شمس القمري في تبريز في ذيل الحاشية على البحار : في أحوال القائم عليه السلام عن الصادق ( ع ) أن سبب تحريم عمر متعة النساء ، أن عمر رأى عند أخته خضراء !! طفلاً رضيعاً يرضع حين دخل عمر بيتها ، وغضّبها وقال لها : من أين لك الولد وليس عندك زوج ؟ فقالت : من المتعة . فحرهم عمر المتعة . اهـ .(3/22)
فمرة عفراء وأخرى خضراء وربما يأتي عالم من علماء المجوس فيزعم أن اسمها صفراء أو حمراء أو زرقاء ، وأكاذيب الشيعة لا تنتهي . ولا نعجب أن يصدر من الموسوي هذا الهراء! فهو يستهزئ بآيات القرآن الكريم ، ويجعلها من النوادر التي يتندر بها أصحابه فيذكر ص 215 من كتابه « حدائق الأنس » تحت عنوان لطيفة . قيل : إن هارون الرشيد اشترى جارية ، فلما مثلت بين يديه ، فقال : يا جارية هل قرأت شيئاً من القرآن ؟ قالت : نعم . قال : أتعلمين في أي سورة { فَاسْتَغْلَظَ فاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ } قالت : نعم آخر سورة الفتح ، وقالت : بسم الله الرحمن الرحيم : { إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِينَاً } وقارنت بقراءتها حلّ سراويلها ، فأعجبت الرشيد وضحك من قولها وجعلها من خواصّه . اهـ .
أباللّه وآياته تستهزئ أيها الرافضيّ ؟ أهانت عليكم آيات اللّه إلى هذا الحد ؟ فنحن لا نعجب إذا صدر منكم هذا الهذيان ، لأنكم لا تعترفون بالقرآن المتداول بين أيدي الناس ، وتنتظرون المصحف الذي يعادل المصحف المتداول ثلاث مرات ، يأتي به خرافة السرداب الذي طال انتظاركم له . ونقول كما قال الشاعر :
ما ضرّ نهرَ الفرات يوماً ... ... ولوغُ بعض الكلاب فيه
والموسويّ من الذين قال فيهم الشاعر :
قومٌ إذا استنبح الأضيافَ كلبُهُم ... ... قالوا لأمّهم بُولي على النارِ
فضيقت فَرْجها بُخَلاً بِبَولتها ... ... فلا تبولُ لهم إلاّ بمقدارِ
وفي رواية أخرى عند الشيعة أن سبب تحريم عمر رضي الله عنه المتعة تمتع إلإِمام علي رضي الله عنه بأخت عمر رضي الله عنه ، فقد قال الجزائري الشيعي في كتابه « الأنوار النعمانية » ج 2 ص 320 ما نصه :(3/23)
ويُحكى في سبب تحريم متعة النساء أنه قد طلب أمير المؤمنين عليه السلام إلى منزله ليلة ، فلما مضى من الليل جانب ، طلب منه أن ينام عنده فنام . فلما أصبح الصبح ، خرج عمر من داخل بيته معترضاً على أمير المؤمنين عليه السلام بأنك قلت : إنه لا ينبغي للمؤمن أن يبيت ليلة عزباً إذا كان في البلد ، وها أنت هذه الليلة بتّ عزباً . فقال أمير المؤمنين عليه السلام : وما يدريك إنني بتّ عزباً ؟ وأنا هذه الليلة قد تمتعت بأختك فلانة . فأسرّها في قلبه حتى تمكن من التحريم فحرّمها . اهـ .
والرواية التي ذكرها الجزائري ورددها كالببغّاء الموسوي الزنجاني في كتابه « حدائق الأنس » ص 211 ، لا إسناد لها حتى ينظر في أحوال الرواة ، وما كان كذلك فهو بالرد قمين !
والرواية طعن صريح في إمامهم الأول المعصوم - على حدّ زعمهم - حيث صوّرته هذه الرواية بصورة الخائن الذي لم يُراع حرمة بيت مُضيفه ، إضافة إلى ارتكاب الفاحشة . والشيعة يزعمون أن العداوة والبغضاء متمكّنة في نفس عمر لعلي رضي الله عنهما ، فما الداعى إلى استضافته ؟ وهل علي رضي الله عنه لا يملك بيتَاً حتى يطلب منه عمر رضي الله عنه أن يبيت عنده . والرواية من ألفها إلى يائها مختلقة لا أساس لها ، ولكنّ حبّ الشيعة في النَّيل من الفاروق رضي الله عنه جعلهم يضعون المثالب فيه للنيل منه ، ولكن كما يقال : لا يضر السحاب نبحُ الكلاب .
وبلغ الحقد والبغض في نفوس الشيعة لعمر بن الخطاب رضي اللّه عنه درجة لا يتصورها عقل ولا يقرها المنطق ، فنراهم يحتفلون سنوياً بمقتل الفاروق رضي الله عنه ، وربما لا يصدق القارئ الكريم هذا ويظنه غير صحيح ، ولكننا ننقل هذه الرواية من المصادر الشيعية المعتمدة وإليك نصها :(3/24)
أخبرنا الأمين السيد أبو المبارك أحمد بن محمد بن أردشير الدّستاني ، قال : أخبرنا هبة اللّه القميّ واسمه يحيى ، قال : حدثنا أحمد بن إسحاق البغدادي ، قال : حدثنا الفقيه الحسن بن الحسن السّامَرّي أنه قال : كنت أنا ويحيى بن أحمد بن جريح ، فقصدنا أحمد بن إسحاق القمي وهو صاحب الإِمام العسكري عليه السلام بمدينة قم !! ، فقرعنا عليه الباب فخرجت علينا من داره صبية عراقية فسألناها عنه ، فقالت : هو مشغول وعياله فإنه يوم عيد ، قلنا : سبحان اللّه الأعياد عندنا أربعة : عيد الفطر وعيد الأضحى النحر والغدير !!! والجمعة ، قالت : روي سيدي أحمد بن إسحاق عن سيّده العسكري عن أبيه علي بن محمد عليهم السلام أن هذا يوم عيد وهو خيار الأعياد عند أهل البيت عليهم السلام وعند مواليهم ، قلنا : فاستأذني بالدخول عليه وعرّفيه بمكاننا ، قال :
فخرج علينا وهو متزر بمئزر له ومحتب بكسائه يمسحُ وجهه ، فأنكرنا عليه ذلك ، فقال : لا عليكما إنني كنت أغتسل للعيد فإن هذا اليوم عيد وهو اليوم التاسع من شهر ربيع الأول فأدخلنا داره وأجلسنا على سرير له .
ثم قال : إني قصدت مولاي أبا الحسن العسكري عليه السلام مع جماعة من إخواني في مثل هذا اليوم وهو اليوم التاسع من ربيع الأول فرأينا سيدنا قد أمر جميع خدمه أن يلبسوا ما يمكنهم من الثياب الجدد وكان بين يديه مجمرة يحرق فيها العود ، قلنا : يا ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم هل تجد في هذا اليوم لأهل البيت عليهم السلام فرحاً ؟ فقال عليه السلام : وأي يوم أعظم حرمة من هذا اليوم عند أهل البيت وأفرح ؟(3/25)
وقد حدّثني أبي عليه السلام أن حذيفة رضي اللّه عنه دخل في مثل هذا اليوم وهو اليوم التاسع من ربيع الأول على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، قال حذيفة ، فرأيت أمير المؤمنين مع ولديه الحسن والحسين مع رسول اللّه صلوات اللّه عليه وعليهم يأكلون والرسول يبتسم في وجوههما ويقول : كُلا هنيئاً مريئاً لكما ببركة هذا اليوم وسعادته فإنه اليوم الذي يقبض اللّه فيه عدوه وعدّوكما وعدو جدكما ، ويستجيب فيه دعاء أمكما ، فإنه اليوم الذي يكسر فيه شوكة مبغض جدّكما وناصر عدوكما ، كُلا فإنه اليوم الذي يفقد فيه فرعون أهل بيتي وهامانهم وظالمهم وغاصب حقهم ، كُلا فإنه اليوم الذي يُفَرّح اللّه فيه قلبيكما وقلبَ أمكما .
قال حذيفة : فقلت : يا رسول اللّه في أمتك وأصحابك . من يهتك هذا الحرم ؟ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : جِبْت من المنافقين يظلم أهل بيتي ويستعمل في أمتي الرياء ويدعوهم إلى نفسه ويتطاول على الأمة من بعدي ويستجلب أموال اللّه من غير حلّه ويُنفقها في غير طاعته ويحمل على كتفه درّة الخزي ويضل الناس عن سبيل اللّه ويحرّف كتابه ويغيّر سنتي ويغصب إرث ولدي وينصب نفسه عَلَماً ويُكذّبني ويكذّب أخي ووزيري ووصيّي ، وزوج ابنتي ويتغلّب على ابنتي ويمنعها حقّها وتدعو فيستجيب الله لها الدعاء في مثل هذا اليوم .
قال حذيفة رضي النّه عنه : قلت : يا رسول اللّه ادع الله ليهلكنّه في حياتك ، قال : يا حذيفة لا أحب أن أجترئ على اللّه عز وجل لما قد سبق في علمه لكنّي سألت اللّه تعالى أن يجعل لليوم الذي يقبضه فيه إليه فضيلة على سائر الأيام ويكون ذلك سُنّة يستن بها أحبائي وشيعة أهل بيتي ومحبيهم ، فأوحى الله عزوجل إليّ :(3/26)
فقال : يا محمد إنه قد سبق في علمي أن يمسّك وأهلَ بيتك مِحَنُ الدنيا وبلاؤها وظلم المنافقين والمعاندين من عبادي ممن نصحتهم وخانوك ومحضْتهم وغشوك وصافيتهم وكاشحوك وأوصلتهم وخالفوك وأعودتهم وكذّبوك ، فإني بحولي وقوتي وسلطاني لأفتحنّه على روح من يغصب بعدك علياً حقّه وصيك وولي خلقي من العذاب الأليم ألف باب من النيران من سفال الفيلوق ، ولأوصلنه وأصحابه قعراً يشرف عليه إبليس لعنه الله فيلعنه ولأجعلنّ ذلك المنافق عبرة في القيامة مع فراعنة الأنبياء وأعداء الدين في المحشر ، ولأحشرنهم وأولياءَهم وجميع الظلمة والمنافقين في جهنم ولأدخلنهم فيها أبد الآبدين .
يا محمد أنا أنتقم من الذي يجترئ عليّ ويبدل كلامي ويشرك بي ويصد الناس عن سبيلي وينصب نفسه عجلاً لأمتك ويكفر بي ، إني قد أمرت سبع سموات من شيعتكم ومحبيكم أن يتعيدوا في هذا اليوم الذي أقبضه إليّ فيه وأمرتهم أن ينصبوا كراسي كرامتي بإزاء البيت المعمور ويثنوا علي ويستغفروا لشيعتكم من ولد آدم .
يا محمد وأمرت الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق كلهم ثلاثة أيام من أجل ذلك اليوم ولا أكتب عليهم شيئاً من خطاياهم كرامة لك ولوصيّك .
يا محمد إني قد جعلت ذلك عيداً لك ولأهل بيتك وللمؤمنين من شيعتك وآليت على نفسي بعزتي وجلالي وعلّوي في رفيع مكاني أن من وسّع في ذلك اليوم على عياله وأقاربه لأزيدنّ في ماله وعمره ولأعتقنه من النار ولأجعلن سعيه مشكوراً وذنبه مغفوراً ، وأعماله مقبولة ، ثم قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فدخل بيت أم سلمة فرجعت عنه صلى اللّه عليه وسلم وأنا غير شاك في أمر الشيخ الثاني حتى رأيته بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد فتح الشرّ وأعاد الكفر والارتداد عن الدين وحرّف القرآن (1) .
موقف آل البيت من نكاح المتعة
__________
(1) انظر « الأنوار النعمانية » لنعمة الله الجزائري 1/108 - 111 و « شرح الخطبة الشقشقية » ص 220 - 222 للحكيمي .(3/27)
وبعد أن أوضحنا موقف الصحابة رضي اللّه عنهم من نكاح المتعة ألا وهو التحريم تبعاً لتحريم النبي صلى اللّه عليه وسلم ، نجد أن موقف بيت النبوّة من هذا النكاح موافق لموقف الصحابة ، وقد وردت عنهم عدة روايات في هذا الشأن نوردها للقراء الكرام من المراجع الشيعية لئلا يقال : إن هذا إفك مبين .
فيذكر الطوسي في كتابيه « التهذيب » 2/186 و « الاسبتصار » 3/142 والحر العاملي في « وسائل الشيعة » 14/ 441 :
عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليه السلام قال :
حرّم رسول الله صلى اللّه عليه وسلم يوم خيبر لحوم الحُمُرِ الأهلية ونكاح المتعة . والعجيب أن الحر العاملي عقب على هذه الرواية قائلاً :
حمله الشيخ ( يقصد الطوسي ) وغيره على التقيّة ، يعني في الرواية ، لأن إباحة المتعة من ضروريات مذهب الإِمامية . اهـ .
ونحن لا نسلّم بأنها وردت مورد تقيّة وذلك لوجود عدة روايات عن أهل البيت رضوان الله عليهم تحرّم ذلك .
ثم إن الشيعة حسب قول بعض علمائهم لم تستطع تمييز الأخبار الصادرة تقيّة والأخبار المتيقن صدورها عنهم ، وفي ذلك يقول يوسف البحراني في كتابه « الحدائق » 1/5 - 6 : فلم يعلم من أحكام الدين على اليقين إلا القليل لامتزاج أخباره بأخبار التقيّة ، كما اعترف بذلك محمد بن يعقوب الكليني في جامعه « الكافي » .
وعن علي بن يقطين قال : سألت أبا الحمسن عليه السلام عن المتعة .
فقال : ما أنت وذاك قد أغناك اللّه عنها (1) .
فالإِمام المعصوم !! زجر السائل عن المتعة ، خاصة وأنه متزوِج زواجاً دائماً ، فالمتعة في هذه الحالة لا تجوز . والشيعة تزعم أن جعفراً الصادق رضي اللّه عنه قال :
__________
(1) « الفروع من الكافي » 2/43 ، « وسائل الشيعة » 14/449 .(3/28)
إني لأكره للرجل المسلم أن يخرج من الدنيا وقد بقيت عليه خلّة من خلال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لم يقضها (1) . قال ذلك عندما سئل عن المتعة !! فكيف يمكن أن نوفق بين الروايتين أو قول المعصومين ؟ ! ، إمام ينهى عن ذلك وآخر يأمر بإتيانه ؟ !
ثم إن الصادق الذي . ينسبون له القول بحلّية المتعة نجده يُوَبّخ أصحابه بارتكابهم هذه الفاحشة فيقول :
أما يستحي أحدكم أن يرى في موضع العورة ، فيحمل ذلك على صالحي إخوانه وأصحابه (2) .
وعدّ النساء اللواتي يفعلن ذلك بأنّهنّ فواجر : عن هشام بن الحكم .
عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
ما تفعلها عندنا إلا الفواجر (3) .
وَعَدّ اقتراف المتعة بأنها تُدَنّيس النفس : عن عبد اللّه بن سنان قال :
سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المتعة . فقال : لا تُدَنس نفسك بها (4) .
ولم يكتف الصادق بالزجر والتوبيخ لأصحابه في ارتكابهم الفاحشة ، بل إنه صرّح بتحريمها : عن عمّار قال : قال أبو عبد الله عليه السلام لي ولسليمان بن خالد : قد حرّمت عليكما المتعة (5) .
فكيف يمكن للصادق أن يحرّم المتعة على أتباعه ؟ وهو القائل كما تزعم الشيعة :
ما من رجل تمتع ، ثم اغتسل إلا خلق الله من كل قطرة تقطر منه سبعين ملكاً يستغفرون له إلى يوم القيامة ، ويلعنون متجّنبها إلى أن تقوم الساعة (6) .
__________
(1) « بحار الأنوار » 100/299 ، « من لا يحضره الفقيه » 2/ 150 ، « وسائل الشيعة » 14/442 ، « قرب الإسناد » 21 .
(2) « الفروع من الكافي » 2/44 ، « وسائل الشيعة » 14/ 450 .
(3) « بحار الأنوار » 100 / 318 ، « السرائر » 483 .
(4) « بحاو الأنوار » 100 / 318 ، « السرائر » ، 66 .
(5) « الفروع من الكافي » 2 / 48 ، « وسائل الشيعة » 14/450 .
(6) « وسلال الشيعة ، 44/ 444 .(3/29)
وأيضاً : يستحب للرجل أن يتزوج المتعة ، وما أحبَ للرجل منكّم أن يخرج من الدنيا - حتى يتزوج المتعة ولو مرة (1) .
ولقد أقرّ الصادق أن المتعة زنا : قيل لأبي عبد اللّه عليه السلام : لِمَ جُعِل في الزنا أربعةٌ من الشهود وفي القتل شاهدان ؟
قال : إن اللّه أحلّ لكم المتعة ، وعلم أنها سَتُنكر عليكم ، فجعل الأربعة الشهود إحتياطاً لكم ، ولولا ذلك لأتي عليكم ، وقلما يجتمع أربعة على شهادة بأمر واحد (2) .
فهذا إقرار صريح من الصادق بأن المتعة زنا ، ولو لم يكن كذلك فلماذا لو اجتمع أربعة شهود وشهدوا بأن فلاناً تمتع يقام عليه حدّ الزنا ؟ وما دام ذلك حلالاً فلا ضَيْر لو اجتمع ألف شاهد وشاهد على ذلك وهو حلال .
وتذكر الشيعة أن أبا جعفر أعرض عن السائل الذي ناقشه في المتعة حينما ذكر نساءَه وبنات عمه :
عن زُرارة قال : جاء عبد اللّه بن عمير الَّليثي إلى أبي جعفر عليه السلام فقال :
ما تقول في متعة النساء ؟
فقال : أحلّهأ الله في كتابه وعلى سُنّة نبيه ، فهي حلال إلى يوم القيامة .
فقال : يا أبا جعفر مثلك يقول هذا ، وقد حرّمها عمر ونهى عنها (3) .
فقال : وإن كان فعل .
فقال : إنّي أعيذك باللّه من ذلك أن تحلّ شيئاً حرّمه عمر .
فقال : فأنت على قول صاحبك ، وأنا على قول رسول الله صلى اللّه عليه وسلم وآله ، فهلمّ أُلاعنك أنّ الحقّ ما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وآله وأنّ الباطل ما قال صاحبك .
__________
(1) « بحار الأنوار » 100/305 ، « وسائل الشيعة » 14/443 .
(2) « من لا يحضره الفقيه » ، 2/ 150 ، « وسائل الشيعة » 4 ا/419 ، « علل الشرائع » 173 ، « المحاسن » 330 .
(3) سبق أن بينا أن عمر رضي الله عنه لم يحرم المتعة من تلقاء نفسه ، بل إن النبي صلى اللّه عليه وسلم حرمها تحريماً أبدياً إلى يوم القيامة .(3/30)
قال : (1) فأقبل عبد اللّه بن عمير فقال : يسرك أن نساءك وبناتك وأخواتك وبنات عمك يفعلن (2) ؟
قال (3) : فأعرض عنه أبو جعفر عليه السلام حين ذكر نساءَه وبنات عمه (4) .
وإذا كانت المتعة حلالاً فلماذا لا يرتضيها الإِمام التاسع عندهم : محمد بن علي بن موسى لأهله ؟ أيحلّها لأتباعه ولا يجوّزها لأهل بيته ؟ وهل يوجد دليل - وهم مُقرّون به - أبلغ من هذا على كراهة أهل الييت للمتعة ؟
ونجد أيضاً إمامهم الثامن علي بن موسى الرضا يتذمر من أتباعه بإلحاحهم عليه بالإذن في نكاح المتعة ، وكان سبب عدم إِذنه لهم خشيته من نساء الشيعة أن يكفرن ويلعن من أباح المتعة لانشغال رجالهن بالمتعة عنهن .
عن محمد بن الحسن بن شمون قال : كتب أبوالحسن عليه السلام إلى بعض مواليه : لا تلحوا علي المتعة ، إنما عليكم إقامه السنة فلا تشتغلوا بها عن فرشكم وحرائركم ، فيكفرن ويتبرّين ويدعين على الآمر بذلك ويلعنَّنا .
فالروايات السابقة - وهي من روايات الشيعة - تبين لنا بوضوح أن أهل البيت رضوان الله تعالى عليهم لا يرتضون هذا النكاح الفاسد وأنهم ينهون عنه ولا يجوّزونه وأما مخالفة الشيعة لأهل البيت في هذه المسألة فلا قيمة لها ، لأنهم يعشقون هذه المخالفة ، والذي يستقرئ التاريخ يجد أن الشيعة عبر عصورها لم تُخلص الولاء لآل البيت كما تدعيه ، بل إنهم وبال عليهم .
الروايات المنسوبة إليهم ومناقشتها
__________
(1) أي زرارة .
(2) أي يتمتعن .
(3) أي زراة .
(4) « الفروع من الكافي » 2 /42 ، « التهذيب » 2/ 186 ، « وسائل الئسيعة » 14/437 .(3/31)
وبعد أن فرغنا من بيان موقف أهل البيت من المتعة نستعرض بعض الروايات التي ينسبونها إلى أهل البيت كذباً وزوراً ، وذلك بدراسة أسانيدها ، وبيان حال رواتها من واقع الكتب الرجالية الشيعية ، وليحكم عليها القارئ الكريم بعد ذلك . ورغم بيان تلك الكتب الشيعية جرحهم وعدم وثاقتهم ، إلا إننا نجد أصول الرافضة مليئة ، بمروياتهم ، وقد فصلنا هذا ، ليعلم القراء أن الشيعة لا يوجد لديهم ميزان علمي موضوعي يزنون الرجال به .
الرواية الأولى :
قال المفضل للصادق عليه السلام : يا مولاي فالمتعة ؟
قال : المتعة حلال طلق والشاهد بها قول اللّه عز وجل : { وَلاَ جُنَاح عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أوْ أكْنَنتم فِي أنفُسكم عَلِمَ اللهُ أنّكُم سَتَذْكُرونّهنّ ولكنْ لا تُواعِدُوهنّ سِرّاً إلاّ أن تقُولوا قَولا مَعْروفا } ( البقرة :235 ) أي مشهوداً والقرل المعروف هو المشتهر بالولي والشهود (1) .
والمفضّل بن عمر غير ثقة عند علماء الشيعة أنفسهم ، بل مضطرب الرواية وأنه من الخطابية الغلاة ، وإليك أقوال علماء الشيعة فيه :
النجاشي في « رجاله » ص 295 : مفضل بن عمر أبو عبد اللّه ، قيل : أبو محمد الجعفي ، كوفي فاسد المذهب ، مضطرب الرواية ، لا يعبأ به ، وقيل : إنه كان خطّابياً ، وقد ذكرت له مصنفات لا يعّول عليها ، وإنما ذكرنا للشرط الذي قدمناه ، كتاب ما افترض اللّه الجوارح من الإِيمان وهو كتاب الإِيمان والإِسلام ، والرواة له مضطربون الرواية .
__________
(1) « بحار الأنوار » ج 53 ص 26 « تاريخ الإِمام الثاني عشر » ، باب ما يكون عند ظهوره . وج 100 ص 301 « كتاب العقود والإِيقاعات » ، باب وجوه النكاح .(3/32)
وقال ابن الغضائري : المفضل بن عمر أبو عبد اللّه ، ضعيف متهافت ، مرتفع القول ، خطّابي ، وقد زِيدَ عليه شيء كثير ، وحمل الغلاة في حديثة حملاً عظيماً ، ولا يجوز أن يكتب حديثه ، وروى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام (1) .
وقال الحسن بن علي بن داود الحلّي في « كتاب الرجال » القسم الثاني (2) ص 56 ترجمة رقم 512 : ضعيف متهافت خطابي .
والكَشّي في « رجاله » ص 272 - 278 جزم بضعفه وأنه من الغلاة وأنه لم تثبت رواية في مدحه بل إنه ملعون على لسان أئمته !! .
وقال محمد علي الأردبيلي في كتابه « جامع الرواة » ج 2 ص 258 ترجمة رقم 1819 : الأولى عدم الاعتماد (3) واللّه أعلم بحاله . وأورد الأردبيلي الكثير من الروايات القادحة فيه وفي دينه وأنه من الغلاة الخطابية .
والخطابية فرقة من فرق الرافضة الغلاة الذين رفعوا الأئمة المزعومين إلى مقام الربوبية والألوهية . وتنسب هذه الفرقة إلى محمد بن أبي زينب واسمه مقلاص أبو الخطاب البراد الأجدع الأسدي ويكنى بأبي إسماعيل وأبي الظبيان أيضاً (4) .
وأما إمامهم المعصوم !! جعفر الصادق رحمه الله تعالى فيصف راوي الإفك المفضل بن عمر بالمشرك والكافر :
عن حماد بن عثمان قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول للمفضل بن عمر الجعفي : يا كافر يا مشرك مالك ولابني ، يعني إسماعيل بن جعفر (5) .
__________
(1) « معجم رجال الحديث » لأبي القاسم الخوئي ج 18 ص 293 .
(2) وهو خاص بالضعفاء والمتروكين .
(3) يقصد الاعتماد على مروياته .
(4) انظر رجال « الكشي » 246 - 260 .
(5) « رجال الكشي » 272 ، « تنقيح المقال » للمامقاني ج 3 ص 1 24 ، « معجم رجال الحديث » للخوئي ج 18 ص - 298 .(3/33)
وعن إسماعيل بن جابر قال : قال أبو عبد اللّه عليه السلام : ائت المفضل وقل له : يا كافر يا مشرك ما تريد إلى ابني . تريد أن تقتله (1) ؟ .
والمفضل بن عمر بشهادة أقرانه من رواة الشيعة بأنه ممن لا يقيمون لأداء الصلوات أهمية :
عن معاوية بن وهب وإسحاق بن عمار : قالا : خرجنا نريد زيارة الحسين عليه السلام (2)
__________
(1) « رجال الكشي » 274 . « تنقيح المقال » ج 3 ص 241 ، « معجم رجال الحديث » للخوئي ج 18 ص 298 .
(2) شد الرحال إلى قبر الحسين رضي اللّه عنه عند الشيعة من أركان دينهم ومن بقايا الوثنية التي أرساها ابن سبأ ، ولا نعجب اذا رأينا الشيعة تضع في ثواب زيارته الأحاديث الكثيرة الموضوعة التي ترغب في زيارته والاستشفاء من تربته ، ونذكر للقراء الكرام بعض تلك المرويات وسيجدون تفصيل ذلك في مواضع أخرى من كتاباتنا المتواضعة ، لا سيما بحثنا عقيدة الشيعة في الأئمة الذي سوف يصدر ضمن سلسلة : دراسات في الفكر الشيعي .
تزعم الشيعة أن ثواب من زار قبره مثل ثواب مائة ألف شهيد من شهداء بدر ( انظر « بحار الأنوار للمجلسي » ج 98 ص 17 رواية رقم 24 ) .
ومن أتاه تشوقاً كتب الله تعالى له ألف حجة مقبولة وألف عمرة مبرورة وأجر ألف شهيد من شهداء بدر وأجر ألف صائم وثواب ألف صدقة مقبولة وثواب ألف نسمة أريد بها وجه الله تعالى ( بحار الأنوار ج 98 ، ص 18 ) .
وأن زيارته توجب غفران الذنوب ودخول الجنة والعتق من النار وحط السيئات ورفع الدرجات وإقامة الدعوات ( بحار الأنوار ج 98 ص 21 - 26 ؟ ( ثواب الأعمال ) 77 ، أمالي الصدوق 142 كامل الزيارات ) .
وأن زيارته تعدل الحج والعمرة والجهاد في سبيل الله تعالى وعتق الرقاب ( بحار الأنوار ج 98 ص 28 - 48 ، كامل الزيارات 152 ، ثواب الأعمال 79 ، مصباح الطوسي 498 ، أمالى الطوسي ط/ 281 ، التهذيب للطوسي 6/47 وسائل الشيعة ج 10 ص 326 وما بعدها ) وأن الأنبياء والرسل والملائكة يأتون لزيارته ويدعون لزواره - ويبشرونهم ويستبشرون لهم ( انظر = بحار الأنوار » 98 ص 51 ، 68 ) .
وبلغ بهم الكذب أن قالوا : إن القيام بكربلاء يوم عرفه أفضل وأكثر أجراً من الوقوف على صعيد عرفات الطاهر : عن رفاعة النخاس قال : دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام ، فقال لي : يا رفاعة أحججت العام ؟ قال : قلت : جعلت فداك ما كان عندي ما أحج به ، ولكنني عرفت عند قبر الحسين عليه السلام . فقال لي : يا رفاعة ما قصرت عما كان أهل مني فيه . لولا أني أكره أن يدع الناس الحج لحدثتك بحديث لا تدع زيارة قبر الحسين عليه السلام أبداً ، ثم نكت الأرض وسكت طويلا ثم قال : أخبرني أبي ، قال : من خرج إلى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقه غير مستكبر صحبه ألف ملك عن يمينه وألف ملك عن شماله ، وكتب له ألف حجة وألف عمرة مع نبي أو وصي نبي ( مصباح الطوسي ص 498 ، مصباح الكفعمي ص 501 ، بحار الأنوار ج 98 ص 91 وعن ابن مسكان قال : قال أبو عبد اللّه عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى يتجلى لزوار الحسين صلوات عليه قبل أهل عرفات ويقضي حوائجهم ، ويغفر من ذنوبهم ، ويشفعهم في مسائلهم ، ثم يثني بأهل عرفات فيفعل ذلك بهم ( ثواب الأعمال ص 82 ، بحار الأنوار ج 98 ص 86 - 87 ) .
وعن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من فاتته عرفة بعرفات فأدركها بقبر الحسين عليه السلام لم تفته . وإن الله تبارك وتعالى ليبدأ بأهل قبر الحسين عليه السلام قبل أهل عرفات ثم يخاطبهم بنفسه ( كامل الزيارات ص 0 17 ، بحار الأنوار ج 98 ص 87 ) .
وعن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا كان يوم عرفة اطلع الله تبارك وتعالى على زوار قبر الحسين عليه السلام فقال لهم : استأنفوا قد غَفرت لكم ثم يجعل إقامته على أهل عرفات ( كامل الزيارات 171 ، بحار الأنوار ج 98 ص 88 ) .(3/34)
فقلنا : لو مررنا بأبي عبد الله المفضل فعساه يجيء معنا ، فأتينا الباب فاستفتحناه فخرج الينا فأخبرناه ، فقال : أستخرج الحمار ، فأخرج فخرج إلينا وركب ركبنا ، وطلع لنا الفجر على أربعة فراسخ من الكوفة ، فنزلنا فصلينا ، والمفضل واقف لم ينزل يصلي ، فقلنا : يا أبا عبد اللّه لا تصلي ؟ ! فقال : صليت قبل أن أخرج من منزلي !
والمفضل بن عمر مثل غيره من الشيعة لا يعترف بزواج الفاروق عمر رضوان اللّه عليه من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ويزعم هذا الضال أن عمر رضي اللّه عنه لم يتزوج من أم كلثوم حقيقة وإنما نكح ابنته التي تمثلت بهيئة أم كلثوم ، وأنه خشي الفضيحة من جراء ذلك وكتم الخبر عن الصحابة ، فيقول هذا الضال المضل في كتابه « الهفت الشريف !!! » ص 60 - 64 :
قال المفضل : قلت : سيدي أريد أن أسألك في شيء يتحدثون عنه أهل الكوفة وإنني يا مولاي أستحي أن أسألك عنه .
قال : يا مفضل قد علمتُ ما قد هممتَ به ، وتريد أن تسألني عن تزويج أم كلثوم !
قلت : نعم يا مولاي .
فقال : اسمع يا مفضل ما أقول وافهم ... إن أصل ذلك كان في الأظلّة والأشباح على حسب ما أنا مفسره لك .. إن علي صلى اللّه عليه وسلم . قد ظلم ستة مرات ، في ستة مرات فيما يظنون وقيل لستة مرات فيما شبه عليهم . وبقيت له قتلة ، وبقي له ظلم آخر على التشبيه تأكيد لحجة الأعداء . وما كان اللّه ليقتل أولياءَه . أما سمعت قوله تعالى في قصة عيسى : { وَما قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوْهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ } .
قلت : يا مولاي كيف كان سبب قتله أول مرة ؟(3/35)
قال الصادق عليه السلام : كان سبب أول ذلك قابيل وهابيل ، فقد كان هابيل يومئذ أمير المؤمنين وكان قابيل زافر (1) وهِي إبليس الأبالسة . فأتى قابيل إلى هابيل . فقال له : زوّجني ابنتك فامتنع عن تزويجه إياها . فقال عندئذ قابيل : واللّه لأقتلنك إن لم تزَوّجني بها . فلما همّ بقتله زوّجه جريرة بنت إبليس ، فظنّ قابيل أنها ابنة هابيل ، واللّه أجلّ وأعظم من أن يفعل بأوليائه ذلك ، ولكن يفعل ذلك على الظاهر تشبيهاً لتأكيد الحجة على الأعداء . والمعنى كما أخبرتك ، فلم يزل ذلك بهما ستة مرات . فلما أن كان في تكرير السادس وولي زافر (2) أرسل إلى أمير المؤمنين يقول : زوّجني ابنتك . فأرسل إليه أميرُ المؤمنين عليّ سلمانَ ، وقال له : قل له يا سلمانُ إنك قد عدت إلى ضلالك القديم .. فأتى سلمان إلى زافر ، وأخبره ذلك . فلما علم أن سلمان قد اطلع على أمره ، إغتاظ وقال له : نعم قد عدت إلى ما ذكرت ... فإما إن يُزوجني وإما أن أغوّر ماء بئر زمزم ، وأرفع عن البيت الحرام رسم المقام ، أو أقتله . فانصرف سلمان إلى أمير المؤمنين وأخبره . فقال علي : احمل إليه هذا الكتاب .. فحمل سلمان إليه الكتاب . فلما نظره ( حبتر وأدلم ) أي علم أنه أقبل في سبب ، فقال : ما وراءك ؟ فقال سلمان : أخبرني أمير المؤمنين أن أعرض عليك هذا الكتاب ، قال زافر : وما هو ؟ فأخرج الكتاب وسلمه إياه .. فلما فتحه ، وجد فيه صورة هابيل ونظر إلى نفسه يعني هو قابيل . فقال مخاطباً سلمان : إنما خطبت إليه ابنته لأنه يزعم أنني من نسل الشيطان ، ولكن لا بد له أن يزوجني ابنته حتى يظهر كذبه عند الخلق ولا ينجيه إلا التزويج أو القتل . فقال سلمان : سأخبره بذلك . وأقبل على أمير المؤمنين وأخبره بكل ما جرى . قال علي :
__________
(1) يقصد عمر رضي الله عنه وأرضاه ؟ ولعنة الله على كل من يبغضه إلى يوم الدين .
(2) يقصد عمر رضي الله عنه وأرضاه ؟ ولعنة الله على كل من يبغضه إلى يوم الدين .(3/36)
قد علمت بكل ما قال ، وأنا الآن أزوجه بنته جريرة ، كما زوجته قديماً واشتبه عليه . ثم إن سلمان انصرف إليه وأخبره بأن أمير المؤمنين قد أجابك إلى كل ما تريد .. فجمع أصحابه وعاهدهم على ذلك .. ثم أمر أمير المؤمنين سلمان بأن يحمل إليه ابنته جريرة ، فأتى بها سلمان إليه فأعمى الله بصره وجعل عليه غشاوة فلم يفهم ، وتداخله السرور والفرح لذلك ثم قال لسلمان : إني سأشكرك في قيامك في هذا الأمر ولا أقدر على مكافأتك . ثم تلا أبو عبد اللّه : { إنّا جَعَلْنَا في أَعنْاقهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إلى الأذقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُون } (1) . قال : ثم دخل فيها فوجدها على صورة أم كلثوم ، فلما أصبح أرسل إِلى أصحابه وشياطينه ، ليحتجّ بذلك عندهم .. فلما اجتمعو! اليه هنأوه بتزويجه . فقال زافر : كفانا أمر علي وأصحابه . فإنهم لو كانوا بني أبي كبشة على حق ونحن على باطل ، ما زّوجونا كريمتهم . قالوا : صدقت . قال : واللّه إنهم سحرة كهنة ، كذابون وهذه حيلة بينهم . قال سلمان : وبينما هم كذلك دخلت عليهم ، فقالوا بأجمعهم : نحن على باطل وصاحبك على حق ونحن عنده شياطين خونة ، فلم زّوجنا ، ابنته أم كلثوم ؟ فقال لهم سلمان هذه الآية : { شَيَاطِين الإِنْس والجِنِّ يوْحِي بَعْضهُمْ إلى بَعْضٍ زُخْرُفَ القَوْل غُرُوراً } فلما سمعوا ذلك من سلمان غضبوا عليه ، وغضب الثاني (2) غضباً شديداً ، وهموا بي ... فقلت لهم : أتقتلوني في مجلسكم هذا ؟
قال المفضل : إن هذا واللّه هو الأبلسة المحضة على الطغاة الكفرة الفجرة .
__________
(1) يقصد عمر رضي الله عنه وأرضاه .
(2) يقصد عمر رضي الله عنه وأرضاه .(3/37)
قال سلمان : لما هموا بي ، قال بدضهم لبعض : فما نصنع بهذا العجمي وقد نلت حاجتك ؟ فافترقوا وبلغ ما تحدثوا به أمير المؤهنين علي عليه السلام فأمر سلمان أن يسير إليهم ويحدثهم بالحقيقة . وما لبّس عليه من أمر ابنته حتى يكفّ عن فجوره وتبجحه فيصغر في نفسه ويقل قدره ويموت من العار والحزن ، قال سلمان : فأتيته في منزله ولم يكن أحد عنده فقلت له : كيف وجدت زوجتك ؟ فقال : إنها موافقة لي ، تتجنب مخالفتي في السر والعلانية وهي كأنها منّا وفينا . فقال سلمان : نعم إنها منك وإليك وهي ابنتك جريرة ، فادخل عليها ، لعلك تعرفها الآن . فلما سمع هذا لم يتمالك عقله . فدخل عليها ونظر فيها ، فإذا هي ابنته جريرة لم ينكر منها شيئاً . فصاح صيحة رجت لها الدار ، واغتاظ غيظاً شديداً . وقال : قد فعلها الساحر ابن أبي طالب . ليست هذه بأول أفعاله ، وإلله لأفعلنّ وأفعلنّ . فقال له سلمان : لا تكشف عورتك وتبدي سيرتك وتنفضح في عشيرتك ، ومن رأي ومشورتي لك أن تكتم ذلك . فإن كتمت قال الناس : زوجه ابنته وإِن أبديت انكشف للناس أمرك . فقال : كفاني يا سلمان أني متّ غيظاً ، وسأقبل منك ما تقول ، وليقل هذا الساحر ما يقول .. فلا طاقة لي ولأصحابي بسحره ، وكتم عن أصحايه قصته خوفاً من العار ، ومات حنقاً وغيظاً لا رحمه اللّه ولا رضي اللّه عنه رب العالمين . تمّ .
ونحن نقول : لعنةُ الله والملائكةِ والناس أجمعين على واضع هذه الرواية السخيفة وعلى مَنْ يعتقدُ صحتها ومن يوردها في كتابه على أنها صحيحة .
ومن اعتقادات المفضل بن عمر أن اللّه تعالى قد حلّ في الحسين بن علي رضي اللّه عنهما وأنه اشتبه على قتلته كما حدث للمسيح عليه السلام وغير ذلك من الغُلُوّ الذي ذكره في كتابه « الهفت الشريف » ص 96 وما بعدها وننقل للإخوة القراء الرواية بكاملها ليعرفوا عقيدة هذا الراوي الضال الذي تعتمد الشيعة مروياته فيقول :(3/38)
أخبرني مولاي ، عن قصة الحسين كيف اشتبه على الناس قتله وذبحُه كما اشتبه على مَنْ كان قبلَهم في قتل المسيح . قال الصادق : يا مفضل هذا سر من أسرار اللّه أشكله على الناس فعرفه خاصة أوليائه وعباده المؤمنون المختصون من خلقه . إن الإمام - يدخل في الأبدان طوعاً وكرهاً ويخرج منها إذا شاء طوعاً وكرهاً كما ينزع أحدكم جُبّته وقميصه بلا تكلفة ولا ريب ، فلما اجتمعوا على الحسين ليذبحوه ، خرج من بدنه ورفعه اللّه إليه ، ومنع الأعداء منه ، وقد سخط سخطة جبار عنيد ولا تقوم بعظمته السموات والأرض والجبال ، إنه قادر سبحانه أن يعاجلهم العذاب ، ولكنه حليم ذو بأس لا يخشى القوة . ولا خلف لوعده ولا معقب لحكمه كما وصف سبحانه ، إنه يقول ما يشاء ويظهر في حجاب ما يشاء ، وإنما يعجل من يخاف القوة ، فأما اللّه إذا أراد أن يخلق شيئاً يقول له : كن فيكون ، فإنه تعالى لا يعجل العقوبة ، وأن الحسين لمّا خرج إلى العراق وكان اللّه مُحتجب به وصار لا ينزل منزلاً صلوات اللّه عليه إلا ويأتيه جبريل فيحدثه حتى إذا كان اليوم الذي اجتمعت فيه العساكر عليه واصطفت الخيول لديه وقامت الحرب ، حينئذ دعا مولانا الحسين جبريل ، وقال له : يا أخي من أنا ؟ ، قال : أنت اللّه الذي لا إله إلا هو الحي القيوم والمميت والمحي ، أنت الذي تأمر السماء فتطيعك والأرض فتنتهي لأمرك والجبال فتجيبك والبحار فتسارع إلى طاعتك وأنت الذي لا يصل إليك كيد كائد ولا ضرر ضار .. قال الحسين : يا جبريل . قال جبريل : لبيك يا مولاي . قال الحسين : أفترى هذا الخلق المنكوس تحدثهم أنفسهم أن يقتلوا سيدهم لضعفهم ؟(3/39)
ولكنهم لن يصلوا إلى ذلك ، ولا إلى أحد من أولياء اللّه ، كما أنهم لن يصلوا إلى عيسى وإلى أمير المؤمنين علي ، ولكنهم عملوا ذلك ليحل . عليهم العذاب بعد الحجة والبيان . قال الحسين : يا جبريل ، انطلق إلى هذا الملعون الضال الجاحد المنكوس ، وقل له ، من تريد أن تحارب ؟
قال : فانطلق جبريل في صورة رجل غريب مجهول ، فدخل على عمر بن سعد وهو جالس على كرسيّه بين قواده وحراسه وأبوابه ، فخرق صفوفهم حتى وصل إليه ووقف بين يديه . فلما نظر إليه عمر بن سعد ارتاب منه ، وارتعب وقال له ؟ من أنت ؟ قال جبريل : أنا عبد من عبيد اللّه جئت أسألك عمن تريد أن تحارب ؟ قال : أريد أن أحارب الحسين بن علي ، وهذا كتاب عبيد اللّه بن زياد يأمرني فيه أن أقتل الحسين بن علي وأوجه إليه رأسه وأعتزل العسكر . فقال له : ويحك تقتل رب العالمين وإله الأولين والآخرين وخالق السموات والأرض وما بينهما . فلما يسمع عمر بن سعد ذلك أخذه الخوف وقال لقوّاده : خذوه فتبادروا إليه بالأعمدة والسيوف قال : فتفل في وجوههم تفلةً خرّوا على وجوههم من أثرها منكوسين ، وخرّ الملعون ابن سعد على وجهه من فوق كرسيّه منكوس ( ! ) ، فلما أفاق وأصحابه إذا بجبريل قد خرج ، ولم يروا شيئاً فازداد عمر بن سعيد رعباً وخوفاً ، ونظر إلى أصحابه وقال الويل لكم هل سمعتم بمثل ما مرَّ عليكم وهل رأيتم مثل ما رأيتم ؟ قالوا : ما رأينا ولا سمعنا أن رجلاً يدخل على ملك مثلك له بوابون . وحجاب وعسكر وقواد ، فيدخل عليه رجل غريب لا يعلم ولا يشعر به أحد حتى يتمثل بين يديك ويتكلم بمثل ما كلمك به ، ثم هممت وهممنا أن نأخذه ونقتله تفل في وجوهنا تفلة فخررنا باهتين ، فقال اللعين عمر بن سعد : أخبروني ما هذا وكيف العمل ؟ فتكلم شيخ من الحاضرين ، وقال : أصلح الله عملك أيها الأمير لا يهولنك ما رأيت فربما يكون إبليس اللعين قد تزيّا لنا ولك ، كي يخوفنا . فقال عمر ؟ ويحكم إن إبليس من أحد(3/40)
أعواننا ، ونحن من حزبه وجنده متفقين على قتل ابن بنت رسول اللّه ، فكيف يخوننا ويروعنا ؟ وأما أمر هذا الرجل فقد أخلج صدري وأشغلني عن أمري ، فقال رجل من القوم : أصلح اللّه الأمير إنه تحقق عندي معرفة ذلك الرجل ، ولا يعرفه غيري . قال : هات ما عندك قال الرجل : إن الحسين وأباه كانا يشتغلان بشيء من السحر ولا بد قد بلغك عن عليّ شيء كثير من هذا الفن ، وكان يزعم أن سحره دلالة . قال : صدقت وأصبت ، قد بلغني عنه شيء من ذلك السحر ولا يمكن أمرنا هذا إلا إلى السحر وما ذكرته إلى هذه الساعة ولولا أن تكون قد ذكرتني من سحره لكان قد بدا إلي عند محاربته ، وكنت قد هممت باعتزالي ، ولكن ائتوني بقوسي فقد قوي قلبي وذهب عني رعبي ، وأشهدكم علي أنه بريء مما كان عليه علي بن أبي طالب وما عليه ولده الحسين ثم رمى سهمه ، وقال إلى رجاله وعسكره : إني أول من يرمي سهمه في عسكر الساحر . وأمر الناس أن يتهيّأوا بسلاحهم إلى قتال ابن بنت رسول اللّه . وكان أول من طلعت طلائعه رجلان حبشيان عظيمان وكأن عيونهما الجمر فلما نظرهما الحسين قال : يا جبريل ، أريد أن تأتيني بهذين الرجلين في تراكيبهما في المسوخية . فحينئذ مدَّ جبريل يده فأخذهما عن ظهر فرسيهما . فأحضرهما بين يدي مولانا الحسين . فإذا هما كبشان أملحان . قال : فهتف الحسين هتفة وقال ؟ ارجعا إلى ما تعرفان به ، فإذا هما رجلان أسوداأن ملعونان في دماغ كل واحد منهما حديدة فإذا هي تدخل في دماغ كل واحد منهما وتخرج من دبره . قال الحسين : يا أخي يا جبريل ، من هذين اللعينين ( ! ) قال : يا مولاي ، هذان سعد ومعاوية . قال الحسين : قرّبا مني أيها اللعينان ، قال : كيف رأيتما عذابي ونقمتي في مسوخيتكما ؟ قال : لقد رأينا أشدّ العذاب . فأخرجنا من المسوخية إلى الأبدان البشرية فقد عرفنا سبيل الحق ، فارحمنا برحمة منك ، يا أرحم الراحمين .(3/41)
قال : لا رحمكما الله ، هذا لكما ، ومردودين ألف سنة بالمسوخية في قالب بعد قالب أشدد عليكما عذابي ونكالي جزاءاً لما كسبتما . فقالوا : العفو اغفر لنا ، فقال : لا غفران لكما ولا رحمة ، فإن رحمتي وعفوي للأولياء والأصفياء ، وإن نقمتي وبأسي ونكالي لأعداء الله الظالمين ... ثم صاح بهما صيحة فساحا في الأرض .
قال المفضل : يا مولاي إلى أين ذهبا ؟
فقال الصادق : قد عادا إلى أصحابهما يقاتلان الحسين .
قال المفضل : يا مولاي ، هل كان أحد مع الحسين يومئذ من الموحّدين المؤمنين ؟
قال الصادق : كان معه مؤمن مُوّحد وستراه معنا .
قال : وحضر أبو الخطاب .
فقلت : اسمع يا أبا الخطاب ما يقول مولاي الصادق .
فقال أبو الخطاب : نعم كنت أنا معه .
ثم رجع مولانا جعفر الصادق إلى حديثه . فقال : إن الحسين لما أحدقوا به طلب جبريل وميكائيل وإسرافيل فأجابوه : لبيّك ربنا !! فقال : اعتلوني إلى الهواء . فأعلى الحسين غلامه جبريل ثم تلا قوله : { لاَ يؤمِنُونَ بِهِ حَتّى يَرَوا العَذَابَ الألِيمْ } . ثم أخذهم أخذ عزيز مقتدر ، قال المفضل : يا مولاي أكان أصحاب الحسين يرون جبريل ؟
قال الصادق : نعم ويرون ميكائيل وإسرافيل وأنا أراهم وأنت تراهم .
قال المفضل : يا مولاي وأنا أرى جبريل وإسرافيل وميكائيل ..
قال : نعم .
قلت : يا مولاي في صورة واحدة أم في صور شتى ؟
قال عليه السلام : بل في صورتنا .
قال المفضل : يا مولاي متى رأيت جبريل ؟
قال : رأيته اليوم .
قال المفضل : وأين ؟
فقال : في منزلنا هذا .
قلت : وفي أي وقت ؟
قال الصادق : في ساعتك هذه أتحب أن يكلمك ؟
قلت : أي واللّه .
قال : يا أبا الخطاب أنت جبريل ؟(3/42)
فقال أبو الخطاب : واللّه أنا جبريل . وأنا واللهّ الذي وجّهني الحسين عليه السلام إلى الملعون عمر بن سعد ، وأنا الذي كلمته وأكببت وجهه في النار هو وأصحابه أجمعهم ، وأنا المتولّي بعذابهم بأمره ، وأنا صاحب آدم الأول وأمرني فهتفت بالخلق هنفة واحدة ، فقطعت منهم الأوصال وأوثقتهم بالسلاسل والأغلال ، وأنا صاحب نوح ودعوة قومه إلى عبادة اللّه ووحدانيته فلم يقروا فغرقتهم بالطوفان ، وأنا صاحب إبراهيم حين جحدوه ورموه بالنار ، وأنا واللّه كنت معه فما أصابني وإياه حر النار ، وأنا صاحب دانيال والتابوت والصحف وأنا واللّه كتبتها بيدي وخطي وأنا لم أشك قط ولا أشك أبداً في ربوبيته ، وأنا صاحب موسى وعيسى ومحمد ، وأنا أبو الخطاب وأبو الطيبات !! وأنا بين يدي كل إمام في كل عصر وزمان على صور مختلفة وأسماء مختلفة ، وأنا مع القائم بين يديه أنسف الظالمين بسيفه ويأمرني فأطيعه ، وأنا أحيي وأميت وأرزق بأمر ربي !!
ثم أقبل رجلان لم أعرفهما . فقال الصادق : أتعرف هذين ؟
قلت : لا يا مولاي .
قال : هذا ميكائيل وإسرافيل ، أحدهما كان في المشرق والآخر كان في المغرب .
قلت : يا مولاي فما كانا يصنعان ؟
فقال : وجهتهما في حاجة !! ، قال : هل كان معك يا أبا الخطاب على عهد رسول اللّه وعلى عهد أمير المؤمنين علي ؟
قال أبو الخطاب : نعم وعلى عهد عيسى وموسى وإبراهيم ونوح .
ومن قبل كانا على عهد آدم عليه السلام .
قال المفضل : جلّ ربي ما أعظم شأنه .. فنظر إلي مولاي الصادق
وقال لي : يا مفضل لقد أعطيت فضلاً كثيراً وتعلمت علماً باطنَاً ، فعليك بكتمان سر الله ولا تطلع عليه إلا ولياً مخلصاً فإن فشيته إلى أعدائنا فقد أعنت على قتل نفسك .
قلت : إنني سوف أفعل ذلك . وإنني يا مولاي رأيتُ العجب من كتمان هذا الخلق والبشر وكيف توصينا وتأمرنا بكتمانه ؟ !
قال : يا مفضل إن الله عز وجل أحب سبحانه أن يعبد سراً !!(3/43)
قلت : صدقت يا مولاي وسيدي ، والحمد لله رب العالمين .
وبعد أن قرأتَ هذه الرواية الركيكة السخيفة - أخي القارئ - فما رأيك بهذه الشخصية التي تقبل الشيعة رواياتها ، مع علمها بحاله وانحرافه العقائدي ؟
مرويات المفضل بن عمر في الكتب الأربعة (1) :
__________
(1) هي الأصول والفروع والروضة من الكافي للكليني ، والتهذيب والاستبصار للطوسي ومن لا يحضره الفقيه للصدوق !! والروايات في التهذيب والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه مرقمة ويسهل الرجوع إليها ، بخلاف الكافي - عدا الروضة - فإنه غير مرقم . والمرويات المذكورة في الكافي الخاصة بالراوي ف « ج » يدل على الجزء ، « ك » يدل على رقم الكتاب ، فكل جزء من الكافي يحتوي على عدة كتب ، و « ب » يدل على رقم الباب ، و «ح » رقم الرواية بالباب . والجزء الأول من الكافي يحتوي على أربعة كتب هي : العقل والجهل . فضل العلم . التوحيد . الحجة . والجزء الثاني على أربعة كتب أيضاً وهي : الإيمان والكفر ، الدعاء ـ فضل القرآن . العشرة . الجزء الأول والثاني من الكافي يطلق عليه « الأصول من الكافي » وبقية الأجزاء تسمى « الفروع من الكافي » ، والجزء الثالث يحتوي على خمسة كتب وهي : الطهارة ، الحيض الجنائز ، الصلاة ، الزكاة والجزء الرابع يحتوى على تتمة وكتابين وهم : تمَمة كتاب الزكاة ، الصيام ، الحج .
الجزء الخامس ويضم ثلاثة كتب : الجهاد ، المعيشة ، النكاح . والجزء السادس يضم تسعة كتب : العقيقة ، الطلاق ، العتق والتدبير والكتابة ، صيد الكلب والفهد ، الذبائح ، الأطعمة . الأشربة . الزي والتجمل والمروءة . الدواجن . والجزء السابع يضم سبعة كتب : الوصايا . المواريث . الحدود . الديات . الشهادات . القضاء والأحكام . الأيّمان والنذور والكفارات . والجزء الثامن هو « الروضة من الكافي » ليس فيه كتب مختلفة .(3/44)
بلغت مرويات المفضل بن عمر في الكتب الأربعة عند الرافضة قرابة 106 رواية (1) مفصلة على النحو التالي :
ووى عن أبي عبد الله ( ع ) ، الفقيه : ج ا ، ح 438 ، و 842 ، وج 2 ، ح 119 و 241 و313 ، وج 4 ، ح 869 ، والتهذيب ج 2 ، ح 142 .
وروى عنه أبو سعيد الخيبري ، الكافي ج ا ، ك 2 ، ب 17 ، ح 11 .
وروى عنه ابن رباط : التهذيب ج 2 ، ح 103 الاستبصار : ج ا ، ح 924 .
وروى عنه ابن سنان ، الكافي : ج 5 ، ك 3 ، ب 96 ، ح 4 .
وروى عنه إبراهيم بن خلف بن عباد الأنماطي ، الكافي : ج ا ، ك 4 ، ب 80 ، ح 11 .
وروى إبراهيم بن هاشم ، عن بعض أصحابه عنه ، الكافي : ج 2 ، ك 2 ، ب 49 ، ح 11 .
وروى عنه إسحاق بن عيسى ، الكافي : ج 2 ، ك ا ، ب 107 ، ح 21 .
وروى عنه بشر بن جعفر ، الكافي : ج ا ، ك 4 ، ب 37 ، ح 5 .
وروى عنه بكّار بن كردم ، الكافي : ج ا ، ك 3 ، ب 29 ، ح 3 .
وروى عنه جعفر بن بشير ، الكافي : ج 2 ، ك ا ، ب 99 ،ح 23 .
وروى عنه خالد بن يزيد . الكافي : ج 2 ، ك 1 ، ب83 ، ح 2 .
وروى عنه خلف بن حماد ، الكافي : ج 2 ، ك 1 ، ب 82 ، ح 6 .
وروى عنه زُرعة . التهذيب ج 2 ، ح 1085 ، 1402 .
وروى عنه زُرعة بن محمد . الكافي ج 1 ، ك 4 ، ب 33 ، ح 3 ، و ج 4 ، ك 2 ، ب 13 ، ح 3 .
وروى سليمان بن رشيد ، عن أبيه عنه . الكافي : ج 6 ، ك 6 ، ب 67 ، ح 1 .
وروى عنه عبد الرحمن بن سالم ، الكافي : ج 6 ، ك 3 ، ب 29 ، ح 13 ، وج 6 ، ك 6 ، ب 1 ، ح 1 ، والتهذيب ج 1 ، ح 1002 ، الاستبصار ج 1 ، ح 705 و 714 ، و 1422 ( الاستبصار : ج ا ، ح 705 و 714 ) .
وروى عنه عبد الرحمن بن كثير . الكافي : ج 1 ، ك 4 ، ب 80 ، ح 20 .
وروى عنه عبد الرحمن بن سالم الأشل ، الكافي : ج 5 ، ك 3 ، ب 167 ، ح 1 .
وروى عنه عبد الكريم أبو علي . التهذيب ج 6 ، ح 140 .
__________
(1) انظر « معجم رجال الحديث » للخوئي ج 18 ص 290 .(3/45)
وروى عنه عبد اللّه بن حماد . الكافي : ج 4 ، ك 2 ، ب 22 ، ح 9 . و التهذيب : ج 4 ، ح 625 .
وروى عنه عبد اللّه بن حماد الأنصاري . الكافي : ج 7 ، ك 3 ، ب 48 ، ح 12 . والتهذيب : ج 10 ، ح 574 .
وروى عنه عبد اللّه بن القاسم . الكافي : ج 1 ، ك 4 ، ب 119 ، ح 2 .
وروى عنه عبد اللّه بن يونس السَّبيعي . التهذيب : ج 6 ، ح 75 .
وروى عنه عبد الله القلا . الكافي : ج 1 ، ك 4 ، ب 71 ، ح 8 .
وروى عنه عثمان بن سليمان النخّاس . الكافي : ج 2 ، ك 4 ، ب 28 ، ح 7 .
وروى عنه عثمان بن عيسى . الكافي : ج 2 ، ك 1 ، ب 36 ، ح 7 ، وب 72 ، ح 1 .
وروى عنه علي بن عفان ( عثمان ) . الكافي : ج 2 ، ك 1 ، ب 107 ، ح 18 .
وروى عنه عمر بن أبان الكافي : ج 4 ، ك 2 ، ب 13 ، ح 2 .
وروى عنه عمر بن أبان الكلبي ، الكافي ج 1 ، ك 4 ، ب 113 ، ح 3 .
وروى عنه عيسى بن سليمان النخّاس . الكافي : ج 1 ، ك 4 ، ب 129 ، ح 2 .
وروى عنه القاسم بن الربيع . الكافي : ج 1 ، ك 2 ، ب 1 ، ح 7 .
* وروى محمد بن خالد ، عمن حدثه ! عنه ، الكافي : ج 1 ، ك 4 ، ب 79 ، ح 1 .
* وروى محمد بن سليمان الدَّيْلَمي ، عن بعض أصحابنا ، عنه ، الكافي : ج 1 ، ك 4 ، ب 67 ، ح 2 .
وروى عنه محمد بن سنان ، الكافي : ج 1 ، ك 2 ، ب 13 ، ح 5 .
وك 4 ، ب 14 ، ح 1 ، وب 34 ، ح 2 ، وب 55 ، ح 3 ، وب 108 . ح 30 و 37 ، وب 111 ، ح 24 ، وج 2 ، ك 1 ، ب 149 ، ح1 وب 155 ،ح1 ، وب 157 ، ح 3 ، وك 3 ، ب 12 ، ح 20 ، وج 3 ، ك 3 ، ب 21 ، ح 3 ،
وب 79 ، ح6 ، وب 85 ، ح10 ، وج4 ، ك 1 ، ب 26 ، ح2 ، وك 3 ، ب 7 ، ح 14 ، وج5 ، ك 1 ، ب 15 ، ح5 ، وب 32 ، ح5 . الفقيه ج2 ، ح 1537 ، وج 4 ، ح862 ، والتهذيب ج 1 ، ح 863 ( الاستبصار : ح1 ، ح 735 ) وج3 ، 218 ( الاستبصار ج1 ، ح 1802 ) وج5 ، ح 1530 ، وج 6 ، ح 369 ، وج7 ، ح1464 ( الاستبصار : ج 3 ، ح 810)(3/46)
* وروى محمد بن عيسى ، عن بعض أصحابه ، عنه . الكافي : ج1 ، ك 4 ، ب 79 ،ح1 .
وروى عنه محمد بن مساور . الكافي : ج 1 ، ك 4 ، ب 80 ، ح 3 .
وروى عنه معلّى بن خُنَيس . الكافي : ج 2 ، ك 4 ، ب 28 ، ح 7 .
وروى عنه المُفضّل بن زائدة . الكافي : ج 1 ، ك 4 ، ب 87 ، ح 4 .
وروى عنه المنذر بن يزيد . الكافي : ج 2 ، ك 1 ، ب 145 ، ح 2 .
وروى عنه منصور بن يونس . الكافي : ج5 ، ك 2 ، ب 16 ، ح 1 .
وروى عنه موسى الصّيْقل . الكافي : ج 1 ، ك 4 ، ب 71 ، ح 4 .
وروى هشام الخراساني . الروضة ح 421 .
وروى عنه يونس . الكافي : ج 4 ، ك 2 ، ب 37 ، ح 7 ، والتهذيب ج 4 ، ح 307 .
وروى عنه الخَيْبَري . الكافي : ج 1 ، ك 4 ، ب 119 ، ح 4 .
وروى!ئه القندي . الكافي : ج 6 ، ك 6 ، ب 102 ، ح 9 .
* وروى بعض أصحابنا ، مرفوعاً عنه . الكافي ج 1 ، ، ك 1 ، ب 0 ، ح 29 .
* وروى عن أبي الحسن ( 4 ) وروى إبرإهيم بن هاشم ، عمن حدثه عنه ، الكافي : ج 1 ، ك 4 ، ب 50 ، ح 3 .
* وروى عن أبي أيوب العطار .
وروى عنه محمد بن سنان . الكافي : ج 2 ، ب 99 ، ح 20 .
* وروى عن ثابت الثُّمالي ، الفقيه ج 4 ح 898 .
* وروى عن يونى!! بن ظِبْيَان ، والخَيْبري .
وروى عنه عيسى بن سليمان النحاس . الكافي : ج 1 ، ك 4 ، ب 129 ، ح2 .
* وروي عنه ابن سنان . الروضة ح 303 .
42 الرواية الثانية :
عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن المتعة ؟ فقال نزلت في القرآن : { فمَا اسْتمتَعْتُمْ بهِ مِنْهُنّ فآتوهُنّ أُجورَهُنَّ فريضةً ولا جُناحَ عليْكُمْ فيما ترَاضيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الفريضةِ } (1) .
أبوبصير كنيةُ أربعةٍ من رواة الشيعة هم :
يحيى بن القاسم (2) .
ليث البختري . وهو المقصود في سند هذه الرواية .
عبد اللّه بن محمد الأسدي (3) .
__________
(1) الاستبصار 3/ 141 ، التهذيب 2/ 186 .
(2) انظر « رجال الكشي » ص 402 .
(3) انظر « رجال الكشي » 155 .(3/47)
حماد بن عبد اللّه بن أسيد الهروي (1) .
وقد ورد اسم أبي بصير في إسناد قرابة 2275 رراية في الكتب الأربعة (2) واسمه الكامل أبو بصير ليث بن البختري المرادي (3) .
وهذا الراوي يتهم إمامه المعصوم !! أبا جعفر بأن الدنيا لو مالت إلى جانبه لعضّ عليها بالنواجذ ولاشتمل عليها بكسائه . كما يزعم . فقد روى عن ابن أبي يعفور قال : خرجت إلى السواد أطلب دراهم للحج ونحن جماعة وفينا أبو بصير المرادي .
قال : قلت له : يا أبا بصير اتق الله وحج بمالك فإنك ذو مال كثير!
فقال : اسكت فلو أن الدنيا وقعت لصاحبك (4) لاشتمل عليه بكسائه (5) . وكان دائم السخرية من جعفر الصادق رضي اللّه عنه ، فمرة يصفه بالجشع والطمع وحب الدنيا ، وذلك حين طلب الإذن بالدخول عليه فلم يؤذن له :
عن حماد الناب قال : جلس أبوبصير على باب أبي عبد الله عليه السلام ليطلب الإذن ، فلم يؤذن له .
فقال : لو كان معنا طبق لأذن !
قال : فجاء كلب فشغر في وجه أبي بصير .
قال : أف أف ما هذا ؟
قال جليسه : هذا كلب شغر في وجهك (6) .
ومرة أخرى يصفه بقلة العلم والجهل في المسائل الشرعية :
عن شعيب العقرقوفي عن أبي بصير قال :
سألت أبا عبد الله عليه السلام عن امرأة تزوجت ولها زوج فظهر عليها ؟
قال : ترجم المرأة ، ويضرب الرجل مائة سوط لأنه لم يسأل .
__________
(1) انظر « معجم رجال الحديث » للخوئي ج 21 ص 44 .
(2) معجم رجال الحديث للخوئي ج 21 ص 45 ، وتجد الروايات مفصلة في « معجم رجال الحديث »ج 21 ص 0 30 - 343 .
(3) انظر « رجال الكشي » ص 159 .
(4) يقصد أبا جعفر ، إمامهم المعصوم .
(5) انظر « رجال الكشي » ص 152 ، « تنقيح المقال » للمامقاني ج 2 ص 45 . « معجم رجال الحديث للخوئي » ج 14 ص 146 .
(6) انظر : « رجال الكشي » ص 155 ، « تنقيح المقال » للمامقاني ج 2 ص 45 ترجمة 9998 « معجم رجال الحديث » للخوئي ج 14 ص 148 .(3/48)
قال شعيب : فدخلت على أبي الحسن عليه السلام فقلت له : إمرأة تزوجت ولها زوج ؟
قال : ترجم المرأة ولا شيء على الرجل .
فلقيت أبا بصير ، فقلت له : إني سألت أبا الحسن عليه السلام عن المرأة التي تزوجت ولها زوج . قال : ترجم المرأة ولا شيء على الرجل .
قال : فمسح صدره ، وقال : ما أظن صاحبنا تناهى حكمه بعد (1) .
وفي رواية أخرى عن حماد بن عثمان قال :
خرجت أنا وابن أبي يعفور وآخر إلى الحيرة أو إلى بعض المواضع ، فتذاكرنا الدنيا .
فقال أبو بصير المرادي : أما إن صاحبكم (2) لو ظفر بها لاستأثر بها .
فقال : فأغفى ، فجاء كلب يريد أن يشغر (3) عليه ، فذهبت لأطرده .
فقال لي ابن أبي يعفور : دعه . فجاءه حتى شغر في أذنه (4) .
وكان يدخل على الأئمة المعصومين ! وهو جُنُب :
عن بكير قال : لقيت أبا بصير المرادي .
قلت : أين تريد ؟
قال : أريد مولاك .
قلت : أنا أتبعك .
فمضى معي ، فدخلنا عليه وأحدَّ النظر إليه .
فقال : هكذا تدخل بيوت الأنبياء !!! وأنت جُنب ؟
قال : أعوذ باللّه من غضب اللّه وغضبك .
فقال : أستغفر الله ولا أعود (5) .
وأيضَاً عن شعيب بن يعقوب العقرقوفي قال :
سألت أبا الحسن عليه السلام عن رجل تزوج امرأة ولها زوج ولم يعلم ؟
قال : ترجم المرأة وليس على الرجل شيء إذا لم يعلم .
فذكرت ذلك لأبي بصير المرادي .
قال : لي واللّه جعفر : ترجم المرأة ويجلد الرجل الحد .
__________
(1) انظر : « رجال الكشي » ص 154 ، « تنقيح المقال » 2/45 « معجم رجال الحديث للخوئي » ج 14 ص 148 .
(2) يقصد الإِمام المعصوم !
(3) وهو أن يرفع رجله ليبول .
(4) انظر : « رجال الكشي » ص 54 1 ، « تنقيح المقال » ج ، ص 45 ترجمة 9998 . « معجم رجال الحديث » للخوئي ج 14 ص 148 .
(5) انظر : « رجال الكشي » ص 152 ، « تنقيح المقال » 45/2 ، « معجم رجال الحديث » ج 14 ص 147 .(3/49)
قال : فضرب بيده على صدره يحكها أظن صاحبنا ما تكامل علمه (1) .
والمرادي كان يتخذ من تعليم القرآن للنساء وسيلة لإشباع شهوته ، وهذا واضح فيما رواه الحسن بن المختار عن أبي بصير قال : كنت أقرئ امرأة كنت أعلمها القرآن . قال : فمازحتُها بشيء .
قال : فقدمت على أبي جعفر عليه السلام .
قال : فقال لي يا أبا بصير أي شيء قلت للمرأة ؟
قال . : قلت : بيدي هكذا ، وغطا وجهه .
قال : فقال لي : لا تعودن إليها (2) .
وقد بلغت مرويات المرادي باسمه الصريح دون كنيته في الكتب الأربعة قرابة سبع وخمسين مفصلة على النحو التالي :
« روي عن أبي عبد الله عليه السلام ، من لا يحضره الفقيه : ج 1
، ح741 و 1055 ، وج2 ، ح 987 و1413 .
وروى عنه أبو أيوب : التهذيب : ج 10 ، ح 730 ، الاستبصار : ج4 ، ح1012 .
وروى عنه أبوجميلة ، الكافي : ج 2 ، ك 1 ، ب 124 ، ح5 ، وج 6 ، ك 8 ، ب 11 ، ح 2 . والتهذيب : ج 1 ، ح 473 الاستبصار : ج 1 ، ح461 .
وروى عنه أبو المغراء ، التهذيب : ج 5 ، ح 79 الاستبصار ج 2 ، ح 497 .
وروى عنه ابن بكير ، الكافي : ج 7 ، ك 4 ، ب 26 ، ح 11 . التهذيب ج 10 ، ح 730 ، الاستبصار : ج 4 ، ح 1012 .
وروى عنه ابن مسكان ، الكافي : ج 4 ، ك 2 ، ب 29 ، ح 4 . والتهذيب ج 10 ، ح 608 ، 1029 وج 4 ، ح 592 ، وج 5 ، ح 1755 ، . وج7 ح 209 وج10 ، ح734 الاستبصار : ج1 ، ح596 وج2 ، ح1053 ، وج3 ، ح267 ، وج4 ، 1016 .
وروى عنه أبان . الكافي : ج 3 ، ك 3 ، ب 10 ح 4 .
__________
(1) انظر : « رجال الكشي » ص 154 ، « تنقيح المقال » للمامقاني ج 2/ ترجمة 9998 . « معجم رجال الحديث » للخوئي ج 14 ص 149 .
(2) انظر : « رجال الكشي » ص 154 ، « تنقيح المقال »ج 2 ص 45 ترجمة 9998 ، « معجم رجال الحديث » للخوئي ج 14 ص 147 .(3/50)
وروي عنه عبد اللّه بن مسكان . الكافي : ج 2 ، ك 1 ، ب 31 ، ح 2 ، وج 4 ، ك 2 ، ب 49 ، ح 3 . من لا يحضره الفقيه : ج 1 ، ح 1382 و1383 ، والتهذيب : ج 1 ، ح 750 وج 2 ، ح 446 و 1504 .
الاستبصار : ج1 ، ح 1014 .
وروى عنه المفضل بن صالح ، الكافي : ج 3 ، ك 4 ، ب 88 ، ح4 وج4 ، ك 3 ، ب 83 ، ح16 وب 95 ، ح10 ، وب 195 ، ح1 ، وب 221 ، ح 5 ، وج6 ، ك 2 ، ب 76 ، ح2 ، وك 4 ، ب 2 ، ح 10 . التهذيب ج 1 ، ح 516 ، و 1030 ، و 1053 ، ج5 ، ح887 ، و 1175 ، وج6 ، ح 40 ، وج7 ، ح1423 ، وج9 ، ح131 ، وج 10 ، ح 666 و 876 . الاستبصار : ج1 ، ح 533 ، ج2 ح673 و 1053 ، ج 3 ، ح785 ، ج4 ، ح267 .
الرواية الثالثة
عن ابن مسكان قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : لولا ما سبقني إليه ابن الخطاب ما زنى إلا شقي (1) يقصد بذلك نكاح المتعة .
ولو أن أمير المؤمنين رضي اللّه عنه كان يرى إباحتها لأذن فيها زمن خلافته ، فعدم إذنه دليل على رؤيته تحريمها (2) وابن مسكان واسمه عبد اللّه غير ثقة عند علماء الشيعة أنفسهم ، فهذا النجاشي يقول عنه : قيل : إنه روى عن أبي عبد اللّه عليه السلام وليس بثبت (3) .
وترجم الشيعة أن ابن مسكان « كان لا يدخل على أبي عبد اللّه عليه السلام شفقة ألاّ يوفيه حق إجلاله ، فكان يسمع من أصحابه ، ويأبى أن يدخل عليه إجلالاً وإعظاماً له عليه السلام » (4) .
__________
(1) التهذيب 2/ 186 ، الاستبصار 3/ 141 .
(2) انظر نكاح المتعة للشيخ محمد الحامد ص 47 .
(3) رجال النجاشي ص 148 .
(4) انظر رجال الكشي ص 328 ، جامع الرواة للأردبيلي 1/507 معجم رجال الحديث للخوئي ج 10 ص 326 .(3/51)
ورغم هذا الادعاء الفارغ إلا أن مجموع روايات ابن مسكان عن جعفر الصادق رضي الله . عنه في الكتب الأربعة عند الشيعة تبلغ خمساً وثلاثين رواية . فكيف يكون لا يدخل عليه إشفاقاً ألا يوفيه حقه ؟ وهو يروي عنه مباشرة كل هذه الروايات ؟ وبعد هذا ألا يوجد دليلٌ أوضح من هذا على كذب ابن مسكان فيما ينسبه إلى الصادق رضي الله عنه ؟
وابن مسكان من الواقفة ، فقد روي ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن عمر بن يزيد وعلي بن أسباط جميعاً ، قالا : قال لنا عثمان بن عيسى الرؤاسي : حدثني زياد القندي وابن مسكان قالا : كنا عند أبي إبراهيم عليه السلام إذ قال : يدخل عليكم الساعة خير أهل الأرض . فدخل أبو الحسن الرضا عليه السلام ، وهو صبي . فقلنا : خير أهل الأرض ؟ ثم دنا فضمه إِليه فقبله وقال : يا بُني تدري ما قال هاذان قال : نعم سيدي هذان يشكان فيّ (1) .
والواقفة إنما سموا بهذا الاسم : « لوقوفهم على موسى بن جعفر أنه الإمام القائم ولم يأتموا بعده بإمام ولم يتجاوزوه إلى غيره . وقد قال بعضهم ممن ذكر أنه حي أن الرضا عليه السلام ومن قام بعده ليسوا بأئمة ولكنهم خلفاؤه واحداً بعد واحد إلى أوان خروجه وأن على الناس القبول منهم والانتهاء إلى أمرهم » (2) .
وسبب نشأة هذه الفرقة أن بعض الشيعة طمعوا في السحت الذي يجمع باسم « الخمس » وحجبوه عن الإمام المعصوم !! فجمعوا مالاً كثيراً تحت ذلك الستار ، ولما توفي موسى بن جعفر أنكر أولئك موته وقالوا : إنه حي لم يمت وإنه القائم المنتظر . ويذكر الطوسي في كتابه « الغيبة » ص 42 إن أول من أظهر هذا الاعتقاد علي بن أبي حمزة البطائني وزياد بن مروان القندي وعثمان بن عيسى الرؤاسي طمعوا في الدنيا ومالوا إلى حطامها .
ويبين لنا الطوسي طريقة الاحتيال والنصب التي اتبعوها فيقول :
__________
(1) الغيبة للطوسي ص 45 .
(2) فرق الشيعة للنوبختي ص 81 .(3/52)
عن يونس بن عبد الرحمن قال : مات أبو إبراهيم عليه السلام وليس من قوامه أحد إلا وعنده - المالُ الكثير ، وكان سبب وقفهم وجحدهم موته طمعاً في الأموال ، كان عند زياد بن مروان القندي سبعون ألف دينار ، وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار ، فلما رأيت ذلك وتبينت الحق وعرفت من أمر أبي الحسن الرضا عليه السلام ما علمت ، تكلمت ودعوت الناس إليه ، فبعثا إليّ وقالا : ما يدعوك إلى هذا ؟ إن كنت تريد المال فنحن نغنيك . وضمنا إليّ عشرة آلاف دينار وقالا : كف . فأبيت ، وقلت لهما : إنا روينا عن الصادقين عليهم السلام أنهم قالوا : « إِذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه فإن لم يفعل سلب نور الإِيمان » وما كنت لأدع الجهاد وأمر اللّه على كل حال ، فناصباني وأضمرا لي العداوة (1) .
ويذكر أيضاً عن يعقوب بن يزيد الأنباري عن بعض أصحابه !! قال : مضى أبو إبراهيم عليه السلام وعند زياد القندي سبعون ألف دينار ، وعند عثمان بن عيسى الرؤاسي ثلاثون ألف دينار وخمس جوار ، ومسكنه بمصر ، فبعث إليهم أبو الحسن الرضا عليه السلام أن احملوا ما قبلكم من المال ، وما كان اجتمع لأبي عندكم من أثاث وجوار ، فإني وارثه وقائم مقامه ، وقد اقتسمنا ميراثه ، ولا عذر لكم في حبس ما قد اجتمع لي ولوارثه قبلكم . وكلام يشبه هذا ، فأما ابن أبي حمزة فإنه أنكره ولم يعترف بما عنده ، وكذلك زياد القندي ، وأما عثمان بن عيسى فإنه كتب إليه : إن أباك صلوات الله عليه لم يمت وهو حي قائم ، ومن ذكر أنه مات فهو مبطل ، واعمل على أنه مضى كما تقول - فلم يأمرني بدفع شيء إليك ، وأما الجواري فقد أعتقهن وتزوجت بهن (2) .
ومرويات ابن مسكان في الكتب الأربعة بلغت 279 رواية مفصلة على النحو التالي :
* روى عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، من لا يحضره الفقيه : ج 3 ، ح1714 ، وج4 ، ح406 .
__________
(1) « الغيبة » للطوسي ص 43 .
(2) « الغيبة » للطوسي ص 43 .(3/53)
وروى عنه ابن أبي عمير ، الكافي : ج 7 ، ك 3 ، ب 40 ، ح 3 ، والتهذيب ج 9 ، ح 1317 .
وروى عنه ابن محبوب ، التهذيب : ج 10 ، ح 149 ، الاستبصار ج4 ، ح800 .
وروى عنه درست بن أبي منصور ، الكافي : ج 6 ، ك 6 ، ب 53 ، ح 7 .
وروى عنه صفوان : التهذيب : ج 1 ، ح 87 .
وروى عنه صفوان بن يحيى ، الكافي : ج 4 ، ك 2 ، ب 66 ، ح 4 . والتهذيب ج 3 ، ح 360 ، و 573 ، وج 9 ، ح 1276 .
وروى عنه عبد الرحمن . التهذيب : ج 5 ، ح 609 .
وروى عنه عبد الله بن عبد الرحمن الأصم . الكافي : ج 2 ، ك 1 ، ب 112 ، ح9 .
وروى عنه عبد الله بن المغيرة . الكافي : ج 2 ، ك 1 ، ب 117 ، ح 3 .
وروى عنه عثمان بن عيسى . الكافي : ج 2 ، ك 1 ، ب 29 ، ح2 ، وب 28 ، ح 24 .
وروى عنه ابنه محمد ، الكافي : ج 1 ، ك . 4 ، ب 113 ، ح 1 .
وروى عنه محمد بن سنان ، من لا يحضره الفقيه : ج 4 ، ح858 ، والتهذيب : ج5 ، ح 505 ، وج 10 ، ح 1072 . الاستبصار : ج 4 ح1120 .
وروى عنه محمد بن عمارة . الكافي : ج 1 ، ك 3 ، ب 25 ، ح 1 .
وروى محمد بن يحيى مرفوعاً عنه ، الكافي ج 6 ، ك 8 ، ب 43 ، ح 20 .
وروى عنه يونس ، الكافي : ج 2 ، ك 1 ، ب 11 ، ح 1 . وج 7 ، ك 4 ، ب 7 ، ح2 وب 20 ، ح ا . والتهذيب : ج10 ، ح855 . الاستبصار : ج4 ، ح1065 .
وروى عنه يونس بن عبد الرحمن ، من لا يحضره الفقيه : ج 4 ، ح510 ، والتهذيب ج 2 ، ح 1138 .
* وروى عن أبي بصير ، من لا يحضره الفقيه : ج 2 ، ح 1112 .
وروي عنه ابن أبي عمير : التهذيب : ج5 ، ح 96 و 268 . والاستبصار ج2 ،ح 514و 556 .
وروى عنه ابن سنان ، الكافي: ج 1 ، ك 4 ، ب 51 ،ح 2 و ج 5 ، ك 2 ،ب 9 ،ح 3 .
وروى عنه الحسن بن علي الوشاء ، الكافي : ج 3 ، ك 5 ، ب45 ، ح3 .
وروى عنه الحسين بن عثمان ؟ الكافي : ج 2 ، ك 1 ، ب 106 ، ح 25 ، والتهذيب : ج 3 ، ح 358 ( الاستبصار : ج 1 ، ح 1642 ) .(3/54)
وروى عنه درست ، التهذيب : ج 5 ، ح 1186 و 1220 و 1245 ( الاستبصار : ج2 ، ح700 ) .
وروى عنه صفوان ، الكافي : ج 4 ، ك 3 ، ب 82 ، ح 5 ، والتهذيب : ج 7 ، ح 695 ، و 1180 ( الاستبصار : ج 3 ، ح 583 ) وج 8 ، ح435 ( الاستبصار : ج3 ، ح 1172 ) .
وروى عنه صفوان بن يحيى . الكافي : ج 1 ، ك 4 ، ب 102 ، ح 5 ، والتهذيب : ج 5 ، ح 96 ( الاستبصار : ج 2 ، ح 514 ) و 1279 .
وروى عنه عبد الله بن بحر . الكافي : ج 7 ، ك 6 ، ب 8 ، ح 3 ، والتهذ يب : ج 6 ، ح 517 .
وروى عنه عبد الله بن يحى . الكافي : ج 2 ، ك 1 ، ب 169 ، ح7 ، وج 3 ، ك 5 ، ب 1 ، ح 16 ، والتهذيب : ج 4 ، ح 297 .
وروى عنه عثمان بن عيسى . الكافي : ج 5 ، ك 1 ، ب 32 ، ح 3 ، والتهذيب : ج 1 ، ح 60 ( الاستبصار : ج 1 ، ح 286 و565 ( الاستبصار : ج 1 ، ح 555 وفيه ابن مسكان ) .
وروى عنه علي بن النعمان . الكافي : ج 2 ، ك 1 ، ب 47 ، ح 6 ، وج 4 ، ك 3 ، ب 168 ح 6 ، وب 217 ، ح 6 ، والتهذيب : ج 4 ، ح 603 ( الاستبصار : ج2 ، ح 249 ) وج6 ، ح14 .
وروى عنه محمد بن أبي حمزة . التهذيب : ج5 ، ح 1220 و 1245 ( الاستبصار : ج2 ، ح700 ) .
وروى عنه محمد بن سنان . الكافي : ج 2 ، ك 1 ، ب 27 ، ح 3 ، وج 4 ، ك 3 ، ب 170 ، ح 6 ، والتهذ يب : ج 2 ، ح 908 ( الاستبصار : ج 1 ، ح1523 ) وج3 ،ح819 وج 5 ، ح601 ، 606 ، 931 ، 1279 .
وروى عنه يحيى بن عمران الحلبي . التهذيب : ج 1 ، ح 468 ( الاستبصار : ج 1 ، ح 456 ) .
وروى عنه يحيى الحلبي . الروضة : ح 120 .
وروى عنه يونس . الكافي : ج 2 ، ك 3 ، ب 8 ، ح 8 ، والتهذيب : ج 15 ، ح 355 ( الاستبصار : ج 4 ، ح 892 ) .
وروى عنه يونس بن عبدالرحمن . الفقيه : ج 4 ، ح 411 .
وروى عنه الوشاء . التهذيب : ج 4 ، ح 304 .
* وروى عن أبي بكر الحضرمي ، وروى عنه يونس . الكافي : ج 3 ، ك5 ، ب 4 ، ح 2 ، والتهذيب : ج 4 ، ح 6 ، ( الاستبصار : ج 2 ، ح 6 ) .(3/55)
* وروى عن أبي سعيد ، وروى عنه صفوان بن يحيى . التهذيب : ج5 ، ح 186 .
* وروى عن أبي العباس ، وروى عنه يونس . الكافي : ج 2 ، ك 1 ، ب 1690 ، ح2 .
* وروى عن أبي عبد الله الأبزاري ، وروى عنه محمد بن سنان . التهذيب : ج 5 ، ح 454 .
* وروى عن أبي هلال الرازي ، الفقيه : ج 3 ، ح 167 .
وروى عنه ابن فضال . التهذيب : ج 6 ، ح 505 ( الاستبصار : ج 3 ، ح 988 وفيه الحسن بن علي بن فضال ) .
* وروى عن أبان الأزرق ، وروى عنه علي بن النعمان ومحمد بن سنان . التهذيب : ج5 ، ح 793 ( الاستبصار : ج 2 ، ح 1005 ) .
* وروى عن إبراهيم بن شعيب ، وروى عنه سيف بن عميرة . الكافي : ج2 ، ك 1 ، ب 69 ، ح13 .
* وروى عن إبراهيم بن ميمون ، وروى عنه ابن أبي عمير . التهذيب : ج5 ، ح 54 ، 9 .
وروى عنه صفوان ، التهذيب : ج5 ، ح 412 .
* وروى عن إسحاق بن عمار ، وروى عنه صفوان بن يحيى . التهذيب : ج5 ، ح 61 .
وروى عنه عبد اللّه بن بحر ، التهذيب : ج 4 ، ح 157 ( الاستبصار : ج2 ، ح69 ) .
وروى عنه علي بن النعمان ، التهذيب : ج 6 ، ح 266 .
وروى عنه محمد بن سنان ، التهذيب : ج 5 ، ح 525 ( الاستبصار : ج2 ، ح842 ) .
* وروى عن إسماعيل بن جابر ، وروى عنه صفوان بن يحيى ، التهذيب : ج 5 ، ح 61 .
* وروى عن إسماعيل بن عبد الخالق ، وروى عنه الحسين بن عثمان . التهذيب : ج 2 ، ح 59 ، ( الاستبصار ) : ج ا ، ح 885 ، و 1577 .
* وروى عن أيوب أخي اديم ، وروى عنه محمد بن سنان ، الكافي : !4 ، ك 3 ، ب 23 1 ، خ 2 .
- بخغ وروى عن أيوب بن الحرّ ، وروى عنه صفوان ، التهذيب : ج 1 ، ح996 ( الاستبصار : ج 1 ، ح762 ) وج 5 ، 1421 .
* وروى عن بدر بن الوليد الخثعمي ، وروى عنه يحيى بن عمران الحلبي ، الروضة : ح 119 .
* وروى عن بكر بن عبد اللّه الأزدي وروى عنه عبد اللّه بن عثمان ، الكافي : ج 4 ، ك 3 ، ب 156 ، ح 3 .(3/56)
* وروى عن حبيب ، وروى عنه يحيى الحلبي ، الروضة : ح 121 .
* وروى عن حريز بن عبد اللّه ، وروى عنه علي بن النعمان ، التهذيب : ج 3 ، ح 51 ، ( الاستبصار : ج 1 ، ح 1595 ) .
* وروى عن الحسن بن زياد ، وروى عنه صفوان ، التهذيب : ج 8 ، ح438 ، ( الاستبصار : ج3 ، ح 1178 .
وروى عنه صفوان بن يحيى ، التهذيب : ج 7 ، ح 1410 ، الاستبصار : ج 3 ، ح 866 ) و 1679 ، ( الاستبصار : ج 3 ، ح 866 ) وج 8 ، ح763 ، ( الاستبصار : ج3 ، ح 736 ) .
* وروى عن الحسن بن السريّ ، وروى عنه صفوان بن يحيى ، الكافي : ج 4 ، ك 3 ، ب 212 ، ح 6 ، والتهذيب : ج 2 ، ح 262 ( الاستبصار : ج1 ، ح 1173 ) .
* وروى عن الحسن الزيات ، وروى عنه عثمان بن عيسى ، الكافي : ج 6 ، ك 6 ، ب 130 ، ح 7 وك 8 ، ب 28 ، ح 5 ، وب 35 ، ح 4 .
* وروى عن الحسن الزيات البصري ، وروى عنه عثمان بن عيسى الكافي : ج 6 ، ك 8 ، ب 5، ح 13 .
* وروى عن الحسن الصيقل ، وروى عنه صفوان بن يحيى ، التهذيب : ج 8 ، ح 103 ( الاستبصار : ج 3 ، ح 978 ) .
* وروى عن حمران بن أعين ، وروى عنه صفوان بن يحيى ، التهذيب : ج 5 ، ح 292 ( الاستبصار : ج 2 ، ح 574 ) .
* وروى عن داود بن فرقد ، وروى عنه علي بن النعمان ، الكافي : ج1 ، ك 2 ، ب 16 ، ح9 ، وج 5 ، ك 1 ، ب 28 ، ح4 و 5 ، والتهذ يب : ج 6 ، ح 353 و 354 .
* وروى عن زرارة ، وروى أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن بعض أصحابنا عنه ، الكافي : ج 5 ، ك 2 ، ب 149 ، ح 8 .
وروى عنه علي بن النعمان ، التهذيب : ج 4 ، ح 603 ، ( الاستبصار : ج2 ، ح249 ) .
وروى عنه محمد بن سنان ، الكافي : ج 4 ، ك 3 ، ب 122 ، ح 1 .
وروى عنه يحيى بن عمران الحلبي ، الكافي : ج 3 ، ك 3 ، ب 61 ، ح1 ، والتهذيب : ج 1 ، ح 1486 .
* وروى عن زكريا بن مالك الجعفي ، وروى عنه صفوان بن يحيى ، التهذيب : ج 4 ، ح 360 .(3/57)
* وروى عن زيد بن الوليد الخثعمي ، وروى عنه يحيى الحلبي ، الروضة : ح349 .
* وروى عن سُدَير ، وروى عنه علي بن النعمان ، الروضة : ح 216 .
* وروى عن سعيد بن يسار ، وروى عنه محمد بن سنان ، التهذيب : ج 5 ، ح 693 ( الاستبصار : ج 2 ، ح 938 ) .
* وروى عن سليمان بن خالد ، الفقيه : ج3 ، ح60 ، وروى عنه ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى ، التهذيب : ج 5 ، ح 96 ( الاستبصار ج 2 ، ح 514 ) .
وروى عنه عثمان بن عيسى ، الكافي : ج 3 ، ك 1 ، ب 32 ، ح 1 .
وروى عنه علي بن النعمان ، الكافي : ج 2 ، ك 1 ، ب 93 ، ح 1 ، والتهذيب : ج 3 ، ح 119 ( الاستبصار : ج 1 ، ح 1654 ) .
وروى عنه محمد بن أبي حمزة ، التهذيب : ج 2 ، ح 153 ( الاستبصار : ج1 ، ح 1092 ) .
وروى عنه يونس ، الكافي : ج 7 ، ك 4 ، ب 51 ، ح 3 ، وك 5 ، ب 17 ، ح 2 ، والتهذيب : ج 6 ، ح 602 .
* وروى عن ضريس ، وروى عنه يحيى . الروضة : ح 353 .
* وروى عن عبد الأعلى ، وروى عنه محمد بن سنان ، التهذيب : ج 5 ، ح648 .
* وروى عن عبد الرحمن بن أبي عبد اللّه ، وروى عنه صفوان بن يحيى ، التهذيب : ج 7 ، ح 1384 ( الاستبصار : ج 3 ، ح 743 ) .
* وروى عن عبد الرحيم القصير ، وروى عنه علي بن النعمان ، الروضة : ح455 .
* وروى عن عبد اللّه بن أبي يعفور ، وروى عنه عثمان بن عيسى ، التهذيب : ج 2 ، ح 270 وج 3 ، ح 138 ( الاستبصار : ج 1 ، ح 1669 ) .
* وروى عن عبيد اللّه بن الوليد الوصافي ، وروى عنه محمد بن سنان ، الكافي : ج 2 ، ك 1 ، ب 82 ، ح3 .
* وروى عن عبيد اللّه الحلبي ، وروى عنه ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى ، التهذيب : ج 5 ، ح 96 ( الاستبصار : ج 2 ، ح 514 ) .
* وروى عن العلاء بياع السابري ، وروى عنه علي بن النعمان ، الكافي : ج 7 ، ك 7 ، ب 18 ، ح 11 ، والتهذيب : ج 8 ، ح 1088 ( الاستبصار : ج4 ، ح431 ) .(3/58)
* وروى عن علي بن عبد العزيز وروى عنه ابن أبي عمير . التهذيب : ج 5 ، ح 276 .
* وروى عنه صفوان . الكافي : ج 4 ، ك 3 ، ب 79 ، ح 6 ، والتهذيب : ج 5 ، ح 276 .
* وروى عن عمار بن حيان ، وروى عضه سيف بن عميرة . الكافي : ج2 ، ك 1 ، ب 69 ، ح12 .
* وروى عن عمار الساباطي ، وروى عنه علي بن الحسن بن رباط ، التهذيب : ج 7 ، ح 1121 ( الاستبصار : ج 3 ، ح 545 ) .
* وروى عن عنبسة بن مصعب ، وروى عنه صفوان بن يحيى . التهذيب : ج 5 ، ح 631 ( الاستبصار : ج 2 ، ح 900 ) .
وروى عنه علي بن النعمان . التهذيب : ج 10 ، ح 81 .
* وروى عن الفضل بن عبد الملك البقباق ، الفقيه : ج 3 ، ح 1688 .
* وروى عن ليث المرادي الفقيه : ج 1 ، ح 1382 ، 1383 ، والتهذيب : ج 2 ، ح 446 ( الاستبصار : ج 1 ، ح 1014 ) .
وروى عنه حماد بن عيسى . الكافي : ج 2 ، ك 1 ، ب 31 ، ح 2 .
وروى عنه صفوان بن يحيى . الكافي : ج 4 ، ك 2 ، ب 49 ، ح 3 .
وروى عنه عبد الله بن المغيرة . التهذيب : ج 1 ، ح 750 .
وروى عنه علي بن النعمان . التهذيب : ج 1 ، ح 228 .
وروى عنه محمد بن سنان . التهذيب : ج 1 ، ح 228 ، وج 2 ، ح 1504
* وروى عن محمد بن بشير ، وروى عنه صفوان بن يحيى . التهذيب : ج 8 ، ح 1178 ( الاستبصار : ج 4 ، ح 162 وفيه صفوان فقط ) .
* وروى عن محمد بن عبد الخالق ، وروى عنه صفوان بن يحيى . الكافي : ج 1 ، ك 4 ، ب 102 ، ح 5 .
* وروى عن محمد بن علي الحلبي ، وروى عنه الحسين بن سعيد التهذيب : ج 2 ، ح 249 ( الاستبصار : ج 1 ، ح 1161 ) .
وروى عنه عبد الله بن المغيرة ، التهذيب : ج 1 ، ح 417 .
وروى عنه محمد بن سنان . التهذيب : ج 2 ، ح 622
( الاستبصار : ج1 ، ح 1376 ) .
* وروى عن محمد بن مسلم ، وروى عنه ابن أبي عمير ، الكافي : ج 3 ، ح 5 ، ب 2 ، ح 1 .
* وروى عنه صفوان . الكافي : ج 6 ، ك 2 ، ب 64 ، ح 9 .(3/59)
وروى عنه عثمان بن عيسى . الكافي : ج2 ، ك 1 ، ب 66 ، ح 5 .
وروى عنه يونس . الكافي : ج 2 ، ك 1 ، ب 112 ، ح 3 .
* وروى عن محمد الحلبي ، وروى عنه الحسين بن عثمان . التهذيب : ج 1 ، ح 1275 .
وروى عنه صفوان . الكافي : ج 3 ، ك 5 ، ب 14 ، ح 2 .
وروى عنه صفوان بن يحيى . الكافي : ج 6 ، ك 2 ، ب 4 ، ح 3 ، وج 6 ، ك 6 ، ب 31 ، ح 1 ، والتهذيب : ج 4 ، ح 91 وج 8 ، ح 144 ، وج9 ، ح414 .
وروى عنه محمد بن سنان . التهذيب : ج 1 ، ح 1275 وج 2 ، ح 186 . ( الاستبصار : ج 1 ، ح 1113 ) وج 5 ، ح 542 ( الاستبصار : ج 2 ، ح 851 ) .
وروى مروك بن عبيد عن بعض أصحابنا عنه . الكافي : ج 6 ، ك 5 ، ب 12 . ح 1 .
* وروى عن منصور بن حازم ، وروى الطاطُري عنهما عنه .
التهذيب : ج 5 ، ح 1324 .
* وروى عن يحيى الحلبي ، وروى عنه صفوان بن يحيى . الكافي : ج 5 ، ك 3 ، ب 27 ، ح 2 .
* وروى عن يعقوب الأحمر ، وروى عنه يحيى الحلبي ، الكافي : ج 2 ، ك 3 ، ب 3 ، ح6 .
* وروى عن الحلبي ، الفقيه : ج 3 ، ح 562 .
وروى عنه الحسين بن عثمان ، التهذيب : ج 2 ، ح 1367 .
الرواية الرابعة :
عن أبي مريم عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال :
المتعة نزل بها القرآن وجرت بها السنة من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، رواه الطوسي في الاستبصار 13/42 و التهذيب 2/186 .
فهذه رواية لا يحتج بها لأن الراوي مجهول الحال عند الشيعة ، ومع جهالته إلا أن له قرابة أربع وتسعين رواية في الكتب الأربعة عند الشيعة :
روى عن أبي جعفر ( ع ) وروى عنه أبو ولاد : التهذيب ج 10 ، ح 708 .
وروى عنه أبان ، الكافي : ج 5 ، ك 3 ، ب 97 ، ح 1 ، وب 151 ، ح 1 وج6 ، ك 2 ، ب 57 ، ح8 ، وج7 ، ك 1 ، ب 23 ، ح 20 ، ك 2 ، ب 26 ، ح 4 ، من لا يحضره الفقيه : ج 3 ، ح 1386 ، التهذيب ج 7 ، ح 1584 ، وج 8 ، ح 8 ( الاستبصار : ج3 ح916 ) وج 9 ، ح 1163 ، وج 10 ، ح710 و 723 .(3/60)
وروى عنه أبان بن عثمان ، التهذيب : ج 1 ، ح 55 ( الاستبصار ج 1 ، ح 278 ) وج6 ، ح 825 .
وروى عنه إبراهيم بن سنان : الكافي : ج 4 ، ك 3 ، ب 123 ، ح 14 .
وروى عنه ثعلبة بن ميمون ، الكافي ج 4 ، ك 1 ، ب 101 ، ح 3 .
وروى عنه جميل بن صالح ، الروضة ح44 .
وروى عنه الحسن بن السري ، الروضة ح 190 .
وروى عنه عبد الله بن سنان ، الكافي : ج 5 ، ك 1 ، ، ب 24 ، ح 2 والتهذيب ج 6 ، ح 317 .
وروى عنه عثمان بن عيسى ، الكافي : ج 3 ، ك 4 ، ب 70 ، ح 3 ، والتهذيب ج 3 ، ح 72 .
وروى عنه محمد بن سنان ، الروضة : ح 289 .
وروى عنه يونس بن يعقوب ، الكافي : ج 7 ، ك 3 ، ب 32 ، ح 4 ، وب 48 ، ح 19 ، وك 4 ، ب 24 ، ح21 ، وب 43 ، ح11 ، وب 44 ، ح 3 ، وب 47 ، ح 6 ، وب 53 ، ح 4 . ومن لا يحضوه الفقيه : ج 4 ، ح 50 ، والتهذيب : ج 10 ، ح 138 و 320 و 669 و 693 ( الاستبصار : ج 4 ، ح 989 ) و765 و 851 و 894 ، ( الاستبصار : ج40 ، ح 1081 ) .
وروى عن أبي عبد اللّه عليه السلام وروى عنه أبان ، الكافي : ج 3 ، ك 3 ، ب 75 ، ح3 ، وك 5 ، ب 5 ، ح6 ، وب 45 ، ح4 ، وج4 ، ك 3 ، ب 199 ، ح 1 ، والفقيه ج2 ، ح1428 ، و ج3 ، ح 249 و 1394 والتهذيب ج 1 ، ح 971 ( الاستبصار ج 1 ، ح 757 ) وج 4 ، ح 8 ( الاستبصار : ج2 ، ح 8 ) و ج 5 ، ح942 ، و ج7 ، ح 1098 ( الاستبصار : ج 3 ، ح 527 ) وج 8 ، ح 961 ( الاستبصار ج 4 ، ح 97 ) .
وروى عنه أبان بن عثمان ، الكافي : ج 3 ، ك 1 ، ب 37 ، ح 5 ، وج 5 ، ك 3 ، ب 56 ، ح 2 ، وب 94 ، ح 5 ، والتهذيب : ج 1 ، ح 775 ( الاستبصار : ج 1 ، ح 623 ) وج 4 ، ح 736 ( الاستبصار : ج 2 ، ح 357 ) وج7 ، ح1082 ( الاستبصار ج3 ، ح 509 ) و ج10 ، ح 1131 .
وروى أحمد بن عمر عن أبيه ، الكافي : ج 7 ، ك 1 ، ب 35 ، ح 4 .
وروى عنه الحسن بن محبوب ، التهذيب : ج 8 ، ، ح 414 ( الاستبصار : ج3 ،ح1152 ) .(3/61)
وروى عنه ظريف بن ناصح ، التهذيب : ج 4 ، 735 ( الاستبصار : ج2 ، ح356 ) .
وروى عنه عبد الله بن المغيرة ، التهذيب : ج ض ، ح 687
( الاستبصار : ج 1 ، ح 153 ) و1315 ( الاستبصار : ج 1 ، ح 103 ) .
وروى عنه يونس! ، التهذيب : ج 9 ، 355 .
وروى عنه يونس بن يعقوب ، الكافي : ج 4 ، ك 3 ، ب 100 ، ح 3 ، وج5 ، ك 2 ب 118 ، ح 5 ، والفقيه : ج3 ، ح 1004 ، وج 4 ، ح40 ، والتهذيب : ج 1 ، ح 966 ، وج 8 ح 10 ، ( الاستبصار : ج 3 ، ح 913 ) ج9 ، ح 38 ( الاستبصار : ج4 ، ح227 ) .
وروى عن أبيه ، وروى عنه يونس بن يعقوب ، الفقيه : ج 4 ، ح 506 ، والتهذيب : ج 9 ، ح 935 .
وروى عن الأصبغ بن نُباتة ، وروى عنه إبراهيم بن مُهَزّم ، الكافي : ج6 ، ك 6 ، ب 68 ،ح 1 .
وروى عنه أبان ، التهذيب : ج 9 ، ح 639 ( الاستبصار : ج 4 ، ح 420 ) .
افتراء الشيعة
على بعض الصحابة والرد عليها
إفتراء الشيعة على ابن عباس رضي اللّه عنهما
بإباحة المتعة طيلة حياته
يقول الخوئي في كتابه « البيان في تفسير القرآن » ص 315 : إن ابن عباس بقي مصرّاً على إباحة المتعة طيلة حياته .
والقول بإطلاقه غير صحيح . نعم لقد صح عن ابن عباس أنه كان يفتي بإباحة المتعة ولكنه رجع عنه وسوف نورد الدليل والبرهان على ذلك .(3/62)
وقد كان رضي اللّه عنه يقرأ { فما اسْتَمْتَعْتُمْ بهِ منهُنّ إلى أجَلٍ مُسَمًّى } (1) ولكن العلماء أجابوا عن هذا عدة إجابات ، فمنهم شيخ المفسرين ابن جرير الطبري حيث يقول : إنها « قراءة بخلاف ما جاءت به مصاحف المسلمين ، وغير جائز لأحد أن يلحق في كتاب الله تعالى شيئاً لم يأت الخبر القاطع العذر عمن لا يجوز خلافه » (2) وكذلك الشوكاني : « إن القرآن من شرط ثبوته التواتر ، ولم تتواتر هذه القراءة ، إذ لم تتجاوز حد الآحاد ، فليست بقرآن ولا سنة ، لأجل روايتها قرآناً ، فيكون من قبيل التفسير للآية وليس ذلك بحجة » (3) .
ويقول شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه اللّه تعالى « ليست هذه القراءة متواترة ، وغايتها أن تكون كالأخبار الآحاد . ونحن لا ننكر أن المتعة أُحلّت في أول الإِسلام ، لكن الكلام في دلالة القرآن على ذلك ، إن كان هذا الحرف نزل فلا ريب أنه ليس ثابتاً من القراة المشهورة فيكون منسوخاً . ويكون لما كانت المتعة مباحة فلما حرمت نسخ هذا الحرف ، أو يكون الأمر بالإِيتاء في الوقت تنبيهاً على الإِيتاء في النكاح المطلق ، وغايته أنهما قراءاتان وكلاهما حق ، والأمر بالإِيتاء في الاستمتاع إلى أجل واجب إذا كان ذلك حلالاً ، وهذا كان في أول الإِسلام ، فليس في الآية ما يدل على أن الاستمتاع بها إلى أجل مسمى حلال ، فإنه لم يقل وأحل لكم أن تستمتعوا بهنَّ إلى أجل مسمى ، بل قال : { فما اسْتَمْتَعْتُمْ بهِ مِنْهُنَّ فآتوْهُنّ أُجُورَهُنَّ } فهذا يتناول ما وقع من الاستمتاع سواء كان حلالاً أو وطء شبهة . ولهذا يجب المهر في النكاح الفاسد بالسنة والاتفاق .. » إلخ (4) .
__________
(1) تفسير الطبري 8/177 ، الدر المنثور للسيوطي 2/ 140 ، المستدرك للحاكم 2/ 5 30 ، مصنف عبد الرزاق 7/498 .
(2) تفسير الطبري 8/ 175 .
(3) نيل الأوطار 3/ 2/ 175 .
(4) منهاج السنة 2/ 155 - 156 باختصار .(3/63)
وقال أبو الفتح المقدسي : اليس بقرآن وليس بمنزل من الله تعالى لأنه ليس بين الدفتين ، : لو كان من القرآن لوجدناه فيه ، ولجازت قراءته في المحاريب ، وبين أظهر الناس ، ولما لم يجز ذلك بحال علم أنه ليس من القرآن ، وكفانا بالمصحف وإجماع الصحابة » (1) .
وابن عباس رضي الله عنهما كان ممن يجيز نكاح المتعة ، وهذا هو المشهور عنه ، ولكنه رضي اللّه عنه رجع بعد ذلك عن إباحتها ، وإعطاء الرخصة من قبل ابن عباس رضي اللّه عنهما إنما كان في الاغتراب بسبب الجهاد في سبيل اللّه تعالى وقلة النساء ، بحيث يصعب التزوج لعدم توفر النساء في تلك الحال وشدة الحاجة إلى النكاح (2) .
وهذا ما يبدو فيما رواه أبو جمرة قال : سمعت ابن عباس ، وسئل عن متعة النساء : فرخّص فيها ، فقال له مولى له : إنما كان ذلك وفي النساء قلة والحال شديد ، فقال ابن عباس : نعم (3) . وفي رواية أخرى : إنما كان ذلك في الجهاد والنساء قليل ، فقال ابن عباس : صدق (4) . ومن أراد التوسع فليراجع « نكاح المتعة » للشيخ الأهدل 239 - 264 .
ونستغرب من الخوئي وغيره من علماء الشيعة بالاحتجاج بابن عباس رضي الله عنهما وهو عند الشيعة عامة غير ثقة ، ومطعون في دينه وأمانته وإنه من الذين { وَمَنْ كان في هذه أعْمى فهوَ في الآخِرَةِ أعمى وأضل سبيلاً } ومن الذين { وَلاَ ينفَعُكُمْ نُصْحي إنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ } بل إنهم يتهمونه بأنه سرق من بيت المال أثناء توليه البصرة من قبل الإمام علي رضي الله عنه مليونين من الدراهم .
__________
(1) تحريم نكاح المتعة للمقدسي ص 90 .
(2) نكاح المتعة للشيخ محمد عبد الرحمن الأهدل 251 - 252 .
(3) «سنن البيهقي » 7/205 .
(4) البيهقي 7/ 204 ، شرح معاني الآثار للطحاوي 2/ 1 / 26 .(3/64)
جمل ذلك أورده الخوئي في كتابه « معجم رجال الحديث » وغيره من علماء الشيعة ، ونذكر هذه الروايات للقراء الكرام ليعرفوا مدى الحقد والكراهية التي يكنّها رجال الشئيعة لسلف هذه الأمة وأهل بيت رسول الله صلى اللّه عليه وسلم .
1 - عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : أتى رجل أبي عليه السلام ، فقال : إن فلاناً (1) يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن ، في أي يوم نزلت ، وفيم نزلت قال : فسله في من نزلت : { وَمَنْ كانَ في هَذِهِ أعْمَى فَهُوَ في الآخرَةِ أَعْمَى وأَضَلُّ سبيلاً } وفيم نزلت { يا أَيُّها الذينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوْا وَرَابطوا } فأتاه الرجل ، وقال : وَددْتُ الذي أمرك بهذا واجهني به فأسأله ، ولكن سله ما العرش ومتى خلق وكيف هو ؟ فانصرف الرجل إلى أبي فقال له ما قال .
فقال : وهل أجابك في الآيات ؟
قال : لا .
__________
(1) يقصد ابن عباس رضي الله عنهما .(3/65)
قال : ولكني أجيبك فيها بنور وعلم غير المدعي والمنتحل ، أما الأوليان فنزلتا في أبيه ، وأما الأخيرة فنزلت في أبي وفينا ، وذكر الرباط الذي أمرنا به بعد وسيكون ذلك من نسلنا المرابط ومن نسله المرابط . فأما ما سألك عنه : فما العرش ؟ فإن اللّه عز وجل جعله أرباعاً لم يخلق قبله شيئاً إلا ثلاثة أشياء : الهواء والقلم والنور ، ثم خلقه من ألوان مختلفة من ذلك النور الأخضر الذي منه اخضرّت الخضرة ، ومن نور أصفر اصفرّت منه الصفرة ، ونور أحمر احمّرت منه الحمرة ، ونور أبيض وهو نور الأنوار ، ومنه ضْوء النهار ، ثم جعله سبعين ألف طبق ، غلظ كل طبق كأول العرش إلى أسفل سافلين ، وليس من ذلك طبق إلا يسبحِ بحمده ويقدسه بأصوات مختلفة ، وألسنة غير مشتبهة ولو سمع واحداً منها شيء مما تحته ، لانهدم الجبال والمدائن والحصون ، ولخسف البحار وأهلك ما دونه ، له ثمانية أركان ، ويحمل كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصي عددهم إلا الله ، يسبحون الليل والنهار لا يفترون . ولو أحس شيء مما فوقه ما قام لذلك طرفة عين ، بينه وبين الإِحساس الجبروت والكبرياء والعظمة والقدس والرحمة ، ثم العلم وليس وراء هذا مقال ، لقد طمع الخائن في غير مطمع .
أما إنّ في صلبه وديعة ذرئت لنار جهنم . سيخرجون أقواماً من دين الله أفواجاً كما دخلوا فيه . وستصبغ الأرض بدماء الفراخ ، من فراخ آل محمد . تنهض تلك الفراخ في غير وقت ، وتطلب غير ما تدرك ، ويرابط الذين آمنوا ويصبرون لما يرون حتى يحكم اللّه وهو خير الحاكمين (1) .
2 - عن الزهري !!!! قال : سمعت الحارث يقول : استعمل علي صلوات الله عليه على البصرة عبد الله بن عباس ، فحمل كل مال في بيت المال بالبصرة ولحق بمكة وترك علياً عليه السلام ، وكان مبلغه ألفي ألف درهم . فصعد علي عليه السلام المنبر حين بلغه ذلك فبكى فقال :
__________
(1) رجال الكشي ص 52 ، مجمع الرجال ج 4 ص10 ، معجم رجال الحديث للخوئي ج10 ص 234 - 235 .(3/66)
هذا ابن عم رسول الله صلى اللّه عليه وسلم في علمه وقدره يفعل مثل هذا ، فكيف يؤمن من كان دونه ؟ اللهم إني قد مللتهم فأرحني منهم ، واقبضني إليك غير عاجز ولا ملول (1) .
3 - عن معلّى بن هلال عن الشعبي قالي : لما احتمل عبد الله بن عباس بيت مال البصرة ، وذهب به إلى الحجاز ، كتب اليه علي بن أبي طالب عليه السلام :
من عبد الله علي بن أبي طالب إلى عبد الله بن عباس ، أما بعد . فإني كنت أشركتك في أمانتي ، ولم يكن أحد من أهل بيتي في نفسي أوثق منك لمواساتي ومؤازرتي ، وأداء الأمانة إليّ ، فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كَلِبَ ، والعدو عليه قد حَرِبَ ، وأمانة الناس قد عَزّت ، وهذه الأمور قد فَشَتْ ، قلبت لابن عمك ظهر المجنّ ، وفارقته مع المفارقين ، وخذلته أسوأ خذلان ، فكأنك لم ترد الله بجهادك ، وكأنك لم تكن على بينة من ربك ، وكأنك إنما كنت تكيد أمة محمد صلى اللّه عليه وسلم على دنياهم ، وتنوي غرتهم ، فلما أمكنتك الشدة في خيانة أمة محمد ، أسرعت الوثبة ، وعجلت العدوة ، فاختطفت ما قدرت عليه ، اختطاف الذئب الأزل دامية المعزى الكسيرة ، كأنك - لا أبا لك - إنما جررت على أهلك تراثك من أبيك وأمك ، سبحان الله ، أما تؤمن بالمعاد ؟ أو ما تخاف من سوء الحساب ؟ أو ما يكبر عليك أن تشتري الإماء ، وتنكح النساء بأموال الأرامل والمهاجرين ، الذين أفاء الله عليهم هذه البلاد ؟ اردد إلى القوم أموالهم ، فوالله لئن لم تفعل ، ثم أمكنني الله منك لأعذرنّ اللّه فيك . واللّه فوالله لو أن حَسناً وحُسيناً فعلا مثل الذي فعلت ، لما كانت لهما عندي في ذلك هوادة ، ولا لواحد منهما عندي فيه رخصة ، حتى آخذ الحق ، وأزيح الجور عن مظلومهما . والسلام . قال : فكتب إليه عبد الله بن عباس :
__________
(1) مجمع الرجال للقهبائي 4/16 معجم رجال الحديث للخوئي 10/236 .(3/67)
أما بعد ، فقد أتاني كتابك تعظم عليّ إصابة المال الذي أخذته من بيت مال البصرة . ولعمري إن لي في بيت مال الله أكثر مما أخذت والسلام .
قال : فكتب إليه علي بن أبي طالب عليه السلام :
أما بعد ... فالعجب كل العجب من تزيين نفسك أن لك في بيت مال اللّه أكثر مما أخذت ، وأكثر مما لرجل من المسلمين . فقد أفلحت إن كان تمنيك الباطل ، وادّعاؤك ما لا يكون ينجيك من الإثم ، ويحل لك ما حرّم الله عليك ، عمرك الله إنك لأنت العبد المهتدي إذن ! فقد بلغني أنك اتخذت مكة وطناً ، وضربت بها عطنَاً تشتري مولدات مكة والطائف ، تختارهن على عينك ، وتعطي فيهن مال غيرك ! وإني لأقسم بالله ربي وربك رب العزة ، ما يسرني إن ما أخذت من أموالهم لي حلال أدعه لعقبي ميراثاً ، فلا غرو أشد باغتباطك تأكله رويداً رويداً . فكأن قد بلغت المدى ، وعرضت على ربك المحل الذي تتمنى الرجعة والصنيع للتوبة ، ذلك وما ذلك ولات حين مناص . والسلام .
قال : فكتب إليه عبد اللّه بن عباس :
أما بعد .. فقد أكثرت عليّ ، فو اللّه لئن ألقى الله بجميع ما في الأرض من ذهبها وعقيانها أحبّ إليّ من ألقى اللّه بدم رجل مسلم (1) .
__________
(1) رجال الكشي ص 58 . مجمع الرجال للقهبائي 4/16 - 23 ، معجم رجال الحديث للخوئي ج 10 ص 237 - 238 .(3/68)
وقد حاول بعض الشيعة الأدعياء أن هذه الرواية ضعيفة السند ، ولا ندري بأي مقياس ضعّفوا هذه الرواية ، حيث أنهم لا يملكون ميزاناً يميزون الضعيف من الصحيح . وقد رد على هؤلاء محسن الأمين في كتابه « أعيان الشيعة » المجلد الثامن ص 57 وصحح الرواية فقال : إنكار أخذ ابن عباس المال من البصرة وإنكار كتاب أمير المؤمنين ( ع ) إليه المقدم ذكره صعب جداً ، بعد ملاحظة ما تقدم ، ولا يحتاج فيه إلى تصحيح روايات الكشي . وبعد ما ذكرناه من الشواهد على اشتهار الأمر في ذلك . كما إن إخلاص ابن عباس لأمير المؤمنين ( ع ) وتفوقه في معرفة فضله لا يمكن إنكاره . والذي يلوح لي أن ابن عباس لما ضايقه أمير المؤمنين ( ع ) في الحساب ، عما أخذ ومن أين أخذ ؟ وفيما وضع ؟ كما يقتضيه عدله ، ومحافظته على أموال المسلمين ، وعلم أنه محاسب على ذلك أدق حساب ، وغير مسامح في شيء ، سولت له نفسه أخذ المال من البصرة ، والذهاب إلى مكة . وهو ليس بمعصوم ، وحب الدنيا مما طبعت عليه النفوس . فلما كتب إليه أمير المؤمنين ( ع ) ووعظه وطلب منه التوبة ، تاب وعاد سريعاً ، وعدم نص المؤرخين على عوده ، لا يضر بل يكفي ذكرهم أنه كان بالبصرة عند وفاة أمير المؤمنين ( ع ) .... اهـ .
ولا نستغرب من متقدمي الشيعة ومتأخرّيهم في إلصاق كل نقيصة بأهل بيت النبوة ، وما ولاء الشيعة بولاء ، ولكنه البلاء !(3/69)
ولم تكتف الشيعة باتهام ابن عباس رضي الله عنهما بالسرقة ، بل يزعمون أن أمير المؤمنين رضي الله عنه كان يلعن عبد اللّه وعبيد الله ابني العباس صباحاً ومساءاً ، والسبب كما يبدو من الرواية التالية إنهما لم يعترفا بإمامته وعصمته فيذكرون : عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : سمعته يقول : قال أمير المؤمنين عليه السملام : اللهم العن ابني فلان (1) واعم أبصارهما ، كما أعميت قلوبهما الأجلين في رقبتي واجعل عمى أبصارهما دليلاً على عمى قلوبهما (2) .
وعن الحسن بن عباس بن حُرَيش عن أبي جعفر الثاني قال : قال أبوعبد اللّه عليه السلام :
بينا أبي جالس وعنده نفر إذ استضحك حتى اغرورقت عيناه دموعاً ثم قال : هل تدرون ما أضحكني ؟
قال : فقالوا : لا .
قال : زعم ابن عباس أنه من الذين قالوا ربنا اللّه ثم استقاموا ، فقلت له : هل رأيت الملائكة يا ابن عباس تخبرك بولائها لك في الدنيا والآخرة مع الأمن من الخوف والحزن ؟
قال : فقال : إن اللّه تبارك وتعالى يقول : { إنَّما المؤمنونَ إخْوَةٌ } وقد دخل في هذا جميع الأمة فاستضحكت ( إلى أن قال : ) ثم تركته يومه ذلك لسخافة عقله ثم لقيته فقلت : يا ابن عباس ما تكلمت بصدق بمثل أمس قال لك علي بن أبي طالب : إن ليلة القدر في كل سنة وأنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة وإن لذلك الأمر ولاة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقلت من هم ؟ فقال : أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدثون . فقلت : لا أراها كانت إلا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فتبدي لك الملك الذي يحدثه .
فقال : كذبت يا عبد الله رأت عيناي الذي حدثك به علي عليه السلام ، ولم تره عيناه . ولكن وعى قلبه ووقر في سمعه ثم صفقك بجناحه فعميت .
__________
(1) فسر محقق كتاب « رجال الكشي » ابني فلان : كناية عن عبد الله وعبيد الله ابني عباس .
(2) رجال الكشي ص 52 ، معجم رجال الحديث للخوئي ج 10 ص 238 .(3/70)
قال : فقال ابن عباس : ما اختلفنا في شيء فحكمه إلى الله تعالى .
فقلت له : فهل حكم الله في حكم من حكمه بأمرين ؟
قال : لا .
قلت : هيهنا هلكت وأهلكت (1) .
فهذا حال ابن عباس رضي الله عنهما عند الذين يدّعون محبة وموالاة أهل البيت ، وهل يمكن للشيعة بعد ذلك الاحتجاج بابن عباس رضي الله عنهما ؟
الكذب على ابن عمر رضي اللّه عنهما
يقول محمد تقي الحكيم في كتابه « الزواج المؤقت ودوره في حل مشكلات الجنس » ص 41 : وكان ممن أنكر هذا التحريم ولده عبد الله بن عمر ، فقد سئل بعد ذلك عن متعة النساء ؟ فقال : والله ما كنا على عهد رسول الله زانين ولا مسافحين .. وسئل مرة أخرى عنها ؟ والسائل له رجل من أهل الشام ، فقال : هن حلال . فقال : إن أباك قد نهى عنها ، فقال ابن عمر رضي الله عنه : أرأيت إن كان أبي نهي عنها وصنعها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنترك السنة ونتبع قول أبي ؟ - ... والذي يبدو من هذا الكلام أن ابن عمر كان ممن لا يُسَوّغون الاجتهاد في مقابل النص ، مهما كان ذلك الاجتهاد وبواعثه ، لذلك لم يأخذ بوجهة نظر أبيه في اجتهاده مع صراحة النص ( !!! ) كما إن جملة من الصحابة لم يقروه على وجهة نظره هذه . وربما يتساءل القارئ الكريم عن مصدر الروايتين اللتين استشهد بهما الرافضي ، فيمكن أن يكون قد نقلهما من صحيح البخاري أو مسلم أو غيرهما من صحاح أهل السنة .. كلا ، بل جعل مصدر الروإية الأولى كتاب عبد الحسين شرف الدين ( !!! ) « المسائل الفقهية » ص 93 والرواية الثانية من كتاب الفكيكي ( المتعة » ص 54 ، ويزعم هذا الكذاب أن الرواية موجودة عند الترمذي في سننه !
__________
(1) معجم رجال الحديث للخوئي ج 10 ص 238 .(3/71)
فأما الرواية الأولى فقد كذب الحكيم وعبد الحسين ( !!! ) في عزوها إلى ابن عمر رضي اللّه عنهما . والحق خلاف ذلك ، ودأب الشيعة التماس الآراء المؤيدة لمذهبهم ولو بالكذب والتقول على الصحابة رضي اللّه عنهم . وأتحدى كل الشيعة صغيرهم وكبيرهم ، علماءهم وعوامهم ، أن يذكروا مرجعاً واحداً فقط ذكر ذاك . أيحسب الحكيم ومن يدين بدينه أنه لا يوجد في المسلمين من يكشف أكاذيبهم ؟ بلى ، من نعم اللّه تعالى على المسلمين أن منحهم القدرة على تمييز الغث من السمين . ولقد صنف علماؤنا رحمهم الله تعالى الكثير من المصنفات في ذلك ، بخلاف الرافضة فإنه لا يوجد عندهم كتابٌ واحد في ذلك الشأن ، فمنذ أن وضع ابن سبأ أساس دينهم إلى يومنا الحاضر ، لا يوجد عندهم كتاب واحد خصّص لبيان الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، وقد يزول عجب القارئ الكريم إذا عرف سبب ذلك ، حيث إن جلّ مرويات الشيعة من هذا النوع ، فإذّا اجترأ أحد علمائهم على تصنيف كتاب في بيان الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، فإن دينهم ينهار ، وهل دين الشيعة إلاّ نسج من الأكاذيب ؟ !(3/72)
ونعود ؟ إلى الرواية الأولى فنقول : إن هذا كذب على ابن عمر رضي الله عنهما ، بل كان يسمى المتعة سفاحاً ، والسفاح زناً : عن نافع عن ابن عمر أنه قال : نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية وعن المتعة ، متعه النساء وما كنا مسافحين (1) . وعن سالم ابن عبد اللّه عن أبيه أنه سئل عن المتعة فقال : لا أعلمها إلا السفاح ، يعني متعة النساء (2) . وعن نافع عن ابن عمر أنه سئل عن المتعة ، فقال : لا أعلم ذلك إلا السفاح (3) . وعن سالم بن عبد الله قال : أتى عبد اللّه ابن عمر فقيل له : إن ابن عباس يأمر بنكاح المتعة . فقال ابن عمر : سبحان اللّه ، ما أظن ابن عباس يفعل هذا . قالوا : بلى إنه يأمر به . قال : وهل كان ابن عباس إلا غلاماً صغيراً إذ كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، ثم قال ابن عمر : نهانا عنها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وما كنا مسافحين (4) . وعن ابن عمر أنه سئل عن المتعة فقال : حرام ، فقيل : إن ابن عباس لا يرى بها بأساً . فقال : واللّه لقد علم ابن عباس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نهى عنها يوم خيبر (5) .
وأما الرواية الثانية التي يزعم الحكيم والفكيكي أنها في متعة النساء ، ومذكورة في « سنن الترمذي » فكذب على ابن عمر رضي اللّه عنهما ، وعلى الترمذي رحمه اللّه تعالى . فإنك أخي القارئ إذا رجعت إلى سنن الترمذي ، فإنك لا تجد أثراً لهذا الإِفك في باب المتعة ، وإنما تجدها في متعة الحج (6) ، فيتبين لك كذب الرافضة ، فإنهم جبلوا عليه وأسسوا دينهم عليه ، وهو أوهى من بيت العنكبوت .
الكذب على أسماء بنت أبي بكر رضي اللّه عنهما
__________
(1) تحريم نكاح المتعة للمقدسي ص 41 .
(2) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 7/502 .
(3) سنن البيهقي 7/207 .
(4) مجمع الزوائد للهيثمي 4/265 .
(5) مجمع الزوائد 4/ 265 .
(6) انظر « تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي » 2/82 .(3/73)
حاول علماء الشيعة أن يجدوا لهم من يوافقهم على تحليل المتعة من الصحابة رضوان اللّه عليهم ، فلم يجدوا أحداً يوافقهم ، وذلك لأن روايات تحريم المتعة قد بلغتهم ودانوا بها ، ولما أعيتهم الحيلة في ذلك ، لجأوا إلى الكذب والتدليس ، وعلى هذا النهج فإنهم كذبوا على بعض الصحابة وأوهموا بعض القراء أن بعض الصحابة يوافقونهم إلى ما ذهبوا إِليه من تحليل المتعة ، والحق خلاف ذلك ، وقد أرينا كذبهم على ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم .
والآن جاء دور الكذب على أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي اللّه عنهما ، فهذا أحد علمائهم المسمى بالفكيكي يزعم في كتابه « المتعة » ( ص 56 - 57 ) ما يلي :
ومن الأخبار المقطوع بها أيضاً !!! ما رواه الراغب الأصبهاني في كتابه الموسوم بالمحاضرات ... فإنه ذكر في كتابه المذكور ( ج 2 ) منه بعبارته الآتية :
إن عبد الله بن الزبير عيّر ابن عباس بتحليله المتعة ، فقال له ابن عباس : سل أمك كيف سطعت المجامر بينها وبين أبيك . فسألها ، فقالت : والله ما ولدتك إلا بالمتعة .
وذكر الفكيكي أيضاً ( ص 61 ) من كتابه المذكور نفس الرواية نقلاً عن « العقد الفريد » لابن عبد ربه ( ج 2 ص 139 ) . وذكرها بنوع من التفصيل ( ص 76 ) نقلاً عن « شرح نهج البلاغة » لابن أبي الحديد ( 5/822 ) ، كعادة ابن أبي الحديد المعتزلي الرافضي في النيل من رجالات الإِسلام .
والجواب : إن هذا الهراء الذي ذكره الفكيكي باطل لا أساس له من عدة وجوه : أولاً ؟ إن حديث سطوع المجامر أخرجه الإِمام أحمد رحمه اللّه تعالى في « مسنده » عن أسماء - من عدة طرق : ثنا عبيدة بن حميد عن يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد ، عن أسماء بنت أبي بكر قالت : حججنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأمرنا ، فجعلناها عمرة ، فأحللنا كل الإِحلال حتى سطعت المجامر بين الرجال والنساء .(3/74)
وقال الإِمام أحمد : ثنا محمد بن الفضيل : ثنا يزيد - يعني ابن زياد - عن مجاهد قال : قال عبد الله بن الزبير : « أفردوا بالحج ودعوا قول هذا » - يعني ابن عباس رضي الله عنهما - فقال ابن عباس : ألا تسأل أمك عن هذا » فأرسل إليها فقالت : « صدق ابن عباس ، بمثل الحديث الأول (1) .
فانظر أخي القارئ كيف يلبسون الحق بالباطل ، فالمناقشة أو المناظرة إنّما كانت بشأن متعة الحج ولا علاقة لها بمتعه النساء .
ثانيَاً : من يستقرئ كتب السير والتواريخ يجد أن الزبير تزوج أسماء رضي اللّه عنهما بكراً ، وبعد وفاته لم تتزوج (2) .
ثالثاً : أن أسماء رضي اللّه عنها كانت حاملاً بعبد اللّه بن الزبير ، وما ولدته إلا بقباء وكان أول مولود في الإِسلام كما هو مشهور . والمتعة لم توجد إلا بعد الهجرة وقبل غزوة خيبر ، فزواج أسماء بالزبير رضي اللهّ عنهما زواج دائم ، ولو كان متعة ، لكان لزمه أن يفارقها ويخلي سبيلها عندما قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : « فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيلها » (3) .
رابعاً - : بالرجوع إلى كتاب الراغب الأصبهاني « محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء » ( 3/214 ) تبين أن القصة ليس لها سند ، وإنما وردت ككثير من الحكايات التي يذكرها أهل الأدب على سبيل التندر والتفكه ، بغض النظر في صحتها أو . كذبها !
فهل مثل هذه الحكاية المبتورة في كتاب الراغب ، تثبت حقيقة شرعية ، وتعارض بها الروايات المسندة من كتب المحدثين المعتمدة ؟ لا وألف لا .
__________
(1) مسند الإمام أحمد 6/ 344 - 345 .
(2) انظر الإصابة 4/224 .
(3) انظر : صحيح مسلم بشرح النووي 5/1/185 سنن أبي داود 1/478 -497 ، مسند الإمام أحمد 3/404 -405 سنن ابن ماجه 1/632 مصنف عبدالرزاق 7/504 الدارمي 1/2/140 .(3/75)
وأخيراً ، فإن مما يكذب تلك المحاورة ، التي أملاها الفكيكي ، بل سود بها قراطيسه ، التي ملئت بالشتائم والنقيصة لابن حواري رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ، من ابن عباس فيما يزعمون . يكذبها ما جاء في « الصحيح » عن ابن عباس رضي الله عنه - أنه وصف ابن الزبير فقال :
عفيف الإِسلام ، قارئ القرآن ، أبوه حواري رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وأمه بنت الصديق ، وجدته صفية عمة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعمة أبيه خديجة بنت خويلد (1) .
فهذا ما تيسر للرد على هذا الرافضي الخبيث الذي أراد بخبثه ولؤمه تزييف الحقائق (2) .
احتجاج الشيعة بقوله تعالى
{ ثم فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بهِ مِنْهُنَّ فَأتوْهُنّ أُجُوْرَهُنَّ فَريضَةً } والرد عليهم وبيان أقوال العلماء في تفسيرها
كثير من الشيعة يستدل بالآية الكريمة { فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُوْرَهَنَّ فَرِيضَةً } على إباحة نكاح المتعة ، وهذا الاستدلال باطل من عدة وجوه :
ا - نزول هذه الآية الكريمة إنما هو في النكاح الصحيح ، وأنها جزء من آيات في سورة النساء تحدثت عما حرّم الله جل جلاله وأحلّ من النساء ، فقال جل وعلا :
{ حُرّمَتْ عَلَيْكمْ أُمَّهَاتكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وأخَوَاتُكُم وعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وبَنَاتُ الأخِ وَبَنَات الأُخْتِ وأمَّهاتُكُمْ اللاتي أَرْضَعْنَكُمْ وأمَّهاتُكُمْ الّلاتي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وأُمَّهات نِسائكُم وَرَبَائِبكُمْ الّلاتي في جُحُورِكم .. } ... إلى قوله عز وجل : { إنَّ الله كَانَ عَلِيمَاً حَكيِمًاَ } .
__________
(1) صحيح البخاري 2/1 /97 .
(2) باختصار عن « نكاح المتعة » للشيخ محمد عبد الرحمن شيلة الأهدل 225 - 229 .(3/76)
2 - إن المتمتع بها عند الشيعة ليست بزوجة ولا ملك يمين ، وذلك إنهم يقولون : إنها ليست من الأربع لأنها لا تطلق ولا ترث وإنما هي مستأجرة ، لما رواه الكليني في « الفروع من الكافي » ( 2/43 ) : والطوسي في « التهذيب » ( 2/ 188 ) ، و « الاستبصار » ( 3/ 147 ) ، والحر العاملي في « وسائل الشيعة » ( 14/446 ) . عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في المتعة : ليست من الأربع لأنها لا تطلق ولا ترث وإنما هي مستأجرة . وفي رواية أخرى عن أبي بصير قال : سُئل أبو عبد الله عليه السلام عن المتعة : أهي من الأربع ؟ فقال : لا . ولا من السبعين (1) وفي رواية زرارة بن أعين عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ذكرت له المتعة أهي من الأربع ؟ فقال : تزوج منهنّ ألفاً فإنهن مستأجرات (2) .
ولا يخفى على القارئ الكريم أنّ الزواج لا يمكن بحال من الأحوال أن يتعدى الأربع .
3 - المُتمتَّع بها عند الشيعة لا تُطلَّق ، والزواج الدائم لا يحصل الفراق بين الزوجين فيه إلا بالطلاق ، وذلك أن نكاح المتعة عند الشيعة له مدة معلومة بأجر معلوم ، متى ما انقضت المدة حصل الفراق .
عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في حديث قال : فإذا جاء الأجل - يعني في المتعة - كانت فرقة بغير طلاق ، فإن شاء أن يزيد فلا بد أن يصدقها شيئاً قلّ أو كثر (3) .
__________
(1) الفروع من الكافي 2/43 ، التهذيب 2/188 ، الاستبصار 3/147 ، من لا يحضره الفقيه 2/149 ، وسائل الشيعة للحر العاملي 14/447 ، بحار الأنوار للمجلسي 100/309 .
(2) الفروع من الكافي 2/43 ، التهذيب 2/188 ، الاستبصار 3/147 وسائل الشيعة 14/446 .
(3) من لا يحضره الفقيه للصدوق !! 2/ 150 ، وسائل الشيعة 14/ 476 .(3/77)
4 - الإِرث حق من حقوق الزوجة بينما في المتعة عند الشيعة لا ترث : عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّه عليه السلام في حدّيث المتعة قال : إن حدث به ما حدث لم يكن لها ميراث (1) . وفي روإية أخرى عن سعيد بن يسار عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : سألته عن ، الرجل يتزوج المرأة متعة ولم يشترط الميراث ؟ قال : ليس بينهما ميراث ، اشترط أو لم يشترط (2) . وفي رواية زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في حديث قال : ولا ميراث بينهما في المتعة ، إذا مات واحد منهما في ذلك الأجل (3) .
قال شيخ الإِسلام ابن تيمية في منهاج السنة 2/155 :
فليس في الآية نص صريح بحلّها . فإنه تعالى قال : { وَأَحلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَموَالِكُمْ مُحْصِنينَ غَيْرَ مُسَافِحين فَمَا اسْتَمْعْتُمْ بِهِ مِنْهُنّ فَآتوهنَّ أُجُوْرَهُن فَرِيضَة ولا جُنَاح .. } الآية الكريمة . فقوله { فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بهِ منهُنّ } متناول لكل من دِخل بها ، أما من ؟ لم يدخل بها فإنها لا تستحق إلا نصفه . وهذا كقوله تعالى : { كَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُم إَلى بَعْض وَأَخَذن مِنْكُم مِيثَاقَاً غَلِيْظَاً } فجعل الإفضاء مع العقد موجباً لإقرار الصداق ، فبين ذلك أنه ليس لتخصيص النكاح المؤقت بإعطاء الأجر فيه دون النكاح المؤبد معنى ، بل إعطاء الصداق كاملاً في المؤبد أولى ، فلا بد أن تدل الآية على المؤبد ، إما بطريق التخصيص وإما بطريق العموم .
__________
(1) الفروع للكليني 2/47 ، « وسائل الشيعة 14/ 486 .
(2) التهذيب للطوسي 2/ 190 ، الاستبصار 3/ 150 ، وسائل الشيعة 14/487 .
(3) من لا يحضره الفقيه 2/150 ، وسائل الشيعة 14/487 .(3/78)
يدل على ذلك أنه ذكر بعد نكاح الإماء ، فعلم أن ما ذكر كان في نكاح الحرائر مطلقاً ، فإن قيل : ففي قراءة طائفة من السلف « فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى » قيل : أولاً : ليست هذه القراءة متواترة وغايتها أن تكون كأخبار الآحاد ، ونحن لا ننكر أن المتعة أحلت في أول الإسلام ، لكن الكلام في دلالة القرآن على ذلك ... الثاني : ان يقال إن كان هذا الحرف نزل فلا ريب أنه ليس ثابتاً من القراءة المشهورة فيكون منسوخاً ، ويكون لما كانت المتعة مباحة فلما حرمت نسخ هذا الحرف ...
وأيضاً فإن الله تعالى إنما أباح في كتابه الزوجة وملك اليمين ، والمُتمتَّع بها ليست واحدة منهام ، فإنها لو كانت زوجة لتوارثا ، ولوجب عليها عدة الوفاة ولحقها الطلاق الثلاث ، فإن هذه أحكام الزوجة في كتاب الله تعالى ، فلما انتفى عناه لوازم النكاح دل على انتفاء النكاح ، لأن انتفاء اللازم يقتضي انتفاء الملزوم .(3/79)
والله تعالى إنما أباح في كتابه الزواج وملك اليمين وحرّم ما زاد على ذلك بقوله تعالى : { والّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِك فَأُولئكَ هُمْ العَادُونَ } والمُسْتَمتَع بها بعد التحريم ليست زوجة ولا ملك يمين فتكون حراماً بنصَ القرآن ، وأما كونها ليست بمملوكة فظاهر ، وأما كونها ليست زوجة فلانتفاء لوازم النكاح فيها ، فإن من لوازم النكاح كونه سبباً للتوارث وثبوت عدة الوفاة فيه والطلاق الثلاث ، وتنصيف المهر بالطلاق قبل الدخول وغير ذلك من اللوازم . فإن قيل : فقد تكون زوجة لا ترث كالذمية والأمة ؟ قيل : نكاح الذمية عندهم لا يجوز . ونكاح الأمة إنما يجوز عند الضرورة وهم يبيحون المتعة مطلقَاً ، ثم يقال : نكاح الذمية والأمة سبب للتوارث ولكن المانع قائم وهو الرق والكفر ، كما أن النسب سبب للتوارث إلا إذا كان الولد رقيقاً أو كافراً فالمانع قائم ، ولذا إذا أعتق الولد أو أسلم ورث أباه ، وكذلك الزوجة إذا أسلمت في حياة زوجها ورثته باتفاق المسلمين ، وكذلك إذا أعتقت في حياته واختارت بقاء النكاح ورثته باتفاق المسلمين ، بخلاف المسمتَع بها فإن نفس نكاحها لا يكون سبباً للإِرث فلا يثبت التوارث فيه بحال ، فصار هذا النكاح كولد الزنا الذي ولد على فراش زوج فإن هذا لا يلحق الزاني بحال ، فلا يكون ابناً يستحق الإِرث ، فإن قيل : النسب قد تبعض أحكامه فكذلك النكاح ؟ قيل : هذا فيه نزاع ، والجمهور يسلّمونه ، ولكن ليس في هذا حجة لهم فإنّ جميع أحكام الزوجة منتفية في المستمتع بها لم يثبت فيها شيء من خصائص النكاح الحلال ، فعلم انتفاء كونها زوجة ، وما ثبت فيها من الأحكام من لحوق النسب ووجوب الاستبراء ودرء الحدود ووجوب المهر ونحو ذلك ، فهذا يثبت في نكاح الشبهة فعلم أن وطء المستمتع بها ليس وطأً لزوجة ،(3/80)
لكنه مع اعتقاد الحل مثل الوطء بشبهة ، وأما كون الوط به حلالاً ، فهذا مورد النزاع فلا يحتج به أحد المتنازعين ، وإنما يحتّج على الآخر بمّوارد النص والإجماع . اهـ .
ويقول أبو الفتح المقدسي في « تحريم نكاح المتعة » ص 88 :
إن هذا لا حجة فيه ، لأن فيها إضماراً لا بد منه ، وهو العقد فإن الاستمتاع في اللغة هو التلذذ ، فظاهر الآية يقتضي أن كل من تلذذ بالمرأة وآتاها أجرها جاز له ذلك ، وهذا لا يجوز بالإِجماع ، ولا بد من لفظ عقد يتراضيان به على ذلك فإذا لم يكن بد من إضمار كان إضمارنا فيه ، فما استمتعتم به منهن بعقد النكاح فآتوهن أجورهن فريضة ، وكان هذا الإِضمار أولى للاتفاق على صحته ، ومن أضمر فيه المتعة فهو لا يبطل هذا الإِضمار فيحتاج أن يضمر إضمارين ، ومن أضمر في الآية إضماراً واحداً كان أولى ممن أضمر إضمارين ، فإن قيل : فما تنكرون على من أضمر بعقد إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن فريضة ؟ قلنا عنه جوابان : أحدهما : إن إِضمارنا أجمع المسلمون عليه وأنه مبيح للاستمتاع ، فكان أولى من إضمار ما اختلفوا فيه . والثاني : أن إضمار النكاح لا بد منه ، والمخالف يزيد إلى أجمل مسمى ، فأضمرنا القدر الذي اتفقنا عليه ، واستقلت الآية فمن ادّعى الزيادة عليه ، فعليه الدليل .(3/81)
ويقول السيد محمود شكري الآلوسي في « مختصر التحفة الإِثني عشرية » ص 227 - 235 : « إنهم يحسبون » متعة النساء خير العبادات وأفضل القربات ، ويوردون في فضائلها أخباراً كثيرة موضوعة ومفتراة ، وعندهم متعة الخلية جائزة بالإِجماع ، ومتعة المشركة والمجوسية سواء كانت خلية أو محصنة جائزة إذا تحركت ألسنتهن بقول : لا إله إلا اللّه ، وإن لم يكن في قلوبهن من معناها شيء . وكذلك يجوزون المتعة الدورية ، وإن كان الإِثنا عشرية ينكرون هذا التجويز ، ولكن يقول محققوهم : إنها ثابتة في كتبنا لا يجوز إنكارها ، وصورتها أن يستمتع جماعة من امرأة واحدة ويقرروا الدور والنوبة لكل منهم ، ، فيجامعها من له النوبة من تلك الجماعة في نوبته مع أن خلط الماءين في الرحم لا يجوز في شريعة من الشرائع إذ لا يثبت حينئذٍ نسب العلوق ، إلى أحد منهم . والحال إن حفظ الأنساب مما به ، الامتياز بين الإنسان والحيوان . وإذا تأمل العاقل في أصل المتعة يجد فيها مفاسد مكنونة كلها تعارض الشرع ، منها تضييع الأولاد ، فإن أولاد الرجل إذا كانوا منتشرين في كل بلدة ولا يكونون عنده فلا يمكنه إن يقوم بتربيتهم فينشأون من غير تربية كأولاد الزنا ، ولو فرضنا أولائك الأولاد إناثاً يكون الخزي أزيد ، لأن نكاحهن لا يمكن بالأكفاء أصلاً ، ومنها احتمال وطء موطوءة الأب للابن بالمتعة أو النكاح أو بالعكس بل وطء البنت وبنت البنت وبنت الابن والأخت وبنت الأخت وغيرهنّ من المحارم في بعض الصور خصوصاً في مدة طويلة ، وهو أشد المحظورات ، لن العلم بحبل امرأة المتعة في مدة شهر واحد أو أزيد لا يكون حاصلاً لا سيما إنْ وقعت المتعة في سفر ويكون السفر أيضاً طويلاً ويتفق في كل منزل الشغل بالمتعة الجديدة ويتعلق الولد في كل منها وتولد جارية من بعد تلك العلوقات ويرجع هذا الرجل إلى ذلك الطريق بعد خمسة عشر عاماً مثلاً ، أو يمر إخوته أو بنوه في تلك المنازل فيفعلون بتلك البنات(3/82)
متعة أو ينكحوهن . ومنها عدم تقسيم ميراث مرتكب المتعة مرات كثيرة ، إذ لا يكون ورثته معلومين ولا عددهم ولا أسماؤهم وأمكنتهم فلزم تعطيل أمر الميراث . وكذلك لزم تعطيل ميراث من ولد بالنتعة ، فإن آباءهم ولإخوتهم مجهولون ، ولا يمكن تقسيم الميراث ما لم يعلم حصر الورثة من الذكورة والأنوثة والحجب والحرمان . وبالجملة فالمفاسد المترتبة على المتعة مضرة جداً ولا سيما في الأمور الشرعية . كالنكاح والميراث ، فلهذا حصر الله سبحانه أسباب حل الوطء في شيئين : النكاح الصحيح ، وملك اليمين . لأن الاختصاص التام الحاصل بين المرء وزوجته بسبب هذين العقدين ليحفظ الولد ويعلم الإرث ، قال تعالى : { إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ } وعقّب هذا في الموضعين بقوله : { فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العًدُونَ } وظاهرٌ أن امرأة المتعة ليست بزوجة ، وإلا لتحققت لوازم الزوجية فيها من الإرث والعدّة والطلاق والنفقة والكسوة وغيرها ، وليست هي أيضاً بملك يمين وإلا لجاز بيعها وهبتها وإعتقاها . وقد اعترف فقهاء الشيعة بأنَ الزوجية بين المرء وامرأة المتعة لا تكون متحققة ، وقال ابن بابويه في كتاب « الاعتقادات » : إن أسباب حل المرأة عندنا أربعة : النكاح ، وملك اليمين ، والمتعة ، والتحليل » .(3/83)
وقال تعالى : { وَلْيَسَعْفِفِ الّذيْنَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتى يُغْنِيَهُمُ الله مِنْ فَضْلِهِ } فلو كانت المتعة ةالتحليل جائزين لِم يلأمر بالاستعفاف ؟ وقال تعالى : { وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَات فمِمَّا مَلَكَت أَيْمَانُكُمْ } إلى قوله : { ذلِكَ بِمَنْ خَشِيَ العنَت مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيرٌ لَكُمْ } فلو جازت المتعة والتحليل لَما كان خوف العنت والحاجة إلى نكاح الإماء وإلى الصبر في ترك نكاحهن متحققاً . وما قالت الشيعة : إن قوله تعالى : { فَما اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنّ فَآتُوْهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً } نزل في حل المتعة فغَلطٌ مَحْضٌ ونسبة روايته إلى ابن مسعود وغيره من الصحابة محض إفتراء ، وغن نقل في تفاسير أهل السنة غير المعتمد بها أيضاً ، فإنه خلاف نظم القرآن وكل تفسير كذلك ، ليس بمسموع ولا مقبول ولو كان من رواية صحابي ، لأنه سبحانه بيّن أولاً المحرمات بقوله تعالى : { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ } إ!لي قوله : { وَالمُحْصَنَات مِنَ النِّساءِ إلاّ مَا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ } ثم قال : { وَأحِلَّ لكْم مَا وَرَاءَ ذلِكُمْ } أي غير المحرمات المذكورات ، ولكن بشرط أن تبتغوا بأموالكم من المهور والنفقات ، فبطل بهذا الشرط تحليل الفروج وإعارتها ، فإنها منفعة محصنة بلا حرج ، ثم قال : { مُحْصِنِيْنَ ، غَيْرَ مُسَافِحِينَ } يعني في حال كونكم مخصصين أزواجكم بأنفسكم ومحافظين لهن لكي لا يرتبطن بالأجانب ولا تقصدوا بهن محض قضاء شهوتكم وصبّ مائكم واستبراء أوعية المنيّ ، فبطلت المتعة بهذا القيد ، لأن الاحتياط والاختصاص لا يكون مقصوداً في المتعة أصلاً ، لأن امرأة المتعة كل شهر تحت صاحب ، بل كل يوم في حجر ملاعب ، ثم فرّع على النكاح قوله : { فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بهِ مِنْهُنّ } الآية ، يعني إذا قررتم الصداق في النكاح فإن(3/84)
تمتعم به منهن بالدخول والوطء يلزمكم تمام المهر وإلا فنصفه ، فَقَطْعُ هذه الآية عما قبلها وَحَمْلُها على الاستئناف باطل صريح باعتبار العربية ، لأنّ الفاء تأبى القطع والابتداء ، بل تجعل ما بعدها مربوطاً بما قبلها . وما يروون أن عبد اللّه بن مسعود كان يقرأ هذه الآية مع ضم { إلى أَجَلٍ } بعد { مِنْهُنَّ } فغير صحيح ، لأن هذه الرواية لم توجد في كتاب من كتب أهل السنة المعتبرة ، ولو سلمنا ثبوتها في قرائة منسوخة فهي لا تُستعمل في إثبات الأحكام مع كون القراءة المشهورة المتواترة تخالفها ، ولو سلّمنا بذلك لا نسلّم . بدلالتها على المتعة ، أيضاً لأن لفظ { إلى أَجَلٍ مسَمَّىً } متعلّق بالاستمتاع لا بنفس العقد ، والمدة المتعينة في المتعة إنما تكون متعلقة بنفس العقد لا بالاستمتاع ، فصار معنى الآية هكذا : فإن تمتعتم بالمنكوحات إلى مدة معينة فأدّوا مهورهن تماماً . وفائدة زيادة هذه العبارة دفع ما عسى أن يتوهم أن وجوب تمام المهر معلَّق بمضيّ تمام مدة النكاح كما اشتهر في العرف أن ثلث المهر يعجّل والثلثين يجعلان مؤجلين إلى بقاء النكاح ، فهذا التأجيل يحصل بتصرف المرأة واختيارها ، وإلا فلها المطالبة بعد الوطء مرة تمام المهر في الشرع ، ولو كان { إلى أجَلٍ مُسًمّىً } قيد العقد لم تصح المتعة عند الشيعة إلى مدة العمر وأبداً ، مع أنها صحيحة كذلك بإجماع الشيعة ، وسياق قوله تعالى : { وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً } الآية ، أيضاً في باب النكاح ، يعني إنْ لم يستطع منكم أحدٌ أن يؤدي مهر الحرائر ونفقتهن فلينكح الإِماء المسلمات ، فحمل العبارة المتوسطة على المتعة بقطع الكلام من السياق ، والسياق تحريف صريح لكلام اللّه تعالى ، بل إن تأمل عاقل في سياق هذه الآية يجد حرمة المتعة صريحة ، لأن الله أمر فيها بالاكتفاء بنكاح الإِماء في عدم الاستطاعة بطول الحرائر ، فلو كان أجل المتعة في الكلام السابق لما قال(3/85)
بعده : { وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً } لأن المتعة في صورة عدم الاستطاعة بنكاح الحرّة ليست قاصرة على قضاء حاجة الجماع ، بل كانت بحكم « لكل جديد لذة أطيب وأحسن » وأية ضرورة كانت داعية إلى تحليل نكاح الإِماء بهذا التقييد والتشديد وإلزام الشروط والقيود { انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآياتِ ، ثُمَّ انْظُرْ أنّى يُؤْفَكُوْنَ } وبالجملة فإن هذه الآيات صريحة الدلالة على تحريم المتعة ، وقد تبيّن عدم دلالة الآية التي استدل بها الشيعة على مدعاهم بل على خلافه . اهـ .
غرائب وعجائب المتعة عند الشيعة
لمن تحل المتعة
لا تجوز المتعة عند الشيعة إلا لمن يعرفها حق المعرفة ، وربما يتساءل بعض القراء الكرام عن تلك المعرفة ، فنقول : الإِيمان بالروايات المكذوبة على لسان أهل البيت رضوان اللّه عليهم ، وبشيوعيّة الجنس . فإذا آمن بذلك حلّت له وحرّمت على من يجهلها وفي ذلك يكذبون على الإمام الرضا بأنه قال :
المتعة لا تحل إلا لمن عرفها ، وهي حرام على من جهلها (1) .
صيغة المتعة عند الشيعة وما ينبغي فيها من الشروط
يجب عند الشيعة أن يذكر في صيغة المتعة الأجر والمدة وعدم الميراث ووجوب العدة وهي خمسة وأربعون يوماً وقيل : حيضة . وله أن يشترط عدم طلب الولد :
عن زُرارة عن أبي عبد الله عليه السلام : قال : لا تكون المتعة إلا بأمرين : أجل مسمى وأجر مسمى (2) .
عن أبي بصير قال : لا بدّ من أن تقول فيه هذه الشروط : أتزوجك !! متعة كذا وكذا يوماً بكذا وكذا درهماً (3) .
عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال : سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن المتعة ؟ قال : مهر معلوم إلى أجل معلوم (4) .
__________
(1) من لا يحضره الفقيه 12/48 وسائل الشيعة 14/438 .
(2) الفروع للكليني 2/437 الوسائل 14/ 465 .
(3) التهذيب 2/ 188 ، الاستبصار 3/ 146 الوسائل 14/ 465 .
(4) التهذيب 2/ 189 ، الوسائل 14/ 465 .(3/86)
فالمتعة عند الشيعة مدة معلومة بأجر معلوم يبطل تلقائياً بعد انتهاء الفترة ، وأما صيغة المتعة فهي :
عن أبان بن تغلب قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : كيف أقول لها إذا خلوت بها ؟ قال : تقول : أتزوجك متعة على كتاب اللهّ وسنة نبيه ؟ ! لا وارثَةَ ولا موروثةً كذا وكذا يوماً ، وإن شئت كذا وكذا سنة ، بكذا وكذا درهماً ، وتسمي من الأجر ما تراضيتما عليه قليلاً كان أو كثيراً فإذا قالت : نعم ، فقد رضيت وهي امرأتك !! وأنت أولى الناس بها (1) .
وعن ثعلبة قال : تقول : أتزوجك !! متعة على كتاب الله وسنة نبيه نكاحاً غير سفاح وعلى أن لا ترثيني ولا أرثك ، كذا وكذا يوماً بكذا وكذا درهماً ، وعلى أن عليك العدة (2) .
وعن هشام بن سالم قال : قلت : كيف يتزوج المتعة ؟ قال : يقول : أتزوجك كذا وكذا يوماً بكذا وكذا درهماً ، فإذا مضت تلك الأيام كانا طلاقها في شرطها ولا عدة لها عليك (3) .
وإذا نسي ذكر الأجل انعقد دائماً عند الشيعة :
عن عبد اللّه بن بكير قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إن سمّى الأجل فهو متعة ، وإن لم يُسمّ الأجل فهو نكاح باتّ (4) .
عن أبان بن تغلب في حديث صيغة المتعة أنه قال لأبي عبد الله عليه السلام : فإني أستيي (!!!!) أن أذكر شرط الأيام . قال : هو أضرّ عليك . قلت : وكيف ؟ قال : لإنك إن لم تشترط كان تزويج (!!) مقامٍ ولزمتك النفقة في العدة وكانت وارثاً ، ولم تقدر على أن تطلقها لإلا طلاق السنة (5) .
__________
(1) الفروع للكليني 2/ 44 ، التهذيب 2/ 190 ، الاستبصار 3 / 150 الوسائل 14/466 .
(2) الفروع للكليني 2/ 44 ، التهذيب 2/ 189 الوسائل 14/ 466 .
(3) التهذيب 2/ 44 ، الوسائل 14/ 466 .
(4) الفروع للكليني 2/45 ، الوسائل 14/466 .
(5) الفروع 2/44 ، التهذيب 2/190 ، الاستبصار 3/150 ، الوسائل 14/470 .(3/87)
عن هشام بن سالم قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : أتزوج المرأة متعة مرة مبهمة ؟ قال : فقال : ذاك أشدّ عليك ، ترثها وترثك ، ولا يجوز لك أن تطلقها إلا على طهر وشاهدين . قلت : أصلحك الله فكيف أتزوجها ؟ قال : أياماً معدودة بشيء مسمى مقدار ما تراضيتم به ، فإذا مضت أيامها كان طلاقها في شرطها ولا نفقة ولا عدة لها عليك (1) .
المتعة من أركان الإيمان عند الشيعة
الشيعة إذا استحسنت شيئاً ، ممَا يوافق هواها اجتهدت في وضع أُسُسٍ له وجعله من الدين ولو أدى ذلك إلى تلفيق الكلام على لسان أهل البيت رضي الله عنهم . فيذكرون أن جعفراً الصادق قال : ليس منا من لم يؤمن بكرتنا (2) ولم يستحل متعتنا (3) .
وإذا كانت المتعة من أركان الدين الشيعي فلماذا يترفع عنها أكابرهم في العصر الحاضر ؟
وقد جرت بيني وبين بعض الشيعة مناقشة حول المتعة وقد أخذ يسرد لي الروايات الموضوعة على لسان أهل البيت رضوان الله عليهم . فقلت له - ملزماً له - : إنني أعتقد صحة هذه الروايات وهلم نقتدي بأولئك الأئمة . فقال : كيف ؟ قلت له : تزوجني أختك أو أبنتك لمدة عشرة أيام ، كل يوم عشرة دنانير . فغضب مني وقال : أنت ناصني خبيث . فقلت له : سبحان الله والأئمة المعصومون أحلّوها وأنتم معشر الشيعة لا ترضونها لأنفسكم !!
ترغيب الشيعة في المتعة
لا بد من الترغيب ووضع الثواب ، ليتمكنوا من خداع السذج ، وليشبعوا الذين سُعار الجنس يسيطر على عقولهم ، ؟ والشيعة لا يفتقرون إلى وضع المرويات في هذا الشأن ، فدينهم مبني على هذا الأساس .
فيزعمون أن الله تعالى أحلّ لهم المتعة عوضاً عن المسكرات :
__________
(1) التهذيب 2/191 ، الاستبصار 3/151 ، الوسائل 14/470 .
(2) يقصد الرجعة .
(3) من لا يحضره الفقيه 2/148 ، وسائل الشيعة ج4/ص438 .(3/88)
عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر قال : إن الّه رأف بكم فجعل المتعة عوضاً لكم من الأشربة (1) . وعن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله تبارك وتعالى حرم على شيعتنا المسكر من كل شراب وعوّضهم من ذلك المتعة (2) .
فالشيعة اشترطت على ربهم إنْ هو حرَّمَ عليهم ما يُذهب عقولهم ، فلا بد بالمقابل أن يُحلّ لهم ما يشبع شهواتهم . ولا يمكننا أن نتصور أن ربّهم من الضعف إلى هذه الدرجة ، ولكن كما يقولون : أهل مكة أدرى بشعابها !!
ويفترون على اللّه تعالى الكذب فيقولون : إن المتعة رحمة من الله جل جلاله خصّ الشيعة بها دون سائر الناس . عن أبي عبد الله عليه السلام في قول اللّه عز وجل : { مَا يَفْتَح اللّه للناس مِنْ رَحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا } قال : والمتعة من ذلك (3) . ويتطاولون على النبي صلى اللّه عليه وسلم ، ويجعلون هذا الزنا الصريح خلّة من خلال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : عن بكر بن محمد ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : سألته عن المتعة ؟
فقال : إني لأكره للرجل المسلم أن يخرج من الدنيا وقد بقيت عليه خلّة من خلال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله لم يقضها (4) .
__________
(1) الروضة من الكافي 151 وسائل الشيعة 14/438 .
(2) من لا يحضره الفقيه 3/ 151 ، وسائل الشيعة 14/438 .
(3) وسائل الشيعة 14/439 .
(4) من لا يحضره الفقيه 2/ 150 قرب الإسناد 21 ، وسائل الشيعة 14/442 ، بحار الأنوار ج100 ص 299 .(3/89)
وقد وضعت الشيعة مرويات كثيرة في فضل من اقترف جريمة الزنا ، فزعمت أن الحق تبارك وتعالى قد غفر للمتمتعات وذلك ليلة الاسراء بالرسول صلى اللّه عليه وسلم : عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن النبي صلى اللّه عليه وآله لما أُسري به إلي السماء ، قال : لحقني جبرئيل عليه السلام فقال : يا محمد صلى الله عليه وآله : إن اللّه تبارك وتعالى يقول : أني قد غفرت للمتمتعين ، من أمتك من النساء (1) .
وفي رواية أخرى أن الله تعالى يغفر للمتمتع بقدر الماء الذي مرّ على رأس المتمتع .
عن صالح بن عقبة عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت : للمتمتع ثواب ؟
قال : إن كان يريد بذلك وجه اللّه تعالى وخلافاً على من أنكرها لم يكلمها كلمة إلا كتب اللّه له بها حسنة ، ولم يمد يده إليها إلا كتب اللّه له حسنة ، فإذا دنا منها غفر اللّه له بذلك ذنباً ، فإذا اغتسل غفر اللّه له بقدر ما صبّ من الماء على شعره .
قلت : بعدد الشعر ؟ !
قال : بعدد الشعر (2) .
فالراوي استنكر أن يغفر الله تعالى للزاني هذه المغفرة الواسعة رغم نهي المولى تبارك وتعالى عن الزنا ، ولكن الإمام المعصوم ( !!! ) استنكر استفهامه ، فأجابه : بنعم .
وعلى هذا الأساس فإن بعض نساء الشيعة في الماضي رغبت في اقتراف هذه الخطيئة لا حباً في نيل الثواب المتدفق على الشيعة بسوء أعمالهم ، ولكن من أجل أن تعاند عمر رضي الله عنه ، ولا يعجب القارئ الكريم من هذا التصرف الذي ينمّ عن عقلية جاهلية ورواسب سبئية ، فالشيعة منذ القديم وحتى عصرنا الحاضر لم تختلف عقليتهم ولم ترتفع عن هذا المستوى .
__________
(1) من لا يحضره الفقيه للصدوق !!! 2/149 ، وسائل الشيعة 14/442 ، بحار الأنوار ج 100 ص 306 .
(2) من لا يحضر الفقيه 2/ 149 ، وسائل الشيعة 14/442 ، بجار الأنوار 100 ص 306 .(3/90)
عن بشر بن حمزة عن رجل من قريش !! قال : بعثت إليّ ابنة عمّ لي كان لها مال كثير : قد عرفت كثرة من يخطبني من الرجال فلم أزوجهم نفسي ، وما بعثت إليك رغبة في الرجال ، غير أنه بلغني أنه أحلها اللّه في كتابه وسنّها رسول اللُّه صلى اللّه عليه وسلم وآله في سنته !!! فحرّمها زفر ، فأحببت أن أطيع اللّه عز وجل فوق عرشه وأطيع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله !! وأعصي زفر فتزوجني متعة !!! ، فقلت لها : حتى أدخل على أبي جعفر عليه السلام فأستشيره .
قال : فدخلت عليه فأخبرته .
فقال : افعل صلّى اللّه عليكما من زوج !! (1) .
فهذه المرأة أرادت أن تبرر انحرافها بأنها تخالف عمر رضي اللّه عنه ، وما يضرّ عمر رضي الله عنه إن أرادت هي أو غيرها من نساء الشيعة أن تقترف جريمة الزنا ، فالحق تبارك وتعالى هو الذي يحاسب الخلق لا عمر رضي الله عنه . وهذه الرواية تعطينا صورة لأهل التشيع بأنهم يخالفون ما ثبت عن الصحابة رضوان الله عليهم في روايتهم عن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم في تحريم ما حرّمه الله تعالى ورسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه .
والأئمة المعصومون !! يأمرون أتباعهم بضرورة التمتع ولو مرة واحدة ، لأنهم يرونها واجبة لا يمكن للشيعة التخلي عنها لأنها من علامات الإيمان .
عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إني لأحب للرجل أن لا يخرج من الدنيا حتى يتمتع ولو مرة ، وأن يصلي الجمعة في جماعة (2) .
وعن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال : يستحب للرجل أن يتزوج المتعة وما أحبّ للرجل منكم أن يخرج من الدنيا حتى يتزوج المتعة ولو مرّة (3) .
وعن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال لي : تمتعت ؟
قلت : لا .
__________
(1) الفروع الكافي 2/ 47 ، وسائل الشيعة 14/443 بحار الأنوار ج 100 ص 307 .
(2) وسائل الشيعة 14/443 .
(3) وسائل الشيعة 14/443 ، بحار الأنوار ج 100 ص 305 .(3/91)
قال : لا تخرج من الدنيا حتى تحيي السنة (1) !!!
وعن إسماعيل بن الفضل الهاشّمي قال :
قال لي أبو عبد الله عليه السلام : تمتعت منذ خرجت من أهلك ؟
قلت : لكثرة ما معي من الطروقة أغناني الله عنها .
قال : وإن كنت مستغنيَاً فإني أحب أن تحيي سنة رسول اللّه صلى اللّه صلى الله عليه وآله (2) !!! .
ويبالغون في الكذب فيزعمون أن الرجل إذا اغتسل بعد إرتكابه فاحشة الزنا في المتعة خلق الله تعالى من كل قطرة تقطر منه - سبعين ملكاً يدعون له بالمغفرة ويستغفرون له إلى يوم القيامهّ : عن محمد بن علي الهمداني عن رجل سماه ( !!! ) عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
ما من رجل تمتع ثم اغتسل إلا خلق الله من كل قطرة تقطر منه سبعين ملكاً يستغفرون له إلى يوم القيامة ويلعنون متجنبها إلى أن تقوم الساعة (3) .
وكذلك فإن الأئمة المزعومين يُرَغّبون أتباعهم في اقتراف ذلك ، وإذا لم يكن عنده أجر ذلك ساعده الإِمام المعصوم ( !! ) ماديّاً حتى يستطيع ممارسة الرذيلة : عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال لي : يا أبا محمد تمتعت منذ خرجت من أهلك ؟ قلت : لا ؟
قال : ولم ؟
قلت : ما معي من النفقة يقصر عن ذلك .
قال : فأمر لي بدينار .
قال : أقسمت عليك إن صرت إلى منزلك حتى تفعل (4) .
__________
(1) وسائل الشيعة 14/443 ، بحار الأنوار ج 100 ص 305 .
(2) وسائل الشيعة 14/443 ، بحار الأنوار ج 100 ص 306 .
(3) الوسائل 14/444 .
(4) الوسائل 14/444 .(3/92)
دينار واحد أجرة المتمتع بها فقط ، ولا نستعْزب أن تكون أجرة الزانيات بهذا القدر ، لأن الشيعة تحاول بقدر الإِمكان إزالة العقبات التي تعترض هذا الطريق !! ومن ضمن اعتقادات الشيعة في المتعة أنه لا كفارة لمن حلف بالله تعالى ألاّ يقترف هذه الجريمة ، ويزعمرن أنه من ترفع عنها فهو عاص لله تعالى ووضعت الشيعة في ذلك الكثير من الروايات المكذوبة على لسانْ أهل البيت رضوان الله عليهمّ ، ونضّع بين يدي القارئ الكريم بعض تلك المرويات المكذوبة :
عن علي السَّائي قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام :
إني كنت أتزوج المتعة !!! فكرهتها وتشائمت منها ، فأعطيت الله عهداً بين الركن والمقام وجعلت عليّ في ذلك نذراً أو صياماً أن لا أتزوجها . قال : ثم إن ذلك شقّ عليّ وندمت على يميني ولم يكن بيدي من القوة ما أتزوج به في العلانية .
قال : فقال : لي : عاهدت اللّه أن لا تطيعه ؟ ! واللّه لئن لم تطعه لتعصينّه (1) .
ونحن بدورنا نسأل هذا الرافضي ما سبب كراهته وتشائمه من المتعة الواجبة في دين الشيعة ؟ ثم إنه لم يطق أن يصبر على ذلك لأن الشذوذ متمكن منه ، وأراد أن يلتمس له مخرجاً ، فشكا حاله إلي إِمامه المعصوم !! واستنكر الإمام المعصوم !! يمين هذا الرافضي وأمره بارتكاب المتعة ولا شيء عليه في ذلك !!
وعن جميل بن صالح قال : إن بعض أصحابنا !! قال لأبي عبد الله عليه السلام : إنه يدخلني من المتعة شيء فقد حلفت أن لا أتزوج متعة أبداً . فقال أبوعبد اللّه عليه السلام : إنك إذا لم تطع الله فقد عصيته (2) .
__________
(1) الفروع من الكافي 43/2 ، التهذيب 2/ 186 ، الاستبصار 3/142 ، الوسائل 14/445 .
(2) من لا يحضره الفقيه 2/149 ، الوسائل 14/445 .(3/93)
حتى خرافة سرداب مهديّهم الموهوم فإنه يأمر أتباعه بضرورة المتعة ، وإن أقسم على تركها أغلظ الأيمان : عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري أنه كتب إلى صاحب الزمان عليه السلام يسأله عن الرجل ممن يقول بالحقّ (1) ويرى المتعة ويقول بالرجعة إلا أنّ له أهلاً (2)
موافقة له في جميع أموره ، وقد عاهدها أن لا يتزوج عليها ، ولا يتمتع ولا يتسّرى !! وقد فعل هذا منذ تسع عشرة سنة ، ووفىّ بقوله فربما غاب عن منزله الأشهر فلا يتمتع ولا تتحرك نفسه أيضاً لذلك ، ويرى أن وقوف من معه من أخ وولد غلام ووكيل وحاشية مما يقلّله في أعينهم ، ويحب المقام على ما هو عليه محبة لأهله وميلاً إليها وصيانة لها ولنفسه لا لتحريم المتعة ، بل يدين الله بها فهل عليه في ترك ذلك مأثم أم لا ؟
الجواب : يُستحب له أن يطيع اللّه تعالى بالمتعة ليزول عنه الحلف في المعصية ولو مرّة واحدة (3) .
لا عدد معين في المتعة
عند الشيعة يجوز التمتع بأكثر من أربع عاهرات . وإن كان عنده أربع زوجات زواج دائم ، وذلك لأنهن خليلات مستأجرات فيجوز له أن يجمع ألفاً منهن أو أكثر إذا أراد ، وإليك الروايات الدّالة على ذلك :
ا - عن بكر بن محمد قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن المتعة أهي من الأربع ؟
فقال : لا (4) .
2 - عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ذكرت له المتعة أهي من الأربع ؟
فقال : تزوج منهن ألفاً فإنهن مستأجرات (5) .
3 - عن زرارة قال : قلت : ما يحل من المتعة ؟
__________
(1) أي يتشيع .
(2) زوجة .
(3) الاحتجاج للطبرسي 171 ، الغيبة للطوسي 250 ، الوسائل 14/445 .
(4) الفروع من الكافي 43/2 ، قرب الإسناد للحميري ص 21 التهذبب للطوسي 2/ 188 ، الاستبصار 3/ 147 ، وسائل الشيعة 14/ 446 .
(5) الفروع من الكافي 2 / 43 ، التهذيب 2/188 ، الاستبصار 3/147 الوسائل 14/446 .(3/94)
قال : كما شئت (1) .
4 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في المتعة :
ليست من الأربع لأنها لا تطلق ولا ترث وإنما هي مستأجرة (2) .
5 - عن عمر بن أذينة عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له :
كم يحل من المتعة ؟
قال : فقال : هن بمنزلة الإِماء (3) .
6 - عن أبي بصير قال : سئل أبوعبد الله عليه السلام عن المتعة أهي من الأربع ؟
فقال : لا . ولا من السبعين (4) .
7 - محمد بن علي بن الحسين عن الفضيل بن يسار أنه سأل أبا عبد الله عليه السلام عن المتعة ؟
فقال : هي كبعض إمائك (5) .
أجرة المتمتَّع بها
رغبة من الدين الشيعي في التيسير على معتنقيه في إتيان . مّا شرعه لهم في هذا البغي ، جعلوا أجرة المتمتَّع بها على قدر استطاعته فيجزئ فيه الدرهم والكف من الطعام أو حتى شربة ماء .
عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن متعة النساء ؟
قال : حلال !! وإنه يُجزئ فيه الدرهم فما فوقه (6) .
وعن الأحول قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أدنى ما يتزوج به المتعة ؟ ! قال : كفّ من بُرّ (7) .
وعن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام : عن أدنى مهر المتعة ما هو ؟ ! قال : كف من طعام دقيق أو سويق تمر (8) .
__________
(1) الفروع من الكافي 2 / 43 ، التهذيب 2/188 ، الاستبصار 3/148 الوسائل 14/446 .
(2) الفروع من الكافي 2 / 43 ، التهذيب 2/188 ، الاستبصار 3/148 الوسائل 14/446 .
(3) الفروع من الكافي 2 / 43 ، الوسائل 14/447 .
(4) الفروع من الكافي 2 / 43 ، التهذيب 2/188 ، الاستبصار 3/147 ، من لا يحضره الفقيه 2/149 ، الوسائل 14/447 ، بحار النوار 100/309 .
(5) من لا يحضره الفقيه 2/149 ، الوسائل 14/448 .
(6) التهذيب 2/ 189 ، الفروع للكليني 2/ 45 ، الوسائل 14/ 470 .
(7) التهذيب 2/ 189 ، الفروع للكليني 2/ 45 ، الوسائل 14/ 471.
(8) الفروع 2/ 45 ، الوسائل 14/471 .(3/95)
وعن يونس .. عن أبي عبد الله عليه السلام قال : أدنى ما تحل به المتعة كف طعام (1) .
فما أسهل ارتكاب جريمة الزنا عند الشيعة إذا كان ثمن جسد المرأة عندهم بمثل الذي ذكرناه .
ويجعلون الزنا الصريح زواجاً صداقه شربة ماء فيذكرون : عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : جاءت امرأة إلى عمر فقالت : إني زنيت فطهّرني . فأمر بها أن ترجم . فأخبر بذلك أمير المؤمنين عليه السلام فقال : كيف زنيت ؟ قال : مررت بالبادية فأصابني عطش فاستسقيت أعرابيَاً . فأبى أن يسقيني إلاأن أمكنه من نفسي . فلما أجهدني العطش وخفت على نفسي سقاني فأمكنته من نفسي . فقال أمير المؤمنين عليه السلام : تزويج ورب الكعبة (2) .
فانظر أخي القارئ كيف يفترون على الإمام علي رضي الله عنه .
إن هذه المسألة لو عرضت على صغار طلبة العلم لأفتى بأن هذا زنا يقام عليها الحدّ . فهل إمامهم المعصوم يُحلّ الحرام ؟ ! نحن نكرم علي ابن أبي طالب عن هذا الانحدار والانحطاط الفكري ، ولكن الشيعة لا يهمّهم إلا وضع المرويات التي تؤيد شذوذهم وانحرافهم .
جواز الامتناع عن دفع الأجرة الكاملة للمتمتع بها في حالة رفضها ممارسة الجنس لمدة معينة
أو تبين له أنها متزوجة
__________
(1) الفروع 2/ 45 ، الوسائل 14/471 .
(2) الفروع 2/ 48 الوسائل 14/ 472 .(3/96)
من المبادئ الغريبة في المتعة في الدين الشيعي ، أنه يجوز للرجل أن يرفض دفع الأجرة مقدماً ، بل أنه يحتاط لنفسه ، فربما رفضت البغي مواصلة ممارسة الرذيلة معه ، فحينئذ يجوز له أن لا يدفع أجرة الأيام التي تخلفت عدا أيام الحيض مثَلاً ، إذا اتفق الشيعي مع امرأة على أن يستأجر جسدها لمدة شهر واحد بمبلغ محدد وقدره ستون درهماً مثلاً ، ودفع من الأجرة أربعين وبقي عشرون ، ثم حدث أن تأخرت عنه مدة خمسة أيام ، وانقضت الفترة ، وطالبته بتسديد الباقي ، ففي هذه الحالة لا يحق لها سوى عشرة دراهم فقط ، لأنها لم تواظب على العمل سوى خمسة وعشرين يوماً ، وبما أن أجرة اليوم الواحد درهمان ، فإنها لا تستحق سوى خمسين درهماً لا ستون .
- ولا يستغرب القارئ الكريم من هذا المبدأ في الدين الشيعي ، فكتب الرافضة ، مليئة من هذه النوعية الشاذة .
فهذا أحد الشيعة يريد أن يتمتع ، ولكنه خائف من المرأة التي سوف يقضي معها في ممارسة الجنس أن لا تواظب على ذلك ، واحتار في ذلك ، إن هو دفع الأجرة كاملة مقدماً فربما لا تقضي الفترة كاملة ، وبعد ذلك يتحسر على فعلته ، ففكر في تجزئة المبلغ ، واستشار إمامه المعصوم !! في حالته ، فأذن له بتجزئته :
عن عمر بن حنظلة قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : أتزوج المرأة شهراً فتريد منّي المهر كاملاً ، وأتخوف أن تخلفني ؟ ؟ قال : يجوز أن تحبس ما قدرت عليه ، فإن هي أخلفتك فخذ منها بقدر ما تخلفك (1) .
وأيضأ عن عمر بن حنظلة عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال :
قلت له : أتزوج المرأة شهراً فأحبِسُ عنها شيئاً ؟
فقال : نعم ، خذ منها بقدر ما تخلفك إن كان نصف شهر فالنصف ، وإن كان ثلثاً فالثلث (2) .
وعن إسحاق بن عّمار قال :
__________
(1) الفروع من الكافي 2/ 46 ، وسائل الشيعة 14/ 481 . يحار الأنوار 100/310 .
(2) الفروع من الكافي 2/ 46 ، وسائل الشيعة 14/ 481 التهذيب 2/189 .(3/97)
قلت لأبي الحسن عليه السلام : يتزوج المرأة متعة !! تشترط له أن تأتيه كل يوم حتى توفيه شرطه ، أو يشترط أياماً معلومة تأتيه ، فتغدر به فلا تأتيه على ما شرطه عليها ، فهل يصلح له أن يحاسبها على ما لم تأته من الأيام فيحبس عنها بحساب ذلك ؟
قال : نعم . ينظر إلى ما قطعت من الشرط فيحبس عنها من مهرها !! مقدار ما لم تف ماله خلا أيام الطمث فإنها لها ولا يكون لها إلاّ أحلّ له فرجها (1) .
وعن عمر بن حنظلة قال :
قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : أتزوج المرأة شهراً بشيء مسمى فتأتي بعض الشهر ولا تفي ببعض ؟
قال : يحبس عنها من صداقها مقدار ما احتبست عنك إلا أيام حيضها فإنها لها (2) .
وفي حالة إن علم أن لها زوجاً مقيماً معها بعد الدخول بها ، وقد أعطاها بعض أجرتها ، وأخر الباقي ، فما الحكم في ذلك من واقع الدين الشيعي ؟ الحكم بأنه لا يعطيها ما تبقى من أجرة جسدها ، لأنها على حد زعم الشيعة عصت اللّه تعالى .
عن حفص بن البَخْتري ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال :
إذا بقي عليه شيء من المهر ، رعلم أن لها زوجاً ، فّما أخذته فلها بما استحلّ من فرجها ، ويحبس ، عليها ما بقي عنده (3) .
وعن علي بن أحمد بن أشيم قال : كتب إليه الريان بن شبيب - يعني أبا الحسن عليه السلام :
الرجل يتزوج المرأة متعة ، بمهر معلوم إلى أجل معلوم ، وأعطاها بعض مهرها ، وأخّرته بالباقي ، ثم دخل بها ، وعلم بعد دخوله بها ، قبل أن يوفيها باقي مهرها ، أنها زوّجته نفسها ولها زوج مقيم معها ، أيجوز له حبس باقي مهرها أم لا يجوز ؟ فكتب : لا يعطيها شيئاً لأنها عصت اللّه عز وجل (4) .
__________
(1) الفروع من الكافي 2/46 ، وسائل الشيعة 14/ 481 .
(2) من لا يحضره الفقيه للصدوق !!! ج 2 ص 149 ، وسائل الشيعة 14/482 .
(3) التهذيب للطوسي 2/189 ، الفروع من الكافي 2/46 وسائل الشيعة 14/482 .
(4) الفروع من الكافي 2/46 ، وسائل الشيعة 14/482 .(3/98)
وهل يوجد دليل أوضح من هذا ، على أن المتعة عند الشيعة ما هي إلا زنا صريح ، والمتعة ما هي إلا الوجه الآخر للزنا ، وهما وجهان لعملة واحدة .
جواز التمتع بالمرأة الواحدة مراراً كثيرة
ولا تحرم في الثالثة ولا في الألف
عند الشيعة يجوز للرجل أن يتمتع بالمرأة الواحدة عدة مرات ، وإن بلغت الألف ، وإن ترادف عليها مئات الرجال . ولا ضير في ذلك ، فإنها بغي مباحة للجميع . ولا بأس بالرجوع إليها كلما كان مسعوراً ، ويرغب في ممارسة الرذيلة ، وهل دين الشيعة إلا شيوعية الجنس !
عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال :
قلت له : الرجل يتزوج المتعة ، وينقضي شرطها ، ثم يتزوجها رجل آخر حتى بانت منه ، ثم يتزوجها الأول حتى بانت منه ثلاثاً ، وتزوجت ثلاثة أزواج . يحلّ للأول أن يتزوجها ؟
قال : نعم ، كما شاء ليس هذه مثل الحُرة ، هذه مستأجرة وهي بمنزلة الإِماء (1) .
وعن أبان عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام : في الرجل يتمتع من المرأة المرّات .
قال : لا بأس يتمتع منها ما شاء (2) .
وعن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام قال :
سألته عن رجل تزوج امرأة متعة ، كم مرة يرددها ويعيد التزويج ؟
قال : ما أحبّ (3) .
فالتمتع بالزانيات لا حدّ له ، وإن ترادف عليها آلاف الرجال ، وكيف يزعمون أنها زوجة ويمكنه إعادتها بعد الرابعة بل المائة ؟
من أراد التجديد فليزد
إذا أراد المتمتع أن يستأنف الدخول بالمتمتع بها بعد انتهاء المدة ، فيجب عليه أن يزيد من أجرتها وليس له عليها عدة وذلك لأن المدة قد انتهت فتطوى صفحة من إجارة جسد المرأة وتبدأ أخرى :
__________
(1) الفروع من الكافي 2/46 ، التهذيب 2/ 191 ، وسائل الشيعة 14/480 .
(2) الفروع من الكافي 2/46 ، وسائل الشيعة 14/480 .
(3) قرب الإسناد 109 ، وسائل الشيعة 14/480 .(3/99)
عن أبي بصير قال : لا بأس أن تزيدك وتزيدها إذا انقطع الأجل فيما بينكما ، تقول لها : استحللتك !! بأجل آخر برضا منها ، ولا يحل ذلك لغيرك حتى تنقضي عدتها (1) .
وعن ابن أبي عفير ، عمن رواه !! قال : إذا تزوج الرجل المرأة متعة كان عليها عدة لغيره ، فإذا أراد هو أن يتزوجها لم يكن عليها عدة ، يتزوجها إذا شاء (2) .
وعن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في حديث قال : فإذا جاء الأجل يعني في المتعة كانت فرقة بغير طلاق ، فإن شاء أن يزيد فلا بد أن يصدقها شيئا قلّ أو كثر (3) .
وعن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللّه عليه السلام في كتابه إليه :
__________
(1) الفروع للكليني 2/45 ، التهذيب للطوسي 2/ 191 ، الوسائل للحر العاملي 14/475 .
(2) الفروع للكليني 2/45 ، الوسائل للحر العاملي 14/475 .
(3) من لا يحضره الفقيه للصدوق 2/150 الوسائل 14/476 .(3/100)
وأما ما ذكرت أنهم يترادفون المرأة الواحدة (1) فأعوذ باللّه أن يكون ذلك من دين اللّه ودين رسوله . إنما دينه أن يحلّ ما أحلّ اللّه ، ويحرم ما حرّم الله ، وإن مما أحلّ الله المتعة من النساء في كتابه !! والمتعة من الحج ، أحلهما الله ولم يحرمهما !! فإذا أراد الرجل المسلم أن يتمتع من المرأة !! فعل ما شاء الله وعلى كتابه وسنة نبيه نكاحاً ؟ ! غير سفاح ما تراضيا على ما أحبّا من الأجر ، كما قال الله عز وجل !! : { فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بهِ مِنْهُنّ فآتوْهُنّ أجُوْرَهُن فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيكُمْ فِيْمَا تَرَاضَيْتُمْ بهِ مِنْ بَعْدِ الفَرِيْضَةِ } (2) إنْ هما أحبّا مدّا في الأجل على ذلك الأجر أو ما أحبا في آخر يوم من أجلها قبل أن ينقضي الأجل مثل غروب الشمس مدّا فيه وزادا في الأجل ما أحبّا فإن مضي آخر يوم منه لم يصلح إلا بأمر مستقبل ، وليس بينهما عدّة إلا لرجل سواه فإنْ أرادت سواه اعتدت خمسة وأربعين يوماً ، وليس بينهما ميراث ، ثم إن شاءت تمتعت من آخْر فهذا حلال لها !! إلى يوم القيامة إن شاءت تمتعت منه أبداً ، وإن شاءت من عشرين بعد أن تعتد من كل من فارقته خمسة وأربعين يوماً ، كل هذا لها حلال على حدود اللّه التي بينها على لسان رسوله ، ومن يتعدّ حدود اللّه فقد ظلم نفسه (3) .
لا ميراث في المتعة
في الدين الشيعي لا ترث الزانية من الزاني وفي إصطلاح الشيعة المتمتع بها من المتمتع :
عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه !! عن أبي عبد اللّه عليه السلام في حديث المتعة قال : إن حدث به ما حدث لم يكن لها ميراث (4) .
__________
(1) هذا شأن المتعة ، أو قل : الزنا عند الشيعة .
(2) انظر قول علماء الإسلام في تفسير هذه الآية الكريمة من هذا الكتاب .
(3) مختصر البصائر 85 ، الوسائل 14/ 476 .
(4) الفروع للكليني 2/47 الوسائل 14/ 486 .(3/101)
وعن سعيد بن يسار عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن الرجل يتزوج المرأة متعة ! ولم يشترط الميراث ؟ قال : ليس بينهما ميراث اشترط أو لم يشترط (1) .
وعن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في حديث قال : ولا ميراث بينهما في المتعة إذا مات واحد منهما في ذلك الأجل (2) .
التمتع بالأبكار
الشيعة تجوّز التمتع بالبكر دون الحاجة إلى أخذ موافقة وليّها أو إذن أبيها : عن زياد بن أبي الحلال قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول : لا بأس أن يتمتع بالبكر ما لم يُفْض إليها كراهية العيب على أهلها (3) .
بمقتضى هذه الرواية بجواز التمتع بالبكر ولكن دون فضّ بكارتها أو بمعنى آخر له الحق في إتيانها من الدبر ، وذلك لولع القوم بهذا الشذوذ ، وقد وردت روايات كثيرة بهذا الشأن عند الشيعة إن هي اشترطت عليه أو خشيت الفضيحة وجلب العار لأهلها .
عن محمد بن أبي حمزة عن بعض أصحابه !! عن أبي عبد الله عليه السلام في البكر يتزوجها الرجل متعة ؟ !! قال : لا بأس ما لم يفتضّها (4) .
وفي رواية أخرى عن أبي سعيد القماط عمن رواه !! قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : جارية بكر بين أبويها تدعوني إلى نفسها سراً من أبويها أفأفعل ذلك ؟ قال : نعم واتق موضع الفرج . قال : قلت : فإن رضيت بذلك ؟ قال : وإن رضيت فإنه عار على الأبكار (5) سبحان اللّه عار عليهن في أن يؤتين من القبل وليس بعار في أن يؤتين من الدبر !!
__________
(1) التهذيب 2/ 190 ، الاستبصار 3/ 150 الوسائل 14/487 .
(2) من لا يحضره الفقيه 2/ 150 الوسائل 14/487 .
(3) الفروع من الكافي ج 2 ص 46 ، وسائل الشيعة 14/457.
(4) الفروع من الكافي ج 2 ص 46 ، وسائل الشيعة 14/458.
(5) التهذيب ج 2 ص 187 ، وسائل الشيعة 14/458 .(3/102)
ولا تخلو مسألة . من المسائل عند الشيعة من التناقض ، بينما يبيحون التمتع بالأبكار توجد روايات تكره التمتع بهن : عن حفص بن البختري عن أبي عبد اللّه عليه السلام في الرجل يتزوج البكر متعة ؟ قاك : يكره للعيب على أهلها (1) .
بينما في رواية أخرى : عن محمد بن عذامز عمن ذكره !! عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : سألته عن التمتع بالأبكار ؟ فقال : هل جعل ذلك إلا لهن فليستترن وليستعففن (2) .
وفي رواية أخرى تنهى عن ذلك : عن أبي بكر الحضرمي قال :
قال أبو عبد اللّه عليه السلام : يا أبا بكر إيّاكم والأبكار أن تزوجوهن متعة (3) . وفي رواية أخرى عن عبد الملك بن عمرو قال : سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن المتعة ؟ فقال : إن أمرها شديد فاتقوا الأبكار (4) .
جواز التمتع بالمتزوجات
لا يوجد في دين من الأديان ولا في مذهب من المذاهب نص يبيح للرجل أن يتزوج امرأة متزوجة إلا في مذهب مزدك وماركس وذلك لشيوعية الجنس وإباحيته عندهما . لأن ذلك من الرذائل التي لا ينبغي للإِنسان إتيانها . وقد تعجب أخي القارئ إن ذكرت لك أن الدين الشيعي يبيح ذلك وينصح أتباعه بإتيانه ولكن يزول ذلك إن وقفت على مروياتهم في هذا الشأن فكتبهم مليئة بهذه النماذج . ورغبة منّا في إيضاح ذلك من منطلق علمي نورد بعض مروياتهم وإليك بعضها :
عن يونس بن عبد الرحمن عن الرضا عليه السلام قال :
قلت له : المرأة تتزوج متعة فينقضي شرطها ، وتتزوج رجَلاً آخر قبل أن تنقضي عدتها ؟
قال : وما عليك ، إنما إثم ذلك عليها (5) .
__________
(1) التهذيب 2/188 الاستبصار 3/146 ، الفروع من الكافي ج 2 ص 46 ، من لا يحضره الفقيه 2/149 ، وسائل الشيعة 14/459 .
(2) التهذيب 2/ 187 ، الاستبصار 3/ 145 ، وسائل الشيعة 14/458 .
(3) فقه الرضا 65 ، وسائل الشيعة 14/ 460 .
(4) فقه الرضا 66 ، وسائل الشيعة 14/ 460 .
(5) من لا يحضره الفقيه 2/149 ، الوسائل 14/456 .(3/103)
وعن فضل مولى محمد بن راشد عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال :
قلت : إني تزوجت امرأة متعة !! فوقع في نفسي أن لها زوجاً ففتشت عن ذلك فوجدت لها زوجاً ؟
قال : ولم فتشت (1) ؟
فإمام الشيعة المعصوم ؟ ! استنكر تفتيش الشيعي عن بعل المتمتع بها لأن ذلك جائز في الدين الشيعي وما دام الأمر كذلك فالبحث والسؤال منهي عنه لأنه في طاعة كما تزعم الشيعة ألا ساء ما يَزِرون !
وعن مهران بن محمد عن بعض أصحابه ؟ ! عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال :
قيل له : إن فلانَاً تزوج امرأة متعة ؟ ! فقيل له : إن لها زوجاً فسألها .
فقال أبوعبد اللّه عليه السلام : ولم سألها (2) ؟
وعن محمد بن عبد اللّه الأشعري قال :
قلت !للرضا عليه السلام : الرجل يتزوج بالمرأة فيقع في قلبه أن لها زوجاً ؟
فقال : وما عليه ؟ أرأيت لو سألها البينة كان يجد من يشهد أن ليس لها زوج (3) ؟
التمتع بالزانيات
عن زرارة قال : سأله (4) عمّار وأنا عنده عن الرجل يتزوج الفاجرة متعة ؟
قال : لا بأس . وإن كان التزويج الآخر ، فليحصن بابه (5) .
وعن علي بن يقطين قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام : نساء أهل المدينة (6) ؟
قال : فواسق .
قلت : أفأتزوج منهن (7) ؟
قال : نعم (8) .
وعن . إسحاق بن جرير قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إن عندنا بالكوفة امرأة معروفة بالفجور أيحل أن أتزوجها متعة ؟ !
قال : فقال : رفعت راية (9) ؟
__________
(1) التهذيب 2/ 187 ، الوسائل 14/ 457 .
(2) التهذيب 2/ 187 ، الوسائل 14/ 457 .
(3) التهذيب 2/ 187 ، الوسائل 14/ 457 .
التهذيب 2/ 187 ، الوسائل 14/ 457 .
(4) يقصد جعفر الضادق رضي الله عنه .
(5) التهذيب 2/ 187 ، الاستبصار 3/ 143 ، وسائل الشيعة 14/ 455 .
(6) يسأله عن إمكانية التمتع بهن .
(7) بالمتعة .
(8) التهذيب للطوسي 2/187 ، الاستبصار 3/143 ، وسائل الشيعة ج 4 1 ص 455 .
(9) علامة تدل على أنها بغي بائعة جسد .(3/104)
قلت : لا . لو رفعت راية أخذها السلطان (1) .
قال : نعم تزوجها متعة !!
قال : ثم أصغى إلى بعض مواليه ، فأسرّ إليه شيئاً . فلقيت مولاه .
فقلت له : ما قال لك ؟
فقال : إنما قال لي : ولو رفعت راية ما كان عليه في تزويجها شيء إنما يخرجها من حرام إلى حلال (2) !!
وعن الحسن بن ظريف قال : كتبت إلى أبي محمد عليه السلام (3) : قد تركت التمتع ثلاثين سنة (4) ثم نشطت لذلك (5) وكان في الحي امرأة وُصِفت لي بالجمال ، فمال قلبي إليها ، وكانت عاهراً (6) لا تمنع يد لامس فكرهتها (7) ثم قلت : قد قال الأئمة عليهم السلام : تمتع بالفاجرة فإنك تخرجها من حرام إلى حلال . فكتبت إلى أبي محمد عليه السلام أشاوره في المتعة !! وقلت أيجوز بعد هذه السنين أن أتمتع (8) ؟ فكتب : إنما تُحيي سنة وتميت بدعة فلا بأس (9) !!
فهذه أخي القارئ نماذج من مرويات الشيعة حول التمتع بالعاهرات ، ولا ندري ما الفرق بين المتعة وبين الزنا وهما في الحقيقة وجهان لعملة واحدة ، هي إشباع الرغبات الجنسية دون ضابط أو رابط . ودين الشيعة مليء بالمتناقضات ، فتارة يرون جواز التمتع بالعاهرات ، وتارة أخرى يُحرم عليهم ذلك وأن فاعلها زان ، فيذكرون أن محمد بن إسماعيل قال :
__________
(1) أي أقام عليها الحد .
(2) التهذيب 2/ 249 ، وسائل الشيعة 14/ 455 .
(3) يقصد الحسن بن علي العسكري .
(4) وما الذي أصبره على ذلك ؟
(5) ربما كان في تلك المدة لا يقوى على ارتكاب الفاحشة !!
(6) وافق شن طبقة .
(7) يخادع بذلك نفسه أو قل : إمامه المعصوم !! لأنه بعد ذلك يفتش في ملف أكاذيب قومه ، لعله يجد ما يوافق شهوته وليبلغ غايته ، وقد ظفر بما يريد ، لأن دينه ودين قومه لا يحرم حراما .
(8) وهل الزنا حلال في وقت وحرام في وقت آخر ؟ ما لكم لا تعقلون ؟
(9) وسائل الشيعة 14/ 455 ، كشف الغمة للأردبيلي 307 .(3/105)
سأل رجل !! أبا الحسن الرضا عليه السلام وأنا أسمع عن رجل يتزوج المرأة متعة !! ويشترط عليها أن لا يطلب ولدها (1) إلى أن قال : فقال : لا ينبغي لك أن تتزوج إلا بمؤمنة أو مسلمة (2) فإن الله عز وجل يقول : { الزَّاني لا يَنْكِحُ إلا زَانِيَةً أوْ مُشْرِكَةً والزانِيَةُ لا يَنكِحُها إلا زاني أَوْ مُشْرِك وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى المُؤْمِنِيْن } (3) .
إعارة الفروج تحت ستار المتعة
عند الشيعة غرائب وعجائب انفردت بها عن سائر الأديان والفرق . ومن هذه الغرائب إعارة الفروج أو نستطيع تسميتها بشيوعية وإباحية الجنس . وهذا المبدأ ثابت في مراجعهم المعول عليها لديهم ، والحقيقة أنني صدمت عندما قرأت هذا الكلام في مراجعهم كيف يّكون هذا ؟ ولكن بعد أن اطلعت على كتب الدين الشيعي زال عجبي بل عددتُه من الأشياء الهينة ، مقارنة بالمناكير التي وجدتها في كتبهم . ولا داعي في الاسترسال ولنستعرض بعض الروايات الدالة على شيوعية الجنس عندهم تحت ستار المتعة :
عن سيف بن عميرة عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لا بأس بأن يتمتع بأمة المرأة بغير إذنها ، فأما أمة الرجل فلا يتمتع بها إلا بأمره (4) .
__________
(1) إذا كان لا يرغب في إلحاق نسب الولد إليه فلماذا يقترف هذا المنكر ؟ ؟ وقد جرت بيني وبين بعض الشيعة محاورة حول دين الشيعة ، وبلغ به الغيظ أن شتمني واتهمنى بأنني ابن ... فأجبته : إنك تعرف نسبي ولو أنني أعرف نسبك لرددت عليك : ولكنكم معشر الشيعة أكثركم أبناء متعة وربما تكون أنت أحدهم بعد ذلك ولى الأدبار ! وانتهت المناقشة !!!
(2) السائل سأله عن نكاح ببغايا متعة ، فأجابه بهذا الجواب .
(3) الكافي في الفروع 2/ 44 ، التهذيب 2/ 191 ، الاستبصار 3 / 153 ، من لا يحضره الفقيه 2/148 ، وسائل الشيعة 2/148 .
(4) الفروع للكليني 2/47 ، التهذيب 2/ 188 ، الاستبصار 3/ 220 الوسائل 14/463 .(3/106)
وعن ابن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : لا يتمتع بالأمة إلا باذن أهلها (1) .
وعن عيسى بن أبي منصور عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لا بأس بأن يتزوج !! الأمة متعة بإذن مولاها (2) .
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الرضا عليه السلام قال :
سألته عمن يتمتع بالأمة بإذن أهلها ؟ قال : نعم . إن اللّه عز وجل يقول : { فانْكِحُوهُنّ بِاذْنِ أَهْلِهِنَّ } (3) .
وهذا وهم وخيال من الإِمام المعصوم ! - إنْ صحّت الرواية - بل هو جهل فاضح بحقيقة الإِسلام . كيف يمكن أن يأمر اللّه تعالى بالزنا وقد حرمه في كتابه الكريم ، وهذه الآية الكريمة في الزواج الشرعي لا في العهر والفجور تحت ستار المتعة ؟ ! والمتعة عند الشيعة لا تحتاج إلى الإِذن والولي ، فكيف يفسر هذا الإِمام بأن هذه الآية تخص المتعة ؟
ومسألة إعارة الفروج ليست مقتصرة على المتعة ، بل إنها معتادة يعملون بها وقت ما يشاؤون ، وقد ورد في كتبهم العديد من الروايات نذكر بعضها على سبيل المثال :
1 - عن الحسن العطار قال : سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن عارية الفرج ؟
فقال : لا بأس به .
قلت : فإن كان منه الولد ؟
قال : لصاحب الجارية إلا أن يشترط عليه (4) .
ونحن نتساءل ما الفرق بين هذا وبين نكاح الاستبضاع السائد في الجاهلية ؟ وهل أصبح هذا الشيعي إلا كالتيس المستعار !
2 - عن عبد الكريم عن أبي جدفر عليه السلام قال :
قلت : الرجل يحل لأخيه فرج جاريته ؟
قال : نعم حل له ما أحل له منها (5) .
__________
(1) الفروع للكليني 2/47 الوسائل 14/467 .
(2) الفروع 2/ 47 ، الوسائل 14/ 464 .
(3) تفسير العياشي 1/ 234 ، الاستبصار 3/ 146 ، التهذيب 2/188 ، الوسائل 14/264 .
(4) بحار الأنوار ج 100 ص 326 .
(5) بحار الأنوار ج 100 ص 326 .(3/107)
وكيف يحل له وطء جاريته وهي ملك يمينه ؟ أبلغ الشذوذ والسعار الجنسي عند الشيعة إلى هذا الحد ؟ يحلون ويحرمون وفق أهواءهم ! وإمامهم المعصوم !!! لا يفقه من دينه إلا تحليل الفروج وإشاعة الفاحشة بين الناس ؟ ! ونحن نعلم علم اليقين أن أهل البيت رضوان الله عليهم بريئون من هذا براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، ونحن لا نناقش الرجال وإنما نناقش الأفكار !
3 - عن محمد بن مسلم قال :
سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن الرجل يكون له المملوكة فيحلها لغيره ؟
قال : لا بأس (1) .
4 - عن حريز عن أبي عبد اللّه عليه السلام : في الرجل يحل فرج جاريته لأخيه ؟
قال : لا بأس في ذلك .
قلت : فإنه أولدها ؟
قال : يضم إليه ولده ويرد الجارية على مولاها (2) .
أأصبحت الإِماء كأي شيء يستعار ثم يُرد ؟ ما بال القوم لا يعقلون ! بأي كتاب أم بأية سنة استحلوا ذلك ؟ !
5 - عن إسحاق بن عمار قال :
سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن غلام وثب على جارية فأحبلها فاحتجنا إلى لبنها ؟
فقال : إن أحللت لهما ما صنعا فطيب لبنها (3) .
6 - عن أبي العباس قال : كَنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام فقال له رجل : أصلحك اللّه ما تقول في عارية الفرج ؟
قال : حرام .
ثم مكث قليلاً ثم قال : لا بأس بأنْ يحل الرجل جاريته لأخيه (4) .
ولا ندري إجابته الأخيرة صدرت بعد ذهاب السائل أم استدرك المعصوم !!! وأجابه ما يعتقده صحيحاً ، لأن الشيعة تزعم أن أئمتهم المعصومين !! يستعملون التقية في إجاباتهم للسائلين .
7 - عند زرارة قلت لأبي جعفر عليه السلام :
الرجل يحل جاريته لأخيه ؟
فثال : لا بأس .
قلت : فإنها جاءت بولد ؟
قال : يضم إليه ويرد الجارية على صاحبها .
قلت : إنه لم يأذن له في ذلك ؟
__________
(1) بحار الأنوار ج 100 ص 326 .
(2) بحار الأنوار ج 100 ص 326 .
(3) بحار الأنوار ج 100 ص 326 .
(4) بحار الأنوار ج 100 ص 327 .(3/108)
فقال : إنه قد أذن له وهو لا يدري أن يكون ذلك (1) .
ربما أذن له أن ينكحها من الدُّبر ولم يأذن له من القُبُل ، لذلك فإنه فوجئ بالحمل ، والرواية التالية تبين أن الشيعة لهم أن يشترطوا أن لا ينكحها من القبل وأن لا يفتض بكارتها وإنه إن فعل فيغرم عُشر قيمتها : عن الفضيل بن يسار قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إن بعض أصحابنا روى عنك أنك قلت : إذا أحلّ الرجل لأخيه المؤمن !!! جاريته فهي له حلال ؟
قال : نعم يا فضيل .
قلت : ما تقول في رجل عنده جارية له نفيسة وهي بكر أحلّ ما دون الفرج (2) أله أن يفتضّها ؟
قال : ليس له إلا ما أحل له منها ، ولو أحل له قبلة منها لم يحل له سوى ذلك .
قلت : أرأيت إن أحل له دون الفرج فغلبت الشهوة فأفضاها ؟
قال : لا ينبغي له ذلك .
قلت : فإن فعل يكون زانياً ؟
قال : لا ولكن خائناً ويغرم لصاحبها عشر قيمتها (3) .
أيكون الزنا من القبل فقط ، ومن الدبر حلالاً لا شيء فيه ؟
جواز الاستمتاع بالدبر دون الفرج في المتعة
من شدة ولع الشيعة بنكاح الدبر أجازوا فعل ذلك في المتعة ، إن اشترطت عليه . وهذا شذوذ من نساء الشيعة وحماقة تضاف إلى حماقات الشيعة وسخافاتهم .
عن عمار بن مروان عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
قلت : رجل جاء إلى امرأة فسألها أن تزوجه نفسها (4) .
فقالت : أزوجك نفسي على أن تلتمس مني ما شئت من نظر والتماس ، وتنال مني ما ينال الرجل من أهله إلا أن لا تدخل فرجك في فرجي وتتلذذ بما شئت فإني أخاف الفضيحة .
قال : ليس له إلا ما اشترطت (5) .
__________
(1) بحار الأنوار ج 100 ص 327 .
(2) أي يجوز له أن ينكحها من الدبر .
(3) بحار الأنوار ج 100 ص 327 .
(4) زواج متعة .
(5) الفروع من الكافي 2/48 ، التهذيب 2/ 191 الوسائل 14/ 491 وللمزيد انظر : فصل « الخميني ونكاح الدبر » من كتابنا « مؤلفات الخميني دراسة وتحليل » - الذي سوف يصدر قريبا إن شاء الله تعالى .(3/109)
ما شاء اللّه كيف تخشى الفضيحة وقد باعت جسدها لمسعور ؟ وكيف تخشى الفضيحة وهي تمكن رجلاً غريباً من الاستمتاع بها مقابل دريهمات معدودة ؟ وما هو مقياس الحياء عند نساء الشيعة ؟ أفتونا يا حاخامات قم والنجف وذلك لأن مقياس الشرف والعفة مختلف فيه ، بانتظار إجابتكم ، راجين لكم دوام العفة والطهر ولنسائكم .
فالمتعة عند الشيعة ما هي إلا وجه آخر لعملة الزنا والإِباحية الجنسية وفي ذلك يقول د . محمد الأحمدي أبو النور : هكذا لا ولي ولا شهود ، بل حرية للمرأة في أن تلبي داعي الجنس مع من تشاء وبما تشاء ، وفي المدة التي ترتضيها ، لتجدد المدة مرة أخرى ، أو لتبحث عن صيد جديد وأجر آخر لمدة أخرى في سوق المتعة ؟ !
ولا نفقة ! بل أجر كالجُعْل والهدية التي يقدمها الرجل لخليلته وصديقته نظير متعته ، والعلاقة مادية صرفة فلو أخلت ببعض المدة أخذ منها بعض الأجر . ولا طلاق ولا ميراث .. اذن لا زوجيه ؟ !
ولا حد لمن يريد أن يستمتع بهن في مدة واحدة - ولا حرمة بين المرأة وعمتها أو خالتها إذا أراد أن يجمع بينهما !
ولا نسب يلتحق إجباراً .. ولا علاقات إنسانية ، ولا التزامات أسرية ، ولا نظر إلى تكوين لبنة قوية من وراء هذه العلاقة لمجتمع قوي ، بل إباحية وشيوعية للمتعة ما كان يحلم بها « مزدك » لأنها تريد أن تتزيا بزي الشرع والقانون (1) .
خاتمة الكتاب
هذا أخي القارئ ما يسر اللّه تعالى جمعه وتبويبه والتعليق عليه في مسألة المتعة وتفريعاتها عند الشيعة الاثني عشرية الشنيعة ، لعلهم يقرؤون ما أوردناه هنا فيكون ذلك سبباً في رجوعهم عن باطلهم ، وعودتهم عن إفكهم وضلالهم ، إن هم فكروا وتأملوا !
ولنا مع الشيعة جولات أخرى حتى يرجعوا عن عقائدهم المضلة ، وأفكارهم المختلّة .
وباللّه وحده التوفيق
المؤلف
فهرس الكتاب
الموضوع ... ... ... ... ... ... ... رقم الصفحة
__________
(1) - منهج السنة في الزواج ص 225 .(3/110)
مقدمة الاستاذ نظام الدين محمد الأعظمي
مقدمة المؤلف
موقف عمر رضي الله عنه من نكاح المتعة والرد على من أنكر التحريم
مؤقف آل البيت من نكاح المتعة
الروايات المنسوبة إليهم ومناقشتها
افتراءات الشيعة على بعض الصحابة والرد عليها
احتجاجهم بآية { فَمَا اسْتَمْتَعْتُم به منْهُنّ } ، والرد عليهم
غرائب وعجائب المتعة عند الشيعة ...
لمن تحل المتعة ؟
صيغة المتعة عند الشيعة
المتعة من أركان الإيمان عندهم
ترغيبهم في المتعة
لا عدد معين في المتعة
أجرة المتمتّع بها
من تخليطاتهم
جواز التمتع بها عندهم مراراً
من أراد التجديد فليزد
جواز التمتع بالمتزوجات
إعارة الفروج تحت ستار المتعة
جواز الاستمتاع بالدبر دون الفرج في المتعة
خاتمة الكتاب(3/111)
محمد مال الله
أيلتقي النقيضان؟!
( حوار مع فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي)
دار أهل البيت للطباعة والنشر والتوزيع
حقوق الطبع محفوظة للمؤلف
رمضان المبارك 1422هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
... الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن إقتفى أثرهم إلى يوم الدين 0
... وبعد ،،،
... لا توجد خصومة شخصية بيني وبين فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله تعالى ورعاه ، ولكن كلامه الذي قاله عبر قناة الجزيرة الفضائية وعلى الهواء مباشرة في سبتمبر 1998م وماسطّره في بعض كتبه، إفتتن به كثير من الشباب المسلم ، فكان من الواجب الرد على فضيلته ، وقد دأب علماؤنا السابقون على الرد ، مع الفارق في حالتنا هذه ، حيث إنني لست من العلماء ولا من طلبة العلم ، وفضيلة الشيخ الدكتور من الأعلام في الساحة الإسلامية ، وكلامه موضع قبول وتقدير لدى شريحة كبيرة من المثقفين ، ولا يضير فضيلة الشيخ الدكتور القرضاوي حفظه الله ورعاه ، إن ردّ عليه طويلب علم مثلي ، فإن الحق لا يعرف صغيراً ولا كبيراً ، وإن الحق لا يعرف بالرجال ، ولكن إعرف الحق تعرف أهله كما قال علي رضي الله عنه0
وأرجو مخلصاً أن يراجع فضيلة الشيخ القرضاوي حفظه الله تعالى كلامه الذي تفوّه به على الملأ وسطرّه في بعض كتبه ، فإن كان ما أوردناه في هذا الكتاب حقاً ، فأعتقد أن الشيخ الموقر مطالب بالرجوع إلى الحق ولا يضيره ذلك، وإن كان غير ذلك ويملك من الحجج والبراهين ما ينقض ما أوردناه في هذا الكتاب ، فإننا على إستعداد لنشر رده بالصورة التي يرتضيها فضيلته ، شريطة أن يذكر ذلك من واقع مراجع الشيعة المعتمدة وليس من كلام المعاصرين الذين يتدثرون برداء التقية ، فإن المعاصرين من الشيعة ليسوا بحجة إذا ما قارناهم بعلمائهم السابقين 0(4/1)
واليك أخي القارئ عرضاً سريعاً لما جاء في البرنامج(1)[1]) :
__________
(1) نقلاً عن مجلة "الفجر" الصادرة عن مركز الإعلام الإسلامي بالدانمارك، العدد 44 شعبان 1419هـ ص 13 – 15 وقد نشرت المجلة عدة حلقات بعنوان" لا يا دكتور 00 فالرافضة أعداؤنا 00 وليسوا إخواننا " للأستاذ مصطفى المصراتي إبتداء من العدد المذكور وعنوان المجلة لمن يرغب في الحصول على المقالات هو:
MAJALIT AL _ FAJR
VESTERBROGADE 208
1800 FREDERIKSBERG C - DENMARK0وقد عرضت ما ورد في المجلة على أحد الأخوة الذين لديهم تسجيلاً لبرنامج " الشريعة والحياة" الذي إستضاف فضيلة الشيخ = القرضاوي فأكد ّصحة هذا الكلام، وقد شارك في البرنامج هاتفياً ما يُسمّى "التسخيري" الذي هو ألّد أعداء أهل السنة وجهوده التبشيرية بالدين الشيعي في أفريقيا وجنوب شرق آسيا واضحة لا يستطيع هو أو من يدين بدينه أن يُنكرها ، وهو أعمدة الإرهاب في نظام الآيات في إيران ، والعجيب بل المدهش أن التسخيري عضو في مجمع الفقه الإسلامي 0(4/2)
بدأ الدكتور حديثه ببيان تحذير الإسلام من النزاع والتخاصم ، وحثّه على الوحدة والتصالح ، ثم دخل في صلب القضية ، وأبدى قلقه الشديد تجاه ما هو حاصل بين حركة وطالبان وإيران ، ودفعه قلقه وخوفه من نجاح ( إسرائيل الصهيونية العالمية والصليبية العالمية والقوى المعادية للإسلام وأمته وحضارته وأهله ) في محاولة إشعال حرب (دينية خالصة) بين السنة والشيعة ، دفعه إلى الإتصال بـ ( أخي وصديقي آية الله العلامة الشيخ التسخيري – وتحدثت في هذا وحدثني 00 لأني حريص على أن لا يسفك دم بغير حق(1)[2]) ) 0
تسخيري بدأ مداخلته بالإشادة بالدكتور القرضاوي والثناء عليه حيث قال : ( أود قبل كل شيء أن أُحيّ سماحة الدكتور القرضاوي ، هذا الرجل الداعية المجاهد في سبيل الحق ، ولقد عرفته فقهياً ومبلّغاً ومتحرقاً للقضية الإسلامية (2)[3]) ) 0
__________
(1) لا أدري إذا كان فضيلة الشيخ القرضاوي تحدث مع التسخيري حول دماء أهل السنة الأبرياء في إيران التي أُريقت بغير ذنب ، أو أنه تكلم معه من أجل السماح لأهل السنة ببناء مسجد واحد أسوة باليهود والنصارى في طهران ، أم تغاضى فضيلة الشيخ القرضاوي عن كل هذا حفاظاً على الودّ مع الصديق التسخيري والطغمة الحاكمة في إيران 0
(2) أحسد التسخيري على هذه التقية العجيبة ، والتسخيري يعلم قبل غيره أن فضيلة الشيخ القرضاوي وأهل السنة جميعاً كفّار مخلدون في النار كما تنطق روايات الشيعة بذلك ، ثم ألا يستحي التسخيري أن يُكيل هذا المديح للشيخ القرضاوي الذي هو – وسائر أهل السنة – عند الشيعة أنجس من الكلب واليهود والنصارى 0 ولكن مفعول التقية العجيب الذي يتعاطاه الشيعة يأتي بأكثر من هذا 0(4/3)
... بعدها بدأ تسخيري في بثّ جملة من الإدعاءات الكاذبة والتُهم الباطلة ، وذلك بوصفه لثورة الخميني بـ(الكيان القرآني) التي (أوجدت أملاً كبيراً في الجماهير بالغد القرآني) والتي (جعلتها أمريكا والعدو الصهيوني العدو رقم واحد لها(1)[4]) ) 0
... وأضاف متحدثاً عن طالبان ( مواقف طالبان اليوم حلقة من حلقات التآمر على الثورة الإسلامية(!!!) ) التي إستهدفتها ( ولكن من جهتها الشرقية هذه المرة ) 0
وتسائل تسخيري ( أي إسلام هذا يعمل على زعزعة أمن دولة القرآن(2)[5]) أو التشكيك في أهدافها ؟)
__________
(1) انظر الفصل الرابع من هذا الكتاب ،وكيف أن أمريكا والكيان الصهيوني جعلوا إيران " الحبيبة الأولى" لا "العدو رقم واحد " كما يزعم هذا الرافضي الذي لا يخجل من كذبه ودجله 0
(2) لا أدري عن أي قرآن يتحدث التسخيري عنه ، أهو القرآن المتداول بين المسلمين ؟ أم القرآن الذي سوف يأتي به مهدي الشيعة في آخر الزمان ويعلّم الناس قراءته ؟ ، فإذا كان الأول فأظن أن التسخيري ومن يدين بدينه أبعد الناس عن الحديث عن هذا القرآن ، وإذا كان الثاني فهو على حق 0 ولكن متى يأتي هذا المهدي فالشيعة قد طال بهم الإنتظار لهذا السراب ، وانظر الفصل الأول من هذا الكتاب لتكون على علم بنوعية القرآن الذي يتحدث عنه التسخيري ومن يدين بدينه 0(4/4)
... وأكدّ على ( إن إلهاء الثورة الإسلامية(!!!) يصب في خانة سياسات الإستكبار العالمي التي تدرجت في ضرب الثورة (1)[6]) )0
... وهاجم تسخيري بشدة حركة طالبان زاعماً أنهم ( شوهوا الكثير من القيم ) و ( عرضوا صوراً كثيرة خاطئة للإسلام ) وأنهم ( يعملون على إلهاء الثورة الإسلامية(!!!) وضرب أمنها الإجتماعي وضرب أمنها السياسي )0
... وحول دور إيران أيام الجهاد الأفغاني إدّعى تسخيري أن إيران (خدمت الثورة والجهاد الإسلامي في أفغانستان خدمة كبرى ) موضحاً( إننا نؤوي على ربوعنا أكثر من مليوني أفغاني منذ عشرين عاماً قاسمناهم لقمة عيشنا00 وسنبقى كذلك 00 لقد قدمنا الكثير من الخدمات لأفغانستان ) 0
... الدكتور القرضاوي علّق على حديث تسخيري قائلاً: والله كنت أتوقع من صديقنا العلامة الشيخ التسخيري لهجة أخفّ وأحكم من هذه اللهجة ، لأن هذه اللهجة في الحقيقة كما أشرت هي تُصعّد ، ونحن لسنا في حاجة إلى التصعيد0
وأبدى الدكتور القرضاوي إعجابه بتصريحات وزير الدفاع الإيراني التي قال فيها : إن إيران لن تُستدرج إلى حرب لم تُقرّرها، ووصف تلك التصريحات بأنها (غاية الحكمة) 0
... وحول الخلاف بين السنة والشيعة ، تساءل الدكتور القرضاوي ( لماذا لا يسعى المسلمون إلى نوع من التعايش والوفاق مهما تكن القضايا التي بينهم ؟) 0
__________
(1) ونحن نسأل التسخيري : هل الجماعات التخريبية المدّربة في إيران ولبنان من قبل الشيعة حينما قامت بالتخريب والقتل في بعض دول الخليج العربي يصب في خانة الإستكبار أم في خانة التشيع 0 وطالبان في موقف الدفاع لا الهجوم وقد فصّلنا القول في الفصل الثالث من هذا الكتاب 0 ولا ندري أهو حلال لإيران أن تُدّرب وتزرع جواسيسها وعناصرها التخريبية في دول الخليج العربي وحرام على طالبان الدفاع عن سيادة أراضيها ؟0لا أدري بأي منطق يتكلم هذا التسخيري ؟ 0(4/5)
... وخطّا الدكتور القرضاوي قتل حركة طالبان الدبلوماسيين الإيرانيين قائلاً ( لا نوافق على ما فعلته طالبان في قضية الدبلوماسيين ، والدبلوماسيون مصونون شرعاً والرسل لا تُقتل ) 0
... وعاد التسخيري إلى الحديث من جديد، وبعد أن أبدى تقديره لـ(سماحة الشيخ) و لـ(روحه الغالية وغيرته على الوحدة ) إدّعى أن ( مسألة الشيعة والسنة) هما ( جناحان للأمة الإسلامية تطير بهما ، وإن أي تفرقة بينهما في الواقع تأتي من عدو!!!) 0
... وتخرصات التسخيري تذكرني بقصيدة قرأتها منذ فترة ليست بالقصيرة ، هذه القصيدة بعنوان " الديك والثعلب " وفيما يلي نصها :
ظهر الثعلب يوماً
... ... في ثياب الواعظينا
ومشى في الأرض
... ... ويسب الماكرينا
ويقول الحمد لله
... ... إله العالمينا
يا عباد الله توبوا
... ... فهو كهف التائبينا
واطلبوا الديك يؤذن
... ... لصلاة الصبح فينا
فأتى الديك رسول
... ... من إمام الماكرينا
عرض الأمر عليه
... ... وهو يرجو أن يلينا
فأجابه الديك عُذرا
ً ... ... يا أضلّ00 المهتدينا
مخطئ من ظن يوما
ً ... ... أن للثعلب دينا
... فهل نملك نحن حصافة الديك في التعامل مع الشيعة ؟ أم إننا ننخدع بالشعارات الجوفاء التي يرفعون لواءها ، وهي في الحقيقة تخدير للذين يجهلون حقيقتهم ومقاصدهم ، فهل أطمع أن يصبح المسلمون في حصافة هذا الديك الذين عرف مُسبقاً أراجيف وزيف كلام الثعلب وإن لبس مسوح التقوى والصلاح؟0(4/6)
... الدكتور القرضاوي أبدى إعجابه مرة أخرى بإيران وقوتها العسكرية قائلاً ( حينما صنعت جمهورية إيران الإسلامية!!! صاروخها الشهاب الثاقب(1)[7]) 00كدت أطير من الفرح) والسبب لأن ( هذه كلها قوة للأمة الإسلامية )0 وأضاف ( نحن في حاجة إلى أن ندخر هذه القوى لنستخدمها ضد أعدائنا الذين يغتصبون أرضنا ويسفكون دمائنا ،وينتهكون حرماتنا ، ولا يبالون بأحد منا ، ولا يرعون لأحد حرمة ، ولا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة ) 0
... وتحدّث الدكتور القرضاوي عن زيارته الأخيرة إلى إيران التي إلتقى فيها الساسة الإيرانيين فقال ( زرت إيران منذ عدة أشهر ، ووجدت تجاوباً طيباً ، وحرصاً على التقريب بين المذاهب الإسلامية ، والشيخ التسخيري يتبعه مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية ) 0
وأبدى الدكتور إعتراضه على بعض سياسات حركة طالبان خصوصاً تلك المتعلقة بعمل المرأة وتعليمها ، إلا أنه قال ( إن الواجب الإسلامي يقتضينا أن نرشد حركة طالبان وأن ننصح لهم وكما ننصح للإيرانيين ) 0
__________
(1) هل يعلم فضيلة الشيخ القرضاوي وجهة هذا الصاروخ ؟أهو موّجه ضد اليهود أم ضد أهل السنة في الخليج وشبه الجزيرة العربية ؟ وهل يعلم فضيلة الشيخ سبب تسمية الصاروخ بالشهاب الثاقب ؟ 0 أقول مجرد تخمين : بما أن أهل السنة عند الشيعة شر من اليهود والنصارى وإنهم كفّار ردة وهو أغلظ من الكفر الأصلي صنعوا لهم هذا الصاروخ لإبادتهم ، وقد ألّف أحد علمائهم كتاباً أسماه " الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب " ، ربما جاءت هذه التسمية تيمناً بإسم هذا الكتاب ، والصاروخ إنما هو "الشهاب الثاقب في إبادة النواصب "0(4/7)
... ثم عاد الدكتور ثانية إلى الخلاف بين السنة والشيعة فقال : ( ليكن سني وشيعي ، وإنما أليس يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله ؟00 إنما أليس يصلون إلى قبلة واحدة 00 نستطيع أن نجتمع على الحد الأدنى الذي لابد منه(1)[8]))0
... مشاهد من السويد يُدعى( أبو فاطمة) سأل الدكتور القرضاوي : ( كيف للشيخ القرضاوي أن يواخي نفسه وبين الشيخ الشيعي 00الذين يسبون عائشة والصحابة ؟ كيف تواخي بينهم وبين المسلمين الذين يجاهدون في سبيل الله )0
... وكان رد الدكتور على السؤال ) أنا أريد أن أقول للأخ نحن لسنا في محاكمة للمذهب الشيعي أمام مذهب السنة أو العكس ، نحن الآن نريد المصالحة 00 لا نريد أن نزيد النار إشتعالاً00 الكلام الذي يقوله الأخ هو أيضاً في طريق التصعيد ، نحن لا نريد التصعيد 00 الشيعة لنا إنتقادات عليهم ولكن ليس معنى هذا أنه ليس هناك موضع للقاء ، أنا أقول هناك موضع لقاء ) 0
__________
(1) وما الحد الأدنى الذي يمكن أن نتفق مع الشيعة ؟، ولا يخفى على فضيلة الشيخ أن هناك حد أدنى للإتفاق مع اليهود والنصارى والشيوعيين والرأسماليين والهنادكة والبوذيين وكافة الأديان والمذاهب في العالم ، فلماذا لا نتحد معهم؟ 0 أيمكن أن نتحد مع الشيعة وهم يُكفروننا ويعتقدون بتحريف القرآن ويسبون الصحابة ويلعنون سلف هذه الأمة ؟0 بأي عقل ومنطق يتكلم فضيلة الشيخ ؟0 هل يريد الشيخ أن ننسلخ من إسلامنا ونعتنق دين الشيعة ؟ أم يريد منا أن نُصبح ونمسي ونحن نلعن خيار البشر بعد الأنبياء عليهم السلام ؟ 0 إن التمييع في هذه القضايا لا يمكن لعاقل أن يُقرّه 0 نحن والشيعة نسير في خطين متوازيين لا يمكن أن نلتقي مهما إمتدت الخطوط 0 وهذه هي الحقيقة شئنا أم أبينا 0(4/8)
وإنبرى الدكتور القرضاوي من جديد للدفاع عن رافضة إيران وإلتماس الأعذار لهم وكأنه ناطق بإسم حكومة طهران ، وذلك من خلال الإجابة على سؤال طرحه أحد المشاهدين وهو : أين كانت إيران حينما دخل السوفيت أفغانستان ؟ وكان جوابه : ( السوفيت دخلوا أفغانستان 00 يمكن قبل أن تقوم الثورة الإيرانية 00 حين قامت الثورة قامت عليها المشاكل من أول يوم ، ودخلت في حرب مع العراق إستمرت عشر سنوات!!! وبعدين هي ساعدت في حرب إيران( كذا قال والسياق يقتضي أن تكون وبعدين هي ساعدت في حرب أفغانستان) واستقبلت اللاجئين كما قال الشيخ التسخيري ) 0
... وأضاف :( وأنا في الحقيقة لا أحب هذه اللهجات التي تزيد من حدة التوتر) مؤكداً أن (هناك إمكانية التعايش ، وهناك يمكن أن نقف على أرضية مشتركة تقاوم أعداء الإسلام ، ونتعاون فيما ينفع الأمة الإسلامية ، يكفي أن إيران واقفة ضد إسرائيل !!! وتعتبر العدو الأول للقوى الصهيونية والصليبية ، فلولا أن لها موقف سليم ما فعل هؤلاء معها ، ولا وقفوا معها هذا الموقف ) 0
... وعندما تحدث أحد المشاهدين عن إن إيران طوال التاريخ لم تقدّم للإسلام شيئاً ، وإن ما يحدث هو فرصة ذهبية لإيران لتثبت العكس ، قال الدكتور القرضاوي معلّقاً( أنا فقط أُريد 00 الأشياء التي من شأنها تزيد التوتر 00 أرى أن نغضّ الطرف عنها الآن ، نحن الآن في سبيل الإصلاح ) 0
... ( وأما الخلاف المذهبي 00 حقيقة السنة والشيعة ، وهذه الأشياء 00 هذه يمكن أن يلتقي فيها العلماء ويناقشوا ، ويكون هناك أشياء في ظل الحرص على وحدة الأمة ، وفي ظل العمل على التوفيق قدر الإمكان ، فهذا هو الرأي الذي ينبغي أن نتبناه ولا نتركه ) 0
... وختم الدكتور القرضاوي حديثه : ( لا نريد أن يأخذ (الخلاف بين طالبان وإيران) الشكل المذهبي بين السنة والشيعة 00 فهذا خطر ينبغي أن نسد بابه ما إستطعنا ) 0(4/9)
... هذا ملخص ما تفضّل به الشيخ القرضاوي وما إدعاه التسخيري في ذلك البرنامج 0
... وأرجو أن يتسع صدر فضيلة الشيخ القرضاوي للنقد البناء وليس هدفنا التشهير به أو النيل منه ، ولكن من واجب المسلمين الدفاع عن عقيدتهم ودينهم ولا يسمحون لكائنٍ من كان النيل من عقيدة الأمة ، وأظن أن فضيلة الشيخ يشاطرني هذا الرأي 0
... وقد إنتهجت في ردّي على فضيلته نهجاً علمياً بحتاً مع الأدب في مناقشتي لفضيلته ، وهذا ما يلاحظه القارئ الكريم لهذا الكتاب المتواضع ، وهذا الأسلوب هو الذي أرتضيه لنفسي في مناقشة الأفاضل أمثال الشيخ حفظه الله تعالى 0
... وقد راعيت الإختصار قدر الإمكان ولو أردنا الإسترسال لطال بنا المقام ولإحتجنا إلى أضعاف الكتاب وجعلت مدار هذا الكتاب على أربعة فصول :
... الفصل الأول : عقيدة الشيعة في القرآن الكريم : رددت على فضيلة الشيخ في مسألة التحريف وذكرت له أكثر من أربعمائة نموذج من الآيات التي يزعم الشيعة أنها محرّفة وذلك من مصادرهم 0إضافة إلى ذكر علمائهم القائلين بالتحريف ، وهذا الفصل أطول فصول الكتاب لأهميته في بيان عقيدة القوم في كتاب الله عز وجل الذي ينبغي أن يكون المصدر الأول الذي يجب أن نتفق عليه ، وإذا كنّا لا نتفق على القرآن الكريم فعلى أي شيء نتفق ؟0
... الفصل الثاني : عقيدة الشيعة في أهل السنة : استعرضت خلاله نظرة الشيعة إلى أهل السنة وبيان حكمهم من أوثق المراجع الشيعية في الماضي والحاضر ، وهو بمثابة رد على من يقولون بإمكانية التقريب بين المسلمين والشيعة، وأرجوا أن يقرأه فضيلة الشيخ القرضاوي بأناة وتمعن ،وبعد ذلك يسأل نفسه : هل حقاً أن هناك إمكانية للتقريب بين أهل السنة والشيعة ؟ 0
... الفصل الثالث : إيران وحركة طالبان : وهذا الفصل محاولة للرد على الشيخ في دفاعه عن إيران وكيل التهم لحركة طالبان 0(4/10)
... الفصل الرابع : إيران والشيطان الأكبر (أمريكا) والعدو الصهيوني : وهو دحض لمقولة الشيخ القرضاوي بأن الغرب الصليبي واليهود يناصبون إيران العداء ، وقد بينت في هذا الفصل العلاقة الحميمة بين الشيطان الأكبر واليهود مع الدولة التي يزعم الشيخ القرضاوي بأنها دولة إسلامية (!!!) 0
... وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين 0
أبو عبد الرحمن
محمد مال الله
12 جمادى الأولى 1421هـ 0
الفصل الأول
عقيدة الشيعة في القرآن الكريم
... ذهب أكثر علماء الشيعة أمثال الكليني صاحب الكافي ، والقمي صاحب التفسير ، والمفيد ، والطبرسي صاحب الإحتجاج ، والمجلسي ، وغيرهم من علماء الشيعة – وسيأتي ذكر الباقي منهم – إلى القول بتحريف القرآن ، وأنه أُسقط من القرآن الكريم كلمات بل آيات ، حتى إن بعض علمائهم المتأخرين ويلقبونه بخاتمة المحدّثين " النوري الطبرسي صنّف كتباً أسماه " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب " ، أورد فيه كلام علماء الشيعة القائلين بالتحريف ، غير أن بعض علماء الشيعة أمثال الطوسي صاحب التبيان ، والمرتضى الذي هو ثاني إثنين شاركا في تأليف " نهج البلاغة " المنسوب زوراً وبهتاناً إلى علي رضي الله عنه ، والطبرسي صاحب مجمع البيان ، والبعض منهم في العصر الحاضر أنكروا التحريف 0
... ربما يظن القارىء المسلم أن ذلك الإنكار صادر عن عقيدة ، بل إن الواقع إنما صدر منهم ذلك لأجل التقية التي يحتمون بها لاسيما من المسلمين 0
... وفي ذلك نقل النوري عن الجزائري صاحب "الأنوار النعمانية" قوله : إن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن0(4/11)
... وقال الجزائري أيضاً : إن الأخبار الدالة على ذلك تزيد على ألفي حديث وإدّعى إستفاضتها جماعة كالمفيد والمحقّق الدامادا والعلامة المجلسي وغيرهم ، بل الشيخ(1)[9]) أيضاً صرّح في التبيان بكثرتها ،بل إدّعى تواترها جماعة(2)[10]) 0
وأما إنكار المرتضى للتحريف فيرد عليه أحد علماء الشيعة الهنود في كتابه "ضربة حيدرية" 2/81 بقوله : فإن الحق أحق أن بالإتباع ، ولم يكن السيد
علم الهدى معصوماً حتى يجب أن يُطاع، فلو ثبت أنه يقول بعدم النقيصة مطلقاً لم يلزمنا إتباعه ولا خير فيه "0
... وبعد هذا البيان الموجز نجد الشيخ القرضاوي يقول في كتابه " المرجعية العليا في الإسلام " ص 14 : قد يقول البعض: إن الشيعة الجعفرية الإثنا عشرية يقولون بأن القرآن الحالي لا يحتوي على الوحي المُنزّل من عند الله 0 وهذا مذكور في الكافي وفي بعض كتبهم 0 ولكن المحققين منهم (!!!) يرفضون هذه الروايات ، ويعتبرونها من كلام الإخباريين والعمدة هم الأصوليون ، ولهذا لا يوجد عند الشيعة مصحف غير مصحف سائر المسلمين ، فهو الذي يطبعونه ، ويُحفّظونه لأولادهم ، ويذيعونه في إذاعاتهم وتلفازهم ، ويُفسرّونه في كتبهم ، وهم مجمعون(!!!) على أن ما بين دفتي المصحف كلام الله بيقين ، أما السنة فهم لا يرفضونها من حيث المبدأ ، ولكن يشرطون أن تُروى عن طريق رجالهم وحدهم ، وهذا ما نُنكره عليهم ، كما أنهم يضمون إلى سنة النبي ( سنة الأئمة الإثني عشر المعصومين في إعتقادهم ، وهو ما نخالفهم فيه أيضاً 0
... هذا الكلام غريب جداً أن يصدر عن الشيخ القرضاوي ، أهو ناتج عن جهل الشيخ بعقيدة الشيعة في القرآن الكريم ؟ أم محاباة للشيعة الذين يزورهم في إيران ؟ 0
__________
(1) أبو جعفر الطوسي 0
(2) 10]) فصل الخطاب للنوري ص227 0(4/12)
أما الإحتمال الأول فهو بعيد جداً ، فالشيخ عالم بخفايا الشيعة ومعتقداتهم ، وقد حدثني بعض المدافعين عن الشيخ القرضاوي بأنه حاضر في جلسة خاصة عن الشيعة وبيّن أخطائهم العقائدية ، وإن الشيخ لا يجهل عقائد الشيعة ، بل إنه على علم بأصولهم ومعتقداتهم ، ولكن الشيخ القرضاوي لا يستطيع أن يجاهر بذلك مراعاة للشيعة وإن التصريح بذلك يفتح عليه جبهة هو في غنى عنها 0 والإحتمال الثاني الذي أطمئن عليه وأميل اليه، أن الشيخ القرضاوي متساهل جداً جداً في هذه المسائل لئلا يفقد صلة الوّد مع الشيعة ، والشيخ لم ينفرد بهذا الموقف بل له سلف في ذلك 0وليت الشيخ حفظه الله تعالى سلك هذا
المسلك مع الذين يخالفونه في الفروع دون الأصول ، أم إن هؤلاء لا يستحقون معشار ما يستحقه الرافضة 0
... ولنا سؤال للشيخ القرضاوي أرجو أن يتفضل علينا بالإجابة : هل الذين قالوا بالتحريف من علماء الشيعة هم من الإخباريين دون الأصوليين ؟ 0 ومتى نشأ هذا التقسيم ؟ 0
هل الكليني والقمي والمفيد والطبرسي والطوسي من الإخباريين أم من الأصوليين ؟ والمسمّى بـ "الخميني" إخباري أم أصولي؟ 0(4/13)
ومن هو الذي يستطيع أن يميّز أن الحق مع الأصوليين دون الإخباريين وبالعكس ؟وهل يصل الإختلاف بين الفرقتين إلى درجة أنه ليس هناك نقاط مشتركة بينهما ؟0هل الشيخ الفاضل قرأ كتاب " مصادر الإستنباط بين الأصوليين والإخباريين " (1)[11]) لمؤلفه محمد الغراوي والذي طبعه مكتب الإعلام بقم، حتى يستطيع فضيلة الشيخ التفوّه بهذا الإدعاء ؟0
وهل إطلّع الشيخ على نص واحد لا أكثر على تكفير المفيد أو الكليني أو الجزائري بقولهم بتحريف القرآن ؟ هل هم كما قال الخوئي : إن حديث تحريف القرآن خرافة وخيال لا يقول به إلا ضعف عقله (2)[12])0 هل يوجد في المعاصرين
من علماء الشيعة يقول بأن الكليني والمفيد وغيرهما من علماء الشيعة الذين يقولون بالتحريف ضالون بقولهم هذا وضعاف عقول لا يعون ما يقولون ؟0
... يا فضيلة الشيخ : إن دفاعك عن الشيعة ونفي تحريف القرآن عنهم لا طائل من ورائه ، فأصغر طالب علم يعرف أن قولك هذا غير صحيح بل هو غش وخداع للمسلمين في تجميل عقائد الشيعة والله تعالى سائلك عن هذا0
__________
(1) 11]) الكتاب في الأصل رسالة ماجستير ، جامعة الكوفة (كلية الفقه )، تحت إشراف عدنان علي البكاء ، والكتاب فيه مغالطات وأكاذيب على أهل السنة ، من ذلك حصره أهل السنة بالأشاعرة والمعتزلة والماتريدية 193 – 203 وغير ذلك من الأكاذيب ، ولا أدري كيف مُنح هذا الباحث الماجستير على كتابه هذا ، ولا عجب إذا كانت الجامعة هي " جامعة الكوفة " 0
(2) 12]) البيان في تفسير القرآن ص 278 0(4/14)
... وأما قولك " لكن المحققين منهم يرفضون هذه الروايات" فهو بعيد جداً عن الواقع الذي نعيشه ، فهاهي مطابع بيروت وإيران تطبع تلك الكتب وعلى رأسها الكافي وكتب أخرى يندى لها الجبين وفيها ما فيها من التطاول على القرآن الكريم ، فهل قام الناشرون بحذف ما يدل على التحريف ، أم إنهم يعتقدون بأن هذا من صلب العقيدة لا يجوز حذفه ؟ ، وشاه إيران على ضلاله وفسقه لم يسمح بطبع بعض الأجزاء من موسوعة " بحار الأنوار " للمجلسي وهي الأجزاء من 29 إلى آخر ما لم يُطبع من البحار بحجة تطاول المجلسي لا رحم الله فيه مغرز إبرة على الصحابة ، ولكن بعد مجيء الخميني الذي تعتبره قائداً إسلامياً وبايعه بعض الذين على نهجك سمح بطباعة تلك الأجزاء لينال مرضاة الله تعالى والتقرّب اليه ببغُض الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً 0
يا فضيلة الشيخ : نحن لا نعيش في أصقاع نائية عن الشيعة ، بل نخالطهم ونعرف أنهم يضمرون لنا العداوة والبغضاء وإن كُرههم لنا لأشد من كره اليهود والنصارى والذين أشركوا ، ولا نقول هذا تعسفاً بل عن معتقد مسطور في كتبهم ، وقد فصّلت هذا في فصل " عقيدة الشيعة في أهل السنة " من هذا الكتاب 0 وأنت يا شيخ تعيش بين ظهرانيهم في قطر وتعرف حقائق كثيرة عن الشيعة نحن نجهلها ، فهل من الأمانة أن يكتم العالم علمه ، وأن يُضلّل العامة بأشياء ما أنزل الله تعالى بها من سلطان ؟ 0 أنت يا فضيلة الشيخ أكبر من هذا
بكثير ، فإتق الله تعالى في هذه الأمة ولا تزيدها جهلاً فوق الجهل المزمن في عقول الكثيرين منهم 0
وقولك " لا يوجد عند الشيعة مصحف غير مصحف سائر المسلمين ، فهو الذي يطبعونه " إلى آخر كلامك 0 ولا أدري هل هذا الكلام للإستهلاك الجماهيري ، أم أن هذا القول نابع من التتبع لكتب الشيعة وأقوال علمائها ؟ 0(4/15)
وأقول لك حفظك الله تعالى وهداك : أدع الإجابة على هذا الكلام الغريب والغير منطقي لأحد علماء الشيعة الذين لهم مكانة عظيمة في نفوس الشيعة قديمهم وحديثهم، ألا هو شيخهم " المفيد " الذي يقول في كتابه " المسائل السروية " ص 81 - 82:
... إنهم(1)[13]) أمروا بقراءة ما بين الدفتين ، وأن لا يتعداه إلى زيادة فيه ولا نقصان منه حتى يقوم القائم عليه السلام فيقرأ للناس القرآن على ما أنزله الله تعالى وجمعه أمير المؤمنين عليه السلام .وإنما نهونا عليهم السلام عن قراءة ما وردت به الأخبار من أحرف تزيد على الثابت في المصحف لأنها لم تأت على التواتر ، وإنما جاء بها الآحاد ، وقد يغلط الواحد فيما ينقله . ولانه متى قرأ الإنسان بما خالف ما بين الدفتين غرر بنفسه وعرض نفسه للهلاك . فنهونا عليهم السلام عن قراءة القرآن بخلاف ما ثبت بين الدفتين لما ذكرناه .
... ويقول أيضاً نعمة الله الجزائري في " الأنوار النعمانية " 2/363 : قد روي في ألأخبار أنهم عليهم السلام أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان فيرتفع هذا من القرآن من أيدي الناس إلى السماء ويُخرج القرآن الذي ألّفه أمير المؤمنين عليه السلام فيقرأ ويعمل بأحكامه 0
ويقول المجلسي : ولأنه متى قرأ الإنسان بما يخالف ما بين الدفتين غرّر بنفسه مع أهل الخلاف (2)[14]) وأغرى به الجبارين وعرّض نفسه للهلاك ، فمنعونا عليهم السلام عن قراءة القرآن بخلاف ما ثبت بين الدفتين لما ذكرناه (3)[15]) 0
__________
(1) 13]) أي الأئمة المعصومين عند الشيعة 0
(2) 14]) أي أهل السنة 0
(3) 15]) انظر : مرآة العقول 3/31 ، بحار الأنوار ج92 ص 65 وكلاهما للمجلسي 0(4/16)
ويقول حسن العصفور البحراني في كتابه " الفتاوي الحسينية في العلوم المحمدية " ص 156 : و يجب أن يقرأ بأحد القراءات المُدّعى تواترها المقبولة عندهم ولا يجوز أن يقرأ بغيرها وإن كان هي القراءة المُنزّلة الأصلية الثابتة عن أهل الذكر عليهم السلام لأن الزمان زمان هدنة وتقية ولهذا أتى الأمر منهم عليهم السلام بالقراءة كما يقرأ الناس حتى يأتيكم من يُعلّمكم 0
... وربما يقول فضيلة الشيخ كما قال قبله محمد الغزالي في كتابه " دفاع عن العقيدة والشريعة " ص 264 – 265 ، والذي إستشهد به الرافضي مرتضى الرضوي في كتابه " في سبيل الوحدة الإسلامية (!!!)" ص 22 – 23 ، يقول الغزالي عن جهل تام بعقيدة الشيعة في القرآن :
إنني آسف لأن بعض من يرسلون الكلام على عواهنه ، لا بل بعض ممن يسوقون التُهم جزافاً غير مبالين بعواقبها دخلوا في ميدان الفكر الإسلامي بهذه الأخلاق المعلولة فأساؤا إلى الإسلام وأمته شر إساءة 0 سمعت واحداً من هؤلاء يقول في مجلس علم : إن للشيعة قرآناً آخر يزيد وينقص عن قرآننا المعروف 0
فقلت له : وأين هذا القرآن ؟ 0 إن العالم الإسلامي الذي إمتدت رقعته في ثلاث قارات ظل من بعثة محمد ( إلى يومنا هذا بعد أن سلخ من عمر الزمن أربعة عشر قرناً لا يعرف إلا مصحفاً واحداً مضبوط البداية والنهاية ، معدود السور والآيات والألفاظ فأين هذا القرآن الآخر ؟ لماذا لم يطلّع الإنس والجن على نسخة منه خلال هذا الدهر الطويل ؟ لماذا يُساق هذا الإفتراء ؟ ولحساب من(4/17)
تفتعل هذه الإشاعات ، وتلقى بين الأغرار ليسوء ظنهم بإخوانهم (1)[16]) وقد يسوء ظنهم بكتابهم 0 إن المصحف واحد يطبع في القاهرة فيقدّسه الشيعة في النجف (!!!) أو في طهران (!!!) ويتداولون نسخه بين أيديهم وفي بيوتهم دون أن يخطر ببالهم شيء بتة إلا توقير الكتاب ومُنزّله – جل شأنه – ومُبلّغه (، فلم الكذب على الناس وعلى الوحي (2)[17])0
__________
(1) 16]) لا نظن أن مسلماً يعتقد أن محرّفة الكتاب ولاعني الأصحاب هم إخوانه 0فلا معتقد ولا أُخوّة تجمع بيننا وبينهم 0
(2) 17]) عوام الشيعة لا يعرفون أن علمائهم يقولون بالتحريف ، ولذا فإنهم على الفطرة بإعتقادهم أن القرآن الذي يقرأونه هو القرآن المُنزّل ، ولا أدري ما ذنب أهل السنة إذا لم يُبين علماء الشيعة معتقدهم الصحيح في القرآن الكريم ، أيخشون أن تثور ثائرة العامة عليهم ؟ أم يفتضح أمرهم وينكشف للعامة أنهم على دين غير دين الإسلام 0 وكان الأحرى بالغزالي أن لا ينساق وراء عاطفته الملتهبة نحو الشيعة ، بل كان من الواجب أن يسأل المُتحدّث عن دليله في قوله ذاك ، ولكن لا يحق للشيعة أن يُلزموا أهل السنة بقول الغزالي أو غيره ممن يجهلون عقيدة الشيعة ، وكنا نتمنى من الغزالي قبل موته أن يكون رقيقاً وليناً مع أهل السنة مثلما كان مع الشيعة ، وأن لا يتهكم على الإسلام وأهله كما فعل في كتابه الذي سفّه عقائد علماء المسلمين ولا أحتاج إلى ذكره فهو معروف لدى العلماء وطلبة العلم 0(4/18)
والجواب من كتب الشيعة لا من كتب لمسلمين : يقول الطبرسي في كتاب الاحتجاج ج 1 ص 225 : عن أبى ذر الغفاري انه قال : لما توفي رسول الله صلى الله عليه واله جمع علي عليه السلام القرآن وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه رسول الله صلى الله عليه واله ، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم ، فوثب عمر وقال : يا علي اردده فلا حاجة لنا فيه ، فأخذه عليه السلام وانصرف 0ثم احضروا زيد بن ثابت - وكان قاريا للقرآن - فقال له عمر : إن علياً جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار ، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ونسقط منه ما كان فيه فضيحة(4/19)
وهتك للمهاجرين والأنصار ، فأجابه زيد إلى ذلك ، ثم قال : إذا فرغت من القرآن على ما سألتم واظهر علي القرآن الذي ألفه أليس قد بطل كل ما عملتم ؟ قال عمر : فما الحيلة ؟ قال زيد : انتم اعلم بالحيلة ، فقال عمر : فما الحيلة دون أن نقتله ونستريح منه ، فدبر في قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر على ذلك . فلما استخلف عمر سئل علياً عليه السلام أن يدفع اليهم القرآن فيحر فوه فيما بينهم ، فقال : يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت قد جئت به إلى أبى بكر حتى نجتمع عليه ، فقال عليه السلام : هيهات ليس إلى ذلك سبيل ، إنما جئت به إلى أبى بكر لتقوم الحجة عليكم ، ولا تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ، أو تقولوا ما جئتنا به ان القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي ، قال عمر : فهل لإظهاره وقت معلوم . فقال عليه السلام : نعم إذا قام القائم من ولدي ، يظهره ويجمل الناس عليه ، فتجري السنة به(1)[18]).
ومن أراد الإستزادة فعليه بمراجعة : الإرشاد للمفيد 365 ،الأنوار النعمانية للجزائري 2/360 يوم الخلاص لكامل سليمان ص271 -0272 ، تاريخ ما بعد الظهور للصدر 638 0
__________
(1) 18]) نقل هذه الرواية : الفيض الكاشاني في المقدمة السادسة من تفسيره الصافي 1/43 –44 ، المجلسي في بحار الأنوار 92/42 ، محمد باقر الأبطحي في جامع الأخبار والآثار 1/44-45 ، الإصفهاني في مكيال المكارم 1/59 –60 ، الحويزي في تفسيره نور الثقلين 5/226 ، العاملي في مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار 38 ، البحراني في الدرر النجفية 298 ، حبيب الله الخوئي في منهاج البراعة 2/208 ، عدنان البحراني في مشارق الشموس الدرية 138 وغيرهم من علماء الشيعة 0(4/20)
... وهل يعلم فضيلة القرضاوي إن للشيعة مصحفاً آخر يُسمّى " مصحف فاطمة" فإذا كان لا يعلم – وعندي شك في ذلك – فأرجو من فضيلته مراجعة المصادر التالية ، وهي كلها مراجع شيعية ليس بينها مرجعاً إسلامياً واحداً :
1. بصائر الدرجات : 173 ، 174، 176 ، 177 ، 179 ، 180 ، 181 ، 190 0
2. الامامة والتبصرة : 12 0
3. الكافي ج1 : 239 ، 240 ، 241 0 ج8 : 58 0
4. من لايحضره الفقيه ج4 : 419 0
5. الخصال : 528 0
6. معاني الاخبار : 103 0
7. روضة الواعظين : 211 0
8. خاتمة المستدرك ج23 : 315 0
9. الايضاح : 461 ، 462 0
10. شرح الاخبار ج1 : 241 ،
11. الارشاد ج2 : 186 0
12. إعلام الورى بأعلام الهدى ج1 : 536 0
13. الاحتجاج ج2 : 134 0
14. الخرائج والجرائح ج2 : 894 0
15. مناقب آل ابي طالب ج3 : 374 0
16. كشف الغمة ج2 : 384 0
17. الصراط المستقيم ج1 : 105 0
18. تأويل الآيات ج1 : 102 ، 374 ، ج2 : 723 ، 724 0
19. المحتضر : 114 ، 0
20. الفصول المهمة في أصول الأئمة ج1 : 506 ، 509 0
21. مدينة المعاجز ج2 : 267 ، ج5 : 329 ، 330 0
22. ينابيع المعاجز : 127 ، 129 ، 130 ، 131 ، 132 ، 195
23. بحار الانوار ج22 : 546 0 ج26 : 18 ، 38 ، 39 ، 40 ، 41 ، 43 ، 44 ، 45 ، 46 ، 47 ، 48 ، 156 0 ج35 : 35 0 ج37 : 176 0 ج43 : 79 ،80 ، 195 ، ج47 : 32 ، 65 ، 271 ، 272 0ج108 : 360 0 ج109 : 67 0
24. شرح زيارة الجامعة ج1 : 82 0
25. مصباح الهداية : 225 0
26. مسند الامام الرضا (ع) ج1 : 102 0
27. معجم أحاديث الامام المهدي ج3 : 388 0(4/21)
وعند الشيعة قصة شهيرة تُسمّى " الجزيرة الخضراء" وهي جزيرة خاصة بمهدي الشيعة وأبنائه ، إخترعها أحد رواة الشيعة وهو علي بن فاضل المازندراني ، وهي قصة طويلة جداً سمجة ركيكة ، وقد رأى هذا الراوي أحد أبناء مهدي الشيعة والمسمّى شمس الدين محمد، وقد ورد في هذه القصة أن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين قد أجمعوا على تحريف القرآن وأسقطوا منه الآيات الدالة على فضل آل البيت رضوان الله عليهم ، وحذفوا فضائح المهاجرين والأنصار0
وربما يقول فضيلة الشيخ القرضاوي أن هذا من الأساطير ، فأقول له بارك الله فيه وجعله ممن طال عمره في طاعة الله تعالى وحسُن عمله وختم له بالخاتمة الحسنة : إن هذه الرواية مذكورة في أكثر من أربعين مصدر من مصادر الشيعة ، وأذكر بإختصار من ذكرها لكي يطمئن فضيلة الشيخ أننا لا نسلك مسلك الشيعة في إتهام خصومهم(1)[19]) :
1. محمد باقر المجلسي في كتابه بحار الأنوار 52/159 0
2. محمد مكي الملّقب عند الشيعة بالشهيد الأول في الأمالي بإسناده عن علي بن فاضل 0
3. محمد كاظم الهزارجريبي في كتاب المناقب 0
__________
(1) 19]) رجعت في ذلك إلى : " فصول البيان في تحريف الشيعة للقرآن " 1/174 للأخ ابراهيم عيسى السامرائي، وهذا الكتاب من أفضل الكتب التي بحثت في التحريف عند الشيعة ، وهو مخطوط لم يُطبع بعد ، يسّر الله تعالى لمؤلفه إتمامه وإعادة صياغته من جديد لكي يظهر بالمظهر اللائق والجدير بالجهد الرائع الذي بذله في تجميع المادة العلمية ، وقد وعدني بذلك 0
وكذلك " الجزيرة الخضراء ومثلث برمودا " لمؤلفه ناجي النجار ، وهذا الشيعي تلاعب في نص الرواية وحذف منها مواضع التحريف ووضع مكانها نقط ، ليُدلّس على القراء ، وقد فضحه الأخ ابراهيم السامرائي في الكتاب السابق وبيّن المواضع التي حذفها النجار الدالة على التحريف ، وهذا شأن الرافضة في كل زمان ومكان 0(4/22)
4. النوري الطبرسي في كتابه جنّة المأوى ص 181 0
5. الكركي والملّقب عند الشيعة بالمحقق الثاني في كتابه ترجمة الجزيرة الخضراء 0
6. شمس الدين محمد بن مير أسد الله التستري في كتابه رسالة الغيبة وإثبات وجود صاحب الزمان 0
7. نور الله المرعشي في كتابه مجالس المؤمنين 0
8. مير لوحي في كتابه المهتدي في المهدي 0
9. ميرزا محمد رضا في كتابه تفسير الأئمة لهداية الأمة 0
10. الحر العاملي في كتابه إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات0
11. هاشم البحراني في كتابعه تبصرة الولي في من رأى القائم المهدي 0
12. نعمة الله الجزائري في رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار 0
13. محمد هاشم الهروي في كتابه إرشاد الجهلة المصرّين على إنكار الغيبة والرجعة 0
14. عبدالله بن الميرزا عيسى بيك في كتابه رياض العلماء وحياض الفضلاء 0
15. أبو الحسن الفتوني العاملي في كتابه ضياء العالمين 0
16. عبدالله بن نور الله البحراني في كتابه عوالم العلوم والمعارف 0
17. شبر بن محمد الحويزي في كتابه رسالة الجزيرة الخضراء 0
18. الوحيد البهبهاني في كتابه الحاشية على مدارك الأحكام ، وقد إستشهد بهذه القصة على أدلة وجوب صلاة الجمعة في زمن الغيبة 0
19. محمد عبدالنبي (!!!) النيسابوري في كتابه الكتاب المبين والنهج المستبين 0
20. أسد الله الكاظمي في كتابه مقابيس الأنوار ونفائس الأسرار 0
21. عبدالله شبر في كتابه جلاء العيون 0
22. أسد الله الجيلاني الإصفهاني في كتابه الإمام الثاني عشر المهدي 0
23. مير محمد عباس الموسوي اللكهنوي في كتابه نسيم الصبا في قصة الجزيرة الخضراء 0
24. إسماعيل النوري الطبرستاني في كتابه كفاية الموحدين في عقائد الدين 0
25. علي بن زين العابدين في كتابه الزام الناصب في إثبات الحجة الغائب 0(4/23)
26. مصطفى الحيدري الكاظمي في كتبه بشارة الإسلام في ظهور صاحب الزمان 0
27. محمد تقي الموسوي الإصفهاني في كتابه مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم 0
28. علي أكبر النهاوندي في كتابه العبقري الحسان في تواريخ صاحب الزمان 0
29. بحر العلوم في كتابه تحفة العالم في شرح خطبة العالم 0
30. الفيض الكاشاني في كتابه النوادر في جمع الحديث 0
31. يوسف البحراني في كتابه أنيس المسافر وجليس الخواطر ويسمّى الكشكول أيضاً 0
32. هاشم البحراني في كتابه حلبة الأبرار في أحوال محمد ( وآله الأطهار 0
33. محسن العصفور في كتابه ظاهرةالغيبة ودعوى السفارة ، وهو معاصر 0
34. محمد صالح البحراني في كتابه حصائل الفكر في أحوال الإمام المنتظر 0
35. الخوانساري في روضات الجنات في ترجمة المرتضى 0
36. محمد ميرزا التكابني في كتابه قصص العلماء في ترجمة وأحوال جعفر بن يحيى بن الحسن 0
37. محمد تقي المامقاني في كتابه صحيفة الأبرار 0
38. محمد هادي الطهراني في كتابه محجة العلماء 140 0
39. بحر العلوم في الفوائد الرجالية 3/136 0
40. محمد الغروي في كتابه المختار من كلمات المهدي 2/116 و447
41. عبدالله عبدالهادي في كتابه المهدي وأطباق النور 55 ، 56 ، 102
42. الأردبيلي في كتابه حديقة الشيعة 729 0
43. زين الدين النباطي في كتابه الصراط المستقيم لمستحقي التقديم 2/264 –266 0
44. أسد الله التستري في كتابه كشف القناع 231 0
45. محمد رضا الحكيمي في كتابه حياة أُولي النُهى الإمام المهدي 512 0
46. حسن الأبطحي في كتابه المصلح الغيبي وكتابه الكمالات الروحية
47. ياسين الموسوي في هامش النجم الثاقب للنوري الطبرسي 2/172(4/24)
ونتحف فضيلة الشيخ القرضاوي ببعض أسماء علماء الشيعة وكتبهم الذين يقولون بالتحريف لئلا يطول بنا المقام ، ومن أراد الإستزاده فعليه بمراجعة كتابنا " الشيعة وتحريف القرآن " حيث ذكرنا أقوالهم بالتفصيل 0 ونحن على إستعداد بتزويد فضيلة الشيخ بمصورات من كتبهم إذا إقتضى الحال ورغب فضيلته في ذلك 0
(1) الكليني في الكافي حيث ذكر الكثير من روايات التحريف والآيات المحرّفة على حد زعمه دون أن يعلّق عليها ، وهي مبثوثة في نماذج من الآيات المحرّفة عند الشيعة من هذا الفصل 0
(2) القمي في تفسيره 1/10 0
(3) أبو القاسم الكوفي في كتابه" الإستغاثة في بدع الثلاثة " ص 25 0
(4) المفيد في كتابه " أوائل المقالات" ص 13 ، وكتابه المسائل السروية 81 –81 0
(5) الأردبيلي في كتابه "حديقة الشيعة" 118 – 119 0
(6) علي أصغر في كتابه " عقائد الشيعة " ص27 0
(7) الطبرسي في كتابه " الإحتجاج " 1/222 0
(8) الكاشاني في " تفسير الصافي " 1/32 ( الطبعة القديمة )0وكتابه "هداية الطالبين " ص368
(9) المجلسي في " تذكرة الأئمة " ص 49 و "حياة القلوب" 2/681 ، وفي كتابه " بحار الأنوار" العشرات بل المئات من روايات التحريف وذكر الآيات المحرّفة على حد زعم الشيعة وقد ذكرنا اليسير منها في هذا الفصل 0
(10) نعمة الله الجزائري " الأنوار النعمانية " 2/257 0
(11) أبو الحسن العاملي في المقدمة الثانية لتفسير مرآة الأنوار36 ، وطبعت كمقدمة لتفسير البرهان للبحراني 0
(12) الخراساني في كتابه "بيان السعادة في مقامات العبادة " 1/12 0
(13) علي اليزدي الحائري في كتابه "إلزام الناصب" 1/477،2/259و 266 0
(14) حسين الدوردآبادي في كتابه "الشموس الساطعة" ص 425 0
(15) محمد كاظم الخراساني في"كفاية الأصول" 284-285 0
(16) ميرزا حبيب الله الخوئي في كتابه"منهاج البراعة" 2/119-121 0
(17) عدنان البحراني في كتابه " مشارق الشموس الدرية " ص 125 و135 0(4/25)
(18) ميزا محمد الإصفهاني في كتابه " مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم " 1/58-62 ، 204، 218 ، 233 0
(19) المازندراني في كتابه " نور الأبصار "ص426 ، 428، 439، 442 ، وفي كتابه "الكوكب الدري" 2/56 0
(20) علي البهبهاني في كتابه "مصباح الهداية"ص 246و277 0
(21) أحمد المستنبط في كتابه " القطرة في مناقب النبي والعترة" 1/112و234-235 و 2/379 0
(22) إبن شاذان في " الفضائل" 151 0
(23) مرتضى الأنصاري في "فرائد الأصول" 1/66 0
(24) يوسف البحراني في " الدرر النجفية" 294-296 0
(25) الحر العاملي في "الفوائد الطوسية" 483 0
(26) حسين الدرازي في "الأنوار الوضية"27 0
(27) ميرزا حسن الإحقاقي في "الدين بين السائل والمجيب" 94 0
(28) عبدالحسين(!!!) دستغيب في " أجوبة الشبهات" 132 0
(29) محمد رضا الحكيمي في " القرآن خواصه وثوابه" 242 0
(30) علي الكوراني في " عصر الظهور" 88 0
(31) محمد باقر الأبطحي في "جامع الأخبار" 267 و 280-281 0
(32) محمد حسين الأعلمي في "دائرة المعارف" ج14 ص 313-315 0
(33) محمد الغروي في " المختار من كلمات الإمام المهدي" 2/342 0
(34) جواد الشاهرودي في " الإمام المهدي وظهوره" 191-192 و255 0 وأيضاً في كتابه " المراقبات من دعاء المهدي" 175 0
(35) محمد تقي المدرسي في " النبي وأهل بيته" 1/161-162 0
(36) محمد علي دخيل في " الإمام المهدي" 205 0
(37) عزالدين بحر العلوم في "أنيس الداعي والزائر" 104 0
(38) أحمد الجزائري في " قلائد الدرر" 1/21 0
(39) داود المير صابري في " الآيات الباهرة" 124 ، 291 ، 374 0
(40) محمد علي أسبر في " الإمام علي في القرآن والسنة" 1/112 ، 141، 153، 154، 215، 365 0
(41) عز الله العطاردي في " مسند الإمام الرضا" 1/522، 586 ، وقد ذكرنا جملة من الآيات المحرّفة من مسنده في هذا الفصل 0
(42) بشير المحمدي في " مسند زرارة بن أعين " 102 0(4/26)
(43) أبوطالب التبريزي في " من هو المهدجي" 520 0
(44) الزعيم الإيراني " الخميني " الذي يحظى بتأييد الشيخ القرضاوي في كتابه " شرح دعاء السحر" 70 –71 0
وبعد أن ذكرنا علماء الشيعة الذين يقولون بالتحريف نضع بين يدي فضيلة الشيخ نماذج من الآيات المحرّفة عند الشيعة وهي تتجاوز الأربعمائة والخمسين ولدينا نماذج تزيد على ضعفي هذا العدد ولكن رغبتنا في عدم زيادة صفحات هذا الكتاب جعلنا نقتصر على العدد المذكور وهذا في إعتقادي مجرد فتح شهية وإذا رغب فضيلة الشيخ القرضاوي المزيد فنحن تحت أمره وطوع بنانه ،وقد أعرضنا صفحاً عن ذكر روايات التحريف لئلا يطول بنا المقام ونحن على إستعداد لبيان ذلك إذا إقتضى الأمر ، ويمكنه بارك الله فيه أن يتأكد من صحة ذلك ، حيث ذكرنا المصادر التي استقينا منها هذه الآيات المحرّفة 0 ولا أدري هل علماء الشيعة يملكون الشجاعة الأدبية بنقد تلك الروايات نقداً علمياً وفق منهجهم لا منهجنا ، وينشرون ذلك في كتاب ليقرأه الناس ليعلموا أن كل من ذكر أن الشيعة يعتقدون بالتحريف كاذب ومفتري ؟0 وأخص بذلك حوزة قم والنجف وكافة التجمعات الشيعية في العالم بدون إستثناء ، وهل نطمع بأن يقوم أحد علماء الشيعة بنقد كتاب " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب الأرباب" للنوري الطبرسي ويُثبت أنه كذّاب فيما نسبه إلى علماء الشيعة وإن المصادر التي إعتمدها غير ثابتة ، وهل يستطيعون تكفير من يقول بالتحريف ؟0 فهل من مجيب ؟0 والعجيب أن تلميذ النوري وهو آغا بزرك الطهراني أنه قام بتأليف رسالة بعنوان " النقد اللطيف في نفي التحريف عن القرآن الشريف " حاول فيها تأويل ما عُرف عن شيخه من القول بتحريف القرآن الكريم ، وقدمه للشيخ محمد آل كاشف الغطاء يطلب رأيه في الكتاب، فقرّظه الشيخ ورجح عدم نشره ، ومن ثمّ لم يطبعها إمتثالاً لأمره 0 والسؤال الذي يطرح نفسه : لماذا أحجم آغا بزرك الطهراني عن نشر الكتاب الذي يدافع فيه عن(4/27)
شيخه ؟ 0 فهل في كتابه إثبات أن النوري ليس وحده القائل بالتحريف بل هو معتقد كثير من علماء الشيعة ، لاسيما وإن النوري إستشهد على دعواه بمئات المراجع وأكثر من ألف رواية تُثبت معتقد الشيعة في القرآن الكريم ؟ 0 ليس من الإنصاف في شيء القول بأن النوري وحده يعتقد بالتحريف دون سائر علماء الشيعة ، بل إن هذا الأمر من ضروريات دين الشيعة 0
وقد ردّ على النوري بعض علماء الشيعة مثل محمد حسين الشهرستاني الهالك سنة 1315هـ صاحب كتاب " حفظ الكتاب الشريف عن شبهة القول بالتحريف " وكذلك محمود بن القاسم الشهير بالمعرّب الإصفهاني الهالك سنة 1313هـ له كتاب بعنوان" كشف الإرتياب في عدم تحريف الكتاب" فرغ منها في 17 جمادى الثاني 1302هـ ، وقد ردّ النوري على هذا الكتاب مدافعاً عن كتابه " فصل الخطاب " 0(4/28)
والعجيب أن محمد هادي معرفة كذب على النوري فقال في كتابه " صيانة القرآن من التحريف "ص 90: ( فكان يقول ( أي النوري) دفاعاً عن نفسه بعد أن وصلته رسالة الرد : لا أرضى عن الذي يطالع فصل الخطاب أن يترك النظر في الرسالة الجوابية على كشف الإرتياب 0 وكان يُوصي كل من عنده نسخة من فصل الخطاب أن يضم اليه تلك الرسالة ، فإنها بمنزلة المتمّم لذلك الكتاب والكاشف عن مقصود مؤلفه) 0 فيُوهم القراء بأن النوري أوصى بإضافة رسالة الإصفهاني إلى فصل الخطاب ، ولكن الحقيقة أن النوري في رده على الإصفهاني طلب بأن يُضم رده إلى فصل الخطاب كتتمة له ، وفي ذلك يقول آغا بزرك الطهراني في الذريعة ج 18 ص 9 : (كشف الارتياب في عدم تحريف الكتاب ) للفقيه الشيخ محمود ابن أبي القاسم الشهير بالمعرب الطهراني ، المتوفى أوائل العشر الثاني بعد الثلاثمائة كتبه رداً على " فصل الخطاب " لشيخنا النوري ، فلما عرض على الشيخ النوري كتب رسالة مفردة في الجواب عن شبهاته( لا عن موافقة النوري وإعتذاره ورجوعه لما أورده في فصل الخطاب كما زعم هادي معرفة) ، وكان يوصى كل من كان عنده نسخة من " فصل الخطاب " بضم هذه الرسالة إليها ، حيث أنها بمنزلة المتممات له .
ويقول أيضاً في الذريعة ج11 : ص 188 : (كشف الارتياب ) التى أوردها على ( فصل الخطاب ) في تحريف الكتاب لشيخنا النورى مرت بعنوان ( رد كشف الارتياب ) . وقد كتبت أنا في تأييد النورى ( النقد اللطيف) 0
فإذا كان هادي معرفة يكذب على علمائه فهل يؤمل منه أن يكون صادقاً مع أهل السنة 0 وقد أخبرني الأخ ابراهيم السامرائي بأنه بصدد الرد على هذا الرافضي وكشف كذبه وتدليسه وإن كتابه أوهى من بيت العنكبوت 0(4/29)
ولكن للآسف فإن هذين الكتابين في الرد على النوري لم أعثر عليهما رغم تتبعي الشديد لهما 0 فيا ليت الذين عندهم نسخة منهما أن يقوم بتحقيقهما ويطبعهما ليدفع حقيقة عقيدة الشيعة بالتحريف ، وليسأل فضيلة الشيخ القرضاوي الصديق التسخيري إذا كان يملك نسخة منهما أن يُظهرهما وينشرهما على الملأ ويقول بملء فمه : إن أهل السنة كذّابون ومفترون علينا وهذا هو الدليل 0وإن النوري حاطب ليل لا يعي ما يقول 0فهل يملك التسخيري الجرأة في ذلك؟0
( سورة الفاتحة(
(1) عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال :( اهدنا الصراط المستقيم صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين(0
قال : المغضوب عليهم النُصّاب والضالين الذين لا يعرفون الإمام(1)[20])0
(2) عن إبن أُذينة عن أبي عبد الله في قوله : ( غير المغضوب عليهم وغير الضالين(0
قال : المغضوب عليهم : النصّاب0والضالين : الشكّاك الذين لا يعرفون الإمام(2)[21])0
... (3) عن داود بن فرقد ومعلى بن خنيس أنهما سمعا أبا عبد الله عليه السلام يقول : (صراط من أنعمت عليهم( (3)[22])0
(4) عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقرأ : (صراط من أنعمت عليهم( (4)[23])
... (5) عن فضيل عن أبي جعفر عليه السلام أنه كان يقرأ:( صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين((5)[24])0
(6) عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل ( ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم (0
__________
(1) 20]) تفسير القمي1/29 ، بحار الأنوار 24/20، تفسير نور الثقلين 1/23، فصل الخطاب 229، تفسير البرهان 1/47 0
(2) 21]) بحار الأنوار 24/20، تفسير البرهان 1/47
(3) 22]) فصل الخطاب229 0
(4) 23]) فصل الخطاب229 0
(5) 24]) فصل الخطاب 229 0(4/30)
قال : فاتحة الكتاب يُثنّي فيها القول 0 قال رسول الله ( إن الله منّ عليّ بفاتحة الكتاب من كنز الجنة فيها : بسم الله الرحمن الرحيم الآية التي يقول فيها : ( وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولّوا على أدبارهم نفوراً(0
و( الحمد لله رب العالمين ( : دعوى أهل الجنة حين شكروا الله حسن الثواب 0
و( مالك يوم الدين ( قال جبرائيل : ما قالها مسلم قط إلا صدّقه الله وأهل سماواته 0 و ( إياك نستعين ( أفضل ما طلب به العباد حوائجهم0
(إهدنا الصراط المستقيم ( صراط الأنبياء وهم الذين أنعم الله عليهم0
(غير المغضوب عليهم ( اليهود0(وغير الضالين ( النصارى(1)[25])0
(7) عن إبن أبي عمير رفعه في قوله :( غير المغضوب عليهم وغير الضالين (0 وهكذا نزلت 0
قال : المغضوب عليهم فلان وفلان وفلان(2)[26]) والنصاب والضالين الشكاك الذين لا يعرفون الإمام (3)[27])0
... (8) عن فضل بن يسار وزرارة عن أحدهما (ع) في قوله ( غير المغضوب عليهم ( 0
قال : النصارى 0 ( وغير الضالين ( قال: اليهود(4)[28])0
... (9) سعد بن عبد الله القمي في باب تحريف الآيات من كتاب ناسخ القرآن قال : وقرأ رجل على أبي عبد الله (ع) سورة الحمد على ما في المصحف 0
فرد عليه فقال : اقرأ : (صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين( (5)[29])0
(سورة البقرة(
__________
(1) 25]) تفسير العياشي1/22، تفسير البرهان1/42 ، بحار الأنوار 18/336،19/59، فصل الخطاب229 0
(2) 26]) أبوبكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ولعنة الله على كل من ينتقصهم 0
(3) 27]) فصل الخطاب 230 0
(4) 28]) فصل الخطاب230 0
(5) 29]) فصل الخطاب230 0(4/31)
(10) عن جابر عن أبي جعفر (ع) قال : نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد (هكذا : ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا في علي فأتوا بسورة من مثله( (1)[30])0
وقال النوري تعليقاً على هذه الرواية المكذوبة : قال الطبرسي في ( شرح الكافي ) بعد نقل الخبر : دل ظاهراً على أن قوله تعالى في علي (ع) كان في نظم القرآن وإن نبأ كونهم في ريب مما نزّله الله على محمد ( في علي (ع) كونهم في ريب النبوة ، ومن كون القرآن من عند الله تعالى ثم ولذلك خاطبهم على سبيل التعجيز بقوله ( فأتوا بسورة من مثله ( ليعلموا أن القرآن من قبله تعالى وأن محمداً ( نبيه وأن كلما جاء به في حق علي (ع) من قبله تعالى(2)[31])0
(11) عن المعلى بن خنيس عن أبي عبدالله (ع) : إن هذا المثل ضربه لأمير المؤمنين (ع) فالبعوضة أمير المؤمنين (ع) وما فوقها رسول الله ( (3)[32]) والدليل على ذلك قوله : (فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من
ربهم ( يعني أمير المؤمنين كما أخذ رسول الله ( الميثاق عليهم له ( وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يُضلّ به كثيراً ويهدي به كثيراً ( فردّ الله عليهم فقال: ( وما يُضلّ به إلا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه في علي ويقطعون ما أمر الله به أن يُصل ( يعني من صلة أمير المؤمنين(ع) والأئمة (ع) (4)[33]) 0
__________
(1) 30]) الأصول من الكافي 1/417، بحار الأنوار 23/373و35/57، تفسير نور الثقلين 1/33، تفسير كنز الدقائق1/192، تفسير البرهان 1/70 ، تأويل الآيات الطاهرة 42 – 43 ، المناقب لإبن شهر آشوب 2/301 ، فصل الخطاب230 0
(2) 31]) فصل الخطاب230 0
(3) 32]) هذا سوء أدب ووقاحة في حق سيد الخلق ( وصهر الرسول ( ، وهل يمكن لمسلم بأن يتفوه بهذه الوقاحة ؟0 وهل بلغ الضلال بالشيعة إلى هذا الحد الذي لا يرضى به من كان في قلبه ذرة إيمان ؟ 0
(4) 33]) تفسير القمي 1/34 –35 0(4/32)
(12) عن محمد بن الفضل عن أبي حمزة عن أبي جعفر (ع) قال: نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد ( هكذا:( فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم قولاً غير الذي قيل لهم فأنزلنا على ظلموا آل محمد حقهم رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون( (1)[34])0
... (13) عن زيد الشحام عن أبي جعفر (ع) قال : نزل جبرائيل بهذه الآية :( فبدّل الذين ظلموا آل محمد حقهم غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين آل محمد حقهم رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون( (2)[35])0
... (14) سعد بن عبد الله القمي في كتاب ناسخ القرآن قال : وقال أبو جعفر (ع) : نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا : ( وقال الظالمون آل محمد حقهم غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمد رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون( (3)[36])0
(15) عن جابر قال أبو جعفر (ع) نزلت هذه الآية على محمد ( هكذا والله : ( وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في علي( يعني بني أمية ( قالوا نؤمن بما أنزل علينا( يعني في قلوبهم بما أنزل الله عليه ( ويكفرون بما وراءه ( بما أنزل الله في علي ( وهو الحق مصدقاً لما معهم ( يعني علياً(4)[37])0
__________
(1) 34]) الكافي1/423 ، تأويل الآيات الطاهرة 63، تفسير نور الثقلين 1/83، بحار الأنوار 24/224، إثبات الهداة 2/278، فصل الخطاب 230، تفسير البرهان 1/104 ، تفسير العياشي 1/45 0
(2) 35]) تفسير العياشي 1/45 ،تفسير البرهان 1/104 ، فصل الخطاب231، تفسير القمي 1/48 0
(3) 36]) فصل الخطاب231 0
(4) 37]) تفسير نور الثقلين 1/102، تفسير البرهان 1/130 ، بحار الأنوار36/98 ، تفسير العياشي1/51 ، تفسير فرات الكوفي 234 ، مناقب لإبن شهر آشوب 2/302 0(4/33)
(16) عن جابر عن أبى جعفر (ع)قال : نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد ( هكذا: (بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله في علي بغياً( (1)[38])0
... (17) عن عمر بن يزيد قال : سألت أبا عبدالله (ع) عن قول الله عز وجل ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها ( 0
فقال: كذبوا ما هكذا هي ، إذا كان ينسى وينسخها أو يأت بمثلها لم ينسخها 0
قلت : هكذا قال الله 0
قال: ليس هكذا قال الله تبارك وتعالى 0
قلت: فكيف؟0
قال : ليس فيها ألف ولا واو0 قال : ( ماننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها مثلها ( يقول: ما نميت من إمام أو ننسه ذكره نأت بخير منه من صلبه مثله(2)[39])0
... (18) القمي في تفسيره : وأما قوله ( أو مثلها ( فهي زيادة ، إنما نزلت ( نأت بخير منها مثلها ( (3)[40])0
... (19) عن جابر عن أبي جعفر قال : أما قوله ( أفكلما جاءكم محمد بما لا تهوى أنفسكم بموالاة علي استكبرتم ففريقاً من آل محمد كذّبتم وفريقاً تقتلون( (4)[41])0
... (20) عن إبن أبي عمير عمن ذكره (!!!) عن أبي عبدالله(ع) : ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى في علي ( (5)[42]) 0
__________
(1) 38]) الكافي 1/417 ، تأويل الآيات الطاهرة76، بحار الأنوار23/372و36/98 تفسير البرهان1/129، تفسير نور الثقلين1/86، تفسير العياشي 1/50 ، تفسير فرات الكوفي 60 0
(2) 39]) تفسير نور الثقلين 1/115-116،تفسير البرهان1/140، بحار الأنوار 23/208، تفسير العياشي 1/56 0
(3) 40]) تفسير القمي1/58، فصل الخطاب233 0
(4) 41]) الكافي 1/418، تأويل الآيات الطاهرة 76، بحار الأنوار 23/374 و 24/307 ،تفسير البرهان1/125،تفسير نور الثقلين1/83و99، تفسير العياشي1/49، فصل الخطاب233 ، تفسير الصافي 1/ 0158
(5) 42]) تفسير البرهان 1/170 0(4/34)
... (21) عن أبي بصير عن أبي عبدالله (ع) في قوله عز وجل ( واتبعوا ما تتلوا الشياطين بولاية الشياطين على ملك سليمان( (1)[43])0
... (22) عن أبي بصير عن أبي عبدالله (ع) : ( سل بني اسرائيل كم آتيناهم من آية بينة فمنهم من آمن ومنهم من جحد ومنهم من أقرّ ومنهم من بدّل ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب((2)[44])0
... (23) عن إبن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبدالله (ع) في قول الله عز وجل ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى في علي من بعد ما بيناه للناس أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون((3)[45]) 0
... (24) عن أبي إسحاق عن أمير المؤمنين )(ع):( وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل بظلمه وسوء سريرته والله لا يحب الفساد((4)[46]) 0
... (25) عن الحسن بن فضال قال : سألت الرضا(ع) إلى أن قال : وسألته عن قول الله عز وجل ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة (0
__________
(1) 43]) بحار الأنوار 89/58، تفسير نور الثقلين 1/207، تفسير البرهان 1/209 ، تفسير كنز الدقائق1/389 ، فصل الخطاب 233 0
(2) 44]) الكافي 8/290، تفسير الآصفي للفيض الكاشاني 1/101، فصل الخطاب234، تفسير نور الثقلين 1/207-208،تفسير الصافي 1/244، تفسير البرهان 1/209 0
(3) 45]) تفسير نور الثقلين 1/148، فصل الخطاب 234 0
(4) 46]) الكافي 8/289،تفسير الآصفي 1/99 ، تفسير العياشي 1/101، تفسير نور الثقلين 1/204، تفسير كنز الدقائق 1/498 ، بحار الأنوار 89/57،فصل الخطاب234 ، تفسير البرهان 1/205 0(4/35)
قال : يقول :( هل ينظرون إلا أن يأتيهم بالملائكة في ظلل من الغمام ( هكذا نزلت(1)[47]) 0
(26) عن أبي بكر بن محمد قال : سمعت أبا عبدالله (ع) يقرأ : (وزلزلوا ثم زلزلوا حتى يقول الرسول ((2)[48]) 0
(27) عن أبي العباس عن أبي عبدالله (ع) في قوله عز وجل ( وزلزلوا ثم زلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا متى نصر الله ((3)[49]) 0
(28) عن إبن سنان عن أبي عبدالله (ع) أنه قرأ: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين( (4)[50])0
(29) عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (ع) قال : قلت له : الصلاة الوسطى 0
فقال (ع): ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين ( والوسطى هي صلاة الظهر 0
قال : وكذلك يقرأها رسول الله ( (5)[51]) 0
(30) عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (ع) قال : كتبت امرأة الحسن (ع) مصحفاً ، فقال الحسن (ع) للكاتب لما بلغ هذه الآية :( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين((6)[52]) 0
__________
(1) 47]) تفسير نور الثقلين 1/207، بحار الأنوار 3/319و53/43 ، معاني الأخبار13، التوحيد للصدوق(!!) 163، تفسير البرهان 1/208 0الإحتجاج للطبرسي2/194، مسند الرضا1/318 ،حياة الرضا 1/301 ، تفسير الآصفي 1/101 ، تفسير الصافي 1/242، تفسير كنز الدقائق 1/506 0
(2) 48]) الكافي8/290، بحار الأنوار 89/58 ، تفسير نور الثقلين 1/209 0
(3) 49]) فصل الخطاب 344 0
(4) 50]) تفسير القمي 1/79، فصل الخطاب235 ، تفسير نورالثقلين 1/237، تفسير كنزالدقائق 1/570 0
(5) 51]) فصل الخطاب235، تفسير البرهان 1/231 ، تفسير الصافي 1/268 ، تفسير العياشي 1/127 ، تفسير كنز الدقائق 1/570 0
(6) 52]) فصل الخطاب235 ، تفسير البرهان 1/231 ،(4/36)
(31)عن أبي بصير عن أبي عبدالله(ع) قال: ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر ( (1)[53]) 0
(32) عن الباقر والصادق (ع) ان الصلاة الوسطى صلاة الظهر وان رسول الله ( كان قرأ ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر ( (2)[54]) 0
(33) عن زرارة قال : سألت أبا جعفر (ع) عما فرض الله من الصلاة0فقال : خمس صلوات في الليل والنهار 0فقلت : هل سماهن وبينهن في كتابه ؟0قال: نعم0 قال الله تعالى إلى أن قال وفي بعض القراءات ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين ((3)[55]) 0
__________
(1) 53]) فصل الخطاب235 0
(2) 54]) فصل الخطاب 235 0
(3) 55]) فصل الخطاب 235، وقال معلقاً على هذه الرواية : ورواه الصدوق في ( علل الشرايع ) عن أبيه عن سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن حديد وإبن أبي نجران عن حماد عن حريز مثله 0 ورواه الشيخ في ( التهذيب ) بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى مثله 0 ورواه في ( الفقيه ) بإسناده عن زرارة 0 والظاهر أن السؤال لما كان عما فرض الله من الصلوات اليومية بقرينة الإقتصار في الجواب على ذكرها ، فلا بد وأن يكون غرض زرارة معرفة إستخراج ذلك من القرآن للإحتجاج مع العامة ( أهل السنة ) وغيرهم 0 لأنه من الجهل بها ويشهد لذلك قوله ( عما فرض ) الظاهر عما فرضه في كتابه على ما يظهر من أخبار كثيرة وحينئذ فقوله( هل سماهن وبينهن) أي على التفصيل والبيان الظاهر لا مطلقاً ولو إجمالاً لمعلومية الجواب الأول ، فظهر أن الإستشهاد لبيان ذكر صلاة العصر في القرآن ببعض القراءات المعتبرة(ع) والمتحد مع قراءتهم (ع) بقرينة عدم ذكرها فيه في موضع آخر وإلا أشار اليه (ع) ولما مضى ويأتي من الأخبار مع ما تقدم من وحدة ما نزل 00 الخ(4/37)
(34) عن محمد بن جمهور يرويه عنهم(ع) ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين( قال : راغبين (1)[56])0
(35) سعد بن عبدالله القمي في كتاب " ناسخ القرآن ومنسوخه " قال : وكان يقرأ( أي الصادق ) ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر ((2)[57]) 0
... (36) عن عمرو بن جابر في قوله تعالى ( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصية لأزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج مخرجات (3)[58])
(37) عن أبي جرير القمي عن أبي الحسن (ع) ( له مافي السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ((4)[59]) 0
(38) عن الحسين بن خالد أنه قرأ أبو الحسن الرضا (ع) ( الم الله لا اله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنهيعلم ما بين أيديهم وما خلفهم(
0000( يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون والحمد لله رب العالمين( (5)[60]) 0
(39) عن إسماعيل بن عباد عن أبي عبدالله (ع) ( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ( وآخرها( العلي العظيم والحمد لله رب العالمين ( وآيتين بعدها (6)[61]) 0
__________
(1) 56]) فصل الخطاب 235 0
(2) 57]) فصل الخطاب 236 0
(3) 58]) فصل الخطاب236 0
(4) 59]) الكافي8/290، بحار الأنوار 89/57 ، فصل الخطاب 238 0
(5) 60]) تفسير القمي1/84-85، تفسير الصافي 1/282، تفسير الآصفي 2/755، تفسير نور الثقلين 1/261، فصل الخطاب338 ، مستدرك الوسائل6/117 0
(6) 61]) الكافي 8/290، بحار الأنوار 89/57-58، فصل الخطاب238 0(4/38)
(40) عن حمران بن أعين عن أبي جعفر (ع) ( والذين كفروا أولياؤهم الطواغيت( (1)[62])
(41) إبن شهر آشوب في المناقب قال : وجدت في كتاب الله المنزل عن الباقر (ع) ( والذين كفروا بولاية علي بن أبي طالب أولياؤهم الطاغوت ( 0قال : نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا (2)[63]) 0
(42) أحمد بن علي القمي في "كتاب العروس " عن الصادق (ع) قال : كان علي بن الحسين (ع) يحلف مجتهداً إن من قرأها أي آية الكرسي قبل زوال الشمس سبعين مرة فوافق تكملة السبعين زوالها غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فإن مات في عامه ذلك مات مغفوراً غير محاسب ( الله لا اله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب
والشهادة فلا يظهر على غيبه أحداً من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم( إلى قوله (هم فيها خالدون ( (3)[64])
(43) عن إسماعيل بن عباد البصري عمن ذكره عن أبي عبدالله(ع) قال في آية الكرسي ( له ما في السموات وما في الأرض وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم بديع السموات والأرض ذو الجلال والإكرام رب العالمين ((4)[65]) 0
(44) عن إبن سنان التيمي عن أبي الحسن الرضا(ع) ( له ما في السموات والأرض وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة((5)[66])0
(45) عن يونس عن أبي عبدالله (ع) ( له ما في السموات وما في الأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم من ذا الذي يشفع عنده ((6)[67]) 0
__________
(1) 62]) الكافي 8/289، بحار الأنوار 89/57، تفسير كنز الدقائق 1/617، فصل الخطاب 238 0
(2) 63]) فصل الخطاب 238 0
(3) 64]) فصل الخطاب237 ، بحار الأنوار 86/356 و89/428 ، مستدرك الوسائل 6/130 0
(4) 65]) فصل الخطاب238 0
(5) 66]) فصل الخطاب 238 0
(6) 67]) فصل الخطاب 238 0(4/39)
(46) عن جابر بن راشد عن أبي عبدالله (ع) قال (ع) في آية الكرسي ( عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم ((1)[68])0
(47) عن عمر بن يحيى التستري وحماد بن عثمان عن أبي عبدالله (ع) قال : رأيت في بيت له عند السقف مكتوباً حول البيت آية الكرسي
وفيها ( له ما في السموات وما في الأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم( 0
فقلت له : جعلت فداك في هذا الكتاب شيء لا أعرفه وليس هكذا نقرأها؟0
قال (ع) : هكذا فاقرأها فإنها كما أُنزلت(2)[69]) 0
(48) عن حمزة عن إسماعيل عن رجل(!!!) عن أبي عبدالله (ع) ( وما يحيطون من علمه شيء إلا بما شاء ( و آخرها ( وهو العلي العظيم والحمد لله رب العالمين ( وآيتين بعدها (3)[70])
(49) السياري مرسلاً عن أبي الحسن (ع) في قوله عز وجل ( والذين يأكلون الربا لا يقومون يوم القيامة إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ((4)[71]) 0
(50) عن عمر بن حنظلة عن أبي عبدالله (ع) ( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصيته لأزواجهم إلى الحول غير إخراج مخرجات( (5)[72]) 0
... (51) النعماني في تفسيره عن أمير المؤمنين(ع) في جملة الآيات المحرّفة 0 وقوله تعالى ( وجعلناكم أئمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً ( ومعنى ( وسطاً( بين الرسول وبين الناس فحرفوها وجعلوها ( أمة ( (6)[73]) 0
(52) السياري عن اسحاق بن اسماعيل عن أبي عبدالله (ع) قال :(فما جزاء من يفعل ذلك منكم ومن غيركم إلا خزي في الحياة الدنيا((7)[74])0
__________
(1) 68]) فصل الخطاب 238 0
(2) 69]) فصل الخطاب 239 0
(3) 70]) فصل الخطاب239 0
(4) 71]) فصل الخطاب 240 0
(5) 72]) فصل الخطاب 240 0
(6) 73]) فصل الخطاب 240 0
(7) 74]) فصل الخطاب 240 0(4/40)
... (53) سعد بن عبدالله القمي في كتاب ( ناسخ القرآن ) في باب الآيات المحرّفة قال : وقوله تعالى : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ( وهو( أئمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ((1)[75]) 0
(سورة آل عمران(
(54) علي بن ابراهيم القمي في تفسيره: قال:إنه روي في الخبر المأثور أنه نزل :( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين(0 فأسقطوا آل محمد منه (2)[76]) 0
... (55) عن حمران قال : سمعت أبا جعفر (ع) يقرأ هذه الآية :( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل محمد على العالمين (0قلت : ليس نقرأ هكذا ؟0فقال : أُدخل حرف مكان حرف (3)[77]) 0
... (56) قال العالم(ع) : نزل : ( وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد ( فأسقطوا آل محمد من الكتاب ( (4)[78])0
... (57) عن ابراهيم بن عبدالصمد قال : سمعت جعفر بن محمد(ع) يقرأ : ( إن الله آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين ( 0 قال : هكذا نزلت ( (5)[79])
(58) عن أيوب قال : سمعني أبو عبدالله (ع) وأنا أقرأ ( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل ابراهيم (0قال : هو ( آل ابراهيم وآل محمد على العالمين ( فوضعوا إسماً مكان إسم (6)[80]) 0
__________
(1) 75]) فصل الخطاب 240 0
(2) 76]) تفسير القمي 1/100، تأويل الآيات الطاهرة 1/205، نور الثقلين 1/330، تفسير البرهان 1/277، فصل الخطاب 240 0
(3) 77]) فصل الخطاب 240، تفسير فرات78 ، تفسير الصافي 1/329 بحار الأنوار 89/56 0
(4) 78]) بحار الأنوار 23/222، تفسير الصافي 1/329 0
(5) 79]) بحار الأنوار 23/222 ،227،291،361،
(6) 80]) تفسير العياشي 1/168، تفسير كنز الدقائق 2/62،فصل الخطاب 240، بحار الأنوار 23/225 0(4/41)
... (59) عن هشام بن سالم قال : سألت أبا عبدالله (ع)عن قول الله (اصطفى آدم ونوحاً( 0فقال :هو ( آل ابراهيم وآل محمد على العالمين ( فوضعوا إسماً مكان إسم (1)[81]) 0
... (60) عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبدالله (ع) : قال : قلت له : ما الحجة في كتاب الله أن آل محمد هم أهل بيته ؟0قال : قول الله تبارك وتعالى ( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران وآل محمد( هكذا نزلت على العالمين0 ( ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ( ولا تكون الذرية من القوم إلا نسلهم من أصلابهم 0 وقال ( اعملوا آل داود شكراً وقليل من عبادي الشكور وآل عمران وآل محمد ((2)[82])0
... (61) الطوسي في ( التبيان ) قال : وفي قراءة أهل البيت (ع) ( وآل محمد على العالمين ((3)[83]) 0
... (62) الطوسي في أماليه 000 عن ابراهيم بن عبدالصمد قال : سمعت جعفر بن محمد (ع) يقرأ ( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل ابرهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين ( 0قال: هكذا نزلت (4)[84]) 0
(63) السياري عن محمد بن سنان عن أبي خالد القماط عن حمران بن أعين قال : سمعت أبا عبدالله (ع) يقرأ : ( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران وآل محمد علىالعالمين (0 ثم قال : هكذا والله نزلت (5)[85]) 0
__________
(1) 81]) تفسير نور الثقلين 1/328، تفسير العياشي1/170، فصل الخطاب240 ، بحار الأنوار 23/225 0
(2) 82]) تفسير نور الثقلين 1/331، فصل الخطاب 240-241، الحدائق الناضرة للبحراني 12/402 ، تفسير الصافي 1/330 ، جواهر الكلام16/98 0
(3) 83]) فصل الخطاب 241، التبيان1/441 ، مجمع البيان للطبرسي 2/278 ، تفسير الصافي 1/329، تفسير كنز الدقائق 2/62 0
(4) 84]) فصل الخطاب241 0
(5) 85]) فصل الخطاب241 0(4/42)
(64) عن أيوب الحر قال : سمعني وأنا أقرأ ( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين (0فقال (ع) : ( آل محمد( كان فيها فمحوها وتركوا ما سواها(1)[86])0
(65) الطبرسي في ( مجمع البيان ) قال : وفي قراءة أهل البيت (ع) (وآل محمد على العالمين ((2)[87]) 0
... (66) محمد بن الحسن الشيباني في ( نهج البيان ) وروي في قراءة أهل البيت (ع) ( وآل محمد على العالمين((3)[88]) 0
... (67) القمي في تفسيره إنه نزل ( يا مريم اقنتي لربك واركعي واسجدي مع الساجدين((4)[89]) 0
(68) عن الحكم بن عيينة عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى ( يا مريم اقنتي لربك واسجدي شكراً لله واركعي مع الراكعين((5)[90])0
(69) السياري عن محمد بن جمهور عن بعض أصحابنا عن أبي عبدالله (ع) في قول الله جل ذكره :( إني رافعك اليّ ومتوفيك ( هكذا نزلت(6)[91])0
(70) محمد بن الحسن الشيباني في ( نهج البيان ) قال : وروي في أخبارنا عن أئمتنا (ع) ( إني رافعك إليّ ومتوفيك بعد نزولك على عهد القائم من آل محمد ((7)[92])0
__________
(1) 86]) فصل الخطاب241 0
(2) 87]) فصل الخطاب241، بحار الأنوار 11/11 0
(3) 88]) فصل الخطاب241 0
(4) 89]) تفسير القمي 1/102 ، فصل الخطاب 241 0
(5) 90]) فصل الخطاب241 ، تفسير العياشي 1/173 ، تفسير كنز الدقائق2/83 0
(6) 91]) فصل الخطاب241 0
(7) 92]) فصل الخطاب241 0(4/43)
(71) عن حبيب السجستاني قال : سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله تبارك وتعالى ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه ( فكيف يؤمن موسى وعيسى(ع) وينصره ولم يدركه؟ وكيف يؤمن عيسى بمحمد ( ولم يدركه ؟0فقال : يا حبيب إن القرآن قد طُرح منه آي كثيرة ولم يزد فيه إلا حروف أخطأت به الكتبة وتوهمتها الرجال وهذا وهم فاقرأها ( وإذ أخذ الله ميثاق أمم النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه ( هكذا أنزله الله يا حبيب ، فو الله ما وفّت أمة من الأمم التي كانت قبل موسى بما أخذ عليها من الميثاق لكل نبي بعثه الله بعد نبيها ، ولقد كذبت الأمة التي جاءها موسى ولم يؤمنوا به ولا نصروه إلا القليل منهم 0 ولقد كذبت أمة عيسى بمحمد ( ولم يؤمنوا به ولا نصروه بما جاءها إلا القليل منهم ، ولقد جحدت هذه الأمة بما أخذ عليها رسول الله ( من الميثاق لعلي بن أبي طالب (ع) يوم إقامة الناس ونصب لهم ودعاهم إلى ولايته وطاعته في حياته وأشهدهم بذلك على أنفسهم ، فأي ميثاق أوكد من قول رسول الله ( في علي بن أبي طالب (ع) فوالله ما وفوا به بل جحدوا وكذبوا(1)[93])0
... ... (71) إبن طاووس في ( سعد السعود) عن كتاب عتيق لبعض القدماء جمع فيه قراءة رسول الله ( والأئمة (ع) 0000 عن يونس بن ظبيان عن أبي عبدالله (ع) ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا ما تحبون( بميم واحدة (2)[94])0
... (72) السياري عن يونس بن ظبيان عن أبي عبدالله (ع) في قوله عز وجل ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا ما تحبون( هكذا فاقرأها(3)[95]) 0
__________
(1) 93]) تفسير العياشي 1/180، تفسير البرهان1/295، فصل الخطاب 242 0
(2) 94]) فصل الخطاب 243 0
(3) 95]) تفسير العياشي1/1/184،الكافي8/183، بحار الأنوار 89/57، تفسير البرهان 1/297،فصل الخطاب243 0(4/44)
(73) عن فيض بن أبي شيبة قال : سمعت أبا عبدالله (ع) يقول : وتلا هذه الآية ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ( إلى آخر الآية 0
قال :( لتؤمنن برسول الله ولتنصرن أمير المؤمنين(0
قلت : ( ولتنصرن أمير المؤمنين( ؟!!0
قال : نعم من آدم فهلم جرا ، ولا يبعث الله نبياً ولا رسولاً إلا ردّ إلى الدنيا حتى يقاتل بين يدي أمير المؤمنين(1)[96]) 0
(74) روي عن أبي عبدالله (ع) ( وأنتم مسلّمون( بالتشديد ، ومعناه مستسلمون لما أتى النبي ( به منقادون له (2)[97]) 0
(75) عن الباقر (ع) في قراءة علي(ع) وهو التنزيل الذي نزل به جبرائيل (ع) على محمد ( ( ولا تموتن إلا وأنتم مسلّمون لرسول الله والإمام بعده ((3)[98]) 0
(76) عن الحسين بن خالد قال : قال أبو الحسن الأول : كيف تقرأ هذه الآية ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته إلا وأنتم مسلمون (0
ماذا ؟0
قلت : (مسلمون (0
فقال : سبحان الله ، يوقع عليهم إسم الإيمان فيسميهم مؤمنين ثم يسألهم الإسلام والإيمان فوق الإسلام ؟0
قلت : هكذا يُقرأ في قراءة زيد 0
قال : إنما هي في قراءة علي (ع) وهي التنزيل الذي نزل به جبرائيل على محمد ( ( إلا وأنتم مسلّمون لرسول الله ثم الإمام من بعده ((4)[99]) 0
(77) الطوسي في ( التبيان ) وروي عن أبي عبدالله (ع) ( وأنتم مسلّمون( بالتشديد ومعناه إلا وأنتم مستسلمون لما أتى به النبي ( ومنقادون له (5)[100]) 0
__________
(1) 96]) تفسير نور الثقلين 1/358-359، فصل الخطاب 243 0
(2) 97]) تفسير نور الثقلين 1/376، فصل الخطاب 243 0
(3) 98]) تفسير نور الثقلين 1/377، فصل الخطاب243 0
(4) 99]) فصل الخطاب 243 0
(5) 100]) فصل الخطاب 243 0(4/45)
(78) عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله (ع) :(وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها بمحمد((1)[101])0
(79) روي عن أبي عبدالله (ع) أنه قال :( ولتكن منكم أئمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون( (2)[102]) 0
(80) عن بريد عن أبي جعفر (ع) في قوله:(إصبروا( يعني بذلك عن المعاصي 0( وصابروا( يعني التقية 0 (و رابطوا ( يعني على الأئمة 0
ثم قال : أتدري ما معنى البدوا مالبدنا ، فإذا تحركوا فتحركوا ( واتقوا الله ما لبد ربكم لعلكم تفلحون (0
قال : قلت: جعلت فداك : إنما نقرؤها : (واتقوا الله( 0
قال : أنتم تقرؤنها كذا ، ونحن نقرؤها كذا(3)[103]) 0
(81) عن حماد بن عيسى عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله(ع) قال : في قراءة علي (ع):( كنتم خير أئمة أُخرجت للناس (0 قال : هم آل محمد ( (4)[104]) 0
... (82) الطبرسي يروي عن أبي عبدالله (ع) ( ولتكن منكم أئمة ((5)[105]) 0
... (83) عن إبن سنان قال : قرئت عند أبي عبدالله(ع)(كنتم خير أمة أخرجت للناس( 0
فقال أبوعبدالله (ع): ( خير أمة ( وهم يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين إبني علي 0
فقال القارىء : جعلت فداك كيف نزلت ؟0
__________
(1) 101]) تفسير العياشي 1/149 ،الكافي8/183، بحار الأنوار 24/54و 89/57، تفسير نورالثقلين 1/378-379، فصل الخطاب243، تفسير كنز الدقائق 2/188 0
(2) 102]) تأويل الآيات الطاهرة 1/118-119، مجمع البيان 2/448، بحار الأنوار 24/123، تفسير البرهان1/308، فصل الخطاب244 0
(3) 103]) تفسير العياشي 1/213-214 ، تفسير البرهان1/335، بحار الأنوار 24/218، فصل الخطاب 244 0
(4) 104]) تفسير العياشي 1/195 ، فصل الخطاب244 ، بحار الأنوار 24/153 0
(5) 105]) فصل الخطاب 244 0(4/46)
قال : نزلت :( كنتم خير أئمة أخرجت للناس ( 0 ألا ترى مدح الله لهم في قوله :( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ((1)[106]) 0
(84) عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال : إنما أُنزلت هذه الآية على محمد ( في الأوصياء خاصة:( أنتم خير أئمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر (0
هكذا والله نزل بها جبرائيل(ع)0وما عنى بها إلا محمداً وأوصياءه صلوات الله عليهم (2)[107]) 0
(85) قرأ الباقر(ع):( أنتم خير أمة أُخرجت للناس ( بالألف إلى آخر الآية 0 نزل بها جبرائيل وما عنى بها إلا محمداً ( وعلياً والأوصياء من ولده (ع)(3)[108]) 0
(86) العياشي عن حمد بن عيسى عن بعض أصحابه قال : في قراءة علي (ع) :( كنتم خير أئمة أخرجت للناس ( قال : هم آل محمد ( (4)[109]) 0
(87) عن أبي بصير عنه (ع) أنه قال : إنما نزلت هذه الآية على محمد ( في الأوصياء خاصة فقال تعالى ( أنتم خير أئمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ( هكذا والله نزل بها جبرائيل وما عنى بها إلا محمد أو أوصياؤه (5)[110]) 0
__________
(1) 106]) تفسير القمي1/110، تأويل الآيات الطاهرة 1/121-122، بحار الأنوار 24/154، تفسير البرهان 1/308، نور الثقلين 1/317، فصل الخطاب244 0
(2) 107]) تفسير العياشي 1/195 ، تفسير الصافي ، بحار الأنوار 24/153، فصل الخطاب 244 0
(3) 108]) مناقب آل أبي طالب3/170، تفسير الصافي 1/371، بحار الأنوار 24/155، فصل الخطاب244 0
(4) 109]) تفسير العياشي1/195، فصل الخطاب 244 0
(5) 110]) فصل الخطاب 244، تفسير الآصفي 1/167 ، تفسير العياشي1/195، تفسير البرهان1/309، إثبات الهداة3/46 0(4/47)
(88) ابن شهر آشوب في مناقبه عن الباقر (ع):(أنتم خير أمة ( بالألف نزل بها جبرائيل وما عنى بها إلا محمد ( أو علياً والأوصياء من ولده (1)[111]) 0
(89) النعماني في تفسيره عن ابن عقدة 00000 عن جابر عن الصادق عن أمير المؤمنين أنه قال : وأما ما حرّف من كتاب الله فقوله ( كنتم خير أئمة ( فحرّفت إلى ( خير أمة ( (2)[112])0
(90) السياري عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال : قلت ( كنتم خير أمة أخرجت للناس (0فقال : لا أدري ، إنما نزلت هذه الآية على محمد ( وفي أوصيائه خاصة0 فقال :( أنتم خير أئمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر (0 ثم قال : نزل بها جبرائيل على محمد ( هكذا ، فما عنى بها إلا محمد وأوصياؤه (3)[113])0
(91) علي بن ابراهيم في تفسيره : قوله تعالى:( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ( 0قال أبو عبدالله ( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم ضعفاء ((4)[114]) 0
(92) الطبرسي : وروى عن بعض الصادقين (ع) أنه قرأ ( وأنتم ضعفاء ( 0وقال : لا يجوز وصفهم بأنهم أذلة وفيهم رسول الله ( (5)[115]) 0
(93) السياري عن ربعي عن أبي عبدالله (ع) في قوله عز وجل : ( لقد نصركم الله ببدر وأنتم ضعفاء ((6)[116]) 0
(94) عن أبي بصير قال : قرأت عند أبي عبدالله (ع) ( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة (0فقال : مه ، ليس هكذا أنزلها الله 0 إنما نزلت ( وأنتم قليل ((7)[117])0
__________
(1) 111]) فصل الخطاب 244، تفسير العياشي 1/195 ، تفسير كنز الدقائق 2/200 ، مناقب إبن شهر آشوب 3/170 0
(2) 112]) فصل الخطاب 244 0
(3) 113]) فصل الخطاب 244 0
(4) 114]) تفسير نور الثقلين 1/387، فصل الخطاب245 0
(5) 115]) فصل الخطاب245 0
(6) 116]) فصل الخطاب245 0
(7) 117]) تفسير العياشي1/196، تفسير نور الثقلين 1/387، فصل الخطاب 245،بحار الأنوار19/283 ، تفسير البرهان1/310 0(4/48)
(95) عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله (ع) قال : سأله أبي عن هذه الآية ( لقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة (0قال : ليس هكذا أنزل الله ، ما أذل الله رسوله قط ، إنما نزلت ( وأنتم قليل( (1)[118]) 0
(96) عن حريز عن أبي عبدالله (ع) أنه قرأ ( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم ضعفاء( وما كانوا أذلة ورسول الله ( فيهم (2)[119]) 0
(97) عن الجرمي عن أبي جعفر (ع) أنه قرأ ( ليس لك من الأمر شيء أن يتوب عليهم وتعذبهم فإنهم ظالمون ((3)[120])0
(98) عن محمد بن جمهور عن بعض أصحابنا قال : تلوت بين يدي أبي عبدالله (ع)هذه الآية ( ليس لك من الأمر شي( 0 فقال : بلى وشيء وهل الأمر كله إلا له ( ، ولكنها نزلت ( ليس لك من الأمر إن تبت عليهم أو تعذبهم فإنهم ظالمون ( وكيف لا يكون من الأمر شيء والله عز وجل يقول ( ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ( وقال الله عز وجل : ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا ان عليك إلا البلاغ ((4)[121])0
(99) النعماني عن أمير المؤمنين : وقال سبحانه في سورة آل عمران ( ليس لك من الأمر أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون لآل محمد( فحذفوا آل محمد(5)[122]) 0
(100) عن حماد بن عيسى عن بعض أصحابه عن أبي عبدالله (ع) :( ويتخذ منكم شهيداً( (6)[123]) 0
... (101) عن إبن عمير عمن ذكره عن أبي عبدالله (ع) في قول الله عز وجل :( سيطوقون ما بخلوا به من الزكاة يوم القيامة ((7)[124]) 0
__________
(1) 118]) فصل الخطاب 245، بحار الأنوار 19/284 ، تفسير العياشي1/196،تفسير البرهان1/310 0
(2) 119]) فصل الخطاب 245، بحار الأنوار 19/283 ، تفسير العياشي1/196، تفسير البرهان1/310 0
(3) 120]) فصل الخطاب 246 0
(4) 121]) فصل الخطاب 246 0
(5) 122]) فصل الخطاب 246 0
(6) 123]) فصل الخطاب246 0
(7) 124]) فصل الخطاب246 0(4/49)
... (102) عن محمد بن يونس عن بعض أصحابنا(!!!) قال : قال لي أبو جعفر (ع) :( كل نفس ذائقة الموت ومنشورة( نزل بها على محمد ( ، إنه ليس من أحد من هذه الأمة إلا سيُنشر ، فأما المؤمنون فيُنشرون إلى قرة عين ، وأما الفجّار فيُنشرون إلى خزي الله إياهم (1)[125]) 0
(103) عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر (ع) قال : ليس من مؤمن إلا وله قتلة وموتة أنه من قتل نشر حتى يموت ومن مات نشر حتى يقتل 0ثم تلوت على أبي جعفر (ع) هذه الآية :( كل نفس ذائقة الموت( 0فقال هو (ع) :( ومنشورة ((2)[126]) 0
... (104) عن جابر عن أبي عبدالله )ع) قال : ( كل نفس ذائقة الموت ومنشورة( (3)[127]) 0
(سورة النساء (
... (105) علي بن إبراهيم عن الصادق (ع) أنه قال : ( فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمّى فآتوهن أجورهن فريضة ( فهذه الآية دليل على المتعة (4)[128])0
(106) عن أبي عمير عمن ذكره (!!) عن أبي عبدالله (ع) قال : إنما نزلت : ( فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن فريضة ((5)[129])0
(107) عن أبي بصير قال : سمعت أباجعفر (ع) يقول : قال علي (ع): لولا ما سبقني به إبن الخطاب ما زنى إلا شقي 0 قال: ثم قرأ هذه الآية : ( فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمّى فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة (0قال : يقول : إذا إنقطع الأجل فيما بينكما إستحللتها بأجلٍ آخر (6)[130])0
__________
(1) 125]) تفسير العياشي 1/210، تفسير البرهان1/329، فصل الخطاب 246 0
(2) 126]) فصل الخطاب 247
(3) 127]) فصل الخطاب 247
(4) 128]) تفسير القمي ،فصل الخطاب 247، تفسير البرهان1/306
(5) 129]) الكافي ، فصل الخطاب 247
(6) 130]) فصل الخطاب 248، تفسير البرهان1/360 0(4/50)
(108) عن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) قال : كان يقرأ : ( فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمّى فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة ( 0قال (ع) : هو أن يزوجها إلى أجل ثم يحدث شيء بعد الأجل (1)[131])0
... (109) عن عبدالسلام عن أبي عبدالله (ع) قال : قلت له : ما القول في المتعة ؟ 0قال : قول الله تعالى : ( فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة إلى أجل مسمّى ولا جناح عليكم فيما تراضيتم من بعد الفريضة ( 0قال : قلت : جعلت فداك أهي من الأربع ؟ 0قال : ليست من الأربع إنما هي إجارة 0فقلت : أرأيت إن أراد أن يزداد أو تزداد قبل إنقضاء الأجل الذي أجلّ ؟0قال : لا بأس أن يكون ذلك برضاء منه ومنها بالأجل والوقت0 وقال : سيزيدها بعد ما يمضي (2)[132])0
(110) سعد بن عبدالله القمي في كتاب ( ناسخ القرآن) قال : وقرأ أبو جعفر وأبو عبدالله(ع) : ( فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمّى فآتوهن أجورهن ((3)[133])0
(111) السياري 000 عن جابر عن أبي عبدالله (ع) قال : نزل جبرئيل بهذه الآية على رسول الله ( هكذا : ( يا أيها الذين أُوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا في علي مصدقاً لما معكم ((4)[134])0
(112) عن عمرو بن شمر عن جابر قال : قال أبو جعفر(ع) : نزلت هذه الآية على محمد ( هكذا : ( يا أيها الذين أُوتوا الكتاب آمنوا بما أنزلت في علي مصدقاً لما معكم من قبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها أو نلعنهم – إلى مفعولا ( (5)[135]) 0
__________
(1) 131]) فصل الخطاب 248، مستدرك الوسائل14/448 ، تفسر العياشي1/234، تفسير البرهان1/361 0
(2) 132]) فصل الخطاب 248، تفسير البرهان1/361 0
(3) 133]) فصل الخطاب 249، تفسير البرهان1/373 ، مستدرك الوسائل14/448 0
(4) 134]) فصل الخطاب 249، تفسير البرهان1/374 ، تفسير فرات الكوفي 105 0
(5) 135]) فصل الخطاب 249، بحار الأنوار 9/193 ، تفسير كنز الدقائق 2/472 0(4/51)
(113) عن منخل عن أبي عبدالله(ع) قال : نزل جبرئيل(ع) على محمد ( بهذه الآية هكذا : ( يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلّنا في علي نوراً مبينا ( (1)[136]) 0
(114) السياري 000عن داود الرقي قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ، فقد آتينا آل إبراهيم وآل عمران وآل محمد الكتاب والحكمة وآتيناهم مُلكاً عظيماً ( 0ثم قال : نحن والله الذين ذكرهم الله عز وجل في كتابه ونحن والله المحسودون 0 ثلاثاً (2)[137])0
(115) عن داود بن فرقد قال : سمعت أباعبدالله(ع) وعنده إسماعيل إبنه يقول : ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ( الآية 0
قال : فقال : الملك العظيم إفترض الطاعة 0
قال : ( فمنهم من آمن به ومنهم من صدّ عنه ( 0
قال : فقلت : إستغفر الله 0
فقال لي إسماعيل : لِم يا داود؟0
قلت :لأني كثيراً قرأتها :( ومنهم من يؤمن به ومنهم من صدّ عنه ( 0
قال : فقال أبوعبدالله(ع): إنما هو "فمن" هؤلاء ولد إبراهيم من آمن بهذا ومنهم من صدّ عنه (3)[138]) 0
(116) عن حريز عن أبي عبدالله عليه السلام قال : نزلت ( فإن تنازعتم في شيء فارجعوه إلى الله وإلى رسوله وإلى أولي الأمر منكم ((4)[139])0
(117) عن بريد بن معاوية قال : كنت أبي جعفر عليه السلام فسألته عن قول الله تعالى : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم (0قال فكان جوابه أن قال : ( ألم تر إلى الذين أُوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ( فلان وفلان (5)[140]) 0
__________
(1) 136]) الكافي 1/417 0
(2) 137]) فصل الخطاب 250 0
(3) 138]) تفسير البرهان 1/378 0
(4) 139]) فصل الخطاب 250، تفسير البرهان 1/383 ، تفسير القمي1/141 0
(5) 140]) أبوبكر وعمر رضي الله عنهما ولعنة الله على كل من يبغضهما 0(4/52)
إلى أن قال (ع) : ثم قال للناس: ( ياأيها الذين آمنوا ( فجمع المؤمنين إلى يوم القيامة ) أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ( إيانا عنى خاصة ) فإن خفتم تنازعاً في الأمر فارجعوه إلى الله وإلى الرسول وأولي الأمر منكم ( 0
هكذا نزلت 0 وكيف يأمرهم بطاعة أولي الأمر ويرخّص لهم في منازعتهم ، إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ((1)[141])0
(118) عن العجلي عن أبي جعفر عليه السلام مثله سواء وزاده في آخره تفسير بعض الآيات (2)[142])0
(119) عن محمد بن مسلم قال : قال أبو جعفر عليه السلام : ( فإن تنازعتم في شيء فإرجعوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منكم ((3)[143])0
(120) السياري 000 عن بريد بن معاوية العجلي عن أبي جعفر عليه السلام قال : تلى ( يا أيها الذين آمنوا ( فجمع المؤمنين إلى يوم القيامة ) أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ( إيانا خاصة ) فإن خفتم تنازعاً فإرجعوه إلى الله وإلى الرسول وأولي الأمر منكم ( كذا نزلت (4)[144])0
(121) السياري 000 عن عامر بن سعيد الجهني عن أبي جعفر عليه السلام قال : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم من آل محمد ( هكذا نزل بها جبرئيل (5)[145])0
__________
(1) 141]) فصل الخطاب 250، تفسير الصافي 1/465 ، تفسير الآصفي 1/218 ، تفسير الميزان4/411 0بحار الأنوار 23/289 ، تأويل الآيات 1/135، تفسير البرهان1/384 ، تفسير العياشي 0
(2) 142]) فصل الخطاب 250
(3) 143]) فصل الخطاب 250
(4) 144]) فصل الخطاب 250
(5) 145]) فصل الخطاب 250، تفسير البرهان 1/386 0(4/53)
(122) عن بريد العجلي قال : سألت أباجعفر (ع) عن قول الله عزّ ذكره :( إن الله يأمركم وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل (0قال : إيانا عنى أن يؤدي الأول إلى الإمام الذي بعده الكتب والعلم والسلاح 0وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل الذي في أيديكم 0ثم قال للناس : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ( إيانا عنى خاصة ، أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا 0 ( فإن خفتم تنازعاً في أمر فردّوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منكم ( 0كذا نزلت ، وكيف يأمرهم الله عز وجل بطاعة ولاة الأمر ويرخّص في منازعتهم ، إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم (1)[146])0
(123) سعد بن عبدالله القمي في كتاب (ناسخ القرآن) مما رواه عن مشايخه قال : كان أي الصادق يقرأ : ( فإن تنازعتم من في شيء فإرجعوه إلى الله وإلى رسوله وأولي الأمرمنكم ((2)[147])0
(124) سليم بن قيس الهلالي في حديث طويل عن علي (ع) في ذكر إختلاف الأخبار وأقسام رواية إلى أن قال : فقلت: يا نبي الله ومن شركائي ؟0
قال : الذين قرنهم الله بنفسه وبي الذين قال في حقهم : ( فإن خفتم التنازع في شيء فارجعوه إلى الله وإلى الرسول وأولي الأمرمنكم ((3)[148])0
(125) عن أبي الحسن الأول (ع) في قول الله عز وجل : ( أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم فقد سبقت عليهم كلمة الشقاء وسبق لهم العذاب وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً ((4)[149])0
__________
(1) 146]) الكافي1/276 ، فصل الخطاب 250، تفسير القمي
(2) 147]) فصل الخطاب 251 0
(3) 148]) فصل الخطاب 251 0
(4) 149]) الكافي ،فصل الخطاب 252(4/54)
وقال النوري تعليقاً على هذه الرواية : قال المجلسي في ( مرآة العقول ) ظاهر الخبر أن هاتين الفقرتين كانتا داخلتين في الآية ، ويحتمل أن يكون عليه السلام أوردها للتفسير ، أي إنما أمر الله تعالى بالإعراض عنهم لسبق كلمة الشقاء عليهم ، أي علمه تعالى بشقائهم وسبق تقدير العذاب لعلمه بأنهم يصيرون أشقياء بسوء إختيارهم 0 قلت ( النوري) ما إحتمله في غاية البعد عن ظاهر السياق مع أنهما ليستا تفسيراً للموجود وكشفاً لمعناه وذكر علّة الإعراض فيهما لا يجعلهما تفسيراً له بل يجعلهما مربوطاً به ، ثم قال وتركه أي قوله تعالى وعظهم الخبر ، إما من النساخ أو لظهوره أو لعدمه في مصحفهم(ع) ، قلت : الأول بعيد لأن العياشي والسياري أيضاً أورداه كذلك ، وكذا الثاني لم يحتج إلى ذكر تمام الآية (1)[150])0
(126) السياري عن محمد بن علي عن أبي جناده مثله ، إلا أن فيه عن أبي الحسن الأول عن أبيه(ع) (2)[151])0
(127) العياشي مثله (3)[152])0
(128) السياري 0000 عن عبدالسلام بن المثنى قال : قال أبو عبدالله (ع) : ( يومئذٍ يود الذين كفروا وعصوا الرسول وظلموا آل محمد حقهم أن تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثاً ( (4)[153])0
__________
(1) 150]) فصل الخطاب 252 0
(2) 151]) فصل الخطاب 252 0
(3) 152]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 252
(4) 153]) فصل الخطاب 252(4/55)
(129) عن زرارة عن أبي جعفر (ع) قال : ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك يا علي فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً ، فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك يا علي فيما شجر بينهم" يعني فيما تعاهدوا وتعاقدوا عليه بينهم من خلافك وغصبك" ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت عليهم يا محمد على لسانك من ولايته ويسلّموا تسليماً لعلي ((1)[154])0
(130) عن البطائني عن أبي بصير عن أبي عبدالله (ع) في هذه الآية : (ثم لا يجدون في أنفسهم حرجاً مما قضيت في أمر الولاية ويسلموا لله الطاعة تسليماً((2)[155])0
(131) السياري 0000عن أبي بصير عن أبي عبدالله (ع) في قوله عز وجل : ( لا يجدون في أنفسهم حرجاً مما قضيت من أمر الوالي ويسلموا لله تسليماً ( (3)[156])0
(132) عن جابر عن أبي جعفر (ع) : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضى محمد وآل محمد ويسلموا تسليماً ((4)[157])0
__________
(1) 154]) تفسير القمي 1/142، فصل الخطاب 252، تفسير الصافي 1/467 ، تفسير الأصفي 1/220 ، تفسير كنز الدقائق 2/513 ، تأويل الآيات 1/132، تفسير البرهان 1/389 0
(2) 155]) الكافي ، فصل الخطاب 252 0
(3) 156]) فصل الخطاب 252 0
(4) 157]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 252 0(4/56)
(133) عن عبدالله بن يحيي الكاهلي عن أبي عبدالله (ع) قال : سمعته يقول : والله لو أن قوماً عبدوا الله وحده لا شريك له وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا البيت وصاموا شهر رمضان ثم لم يُسلّموا لكانوا مشركين فعليهم بالتسليم ، ولو أن قوماً عبدوا الله واقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا البيت وصاموا شهر رمضان ثم قالوا لشيء صنعه رسول الله ( لم صنع كذا وكذا ، ووجدوا ذلك في أنفسهم لكانوا بذلك مشركين ، ثم قرأ : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم مما قضى محمد وآل محمد ( إلى قوله ( ويسلموا تسليماً ((1)[158])0
(134) السياري 0000 عن إسحاق بن عمار عن أبي عبدالله (ع) قال : ( حتى يحكموا محمد وآل محمد ولا يجدون في أنفسهم حرجاً ( الآية (2)[159])0
(135) عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبدالله(ع): ( ولو انا كتبنا عليهم ان اقتلوا أنفسكم وسلموا للإمام تسليماً واخرجوا من دياركم رضاً له ما فعلوه إلا قليلاً 0 ولو أن أهل الخلاف فعلوا ما يوعظون به به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً ( (3)[160])0
(136) السياري عن علي بن أسباط مثله (4)[161])0
(137) العياشي عن أبي بصير عنه (ع) مثله سواء إلا أنه ليس فيما كلمة وسلموا بعد أنفسكم (5)[162])0
(138) عن جابر عن أبي جعفر (ع) : ( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به في علّي لكان خيراً لهم ( (6)[163])0
__________
(1) 158]) فصل الخطاب 252 0
(2) 159]) فصل الخطاب 253 0
(3) 160]) فصل الخطاب 253، تفسير الآصفي 1/220 ، تفسير نور الثقلين 1/513 ، بحار الأنوار 23/302 ، تفسير البرهان 1/391 0
(4) 161]) فصل الخطاب 253، تفسير العياشي ، تفسير البرهان 1/392 0
(5) 162]) فصل الخطاب 253 0
(6) 163]) الكافي 1/417و424، فصل الخطاب 253، تأويل الآيات الطاهرة 1/136 ، تفسير الصافي 1/468 ، تفسير كنز الدقائق 2/519 ، تفسير البرهان1/391 0(4/57)
(139) عن يوسف بن بكار عن أبيه عن أبي جعفر (ع) : ( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به في علي لكان خيراً لهم ((1)[164]) 0
(140) عن منصور بن حازم عن أبي عبدالله (ع) في قوله جل وعلا : ( ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فأنا قضيتها ( (2)[165])0
(141) عن يونس عن الرضا (ع) في قوله تعالى : ( وإن تلووا أو تعرضوا عما أُمرتم به فإن الله كان بما تعملون خبيراً ((3)[166])0
(142) عن زرارة وحمران عن أبي جعفر (ع) عن أبي عبدالله (ع) قال : ( إني أوحيت اليك كما أوحيت إلى نوح والنبيين من بعده ( فجمع له كل وحي (4)[167])0
(143) عن محمد الحلبي عن أبي عبدالله (ع) قال : قال رسول الله ( قال الله عز وجل : ( إني أوحيت اليك كما أوحيت إلى نوح والنبيين من بعده ((5)[168])0
(144) عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أباجعفر(ع) يقول : (لكن الله يشهد بما أنزل اليك في علي أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيداً(0قال : وسمعته يقول : نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا : ( إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقاً( إلى قوله : ( يسيراً( 0ثم قال : ( يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم في ولاية علي فآمنوا خيراً لكم فإن تكفروا بولايته فإن لله ما في السموات وما في الأرض وكان الله عليماً حكيماً ((6)[169])0
(145) عن أبي بصير عن أبي عبدالله (ع) قال : إنما نزلت : ( لكن الله يشهد بما أنزل اليك في علي أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيداً ((7)[170])0
__________
(1) 164]) تفسير البرهان1/391 0
(2) 165]) فصل الخطاب 253
(3) 166]) فصل الخطاب 253
(4) 167]) فصل الخطاب 254
(5) 168]) فصل الخطاب 254
(6) 169]) تفسير العياشي ، بحار الأنوار 24/224 و 35/57 و36/99، الكافي 1/424، تأويل الآيات الطاهرة143، تفسير البرهان1/428 ، تفسير الصافي1/50 0
(7) 170]) تفسير القمي 1/159 ،فصل الخطاب 254(4/58)
(146) سعد بن عبدالله القمي في ( كتاب ناسخ القرآن) مثله(1)[171])0
(147) عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أباجعفر(ع)00 مثله (2)[172])0
(148)السياري 000 عن أبي حمزة الثمالي قال : قال أبو جعفر(ع) نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد ( : ( لكن الله يشهد بما أنزل اليك في علي أنزله بعلمه( (3)[173])0
(149) عن أبي حمزة عن أبي جعفر(ع) قال: نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا : ( إن الذين ظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقاً إلا طريق جهنم((4)[174])0
(150) العياشي عن أبي حمزة مثله(5)[175])0
(151) سعد بن عبدالله القمي قال : قرأ أبو جعفر(ع)هذه الآية وقال : هكذا نزل بها جبرائيل على محمد ( : ( إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم ( إلى قوله (يسيراً ((6)[176])0
(152) السياري 0000 عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر(ع) قال : نزلت هذه الآية هكذا وذكر (ع) مثله (7)[177]) 0
(153) عن عبدالرحمن بن كثير عن أبي عبدالله (ع)في قول الله عز وجل : ( إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم (0
قال : نزلت في فلان وفلان وفلان (8)[178])0
(154) عن أبي حمزة عن أبي جعفر(ع) قال: نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا : ( يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم في ولاية علي فآمنوا خيراً لكم وإن تكفروا بولايته فإن لله ما في السموات والأرض ((9)[179])0
(155) السياري 000 عن أبي حمزة مثله (10)[180])0
__________
(1) 171]) فصل الخطاب 254
(2) 172]) فصل الخطاب 254
(3) 173]) فصل الخطاب 254
(4) 174]) الكافي ، فصل الخطاب 254
(5) 175]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 254، تفسير البرهان1/428 0
(6) 176]) فصل الخطاب 254
(7) 177]) فصل الخطاب 254
(8) 178]) الكافي ، فصل الخطاب
(9) 179]) فصل الخطاب255، تفسير العياشي
(10) 180]) فصل الخطاب 255(4/59)
(156) عن جابر عن أبي عبدالله (ع) : ( يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا اليكم في علي نوراً مبينا ((1)[181])0
... (157) عن محمدبن الفضيل عن أبي جعفر(ع) قال :نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا :( إن الذين ظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم ((2)[182]) 0
(158) علي بن إبراهيم قال : وقرأ أبو عبدالله(ع):( إن الذين كفروا وظلموا آل محمد لم يكن الله ليغفر لهم ((3)[183]) 0
( سورة المائدة (
(159) عن إبن أبي عمير عن أبي جعفر الثاني (ع) في قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود( 0قال: إن رسول الله ( عقد عليهم لعلي (ع) بالخلافة في عشرة مواطن ثم أنزل الله سبحانه وتعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود التي عقدت عليكم لأمير المؤمنين ( (4)[184])0
(160) السياري قال : حدثني أبو عمرو الأصفهابي عن أبي جعفر (ع) في قول الله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود التي عقدت لعلي بن أبي طالب ((5)[185])0 ...
(161) عن عروة التميمي قال سألت أبا عبدالله (ع) عن قوله تعالى : ( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق( فقلت هكذا ومسحت من ظهر كفي إلى المرافق 0فقال : ليس هكذا تنزيلها إنما هي : ( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم من المرافق ( ثم أمر يده من مرفقه إلى أصابعه (6)[186])0
(162) عن علي بن رباب عن جعفر بن محمد الباقر عن آبائه (ع) إن التنزيل في مصحف أمير المؤمنين (ع) : ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم من المرافق((7)[187])0
__________
(1) 181]) فصل الخطاب 256
(2) 182]) تفسير البرهان 1/428 0
(3) 183]) تفسير القمي ، تفسير البرهان1/428 0
(4) 184]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 256
(5) 185]) فصل الخطاب 256
(6) 186]) الكافي ، فصل الخطاب256، تفسير البرهان 1/451 0
(7) 187]) فصل الخطاب 256 0(4/60)
(163) عن غالب بن الهذيل قال: سألت أباجعفر (ع) عن قول الله عز وجل : ( فامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين ( على الخفض هي أم على النصب ؟0قال : بل هي على الخفض(1)[188])0
(164) العياشي عن غالب بن الهذيل عنه (ع) مثله ، إلا أن فيه السؤال الرفع بدل النصب ويحمل على سهو النساخ(2)[189])0
... (165) دعائم الإسلام للقاضي النعمان قوله تعالى:( وأرجلكم إلى الكعبين ( بالكسر قراءة أهل البيت(ع) وكذلك قال أبوجعفر(ع) (3)[190])0
(166) علي بن إبراهيم القمي في أول تفسيره : وأما هو محرّف منه فهو 0000 إلى أن قال : وقوله تعالى :( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك ربك في علي ( كذا نزلت (4)[191]) 0
(167) عن إبن سنان عن أبي عبدالله(ع) قال : لما أمر الله تعالى نبيه أن يُنصّب أمير المؤمنين(ع) للناس في قوله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك في علي ( أمر رسول الله ( أن يبلغ فيه 00 الخبر (5)[192]) 0
... (168) عن زيد الشحام قال : دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر(ع) وسأله عن قوله عز وجل : ( ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين ( 0قال : لما أمر الله نبيه بنصب أمير المؤمنين (ع) للناس وهو قوله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك في علي وإن لم تفعل فلما بلغت رسالته( الخبر (6)[193]) 0
__________
(1) 188]) فصل الخطاب 256 0
(2) 189]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 256 0
(3) 190]) فصل الخطاب 256 0
(4) 191]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 257 0
(5) 192]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 257 0
(6) 193]) تأويل الآيات الطاهرة ، غاية المرام للبحراني ، فصل الخطاب 257(4/61)
... (169) الطبرسي في الإحتجاج 000 عن عقلمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر محمد بن علي(ع) أنه قال : حج رسول الله ( من المدينة وقد بلغ جميع الشرائع قومه غير الحج والولاية 00 إلى أن قال : فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال أتاه جبرائيل على حمس ساعات من النهار بالزجر والإنتهار والعصمة من الناس فقال : يا محمد إن الله عز وجل يقرآك السلام ويقول : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك في علي ( 000 إلى أن قال بعد كلام طويل ثم تلا (ع) :( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك في علي ( وهو حبر طويل (1)[194])0
(170) رضي الدين بن طاووس في ( كشف اليقين ) عن كتاب محمد بن أبي الثلج مرسلاً(!!!) عن الصادق (ع) قال : أنزل الله عز وجل على نبيه بكراع الغيم : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك في علي وإن لم تفعل ( الآية (2)[195]) 0
(171) الرسالة الموضحة تأليف المظفربن جعفر بن حسين عن حمدان المعافي عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جده جعفر(ع) قال : يوم غدير خم يوم عظيم شريف00 إلى قال : ثم أنزل الله تبارك وتعالى وعيداً وتهديداً : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك في علي( الخبر (3)[196]) 0
... (172) عن عيسى بن عبدالله عن أبيه عن جده في قوله تعالى :( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك في علي فإن لم تفعل عذبتك عذاباً أليماً( فطرح عدوي إسم علي(ع) (4)[197]) 0
(173) السياري عن إبن أبي عمير عن بعض أصحابه (!!!) عن أبي عبدالله(ع) في قول الله جل ذكره : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك في علي فإن لم تفعل فما بلغت رسالته ( (5)[198]) 0
__________
(1) 194]) الإحتجاج 1/70 و73 ، فصل الخطاب 258، روضة الواعظين90 0
(2) 195]) فصل الخطاب 258
(3) 196]) فصل الخطاب 258
(4) 197]) فصل الخطاب 258 ، المناقب لإبن شهر آشوب ، بحار الأنوار
(5) 198]) فصل الخطاب 258(4/62)
(174) عن إبن سنان عن أبي عبدالله(ع) قال: لما أمر نبيه أن ينصب أمير المؤمنين(ع) للناس في قوله تعالى: ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك في علي ( الخبر (1)[199])0
(175) السياري عن محمد بن علي عن أبي جميلة عن زيد عن أبي عبدالله (ع) في قوله عز وجل :( يحكم به ذوي عدل( يعني به الإمام(ع) (2)[200])0
(176) الطبرسي: قرأ محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق(ع): ( يحكم به ذوي عدل ( (3)[201])0
(177)عن زرارة قال : سألت أباجعفر (ع)عن قول الله:( يحكم به ذوا عدل منكم (0
قال : العدل رسول الله ( والإمام من بعده 0 ثم قال : وهذا مما أخطأت به الكُتّاب (4)[202]) 0
(178) عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن رجل (!!!!) عن أبي جعفر (ع) : ( لا تسألوا عن أشياء لم تبد لكم إن تبد لكم تسؤكم ((5)[203])0
(179) الفتال المعروف بإبن الفارسي في "روضة الواعظين" عن أبي جعفر الباقر (ع) قال :حج رسول الله ( وقد بلّغ جميع الشرائع لقومه ما خلا الحج والولاية00 إلى أن قال : فلما بلغ غدير خم أتاه جبرئيل على خمس ساعات من النهار بالزجر والإنتهار والعصمة من الناس ، فقال : يا محمد إن الله عزوجل يقرئك السلام ويقول لك :( يا أيها الرسول بلّغ ما أُنزل اليك من ربك في علي وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ((6)[204]) 0
( سورة الأنعام (
(180) عن غيابة الأسدي قال : قرأ رجل عند أمير المؤمنين(ع): ( فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون (0فقال : بلى والله لقد كذبوه أشد التكذيب ولكنها مخففة لا يكذبونك لايأتون بباطل يكذبون به حقك (7)[205])0
__________
(1) 199]) فصل الخطاب 258، روضة الواعظين 92 0
(2) 200]) فصل الخطاب 259
(3) 201]) فصل الخطاب 259
(4) 202]) تفسير العياشي ، الكافي ، فصل الخطاب 259
(5) 203]) الكافي ، فصل الخطاب 259
(6) 204]) تفسير البرهان 1/436 –438 0
(7) 205]) فصل الخطاب 260(4/63)
(181) القمي : وقوله : ( قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ( فإنها قرئت على أبي عبدالله (ع) فقال : بلى والله لقد كذبّوه أشد التكذيب وإنما نزل ( لا يأتونك ( أي لا يأتون بحق يُبطلون حقك (1)[206]) 0
(182) عن عمران بن ميثم عن أبي عبدالله (ع) قال رجل عند أمير المؤمنين (ع) وذكر مثله (2)[207])0
(183) عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبدالله (ع) في قوله تعالى : ( والله ربنا ما كنّا مشركين بولاية علي ( (3)[208])0
(184) السياري عن محمد بن علي عن إبن أسباط عن إبن أبي حمزة عن أبي بصير مثله (4)[209])0
(185) عن محمد بن مروان قال : تلا أبو عبدالله (ع) :( وتمت كلمة ربك الحسنى صدقاً وعدلاً لا مُبدّل لكلماته ( 0فقلت : جعلت فداك إنما نقرأها :( وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً (0
فقال (ع) : إن فيها الحسنى(5)[210])0
(186) عن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى :( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها (0 فقال(ع) : نزلت ( أو إكتسبت في إيمانها خيراً ((6)[211])0
(187) السياري عن أخيه عن أبيه عن معلى بن عثمان عن أبي عبدالله(ع): ( أو إكتسبت في إيمانها ((7)[212])0
(188) القمي : ثم حكى الله عز وجل ما يلقى أعداء آل محمد(ع) عند الموت فقال : ( ولو ترى الظالمون آل محمد حقهم في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم اخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون ((8)[213]) 0
__________
(1) 206]) تفسير القمي 1/196 0
(2) 207]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 260
(3) 208]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 260
(4) 209]) فصل الخطاب 260
(5) 210]) الكافي ، فصل الخطاب 261
(6) 211]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 261
(7) 212]) فصل الخطاب 261 0
(8) 213]) تفسير القمي 1/211 0(4/64)
... (189) سعد بن عبدالله الأشعري في كتاب ( ناسخ القرآن ومنسوخه ) أنه قرأ الباقر أو الصادق (ع) : ( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو إكتسبت في إيمانها خيراً ((1)[214])0
(190) عن الصادق(ع) قال : كان علي (ع) يقرأ : ( فارقوا دينهم ( قال: : فارق والله القوم (2)[215])0
( سورة الأعراف (
(191) عن أبي بصير قال : تلا أبو عبدالله (ع): ( وإذا قلبت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا عائذاً بك أن تجعلنا مع القوم الظالمين ((3)[216])0
(192) عن أبي الربيع القزازعن جابر عن أبي جعفر (ع) في قوله عز وجل :( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين ((4)[217])0
(193) عن البرقي عن بعض أصحابه مثله إلا أنه قال : ( وعلي وصيّه ( تنزيل ؟ 0
قال : بلى (5)[218]) 0
(194) عن الخرساني معنعناً عن أبي جعفر(ع)قال: قلت له : يا بن رسول الله متى سُمّي أمير المؤمنين ؟0
فقال : إن الله تبارك وتعالى حيث أخذ ميثاق ذرية ولد آدم وذلك فيما أنزل الله على محمد ( كما قرأناه :( وإذ أخذ ربك من بني آدم ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم وأن محمداً عبدي ورسولي وأن علياً أمير المؤمنين ( فسمّاه الله أمير المؤمنين حيث أخذ ميثاق ذرية بني آدم (6)[219])0
__________
(1) 214]) فصل الخطاب 261-262 0
(2) 215]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 262 0
(3) 216]) فصل الخطاب 262 0
(4) 217]) الكافي1/412، فصل الخطاب 262 0
(5) 218]) فصل الخطاب 262 0
(6) 219]) فصل الخطاب 263(4/65)
(195) عن علي بن عتاب معنعناً عن أبي جعفر (ع) قال : لو أن الجهال من هذه الأمة يعرفون متى سُمّي أمير المؤمنين(ع) لم ينكروا أن الله تبارك وتعالى حين أخذ ميثاق ذرية آدم وذلك فيما أنزل الله على محمد ( في كتابه فنزل به جبرائيل كما قرأناه 0يا جابر : ألم تسمع الله يقول : ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم وأن محمداً رسولي وان علياً أمير المؤمنين ( فوالله لسمّاه أمير المؤمنين في الأظلّة حيث أخذ ميثاق ذرية آدم (1)[220])0
(196) عن جعفر بن محمد الفزازي معنعناً عن أبي جعفر (ع) قال : لو أن الجهال من هذه الأمة يعلمون متى سُمّي علي أمير المؤمنين لم ينكروا ولايته وطاعته 0
قال : فسألته : متى سُمّي أمير المؤمنين ؟0
قال : حيث أخذ الله ميثاق ذرية آدم، هكذا نزل به جبرائيل على محمد ( :( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ان محمداً عبدي ورسولي وان علياً أمير المؤمنين قالوا بلى (0ثم قال أبوجعفر(ع): والله لقد سمّاه بإسم ما سُمّي به أحد قبله (2)[221])0
(197) عن جابر الجعفي قال : قلت : متى سُمّي علي (ع) أمير المؤمنين ؟ 0
قال : قال لي : أو ما تقرآ القرآن ؟0
قال : قلت : بلى 0
قال : فاقرأ 0
قلت : وما أقرأ ؟0
قال : اقرأ : ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين (0 فثم سمّاه يا جابر أمير المؤمنين (3)[222])0
(198) السياري 000 عن حميد بن جابر العبدي عن أمير المؤمنين (ع) قال : تلا :( من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق الحلال قل هي للذين آمنوا ( (4)[223]) 0
__________
(1) 220]) تفسير فرات الكوفي ، فصل الخطاب 262
(2) 221]) فصل الخطاب 263
(3) 222]) فصل الخطاب 263 ، تفسير العياشي ، الكافي بإختلاف يسير0
(4) 223]) فصل الخطاب 264 0(4/66)
(199) عن جابر قال : قال لي أبوجعفر (ع): يا جابر لو يعلم الجُهّال متى سُمّي أمير المؤمنين علي لم ينكروا حقه ؟ 0
قال : قلت : جعلت فداك متى سمّي ؟ 0
فقال لي : قوله :( وإذ أخذ ربك من بني آدم( إلى (ألست بربكم وأن محمداً نبيكم وإن علياً أمير المؤمنين ( 0
قال : ثم قال لي : ياجابر : هكذا والله جاء بها محمد ( (1)[224])0
( سورة الأنفال (
... (200) السياري 0000 عن الثمالي عن أبي جعفر (ع) قال سألته عن قول الله عز وجل : ( يسألونك عن الأنفال (0
فقال (ع) : قل : ( يسألونك الأنفال ( (2)[225])0
(201) عن أبي عبدالله الواسطي عن أبي عبدالله(ع) : ( يسألونك عن الأنفال (0
قال(ع) : إنما هي : ( يسألونك الأنفال ((3)[226])0
(202) عن أبي بصير قال : قلت لأبي جعفر (ع) : ( يسألونك عن الأنفال (0
قال (ع) : إنما هي : ( يسألونك الأنفال (0 قالوا يا رسول الله أعطنا من الأنفال فإنها لك خاصة فأنزل الله عز وجل : ( يسألونك الأنفال قل الأنفال لله ورسوله ( (4)[227])0
(203) النعماني في تفسيره 000 عن أمير المؤمنين (ع) في كلام له (ع) في كيفية الخُمس – إلى أن قال – ثم إن للقائم بأمور المسلمين بعد ذلك الأنفال التي كانت لرسول الله ( 0 قال الله تعالى : ( يسألونك الأنفال ( فحرّفوها وقالوا : ( يسألونك عن الأنفال ( وإنما سألوا الأنفال ليأخذوها لأنفسهم فأجابهم الله تعالى بما تقدم ذكره والدليل على ذلك قوله تعالى : ( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين ( أي فالزموا طاعة الله في أن لا تطلبوا ما لا تستحقونه (5)[228])0
__________
(1) 224]) تفسير العياشي 2/41 ، بحار الأنوار 9/256 ، إثبات الهداة 3/545، تفسير البرهان 2/50 0
(2) 225]) فصل الخطاب 265
(3) 226]) فصل الخطاب 265
(4) 227]) فصل الخطاب 265 0
(5) 228]) فصل الخطاب265 0(4/67)
(204) سعد بن عبدالله القمي في كتاب ( ناسخ القرآن ) عن مشائخه أن الصادق (ع) قرأ : ( يسألونك الأنفال ((1)[229])0
(205) السياري 000 عن عبدالرحيم عن أبي جعفر (ع) في قول الله عز وجل : ( واتقوا فتنة لتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ((2)[230])0
(206) السياري عن بكار عن أبيه عن حسان عن أبي جعفر (ع) هكذا نزلت هذه الآية : ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم في آل محمد وأنتم تعلمون ((3)[231])0
( سورة التوبة (
(207) عن عبدالله بن محمد الحجال قال : كنت عند أبي الحسن الثاني ومعي الحسن بن الجهم ، فقال له الحسن إنهم يحتجون علينا بقول الله تبارك وتعالى : ( ثاني إثنين إذ هما في الغار(0
قال : وما لهم في ذلك ، فو الله لقد قال الله : ( فأنزل الله سكينته على رسوله ( وما ذكره بخير(4)[232])0
قال : قلت له : جعلت فداك وهكذا تقرؤنها ؟0
قال : هكذا قراءتها (5)[233])0
(208) عن زرارة قال أبوجعفر (ع) : ( فأنزل الله سكينته على رسوله ( ألا ترى أن السكينة إنما نزلت على رسوله 0
وجعل كلمة الذين كفروا السفلى ( 0
قال : هو الكلام الذي تكلم به عتيق (6)[234])0
(209) عن إبن فضّال عن الرضا (ع) : ( فأنزل الله سكينته على رسوله وأيدّه بجنود لم تروها (0
قال : هكذا نقرأها وهكذا تنزيلها (7)[235]) 0
__________
(1) 229]) فصل الخطاب265 0
(2) 230]) فصل الخطاب 266 0
(3) 231]) فصل الخطاب 266 0
(4) 232]) لأبي الثناء الألوسي كلام نفيس حول هذه الآية الكريمة رداً على الرافضة الذين حاولوا إنتقاص الصدّيق رضوان الله عليه ، في تفسيره " روح المعاني " ج 10 ص 100 وما بعدها 0
(5) تفسير العياشي2/89، فصل الخطاب 266، بحار الأنوار 19/80، تفسير البرهان2/128 ، تفسير الصافي
(6) تفسير العياشي ، فصل الخطاب، بحار الأنوار 19/80 0
(7) فصل الخطاب 266(4/68)
... (210) السياري عن حماد عن حريز عن أبي عبدالله (ع) قال : قال أبو جعفر (ع) : ( فأنزل الله سكينته على رسوله (0
فقلت له : ( عليه (0
فقال : ( على رسوله ( 0 ألا ترى أن السكينة نزلت على رسول الله ( (1)[236])0
... (211) السياري 0000 عن إسحاق بن عمار عن أبي عبدالله (ع) قال : ( ويلك ( من كتاب الله (2)[237])0
... (212) عن مثالب بن شهر آشوب عنهم (ع) أن الآية المذكور هكذا : ( ويلك لا تحزن ((3)[238])0
... (213) علي بن إبراهيم في قوله تعالى : ( لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة ( 0 قال الصادق(ع) : هكذا نزلت (4)[239])0
(214) الطبرسي في الإحتجاج في حديث طويل وفيه أن الصادق (ع) قرأ : ( لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين ((5)[240])0
... (215) عن أبان تغلب قلت له : يا بن رسول الله العامة(6)[241]) لا تقرأ كما عندك ؟0
قال : وكيف تقرأ يا أبان ؟
قال : قلت : إنها تقرأ:( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار (0
فقال : ويلهم وأي ذنب كان لرسول الله ( حتى تاب منه ، إنما تاب الله به على أمته (7)[242])0
(216) الطبرسي وروي عن الرضا علي بن موسى الرضا(ع) أنه قرأ : ( لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين ((8)[243])0
(217) سعد بن عبدالله القمي روي عن أبي الحسن الرضا(ع) أنه قال لرجل : كيف تقرأ :( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار (؟0
قال : فقال : نقرؤها هكذا 0
__________
(1) 236]) فصل الخطاب 266 0
(2) 237]) فصل الخطاب 267 0
(3) 238]) فصل الخطاب 267 0
(4) 239]) تفسير القمي1/297، فصل الخطاب 267، تفسير الصافي 2/383 ، نهج الإيمان 580 ، بحار الأنوار 21/218و22/323 0
(5) 240]) الإحتجاج ، فصل الخطاب 267 0
(6) 241]) يقصد أهل السنة
(7) 242]) فصل الخطاب 267 0
(8) 243]) فصل الخطاب 267 0(4/69)
قال : ليس هكذا قال الله إنما قال : ( لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والأنصار ((1)[244])0
(218) عن الحسين بن مياح عمن أخبره (!!!!) قال : قرأ رجل عند أبي عبدالله(ع) :( قل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون (0
فقال : ليس هكذا هي ، إنما هي :( والمأمونون( 0 ونحن المأمونون(2)[245])0
(219) علي بن إبراهيم قال : نزلت : ( يا أيها النبي جاهد الكفار بالمنافقين ( 0 لأن النبي ( لم يجاهد المنافقين بالسيف(3)[246])0
(220) الطبرسي وروي في قراءة أهل البيت(ع) :( جاهد الكفار بالمنافقين (0 قالوا (ع) لأن النبي ( لم يكن يقاتل المنافقين وإنما كان يتألفهم ، لأن المنافقين لا يُظهرون الكفر وعِلم الله تعالى بكفرهم لا يُبيح قتلهم إذا كانوا يُظهرون الإيمان (4)[247])0
(221) محمد بن الحسن الشيباني في (نهج البيان) وفي قراءة أهل البيت (ع) : ( جاهد الكفار بالمنافقين ( يعني من قتل من الفريقين كان فتح (5)[248])0
... (222) السياري00 عن جابر عن أبي عبدالله(ع) أنه قرأ : ( وآخرون يرجون لأمر الله إما أن يُعذبهم وإما يتوب عليهم ((6)[249])0
(223) عن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) قال : تلوت :( التائبون العابدون(0
فقال : لا ، اقرأ : ( التائبين العابدين ( إلى آخرها 0فسأل عن العلّة في ذلك 0
فقال (ع) : إشترى من المؤمنين التائبين العابدين (7)[250])0
__________
(1) 244]) فصل الخطاب 267 0
(2) 245])الكافي1/424 ، فصل الخطاب267 0
(3) 246]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 268، تفسير الصافي 1/358 ، تفسير الآصفي 1/479 ، تفسير نور الثقلين 2/242 0
(4) 247]) فصل الخطاب 268، التبيان5/60 0
(5) 248]) فصل الخطاب 268 0
(6) 249]) فصل الخطاب 268 0
(7) 250]) الكافي8/378، بحار الأنوار 89/59 ، فصل الخطاب 268 0(4/70)
(224) عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عز وجل : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل فيقتلون ويقتلون ( إلى آخر الآية 0
فقال (ع) : ذلك في الميثاق 0
ثم قرأت : ( التائبون العابدون(0
فقال أبو جعفر (ع) : لا تقرأ هكذا ولكن اقرأ : ( التائبين العابدين ( إلى آخر الآية 0
ثم قال : إذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هؤلاء الذين اشترى منهم أنفسهم وأموالهم يعني الرجعة (1)[251])0
(225) عن فيض المختار قال قال لي أبو عبدالله (ع) كيف تقرأ هذه الآية في التوبة ؟ ( وعلى الثلاثة الذين خُلّفوا( 0
قال : قلت : (خُلّفوا ( 0
قال : لو خُلّفوا لكانوا في حال طاعة 0
وزاد المختار عنه (ع) : لو كانوا (خلّفوا ( ما كان عليهم من سبيل ولكنهم (خالفوا ( عثمان وصاحباه(2)[252]) أما والله ما سمعوا صوت حافر ولا قعقعة سلاح إلا قالوا أُتينا فسلّط الله عليهم الخوف حتى أصبحوا(3)[253])0
(226) علي بن إبراهيم قال : قال العالم(ع): إنما نزل ( وعلى الثلاثة الذين خالفوا ( ولو خُلّفوا لم يكن لهم عيب (4)[254])0
(227) عن عمر بن يزيد قال : سمعت أباعبدالله(ع) يقول : ( وعلى الثلاثة الذين خالفوا (0
ثم قال : والله لو كانوا خُلّفوا ما كان عليهم من سبيل (5)[255])0
... (228) عن إسحاق بن عمار عن أبي عبدالله (ع) قال : هكذا أنزل الله :( لقد جاءكم رسول من أنفسنا عزيزٌ عليه ما عنتنا حريص علينا بالمؤمنين رؤف رحيم ((6)[256])0
__________
(1) 251]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 268، مختصر بصائر الدرجات 21 0
(2) 252]) أبوبكر وعمر رضي الله عنهما 0
(3) 253]) تفسير العياشي2/115،الكافي8/377، بحار الأنوار89/58 ، فصل الخطاب 269، تفسير البرهان2/169، تفسير الصافي 0
(4) 254]) تفسير القمي، فصل الخطاب 269، بحار الأنوار 21/2200 0
(5) 255]) فصل الخطاب 269 0
(6) 256]) الكافي8/378، بحار الأنوار 89/59، فصل الخطاب 269 0(4/71)
( سورة يونس (
... (229) السياري عن سهل بن زياد رفعه إلى أبي عبدالله (ع) :( قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أنذرتكم به ((1)[257])0
... (230) عن أبي حمزة الثمالي قال : سألت أباجعفر (ع) عن قول الله تعالى :( ائت بقرآن غير هذا أو بدّله( 0
فقال أبوجعفر (ع): ذلك قول أعداء الله(2)[258]) لرسول الله ( من خلفه ، وهم يرون أن الله لا يسمع قولهم لو أنه جعل إماماً غير علي أو بدّله مكانه ، فقال الله رداً عليهم :( قل ما يكون أن أبدّله من تلقاء نفسي( يعني أمير المؤمنين(ع) ( إن أتبع إلا ما يوحى إليّ من ربي في علي ( فذلك قوله :( إئت بقرآن غير هذا أو بدّله( (3)[259])0
... (231) القمي في تفسيره : (ولو أن لكل نفس ظلمت آل محمد حقهم ما في الأرض جميعاً لافتدت به ( يعني في الرجعة (4)[260]) 0
( سورة هود (
(232) عن عمار بن سويد قال : سمعت أباعبدالله(ع)يقول في هذه الآية :( فلعلك تارك بعض ما يُوحى اليك وضائق به صدرك ( إلى قوله (أو جاء معه ملك (0
قال: إن رسول الله ( لما قال لعلي (ع): إني سألت ربي أن يوالي بيني وبينك ، ففعل 0 وسألت ربي أن يؤاخي بيني وبينك ففعل ، وسألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل 0 فقال رجلان من قريش : والله لصاع من تمر في شنّ بال أحبّ الينا مما سأل محمد ربه 0 فهلاّ سأله مُلكاً يعضده على عدوه أو كنزاً يستعين به على فاقته ؟ والله ما دعاه إلى باطل إلا أجابه له 0
فأنزل الله عليه : ( فلعلك تارك بعض ما يُوحى اليك وضائق به صدرك(0
__________
(1) 257]) فصل الخطاب 270 0
(2) 258]) يقصد الصحابة رضوان الله عليهم ولعنة الله على كل من يبغضهم أو يتقصهم 0
(3) 259]) بحار الأنوار 36/139 نقلاً عن تفسير فرات الكوفي 62 0
(4) 260]) تفسير القمي ، الأيقاظ من الهجعة لحر العاملي 252 0(4/72)
قال : ودعا رسول الله ( لأمير المؤمنين في آخر صلاته رافعاً بها صوته يسمع الناس يقول: اللهم هب لعلي المودّة في صدور المؤمنين، والهيبة والعظمة في صدور المنافقين 0
فأنزل الله : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّاً0 فإنما يسرناه بلسانك لتُبشّر به المتقين وتُنذر به قوماً لُدّا( بني أمية 0
فقال رمع(1)[261]) :والله صاع من تمر في شنّ بال أحبّ إليّ مما سأل محمد ربه ، أفلا سأله مُلكاً يعضده؟ أو كنزاً يستظهر به على فاقته ؟0
فأنزل الله فيه عشر آيات من هود أولها : ( فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك ( إلى (أم يقولون إفتراء ولاية علي قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات ( إلى :( فإن لم يستجيبوا لكم في ولاية علي فاعلموا أنما أُنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مُسلّمون لعلي ولايته0 من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها( يعني فلاناً وفلاناً(2)[262])( يوّف اليهم أعمالهم فيها 0 أفمن كان على بينة من ربه ( رسول الله ( (ويتلوه شاهد منه( أمير المؤمنين(ع) ( ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة(0
قال : كان ولاية علي (ع) في كتاب موسى0
أولئك يؤمنون به ومن يكفر من الأحزاب فالنار موعده فلا تكُ في مرية منه ( في ولاية علي (3)[263])0
(233) عن أبي حمزة عن أبي جعفر (ع) وعلي بن الحسين (ع) :(إلا الذين صبروا على ما صنعتم به من بعد نبيهم وعملوا الصالحات ((4)[264])0
__________
(1) 261]) عمر رضي الله عنه وأرضاه ولعن الله من يبغضه أو ينتقصه من الأولين والآخرين 0 ويقول المجلسي أخزاه الله تعالى ولا رحم فيه مغرز إبرة (بحار الأنوار 36/101): رمع كناية عن عمر ، لأنه مقلوبة0
(2) 262]) أبوبكر وعمر رضي الله عنهما 0
(3) 263]) تفسير العياشي 2/142، بحار الأنوار 36/100-101،تفسير البرهان 2/210 0
(4) 264]) فصل الخطاب 270(4/73)
(234) النعماني في تفسيره عن أمير المؤمنين(ع) في عداد الآيات المحرّفة قوله تعالى: ( أفمن كان على بينة من ربه ( يعني رسول الله ( ( ويتلوه شاهد منه وصيّه إماماً ورحمة ومن قبله كتاب موسى أولئك يؤمنون ( فحرّفوها وقالوا : ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة ( فقدّموا حرفاً على حرف فذهب معنى الآية (1)[265])0
... (235) عن أبي بصير والفضيل عن أبي جعفر (ع) قال : إنما نزلت :( أفمن كان على بينة من ربه ( يعني رسول الله ( ( ويتلوه شاهد منه إماماً ورحمة ومن قبله كتاب موسى أولئك يؤمنون به ( فقدّموا وأخرّوا في التأليف (2)[266])0
(236) عن الصادق(ع) مرسلاً: إنما أُنزل:( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه إماماً ورحمة ومن قبله كتاب موسى((3)[267])0
... (237) السياري0000 عن أبي يعقوب عن أبي عبدالله (ع) في قول الله جل ذكره من قائل :( أفمن كان على بينة ويتلوه شاهد منه إماماً ورحمة (0
قال أبو عبدالله(ع) : فوضع هذا الحرف بين حرفين (ومن قبله كتاب موسى ( وإنما هي (شاهد منه إماماً ورحمة ومن قبله كتاب موسى ((4)[268])0
(238) الشيباني في( نهج البيان) في أمثلة المُقدّم والمؤخر وكقوله تعالى : ( ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة ( فقدّموا حرفاً بحرف في التأليف(5)[269])0
(239) سعد بن عبدالله القمي في كتاب ناسخ القرآن في باب تحريف الآيات قال : ومنه في سورة هود(ع) :( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة ( 0
__________
(1) 265]) فصل الخطاب 270
(2) 266]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 270
(3) 267]) فصل الخطاب 270 0
(4) 268]) فصل الخطاب 270 0
(5) 269]) فصل الخطاب 270 0(4/74)
قال أبو عبدالله (ع) : لا والله ما هكذا أنزلها إنما هو : ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه إماماً و رحمة ومن قبله كتاب موسى ((1)[270])0
(240) عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبدالله (ع) في قوله عز وجل : ( إنّا رُسُل لن يصلوا إليك فلاسر بأهلك بقطع من الليل مظلما ً (0
ثم قال أبو عبدالله (ع) وهكذا قراءة أمير المؤمنين(ع)(2)[271])0
( سورة الرعد (
(241) شمس الدين محمد بن بديع الرضوي في (حبل متين) عن تفسير كازر والمولى فتح الله في سياق الآيات المحرّفة 00 وفي سورة الرعد: إنما نزلت :( إنما أنت منذر لعباد وعلي لكل قوم هاد((3)[272])0
(242) عن حمران ب، أعين قال : قال لي أبو جعفر (ع) وقد قرأت ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه ( 0
قال : وأنتم قوم عرب أيكون المعقبات من بين يديه ؟ 0
قلت : كيف نقرؤها ؟ 0
قال : ( له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله ( (4)[273]) 0
(243) علي بن أبراهيم في قوله تعالى ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ( فإنها قرأت عند أبي عبدالله (ع) فقال لقاريها : ألستم عرباً؟ فكيف يكون المعقبات من بين يديه وإنما العقب من خلفه 0
فقال الرجل: جعلت فداك كيف هذا ؟0
فقال: إنما نزلت : ( له معقبات من خلفه ورقيب بين يديه يحفظونه بأمر الله ( ومن ذا الذي يقدر أن يحفظ الشيء من أمر الله وهم الملائكة الموكلون بالناس (5)[274])0
(244) عن بريد العجلي قال : سمعني أبو عبدالله (ع) وأنا أقرأ :( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله (0
__________
(1) 270]) فصل الخطاب 270 0
(2) 271]) تفسير العياشي 2/158، فصل الخطاب 271، تفسير البرهان2/211 0
(3) 272]) فصل الخطاب 273 0
(4) 273]) مناقب إبن شهر آشوب 4/197 ، بحار الأنوار 89/54 0
(5) 274]) فصل الخطاب 274، تفسير القمي1/10 ، تفسير البرهان2/283 0(4/75)
فقال : مه، وكيف يكون المعقبات من بين يديه إنما يكون المعقبات ( من خلفه يحفظونه بأمر الله((1)[275])0
(245) السياري عن القاسم بن عروة عن بكير بن حمران قال : تلا رجل (له معقبات من بين يديه ومن خلفه ( 0
فقال : أنتم قوم عرب كيف يكون المعقبات من بين يديه – كذا – (يحفظونه بأمر الله ((2)[276])0
... (246) علي بن ابراهيم : وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) ( يحفظونه من أمر الله ( يقول :( بأمر الله((3)[277])0
(247) عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبدالله (ع) في قوله تعالى( يحفظونه من أمر الله ( 0 قال : ( بأمر الله((4)[278])0
( سورة إبراهيم (
(248) عن حسين بن هارون شيخ من أصحاب أبي جعفر عن أبي جعفر (ع) قال : سمعته يقرأ هذه الآية :( وايتكم من كل ما سئلتموه (0قال : ثم قال أبو جعفر(ع) : الثوب والشيء لم يسأله إياه أعطاك(5)[279]) 0
... (249) السياري 000 ع، أبي هارون المكفوف قال : سمعت أباعبدالله (ع) يقول : ( وايتكم من كل ما سألتموه((6)[280])0
(250) علي بن ابراهيم : وأما قوله ( رب إغفر لي ولوالدي (0قال : : إنما نزلت : ( ولولدي أسماعيل وإسحاق ((7)[281])0
... (251) السياري000 عن حريز عن أحدهما عليهما السلام كان يقرأ : ( رب إغفر لي ولولدّي ( يعني إسحاق ويعقوب(8)[282])0
(252) عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام مثله 0 وقال : هذا الحسن والحسين(9)[283])0
__________
(1) 275]) فصل الخطاب 274، تفسير العياشي 2/205 ، بحار الأنوار89/54 0
(2) 276]) فصل الخطاب 274
(3) 277]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 274
(4) 278]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 274
(5) 279]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 274
(6) 280]) فصل الخطاب 274
(7) 281]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 275
(8) 282]) فصل الخطاب 275، تفسير البرهان2/321 0
(9) 283]) فصل الخطاب 275(4/76)
... (253) عن زرارة قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام حججت أُناساً من المرجئة وكانوا يذكرون إسماعيل وإسحاق وأذكر الحسن والحسين عليهما السلام 0فقال : أما إذ قلت ذاك ، لقد قال إبراهيم : ( رب إغفر لي ولولدّي (0 وإن هذين لإبنا رسول الله ( (1)[284])0
... (254) سعد بن عبدالله القمي ( ناسخ القرآن ) مما رواه عن مشايخه عن الصادق (ع) قال : وقرآ هذه الآية : ( رب إغفر لي ولولدّي ( يعني اسماعيل وإسحاق (2)[285])0
... (255) السياري 000 عن السندي عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز وجل : ( إنك تعلم ما نُخفي وما نُعلن وما يخفى على الله شأن شيء في الأرض ولا في السماء ((3)[286])0
... (256) العياشي عن السندي قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقرأ : ( ربنا إنك تعلم ( وذكر مثله (4)[287])0
... (257) السياري 0000 عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز وجل : ( فاستجبتم لي وعدلهم ان تولى فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ((5)[288])0
... (258) السياري بالإسناد السابق : ( قد تبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال لكن لا تعقلون ((6)[289])0
( سورة الحجر (
... (259) عن عبدالله بن مسكان عن كامل التمار قال : قال لي أبو عبدالله (ع) : يا كامل أتدري ما قول الله عز وجل : ( قد أفلح المؤمنون ( إلى أن قال وزاد في غيره أنه (ع) في قول الله عز وجل : ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلَّمين ( بفتح مثقله هكذا قرأها (7)[290])0
__________
(1) 284]) فصل الخطاب 275
(2) 285]) فصل الخطاب 275، تفسير العياشي2/234 0
(3) 286]) فصل الخطاب 275
(4) 287]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 275
(5) 288]) فصل الخطاب 275
(6) 289]) فصل الخطاب 275
(7) 290]) فصل الخطاب 275(4/77)
... (260) عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبدالله (ع) وقال : سأله عن قول الله عز وجل : ( هذا صراط علّي مستقيم ( قال: والله علي عليه السلام وهو والله الميزان والصراط المستقيم (1)[291])0
... (261) عن سلام المستنير الجعفي قال : دخلت على أبي جعفر(ع) فقلت : جعلني الله فداك إني أكره أن أشق عليك ، فإن أذنت لي أن أسألك سألتك 0
فقال : سلني عما شئت 0
قال : قلت : أسألك عن القرآن ؟0
قال : نعم 0
قال : ما قول الله عز وجل في كتابه ( هذا صراط علّي مستقيم (0
قال : صراط علي بن أبي طالب(ع) 0
فقلت : صراط علي( (2)[292]) ؟0
فقال : صراط علي بن أبي طالب(ع) (3)[293] ) 0
(262) السياري 000 عن إبن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبدالله (ع): ( وان هذا صراط علّي مستقيم ((4)[294])0
(263) عن أبي جميلة عن أبي عبدالله وأبي جعفر عن أبيه (ع) عن قوله : ( هذا صراط علّي مستقيم ( قال : هو أمير المؤمنين عليه السلام (5)[295]) 0
... (264) عن محمد بن الحسن بن إبراهيم معنعناً عن أبي برزة قال : بينما نحن عند رسول الله ( إذ قال : وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب : ( وأنّ هذا صراطي مستقيماً فاتّبعوه ولاتتبعوا السبل ( إلى آخر الآية 0
فقال رجل : أليس إنما يعني : الله فضّل هذا الصراط على ما سواه؟0
__________
(1) 291]) فصل الخطاب 276
(2) 292]) إستنكر هذا الراوي أن يكون الصراط المقصود به علي رضي الله عنه ، ولكن إمامه المعصوم أكدّ له بأن القراءة الصحيحة التي يتوارثها الأئمة المعصومين كما فسرّها له 0
(3) 293]) تفسير فرات الكوفي 1/225
(4) 294]) فصل الحطاب 276، الكافي 1/424، تأويل الآيات الطاهرة248، تفسير البرهان2/344، بحار الأنوار 24/17و23 0
(5) 295]) فصل الخطاب 277(4/78)
فقال النبي ( : هذا جفاءك يا فلان ، أما قولك : فضّل الإسلام على ما سواه فكذلك 0 وأما قول الله : ( هذا صراطي مستقيماً ( فإنّي قلت لربّي مقبلاً عن غزوة تبوك الأولى اللهم إني جعلت علياً بمنزلة بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي 0 فصدّق كلامي ، وأنجز وعدي ، وأذكر علياً كما ذكرت هارون ، فإنّك قد ذكرت إسمه في القرآن ، فقرأ آية – فأنزل تصديق قول ( وهذا صراط علي مستقيم ( وهو هذا جالس عندي ، فإقبلوا نصيحته ، وإسمعوا قوله ، فإنه من يسبني سبّه الله ، ومن سبّ علياً فقد سبني( (1)[296])0
(265) عن هشام بن الحكم عن أبي عبدالله (ع) قال : تلا هذه الآية هكذا : ( هذا صراط علّي مستقيم ( ( (2)[297]) 0
(266) قال حسان : سألت أباجعفر (ع) عن قول الله :( ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم ( 0
قال : ليس هكذا تنزيلها ، إنما هي ( ولقد آتيناك سبع مثاني ( نحن هم ( والقرآن العظيم ( ولد الولد ( (3)[298]) 0
(سورة الإسراء (
__________
(1) 296]) بحار الأنوار 24/14-15 وقد عزا هذه الرواية إلى تفسير فرات الكوفي ، وقد رجعت إلى تفسير فرات الكوفي بتحقيق : محمد الكاظم فلم أجد هذه الرواية ، رغم أن محقّق البحار ذكر في الحاشية أن هذه الرواية موجودة ص 43 من التفسير ، فلعل محقّق التفسير فاته إثبات ذلك 0أو أن الطبعة بتحقيق الكاظم حُذفت منها هذه الرواية 0
(2) 297]) الكافي 1/424 ، كنز الفوائد 124، بحار الأنوار 24/17-118
(3) 298]) بحار الأنوار 24/117، تفسير البرهان2/354 ، مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم 1/60 0(4/79)
(267) علي بن ابراهيم في قوله ( وما جعلنا الرؤيا ( الآية 0 قال : نزلت لما رأى النبي ( في نومه كأن قروداً تصعد منبره فساءه ذلك وغمّه غمّاً شديداً فأنزل الله : ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة لهم ليعمهوا فيها والشجرة الملعونة في القرآن( كذا نزلت وهم بنو أمية (1)[299])0
(268) السياري عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عمن ذكره(!!!) قال : سمعت أباجعفر (ع) يقرأ : ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة لهم ليعمهوا فيها ((2)[300])0
(269) عن أبي حمزة عن أبي جعفر (ع) أنه قرأ : ( ليعمهوا فيها((3)[301])0
(270) عن حفص الأعور عن محمد بن مسلم قال : دخل سلام الجعفي على أبي جعفر(ع) فقال : حدثني خيثمة عن قول الله عز وجل:(وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ليعمهوا فيها (0فقال : صدق خثيمة (4)[302])0
(271) عن حريز عمن سمع(!!!) عن أبي جعفر (ع) :( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة لهم ليعمهوا فيها والشجرة الملعونة في القرآن ( يعني بني أمية(5)[303])0
(272) عن أبي حمزة عن أبي جعفر(ع) :( وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا اليك في علي ((6)[304])0
... (273) عن عبدالله بن عثمان البجلي عن رجل (!!!) أن النبي ( اجتمع عنده رؤسهما فتكلموا في علي (ع) وكان من النبي( أن يلين لهما في بعض القول فأنزل الله :(لقد كدت تركن اليهم شيئاً قليلاً إذاً لأذقناك ضعف الحياة والممات ثم لا تجد لك علينا نصيراً ثم لا تجد بعدك مثل علي ولياً ((7)[305])0
__________
(1) 299]) تفسير القمي 2/21 ، تفسير الآصفي 1/687 ، فصل الخطاب280، تفسير الصافي 3/200 0
(2) 300]) فصل الخطاب 280، تفسير البرهان2/434 0
(3) 301]) فصل الخطاب 280
(4) 302]) فصل الخطاب 280
(5) 303]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 280
(6) 304]) فصل الخطاب 280
(7) 305]) تفسير العياشي ، فصل الخطاب 280(4/80)
(274) عن محمد بن أبي حمزة رفعه إلى أبي جعفر(ع) قال : نزل جبرائيل على محمد ( بهذه الآية هكذا : ( ولا يزيد الظالمين آل محمد حقهم إلا خسارا((1)[306])0
(275) سعد بن عبدالله في الكتاب المذكور قال : قال أبو جعفر(ع) نزلت هذه الآية هكذا :( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة ولا يزيد الظالمين آل محمد حقهم ((2)[307])0
... (276) عن إبن فضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد ظالمي آل محمد حقهم إلا خساراً (( (3)[308]) 0
(277) عن عيسى بن داود عن أبي الحسن موسى عن أبيه (ع) قال : نزلت هذه الآية : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة ولا يزيد الظالمين لآل محمد إلا خساراً ( (4)[309] ) 0
(278) عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر (ع) قال : نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا : ( فأبى أكثر الناس بولاية علي إلا كفورا ( 0
قال : نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا : ( وقل الحق من ربكم في ولاية علي فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنّا أعتدنا للظالمين آل محمد ناراً( (5)[310]) 0
(279) عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام إنه قال : ( فأبى أكثر الناس بولاية علي إلا كفوراً ( ( (6)[311]) 0
__________
(1) 306]) تفسير العياشي 2/315، فصل الخطاب 281، تفسير البرهان2/442 0
(2) 307]) فصل الخطاب 281
(3) 308]) كنز الفوائد 140 ، بحار الأنوار 24/225، فصل الخطاب 281، تأويل الآيات الطاهرة290، تفسير البرهان 2/443 0
(4) 309]) كنز الفوائد 140 ، بحار الأنوار 24/226، فصل الخطاب 281، تأويل الآيات الطاهرة 290 ، تفسير البرهان 2/443 0
(5) 310]) الكافي 1/425 0
(6) 311]) كنز الفوائد 140 ، بحار الأنوار 23/381، فصل الخطاب 281، مناقب آل أبي طالب 2/301 0(4/81)
(280) سعد بن عبدالله القمي في الكتاب المذكور عن أبي جعفر(ع) قال : نزل جبرائيل على محمد( :(فأبى أكثر الناس بولاية علي إلا كفورا((1)[312])0
(281) عن أبي حمزة عن أبي جعفر (ع) قال : نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا : ( فأبى أكثر الناس بولاية علي إلا كفورا((2)[313])0
( سورة الكهف (
(282) عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا : ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنّا أعتدنا للظالمين آل محمد حقهم ناراً ( (3)[314] ) 0
(283) تفسير القمي : ( لقد جئناكم بالحق ( يعني ولاية أمير المؤمنين(ع) (ولكن أكثركم للحق كارهون(والدليل على أن الحق ولاية أمير المؤمنين(ع) قوله : ( وقل الحق من ربكم ( يعني ولاية علي(ع) ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنّا أعتدنا للظالمين آل محمد حقهم ناراً( 0 ثم ذكر على أثر هذا خبرهم ، وما تعاهدوا عليه في الكعبة أن لا يردّوا الأمر في أهل بيت رسول الله ( فقال : (أم أبرموا أمراً فإنّا مبرمون( إلى قوله : ( لديهم يكتبون((4)[315])0
(284) علي بن إبراهيم في قوله تعالى : ( وقل الحق من ربكم ( الآية 0
فقال أبو عبدالله عليه السلام : نزلت هذه الآية هكذا : ( وقل الحق من ربكم ( يعني ولاية علي ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنّا أعتدنا للظالمين آل محمد ناراً أحاط بهم سرادقها ( ( (5)[316]) 0
__________
(1) 312]) فصل الخطاب 281، تفسير البرهان 2/443 0
(2) 313]) الكافي ، فصل الخطاب 280، تفسير العياشي2/317، تفسير البرهان2/445 ، بحار الأنوار 36/105 0
(3) 314]) الكافي 1/425 ، تفسير العياشي 2/326 ، بحار الأنوار23/379و 24/221، فصل الخطاب 282 ، تفسير البرهان2/465 ، تأويل الآيات الطاهرة 293 0
(4) 315]) تفسير القمي ، بحار الأنوار 36/83
(5) 316]) تفسير القمي 2/35، بحار الأنوار 24/222، تأويل الآيات الطاهرة 293 0(4/82)
(285) عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال : قوله تعالى : ( وقل الحق من ربكم في ولاية علي فمن شاء فيؤمن ومن شاء فيكفر إنّا أعتدنا لظالمي آل محمد حقهم ناراً أحاط بهم سرادقها (( (1)[317]) 0
(286) عن ربعي عن أبي عبدالله(ع) :( وقل الحق من ربكم في ولاية أمير المؤمنين فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين من آل محمد حقهم ناراً ((2)[318])0
(287) عن عيسى بن داؤد عن أبي الحسن مووسى بن جعفر عن أبيه (ع) في قوله تعالى : ( قل الحق من ربكم في ولاية علي فمن شاء ليؤمن ومن شاء فليكفر ( 0
قال : وقرأ إلى قوله ( أحسن عملاً( 0
ثم قال : قيل للنبي ( اصدع بما تؤمر في إمرة علي(ع):(فإنه الحق من ربك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ( فجعل تركه معصية وكفراً ثم قرأ : ( إنا أعتدنا للظالمين آل محمد حقهم ناراً أحاط بهم سرادقها((3)[319])0
(288) سعد بن عبدالله القمي في كتاب ( ناسخ القرآن ) في عداد الآيات المحرّفة قال : قال أبوجعفر (ع) ونزل جبرائيل بهذه الآية هكذا :( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين آل محمد حقهم ناراً أحاط بهم سرادقها ((4)[320])0
__________
(1) 317]) كنز الفوائد 141 ، بحار الأنوار 24/226، فصل الخطاب 282، تفسير العياشي 2/326 ، تفسير البرهان 2/466 0
(2) 318]) فصل الخطاب 282
(3) 319]) فصل الخطاب 282
(4) 320]) فصل الخطاب 282(4/83)
(289) علي بن ابراهيم القمي قال : فحدثني علي بن بلال عن يونس في رواية طويلة فيها : فقال له الخضر : ( هذا فراق بيني وبينك سأنئبك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً أما السفينة ( التي فعلت بها ما فعلت فإنها كانت لقوم(مساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم( أي وراء السفينة (ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصباً ( كذا نزلت ، وإذا كانت السفينة معيوبة لم يأخذ منها شيئاً 0 (وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين( و(طبع كافراً( كذا نزلت(1)[321])0
(290) عن حريز عن أبي عبدالله(ع) أنه كان يقرأ : ( وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصباً((2)[322])0
(291) عن عبدالله بن زرارة قال: قال لي أبو عبدالله (ع) اقرأ مني على والدك السلام وقل له إني إنما أُعيبك دفاعاً مني عنك (3)[323]) إلى أن قال: فأحببت أن أعيبك ليحمدوا أمرك في الدين بعيبك ونقصك ويكون بذلك منا دافع شرهم عنك لقول الله عز وجل :( أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصباً( هذا التنزيل من عند الله صالحة(4)[324])0
(292) عن حريز عمن ذكره(!!!) عن أحدهما(ع) أنه قرأ :( وكان أبواه مؤمنين وطبع كافراً ((5)[325])0
__________
(1) 321]) تفسير القمي 2/39، تفسير الصافي 3/256 ، تفسير نور الثقلين 3/283 0
(2) 322]) فصل الخطاب282، تفسير العياشي2/335 ، قصص الأنبياء للجزائري 331 0
(3) 323]) هذا إعتذار الصادق رحمه الله تعالى – كما تزعم هذه الرواية – لزرارة بن أعين عن الروايات التي ذمّه فيها ، وإن هذه الروايات – على حد زعم الشيعة – إنما كانت عن تقية ، وهي في الحقيقة دفاع عن زرارة لئلا يعتقد المخالفون لدين الشيعة أن زرارة منهم ، لذا تبرأ منه ليظن المسلمون أن زرارة ليس رافضياً ، فما أعجبه من دين !! والأعجب إستشهاد الإمام المعصوم بالآية الكريمة 0
(4) 324]) فصل الخطاب 283 0
(5) 325]) فصل الخطاب283 0(4/84)
(293) عن ربعي عن أبي عبدالله(ع)قال :( كان أبواه مؤمنين وطبع كافراً((1)[326])0
(294) عن زرارة عن أبي جعفر(ع) في قوله عز وجل:( ما فعلته يا موسى( قال : هكذا في قراءة أمير المؤمنين(ع)(2)[327])0
(295) عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين(ع) في قوله عز وجل :( أما من ظلم نفسه ولم يؤمن بربه فيعذبه بعذاب الدنيا في مرجعه فيعذبه عذاباً نكرا( وفي قوله عز وجل :( ثم اتبع ذو القرنين الشمس سبباً((3)[328])0
(296) عن أبي بصير عن أبي عبدالله(ع):( هل أتبعك على أن تعلمن فما علمت رشداً((4)[329])0
(سورة طه (
(297) قال علي بن ابراهيم في قوله : (إن الساعة آتية أكاد أخفيها( قال: (من نفسي( هكذا نزلت 0
قيل : كيف يُخفيها من نفسه ؟ 0
قال : جعلها من غير وقت(5)[330])0
(298) عن ابن أبي عمير عن غير واحد(!!) عن أبي جعفر(ع) أنه قرأ :( إن الساعةآتية أكاد أخفيها من نفسي( 0
قال : أراد أن لا يجعل لها وقتاً(6)[331])0
... (299) عن موسى بن جعفر عن أبيه (ع) في قوله تعالى : ( وقد خاب من حمل ظلماً لآل محمد ( هكذا نزلت (7)[332] ) 0
(300) عن عيسى بن داود عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال : سمعت أبي عليه السلام يقول ورجل يسأله عن قول الله عز وجل : ( يومئذٍ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً (
قال : لا ينال شفاعة محمد ( يوم القيامة إلا من أذن له بطاعة آل محمد ورضي له قولاً وعملاً فيهم فحيي على مودتهم ومات عليها فرضي الله قوله وعمله فيهم 0
__________
(1) 326]) فصل الخطاب 283 ، قصص الأنبياء لنعمة الله الجزائري 331 0
(2) 327]) فصل الخطاب 283 0
(3) 328]) فصل الخطاب 283 0
(4) 329]) فصل الخطاب 283 0
(5) 330]) تفسير القمي 2/60، تفسير الصافي 3/303 ، تفسير نور الثقلين 3/375 0
(6) 331]) فصل الخطاب 284 0
(7) 332]) كنز الفوائد 159 ، بحار الأنوار 24/222، فصل الخطاب 284 0(4/85)
ثم قال : ( وعنّت الوجوه للحيّ القيوم وقد خاب من حمل ظلماً لآل محمد ( كذا نزلت 0
ثم قال : ( ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلماً ولا هضماً ( 0
قال : مؤمن بمحبة آل محمد مبغض لعدوهم (1)[333])0
(301) عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله :( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل كلمات في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم فنسي ( هكذا والله أُنزلت على محمد ( ( (2)[334]) 0
(سورة الحج(
...
(302) السياري 000عن زيد بن أسامة قال : رأيت أباعبدالله(ع) قرأ : (ليحضروا منافع لهم((3)[335])0
(303) عن أبي بصير (ع):( وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم في الدنيا والآخرة ((4)[336])0
(304) عن أبي حمزة عن أبي عبدالله(ع):(هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا بولاية علي قطعت لهم ثياب من نار ((5)[337])0
(305) عن حريز عن أبي عبدالله(ع) :( وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبي ولا محدّث((6)[338])0
(306) عن زرارة قال : سألت أباجعفر (ع) عن قول الله عزوجل:( وكان رسولاً نبياً(0 قلت : ما هو الرسول من النبي؟0
قال : هو الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين 0 ثم تلا : ( وما أرسلنا من قبلك ولا نبي ولا محدّث ((7)[339])0
... (307) عن الحارث البصري قال: أتانا الحكم بن عيينه قال : إن علي بن الحسين (ع) قال:إن علم علّي(ع) كله في آية واحدة 0
__________
(1) 333]) كنز الفوائد 159، بحار الأنوار 24/258، تأويل الآيات 1/318 0
(2) 334]) الأصول من الكافي 1/316 ، بحار الأنوار11/195 و 24/351، فصل الخطاب 285، المناقب لإبن شهر آشوب 3/102 ، بصائر الدرجات 71،تفسير البرهان3/45 0
(3) 335]) فصل الخطاب 286 0
(4) 336]) فصل الخطاب 286 0
(5) 337]) فصل الخطاب 286، الكافي 0
(6) 338]) فصل الخطاب 286 0
(7) 339]) فصل الخطاب 286 0(4/86)
قال: فخرج حمران بن أعين فوجد علي بن الحسين(ع) قد قُبض 0 فقال لأبي جعفر(ع) إن الحكم بن عيينة حدثنا عن علي بن الحسين(ع)قال: إن علم علي(ع) كله في آية واحدة0
قال أبوجعفر(ع): وما تدري ما هو ؟0
قال : قلت: لا0
قال : هو قول الله تبارك وتعالى: ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدّث ((1)[340])0
... (308) عن زرارة قال: سألت أباجعفر(ع) عن قول الله تبارك وتعالى:( وكان رسولاً نبياً( إلى أن قال: ثم تلا (ع) :( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدّث ((2)[341])0
... (309) عن بريد عن أبي جعفر وأبي عبدالله(ع)في قوله تعالى:(وما أرسلنا ولا نبي ولا محدّث((3)[342])0
... (310) عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أباجعفر(ع) يقول : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدّث((4)[343])0
... (311) عن سليم بن قيس الشامي أنه سمع علياً (ع) يقول : إني وأوصيائي من ولدي مهديون كلنا محدثون 00 إلى أن قال سليم الشامي : سألت محمد بن أبي قلت : كان علي(ع)محدّثاً؟0
قال : نعم0
قلت : وهل يحدّث الملائكة إلا الأنبياء ؟0
قال : أما تقرأ : ( وما أرسلنا من رسول ولا نبي ولا محدّث ((5)[344])0
(312) عن ابراهيم بن محمد مثله(6)[345])0
(313) عن الحكم بن عيينة قال : دخلت على علي بن الحسين(ع) يوماً فقال لي : يا حكم هل تدري ما الآية التي كان علي بن أبي طالب (ع) يعرف بها صاحب قتله ، ويعلم بها الأمور العظام التي كان يحدّث بها الناس؟0
قال الحكم: فقلت في نفسي قد وقفت على علم من علم علي بن الحسين(ع) أعلم بذلك تلك الأمور العظام0
__________
(1) 340]) بصائر الدرجات للصفار ، فصل الخطاب 286 0
(2) 341]) فصل الخطاب 286، الإختصاص للمفيد ، تفسير البرهان ، بحار الأنوار
(3) 342]) فصل الخطاب 287، بصائر الدرجات
(4) 343]) فصل الخطاب 287 0
(5) 344]) بصائر الدرجات ، فصل الخطاب 287 0
(6) 345]) الإختصاص للمفيد ، فصل الخطاب 0287(4/87)
قال : فقلت: لا، والله لا أعلم به ، أخبرني بها يا بن رسول الله؟0
قال : هو والله :( وما أرسلنا من قبلك ولا نبي ولا محدّث(0
فقلت: وكان علي (ع)محدّثاً؟0
قال : نعم ، وكل إمام منا أهل البيت فهو محدّث(1)[346])0
... (314) الكليني عن محمد بن يحي العطار عن أحمد مثله وزاد بعد قوله ولا محدّث وكان علي بن أبي طالب(ع) محدّثاً فقال له رجل يقال له عبدالله بن زيد كان أخا علي بن الحسين (ع) لأمه: سبحان الله محدّثاً( كأنه ينكر) فأقبل علينا أبوجعفر(ع) فقال: أما والله إن إبن أمك بعد قد كان يعرف ذلك 0 قال : فلما قال ذلك سكت الرجل فقال : هي التي هلك فيها أبو الخطاب فلم يدر ما تأويل المحدّث والنبي(2)[347])0
... (315) عن الحارث بن المغيرة قال : قال حمران بن أعين ان الحكم بن عيينة يروي عن علي بن الحسين(ع) في آية نسأله فلا يخبرنا 0
قال حمران : سألت أباجعفر(ع)0
فقال: إن علياً(ع) كان بمنزلة صاحب سليمان وصاحب موسى ولم يكن نبياً ولا رسولاً0 ثم قال : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدّث(0
قال : فعجب أبوجعفر(ع)(3)[348])0
(316) عن أبي عبدالله(ع) أن رسول الله ( أصابته خصاصة، فجاء إلى رجل من الأنصار فقال له : هل عندك طعام؟0
فقال : نعم يارسول الله 0
فذبح له عناقاً وشوّاها، فلما دنى منها تمنّى رسول الله ( أن يكون معه علي وفاطمة والحسن والحسين(ع) ، فجاء أبوبكر وعمر ثم جاء علي فأنزل الله عليه : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولانبي ولا محدّث ( 0
ثم قال أبوعبدالله (ع) : هكذا نزلت (4)[349])0
( سورة المؤمنون(
__________
(1) 346]) فصل الخطاب 287
(2) 347]) الكافي ، فصل الخطاب 287
(3) 348]) تفسير العياشي ، رجال الكشي ، فصل الخطاب
(4) 349]) تأويل الآيات الطاهرة 348، تفسير نور الثقلين3/615، تفسير البرهان3/98، بحار الأنوار 17/85 ، تفسير العسكري 275 0(4/88)
... (317) السياري عن أبي طالب عن رجل(!!!) عن أبي عبدالله(ع):( فتبارك الله أحسن الخالقين( 0 قال : إنما هي :( فتبارك الله رب العالمين((1)[350])0
(318) عن عيسى بن داود عن أبي الحسن موسى (ع) : قال : سألت أبي أباجعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل : ( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون(0
قال : نزلت فينا 0
ثم قال :قال الله عز وجل : ( ألم تكن آياتي تُتلى عليكم في علي فكنتم بها تكذبون((2)[351] )0
(سورة النور(
... (319) السياري عن حماد عن حريز قرأ أبوعبدالله(ع):( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً بالمتعة حتى يغنيهم الله من فضله( هكذا التنزيل (3)[352])0
... (320) عن الفضيل بن يسار قال : قلت لأبي عبد الله الصادق (ع) : ( الله نور السماوات والارض (0
قال : كذلك الله عز وجل 0
قال : قلت : ( مثل نوره (0
قال لي : محمد ( 0
قلت : ( كمشكاة (0
قال : صدر محمد (0
قلت : ( فيها مصباح ( 0
قال : فيه نور العلم ، يعني النبوة 0
قلت : ( المصباح في زجاجة (0
قال : علم رسول الله ( صدر إلى قلب علي (ع) 0
قلت : ( كأنها (0
قال : لأي شئ تقرأ : كأنها 0
قلت : فكيف جعلت فداك ؟0
قال : ( كأنه كوكب دري (0
قلت : ( يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية (0
قال : ذاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) لا يهودي ولا نصراني 0
قلت : ( يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار (0
قال : يكاد العلم يخرج من فم العالم من آل محمد (من قبل أن ينطق به 0
قلت : ( نور على نور (0
قال : الامام على أثر الامام(4)[353])0
( سورة الفرقان(
__________
(1) 350]) فصل الخطاب 290
(2) 351]) كنز الفوائد 182 ، بحار الأنوار 2/258
(3) 352]) فصل الخطاب 291
(4) 353]) بحار الأنوار23/306 0(4/89)
(321) عن محمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قرأ ( وقال الظالمون لآل محمد إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً ( يعنون محمداً ( ، فقال الله عز وجل لرسوله : ( انظر كيف ضربوا لك الأمثال فلا يستطيعون إلى ولاية علي سبيلاً( وعلي هو السبيل(1)[354]) 0
(322) عن أبي حمزة عن أبي جعفر (ع)قال : نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا:(فأبى أكثر الناس بولاية علي إلا كفورا((2)[355])0
(323) عن جابر بن يزيد الجعفي قال : قال أبوجعفر(ع) نزل جبرئيل(ع) على رسول الله ( بهذه الآية هكذا : ( وقال الظالمون لآل محمد حقهم إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً انظر كيف ضربوا لك الأمثال فلا يستطيعون سبيلاً( قال : إلى ولاية علي وعلي (ع) هو السبيل(3)[356])0
(324) عن جعفر بن محمد الطيار عن أبي الخطاب عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : والله ما كنّى الله في كتابه حتى قال : ( يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً ( 0 وإنما هي في مصحف علي عليه السلام : ( يا ويلتا ليتني لم أتخذ الثاني خليلاً ( وسيظهر يوماً( (4)[357]) 0
(325)عن أبي بصير عن أبي عبدالله(ع) أنه قال نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد ( وإنها لفي مصحف علي بن أبي طالب(ع) : ( يا ليتني لم أتخذ زفر خليلاً((5)[358])0
__________
(1) 354]) كنز الفوائد 189 ، بحار الأنوار 24/24، فصل الخطاب 291، تأويل الآيات 371، تفسير البرهان3/156 0
(2) 355]) الكافي ، فصل الخطاب 292
(3) 356]) تفسير القمي 2/111، فصل الخطاب 291
(4) 357]) كنز جامع الفوائد 191، 192 ،تأويل الآيات الطاهرة374 ، تفسير البرهان3/162، بحار الأنوار 24/19 ، وقال محقّق البحار في الحاشية : يعني سيظهر ذاك المصحف يوماً ، أي في أيام ظهور المهدي 0
(5) 358]) فصل الخطاب 292(4/90)
(326) عن أبي الخطاب عن أبي عبدالله(ع)أنه قال : ما كنّى الله في كتابه حتى قال : ( يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً ( وإنما هي في مصحف علي(ع):( يا ويلتى لم أتخذ زفر خليلاً( وسيظهر يوماً(1)[359])0
(327) علي بن ابراهيم قال : قال أبوجعفر (ع) يقول : (يا ليتني اتخذت مع الرسول علياً ولياً((2)[360])0
(328) الطبرسي في قوله تعالى ( يمشون على الأرض هوناً ( أي بالسكينة والوقار والطاعة غير أشرين ولا مرحين ولا متكبرين ولا مفسدين ، وقال أبو عبدالله (ع) : هو الرجل الذي يمشي بسجيته التي جُبل عليها لا يتكلّف ولا يتبتختر 0وقيل معناه : حلماء علماء لا يجهلون وإن جهل عليهم ، ( والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ( بأن نراهم يطيعون الله تعالى تقرّ بهم أعيننا في الدنيا بالصلاح، وفي الآخرة بالجنة ، ( واجعلنا للمتقين إماما( أي إجعلنا ممن يقتدي بنا المتقون 0 وفي قراءة أهل البيت (ع) : ( وإجعل لنا من المتقين إماما(( (3)[361]) 0
(329) عن جعفر بن إبراهيم عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قرىء عند أبي عبدالله عليه السلام : ( والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين وإجعلنا للمتقين إماما (0
فقال : لقد سألوا الله عظيماً أن يجعلهم للمتقين أئمة 0
فقيل له : كيف هذا يا بن رسول الله ؟0
قال : إنما أنزل الله : ( والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا قرة أعين وإجعل لنا من المتقين إماماً ( ( (4)[362]) 0
(330) عن أبي أيوب الخراز عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ( وإجعلنا للمتقين إماماً ( 0
__________
(1) 359]) فصل الخطاب 292
(2) 360]) تفسير القمي ، فصل الخطاب292
(3) 361]) مجمع البيان للطبرسي 7/179-181 ، بحار الأنوار 24/132و134و298 0
(4) 362]) تفسير القمي1/10و 2/117 ، بحار الأنوار 24/134، فصل الخطاب 293 0(4/91)
قال : لقد سألت ربك عظيماً ، إنما هي ( وإجعل لنا من المتقين إماماً ( 0 وإيّانا عنى بذلك ( (1)[363]) 0
(سورة الشعراء(
... (331) علي بن ابراهيم القمي قال : ثم ذكر آل محمد( وشيعتهم المهتدين فقال: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وإنتصروا من بعد ما ظلموا ( ثم ذكر أعدائهم ومن ظلمهم فقال : ( وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون( هكذا والله نزلت(2)[364])0
(332) السياري عن البرقي عن بعض أصحابه(!!!) عن أبي عبدالله(ع)في قوله جل ثناؤه:( وسيعلم الذين ظلموا آل محمد أي منقلب يقلبون((3)[365])0
(333) الطبرسي في ( الجوامع) عن الصادق(ع) أنه قرأ :( وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون ((4)[366])0
( سورة الأحزاب (
(334) علي بن ابراهيم في قوله تعالى : (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ( قال : نزلت (وهو أب لهم وأزواجه أمهاتهم ( فجعل الله المؤمنين أولاد رسول الله ( وجعل رسول الله أباهم لمن لم يقدر أن صون نفسه وليس على نفسه ولاية فجعل الله تبارك وتعالى لنبيه ( الولاية على المؤمنين من أنفسهم (5)[367])0
(335) عن أبي الصامت عن أبي عبدالله(ع) قال: أكبر الكبائر سبع 00 إلى أن قال : وأما عقوق الوالدين فإن الله عز وجل قال في كتابه :( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم ( فعقوه في ذريته (6)[368])0
__________
(1) 363]) كنز الفوائد 214 ، بحار الأنوار 24/135، تأويل الآيات الطاهرة 384 ، تفسير البرهان 3/177 0
(2) 364]) تفسير القمي 2/125
(3) 365]) فصل الخطاب 294
(4) 366]) فصل الخطاب 294
(5) 367]) تفسير القمي 2/175
(6) 368]) التهذيب للطوسي، فصل الخطاب 295، تفسير فرات الكوفي(4/92)
... (336) عن المدايني عن أبي عبدالله(ع) في قوله عز وجل:( وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم ((1)[369])0
(337) الصفار عن علي بن ابراهيم بن هاشم عن القاسم بن الربيع عن محمد بن سنان عن صباح عن المفضل مثله(2)[370])0
(338) سعد بن عبدالله القمي في كتاب (ناسخ القرآن) قال : وقرأ الصادق(ع):( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم((3)[371])0
(339) علي بن ابراهيم في قوله تعالى : ( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب وكان الله قوياً عزيزاً((4)[372])0
(340) السياري عن جعفر بن محمد عن المدائني عن أبي عبدالله(ع) في قوله تعالى:( وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب ((5)[373])0
... (341) عن يونس عن أبي حمزة عن فيض المختار قال : سئل أبو عبدالله(ع) عن القرآن، فقال : فيه الأعاجيب من قوله عز وجل :( وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب((6)[374])0
(342) عن فيض بن مختار عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قرأ : ( إن علياً للهدى0وإنّ له الآخرة والأولى (0وذلك حين سئل عن القرآن0
قال : فيه الأعاجيب 0
فيه : ( وكفى الله المؤمنين القتال بعلي (0
وفيه:(إنّ علياً للهدى0وإنّ له الآخرة والأولى ((7)[375])0
__________
(1) 369]) فصل الخطاب 295، بحار الأنوار 22/200 و431 0
(2) 370]) فصل الخطاب 296
(3) 371]) فصل الخطاب 296
(4) 372]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 296 0
(5) 373]) فصل الخطاب 296 0
(6) 374]) فصل الخطاب 296 0
(7) 375]) بحار الأنوار 24/398 0(4/93)
(343) عن محمد بن مروان رفعه اليهم صلوات الله عليهم في قول الله عز وجل : ( وما كان لكم أن تؤذوا رسول في علي والأئمة كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا)(1)[376])0
(344) عن علي بن أبي حمزة عن عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : ( ومن يطع الله وروسوله في ولاية علي والأئمة من بعده فقد فاز فوزاً عظيماً ( (2)[377])0
(345) عن محمد بن مروان رفعه اليهم(ع)(!!!) فقال : ( يا أيها الذين آمنوا لا تؤذوا رسول الله في علي والأئمة كما آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا((3)[378])0
(346) عن أبي بصير عن أبي عبدالله (ع) في قوله : (ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي والأئمة من بعده فقد فاز فوزاً عظيماً ( هكذا نزلت والله (4)[379])0
(سورة سبأ (
__________
(1) 376]) الكافي 1/414 ، تفسير القمي، تفسير البرهان 3/337و339 ، تأويل الآيات الطاهرة 468 ، بحار الأنوار 13/12 ، 23/302، فصل الخطاب 296،مناقب إبن شهر آشوب3/13 0
(2) 377]) تأويل الآيات الطاهرة 469 ، الكافي 1/414 ، تفسير القمي ، تفسير البرهان 3/340 ، بحار الأنوار 23/301 و 303 0
(3) 378]) تفسير القمي 2/197،الكافي1/412، بحار الأنوار 23/302 0
(4) 379]) تفسير القمي1/54-55 و 2/198، فصل الخطاب 296، تفسير الصافي 4/206 ، تفسير نور الثقلين 4/309 0بحار الأنوار 23/301 0(4/94)
(347) علي بن ابراهيم القمي : لما أوحى الله إلى سليمان إنك ميت أمر الشياطين أن يتخذوا له بيتاً من قوارير ووضعوه في لجّة البحر، ودحله سليمان(ع) فاتكأ على عصا هو كان يقرأ الزبور ، والشياطين حوله ينظرون اليه ولا يجسرون أن يبرحوا0 فبينا هو كذلك إذ حان منه إلتفاته فإذا هو برجل معه في القبة ، ففزع منه سليمان 0 فقال له : من أنت ؟ 0 فقال له : أنا الذي لا أقبل الرشى ولا أهاب الملوك 0 فقبضه وهو متكىء على عصاه سنة 0 والجن يعملون له ولا يعلمون بموته ، حتى بعث الله الأرضة فأكلت منسأته ( فلما خرّ على وجهه تبينت الإنس أن لو كانوا (أي الجن) يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ( هكذا نزلت هذه الآية (1)[380])0
__________
(1) 380]) تفسير القمي 2/199-200، فصل الخطاب 297 0(4/95)
أقول: هذه الرواية طعنٌ صريح في نبي الله سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ، حيث صوّرت هذه الرواية الموضوعة نبي الله سليمان عليه السلام بصورة الإنسان الخائف من لقاء الله تعالى، ولماذا يخاف سليمان عليه السلام من الموت؟ هل عصى الله تعالى ويخشى عذابه أم رغبته في الإستمتاع بهذه الحياة وبهرجها وزينتها والمُلك الذي آتاه الله تعالى ، ونعتقد ويعتقد كل مسلم أن سليمان عليه السلام جعل المُلك وسيلة وأداة لتحكيم شرع الله تعالى ولم يتخذ المُلك وسيلة لإشباع شهواته ونزواته ، ولا أدري ما الفرق بين عقيدة الرافضة في هذا النبي الكريم وبين عقيدة اليهود الذين تطاولوا على هذا النبي عليه السلام ، ولكن العجب يزول حينما نعلم علم اليقين – بعد البحث والتمحيص – أن التشيع هو الإبن البار لليهودية ومن شابه أباه فما ظلم ، والأنبياء عليهم السلام من أشدّ الخلق فرحاً وإستبشاراً بهذا اللقاء الذي يُريحهم من عناء هذه الدنيا الزائلة ،والمؤمن يعلم علم اليقين أنه لا مفر من الموت ولو كان في بروج مشيدّة وأينما كان فلابد أن الموت مُدركه ولكن أنّى للرافضة أن يعقلوا هذا 0(4/96)
(348) علي بن موسى الرضا عليه السلام ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام قال : إن سليمان بن داود عليه السلام قال ذات يوم لأصحابه : إن الله تبارك وتعالى قد وهب لي مُلكاً لا ينبغي لأحد من بعدي ، سخر لي الريح والانس و الجن والطير والوحوش ، وعلمني منطق الطير ، وآتاني من كل شئ ، ومع جميع ما أوتيت من الملك ما تم لي سرور يوم إلى الليل ، وقد أحببت أن أدخل قصري في غد فأصعد أعلاه وأنظر إلى ممالكي فلا تأذنوا لأحد علي لئلا يرد علي ما ينغص على يومي0 قالوا : نعم ، فلما كان من الغد أخذ عصاه بيده وصعد إلى أعلى موضع من قصره ، ووقف متكئا على عصاه ينظر إلى ممالكه مسرورا بما أوتي فرحا بما أعطي إذ نظر إلى شاب حسن الوجه واللباس قد خرج عليه من بعض زوايا قصره ، فلما بصر به سليمان عليه السلام قال له : من أدخلك إلى هذا القصر وقد أردت أن أخلو فيه اليوم ؟ فبإذن من دخلت ؟ فقال الشاب : أدخلني هذا القصر ربه وبإذنه دخلت ، فقال : ربه أحق به مني ، فمن أنت ؟ قال : أنا ملك الموت ، قال : وفيما جئت ؟ قال : جئت لاقبض روحك ، قال : امض لما أمرت به فهذا يوم سروري ، وأبى الله عزوجل أن يكون لي سرور دون لقائه ، فقبض ملك الموت روحه وهو متكئ على عصاه ، فبقي سليمان عليه السلام متكئا على عصاه وهو ميت ماشاء الله والناس ينظرون إليه وهم يقدرون أنه حي فافتتنوا فيه واختلفوا فمنهم من قال : إن سليمان عليه السلام قد بقي متكئا على عصاه هذه الايام الكثيرة ولم يتعب ولم ينم ولم يأكل ولم يشرب ، إنه لربنا الذي يجب علينا أن نعبده ، وقال قوم : إن سليمان عليه السلام ساحر وإنه يرينا أنه واقف متكئ على عصاه ، يسحر أعيننا وليس كذلك ، فقال المؤمنون : إن سليمان هو عبد الله ونبيه يدبر الله أمره بما شاء ، فلما اختلفوا بعث الله عزوجل اأارضة فدبت في عصاه ، فلما أكلت جوفها انكسرت العصا وخر سليمان عليه السلام من قصره على وجهه(4/97)
، فشكرت الجن الأرضة صنيعها ، فلاجل ذلك لاتوجد الارضة في مكان إلا وعندها ماء وطين ، وذلك قول الله عزوجل : " فلما قضينا عليه الموت مادلهم على موته إلا دابة الارض تأكل منسأته " يعني عصاه " فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب مالبثوا في العذاب المهين " ثم قال الصادق عليه السلام : والله ما نزلت هذه الآية هكذا ، وإنما نزلت : " فلما خر تبينت الانس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب مالبثوا في العذاب المهين (1)[381]).
(349) عن ابن أبي عمير مثله إلى قوله : وهي العصا ( فلما خر تبينت الانس أن لو كان الجن يعلمون الغيب مالبثوا سنة في العذاب المهين ( فالجن تشكر الارضة بما عملت بعصا سليمان ، قال : فلا تكاد تراها في مكان إلا وعندها ماء وطين ، فلما هلك سليمان عليه السلام وضع إبليس السحر وكتبه في كتاب ، ثم طواه وكتب على ظهره : هذا ما وضع آصف بن برخيا للملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم ، من أراد كذا وكذا فليفعل كذا وكذا ، ثم دفنه تحت السرير ، ثم استشاره لهم فقرؤوه فقال الكافرون : ما كان سليمان يغلبنا إلا بهذا ، وقال المؤمنون : بل هو عبد الله ونبيه ، فقال جل ذكره : ( واتبعوا ماتتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ((2)[382]) .
(350) عن موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد(ع) : والله ما نزلت هذه الآية هكذا وإنما نزلت :( فلما خر تبينت الأنس أن الجن لو كانوا(الآية (3)[383])0
(351) السياري 00000 عن حريز عن أبي عبدالله وأبي جعفر(ع) في قوله عز وجل :( فلما خر تبينت الإنس أن الجن لو كانوا( الآية(4)[384])0
__________
(1) 381]) بحار الأنوار 14/136-137 0
(2) 382]) بحار الأنوار 14/138 0
(3) 383]) عيون أخبار الرضا للصدوق(!!!) ، إكمال الدين له أيضاً، فصل الخطاب 297
(4) 384]) فصل الخطاب 297(4/98)
(352) سعد بن عبدالله القمي في كتاب (ناسخ القرآن) قال : وقرأ رجل على أبي عبدالله(ع) :( فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين(0
فقال أبو عبدالله(ع): الجن يعلمون الغيب !! إنهم لا يعلمون الغيب 0
فقال الرجل : فكيف هي ؟0
فقال : إنما أنزل الله :( فلما خر تبينت الإنس أن لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين((1)[385])0
( سورة يس (
(353) عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبدالله(ع) في قول الله عز وجل :( يقولون متى هذا الوعد يا محمد إن كنتم صادقين((2)[386])0
(354) وبالإسناد:( وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم من ولاية الطواغيت فلا تتبعوهم لعلكم ترحمون((3)[387])0
(355) السياري بالإسناد:( اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون في الحياة الدنيا ((4)[388])0
(سورة ص (
(356) عن أبي خالد عن أبي عبدالله(ع):(عطاؤنا فأمسك أو أعط بعير حساب((5)[389])0
(357) عن عبدالرحمن القصير قال : سمعت أباجعفر(ع) يقرأ :(هذا عطاؤنا فأمسك أو أعط بغير حساب((6)[390])0
(358) عن عبدالله بن سليمان عن أبي عبدالله(ع) في حديث قال(ع) في آخره:( هذا عطاؤنا فأمسك أو أعطه بغير حساب( وهكذا في قراءة علي(ع)(7)[391])0
(359) عن عسى بن هشام عن سليمان عنه (ع) مثله(8)[392])0
(360) عن أبي عبيدة الحارثي عن أبي عبدالله(ع) قوله تعالى :( هذا عطاؤنا فامنن أو أعطه بغير حساب(0
قلت : (أو أعطه ( ؟0
قال : نعم(9)[393])0
__________
(1) 385]) فصل الخطاب 297
(2) 386]) فصل الخطاب 298
(3) 387]) فصل الخطاب 298
(4) 388]) فصل الخطاب 298 0
(5) 389]) فصل الخطاب 300 0
(6) 390]) فصل الخطاب 301 0
(7) 391]) الكافي 1/438 ، فصل الخطاب 301 0
(8) 392]) فصل الخطاب 301
(9) 393]) فصل الخطاب 301(4/99)
(361) عن سدير عن أبي عبدالله (ع) قال : ( هو بناء عظيم في صدور الذين أوتوا العلم أنتم عنه معرضون((1)[394])0
( سورة الزمر(
(362) عن عمران بن سليمان عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز وجل : ( ولا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً(0
فقال : ( إن الله يغفر لكم الذنوب جميعاً (0
قال : قلت : ليس هكذا نقرأ 0
فقال : يا با محمد فإذا غفر الذنوب جميعاً فلمن يعذّب ؟ 0 والله ما عنى من عباده غيرنا وغير شيعتنا ، وما نزلت إلا هكذا (إن الله يغفر جميعاً الذنوب (( (2)[395])0
(363) عن الحكم بن بهلول عن رجل (!!!) عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز وجل : ( ولقد أُوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت بولاية علي ليحبطنّ عملك ولتكونن من الخاسرين(( (3)[396]) 0
(364) عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام ( لئن أشركت في الولاية غير علي ليحبطنّ عملك ((4)[397])0
(سورة غافر (
(365) عن زيد بن الحسين قال : سألت أباعبدالله(ع) عن قول الله عز وجل : ( ربنا أمتنا إثنتين وأحييتنا إثنتين (0 فأجابهم الله تعالى : ( ذلك بأنه إذا دُعي الله وحده وأهل الولاية ( فقال : كفرتم 00 (5)[398])0
(366) عن الوليد بن صبيح عن أبي عبدالله (ع) :( ذلك بأنه إذا دُعي الله وحده وأهل الولاية كفرتم ((6)[399])0
__________
(1) 394]) فصل الخطاب301
(2) 395]) كنز الفوائد 272 ، بحار الأنوار 24/260، تأويل الآيات الطاهرة 519، تفسير البرهان 4/78، فصل الخطاب 301
(3) 396]) الكافي 1/427، تأويل الآيات الطاهرة 523، بحار الأنوار 23/380 ، تفسير البرهان 4/83
(4) 397]) تفسير القمي ، بحار الأنوار 23/380، تأويل الآيات الطاهرة 523
(5) 398]) تفسير البرهان 4/94 ، تأويل الآيات الطاهرة ، فصل الخطاب302
(6) 399]) الكافي1/421 ، تفسير البرهان 4/94، فصل الخطاب302، بحار الأنوار 36/144 0(4/100)
( سورة فصلّت (
(367) عن الحسين بن علي بن أحمد العلوي قال : بلغني (!!!) عن أبي عبدالله (ع) أنه قال لداود الرقي أينال السماء ؟0 فوالله إن أرواحنا وأرواح النبيين لتتناول العرش كل ليلة جمعة 0يا داود قرأ أبي محمد بن علي حم السجدة حتى بلغ فهم لا يسمعون0
ثم قال : نزل جبرئيل (ع) على رسول الله ( بأن الإمام بعده علي (ع) 0
ثم قال (ع) : ( حم تتنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلّت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون ( حتى بلغ : ( فأعرض أكثرهم عن ولاية علي فهم لا يسمعون وقالوا قلوبنا في أكنّة مما تدعونا اليه وفي آذاننا وقرٌ ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون((1)[400])0
(368) عن جابر قال : قلت لمحمد بن علي (ع) قول الله في كتابه : ( إن الذين آمنوا ثم كفروا (0
قال : هما الأول والثاني والثالث والرابع(2)[401])وعبدالرحمن وطلحة وكانوا سبعة عشر رجلاً 0
قال : لما وجّه النبي ( علي بن أبي طالب (ع) وعمار بن ياسر رحمه الله إلى مكة وفي مكة صناديدها وكانوا يسمون علياً الصبي لقول الله : ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وهو صبي وقال إنني من المسلمين ((3)[402])0
(369) عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبدالله(ع):( فلنذيقن الذين كفروا بتركهم ولاية علي بن أبي طالب عذاباً شديداً في الدنيا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون((4)[403])0
( سورة الشورى (
__________
(1) 400]) تفسير البرهان 4/106، فصل الخطاب302
(2) 401]) أبوبكر وعمر وعثمان ومعاوية رضي الله عنهم ولعنة الله على كل من يبغضهم 0
(3) 402]) تفسير العياشي ، تفسير البرهان 4/111،فصل الخطاب 303 0
(4) 403]) الكافي1/421، فصل الخطاب 303 0(4/101)
(370) عن علي بن مهزيار عن بعض أصحابنا (!!!) عن أبي عبدالله (ع) في قول الله : ( أن أقيموا الدين ( قال الإمام : ولا تفرقوا فيه كناية عن أمير المؤمنين(ع) ثم قال : ( كبر على المشركين ماتدعوهم اليه من ولاية علي ((1)[404])0
(371) عن محمد بن سنان عن الرضا (ع) في قول الله عزّ وجل : ( كبر على المشركين بولاية علي ما تدعوهم اليه يا محمد من ولاية علي ( هكذا في الكتاب مخطوطة (2)[405]) 0
(372) عن هشام بن سالم عن أبي عبدالله (ع) في قوله عز وجل ( والملائكة حول العرش يسبحون بحمد ربهم ولا يفترون ويستغفرون لمن في الأرض من المؤمنين(0
قلت : ما هذا جعلت فداك ؟0
قال : هذا القرآن كما أنزل على محمد ( بخط علي(ع)0
قلت : إنا نقرأ :( ويستغفرون لمن في الأرض(0
قال : ففي الأرض اليهود والنصارى والمجوس وعبدة الأوثان ، أفترى أن حملة العرش يستغفرون لها(3)[406])0
... (373) الطبرسي في (الجوامع) عن الصادق(ع):( ويستغفرون لمن في الأرض من المؤمنين((4)[407])0
(374) علي بن ابراهيم :( ولكن يُدخل من يشاء في رحمته والظالمون لآل محمد حقهم ما لهم من ولي ولا نصير ((5)[408])0
(375) عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام أنه قرأ ( وترى ظالمي آل محمد حقهم لما رأوا العذاب ( وعلي هو العذاب ( يقولون هل إلى مرد من سبيل (( (6)[409])0
(376) علي بن ابراهيم : قوله ( وترى الظالمين لآل محمد حقهم لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل ( أي إلى الدنيا (7)[410])0
__________
(1) 404]) تفسير القمي ، تفسير البرهان 4/120، فصل الخطاب 303 0
(2) 405]) الكافي 1/418 0
(3) 406]) فصل الخطاب 303 0
(4) 407]) جمع الجوامع للطبرسي ، فصل الخطاب 303 0
(5) 408]) تفسير القمي ، فصل الخطاب 303 0
(6) 409]) كنز الفوائد 287، بحار الأنوار 24/229، فصل الخطاب 303 0
(7) 410]) تفسير القمي ، تفسير البرهان 4/129،الأيقاظ من الهجعة 258، فصل الخطاب 303 0(4/102)
(377) عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : ( ولن ينفعكم إذ ظلمتم آل محمد حقهم أنكم في العذاب مشتركون ((1)[411] ) 0
(378) عن عبد الغفار الحارثي عن أبي عبدالله(ع)قال : ان الله عز وجل قال لنبيه( :( ولقد وصيناك بما وصينا به آدم ونوحاً و ابراهيم وموسى وعيسى والنبيين من قبلك أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه من تولية علي بن أبي طالب ((2)[412])0
(379) علي بن ابراهيم : ثم قال : ( ترى الظالمين لآل محمد حقهم مشفقين مما كسبوا( قال : خائفون مما ارتكبوا(3)[413])0
(380) عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (ع) قال : سمعته يقول :(ولمن انتصر بعد ظلمه( إلى أن قال : ثم قال :( وترى الظالمين لآل محمد حقهم لما رأوا العذاب ( إلى قال : ( خاشعين من الذل لعلي ينظرون إلى علي من طرف خفي ((4)[414])0
( سورة الزخرف (
(381) عن حمّاد السندّي عن أبي عبدالله (ع) وقد سأله سائل عن قول الله عز وجل : ( وإنّه في أمّ الكتاب لدينا لعليٌ حكيم (0 قال: هو أمير المؤمنين (ع) (5)[415])0
(382) وجاء في دعاء يوم الغدير : وأشهد أنه الإمام الهادي الرشيد أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك 0 فإنك قلت : ( وإنّه في أمّ الكتاب لعليٌ حكيم ((6)[416])0
(383) عن أبي القاسم عن أبي عبدالله(ع) :( لولا أن يكون الناس أمة واحدة كفاراً لجعلنا لمن يكفر بالرحمن( ثم قال : والله لو فعل الله عز وجل لفعلوا(7)[417])0
__________
(1) 411]) كنز الفوائد 287، بحار الأنوار 24/230 0
(2) 412]) فصل الخطاب 303 0
(3) 413]) فصل الخطاب 303 0
(4) 414]) فصل الخطاب 304 0
(5) 415]) تأويل الآيات الطاهرة552 ، تفسير البرهان 4/135 ، بحار الأنوار 23/210 0
(6) 416]) تأويل الآيات الطاهرة 553 ، اقبال الأعمال 477، بحار الأنوار 98/304
(7) 417] فصل الخطاب 304 0(4/103)
(384) عن جابر عن أبي جعفر (ع) قال : ( ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم آل محمد حقهم أنكم في العذاب مشتركون ((1)[418])0
(385) عن محمد بن علي عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : إني لأدناهم من رسول الله ( في حجة الوداع 0 فقال : لأعرفنكم ترجعون بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، وايم الله لئن فعلتموها لتعرفني في الكتيبة التي تضاربكم 0
ثم التفت إلى خلفه أو على أو على أو على ثلاثاً فرأينا أن جبرئيل(ع) غمزه وأنزل الله عز وجل : ( فإما نذهبن بك فإنّا منهم منتقمون بعلي أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون ( 0
ثم نزلت : ( قل رب إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون إدفع بالتي هي أحسن السيئة ( 0
ثم نزلت : ( فاستمسك بالذي أُوحي اليك من أمر علي بن أبي طالب إنك على صراط مستقيم وإن علياً لعلم الساعة ولسوف تسئلون عن محبة علي بن أبي طالب ((2)[419])0
(386) عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (ع) قال : نزلت هاتان الآيتان هكذا قول الله : ( حتى إذا جائنا (يعني فلاناً وفلاناً(3)[420]) يقول أحدهما لصاحبه حين يراه ( يا ليت بيني وبينك بُعد المشرقين فبئس القرين (0
ثم قال الله لنبيه قل لفلان وفلان وأتباعهما :( لن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم آل محمد حقهم إنكم في العذاب مشتركون (0
ثم قال الله لنبيه ( : ( أفأنت تُسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون ( يعني من فلان وفلان وأتباعهما 0
__________
(1) 418]) تأويل الآيات الطاهرة 557، تفسير البرهان 4/143، بحار الأنوار 24/230، 36/153، فصل الخطاب 304 0
(2) 419]) أمالي الطوسي ، تفسير البرهان 4/144
(3) 420]) أبوبكر وعمر رضي الله عنهما 0(4/104)
ثم أوحى الله إلى نبيه : ( فاستمسك بالذي أُوحي اليك في علي إنك على صراط مستقيم (0 يعني أنك على ولاية علي وعلي هو الصراط المستقيم (1)[421])0
(387) عن إبراهيم بن علي بن جناح عن الحسن بن علي بن محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه (ع) أن رسول الله ( نظر إلى علي (ع) وأصحابه حوله وهو مُقبل ، فقال ( : أما إن فيك شبهاً من عيسى بن مريم ، ولولا مخافة أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم (2)[422]) لقلت اليوم فيك مقالاً لا تمرّ بملأ من الناس إلا أخذوا من تحت قدميك التراب يبتغون البركة (3)[423]) 0
__________
(1) 421]) تفسير القمي 2/289، تفسير البرهان 4/145، فصل الخطاب 304 0
(2) 422]) أعتقد أن ما قالته الرافضة في علي رضي الله عنه يفوق كثيراً ما قالته النصارى في المسيح عليه السلام وكتب الرافضة خير دليل وبرهان ، ولولا خشية الإطالة لذكرت ذلك مدعماً بالأدلة ، ولا شك أن النصارى أفضل حالاً من الرافضة لا سيما في موقفهم من الحواريين ، فهم يعدّون الحواريين أفضل سلفهم بينما ترى الرافضة أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شر سلف هذه الأمة ، ولا ضير في ذلك فإن الرافضة لا سلف لهم إلا الكذابين والدجاجلة بينما نحن نعتز بالصدّيق والفاروق وبذي النورين وبأهل البيت وسيف الله المسلول وعمرو بن العاص ومعاوية وغيرهم من سلف هذه الأمة رضوان الله عليهم أجمعين 0
(3) 423]) رغم أن هذه الرواية موضوعة إلا أنها بعض مضماينها ينطبق على الرافضة ، والرافضة تقدّس تُربة كربلاء وترى فيها الشفاء بل يُستحب عندهم أكل التربة لأن لها مفعول سحري لا يمكن أن يُوصف ، وانظر كتاب ( الرافضة وتفضيل زيارة الحسين على حج الله بيت الله الحرام) للدكتور عبدالمنعم السامرائي للإستزاده حول موضوع التربة 0(4/105)
فغضب من كان حوله وتشاوروا فيما بينهم وقالوا : لم يرضَ محمد إلا أن جعل إبن عمه مثلاً لبني إسرائيل !0 فأنزل الله جل إسمه : ( ولما ضرب إبن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون وقالوا آلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قوم خصمون إن هو إلا عبدٌ أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل ولو نشاء لجعلنا من بني هاشم ملائكة في الأرض يخلفون ( 0
قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ليس في القرآن بني هاشم ؟0 قال : مُحيت والله فيما محي(1)[424])0
( سورة الجاثية (
(388) عن أبي بصير عن أبي عبدالله(ع) قال : قلت :(هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق(0
قال له : إن الكتاب لم ينطق ولن ينطق ولكن رسول الله( هو الناطق بالكتاب ، قال الله :( هذا كتابنا يُنطقعليك بالحق ( 0
فقلت : إنا لا نقرأها هكذا؟ 0
قال :هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمد ولكنه فيما حُرّف من كتاب الله (2)[425])0
( سورة الأحقاف (
(389) عن أحمد بن النضر عن أبي مريم عن بعض أصحابنا (!!!) رفعه إلى أبي جعفر وأبي عبدالله (ع) قالا : لما نزلت على رسول الله ( ( قل ما كنتُ بدعاً من الرسل وما أدري ما يُفعل بي ولا بكم ( يعني في حروبه 0
قالت قريش : فعلى ما نتبعه وهو لا يدري ما يُفعل به ولا بنا ؟0فأنزل الله : ( إنّا فتحنا لك فتحاً مبينا ( 0
فقال : وقوله : ( إن أتبع إلا ما يُوحى إليّ في علي ( هكذا نزلت (3)[426])0
( سورة محمد( (
__________
(1) 424]) تأويل الآيات الطاهرة 568-569، تفسير البرهان 4/151، بحار الأنوار 35/315 0
(2) 425]) تفسير القمي 2/295، تفسير الصافي 5/8-9 ، تفسير الأصفي 2/1162 ، تفسير نور الثقلين ج5ص5 0
(3) 426]) تأويل الآيات الطاهرة 578 ، تفسير البرهان 4/172 ، بحار الأنوار 24/320، فصل الخطاب 305، تفسيرات فرات الكوفي 177 0(4/106)
(390) عن إسحاق بن عمار عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى :( والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نُزّل على محمد في علي وهو الحق من ربهم كفّر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم(هكذا نزلت (1)[427]) 0
(391) عن أبي حمزة عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : قوله تعالى :( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله في علي فأحبط أعمالهم( (2)[428]) 0
(392) عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل على محمد بهذه الآية هكذا: ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله في علي ( إلا أنه كشط الإسم ) فأحبط أعمالهم ( (3)[429])0
قال جابر : ثم قال أبو جعفر عليه السلام : نزل جبرئيل بهذه الآية على محمد ( هكذا : ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله في علي فأحبط أعمالهم ( (4)[430]) 0
(393) القمي : حدثني أبي عن بعض أصحابنا(!!!!) عن أبي عبدالله (ع) قال : في سورة محمد آية فينا وآية في عدّونا 0
والدليل على ذلك قوله : ( كذلك يضرب الله للناس أمثالهم فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب ( إلى قوله ( لأنتصر منهم ( فهذا السيف الذي هو مشركي العجم من الزنادقة ومن ليس معه الكتاب من عبدة النيران والكواكب 0
وقوله:(فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب ( للجماعة والمعنى لرسول الله ( والإمام بعده 0
__________
(1) 427]) تفسير القمي 2/301 ، تفسير البرهان 4/180 ، تأويل الآيات الطاهرة 583 ، بحار الأنوار 36/86، فصل الخطاب 306، تفسير الصافي 5/21 ، تفسير الآصفي2/1171 ، تفسير نور الثقلين 5/27 0
(2) 428]) تفسير البرهان 4/182 ، تأويل الآيات الطاهرة 583 ، بحار الأنوار 23/385 ، 36/158، فصل الخطاب 307 0
(3) 429]) تأويل الآيات الطاهرة 584 ، تفسير القمي2/302 ، تفسير نور الثقلين 5/31 ، تفسير البرهان 4/182، بحار الأنوار 36/87، فصل الخطاب 307، تفسير الآصفي2/1172 0
(4) 430]) تأويل الآيات الطاهرة 584، فصل الخطاب 307 0(4/107)
والذين قاتلوا في سبيل الله فلن يُضلّ أعمالهم وسيهديهم ويصلح بالهم ويُدخلهم الجنّة عرّفها لهم ( أي وعدها إياهم وادّخرها لهم 0
ليبيلو بعضكم بعضاً ( ثم خاطب أمير المؤمنين (ع) فقال:(يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويُثبّت أقدامكم(0
ثم قال : (والذين كفروا فتعساً لهم وأضلّ أعمالهم ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله في علي فأحبط أعمالهم((1)[431])0
(394) عن محمد الحلبي قال : قرأ أبو عبدالله عليه السلام : ( فهل عسيتم إن توليتم وسلطتم وملكتم أن تفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامكم ( 0
ثم قال : نزلت هذه الآية في بني عمنا بني العباس وبني أمية 0
ثم قرأ : ( أولئكم الذين لعنهم الله فأصمهم عن الدين وأعمى أبصارهم ( عن الوصي0
ثم قرأ : ( إن الذين إرتدوا على أدبارهم بعد ولاية علي من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سوّل لهم وأملى لهم (0
ثم قرأ : ( الذين اهتدوا بولاية علي زادهم هدىً حيث عرّفهم الأئمة من بعده والقائم وآتاهم تقواهم ( أي ثواب تقواهم أماناً من النار 0
وقال عليه السلام : وقوله عز وجل: ( فإعلم أنه لا إله إلا الله وإستغفر لذنبك وللمؤمنين – وهم علي وأصحابه – والمؤمنات ( وهنّ خديجة وصويحباتها 0
وقال عليه السلام : وقوله ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نُزّل على محمد في علي وهو الحق من ربهم كفّر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم(0
ثم قال: ( والذين كفروا بولاية علي يتمتعون بدنياهم ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوىً لهم ((2)[432]) 0
__________
(1) 431]) تفسير القمي ، بحار الأنوار 36/87، فصل الخطاب 307 0
(2) 432]) تأويل الآيات الطاهرة 585 ، بحار الأنوار 24/320 ، تفسير البرهان 4/190 0(4/108)
(395) عن عبدالرحمن بن كثير عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز وجل : ( إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى ( فلان وفلان وفلان (1)[433]) ، إرتدوا عن الإيمان في ترك ولاية أمير المؤمنين عليه السلام 0
قال : قلت : قوله تعالى (ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزّل الله سنطيعكم في بعض الأمر (؟0
قال : نزلت فيهما وفي أتباعهما وهو قول الله عز وجل الذي نزل به جبرئيل عليه السلام على محمد ( ( ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزّل الله في علي سنطيعكم في بعض الأمر (0قال : دعوا بني أمية إلى ميثاقهم الذي عقدوه أن لايُصيّروا الأمر فينا بعد النبي ( ولا يعطونا من الخمس شيئاً ،وقالوا إن أعطيناهم إيّاه لم يحتاجوا إلى شيء ، ولم يبالوا أن لا يكون الأمر فيهم ، فقال لبني أمية ( سنطيعكم في بعض الأمر ( الذي دعوتمونا اليه ، وهو الخمس ولا نعطيهم شيئاً 0وقوله : ( كرهوا ما أنزل الله ( فالذي (نزّل الله ( عز وجل ما افترض على خلقه من ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان معهم أبو عبيدة وكان كاتبهم ، فأنزل الله عز وجل ( أم أبرموا أمراً فإنّا مبرمون أم يحسبون أنّا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون ( (2)[434]) 0
__________
(1) 433]) أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ولعنة الله على كل من يبغضهم 0
(2) 434]) تأويل الآيات الطاهرة 587- 588 ، الكافي 1/420 ، تفسير البرهان 4/186 ، بحار الأنوار 23/375، تفسير الآصفي2/1176 0(4/109)
(396) عن محمد بن الفضيل قال: وقرأ أبو عبدالله عليه السلام هكذا: ( فهل عسيتم إن توليتم وسلطتم وملكتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ( نزلت في بني عمنا بني أمية وفيهم يقول الله : ( أولئك الذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن فيقضوا ما عليهم من الحق أم على قلوبٍ أقفالها ( (1)[435]) 0
( سورة الذاريات (
(397) عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال : قوله عز وجل : ( إنما توعدون لصادق في علي( هكذا نزلت (2)[436])0
( سورة الطور (
(398) عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام : قال : ( وإنّ للذين ظلموا آل محمد حقهم عذاباً دون ذلك ((3)[437])0
( سورة النجم (
(399) عن حبيب السجستاني قال : سألت أباجعفر (ع) عن قوله عز وجل :( ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى (0
فقال لي : يا حبيب لا تقرأ هكذا 0 اقرأ : ( ثم دنا فتدانا فكان قاب قوسين أو أدنى ((4)[438])0
(400) القمي : قوله : ( وهو بالأفق الأعلى ( يعني رسول الله ( ، ثم دنا يعني رسول الله ( من ربه عز وجل فتدلى 0 قال : إنما نزلت :( ثم دنا فتدانا فكان قاب قوسين ( 0
قال : كان من الله كما بين مقبض القوس 0000(5)[439])0
( سورة الرحمن (
__________
(1) 435]) تأويل الآيات الطاهرة 589 ، تفسير البرهان 4/189 ، بحار الأنوار 23/386 0
(2) 436]) تأويل الآيات الطاهرة 614 ، تفسير البرهان 4/230، بحار الأنوار 36/162 0
(3) 437]) تأويل الآيات الطاهرة 620، تفسير البرهان 4/243، بحار الأنوار 24/229
(4) 438]) بحار الأنوار 3/315 – 316،18/364، فصل الخطاب 309، تفسير الصافي 5/86 ، تفسير الأصفي 2/1221 0
(5) 439]) تفسير القمي ، بحار الأنوار 3/317 0(4/110)
(401) الحسين بن محمد عن المعلى رفعه في قول الله عز وجل : ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ، أبالنبي أمّ بالوصي ( نزلت في الرحمن (1)[440]) 0
(402) عن إبن عبدالحميد قال : دخلت على أبي عبدالله (ع) فأخرج إليّ مصحفاً 0 قال : ففتحته فوقع بصري على موضع منه فإذا فيه مكتوب :( هذه جهنم التي كنتما بها تكذبان فاصليا فيها لا تموتان ولاتحييان( يعني الأولين (2)[441]) 0
(403) علي بن ابراهيم القمي : وقرأ أبو عبدالله(ع) :( هذه جهنم التي كنتما بها تكذبان تصليانها ولا تموتان فيها ولا تحييان( يعني زريقاً وحبتر(3)[442])0
(404) عن ميسرة قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : والله لا يُرى منكم في النار إثنان ، لا والله واحد 0
قال : قلت : فأين ذلك من كتاب الله ؟0
قال : فأمسك عني سنة (4)[443]) 0
قال : فإنّي ذات يوم في الطواف إذ قال لي : يا ميسرة أُذن لي في جوابك عن مسألة كذا 0
قال : فقلت : فأين ذلك من القرآن ؟ 0
قال : في سورة الرحمن ، وهو قول الله عز وجل ( فيومئذٍ لا يُسأل عن ذنبه منكم إنس ولا جان (0
فقلت له عليه السلام : ليس فيها : ( منكم ( 0
__________
(1) 440]) الكافي 1/217 ، بحار الأنوار 24/59 0
(2) 441]) قرب الإسناد 12 ، بحار الأنوار 89/48 0
(3) 442]) تفسير القمي 2/345، وحبتر وزريق هما الصدّيق والفاروق رضي الله عنهما0
(4) 443]) لنا أن نتساءل عن السبب في التأخير ، حيث إن البيان يستوجب في الحال ، هل الوحي لم ينزل على الإمام المعصوم؟ 0أم أن الإذن لم يأت الإمام المعصوم إلا بعد سنة كما هو مبين في الرواية ، ومن الذي أذن له أن يُجيب0وهل ضمِن هذا الإمام المعصوم حياة الراوي لفترة سنة كاملة ، المعروف في الدين الشيعي أن الأئمة يعرفون آجال شيعتهم ، فالتأخير كان ضمن مصلحة لا يعرفها إلا الإمام المعصوم 0وعلى العقول السلام 0(4/111)
قال : إن أول من غيرّها إبن أروى وذلك أنها حجّة عليه وعلى أصحابه ، ولو لم يكن فيها (منكم( لسقط عقاب الله عن خلقه (1)[444]) إذ لم يسأل عن ذنبه إنس ولا جان فلمن يعاقب إذاً يوم القيامه (2)[445]) 0
(405) الطبرسي: روى عن الرضا(ع) أنه قال :( فيومئذ لا يسئل عن ذنبه منكم إنس ولا جان ((3)[446])0
(406) عبدالله بن جعفر الحميري في قرب الإسناد عن محمد بن عيسى قال : حدثني ابراهيم بن عبدالحميد في سنة ثمان وتسعين ومائة في المسجد الحرام قال : دخلت على أبي عبدالله(ع) ، فأخرج مصحفاً ففتحت فوقع بصري على موضع منه ، فإذا فيه مكتوب :( هذه جهنم التي كنتما بها تكذبان بها فاصليا فيها لا تموتان ولا تحييان ( يعني الأولين(4)[447])0
( سورة الحشر (
(407)عن أبان بن عياش عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : قوله عز وجل : ( وما لآآتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فإنتهوا وإتقوا الله وظلم آل محمد فإن الله شديد العقاب لمن ظلمهم ((5) } - - - { ) 0
( سورة الصف (
(408)عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل :( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم (0
قال : يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليه السلام 0
قلت : ( والله متم نوره (0
__________
(1) 444]) مشكلة الذين وضعوا أمثال هذه الروايات المفتراة أنهم لا يعرفون العربية ، ولو عقلوها لاستحال صدور أمثال هذه الروايات التي تُضحك الثكلى ، فلا عجب إذا كان بنو نوبخت وبنو سهل وغيرهم من المجوس هم الذين تبنوا ووضعوا أساس دين الشيعة 0
(2) 445]) بحار الأنوار8/353و360و 24/275-276 0
(3) 446]) فصل الخطاب 309 0
(4) 447]) فصل الخطاب 310 0
(5) 448]) كنز الفوائد 336 ، بحار الأنوار 24/222 0(4/112)
قال : والله متم الإمامة لقوله عز وجل :( الذين آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا( فالنور هو الإمام 0
قلت : ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق (0
قال : هو الذي أمر رسوله بالولاية لوصيه ، والولاية هي دين الحق0
قلت : ( ليظهره على الدين كله (0
قال : يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم ، قال : يقول الله ( والله متم ولاية القائم ولو كره الكافرون بولاية علي (0
قلت : هذا تنزيل ؟0
قال : نعم ، أما هذا الحرف فتنزيل ، وأما غيره فتأويل 0
قلت : ( ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا (0
قال : إن الله تبارك وتعالى سمّى من لم يتبع رسوله في ولاية وصيه منافقين ، وجعل من جحد وصيه إمامته كمن جحد محمداً وأنزل بذلك قرآناً ، فقال : ( يا محمد إذا جاءك المنافقون بولاية وصيك قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين بولاية علي لكاذبون0 اتخذوا أيمانهم جنّة فصدوا عن سبيل الله (0 والسبيل هو الوصي 0 ( إنهم ساء ما كانوا يفعلون 0 ذلك بأنهم آمنوا برسالتك وكفروا بولاية وصيك فطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون (0
قلت : ما معنى ( لا يفقهون (؟0
قال : يقول : لا يعقلون بنبوتك 0
قلت : ( وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله (0
قال : وإذا قيل : لهم إرجعوا إلى ولاية علي يستغفر لكم النبي من ذنوبكم ( لوّوا رؤسهم ( قال الله : ( ورأيتهم يصدون ( عن ولاية علي ( وهم مستكبرون ( عليه 0 ثم عطف القول من الله بمعرفته بهم فقال : ( سواء عليهم إستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين ( 0 يقول : الظالمين لوصيك 0
قلت : ( أفمن يمشي مكبّاً على وجهه أهدى أم يمشي على صراط مستقيم (0
قال : إن الله ضرب مثل من حاد عن ولاية علي كمن يمشي على وجهه لا يهتدي لأمره وجعل من تبعه سويّاً على صراط مستقيم ، والصراط المستقيم أمير المؤمنين عليه السلام 0(4/113)
قال : قلت : ( إنه لقول رسول كريم (0
قال : يعني جبرئيل عن الله في ولاية علي 0
قال : قلت : ( وما هو بقول شاعر قليلاً ما يؤمنون (0
قال : قالوا : إن محمداً كذاب على ربه ، وما أمره الله بهذا في علي ، فأنزل الله بذلك قرآناً ، فقال : ( إن ولاية علي تنزيل من رب العالمين 0 ولو تقوّل علينا محمد بعض الأقاويل 0 لأخذنا منه باليمين 0 ثم لقطعنا منه الوتين ( 0 ثم عطف القول فقال: ( وإن علياً لحسرة على الكافرين وإن ولايته لحق اليقين 0 فسبّح يا محمد بإسم ربك العظيم ( 0
يقول : اشكر ربك العظيم الذي أعطاك هذا الفضل 0
قلت : قوله :( ولما سمعنا الهدى آمنا به ( 0
قال : الهدى الولاية آمنّا بمولانا ، فمن آمن بولاية مولاه ( فلا يخاف بخساً ولا رحقاً (0
قلت : تنزيل ؟0
قال : لا ، تأويل 0
قلت : قوله : ( إنّي لا أملك لكم ضرّاً ولا رشداً(0
قال : إن رسول الله ( دعا الناس إلى ولاية علي فإجتمعت اليه قريش فقالوا : يا محمد أعفنا من ذلك ، فقال لهم رسول الله ( : هذا إلى الله ليس إليّ ، فاتّهموه وخرجوا من عنده فأنزل الله : ( قل إنّي لا أملك لكم ضرّاً ولا رشداً0 قل إنّي لن يجيرني من الله إن عصيته أحد ولن أجد من دونه ملتحداً 0 إلا بلاغاً من الله ورسالاته في علي (0
قلت : هذا تنزيل ؟ 0
قال : نعم 0 ثم قال توكيداً : ( ومن يعص الله ورسوله في ولاية علي فإن له جهنم خالدين فيها أبداً (0
قلت : ( حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصراً وأقلّ عدداً (0
قال : يعني بذلك القائم وأنصاره 0
قلت : ( فإصبر على ما يقولون (0
قال : يقولون فيك ( واهجرهم هجراً جميلاً 0 وذرني يا محمد والمكذبين بوصيك أُولي النعمة ومهلّهم قليلاً (0
قلت : إن هذا تنزيل ؟0
قال : نعم 0
قلت : ( ليستيقن الذين أُوتوا الكتاب (0
قال : يستيقنون أن الله ورسوله ووصيّه حق 0
قلت : ( ويزداد الذين آمنوا إيماناً (0
قال : يزدادون بولاية الوصي 0(4/114)
قلت : ولا يرتاب الذين أُتوا الكتاب والمؤمنون ( 0
قال : بولاية علي 0
قلت : ما هذا الإرتياب ؟ 0
قال : يعني بذلك أهل الكتاب والمؤمنين الذين ذكر الله (1)[449]) فقال : ولا يرتابون في الولاية 0
قلت : ( وما هي إلا ذكرى للبشر ( 0
قال : نعم ولاية علي 0
قلت : ( إنّها لإحدى الكبر ( 0
قال : الولاية 0
قلت : ( لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ( 0
قال : من تقدّم إلى ولايتنا أُخرّ عن سقر ، ومن تأخر عنّا تقدم إلى سقر إلا أصحاب اليمين ، قال هم والله شيعتنا 0
قلت : ( لم نكُ من المصلّين ( 0
قال : إنّا لم نتولّ وصي محمد ( والأوصياء من بعده ولا يصلّون عليهم 0
قلت : ( فما لهم عن التذكرة معرضين ( 0
قال : عن الولاية معرضين 0
قلت: ( كلا إنها تذكرة ( 0
قال : الولاية 0
قلت : قوله : ( يوفون بالنذر ( 0
قال : يوفون لله بالنذر الذي أخذ عليهم في الميثاق من ولايتنا0
قلت : ( إنّا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا ( 0
قال : ( بولاية علي تنزيلا ( 0
قلت : هذا تنزيل ؟ 0
قال : نعم ، ذا تأويل 0
قلت : ( إن هذه تذكرة ( 0
قال : الولاية 0
قلت : ( يُدخل من يشاء في رحمته ( 0
قال : في ولايتنا 0قال : ( والظالمين أعدّ لهم عذاباً أليماً ( 0ألا ترى أن الله يقول : ( وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (0
قال : إن الله أعزّ وأمنع من أن يظلم أو ينسب نفسه إلى ظلم ،ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه ، وولايتنا ولايته ، ثم أنزل بذلك قرآناً على نبيه فقال : ( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (0
قلت : هذا تنزيل ؟ 0
قال: نعم 0
قلت : ( ويلٌ يومئذٍ للمكذبين ( 0
قال : يقول : ( ويل للمكذبين يا محمد بما أوحيت اليك من ولاية علي 0ألم نُهلك الأولين 0 ثم نتبعهم الآخرين (0
قال : الأولين الذين كذبّوا الرسل في طاعة الأوصياء 0( كذلك نفعل بالمجرمين (0
قال : من أجرم إلى آل محمد ( وركب من وصيّه ما ركب 0
__________
(1) 449]) كذا في النص 0(4/115)
قلت : ( إن المتقين ( 0
قال : نحن والله وشيعتنا ليس على ملّة إبراهيم غيرنا ، وسائر الناس منها براء 0
قلت : ( يوم يقوم الروح والملائكة صفّاً لا يتكلمون ( الآية 0
قال : نحن والله المأذون لهم يوم القيامة والقائلون صواباً(1)[450]) 0
(سورة الجمعة(
(409) عن جابر الجعفي قال : قال أبو جعفر عليه السلام : لم سُمّي الجمعة جمعة ؟ 0
قال : قلت : تخبرني جعلني الله فداك 0
فقال : يا جابر سمّى الله الجمعة جمعة لأن الله عزّ وجل جمع في ذلك اليوم الأولين والآخرين ، وجميع ما خلق الله من الجنّ ، وكل شيء حلق ربنا والسموات والأرضين والبحار والجنة والنار ، وكل شيء خلق الله في الميثاق ، فأخذ الميثاق منهم له بالربوبية ولمحمد ( بالنبوة ولعلّي عليه السلام بالولاية 0
وفي ذلك اليوم قال الله للسموات والأرض : ( إئتيا طوعاً أو كرهاً ، قالتا أتينا طائعين ( ، فسمّى الله ذلك اليوم الجمعة لجمعه فيه الأولين والآخرين 0
ثم قال الله عز وجل :( يا أيها الذين آمنوا إذا نُودي للصلاة من يوم الجمعة ( من يومكم هذا الذي جمعكم فيه ، والصلاة أمير المؤمنين عليه السلام ، يعني بالصلاة الولاية وهي الولاية الكبرى ، ففي ذلك اليوم أتت الرسل والأنبياء والملائكة وكل شيء خلق الله والثقلان : الجن والإنس ، والسموات والأرضون والمؤمنون التّلبية لله عز وجل ( فامضوا إلى ذكر الله (0 وذكر الله أمير المؤمنين 0
وذروا البيع ( يعني الأول (2)[451]) ( ذلكم ( يعني بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وولايته ( خير لكم ( من بيعة الأول وولايته 0
إن كنتم تعلمون 0 فإذا قُضيت الصلاة ( يعني بيعة أمير المؤمنين عليه السلام0
__________
(1) 450]) الكافي 1/432-435 ، بحار الأنوار 24/336-340، تفسير الآصفي2/1348 0
(2) 451]) أبوبكر رضي الله عنه ولعنة الله تعالى كل من ينتقصه و يبغضه0(4/116)
فانتنشروا في الأرض ( يعني بالأرض الأوصياء ، أمر الله بطاعتهم وولايتهم كما أمر بطاعة الرسول وطاعة أمير المؤمنين كنّى الله في ذلك عن أسمائهم فسمّاهم بالأرض 0
( وإبتغوا فضل الله (0
قال جابر : ( وابتغوا من فضل الله (0
قال : تحريف ، هكذا نزلت : ( وابتغوا فضل الله على الأوصياء واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون ( 0
ثم خاطب الله عز وجل في ذلك الموقف محمداً ( فقال : يا محمد ( إذا رأوا ( الشكّاك والجاحدون ( تجارة ( يعني الأول ( أو لهواً ( يعني الثاني (1)[452]) ( إنصرفوا اليها ( 0
قال : قلت : ( انفضّوا اليها ( 0
قال : تحريف ، هكذا نزلت : ( وتركوك ( مع علي ( قائماً قل ( يا محمد ( ما عند الله ( من ولاية علي والأوصياء ( خيرٌ من اللهو ومن التجارة ( يعني بيعة الأول والثاني (للذين اتقوا (0
قال : قلت : ليس فيها ( للذين اتقوا (0
قال : بلى هكذا نزلت ، وأنتم هم الذين اتقوا ( والله خير الرازقين ((2)[453]) 0
(410) عن أبي بصير عن أبي عبدالله(ع) : الحرف في الجمعة :( فامضوا إلى ذكر الله ( (3)[454])0
(411) الطبرسي روي عن أبي عبدالله (ع) أنه قال : ( انصرفوا اليها((4)[455])0
(412) عن رجاء بن الضحاك أن الرضا(ع) كان يقرأ في سورة الجمعة : ( قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا والله خير الرازقين( (5)[456]) 0
__________
(1) 452]) عمر رضي الله عنه ولعنة الله على كل من ينتقصه ويبغضه 0
(2) 453]) الإختصاص للمفيد 129 ، بحار الأنوار 24/399-400 0
(3) 454]) فصل الخطاب 312 0
(4) 455]) فصل الخطاب 312 0
(5) 456]) عيون أخبار الرضا للصدوق(!!!) 2/183 ، بحار الأنوار 89/50 0(4/117)
(413)عن إبن أبي يعفور عن أبي عبدالله (ع) قال : نزلت : ( وإذا رأوا تجارة أو لهواً انصرفوا اليها وتركوك قائماً0 قل ما عند الله خيرٌ من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا والله خير الرازقين ((1)[457])0
(414) السياري 000 عن فضيل عن أبي عبدالله (ع) أنه كان يقرأ : ( وإذا رأوا تجارة أو لهواً انصرفوا اليها((2)[458])0
(415) عن أبي يعقوب عن أبي عبدالله (ع) : ( انصرفوا (0 وقوله تعالى : ( خير من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا ((3)[459])0
(416) عن زيد الشحام عن أبي عبدالله (ع) : ( انصرفوا اليها وذروا البيع والتجارة ( هما (4)[460]) ( وابتغوا فضل الله ((5)[461])0
(417) عن سهل بن زياد عمن أخبره(!!!) عن الرضا (ع) أنه قرأ بين يديه : ( وابتغوا فضل الله ((6)[462])0
(418) عن رجاء بن أبي الضحاك في حديث طويل عن الرضا (ع) أنه كان يقرأ : ( خيرٌ من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا ((7)[463])0
(419) سعد بن عبدالله القمي في كتاب (ناسخ القرآن) أن الصادق(ع) قرأ : ( إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله ((8)[464])0
وفيه أنه(ع) قرأ : ( قل ما عند الله خيرٌ من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا والله خير الرازقين ((9)[465])0
( سورة الملك (
(420) عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عز وجل : ( قل أرءيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا (؟0
__________
(1) 457]) تفسير القمي 2/367 ، بحار الأنوار 89/50 ، فصل الخطاب 312 0
(2) 458]) فصل الخطاب 312 0
(3) 459]) فصل الخطاب 312 0
(4) 460]) أبوبكر وعمر رضي الله عنهما ولعنة الله على كل من يبغضهما 0
(5) 461]) فصل الخطاب 312 0
(6) 462]) فصل الخطاب 312 0
(7) 463]) فصل الخطاب 312 0
(8) 464]) فصل الخطاب 312 0
(9) 465]) فصل الخطاب 312 0(4/118)
قال : هذه الآية مما غيرّوا وحرّفوا ، ما كان الله ليهلك محمداً ( - ولا كان معه من المؤمنين – وهو خير ولد آدم، ولكن قال الله عز وجل :( قل أرأيتم إن أهلككم الله جميعاً ورحمنا فمن يُجير الكافرين من عذاب أليم ( ( (1)[466] )0
(421) عن عبدالرحمن الأشهل قال : قيل لأبي عبدالله :( قل أرءيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا (0
قال: ما أنزلها الله هكذا ، وما كان الله ليُهلك نبيه ومن معه ، ولكن أنزلها : (قل أرءيتم إن أهلككم الله ومن معكم ونجّاني ومن معي فمن يُجير الكافرين من عذاب أليم (0
ثم قال سبحانه لنبيه ( أن يقول لهم : ( قل هو الرحمن آمنّا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلالٍ مبين((2)[467]) 0
(422) عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : ( فستعلمون من هو في ضلال مبين ( 0
قال :( فستعلمون يا معشر المكذبين حيث أنبأتكم برسالة ربي وفي ولاية علي والأئمة من بعده فأبيتم وكذبتم فستعلمون من هو في ضلالِ مبين(كذا أُنزلت(3)[468])0
( سورة الحاقة (
(423) عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل :( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم (0
قال : يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليه السلام 0
قلت : ( والله متم نوره (0
قال : والله متم الإمامة لقوله عز وجل :( الذين آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا( فالنور هو الإمام 0
قلت : ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق (0
__________
(1) 466]) تأويل الآيات الطاهرة 707 ، تفسير البرهان 4/365، بحار الأنوار 92/55و89/55،فصل الخطاب 314 0
(2) 467]) تأويل الآيات الطاهرة 707 ، تفسير البرهان 4/365 ، بحار الأنوار89/56 و 92/56 0
(3) 468]) تأويل الآيات الطاهرة 708، الكافي 1/421 ، تفسير البرهان 4/365 ، المناقب لإبن شهر آشوب 2/301 ، بحار الأنوار 23/378، 35/57، فصل الخطاب 315 0(4/119)
قال : هو الذي أمر رسوله بالولاية لوصيه ، والولاية هي دين الحق0
قلت : ( ليظهره على الدين كله (0
قال : يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم ، قال : يقول الله ( والله متم ولاية القائم ولو كره الكافرون بولاية علي (0
قلت : هذا تنزيل ؟0
قال : نعم ، أما هذا الحرف فتنزيل ، وأما غيره فتأويل 0
قلت : ( ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا (0
قال : إن الله تبارك وتعالى سمّى من لم يتبع رسوله في ولاية وصيه منافقين ، وجعل من جحد وصيه إمامته كمن جحد محمداً وأنزل بذلك قرآناً ، فقال : ( يا محمد إذا جاءك المنافقون بولاية وصيك قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين بولاية علي لكاذبون0 اتخذوا أيمانهم جنّة فصدوا عن سبيل الله (0 والسبيل هو الوصي 0 ( إنهم ساء ما كانوا يفعلون 0 ذلك بأنهم آمنوا برسالتك وكفروا بولاية وصيك فطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون (0
قلت : ما معنى ( لا يفقهون (؟0
قال : يقول : لا يعقلون بنبوتك 0
قلت : ( وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله (0
قال : وإذا قيل : لهم إرجعوا إلى ولاية علي يستغفر لكم النبي من ذنوبكم ( لوّوا رؤسهم ( قال الله : ( ورأيتهم يصدون ( عن ولاية علي ( وهم مستكبرون ( عليه 0 ثم عطف القول من الله بمعرفته بهم فقال : ( سواء عليهم إستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين ( 0 يقول : الظالمين لوصيك 0
قلت : ( أفمن يمشي مكبّاً على وجهه أهدى أم يمشي على صراط مستقيم (0
قال : إن الله ضرب مثل من حاد عن ولاية علي كمن يمشي على وجهه لا يهتدي لأمره وجعل من تبعه سويّاً على صراط مستقيم ، والصراط المستقيم أمير المؤمنين عليه السلام 0
قال : قلت : ( إنه لقول رسول كريم (0
قال : يعني جبرئيل عن الله في ولاية علي 0
قال : قلت : ( وما هو بقول شاعر قليلاً ما يؤمنون (0(4/120)
قال : قالوا : إن محمداً كذاب على ربه ، وما أمره الله بهذا في علي ، فأنزل الله بذلك قرآناً ، فقال : ( إن ولاية علي تنزيل من رب العالمين 0 ولو تقوّل علينا محمد بعض الأقاويل 0 لأخذنا منه باليمين 0 ثم لقطعنا منه الوتين ( 0 ثم عطف القول فقال: ( وإن علياً لحسرة على الكافرين وإن ولايته لحق اليقين 0 فسبّح يا محمد بإسم ربك العظيم ( 0
يقول : اشكر ربك العظيم الذي أعطاك هذا الفضل 0
قلت : قوله :( ولما سمعنا الهدى آمنا به ( 0
قال : الهدى الولاية آمنّا بمولانا ، فمن آمن بولاية مولاه ( فلا يخاف بخساً ولا رحقاً (0
قلت : تنزيل ؟0
قال : لا ، تأويل 0
قلت : قوله : ( إنّي لا أملك لكم ضرّاً ولا رشداً(0
قال : إن رسول الله ( دعا الناس إلى ولاية علي فإجتمعت اليه قريش فقالوا : يا محمد أعفنا من ذلك ، فقال لهم رسول الله ( : هذا إلى الله ليس إليّ ، فاتّهموه وخرجوا من عنده فأنزل الله : ( قل إنّي لا أملك لكم ضرّاً ولا رشداً0 قل إنّي لن يجيرني من الله إن عصيته أحد ولن أجد من دونه ملتحداً 0 إلا بلاغاً من الله ورسالاته في علي (0
قلت : هذا تنزيل ؟ 0
قال : نعم 0 ثم قال توكيداً : ( ومن يعص الله ورسوله في ولاية علي فإن له جهنم خالدين فيها أبداً (0
قلت : ( حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصراً وأقلّ عدداً (0
قال : يعني بذلك القائم وأنصاره 0
قلت : ( فإصبر على ما يقولون (0
قال : يقولون فيك ( واهجرهم هجراً جميلاً 0 وذرني يا محمد والمكذبين بوصيك أُولي النعمة ومهلّهم قليلاً (0
قلت : إن هذا تنزيل ؟0
قال : نعم 0
قلت : ( ليستيقن الذين أُوتوا الكتاب (0
قال : يستيقنون أن الله ورسوله ووصيّه حق 0
قلت : ( ويزداد الذين آمنوا إيماناً (0
قال : يزدادون بولاية الوصي 0
قلت : ولا يرتاب الذين أُتوا الكتاب والمؤمنون ( 0
قال : بولاية علي 0
قلت : ما هذا الإرتياب ؟ 0(4/121)
قال : يعني بذلك أهل الكتاب والمؤمنين الذين ذكر الله (1)[469]) فقال : ولا يرتابون في الولاية 0
قلت : ( وما هي إلا ذكرى للبشر ( 0
قال : نعم ولاية علي 0
قلت : ( إنّها لإحدى الكبر ( 0
قال : الولاية 0
قلت : ( لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ( 0
قال : من تقدّم إلى ولايتنا أُخرّ عن سقر ، ومن تأخر عنّا تقدم إلى سقر إلا أصحاب اليمين ، قال هم والله شيعتنا 0
قلت : ( لم نكُ من المصلّين ( 0
قال : إنّا لم نتولّ وصي محمد ( والأوصياء من بعده ولا يصلّون عليهم 0
قلت : ( فما لهم عن التذكرة معرضين ( 0
قال : عن الولاية معرضين 0
قلت: ( كلا إنها تذكرة ( 0
قال : الولاية 0
قلت : قوله : ( يوفون بالنذر ( 0
قال : يوفون لله بالنذر الذي أخذ عليهم في الميثاق من ولايتنا0
قلت : ( إنّا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا ( 0
قال : ( بولاية علي تنزيلا ( 0
قلت : هذا تنزيل ؟ 0
قال : نعم ، ذا تأويل 0
قلت : ( إن هذه تذكرة ( 0
قال : الولاية 0
قلت : ( يُدخل من يشاء في رحمته ( 0
قال : في ولايتنا 0قال : ( والظالمين أعدّ لهم عذاباً أليماً ( 0ألا ترى أن الله يقول : ( وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (0
قال : إن الله أعزّ وأمنع من أن يظلم أو ينسب نفسه إلى ظلم ،ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه ، وولايتنا ولايته ، ثم أنزل بذلك قرآناً على نبيه فقال : ( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (0
قلت : هذا تنزيل ؟ 0
قال: نعم 0
قلت : ( ويلٌ يومئذٍ للمكذبين ( 0
قال : يقول : ( ويل للمكذبين يا محمد بما أوحيت اليك من ولاية علي 0ألم نُهلك الأولين 0 ثم نتبعهم الآخرين (0
قال : الأولين الذين كذبّوا الرسل في طاعة الأوصياء 0( كذلك نفعل بالمجرمين (0
قال : من أجرم إلى آل محمد ( وركب من وصيّه ما ركب 0
قلت : ( إن المتقين ( 0
قال : نحن والله وشيعتنا ليس على ملّة إبراهيم غيرنا ، وسائر الناس منها براء 0
__________
(1) 469]) كذا في النص 0(4/122)
قلت : ( يوم يقوم الروح والملائكة صفّاً لا يتكلمون ( الآية 0
قال : نحن والله المأذون لهم يوم القيامة والقائلون صواباً(1)[470]) 0
( سورة المعارج (
... (424) عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام أنه تلا : ( سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية علي ليس له دافع (0ثم قال : هكذا هي في مصحف فاطمة(2)[471]) 0
(425) عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله عز وجل : ( سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية علي ليس له دافع (0
ثم قال: هكذا والله نزل بها جبرئيل على النبي ( وهكذا مُثبت في مصحف فاطمة (3)[472])0
(426) عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال : بينا رسول الله ذات يوم جالساً إذا أقبل أمير المؤمنين عليه السلام فقال رسول الله ( إن فيك شبهاً من عيسى بن مريم 0 لولا أن يقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك قولاً لا تمر بملأ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة 0
__________
(1) 470]) الكافي 1/432-435 ، بحار الأنوار 24/336-340و 36/101 و103بإختصار ، تفسير الآصفي 2/1364 0
(2) 471]) تأويل الآيات الطاهرة 723، تفسير البرهان 4/382 ، بحار الأنوار 7/176،فصل الخطاب 315 ، تفسير الآصفي 2/1349 ، تفسير نور الثقلين 5/411 ، المناقب لإبن شهر آشوب 2/301 0
(3) 472]) الأصول من الكافي 1/414 و422، المناقب لإبن شهر آشوب 2/301 ، تفسير البرهان 4/382 ، فصل الخطاب 315، بحار الأنوار 23/378، 35/57 ، 37 / 176 تأويل الآيات الطاهرة 723-724 وقال : إن هذا التأويل يقضي بصحة هذا التأويل ، لأن السائل كان من الكافرين بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، فنزلت هذه الآية بعد كفره بها ، وسؤاله إن كان حقاً أن يقع عليه العذاب عقيب سؤاله ، وذلك يدل على أن ولايته وأنها من عند الله وأنها كذا نزلت لإنتظام الكلام 0(4/123)
قال : فغضب الأعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش فقالوا : ما رضي أن يضرب لإبن عمه مثلاً إلا عيسى بن مريم 0
فأنزل الله على نبيه ( فقال : ( ولما ضرب بن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون ، وقالوا آلهتنا خيرٌ أم هو ، ما ضربوه لك إلا جدلاً ، بل هم قوم خصمون 0 إن هو إلا عبدٌ أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل ، ولو نشاء لجعلنا منكم ( يعني بني هاشم ) ملائكة في الأرض يخلفون ((1)[473]) 0
قال : فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال : اللهم إن هذا هو الحق من عندك أن بني هاشم يتوارثون هرقلاً بعد هرقل فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم 0
فأنزل الله عليه مقالة الحارث ونزلت عليه هذه الآية : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ( 0
ثم قال له : يا أباعمرو اما تبت واما رحلت 0
فقال : يا محمد تجعل لسائر قريش مما في يدك فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم ؟0
فقال النبي ( : ليس ذلك لي ، ذلك إلى الله تبارك وتعالى 0
فقال : يا محمد قلبي مايتا (يعني على التوبة) ولكن أرحل عنك 0
فدعا براحلته فركبها ، فلما سار بظهر المدينة أتته جندلة فرضت هامته ، ثم أتى الوحي إلى النبي ( فقال : ( سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية علي ليس له دافع من الله ذي المعارج (0
قلت له : جعلت فداك إنّا لا نقرأها كذلك ؟0
فقال : هكذا نزّل الله بها جبرئيل على محمد ( وهكذا والله ثبتت في مصحف فاطمة (ع) (2)[474])0
( سورة الجن (
(427) عن عيسى بن داود النجار عن موسى بن جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل : ( وأنّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً ( 0
__________
(1) 473]) انظر سورة الزخرف ، حيث إن ( من بني هاشم ) من ضمن النص القرآني الذي نزل على رسول الله ( حسب زعم الرافضة 0
(2) 474]) تفسير البرهان 4/150-151، فصل الخطاب 315 0(4/124)
قال : سمعت أبي عليه السلام يقول : هم الأوصياء والأئمة منّا واحداً فواحداً ( فلا تدعوا إلى غيرهم فتكونوا كمن دعا مع الله أحداً ( هكذا نزلت (1)[475])0
( سورة المزمل (
(428) عن محمد بن الفضيل قلت : ( فاصبر على ما يقولون (0
قال : يقولون فيك ( واهجرهم هجراً جميلاً وذرني يا محمد والمكذبين وصيّك أولي النعمة (0
قلت : إن هذا تنزيل ؟0
قال : نعم (2)[476])0
(سورة القيامة(
(429) عن حلف بن حمّاد عن الحلبي قال : سمعت أباعبدالله عليه السلام يقرأ : ( بل يريد الإنسان ليفجر إمامه ( أي يكذبه ( (3)[477]) 0
(سورة الإنسان(
(430) عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل :( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم (0
قال : يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليه السلام 0
قلت : ( والله متم نوره (0
قال : والله متم الإمامة لقوله عز وجل :( الذين آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا( فالنور هو الإمام 0
قلت : ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق (0
قال : هو الذي أمر رسوله بالولاية لوصيه ، والولاية هي دين الحق0
قلت : ( ليظهره على الدين كله (0
قال : يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم 0
قال : يقول الله ( والله متم ولاية القائم ولو كره الكافرون بولاية علي (0
قلت : هذا تنزيل ؟0
قال : نعم ، أما هذا الحرف فتنزيل ، وأما غيره فتأويل 0
قلت : ( ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا (0
__________
(1) 475]) تأويل الآيات الطاهرة 729 ، تفسير البرهان 4/395 ، بحار الأنوار 23/330، فصل الخطاب 316 0
(2) 476]) الكافي ، فصل الخطاب 316
(3) 477]) كنز الفوائد 359 ، بحار الأنوار 24/327، فصل الخطاب 316،(4/125)
قال : إن الله تبارك وتعالى سمّى من لم يتبع رسوله في ولاية وصيه منافقين ، وجعل من جحد وصيه إمامته كمن جحد محمداً وأنزل بذلك قرآناً ، فقال : ( يا محمد إذا جاءك المنافقون بولاية وصيك قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين بولاية علي لكاذبون0 اتخذوا أيمانهم جنّة فصدوا عن سبيل الله (0 والسبيل هو الوصي 0 ( إنهم ساء ما كانوا يفعلون 0 ذلك بأنهم آمنوا برسالتك وكفروا بولاية وصيك فطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون (0
قلت : ما معنى ( لا يفقهون (؟0
قال : يقول : لا يعقلون بنبوتك 0
قلت : ( وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله (0
قال : وإذا قيل : لهم إرجعوا إلى ولاية علي يستغفر لكم النبي من ذنوبكم ( لوّوا رؤسهم ( قال الله : ( ورأيتهم يصدون ( عن ولاية علي ( وهم مستكبرون ( عليه 0 ثم عطف القول من الله بمعرفته بهم فقال : ( سواء عليهم إستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين (0 يقول : الظالمين لوصيك 0
قلت : ( أفمن يمشي مكبّاً على وجهه أهدى أم يمشي على صراط مستقيم (0
قال : إن الله ضرب مثل من حاد عن ولاية علي كمن يمشي على وجهه لا يهتدي لأمره وجعل من تبعه سويّاً على صراط مستقيم ، والصراط المستقيم أمير المؤمنين عليه السلام 0
قال : قلت : ( إنه لقول رسول كريم (0
قال : يعني جبرئيل عن الله في ولاية علي 0
قال : قلت : ( وما هو بقول شاعر قليلاً ما يؤمنون (0
قال : قالوا : إن محمداً كذاب على ربه ، وما أمره الله بهذا في علي ، فأنزل الله بذلك قرآناً ، فقال : ( إن ولاية علي تنزيل من رب العالمين 0 ولو تقوّل علينا محمد بعض الأقاويل 0 لأخذنا منه باليمين 0 ثم لقطعنا منه الوتين ( 0 ثم عطف القول فقال: ( وإن علياً لحسرة على الكافرين 0وإن ولايته لحق اليقين 0 فسبّح يا محمد بإسم ربك العظيم ( 0
يقول : اشكر ربك العظيم الذي أعطاك هذا الفضل 0(4/126)
قلت : قوله :( ولما سمعنا الهدى آمنا به ( 0
قال : الهدى الولاية آمنّا بمولانا ، فمن آمن بولاية مولاه ( فلا يخاف بخساً ولا رحقاً (0
قلت : تنزيل ؟0
قال : لا ، تأويل 0
قلت : قوله : ( إنّي لا أملك لكم ضرّاً ولا رشداً(0
قال : إن رسول الله ( دعا الناس إلى ولاية علي فإجتمعت اليه قريش فقالوا : يا محمد أعفنا من ذلك ، فقال لهم رسول الله ( : هذا إلى الله ليس إليّ ، فاتّهموه وخرجوا من عنده فأنزل الله : ( قل إنّي لا أملك لكم ضرّاً ولا رشداً0 قل إنّي لن يجيرني من الله إن عصيته أحد ولن أجد من دونه ملتحداً 0 إلا بلاغاً من الله ورسالاته في علي (0
قلت : هذا تنزيل؟0
قال : نعم 0 ثم قال توكيداً : ( ومن يعص الله ورسوله في ولاية علي فإن له جهنم خالدين فيها أبداً (0
قلت : ( حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصراً وأقلّ عدداً (0
قال : يعني بذلك القائم وأنصاره 0
قلت : ( فإصبر على ما يقولون (0
قال : يقولون فيك ( واهجرهم هجراً جميلاً 0 وذرني يا محمد والمكذبين بوصيك أُولي النعمة ومهلّهم قليلاً (0
قلت : إن هذا تنزيل ؟0
قال : نعم 0
قلت : ( ليستيقن الذين أُوتوا الكتاب (0
قال : يستيقنون أن الله ورسوله ووصيّه حق 0
قلت : ( ويزداد الذين آمنوا إيماناً (0
قال : يزدادون بولاية الوصي 0
قلت : ولا يرتاب الذين أُتوا الكتاب والمؤمنون ( 0
قال : بولاية علي 0
قلت : ما هذا الإرتياب ؟ 0
قال : يعني بذلك أهل الكتاب والمؤمنين الذين ذكر الله (1)[478] ) فقال : ولا يرتابون في الولاية 0
قلت : ( وما هي إلا ذكرى للبشر ( 0
قال : نعم ولاية علي 0
قلت : ( إنّها لإحدى الكبر ( 0
قال : الولاية 0
قلت : ( لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ( 0
قال : من تقدّم إلى ولايتنا أُخرّ عن سقر ، ومن تأخر عنّا تقدم إلى سقر إلا أصحاب اليمين ، قال هم والله شيعتنا 0
قلت : ( لم نكُ من المصلّين ( 0
__________
(1) 478]) كذا في النص 0(4/127)
قال : إنّا لم نتولّ وصي محمد ( والأوصياء من بعده ولا يصلّون عليهم 0
قلت : ( فما لهم عن التذكرة معرضين ( 0
قال : عن الولاية معرضين 0
قلت: ( كلا إنها تذكرة ( 0
قال : الولاية 0
قلت : قوله : ( يوفون بالنذر ( 0
قال : يوفون لله بالنذر الذي أخذ عليهم في الميثاق من ولايتنا0
قلت : ( إنّا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا ( 0
قال : ( بولاية علي تنزيلا ( 0
قلت : هذا تنزيل ؟ 0
قال : نعم ، ذا تأويل 0
قلت : ( إن هذه تذكرة ( 0
قال : الولاية 0
قلت : ( يُدخل من يشاء في رحمته ( 0
قال : في ولايتنا 0قال : ( والظالمين أعدّ لهم عذاباً أليماً ( ألا ترى أن الله يقول : ( وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (0 قال : إن الله أعزّ وأمنع من أن يظلم أو ينسب نفسه إلى ظلم ،ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه ، وولايتنا ولايته ، ثم أنزل بذلك قرآناً على نبيه فقال : ( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ( 0
قلت : هذا تنزيل ؟ 0
قال: نعم 0
قلت : ( ويلٌ يومئذٍ للمكذبين ( 0
قال : يقول : ( ويل للمكذبين يا محمد بما أوحيت اليك من ولاية علي 0ألم نُهلك الأولين 0 ثم نتبعهم الآخرين (0
قال : الأولين الذين كذبّوا الرسل في طاعة الأوصياء 0
كذلك نفعل بالمجرمين (0
قال : من أجرم إلى آل محمد ( وركب من وصيّه ما ركب 0
قلت : ( إن المتقين ( 0
قال : نحن والله وشيعتنا ليس على ملّة إبراهيم غيرنا ، وسائر الناس منها براء0
قلت : ( يوم يقوم الروح والملائكة صفّاً لا يتكلمون ( الآية 0
قال : نحن والله المأذون لهم يوم القيامة والقائلون صواباً( (1)[479])
( سورة النبأ (
__________
(1) 479]) الأصول من الكافي 1/432-435 ، بحار الأنوار 24/336 – 340، مناقب إبن شهر آشوب 2/292 0(4/128)
(431) النعماني في تفسيره 00000عن جابر عن الصادق عن أمير المؤمنين(ع) في أمثلة الآيات المحرّفة 0 قال (ع) : مثله في سورة عمّ :( ويقول الكافر ليتني كنت ترابياً( فحرّفوها ، فقالوا:( تراباً( ، وذلك أن رسول الله ( يُكثر من مخاطبتي بأبي تراب(1)[480])0
(432) إبن شهر آشوب قال : رأيت في كتاب الرد على التبديل إن في مصحف أمير المؤمنين(ع):( يا ليتني كنت ترابياً((2)[481])0
(433) سعد بن عبدالله القمي في كتاب (ناسخ القرآن ومنسوخه) في عداد الآيات المحرّفة قال : وقوله في سورة عمّ يتساءلون:( ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً( إنما هو :( يا ليتني كنت تُرابياً( وذلك أن رسول الله ( كنّى أمير المؤمنين(ع) بأبي تراب (3)[482])0
( سورة التكوير (
(433) أبو علي الطبرسي : روي عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام :(وإذا المودّة سئلت بأي ذنب قتلت ( 0 بفتح الميم والواو والدال(4)[483])0
( سورة الفجر (
(434) سعد بن عبدالله القمي: قال : سأل رجل أباعبدالله(ع) عن قول الله عز وجل : ( والفجر (0
فقال : ليس فيها الواو إنما هو(الفجر((5)[484])0
... (435) السياري 0000 عن سدير عن أبي عبدالله(ع) : ( يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد وأهل بيته إرجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي غير ممنوعة ((6)[485])0
... (436) عن أبي بصيرقال : قلت لأبي عبدالله (ع) يستكره المؤمن على خروج نفسه 0
__________
(1) 480]) فصل الخطاب 317
(2) 481]) المناقب لإبن شهر آشوب ، بحار الأنوار ، فصل الخطاب 317
(3) 482]) فصل الخطاب 317
(4) 483]) مجمع البيان 10/442، تأويل الآيات الطاهرة 765، تفسير البرهان 4/431
(5) 484]) فصل الخطاب 320
(6) 485]) فصل الخطاب 320(4/129)
قال : فقال : لا00 إلى أ، قال : ويناديه من بطنان العرش يسمعه من بحضرته : ( يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد ووصيه والأئمة من بعده ارجعي إلى ربك راضية بولاية علي مرضية بالثواب فادخلي في عبادي مع محمد وأهل بيته وادخلي جنتي غير مشوبة((1)[486])0
(437) عن سدير الصيرفي قال :قلت لأبي عبدالله (ع) جعلت فداك يا بن رسول الله هل يكره المؤمن على قبض روحه ؟0
قال : لا والله 00 إلى أن قال : فينظر فينادي روحه مناد من قبل رب العزة فيقول : ( يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد وأهل بيته ارجعي إلى ربك راضية بالولاية مرضية بالثواب فادخلي في عبادي( يعني محمد وأهل بيته) وادخلي جنتي ((2)[487])0
(سورةالليل(
(438) عن جابر عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى : ( والليل إذا يغشى (قال: دولة إبليس إلى يوم القيامة وهو يوم قيام القائم0
والنّهار إذا تجلّى ( وهو القائم إذا قام 0
وقوله : ( فأمّا من أعطى واتقى ( : أعطى نفسه الحقّ واتقّى الباطل0
(فسنيسره لليسرى ( : أي الجنّة 0
وأما من بخل وإستغنى ( : يعني بنفسه عن الحقّ 0
وكذّب بالحسنى ( بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام والأئمة من بعده 0
فسنيسره للعسرى ( : يعني النار 0
وأما قوله : ( وإنّ علياً للهدى ( يعني أن علياً هو الهدى 0
وإنّ له الآخرة والأولى 0 فأنذرتكم ناراً تلظى ( 0
قال : هو القائم إذا قام بالغضب فيقتل من ألف تسعمائة وتسعة وتسعين00
لا يصلاها إلا الأشقى ( 0 قال : هو عدو آل محمد ( 0
وسيجنّبها الأتقى ( 0 قال : ذاك أمير المؤمنين وشيعته ( (3)[488]) 0
__________
(1) 486]) فصل الخطاب 321
(2) 487]) الكافي ، فصل الخطاب 321
(3) 488]) بحار الأنوار 24/398 0(4/130)
(439) عن سماعة بن مهران قال : قال أبو عبدالله عليه السلام :( والليل إذا يغشى 0 والنهار إذا تجلّى 0 الله خالق الزوجين الذكر والأنثى 0 ولعلي الآخرة والأولى(( (1)[489])
(440) عن فيض بن مختار عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قرأ : ( إن علياً للهدى 0 وإنّ له الآخرة والأولى ( 0 وذلك حين سئل عن القرآن0
قال : فيه الأعاجيب ، فيه : ( وكفى الله المؤمنين القتال بعلي (، وفيه : ( إنّ علياً للهدى 0وإنّ له الآخرة والأولى ((2)[490] )0
(441) عن يونس بن ظبيان قال : قرأ أبو عبدالله (ع) : ( والليل إذا يغشى 0 والنهار إذا تجلّى 0 الله خالق الزوجين الذكر والأنثى 0 ولعلي الآخرة والأولى (( (3)[491]) 0
(442) عن أيمن بن محرز عن سماعة عن أبي عبدالله عليه السلام قال : نزلت هذه الآية هكذا والله : ( الله خالق الزوجين الذكر والأنثى 0 ولعلي الآخرة والأولى ((4)[492])0
(443) عن سنان بن سنان قال : قلت لأبي عبدالله(ع): ( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلّى وخلق الذكر والأنثى((5)[493])0
( سورة الشرح (
(444) السياري عن بعض أصحابنا(!!!) يرفعه إلى أبي عبدالله (ع): (فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً(0 فقال(ع): ( إن مع العسر يسرين( هكذا نزلت (6)[494])0
(445) عن أبي القاسم عبدالرحمن بن محمدالعلوي معنعناً(!!!) عن أبي عبدالله(ع):( فإذا فرغت فانصب علياً للولاية ((7)[495])0
__________
(1) 489]) بحار الأنوار 24/398 0
(2) 490]) بحار الأنوار 24/398، فصل الخطاب 321 0
(3) 491]) بحار الأنوار 24/399 ، تأويل الآيات الطاهرة 808، تفسير البرهان4/471، فصل الخطاب 321
(4) 492]) بحار الأنوار 24/399، تأويل الآيات الطاهرة 808
(5) 493]) فصل الخطاب 321
(6) 494]) فصل الخطاب 322
(7) 495]) تفسير فرات الكوفي ، فصل الخطاب 322(4/131)
(446)عن محمد بن القاسم بن عبيد معنعناً عنه(ع) :(فإذا فرغت فانصب علياً والى ربك فارغب في ذلك ((1)[496])0
(447) عن المفضل بن عمر عنه (ع) :( فإذا فرغت فانصب علياً للولاية ((2)[497])0
(448) عن علي بن حسان عن عبدالرحمن عن أبي عبدالله(ع) قال : قال الله سبحانه : ( ألم نشرح لك صدرك بعلي ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك فإذا فرغت من نبوتك فانصب علياً وصياً وإلى ربك فارغب في ذلك ((3)[498])0
(449) عن أبي جميلة عنه (ع) قال قوله تعالى( فإذا فرغت فانصب ( كان رسول الله ( حاجاً فنزلت:( فإذا فرغت من حجتك فانصب علياً علماً للناس ((4)[499])0 ...
(450) عن المقداد بن الأسود الكندي قال: كنا مع رسول الله ( وهو متعلق بأستار الكعبة وهو يقول : اللهم اعضدني واشدد أزري وارفع ذكري ، فنزل جبرئيل وقال قرأ : ( يا محمد ألم نشرح لك صدرك ووضعنا وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك بعلي صهرك ( فقرأها النبي ( وأثبتها إبن مسعود وانتقصها عثمان (5)[500])0
( سورة التين (
(451) عن محمد بن الفضيل قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام : أخبرني عن قول الله عز وجل : ( والتين والزيتون ( إلى آخر السورة0
فقال : ( التين والزيتون ( الحسن والحسين عليهما السلام0
قلت : ( طور سينين ( 0
قال: ليس هو طور سينين ولكنه طور سيناء0
قال : قلت : وطور سيناء 0
قال: نعم ، هو أمير المؤمنين عليه السلام 0
قلت : ( وهذا البلد الأمين ( 0
قال : هو رسول الله ( آمن الناس به إذا أطاعوه 0
قلت : ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم (0
__________
(1) 496]) فصل الخطاب 322، بحار الأنوار 36/135 0
(2) 497]) فصل الخطاب 322، بحار الأنوار 36/135 0
(3) 498]) فصل الخطاب 323
(4) 499]) فصل الخطاب 323، بحار الأنوار 36/135 ، غاية المرام لهاشم البحراني 1/382 0
(5) 500]) فصل الخطاب 323(4/132)
قال : ذاك أبو فصيل (1)[501] ) حين أخذ الله ميثاقه به بالربوبية ، ولمحمد ( بالنبوة ، ولأوصيائه بالولاية فأقرّ وقال : نعم ، ألا ترى أنه قال : ( ثم رددناه أسفل سافلين ( يعني الدرك الأسفل حين نكص وفعل بآل محمد ما فعل 0
قال : قلت : ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ( 0
قال : والله هو أمير المؤمنين عليه السلام وشيعته 0( فلهم أجرٌ غير ممنون (0
قال : قلت : ( فما يكذبك بعدُ بالدين (0
قال : مهلاً مهلاً لا تقل هكذا ، هذا هو الكفر بالله ، لا والله ما كذّب رسول الله ( بالله طرفة عين 0
قال : قلت : فكيف هي ؟0
قال :( فمن يكذبك بعدُ بالدين ( والدّين أمير المؤمنين عليه السلام ( أليس الله بأحكم الحاكمين ( ( (2)[502]) 0
(452) السياري عن إبن فضال قال : سألت أبا الحسن(ع)عن سورة التين وطور سينين 0
فقال :( وطور سيناء ( هكذا نزلت 0 وقوله تعالى:( فمن يكذبك بعد بالدين ( هكذا نزلت (3)[503])0
( سورة القدر(
(453) عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر (ع) قال : قال أبو عبدالله (ع): كان علي بن الحسين (ع) يقول : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر( صدق الله أنزل الله القرآن في ليلة القدر ( وما أدراك ما ليلة القدر( قال رسول الله ( لا أدري 0 قال الله عز وجل : ( ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر ((4)[504])0
__________
(1) 501]) يقول المجلسي عامله الله بما يستحقه في البحار 24/107: وأما تأويل الإنسان بأبي بكر فيحتمل أن يكون سبباً لنزول الآية أو لأنه أكمل أفرادها ومصداقها في ظهور تلك الشقاوة فيه ، وكونه سبباً لشقاوة غيره 0 إنتهى كلامه لا بارك الله فيه 0
(2) 502]) كنز الفوائد 293-294 ، بحار الأنوار 24/105-106، تأويل الآيات الطاهرة 814-815، تفسير البرهان 4/477، فصل الخطاب 323
(3) 503]) فصل الخطاب 323
(4) 504]) فصل الخطاب 324 0(4/133)
(454) جعفر بن محمد بن علي بن الحسين(ع) في صدر الصحيفة المباركة لجده(ع) بعد ذكر رؤيا رسول الله ( ونزول جبرائيل لتسليته وتعبير منامه 0
قال (ع) : وأنزل الله عز وجل في ذلك :( إنا أنزلناه في ليلة القدر 0 وما أدراك ما ليلة القدر 0 ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر يملكها بنو أمية ليس فيها ليلة القدر ( 0
قال : فاطلع الله نبيه ( على أن بني أمية تملك سلطان هذه الأمة وملكها طول هذه الأمة (1)[505])0
(455) السياري روى بعض أصحابنا(!!!!) في ( إنا أنزلناه في ليلة القدر 0 وما أدراك ما ليلة القدر 0 ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر 0 تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم على أوصياء محمد بكل أمر ((2)[506])0
(456) القمي في تفسيره : رأى رسول الله ( في نومه كأن قردة يصعدون منبره فغمّه ذلك ، فأنزل الله عز وجل : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر0 وما أدراك ما ليلة القدر 0 ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر يملكه بنو أمية ليس فيها ليلة القدر ((3)[507])0
(457) السياري000 عن أبي بصير عن أبي عبدالله (ع) : ( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من عند ربهم على محمد وآل محمد بكل أمر ((4)[508])0
(458) عن أبي بصير عن أبي عبدالله(ع) في قوله تعالى : ( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من عند ربهم على محمد وآل محمد بكل أمر سلام ((5)[509])0
(459) عن عبدالله بن عجلان السكوني قال : سمعت أباجعفر (ع) يقول في خبر طويل فيه : وما بيت من بيوت الأئمة إلا وفيه معارج لملائكة لقول الله عز وجل : ( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم بكل أمر سلام (0
قال : قلت : من كل أمر 0
قال : بكل أمر 0
قلت : هذا التنزيل؟0
قال : نعم (6)[510])0
__________
(1) 505]) فصل الخطاب 324 0
(2) 506]) فصل الخطاب 324 0
(3) 507]) فصل الخطاب 234 0
(4) 508]) فصل الخطاب 234 0
(5) 509]) فصل الخطاب 234 0
(6) 510]) فصل الخطاب 325 0(4/134)
(460) بن طاووس في (الإقبال) في أعمال يوم الغدير عن كتاب محمد بن علي الطرزي 0000 عن أبي الحسن الليثي عن أبي عبدالله(ع) أنه قال لمن حضره من مواليه وشيعته : أتعرفون يوماً شيّد الله به الإسلام 000 ثم ذكر بعض فضائل الغدير وكيفية البيعة فيه والغسل والدعاء فيه 00 إلى أن قال (ع) ثم تقوم وتصلي شكراً لله تعالى تقرأ في الأولى الحمد وإنا أنزلناه في ليلة القدر وقل هو الله أحد كما أنزلنا لا كما أنقصنا (1)[511])0
( سورة العصر (
(461) علي بن إبراهيم قال : قرأ أبوعبدالله(ع):( والعصران الإنسان لفي خسر ( وانه فيه :( إلى آخر الدهر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وإئتمروا بالتقوى وائتمروا بالصبر ((2)[512])0
(462) السياري عن خلف بن حماد عن الحسين عن أبي عبدالله(ع) مثله(3)[513])0
(463) عن ربعي عن أبي جعفر (ع) مثله(4)[514])0
(464) عن أبان بن تغلب عن أبي إبراهيم موسى بن جعفر (ع) عن أمير المؤمنين(ع) كان يقرأ: ( والعصر ونوائب الدهر((5)[515])0
الفصل الثاني
عقيدة الشيعة في أهل السنة
مفهوم الناصب عند الشيعة
إن القارئ لكتب الشيعة قديمها وحديثها يجد كثيراً من المصطلحات التي تعوق فهمه لعباراتهم ، ومن هذه المصطلحات " الناصب " و"الناصبة" و" النواصب" وغير ذلك من المشتقات 0
والقارئ العادي لا يعرف معنى ذلك الإصطلاح ، حتى إنه يتبادر إلى ذهنه بأنهم هم الذين يبغضون علياً وأهل بيته الكرام رضوان الله عليهم جميعاً 0
__________
(1) 511]) فصل الخطاب 325 0
(2) 512]) فصل الخطاب 325 0
(3) 513]) فصل الخطاب326 0
(4) 514]) فصل الخطاب 326 0
(5) 515]) فصل الخطاب 326 0(4/135)
لكن المتمرس في قراءة كتب الشيعة يُدرك معنى غير هذا المعنى ، وسوف نحاول تعريف هذا المصطلح من كتب الشيعة لا من كتب المسلمين أو غيرهم ممن يخالفهم في المعتقد ، وهذا في إعتقادي غاية الإنصاف وأيضاً وفق المنهج العلمي السليم ، إذ لا نستطيع إلزام الغير بكتب مخالفيهم 0 لذا نحاول تعريفه من خلال كتب الشيعة الذين تطرقوا إلى بيان ذلك 0ولئلا يقول فضيلة الشيخ القرضاوي أن الناصب عند الشيعة ليس ما ذهبنا اليه في هذا الفصل 0
إبن إدريس وتحقيق الناصب(4/136)
يقول ابن إدريس الحلّي في مستطرفات السرائر ص 583 : محمد بن علي بن عيسى ، حدثنا محمد بن احمد بن زياد وموسى بن محمد بن علي بن عيسى ، قال كتبت إلى الشيخ أعزه الله وأيدّه ، اسأله عن الصلاة في الوبر ، أي أصوافه أصلح ؟ فأجاب لا أحب الصلاة في شئ منه ، قال فرددت الجواب ، إنّا مع قوم في تقية ، وبلادنا بلاد لا يمكن احداً أن يسافر منه بلا وبر ، ولا يأمن على نفسه أن هو نزع وبره ، فليس يمكن الناس كلهم ما يمكن الأئمة ، فما الذي ترى أن يعمل به في هذا الباب ؟ قال فرجع الجواب تلبس الفنك والسمور . قال: وكتبت اليه أسأله عن الناصب ، هل احتاج في إمتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت(1)[516]) ، وإعتقاد إمامتهما ، فرجع الجواب ، من كان على هذا فهو ناصب(2)[517]) . قال وكتبت اليه اسأله عن العمل لبني العباس ، واخذ ما اتمكن من أموالهم ،
__________
(1) 516]) أبو بكر وعمر رضي الله عهما كما هو صريح روايات الشيعة 0
(2) 517]) انظر : الرسائل التسع للحلّي ص277 ،روض الجنان للشهيد الثاني 815، الحدائق الناضرة للبحراني ج5 : 177 ، 186 ، ج10 : 361 ، ج18 : 157 ،ج24 : 60 ، مستند الشيعة للنراقي ج1 : 206 ، وسائل الشيعة للحر العاملي 9/491 ، بحار الأنوار 69/135 ، نور البراهين لنعمة الله الجزائري 1/57 ، كتاب الأربعين للماحوزي 349 – 350 ، جواهر الكلام للجواهري ج30 : 95 ، مصباح الفقيه للهمداني ج2 : 568 ،مستمسك العروة لمحسن الحكيم ج1 : 393 ، كتاب الطهارة للخميني ج1 ص 314،فقه الصادق ج3 ص 302 ، ج9 ص 359 ،ج21 ص 474 ، الإمام علي لأحمدالهمداني 490 0(4/137)
هل فيه رخصة ، وكيف المذهب في ذلك ؟ فقال ما كان المدخل فيه بالجبر والقهر ، فالله قابل العذر ، وما خلا ذلك فمكروه ، ولا محالة قليله خيرٌ من كثيره وما يكفر به ، ما يلزمه فيه من يرزقه ، ويسبب على يديه ، ما يشرك فينا وفي موالينا ، قال فكتبت اليه في جواب ذلك أُعلمه أن مذهبي في الدخول في أمرهم ، وجود السبيل إلى إدخال المكروه على عدوه ، وانبساط اليد في التشفّي منهم بشيء أن يقرب به اليهم ، فأجاب من فعل ذلك فليس مدخله في العمل حراماً بل اجراً وثواباً (1)[518]) .
يوسف البحراني وتحقيق الناصب
...
يقول يوسف البحراني ( لا رحم الله تعالى فيه مغرز إبرة ) في كتابه " الحدائق الناضرة " ج 5 ص 174 وما بعدها: إن الأخبار التي قدمناها دالة على نجاسة اليهود والنصارى قد علق الحكم فيها على عنوان اليهودي والنصراني الذي هو عبارة عن الشخص أو الرجل المنسوب إلى هاتين الذمتين ، ولا ريب أن الشخص والرجل عبارة عن هذا المجموع الذي حصل به الشخص في الوجود الخارجي ، ولا ريب في صدق هذا العنوان على جميع أجزاء البدن وجملته كصدق الكلب على أجزائه ، ومتى ثبت الحكم بالعموم في أهل الكتاب ثبت في غيرهم ممن يوافق على نجاستهم بطريق أولى .
و ( ثانياً ) انه قد روى الكليني في الحسن عن الوشاء عمن ذكره عن الصادق (ع) " انه كره سؤر ولد الزنا واليهودي والنصراني والمشرك وكل من خالف الإسلام . وكان أشد ذلك عنده سؤر الناصب " 0
ولا إشكال ولا خلاف في أن المراد بالكراهة هنا التحريم والنجاسة ، وقد وقع ذلك معلقاً على هذه العناوين المذكورة ومنها المشرك ومن خالف الإسلام .
__________
(1) 518]) انظر كيف رحمك الله تعالى إلى عقيدة القوم في الدول الإسلامية 0(4/138)
وكل من هذه العنوانات أوصاف لموصوفات محذوفة قد شاع التعبير بها عنها من لفظ الرجل أو الشخص أو الذات أو نحو ذلك ، ولا ريب في صدق هذه الموصوفات على جملة البدن وجميع أجزائه كصدق الكلب على جملته كما إعترف به فكما إن الكلب إسم لهذه الجملة فالرجل ايضاً كذلك ونحوه الشخص .
و ( ثالثاً ) انا قد أوضحنا سابقا دلالة إحدى الآيتين المشار اليهما في كلامه على النجاسة في المقام وبينا ضعف ما أورد عليها من الإلزام وبه يتم المطلوب والمرام . والله العالم 0
وتمام تحقيق القول في هذا الفصل يتوقف على رسم مسائل :
( الأولى ) المشهور بين متأخري الأصحاب هو الحكم بإسلام المخالفين وطهارتهم ، وخصوا الكفر والنجاسة بالناصب كما أشرنا اليه في صدر الفصل وهو عندهم من اظهر عداوة أهل البيت (ع)
والمشهور في كلام أصحابنا المتقدمين هو الحكم بكفرهم ونصبهم ونجاستهم وهو المؤيد بالروايات الامامية ، قال الشيخ ابن نوبخت وهو من متقدمي أصحابنا في كتابه فص الياقوت : دافعو النص كفرة عند جمهور أصحابنا ومن أصحابنا من يفسقهم . . الخ .
وقال العلامة في شرحه أما دافعو النص على أمير المؤمنين (ع) بالإمامة فقد ذهب اكثر أصحابنا إلى تكفيرهم لان النص معلوم بالتواتر من دين محمد ( فيكون ضروريا أي معلوماً من دينه ضرورة فجاحده يكون كافرا كمن يجحد وجوب الصلاة وصوم شهر رمضان .
واختار ذلك في المنتهى 0 فقال في كتاب الزكاة في بيان اشتراط وصف المستحق بالإيمان ما صورته : لان الإمامة من أركان الدين وأصوله وقد علم ثبوتها من النبي ( ضرورة والجاحد لها لا يكون مصدقاً للرسول في جميع ما جاء به فيكون كافراً . انتهى .(4/139)
وقال المفيد في المقنعة : ولا يجوز لاحد من أهل الإيمان أن يغسل مخالفاً للحق في الولاية ولا يصلّي عليه . ونحوه قال ابن البراج . وقال الشيخ في التهذيب بعد نقل عبارة المقنعة : الوجه فيه إن المخالف لأهل الحق كافر فيجب أن يكون حكمه حكم الكفار إلا ما خرج بالدليل .
وقال ابن إدريس في السرائر بعد أن اختار مذهب المفيد في عدم جواز الصلاة على المخالف ما لفظه : وهو اظهر ويعضده القرآن وهو قوله تعالى : " ولا تصل على أحد منهم مات أبداً . . " يعني الكفار ، والمخالف لاهل الحق كافر بلا خلاف بيننا . ومذهب المرتضى في ذلك مشهور في كتب الأصحاب إلا إنه لا يحضرني الآن شيء من كلامه في الباب .
وقال الفاضل المولى محمد صالح المازندراني في شرح أصول الكافي : ومن أنكرها يعني الولاية فهو كافر حيث أنكر اعظم ما جاء به الرسول واصلاً من أصوله .
وقال الشريف القاضي نور الله في كتاب إحقاق الحق : من المعلوم أن الشهادتين بمجردهما غير كافيتين إلا مع الالتزام بجميع ما جاء به النبي ( من أحوال المعاد والإمامة كما يدل عليه ما اشتهر من قوله ( " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " ولا شك أن المنكر لشيء من ذلك ليس بمؤمن ولا مسلم لأن الغلاة والخوارج وان كانوا من فرق المسلمين نظراً إلى الإقرار بالشهادتين إلا انهما من الكافرين نظراً إلى جحودهما ما علم من الدين وليكن منه بل من أعظم أصوله إمامة أمير المؤمنين (ع) .(4/140)
وممن صرح بهذه المقالة أيضاً الفاضل المولى المحقق أبو الحسن الشريف ابن الشيخ محمد طاهر المجاور بالنجف الأشراف حياً وميتاً في شرحه على الكفاية حيث قال في جملة كلام في المقام في الاعتراض على الكتاب حيث انه من المبالغين في القول بإسلام المخالفين : وليت شعري أي فرق بين من كفر بالله تعالى ورسوله ومن كفر بالأئمة (ع) مع أن كل ذلك من أصول الدين ؟ إلى أن قال : ولعل الشبهة عندهم زعمهم كون المخالف مسلماً حقيقة وهو توهم فاسد مخالف للأخبار المتواترة ، والحق ما قاله علم
الهدى من كونهم كفاراً مخلدين في النار ، ثم نقل بعض الأخبار في ذلك وقال والأخبار في ذلك اكثر من أن تحصى وليس هنا موضع ذكرها وقد تعدت عن حد التواتر . وعندي أن كفر هؤلاء من أوضح الواضحات في مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) انتهى .
هذا ، والمفهوم من الأخبار المستفيضة هو كفر المخالف الغير المستضعف ونصبه ونجاسته ، وممن صرح بالنصب والنجاسة أيضاً جمع من أصحابنا المتأخرين : منهم شيخنا الشهيد الثاني في بحث السؤر من الروض حيث قال بعد ذكر المصنف نجاسة سؤر الكافر والناصب ما لفظه : والمراد به من نصب العداوة لاهل البيت (ع) أو لأحدهم واظهر البغضاء لهم صريحاً أو لزوماً ككراهة ذكرهم ونشر فضائلهم والإعراض عن مناقبهم من حيث إنها مناقبهم والعداوة لمحبيهم بسبب محبتهم ، وروى الصدوق ابن بابويه عن عبد الله بن سنان عن الصادق (ع) قال : " ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لانك لا تجد أحدا يقول أنا ابغض محمداً وآل محمد ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم إنكم تتولونا وأنكم من شيعتنا " . . وفي بعض الاخبار " أن كل من قدم الجبت والطاغوت فهو ناصب " واختاره بعض الأصحاب إذ لا عداوة اعظم من تقديم المنحط عن مراتب الكمال وتفضيل المنخرط في سلك الأغبياء والجهال على من تسنم أوج الجلال حتى شك في انه الله المتعال . انتهى . ونحوه في شرحه على الرسالة الألفية .(4/141)
وممن صرح بالنصب جماعة من متأخري المتأخرين : منهم السيد نعمة الله الجزائري في كتاب الأنوار النعمانية حيث قال : واما الناصبي وأحواله واحكامه فإنما يتم ببيان أمرين : ( الأول ) في بيان معنى الناصب الذي وردت الروايات انه نجس وانه شر من اليهودي والنصراني
والمجوسي وانه كافر بإجماع الامامية ، والذي ذهب اليه اكثر الأصحاب ( رضوان الله عليهم ) أن المراد به من نصب العداوة لال محمد ( صلى الله عليه وآله ) وتظاهر ببغضهم كما هو الموجود في الخوارج وبعض ما وراء النهر ، ورتبوا الأحكام في باب الطهارة والنجاسة والكفر والإيمان وجواز النكاح وعدمه على الناصبي بهذا المعنى ، وقد تفطن شيخنا الشهيد الثاني من الاطلاع على غرائب الأخبار فذهب إلى أن الناصبي هو الذي نصب العداوة لشيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) وتظاهر في القدح فيهم كما هو حال اكثر المخالفين لنا في هذه الاعصار في كل الأمصار . . إلى آخر كلامه . وهو الحق المدلول عليه بأخبار العترة الأطهار كما ستأتيك إن شاء الله تعالى ساطعة الأنوار .(4/142)
إذا عرفت ذلك فاعلم أن من جملة من صرح بطهارة المخالفين بل ربما كان هو الأصل في الخلاف في هذه المسألة في القول بإسلامهم وما يترتب عليه المحقق في المعتبر حيث قال : آسار المسلمين طاهرة وان اختلفت آراؤهم عدا الخوارج والغلاة ، وقال الشيخ في المبسوط بنجاسة المجبرة والمجسمة ، وصرح بعض المتأخرين بنجاسة من لم يعتقد الحق عدا المستضعف ، لنا أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لم يكن يجتنب سؤر أحدهم وكان يشرب من المواضع التي تشرب منها عائشة وبعده لم يجتنب علي ( عليه السلام ) سؤر أحد من الصحابة مع مباينتهم له ، ولا يقال إن ذلك كان تقية لانه لا يصار اليها إلا مع الدلالة ، وعنه ( عليه السلام ) " انه سئل أيتوضأ من فضل جماعة المسلمين احب اليك أو يتوضأ من ركو ابيض مخمر ؟ فقال بل من فضل وضوء جماعة المسلمين فان احب دينكم إلى الله الحنيفية السمحة " ذكره أبو جعفر بن بابويه في كتابه . وعن العيص ابن القاسم عن الصادق ( عليه السلام ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
كان يغتسل هو وعائشة من إناء واحد 0 ولان النجاسة مستفاد من الشرع فيقف على الدلالة ، أما الخوارج فيقدحون في علي ( عليه السلام ) وقد علم من الدين تحريم ذلك ، فهم بهذا الاعتبار داخلون في الكفر لخروجهم عن الإجماع وهم المعنيون بالنصاب . انتهى كلامه 0(4/143)
وقال في الذخيرة بعد نقل ملخصه انه يمكن النظر في بعض تلك الوجوه لكنها بمجموعها توجب الظن القوي بالمطلوب . أقول : وعندي فيه نظر من وجوه : ( الأول ) انه لا يخفى انه إنما بالمخالف له في هذه المسألة الذي اشار اليه بقوله : " وصرح بعض المتأخرين " ابن إدريس ، ولا ريب أن مراد ابن إدريس بالحق الذي صرح بنجاسة من لم يعتقده إنما هو الولاية كما سيأتيك بيانه إن شاء الله تعالى في الأخبار فإنها معيار الكفر والإيمان في هذا المضمار ، ويؤيد ذلك استثناء المستضعف كما سيأتيك التصريح به في الأخبار أيضا ، ولا ريب أيضا أن الولاية إنما نزلت في آخر عمره ( صلى الله عليه وآله ) في غدير خم والمخالفة فيها المستلزمة لكفر المخالف إنما وقع بعد موته ( صلى الله عليه وآله ) فلا يتوجه الإيراد بحديث عائشة والغسل معها في إناء واحد ومساورتها كما لا يخفى ، وذلك لأنها في حياته ( صلى الله عليه وآله ) على ظاهر الإيمان وان ارتدت بعد موته كما ارتد ذلك الجم الغفير المجزوم بإيمانهم في حياته ( صلى الله عليه وآله ) ومع تسليم كونها في حياته من المنافقين فالفرق ظاهر بين حالي وجوده ( صلى الله عليه وآله ) وموته حيث أن جملة المنافقين كانوا في وقت حياته على ظاهر الإسلام منقادين لأوامره ونواهيه ولم يحدث منهم ما يوجب الارتداد ، واما بعد موته فحيث ابدوا تلك الضغائن البدرية واظهروا الأحقاد الجاهلية ونقضوا تلك البيعة الغديرية التي هي في ضرورتها من الشمس المضيئة فقد كشفوا ما كان مستوراً من الداء الدفين وارتدوا جهاراً غير منكرين ولا(4/144)
مستخفين كما استفاضت به أخبار الأئمة الطاهرين (ع) فشتان ما بين الحالتين وما ابعد ما بين الوقتين ، فاي عاقل بزعم أن أولئك الكفرة اللئام قد بقوا على ظاهر الإسلام حتى يستدل بهم في هذا المقام والحال انه قد ورد عنهم(ع) " ثلاثة لا يكلمهم الله تعالى يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم : من ادعى إمامة من الله ليست له ومن جحد إماما من الله ومن زعم أن لهما في الإسلام نصيبا " ؟ نعوذ بالله من زلات الافهام وطغيان الأقلام .
( الثاني ) إن من العجب الذي يضحك الثكلى والبين البطلان الذي أظهر من كل شئ وأجلى إن يحكم بنجاسة من أنكر ضروريا من سائر ضروريات الدين وان لم يعلم أن ذلك منه عن اعتقاد ويقين ولا يحكم بنجاسة من يسب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) واخرجه قهرا مقادا يساق بين جملة العالمين وادار الحطب على بيته ليحرقه عليه وعلى من فيه وضرب الزهراء ( عليها السلام ) حتى أسقطها جنينها ولطمها حتى خرت لوجهها وجبينها وخرجت لوعتها وحنينها مضافاً إلى غصب الخلافة الذي هو اصل هذه المصائب وبيت هذه الفجائع والنوائب ، ما هذا إلا سهو زائد من هذا النحرير وغفلة واضحة عن هذا التحرير ، فيا سبحان الله كأنه لم يراجع الأخبار الواردة في المقام الدالة على ارتدادهم عن الإسلام واستحقاقهم القتل منه ( عليه السلام ) لولا الوحدة وعدم المساعد من أولئك الأنام ، وهل يجوز يا ذوي العقول والأحلام أن يستوجبوا القتل وهم طاهرو الأجسام ؟ ثم أي دليل دل على نجاسة ابن زياد ويزيد وكل من تابعهم في ذلك الفعل الشنيع الشديد ؟ وأي دليل دل على نجاسة بني أمية الأرجاس وكل من حذا حذوهم من كفرة بني العباس الذين قد أبادوا الذرية العلوية وجرعوهم كؤوس الغصص والمنية ؟ وأي حديث صرح بنجاستهم حتى يصرح بنجاسة أئمتهم ، وأي ناظر وسامع خفي عليه ما بلغ بهم من أئمة(4/145)
الضلال حتى لا يصار اليه إلا مع الدلالة ؟ ولعله أيضاً يمنع من نجاسة يزيد وامثاله من خنازير بني أمية وكلاب بني العباس لعدم الدليل على كون التقية هي المانعة من اجتناب أولئك الأرجاس .
( الثالث ) أن ما استند اليه من الاستدلال بحديث أفضلية الوضوء من سؤر المسلمين لا يخلو من نوع مصادرة ، فان الحكم بإسلام المخالفين أول البحث والحاكم بالنجاسة إنما حكم بذلك لثبوت الكفر والنصب المستلزمين للنجاسة ، على انا لا نسلم أن المراد بالإسلام هنا المعنى الأعم كما استند اليه بل المراد إنما هو المعنى المرادف للإيمان كما فسره به بعض علمائنا الأعيان حيث قال : والوجه في التعليل كون الوضوء بفضل جماعة المسلمين اسهل حصولاً ، إلى أن قال مع ما فيه من التبرك بسؤر المؤمن وتحصيله الآلفة بذلك .
( الرابع ) أن ما فسر به النواصب من انهم الخوارج خاصة مما يقضى منه العجب العجاب لخروجه عن مقتضى النصوص المستفيضة في الباب وعدم موافق له في ذلك لا قبله ولا بعده من الأصحاب .
وبالجملة فان كلامه في هذا المقام لا أعرف له وجهاً وجيهاً من أخبارهم (ع) بل هي في رده وبطلانه أظهر من البدر ليالي التمام . هذا ، واما الأخبار الدالة على كفر المخالفين عدا المستضعفين فمنها ما رواه في الكافي بسنده عن مولانا الباقر (ع) قال : " إن الله عز وجل نصب علياً(ع) علماً بينه وبين خلقه فمن عرفه كان مؤمناً ومن أنكره كان كافراً ومن جهله كان ضالاً . . " . وروى فيه عن أبى إبراهيم (ع) قال : " إن علياً (ع) باب من أبواب الجنة فمن دخل بابه كان مؤمناً ومن خرج من بابه كان كافراً ومن لم يدخل فيه ولم يخرج منه كان في الطبقة الذين لله عز وجل فيهم المشيئة " . وروى فيه عن الصادق ( عليه السلام ) قال : " . . من عرفنا(4/146)
كان مؤمناً ومن أنكرنا كان كافراً ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالاً حتى يرجع إلى الهدى الذي افترضه الله عليه من طاعتنا الواجبة فان مات على ضلالته يفعل الله به ما يشاء " .
وروى الصدوق في عقاب الأعمال قال : " قال أبو جعفر ( ع) " إن الله تعالى جعل علياً (ع) علماً بينه وبين خلقه ليس بينهم وبينه علم غيره فمن تبعه كان مؤمناً ومن جحده كان كافراً ومن شك فيه كان مشركاً " ورواه البرقي في المحاسن مثله. وروى فيه أيضاً عن الصادق(ع) قال : " إن علياً(ع) باب هدى من عرفه كان مؤمناً ومن خالفه كان كافراً ومن أنكره دخل النار " وروى في العلل بسنده إلى الباقر (ع) قال : " إن العلم الذي وضعه رسول الله (عند علي(ع) من عرفه كان مؤمناً ومن جحده كان كافراً " . وروى في كتاب التوحيد وكتاب إكمال الدين واتمام النعمة عن الصادق(ع) قال : " الإمام علم بين الله عز وجل وبين خلقه من عرفه كان مؤمناً ومن أنكره كان كافراً " . وروى في الامالي بسنده فيه عن النبي( انه قال لحذيفة اليماني " يا حذيفة إن حجة الله عليكم بعدي علي بن أبى طالب ( عليه السلام ) الكفر به كفر بالله سبحانه والشرك به شرك بالله سبحانه والشك فيه شك في الله سبحانه والإلحاد فيه الحاد في الله سبحانه والإنكار له إنكار لله تعالى والإيمان به إيمان بالله تعالى لانه أخو رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ووصيه وإمام أمته ومولاهم . وهو حبل الله المتين وعروته الوثقى التي لا انفصام لها . .
وروى في الكافي بسنده إلى الصحاف قال : " سألت أبا عبد الله (ع)عن قوله تعالى : " فمنكم كافر ومنكم مؤمن " فقال :عرف الله تعالى إيمانهم بموالاتنا وكفرهم بها يوم اخذ عليهم الميثاق وهم ذر في صلب
آدم " . وروى فيه بسنده عن الصادق(ع) قال : " أهل الشام شر من أهل الروم وأهل المدينة شر من أهل مكة وأهل مكة يكفرون بالله تعالى جهرة " .(4/147)
وروى فيه بسنده عن أحدهما (ع) " إن أهل المدينة ليكفرون بالله جهرة وأهل المدينة اخبث من اهل مكة ، اخبث منهم سبعين ضعفاً " .
وروى فيه عن أبى مسروق قال : " سألني أبو عبد الله (ع)عن أهل البصرة ما هم ؟ فقلت مرجئة وقدرية وحرورية . قال لعن الله تعالى تلك الملل الكافرة المشركة التي لا تعبد الله على شئ 0
إلى غير ذلك من الأخبار التي يضيق عن نشرها المقام ومن احب الوقوف عليها فليرجع إلى الكافي ولا سيما في تفسير الكفر في جملة من الآيات القرآنية . وأنت خبير بان التعبير عن المخالفة في الإمامة في جملة من هذه الأخبار بالإنكار في بعض والجحود في بعض دلالة واضحة على كفر هؤلاء المخالفين من قبيل كفر الجحود والإنكار الموجب لخروجهم عن جادة الإسلام بكليته وإجراء حكم الكفر عليهم برمته إنما وقع عنادا واستكبارا لقيام الأدلة عليهم في ذلك وسطوع البراهين فيما هنالك لديهم ، لان الجحود والإنكار إنما يطلقان في مقام المخالفة بعد ظهور البرهان كما صرح به علماء اللغة الذين اليهم المرجع في هذا الشأن . وبذلك يظهر ما في جواب شيخنا المحدث الصالح الشيخ عبد الله بن صالح البحراني حيث إنه ممن تبع المشهور بين المتأخرين في الحكم بإسلام المخالفين ، فانه أجاب عن إطلاق الكفر عليهم في الأخبار بالحمل على الكفر الحقيقي وان كانوا مسلمين ظاهرا فهم مسلمون ظاهرا فتجري عليهم أحكام الإسلام من الطهارة وجواز المناكحة وحقن المال والدم والموارثة ونحو ذلك وكفار حقيقة وواقعا فيخلدون في النار يوم القيامة ، ثم احتمل حمل كفرهم على أحد معاني كفر الترك فكفرهم بمعنى ترك ما أمر الله تعالى به كما ورد " إن تارك الصلاة(4/148)
كافر " و " تارك الزكاة كافر " و " تارك الحج كافر " و " مرتكب الكبائر كافر " . وفيه إن ما ذكره من الكفر بالمعنى الأول من انهم مسلمون ظاهرا وكفار حقيقة بمعنى اجتماع الكفر والإسلام بهذين المعنيين لم يقم عليه دليل في غير المنافقين في وقته ( صلى الله عليه وآله ) وإنكاره بمجرد دعوى الإسلام لأولئك المخالفين أول البحث ، ومن المعلوم إن المتبادر من إطلاق الكفر حيث يذكر إنما هو ما يكون مباينا للإسلام ومضادا له في الأحكام إذ هو المعنى الحقيقي لللفظ ، وهكذا كل لفظ أطلق فإنما يحمل على معناه الحقيقي إلا أن يصرف عنه صارف ولا صارف هنا إلا مجرد هذه الدعوى وهي ممنوعة بل هي أول البحث لعدم الدليل عليها بل قيام الادله المتعاضدة في دفعها وبطلانها كما اوضحناه في كتاب الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب وما يترتب عليه من المطالب . واما ما ذكره من الحمل على ترك ما أمر الله تعالى فانه لا يخفى على من تأمل الأخبار التي أوردناها ان الكفر المنسوب إلى هؤلاء إنما هو من حيث الإمامة وتركها وعدم القول بالإمامة . ولا يخفى إن الترك لشيء من ضروريات الدين إن كان إنما هو ترك استخفاف وتهاون فصاحبه لا يخرج عن الإيمان كترك الصلاة والزكاة ونحوهما وان أطلق عليه الكفر في الأخبار كما ذكره تغليظا في المنع من ذلك ، وان كان عن جحود وإنكار فلا خلاف في كفر التارك كفرا حقيقيا دنيا وآخرة ولا يجوز إطلاق اسم الإسلام عليه بالكلية كمن ترك الصلاة ونحوها كذلك ، والأخبار المتقدمة كما عرفت قد صرحت بكون كفر هؤلاء إنما هو من حيث جحود الإمامة وإنكارها لا إن ذلك استخفاف وتهاون مع اعتقاد ثبوتها وحقيتها كالصلاة ونحوها فانه لا معنى له بالنسبة إلى الإمامة كما لا يخفى ، وحينئذ فليختر هذا القائل أما أن يقول بكون الترك هنا ترك جحود وإنكار فيسقط البحث ويتم ما ادعيناه واما أن يقول ترك استخفاف وتهاون(4/149)
فمع الإغماض عن كونه لا معنى له فالواجب عليه القول بإيمان المخالفين لان الترك كذلك لا يوجب الخروج عن الإيمان كما عرفت ولا أراه يلتزمه . واما ما يدل على نصبهم فمنه ما تقدم نقله في كلام شيخنا الشهيد الثاني من حديث عبد الله بن سنان ونحوه أيضا ما رواه الصدوق في معاني الأخبار بسند معتبر عن معلى بن خنيس قال : " سمعت أبا عبد الله (ع) يقول ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لانك لا تجد أحدا يقول أنا ابغض آل محمد ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا وتتبرأون من أعدائنا " وروى ابن إدريس في مستطرفات السرائر مما استطرفه من كتاب مسائل الرجال ومكاتباتهم لمولانا أبى الحسن علي بن محمد الهادي ( عليه السلام ) في جملة مسائل محمد بن علي بن عيسى قال : " كتبت اليه اسأله عن الناصب هل احتاج في امتحانه إلى اكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاده بإمامتهما ؟ فرجع الجواب : من كان على هذا فهو ناصب " .
والمستفاد من هذه الأخبار أن مظهر النصب المترتب عليه الأحكام والدليل عليه إما تقديم الجبت والطاغوت أو بغض الشيعة من حيث التشيع فكل من اتصف بذلك فهو ناصب تجري عليه أحكام النصب ، نعم يجب أن يستثنى من خبر تقديم الجبت والطاغوت المستضعف كما عرفت من الأخبار المتقدمة وغيرها أيضاً فيختص الحكم بما عداه ، وعموم ذلك لجميع المخالفين بعد إخراج هذا الفرد مما لا يعتريه الريب والشك بالنظر إلى الأخبار المذكورة كما عليه اكثر أصحابنا المتقدمين الحاكمين بالكفر وكثير من متأخري المتأخرين كما قدمنا نقل كلام بعضهم . واما ما أجاب به الشيخ المحدث الصالح المتقدم ذكره من أن الناصب يطلق على معان : ( أحدها ) من نصب العداوة لاهل البيت ( عليهم السلام ) وعلى هذا يحمل ما ورد من حل مال الناصب ونحوه ، و ( ثانيها ) من قدم الجبت والطاغوت كما(4/150)
تضمنه خبر السرائر . و ( ثالثها ) من نصب للشيعة فهو ناشئ من ضيق الخناق وانا لم نجد لهذا المعنى الأول دليلاً ولم نجد لهم دليلاً على هذا التقسيم سوى دعواهم إسلام المخالفين فأرادوا الجمع بين الحكم بإسلامهم وبين هذه الأخبار بحمل النصب على ما ذكروه في المعنى الأول وهو أول البحث في المسألة فان الخصم يمنع إسلامهم ويقول بكفرهم . وبالجملة فانه لا خلاف بيننا وبينهم في إن الناصب هو العدو لاهل البيت والنصب لغة هو العداوة وشرعاً بل لغة أيضا على ما يفهم من القاموس هو العداوة لاهل البيت ( عليهم السلام ) إنما الخلاف في أن هولاء هل يدخلون تحت هذا العنوان أم لا ؟ فنحن ندعي دخولهم تحته وصدقه عليهم وهم يمنعون ذلك ، ودليلنا على ما ذكرنا الأخبار المذكوره الدالة على أن الأمر الذي يعرف به النصب ويوجب الحكم به على من اتصف به هو تقديم الجبت والطاغوت أو بغض الشيعة ولا ريب في صدق ذلك على هؤلاء المخالفين ، وليس هنا خبر يدل على تفسير الناصب بأنه المبغض لاهل البيت ( عليهم السلام ) كما يدعونه بل الخبران المتقدمان صريحان في انك لا تجد أحدا يقول ذلك . وبالجملة فانه لا دليل لهم ولا مستند أزيد من وقوعهم في ورطة القول بإسلامهم فتكلفوا هذه التكلفات الشاردة والتأويلات الباردة ، على انا قد حققنا في الشهاب الثاقب بالأخبار الكثيرة بغض المخالفين المقدمين للجبت والطاغوت غير المستضعفين لاهل البيت ( عليهم السلام ) واليه يشير كلام شيخنا الشهيد الثاني المتقدم نقله من الروض . ومن اظهر ما يدل على ما ذكرناه ما رواه جملة من المشايخ عن الصادق ( عليه السلام ) قال : " الناصبي شر من اليهودي . فقيل له وكيف ذلك يا ابن رسول الله ؟ قال إن الناصبي يمنع لطف الإمامة وهو عام واليهودي لطف النبوة وهو خاص " فانه لا ريب إن المراد بالناصبي هنا مطلق من أنكر الإمامة كما ينادي به(4/151)
قوله " يمنع لطف الإمامة " وقد جعله ( عليه السلام ) شرا من اليهودي الذي هو من جملة فرق الكفر الحقيقي بلا خلاف . ومن أراد الإحاطة بأطراف الكلام والوقوف على صحة ما ادعيناه من أخبار أهل البيت ( عليهم السلام ) فليرجع إلى كتابنا المشار اليه آنفا فانه قد أحاط بأطراف المقال ونقل الأقوال والأدلة الواردة في هذا المجال . واما ما يدل على نجاسة الناصب الذي قد عرفت انه عبارة عن المخالف مطلقا إلا المستضعف منه فمنه ما رواه في الكافي بسنده عن عبد الله بن أبى يعفور عن الصادق ( عليه السلام ) قال : " لا تغتسل من البئر التي تجتمع فيها غسالة الحمام فان فيها غسالة ولد الزنا وهو لا يطهر إلى سبعة آباء وفيها غسالة الناصب وهو شرهما ، إن الله لم يخلق خلقا شرا من الكلب وان الناصب أهون على الله تعالى من الكلب " وما رواه فيه أيضا عن خالد القلانسي قال : " قلت لأبى عبد الله ( عليه السلام ) ألقى الذمي فيصافحني ؟ قال امسحها بالتراب أو بالحائط . قلت فالناصب ؟ قال اغسلها " 0
وعن الوشاء عن من ذكره عن الصادق ( عليه السلام ) " انه كره سؤر ولد الزنا وسؤر اليهودي والنصراني والمشرك وكل من خالف الإسلام ، وكان اشد ذلك عنده سؤر الناصب " 0
ورواية علي ابن الحكم عن رجل عنه ( عليه السلام ) وفيها " لا تغتسل من ماء غسالة الحمام فانه يغتسل فيه من الزنا ويغتسل فيه ولد الزنا والناصب لنا أهل البيت وهو شرهم "0
وما رواه الصدوق في العلل في الموثق عن عبد الله ابن آبي يعفور عن الصادق ( عليه السلام ) في حديث قال فيه بعد أن ذكر اليهودي والنصراني والمجوسي قال : " والناصب لنا أهل البيت وهو شرهم ، إن الله لم يخلق خلقا انجس من الكلب وان الناصب لنا أهل البيت لا نجس منه "0(4/152)
ولجملة من أصحابنا في هذا المقام حيث نقلوا عن ابن إدريس القول بنجاسة من لم يعتقد الحق عدا الستضعف وعن المرتضى القول بنجاسة غير المؤمن وزيفوا لهما حججاً واهية كلام واه في الجواب عن ذلك لا يستحق النظر اليه كما لا يخفى على من تأمل فيما ذكرناه وتدبر ما سطرناه فانه هو الحجة في المقام لا ما زيفه أولئك الأعلام 0
( الأول ) لا يخفى انه على تقدير القول بالنجاسة كما اخترناه فلو ألجأت ضرورة التقية إلى المخالطة جازت المباشرة دفعاً للضرر كما أوجبته شرعية التقية في غير مقام من الأحكام إلا انه يتقدر بقدر الضرورة فيتحرى المندوحة مهما أمكن . بقي الكلام في انه لو زالت التقية بعد المخالطة والمباشرة بالبدن والثياب فهل يجب تطهيرها أم لا ؟ إشكال ينشأ من حيث الحكم بالنجاسة وانما سوغنا مباشرتها للتقية وحيث زالت التقية فحكم النجاسة باق على حاله فيجب إزالتها إذ لا مانع من ذلك ، ومن حيث تسويغ الشارع المباشرة وتجويزه لها أو لا، فما آتي به من ذلك أمر جائز شرعا وهو حكم الله تعالى في حقه تلك الحال وعود الحكم بالنجاسة على وجه يوجب التطهير بعد ذلك يحتاج إلى دليل ، وبالجملة فالمسألة لا تخلو عندي من نوع توقف لعدم الدليل الظاهر في البين والاحتياط فيها ظاهر . والله العالم .
ويقول أيضاً في الحدائق الناضرة ج 22 ص 510 : ما لو أوصى بعتق رقبة مؤمنة وجب ، فإن لم يجد أعتق من لا يعرف بنصب والمرد بالمؤمنة هو الإيمان الخاص ، وهو القول بإمامة الأئمة الاثنى عشر عليهم السلام وأنه مع تعذر ذلك يعتق من لا ينصب ، والمراد بهم المستضعفون ، والجاهلون بأمر الإمامة ، وهم أكثر الناس في زمان الأئمة عليهم السلام كما استفاضت به الأخبار من تقسيم الناس يومئذ إلى الأصناف الثلاثة ، مؤمن ،(4/153)
وضال وهو من لا يعرف ولا ينكر ، وكافر ، وهو من أنكر الولاية ، وقد تقدم تحقيق ذلك في مواضع ، ولا سيما في كتاب الطهارة ، وهذا القسم أعنى أهل الضلال مما صرحت الأخبار بأنهم من المسلمين ، وليسوا بالمؤمنين ، ولا الكافرين ، وأنهم في الدنيا يعاملون بمعاملة المسلمين ، وتجرى عليهم أحكام الإسلام ، وفي الآخرة من المرجئين لامر ا لله ، إما يعذبهم ، وإما يتوب عليهم ، بل ربما دلت بعض الأخبار على دخولهم الجنة بسعة الرحمة الإلهية ، وأما المنكرون للإمامة وهم المشار اليهم في الأخبار بالنصاب ، فهم من الكفار الحقيقيين ، خلافاً للمشهور بين علمائنا المتأخرين ، ولتحقيق المقام محل آخر .
حسين العصفور وتعريف الناصب
يقول في كتابه " المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية " ص145 وما بعدها : وأما تحقيق الناصب فقد كثر فيه القيل والقال ، وإتسع المجال والتعرّض للأقوال ، وما يرد عليها وما يثبتها ليس هذا محله بعد ما عرفت كفر مطلق المخالف فما أدراك بالناصب ، والذي جاء فيه الآيات والروايات أنه المشرك والكافر ، بل ما من آية من كتاب الله فيها ذكر الشرك إلا كان هو المراد منها والمعنّي بها 0
وأما معناه الذي دلّت الأخبار فهو ما قدمناه هو تقديم غير علي (ع)، على ما رواه ابن إدريس في مستطرفات السرائر ، نقلاً عن كتاب مسائل الرجال بالإسناد إلى محمد بن موسى قال : كتبت اليه – يعني علي محمد(ع) – عن الناصب ، هل يحتاج في إمتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت وإعتقاد إمامتهما ؟ 0 فرجع الجواب : من كان على هذا فهو ناصب 0
وما في شرح نهج البلاغة للراوندي عن النبي ( أنه سئل عن الناصب بعده ، قال : من يُقدّم على غيره 0(4/154)
وأما تفسيره بمن أظهر العداوة لأهل البيت – كما عليه أكثر علمائنا المتأخرين – فمما لم يقم عليه دليل ، بل في الأخبار ما ينفيه 0 ففي عقاب الأعمال والعلل وصفات الشيعة بأسانيد إلى عبد الله بن سنان ، والمعلّى بن خنيس عن أبي عبد الله(ع) قال : ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت ، لأنك لا تجد أحداً يقول : أنا أُبغض محمداً وآل محمد، ولكن الناصب من نصب لكم ، وهو يعلم أنكم تتولوننا وأنكم من شيعتنا 0 وظهوره في نفي ما إعتمدوه واضح 0
نعم ، ربما يتراءى المخالفة بين هذه الأخبار ، وبين خبري السرائر وشرح النهج ، لأن هذه بإشتراط العداوة إلى شيعتهم ، والإكتفاء في تينك الروايتين مجرد تقديم الغير –عليه السلام- ، والذي ظهر لنا أنه لا منافاة بينهما لقيام الأدلة من العامة والخاصة على التلازم بين ذلك التقديم ، ونصب العداوة لشيعتهم 0
وبالجملة من تأمل أحوالهم وإطلّع على بعض صفاتهم وطريقتهم في المعاشرة ظهر له ما قلناه 0 فإنكاره مكابرة لما إقتضت العادة به ، بل أخبارهم – عليهم السلام – تنادي بأن الناصب هو ما يُقال له عندهم سنياً 0
ففي حسنة بن أُذينة المروية في الكافي ، والعلل عن أبي عبد الله(ع) قال : ما تروي هذه الناصبة ؟0قلت : جعلت فداك في ماذا ؟ 0 فقال : في أذانهم وركوعهم وسجودهم 00 الحديث
ولا كلام في أن المراد بالناصبة فيه هم أهل التسنن الذين قالوا : إن الأذان رآه أُبي بن كعب في النوم 0 فظهر لك أن النزاع والخلاف بين القائلين بهذه المذاهب الثلاثة – أعني مجرد التقديم ونصب العداوة لهم (ع) كما إعتمده محمد أمين في الفوائد المدنية ، ونصب العداوة لهم (ع) ، كما هو إختيار المشهور خلاف لفظي لما عرفت من التلازم بينها 0
وقد صرّح بهذا جماعة من المتأخرين ، ومنهم المحقق نور الدين أبي الحسن الموسوي في الفوائد المكية ، وإختاره شيخنا يوسف في الشهاب الثاقب 0
نعمة الله الجزائري وتعريف الناصب(4/155)
يقول الجزائري في كتابه " الأنوارالنعمانية" ج2 ص 206 –207 : وأما الناصبي وأحواله فهو مما يتم ببيان أمرين :
(الأول) في بيان معنى الناصب الذي ورد في الأخبار أنه شر من اليهودي والنصراني والمجوسي 0
وأنه كافر نجس بإجماع علماء الإمامية 0
فالذي ذهب اليه أكثر الأصحاب هو أن المراد به : من نصب العداوة لآل بيت محمد ( وتظاهر ببغضهم كما هو الموجود في الخوارج وبعض ما وراء النهر ، ورتبّوا الأحكام في باب الطهارة والنجاسة والكفر والإيمان وجواز النكاح وعدمه على الناصبي بهذا المعنى 0
وقد تفطن شيخنا الشهيد الثاني 00 من الإطلاع على غرائب الأخبار ، فذهب إلى أن الناصبي : هو الذي نصب العداوة لشيعة أهل البيت (ع) وتظاهر بالوقوع فيهم 0
كما هو حال أكثر مخالفينا في هذه الأعصار في كل الأمصار 0 وعلى هذا فلا يخرج من النصب سوى المستضعفين منهم والمقلدين والبُله والنساء ونحو ذلك وهذا المعنى الأول 0
ويدل على ما رواه الصدوق في كتاب علل الشرائع بإسناد معتبر عن الصادق (ع) قال : ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت ، لأنك لا تجد رجلاً يقول : أنا أُبغض محمداً وآل محمد ، ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا وأنكم من شيعتنا 0 وفي معناه أخبار كثيرة 0
وقد روي عن النبي ( : أن من علامة النواصب تقديم غير علي عليه0
وهذه خاصة شاملة لا خاصة ، ويمكن إرجاعها أيضاً إلى الأول ، بأن يكون المراد تقديم غيره عليه إنما نشأ من تقليد علمائهم وآبائهم وأسلافهم ، وإلا فليس الإطلاع والجزم بهذا سبيل 0
ويؤيد هذا المعنى أن الأئمة (ع) وخواصهم أطلقوا لفظ الناصبي على أبي حنيفة وأمثاله ، مع أن أباحنيفة لم يكن ممن نصب العداوة لأهل البيت (ع) ، بل له إنقطاع اليهم ، وكان يُظهر لهم التودد0 نعم كان يخالف آراءهم ويقول : قال علي وأنا أقول 0(4/156)
ومن هذا يقوي قول المرتضى ، وابن إدريس ، وبعض مشايخنا المعاصرين بنجاسة المخالفين كلهم نظراً لإطلاق الكفر والشرك عليهم في الكتاب والسنة فيتناولهم هذا اللفظ حيث يُطلق 0
ويقول أيضاً في كتابه: نور البراهين ج 1 ص 57 : النصوص متظافرة في الدلالة على أنهم مخلدون في النار ، وان إقرارهم بالشهادتين لا يجديهم نفعاً إلا في حقن دمائهم وأموالهم(1)[519]) وإجراء أحكام الإسلام عليهم . روى عنه صلى الله عليه وآله أنه قال : ولاية أعداء علي ومخالفة علي سيئة لا ينفع معها شي إلا ما ينفعهم بطاعاتهم في الدنيا بالنعم والصحة والسعة ، فيردوا الآخرة ولا يكون لهم إلا دائم العذاب . ثم قال : إن من جحد ولاية علي عليه السلام لا يرى بعينه الجنة أبداً إلا ما يراه مما يعرف به أنه لو كان يواليه لكان ذلك محله ومأواه ، فيزداد حسرات وندامات . وروى المحقق الحلي في آخر السرائر مسنداً إلى محمد بن عيسى قال : كتبت اليه أسأله عن الناصب هل احتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاد إمامتهما ؟ فرجع الجواب : من كان على هذا فهو ناصب . وروى المصنف طاب ثراه في كتاب العلل : أن الناصب من كره مذهب الامامية ولا شك أن جلهم بل كلهم ناصب بالمعنيين ، وتواترت الأخبار وانعقد الإجماع على أن الناصب كافر في أحكام الدنيا والآخرة 0
__________
(1) 519]) هذا إذا كان الشيعة في دار التقية ، أما إذا حكموا البلاد فإنهم يقتلون أهل السنة ويسلبونهم أموالهم ، كما يحدث الآن بالنسبة للمسلمين السنة في إيران تحت نيران حكم الآيات 0 وقد فصّلنا هذا في مبحث " استباحة دماء أهل السنة وأموالهم " من هذا الفصل 0(4/157)
وللوقوف على أحكام النواصب والناصبي وغير ذلك من المصلحات التي يستعملها الشيعة معبرين بها عن أهل السنة الرجاء مراجعة المراجع التالية ولم أذكر كافة مصادرهم بل ذكرت القليل جداً منها حفاظاً على وقت فضيلة الشيخ القرضاوي ، وإن كنت قد ذكرت في هذا الفصل النزر اليسير ، وإلا فذكر الأحكام الفقهية والعقدية أكبر من أن يستوعبها هذا الفصل ، بل تحتاج إلى كتاب مستقل :
المقنع : 307 ، 331 0
المقنعة : 105 ، 377 ، 500 ، 545 ، 778 ، 105، 500 0
المسائل الصاغانية : 62 ، 83 ، 87 ، 93 ، 97 ، 105 ، 113 ، 113 0
رسائل المرتضى ج 1 : 400 ، 398 0ج 2 : 288 0ج 3 : 146 0ج 4 : 39 0
النهاية : 5 ، 112 ، 570 ، 458 0
المبسوط ج 1 : 3 ، 155 0ج 7 : 162 ، 185 0
الاقتصاد : 191 0
المهذب ج 1 : 129 0ج 2 : 488 ، 507 ، 188 0
السرائر ج 1 : 26 0ج3 : 583 ، 606 ، 607 0
شرائع الإسلام ج 1 : 12 ، 32 0ج2 : 400 ، 525 ، 529 0ج 3 : 639 0
المعتبر ج 2 : 766 0
المختصر النافع : 180 0
الرسائل التسع : 277 ، 278 0
الجامع للشرايع : 226 ، 417 0
كشف الرموز ج 2 : 150 ، 349 ، 350 0
- قواعد الأحكام ج 2 : 96 ،153 0
قواعد الأحكام ج 3 : 193 ، 308 0
مختلف الشيعة ج 1 : 120 0ج 4 : 20 ، 21 ، 322 0
منتهى المطلب ج 1 : 148 ، 152 ، 160 0ج 3 : 224 0
تذكرة الفقهاء ج 1 : 68 0ج 7 : 111 0
إرشاد الأذهان ج 1 : 141، 142 0ج 2 : 11 ، 100، 106
إيضاح الفوائد ج 3 : 464 0ج 4 : 127 0
الدروس ج 1 : 105، 255 0ج 2 : 188 ، 394 ، 410 0
الذكرى : 54 ، 280 0
المهذب البارع ج 1 : 131 0ج 3 : 60 ، 301 ، 303 0ج 4 : 161 ، 163 0
جامع المقاصد ج 1 : 364 ، 424 0ج 12 : 130 ، 131 ، 135
ج 13 : 15 ، 181 0
شرح اللمعة ج 1 : 141 0ج 4 : 304 0ج 5 : 234 ، 235 0ج 6 : 261 0ج 7 : 201 ، 211 0(4/158)
مسالك الإفهام ج 1 :24 ، 82 ، 265 ، 268 0ج 2 : 147 ، 163 0ج 3 : 110 0ج 6 : 145 ، 212 0ج 7 : 403 ، 404 ، 427 ،432 0ج 10 : 99 0ج 11 : 460 ، 468 ، 469 0ج 12 :158 ، 195 0
مجمع الفائدة ج 1 :283 ، 289 ، 320 0ج 2 :433 ، 436 ، 437 0ج 4 :356 0ج 6 :101 ، 102 ، 134 ، 135 ، 145 0ج 11 : 25 ، 69 ، 70 ، 75 ، 76 ، 81 ، 115 0ج 12 :24 ، 25 ، 30 0
مدارك الأحكام ج 1 :129 0ج 4 :180 0ج 5 : 361 0ج 7 :50 ، 73 ، 74 ، 111 0
نهاية المرام ج 1 : 191 ،201 ، 203 ، 224، 247 0
ذخيرة المعاد ج 1 :144 ، 152 0 ج 2 :329 ، 330 ، 397 0ج 3 :457 ، 477 ، 561 ، 564 ، 568 0
كفاية الأحكام : 110 ، 168 ، 246 0
التحفة السنية :92 ، 268 ، 270 ، 295 0
مشارق الشموس ج 1 : 188 ، 190 ، 278 0ج 2 : 391 ، 392
كشف اللثام ج 1 :306 ، 402 ، 403 0ج 2 :353 ، 354 0ج 3 :364 0ج 4 :144 ، 230 0ج 5 :132 ، 150 ، 151 0
الحدائق الناضرة ج 1 : 27 ، 286 ، 405 ، 498 0ج 3 :405 0
ج 5 :175 ، 177 ، 178 ، 184 ، 185 ، 186 ، 187 ، 188 ، 188 ، 196 0ج 7 :436 0ج 10 : 42 ، 43 ، 44 ، 45 ، 360 ، 361 ، 362 ، 364 ، 375 0ج 11 : 9 ، 75 ، 76 ، 212 0ج 12 : 204 ، 317 ، 323 ، 324 ، 368 ، 378 0ج 13 : 295، 370 0ج 14 : 107 ، 160 ، 161 ، 162 ، 163 ، 165 ، 166 ، 244 ، 245 ، 290 0ج 18 : 148 ، 155 ، 156 ، 157 ، 158 ،159 ، 270 ، 271 ، 291 ، 424 0ج 19 : 464 ، 465 0ج 22 :199 ، 511 ، 560 0ج 23 : 353 0ج 24 :54 ، 59 ، 60 ،64 ، 65 ، 69 ، 89 0ج 25 :255 ، 256 ، 257 ، 259 ،261 0
غنائم الأيام ج 1 : 32 ، 415 ، 417 ، 418 ، 524 ، 525 ، 547 0ج 3 :160 ، 161 ، 472 ، 475 ، 480 0
مستند الشيعة ج 1 : 108 200 ، 204 ، 205 ، 206 ، 227 0ج 6 :18 ، 19 ، 270 0ج 10 :15 ، 16 0ج 11 :53 ، 119 0ج 15 :384 ، 387 ، 388 0(4/159)
جواهر الكلام ج 1 : 115 0ج 6 :56 ، 63 ، 64 ،65 ، 66 ،67 ، 206 ، 359 0ج 10 : 409 0ج 12 : 48 ، 49 ، 50 ، 84 0ج 13 :196 ج15 :386 0ج 16 : 12 ، 13 ، 44 0ج 17 :267 ،268 ، 307 ، 358 ، 359 ، 396 0ج 21 : 345 0 ج22 : 193 0ج 24 :229 0ج 25 : 88 0ج28: 361 ، 394 0ج 30 :36 ، 93 ، 94 ، 97 ، 99 ،102 ، 103 ، 156 ، 157 ، 163 ، 32 : 110 0ج 33 : 270 0ج 35 :346 0ج 36 :82 ، 88 ، 95 ، 96 0ج 41 :17 ، 159 ، 435 ، 436 0
مصباح الفقيه ج 1 :23 0ج 2 :559 ، 564 ، 568 ، 570 ، 571 ، 615 ، 628 0ج 4 :508 ، 601 ، 644 ، 670 0ج 5 :17، 106 0
مستمسك العروة ج 1 : 174 ، 378 ، 387 ، 388 ، 393 ، 396 ، 397 ، 398 ، 418 ، 444 ، 446 ، 463 ، ج 2 : 145 0ج 9 : 437 ، 451 ، 564 0ج 10 : 224 0
فقه الصادق ج 1 :60 ، 146 ، 147 0ج 3 :300 ، 302 ، 303 ، 306 ، 339 0ج 7 :323 ، 343، 344 ، 345 ، 359 ، 373 0ج 9 :209 ، 358 ، 359 ، 360 ، 405 0ج 11 :412 0 ج 13 :119 0ج 21 :441، 447 ، 473 ، 474 ، 475 ، 476 ، 477 0ج 22 :441 0ج 23 : 338 0ج 24 :17 ، 24 ، 25 ، 61 0ج 25 :476 0
مستدرك الوسائل ج 1 : 22 ، ج9 : 142 ، ج12 : 276 ، 322 ، ج14: 440 ، 439 ، 442 ، ج15: 161 ، 162 ، ج19: 229، ج20: 410 ،ج 21 :74 ، 138 ، 139 ، 140 ، 141 ، 142 ، 143 ، 155 0
الإيضاح :217 ، 302 ، 350 ، 427 ، 568 0
الغارات ج 1 :34 ، ج2: 628 ، 781 ، 937 0
الفصول المختارة :27 ، 41 ، 44 ، 54 ، 57 ، 62 ، 78 ، 167 ، 183 ، 185 ، 202، 215 ، 258 ، 269 ، 271 ، 279 ، 281 ، 282 ، 289 ، 322 ، 324 ، 339
الفصول العشرة : 86 0
أوائل المقالات : 285 ، 349 0
تصحيح اعتقادات الإمامية :88 0
المسائل الجارودية :36 ، 37 ، 38 0
الإفصاح :139 ، 159 ، 161 ، 181 ، 207 ، 214 ، 215 ، 217 ، 224 ، 231 0
الإرشاد ج 1 :344 0
الاستنصار :6 ، 20 ، 28 0(4/160)
بحار الأنوار ج 1 :22 0 ج 2 : 5 ، 6 ، 7 ، 10 ، 11 ، 38 0ج 3 : 54 ، ج 5 :229 ، ج 6 :193 ، 252 0ج 7 :190 ، 226 0ج 8 :138 ، 139 ، 180 0ج 9 : 175 ، 284 ، 285 ، 330 ، 334 0ج 10 :377 ، 411 ، 413 ، 420 ، 425 ، 428 ، 446 ، 450 0ج 17 : 123 ، 214 ، 216 0ج 18 :300 ، 354 0ج 22 : 246 ، ج 23 :230 ، ج 24 :18 ، 386 ، 388 0ج 25 :264 ، 265 ، 360 ، 361 0ج 26 :3 ، 9 ، 229 ، 306 ، 307 ، 349 0ج 27 : 3 ، 10 ، 114 ، 115 ، 116 ، 117 ، 118 ، 120 ، 121 ، 199 ، 200 ، 247 ، 315 ، 316 0ج 28 :152 ، ج 32 :218 ، 219 0ج 33 :198 0ج 35 : 51 ، 256 0ج 36 : 33 ، 49 ، 108 ، 184 0ج 37 : 23 ، 25 0ج 38 :229 ، 266 ، 275 ، 277 ، 285 ، 287 0ج 39 : 78 ، 103 ، 104 ، 241 0ج 41 :173 ، 301 0ج 42 :7 0ج 44 :309 0ج 45 :292 0ج 47 :98 ، 312 0ج 50 :288 0ج 51 :222 0ج 52 :78 ، 178 0ج 53 :203 0ج 58 : 81 ، 212 0ج 60 : 88 0ج63 : 14 0ج 63 : 14 0ج 64 : 20 ، 103 ، 107 0210 ، ج 65 :210 ، 244 ، ج 66 : 344 0ج 69 : 209 0 ج 71 : 219 ، 229 ، 379 0ج 72 : 181 ، 409 0ج 78 : 299 0ج 79 : 237 0ج 82 : 264 0 ج 89 : 29 ، 30 0ج 99 :78 0ج 102 : 73 ، 137 ، 204 ، 216 ، 217 ، 251 ، ج 104 :122 ، 135 0ج107: 169 ، 171 0ج 108 :20 ، 86 0ج109 : 11 ، 143 0
إله السنة غير إله الشيعة(4/161)
قد يعجب فضيلة الشيخ القرضاوي من عنوان هذا المبحث ، وربما يصفنا بالغلو أو على أقل تقدير بالتعسّف في هذا العنوان ، ولكن قد يزول عجب فضيلة الشيخ إذا علم بأنني لستُ القائل بهذا ، بل صرّح بهذا عالمهم الكبير المسمى نعمة الله الجزائري في كتابين من كتبه المشهورة عند الشيعة ، وليسأل فضيلة الشيخ المسمى التسخيري إذا كان الجزائري من أنصاف المتعلمين وطلبة العلم أم هو من أكابرهم 0 وصدور هذا الهراء من عالم كبير معتمد عند الشيعة له أهمية كبرى ، لا سيما وأنه نقل ذلك عن أكابر علماء الشيعة ، والجزائري أفصح عن معتقد حاول الشيعة طمسه قديماً وحديثاً ، لكن أبى الله سبحانه وتعالى إلا أن يفضح الشيعة على لسان علمائهم ، والحقيقة أن الجزائري يملك من الشجاعة الأدبية علاوة على الوقاحة العقائدية ما لا يملكه كثير من القدماء والمعاصرين ، وقد ترجمنا للجزائري في كتابنا " الشيعة وتحريف القرآن " ص 88 من الطبعة الأولى ، ولينظر فضيلة الشيخ القرضاوي منزلة هذا الدجال عند علماء الرجال الشيعة 0
يقول الجزائري في كتابه " الأنوار النعمانية " 1/278 – 279 : إنّا لم نجتمع معهم على إله ولا على نبي ولا على إمام ، إن ربهم هو الذي كان محمد ( نبيه وخليفته أبو بكر ، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي ، إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا 0(4/162)
ويقول أيضاً في كتابه نور البراهين1/57 : قال الصدوق (!!!) في تمام ما حكيناه عنه في المباحثة مع علماء الجمهور في مجلس بعض الملوك - لما قالوا له : إننا وأنتم على إله واحد ونبي واحد ، وافترقنا في تعيين الخليفة الأول - : ليس الحال على ما تزعمون بل نحن وأنتم في طرف من الخلاف ، حتى في الله سبحانه والنبي ، وذلك أنكم تزعمون أن لكم ربا ، وذلك الرب أرسل رسولا خليفته بالاستحقاق أبو بكر ، ونحن نقول : إن ذلك الرب ليس رباً لنا ، وذلك النبي لا نقول بنبوته ، بل نقول : إن ربنا الذي نصّ على أن خليفة رسوله علي بن أبي طالب عليه السلام فأين الاتفاق ؟ الثالث : أنهم أخذوا أحكام ربهم عن أبي حنيفة(1)[520]) ، وهو أخذها عن رأيه وقياسه ، فحرّم لهم الحلال وأحلّ لهم الحرام ، فعبدوه من حيث لا يشعرون 0
وقبل أن نناقش هذا الهراء الذي يُعتبر بصدق عن حقيقة الشيعة في هذا المقام ، نستعرض معاً عقيدة اليهود والشيعة في الله سبحانه وتعالى ، لنقارن بين الإعتقادين ومعتقد المسلمين لنصل معاً إلى النتيجة التي وصل اليها الجزائري وهو مُحّق في هذه النتيجة 0
__________
(1) 520]) وهذا كذب واضح على أهل السنة 0(4/163)
المسلمون يصفون الله سبحانه وتعالى بالكمال المطلق وإنه سبحانه وتعالى ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ( ، بينما إله اليهود والشيعة جاهل لا يعلم الشيء إلا بعد حدوثه ، وما قيمة الرب الذي ينتصر عليه أحد من خلقه ، والشيعة يقولون إن الله تعالى نصّ على إمامة علي وبنيه رضوان الله عليهم أجمعين ، بينما عمر رضي الله عنه – حسب إعتقاد الشيعة – بقساوته وغلظه وحقده على آل البيت صرف عنهم الإمامة ، ولا أحب أن أُطيل على فضيلة الشيخ القرضاوي ولنلج إلى موضوع بحثنا لتتضح الرؤية ، وبعد ذلك يراجع فضيلة الشيخ القرضاوي نفسه وليسأل علماء الشيعة : هل هذا حقاً ؟ أم إن الجزائري فيما نقله كذوب في ذلك الزعم ؟ وليراجع الشيخ عقائد الشيعة من خلال مراجعهم ، وليضع تلك العقيدة تحت مجهر البحث والتقصّي ، ليخرج بعد ذلك بالنتيجة التي انتهى اليها الجزائري 0
الله سبحانه وتعالى في عقيدة اليهود جاهل لا يعلم بالشيء إلا بعد حدوثه ، ويعتريه – تعالى عن ذلك علوّاً كبيرا – ما يعتري الإنسان من جهل ونسيان وتعب وضعف وإلى غير ذلك من حالات النقص والضعف 0
والتوراة المحرفة التي بأيدي اليهود مذكور فيها من تلك الحالات الشيء الكثير ، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض النماذج من التوراة المحرّفة 0
جاء في التوراة المحرّفة في سفر التكوين الإصحاح الأول : 24 – 25 – 26 – 31 :
وقال الله تخرج الأرض نفساً حية لجنسها ، بهيمة ودبيباً ووحشية الأرض لجنسها 0 وكان كذلك 0
وصنع الله وحشية الأرض لجنسها ، والبهائم لجنسها ، وكل دبيب الأرض لأجناسه 0 ونظر الله ذلك حسناً 0
ونظر الله كل ما صنع وهو ذا حسناً جداً 0 وكان ليل وكان نهار يوماً سادساً 0
... وجاء في الإصحاح الثاني من نفس السفر : 1 – 2- 3 : وكملت السموات والأرض وكل وحوشها 0
وكمّل الله في اليوم السادس صناعته التي صنع 0 وبارك اليوم السابع واستراح من كل صناعته التي صنع 0(4/164)
وبارك الله اليوم السابع وقدّسه 0 لأن فيه بطل من جميع صناعته التي صنع الله للفعل 0
... وفي الإصحاح السادس من نفس السفر : 5 – 6 – 7 – 8 – 11 – 12 :
ونظر الله أن كثرت سيئات الإنسان في الأرض وكل ضمير حسبانات قلبه سوءاً كل الأيام 0
وتواجد الله لما صنع الناس في الأرض 0 واشتد على خصيصه 0
وقال الله : أمحي الناس الذين خلقت من على وجه الأرض 0 من إنسان إلى بهيمة إلى دبيب إلى طير السماء 0 إذ تواجدت لما صنعتهم 0 وإنفسدت الأرض في حضرة الله وإمتلأت الأرض ظلماً 0
ونظر الله وهو ذا إنفسدت 0 إذ فسد كل بشر طريقه على الأرض 0
... وفي الإصحاح التاسع من نفس السفر : 12 – 13 – 14 – 15 – 16 – 17 - : وقال الله هذه الآية العهد التي أنا جاعل بيني وبينكم وبين كل النفس الحيوانية التي معكم لأجيال الدهر 0
موسى إجعل في الغمام لتكون آية عهد بيني وبين الأرض 0
ويكون عند تغميمي غماماً على الأرض وينظر القوس في الغمام 0
أراعي عهدي الذي بيني وبينكم وبين كل النفس الحيوانية التي معكم من كل البشر 0 ولا يكون أيضاً ماء الطوفان لإهلاك كل بشر 0
ويكون القوس في الغمام وينظر تذكار عهد الدهر بين الله وبين كل النفس الحيوانية من كل البشر الذي على الأرض 0
وقال الله لنوح هذه آية العهد التي تبّث بيني وبين كل البشر على الأرض 0
... وفي سفر الخروج الإصحاح الثاني عشر : 8 – 12 – 13 : كلّم الرّب موسى قائلاً 0000 ثم يذبحه كل جمهور جماعة بني إسرائيل فس العشية ويأخذون من الدم ويجعلون على القائمتين (1)[521]) العتبة العليا في البيوت التي يأكلون فيها 0
إنّي أجتاز في أرض مصر هذه الليلة وأضرب كل بكر في أرض مصر من الناس والبهائم وأصنع أحكاماً بكل آلهة المصريين 0 أنا الله 0
__________
(1) 521]) قائمتا الباب ، ليعر الرب حسب إعتقد اليهود البيوت 0(4/165)
ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي أنتم فيها فأرى الدم وأعبر عنكم فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب أرض مصر 0
... والأسخف من ذلك كله ما ورد في سفر التكوين الإصحاح الثالث: 9 – 10 – 11 : وسمعا صوت الرّب ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار 00 فاختبأ آدم وإمرأته من وجه الرّب الإله في وسط شجر الجنة 0
فنادى الرّب الإله آدم وقال له : أين أنت ؟ 0
فقال : سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأنني عريان فاختبأت 0
فقال له : من أعلمك أنك عريان ؟ 0
... مما سبق يتبين لنا أن الله – جلّ ذكره وتنزّه عن مفتريات اليهود – في عقيدة اليهود جاهل ويحتاج إلى علامات وإشارات تهديه إلى بعض الأمور ، وإنه يخلق الخلق ولا يعلم إن كان خلقه حسناً أم لا ، إلا بعد أن ينظر اليه ، وبدت له أمور لم يكن يعلمها فحزن وأسف على خلقه ، فمحا الله تعالى كل قائم على وجه الأرض 0 وإنه أمر بني إسرائيل بأن يجعلوا على بيوتهم علامات لئلا يهلكهم بطريق الخطأ ، إلى غير ذلك من الإفك والضلال 0
... وقد تسربت تلك العقيدة الفاسدة إلى الدين الشيعي أو بمعنى أصح استعارها الشيعة من اليهود تحت مسمّى البداء ، والبداء عبارة عن : " إستصواب شيء علم بعد أن لم يُعلم (1)[522]) "
... وقد وردت كلمة " البداء " في القرآن الكريم في آيات عديدة ، فمن ذلك قوله تبارك وتعالى : ( فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما ( 0 ( وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ( ، ( وبدا لهم سيئات ما مكروا ( ، ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه ( كل هذه ظهور شيء لم يكن معلوماً لهم من قبل 0
( قد بدت البغضاء من أفواههم وما تُخفي صدورهم أكبر ( ، ( وإن تبدوا ما في أنفسكم أن تُخفوه يحاسبكم به الله ( ، فالإبداء في هذه الآيات الكريمة مقابل للإخفاء 0 ولا يكون بداء إلا بعد خفاء 0
__________
(1) 522]) لسان العرب لإبن منظور 1/187 0(4/166)
... فالبداء هو ظهور شيء كان مجهولاً ، وأما الضلال فزوال شيء كان معلوماً ( أين ما كنتم تدعون من الله قالوا ضلّوا عنا ( وضلّ عنهم ما كانوا يفترون ( ، وأما الغفلة فهي أن لا يعلم ما هو كائن وحادث وحاضر 0
... والإنسان له كل هذه الثلاثة ، لأن الجهل يُحيطه من بين يديه ومن خلفه 0
... وحيث أن الله جلّ جلاله يعلم علماً إجمالياً وعلماً تفصيلياً كل شيء ، كليات الأشياء وجزيئاتها علماً مطلقاً كلياً من الأزل إلى الأبد في طل آن قبل حلقها وبعده على حد سواء في الظهور ، فالبداء والضلال والغفلة في علم الله مُحال مستحيل ممتنع (1)[523]) 0
... والبداء عند الشيعة أن يظهر ويبدوا لله عزّ شأنه أمراً لم يكن عالماً به 0 ومن جهل البداء أو لم يعترف به فليس له حظ ولا نصيب من المعرفة(2)[524]) 0 فالإنسان لا يكون عالماً إلا إذا افترى على الله تعالى ووصفه بالجهل 0
... وربما يكابر بعض الشيعة في إنكار هذا الإعتقاد 0 ومن منطلق الأمانة العلمية ومنهجية البحث ننقل من المصادر المعتدة والموثوقة لديهم ، فهذا الكليني يروي في كتابه " الأصول من الكافي " 1/146 كتاب الحجة ، باب البداء : عن زرارة : ما عُبد الله بشيء مثل البداء 0 فعبادة الشيعة عبادة لرب جاهل ، وكيف يُعبد من هو جاهل ، ولا يعرف مصلحة عباده ؟ وإن كافة أحكامه صادرة من جاهل وبجهل ؟ ولا يتعبد بالجهل إلا جاهل 0
__________
(1) 523]) الوشيعة في نقد عقائد الشيعة لموسى جار الله ص 110 0
(2) 524]) انظر : شبهات حول التشيع لعلي العصفور ص 52 0(4/167)
... وفي رواية ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) : ما عُظّم الله بمثل البداء (1)[525]) 0 وعلّق محقّق الكافي قائلاً : البداء ظهور ما كان خفياً من الفعل بظهور ما كان خفياً من العلم بالمصلحة ، ثم توسع في الإستعمال فأطلقنا البداء على ظهور كل فعل كان الظاهر خلافه ، فيقال بدا له أن يفعل كذا أي ظهر من فعله ما كان الظاهر منه خلافه 0
... فالله جلّ جلاله عند الشيعة يُفاجأ بأشياء لم يكن علمها أو خلاف ما كان يعلمها تعالى الله عن ذلك علّواُ كبيرا ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولن إلا كذبا ( 0
... ذكر الكليني في الكافي 1/148 : عن الريان بن الصلت قال : سمعت الرضا (ع) يقول : ما بعث الله نبياً قط إلا بتحريم الخمر وأن يقرّ لله بالبداء 0
...
فإرسال الله تبارك وتعالى الرُسُل عليهم السلام مشترط بالإعتراف بأن الله جل جلاله جاهل ، وعليهم أن يبثوا ذلك للناس ويعلمونهم إياه 0
... وأيضاً 1/148 : عن مرزام بن حكيم قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : ما تنبأ نبي قط حتى يقرّ لله بخمس خصال : بالبداء والمشيئة والسجود والعبودية والطاعة 0
... وأيضا 1/368 باب كراهية التوقيت : عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر (ع) يقول : يا ثابت إن الله تبارك وتعالى وقد كان وقّت هذا الأمر في السبعين ، فلما أن قتل الحسين صلوات الله عليه إشتد غضب الله على أهل الأرض ، فأخرّه إلى أربعين ومائة ، فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم الستر ولم يجعل الله له بعد ذلك وقتاً عندنا ويمحوا الله ما يشاء ويُثبت وعنده أم الكتاب 0
... فهل يوجد أصرح من هذه الرواية ؟ وبم يُفسّر الشيعة هذا الإفك والضلال ؟ 0
__________
(1) 525]) الكافي 1/146 0(4/168)
... ويقول طيب الموسوي في تعليقه على تفسير القمي 1/39 :قال شيخنا الطوسي في العدّة : وأما البداء فحقيقته في اللغة الظهور كما يقال بدا لنا سور المدينة 0 وقد يستعمل في العلم بالشيء بعد أن لم يكن حاصلاً 0 وذكر سيدنا المرتضى : يمكن حمل ذلك على حقيقته بأن يُقال بدا لله بمعنى ظهر له من الأمر ما لم يكن ظاهراً له ، وبدا له من النهي ما لم يكن ظاهراً له 0
... تقول كتب الشيعة : إن القول بالبداء هو رد لليهود إذ يقولون : إن الله قد فرغ من الأمر 0 وهذا القول من الشيعة خدعة وحيلة في إغفال الجاهل وتقوّل على اليهود باطل 0 وما إستعارت الشيعة عقيدة البداء إلا من أسفار التوراة 0 فدعوى الرد بالبداء كفران للنعمة المستعارة 0
... تقول كتب الشيعة تزخرف قولها : إن البداء منزلته في التكوين منزلة النسخ في التشريع 0 فالبداء نسخ تكويني كما أن النسخ بداء تشريعي 0
... وهذا القول زخرفة إذ لا بداء في النسخ 0 والحكم كان مؤقتاً في علم الله 0 وأجل الحكم وإنتهاء الحكم عند حلول الأجل معلوم لله قبل الحكم فأين البداء ؟ نعم بدا لنا ذلك من الله بعد نزول الناسخ وبعد وقوع المحو ، فالبداء لنا في علمنا لا لله (1)[526]) 0
... ويقول الدكتور موسى الموسوي في كتابه القيم " الشيعة والتصحيح" ص 147 وما بعدها :
__________
(1) 526]) انظر: الوشيعة في نقد عقائد الشيعة ص 110 وما بعدها 0(4/169)
تفسير الخطأ بالخطأ يعني الإستمرار فيه وعدم الخروج منه حتى قيام الساعة ، ومن هنا أود القول إنه لو كانت لبعض علمائنا الشجاعة العلمية وخلوص النية ونقاء الفكر وصفاء الذهن لما ساروا في درب شائك لتفسير كلام موضوع أو جملة موضوعة أو فكرة تتنافى مع أصول العقيدة والبديهيات العقلية معاً ، فالقول بالبداء والإصرار عليه والإبقاء عليه في كتب الزيارات والروايات معاً هو النموذج الأكمل في الإصرار على العزة بالإثم ، وما دامت الحالة هذه ، فطريق الخلاص من الأوهام صعب وعسير والعناية الإلهية لا تشمل قوما قال الله تعالى فيهم : ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ( 0(4/170)
... إن مفهوم البداء غامض عند الأكثرية الساحقة من أبناء الشيعة الإمامية ، بل لا يعرفون شيئاً عن فحواها ، وحتى إذا سألتهم عن معنى الكلمة فهم يُحيرون جواباً ، ولكن مع كل هذا وهو من دواعي الأسف والحزن العميق فيما وصلت اليه حال هذه الأمة بفضل زعاماتها المذهبية أن هناك عشرات الآلاف من الشيعة وإن شئت فقُل مئات الآلاف منهم يكررون الجملة الآتية : السلام عليكما يا من بدا لله في شأنكما 0(مفاتيح الجنان ص 929 ) 0وذلك عندما يدخلون إلى مرقد الإمامين العسكريين في سر من رأى للسلام على الإمامين العاشر و الحادي عشر عند الشيعة 0 إن الشيعة تُردّد هذه العبارات كلما دخلت في صورة آحاد أو جماعات إلى مرقد الإمامين على النقي والحسن العسكري وهي لا تعرف معنى البداء ولا جملة " يا من بدا لله في شأنكما " 0ولا الأسباب التي كانت وراء وضع الجملة تلك ، ولا تعرف الخطورة الكامنة في هذا الكلام الذي فيه إنتقاص من سلطان الله وعلمه وإرادته وحكمته ، ولكن الأدهى من ذلك أنه لم يحدث حتى هذا اليوم أن إنبرى عالم من علمائنا لحذف هذه الجملة من الزيارة أو المنع من قراءتها ، شأنها شأن المئات من العبارات والجمل التي مُلئت كتب الزيارات والروايات وكلها تتناقض كما قلنا أكثر من مرة نع أساس العقيدة وروح الإسلام 0(4/171)
... أما معنى البداء والفكرة التي بين يناياه وما تعنيه في زيارة الإمامين العسكريين هو أن الإمامة حسب التسلسل الموجود في عقيدة الشيعة الإمامية تنتقل من الأب إلى الإبن الأكبر مستثناة من هذه القاعدة الحسن والحسين 0فالإمامة بعد الإمام الحسن إنتقلت إلى الإمام الحسين ، ولم تنتقل إلى الإبن الأكبر للحسن 0 فقد حدث أن إسماعيل وهو الإبن الأكبر للإمام جعفر الصادق الإمام السادس عند الشيعة قد توفي في عهد أبيه فانتقلت الإمامة إلى أخيه موسى بن جعفر الإبن الأصغر للصادق ، وهذا التغيير في مسار الإمامة التي هي منصب إلهي يسمى بداءاً حصل لله تعالى فإنتقلت الإمامة الإلهية بموجبه من إسماعيل إلى موسى بن جعفر ومن ثمّ إلى أولاده ، ولم تأخذ الطريق الطبيعي لها الذي هو إنتقال الإمامة من الأب إلى الإبن الأكبر 0
...
ولكن السؤال المحيّر هنا : لماذا سمي تغيير مسار الإمامة بداءاً ونسبوا شيئاً كهذه إلى الله لإثبات أمر لم يكن إثباته بحاجة إلى إنتقاص من سلطان الله ، الجواب هنا يكمن في تلك الملابسات والظروف التي حصلت في عهد الصراع الأول بين الشيعة والتشيع ، فالإمامة عندما تكون إلهية لا تخضع للإنتخاب المباشر، ولا يتغير مسارها بموت الإمام الشرعي ، فحينئذ تنتقل الإمامة هذه حسب الناموس الإلهي الذي لا يتغير من الأب إلى الإبن ، ولهذا قيلت في الإمامة أنها تكوينية أي لا تخضع لمتغيرات الزمان والمكان ، شأنها شأن العلّة والمعلول الذاتيين الذي لا ينفك أحدهما عن الآخر ، وهذا يعني أن الإمام الأب لا سلطة له في تعيين الإمام الذي سيخلفه لأنه معيّن بإرادة الله 0 ...(4/172)
... وهذا الصراع الفكري حدث بين الشيعة أنفسهم قبل أن يمتد نحو آفاق أوسع قبيل الغيبة الكبرى مباشرة ، وذلك عندما بدأ المذهب الإسماعيلي يظهر على ساحة الأفكار الإسلامية ويُهدّد وحدة الشيعة بالتمزق الداخلي ، وكان المذهب الإسماعيلي يرى أن الإمامة الإلهية مستمرة بالصورة التي أرادها الله منذ الأزل ، وهي في نسل علي وأولاده حسب التسلسل السيني ، وهذا يعني أن الإمام الأب لا سلطة له في تعيين الإمام الذي سيخلفه لأنه معيّن بإرادة الله ، فإذا مات الوريث الشرعي الذي هو إسماعيل فلا يحق لأبيه الصادق لأن يعيّن موسى ابنه الأصغر ، بل تنتقل الإمامة إلى الإبن الأكبر من ظهر إسماعيل ، وبما أن الشيعة تبنت فكرة الإمامة الإلهية بالصورة نفسها ، فلكي تخرج من هذا المأزق قالت بفكرة البداء لكي تلقي مسؤولية إنتقال الإمامة من إسماعيل بن جعفر إلى موسى بن جعفر على الله وليس على الإمام الصادق ولتفنيد العقيدة الإسماعيلية 0 وكما يعلم الجميع فإن الإمامة لا زالت مستمرة عند الإسماعيليين حتى هذا اليوم ، والإمام عندهم حي حاضر ومن نسل إسماعيل ولم يحيدوا عن هذا المنحنى الفكري الذي أملاه عليهم مذهبهم قيد انملة 0(4/173)
... ونعود إلى فكرة البداء ، فنقول : إنها ظهرت في أبان ظهور الفرقة الإسماعيلية التي أخذت تناهض الشيعة وتخرق وحدتها ، ولذلك لا نجد أثراً لفكرة البداء حتى أوائل القرن الثالث الهجري ، وأول إمام يخاطب بشموله للبداء هو الإمام العاشر ومن بعده الحادي عشر ، في حين أنه كان من الأجدر والأولى أن يخاطب الإمام موسى بن جعفر بشموله للبداء حيث كان هو موضوعه ، فلا الإمام موسى ولا ابنه علي الرضا ولا حفيده محمد الجواد قد خُوطبوا بكلمة فيها إشارة إلى حصول البداء بحقهم ، الأمر الذي يؤكد لنا أن اللجوء إلى تبني فكرة البداء إنما حصل عندما أخذ التيار الإسماعيلي يشق طريقه إلى الوجود والظهور في أوائل القرن الثالث الهجري وهو عصر الإمام العاشر والحادي عشر 0
... لقد التجأ بعض أعلام الشيعة إلى البداء حتى يثبتوا تغيير مسار الإمامة من إسماعيل إلى موسى بن جعفر ، في حين أن الإمامة وإنتقالها من كابر إلى كابر وبالصورة التي رسمتها الشيعة قبل عهد الصراع بين الشيعة والتشيع لمتكن بحاجة إلى القول بالبداء ، وتغيير الإرادة الإلهية ، فبوفاة مرشح الإمامة تنتقل الإمامة إلى المرشح الثاني حسب ما يُوصي به الإمام الصادق الذي شاهد وفاة ابنه المرشح للإمامة ، ولا شك أنه قال كلمته في الإمام الذي يتولى شؤون الفتيا والفقه بعده ، وتعيينه الوارث الشرعي فصل الخطاب 0(4/174)
... إن موضوع البداء احتلّ جانباً من الكتب الشيعية ،وأفرد له بعض الأعلام فصولاً أوكتيباً يدافع عن معنى البداء وفحواه ، وإنتهى الجدل ذلك إلى الأبحاث الفلسفية والكلامية التي احتلت أجزاءاً كثيرة من الكتب الكلامية في الإرادة الإلهية وهكذا الآجال الحتمية والمقدّرة والقدر الذي يدفعه الحذر والبلاء الذي تدفعه الصدقات وما إلى ذلك من كلام يعرفه أهل العلم والفضيلة 0 كما أن بعض أعلام الشيعة وجد الحل للخروج من مأزق البداء بالتفصيل بين النسخ التشريعي والنسخ التكويني ، وقال :إن البداء هو النسخ التكوين 0 ولست أدري إن الذين كتبوا في البداء هل وجدوا في الآية الكريمة ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ( 0 حلاً لتلك المعضلة إن كانت معضلة أم لا ؟ 0 ومهما يكن من أمر فإن الذين كتبوا وألّفوا في البداء لم يُضيفوا إلا أوهاماً على أوهام وسفسطة إلى سفسطة ، ولو أنهم وجدوا حل المعضلة بالآية الكريمة التي أسلفناها لكان لهم خير طريق للخروج من مأزق وضعوا أنفسهم فيه ، ولم ينته الأمر بهم للخروج منه إلى الطعن في سلطان الله وإنه تعالى كان يريد شيئاً ثم بدا له غيره 0
...
...
إستباحة الشيعة لأموال ودماء أهل السنة(4/175)
... أموال أهل السنة ودمائهم مباحة عند الشيعة حسب الروايات التي ذكروها عن أئمتهم في كتبهم المعتمدة 0 وإن عدم قيامهم بذلك في العصر الحاضر يعود إلى أنهم في هدنة مع المسلمين إلى أن يقوم قائمهم المهدي 0 وبإستقراء التاريخ نجد أن كلما قامت لهم دولة عملوا بتلك الأحقاد الدفينية ، فنجد أيام دولة العبيديين والصفويين أن أهل السنة تعرضوا للإضطهاد والتنكيل والتشريد ما لم يتعرض له اليهود والنصارى 0 وفي العصر الحاضر عندما قامت لهم دولة بقيادة المسمّى بالخميني ، نجد أن دولة الآيات قامت بنفس العمل الذي قام به العبيديون والصفويون ، ولا يزال أهل السنة في إيران يتعرضون للإبادة ، فكم عالم سني وطالب علم تعرضوا للقتل والتشريد ، ولا تزال مناطق أهل السنة محرومة من أبسط الحقوق بينما اليهود والنصارى وعبدة النار ينعمون بالحرية الدينية والإقتصادية ، ورغم الكثافة السكانية لأهل السنة في طهران إلا أنه لا يوجد لديهم مسجد واحد ، بينما لليهود والنصارى وكافة الملل والنحل لهم أماكن عبادة يقيمون شعائر دينهم 0
...
... والشيعي إذا إستطاع بطريقة ما ، الإستيلاء على أموال أهل السنة ولو قبل قيام مهديهم الموهوم ، فإن ذلك حلال بشرط أداء السحت أو ما يسمونه بـ " الخُمس " إلى مراجع التقليد عندهم 0
... وقد وردت عدة روايات مفتراة على أهل البيت رضوان الله عليهم في هذا الشأن منها :
... عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله (ع) قال : خُذ مال الناصب حيثما وجدته وإدفع الينا الخُمس (1)[527]) 0
... وفي رواية أخرى : " مال الناصب وكل شيء يملكه حلال " (2)[528]) 0
__________
(1) 527]) جامع أحاديث الشيعة 8/532 باب "وجوب الخمس فيما أُخذ من مال الناصب وأهل البغي " 0
(2) 528]) جامع أحاديث الشيعة 8/533 0(4/176)
... ويقول حسين البحراني في " المحاسن النفسانية " 167 : إن الأخبار الناهية عن القتل وأخذ الأموال منهم صدرت تقية أو مناً كما فعل علي (ع) بأهل البصرة 0 فإستناد شارح المفاتيح في إحترام أموالهم إلى تلك الأخبار غفلة واضحة لإعلانها بالمنّ كما عرفت 0 وأين هو عن الأخبار التي جاءت في خصوص تلك الإباحة مثل قولهم (ع) في المستفيض خذ مال الناصب أينما وقعت وإدفع لنا الخُمس، وأمثاله 0 والتحقيق في ذلك كله حلّ أموالهم ودمائهم في زمن الغيبة دون سبيهم حيث لم تكن تقية وإن كل ما جاء عنهم (ع) بالأمر بالكف فسبيله التقية منهم أو خوفاً على شيعتهم 0
... والخميني يجوّز الإستيلاء على أموال أهل السنة ولو كانت بطريقة غير شرعية ، في حين أنه يمنع ذلك من أموال اليهود والنصارى ، فهل يعي الشيخ القرضاوي إلى أي مدى وصل الشيعة في الإستهتار بأموال ودماء أهل السنة ؟! 0
...
... ونضع بين يدي فضيلة الشيخ القرضاوي تقريراً كتبه أحد فضلاء أهل السنة في إيران وهو الأخ الدكتور عبدالرحيم ملا زاده البلوشي ، وذلك لعل الشيخ القرضاوي يُدرك مدى المعاناة التي يشعر بها المسلمون في ظل نظام الآيات ، ولعله ينصح التسخيري ومن يدين بدينه بضرورة إحترام مشاعر المسلمين إسوة باليهود والنصارى في إيران 0
... يقول الدكتور عبدالرحيم البلوشي حفظه الله تعالى : آخر الأخبار التي وصلتنا من بعض الدعاة والعلماء من السنة الذين اضطروا للخروج من جحيم إيران ، والفار بدينهم تفيد ما يلي :(4/177)
إن الأجهزة المخابراتية وجنود إمام الزمان المجهولين فيها إشتد ضغطها على المساجد والمدارس والعلماء وطلاب العلم وأهل الدين والإيمان أكثر من ذي قبل ، وتنفذ في هذا الصدد من البروتوكولات الآياتية الشيطانية ما لم يفعله اليهود بعد في فلسطين المحتلة ، وقد أصبح الناس في خوف دائم على حياتهم وأعراضهم وأموالهم ودينهم ، وأصبحت خطب الجمعة للسنة منحصرة في بيان بعض الأحكام الفقهية التي لا تغني عن شيء ، وأما التعرّض للحديث عن عقيدة الإسلام حسب الكتاب والسنة فقد مُنع منذ زمن بعيد ، هذا فضلاً عن التعرّض للأمور الإجتماعية والفكرية والسياسية و 00
... أضف إلى ذلك أن الخطيب يجب أن يكون ممن توافق أجهزة الأمن على إعتلائه المنبر في المساجد التي ليست للدولة أي مشاركة فيها ، لا في البناء ولا في المصروفات ، ولا في شيء إلا الرقابة والخنق ، فهي تحاول بشتى الطرق أن تجعل المدارس لأهل السنة بؤورة للفساد ، وحتى هؤلاء المشايخ المستضعفون الذين يقومون بالخطابة ، فإن نشر خطبهم بالشريط ممنوع منعاً باتاً في المناطق المهمة ، إذ أنه يعتبر من جملة النشاط الدعوي السني ، وتستدرج المخابرات ( واواك) ومكتب الخامنئي لأمور السنة هؤلاء الأئمة والخطباء الذين لا حول لهم ولا قوة إلى المؤتمرات المشبوهة التي يُقصد منها إهانة السنة وعقيدتهم ،ولا يفسح المجال فيها إلا للجهلة والمنافقين والسذج ليكونوا ومن ورائهم المذهب الذين ينتمون اليه مثار سخرية الناس والمستمعين 0
... هذا في الوقت الذي أغلقت فيه المخابرات الإيرانية المدارس الدينية لأهل السنة في طردستان وشمال شرق إيران ، كحوزة الإمام الشافعي في مهاباد ، والمدرسة الدينية في صالح آباد ( سرخس ) والحوزة العلمية في مدينة مريوان المسماة بدرغاه شيحان 0(4/178)
... كما أن هناك قرى سنية عديدة أُبيدت ومساجدها عن بكرة أبيها واضطر الأهالي للهجرة إما إلى خارج البلد ، وهو بالضبط ما تيرده الدولة ، وإما إلى القرى الشيعية ليعيشوا أذلاء وهم يشهدون الإهانة المتواصلة أو ليتشيعوا بعد ذلك كما حدث منذ 50 سنة في بعض قرى بير جند وقرى زابل 0
... ونذكر على سبيل المثال القى التالية التي أُبيدت حديثاً في شرق خراسان : دولي جلال ، دولي بهلول ، بل خشتي ، خطابي شنغل ، ناري ، قلعة غيري ، هشتان ، كما أن هناك مناطق بلوشية أُبيدت عن بكرة أبيها أيضاً 0 ودمرت القرى التالية وهجرت أكثر من ألفي أسرة منذ (92– 93 ) وهي : حصاروية ، رودماهي ، جناوبة ، شاه رحمان ملوسان ، غرتوت ، حول ، أسبي ، كما أنهم ردموا قنوات المياه بالجرافات ، وقلعوا أشجار التوت والعنب وغيرهما ، وقتلوا أكثر من 10 آلف رأس غنم ، وهذه القرى تبعد قرابة 100 كيلو متر عن مدينة زاهدان عاصمة بلوشستان في مناطق ناروني ، وأما عدد القتلى والمساجين فحدّث ولا حرج ، والوضوع الآن أسوأ من قبل ، والدنار والنهب والخراب نمستمر على أيدي جنود إمام الزمان 0
أما الآن في بلوشستان الإيرانية فقد بدأت المخابرات تبحث بشدة عمن لهم علاقات أو إرتباط أو أي إتصال بالعلماء الذين اضطروا تحت ضغط الحكومة للهجرة من البلد لتتمكن من القبض على هؤلاء وأولئك وتلفّق لهم بعد ذلك التهمة الجاهزة وهي الوهابية أو التجسس تمهيداً لإعدامهم وتصفيتهم كما فعلت في بلوشستان مع الشيخ عبدالعزيز القندابي وقد تكلمنا عنه سابقاً ، وكانت تهمته أنه درس العقيدة الواسطية والعقيدة الطحاوية للطلاب !!! ويالها من تهمة 0(4/179)
... كما طلبت المخابرات الإيرانية (واواك) المدرس الداعية الشيخ ابراهيم الأحراري الذي سجن بسبب إتصال أجرته إذاعة BBC معه ، وحديثه عن إستشهاد د0 أحمد ميرين البلوشي – في وقته – أي في عام 1996 ، وأطلق سراحه أخيراً بكفالة مالية كبيرة ، ولا نشك أنهم سوف يقتلونه إذا إستطاعوا ، ثم طلبته المخابرات وإستجوبته من جديد ، كعادتها الدورية مع جميع طلبة العلم من السنة في إيران ، ومن ضمن الأسئلة التي وجهت اليه :
ما هي علاقتك بـ ( عبدالرحيم ملا زاده ) الذي التجأ إلى لندن ، ومن هم أصدقاؤه وتلاميذه وآراؤه ، ولماذا خرج من إيران ، وماذا يريد ؟0 وبما أن الرجل لم يكن له أي إتصال معه فقد أجاب بالنفي ، ثم طلبت المخابرات منه أن يتصل به ، فأجاب بأن ليس لديه أي إتصال به ، ولا يعرف رقمه ، فقالوا له نحن نعطيك الرقم فإتصل به ، تمهيداً للتجسس والإغتيال ، وعندما رفض الشيخ إبراهيم الأحراري التجسس والتعاون معهم ، هدّدوه وقالوا له : إذا لم تقبل فسنرسلك عند هبدالعزيز الكاظمي ( وهو من السنة الخراسانيين ومن مقيمي زاهدان الذ استشهد رحمه الله عام 1996 ، وقطعوا لحمه كالوحوش ثم رموا جثته بالشارع إرهاباً للناس ولم يعترفوا بقتله علناً ، ولكنهم في المخابرات يفتخرون بهذه الأعمال الوحشية ودون تقية ) ، ثم هجم ثلاثة من زبانية إمام الزمان على الشيخ إبراهيم الأحراري وأشبعهوه ضرباً وإهانة كعادتهم مع جميع الدعاة وطلبة العلم من أهل السنة في إيران كلها ، ثم هددوه بالقتل إذا لم يقبل التعاون معهم 0(4/180)
... وبعد ذلك طلبوا شحصاً آخر من السنة وهو الشيخ عبدالغفور لشكرزهي القاضي الوحي من السنة للأحوال الشخصية (1)[529]) ، وطلبوا منه نفس الطلب ، أي الإتصال بملا زاده في لندن ، فلم يقبل ، وقد تم إستجوابه لعدة ساعات وطلبوا منه أن يكتب خلاصة عن حياة صاحبه ، وسألهم إذا كنتم تخافون من الرجل فإنه كان في الداخل ، فلماذا لم تسمحوا له بالعمل وأغلقتم عليه كل مجال كي لا يخرج ؟ ، فقالوا كعادتهم : إنه كان له أهداف أخرى 0
... ثم طلبوا طبيباً بلوشياً ، وهو د0محمد اريش واستجوبوه في نفس الموضوع ، كما أن المخابرات فجّرت عيادته في عام 1992 ، وذلك لأن الحكومة الإيرانية بقيادة مرشد الثورة علي الخامنئي الذي كان في عهد الشاه منفياً في بلوشستان لا تريد أي سني يحقّق أي نجاح ، حاولوا إرهابه ليخرج من البلد ، رغم أنه حاز نجاحاً بارزاً في عمله وهو جراحة العيون 0
... وقد أخبرنا – ونحن مسؤولون أما الله لنقل هذه الأخبار – طبيب سني فقال : والله إن عملاء المخابرات من شيعة زابل ( إسم منطقة ) يسرقون أدوات الجراحة من بين أيدينا أثناء قيامنا بإجراء العلمليات الجراحية ليتسببوا في فشلها وبالتالي في تشويه سمعتنا 0
__________
(1) 529]) مع أن دستورهم الذي لا يساوي قيمة الحبر المكتوب به عندهم ، أعطى للسنة حق العمل طبقاً لفقههم في المحاكم والمدارس وذلك في مناطقهم ، ولما سُئل الأردبيلي المدعي العام في وقته عن ذلك قال : كنا ضعافاً وعملنا بالتقية ، ولسنا مضطرين الآن أن نعمل بها !! أجل هكذا التقية 0(4/181)
... وقد روى طبيب بنغالي هذه الحادثة المؤلمة ، قال : لما كنت في مستشفى خاتم الأنبياء في مدينه زاهدان أُتي بشاب بلوشي سني مصاب في حادث سير ، فأدرت إسعافه ، فما كان من زملائي الأطباء الشيعة إلا أن زجروني ،وقالوا لي : اتركه ليموت ، هذا بلوشي سني 0 هذا كان في بدايات الثورة وفي وقت كانوا بأشد الحاجة إلى وجود السنة في جانبهم ، وأما الآن فإنهم لا يخجلون من إرتكاب أي جرم وحتى هتك الأعراض ، ولولا الحياء لكنا نروي مآسي من هتك الحرمات 0
... أما بعض العلماء والمثقفين والدارسين من السنة ما زالوا رهن الإعتقال ، ونعرف أماكن السجون التي تضمهم ، فهم : مولانا الشيخ إبراهيم دامني الذي لم يقترف جُرماً إلا أنه منع الناس أن يعتنقوا التشيع أو ينتخبوا شيعياً مأجوراً حشّاشاً كنائب عن السنة 0 وإن كانت الدولة أتت من بعد ذلك بالقوة ، ولم يوافق على تعيين إماماً للجمعة في مسجده من أزلام المخابرات ، فحكموا عليه بالسجن بسبعة عشر عاماً ، وما بين فترة وأخرى يُحاكم من جديد ، بعدما دام تعذيبه طوال هذه السنين 0
... والآخرون من المساجين هم : الأخ إقبال الأيوبي من إيرانشهر ، والشيخ أنور هواري ، وفيصل سيباهيان المتخرجان من الجامعة الإسلامية ، وواحد بخش لشكرزهي ، وهؤلاء من شباب جماعة إسلامية كبيرة ، والغريب في الأمر أن أنصار هذه الجماعة يسجنون في إيران وإخوانهم في البلدان العربية لا يزالون يسكتون عن مخازي الجمهورية الطائفية بل يدافعون عنها !! إلى متى هذه المداهنة والمجامة بشأن الدين ؟!
...
نجاسة أهل السنة
... تعتبر الشيعة أهل السنة شرٌ من اليهود والنصارى بل هم أنجاس مثل الكلاب والخنازير وسائر النجاسات الحسّية 0 وقد يعجب فضيلة الشيخ القرضاوي من مثل هذا الكلام ، ولكن عجبه يزول حينما نذكر له ذلك من كتب القوم لعله يراجع موقفه منهم 0(4/182)
ونحن لا نتقوّل عليهم بل نذكر من كتبهم الموثوقة لديهم 0 فهاهو نعمة الله الجزائري يقول يقول في كتابه " الأنوار النعمانية" ج2 ص 306 : " إنه(1)[530]) نجس وإنه شر من اليهودي والنصراني والمجوسي وإنه كافر بإجماع علماء الإمامية 0
ويُضيف في نفس الصفحة : ورتبّوا الأحكام في باب الطهارة والنجاسة والكفر والإيمان وجواز النكاح وعدمه على الناصبي بهذا المعنى 0
قد يتبادر إلى ذهن فضيلة الشيخ القرضاوي أن هذا الكلام صادر عن بعض غلاة الشيعة وإنه لا يمثل عقيدة الشيعة 0 وإن الشيعة في العصر الحاضر يختلفون عن أسلافهم في هذه النظرة إلى أهل السنة 0
والحقيقة إن عقيدة الشيعة منذ أن أرسى عبد الله بن سبأ قواعدها ‘ ‘إلى العصر الحاضر لم تتغير 0 وسوف نحاول إثبات هذه الجزئية بأقوال بعض المعاصرين الذين يصفهم الشيخ القرضاوي بالإعتدال ، ومن أولئك " الخميني" الذي يعتبره الشيخ القرضاوي وكثير من السائرين على نهجه أنه شخصية معتدلة 0
الخميني يقرّ هذه العقيدة بل يُجب إعتقادها لدى مقلديه 0 ونحن لا نتقول أو نقتري عليه فهذا ليس من الأدب في شيء ، إنما نحاكمه بما سطرّه في كتبه 0
يقول الخميني في كتابه "تحرير الوسيلة المجلد الأول ص118 : باب في النجاسات : وأما النواصب والخوارج لعنهم الله تعالى فهما نجسان من غير توّقف ذلك على جحودهما الراجع إلى الرسالة 0
ونسأل فضيلة الشيخ القرضاوي هل أهل السنة يُنكرون رسالة الحبيب المصطفى عليه أفضل السلام وأزكى التسليم ؟ هل الخميني صادق فيما يقول ؟ أم هو كاذب مفتري على المسلمين 0
ويقول الخميني أيضاً في كتابه "زبدة الأحكام" ص52 : وأما النواصب والخوارج لعنهم الله تعالى فهما نجسان 0
__________
(1) 530]) أي الناصبي ، وقد مرّ علينا مفهوم الناصبي عند الشيعة في بداية هذا الفصل 0(4/183)
وإيماناً من الشيعة بتلك القضية جعل المجرم الأثيم الشاه عباس الصفوي لعنه الله تعالى وأخزاه من قبر الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى مكاناً لقضاء الحاجة وقد سبقه في هذا الإجرام جده الشاه إسماعيل حينما أخرج عظام الإمام أبي حنيفة ووضع مكانها كلباً أسوداً 0 وقد ذكر نعمة الله الجزائري في كتابه " الأنوار النعمانية "2/324 : إن السلطان الأعظم شاه عباس الأول لما فتح بغداد أمر بأن يجعل قبر أبي حنيفة كنيفاً 0وقد واقف وقفاً شرعياً بغلتين وأمر بربطهما على رأس السوق ، حتى إن كل من يريد الغائط يركبهما ويمضي إلى قبر أبي حنيفة لقضاء الحاجة 0 وقد طلب خادم قبره يوماً فقال له : ما تخدم في هذا القبر وأبو حنيفة الآن في أسفل الجحيم؟ 0 فقال : إن في هذا القبر كلباً أسوداً دفنه جدك الشاه إسماعيل لما فتح بغداد قبلك فأخرج عظام أبي حنيفة وجعل موضعها كلباً أسوداً فأنا أخدم ذلك الكلب 0(4/184)
ويقول الخوئي - كتاب الطهارة ـ الثاني ج 3 ص 76 : إن كون الناصب أنجس من الكلب لعله من جهة إن الناصب نجس من جهتين وهما جهتا ظاهره وباطنه لان الناصب محكوم بالنجاسة الظاهريه لنصبه كما انه نجس من حيث باطنه وروحه وهذا بخلاف الكلب لان النجاسة فيه من ناحية ظاهره فحسب و " دعوى "(1)[531]) : إن الحكم بنجاسة الناصب بعيد لكثرة النصب في دولة بني أمية ومساورة الأئمة – ع – وأصحابهم مع النصاب حيث كانوا يدخلون بيوتهم كما انهم كانوا يدخلون على الأئمة – ع – ومع ذلك لم يرد شئ من رواياتنا ما يدل على لزوم التجنب عن مساورتهم ولا إن الأئمة اجتنبوا عنهم بأنفسهم فهذا كاشف قطعي عن عدم نجاسة الناصب لأنه لولا ذلك لأشاروا – ع – بذلك وبينوا نجاسة الناصب ولو لأصحابهم وقد عرفت أنه لا عين ولا أثر منه في شئ من رواياتنا " مدفوعة " : بما نبه عليه شيخنا الأنصاري وحاصله إن انتشار أغلب الأحكام إنما كان في عصر الصادقين – ع – فمن الجائز أن يكون كفر النواصب أيضا منتشراً في عصرهما – ع – فمخالطة أصحاب الأئمة معهم في دولة بني أمية إنما كانت من جهة عدم علمهم بنجاسة الناصب في ذلك الزمان و توضيحه : إن النواصب إنما كثروا من عهد معاوية إلى عصر العباسيين لان الناس مجبولون على دين ملوكهم والمرؤوس يتقرب إلى رئيسه بما يحبه الرئيس وكان معاوية يسب أمير المؤمنين – ع – علناً(2)[532]) ويعلن عدواته له جهراً ولأجله كثر النواصب في زمانه إلى عصر العباسيين . ولا يبعد
__________
(1) 531]) أي الذين يقولون بعدم نجاسة الناصب ، والخوئي يعتبر عدم القول بنجاسة الناصب مجرد "دعوى " لا أساس لها ، لذا فإنه يدحض هذا القول ، ويأتي بالدليل على النجاسة وفق عقيدة الشيعة 0
(2) 532]) لم يثبت ذلك تاريخياً ، وإدعاء الشيعة ذلك إنما هو نابع لبغضهم وكرههم لبني أمية ، وإلا فمعاوية رضي الله عنه لا يخفى على أمثاله من الصحابة فضل وعلم أمير المؤمنين رضي الله عنه وأرضاه 0(4/185)
أنهم - ع - لم يبينوا نجاسة الناصب في ذلك العصر مراعاة لعدم تضيق الأمر على شيعتهم فان نجاسة الناصب كانت توقعهم في حرج شديد لكثرة مساورتهم ومخالطتهم معه أو من جهة مراعاة الخوف والتقية فانهم كانوا جماعة كثيرين ومن هنا أخروا بيانها إلى عصر العباسيين حيث انهم كانوا يوالون الأئمة - ع - ظاهرا ولاسيما المأمون ولم ينصب العداوة لأهل البيت إلا قليل . وما ذكرناه هو السر في عدم اجتناب أصحابهم عن الناصب وأما الأئمة بأنفسهم فلم يظهر عدم تجنبهم عنهم بوجه ومعه لا مسوغ لرد ما ورد من الرواية في نجاستهم بمجرد استعباد كفره وان الناصب لو كان نجساً لبينها الأئمة (ع) لأصحابهم و خواصهم .
ويقول محمد صادق الروحاني - فقه الصادق ج 3 ص 302 :
والدليل على نجاسة هذه الطائفة هو الدليل على نجاسة النواصب لأنهم من اظهر افرادهم . ويؤيده ما عن الفضل: دخل على آبي جعفر(ع) رجل محصور عظيم البطن فجلس معه على سريره فحياه به ورجب به فلما قام ( عليه السلام ) هذا من الخوارج كما هو قال : قلت : مشرك ؟ فقال : مشرك والله مشرك . لإطلاق التنزيل .(4/186)
وأما الطائفة الثالثة : فعن غير واحد : دعوى الإجماع على نجاستهم ، ويشهد لها خبر إبن أبي يعفور : إن الله تعالى لم يخلق خلقا انجس من الكلب ، وان الناصب لنا أهل البيت انجس منه . وأورد عليه تارة : بأن النجاسة القابلة للزيادة والنقيصة هي المعنوية ، وإلا فالنجاسة الظاهرية التي ليست حقيقتها سوى الاعتبار لا تقبل الزيادة والنقيصة ، وأخرى بأن طائفة من النصوص تدل على أن غير الإثنا عشرية من فرق المسلمين ممن أزال الأئمة عن مراتبهم هم النواصب . كخبر محمد بن علي بن عيسى : كتبت اليه - أي إلى الهادي - ( عليه السلام ) أسأله عن الناصب هل احتاج في امتحانه إلى اكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاده بإمامتهما ؟ فرجع الجواب : من كان على هذا فهو ناصب . ونحوه غيره . وحيث لا يمكن الالتزام بنجاستهم فيحمل الخبر على ما لا ينافي الإسلام الظاهري المترتب عليه الطهارة كساير الأخبار الدالة على كفرهم .
وثالثة : باختلاط أصحاب الأئمة في دولة بني أمية مع الناصبين مع عدم معروفية تجنبهم عنهم ، بل الظاهر انهم كانوا يعاملون معهم معاملة المسلمين . وفي الجميع نظر : أما الأول : فلأن النجاسة الظاهرية باعتبار آثارها قابلة للشدة والضعف ، ولذا ترى اشتهار إن نجاسة البول اشد من نجاسة الدم . وأما الثاني : فلأن موضوع الحكم بالنجاسة في الخبر هو الناصب لأهل البيت لا مطلق الناصب ، فكون المخالف ناصبياً لا يلزم الاجتناب عنه لا ينافي نجاسة الناصب بالمعني الأخص . واما الثالث : فلأن انتشار اكثر الأحكام إنما يكون من زمان الصادقين عليهما السلام ، فليكن هذا الحكم منها . فتحصل : أن الأقوى دلالة الخبر على النجاسة ، ويؤيدها خبر الفضل عن الإمام الباقر(ع) : عن المرأة العارفة أزوجها الناصب ؟ قال(ع) : لا ،لأن الناصب كافر .
الشيعة ونكاح أهل السنة(4/187)
... على إثر إصدار الشيعة حكم التكفير والضلالة على أهل السنة ، رتبّوا كافة الأحكام الفقهية الناتجة على ذلك الحكم وطبّقوها على أهل السنة 0
... لذا فإننا نراهم لا يجيزون نكاح أهل السنة ، بل إنهم يفضلّون نكاح اليهود والنصارى والمجوس على نكاح أهل السنة 0 لأن أهل السنة عندهم أكفر من اليهود والنصارى 0
... وقد ورد في ذلك عدة روايات ، ونذكر بعض أقوال علمائهم ومروياتهم في ذلك ، لعل فضيلة الشيخ القرضاوي يقتنع بأن الخلاف بين الشيعة والمسلمين في الأصول قبل الفروع 0
... يقول الرافضي حسين العصفور في " المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية " ص 154 : وأما الجواب عن الثانية وهي أنه على القول بكفرهم وتنجيسهم هل التمتع ببناتهم ونسائهم جائز أم لا ؟ 0فالظاهر أن كل من قال بكفرهم ونجاستهم لا إرتياب عنده في المنع من التمتع ببناتهم ونسائهم 0 والظاهر أن عطف نسائهم على بناتهم في كلامه من باب عطف العام على الخاص 0
... وقد ذكر الأصحاب في هذا المقام بالنسبة إلى جواز التمتع من الناصبة المنع إلا أنهم بين قولين : وقائل بالمنع فيها مطلقاً ، وقائل بتقييدها بالمعلية 0 والظاهر أنهم أرادوا بها من تحقّق نصبها بالمعنى الذي ذكرناه عنهم ، وهو نصب العداوة لأهل البيت (ع) دون مطلق المخالفة كما اخترناه ، وهو الحق هنا هو التعميم لدلالة الأخبار على ذلك 0 وممن صرّح بالتعميم المفيد في رسالته المتعة ، والأخبار في ذلك مستفيضه 0(4/188)
... ويقول ص 157 بعد أن إستعرض الروايات الدالة على نكاح أهل السنة : وأنت إذا تأملت هذه الأحاديث من أولها إلى آخرها ، ظهر لك منها الجزم بالتحريم في التمتع بالناصبية على وجه لا يحوم حوله شك ، على أنك عرفت سابقاً أنه ليس الناصب إلا عبارة عن التقديم على علي (ع) غيره ، سواء أعلنت العداوة لهم أو لشيعتهم أم لا ، فتعليق التحريم على الإعلان كما إدّعاه أكثر فقهائنا أو على تحقّق العداوة كما عليه آخرون تقييد لهذه النصوص من غير حاجة 0
... ويقول أيضاً ص 161 : فالقول بالتحريم إن لم يكونوا معلنين بالنصب أو التفصيل بين النساء والرجال ، فيجوز نكاح نسائهم ، ولا يجوز لنسائنا مناكحتهم ضعيف جداً بين ما حققناه ، فإلتزام التحريم في النكاح مطلقاً ودواماً وملك يمين من الجانبين هو المعتمد إلا أن تُوجبه التقية 0(4/189)
... ومن منطلق تحريم الرافضة نكاح أهل السنة ، فإن بعض علماء الرافضة ينكرون أن تكون رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما من بنات النبي ( وانه عليه الصلاة والسلام زوجهما عثمان رضي الله عنه ، كما صرّح بذلك نعمة الله الجزائري في كتابه " الأنوار النعمانية " ج1 ص 80-81 ، و أبو القاسم الكوفي في كتابه " الإستغاثة في بدع الثلاثة " 1/75 ، والأعجب من ذلك ما زعمته الشيعة بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يتزوج أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهما إلا بالإكراه ، وأن علياً رضي الله عنه لم يستطع الرفض ، وأن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه حاول مع علي رضي الله عنه مراراً من أجل الموافقة على ذلك الزواج لكي لا ينتزع عمر من العباس رضي الله عنهما السقاية وزمزم ، وإن عمر إنما تزوج جنّية متمثلة في صورة أم كلثوم رضي الله عنها ، وإن إسم تلك الجنّية : سحيفة بنت جريرية من أهل نجران وهي يهودية ، ذكر ذلك أبو القاسم الكوفي في كتابه " الإستغاثة في بدع الثلاثة " 1/92- 94 ، محمد باقر المجلسي في " بحار الأنوار 42/88 و 106 ، نعمة الله الجزائري في كتابه " الأنوار النعمانية " 1/81 – 84، ويمكن للقارئ الرجوع إلى كتابنا " موقف الشيعة من أهل السنة" 83 – 94 للوقوف على حقيقة هذا الهراء 0
... ورغبة في إختصار الموضوع نذكر بعض الروايات عند الشيعة التي تصرّح بذلك 0
(1) عن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا جعفر (ع) عن المرأة العارفة (1)[533]) هل أزوّجها الناصب ؟ 0
قال :لا ، لأن الناصب كافر 0
قلت : فأزوجها لرجل غير الناصب ولا العارف ؟ 0
فقال : عيره أحبّ إليّ منه (2)[534]) 0
... (2) عن فضيل بن يسار عن أبي عبد الله (ع) قال : لا يتزوج المؤمن الناصبة المعروفة بذلك (3)[535]) 0
__________
(1) 533]) أي المرأة الشيعية 0
(2) 534]) وسائل الشيعة7/431 ، التهذيب للطوسي 7/ 303 0
(3) 535]) وسائل الشيعة 7/423 ، التهذيب 7/302 ، الإستبصار 3/183 0(4/190)
... (3) عن ربعي عن الفضيل بن يسار قال : قال له الفضيل : أتزوج الناصبة ؟
قال : لا ، ولا كرامة 0
قلت : جعلت فداك والله إني لأقول لك هذا ، ولو جاءني بيت ملآن دراهم ما فعلت (1)[536]) 0
... (4) عن عبد الله بن سنان قال : سألت أبا عبد الله (ع) عن الناصب الذي قد عرف نصبه وعداوته هل يزوّجه المؤمن(2)[537]) وهو قادر على ردّه وهو لا يعلم بردّه 0
قال : لا يتزوج المؤمن الناصبة ولا يتزوج الناصب المؤمنة 0 ولا يتزوج المستضعف مؤمنة (3)[538]) 0
... (5) عن الفضيل بن يسار قال : سألت أباعبدالله (ع) عن نكاح الناصب 0
فقال : لا ، والله ما يحل 0
قال فضيل : ثم سألته مرة أخرى، فقلت : جعلت فداك ما تقول في نكاحهم ؟ 0
قال : والمرأة عارفة ؟ 0
قلت : عارفة 0
قال : إن العارفة لا توضع إلا عند عارف (4)[539]) 0
... (6) عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (ع) قال : سأله أبي وأنا أسمع عن نكاح اليهودية والنصرانية 0
فقال : نكاحهما أحبّ إليّ من نكاح الناصبية (5)[540]) 0
... (7) عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) أنه قال : تزوّج اليهودية أفضل 0 أو قال : خير من تزوّج الناصبي والناصبية (6)[541]) 0
__________
(1) 536]) وسائل الشيعة 7/423 0
(2) 537]) يقصد الشيعي 0
(3) 538]) وسائل الشيعة 7/424 ، بحار الأنوار 100/378 ، التنهذيب 7/303 ، الإستبصار 3/183 0
(4) 539]) وسائل الشيعة 7/424 ، الفروع من الكافي 3/350 0
(5) 540]) وسائل الشيعة 7/7/426 ، الفروع من الكافي 3/351 0
(6) 541]) وسائل الشيعة 7/426 ، الفروع من الكافي 3/351 0(4/191)
... (8) عن الحلبي عن أبي عبد الله (ع) أنه أتاه قوم من أهل خراسان من وراء النهر ، فقال لهم : تصافحون أهل بلادكم (1)[542]) وتناكحون ؟ ... إما إنكم إذا صافحتموهم إنقطعت عروة من عرى الإسلام ، وإذا ناكحتموهم إنهتك الحجاب بينكم وبين الله عز وجل (2)[543]) 0
... (9) عن سليمان الحمار عن أبي عبد الله (ع) قال : لا ينبغي للرجل المسلم منكم أن يتزوج الناصبية ، ولا يزوّج ابنته ناصبياً ولا يطرحها عنده(3)[544]) 0
... (10) عن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا جعفر (ع) عن المرأة العارفة هل أزوّجها الناصب ؟
قال : لا ، لأن الناصب كافر (4)[545]) 0
... (11) عن فضيل بن يسار عن أبي عبد الله (ع) قال : ذكر النصّاب 0
فقال : لا تناكحهم ولا تأكل ذبيحتهم ولا تسكن معهم (5)[546]) 0
... (12) عن يونس عن أبي عبد الله (ع) قال : لا تُزوّج المنافقة على المؤمنة ، وتزوّج المؤمنة على المنافقة (6)[547]) 0
... (13) عن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا جعفر (ع) عن مناكحة الناصب والصلاة خلفه 0
فقال :لا تناكحه ولا تصل خلفه(7)[548]) 0
... (14) عن عبد الله بن بكير عن التفضيل بن يسار قال : قلت لأبي جعفر (ع) : إن لامرأتي أختاً مسلمة لا بأس برأيها وليس بالبصرة أحد ، فما ترى في تزويجها من الناس ؟ 0
فقال : لا تزوجها إلا ممن هو على رأيها ،وتزويج المرأة التي ليست بناصبة لا بأس به (8)[549]) 0
الصلاة خلف أهل السنة
__________
(1) 542]) أي أهل السنة 0
(2) 543]) وسائل الشيعة 7/426 ، الفروع منالكافي 3/352 0
(3) 544]) وسائل الشيعة 7/426 0
(4) 545]) وسائل الشيعة 7/427 ، الإستبصار 3/184 0
(5) 546]) وسائل الشيعة 7/427 ، التهذيب 7/303 ، الإستبصار 3/184 0
(6) 547]) وسائل الشيعة 7/434 0
(7) 548]) بحار الأنوار 100/378 0
(8) 549]) بحار الأنوار 100/378 0(4/192)
الشيعة لا تُجوّز الصلاة خلف أهل السنة ، إلا ما كانعن تقية يتقي بها الشيعي أهل السنة ، حيث إن السني عند الشيعة كافر نجس 0
ولق وردت روايات كثيرة في هذا الشأن ، نُتخف فضيلة الشيخ القرضاوي ببعضها لعله يعي حقيقة الشيعة تجاه أهل السنة 0
(1) عن زرارة قال : سألت أبا جعفر (ع) عن الصلاة خلف المخالفين 0
فقال : ما هم عندي إلا بمنزلة الجدار (1)[550]) 0
... (2) عن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن مناكحة الناصب والصلاة خلفه 0
فقال : لا تناكحه ولا تصل خلفه (2)[551]) 0
... (3) عن علي بن سعد البصري قال : قلت لأبي عبدالله (ع) إني نازل في بني عدي ، ومؤذنهم وإمامهم وجميع أهل المسجد عثمانية (3)[552]) يبرؤون منكم ومن شيعتكم ، وإني نازل فيهم ، فما ترى الصلاة خلف الإمام ؟ 0
قال : صل خلفه 0
قال :قال : وإحتسب بما تسمع 0 ولو قدمت البصرة وسألت الفضيل إبن يسار ، وأخبرته بما أفتيتك ، فخذ بقول الفضيل ودع قولي 0
فقال : هو أعلم ، لكني سمعته وسمعت أباه يقولان : لا تعتد بالصلاة خلف الناصب ، وإقرأ لنفسك كأنك وحدك 0
__________
(1) 550]) وسائل الشيعة للحر العاملي ج3 ص 429 ، الكافي 3/373 ، التهذيب للطوسي 3/266 الحدائق الناضرة للبحراني10/5 و 11/77 ، الوافي للفيض الكاشاني 5/ 164 0مجمع الفائدة للأردبيلي 3/247 ،الإمام علي للهمداني 193، مستند الشيعة للنراقي 8/26 ، جواهر الكلام للجواهري 13/196 ، بحوث في الفقه للإصفهاني 1/213 ، مستمسك العروة الوثقى لمحسن الحكيم 7/318 ، فقه الصادق 6/226 ، وانظر الإجتها والتقليد للخوئي 1/287 0
(2) 551]) وسائل الشيعة 3/383 وقال : هذا مخصوص بغير وقت التقية ، نوادر الأشعري 130 ، بحار الأنوار 100/378 ، مستدرك الوسائل 2/585 0
(3) 552]) يقصد أهل السنة 0(4/193)
قال : فأخذت بقول الفضيل وتركت قول أبي عبدالله (ع) (1)[553]) 0
... (4) عن إسماعيل الجعفي قال : قلت لأبي جعفر (ع) : رجل يحب أمير المؤمنين ولا يبرأ من عدوه (2)[554]) ويقول هو أحبّ إليّ ممن خالفه 0
قال : هذا مُخلّط وهو عدو ، لا تصل خلفه ولا كرامه إلا أن تتقيه (3)[555]) 0
... (5) عن زرارة قال : قلت لأبي عبدالله (ع) : أكون مع الإمام ، فأفرغ من القراءة قبل أن يفرغ ؟0
قال : إبق آية ومجّد الله وإثن عليه ، فإذا فرغ فإقرأ الآية وإركع (4)[556]) 0
(6) عن إسحاق بن عمار عمن سأل أبا عبدالله (ع) قال : أُصلّي خلف من لا أقتدي به ، فإذا فراغت من قراءتي ولم يفرغ هو ؟
قال : فسبّح حتى يفرغ (5)[557]) 0
... (7) عن الحلبي عن أبي عبدالله (ع) قال : إذا صليت خلف إمام لا تقتدي به فإقرأ خلفه ، سمعت قراءته أو لم تسمع (6)[558]) 0
... (8) عن حمران بن أعين قال : قلت لأبي جعفر (ع) : جعلت فداك إنّا نصلّي مع هؤلاء يومالجمعة ، وهم يصلّون في الوقت ، فكيف نصنع ؟ 0
فقال : صلّوا معهم 0
فخرج حمران إلى زرارة فقال له : قد أمرنا أن نصلّي معهم بصلاتهم 0
فقال زرارة : ما يكون هذا إلا بتأويل 0
فقال له حمران : قم حتى نسمع منه 0
__________
(1) 553]) الحدائق الناضرة 7/73 ، التهذيب للطوسي 3/28 وسائل الشيعة 3/429 0
(2) 554]) يقصد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ، حيث إن الرافضة يزعمون أن المحبة لآل البيت لا تصح إلا بالبراءة من الصحابة ، لأنهم – على حد زعمهم – إغتصبوا الخلافة 0
(3) 555]) تهذيب الأحكام 3/28 ، وسائل الشيعة 3/389 ، من لا يحضره الفقيه 1/249 0
(4) 556]) الكافي 3/373 ، وسائل الشيعة 3/432 ، التهذيب 3/39 ، الوافي 5/163 0
(5) 557]) الكافي 3/373 ، وسائل الشيعة 3/432 ، الوافي 5/163 0
(6) 558]) الكافي 3/373 ، التهذيب 3/35 ، الحدائق الناضرة 11/74 ، وسائل الشيعة 3/429 ، الإستبصار للطوسي 1/429 ، الوافي 5/163 0(4/194)
قال : فدخلنا عليه 0 فقال له زرارة : جعلت فداك إن حمران زعم أنك أمرتنا أن نصلّي معهم فأنكرت ذلك 0
فقال لنا : كان علي بن الحسين (ع) يصلّي معهم الركعتين فإذا فرغوا فأضاف اليهما ركعتين (1)[559]) 0
... فأي دين أو مذهب يُربّي أتباعه على النفاق والمداراة مثل الشيعة ، حتى أصبح النفاق والرياء من خصائص دين الشيعة 0
... (9) عن يعقوب بن يقطين قال : قلت لأبي الحسن (ع) : جعلت فداك تحضر صلاة الظهر ، فلا نقدر أن ننزل في الوقت حتى ينزلوا وننزل معم ، فنصلّي ثم يقومون فيسرعون ، فنقوم فنصلّي العصر ونُريهم كأنا نركع ، ثم ينزلون العصر فيقدموننا فنصلّي بهم ؟ 0
فقال : صلّ بهم ، لا صلّى الله عليهم (2)[560]) 0
... عن إسحاق بن عمار قال : قلت لأبي عبدالله (ع) إني أدخل المسجد فأجد الإمام قد ركع وقد ركع القوم فلا يمكنني أن أُذّن وأُقيم وأُكبّر ؟ 0
فقال لي : فإذا كان ذلك ، فأُدخل معهم في الركعة وإعتدّ بها فإنها من أفضل ركعاتك 0
قال إسحاق : فلما سمعت اذان المغرب وأنا على بابي قاعد قلت للغلام : انظر أقيمت الصلاة ؟ 0 فجاءني فقال : نعم 0 فقمت مبادراً ، فدخلت المسجد فوجدت الناس قد ركعوا ، فركعت مع أول صف أدركته واعتددت بها ، ثم صليت بعد الإنصراف أربع ركعات ثم إنصرفت
وتزعم الشيعة أن الصلاة خلف أهل السنة تقية ونفاق في الصف الأول تعادل في أجرها كمن صلّى خلف النبي ( ، وفات واضع هذه الرواية أن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين قد نالوا الأجر العظيم بصلاتهم خلف رسول الله ( ، ولا أعتقد أن الرافضة يعتقدون بهذا 0
... عن الحلبي عن أبي عبدالله (ع) قال : من صلّى معهم في الصف الأول كان كمن صلّى خلف رسول الله ( (3)[561]) 0
__________
(1) 559]) الكافي 3/375 ، الحدائق الناضرة 11/77 ، الوافي 5/164 0
(2) 560]) الكافي 3/279 ، الحدائق الناضرة 11/74 ، الوافي 5/ 164 0
(3) 561]) الكافي 3/380 ، الحدائق الناضرة 11/71 0(4/195)
... وفي إعتقاد الرافضة أن الشيعي إذا صلّى في بيته ثم أتى مسجداً من مساجد المسلمين فصلّى معهم فيسلب حسنات الجميع ، ولا أدري بأي منطق أم بأي عقيدة يمكن للعاقل أن يُصدّق هذا الهراء ؟0
... عن الحسين بن عبدالله الأرجائي عن أبي عبدالله (ع) قال : من صلّى في منزله ثم أتى مسجداً من مساجدهم فصلّى معهم ، خرج بحسناتهم (1)[562]) 0
الصلاة على موتى أهل السنة
... نظراً لتكفير الشيعة لأهل السنة فإنهم لا يجوزون الصلاة عليهم، ولكن إذا إضطرتهم التقية إلى فعل ذلك ، فإنهم في صلاتهم يدعون عليه بالويل والثبور والعذاب وتسليط الهوام عليه ، نسأل الله العظيم أن لا يحوج المسلمين إلى صلاة الشيعة عليهم 0
واليك أقوال علمائهم الذين صرّحوا بهذا المعتقد لئلا يتهمنا البعض بأننا نلقي الكلام على عواهنه دون دليل أو برهان 0
__________
(1) 562]) الكافي 3/381 ، الحدائق الناضرة 11/72 ، من لا يحضره الفقيه 1/265 ، بحار الأنوار 5/164 0(4/196)
1- الشهيد الأول- الذكرى ص 60 : فيه وإن كان ناصبياً فليقل ما رواه عامر بن السمط عن الصادق ( ع ) إن منافقاً مات فخرج الحسين ( ع ) فقال مولى له افر من جنازته0 فقال: قم عن يميني فما تسمعني أقول فقل مثله0 فلما أن كبّر عليه وليّه 0قال الحسين ( ع ) الله أكبر اللهم العن عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة اللهم أخر عبدك في عبادك وبلادك واصله حر نارك أذقه اشد عذابك فإنه كان يتوالى أعداءك ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك 0 ونحوه رواية صفوان الجمال عن الصادق ( ع ) في القضية بعينها فقال فيها فرفع يده يعني الحسين ( ع ) وعن الحلبي عنه ( ع ) اللهم إن فلاناً لا نعلم إلا أنه عدو لك ولرسولك اللهم فاحش قبره نارا واحش جوفه نارا وعجله إلى النار فإنه كان يتولى أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك اللهم ضيق عليه قبره وذكر ابن أبى عقيل أن ذلك المنافق سعيد بن العاص0 فإذا رفع فقل اللهم لا ترفعه ولا تزكه وعن محمد بن مسلم عن أحدهما ( ع ) أن كان جاحدا للحق فقل اللهم إملأ جوفه ناراً وقبره ناراً وسلّط عليه الحيات والعقارب قاله أبى لامرأة سوء من بني أمية وزاد واجعل الشيطان لها قريناً 0 فسأله محمد بن مسلم لأي شئ قال : تعضضها الحيات وتلسعها العقارب والشيطان يقارنها في قبرها0 قال : أو لم تجد ألم ذلك؟ 0 قال نعم 0
2 –المفيد: المقنعة ص 229 :إن كان ناصباً فصلّ عليه تقية ، وقل بعد التكبيرة الرابعة : " عبدك وابن عبدك لا نعلم منه إلا شراً ، فاخزه في عبادك ، وبلادك ، واصله أشد نارك ، اللهم إنه كان يوالى أعداءك ، ويعادى أولياءك ، ويبغض أهل بيت نبيك ، فاحش قبره نارا ، ومن بين يديه نارا ، وعن يمينه نارا ، وعن شماله نارا ، وسلط عليه في قبره الحيات والعقارب 0(4/197)
روى عن الصادقين عليهم السلام أنهم قالوا : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلى على المؤمنين ، ويكبر خمساً، ويصلى على أهل النفاق سوى من ورد النهى عن الصلاة عليهم ، فيكبر أربعا ، فرقا بينهم وبين أهل الإيمان ، وكانت الصحابة إذا رأته قد صلى على ميت فكبر أربعا قطعوا عليه بالنفاق . ومما يعضد هذه الرواية عنهم عليهم السلام ، ويزيدها برهانا برهان صحتها ، ما أجمع عليه أهل النقل : أن أمير المؤمنين عليه السلام صلى على سهل بن حنيف رحمه الله فكبر خمساً ، ثم التفت إلى أصحابه فقال لهم : إنه من أهل بدر، إيضاحاً عن وجوب الخمس تكبيرات على أهل الإيمان ، ونفياً للشبهة0
3 -الطوسي: مصباح المتهجد ص 525 : إن كان مخالفاً معانداً دعا عليه ولعنه .
4 - الطوسي: الرسائل العشر ص 195 : يدعو بعدها للميت إن كان مؤمناً ، وعليه إن كان منافقاً0
5 - الطوسي- النهاية ص 145 : يكبر الرابعة ويدعوا للميت إن كان مؤمناً فإن لم يكن كذلك ، وكان ناصباً معلنا بذلك لعنه 0
6 - الطوسي: الاقتصاد ص 276 : الرابعة فيدعو بعدها للميت إن كان مؤمناً وعليه إن كان منافقاً 0
7 - الطوسي :المبسوط ج 1 ص 185 : ثم يكبر الرابعة ويدعو للميت إن كان مؤمنا ، وعليه إن كان ناصبا ويلعنه ويبرء منه 0
8 - علي بن بابويه- فقه الرضا ص 187 :إن كان ناصباً فقل : اللهم إنا لا نعلم إلا أنه عدو لك ولرسولك ، اللهم فاحش جوفه نارا ، وقبره ناراً ، وعجله إلى النار ، فإنه كان يتولى أعداءك ، ويعادي أولياءك ، ويبغض أهل بيت نبيك ، اللهم ضيق عليه قبره . فإذا رفع فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه .(4/198)
9 - الصدوق(!!!): المقنع ص 70 : وإذا صليت على المنافق فقل بين التكبيرة الرابعة والخامسة : " اللهم اخز عبدك في عبادك وبلادك ، اللهم اصله أشد نارك ، اللهم أذقه حر عذابك ، فانه كان يوالي أعداءك ، ويعادي أولياءك ، ويبغض أهل بيت نبيك . فإذا رفع فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه .
10 - القاضي ابن البراج : المهذب ج 1 ص 131 :إن كان الميت ناصباً فقل : " عبدك ابن عبديك لا نعلم منه إلا شرا فأخذه من عبادك وبلادك وأصله اشد نارك ، اللهم انه كان يوالى أعدائك ويعادى أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك فاحش قبره نارا ومن بين يديه نارا وعن شماله نارا وسلط عليه في قبره الحيات 0
11 -ابن زهرة الحلبي: غنية النزوع ص 104 :إن كان مخالفاً للحق دعا عليه بما هو أهله 0
12 - أبو المجد الحلبي - إشارة السبق ج 1 ص 104 : ، وبعد الرابعة بالترحم على الميت إن كان محقاً ، وعليه إن كان مبطلاً 0
13 -ابن إدريس الحلي - السرائر ج 1 ص 359 : ثم يكبر الرابعة ، ويدعو للميت إن كان مؤمنا ، وعليه إن كان مخالفا لاعتقاد الحق ، ويلعنه ويبرأ منه 0
14 - بهاء الدين العاملي- الحبل المتين ص 68 : المشيع للجنازة قدامها وخلفها وعن أحد جانبيها مما لا خلاف لاحد في جوازه إذا لم يكن الميت ناصبياً إنما الخلاف في أن أي الأنواع افضل فالذي عليه كثير من الأصحاب أن المشي خلفها أو عن أحد جانبيها افضل من المشي أمامها بل جعلوا المشي أمامها مكروها وقال المحقق في المعتبر مشي المشيع وراء الجنازة أو مع جانبيها افضل من تقدمها غير إني لا اكره المشي أمامها بل هو مباح انتهى واستدل على الأفضلية المذكورة بأنها متبوعة وليست تابعة وبما تضمنه الحديث الثالث عشر وبما رواه سدير عن آبي جعفر عليه السلم قال من احب أن يمشي مشي الكرام الكاتبين فليمش جنبي السرير وقال ابن أبي عقيل بوجوب التأخر خلف جنازة الناصبي لما روي من استقبال ملائكة العذاب 0(4/199)
15- الفاضل الآبي - كشف الرموز ج 1 ص 193 :
للميت في الرابعة إن كان مؤمناً ، وعليه إن كان منافقاً 0
16- المحقق الحلي - المعتبر ج 2 ص 351 : يدعى بعد الرابعة للميت إن كان مؤمناً، وعليه إن كان منافقاً 0
17- المحقق الحلي - شرائع الإسلام ج 1 ص 82 : ويستحب عقيب الرابعة : أن يدعو له إن كان مؤمناً ، وعليه إن كان منافقاً 0
18- الحلي - تحرير الاحكام ج 1 ص 19 : يكبر ويدعو للميت إن كان مؤمناً وعليه إن كان منافقاً0
19- ابن فهد الحلي - المهذب البارع ج 1 ص 429 : للميت في الرابعة إن كان مؤمنا ، وعليه إن كان منافقا
20 - الاردبيلي - مجمع الفائدة ج 2 ص 433 : و فيه دلالة على عدم وجوب الدعاء على المنافقين فعلى المخالف بالطريق الأولى ولعل المراد بالمنافقين ، هم الكفار الذين يظهرون الإيمان 0
21 - الفيض الكاشاني- التحفة السنية ص 354 : حسنة الحلبي إذا صليت على عدو الله فقل اللهم انا لا نعلم منه إلا انه عدو لك ولرسولك اللهم فاحش قبره نارا واحش جوفه نارا وعجل به إلى النار فانه كان يوالي أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك اللهم ضيق عليه قبره فإذا رفع فقل اللهم لا ترفعه ولا تزكه وفي حسنة محمد بن مسلم عن أحدهما ( ع ) وإن كان جاحداً للحق فقل اللهم إملأ جوفه نارا وقبره نارا وسلط عليه الحيات 0(4/200)
22 - البحراني - الحدائق الناضرة ج 10 ص 414 :لا يخفى أن ما دل على الإنصراف بعد الرابعة إنما ورد في صلاته صلى الله عليه وآله على منافقي زمانه وحكاية صلاته عليهم ، وما ورد في الدعاء عليهم إنما ورد في الصلاة على النصاب والمخالفين من أهل السنة وان عبر عنهم بالمنافقين أيضاً في بعض الأخبار . وها أنا أسوق ما وقفت عليه من الأخبار في ذلك لتطلع على صحة ما هنالك ، فمن ذلك مار واه في الكافي عن عامر بن السمط عن أبي عبد الله ( ع ) ( أن رجلا من المنافقين مات فخرج الحسين بن على ( عليهما السلام ) يمشى معه فلقيه مولى له فقال له الحسين ( ع ) أين تذهب يا فلان ؟ فقال له مولاه افر من جنازة هذا المنافق أن أصلي عليها . فقال له الحسين ( ع ) انظر أن تقوم على يميني ما تسمعني أقول فقل مثله . فلما إن كبر عليه وليه قال الحسين ( ع ) : الله اكبر العن فلانا عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة اللهم أخز عبدك في عبادك وبلادك واصله حر نارك أذقه أشد عذابك فانه كان يتولى أعداءك ويعادى أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك صلى الله عليه وآله وما رواه في الكافي والفقيه في الصحيح عن الحلبي عن أبى عبد الله ( ع ) قال : ( إذا صليت على عدو الله فقل : اللهم إن فلانا لا نعلم منه إلا انه عدولك ولرسولك صلى الله عليه وآله اللهم فاحش قبره نارا واحش جوفه نارا وعجل به إلى النار فانه كان يتولى أعداءك ويعادى أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك اللهم ضيق عليه قبره . وإذا رفع فقل اللهم لا ترفعه ولا تزكه ) . وما رواه في الكافي في الصحيح أو الحسن عن محمد بن مسلم عن أحدهما (ع) قال : ( إن كان جاحدا للحق فقل : اللهم املا جوفه نارا وقبره نارا وسلط عليه الحيات والعقارب وذلك قاله أبو جعفر ( ع ) لامرأة سوء من بنى أمية صلى عليها أبي ، وقال هذه المقالة واجعل الشيطان لها قريناً ) .(4/201)
وقال في كتاب الفقه الرضوى في تتمة العبارة الأولى مما قدمنا نقله عنه : وإذا كان الميت مخالفا فقل في تكبيرك الرابعة : اللهم اخز عبدك وابن عبدك هذا اللهم اصله حر نارك اللهم أذقه اليم عذابك وشديد عقوبتك وأورده نارا أملا جوفه نارا وضيق عليه لحده فانه كان معاديا لأوليائك ومتواليا لأعدائك . اللهم لا تخفّف عنه العذاب وإصبب عليه العذاب صباً . فإذا رفع جنازته فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه ) . وهذه الروايات كلها كما ترى ظاهرة في المخالف من أهل السنة 0
ويقول أيضاً في الحدائق الناضرة ج 10 ص 448 : ثم تكبر الخامسة وتنصرف وإذا كان ناصبا فقل : اللهم انا لا نعلم إلا انه عدولك ولرسولك اللهم فاحش جوفه نارا وقبره نارا وعجله إلى النار فانه كان يتولى أعداءك ويعادى أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك صلى الله عليه وآله اللهم ضيق عليه قبره . وإذا رفع فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه وان كان مستضعفا فقل : اللهم اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ، وإذا لم تدر ما حاله فقل : اللهم إن كان يحب الخير وأهله فاغفر له وارحمه وتجاوز عنه ) والكلام هنا كما تقدم من ظهور كون الصلاة على هؤلاء بهذا النحو من غير التكبيرات الخمس التي في الصلاة على المؤمن 0(4/202)
23 - الفاضل الهندي - كشف اللثام ج 2 ص 353 : الدعاء للميت إذا كان مؤمنا ( ولعنه إن كان منافقاً ) أي مخالفاً ، كما في المنتهى والسرائر والكافي والجامع ، وبمعناه ما في الغنية والإشارة من الدعاء على المخالف ، وفي الاقتصاد وكتب المحقّق : الدعاء عليه إن كان منافقاً من غير نص أو دلالة على معنى المنافق . وفي المصباح ومختصره : لعن المنافق المعاند ، وفي النهاية : لعن الناصب المعلن والتبرؤ منه، وفي المبسوط : لعن الناصب والتبرؤ منه ، وفي الوسيلة : الدعاء على الناصب ، وفي المقنعة والهداية : الدعاء على المنافق بما في صحيح صفوان بن مهران عن الصادق عليه السلام من قول الحسين عليه السلام على منافق : اللهم اخز عبدك في عبادك وبلادك ، اللهم أصله أشد نارك ، اللهم أذقه حر عذابك ، فإنه كان يوالي أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك . ونحوه ما في خبر عامر بن السمط وزاد في أوله : اللهم العن فلانا عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة . وفي المقنعة والمهذب وشرح جمل السيد للقاضي الدعاء على الناصب بما في خبر صفوان ، لكن زاد في أوله : عبدك وابن عبدك لا نعلم منه إلا شراً ، ثم قال : فاخزه في عبادك ، إلى آخر ما مر محفوظاً عنه0 قوله أذقه حر عذابك والفاء في فانه كان وزاد في آخره : فاحش قبره ناراً ومن بين يديه ناراً وعن يمينه ناراً وعن شماله ناراً ، وسلًط عليه في قبره الحيات والعقارب . وقال الصادق عليه السلام في صحيح الحلبي : إذا صليت على عدو الله فقل : اللهم انا لا نعلم منه إلا أنه عدو لك ولرسولك ، اللهم فاحش قبره نارا واحش جوفه نارا وعجل به إلى النار فإنه كان يوالي أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك ، اللهم ضيق عليه قبره ، فإذا رفع فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه . وفي حسنه : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال في جنازة ابن أبى : اللهم احش جوفه نارا واملا قبره نارا واصله نارا . ولاختصاص هذه الأخبار(4/203)
بالناصب ، ونحو ابن أبى اقتصر من اقتصر على الناصب أو المنافق . ومما نص على الجاحد للحق حسن ابن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال : إن كان جاحدا للحق فقل : اللهم املا جوفه نارا وقبره نارا وسلط عليه الحيات والعقارب . وذلك قاله أبو جعفر لامرأة سؤ من بني أمية صلى عليها أبي ، وزاد : واجعل الشيطان لها قرينا فسأله ابن مسلم : لأي شي يجعل الحيات والعقارب في قبرها ؟ فقال : إن الحيات يعضضنها والعقارب يلسعنها والشيطان يقارنها في قبرها ، قال : أو تجد ألم ذلك ؟ قال : نعم شديداً .(4/204)
24 – السبزواري – ذخيرة المعاد ج 2 ص 329 : ويدعو عليه أي على الميت إن كان منافقا لعل المراد بالمنافق المخالف بقرينة المقابلة وفسره بعضهم بالناصب وذكر الشيخ في المبسوط الناصب وفي النهاية الناصب المعلن به واكثر الأخبار الآتية يقتضي الاختصاص به وبعضها يقتضي العموم والظاهر من كلام المصنف وغيره إن ذلك على سبيل الوجوب كما في قرينة وقال الشهيد في الذكرى والظاهر إن الدعاء على هذا القسم غير واجب لان التكبير عليه أربع وبها يخرج من الصلوة وهو استدلال ضعيف إذ لا دليل على اشتراط أن يكون الدعاء على الميت أوله بعد الرابعة نعم يفهم عدم وجوب الدعاء على المنافق من رواية أم سلمة السابقة عن قريب وكذا من رواية إسماعيل بن همام الآتية عند شرح قول المصنف ثم يكبر الخامسة فيمكن انسحاب حكمه في المخالف مع تأمل فيه وقد ورد الأمر بالدعاء على المنافق في عدة روايات منها ما رواه ابن بابويه عن صفوان بن مهران الجمال في الصحيح عن أبى عبد الله ( ع ) انه قال مات رجل من المنافقين فخرج الحسين بن علي عليهما السلام يمشي ، فلقى مولى له فقال له إلى أين تذهب ؟ 0 فقال : افرّ من جنازة هذا المنافق أن أصلي عليه فقال له الحسين قم إلى جنبي فما سمعتني أقول فقل مثله قال فرفع يديه فقال اللهم اخز عبدك في عبادك وبلادك اللهم اصله اشد نارك اللهم أذقه حر عذابك فانه كان يوالى أعدائك ويعادى أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك وروى الكلينى في الحسن عن عامر بن السمط ما يقرب من الخبر السابق وفيه فلما ان كبر عليه وليه قال الحسين عليه السلام اللهم العن فلانا عبدك ألف لعنه مؤتلفة غير مختلفة اللهم اخز عبدك إلى آخر ما مر في الحديث السابق ومنها ما رواه الكليني عن الحلبي في الحسن بإبراهيم بن هاشم عن أبى عبد الله ( ع ) قال إذا صليت على عدو لله فقل اللهم إن فلاناً لا نعلم إلا انه عدو لك ولرسولك اللهم فاحش قبره ناراً واحش جوفه ناراً وعجل به إلى النار(4/205)
فانه كان يتولى أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك اللهم ضيق على قبره فإذا رفع فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه 0 ومنها ما رواه عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: إن كان جاحداً للحق فقل اللهم إملأ جوفه ناراً وقبره ناراً وسلّط عليه الحيات والعقارب0وذلك قاله أبو جعفر لامرأة سوء من بني أمية صلّى عليها ابي0 وقال هذه المقالة واجعل الشيطان لها قريناً الحديث 0 وروى ابن بابويه عن عبيد الله بن علي الحلبي في الصحيح عن أبى عبد الله ( ع ) انه قال إذا صليت على عدو لله عز وجل فقل اللهم انا لا نعلم إلا انه عدو لك ولرسولك اللهم فاحش قبره نارا واحش جوفه نارا وعجله إلى النار فانه كان يوالي أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك اللهم ضيق عليه قبره فإذا رفع فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه 0 ومنها مار واه الكليني عن ابن أبى نصر قال يقول اللهم اخز عبدك في بلادك وعبادك اللهم اصله نارك واذقه اشد عذابك فانه كان يعادي أوليائك ويوالي أعدائك ويبغض أهل بيت نبيك 0 وعن حماد بن عثمان في الصحيح عن أبى عبد الله ( ع ) أو عن من ذكره عن أبى عبد الله ( ع ) قال ماتت امرأة من بني أمية فحضرها فلما صلوا عليها ورفعوها وصارت على أيدي الرجال قال اللهم ضعها ولا ترفعها ولا تزكها قال وكانت عدوه لله قال ولا اعلم إلا قال ولنا واعلم إن هذه الروايات غير ناهضة بإثبات الوجوب بناء على ما قررناه مراراً من أن الأمر المجرد عن قرينة خارجة في الأخبار الخاصية غير واضحة الدلالة على الوجوب مع معارضتها بما يفهم من رواية أم سلمة السابقة في الجملة فالحكم بوجوب الدعاء على المخالف 0(4/206)
25 - محمد العاملي - مدارك الأحكام ج 4 ص 170 : ورد بالأمر بالدعاء على المنافق روايات : منها ما رواه ابن بابويه في الصحيح ، عن صفوان بن مهران الجمال ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : " مات رجل من المنافقين فخرج الحسين بن علي عليهما السلام يمشي فلقي مولى له فقال له ، إلى أين تذهب ؟ فقال : أفر من جنازة هذا المنافق أن أصلي عليه ، فقال له الحسين عليه السلام : قم إلى جنبي فما سمعتني أقول فقل مثله قال : فرفع يديه فقال : اللهم اخز عبدك في عبادك وبلادك ، اللهم اصله أشد نارك ، اللهم أذقه حر عذابك فإنه كان يوالي أعداءك ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك ". وما رواه الكليني في الحسن ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما عليهما السلام ، قال : " إن كان جاحدا للحق فقل : اللهم املأ جوفه نارا وقبره نارا وسلط عليه الحيات والعقارب " .(4/207)
26 - ويقول الجواهري في: جواهر الكلام ج 12 ص 48-50 : (المنافق فأربع ولا سلام فيها ) 0وقال الصادق (ع) في صحيح هشام بن سالم :( كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يكبر على قوم خمساً وعلى قوم آخرين أربعاً ، فإذا كبر على رجل أربعاً اتهم ) إلى غير ذلك من النصوص التي بها يقيد إطلاق نصوص الخمس ، لا أنه يجمع بينها بالتخيير بين الانصراف بالرابعة وبين الدعاء عليه بعدها ثم يكبر الخامسة كما في حواشي الكتاب للكركي ، ضرورة مخالفته لقواعد المذهب ، على أن الاقتصار على الأربع لا ينافي وجوب الدعاء عليه الذي قد يدل عليه قول أحدهما (ع) في صحيح ابن مسلم : ( إن كان جاحداً للحق فقل : اللهم املأ جوفه ناراً وقبره ناراً وسلط عليه الحيات والعقارب وذلك قاله أبو جعفر (ع) لامرأة سوء من بني أمية صلى عليها أبي فقال : هذه المقالة واجعل الشيطان لها قرينا 0 قال محمد ابن مسلم : فقلت له : لأي شئ يجعل الحيات والعقارب في قبرها 0قال : إن الحيات يعضضنها والعقارب يلدغنها والشيطان يقارنها في قبرها 0 قلت : ويجد ألم ذلك؟0 قال : نعم شديداً0
وفي خبر عامر بن السمط عن أبي عبد الله (ع) ( إن رجلاً من المنافقين مات فخرج الحسين بن علي (ع) يمشي معه فلقيه مولى له0 فقال له الحسين (ع) : أين تذهب يا فلان ؟ فقال له مولاه : أفرّ من جنازة هذا المنافق أن أصلي عليها ، فقال له الحسين (ع) : انظر أن تقوم على يميني فيما تسمعني أقول فقل مثله ، فلما أن كبّر عليه وليّه0 قال الحسين (ع): الله أكبر اللهم العن فلاناً عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة ، اللهم اخر عبدك في عبادك وبلادك وأصله حر نارك ، اللهم أذقه أشد عذابك ، فانه كان يوالي أعداءك ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك 0(4/208)
ورواه صفوان مثله بدون ذكر اللعن كالمحكي عن المقنعة والهداية من الدعاء عليه بذلك ، كما أن في الأولى والمحكي عن المهذب وشرح الجمل للقاضي الدعاء على الناصب بما في خبر صفوان لكن زادا في أوله ( عبدك وابن عبدك لا نعلم منه إلا شرا " - ثم قالا - : فاخزه في عبادك ) إلى آخر ما مر محذوفاً منه قوله : ( أذقه أشد عذابك ) والفاء في ( فانه كان ) وزادا في آخره ( فاحش قبره ناراً ومن بين يديه ناراً ، وعن يمينه ناراً ، وعن شماله ناراً ، وسلط عليه في قبره الحيات والعقارب )0
وفي خبر أحمد عن البزنطي قال : ( اللهم اخز عبدك في بلادك وعبادك ) الحديث .
وفي صحيح الحلبي عن أبي عبد الله (ع) قال : ( إذا صليت على عدو الله فقل : اللهم إن فلاناً لا نعلم إلا أنه عدو لك ولرسولك ، اللهم فاحش قبره ناراً ، واحش جوفه ناراً،وعجل به إلى النار ، فإنه كان يتولى أعداءك ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك ، اللهم ضيق عليه قبره . فإذا رفع فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه ) 0(4/209)
وفي حسنه ( إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال في جنازة ابن أبي : اللهم احش جوفه نارا " واملأ قبره نارا " وأصله نارا " ) . فما في الذكرى والدروس وتبعه المحقق الثاني وتلميذه والفاضل الميسي والكاشاني من عدم الوجوب للأصل المقطوع بما عرفت ، ولأن التكبير عليه أربع وبها يخرج عن الصلاة الذي فيه ما لا يخفى - واضح الضعف ، بل المحكي عنه في حواشيه والموجز وشرحه وغيرها ، بل قيل : إنه ظاهر كثير من الأصحاب الوجوب ، نعم قد يتم عدم الوجوب بناءاً على عدم مشروعية الصلاة عليه إلا للتقية ، مع إمكان القول بالوجوب على هذا التقدير وإن بعد عملا " بظاهر الأمر في خبري الحلبي وابن مسلم لكن في كشف اللثام ( وهل يجب اللعن أو الدعاء عليه ؟ وجهان من الأصل وعدم وجوب الصلاة إلا ضرورة إن قلنا بذلك ، فكيف يجب أجزاؤها ، وهو خيرة الشهيد ، قال : لأن التكبير عليه أربع ، وبها يخرج من الصلاة ، وعليه منع ظاهر ، ومن ظاهر الأمر في خبري الحلبي وابن مسلم ) قلت : لا يخفى عليك قوة الثاني على المختار من وجوب الصلاة عليه ، لأن المراد به هنا نصا وفتوى – خصوصاً مع مقابلته بالمؤمن في الصحيح السابق – المخالف كما صرح به جماعة ، بل في كشف اللثام في شرح قول الفاضل : ( ولعنه إن كان منافقاً ) أي مخالفاً كما في المنتهى والسرائر والكافي والجامع ، وبمعناه ما في الغنية و من الدعاء على المخالف ، فما عن المصباح ومختصره – من التعبير بلعن - ، والنهاية لعن الناصب المعلن والتبري منه ، والمبسوط لعن الناصب والتبري منه والوسيلة0(4/210)
الدعاء على الناصب لا يخلو من نظر إن أريد منه التخصيص ، وحمل جميع هذه النصوص على الناصب - والمنافق في إسلامه لا داعي له بل ولا شاهد عليه ، بل لا يبعد كون التعبير عنه بالمنافق ونحوه في النصوص للتقية . ضرورة عدم مشروعية الصلاة على غيره من الناصب والمنافق حقيقة إلا على بعض الوجوه التي ترجع معها إلى صورة الصلاة كالصلاة على عبد الله بن أبي الذي صلى عليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقد يدل الدعاء عليه على الدعاء على المخالف أيضا إلغاء للفرق بينهما وتنقيحا المناط فيهما ، كما أن ما هو ظاهر في الناصب كذلك أيضا ، بل على بعض التفاسير له يشمل سائر المخالفين ، بل قد يقال باتحادهم في الحكم معه هنا وإن لم يكونوا متظاهرين بالعداوة لآل محمد (ع) تخيلاً منهم أنهم على عقيدتهم في الرضا عن الأول والثاني والثالث(1)[563]) ، وإلا فهم أعداء لأعدائهم ومنهم آل محمد (ع) وأوليائهم وتدليس الحال للتقية لا يرفع أصل العداوة كما هو واضح ، فقد يقال حينئذ بوجوب لعنهم أو رجحانه كما هو ظاهر القواعد والمحكي عن المنتهى والسرائر والكافي والجامع فضلاً عن الدعاء عليهم بغيره ، وإن كان الأقوى عدم وجوبه أي اللعن بإطلاق الأدلة السابقة الذي لا ينافيه فعل الحسين (ع) وإن أمر وليه بقوله بعد تسليم كون الذي صلى عليه منهم لا ناصبا أو منافقا في إسلامه أو محكوما بكفره أو قلنا باشتراك الجميع في ذلك ، لكن الأولى في الجمع بينه وبين غيره من النصوص القول بوجوب الدعاء عليه من غير توقيت بدعاء مخصوص ، والله أعلم .
__________
(1) 563]) أبوبكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ولعنة الله على كل من يبغضهم أو ينتقصهم0(4/211)
27 - فقه ابن أبي عقيل العماني ص 118 : إن كان ناصبياً فليقل ما رواه عامر ابن السمط عن الصادق عليه السلام أن منافقا مات فخرج الحسين عليه السلام فقال مولى له أفر من جنازته ، فقال " قم عن يميني فما تسمعني أقول فقل مثله ، فلما أن كبر عليه وليه قال الحسين عليه السلام : الله أكبر ، اللهم العن عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة ، اللهم أخز عبدك في عبادك وبلادك ، وأصله حر نارك ، وأذقه أشد عذابك ، فإنه كان يتوالى أعداءك ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك " ونحوه رواية صفوان الجمال عن الصادق عليه السلام في القضية بعينها ، فقال فيها " فرفع يده يعني الحسين عليه السلام " وعن الحلبي عنه عليه السلام " اللهم إن فلانا لا نعلم إلا أنه عدو لك ولرسولك ، اللهم فاحش قبره نارا واحش جوفه نارا وعجله إلى النار ، فإنه كان يتولى أعداءك ، ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك ، اللهم ضيق عليه قبره " وذكر ابن أبي عقيل أن ذلك المنافق سعيد بن العاص " .(4/212)
28 - آقا رضا الهمداني - مصباح الفقيه ج 4 ص 501 : كان الميت منافقاً أو ناصبياً وشبهه من الفرق المنتحلة للإسلام المحكوم بكفرهم إذا اقتضت الضرورة الصلاة عليه أو كان مخالفا اقتصر المصلي على أتربع تكبيرات وانصرف بالرابعة أما في المنافق والنواصب وغيرهما من الفرق الذين حكم بكفرهم فلأنه لا تجب الصلاة عليهم بل لا تشرع إلا لتقية وشبهها وهي لا تقتضي إلا الإتيان بصورة الصلاة عليهم كذلك مضافا إلى دلالة الروايات بالآتية عليه واما المخالف فإنّا وان قلنا بوجوب الصلاة عليه ولكن الصلاة الواجبة عليه ليست إلا ما كان صلاة في مذهبه وهي ما اشتملت على أربع تكبيرات إلزاما له بما الزم نفسه وفي المدارك قال في شرح العبارة المراد بالمنافق هنا المخالف كما يدل عليه ذكره في مقابلة المؤمن في الأخبار وكلام الأصحاب 0 أقول مقابلته بالمؤمن من يقتضي حمله على إرادة الأعم لا خصوص المخالف اللهم إلا أن يجعل تصريحهم بعدم وجوب الصلاة على من عداهم من الفرق المخالفة للحق المحكوم بكفرهم قرينة على التخصيص وكيف كان فيدل على اختصاص خمس تكبيرات بالمؤمن صحيحة إسماعيل بن سعد الاشعري عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال سألته عن الصلاة على الميت فقال أما المؤمن فخمس تكبيرات واما المنافق فاربع ولا سلام فيها0 والروايات المستفيضة التي أشار اليها المفيد في مقنعته بقوله: روى عن الصادقين انهم قالوا كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي على المؤمنين ويكبّر عليهم خمساً ويصلي على أهل النفاق ، سوى من ورد النهي عن الصلاة عليهم فيكبر اربعاً فرقا بينهم وبين أهل الإيمان ، وكانت الصحابة إذا رأته قد صلى على ميت وكبر عليه اربعاً قطعوا عليه بالنفاق 0 منها صحيحة هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله يكبّر على قوم خمساً وعلى قوم آخرين اربعاً ، فاذا كبّر على رجل اربعاً اتهم يعني بالنفاق وخبر أم سلمة وخبر(4/213)
إسماعيل بن همام المتقدمان0 وما ورد في غير واحد من الأخبار التي سيأتي نقلها عند تعرض المصنف لبيان ما ينبغي أن يقال في الصلاة على المنافق من الدعاء عليه باللعن والخزي ليس منافياً للاقتصار على أربع تكبيرات والانصراف بالرابعة إذ لا ينحصر موضع الدعاء للميت أو عليه في كونه عقيب الرابعة بل قد عرفت أن الأفضل بل الاحوط الإتيان به بين كل تكبيرتين وما نسب إلى المشهور من وجوب توزيع الأدعية على التكبيرات وان موضع الدعاء للميت بعد الرابعة فمرادهم تعين الدعاء للميت عقيب الرابعة لا انحصار موضع الدعاء فيه كيف وقد ورد في جملة من الأخبار الأمر بالدعاء له بين كل تكبيرتين بل قد يلوح من بعض الروايات الواردة في الصلاة على المنافق وقوع الدعاء عليه بعد الأولى مثل خبر عامر بن السمط عن أبى عبد الله عليه السلام أن رجلاً من المنافقين مات فخرج الحسين بن علي عليه السلام يمشي معه فلقيه مولى له فقال له الحسين عليه السلام أين تذهب يا فلان فقال له موليه افر من جنازة هذا المنافق أن اصلي عليه فقال له الحسين عليه السلام انظر أن تقوم على يميني فما تسمعني أقول فقل مثله فلما أن كبر وليه قال الحسين عليه السلام الله اكبر اللهم العن فلانا عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة اللهم اخز عبدك في عبادتك واصله حر نارك اللهم أذقه اشد عذابك فانه كان يوالي أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت(4/214)
29 - محمد أمين زين الدين - كلمة التقوى ج 1 ص 217 : [ المسألة 720 ] تجب الصلاة على كل ميت مسلم ، سواء كان عادلاً أم فاسقاً ، وشهيداً أم غيره ، حتى مرتكب الكبائر وقاتل نفسه ، وحتى المخالف في مذهبه على الاحوط ، اذا لم يكن ناصبياً ولا خارجياً أو غالياً ، وتجب على أطفال المسلمين إذا بلغوا ست سنين ، ولا تجب على من كان عمره اقل من ذلك ، وفي استحباب الصلاة عليه تأمل ، نعم ، لا بأس بالإتيان بها برجاء المطلوبية . ولا تجوز الصلاة على الكافر بجميع أقسامه حتى المرتد إذا مات بغير توبة ، ومن حكم بكفره من الفرق المنتسبة إلى الإسلام .
... ربما يقول فضيلة الشيخ القرضاوي إن هذا إعتقاد الغلاة والقدماء – رغم أن بعض الذين ذكرناهم من المعاصرين – ولا يمثل رأي المعاصرين من الشيعة 0
... أعتقد أن الشيخ القرضاوي يؤمن بإعتدال الخميني ويصفه بأنه من دعاة الوحدة بين المسلمين والشيعة ، فهاهو الخميني يجتّر ذلك المعتقد ويقول في كتابه " تحرير الوسيلة " 1/79 : يجب الصلاة على كل مسلم وإن كان مخالفاً للحق على الأصح (1)[564]) ولا يجوز على الكافر بأقسامه حتى المرتد ومن حكم بكفره ممن إنتحل الإسلام كالنواصب والخوارج ومن وجد ميتاً في بلاد المسلمين يلحق بهم 0
... ويقول أيضاً في نفس الصفحة : يعتبر في المصلي على الميت أن يكون مؤمناً ، فلا يجزئ صلاة المخالف فضلاً عن الكافر ، ولا يعتبر فيه
وجوب مخالفة أهل السنة
من الأمور المسلّم بها عند الشيعة قاطبة وجوب مخالفة أهل السنة في الأخبار فضلاً عن العقائد ، حتى أن مقياس صحة أي خبر عند الشيعة لابد أن يكون ما عليه أهل السنة 0
__________
(1) 564]) الخميني يقصد هنا فرق الشيعة الأخرى لا الذين لا يؤمنون بالنص على الأئمة الإثني عشر 0(4/215)
وقد يستنكر فضيلة الشيخ القرضاوي هذا الأمر ، ونحن لا نسوق هذا جزافاً ولا نذكره من كتب الأقدمين من علماء الشيعة ، بل نذكر هذا من كتاب لأحد علماء الشيعة الذي إنخدع به كثير ممن يتصدرون الدعوة الإسلامية ، فهاهو الخميني يذكر سبب المخالفة في رسالته " التعادل والترجيح " 82 : عن إسحاق الأرجائي رفعه قال : قال أبو عبد الله (ع) : أتدري لم أُمرتم بخلاف ما تقول العامة ؟ 0
قلت :لا أدري 0
قال : إن علياً لم يكن يدين لله بدين إلا خالف عليه الأمة إلى غيره إرادة لإبطال أمره ، وكانوا يسألون أمير المؤمنين عن الشيء لا يعلمون عنه ، فإذا أفتاهم جعلوا له ضدّاً من عندهم ليلتبسوا على الناس 0
... فالسبب عند الخميني ومن يدين بدينه أن الصحابة رضوا الله عليهم أجمعين يستفتون علياً رضي الله عنه فيما أشكل عليهم ، ثم يضعون نقيضه ، فلهذا خبر الشيعة لا يوافق خبر أهل السنة إلا عن تقية وسيأتي تفصيله 0 فما رأي الشيخ القرضاوي بهذا الكلام الصادر عن كبيرهم في العصر الحاضر 0
... الصحابة لم يكونوا بالصورة القاتمة من الحقد والكراهية التي صوّرها الخميني وجميع الشيعة في تعاملهم مع علي رضي الله عنه ، بل يُفضلّونه على أنفسهم في كثير من الأحيان 0 والشيعة قلبوا حقائق التاريخ وكتبوه بمداد من الحقد والكراهية للجيل المثالي0
... ولا أعلم أي جريرة إرتكبها الصحابة رضوان الله عليهم أعظم من نصرة المصطفى ( ونشر الإسلام وفدائه بالمال والروح والقضاء على ملة الكفر والممالك المجوسية الخميني أحد أحفادها البررة فأراد أن ينتقم لسلفه بتشويه سيرة من أذلّ أجداده 0(4/216)
... التاريخ رغم أنف المجوس ومن يلهج بذكرهم والعمل على إعادة سيرتهم حفظ لنا المواقف المشرفة التي وقفها صحابة الرسول ( في الدفاع عن الإسلام ورسول الإسلام ( ، وسجّل المواقف المخزية لمن اتخذوا التشيع ستاراً للنيل من الإسلام ورسوله ( ورجاله مثل النصير الطوسي الذي يترحم عليه الخميني ، لا رحم الله فيهما مغرز إبرة 0
... ويقول الخميني أيضاً ص 80 –81 من" التعادل والترجيح " : البحث الثاني في حال الأخبار الواردة في مخالفة العامة وهي أيضاً طائفتان :
أحديهما : ما رودت في خصوص الخبر المتعارضين 0
وثانيتهما : ما يظهر منها لزوم مخالفتهم وترك الخبر الموافق لهم مطلقاً 0
فمن الأولى : مصححة عبد الرحمن بن أبي عبد الله وفيها : فإن لم تجدوهما في كتاب الله فأعرضوهما على أخبار العامة فما وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم فخذوه 0
... وعن رسالة القطب أيضاً بسند فيه إرسال عن الحسن بن الري قال : قال أبو عبد الله (ع) : إذا ورد عليكم حديثان فخذوا بما خالف القوم 0
... وعنها بإسناده عن الحسن بن الجهم قال : قلت للعبد الصالح (1)[565]) هل يسعنا فيما ورد علينا منكم إلا التسليم لكم 0
فقال : لا ، والله لا يسعكم إلا التسليم لنا 0
فقلت : فيُروى عن أبي عبد الله (ع) شيء ويُروى خلافه ، فأيهما نأخذ ؟ 0
فقال : خذ بما خالف القوم وما وافق القوم فاجتنبه 0
... وعلّق الخميني على ما سبق بقوله : ولا يخفى وضوح دلالة هذه الأخبار على أن مخالفة العامة مرجحة في الخبرين المتعارضين مع إعتبار سند بعضها بل صحة بعضها على الظاهر ، وإشتهار مضمونها بين الأصحاب بل هو المرجح هو المتداول العام الشائع في جميع أبواب الفقه وألسنة الفقهاء 0
__________
(1) 565]) انظر كتابنا " موقف الخميني من أهل السنة " 1/27 لتعرف من هو 0(4/217)
... وترجيح المتعارض عند الشيعة بما يخالف أهل السنة إنما هو نتيجة تنافر أدلة أحكامهم وعقائدهم وعدم تآلفها ، بينها خلاف في مدلولات رواياتهم ، فأبسط شيء عندهم هو الأخذ بما يخالف أهل السنة 0
... ويقول أيضاً ص 82 : ومن الطائفة الثانية : عن العيون بإسناده عن علي بن أسباط قال : قلت للرضا (ع) : يحدث الأمر أجد من معرفته وليس في البلد الذي أنا فيه أحد أستفتيه من مواليك " 0
قال : إئت فقيه البلد فاستفته من أمرك ، فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه فإن الحق فيه 0
... وعلّق على الرواية بقوله : موردها صورة الإضطرار وعدم طريق إلى الواقع فأرشده إلى طريق يرجع اليه لدى سد الطرق 0
... فمعرفة ما يخفى من أحكام لدى الشيعي وهو ببلد على ما هو خلاف عليه هو إستفتائه علماء البلد والأخذ بخلاف ما يقول ، فإن الحق فيه 0
... والخميني والشيعة قاطبة يرون أنه إذا صدرت عن الإمام المعصوم فتوى توافق ما عليه أهل السنة ، ففتياه تقية ، لأنهما أضداد يستحيل اللقاء بينهما إلا إذا إجتمع الليل والنهار والظل والحرور والهدى والضلال 0
... وفي ذلك يذكر الخميني ص 82 : عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله (ع) قال : ما سمعته مني يُشبه قول الناس ففيه التقية ، وما سمعت مني لا يسبه قول الناس فلا تقية فيه 0
... وعلّق عليها قائلاً : لا يبعد أن يكون مراده شباهة قول الناس في آرائهم وأهوائهم كالقول بالجبر والقياس والفتاوي الباطلة المعروفة عنهم كالقول بالعول والتعصيب 0
... وعند الخميني ومن يدين بدينه لا يتم إيمان الشيعي إلا إذا خالف أهل السنة ، ومن لم يكن كذلك فهو آثم ودينه ليس كاملاً ، وفي ذلك يقول الخميني ص 83 : وأما قوله في رواية شيعتنا المسلّمون لأمرنا الآخذون بقولنا ، المخالفون لأعدائنا ، فمن لم يكن كذلك فليس منا 0(4/218)
... وقوله في رواية أخرى : ما أنتم على شيء مما هم عليه ، ولا هم على شيء ، إنما هو إقبال على باطل سواء كان ذلك عبادة أو غير ذلك 0
... وأما قوله في صحيحة إسماعيل بن بزيع : إذا رأيت الناس يُقبلون على شيء فاجتنبه 0
... يدل على أن إقبالهم على شيء وإصرارهم به يدل على بطلانه ، وعلى أي حال لا إشكال في أن مخالفة العامة من مرجحات باب التعارض 0
... فهذا رأي الخميني في وجوب مخالفة أهل السنة ، ولم ينفرد الخميني بهذا الإعتقاد ، بل هو دين كافة علماء الشيعة 0
ويقول ناصر مكارم الشيرازي وهو أحد مراجع التقليد عند الشيعة في كتابه " أنوار الأصول " ج3 ص 588 –590 : الثاني في أنه لماذا تكون مخالفة العامة(1)[566]) من المرجحات ؟ 0
والإحتمالات فيه أربعة ( قد أشرنا إلى بعضها في تقسير قوله(ع)" فإن الرشد في خلافهم" في البحث عن جواز التعدي عن المرجحات المنصوصة ) :
1) كون الترجيح بها لمجرد التعبد من الشرع لا لغيره0
2) أن يكون الرشد في نفس المخالفة لهم لحسنها ورجحانها فيكون للمخالفة موضوعية 0
3) أن يكون لها طريقية إلى ما هو الأقرب إلى الواقع ، فالترجيح بالمخالفة معهم من باب أن الخبر المخالف أقرب إلى الواقع ، لأن الرشد والحق غالباً يكون خالفهم والغيّ والباطل في ما وافقهم 0
4) أن يكون لها طريقية إلى إحتمال وجود التقية ( أي طريقية جهتية ، خلافاً للإحتمال الثالث الذي كان للمخالفة فيه طريقية مضمونية ) فيكون الترجيح بها لأجل إنفتاح باب التقية فيما وافقهم وإنسداده فيما خالفهم 0
والبحث هنا في تحديد ما يستظهر من روايات الباب وإن الظاهر منها ماذا ؟0
فنقول :
أما الوجه الأول فلا إشكال في أنه ظاهرة التعليل الوارد فيها كما لا يخفى 0
__________
(1) 566]) يقصد أهل السنة ، لأن العامة عند الشيعة هم أهل السنة كما يتضح من سياق كلامه ، وقد سبق بيان هذا المصطلح 0(4/219)
وأما الوجه الثاني فهو بعيد جداً لكونه مخالفاً لظاهر التعليل الوارد فيها أيضاً، فإن الرشد بمعنى الوصول إلى الحق وسلوك طريق الهداية 0
مضافاً إلى أنه خلاف ما ورد كثيرة من الأمر بالحضور في تشييع جنائزهم وعيادة مرضاهم والحضور في جماعاتهم وغير ذلك(1)[567]) 0
أما الوجه الثالث فيمكن أن يُستشهد له أولاً : بما رواه أبو إسحاق الأرجاني رفعه قال : قال أبوعبدالله (ع) : أتدري لم أُمرتم بالأخذ بخلاف ما تقول العامة0 فقلت : لا أدري 0 فقال : إن علياً (ع) لم يكن يدين لله بدين إلا خالف عليه الأمة إلى غيره إرادة لإبطال أمره ، وكانوا يسألون أمير المؤمنين(ع) عن الشيء الذي لا يعلمونه ، فإذا أفتاهم جعلوا له ضدّاً من عندهم يلتبسوا على الناس 0
فإن ظاهرها أن هناك كان تعمّد في مخالفة العامة لآراء أهل البيت (ع) ولازمه أن الغلبة في مخالفتهم للواقع فلابد في موارد الشك من الرجوع إلى ما هو موافق للواقع غالباً وهو المخالف لآراء العامة 0
ويُستشهد لهذا الوجه ثانياً : بما رواه أبو بصير عن أبي عبد الله(ع) قال : ما أنتم والله على شيء مما هم فيه ولا هم على شيء ما أنتم فيه (2)[568]) ، فخالفوهم فما هم من الحنفية على شيء 0
__________
(1) 567]) كل ذلك تقيّة كما ورد في كتبهم ، وقراءة فاحصة لهذا الفصل – على ما يعتريه من إختصار وتقصير – يُدرك القارىء المسلم أن الآية العظمى يكذب حتى على قومه ، كلامه ينطلي على العامة ، أما من بحث في كتبهم يجد الكذب الصريح في هذا الإدعاء 0
(2) 568]) هذا حق نحن لا ننكره ، المسلمون يختلفون مع الشيعة في نواحي كثيرة منها : أنهم لا يقولون بالرب الذي نعبده ولا بالرسول الذي نتبعه ولا بالقرآن الذي نتعبّد بتلاوته بإعتراف الشيعة أنفسهم كما هو مذكور في " إله السنة غير إله الشيعة " من هذا الفصل 0(4/220)
فيبقى الوجه الرابع ـ، ويشهد له ما رواه عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله(ع) قال : ما سمعته مني يُشبه قول الناس فيه التقية ، وما سمعت مني لا يُشبه قول الناس فلا تقية فيه(1)[569]) 0
إن قلت : الظاهر من قوله (ع) في المقبولة :" ما خالف العامة ففيه الرشاد " إنما هو الإحتمال الثالث لمكان التعبير بالرشاد الظاهر في الموافقة مع الواقع والحق 0
قلنا : إن الإنصاف إن قوله (ع) هذا ظاهر في الطريقية إجمالاً الدائر أمرها بين الوجه الثالث والرابع فلا يمكن الإستدلال به لشيء منهما بل الظاهر هو الوجه الرابع بتناسب الحكم والموضوع في المقام 0
فقد ظهر إلى هنا أن المتعيّن في المقام إنما هو الوجه الرابع، ولازمه إختصاص مرجحية مخالفة العامة بموارد إحتمال التقية ، فلو كان الخبران المتعارضان واردين في عصر لا يحتمل فيه التقية كعصر الإمام الرضا (ع) يشكل ترجيح المخالف على الموافق ، بل لابد من الرجوع إلى سائر المرجحات 0
... ولا نظن أننا بحاجة إلى أكثر من هذا البيان الذي فضح فيه معتقد الشيعة في طريقتهم لاستنباط الأحكام ووجوب مخالفة الغير لمجرد الكره والبُغض ، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، والحمد لله الذي عافانا مما ابتلى كثير من خلقه 0
ويمكن لفضيلة الشيخ القرضاوي مراجعة المصادر التالية ليعلم بأن مخالفة أهل السنة من المرججات عند الشيعة :
عوائد الايام : 202 0
مستند الشيعة ج9 ص 116، ج10ص 18 ، ج12 ص 210 0
جواهر الكلام ج4 : 191، ج32 ص 235 ، ج37 : 243 0
مستمسك العروة ج1 : 402 ، ج10 : 168 0
شرح العروة الوثقى ج1 : 387، ج2 : 62 ،
جامع المدارك ج4 : 218 ، ج6 : 322 ،
مصباح المنهاج ـ طهارة ج1 : 201 ،202 0
__________
(1) 569]) انظر : الإستبصار 3/318 ، التهذيب 8/98 كلاهما للطوسي ، وسائل الشيعة للحر العاملي 15/493 ،بحار الأنوار للمجلسي 2/252 0(4/221)
فقه الصادق ج7 : 422 ، ج11 ، 304 ، ج14 :47 ، ج15: 173،ج18: 202، ج20: 60 ، ج21: 315 ، ج22 : 474 ، 475 ،ج23 : 352، ج25 : 132،ج26 : 258 0
منهاج الفقاهة ج1 : 45 ، ج5 : 176 0
... ومن منطلق وجوب مخالفة الشيعة لأهل السنة ، فإنهم يزعمون بأن كل خبر ورد موافقاً لأهل السنة فهو تقية ، لذا كثيراً ما يُصدم القارئ لكتب الشيعة بأقوال : ورد تقية لأنه مذهب العامة ( يقصدون أهل السنة ) أو محمول على التقية لموافقته مذهب العامة إلى غير ذلك من العبارات التي يضيق المقام بذكرها ، ومن أراد الإستزادة فعليه بمراجعة الكتب التالية ، وهي غيض من فيض ، ولو أردنا إستقصاء ذلك لاحتجنا إلى مجلدات 0وسوف نقتصر على الكتب الأربعة المعتمدة عند الشيعة :
الكافي ج 2 : 6 ، ج 3 : 19 ، 52 ، 53 ، 72 ، 146 ، 148 ، 153 ، 183 ، 207 ، 323 ، 332 ، 356 ، 399 ، 401 ، 437 ، 453 ، 458 ، 531 ، 532 ، 543 ، 564 ، ج 4 : 79 ، 85 ، 91 ، 121 ، 136 ، 141 ، 147 ، 148 ، 190 ، 296 ، 298 ، 304 ، 321 ، 332 ، 342 ، 380 ، 424 ، 427 ، 510 ، 522 ، 536 ، 537 ، ج 5 : 234 ، 236 ، 277 ، 402 ، 423 ، 426 ، 436 ، 439 ، 531 ، 532 ، ج 6 : 118 ، 119 ، 136 ، 155 ، 160 ، 161 ، 202 ، 263 ، 263 ، 264 ، 281 ، 410 ، 469 ، 7 : 15 ، 115 ، 146 ، 147 ، 155 ، 162 ، 182 ، 299 ، 357 ، 367 ، 379 ، 413 ، ج 8 : 246 ، 285 ، 295 0(4/222)
الاستبصار ج 1 : 7 ، 33 ، 48 ، 49 ، 59 ، 60 ، 61 ، 62 ، 64 ، 65 ، 66 ، 72 ، 83 ، 85 ، 86 ، 95 ، 112 ، 129 ، 153 ، 171 ، 178 ، 180 ، 188 ، 190 ، 191 ، 210 ، 211 ، 235 ، 285 ، 291 ، 307 ، 308 ، 312 ، 316 ، 319 ، 331 ، 334 ، 335 ، 340 ، 341 ، 344 ، 349 ، 380 ، 382 ، 385 ، 387 ، 404 ، 417 ، 418 ، 420 ، 430 ، 431 ، 448 ، 451 ، 470 ، 475 ، 477 ، 478 ، 479 ، 480 ، 481 ، 487 ، ج 2 : 22 ، 40 ، 48 ، 52 ، 79 ، 85 ، 88 ، 89 ، 141 ، 168 ، 172 ، 194 ، 210 ، 221 ، 237 ، 332 ، ج 3 : 5 ، 16 ، 17 ، 19 ، 24 ، 25 ، 29 ، 37 ، 47 ، 117 ، 118 ، 135 ، 142 ، 145 ، 158 ، 178 ، 180 ، 197 ، 198 ، 202 ، 203 ، 204 ، 232 ، 234 ، 240 ، 244 ، 252 ، 275 ، 283 ، 314 ، 317 ، 318 ، 319 ، 329 ، 330 ، 331 ، 374 ، 375 ، ج 4 : 43 ، 45 ، 69 ، 72 ، 75 ، 87 ، 88 ، 89 ، 90 ، 110 ، 119 ، 127 ، 140 ، 142 ، 144 ، 147 ، 148 ، 155 ، 158 ، 162 ، 163 ، 166 ، 168 ، 170 ، 172 ، 173 ، 177 ، 187 ، 188 ، 191 ، 192 ، 194 ، 195 ، 199 ، 202 ، 222 ، 224 ، 236 ، 237 ، 239 ، 240 ، 241 ، 250 ، 257 ، 282 ، 290 ، 295 ، 302 0(4/223)
تهذيب الأحكام ج 1 : 32 ، 59 ، 62 ، 66 ، 91 ، 92 ، 93 ، 178 ، 279 ، 280 ، 281 ، 295 ، 335 ، 362 ، 408 ، 415 ، 446 ، ج 2 : 62 ، 63 ، 68 ، 75 ، 92 ، 109 ، 129 ، 135 ، 195 ، 211 ، 213 ، 235 ، 271 ، 288 ، 294 ، 303 ، 308 ، 320 ، ج 3 : 15 ، 37 ، 131 ، 134 ، 193 ، 195 ، 199 ، 205 ، 239 ، 278 ، 292 ، 316 ، 319 ، 321 ، ج 4 : 23 ، 82 ، 88 ، 300 ، ج 5 : 87 ، 428 ، ج 6 : 249 ، 250 ، 254 ، 257 ، 280 ، 281 ، ج 7 : 251 ، 255 ، 298 ، 317 ، 318 ، 333 ، 385 ، 416 ، 480 ، ج 8 : 17 ، 34 ، 89 ، 98 ، 99 ، 102 ، 125 ، 126 ، 127 ، 189 ، 191 ، ج 9 : 28 ، 29 ، 32 ، 77 ، 162 ، 200 ، 306 ، 307 ، 314 ، 321 ، 322 ، 331 ، 343 ، 348 ، 359 ، 368 ، 371 ، 380 ، ج 10 : 5 ، 6 ، 56 0
من لا يحضره الفقيه ج 1 : 6 ، 11 ، 40 ، 47 ، 64 ، 65 ، 67 ، 69 ، 74 ، 87 ، 99 ، 101 ، 152 ، 153 ، 158 ، 164 ، 218 ، 221 ، 262 ، 270 ، 271 ، 331 ، 332 ، 341 ، 368 ، 380 ، 383 ، 397 ، 457 ، 498 ، 499 ، 506 ، 506 ، 512 ، 513 ، ج 2 : 79 ، 86 ، 93 ، 138 ، 145 ، 148 ، 296 ، 305 ، 319 ، 321 ، 337 ، 402 ، 402 ، 487 ، 493 ، 493 ، 564 ، ج 3 : 15 ، 18 ، 41 ، 48 ، 49 ، 124 ، 155 ، 279 ، 312 ، 314 ، 331 ، 348 ، 396 ، 469 ، 476 ، 479 ، 508 ، 518 ، 523 ، 531 ، 532 ، 539 ، ج 4 : 34 ، 104 ، 194 ، 312 ، 314 ، 349 ، 416 ، 513 0(4/224)
... ورحم الله تعالى الإمام المجدّد الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي أدرك هذه الحقيقة منذ أمد بعيد ، حيث يقول رحمه الله تعالى وغفر له في كتابه "رسالة في الرد على الرافضة " ص 30 –31 :إنهم جعلوا مخالفة أهل السنة والجماعة الذين هم على ما عليه رسول الله ( وأصحابه أصلاً للنجاة ، فصاروا كلما فعل أهل السنة تركوه ، وإن تركوا شيئاً فعلوه ، فخرجوا بذلك عن الدين رأساً 0 فإن الشيطان سوّل لهم وأملى لهم ، وإدّعوا بأن هذه المخالفة علامة الفرقة الناجية وقد قال ( : الفرقة الناجية هي السواد الأعظم وما أنا عليه وأصحابي 0 فلينظر إلى الفرق ومعتقداتهم وأعمالهم فما وافقت النبي ( وأصحابه هي الفرقة الناجية 0 وأهل السنة هم المتبعون لآثاره( وآثار أصحابه كما لا يخفى على منصف ينظر بعين الحق 0 فهم أحق أن يكونوا الفرقة الناجية ، وآثار النجاة الظاهرة فيهم بإستقامتهم على الدين من غير تحريف ، وظهور مذهبهم وشوكتهم في غالب البلاد، ووجود العلماء والمحدّثين والأولياء والصالحين فسيهم ، وقد نزع الولاية عن الرافضه فما سمع فيهم ولي قط0
الفصل الثالث
إيران وحركة طالبان
ايران وحركة طالبان
تطرق التسخيري في البرنامج إلى حركة طالبان وقال : "مواقف طالبان اليوم حلقة من حلقات التآمر على الثورة الإسلامية (!!!) التي استهدفتها من جهتها الشرقية هذه المرة " 0 وأضاف التسخيري : " أي إسلام هذا يعمل على زعزعة أمن دولة القرآن أو التشكيك في مبادئها ؟" 0 وأكد : " إن الهاء الثورة الإسلامية (!!!) يصب في خانة سياسات الإستكبار العالمي التي تدرجت في ضرب الثورة " 0
وهاجم التسخيري بشدة حركة طالبان زاعماً أنهم ( شوهوا الكثير من القيم ) و ( عرضوا صوراً كثيرة خاطئة للإسلام ) وأنهم ( يعملون على إلهاء الثورة الإسلامية (!!!) وضرب أمنها الإجتماعي وضرب أمنها السياسي ) 0(4/225)
وكان تعليق فضيلة الشيخ القرضاوي لا يتناسب في رده على هذه الإفتراءات فكان مما قال : " والله أنا كنت أتوقع من صديقنا (!!!) العلامة الشيخ التسخيري لهجة أخف وأحكم من هذه اللهجة ، لأن هذه اللهجة في الحقيقة كما أشرت هي تصعد ، ونحن لسنا في حاجة إلى التصعيد "0
وحول قتل الإيرانيين السبعة من قبل حركة طالبان قال فضيلة الشيخ :"لا نوافق على ما فعلته طالبان في قضية الدبلوماسيين "0
وكنا نتمنى على فضيلة الشيخ القرضاوي بأن لا يتعجل في إصدار حكمه وأن يتريث حتى تنكشف له بعض الأمور التي خفيت على كثير من الناس ، وبعد ذلك يصدر حكمه الذي يرتضيه دون إلزام المشاهدين برأيه0 كما كنا نتمنى من فضيلته بأن لا ينساق وراء أكاذيب الذي يسمي نفسه بـ " التسخيري " ، ولا أظن أن فضيلة الشيخ القرضاوي يعرف التسخيري تمام المعرفة حيث إنه المسئول عن التبشير بالدين الشيعي في أرجاء المعمورة بتكليف من القيادة الإيرانية وإنه يصرف الملايين من أجل إغواء الشباب المسلم وإدخالهم في دين الشيعة ، وليقرأ فضيلة الشيخ القرضاوي الإحصائيات في أفريقيا وحدها كم من الشباب المسلم ارتد عن دينه وإعتنق دين الشيعة ، وكم من الكتب التي ساهم في طباعته صديقه والتي تذكر صحابة الرسول ( بالسوء 0
ولجلاء الحقيقة عن موضوع نزاع إيران مع حركة طالبان أذكر لفضيلة الشيخ القرضاوي مقالاً لأحد الأساتذة المختصين بالدين الشيعي تطرق فيه إلى بيان خلفية الإيرانيين السبعة الذين تبكيهم إيران وتأسف على
ذلك فضيلة القرضاوي ، وليته تأسف على ألوف الشباب المسلم السنة الذين يلقون مصرعهم في دولة الصديق التسخيري ، أم إن دماء الشيعة أغلى من دم المسلمين السنة ؟!!!0 ولنذكر المقال مع العلم بأن الكاتب له إسهامات فكرية في جلاء حقيقة الشيعة وقد إستفدنا من كتبه 0 يقول كاتب المقال حفظه الله تعالى :(4/226)
منذ عدة سنين والفصائل الأفغانية تتقاتل في أفغانستان، فتارة يحتل هذا الفصيل مدينة، ثم يعود الفصيل الآخر ويخرجه منها بعد معارك ضارية، وهكذا فقد أصبحت الحروب أمراً عادياً – في هذا البلد المنكوب – لا تثير استغراب أحد، ولا تعني شيئاً مهماً بالنسبة للأمم المتحدة. أما دول الجوار فيختلف موقفها اختلافاً يتناسب مع مصالحها، فإيران منذ بداية هذه الحرب تتبنى الأحزاب الأفغانية الشيعية وتقدم لها ولحلفائها كل أنواع الدعم، وباكستان تدعم الطرف الذي تطمئن إليه، وقد تستبدله بطرف آخر لكنها لا تنطلق من منطلق مذهبي بل من منطلق حساباتها الأمنية المعروفة، وقد تختلف هذه الحسابات من حكومة إلى حكومة أخرى، كما أن حسابات العسكريين الباكستانيين ربما تختلف عن حسابات المدنيين.
وبغض النظر عن تأييد هذه الدولة أو تلك من دول الجوار، فالحرب قائمة، وتكاد تكون من الأمور المنسية على المستوى العالمي.. وفي هذه الأجواء سمع العالم أن مدينة مزار شريف سقطت بأيدي قوات طالبان!!، وليس في مثل هذا الخبر أي شيء جديد، ففي عام 1997 م سقطت هذه المدينة بأيدي قوات طالبان ثم عاد حزب الوحدة الشيعي وحلفاؤه، وأخرجوا طالبان منها بعد أن ألحقوا بهم مذبحة فظيعة.. إذن لا شيء يدعو إلى الاستغراب والدهشة.
إيران وحدها اهتمت بسقوط مزار شريف بأيدي طالبان اهتماماً غير عادي، وتحركت على محورين:
المحور الأول: عسكري، فقد دعا مرشدُها الحرسَ الثوري إلى القيام بمناورة حربية على حدود إيران مع أفغانستان، وفي فترة زمنية قصيرة تحرك [70.000] جندي، وأجروا مناورتهم بأسلحة متطورة، ورافق هذه المناورة تنديد بطالبان وتلويح بإعلان الحرب عليها يبلغ أحياناً حد التصريح، كما رافقها "مارشات" عسكرية تذكر ببداية الحرب العراقية الإيرانية، وفي نهاية المناورة جاءت الأوامر من القيادة العليا ببقاء هذه القوات في مواقعها انتظاراً لصدور أوامر أخرى إليها.(4/227)
وزادت حدة التوتر بعد سيطرة طالبان على مقاطعة "باميان" التي يعتبر معظم سكانها من الشيعة، ولم يعد [70.000] جندي من حرس الثورة كافياً لتهديد طالبان، فصدرت أوامر مرشد الثورة بإرسال [200,000] جندي من الجيش من مختلف القطاعات العسكرية، وتحرك هذا العدد الكبير حيث أخذ مواقعه على حدود إيران مع أفغانستان، وفي المقابل تحركت قوات أفغانية وأخذت مواقعها على حدود بلدهم مع إيران، وأصبحت الأجواء بين البلدين أجواء حرب.
أما على المحور الإعلامي والسياسي، فقد جرى تعبئة واستنفار مختلف أجهزة الإعلام ضد طالبان، ومن يستمع إلى إذاعاتهم المرئية وغير المرئية يظن أنه لم تعد هناك مشكلة في العالم إلا مشكلة طالبان.. هذه الحركة الهمجية المتوحشة [على حد قولهم] التي فتكت بالشعب الأفغاني الآمن، وحفرت له الأخاديد، ثم هاهي تهدد دول الجوار، ومن باب أولى فهي تهدد الأمن العالمي، ولهذا فقد أرسلت الوفود إلى بعض الدول العربية والعالمية لتأييدها وشد أزرها، كما تقدمت بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي، تطلب منه معاقبة طالبان وردعها، وإذا لم ترتدع فليس هناك إلا الحرب.
ترى ما الذي فعله طالبان، وأية جريمة ارتكبوها نحو إيران حتى قامت الأخيرة بقرع طبول الحرب؟!.
تقول إيران: أقدمت حركة طالبان على قتل سبعة ديبلوماسيين إيرانيين عند اقتحامهم لمزار شريف، وطالبان ترد على هذا الادعاء بما يلي:
1 – صحيح أن عناصر من طالبان قتلوا هؤلاء الإيرانيين، لكن هذه العناصر لم تكن منضبطة وستعاقب على هذا العمل.
2 – الإيرانيون الذين قتلوا كانوا يحاربون مع حزب الوحدة الشيعي، ولم يكونوا مسالمين يطلبون الأمان، وكانت إيران قد طلبت منهم مغادرة مزار شريف قبل احتلال طالبان لها، لكنهم اختاروا البقاء مع كل ما يترتب عليه من تكاليف.(4/228)
3 – قال المتحدث باسم طالبان وكيل أحمد متوكل ما موجزه: في عام 1997 وعندما عادت المعارضة واستولت على مزار شريف كان حزب الوحدة الشيعي قد أسر عدة آلاف من طالبان، ثم اقتادوهم إلى مناطق نائية بالبلاد، وأطلقوا عليهم النار، وقال الصحافيون الذين رأوا الجثث إن أيدي العديد منهم كانت مشدودة الوثاق، وعثر على مقابر جماعية تضم ما يصل إلى ألفي جثة غرب مزار شريف، وأضاف: في 16/9/98 عثرت طالبان على ثلاث مقابر جماعية تضم جثث [900] من طالبان قرب مزار شريف، وقتلوا [30] عنصراً من طالبان في [باميان]، واقتادوا [15] إلى الأسر في إيران.
كان المتحدث باسم طالبان يرد على نفاق الأمم المتحدة لإيران، كما كان يرد على تهافت ادعاءات إيران.
ومن خلال هذا الرد، بل من خلال الأدلة والشواهد الواضحة يتبين لنا أن إيران ليست طرفاً حيادياً في الحرب الأفغانية، لقد رمت بثقلها منذ بدايتها مع الأحزاب الشيعية وحلفائها، وإلا فما الذي يجعلها تبارك المجازر التي ارتكبها حزب الوحدة الشيعي التي كانت ضحيتها عدة آلاف من طلاب العلم الشرعي، والقتلة
اليوم معززون مكرمون في دولة رافضة إيران سواء كانوا من الشيعة أو من حلفائهم؟!.
وأين نفاق الأمم المتحدة، وهي التي لا يجوز لها الادعاء بعدم العلم، لأن أخبار القبور الجماعية نقلت بالتواتر من الأعداء والأصدقاء، ومن المراكز والمؤسسات العالمية التي كانت لا تزال موجودة في كابل وفي غيرها.(4/229)
إذن: فإن قتل سبعة ديبلوماسيين ليس السبب الأساسي في الموقف الذي اتخذته إيران بعد احتلال طالبان لمزار شريف، وليست إيران من الدول التي تحترم العهود والمواثيق الدولية، وما نسينا إقدامها على احتلال السفارة الأمريكية في طهران، بعد انقلابهم على الشاه بأشهر قليلة، ولا نسيت الأمم المتحدة المنافقة عمليات نسف السفارات، وخطف الطائرات كما أنها لم تنس احتجاز الرهائن، ومن بين العشرات مبعوث الكنيسة الأنكليكانية الدكتور "تيري ويت" الذي ذهب وسيطاً فأصبح رهينة.. هؤلاء آخر من يحق لهم أن يتكلم عن مواثيق الأمم المتحدة، وحرمة السفارات مع عدم التعرض لرجال السلك الديبلوماسي، هذا إذا افترضنا أن الإيرانيين قتلوا داخل السفارة الإيرانية أو أنهم من رجال السلك الديبلوماسي.
إن أجهزة الإعلام العالمية بدأت تتحدث عن السبب الحقيقي الذي دعا إيران إلى استنفار قواتها ووضعها في حالة تأهب، فنشرات الأخبار لا تخلو من تعليق أو تصريح أو تحليل لمسؤولين كبار يتحدثون فيه عن إيران الشيعية وطالبان السنية وهؤلاء المسؤولون السياسيون من قادة دول الشرق أو الغرب يدلون بهذه التصريحات بعد لقاءات لهم مع مسؤولين إيرانيين.
فنغمة الشيعة والسنة والصراع بينهما يفهمها الإعلاميون والسياسيون من إيران وحدها، وليس من غيرها، أما الحكومات التي تنتهج شعوبها نهج أهل السنة والجماعة فهي لا تهتم إلا بمصالحها، وبكل ما يضمن لهم الاستقرار والاستمرار على كراسي الحكم.(4/230)
إيران وحدها دون غيرها أدركت أن احتلال طالبان "لمزار شريف" هذه المرة ثم "باميان" يعني قيام دولة سنية يديرها طلبة علم لم تلوثهم أوحال السياسة، وقيام هذه الدولة سيقطع الطريق على مبدأ تصدير الثورة الذي ينتهجه حكام طهران، ومن ناحية ثانية فإن قيام هذه الدولة سيفجّر صحوة سنية في شبه القارة الهندية ثم في إيران ثم في العالم الإسلامي كله، ولهذا فلابد من وأد هذه الحركة وهي في مهدها قبل أن يأتي زمن يصعب فيه القضاء عليها.
ولا بد لي هنا من الاعتراف بل الإعجاب بقدرة الإيرانيين وشيعتهم في العالم على تنظيم أنفسهم، وتحديد هدفهم، وتوزيع الأدوار فيما بينهم.. كما أنه لابد لي من الاعتراف بأن أهل السنة أو المنسوبين لأهل السنة لا يزالون كما كانوا عشية قيام انقلاب خميني وشيعته، وسأعقد فيما يلي مقارنة بين الطرفين:
الموقف الشيعي: هناك خلافات بين الشيعة الاثني عشرية في العالم تصل إلى حد التكفير أحياناً وهناك أيضاً معتدلون منهم ومتشددون .. لكنني عندما أتابع كل حدث هم طرف فيه ألحظ أن الفروق بينهم تختفي، والخلاف يبقى في الأسلوب وفي القيام بالدور المطلوب.
وهذا الحدث كغيره: صحفهم الناطقة بلغات كثيرة.. مراجعهم وشخصياتهم المرموقة.. العاديون منهم.. هؤلاء جميعاً لم تعد لهم مشكلة إلا حركة طالبان، هذه الجماعة المتوحشة - على حد قولهم - التي تنفذ المخططات الأمريكية في المنطقة.. وتحاول شق صفوف المسلمين وإثارة النعرات المذهبية بينهم.
قرأت بيانات كثيرة في هذا الشأن وكلها تدندن حول النيل من طالبان، ففي لبنان قرأت بياناً لمرجعهم حسين فضل الله، وبياناً آخر لرئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ محمد مهدي شمس الدين، ولأن هذا الأخير يمثل اعتدالهم (!!) فلا بأس من نقل فقرات من بيانه:(4/231)
دعا الشيخ محمد مهدي شمس الدين قادة ومرشدي وكوادر الحركات الإسلامية، إلى اتخاذ مواقف تحفظ وحدة الأمة الإسلامية، إزاء ما يجري في أفغانستان من ذبح وتدمير همجي وهتك للأعراض وهدر للدماء موضحاً أن هذا الذي يجري ليس قضية شيعية أو إيرانية، بل قضية إسلامية عامة.. ثم أضاف قائلاً: إن طالبان عميلة لأمريكا، وإنها ليست وطنية ولا سنية ولا مشروعاً إسلامياً. [عن الشرق الأوسط: 17/9/1998].
ليأذن لنا شمس الدين وكل من يحترم تصريحاته ويثق باعتداله في تسجيل الملحوظات التالية:
1 – أين شمس الدين من المجازر التي ارتكبها حزب الوحدة الشيعي بحق قوات طالبان وأنصاره عام 1997؟ ألم تأته أنباء القبور الجماعية، ففي قبر واحد تم اكتشاف [900 جثة].. أم أن هؤلاء عند شمس الدين كفار سنة وعملاء لأمريكا، وقدم واحد من الإيرانيين الشيعة السبعة أفضل منهم؟!.
وأين سعة صدر شمس الدين، ورقة مشاعره من المذابح التي أوقعها شيعة لبنان بسكان مخيمي صبرا وشاتيلا.. المخيمان في بيروت المدينة التي يقيم فيها رئيس المجلس الشيعي الأعلى في لبنان.. ألم يسمع أنات الثكالى وهتك أعراض العذارى من بنات أهل السنة، ألم تطرق مسامعه أخبار المسنين الذين قضوا نحبهم أو أخبار الأطفال الذين قتلوا وهم في أحضان أمهاتهم في الأخدود الذي حفرته منظمة أمل الشيعية لهم.. وماذا عنده من تفسير يتحفنا به – أو يفلسفه لنا – عن تناوب اليهود والموارنة والشيعة في تدمير المخيمات الفلسطينية في بيروت على رؤوس سكانها.. أم هذه دعايات يبثها عملاء الاستعمار الذين يهدفون إلى إشاعة الفرقة؟!.
أم أن وحدة المسلمين في مفهوم الشيعة تعني أن يفعلوا بنا كل ما يقدرون عليه من ذبح وقتل ونشر للتشيع وتصدير لثورتهم، ونحن نبقى ساكتين، وإن قلنا لهم: كفوا أيديكم وارفعوا سيوفكم عن رقابنا اتهمونا بمختلف الاتهامات؟!.(4/232)
- يقول شمس الدين: "إن طالبان عميلة لأمريكا، وإنها ليست وطنية ولا سنية ولا مشروعاً إسلامياً".
ليتفضل وليحدثنا كيف توصل إلى هذه النتيجة العجيبة، والعجائب فيما يصرح به ويقوله كثير وكثير.
مبلغ علمنا وعلم كل من يتابع الأحداث أن أمريكا لم تعترف بطالبان، وكذلك الأمم المتحدة في حين يعترف هؤلاء جميعاً بحكومة رباني وحلفائه حزب الوحدة الشيعي، هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى، فهناك مشكلة يصعب حلها بين أمريكا وطالبان، فالأولى تطالب الثانية بتسليمها ابن لادن وغيره من المجاهدين الذين كانوا يقاتلون في أفغانستان أيام الغزو الشيوعي، والثانية ترفض بقوة، وتقول: حتى لو قدمت لنا أمريكا أدلة مقنعة على تورط ابن لادن في تفجير سفارتيها في كل من كينيا وتنزانيا لن نسلّمه إليهم، لأنه لا يجوز تسليم مسلم لكفار ليحاكموه في بلدانهم، ومن جهة ثالثة فقد أقدمت أمريكا على ضرب أفغانستان بالصواريخ بسبب إيوائها لمن تسميهم بالإرهابيين، فكيف يريد منا شمس الدين أن نغفل عن هذه الحقائق كلها ونصدق ادعاءه؟!.
وإذا كان رئيس المجلس الشيعي الأعلى في لبنان يتهم طالبان بالعمالة لأمريكا دون أن يقدم دليلاً على ذلك، فنحن نقدم له بعض ما نشر من أدلة تدين إيران بهذه التهمة.
- الشاه وأركان نظامه نشروا في مذكراتهم أن أمريكا كانت متورطة في التآمر عليهم لصالح انقلاب خميني، ومثل هذه المذكرات صدرت عن مسؤولين سابقين في الإدارة الأمريكية، ونظام خميني نفسه اعترف بهذه الاتصالات، ولكنه زعم أنه لم يكن له علم بها، وسارع إلى الحكم بالإعدام على بعض أركان الحكم مثل قطب زاده وزير الخارجية الأسبق وغيره دون أن يعطيهم فرصة ليدافعوا عن أنفسهم ويبيّنوا للملأ حقيقة موقفهم.(4/233)
- بينما كانت الحرب العراقية الإيرانية على أشدها حطت طائرة أمريكية في مطار طهران محملة بنوعية من الأسلحة، وكان على متنها وفد من الإدارة الأمريكية جاءوا برحلة سرية ليبرهنوا على صدق موقف بلدهم من النظام الإيراني، وليتوجوا بهذه الزيارة اتصالات بين البلدين تكللت بالنجاح، غير أن الأمور خرجت عن نطاق السرية فاضطرت إيران إلى الإعلان عن هذه الطائرة وعن هذه الزيارة، وتأكد أن هذه الاتصالات كانت تتم بعلم الخميني، ونحيل شمس الدين وشيعته إلى الوثائق التي نشرت في أمريكا تحت عنوان "إيران غيت" ليعلموا أن ما نقوله ليس مجرد اتهام يعوزه الدليل، وليتذكروا أن إيران هي التي أطلقت على أمريكا الشيطان الأكبر، وهذا هو تعاملهم معه، فلا حرج عليهم إذن من التعامل مع الشيطان الأصغر [أقصد إبليس].
- وإذا كانت هذه الأدلة – رغم أهميتها – غير كافية عند شمس الدين وشيعته فعندنا ما هو أدهى وأمر.
لأمر يريده الله جلَّ وعلا سقطت طائرة إسرائيلية فوق الأراضي "الأوكرانية" وسقوط طائرة فوق
أراض أجنبية لابد وأن يتصدر نشرات الأخبار في الإذاعات العالمية المرئية وغير المرئية، ولابد للبلد الذي
سقطت الطائرة فوق أراضيه من إجراء تحقيق لمعرفة سبب سقوط الطائرة، ولابد من إعلان هذا التحقيق.. وجاءت نتيجة التحقيق لتقول: إن هذه الطائرة كانت محملة بالأسلحة الإسرائيلية الصنع، وكانت الطائرة متجهة برحلة سرية إلى إيران، ولم تكن هذه أول طائرة إسرائيلية محملة بالأسلحة تصل إيران، ولا أول اتصال وتعاون مشترك بين البلدين ضد العدو المشترك – العراق -.
هذه أمثلة اخترناها على عجل لنقول من خلالها لشمس الدين: إذا كنت ترمي طالبان بأمر لم تقدم دليلاً عليه، فالأدلة عندنا كثيرة على تورط نظام الآيات مع أمريكا ومع إسرائيل، والتاريخ الإسلامي حافل بالأدلة على تعاونكم مع أعداء الإسلام ضد أهل السنة.(4/234)
الموقف السني: إذا كان الموقف الشيعي من هذه المسألة – ومن كل مسألة خارج إطار المذهب – موحداً وهادفاً ومستنفراً، فالموقف السني ليس كذلك، ومن الممكن في هذا الصدد اختيار الأمثلة التالية:
1 – نحن نهتم بقضايا أهل السنة والجماعة، ونتابع أخبار حركة طالبان منذ ظهورها، لكننا وحتى هذه اللحظة لم نستطع تجميع معلومات دقيقة شاملة عنها، ولا نحب أن نجازف في المواقف التي نتخذها.
وملخص ما تجمع عندنا أن أتباع هذه الحركة طلاب علم يدرسون في الكليات والمعاهد الشرعية في كل من أفغانستان وباكستان، وكانت لهم مشاركات جادة في حرب أفغانستان مع الشيخين يونس خالص وجلال الدين حقاني، وبعد انتهاء الحرب عادوا إلى مقاعد الدراسة، ولكن عندما نشبت معارك بين فصائل المجاهدين الأفغان، وطال أمدها، وتعددت خسائرها، وتعذر الاتفاق على حلٍ فيما بينهم، قرر طالبان العمل على تحرير بلدهم من هؤلاء الذين جعلوا من الحروب وسفك الدماء مهنة لهم.
وخلال زمن قصير جداً سقطت المقاطعات بأيديهم واحدة تلو الأخرى، وقيل إن "ميليشيات" بعض الأحزاب الإسلامية كانت ترفض أوامر قيادتها الصادرة بالتصدي لهم وقتالهم لأن للعلماء وطلاب العلم الشرعي هيبة في قلوب عامة الأفغان.. وقيل أيضاً إن الجيش الباكستاني يدعمهم، وقد قلنا فيما مضى أن الجيش الباكستاني لا يمثل بالتأكيد موقف الحكومة الباكستانية، غير أن الجيش ينفي أن يكون قد ساعدهم.
والأخبار التي ينقلها القادمون من أفغانستان أو من باكستان تؤكد أن طالبان استطاعت نشر الأمن والاستقرار في المناطق التي سيطروا عليها، وإضافة إلى ذلك فقد نأوا بأنفسهم عن سياسة التحالف مع حزب إسلامي ضد حزب آخر، أو سياسة المواقف المتناقضة، وأصروا على تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية.(4/235)
من الطبيعي أن تقف الأحزاب الإسلامية ضدهم منذ البداية، كما أنه من الطبيعي أن تقف منهم إيران موقفاً عدائياً لأنها تعلم بأنهم متمسكون بالمذهب الحنفي، وموقف طلاب العلم الأحناف من الشيعة معروف ومشهور.
هذا ما نعرفه عن هذه الحركة، وهي معرفة غير كاملة، إذ لابد من الالتقاء بهم ومناقشتهم فيما ينسب إليهم، ونخشى أن يكون هذا الذي ينسب إليهم من أكاذيب الرافضة وحلفائها من الأحزاب الأفغانية التي خسرت مواقعها وفقدت ثقة الناس بها.
وفيما أظن أن موقف كثير من الدعاة لا يختلف عن موقفنا: حسن الظن بهم مع التطلع للقاء مسؤولين فيهم، وعدم الإفراط في التفاؤل.
2 – نقلت صحيفة الرأي العام السودانية عن الرئيس السوداني عمر البشير قوله لدى استقباله المستشار الرئاسي الإيراني محمد علي التسخيري:
"إن ميليشيا طالبان الأفغانية تشوه صورة الإسلام، وأضافت الصحيفة أن البشير يعيب على طالبان بوجه خاص حرمانها المرأة من حقها في
العمل والتعليم والتعبير عن رأيها، وتحريم تصوير النساء، وإبعادهن عن التلفزيون، وتشجيعهن على زراعة المخدرات".
الرئيس السوداني يمثل جماعة إسلامية تحكم السودان، فهو كرئيس كان من المفترض أن لا يتسرع بالإدلاء بتصريح قد يندم عليه فيما بعد، ومن جهة أخرى كان من الواجب عليه أن يعرب عن عرض وساطته على الأقل بين إيران وأفغانستان عند استقباله لمستشار الرئيس الإيراني، ومن جهة ثالثة فهو ليس أهلاً للإفتاء في مسألة تحريم صور النساء وفي إبعادهن عن التلفزيون، وإذا كانت هذه هي مشكلة طالبان، فعلاجها معهم ليس فيه أدنى صعوبة لأن موقفهم هذا نابع من اجتهاد فقهي، وللاجتهاد عند أهل السنة ضوابط وإن اختلفت مذاهبهم، وبالعكس قد يقول طالبان للبشير: أنتم في دستوركم ألغيتم حد الرجم، وهذا منكم تشويه لصورة الإسلام.. وأنتم لا تكفرون اليهود والنصارى، وهذا ليس موقفاً فقهياً، وإنما موقف عقدي خطير.(4/236)
إن موقف عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري عند استقباله مسؤول إيراني كان أفضل من موقف عمر البشير، لأنه حذّر من الصراع المذهبي ونتائجه بشكل عام، وإنه لمن المخجل أن نضطر إلى هذه المقارنة بين النظام النصيري في دمشق، ونظام الجبهة القومية في السودان.
3 – كثير من الجماعات الإسلامية المنسوبة إلى أهل السنة تاريخياً تعاطفت مع الموقف الإيراني، وكان بعض ما قالته لا يختلف إلى حد بعيد عما قاله شمس الدين أو حسين فضل الله في لبنان، وسوف أذكر مثالاً على ذلك:
كتب أحد الإسلاميين مقالاً قال فيه:
"إننا نذكر الإخوة في إيران أننا ومعنا كل القوى الثورية الأصيلة في الوطن العربي وقفنا مع ثورة إيران الإسلامية ضد العراق أثناء سنوات الحرب المشؤومة بينهما… وكان هذا الموقف المبدئي، أي أننا وقفنا مع إيران المسلمة ضد قومنا وإخواننا من عرب العراق، لأننا ينبغي أن نقف مع المظلوم ضد الظالم، ومع المعتدى عليه ضد المعتدي، ومع الذين أعلنوا عداءهم الصريح ضد أمريكا والصهيونية ضد من ارتكبوا ضدهم عدواناً مشبوهاً، بل كان معنى ذلك أيضاً بلغة المذهب والطائفة أننا وقفنا مع شيعة إيران ضد سنة العراق… ومسألة السنة والشيعة عندنا هي بلا شك لا وزن لها ولا قيمة، وهي من مخلفات وتراكمات العصور القديمة التي ينبغي تصفيتها أو إذابة الفروق والخلافات فيها، فنحن نؤمن بالإسلام الواحد، إسلام القرآن الكريم والسنة الشريفة وصحابة رسول الله (، لا نفرق بين أحد منهم".
حرصت على ذكر هذا المقطع دون ذكر اسم الكاتب لبيان جهله الفاضح، ولعله يقرأ هذه الكلمات فيستفيد منها، ثم يشكرني على عدم ذكر اسمه.(4/237)
واكتفي هنا بالتعليق على قوله: إن السنة والشيعة عنده هي بلا شك لا وزن لها ولا قيمة.. ثم قوله: إنه يؤمن بالإسلام الواحد، إسلام القرآن والسنة وصحابة رسول الله حيث أنه لا يفرق بين أحد منهم.. صاحبنا بهذا الاعتقاد كافر عند الشيعة شأنه شأن عموم أهل السنة، والصحابة الذين يؤمن بهم كفار عند الشيعة، والسنة عندهم لا تعني السنة التي يعنيها الكاتب، بل سنة المعصومين من آل البيت، وإذا كان المذهب السني عند هذا الأخ لا يعني شيئاً فالشيعة عند أصدقائه الإيرانيين كل شيء، قد يخدع بظاهر قولهم إذا اجتمعوا بأمثاله، ولكن هذا منهم تقية، ولو احترم هذا الأخ عقله، وعاد إلى أمهات كتب الشيعة في القديم والحديث، ونختصر الطريق عليه إن شاء فنطلب منه أن يعود لوصية الخميني التي وزعتها حكومة الآيات بعد موته لتبين له اعتقاد القوم بكفر أهل السنة ومنهم الصحابة رضوان الله عليهم.
هذا هو خلاصة موقف أهل السنة – فيما قدر لي أن أطلع عليه – فالذين يتعاطفون مع طالبان قلة. وهم مثلنا لم يلتقوا بطالبان، ولا تزال هناك كثير من الأسئلة عنهم تحتاج إلى أجوبة، أما غير المتعاطفين مع طالبان فهم بين مؤيد لإيران، مصدق لمزاعمها، وحيادي لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء.
ويأتي هذا الموقف السني المضطرب ليذكرنا – كما قلت فيما مضى – بالموقف نفسه قبل حوالي عشرين عاماً، أي عشية انقلاب الخميني وآياته، وإنه لمن المؤسف أن لا يستفيد إخواننا ويعتبروا من كل ما أحدثه الروافض من فتن في كل بلد من بلدان العالم الإسلامي.(4/238)
والأمل بعد الله جلَّ وعلا معقود على أهل السنة الذين يتأسون بما كان عليه الرسول وأصحابه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فلينشطوا في بيان الحق للناس، وليبذلوا من حرّ مالهم لنشر الكتب والرسائل التي تفضح عقائد الفرق المنحرفة مع التركيز على كشف الأكثر خطورة منها، وليحرصوا على وجود مؤسسة عالمية مختصة بهذا العمل دون غيره، وليتذكروا دائماً أن يد الله على الجماعة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
أما حركة طالبان فالواجب عليها أن تنشط إعلامياً، وتسارع إلى إرسال وفودها للاتصال بالمؤسسات – الرسمية وغير الرسمية – والدعاة والجماعات الإسلامية من أجل بيان سياستها الداخلية والخارجية، وتفنيد الشبهات التي يروجها أعداء الحركة من رافضة وغيرهم، وقد سرنا تأييد علماء باكستان لهم بما في ذلك جماعة أهل الحديث، وهذا بحد ذاته تزكية للحركة ممن يعرفونهم عن كثب.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد، يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر. والحمد لله رب العالمين 0
الفصل الرابع
إيران والكيان الصهيوني
والشيطان الأكبر
إيران والكيان الصهيوني والشيطان الأكبر
دفاع الشيخ القرضاوي عن إيران وإنها هي العدو الأول لإسرائيل000وإن إيران واقفة ضد إسرائيل ، وتعتبر العدو الأول للقوى الصهيونية والصليبية ، فلولا أن لها موقف سليم ما فعل هؤلاء معها ، ولا وقفوا معها هذا الموقف 0(4/239)
هذا الدفاع الذي أبداه فضيلة الشيخ القرضاوي في غير محله ، ويبدو أن فضيلة الشيخ غير مطلّع على خفايا العلاقات الصهيونية الصليبية مع إيران ، بعد أن أصبح ذلك معروفاً لدى الكثيرين ، وأتعجب من تجاهل الشيخ القرضاوي – ولا أقول جهل – للحقائق التي أصبحت ملىء الخافقين ، ونحن في الفصل سوف نحاول التطرّق إلى العلاقة الحميمة التي تربط الكيان الصهيوني والقوى الصليبية ممثلة في الشيطان الأكبر (أمريكا) كما تسميها إيران ، وبعد ذلك هل نطمع من فضيلة الشيخ القرضاوي أن ينظر من جديد في كلامه الآنف ، وهل يملك الشجاعة الأدبية لإعلان ذلك كما أعلن كلامه السابق العار من الصحة والتدقيق والتمحيص 0
ونضع بين يدي فضيلة الشيخ القرضاوي بعض الأمور التي تفضح الإتصالات اليهودية والأمريكية بالدولة التي يُسمّيها الشيخ القرضاوي بالجمهورية الإسلامية(!!!) 0
صرح وزير الخارجية الإسرائيلي في حكومة في نتنياهو (ديفيد ليفي) قائلا : (ان اسرائيل لم تقل في يوم من الايام ان ايران هي العدو ) " جريدة هاآرتس اليهودية / 1/6/1997"
يقول الصحفي اليهودي(اوري شمحوني ) : (ان ايران دولة اقليميه ولنا الكثير من المصالح الاستراتيجية معها ، فايران تؤثر على مجريات الاحداث وبالتاكيد على ماسيجري في المستقبل ، ان التهديد الجاثم على ايران لا ياتيها من ناحيتنا بل من الدول العربية المجاورة ! فاسرائيل لم تكن ابداً ولن تكن عدواً لايران ) " صحيفة معاريف اليهودية / 23 /9/1997)(4/240)
أصدرت حكومة نتنياهو امراً يقضي بمنع النشر عن اي تعاون عسكري او تجاري او زراعي بين اسرائيل وايران . وجاء هذا المنع لتغطية فضيحة رجل الاعمال الإسرائيلي(ناحوم منبار ) المتورط بتصدير مواد كيماوية الى ايران .. والذي تعد هذه الفضيحة خطراً يلحق باسرائيل وعلاقاتها الخارجية . وقد ادانت محكمة تل ابيب رجل الاعمال الإسرائيلي بالتورط في تزويد ايران ب 50 طنا من المواد الكيماوية لصنع غاز الخردل السام . وقد تقدم المحامي الإسرائيلي(امنون زخروني ) بطلب بالتحقيق مع جهات عسكرية واستخباراتية اخرى زودت ايران بكميات كبيرة من الاسلحة ايام حرب الخليج الاولى . " الشرق الاوسط / العدد (7359) "
قامت شركة كبرى تابعه (لموشيه ريجف ) الذي يعمل خبير تسليح لدى الجيش الاسرائيلي - قامت شركته ما بين (1992-1994) ببيع مواد ومعدات وخبرات فنية الى ايران . وقد كشف عن هذا التعاون الاستخبارات الامريكية بصور وثائق تجمع بين موشيه والدكتور ماجد عباس رئيس الصواريخ والاسلحة البايولوجية بوزارة الدفاع الايرانية . " صحيفة هارآرتس اليهودية ... نقلا عن الشرق الاوسط عدد (7170) "
ونقلت جريد الحياة بعدده (13070) نقلا عن كتاب الموساد للعميل السابق في جهاز الاستخبارات البريطانية (ريتشارد توملينسون) : وثائق تدين جهاز الموساد لتزويده ايران بمواد كيماوية .
يقول الصحفي الإسرائيلي(يوسي مليمان ) ( في كل الاحوال فان من غير المحتمل ان تقوم اسرائيل بهجوم على المفاعلات الايرانية وقد اكد عدد كبير من الخبراء تشكيكهم بان ايران - بالرغم من حملاتها الكلامية - تعتبر اسرائيل عدواً لها . وان الشيء الاكثر احتمال هو أن الرؤوس النووية الايرانية هي موجهة للعرب ) " نقلا عن لوس انجلس تايمز... جريدة الانباء العدد (7931) " 0
الشحنات الإسرائيلية من السلاح لإيران(1)[570])
__________
(1) 570]) نقلاً عن كتابنا " نقد ولاية الفقيه " ص 275 وما بعدها 0(4/241)
...
أحدث ما قامت به إسرائيل لتوفير الأسلحة لإيران ، رغم أجواء توقف الحرب ، هو صفقة سلاح من رومانيا ، تبلغ قيمتها (500 مليون ) خمسمائة مليون دولار 0 وتأتي هذه الصفقة لتكشف تاريخاً طويلاً من العمل الإسرائيلي المتواصل منذ عام 1980 لتوفير الأسلحة لإيران لكي تواصل حربها ضد العراق والعرب ، وإذا كانت صفقات الأسلحة الإسرائيلية لإيران ، هي الخبر الأهم ، فإن الخبر الأهم هو أن يقوم سماسرة ووسطاء إسرائيليون بالتجول في العالم وفي عواصم أوروبا بالذات بحثاً عن أسلحة لإيران(1)[571]) 0 لقد تجاوزت إسرائيل مرحلة بيع سلاحها وتقديمه للخميني ، إلى قيامها بتوفير أية قطعة سلاح ، ولو من السوق السوداء لهذا النظام لكي يواصل حربه ضد العراق 0
... وإذا كان الأمر طبيعياً بالنسبة لإسرائيل ، لأنها بذلك تحاول أن تدعم إيران في حرب ضد بلد عربي ، ولكن الأمر الذي يفترض الكثيرون أنه غير مقبول هو قيام الحميني تحديداً بالإعتماد على إسرائيل في تسليح قواته وفي حربه ، وصموده كنظام ، رغم ما للخميني – صاحب النظام – من أدبيات معادية لإسرائيل وهو الداعية لتحرير القدس وحتى فلسطين كلها 0 لكن يبدو أن الغاية تبرر الوسيلة لدى حكام إيران الحاليين 0 ومع هذا التحرك الإسرائيلي الجديد لتوفير الأسلحة لإيران من أي مصدر كان ، فتحت أوساط سياسية وعسكرية وإستراتيجية ملف صفقات الأسلحة بين إسرائيل وإيران ، وإعتبرت أنها زادت عما كانت عليه أيام الشاه وفاقتها أضعافاً 0
إسرائيل في المقدمة
__________
(1) 571]) حدث يو الخميس 16/5/1980 0(4/242)
... أحدث الأرقام عن صفقات الأسلحة أن الإنتاج الحربي الإسرائيلي حقّق تطوراً كمياً ونوعياً ، في النصف الأول من الثمانينات ، ما قيمته 850 مليون دولار ، إرتفعت عام 1986 إلى مليار و300 مليون دولار(1)[572])0 وقدرت مصادر أوروبية متخصصة بالشئون العسكرية أن الزيادة في مجملها ، وبنسبة 80? منها ، كانت كلها صادرات أسلحة وقطع غيار إسرائيلية إلى إيران (2)[573])0
وترى هذه المصادر أن مقابل هذا الدعم العسكري بالأسلحة من إسرائيل لإيران ، تحظى الحكومة الإسرائيلية بسيطرة إقتصادية ظاهرة في إيران ، أي عن طريق اليهود الإيرانيين الممسكين بالإقتصاد الإيراني ، أو عن طريق شركات كانت تعمل في عهد الشاه ، ثم أوقفت أعمالها مؤقتاً مع بداية حكم الخميني ، وحالياً عادت لتعمل بحيوية ونشاط 0
وفي هذا المجال نعود إلى ما سبق للخميني وقاله عن الإقتصاد الإيراني وتسلط إسرائيل عليه : " إن إقتصاد إيران هو في قبضة الأمريكان والإسرائيليين وقد خرجت التجارة من أيدي المسلمين(!!!) (3)[574]) 0
أو عندما قال : " إن المحزن أكثر هو هيمنة إسرائيل وعملائها على كثير من الشئون الحساسة للبلاد وإمساكها بالإقتصاد(4)[575]) "0
__________
(1) 572]) معلومات وردت في أحد تقارير " المركز الدولي للأبحاث السلمية في ستوكهولم " ووردت في مجلات عسكرية متخصصة مطلع العام 1987 0
(2) 573]) مجلة " لوبوان " الفرنسية ومجلة " استراتيجيا " الشهرية اللبنانية مطلع العام 1987 0
(3) 574]) خطاب الخميني في " قم " في 15 إبريل 1964 0
(4) 575]) بيان للخميني حول إقرار قانون الحصانة القضائية للرعايا الأمريكيين 0(4/243)
لكن هذا الكلام ذهب أدراج الرياح ، وهاهي إسرائيل تتسلط على نسبة كبيرة من إقتصاد إيران ، وفي ظل حكم الخميني نفسه ،ولقد عاد شركة "أرج" الإحتكارية الكبرى للظهور ، بعد أن كانت قد أوقفت أعمالها مؤقتاً ، وهي شركة إسرائيلية كبرى سبق للخميني أن هاجمها، كما هاجم "الكوكالا" في إيران التي هي أيضاً إسرائيلية ، والطريف والمثير هو أن إسرائيل عادت لتغرق السوق الإيرانية بإنتاجها من البيض ، وهذا كله سبق للخميني واتخذ منه حجة ضد حكم الشاه المخلوع(1)[576]) 0
ولقد كشفت مصادر مطلعة في باريس أن السماسرة الذين يعملون لتجميع السلاح إلى إيران ، وبينهم إسرائيليون ، يتخذون من "فيلا شاليه باساغي" (2)[577]) ، الواقعة على الطريق الثاني من بحيرة جنيف ، أي من الجهة الفرنسية بالقرب من قرية "سانت بول أن شاليه" والأرض المحيطة بها ، ومساحتها 28 ألف متر مربع، يتخذون منها مركزاً لتجميع الأسلحة التي يشتريها الإسرائيليون ، تمهيداً لشحنها عن طريق الموانىء الأوروبية إلى إيران ، كما يتخذ السماسرة ، وبالذات الإسرائيليون ، من مزارع مجاورة لتلك الفيللا وهي "مارالي"و "لي هوز" و "لي مويت" مراكزاً لتدريب الإيرانيين على بعض الأسلحة والخطط العسكرية ، ويتولى " أوتيون دي بنك سويس " عمليات دفع ثمن الصفقات التي تحولها إسرائيل إلى إيران (3)[578])0
__________
(1) 576]) تصريحات الخميني على إثر إعتقال الطالقاني وبازركان خلال حكم الشاه 0
(2) 577]) وهي فيللا كانت لشاه إيران وعادت للحكومة الإيرانية الحالية 0
(3) 578]) نشرة "ستار" الصادرة بالفرنسية والمتخصصة ببعض الأخبار الخاصة بالأسلحة0(4/244)
ورأت تلك المصادر أن إسرائيل في حماسها هذا لتوفير السلاح لإيران أن تحقّق أرباحاً باهظة ، وكذلك تساعد في إطالة أمد الصراع ضد العراق والعرب ، لتعطيل قدرات العرب ككل ، ولتحقيق مكاسب داخل إيران نفسها ومنها : تخفيف الضغط عن اليهود الإيرانيين وخاصة التجار منهم ، والسماح بتحويل أموالهم لإسرائيل ، وخاصة أموال التاجر اليهودي الكبير حبيب الفانيان ، وهو أحد المحتكرين الكبار أيام الشاه الذي تم إعدامه في إيران في مايو 1979 في مطلع زحف الجماهير الإيرانية ضد حكم الشاه (1)[579])0
أما صفقات الأسلحة الإسرائيلية لإيران ، فرغم أن أمرها قد إتضح مع فضيحة "إيران جيت" في العام 1987 ، إلا أنها قديمة وتعود إلى مطلع الثمانينات ، أي مطلع حكم الخميني نفسه ، ويلخص أبا إيبان وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق وضع إسرائيل مع حكم الخميني بقوله : "عندما يكون النظام الإيراني صديقاً فإننا نمكنه من الحصول على الأسلحة ، للإحتفاظ بصداقته ، أما عندما لا نعرف ما هو موقفه من إسرائيل فإننا نمكنه من الحصول على الأسلحة لمعرفة ذلك (2)[580])0
إذن العودة إلى مطلع الثمانينات تكشف صفقات الأسلحة الإسرائيلية لإيران الخميني بالأرقام حسب ما ورد في صحف ومجلات وكتب في هذا المجال 0
لقد قالت الصحف الكويتية في 30 سبتمبر 1980 ومذلك أكتوبر من العام نفسه أن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية على علم مسبق وتوافق على إستخدام إسرائيل طائرات أدنبية وطرقاً جوية أوروبية غير مباشرة لشحن قطع الغيار إلى إيران 0
__________
(1) 579]) صحف 10 مايو 1979 0
(2) 580] الواشنطن بوست 12/12/1986 0(4/245)
بعد الصحف الكويتية قالت صحيفة " الأوبزرفر" اللندنية في نوفمبر 1980 أن إسرائيل ترسل قطع غيار الطائرات (ف – 14 ) وأجزاء مروحيات وصواريخ على متن سفن متوجهة إلى موانىء إيرانية ومن بينها مرفأ بندر عباس ، بعض تلك الشحنات من الولايات المتحدة إلى إسرائيل ثم تحويلها مباشرة إلى إيران دون أن تمر بإسرائيل 0
وفي العام 1981 ، وفي شهر يناير بالذات ، جاء في تقرير أمريكي أعدته مصلحة الأبحاث التابعة للكونجرس ونشرته الصحف (1)[581])، إن إسرائيل تهرب الأسلحة وقطع الغيار إلى إيران 0 وعندما سئل متحدث بإسم الخارجية الأمريكية عن ذلك ، أجاب أنه إطلع على تقارير بهذا المعنى ، وكانت يومها إدارة الرئيس الأمريكي كارتر في الحكم 0
وبعد خروج كارتر وموظفيه من الحكم ، إعترف كثير منهم بأنّ إسرائيل طلبت ترخيصاً أمريكياً في سبتمبر 1980 ببيع السلاح ، وتحديداً معدات عسكرية لإيران 0
وفي الشهر التالي بدأت إسرائيل تبيع إطارات عجلات طائرات فانتوم (ف – 4 ) لإيران 0 وقد استخدم مطار مدني في مدينة"تيمز" الفرنسية من القرب من قاعدة عسكرية محطة ترانزيت لشحم الإطارات، وقد ساعد في ذلك تاجر سلاح فرنسي كان مشاركاً في الصفقة ، وقد كشف ذلك في برنامج "بانوراما" التلفزيوني في هيئة الإذاعة البريطانية(2)[582])0 وأشارت الصحف يومها إلى أن إدارة ريجان تورطت منذ البداية بصفقات الأسلحة الإسرائيلية إلى إيران عن طريق " مويس اميتاي" من اللجنة الأمريكية – الإسرائيلية للشئون العامة وبإيعاز من روبرت س0مكفرلين الإبن وهو عضو مغمور في لجنة مجلس الشيوخ للخدمات المسلحة(3)[583])0
__________
(1) 581]) صحف مارس 1981 0
(2) 582]) أذيع البرنامج في أول فبراير 1981 مساءاً 0
(3) 583]) "واشنطن بوست" 29 نوفمبر 1986 0(4/246)
... الشحنة الأولى من إطارات عجلات طائرات "الفانتوم"(ف – 4) تلتها شحنة ثانية من قطع الغيار بلغت قيمتها 600ألف دولار 0 لكن خط الإمداد الفرنسي إنهار ، فجرى إستبداله بتاجر بريطاني للسلاح نظّم خطاً للطيران الإسرائيلي إلى إيران عن طريق قبرص مستخدماً طائرات شحن من طراز c.l.44 تابعة للشركة الإرجنتينية " ترانسبورت ايرو ريو بلاتينس " 0
... وكانت هذه الصفقة الإسرائيلية إيران عن طريق قبرص شحنات قطع غيار للدبابات و360 طناً من الذحيرة التابعة للدبابات من طراز (م-48) و (م-60) ومحركات نفاثة مجددة وإطارات إضافية للطائرات(1)[584]) 0
... ثم بعد ذلك صفقة أسلحة إسرائيلية بقيمة 136 مليون دور، تم شحنها أواسط 1981 ، عقدها التاجر الإسرائيلي "يعقوب نمرودي" وهو ضابط إسرائيلي متقاعد اتخذ من لندن مقراً لتجارته 0 والذي كشف أمر إسرائيل في هذه الصفقات كلها هو قيام طائرات سوفيتية في يوليه 1981 بإسقاط طائرة تبين فيما بعد أنها كانت تتولى شحن الأسلحة الإسرائيلية إلى إيران عبر قبرص ، تم إسقاطها عند الحدود التركية – السوفيتية(2)[585])0
إسرائيل تستمر وتُحسّن النوعية
... ومع مطلع العام 1982 كانت إسرائيل مستمرة في تصدير الأسلحة إلى إيران ، وكانت عبارة عن شحنات من ذخائر دبابات عيار 105ملم ، وذخائر هاونزر عيار 155ملم ، وقطع غيار طائرات فانتوم(ف-4) الأمريكية الصنع، ودبابات(ام-48 و ام –60) وأجهزة إتصال كاملة مع قطع غيارها 0
... وحتى يوليه 1983 ، لم يستمر تدفق الأسلحة الإسرائيلية لإيران فحسب ، بل تحسنت نوعية الأسلحة :
__________
(1) 584]) "إسرائيل والحرب الإيرانية – العراقية " بحث بقلم شاهرام تشويين في مجلة الدفاع الدولية في عدد 3 ، مارس 1985 ، مجلد 18 0
(2) 585]) نشرت ذلك صحيفة " الصنداي تايمز" اللندنية في 26/7/1981 0(4/247)
... ففي 6 يناير1983 كانت هناك شحنات ضخمة مميزة ضمت مايلي : صواريخ سابدوند جو-جو، 400 ألف طلقة مدفع هاون ، 400 ألف طلقة مدفع رشاش ، ألف هاتف ميداني ، 200 جهاز تشويش للإتصالات الهاتفية (1)[586])0
... وفي شهر يوليه 1983 نشرت معلومات عن صفقة "غرودي" التي بلغت 136 مليون دولار 0 أفادت تلك المعلومات أن الأسلحة التي تم شحنها كانت متطورة وحديثة وكلها أمريكية الصنع ، ويحظر شحنها إلى غير إسرائيل 0 لكن إسرائيل شحنتها إلى إيران 0وضمت صواريخ "لانس" الذاتية الإندفاع ، صواريخ "هوك" المضادة للطائرات ، قذائف مدفعية عيار 155ملم من نوع "تامبيلا"و "كوبرهيد" الموجهة بأشعة الليزر(2)[587])0 وأكدت هذه المعلومات صحيفتان إسرائيليتان هما " بديعوت أحرونوت " و " ها آرتس " ونشرت تفاصيل كثيرة خول صفقة "غرودي"0
... كما نشرت المعلومات نفسها مع إضافات عليها مجلة سويسرية هي مجلة "ولتوتش" وهي مجلة معتدلة 0
... وفي يناير 1983 بدأت الصحف الأمريكية تتحدث عن صفقات الأسلحة الإسرائيلية المتطورة – ذات الصنع الأمريكي – إلى إيران 0 رغم أنها أسلحة يحظر بيعها وتصديرها إلى دولة ثالثة غير أمريكا وإسرائيل 0 فقد نشرت مجلة دورية هي يومية الدفاع والشئون الخارجية معلومات تشير أن إسرائيل كانت تشحن قذائف عنقودية محرمة إلى إيران ، كما أن قطع غيار الطائرات (ف-14) "تومكات"القليلة في سلاح الجو الإيراني ترسل مباشرة وبإنتظام من إسرائيل إلى إيران على متن طائرات شحن(3)[588]) 0
__________
(1) 586]) صحيفة "بوسطن جلوب" 27/7/1983
(2) 587]) صحيفة "ليبرسون" الفرنسية يوليو 1983 0
(3) 588]) دورية "الدفاع والشئون الخارجية" اليومية في 24/1/1084 0(4/248)
... ثم نشرت الصحف الألمانية في مارس 1984 تفاصيل عن صفقة "غرودي" نفسها جاء فيها أن الصفقة الإسرائيلية من الأسلحة تشحن على متن طائرات " العال " للشخن في رحلات ليلية تمر فوق الأراضي السورية في طريقها إلى إيران (1)[589])، ولم تنف تلك الصحف وتحديداً مجلة شتيرن علم سوريا بتحليق تلك الطائرات 0
... كذلك نشرت صحيفة ألمانية غربية هي "فرنكفورتر" وهي يومية محافظة ، أن شحنات إسرائيل إلى إيران من أسلحة بلغن ما قيمته 500 مليون دور والأسلحة كلها من صنع أمريكي وإسرائيلي ، وهناك قسم منها صدر من لبنان(2)[590]) 0
دليل رسمي إسرائيلي
... لم يبق أمر الصفقات الإسرائيلية من الأسلحة إلى إيران مجرد تقارير خجولة من هنا وهناك ، وأنباء صحفية في صحف غربية موثوقة ، بل تعدّى الأمر ذلك إلى تقديم دليل رسمي على لسان أرييل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي في مطلع الثمانينات ، أي إنه عاصر معظم شحنات الأسلحة الإسرائيلية إلى إيران وأشرف عليها 0
... في مايو 1984 أي بعد إن إستقال أرييل شارون من وزير الدفاع ، والذي جاءت إستقالته مجرد لعبة خبيثة لتغطية الدور الإسرائيلي في مجازر مخيمي صابرا وشاتيلا ضد الفلسطينيين المدنيين ، إذ بعد أن إتقال زار الولايات المتحدة الأمريكية في التاريخ نفسه ، وفي واشنطن أعلن بصراحة أن إسرائيل كانت تبيع وتسوّق وتشحن الأسلحة إلى إيران ، وبمعرفة الولايات المتحدة الأمريكية نفسها 0
... وكان شارون ، رغم إستقالته من وزارة الدفاع ، قد بقي وزيراً دون حقيبة وزارية في حكومة الليكود الإئتلافية حتى العام 1987 ، إذن كان مازال وزيراً عندما أدلى بتصريحة ذاك 0
__________
(1) 589]) مجلة " شتيرن " الألمانية الغربية ، مارس 1984 0
(2) 590]) صحيفة " فرنكفورتر " الصادرة في 17/3/ 1984 0(4/249)
... كذلك ، رغم نفي إدارة ريجان علمها بالصفقات الإسرائيلية من الأسلحة الإسرائيلية والأمريكية وغيرها إلى إيران ، فإن موقفاً أمريكياً كان قد صدر في مارس 1984 يدعو إسرائيل والدول الأوروبية لتنسيق الجهود مع واشنطن لقطع شحنات السلاح إلى إيران 0 واعتبر هذا الموقف تغييراً رسمياً عن علم واشنطن بدور إسرائيل وغيرها في شحن الأسلحة إلى إيران ، وقد تولى السفير الأمريكي فوق العادة ريتشارد فيربانكس هذه المهمة 0
... وتتحدث الصحف في هذه الفترة ، في العام 1984 وما بعدها عن مواقف وإجراءات اتخذها موظفون أمريكيون أمثال جفري كمب المدير الأول لشئون الموظفين لقضايا الشرق الأدنى في مجل الأمن القومي ، وفيري نكس نفسه ، وماكفرين ، كلها صبت في تأكيد الشحنات الإسرائيلية من السلاح لإيران ، وبمعرفة أمريكا نفسها (1)[591]) 0
... وتطورت تلك المواقف والجهود الأمريكية ووصلت مع "كمب" إلى وضع مذكرة عرفت " بمذكرة كمب " لتطوير العلاقات مع إيران والتي تقديمها إلى مجلس الأمن القومي الأمريكي في أكتوبر 1984 0
" إيران جيت " الشهيرة
__________
(1) 591]) تقرير لجنة " تاور " وإسمها الوطني " المجلس الرئاسي للمراجعة الخاصة " صدر في 26 فبراير 1987 0(4/250)
... في هذه الأثناء ، وبعد مذكرة "كمب" جرى تحضير صفقة صواريخ "تاو" الأمريكية إلى إيران ، وجرى التحضير بين مسئول في الإستخبارات المركزية الأمريكية وبين رجل أعمال إيراني يعمل لصالح إسرائيل وغيران معاً وهو منوجهر جوربانيفا ، وعندما تأكدت إسرائيل من هذا التحول الأمريكي في سياسة " لا أسلحة لإيران " إلى " الأسلحة لإيران " تحرك تاجرا السلاح الإسرائيليان " غرودي " و " أولف شويمر " بالتعاون مع اميرام نير – مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز يومذاك – فعقدوا إجتماعات مع جوربانيفار ، بحضور رجل أعمال أمركي كان ذلك في يناير 1985 0 وكانت النتيجة درس تقديم أسلحة أمريكية إلى إيران 0 وهو ما كشفت عنه لجنة " تاور " في تقريرها فيما بعد 0 ونتج عن ذلك تشجيع إسرائيلي لتلك الشحنات ، لذا قامت حكومة إسرائيل عبر روبرت ماكفرلين ، ومساعدة الكولونيل أوليفرنورث ، ومايكل لدين المستشار في مجلس الأمن القومي بالتحضير لأمر ما في هذا المجال 0
... وفي مايو قام " لدين " بزيارة رسمية لإسرائيل حيث طلب منه شمعون بيريز مصادقة ماكفرلين على شحنة ذخائر ضخمة إلى إسرائيل ، وعلى إثر ذلك قام ديفيد كمحي المدير العام للخارجية الإسرائيلية ، بتكليف من بيريز ، بالإتصال بماكفرلين لتنسيق شخن الأسلحة لإيران 0(4/251)
... ثم في يوليو 1985 ، جرى رفع الإتصال إلى مستوى وزير الخارجية الأمريكية شولتز نفسه ، ونتج عن ذلك إجتماع ضم " لدين " وجوربانيفار وكمحي ، وشويمر وغرودي ، تم فيه تحديد المطلوب من صواريخ "تاو" ، لكن الأمر مهم وخطير ويحتاج إلى ضوء أخضر من الرئيس الأمريكي نفسه 0 فتولى ذلك بيريز عن طريق ماكفرلين ونائبه الأميرال جون بونيدكستر ، وكان إقتراح كمحي بيع صواريخ "تاو" الأمريكية لإيران لكن عبر إسرائيل 0 وفي إجتماع ضم ريجان ونائبه بوش ووزير خارجيته شولتز ، وواينبرجر وزير الدفاع ، ومدير شئون الموظفين الرئاسي دونالد ريجان ومدير وكالة الإستخبارات المركزية وليم كيسي تقرّر إطاء ال ... ضوء الأخضر الأمريكي ، وهكذا كان ، فقامت إسرائيل في 30 أغسطس وفي 13 سبتمبر 1985 بإرسال مائة صاروخ "تاو" في شحنة أولى ، ثم 408 صواريخ في شحنة ثانية 0
... بعد صواريخ "تاو" أتت صفقة صواريخ "هوك" وكلها صفقات إسرايلية لإيران ، لكن بعد موافقة واشنطن 0 لكن إسرائيل وجدت نفسها دائماً تسعى وبإلحاح لإتمام الصفقات ، وتحديدها ، ثم شحنها 0
... ففي نوفمبر عام 1985 ، قام وزير الدفاع الإسرائيلي إسحاق رابين بنفسه بتحضير صفقة صواريخ "هوك" مع ماكفرلين 0 وتمت الصفقة وشحنت الصواريخ ، وهذه المرة عن طريق شركة طيران تابعة للإستخبارات الأمريكية المركزية ( c.i.a) شحنت تحت إسم " قطع وأدوات لحفر آبار نفط " ورحلت إلى إيران في 25 نوفمبر المذكور 0(4/252)
... وهذه الصفقات من الصواريخ هي التي عرفت بـ"إيران جيت" والتي قضت بإرسال صواريخ لإيران مقابل قيامها بإطلاق الرهائن الأمريكيين المخطوفين 0 لكن الأسلحة وصلت والرهائن لم يصلوا ، لأن إيران تعتبر هذه الأسلحة من إسرائيل، وليست ملزمة تجاه واشنطن بشيء 0 وكما نشر في سياق "إيران جيت" أن إيران لم تعجبها الصواريخ لأنها من النوع الإسرائيلي "غير المحسّن" لذا كانت تحمل نجمة داود الإسرائيلية 0وبقية تفاصيل "إيران جيت " أصبحت معروفة 0
... لكن ما ذكر في هذا المجال ، وبعد فضح "إيران جيت" الدور الإسرائيلي في توريد الأسلحة لإيران ، قال شولتز مُبلّغاً موظفيه في الخارجية الأمريكية : إن مخططات إسرائيل نحو إيران هي لدعمها ، وهي ليست مخططاتنا(!!!) وعلينا أن نتعامل مع إسرائيل على أنها لها أغراضها الخاصة في إيران وفي دعمها ومدّها بالأسلحة 0
... وهكذا فضحت لجنة "تاور" فيما بعد في تقرير الدور الإسرائيلي في شخن الأسلحة إلى إيران عندما قالت : إن السياسة التي اتبعتها إسرائيل في تسليح إيران الخمينية صارت سياسة أمريكية 0
... ومع إفتضاح أمر الجميع في "إيران جيت" ، تعطّل ضخ الأسلحة لإيران بعض الوقت ، لكن إسرائيل عادت واتبعت خطة تقضي بشراء الأسلحة من السوق السوداء وأينما توفرت ، ثم تأهيليها لتصبح صالحة في أمكنة مخصصة لذلك في أوروبا ، ثم شحنها إلى إيران ، هذا ما يقوم به السماسرة حالياً حسب ما ورد في مطلع هذا التحقيق 00 إنه يدورون العالم كله بحثاً عن سلاح لإيران 0
... هذا كله شحنات إسرائيلية من الأسلحة – من إسرائيل ، من أمريكا ، من السوق السوداء في العالم إلى أية دولة – لدعم " حكم الثورة في طهران" "ثورة الخمنيني" والذي أعلن ومازال هو وآيات الله والآخرون إنهم ضد إسرائيل ، وضد تسلطها على الإقتصاد الإيراني ، والجيش الإيراني وإنهم في الخندق الفلسطيني ، وأنهم سيحرّرون القدس!!!0(4/253)
العلاقات مع أمريكا وإسرائيل والانتخابات الإيرانية(1)[592]):
قال خرازي في 24يناير أن إيران مستعدة للعلاقة المتساوية مع أمريكا وأجابت أمريكا بأنه لا جدية في كلامه وفي 28 كتبت انترناسيونال ستراتيجيك:
أن هناك علائم للعلاقات العادية بين إيران وأمريكا وذكرت عدد من المذكرات التي قدمتها جبهة خامنئي.بدأت محادثات عبر الإنجليز ولكن لم تتم ، وإن الشخصيات الشيعية العراقية توسطت في سويسرا بين مندوب أمريكي ودبلوماسي إيراني لكن الحرس أفسد هذه المحادثات.
توسطت الكويت وأرسلت وفدا تحت غطاء السياح إلى طهران لكن مخالفي حكومة خاتمي أطلقوا النار على حافلتهم ولذا اضطروا لترك إيران ، ولذا أصبحت العلاقة مع أمريكا في انتخابات 18 فبراير ذات أهمية بالغة ، ولذا قال رفسنجاني إن شرط عودة العلاقات العادية إرجاع 12 مليار دولار إلى إيران، وأما خرازي وزير الخارجية فقد قال إن الإصلاحيين مستعدون للتباحث مع امريكا بشرط التساوي وفي حدود المسائل المشتركة.
ولكن مع هذا فإن القادة الإيرانيين يؤجلون نظرهم القطعي إلى ما بعد الانتخابات ليتبين لهم تعادل القوى في النظام وعدم ترشيح ناطق نوري للانتخابات وهو من مخالفي العلاقات مع أمريكا من علائم العلاقات العادية بين البلدين.
__________
(1) 592] نشرة " ايقاظ " التي تصدرها رابطة أهل السنةفي إيران ، العدد 30 0(4/254)
وبناءا على هذا فقد كتبت انقلاب اسلامي 482 : إن تصريحات رفسنجاني في قناة الجزيرة عدت في خارج إيران إعطاء إشارات لأمريكا ، ويعلم الخبراء أن العلاقات مع أمريكا لها دور في الانتخابات الإيرانية فيما أصبحت أمريكا محورا للسياسة الداخلية في إيران كيف لا يمكن أن يكون لها دور في الانتخابات ، ولكن ما يلفت النظر بشدة في الخارج والداخل أن هذه الانتخابات ليس فيها استعراض عضلات لأمريكا، بل لقد استبدلت الحرب معها بالمغازلة ، وبناءا على المعلومات الواردة لا يوجد في كل من جبهة خامنئي وجبهة خاتمي للانتخابات أي كلام دعائي ضد أمريكا.
بل كل من الطرفين يتكلمان عن العلاقات معها ، لتخرج إيران من عزلتها، وتجد حلا لمشكلاتها الاقتصادية ن ولذا ليس من العبث أن البنك الدولي وافق على دراسة قرض بقيمة 230 مليون دولار لإيران.
وحتى رفسنجاني فهو يغازل أمريكا وينافس بها الإصلاحيين . وهو الذي أنكر في 4 نوفمبر 1986 بشدة دعوة الوفد الأمريكي برئاسة مكفارلين إلى إيران ، أقرّ في قناة الجزيرة وقال: إن مشتريات أسلحتنا من أمريكا كانت قليلة مثلا، عدد من الأسلحة كاللامبا لرادارات وعدة آلاف من الصواريخ المضادة للدبابات أخذنا من أمريكا في قضية مكفارلين ، كما أخذنا عدد من صواريخ هاغ المضادة للطائرات ، ولم نكن مستعدين لشراء الأسلحة من إسرائيل كيفما كان!!!
لا يمكن لغير رفسنجاني أن يتعمد الوقاحة والكذب بهذه الدرجة كما فعل في وقته مع قضية مكفارلين لكنه يقبل هنا على كل حال ان وفد برئاسة مكفارلين جاء إلى إيران بمواعيد مسبقة، لكن الوسيط لهذا اللقاء كانت اسرائيل ، ومسؤلا كبيرا من الخارجية الإسرائيلية وقد قتل بطريقة مريبة كان مشاركا في وفد مكفارلين.
والقناة الثانية للارتباط بين رفسنجاني وأمريكا كان أحد المنتسبين إليه وباقتراح من آلبرت حكيم.(4/255)
أما صفقة 80 صاروخ هاغ فقد بين حسين موسوي من 25 نوفمبر 1985 عبر قرباني ثم لريغان، نحن كل ما تعهدنا به عملناه لكنكم خدعتمونا ، وفي هذه الصفقة للصواريخ كان هناك ستة ملايين دولار رشوة لقرباني و 5 ملايين لابن رفسنجاني وحسبوا سعر كل صاروخ 300 ألف دولار أي اكثر من ضعف السعر الحقيقي، وفي الواقع فإن الوسيط الإسرائيلي دفع لوزارة الدفاع الإسرائيلية مقابل كل صاروخ 140 ألف دولار.
وذهب داود كميتشي المسؤول الإسرائيلي إلى مكفارلين وهو كان وسيط رفسنجاني وغيره من جماعة إيران-غيت، قال لمكفارلين انهم مستعدون لقتل الخميني إذا دافعت أمريكا عنهم وساعدتهم على الاستقرار في السلطة.
وإسرائيليون كانوا دائما وسطاء لإيران لشراء الأسلحة وحوكم شخص يسمى منبر في عهد نتن ياهو، حيث باع لإيران التجهيزات والمواد المساعدة لصنع الأسلحة الكيماوية.
وبناءاً على صحيفة –تقريرهاآرتس- الإسرائيلية في 1\2\2000 ألقي القبض على تاجرين للسلاح باسم ( Avihai Weinstein Eli Cohen ) اللذان باعا طيلة أعوام مديدة أنواع الأسلحة و 100 حافلة للجيش الإسرائيلي إلى إيران، وحوكم _إلي كوهين_ من قبل أيضا بجرم بيع الأسلحة والسيارات الحربية ومحركاتها إلى إيران.واعترفت إذاعة اسرائيل في 1\2\2000 أن إسرائيل باعت أسلحة مرات عديدة لإيران أثناء الحرب بموافقة الخميني والمسؤولين الإسرائيليين.وأحدث خبر في هذه الصدد هو إلقاء القبض على بعض مد راء الشركة التي كانت تبيع ألوف الصواريخ (RBG) و3100 جهاز للإطلاق بوساطة إسرائيل والسفارة الإيرانية في اليابان.
إلقاء القبض على إسرائيليين بتهمة تنظيم
صفقة الأسلحة والمهمات الحربية مع إيران(4/256)
ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على اثنين من مواطنيها بتهمة بيع المهمات الحربية لإيران ، أعلنت إذاعة إسرائيل أن المسؤولين في الشرطة قالوا: انهما كانا تحت المراقبة لأكثر من عام وتم ذلك بمساعدة الدوائر الأمنية الأوربية والأمريكية وبعض الدول في الشرق الأقصى ، والآن بعد جمع المعلومات تم إلقاء القبض عليهما.والمواطنين الإسرائيليين أحدهما 50 عاما وهو تاجر شهير يسمى –الي كوهين- والآخر 32 عاما ويسمى –آوى خاي وانيشتين- كانا يعيشان في مدينة -نتانيا –الساحلية.بناءا على المستندات والوثائق الموجودة فهناك ظن قوي أن الصفقة بينهما وبين إيران وقد بلغت الملايين من الدولارات، علما أن -الي كوهين- قد حوكم في محكمة إسرائيلية سابقا ببيع المهمات الحربية ومنها (M113) والمحركات من نوع (زلدا) إلى إيران أيضا.
بيع الأسلحة بطريقة غير مباشرة(4/257)
تعتقد الشرطة الإسرائيلية أن هذين المواطنين كانا يقومان بتصدير ناقلات الجنود الحربية المتقدمة ومحركاتها وقطع غيار الأدوات الحربية بوساطة شركات أوربية وشركات من الشرق الأقصى بتزويد وثائق على أنها تصدر إلى دولة ثالثة ، ثم كانا يقومان بتسليمها إلى عناصر الاستخبارات الإيرانية، نذكر أن رفسنجاني قال في الشهر الماضي أن بعض الشركات في الواواك -الاستخبارات- كانت تقوم بشراء الأسلحة وقت الحرب وأثارت هذه الشركات الأمنية زوبعة في الساحة السياسية وقام خاتمي بحل بعضها.وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن المتهمين لم يقرّا بأعمال تجسسية إلا أنهما ارتكبا أعمالاً مخالفة للأمن الإسرائيلي لأن إيران تعلن نفسها عدوة لإسرائيل ولذا فالتعامل الكبير ببيع الأسلحة يعد مخالفا للأمن الإسرائيلي.وكتبت جريدة معاريف الإسرائيلية أن كوهين كان على علم في هذه السنة الأخيرة بمراقبة الدوائر الأمنية له.وصرح -آوراهام- المدعي العام السابق الذي درس ملف كوهين سابقا بأنه لم يتعظ من الحكم عليه سابقا وظن أن بإمكانه خداع الدوائر الأمنية الإسرائيلية باستخدام الطرق المعقدة.ونعلم أن هذا الملف ليس الأول من نوعه بل خلال عشرون عاما ظهرت صفقات كبيرة بين إيران وإسرائيل وأهمها محاكمة ناخوم منبر الذي حكم بستة عشر عاما ، كما أن المسؤولين في إسرائيل صرحوا عدة مرات بأنهم باعوا الأسلحة إلى إيران وقت الحرب، واطلاع من خميني وبل بأمر منهن والمواطنون الذين حوكموا يحاكمون لأنهم قاموا بذلك بدون إذن رسمي من إسرائيل، -والي كوهين- كان ضابطا في الجيش الإسرائيلي وخدم لمدة 14 عاما في مصانع الأسلحة الإسرائيلية، وأسس شركة قبل 12 عاما باسم IVM لتصليح وبيع المهمات الحربية، وبناءا على قول الشرطة الإسرائيلية فقد كان تحت هذا الغطاء يقوم بعقد صفقات كبيرة مع إيران، نقلا عن نيمروز 574.(4/258)
ونختم هذا الفصل بإعترافات بني صدر الذي كشف حقيقة الإتصالات الأمريكية الإيرانية وتزويد إسرائيل لإيران بالأسلحة في حربها ضد العراق نقلاً عن نشرة’ "إيقاظ " التي تصدرها رابطة أهل السنة في إيران ، العدد 29 ، 4 شوال 1420 هـ :
المخلصون يزرعون والطيبون يسقون والجبناء يجنون-بني صدر وكشف الأسرار0
هذا ملخص لقاء الجزيرة في برنامج زيارة خاصة مع الرئيس الإيراني الأسبق د. أبوالحسن بني صدر،بث قبل أسبوعين، ننقله لأهميته ، سأل المراسل كيف وجدت شخصية الخميني فأجاب بني صدر: وجدت نفسي أمام شخص غريب لا يعطي رأيه ، يؤمىء بالإيجاب أو النفي فقط.
تقول: في إحدى مقابلاتك أن الإمام الخميني جاء إلى الثورة متأخرا بل أنه لم يكن مشجعا لها إلا بعد أن حصلت أحداث قم ، فهل فعلا جاء الخميني متأخرا؟
بني صدر: لقد كانت ايران يومها في غليان ، وهو لم يصدق ذلك ، لقد أرسلتُ له عدة رسائل، واتصلت به حتى هاتفيا وقد كان مترددا دائما وينتظر، ولما تأكد أن الشعب الإيراني قد هب للثورة تحرك عندها ، إذا لم يأت قرار الثورة من خميني بل أتى من الشعب وهو لم يكن طوال حياته صاحب مبادرة ولكنه رجل ردود فعل ، بعدها استوعبت ما حدث معنا في النجف وفهمت معنى صمته.
سؤال-حين تقول هو تأخر عن الثورة وليس هو صانعها ، إذا لماذا تمسكتم به؟ ، هل لأنه يمثل طبقة أو شريحة اجتماعية كبيرة في إيران أو أنه يمثل الرغبة الدينية في إيران؟.
بني صدر: كنا بحاجة إلى الخميني لسببين بسيطين ، لأنه رجل دين له تأثيره الكبير في إيران ، ثانيا لأن حركة الشعب الإيراني يومها كانت بدون عنف ، كانت كالزهرة في مواجهة البندقية ، إذاً فالخميني كان يمثل القيادة الروحية لإيصال الشعب الإيراني إلى الانتصار.
سؤال- إذاً أنتم في البداية حاولتم استخدام الخميني ثم عاد الخميني واستخدمكم كمثقفين إيرانيين.(4/259)
ج-لا لا، نحن لم نستخدم الخميني ولا هو استخدمنا، كنا بصدد بلورة وجهة نظر جديدة للإسلام ، هذا هو المهم.معه؟- نعم معه، وهنا تكمن أهمية عملنا ، إن المسلمين في كافة أنحاء العالم الإسلامي لا يثقون بالمثقفين ويعتقدون أنهم يبتدعون أي شئ ، كانت ثقتهم عمياء في رجال الدين ، هذا هو الذي قلب الأوضاع في إيران، إن كل هذه الدكتاتوريات الحاصلة اليوم إلى زوال والباقي هو الاسلام، والإسلام يحث المسلمين على التغيير.اليوم في إيران لا أحد يخاف من التغيير ، إذاً لم نستغل الخميني وهو لم يقم باستغلالنا وكل ما في الأمر في إيران ، أن الخميني كان تواقا للسلطة وسعى للوصول إليها مع كل أولئك العاملين لأجلها.
س. سيادة الرئيس دائما تستخدم عبارة كان خائفاً ، هل فعلاً كان الخميني يخاف ؟ وهل لديك دلائل فعلا أنه كان يخاف؟
ج- يوميا تقريبا كان يأتي إليّ أحمد يسألني: بتقديراتكم هل يرحل الشاه ؟ وهل أنتم واثقون من ذلك؟
س- كان يتردد في الذهاب إلى إيران وتلقف الثورة.
ج- كان خائفاً من ذلك ، افتراضا لو توقف الشعب الايراني ماذا سيكون مصيره، لا شئ ، نتيجة لتردده هذا قمت بتحضير لائحة من الأسئلة والأجوبة ، قلت له فيها أن هذه اللائحة سوف تساعدك في حال بقيت في المنفى أو عدت منتصرا إلى إيران ، طلبت منه أن يقرأها جيدا ويجيب عليها لنستطيع فهم مقصده.
س- ما هي أبرز هذه الاسئلة؟
ج- بعض الأسئلة كانت تتعلق بالإسلام والسلطة ، الإسلام والعنصرية والإسلام والعنف، الأجوبة كانت أن لا تدخل لرجال الدين في أعمال السلطة، وأن التعددية السياسية ضرورية، وأن الدولة الإسلامية المنشودة ستكون ديمقراطية يحكمها الشعب، أي ولاية الجمهور وهي تختلف عن المفهوم السياسي في الغرب ، والسيادة هنا تعني الحاكمية أي السلطة، فالولاية تعني الصداقة ، صداقة الشخص مع الآخر واستشارته له.(4/260)
س- بعد ذلك ذهبتم الى ايران وترشحت للرئاسة وطلبت من الإمام الخميني ان لا يدعمك، وأن يبقى محايداً في المعركة الرئاسية، ثم تحدثت عن الانقلاب من طرف الخميني عليك وعلى الافكار التي نادى بها في باريس ، ما هي أسباب هذا الانقلاب ولماذا طلبت منه أن يبقى محايداً.
ج- لقد طلبت منه أن يكون حيادياً بيني وبين الآخرين، ولكنه بعد تسلمه للسلطة مباشرة بدأ بخرق الدستور ، أخذ إقرارا بتعيين رئيس ومدعٍ عام لمحكمة التمييز العليا وللمجلس الاعلى للقضاء كان هذا هوأول خرق للدستور، وبعدها وفي خطب الجمعة شجع رجال الدين على تزوير الانتخابات للوصول إلى البرلمان، وذهبت اليه وقلت له: إن هذا الأمر مرفوض ، أجابني أن لا كلمة للشعب ، الكلمة لرجال الدين ، هذا للاشياء الظاهرية ، لماذا إذاً الاقتراع في موضوع الرهائن وفي موضوع الحريات.
س- لكنه لم يمنعك أن تصبح رئيسا؟
ج-بالنسبة للشعب لم يستطع ذلك ولم يستطع الادعاء أني ضد الثورة لأنه يتناقض مع كلامه بأنني كنت مفكر الثورة ، لم يستطع تكذيب نفسه أمام الرأي العام وكان مستحيلا عليه، ولم يكن بإمكان الخميني التبرير أو التوضيح.
س- ولذا قلت سيادة الرئيس أنه كان يستخدمك؟
ج- لا، لا ، كان يعلم أني لا أحب الخضوع.
س- إذاً كان يريدك رئيسا صوريا.
ج- نعم كان ذلك في نيته لكنني لم أكن الرئيس الذي يريد .
س- سيادة الرئيس في مراحل معينة نلاحظ أنك كنت تتجابه مع الخميني بالرغم من أنه قد منع اللقاء بك ورفض اللقاء.(4/261)
ج- آخر مرة التقيت به قبل ثلاثة أيام من الانقلاب ضدي في بيته، كان لائقا بالاستقبال يومها، وقد تحدثنا في مواضيع الساعة، ودخل عنده أحمد فجأة وقال: عندي سيئات ، قلت: كل إنسان عنده سيئات فماذا تقصد، قال : إنكم تلحون كثيرا ولا تتراجعون ، تتكلمون كثيرا عن تعامل بعض المسؤولين الإسلاميين مع الأمريكيين وانهم يعدون تسوية سرية معهم وتكررونها دائماً، إن المسألة قد انتهت الآن وعاد الرهائن إلى بلادهم فعليكم أن تتعاونوا مع هؤلاء المسؤولين، إن الإمام يطلب منكم ذلك، عندها وجهت حديثي إلى الخميني وقلت له أذاك صحيح ألستم القائلين أن أمريكا هي الشيطان الأكبر وأن الاستقلال هو الأساس، فكيف تطلبون مني التعامل مع هؤلاء الناس الذين تآمروا وعملوا مع الشيطان الأكبر ، عندها خرجت من بيته ودون ان أسمع كلمة واحدة، ولا كلمة، كان ينظر ولا يتكلم، تحدثت في وجهه وقلت في نفسي هذا هو أمامي لا مجال أبداً للشك.
س- إذن تقول في كتاباتك السابقة أن الخميني انتظر ما يقارب التسعة أشهر قبل أن يأخذ موقفاً حاسما من الأمريكيين ، هل كان يعلق أهمية على العلاقة المقبلة معهم أم كان هناك اتصالات شبه سرية بين الولايات المتحدة والخميني؟
ج- لم تكن هناك علاقات مشينة بل كان هناك اتفاقات!!!
س- كيف ؟
ج- جاء موفدون من البيت الأبيض إلى "توغل لوشاتو" في فرنسا واستقبلهم آنذاك ابراهيم يزدي الذي كان وزيراً للخارجية لحكومة بازركان في طهران عقد اجتماع ضم مهدي بازركان الذي أصبح رئيساً للوزراء وموسوي أردبيلي أحد الملالي الذي أصبح بدوره رئيساً لمجلس القضاء الأعلى ، خرج المجتمعون باتفاق يقضي أن يتحالف رجال الدين والجيش على إقامة نظام سياسي مستقر في طهران.(4/262)
ثم يعرض فيلماً عن اول مؤتمر صحفي عقد بعد انتخابه للرئاسة وقد منع عرضه في طهران ويعرض البرنامج صورة مستشار سياسي شاب،وكان يعرف كثيراً عن علاقات الآيات والملالي بالمخابرات الامريكية ثم اغتيل هذا الشاب. علاقات الملالي والأمريكيين السرية؟ نعم .. نعم كان هناك لقاءات كثيرة أشهرها لقاء اكتوبر الذي جرى في ضواحي باريس ووقعت فيه اتفاقات بين جماعة ريغان وبوش وجماعة الخميني.
س- هل لديك وثائق حول هذا الموضوع؟
ج- إذن لماذا أنا هنا؟ أنا هنا لأنني رفضت هذه الاتفاقات ، الخميني حاول إقناعي بجدوى التعاون مع الأمريكيين ولكني رفضت ذلك ، لماذا ؟ لأننا شاركنا بالثورة طلبا للاستقلال وليس للتبعية كما كان الحال في زمن الشاه ، لقد شاركنا بالثورة من أجل حريتنا واستقلالنا وازدهار بلادنا.
س- السيد الرئيس في موضوع الرهائن الأمريكيين في السفارة الأمريكية في إيران تقول إن الخميني لم يأخذ الأمر بأخذ الرهائن وأنت قمت بضد كل هذه العملية من أخذ أمر اعتقال الرهائن ومتى تدخل الخميني بالضبط لهذه العملية.
ج- إن الدراسات الأمريكية تؤكد أن موضوع خطف الرهائن مسرحية أمريكية نفذت في إيران ولم يكتشف بعد الشخص الذي نفذت من خلاله العملية.
س- إذاً تعتقد أن خطف الرهائن في السفارة الأمريكية كان مشروعاً أمريكيا.
ج- نعم ، نعم كان مشروعا أمريكياً ، حتى أن الحرب كانت مخططاً أمريكياً، قلت يومها أن أمريكا شجعت صدام على ضرب إيران . وكشفت يومها عن زيارة السفير السعودي في الأمم المتحدة للسفير الأمريكي في بغداد لتشجيعه على ضربنا.
س- تقول أن قضية الرهائن كانت مخططاً أمريكيا هل لديك بعض المعلومات التي لم تنشر وماذا حصل بينك وبين الخميني من الأحاديث.(4/263)
ج- بيني وبين الخميني كان يحصل أشياء كثيرة، بعد خطف الرهائن مباشرة ذهبت إلى لقاء الخميني وانتقدته على هذا التصرف السئ، وقلت له: كيف باستطاعتكم القول بأن خطف بعض الأمريكيين كرهائن هو عمل أكبر من ثورة الشعب ، وقلت له أيضاً: ليس من الشجاعة أخذ سفارة في بلدكم وأخذ الأمريكيين كرهائن، الحجة كانت يومها احتجازهم بضعة أيام وعندما تسلمون شاه إيران نسلمكم الرهائن، كان هذا الاتفاق مع الأمريكيين ، وقبلت ذلك يومها والتقيت بوزير الخارجية يومها لذلك السبب ، كانت هذه الحجة وكان هناك الكثير من ردود الفعل، وبعدما أصبحت رئيساً جاءني أحدهم لزيارتي وأعطاني شريطاً مسجلاً ، كان السيد بهشتي يتكلم مع المقربين له في الفيلم والقصة أن عملية الرهائن كانت موجهة ضد الرئيس بني صدر وضد الرئيس كارتر، ذهبت لاطلاع الخميني على ذلك وأخبرته عن قصة رئيس مجلس القضاء الأعلى الذي عينه وقد كان على حق بأن تصفية الرهائن كانت لتقوية سلطة رجال الدين أكثر فأكثر لهذا السبب استخدموا الرهائن.
س- من جهة تقول أن الأمريكيين هم رواد القضية ومن جهة تقول من أجل أن تعزز وضع الملالي في إيران.
ج- نعم حصل ذلك لأجل خدمة مصالح الفريقين لخدمة الملالي في إيران، وأيضا لخدمة الجمهوريين في أمريكا الذين كانوا يريدون تغيير نفسية الأمريكيين الذين استكانوا للسلام بعد حرب فيتنام، حتى أنهم عادوا إلى عزلتهم المعروفة، لهذا كان يجب إيقاظ الروح العدائية عندهم باستغلال موضوع الرهائن، والنتيجة كانت وصول الجمهوريين إلى السلطة، وقيل كثيرًا أن الخطة كانت من إعداد هنري كسنجر و روكفيلر ولم تكن بالتأكيد من إعداد الطلبة الثوار ، لم نجد طالبا واحداً يحدثنا عن مخطط العملية حتى الآن لا نعرف في إيران حتى اليوم من الذي خطط لعملية الرهائن.
س- تحليلك الشخصي؟
ج- تحليلي أن الخطة لم تكن خطة إيرانية بل كانت خطة خارجية أمريكية.(4/264)
س- حين تقول ذلك سيادة الرئيس هل لديك معطيات ثابتة.
ج- بالتأكيد ، مثلا الأول: كان رضا بسنديدة ابن أخي الخميني جاء إلى مدريد ثم عاد إلى إيران، وطلب مقابلتي وقال إنه كان في مدريد، وطلب الأمريكان لقاءه، أعطوه اقتراحات جماعة ريغن وبوش، وقال لي: إذا قبلتها سوف يلبي ريغان جميع طلبات إيران عندما يصل إلى السلطة، وهددني إذا رفضتها بالتعامل مع خصومي السياسيين .
هل تتصورون أن ابن أخي الخميني يخرج من إيران دون إذن عمه، لم يقل إنه خرج من إيران للقائهم ، قلت ربما كان في زيارة لأوربا وبعدها قرأنا في الكتاب أنه كان مدعواً لذلك.
ثانيا:كان لدي أحد المعاونين في ألمانيا اتصل به جماعة من حلف ريغان وبوش وعرضت عليه نفس الاقتراحات ، ثالثا: العراق كان قد بدأ حربه معنا، وكنا بحاجة إلى ماذا ، كنا بحاجة إلى قطع الغيار وإلى الذخيرة والسلاح ، رفسنجاني جاءني –رئيس البرلمان- يومها و رجائي عقدا اجتماعاً وأكدا أننا لسنا بحاجة إلى الأسلحة الأمريكية، كنا حينها بحاجة إلى كل شئ، إلا أن الرهائن بقوا في حينها في ضيافتنا حتى موعد الانتخابات الأمريكية، كتبت حينها رسالة إلى الخميني لإطلاعه على هذه المعلومات، وبعد هذه التصريحات عقد اجتماع بين جماعة ريغان بوش وجماعة الخميني ، كان ذلك في باريس وكان هناك اتفاق ، وفي مذكراتي اليومية أدون ذلك ليكون الشعب على اطلاع ، بعدها كتبت للخميني لإطلاعه على هذه المعلومات، ولم أكن أصدق أنه على علم بذلك، كنت أظن أنه خارج اللعبة ، إذن كيف تفسرون إطلاقه الرهائن عشية أداء الرئيس ريغان لليمين الدستوري؟!
س- تحدثنا عن موضوع الحرب الإيرانية العراقية ومررت إلى إسرائيل ، هل كنت على علم بوجود علاقات معينة مع إسرائيل لأجل الحصول على السلاح؟(4/265)
ج- في المجلس العسكري أعلمنا وزير الدفاع أننا بصدد شراء سلاح من اسرائيل ، عجبنا كيف يفعل ذلك ، قلت: من سمح لك بذلك ، قال: الإمام الخميني ، قلت هذا مستحيل ! قال : أنا لا أجرؤ على عمل ذلك لوحدي. سارعت للقاء الخميني وسألته: هل سمحت بذلك ؟ قال : نعم إن الإسلام يسمح بذلك ، وإن الحرب هي الحرب ، صعقت لذلك ، صحيح أن الحرب هي الحرب، ولكنني أعتقد أن حربنا نظيفة، والجهاد هو أن نقنع الآخرين بوقف الحرب والتوق إلى السلام، نعم هذا الذي يجب عمله وليس الذهاب إلى اسرئيل وشراء السلاح منها لحرب العرب ، لا لن أرضى بذلك أبداً ، حينها قال لي : إنك ضد الحرب، وكان عليك أن تقودها لأنك في موقع الرئاسة.
س- السيد الرئيس السؤال فعلاً محرج ، كيف أن الخميني الذي قاد كل هذه الثورة الإسلامية، ووضع القدس واستعادتها وحماية فلسطين في أولوياته كيف يمكن أن يشتري السلاح من اسرائيل؟! حين نسمع منك هذا الكلام لا نستطيع أن نصدق شيئا مماثلاً.
ج- حتى اليوم وقبل ستة أشهر كان الإسرائيليون ألقوا القبض على بعض المواطنين المتورطين في بيع الأسلحة لإيران ، لقد حاولت منع ذلك - شراء الأسلحة من إسرائيل- خلال وجودي في السلطة وبعدها كانت إيران-غيت ، ما معنى إيران-غيت كان إنها فضيحة شراء الأسلحة الأمريكية عبر إسرائيل.
س- قلت إن الخميني قال لك: إذا لم ترد أسلحة عبر إسرائيل فتش عن دول أخرى ، من هي الدول التي أعطتكم السلاح في بداية الحرب؟
ج- بالنسبة للخميني كان شراء الأسلحة مسموحاً به من كل مكان حتى من إسرائيل ، شكلت آنذاك لجان ذهبت إلى أوربا وإلى مصر لأن هناك عقودا بينهم وبين الشاه.
س- اشتريتم السلاح من مصر ضد العراق؟
ج- نعم نعم من مصر ضد العراق.(4/266)
س- السيد الرئيس تتحدث قليلا عن بداية الحرب العراقية الإيرانية ، تقول في كتاباتك أنك قلت لياسر عرفات ليقول لصدام حسين لا تصنع الحرب ضد الثورة ، أولا : هل تجربة الاتصالات بينكم وبين صدام حسين عبر ياسر عرفات وعبر آخرين، وكيف كانت تجربة الاتصالات وما هو الدور الذي قمت به من أجل منع نشوب هذه الحرب فعلاً.
ج- طلبت من السيد ياسر عرفات الذهاب إلى بغداد وإفهام صدام حسين أن كل دولة تشن حربا ضد أي ثورة فمصيرها الفشل وليستفيد من التاريخ، حتى الدول العظمى لم تستطع القضاء على المجموعات الصغيرة الثائرة، ولن يستطيع اليوم الانتصار على شعب إيران الثائر وكان الفشل للأسف بعد مكوث ياسر عرفات عدة أيام عاد ليخبرنا أن صدام طاووس مصمم على مواصلة الحرب، وأنه قادر على حسمها في ثلاثة أو أربعة أيام.
س- هل حصلت اتصالات أخرى مع صدام حسين؟
ج- بعد فشل مفاوضات ياسر عرفات وصدام حسين كانت هناك محاولات أخرى لوقف الحرب منها ما قام به حفيد أحد رجال الدين المجاهدين[2] في العراق وهو أبو الحسن الأصفهاني أرسله صدام حسين للمفاوضات من أجل السلام يومها لكن الخميني رفض.
س- كيف؟
ج- قال لنا يومها مبعوث صدام: ها قد انتصرت الثورة الإسلامية وتخلصتم من الشاه دعونا نشيد السلام بين بلدينا ، قلت للخميني: لنقبل اقتراحاته ، أجاب: لا إن نظام صدام حسين محكوم عليه بالسقوط، وسيسقط خلال ستة أشهر على الأكثر ، ولكي نعفو عنه أرسل مبعوثه هذا !!! إذن رفض ذلك.
س- هل كنت ضد الحرب وأشرفت عليها لكونك رئيسا للجمهورية؟
ج- لأن صدام فرض علينا هذه الحرب ولقد أصبت بمرض على جبهة القتال لأنني لم أتحمل هذه الحرب الغبية ، حاولت كثيرا إيقافها، والشاهد على ذلك أنه بعد مؤتمر عدم الانحياز كانت الحرب ستتوقف لأنني وافقت على مشروع لأربعة وزراء خارجية جاءوا إلى إيران بعد موافقة صدام حسين على ذلك ولكن رجال الدين في إيران كانوا يريدون استمرار الحرب.(4/267)
س- هل الإمام الخميني كان يحدثك عن العلاقة مع الجوار العربي، مع دول الخليج، هل كانت لديه أطماع في التقدم عسكريا باتجاه الدول من أجل تصدير الثورة مثلاً؟
ج- لم يحدثني بهذا الموضوع ولكن كان هناك مشروع آخر ، كان يريد إقامة حزام شيعي للسيطرة على ضفتي العالم الإسلامي، كان هذا الحزام يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان وعندما يصبح سيدا لهذا الحزام يستخدم النفط وموقع الخليج العربي للسيطرة على بقية العلم الإسلامي، كان الخميني مقتنعا بأن الأمريكيين سيسمحون له بتنفيذ ذلك، قلت له بأن الأمريكيين يخدعونك، ورغم نصائحي ونصائح ياسر عرفات الذي جاء ليحذره من نوايا الأمريكيين فإنه لم يكن يريد الاقتناع.
س- الرجال الذين كان لهم تأثير على الخميني، قلت إن رفسنجاني كان يضحكه، كان له تأثير عليه ، من الذي كان يدفعه أكثر باتجاه الحرب، وهل كنتم فعلا تخشون الخسارة في الحرب مع العراق؟
ج- الخسارة في أول الحرب كانت ممكنة ، لكن بعد احتدامها استطعنا إيقاف تقدم القوات العراقية، وكنا نعرف أن الوقت كان إلى جانبنا، ولكن ليس لأمد طويل، بعد الانقلاب ضدي وبعد وصولي إلى باريس قلت له أنه إذا استمر الملالي في الحرب فإنهم سوف يخسرونها حتما وهذا ما حصل.
رفسنجاني كان له أثر كبير في البلاد وكان يدير شؤون الحرب بالتعاون الوثيق مع أحمد الخميني ، ولأنه كان يدير شؤون هذه الحرب فقد كان يخيفني رفسنجاني لأنه أراد مواصلة الحرب واحتلال البصرة ، وباحتلالها يسقط صدام حسين ، كان هذا مشروعه وكل قيادة الجيش كانوا يعارضون ذلك وقالوا إن احتلال البصرة سيطيل أمد الرحب .
س- التفكير في تأسيس حزب الله اللبناني ، طبعاً أنت كنت تركت السلطة ولكن كنت في ذلك الوقت تحدثت مع الإمام الخميني أو مع محيطيه في تأسيس حزب شيعي في لبنان لأجل مقاتلة إسرائيل أو لأهداف أخرى.(4/268)
ج-بالنسبة لموضوع لبنان كنت مع دعم الشعب اللبناني وليس دعم منظمة على حساب الشعب ، عندما كنت في السلطة لم يكن هناك وجود لحزب الله في لبنان ، بعد تنفيذ الانقلاب ضدي وجد السفير الإيراني في سوريا الفرصة سانحة لتأسيس هذا الحزب.
س- هل حاول العراق الاتصال بك.بعد الانقلاب الذي حصل ضدك
ج-بالطبع ، آخرها كان بعد عاصفة الصحراء حتى دعوني إلى زيارة العراق.
س- كيف حصل اللقاء؟
ج- جاء شخصان لزيارتي أحدهما لبناني وآخر فرنسي.
س- هل يمكن أن نعرف الأسماء؟
ج-لا يريدون كشف الأسماء، عرضوا علي هذه الدعوة لكنني رفضتها ، عرضوا علي استقبال نواب عراقيين من قبل صدام، أجبتهم بوضوح: يريد صدام استخدام اسمي لتخليصه من الورطة التي وقع فيها مع الأمريكيين وأقترح إلغاء الدكتاتورية في بلاده وتنفيذ الديمقراطية ، كي أقوم بمساندتكم.(4/269)
شبهات حول الصحابة والرد عليها
فارس الإسلام
أبو سليمان
خالد بن الوليد
لشيخ الإسلام ابن تيمية
ولد سنة 661ه توفي سنة 728ه
رحمه الله تعالى
جمع وتقديم وتعليق
محمد مال الله
شذرات من مناقب
سيف الله وفارس الإسلام
أبي سليمان
خالد بن الوليد
- رضي الله عنه -
الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم يعلمه دعاء التعوذ من كيد الجن
1 - هشام بن حسان: عن حفصة بنت سيرين، عن أبي العالية: أن خالد بن الوليد قال: يا رسول الله: إن كائداً من الجن يكيدني، قال: "قُلْ: أعوذُ بكلمات الله التامات التي لا يُجاوِزهنَّ برٌّ ولا فاجر من شر ما ذرأ في الأرض، وما يخرج منها، ومن شر ما يعرُج في السماء وما ينزل منها، ومن شرِّ كل طارق إلا طارقاً يطرق، بخير يا رحمن" ففعلتُ فأذهبه الله عني(1).
لم يعدل به رسول الله أحداً
2 - وعن حيان بن أبي جبلة، عن عمرو بن العاص، قال: ما عدل بي رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وبخالد أحداً في حربه منذ أسلمنا(2).
تحطيمه أصنام الجاهلية
3 - يونس بن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث أن خالد بن الوليد أتى على اللات والعُزَّى فقال:
يا عُزُّ كُفرانَكِ لا سُبْحَانَكِ
إني رأيتُ الله قد أهانَكِ
4 - وروى زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الرحمن السُّلمي أن خالداً قال مثله.
قال قتادة: مشى خالد إلى العُزَّى، فكسر أنفها بالفأس.
5 - وروى سفيان بن حسين، عن قتادة أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بعث خالداً إلى العُزَّى، وكانت لهوازن، وسدنتُها بنو سُلَيْم، فقال: انطلق، فإنه يخرج عليك امرأةٌ شديدةُ السواد طويلةُ الشعر، عظيمة الثديين، قصيرةٌ. فقالوا يُحرضونها:
يا عُزَّ شُدِّي شدةً لا سواكِها(3)
__________
(1) مسند أحمد (3: 419)، وسير أعلام النبلاء (1: 368).
(2) ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (9: 350)، وقال: "رواه الطبراني في الأوسط والكبير، ورجاله ثقات".
(3) أي ليس غيرك لها.(5/1)
على خالد ألقي الخِمَارَ وَشمِّري
فإنَّك إن لا تَقْتُلي المرءَ خَالِداً
تَبُوئي بذَنْبٍ عاجِلٍ وتَقُصِّري(1)
فشدّ عليها خالد، فقتلها، وقال: ذهبت العُزَّى فلا عُزى بعد اليوم(2).
احتفاظه بأثر من شعر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في قلنسوته فلم يدخل حرباً إلا انتصر
6 - الواقدي: حدثنا يوسف بن يعقوب بن عتبة، عن عثمان الأخنسي، عن عبد الملك بن أبي بكر، قال: بعث النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم خالداً إلى الحارث بن كعب أميراً وداعياً، وخرج مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، في حجَّة الوداع، فلما حلق رأسَه، أعطاه ناصيتَه، فعملت في مقدمة قلنسوة خالد، فكان لا يلقَى عدواً إلا هزمه(3).
امتلاء جسده بآثار الحروب
7 - وأخبرني من غسله بحمص، ونظر إلى ما تحتَ ثيابه قال: ما فيه مُصحّ ما بينَ ضربةٍ بسيف، أو طعنةٍ برُمح، أو رميةٍ بسهم(4).
قول الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم فيه أنه سيف من سيوف الله
الوليد بن مسلم: حدثنا وحشي بنُ حرب، عن أبيه، عن جده وحشي: أن أبا بكر عقد لخالد على قتال أهل الردَّة وقال: إني سمعتُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، يقول: "خالدٌ بن الوليد سيفٌ من سيوفِ الله سلَّه الله على الكفار والمنافقين".
رواه أحمد في "مسنده"(5).
بَعَثَه أبو بكر لقتال المرتدين
__________
(1) شرح المواهب (2: 348)، وتاريخ الطبري (3: 65)، وسير أعلام النبلاء (1: 370).
(2) تاريخ الطبري (3: 65)، وسيرة ابن هشام (2:462-467)، وشرح المواهب للقسطلاني (2: 348).
(3) المستدرك (3: 299)، الاستيعاب (2: 111)، والإصابة (3: 72)، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9: 349)، ونسبه الطبراني ولأبي يعلى، وقال: "رجالهما رجال الصحيح".
(4) سير أعلام النبلاء (1: 371).
(5) مسند أحمد (1: 8)، ومستدرك الحاكم (3: 298)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (9: 348)، وقال: رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجالهما ثقات".(5/2)
8 - هشام بن عروة: عن أبيه قال: كان في بني سليم ردَّة، فبعث أبو بكر إليهم خالد بن الوليد فجمع رجالاً منهم في الحظائر، ثم أحرقهم، فقال عمر لأبي بكر: أتدع رجلاً يعذِّب بعذاب الله؟ قال: والله لا أشِيمُ سيفاً سلَّه الله على عدوه، ثم أمره، فمضى إلى مسيلمة(1).
9 - ضَمرة بن ربيعة: أخبرني السَّيباني، عن أبي العَجماء، وإنما هو أبو العَجفاء السلمي، قال: قيل لعمر: لو عهدت يا أمير المؤمنين، قال: لو أدركت أبا عبيدة ثم ولَّيتُه ثم قدمت على ربي، فقال لي: لم استخلفته؟ لقلت: سمعت عبدك وخليلك يقول: "لكل أمة أمين، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة" ولو أدركت خالد بن الوليد ثم وليته فقدمت على ربي لقلتُ: سمعت عبدك وخليلك يقول: "خالد سيف من سيوف الله سلّه الله على المشركين"(2).
10 - أحمد في "المسند": حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة عن عبد الملك بن عُمير، قال: استعمل عمر أبا عبيدة على الشام وعزل خالداً، فقال أبو عبيدة: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: "خالدٌ سيف من سيوف الله، نعم فتى العشيرة"(3).
خالد سيف من سيوف الله وإنقاذه الجيش في مؤتة(4)
11 - حميد بن هلال: عن أنس: نعى النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم أمراءَ يوم مؤتة فقال: "أصيبوا جميعاً ثم أخذ الراية بعد سيفٌ من سيوف الله خالد، وجعل يحدِّث الناس وعيناه تذرفان"(5).
__________
(1) طبقات ابن سعد (7: 120).
(2) سير أعلام النبلاء (1: 372).
(3) أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (4: 90)، ورجال إسناده ثقات.
(4) مسند أحمد (4: 90)، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9: 348-349)، وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح؛ إلا أن عبد الملك بن عمير لم يدرك أبا عبيدة".
(5) رواه البخاري في فضائل الصحابة، باب "مناقب خالد بن الوليد".(5/3)
12 - إسماعيل بن أبي خالد: عن قيس، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنَّما خَالِدٌ سَيْفٌ مِنْ سُيوفِ الله صَبَّهُ على الكُفَّارِ"(1).
13 - عن زيدِ بنِ أسلَمَ عن أبي هريرة قال: نَزَلْنَا مع رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم مَنْزِلاً، فَجَعَلَ الناسُ يَمُرُّونَ، فيقولُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: من هذا يا أبا هريرة؟ فأقولُ: فُلانٌ، فيقولُ: نِعْمَ عبدُ الله هذا ويقولُ من هذا؟ فأقولُ فُلانٌ، فيقولُ: بِئْسَ عبدُ اللهِ هذا، حتى مَرَّ خالِدُ بنُ الوليدِ، فقالَ: مَنْ هذا؟ فقُلْتُ: هذا خالِدُ بنُ الوليدِ، فقال: نِعْمَ عبدُ الله خالِدُ بنُ الوليدِ، سيفٌ من سُيُوفِ الله(2).
تبركه بشعر الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم
14 - هُشيم: حدثنا عبد الحميد بنُ جعفر، عن أبيه، أن خالدَ بن الوليد فقد قلنسوةً له يومَ اليرموك، فقال: اطلبُوها، فلم يجدوها. ثم وُجِدَتْ فإذا قلنسوة خلقة. فقال خالد: اعتمر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فحلق رأسه، فابتدر الناسُ شعرَه، فسبقتُهم إلى ناصيته، فجعلتُها في هذه القلنسُوة، فلم أشهد قتالاً وهي معي إلا رُزقتُ النصر(3).
__________
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (7: 120)، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9: 349)، وقال: "رجاله رجال الصحيح".
(2) رواه الترمذي في جامعه (5: 688) باب مناقب خالد بن الوليد رضي الله عنه، وقال:
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
ولا نعرِفُ لزيد بن أسلم سماعاً من أبي هريرة، وهو عندي حديث مُرسَلٌ.
قال: وفي الباب عن أبي بكر الصديق.
(3) أخرجه الحاكم (3: 299)، وابن عبد البر في الاستيعاب (2: 111)، وابن حجر في الإصابة (3: 72).(5/4)
15 - ابن وهب: عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث: أخبرني الثقة أن الناس يوم حلق رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ابتدروا شعره، فبدرهم خالد إلى ناصيته، فجعلها في قَلَنْسُوَتِه(1).
حبه الجهاد في سبيل الله
16 - ابن أبي خالد: عن قيس، سمعت خالداً يقول: لقد رأيتُني يومَ مؤتة اندق في يدي تسعةُ أسياف، فصبرت في يدي صفيحة يمانية(2).
17 - ابن عُيينة: عن ابن أبي خالد، عن مولى لآل خالد بن الوليد، أن خالداً قال: ما مِنْ ليلةٍ يُهدى إليَّ فيه عروسٌ أنا لها مُحِبّ أحبُّ إليَّ مِن ليلة شديدةِ البرد، كثيرة الجليد في سريَّةٍ أصبِّحُ فيها العَدُوَّ(3).
من كراماته رضي الله عنه
18 - قال قيس بن أبي حازم: سمعتُ خالداً يقول: منعني الجهادُ كثيراً من القراءة ورأيته أتي بِسُمٍّ. فقالوا: ما هذا؟ قالوا: سُمّ، قال: باسم الله وشربه. قلت: هذه والله الكرامة، وهذه الشجاعة(4).
19 - يونس بن أبي إسحاق: عن أبي السفر قال: نزل خالدٌ بن الوليد الحيرة على أم بني المرازبة، فقالوا: احذر السُّمّ لا تسقك الأعاجم، فقال: ائتوني به، فأتي به، فاقتحمه وقال: باسم الله، فلم يَضُرَّه(5).
20 - أبو بكر بن عياش: عن الأعمش، عن خيثمة، قال أتي خالد بن الوليد برجل معه زقُّ خمر، فقال: اللهم اجعله عسلاً، فصار عسلاً(6).
__________
(1) سير أعلام النبلاء (1: 375).
(2) رواه البخاري في المغازي – باب "غزوة مؤتة".
(3) ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9: 350)، وقال: "رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح".
(4) ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9: 350)، ونسبه إلى أبي يعلى، وقال: "رجاله رجال الصحيح".
(5) مجمع الزوائد (9: 350).
(6) الإصابة (3: 73).(5/5)
21 - روى عاصم بن بهدلة: عن أبي وائل أظن قال: لما حضرت خالداً الوفاةُ، قال: لقد طلبتُ القتل مظانَّةُ فلم يُقَدَّر لي إلا أن أموت على فراشي. وما مِن عملي شيء أرجى عندي بعد التوحيد من ليلة بتُّها وأنا متترس، والسماء تهلني ننتظر الصبح حتى نُغيرَ على الكفار، ثم قال: إذا متُّ، فانظروا إلى سلاحي وفرسي، فاجعلوه عدة في سبيل الله، فلما تُوفي، خرج عمر على جنازته، فذكر قوله: ما على آل الوليد أن يَسْفَحْنَ على خالد مِن دُمُوعهن ما لم يكن نَقْعاً أو لَقْلَقَةً(1).
22 - الأعمش: عن أبي وائل قال: اجتمع نِسوةُ بني المغيرة في دار خالد يَبْكينه، فقال عمر: ما عليهن أن يُرِقْنَ مِن دُموعهن ما لم يكن نقعاً أو لقلقة(2).
أخذه الراية يوم مؤتة ففتح الله عليه
23 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خطب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "أخذ الرّايةَ زيدٌ فأصيبَ، ثم أخذها جعفرَ فأصيبَ، ثم أخذها عبد الله ابنُ رَواحةَ فأصيبَ ثم أخذها خالدُ بنُ الوليدِ من غيرِ إمْرةٍ ففُتِحَ له"(3).
24 - عن أنسٍ رضي الله عنه "أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم نعى زيداً وجعفراً وابنَ رَواحةَ للناس قبلَ أن يأتيهم خبرُهم فقال: أخذ الرايةَ زيدٌ فأصيب ثم أخذَ جعفرٌ فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب – وعيناهُ تَذرِفانِ – حتى أخذ الرايةَ سيفٌ من سيوف الله حتى فتحَ الله عليهم"(4).
احتباسه أدرعه واعتده في سبيل الله
وشهادة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم بذلك
__________
(1) الإصابة (3: 74).
(2) المستدرك (3: 297)، والاستيعاب (3: 169).
(3) فتح الباري (6: 16).
(4) فتح الباري (7: 512) في كتاب المغازي.(5/6)
25 - عن أبي هريرة، قال: بعث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عمر على الصدقةِ. فقيل: منع ابن جميل وخالد بن الوليد والعباس عم الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم. فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيراً فأغناه الله أما خالد فإنكم تظلمون خالداً. قد احتبس أدراعه وأعتاده في سبيل الله. وأما العباس فهي عليَّ. ومثلها معها". ثم قال: "يا عمر! أما شعرت أنَّ عمَّ الرجل صِنوُ أبيه؟"(1).
أمره الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم أن يدخل من أعلى مكة يوم الفتح
26 - قال عروة بن الزبير: وأخبرني نافع بن جبير بن مطعم، قال: "سمعت العباس يقول للزبير بن العوام: يا أبا عبد الله، هاهنا أمرك رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن تركز الراية، قال: وأمر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يومئذ خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى مكة، من كداء، ودخل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم من كُدا، فقيل من خيل خالد بن الوليد رضي الله عنه يومئذ رجلان: حُبيشُ بن الأشعر، وكرزُ بن جابر القهريِّ"(2).
بَعَثَهُ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم إلى بني جذيمة
__________
(1) فتح الباري (3: 311) و(6: 99) (تعليقاُ)، وصحيح مسلم، كتاب الزكاة، حديث (111)، ص(2: 677) طبعة عبد الباقي.
(2) جزء من حديث أخرجه البخاري فتح الباري (8: 6) في كتاب المغازي، باب أين ركز النبي صلَّى الله عليه وسلَّم الراية يوم الفتح؟.(5/7)
27 - عن الزّهري عن سالم عن أبيه قال: "بعث النبي صلَّى الله عليه وسلَّم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى افسلام فلم يُحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون: صَبأنا، صبأنا. فجعل خالد يَقتُلُ منهم ويأسر، ودفع إلى كل رجل منا أسيره، حتى إذا كان يومٌ أمرَ خالد أن يقتل كلّ رجلٍ منا أسيره، فقلت: والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجلٌ من أصحابي أسيره. حتى قدمنا على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فذكرناه، فرفع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يديه فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد، مرتين"(1).
وبعثه النبي صلَّى الله عليه وسلَّم إلى اليمن
28 - عن البرء رضي الله عنه، قال: "بَعَثَنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مع خالد بن الوليد إلى اليمن، ثم بعث عليّاً بعد ذلك مكانه فقال: مُرْ أصحاب خالدٍ من شاءَ منهم أن يعقِّب معك فليُعقِّبْ، ومن شاء فليُقْبِل، فكنت فيمن عَقَّبَ معه، قال: فغنمت أواقي ذواتِ عدد"(2).
وكان خالد يدخل مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بيته
وفيه ميمونة أم المؤمنين وهي خالته
ويأكل في بيت النبي صلَّى الله عليه وسلَّم
__________
(1) فتح الباري (8: 57)، باب بعث النبي صلَّى الله عليه وسلَّم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة من كتاب المغازي، وقال الخطابي: "أنكر على خالد العجلة وترك التثبت في أمرهم قبل أن يعلم المراد من قولهم: صبأنا.
(2) فتح الباري (8: 65) من كتاب المغازي، وكان ذلك قبل حجة الوداع.(5/8)
29 - عن الزهري، قال: أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري أن ابن عباس أخبره أن خالد بن الوليد – الذي يقال له سيف الله – أخبره أنه دخل مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم على ميمونة – وهي خالة ابن عباس – فوجد عنها ضبّاً محنوذاً قدمت به أختها حفيدة بنت الحارث من نجد، فقدمت الضب لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وكان قلّما يُقَدِّمُ يده لطعام حتى يُحَدِّثَ به ويُسمّى له، فأهوى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يده إلى الضب، فقالت امرأة من النسوة الحضور: أخبرنَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ما قدَّمتن له، هو الضّبّ يا رسول الله، فرفع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يده عن الضّبِّ، فقال خالد بن الوليد: أحرام الضّبّ يا رسول الله؟ قال: لا، ولكن لم يكن بأرض قومي، فأجدني أعافه. قال خالد: فاجتززته فأكلته، ورسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ينظر إليّ"(1).
شبهات حول الصحابة والرد عليها
فارس الإسلام
أبو سليمان
خالد بن الوليد
لشيخ الإسلام ابن تيمية
ولد سنة 661ه توفي سنة 728ه
رحمه الله تعالى
جمع وتقديم وتعليق
محمد مال الله
خالد سيف الله بنصِّ الحديث الصحيح
قال الرافضي: "وسمّوا خالد بن الوليد سف الله عناداً لأمير المؤمنين، الذي هو أحق بهذا الاسم، حيث قَتَلَ بسيفه الكفّار، وثبت بواسطته قواعد الدين، وقال فيه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: عليّ سيف الله وسهم الله. وقال عليٌّ على المنبر: أنا سيف الله على أعدائه، ورحمته لأوليائه.
__________
(1) رواه البخاري. فتح الباري (9: 534، 542، 663) ومسلم في الصيد، ح(44)، ص(3: 1543).(5/9)
وخالد لم يزل عدوّاً لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مكذّباً له، وهو كان السبب في قتل المسلمين يوم أحد، وفي كسر رباعية النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وفي قتل حمزة عمه، ولما تظاهر بالإسلام بعثه النبي صلَّى الله عليه وسلَّم إلى بني جذيمة ليأخذ منهم الصدقات، فخانه وخالفه على أمره وقتل المسلمين، فقام النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في أصحابه خطياً بالإنكار عليه رافعاً يديه إلى السماء حتى شوهد بياض إبطيه، وهو يقول: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد"، ثم أنفذ إليه بأمير المؤمنين لتلافي فارطه، وأمره بأن يسترضي القوم من فعله".
فيقال: أما تسمية خالد بسيف الله فليس هو مختصّاً به، بل هو "سيف من سيوف الله سلَّه الله على المشركين" هكذا جاء في الحديث عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم(1)
__________
(1) صحح الألباني الحديث في "صحيح الجامع الصغير" 3/105. وذكر السيوطي أن ابن عساكر أخرجه عن عمر. والحديث في المسند (ط. المعارف) 1/173 (رقم 43) عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ونصه: ... أن أبا بكر عقد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردة وقال: إني سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: "نِعْمَ عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد، وسيف من سيوف الله سلّه الله عزَّ وجلَّ عل الكفار والمنافقين". وصحح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله الحديث فقال: "إسناده صحيح، وانظر مجمع الزوائد 9/348".
وذكر الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" 3/241 (حديث رقم 1237) أن الحديث بهذا اللفظ رواه الحاكم في مستدركه 3/298 وقال الحاكم "صحيح الإسناد" وسكت عليه الذهبي.
كما رواه ابن عساكر (5/271/1، 2/17/372/1).
وانظر كلام الألباني 3/239-242 وانظر ثلاثة أحادث بنفس المعنى ذكرها السيوطي في "صحيح الجامع الصغير" وصححها الألباني (رقم 3201، 3202، 3203) عن عبد الله بن جعفر، وعمر بن الخطاب، وأبي عبيدة بن الجراح، رضي الله عنهم.
وانظر مشكاة المصابيح للتبريزي 3/284، 285 (حديث رقم 6248، رقم 6253)، سنن الترمذي 5/352 (كتاب المناقب، باب مناقب خالد...).(5/10)
. والنبي صلَّى الله عليه وسلَّم هو أول من سماه بهذا الاسم، كما ثبت في صحيح البخاري من حديث أيوب السختياني، عن حميد بن هلال، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم نَعَى زيداً، وجعفر، وابن رواحة للناس قبل أن يأتيه خبرهم، فقال: "أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها ابن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان، حتى أخذها سيف من سيوف الله خالد، حتى فتح الله عليهم"(1).
__________
(1) الحدث عن أنس رضي الله عنه في: البخاري 5/27 (كتاب فضائل أصحاب النبي...، باب مناقب خالد بن الوليد)، 5/143 (كتاب المغازي، باب غزوة مؤتة من أرض الشام)، المسند (ط. الحلبي) 3/113، 117-118، 5/299، 300-301 والحديث بمعناه في المسند (ط. الحلبي) عن أبي قتادة الأنصاري 5/299، 300-301، وفي المسند (ط. المعارف) 3/192-194 (عن عبد الله بن جعفر). وانظر البداية والنهاية لابن كثير 4/251-252 .(5/11)
وهذا لا يمنع أن يكون غيره سيفاً لله تعالى، بل هو يتضمن أن سيوف الله متعددة، وهو واحد منها. ولا ريب أنَّ خالداً قتل من الكفار أكثر مما قتل غيره، وكان سعيداً في حروبه، وهو أسلم قبل فتح مكة بعد الحديبية، هو عمرو بن العاص، وشيبة بن عثمان، وغيرهم، ومن حين أسلم كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يؤمره في الجهاد، وخرج في غزوة مؤتة التي قال فيها النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "أميركم زيد، فإن قتل فجعفر، فإن قتل فعبد الله بن رواحة"(1). وكانت قبل فتح مكة، ولهذا لم يشهد هؤلاء فتح مكة، فلما قتل هؤلاء الأمراء أخذ الراية خالد بن الوليد من غير إمرة، ففتح الله على يديه، وانقطع في يده يوم مؤتة تسعة أسياف، وما ثبت معه إلا صفيحة يمانية. رواه البخاري ومسلم(2).
ثم إن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أمره يوم فتح مكة، وأرسله إلى هدم العُزَّى، وأرسله إلى بني جذيمة، وأرسله إلى غير هؤلاء، وكان أحياناً يفعل ما ينكره عليه، كما فعل يوم بني جذيمة، وتبرأ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم من ذلك.
ثم إنه مع هذا لا يعزله، بل يقره على إمارته. وقد اختصم هو وعبد الرحمن بن عوف يوم بني جذيمة، حتى قال له النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "لا تسبُّوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه".
__________
(1) جزء من حديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في: البخاري 5م143 (كتاب المغازي، باب غزوة مؤتة من أرض الشام).
(2) الحديث عن قيس بن أبي حازم عن خالد بن الوليد رضي الله عنه في: البخاري 5/144 (كتاب المغازي، باب غزوة مؤتة) ونصه: قال: سمعت خالد بن الوليد يقول: لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية. ولم أعرف مكان الحديث في مسلم.(5/12)
وأمره أبو بكر على قتال أهل الردة، وفتح العراق، والشام، فكان من أعظم الناس غناء في قتال العدو. وهذا أمر لا يمكن أحد إنكاره. فلا ريب إنه سيف من سيوف الله سلّه الله على المشركين.
الإمام عليٌّ من أعظم سيوف الله بلا منازع
وأما قوله: "عليٌّ أحق بهذا الاسم".
فيقال: أولاً: من الذي نازع في ذلك؟ ومن قال: إن عليّاً لم يكن سيفاً من سيوف الله؟ وقول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم الذي ثبت في الصحيح يدل على أنَّ لله سيوفاً متعددة، ولا ريب أن عليّاً من أعظمها. وما في المسلمين من يفضل خالداً على عليّ، حتى يقال: إنهم جعلوا هذا مختصاً بخالد. والتسمية بذلك وقعت من النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في الحديث الصحيح، فهو صلَّى الله عليه وسلَّم الذي قال: إن خالداً سيف من سيوف الله.
ثم يقال: ثانياً: عليّ أجلّ قدراً من خالد، وأجلّ من أن تجعل فضيلته أنه سيف من سيوف الله؛ فإن عليّاً له من العلم والبيان والدين والإيمان والسابقة ما هو به أعظم من أن تجعل فضيلته أنه سيف من سيوف الله؛ فإن السيف خاصته القتال، وعليّ كان القتال أحد فضائله؛ بخلاف خالد فإنه كان هو فضيلته التي تميز بها عن غيره، لم يتقدم بسابقة ولا كثرة علم ولا عظيم زهد، وإنما تقدم بالقتال؛ فلهذا عبّر عن خالد بأنه سيف من سيوف الله.
كل صناديد الصحابة قتلوا الكفار في سبيل الله والإمام عليّ أفضلهم
وقوله: "إن عليّاً قتل بسيفه الكفَّار".
فلا ريب أنه لم يقتل إلا بعض الكفَّار. وكذلك سائر المشهورين بالقتال من الصحابة، كعمر، والزبير، وحمزة، والمقداد، وأبي طلحة، والبراء بن مالك وغيرهم رضي الله عنهم، ما منهم من أحد إلا قتل بسيفه طائفة من الكفار. والبراء بن مالك قتل مائة رجل مبارزة، غير من شرك في دمه(1).
__________
(1) ذكر هذا الخبر ابن عبد البر في "الاستيعاب" 1/142، وابن حجر في "الإصابة" 1/147، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/207 .(5/13)
وقد قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "صوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة"(1). وقال: "إن لكل نبي حواري، وإن حواريَّ الزبير"(2) وكلا الحديثين في الصحيح.
وفي المغازي إنه قال لعلي يوم أحد، لما قال لفاطمة عن السيف: "اغسليه غير ذميم": "إن تكن أحسنت فقد أحسن فلان وفلان"(3).
__________
(1) ذكر السيوطي "صحيح الجامع الصغير" 5/249 حديثاً نصه: "صوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل" وقال: "سمويه عن أنس" وعلق الألباني 5/250 بقوله إنه صحيح وذكر أن الحديث في المستدرك وغيرهما.
(2) الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه في: البخاري 4/27 (كتاب الجهاد، باب فضل الطليعة)، 5/21 (كتاب فضائل أصحاب النبي، باب مناقب الزبير بن العوام)، 5/111 (كتاب المغازي، باب غزوة الخندق وهي الأحزاب)؛ مسم 4/1879 (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل طلحة والزبير...)؛ سنن ابن ماجه 1/45 (المقدمة، باب فضائل الصحابة، فضائل الزبير...)؛ المسند (ط. الحلبي) 3/307، 314، 338 .
(3) في سيرة ابن هشام 3/106: "فلما انتهى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى أهله ناول سيفه ابنته فاطمة، فقال: اغسلي عن هذا دمه يا بنية، فوالله لقد صدقني اليوم، وناولها عليّ بن أبي طالب سيفه، فقال: وهذا أيضاً فاغسلي عنه دمه، فوالله لقد صدقني اليوم، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: لئن كنت صدقت القتال لقد صدق معك سهل بن حنيف وأبو دجانة" وذكر ابن كثير في البداية والنهاية 4/47 روايات أخرى منها: "لئن كنت أحسنت القتال فقد أحسن عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح والحارث بن صمة وسهل بن حنيف".(5/14)
وقال عن البراء بن مالك: "إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره، منهم البراء بن مالك"(1).
وكانوا يقولون في المغازي للبراء بن مالك: يا براء أقسم على ربك، فيقسم على ربه فيُهزم الكفار.
ثم في آخر غزوة غزاها قال: "أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتفاهم، وجعلتني أول شهيد" فاستشهد رضي الله عنه(2).
والقتال يكون بالدعاء كما يكون باليد. قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم:
__________
(1) جمع ابن تيمية هنا بين حديثين عن أنس بن مالك رضي الله عنه، الأول نصه: "إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره"، والحديث في: البخاري 3/186 (كتاب الصلح، باب الصلح في الدية)، 4/19 (كتاب الجهاد، باب قول الله تعالى: من المؤمنين رجال صدقوا...)، مسلم 3/1302 0كتاب القسامة، باب إثبات القصاص في الأسنان)، 4/1969 (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أويس)، 4/2024 (كتاب البر..، باب فضل الضعفاء والخاملين). والحديث الثاني نصه: "كم من أشعث أغبر ذي طمين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبرَّه منهم البراء بن مالك" وهو عن أنس أيضاً في: سنن الترمذي 5/355 (كتاب المناقب، باب مناقب البراء بن مالك).
(2) انظر هذا الخبر في: الإصابة لابن حجر 1/148، الاستيعاب 1/142-143، أسد الغابة 1/206. وقيل إن آخر غزوة غزاها هي معركة اليمانة وقيل: إنه قتل يوم تستر من بلاد فارس.(5/15)
"هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم؟ بدعائهم وصلاتهم وإخلاصهم؟"(1).
وكان صلَّى الله عليه وسلَّم يستفتح بصعاليك المهاجرين(2).
ومع هذا فعليّ أفضل من البراء بن مالك وأمثاله، فكيف لا يكون أفضل من خالد؟!
نقل الرافضة لحديث ضعيف لا إسناد له ولا يزيد من قدر الإمام عليّ
وأما قوله: "وقال فيه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: عليّ سيف الله وسهم الله".
__________
(1) الحديث عنمصعب بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في: البخاري 4/36-37 (كتاب الجهاد، باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب) ونصه: "عن مصعب بن سعد قال: رأى سعد رضي الله عنه أن له فضلاً على من دونه. فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟" والحديث بألفاظ مقاربة في: سنن النسائي 6/37-38 (كتاب الجهاد، باب الاستنصار بالضعيف)، المسند (ط. المعارف) 3/51 وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه: "إسناده ضعيف لانقطاعه". وقال ابن حجر في "فتح الباري" 6/88-89 عن رواية البخاري: "ثم إن صورة هذا السياق مرسل لأن مصعباً لم يدرك زمان هذا القول، لكن هو محمول على أنه سمع ذلك من أبيه، وقد وقع التصريح عن مصعب بالرواية له عن أبيه عند الإسماعيلي...، وكذا أخرجه هو والنسائي..) وجاء حديث آخر بألفاظ مقاربة عن أبي الدرداء رضي الله عنه في: سنن أبي داود 3/32 (كتاب الجهاد، باب في الانتصار برُذُل الخيل والضعفة)، المسند (ط. الحلبي) 5/198 .
(2) ذكر الزمخشري في كتابه "الفائق في غريب الحديث" 2/246 (ط. عيسى الحلبي، 1366/ 1947): "النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان يستفتح بصعاليك المهاجرين، أي يفتتح القتال تيمناً بهم، وقيل يستنصر بهم" وذكر ابن الأثير كلاماً مقارباً في "النهاية" ولكني لم أهتد إلى مكان الحديث.(5/16)
فهذا الحديث لا يعرف في شيء من كتب الحديث، ولا له إسناد معروف(1)، ومعناه باطل، فإن عليّاً ليس هو وحده سيف الله وسهمه. وهذه العبارة يقتضي ظاهرها الحصر.
والذي في الصحيح أن أبا بكر قال يوم حُنين: لاها الله، إذن لا نعمد إلى أسد من أسود الله تعالى يقاتل عن الله عزَّ وجلَّ وعن رسوله فنعطيك سلبه.
فإن أريد بذلك أن عليّاً وحده سيف الله وسهم الله، فهذا باطل. وإن أريد به انه سيف من سيوف الله، فعليّ أجلّ من ذلك وأفضل، وذلك بعض فضائله.
وكذلك ما نقل عن عليّ رضي الله عنه أنه قال على المنبر: "أنا سيف الله على أعدائه ورحمته لأوليائه".
فهذا لا إسناد له، ولا يعرف له صحة. لكن إن كان قاله فمعناه صحيح، وهو قدر مشترك بينه وبين أمثاله.
قال الله تعالى فيهم: { أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ } [الفتح: 29]، وقال: { أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ } [المائدة: 54].
وكل من المهاجرين المجاهدين كان سيفاً على أعداء الله ورحمة لأولياء الله، ولا يجوز أن يريد: إني أنا وحدي سيف الله، وأنا وحدي رحمة على أولياء الله، فإن هذا من الكذب الذي يجب تنزيه عليّ عن أن يقوله.
وإن أريد أنه في ذلك أكمل من غيره، فالحصر للكمال، فهذا صحيح في زمنه. وإلا فمعلوم أن عمر كان قهره للكفار أعظم، وانتفاع المؤمنين به أعظم. وهذا مما يعرفه كل من عرف السيرتين، فإن المؤمنين جميعهم حصل لهم بولاية عمر رضي الله عنه من الرحمة في دينهم ودنياهم ما لم يحصل شيء منه بولاية عليّ، وحصل لجميع أعداء الدين من المشركين وأهل الكتاب والمنافقين من القهر والقتل والذل بولاية عمر رضي الله عنه، ما لم يحصل شيء منه بولاية عليّ.
__________
(1) لم أجد هذا الحديث الموضوع.(5/17)
هذا أمر معلوم للخاصة والعامة، ولم يكن في خلافة عليّ للمؤمنين الرحمة التي كانت في زمن عمر، وعثمان، بل كانوا يقتتلون ويتلاعبون، ولم يكن لهم على الكفار سيف، بل الكفار كانوا قد طمعوا فيهم، وأخذوا منهم أموالاً وبلاداً، فكيف يظن مع هذا تقدم عليّ في هذا الوصف على عمر وعثمان؟
ثم الرافضة يتناقضون، فإنهم يصفون عليّاً بأنه كان هو الناصر لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الذي لولا هو لما قام دينه، ثم يصفونه بالعجز والذل المنافي لذلك.
الإسلام يَجُبُّ ما قبله
وأما قوله: "وخالد لم يزل عدواً لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مكذِّباً له".
فهذا كان قبل إسلامه، كما كان الصحابة كلهم مكذِّبين له قبل الإسلام، من بني هاشم وغير بني هاشم، مثل أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وأخيه ربيعة، وحمزة عمه، وعقيل، وغيرهم.
وقوله: "وبعثه النبي صلَّى الله عليه وسلَّم إلى بني جذيمة ليأخذ منهم الصدقات، فخانه وخالفه على أمره وقتل المسلمين، فقام النبي صلَّى الله عليه وسلَّم خطيباً بالإنكار عليه رافعاً يديه إلى السماء حتى شوهد بياض إبطيه، وهو يقول: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد" ثم أنفذ إليه بأمير المؤمنين لتلافي فارطه، وأمره أن يسترضي القوم من فعله".(5/18)
فيقال: هذا النقل فيه من الجهل والتحريف ما لا يخفى على من يعلم السيرة، فإن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أرسله إليهم بعد فتح مكة ليسلموا، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فقالوا: صبأنا صبأنا، فلم يقبل ذلك منهم، وقال: إن هذا ليس بإسلام، فقتلهم، فأنكر ذلك عليه من معه من أعيان الصحابة، كسالم مولى أبي حذيفة، وعبد الله بن عمر، وغيرهما. ولما بلغ ذلك النبي صلَّى الله عليه وسلَّم رفع يديه إلى السماء وقال: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد"(1). لأنه خاف أن يطالبه الله بما جرى عليهم من العدوان. وقد قال تعالى: { فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } [الشعراء: 216]، ثم أرسل عليّاً، وأرسل معه مالاً، فأعطاهم نصف الديات، وضمن لهم ما تلف حتى مِيلَغة الكلب، ودفع إليهم ما بقي احتياطاً لئلا يكون بقي شيء لم يعلم به(2).
__________
(1) الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما – مع اختلاف في الألفاظ في البخاري 4/100-101 (كتاب الجزية، باب إذا قالوا: صبأنا، ولم يحسنوا: أسلمنا)، 5/160-161 (كتاب المغازي، باب بعث النبي صلَّى الله عليه وسلَّم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة)، 8/74 (كتاب الدعوات، باب رفع الأيدي في الدعاء)، 9/73 (كتاب الأحكام، باب إذا قضى الحاكم بجوز أو بخلاف أهل العلم فهو رد) سنن النسائي 8/208-209 (كتاب آداب القضاة، باب الرد على الحاكم إذا قضى بغير الحق) المسند (ط. المعارف) 9/187-188 .
(2) انظر في ذلك: سيرة ابن هشام 4/70-74، السيرة النبوية لابن كثير 3/591-593 .
ومِيلغة الكلب: ما يحفر من الخشب ليلغ فيه الكلب.(5/19)
ومع هذا فالنبي صلَّى الله عليه وسلَّم لم يعزل خالداً عن الإمارة، بل مازال يؤمره ويقدمه، لأن الأمير إذا جرى منه خطأ أو ذنب أمر بالرجوع عن ذلك، وأقر على ولايته، ولم يكن خالد معانداً للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم، بل كان مطيعاً له، ولكن لم يكن في الفقه والدين بمنزلة غيره، فخفي عليه حكم هذه القضية.
ويقال: إنه كان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية، وكان ذلك مما حرّكه على قتلهم، وعليّ كان رسولاً في ذلك.
سيدنا خالد لم يتعمَّد مخالفة أمر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم
ولكنه أخطأ كما أخطأ غيره
وأما قوله: "إنه أمره أن يسترضي القوم من فعله".
فكلام جاهل، فإنما أرسله لإنصافهم وضمان ما تلف لهم، لا لمجرد الاسترضاء.
وكذلك قوله عن خالد: "إنه خانه وخالف أمره وقتل المسلمين".
كذب على خالد، فإنَّ خالداً لم يتعمد خيانة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، ولا مخالفة أمره، ولا قتل من هو مسلم معصوم عنده، ولكنه أخطأ كما أخطأ أسامة بن زيد في الذي قتله بعد أن قال: لا إله إلا الله، وقتل السرية لصاحب الغنيمة الذي قال: أنا مسلم، فقتلوه وأخذوا غنمه وأنزل الله في ذلك: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا } [النساء: 94].(5/20)
وفي صحيح مسلم وغيره عن أسامة بن زيد قال: بعثنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى الحرقات من جهينة فصبّحنا القوم فهزمناهم قال: "ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكف عنه الأنصاري، وطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا المدينة بلغ ذلك النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فقال لي: "يا أسامة أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟" قال: قلت: يا رسول الله إنما قالها متعوذاً. قال: "فقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله"؟ فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم(1).
تفصيل قصة ما نعي الزكاة من أهل اليمامة
وإنفاد أبو بكر خالداً لقتالهم
قال الرافضي: "ولما قُبض النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وأنفذه أبو بكر لقتال أهل اليمامة قتل منهم ألفاً ومائتي نفر مع تظاهرهم بالإسلام، وقتل مالك بن نويرة صبراً وهو مسلم، وعرَّس بامرأته، وسموا بني حنيفة أهل الردة لأنهم لم يحملوا الزكاة إلى أبي بكر لأنهم لم يعتقدوا إمامته، واستحل دماءهم وأموالهم ونساءهم حتى أنكر عمر عليه، فسموا مانع الزكاة مرتداً، ولم يسمُّوا من استحل دماء المسلمين ومحاربة أمير المؤمنين مرتداً، مع أنهم سمعوا قول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: يا عليّ حربك حربي، وسلمك سلمي، ومحارب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كافر بالإجماع".
__________
(1) الحديث عن أسامة بن زيد رضي الله عنه في موضع في: مسلم 1/96-97 (كتاب الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا الله).
وهو في: سنن أبي داود 3/61 (كتاب الجهاد، باب على ما يقاتل المشركون).
وجاء حديث آخر بنفس المعنى عن عمران بن حصين رضي الله عنه في: سنن ابن ماجه 2/1296 (كتاب الفتن، باب الكف عمّن قال لا إله إلا الله)، المسند (ط. الحلبي) 4/438-439 .(5/21)
والجواب بعد أن يقال: الله أكبر على هؤلاء المرتدين المفترين، أتباع المرتدين الذين برزوا بمعاداة الله ورسوله وكتابه ودينه، ومرقوا من الإسلام ونبذوه وراء ظهورهم، وشاقوا الله ورسوله وعباده المؤمنين، وتولوا أهل الردة والشقاق، فإن هذا الفصل وأمثاله من كلامهم يحقق أن هؤلاء القوم المتعصبين على الصديق رضي الله عنه وحزبه من أصولهم، من جنس المرتدين الكفار، كالمرتدين الذين قاتلهم الصديق رضي الله عنه.
وذلك أهل اليمامة هم بنو حنيفة الذين كانوا قد آمنوا بمسيلمة الكذاب، الذي ادعى النبوة في حياة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وكان قد قدم المدينة وأظهر الإسلام، وقال: إن جعل محمد لي الأمر من بعده آمنت به. ثم لما صار إلى اليمامة ادعى أنه شريك النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في النبوة، وأن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم صدّقه على ذلك، وشهد له الرَّجَّال بن عُنْفُوة(1). وكان قد صنّف قرآناً يقول فيه: "والطاحنات طحناً، فالعاجنات عجناً، فالخابزات خبزاً، إهالة وسمناً، إن الأرض بيننا وبين قريش نصفين ولكن قريشاً قوماً لا يعدلون". ومنه قوله لعنه الله: "يا ضفدع بنت ضفدعين، نقّي كم تنقيّين، لا الماء تكدرين، ولا الشارب تمنعين. رأسك في الماء وذنبك في الطين".
__________
(1) في "فتوح البلدان" للبلاذري 1/105 (تحقيق صلاح الدين المنجد، ط. النهضة المصرية، القاهرة، 1956): "فلما انصرف وفد بني حنيفة إلى اليمامة ادعى مسيلمة الكذاب النبوة، وشهد له الرجال بن عنفوة بأن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أشركه في الأمر معه فاتبعه بنو حنيفة وغيرهم ممن باليمامة" وانظر 1/106 وانظر: البداية والنهاية 6/323، الأعلام 8/125-126 (في ترجمة مسيلمة وسماه الزركلي: الرحال).(5/22)
ومنه قوله لعنه الله: "الفيل وما أدراك ما الفيل، له زلوم طويل، إن ذلك من خلق ربنا الجليل" ونحو ذلك من الهذيان السمج الذي قال فيه الصديق رضي الله عنه لقومه لما قرؤوه عليه: "ويلكم أين يذهب بعقولكم، إن هذا كلام لم يخرج من إلِّ".
وكان هذا الكذّاب قد كتب للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله. أما بعد فإني قد أشركت في الأمر معك". فكتب إليه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذّاب".
فلما توفي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بعث إليه أبو بكر خالد بن الوليد فقاتله بمن معه من المسلمين، بعد أن قاتل خالد بن الوليد طليحة الأسدي، الذي كان أيضاً قد ادّعى النبوة، واتبعه طوائف من أهل نجد. فلما نصر الله المؤمنين على هؤلاء وهزموهم، وقتل ذلك اليوم عكاشة بن محصن الأسدي، وأسلم بعد ذلك طليحة الأسدي هذا، ذهبوا بعد ذلك إلى قنال مسيلمة الكذّاب باليمامة، ولقي المؤمنين في حربه شدة عظيمة، وقتل في حربه طائفة من خيار الصحابة مثل زيد بن الخطاب، وثابت بن قيس بن الشمَّاس، وأسيد بن حضير وغيرهم.
وفي الجملة فأمر مسيلمة الكذاب وادعاؤه النبوة واتّباع بني حنيفة له باليمامة، وقتال الصديق لهم على ذلك، أمر متواتر مشهور، قد علمه الخاص والعام، كتواتر أمثاله. وليس هذا من العلم الذي تفرد به الخاصة، بل علم الناس بذلك أظهر من علمهم بقتال الجمل وصفّين، فقد ذكر عن بعض أهل الكلام أنه أنكر الجمل وصفّين، وهذا الإنكار – وإن كان باطلاً – فلم نعلم أحداً أنكر قتال أهل اليمامة، وأن مسيلمة الكذاب ادّعى النبوة، وأنهم قاتلوه على ذلك.(5/23)
لكن هؤلاء الرافضة من جحدهم لهذا، وجهلهم به بمنزلة إنكارهم لكون أبي بكر وعمر دفنا عند النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وإنكارهم لموالاة أبي بكر وعمر للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم، ودعواهم أنه نضَّ على عليّ بالخلافة. بل منهم من ينكر أن تكون زينب، ورقية، وأم كلثوم من بنات النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، ويقولون: إنهن لخديجة من زوجها الذي كان كافراً قبل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم.
ومنهم من يقول: إن عمر عصب بنت عليّ حتى زوّجه بها، وأنه تزوج غصباً في الإسلام. ومنهم من يقول: إنهم بعجوا بطن فاطمة حتى أسقطت، وهدموا سقف بيتها على من فيه، وأمثال هذه الأكاذيب التي يعلم من له أدنى علم ومعرفة أنها كذب، فهم دائماً يعمدون إلى الأمور المعلومة المتواترة ينكرونها، وإلى الأمور المعدومة التي لا حقيقة لها يثبتونها. فلهم أوفر نصيب من قوله تعالى: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ } [العنكبوت: 68]، فهم يفترون الكذب ويكذبون بالحق، وهذا حال المرتدين.
وهم يدَّعون أن أبا بكر، وعمر ومن اتّبعهما ارتدّوا عن الإسلام. وقد علم الخاص والعام أن أبا بكر هو الذي قاتل المرتدين، فإذا كانوا يدّعون أن أهل اليمامة مظلومين قُتلوا بغير حق، وكانوا منكرين لقتال أولئك متأوّلين لهم، كان هذا مما يحقق أن هؤلاء الخلف تبع لأولئك السلف، وأن الصّدّيق وأتباعه يقاتلون المرتدين في كل زمان.
قاتل أبو بكر بني حنيفة لكونهم آمنوا
بمسيلمة الكذاب واعتقدوا نبوته
وقوله: "إنهم سمّوا بني حنيفة مرتدين، لأنهم لم يحملوا الزكاة إلى أبي بكر".(5/24)
فهذا من أظهر الكذب وأبينه، فإنه إنما قاتل بني حنيفة لكونهم آمنوا بمسيلمة الكذّاب، واعتقدوا نبوته. وأما مانعوا الزكاة فكانوا قوماً آخرين غير بني حنيفة، وهؤلاء كان قد وقع لبعض الصحابة شبهة في جواز قتالهم. وأما بنو حنيفة للم يتوقف أحد في وجوب قتالهم. وأما مانعوا الزكاة فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: يا خليفة رسول الله كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله" فقال له أبو بكر: ألم يقل: "إلا بحقها" فإن الزكاة من حقها. والله لو منعوني عَنَاقاً أو عُقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لقاتلتهم عليه"(1).
وهؤلاء لم يقاتلوهم لكونهم لم يؤدوها إلى الصديق، فإنهم لو أعطوها بأنفسهم لمستحقيها ولم يؤدوها إليه لم يقاتلهم. هذا قول جمهور العلماء، كأبي حنيفة وأحمد وغيرهما. وقالوا: إذا قالوا: نحن نؤديها بأنفسنا ولا ندفعها إلى الإمام، لم يكن له قتالهم. فإن الصديق رضي الله عنه لم يقاتل أحداً على طاعته، ولا ألزم أحداً بمبايعته، ولهذا لما تخلف عن بيعته سعد لم يكرهه على ذلك.
فقول القائل: "سمّوا بني حنيفة أهل الردة لأنهم لم يحملوا الزكاة إلى أبي بكر، لأنهم لم يعتقدوا إمامته" من أظهر الكذب والفرية. وكذلك قوله: "إن عمر أنكر قتال بني حنيفة".
استشهاد الرافضة بحديث موضوع باتفاق أهل العلم
__________
(1) الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه في: البخاري 9/93-94 (كتاب الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم)، مسلم 1/51-52 (كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله...)، سنن النسائي 5/10-11 (كتاب الزكاة، باب مانع الزكاة)، الموطأ 1/269 (كتاب الزكاة، باب ما جاء في أخذ الصدقات والتشديد فيها).(5/25)
وأما قوله: "ولم يسمُّوا من استحل دماء المسلمين، ومحاربة أمير المؤمنين مرتداً، مع أنهم سمعوا قول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "يا علي حربك حربي وسلمك سلمي ومحارب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كافر بالإجماع".
فيقال في الجواب: أولاً: دعواهم أنهم سمعوا هذا الحديث من النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أو عنه كذب عليهم، فمن الذي نقل عنهم أنهم سمعوا ذلك؟ وهذا الحديث ليس في شيء من كتب علماء الحديث المعروفة، ولا رُوي بإسناد معروف. ولو كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قاله لم يجب أن يكونوا قد سمعوه، فإنه لم يسمع كلّ منهم كل ما قاله الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، فكيف إذا لم يُعلم أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال، ولا روي بإسناد معروف؟ بل كيف إذا عُلم أنه كذب موضوع على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم باتفاق أهل العلم بالحديث؟(1).
وعليّ رضي الله عنه لم يكن قتاله يوم الجمل وصفين بأمر من النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وإنما كان رأياً رآه.
وقال أبو داود في سننه(2): "حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الهذلي، حدثنا ابن عليّة، عن يونس، عن الحسن، عن قيس بن عباد قال: قلت لعلي رضي الله عنه: أخبرنا عن مسيرك هذا: أعهد عهده إليك رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، أم رأي رأيته؟ قال: ما عهد إليّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم شيئاً، ولكنه رأي رأيته".
ولو كان عليّ محارباً لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مرتداً، لكان عليّ يسير فيهم السيرة في المرتدين. وقد تواتر عن عليّ يوم الجمل لما قاتلهم أنه لم يتبع مدبرهم، ولم يُجهز على جريحهم، ولم يغنم لهم مالاً، ولا سبى لهم ذرية، وأمر مناديه ينادي في عسكره: أن لا يُتّبع لهم مُدبر، ولا يُجهز على جريحهم، ولا تُغنم أموالهم. ولو كان عنده مرتدين لأجهز على جريحهم واتبع مدبرهم.
__________
(1) لم أجد هذا الحديث الموضوع.
(2) 4/300 (كتاب السنة، باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة).(5/26)
وهذا مما أنكره الخوارج عليه، وقالوا له: إن كانوا مؤمنين فلا يحلّ قتالهم، وإن كانوا كفاراً فلم حَرّمت أموالهم ونساءهم؟ فأرسل إليهم ابن عباس رضي الله عنهما فناظرهم، وقال لهم: كانت عائشة فيهم، فإن قلتم: إنها ليست أمنا كفرتم بكتاب الله، وإن قلتم: هي أمنا واستحللتم وطأها كفرتم بكتاب الله"(1).
وكذلك أصحاب الجمل كان يقول لهم: إخواننا بغوا علينا طهّرهم السيف.
وقد نقل عنه رضي الله عنه أنه صلّى على قتلى الطائفتين. وسيجيء إن شاء الله بعض الآثار بذلك.
وإن كان أولئك مرتدين، وقد نزل الحسن عن أمر المسلمين، وسلّمه إلى كافر مرتد، كان المعصوم قد سلّم أمر المسلمين إلى المرتدين، وليس هذا من فعل المؤمنين، فضلاً عن المعصومين.
وأيضاً فإن كان أولئك مرتدين، والمؤمنين أصحاب عليّ، لكان الكفار المرتدون منتصرون على المؤمنين دائماً.
والله تعالى يقول في كتابه: { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ } [غافر: 51]، ويقول في كتابه: { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ، إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ، وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ } [الصافات: 171-173]، ويقول في كتابه: { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } [المنافقون: 8].
وهؤلاء الرافضة، الذين يدّعون أنهم المؤمنون، إنما لهم الذل والصغار، ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس.
وأيضاً فإن الله تعالى يقول في كتابه: { وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا } [الحجرات: 9]، فقد جعلهم مؤمنين إخوة مع الاقتتال والبغي.
__________
(1) أورد ابن الجوزي في كتابه "تلبيس إبليس" ص91-92 مناقشة ابن عباس للخوارج مفصلة.(5/27)
وأيضاً فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: "تمرق مارقة على حين فُرقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق"(1). وقال: "إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله بين فئتين عظيمتين من المسلمين". وقال لعمّار: "تقتلك الفئة الباغية" لم يقل: الكافرة.
وهذه الأحاديث صحيحة عند أهل العلم بالحديث، وهي مروية بأسانيد متنوعة، لم يأخذ بعضهم عن بعض، وهذا مما يوجب العلم بمضمونها. وقد أخبر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أن الطائفتين المفترقتين مسلمتان، ومدح من أصلح الله به بينهما. وقد أخبر أنه تمرق مارقة وأنه تقتلها أدنى الطائفتين إلى الحق.
__________
(1) الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في: مسلم 2/745-746 (كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم)، سنن أبي داود 4/300 (كتاب السنة، باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة)، المسند (ط. الحلبي) 3/32، 48 .(5/28)
ثم يقال لهؤلاء الرافضة: لو قالت لكم النواصب: عليّ قد استحل دماء المسلمين، وقاتلهم بغير أمر الله ورسوله على رياسته. وقد قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"(1). وقال: "لا ترجعوا بعدي كفَّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض"(2) فيكون عليّ كافراً لذلك – لم تكن حجتكم أقوى من حجتهم، لأن الأحاديث التي احتجوا بها صحيحة.
__________
(1) الحديث عن عبد الله بن مسعود وأبي هريرة وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم في: البخاري 1/15 (كتاب الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر)، 8/15 (كتاب الأدب، باب ما ينهى عن الساب واللعن)، مسلم 1/81 (كتاب الإيمان، باب قول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: سباب المسلم...)، سنن الترمذي 3/238 (كتاب البر والصلة، باب ما جاء في الشتم)، سنن ابن ماجه 2/1299 (كتاب الفتن، باب سباب المسلم فسوق..)، المسند (ط. المعارف) 5/235، 6/4 وفي مواضع أخرى فيه.
(2) الحديث عن جرير بن عبد الله وعب الله بن عمر وابن عباس رضي الله عنهم في: البخاري 1/31 (كتاب العلم، باب الإنصات للعلماء)، مسلم 1/81-82 (كتاب الإيمان، باب بيان معنى قول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: لا ترجعوا...)، سنن أبي داود 4/305 (كتاب السنة، باب في الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه)، سنن الترمذي 3/329 (كتاب الفتن، باب لا ترجعوا بعدي كفاراً)، سنن الدارمي 2/69 (كتاب المناسك، باب في حرمة المسلم)، المسند (ط. المعارف) 7/316-317، وفي مواضع أخرى في المسند.(5/29)
وأيضاً يقولون: قتل النفوس فساد، فمن قتل النفوس على طاعته كان مريداً للعلو في الأرض والفساد. وهذا حال فرعون. والله تعالى يقول: { تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } [القصص: 83]، فمن أراد العلو في الأرض والفساد لم يكن من أهل السعادة في الآخرة. وليس هذا كقتال الصديق للمرتدين ولمانعي الزكاة، فإن لاصديق إنما قاتلهم على طاعة الله ورسوله، لا على طاعته. فإن الزكاة فرض عليهم، فقاتلهم على الإقرار بها، وعلى أدائها، بخلاف من قاتل ليُطاع هو. ولهذا قال الإمام أحمد وأبو حنيفة وغيرهما: من قال: أنا أؤدّي الزكاة ولا أعطيها للإمام لم يكن للإمام أن يقاتله. وهذا فيه نزاع بين الفقهاء، فمن يجوّز القتال ترك طاعة ولي الأمر جوّز قتال هؤلاء، وهو قول طائفة من الفقهاء، ويحكى هذا عن الشافعي رحمه الله. ومن لم يجوّز القتال إلا على ترك طاعة الله ورسوله، لا على ترك طاعة شخص معين، لم يجوّز قتال هؤلاء.
وفي الجملة فالذين قاتلهم الصديق رضي الله عنه كانوا ممتنعين عن طاعة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم والإقرار بما جاء به، فلهذا كانوا مرتدين، بخلاف من أقرّ بذلك ولكن امتنع عن طاعة شخص معين كمعاوية وأهل الشام، فإن هؤلاء كانوا مقرِّين بجميع ما جاء به الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم: يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، وقالوا: نحن نقوم بالواجبات من غير دخول في طاعة عليّ رضي الله عنه، لما علينا في ذلك من الضرر، فأين هؤلاء من هؤلاء؟(5/30)
واعلم أن طائفة من الفقهاء من أصحاب أبي حنيفة والشافعي وأحمد جعلوا قتال مانعي الزكاة وقتال الخوارج جميعاً من قتال البغاة، وجعلوا قتال الجمل وصفين من هذا الباب. وهذا القول خطأ مخالف لقول الأئمة الكبار، وهو خلاف نص مالك وأحمد وأبي حنيفة وغيرهم من أئمة السلف، ومخالف للسنة الثابتة عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فإن الخوارج أمر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بقتالهم، واتفق على ذلك الصحابة. وأما القتال بالجمل وصفين فهو قتال فتنة، وليس فيه أمر مكن الله ورسوله ولا إجماع من الصحابة، وأما قتال مانعي الزكاة إذا كان ممتنعين عن أدائها بالكلية، أو عن الإقرار بها، فهو أعظم من قتال الخوارج.
وأهل صفين لم يبدؤوا عليّاً بالقتال، وأبو حنيفة وغيره لا يجوّزون قتال البُغاة إلا أن يبدؤوا الإمام بالقتال، وكذلك أحمد وأبو حنيفة ومالك لا يجوّزون قتال من قام بالواجب إذا كانت طائفة ممتنعة قالت: لا نؤدي زكاتنا إلى فلان، فيجب الفرق بين قتال المرتدين وقتال الخوارج المارقين.
وأما قتال البغاة المذكورين في القرآن فنوع ثالث غير هذا وهذا، فإن الله تعالى لم يأمر بقتال البغاة ابتداء، بل أمر إذا اقتتلت طائفتان من المؤمنين بالإصلاح بينهما، وليس هذا حكم المرتدين ولا حكم الخوارج. والقتال يوم الجمل وصفين فيه نزاع: هل هو من باب قتال البغاة المأمور به في القرآن؟ أو هو قتال فتنة القاعد فيه خير من القائم، فالقاعدون من الصحابة وجمهور أهل الحديث والسنة وأئمة الفقهاء بعدهم يقولون: هو قتال فتنة، ليس هو قتال البغاة المأمور به في القرآن، فإن الله لم يأمر بقتال المؤمنين البغاة ابتداء لمجرد بغيهم، بل إنما أمر إذا اقتتل المؤمنون بالإصلاح بينهم.(5/31)
وقوله: { فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى } [الحجرات: 9] يعود الضمير فيه إلى الطائفتين المقتتلتين من المؤمنين، لا يعود إلى طائفة مؤمنة لم تقاتل. فالتقدير: فإن بغت إحدى الطائفتين المؤمنتين المقتتلتين على الأخرى، فقاتلوا الباغية حتى تفيء إلى أمر الله، فمتى كانت طائفة باغية ولم تقاتل لم يكن في الآية أمر بقتالها.
ثم أن كان قوله: { فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى } بعد الإصلاح فهو أوكد، وإن كان بعد الاقتتال حصل المقصود.
وحينئذ فأصحاب معاوية إن كانوا قد بغوا قبل القتال لكونهم لم يبايعوا عليّاً، فليس في الآية الأمر بقتال من بَغَى ولم يقاتل. وإن كان بغيهم بعد الاقتتال والإصلاح وجب قتالهم، لكن هذا لم يوجد، فإن أحداً لم يصلح بينهما.
ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها: "هذه الآية ترك الناس العمل بها" يعني إذ ذاك.
وإن كان بغيهم بعد الاقتتال وقبل الإصلاح، فهنا إذا قيل بجواز القتال، فهذا القدر إنما حصل في أثناء القتال، وحينئذ فشل أصحاب عليّ ونكلوا عن القتال لما رفعوا المصاحف. ففي الحال التي أمر بقتالهم فيها لم يقاتلوهم، وفي الحال التي قاتلوهم لم يكن قتالهم مأموراً به، فإن كان أولئك بغاة معتدين فهؤلاء مفرطون مقصرون، ولهذا ذلوا وعجزوا وتفرقوا، وليس الإمام مأموراً بأن يقاتل بمثل هؤلاء.
وفي الجملة فالبحث في هذه الدقائق من وظيفة خواص أهل العلم، بخلاف الكلام في تكفيرهم، فإن هذا أمر يعلم فساده الخاصة والعامة بالدلائل الكثيرة.(5/32)
ومما يبين كذب هذا الحديث: أنه لو كان حرب عليّ حرباً لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم – والله تعالى قد تكفل بنصر رسوله، كما في قوله تعالى: { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ } [غافر: 51]، وكما في قوله تعالى: { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ، إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ، وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ } [الصافات: 171-173] لوجب أن يُغلب محارب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
ولم يكن الأمر كذلك، بل الخوارج لما أمر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بقتالهم، وكانوا من جنس المحاربين لله ورسوله، انتصر عليهم، كما كان ينتصر عليهم في عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم. والرسل صلوات الله عليهم، وإن كانت تُبتلى في حروبها، فالعاقبة لها. فلو كانت محاربته محاربة للرسول، لكان المنتصر في آخر الأمر هو. ولم يكن الأمر كذلك، بل كان في آخر الأمر يطلب مسالمة معاوية رضي الله عنه ومهادنته، وأن يكف عنه، كما كان معاوية يطلب ذلك منه أول الأمر.
فعلم أن ذلك القتال، وإن كان واقعاً باجتهاد، فليس هو من القتال الذي يكون محارب أصحابه محارباً لله ورسوله. ثم إنه لو قُدِّر أنه محارب لله ورسوله، فالمحاربون قطاع الطريق لا يكفرون إذا كانوا مسلمين.(5/33)
وقد تنازع الناس في قوله تعالى: { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ } [المائدة: 33] هل هي في الكفار أو في المسلمين؟ ومن يقول: إنها في المسلمين، يقول: إن الله تعالى يقول: { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ } ولو كانوا كفّاراً مرتدين لم يجز أن يقتصر على قطع أيديهم ولا نفيهم، بل يجب قتلهم، فإن المرتد يجب قتله.
وكذلك من كان متأولاً في محاربته مجتهداً لم يكن كافراً، كقتل أسامة بن زيد لذلك المسلم متأولاً لم يكن به كافراً، وإن كان استحلال قتل المسلم المعصوم كفرا، وكذلك تكفير المؤمن كفر، كما قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما"(1). ومع هذا إذا قالها متأولاً لم يكفر، كما قال عمر بن الخطاب لحاطب بن أبي بلتعة: "دعني أضرب عنق هذا المنافق وأمثاله"، وكقول أُسَيْد بن حضير لسعد بن عبادة: "إنك لمنافق تجادل عن المنافقين" في قصة الإفك.
المحتوى
الموضوع ... الصفحة
شذرات من مناقب سيدنا خالد رضي الله عنه ...
الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم يعلمه دعاء التعوذ من كيد الجن ...
__________
(1) الحديث – بألفاظ مقاربة – عن أبي هريرة وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم في: البخاري 8/26 (كتاب الأدب، باب من كفر أخاه بغير تأويل فهو كما قال) مسلم 1/79 (كتاب الإيمان، باب بيان حال إيمان من قال لأخيه المسلم: يا كافر) سنن الترمذي 4/132 (كتاب الإيمان، باب من رمى أخاه بالكفر) الموطأ 2/984 (كتاب الكلام، باب ما يكره من الكلام)، المسند (ط. المعارف) 6/314 .(5/34)
لم يعدل به رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أحداً ...
تحطيمه أصنام الجاهلية ...
احتفاظه بأثر من شعر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في قلنسوته ...
امتلاء جسده بآثار الحروب ...
قول الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم فيه: أنه سيف من سيوف الله ...
بَعَثَه أبو بكر لقتال المرتدين ...
إنقاذه الجيش في مؤتة ...
تبركه بشعر الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم ...
حبه الجهاد في سبيل الله ...
من كراماته رضي الله عنه ...
أخذه الراية يوم مؤتة ففتح الله عليه ...
احتباسه أدرعه وأعتاده في سبيل الله ...
أَمَرَهُ الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم بدخول مكة من أعلاها ...
بَعَثَهُ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم إلى بني جذيمة ...
وبَعَثَهُ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم إلى اليمن ...
كان يدخل بيت خالته ميمونة أم المؤمنين ويأكل في بيت النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ...
خالد سيف الله بنصِّ الحديث الصحيح ...
الرد على الرافضة في مسألة تسمية خالد بسيف الله ...
بيان أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم هو الذي سماه بهذا الاسم ...
هذا لا يمنع أن يكون غيره سيفاً لله ...
جهاده في الحروب أيام الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، وأيام أبي بكر ...
الإمام عليّ من أعظم سيوف الله بلا منازع ...
لا أحد ينازع الإمام عليّ أنه أعظم سيوف الله ...
بيان أن القتال كان أحد فضائل الإمام عليّ بجانب العلم والبيان والدين والإيمان والسابقة،
بينما كان السيف فضيلة سيدنا خالد التي تميز بها ...
كل صناديد الصحابة قتلوا الكفار في سبيل الله ...
سرد أسماء المشهورين بالقتال من الصحابة ...
إخلاص الصحابة في الجهاد وقول الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم فيهم ...
عليّ أفضل كل هؤلاء الصحابة المجاهدين، فكيف لا يكون أفضل من خالد؟ ...(5/35)
نقل الرافضة لحديث ضعيف لا إسناد له، ولا يزيد من قدر الإمام عليّ ...
نص هذا الحديث الموضوع ...
بيان أنه لا إسناد له ...
من الأفضل تنزيه الإمام عليّ عن مثل هذا ...
تناقض الرافضة في وصف الإمام عليّ ...
الإسلام يجبُّ ما قبله ...
تأخر إسلام خالد، كتأخر إسلام غيره من الصحابة ...
مناقشة مسألة بني جذيمة ...
الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم لم يعزل خالداً عن الإمارة ...
سيدنا خالد رضي الله عنه لم يتعمد مخالفة أمر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ولكن
أخطأ كما يخطئ غيره ...
مقارنة ما فعله خالد بما فعله أسامة بن يد ...
تفصيل قصة ما نعي الزكاة من أهل اليمامة وإنفاذ أبو بكر خالداً لقتالهم ...
تفصيل مسألة أهل اليمامة الذين آمنوا بمسيلمة الكذاب ...
تواتر أمر مسيلمة الكذاب ...
استشهاد بعض الصحابة في حروب الردة ...
جهل الرافضة وجحدهم ...
قاتل أبو بكر بني حنيفة لكونهم آمنوا بمسيلمة الكذاب، واعتقدوا نبوته ...
سبب القتال وكذب الرافضة ...
عمر بن الخطاب لم ينكر قتال بني حنيفة ...
بين الزكاة، والردة ...
استشهاد الرافضة بحديث موضوع في حرب صفين والجمل ...
لم يكن القتال في الجمل وصفين أمراً من النبي صلَّى الله عليه وسلَّم
بل كان رأياً رآه الإمام عليّ ...
ما أنكره الخوارج على الإمام عليّ ...
الإمام عليّ صلّى على قتلى الطائفتين ...
الفرق بين الكفر والبغي ...
أقسام البغاة ...
تنازع الناس في آية المحاربة في حق من نزلت ؟ ...
تم الكتاب بحمد الله
فهارس سلسلة شبهات حول الصحابة والرد عليها
فهرس الآيات القرآنية الكريمة
فهرس أطراف الأحاديث النبوية الشريفة
فهرس الآثار
فهرس الأعلام
فهرس الكتب الواردة
فهرس الأماكن والبلدان
فهرس المراجع والمصادر
تنويه(5/36)
حرصاً على تسهيل المراجعة للباحثين لهذه السلسلة، فقد تم تجزئتها إلى ستة أجزاء، فأعطينا رقم (1) لأبي بكر الصديق، ورقم (2) لسيدنا عمر بن الخطاب، ورقم (3) لأم المؤمنين عائشة، ورقم (4) لسيدنا عثمان بن عفان، ورقم (5) لمعاوية بن أبي سفيان، ورقم (6) لخالد بن الوليد.
فإذا كان الرقم في الفهرس (2/60) مثلاً، فهذا يعني أن الحديث أو العلم في الصفحة رقم (60) من كتاب عمر بن الخطاب.
وكذا إذا كان الرقم (5/120) فمعنى ذلك أن الحديث المشار إليه أو العلم في كتاب معاوية بن أبي سفيان في صفحة (120).
ذكرنا ذلك للتنويه
أولاً: فهرس الآيات القرآنية الكريمة
الآية
رقمها
الجزء / الصفحة
سورة البقرة
اللّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ ...
15
2/197
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ
30
1/80، 251، 2/201
وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ...
31
1/80
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا
36
1/257
فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ...
37
4/72
لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ...
124
1/206
وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ...
125
2/71
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
127
رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ ...
128
4/72
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ ...
134
4/151
قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا ...
136
4/55
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ...
143
1/23، 295، 494-2/65
إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
153
1/319
وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ...
177
4/55(5/37)
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ...
183
1/129
وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ...
196
1/434-2/29
زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
212
1/468
وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ
219
1/430
وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ ...
233
2/141
وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ...
275
1/143
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ ...
285
4/55
رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا
286
3/45-5/101
سورة آل عمران
فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ...
7
1/493
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ...
110
1/23
إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي ...
31
1/130
إن الله اصطفى آدم ونوحاً ...
33
3/70
إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ ...
77
4/200ت
كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ...
86
إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ ...
89
5/85
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ...
102
1/298-4/200ت
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ...
110
1/294
وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ ...
123
1/448
وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ ...
126
1/
وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ ...
139
1/387، 398-5/129
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ...
144
1/213، 388، 389-2/69
إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ...
155
4/204
وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ
159
2/194(5/38)
الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ ...
172
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ ...
173
1/23
سورة النساء
وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ ...
3-4
1/130، 140
وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ...
6
4/100، 137
يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ ...
11
1/125، 128، 129، 130، 133
وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ ...
12
1/128، 133
تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ...
13
وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ ...
14
1/130
وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا ...
20
2/123
وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ ...
21
2/35
وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَلِكُمْ ...
24
وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ ...
25
2/29، 35
يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ ...
26
1/176
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ ...
29
3/44
وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا ...
35
1/458
وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ
36
1/328، 403
فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ ...
41
2/62
إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ ...
48
1/171
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ ...
59
1/198-4/57، 200ت
وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ ...
69
4/57
فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ ...
84
1/463
مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ ...
85
2/169(5/39)
وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ ...
94
1/244-6/46
أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ ...
59
1/192، 297-5/70
إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ...
105
2/193
وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى ...
115
1/293، 296
مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ...
123
4/165
إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ ...
146
1/321
لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ ...
165
2/135
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ ...
171
4/54
سورة المائدة
وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى ...
2
2/169
إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ ...
6
1/129
وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ ...
7
4/200ت
وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ ...
12
1/319
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ ...
27
3/70
إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ...
33
6/64
وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُواْ ...
53
1/321
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ ...
54
1/24-2/190، 206، 498-6/41
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ...
55
1/298
لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ ...
73
أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ ...
74
4/72
لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ ...
93
2/129
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ...
95
1/457(5/40)
إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ...
118
2/184
سورة الأنعام
وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم ...
52
وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ ...
53
1/467
إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ ...
57
قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا ...
65
4/98
وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى ...
68
1/321
أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ ...
101
1/328
وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا ...
115
2/103
إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ ...
159
4/201ت
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ ...
165
1/80، 250
سورة الأعراف
فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ ...
6
4/58
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا ...
20
1/257
أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ ...
27
1/239
وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ ...
47
1/321
وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً ...
48
أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ...
49
1/468
فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ ...
64
1/320
وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ ...
69
1/250
فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا ...
72
1/321
خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ ...
74
1/250
قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ ...
75
قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ ...
76
1/469
لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ ...
88
1/321
إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ ...
128
1/146
عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ ...
129
1/250(5/41)
وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ ...
137
1/146
وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي ...
142
1/250
تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ
143
4/73
إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ ...
152
2/229
أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ...
155
1/494-
وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً ...
156
4/72
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ ...
199
2/83
سورة الأنفال
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ ...
1
1/135
إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ ...
9
1/462-2/182
إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ ...
12
1/319
وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ...
17
1/464
وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ ...
25
3/50، 66
قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم ...
38
4/71-5/120، 127
وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ ...
41
1/135، 156
وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ ...
62
وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ...
63
1/24، 463
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ ...
64
1/24، 418
مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى ...
67
2/184
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ ...
72
وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ ...
75
1/24، 320
سورة التوبة
فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ ...
5
1/44، 278
لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً ...
10
1/25
فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ ...
11(5/42)
4/71-5/127
أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ...
19
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ
22
1/25
أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ ...
24
1/422
وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ ...
25
ثُمَّ أَنَزلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ...
26
1/419
وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ...
34
4/176
مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ...
36
1/441
إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ ...
40
1/113، 318، 327، 357، 367، 397
وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي ...
49
2/52
فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ ...
5
1/441، 444
وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ ...
58
وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ...
59
1/165-2/51
وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا ...
60
4/137
وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ ...
61
2/52
وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ ...
62
1/421، 422
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ...
71
1/295
وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ ...
75
2/52
اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ...
80
فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا ...
83
1/321، 433، 435
وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا ...
84
2/111
رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ ...
87
1/321
لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ ...
88
1/322
وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ...
100
1/168، 433(5/43)
وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ...
101
1/368-2/44
مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ ...
113
3/71
لَقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ ...
117
1/25
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ
119
1/25، 320
فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا ...
124
2/52
لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ ...
128
1/129، 404
سورة يونس
إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ...
6
1/250
ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ ...
14
1/80، 250
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ...
17
1/312، 313
وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ ...
88
2/184
سورة هود
فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ ...
27
1/469
قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ...
40
3/69
وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ ...
40
1/320
يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا ...
42
3/67، 68
إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي ...
45
3/68
إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ...
46
3/67، 68
اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ ...
48
1/321
وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي ...
89
وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ ...
90
4/201ت
وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ ...
113
2/169
إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ...
114
4/77
سورة يوسف
إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ...
53
4/202ت
إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ...
86
1/164، 394
سورة إبراهيم(5/44)
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ ...
4
1/404
وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا ...
34
4/200ت
فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ...
36
2/184
سورة الحجر
وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا ...
47
4/26
وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي ...
87
لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا ...
88
1/387
سورة النحل
وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا ...
91
مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ ...
96
4/200
وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا ...
106
5/75، 85
وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ ...
127
1/387، 397
إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ ...
128
1/319، 326
سورة الإسراء
وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ...
15
2/135
لاَّ تَجْعَل مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ ...
22
1/392
وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ ...
33
4/35
وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً ...
34
4/202ت
سورة الكهف
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم ...
28
1/467
وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا ...
32
وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ ...
35
1/403
قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ ...
37
1/403
وَمَا أَنسَانِيهُ إِلاّ الشَّيْطَانُ ...
63
1/257
هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا
66
2/123
لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً
108
5/60
سورة مريم
فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا ...
5-6(5/45)
1/125، 146، 147، 149
يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا ...
23
1/63
سورة طه
خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا ...
21
1/397، 398
إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى
46
1/313، 318، 326
فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى
67
قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الأَعْلَى
68
1/398
وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى
121
5/124
سورة الأنبياء
إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى ...
101
4/27
وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ ...
105
1/146
سورة الحج
لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا ...
37
4/37
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ...
39
الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ ...
40
1/386
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاّ ...
52
وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ ...
54
1/494
مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ...
78
1/239، 295
سورة المؤمنون
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ...
5-7
2/38
فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ
7
2/94
أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ...
10
الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
11
1/146
إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ
57
وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ
59
2/63
سورة النور
لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ ...
12
3/44
وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ ...
22
1/466
وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ...
33
2/138، 161(5/46)
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ...
55
1/251، 4/200ت
فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ...
63
5/51
سورة الفرقان
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً ...
62
1/250
وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ ...
68
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ...
69
1/397
سورة الشعراء
قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ
111
1/468
فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ ...
216
6/44
سورة النمل
وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ...
16
1/125، 146، 147، 148
أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ ...
22
1/259-2/123
سورة القصص
هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ ...
15
1/257
رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ...
16
4/73
رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا ...
17
2/169
لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
25
1/398
يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ ...
26
2/101
سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ...
35
1/400، 422
إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ...
56
3/72
تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ ...
83
6/59
وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ ...
88
1/392
سورة العنكبوت
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ...
68
6/51
سورة لقمان
وَمَن كَفَرَ فَلا يَحْزُنكَ كُفْرُهُ ...
23
1/401
سورة الأحزاب
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ ...
1
1/392
النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ...
6(5/47)
1/393، 458-3/91
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ ...
23
4/145ت
وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ ...
27
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ...
33
1/76-3/31، 43
فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا ...
37
1/134
وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا ...
50
1/134، 141
وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ ...
53
3/91
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ ...
59
3/91
وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا ...
72
لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ ...
73
4/72
سورة سبأ
قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ...
47
1/429
سورة فاطر
وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ...
18
5/116
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ...
28
2/61
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا ...
32
1/146
سورة يس
فَلا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ...
76
1/401
سورة الصافات
وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ، وَنَجَّيْنَاهُمَا...
114
وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ
118
1/422
وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ...
171
6/57
سورة ص
يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ ...
26
1/80، 251-4/65
وَقَالُوا مَا لَنَا لا نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُم ...
62
أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الأَبْصَارُ
63
1/468
إِلا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ
74
5/127
لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ ...
85
5/122
قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ...
86
1/429(5/48)
سورة الزمر
إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ
30
1/112، 388-2/69
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ ...
32
1/312، 313، 370
وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ...
33
1/270، 432
وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ ...
47
2/54، 64
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ ...
53
4/77
وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا ...
54
4/77
سورة غافر
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ ...
7
5/126
أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ...
28
1/51
إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا ...
51
1/327-6/53، 57
سورة الشورى
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ...
11
1/81
وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ...
38
2/141
سورة الزخرف
وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلائِكَةً ...
60
1/250
وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
72
1/146
وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ...
77
2/64
سورة الأحقاف
قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ ...
9
2/62
وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا ...
15
2/141
سورة محمد
الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ...
1
2/48
فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً ...
4
5/65
وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ ...
30
1/406
أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ...
33
1/130
فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ ...
35
5/129
سورة الفتح
إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ...
10
4/200ت
سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ ...
15(5/49)
1/309، 433، 434
لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ...
18
1/26، 168
وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا ...
19
420
مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ...
29
1/26، 41-2/190، 320
إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا ...
1
1/420
هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ ...
4
1/420
قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ ...
16
1/308، 309، 433
وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ
24
إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ ...
26
1/346، 422
سورة الحجرات
إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ...
6
2/192-4/60، 107
وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ...
7
1/129
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ ...
6-7
4/200ت
وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ...
9
1/104، 455-3/49-5/35، 61، 63، 92، 109-6/58
وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ ...
11
3/44
إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ...
13
1/425-3/73، 99، 100
سورة ق
وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ...
19
1/217
سورة النجم
وَالنَّجْمِ إذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُم ...
1-2
1/403
سورة القمر
إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ ...
27
1/494
سورة الرحمن
وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ ...
24
4/25
سورة الحديد
هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ...
4
1/318، 323
لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ ...
10
1/26، 432، 377
لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ ...
23
1/395
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ ...
25
1/97
سورة المجادلة(5/50)
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ ...
7
1/318، 322
لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ...
22
4/50
سورة الحشر
وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ ...
6
2/157، 158
وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى ...
7
1/135-2/157، 158، 159، 160، 161
لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا ...
8
1/69، 386، 405
وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ ...
9
1/159
وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ ...
10
2/159-5/32، 68
أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا ...
11
1/321
سورة الممتحنة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ ...
1
3/60
عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم ...
7
5/73
لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ ...
8
4/173
إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ ...
9
1/405
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ ...
10
1/345، 407
سورة الصف
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ ...
10
يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ ...
12
4/80
سورة المنافقون
وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ...
8
6/57
سورة التغابن
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ...
16
1/113-2/202-4/200ت
سورة التحريم
وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا ...
3
3/37
إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ...
4
3/38
عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ ...
5
2/72
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا ...
10
3/67(5/51)
سورة الملك
وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ...
10
2/173
سورة نوح
رَّبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ ...
26
2/184
سورة الجن
وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ ...
23
4/57
سورة المدثر
وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاّ فِتْنَةً ...
31
1/494
سورة الإنسان
وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ...
24
1/402
سورة النبأ
يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا
40
2/54
سورة التكوير
وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ
22
1/403
سورة المطففين
إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ...
29
فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ ...
34
1/468
سورة البروج
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ...
10
4/72
سورة الليل
وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى
17
1/308
الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى
18
1/427
وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى
19
1/429
إِلاّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى
20
وَلَسَوْفَ يَرْضَى
21
1/429
سورة الشرح
فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ ...
7-8
1/164
ثانياً: فهرس أطراف الحديث النبوية
الحديث
الجزء / الصفحة
آية الإيمان حب الأنصار ...
1/31 – 2/50
آية المنافق ثلاثة إذا حدث كذب ...
1/331 – 2/51
آية النفاق بغض الأنصار ...
2/51
آمركم بخمس كلمات ...
1/300
آمنت بذلك أنا وأبو بكر ...
1/57
ائتوني بكتف أكتب لكم ...
1/491
ائتي أبا بكر ...
1/81
ائذن له وبشره بالجنة ...
1/49-2/12، 23، 4/5، 6، 63ت
أؤمن بها أنا وأبو بكر وعمر ...
1/360
أبشروا يا آل محمد قد جاءكم الله عزَّ وجلَّ بالغنى ...
1/156
أبكي للذي عرض علي أصحابك ...
2/183(5/52)
أبو بكر سيدنا ...
1/54
اثبت أحد فما عليك إلا نبي ...
2/16
اثبت حراء فليس عليك إلا نبي ...
4/12
أجديد ثوبك أم غسيل ...
2/22
أجلساني إلى جنبه ...
1/481
أخذ الراية زيد فأصيب ...
6/22، 32
أخرجوا اليهود من جزيرة العرب ...
1/491
ادرأوا الحدود بالشبهات ...
3/94
ادعي لي أبا بكر أباك ....
1/53
ادعي لي أباك وأخاك ...
1/67، 81، 92، 490، 491-2/72
ادع لي عبد الرحمن بن أبي بكر ...
1/53، 68
أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم ...
1/174
إذا أتى مال البحرين حثوت لك ...
1/150
إذا اتفقتما على شيء لم أخالفكما ...
2/181
إذا اجتهد الحاكم فأخطأ ...
5/64
إذا التقى المسلمان بسيفيهما ...
3/44
إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ...
1/113
إذا حاصرت أهل حصن ...
5/66
إذا سألت فاسأل الله ...
1/164
إذا قال الرجل لأخيه يا كافر ...
6/65
إذا مات ابن آدم انقطع عمله ...
4/95
أذنب عبد ذنباً ...
4/76
اذهبا حتى تأتيا روضة خاخ ...
3/59
اذهب فادع لي معاوية ...
5/10، 16
اذهبي حتى تضعيه ...
2/90
أرأيتم لو أن بباب أحدكم ...
4/78
أري الليلة رجل صالح ...
1/84
أربع من أمر الجاهلية ...
1/89
ارقبوا محمداً صلَّى الله عليه وسلَّم في أهل بيته
1/172
استوصوا بأصحابي خيراً ...
1/34
اسكت يا أبا بكر اثنان الله ...
1/42
اسكن أحد ليس عليك إلا نبي ...
1/812-4/9
اسكن ثبير فإنما عليك نبي ...
4/15
اسكن فإنه ليس عليك إلا نبي ...
4/18
اسمعوا هل سمعتم أنه سيكون بعدي ...
1/122
اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم
5/55
أشيروا علي أترون أن أميل ...
1/336
اصبروا حتى تلقوني ...
1/160
أصحابي كالنجوم ...
1/307
اعتمر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فحلق رأسه
6/18
أعطيه هذا الغلام ...
4/119 ت(5/53)
أعيذك بالله يا كعب بن عجرة ...
4/80ت
اغد على بركة الله ...
1/222
افتح وبشره بالجنة ...
1/50 – 4/7
أفضل الصلاة صلاة المرء ...
2/239، 240
أفلا شققت عن قلبه ...
5/96
اقتدوا باللذين من بعدي ...
1/55، 65، 305-2/14، 189
أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله ...
1/120 – 5/96
الأكثرون هم الأقلون ...
4/176
ألا أخبركم بخير الشهداء ...
1/331
ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة ...
4/23
ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة ...
4/11
ألا إني أبرأ إلى كل خل ...
1/53، 367
ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون ...
1/360
ألا ترضون أن أحكم فيهم سعد ...
5/65
ألا تصليان ...
1/162
البس جديداً وعش حميداً ...
2/22
التمس ولو خاتماً من حديد ...
2/125
ألست أحق الناس بها ...
1/56
ألست تحزن ؟ ألست تنصب ...
4/165
ألم يأن للرحيل ...
1/376
أليس يشهد أن لا إله إلا الله ...
3/62
أم أيمن امرأة من أهل الجنة ...
1/150، 157
أما الإسلام فأقبل وأما المال ...
1/341
أما بعد أيها الناس إن الناس يكثرون ...
1/32
أما بعد فإنه لم يخف علي مكانكم ...
2/236
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون ...
1/265 – 3/94
أما صاحبكم فقد غامر ...
1/44، 45، 362
أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله ...
5/120
أمرت أن أقاتل الناس حتى ...
1/277 – 6/53
أمرت بحب أربعة ...
4/175ت
أميركم زيد فإن قتل فجعفر ...
1/190 – 6/33
إنا لم نجيء لقتال أحد ...
1/339
أنا بين خيرتين أستغفر لهم أولاً ...
2/22
أنا وأقراني ...
1/36
إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به ...
1/103، 455-3/54-5/93-6/58
إن أحدكم ضرسه في النار أعظم ...
1/273
إن امرأة بغياً رأت كلباً في يوم حار ...
4/56
إن أمن الناس علي في ماله ...
1/52، 427(5/54)
إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ...
1/147
إن أهل الدرجات العلى ...
1/55 – 2/14
إن بالمدينة رجلاً ما سرتم مسيراً ...
1/418
إن بني المغيرة استأذنوني ...
1/162، 169-3/38-4/164
إن تكن أحسنت فقد أحسن ...
6/37
إن حضرت الصلاة ولم آتك ...
1/498
إن حوضي لأبعد ما بين أيلة ...
1/160
إن خيركم قرني ثم الذين يلونهم ...
1/330
إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليك حرام ...
3/44
إن ذلك لا يحل لي ...
5/16
إن الرجل إذا صلى مع الإمام ...
2/237
إن شربها في الرابعة فاقتلوه ...
2/225
إن شئتما أعطيتكما ولا حظ فيها ...
3/95
إن الشيطان ذئب ...
1/287
إن الشيطان مع الواحد ...
1/286
إن الشيطان يفر من حس عمر ...
2/116
إن عبداً خيره الله أن يؤتيه ...
1/365، 473
إن عثمان حيي وإني خشيت ...
4/12
إن القرآن نزل على سبعة أحرف
2/174
إن الله عزَّ وجلَّ إذا أطعم نبياً طعمة ...
4/136ت
إن الله أوحى إلي أنه يحب أربعة ...
4/175
إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت ...
1/45، 473
إن الله تجاوز لي عن أمتي ...
5/101
إن الله جل الحق على لسان عمر ...
2/19
إن الله خير عبداً بين الدنيا ...
1/42
إن الله سيخلص رجلاً من أمتي ...
4/84 ت
إن الله ضرب الحق على لسان عمر ...
2/102
إن الله قد أذهب عنكم عبية ...
1/89
إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه ...
1/131
إن الله لا يؤاخذ على هذا ...
1/396
إن الله وضع الحق على لسان عمر ...
2/21
إن الله يحب العبد التقي ...
5/117
إن الله يرضى لكم ثلاثاً ...
5/52
إن لكل نبي حواري وحواري الزبير ...
2/43 – 6/36
إن لم تجديني فأتي أبا بكر ...
1/44، 64
إن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم ...
2/184
إن المدينة تنفي خبثها ...
3/48
إن المدينة لا تصلح إلا بي ...
1/183(5/55)
إن من عباد الله من لو أقسم على الله ...
6/37
إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم ...
2/204
إن يطع القوم أبا بكر وعمر يرشدوا ...
2/181
أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بعث عمرو بن العاص على جيش ...
1/46
أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم ...
3/13
أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أمر بسد الأبواب ...
1/57
أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بعثه على جيش ...
1/46
أن لا يحج بعد العام مشرك ...
1/268
أن المؤمنين إذا عبروا الصراط وقفوا ...
4/105
أنت عتيق الله من النار ...
1/57
أنت مع من أحببت ...
2/16
أنت مني وأنا منك ...
1/360 – 4/164
أنت ومالك لأبيك ...
4/52
انحروا واحلقوا رؤوسكم ...
3/39
أنزل على بني النجار أخوال عبد المطلب ...
1/377
الأنصار كرشي وعيبتي ...
1/32
الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ...
1/30
انطلق فإنه يخرج عيك امرأة شديدة السواد ...
6/9
انظروا ما يفعل المحرم ...
4/164
إنك منافق تجادل عن المنافقين ...
4/152
إنكن لأنتن صواحب يوسف ...
1/483
إنكم ستلقون بعدي أثرة ...
1/174
إنك تختصمون إلي ولعل بعضكم ...
2/193
إنما خالد سيف من سيوف الله ...
6/16
إنما فاطمة بضعة مني ...
4/162
إنما الطاعة في المعروف ...
1/173، 199
إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد ...
2/81
إنه سيكون هنات وهنات ...
1/124
أنه قد شهد بدراً وما يدريك لعل الله ...
3/60-4/152-5/99
إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم ...
2/70
إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده ...
3/14
إنه ليس أحد من الناس أمن علي ...
1/366
إنه ليس من الناس أحد أمن علي ...
1/427
إنه من فارق الجماعة شبراً فمات ...
1/117
إنها ستكون فتنة تستنظف العرب ...
1/451
إنها طيبة وإنها تنقي الرجل ...
3/48
إني أرى ما لا ترون وأسمع ...(5/56)
2/62
إني اشترطت على ربي ...
1/254
إني تارك فيكم الثقلين ...
1/161
إني خشيت أن يقذف الشيطان في قلوبكما ...
1/197
إني رسول الله ولست أعصيه ...
1/353
إني قلت يا أيها الناس إني رسول الله إليكم ...
1/362، 364
إني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم ...
5/94
إني لأعلم إذا كنت عني راضية ...
3/11
إني والله لا أعطي أحدكم ولا أمنع ...
1/137، 139 – 2/160
اهتز لموت سعد عرش الرحمن ...
1/499
اهدأ فما عليك إلا نبي ...
4/12
أوصاني خليلي صلَّى الله عليه وسلَّم بصيام ثلاث
2/241
أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي ...
1/32
أو لا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم ...
1/30
أو ما علمت ما شارطت عليه ربي ...
1/254
إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ...
5/114
أي بنية ألا تحبين ما أحب ...
3/28
أي بنية ألست تحبين ما أحب ...
3/12
أيّكم رأى رؤيا ...
1/66 – 5/44
أين أنا غداً ...
3/10
أين أنا اليوم ...
3/13
أيها الناس اعرفوا لأبي بكر حقه ...
1/357
أيها الناس ما لكم حين نابكم شيء في صلاتكم
1/496
أيها الناس من يعذرني ...
3/67
بايعنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم على السمع
5/53
بايعوني على أن لا تشركوا بالله ...
4/166
بل وأنا وارأساه ...
2/73
بل أنتم أصحابي وأخواني ...
1/333
بل أنتم العكارون ...
1/436
بل هو الحرب والرأي ...
1/259
بينما امرأتان معهما ابناهما ...
2/140
بينما أنا نائم إذ رأيت قدحاً ...
2/70
بينما أنا نائم رأيت في يدي سوارين ...
1/276
بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون ...
2/71
بينما أنا نائم أتيت بقدح ...
2/111
ينما أنا نائم رأيتني على قليب ...
1/47، 65 – 2/10
بينما أنا نائم رأيت الناس عرضوا علي ...
2/17
بينما أنا نائم رأيتني في الجنة ...
2/15(5/57)
بينما أنا نائم شربت ...
2/16
بينما راع في غنمه عدا عليه الذئب ...
2/10
بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه فيها العطش
4/85
بينما رجل يمشي في طريق وجد غصن شوك ...
4/86
تدمع العين ويحزن القلب ...
1/396
تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي ...
1/137
تعال فاقتص ...
4/153 ت
تقتل عماراً الفئة الباغية ...
4/162 – 5/59
تقتلك الفئة الباغية ...
5/33، 47، 56، 59-6/58
تكون خلافة النبوة ثلاثين سنة ...
1/102
تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين ...
1/453-3/77-5/56، 92-6/58
تمرق مارقة فتقتلهم أولى الطائفتين ...
5/59
ثلاثة لا يسأل عنهم رجل فارق الجماعة ...
1/301
ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ...
5/55
ثلاث وودت أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بينهن لنا ...
1/239 – 2/146
حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي ...
1/162
الحدود كفارات لأهلها ...
4/165
حرر عبد ...
1/364، 365
الحسد يأكل الحسنات ...
4/80 ت
حللت فانكي من شئت ...
1/266
الحمد لله الذي أيدني بكما ...
2/181
الخالة بمنزلة الأم ...
1/435
خالد بن الوليد سيف من سيوف الله ...
6/13
خالد سيف من سيوف الله ...
6/15
الخلافة بعدي ثلاثون سنة ...
5/107
خلافة النبوة ثلاثون سنة ...
1/84، 108
خلافة نبوة ثم يؤتي الله الملك ...
1/66، 83، 423 – 5/44
خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ...
2/61 – 5/103
خير أمتي القرن الذين يلوني ...
1/330
خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ...
1/29
خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ...
4/92
خير القرون القرن الذي بعثت فيهم ...
4/92 ت
خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ...
1/29
دخلت امرأة النار في هرة ...
4/87
دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب ...
2/20
دعني أضرب عنق هذا المنافق ...
6/65(5/58)
دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا ...
5/99
ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك ...
1/490
الذين هم فيكم تبع لا يبغون أهلاً ...
5/61
رأى الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط ...
1/67 – 5/45
رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وما معه إلا خمسة ...
1/44
رأيت في منامي كأني في يدي سوارين ...
1/271
رأيت قبيل الفجر كأني أعطيت المقاليد ...
1/59 – 4/20
رأيت كأن الناس عرضوا علي وعليهم ...
2/111
رأيت كأني أتيت بقدح لبن ...
2/19
رأيت كأني أنزع على قليب بدلو ...
2/112
رأيت كأني على قليب أنزع منها ...
1/81
رأيت الناس اجتمعوا فقام أبو بكر ...
1/47 – 2/10
رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء ...
2/15
رب صائم حظه من صيامه العطش ...
4/83
الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له ...
2/240
رحمة الله على خلفائي ...
1/252
رفع القلم عن الصبي حتى يحتلم ...
2/95
سألت ربي ثلاثاً فأعطاني اثنين ...
1/492 – 4/97
سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ...
6/59
سبحان الله ماذا أنزل من الخزائن ...
1/451
سبق النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وصلى أبو بكر
1/59
ستكون فتنة صماء ...
1/451
ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم ...
1/103، 105، 452 – 5/93
سل تعطه سل تعطه ...
1/58
سنوا بهم سنة أهل الكتاب ...
1/443
سيد إدام أهل الدنيا والآخرة اللحم ...
3/24
سيف من سيوف الله ...
4/164
سيكون أمراء تعرفون وتنكرون ...
1/124
شهيد البحر يغفر له ...
4/80
الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ...
1/196
الصدقة تطفئ الخطيئة ...
4/79
صدقت ذلك من مدد السماء ...
2/182
صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده ...
2/241
الصلاة المكتوبة إلى التي بعدها كفارة ...
1/302
الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ...
4/78(5/59)
صوت أبي طلحة في الجيش خير من ...
6/36
صوم يوم عرفة كفارة سنتين ...
4/81
ضرب الحق على لسان عمر ...
2/167
ضعوا لي ماءاً في المخضب ...
1/480
عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي ...
2/116
على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي ...
1/380
على رسلكما إنها صفية بنت حيي ...
1/197
على المرء المسلم السمع والطاعة ...
1/122 – 5/53
على سيدهم وسلمان والمقداد ...
4/175
علي مع الحق والحق معه ...
1/150
عليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة ...
1/286
عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ...
1/251 – 4/143 ت
عليكم بالسواد الأعظم ...
1/287
عليكم بالصدق فإن الصدق ...
1/181
عمار جلدة بين عيني تقتله الفئة الباغية ...
4/162
الغزو غزوان ...
4/83
فأتي أبا بكر ...
1/70
فاجعلها سقاية للمسلمين ...
4/17
فاجعله في مسجدنا وأجره لك ...
4/17
فإذا نزلت أو وقعت فمن كان له إبل ...
1/452
فاطمة بضعة مني ...
1/150
فإن لم تجديني فأتي أبا بكر ...
1/494
فإني أرى مواقع الفتن خلال بيوتكم ...
1/450
فإني أؤمن بذلك وأبو بكر وعمر ...
1/46 – 2/10
فروحوا إذاً ...
1/337
فضل عائشة على النساء كفضل الثريد ...
3/9، 23
فهل أنتم تاركوا لي صاحبي ...
1/359
فوابيعة الأول فالأول ...
1/236
فيما سقت السماء العشر ...
1/142
قتله رجل صالح من أهل بيت صالحين ...
1/271
قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ ...
1/187
قد أريت دار هجرتكم ذات نخل ...
1/379
قد سهل لكم من أمركم ...
1/342
قد كان في الأمم قبلكم محدثون ...
2/69، 109، 166
القرن الذي أنا فيه ثم الثاني ...
1/34
قريش ولاة هذا الأمر ...
1/101
قصرت عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم على المروة ...
5/78
القضاة ثلاثة قاضيان في النار ...
3/36(5/60)
قل أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن
6/7
قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ...
1/431
قوموا إلى سيدكم ...
5/65
قوموا فانحروا ثم احلقوا ...
1/344
قوم يأتون بعدي يؤمنون بي ...
1/333
قوم يستنون بغير سنتي ...
1/118
كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذا خرج أقرع بين نسائه ...
3/14
كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء ...
1/236
كذب أبو السنابل ...
1/163، 266 – 2/76
كذبت أنه قد شهد بدراً ...
3/59
كل بني آدم خطاء ...
5/123
كمل من الرجال كثير ...
3/9
كنت أوضئ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فنزع قميصه ...
5/14
كنت لك كأبي زرع ...
3/17
كنت وأبو بكر وعمر ...
1/51
كيف ترون القوم صنعوا ...
2/181
لأستغفرن لك ما لم أنه ...
3/71
لأعطين الراية رجلاً يحب الله ...
1/360 – 2/43 – 3/23
لعله تنفعه شفاعتي ...
3/73
لعن الله القائد والمقود ...
5/75، 86
لقد آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة ...
5/65
لقد تاب توبة لو تابها صاحب مكس ...
2/224
لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة ...
4/73 ت
لقد حكمت فيهم بحكم الله ...
1/499 – 3/61 – 5/65
لقد رأى هذا ذعراً ...
1/345
لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس ...
2/17
لقد كان فيما قبلكم من بني إسرائيل ...
2/17، 70
لقد هممت أن أبعث إلى أبيك ...
1/70
لقد هممت أن أرسل إلى أبي بكر ...
1/92
لقد هممت أن أكتب لأبي بكر كتاباً ...
1/491
لكل أمة أمين وإن أمين هذه الأمة ...
6/14
اللهم اجعله هادياً مهدياً ...
5/9
اللهم أعز الإسلام بأبي جهل أو بعمر ...
2/106
اللهم أعز الإسلام بأحب هذين ...
2/19
اللهم أعز الإسلام بعمر ...
2/21، 25
اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ...
1/32، 37
اللهم اغفر للصحابة ولمن رأى من رآني ...
1/35(5/61)
اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني ...
3/13
اللهم أنجز لي ما وعدتني ...
1/461 – 2/182
اللهم أنت الصاحب في السفر ...
1/79
اللهم أنت من أحب الناس إلي ...
1/33
اللهم إنما أنا بشر أغضب ...
1/253
اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد سببته ...
5/17
اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ...
1/245-4/164-6/25، 31، 44
اللهم إني أحبه وأحب من يحيه ...
4/162
اللهم اهد به ...
5/9
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ...
1/31
اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم ...
2/44
لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ...
1/249
لو أقررت شيخ مكانه لأتيناه ...
1/280
لو أن الأنصار سلكو وادياً ...
1/30
لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت ...
4/162
لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ...
1/371 – 4/93
لو دخلوها ما خرجوا منها ...
1/122
لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ...
1/276
لو سلك الأنصار وادياً أو شعباً ...
1/37
لو كان بعد نبي لكان عمر ...
2/19، 114، 115
لو كان وأنا حي فأستغفر لك ...
2/72
لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر ...
1/43، 52، 54
لو كنت متخذاً من أمتي أحداً ...
1/52
لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً ...
1/52، 82
لو كنت متخذاً من هذه الأمة خليلاً ...
1/44
لو لم أبعث فيكم لبعث ...
لو لم تذنبوا لخفت عليكم ما هو أعظم ...
4/75
لو لم تكن التوبة أحب الأشياء ...
4/75
لولا أن قومك حديثوا عهد بجاهلية ...
5/107
لولا أنكما تختلفان على ما خالفتكما ...
2/186
لولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار ...
1/37
ليأتين على الناس زمان يغزو فيه فئام ...
4/91
ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة ...
4/177
ليس لآل محمد منها شيء ...
2/156
ليس لواهب أن يرجع في هبته ...
4/52
ليس لي مما أفاء الله عليكم ...
1/135، 139 – 2/157(5/62)
ما أبقيت لأهلك ...
1/56
ما أدري والله وأنا رسول الله ما يفعل بي ...
2/62
ما أطعم الله نبياً طعمة إلا كانت لمن يتولى ...
2/160
ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء ...
1/179 – 4/75
ما ترون في هؤلاء الأسارى ...
1/335
ما تقولون في هؤلاء الأسارى ...
2/185
ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق ...
1/338
ما رآك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك ...
2/101
ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم ...
4/13
ما ظنك باثنين الله ثالثهما ...
1/42
ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما ...
1/42
ما عدل بي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وبخالد أحداً ...
6/8
ما كانت لأحد بعد رسول الله ...
1/255
ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافيناه ...
1/55
ما لي أراكم أكثرتم التصفيق ...
1/496
ما لي لا أغضب وأنا آمر بالآمر ...
1/355، 356 – 3/39
ما مال رجل من المسلمين أنفع لي ...
1/474
ما من أحد إلا وقد وكل الله به ...
1/196
ما من الناس أحد أمن في ماله ...
1/473
ما منكم من أحد إلا وكل به قرينه ...
1/256
ما نفعني مال قط ...
1/57، 426، 428
ما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر ...
4/174
ما يصيب المؤمن من وصب ...
4/96، 164
ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيراً ...
6/23
مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع ...
4/96
المرء مع من أحب ...
2/47
مر أصحاب خالد من شاء منهم أن يعقب ...
6/26
مروا أبا بكر فليصل بالناس ...
1/82، 480، 483، 486، 489
مروهم بالصلاة لسبع ...
2/93
مري أبا بكر فليصل بالناس ...
1/480
معاذ الله أن يختلف المؤمنون ...
1/68
مع الذين أنعم الله عليهم ...
3/14
مفتاح الصلاة الطهور ...
2/178
من آذاها فقد آذاني ...
1/173
من أتاكم وأمركم على رجل واحد ...
1/124
من أحب الأنصار أحبه الله ...
1/35(5/63)
من أصبح منكم اليوم صائماً ...
1/53
من أطاعني فقد أطاع الله ...
1/173، 289
من أمركم بمعصية الله فلا تطيعوه ...
1/199
من أنفق زوجين من شيء من الأشياء ...
1/47
من بدل دينه فاقتلوه ...
1/231
من جاءكم وأمركم على رجل واحد ...
2/225 – 4/185
من جهز غازياً فقد غزا ...
1/79
من حج هذا البيت فلم يرفث ...
4/78
من خالف جماعة المسلمين شبراً ...
1/299
من خرج من الجماعة قيد شبر ...
1/300
من خرج من الطاعة وفارق الجماعة ...
1/117
من خلع يداً من طاعة إمام ...
1/121
من خلع يداً من طاعة ...
5/54
من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ...
5/76، 83
من دعا إلى نفسه أو إلى أحد ...
4/132 ت
من رأى من أمره شيئاً ...
1/117 – 5/54
من رأى منكم رؤيا ...
1/83
من سمعتموه يتعزى بعزاء الجاهلية ...
1/89، 350
من صام رمضان إيماناً واحتساباً ...
4/78
من عمل عملاً ليس عليه أمرنا ...
1/431
من فارق أمته وعاد أعرابياً ...
1/301
من فارق الجماعة شبراً دخل النار ...
1/301
من فارق الجماعة واستبدل الإمارة ...
1/301
من قام رمضان إيماناً واحتساباً ...
2/237
من كان عنده طعام اثنين ...
1/474
من كنت مولاه فعلي مولاه ...
1/73
من مات وليس له إمام ...
1/96
من محمد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى مسيلمة ...
1/272 – 6/50
من نابة شيء في صلاته ...
1/496
من ولي عليه وال ...
1/124
من يبتاع بئر رومة غفر له ...
4/17
من يبتاع مربد بني فلان ...
4/17
من يجهز جيش العسرة غفر الله له ...
4/17
من يزيد في هذا المسجد ...
4/19
من يشتري بئر رومة ...
4/14
من يشتري بقعة آل فلان ...
4/14
من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه ...
3/61 – 5/99
من ينفق نفقة متقبلة ...
4/13، 18
مه إنكن صواحب يوسف ...
1/484(5/64)
المؤمن القوي خير وأحب إلى الله ...
2/77 – 4/179
الناس تبع لقريش في الخير والشر ...
2/204
الناس تبع لقريش في هذا الشأن ...
2/203
الناس معادن كمعادن الذهب ...
3/73
النجوم أمنة للسماء ...
1/33 – 4/90
نضر الله وجه امرئ سمع مقالتي ...
1/302
نعم صلي أمك ...
4/173
نعم عبد الله خالد بن الوليد ...
6/17
نعم عبد الله هذا ...
6/16
نعم هو ضحضاح من نار ...
3/72
نعم ولكن ربي أعانني عليه ...
1/256
هذا أمين هذه الأمة ...
2/42
هذا خالي فليرني امرؤ خاله ...
2/222
هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن ...
1/341
هذا مكرز بن حفص وهو رجل فاجر ...
1/342
هذا مني وحسين من علي ...
5/13
هذا يومئذ على الهدى ...
4/15، 19
هذا يومئذ وأصحابه على الحق ...
2/45
هذان السمع والبصر ...
2/14 ، 56
هذان سيدا كهول أهل الجنة ...
1/55 – 2/14
هذه الجنازة أثنيتم عليها خيراً ...
1/296 – 2/65
هذه زوجتك في الدنيا والآخرة ...
3/17
هذه يد الله وهذه يد عثمان ...
4/18
هكذا أنزلت ...
2/174
هل أنتم تاركوا لي صاحبي ...
1/45
هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم ...
6/38
هل فيكم من رأى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ...
4/91
هلموا أكتب لكم كتاباً ...
1/491
وإذا صلى جالساً فصلوا جلوساً ...
1/482
وارأساه لقد هممت أن أرسل إلى أبي بكر ...
1/490
وجبت وجبت ...
2/65
وددت أن عندي بعض أصحابي ...
4/20
وددت أني رأيت إخواني ...
1/333
والذي نفسي بيده إنكم أحب الناس ...
1/31
والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة ...
1/338
والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان ...
2/116
وافقت ربي في ثلاث ...
2/71
وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً ...
2/77، 163
والله إني لرسول الله وإن كذبتموني ...
1/342، 458(5/65)
والله فوق عرشه وهو يعلم ما أنتم عليه ...
1/323
والله لا تقتله ولا تقدر على قتله ...
4/172
والله لقرابة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أحب إلي ...
1/172
والله لئن قدر الله علي ليعذبني عذاباً ...
1/218
والله يا سول الله ما كان علي وجه الأرض أهل خباء ...
5/72، 121
وماذا أعددت لها ...
2/16
ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر ...
2/74
ويح عمار تقتله الفئة الباغية ...
5/75، 61
ويح عمار يدعوهم إلى الجنة ...
5/58
ويحك ابن سمية تقتلك الفئة الباغية ...
5/59
ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد ...
1/346
لا تبك إن أمك الناس علي في صحبته ...
1/366
لا تجيبوه ...
1/91
لا تحزن إن الله معنا ...
1/42
لا ترجعوا بعدي كفاراً ...
6/59
لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين ...
5/104
لا تسبوا أحداً من أصحابي ...
1/370
لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده ...
4/89 – 5/111 – 6/34
لا تضرك الفتنة ...
1/104 – 5/94
لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ...
1/207
لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم ...
3/70
لا تقتله فإنك إن قتلته فإنه بمنزلتك ...
5/97
لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله ...
5/101
لا أبايعكم إن الناس يهاجرون إليكم ...
1/35
لا أشبع الله بطنه ...
5/17
لا أوتى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر ...
2/189
لا حاجة لي في إبلك ...
1/377
لا عيش إلا عيش الآخرة ...
1/31
لا طاعة في معصية الله ...
1/122
لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ...
1/199
لا نورث ما تركنا صدقة ...
1/126، 140، 154، 155، 282
لا هجرة بعد الفتح ...
4/169 – 5/40
لا ولكن لم يكن بأرض قومي ...
6/27
لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله ...
1/36 – 2/50
لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه ...
1/406
لا يجمع الله أمتي على الضلالة أبداً ...(5/66)
1/299
لا يحب الأنصار إلا مؤمن ...
2/50
لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق ...
1/361 – 2/49
لا يحل لثلاثة يكونون في سفر إلا ...
1/94
لا يخرج أحد من المدينة رغبة عنها ...
3/48
لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة ...
1/158
لا يدخل النار أحد ممن بايع ...
1/34
لا يزال أهل الغرب ظاهرين ...
5/104
لا يزال هذا الأمر في قريش ...
2/203
لا يشهد أحد أن لا إله إلا الله ...
3/63
لا يقتسم ورثتي ديناراً ...
1/140
لا يقضي القاضي بين اثنين ...
1/253
لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصوم ...
1/182-2/63، 210-4/88
لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه ...
1/393
لا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه ...
1/192
يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ...
1/317
يا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذا أمرتك ...
1/496
يا أبا ذر إني أراك ضعيفاً ...
4/179
يا أبا ذر ما أحب أن لي مثل أحد ...
4/176
يا ابن الخطاب إني رسول الله ...
1/348
يا أسامة أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله ...
1/244 – 4/163 – 6/47
يا بلال بم سبقتني إلى الجنة ...
2/20
يا خالد لا تسبوا أصحابي ...
5/39
يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر ...
1/118
يا رسول الله أي الناس أحب إليك ...
3/18، 24
يا رسول الله رأيت كأن دلواً ...
1/84 – 5/45
يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام ...
3/9، 28
يا عثمان إن ولاك الله هذا الأمر ...
4/19
يا عثمان إنه لعل الله يقمصك قميصاً ...
4/15
يا علي حربك حربي ...
1/433
يا عم قل لا إله إلا الله ...
3/71
يا عمر أما شعرت أن عمر الرجل صنو ...
6/23
يا فاطمة إن الله تعالى يغضب ...
1/150
يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاً ...
4/163
يا معاذ اتق الله حيثما كنت ...
4/77
يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة ...(5/67)
4/150 ت
يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر ...
1/67، 81، 90، 93
يأتي على الناس زمان يبعث منهم البعث ...
1/33، 329
يأتي على الناس زمان يغزو فئام من الناس ...
1/29، 329
يبوء بإثمه وإثمك ويكون من أصحاب النار ...
1/452
يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ...
2/168
يخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن ...
1/454
يخرج ناس من قبل المشرق يقرؤون ...
1/454
يصاح برجل من أمتي يوم القيامة على رؤوس ...
4/84
يصبح على كل سلامي من أحدكم ...
2/242
يطلع عليكم رجل يموت على غير سنتي ...
5/75، 86
يعمد إلى سيفه فيدق على حده ...
1/452
يغفر للشهيد كل شيء إلا الدين ...
4/80
يغفر الله لك يا أبا بكر ...
1/362
يقتل هذا فيها مظلوماً ...
4/16
يقول الله تعالى أهل ذكري ...
4/76
يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي ...
1/119
يكون في ثقيف كذاب ومبير ...
3/56
يوشك أن تعلموا أهل الجنة ...
2/65
يوشك أن يكون خير مال المسلم ...
5/93
يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ...
1/191
ثالثاً: فهرس الآثار (أقوال الصحابة والتابعين ومؤلفي التواريخ وغيرهم)
الأثر
القائل
الجزء / الصفحة
آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ...
أنس
1/488
ائتوني به ...
خالد
6/20
أبي وما أبيه والله لا تعطوه ...
عائشة
2/195
أتدع رجلاً يعذب بعذاب الله ...
عمر
6/14
أتذرني مع النساء والصبيان ...
علي
1/186
أتراك لو كانت لك بنت ...
علي
4/30
إتمامها أن تحرم بهما من دويرة ...
عمر وعلي
1/34
أدركت الشيعة الأولى وما يفضلون على أبي بكر ...
ليث بن أبي سليم
2/187
إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ...
مجاهد
2/106
إذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر ...
عبد الله بن مسعود
2/24/104
إذا شرب هذى وإذا هذى افترى ...
علي
2/131(5/68)
أذكر الرصد فأكون أمامك ...
أبو بكر
1/392
أرضيتم أن يكون هذا الأمر في بني تميم ...
أبو سفيان
3/78
أرغم الله أنفك ...
عثمان
4/154 ت
ارقبوا محمداً في آل بيته ...
أبو بكر
1/500
اختلف القائلون بأن الإمامة لا تكون إلا في صليبه ...
ابن حزم
1/74
أسلم عمر بن الخطاب وكان رجلاً ذا شكيمة ...
محمد بن إسحاق
2/108
أصاب إنه فقيه ...
عبد الله بن عباس
4/102
أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه ...
أحمد بن حنبل
أعتق أبو بكر سبعة ممن كان يعذب ...
عروة
1/60
أعوذ بالله من شر هذا الراكب ...
سعد بن أبي وقاص
5/117
أفرس الناس ثلاثة
ابن مسعود
2/101، 195
أقسمت عليك يا رب لما منحتنا ...
البراء
6/38
اقضوا كما كنتم تقضون فإني أكره الخلاف ...
عبيدة السلماني
1/200/165
ألا من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ...
أبو بكر
1/212، 388
أما إن رجالاً من أهل بدر لزموا بيوتهم ...
بكير بن الأشج
4/104
أما بعد فاختار الله لرسوله الذي عنده ...
عمر
1/389
أما بعد فإن القضاء فريضة محكمة ...
عمر
2/117
أما بعد فإن الله بعث محمداً صلَّى الله عليه وسلَّم بالحق ...
عثمان
4/8
أما بعد فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن ...
عمر
1/206
أما الرجال الصالح فرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ...
جابر
1/67
أما ما ذكرت من صحبة رسول الله ...
عمر
2/18
أما والله ما أبكي جزعاً على الدنيا ...
عمر
2/98
أما يوم أحد فقد عفا الله عنه ...
ابن عمر
4/105
امرأة أصابت ورجل أخطأ ...
عمر
2/233
أمسك ضرب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أربعين ...
علي
4/117
امصص بظر اللات ...
أبو بكر
1/340
إن أبا سفيان يحب الشرف ...
العباس
5/75
إن أستخلف فإن أبا بكر استخلف ...
عمر
1/251(5/69)
إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني ...
عمر
1/71
إن استقمت على طاعة الله فأعينوني ...
أبو بكر
1/196
إن أهل الكوفة قد أخرجوا إليك نفراً ...
عثمان
4/148
إن تفعل فإنه كان أتقانا للرب ...
علي
4/28
إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله ...
ابن عباس
1/492، 493
إن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم استخلف أبا بكر ...
معاوية بن قرة
1/77
إن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أمرني أن أطاعوك ...
أبو عبيدة
1/226
إن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عهد إلي عهداً ...
عثمان
4/16، 20
إن الرهط الذين ولاهم عمر اجتمعوا ...
المسور
2/213
إن شاء الناس قمت لهم خلف مقام إبراهيم ...
علي
4/24
إن في بيت مالكم فضلاً بعد أعطياتكم ...
معاوية
4/102
إن للخصومات قحماً ...
عليّ
2/220
إن لي شيطاناً يعتريني ...
أبو بكر
1/252
إن المتعة كانت خاصة بأصحاب رسول الله ...
أبو ذر
2/32
إن الناس يقولون استخلف وإن الأمر إلي هؤلاء الستة ...
عمر
2/211
إن يفعل فإنه سباق بالخيرات ...
عمر
1/59
أن صفية أوصت لنسيب لها ...
ابن عمر
4/174 ت
إنا لنعلم أنها زوجة نبيكم ...
عمار
4/160
أنا وعثمان مثلما وصف الله في كتابه ...
عليّ
4/27
أنت خيرنا وسيدنا وأحبنا ...
عمر
1/87، 3/83
انظروا إلى الكرم والجود ...
الحسن البصري
4/72
إنك امرؤ تائه ...
علي
2/36
إنك منافق تجادل عن المنافقين ...
أسيد بن حضير
3/62، 6/65
إنما أنزلها الله عذراً للماضين ...
ابن عباس
2/131
إنما كان عمر ميزاناً لا يقول كذا ...
أبو عثمان النهدي
2/106
إنما مثلي ومثل عمر مثل ثلاثة أنوار ...
عليّ
4/29
أنها كانت تلعب بالبنات ...
3/11
إنه استحملني فحملته ...
أبو بكر
4/153
إنه رحمة بكم ودعوة نبيكم ...
معاذ
2/56
إنه فقيه ...(5/70)
ابن عباس
5/15
إنه لعهد النبي الأمي إلي أنه لا يحبني ...
علي
3/93
إنه والله يا ابن عباس ما يصلح لهذا الأمر إلا ...
عمر
2/122
إنهم ينصرون علينا لأنا نحن بدأناهم ...
الأشتر النخعي
5/27
إني لأحسب تسعة أعشار العلم ذهب ...
ابن مسعود
2/112
إني لأحسب هذا قد ذهب بتسعة أعشار ...
ابن مسعود
2/105
إني لأرجو أن أكون أنا وابن عفان ...
علي
4/28
إني لأرى لو جمعت هؤلاء على قارئ ...
عمر
2/238
إني لأعرف رجلاً لا تضره الفتن ...
حذيفة
1/105، 5/95
إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة ...
عمار
3/10
إني سمعت في سفرتي هذه أما لئن ترك ...
حذيفة
4/140 ت
إني لست بخيركم ...
معاوية
5/18
إني من زرع قد استحصد ...
معاوية
5/18
أول من جهر بالإسلام عمر ...
ابن مسعود
2/25
أي بني أمية من شاء نفلت له يميني ...
علي
4/25
أي الناس خير بعد رسول الله ...
علي
1/48
أين صلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يوم دخل البيت ...
معاوية
5/11
أيها الناس إتهموا رأيكم ...
سهل بن حنيف
1/348
أيها الناس أطيعوني ما أطعت الله ...
أبو بكر
1/196
أيها الناس الله الله إياكم والغلو في عثمان ...
علي
4/30
أيها الناس من كان منكم مستناً فليستن بمن ...
ابن مسعود
2/127
بأبي وأمي طبت حياً وميتاً ...
أبو بكر
1/212، 318
بعث النبي صلَّى الله عليه وسلَّم خالداً إلى الحارث ...
عبد الملك بن أبي بكر
6/11
بل أنت سيدنا وخيرنا وأحبنا ...
عمر
1/202
بل رأي رأيته ...
علي
1/237
بل من كتاب الله ...
عمر
2/233
بل نبايعك أنت فأنت سيدنا ...
عمر
1/213
تباً لهم آخر الدهر ...
عليّ
4/23
ترك الناس العمل بهذه الآية ...
عائشة
5/67، 109
تعال أبين لك أما فراره يوم أحد ...
ابن عمر
4/10
تلك دماء طهر الله منها يدي ...(5/71)
عمر بن عبد العزيز
4/151
تمتعنا على عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ونزل بها القرآن ...
عمر بن حصين
2/31
جزاك الله خيراً فوالله ما نزل بك أمر ...
أسيد بن حضير
3/10
حب أبي بكر ومر ومعرفة فضلهما من السنة
مسروق
2/188
الحمد لله الذي ابتلاني بكم ...
عمر
2/120
الحمد لله الذي لم يجعل قتلي بيد رجل يدعي ...
عمر
2/58
خرجت من الكوفة وليس أحد يشك ...
أبو إسحاق البيعي
2/187
خير الناس بعد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أبو بكر ...
علي بن أبي طالب
1/58، 2/15
خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر ...
علي
2/188
دعني من تزكيتك يا ابن عباس ...
عائشة
3/19
دعه فإنه قد صحب رسول الله ...
ابن عباس
5/15
دونك فاستقد ...
أبو بكر
4/153
ذو السهم أولى ممن لا سهم له
ابن مسعود
1/132
رأيك مع عمر في الجماعة أحب إلينا ...
عبيدة السلماني
1/199، 2/147
رب اخنقني خنقك ...
معاذ
2/56
الرجم في كتاب الله حق ...
عمر
2/141
رحمك الله إن كنت لأرجو أن يجعلك الله ...
علي
2/13
رحمك الله يا أبا حفص ...
علي
2/23
رضي الله عنك يا أبا بكر لقد أتعبت من جاء بعدك ...
عمر
1/60
زينوا مجالسكم بذكر عمر ...
عائشة
2/101
السيد الحليم يعني معاوية ...
أحمد بن حنبل
5/87
شهدت عثمان وأتي بالوليد قد صلى الصبح ....
الحضين
4/114 ت
عثمان منهم من الذين قال الله تعالى ...
علي
4/27
علام أتألفهم أعلى حديث مفترى ...
عمر
2/191
غزونا مع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قبل نجد ...
ابن عمر
2/149
فأنا أحب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وأبا بكر وعمر ...
أنس
2/17
فأما ثلاث منهن فإني طعنتهن إياه لله ...
عمرو بن الحمق
3/33 ت
فأما الدليل على استحقاق أبي بكر الخلافة ...
أبو عبد الله ابن حامد
1/64(5/72)
فبلغني أن ذلك كرهه من قول ابن مسعود ...
الزهري
4/143 ت
فديناك بآبائنا وأمهاتنا ...
أبو بكر
1/52
فزت ورب الكعبة ...
عامر بن فهيرة
2/57
فرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابه يكونون قد قتلوا حمزة ...
علي
5/47
فكيف لو أدركتم معاوية
الأعمش
4/101
فلا تجد مؤمناً إلا يحبني وأمي ...
أبو هريرة
2/50
فلا يغترن امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة ...
عمر
1/204
فلما قبض انطلقنا نمشي فسلم عبد الله ...
عمرو بن ميمون
فلما قمنا من عند رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قلنا أما الرجل الصالح...
جابر
5/45
قاتل الله هؤلاء المفضلي على ابن عفان ...
علي
4/27
قتل مظلوماً لعن الله قتلته ...
عائشة
4/33
قتلته الفئة الباغية ...
أحمد بن حنبل
5/57
قدمت الشام فلقيت أبا الدرداء ...
علقمة
4/134 ت
كان الإسلام في زمن عمر كالرجل المقبل ...
حذيفة
2/104، 108
كان رأيي ورأي عمر في أمهات الأولاد ...
علي
2/147
كان عمر أحوذياً نسيج وحده ...
عائشة
2/101
كان عمر إذا رأى الرأى نزل به القرآن ...
مجاهد
2/111
كان عمر أعلمنا بكتاب الله ...
ابن مسعود
2/105
كان عمر حائطاً حصيناً على الإسلام ...
ابن مسعود
2/107
كان عمر حصناً حصيناً ...
ابن مسعود
2/113
كان معاوية قد جعل في كل قبيل رجلاً
أبو قيس
4/101
كانت لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ثلاث صفايا ...
عمر
1/153
كذبت أما بعد إذ تكلموا بلسانكم ...
عمر
4/181
كذب والله لقد ذاكرت الحكم بذلك ...
شعبة
4/104
كذبوا والله إنا نحب عليّاً ونحب عثمان ...
أنس
4/41
كذبوا والله لقد جمع الله حبهم في قلوبنا ...
أنس
4/41
كل أحد أفقه من عمر حتى المخدرات ...
عمر
2/123
كل بيعة كانت بالمدينة ...
أحمد بن حنبل
2/206(5/73)
كنا في زمن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لا نعدل بأبي بكر أحداً ...
ابن عمر
1/43، 2/9، 4/9
كنا نتحدث أن عمر يتحدث على لسانه ملك ...
طارق بن شهاب
2/111
كنا نتحدث أن الشياطين كانت مصدفة في إمارة ...
مجاهد
2/116
كنا نخير بين الناس في زمن النبي ...
ابن عمر
1/43، 2/9، 4/5
كنا نفاضل على عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أبو بكر ...
ابن عمر
2/205
كنا نقول في زمن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم رسول الله خير الناس ...
ابن عمر
2/22
كنا نقول ورسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حي أبو بكر وعمر وعثمان...
ابن عمر
4/15
كنت أرجو أن يعيش رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حتى يدبرنا ...
عمر
1/214، 389
كنت أريده لنفسي ولأوثرنه اليوم ...
عائشة
2/60
كنت والله لأن أقدم فتضرب عنقي ...
عمر
1/202
لأن أخر من السماء إلى الأرض ...
أبو بكرة
4/45
لئن عشت إلى قابل لأجعل الناس باباً ...
عمر
1/306
لئن لم يدخل الجنة إلا من قتل عثمان ...
علي
4/26
لقد خشيت الله في حبي عمر ...
ابن مسعود
2/25
لقد رأيتيني يوم مؤتة اندق في يدي ...
خالد
6/19
لقد رجعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في ذلك وما حملني ...
عائشة
1/483
لقد طلبت القتل مظانة فلم يقدر لي ...
خالد
6/21
لقد كفر عثمان كفرة صلعاء ...
عمار
4/152
لكن هاهنا رجل ود أنه إذا مات لم يبعث ...
ابن مسعود
1/218
الله أكبر شهدوا لي ورب الكعبة ...
عثمان
4/15
لله أنزل اسم أبي بكر من السماء ...
علي
1/59
لله در عمر لقل ما سمعته يقول ...
ابن عمر
2/122
اللهم اجعله عسلاً ...
خالد
6/20
اللهم العن قتلة عثمان ...
علي
3/50، 5/48
اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان ...
علي
4/23
اللهم إني لمشفق مما أقدم عليه ...
علي
4/23
اللهم جلل قتله عثمان خزياً ...
علي(5/74)
4/26
لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان ...
عائشة
1/334
لم يجتمعوا على بيعة أحد ما اجتمعوا على بيعة عثمان ...
أحمد بن حنبل
2/206
لم يخرج إلينا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ثلاثاً ...
أنس
1/488
لم يشهد الجمل من أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم غير علي
الشعبي
4/104
لما أسلم عمر قال المشركون قد انتصف القوم ...
ابن عباس
2/107
لما اعتزلت الحرورية قلت لعلي يا أمير المؤمنين أبرد علي...
ابن عباس
1/456
لما ثقل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم جاء بلال يؤذن ...
عائشة
1/483
لما قتل عثمان رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في منامي ...
ابن عباس
4/35
لما قتل عثمان ووقع الاختلاف ...
سعيد بن عبد العزيز
5/12
لما طعن عمر جعل يآلم ...
المسور
2/57
لما قدم معاوية فرض للناس ...
أبو إسحاق
4/101
لما مضى من إمارة ابن عامر ثلاث سنين ...
الطبري
4/29 ت
لو أدركتم معاوية لقلتم هذا المهدي ...
مجاهد
4/100
لو أدركتموه أو أدركتم أيامه لقلتم ...
أبو إسحاق
4/101
لو أصبحتم في مثل عمل معاوية ...
قتادة
4/100
لو أن علم عمر وضع في كفة ميزان ...
ابن مسعود
2/105، 112
لو تمالأ عليه أهل صنعاء لأقدتهم به ...
عمر
4/183
لو حججت لتمتعت ...
عمر
2/33
لو كان قتل هدى لاحتلبت به الأمة لبناً ...
أبو موسى
4/43
لو وقفت بين الجنة والنار فقيل لي اختر ...
ابن مسعود
1/218
لولا أنها السنة لما قدمتك ...
الحسين
1/192
لولا ثلاث لأحببت أن أكون قد لحقت بالله ...
عمر
2/121
ليس أحد أحق بهذا المال من أحد ...
عمر
2/85
ليس فيكم من تقطع إليه الأعناق ...
عمر
1/204، 3/83
لست تاركاً شيئاً كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يعمل به ...
أبو بكر
1/155
ما أحد أقيم عليه الحد فيموت ...
علي
2/87(5/75)
ما أحد من الناس تدركه الفتنة ...
حذيفة
1/104
ما أريد أن يشتمل على شيء من أمصارهم ...
محمد بن مسلمة
5/95
ما أحد من الناس تدركه الفتنة ...
حذيفة
5/94
ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حديثاً قط...
أبو موسى
3/17
ما أظن أن رجلاً ينتقض أبا بكر وعمر ...
محمد بن سيرين
2/19
ما حملك على هذا سألتني عن رجلين ...
ابن عمر
4/39
ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ...
أبو بكر
1/210
ما رأيت أحداً آشبه صلاة بصلاة رسول الله ...
أبو الدرداء
4/102
ما رأيت أحداً أفصح من عائشة ...
موسى بن طلحة
3/17
ما رأيت أحداً قط بعد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من حين قبضه
ابن عمر
2/16
ما رأيت أحداً قط كان أكثر مشورة ...
أبو هريرة
1/337
ما رأيت بعد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أسود من معاوية ...
ابن عمر
5/86
ما رأيت بعده مثله ...
أبو إسحاق
4/101
ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب إنساناً ...
إبراهيم بن ميسرة
4/94
ما رأيت عمر قط إلا وأنا يخيل لي أن بين عينيه ...
ابن مسعود
2/103
ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر ...
ابن مسعود
2/16، 104
ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ...
ابن مسعود
4/90
ما سمعت عمر يقول لشيء إني لأراه كذا ...
ابن عمر
2/167
ما عليهن أن يرقن من دموعهن ...
عمر
6/21
ما عهد إلي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم شيئاً ...
علي
2/163، 6/1، 56
ما قتلت ولا أمرت ولقد كنت له كارهاً ...
علي
4/24
ما كان في القوم أوكد بيعة من عثمان ...
أحمد بن حنبل
1/98
ما كنت لأقيم حداً على أحد فيموت ...
علي
2/131
ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر ...
علي
2/109
ما كنا نعرف المنافقين على عهد النبي ...
ابن عمر
2/51
ما كنا نقدر أن نصلي عند الكعبة ...
ابن مسعود
2/108(5/76)
ما من ليلة يهدى إلي فيها عروس ...
خالد
6/19
ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر ...
أسيد بن حضير
1/49
ما وجدنا قط رواية عن أحد في هذا النص ...
ابن حزم
1/305
متعتان كانتا محللتين على عهد رسول الله ...
عمر
2/29
مصصتموه كما يمص الثوب ثم عمدتم إليه ...
عائشة
4/133
من أجل ذلك جشمناه ...
عمر
5/20
من أمر رجلاً لقرابة أو صداقة بينهما ...
عمر
4/62
من رأى عمر بن الخطاب علم أنه خلق غناء ...
عائشة
2/108
من صحب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم سنة أو شهراً ...
أحمد بن حنبل
1/328
من قدم علياً على عثمان فقد أزرى ...
أيوب السختياني
2/205
من كف يده فهو حر ...
عثمان
4/188
منعني الجهاد كثيراً من القراءة ...
خالد
6/20
نرى أن الناسخ من قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ما كان عليه عمر ...
خالد الحذاء
2/113
نعمت البدعة هي ...
عمر
2/238
نقيم الحدود ويبوء شاهد الزور بالنار ...
عثمان
4/114 ت
نور الله على عمر قبره ...
علي
2/238
هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عشرة آلاف
محمد بن سيرين
4/103
هديت لسنة نبيك ...
عمر
2/33
هذا حين انتزعت خلافة النبوة ...
ثمامة بن عدي
4/44
هذا ذلة للتابع وفتنة للمتبوع ...
عمر
4/158
هذه عمت المسلمين كلهم ...
عمر
2/159
هذه المعية الخاصة لم تثبت لغير أبي بكر ...
أبو القاسم السهيلي
1/328
هم فوقنا في كل علم وفقه ودين ...
الشافعي
2/127
هما صدقة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ...
عمر
1/155
واطرباه غداً ألقى الأحبة ...
بلال
2/55
وافقت ربي في ثلاث ...
عمر
2/18، 11، 110
وأما حزن أبي بكر رضي الله عنه فإنه قبل ...
ابن حزم
1/400
وأنا ألعن قتلة عثمان ...
علي
4/25
وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر ...
عمر
1/211(5/77)
وددت أن بني أمية رضوا مني بقسامة ...
علي
4/24
والذي أجراها مجراها ما قتلت عثمان ...
علي
4/25
والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله ...
أبو بكر
1/284
وعجلت إليك رب لترضى ...
شبيب الخارجي
2/57
وقد كان حسن السيرة جيد السريرة ...
ابن كثير
4/119 ت
وقعت الفتنة وأصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم متوافرون ...
الزهري
1/120، 5/11، 97
وكان أميراً شريفاً جواداً ممدحاً حليماً وقوراً ...
الذهبي
4/118 ت
وكان من كبار ملوك العرب وشجعانهم ...
الذهبي
4/129 ت
ولد في حياة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وتفل في فيه ...
ابن كثير
4/129
والله إني لأحسب علم عمر لو وضع في كفة ...
ابن مسعود
2/23
والله الذي لا إله إلا هو استخلفه ...
الحسن بن علي
1/78
والله لا أشيم سيفاً سله الله ...
أبو بكر
6/14
والله لئن عشت حتى آتي أمير المؤمنين ...
حذيفة
4/141
والله لو منعوني عناقاً أو عقالاً ...
أبو بكر
6/53
والله لو وليت مثل الذي ولي لصنعت ...
علي
4/31
والله ما قتلت ولا أمرت ...
علي
4/24
والله ما قتلت عثمان ولا مالأت على قتله ...
علي
3/42، 5/48
والله ما مات رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ...
عمر
1/212
ولم يكن لاختيار زيد من جهة أبي بكر وعمر
أبو بكر الأنباري
4/143 ت
وليس فيكم من تقطع إليه الأعناق ...
عمر
1/86
ولينا أعلانا ذا فوق ولم نأل ...
ابن مسعود
2/206، 4/139، 146، 147 ت
وما حصل في حجة الصديق كان من أعظم فضائله ...
ابن حزم
1/265
وهم بالشام ...
معاذ
5/104
وهي الإسلام يوم مات عمر ...
أم أيمن
2/108
ويلكم أين يذهب بعقولكم ...
أبو بكر
6/50
لا أسبقه إلى شيء أبداً ...
عمر
1/57، 428
لا أكون أول من خلف محمداً ...
عثمان
4/188
لا ترم الكتاب وانظر فيه ...
عمار
4/155 ت(5/78)
لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ...
أبو قحافة
1/281
لاها الله إذن لا نعمد إلى أسد ...
أبو بكر
6/40
لا والله لا أمحوك أبداً ...
علي
1/351
لا يجب القود إلا على المباشر ...
أبو حنيفة
4/182
يا أبا عبد الله هاهنا أمرك رسول الله ...
العباس
6/24
يا أبا اليقظان لقد سبق في عثمان ...
علي
4/28
يا ابن أخي ارفع إزارك ...
عمر
2/59
يا ابن عباس انظر من قتلني ...
عمر
2/58
يا ابن قحافة أثرت أباك ...
فاطمة
1/125
يا ابنة عم إن الناس قد بذلوا لنا الطاعة ...
معاوية
5/49
يا أم المؤمنين تقدمين على فرط صدق ...
ابن عباس
3/10
يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا ...
حذيفة
4/140 ت
يا أمير المؤمنين ولئن كان ذاك ...
ابن عباس
2/18، 57
يا أهل نجران هذا والله خطي بيدي ...
علي
2/114
يا أيها الناس اتهموا أنفسكم ...
سهل بن حنيف
1/347
يا أيها الناس إنكم تكثرون في ...
علي
4/26
يا براء أقسم على ربك ...
علي
6/38
يا خليفة رسول الله تألف الناس ...
عمر
1/462
يا رسول الله إن كانت لسعة أو لدغة كانت بي
أبو بكر
1/393
يا رسول الله ما أذنت قط إلا صليت ...
بلال
2/20
يا سارية الجبل ...
عمر
2/110
يا عائشة انظري اللقحة التي كنا نشرب ...
أبو بكر
1/60
يا عزَّ وجلَّ كفرانك لا سبحانك ...
خالد
6/9
يا عمار أتكفر برب آمن به عثمان ...
علي
4/152
يا عمر صلّ بالناس ...
أبو بكر
1/481
يا معاوية ما سألتك عن شيء إلا تركتني ...
عمر
5/19
يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن ...
عمر
1/58
يا معشر القراء استقيموا وخذوا طريق من كان قبلكم ...
حذيفة
2/128
يا نبي الله أتحب ذلك اخرج ولا تكلم أحداً ...
أم سلمة
1/344
يرون أن الملائكة دفنته ...
عروة
2/57(5/79)
يقرأ عليك عمر السلام ولا تقل أمير المؤمنين ...
عمر
2/59
يقولون لا يجتمع حب علي وعثمان في قلب مؤمن ...
أنس
4/41
رابعاً: فهرس الأعلام الواردة
الجزء / الصفحة
العلم
4/60 – 5/103
أبان بن سعيد بن العاص
2/100
إبراهيم النخعي
2/221
إبراهيم بن عبد الله بن حسن
2/144، 238 – 4/158 – 5/70
أبي بن كعب
1/102، 103، 136، 138، 235، 238، 246، 345، 441، 482-2/29، 30، 32، 64، 86، 93، 97، 100، 124، 192، 130، 132، 141، 144، 145، 159، 225، 239-4/69، 185، 186، 195-6، 60، 61
أحمد بن حنبل
1/105، 120، 183، 188، 190، 191، 193، 194، 195، 221، 222، 223، 225، 226، 269، 279، 390، 452-2/42، 181، 207، 208-4/183-5/35، 91، 93-6/46، 47، 65
أسامة بن زيد
1/156
إسحاق بن راهوية
1/95
إسحاق بن منصور
3/96
أسماء بنت عميس
1/270 – 2/100
الأسود العنسي
1/498-3/27، 62، 63-6/50
أسيد بن حضير
4/51، 128، 147، 187-5/110
الأشتر النخعي
4/128 – 5/113، 114
الأشعث بن قيس
1/425
أمة بني المؤمل
5/76
أمية بن أبي الصلت
1/233 – 3/27
أنس بن مالك
1/156، 354 – 4/69
الأوزاعي
2/100
أيوب السختياني
1/152
البحتري بن حسان
1/338، 339 340
بديل بن ورقاء
6/36، 39
البراء بن مالك
2/23، 77، 124
بروع بنت واشق
4/128
بسر بن أبي أرطاة
1/313، 364، 409، 425، 469، 474، 477، 489، 498-2/55، 176-3/100-4/196، 197-5/85
بلال بن رباح
5/70، 6/50
ثابت بن قيس
4/51
ثمامة بن عباس
1/106، 354 – 2/36، 37
الثوري
1/177، 178، 179
جابر بن عبد الله
5/42
الجاحظ
2/57
جبار بن سلمى
1/75، 435، 445-4/61، 6/32
جعفر بن أبي طالب
2/156
جعفر بن محمد
4/112ت، 113ت، 147ت
جندب أبو زهير
3/92
جويرية
1/75
الحارث بن عبد المطلب
5/25(5/80)
الحارث بن هشام
3/59، 63 – 4/152، 174
حاطب بن أبي بلتعة
1/212
الحباب بن المنذر
1/467
حبيب المعلم مولى معقل بن يسار
1/157 – 3/56، 44/99
الحجاج بن يوسف
1/269، 4/140 ت
حذيفة
1/63
الحسن البصري
2/42/44، 81، 151، 156، 165-3/51، 54، 55ت، 89-4/111، 117، 152، 183، 185-5/43، 75، 81، 113، 114-1/120، 178، 192، 200، 475
الحسن بن عليّ
1/178، 192، 244، 412، 475-2/42، 44، 79، 81، 151، 156-3/53، 54، 55، 75، 88، 89-4/51-5/75، 116، 118
الحسين بن علي
4/162
الحسين الكرابيسي
1/467
حسين المعلم
4/114ت، 112
الحضين بن المنذر
2/79، 84 – 3/37 – 4/140 ت
حفصة
4/50، 168، 170
الحكم بن أبي العاص
2/100
الحكم بن عتيبة
4/129
حكيم بن جبلة
5/25، 28
حكيم بن حزام
2/100
حماد بن زيد
2/100
حماد بن سلمة
4/115 ت
حمران
3/27 – 4، 61 – 5/47، 62، 75، 119 – 6/31، 32، 43
حمزة
2/100
الحميدي
5/70، 77
حنظلة بن الربيع الأسدي
2/99
خارجة بن زيد
1/88، 269، 279 – 2/219 – 4/60 – 5/70، 103
خالد بن سعيد بن العاص
4/123 ت
خالد بن ملجم
1/191، 242، 246، 247، 445 – 2/135، 190، 191 – 5/26، 39، 40، 128
خالد بن الوليد
2/206 – 3/100
خباب بن الأرت
1/369
خدا بندة ( ملك المغول )
1/334، 364، 429 – 2/42 – 3/23، 25، 27 – 3/89
خديجة
4/145 ت
خزيمة بن ثابت
2/158
داود بن علي الظاهري
2/99 – 3/100 – 5/41 – 6/43
ربيعة
3، 89، 90 –6/51
رقية
1/98، 100، 106، 107، 126، 168، 208، 334، 361، 448-2/42، 195، 211، 212، 213-3/34، 41، 42، 49، 60، 64، 65، 67، 68، 73، 74-4/71، 104، 167-5/39، 108-6/63
الزبير
1/425، 474
زنيرة
2/99 – 5/82
الزهري
4/51
زياد بن أبي سفيان
5/105
زياد بن أبيه
1/269
زيد بن أرقم(5/81)
1/435، 445-2/134، 145، 162-4/139، 140، 142ت، 145ت-5/70-6/32
زيد بن ثابت
1/185، 227 – 4/61، 62
زيد بن حارثة
6/50
زيد بن الخطاب
3/89ت، 90 – 6/51
زينب
4/141ت – 6/44
سالم
3/43 ت
سالم بن ثعلبة
1/376، 382، 383، 384
سراقة بن مالك
1/105، 452-2/42، 191، 195، 213، 222-4/121، 156ت –5/35، 36، 94، 130
سعد بن أبي وقاص
1/87، 98، 100، 101، 185، 209، 211، 213، 256، 269، 279، 334، 484، 499، 500-3/51، 62-4/173-5/31
سعد بن عبادة
4/197
سعد القرظ
1/185، 499 – 3/27، 61
سعد بن معاذ
2/99
سعيد بن جبير
2/216
سعيد بن زيد
2/191
سعيد بن عامر
4/49، 118ت، 120ت، 140ت، 147ت، 148ت
سعيد بن العاص
2/100
سعيد بن أبي عروبة
1/206
سعيد بن عمرو بن نفيل
1/285
سعيد بن المسيب
5/82
سعيد بن يحيى الأموي
1/269 – 3/89
سلمان الفارسي
4/65
سلمة بن دينار
2/100
سليمان التميمي
4/65
سليمان بن عبد الملك
2/99
سليمان بن يسار
1/347، 351 – 4/193
سهل بن حنيف
1/371 – 5/25، 28، 71
سهيل بن عمرو
4/123 ت
سودان بن حمران
1/103، 136، 157، 235، 238، 246، 267، 354، 441، 482-2/30، 86، 87، 93، 100، 124، 130، 132، 133، 141، 144، 145، 159، 225، 239-4/195-6/60
الشافعي
4/177
الشبلي
2/56 – 5/26، 70
شرحبيل بن حسنة
3/43 ت
شريح بن أوفى
2/100، 103
شريح القاضي
2/100
شريك
5/39
شيبة الحجبي
5/77
شيبة بن ربيعة
6/33
شيبة بن عثمان
2/33
الصبى بن معبد
5/74، 75
صخر بن حرب
4/147ت، 149ت
صعصعة بن صوحان
1/345، 371-3/81، 82-4/169-5/25، 28، 39، 71، 77
صفوان بن أمية
3/57
صفية بنت أبي عبيد
4/173
صفية بنت حيي
1/467، 469 - 2/206 – 3/100
صهيب
3/33 ت
ضابئ بن الحارث البرجمي
1/467 – 4/99
الضحاك بن مزاحم(5/82)
2/99
طاووس اليماني
1/98، 100، 106، 107، 126، 168، 334، 361، 448-2/42، 195، 211-3/34، 41، 42، 49، 60، 64، 65، 67، 68، 72، 74-4/104، 167-5/39، 49، 79، 107، 108
طلحة
6/50
طليحة الأسدي
2/100
عامر الشعبي
4/115 ت
عامر بن عبد القيس
1/381، 382، 384، 385، 425، 474-5/70
عامر بن فهيرة
1/336
عامر بن لؤي
1/71، 107، 128، 217، 221، 334، 477، 489-2/42، 74، 79، 84-4/134ت، 160-5/107
عائشة
2/207
عبادة بن الصامت
1/72، 73، 75، 76، 88، 100، 109، 126، 155، 176، 178، 269، 281، 313، 335، 480، 488-2/81، 207، 219-3/71، 82، 92-4/61، 169-5/41، 77، 82
العباس
3/44، 91، 92
عبد الرحمن بن أبي بكر
4/148 ت
عبد الرحمن الأسدي
4/140 ت
عبد الرحمن بن الحارث
4/110، 150 ت
عبد الرحمن بن خالد بن الوليد
4/140 ت
عبد الرحمن بن ربيعة
2/83
عبد الرحمن بن عمر
1/98، 99، 100، 205، 334، 361، 371، 479-2/134، 141، 172، 173، 195، 205، 206، 210، 212، 213، 214، 221، 222، 229-3/44-4/176-5/39-6/34
عبد الرحمن بن عوف
3/98
عبد الرحمن بن القاسم
2/56
عبد الرحمن بن معاذ
2/99
عبد العزيز بن الماجشون
1/467
عبد الكريم أبو أمية
1/275 – 3/52 – 4/169
عبد الله بن أبي بن سلول
1/381، 385
عبد الله بن أبي بكر
5/70
عبد الله بن الأرقم
1/310
عبد الله بن جدعان
2/220
عبد الله بن جعفر
1/467
عبد الله بن الحارث
1/102
عبد الله بن حامد
5/82
عبد الله بن خطل
1/185، 335، 435، 445 – 4/61، 6/32
عبد الله بن رواحة
1/280 – 2/144 – 3/51، 74 – 4/126، 140 ت
عبد الله بن الزبير
4/123 ت
عبد الله بن زريرة
1/411 – 4/123ت، 129ت
عبد الله بن سبأ
4/49، 107، 123ت، 124ت، 133ت، 170، 5/74، 82، 83، 84
عبد الله بن سعد بن أبي سرح
4/49، 129، 130(5/83)
عبد الله بن عامر
1/248، 269-2/30، 34، 37، 69، 76، 127، 134، 144-3/92، 25ت-4/51، 194، 195-6/56
عبد الله بن عباس
1/105-2/34، 211-3/25ت، 57، 91، 92، 96-4/196-5/35، 37، 86، 91، 130-6/44
عبد الله بن عمر
2/100
عبد الله بن عوف
1/235، 237، 238، 239، 267-2/31، 32، 134، 145، 162، 166، 206-4/49، 139، 142، 151، 158، 159
عبد الله بن مسعود
1/75
عبد الله بن معاوية بن جعفر
4/99 – 5/107
عبد الملك بن مروان
4/177
عبد الواحد بن زيد
1/95
عبدوس بن مالك
2/99
عبيد بن عمير
4/61
عبيدة بن الحارث
2/103
عبيدة السلماني
4/51
عبيد الله بن عباس
1/242-3/91، 92-4/180، 181، 183، 186، 187، 192-4/128
عبيد الله بن عمر
1/224 – 4/60 – 5/25، 103
عتاب بن أسيد بن أبي العاص
3/92
عتبة بن أبي سفيان
5/119
عتبة بن أبي وقاص
5/77
عتبة بن ريبعة
1/371
عثمان بن أبي طلحة
4/60
عثمان بن سعيد بن العاص
1/83، 85، 88، 90، 91، 98، 99، 121، 126، 161، 168، 185، 200، 221، 234، 235، 237، 241، 242، 243، 251، 260، 266، 275، 278، 279، 306، 334، 361، 387، 390، 391، 411، 426، 434، 445، 446، 500-2/41، 45، 55، 66، 82، 85، 103، 134، 136، 141، 149، 151، 162، 172، 200، 204، 205، 206، 207، 208، 211، 212، 214، 215، 218، 222، 226، 229، 233-3/34، 41، 42، 44، 50، 51، 52، 53، 54، 55، 57، 60، 63، 64، 66، 79، 89، 97-5/27، 29، 30، 43، 44، 46، 47، 48، 49، 50، 52، 56، 70، 80، 81، 83، 102، 105، 106، 108، 110، 111، 117، 122، 128، 129-130، 6/42
عثمان بن عفان
4/43 ت
عدي بن حاتم
2/82، 99
عروة بن الزبير
1/467
عطاء بن أبي رباح
3/100، 5/41 – 6/43
عقيل بن أبي طالب
6/50
عكاشة بن محصن
5/25، 28، 39، 71، 77
عكرمة بن أبي جهل
2/99
عكرمة مولى ابن عباس
4/60 – 5/103(5/84)
العلاء بن الحضرمي
3/43 ت
علباء بنت الهيثم
1/468 – 2/100
علقمة
1/69، 72، 73، 75، 76، 85، 88، 90، 98، 99، 100، 102، 105، 106، 108، 110، 126، 150، 155، 159، 161، 162، 168، 169، 170، 171، 172، 174، 175، 176، 178، 184، 185، 187، 188، 194، 199، 200، 201، 202، 208، 216، 225، 228، 231، 234، 235، 237، 238، 241، 244، 248، 251، 255، 256، 264، 265، 266، 267، 276، 278، 279، 283، 284، 291، 292، 304، 305، 310، 313، 334، 347، 349، 451، 360، 361، 364، 374، 387، 390، 415، 417، 426، 428، 429، 435، 446، 447، 449، 455، 456، 459، 464، 475، 479، 480، 481، 488، 489، 500-3/27، 31، 34، 38، 39، 41، 42، 48، 49، 50، 55ت، 60، 63، 65، 66، 73، 75، 76، 77، 78، 79، 81، 84، 85ت، 86ت، 89، 97-4/50، 51، 53، 63، 68، 75، 99، 104، 108، 111، 114ت، 128، 167، 180، 183، 185، 186، 187، 188، 189، 190، 191، 193، 194، 195، 196-5/23، 26، 28، 29، 31، 33، 34، 37، 38، 41، 42، 43، 46، 47، 48، 52، 62، 70، 75، 77، 79، 90، 91، 92، 102، 105، 106، 107، 109، 110، 111، 113، 123، 125، 128، 130-6/31، 35، 36، 39، 40، 41، 44، 45، 51، 55، 56، 57، 58، 59-2/31، 34، 37، 41، 44، 45، 49، 55، 64، 66، 67، 74، 76، 78، 79، 80، 81، 82، 85، 87، 89، 90، 95، 98، 103، 124، 127، 129، 131، 134، 141، 145، 146، 151، 152، 156، 162، 164، 166، 172، 173، 179، 193، 205، 211، 212، 214، 215، 217، 218، 225، 226، 227، 232، 233
علي بن أبي طالب
2/99
عليّ بن الحسين
4/69
عليّ بن المديني
1/269، 334، 469-2/26-4/50-3/50، 70، 71، 104، 121، 151، 152، 153، 154ت، 155ت، 156ت، 157ت، 158ت، 159، 160، 161، 162، 193، 3/63-5/56، 61، 68، 85
عمار بن ياسر
1/34، 95، 105
عمران بن حصين(5/85)
1/71، 75، 83، 90، 91، 93، 96، 97، 98، 99، 100، 107، 121، 126، 145، 153، 155، 161، 168، 171، 175، 176، 178، 183، 188، 190، 191، 199، 200، 202، 204، 205، 213، 214، 221، 222، 225، 232، 234، 237، 238، 239، 245، 251، 255، 259، 260، 266، 269، 275، 277، 278، 279، 283، 305، 307، 313، 335، 345، 348، 351، 353، 371، 373، 387، 388، 390، 391، 426، 434، 439، 445، 446، 483، 484، 486، 489، 499، 500-3/34، 35، 44، 55ت، 60، 63، 66، 78، 79، 90، 86ت، 89-4/59، 60، 65، 66، 100، 111، 114ت، 127، 133ت، 134ت، 136، 137، 139، 143ت، 152، 153، 158، 166، 168، 170، 171، 178، 180، 181، 183، 185، 186، 194، 195، 196، 204-5/26، 29، 30، 44، 46، 70، 80، 82، 89، 103، 106، 111، 128، 130-6/36، 41، 42، 48، 51، 52، 53، 54
عمر بن الخطاب
5/116
عمر بن سعد
1/112 – 2/64، 97، 152 – 4/66، 94 – 5/75
عمر بن عبد العزيز
3/92
عمرو بن الحارث
3/31 ت
عمرو بن الحمق
2/99
عمرو بن دينار
1/225، 226، 227، 371 - 4/123ت، 124ت، 5/26، 39، 40 - 6/33
عمرو بن العاص
5/33
عمرو بن عبيد
3/31 ت ، 33 ت
عمير بن ضابئ
1/151
عيسى بن أبان
4/73، 167
الغامدية
1/125، 150، 151، 152، 153، 161، 162، 166، 167، 168، 171، 174، 175، 179، 248، 249، 261، 282، 283، 394، 475، 476-2/42، 44، 79-3/28، 38-6/37
فاطمة بنت محمد
1/74
فهر بن مالك بن النضر
1/270
فيروز الدليمي
2/100
القاسم بن سلام
1/467
القاسم بن عمير الهمداني
1/112 – 3/98
القاسم بن محمد
4/114 ت
قدامة بنت عمر
3/40، 41 ت
القعقاع
1/467
قيس بن سعد
1/237
قيس بن عباد
1/241
قيصر
1/478
الكراجكي
1/341
كسرى
1/336
كعب بن لؤي
4/123 ت
كنانة بن بشر
1/156، 354
الليث بن سعد
3/32 ت
ليلى بنت عميس
2/136 - 4/73، 167(5/86)
ماعز بن مالك
1/103، 106، 136، 138، 156، 246، 354، 441، 482-2/36، 86، 100، 124، 132، 133، 441، 144، 225، 239-4/195-6/61
مالك
3/31 ت – 4/120
مالك بن الحارث الأشتر...
3/62 – 5/100
مالك بن الدخشم
1/24، 243، 244، 245 – 2/135 – 6/48
مالك بن نويرة
2/99
مجاهد
3/31ت، 74، 85، 91، 92، 96، 97، 98، 99، 100-4/49، 51، 125، 128، 187-5/23، 36، 117
محمد بن أبي بكر
3/31ت، 34ت – 4/123ت، 134ت
محمد بن أبي حذيفة
1/413، 414
محمد بن إسماعيل بن جعفر
1/285 – 2/100
محمد بن جرير الطبري
3/32 ت
محمد بن جعفر
1/246 – 2/100
محمد بن الحسن
4/69
محمد بن الحنفية
2/100
محمد بن سيرين
5/82
محمد بن عائذ
1/280
محمد بن عبد الرحمن أبي بكر
2/221
محمد بن عبد الله بن حسن
1/105، 452-4/124، 452-5/35، 36، 91، 94
محمد بن مسلمة
1/267 – 2/100
محمد بن نصر المروزي
1/157 – 3/55، 56، 57 – 4/99
المختار بن أبي عبيد الثقفي
4/49، 99، 125، 126، 131، 134، 135، 168، 172
مروان
4/118 ت
المسعودي
5/116
مسلم بن عقيل
4/126، 168 – 5/28، 29
المسور بن مخرمة
4/99
مصعب بن الزبير
2/100
مطرف بن عبد الله
1/228 – 2/56 – 4/61، 77
معاذ بن جبل
1/105، 106، 107، 109، 120، 175، 200، 201، 345، 349، 391-2/219، 220-3/55، 56ن 77، 80، 85، 91، 92، 93، 94، 96، 99-4/49، 51، 66، 94، 99، 100، 101، 102، 103، 118ت، 127ت، 127، 128، 135، 148، 150، 177، 180، 187، 193-6/60، 62، 64
معاوية
3/97
معاوية بن خديج
4/134 ت
معن بن زائدة
1/479 – 2/82، 84 – 4/121، 159، 180
المغيرة بن شعبة
1/478
المفيد بن النعمان
1/269 – 2/206 – 4/141ت – 6/36
المقدار
5/82
مقيس بن حبابة
2/221
المنصور
1/232
منصور بن عبد الجبار السمعاني
2/100
منصور بن المعتمر(5/87)
5/82
موسى بن عقبة
1/341
النجاشي
2/191
النعمان بن مقرن
5/110
هاشم بن عتبة المرقال
4/180، 181، 183، 184، 186، 188
الهرمزان
5/82
الواقدي
2/100
وكيع بن الجراح
2/192-4/49، 50، 60، 107، 109، 111، 112ت، 113ت، 114ت، 115ت، 146، 147، 190، 191-3/33ت-5/77
الوليد بن عقبة
3/92 – 4/60، 127 – 5/25، 26، 39، 80
يزيد بن أبي سفيان
1/112 – 4/66 – 5/29
يزيد بن عبد الملك
5/75، 80، 86، 89
يزيد بن معاوية
4/118 ت
اليعقوبي
5/82
أبو إسحاق الفزاري
4/128 – 5/110
أبو الأعور السلمي
2/207
أبو أيوب الأنصاري
1/345، 346
أبو بصير
2/29، 45، 53، 55، 64، 79، 98، 144، 149، 162، 180، 181، 182، 183، 185، 187، 188، 190، 200، 208، 211، 219، 220، 226، 231، 237-3/32ت، 34، 51، 55ت، 66، 78، 80، 82، 83، 84، 86ت، 89، 96، 97، 99-4/59، 65، 66، 90، 100، 111، 133ت، 136، 137، 139، 143ت، 153ت، 168، 170، 194-5/26، 29، 30، 31، 44، 46، 70، 106، 111، 117، 128، 130-6/34، 48، 50، 51، 52
أبو بكر
2/99
أبو بكر بن عبد الرحمن
4/90
أبو بكر بن عباس
2/100
أبو بكر بن المنزر
1/105، 452 – 4/159
أبو بكرة
1/157 – 2/100، 151 – 4/111
أبو ثور
2/156
أبو جعفر الباقر
1/102
أبو الحسن الأشعري
4/61
أبو الحسن البكري
1/235، 238
أبو حفص البرمكي
1/103، 136، 138، 139، 156
أبو حنيفة
خامساً: فهرس الكتب الواردة في المتن
الجزء / الصفحة
المؤلف
اسم الكتاب
1/267، 2/78
الشافعي
اختلاف علي وعبد الله
4/61
أبو الحسن البكري
تنقلات الأنوار
1/218، 2/554
أبو نعيم
حلية الأولياء
5/74
الزمخشري
ربيع الأبرار
1/275
سيف بن عمر
الردة
1/328
أحمد بن حنبل
الرسالة
2/78
المروزي
رفع اليدين في الصلاة
2/78
الأثرم
سنن الأثرم
2/78(5/88)
سعيد بن منصور
سنن سعيد بن منصور
5/83
ابن تيمية
الصارم المسلول على شاتم الرسول
1/110
علي بن معبد
الطاعة والمعصية
1/80
ابن عربي
الفتوحات المكية
2/117
حيثمة بن سليمان
فضائل الصحابة
1/444
الخرقي
المختصر في الفقه
2/78
مسائل حرب
2/78
أبو بكر بن أبي شيبة
مصنف أبي بكر
2/78
عبد الرزاق الصنعاني
مصنف عبد الرزاق
2/78
ركيع
مصنف ركيع
1/68
أبو محمد بن حزم
الملل والنحل
1/392
أحمد بن حنبل
مناقب الصحابة
5/89
ابن الجوزي
الموضوعات
سادساً : فهرس الأماكن والبلدان
الجزء / الصفحة
المكان أو البلد
4/50، 61، 62، 94، 5/82
أحد
4/140 ت
أذربيجان
1/75
الأردن
5/43
الأندلس
1/70، 150، 4/60، 5/103
البحرين
4/50، 61، 62، 5/77، 82
بدر
1/377
برك العماد
1/48، 448، 4/49، 129، 5/49
البصرة
2/228
بليدة
4/5
بئر أريس
1/69، 85، 183، 435، 437، 4/62، 67، 5/72
تبوك
4/60، 5/103
تيماء
1/381
جبل ثور
5/80
الجعرانة
1/377، 379
الحبشة
1/156، 448
الحجاز
4/94
الحديبية
4/140 ت
حمص
4/62، 5/72، 78، 80
حنين
1/445، 4/100، 129 ت
خراسان
4/62
الخندق
1/152، 153، 154، 155، 4/60، 62، 5/103
خيبر
4/175
الربذة
4/112 ت
الرقة
4/13
رومة
4/25
زرارة
1/109، 4/18، 5/82، 113
الشام
1/200
صين
1/270، 4/60، 183، 5/103
صنعاء اليمن
1/70، 4/62، 126، 5/72، 80
الطائف
1/109، 445، 4/99، 5/116
العراق
4/67، 5/77
عرفة
5/103
عرينة
1/336
عسفان
4/62
الغابة
1/336
غدير الأشطاط
1/151، 152، 153، 154، 155
فدك
1/222
فلسطين
4/60
قرى عرينة
1/200، 4/49، 112ت، 113ت، 114ت، 115ت، 118ت، 119ت، 129ت، 140ت، 142ت، 148ت
الكوفة(5/89)
1/100، 154، 183، 187، 188، 200، 205، 223، 228، 4/62، 67، 168، 169، 113ت، 118ت، 126، 197، 202ت، 5/113
المدينة
5/103
مذحج
5/75
مر الظهران
4/99
مرج راهط
4/67
مزدلفة
1/445، 4/123 ت
مصر
1/445
المغرب
1/224، 228، 4/60، 62، 168، 169، 170، 188، 197، 5/71، 72، 74، 75، 76، 78، 80، 83، 103
مكة
1/222
مؤتة
2/177، 178، 5/103
نجد
1/442، 4/60، 5/103
نجران
1/450
النهروان
1/242
الهرمزان
1/70، 228، 4/61، 5/75
اليمن
فهرس المراجع والمصادر
( أ )
الإبانة عن أصول الديانة، لأبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، ط. المنيرية، بدون تاريخ.
طبعة أخرى: تحقيق الدكتور فوقية حسين محمود، ط. دار الأنصار القاهرة، 1397/1977.
إبراهيم بن سيار النظَّام، تأليف الدكتور محمد عبد الهادي أبو ريدة، القاهرة، 1365/ 1946.
ابن الجوزي وآراؤه الكلامية والأخلاقية، (رسالة ماجستير)، للدكتورة آمنة محمد نصير.
ابن عربي، لآسين بلاثيوس، ترجمة الدكتور عبد الرحمن بدوي، ط. الأنجلو، القاهرة، 1965.
ابن الفارض والحب الإلهي، تأليف الدكتور محمد مصطفى حلمي، القاهرة، 1364/ 1945.
أبو بكر الصديق، تأليف الأستاذ علي الطنطاوي، الطبعة الثانية، ط. المطبعة السلفية، القاهرة، 1372.
أبو الهذيل العلاف، تأليف الأستاذ علي مصطفى الغرابي، القاهرة، 1949.
الإتحافات السنية في الأحاديث القدسية، للشيخ محمد المدني، ط. حيدر آباد، 1158.
الآثار الباقية عن القرون الخالية، للبيروني، ط. ألمانيا 1878.
الأحكام السلطانية، لأبي الحسن الماوردي، القاهرة، 1298.
الإحكام في أصول الأحكام، للآمدي، ط. دار الكتب المصرية، 1332/ 1914.
إحياء علوم الدين، لأبي حامد الغزالي، نشر الثقافة الإسلامية، القاهرة، 1356-1357.
أخبار الرجال، لمحمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي، بمبئ محلة جبور كلى، إيران، 1317.(5/90)
الأخبار الطوال، الدينوري، تحقيق الأستاذ عبد المنعم عامر، مراجعة الدكتور جمال الدين الشيال، ط. وزارة الثقافة، القاهرة، 1960.
إخبار العلماء بأخبار الحكماء، لعلي بن يوسف القفطي.
أخبار عمر، للأستاذين: علي وناجي الطنطاوي، ط. دمشق، 1379/ 1959.
إخوان الصفا، للدكتور جبور عبد النور، في سلسلة نوابغ الفكر العربي، ط. المعارف، القاهرة 1954.
إخوان الصفا، للأستاذ عمر الدسوقي، ط. عيسى الحلبي، القاهرة 1366/ 1947.
الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد، لإمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني، تحقيق الدكتور محمد يوسف موسى، والأستاذ علي عبد المنعم عبد الحميد، ط. الخانجي، القاهرة، 1369/ 1950.
الاستقامة، لابن تيمية، تحقيق الدكتور محمد رشال سالم، ط. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض، 1404/ 1983.
الاستيعاب في أسماء الأصحاب، لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري القرطبي، على هامش الإصابة لابن حجر، ط. المكتبة التجارية، القاهرة، 1358/ 1939.
أسد الغابة في معرفة الصحابة، لعز الدين علي بن محمد بن الأثير الجزري، ط. دار الشعب، القاهرة، 1390/ 1970.
الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة، لعلي القاري، تحقيق الدكتور محمد الصباغ، ط. بيروت، 1391/ 1971.
الأسماء والصفات، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق الشيخ محمد زاهد الكوثري، ط. السعادة، القاهرة، 1358.
الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر العسقلاني، ط. المكتبة التجارية، القاهرة، 1358/ 1939.
اصطلاحات الصوفية، لابن عربي، (رسالة مطبوعة مع كتاب "التعريفات" للجرجاني)، ط. مصطفى الحلبي، 1357/ 1938.
اصطلاحات الصوفية، للقاشاني، تحقيق الدكتور محمد كمال جعفر، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1981.
أصول الدين، لعبد القاهر بن طاهر البغدادي، استانبول، 1346/ 1928.(5/91)
أصول الفلسفة الإشراقية، تأليف الدكتور محمد علي أبو ريان، ط. مكتبة الأنجلو، القاهرة، 1959.
الأصول من الكافي، لأبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني، ط. طهران، 1381.
اعتقادات فرق المسلمين والمشركين، لفخر الدين محمد بن عمر الرازي تحقيق الدكتور علي سامي النشار، نشر مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1356/ 1938.
الأعلام، تأليف خير الدين الزركلي، الطبعة الثانية، القاهرة، 1373-1378.
أعيان الشيعة، للعاملي (محسن الأمين الحسيني)، ط. مطبعة ابن زيدون، دمشق، 1356/ 1937.
اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم، لابن تيمية، تحقيق الدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل، ط. الرياض، 1404.
الإكمال، لابن ماكولا، ط. حيدر آباد، 1381/ 1962.
- الأم، للشافعي، تصحيح الشيخ محمد زهري النجار، ط. القاهرة، 1381/ 1961.
أمالي المرتضى (غرر الفوائد ودرر القلائد)، تأليف علي بن الحسين الموسوي العلوي، تحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم، ط. دار إحياء الكتب العربية، القاهرة 1954.
إمتاع الأسماع، لتقي الدين أحمد بن علي المقريزي، تحقيق الأستاذ محمود محمد شاكر. ط. لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1941.
الإمتاع والمؤانسة، لأبي حيان الوحيدي، ط. لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1942.
الأموال، لأبي عبيد القاسم بن سلام، تحقيق الشيخ محمد خليل هراس، ط. مكتبة الكليات الأزهرية، 1389/ 1969.
إنباه الرواة على أنباء النحاة، لأبي الحسن علي بن يوسف القفطي، تحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم، ط. دار الكتب المصرية، القاهرة، 1369/ 1950.
الانتصار والرد على ابن الراوندي الملحد، لأبي الحسن عبد الرحيم بن محمد بن عثمان الخياط، تحقيق نيبرج، ط. دار الكتب المصرية، القاهرة، 1925.
الأنساب، لتاج الإسلام عبد الكريم بن محمد بن أبي المظفر التميمي السمعاني، ط. مرجليوث، وحيدر آباد.(5/92)
الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به، للقاضي أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني، تحقيق الشيخ محمد زاهد الكوثري، نشر عزت العطار، القاهرة، 1369/ 1950.
( ب )
بحث عن حياة ابن التومرت ومذهبه، للأستاذ عبد الله كنون، ضمن كتاب "نصوص فلسفية مهداة إلى الدكتور إبراهيم مدكور"، ط. القاهرة، 1976.
البدء والتاريخ، لمطهر بن طاهر القدسي، ط. باريس 1899-1919.
البداية والنهاية في التاريخ = تاريخ ابن كثير، لإسماعيل بن عمر بن كثير، تحقيق الدكتور مصطفى عبد الواحد، ط. عيسى الحلبي، القاهرة، 1384/ 1964.
بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي، ط. الخانجي، القاهرة، 1326.
( ت )
تاج التراجم في طبقات الحنفية، لأبي العدل زين الدين قاسم بن قطلوبغا، ط. المثنى، بغداد، 1962.
تاج العروس من جواهر القاموس، لمحمد مرتضى الحسيني الزبيدي، المطبعة الخيرية، القاهرة، 1306-1307.
تاج اللغة وصحاح العربية، للجوهري، ط. القاهرة 1282.
- تاريخ الأدب العربي، لكارل بروكلمان، ترجمة الدكتور عبد الحليم النجار، ط. المعارف، القاهرة، 1962.
التاريخ الإسلامي، للأستاذ محمود شاكر، ط. المكتب الإسلامي، 1403/ 1983.
تاريخ بغداد، للحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، القاهرة، 1349/1931.
تاريخ التراث العربي، لفؤاد سزكين، ط. الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، القاهرة، 1971-1978.
- وطبعة جامعة الإمام محمد بن مسعود الإسلامية بالرياض.
تاريخ الجهمية والمعتزلة، لجمال الدين القاسمي، القاهرة، 1321ه.
تاريخ الحكماء، لعلي بن يوسف القفطي، ط. ليبزج، ألمانيا، 1903.
تاريخ حكماء الإسلام، لظهير الدين علي بن زيد البيهقي، ط. الترقي، دمشق، 1365/ 1946.
تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، تحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم، ط. المعارف، 1386/ 1963.(5/93)
تاريخ عمر بن الخطاب، لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، القاهرة، مطبعة صبيح، 1929.
التاريخ الكبير، لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، ط. حيدر آباد، 1361.
تاريخ مختصر الدول، لابن العبري، ط. بيروت، 1890.
تاريخ مدينة دمشق، لعلي بن الحسن هبة الله بن عساكر، ط. المجمع العلمي العربي، دمشق، 1373/ 1954.
تاريخ اليعقوبي، لأحمد بن أبي يعقوب بن واضح الكاتب المعروف باليعقوبي، ط. بيروت، 1379/ 1960.
التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين، لأبي المظفر الإسفراييني، تحقيق الشيخ محمد زاهد الكوثري، القاهرة، 1359/ 1940.
تبصير المنتبه بتحرير المشتبه، لابن حجر، تحقيق الأستاذ علي محمد البجاوي، مراجعة الأستاذ محمد علي النجار، ط. الدار المصرية للتأليف والترجمة، القاهرة، 1954-1966.
تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري، لعلي بن الحسن بن عساكر، ط. القدسي، دمشق، 1347.
تثبيت دلائل النبوة، للقاضي عبد الجبار، تحقيق الدكتور عبد الكريم عثمان، ط. دار العروبة، بيروت، 1386/ 1966.
تذكرة الحفاظ، لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، الطبعة الثالثة، ط. حيدر آباد، 1375/ 1955.
تذكرة الموضوعات، لمحمد بن طاهر بن علي الفتني، ط. المنيرية، القاهرة، 1343.
ترتيب مسند الطيالسي = منحة المعبود في ترتيب مسند الطيالسي أبي داود، تحقيق الأستاذ أحمد عبد الرحمن البنا، ط. المطبعة المنيرية بالأزهر، القاهرة، 1372.
الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، لعبد العظيم بن عبد القوي المنذري، تحقيق الأستاذ مصطفى محمد عمارة، ط. مصطفى الحلبي، القاهرة 1352/ 1933.
التعرف لمذهب أهل التصوف، لأبي بكر محمد بن إسحاق الكلاباذي، نشر الأستاذ آرثر جون آربري، القاهرة، 1352/ 1933.
طبعة أخرى؛ بتحقيق الدكتور عبد الحليم محمود، والأستاذ طه سرور، ط. عيسى الحلبي، 1380/ 1960.(5/94)
التعريفات، لعلي بن محمد بن علي الجرجاني، ط. مصطفى الحلبي القاهرة، 1357-1938.
تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، لأبي محمد عبد الحق بن عطية الغرناطي، تحقيق المجلس العلمي، فاس، المغرب، 1397/ 1977.
تفسير سورة الإخلاص، لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية، ط. القاهرة والرياض (في مجموع فتاوى شيخ الإسلام 17/214-503)، 1381-1389.
تفسير الطبري = جامع البيان عن تأويل آي القرآن، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، تحقيق الأستاذ محمود محمد شاكر، مراجعة الشيخ أحمد محمد شاكر، ط. المعارف، القاهرة.
تفسير الطبري، ط. بولاق، القاهرة، 1323.
تفسير غريب القرآن، لابن قتيبة، تحقيق الأستاذ السيد أحمد صقر، ط. عيسى الحلبي، القاهرة، 1378/ 1958.
تفسير القرآن العظيم، لأبي الفداء إسماعيل بن كثير، ط. دار الشعب، القاهرة، 1390/ 1971.
تفسير القرطبي = الجامع لأحكام القرآن، لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، ط. دار الكتب، القاهرة، 1372/ 1952، 1380/ 1960.
التفسير الكبير، للرازي، ط. عبد الرحمن محمد، القاهرة، 1357/ 1938.
تلبيس إبليس، لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، الطبعة الثانية، ط. المنيرية، القاهرة، 1368.
تلخيص كتاب الاستغاثة في الرد على البكري، لابن تيمية، ط. السلفية، مكة المكرمة، 1346.
تلخيص المستدرك (المستدرك على الصحيحين في الحديث)، لشمس الدين الذهبي، ط. حيدر آباد، الدكن، 1334.
التمهيد في الرد على الملحدة المعطلة والرافضة والخوارج والمعتزلة، للقاضي أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني.
الطبعة الأولى، بتحقيق د. محمد عبد الهادي أبو ريدة، والأستاذ محمود محمد الخضيري، ط. لجنة التأليف والترجمة، القاهرة، 1366/ 1947.
الطبعة الثانية: بتحقيق رتشرد يوسف مكارثي، ط. بيروت، 1957.
تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث، لابن الديبع الشيباني، ط. محمد علي صبيح، القاهرة، 1347.(5/95)
التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع، لأبي الحسين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي، تحقيق الشيخ محمد زاهد الكوثري، ط. عزت العطار، القاهرة، 1368/ 1949.
تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي، للبقاعي = مصرع التصرف، تحقيق الأستاذ عبد الرحمن الوكيل، ط. السنة المحمدية، القاهرة، 1373/ 1953.
تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة، لأبي الحسن علي بن محمد بن عراق الكناني، تحقيق الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف، مكتبة القاهرة، 1378.
تهافت الفلاسفة، للغزالي، تحقيق الدكتور سليمان دنيا، الطبعة الثالثة، دار المعارف، القاهرة، 1958.
تهذيب الأسماء واللغات، لأبي زكريا محيي الدين بن شرف النووي، ط. المنيرية، بدون تاريخ.
تهذيب التهذيب، لابن حجر العسقلاني، ط. حيدر آباد، 1325-1327ه.
التوحيد وإثبات صفات الرب، لأبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، تحقيق الدكتور الشيخ محمد خليل هراس، ط. مكتبة الكليات الأزهرية، 1387/ 1968.
طبعة أخرى: المطبعة المنيرية، القاهرة، 1353.
( ج )
جامع الأصول من أحاديث الرسول، لأبي السعادات مبارك بن محمد بن الأثير الجزري، تصحيح الشيخ محمد حامد الفقي، ط. السنة المحمدية، القاهرة، 1368/ 1949.
جامع بيان العلم وفضله، لأبي عمر يوسف بن عبد البر، ط. المطبعة المنيرية، القاهرة.
جامع التواريخ، لرشيد الدين الهمذاني، ط. الحلبي، القاهرة، 1960.
جامع الرسائل، لابن تيمية، تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، ط. المدني، القاهرة، 1389/ 1969.
الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير، لجلال الدين السيوطي، ط. مصطفى الحلبي، القاهرة، 1358/ 1939.
الجامع الكبير = جمع الجوامع، لجلال الدين السيوطي، نسخة مصورة عن مخطوطة دار الكتب المصرية، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة.
الجرح والتعديل، لأبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي، الطبعة الأولى، حيدر آباد، 1361/ 1942.(5/96)
جواب أهل العلم والإيمان في تفسير أن قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن، لابن تيمية، ط. المطبعة الخيرية، القاهرة، 1325، ومجموع فتاوى شيخ الإسلام (17/5-213)، الرياضي، 1381-1389.
الجواب الصحيح لمن بدَّل دين المسيح، لابن تيمية، ط. المدني، القاهرة، 1379/ 1959.
جوامع السيرة النبوية، لعلي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي، تحقيق الدكتور إحسان عباس، والدكتور ناصر الدين الأسد، مراجعة الأستاذ أحمد محمد شاكر، ط. دار المعارف، القاهرة، 1956.
( ح )
حركات الشيعة المتطرفين، تأليف الدكتور محمد جابر عبد العال، ط. مطبعة السنة المحمدية، القاهرة، 1373/ 1954.
حصول المأمول من علم الأصول، للأستاذ صديق حسن خان، ط. ستانبول 1926.
الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري، لآدم متز، نقله إلى العربية الدكتور محمد عبد الهادي أبو ريده، ط. لجنة التأليف والترجمة، الطبعة الثانية، القاهرة، 1367/ 1948.
الحلة السيراء، لابن الأبار، ط. لبدن، 1847-1851.
حلية الأولياء، لأبي نعيم الأصبهاني، ط. الخانجي، القاهرة، 1351/ 1932.
( خ )
الخطط (المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار)، لتقي الدين أحمد بن علي المقريزي، ط. الأميرية ببولاق، القاهرة، 1270.
خلاصة تهذيب الكمال في أسماء الرجال، لأحمد بن عبد الله الخزرجي الأنصاري، ط. الخيرية، القاهرة، 1322.
خلع النعلين، لأبي القاسم بن قَسِيّ، ط. بيروت.
الخطوط العريضة، تأليف محب الدين الخطيب، تحقيق وتعليق محمد مال الله، ط. القاهرة، 1409ه.
( د )
دائرة المعارف الإسلامية، ط. كتاب الشعب، القاهرة.
دائرة المعارف الإسلامية، ترجمة إبراهيم زكي خورشيد وآخرين، ط. القاهرة.
الدر المنثور في التفسير بالمأثور، لجلال الدين السيوطي، ط. طهران، 1377.
درء تعارض العقل والنقل، لابن تيمية، تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، ط. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الطبعة الأولى، الرياض، 1403/ 1983.(5/97)
الدرر المنتشرة في الأحاديث المشتهرة، لجلال الدين السيوطي، تحقيق الدكتور محمد لطفي الصباغ، ط. الرياض، 1403/ 1983.
دلائل النبوة، لأحمد بن الحسين بن علي البيهقي، تقديم وتحقيق الأستاذ عبد الرحمن محمد عثمان، ط. دار النصر للطباعة، القاهرة، 1969.
الدليل الشافي على المنهل الصافي، لابن غري بردي، تحقيق الأستاذ فهيم شلتوت، نشر جامعة أم القرى، مكة المكرمة، 1399/ 1979.
الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب، لإبراهيم بن علي بن محمد بن فرحون المالكي، ط. مطبعة المعاهد، القاهرة، 1351.
ديوان الأعشى، ط. جابر.
ديوان العجاج، ط. د. عزة حسن.
ديوان عمرو بن معديكرب الزبيدي، صنعه هاشم الطعان، ط. بغداد، 1390/ 1970.
ديوان الفرزدق، ط. مطبعة الصاوي، القاهرة، 1354/ 1936.
ديوان كُثير عزّة، جمع وشرح الدكتور إحسان عباس، نشر دار الثقافة، بيروت، لبنان، 1391/ 1971.
( ذ )
ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الحديث، لعبد الغني النابلسي، ط. جمعية النشر والتأليف الأزهرية، القاهرة، 1352/ 1934.
الذيل على طبقات الحنابلة، لابن رجب الحنبلي، تحقيق الشيخ محمد حامد الفقي، ط. السنة المحمدية، القاهرة، 1372/ 1952.
ذيل اللآلئ المصنوعة، للسيوطي، ط. حجر، الهند، 1303.
( ر )
ربيع الفكر اليوناني، للدكتور عبد الرحمن بدوي، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1958.
الرجال، لأبي عمر محمد بن عبد العزيز الكشي، تعليق أحمد الحسيني، ط. مؤسسة الأعلمي، مطبعة الآداب، النجف، بدون تاريخ.
رجال الطوسي، لأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، تحقيق الأستاذ محمد صادق آل بحر العلوم، ط. الحيدرية، النجف، 1381/ 1961.
رجال العلامة الحلي، لابن المطهر الحلي، تصحيح الأستاذ محمد صادق آل بحر العلوم، الطبعة الثانية، ط. الحيدرية، النجف، 1381/ 1961.
رد الإمام الدارمي عثمان بن سعيد علي بشر المريسي العنيد، تحقيق الشيخ محمد حامد الفقي، ط. السنة المحمدية، 1358.(5/98)
الرد على الجهمية والزنادقة، للإمام أحمد بن حنبل، تحقيق الدكتور علي سامي النشار، ط. دار العارف، القاهرة، 1971.
طبعة أخرى: تحقيق الدكتور عبد الرحمن عميرة، ط. دار اللواء، الرياض، 1977.
الرد على المنطقيين، لابن تيمية، تحقيق عبد الصمد شرف الدين الكتبي، بمباي، الهند، 1358/ 1949.
رسائل ابن سبعين، تحقيق الدكتور عبد الرحمن بدوي، القاهرة، 1965.
رسائل إخوان الصفا وخلان الوفا، عنى بتصحيحه خير الدين الزركلي، المطبعة العربية بمصر، 1347/ 1928.
رسائل الجاحظ، جمع ونشر الأستاذ حسن السندوبي، القاهرة، 1352/ 1933.
رسائل فلسفية، للرازي، جمع وتصحيح بول كراوس، نشر كلية الآداب، جامعة فؤاد الأول، القاهرة، 1939.
الرسالة "السبعينية" = بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية، لابن تيمية، ضمن الجزء الخامس من مجموع الفتاوى الكبرى، نشر فرج الله زكي الكردي، مطبعة كردستان العلمية، القاهرة، 1329.
الرسالة القشيرية في علم التصوف، لأبي القاسم عبد الكريم بن هوزان القشيري النيسابوري، تحقيق الدكتور عبد الحليم محمود، ومحمود بن الشريف، نشر دار الكتب الحديثة، القاهرة، 1385/ 1966.
روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، لميرزا محمد باقر الموسوي الخوانساري، الطبعة الثانية، (طبع حجر)، طهران، 1367.
الروضة البهية شرح اللمعة الدمشقية، لزين الدين الجبعي العاملي، ط. بيروت، 1379/ 1960.
الروضة البهية فيما بين الأشاعرة والماتريدية، لأبي عذبة، ط. حيدر آباد، 1322.
الرياض النضرة في مناقب العشرة، لأبي جعفر أحمد المحب الطبري، الطبعة الثانية، نشر الخانجي، القاهرة، 1372/ 1953.
( ز )
زاد المسير في علم التفسيير، لعبد الرحمن بن علي بن الجوزي، ط. المكتب الإسلامي، دمشق، 1387/ 1967.
زاد المعاد في هدى خير العباد، لابن قيم الجوزية، تحقيق شعيب الأرنؤوط، وعبد القادر الأرنؤوط، ط. بيروت، 1399/ 1979.(5/99)
الزهر النضر في نبأ الخضر، رسالة لابن حجر، نشرة ضمن "مجموعة الرسائل المنيرية" لابن تيمية، ط. المنيرية، القاهرة، 1343/ 1946.
( س )
سرح العيون شرح رسالة ابن زيدون، لجمال الدين محمد بن محمد بن نباته، تحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم.
سلسلة الأحاديث الصحيحة، للشيخ محمد ناصر الدين الألباني، ط. المكتب الإسلامي، القاهرة، 1980.
سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، للشيخ محمد ناصر الدين الألباني، ط. دار الفكر، دمشق، 1379/ 1959.
السلوك لمعرفة دول الملوك، للمقريزي، ط. دار الكتب المصرية، القاهرة، 1934-1936.
السنة، لأحمد بن حنبل، ط. المطبعة السلفية، مكة، 1349.
سنن ابن ماجه (أبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني)، تحقيق الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، ط. عيسى الحلبي، القاهرة، 1372/ 1952.
سنن أبي داود، لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، تحقيق الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد، الطبعة الثانية، المكتبة التجارية، القاهرة، 1369-1370/ 1950-1951.
سنن الترمذي، لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (بشرح ابن العربي) ط. المطبعة المصرية بالأزهر، القاهرة، 1350/ 1931.
طبعة أخرى: بتحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف، نشر المكتبة السلفية بالمدينة المنورة (ط. المدني بالقاهرة)، 1384/ 1964.
سنن الدارمي، لأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل الدارمي، ط. دمشق، 1349.
السنن الكبرى، للبيهقي، ط. حيدر آباد، 1354.
سنن النّسائي (المجتبى)، للحافظ أبي عبد الرحمن بن شعيب النسائي، ومعه شرحه: زهر الربى على المجتبى، للحافظ الجلال السيوطي، ط. مصطف الحلبي، القاهرة، 1383/1964.
سير أعلام النبلاء، للذهبي، تحقيق شعيب الأرناؤوط، ط. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض.
سيرة عمر بن عبد العزيز، لابن الجوزين ط. المؤيد، القاهرة، 1331/ 1921.(5/100)
السيرة النبوية، لابن كثير، تحقيق الدكتور مصطفى عبد الواحد، ط. عيسى الحلبي، القاهرة، 1384/ 1964.
السيرة النبوية، لابن هشام، تحقيق الأستاذ مصطفى السقا وآخرين، ط. مصطفى الحلبي، القاهرة، 1355/ 1936.
شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لابن العماد الحنبلي، ط. القدسي، 1350.
الشرح والإبانة على أصول الديانة، لابن بطه العكبري، تحقيق الأستاذ هنري لاوست، ط. المعهد الفرنسي، دمشق، 1958.
شرح الدرة النجفية، للدنبلي، ط. إيران، 1292.
شرح ديوان لبيد، تحقيق د. إحسان عباس، الكويت، 1962.
شرح ديوان المتنبي، وضع الأستاذ عبد الرحمن البرقوقي، ط. دار الكتاب العربي، بيروت، 1980.
شرح الطحاوية، لعلي بن محمد بن أبي العز الحنفي، تحقيق الأستاذ أحمد محمد شاكر، الرياض، 1396.
شرح العقيدة الطحاوية، تحقيق شعي الأرنؤوط، 1401/ 1981.
شرح العيون، لأبي السعد الجشمي، (ضمن كتاب "فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة" تحقيق الأستاذ فؤاد سيد) ط. الدار التونسية للنشر، تونس، 1393/ 1974.
شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد، تحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم، ط. عيسى الحلبي، القاهرة، 1958.
طبعة أخرى، لابن ميثم البحراني، ط. طهران.
شرح النووي على صحيح مسلم، ليحيى بن شرف النووي، ط. المطبعة المصرية بالأزهر، القاهرة، 1347/ 1929.
الشريعة، للآجري، تحقيق الشيخ محمد حامد الفقي، ط. السنة المحمدية، القاهرة، 1369/ 1950.
الشيعة وأهل البيت، تأليف الأستاذ إحسان إلهي ظهير، ط. إدارة ترجمان السنة، لاهور، باكستان، الطبعة الثالثة، 1403/ 1983.
الشيعة والتشيع، تأليف الأستاذ إحسان إلهي ظهير، ط. لاهور، باكستان، 1404/ 1984.
الشيعة وتحريف القرآن، تأليف محمد مال الله، ط. القاهرة، 1409ه.
( ص )
الصارم المسلول على شاتم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، ط. حيدر آباد، الدكن، 1322.
طبعة أخرى: بتحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، 1379/ 1960.(5/101)
صحيح البخاري، لمحمد بن إسماعيل البخاري، ط. المطبعة الأميرية، القاهرة، 1314.
صحيح الجامع الصغير، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني، منشورات المكتب الإسلامي، الطبعة الأولى، 1388/ 1969.
صحيح مسلم، لأبي الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، تحقيق الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، ط. عيسى الحلبي، القاهرة، 1374/ 1955.
طبعة أخرى = الجامع الصحيح، استانبول، 1329-1333.
صفة الصفوة، لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، ط. حيدر آباد، 1355.
صفة صلاة النبي، للشيخ محمد ناصر الدين الألباني، ط. الفكر العربي، 1403/1983.
الصفدية، لابن تيمية، تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، ط. الرياض، 1396/ 1976.
( ض )
ضحى الإسلام، للأستاذ أحمد أمين، القاهرة، 1949.
الضعفاء، للإمام النسائي، ط. حيدر آباد، الدكن، 1323.
( ط )
طبقات الأطباء = عيون الأنبياء في طبقات الأطباء، لابن أبي أصيبعة، ط. دار الفكر، بيروت، 1376/ 1956.
طبقات الأطباء والحكماء، لابن جلجل، تحقيق الأستاذ فؤاد السيد، ط. المعهد الفرنسي، القاهرة، 1955.
طبقات الحنابلة، لابن أبي يعلى، تحقيق الشيخ محمد حامد الفقي، ط. مطبعة السنة المحمدية، القاهرة، بدون تاريخ.
طبقات الشافعية الكبرى، للسبكي، تحقيق الأستاذين عبد الفتاح الحلو، ومحمود الطناحي، ط. عيسى الحلبي، القاهرة، 1383/ 1964.
طبقات الصوفية، لأبي عبد الرحمن السلمي، تحقيق الأستاذ نور الدين شريبة، القاهرة، مطبعة المنياوي، 1372/ 1953.
طبقات الفقهاء، لطاش كبري زاده، ط. الموصل، 1380/ 1961.
طبقات القراء = غاية النهاية في طبقات القراء، لشمس الدين بن الجزري، ط. الخانجي، القاهرة، 1351/ 1932.
الطبقات الكبرى، لابن سعد، ط. بيروت، 1376/ 1957.
طبقات النحويين واللغويين، لأبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي، تحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم، ط. سامي الخانجي، القاهرة، 1373/ 1954.
( ع )(5/102)
عائشة والسياسة، للأستاذ سعيد الأفغاني، ط. القاهرة، 1957.
العير في خبر من غير، للحافظ شمس الذهبي، ط. الكويت، 1960.
العثمانية، للجاحظ، تحقيق الأستاذ عبد السلام هارون، ط. الخانجي، القاهرة، 1955.
العقد الفريد، لأحمد بن محمد بن عبد ربه، ط. لجنة التأليف والترجمة، القاهرة، 1940.
العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، لابن عبد الهادي، تحقيق الشيخ محمد حامد الفقي، ط. محمود توفيق، القاهرة، 1356/ 1938.
العلل = علل الحديث، لابن أبي حاتم، ط. المطبعة السلفية، القاهرة، 1930.
العواصم من القواصم، لأبي بكر بن العربي، تعليق الأستاذ محب الدين الخطيب، ط. المطبعة السلفية، القاهرة، 1371.
عيون الأنباء في طبقات الأطباء: انظر: طبقات الأطباء لا بن أبي أصبيعة.
( غ )
غاية المرام في علم الكلام، للآمدي، تحقيق الدكتور حسن محمود عبد اللطيف، ط. لجنة إحياء التراث الإسلامي، القاهرة، 1391/ 1971.
( ف )
الفائق في غريب الحديث، للزمخشري، ط. عيسى الحلبي، القاهرة، 1366/ 1947.
فتاوى الرياض = مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد بن قاسم وابنه محمد، طبعت في 37 جزءاً، ط. الرياض، 1381-1389.
فتح الباري بشرح البخاري، لابن حجر العسقلاني، تحقيق الشيخ عبد العزيز بن باز، ط. المطبعة السلفية، القاهرة، 1380.
فتوح البلدان، للبلاذري، تحقيق الأستاذ صلاح الدين المنجد، ط. النهضة المصرية، القاهرة، 1956.
الفتوحات المكية، لمحيي الدين محمد بن علي بن عربي، ط. دار الكتب العربية الكبرى، القاهرة، 1329.
الفرق بين الفرق، لابن طاهر البغدادي، تحقيق الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد، ط. صبيح، القاهرة، بدون تاريخ.
فرق الشيعة، للنوبختي، تعليق محمد صادق آل بحر العلوم، ط. المطبعة الحيدرية، النجف، 1379/ 1959.
طبعة أخرى: استانبول، 1931.(5/103)
الفصل في الممل والأهواء والنحل، لابن حزم، ط. المطبعة الأدبية القاهرة، 1317-1321.
طبعة أخرى: بتحقيق الدكتور محمد إبراهيم نصر، والدكتور عبد الرحمن عميرة، ط. عكاظ، الرياض، 1402/ 1982.
فصوص الحكم ، لابن عربي، تحقيق الدكتور أبو العلا عفيفي، ط. عيسى الحلبي، القاهرة، 1946.
الفصول في اختصار سيرة الرسول، لابن كثير، تحقيق الأستاذين محمد العيد الخطراوي، ومحيي الدين مستو، ط. بيروت، 1399-1400.
فضائح الباطنية، للغزالي، تحقيق الدكتور عبد الرحمن بدوي، ط. الدار القومية للطباعة والنشر، القاهرة، 1383/ 1964.
فضائل الصحابة، للإمام أحمد بن حنبل، تحقيق وصي الدين بن محمد بن عباس، إصدار جامعة أم القرى، مكة المكرمة، 1403/ 1983.
فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة، للقاضي عبد الجبار، تحقيق الأستاذ فؤاد سيد، ط. الدار التونسية للنشر، تونس، 1393/ 1974.
الفهرست، لابن النديم، ط. التجارية، القاهرة، 1348.
طبعة أخرى: تحقيق جوستاف فلوجل (مصورة عن طبعة ليبزج، ألمانيا، 1871)، ط. بيروت، 1964.
فهرست الطوسي، لمحمد بن الحسن الطوسي، المكتبة المرتضية بالنجف، العراق، 1356/ 1937.
الفوائل المجموعة في الأحاديث الموضوعة، لمحمد بن علي الشوكاني، تحقيق الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني، ط. السنة المحمدية، القاهرة، 1380/ 1960.
فوات الوفيات، لابن شاكر الكتبي، تحقيق الشيخ محمد بن محيي الدين عبد الحميد، ط. النهضة المصرية، القاهرة، 1951.
في الفلسفة الإسلامية، منهج وتطبيق، للدكتور إبراهيم مدكور، ط. عيسى الحلبي، القاهرة 1367/ 1947.
( ق )
قاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد الهمذاني، تأليف الدكتور عبد الكريم عثمان، ط. دار العربية، بيروت، 1386/ 1967.
القاموس الإسلامي، للأستاذ أحمد عطية الله.
القاموس المحيط، للفيروزآبادي، ط. المطبعة المصرية، الطبعة الثالثة، القاهرة 1353/ 1935.(5/104)
قواعد عقائد آل محمد الباطنية، لمحمد بن الحسن الديلمي، ط. القاهرة، 1950.
( ك )
الكامل، للمبرد، ط. التجارية، 1365.
الكامل في التاريخ، لابن الأثير الجزري، ط. الحلبي، القاهرة، 1303.
الكتاب التذكاري لابن عربي، إشراف وتقديم الدكتور إبراهيم مدكور، ط. الكاتب العربي للطباعة، القاهرة، 1389/ 1969.
الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار، تحقيق الأستاذ عبد الخالق الأفغاني، الطبعة الثانية، ط. الدار السلفية، بمبي، الهند، 1399/ 1979.
الكشاف = تفسير الكشاف، للزمخشري، ط. مصطفى الحلبي، القاهرة، 1385/ 1966.
كشاف اصطلاحات الفنون، للتهانوي، ط. بيروت.
كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، لإسماعيل بن محمد العجلوني، ط. القدسي، القاهرة، 1351.
كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، لمصطفى بن عبد الله الشهير بحاجي خليفة، ط. استانبول، 1360/ 1941.
كشف المحجوب، للهجويري، ترجمة نيكلسون، ط. شوكوفسكي.
الكلم الطيب، لابن تيمية، تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، ط. المكتب الإسلامي، 1397.
اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، للسيوطي، ط. المكتبة الحسينية بالأزهر، القاهرة، 1352.
اللباب في تهذيب الأنساب، لابن الأثير، ط. القدسي، القاهرة، 1357/ 1369.
لسان العرب = اللسان، لابن منظور، ط. بيروت.
لسان الميزان، لابن حجر العسقلاني، ط. حيدر آباد، 1329.
لطائف الأسرار، لابن عربي، تحقيق الأستاذين أحمد زكي عطية، وطه عبد الباقي سرور، ط. دار الفكر العربي، القاهرة، 1380/ 1961.
اللمع في التصوف، لأبي نصر السراج الطوسي، تحقيق الدكتور عبد الحليم محمود، وطه عبد الباقي سرور، ط. القاهرة، 1960.
( م )
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، لعلي بن أبي بكر الهيثمي، ط. القدسي، القاهرة، 1352-1353.
مجموعة تفسير ابن تيمية، ط. بمباي، 1374/ 1954.
مجموعة رسائل ابن تيمية، ط. المطبعة الحسينية، القاهرة، 1323.(5/105)
مجموعة الرسائل المنيرية، ط. المنيرية، القاهرة 1343/ 1946.
مجموعة الفتاوى الكبرى، لابن تيمية، نشر فرج الله الكردي، ط. مطبعة كردستان العلمية، القاهرة، 1329، وانظر: الرسالة السبعينية والتسعينية.
المحصّل = محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من العلماء والحكماء لفخر الدين الرازي، ط. المطبعة الحسينية، الطبعة الأولى، القاهرة، 1350.
المحلّى، لابن حزم، ط. المنيرية، القاهرة، 1350.
المختار الثقفي، تأليف الدكتور علي الخربوطلي، سلسلة أعلام العرب، القاهرة، 1963.
مختصر العلو للعلي الغفار، للذهبي، تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، الطبعة الأولى، المكتب الإسلامي، بيروت، 1401/ 1981.
المخصص، لابن سيده.
مدخل إلى التصوف الإسلامي، تأليف د. أبو الوفا التفازاني، ط. دار الثقافة، القاهرة، 1979.
مرآة الزمان، لسبط بن الجوزي، ط. حيدر آباد، 1370/ 1951.
مروج الذهب ومعادن الجوهر، للمسعودي، تحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، الطبعة الثالثة، ط. التجارية، القاهرة، 1377/ 1958.
المستدرك على الصحيحين، للحاكم النيسابوري، ط. حيدر آباد 1334.
المسند، لأحمد بن حنبل، تحقيق الأستاذ الشيخ أحمد شاكر، ط. المعارف، القاهرة، 1365-1374/ 1946-1955.
المسند، لأحمد بن حنبل، ط. الحلبي، القاهرة، 1313.
المشتبه في أسماء الرجال، للذهبي، ط. عيسى الحلبي، القاهرة، 1381/ 1962.
مشكاة المصابيح، للخطيب التبريزي، تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، ط. دمشق، 1380/ 1961.
مشكل الآثار، لأبي جعفر الطحاوي، ط. حيدر آباد، الدكن، 1333.
مشكل الحديث وبيانه، لابن فورك تحقيق الأستاذ موسى محمد علي، مطبعة حسان، القاهرة.
المصنف في الحديث = مصنف ابن أبي شيبة، لأبي بكر بن أبي شيبة، ط. الهند، 1935.
المعارف، لابن قتيبة، ط. المعارف، القاهرة، 1969.
معالم العلماء، لابن شهراشوب، ط. النجف، 1380/ 1961.
المعتزلة، تأليف الأستاذ زهدي جاد الله، القاهرة، 1947.(5/106)
المعتمد في أصول الدين، للقاضي أبي يعلى، تحقيق الدكتور وديع زيدان حداد، ط. بيروت، 1974.
معجم الأدباء، لياقوت الحموي، تحقيق الأستاذ أحمد فريد رفاعي القاهرة، دار المأمون، 1936.
معجم البلدان، لياقوت الحموي، ط. مطبعة السعادة، الطبعة الأولى، 1323/ 1906.
معجم الشعراء للمرزباني، تحقيق عبد الستار فراج، ط. دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، 1960.
معجم المؤلفين، لعمر رضا كحالة، نشر المثني، ودار إحياء التراث العربي، بيروت، 1376/ 1957.
المغني، لابن قدامة، تصحيح الشيخ محمد خليل هراس، مطبعة الإمام، القاهرة، 1965.
المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة، لمحمد بن عبد الرحمن السخاوي، تحقيق عبد الله محمد الصديق، نشر الخانجي القاهرة، 1375/ 1956.
مقالات الإسلاميين واختلاف المصلّين، لأبي الحسن الأشعري، تحقيق هـ. ريتر، استانبول، 1929.
مقدمة ابن خلدون، ط. د. علي عبد الواحد وافي، القاهرة، 1378/ 1958.
ملخص إبطال القياس والرأي والاستحسان والتقليد والتعليل (رسالة لابن حزم). نشر الأستاذ سعيد الأفغاني، دمشق، 1379/ 1960.
الملل والنحل، للشهرستاني، تحقيق الشيخ محمد بن فتح الله بدران، الطبعة الثانية، نشر الأنجلو المصرية، القاهرة، 1375/ 1956.
مناقب الإمام أحمد بن حنبل، لابن الجوزي، ط. الخانجي، القاهرة، 1349.
مناقب الشافعي، للبيهقي، تحقيق الأستاذ السيد أحمد صقر، ط. دار التراث، القاهرة، 1391/ 1971.
مناقب عمر بن الخطاب، لابن الجوزي، ط. السعادة، القاهرة، 1941.
المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، لابن الجوزي، ط. حيدر آباد، 1357.
المنتقى من منهاج الاعتدال، لشمس الدين الذهبي، تحقيق الأستاذ محب الدين الخطيب، المطبعة السلفية، القاهرة، 1374.
منهاج الشريعة في الرد على ابن تيمية، لمحمد المهدي الكاظمي القزويني، ط. المطبعة العلوية، النجف، 1347.
منهاج الكرامة في إثبات الإمامة، لابن المطهر الحلي.(5/107)
المنهج الأحمد في تراجم الإمام أحمد، لعبد الرحمن بن محمد العليمي، تحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، ط. المدني، القاهرة، 1383/ 1963.
المنية والأمل في شرح كتاب الملل والنحل، لابن المرتضى، تحقيق توماس أرنولد، ط. حيدر آباد، 1316.
المواقف، للإيجي، ط. القاهرة، 1956.
مورد الظمآن إلى زوائد ابن حبان، ط. السلفية.
الموضوعات، لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، ط. المكتبة السلفية بالمدينة المنورة، 1386/ 1966.
الموضوعات، لعلي القارئ، استانبول، بدون تاريخ.
الموطأ، لمالك بن أنس، تحقيق الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، ط. عيسى الحلبي، القاهرة، 1370/ 1951.
ميزان الاعتدال، للحافظ شمس الدين الذهبي، ط. مطبعة السعادة، القاهرة.
( ن )
نسب المجانيق لنسف قصة الغرانيق، للشيخ محمد ناصر الدين الألباني، ط. المكتب الإسلامي، دمشق، 1372/ 1952.
نظرية الإمامة لدى الشيعة الإثني عشرية، تأليف الدكتور أحمد صبحي، ط. المعارف، القاهرة، 1969.
نكت الهيمان في نكت العميان، لصلاح الدين خليل بن أبيك الصفدي، تحقيق الأستاذ أحمد زكي، مطبعة الجمالية، القاهرة، 1329/ 1911.
النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير الجزري، ط. المطبعة العثمانية، 1311.
نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار، للشوكاني، الطبعة الثانية، ط. المنيرية، 1344.
وغير ذلك من المراجع المذكورة في هذه السلسلة.
تم الكتاب ولله الحمد.(5/108)
رسالة
في الرد على الرافضة
تأليف الإمام المجدّد
محمد بن عبدالوهاب
مع ملحق
الآيات المحرّفة عند الرافضة
قرأها وعلّق عليها
محمد مال الله
حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى 1422 هـ
الإهداء
إلى العلماء الأجلاء
سماحة الوالد العلامة فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
وفضيلة العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وفضيلة العلامة شيخ المحدثين الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
راجياً من المولى تبارك وتعالى أن يرحمهم ويجزيهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وأن يجعل قبورهم روضة من رياض الجنة وأن يغفر لهم ويحشرهم مع عباده الصالحين 0وأن يجعل ثواب هذا الجهد المتواضع في ميزان حسناتهم 0
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن إقتفى أثره إلى يوم الدين 0
منذ فترة جاوزت العشر سنين حينما كنت ببغداد تفضل بعض الأفاضل بإهدائي صورة من مخطوطة " الرد على الرافضة " للإمام المجدّد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى وجزاه سبحانه وتعالى عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وذلك بغية تحقيقها والتعليق عليها لتتضح الصورة أمام المخدوعين بالشيعة والتشيع فوعدته بالنظر في الموضوع ، ولكن أمام زحمة الأحداث وعدم توفر فرصة ملائمة لهذا الأمر تم تأجيله إلى أن يهيء المولى تبارك وتعالى فرصة أخرى ، وبعد هذه الفترة الطويلة ألح بعض الأخوة بضرورة تحقيق الرسالة والتعليق عليها لاسيما أن كاتبها من الأئمة الأعلام الذين إنتفعت بدعوته المباركة مشارق الأرض ومغاربها ، فاستخرت الله تعالى وقمت بقراءة الرسالة قراءة(6/1)
فاحصة متأنية فوجدت أن الحاجة تستدعي ضرورة الإسراع بالتحقيق والتعليق لا سيما في ظل الدعوات المتهالكة من أجل التقريب بين المسلمين والرافضة ، وقد سلك الإمام رحمه الله تعالى في بحثه عن الرافضة مسلك الباحث الموضوعي الذي إعتمد في كل جزئية تناولها على مراجع الرافضة وذلك شأن المنصفين ، ولا غرو في ذلك فهو رحمه الله تعالى سلك مسلك أئمة السلف في الرد على المخالفين لا سيما وأن الإمام قد تأثر إلى حد كبير بمنهج الإمامين العظيمين : إبن تيمية وتلميذه إبن القيم رحمهما الله تعالى ، فجاءت كتابته عن الرافضة سديدة وموثقة ، وقد شرعت بالتعليق على الرسالة في الخامس عشر من شهر ربيع الأول عام ألف وأربعمائة وواحد عشرين وإنتهيت منها بفضل الله تعالى في العشرين من ذي الحجة من نفس العام فلله تعالى الحمد والمنة ، وعملي ينحصر في التعليق على بعض المواضع المهمة في الرسالة أو المطالب التي أعتقد أنها بحاجة إلى مزيد من الإيضاح ، وإعتمدت على النسخة التي حققها فضيلة الأستاذ الدكتور ناصر بن سعد الرشيد جزاه الله خيراً على إخراج رسالة الإمام رحمه الله تعالى وقد استفدت كثيراً من تعليقاته على الرسالة ، وربما يعترض بعض القراء على إثقال الهوامش بالتعليقات ، والحقيقة أن ذلك مرده ضرورة البيان والتفصيل لا المباهاة وتسويد الصفحات والله تعالى أعلم بالنيات0 ولتمام الفائدة ألحقت بهذه الرسالة ملحقاً ذكرت فيه الآيات المحرّفة عند الرافضة من واقع مراجعهم لئلا يتبجح أحد أن الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى افترى على الرافضة بدعوى تحريف القرآن ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين 0
أبو عبدالرحمن
محمد مال الله
22/12/1421هـ
لمحات من حياة الإمام محمد بن عبدالوهاب
ودعوته المباركة()
الدعوة السلفية رائدة الحركات الإسلامية التي ظهرت ابان عهود التخلف والجمود الفكري في العالم الإسلامي تدعو إلى العودة بالعقيدة الإسلامية إلى(6/2)
أصولها الصافية وتلح على تنقية مفهوم التوحيد مما علق به من أنواع الشرك 0
ومن أئمة الدعوة السلفية الإمام المجدّد الشيخ محمد بن عبدالوهاب (1115- 1206هـ ) ولد ببلدة العيينة القريبة من الرياض ، وتلقى علومه على والده دارساً شيئاً من الفقه الحنبلي والتفسير والحديث حافظاً للقرآن الكريم وعمره عشر سنين0
ذهب إلى مكة حاجاً ثم سار إلى المدينة المنورة ليتزود بالعلم الشرعي وفيها التقى بشيخه محمد حياة السندي ( ت 1165هـ ) صاحب الحاشية على صحيح البخاري وكان تأثره به عظيماً 0
عاد إلى العيينة ثم توجه إلى العراق عام 1136هـ ليزور البصرة وبغداد والموصل ، وفي كل مدينة منها كان يتلقى بالمشايخ والعلماء ويأخذ عنهم 0
غادر البصرة إلى الإحساء ثم إلى حريملاء حيث إنتقل اليها والده الذي يعمل قاضياً وفيها بدأ ينشر الدعوة إلى التوحيد جاهراً بها وذلك سنة 1143 هـ ، لكنه ما لبث أن غادرها بسبب تآمر نفر من أهلها عليه لقتله 0
توجه إلى العيينة وعرض دعوته على أميرها " عثمان بن معمر " الذي قام معه بهدم القبور والقباب وأعانه على رجم امرأة زانية جاءته معترفة بذلك 0
توجه إلى الدرعية مقر إمارة آل سعود ونزل ضيفاً على محمد بن سويلم العريني عام 1158هـ حيث أقبل عليه التلاميذ وأكرموه 0
الأمير محمد بن سعود الذي حكم الفترة 1139 - 1179 هـ علم بمقدم الشيخ فجاءه مرحباً به وعاهده على حمايته وتأييده 0
مضى الأمير والشيخ في نشر الدعوة في ربوع نجد ، ولما توفي الأمير خلفه إبنه عبدالعزيز بن محمد ليتابع مناصرة الدعوة مع الشيخ الذي توفاه الله بالدرعية ودفن فيها 0
ويمكننا تلخيص السمات الفكرية والعقائدية لهذه الدعوة المبارة بالآتي :
كان الشيخ المؤسس حنبلي المذهب في دراسته لكنه لم يكن يلتزم ذلك في فتواه إذا ترجّح لديه الدليل فيما يخالفه ، وعليه فإن الدعوة السلفية إتسمت بأنها لا مذهبية في أصولها حنبلية في فروعها 0
دعت إلى فتح الإجتهاد بعد أن(6/3)
ظل مغلقاً منذ سقوط بغداد 656هـ 0
أكدت على ضرورة الرجوع إلى الكتاب والسنة وعدم قبول أي أمر في العقيدة ما لم يستند إلى دليل مباشر 0
إعتمدت منهج أهل السنة والجماعة في فهم الدليل والبناء عليه 0
دعت إلى تنقية مفهوم التوحيد مطالبة المسلمين بالرجوع به إلى ما كان عليه المسلمون في الصدر الأول للإسلام 0
لقد عملت هذه الدعوةعلى إيقاظ الأمة الإسلامية فكرياً بعد أن رانت عليها سجف من التخلف والخمول والتقليد الأعمى 0
العناية بتعليم العامة وتفتيح أذهان المثقفين منهم ولفت أنظارهم إلى البحث والدليل ودعوتهم إلى التنقيب في بطون أمهات الكتب والمراجع قبل قبول أية فكرة فضلاً عن تطبيقها 0
للشيخ مصنفات كثيرة أهمها ( كتب التوحيد فيما يجب من حق الله على العبيد ) ( كتاب الإيمان ) ( كشف الشبهات ) آداب المشي إلى الصلاة ) وقد أحسن القائمون على جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض حينما أهدوا إلى المسلمين عامة " مجموعة مؤلفات الإمام بن عبدالوهاب " ونتمنى على القائمين على الجامعة بأن يعيدوا طباعة مجموعة مؤلفات الإمام مع الإهتمام بالتحقيق اللائق بتلك الأسفار العظيمة 0
لقد ترسم الشيح رحمه الله تعالى في دعوته أعلاماً ثلاثة استن طريقتهم وهم الإمام أحمد وإبن تيمية وإبن قيم الجوزية رحمهم الله تعالى وغفر لهم ، وكانت دعوته صدى لأفكارهم وترجمة لأهدافهم في واقع عملي 0
رحم الله الإمام محمد بن عبدالوهاب وجزاه الله تعالى عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وأن يوفق علمائنا المعاصرين بالعمل على نشر دعوته المباركة لينتفع بها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها 0
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعلنا من أهل السنة والصلاة والسلام على عبده الذي اكمل علينا به المنة وعلى آله وأصحابه الذين حبهم وإتباع آثارهم أقوى جنّة ، أما بعد :
فهذا مختصر مفيد() للشيخ محمد بن عبد الوهاب تغمده الله بالرحمة والرضوان في(6/4)
بعض الرافضة الذين رفضوا سنة حبيب الرحمن ، واتبعوا في غالب أمورهم خطوات الشيطان فضلوا وأضلوا عن كثير من موجبات الإيمان بالله وسعوا في البلاد بالفساد والطغيان يتولون أهل النيران ويعادون أصحاب الجنان ، نسأل الله العفو عن الافتتان من قبائحهم .
مطلب الوصية بالخلافة
إن مفيدهم() قال في كتابه روضة الواعظين() : " إن الله أنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد توجهه إلى المدينة في الطريق في حجة الوداع فقال : يا محمد إن الله تعالى يقرئك السلام ويقول لك : إنصب علياً للإمامة ونبّه أمتك على خلافته 0 فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا أخي جبريل إن الله بغّض أصحابي لعلي ، إني أخاف منهم أن يجتمعوا على إضراري فاستعف لي ربي 0فصعد جبريل وعرض جوابه على الله تعالى 0 فأنزله الله تعالى مرة أخرى 0 وقال النبي صلى الله عليه وسلم مثلما قال أولاً0 فاستعفى النبي صلى الله عليه وسلم كما في المرة الأولى 0 ثم صعد جبريل فكرّر جواب النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمره الله تكرير نزوله معاتباً له مشدّداً عليه بقوله : ) يا أيها الرسول بلّغ ما أُنزل اليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ( فجمع أصحابه وقال : يا أيها الناس إن علياً أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين ، ليس لأحد أن يكون خليفة بعدي سواه ، من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه 0 انتهى 0
فانظر أيها المؤمن إلى حديث هؤلاء الكذبة الذي يدل على إختلاقه ركاكة ألفاظه وبطلان أغراضه ولا يصح منه إلا من كنت مولاه ، ومن إعتقد منهم صحة هذا فقد هلك ، إذ فيه إتهام المعصوم قطعاً من المخالفة بعدم إمتثال أمر ربه إبتداءاً وهو نقص ، ونقص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كفر () ، وأن الله تعالى اختار لصحبته من يبغض أجلّ أهل بيته ، وفي ذلك ازدراء بالنبي صلى الله عليه وسلم ومخالفة لما مدح الله به رسوله وأصحابه من أجل المدح، قال الله تعالى :) محمد رسول(6/5)
الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار ، وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيما()( وإعتقاد ما يخالف كتاب الله والحديث المتواتر كفر ، وأنه صلى الله عليه وسلم خاف إضرار الناس وقد قال الله تعالى : ) والله يعصمك من الناس ()( قبل ذلك كما هو معلوم بديهة وإعتقد عدم توكله على ربه فيما وعده نقص ، ونقصه كفر وإن فيه كذباً على الله تعالى ) ومن أظلم ممن إفترى على الله كذباً( وكذباً على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن إستحل ذلك فقد كفر ، ومن يستحل ذلك فقد نفسق، وليس في قوله : من كنت مولاه ، أن النص على خلافته متصله ، ولو كان نصاً لادّعاها علي رضي الله عنه لأنه أعلم بالمراد، ودعوى إدّعائها باطل ضرورة ، ودعوى علمه يكون نصاً على خلافته وترك إدعائها تقية أبطل من أن يبطل 0
وما أقبح ملة قوم يرمون إمامهم بالجُبن والخور والضعف في الدين مع أنه أشجع الناس وأقواهم0
مطلب إنكار خلافة الخلفاء
ومنها إنكارهم صحة خلافة الصدّيق رضي الله عنه()،وإنكارها يستل تفسيق من بايعه واعتقد خلافته حقاً ، وقد بايعه الصحابة رضي الله عنهم حتى أهل البيت كعلي رضي الله عنه ، وقد اعتقدها حقاً جمهور الأمة ، واعتقاد تفسيقهم يخالف قوله تعالى :) كنتم خير أمة أُخرجت للناس()( إذ أي خير في أمة يخالف أصحاب نبيها إياه ويظلمون أهل بيته بغصب أجلّ المناصب ويؤذونه بإيذائهم ويعتقد جمهورها الباطل حقاً ) سبحانك هذا بهتان عظيم (0 ومن إعتقد ما يخالف كتاب الله فقد كفر ، والأحاديث في صحة خلافة الصدّيق وإجماع الصحابة وجمهور الأمة على الحق أكثر من أن تُحصر ، ومن نسب جمهور أصحابه صلى الله عليه وسلم إلى الفسق والظلم ، وجعل(6/6)
إجتماعهم على الباطل فقد إزدرى بالنبي صلى الله عليه وسلم وإزدراؤه كفره ، ما أضيع صنيع قوم يعتقدون في جمهور() النبي صلى الله عليه وسلم الفسق والعصيان والطغيان ، مع أن بديهة العقل تدل على أن الله تعالى لا يختار لصحبة صفيّه ونصرة دينه إلا الأصفياء من خلقه ، والنقل المتواتر يؤيد ذلك - فلو كان في هؤلاء القوم خير لما تكلموا في صحب النبي صلى الله عليه وسلم وأنصار دينه إلا بخير ، لكن الله أشقاهم فخذلهم بالتكلم في أنصار الدين كل ميسر لما خلق له 0عن علي رضي الله عنه قال: دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : يا رسول الله استخلف علينا 0 قال : إن يعلم الله فيكم خيراً يول عليكم خيركم 0 فقال علي رضي الله عنه : فعلم الله فينا خيراً فولّى علينا خيرنا أبا بكر رضي الله عنه 0 رواه الدار قطني() 0
وهذا أقوى حجة على من يدّعي موالاة() علي رضي الله عنه، وعن جُبير بن مطعم قال : " أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمرها أن ترجع اليه ، فقالت : إن جئت ولم أجدك - كأنها تقول الموت - ، قال : إن لم تجديني فأتي أبا بكر" رواه البخاري ومسلم() 0
وعن إبن عباس رضي الله عنه قال : جاءت إمرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله شيئاً ، فقال : تعودين ، فقالت : يا رسول الله إن عدت فلم أجدك - تعرض بالموت - ، فقال : إن جئت فلم تجديني فأتي أبا بكر فإنه الخليفة بعدي " رواه إبن عساكر()0
وعن إبن عمر رضي الله عنهما قال :" سمعت رسول الله يقول : يكون خلفي إثنا عشر خليفة ، أبو بكر لا يلبث إلا قليلا " رواه البغوي بسند حسن() 0
وعن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إقتدوا بالذين بعدي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما " رواه أحمد والترمذي وحسنه إبن ماجة والحاكم وصححه ورواه الطبراني عن أبي الدرداء والحاكم عن إبن مسعود() 0
وعن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني(6/7)
لا أدري بقائي فيكم ، فاقتدوا بالذين بعدي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، وتمسكوا بهدي عمار وما حدثكم إبن مسعود فصدقوه " رواه أحمد وغيره() 0
وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وإهتدوا بهدي عمار وتمسكوا بعهد إبن مسعود " رواه إبن عدي() 0وعنه: بعثني بنو المصطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أسأله إلى من ندفع صدقاتنا بعدك 0 فقال : إلى أبي بكر 0 رواه الحاكم وصححه() 0 وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه إدعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتاباً فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل : أنا أولى ، ويأبى الله إلا أبابكر0 رواه مسلم وأحمد()0 وهذا الحديث يُخرج من يأبى خلافة الصديق عن المؤمنين 0 عن علي رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :" سألت الله أن يقدمك ثلاثاً فأبى الله إلا تقديم أبي بكر " وفي رواية زيادة " ولكني خاتم الأنبياء وأنت خاتم الخلفاء" رواه الدار قطني والخطيب وإبن عساكر() 0 وعن سفينة قال : لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وضع في البناء حجراً وقال لأبي بكر : ضع حجرك إلى جنب حجري 0 ثم قال لعمر : ضع حجرك إلى جنب حجر أبي بكر 0 ثم قال : هؤلاء الخلفاء بعدي " رواه إبن حبان ، قال أبو زرعة : إسناده قوي لا بأس به ، والحاكم وصححه والبيهقي() 0
روي في تفسير قوله تعالى ) وإذ أسرّ النبي إلى بعض أزواجه()( الإخبار بخلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما() قيل يشير إلى خلافة الصديق رضي الله عنه قوله تعالى ) ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم أصحاب النار هم فيها خالدون()( لأنه هو الذي جاهد أهل الردة 0 قوله تعالى ) قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أُولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون( الآية () لأنه هو الذي(6/8)
باشر قتال بني حنيفة الذين كانوا من أشد الناس حين إرتدوا ، وقوله تعالى ) وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم()( وقد مكن الإسلام بأبي بكر وعمر فكانا خليفتين حقين لوجود صدق وعد الله وما صح من قوله صلى الله عليه وسلم " الخلافة بعدي ثلاثون "() وفي بعض الروايات " خلافة رحمة" ، وفي بعضها " خلافة النبوة() " وما صح من أمره صلى الله عليه وسلم أبا بكر في مرض موته بإمامة الناس()وهذا التقديم من أقوى إمارات حقيقة خلافة الصديق وبه إستدل أجلاء الصحابة كعمر وأبي عبيدة وعلي رضي الله عنهم أجمعين ، فهذه وما شاكلها تسوّد وجوه الرافضة والفسقة المنكرين خلافة الصديق رضي الله عنه 0
مطلب دعواهم إرتداد الصحابة رضي الله عنهم
منها أنه روى الكشي() منهم وهو عندهم أعرفهم بحال الرجال وأوثقهم في رجاله وغيره عن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه وحاشاه من ذلك أنه قال : " لما مات النبي صلى الله عليه وسلم ارتد الصحابة كلهم إلا أربعة : المقداد و حذيفة وسلمان وأبو ذر رضي الله عنهم 0 فقيل له : كيف حال عمار بن ياسر ؟0 قال : حاص حيصة ثم رجع " هذا العموم المؤكد يقتضي إرتداد علي وأهل البيت ، وهم لا يقولون بذلك ، وهذا هدم لأساس الدين لأن أساسه القرآن والحديث ، فإذا فرض إرتداد من أخذ من النبي صلى الله عليه وسلم إلا النفر الذين لا يبلغ خبرهم التواتر وقع الشك في القرآن والأحاديث ، نعوذ بالله من إعتقاد يُوجب هدم الدين 0 وقد إتخذ الملاحدة كلام هؤلاء الرافضة حجة لهم فقالوا : كيف يقول الله تعالى ) كنتم خير أمة أُخرجت للناس ( وقد ارتدوا بعد وفاة نبيهم إلا نحو خمسة أو ستة أنفس منهم لامتناعهم من تقديم أبي بكر على علي وهو الموصى به 0
فانظر إلى كلام هذا الملحد تجده من كلام الرافضة ، فهؤلاء أشد ضرراً على الدين من اليهود والنصارى ، وفي هذه الهفوة(6/9)
الفساد من وجوه: فإنها تُوجب إبطال الدين والشك فيه ، وتجوّز كتمان ما عُورض به القرآن ، وتجوّز تغيير القرآن ، وتخالف قوله تعالى ) رضي الله عن المؤمنين(() وقوله تعالى ) رضي الله عنهم ورضوا عنه ( () وقوله في من آمن قبل الفتح وبعده ) وكلاً وعد الله الحسنى (() وقوله في حق المهاجرين والأنصار ) أولئك هم الصادقون ( () )وأولئك هم المفلحون(() وقوله ) وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونا شهداء على الناس()( وقوله ) كنتم خير أمة أُخرجت للناس ()( وغير ذلك من الآيات والأحاديث الناصة على أفضلية الصحابة وإستقامتهم على الدين ، ومن إعتقد ما يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فقد كفر ، ما أشنع مذهب قوم يعتقدون إرتداد من إختاره الله لصحبة رسوله ونصرة دينه 0
مطلب دعواهم نقص القرآن
ومنها ما ذكروه في كتبهم الحديثية والكلامية أن عثمان رضي الله عنه نقص من القرآن() ، فإنه كان في سورة " ألم نشرح " بعد قوله تعالى ) ورفعنا لك ذكرك ( وعلياً صهرك() ، فأسقطها بحسد إشتراك الصهرية()، قالوا وكانت سورة الأحزاب مقدار سورة الأنعام ، فأسقط عثمان منها ما كان في فضل القربى 0 قيل أظهروا في هذه الأزمنة سورتين يزعمون أنهما من القرآن الذي أخفاه عثمان كل سورة مقدار جزء وألحقوهما بآخر المصحف ، سموا إحداهما سورة النورين وأخرى سورة الولاء() 0
يلزم من هذا تكفير الصحابة حتى علي حيث رضوا بذلك فهي كالتي قبلها في المفاسد وتكذيب قوله تعالى : ) لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد (() وقوله ) إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون( () ومن اعتقد عدم صحة حفظه من الإسقاط واعتقد ما ليس منه فقد كفر() ، ويلزم من هذا رفع الوثوق بالقرآن كله ، وهو يؤدي إلى هدم الدين ، ويلزمهم عدم الإستدلال به والتعبد بتلاوته إحتمال التبدّل ، ما أخبث قول قوم يدهم دينهم ، روى البخارى أنه قال إبن عباس ومحمد بن الحنفية : "ما ترك(6/10)
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما بين الدفتين() " 0
مطلب السب
ومنها إيجابهم سب الصحابة لاسيما الخلفاء الثلاثة نعوذ بالله ، رووا في كتبهم المعتبرة عندهم عن رجل من أتباع هشام الأحول أنه قال : كنت يوماً عند أبي عبد الله جعفر بن محمد فجاءه رجل خياط من شيعته وبيده قميصان ، فقال : يا ابن رسول الله خطت أحدهما وبكل غرزة إبرة وحدت الله الأكبر وبكل غرزة لعن الأبعد أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - ثم نذرت لك ما أحببته لكمنهما فما تحبه خذه وما لا تحبه رده 0 فقال الصادق :أحب ما تم بلعن أبي بكر وعمر واردد اليك الذي خيط بذكر الله الأكبر() 0
فانظر إلى هؤلاء الكذبة الفسقة ماذا ينسبون إلى أهل البيت من القبائح حاشاهم ، قال الله تعالى : ) وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ()( فإذا لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطاً فمن يكون غيرهم ؟ 0
وقال تعالى :) كنتم خير أمة أخرجت للناس ()( فإذا لم يكن أصحابه من خيرهم فمن يكون سواهم ؟ 0 وقال : ) والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين إتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدّ لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم () ( 0 ومن سب من رضي الله عنه فقد حارب الله ورسوله ، وقال :) لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة() ( وكيف يسب من رضي عنه مولاه واصطفاه ، وقال تعالى : ) محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود() ( كيف يجوز سب من يمدحه ربه 0وقال تعالى : ) لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى()( ومن وعده سيده الجنة كيف يسب ؟0 وقال تعالى : )للفقراء الذين أُخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضوانا وينصرون الله(6/11)
ورسوله أولئك هم الصادقون()( وقال في الأنصار :) فأولئك هم المفلحون()( 0 والقرآن مشحون من مدح الصحابة رضي الله عنهم فمن سبهم فقد خالف ما أمر الله من إكرامهم ومن إعتقد السوء فيهم كلهم أو جمهورهم فقد كذّب الله تعالى فيما أخبر من كمالهم وفضائلهم ومكذّبه كافر 0 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " النجوم أمنة السماء ، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما تُوعد ، وأنا أمنة لأصحابي ، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون ، وأصحابي أمنة لأمتي ، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يُوعدون " رواه مسلم () 0
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير أمتي قرني ثم الثاني ثم الثالث ، وخير أمتي أولها وآخرها وفي وسطها الكدر" رواه الحاكم والترمذي () ، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أن الله يفتح على الناس ببركة الصحابة ، وعن أبي سعيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهباً ما أدرك مدّ أحدهم أو نصيفه " رواه مسلم وغيره()0وعن عمر رضي الله عنه يقول : " لا تنسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عمره " رواه إبن ماجة() 0وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لعل الله اطلّع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم قد وجبت لكم الجنة أوقد غفرت لكم " 0وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا يدخل النار من حضر الحديبية إن شاء الله () "، وقد روي بطرق إسناد بعضها رجال الصحيح غير واحد وهو ثقة قال : " لا تسبوا أصحابي لعن الله من سب أصحابي "() ، وقد روي بأسانيد بعضها حسن عن ابن عباس قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده علي رضي الله عنه " يا علي سيكون في أمتي قوم ينتحلون حب أهل البيت لهم نبز يسمون الرافضة قاتلوهم فإنهم مشركون "() وقد تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على كمال الصحابة رضي الله عنهم خصوصاً الخلفاء الراشدين ،(6/12)
فإن ما ذكر في مدح كل واحد مشهور بل متواتر لأن نقلة ذلك أقوام يستحيل تواطؤهم على الكذب ويفيد مجموع أخبارهم العلم اليقيني بكمال الصحابة وفضل الخلفاء 0
فإذا عرفت أن آيات القرآن تكاثرت في فضلهم والأحاديث المتواترة بمجموعها ناصّة على كمالهم فمن اعتقد فسقهم أو فسق مجموعهم وإرتدادهم وإرتداد وعظمهم عن الدين أو اعتقد سبهم وإباحته أو سبهم مع إعتقاد حقية سبهم أو حلّيته فقد كفر بالله تعالى ورسوله فيما أخبر من فضائلهم وكمالاتهم المستلزمة لبراءتهم عما يوجب الفسق والإرتداد وحقية السب وإباحته ومن كذبهما فيما ثبت قطعاً صدوره فقد كفر ، والجهل بالمتواتر القاطع ليس بعذر وتأويله وصرفه من غير دليل معتبر غير مفيد كمن أنكر فرضية الصلوات الخمس جهلاً لفرضيتها فإنه بهذا الجهل يصير كافراً وكذا لو أوّلها على غير المعنى الذي نعرفه فقد كفر لأن العلم الحاصل من نصوص القرآن والأحاديث الدالة على فضهلم قطعي ، ومن خصّ بعضهم بالسب فإن كان ممن تواتر النقل في فضله وكماله كالخلفاء فإن اعتقد حقية سبه أو إباحته فقد كفر لتكذيبه ما ثبت قطعاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكذبه كافر ، وإن سبّه من غير إعتقاد حقية سبه أو إباحته فقد تفسّق لأن سباب المسلم فسوق ، وقد حكم بعض فيمن سب الشيخين بالكفر مطلقاً والله أعلم ، وإن كان ممن لم يتواتر النقل في فضله وكماله فالظاهر أن سابه فاسق إلا أن يسبه من حيث صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن ذلك كفر ، وغالب هؤلاء الرافضة الذين يسبون الصحابة لا سيما الخلفاء يعتقدون حقية سبهم أو إباحته بل وجوبه لأنهم يتقربون بذلك إلى الله تعالى حيث يرون ذلك من أجلّ أمور دينهم كما نقل عنهم () ما أضل عقول قوم يتقربون إلى الله تعالى بما يوجب لهم خسران الدين والله الحافظ 0
هذا وإني لا أعتقد كفر من كان عند الله مسلماً ولا إسلام من كان عنده كافراً بل أعتقد من كان عنده كافراً كافراً ، وما صح عن(6/13)
العلماء من أنه لا يكفر أهل القبلة فمحمول على من لم يكن بدعته مكفرة لأنهم اتفقت كلمتهم على تكفير من كانت بدعته مكفرة ، ولا شك أن تكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه قطعاً كفر ، والجهل في مثل ذلك ليس بعذر والله أعلم 0
مطلب التقية
ومنها إيجابهم التقية ، ورووا عن الصادق رضي الله عنه : " التقية ديني ودين آبائي"() حاشاه من ذلك 0 وفسّر بعضهم قوله تعالى :) إن أكرمكم عند الله أتقاكم ( أكثركم تقية وأشدكم خوفاً من الناس () وقد قال صلى الله عليه وسلم : " من فسّر القرآن برأيه فقد كفر " () ونقل علماؤهم عن أحد ثقاتهم أنه قال : " إن جعفر الصادق رضي الله عنه نام ليلة عندنا في خلوته الخاصة ، ولم يكن عنده إلا من نشك في تشيعه ، فقام للتهجد فتوضأ ماسحاً أُذنيه غاسلاً رجليه وصلّى ساجداً على اللبد عاقداً يديه ، فكنا نقول لعل الحق ذلك ، حتى سمعنا صيحة ، فرأينا رجلاً ألقى بنفسه يقبلهما ويبكي ويعتذر ، فسئل عن حاله فقال : كان الخليفة وأركان دولته يشكّون فيك وأنا كنت من جملتهم فتهدت بالفحص عن مذهبك وقد انتهزت الفرصة مدة مديدة حتى ظفرت هذه الليلة بأن دخلت الدار واختفيت ولم يطلع علّي أحد ، فالحمد الذي أذهب ذلك عني وحسُن إعتقادي يا إبن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يبقني على سوء ظني ، قال الشيخ : فعلمنا أن الله لا يُخفي عن المعصوم شيئاً وعلمنا أن هذه كانت تقية منه 00 انتهى 0
والمفهوم من كلامهم أن معنى التقية عندهم كتمان الحق أو ترك اللازم أو إرتكاب المنهي خوفاً من الناس ، والله أعلم 0فانظر إلى جهل هؤلاء الكذبة ، وبنوا على هذه التقية المشئومة كتم علي نص خلافته ومبايعة الخلفاء الثلاثة وعدم تخليص حق فاطمة رضي الله عنها من إرثها على زعمهم وعدم التعرّض لعمر حين إغتصب بنته من فاطمة() وغير ذلك ، قالوا فعل ذلك تقية قبحهم الله ، وقد وردت نصوص كثيرة عن علي وأهل بيته دالة على براءتهم عنها(6/14)
وإنما إفتراها عليهم الرافضة لترويج مذهبهم الباطل ، وهذا يقتضي عدم الوثوق بأقوال أئمة أهل البيت وأفعالهم لإحتمال أنهم قالوها أو فعلوها تقية ، وإن أرادوا بقوله " ودين آبائي " النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده ، فقد جوّزوا عليه عدم تبليغ ما أمره الله تبليغه خوفاً من الناس ، ومخالفة أمر الله في أقواله وأفعاله خوفاً منهم ويلزم من هذا عدم الوثوق بنبوته ، حاشاه عن ذلك ، ومن جوّز عليه ذلك فقد نقصه ، ونقص الأنبياء كفر ، ما أشنع قول قوم يلزم منه نقص أئمتهم المبرئين من ذلك 0
مطلب سبهم عائشة رضي الله عنها المبرأة
ومنها نسبتهم الصديقة الطيبة المبرأة عما يقولون إلى الفاحشة () وقد شاع في هذه الأزمنة بينهم ذلك كما نقل عنهم ، قال تعالى : ) إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما إكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب أليم لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا إفك مبين لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإن لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رءوف رحيم 0 يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبداً ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم()( وقال تعالى : ) إن(6/15)
الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرأون مما يقولون لهم معفرة ورزق كريم ()( 0
وقد روى عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري وإبن جرير وإبن المنذر وإبن أبي حاتم وإبن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن عائشة رضي الله عنها أنها المبرأة من هذه الآيات0 وروى سعيد ابن منصور وأحمد والبخاري وابن المنذر وإبن مردويه عن أم رومان رضي الله عنها ما يدل أن عائشة رضي الله عنها هي المبرأة المقصودة بهذه الآيات ، وروى البزار وإبن مردويه بسند حسن عن أبي هريرة ما يوافق ما تقدم ، وروى ابن مردويه والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنه مثلما سبق ، وروى الطبراني وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما ما يطابق السابق ، وروى ابن مردويه والطبراني عن أبي إياس الأنصاري ما يوافق ما تقدم ، وروى ابن أبي حاتم والطبراني عن سعيد بن جبير ما يوافق ما تقدم ، وروى الطبراني عن الحكم بن عتيبة مثل ذلك ، وروى عن عبد الله بن الزبير ما يوافقه ، وروى عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة ابن وقاص وعبد الله ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود وعمرة بنت عبد الرحمن وعبد الله بن أبي بكر بن حزم وسلمة بن عبد الرحمن بن عوف والقاسم ابن محمد بن أبي بكر والأسود بن يزيد وعباد بن عبد الله ابن الزبير ومقسم مولى ابن عباس وغيرهم عن عائشة رضي الله عنها مثله () ، وكونها هي المبرأة المرادة من الآيات مشهور بل متواتر ، فإذا عرفت هذا فاعلم أنه من قذفها بالفاحشة مع إعتقاده أنها زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنها بقيت في عصمته بعد هذه الفاحشة فقد جاء بكذب ظاهر واكتسب الإثم واستحق العذاب وظن بالمؤمنين سوءاً وهو(6/16)
كاذب وأتى بأمر ظنه هيناً وهو عند الله عظيم ، وإتهم أهل بيت النبوة بالسوء ومن هذا الإتهام يلزم نقص النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن نقصه فكأنما نقص الله ، ومن نقص الله ورسوله فقد كفر وهو بفعله هذا خارج عن أهل الإيمان ومتبع لخطوات الشيطان وملعون في الدنيا والآخرة ومكذّب الله في قوله تعالى : ) والطيبات للطيبين ( الآية 0 ومن كذّب الله فقد كفر ، ومن قذفها مع زعمه أنها لم تكن زوجته أو لم تبق في عصمته بعد هذه الفاحشة فإن قلنا : إنه ثبت قطعاً أنها هي المرادة بهذه الآيات وهوالظاهر يلزم من قذفها ما تقدم من القبائح ، والحاصل أن قذفها كيفما كان يُوجب تكذيب الله تعالى في إخباره عن تبرئتها عما يقول القاذف فيها ، وقد قال بعض المحققين من السادة : " وأما قذفها الآن فهو كفر وإرتداد ولا يكتفي فيه بالجلد لأنه تكذيب لسبع عشرة آية من كتب الله كما مر فيُقتل ردة وإنما اكتفى صلى الله عليه وسلم بجلدهم أي من تحذفها في زمنه مرة أو مرتين لأن القرآن ما كان أنزل في أمرها فلم يكذبوا القرآن وأما الآن فهو تكذيب للقرآن ، أما نتأمل في قوله تعالى : ) يعظكم الله أن تعودوا لمثله ( الآية ، ومكذّب القرآن كافر فليس له إلا السيف وضرب العنق " انتهى 0 ولا يخالف هذا قوله :) ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا( الآية () لأنه روى عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وإبن أبي الدنيا في الصمت وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه من طرق ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى : ) فخانتاهما ( : أما خيانة امرأة نوح فكانت تقول للناس إنه مجنون وأما خيانة امرأة لوط فكانت تدل على الضيف فتلك خيانتهما () ، وروى ابن عساكر عن أشرس يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما بغت امرأة نبي قط "() وروى إبن جرير عن مجاهد :" لا ينبغي(6/17)
لامرأة كانت تحت نبي أن تفجر"() ومن يقذف الطاهرة الطيبة أم المؤمنين زوجة رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة كما صح ذلك عنه فهو من ضرب عبد الله بن أبي سلول رأس المنافقين ولسان حال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يا معشر المسلمين من يعذرني فيمن آذاني في أهلي " () ) إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما إكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا(() فأين أنصار دينه ليقولوا نحن نعذرك يارسول الله فيقومون بسيوفهم إلى هؤلاء الأشقياء الذين يكذّبون الله ورسوله ويؤذونهما والمؤمنين فيبيدونهم ويتقربون بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويستوجبون بذلك شفاعتهم ، اللهم إنا نبرأ اليك من قول هؤلاء المطرودين 0
مطلب تكفير من حارب علياً
ومنها تكفير من حارب علياً رضي الله عنه() ، مرادهم بذلك عائشة وطلحة والزبير وأصحابهم ومعاوية وأصحابه ، وقد تواتر منه صلى الله عليه وسلم ما يدل على إيمان هؤلاء وكون بعضهم مبشراً بالجنة ، وفي تكفيرهم تكذيب لذلك فإن لم يصيروا كفرة بهذا التكذيب فلا شك أنهم يصيرون فسقة وذلك يكفي في خسارتهم في تجارتهم 0
مطلب إستهانتهم بأسماء الصحابة
ومنها إستهانتهم بأسماء الصحابة ولاسيما العشرة وقد تواتر عنه صلى الله عليه وسلم ما يدل على وجوب تعظيمهم وإكرامهم ، وقد أرشد الله تعالى إلى ذلك في مواضع من كتابه ، ويلزم من إهانة هؤلاء إياهم إستخفافهم لذلك عندهم ، ومن إعتقد منهم ما يُوجب إهانتهم فقد كذّب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر من وجوب إكرامهم وتعظيمهم ، ومن كذّبه فيما ثبت عنه قطعاً فقد كفر 0
ومن عجب أنهم يتجنبون التسمية بأسماء الأصحاب ويسمون بأسماء الكلاب فما أبعدهم عن الصواب وأشبههم بأهل الضلال والعقاب 0
مطلب إنحصار الخلافة في إثني عشر
ومنها دعواهم إنحصار الخلافة(6/18)
في إثني عشر فإنهم كلهم بالنص والابصار عمن قبله () وهذه دعوى بلا دليل مشتملة على كذب فبطلانها أظهر من أن يبين ويتوسلون بها إلى بطلان خلافة من سواهم ، في ذلك تكذيب لنصوص واردة في خلافة الخلفاء الراشدين وخلافة قريش 0
مطلب العصمة
ومنها إيجابهم العصمة للإثني عشر بناء على أن العصمة عندهم شرط في الإمامة وبطلان هذا أظهر ويلزم من إعتقادهم هذا مشاركة الأئمة الإثني عشر الأنبياء في وصف العصمة ، فإن قلنا : إنها مخصوصة بهم لا يوجد في غيرهم أو لا تلزم لغيرهم فإثباتها للأئمة جرم جسيم ، قال في التجريد() :" الإمام لطف فيجب نصبه على الله تحصيلاً للغرض " 0 قال شارحه () " : اختلفوا في أن الإمام هل يجب أن يكون معصوماً أم لا ، فذهبت الإمامية والإسماعيلية إلى وجوبه والباقون بخلافه " ثم قال في المتن وإمتناع التسلسل : " يوجب عصمة الإمام إلى آخر ما ذكر والظاهر أن إيجاب العصمة لأئمتهم من اكذابهم وإفترائهم لم يرد به دليل من الكتاب ولا من السنة ولا من الإجماع ولا من القياس الصحيح ولا من العقل السليم قاتلهم الله أنى يؤفكون " 0
مطلب فضل الإمام علي رضي الله عنه
ومنها : أنه قال ابن المطهر الحلي : " اجتمعت الإمامية على أن علياً بعد نبينا أفضل من الأنبياء غير أولي العزم وفي تفضيله عليهم خلاف قال وأنا من المتوقفين في ذلك وكذلك الأئمة من آله() " 0 وقال الطوسي() في تجريده():" وعلي أفضل الصحابة لكثرة جهاده إلى أن قال : وظهور المعجزات عنه وإختصاصه بالقرابة والأخوة ووجوب المحبة والنصرة ومساواة الأنبياء انتهى " وقال الشارح () " ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم :" من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في تقواه وإلى ابراهيم في حلمه وإلى موسى في هيبته وإلى عيسى في عبادته فلينظر إلى علي بن أبي طالب " فإنه أوجب مساواته الأنبياء في صفاتهم انتهى " 0 وفي صحة هذا نظر() ، وبعد فرض صحته لا يوجب المساواة لأن المشاركة في(6/19)
بعض الأوصاف لا تقتضي المساواة كما هو بديهي ، ومن اعتقد في غير الأنبياء كونه أفضل منهم ومساوياً() لهم فقد كفر ، وقد نقل على ذلك الإجماع غير واحد من العلماء ، فأي خير في قوم إعتقادهم يوجب كفرهم 0
مطلب نفي ذرية الحسن رضي الله عنه
ومنها : أن الحسن بن علي لم يعقب وأن عقبه انقرض وأنه لم يبق من نسله المذكور أحد ، وهذا القول شائع فيهم وهم مجمعون عليه ولا يحتاج إلى إثباته كذا قيل ، ومنهم من يدعي أن الجاج مثلهم كلهم وتوصلوا بذلك إلى أن يحصروا الإمامة في أولاد الحسين ، ومنهم في إثني عشر وأن يبطلوا إمامة من قام بالدعوة من آل الحسن مع فضلهم وجلالتهم واتفاقهم بشروط الإمامة ومبايعة الناس لهم وصحة نسبتهم ووفور علمهم بحيث أنهم كلهم بلغوا درجة الإجتهاد المطلق فقاتلهم الله أنى يؤفكون ، انظر إلى هؤلاء الأعداء لآل البيت المؤذين رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاطمة بإنكار نسب من يثبت قطعاً أنه من ذرية الحسن رضي الله عنه وثبوت نسب ذريته متواتر لا يخفى على ذي بصيرة ، وقد عدّ صلى الله عليه وسلم الطعن في الأنساب من أفعال الجاهلية ، وقد ورد ما يدل على أن المهدي من ذرية الحسن رضي الله عنه كما رواه أبو داود وغيره () 0
مطلب خلافهم في خروج غيرهم من النار
ومنها أنه قال الحلي في شرح التجريد() : " اختلف الأئمة في غير الاثنى عشرية من الفرق الإسلامية هل يخرجون من النار ويدخلون الجنة أم يخلدون فيها بأجمعهم قال : والأكثرون على الثاني ، وقال شرذمة بالأول ، وقال ابن نوبخت () : يخرجون من النار ولا يدخلون الجنة بل هم بالأعراف 0 انتهى 0 وهذا مبني على مذهبهم اعتقادهم أهل الجنة كفاراً أوفساقاً مع إعتقادهم أن الفاسق لا يخرج من النار أبداً ، وهذا يستلزم تكذيب ما صح عنه صلى الله عليه وسلم من إخراج عصاة الموحدين من النار وما ورد في فضل السواد الأعظم الذين هم أهل السنة ، وقد صح أن الصحابة وأخيار التابعين مذهب أهل السنة(6/20)
مذهبهم وقولهم ، هذا يُشبه قول أهل الكتاب حيث قالوا : ) لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى (() وكذلك هؤلاء يقولون بأفواههم لن يدخل الجنة إلا من كان رافضياً() انظر كيف يفترون على الكذب بل أفعالهم تقتضي حرمانهم عنها 0
مطلب مخالفتهم أهل السنة
ومنها: أنهم جعلوا مخالفة أهل السنة والجماعة الذين هم على ما ( عليه ) رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أصلاً للنجاة ، فصاروا كلما فعل أهل السنة تركوه ، وإن تركوا شيئاً فعلوه () فخرجوا بذلك عن الدين رأساً ، فإن الشيطان سوّل لهم وأملى لهم ، وإدّعوا بأن هذه المخالفة علامة أنهم الفرقة الناجية ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : " الفرقة الناجية هي السواد الأعظم وما أنا عليه() وأصحابي () " فلينظر إلى الفرق ومعتقداتهم وأعمالهم ، فما وافقت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه هي الفرقة الناجية ، وأهل السنة هم المتبعون لآثاره صلى الله عليه وسلم وآثار أصحابه كما لا يخفى على منصف ينظر بعين الحق ، فهم أحق أن يكونوا الفرقة الناجية ، وآثار النجاة الظاهرة() فيهم لإستقامتهم على الدين من غير تحريف وظهور مذهبهم وشوكتهم في غالب البلاد ووجود العلماء المحققين والمحدثين والأولياء والصالحين فيهم ، وقد نزع الولاية عن الرافضة فما سمع فيهم ولي قط 0
مطلب الرجعة
ومنها : أنه ما قال أضلهم محمد بن بابويه القمي () في عقائده في مبحث الإيمان بالرجعة فإنهم عليهم الصلاة قالوا : من لم يؤمن برجعتنا فليس منا() واليه ذهب جميع علمائهم 0 قالوا : إن النبي صلى الله عليه وسلم وعلياً رضي الله عنه والأئمة الإثني عشر يحيون في آخر الزمان ويحشرون بعد خروج المهدي وبعد قتله الدجال ويُحيى كل من الخلفاء الثلاثة وقتلة الأئمة ، فيقتل النبي صلى الله عليه وسلم الخلفاء حداً والقتلة قصاصاً ويصلبون الظالمين ، ويبتدئون بصلب أبي بكر وعمر على شجرة () فمن قائل قائل يقول : إن تلك تكون رطبة فتجف تلك(6/21)
الشجرة بعد أن صلبا عليها فيضل بذلك خلق كبير من أهل الحق ، ويقولون ظلمناهم، ومن قائل يقول : الشجرة تكون يابسة فتخضر بعد الصلب ويهتدي به جم غفير من محبيهما ، قيل ذكروا في كتبهم أن تلك الشجرة نخلة وأنها تطول حتى يراها أهل المشرق والمغرب وأن الدنيا تبقى بعد ذلك خمسين ألف سنة وقيل مائة وعشرين ألف سنة لكل إمام من الإثني عشر ألف سنة ، وقال بعضهم إلا المهدي فإن له ثمانين ألف سنة ثم يرجع آدم ثم شيث ثم إدريس ثم نواح ثم بقية الأنبياء إلى أن ينتهي إلى المهدي وأن الدنيا غير فانية وأن الآخرة غير آتية كذا نقل عنه والله أعلم 0
فانظر أيها المؤمن إلى سخافة رأي هؤلاء الأغبياء يختلقون ما يرده بديهة العقل وصراحة النقل ، وقولهم هذا مستلزم تكذيب ما ثبت قطعاً في الآيات والأحاديث من عدم رجوع الموتى إلى الدنيا ، فالمجادلة مع هؤلاء الحمر تضيع الوقت ، لو كان لهم عقل لما تكلوا أي (شيء)() يجعلهم مسخرة للصبيان ويمج كلامهم أسماع أهل الإيقان لكن الله سلب عقولهم وخذلهم في الوقيعة ، في خُلّص أوليائه لشقاوة سبقت لهم 0
مطلب زيادتهم في الأذان
ومنها : زيادتهم في الآذان والإقامة والتشهد بعد الشهادتين أن علياً ولي الله ، وهذه بدعة مخالفة للدين لم يرد بها كتاب ولا سنة ولم يكن عليها إجماع ولا فيها قياس صحيح ومخالفة لأهل مذهبهم فردها لا يحتاج اليه 0
مطلب الجمع بين الصلاتين
ومنها : تجويزهم الجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاءين غير عذر() ، وقد روى الترمذي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من جمع بين صلاتين بغير عذر فقد أتى باباً من الكبائر()" ، وقد ورد أن من أشراط الساعة تأخير الصلاة عن وقتها ، وما روي عن إبن عباس رضي الله عنه من الجمع بين العصرين والعشاءين فمؤول بتأخير الأولى إلى آخر وقتها وأداء الأخرى في أول وقتها والله أعلم ، قيل إن سبب جمعهم بين الظهرين والمغربين طول الدهر مع إختيار التأخير فيهما(6/22)
هو أنه ينتظرون القائم المختفي في السرداب () ليقتدوا به فيؤخرون الظهر إلى العصر إلى قريب غروب الشمس فإذا يئسوا من الإمام واصفرت الشمس وصارت بين قرني شيطان نقروا عند ذلك كنقر الديك فصلوا الصلاتين من غير خشوع ولا طمأنينة فرادى من غير جماعة ورجعوا خائبين خاسرين نسأل الله العفو والعافية ، وقد صاروا بذلك وبوقوفهم بالجبل على ذلك السرداب وصياحهم بأن يخرج اليهم أضحوكة لأولى الألباب ولقد أحسن القائل شعراً() :
ما آن للسرداب أن يلد الذي كلمتوه بجهلكم ما آنا
فعلى عقولكم العفاء فإنكم ثلثتم العنقاء والغيلانا
مطلب العصمة
ومنها : إشتراطهم كون الإمام معصوماً وإيجابهم على الله عدم إخلاء الزمان من إمام معصوم وحصر الإمام () المعصومين في إثني عشر () وبطلان هذا وتناقضه وإشتماله على سوء الأدب مع الله أظهر من أن يذكر ، وأبطلوا بهذا القول الباطل الجماعة في الصلاة التي هي من أعلى شعائر الإسلام ، لكنهم ليس لهم نصيب منها فحُرموا هذه الكرامة العلية 0
مطلب المتعة
ومنها : إباحتهم نكاح المتعة() ، بل يجعلونها خيراً من سبعين نكاحاً دائما ، وقد جوّز شيخهم الغالي علي بن العالي أن يتمتع إثنا عشر نفساً في ليلة واحدة بإمرأة واحدة ، وإذا جاءت بولد منهم أقرعوا ، فمن خرجت قرعته كان الولد له ، قلت هذا مثل أنكحة الجاهلية التي أبطلها الشرع كما في الصحيح () وعن علي أنه قال () رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن نكاح المتعة، رواه البخاري ومسلم وغيرهما() 0 وعن سلمة ابن الأكوع رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم أباح نكاح المتعة ثم حرمها ، رواه الشيخان () ، وروى مسلم في صحيحه عن سبرة نحو ذلك() وعن إبن عمر : " نهانا عنها ـ يعني المتعة ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم " رواه الطبراني بإسناد قوي() ، وقد نُقل عن إبن عباس رجوعه عنها () وروى الطبراني عن أبي هريرة رضي الله عنه : " هدم المتعة النكاح والطلاق والعدة والميراث(6/23)
" وإسناده حسن () وعن إبن عباس رضي الله عنه قال : " كانت المتعة في أول الإسلام حتى نزلت هذه الآية ) حرمت عليكم ( وتصديقها من القرآن ) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم ( وما سوى هذا فهو حرام " رواه الطبراني و البيهقي () والحاصل : أن المتعة كانت حلالاً ثم نسخت وحرمت تحريماً مؤبداً ، فمن فعلها فقد فتح على نفسه باب الزنا 0
مطلب النكاح بلا ولي وشهود
ومنها : إباحتهم النكاح بلا ولي ولا شهود وهذا هو الزنا بعينه ، فإن الحلّي منهم : " ولا يشترط في نكاح الرشيدة الولي ولا يشترط الشهود في شيء من الأنكحة ولو تآمرا على الكتمان لم يبطل انتهى"() 0
عن عمران بن حصين أنه صلى الله عليه وسلم قال : " لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل " رواه الشافعي والطبراني والدار قطني والبيهقي () وهذا وإن كان منقطعاً فإن أهل العلم يقولون به ، وعن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا نكاح إلا بولي " رواه أحمد والترمذي وإبن ماجه والحاكم() وقال :وقد صحت الرواية فيه عن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وزينب بنت جحش قال : وفي الباب عن علي أنه قال : " لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل " وابن عباس وغيرهما وسرد تمام ثلاثين صحابياً () وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيما امرأة أنكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل " رواه الشافعي وأحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة وأبوعوانة وإبن حبان والحاكم () وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تنكح المرأة المرأة ولا نفسها إنما الزانية التي تنكح نفسها " وفي لفظ :" التي تنكح نفسها هي الزانية " رواه ابن ماجة والدار قطني() وعن عكرمة بن خالد قال : " جمعت الطريق ركباً فجعلت امرأة منهن ثيب أمرها بيد رجل غير ولي فأنكحها فبلغ ذلك عمر فجلد الناكح والمنكح " رواه الشافعي والدار قطني () وروى الدار(6/24)
قطني عن الشعبي قال : " ما كان أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أشد في النكاح من علي بن أبي طالب كان يضرب فيه " رواه الشافعي والدار قطني () قد روى ابن خيثمة مرفوعاً : " لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل "() وعن أبي هريرة مرفوعاً وموقوفاً: " لا نكاح إلا بأربعة خاطب وولي وشاهدين" () وعن إبن عباس رضي الله عنه قال : " أدنى ما يكون في النكاح أربعة الذي يتزوج والذي يزوّج وشاهدان " رواه ابن أبي شيبة وصححه البيهقي ورواه الدار قطني() وعن عائشة رضي الله عنها نحو ذلك ، وروى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " البغايا اللاتي ينكحن أنفسهن بغير بينه " () وروى مالك عن أبي الزبير أن عمر أتى بنكاح لم يشهد عليه إلا رجل وامرأة قال : " هذا نكاح السر ولا أُجيزه ولو كنت تقدمت فيه لرجمته " () وعن عبد الله بن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أعلنوا النكاح " رواه أحمد والحاكم وصححه () ، قال بعض السادة : وإذا طرق سمعك ما سردنا عليك من الأحاديث فقد ظهر لك بطلان مذهبهم في تجويزهم النكاح بغير ولي ولا شهود والله أعلم 0
مطلب وطء الجارية بالإباحة
ومنها : تجويزهم وطء الجارية للغير بالإباحة ، قال الحلّي : يجوز إباحة الأمة للغير بشرط كون المبيح مالكاً لوقته جائز التصرف وكون الأمة مباحة بالنسبة إلى من أُبيحت له() 0 ويكفي في رد هذا الباطل قوله تعالى ) والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم ()( ومعلوم قطعاً أن وطأها ليس بالنكاح ولا بملك اليمين ، وقوله تعالى ) ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء()( 0
مطلب الجمع بين المرأة وعمتها
ومنها : تجويزهم الجمع بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها () وعلى هذا ما ورد عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تنكح المرأة على عمتها ولا العمة على بنت أخيها ولا المرأة على خالتها والخالة على(6/25)
بنت أخيها ولا تنكح الصغرى على الكبرى ولا الكبرى على الكبرى " رواه البزار()0
وعن إبن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تنكح المرأة على عمتها " بمثل حديث علي ، رواه أحمد وأبو داود والترمذي وإبن حبان وزاد عن إبن عباس " إنكم إذا فعلتم فطعتم أرحامكم "() وروى إبن ماجه عن أبي سعيد نحوه() 0 وروى إبن حبان عن إبن عمر رضي الله عنه نحوه() ، وروى أبو داود والترمذي والنسائي عن أبي هريرة نحو ذلك() ، وروى أحمد والبخاري والترمذي والنسائي عن جابر نحو ذلك() ، وكلها مرفوعة ، ونقل إبن عبد البر الإجماع على حرمة ذلك() وبهذا وأمثاله تعرف أن الرافضة أكثر الناس تركاً لما أمر الله وإتياناً لما حرّمه ، وإن كثيراً منهم ناشئ عن نطفة خبيثة موضوعة في رحم حرام ، ولذا لا ترى منهم إلا الخبيث إعتقاداً وعملاً ، وقد قيل : كل شيء يرجع إلى أصله 0
مطلب إباحتهم" أبعدهم الله " إتيان المرأة في دبرها
ومنها : إباحتهم إتيان الزوجة والمملوكة في الدبر() وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ما يدل على أن المراد من قول : ) نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنّى شئتم()( هو الإتيان في القُبُل ، وإليه يرشد لفظ الحرث ، بل هو نص في ذلك 0 وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم لعن من فعل ذلك في الدبر وإطلاق الكفر عليه() ، فهو خليق أن يكون حراماً قطعياً يخاف على مستحله الكفر ، الله الحافظ 0
مطلب مسح الرجلين
ومنها : إيجابهم المسح على الرجلين ومنع غسلهما() والمسح على الخفين() وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال الله فيه : )وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم()( برواية علي رضي الله عليه غسلهما والأمر به() ،وكذا عنه برواية عثمان وإبن عباس وزيد بن عاصم ومعاوية بن مرة والمقداد بن معد يكرب وأنس وعائشة وأبي هريرة وعبد الله بن عمر وعمرو بن عنبسة وغيرهم () 0 وقد صح عنه :" ويلٌ للأعقاب من النار()" فمجموع ما(6/26)
ورد عنه في غسلهما فعلاً وقولاً يفيد العلم الضروري اليقيني ومن أنكر ذلك فقد أنكر المتواتر ، وحال منكره معلوم أقل مراتبه أن يكون فاسقاً بل تكون صلاته باطلة فيُبعث يوم القيامة مصلياً بلا طهارة شرعية والله أعلم 0
وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم برواية نحو خمسين من الصحابة أو ثمانين أو أزيد المسح على الخفين () فمنكره مبتدع 0 فلا خير في قوم يتركون المتواتر من فعله صلى الله عليه وسلم الذي يجب إتباعه في جميع أموره ، من إتبعه وصل ومن لم يتبعه ضلّ وإنفصل ، أحيانا الله على سنته وأماتنا على ملته وحشرنا في زمرته 0
مطلب الطلاق بالثلاث في لفظ واحد
ومنها : قولهم : إن من طلّق امرأته بالثلاث في لفظٍ واحد لا يقع()وهذا مخالف للأحاديث الصحيحة وإجماع أهل الإسلام ، فإنهم أجمعوا على وقوع الطلاق وإنما إختلافهم في عدد الطلاق ، أهي واحدة أم ثلاث ، روى إبن ماجة عن الشعبي قال : قلت لفاطمة بنت قيس : حدثيني عن طلاقك 0 قالت : طلقني زوجي ثلاثاً وهو خارج إلى اليمن فأجاز ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم "0 () وروى البيهقي عن علي رضي الله عنه فيمن طلّق امرأته ثلاثاً قبل أن يدخل بها قال : لا تحل حتى تنكح زوجاً غيره() 0وروى ابن عدي عنه : " إذا طلق الرجل امرأته ثلاثاً في مجلس واحد فقد بانت منه ولا تحل له حتى تنكح زوجاً غيره " () وروى البيهقي عن مسلمة بن جعفر الأحمس قال: قلت لجعفر بن محمد أن قوماً يزعمون أن من طلّق ثلاثاً بجهالة رد إلى السنة يجعلونها واحدة يروونها عنكم 0 قال : معاذ الله أن يكون هذا من قولنا ، من طلّق ثلاثاً فهو كما قال () 0
وتعرف بهذا وأضرابه إفتراء الرافضة الكذبة على أهل البيت وأن مذهبهم مذهب أهل السنة والجماعة ، وروي غير واحد من الصحابة ما يوافق هذا 0 وروي عن الحسن رضي الله عنه ما يؤيد ذلك 0 فهؤلاء الإمامية خارجون عن السنة بل الملّة ، واقعون في الزنا وما أكثر ما فتحوا على أنفسهم أبواب الزنا في(6/27)
القُبُل والدبر ، فما أحقهم بأن يكونوا أولاد الزنا ، حمانا الله وإياكم معاشر الإخوان من إتباع خطوات الشيطان 0
مطلب نفي القدر
ومنها : قولهم إن الله لم يقدّر شيئاً في الأزل وأن الله لم يرد شراً ولا يريده ، وقد روى مسلم أن قوله تعالى :" إنا كل شيء خلقناه بقدر " نزلت حين نازل المشركون فيه () ، وقد قال بعض السادة : قد رويت في إثبات القدر وما يتعلق به أحاديث رويت عن أكثر من مائة صحابي رضي الله عنهم ، وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم : " لكل أمة مجوس ومجوس هذه الأمة الذين لا يقولون لا قدر "() 0
فإذا علمت ذلك فإعلم أن الله علم الأشياء قبل وجودها إجمالاً وتفصيلاً كلية وجزئية وعلم ما يتعلق به وقدّر في الأزل لكل شيء قدراً فلا يزيد ولا ينقص ولا يتقدم ولا يتأخر ، وأنه لا يوجد شيء إلا بإرادة الله ومشيئته والله بكل شيء عليم ، وما قدّر الله يكون وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، وثبت ذلك ببداهة العقل وتواتر النقل وعلم يقيناً ، فمن أنكر هذا البديهي والمتواتر فإن لم يصر كافراً فلا أقل ( من )() أن يصير فاسقاً 0
مطلب مشابهتهم اليهود
ومن قبائحهم تشابههم باليهود ولهم بهم مشابهات منها : أنهم يضاهون اليهود الذين رموا مريم الطاهرة بالفاحشة بقذف زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة المبرأة بالبهتان وسلبوا بسبب ذلك الإيمان ، ويشابهونهم في قولهم إن دينا بنت يعقوب خرجت وهي عذراء فإفترعها مشرك بقولهم إن عمر إغتصب بنت علي رضي الله عنه () ، وبلبس التيجان فإنها من ألبسة اليهود، وبقص اللحى أو حلقها أو إعفاء الشوارب ، هذا دين اليهود وإخوانهم من الكفر() ، ومنها أن اليهود مسخوا قردة وخنازير ، وقد نقل أنه وقع ذلك لبعض الرافضة في المدينة المنورة وغيرها بل قد قيل إنهم تمسخ صورهم ووجوههم عند الموت والله أعلم 0
مطلب تركهم الجمعة والجماعة
ومنها(ترك) الجمعة والجماعة وكذلك اليهود فإنهم لا يصلون إلا فرادى 0 ومنها(6/28)
: تركهم آمين وراء الإمام في الصلاة فإنهم لا يقولون آمين يزعمون أن الصلاة تبطل به () ، ( ومنها : تركهم تحية السلام فيما بينهم وإذا سلموا فعلوا بعكس السنة )() ومنها : خروجهم من الصلاة بالفعل وتركهم السلام في الصلاة فإنهم يخرجون من الصلاة من غير سلام بل يرفعون أيديهم ويضربون بها على ركبهم كأذناب الخيل الشّمّس0
ومنها : شدة عدوانهم() للمسلمين وأخبر الله عن اليهود : ) لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود() ( وكذلك هؤلاء أشد الناس عداوة لأهل السنة والجماعة حتى إنهم يعدونهم أنجاساً () فقد شابهوا اليهود في ذلك ومن خالطهم لا يُنكر وجود ذلك فيهم 0
ومنها : أنهم يجمعون بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها يشابهون اليهود فإنهم كانوا يجمعون في شرع يعقوب بين الأختين 0
ومنها : قولهم إن من عداهم من الأمة لا يدخلون الجنة بل يُخلدون في النار() ، وقد قال اليهود والنصارى : ) لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى()(0
ومنها : إتخاذهم الصور الحيوانية كاليهود والنصارى ، وقد ورد الوعيد الشديد في تصوير الصور ذات الأرواح ، في البخاري وغيره أنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لعن الله المصورين " () وأنه قال :" إن المصوّر يكلف يوم القيامة أن ينفخ الروح فيما صوّره وليس بنافخ() ولا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة
ذات روح () 0
ومنها : تخلفهم عن نصر أئمتهم كما خذلوا علياً وحسيناً وزيداً وغيرهم رضي الله عنهم ، قبحهم الله ما أعظم دعواهم في حب أهل البيت وأجنبهم عن نصرهم ، وقد قال اليهود لموسى :) إذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون()(0
ومنها : أن اليهود مسخوا ، وقد روي : إن كان خسف ومسخ ففي المكذبين بالقدر () وهؤلاء مكذبون به ،وقد خسف بقرى كثيرة مرات عديدة من بلاد العجم 0
ومنها : أن اليهود ضربت عليهم الذلة والمسكنة أينما كانوا وكذلك هؤلاء ضربت عليهم الذلة حتى أحيوا التقية من شدة خوفهم وذلهم 0
ومنها :(6/29)
أن اليهود يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون : هذا من عند الله ، وكذلك هؤلاء يكتبون الكذب ويقولون هذا من كلام الله ويفترون الكذب على رسوله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته رضي الله عنهم() 0
مطلب مشابهتهم النصارى
ومن مشابهتهم النصارى : أنهم عبدوا المسيح كذلك غلاة هؤلاء عبدوا علياً وأهله رضي الله عنهم ، ومنها أن النصارى أطرت عيسى ، كذلك غلاة الرافضة أطروا أهل البيت حتى ساووهم بالأنبياء . ومنها : جماعهم النساء في الأدبار حالة الحيض وكانت النصارى تجامع النساء في المحيض .
ومنها : أن لبس بعضهم يشبه لبس النصارى 0
مشابهتهم المجوس
ومن مشابهتهم المجوس() : إنهم قالوا بإلهين : النور والظلمة ، وهؤلاء يقولون : الله خالق الخير والشيطان خالق الشر 0 ومنها : أن المجوس ينكحون المحارم كذلك غلاة الشيعة يفعلون ذلك 0 ومنها : المجوس تناسخيون وكذلك في غلاتهم تناسخيون ، ومن قبائح الرافضة أنهم يتخذون يوم موت الحسين مأتماً فيتركون الزينة ويظهرون الحزن ويجمعون النوائح يبكين () ويصورون صورة قبور الحسين رضي الله عنه ويزينونها ويطوفون بها في السكك ويقولن : يا حسين ، ويسرفون في ذلك إسرافاً محرماً وكل ذلك بدعة ، أما ترك الزينة فمن الإحداد الذي حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد ذلك في الصحيح()، وأما النياحة فمن أعظم منكرات الجاهلية () ويترتب على ما يفعلون من المنكرات والمحرمات كما لا يحصى ، وكل ذلك بدعة ومنكر وفاعله والراضي به والمعين عليه والأجير فيه كلهم مشاركون في البدعة ، فاللازم على كل مؤمن منع هؤلاء المبتدعة من هذه البدعة القبيحة ومن سعى في إبطالها مخلصاً لله تعالى يُرجى له الثواب الجزيل 0
قال الشيخ ابن تيمية الحنبلي الحراني رحمه الله () : " اعلم وفقني الله وإياك أن ما أصيب به الحسين رضي الله عنه من الشهادة في يوم عاشوراء إنما كان كرامة من الله عز وجل أكرمه بها ومزيد حظوة () ورفع درجة عند ربه(6/30)
وإلحاقاً له بدرجات أهل بيته الطاهرين وليهينن من ظلمه واعتدى عليه ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل أي الناس أشد بلاء ، قال : الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه وإن كان في دينه رقة خفّف عنه ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة () فالمؤمن إذا حضر عاشوراء وذكر ما أُصيب به الحسين يشتغل بالإسترجاع ليس إلا كما أمره المولى عز وجل عند المصيبة ليحوز الأجر الموعود في قوله : ) أولئك عليهم صلوات من ربهم وأولئك هم المهتدون()( ويلاحظ ثمرة البلوى وما أعدّه الله للصابرين حيث قال : ) إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ()( ويشهد أن ذلك البلاء من المبلي فيغيب برؤية وجدان مرارة البلاء وصعوبته قال تعالى : ) فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا()( وقيل لبعض الشطار : متى يهون عليك الضرب والقطع 0 فقال : إذا كنا بعين من نهواه فنعد البلاء رخاء والجفاء وفاء والمحنة منحة ، فالعاقل يستحضر مثل هذا في ذلك الوقت ويستصغر ما يرد عليه من مصائب الدنيا وشدائدها وبلائها ويتسلى ويتعزى بما يصيبه من ذلك ويشتغل يومه ذلك بما استطاع من الطاعات والأعمال الصالحه لحثه صلى الله عليه وسلم على صوم يوم عاشوراء () فبكل ذلك يصرف زمانه في أنواع القربات عسى أن يُكتب من محبي أهل القربى ولا يتخذه للندب والنياحة والحزن كفعل الجهلة ، إذ ليس ذلك من أخلاق أهل البيت النبوي ولا من طريقهم ، ولو كان ذلك من طرائقهم لاتخذت الأمة يوم وفاة نبيهم صلى الله عليه وسلم مأتماً في كل عام ، فما هذا إلا من تزيين الشيطان وإغوائه 0
قال الشيخ عقب ذكر ذلك () : وهذا كما زين لقوم آخرين معارضة هؤلاء في فعلهم فاتخذوا هذا اليوم عيداً وأخذوا في إظهار الفرح والسرور إما لكونهم من النواصب() المتعصبين على الحسين رضي الله عنه وأهل بيته وإما من الجهال المقابلين للفساد بالفساد والشر(6/31)
بالشر والبدعة فأظهروا الزينة كالخضاب ولبس الجديد من الثياب والإكتحال وتوزيع النفقات وطبخ الأطعمة والحبوب الخارجة عن العادات ويفعلون فيه ما يفعل في الأعياد ويزعمون أن ذلك من السنة والمعتاد ، والسنة ترك ذلك كله فإنه لم يرد في ذلك شيء يعتمد عليه ولا أثر صحيح يرجع اليه 0 إلى أن قال : " فصار هؤلاء لجهلهم يتخذون يوم عاشوراء موسماً كموسم الأعياد والأفراح وأولئك يتخذون مأتماً يقيمون فيه الأحزان والأتراح ، وكلا الطائفتين مخطئة خارجة عن السنة متعرضة للحرم والجناح " انتهى 0
وقال ابن القيم () : " وأما أحاديث الإكتحال والادهان والتطيب يوم عاشوراء فمن وضع الكذابين وقابلهم الآخرون فاتخذوه يوم تألم وحزن ، والطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة ، وأما ما يحكى عن الرافضة من تحريم لحوم الحيوانات المأكولة يوم عاشوراء حتى يقرأوا كتاب مصرع الحسين رضي الله عنه فمن الجهالات والأضحوكات لا يفتقر في إبطالها إلى دليل حسبنا الله ونعم الوكيل 0 انتهى كلام الشيخ بنوع إختصار ، وقبائح هذه الرافضة أكثر من تذكر وفضائحهم أشهر من أن تشهر وفي هذا القدر كفاية في معرفة مذهبهم الكاسد وقولهم الفاسد 0
مطلب الخاتمة رزقنا الله حسنها
خاتمة : جاء في المطالب العالية عن نوف البكالي أن علياً رضي الله عنه خرج يوماً للمسجد وقد أقبل اليه جندب بن نصير والربيع بن خيثم وإبن أخيه وكان من أصحاب البرانس المتعبدين فأفضى علي وهم معه إلى نفر فأسرعوا اليه قياماً وسلموا عليه التحية ثم قال : من القوم ؟ فقالوا : أناس من شيعتك يا أمير المؤمنين 0 فقال : لهم خيراً ، ثم قال : يا هؤلاء مالي لا أرى فيكم سمة شيعتنا وحلية أحبتنا 0 فأمسك القوم حياء ، فأقبل عليه جندب والربيع فقالا له : ما سمة شيعتكم يا أمير المؤمنين ؟ فسكت ، فقام همام وكان عابداً مجتهداً وقال : أسألك بالذي أكرمكم أهل البيت وخصكم وحباكم لما أنبأتنا بصفة شيعتكم 0 قال : فسأنبئكم(6/32)
جميعاً ووضع يده على منكب همام وقال : شيعتكم العارفون بالله العاملون بأمر الله ، أهل الفضائل ، الناطقون بالصواب ، مأكولهم القوة ، ملبوسهم الإقتصاد ، وشيمهم التواضع لله بطاعته وخضعوا البه بعبادته مضوا غاضين أبصارهم عما حرم الله عليهم موقفين أسماعهم على العلم بدينهم نزلت أنفسهم منهم بالبلاء كالذي نزلت منهم في الرخا رضاً عن الله بالقضاء ، فلولا الآجال التي كتب الله لهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقاً إلى لقاء الله تعالى والثواب وخوفاً من أليم العقاب ، عظم الخالق في أنفسهم وصغر ما دون في أعينهم ، فهم والجنة كمن رآها فيهم على أرائكها متكئون والنار من رآها فهم فيها معذبون ، صبروا أياماً قليلاً فأعقبهم راحة طويلة أرادتهم الدنيا فلم يريدوها وطلبتهم فأعجزوها ، أما الليل فصافون أقدامهم تالون لأجزاء القرآن ترتيلاً يعظون أنفسهم بأمثاله يستشفون لدائهم بدوائه تارة وتارة مفترشون جباههم وأكفهم وركبهم وأطراف أقدامهم تجري دموعهم على خدودهم يمجدون جباراً عظيماً ويجأرون اليه في فكاك رقابهم هذا ليلهم ، وأما نهارهم فحلماء علماء بررة أتقياء براهم خوف باريهم كالقداح تحسبهم مرضى وقد خولطوا وما هم بذلك بل خامرهم من عظمة ربهم وشدة سلطانه ما طاشت له قلوبهم وذهلت عنه عقولهم فإذا أشفقوا من ذلك بادروا إلى الله تعالى بالأعمال الزكية لا يرضون له بالقليل ولا يستكثرون له الجزيل ، فهم لأنفسهم متهمون زمن أعمالهم مشفقون ، ترى لأحدهم قوة في دين وحزماً في لين وإيماناً في يقين وحرصاً على علم وفهماً في فقه وعلماً في حلم وكيساً في قصد ، وقصداً في غناء ، وتجملاً في فاقة وصبراً في شدة وخشوعاً في عبادة ورحمة لمجهود وإطاء في حق ورفقاً في كسب وطلباً في حلال ونشاطاً في هدوء وإعتصاماً في شهوة لا يغره ما أجهله ولا يدع إحصاء ما عمله يستبطىء نفسه في العمل وهومن صالح عمل على وجل يصبح وشغله الذكر ويمسي وهمه الشك ،(6/33)
يبيت حذراً سنة النفل ويصبح فرحاً بما أصاب من الفضل والرحمة ورحمته فيما يبقى وزهادة فيما يفنى وقد قرن العلم بالعمل والحلم بالعلم ، دائماً نشاطه بعيداً كسله قريباً أمله زلله متوقعاً أجله خاشعاً قلبه ذاكراً ربه قانعة نفسه محرزاً دينه كاظماً غيظه آمناً منه جاره سهلاً أمره معدوماً كبره بيناً صبره كثيراً ذكره لا يعمل شيئاً من الخير رياء ولا يتركه حياء أولئك شيعتنا وأحبتنا ومنا ومعنا ألا شوقاً اليهم ، فصاح همام صيحة فوقع مغشياً عليه فحركوه فإذا هو قد فارق الدنيا فغسل وصلى عليه أمير المؤمنين رضي الله عنه ومن معه " () قال الشيخ() : " فهذه صفة شيعة أهل البيت النبوي التي وصفهم بها إمامهم وهي صفة خواص المؤمنين لا من إشتغل بالتعصبات والترهات ، لأن بتلك الصفات تظهر علامة المحبة وهوطاعة المحبوب وإيثار محابه() ومرضاته والتأدب بآدابه وأخلاقه وعن هذا قال علي رضي الله عنه : " لا يجتمع حبّي وبغض أبي بكر وعمر " لأن التحقيق بالمحبة يستوجب التخلق بخلق المحبوب والأخذ بهديه وحب من أحبه ، ومن هدي علي رضي الله عنه حب أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ، منحنا الله وإياكم ذلك ، وجعلنا من الفائزين برسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل وأصحابه أجمعين آمين آمين آمين 0
قلب رؤوف راحمٌ أهلَ التقى*** وعلى الروافض صارم مسلولُ(6/34)
شبهات الرافضة حول الصحابة والخلفاء الراشدين
رضي الله عنهم أجمعين
الجزء الثاني
جمع وإعداد
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
حقوق الطبع لكل مسلم
الرد على الجاني علي الميلاني في طعنه في أسانيد روايات صلاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في الناس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
بقلم : ماجد بن إبراهيم الصقعبي
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الميلاني في بداية رسالته : ( لقد بحثت عن الخبر من أهم نواحيه ، وسبرت ما قيل فيه ، وتوصلت على ضوء ذلك إلى واقع الحال ... وحق المقال .... فإلى أهل التحقيق والفضل ... هذا البحث غير المسبوق ولا المطروق من قبل ، أرجو أن ينظروا فيه بعين الإنصاف ... بعيداً عن التعصب والاعتساف ... وما توفيقي إلا بالله ) ، وكنا نود والله أن يكون الميلاني صادقاً في كلامه لنرى هل نحن على صواب أم لا ؟؟؟ ولكن يعلم الله أنه هو أبعد الناس عن الإنصاف ، وأقربهم إلى التعصب والاعتساف ، وفيما يأتي أكبر دليل ، وأصدق شاهد ، وأوضح برهان .(7/1)
ثم إن من القواعد المتفق عليها عند علماء الجرح والتعديل عند عرض الروايات أن يؤخذ رأي الفريق الذي تم أخذ الرواية من كتبه عند الحكم عليها ، فمثلاً عندما يأتي أحدنا بحديث من كتاب الكافي للكليني ، لا بد أن يحكم على الرواية بالاستناد على أقوال علماء الشيعة ، وكذلك الحال إذا استشهد أحدنا بحديث من صحيح البخاري ، فلا بد أن نأخذ بأقوال علماء أهل السنة والجماعة في الحكم على الرواة ، أما من أراد أن يحكم على رواة الأحاديث في كتب السنة بآراء علماء الشيعة ، فهذا لا بد له أن يرضى – أيضاً - بآراء علماء أهل السنة والجماعة في حكمهم على رواة الشيعة ، لأن معظم رواة الشيعة غير مقبولي الرواية عند علماء أهل السنة والجماعة ، وكذلك فإن معظم رواة أهل السنة والجماعة غير مقبولي الرواية عند علماء الشيعة ، إذاً فلا بد من الحكم على كل فريق بكتبه وبأقوال علمائه .
والملاحظ في الرسالة المذكورة أن المؤلف الميلاني قد ضرب بهذه القاعدة عرض الحائط !! حيث حكم على عبدالله بن عمر ، وعائشة ، وأبي موسى الأشعري ، وأنس بن مالك ، وأبي بردة بن أبي موسى ، وعروة بن الزبير ، وأبي وائل ، رضوان الله عليهم بحكم لم يكن في محله ، حيث اعتمد في طعنه على مرويات في كتب الشيعة ، أو في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد الشيعي المعتزلي ، وعلى ذلك ؛ فلا أقل من المقابلة بالمثل ، وهي إسقاط جميع الروايات التي وردت في كتب الشيعة برمتها ، لأن رواتها مطعون فيهم عند أهل السنة والجماعة ، وهكذا وبكل سهولة يكون المذهب الشيعي قد انهار إلى أبد الآبدين ، ولم أكن أتصور أن مسألة الرد ستكون بهذه السهولة !!!(7/2)
في بداية الرسالة ذكر المؤلف الروايات التي ذكرت في الكتب الستة عن هذا الخبر بالإضافة إلى مسند الإمام أحمد ، والطريف اللطيف الذي يدل على تبحر هذا الناقد في كتب الحديث وعلومه هو إدراجه موطأ الإمام مالك في الكتب الستة !! فاقرأ وتعجب ، إضافة إلى أن إدراجة للموطأ قد أوقعه في مأزق كبير جداً ، يأتي في محله إن شاء الله تعالى .
ثم إن المؤلف المتتبع قد أغفل بعض الأسانيد التي جاءت تذكر هذا الخبر ، ولكن ولله الحمد فرواية واحدة من الروايات التي ذكرها تغنينا عن تتبع باقي الأسانيد التي لم يذكرها أوالنظر فيها ، لأن أسانيد الخبر لا يرقى إليها الشك بأي حال من الأحوال ، ولنحكم بما اختاره هو من روايات ، ولنعرض عما أغفله من الروايات التي وردت في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما
ولنبدأ الآن معه في نقده للأسانيد التي ذكرها ، وهي مرتبة حسب الرواة كالتالي . ( ملاحظة : ذكرت جميع الأسانيد بالعنعنة للاختصار ) .
1) أحاديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه :
البخاري : عن إسحاق بن نصر ، عن حسين ، عن زائدة ، عن عبدالملك بن عمير ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى .
مسلم : عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عبدالملك بن عمير ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى .
الإمام أحمد : عبدالله ، عن أبيه ، عن حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عبدالملك ابن عمير ، عن أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبي موسى .
قال في نقده لهذه الأسانيد ما يلي :
( إنه مرسل ، نص عليه ابن حجر وقال : يحتمل أن يكون تلقاه عن عائشة ) ، وأحال إلى مصدره وهو فتح الباري ، ولكن لنلق نظرة على ما قاله ابن حجر عن هذا الإسناد ، حيث قال : ( قوله عن أبيه عن عائشة كذا رواه جماعة عن مالك موصولا وهو في أكثر نسخ الموطأ مرسلا ليس فيه عائشة ... والظاهر أن حديث أبى موسى من مراسيل الصحابة ويحتمل أن يكون تلقاه عن عائشة أو بلال ) .(7/3)
فهنا ذكر ابن حجر أن أكثر نسخ الموطأ ليس فيه ذكر لعائشة رضي الله عنها ، ومن باب التنازل مع الخصوم : فحتى لو كان الحديث من مراسيل أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ؛ فإنه نقل إما عن عائشة ، أو عن بلال رضي الله عنهما ، ومع ذلك تذكر عائشة فقط لحاجة في نفس يعقوب ، ومع ذلك كله ، ومن باب التنازل مع الخصوم إلى آخر درجة ؛ فحتى لو كان الحديث مرسلاً عن عائشة ؛ فهذا ليس بقادح فيه على الإطلاق ، لأن الصحابة كلهم عدول ، فنقل بعضهم عن بعض دون التصريح ليس فيه حرج ، وهذا كثير شائع .
ثم قال في طعنه بأبي بردة رحمه الله : (وهذا الرجل فاسق أثيم ، له ضلع في قتل حجر بن عدي ، حيث شهد عليه ـ في جماعة شهادة زور أدت إلى شهادته ) .
وكنا نتمنى من هذا المحقق بالإضافة إلى تحقيقه وطعنه لما تواتر من الأخبار ؛ أن يقوم بتحقيق الشاذ منها أيضاً ، وأن يفرغ نفسه قليلاً لها ، ولكن العقول المنكوسة قد أعيت الأطباء ، وبالرجوع إلى تاريخ الطبري رحمه الله نجد أن مدار هذه الروايات التي تطعن في أبي بردة رحمه الله يدور على أبي مخنف يحيى بن لوط الشيعي المحترق ، وقد قال عنه يحيى بن معين : ليس بثقة ، وقال أبو حاتم : متروك الحديث ، وقال الدارقطني : أخباري ضعيف !!! فهنيئاً مريئاً له هذا الإسناد .
وأما الخبر الثاني الذي ذكره فهو : ( وروي أيضاً أنه قال لأبي الغادية ـ قاتل عمار ابن ياسر رضي الله تعالى عنه ـ : أ أنت قتلت عمار بن ياسر؟ قال : نعم . قال : فناولني يدك . فقبلها وقال : لا تمسك النار أبداً ! ) ، وقد أحال المرجع إلى شرح النهج لابن أبي الحديد الشيعي ، وقد رواه ابن أبي الحديد الشيعي بإسناد منقطع عن عبدالرحمن المسعودي عن ابن عياش المنتوف ، وابن عياش لم أجد له ترجمة ، والمسعودي إن كان هو المؤرخ المشهور فهو ساقط في مقام الاحتجاج لتشيعه المغالي .(7/4)
ثم انظروا في محصلة الأمر لهذا الميلاني المائل عن الحق : يحتج بالمنقطع المبتور من الروايات ، وبخزعبلات يحيى بن لوط الفاسق الأثيم لتضعيف أبي بردة رحمه الله تعالى الثقة الثبت ، والذي قال فيه علماء الجرح والتعديل وصيارفة الحديث والنقل : ( الإمام الفقيه الثبت ... وكان من أئمة الاجتهاد ... قال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث وقال العجلي كوفي تابعي ثقة ) . ( راجع الترجمة في سير أعلام النبلاء ) ، فياللعجب !!
ثم ذكر تضعيف عبدالملك بن عمير بقوله : ( وهو« مدلّس » و« مضطرب الحديث جداً » و« ضعيف» .
فما ذكره عن هؤلاء الأعلام صحيح إلى حد كبير ، وإن كان قد ابتلع تتمة كلام هؤلاء الأعلام ، وهو أن عبدالملك بن عمير رحمه الله إنما تغير حفظه في آخر حياته ، حيث عاش 103 سنين ، ولا يستغرب أن يتغير حفظ من بلغ هذا العمر ، ولكن هل معنى ذلك أن نرمي بجميع رواياته في البحر ؟! بالطبع لا ، وإنما يتم التفريق بين ما رواه كبار تلامذته ، وما رواه صغارهم ، وعلى هذا فروايات قدماء أصحابه عنه صحيحة موثقة ، أما روايات الأصاغر عنه فلا ، والراوي عن عبدالملك بن عمير هنا هو زائدة بن قدامة رحمه الله ، وهو من كبار أتباع التابعين كما نص عليه ابن حجر في تهذيب التهذيب الذي قام الميلاني بالرجوع إليه لقراءة الترجمة ، ومعنى كونه من كبار أتباع التابعين أنه في الطبقة التي تلي عبدالملك بن عمير بقليل ، لأن عبدالملك بن عمير من طبقة صغار التابعين ، بل كان زائدة من كبار أصحاب عبدالملك بن عمير ، وممن رووا له الكثير من الروايات ، وممن لازموه فترة طويلة قبل اختلاطه ، ولذلك فرواية زائدة عن عبدالملك بن عمير لا غبار عليها .(7/5)
إضافة إلى ما سبق ؛ فكان من الأمانة العلمية والإنصاف ذكر من وثّق عبدالملك بن عمير ، وإليك ما قاله العلماء في عبدالملك بن عمير ، فقد وثقه العجلي وابن معين والنسائي وابن نمير ، وقال ابن مهدي : كان الثوري يعجب من حفظ عبدالملك ، وقال أحمد بن حنبل : مضطرب الحديث تختلف عليه الحفاظ ، وقال ابن البرقي عن ابن معين : ثقة إلا أنه أخطأ في حديث أو حديثين ، وقال ابن حجر : احتج به الجماعة ( أي أصحاب الكتب الستة ) ، وأخرج له الشيخان من رواية القدماء عنه في الاحتجاج ، ومن رواية بعض المتأخرين عنه في المتابعات ، وإنما عيب عليه أنه تغير حفظه لكبر سنه لأنه عاش مائة وثلاث سنين ، ولم يذكره ابن عدي في الكامل ، ولا ابن حبان …… فواضح مما سبق أن التضعيف إنما كان لسوء حفظه في آخر حياته ، أما رواية القدماء عنه ( ومنهم زائدة بن قدامة ) فهي مقبولة ، وقائمة في مقام الاحتجاج .
أما بالنسبة لتهمة التدليس ؛ فيبدو أن حجة الإسلام في الحديث السيد الميلاني بحاجة لتوضيح معنى التدليس عند المحدثين .
فالتدليس هو : أن يروي الراوي عمن لقيه ما لم يسمعه منه ، أو عمن عاصره ولم يلقه موهماً أنه سمع منه ، أو أن يصف من روى عنه يصفة لا تبين من هو ؟ وينتفي التدليس تماماً إذا صرح الثقة بتحديث شيخه له ، حتى وإن كان من كبار المدلسين إن كان صدوقاً ، فضلاً عن أن يكون دلَّس مرة أو مرتين لخطأ ورد عنه ، والملاحظ أن تهمة التدليس ليس لها أي مقام هنا ، لأن عبدالملك بن عمير رحمه الله صرح بتحديث أبي بردة رحمه الله له ، وعلى هذا فجميع الطعون في عبدالملك بن عمير ساقطة لا اعتبار لها .(7/6)
ثم يواصل هراءه الذي لا ينتهي بقوله : ( وعبدالملك ـ هذا ـ هو الذي ذبح عبدالله بن يقطر أو قيس بن مسهر الصيداوي ، وهو رسول الإمام الحسين عليه السلام إلى أهل الكوفة ، فانه لما رمي بأمر ابن زياد من فوق القصر وبه رمق ؛ أتاه عبدالملك بن عميرفذبحه ، فلما عيب ذلك عليه قال : « إنما أردت أن أريحه ! » ) .
فنقول لهذا المائلاني : إن الرواية التي احتججت ساقطة باطلة ، وما أعجب الرافضة في معارضتهم للمتواتر من الأحاديث بالباطل منها ، ومع أن ابن كثير رحمه الله قد ذكر هذه الحادثة في كتابه البداية والنهاية ( جزء 8 ص 168 ) إلا أنها ساقطة أيضاً لأنها من روايات أبي مخنف يحيى بن لوط هذا أولاً .
ثانياً : وهي الطامة التي ما بعدها من طامة : أن الشخص الذي قتل قيس بن مسهر هو عبدالملك بن عمير البجلي ، أما الراوي الذي نحن بصدده ، فهو عبدالملك بن عمير القرشي ويقال اللخمي ويقال الكوفي ويعرف بالقبطي ، ولكن إطلاقاً لا يعرف بالبجلي !!! وهذه هي قمة النزاهة الشيعية المشهورة .
ثم يجترئ هذا الميلاني بالطعن على أبي موسى الأشعري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث يقول عنه : ( ثم الكلام في أبي موسى الأشعري نفسه ، فإنه من أشهر أعداء مولانا الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، فقد كان يوم الجمل يقعد بأهل الكوفة عن الجهاد مع الإمام علي عليه السلام ، وفي صفين هو الذي خلع الإمام عليه السلام عن الخلافة ، وقد بلغ به الحال أن كان الإمام عليه السلام يلعنه في قنوته مع معاوية وجماعة من أتباعه ) .(7/7)
أقول رداً على هذا الجاهل : إن الحكم على أبي موسى الأشعري من كتب الشيعة خاضع لما ذكرناه سابقاً من أن ذلك يستلزم رضا الشيعة بنقد رواياتهم من وجهة نظر أهل السنة والجماعة ، وهذا ما لا يرضاه الشيعة على الإطلاق ، وأبو موسى الأشعري صحابي ، والصحابة كما ذكرنا مراراً وتكراراً كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة ، أما الاستشهاد على عداء أبي موسى الأشعري رضي الله عنه لعلي بن أبي طالب في نهيه الناس عن القتال ، فهذا كاتهام النصارى للمسلمين ببغض عيسى بن مريم عليهما السلام لأنهم ينهون الناس عن اعتقاد الألوهية فيه !!!!!! وقد كان الزمان زمان فتنة ، والقاعد في الفتنة خير من الماشي ، والماشي خير من الساعي ، ففعل أبي موسى الأشعري رضي الله عنه هو عين الصواب ، وقد وردت الروايات الكثيرة في اعتزال الفتن عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلماذا يُلام أبو موسى رضي الله عنه لاتباعه أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟!! وأعجب من ذلك كله أن يوكل علي بن أبي طالب عنه في مسألة التحكيم رجلاً يضمر له العداء والبغض ويكون من أشهر المنحرفين عنه ، ومن المثبطين عنه في موقعة الجمل !!!!! فهل كان علي بن أبي طالب أحمقاً إلى هذه الدرجة أن يوكل رجلاً يضمر له كل هذا العداء والبغض ؟؟!!! ومهما قيل في الأسباب التي دعته إلى توكيل أبي موسى ، وأنه قد أكره على ذلك !!! فهل كان علي رضي الله عنه متساهلاً في أمر الإمامة والأمة بأن يوكل في تحديد مصيرها رجلاً هذه صفته فيما يزعم الشيعة ؟؟؟!!! ثم أين شجاعة علي بن أبي طالب في الحق ؟؟!! وأين طاعة شيعته وأتباعه له ؟؟!!! إذا كان هذا هو حال الرعيل الأول من الشيعة في مخالفتهم لأئمتهم ؛ فما بالكم بمن وراءهم ؟؟؟!!! وأما ما روي أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يلعن أبا موسى الأشعري ومعاوية رضي الله عنهما في صلاته فإن هذا مردود من وجهين : الأول : أن الروايات خالية من الأسانيد ، ونحن هنا في مقام(7/8)
نقاش علمي ، وكل رواية لا تحمل إسناداً ثابتاً فإنما هي كالهباء المنثور ، ليس لها أي وزن أو قيمة ، وأما الثاني : فقد كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه ينهى أهل العراق عن لعن أهل الشام ، ويقول لهم : إني أكره لكم أن تكونوا لعانين ، وهذا هو المتوقع من علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ثم لماذا يلعن رجلاً هو الذي وكله عن نفسه بنفسه ؟؟؟!!!
ثم إن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه قد روى بعض الروايات في مدح أهل البيت ، فمن ذلك ما رواه ابن ماجة : ( عن أبي موسى الأشعري قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فأقبل حسن وحسين عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فأخذهما فوضعهما في حجره فقال صدق الله ورسوله " إنما أموالكم وأولادكم فتنة " رأيت هذين فلم أصبر ثم أخذ في خطبته ) . قال الشيخ الألباني : صحيح .
فجميع الطرق الثلاثة التي وردت عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه صحيحة لا غبار عليها ، والعاقل المنصف يكتفي بهذه الروايات ، وحسبه بها ، ولكن للمزيد من الإفحام في الرد على هذا المعاجز نكمل النظر في بقية الأسانيد ، وإن كانت بما سبق من الأسانيد قد قامت في مقام الاحتجاج ، إلا أننا ننظر في البقية من باب زيادة الطرق الصحيحة ، ومن باب الشواهد والمتابعات .
2) أحاديث عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما :
البخاري : عن يحيى بن سليمان ، عن ابن وهب ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، عن حمزة بن عبدالله عن أبيه .
مسلم : عن محمد بن رافع وعبد بن حميد - واللفظ لابن رافع ـ عن عبدالرزاق عن معمر عن الزهري عن حمزة عن عبدالله بن عمر عن عائشة(7/9)
ذكر أن مدار الحديثين على رواية الزهري ، واتهم الزهري بعدة اتهامات منها قوله : ( محمد بن شهاب الزهري وهو رجل مجروح عند يحيى بن معين ، وعبدالحق الدهلوي ) . وترجم ليحيى بن معين رحمه الله في الحاشية ما يلي : ( هو من شيوخ البخاري ومسلم ، ومن أئمة الجرح والتعديل ، اتفقوا على أنه أعلم أئمة الحديث بصحيحه وسقيمه . توفي سنة 302 هـ . ترجم له في : تذكرة الحفاظ 2|429 وغيرها ) !!
فلا أزيد على أن أقول : إن حال هذا المؤلف الجاهل يدعو والله إلى الرثاء ، لأن الإمام الزهري قد أطبق العلماء على رسوخه في الحديث ، وعلى وثاقته ، وعلى قوة حفظه التي تضرب بها الأمثال ، ولكن المؤلف كعادة كُتّاب الشيعة يقرؤون كيفما يشاؤون ، دون تمييز أو تدقيق أو تمحيص ، تماماً كجامع القمامة عند دخوله إلى الحديقة ، لا يرى فيها إلا القاذورات ، لأن الإمام الزهري رحمه الله هو : محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهرى القرشي أبو بكر ، وهو ثقة بالاتفاق ، وقد وثقه : عمر بن عبد العزيز ، ومالك بن أنس ، ويحيى بن معين !! ويحيى بن سعيد القطان ، ومكحول ، وقتادة ، وأيوب ، وعمرو بن دينار ، وأبو بكر الهذلى ، ومعمر ، وعلي بن المديني ، وأبو زرعة ، وابن سعد ، وأبو الزناد ، وصالح بن كيسان ، والليث ، وعبدالرحمن بن إسحاق ، والنسائي ، وعراك بن مالك ، وبقية علماء الإسلام ، بل قال عنه ابن حجر رحمه الله في تقريب التهذيب : الفقيه الحافظ ، متفق على جلالته وإتقانه وثبته !!!! ولم يرد عن يحيى بن معين تضعيف له !!!!!! بل إن مجرد التفكير في الطعن فيه يعتبر خطيئة لا تغتفر !!! وإنما فضل ابن معين الأعمش على الزهري ، مع أن الزهري أحفظ من الأعمش ، وهذا كل ما في الأمر .(7/10)
ثم يواصل طعونه في الزهري رحمه الله بقوله : ( وكان من أشهر المنحرفين عن أمير الؤمنين عليه السلام ) !!! ، وقال أيضاً : ( قال ابن أبي الحديد : « وكان الزهري من المنحرفين عنه ، وروى جرير بن عبدالحميد عن محمد بن شيبة قال : شهدت مسجد المدينة ، فإذا الزهري وعروة ابن الزبيرجالسان يذكران علياً فنالا منه . فبلغ ذلك علي بن الحسين فجاء حتى وقف عليهما فقال : أما أنت يا عروة ، فإن أبي حاكم أباك إلى الله فحكم لأبي على أبيك ، وأما أنت يا زهري ، فلو كنت بمكة لأريتُك كير أبيك ) ، والرد عليه تماماً كالرد على ما سبق من الهراء ، وهو أن روايات ابن أبي الحديد الشيعي ليست حجة على رواة أهل السنة والجماعة ، فضلاً عن أنها ساقطة سنداً لانقطاعها .
ثم يواصل ويقول عن الزهري : ( ومن الرواة عن عمر بن سعد اللعين ) !!!(7/11)
وأقول : بالنسبة لرواية الزهري رحمه الله عن عمر بن سعد ، فأين هي هذه الروايات ، وأين عثر عليها هذا الميلاني ؟؟!! لقد ذكر الذهبي أنه أرسل عنه ، وهذا يعني أنه لم يرو عنه مباشرة ، ويبدو أن الأمر قد التبس على هذا الميلاني المسكين ؛ حيث روى الزهري عن عامر بن سعد !! وليس عمر بن سعد قاتل الحسين !! ثم أين هي هذه الروايات حتى يحكم عليها أهل السنة والجماعة ؟ وإذا كانت وثاقة الراوي تعتمد على وثاقة من روى عنه ؛ فلماذا لا يتم توثيق الزهري لأنه قد روى عن علي بن الحسين رحمه الله ؟؟!! وحتى لو ثبتت رواية الزهري عن عمر بن سعد ؛ فإن علماء الشيعة لا يرون بأساً بالرواية عن أصحاب المذاهب الفاسدة أو الضعفاء ، فهم يروون عن الواقفة والجارودية والغلاة والمفوضة وغيرهم ، ولم نسمع من علماء الشيعة تضعيفاً لرجل من رجالهم لأنه روى عن واقفي يعادي علي الرضا الإمام الثامن عند الشيعة ومن خلفه من الأئمة !!! وكذلك بالنسبة للرواية عن الضعفاء ؛ فهذا العياشي الشيعي صاحب التفسيرالمشهور يذكر عنه النجاشي في كتابه الرجال في الترجمة رقم 944 ما نصه : ( محمد بن محمد بن عياش السلمي السمرقندي أبو النضر ، المعروف بالعياشي ، ثقة ، صدوق ، عين من عيون هذه الطائفة ، وكان يروي عن الضعفاء كثيراً !!!!!!!!!!!! ) فإذن في نظر الميلاني أن الرواي إن روى عن الضعفاء وكان سنياً فهذا أمر قادح فيه أشد القدح ، أما إن كان هذا الراوي شيعياً فهذا لا بأس به !!! وهذا هو عين الإنصاف الشيعي المعهود !!!! وهذا هو ما يسمى ( بالكيل بمكيالين ) .(7/12)
وأما ما ذكره عن عبدالحق الدهلوي في قوله : ( إنه قد ابتلي بصحبة الأمراء وبقلة الديانة ، وكان أقرانه من العلماء والزهاد ياخذون عليه وينكرون ذلك منه ، وكان يقول : أنا شريك في خيرهم دون شرهم ! فيقولون : ألا ترى ما هم فيه وتسكت ) ، فمن هو الدهلوي في مقابل من ذكرناه من العلماء ؟؟!! وأما مصاحبة الأمراء فلم نسمع من قبل أنها تضعف الحفظ ، أو أنها تسبب الاختلاط على الشخص ؛ خاصة إذا كان مصاحباً لهم في الخير دون الشر ، ولم يكن الزهري يسكت عن شرهم كما ذكر الدهلوي ، إضافة إلى أن علماء الشيعة لا يرون إعانة الحكام الظلمة قادحاً في العدالة ، ومن الأمثلة على ذلك : الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، حيث كان أميراً للمدينة من قبل أبي جعفر المنصور ، وعمل له على غير المدينة أيضاً ، وكان مظاهراً لبني العباس على بني عمه الحسن المثنى ، وهو أول من لبس السواد من العلويين ، وراجع هذه المعلومات في كتاب أعيان الشيعة الجزء الخامس الترجمة رقم 228 ، فهذا الرجل قد تولى الولايات للمنصور ، وصاحب المهدي العباسي أيضاً ، وكان مظاهراً لبني العباس على بني عمه مع أنهم ذوي رحم عنده ، فقام الحسن بن زيد بقطع رحم ماسة له ، وأودى ببني عمه موارد الهلاك من أجل رضا الوالي ، ولم يمنع ذلك كله الطوسي شيخ الطائفة الشيعية من عدّه في رجاله ، وقد ذكره في أصحاب جعفر الصادق في باب الحاء ، الاسم الرابع منها !!!!!!!
فيبدو مما مضى أن معاونة الظلمة في جورهم – أيضاً - تقدح في عدالة الرجل إذا كان سنياً !!!!
أما إن كان شيعياً فقد يكون هذا مما يزيد وثاقته ، والله أعلم !!!!!!!!!!
يضاف في الرد على ما ذكره عبدالحق الدهلوي : أن قوله مردود بتوثيق أقران الزهري له ، وبمدحهم له ، ومنهم أبو الزناد ، حيث يقول : كنا نكتب الحلال والحرام ، وكان ابن شهاب يكتب كلما سمع ، فلما احتيج إليه علمت أنه أعلم الناس !!(7/13)
وصالح بن كيسان أيضاً يقول : كنت أطلب العلم أنا والزهري ، فقال : تعال نكتب السنن ، قال : فكتبنا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : تعال نكتب ما جاء عن الصحابة ، قال : فكتب ولم نكتب ، فأنجح وضيعت ، وسأل إبراهيم بن سعد بن إبراهيم أباه : بم فاقكم ابن شهاب ؟ قال : كان يأتي المجالس من صدورها ، ولا يلقى في المجلس كهلاً إلا ساءله ، ولا شاباً إلا ساءله ، ثم يأتي الدار من دور الأنصار ، فلا يلقى شاباً إلا ساءله ، ولا كهلاً ولا عجوزاً ولا كهلة إلا ساءله ، حتى يحاول ربات الحجال !!! وأنا لا أدري بعد هذه النصوص : من هم أقران الزهري الذين نقموا عليه ؟؟
وأما الرواية عن الزهري أن أول من أسلم هو زيد بن حارثة رضي الله عنه ؛ فكان من الأولى أيضاً بهذا المحقق أن يذكر أقوال الزهري الأخرى ، وهو أن له قولاً آخر ( تدريب الراوي : جزء 2 ص 227 ) وهو أن أول من أسلم خديجة رضي الله عنها ، إضافة إلى اتفاق العلماء أن أول من أسلم هو خديجة ؛ ثم خلافهم فيمن هو بعدها ، فمن ذكر أن أول من أسلم هو فلان ؛ فإنه يقصد إسلامه بعد خديجة رضوان الله عليها
وأعجب من هذا كله قوله : ( وقال ابن حجر بترجمة الأعمش : « حكى الحاكم عن ابن معين أنه قال : أجود الأسا وإلا فما معنى قول رجال الحديث من السنة أو الشيعة أو الخوارج أو النواصب أو القدرية أو المعتزلة أو اليهود أو النصارى أو الجن أو الإنس أو الملائكة أو الشياطين : ( إن فلاناً أعلم أهل عصره ) ؟ أو : ( إن فلاناً أثبت الناس ) ؟؟ وهل معنى ذلك إسقاط عدالة البقية ؟؟!! ولكن الهوى يعمي ويصم .(7/14)
وأما قول الميلاني : ( ولأجل كونه من عمال بني أمية ومشيدي سلطانهم كتب إليه الإمام السجاد عليه السلام كتاباً يعظه فيه ، جاء فيه : « إن ما كتمت ، وأخف ما احتملت ، أن آنست وحشة الظالم ، وسهلت له الطريق الغيّ ... جعلوك قطباً أداروا بك رحى مظالمهم ، وجسراً يعبرون عليك إلى بلاياهم ، وسلماً إلى ضلالتهم ، داعيا إلى غيهم ، سالكاً سبيلهم ، احذر ، فقد نبئت ، وبادر فقد أجلت ) ؛ فنحن بانتظار أن يقوم بإرسال نسخة أخرى من هذه الرسالة إلى الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما للتنبيه والتحذير .
ثم يجترئ مرة أخرى على خير القرون ، ويقوم بالطعن في عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، فيقول : ( فإنه ممن امتنع عن بيعة أمير المؤمنين عليه السلام بعد عثمان ، وقعد عن نصرته ، وترك الخروج معه في حروبه ، ولكنه لما ولي الحجّاج بن يوسف الحجاز من قبل عبدالملك جاءه ليلاً ليبايعه فقال له : ما أعجلك ؟! فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية !! فقال له : إنّ يدي مشغولة عنك ـ وكان يكتب ـ فدونك رجلي ، فمسح على رجله وخرج !! ) . ويستشهد بهذه الرواية التي لا خطام لها ولا زمام في الطعن فيمن زكاه الله في كتابه ، ويحتج هذا الحشرة بكلام لا يدري ما عواقبه على جبل من جبال الإسلام ، وعلم من أعلامهم ، ولكن الشيعة قوم لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه ، وتذكيراً لهم – فقط – نقوم بالرد على بعض ما ذكره ، وإن كان كلامه السخيف لا يحتاج إلى رد .(7/15)
فأولاً : امتناع ابن عمر عن بيعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد عثمان فهو من الكذب المجاني ، ولأن الكذب لا حامي له ؛ فإن هذا الميلاني يأخذ منه ويعبُّ كيفما يشاء ، وقد ورد في سير أعلام النبلاء عن ابن عيينة عن عمر بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال : بعث إليّ علي فقال : ( يا أبا عبدالرحمن ! إنك رجل مطاع في أهل الشام ، فسر فقد أمرتك عليهم ) !! ورجال الإسناد كلهم ثقات ، فكيف يوليه دون أن يبايعه ؟؟!!
ثانياً : ترك النصرة والخروج معه إلى صفين ، فقلنا : إن الزمان زمان فتنة ، وكان ابن عمر يتأسف على عدم خروجه مع علي إلى صفين ، لأن الحق تبين له أنه مع علي رضي الله عنه ، فقد جاء في الاستيعاب : عن أبي أحمد الزبيري ، عن عبدالجبار بن العباس ، عن أبي العميدس ، عن أبي بكر بن أبي الجهم ، عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال حين احتضر : ( ما آسى على شيء إلا تركي قتال الفئة الباغية مع علي رضي الله عنه ) ، ورجال الإسناد كلهم ما بين الثقة والصدوق .
ثالثاً : وأما قصة ابن عمر مع الحجاج ؛ فهي تدعو والله إلى السخرية من هذا المتهوك ، ولكن أنى له أن يدرك ذلك ، ولننظر فيما رواه الإمام الذهبي عن العلاقة الحميمة بين عبدالله بن عمر والحجاج ، فيقول الذهبي رحمه الله في السير : حدثني إسماعيل بن عياش ، حدثني مطعم بن المقدام قال : كتب الحجاج إلى ابن عمر : بلغني أنك طلبت الخلافة ، وإنها لا تصلح لعيي ولا بخيل ولا غيور ، فكتب إليه : أما ما ذكرت من الخلافة فما طلبتها وما هي من بالي ، وأما ما ذكرت من العي فمن جمع كتاب الله فليس بعيي ، ومن أدى زكاته فليس ببخيل ، وإن أحق ما غرت فيه ولدي أن يشركني فيه غيري .
وقال أيوب : عن نافع قال : أصابت ابن عمر عارضة محمل بين أصبعيه ثم الجمرة فمرض ، فدخل عليه الحجاج ، فلما رآه ابن عمر غمض عينيه ، فكلمه الحجاج فلم يكلمه ، فغضب وقال : إن هذا يقول إني على الضرب الاول .(7/16)
وقال أحمد بن يعقوب المسعودي : حدثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو الأموي ، عن أبيه ، عن ابن عمر أنه قام إلى الحجاج وهو يخطب فقال : يا عدوا لله ، استحل حرم الله ، وخرب بيت الله ، فقال : يا شيخا قد خرف ، فلما صدر الناس أمر الحجاج بعض مسودته ، فأخذ حربة مسمومة وضرب بها رجل ابن عمر ، فمرض ومات منها ، ودخل عليه الحجاج فلم يرد عليه ، وكلمه فلم يجبه .
وروى هشام عن ابن سيرين أن الحجاج خطب فقال : إن ابن الزبير بدل كلام الله ، فعلم ابن عمر فقال : كذب ، لم يكن ابن الزبير يستطيع أن يبدل كلام الله ولا أنت ، قال : إنك شيخ قد خرفت الغد ، قال : أما إنك لو عدت عدت .
وقال الأسود بن شيبان : حدثنا خالد بن سمير ، قال : خطب الحجاج فقال : إن ابن الزبير حرف كتاب الله ، فقال ابن عمر : كذبت ، كذبت ، ما يستطيع ذلك ولا أنت معه ، قال : اسكت ، فقد خرفت وذهب عقلك ، يوشك شيخ أن يضرب عنقه فيخر ، قد انتفخت خصيتاه ، يطوف به صبيان البقيع .
فقال روح بن عبادة : حدثنا العوام بن حوشب ، عن عياش العامري ، عن سعيد بن جبير قال : لما احتضر ابن عمر قال : ما آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث : ظمأ الهواجر ، ومكابدة الليل ، وأني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت بنا يعني الحجاج
ويكفي من جبن هذا المؤرخ أنه ذكر القصة دون إسناد ، لأن وجودها فقط في خياله وخيال الشيعة المريض ، بينما لا نصيب لها من الواقع .
ثم في آخر الكلام ؛ فعبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الصحابة الأجلاء ، الذين لا يقدح فيهم سباب حثالة البشرية فيهم ، وعدالتهم أعلى من أن يتطاولها أقزام التاريخ !!
وعلى هذا يتبين أن طعن هذا المحقق الفاشل في روايتي البخاري ومسلم ليس له وجه من الصحة ، وعلى هذا فقد ازداد الحديث صحة إلى صحة بزيادة طرقه الصحيحة ، ولننظر في بقية افتراءاته على الأسانيد .(7/17)
هذا وقد كان ابن عمر رضي الله عنهما من رواة فضائل أهل البيت ، فمن ذلك ما رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال عن الحسن والحسين : ( وقال النبي صلى الله عليه وسلم : هما ريحانتاي من الدنيا ) .
3 ) أحاديث عبدالله بن زمعة رضي الله عنه :
أبو داود : عن عبدالله بن محمّد النفيلي ، عن محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عبدالملك بن أبي بكر بن عبدالصمد بن الحرث بن هشام ، عن أبيه عن عبدالله بن زمعة .
أبو داود : أحمد بن صالح ، عن ابن أبي فديك ، عن موسى بن يعقوب ، عن عبدالله بن إسحاق ، عن ابن شهاب ، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة عن عبدالله بن زمعة .
ولم يجد هذا المخذول من طعون في أسانيد هاتين الروايتين إلا أن يقول وبكل وقاحة وجرأة : ( وأما حديث عبدالله بن زمعة ... فقد رواه أبو داود عنه بطريقين ، والمدار في كليهما على « الزهري » وقد عرفته ) !!!!!!!!!! هكذا !! وكأن الزهري قد غدا أكبر الوضاعين !! ولكني أقول : إي والله عرفنا من هو الزهري المقصود ؟ وعرفنا مقدار البحث والتدقيق والأمانة العلمية والسخافة فالذهنية التي يتمتع بها البعض !!
4 ) أحاديث ابن عباس رضي الله عنه :
ابن ماجة : عن علي بن محمد ، عن وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الأرقم بن شرحبيل ، عن ابن عباس .
الإمام أحمد : عن عبدالله عن أبيه ، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه ، عن أبي إسحاق عن الأرقم بن شرحبيل ، عن ابن عباس .
الإمام أحمد : عن عبدالله ، عن أبيه ، عن وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أرقم بن شرحبيل ، عن ابن عباس .(7/18)
أقول : إن مدار هذه الأسانيد الثلاثة على أبي إسحاق عن أرقم بن شرحبيل ، ولم يذكر لأبي إسحاق رواية عن أرقم بن شرحبيل ، وقد استبشر الميلاني بهذه النتيجة وكأنه حاز على كنوز كسرى وقيصر ، لدرجة أنه تمادى في الطعن على أبي إسحاق بقوله : ( قال بعض أهل العلم : كان قد اختلط ، وإنما تركوه مع ابن عيينة لاختلاطه ) ، وأغفل ثناء العلماء عليه ، وأنه صدوق حافظ ، وأنه إنما كان الخطأ من صغار من رووا عنه لا منه ، وأنه لم يختلط في آخر حياته ، وإنما نسي مع كبره لتجاوزه المائة عام ، وهذا كله مبثوث في كتب الرجال ، ولكن الميلاني لا يحسن القراءة جيداً ، لأنه مصاب بالتخليط منذ نعومة أظفاره .
ولكن تجدر الإشارة هنا إلى أن أبا إسحاق السبيعي ( والأعمش كما سيأتي ) ممن رموا بالتشيع ، والتشيع في عرف القدماء هو تفضيل علي على عثمان رضي الله عنهما دون المساس بقضية أفضلية أبي بكر وعمر رضي الله عن الجميع ، إلا أنهما كانا من أهل الصدق ، فلا يصرحان بالتحديث إلا عمن لقياه ورويا عنه ، ولكن قد يدلسان أحياناً لروايتهما عن الضعفاء ، ويرويان بالعنعنة أو بالأنأنة ، ولذلك ؛ فإن علماء الإسلام يحتاطون في الأحاديث التي لم يصرحا فيها بالسماع عمن فوقهما ، ويسقطونها من مقام الاحتجاج ، ما لم تأت قرينة تنفي التدليس ، والطريف في الموضوع كونهما من الرواة المعتبرين عن الشيعة !! وقد وثقهما ودافع عنه بكل قوة عبدالحسين الموسوي في كتابه المراجعات !!! ولكن يجوز الطعن عند الشيعة في الرواي بدون سبب عند الضرورة !!!
وعموماً ؛ فإن إسقاط الرواية بسبب سندها أمر غير مستساغ ، لأن المتن قد روي من طرق أخرى صحيحة ، وكفى بها في مقام الاحتجاج والاعتبار ، وهذا الإسناد قد زاد من صحة الرواية ، لأن أبا إسحاق السبيعي على تشيعه لم يكن من أهل الكذب ، وغاية ما رمي به التدليس .
4 ) رواية ابن مسعود رضي الله عنه :(7/19)
النسائي : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم وهناد بن السري ، عن حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عاصم ، عن زرّ ، عن عبدالله .
أقول : وقع عاصم بن أبي النجود الكوفي رحمه الله في أسانيد الرواية عن عبدالله بن مسعود رضي الله ، وكان سيئ الحفظ رحمه الله ، فلو انفرد برواية هذا الحديث لم يُتابَع عليه ، ولكان الحديث ساقطاً ، ولكنه لم ينفرد بروايته ، حيث ورد متن الحديث من طرق أخرى صحيحة ولله الحمد ، وهذا الاعتبار أيضاً غير مسقط لصحة الرواية بل عاضد لها ، لأن عاصم لم يكن كاذباً كحال الكثيرين من رواة الشيعة ، وإنما غاية ما رمي به أنه كان سيء الحفظ رحمه الله .
5 ) حديث بريدة رضي الله عنه :
الإمام أحمد : عبدالله ، أبيه ، عن عبدالصمد بن عبدالوارث ، عن زائدة ، عن عبدالملك بن عمير ، عن ابن بريدة ، عن أبيه .
قال في بداية هجومه على هذه الرواية : ( وأمّا حديث بريدة الأسلمي الذي رواه أحمد بسنده عن ابن بريدة عن أبيه ، فمع غضّ النظر عما قيل في رواية ابن بريدة ـ سواء كان « عبدالله » أو « سليمان » ـ عن أبيه فيه ... إلخ ) ، وكأنه تفضل علينا بكرمه الدفّاق ألا يناقشنا في تعيين الرواي عن بريدة رضي الله عنه : هل هو عبدالله أم سليمان ؟ إلا أن رأيه – بدون اعتذار – غير ملتفت إليه ، لأن عبدالله بن بريدة ، وسليمان بن بريدة كلاهما ثقة ، وكلاهما روى عن أبيه ، فما الضير في عدم تعيين الراوي .
ثم يقول الميلاني عن السند أن فيه : ( عبدالملك بن عمير وقد عرفته ) ، وأقول : نعم ، لقد عرفناه .
وهذا الإسناد صحيح لا غبار عليه ، يضاف إلى قائمة الأسانيد الصحيحة السابقة .
6 ) حديث سالم بن عبيد رضي الله عنه :
ابن ماجة : عن نصر بن علي الجهضمي ، عن عبدالله بن داود ، عن سلمة بن نبيط ، عن نعيم بن أبي هند ، عن نبيط بن شريط ، عن سالم بن عبيد رضي الله عنه .(7/20)
ثم ابتدأ حديثه بتمويه ومراوغة كبيرين ، حيث قال : ( فقد قال فيه ابن ماجة : هذا حديث غريب ) ، وكالعادة ابتلع بقية كلام ابن ماجة رحمه الله التي تبين للقارئ المعنى من قوله : هذا حديث غريب ، حيث قال ابن ماجة رحمه الله بعد إيراده هذا الحديث : ( قال أبو عبد الله : هذا حديث غريب لم يحدث به غير نصر بن علي ) ، فواضح من سياق الكلام أن الغرابة المقصودة ليست بمعنى الغموض والخفاء والمخالفة لما هو مشهور بين الناس ، وإنما الحديث الغريب في مصطلح أهل السنة والجماعة هو الحديث الذي تفرد أحد الرواة بروايته في أي طبقة من طبقات السند ، حتى لو كانت طبقة واحدة ، وهنا لم يحدّث بهذا الحديث فيما بلغ أبا عبدالله سوى نصر بن علي ، فالحديث غريب بهذا الاعتبار ، وهذا دليل آخر على النزاهة والتحري والدقة في البحث !!!!!!!!!!!! فاتقوا الله فيما تسطره أيديكم يا عباد الله !!!
ثم يقول : ( وفي سنده نظر... فإن نعيم بن أبي هند تركه مالك ولم يسمع منه ؟ لأنه كان يتناول علياً رضي الله عنه ) .(7/21)
فأقول : إن كان الإمام مالك قد ترك الرواية عنه ؛ فقد روى عنه غير مالك ، فروى عنه مسلم والنسائي والترمذي وابن ماجة ، وقد قال فيه ابن حجر رحمه الله في تقريب التهذيب : ( ثقة رمي بالنصب ) ا.هـ ، فلنا وثاقته ، وعليه بدعته ، والرواية عنه ليست بأقل من رواية علماء الشيعة عن الواقفة الذين ابتلعوا أموال موسى الكاظم ، وجحدوا إمامة علي الرضا من بعده ، وإمامة محمد الجواد ، وعلي الهادي ، والحسن العسكري ، ومحمد بن الحسن العسكري المزعوم وناصبوهم العداء ، ففي الواقفة شبه من النواصب إلا أن النواصب امتازوا بالقدم الزماني فقط ، فإذا ارتضى علماء الشيعة رواية الواقفي الثقة الذي أنكر إمامة خمسة من أئمة الشيعة ؛ فلماذا لا يرتضون رواية الناصبي الثقة ، مع أن علماء الشيعة يقولون : إن من جحد إمامة إمام واحد ؛ كان كمن جحد نبوة محمد صلى الله عليه وسلم !!!!!!! راجع في ذلك رسالة الاعتقادات للصدوق ، ص 103 ط مركز نشر الكتاب الإسلامي ، إيران ، 1370 هـ .(7/22)
ومن الواقفة الذين وثقهم علماء الشيعة الحسن بن محمد بن سماعة حيث قال النجاشي فيه : ( من شيوخ الواقفة ، كثير الحديث ، فقيه ، ثقة ، وكان يعاند في الوقف ويتعصب ) ص 27 ط قم ، فهذا معاند ومتعصب ضد علي الرضا ، ومع ذلك ثقة عندهم !! وكذلك أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمار ، حيث قال النجاشي فيه : ( قال أبو عمرو الكشي : كان واقفاً ، وذكر هذا عن حمدويه عن الحسين بن موسى الخشاب ، قال أحمد بن الحسن واقف ، وقد روى عن الرضا عليه السلام (( شيء طريف حقاً : واقفي يروي عن علي الرضا )) !!! وهو على كل حال ثقة صحيح الحديث ، معتمد عليه ، له كتاب نوادر ) رجال النجاشي ص 53 ، وذكره الطوسي أيضاً أنه يروي عن الرضا ، راجع الفهرست للطوسي ص 25 ، وكذلك صفوان بن يحيى ، قال عنه محمد بن علي الأردبيلي : ( مذهبه من الوقف وجماعة من الواقفة بذلوا له مالاً كثيراً ، وكانت له منزلة من الزهد ) راجع جامع الرواة للأردبيلي ج 1 ص 413 ، وكذلك منهم إدريس بن الفضل ، وسليمان الخولاني ، وإسحاق بن جرير البجلي الكوفي ، وجعفر بن محمد بن سماعة ، والحسين بن أبي سعيد ، وهشام بن حيان المكاري ، والحسين بن المختار القلانسي وغيرهم الكثير ممن ناصبوا علي الرضا وأولاده من ( العترة الطاهرة الذين افترض الله طاعتهم وإمامتهم على الناس بالنص والوحي الإلهي ) العداء وجحدوا إمامتهم ، ومع ذلك فهم ثقات عدول أثبات مقبولو الرواية عند الشيعة !!!!!!!!!!! ثم يقولون : نعيم بن أبي هند ضعيف !!! يا لصلابة الوجوه !!(7/23)
ثم يقول : ( وسلمة بن نبيط لم يرو عنه البخاري ومسلم ، قال البخاري : اختلط بآخره ) ، فأقول : قد قال فيه أحمد بن حنبل : كان ثقة ، وكان وكيع يفتخر به ، يقول : عن سلمة بن نبيط ، وكان ثقة ، وقال فيه يحيى بن معين : سلمة بن نبيط ثقة ، وقال فيه ابن نمير : سلمة بن نبيط من الثقات ، كوفى كان يفتخر به أبو نعيم ، وعن عبد الرحمن ، قال : سألت أبى عن سلمة بن نبيط ؟ فقال : ما به بأس هو صالح ، وذكر ابن حجر في تقريب التهذيب : ثقة ، يقال : اختلط ، فذكر الاختلاط بالتضعيف حيث قال : ( يقال ) ، أما تضعيف البخاري له ؛ فمتى كان توثيق البخاري معتمداً عند الشيعة حتى يكون تضعيفه معتمداً كذلك ، وقد قلنا سابقاً أن الاختلاط في آخر العمر لا يعني إسقاط الروايات التي رواها عن الراوي كبار أصحابه ممن أدركوه في شبابه وقبل اختلاطه ، خاصة وأن سلمة بن نبيط من صغار التابعين ، والراوي عنه هنا عبدالله بن داود من صغار أتباع التابعين ، فهو ممن أدركه في شبابه ، وقبل كبر سنه ، وهذا كله على افتراض صحة الاختلاط في آخر عمره .
وأما ترك البخاري ومسلم للرواية عنه ، فهذا لا يُعد قدحاً في الرجل وإسقاطاً لعدالته ، لأنهما لم يرويا عن كل الثقات ، وإلا فإن أول من لم يرو عنه البخاري هو جعفر الصادق ، مع أنه من كبار الثقات بلا خلاف ، فهل يسوغ في العقل أن يكون هذا طعناً في جعفر الصادق ؟؟!! ولكن يترك البخاري الرواية عن الثقات إذا كان الرواة عنهم ضعفاء أو غير مقبولي الرواية عنده ، وهذا هو كل ما في الأمر ، كما هو الحال في جعفر الصادق وغيره .(7/24)
ثم قال في آخر الأمر : ( ثمّ إن « سالم بن عبيد » لم يرو عنه في الصحاح ، وما روى له من أصحاب السنن غيرحديثين ، وفي إسناد حديثه اختلاف ! قال ابن حجر : « سالم بن عبيد الأشجعي ، من أهل الصفة ، ثم نزل الكوفة وروى له من أصحاب السنن حديثين بإسناده صحيح في العطاس . وله رواية عن عمر فيما قاله وصنعه عند وفاة النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم وكلام أبي بكر في ذلك . أخرجه يونس بن بكير في زياداته ) .
وأقول : الحمد لله رب العالمين ، الميلاني نفسه يذكر أن سالم بن عبيد روى الحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، فما الضير في ذلك ؟ وما وجه الغرابة ؟ لقد زاد الإسناد حسناً إلى حسن ولله الحمد !!
7 ) أحاديث أنس رضي الله عنه :
روايات الزهري عن أنس رضي الله عنه :
البخاري : عن أبي اليمان ، عن شعيب ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك الأنصاري
مسلم : عن عمرو الناقد وحسن الحلواني وعبد بن حميد ، قال عبد : أخبرني وقال الآخران : حدثنا يعقوب ـ وهو ابن إبراهيم بن سعد ـ ، عن أبيه عن صالح ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك .
مسلم : عن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أنس .
الإمام أحمد : عن عبدالله ، عن أبيه ، عن يزيد ، عن سفيان ـ يعني ابن حسين ـ ، عن الزهري ، عن أنس .
فابتدأ بقوله : ( أما حديث أنس بن مالك ، فمنه ما عن الزهري عنه ، وقد أخرجه البخاري ومسلم وأحمد .
والزهري من قد عرفته ) !! وأقول : نعم عرفنا الزهري جيداً ، كان نادرة التاريخ في الحفظ رحمه الله ، وعرفنا الذين يخبطون خبط العشواء أثناء تحقيقهم للروايات .
ثم يقول : ( مضافاً إلى أن الراوي عنه عند البخاري هو شعيب ، وهو : شعيب بن حمزة ، وهو كاتب الزهري وراويته ) !! ولا أدري ما وجه الإضافة في هذه الجملة ؟ فشعيب بن حمزة والزهري كلاهما ثقات ، ولكن يبدو أن الشيعة يستغربون عندما يجدون حديثاً يرويه ثقة عن ثقة ، لندرة ذلك عندهم .(7/25)
إلا أنه يكمل كلامه فيقول : ( ويروي عن شعيب : أبو اليمان ، وهو : الحكم بن نافع ، وقد تكلم العلماء في رواية أبي اليمان عن شعيب ، حتى قيل : لم يسمع منه ولا كلمة ) ، ثم يحيل هذا الوقح المرجع إلى تهذيب التهذيب !!!! ولننظر في أقوال هؤلاء العلماء الذين ضعفوا رواية أبي اليمان عن شعيب في كتاب تهذيب التهذيب ، لننظر مدى الإسفاف والتمويه الذي وصل إليه البعض ، فمما قاله ابن حجر رحمه الله نقلاً عن العلماء في ترجمة أبي اليمان ما يلي : ( فكان ابن شعيب يقول : إن أبا اليمان جاءني ؛ فأخذ كتب شعيب مني بعد ، وفي قصة أهل حمص مع شعيب أنه قال لهم : ارووا عني تلك الأحاديث ، وكان ممن حضر أبو اليمان !! وقال أبو اليمان : قال لي أحمد بن حنبل : كيف سمعت الكتب من شعيب ؟ قلت : قرأت عليه بعضه ، وبعضه قرأ علي ، وبعضه أجاز لي ، وبعضه مناولة ، فقال : قل في كله : أخبرنا شعيب !! وعن يحيى بن معين قال : سألت أبا اليمان عن حديث شعيب بن أبي حمزة ، فقال : ليس هو مناولة ، المناولة لم أخرجها لأحد ، وعن أبي زرعة الرازي : لم يسمع أبو اليمان من شعيب إلا حديثاً واحداً ، والباقي إجازة ) ، ومن أبسط البديهيات أن من حفظ حجة على من لم يحفظ ، ومن علم حجة على من لم يعلم ، فهؤلاء كلهم أثبتوا إجازة شعيب لأبي اليمان ؛ ولكن الميلاني رمى بهذه الأقوال كلها في البحر ، واحتج بقول أبي داود فقط !! وهذا هو الإنصاف الذي يطالبنا الشيعة بامتثاله .(7/26)
ثم اعجب في آخر الأمر لهؤلاء الشيعة قليلي الحياء : فعلى جلالة قدر هؤلاء العلماء الأجلاء ، وعلى دقتهم في البحث عن أحوال الرواة ، حتى علموا رواية كل رجل عن أشياخه ، بل بتعداد الأحاديث التي أخذها عن ذلك الشيخ ؛ يأتي أقزام التاريخ ليطعنوا في هؤلاء الجبال ، وليسفهوا آراءهم ، فقبحاً والله وسحقاً لمن يعمل هذه الأعمال ، ولكن الشيعة رأوا قصور كتب علمائهم الكبار في نقد الروايات ، وجهلهم التام بطريقة تتلمذ كل راو عن شيخه ، فأصبحوا يخبطون في قبول الروايات خبط عشواء ، يثير الضحك والحزن معاً ، وبمجموع هذا الخبط العجيب في الروايات ، وبما حصلوه من روايات ضعيفة وموضوعة قاموا بتأسيس ما يسمى بدين الإمامية ، ثم يطالبوننا باتباعه ، وهيهات هيهات .
الحاصل أن الأسانيد الصحيحة قد زادت بما رواه البخاري عن أبي اليمان عن شعيب ، وبروايتي الإمام مسلم .
ثم تناول الإسناد الوارد في مسند الإمام أحمد بن حنبل في رواية سفيان بن حسين عن الزهري ، فقوله صحيح في عدم موافقته فيما يرويه عن الزهري ، إلا أنه ثقة في نفسه وفي روايته عن غير الزهري بالاتفاق كما ذكر ذلك ابن حجر في تقريب التهذيب ، وفي الجرح والتعديل ما يلي : قال يحيى بن معين : سفيان بن حسين ليس به بأس ، وليس من أكابر أصحاب الزهرى ، وقال عنه : إنه ثقة ، وهو صالح ، حديثه عن الزهرى قط ليس بذاك ، إنما سمع من الزهرى بالموسم ، وكما قال الميلاني في ترجمة الزهري ؛ ((( فالإمام يحيى بن معين من شيوخ البخاري ومسلم ، ومن أئمة الجرح والتعديل ، اتفقوا على أنه اعلم أئمة الحديث بصحيحه وسقيمه . توفي سنة 302 هـ . ترجم له في : تذكرة الحفاظ 2|429 وغيرها ))) فليأخذ بقوله هنا كما أخذ بقوله في طعنه في الزهري !!!
ثانياً : روايات حميد عن أنس رضي الله عنه :
النسائي : عن علي بن حجر ، عن إسماعيل ، عن حميد ، عن أنس .(7/27)
الإمام أحمد : عبدالله ، حدثني أبي ، ثنا عبدالله بن الوليد ، ثنا سفيان ، عن حميد عن أنس بن مالك .
فقال فيما قاله من افتراءات : ( ومنه ما عن حميد عن أنس ، وقد أخرجه النسائي وأحمد ، وحميد هو : حميد ابن أبي حميد الطويل ، وقد نصوا على أنه كان مدلساً ، وعلى أن أحاديثه عن أنس مدلسة وهذا الحديث من تلك الأحاديث ) ، وكعادته ، وبكل وقاحة يحيل إلى تهذيب التهذيب لتوثيق ما قاله ، وبالنظر إلى تهذيب التهذيب نجد ما يلي من أقوال العلماء : ( قال ابن خراش : يقال : إن عامة حديثه عن أنس إنما سمعه من ثابت ، وقال مؤمل عن حماد : عامة ما يرويه حميد عن أنس سمعه من ثابت ، وقال أبو عبيدة الحداد عن شعبة : لم يسمع حميد من أنس إلا أربعة وعشرين حديثاً ، والباقي سمعها من ثابت ، أو ثبته فيها ثابت ، وقال ابن عدي : له أحاديث كثيرة مستقيمة ، وقد حدث عنه الأئمة ، وأما ما ذكر عنه أنه لم يسمع من أنس إلا مقدار ما ذكر ، وسمع الباقي من ثابت عنه فأكثر ما في بابه أن بعض ما رواه عن أنس يدلسه ، وقد سمعه من ثابت ، وقال الحافظ أبو سعيد العلائي : فعلى تقدير أن يكون أحاديث حميد مدلسة ؛ فقد تبين الواسطة فيها ، وهو ثقة صحيح !! ) .
إذا فحتى لو كان هذا الحديث مدلساً ؛ فإن الواسطة قد عرفت ، وانتفى الطعن في هذا الإسناد ، وأنا أعلم علم اليقين أن الميلاني قد اطلع على هذا ولا ريب ، ولكنه لا يريد أن يذكره لأنه يأخذ ما يريده حسب مزاجه المتعكر الغريب .
ثم يقول : ( مضافاً إلى أن الراوي عنه ـ عند أحمد ـ هو سفيان بن حسين ، وقد عرفته ) !!! وكأن سفيان هو أكبر الوضاعين ، وكأن العلماء لم يقولوا بصريح العبارة عنه : إنه ثقة في غير الزهري !! ومنهم يحيى بن معين الحائز على إعجاب الميلاني ورضاه .
ثم ابتدأ هذا المخذول في الطعون في شخص أنس بن مالك رضي الله عنه ، مغفلاً بكل جرأة سندين وردا عند البخاري ومسلم هما :(7/28)
البخاري : عن أبي معمر ، عن عبدالوارث ، عن عبدالعزيز ، عن أنس .
مسلم : عن محمد بن المثنى وهارون بن عبدالله ، عن عبدالصمد ، عن أبيه ، عن عبدالعزيز ، عن أنس .
لأن هذا المسعور حاول أن ينهش منهما بأي وسيلة ، ومن أي جهة ، ولكن لم يستطع إلى ذلك سبيلاً ، فقام بتجاوز هذه العقبة الكؤود عليه بتجاهلها ، ويا له من رد مفحم !!
ثم يقول بملء فمه ملأه الله من جمر جهنم ، وبأسلوب ملتوٍ ما يلي : ( هذا ، وسواء صحت الطرق عن أنس أو لم تصح فالكلام في أنس نفسه : فاول ما فيه كذبه !!! وذلك في قضية حديث الطائر المشوي ، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعا الله سبحانه أن يأتي بعلي عليه السلام ( وسيتبين لنا كذبه في هذه النقطة عند ذكر الحديث بتمامه ) ، وكان يترقب حضوره ، فكان كلما يجيء علي عليه السلام ليدخل على النبي صلى الله عليه وسلّم قال أنس : « إن رسول الله على حاجة » حتى غضب رسول الله وقال له : « يا أنس ، ما حملك على رده ؟! » ( أخرجه غير واحد من الأئمة في كتبهم ، راجع منها المستدرك 3|130 ) .
فأما حديث الطائر المشوي ؛ فكان من الأولى بالعلامة البحاثة الميلاني ألا يأخذ الأحاديث على إطلاقها ، وإنما يأخذها بعد نقد أسانيدها حتى تطمئن النفس إليها ، ولكن ما أولع الشيعة بالغرائب ، يأتينا هذا النكرة برواية لا أصل لها ولا فصل يعارض بها توثيق صحابي قد أثنى الله عليه في محكم تنزيله !!! وقد رواها الحاكم بإسنادين بلفظ : ( اللهم ائتني بأحب خلقك إليك ) في أحدهما ، وليس ( بعلي ) !!! وفي الأخر : ( بأحب خلقك إليك وإليّ ) ، وكلا السندين ساقط .
إضافة إلى أن النظر في متن الحديث الأول يغني عن النظر في سنده ، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيه : ( اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ) ، وهذا يعني أن الله يحب علياً أكثر من الرسول صلى الله عليه وسلم !! كبرت كلمة تخرج من أفواههم .(7/29)
وأما الحديث الثاني فقد وقع في إسناده عبيد بن كثير العامري ، وفيه قال الدوري والغلابي عن ابن معين : ليس بثقة ، وقال ابن الجنيد عن ابن معين : كذاب ، وقال عبد الخالق بن منصور : سئل ابن معين عنه فقال : لا ولا كرامة ، وكان من أحسن الناس سمتا ، وقال أبو زرعة : واهي الحديث ، حدث أحاديث منكرة لا ينبغي أن يحدث عنه ، وقال بن أبي حاتم : سألت أبي عنه ، فقال : ضعيف الحديث ، ذاهب الحديث ، ولم يحدثني عنه ، وقال صالح بن محمد : كذاب ، كان يضع الحديث ، وله أحاديث منكرة ، وهو ابن أخت سفيان ، وقال البخاري : ليس بشيء ، وقال الآجري عن أبي داود : كان يضع الحديث ، وما علمته قريبا لسفيان ، قلت له : هكذا قال ابن معين فسكت ، وقال النسائي وأبو بكر الجعابي : متروك الحديث ، وقال بن حبان : كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات ، حدث عن هشام بن عروة بنسخة موضوعة ، وقال أبو نعيم الأصبهاني : لا شيء متروك !!!!!!!!!!!! فهنيئاً للشيعة بهذا الإسناد العالي ، واعجب مرة أخرى لهذا الميلاني الذي يستدل ويستشهد بحديث يرويه الكذابون الوضاعون ، ويرد الأحاديث التي غاية ما وجد فيها من الطعن نسيان أحد الرواة ، أو اختلاطه في آخر عمره !!!!! مع أن النسيان ( لو وجد ) ؛ فإنه يُعضد برواية غيره معه ، وهذا ما يسمى بالشواهد والمتابعات ، أما أحاديث الكذابين الوضاعين فهي إهداء مجاني لمن أراد أن يتدين بدين الزنادقة .(7/30)
وأما نص الحديث الذي ورد من الطريق الثاني ؛ فهو : عن ثابت البناني ، أن أنس بن مالك رضي الله عنه كان شاكياً ، فأتاه محمد بن الحجاج يعوده في أصحاب له ، فجرى الحديث حتى ذكروا علياً رضي الله عنه ، فتنقصه محمد بن الحجاج ، فقال أنس : من هذا ؟ أقعدوني . فأقعدوه ، فقال : يا ابن الحجاج ، ألا أراك تنقص علي بن أبي طالب ، والذي بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق لقد كنت خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ، وكان كل يوم يخدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام من أبناء الأنصار ، فكان ذلك اليوم يومي ، فجاءت أم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بطير فوضعته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أم أيمن ، ما هذا الطائر ؟ قالت : هذا الطائر أصبته فصنعته لك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم جئني بأحب خلقك إليك وإليّ يأكل معي من هذا الطائر ، وضرب الباب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أنس انظر من على الباب ؟ قلت : اللهم اجعله رجلاً من الأنصار ، فذهبت فإذا علي بالباب ، قلت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة ، فجئت حتى قمت من مقامي ، فلم ألبث أن ضرب الباب ، فقال : يا أنس ، انظر من على الباب ، فقلت : اللهم اجعله رجلاً من الأنصار ، فذهبت فإذا علي بالباب ، قلت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة ، فجئت حتى قمت مقامي فلم ألبث أن ضرب الباب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أنس ، اذهب فادخله فلست بأول رجل أحب قومه ، ليس هو من الأنصار ، فذهبت فأدخلته ، فقال : يا أنس قرب إليه الطير ، قال : فوضعته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلا جميعاً ، قال محمد بن الحجاج : يا أنس ، كان هذا بمحضر منك ؟ قال : نعم ، قال : أعطي بالله عهداً أن لا أنتقص علياً بعد مقامي هذا ، ولا أعلم أحداً ينتقصه إلا أشنت له وجهه .(7/31)
والملاحظات على متن هذا الحديث ( إن صح سنده ، مع أنه باطل ) : أن هذا الحديث يثبت ولاء أنس لعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، فمع مرضه طلب من جلسائه أن يجلسوه ، ثم قعد وذكر هذا الحديث في مدح علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ويكفي من ذلك كله أن أحد أعداء علي بن أبي طالب قد أصبح من محبيه بعد سماعه هذا الحديث من أنس رضي الله عنه !!! والمفترض أن يعدها الشيعة هذه الحادثة منقبة لأنس لا مذمة ، وما دام أن الميلاني يصدق بهذه الرواية ؛ فكيف يزعم أن أنساً كان يضمر العداء لعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، وكيف تسول له نفسه الطعن فيه بشتى الطعون ؟؟ ولكن الكيل بمكيالين ، والأمانة والموضوعية في النقل تختلف حسب الظروف !!
ثم إن أنس لم يكن يقصد علياً رضي الله عنه بالذات ، ولو جاء أبو بكر أو عمر أو عثمان قبل علي لفعل أنس معهم ( حسب ما تزعم الرواية ) نفس ما فعله مع علي رضي الله عنهم ، لأنه كان يحب قومه ، فأراد أن تكون هذه المنقبة في أحدهم ، ومع ذلك كله ، لم يوبخه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما علم ما في نفسه ، بل قال له : اذهب فأدخله فلست بأول رجل أحب قومه ، ولو كان ما فعله خطأ ( إن صحت الرواية قبل ذلك كله ) لوبخه رسول الله صلى الله عليه وسلم على فعله .
وعموماً القصة ساقطة السند ، وإنما ذكرت المتن ليتبين للناس كيف يقلب الشيعة المناقب إلى مثالب .
ثم يكمل كيل الاتهامات المجازفة لأنس رضي الله عنه ، فيقول : ( ثم كتمه الشهادة بالحق ، وذلك في قضية مناشدة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام الناس عن حديث الغدير وطلبه الشهادة منهم به ، فشهد قوم وأبى آخرون ـ ومنهم أنس ـ فدعى عليهم فأصابتهم دعوته ، ومن المعلوم أن الكاذب لا يقبل خبره ، وكتم الشهادة إثم كبير قادح في العدالة كذلك ) .(7/32)
وقد أحال مرجعه في ذكر القصة إلى كتاب الغدير للأميني !! وهو كتاب ساقط من الاعتبار عند أهل السنة والجماعة ، لأن رواته ساقطو العدالة ، والكثير منهم كذابون ، ومؤلفه يروي عن الضعفاء كثيراً ، وواحدة بواحدة ، والبادئ أظلم .
ثم يقول بكل ثقة : ( ومن المعلوم أن الكاذب لا يقبل خبره ) !!! فأقول : على فرض صحة القصة ، فأنس رضي الله عنه لم يكذب فيها ، وحاشا لله أن يكذب وقد عدّله الله من فوق سبع سماوات في كتابه الكريم ، ولكن بالنسبة للرواية عن الكذابين وقبول أخبارهم فلننظر إلى آراء علماء الشيعة في هذا الموضوع ، ولننظر في ترجمة محمد بن سنان أبي جعفر الزاهري ، فهذا الزاهري قد افتخر به عبدالحسين الموسوي في المراجعات ، وقال عنه الحر العاملي : ( وثقه المفيد ! وروى الكشي له مدحاً جليلاً يدل على التوثيق ! وضعفه النجاشي والشيخ ظاهراً ، والذي يقتضيه النظر أن تضعيفه إنما هو من ابن عقدة الزيدي ، ففي قبوله نظر ، وقد صرح النجاشي بنقل التضعيف عنه ، وكذا الشيخ ( يعني الطوسي شيخ الطائفة ) ، ولم يجزما يضعفه ، على أنهم ذكروا وجهه ، وهو أنه قال عند موته : كل ما رويته لكم لم يكن لي سماعاً ، وإنما وجدته ، وهو لا يقتضى الضعف إلا بالنسبة إلى أهل الاحتياط التام في الرواية ، وقد تقدم ما يدل على جوازه ، ووثقه أيضاً ابن طاوس ! والحسن بن علي بن شعية ! وغيرهما ، ورجحه بعض مشائخنا ، وهو الصواب ، واختاره العلامة في بحث الرضاع من المختلف وغيره ، … ) .(7/33)
هذه أقوال العلماء في محمد بن سنان الزاهري ، والآن للنظر إلى كتب الرجال الشيعية – أيضاً - لنعرف حال هذا ( الزاهري ) ، حيث نقل الكشي عن حمدويه أنه قال : ( لا أستحل أن أروي أحاديث محمد بن سنان ) ، وروى الكشي عن الفضل بن شاذان أنه قال : ( لا استحل أن أروي أحاديث محمد بن سنان ، رجال الكشي ص 332 ، وذكر الفضل في بعض كتبه أنه من الكذابين المشهورين ، ابن سنان وليس بعبدالله ) رجال الكشي ص 428 ، وقال السيد هاشم معروف : ( أما محمد بن سنان فهو من المتهمين بالكذب على الأئمة عليهم السلام ، وجاء عن الفضل بن شاذان أنه قال : لا أحل لكم أن ترووا أحاديث محمد بن سنان ، كما عده في بعض كتبه مع الكذابين كأبي الخطاب ، ويونس بن ظبيان ، ويزيد الصائغ وغيرهم ) ، الموضوع في الآثار والأخبار ص 219 ، وقال عنه أيضاً : قال عنه الفضل بن شاذان أنه من الكذابين المشهورين ، وبالتالي فإن أكثرهم اتفقوا على تكذيبه ) ، دراسات في الحديث ص 297 ، ومع هذه العبارات الواضحة في رميه بالكذب ، وليس مجرد النسيان والخطأ ؛ إلا أننا نجد المدح والتبجيل من الموسوي ، والحر العاملي ، والمفيد ، بل عده الطوسي في الممدوحين في كتابه الغيبة ص 290 !!!!!!!!! ولكن في أصول علم الحديث عند الشيعة أن كذب الراوي لا يقدح في عدالته إذا كان شيعياً ، لأن الدين عندهم هو محبة رجل أو رجال !!!
والرواة المتهمون بالكذب عند الشيعة ، والمقبولة روايتهم في نفس الوقت كثر ، ومن أراد الاستزادة فعليه بكتب الشيعة يلق العجب العجاب ، والأسماء أكثر من أن تحصر لكثرتها .
وأنس أيضاً كان من رواة فضائل أهل البيت رضوان الله عليهم ، فمن ذلك ما رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه قال : لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي .
9 ) أحاديث عائشة رضي الله عنها :(7/34)
فيقول بعد أن ذكر الرواة عن عائشة وطرقهم وبكل ثقة : ( ولا شيء من هذه الطرق بخال عن الطعن والقدح المسقط عن الاعتبار والاحتجاج ) ، وسننظر جميعاً الآن إلى طعونه ، لنرى وبكل ثقة أنه كاذب في كل ما قاله .
أولاً : روايات الأسود بن يزيد النعيم :
البخاري : عن عمر بن حفص بن غياث عن أبيه عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود عن عائشة .
البخاري : عن مسدّد ، عن عبدالله بن داود ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة .
البخاري : عن قتيبة بن سعيد ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة .
مسلم : عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن أبو معاوية ووكيع وعن يحيى بن يحيى ـ واللفظ له ـ أخبرنا معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة .
النسائي : عن محمد بن العلاء ، عن أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة .
الإمام أحمد : عن عبدالله ، عن أبيه ، عن وكيع ، ثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود عن عائشة .
الإمام أحمد : عن عبدالله ، عن أبيه ، عن أبي معاوية ، ثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة .
ابن ماجة : عن أبوبكر بن أبي شيبة ، عن أبي معاوية ووكيع ، عن الأعمش وعن علي بن محمد ، عن وكيع ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة .
فقال في البداية عن الأسود رحمه الله : ( فإن « الأسود » من المنحرفين عن أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام ) ، وأحال المرجع إلى شرح النهج لابن أبي الحديد الشيعي المعتزلي ، وفضلاً عن أن الرواية التي تتهمه بذلك في النهج ساقطة لعدم وجود الإسناد ، وفضلاً عن أن ابن أبي الحديد ليس أهلاً للحكم على الرجال بآرائه ؛ إلا أن لنا وقفة مع هذه الرواية في آخر كلامنا عن الأسانيد ، في ذكر الروايات التي رواها الأسود في فضل علي رضي الله عنه .(7/35)
وإن كان هذا الميلاني يريد إسقاط عدالة الأسود باتهامه زوراً بأنه كان من المنحرفين عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؛ فإن كل رواة الشيعة من المنحرفين عن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه ، وبهذا فجميع روايات الشيعة بهذا الاعتبار ساقطة مردودة !!! ولكن – وللأسف – الشيعة يريدون أن يكون الطعن من جهة واحدة فقط !! وكأن أهل السنة والجماعة صم بكم عمي لا يستطيعون رد الافتراء بالحجة الدامغة ، وبيان الكذب والتخليط بالدليل الساطع .
ثم يقول مؤكداً جهله المدقع : ( والراوي عنه في جميع الأسانيد المذكورة هو إبراهيم بن يزيد النخعي ، وهو من أعلام المدلّسين ... قال أبوعبدالله الحاكم ـ في الجنس الرابع من المدلسين : قوم دلسوا أحاديث رووها عن المجروحين فغيروا أساميهم وكناهم كي لا يعرفوا ـ قال : « أخبرني عبدالله بن محمد بن حمويه الدقيقي ، قال : حدثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، قال : حدثني خلف بن سالم ، قال : سمعت عدة من مشايخ أصحابنا تذاكروا كثرة التدليس والمدلسين ، فاخذنا في تمييز أخبارهم ، فاشتبه علينا تدليس الحسن بن أبي الحسن ، أبراهيم بن يزيد النخعي ، لأن الحسن كثيراً ما يدخل بينه وبين الصحابة أقواما مجهولين ، وربما دلس عن مثل عتي بن ضمرة وحنيف بن المنتجب ودغفل بن حنظلة وأمثالهم ؛ وأبراهيم أيضاً يدخل بينه وبين أصحاب عبدالله مثل هني بن نويرة وسهم بن منجاب وخزامة الطائي وربّما دلس عنهم ) .(7/36)
فأقول : أما ما ذكره الحاكم رحمه الله فقد قيده برواية إبراهيم عن إصحاب عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ، وهذا الحديث ليس من ذلك ، حيث يرويه عن خاله الأسود بن يزيد مباشرة ، وقد روى الكثير عنه ، ولم يكن يدلس عنه لأنه من أشهر الرواة عنه ، هذا فضلاً عن أن الحاكم رحمه الله قال : وربما دلّس عنهم ، فأتت الأمانة العلمية عند الميلاني لتحول العبارة إلى : وهو من أعلام المدلسين ) !!!! فضلاً عن أن إبراهيم النخعي لم يوصف بالتدليس في كتب الرجال .
إضافة إلى أن كتب التراجم التي قام الميلاني بالرجوع إليها تذكر عن النخعي رحمه الله أن قال عن نفسه : ( إذا حدثتكم عن رجل عن عبدالله فهو الذي سمعت ، وإذ قلت : قال عبدالله ، فهو عن غير واحد عن عبدالله ) ، وعموماً فروايته هنا ليست عن ابن مسعود حتى يقيم الميلاني الدنيا
ويقعدها ، وإن كان الإرسال ( في نظر الميلاني ) يعد مسقطاً لعدالة الراوي فعلى كتب الحديث الشيعية السلام ، وعلى رأسها نهج البلاغة ، والاحتجاج للطبرسي ، حيث إن الأول ( كله ) مراسيل ، والثاني عامته كذلك .
وهناك نقطة أخرى طريفة ، ألا وهي أن هني بن نويرة وسهم بن منجاب ، ثقات !!! وخزامة الطائي لم أعثر له على ترجمة ، ومن هنا يتبين أن كلام الحاكم رحمه الله كان خطأ في حق إبراهيم النخعي رحمهما الله .
ثم أخذ يطعن في الأعمش متهماً إياه بالتدليس ، ونسي هذا أن الأعمش من كبار رواة الإسلام ، وأن من يطعن في الأعمش ؛ فإنما يطعن في نفسه ، لأن الأعمش لم يكن يتعمد التدليس ، هذا فضلاً عن أنه من الرواة المعتبرين عند الشيعة والسنة ، وقد دافع عنه عبدالحسين الموسوي في المراجعات .(7/37)
ثم لننظر إلى هذا المخذول كيف يهذي ، فإنه حينما أراد الطعن في الزهري استشهد بقول ابن معين رحمه الله في تفضيل الأعمش على الزهري ، مع أن يحيى بن معين رحمه الله ابتدأ كلامه الذي فهمه هذا الغبي خطأ بقوله : أجود الأسانيد : الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبدالله !!! أي أن رواية الأعمش عن إبراهيم تعد من أبرز الروايات ، لملازمته الطويلة له ، ولانتسابها إلى سلسلة من السلاسل الذهبية ، وقد علمنا الميلاني أن يحيى بن معين من شيوخ البخاري ومسلم ، ومن أئمة الجرح والتعديل ، اتفقوا على أنه أعلم أئمة الحديث بصحيحه وسقيمه . توفي سنة 302 هـ . ترجم له في : تذكرة الحفاظ 2|429 وغيرها .
فطعنه في رواية الأعمش وإبراهيم النخعي ليس لها أساس ، وإن كان يريد أن يقيم لها أساساً فعليه بنقض ما بناه من دعاويه في الطعن في الزهري معتمداً على هذه الرواية ، ولكن يبدو أنه غبي لا يفهم ما يكتبه ، وكعادة الشيعة : يقررون القاعدة ، ثم يهدمونها بأيديهم عند الحاجة إلى نقيضها ، وما أكثر التناقضات في دينهم ، ومن راجع ساحات الحوار المنتشرة على الإنترنت لعلم مصداق ما أقول .(7/38)
ثم يطعن في وكيع الجراح رحمه الله بقوله : ( والراوي عن « الأعمش » عند ابن ماجة وأحمد في طريقه الأخرى هو : وكيع ابن الجراح ، وفيه : أنه كان يشرب المسكر ، وكان ملازماً له ) ، والمشهور عن وكيع الجراح رحمه الله أنه يرى جواز شرب النبيذ ، وهذا خلاف في فروع الدين ، وإن كان مخطئاً في اجتهاده ، فله أجر واحد لخطئه ، ويغفر الله له ، أما عن أمانته ووثاقته في الرواية فليس فيها مطعن ، وعموماً : فالشيعة لا يرون في الكبائر التي يقترفها الشخص إسقاطاص لوثاقته ، فهذا محمد بن نصير النميري يبيح اللواط ، ويقول عنه إنه أحد الطيبات ، ومع ذلك أحاديثه في الكتب الأربعة ، ويأتي عبدالحسين الموسوي في المراجعات يزعم صحة كل ما في الكتب الأربعة ، فهو من طريق آخر يوثق هذا الشخص اللوطي القذر ، فرحمك الله يا وكيع !!(7/39)
ثم يطعن في حفص بن غياث رحمه الله بقوله : ( ثم إن الراوي عن أبي معاوية في إحدى طرق البخاري هو : حفص بن غياث ، وهو أيضاً من المدلسين ) ، ويحيل المرجع إلى تهذيب التهذيب ، فلنذكر ما ورد فيه ، حيث قال ابن حجر رحمه الله : (من الأئمة الأثبات ، أجمعوا على توثيقه والاحتجاج به !!!! إلا أنه في الآخر ساء حفظه ، فمن سمع من كتابه أصح ممن سمع من حفظه ، قال أبو زرعة ، وقال ابن المديني : كان يحيى بن سعيد القطان يقول : حفص أوثق أصحاب الأعمش ، قال : فكنت أنكر ذلك ، فلما قدمت الكوفة بآخرة أخرج إليّ ابنه عمر كتاب أبيه عن الأعمش ، فجعلت أترحم على القطان ) ، وقال ابن حجر في مقدمة فتح الباري : ( اعتمد البخاري على حفص هذا في حديث الأعمش لأنه كان يميز بين ما صرح به الأعمش بالسماع ، وبين ما دلسه ، نبه على ذلك أبو الفضل بن طاهر ، وهو كما قال ، روى له الجماعة ) فالحديث بهذا الإسناد لوحده كما جاء في صحيح البخاري يقوم مقام الاحتجاج ، ويلقم الخصوم الإغبياء أحجاراً في أفواههم تردهم على أدبارهم ، لأن طعنه هنا في حفص بن غياث أورده المهالك ، لأن حفصاً من أثبت أصحاب الأعمش ، فروايته عنه ليس فيها تدليس أبداً ، بل كيف يروي عمن روى عن الأعمش وهو صاحب الأعمش ، وروايته عن الأعمش كانت مميِّزة لما دلسه الأعمش مما لم يدلسه ، فهذا إسناد كعين الشمس ، ولكن مرحى للأمانة العلمية !!
وأخيراً : يثبت غباءه بغباء آخر ، ويؤكد قولنا : إن الشيعة يبنون القاعدة ثم يهدمونها عند الضرورة ، وذلك بقوله : ( مضافاً إلى أنه كان قاضي الكوفة من قبل هارون ، وقد ذكروا عن أحمد أنه : « كان وكيع صديقاً لحفص بن غياث فلما ولّي القضاء هجره ) ، وكفى بهذا توثيقاً ومدحاً لوكيع !!! مع أنه ليس بقادح في حفص رحمهما الله .
ثانياً : روايات عروة بن الزبير رحمه الله .(7/40)
الإمام أحمد : عن عبدالله ، عن أبيه ، عن شبابة ، عن شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة .
البخاري : عن زكريا بن يحيى ، عن ابن نمير ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة .
مسلم : عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب ، قالا : عن ابن نمير عن هشام وعن ابن نميرـ وألفاظهم متقاربة ـ عن أبي هشام ، عن أبيه ، عن عائشة .
ابن ماجة : ـ عن ابن أبي شيبة ، عن عبدالله بن نمير ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة .
البخاري : عن عبدالله بن يوسف ، عن مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة .
الترمذي : عن إسحاق بن موسى الأنصاري ، عن معن ، عن مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة .
مالك في الموطأ : عن هشام بن عروة ، عن أبيه عن عائشة .
وفي : الموطأ : عن عروة بن الزبير مرسلاً ، ولكنها موصولة ببقية الطرق .
فابتدأ الهجوم ببداية ضعيفة واهية سخيفة ، حيث يقول : ( فإن عروة بن الزبير ولد في خلافة عمر ، فالحديث مرسل ، ولابدّ أنه يرويه عن عائشة ) ، ويبدو أنه يظن أن كثرة الكلام والثرثرة تزيد من الطعون في الأسانيد ، وإلا فإن أمامنا عدة كلها موصولة الإسناد ، وليست مرسلة ، وحتى رواية الموطأ فإنها تلحق ببقية الروايات ؛ لأن رواية البخاري والترمذي إنما رويتا عن طريق الإمام مالك ، والإسناد فيهما متصل ، فبان بأن طريق الإمام مالك موصول إلى عائشة ، ولكن أنى لمن أعمى الله بصيرته أن يبصر .
إضافة إلى أنه ليس في البخاري ولا في مسلم حديث يسنده عروة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، بل جاء التصريح بالإسناد في بعضها إلى عائشة رضي الله عنها ، وبقيتها إلى أبيه الزبير بن العوام عن عائشة رضي الله عنهما ، فالحديث متصل الإسناد ، ولله الحمد .(7/41)
ثم يكذب على القارئ ، وعلى سلف الأمة ، وعلى أعلام الرجال ، على كل شيء عندما يقول : ( وكان عروة من المشهورين بالبغض والعداء لأمير المؤمنين عليه السلام ـ كما عرفت من خبره مع الزهري ، والخبر عن ابنه ـ وحتى حضر يوم الجمل على صغر سنه ، وقد كان هو والزهري يضعان الحديث في تنقيص الإمام والزهراء الطاهرة عليهما السلام ، فقد روى الهيثمي عنه حديثا ـ وصححه ـ في فضل زينب بنت رسول الله جاء فيه أنه كان يقول : « هي خير بناتي » قال : « فبلغ ذلك علي بن حسين ، فانطلق إليه فقال : ما حديث بلغني عنك أنك تحدثه تنقص حق فاطمة ؟! فقال : لا أحدث به أبداً » ) .
فيقول : إن عروة بن الزبير رحمه الله :
1 – كان من المشهورين ببغض علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
2 – حضر معركة الجمل على صغر سنة ، وأحال المرجع إلى تهذيب التهذيب بكل وقاحة .
3 – وكان يضع الأحاديث ضد علي وفاطمة رضوان الله عليهما .
ولنناقش هذه التهم الباطلة نقطة نقطة :
أولاً : قضية البغض إنما هي هرطقة لا طائل من ورائها ، وكذبة رخيصة يتعلق بها الشيعة عند نقدهم لروايات أهل السنة ، وإثباتها يحتاج إلى مقدمات طويلة ، فضلاً عن أن هذا الميلاني اعتمد في الطعن على ما روي في شرح نهج البلاهة ، والرواية فيه منقطعة الإسناد !!! وكذلك الرواية الأخرى عن ابنه يحيى منقطعة الإسناد !! وبهذه الروايات المنقطعة الإسناد وأمثالها ، وبالقشة والنقير والقطمير يريدون أن يهدموا دين الإسلام !!!(7/42)
ثانياً : ذكره أن عروة بن الزبير حضر معركة الجمل ، فلننظر في كتب الرجال ماذا قالت ؟ قال ابن حجر في تهذيب التهذيب : ( قال أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه : رددت أنا وأبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام من الطريق يوم الجمل ، استصغرنا !!! ... وكان يوم الجمل ابن ثلاث عشرة سنة ، فاستصغر !!! ) ، وبهذا تتضح الأمانة العلمية عند هذا الميلاني ، بل يتضح كذبه وتزويره ، ومن كانت هذه حاله ، فهو أحقر من أن يناقش أو يرد عليه ، ولكن وجدنا كل مؤلفي الشيعة على هذا المنوال في الكذب والتزوير ، فأردنا ضرب المثال بالرد على أحدهم ، حتى يتبين للناس كلهم أي نوع من المؤلفين هم ؟؟
ثالثاً : وضعه للأحاديث ضد علي وفاطمة ، ثم استشهاده بالرواية التي ذكرها ؛ فهذا يدل على حماقته ، لأن الرواية تصرح بتطلب عروة بن الزبير رضى علي بن الحسين وفاطمة ، فامتنع عن التحديث بهذا الحديث إرضاء له ، وإن كان الحديث يمكن أن يؤول على عدة معاني ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قال ذلك لما أحضروا زينب من مكة إلى المدينة ، وبعد أن روعها هبار بن الأسود ، وعُقر بعيرها ، وأسقطت جنينها رضوان الله عليها ، فلما وصلت إلى أبيها صلوات الله وسلامه عليه قال : ( هي خير بناتي ، أصيبت فيّ ) .
إضافة إلى أن رواية عروة بن الزبير – كما سيأتي – لفضائل ومناقب فاطمة وعلي رضي الله عنهما ترد على كل من زعم أنه من أعدائهما ، ولكن أنى للبهائم أن تفهم .(7/43)
ثم أخذ يطعن في أسانيد البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة بقوله : ( والراوي عنه ولده « هشام » في رواية البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة ... وهوأيضاً من المدلسين ، فقد قالوا : « كان ينسب إلى أبيه ما كان يسمعه من غيره ، وقد ذكروا أن مالكاً كان لا يرضاه ، قال ابن خراش : بلغني أن مالكاً نقم عليه حديثه لأهل العراق ، قدم الكوفة ثلاث مرات ، قدمة كان يقول : حدّثني أبي ، قال : سمعت عائشة . وقدم الثانية فكان يقول : أخبرني أبي ، عن عائشة . وقدم الثالثة فكان يقول : أبي ، عن عائشة » وهذا الحديث من تلك الأحاديث ) ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! وأضف ما شئت من علامات الاستفهام والتعجب !!!!!! لأن هذا المخذول يقول عن هشام : إن مالكاً قد نقم عليه ، مع أن الراوي عن هشام بن عروة هو الإمام مالك نفسه في رواية البخاري والترمذي ؛ فضلاً عن الإمام مالك قد روى هذا الحديث عنه في الموطأ ، ومن المعلوم لدى الجميع أن الإمام مالك سمع من هشام بن عروة في المدينة ، وقد نقم عليه الإمام مالك أحاديثه في زيارته الأخيرة للكوفة ، ثم يقول الميلاني بكل وقاحة وصفاقة عن هذا الحديث : ( وهذا الحديث من تلك الأحاديث ) !!!!!!!!!!!!!!!!!!
ملاحظة هامة : الرافضة : الكذب شعارهم ، والنفاق دثارهم ، خيارهم شرارهم ، وشيخهم حمارهم ، قوض الله ديارهم ، وقطع أدبارهم .
وبهذا يتبين وبكل وضوح لكل ذي عينين أن هذا الحديث مما حدث به هشام بن عروة في المدينة ، ولم يكن هذا الحديث مما نقم عليه الإمام مالك فيه ، لأنه رواه عنه ، وإنما نقم عليه حديثه لأهل العراق ، مع أنه صحيح بالجملة .(7/44)
وهناك نقطة أخرى لا بد من ذكرها ، ألا وهي أن البخاري رحمه الله قد روى في الحديث رقم 3204 : ( عن بدل بن المحبر أخبرنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال سمعت عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها مري أبا بكر يصلي بالناس … ) ، وهذا الحديث رواه عن عروة بن الزبير رحمه الله سعد بن إبراهيم ، وليس ابنه هشام ، وقد أغضى الميلاني الطرف عن هذا الحديث ، أو أنه قد أصيب ( بالعمى المؤقت ) عند قراءته لهذا الحديث ، لأن رواة هذا الحديث كلهم ثقات ، لم يرد في أي منهم أي مطعن بأي وجه من الوجوه المعتبرة !!!!!! ومرة بعد مرة يضرب لنا الميلاني الأمثلة على كيفية النزاهة والموضوعية في البحث !!!!!
ثالثاً : روايات عبيدالله بن عبدالله بن عتبة :
البخاري : عن أحمد بن يونس ، عن زائدة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة ، عن عائشة .
مسلم : عن أحمد بن عبدالله بن يونس ، عن زائدة ، عن موسى ابن أبي عائشة ، عن عبيدالله بن عبدالله ، عن عائشة .
النسائي : عن محمود بن غيلان ، عن أبي داود ، عن شعبة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبيدالله بن عبدالله عن عائشة .
النسائي : عن العباس بن عبدالعظيم العنبري ، عن عبدالرحمن بن مهدي ، عن زائدة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبيدالله بن عبدالله ، عن عائشة .
الإمام أحمد : عن عبدالله ، أبيه ، عن عبدالأعلى ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبيدالله بن عبدالله ، عن عائشة .(7/45)
فيقول بحماقته المشهورة : ( فإن الراوي عن عبيدالله عند البخاري ومسلم والنسائي هو : موسى بن أبي عائشة ، وقد قال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول : تريبني رواية موسى بن أبي عائشة حديث عبيدالله بن عبدالله في مرض النبي صلى الله عليه وسلم ) ، ويحيل إلى تهذيب التهذيب ، بينما صاحب تهذيب التهذيب يقول بعد ذكره لهذه العبارة : ( قلت : عني أبو حاتم أنه اضطراب فيه ، وهذا من تعنته ، وإلا فهو حديث صحيح ) !!!
بل قال صاحب تهذيب الكمال الذي هو أصل كتاب تهذيب التهذيب : ( وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سمعت أبي يقول : تريبني رواية موسى بن أبي عائشة حديث عبيد الله بن عبد الله في مرض النبي صلى الله عليه وسلم ، قلت : ما تقول فيه ؟ قال : صالح الحديث ، قلت : يحتج بحديثه ؟ قال : يكتب حديثه ) !! فأين الميلاني عن هذه النصوص ؟؟ هل كان مشغولاً إلى الدرجة التي يعجز معها عن قراءة وفهم هذه المقولات ؟؟ أم أنه يخفي شيئاً في صدره ؟؟ إضافة إلى أن طعن أبي حاتم في رواية موسى بن أبي عائشة عن عبيدالله بن عبدالله إنما كان للاضطراب الذي فيها ، والذي ملأ الميلاني الدنيا نهيقاً لما وجده ، وظن أن الروايات متعارضة في ذكر الحادثة .
ثم يقول وبكل ثقة : ( والزهري من قد عرفته سابقاً ) !!! وهذا القول لا يحتاج إلى مزيد رد .(7/46)
ثم يطعن في عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود بقوله : ( هذا مضافاً إلى ما في عبيدالله بن عبدالله نفسه ... فقد روى ابن سعد ، عن مالك بن أنس ، قال : جاء علي بن حسين بن علي بن أبي طالب إلى عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود يسأله عن بعض الشيء ! وأصحابه عنده ، وهو يصلي ، فجلس حتى فرغ من صلاته ، ثم أقبل عليه عبيدالله . فقال أصحابه : أمتع الله بك ، جاءك هذا الرجل وهو ابن ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي موضعه ، يسألك عن بعض الشيء !! فلو أقبلت عليه فقضيت حاجته ، ثم أقبلت على ما أنت فيه ! فقال عبيدالله لهم : هيهات ! لابد لمن طلب هذا الشان من أن يتعنى !! ) !!! وهذه الرواية تقف الآن في طابور الروايات التي ننتظر من الميلاني تخريج أحاديثها والحكم على أسانيدها ، ونحن في انتظار هذه الخطوة ( الجريئة ) من الميلاني الجبان .
إضافة إلى أن القصة يمكن النظر إليها من وجهتي نظر ، الأولى : وجهة النظر الشيعية ، وهم ينفون هذه الرواية ، لأن هذه الرواية تثبت أن علي بن الحسين كان يتعلم من عبيدالله بن عتبة ، بينما الشيعة يقولون إن علي بن الحسين ليس بحاجة إلى تعليم !!! أما الثانية : فوجهة النظر الإسلامية ، وهي وجهة نظر أهل السنة والجماعة ، حيث يعدون هذه إحدى مناقب عبيدالله بن عبدالله ، وإنما ذكروا هذه الرواية في باب مناقبه ، فقلبها الشيعة بفهمهم المنكوس إلى مثلبة !!!
الحاصل : أن هذه خمسة أسانيد ليس فيها مطعن ، تضاف إلى قائمة الأسانيد الصحيحة بحمد الله تعالى .
رابعاً : روايات مسروق عن عائشة :
النسائي : عن محمد بن المثنى ، عن بكر بن عيسى صاحب البصري ، عن شعبة ، عن نعيم بن أبي هند ، عن أبي وائل ، عن مسروق ، عن عائشة .
الإمام أحمد : عن عبدالله ، أبيه ، عن بكر بن عيسى ، عن شعبة بن الحجاج ، عن نعيم بن أبي هند ، عن أبي وائل عن مسروق ، عن عائشة .(7/47)
الإمام أحمد : عن عبدالله ، عن أبيه ، عن شبابة بن سوار ، عن شعبة ، عن نعيم بن أبي هند ، عن أبي وائل ، عن مسروق ، عن عائشة .
فطعن في أبي وائل بكل حماقة وقلة عقل ، حيث قال : ( أبو وائل : وهو شقيق بن سلمة ، يرويه عن مسروق ، وقد قال عاصم ابن بهدلة : قيل لأبي وائل : أيهما أحبّ اليك : علي أو عثمان ؟ قال : كان عليّ أحب إلي ثم صار عثمان ) !!!! ونذكر الميلاني بأن كل أهل السنة والجماعة يحبون عثمان أكثر من علي رضي الله عنهما ، لأنهم يرون أن عثمان أفضل من علي ، ونرد على الميلاني بالمثل ونقول : إن كل رواة الشيعة بأجمعهم مردودو الرواية ، لأنهم يفضلون علياً على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما !!!
ثم واصل الطعون لورود نعيم بن أبي هند ، وقلنا إن نعيم بن أبي هند ثقة رمي بالنصب ، وعرفنا معه بعض الرواة الشيعة الواقفة وهم : الحسن بن محمد بن سماعة ، وأحمد بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمار ، وصفوان بن يحيى ، وإدريس بن الفضل ، وسليمان الخولاني ، وإسحاق بن جرير البجلي الكوفي ، وجعفر بن محمد بن سماعة ، والحسين بن أبي سعيد هشام بن حيان المكاري ، والحسين بن المختار القلانسي وغيرهم الكثير ممن ناصبوا علي الرضا العداء ، واستحلوا أموال الكاظم ظلماً وزوراً ، ومع ذلك فهم ثقات أجلاء معتبرو الرواية عند الشيعة !!!
ثم طعن في شبابة بن سوار لأنه مرجئ داعية للإرجاء ، وهذا هو قول علماء الجرح والتعديل فيه ، وأن روايته يتثبت فيها ، ولا تؤخذ على إطلاقها ، ولكن قال يحيى بن معين رحمه الله عن شبابة إنه ثقة في شعبة ، وكما قال الميلاني : ((( فالإمام يحيى بن معين من شيوخ البخاري ومسلم ، ومن أئمة الجرح والتعديل ، اتفقوا على أنه اعلم أئمة الحديث بصحيحه وسقيمه . توفي سنة 302 هـ . ترجم له في : تذكرة الحفاظ 2|429 وغيرها ))) !!!
خامساً : رواية حمزة بن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما :(7/48)
البخاري : عن أحمد بن يونس ، عن زائدة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة ، عن عائشة .
وقد أغضى الميلاني الطرف عن هذه الرواية لحاجة في نفسه قبحه الله ، ولأنه لم يجد فيها مطعناً ينهش فيه ليطفئ حرارة السعار الذي أصابه تجاه فضائل الصديق رضي الله عنه ، فتباً له وسحقاً .
وأخيراً : لما نفدت السهام من جعبته قام في الطعن في أم المؤمنين عائشة ، الطاهرة المطهرة ، الصادقة بنت الصديق ، رضي الله عنها وأرضاها ، وجمعنا بها في المنازل العليا من جنته ( آمين ) :
قال تعالى : ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) ، فإذا كان أولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض ، فكيف بأقرب الأرحام إلى الشخص ألا وهي أمه ، فهي أمٌّ للمؤمنين فقط ، ومن كذب بذلك فهو خارج من الملة لمخالفته صريح القرآن ، وهي أمنا قبل أن تكون أمهاتنا اللاتي ولدننا أمهات لنا ، لأن عائشة وبقية أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن أمهات لمن سبقنا ، ولنا ، ولمن سيولد من المؤمنين حتى آخر الزمان ، ومحبتنا لهن رضوان الله عليهن أشد من محبتنا لأمهاتنا اللاتي ولدننا ، كيف لا وهن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، فأسأل الله أن يجمعنا بعائشة وبقية أمهات المؤمنين في أعلى جناته ، إنه سميع مجيب ، وأنا أحتسب الأجر على الله في دفاعي عنها رضوان الله عليها ، فأقول :
بالنسبة لزعم الميلاني أنها تمدح نفسها ، وتنتقص غيرها فالأحاديث التي جاءت بعكس هذا تماماً كثيرة متضافرة ، فمن ذلك :
في نفس الحديث الذي نحن بصدده ، روت عائشة أنها لما راجعت النبي صلى الله عليه وسلم في طلبها أن يختار رجلاً غير أبي بكر ليصلي بالناس ! وبخها قائلاً : ( إنكن صواحب يوسف ) !! فأين مدحها لنفسها هنا ؟؟!!(7/49)
وروى مسلم : أن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه أو ساقيه ، فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث ، ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث ، ثم استأذن عثمان ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه ، فلما خرج قالت عائشة : دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله ، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله ، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك ؟ فقال : ألا أستحي من رجل تستحي منهالملائكة ، وهنا مدحت عثمان في مقابل أبيها أبي بكر ، فلو كانت تطلب الفضائل لنفسها ولذويها لقلبت ترتيب دخولهم ، حتى يكون آخرهم دخولاً أبو بكر ، ثم يمتدحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بشدة حيائه ، وحاشاها رضوان الله عليها أن تفعل ذلك .
وروى مسلم أيضاً : أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت عن زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم : ( وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب ، وأتقى لله ، وأصدق حديثا ، وأوصل للرحم ، وأعظم صدقة ، وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله تعالى ، ما عدا سورة من حدة كانت فيها تسرع منها الفينة ) ، فهاهي هنا تمتدح ضرتها التي تساميها عند زوجها .(7/50)
روى الحاكم في مستدركه : عن عائشة رضي الله عنها قالت ك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه : ( أسرعكن لحوقا بي أطولكن يدا ) . قالت عائشة : فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا في الجدار نتطاول ، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانت امرأة قصيرة ولم تكن أطولنا ، فعرفنا حينئذ أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بطول اليد الصدقة ، قال : وكانت زينب امرأة صناعة اليد ، فكانت تدبغ وتخرز وتصدق في سبيل الله عز وجل ، هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه .
وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : مرحبا بابنتي ، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثم أسر إليها حديثا فبكت ، فقلت لها : لم تبكين ؟ ثم أسر إليها حديثا فضحكت ، فقلت : ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن ، فسألتها عما قال ؟ فقالت : ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم فسألتها ، فقالت : أسر إلي إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة ، وإنه عارضني العام مرتين ، ولا أراه إلا حضر أجلي ، وإنك أول أهل بيتي لحاقا بي فبكيت ، فقال : أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة ، أو نساء المؤمنين فضحكت لذلك ، ولا أدري لماذا يغض الشيعة الطرف عن مثل هذه الأحاديث ؟؟!!(7/51)
وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها : ( أن قريشا أهمهم شأن المخزومية ، فقالوا من يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن علي ، عن سفيان قال : ذهبت أسأل الزهري عن حديث المخزومية فصاح بي ، قلت : لسفيان فلم تحتمله عن أحد ؟ قال : وجدته في كتاب كان كتبه أيوب بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها : أن امرأة من بني مخزوم سرقت ، فقالوا : من يكلم فيها النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يجترئ أحد أن يكلمه ، فكلمه أسامة بن زيد فقال : إن بني إسرائيل كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف قطعوه ، لو كانت فاطمة لقطعت يدها ) ، ولولا عظم منزلة فاطمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ذكرها في قوله ( ولو كانت فاطمة لقطعت يدها ) ، وحاشا سيدة نساء العالمين رضوان الله عليها أن تسرق ، ولو كانت عائشة رضوان الله عليها تنسب الفضائل لنفسها لقالت : قال : ولو كانت عائشة لقطعت يدها ، أو قال : لو كان أبا بكر لقطعت يده !!!!!
وأما الحديث الذي ملأ الشيعة الدنيا بذكره فهو ما رواه مسلم : عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير واللفظ لأبي بكر قالا : عن محمد بن بشر ، عن زكريا ، عن مصعب بن شيبة ، عن صفية بنت شيبة ، قالت : قالت عائشة : خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " !!!!! فهذا الحديث من رواية عائشة أيضاً .(7/52)
وفي سنن أبي داود عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ما رأيت أحدا كان أشبه سمتا وهديا ودلا ، ( وقال الحسن : حديثا وكلاما ، ولم يذكر الحسن السمت والهدي والدل برسول الله صلى الله عليه وسلم ) من فاطمة كرم الله وجهها ، كانت إذا دخلت عليه قام إليها فأخذها بيدها وقبلها وأجلسها في مجلسه ، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته وأجلسته في مجلسها ، صححه الألباني ، فهل بعد هذا المدح من مدح ؟ وهل بعد هذا الثناء من ثناء ؟؟!!
وفي سنن الترمذي : عن محمد بن بشار ، عن عثمان بن عمر ، أخبرنا إسرائيل ، عن ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن عائشة بنت طلحة ، عن عائشة أم المؤمنين قالت : ما رأيت أحدا أشبه سمتا ودلا وهديا برسول الله في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : وكانت إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها ، فلما مرض النبي صلى الله عليه وسلم دخلت فاطمة فأكبت عليه فقبلته ، ثم رفعت رأسها فبكت ، ثم أكبت عليه ، ثم رفعت رأسها فضحكت ، فقلت : إن كنت لأظن أن هذه من أعقل نسائنا ، فإذا هي من النساء ، فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم قلت لها : أرأيت حين أكببت على النبي صلى الله عليه وسلم فرفعت رأسك فبكيت ، ثم أكببت عليه فرفعت رأسك فضحكت ، ما حملك على ذلك ؟ قالت : إني إذا لبذرة ، أخبرني أنه ميت من وجعه هذا فبكيت ، ثم أخبرني أني أسرع أهله لحوقاً به ، فذاك حين ضحكت ، قال أبو عيسى الترمذي : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن عائشة ، وصحح الألباني هذا الحديث .(7/53)
وفي مستدرك الحاكم : عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت إذا ذكرت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم قالت : ما رأيت أحداً كان أصدق لهجة منها إلا أن يكون الذي ولدها ، وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه .
وفي صحيح مسلم : أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في مرطي فأذن لها ، فقالت : يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة وأنا ساكتة … ) إلى آخر الحديث ، ولولا عظم منزلة فاطمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند زوجاته أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن لما أرسلنها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر الذي يخصهن لوحدهن ، ولو كانت عائشة تكره ذكر علي وفاطمة رضوان الله عليهما لأخفت اسم فاطمة هنا ، ولقالت : فأرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إليه امرأة تكلمه في شأنهن ووو … إلخ .
وفي صحيح مسلم : عن شريح بن هانئ قال : سألت عائشة عن المسح على الخفين ، فقالت : ائت عليا ، فإنه أعلم بذلك مني ، فأتيت عليا ، فذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله !!!!!!
بل وروت الفضائل عن غير أهل البيت من الصحابة ، فمن ذلك ما رواه البخاري : حدثنا يحيى بن قزعة ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة ابنته في شكواه الذي قبض فيها ، فسارها بشيء فبكت ، ثم دعاها فسارها فضحكت ، قالت : فسألتها عن ذلك ، فقالت : سارني النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبرني أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت ، ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته أتبعه فضحكت . وهذا الإسناد فيه عروة بن الزبير أيضاً .(7/54)
وجاء عنها أيضاً في صحيح مسلم قالت : ثم أرق رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، فقال : ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة ، قالت : السلاح ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من هذا ؟ قال سعد بن أبي وقاص : يا رسول الله جئت أحرسك ، قالت عائشة : فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعت غطيطه .
وعنها رضي الله عنها قالت : ثم بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد ببيت في الجنة .
وعنها رضي الله عنها قالت : ثم ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة ، ولقد هلكت قبل أن يتزوجنى بثلاث سنين ، لما كنت أسمعه يذكرها ، ولقد أمره ربه عز وجل أن يبشرها ببيت من قصب في الجنة ، وإن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها .
وعنها رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني قد رزقت حبها . تعني خديجة رضي الله عنها .
وكفى بهذه الأحاديث عبرة وعظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
فأين استئثار عائشة رضي الله عنها لنفسها وأبيها ومن تحب من قرابتها وذويها بالفضائل ، ولكن ربما أن الشيعة يفهمون أن الأحاديث السابقة الذكر من الرذائل ، فلذلك لا يعترفون بها !!!
وأما ما كانت عائشة رضوان الله عليها تفعله من غيرتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فهذا أمر فطر الله النساء عليه ، ولا يماري فيه أحد ، ولا يُمكن أن يُعاب إنسان بفطرة فطره الله عليها ، وإلا فإن النصارى يتشدقون صباحاً مساءً بالطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم في زواجه من تسع نساء ، وفي خفاء الغيبيات عليه ، وعاب عليه المشركون أكله ومشيه في الأسواق ، صلوات ربي وسلامه عليه ، وغير ذلك من الأمور التي تتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم من ناحية كونه بشراً ، فما يُقال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقال في حق جميع البشر رجالاً ونساء ، ومنهم عائشة رضوان الله عليها .(7/55)
وأما قول عائشة عن خديجة : ( حمراء الشدقين ) ، فمحمول على ما سبق ذكره من غيرة النساء الطبيعية ، وقد رواه البخاري ومسلم ، ولكن في إسناده هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ، فإذا كان الميلاني يريد الأخذ بهذه الرواية مع وجود هشام بن عروة فيها ؛ فليأخذ أيضاً بروايته السابقة في إمامة أبي بكر رضي الله عنه الناس في الصلاة .
وأما حديث الخال المروي في كنز العمال ، وطبقات ابن سعد ، وما ذكر فيه من اتهام عائشة رضوان الله عليها بالكذب والخيانة !!! فإنه ساقط متناً قبل أن يكون ساقطاً سنداً ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن غبياً كي يرسل زوجة من زوجاته لكي تنظر إلى امرأة يريد خطبتها ، وهذا من أبده البديهيات ، وأما السند فمجهول !!! فكيف يحتج بهذه الرواية ؟ إن الشيعة يريدون منا أن نأخذ الروايات الساقطة سنداً ومتناً أخذ المسلمات في نفس الوقت الذي يريدون منا فيه أن نرمي بالأحاديث الصحيحة المتواترة عرض الجدار !!!!!
ثم يواصل طعونه في أم المؤمنين التي ليست له بأم بقوله : ( ولقد ارتكبت ذلك حتى بتوهّم زواجه صلى الله عليه وآله وسلم ... فقد ذكرت : أن عثمان جاء النبي في نحر الظهيرة . قالت : فظننت أنه جاءه في أمر النساء ، فحملتني الغيرة على أن أصغيت إليه ) ، والطريف أنه لم يذكر الحديث كاملاً ، حيث روى الإمام أحمد أن عائشة قالت : ثم ما استمعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم الا مرة ، فان عثمان جاءه في نحر الظهيرة فظننت انه جاءه في أمر النساء ، فحملتني الغيرة على ان أصغيت إليه ، فسمعته يقول : ( إن الله عز وجل ملبسك قميصا تريدك أمتي على خلعه فلا تخلعه ) ، فلما رأيت عثمان يبذل لهم ما سألوه إلا خلعه ؛ علمت أنه من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي عهد إليه !!! ومعلوم موقف الرافضة من هذا الحديث برمته ، حيث يثبت خلافة عثمان رضي الله عنه وأرضاه .(7/56)
ثم ما دخل الإصغاء بالكذب والخيانة ، وما هو الرابط بينهما حتى يقول هذا الكاذب : ( ولقد ارتكبت ذلك ( أي الكذب والخيانة ) حتى بتوهّم زواجه صلى الله عليه وآله وسلم … فقد ذكرت : أن عثمان جاء النبي في نحر الظهيرة . قالت : (( فظننت أنه جاءه في أمر النساء ، فحملتني الغيرة على أن أصغيت إليه )) ) ؟؟!! فمتى كذبت ؟؟!!
وأما قوله : ( أما بالنسبة إلى من تكرهه … فكانت حرباً شعواء ) ، فلا أدري والله بعد ما ذكرته من الأحاديث من هم الذين تكرههم عائشة رضوان الله عليها حتى تكون حرباً شعواء عليهم ؟ وهل يعقل أن تكره عائشة علياً ؟؟!! وقد روت الأحاديث التي تذكر فضله وعلمه رضي الله عنهما ؟؟!!
ثم يستشهد على هذه الكراهية العظيمة ، والحرب الشعواء المزعومة بقوله : ( فقد جاء رجل فوقع في علي وفي عمار رضي الله تعالى عنهما عند عائشة . فقالت : أما علي فلست قائلة لك فيه شيئا ، وأمّا عمار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يخير بين أمرين إلآ اختار أرشدهما ) !!!!
فعائشة لن تقول شيئاً في علي لأنه لا يحتاج إلى أن تقول فيه شيئاً ، ويكفي أن عمار قد اختار فئة علي على فئة معاوية ؛ فكان اختياره هو الأرشد ، وفي هذا الحديث مدح من عائشة لعلي رضي الله عنهما .
وحديثنا كله في هذا الخبر على فرض صحة إسناده ، وإلا فإن في إسناده حبيب بن أبي ثابت عن عطاء بن يسار ، وقد قال علماء الحديث عن حبيب بن أبي ثابت : أن له أحاديث عن عطاء بن يسار لم يتابع عليها .
وأما الحديث الذي زعم وقوعه ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم طلب رجلاً يحدثهم ، ففي إسناده فرج بن فضالة ، وهو منكر الحديث ، وهكذا يريد الشيعة الحمقى أن يطعنوا في عدالة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل هذه الترهات الساقطة التي يرويها الضعفاء .(7/57)
وحتى لو صح هذا الحديث ؛ فما هو وجه الطعن من عائشة في علي رضي الله عنهما ؟؟!! ولكن الشيعة يجعلون من الحبة قبة لكي توافق أهواءهم ، وما وجه الدلالة والاستشهاد في هذا الحديث بأنها تضع الحديث ضد علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، ثم لماذا يستشهد الميلاني بهذا الحديث مع أنه يقول عنه : إنه موضوع ؟! ، ويقول عنها رضوان الله عليها : ( ولا تغفل عن كتمها اسم الرجل الذي دعاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ بعد أن أبى عن الإرسال خلف أبي بكر وعمر ـ وهو ليس إلا أمير المؤمنين عليه السلام ) !!!!!!!!
ثم يقول عنها رضوان الله عليها : ( فانظر كيف أيدت في تلك الأيام معاوية على مطالبته الكاذبة بدم عثمان ! وكيف اعتذرت عن تحريضها الناس على قتل عثمان ) !! ولا أدري من أين نقل هذه الفرية أن عائشة حرضت الناس على قتل عثمان رضي الله عنهما ، مع أنها تروي في الأحاديث التي يستشهد بها عن إخبار النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بأنه سيتولى الخلافة !!!
ثم يواصل سعاره ونهيقه بقوله : ( فاذا كان هذا حالها وحال رواياتها في الأيام العادية ... فإن من الطبيعي أن تصل هذه الحالة فيها إلى أعلى درجاتها في الأيام والساعات الأخيرة من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن تكون أخبارها عن أحواله في تلك الظروف أكثر حساسية ... فتراها تقول : لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله لعبد الرحمن ابن أبي بكر : إيتني بكتف ولوح حتى أكتب لأبي بكركتاباً لا يختلف عليه . فلمّا ذهب عبدالرحمن ليقوم قال : أبى الله والمؤمنون أن يختلف عليك يا أبا بكر » ، وتقول : « لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة . فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس » ، وتقول : « قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه بين سحري ونحري » ، تقول هذا وأمثاله ... ) !!(7/58)
وأقول : يا لهف قلبي على هذا الرسول المسكين ، الذي لم يجد من بين نساء العالمين من يتخذها زوجة له سوى هذه التي يزعم فيها الرافضة أنها حاقدة حسودة حقودة طماعة !!!! فيا لهذا الرسول الذي يزعمونه ولاختياره الأخرق . وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضيره لمز الرافضة له .
وأما حديث كتابة الكتاب لأبي بكر رضي الله عنه ، فليس في المسند فقط ؛ بل رواه مسلم أيضاً حيث قال : عن عائشة قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه : ( ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى اكتب كتابا ، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل أنا أولى ، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر ) .
وأما كثرة رواياتها لأحاديث مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته ؛ فلأنه كان صلوات الله وسلامه عليه في بيتها ، فكانت أعلم الناس بما جرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته ، وبماذا أوصى ؟ وماذا فعل ؟ وأما اختلاقها الفضائل لنفسها وأبيها ، وكتمانها فضائل علي بن أبي طالب وفاطمة رضوان الله عليهم أجمعين فهو من خطل القول الذي لا دليل عليه ، بل إن كل الأدلة الصحيحة ضده .
وأما ما رواه البخاري في صحيحه : قالت عائشة : لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم واشتد وجعه استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي ، فأذنَّ له ، فخرج بين رجلين تخط رجلاه الأرض ، وكان بين العباس ورجل آخر ، قال عبيد الله : فذكرت ذلك لابن عباس ما قالت عائشة ، فقال لي : وهل تدري من الرجل الذي لم تسم عائشة ؟ قلت : لا ، قال : هو علي بن أبي طالب .(7/59)
وإن كان ابن عباس قد قال : ( هو عليّ ولكن عائشة لا تقدر على أن تذكره بخير ) كما نقل الميلاني عن عمدة القاري ؛ فننتظر الحكم كذلك على هذه الرواية ، ولو صحت ؛ فإن ابن عباس قد علم شيئاً ، وخفيت عليه أشياء ، ومما خفي عليه ثناء عائشة على علي رضي الله عنه في الحديث الذي ذكرته سابقاً ، وعموماً ؛ فإن الرواية في كل الكتب الستة لم تذكر مقولة ابن عباس : (( ولكن عائشة لا تقدر على أن تذكره بخير )) !! وإنما اقتصرت مقولة ابن عباس رضي الله عنه بقوله : هو علي !!!!! وراجع في ذلك كتب الحديث المعتبرة ، وعلى رأسها البخاري ومسلم ، وهذا دليل آخر على الأمانة العلمية المفقودة ، وإنما هي زيادة من ابن إسحاق في مغازيه ، وللإسماعيلي فقط ، وبأسانيد الله أعلم بحالها .
ثم إن حديث الخروج إلى الصلاة بين رجلين قد جاء أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : ( فخرج يهادي بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض ) ، وعلى قاعدة الأستاذ الميلاني ؛ يكون ابن عباس عدواً لأبيه العباس ، ولعلي بن أبي طالب ، لعدم تصريحه بأسمائهما ، مع أن الشيعة يعدون ابن عباس من كبار أصحاب علي بن أبي طالب رضوان الله عليهما .(7/60)
وبعد أن علمنا أن مقولة ( ولكن عائشة لا تقدر على أن تذكره بخير ) لم ترو بسند مقبول عن ابن عباس ؛ بل إن المعروف المعلوم أن عائشة قد ذكرت علي بن أبي طالب وفاطمة وبقية أصحاب الكساء بالخير والفضل ؛ فلا بد من معرفة السبب الذي دعاها رضوان الله عليها للتصريح باسم العباس دون اسم الرجل الآخر ؟؟ والسبب بكل بساطة هو : أن الروايات قد جاءت مصرحة باسم الرجل الآخر ، ولكن فيها اختلاف في تسمية الرجل الآخر ، ولذلك فقد حُمل الحديث على أنهم كانوا يتعاقبون حمل الرسول صلى الله عليه وسلم من جهة واحدة ، وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه أحدهم ، بينما العباس رضي الله عنه كان ملازماً للرسول صلى الله عليه وسلم طوال مسيره من الجهة الثانية ، وهذا هو كل ما في الموضوع ، أما الكراهية والبغض والشحناء ، وعدم المقدرة على ذكر الفضائل وغيرها ، فهي كلام هباء منثور كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف ، فكيف يصدق به عاقل ؟؟؟؟ وقد خفي هذا الأمر على ابن عباس ، لأنه رأى علياً يعضد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولم ير الباقين ، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ ، ومن رأى حجة على من لم ير ، وهل ننفى الرواية لأن ابن عباس رأى جزءاً منها وغاب عنه الباقي ؟؟!!(7/61)
ثم لننظر إلى هذا المؤلف القدير كيف ينسف كل ما بناه في السابق عند قوله : ( فإذا عرفناها تبغض علياً إلى حد لا تقدر أن تذكره بخير ، ولا تطيب نفسها به ، وتحاول إبعاده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وتدعي لأبيها ولنفسها ما لا أصل له ، بل لقد حدثت أمّ سلمة بالأمر الواقع فقالت : ( والذي أحلف به ، إن كان علي لأقرب الناس عهداً برسول الله صلى الله عليه وسلم . قالت : عدنا رسول الله غداة بعد غداة فكان يقول : جاء عليّ ؟!! ـ مراراً ـ قالت : أظنه كان بعثه في حاجة ، قالت : فجاء بعد ، فظننت أن له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت ، فقعدنا عند الباب ، فكنت أدناهم إلى الباب ، فأكبّ عليه علي فجعل يساره ويناجيه ، ثم قبض رسول الله ) ، ولا أدري كيف تطيب نفس هذا الأحمق بقبول هذه الرواية ، مع أن فيها الكثير من المخالفات والمحاذير ، ومع أن الحاكم قال : إن هذا الحديث صحيح ، إلا أن الحاكم معروف بتساهله في تصحيح الأحاديث ، ولننظر نظرة سريعة في رجال الإسناد لنطبق ما تعلمناه من المحقق الكبير الميلاني :(7/62)
جاء في المستدرك : أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا عبد الله بن محمد بن شيبة قال : ثنا جرير بن عبد الحميد ، عن مغيرة ، عن أم موسى عن أم سلمة رضي الله عنها ، ولا أدري لماذا لم يطبق الميلاني إجراءات الفحص والتحري والسلامة للتأكد من صحة هذا الحديث مثلما قام به في نقده لروايات إمامة إبي بكر رضي الله عنها ، ولكن يبدو أنه قد أحس بالتعب فجأة !!! ولكي أختصر عليه الموضوع ، ففي سند هذا الحديث جرير بن عبدالحميد ، وهو ثقة عند أهل السنة والجماعة ، ولكنه اختلط في آخره عمره ، فحاله تماماً كحال عبدالملك بن عمير الذي رفض الميلاني قبول روايته لأنه اختلط في آخر عمره ، مع أن روايتهما لم تكن مما روياه في آخر عمرهما ، فلماذا تقبل رواية جرير ؟ ولا تقبل رواية عبدالملك بن عمير ؟؟!! وكذلك فقد رمي بالتدليس ، فحاله كالأعمش وغيره ، وكان أيضاً يسب معاوية علانية !! وحاله ليس بأقل من حال من أسقط الميلاني زوراً وبهتاناً عدالتهم لظنه أنهم أعداء لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه .
والمغيرة بن مقسم : كان يدلس ، وكان عثمانياً ، فحاله تماماً كحال أبي وائل : شقيق بن سلمة ، وقال عنه إسماعيل القاضي : ليس بقوي فيمن لقي لأنه يدلس ؛ فكيف إذا أرسل ؟
وأما أم موسى : سرية علي بن أبي طالب ؛ فقد قال الدارقطني عنها : يخرج حديثها اعتباراً ، أي أن ما وافقت غيرها فيه فيعتضد به ، أما إن خالفت غيرها فحديثها مردود عليها ، ومن ذلك هذا الحديث ، لأن كبار الحفاظ قد أخرجوا خلاف ما ذكرت
فما رأي الميلاني بهؤلاء الرواة ؟؟؟
وحتى إن صح حديث أم سلمة ، فلا معارضة بينه وبين حديث عائشة ، فيكون علي بن أبي طالب آخر من رآه من عموم الناس ، وعائشة هي آخر من رآه من خواصه ، لأنه كان في بيتها رضوان الله عليها ، مع أن الحديث باطل .(7/63)
وأما قول الميلاني في آخر موضوعه : ( إذا عرفنا هذا كله ، وهو قليل من كثير ) فلا أدري أين هو هذا الكثير ؟ ولكن من المعلوم أن الكثير هو ما ذكرته قبل قليل من رواية عائشة رضي الله عنها فضائل علي وفاطمة رضي الله عنهما ، ولذلك فنحن ننتظر هذا الكثير الذي عند الميلاني .
وأما قول الميلاني في آخر هذا الفصل : ( ومما يؤكد ذلك اختلاف النقل عنها في القضية وهي واحدة ) ، فهذا إن دل على شيء ؛ فإنما يدل على تحامله الشديد ، لأن كل من قرأ كتب الشيعة وجدهم يؤمنون بروايات وردت من طرق الشيعة والسنة تحكي قصة واحدة ، وتتضارب بينها أشد التضارب ، ومن ذلك الحادثة المزعومة في تصدق علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالخاتم ، وحديث أصحاب الكساء ، وحديث تظاهر عائشة وحفصة رضوان الله عليهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلى غير ذلك من الأحاديث التي اختلفت الرواية فيها ، فأهل السنة والجماعة لهم ضوابط في هذه المسألة في الجمع والترجيح عند صحة الأسانيد ، ولكن يبدو أن الأخ الميلاني غير مقتنع بهذا كله ، فليطبق هذه القاعدة على كتب الحديث الشيعية فقط إذاً ، وليسقط جميع الأحاديث التي اختلف النقل فيها ، وننتظر منه الخروج بشيء ولو كان يسيراً !!
وجميع روايات البخاري ومسلم صحيحة الإسناد ، ولا خلاف في رواتها ، ولا غبار عليها ، وبلا شك فهناك ابن ماجة عن ابن عباس ، فهي ضعيفة الإسناد ، ولكن لا مطعن في الروايات الباقية ولله الحمد والمنة على إظهاره الحق .
وبعد هذا العرض لطريقة تفكير هذا الشخص ، وطريقته الفذة في قبول الأخبار ؛ لا داعي للاستطراد في الرد عليه في بقية كلامه من طعنه في متون الأحاديث ، لأن غالب ما يستشهد به أحاديث ضعيفة قد مر بنا بعض النماذج منها ، ويأخذ هذه الأحاديث الضعيفة وكأنها من المتواتر الذي لا يمكن رده ، ويريد بهذه الأحاديث الضعيفة أن يطعن فيما أثبته كبار الحفاظ والأئمة في كتبهم ، وهيهات له ذلك .(7/64)
ولنأخذ في هذه العجالة حديثاً واحداً مما ذكره ، حيث ذكر الحديث : ( في المسند : حدثنا أبو كريب قال : حدثنا يونس بن بكير ، قال : حدثنا يونس بن عمرو عن أبيه ، عن الأرقم بن شرحبيل ، قال : سألت ابن عباس أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لا . قلت : فكيف كان ذلك ؟ قال : قال رسول الله : ابعثوا إلى علي فادعوه ، فقالت عائشة : لو بعثت إلى أبي بكر ؟ وقالت حفصة : لو بعثت إلى عمر ؟ فاجتمعوا عنده جميعا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انصرفوا ، فإن تك لي حاجة ابعث إليكم ) !!!! وهو بهذا الحديث يريد أن يثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يريد علياً ، ولكن هذا السخيف قد حذف بقية الحديث التي هي : ( فانصرفوا ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : آن الصلاة ؟ قيل : نعم . قال : فأمروا أبا بكر ليصلي بالناس !! فقالت عائشة : إنه رجل رقيق فمر عمر . فقال : مروا عمر . فقال عمر : ما كنت لأتقدم وأبو بكر شاهد . فتقدم أبو بكر ، ووجد رسول الله خفة فخرج ، فلما سمع أبو بكر حركته تأخر ، فجذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فأقامه مكانه ، وقعد رسول الله فقرأ من حيث انتهى أبو بكر ) !!!! فياللأمانة العلمية ، فالميلاني يؤكد صحة خبر إمامة أبي بكر رضي الله عنه للناس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم باستشهاده بهذا الخبر .
علماً بأن يونس بن عمرو : قال فيه يحيى بن معين : كانت فيه غفلة شديدة ، وقد علمنا مقدار أقوال يحيى بن معين عند الميلاني ، وقال الأثرم : سمعت أحمد يضعف حديث يونس عن أبيه ، وقال : حديث إسرائيل أحب إلي منه ، وقال عبدالله بن أحمد عن أبيه : حديثه مضطرب ، وقال أبو حاتم : كان صدوقاً إلا أنه لا يحتج بحديثه .
إضافة إلى أن طعنه في أن أبا بكر رضي الله عنه كان في جيش أسامة لا وجه له ، لأن أبا بكر كان في جيش أسامة ، ثم استثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمره بالصلاة بالناس في المدينة .(7/65)
وأما عدم دلالة الصلاة بالناس على الإمامة بدليل تولية الرسول صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن أم مكتوم عند مغادرته المدينة ؛ فهذا أمر طريف حقاً ، لأن جميع من سبقوا أبا بكر رضي الله عنه ؛ إنما ولاهم الرسول صلى الله عليه وسلم الإمامة حال غيابه عن المدينة ، أما في قصتنا هذه ؛ فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه أن يصلي بالناس وهو مقيم معهم في المدينة ، ليتنبه الناس أن من ارتضاه الرسول صلى الله عليه وسلم لدينهم ؛ فقد ارتضاه لدنياهم ، ومن مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بهم ؛ فهو أولى الناس بالخلافة .
وأما الاستشهاد بأحاديث ابن أبي الحديد الشيعي المعتزلي ؛ فنذكر الميلاني وغيره بالرواية التي رواها ابن أبي الحديد في كتاب شرح نهج البلاغة عن علي رضي الله عنه أن قال : ( ولقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالناس وهو حي ) شرح النهج : 3/131 باب 44 .
وعموماً : فجميع رواة خبر صلاة أبي بكر رضي الله عنه ليس فيهم كذاب ، ولا وضاع ، ولا منكر الحديث ، وإنما غاية ما وجده هذا المسكين : اتهام بالتخليط في آخر العمر ، أو الوهم ، أو الخطأ اليسير ، وحتى على فرض ثبوت هذه التهم ؛ فهناك أسانيد لا يستطيع القدح فيها بأي صورة ، وقد تبين بالعرض السابق مدى العقلية التي يفكر بها ويحكم بها هذا الشخص .(7/66)
ولقد فتح الشيعة على أنفسهم باباً لا يستطيعون إغلاقه أبداً عندما بدؤوا بالطعن في روايات أهل السنة والجماعة ، وذلك لأن الشيعة قوم لا نقل لهم ، وهذا ما يشهد به الشيعة قبل السنة ، فكتب الحديث عندهم ، وكتب الرجال ، وكتب نقد الأسانيد والمرويات ، فيها اختلاط وتضارب عجيب غريب ، وفي أسانيدهم عدد لا يحصيه إلا الله من المجاهيل ، إضافة إلى اعتمادهم على مرويات الكذابين والوضاعين والمغالين وغيرهم من أصحاب النحل الفاسدة ، والشواهد المصدقة لهذا من كتب الشيعة كثيرة متضافرة ، فقد جاء في بحار الأنوار 2 / 246 عن جعفر الصادق قوله : ( إن الناس أولعوا بالكذب علينا ) ، وكانت مصيبة جعفر أن ( اكتنفه قوم جهال ، يدخلون عليه ويخرجون من عنده ، ويقولون حديثنا جعفر بن محمد ، ويحدثون بأحاديث كلها منكرات كذب موضوعة على جعفر ليستأكلوا الناس بذلك ، ويأخذوا منهم الدراهم ) ، وانظر في ذلك رجال الكشي ص 208 ، 209 .
وأما أعداء الأئمة الاثني عشر عند الشيعة ومدى قبول رواياتهم وردها ، فإن هذا الأصل لم يعمل به الشيعة إلا في حق الصحابة رضوان الله عليهم !!! حيث ردوا روايات الصحابة ، ولكنهم لم يردوا روايات من أنكر بعض الأئمة من أسلافهم من الشيعة ، مع أن من أنكر إمامة واحد من الأئمة ولو كان الغائب المزعوم فهو كإبليس !!! كما نص على ذلك صدوقهم ابن بابوية القمي في إكمال الدين ص 13 !! وقد أكد شيخهم الحر العاملي على أن الطائفة الإمامية عملت بأخبار الفطحية ، مثل : عبدالله بن بكير ، وأخبار الواقفية ، مثل : سماعة بن مهران ، وكثيراً ما تقرأ في تراجم رجال الشيعة بأن فلاناً فطحي ، وذاك واقفي ، وهذا من الناووسية الذين أنكروا إمامة من بعد جعفر الصادق .(7/67)
فكل هذه الطوائف الثلاث تنكر بعض أئمة الاثني عشر ، ومع ذلك يعدون جملة من رجالها ثقات ، جاء في رجال الكشي على سبيل المثال : ( في محمد بن الوليد الخزاز ، ومعاوية بن حكيم ، ومصدق بن صدقة ، ومحمد بن سالم بن عبدالحميد ، قال أبو عمرو ( الكشي ) : وهؤلاء كلهم فطحية ، وهم من أجلة العلماء والفقهاء والعدول ، وبعضهم أدرك الرضا ، وكلهم كوفيون ) . رجال الكشي ص 563 ، وغيرهم الكثير والكثير .
وعندما يتهم أهل السنة الشيعة بأنهم يكفرونهم ، ويحتجون عليهم بالأحاديث التي عندهم أن من أنكر أحد الأئمة فقد كفر ؛ تجد الشيعة يحتجون في إنكارهم لتكفير أسلافهم لأهل السنة والجماعة ، أن ما ذكره الأئمة من كفر من جحد إمامة أحد الأئمة ؛ إنما جاء متعلقاً بمن اعتقد بإمامته أولاً ، ثم جحدها بعد ذلك ، فيكون حكمه كحكم المرتد !! وعلى هذا الأساس ؛ فالصحابة كلهم مؤمنون ، بينما الفطحية والناووسية والواقفة كفار ، وما أعجب هذا الدين الذي يعارض روايات المؤمنين بروايات الكفار !!!!!!!!!!
وعلى أقل الأحوال ؛ فالجميع من الناووسية والفطحية والواقفة يشتركون مع الصحابة رضوان الله عليهم في نفس العلة المزعومة التي من أجلها رفض الشيعة مرويات الصحابة ، وهو إنكار أحد الأئمة ، وإذا أدركنا ذلك ؛ أدركنا عظيم تناقضهم ، وأنهم ليس لهم ميزان ثابت ، وأن الهوى المذهبي ، والتعصب والتحزب قد أعمى أبصار شيوخهم ، فأضلوا أتباعهم سواء السبيل ، وحرموهم من منبع العلم والإيمان .
وهل ثمة مجال لمقارنة بين من أثنى الله عليهم ورسوله ، بمجموعة من حثالة الأفاكين والمفترين إلا لبيان أنهم في مذهبهم في رد روايات الصحابة ليسوا على شيء .
الكتب الأربعة في الميزان ( باختصار شديد ) :(7/68)
الكتب الأربعة التي ملأ الشيعة الدنيا ضجيجاً في إثبات صحتها ، وتواتر مضامينها ، والقطع بصدورها عن الأئمة لم تسلم من يد الدس والتحريف ، كما اعترف بذلك رجال الشيعة أنفسهم ، فمثلاً اختلفوا هل كتاب الروضة من الكافي للكليني من تأليف الكليني أم زيد فيما بعد على كتابه ؟ انظر روضات الجنات 6/118-176 .
أما متون هذه الكتب ونصوصها فالملاحظ فيها ظاهرة الاختلاف والتضاد ، ولقد تألم شيخهم محمد بن الحسن الطوسي ( لما آلت إليه أحاديثهم من الاختلاف والتباين والمنافاة والتضاد ، حتى لا يكاد يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده ، ولا يسلم حديث إلا وفي مقابلته ما ينافيه … ) ، واعترف بأن هذا الاختلاف قد فاق ما عند أصحاب المذاهب الأخرى ، وأن هذا كان من أعظم الطعون على مذهبهم ، وأنه جعل بعض الشيعة يترك هذا المذهب لما انكشف له أمر هذا الاختلاف والتناقض ) ( تهذيب الأحكام 1 / 2-3 ) .
وهذا هو ما يجعل بعض الشيعة المعاصرين يهجرون التشيع ، ولكن الخطوة الأولى لا بد أن تبدأ من نقد الأحاديث نقداً موضوعياً ، وعلى كثرة من جالسناهم من الشيعة ؛ فإن المطلعين منهم على كتب الحديث عندهم ، وعلى طرق التخريج ، والحكم على الروايات قلة قليلة ، بل لم أجد في حياتي شخصاً يستطيع أن يناقش نقاشاً شفهياً علمياً موضوعياً جاداً ، ومن أراد التأكد من ذلك من الشيعة ، فليفعل ذلك بنفسه ، وليأتنا بالأحاديث الموثقة ( من وجهة النظر الشيعية ) التي تدعم قضية الإمامة ، أو قضية العصمة ، أو قضية ولادة المهدي المنتظر ، فمن وجد شيئاً فليدلنا عليه حتى نشاركه هذا الكنز العظيم الذي لن يوجد .(7/69)
وممن نقدوا الأحاديث الواردة في تلك الأبواب في هذا العصر : أحمد الكاتب ، ولقاؤه الشهير في قناة الجزيرة أشهر من أن يذكر ، وسمعنا من الردود الشيء الكثير من التسخط والاعتراض ، ولكن للأسف لم نستمع لشخص واحد يقول لأحمد الكاتب : لقد روى الراوي الفلاني في كتابه الفلاني : عن فلان عن فلان عن الإمام الفلاني : بأن المسألة الفلانية كذا وكذا ، مما يدعم إحدى القضايا التي أنكرها أحمد الكاتب ، ويكون الإسناد متصلاً صحيحاً ، وذلك لأن الشيعة أعجز من أن يقوموا بذلك .(7/70)
وقد حكم الله تعالى على كل دين يضعه البشر بالتناقض والتضاد ، ولهذا فنقد الأحاديث عند الشيعة بطريقة موضوعية لن يتم على الإطلاق ، والمنصف يفهم معنى كلامي ويعقله ، لأن الشيعة القدماء كانوا جهلة في علم قبول الأخبار ونقدها ، فتراهم يحتجون على أهل السنة برويات ساقطة الإسناد في كتب أهل السنة ، ولم يتم تقسيم الأحاديث عندهم إلى صحيح وضعيف وموثق وحسن إلا في أيام العلامة الحلي في القرن السابع الهجري تقريباً !!! ومن نقد أحاديثهم بالرجوع إلى كتب الرجال المشهورة عندهم ؛ فلن يصفى له بين يديه إلا أقل القليل من الأسانيد ، لأن كل أسانيدهم لا تخلو من مجاهيل أو مطعونين ، ولهذا قام الشيعة المعاصرين كالخوئي في كتابه معجم رجال الحديث ، والعاملي في كتابه أعيان الشيعة بمحاولة يائسة للدفاع عن هؤلاء الرواة وتوثيقهم ، ولكن حكم الله بالتناقض والوضع باق لا يزول ، لأنهم بتوثيقهم لهذا الجمع الضخم من الرواة المجهولين أو المطعونين قد وقعوا في مأزق آخر ، ألا وهو أن هؤلاء الرواة هم أنفسهم الذين رووا المخازي العظيمة في كتب الشيعة : من روايات حلول الله في الأئمة ، وعلم الأئمة الغيب ، وأنهم لا يموتون إلا باختيارهم ، وأن بيدهم الأرزاق ، بالإضافة إلى الوصمة التاريخية العظيمة ألا وهي ألفا حديث في كتبهم تروي خرافة تحريف القرآن الكريم ، إضافة إلى التقية ، والرجعة ، والبداء إلى غير ذلك مما يطول ذكره ، فتوثيق هؤلاء الرواة توثيق لما رووه ، ولكن خرجوا لنا بحيلة إبليسية جديدة بقولهم : ( كل حديث يخالف القرآن فهو زخرف ) ، و ( أي حديث يخالف العقل فهو باطل ) ، وأنا لا أدري والله إلى الآن : كيف يمكن أن يأتينا حديث صحيح الإسناد يكون مخالفاً للقرآن أو للعقل ؟؟؟ إن ذلك يدعو للطعن في طريقة وصول هذا الحديث وصحته إلينا ، أما عند أهل السنة والجماعة : فلا يمكن أن يصح إسناد حديث ، ثم يكون متنه مخالفاً للقرآن أو العقل ، كما لا يمكن لأي(7/71)
متن يخالف القرآن أو العقل أن يكون صحيح الإسناد ولله الحمد ، لأن السنة عند أهل السنة كلٌّ لا يتجزأ ، ولا يأتي شيخ متعمم عندهم ليقول : هذا الحديث بهذا الإسناد مقبول ، وذاك الحديث بنفس الإسناد السابق ردوه ، لا لشيء إلا لمخالفته العقل !!!
نعوذ إلى تناقض الكتب الأربعة الرهيب العجيب ، فقد قام شيخهم الطوسي يمحاولة يائسة لتدارك هذا الاختلاف وتوجيه هذا التناقض فلم يفلح ، بل زاد الطين بلة ، حيث علق كثيراً من روايات الاختلاف على التقية بلا دليل ، سوى أن هذا الحديث أو ذاك يوافق أهل السنة .
والدليل المادي على أن محاولته لم تنجح هو كثرة اختلافهم ، وقد اشتكى بعض شيوخهم من هذه الظاهرة ، وهو الفيض الكاشاني صاحب الوافي ، فقال عن اختلاف طائفته : ( تراهم يختلفون في المسألة الواحدة على عشرين قولاً ، أو ثلاثين قولاً ، أو أزيد ، بل لو شئت أقول لم تبق مسألة فرعية لم يختلفوا فيها أو في بعض متعلقاتها ) ( الوافي ، المقدمة ص 9 ) .
والملاحظ أن اختلافهم هو اختلاف في الأحاديث أو النصوص ، وليس اختلافاً في الاستنباط ، أي يأتي الحديث ليقول إن الأمر الفلاني على الصورة الفلانية ، ويأتي الحديث الآخر مناقض تماماً للحديث الأول ، وليس لهم ملجأ إلا التقية المزعومة .
أما معاني هذه الروايات ، ومادتها فإن فيها ما يحكم المرء بوضعه بمجرد النظر في متنه لمخالفته لأصول الإسلام وضروراته ، وما علم بالتواتر ، وما أجمع المسلمون عليه ، مع مخالفته لصريح العقل ، وقد جاء في بحار الأنوار عن جعفر الصادق أن رجلاً أتاه فسأله : جعلت فداك إن رجلاً يأتينا من قبلكم يعرف بالكذب ، فيحدث بالحديث فنستبشعه ، فقال أبو عبدالله : يقول لك إني قلت لليل إنه نهار ، وللنهار إنه ليل ؟! قال : لا ، قال : فإن قال لك هذا إني قلته فلا تكذب به ، فإنك إنما تكذبني ( البحار 2/211 ) .(7/72)
وأما مدى صحة هذه المدونات فهذا بحث طويل واسع ، إلا أني أستطيع أن أقوم هنا في مقام التحدي بأن يأتيني أي شخص بأسانيد مرضية عند الشيعة من هذه الكتب الأربعة تثبت القضايا التي خالف الشيعة فيها أمة الإسلام ، وسأظل أنتظر إلى أبد الآبدين ، لأني أعلم قطعاً خلو كتب الشيعة من هذه الأسانيد المرضية عندهم ، ومن طالع كتاب كسر الصنم علم الواقع الأليم في كتب الشيعة ، وعلى رأسها أصح كتبهم وأعني به الكافي .
وبهذه المناسبة أريد أن أنقل نصاً هاماً لشيخ الشيعة عبدالله الممقاني من كتابه الشهير تنقيح المقال ( 1/183 ) حيث قال : ( إن كون مجموع ما بين دفتي كل واحد من الكتب الأربعة من حيث المجموع متواتراً مما لا يعتريه شك ولا شبهة ، بل هي عند التأمل فوق حد التواتر ) !!!!!!!! وكذلك فقد قطع عبدالحسين الموسوي بصحة مضامين كل أحاديث الكتب الأربعة في كتابه المراجعات ، المراجعة رقم 110 ، حيث قال : ( وهي متواترة ، ومضامينها مقطوع بصحتها ) ، مع أن هذه الكتب الأربعة قد اشتملت على أخبار التجسيم ، والتشبيه ، وقدم العالم ، وثبوت المكان ، والزمان .
وقد حاول بعض الأذكياء من الشيعة التهرب من هذا القول ؛ بأن قالوا : ( إن المقصود من تواترها : هو تواترها من عصر الكليني إلى عصرنا هذا ، وأن القطع المقصود هو القطع بكونها مما جمعه الكليني ، وأما ما قبل الكليني فهذا خاضع للإسناد ) ، ولكن أقول لهؤلاء المساكين : ما معنى قول عبدالحسين الهالك : ( ومضامينها مقطوع بصحتها ) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!(7/73)
وقد وقع الشيعة في مشكلة أخرى هي أن أصحاب الكتب الأربعة نصوا في مقدماتهم بأنهم لا يذكرون إلا الصحيح ، خاصة أن الكليني عاش في زمن الغيبة الصغرى ، وكان في بغداد بلد النواب الأربعة ، وابن بابوية القمي أدرك من الغيبة الصغرى نيفا وعشرين سنة ، فيجيب جعفر النجفي في كتابه كشف الغطا ص 40 بقوله : ( فلا بد من تخصيص ما ذكر في المقدمات ، أو تأويلة على ضرب من المجازات … ) إلى غير ذلك من التعليلات الغير مقبولة عقلاً ، صحيح أن هؤلاء المؤلفين قد قالوا : إذا خالف حديثنا القرآن ؛ فارموا بحديثنا عرض الحائط ؛ إلا أنهم قد صرحوا مع هذا التصريح بتصريح آخر مزعج للشيعة ، ألا وهو : أنهم يعتقدون بكل ما رووه في كتبهم !!! وهنا المشكلة الأخرى التي وقع الشيعة فيها إلى اليوم ، وما زالوا يفكرون في كيفية التخلص منها ؟ بينما يتخلص جعفر النجفي من كل هذه التبعات بقوله : ( وأنه لا يجب على الأئمة المبادرة إليهم بالإنكار ولا تمييز الخطأ من الصواب لمنع التقية المتفرعة على يوم السقيفة ) !!!
قد ذكرنا رأي الأخباريين فيما سبق ، ولنذكر الآن رأي الأصوليين من الشيعة ، ولننظر في مسلك التصحيح والتضعيف عندهم ، وهل لهم بصر بالرجال ، ودراية بعلم الجرح والتعديل أم لا ؟
فأولاً : لم يكن للشيعة كتاب في أحوال الرجال حتى ألف الكشي في المائة الرابعة كتاباً لهم في ذلك جاء على غاية الاختصار ، وليس فيه ما يغني في هذا الباب !! وقد أورد أخباراً متعارضة في الجرح والتعديل ، ( كما أنه في كثير من الأسانيد قد وقع غلط واشتباه في أسامي الرجال أو آبائهم أو كناهم أو ألقابهم ) انظر تنقيح المقال للممقاني ، 1/177 .
وأما التأليف في أصول الحديث وعلومه ؛ فقد كان معدوماً عندهم حتى ظهر زين الدين العاملي الملقب بالشهيد الثاني ، والمقتول سنة 965 هـ !!! وهذا ما يعترف به علماء الشيعة أنفسهم ، ومنهم الحائري في مقتبس الأثر 3/73 .(7/74)
وأما رجال الأسانيد في هذه الكتب ، فيقول الطوسي عنهم : ( إن كثيراً من مصنفي أصحابنا ينتحلون المذاهب الفاسدة ، - ومع هذا يقول – إن كتبهم معتمدة ) ( الفهرست ص 24 / 25 ) ، فالمهم عندهم التشيع ، ثم لينتحل الشخص ما يشاء من المذاهب الفاسدة .
بل قرر جملة من علماء الرجال عندهم كابن الغضائري ( على تشدده وتحامله في نقد الرجال ) ، وابن المطهر الحلي بأن القدح في دين الرجل لا يؤثر في صحة حديثه ، ( رجال الحلي ص 137 ) !!!!!!!!!!(7/75)
ومن رواة الحديث عند الشيعة جابر الجعفي ، قال عنه الحر العاملي : ( روى سبعين ألف حديث عن الباقر عليه السلام ، وروى مائة وأربعين ألف حديث ، والظاهر أنه ما روى بطريق المشافهة عن الأئمة عليهم السلام أكثر مما روى جابر ) ( وسائل الشيعة 20 / 151 ) ، يعني أن رواياته تقريباً اثنين وأربعين ضعفاً لجميع مرويات أبي هريرة بصحيحها ، وضعيفها ، وموضوعها ، ومكررها ، فلماذا لم يملأ الشيعة الدنيا صراخاً وعويلاً على جابر الجعفي في كيفية روايته لهذا العدد الفلكي من الأحاديث ، بينما نرى هجماتهم على أبي هريرة لا تكل ولا تمل ، مع أن الكشي روى عن زرارة بن أعين قال : سألت أبا عبدالله عن أحاديث جابر ؟ فقال : ما رأيته عند أبي قط إلا مرة واحدة ، وما دخل علي قط ) ( رجال الكشي ص 191 ) ، فإذا كان أبو هريرة رضي الله عنه قد روى خمسة آلاف حديث في مدة لا تقل بأي حال من الأحوال ، وبعد القطع والبتر الشيعيين قدر الإمكان للمدة التي عاشها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا تقل هذه المدة عن سنة وتسعة أشهر ، مع أنه عاش أكثر منها ، أما جابر الجعفي فلا غرابة أن يروي سبعين ألف حديث من جلسة واحدة ، ولكن يبدو أن جابر كان يملك تقنية الحاسب الآلي في ذلك الوقت ، وأن الباقر قد قام بتخزين هذه العلوم التي علمها جابر على أقراص سيدي روم ، فقام بتحميلها في دماغة في تلك الجلسة اليتيمة التي جلسها عنده ، ثم بعثه إلى الآفاق يروي الأحاديث عنه !!!!!!!!!!!(7/76)
ولم يجد الخوئي ما يدافع به عن هذه الرواية إلا قوله : ( لا بد من حمله على نحو من التورية ) ( معجم رجال الحديث : 5/25 ) ، ولو كانت هذه القاعدة صحيحة ، لما احتاج أحد إلى كتابة رد على أحد ، لأنه وبكل بساطة سيقول : إن طعن الأئمة من علماء أهل السنة والجماعة في عبدالملك بن عمير ، وعاصم بن أبي النجود ، ونعيم بن أبي هند ، وسلمة بن نبيط ، وغيرهم إنما جاء من قبيل التورية والتقية ، إلا أن هذا الرد معروف قطعاً أنه من وسائل الهروب الآمنة المريحة ، فمرحى للشجعان .
وبالنظر البسيط إلى أسانيد هذه الكتب الأربعة وغيرها من كتب الشيعة ؛ يعلم المنصف علم اليقين أن هذه الأسانيد إنما وضعت بأسماء رجال لا مسمى لهم ، فلا يكاد إسناد واحد عندهم يسلم من مجهول ضمن رجاله ، ودونكم كتب الشيعة جربوا فيها بأنفسكم ، ووافونا بالنتائج .
وقد يعجب البعض من تضعيف علماء السنة لأكثر من 99 في المائة من مرويات الشيعة في كتبهم ، حتى لو حكموا عليها من وجهة النظر الشيعية البحتة ، وقد يجعله البعض تحاملاً من أهل السنة والجماعة على الشيعة ، ولكن ليطمئن الجميع ، فهذا يوسف البحراني الشيعي يقول في كتابة لؤلؤة البحرين ص 47 : ( والواجب إما الأخذ بهذه الأخبار ، كما هو عليه متقدمو علمائنا الأبرار ، أو تحصيل دين غير هذا الدين ، وشريعة أخرى غير هذه الشريعة لنقصانها وعدم تمامها ، لعدم الدليل على جملة من أحكامها ، ولا أراهم يلتزمون شيئاً من الأمرين ، مع أنه لا ثالث لهما في البين ، وهذا بحمد الله ظاهر لكل ناظر ، غير متعسف ولا مكابر ) !!!!!!!!!!(7/77)
وسيظل الشيعة إلى أبد الآبدين ينتقلون من مأزق إلى مأزق في هذا الموضوع ، ولذلك نراهم قد أفرغوا أذهانهم من مسألة نقد كتبهم ، وتفرغوا تماماً لنقد روايات أهل السنة والجماعة ، في حين نراهم يجهلون الكثير والكثير عن كتبهم ، ولو فرغوا أنفسهم لنقد مروياتهم لتبين لهم بطلان المذهب ، ولهذا فالشيعة يتهربون وبشدة من إظهار الروايات الصحيحة عندهم مع التصريح بصحة إسنادها ، لأنهم إن سلموا من انقطاع السند لم يسلموا من تضمن السند على مجاهيل ، وإن سلموا من المجاهيل لم يسلموا من روايات الضعفاء المردودي الرواية ، وإن سلموا بعد الترميمات الجبارة التي قام بها الخوئي والعاملي ليتم اتصال الإسناد ، ويتبين حال كل راو لم يسلموا من وجود حديث آخر بنفس هذا الإسناد ، وخاضع لنفس شروط السند الأول يرفض الشيعة الاعتراف به ، لأن فيه ما يخزيهم ، ولهذا فهم يدورون في حلقة مفرغة إلى ما شاء الله ، ولكن لعل المتبصرين منهم يقومون بتلك الخطوات الجريئة ، ولهم في تجربة الشيخ إبي الفضل بن البرقعي في كتابه كسر الصنم خير دليل على ذلك ، فلعل الله أن يفتح على قلوبهم ويهدينا وإياهم إلى سواء السبيل ، والله أعلم .
قبل الختام ، أود ذكر هذه الأبيات من معلقة الأعشى حيث يقول :
أبلغ يزيد بني شيبان مألكة أبا ثبيت ! أما تنفك تأتكل ؟
ألست منتهياً عن نحت أثلتنا ؟ ولست ضائرها ما أطت الإبل
كناطح صخرة يوماً ليفلقها ! فلم يَضِرْها وأوهى قرْنه الوَعِل
===============
شبهات وردود حول الصديق رضي الله عنه(7/78)
فمنها أنه صعد يوماً على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له السبطان (( أنزل عن منبر جدنا )) فعلم ان ليس له لياقة الإمامة . والجواب – على فرض التسليم ( 1 ) – ان السبطين كانا إذ ذاك صغيرين ، فإن الحسن ولد في الثالثة من الهجرة في رمضان والحسين في الرابعة منها في شعبان ، والخلافة في أول الحادية عشرة ، فأفعالهما إن أعتبرت بحيث تترتب عليها الأحكام لزم ترك التقية الواجبة ، وإلا فلا نقص ولا عيب ، فمن دأب الأطفال أنهم إذا رأوا أحداً في مقام محبوبهم ولو برضائه يزاحمونه ويقولون له قم عن هذا المقام ، فلا يعتبر العقلاء هذا الكلام ، وهم وإن ميزوا عن غيرهم لكن للصبي أحكاماً ، ولهذا أشترط في الإقتداء البلوغ إلى حد كمال العقل . ألا ترى أن الأنبياء لم يبعثوا إلا على راس الأربعين إلا نادراً كعيسى ، والنادر كالمعدوم .
ومنها انه درأ الحد عن خالد بن الوليد أمير الأمراء عنده ولم يقتص منه ايضاً ، ولهذا أنكر عليه عمر لأنه قتل مالك بن نويرة مع اسلامه ونكح امرأته في تلك الليلة ولم تمض عدة الوفاة . وجوابه أن في قتله شبهة ، إذ قد شهد عنده ان مالكاً وأهله أظهروا السرور فضربوا بالدفوف وشتموا أهل الإسلام عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ( 2 ) ، بل وقد قال في حضور خالد في حق النبي صلى الله عليه وسلم قال رجلكم أو صاحبكم كذا ، ، وهذا التعبير إذ ذاك من شعار الكفار والمرتدين .
وثبت ايضاً أنه لما سمع بالوفاة رد صدقات قومه عليهم وقال : قد نجوت من مؤنة هذا الرجل ، فلما حكى هذا للصديق لم يوجب على خالد القصاص ولا الحد إذ لا موجب لهما (3) . فتدبر .
وعدم الاستبراء بحيضة لا يضر ابا بكر ، وخالد غير معصوم ، على أنه لم يثبت أنه جامعها في تلك الليلة في كتاب معتبر ( 4 ) . وقد أجيب عنه بان مالكاً كان قد طلقها وحبسها عن الزواج على عادة الجاهلية مدة مضى العدة ، فالنكاح حلال .(7/79)
ثم أن الصديق قد حكم في درء القصاص حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قد ثبت في التواريخ أن خالداً هذا أغار على قوم مسلمين ( 5 ) فجرى على لسانهم (( صبأنا صبأنا )) أى صرنا بلا دين ، وكان مرادهم انا تبنا عن ديننا القديم ودخلنا الصراط المستقيم فقتلهم خالد ، حتى غضب عبد الله بن عمر فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم فاسف وقال : اللهم إنى أبرأ إليك مما صنع خالد ، ولم يقتص منه ( 6 ) ، فالفعل هو الفعل . على أن الصديق أداهم الدية .
ويجاب أيضاً أنه لو توقف الصديق في القصاص طعناً لكان توقف الأمير في قتلة عثمان أطعن . وليس ، فليس . وأيضاً أستيفاء القصاص إنما يكون واجباً لو طلبه الورثة . وليس ، فليس . بل ثبت أن أخاه متمم بن نويره أعترف بارتداده في حضور عمر مع عشقه له ومحبته فيه محبة تضرب بها الأمثال ، وفيه قال :
من الدهر حتى قيل لن يتصعدها لطول اجتماع لم نبت ليلة معاً
وكنا كندمانى جذيمة حقبة فلما تفرقنا كأنى ومالكاً
ثم إن عمر ندم كا كان من إنكاره زمن الصديق ( 7 ) والله ولي التوفيق .
ومنها أنه تخلف عن جيش اسامة المجهز للروم مع انه صلى الله عليه وسلم أكد غاية التأكيد عليه حتى قال : جهزوا جيش اسامة ، لعن الله من تخلف . وجوابه : إن كان الطعن من جهة عدم التجهيز فهذا أفتراء صريح لأنه جهز وهيأ . وإن كان من جهة التخلف فله عدة أجوبة :
الأول أن الرئيس إذا ندب رجلاً مع جيش ثم أمره بخدمة من خدمات حضوره فقد أستثناه وعزله ، والصديق لأمره بالصلاة كذلك ، فالذهاب إما ترك الأمر الأهم ومحافظة المدينة المنورة من الأعراب .(7/80)
الثاني أن الصديق قد أنقلب له المنصب بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان من آحاد المؤمنين فصار خليفة النبي صلى الله عليه وسلم فأنقلبت في حقه الأحكام ، ألا ترى كيف أنقلبت أحكام الصبي إذا بلغ ، والمجنون إذا افاق ، والمسافر إذا اقام ، والمقيم إذا سافر إلى غير ذلك . والنبي صلى الله عليه وسلم لو عاش لما ذهب في جيش أسامة ، فالخليفة لكونه قائماً مقامه يكون كذلك .
الثالث أن الأمر عند الشيعة ليس مختصاً بالوجوب كما نص عليه المرتضى في ( الدرر والغرر ) فلا ضرر في المخالفة وجملة لعن الله من تخلف مكذوبة لم تثبت في كتب السنة . الرابع أن مخالفة آدم ويونس لحكم الله تعالى بلا واسطة عند الشيعة فالإمام لو خالف أمراً واحداً لاضير فتدبر .(7/81)
ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر أبا بكر قط أمراً مما يتعلق بالدين فلم يكن حرياً بالإمامة . الجواب أن هذا كذب محض تشهد على ذلك السير والتورايخ فقد ثبت تأميره لمقاتلة أبي سفيان بعد أحد وتأميره أيضاً في غزوة بني فزارة كما رواه الحاكم عن سلمة ابن الأكوع وتأميره في العام التاسع ليحج بالناس أيضاً ويعلمهم الأحكام من الحلال والحرام وتأميره أيضاً بالصلاة قبيل الوفاة إلى غير ذلك من مما يطول . ويجاب أيضاً – على تقدير التسليم – بأن عدم ذلك ليس لعدم اللياقة بل لكونه وزيراً ومشيراً على ما هي العادة . روى الحاكم عن حذيفة بن اليمان أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إني أريد أن أرسل الناس إلى الأقطار البعيدة لتعليم الدين والفرائض كما كان عيسى أرسل الحواريين . فقال بعض الحضار : يا رسول الله مثل هؤلاء الناس موجودون فينا كأبي بكر وعمر ، قال : إنه لا غنى لي عنهما ، إنهما من الدين كالسمع والبصر ، وأيضاً قال صلى الله عليه وسلم : أعطاني الله اربعة وزراء وزيرين من أهل السماء ووزيرين من أهل الأرض ، فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل ، وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر . وأيضاً لو كان عدم الإرسال موجباً لسلب اللياقة يلزم عدم لياقة الحسين معاذ الله تعالى من ذلك .(7/82)
ومنها ان ابو بكر أستخلف والنبي صلى الله عليه وسلم لم يستخلف ، فقد خالف . ويجاب بأن النبي صلى الله عليه وسلم أشار بالإستخلاف ، والإشارة إذ ذاك كالعبارة . وفي زمن الصديق كثر المسلمون من العرب ، وهم حديثو عهد بالإسلام وأهله فلا معرفة لهم بالرموز والإشارات ، فلابد من التنصيص والعبارات ، حتى لا تقع المنازعات والمشاجرات . وفي كل زمان رجال ، ولكل مقام مقال . وأيضاً عدم أستخلاف النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان لعلمه بالوحي بخلافة الصديق كما ثبت في صحيح مسلم ، ولا كذلك الصديق إذ لا يوحى إليه ولم تساعده قرائن فعمل بالأصلح للأمة ، ونعم ما عمل ، فقد فتح الفاروق البلاد ، ورفع قدر ذوى الرشاد ، وإباد الكفار وأعان الأبرار .(7/83)
ومنها أن أبا بكر كان يقول إن لي شيطاناً يعتريني ، فإن أستقمت فأعينوني ، وإن زغت فقوموني . ومن هذا حاله لا يليق للإمامة . ويجاب بأن هذا غير ثابت عندنا ، فلا إلزام . بل الثابت أنه اوصى عمر قبل الوفاة فقال : (( والله ما نمت فحلمت ، وما شبهت فتوهمت ، وإنى لعلى السبيل ما زغت ، ولم آل جهداً . وإني أوصيك بتقوى الله تعالى )) ألخ . نعم قال في أول خطبة خطبها على ما في مسند الإمام أحمد : يا أصحاب الرسول أنا خليفة الرسول فلا تطلبوا مني الأمرين الخاصين بالنبي صلى الله عليه وسلم : الوحي ، والعصمة من الشيطان . وفي آخرها : إني لست معصوماً فإطاعتي فرض عليكم فيما وافق الرسول وشريعة الله تعالى من أمور الدين ، ولو أمرتكم بخلافها فلا تقبلوه مني ونبهوني عليه . وهذا عين الإنصاف . ولما كان الناس معتادين عند المشكلات الرجوع إلى وحي إلهي وإطاعة النبي صلى الله عليه وسلم كان لازماً على الخليفة التنبيه على الإختصاص بالجناب الكريم . وأيضاً روى في ( الكافى ) للكليني في رواية صحيحة عن جعفر الصادق أن لكل مؤمن شيطاناً يقصد إغواءه ، وفي الحديث المشهور ما يؤيد هذا ايضاً فقد قال صلى الله عليه وسلم (( ما منكم من احد إلا وقد وكل به قرينه من الجن )) فقالت الصحابة : حتى أنت يا رسول الله ؟ قال (( نعم ، ولكن الله غلبني عليه لأسلم وآمن من شره )) فأي طعن فيما ذكروه ؟ والمؤمن يعتريه الشيطان بالوسوسة فينتبه ، قال تعالى ] إن الذين أتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون [ . نعم إن النقصان في أتباع الشيطان ، وهو بمعزل عنه .(7/84)
ومنها أنه روى عن عمر بن الخطاب أنه قال ألا إن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقي الله المؤمنين شرها ، فمن عاد بمثلها فاقتلوه قالوا : ويؤيد هذه الرواية رواية البخاري في صحيحه فقد دلت صراحة على بيعة أبي بكر قد وقعت بغتة بلا تأمل ولا مشورة ، وإنها غير تمسك بدليل ، فلم يكن إماماً بحق . والجواب أن هذا الكلام صدر من عمر في زجر رجل كان يقول : إن مات عمر أبايع فلاناً وحدي أو مع آخر كما كان في مبايعة أبي بكر ثم أستقر الأمر عليها ، فمعنى كلام الفاروق في ردة لهذا القول أن بيعة رجل أو رجلين شخصياً من غير تأمل سابق ومراجعة أهل الحل والعقد ليست بصحيحة ، وبيعة ابي بكر وإن كانت فجأة بسبب مناقشة الأنصار وعدم وجود فرصة للمشورة فقد حلت محلها وصادفت أهلها للدلائل على ذلك والقرائن على ما هنالك كإمامة الصلاة ونحوها وهذا معنى (( وقي الله المؤمنين شرها )) فلا يقاس غيره به . وفي آخر هذه الرواية التى رواها الشيعة (( وأيكم مثل أبي بكر )) أي في الأفضلية والخبرية وعدم الاحتياج إلى المشورة . على أنه قد يثبت عند أهل السنة وصح أن سعد بن عبادة وأمير المؤمنين علياً والزبير قد بايعوه بعد تلك المناقشة واعتذروا له عن التخلف أول الأمر .(7/85)
ومنها أن أبا بكر كان يقول للصحابة : إني لست بخير منكم ، وعلى فيكم . فإن كان صادقاً في هذا القول لم يكن لائقاً للإمامة البتة ، إذ المفضول لا يليق مع وجود الفاضل . وإن كان كاذباً فكذلك عد الكاذب فاسق والفاسق لا يصلح للإمامة . والجواب على فرض التسليم بما يجاب من قبلهم عما يثبت في الصحيفة الكاملة وهي من الكتب الصحيحة عندهم من قول الإمام السجاد رضي الله عنه (( انا الذى أفنت الذنوب عمره الخ )) فإن كان صادقاً بهذا الكلام لم يكن لائقاً للإمامة أن الفاسق المرتكب للذنوب لا يصلح للإمامة ، وكذا إن كان كاذباً ، لما مر . فما هو جوابهم فهو جوابنا . وزاد بعض الشيعة على قول (( إني لست بخير منكم )) لفظ (( اقيلوني أقيلوني )) فأعترض على هذا البهتان بأن أبا بكر قد أستعفى عن الإمامة فلا يكون قابلاً لها . والجواب – على فرض تسليمه – بما يجاب عما صح في كتب الشيعة من أن الأمير لم يكن يقبل الخلافة بعد شهادة عثمان إلا بعد أن كثر إلحاح المهاجرين والأنصار ، على أنه لو صح ذلك عن أبي بكر لكان دليلاً على عدم طمعه وحبه للرياسة والإمام بل إن الناس قد أجبروه على قبولها .(7/86)
ومنها أن أبا بكر لم يعط فاطمة رضي الله عنها من تركة ابيها صلى الله عليه وسلم حتى قالت : يا ابن قحافة أنت ترث أباك وأنا لا أرث أبي ؟ وأحتج أبو بكر على عدم توريثها بما رواه هو فقط من قوله صلى الله عليه وسلم (( نحن معاشر الأنبياء لا نورث )) من ان هذا الخبر مخالف لصريح قوله تعالى ] يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين [ فإنه عام للنبي وغيره ، ومخالف أيضاً لقوله تعالى ] وورث سليمان داود [ وقوله تعالى ] فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب [ وجوابه أن أبا بكر لم يمنع فاطمة من الآرث لعداوة وبغض ، بدليل عدم توريثه الأزواج المطهرات حتى أبنته الصديقة ، بل السبب في ذلك سماعه للحديث بأذنه منه صلى الله عليه وسلم ، وقد روى علماء السنة هذا الحديث عن حذيفة ابن اليمان والزبير بن العوام وأبي الدرداء ، وابي هريرة والعباس وعلي وعثمان وعبد الرحمن ابن عوف وسعد بن أبي وقاص ، فقولهم إن هذا الحديث رواه ابو بكر فقط غير مسلم عند أهل السنة . وروى الكليني في ( الكافي ) عن ابي البخترى عن أبي عبد الله جعفر الصادق تعالى قال (( عن العلماء ورثة الأنبياء لم يرثوا ولم يورثوا درهماً ولا ديناراً ، وإنما أورثوا أحاديث من أحاديثهم ، فمن أخذ بشئ منها فقد أخذ بحظ وافر )) وكلمة (( إنما )) تفيد الحصر ، لما هو مسلم عندهم ، فثبت المدعى برواية المعصوم عندهم .أما كون هذا الحديث مخالفاً للآيات فجهل عظيم ، لن الخطاب في ] يوصيكم [ لما عدا النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا الخبر مبين لتعيين الخطاب لا مخصص ، بل لو كان مخصصاً للآية فأي ضرر فيه ، فقد خصص من الآية الولد الكافر والرقيق والقاتل . ومما يدل على صحة هذا الخبر لدى أهل البيت أن تركة النبي صلى الله عليه وسلم لما وقعت في أيديهم أخرجوا العباس وأولاده ولم يورثوهم مما ترك صلى الله عليه وسلم ، وكذا لم يورثوا أمهات المؤمنين . وأما قوله تعالى ] ورث سليمان(7/87)
داود [ فالمراد النبوة . فقد روى الكليني عن ابي عبدالله أن سليمان ورث داود وان محمداً ورث سليمان ، فقد علم أن هذه وراثة العلم والنبوة ، وإلا فوراثة نبياً مال سليمان لا يتصور لا شرعاً ولا عقلاً ، ولو كان المراد وراثة سليمان مال داود فما وجه تخصيصه بالذكر مع أنه كان لداود تعالى ابناً بإجماع المؤرخين ، وعلى ما ذكرنا يحمل قوله تعالى و يرثني ويرث من آل يعقوب [ إذ لا يتصور أن يكون يحيى وراثاً لجميع بني إسرائيل بل هو وارث زكريا فقط فما فائدة ذكر ويرث الخ . هذا وما إبقاء الحجرات في ايدى الأزواج المطهرات فلأجل كونها مملوكة لهن لا لكونها ميراثاً ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بني كل حجرة لزوجة من أزواجه ووهبها لهن فتحققت الهبة بالقبض وهي موجبة للملك كحجرة فاطمة وأسامة ، ولذا أضاف الله تعالى البيوت لهن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز اسمه ] وقرن في بيوتكن [ .(7/88)
ومنها قولهم أن أبا بكر لم يعط فاطمة رضي الله تعالى عنها فد كاً وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وهبها لها ولم يسمع دعواها الهبة ولم يقبل شهادة علي وأم أيمن لها فغضبت فاطمة رضي الله عنه وهجرته ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حقها : من أغضبها أغضبني . الجواب أن ليس له اصل عند أهل السنة ، بل ذكر في البخارى برواية عروة عن أبن الزبير عن عائشة رضي الله عنها : طلبت فاطمة رضي الله عنها فدكاً من أبي بكر لا بطريق دعوى الهبة بل بطريق الميراث ، وعلى تقدير تسليم روايتهم فإن الهبة لا تتحقق إلا بالقبض ، ولا يصح الرجوع عنها بعد تصرف الملتهب في الموهوب ، ولم تكن فدك في عهده صلى الله عليه وسلم في تصرف فاطمة رضي الله عنها ، بل كانت في يده صلى الله عليه وسلم يتصرف فيها تصرف المالك فلم يكذبها أبو بكر في دعوى الهبة ولكن بين لها أن الهبة لا يكون سبباً للملك ما لم يتحقق القبض فلا حاجة حينئذ إلى شهود ، وما زعموا أنه صدر من علي كرم الله تعالى وجهه وأم أيمن محض إخبار ، وأبو بكر لم يقض ، لا أنه لم يقبل شهادتهما . لى انه لو لم يقبلها وردها لكان له وجه ، فإن نصاب الشهادة في غير الحدود والقصاص رجلان أو رجل وأمرأتان . وأما إغضابه إياها فلم يتحقق منه ، إذ الإغضاب إنما هو جعل أحد غضباناً بالفعل أو القول قصداً ، وكيف يقصد الصديق إغضاب تلك البضعة الطاهرة وقد كان يقول لها مرارا (( والله با أبنة رسول الله إن قرابة رسول الله أحب إلي أن اصل من قرابتي )) وليس الوعيد على غضبها ، كيف لا وقد غضبت على الأمير زوجها مراراً كغضبها يوم سمعت بخطبة الأمير بنت أبي جهل لنفسه حتى أتت اباها صلى الله عليه وسلم باكية فخطب إذ ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال (( الا إن فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ويربيني ما رأبها ، فمن أغضبها أغضبني )) وكغضبها يوم ذهب الأمير إلى المسجد ونام على التراب ولذلك لقب بابي تراب ،(7/89)
فقد أتاها النبي صلى الله عليه وسلم وقال لها : أين ابن عمك ؟ قالت : غاضبني فخرج ولم يقل عندي . ومع ذلك فقد ثبت عند الفريقين أن غضب فاطمة قد شق على الصديق حتى رضيت عنه ، فقد روى صاحب ( محجاج السالكين ) وغيره من الإمامية أن أبا بكر لما رأى أن فاطمة أنقبضت عنه وهجرته ولم يتكلم بعد ذلك في أمر فدك كبر ذلك عنده فأراد أسترضاءها فأتاها فقال لها صدقت با أبنة رسول الله فيما أدعيت ، ولكني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسمها فيعطي الفقراء والمساكين وابن السبيل بعد ان يؤتي منها قوتكم والصانعين بها . فقالت : أفعل فيها كما كان أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل فيها . فقال : ولك الله على أن افعل ما كان يفعل ابوك . فقالت : والله لتفعلن ؟ فقال : والله لفعلن ذلك . فقال : اللهم اشهد . فرضيت بذلك وأخذت العهد عليه . وكان أبو بكر يعطيهم منها قوتهم ويقسم الباقي على من ذكر . أنتهى والله الهادى للصواب .(7/90)
ومنها أن أبا بكر ما كان يعلم بعض المسائل الشرعية ، فقد أمر بقطع يد السارق اليسرى ، واحرق لوطياً ، لم يعلم مسألة الجدة والكلالة ، فلا يكون لائقاً للإمامة غذ العلم بالأحكام الشرعية من شروط الإمامة بإجماع الفريقين . الجواب عن الأمر الأول أن قطع يد السارق اليسرى في السرقة الثالثة موافق للحكم الشرعي . فقد روى الإمام محيى السنة البغوى في ( شرح السنة ) عن ابي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق السارق (( إن سرق فأقطعوا يده ، ثم إن سرق فاقطعوا رجله ، ثم إن سرق فاقطعوا يده ، ثم إن سرق فأقطعوا رجله )) . قال البغوي : أتفق أهل العلم على أن السارق أول مرة تقطع يده اليمنى ، ثم إذا سرق ثانياً تقطع رجله اليسرى ، ثم إذا سرق ثالثاً تقطع يده اليسرى بناء على قول الأكثر ، ثم إذا سرق رابعاً تقطع رجله اليمنى ثم إذا سرق بعده يعزر ويحبس . والذى قطع أبو بكر يده اليسر كان في المرة الثالثة فحكمه موافق لحكمة صلى الله عليه وسلم . والجواب عن الثاني أن الصديق لم يحرق أحداً في حال الحياة ، لأن الرواية الصحيحة إنما جاءت عن سويد عن أبي ذر أنه امر بلوطي فضربت عنقه ثم أمر به فأحرق ( 1 ) ، وإحراق الميت لعبرة الناس جائز كالصلب ، ولذلك فإن الميت لا تعذيب له بمثل هذه الأمور لعدم الحياة . وعلى فرض تسليم روايتهم فالذى يجيبون به عن إحراق علي بعض الزنادقة فهو جوابنا ، وقد ثبت ذلك في كتبهم ، فقد روى المرتضى الملقب عندهم بعلم الهدي في كتاب ( تنزيه الأنبياء والأئمة ) أن علياً أحرق رجلاً أتى غلاماً في دبره . والجواب عن الثالث أن هذا الطعن لا يوجب إلزام أهل السنة ، إذ العلم بجميع الأحكام بالفعل ليس شرطاً في الإمامة عندهم ، بل الإجتهاد . ولما لم تكن النصوص مدونه في زمنه ولا روايات الأحاديث مشهورة في ايام خلافته استفسر من الصحابة . قال في ( شرح التجريد ) أما مسألة الجدة والكلالة فليست بدعاً من المجتهدين ،(7/91)
إذ يبحثون عن مدارك الأحكام ويسألون من أحاط بها علماً ، ولهذا رجع علي في بيع أمهات الأولاد إلى قول عمر ، وذلك لا يدل على عدم علمه ، بل هذا التفحص والتحقيق يدل على أن أبا بكر الصديق كان يراعي في أحكام الدين كمال الاحتياط ويعمل في قواعد الشريعة بشرائط الاهتمام التام . ولهذا لما أظهر المغيرة مسألة الجدة سأله : هل معك غيرك ؟ وإلا فليس التعدد شرطاً في الرواية ، فهذا الأمر في الحقيقة منقبه عظمى له . وقد روى عبدالله بن بشر أن علياً سئل عن مسألة فقال (( لا علم لي بها )) . جازى الله تعالى هذه الفرقة الضالة بعدله حيث يجعلون المنقبة منقصة .
فرصاص من احببته ذهب كما ذهب الذى لم ترض عنه رصاص
( 1 ) وهذا الفرض لضيق المقام عن المناقشة في صحته ، ولأنه لا يستحق المناقشة إذ المقرر عند جميع عقلاء المذاهب والأمم أن الأصل في مثل هذه الأخبار الكذب في جميع كتب الشيعة حتى المحترمة منها . فكل خبر مصدره شيعي يحتاج الشيعي أن يثبت صحته بصدق رواته قبل أن يحتاج غير الشيعي إلى أن يثبت عكس ذلك ، لأن الأصل هو العكس دائماً بلا استثناء .
( 2 ) وزاد مالك بن نويرة على ذلك انه التحق بسجاح المتنبئة . ويقول البلاذرى في فتوح البلدان إن مالكاً وقومه قاتلوا سرايا خالد في البطاح فنصر الله سرايا خالد عليهم وأسروا مالكاً وأصحابه .
( 3 ) وفي شرح الحماسة للخطيب التبريزي أن أبا بكر هو الذى امر خالداً بقتل مالك ولم يفعل هذا إلا بما عنده من العلم عن ردة مالك وفساد سريرته وما ترتب على ذلك من فساد علانيته .
( 4 ) بل المقرر في الروايات المعتبرة عند أبن جرير وفي البداية والنهاية لابن كثير أن خالداً لم يدخل بهذه السبية إلا بعد انقضاء عدتها . وللأستاذ الشيخ أحم شاكر تحقيق نفيس في امر مالك بجزء شعبان سنة 1364 من مجلة الهدي النبوي لسنتها التاسعة فارجع إليه .
( 5 ) هم بنو جذيمة .(7/92)
( 6 ) لأن خالداً كان معذوراص فيما فعل بعد أن سمعهم ردتهم بقولهم (( صبأنا صبأنا )) أما براءته صلى الله عليه وسلم مما فعل خالد فلا علان أنه لم يامره بذلك . ولولا أنه صلى الله عليه وسلم رأى خالداً معذوراً فيما فعل لعزله وأقتص منه .
( 7 ) لأن عمر تاثر أولا بمبالغات ابي قتادة ثم استوعب الحقيقة فندم على ما كان من تعجله.
================
موقف علي بن أبي طالب من بيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما
يستشهد بعض المعاصرين بالروايات التي تتحدث عن تأخر علي عن بيعة الصديق – رضي الله عنهما – إلى ما بعد وفاة فاطمة – رضي الله عنها.
قلت: هذه البيعة التي ذكرها المحاضر هي البيعة الثانية لعلي – رضي الله عنه – وذلك أن عليا – رضي الله عنه – بايع أبا بكر بيعتين، الأولى : بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. والثانية: بعد وفاة فاطمة – رضي الله عنها.
ومن هنا جاء الالتباس فحسب البعض أن علياً لم يبايع أبا بكر إلا بعد وفاة فاطمة ، رضوان الله عليهم أجمعين؛ وفي ذلك يقول ابن كثير – رحمه الله : ( ولكن لما وقعت هذه البيعة الثانية ، اعتقد بعض الرواة أن علياً لم يبايع قبلها فنفى ذلك ، والمثبت مقدم على النافي كما هو مقرر ، والله أعلم).
أما البيعة الأولى فقد أخرجها الحاكم ، والبيهقي ، وفيما يلي نصها : عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : ( لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الأنصار ، فجعل الرجل منهم يقول : يا معشر المهاجرين ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلاً منكم قرن معه رجلاً منا ، فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان ، أحدهما منكم ، والآخر منا ، قال : فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك ، فقام زيد بن ثابت فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين ، وإن الإمام يكون المهاجرين ، ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم.(7/93)
فقام أبو بكر – رضي الله عنه – فقال : جزاكم الله خيراً يا معشر الأنصار ، وثبت قائلكم ، ثم قال : أما لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم ، ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبي بكر فقال : هذا صاحبكم فبايعوه ، ثم انطلقوا.
فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير علياً فسأل عنه ، فقام ناس من الأنصار فأتوا به ، فقال أبو بكر : ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه ، أردت أن تشق عصا المسلمين ؟! فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله ، فبايعه.
ثم لم ير الزبير بن العوام فسأله عنه حتى جاؤوا به. فقال : ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحواريه ، أردت أن تشق عصا المسلمين ؟! فقال مثل قوله: لا تثريب يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبايعاه).
قال الحاكم : (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه).
وقال البيهقي : ( قال أبو علي الحافظ : سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول : جاءني مسلم بن الحجاج فسألني عن هذا الحديث : فكتبته له في رقعة وقرأته عليه فقال : هذا حديث يسوى بدنة ، فقلت : يسوى بدنه ، بل يسوى بدرة !)
وقال ابن كثير: (هذا إسناد صحيح).
وهنا توجب سؤال عن سبب تجديد علي – رضي الله عنه – البيعة لأبي بكر – رضي الله عنه – ؟
وجواب ذلك أن فاطمة – رضي الله عنها – كانت أشد الناس توجعاً لوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث حزنت لفراق والدها صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً ، وأخذت تذبل – رضوان الله عليها – من جراء ذلك يوماً بعد يوم ، حتى توفيت بعد ستة أشهر من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن كثير عن توجع فاطمة – رضي الله عنها – : ( ويقال: إنها لم تضحك في مدة بقائها بعده عليه السلام ، وأنها كانت تذوب من حزنها عليه ، وشوقها إليه).(7/94)
وقد أدى ذلك إلى كثرة ملازمة علي – رضي الله عنه – لأم الحسنين – رضوان الله عليهم أجمعين – وقلة ملازمته لأبي بكر الصديق – رضي الله عنه – فأشاع المنافقون أن علياً – رضي الله عنه ، كاره لخلافة الصديق – رضي الله عنه – مما دفع علياً إلى تجديد بيعته لأبي بكر الصديق بعد وفاة فاطمة – رضوان الله عليهم أجمعين – وذلك حسماً منه لمادة الفتنة ، ورداً عملياً على هذه الشبهة.
الدكتور خالد محمد الغيث
================
مطاعنهم في الخلفاء الراشدين وسائر الصحابة المكرمين وحضرة الصديقة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنهم أجمعين
أعلم أولاً انه لم يسلم أحد من الكلام عليه وإلقاء التهمة بين يديه ، ولله در من قال ممن وقف على حقيقة الحال :
قيل إن الرسول قد كهنا
من لسان الورى فكيف انا ؟
قيل إن الإله ذو ولد
ما نجا الله والرسول معاً
ومع هذا لا يخفى على دوى الألباب أن مطاعن هؤلاء لفرقة الضالة أشبه شئ ينبح الطلاب ، بل لعمرى إنه لصرير ، أو طنين ذباب .
وإذا أتتك نقيصتى من ناقص فهي الشهادة لي أنى كامل
فدونك فانظر فيها ، وتأمل بظواهرها وخافيها .
المطاعن الأولى في حق الصديق الأجل :(7/95)
فمنها أنه صعد يوماً على منبر رسول الله ، فقال له السبطان (( أنزل منبر جدنا )) فعلم ان ليس له لياقة الإمامة . والجواب – على فرض التسليم ( 1 ) – ان السبطين كانا إذ ذاك صغيرين ، فإن الحسن ولد في الثالثة من الهجرة في رمضان والحسين في الرابعة منها في شعبان ، والخلافة في أول الحادية عشرة ، فأفعالهما إن أعتبرت بحيث تترتب عليها الأحكام لزم ترك التقية الواجبة ، وإلا فلا نقص ولا عيب ، فمن دأب الأطفال أنهم إذا رأوا أحداً في مقام محبوبهم ولو برضائه يزاحمونه ويقولون له قم عن هذا المقام ، فلا يعتبر العقلاء هذا الكلام ، وهم وإن ميزوا عن غيرهم لكن للصبي أحكاماً ، ولهذا أشترط في الإقتداء البلوغ إلى حد كمال العقل . ألا ترى أن الأنبياء لم يبعثوا إلا على راس الأربعين إلا نادراً كعيسى ، والنادر كالمعدوم .
ومنها انه درأ الحد عن خالد بن الوليد أمير الأمراء عنده ولم يقتص منه ايضاً ، ولهذا أنكر عليه عمر لأنه قتل مالك بن نويرة مع اسلامه ونكح امرأته في تلك الليلة ولم تمض عدة الوفاة . وجوابه أن في قتله شبهة ، إذ قد شهد عنده ان مالكاً وأهله أظهروا السرور فضربوا
--------------------------------
( 1 ) وهذا الفرض لضيق المقام عن المناقشة في صحته ، ولأنه لا يستحق المناقشة إذ المقرر عند جميع عقلاء المذاهب والأمم أن الأصل في مثل هذه الأخبار الكذب في جميع كتب الشيعة حتى المحترمة منها . فكل خبر مصدره شيعي يحتاج الشيعي أن يثبت صحته بصدق رواته قبل أن يحتاج غير الشيعي إلى أن يثبت عكس ذلك ، لأن الأصل هو العكس دائماً بلا استثناء .(7/96)
بالدفوف وشتموا أهل الإسلام عند وفاة النبي ( 1 ) ، بل وقد قال في حضور خالد في حق النبي قال رجلكم أو صاحبكم كذا ، ، وهذا التعبير إذ ذاك من شعار الكفار والمرتدين . وثبت ايضاً أنه لما سمع بالوفاة رد صدقات قومه عليهم وقال : قد نجوت من مؤنة هذا الرجل ، فلما حكى هذا للصديق لم يوجب على خالد القصاص ولا الحد إذ لا موجب لهما ( 2 ) . فتدبر . وعدم الاستبراء بحيضة لا يضر ابا بكر ، وخالد غير معصوم ، على أنه لم يثبت أنه جامعها في تلك الليلة في كتاب معتبر ( 3 ) . وقد أجيب عنه بان مالكاً كان قد طلقها وحبسها عن الزواج على عادة الجاهلية مدة مضى العدة ، فالنكاح حلال . ثم أن الصديق قد حكم في درء القصاص حكم رسول الله إذ قد ثبت في التواريخ أن خالداً هذا أغار على قوم مسلمين ( 4 ) فجزى على لسانهم (( صبأنا صبأنا )) أى صرنا بلا دين ، وكان مرادهم انا تبنا عن ديننا القديم ودخلنا الصراط المستقيم فقتلهم خالد ، حتى غضب عبد الله بن عمر فاخبر النبي فاسف وقال : اللهم إنى أبرأ إليك مما صنع خالد ، ولم يقتص منه ( 5 ) ، فالفعل هو الفعل . على أن الصديق أداهم الدية . ويجاب أيضاً أنه لو توقف الصديق في القصاص طعناً لكان توقف الأمير في قتلة عثمان أطعن . وليس ، فليس . وأيضاً أستيفاء القصاص إنما يكون واجباً لو طلبه الورثة . وليس ، فليس . بل ثبت أن أخاه متمم بن نويره أعترف بارتداده في حضور عمر مع عشقه له ومحبته فيه محبة تضرب بها الأمثال ، وفيه قال :
لطول اجتماع لم نبت ليلة معاً من الدهر حتى قيل لن يتصعدها
فلما تفرقنا كأنى ومالكاً وكنا كندمانى جذيمة حقبة
ثم إن عمر ندم كا كان من إنكاره زمن الصديق ( 6 ) والله ولي التوفيق .
-------------------------(7/97)
( 1 ) وزاد مالك بن نويرة على ذلك انه التحق بسجاح المتنبئة . ويقول البلاذرى في فتوح البلدان إن مالكاً وقومه قاتلوا سرايا خالد في البطاح فنصر الله سرايا خالد عليهم وأسروا مالكاً وأصحابه .
( 2 ) وفي شرح الحماسة للخطيب التبريزي أن أبا بكر هو الذى امر خالداً بقتل مالك ولم يفعل هذا إلا بما عنده من العلم عن ردة مالك وفساد سريرته وما ترتب على ذلك من فساد علانيته .
( 3 ) بل المقرر في الروايات المعتبرة عند أبن جرير وفي البداية والنهاية لابن كثير أن خالداً لم يدخل بهذه السبية إلا بعد انقضاء عدتها . وللأستاذ الشيخ أحم شاكر تحقيق نفيس في امر مالك بجزء شعبان سنة 1364 من مجلة الهدي النبوي لسنتها التاسعة فارجع إليه .
( 4 ) هم بنو جذيمة .
( 5 ) لأن خالداً كان معذوراص فيما فعل بعد أن سمعهم ردتهم بقولهم (( صبأنا صبأنا )) أما براءته مما فعل خالد فلا علان أنه لم يامره بذلك . ولولا أنه رأى خالداً معذوراً فيما فعل لعزله وأقتص منه .
( 6 ) لأن عمر تاثر أولا بمبالغات ابي قتادة ثم استوعب الحقيقة فندم على ما كان من تعجله .
ومنها أنه تخلف عن جيش اسامة المجهز للروم مع انه أكد غاية التأكيد عليه حتى قال : جهزوا جيش اسامة ، لعن الله من تخلف . وجوابه : إن كان الطعن من جهة عدم التجهيز فهذا أفتراء صريح لأنه جهز وهيأ . وإن كان من جهة التخلف فله عدة أجوبة :
الأول أن الرئيس إذا ندب رجلاً مع جيش ثم أمره بخدمة من خدمات حضوره فقد أستثناه وعزله ، والصديق لأمره بالصلاة كذلك ، فالذهاب إما ترك الأمر الأهم ومحافظة المدينة المنورة من الأعراب .(7/98)
الثاني أن الصديق قد أنقلب له المنصب بعد وفاة النبي لأنه كان من آحاد المؤمنين فصار خليفة النبي فأنقلبت في حقه الأحكام ، ألا ترى كيف أنقلبت أحكام الصبي إذا بلغ ، والمجنون إذا افاق ، والمسافر إذا اقام ، والمقيم إذا سافر إلى غير ذلك . والنبي لو عاش لما ذهب في جيش أسامة ، فالخليفة لكونه قائماً مقامه يكون كذلك .
الثالث أن الأمر عند الشيعة ليس مختصاً بالوجوب كما نص عليه المرتضى في ( الدرر والغرر ) فلا ضرر في المخالفة وجملة لعن الله من تخلف مكذوبة لم تثبت في كتب السنة . الرابع أن مخالفة آدم ويونس لحكم الله تعالى بلا واسطة عند الشيعة ( 1 ) فالإمام لو خالف أمراً واحداً لاضير فتدبر .
ومنها أن النبي لم يأمر أبا بكر قط أمراً مما يتعلق بالدين فلم يكن حرياً بالإمامة . الجواب أن هذا كذب محض تشهد على ذلك السير والتورايخ فقد ثبت تأميره لمقاتلة أبي سفيان بعد أحد وتأميره أيضاً في غزوة بني فزارة كما رواه الحاكم عن سلمة ابن الأكوع وتأميره في العام التاسع ليحج بالناس أيضاً ويعلمهم الأحكام من الحلال والحرام وتأميره أيضاً بالصلاة قبيل الوفاة إلى غير ذلك من مما يطول . ويجاب أيضاً – على تقدير التسليم – بأن عدم ذلك ليس لعدم اللياقة بل لكونه وزيراً ومشيراً على ما هي العادة . روى الحاكم عن حذيفة بن اليمان أنه قال : سمعت رسول الله يقول : إني أريد أن أرسل الناس إلى الأقطار البعيدة لتعليم الدين والفرائض كما كان عيسى أرسل الحواريين . فقال بعض الحضار : يا رسول الله مثل هؤلاء الناس موجودون فينا كأبي بكر وعمر ، قال : إنه لا غنى لي عنهما ، إنهما من الدين كالسمع والبصر ، وأيضاً قال : أعطاني الله اربعة وزراء وزيرين من أهل السماء ووزيرين من أهل الأرض ، فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل ، وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر .
---------------------(7/99)
( 1 ) انظر العقيدة الخامسة والسادسة من الباب الرابع في النبوة ص 106 – 110 .
وأيضاً لو كان عدم الإرسال موجباً لسلب اللياقة يلزم عدم لياقة الحسين معاذ الله تعالى من ذلك .
ومنها أن أبا بكر ولى عمر أمور المسلمين ، مع أن النبي ولاه على أخذ الصدقات سنة ثم عزله ، فالتولية مخالفة . ويجاب بأن محض الجهالة أن يقال لا نقطاع العمل عزل . وعلى تقدير العزل فأين النهي عن توليته كي تلزم المخالفة بالتولية ؟ فأفهم .
ومنها أن النبي جعله عمر وتابعين لعمر بن العاص وأسامة ايضاً ، ولو كانا لائقين لأمرهما . ويجاب بأن ذلك لا يدل على الأفضلية ونفي اللياقة ، إذ المصلحة ربما أقتصت ذلك ، فإن عمراً كان ذا خديعة في الحرب ودهاء وحيلة عارفاً بمكايد الأعداء ، ولم يكن غيره فيها كذلك ، كما يولى لقمع السارقين وعسس الليل ونحوهما من لا يولى لذلك من الأكابر وأسامة استشهد أبوه على أيدى كفار الشام والروم فكان ذلك تسلية له وتشفية . وأيضاً مقصود النبي من ذلك إطلاع أبي بكر وعمر على حال التابع والمتبوع كما هو شأن تربية الحكيم خادمه ، فلا تغفل .
ومنها ان ابو بكر أستخلف والنبي لم يستخلف ، فقد خالف . ويجاب بأن النبي أشار بالإستخلاف ، والإشارة إذ ذاك كالعبارة . وفي زمن الصديق كثر المسلمون من العرب ، وهم حديثو عهد بالإسلام وأهله فلا معرفة لهم بالرموز والإشارات ، فلابد من التنصيص والعبارات ، حتى لا تقع المنازعات والمشاجرات . وفي كل زمان رجال ، ولكل مقام مقال . وأيضاً عدم أستخلاف النبي إنما كان لعلمه بالوحي بخلافة الصديق كما ثبت في صحيح مسلم ، ولا كذلك الصديق إذ لا يوحى إليه ولم تساعده قرائن فعمل بالأصلح للأمة ، ونعم ما عمل ، فقد فتح الفاروق البلاد ، ورفع قدر ذوى الرشاد ، وإباد الكفار وأعان الأبرار .(7/100)
ومنها أن أبا بكر كان يقول إن لي شيطاناً يعتريني ، فإن أستقمت فأعينوني ، وغن زغت فقوموني . ومن هذا حاله لا يليق للإمامة . ويجاب بأن هذا غير ثابت عندنا ، فلا إلزام . بل الثابت أنه اوصى عمر قبل الوفاة فقال : (( والله ما نمت فحلمت ، وما شبهت فتوهمت ، وإنى لعلى السبيل ما زغت ، ولم آل جهداً . وإني أوصيك بتقوى الله تعالى )) ألخ . نعم قال في أول خطبة خطبها على ما في مسند الإمام أحمد : يا أصحاب الرسول أنا خليفة الرسول فلا تطلبوا مني الأمرين الخاصين بالنبي : الوحي ، والعصمة من الشيطان . وفي آخرها : إني لست معصوماً فإطاعتي فرض عليكم فيما وافق الرسول وشريعة الله تعالى من أمور الدين ، ولو أمرتكم بخلافها فلا تقبلوه مني ونبهوني عليه . وهذا عين الإنصاف . ولما كان الناس معتادين عند المشكلات الرجوع إلى وحي إلهي وإطاعة النبي كان لازماً على الخليفة التنبيه على الإختصاص بالجناب الكريم . وأيضاً روى في ( الكافى ) للكليني في رواية صحيحة عن جعفر الصادق أن لكل مؤمن شيطاناً يقصد إغواءه ، وفي الحديث المشهور ما يؤيد هذا ايضاً فقد قال (( ما منكم من احد إلا وقد وكل به قرينه من الجن )) فقالت الصحابة : حتى أنت يا رسول الله ؟ قال (( نعم ، ولكن الله غلبني عليه لأسلم وآمن من شره )) فأي طعن فيما ذكروه ؟ والمؤمن يعتريه الشيطان بالوسوسة فينتبه ، قال تعالى إن الذين أتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون . نعم إن النقصان في أتباع الشيطان ، وهو بمعزل عنه .(7/101)
ومنها أنه روى عن عمر بن الخطاب أنه قال ألا إن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقي الله المؤمنين شرها ، فمن عاد بمثلها فاقتلوه قالوا : ويؤيد هذه الرواية رواية البخاري في صحيحه فقد دلت صراحة على بيعة أبي بكر قد وقعت بغتة بلا تأمل ولا مشورة ، وإنها غير تمسك بدليل ، فلم يكن إماماً بحق . والجواب أن هذا الكلام صدر من عمر في زجر رجل كان يقول : إن مات عمر أبايع فلاناً وحدي أو مع آخر كما كان في مبايعة أبي بكر ثم أستقر الأمر عليها ، فمعنى كلام الفاروق في ردة لهذا القول أن بيعة رجل أو رجلين شخصياً من غير تأمل سابق ومراجعة أهل الحل والعقد ليست بصحيحة ، وبيعة ابي بكر وإن كانت فجأة بسبب مناقشة الأنصار وعدم وجود فرصة للمشورة فقد حلت محلها وصادفت أهلها للدلائل على ذلك والقرائن على ما هنالك كإمامة الصلاة ونحوها وهذا معنى (( وقي الله المؤمنين شرها )) فلا يقاس غيره به . وفي آخر هذه الرواية التى رواها الشيعة (( وأيكم مثل أبي بكر )) أي في الأفضلية والخبرية وعدم الاحتياج إلى المشورة . على أنه قد يثبت عند أهل السنة وصح أن سعد بن عبادة وأمير المؤمنين علياً والزبير قد بايعوه بعد تلك المناقشة واعتذروا له عن التخلف أول الأمر .(7/102)
ومنها أن أبا بكر كان يقول للصحابة : إني لست بخير منكم ، وعلى فيكم . فإن كان صادقاً في هذا القول لم يكن لائقاً للإمامة البتة ، إذ المفضول لا يليق مع وجود الفاضل . وإن كان كاذباً فكذلك غذ الكاذب فاسق والفاسق لا يصلح للإمامة . والجواب على فرض التسليم بما يجاب من قبلهم عما يثبت في الصحيفة الكاملة وهي من الكتب الصحيحة عندهم من قول الإمام السجاد (( انا الذى أفنت الذنوب عمره الخ )) فإن كان صادقاً بهذا الكلام لم يكن لائقاً للإمامة أن الفاسق المرتكب للذنوب لا يصلح للإمامة ، وكذا إن كان كاذباً ، لما مر . فما هو جوابهم فهو جوابنا . وزاد بعض الشيعة على قول (( إني لست بخير منكم )) لفظ (( اقيلوني أقيلوني )) فأعترض على هذا البهتان بأن أبا بكر قد أستعفى عن الإمامة فلا يكون قابلاً لها . والجواب – على فرض تسليمه – بما يجاب عما صح في كتب الشيعة من أن الأمير لم يكن يقبل الخلافة بعد شهادة عثمان إلا بعد أن كثر إلحاح المهاجرين والأنصار ، على أنه لو صح ذلك عن أبي بكر لكان دليلاً على عدم طمعه وحبه للرياسة والإمام بل إن الناس قد أجبروه على قبولها .(7/103)
ومنها أن أبا بكر لم يعط فاطمة رضي الله عنها من تركة ابيها حتى قالت : يا ابن قحافة أنت ترث أباك وأنا لا أرث أبي ؟ وأحتج أبو بكر على عدم توريثها بما رواه هو فقط من قوله (( نحن معاشر الأنبياء لا نورث )) من ان هذا الخبر مخالف لصريح قوله تعالى يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإنه عام للنبي وغيره ، ومخالف أيضاً لقوله تعالى وورث سليمان داود وقوله تعالى فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب وجوابه أن أبا بكر لم يمنع فاطمة من الآرث لعداوة وبغض ، بدليل عدم توريثه الأزواج المطهرات حتى أبنته الصديقة ، بل السبب في ذلك سماعه للحديث بأذنه منه ، وقد روى علماء السنة هذا الحديث عن حذيفة ابن اليمان والزبير بن العوام وأبي الدرداء ، وابي هريرة والعباس وعلي وعثمان وعبد الرحمن ابن عوف وسعد بن أبي وقاص ، فقولهم إن هذا الحديث رواه ابو بكر فقط غير مسلم عند أهل السنة . وروى الكليني في ( الكافي ) عن ابي البخترى عن أبي عبد الله جعفر الصادق قال (( عن العلماء ورثة الأنبياء لم يرثوا ولم يورثوا درهماً ولا ديناراً ، وإنما أورثوا أحاديث من أحاديثهم ، فمن أخذ بشئ منها فقد أخذ بحظ وافر )) وكلمة(7/104)
(( إنما )) تفيد الحصر ، لما هو مسلم عندهم ، فثبت المدعى برواية المعصوم عندهم .أما كون هذا الحديث مخالفاً للآيات فجهل عظيم ، لن الخطاب في يوصيكم لما عدا النبي ، فهذا الخبر مبين لتعيين الخطاب لا مخصص ، بل لو كان مخصصاً للآية فأي ضرر فيه ، فقد خصص من الآية الولد الكافر والرقيق والقاتل . ومما يدل على صحة هذا الخبر لدى أهل البيت أن تركة النبي لما وقعت في أيديهم أخرجوا العباس وأولاده ولم يورثوهم مما ترك ، وكذا لم يورثوا أمهات المؤمنين . وأما قوله تعالى ورث سليمان داود فالمراد النبوة . فقد روى الكليني عن ابي عبدالله أن سليمان ورث داود وان محمداً ورث سليمان ، فقد علم أن هذه وراثة العلم والنبوة ، وإلا فوراثة نبياً مال سليمان لا يتصور لا شرعاً ولا عقلاً ، ولو كان المراد وراثة سليمان مال داود فما وجه تخصيصه بالذكر مع أنه كان لداود ابناً بإجماع المؤرخين ، وعلى ما ذكرنا يحمل قوله تعالى ر يرثني ويرث من آل يعقوب إذ لا يتصور أن يكون يحيى وراثاً لجميع بني إسرائيل بل هو وارث زكريا فقط فما فائدة ذكر ويرث الخ . هذا وما إبقاء الحجرات في ايدى الأزواج المطهرات فلأجل كونها مملوكة لهن لا لكونها ميراثاً ، فإن النبي بني كل حجرة لزوجة من أزواجه ووهبها لهن فتحققت الهبة بالقبض وهي موجبة للملك كحجرة فاطمة وأسامة ، ولذا أضاف الله تعالى البيوت لهن في حياة النبي في قوله عز اسمه وقرن في بيوتكن .(7/105)
ومنها قولهم أن أبا بكر لم يعط فاطمة رضي الله تعالى عنها فد كاً وقد كان النبي وهبها لها ولم يسمع دعواها الهبة ولم يقبل شهادة علي وأم أيمن لها فغضبت فاطمة وهجرته ، وقد قال النبي في حقها : من أغضبها أغضبني . الجواب أن ليس له اصل عند أهل السنة ، بل ذكر في البخارى برواية عروة عن أبن الزبير عن عائشة رضي الله عنها : طلبت فاطمة رضي الله عنها فدكاً من أبي بكر لا بطريق دعوى الهبة بل بطريق الميراث ، وعلى تقدير تسليم روايتهم فإن الهبة لا تتحقق إلا بالقبض ، ولا يصح الرجوع عنها بعد تصرف الملتهب في الموهوب ، ولم تكن فدك في عهده في تصرف فاطمة رضي الله عنها ، بل كانت في يده يتصرف فيها تصرف المالك فلم يكذبها أبو بكر في دعوى الهبة ولكن بين لها أن الهبة لا يكون سبباً للملك ما لم يتحقق القبض فلا حاجة حينئذ إلى شهود ، وما زعموا أنه صدر من علي كرم الله تعالى وجهه وأم أيمن محض إخبار ، وأبو بكر لم يقض ، لا أنه لم يقبل شهادتهما . لى انه لو لم يقبلها وردها لكان له وجه ، فإن نصاب الشهادة في غير الحدود والقصاص رجلان أو رجل وأمرأتان . وأما إغضابه إياها فلم يتحقق منه ، إذ الإغضاب إنما هو جعل أحد غضباناً بالفعل أو القول قصداً ، وكيف يقصد الصديق إغضاب تلك البضعة الطاهرة وقد كان يقول لها مرارا (( والله با أبنة رسول الله إن قرابة رسول الله أحب إلي أن اصل من قرابتي )) وليس الوعيد على غضبها ، كيف لا وقد غضبت على الأمير زوجها مراراً كغضبها يوم سمعت بخطبة الأمير بنت أبي جهل لنفسه حتى أتت اباها باكية فخطب إذ ذاك رسول الله وقال (( الا إن فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ويربيني ما رأبها ، فمن أغضبها أغضبني )) وكغضبها يوم ذهب الأمير إلى المسجد ونام على التراب ولذلك لقب بابي تراب ، فقد أتاها النبي وقال لها : أين ابن عمك ؟ قالت : غاضبني فخرج ولم يقل عندي . ومع ذلك فقد ثبت عند الفريقين أن غضب فاطمة قد شق على(7/106)
الصديق حتى رضيت عنه ، فقد روى صاحب ( محجاج السالكين ) وغيره من الإمامية أن أبا بكر لما رأى أن فاطمة أنقبضت عنه وهجرته ولم يتكلم بعد ذلك في أمر فدك كبر ذلك عنده فأراد أسترضاءها فأتاها فقال لها صدقت با أبنة رسول الله فيما أدعيت ، ولكني رأيت رسول الله يقسمها فيعطي الفقراء والمساكين وابن السبيل بعد ان يؤتي منها قوتكم والصانعين بها . فقالت : أفعل فيها كما كان أبي رسول الله يفعل فيها . فقال : ولك الله على أن افعل ما كان يفعل ابوك . فقالت : والله لتفعلن ؟ فقال : والله لفعلن ذلك . فقال : اللهم اشده . فرضيت بذلك وأخذت العهد عليه . وكان أبو بكر يعطيهم منها قوتهم ويقسم الباقي على من ذكر . أنتهى والله الهادى للصواب .(7/107)
ومنها أن أبا بكر ما كان يعلم بعض المسائل الشرعية ، فقد أمر بقطع يد السارق اليسرى ، واحرق لوطياً ، لم يعلم مسألة الجدة والكلالة ، فلا يكون لائقاً للإمامة غذ العلم بالأحكام الشرعية من شروط الإمامة بإجماع الفريقين . الجواب عن الأمر الأول أن قطع يد السارق اليسرى في السرقة الثالثة موافق للحكم الشرعي . فقد روى الإمام محيى السنة البغوى في ( شرح السنة ) عن ابي هريرة قال : قال رسول الله في حق السارق (( إن سرق فأقطعوا يده ، ثم إن سرق فاقطعوا رجله ، ثم إن سرق فاقطعوا يده ، ثم إن سرق فأقطعوا رجله )) . قال البغوي : أتفق أهل العلم على أن السارق أول مرة تقطع يده اليمنى ، ثم إذا سرق ثانياً تقطع رجله اليسرى ، ثم إذا سرق ثالثاً تقطع يده اليسرى بناء على قول الأكثر ، ثم إذا سرق رابعاً تقطع رجله اليمنى ثم إذا سرق بعده يعزر ويحبس . والذى قطع أبو بكر يده اليسر كان في المرة الثالثة فحكمه موافق لحكمة . والجواب عن الثاني أن الصديق لم يحرق أحداً في حال الحياة ، لأن الرواية الصحيحة إنما جاءت عن سويد عن أبي ذر أنه امر بلوطي فضربت عنقه ثم أمر به فأحرق ( 1 ) ، وإحراق الميت لعبرة الناس جائز كالصلب ، ولذلك فإن الميت لا تعذيب له بمثل هذه الأمور لعدم الحياة . وعلى فرض تسليم روايتهم فالذى يجيبون به عن إحراق علي بعض الزنادقة فهو جوابنا ، وقد ثبت ذلك في كتبهم ، فقد روى المرتضى الملقب عندهم بعلم الهدي في كتاب ( تنزيه الأنبياء والأئمة ) أن علياً أحرق رجلاً أتى غلاماً في دبره . والجواب عن الثالث أن هذا الطعن لا يوجب إلزام أهل السنة ، إذ العلم بجميع الأحكام بالفعل ليس شرطاً في الإمامة عندهم ، بل الإجتهاد . ولما لم تكن النصوص مدونه في زمنه ولا روايات الأحاديث مشهورة في ايام خلافته استفسر من الصحابة . قال في ( شرح التجريد ) أما مسألة الجدة والكلالة فليست بدعاً من المجتهدين ، إذ يبحثون عن مدارك الأحكام ويسألون من(7/108)
أحاط بها علماً ، ولهذا رجع علي في بيع أمهات الأولاد إلى قول عمر ، وذلك لا يدل على عدم علمه ، بل هذا التفحص والتحقيق يدل على أن أبا بكر الصديق كان يراعي في أحكام الدين كمال الاحتياط ويعمل في قواعد الشريعة بشرائط الاهتمام التام . ولهذا لما أظهر المغيرة مسألة الجدة سأله : هل معك غيرك ؟ وإلا فليس التعدد شرطاً في
----------------------
( 1 ) أى وهو ميت بعد ان ضربت عنقه .
الرواية ، فهذا الأمر في الحقيقة منقبه عظمى له . وقد روى عبدالله بن بشر أن علياً سئل عن مسألة فقال (( لا علم لي بها )) . جازى الله تعالى هذه الفرقة الضالة بعدله حيث يجعلون المنقبة منقصة .
فرصاص من احببته ذهب كما ذهب الذى لم ترض عنه رصاص
المطاعن الثانية في حق الفروق رضي الله عنه .
فمنها وهو عمدة مطاعنهم ما روى البخاري ( 1 ) ومسلم ( 2 ) عن ابن عباس أنه قال في مرض موته يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام للصحابة الحاضرين في حجرته المباركة : (( أئتوني بكتف أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبدا )) فتنازعوا ، ولا ينبغي عند نبي تنازع . فقالوا : ماله ؟ أهجر ؟ أستفهموه . فقال : (( ذرونى ، فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه )) فأمرهم بثلاث قال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم .
والثالثة إما أن سكت عنها ، وإما أن قالها فنسيتها ( 3 ) . وهذه رواية أهل السنة الصحيحة وزعموا أنه يستفاد منها الطعن على عمر بوجوه : الأول أنه رد قول النبي وأقواله كلها وحي لقوله تعالى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ورد الوحي كفر لقوله تعالى(7/109)
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون والجواب على فرض تسليم أن هذا القول صدر من الفاروق فقط أنه لم يرد قوله بل قصد راحته ورفع الحرج عنه في حال شدة المرض ، إذ كل محب لا يرضى أن يتعب محبوبه ولا سيما في المرض ، مع عدم كون ذلك الآمر ضرورياً ، لم يخاطب بذلك الرسول بل خاطب الحاضرين تأدباً وأثبت الاستغناء عن ذلك بقوله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام ديناً وقد نزلت الآية قبل هذه الواقعة بثلاثة أشهر ، وقد أنسد باب النسخ والتبديل والزيادة والنقصان في الدين ، فيتمنع إحداث شئ ، وتأكيد المتقدم مستغني عنه لا سيما في تلك الحالة . ولو كان بيان المصلحة رد الوحي وقول الرسول للزم ذلك على الأمير أيضاً ، فقد روى البخاري الذى هو أصح الكتب عند أهل السنة بعد القرآن بطرق متعددة أن الرسول ذهب إلى بيت الأمير والبتول ليلة وايقظها من مضجعها وأمرهما بصلاة التهجد مؤكداً ، فقال الأمير : والله ما نصلى إلا ما كتب الله علينا أي
---------------------------
( 1 ) في كتاب العلم الباب 39 ، وفي كتاب الجزية والموادعة الباب 6 ، وفي كتاب المغازى الباب 83 ، وفي كتاب المرضى والطب الباب 17 ، وفي كتاب الاعتصام الكتاب والسنة الباب 26 .
( 2 ) في كتاب الوصية ، الحديث 22 .
( 3 ) قال سفيان بن عينيه : هذا ( أى قوله فنسيتها ) من قول سليمان ( أى الأحوال ، هو راوى الحديث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ) .(7/110)
الصلاة المفروضة ، وإنما أنفسنا بيد الله ، يعني لو وقفنا الله لصلاة التهجد لصلينا . فرجع النبي وهو يضرب على فخذيه ويقول وكان الإنسان أكثر شئ جدلاً فقد رد الأمير قول الرسول ، ولكن لما كانت القرائن الحالية دالة على صدق الأمير وأستقامته لم يلمه النبي . وروى البخاري أيضاً أن النبي لما تصالح مع قريش في الحديبية كتب الأمير كتاب الصلح وزاد لفظ (( رسول الله )) فأمتنع الكفار عن قبوله وقالوا : لو سلمنا بهذا اللقب لما حار بناه وصددناه عن طوائف البيت ، فأمر النبي علياً أن يمحو هذا اللفظ وأكد ذلك ، فلم يمحه الأمير لكمال الإيمان وخالف الرسول في ذلك حتى محاه النبي بيده الشريفة . وقد ثبتت مخالفة الأمير أيضاً في كتبهم ، فقد روى محمد بن بابويه في ( الأمالى ) والديلمي في ( إرشاد القلوب ) أن رسول الله أعطى فاطمة سبعة دراهم وقال : أعطيها علياً ومريه أن يشترى لأهل بيته طعاماً فقد غلب عليهم الجوع ، فأعطتها علياً وقالت : إن رسول الله أمرك أن تبتاع لنا طعاماً . فأخذها علي وخرج من بيته ليبتاع طعاماً لأهل بيته فسمع رجلاً يقول : من يقرض الملى الوفي ؟ فأعطاه الدراهم . فقد خالف قول الرسول ، وتصرف في مال الغير ، ومع ذلك فأهل السنة لا يطعنون على الأمير بمثل هذه المخالفات ، بل لا يعدون ذلك مخالفة . فكيف يطعنون على عمر بما هو اخف منها ( 1 ) . وأما قولهم إن أقوال الرسول كلها وحي فمردود ، لأن أقواله لو كانت كلها وحياً فلم قال الله تعالى عفا الله عنك لم أذنت لهم وقال تعالى ولاتكن للخائنين خصيماً وقال تعالى ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم وقال تعالى في المعاتبة عن أخذ الفدية من أسارى بدر لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم وأيضاً يلزمهم أن الأمير ايضاً قد رد لوحي حين أمره النبي ، ومحو اللفظ ، وأبتياع الطعام مع انهم لا يقولون بذلك(7/111)
الثاني من وجوه الطعن أنه قال (( أهجر )) مع أن الأنبياء معصومون من هذه الأمور فاقوالهم وأفعالهم في جميع الأحوال والأوقات كلها معتبرة وحيقية بالاتباع ، والجواب عن هذا أنه من أين يثبت أن قائل هذا القول عمر ؟ مع أنه قد وقع في أكثر الروايات (( قالوا )) بصيغة الجمع (( استفهموه )) على طريق الإنكار ، فإن النبي لا يتكلم بالهذيان البتة وكانوا يعلمون انه ما خط قط بل كان يمتنع صدور هذه الصنعة منه لقوله تعالى وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخط بيمينك ولذا قالوا فاسئلوه . وتحقيق ذلك أن الهجر في اللغة هو أختلاط الكلام بوجه غير مفهم ، وهو على قسمين : قسم لا نزاع لحد في عروضه للأنبياء عليهم السلام وهو عدم
-------------------------
( 1 ) وهو التخفيف عن النبي في شدة مرضه .
تبيين الكلام لبحة الصوت وغلبة اليبس بالحرارة على اللسان كما في الحميات الحارة ، وقد ثبت بإجماع أهل السير أن نبينا كانت بحة الصوت عارضة له في مرض موته .
والقسم الآخر جريان الكلام غير المنتظم أو المخالف للمقصود على اللسان بسبب الغشى العارض بسبب الحميات المحرقة في الأكثر . وهذا القسم وإن كان ناشئاً من العوارض البدنية ولكن قد أختلف العلماء في جواز عروضه للأنبياء ، فجوزه بعضهم قياساً على النوم ، ومنعه آخرون ، فلعل القائل بذلك القول أراد القسم الأول يعنى ان هذا الكلام خلاف عادته فلعنا لم نفهم كلامه بسبب وجود الضعف في ناطقته فلا إشكال .
الثالث من وجوه الطعن أنه رفع الصوت وتنازع في حضرة النبي وقد قال تعالى(7/112)
يأيها الذين أمنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي . والجواب أنه من أين يثبت أن عمر أول من رفع الصوت ؟ وعلى تقديره فرفع صوته إنما كان على صوت غيره من الحاضرين لا على صوت النبي المنهي عنه في الآية ، والأول جائز والآية تدل عليه حيث قال كجهر بعضكم لبعض ، وقوله في إحدى الروايات (( قوما عني )) من قبيل قلة الصبر العارضة للمريض ، فإنه يضيق صدره إذا وقعت منازعة في حضوره ، وما يصدر من المريض في حق أحد لا يكون محلاً للطعن عليه ، مع أن الخطاب كان لجميع الحاضرين المجوزين والمانعين .
الرابع من أوجه الطعن أنه أتلف حق الأمة أنه أتلف حق الأمة ، إذ لو كتب الكتاب المذكور لحفظت الأمة من الضلالة ولم ترهم في كل واد يهيمون ، ووبال جميع ذلك على عمر . والجواب أنه إنما يتحقق الإتلاف لو حدث حكم من الله تعالى نافع للأمة ومنعه عمر . وقوله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم الاية تدل على عدم الحدوث ، بل لم يكن الكتاب إلا لمصالح الملك وتأكيد ما بلغه ، وإلا فلا يتصور منه أن يقول أو يكتب في هذا الوقت الضيق ما لم يكن قاله قط ، مع أن زمن نبوته أمتد ثلاثاً وعشرين سنة ، وكيف يمتنع عن ذلك بمجرد منع عمر ، ولم يقله لأحد بعد ذلك مع عدم وجود عمر ، فإنه قد عاش بعد ذلك خمسة أيام باتفاق الفريقين . فإن قيل : لو لم يكن ما يكتب أمراً دينياً فلم قال (( لن تضلوا بعدي )) ؟ قلنا : للضلال معان ( 1 ) ، والمراد ههنا عدم الخطأ في تدبير الملك وهو إخراج المشركين من جزيرة العرب ، وإجازة الوفد بنحو ما كان يجيزهم ، وتجهيز جيش أسامة منه ، لا الضلالة والغواية عن الدين . فقد تبين لك بطلان ما
-----------------------
( 1 ) منها قوله عز وجل للهادي الأعظم ووجدك ضالاً فهدى .
طعنوا به ، وأظهر لك فساده وقبيح كذبه . والحمد لله رب العالمين ( 1 ) .(7/113)
ومنها أن عمر قصد إحراق بيت سيدة النساء ، وضربها على جنبها الشريف بقبضة سيفه حتى وضعت حملها بسبب ذلك ! والجواب أن هذه القصة محض هذيان ، وزور من القول وبهتان . ولذا قد انكر صحتها أكثر الإمامية ، أن روايتها عندهم غير صحيحة ولا مرضية ، مع أن فعل عمر هذا لو فرض وقوعه فهو أقل مما فعله الأمير كرم الله تعالى وجهه مع أم المؤمنين عائشة الصديقة ، مع أنه لم يلحقه طعن من ذلك عند الفريقين بناء على حفظ الأنتظام في أمور الدنيا والدين :
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا
ومنها أن عمر أنكر موت الرسول وحلف أنه لم يمت ، حتى قرأ أبو بكر قوله تعالى إنك ميت وإنهم ميتون . والجواب أن ذلك من شدة دهشته بموت الرسول وكمال محبته له حتى لم يبق له في ذلك الحين شعور بشئ ، وكثيراً ما يحصل الذهول بسبب تفاقم المصائب وتراكم الشدائد ، لأن النسيان والذهول من اللوازم البشرية ألا ترى أن يوشع – مع كونه نبياً معصوماً – نسى أن يخبر موسى بفقد الحوت مع المكتل ، بل إن موسى - مع كونه من أولى العزم – قد نسى معاهدته مع الخضر على عدم السؤال ثلاث مرات ، وقال تعالى في حق آدم فنسى ولم نجد له عزماً يسهو في صلاته ويقول في سجدتي السهو (( بسم الله وبالله ، وصلى الله على محمد وآله وسلم )) فأى ذنب لابن الخطاب بدهشته من هذا الامر العظيم ، وأى طعن عليه بسبب ما حصل له من فقد محبوبه ؟ فتباً لكم أيها الفرقة الضالة فقد نال الشيطان من عقولكم حتى صرتم شياطين أمثاله .(7/114)
ومنها أن عمر كان لا يعلم بعض المسائل الشرعية التى هي شرط في الإمامة والخلافة كأمره برجم الحامل من الزنا ، فرده الأمير وقال له : إن كان لك عليها سبيل فليس لك على ما في بطنها ، فندم حينئذ وقال : لولا علي لهلك عمر . وكما أراد رجم أمرأة مجنونة فرده الأمير بقوله (( رفع القلم عن ثلاثة : عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يبلغ ، وعن المجنون
--------------------------
( 1 ) وقد نبه السيد الحاج عمر نائب القضاء للدولة العثمانية في مدينة بغداد عند طبع هذا المختصر في الهند سنة 1315 على أن جميع روايات هذا الحديث مروية عن ابن عباس ، وأنه كان عند وفاة النبي صغير السن ، ولذلك نقلت عنه الواقعة بألفاظ مختلفة . وأن عمر كان يعلم أن العباس كان له هوى في أن يؤثر عن النبي قول في أستخلافه أو أستخلاف يصرح النبي باسم أبي بكر فيدخل من ذلك في أبي بكر دل عليه تقديمه للصلاة بالناس . فخشى عمر أن يصرح النبي باسم ابي بكر فيدخل من ذلك شئ من الحزن على نفس العباس ، فأراد أن يبقى هذا الآمر لتقدير الله عز وجل ، والذى يريده الله لهذه الأمة فلن يكون غيره . وهذا ما وقع بالفعل والحمد لله على ما كان ، وقد كان به الخير كله لهذا الدين وأهله . ورضي الله عن الخلفاء الراشدين كلهم وعن صحابة رسول الله أجمعين .(7/115)
حتى يفيق )) ، وكإتمامة عدد الضربات في حد أبنه أبي شحمة بعد ان مات في اثناء الحد ، مع أن الميت غير معقول ، وكعدم علمه بحد شرب الخمر حتى قرره بمشورة الصحابة ورأيهم . والجواب عن الأول أن عمر لم يكن على علم بحمل المرأة لأن هذا أمر لا يدرك بالبصر إلا بعد تمام مدة الحمل وما يقاربه ، والأمير كان مطلعاً على ذلك وأخبر بحملها فنبه عمر إلى ذلك فشكره ، والقضاء على ظاهر الحال لا يوجب النقص في الإمامة ، بل ولا في النبوة . ألا ترى أن موسى أخذ برأس أخيه الكبير ولحيته مع انه نبي وأهانه حين لم يطلع على حقيقة الآمر ، وقال النبي (( إنما أن بشر ، وإنكم تختصمون إلى ، وإن بعضكم ألحن بحجته من بعض ، فمن قضيت له بحق أخيه فإنما أقطع له قطعة من نار )) ، وقد روى عند الفريقين أن النبي أمر علياً بإقامة الحد على أمرآة حديثة بنفاس فلم يقم عليها الحد خشية أن تموت ، فذكر ذلك للنبي فقال (( أحسنت ، دعها حتى ينقطع دمها )) فقد تبين أن عدم الاطلاع على حقيقة الحال غير الجهل بالمسائل الشرعية . وعن الثاني أن عمر لم يكن واقفاً على جنونها أيضاً ، فقد روى الإمام أحمد عن عطاء بن السايب عن أبي ظبيان الحصين بن جندب الجنبي أن امرأة أتوابها مأخوذة إلى عمر بجريمة الزنا فحكم برجمها بعدما ثبت ، فقادوها للرجم ، فإذا على لا قاهم في الطريق فسألهم : أين تذهبون بهذه المرأة ؟ فقالوا : إن الخليفة أمر برجمها لثبوت الزنا عنده ، فأخذها الأمير من ايديهم وجاء بها إلى عمر وقال : هذه المرأة مجنونة من بني فلان أنا أعلمها كما هي ، وقال (( رفع القلم عن المجنون حتى يفيق )) فمنع عمر من رجمها . فقد علم أن عمر كان يعلم أن المجنونة لا ترجم ، ولكن لم يكن له علم بجنونها . وعن المحدود بقى حياً بعد الحد ، نعم قد غشى عليه أثناء الحد ، ولذا توهم الناس موته . وعن الرابع أن عدم العلم بشئ لم يحدث من قبل ولم يعين في الشرع حكمه ليس محلاً للطعن ، لأن(7/116)
العلم تابع المعلوم ، وحد شارب الخمر لم يكن في عهده معيناً ومقرراً ، بل كانوا يضربون الشارب بالنعال والجرائد والأسواط ، وقد خمن الصحابة ذلك من زمن أبي بكر بأربعين ضربة ، وقد تعدد شرب الخمر في خلافة عمر فجمع الصحابة كلهم وشاورهم في ذلك فقال الأمير وعبد الرحمن بن عوف : ينبغي أن يكون كحد القذف ثمانين جلدة ، لأن السكران يزول عقله بالسكر فربما يسب أحداً ويشتمه ، فأرتضى جميع الصحابة ذلك الاستنباط وأجمعوا عليه ، وقد ذكر هذه القصة ابن المطهر الحلي أيضاً في ( منهاج الكرامة ( 1 ) ) وبما ذكرنا من أن عمر زاد حد الخمر بقول الأمير أندفع الخامس ، هذا مع أن معرفة جميع الأحكام الشرعية بالفعل ليست شرطاً للإمامة ، بل ولا النبوة ، فقد كانت توحي إلى
--------------------------
( 1 ) الذى رد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية بكتاب ( منهاج السنة ) .
النبي الأحكام الشرعية على حسب الوقائع . والإمام يعلم بعض الأحكام بالاجتهاد ، وربما يخطئ فيه كما روى الترمذي عن عكرمة أن علياً أحرق قوماً أرتدوا عن الإسلام ، فبلغ ذلك ابن عباس فقال (( لو كنت أنا لقتلتهم )) فبلغ ذلك علياً فقال (( صدق ابن عباس )) والله تعالى الهادي .(7/117)
ومنها أن عمر درأ حد الزنا عن المغيرة بن شعبة مع ثبوته بالبينة وهي اربعة رجال ، ولقن الرابع كلمة تدرأ الحد فقد قال له لما جاء للشهادة : أرى وجه رجل لا يفضح الله به رجلاً من المسلمين . والجواب أن درء الحد إنما يكون بعد ثبوته ، ولم يثبت لعدم شهادة الرابع كما ينبغي ، وتلقينه الشاهد كذب وبهتان من أهل العدوان ، إذ قد يثبت في التواريخ المعتبرة كتاريخ البخاري وابن الأثير وغيرهما أنه لما جاء الرابع وهو زياد ابن ابيه قالوا له : أتشهد كأصحابك ؟ قال : أعلم هذا القدر ، إني رأيت مجلساً ونفساً حثيثاً وأنتهازاً ورأيته مستبطنها 0 أى مخفيها تحت بطنه – ورجلين كأنهما أذنا حمار ، فقال عمر : هل رأيت كالمليل في المكحلة ؟ قال : لا . وقد وقع ذلك بمحضر الأمير وغيره من الصحابة . فأين التلقين يا أرباب الزور المفترين ؟ ولفظ (( أرى وجه رجل لا يفضح الله به رجلاً من المسلمين )) إنما قاله المغيرة في ذلك الحين كما هو حال الخصم مع الشهود ، ولا سيما إذا كان يترتب عليه حكم موجب لهلاكه . على ان عمر لو درأ الحد لكان فعله لفعل المعصوم ( 1 ) ، فقد روى ابن بابويه في ( الفقيه ) أن ردلاً جاء إلى أمير المؤمنين وأقر بالسرقة إقراراً موجباً للقطع ، فلم يقطع يده ، والله تعالى الهادي .(7/118)
ومنها أن عمر لم يعط أهل البيت سهمهم من الخمس الثابت بقوله تعالى وأعلموا إنما غنمتم من شئ ، فإن لله خمسه وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل فقد خالف حكم الله تعالى . والجواب أن فعل عمر موافق لفعل النبي . وتحقيقه أن أبا بكر وعمر كانا يخرجان سهم ذوى القربى من الخمس ويعطيانه لفقرائهم ومساكينهم كما كان ذلك في زمن النبي وعليه الحنفية وجمع كثير من الإمامية ، وذهب الشافعية إلى أن لهم خمس الخمس يستوى فيه غنيهم وفقيرهم ، ويقسم بينهم للذكر مثل حظ الأنثيين ، ويكون بين بني هاشم والمطلب دون غيرهم ، والأمير أيضاً عمل كعمل عمر فقد روى الطحاوى والدارقطني عن محمد بن إسحق أنه قال : سألت أبا جعفر محمد بن الحسين : إن أمير المؤمنين على بن أبي طالب لما ولى أمر الناس كيف كان يصنع في سهم ذوى القربى ؟ فقال : سلك به والله مسلك أبي بكر وعمر . إلى غير ذلك من رواياتهم ، فإذا كان فعل عمر موافقاً لفعل النبي والأمير يكون محلاً للطعن ؟ ومن يضلل الله فلا هادي له ، نسأله تعالى السلامة من الغباوة والوله .
--------------------------
( 1 ) أي في إدعاء الخصوم .(7/119)
ومنها أن عمر أحدث في الدين ما لم يكن منه كصلاة التراويح وإقامتها بالجماعة ، فإنها بدعة كما أعترف هو بذلك ، وكل بدعة ضلالة . وقد روى عن النبي (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد عليه )) . والجواب أنه قد ثبت عند أهل السنة بأحاديث مشهورة متواترة أنه صلة التراويح بالجماعة مع الصحابة ثلاث ليالي من رمضان جماعة ولم يخرج في الليلة الرابعة وقال (( إني خشيت أن تفرض عليكم )) فلما زال هذا المحذور بعد وفاته أحيى عمر هذه السنة السنية ، وقد ثبت في أصول الفريقين أن (( الحكم إذا كان معللاً بعلة نص الشارع يرتفع ذلك الحكم إذا زالت العلة )) وأعترف عمر بكونها بدعة حيث قال (( نعمت البدعة هي )) فمراده أن الماظبة عليها بالجماعة شئ حديث لم يكن في عهد النبي ، وما ثبت في زمن الخلفاء الراشدين والأئمة المطهرين مما لم يكن في زمنه لا يسمى بدعة ، ولو سميت بدعة فهي حسنة ، والحديث مخصوص بإحداث ما لم يكن له اصل في الشرع . ومعلوم أن الشيعة لم يعتقدوا بدعية صلاة الشكر يوم قتل عمر ( 1 ) ، وهو اليوم التاسع من ربيع الأول ، وتعظيم النيروز ( 2 ) ، وتحليل فروج الجوارى ( 3 ) ، وحرمان بعض الأولاد من بعض التركه ( 4 ) ، إلى غير ذلك من الأمور التى لم تكن في زمنه بناء على زعمهم أن الأئمة أحدثوها . أما أن لا يعتقد أهل السنة بدعية ما أحدثه عمر فلانه عندهم كالأئمة عند الشيعة لقوله (( ومن يعش منكم بعدي فسيرى أختلافاً كثيراً ، فعليك بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ )) والله سبحانه الهادي .(7/120)