كتاب
لمحات الأنوار
ونفحات الأزهار وري الظمآن
لمعرفة ما ورد من الآثار في ثواب قارئ القرآن
تأليف
محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم الغافقي
رحمه الله تعالى
549 - 619 هـ
دراسة وتحقيق
الدكتور رفعت فوزي عبد المطلب
جامعة أم القرى - مكة المكرمة
دار البشائر الإسلامية
الطبعة الأولى
1418 هـ - 1997 م(/)
#5#
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
قال محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم الغافقي: الحمد لله الذي هدانا بالآيات والذكر الحكيم إلى الصراط المستقيم، وشفى بما وضح في محكم الكتاب العزيز ذا القلب السقيم، وخص هذه الأمة من ذلك بنور لا يخبو سراجه، ولا يخفى على مبصره مسلك الحق ومنهاجه، فهو حبل الله المتين وبرهانه الساطع المبين.
وصلى الله على محمد رسوله خاتم النبيين وإمام المرسلين الذي(1/5)
#6#
جاء منه بالحجة الواضحة، والأدلة البينة الناصحة، حتى استقامت أمته على الطريق، وأخذ قسطه من الهداية كل فريق، ودمغ الحق الباطل فأزهقه، وأذهب الإيمان شيع الكفر وفرقه - صلاة دائمة متصلة إلى يوم الدين. وعلى آله وأهل بيته الطاهرين. وبعد؛
فإنه لما كان كتاب الله تعالى ذي العرش المجيد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. أولى من اشتغل بتلاوته وأشربت القلوب سائغ حلاوته، ونزهت الأبصار في محكم حروفه وبديع طلاوته، وكان مما يعين على إقامة رسومه ومقتضى منصوصه ومفهومه معرفة الآثار الواردة عن النبي المصطفى المختار، وعن أصحابه الكرام الأبرار فيما خص به المجتهد من تلاوته من الصواب. ووعد على مدارسته من عظيم الأجر وجزيل الثواب الذي من سمعه أناب إلى الطاعة، ولبى داعي الله تعالى بمبلغ الاستطاعة -استعنت بالله عز وجل- على جميع ما روي من ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام وعن أصحابه الذين كانوا خير أمة أخرجت للأنام(1/6)
#7#
فتتبعت ما وقع لي منه في كتب العلماء وتحفيت بطلبه أشد الاحتفاء حتى جاء والحمد لله في نهاية من الكمال والاستيفاء، وأطلعته على من التمسه ورغب فيه طلوع كواكب الجوزاء في حندس الظلماء واستخراجاً لذلك من الكتب المشهورة الصحاح، ومن تواليف لأهل العلم تلقتها النفوس بالقبول والانشراح، رغبة في ثواب الله العظيم، وقربة نرجوا بها - إن شاء الله الفوز بجنات النعيم.
وحين انتظم هذا المجموع وكمل على مقتضى الأدلة منه الموضوع رأيت أن أضع في أول كل حديث منه علامة يستدل بها على الكتاب الذي نقل منه بعد أن حذفت إسناده، ولم أذكر إلا الصاحب أو التابع الذي يروى عنه، إلا أن يكون الحديث مسلسلاً فإني أورده بإسناده حسب ما أخذته عن أشياخي رحمهم الله.
فكل حديث أعلمت في أوله هكذا:(1/7)
#8#
((خ)): فهو من جامع الصحيح لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((م)): فمن المسند الصحيح لأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ت)): فمن الجامع الصحيح لأبي عيسى الترمذي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((د)): فمن كتاب السنن لأبي داود بن الأشعث السجستاني.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((س)): فمن كتاب السنن لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ش)): فمن كتاب ثواب القرآن لأبي بكر بن أبي شيبة.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((نج)): فمن كتاب فضائل الأعمال لأبي أحمد حميد بن مخلد بن زنجويه.(1/8)
#9#
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ع)): فمن كتاب فضائل القرآن لأبي عبيد القاسم بن سلام.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((طا)): فمن كتاب الموطأ.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ص)): من كتاب فضائل القرآن لأبي الحسن بن صخر الأزدي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ز)): فمن كتاب مسند البزار.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ذر)): فمن كتاب فضائل القرآن لأبي ذر.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ث)): فمن كتاب الكشف والبيان عن تفسير القرآن للثعلبي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ط)): فمن كتاب أبي جعفر محمد بن جرير الطبري.(1/9)
#10#
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ك)): فمن كتاب أبي محمد مكي بن أبي طالب في التفسير والقراءات.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((نم)): فمن كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي عليه أفضل الصلاة والسلام لأبي عبد الله النميري.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ب)): فمن كتاب الصحابة لأبي عمر بن عبد البر.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((بيا)): فمن كتاب البيان عن تلاوة القرآن.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ق)): فمن كتاب الفائق في اللفظ الرائق للقاضي أبي القاسم عبد المحسن التنيسي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((حـ)): فمن كتاب أبي مروان عبد الملك بن حبيب السلمي في رغائب القرآن، وغير ذلك.(1/10)
#11#
وما أعلمت في أوله هكذا:
((حز)): فمن فوائد أبي عمر أحمد بن سعيد بن حزم المنتجالي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((شي)): فمن مسلسلات أبي القاسم عبد العزيز بن بندار الشيرازي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((شق)): فمن كتاب أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن شق الليل في ذكر براهين الصالحين وكراماتهم.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((زي)): فمن كتاب الدعاء تأليف أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي رواية أبي الحسن علي بن إبراهيم بن أحمد بن شعيب الرازي عنه.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((يو)): فمن كتاب القاضي أبي الوليد يونس بن عبد الله المسمى بالتسبيب والتيسير.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((خم)): فمن المنتخب لأبي بكر أحمد بن سعيد الأخميمي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((مس)): فمن حديث أبي بكر محمد بن أحمد بن المسور الحميري البزار.(1/11)
#12#
وما أعلمت في أوله هكذا:
((محمد)): فمن حديث أبي عبد الله محمد بن مخلد بن حفص العطار.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((مد)): فمن كتاب الإحياء لأبي حامد الغزالي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((صا)): فمن كتاب المصابيح تأليف أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ج)): فمن رواية أبي المطرف عبد الرحمن بن عيسى بن مدراج الطليطلي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((هـ)): فمن كتاب اليقين تأليف زهير بن عباد الرؤاسي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((فعي)): فمن كتاب الرباعيات لأبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي رواية الأصيلي.(1/12)
#13#
وما أعلمت في أوله هكذا:
((مح)): فمن رواية محمود بن حكم البجاني عن رجاله بمصر وغيرها.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((عبد)): فمن كتاب معاني التحميد والدعاء لأبي الحسن علي بن محمد بن الحسين بن عبدوس الكوفي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ح)): فمن كتاب الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((نس)): فمن صحيفة أنس بن مالك الأنصاري النجاري.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((قو)): فمن رواية القوت لأبي طالب محمد بن عطية المكي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((عد)): فمن كتاب ابن عدي الجرجاني.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((إسحاق)): فمن كتاب النصائح تأليف إسحاق بن إبراهيم.(1/13)
#14#
وما أعلمت في أوله هكذا:
((سف)): فمن جامع سفيان بن عيينة.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((جع)): فمن حديث جعفر بن نسطور الرومي:
وما أعلمت في أوله هكذا:
((حا)): فمن كتاب أبي جعفر النحاس.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((شا)): فمن كتاب النزه لأبي حفص عمر بن شاهين.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((يح)): فمن رواية أبي زكريا يحيى بن عائذ الطرطوسي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((يغ)): فمن رواية يغنم بن سالم بن قنبر.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((غنى)): فمن رواية عبد الغني بن سعيد.(1/14)
#15#
وما أعلمت في أوله هكذا:
((عج)): فمن المعجم لأبي ذر الهروي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((نب)): فمن كتاب الوقف والابتداء لابن الأنباري.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((في)): فمن كتاب الأربعين تخريج أبي طاهر السلفي، ومن المجالس الخمسة له.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((و)): فمن جامع ابن وهب.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((نخ)): فمن كتاب نخبة المؤانسة من كتاب المجالسة للقاضي أبي بكر أحمد بن مروان.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((عس)): فمن كتاب أبي بكر محمد بن العسال في تفسير قول الله تعالى: {وربك يخلق ما يشاء ويختار}.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((مع)): فمن المعجم لأبي الفضل عياض بن موسى.(1/15)
#16#
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ها)): فمن رواية أبي القاسم عبد الوهاب المقبري.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((شـ)): فمن كتاب شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم .
وما أعلمت في أوله هكذا:
((نع)): فمن رواية أبي نعيم الحافظ.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((خـ)): فمن نسخة خراش بن عبد الله عن أنس.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((غر)): فمن غريب حديث مالك مما لم يقع في الموطأ.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((غـ)): فمن كتاب الأربعين المخرجة من الصحيحين تخريج أبي محمد الجرجاني من حديث أبي بكر أحمد بن منصور المغربي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((علي)): فمن حديث أبي الحسن علي بن حرب بن محمد بن علي بن مازن بن العضوبة الطائي.(1/16)
#17#
وما أعلمت في أوله هكذا:
((بقي)): فمن مسند بقي بن مخلد.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((سو)): فمن حديث أبي طاهر أحمد بن علي بن عبيد الله بن سواء الضرير المقري.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ق)): فمن حديث أبي القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الخرقي السمسار.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ف)): فمن الفوائد المنتقاه المخرجة على الصحيحين تخريج أبي عبد الله الحميدي من أصول سماعات الشيخ أبي بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني.
وبالله عز وجل أستعين وأعتصم من الزلل في القول والعمل، وعليه توكلي، وهو حسبي ونعم الوكيل.(1/17)
#18##19#
[1] باب ما جاء في فضل أهل تلاء كتاب الله عز وجل، وما لهم على درسه وتلاوته من جزيل الأجر وجليل الثواب
1- ((مـ، د)): عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما اجتمع #20# قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله تعالى ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله، عز وجل فيمن عنده)) الحديث.(1/19)
2- ((ذر)): وعن ابن عباس: وسأله رجل أي العمل أفضل؟ قال: ((ذكر الله أفضل)).(1/20)
#21#
فأعادها عليه ثلاث مرات، ثم أنشأ يحدث، فقال: ((ما جلس قوم في بيتٍ من بيوت الله عز وجل يدرسون كتاب الله ويتعاطونه بينهم إلا كانوا أضيافاً لله عز وجل، وأظلت عليهم الملائكة بأجنحتها ما داموا فيه حتى يخوضوا في حديث غيره.
وما سلك رجلٌ في طريقٍ يبتغي فيه العلم إلا سهل الله له سبيلاً إلى الجنة، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه.(1/21)
3- ((حـ)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما اجتمع قومٌ في بيت من #22# بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله تعالى ويتدارسونه بينهم إلا أظلتهم الملائكة بأجنحتهم، واستغفروا لهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيره، ومن سلك طريقاً يطلب فيه وجه الله تعالى سهل الله له طريقاً إلى الجنة، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)).(1/21)
4- ((ق)): وعنه عليه السلام أنه قال: ((ما من رجال يجتمعون يتلون كتاب الله تعالى إلا كانوا أضيافاً لله تعالى)).(1/22)
5- ((مد)): وعنه عليه السلام أنه قال: ((ما من قوم اجتمعوا #23# يذكرون الله عز وجل لا يريدون بذلك إلا وجه الله تعالى إلا ناداهم منادٍ من السماء قوموا مغفوراً لكم قد بدلت سيئاتكم حسناتٍ)).(1/22)
#24#
6- ((ص)): وعن عاصم بن كليب الجرمي عن أبيه قال: كنت مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فسمع ضجة ناسٍ في المسجد يقرءون القرآن، ويقرءون فقال: طوبى لهؤلاء. هؤلاء كانوا أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .(1/24)
7- ((ث)): عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((إذا كان يوم القيامة وضعت منابر من نور عند كل منبر ناقة من نوق الجنة، ثم ينادي منادٍ: أين حمالة كتاب الله تعالى، اجلسوا على هذه المنابر فلا #25# روع عليكم فإذا فرغ الله تعالى من حساب الخلق حملوا على تلك النوق زفوا إلى الجنة)).(1/24)
8- ((ع)): وعن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لله #26# أهلين من الناس)) قيل: ومن هم يا رسول الله؟ قال: ((أهل القرآن، هم أهل الله تعالى وخاصته)).(1/25)
9- ((س)): وفي رواية عنه ((إن لله أهلين من خلقه)). قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ فذكر مثله.(1/26)
#27#
10- ((ص)): وعن يحيى بن أبي كثير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أعبد الناس أكثرهم تلاوة للقرآن وأفضل العبادة كلها الدعاء)).(1/27)
11- ((ع)): وعن عطاء مولى أبي أحمد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : #28# ((من تعلم القرآن ثم قام به فهو كمثل جرابٍ محشوٍ مسكاً يفوح من ريحه كل مكان، ومن تعلم القرآن ورقد به وهو في جوفه كمثل جراب وكي على مسكٍ)).(1/27)
12- ((ذر)): وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ثلاثة يوم القيامة على كثبان المسك لا يحزنهم الفزع الأكبر ولا يكترثون للحساب: رجلٌ قرأ محتسباً، ثم أم قوماً محتسباً ورجلٌ أذن محتسباً، ومملوكٌ أدى حق الله وحق مواليه)).(1/28)
13- ((ص)): عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ثلاثة لا يكترثون للحساب، ولا تفزعهم الصيحة، ولا يحزنهم الفزع الأكبر: #29# حامل القرآن المؤديه إلى الله بما فيه، يقدم على الله تعالى سيداً شريفاً حتى يوافي المرسلين، ومؤذن أحسن عبادة ربه، وعبدٌ مملوك نصح لسيده))، أو ((قال لمواليه)).(1/28)
14- ((حـ)): وعن محمد بن علي الهاشمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((القرآن أفضل من كل شيء سوى الله فمن وقر القرآن فقد وقر الله، #30# ومن لم يوقره فقد استخف بحق الله، حرمة القرآن عند الله تعالى كحرمة الوالد على الولد، حملة القرآن هم المحفوفون برحمة الله تعالى الملبسون بنور الله تعالى، المعلمون كلام الله تعالى فمن عاداهم فقد عادى الله تعالى، ومن والاهم فقد والى الله تعالى يقول الله: يا حملة القرآن استجيبوا لله بتوقير كتابه يزدكم حبا ويحببكم إلى عباده، ويدفع عن مستمع القرآن بلوى الدنيا ويدفع عن قارئ القرآن شر الآخرة، ولمستمع آية من كتاب الله خير من صبيرٍ ذهباً ولقارئ آية من كتاب الله أفضل مما تحت العرش، إلى أسفل التخوم، وإن في القرآن لسورة تدعى العزيزة عند الله يدعى صاحبها الشريف عند الله تشفع يوم القيامة لصاحبها في أكثر من ربيعة ومضر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وهي سورة (يس))).(1/29)
15- ((ذر)): وعن أبي عمرو زاذان الكندي أنه قال: سمعت أبا #31# هريرة وأبا سعيد الخدري يقولان: سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((ثلاثةٌ يوم القيامة على كثيبٍ من مسكٍ أسود، لا يهولهم فزعٌ ولا ينالهم حساب حتى يفرغ مما بين الناس: رجل قرأ القرآن وأم به قوماً ابتغاء وجه الله تعالى ورجل أذن ودعا إلى الله تعالى ابتغاء وجه الله تعالى، ورجلٌ مملوكٌ ابتلي بالرق في الدنيا لم يشغله ذلك عن طلب الآخرة)).
قلت: خرجه الطبري من هذا الطريق بهذا المعنى.(1/30)
#32#
16- ((حـ)): وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حملة القرآن عرفاء أهل الجنة. والمجاهدون قواد أهل الجنة. والرسل سادة أهل الجنة)).(1/32)
17- ((حـ)): وعن عبد الملك بن حبيب أنه قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((القرآن أعظم حرمة من كل شيء دون الله ومن حرمة الوالد على ولده. والقرآن وقار الله، فمن وقر القرآن فقد وقر الله، #33# ومن استخف بحق القرآن فقد استخف بحق الله، وحملة القرآن العاملون به هم المخصوصون برحمة الله، المعلمون كلام الله الملبسون نور الله، من والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد عادى الله، يدفع عن مستمع القرآن بلوى الدنيا والآخرة.
ثم قال: ((يا حملة القرآن، إن أهل السموات والأرض يسمونكم أحباء الله، فتحببوا إلى الله بتوقير كتابه يزدكم حبا ويحببكم إلى عباده)) ثم قال: ((والذي نفسي بيده لمستمع آية من كتاب الله أفضل من كنز ذهبٍ ولقارئ آية من كتاب الله تعالى أفضل مما تحت العرش إلى الأرض السفلى)).(1/32)
18- ((ش)): وعن أبي سعيد في قوله تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا}.
#34#
قال: بفضل الله: القرآن، وبرحمته: أن جعلكم من أهله.(1/33)
19- ((ش)): وعن هلال بن يساف في قوله تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته.. .. } الآية.
قال: كتاب الله والإسلام هو خيرٌ مما يجمعون.(1/34)
20- ((ش)): وعن ابن عباسٍ في قوله تعالى: {بفضل الله وبرحمته}.
#35#
قال: {بفضل الله}، الإسلام، {وبرحمته}: أن جعلكم من أهل القرآن.(1/34)
21- ((ش)): وعن سالم قال: {بفضل الله وبرحمته}: الإسلام والقرآن.(1/35)
22- ((حـ)): وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ #36# القرآن ظاهراً أو نظراً وهو ممن يعمل به أعطي في الجنة شجرة لو يفرخ الطير في أسفل ورقة منها ثم نهض الفرخ يطير ما بلغ أعلى ورقة منها حتى يدركه الهرم)).(1/35)
23- ((سف، ش)): وعن ابن عباس قال: من قرأ القرآن واتبع ما فيه #37# هداه الله من الضلالة في الدنيا، ووقاه يوم القيامة سوء الحساب، وذلك أن الله تعالى يقول: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}.(1/36)
24- ((حـ)): وعن ابن عباس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((حملة القرآن العاملون به يدعون في ملكوت الله أهل البر والوقار ومستمعوه يدعون في ملكوت الله الطيبين)).(1/37)
25- ((حـ)): وعن إسماعيل بن رافع؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ القرآن كان حقا على الله أن لا يطعمه النار ما لم يغل فيه، وما لم يأكل به، وما لم يدعه إلى غيره)).(1/37)
#38#
26- ((حـ)): وعن معقل بن يسار؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اقرءوا القرآن؛ فإن بكل حرفٍ منه نوراً يوم القيامة)).(1/38)
27- ((ذر)): وعن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ القرآن وحمد ربَّه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم واستغفر ربه فقد طلب الخير من مظانه)).(1/38)
28- ((ش)): وعن ابن عباس قال: ضمن الله لمن قرأ القرآن أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة ثم قرأ: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}.(1/38)
#39#
29- ((حـ)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((أنا شفيعٌ لأهل القرآن يوم القيامة)).(1/39)
30- ((ش)): عن عبد الملك بن عمير: كان يقال: إن أبقى الناس عقولاً قراء القرآن.(1/39)
31- ((حـ)): وعن علي رضي الله عنه؛ أنه قال: من قرأ القرآن على أي حالٍ قرأه فله بكل حرفٍ عشر حسناتٍ.(1/39)
#40#
32- ((ش)): عن عكرمة قال: من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر، ثم قال: {لكي لا يعلم بعد علمٍ شيئاً}.(1/40)
33- ((ش)): وعن الحسن قال: قال النبي عليه السلام: ((لا فاقة لعبد يقرأ القرآن، ولا غنى له بعده)).(1/40)
34- ((ص)): وعن محمد بن الحسين قال: ثنا يحيى بن عيسى بن ضرار السعدي، ثنا عبد العزيز بن سليمان العابد حدثني مطهر -وكان قد بكى شوقاً إلى الله تعالى ستين عاماً- قال: رأيت كأني #41# على ضفة نهر يجري بالمسك الأذفر حافتاه شجر اللؤلؤ، ونبت من قضبان الذهب، وإذا جوارٍ مترنمات يقلن بصوت واحد: سبحان المسبح بكل لسان، سبحان الموجود بكل مكان، سبحان الدائم في كل الأزمان سبحانه، سبحانه.
قلت: من أنتن؟ قلن: خلق من خلق الرحمن سبحانه قلت: ما تصنعن هاهنا؟ فقلن شعراً:
ذرانا إليه الناس رب محمد ... لقوم على الأطراف بالليل قوم
يناجون رب العالمين إلههم ... وتسري هموم القوم والناس نوم
فقلت: بخٍ بخٍ لهؤلاء، من هؤلاء؟ فقد أقر أعينهم.
فقلن: أو ما تعرفهم؟ فقلت: والله ما أعرفهم.
قلن: بلى. هؤلاء المتهجدون بالليل أصحاب السهر والقرآن.(1/40)
#42#
35- ((ش)): وعن محمد بن كعب قال: من قرأ القرآن فكأنما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قرأ: {ومن بلغ أئنكم لتشهدون.. .. } الآية.(1/42)
36- ((ع)): وعن أبي وائل قال: قيل لعبد الله: إنك لتقل الصوم؟ قال: إنه يضعفني عن قراءة القرآن، وقراءة القرآن أحب إلي منه.(1/42)
37- ((حـ)): وعن الأعمش قال: كان ابن مسعود يقل الصوم فقيل #43# له: يا أبا عبد الرحمن: إنك تقل الصوم؟ فقال: أما إنه عمل صالح، ولكني أختار عليه قراءة القرآن؛ إذا صمت ضعفت عن القراءة، فلم أقرأ. أما إن للقارئ بكل حرف منه عشر حسناتٍ، لا أقول بـ: {الم} عشر، ولكن بالألف عشر، وباللام عشر، وبالميم عشر.(1/42)
38- ((حـ)): وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما من عبادة أفضل من قراءة القرآن)).(1/43)
39- ((.. .. )): وعن ابن عباس؛ أنه قال: افتخرت السماء على الأرض فقالت السماء: أنا أفضل، في العرش، وفي الكرسي، وفي جنة المأوى، وجنة عدن، وفي الشمس، وفي القمر والنجوم، وفي أرزاق #44# الخلق، وفي الرحمة، فقالت الأرض: وتركت أن تقولي في الأنبياء، وفي بيت الله عز وجل. فقالت: أليس تنقلب أضلاع حملة القرآن في بطني، فقال الله تعالى: صدقت يا أرض. فكان افتخارها أن قال لها الرب جل جلاله: صدقت.(1/43)
40- ((ب)): وعن أنس قال: افتخرت الأوس فقالوا: منا غسيل الملائكة حنظلة بن الراهب، ومنا من حمته الدبر عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت، ومنا من اهتز لموته عرش الرحمن سعد بن معاذ.
فقال الخزرجيون: منا أربعة قرءوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم #45# لم يقرأه غيرهم: زيد بن ثابت، وأبو زيد، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب.
قال أبو عمرو: يعني لم يقرأه كله أحد منكم يا معشر الأوس، ولكن قد قرأه جماعة من غير الأنصار؛ منهم: عبد الله بن مسعود، وسالمٌ مولى أبي حذيفة، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وغيرهم.(1/44)
41- ((ش)): وعن أبي أمامة: أنه كان يقول: اقرءوا القرآن، ولا #46# تغرنكم هذه المصاحف المعلقة؛ فإن الله تعالى لا يعذب قلباً وعى القرآن.(1/45)
42- ((ص)): وعن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين)).(1/46)
43- ((ت)): وعن أبي أمامة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((ما أذن الله #47# لعبدٍ في شيء أفضل من ركعتين يصليهما، وإن البر ليذر على رأس العبد ما دام في صلاته، وما تقرب العباد إلى الله تعالى بمثل ما خرج منه)).
قال أبو النضر: يعني القرآن.
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.(1/46)
44- ((مد)): قال سفيان الثوري: إذا قرأ الرجل القرآن قبل الملك بين عينيه.(1/47)
#48#
45- ((ت)): وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : #49# ((يقول الله عز وجل: من شغله القرآن عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، وفضل كلام الله عز وجل على سائر الكلام #50# كفضل الله على خلقه)).
قال: هذا حديث حسن غريب.(1/48)
46- وفي رواية: أعطيته أفضل ثواب الشاكرين.(1/50)
47- ((ذر)): وفي رواية: ((من شغله القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته أفضل ثواب السائلين)).(1/50)
48- ((ذر)): وعن أبي سعيد الخدري قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم #51# فقال: يا رسول الله أوصني، قال: عليك بتقوى الله، فإنها خاتم كل خير، وعليك بالجهاد؛ فإنه رهبانية المسلمين، وعليك بذكر الله عز وجل، وتلاوة كتابه؛ فإنه نورٌ لك في الأرض، وذكرٌ في السماء واخزن لسانك إلا من خير؛ فإنك تغلب الشيطان)).(1/50)
49- ((ذر)): وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن لله #52# عز وجل أهلين من الناس)) قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: ((أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)).(1/51)
50- ((مد)): وروى عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنه دخل السوق فقال: أراكم ها هنا وميراث رسول الله يقسم في المسجد؟ فذهب الناس إلى المسجد وتركوا السوق فلم يروا ميراثاً، فقالوا: يا أبا هريرة ما رأينا ميراثاً يقسم. قال: فما رأيتم؟ قالوا: رأينا قوماً يذكرون الله عز وجل ويقرءون القرآن قال: فذلك ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم .(1/52)
51- ((ذر)): وعن قتادة قال: من إعظام جلال الله عز وجل إكرام حامل القرآن، وذي الشيبة المسلم، والإمام العادل.(1/52)
#53#
52- ((ذر)): وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن من #54# إكرام جلال الله عز وجل إكرام ذي الشيبة المسلم والإمام العادل، وحامل القرآن، لا يغلوا فيه، ولا يجفو عنه)).(1/53)
53- ((ش)): وعن عبد الله قال: قراءة القرآن أحب إلي من الصوم.(1/54)
#55#
54- ((ش)): وقال عبد الله بن عمرو: لو بات رجل ينفق ديناراً ديناراً، ودرهماً درهماً ويحمل على الجياد [في سبيل الله]، حتى يصبح متقبلاً منه، وبت أتلوا كتاب الله تعالى حتى أصبح متقبلاً مني لم أحب أن لي عمله بعملي.(1/55)
55- ((مع)): وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : #56# ((أشرف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل)).(1/55)
56- ((ص، ق)): وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ القرآن ظاهراً أو نظراً أعطي بكل حرف شجرة في الجنة)).(1/56)
#57#
57- ((ق)): وعن سهل، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه قال: ((من #58# قرأ القرآن، وعمل بما فيه ألبس والداه يوم القيامة تاجاً ضوءه أحسن من نور الشمس)).(1/57)
58- ((نج)): وعنه، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((من قرأ القرآن فأحكمه وعمل بما فيه ألبس والداه يوم القيامة تاجاً ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيتٍ من بيوت الدنيا، لو كانت فيكم، فما ظنكم بالذي عمل به)).(1/58)
#59#
59- ((مد)): وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ القرآن ثم رأى أن أحداً أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر ما عظمه الله تعالى.(1/59)
#60#
60- ((مد)): وعن سهل، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ القرآن فأحكمه وعمل بما فيه؛ ألبس والداه تاجاً يوم القيامة أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم، فما ظنكم بالذي عمل بهذا)).(1/60)
61- ((ق)): وقال صلى الله عليه وسلم : ((ليس أحد أولى بالجنة من حامل القرآن)).(1/60)
62- وقال ابن مسعود: من أعطي القرآن فمد عينيه إلى شيء مما صغر القرآن فقد خالف القرآن، ألم تسمع إلى قول الله تعالى #61# لنبيه صلى الله عليه وسلم : {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم}.(1/60)
63- ((ش)): وعن منصور، عن مجاهد في قوله تعالى: {والذي جاء بالصدق وصدق به}.
قال: الذين يجيئون بالقرآن يوم القيامة فيقولون: هذا الذي أعطيتمونا قد اتبعنا ما فيه.(1/61)
64- ((مد)): وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((لله أشد أذناً إلى صاحب القرآن #62# من صاحب القينة إلى قينته)).(1/61)
#63##64#
65- ((ش)): وعن سلمان قال: لو بات رجلٌ يعطى القيان البيض، وبات آخر يقرأ القرآن ويذكر الله عز وجل لرأيت أن ذكر الله أفضل.(1/64)
66- ((ش م)): وعن قتيبة بن عامر قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونحن في الصفة. فقال: أيكم يحب أن يغدو كل يومٍ #65# إلى بطحان أو العقيق، فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثمٍ ولا قطع رحمٍ؟ فقلنا: يا رسول الله، نحب ذلك. قال: ((فلأن يغدوا أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خيرٌ له من ناقتين. وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهم من الإبل)).(1/64)
67- ((د)): وفي رواية: ((فيأخذ ناقتين كوماوين زهراوين بغير إثم بالله عز وجل ولا قطع رحمٍ)) قالوا: كلنا يا رسول الله، قال: ((فلأن يغدو أحدكم كل يومٍ إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله عز وجل خير #66# له من ناقتين، وإن ثلاث فثلاث مثل أعدادهن من الإبل)).(1/65)
68- ((ص)): وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ القرآن، ثم مات قبل أن يستظهره أتاه ملكٌ يعلمه في قبره فيلقى الله عز وجل وقد استظهره)).(1/66)
69- ((ش)): وعن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: لو جعل لأحدكم خمس قلائص إن صلى بالقرية فبات يقول لأهله لقد آن لي أن #67# أنطلق، والله لأن يغدو أحدكم فيتعلم خمس آيات من كتاب الله خير من خمس قلائص وخمس قلائص وخمس قلائص.(1/66)
[2] باب ما جاء أن أفضل الأوقات لدرس القرآن بعد صلاة الصبح
70- ((نع)): عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما من قوم صلوا صلاة الغداة، ثم قعدوا في مصلاهم يتعاطون كتاب الله ويتدارسونه إلا وكل الله بهم ملائكة يستغفرون لهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيره)).(1/67)
#68#
[3] باب فضل قراءة القرآن في الصلاة
71- ((م)): عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفات عظامٍ سمانٍ؟)) فقلنا: نعم. قال: ((فثلاث آياتٍ يقرأ بهن أحدكم في صلاته. خيرٌ له من ثلاث خلفاتٍ عظام سمان)).(1/68)
72- ((ط)): وعن الحكم بن هشام الثقفي قال: حدثنا أن بعض السلف قال: من قرأ القرآن جالساً في غير صلاة له بكل حرف عشر حسنات، فإن قرأه في صلاة جالساً كتب له بكل حرف خمسون حسنة، فإن قرأه في صلاة قائماً كتب له بكل حرف مائة حسنة.(1/68)
#69#
73- ((نج)): وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ قال: إذا قام العبد من الليل فتسوك وتوضأ، ثم كبر، فقرأ، وضع الملك فاه على فيه ويقول: أتل أتل فقد طبت وطاب لك. وإن توضأ ولم يستك حفظ عليه ولم يعد ذلك. ألا وإن قراءة القرآن مع الصلاة كنزٌ من كنوز الجنة، وخيرٌ موضوعٌ؛ فاستكثروا منه ما استطعتم، فإن الصلاة نورٌ، #70# والزكاة برهانٌ والصبر ضياءٌ، والصوم جنةٌ، والقرآن حجةٌ لكم أو عليكم، فأكرموا القرآن ولا تهينوه، فإن الله مكرمٌ من أكرمه ومهينٌ من أهانه، واعلموا أنه من تلاه وحفظه وعمل به واتبع ما فيه كانت له عند الله يوم القيامة دعوةٌ مستجابةٌ، إن شاء عجلها له في دنياه وإلا كانت له ذخراً في الآخرة، واعلموا أن ما عند الله خيرٌ وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.(1/69)
74- ((ص)): وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((قراءة القرآن #71# في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير صلاة، وقراءة القرآن في غير صلاةٍ أفضل من التكبير والتسبيح والتحميد، والتكبير والتسبيح أفضل من الصدقة، والصدقة أفضل من الصيام، والصيام جنةٌ من النار)).(1/70)
75- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((مثل الذي يتعلم القرآن #72# ولا يقوم به كمثل جراب مملوء مسكاً موكى عليه، ومثل الذي يتعلم القرآن ويقوم به كمثل جراب مملوءٌ مسكاً يفوح منه الوادي)).(1/71)
76- ((ص)): وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من استمع حرفاً من كتاب الله، أو قرأ حرفاً كتبت له حسنةٌ، ومحيت عنه سيئةٌ، ورفعت له درجةٌ، ومن قرأ حرفاً من كتاب الله ظاهراً كتب الله له عشر حسناتٍ، ومحيت عنه عشر سيئاتٍ ورفع له عشر درجاتٍ، ومن قرأ #73# حرفاً من كتاب الله في صلاةٍ قاعداً كتب له خمسون حسنةً، ومحي عنه خمسون سيئةً، ورفع له خمسون درجةً، ومن قرأ حرفاً من كتاب الله في صلاةٍ قائماً كتب له مائة حسنة ومحي عنه مائة سيئةٍ، ورفع له مائة درجةٍ)) الحديث.(1/72)
77- ((مد)): وقال علي رضي الله عنه: من قرأ القرآن وهو قائمٌ في الصلاة كان له بكل حرفٍ مائة حسنةٍ، ومن قرأه وهو جالسٌ في الصلاة كان له بكل حرفٍ خمسون حسنةً، ومن قرأ في غير صلاةٍ وهو على وضوءٍ كان له بكل حرفٍ خمسٌ وعشرون حسنةً، ومن قرأ على غير وضوء فعشر حسناتٍ، وما كان من قيام الليل فهو أفضل؛ لأنه أفرغ للقلب.(1/73)
#74#
78- ((حـ)): وعن معمر؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءته في غير صلاة، وقراءة القرآن في غير الصلاة أفضل من الذكر، والذكر أفضل من الصدقة، والصدقة أفضل من الصيام، والصيام جنة من النار)).(1/74)
79- ((ها)): وعن الحسن بن رشيق؛ أنه كان يقول: بلغنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: ((من قرأ جزءاً من كتاب الله تعالى وهو على وضوء كان له بكل حرف عشرون حسنة، فإن قرأه وهو على غير وضوء كان له بكل حرف عشر حسنات، فإن قرأه في صلاة قائماً كان له بكل حرف مائة حسنة، وإن قرأه في صلاة جالساً كان له بكل حرف #75# خمسون حسنة، وإن ختمه صباحاً استغفر له سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن ختمه مساء استغفر له سبعون ألف ملك حتى يصبح)).(1/74)
80- ((ش)): وعن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفات عظامٍ سمانٍ؟)) قال: قلنا: نعم. قال: ((فثلاث آياتٍ يقرؤهن أحدكم في صلاته خيرٌ له من ثلاث خلفات عظامٍ سمانٍ)).(1/75)
81- وقال إسحاق بن إبراهيم: أفضل الذكر القرآن، وأفضل #76# ما قرئ القرآن ففي الصلاة، ثم في المصحف، ثم قراءته عرضاً، ثم تعليم من لا يعلمه، ثم تعلمه وبكل هذا قد جاءت الآثار.(1/75)
82- ((بيا)): وعن بعض السلف قال: من قرأ القرآن جالساً في غير صلاة كتب له بكل حرف عشر حسنات، فإن قرأه جالساً في الصلاة كتب له بكل حرف خمسون حسنة، فإن قرأه في صلاة قائماً كتب له بكل حرف مائة حسنة.(1/76)
[4] باب ما جاء في الماهر بالقرآن وفي الذي يقرؤه وينفلت منه ويشق عليه
83- ((م د ت ش)): عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الذي #77# يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه -قال هشامٌ: وهو شديدٌ عليه، وقال شعبة:- وهو عليه شاق فله أجران)) اللفظ للترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
قلت: خرجه النسائي بمثله فلم يذكر قول هشام ولا شعبة. قال: #78# والذي يقرؤه وهو عليه شاق فله أجران.
وفي رواية: ((ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران)).
وفي رواية أبي بكر بن أبي شيبة: ((وهو يشتد عليه له أجران)).(1/76)
84- ((حـ)): وعن سعيد بن أبي هلال قال: قال عبد الله بن مسعود: من يسر عليه القرآن فقرأه وعمل بما فيه كان يوم القيامة مع الحكماء والسفرة. والحكماء: الأنبياء، والسفرة: الأنبياء والملائكة، ومن عالجه واشتد عليه ولم يدعه كان له أجره مرتين، ومن عالجه ولم يستطعه، وأحبه وأحب أهله كان يوم القيامة مع صالح من أحب من أهله، ومن لم يقرأه، ولم يحبه ولم يحب أهله فهو بور وعمله بورٌ. مثل الذي #79# يكون مع الإيمان ولا يجمع القرآن كمثل التمرة طعمها حلوٌ ولا ريح لها، ومثل الذي يجمع القرآن ولا يجمع الإيمان كمثل الريحانة ريحها طيبٌ وطعمها مرٌ، ومثل من لا يكون معه الإيمان ولا القرآن كمثل الحنظلة الريح خبيثةٌ والطعم قبيحٌ، ومثل الذي يجمع القرآن والإيمان كمثل الأترجة طعمها طيبٌ وريحها طيبٌ.(1/78)
85- ((ش)): وعن عطاء قال: الذي يهون عليه قراءة القرآن مع السفرة، والذي يتفلت منه ويشق عليه له عند الله أجران.(1/79)
86-((ص)): وعن زرارة، عن سعيد بن هشام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الماهر في القرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يتعانى في القرآن له أجران)).(1/79)
87- ((س)): وعن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مثل الذي يقرأ #80# القرآن وهو ماهرٌ به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه وهو عليه شاق فله أجران اثنان)).(1/79)
88- ((ص)): وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرؤه ويتعتع به وهو عليه شاق فله أجران اثنان)).(1/80)
89- ((نج)): وعن معاذ بن جبل، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ القرآن وعمل بما فيه، ومات في الجماعة بعث يوم القيامة مع السفرة الكرام، والذي يهون عليه قراءة القرآن يكتب مع السفرة، والذي يشد عليه ويتفلت منه يكتب له أجران، ومن قرأ القرآن وهو متفلتٌ منه، آتاه الله أجره مرتين، ومن كان حريصاً عليه ولا يستطيعه ولا يدعه، #81# بعثه الله يوم القيامة مع أشراف أهله، وفضلوا على الخلائق كما فضلت النسور على سائر الطير، وكما فضل عينٌ في مرجة على ما حولها، ثم ينادي منادٍ: أين الذين كانت لا تلهيهم رغاء الإبل عن تلاوة كتابي؟ فيقومون، فيلبس أحدهم تاج الكرامة، ويعطى النعيم بيمينه والخلد بشماله، ثم يكسى أبواه إن كانا مسلمين حلةً خيراً من الدنيا وما فيها فيقولان: أتى لنا هذا وما بلغته أعمالنا؟ فيقال: إن ولدكما كان يقرأ القرآن)).(1/80)
90- ((س)): وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الماهر بالقرآن مع الكرام السفرة البررة، والذي يتعتع فيه له أجران)).
#82#
وقال عمران في حديثه: اثنان.(1/81)
[5] باب ما جاء فيمن تعلم القرآن وعلمه
91- ((ش)): عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خياركم من تعلم القرآن وعلمه)).(1/82)
92- ((ذر)): وعن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((خيركم من قرأ القرآن وأقرأه)).(1/82)
#83#
93- وفي رواية، عن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه قال: (( خياركم من تعلم القرآن وعلمه)).(1/83)
#84#
94- ((ص)): وعن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا إن خياركم من تعلم القرآن وعلمه)).(1/84)
95- ((خ ت د)): وعنه، عن عثمان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم #85# #86# قال: (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه)).
قال أبو عبد الرحمن: فذلك الذي أقعدني مقعدي هذا.
وعلم القرآن في زمان عثمان حتى بلغ الحجاج.
قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وفي رواية عنه: ((خيركم أو أفضلكم)).
وقال البخاري في روايته: وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج، قال: وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا.(1/84)
#87#
96- ((نج)): وعنه، عن عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) قال أبو عبد الرحمن: فذاك الذي أقعدني هذا.
وعلم القرآن في زمان عثمان حتى كان الحجاج. وقال: فذاك الذي حملني على مجلسي هذا.(1/87)
97- ((ص)): وعنه، عن عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)).(1/87)
98- ((خ)): وفي رواية: ((إن أفضلكم من تعلم القرآن أو علمه)).(1/87)
99- ((س)): وفي رواية: ((خيركم من علم القرآن وتعلمه)).(1/87)
#88#
100- ((ذر)): وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه)).(1/88)
101- ((س)): وعن عثمان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: #89# (( أفضلكم من علم القرآن ثم علمه)).(1/88)
#90#
102- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((من تعلم القرآن وعلمه ساقه إلى الجنة)).(1/90)
103- ((ق)): وعنه صلى الله عليه وسلم : ((من تعلم القرآن، وأخذ بما فيه كنت سائقه ودليله إلى الجنة)).
قلت: وخرجه ابن صخر بمعناه، عن أنس رضي الله عنه.(1/90)
104- ((ذر، ص)): وعن مصعب بن سعد، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((خيركم من تعلم القرآن وعلم القرآن)) ثم أخذ بيدي فأجلسني مجلسي هذا أقرئ.(1/90)
#91#
105- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من علم أخاه القرآن حجت الملائكة إلى قبره كما يحج الناس إلى بيت الله الحرام)).(1/91)
#92#
6- ((ص)): وعن عاصم بن كليب الجرمي، عن أبيه قال: كنت مع علي رضي الله عنه فسمع ضجتهم في المسجد يقرءون القرآن ويقرءون فقال: طوبى لهؤلاء هؤلاء كانوا أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .(1/92)
106- ((ز)): وعنه، عن أبيه قال: كان علي في المسجد -أحسبه قال: مسجد الكوفة- فسمع ضجةً شديدةً فقال: ما هؤلاء؟ قالوا: قومٌ يقرءون القرآن أو يتعلمون القرآن. فقال: أما إنهم كانوا أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن عاصم بن كليب إلا أبو يعقوب الثقفي. وأبو يعقوب هذا رجل مشهور يروي عنه عبد الله بن موسى؛ وحسين بن الحسن وغيرهما.(1/92)
#93#
66- ((ش م)): وعن عقبة بن عامر قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: ((أيكم يحب أن يغدو كل يومٍ إلى بطحان، أو العقيق. فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم؟)) فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك قال: ((أولا يغدو أحد منكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل)).(1/93)
107- ((ط)): وعن ليث بن أبي سليم قال: حدثني عبد الرحمن؛ أن رجلاً قال لأبي سعيد: أوصني. قال: عليك بذكر الله وتلاوة كتابه، فإنه نورك في الأرض وذكرك في السماء.(1/93)
#94#
108- ((ط)): وعن كعب قال: إن الله تبارك وتعالى يقول: إني جاعل من تصدق بأطيب الكلام، وعمل به، وعلمه للناس خلفاً من النبيين، ومعهم يوم القيامة.(1/94)
109- ((نج)): وعن علي الأزدي قال: سألت ابن عباس عن الجهاد فقال: ألا أدلك على ما هو خيرٌ لك من الجهاد؟ تبني مسجداً فتعلم فيه القرآن والفقه في الدين أو قال: السنة.(1/94)
110- ((في)): وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا #95# هريرة علم الناس القرآن وتعلمه، فإنك إن مت وأنت كذلك زارت الملائكة قبرك كما يزار البيت العتيق، وعلم الناس سنتي وإن كرهوا ذلك، وإن أحببت أن لا توقف على الصراط طرفة عين، حتى تدخل الجنة، فلا تحدث في دين الله حدثاً برأيك.(1/94)
#96#
111- ((إسحاق)): وعن عبد الرحمن بن حجيرة؛ أنه كان يقول: لأن أقرئ آية من القرآن أحب إلي من أن أقرأ مائة آية.(1/96)
112- ((خم)): وعن وهب بن منبه؛ أنه قال: تعلموا القرآن وعلموا القرآن؛ فإن الله تعالى جعل القرآن سراجاً لا تطفأ مصابيحه، ونوراً لا يفتر ذكاء وقده وشهاباً لا يخبو ورى زنده، وجبلاً لا تضعضع أركانه، وقسطاً لا يحيف لسانه، وجنداً لا تهزم أنصاره، وبحراً لا يدرك قعره، ومعدناً لا تنقطع كنوزه، وخبراً لا تفنى عجائبه، ومعقلاً يمنع من الهلكة جاره، فاتخذوه شعاراً، وارضوا بتهجده من الليل جاراً؛ فإنه نعم الصاحب يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، ونعم العون إذا أخذ بأنفاسنا عند الساعة. إنه شافع مشفع وماحل #97# مصدق، وإن استطعتم أن تحسنوا صحابته فلعلكم أن تدخلوا في شفاعته، واعلموا أن الله تعالى لم يشفعه حتى كان منه بمكانٍ، فقد كان للقرآن أهلٌ قبلكم، هم كانوا أرعى لحرمته منكم، لقد سماه الله كتاباً عزيزاً، ولقد ضيعتم من رعاية حقه عظيماً. إن من كان قبلكم اعتصموا بالقرآن دليلاً واتخذوه إلى النجاة سبيلاً، وفي طلب الحياة إماماً مقدماً. لقد قرأه أقوامٌ فذبهم عن المحارم، ودلهم على طرق المكارم، ولقد استشفى به قوم فاشتفوا، واكتفى به آخرون فاكتفوا، إن قوماً من حملته لما سمعوا الله جل ثناؤه يقول: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون}.
كادت قلوبهم أن تصدع لخبر الله حين حكى عن الجبال، فلو رأيتهم قد قاموا على مواعيظه يقولون للناس حسناً، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا: سلاماً، قد قيدوا أقدامهم عن مواقف التهمات وأبكموا ألسنتهم عن التكلم في أعراض الناس، وحموا أسماعهم عن أن يلجها #98# خوض خائضٍ من معصيةٍ، أو متكلمٌ لمسلمٍ بفريةٍ، وكحلوا أعينهم بفضل ترك النظر إلى المعاصي أجلاس بيوتهم إن عرضت فتنةٌ، ومصابيح الهدى إن جرت شبهةٌ، ليس لخائضٍ في مجالستهم مطمعٌ، ولا لأهل الدنيا في قلوبهم موقعٌ. ترى أحدهم يضوي كالهلال من الجهد والتعب والكلال، فلو رأيتهم وقد نامت العيون وهدأت الحركات وسكنت الأصوات، وقد حركتهم حركات خوف الوعيد: {أفمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون}.
وقوله جل جلاله: {أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحىً وهم يلعبون}.
استيقظوا لها -والله- وتواثبوا إلى المحاريب، ينادون من لا تأخذه سنةٌ ولا نومٌ، فلو رأيتهم لرأيت رجالاً ورأيت عجباً، وقد قاموا على أطرافهم منحنيةً على أجزاء القرآن أصلابهم، إذا زفروا قلت: زفير #99# النار تحت آذانهم، فما زالت تلك حالهم حتى دبرت ركبهم وجباههم. وما فرت منهم نياتهم لما أملوا من العيش المقيم.(1/96)
113- ((ط)): وعن عمر بن قيس السكوني قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاصي يقول: من أشراط الساعة أن يرفع الأشرار ويوضع الأخيار، وإن من أشراط الساعة أن تقرأ المثناة على رؤوس الملأ ولا تغير، قيل: وما المثناة؟ قال: ما استكتب من غير كتاب الله. قيل: كيف بما جاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: ما أخذتموه ممن تأمنونه على نفسه ودينه فاعقلوه، وعليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبنائكم فإنكم به تسألون وبه تجزون، وكفى به واعظاً لمن كان يعقل.(1/99)
#100#
[6] باب ما جاء في تعليم كتاب الله عز وجل في الشبيبة
114- ((ص)): عن هشام بن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من تعلم القرآن في شبيبته خلط الله القرآن بلحمه ودمه وعظامه وعصبه وبعث يوم القيامة مع السفرة الكرام البررة)).(1/100)
115- ((ح)): وعن سعيد بن أبي هلال؛ أن كعباً قال في الغلام إذا تعلم القرآن وهو حديث السن فحرص عليه، وعمل بما فيه وتابعه خلطه الله بلحمه ودمه، وكتبه عنده مع السفرة الكرام البررة، وإذا تعلمه وقد دخل في السن وحرص عليه، فإذا بعث تكلم القرآن فقال: يا رب إن هذا كان حريصاً على تعلمي، وعمل بي فائته أجره، فيكسى حلة الكرامة، ويتوج بتاج الوقار، ويعطى النعمة بيمينه، والخلد بشماله، #101# فيقول الله للقرآن: هل رضيت بما أعطيت عبدي؟ فيقول: نعم يا رب.(1/100)
116- ((ك)): وعن كعبٍ؛ أنه قال: إن في التوراة: إن الغلام إذا تعلم القرآن وهو حديث السن، وحرص عليه، عمل به خلطه الله بلحمه، ودمه، وكتبه عنده من السفرة الكرام البررة، وإذا تعلم القرآن وقد دخل في سنٍ، وحرص عليه، وهو في ذلك ينفلت منه كان له أجره مرتين، ويكسى حل الكرامة ويتوج بتاج الوقار، ويقول الله عز وجل للقرآن: هل رضيت هذا لعبدي فيقول القرآن: ما رضيت ما أعطيته، فيعطى النعمة بيمينه، والخلد بشماله، فيقول الله جل ذكره للقرآن: هل رضيت بما أعطيت لعبدي فيقول: نعم.(1/101)
117- ((ص)): وعن أبي وائل قال: قال عبد الله: إن الله #102# ليغضب حتى ينجبذ لغضبه أهل السموات، فيرد غضبه تعليم الولدان القرآن في الكتاب.(1/101)
118- ((قو)): وقال بعض العلماء: إذا ضرب الناقوس في الأرض، ودعي بدعوى الجاهلية اشتد غضب الرب تعالى فإذا نظر إلى صبيان المكاتب، ورأى عمار المساجد، وسمع أصوات المؤذنين حلم وغفر، فلذلك قال: {إنه كان حليماً غفوراً}.(1/102)
#103#
119- ((ط)): وعن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ القرآن شابا، يقوم به آناء الليل وآناء النهار، يحل حلاله ويحرم حرامه خلطه الله بلحمه ودمه، وجعله مع السفرة #104# الكرام البررة، حتى إذا كان يوم القيامة كان له القرآن حجيجاً يقول: كل عامل كان يعمل في الدنيا يأخذ بعمله ذلك من الدنيا إلا فلاناً كان يقوم بي آناء الليل، يحل حلالي، ويحرم حرامي. فأعطه اليوم قال: فيتوجه الله عز وجل تاج الملك، ويكسوه حلة الكرامة، إن لذلك التاج لسبعين ركناً في كل ركن ياقوتة تضيء هكذا وكذا من البلدان، ثم يقول للقرآن: هل رضيت؟ فيقل: إني أرغب له في أفضل من هذا. قال: فيعطيه الله الملك بيمينه، والخلد بشماله، قال: ومن أخذه بعد أن يدخل في السن؛ فأخذه، وهو ينفلت منه أعطاه الله أجره مرتين)).(1/103)
[7] باب ما جاء أن عدد درج الجنة على عدد آي القرآن، وأن منزل حامل القرآن من الدرجات عند آخر آية يقرأ بها
120- ((ت، د، س، ش، ع، ط)): عن عبد الله بن عمرو، عن #105# #106# النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقال لصاحب القرآن. اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ)).
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.(1/104)
121- ((ط)): وعن زر بن حبيشٍ، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دخل الرجل الجنة يقال له: اقرأ.. .. )) ثم ذكر نحوه.(1/106)
122- ((ط ش)): وعنه قال: ((يقال لصاحب القرآن حين يدخل الجنة: اقرأ وارقه في الدرجات، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلتك من الدرجات عند آخر آية تقرأ بها)).(1/106)
123- ((ش)): وعن الضحاك بن قيس؛ أنه كان يقول: يا أيها الناس #107# علموا أولادكم وأهليكم القرآن؛ فإنه ما من مسلم تعلمه وكتبه إلا يدخله الله الجنة وأتاه ملكان فاكتنفاه. فقالا له: اقرأ وارق في درج الجنة، حتى ينزلانه حيث انتهى علمه من القرآن.(1/106)
124- ((ح)): وعن أم الدرداء، عن أبي الدرداء؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((عدد درج الجنة على عدد آي القرآن، فمن قرأ شيئاً من القرآن؛ قيل له: اقرأ وارق حتى ينتهي ما معه من القرآن، فمن قرأ القرآن كله، وعمل به كان مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً)).(1/107)
125- ((ش)): وعن أبي سعيد أو عن أبي هريرة -شك الأعمش- قال: يقال لصاحب القرآن يوم القيامة: اقرأ وارقه؛ فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها.(1/107)
#108#
126- ((ع)): عن أم الدرداء قالت: سألت عائشة عمن دخل الجنة #109# ممن قرأ القرآن. ما فضله على من لم يجمعه؟ فقالت: إن عدد درج الجنة بعدد آي القرآن، ومن دخل الجنة ممن قد قرأ القرآن فليس فوقه أحدٌ.(1/108)
127- ((ط)): وعن معفس بن عمران بن حطان قال: دخلت مع أبي علي أم الدرداء، فسألها أبي، فقال: ما فضل من قرأ القرآن على من لم يقرأ القرآن؟ فقالت: سمعت عائشة تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((جعل الله درج الجنة على عدد آي القرآن، فمن قرأ ثلث القرآن كان على الثلث من درج الجنة، ومن قرأ نصف القرآن كان على النصف من #110# درج الجنة، ومن قرأ ثلثي القرآن كان على الثلثين من درج الجنة، ومن قرأ القرآن كله كان في مجلسٍ لم يكن فوقه أحد إلا نبيٌ أو صديقٌ أو شهيدٌ.(1/109)
128- ((ش)): وعنها قالت: دخلت على عائشة فقلت: ما فضل من قرأ القرآن على من لم يقرأه ممن دخل الجنة؟ فقالت عائشة: إن عدد درج الجنة عدد آي القرآن فليس أحدٌ ممن دخل الجنة أفضل ممن قرأ القرآن.(1/110)
129- ((ذر)): وعنها، وسألها عمران بن حطان عن فضل القرآن فقال: يا أم الدرداء حدثينا عن فضل القرآن، فقالت: إن درج الجنة على عدد آي القرآن فإنه يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارقه، فإن كان قد قرأ ثلث القرآن كان على الثلث من درج الجنة، وإن كان قد قرأ نصف القرآن كان على النصف من درج الجنة، وإن كان قد قرأ القرآن كان على أعلى عليين، ولم يكن أحد فوقه سوى الصديقين والشهداء.(1/110)
#111#
130- ((ث)): وعن أبي أمامة؛ أنه قال: من قرأ القرآن كله يقال له يوم القيامة: اقرأ وارقه بكل آيةٍ درجةً، حتى ينجز ما معه من القرآن، ثم يقال له: اقبض فيقبض، فيقال له: هل تدري ما في يديك؟ فإذا في يده اليمنى الخلد، وفي الأخرى النعيم.(1/111)
131- ((ط)): وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ ثلث القرآن #112# #113# أعطي ثلث النبوة، ومن قرأ نصف القرآن أعطي نصف النبوة، ومن قرأ ثلثي القرآن أعطي ثلثي النبوة، ومن قرأ القرآن أعطي النبوة كلها، ويقال له: اقرأ وارقه بكل آيةٍ درجةً، حتى تنجز ما معك من القرآن، ثم يقال له اقبض #114# فيقبض بيده، ثم يقال له: تدري ما في يديك؟ في إحدى يديك النعيم، وفي الأخرى الخلد.. .. الحديث.(1/111)
132- ((ش)): وعن مجاهد قال: يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتقه فيرفع بكل آيةٍ درجة، ويزاد بكل آية حسنة.(1/114)
133- ((نج)): وعن عبد الله بن عمرو قال: كل آيةٍ في القرآن درجةٌ في الجنة ومصباحٌ في بيوتكم.(1/114)
[8] باب يكتب لمن قرأ القرآن بكل حرف منه عشر حسنات
134- ((ت، ط)): عن عبد الله بن مسعودٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : #115# ((من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنةٌ، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: {الم} حرف، ولكن ألف حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ.
وهذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجه.(1/114)
135- ((ش)): وعن قيس بن سكن قال: قال عبد الله: تعلموا القرآن فإنه يكتب بكل حرفٍ منه عشر حسناتٍ، ويكفر به عشر سيئاتٍ، أما إنني لا أقول: {ألم} حرفٌ، ولكن ألفٌ عشراً، ولامٌ عشراً، وميمٌ عشراً.(1/115)
136- ((ط)): وعن إبراهيم، عن عبد الله قال: تعلموا القرآن؛ فإن #116# بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول {الم} حرف، ولكن ألف ولام وميم.(1/115)
137- ((ط)): وعن القاسم بن عبد الرحمن قال: قال ابن مسعود: أما إني كنت ممن يزعم أن كل آيةٍ بها عشر حسناتٍ، ولكن أزعم أن بكل حرفٍ من حروف المعجم عشر حسنات.(1/116)
138- ((ط)): وعن قيس بن سكن، وأبي عبيدة قالا: قال عبد الله بن مسعود: ما من رجل يقرأ سورةً من القرآن إلا كتب الله له بكل حرفٍ منها عشر حسناتٍ وكفر عنه عشر سيئاتٍ.(1/116)
139- ((ذر)): وعن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((اقرءوا القرآن فإن بكل حرفٍ عشر حسناتٍ، لا أقول: {ألم} ولكن ألفٌ عشر، ولامٌ عشرٌ، وميمٌ عشرٌ.
#117#
قال همام: فاستغربته عن النبي صلى الله عليه وسلم فلقيت أبان بن أبي عياش فحدثني به عن سعيد بن جبيرٍ، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم .(1/116)
140- ((ش)): وعن عوف بن مالك الأشجعي قال: قال #118# النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ حرفاً من كتاب الله كتب الله له به حسنةً، لا أقول: {ألم، ذلك الكتاب.. .. }.
ولكن الحروف مقطعةٌ: الألف واللام والميم)).
قلت: وهذا يحتمل أن تكون الحسنة بعشر أمثالها، ولا يخالف حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
ومما يدل على ذلك ما روي:(1/117)
141- عن ابن عباس أنه قال: من استمع إلى آيةٍ من كتاب الله له بها حسنةً مضاعفةً، ومن قرأ آيةً من كتاب الله تعالى كانت له نوراً يوم القيامة.
فمعنى قوله: مضاعفة يعني بعشر أمثالها، والله أعلم.
وحديث ابن عباس هذا، يدل على أن المستمع للقرآن له من الأجر كمثل التالي، والله أعلم.(1/118)
#119#
142- ((ش)): وعن عبد الله قال: من قرأ القرآن يبتغي به وجه الله تعالى كان له بكل حرفٍ عشر حسناتٍ، ومحو عشر سيئاتٍ.(1/119)
143- ((ش)): وعنه؛ أنه قال: تعلموا القرآن واتلوه؛ فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرفٍ عشر حسناتٍ؛ أما إني لا أقول: {ألم} حرف، ولكن ألف ولام وميم.(1/119)
144- ((ط)): وعن أنس بن مالك أنه كان يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم #120# قال: من قرأ حرفاً من القرآن كتب الله له عشر حسناتٍ بالباء والتاء والثاء.(1/119)
79- ((ها)): وعن الحسن بن رشيق؛ أنه قال: بلغنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى، وهو على وضوءٍ كان له بكل حرفٍ عشرون حسنة، فإن قرأ وهو على غير وضوء كان له بكل حرفٍ عشر حسناتٍ، وإن قرأه في صلاةٍ قائماً كان له بكل حرفٍ مائة حسنةٍ، وإن قرأه في صلاة جالساً كان له بكل حرفٍ خمسون حسنة. الحديث.(1/120)
145- ((ز)): وعن عوف بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ حرفاً من القرآن كتب الله له -أحسبه قال:- عشر حسنات، ولا أقول: {ألم. ذلك الكتاب.. .. }. ولكن بالألف واللام والميم.(1/120)
146- ((بيا)): وعنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ حرفاً من القرآن #121# كتبت له به حسنة، ولا أقول: {بسم.. .. } ولكن باء وسين وميم.(1/120)
147- ابن أشتة: وعن حمزة الزيات، عن المنهال بن عمرو قال: قال عبد الله بن مسعود: آيات القرآن ستة آلاف آيةٍ، ومائتا آيةٍ، وثمان عشرة. وأحرف القرآن ثلثمائة ألف حرفٍ، وستمائة حرفٍ، وسبعون حرفاً. فلتالي القرآن بكل حرفٍ عشر حسناتٍ.(1/121)
148- ((بيا)): وبه قال: القرآن ثلاثمائة حرف، وسبع مائة حرف، وأربعون حرف، وكلم القرآن سبعة وتسعون ألف كلمة، وتسع مائة وأربعةٌ وثلاثون كلمة. فللتالي بكل حرف عشر حسناتٍ.(1/121)
#122#
149- ((بيا)): وقال محمد بن عبد الله بن أشتة الأصبهاني: عدد حروف القرآن ثلثمائة ألف حرف وأربعة وأربعون ألف حرف، وأربع مائة حرف.(1/122)
31- ((حـ)): وعن علي رضي الله عنه؛ أنه قال: من قرأ القرآن على أي حال قرأه، فله بكل حرفٍ عشر حسناتٍ.(1/122)
76- ((ص)): وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من قرأ حرفاً من كتاب الله ظاهراً كتب الله له عشر حسناتٍ، ومحيت عنه عشر سيئاتٍ، ورفع له عشر درجاتٍ)). الحديث.(1/122)
150- ((محمد)): وعن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اقرؤوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه، أما إني لا أقول: {ألم} حرف. ولكن ألف عشرٌ ولامٌ عشرٌ وميمٌ عشر فتلك ثلاثون)).(1/122)
#123#
151- ((ط)): وعن أبي الأحوص قال: قال عبد الله بن مسعود: تعلموا القرآن واتلوه فإنه تؤجرون فيه بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول {ألم} حرف، ولكن ألف ولام وميم، بكل حرف عشر حسنات.(1/123)
152- ((ط)): وعن ابن مسعود قال: من قرأ القرآن كان له بكل حرفٍ زوجةٌ من الحور العين، قال: أما إني لا أقول: {ألم} ولكن ألف ولام وميم.(1/123)
153- ((ط)): وعن عوف بن مالك الأشجعي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ حرفاً من القرآن كتب الله له به حسنةً. لا أقول: {بسم الله} ولكن باءٌ وسينٌ وميمٌ ولا أقول: {ألم. ذلك الكتاب.. .. } ولكن أ، ل، م، ذ، ل، ك.(1/123)
#124#
154- ((ط)): وعن عمرو بن أبي سلمة قال: سمعت الأوزاعي يقول: {ألم} ثلاثون حسنةً.(1/124)
[9] باب ما جاء أن قراءة القرآن أفضل من الجهاد والصدقة والصيام وغير ذلك من أعمال البر
54- ((ش)): عن عبد الله بن عمرو؛ أنه قال: لو بات رجلٌ ينفق ديناراً ديناراً ودرهماً درهماً، ويحمل على الجياد [ في سبيل الله ] حتى يصبح متقبلاً منه، وبت أتلوا كتاب الله حتى أصبح متقبلاً مني، لم أحب أن لي عمله بعملي.(1/124)
2- ((ذر)): وعن ابن عباس، وسأله رجلٌ: أي العمل أفضل؟ #125# فأعادها عليه ثلاث مراتٍ، ثم أنشأ يحدث، فقال: ما جلس قومٌ في بيتٍ من بيوت الله عز وجل يدرسون القرآن ويتعاطونه بينهم إلا كانوا أضياف الله عز وجل، وأظلت عليهم الملائكة بأجنحتها ما داموا فيه حتى يخوضوا في حديثٍ غيره.. .. (1/124)
155- ابن أشتة: وعن أنسٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما من عبادةٍ أفضل من قراءة القرآن)).
قلت: وخرجه ابن حبيب بنصه.(1/125)
10- ((ص)): وعن يحيى بن أبي كثير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أعبد الناس أكثرهم تلاوة للقرآن.. .. )) الحديث.(1/125)
156- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((لدرهمٌ ينفقه المرء في #126# الجهاد أفضل من عشرة آلاف درهم ينفقها في أعمال البر سواه، ولدرهمٌ ينفقه المرء في طلب العلم أفضل من عشرة آلاف درهم ينفقها في الجهاد وفي سائر أعمال البر، ولمدادٌ جرى في أقلام العلماء أحب إلى الله تعالى من إهراق دم الشهداء، ولدرهم ينفقه المرء في طلب القرآن أفضل من عشرة آلاف درهم ينفقها في طلب علمٍ سواه. وفضل طالب القرآن على طالب سائر العلوم كفضل الخالق على المخلوق، ولحرفٌ منه خير من الدنيا وما فيها)).(1/125)
36- ((ع)): وعن أبي وائل قال: قيل لعبد الله: إنك لتقل الصوم؟ قال: إنه يضعفني عن قراءة القرآن، وقراءة القرآن أحب إلي منه.(1/126)
157- ((حـ)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((أفضل العبادة قراءة القرآن، وأفضل القراءة القراءة الخفية)).(1/126)
#127#
158- ((ق)): وعنه صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن)).(1/127)
159- ((سف)): وعن مسروقٍ قال: أتي عبد الله بشراب، ثم قال: ناول علقمة، فقال: إني صائمٌ، ثم ناول آخر فقال: إني صائمٌ، #128# ثم ناول آخر فقال: إني صائمٌ، فقال عبد الله تخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار، إني إذا صمت ضعفت عن تلاوة القرآن، وإن تلاوة القرآن أحب إلي من الصيام.(1/127)
37- ((حـ)): وقال الأعمش: كان ابن مسعود يقل الصوم، فقيل له: يا أبا عبد الرحمن: إنك تقل الصوم، فقال: أما إنه عملٌ صالحٌ، ولكني أختار عليه قراءة القرآن، إذا صمت ضعفت عن قراءة القرآن فلم أقرأ.. .. الحديث.(1/128)
160- ((ش)): وعن عبد الله قال: لو بات رجلٌ يحمل على الجياد في سبيل الله، وبات رجل يتلو كتاب الله لكان ذاكر الله عز وجل أفضلها.(1/128)
161- ((ط)): وعن أبي عبد الله الشرعبي من أهل الشام قال: دخلت #129# أنا وثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجداً فإذا بناسٍ يقرءون القرآن لهم دوي، فقال لي ثوبان: ما من أحدٍ أفضل من هؤلاء. فقلت: ولا المجاهدون في سبيل الله؟ فقال لي ثوبان: وأين المجاهدون في سبيل الله؟ وأين المجاهدون في سبيل الله؟
إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قتل كبيراً أو صغيراً، أو حرق نخلاً، أو قطع شجرةً مثمرةً، أو ذبح شاةً لإهابها لم يرجع كفافاً)).(1/128)
[10] باب ما جاء فيمن قرأ آية في سبيل الله تعالى
162- ((ط)): عن سهل بن معاذ الجهني، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم #130# #131# قال: ((من قرأ ألف آيةٍ في سبيل الله كتبه الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين)).(1/129)
74- ((ذر، ص)): وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((قراءة القرآن في صلاة أفضل من قراءة القرآن في غير صلاةٍ، وقراءة القرآن في غير صلاةٍ أفضل من التكبير والتسبيح، والتكبير والتسبيح أفضل من الصدقة، والصدقة أفضل من الصيام، والصيام جنة من النار)).(1/131)
163- ((عس، مد)): وعن أحمد بن حنبل -رحمه الله- أنه قال: رأيت الله عز وجل في النوم، فقلت: يا رب ما أفضل ما تقرب به المتقربون إليك؟ قال: بكلامي يا أحمد، قال: قلت: يا رب بفهم أو بغير فهم؟ قال: بفهم وبغير فهمٍ.(1/131)
164- ((ع)): وعن فروة بن نوفل الأشجعي قال: كان خباب بن #132# الأرت لي جاراً، فقال لي يوماً: يا هناه تقرب إلى الله ما استطعت واعلم أنك لست تتقرب إلى الله عز وجل بشيء هو أحب إليه من كلامه.(1/131)
65- ((ش)): وعن سلمان قال: لو بات رجلٌ يعطى القيان البيض، وبات آخر يقرأ القرآن ويذكر الله لرأيت أن ذكر الله عز وجل أفضل.(1/132)
[11] باب ما جاء فيمن استمع آية من كتاب الله تعالى أو قرأها
165- ((ع)): عن ابن عباس؛ أنه قال: من استمع آيةً من كتاب الله تعالى تتلى كانت له نوراً يوم القيامة.(1/132)
#133#
166- ((ج)): وعن أبي الزاهرية؛ أنه كان يقول: لمستمع القرآن والذكر والموعظة سبعة أجزاءٍ وللمتكلم جزءٌ.
وقال معاوية: كان أبو الدرداء يقول: هما شريكان الناطق والمستمع.
قال عبد الملك بن حبيب: وهو أوثق. وقد ذكر هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .(1/133)
167- ((ذر، ط، ص)): وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: #134# ((من استمع إلى آيةٍ من كتاب الله تعالى كتب الله له حسنةً مضاعفة، ومن تلا آية من كتاب الله تعالى كانت له نوراً يوم القيامة)).(1/133)
168- وقال الليث: يقال: ما الرحمة إلى أحدٍ بأسرع منها إلى مستمع القرآن؛ لقول الله جل ذكره: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون}.
و((لعل)) من الله سبحانه وتعالى واجبةٌ.(1/134)
#135#
76- ((ص)): وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من استمع حرفاً من كتاب الله، أو قرأ حرفاً نظراً كتبت له حسنةٌ، ومحيت عنه سيئةٌ ورفعت له درجةٌ.. .. )) الحديث.(1/135)
169- ((سف)): وعن الربذي، عن القرظي، قال: من سمع القرآن فكأنما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم . قال: وأقول أنا: من سمعه ممن سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم . فكأنما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم تلا: {لأنذركم به ومن بلغ}.(1/135)
#136#
[12] باب ما جاء أن لقارئ القرآن بكل آية زوجة من الحور العين
152- ((بيا، ط)): عن إبراهيم التيمي قال: قال عبد الله: من قرأ القرآن كان له بكل حرفٍ زوجةٌ من الحور العين.(1/136)
170- ((ط، بيا)): وروى عن عبد الأعلى التيمي قال: من قرأ حرفاً من كتاب الله زوجه الله حوراوين يرى مخ كل واحدةٍ من وراء سبعين حلةً.(1/136)
[13] باب ثواب من قرأ عشر آيات فما فوقها في ليلة
171- ((ذر)): عن تميم الداري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ عشر #137# آياتٍ في ليلةٍ كتب من المصلين، ولم يكتب من الغافلين، ومن قرأ خمسين آية كتب من الحافظين حتى يصبح، ومن قرأ مائة آية يقول الجبار جل جلاله: قد نصب عبدي في، ومن قرأ ألف آيةٍ كتب له قنطارٌ، #138# والقنطار خيرٌ من الدنيا وما فيها، وأكثر ما شاء من الأجر، فإذا كان يوم القيامة يقول ربك عز وجل: اقرأ وارق بكل آيةٍ درجةً حتى ينتهي إلى آخر آيةٍ معه يقول ربنا للعبد: اقبض. يقول العبد بيده: يا رب أنت أعلم، يقول: بهذه الخلد وبهذه النعيم.(1/136)
172- ((ط)): وعن محمد بن كعبٍ القرظي، عن ابن عمر، عن #139# النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ في ليلة عشر آياتٍ لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائة آيةٍ كتب من القانتين)).(1/138)
173- ((ط)): وعن تميم الداري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ في ليلةٍ مائة آيةٍ كتب له قنوت ليلةٍ)).(1/139)
174- ((ش)): وعن أبي الدرداء قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ مائة #140# آيةٍ في ليلةٍ لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائتي آيةٍ كتب من القانتين ومن قرأ ألف آية إلى خمسمائة آية أصبح له قنطارٌ من الأجر، القيراط منه مثل التل العظيم)).(1/139)
175- ((حـ)): وعن سعيد بن أبي هلال؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من عبدٍ مسلمٍ يقرأ سورةً من القرآن، ثم يستغفر الله عز وجل حين يفرغ منها إلا غفر الله له)).(1/140)
176- ((ط، حـ)): وعن الحسن؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ #141# مائة آية في ليلة لم يحاجه القرآن في تلك الليلة، ومن قرأ مائتي آيةٍ كتب له قنوت ليلةٍ، ومن قرأ خمس مائة آيةٍ كتب له قنطارٌ من الأجر)).(1/140)
177- ((ش)): وعن معاذ؛ أنه قال: من قرأ في ليلةٍ ثلثمائة آيةٍ كتب من القانتين، ومن قرأ ألف آيةٍ كان له قنطارٌ، القيراط منه أفضل مما على الأرض من شيءٍ)).(1/141)
178- وفي رواية: ((ومن قرأ سبع مائة آيةٍ فتح له)).(1/141)
179- ((نب)): وعن معاذ قال: من قرأ في ليلةٍ ثلثمائة آيةٍ لم يكتب #142# من الغافلين، ومن قرأ خمسمائة آية كتب من القانتين، ومن قرأ في ليلةٍ ألف آيةٍ كتب له قنطارٌ من الأجر، القنطار ألفٌ ومائتا أوقيةٍ، الأوقية خيرٌ مما بين السماء والأرض.(1/141)
180- ((شا)): وعن خالد بن معدان، عن أبي الدرداء؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ مائتي آيةٍ في كل يومٍ نظراً شفع في سبع قبورٍ حول قبره، وخفف الله عز وجل عن والديه العذاب، وإن كانا مشركين)).(1/142)
181- ((ش)): وعن أبي هريرة قال: من قرأ مائة آيةٍ في ليلةٍ لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائتين كتب من القانتين.(1/142)
#143#
182- وعن خراش بن عبد الله، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ مائة آيةٍ كتب من القانتين، ومن قرأ مائتي آية لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ ثلاث مائة آيةٍ لم يحاجه القرآن)).(1/143)
#144#
183- ((ش)): وعن عبد الله قال: من قرأ في ليلةٍ خمسين آيةٍ لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائة آيةٍ كتب من القانتين، ومن قرأ ثلثمائة آية كتب له قنطارٌ، ومن قرأ سبع مائة آيةٍ فتح له.(1/144)
184- ((حـ)): وعن معاوية بن صالح، عن أبي خلاد؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ عشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ خمسين آية في ليلة كتب من الذاكرين، ومن قرأ مائة آية في ليلة كتب من القانتين، ومن قرأ ألف آية في ليلة كتب له قنطار من الأجر القنطار مائة رطل، والرطل اثنان وسبعون ديناراً، والدينار أربعة وعشرين قيراطاً، والقيراط مثل أحد)).(1/144)
#145#
172- ((ش)): وعن ابن عمر قال: من قرأ بعشر آياتٍ في ليلةٍ لم يكتب من الغافلين.(1/145)
185- ((حـ)): وعن يزيد بن رافع؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ مائتي آية في ليلة فقد أدى حق القرآن، ومن قرأ ثلثمائة آية في ليلةٍ فكأنما أنفق قنطاراً في سبيل الله، ومن قرأ ألف آيةٍ في ليلة ضحك الله إليه، ومن ختم القرآن صلى عليه سبعون ألف ملك، وأصاب من كان قريباً منه خيراً كثيراً)).
قلت: خرج هذا الحديث بنصه إسحاق بن إبراهيم في كتاب ((النصائح)).(1/145)
[14] باب ما جاء أن الله تعالى يستجيب دعاء من قرأ مائة آية من القرآن ودعا بهذا الدعاء
186- ((ص)): عن ابن عباس قال: من قرأ مائة آية من القرآن، ثم رفع يديه فقال: سبحان الله وتعالى، سبحانه وهو العلي العظيم، سبحانه في سمواته وأرضه، سبحانه في الأرضين السفلى، وسبحانه فوق عرشه #146# العظيم، وسبحانه وبحمده حمداً لا ينفد ولا يبلى، حمداً يبلغ رضاه، ولا يبلغ منتهاه، حمداً لا يحصى عدده، ولا ينتهي أمده، ولا تدرك صفته، سبحانه ما أحصى علمه، ومداد كلماته، لا إله إلا الله قائماً بالقسط، لا إله إلا هو العزيز الحكيم واحداً فرداً صمداً لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيراً، جليلاً عظيماً، عليا قاهراً، عالماً جباراً، أهل الكبرياء والعلاء، والآلاء والنعماء، والحمد لله رب العالمين الذي خلقني ولم أك شيئاً مذكوراً، فلك الحمد، وجعلتني ذكراً سويا فلك الحمد، وجعلتني لا أحب تعجيل شيء أخرته، ولا تأخير شيء عجلته فأسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم.
اللهم متعني بسمعي وبصري، واجعلهما الوارث مني.
اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ماضٍ في حكمك، عدلٌ علي قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في شيء من كتابك، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد وأن تجعل القرآن نور صدري، وربيع قلبي، وجلاء حزني، وذهاب غمي - إن الله تعالى يستجيب له.(1/145)
#147#
[15] باب في قوله صلى الله عليه وسلم : ((لا حسد إلا في اثنتين))
187- ((خ)): عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جارٌ له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلانٌ، فعملت مثل ما يعمل، ورجلٍ آتاه الله مالاً فهو يهلكه في الحق، فقال رجلٌ: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلانٌ فعملت مثل ما يعمل)).(1/147)
188- ((س)): وعن سالم، عن أبيه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا حسد #148# إلا في اثنتين: رجلٍ آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار، ورجلٍ آتاه الله قرآناً. فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار)).(1/147)
189- ((خ)): وعن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( لا حسد إلا على اثنتين: رجلٍ آتاه الله الكتاب. وقام به آناء الليل. ورجل أعطاه الله مالاً فهو يتصدق به آناء الليل والنهار)).(1/148)
190- ((سف س)): وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا حسد #149# إلا في اثنتين: رجلٍ آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجلٍ آتاه الله مالاً فيهلكه في الحق)).(1/148)
[16] باب ما جاء في فضل من جمع القرآن
191- ((ع)): عن عبد الله بن عمرو قال: من جمع القرآن فقد حمل أمراً عظيماً، وقد استدرجت النبوة تحت جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه، #150# ولا ينبغي له أن يحد فيمن يحد ولا يجهل فيمن يجهل وفي جوفه كلام الله تعالى)).(1/149)
192- ((ذر، ص)): وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من جمع القرآن متعه الله بعقله حتى يموت)).(1/150)
#151#
193- ((ح)): وعن خلاد بن سليمان قال: سمعت دراجاً أبا السمح يقول: أدركنا زماناً إذا سمعنا رجلاً قد جمع القرآن حججنا إليه ننظر إليه.(1/151)
194- ((ك)): وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من جمع القرآن فظن أن أحداً أغنى منه فقد حقر عظيماً، وعظم صغيراً)).(1/151)
195- ((ح)): وعن طاوس اليماني؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من حفظ القرآن، وعمل به يشفع لعشرةٍ من أهل بيته كانوا قد وجبت لهم النار)).(1/151)
#152#
196- ((ص)): وعن علي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((من قرأ القرآن وحفظه واستظهره أدخله الله الجنة، وشفعه في عشرةٍ من أهل بيته قد وجبت لهم النار)).(1/152)
197- ((سف)): وعن سالم بن أبي الجعد؛ أن علي بن أبي طالب #153# رضي الله عنه أعطى من جمع القرآن ألفين ألفين، وكان أبي فيمن جمعه فأعطاه ألفين فلم يأخذها.(1/152)
198- ((ص)): وعن أبي أمامة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ ثلث القرآن أعطي ثلث النبوة، ومن قرأ ثلثي القرآن أعطي ثلثي النبوة، ومن قرأ القرآن كله أعطي النبوة كلها، ويقال له يوم القيامة: اقرأ وارقه)).
وفي رواية خلف: اقرأ وارق بكل آية درجةً حتى تنجز ما معك من القرآن، ثم يقال له: اقبض فيقبض بيده، ثم يقال له: هل تدري ما في يديك؟ فإذا في يده اليمنى الخلد، وفي الأخرى النعيم.
قلت: خرجه أبو ذر بمعناه، وزاد: ((ومن قرأ نصف القرآن أعطي نصف النبوة)).(1/153)
199- ((ذر)): وعن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أخذ ثلث #154# القرآن وعمل به فقد أخذ أمر ثلث النبوة، ومن أخذ نصف القرآن أخذ أمر نصف النبوة، ومن أخذ القرآن كله فقد أخذ النبوة كلها)).(1/153)
200- ((ت)): وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال #155# رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ القرآن فاستظهره فأحل حلاله وحرم حرامه، أدخله الله به الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت لهم النار)).
قال أبو عيسى: هذا حديثٌ لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بصحيح.(1/154)
201- ((ش)): وعن ابن عمرو قال: من قرأ القرآن كأنما استدرجت النبوة بين جنبيه، إلا أنه لا يوحى إليه.(1/155)
#156#
202- ((خ، ش)): وعن معاذ بن جبل قال: من استظهر القرآن كانت له دعوةٌ إن شاء تعجلها لدنياه، وإن شاء لآخرته.(1/156)
129- ((ذر)): وفي حديث أم الدرداء: إن درج الجنة على عدد آي القرآن فإنه يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارقه، فإن كان قد قرأ ثلث القرآن كان على الثلث من درج الجنة، وإن كان قد قرأ نصف القرآن كان على النصف من درج الجنة، وإن كان قد قرأ القرآن كله كان في أعلى عليين، ولم يكن فوقه أحد من الصديقين والشهداء.(1/156)
#157#
203- ((ذر)): وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ القرآن ظاهراً أو نظراً حتى يختمه غرس له به شجرةٌ في الجنة، لو أن غراباً أفرخ في ورقةٍ منها ثم نهض يطير لأدركه الهرم قبل أن يقطع تلك الورقة من تلك الشجرة)).(1/157)
204- ((ص)): وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال #158# رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((القرآن ألف ألف حرفٍ، وسبعةٌ وعشرون ألف حرفٍ، فمن قرأه ظاهراً فله بكل حرفٍ زوجةٌ من الحور العين)).(1/157)
205- ((سف)): وعن عاصم بن ضمرة، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ القرآن، ثم استظهره، وحفظه غفر الله له، وشفعه في عشرةٍ من أهل بيته كلهم قد وجبت لهم النار)).(1/158)
[17] باب ما جاء فيمن أخذ مضجعه وقرأ سورة أو آية من القرآن أو ذكر الله عز وجل حتى تغلبه عيناه
206- ((ت)): عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما من #159# مسلم يأخذ مضجعه يقرأ سورةً من كتاب الله إلا وكل به ملكاً فلا يقربه شيءٌ يؤذيه حتى يهب متى هب)).(1/158)
207- ((ذر)): وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا أخذ الرجل #160# مضجعه فقرأ سورة من كتاب الله تعالى وكل الله به ملكاً يحفظه حتى يهب متى هب)).(1/159)
208- ((س)): وعن معاذ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أوى إلى فراشه طاهراً يذكر الله حتى تغلبه عيناه، فتعار من الليل لم يسأل الله خيراً من #161# خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه)).(1/160)
209- ((س)): وعن ابن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما من عبدٍ مسلمٍ يأوي إلى فراشه فيقرأ سورةً من كتاب الله عز وجل حتى يأخذ مضجعه إلا وكل الله به ملكاً لا يدع شيئاً يقربه يؤذيه حتى يهب متى هب)).(1/161)
[18] ما جاء فيمن تعلم القرآن وعلمه ولم يأخذ بما فيه وحرفه
210- ((ط)): عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده؛ أن #162# النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يمثل القرآن في صورة رجلٍ فيؤتى بالذي حمله فضيعه فيتمثل له خصماً فيقول: يا رب حملته إياي فشر حاملٍ؛ تعدى حدودي، #163# وضيع فرائضي، واجتنب طاعتي، وركب معصيتي. فلا يزال يقذف عليه الحجج حتى يقال له: فشأنك به، فيأخذ بيده فينطلق به حتى يكبه على منخريه في جهنم. قال: ويؤتى بالذي يحمله فيحفظه فيمثل له خصماً فيقول: يا رب حملته إياي فخير حاملٍ أتى حدودي، وحفظ فرائضي، واجتنب معصيتي، وعمل بطاعتي. فلا يزال يقذف دونه الحجج حتى يقال له: فشأنك به. فيأخذ بيده فلا يرسله حتى يلبسه حلة البهاء، ويعقد عليه تاج الملك، ويسقيه بكأس الخلد)).(1/161)
211- ((ص)): عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ألا من تعلم #164# القرآن وعلمه ولم يأخذ بما فيه وحرفه يكون له سائقاً ودليلاً إلى جهنم )).(1/163)
[19] الأمر بتعلم القرآن قبل أن يرفع
212- ((ص)): عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((تعلموا القرآن قبل أن يرفع، ورفعه ذهاب أهله، فإنه لا يدري أحدكم متى يحتاج إليه أو يحتاج إلى ما عنده)).(1/164)
[20] باب ما جاء في فضل من قرأ القرآن على من لم يقرأه
213- ((خ)): عن أنس، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: #165# ((مثل الذي يقرأ القرآن كالأترجة، طعمها طيبٌ، وريحها طيبٌ، والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة طعمه طيبٌ ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيبٌ وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها)).(1/164)
214- ((ش)): وعنه، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة طعمها طيبٌ وريحها طيبٌ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيبٌ ولا ريح لها، ومثل #166# المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيبٌ وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة طعمها خبيثٌ وريحها)).
قلت: وخرجه البزار بمثله، وخالفه في يسير من ألفاظه فقال: ((طيب طعمها، طيب ريحها)) هذا في المؤمن الذي يقرأ القرآن، وقال في المؤمن الذي لا يقرأ القرآن: ((مثل التمرة طيبٌ طعمها ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة طيبٌ ريحها وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن، مثل الحنظلة مر طعمها خبيثٌ ريحها)).(1/165)
215- ((س)): وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيبٌ وطعمها، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح، وطعمها مر)).
#167#
وفي رواية: ((المؤمن الذي يقرأ القرآن، ويعمل به كالأترجة والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة)).
قلت: وخرجه الترمذي بمثله، إلا أنه قال: ((كمثل الأترجة، وكمثل التمرة)) وقال: هذا حديث حسن صحيح.(1/166)
216- ((ز)): وعن أنس، عن أبي موسى الأشعري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، طيب ريحها؛ طيب طعمها، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة؛ طيب طعمها ولا ريح لها، ومثل المنافق -وقال سعيد في حديثه: مثل الفاجر- #168# الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة طيب ريحها مر طعمها، ومثل المنافق -وقال سعيد: الفاجر- الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة خبيث طعمها، خبيث ريحها)).
قلت: حدث سعيد بن أبي عروبة بهذا الحديث، عن قتادة، عن أنس، ولفظ الحديث لهمام، عن قتادة، عن أنس، عن أبي موسى، وألفاظهما متقاربة.(1/167)
217- ((ذر)): وعن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مثل من أعطي الإيمان وأعطي القرآن مثل الأترجة طيبة الطعم طيبة الريح، ومثل الذي لم يؤت القرآن ولا الإيمان مثل الحنظلة طعمه خبيث وريحها خبيث، ومثل الذي أوتي الإيمان ولم يؤت القرآن مثل الآسة ريحها طيب ولا طعم لها)).(1/168)
218- ((م)): وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيبٌ وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي #169# لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة؛ ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر)).(1/168)
219- ((ع)): وعن علي رضي الله عنه قال: مثل الذي أوتي القرآن، ولم يؤت الإيمان كمثل الريحانة طيبٌ ريحها ولا طعم لها، ومثل الذي أوتي الإيمان ولم يؤت القرآن مثل التمرة طعمها طيبٌ ولا ريح لها، ومثل الذي أوتي القرآن والإيمان مثل الأترجة طعمها طيبٌ وريحها طيبٌ، ومثل الذي لم يؤت الإيمان، ولم يؤت القرآن مثل الحنظلة طعمها خبيثٌ وريحها خبيثٌ.(1/169)
220- ((ح)): وعن عبد الله بن مسعود؛ أنه قال: أهل القرآن أربعةٌ: فمثل حامل القرآن غير عاملٍ به كمثل الريحانة طيبة الريح مرة الطعم، ومثل العامل بالقرآن غير الحامل له كمثل التمرة طيبة الطعم ولا ريح #170# لها، ومثل حامل القرآن العامل به كمثل الأترجة طيبة الطعم طيبة الريح، ومثل الذي لا يحمل القرآن ولا يعمل به مثل العلقم مر الطعم قبيح الريح.(1/169)
73- ((نج)): وعن كنانة العدوي قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أمراء الأجناد: أن ارفعوا إلي كل من حمل القرآن حتى ألحقهم في الشرف من العطاء، أرسلهم في الآفاق فيعلمون الناس فكتب إليه الأشعري: إنه بلغ من قبلي من حمل القرآن ثلثمائة وبضع رجال، فكتب إليه عمر {بسم الله الرحمن الرحيم}، من عبد الله عمر إلى عبد الله بن قيس، ومن معه من حملة القرآن، سلامٌ عليكم، أما بعد؛ فإن هذا القرآن كائنٌ لكم أجراً وكائن لكم شرفاً وذخراً فاتبعوه ولا يتبعنكم، فإنه من اتبعه القرآن زخ في قفاه حتى يقذفه #171# في النار، ومن اتبع القرآن ورد به القرآن جنان الفردوس فليكونن لكم شافعاً إن استطعتم، ولا يكونن لكم ماحلاً؛ فإنه من شفع له القرآن دخل الجنة، ومن محل به القرآن دخل النار، واعلموا أن هذا القرآن ينابيع الهدى وزهرة العلم وهو أحدث الكتب عهداً بالرحمن، به يفتح الله أعيناً عمياً، وآذاناً صما، وقلوباً غلفاً، واعلموا أن العبد إذا قام من الليل فتسوك وتوضأ ثم كبر فقرأ وضع الملك فاه على فيه، ويقول: اتل اتل فقد طبت وطاب لك، وإن توضأ ولم يستك حفظ عليه ولم يعد ذلك. ألا وإن قراءة القرآن مع الصلاة كنزٌ من كنوز الجنة، وخير موضوع فاستكثروا منه ما استطعتم، فإن الصلاة نورٌ، والزكاة نور، والصبر ضياء، والصوم جنة، والقرآن حجة لكم أو عليكم، فأكرموا القرآن ولا تهينوه، فإن الله مكرمٌ من أكرمه، ومهينٌ من أهانه، واعلموا أنه من تلاه، وحفظه، وعمل به، واتبع ما فيه كانت له عند الله يوم القيامة دعوةٌ مستجابةٌ إن شاء عجلها له في دنياه، وإلا كانت له ذخراً في #172# الآخرة، واعلموا أن ما عند الله خيرٌ وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.(1/170)
221- ((ع)): وعن هشام بن عامر الأنصاري قال: شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القرح يوم أحد، وقالوا: كيف تأمر بقتلانا؟ فقال: ((احفروا #173# وأوسعوا وأحسنوا وادفنوا في القبر الاثنين والثلاثة، وقدموا أكثرهم قرآناً)) قال: فقدم أبي بين يدي اثنين.(1/172)
222- ((ع)): وعن عمرو بن سلمة الجرمي يقول: لما قدم وفد #174# قومي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله من يصلي لنا أو بنا؟ قال: ((أكثركم جمعاً للقرآن)).(1/173)
223- ((ذر)): وعن سالم بن أبي الجعد؛ أن عليا رضي الله عنه فرض لمن قرأ القرآن ألفين ألفين. قال سالم: وكان أبي ممن قرأ القرآن فأعطاه فلم يأخذ.(1/174)
224- ((ع)): وعن عائشة قالت: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله #175# تعالى وأقدمهم هجرةً، فإن كانوا في ذلك سواء فليؤمهم أحسنهم وجهاً.
#176#
قال أبو عبيد: لا أراها أرادات إلا حسن السمت والهدي.(1/174)
225- ((نج)): وعن أبي مسعود الأنصاري قال: قال #177# رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانت القراءة واحدةً فليؤمهم أعلمهم بالسنة، فإن كانت السنة واحدةً فليؤمهم أقدمهم هجرة، فإن كانت الهجرة واحدةً فليؤمهم أكبرهم سناً، ولا يؤمن رجلٌ في بيته ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه)).(1/176)
226- ((ف)): وعن أوس بن ضمعج، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليؤمكم أقرؤكم لكتاب الله عز وجل، وأقدمكم قراءة للقرآن، فإن كانت قراءتكم سواءً فأقدمكم هجرةً، فإن كانت هجرتكم سواءً فأقدمكم سناً، ولا يؤمن رجلٌ رجلا في سلطانه، #178# ولا في أهله، ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه)).
قلت: انفرد مسلمٌ بإخراجه، فأخرجه عن جماعةٍ، وليس لأوس بن ضمعج عن أبي مسعود في الصحيحين غير هذا الحديث الواحد.(1/177)
227- ((ع)): وعن ابن عمر؛ أن سالماً كان يؤم المهاجرين والأنصار في مسجد قباء، فيهم أبو بكر، وعمر، وأبو سلمة بن عبد الأسد، وزيد بن حارثة، وعامر بن ربيعة.(1/178)
228- ((نج)): وعن عامر بن واثلة بن الطفيل؛ أن نافع بن #179# عبد الحارث الخزاعي تلقى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعسفان، وكان عمر استعمله على مكة، فسلم على عمر، فقال له عمر: من استخلفت على أهل الوادي؟ فقال نافعٌ: استخلفت عليهم يا أمير المؤمنين ابن أبزى، فقال عمر: وما ابن أبزى؟ فقال نافعٌ: هو من موالينا. فقال عمر: استخلفت عليهم مولى. فقال: يا أمير المؤمنين، قارئٌ لكتاب الله تعالى، عالمٌ بالفرائض. فقال عمر: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين)).
وفي رواية: فقال له عمر: استخلفت على أهل الله رجلاً من الموالي؟.(1/178)
#180#
229- (ح، ذر)): وعن أبي الطفيل قال: كان نافع بن عبد الحارث على مكة، فاستقبل عمر، فقال: من استخلفت على أهل مكة؟ فقال: عبد الرحمن بن أبزى، قال: استخلفت على أهل مكة رجلاً من الموالي؟ قال: ما تركت ورائي أحداً أعلم بكتاب الله تعالى منه. قال: لئن قلت ذلك إن الله عز وجل ليرفع بالقرآن رجالاً ويضع به آخرين، وإني لأرجو أن يكون عبد الرحمن ممن رفعه الله بالقرآن.(1/180)
230- ((ذر)): وعن الحسن بن مسلم، عن نافع بن عبد الحارث، أنه استقبل عمر رضي الله عنه، واستخلف عبد الرحمن بن أبزى فغضب عمر حتى قام في الغرز، فقال: استخلفت على آل الله، #181# عبد الرحمن بن أبزى؟ فقال إني: وجدته أقرأهم لكتاب الله، وأعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواضع لها عمر، ثم قال: إن قلت ذلك لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله عز وجل يرفع بهذا الدين أقواماً ويضع به آخرين)).(1/180)
231- ((ع)): وعن طلحة بن عبيد الله بن كريز قال: قال #182# رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله جوادٌ يحب الجود، ويحب معالي الأخلاق، ويبغض -أو قال: يكره- سفسافها، وإن من تعظيم جلال الله إكرام ثلاثةٍ: الإمام المقسط، وذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن، غير الغالي فيه ولا الجافي عنه.(1/181)
232- ((ص)): وعن أبي الطفيل قال: استقبل نافع بن عبد الحارث عمر بن الخطاب، فقال له عمر: من استخلفت على أهل مكة؟ قال: استحلفت عبد الرحمن بن أبزى. قال: استخلفت رجلاً من الموالي؟ قال: يا أمير المؤمنين، إني لم أخلف خلفي أحداً أعلم بكتاب الله تعالى منه. قال: أما لئن قلت ذلك إن الله ليرفع بالقرآن رجالاً ويضع به رجالاً ولا أراه إلا ممن رفعه الله بالقرآن.(1/182)
#183#
233- ((نج)): وعن مهاجر بن حبيب قال: اجتمع أبو سلمة وسعيد بن جبير، فقال أبو سلمة لسعيدٍ: حدثنا. قال سعيد: حدثنا ونعينك. قال أبو سلمة: إذا اجتمع ثلاثة في سفر من المسلمين فيؤمهم أقرؤهم لكتاب الله، وإن كان أصغرهم سناً، فإذا أمهم فهو أميرهم.
فقال أبو سلمة: فذلك أميرٌ أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم .(1/183)
234- ((ع)): وعن الأشعري قال: من إجلال الله إكرام ذي الشيبة #184# المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه، ولا الجافي عنه [وذي السلطان المقسط].(1/183)
235- ((نج)): وعن عائشة قالت: ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ #185# بخير، فقال: أو لم نره يتعلم القرآن.(1/184)
236- ((ق)): وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((حملة القرآن يكاد الوحي أن ينزل عليهم)).(1/185)
237- ((ق)): وعنه صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((حملة القرآن هم أهل الحجة والبيان الذين أتعبوا فيه الأبدان)).(1/185)
238- ((ق)): وعنه صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((يفضل قارئ القرآن على من لم يقرأه كفضلي على أدنى أمتي)).(1/185)
239- ((ز)): وعن أبي الطفيل، أن عمر استعمل نافع بن #186# عبد الحارث على مكة فتلقاه بعسفان فقال: من استعملت -أو قال: استخلفت- عليهم؟ قال: استخلفت عليهم ابن أبزى، قال: من ابن أبزى؟ قال: مولى لنا. قال: وتستخلف عليهم مولى؟ فقال: يا أمير المؤمنين إنه قارئ لكتاب الله، عالمٌ بالفرائض، قاضٍ. فقال عمر: أما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله ليرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين)).(1/185)
240- ((ذر)): وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن لله عز وجل أهلين من الناس)) قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: ((أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)).(1/186)
28- ((ش)): وعن ابن عباس قال: ضمن الله لمن قرأ القرآن أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، ثم قرأ: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}.(1/186)
29- ((ج)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((أنا شفيع لأهل القرآن يوم القيامة)).(1/186)
#187#
[21] باب ما جاء في شفاعة القرآن يوم القيامة لمن قرأه وعمل به
241- قال عبد الملك بن حبيب -رحمه الله-: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أنا أول شافع، إلا القرآن يشفع قبلي)).(1/187)
242-((ع)): وعن مروان بن الحكم، سمع كعب الأحبار، وذكر قارئ القرآن قال: إذا بعث تكلم القرآن وقال: يا رب إن عبدك هذا كان حريصاً على أن يتبعني ويعمل في، فآته أجره. قال: فيكسى #188# حلة الكرامة، ويتوج بتاج الوقار، فيقول الله: هل رضيت لعبدي هذا ما أعطيته؟ فيقول القرآن: يا رب ما رضيت ما أعطيته، فيعطى النعمة في يمينه والخلد في شماله فيقول الله: هل رضيت ما أعطيت عبدي؟ فيقول: نعم.(1/187)
243- ((ط)): وعن أبي سلام قال: سمعت أبا أمامة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرءوا القرآن، فإنه نعم الشفيع لصاحبه يوم القيامة)).(1/188)
115- ((ح)): وعن سعيد بن أبي هلال، أن كعباً قال في الغلام: إذا تعلم القرآن وهو حديث السن فحرص عليه وعمل به وتابعه خلطه الله بلحمه ودمه وكتبه عنده مع السفرة الكرام البررة. وإذا تعلمه وقد دخل في #189# السن، وحرص عليه. فإذا بعث تكلم القرآن، فقال:
يا رب إن هذا كان حريصاً على تعلمي، وعمل بي فآته اليوم أجره فيكسى حلة الكرامة، ويتوج بتاج الوقار، ويعطى النعمة بيمينه والخلد بشماله. فيقول الله للقرآن: هل رضيت ما أعطيت عبدي؟ فيقول: نعم يا رب.(1/188)
244- ((ش)):وعن مجاهد؛ أنه قال: القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة فيقول: يا رب جعلتني في جوفه فأسهرت ليله، ومنعته من كثير شهواته ولكل عاملٍ من عمله عمالة. فيقول له: ابسط يدك قال: فتملأ من رضوان الله عز وجل لا يسخط عليه بعد، ثم يقال: اقرأ وارق، #190# قال: فيرفع بكل آيةٍ درجةً، ويزاد بكل آيةٍ حسنةً.(1/189)
245- ((ذر)): وفي حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب فيقول لصاحبه: هل تعرفني؟ أنا الذي كنت أسهر ليلك، وأظمئ هواجرك، وإن كل تاجرٍ من وراء تجارته، وأنا اليوم لك من وراء كل تجارةٍ، فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلةً لا تقوم لها الدنيا، فيقولان: يا رب أنى لنا هذا ولم تبلغه أعمالنا؟ فيقال لهما: بتعليمكما ولدكما القرآن، أو بتعليم ولدكما. قال: ثم يقال له يوم القيامة: اقرأ #191# وارقه في الدرجات، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آيةٍ معك.(1/190)
246- ((مد)): وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما من شفيعٍ أفضل منزلةً عند الله تعالى يوم القيامة من القرآن، ولا نبي، ولا ملكٌ، ولا غيره)).(1/191)
247- ((ت)): وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يجيء صاحب القرآن يوم القيامة، فيقول: يا رب حله، فيكسى تاج الكرامة، ثم #192# يقول: يا رب زده، فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه، فيرضى عنه، فيقال له: اقرأ وارق، ويزاد بكل آية حسنةً)).
قال أبو عيسى: هذا حديثٌ صحيح.(1/191)
248- ((حـ)): وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يأتي القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب المسافر، فيقول لصاحبه: أتعرفني؟ فيقول: لا، فمن أنت؟ فيقول: أنا الذي أسهرت ليلك، وأنصبت نهارك وأظميت هواجرك، وحلت بينك وبين شهواتك، وزلت معك حيث زلت، فيقول: أنت القرآن؟ فيقول: نعم، ثم يقول: إن كل تاجرٍ من وراء تجارته وأنا لك اليوم من وراء كل تجارةٍ، فينطلق به حتى يأتي به الجبار تعالى فيقول: أي رب إن كل صانعٍ كان يعود على أهله من صنعته، وكل تاجر كان يعود على أهله من تجارته، وإني #193# كنت شغلت فلاناً في الدنيا عن الصنعة والتجارة بي كان يغدو، وبي كان يروح، فاجزه عني اليوم فيقول الجبار: فما تسأل له؟ فيقول: الرضوان والمغفرة، فيعطى الخلد بيمينه، والنعمة بشماله، ويلبس تاج الوقار ويكسى حلة الكرامة إذا نشرها كانت سبعين ذراعاً، وإذا طواها كانت بين إصبعيه، ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا. فيقولان: ربنا بم كسوتناهما؟ فما بلغت هذه أعمالنا. فيقول الجبار تعالى: هذا بأخذ ولدكما القرآن ثم يقول له: اقرأ وارق، فإن كان يهذه أعطي بقدر هذه، وإن كان يرتله أعطي بقدر ترتيله، حتى يتناهى به المنزل حين يتناهى به القرآن.(1/192)
249- ((ص)): وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من #194# صلى منكم بالليل فليجهر بقراءته؛ فإن الملائكة تصلي بصلاته، فليسمع بقراءته، فإن مؤمني الجن الذين يكونون في الهواء، وجيرانه معه في مسكنه يصلون بصلاته ويستمعون قراءته، وإنه ليطرد بجهر قراءته عن داره، وعن الدور التي حوله فساق الجن ومردة الشياطين، وإن البيت الذي يقرأ فيه القرآن، عليه خيمةٌ من نور يهتدي بها أهل السماء كما تقتدون بالكوكب الدري في لجج البحار، وفي الأرض القفراء، فإذا مات صاحب القرآن رفعت تلك الخيمة، وتنظر الملائكة من السماء فلا يرون ذلك النور. فتنعاه الملائكة من سماء إلى سماء فتصلي #195# الملائكة على روحه، ثم تستقبل الملائكة الحافظين اللذين كانا معه فيعزيانهما، ثم تستغفر له الملائكة إلى يوم البعث، وما من رجل تعلم كتاب الله تعالى، ثم صلى ساعةً من الليل إلا أوصت به تلك الليلة الماضية الليلة المستأنفة، أن تنبهه تلك الساعة، وأن تكون عليه خفيفةً، فإذا مات رفعت تلك الخيمة، وكان أهله في جهازه، ويجيء القرآن فيكون واقفاً عند رأسه، يعني ثواب القرآن حتى يدرج في أكفانه، فيكون على صدره دون الكفن، فإذا وضع في قبره وسوي عليه، وافتقر عنه أصحابه أتاه منكرٌ ونكيرٌ فيجلسانه في قبره، فيجيء القرآن حتى يكون بينه وبينهما فيقولان: إليك، حتى نسأله، فيقول: كلا ورب الكعبة، إنه صاحبي وخليلي، ولست أخذله على حالٍ، فإن كنتما أمرتما بشيء فامضيا لما أمرتما به، فإني لست أفارقه حتى أدخله الجنة إن شاء الله، ثم ينظر القرآن إلى صاحبه، فيقول: اسكن وأبشر، فإنك ستجدني من الجيران جار صدق، ومن الأخلاء خليل صدق ومن الأصحاب صاحب صدق، فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا الذي كنت تجهر بي وتخفي #196# بي، وكنت تحبني، فأنا حبيبك ومن أحببته أحبه الله، ليس عليك بعد منكر ونكير هم ولا غم ولا فزعٌ، فيسأله منكرٌ ونكيرٌ ويصعدان ويبقى هو فيقول له: لأفرشنك فراشاً ليناً، ولأدثرنك دثاراً حسناً جميلاً جزاءً بما أسهرت ليلك وأظمأت نهارك، فيصعد إلى السماء أسرع من رد الطرف فيسأل الله له فيعطيه ذلك، فينزل به ألف ملكٍ من مقربي السماء السادسة ويجيئه، فيقول: هل استوحشت؟ ما زلت منذ فارقتك أن كلمت الله تعالى حتى أخرجت لك منه فراشاً، ودثاراً، ومصباحاً، وقد جئتك به فقم حتى تفرشك الملائكة. قال: فتنهضه الملائكة إنهاضاً لطيفاً، ثم يفسح له في قبره مسيرة أربع مائة عام، ثم يوضع له فراش بطائنه من حريرٍ أخضر حشوه المسك الأذفر، وتوضع له مرافق عند رجليه ورأسه من السندس والاستبرق، ويسرج له سراجان من نورٍ عند رأسه #197# يزهران إلى يوم القيامة، ثم تضجعه الملائكة على جنبه الأيمن مستقبل القبلة، ثم تبتهج الملائكة في وجهه، ثم تزوده من ياسمين الجنة، وتصعد عنه، ويبقى هو والقرآن، فيأخذ الياسمين ويضعه عند رأسه، فإن تعلم أحدٌ من ولده القرآن بشره بذلك، وإن كان عقبه عقب سوء دعا لهم بالفلاح.(1/193)
((ز)): وفي رواية:ثم تضجعه الملائكة على شقه الأيمن مستقبل القبلة، ثم يؤتى بياسمين من ياسمين الجنة، وتصعد عنه، ويبقى هو والقرآن فيأخذ القرآن الياسمين فيضعه على أنفه غضاً فيستنشقه حتى يبعث، ويرجع القرآن إلى أهله فيخبره بخبرهم كل يومٍ وليلةٍ، ويتعاهده كما يتعاهد الوالد الشفيق ولده بالخير، فإن تعلم أحدٌ من ولده القرآن بشره بذلك، وإن كان عقبه عقب سوء دعا لهم بالصلاح والإقبال، أو كما ذكره.
قال البزار: معنى يجيء القرآن يجيء ثوابه.(1/197)
#198#
250- ((ج)): وعن ابن مسعود؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يأتي القرآن يوم القيامة شافعاً لمن حمله فيقول: يا رب إن كل عاملٍ قد آتيته أجر عمله، فآت حامل القرآن أجر عمله. فيقال له: ابسط يمينك فيبسطها فتملأ له من رضوان الله تعالى ثم يقال له: ابسط شمالك، فيبسطها فتملأ له من رضوان الله تعالى، ثم يكسى كسوة الكرامة)).(1/198)
251- ((ط، ذر)): وعنه قال: ((إن هذا القرآن شافعٌ مشفع، #199# وماحلٌ مصدق، فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار.(1/198)
252- وعن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.(1/199)
#200#
253- ((ذر)): وعن الحسن؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن القرآن شافعٌ مشفع وماحلٌ مصدق)).(1/200)
254- ((حـ)): وعن عبادة بن الصامت قال: من قرأ القرآن وعمل به، #201# فحضرته الوفاة جاءه القرآن فوقف عند رأسه وهم يغسلونه، فإذا فرغ من غسله دخل بين صدره وكفنه، فإذا وضع في قبره، فجاءه منكر ونكير خرج القرآن فصار بينه وبينهما، فيقولان: إليك عنا، فإنا نريد أن نسأله، فيقول: والله ما أنا بمفارقه حتى أدخله الجنة، فإن كنتما أمرتما بشيء فشأنكما فيسألانه، ويثبته الله تعالى، ويؤنسه القرآن، فإذا فرغا من سؤاله، وفتنته، قال له القرآن: أما تعرفني؟ فيقول له: لا. فيقول: أنا القرآن الذي كنت أسهر ليلك، وأظمئ نهارك، وأمنعك شهواتك، فستجدني اليوم من الإخوان أخا صدق، ومن الأخلاء خليل صدق، فأبشر #202# فما عليك من بأس، ولا هم، ولا حزن، بعد مسألة منكٍر ونكير، فيصعد القرآن إلى الله عز وجل فيسأل له فراشاً، ودثاراً، وقنديلاً من نور الجنة، وياسميناً من ياسمين الجنة، فيؤمر له بذلك كله، فيحمله إليه ألف ملك من مقربي ملائكة الله فيسبقهم إليه القرآن، فيقول: هل استوحشت بعدي؟ فإني لم أزل من الساعة التي خرجت من عندك أسأل لك ربي، حتى أمر لك بفراش ودثارٍ ونور من نور الجنة، فتأتي به الملائكة يحملونه، فيدخلون به عليه ويفرشونه ذلك الفراش ويضعون الدثار عند رجليه، والياسمين عند صدره، ثم يحملونه حتى يضعونه على شقه الأيمن ثم يخرجون عنه، فيستلقي عليه، فلا يزال ينظر إلى الملائكة حتى يلجون في السماء، ثم يدفع القرآن في قبلة القبر، فيوسع عليه ما شاء الله، ثم يحمل الياسمين من عند صدره فيجعله عند أنفه فيشمه غضاً إلى يوم ينفخ في الصور، ثم يأتي أهله كل يوم مرتين غدوة وعشية، فيأتيه بخبرهم، ويدعو لهم بالخير، فإن تعلم أحد من ولده القرآن بشره بذلك، وإن كان عقبه عقب سوء أتى الدار غدوة وعشية فيبكي عليه.(1/200)
#203#
255- ((ز)): وعن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صلى منكم بالليل فليجهر بقراءته، فإن الملائكة تصلي بصلاته، وتسمع لقراءته، وإن مؤمني الجن الذين يكونون في الهواء، وجيرانه معه في مسكنه يصلون بصلاته، ويستمعون قراءته، وإنه ليطرد بجهر قراءته عن داره، وعن الدار التي حوله فساق الجن، مردة الشياطين، وإن البيت الذي يقرأ فيه القرآن عليه خيمةٌ من نورٍ يقتدي بها أهل السماء كما يقتدون بالكوكب الدري في لجج البحار، وفي الأرض القفر، فإذا مات صاحب القرآن رفعت تلك الخيمة، فتنظر الملائكة من السماء، فلا يرون ذلك النور، فتنعاه الملائكة من سماءٍ إلى سماءٍ، فتصلي الملائكة على روحه في الأرواح، ثم تستقبل الملائكة الحافظين اللذين كانا معه، فتعزيانهما، ثم تستغفر له الملائكة إلى يوم #204# يبعث. وما من رجلٍ تعلم كتاب الله تعالى، ثم صلى ساعةً من الليل إلا أوصت به تلك الليلة الماضية الليلة المستأنفة أن تنبهه لساعته، وأن تكون عليه خفيفةً، فإذا مات، وكان أهله في جهازه، يجيء القرآن في صورة حسنةٍ جميلةٍ، ويقف عند رأسه حتى يدرج في أكفانه، فيكون القرآن على صدره دون الكفن، فإذا وضع في قبره وسوي عليه، وتفرق عنه أصحابه أتاه منكرٌ ونكيرٌ، فيجلسانه في قبره، فيجيء القرآن حتى يكون بينه وبينهما، فيقولان له: إليك حتى نسأله، فيقول: لا ورب الكعبة، إنه لصاحبي وخليلي، ولست أخذله على حالٍ، فإن كنتما أمرتما بشيءٍ فامضيا لما أمرتما به ودعاني مكاني، فإني لست أفارقه حتى أدخله الجنة إن شاء الله، ثم ينظر القرآن إلى صاحبه فيقول له: اسكن فإنك ستجدني من الجيران جار صدقٍ، ومن الأخلاء خليل صدقٍ، ومن الأصحاب صاحب صدقٍ. فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا القرآن الذي #205# كنت تجهر به وتخفي بي، وكنت تحبني فأنا حبيبك؛ فمن أحببته أحبه الله تعالى، ليس عليك بعد مسألة منكرٍ ونكير من غم، ولا هم، ولا حزنٍ، فيسأله منكرٌ ونكير ويصعدان، ويبقى هو والقرآن، ويقول: لأفرشنك فراشاً ليناً، ولأدثرنك دثاراً حسناً جميلاً جزاء لك بما أسهرت ليلك وأنصبت نهارك، فيصعد القرآن إلى السماء أسرع من الطرف فيسأل الله تعالى ذلك فيعطيه الله تعالى ذلك، فينزل به ألف ألف ملك من مقربي السماء السادسة فيجيؤه القرآن، فيقول: هل استوحشت؟ ما زلت مذ فارقتك إلى أن كلمت الله تبارك وتعالى فيك، حتى أخرجت لك منه فراشاً، ودثاراً، ومصباحاً. وقد جئتك به، فقم حتى تفرشك الملائكة. قال: فتنهضه الملائكة إنهاضاً لطيفاً، ثم توسع له في قبره مسيرة أربع مائة سنةٍ، ثم يوضع له فراش بطائنه من حريرٍ أخضر حشوه المسك الأذفر، ويوضع له مرافع عند رجليه ورأسه من السندس والاستبرق، ويسرج له سراجٌ من نور الجنة عند رأسه ورجليه يزهران إلى يوم القيامة، ثم تضجعه الملائكة على شقه الأيمن مستقبل القبلة)) الحديث.
قلت: في هذا الحديث زيادة ألفاظ على حديث ابن صخر، فلذلك ذكرته وبالله التوفيق.(1/203)
#206#
256- ((ش نج)): وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((يمثل القرآن يوم القيامة رجلاً فيؤتى بالرجل قد حمله فخالف أمره، فيتمثل له خصماً له، فيقول: يا رب حملته إياي فشر ما حمل؛ تعدى حدودي، وضيع فرائضي، وركب معصيتي، وترك طاعتي. فما يزال يقذف عليه بالحجج حتى يقال: فشأنك به، فيأخذ بيده فما يرسله حتى يكبه على منخره في النار. ويؤتى بالرجل الصالح كان قد حمله، وحفظ أمره، فيتمثل خصماً دونه، فيقول: يا رب حملته إياي، فخير حاملٍ حفظ حدودي، وعمل بفرائضي واجتنب معصيتي، واتبع طاعتي فما يزال يقذف له بالحجج حتى يقال له: شأنك به فيأخذه بيده فما يرسله حتى يلبسه حلة الاستبرق ويعقد له تاج الملك، ويسقيه كأس الخمر)).(1/206)
257- ((ط ع ش)): وعن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: كنت #207# جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: ((إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في #208# الهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وأنا اليوم من وراء كل تجارة. قال: فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين، لا تقوم لهما أهل الدنيا فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال لهما: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال له: اقرأ وارق واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلاً)).(1/206)
258- ((ش)): وعن كعب؛ أنه قال: يمثل القرآن لمن كان يعمل به في الدنيا يوم القيامة كأحسن صورة رآها أحدٌ، أحسنه وجهاً، وأطيبه ريحاً؛ فيقوم بجنب صاحبه، فكلما جاءه روع هدأ روعه وسكنه، وبسط له أمله، فيقول له: جزاك الله خيراً من صاحب، فما أحسن صورتك، #209# وأطيب رائحتك، فيقول له: أما تعرفني؟ تعال فاركبني فطالما ركبتك في الدنيا، أنا عملك، إن عملك كان حسناً، فصورتي حسنة، وكان طيباً، فرويحي طيبة. فيحمله فيوافي به الرب تبارك وتعالى، فيقول: يا رب هذا فلان -وهو أعرف به منه- فقد أشغلته في أيامه في حياته في الدنيا، أظمأت نهاره، وأسهرت ليله، فشفعني فيه، فيوضع له تاج الملك على رأسه، ويكسى حلة الملك، فيقول: يا رب قد كنت أرغب له عن هذا، وأرجو له منك أفضل من هذا، فيعطى الخلد بيمينه والنعمة بشماله، فيقول: يا رب إن كل تاجر قد أدخل على أهله من تجارته، فيشفع في أقاربه.. .. الحديث.(1/208)
259- ((ع)): وعن أبي هريرة؛ أنه قال: نعم الشفيع القرآن. قال شعبة: وأحسبه، يقول يوم القيامة: يا رب حله فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده فيكسى حلة الكرامة، فيقول: يا رب ارض عنه، فإنه ليس بعد رضاك عنه شيء. قال: فيرضى عنه.
#210#
قلت: خرجه أبو ذر وقال: نعم الشفيع القرآن لصاحبه، قال: يقول: يا رب حله.. .. الحديث بمثله.(1/209)
260- ((ش)): وعنه قال: نعم الشفيع القرآن يوم القيامة. قال فيقول: أي رب قد كنت أمنعه شهوته في الدنيا، فأكرمه. قال: فيلبس كرامة الكرامة. فيقول: أي رب زده. قال: فيحلى بحلة الكرامة. قال: فيقول: أي رب زده. قال: فيكسى تاج الكرامة فيقول: أي رب زده. قال: فيرضى عنه، وليس بعد رضى الله شيءٌ.(1/210)
#211#
261- ((ش ع)): وعن مجاهد؛ أنه قال: يجيء القرآن يوم القيامة بين يدي صاحبه، حتى إذا انتهيا إلى ربهما قال القرآن: يا رب إنه ليس من عاملٍ إلا له من عمالته نصيب، وإنك جعلتني في جوفه، فكنت أنهاه عن شهواته. قال: فيقال له: ابسط يمينك، قال: فتملأ من رضوان الله، ثم يقال له: ابسط شمالك فتملأ من رضوان الله، فلا يسخط عليه بعد ذلك أبداً.(1/211)
262- ((حـ)): وعن عبد الرحمن بن أبي هلال؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان يوم القيامة جعل الله القرآن في أحسن صورةٍ رآها أحدٌ من #212# خلق الله قط أحسنه حسناً، وأجمله جمالاً، وأطيبه ريحاً، فيشرئب إليه الناس، فيقول المسلمون: هذا منا فيجاوزهم، فيقولون: هو نبيٌ، فيجاوز الأنبياء، فيقولون: هو ملكٌ فيجاوزهم حتى يأتي الجبار فيدنيه الله منه، حتى يكون معه، ثم يقول له -وهو أعلم-: كيف كان عبادي لك؟ وكيف كانوا فيك؟ فيقول: يا رب منهم من كان معرضاً عني، ومستخفاً بي، ومنهم من كان يقوم بي آناء الليل والنهار يحل حلالي ويحرم حرامي، فيقول الجبار: وعزتي وجلالي لأكرمن من أكرمك، فيدعى أهل القرآن فيكسى كل رجلٍ منهم حلة الكرامة ويتوج بتاج الملك، إن لذلك التاج لسبعين ركناً في كل ركنٍ ياقوتةٌ تضيء كذا وكذا من البلاد، ثم يقول: اقرأ وارق، فما يقرأ آيةً إلا رفعه الله بها درجةً، حتى ينتهي به القرآن إلى غرفةٍ لها سبعون ألف باب، فيها #213# أزواجه وقهارمته وخدمه، وفيها أنهارٌ مطردةٌ، وثمارٌ مدلاة، وفيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشرٍ، ثم يؤتى بوالديه، إذا كانا مسلمين فيصنع بهما مثل ما صنع به تكرمةً له)).(1/211)
263- ((ص)): وعن أبي أمامة قال: حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على القرآن، وقال: ((إن القرآن يأتي أهله يوم القيامة أحوج ما يكونون إليه، يأتيه في صورةٍ حسنة فيقول: أما تعرفني؟ فيقول: من أنت؟ فيقول: #214# أنا الذي كنت أسهر ليلك وأدئب نهارك، وأرضيك وأسخطك، فيقول: لعلك القرآن. فيقول: نعم، فيشفع له إلى الله عز وجل، فيعطى الخلد بيمينه، والملك بشماله، ويوضع تاج السكينة على رأسه، ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا وأضعافها، فيقولان: أنى لنا هذا ولم تبلغه أعمالنا، فيقول: بابنكم الذي قرأ القرآن)). الحديث.(1/213)
264- ((ش)): وعن ابن مسعود قال: يجيء القرآن يوم القيامة فيشفع لصاحبه، فيكون قائداً إلى الجنة، أو يشهد عليه فيكون سائقاً إلى النار.(1/214)
265- ((ذر)): وعن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيام #215# والقرآن يشفعان للعبد: يقول الصيام: يا رب إني منعته الطعام والشراب والشهوات بالنهار فشفعني، ويقول القرآن: أنا منعته النوم بالليل فشفعني فيشفعان)).(1/214)
#216#
266- ((ط)): وعن أبي قبيل، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن القرآن والصيام يشفعان يوم القيامة لصاحبهما: فيقول الصيام: يا رب إني منعته الطعام والشراب فشفعني فيه، ويقول القرآن: يا رب إني منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان فيه)).(1/216)
267- ((ع)): وعن أنس بن مالك؛ أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((القرآن شافعٌ مشفع، وماحلٌ مصدق، فمن شفع له القرآن يوم القيامة نجا، ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله في النار على وجهه)).(1/216)
268- ((ش)): وعن المسيب بن رافع، عن أبي صالح قال: يشفع #217# القرآن لصاحبه فيكسى حلة الكرامة فيقول: يا رب زده قال: فيكسى تاج الكرامة، فيقول: أي رب زده، فيقول: رضائي، رضائي.(1/216)
269- ((حـ)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((إن القرآن يتمثل يوم القيامة بأحسن صورةٍ رآها الناس، فيقول الناس: من هذا؟ هذا نبي؟. فإذا جاوز مكان النبيين قالوا: بل هذا ملكٌ، فإذا جاوز مكان الملائكة عرفوا من هو، حتى يأتي بين يدي الله تعالى فيعرض عليه الثقلان، ويشهد على كل امرئٍ كيف كان فيه، فشاهدٌ مصدقٌ وشفيعٌ مطاعٌ)).(1/217)
270- ((نب)): وعن عبادة بن الصامت قال: إذا قام أحدكم من الليل #218# فليجهر بقراءته، فإنه يطرد بقراءته مردة الشياطين وفساق الجن، وإن الملائكة الذين في الهواء، وسكان الدور يصلون بصلاته، ويستمعون لقراءته، فإذا مضت هذه الليلة أوصت الليلة المستأنفة، فقالت: تحفظي لساعته، وكوني عليه خفيفةً، فإذا حضرته الوفاة جاء القرآن فوقف عند رأسه وهم يغسلونه، فإذا غسلوه وكفنوه، جاء القرآن فدخل حتى صار بين صدره وكفنه، فإذا دفن وجاءه منكرٌ ونكيرٌ، خرج حتى صار فيما بينه وبينهما فيقولان: إليك عنا، فإنا نريد أن نسأله. فيقول: والله ما أنا بمفارقه أبداً حتى أدخله الجنة، فإن كنتما أمرتما فيه بشيء فشأنكما. قال: ثم ينظر إليه، فيقول: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك. فيقول: أنا القرآن الذي كنت أسهر ليلك، وأظمئ نهارك، وأمنعك شهوتك وسمعك وبصرك فأبشر فما عليك بعد مساءلة منكرٍ ونكيرٍ من همٍ ولا حزنٍ. قال: ثم يعرج القرآن إلى الله عز وجل فيسأله فراشاً ودثاراً، فيأمر له بفراشٍ، ودثارٍ، وقنديلٍ من نور الجنة، وياسمين من ياسمين الجنة، #219# فيحمله ألف ملكٍ من مقربي ملائكة السماء الدنيا. قال: فيسبقهم إليه القرآن، فيقول: هل استوحشت بعدي؟ فإني لم أزل حتى أمر لك الله - يعني بفراشٍ ودثارٍ من الجنة، وقنديل من الجنة، وياسمين من الجنة.
فيحملون، ثم يفرشونه ذلك الفراش، ويضعون الدثار عند رجليه، والياسمين عند صدره، ثم يضجعونه على شقه الأيمن، ثم يخرجون عنه فلا يزال ينظر إليهم حتى يلجون في السماء، ثم يدفع له القرآن في قبلة القبر فيوسع له مسيرة خمس مائة عامٍ أو ما شاء الله، ثم يحمل الياسمين فيضعه عند منخريه، ثم يأتي أهله كل يومٍ مرةً أو مرتين فيأتيه بخبرهم ويدعو لهم بالخير والثواب. فإن تعلم أحدٌ من ولده القرآن بشره بذلك، وإن كان عقبه عقب سوء أتاهم كل يومٍ مرةً أو مرتين فيبكي عليهم حتى ينفخ في الصور.(1/217)
#220#
271- ((ش)): وعن زبيد قال: قال عبد الله: القرآن شافعٌ مشفعٌ. وماحلٌ مصدقٌ، فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره قاده إلى النار.(1/220)
272- ((حـ)): وعن سعيد بن سليمٍ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من شفيعٍ أفضل عند الله يوم القيامة من القرآن، لا ملك ولا نبي)).(1/220)
[22] باب ما جاء في فضل القرآن ودرسه واستماعه والعمل به وتعظيمه والدعاء إليه
273- ((ت ش ز)): عن الحارث الأعور قال: مررت في المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث، فدخلت على علي رضي الله عنه فقلت: #221# #222# #223# يا أمير المؤمنين ألا ترى أن الناس قد خاضوا في الأحاديث؟ قال: وقد فعلوها؟ قلت: نعم. قال: أما إني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ألا إنها ستكون فتنةٌ. فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبارٍ قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا:
{سمعنا قرءاناً عجباً. يهدي إلى الرشد}.
#224#
من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدى إلى صراطٍ مستقيمٍ، خذها إليك يا أعور.
اللفظ للترمذي. وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسناده مجهولٌ. وفي الحارث مقال.
وقال أبو بكر البزار: هذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي، ولا نعلمه رواه عن علي إلا الحارث.(1/220)
274- ((ص)): وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((القرآن غنىً لا غنى فوقه، ولا فقر بعده)).(1/224)
#225#
275- ((مد)): وفي حديث حذيفة حين أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم : #226# بالاختلاف والفرقة بعده. قال: فقلت: يا رسول الله فما تأمرني إن أدركت ذلك، قال: ((تعلم كتاب الله عز وجل، واعمل به فهو المخرج من ذلك)).
قال: فأعدت عليه ثلاثاً، فقال صلى الله عليه وسلم ثلاثاً: ((تعلم كتاب الله عز وجل واعمل به فهو النجاة)).(1/225)
#227#
276- وقال ابن عباس في قوله عز وجل:
{ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً}.
يعني الفهم في القرآن.(1/227)
277- ((نع)): وعن الحارث الأعور، عن علي رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن أمتك ستفتن من بعدك؛ فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سئل: ما المخرج منها؟ قال: كتاب الله الذي #228# {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ}.
فمن ابتغى العلم من غيره أضله الله، ومن ولي هذا الأمر من جبارٍ فحكم بغيره قصمه الله، هو الذكر الحكيم، والنور المبين، والصراط المستقيم، فيه خبر ما قبلكم، ونبأ ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، وهو الذي سمعته الجن فلم تتناه أن قالوا:
{سمعنا قرءاناً عجباً. يهدي إلى الرشد}.
لا يخلق على طول الرد، ولا تنقضي عبره، ولا تفنى عجائبه، ثم قال للحارث: ((خذها إليك يا أعور)).(1/227)
278- ((ط)): وعنه قال: أتيت علي بن أبي طالب ليلة فقال: ما جاء بك يا أعور؟ فقلت: عشاء تعشينيه يا أمير المؤمنين. فقال: ادخل #229# إلى أمامة فلتعشك، قال: فدخلت قال: فلما فرغ من الصلاة جاء فقال: عشيتم دخليكم يا أمامة قال: قلت: ليس للعشاء جئت يا أمير المؤمنين، قال: ما جاء بك يا أعور؟ قلت: فشت أحاديث في المصر يا أمير المؤمنين، أنا منك على يقين من أحدهما، وأنا من الآخر في شك. قال: ما كنت منه على يقين فأرجه، وما كنت منه في شكٍ فهلمه يا أعور. إن جبريل أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أن أمته تفتن بعده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ففيم المخرج يا جبريل؟)) قال: في كتاب الله، النور المبين والصراط المستقيم.
{لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ}.
سمعته الجن فلم تتناه أن قالوا:
{إنا سمعنا قراءناً عجباً. يهدي إلى الرشد} وإلى طريق مستقيم.
هو الفصل ليس بالهزل، الذي لا يخلق عن طول رد، ولا تفنى #230# عجائبه؛ فيه نبأ ما قبلكم، وحكم ما بينكم، وخبر معادكم، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن قسم به أقسط، ومن يله من جبارٍ فيحكم بغيره يقصمه الله، ومن يلتمس العلم في غيره يضله الله، خذها يا أعور.(1/228)
279- ((ذر)): وعن حذيفة قال: قلت: يا رسول الله، هل بعد هذا الخير الذي نرى من شر نحذره؟ فقال: ((يا حذيفة عليك بكتاب الله عز وجل فتعلمه، واتبع ما فيه)) فقلت: يا رسول الله هل بعد هذا الخير الذي نرى من شر؟ قال: ((نعم، فتنةٌ وشر)) قال: قلت: يا رسول الله هل بعد هذا من خير؟ قال: ((يا حذيفة عليك بكتاب الله فتعلمه، واتبع ما فيه)) قال: #231# قلت: يا رسول الله هل بعد هذا من خير؟ قال: ((هدنة على دخن وجماعة على أقذاء)) قال: قلت: يا رسول الله هل يكون بعد هذا من شر؟ قال: ((يا حذيفة عليك بكتاب الله، فتعلمه واتبع ما فيه)) قال: قلت: يا رسول الله هل بعد هذا من شر؟ قال: ((نعم فتنة عمياء صماء، عليها دعاة يدعون إلى النار، فأن تموت وأنت عاض على جذلٍ خيرٌ لك من أن تتبع أحداً منهم)).
قلت: خرجه النسائي بمعناه.(1/230)
#232#
280- ((ص ث)): وعن ابن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((إن هذا #233# #234# القرآن هو مأدبة الله تعالى، فتعلموا مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن هو حبل الله المتين، وهو النور المبين، والشفاء النافع، عصمة من #235# تمسك به، ونجاة من تبعه، لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرد، فاتلوه؛ فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرفٍ عشر حسناتٍ، أما إني لا أقول:{ألم} حرف.
ولا ألفين أحدكم يضع إحدى رجليه، ويدع أن يقرأ سورة البقرة، فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، وإن أصغر البيوت للجوف الصفر من كتاب الله تعالى)).(1/232)
281- ((ص)): وعن محمد بن عمر قال: سمعت طاووساً ينادي بأعلى صوته في الحرم: إن أفضل الذكر القرآن، من تركه فقد ضل سعيه في الحياة الدنيا، ولكن كلام الله أحق ما اتبع، يعد فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله عز وجل على جميع خلقه.(1/235)
282- ((حـ)): وعن محمد بن كعب القرظي؛ أنه كان يقول: كأن #236# الناس لم يسمعوا القرآن قط قبل يوم القيامة حين يتلوه الله تعالى عليهم.(1/235)
283- ((ح)): وعن علي رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((عليكم بالقرآن، فإنه ينفي النفاق عن القلوب، كما تنفي النار الخبث من الحديد)).(1/236)
284- ((خ)): وعن ابن عباس؛ أنه قال: المهيمن الأمين القرآن، أمينٌ #237# على كل كتابٍ كان قبله.(1/236)
285- ((ص ت)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((إن هذا القرآن هو حبل الله سبحانه وهو النور المبين والشفاء النافع، عصمة ممن تمسك به، ونجاة من تبعه، لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرد، فاتلوه؛ فإن الله يأجركم بكل حرفٍ عشر حسناتٍ)) الحديث.(1/237)
286- ((ث)): وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن أردتم عيش السعداء، وموت الشهداء، والنجاة يوم الحشر، والظل يوم الحر، والهدى يوم الضلال فادرسوا القرآن؛ فإنه كلام الرحمن، وحرسٌ من الشيطان، ورجحان في الميزان)).(1/237)
287- ((ط)): وعن سعيد بن جبيرٍ قال: قال ابن عباس: من قرأ القرآن، واتبع ما فيه عصمه الله من الضلالة، ووقاه.
#238#
- قال أبو جعفر الطبري: أظنه إنما قال: أهوال يوم القيامة-. وذلك أنه قال جل جلاله:
{فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}.(1/237)
288- ((نس)): وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من عظم حرفاً من القرآن يزوجه الله تعالى يوم القيامة زوجتين من الحور العين)).(1/238)
289- ((ص)): وعن عطية بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : #239# ((ما تكلم العباد بكلام أحب إلى الله من كلامه، وما ورد على الله كلامٌ أحب إليه من كلامه)).(1/238)
290- ((نج)): وعنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من كلام أعظم عند الله من كلامه، وما رد العباد إلى الله كلاماً أحب إليه من كلامه)).(1/239)
291- ((حـ)): وعن ابن عباس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفسي بيده لثلاث آياتٍ من كتاب الله تعالى يتعلمهن العبد المسلم خيرٌ له من إبل غطفان، ولآيةٌ من كتاب الله تعالى يرددها خير له من أن لا يرفع قدمه إلا عن دينارٍ)).(1/239)
292- ((خ)): وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة؛ أنه قال: #240# كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لم يأذن الله لشيء ما أذن للنبي يتغنى بالقرآن)) وفي رواية عنه: ((أن يتغنى بالقرآن)).
قال سفيان: تفسيره: يستغني به.(1/239)
293- ((ق)): وعن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائمٌ على المنبر يقول: ((إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أعطي أهل التوراة التوراة فعملوا بها حتى انتصف النهار، ثم عجزوا عنها، فأعطوا قيراطاً قيراطاً، وأعطي #241# أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا به حتى إذا بلغوا صلاة العصر عجزوا، فأعطوا قيراطاً قيراطاً، وأعطيتم القرآن فعملتم به، حتى إذا غربت الشمس أعطيتم قيراطين قيراطين، قال أهل التوراة والإنجيل: ربنا هؤلاء أقل منا عملاً، وأكثر أجراً. قال: هل ظلمتكم من أجركم شيئاً؟ قالوا: لا. قال: فضلي أوتيه من أشاء)).(1/240)
294- ((ذر)): وعن يونس بن جبير قال: شيعنا جندب بن عبد الله فقلنا له: أوصنا فقال: أوصيكم بالقرآن، فإنه نور الليل المظلم، وهدى #242# النهار، فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقةٍ.. .. الحديث.(1/241)
295- ((نع)): وعنه قال: شيعنا جندباً فقال: أوصيكم بتقوى الله والقرآن؛ فإنه نور ظلمةٍ وهدى نهارٍ، فاتلوه على ما كان من جهدٍ وفاقةٍ، فإن عرض بلاء فاجعل المال دون الدم. فإن تجاوز البلاء فاجعل المال #243# والدم دون الدين فإن المسلوب من سلب دينه، والمحروب من حرب دينه، إنه لا فاقة بعد الجنة، ولا غنى بعد النار، إن النار لا يستغني فقيرها ولا يفك أسيرها.
قال أبو نعيم: لم يرفعه يونس بن جبير، ولا محمد بن عبيد ورفعه عبد القدوس.(1/242)
296- ((ص)): وعن علي رضي الله عنه قال: ما من شيء إلا علمه في القرآن، ولكن رأي الرجال يعجز عنه.(1/243)
297- ((ش)): وعن أبي شريح الخزاعي قال: خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم #244# #245# فقال: ((أبشروا أبشروا. ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟)) قالوا: نعم قال: ((فإن هذا القرآن سببٌ طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فتسمكوا به فإنكم لن تضلوا، ولن تهلكوا بعده أبداً)).(1/243)
298- ((ق)): وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((خير الحديث كتاب الله تعالى)).(1/245)
299- ((مد)): وقال عليه السلام: ((إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ #246# الحديد)) فقيل: يا رسول الله وما جلاؤها؟ فقال عليه السلام: ((تلاوة #247# القرآن وذكر الموت)).(1/245)
300- ((صا)): وعن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((ثلاثة تحت العرش يوم القيامة: القرآن يحاج العباد، له ظهرٌ وبطنٌ، #248# والأمانة، والرحم تنادي: ألا من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله)).(1/247)
301- ((ص)): وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إني خلفت فيكم اثنين، لن تضلوا بعدها أبدا؛ كتاب الله وسنتي، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض)).(1/248)
302- ((ز)): وعن محمد بن كعبٍ القرظي، عن الحارث بن عبد الله الأعور، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أتاني جبريل فقال: يا محمد إن أمتك مختلفةٌ بعدك، قال: فقلت: أين المخرج يا جبريل؟ قال: كتاب الله، يعتصم #249# به من كل جبارٍ، من اعتصم به نجا، ومن تركه هلك، قولٌ فصلٌ وليس بالهزل، لا تخلقه الألسن، ولا يثقل عن طول الرد، ولا تفنى عجائبه فيه نبأ ما كان قبله، وقضاء ما بينكم، وخبر ما هو كائن بعدكم)).
ولا نعلم روى محمد بن كعب القرظي، عن الحارث، عن علي إلا هذا الحديث.(1/248)
303- ((ص)): وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إني تاركٌ #250# فيكم الثقلين: أحدهما أفضل من الآخر، كتاب الله تعالى، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض)).(1/249)
304- ((ش)): وعن الأحوص، عن عبد الله قال: قال #251# النبي صلى الله عليه وسلم : ((إن هذا القرآن مأدبة الله، فتعلموا مأدبة الله ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله، وهو النور المبين، والشفاء النافع، عصمةٌ لمن تمسك به، ونجاة لمن تبعه، لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب، لا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرد)).(1/250)
305- ((ع)): وعن خيثمة قال: قال عبد الله: عليكم بالشفاءين: القرآن والعسل.
#252#
قال أبو عبيد: يريد عبد الله هذه الآية:
{وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين}.
والآية التي في النحل:
{يخرج من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانه فيه شفاءٌ للناس}.(1/251)
306- ((ش)): وعن أبي الأسود مثله.(1/252)
307- ((ذر)): وعن كعب قال: عليكم بالقرآن؛ فإنه فهم العقل ونور #253# الحكمة وينابيع العلم، وأحدث الكتب بالرحمن عز وجل عهداً، وفي التوراة: يا محمد إني منزل عليك توراة تفتح أعيناً عمياً وآذاناً صما، وقلوباً غلفاً.(1/252)
308- ((ح، ص)): وعن أحمد بن محمد -يرفعه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله تعالى على سائر خلقه)).
اللفظ لابن صخر.(1/253)
309- قلت: وأما رواية ابن حبيب، فعن عبد الله بن نافع، عن #254# #255# المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الخالق على المخلوقين)).(1/253)
310- ((ش)): وعن عبد الله بن عمر قال: إن هذا القرآن مأدبة الله تعالى، فمن دخل فيه فهو آمنٌ.(1/255)
#256#
311- ((مد)): وقال ابن مسعود: إذا أردتم العلم فانثروا القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين.(1/256)
#257#
312- ((ذر)): وعن عبد الله؛ أنه قال: من أحب أن يعلم أنه يحب الله، فإن كان يحب القرآن -أو قال: يقرأ القرآن، شك أو عامر- فإنه يحب الله ورسوله.(1/257)
313- ((سف)): وعن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود قال: إن القرآن مأدبة الله، فتعلموا من مأدبته ما استطعتم؛ فإن القرآن هو حبل الله الذي أمر به، وهو النور المبين، والشفاء النافع، وعصمة من اعتصم به، ونجاةٌ لمن تمسك به، لا يعوج فيقوم، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق على كثرة الرد؛ فاتلوه؛ فإن الله يأجركم بكل حرفٍ عشر حسناتٍ لا أقول:
#258#
{الم} عشرٌ، ولكن أقول: بالألف عشرٌ وباللام عشرٌ وبالميم عشرٌ.(1/257)
314- ((مد)): وعنه أيضاً: لا يسأل أحدكم عن نفسه إلا القرآن، فإن كان يحب القرآن ويعجبه فهو يحب الله ورسوله، وإن كان يبغض القرآن فهو يبغض الله ورسوله.(1/258)
315- ((ذر)): وعنه قال: لا يضر رجلاً أن يسأل عن نفسه إلا القرآن، #259# فإن كان يحب القرآن، فهو يحب الله ورسوله.(1/258)
316- ((ش)): وعن عبد الله بن عمر قال: تعلموا كتاب الله، تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله.(1/259)
164- ((ع)): وعن فروة بن نوفل الأشجعي قال: كان خباب بن الأرت لي جاراً فقال لي يوماً: يا هناه تقرب إلى الله تعالى #260# ما استطعت، واعلم أنك لست تتقرب إلى الله بشيءٍ هو أحب إليه من كلامه.(1/259)
317- ((ذر)): وعن نافع بن جبيرٍ؛ أنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه، وهو بالجحفة وهم جلوسٌ ينتظرونه، فلما خرج عليهم جلس معهم قال: ((أبشروا ألستم تشهدون ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وتشهدون أني رسول الله؟ وتشهدون أن هذا القرآن من عند الله؟ قالوا: نعم نشهد على هذا.
قال: أبشروا: فإن هذا القرآن سببٌ من الله عز وجل طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به فلا تضلوا، ولا تهلكوا بعده أبداً)).(1/260)
#261#
318- ((ص)): وعن عكرمة قال: قال ابن عباس: تسألون أهل الكتاب عن كتبهم، وعندكم كتاب الله تعالى أقرب الكتب عهداً بالله عز وجل نقرؤه محضاً لم يشب.(1/261)
319- ((ش)): وعن أبان بن إسحاق قال: حدثني رجل من بجيلة قال:خرج جندب البجلي في مسير له، فخرج معه ناسٌ من قومه، حتى إذا كانوا بالمكان الذي يودع بعضهم بعضاً قال: أي قوم، عليكم بتقوى الله، عليكم بهذا القرآن فالزموه على ما كان بكم من جهدٍ وفاقةٍ، فإنه نور الليل المظلم، وهدى النهار.(1/261)
320- ((ش)): وعن خيثمة قال: مرت بعيسى ابن مريم امرأة #262# فقالت: طوبى لبطن حملك، ولثدي أرضعك. فقال عيسى عليه السلام: طوبى لمن قرأ القرآن واتبع ما فيه.(1/261)
303- ((ص)): وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أيها الناس إني تاركٌ فيكم أمرين، إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً، أحدهما أثقل من الآخر، كتاب الله؛ فهو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض، وأهل بيتي، عترتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض)).(1/262)
321- ((ح)): وعن ابن شهاب؛ أنه قال: ما من شيء إلا وهو في #263# القرآن، إلا أنا لا نعرفه.(1/262)
322- ((ش)): وعن ابنة حسان قالت: سمعت أنساً يقول في قوله تعالى:
{فآتت أكلها ضعفين}.
قال: القرآن.(1/263)
323- ((ح)): وعن أبي الدرداء قال: عليكم بالقرآن، فإنه يأخذ بكم على القصد والسهولة، ويجنبكم الجور والحزونة.(1/263)
#264#
324- ((ش ع)): وعن أبي موسى الأشعري؛ أنه قال: إن هذا القرآن كائن لكم ذكراً وكائنٌ لكم أجراً، وكائنٌ عليكم وزراً، فاتبعوا القرآن ولا يتبعنكم القرآن؛ فإنه من تبع القرآن يهبط به على رياض الجنة، ومن #265# يتبعه القرآن يزخ في قفاه يقذفه في نار جهنم.(1/264)
325- ((سف)): عن أبي وائل، عن ابن مسعود في قوله تعالى:
{واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}.
قال: حبل الله القرآن.(1/265)
326- وعن مجاهد مثل ذلك.(1/265)
327- ((حـ)): وعن الضحاك بن مزاحم أنه قال: لولا القرآن لأحببت أن أكون صاحب فراش. قيل له: لم؟ قال: لأن المرض يرفع #266# عني الحرج، ويكفر عني الذنوب، ويجزي لي مثل صالح ما كنت أعمل.(1/265)
328- ((ح)): وعن عبد الله بن عمرو بن العاص؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((القرآن أحب إلى الله تعالى من السموات السبع والأرضين، ومن فيهن)).(1/266)
329- ((نج)): وعن أبي موسى؛ أنه قال: أعطوا القرآن خزائمكم يأخذ بكم على القصد والسهولة ويجنبكم الجور والحزونة.(1/266)
#267#
157- ((حـ)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((أفضل العبادة قراءة القرآن، وأفضل القراءة القراءة الخفية)).(1/267)
158- ((ق)): وعنه عليه السلام أنه قال: ((أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن)).(1/267)
330- ((ق)): وعنه عليه السلام أنه قال: ((أفضل الحديث كتاب الله)).(1/267)
331- ((ق)): وعنه أيضاً؛ أنه قال: ((أفضل القصص هذا القرآن)).(1/267)
332- ((ش)): وعن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: العسل شفاءٌ من كل داءٍ، والقرآن شفاء لما في الصدور.(1/267)
#268#
333- ((ع)): وعن محمد بن كعب القرظي في قول الله تعالى:
{إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان}.
قال: هذا القرآن، ليس كلهم رأى النبي صلى الله عليه وسلم .(1/268)
#269#
334- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((تلاوة القرآن جلاء القلوب)).(1/269)
335- ((ذر)): وعن سلام بن مسكين قال: سمعت قتادة يقول: إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم فذنوبكم، وأما دواؤكم فالاستغفار.(1/269)
336- ((حـ)): وعن عبد الله بن مسعود قال: كل مؤدبٍ يحب أن #270# يؤخذ بأدبه، وإن أدب الله تعالى هو القرآن.(1/269)
337- ((حـ)): وعن ميمون بن مهران؛ أنه قال: اثنان تمت فيهما البركة: القرآن والمطر، ثم تلا قول الله تعالى:
{وهذا ذكرٌ مباركٌ أنزلناه}.
وقوله تعالى:
{ونزلنا من السماء ماءً مباركاً}.(1/270)
338- ((ع)): وعن هلال بن يساف في قوله تعالى:
{قل بفضل الله} قال: الإسلام.
#271#
{وبرحمته} قال: القرآن.(1/270)
339- ((ع)): وعن ابن عباس في تفسير قوله تعالى:
{قل بفضل الله} قال: القرآن.
{وبرحمته} أن جعلكم من أهله.(1/271)
340- ((حـ)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال لإبليس -لعنه الله-: ((إذا نهضت أمتي للصلاة كيف تكون؟)) قال: تأخذني الحمى، وأرتعد. قال: ((فإذا قرءوا القرآن؟)) قال: أذوب كما يذوب الرصاص.(1/271)
341- ((حـ)): وعن ابن مسعود قال: من أراد خبر الأولين والآخرين، فليقرأ القرآن، فإنه فيه علم الأولين والآخرين.(1/271)
342- ((ص)): وعن عكرمة قال ابن عباس: تسألون أهل #272# الكتاب عن كتبهم، وعندكم كتاب الله تعالى أقرب الكتب عهداً بالله عز وجل تقرءونه محضاً لم يشب.(1/271)
343- ((حـ)): وعن ابن مسعود؛ أنه كان يقرأ القرآن فيمر بالآية، فيقول للرجل: خذها، فوالله لهي خير مما على ظهر الأرض من شيء، فيرى الرجل أنه إنما يعني تلك الآية وحدها حتى يفعله بالقوم كلهم.(1/272)
#273#
344- ((ص)): وعن زر بن حبيش قال: قال حذيفة: لا تقوم الساعة وفي الأرض من يقرأ من كتاب الله تعالى آية، غير أن قوماً يقولون: لا إله إلا الله، وهي منجية لمن قالها.(1/273)
345- ((س)): وعن عبد الله بن مسعود؛ أنه قال: نزلت الكتب من باب واحدٍ، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف.(1/273)
#274#
346- ((نج، ذر، ص)): وعن عقبة بن عامر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((لو كان القرآن في إهابٍ ما مسته النار)).(1/274)
#275##276#
347- ((مد)): وقال علي رضي الله عنه: ثلاثٌ يزدن في الحفظ ويذهبن البلغم: السواك، والصوم، وقراءة القرآن.(1/276)
[23] باب ما جاء أن المريض يخفف عنه إذا قرئ القرآن عنده
348- ((ع)): عن طلحة بن مصرف قال: كان يقال: إذا قرئ #277# القرآن عند المريض وجد لذلك خفةً. قال: فدخلت على خيثمة وهو مريضٌ فقلت: إني أراك اليوم صالحاً. فقال: إنه قرئ عندي القرآن.(1/276)
[24] باب ما جاء أن أهل القرآن تضيء لهم قبورهم
349- ((خم)): عن نصر بن داود بن منصور الخلنجي قال: سمعت أبا عمرو الدوري يقول: رأيت الكسائي في المنام في بيتٍ مظلم يدخل عليه منه ضوءٌ. فقال: كل ما كنا فيه هباء غير القرآن، هذا ضوء القرآن.(1/277)
#278#
[25] باب ما جاء فيمن جحد آية من القرآن
350- ((ص)): عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من جحد آيةً من القرآن فقد حل ضرب عنقه، ومن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله فلا سبيل لأحد عليه، إلا أن يصيب حداً فيقام عليه.(1/278)
[26] باب ما جاء أن القرآن أنزل في ليلة القدر جملة واحدة إلى سماء الدنيا
351- ((ص)): عن عكرمة، عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملةً #279# واحدةً إلى سماء الدنيا في شهر رمضان، في ليلة القدر، فكان الرب عز وجل إذا أراد أن يحدث شيئاً أوحى إلى جبريل فيهبط به جبريل، فجمعه في عشرين سنة.(1/278)
352- ((ص)): وعنه، عن ابن عباس قال: أنزل القرآن ليلة القدر #280# إلى السماء الدنيا جملةً واحدةً، فجعل جبريل ينزله على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنةً.(1/279)
[27] باب في فضل البيوت التي يقرأ فيها القرآن وأنها تتسع على أهلها
353- ((ش)): وعن ابن سابط قال: إن البيوت التي يقرأ فيها #281# القرآن لتضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض، قال: وإن البيت الذي يقرأ فيه القرآن ليتسع على أهله ويكثر خيره، وتحضره الملائكة وتنفر منه الشياطين، وإن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن ليضيق على أهله وتحضره الشياطين، وتنفر منه الملائكة، وإن أصفر البيوت الصفر من كتاب الله عز وجل.(1/280)
354- ((ح)): وعنه أيضاً؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أكثروا من تلاوة #282# القرآن في بيوتكم، فإن البيت الذي تكثر فيه تلاوة القرآن يكثر خيره، ويتسع على أهله، وتحضره الملائكة وتزجر عنه الشياطين، وإن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يكثر شره، ويضيق على أهله، وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين)).(1/281)
355- ((ش، ط)): وعن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن كمثل البيت الخرب، الذي لا عامر له.(1/282)
356- ((ش)): وعن ابن سيرين قال: البيت الذي يقرأ فيه القرآن #283# تحضره الملائكة، وتخرج منه الشياطين، ويتسع بأهله، ويكثر خيره، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن تحضره الشياطين، وتخرج منه الملائكة، ويضيق بأهله ويقل خيره.(1/282)
357- ((ص)): وفي حديث ابن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ولا #284# ألفين أحدكم يضع إحدى رجليه ويدع أن يقرأ سورة البقرة، فإن الشيطان يفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة، وإن أصفر البيوت للجوف الصفر من كتاب الله)).(1/283)
358- ((ص)): وعن عبد الرحمن بن سابط قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((نوروا بيوتكم بذكر الله وتلاوة القرآن، فإن البيت إذا ذكر الله فيه، ويقرأ فيه القرآن يضيء لأهل السماء، كما يضيء الكوكب الدري لأهل الأرض، وإن البيت الذي يقرأ فيه القرآن تكثر بركته، #285# ويوسع على أهله، وتحضره الملائكة، وتهجره الشياطين، وإن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يضيق على أهله ويقل خيره وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين)).(1/284)
359- ((ط)): وعنه قال: البيت الذي يقرأ فيه القرآن يضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض، وإن البيت الذي يقرأ فيه القرآن ليتسع على أهله، ويكثر خيره، وتنفر منه الشياطين، وتحضره الملائكة، وإن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن ليقل خيره، ويضيق على أهله، وتحضره الشياطين، ويكثر شره، وتنفر منه الملائكة وإن أصفر البيوت لبيتٌ يصفر من كتاب الله)).(1/285)
249- ((ص)): وفي حديث معاذ بن جبل، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من صلى منكم بالليل فليجهر بقراءته، فإن الملائكة تصلي بصلاته فليسمع بقراءته، فإن مؤمني الجن الذين يكونون في الهواء، وجيرانه معه في مسكنه يصلون بصلاته، ويسمعون قراءته، وإنه ليطرد بجهر قراءته عن #286# داره وعن الدور التي حوله فساق الجن، ومردة الشياطين، وإن البيت الذي يقرأ فيه القرآن عليه خيمةٌ من نورٍ يقتدي بها أهل السماء، كما تقتدون بالكوكب الدري في لجج البحار، وفي الأرض القفر، فإذا مات صاحب القرآن رفعت تلك الخيمة، وتنظر الملائكة من السماء فلا يرون ذلك النور، فتنعاه الملائكة من سماء إلى سماء، فتصلي على روحه، ثم تستقبل الملائكة الحافظين اللذين كانا معه فتعزيانهما، ثم تستغفر له الملائكة إلى يوم يبعث..)) الحديث.(1/285)
270- ((نب)): وفي حديث عبادة بن الصامت قال: إذا قام أحدكم من الليل فليجهر بقراءته، فإنه يطرد بقراءته مردة الشياطين وفساق الجن، وإن الملائكة الذين في الهواء، وسكان الدار يصلون بصلاته ويستمعون لقراءته.. الحديث.(1/286)
360- ((إسحاق)): وعن أبي هريرة أنه كان يقول: البيت إذا تلي #287# فيه كتاب الله تعالى اتسع بأهله، وحضرته الملائكة، وخرجت منه الشياطين، والبيت إذا لم يتل فيه كتاب الله تعالى ضاق بأهله، وقل خيره، وحضره الشياطين.(1/286)
361- ((إسحاق)): وعنه أيضاً قال: البيت الذي يقرأ فيه القرآن كالبيت الذي فيه المصباح، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن كالحش.(1/287)
[28] باب ما جاء في قراءة القرآن على ظهر قلب
362- ((خ)): عن سهل بن سعد؛ أن امرأة جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم #288# فقالت: يا رسول الله جئت لأهب لك نفسي، فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد النظر إليها وصوبه، ثم طأطأ رأسه، فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئاً جلست، فقام رجلٌ من أصحابه فقال: يا رسول الله إن لم تكن لك بها حاجةٌ فزوجنيها، فقال: ((هل عندك من شيءٍ؟)) فقال: لا والله #289# يا رسول الله، قال: ((اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئاً)) فذهب ثم رجع، فقال: لا والله يا رسول الله ما وجدت شيئاً، قال: ((انظر ولو خاتماً من حديدٍ))، فذهب، ثم رجع، فقال: لا والله يا رسول الله ولا خاتماً من حديدٍ، ولكن هذا إزاري -قال سهلٌ: ما له رداءٌ- فلها نصفه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما تصنع بإزارك إن لبسته لم يكن عليها منه شيءٌ، وإن لبسته لم يكن عليك منه شيءٌ، فجلس الرجل حتى طال مجلسه، ثم قام، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم مولياً، فأمر به فدعي فلما جاء قال: ((ما معكم من القرآن؟)) قال: معي سورة كذا، وسورة كذا، وسورة كذا عدها. قال: ((أتقرؤهن عن ظهر قلبك؟)) قال: نعم. قال: ((اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن)).
قلت: وخرجه النسائي بمعناه.(1/287)
#290#
363- ((حـ)): وعن سعيد بن سالم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ القرآن ظاهراً أعطى أجر سمعه، وقلبه، ولسانه، ومن قرأه نظراً أعطي أجر سمعه، وقلبه وبصره، ولسانه. ولم يعمل العاملون عملاً أحب إلى الله تعالى من تلاوة كتابه، وتدبر ما أنزل الله فيه)).(1/290)
204- ((ص)): وعن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله: ((القرآن ألف ألف حرفٍ، وسبعة وعشرون ألف حرف، فمن قرأه ظاهراً فله بكل حرفٍ زوجةٌ من الحور العين)).(1/290)
76- ((ص)): وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ حرفاً من كتاب الله ظاهراً كتب له عشر حسنات، ومحيت عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات.. .. )) الحديث.(1/290)
#291#
364- ((حـ)): وعن وهب بن منبه؛ أنه كان يقول: فضل من يقرأ القرآن ظاهراً على من يقرؤه نظراً كفضل الصلاة المكتوبة على النافلة.
قال عبد الملك بن حبيب -رحمه الله-: ولا أحسب تأويل هذا إلا في ثواب استظهاره على من لا يستظهره، وليس ثواب تلاوته.(1/291)
#292#
[29] باب ما جاء في الجهر بالقرآن والإسرار به
365- ((ط، ذر)): وعن عقبة بن عامر؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الذي يجهر بالقرآن كالذي يجهر بالصدقة، والذي يسر بالقرآن كالذي يسر بالصدقة)).(1/292)
366- ((ت، ص)): وعنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الجاهر #293# بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن كالمسر #294# بالصدقة)).
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.
ومعنى هذا الحديث أن الذي يسر بقراءة القرآن أفضل من الذي يجهر بقراءة القرآن؛ لأن صدقة السر أفضل عند أهل العلم من صدقة العلانية. وإنما معنى هذا عند أهل العلم لكي يأمن الرجل من العجب، لأن الذي يسر العمل لا يخاف عليه من العجب ما يخاف عليه من علانيته.(1/292)
#295#
367- ((ط)): وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من جهر بالقرآن فهو كالذي يجهر بالصدقة، ومن خافت بالقرآن فهو كالذي يخافت بالصدقة)).(1/295)
[30] باب ما جاء في فضل من قرأ القرآن فأعربه
368- ((نب، شا)): عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ القرآن فلم يعربه وكل الله به ملكاً يكتب له كما أنزل بكل حرفٍ عشر #296# حسناتٍ، فإن أعرب بعضه ولم يعرب بعضه وكل به ملكان يكتبان له بكل حرفٍ عشرين حسنةً، فإن أعربه كله، وكل به أربعة أملاك يكتبون له بكل حرفٍ سبعين حسنةً)).(1/295)
369- ((عس)): وعنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ القرآن فأعرب في قراءته كان له بكل حرفٍ عشرون حسنةً، ومن قرأه بغير إعرابٍ كان له بكل حرفٍ عشر حسناتٍ)).(1/296)
370- ابن اشتة: وعن علي رضي الله عنه؛ أنه قال: من قرأ #297# القرآن على أي حالٍ قرأه فله بكل حرفٍ عشر حسناتٍ، فإن قرأه فأعرب بعضه ولحن في بعضه فله بكل حرفٍ عشرون حسنةً، فإن قرأه فأعربه كله، فله بكل حرفٍ أربعون حسنةً.(1/296)
371- ((شا)): وعن يحيى بن يعمر؛ أن أبي بن كعب قال: تعلموا العربية في القرآن كما تعلمون حفظه.(1/297)
372- ((شا)): وعن العلاء بن زياد؛ أن عمر بن الخطاب رضي الله #298# عنه قال: اقرءوا القرآن وأعربوه، قبل أن يأتي قوم يلوكونه بألسنتهم لوك البقر.(1/297)
373- ((ذر)): وعن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قرأ القرآن فأعرب فيه كانت له عند الله دعوةٌ مستجابةٌ، فإن شاء عجلها له في الدنيا، وإن شاء أخرها له في الآخرة)).(1/298)
374- ((شا)): وعن سيار أبي الحكم قال: قال عبد الله: أعربوا #299# القرآن فإنه عربيٌّ، وإنه سيقرؤه قوم يتفوقونه ليسوا بخياركم.(1/298)
375- ((شا)): وعن أبي بن كعب قال: تعلموا اللحن من القرآن كما تعلمون القرآن.(1/299)
#300#
371- وفي رواية عنه: تعلموا العربية في القرآن كما تعلمون حفظه.(1/300)
376- ((حـ)): وعن عباد بن كثير؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ القرآن فأعربه كان أجره كأجر الشهيد)).(1/300)
377- ((شا، نب)): وعن الضحاك قال: قال عبد الله بن مسعود: جودوا القرآن وزينوه بأحسن الأصوات وأعربوه؛ فإنه عربي، والله يحب أن يعرب به.(1/300)
378- ((شا)): وعن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد؛ أن أبا بكر #301# وعمر قالا: لأن يحفظ بعض إعراب القرآن، أحب إلينا من أن يحفظ حروفه.(1/300)
379- ((شا)): وعنه؛ أن عمر بن الخطاب قال: إعراب القرآن أحب إلي من إقامة بعض حروفه.(1/301)
380- ((نب)): وعن مكحول قال: بلغني أن من قرأ القرآن فأعرب به كان له من الأجر ضعفان ممن قرأه بغير إعراب.(1/301)
381- ((نب)): وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ أنه قال: لأن أعرب آية من القرآن أحب إلي من أن أحفظ آية.(1/301)
#302#
382- ((عس)): وعن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب)).(1/302)
#303#
383- ((حـ)): وعن المنهال بن عمرو قال: قال عبد الله بن مسعود: آي القرآن ستة آلافٍ ومائتا آية، وثمان عشرة آية، وحروفه ثلثمائة ألف حرف وستمائة حرفٍ، وسبعون حرفاً، فلتالي القرآن بكل حرفٍ عشر حسناتٍ، فإن قرأه فأعرب بعضه ولحن في بعضٍ فله بكل حرفٍ عشرون حسنةً، فإن قرأه فأعربه كله فله بكل حرفٍ أربعون حسنة.(1/303)
384- ((بيا)): وفي رواية عنه: وتسعون حرفاً. فكل من قرأ القرآن على أي حال قرأه فله بكل حرفٍ عشر حسناتٍ.. .. الحديث بمثله.
قال محمد: قال الحافظ أبو عمر -رحمه الله-: يحتمل أن يريد ابن مسعود بإعرابه في هذا الموضع: تدبره والوقوف على معانيه، وهذا أكثر ما يحصل بمعرفة إعرابه.(1/303)
#304#
385- ((ش)): وعن ابن بريدة، عن رجلٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأن أقرأ آيةً بإعراب أحب إلي من أن أقرأ كذا وكذا آية بغير إعرابٍ.(1/304)
386- ((نب)): وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أحبوا #305# العرب لثلاث؛ لأني عربيٌّ، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربيٌّ)).(1/304)
#306#
387- ((عس)): وعنه؛ أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أي علم القرآن أفضل؟ قال: ((عربيته)) فدل على أن غرائبه لا تدرك إلا بالإعراب.(1/306)
388- ((حـ)): وعن الضحاك؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أعربوا القرآن فإنه عربي، واتبعوا غرائبه)).(1/306)
389- ((ش)): وفي رواية: عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، وقال: ((التمسوا غرائبه)).(1/306)
390- ((بيا)): وعن العلاء بن زياد قال: ذكر لي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: اقرءوا كتاب الله، وأعربوه، ورتلوه قبل أن يأتي قوم يلوكونه لوك البقر.(1/306)
[31] باب ما جاء فيمن قرأ مائة آية من القرآن، ثم رفع يديه ودعا بهذا الدعاء فإن الله يستجيب له
186- ((ص)): عن ابن عباس رضي الله عنه قال: من قرأ مائة آيةٍ من القرآن، ثم رفع يديه فقال: سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله وتعالى، #307# سبحانه وهو العلي العظيم، سبحانه في سمواته وأرضه، وسبحانه في الأرضيين السفلى، وسبحانه فوق عرشه العظيم، وسبحانه وبحمده حمداً لا ينفد ولا يبلى، حمداً يبلغ رضاه، ولا يبلغ منتهاه، حمداً لا يحصى عدده، ولا ينتهي أمده، ولا يردك صفته، سبحانه ما أحصي علمه، ومداد كلماته، لا إله إلا الله قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم، واحداً فرداً صمداً، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيراً جليلاً عظيماً علياً، قاهراً عالماً جباراً، أهل الكبرياء والعلا والآلاء والنعماء، والحمد لله رب العالمين، اللهم خلقتني ولم أك شيئاً مذكوراً، فلك الحمد، وجعلتني ذكراً سوياً، فلك الحمد، وجعلتني لا أحب تعجيل شيء أخرته، ولا تأخير شيء عجلته، فأسألك من الخير كله عاجله وآجله. ما علمت منه وما لم أعلم.
اللهم متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارث مني.
اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ماضٍ في حكمك عدلٌ في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في #308# شيء من كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تصلي على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، وأن تجعل القرآن نور بصري، وربيع قلبي، وجلاء حزني، وذهاب غمي وهمي، إنك على كل شيءٍ قديرٌ.(1/306)
[32] باب الأمر بتعاهد القرآن واستذكاره في كل حينٍ
391- ((ش)): عن أبي موسى قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((تعاهدوا #309# القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصياً من قلوب الرجال من الإبل من عقلها)).(1/308)
392- ((ش، طا)): وعن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت)).(1/309)
393- ((ع)): وعن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بئسما لأحدهم #310# أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، ليس هو نسي، ولكن نسي، واستذكروا القرآن فلهو أشد تفصياً من صدور الرجال من النعم من عقله)).(1/309)
#311#
394- ((ش)): وعن ابن عمر؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مثل القرآن مثل الإبل المعقلة، إن عقلها صاحبها أمسكها، وإن تركها ذهبت)).(1/311)
395- ((ش)): وعن موسى بن علي قال: سمعت أبي قال: سمعت #312# عقبة بن عامرٍ يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((تعلموا القرآن وتغنوا به واقتنوه، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من المخاض في العقل)).(1/311)
396- ((ش)): وعن موسى بن علي يقول: سمعت عقبة بن عامر الجهني يقول: كنا جلوساً في المسجد نقرأ القرآن فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم علينا فرددنا عليه السلام. فقال: ((تعلموا كتاب الله واقتنوه، والذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من العشار في العقل)).(1/312)
397- ((ش)): وعن عقبة بن عامر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((تعلموا القرآن واقتنوه، والذي نفسي بيده لهو أشد تفصياً من المخاض في العقل)).(1/312)
#313#
398- ((ع)): وعن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مثل القرآن كمثل الإبل المعقلة، إذا عاهد عليها صاحبها أمسكها عليه، وإذا أغفلها ذهبت)).(1/313)
399- ((ع)): وعن الحسن قال: مات عمر بن الخطاب رضوان الله عليه ولم يجمع القرآن قال: أموت وأنا في زيادةٍ أحب إلي من أن أموت وأنا في نقصانٍ.
قال الأنصاري: يعني نسيان القرآن.(1/313)
400- ((س)): وعن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بئس #314# ما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت. استذكروا القرآن فإنه أسرع تفصياً من صدور الرجال من النعم من عقله)).(1/313)
401- ((س)): وعنه قال: ((استذكروا القرآن فلهو أشد تفصياً من صدور الرجال من النعم من عقله، ولا يقولن أحدكم: نسيت آية كيت وكيت)) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((بل هو نسي)).(1/314)
#315#
[33] باب ما جاء في ذكر رفع القرآن من صدور الرجال والمصاحف
402- ((سف)): عن شداد بن معقل قال: سمعت ابن مسعود يقول: إن أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما يبقى فيكم الصلاة، وإن هذا القرآن الذي بين أظهركم يوشك أن يرفع قالوا: وكيف يرفع وقد أثبته الله تعالى في قلوبنا، وأثبتناه في مصاحفنا؟ فقال: تسري عليه ليلةٌ فتذهب ما في قلوبكم وما في مصاحفكم، ثم قرأ:
{ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك} الآية.(1/315)
[34] باب ما جاء في فضل القراءة في المصحف والنظر فيه
403- ((ذر)): عن أنس بن مالك؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ في #316# المصحف لم ير سوءاً في بصره ما عاش)).(1/315)
404- ((ع)): وعن ابن عباس، عن عمر، أنه كان إذا دخل بيته نشر المصحف فقرأ فيه.(1/316)
405- ((ذر)): وعن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من سره أن يحبه الله ورسوله فليقرأ في المصحف)).(1/316)
#317##318#
406- ((حـ)): وعن سفيان الثوري؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ في المصحف ثمانين آية كتب الله له عدد كل شيء في الدنيا حسنات)).(1/318)
407- ((حـ)): وعنه، عن عاصم قال: قال ابن مسعود: أديموا النظر في المصحف؛ فإنها عبادة.(1/318)
#319#
408- ((ع)): وعن زر بن حبيش قال: قال عبد الله: أديموا النظر في المصحف.(1/319)
409- ((ذر، ق)): وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أدام النظر في المصحف متع ببصره ما بقي في الدنيا)).(1/319)
#320#
410- ((نج، ذر)): وعن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((قراءة الرجل في غير المصحف ألف درجةٍ، وقراءته في المصحف تضاعف على ذلك إلى ألفي درجة)).(1/320)
411- ((مد)): وعن عمرو بن ميمون؛ أنه قال: من نشر مصحفاً حين يصلي الصبح فقرأ مائة آية رفع الله له مثل جميع عمل أهل الدنيا.
قال أبو حامد رحمه الله:(1/320)
412- وقد قيل: إن الختمة في المصحف بسبع؛ لأن النظر في المصحف أيضاً عبادة.(1/320)
#321#
413- وخرق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مصحفين لكثرة قراءته فيهما.(1/321)
414- وكان كثير من الصحابة -رضي الله عنهم- يقرءون من المصحف ويكرهون أن يخرج اليوم ولم ينظروا في المصحف.(1/321)
415- ودخل بعض فقهاء مصر على الشافعي -رحمه الله- وبين يديه مصحف. فقال: شغلكم الفقه عن القرآن، إني لأصلي العتمة فأضع المصحف بين يدي فما أطبقه حتى يصبح.(1/321)
416- وقال القاسم بن عبد الرحمن: قلت لبعض النساك: ههنا أحدٌ نستأنس به، فمد يده إلى المصحف، ووضعه على حجره، وقال: هذا.(1/321)
417- ((حـ)): وعن نافع؛ أن ابن عمر كان إذا افتتح السورة في المصحف لم يتكلم حتى يختمها إلا أن تعجله صلاة.(1/321)
#322#
180- ((شا)): وعن خالد بن معدان، عن أبي الدرداء؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ مائتي آية في كل يوم نظراً شفع في سبع قبورٍ حول قبره وخفف الله عز وجل عن والديه العذاب وإن كانا مشركين)).(1/322)
418- ((ك)): وقال صلى الله عليه وسلم : ((فضل قراءة القرآن نظراً على من يقرؤه ظاهراَ كفضل الفريضة على النافلة)).(1/322)
419- ((ش)): وعنه صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((النظر في المصحف بغير قراءةٍ #323# عبادةٌ، والنظر إلى الوالد عبادةٌ، والنظر في البحر عبادةٌ، والنظر إلى علي بن أبي طالب عبادةٌ)).(1/322)
420- ((حـ)): وعن الليث بن سعدٍ قال: يقال: كلما قرأ الرجل في المصحف خفف عن أبويه في قبورهما.(1/323)
76- ((ص)): وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من استمع حرفاً من كتاب الله، أو قرأ حرفاً نظراً كتب له حسنة، ومحيت عنه سيئة، ورفعت له درجة.. ..)) الحديث.(1/323)
#324#
363- ((حـ)): وعن سعيد بن سالم؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ القرآن نظراً أعطي أجر سمعه وبصره وقلبه ولسانه.. ..)) الحديث.(1/324)
421- ((إسحاق)): وروي عن عبد الله بن عمرو؛ أنه كان يقرأ جزءه الذي يقوم به في الليل في المصحف بالنهار.(1/324)
422- وروي عن عثمان رضي الله عنه؛ أنهم دخلوا عليه يوم الدار والمصحف في حجره.(1/324)
#325#
423- وروي عن عروة؛ أنه كان يقرأ في المصحف كل يوم ربع القرآن، ثم يقوم به في الليل.(1/325)
424- وروي عن يونس بن عبيد؛ أنه كان يقول: كان من خلق الأولين النظر في المصاحف.(1/325)
425- وروي عن مطرف بن عبد الله بن الشخير؛ أنه كان يقرأ في المصحف حتى يغشى عليه.(1/325)
426- وروي عن سفيان الثوري؛ أنه كان أول ما ينظر فيه إذا أصبح النظر في المصحف.
ولم يزل ذلك من فعل الأئمة والصالحين في كل زمان.(1/325)
#326#
427- وقال أبو طالب محمد بن عطية المكي رضي الله عنه: قراءة القرآن في المصحف أفضل من قراءته عن ظهر قلب، الختمة بعشر ختم؛ لأن النظر في المصحف عبادة، وكان كثيرٌ من الصحابة والتابعين يقرءون في المصحف ويستحبون أن لا يخرج اليوم إلا وقد نظروا فيه. وخرق عثمان رضي الله عنه مصحفين من كثرة درسه فيهما.(1/326)
428- سألت القاضي أبا سليمان داود بن سليمان الأنصاري الأندي وأنا في عافية: إن اشتكت عيني ما أصنع فقال: انظر في المصحف؛ فإني سألت أبا القاسم عبد الرحمن بن غالب: إن اشتكت عيني ما أصنع؟ فقال: انظر في المصحف؛ إني سألت أبا مروان بن #327# ميسرة اليحصبي إن اشتكت عيني ما أصنع؟ فقال: انظر في المصحف؛ فإني سألت أبا القاسم بن صواب اللخمي وأنا في عافية: إن اشتكت عيني ما أصنع فقال لي: انظر في المصحف؛ فإني سألت أبا مروان الطبني وأنا في عافية: إن اشتكت عيني؟ فقال: انظر في المصحف؛ فإني سألت ابن بندارٍ وأنا في عافية: إن اشتكت عيني؟ فقال لي: انظر في المصحف؛ فإني سمعت محمد بن علي بن صخر يقول: اشتكت عيني وأنا في المكتب فذكرت ذلك لأبي عمر المعتمر بن بكر بن أحمد الصيدلاني فقال لي: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى والدي بكر بن أحمد فقال لي: يا بني انظر في المصحف.
ثم إن أبا العلاء علي بن أحمد بن الأهوازي حدثني بعد ذلك بسنتين قال: حدثني بكر بن أحمد الصيدلاني بمسجد عباد بالبصرة #328# -واللفظ لحديث علي بن أحمد- قال بكر: فإن عيني اشتكت فشكوت إلى يوسف بن موسى القطان، فقال لي: يا بني انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى جرير -يعني ابن عبد الحميد- فقال: يا بني انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى منصور، فقال لي: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى المغيرة، فقال لي: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى علقمة، فقال لي: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى عبد الله، فقال لي: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: ((انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى جبريل عليه السلام، فقال لي: انظر في المصحف)).(1/326)
429- اشتكت عيني بمدينة غرناطة فشكوت إلى صاحبنا أبي جعفر أحمد بن يحيى بن عميرة الضبي -رحمه الله- فقال لي: انظر في المصحف، فإن عيني اشتكت بمدينة مرسية فشكوت إلى شيخنا القاضي أبي القاسم بن حبيش -رحمه الله- فقال لي: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت بمدينة قرطبة فشكوت إلى الحافظ أبي بكر بن العربي -رحمه الله- فقال لي: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت بمدينة دمشق فشكوت إلى الشريف نسيب الدولة، فقال #329# لي: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى أبي محمد عبد العزيز أحداً، فقال لي: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى أبي الحسن أحمد بن محمد العتيقي، فقال: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فقال لي عبد الله بن محمد بن عبد الله المعدل: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فقال لي الحسن بن علي البصري: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فقال لي محمد بن حميدٍ: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فقال لي حسن: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فقال لي مغيرة: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت، فقال لي إبراهيم: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت، فقال لي علقمة: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت، فقال لي عبد الله بن مسعود: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((انظر في المصحف)) -زادني غيره في هذا الحديث يقول:- ((فإن عيني اشتكت، فقال لي جبريل: انظر في المصحف)).(1/328)
430- وحدثني الشيخ الراوية الثقة أبو محمد عبد الحق بن #330# عبد الملك بن بونة العبدري -رحمه الله- قال: قال القاضي الشهيد أبو علي حسين بن محمد الصدفي -رضي الله عنه- أنه قال: إن عيني اشتكت فشكوت إلى أبي العباس العذري، فقال لي: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى محمد بن أبي سعيد بن سختويه الإسفرائيني، فقال: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى زاهر بن أحمد، فقال لي: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى أبي الحسن بكر بن علي، فقال لي: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى جرير، فقال لي: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى إبراهيم، فقال لي: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى علقمة، فقال لي: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى عبد الله، فقال لي: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى جبريل عليه السلام، فقال لي: انظر في المصحف)).
وقد رواه الأعمش، عن إبراهيم غير مسلسل.(1/329)
#331#
431- وحدثني القاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمد الخزرجي، والفقيه أبو خالد يزيد بن محمد اللخمي، وأبو محمد عبد الحق بن أبي مروان العبدري وأخوه أبو عبد الله، والقاضي أبو القاسم أحمد بن عبد الودود الهلالي وغيرهم -رحمهم الله جميعهم- قال الخزرجي واللخمي والهلالي: ثنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله المعافري، وقال العبدري وأخوه: ثنا القاضي الشهيد أبو علي الصدفي قالا: ثنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي ببغداد قراءةً عليه: أنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الجوهري: أنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكرياء بن حيوية الخراز، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب العبدري جازنا، يوم السبت لعشر بقين من ذي #332# الحجة سنة ست وثلاثين وثلثمائة وكتبته من الأصل: ثنا أبو السري محمد بن نعيم بن محمد بن عبد الله بن عمار بن عمران بن نعيم البياضي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر أن نعيماً كانت له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم -حدثنا أبو هاشم الرفاعي: سمعت أبا أسامة يقول: اشتكت عيني فقال الأعمش: اشتكت عينك يا أبا أسامة؟ قلت: نعم، فقال لي: انظر في المصحف، فنظرت في المصحف فبرأت، فغدوت عليه فقلت: عمن تثأره؟ فقال: اشتكت عيني فقال لي إبراهيم: يا سليمان، انظر في المصحف، فنظرت، فبرأت فغدوت عليه، فقلت: عن من تأثره؟ فقال: اشتكت عيني فقال لي علقمة أو الأسود: اشتكت عينك يا إبراهيم؟ قلت: نعم. قال: انظر في المصحف، فنظرت، فبرأت. فغدوت عليه، فقلت: عن من تأثره؟ فقال: اشتكت عيني فقال لي ابن مسعود: اشتكت عينك؟ قلت: نعم. قال: انظر في المصحف، فنظرت، فبرأت فغدوت عليه، فقلت: عن من تأثره؟ فقال اشتكت عيني، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اشتكت عينك يا عبد الله؟)) فقلت: نعم. فقال: ((انظر في المصحف)) فنظرت، فبرأت.(1/331)
#333#
432- وحدثي القاضي المحدث أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي زمنين المري أبقاه الله: قال: نا القاضي أبو مروان عبد الرحمن بن قزمان كتاباً: قال: نا أبو علي الغساني، نا الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد الله النمري، نا أبو الوليد بن الفرضي، نا أبو موسى صاحبنا، نا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم قال: حدثني سالم بن الحسن قال: سمعت عبيد الله بن سهل المقري يقول: سمعت أبا هاشم الرفاعي يقول: رمدت عيني، فدخلت إلى أبي بكر بن عياش فقال لي: انظر في المصحف. فقلت له: من أين لك هذا؟ فقال: كنت رمد العين، فدخلت على عاصم فقال لي: انظر في المصحف، فقلت له: من أين لك هذا؟ فقال أصابني رمد فدخلت على إبراهيم فقال لي: انظر #334# في المصحف. فقلت: عمن أخذت هذا؟ فقال: رمدت عيني فرآني علقمة فقال لي: انظر في المصحف. فقلت: من أين لك هذا؟ فقال: حدثني عبد الله بن مسعود قال: رمدت عيني فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((انظر في المصحف فإنه جلاء)) فنظرت فيه فبرأت عيني.(1/333)
433- وحدثني الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الله الخزرجي رحمه الله قال: نا أبو الحسن علي بن أحمد المقري قال: نا ابن أبي غالب القيرواني (ح).
وحدثنا الفقيه أبو خالد يزيد بن محمد وأبو محمد عبد الحق بن أبي مروان قالا: نا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الأنصاري جدي لأمي رحمه الله قال: نا أبوالحسن علي بن كرز المقري، قال: ثنا أبو القاسم عبد الوهاب المقري، قال ابن أبي غالب: وعبد الوهاب، ثنا القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن #335# صخر الأزدي، وقال: اشتكت عيني فشكوت إلى المعتمر بن بكر بن أحمد الصيدلاني، فقال: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى أبي بكر بن أحمد، فقال لي: يا بني انظر في المصحف؛ وكتب إلى المعتمر.. .. الحديث إلى آخره.
وحدثني به وذلك في سنة ست وستين وثلثمائة، ثم حدثني بعد ذلك بسنين أبو العلاء علي بن أحمد الأهوازي، ثنا بكر بن أحمد الصيدلاني بمسجد عباد قال: اشتكت عيني فشكوت إلى يوسف بن موسى القطان، فقال لي: يا بني انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى جرير بن عبد الحميد، فقال لي: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى منصور، فقال لي: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى المغيرة، فقال لي: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى إبراهيم، فقال لي: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى علقمة، فقال لي: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى عبد الله، فقال لي: انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((انظر في المصحف؛ فإن عيني اشتكت فشكوت إلى جبريل عليه السلام، فقال لي: انظر في المصحف)).
قلت: قد تقدم هذا الحديث مسلسلاً، وإنما أوردته الآن من هذا #336# الطريق لعلوه؛ لأني فيه بمنزلة أبي مروان بن مسرة؛ ولأن في رواية ابن بندار المغيرة عن علقمة، وسقط بينهما إبراهيم فأردت أن أورده مكملاً والحمد لله.(1/334)
#337#
434- ((شا)): وعن نصير بن الفرج الأسلمي وكان خادم أبي معاوية الأسود قال: كان أبو معاوية قد ذهب بصره فكان إذا أراد أن يقرأ نشر المصحف فرجع إليه بصره، فإذا أطبق المصحف ذهب بصره.(1/337)
[35] باب ما جاء في تعليم القرآن وقراءته خمساً خمساً
435- ((ش)): عن أبي العالية قال: تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذه خمساً خمساً.(1/337)
436- ((نع)): وعنه قال: قال عمر بن الخطاب: تعلموا القرآن #338# خمس آيات، خمس آياتٍ؛ فإن جبريل عليه السلام نزل به على محمد صلى الله عليه وسلم خمس آيات خمس آيات.(1/337)
437- ((بيا)): وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فصل القرآن من الذكر، فوضع في بيت العزة في السماء الدنيا فجعل جبريل عليه السلام ينزل به على النبي صلى الله عليه وسلم يرتله ترتيلاً.
قال سفيان: خمس آيات ونحوها.(1/338)
#339#
438- ((ش)): وعن إسماعيل بن أبي خالد قال: كان أبو عبد الرحمن يعلمنا خمساً، خمساً.(1/339)
439- قرأت على القاضي أبي سليمان داود بن سليمان أبقاه الله بمدينة مالقة، وبمسجد الوحيدي منها في شهر رجب سنة تسع وتسعين وخمس مائة خمس آيات، فقال لي:حسبك. فقلت له: زدني رحمك الله، فقال: قرأت على أبي القاسم عبد الرحمن بن غالب المقري بقرطبة خمس آيات فقال لي:حسبك. فقلت له: زدني، فقال: قرأت على أبي مروان بن مسرة رحمه الله خمس آيات فقال لي: حسبك. فقلت له: زدني، قال: قرأت على أبي القاسم بن صواب خمس آيات فقال لي: #340# حسبك. فقلت له: زدني. قال: قرأت على أبي مروان الطبني خمساً فقال لي: حسبك. فقلت له: زدني. قال: قرأت على أبي القاسم بن بندار خمساً فقال لي: حسبك. فقلت له: زدني. قال: قرأت على أبي عبد الله الحسين بن علي بن الحارث بن الليث المركب في الحرم خمساً فقال لي: حسبك. فقلت له: زدني. قال: قرأت على أحمد بن علي بن الحسين الفقيه النحوي المالكي خمساً فقال لي: حسبك. فقلت له: زدني. فقال لي: حسبك. قرأت على علي بن أحمد بن بزيع خمساً فقال لي: حسبك. فقلت له: زدني. فقال لي: حسبك؛ قرأت على أبي الفضل بزيع بن عبيد بن بزيع خمساً فقال لي: حسبك. فقلت: زدني. فقال: حسبك؛ قرأت على أبي أيوب سليمان الحمزي خمساً #341# فقال لي: حسبك. فقلت له: زدني. فقال لي: حسبك. قرأت على محمد بن بحر الخراز خمساً فقال لي: حسبك. فقلت: زدني. فقال لي: حسبك؛ قرأت على سليم خمساً فقال لي: حسبك. فقلت: زدني، فقال لي: حسبك؛ قرأت على حمزة بن حبيب الزيات فقال لي: حسبك. فقلت: زدني، فقال لي: حسبك؛ قرأت على الأعمش خمساً فقال لي: حسبك. فقلت: زدني. فقال لي: حسبك؛ قرأت على يحيى بن وثاب خمساً فقال لي: حسبك. فقلت: زدني. فقال لي: حسبك؛ قرأت على أبي عبد الرحمن السلمي خمساً فقال لي: حسبك. قلت: زدني. فقال لي: حسبك؛ قرأت على علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- خمساً فقال لي: حسبك، فقلت: زدني. فقال لي: حسبك هكذا أنزل جبريل عليه السلام القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم خمساً خمساً.(1/339)
440- وحدثني به أيضاً القاضي أبو عبد الله محمد بن #342# أبي العباس أحمد بن عبد الرحمن الأنصاري رحمه الله قال: نا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن النميري قال: نا أبو عبد الله محمد بن سيلمان بن مروان بن يحيى القيسي قراءة مني عليه بمنزله بمدينة المرية، قال: قرأت على أبي داود بن أبي القاسم المقري ببلنسية، قال: قرأت على أبي عمرو عثمان بن سعيد خمساً فقال لي: حسبك، فإني قرأت على أبي مسلم محمد بن أحمد بن علي خمساً فقال لي: حسبك، فإني قرأت على علي بن أحمد بن بزيع خمساً فقال لي: حسبك.. .. الحديث.
فكأني من هذا الطريق قد أخذته عن أبي مروان بن مسرة رحمه الله.
وحدثني القاضي أبو عبد الله محمد بن سعيد بن زرقون الأنصاري رحمه الله كتاباً، قال: نا الشيخ الصالح أبو عبد الله أحمد بن محمد الخولاني قال: نا الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري رضي الله عنه قال: قرأت على أبي مسلم محمد بن أحمد بن علي خمساً فقال لي: حسبك.. .. الحديث.
#343#
فكأني من هذا الطريق قد أخذته من أبي مروان الطبني -رحمه الله-، وبيني وبينه أربع رجال من طريق القاضي أبي سليمان -أبقاه الله-.(1/341)
[36] باب ما جاء فيمن تعلم عشر آيات
441- ((نع)): عن أبي الجعد أو ابن الجعد عن أبي أمامة أن رجلاً جاء فقال: يا رسول الله، إني اشتريت مقسم بني فلان فربحت فيه #344# كذا، وكذا، فقال: ((أنبئك بما هو أكثر ربحاً؟))، قال: وهل يوجد؟ قال: ((أجل، تعلم عشر آيات))، فذهب الرجل فتعلم عشر آيات، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره.(1/343)
[37] باب ما جاء فيمن تعلم القرآن ثم نسيه
442- ((ن، ع)): عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : #345# ((عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة والبعرة يخرجه الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنباً أعظم من سورة من القرآن، أو آية أوتيها رجل، ثم نسيها)).
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.(1/344)
443- ((ص)): وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((عرضت علي محاسن أمتي فلم أر شيئاً أعظم من إخراج القذى من المسجد، وعرضت #346# علي مساوئ أعمال أمتي فلم أر شيئاً أعظم من رجل تعلم آية أو سورة ثم نسيها)).(1/345)
444- ((ش، حـ)): وعن طلق بن حبيب قال: من تعلم القرآن ثم نسيه من غير عذر حط بكل آية درجة وجاء يوم القيامة مخصوماً.
زاد ابن حبيب في روايته بعد قوله مخصوماً: أجذم لا حجة له.(1/346)
445- ((ع)): وعن إبراهيم، قال عبد الله: إني لأمقت القارئ أن أراه سميناً نسيا للقرآن.(1/346)
#347#
446- ((حـ)): وعن عكرمة ومجاهد أنهما قالا: إذا علم الإنسان القرآن ثم تركه أتاه نورٌ يوم القيامة فيقول له: لو حفظتني لبلغت بك المنزل ولكنك قصرت فقصرت بك.(1/347)
447- ((سف)): وعن عبد الكريم عن بعض أصحابه قال: من نسي سورة من القرآن لقي الله عز وجل يوم القيامة بعدد آيها خطايا.(1/347)
448- ((سف)): وعن أبي وائل قال: سمعت عبد الله بن مسعود #348# #349# يقول: تعاهدوا هذا القرآن فلهو أشد تفصياً من صدور الرجال من النعم من عقلها.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((بئس ما لأحدكم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسي)).(1/347)
449- قال سفيان: من تعلم سورة ثم نسيها فهو من الكبائر.
وقال سفيان في قول الله عز وجل:
{فنبذوه وراء ظهورهم}.
قال: أدرجوه في الحرير والديباج وحلوه بالذهب، ولم يحرموا حرامه ولم يحلوا حلاله، فذلك النبذ وراء ظهورهم.
#350#
{واشتروا به ثمناً قليلاً} بطلب الدنيا.
قال سفيان: كل من أخذ شيئاً بمعصية الله فقد أخذ به ثمناً قليلاً.(1/349)
450- ((ع)): وعن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أكبر ذنب توافي به أمتي يوم القيامة سورة من كتاب الله كانت مع أحدهم فنسيها)).(1/350)
#351#
451- ((ص)): وعن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد أن #352# النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من تعلم القرآن ثم نسيه لقي الله أجذم. ليس على وجهه لحم)).(1/351)
452- ((ج)): وعن عمرو بن رويم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله يدخل العبد الجنة فتلقاه السورة من القرآن قد كان أغفلها ونسيها فتقول له: #353# هل تعرفني؟ فيقول: لا. فتقول: أنا سورة كذا وكذا، أما والله لو حافظت علي لبلغتك تلك الدرجة فتشير له إلى درجة هي أعلى من درجته)).(1/352)
453- ((ع)): وقال الضحاك بن مزاحم: ما من أحد ٍتعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب يحدثه؛ لأن الله تعالى يقول:
{وما أصابكم من مصيبةٍ فبما كسب أيديكم}.
وإن نسيان القرآن من أعظم المصائب.(1/353)
454- ((ص)): وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ألا من تعلم #354# القرآن وعلمه فعلق مصحفاً في منزله، ولم يتعهده، ولم ينظر فيه يجيء يوم القيامة متعلقاً به يقول: يا رب العالمين، عبدك هذا اتخذني مهجوراً فاقض بيني وبينه)).(1/353)
455- ((ذر)): وعن سعد بن عبادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما من امرئٍ يقرأ القرآن، ثم ينساه إلا لقي الله عز وجل أجذم)).(1/354)
456- ((ز)): وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما من رجل تعلم #355# القرآن ثم نسيه إلا لقي الله عز وجل يوم القيامة أجذم، وما من عامل عشرة إلا جيء به يوم القيامة مغلولاً لا يطلقه إلا العدل)).
قال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الطريق.(1/354)
#356#
457- ((حـ)): وعن حسان بن عطية قال: إن أبا الدرداء يقول: لو نسيت آية من كتاب الله عز وجل، ثم لم أجد أحداً يذكرنيها إلا رجلاً في برك الغماد لرحلت إليه.(1/356)
458- ((ش)): وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((ما من أحد يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله وهو أجذم)).(1/356)
459- ((ش)): وعن عبد الله بن أبي مغيث قال: قال #357# رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((عرضت علي الذنوب فلم أر فيها شيئاً أعظم من حامل القرآن وتاركه)).(1/356)
460- وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من تعلم القرآن ثم نسيه لقي الله يوم القيامة مغلولاً، يسلط عليه بكل آية حيات وعقارب موكلة به)).(1/357)
461- وروي عنه عليه السلام أنه قال: ((من قرأ القرآن ولم يعمل به، لقي الله يوم القيامة أعمى، فيقول: يا {رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً. قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى}.(1/357)
[38] باب ما ورد من الدعاء لمن ينسى القرآن فيفلت من صدره
462- ((ذر)): عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أتعلم القرآن ويتفلت مني. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((قل اللهم #358# إني أسألك بمحمد نبيك وبإبراهيم خليلك، وبموسى نجيك، وعيسى روحك وكلمتك، وكلام موسى وإنجيل عيسى، وزبور داود وقرآن محمد، وكل وحي أوحيته، أو قضاء قضيته، أو سائل أعطيته، أو غني أفقرته، أو فقير أغنيته، أو ضال هديته، وأسألك باسمك الذي أنزلت على موسى وأسألك باسمك الذي وضعته على الأرض فاستقرت، وأسألك باسمك الذي استقر به عرشك، وأسألك باسمك الطهر الطاهر الأحد الصمد الوتر، المنزل في كتابك من لدنك من الفوز المبين، وأسألك باسمك الذي وضعته على النهار فاستنار، وعلى الليل فأظلم، وبعظمتك وبكبريائك، وبنور وجهك أن ترزقني القرآن والعلم، وتخلطه بلحمي ودمي وسمعي وبصري، واستعمل به جسدي بحولك وقوتك، ولا حول ولا قوة إلا بك)).
وفي رواية: ((وأسألك بالاسم الذي وضعته على السموات فاستقلت، وأسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فأرست)).(1/357)
463- ((ذر)): وعن ابن مسعود قال: من خشي أن ينسى القرآن #359# فليقل: اللهم نور بالكتاب بصري، وأطلق به لساني، واشرح به صدري، واستعمل به جسدي بحولك وقوتك؛ فإنه لا حول ولا قوة إلا بك.(1/358)
464- ((ز)): وعن إبراهيم -يعني السكسكي- عن ابن أبي أوفى قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه نسيان القرآن فقال: علمني شيئاً يجزيني فقال: ((قل: بسم الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)).
قال: فعدهن في يده ثم ضم أصابعه خمساً.
فقال: يا رسول الله، هذا لربي، فما لي؟ قال: ((قل: اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني واهدني)).
قال: فعدهن في يده خمساً، وضم أصابعه الأخرى. فقال: #360# رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أما هذا فقد ملأ يديه خيراً)).
وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن ابن أبي أوفى عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وإبراهيم السكسكي هو إبراهيم بن عبد الرحمن، ويزيد أبو خالد هو يزيد الدالاني.(1/359)
465- ((زي)): وعن الضحاك بن مزاحم قال: كلماتٌ من قالهن لم ينس القرآن: اللهم نور بكتابك بصري وأطلق به لساني، وأفرج به صدري، واستعمل به بدني، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك.(1/360)
466- ((زي)): وعن ابن وهب قال: أخبرني الليث بن سعد، عن عمر مولى غفرة، أنه بلغه أن ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوا إلى #361# رسول الله صلى الله عليه وسلم تفلت القرآن منهم، فقال له علي بن أبي طالب: أشكو إلى الله ما ألقى من تفلت القرآن. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((قل إذا قرأت: ((أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم، وأعوذ بك من همزات الشياطين، وأن يحضرون، إنك أنت السمع العليم. اللهم نور بالقرآن بصري، وأطلق بالقرآن لساني، واشرح بالقرآن صدري، وأفرج بالقرآن عن قلبي، واستعمل بالقرآن جسدي، وقوني عليه أبداً ما أبقيتني)) فذهب عنه النسيان.(1/360)
467- ((زي)): وعن محمد بن سيرين: أن عليا رضي الله عنه شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم تفلت القرآن. فقال: ((قل: اللهم اشرح بالقرآن صدري، وأطلق بالقرآن لساني، ونور بالقرآن بصري، واستعمل بالقرآن بدني، وأعني عليه ما أبقيتني، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك)).(1/361)
468- ((زي)): وعن بكر بن خنيس قال: من أحب أن يحفظ القرآن ولا ينسى منه شيئاً -بإذن الله- فليقل هذا القول من قبل أن يقرأه، وبعد أن يقرأه: اللهم افتح علينا حكمتك وانشر علينا رحمتك.(1/361)
#362#
469- ((زي)): وعن ابن وهب قال: أخبرني يحيى بن عبد الله بن سالم، أنه بلغه أن عليا رضي الله عنه شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعض ما يجد من ذلك - يعني من تفلت القرآن من صدره، أو من جوفه، ثم قال: إذا وجد أحدكم ذلك فليقل: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، ثم ليقل: اللهم نور بكتابك بصري، وأطلق به لساني واشرح به صدري، وأفرج به عن قلبي، واستعمل به جسدي، وقوني لذلك، فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله.(1/362)
470- ((ذر)): وعن ابن عباس قال: قال علي بن أبي طالب #363# #364# -رضي الله عنه-: يا رسول الله، إن القرآن يتفلت من صدري. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، وتنفع من علمته، ويلبث ما تعلمت في صدرك))؟ قال: ((فصل ليلة الجمعة أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب و(يس)، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب و(حم) الدخان، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب و(تنزيل) المفصل، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب و{تبارك الذي بيده الملك} فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله عز وجل، وصل على #365# النبي صلى الله عليه وسلم واستغفر للمؤمنين وقل: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبداً ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني. اللهم بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله، يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك، كما علمتني وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، أسألك أن تنور بكتابك بصري، وتطلق به لساني وتفرج به عن قلبي، وتشرح به صدري، وتستعمل به بدني وتقويني على ذلك، وتعينني عليه، فإنه لا يقدر على الخير، ولا يوفق إلا أنت)).
فافعل ذلك ثلاث مراتٍ أو خمس مرات، أو سبع مرات، تجاب بإذن الله تعالى، وما أخطأ مؤمناً قط.
فأتى علي رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بسبع جمع فأخبره #366# بحفظ القرآن والأحاديث. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((مؤمن ورب الكعبة. علم أبا الحسن، علم، علم)).(1/362)
471- وعن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أراد أن يؤتيه الله عز وجل حفظ القرآن وحفظ العلم - فليكتب هذا الدعاء في إناء نظيفٍ بعسل ماذي، ثم يغسله بماء مطرٍ، يأخذه قبل أن يقع على الأرض ثم يشربه على الريق ثلاثة أيام، فإنه يحفظ بإذن الله عز وجل:
اللهم إني أسألك؛ فإنك مسؤول لم يسأل مثلك، أسألك بحق محمد رسولك ونبيك، وإبراهيم خليلك وصفيك وموسى كليمك ونجيك، وعيسى كلمتك وروحك، وأسألك بصحف إبراهيم، وتوراة #367# موسى، وزبور داود، وإنجيل عيسى وقرآن محمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين، وأسألك بكل وحي أوحيته، وبكل حق قضيته، وبكل سائلٍ أعطيته، وأسألك باسمك الذي دعاك به أصفياؤك وأنبياءك فاستجبت لهم، وأسألك باسمك الذي تثبت به أرزاق العباد، وأسألك بكل اسم هو لك، أنزلته في كتابك، وأسألك باسمك الذي استقل به عرشك، وأسألك باسمك الذي وضعته على الأرض فاستقرت، وأسألك باسمك الذي وضعته على النهار فاستنار، وأسألك باسمك الذي وضعته على الليل فأظلم، وأسألك باسمك الذي جعلته على الجبال فرست، وأسألك باسمك الواحد الصمد، الفرد الوتر، الطهر الطاهر المطهر المبارك القدوس الحي القيوم نور السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، الكبير المتعال أن ترزقني حفظ كتابك القرآن، وحفظ أصناف العلم وتثبتها في قلبي، وشعري، وبشري، وتخلطهما بلحمي ودمي ومخي، وتشغل بهما جسدي ليلي ونهاري؛ فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد سيد النبيين والمرسلين.(1/366)
#368#
472- ((ط)): وعن عطاء وعكرمة عن ابن عباس: أنه بينما هو جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، تفلت هذا القرآن من صدري، فما أجدني أقدر عليه. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أبا الحسن، أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله تعالى بها، وتنفع بها من علمته، ويثبت بها ما تعلمت في صدرك))؟ قال: أجل يا رسول الله، فعلمني. قال: ((إذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب.وقد قال أخي يعقوب صلوات الله عليه وسلامه لبنيه:
{سوف أستغفر لكم ربي} حتى تأتي ليلة الجمعة.
#369#
فإن لم تستطع فقم في وسطها فإن لم تستطع فقم في أولها، فصل أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بأم القرآن وسورة يس، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب، و{ألم. تنزيل} السجدة وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب و{تبارك الذي بيده الملك}.
فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله تعالى، وأحسن الثناء عليه وصل على النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلى سائر النبيين صلى الله عليهم أجمعين واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان ثم قل في آخر ذلك: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبداً ما أبقيتني، وارحمني أن تكلفني أبداً ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنور بكتابك صدري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري وأن تستعمل به (1) #370# بدني، فإنه لا يعينني على الحق غيرك، ولا يقويني إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله.
يا أبا الحسن تفعل ذلك ثلاث مرات أو خمساً أو سبعاً تجاب بإذن الله والذي بعثني بالحق)).
قلت: وخرجه البزار بمثله.
__________
(1) زاد هنا في المطبوع : (اليمن سورة، فرأى عنده قوساً فقال: بعنيها. فقال: لا، بل هي لك. فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: ((إن كنت تريد أن تقلد قوساً من نار فخذها). ولا مكان لها هنا، بل هو قطعة من الحديث الآتي (484).(1/368)
473- ((زي)): وعن محمد بن شهاب الزهري قال: من تعلم هذا الدعاء فليكتبه في إناء نظيف ثم يغسله بماءٍ ثم يشربه بعسلٍ على الريق فإنه يحفظ القرآن والعلم - إن شاء الله: اللهم إني أسألك فلن يسأل مثلك، أسألك بحق محمد نبيك، وإبراهيم خليلك، وموسى كليمك ونجيك، وعيسى روحك وكلمتك، وأسألك بتوراة موسى، وإنجيل عيسى وزبور داود، وقرآن محمد، وأسألك بكل وحي أوحيته، #371# أو قضاء قضيته، أو سائل أعطيته، أو ضال هديته، أو غني أفقرته، أو فقير أغنيته، وأسألك اللهم باسمك الذي دعاك به دعاتك، فاستجبت لهم، وأسألك باسمك الذي أنزلته على موسى في التوراة، وأسألك باسمك الذي تثبت به أرزاق العباد، وأسألك باسمك الذي وضعته على النهار فاستنار، وأسألك باسمك الذي وضعته على الليل فأظلم، وأسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فأرست وأسألك باسمك الذي وضعته على الأرض فاستقرت، وأسألك باسمك الذي وضعته على السموات فاستقلت، وأسألك باسمك الذي استقل به عرشك، وأسألك باسمك الواحد الأحد الوتر الطاهر المطهر، وبكتابك الحق المنزل التام النور المنير، وأسألك اللهم بعظمتك، وكبريائك، ونور وجهك - أن ترزقني حفظ القرآن والعلم، وتسلكه في سمعي وبصري، وتخلطه بلحمي ودمي، وتلزمه قلبي، وتستعملني بذلك فإنه لا حول ولا قوة إلا بك. آمين، آمين، يا رب العالمين)).(1/370)
#372#
[39] باب ما يقرأ من القرآن من خاف أن ينسى القرآن
474- حدثنا عبد الله بن عبد السلام، قال: أنا أبو الأزهر، قال: نا الهيثم بن جميل قال: نا خالد بن أبي شيبان، عن المغيرة بن سبيع قال: من قرأ عشر آياتٍ من البقرة حين يأخذ مضجعه لم ينس القرآن؛ أربع آيات من أولها وآية الكرسي وآيتين بعدها، وثلاثاً خواتمها.
قلت: نقلت هذا الحديث من كتاب قديم لم أعرف من ألفه فلذلك نقلته بسنده.
وقال: نقلته من كتابٍ بخط أبي جعفر النحاس.(1/372)
475- ((زي)): وعن المغيرة بن سبيع أيضاً أنه قال: من قرأ عشر آياتٍ حين يأخذ مضجعه لم ينس القرآن.(1/372)
476- ((ط)):وعن هشام بن الحارث، عن ابن عباس عن #373# النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال له: ((يا ابن عباس ألا أهدي لك هدية؟ علمني جبريل الحفظ))؟ قال :قلت: بلى يا رسول الله.
قال: ((تكتب في طشت بزعفران فاتحة الكتاب إلى آخرها، وسورة الملك إلى آخرها، وسورة الحشر وسورة الواقعة إلى آخرها، ثم تصب عليه من ماء زمزم، أو من ماء السماء أو من ماء نظيف، ثم تشربه على الريق في السحر مع ثلاثة مثاقيل لوبان، وعشرة مثاقيل عسل، وعشرة مثاقيل سكر، ثم تصلي بعد هذا الشراب ركعتين تقرأ فيها بـ {قل هو الله أحد} مائة مرة، في كل ركعة خمسين وفاتحة الكتاب خمسين، ثم تصبح صائماً.
قال ابن عباس: لا يأتي عليك أربعون إلا تصير حافظاً.
قال: وهذا لمن دون الستين سنة.
#374#
قال ابن عباس: ما فرحت لشيء بعد إسلامي فرحي له يوم علمني هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال ابن عباس: جربناه فوجدناه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال الزهري: جربناه فوجدناه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه ظهرت لنا منفعة بعد أربعين يوماً.
قال: فكان الزهري يكتبه ويسقيه أولاده.
قال عاصم: وكتبته أنا لنفسي، وكنت يومئذٍ ابن خمس وخمسين سنة، فلم يأت علي شهران حتى رأيت في نفسي من الزيادة ما لا أقدر على صفته.(1/372)
[40] باب ما جاء في المؤمن الذي لم يتعلم القرآن
477- ((ت)): عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب)).
#375#
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.(1/374)
213، 218- ((خ، م)): ومن حديث أبي موسى الأشعري قال: قال #376# رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((مثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة، لا ريح لها وطعمها حلو)).(1/375)
#377#
217- ((ذر)): وفي رواية عنه: ((ومثل الذي أوتي الإيمان ولم يؤت القرآن مثل الآسة، ريحها طيب، ولا طعم لها)).(1/377)
219- ((ع)): وفي حديث علي رضي الله عنه: ((ومثل الذي أوتي الإيمان ولم يؤت القرآن مثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها)).(1/377)
[41] النهي عن مسألة الناس بقراءة القرآن
478- ((ش)): عن عمران بن الحصين قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم #378# يقول: ((من قرأ القرآن فليسأل الله به؛ فإنه سيجيء قوم يقرأون القرآن يسألون الناس به)).(1/377)
479- ((نع)): وعن الحسن قال: قراء القرآن ثلاثة أصناف؛ صنف #379# اتخذوه بضاعة يأكلون به وصنف أقاموا حروفه وضيعوا حدوده واستطالوا #380# به على أهل بلادهم واستدروا به الولاة. كثر هذا الضرب من حملة القرآن لا كثرهم الله. وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم. فركدوا به في محاريبهم، وجثوا به في برانسهم، واستشعروا الخوف وارتدوا الحزن، فأولئك الذين يسقي الله بهم الغيث، وينصر بهم على الأعداء، والله لهذا الضرب في حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر.
رفعه سهل بن المغيرة عن القرظي عن الحسن عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم .(1/378)
480- ((ش)): وعن زاذان قال: من قرأ القرآن ليتأكل به الناس، #381# لقي الله عز وجل ليس على وجهه مزعة لحم.(1/380)
481- ((ع)): وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعلموا القرآن واسألوا الله تعالى به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا؛ فإن #382# القرآن يتعلمه ثلاثة نفر؛ رجلٌ يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرؤه لله تعالى)).(1/381)
482- ((ع)): وعن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم #383# - قال: ((اقرأوا القرآن قبل أن يجيء قومٌ يقيمونه كما يقام القدح، يتعجلون به أجره، ولا يتأجلونه)).(1/382)
483- ((ع)): وعن عبادة بن الصامت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم #384# عليه مهاجر دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن، فدفع إلي رجلاً. فكنت أقرئه القرآن، فأهدي إلي قوساً. فأخبرت بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((جمرة بين كتفيك تقلدتها)).(1/383)
484- ((ع)): وعن أبي الدرداء: أن أبي بن كعب أقرأ رجلاً من أهل #385# #386# #387# #388# #389# #390# اليمن سورة، فرأى عنده قوساً فقال: بعنيها. فقال: لا، بل هي لك. فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: ((إن كنت تريد أن تقلد قوساً من نار فخذها)).
وفي رواية: ((لو تقوستها لتقوست قوساً من نار)).(1/384)
485- ((ع)): وفي حديث موسى بن علي بن رباح عن أبيه: أن #391# النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي: ((ألم أنهك عن فلان، فاردد القوس عليه)) قال: فردها عليه.
وزاد في الحديث قال: وقال أبي: كنت أخلفت إلى رجل مكفوف أقرئه القرآن فكنت إذا أقرأته دعا لي بطعام فأكلت منه، فحاك في نفسي منه شيء، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقلت: يا رسول الله، إني آتي فلان ابن فلان فأقرئه القرآن فيدعو إلي بطعام لا آكل مثله في المدينة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن كان ذلك الطعام طعامه وطعام أهله الذي يأكلون فكل. وإن كان طعاماً يتحفك به فلا تأكل)).
فقال: فأتيته نحواً مما كنت آتيه، فلما فرغ قال: يا جارية، هلمي طعام أخي. فقلت له: أهذا طعامك وطعام أهلك الذي تأكل #392# ويأكلون؟ قال: لا، ولكن أتحفك به. قال: فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد نهاني عنه.(1/390)
486- ((ش)): وعن الحسن قال: قال عمر رضي الله عنه: اقرأوا القرآن، وسلوا الله به، قبل أن يقرأه قوم يسألون الناس به.(1/392)
487- ((ع)): وعن زاذان قال: من قرأ القرآن ليستأكل به الناس جاء يوم القيامة ووجهه عظمٌ ليس عليه لحمٌ.(1/392)
#393#
488- ((ش)): وعن محمد بن المنكدر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اقرأوا القرآن، واسألوا الله به، فإنه سيقرؤه أقوامٌ يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه)).(1/393)
489- ((ع)): وعن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه قال: أمر مصعب بن الزبير عبيد الله بن معقل أن يصلي بالناس في شهر رمضان، فلما أفطر أرسل إليه بخمسمائة درهم وحلة، فردها وقال: ما كنت لآخذ على القرآن أجراً.(1/393)
#394#
490- ((إسحاق)): وروي عن معاوية بن أبي إياس بن معاوية: أنه نزل على عمرو بن النعمان بن مقرن، فقام عمرو بهم، فلما حضر رمضان جاءه بألفي درهم من قبل مصعب بن الزبير فقال: إن الأمير يقرأ عليك السلام ويقول: إنا لم ندع قارئاً شريفاً إلا وقد وصل إليه منا معروفٌ، فاستعن بهاتين الألفين على نفقة شهرك فقال عمرو: اقرأ على الأمير السلام وقل: إنا - والله ما قرأنا القرآن نريد به الدنيا، وردها عليه.(1/394)
491- ((ع)): وعن عبد الله بن مسعود قال: سيجيء على الناس زمان #395# يسأل فيه بالقرآن، فإذا سألوكم فلا تعطوهم.(1/394)
492- ((ع)): وعن يسير بن عمرو قال: بلغ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن سعداً قال: من قرأ القرآن ألحقته في ألفين. فقال عمر: أفٍ أفٍ، أيعطى على كتاب الله.(1/395)
493- ((ع)): وعن عبد الله بن أبي نهيك قال: دخلت على سعد #396# #397# فرأيته رث المتاع، رث المال قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)).
قال أبو عبيد: قوله: ((من لم يتغن)) التغني هو الاستغناء والتعفف عن مسألة الناس، واستئكالهم بالقرآن وأن يكون في نفسه بحمله القرآن غنيا، وإن كان من المال معدماً.(1/395)
494- ((ص)): وعن جابر قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوماً يقرءون #398# #399# القرآن في المسجد، قال: ((اقرءوا القرآن قبل أن يأتي قومٌ يقيمونه إقامة القدح، يتعجلونه ولا يتأجلونه)).(1/397)
#400#
[42] باب الوصية بالقرآن
495- ((ش)): وعن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به. كتاب الله)).(1/400)
496- ((ز)): عن الحارث، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إني مقبوض، وإني قد تركت فيكم الثقلين- يعني: كتاب الله، وأهل بيتي، وإنكم لن تضلوا بعدهما، وإنه لن تقوم الساعة حتى يبتغي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تبتغي الضالة فلا توجد)).(1/400)
497- ((ز)): وعن مسلم بن صبيح، عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم #401# قال: ((إني تارك فيكم الثقلين؛ كتاب الله وأهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا #402# حتى يردا على الحوض)).(1/400)
498- ((س)): وعن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال: ((كأني قد دعيت فأجبت، وإني قد تركت فيكم الثقلين؛ أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله عز وجل، وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما؛ فإنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض)).
ثم قال: ((إن الله عز وجل مولاي وأنا ولي كل مؤمن)) ثم أخذ بيد #403# علي -رضي الله عنه- فقال: ((من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه)).
فقلت لزيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه.(1/402)
499- ((ش)): وعن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم قال: دخلنا عليه فقلنا له: قد رأيت خيراً، صحبت النبي صلى الله عليه وسلم وصليت خلفه. فقال: نعم، وإنه خطبنا فقال: ((إني تاركٌ فيكم كتاب الله؛ هو حبل الله؛ من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة)).(1/403)
#404#
500- ((ش)): وعن أبي سعيد الخدري: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أنا تارك فيكم الثقلين: أحدهما أكبر من الآخر. كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض)).(1/404)
301- ((ص)): وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إني خلفت فيكم اثنتين لن تضلوا بعدهما أبداً، كتاب الله وسنتي، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض)).(1/404)
303- ((ص)): وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إني تارك #405# فيكم الثقلين أحدهما أفضل من الآخر، كتاب الله عترتي؛ أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض)).(1/404)
501- ((ص)): وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أيها الناس، إني تارك فيكم أمرين، إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي؛ أحدهما أثقل من الآخر، كتاب الله، فهو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض، وأهل بيتي عترتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض)).(1/405)
502- ((ز)): وعن يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين #406# وعمرو بن مسلم أو عمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم في داره فقال حصين: يا زيد لقد لقيت خيراً ورأيت خيراً كثيراً، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه، حدثنا ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدت منه. قال: يا ابن أخي كبرت سني، وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما حدثتكم فاقبلوه، وما لم أحدثكموه فلا تكلفونيه. ثم قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((أما بعد أيها الناس، إنما أنا #407# بشرٌ يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله -عز وجل- فيه الهدى والنور)) فحث على كتاب الله ورغب فيه ((وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي)) قال حصين: يا زيد من أهل بيته؟ أنساؤه من أهل بيته؟ قال: إن نساءه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة من بعده. قيل: من هم؟ قال: آل عباس وآل علي وآل جعفر وآل عقيل، فإن هؤلاء تحرم عليهم الصدقة.(1/405)
297- ((ش)): وعن أبي شريح الخزاعي قال: خرج علينا النبي #408# صلى الله عليه وسلم فقال: ((أبشروا، أبشروا، ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟)) قالوا: نعم، قال: ((فإن هذا القرآن سببٌ طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به؛ فإنكم لن تضلوا، ولن تهلكوا بعده أبداً)).(1/407)
294- ((ذر)): وعن يونس بن جبير قال: شيعنا جندب بن عبد الله، فقلنا له: أوصنا، فقال: أوصيكم بالقرآن؛ فإنه نور الليل المظلم، وهدى النهار، فاعملوا به على ما كان من جهدٍ وفاقة.. .. الحديث.(1/408)
[43] باب ما جاء في إكرام القرآن، والنهي أن يكتب على حجرٍ ولا مدرٍ
503- ((ذر)): عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يجاء بالقرآن يوم #409# القيامة في صورة رجلٍ شاحبٍ، فيتراءاه الناس حتى يقف بين يدي الله عز وجل فيقول الله عز وجل له: كيف وجدت عبادي لك؟ فيقول: يا رب منهم من كان يصونني ويتلوني آناء الليل وآناء النهار، وكنت أظمئ نهاره وأنصب ليله، ومنهم من كان مستخفا بي، صادا عني، فيقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي لأكرمن اليوم من أكرمك، ولأهينن من أهانك. قال: فيدعى بأهل القرآن فيأتون)).(1/408)
504- ((ص)): وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أكرموا هذا القرآن ولا تكتبوه على حجرٍ ولا مدرٍ، ولكن اكتبوه فيما لا يطأ ولا تمحوه باللسان ولكن بالماء)).(1/409)
#410#
505- ((ص)): وفي رواية عن معاذ بن جبل: ((لا تمحوا كلام الله تعالى بالأقدام)).(1/410)
[44] ((في الحلف بالقرآن))
506- ((ص)): عن أبي مكنف: أن ابن مسعود سمع رجلاً يحلف بسورةٍ من القرآن فقال: عليه بكل آيةٍ كفارة.(1/410)
#411#
[45] النهي عن الاستكبار بالقرآن والغلو فيه
507- ((ص)): عن عبد الرحمن بن شبل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرءوا القرآن، فإذا قرأتموه فلا تستكبروا به، ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه)) الحديث.(1/411)
#412#
508- ((نع)): وعنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تعلموا القرآن. فإذا تعلمتموه فلا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكبروا به)).(1/412)
[46] باب ما جاء في صفة قراءة القرآن
509- ((خم)): عن ابن مسعود أنه كان يقول: أعطوا كل سورة حظها #413# من الركوع والسجود، ولا تنثروا القرآن نثر الدقل، ولا تهذه هذ الشعر، وإذا مررتم بذكر الجنة فاسألوا الله الجنة، وإذا مررتم بذكر النار فاستعيذوا #414# بالله منها، وقفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب.(1/412)
510- ((س)): وعن عبد الله بن مملك: أنه سأل أم سلمة عن قراءة #415# رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاته فقالت: ما لكم وصلاته، ثم نعتت له قراءته، فإذا هي تنعت قراءة مفسرة؛ حرفاً، حرفاً.(1/414)
511- ((حـ)): وعن الشعبي أنه كان يقول: إذا قرأت القرآن فرتله لتسمع أذنك ويفهم قلبك؛ فإن الأذن عدل بين اللسان والقلب.(1/415)
512- ((حـ)): وعن عائشة: أنها سمعت رجلاً من وراء الحجرات يقرأ؛ يهذ هذا فقالت: ما قرأ هذا، وما سكت.(1/415)
513- ((حـ)): وعن قتادة قال: سألت أنس بن مالك عن قراءة #416# رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كان يمد صوته بالقراءة مدا، ويقرأ حرفاً، حرفاً.(1/415)
514- ((حـ)): وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالاً يقرأ من سورة، ثم من سورة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما هذا يا بلال؟)).
#417#
فقال: يا رسول الله طيبٌ أخلط بعضه ببعض. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اقرأ كل سورةٍ على وجهها)).(1/416)
515- ((حـ)): وعن مجاهد أنه قال: إذا قرأت فتثاءبت فاقطع قراءتك حتى ينقطع تثاؤبك.(1/417)
516- ((إسحاق)): وروي عن سعيد بن المسيب أنه دخل المسجد ليلاً فسمع صوت رجل يصلي يقرأ في المسجد رافعاً صوته بالقرآن، #418# فأقبل ابن المسيب حتى دنا منه، فقال: أيها القارئ، إن كنت إنما تريد أن تسمع الله، فإن الله يسمع بدون هذا، وإن كنت إنما تريد أن تسمع الناس فإن الناس لن يغنوا عنك من الله شيئاً.
وروي أن ذلك القارئ عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.(1/417)
517- ((إسحاق)): وعنه أيضاً: أنه سمع عمر بن عبد العزيز يؤم #419# الناس فطرب في قراءته، فأرسل إليه سعيد يقول: أصلحك الله، إن الأئمة لا تقرأ هكذا، فترك عمر التطريب بعد ذلك.(1/418)
518- ((حـ)): وعن أبي أيوب الأنصاري: أنه أمر رجلاً يمسك عليه المصحف وقال له: لا ترد علي ياءً ولا تاءً ولا حرفاً ولا حرفين، إلا أن تكون آية تامة، فإنه سيكون قوم يقرءون القرآن لا يسقطون منه حرفاً، اللهم لا تجعلني منهم. يرددها.(1/419)
519- ((ع)): وعن أبي مكينة قال: قال لي فضالة بن عبيد الأنصاري: خذ هذا المصحف، وأمسك علي، ولا تردن علي ألفا، ولا واواً؛ فإنه سيكون قوم يقرءون القرآن لا يسقطون منه ألفاً، ولا واواً، ثم رفع فضالة يديه فقال: اللهم لا تجعلني منهم.
#420#
وفي رواية عنه: لا تأخذن علي حرفاً إلا آيةً كاملةً.(1/419)
520- ((إسحاق)): وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان تخوف على أمته#421# قوماً يتخذون القرآن مزامير، يقدمون الرجل ليؤمهم، ليس بأفقههم، ليس إلا ليغنيهم.(1/420)
521- ((ص، إسحاق)): وروي عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: #422# ((اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسوق وأهل الكتابين، وأهل البيع؛ فإنه سيجيء قوم بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم، وقلوب من يعجبهم شأنهم.(1/421)
522- ((إسحاق)): وروي عن القاسم بن محمد أن رجلاً قرأ في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فطرب، فأنكر ذلك القاسم بن محمد، وقال: يقول الله:
{لكتابٌ عزيزٌ. لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميد}.(1/422)
#423#
523- ((إسحاق)): وروي عن محمد بن جعفر أنه قال: نهيت في منامي أن أقرأ القرآن بالنبر.(1/423)
524- ويروى عن مالك بن أنس أنه سئل عن النبر في قراءة القرآن فأنكر ذلك، وكرهه كراهة شديدة، وأنكر رفع الصوت به.(1/423)
525- ((ع)): وعن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بأبي بكر، وهو يخافت، ومر بعمر وهو يجهر، ومر ببلال، وهو يقرأ من هذه السورة #424# ومن هذه السورة، فقال لأبي بكر: ((مررت بك وأنت تخافت))، فقال: إني أسمع من أناجي. فقال: ((ارفع شيئاً)). وقال لعمر: ((مررت بك وأنت تجهر)) فقال: أطرد الشيطان، وأوقظ الوسنان. فقال: ((اخفض شيئاً)). وقال لبلال: ((مررت بك وأنت تقرأ من هذه السورة، ومن هذه السورة)) فقال: أخلط الطيب بالطيب. فقال: ((اقرأ السورة على وجهها)) أو قال: ((على نحوها)).(1/423)
526- ((ع)): وعن عمر مولى غفرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر #425# وعمر وبلال مثل ذلك، إلا أنه قال لبلال: ((إذا قرأت السورة فأنفذها)).(1/424)
527- ((إسحاق)): وروي عن أبي مسلم الخولاني أن رجلاً صلى إلى جنبه، فجهر بالقراءة، فلما فرغ أبو مسلم من صلاته قال له: يا ابن أخي أفسدت علي وعلى نفسك.(1/425)
[47] باب ما جاء في قراءة القرآن بالصوت الحسن، وكراهية رفع الصوت به جدا(1/425)
528- ((ش، ح)): عن طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن #426# عوسجة، عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((زينوا القرآن بأصواتكم)).
قال إسحاق بن إبراهيم رحمه الله: روي عن أيوب السختياني أنه نهى شعبة أن يحدث بحديث ((زينوا القرآن بأصواتكم)).
#427#
قال أبو عبيد القاسم بن سلام: إنما كره أيوب أن يتأول الناس بهذا الحديث الرخصة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذه الألحان المبتدعة، فلهذا نهى شعبة أن يحدث به.
وهذا الحديث، وإن صح فمحمله وتأويله عند أهل السنة: الاحتمال في الأعمال على القرآن، لما في ذلك من طيب الخبر وحسن الذكر، وبعد الصوت، وأنه أيضاً عندهم من المقلوب الموجود في القرآن في غير موضع على ما بينا في صدر هذا الباب من مذاهب العرب في المقلوب والمجاز والمستعار.
وقد روي عن أبي هريرة أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: #428# ((زينوا أصواتكم بالقرآن)).
وهذا الحديث مفسرٌ للتأويل الذي ذكرناه ومبينٌ عنه.
وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: حسنوا أصواتكم بالقرآن.
وهذا مما يشد الحديث الذي قبله.(1/425)
#429##434#
529- ((ز)): وعن أبي سلمة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((زينوا القرآن بأصواتكم)).
#435#
وهذا الحديث يرويه الزهري ومحمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
وصالح بن موسى الذي روى هذا الحديث عن عبد العزيز عن أبي سلمة عن أبيه لين الحديث.(1/434)
530- ((حـ)): وعن عدي بن ثابت قال: سمعت البراء بن عازب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العشاء ((بالتين والزيتون)). فما سمعت أحداً أحسن صوتاً بالقرآن منه.(1/435)
531- ((ش)): وعن أبي هريرة قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فسمع #436# قراءة رجلٍ فقال: ((من هذا؟)) قيل: عبد الله بن قيس قال: ((لقد أوتي هذا من مزامير آل داود)).(1/435)
532- ((ح)): وعن قتادة: أنه قال: ما بعث الله نبيا قط إلا حسن الوجه، حسن الصوت، وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم صوتٌ ليس له ترجيع.(1/436)
#437#
533- ((خ، ش)): وعن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي موسى الأشعري ذات ليلةٍ وهو يقرأ، فقال: ((لقد أعطي من مزامير آل داود))، فلما أصبح ذكروا ذلك له. فقال: لو كنت أعلمتني لحبرت لك تحبيراً.(1/437)
534- ((حـ)): وعن طاوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أحسن #438# #439# الناس صوتاً بالقرآن من إذا قرأ رأيت أنه يخشى الله -عز وجل-)).
خرج هذا الحديث إسحاق بن إبراهيم في كتاب النصائح وقال: وروي عن طاوس اليماني أنه سئل: من أقرأ القرآن قال: الذي إذا قرأ رأيته يخشى الله.
وقال: كان يقال: أحسن الناس صوتاً بالقرآن أخشاهم الله.(1/437)
535- ((إسحاق)): وعن زياد النميري أنه جاء مع القراء إلى #440# أنس بن مالك فقيل له: اقرأ، فرفع صوته، وطرب، وكان رفيع الصوت، فكشف أنس عن وجهه الخرقة. وكان على وجهه خرقة سوداء، فقال: ما هذا؟ ما هكذا كانوا يفعلون.
وكان إذا رأى شيئاً ينكره كشف الخرقة عن وجهه.(1/439)
536- وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه كان يكره رفع الصوت عند قراءة القرآن.(1/440)
537- ((ح)): وعنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يسمع القرآن من أحد #441# أشهى منه ممن يخشى الله)).(1/440)
538- ((ش)): وعن قتادة قال: سألت أنساً: كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال: كان يمد صوته مدا.(1/441)
539- ((حـ)): وعن إبراهيم قال: قرأ علقمة على ابن مسعود، فأعجبه حسن صوته فقال: رتل فداك أبي وأمي؛ فإنه زين القرآن.(1/441)
#442#
540- ((س)): وعن عبد الله بن معقل قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة سورة الفتح، فما سمعت قراءةً أحسن منها؛ يرجع.(1/442)
#443#
541- ((حـ)): وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لكل شيء حلية، وحلية القرآن الصوت الحسن)).(1/443)
542- ((ص)): وعن يحيى بن جعدة عن جدته أم هاني بنت #444# أبي طالب قالت: كنت أسمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا في عريشي جوف الليل يرجح القرآن.(1/443)
543- ((ط)): وعن أبي بصرة قال: قال عمر لأبي موسى: شوقنا. قال: فقرأ. فقالوا: الصلاة. قال: أولسنا في صلاةٍ؟!(1/444)
544- ((ش)): وعن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما أذن الله لشيءٍ ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به)).
#445#
وفي رواية: ((أذنه لنبي يتغنى بالقرآن)).(1/444)
#446#
545- ((حـ)): وعن الليث بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تغنوا بالقرآن)).
قال عبد الملك: يعني ترنموا به.(1/446)
546- ((بيا)): وعن فضالة بن عبيدٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لله #447# عز وجل أشد أذناً إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته)).
قال الأوزاعي: أذناً يعني استماعاً.
وفي رواية عنه: ((لله عز وجل أشد أذناً إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن يجهر به من صاحب القينة إلى قينته)).(1/446)
547- ((ش)): وعن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)).(1/447)
#448#
548- ((بيا)): وعن البراء بن عازب. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( زينوا أصواتكم بالقرآن)).(1/448)
549- ((بيا)): عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لكل شيءٍ حليةٌ وحلية القرآن الصوت الحسن)).(1/448)
550- ((بيا)): وعن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((حسنوا أصواتكم بالقرآن)).(1/448)
551- ((بيا)): وعن قتادة عن أنس قال: ما بعث الله عز وجل نبيا إلا حسن الصوت. وكان نبيكم صلى الله عليه وسلم حسن الوجه، حسن الصوت غير أنه كان لا يرجع.(1/448)
#449#
552- ((بيا)): وعن أبي عاصم رواد بن الجراح قال: سمعت الأوزاعي يقول: ليس أحد من خلق الله في السموات أحسن صوتاً من إسرافيل، فإذا أخذ في السماع قطع أهل السموات تسبيحهم.(1/449)
553- وعنه، عن الأوزاعي قال: ما أحد أحسن صوتاً من إسرافيل، فإذا أخذ في السماع قطع على أهل سبع سموات صلاتهم وتسبيحهم.(1/449)
554- وعنه، عن الأوزاعي؛ سمعته يقول في قوله عز وجل: {يحبرون} قال: إذا أخذن في السماع لم يبق في الجنة شجرة إلا وزينت من حسن أصواتهن.(1/449)
555- ((حـ)): وعن الليث بن سعد: أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم #450# اجتمعن إلى أبي موسى الأشعري ليلة، وهو يصلي يستمعن قراءته، فلما أصبح قلن له: يا أبا موسى ما كان أحسن صوتك البارحة. فقال: لو علمت بكن لحبرته تحبيراً.(1/449)
556- ((ز)): وعن أبي بردة، عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لو رأيتني البارحة وأنا أستمع لقراءتك، لقد أوتيت من مزامير آل داود)).
#451#
قال: قلت: لو علمت أنك تسمع لقراءتي لحبرتها لك تحبيراً.
وهذا الحديث لا نعلمه رواه عن طلحة، عن أبي بردة، عن أبي موسى إلا يحيى بن سعيد الأموي.(1/450)
544- ((ش)): وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن)).(1/451)
557- ((حـ)): وعن الليث بن سعد: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لأبي موسى الأشعري: اقرأ لنا سورة الحجر. قال: أو ليست معك يا أمير المؤمنين؟ قال: أما بمثل صوتك فلا.(1/451)
558- ((ش)): وعن أنس: أن أبا موسى كان يقرأ ذات ليلة، ونساء #452# النبي صلى الله عليه وسلم يستمعن، فقيل له: فقال: لو علمت لحبرت تحبيراً أو لشوقت تشويقاً.(1/451)
559- ((حـ)): وعن يحيى بن أبي كثير: أن أبا موسى قرأ ليلة في المسجد فلما انصرف مر بنسوةٍ جلوس كن يستمعن قراءته فقال: لو علمت بكن لشوقتكن.(1/452)
560- ((ش)): وعن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((زينوا القرآن بأصواتكم)).(1/452)
561- ((حـ)): وعن عبد الرحمن بن سابط: أن عائشة احتبست #453# ليلة في المسجد بعد منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما حبسك؟)) فقالت: إن في المسجد لأحسن من سمعت صوتاً بالقرآن. فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه وخرج، فإذا سالم مولى أبي حذيفة فاستمع له رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة، ثم قال: الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك.(1/452)
562- ((حـ)): وعن إسماعيل بن رافع أن أسيد بن الحضير كان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد أعطيت يا أسيد من مزامير آل داود.(1/453)
563- ((بيا)): وعن محمود بن لبيد: أن أسيد بن الحضير كان #454# من أحسن الناس صوتاً بالقرآن، فقرأ ليلة فأدار الفرس في رباطه، وقرأ #455# فأدار الفرس في رباطه، فانصرفت وأخذ ابنه وخشي أن يطأه الفرس، فأصبح، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني قرأت البارحة، فأدار الفرس في رباطه ثلاث مرات، فانصرفت وخشيت أن يطأ الفرس ابني، قال: ((فإن الملائكة لم تزل تسمع صوتك، اقرأ يا أسيد، فلو قرأت لأصبحت ظلة بين السماء والأرض يتراءاها الناس فيها الملائكة.(1/453)
564- ((حـ)): وعنه: أن أسيداً قال: قرأت ليلة فرأيت طائراً جسيماً أتى فوقع قريباً مني، فمكث ما شاء الله، ثم طار، قال: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك، فقال: ((ذلك ملكٌ أحب أن يسمع صوتك بالقرآن)).(1/455)
#456#
[48] باب ما جاء في قراءة القرآن بصوت حزين
565- ((خم)): عن يحيى بن أبي كثير: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((نزل القرآن بالحزن، فما قرأ القرآن بشيءٍ أفضل من الحزن)).(1/456)
566- ((بيا)): وعن القاسم بن مخيمرة قال: قال حذيفة: اقرؤوا القرآن بحزنٍ، ولا تجفوا عنه، وتعاهدوه ورتلوه ترتيلاً.(1/456)
567- ((حـ)): وعن سعيد بن أبي هلال: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يدعو أبا موسى الأشعري في المسجد فيقول له: يا أبا موسى ذكرنا ربنا فيقرأ لهم بصوت حزين.(1/456)
#457#
568- قال عبد الملك بن حبيب:
كان عطاء لا يأتيه أحد من المدينة أو العراق يحسن القراءة بالصوت الحزين إلا أمره أن يقرأ عنده.(1/457)
569- ((ذر)): وعن عبد الرحمن بن السائب قال: قدمت على سعد بن أبي وقاص بعد ما كف بصره فانتسبني فانتسبت له، فقال: مرحباً بك يا ابن أخي، بلغني أنك حسن الصوت بالقرآن. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن القرآن نزل بحزنٍ، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم #458# تبكوا فتباكوا، ومن لم يتغن بالقرآن فليس منا)).(1/457)
570- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا قرأتم القرآن فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا)).(1/458)
571- ((ع)): وعن عبد الملك بن عمير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إني قارئ عليكم سورةً فمن بكى فله الجنة)) فقرأها فلم يبك أحدٌ. ثم أعاد الثانية، ثم الثالثة، فقال: ((ابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا)).(1/458)
572- ((بيا)): وعن ابن عباس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس #459# أحسن قراءةً؟ قال: ((الذي إذا قرأ رأيت أنه يخشى الله)).(1/458)
573- ((بيا)): وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن أحسن الناس صوتاً بالقرآن من إذا سمعته يقرأ حسبته يخشى الله)).(1/459)
#460#
574- حدثنا أبو بكر بن طلحة قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه قال: نا أبو عمر بن عبد البر قال: أنشدنا حكم بن منذر بن سعيد لنفسه في قصيدة له:
تكاد الهضاب الصم ترفت خشعاً ... إذا سمعت آيات خالقها تتلى
فما وعت الآذان أحلى ترنماً ... من الخاشع التالي إذا دجت الظلما
ولا خرق الأسماع ترجيع نغمة ... ألذ سماعاً في الدجى منه إذا يتلى
وكل كلام يستماج مزاده ... وفي كل يوم يستجد لذا معنى
ويبلى الحديث المستعاد فيحتوى ... وهذا على طول التلاوة لا يبلى(1/460)
575- ((مد)): وقال صالح المري: قرأت القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم #461# في المنام، فقال لي: يا صالح هذه القراءة، فأين البكاء؟!.(1/460)
576- ((بيا)): وعن صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه قال: قلت له: قوله صلى الله عليه وسلم : ((زينوا القرآن بأصواتكم)) ما معناه؟ قال: معناه الترتيل والتحزين.(1/461)
577- ((بيا)): وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم من أسانيد الشيوخ أنه افتتح أم القرآن فلما بلغ {الرحمن الرحيم} رددها أكثر من عشرين مرة. ثم قال: ((قد خاب عبدٌ لا نصيب له في رحمة الله)) ثم افتتح: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} إلى آخر السورة.
فاشتد بكاء القوم، وارتفع نشيجهم، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قام إليه رجل من الأنصار فقال: أشكو إلى الله ورسوله جمود عيني، وقساوة قلبي، بكى القوم ولم أبك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إنما #462# البكاء عند القرآن رحمة، فإذا وجد ذلك أحدكم فليغتنم الدعاء)) فقال الأنصاري: يا رسول الله أدع الله لي أن يخشع قلبي عند تلاوة القرآن. فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم .(1/461)
[49] ما جاء في التعوذ عند القراءة، وكيف هو
578- قرأت على القاضي أبي سليمان داود بن سليمان الأنصاري #463# صاحبنا أبقاه الله، فقلت: أعوذ بالسميع العليم فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فإني قرأت على أبي القاسم عبد الرحمن بن غالب، فقلت: أعوذ بالسميع العليم. فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فإني قرأت على أبي مروان بن مسرة رحمه الله فقلت: أعوذ بالسميع العليم فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فإني قرأت على أبي القاسم بن صواب، فقلت: أعوذ بالسميع العليم فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فإني قرأت على أبي مروان الطبني، فقلت: أعوذ بالسميع العليم فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فإني قرأت على #464# أبي القاسم بن بندار فقلت: أعوذ بالسميع العليم فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فإني قرأت على أبي نصر محمد بن علي بن محمد بن بندار بن الحسين الفقيه الفرضي المقري البصير، فقلت: أعوذ بالسميع العليم فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فإني قرأت على أبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين المقري الرازي فقلت: أعوذ بالسميع العليم فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ قال قرأت على أبي الحسين أحمد بن زكريا بن فارس بالري: أعوذ بالسميع العليم فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فإني قرأت على أبي محمد عبدالله بن عجلان، فقلت: أعوذ بالسميع العليم فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فإني قرأت على سعيد بن عبد الله الأهوازي: أعوذ بالسميع العليم فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فإني قرأت على محمد بن بسطام البصري المقري: أعوذ بالسميع العليم فقال لي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فإني قرأت على روح بن عبد المؤمن: أعوذ بالسميع العليم فقال لي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فإني قرأت على يعقوب: أعوذ بالسميع العليم فقال لي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ #465# فإني قرأت على سلام أبي المنذر: أعوذ بالسميع العليم فقال لي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فإني قرأت على عاصم بن أبي النجود: أعوذ بالسميع العليم فقال لي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فإني قرأت على زر بن حبيش: أعوذ بالسميع العليم فقال لي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فإني قرأت على عبد الله بن مسعود: أعوذ بالسميع العليم فقال لي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فإني قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعوذ بالسميع العليم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جلست بين يدي جبريل عليه السلام فقلت: أعوذ بالسميع العليم فقال لي جبريل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فقال جبريل: أخذت من ميكائيل هكذا، وأخبرني ميكائيل أنه أخذ من إسرافيل هكذا، وقال إسرافيل: هكذا اتخذت عن اللوح المحفوظ.(1/462)
#466#
[50] ما جاء في {بسم الله الرحمن الرحيم}، وفضله، وحديثه
579- ((ع)): عن الحارث العقيلي: قال لي الشعبي: كيف كان كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم؟ قال: قلت: باسمك اللهم، فقال: ذلك الكتاب الأول، كتب النبي صلى الله عليه وسلم : ((باسمك اللهم))، فجرت بذلك ما شاء الله أن تجري ثم نزلت:
{بسم الله مجراها ومرساها}.
فكتب ((بسم الله))، فجرت بذلك ما شاء الله أن تجري.
ثم نزلت: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن}، فكتب: {بسم الله الرحمن}، فجرت بذلك ما شاء الله أن تجري.
#467#
ثم نزلت:{إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم}.
قال أبو عبيد: أراه قال: فكتب بذلك.(1/466)
580- ((ع)): وعن سعيد بن المسيب: أن كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لما أتى قيصر فقرأه فقال: إن هذا الكتاب لم أره بعد سليمان بن داود، {بسم الله الرحمن الرحيم}.(1/467)
581- ((ص)): وعن أنس قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من رفع قرطاساً من الأرض فيه: {بسم الله الرحمن الرحيم}، إجلالاً لاسم الله تعالى أن يداس، كتب عند الله من القانتين، وخفف عن والديه وإن كانا مشركين)).(1/467)
#468#
582- ((ق)): وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من رفع كتاباً من الأرض فيه اسمٌ من أسماء الله تعالى رفع الله اسمه في عليين، وخفف عن أبويه العذاب، وإن كانا كافرين)).(1/468)
583- ((ق)): وعنه صلى الله عليه وسلم قال: ((من رفع قرطاساً من الطريق فيه اسم الله خفف الله عن والديه في قبورهما وإن كانا كافرين)).(1/468)
584- ((ح)): وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من كتاب فيه: {بسم الله الرحمن الرحيم}، ملقى في بقعةٍ من الأرض إلا بعث الله إليه من يرفعه، فإذا رفعه أدخله الله الجنة وخفف عن والديه العذاب، وإن كانا مشركين)).(1/468)
585- ((ث)): وعن أبي سعيد الخدري قال: سمعت ابن عباس يقول: لكل شيء أساس، وأساس الكتب القرآن، وأساس القرآن الفاتحة وأساس الفاتحة: {بسم الله الرحمن الرحيم}، فإذا اشتكيت واعتللت فعليك بالأساس تشفى بإذن الله تعالى.(1/468)
#469#
586- ((حـ)): وحدث مسروق عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: لما أنزلت: {بسم الله الرحمن الرحيم}، في سورة النمل ضجت الجبال حتى سمع أهل مكة دويها. فقالوا: سحر محمدٌ الجبال، فبعث الله عليهم دخاناً حتى أظل مكة.(1/469)
587- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قال: {بسم الله الرحمن الرحيم}، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، صرف الله عنه سبعين باباً من أنواع البلاء أولها الغم والهم واللمم)).(1/469)
588- ((ص)): وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من كتب: #470# {بسم الله الرحمن الرحيم}، ولم يعم الميم والهاء استغفر له سبعون ألف ملكٍ ما دام ذلك الكتاب)).(1/469)
589- ((ص)): وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من كتب: {بسم الله الرحمن الرحيم}، فلم يعور الهاء في الله كتب الله له ألف ألف حسنةٍ، ومحى عنه ألف ألف سيئةٍ)).(1/470)
590- وعنه عليه السلام أنه قال: ((من كتب: {بسم الله #471# الرحمن الرحيم}، فجودها تعظيماً لله غفر الله له)).(1/470)
591- وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: شيطان المؤمن مهزولٌ، وشيطان الكافر سمين، فإذا التقيا قال شيطان الكافر لشيطان المؤمن: مالك مهزول؟ فيقول له: إني لا أطعم من طعامه، ولا أشرب من شرابه ولا ألبس من ثيابه؛ لأنه إذا أكل قال: {بسم الله الرحمن الرحيم}، وإذا شرب قال: {بسم الله الرحمن الرحيم}. وإذا لبس قال: {بسم الله الرحمن الرحيم}. فلا يكون لي فيه نصيب. فيقول شيطان الكافر: أنا آكل من طعامه، وأشرب من شرابه #472# وألبس من ثيابه؛ لأنه إذا أكل أو شرب أو لبس لا يقول: {بسم الله}.(1/471)
592- وحكي عن منصور بن عمار أنه وجد رقعة في الطريق مكتوب فيها: {بسم الله الرحمن الرحيم}.
فأخذها، فلم يجد لها موضعاً، فأكلها. فرأى فيما يرى النائم: أن قائلاً قال له: قد فتح الله عليك باب الحكمة لاحترامك لتلك الرقعة فكان بعد ذلك يتكلم بالحكمة.(1/472)
593- ((ق)): {بسم الله الرحمن الرحيم} تسعة عشر حرفاً، وخزنة النار تسعة عشر، فيدفع الله بكل حرفٍ من هذه التسعة عشر واحداً من الزبانية التسعة عشر، وفي {بسم الله} هيبته، وفي {الرحمن} نصرته، وفي {الرحيم} محبته، فسكنت قلوب العارفين إلى {بسم الله الرحمن الرحيم}.
#473#
{بسم الله الرحمن الرحيم}: أربع كلمات، والذنوب أربعة أنواع، ذنوب الليل، وذنوب النهار، وذنوب السر، وذنوب العلانية، فمن قال هذه الكلمات الأربع على إخلاص وصفاء غفر الله له الأنواع الأربعة من الذنوب والخنا.(1/472)
594- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما من كتاب ملقى بمضيعة من الأرض فيه اسم من أسماء الله تعالى إلا بعث الله إليه ملائكة يحفونه بأجنحتهم حتى يبعث الله إليه وليا من أوليائه فيرفعه من الأرض، ومن رفع كتاباً من الأرض فيه اسمٌ من أسماء الله تعالى رفعه الله في عليين، وخفف عن والديه وإن كانا مشركين)).(1/473)
595- ((حـ)): وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أنزلت: {بسم الله الرحمن الرحيم} على إبراهيم الخليل عليه السلام فتلاها وهو في كفة المنجنيق، فجعل الله عليه النار برداً وسلاماً، ثم رفعت بعده، #474#
فما نزلت إلا على سليمان عليه السلام، فعندها قالت الملائكة: الآن، والله تم ملكك، ثم رفعت، فأنزلها الله تبارك وتعالى علي، ثم تأتي أمتي يوم القيامة وهم يقولون: {بسم الله الرحمن الرحيم}، فإذا وضعت أعمالهم في الميزان رجحت حسناتهم)).(1/473)
596- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اكتبوها على كتبكم، وإذا كتبتموها تكلموا بها)).(1/474)
597- ((شا)): وعن كعب أنه قال: إن رجلاً كان يكتب كتاباً. فكتب: {بسم الله الرحمن الرحيم}، فتحاسن فيها وأحسن كتابتها قال: فشكر الله عز وجل له ذلك.(1/474)
598- ((عبد)): وعن عثمان رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن: #475# {بسم الله الرحمن الرحيم}، فقال: ((هو اسم الله الأعظم، وما بينه وبين اسم الله الأكبر إلا كما بين سواد العين وبياضها من القرب)).(1/474)
599- ((زي، ذر)): وعنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن: {بسم الله الرحمن الرحيم}، فقال: ((هو اسم من أسماء الله تعالى وما بينه وبين اسم الله الأكبر إلا كما بين سواد العين وبياضها من القرب)).(1/475)
600- ((حا)): وعن معمر عن الزهري في قوله تعالى: {وألزمهم كلمة التقوى}. قال: {بسم الله الرحمن الرحيم}.
#476#
وعن الزهري، عن المسور، ومروان مثله.(1/475)
601- ((ع)): وعن مجاهد عن ابن عباس أنه قال: آية من كتاب الله أغفلها الناس: {بسم الله الرحمن الرحيم}.(1/476)
602- ((ع)): وعن حجاج، عن ابن جريجٍ قال: قلت لأبي: #477# أخبرك سعيد بن جبير أن ابن عباس قال له: {بسم الله الرحمن الرحيم} آية من القرآن؟ قال: نعم.(1/476)
603- ((حـ)): وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أول ما نزلت: {بسم الله الرحمن الرحيم} على سليمان بن داود عليه السلام ليفتح به الدنيا ويذل بها الملوك، وهي قراءة أهل السموات، ثم رفعت فأنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم في سورة النمل، فكانت فتحاً عظيماً على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا قرأتموها فمدوها، فإنها هي العزيزة، وإذا كتبتموها فاقرأوها، فإنها هي الشافية من كل داء، وما تقدمها شيء من الكلام. فجعلت افتتاحاً لكل مبهم ولن يرد دعاء أوله: {بسم الله الرحمن الرحيم}.(1/477)
604- ((نس)): وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ #478# {بسم الله الرحمن الرحيم}، أعطاه الله في الجنة مثل صنعاء وتهامة)) ثم قال: ((ذكر الله شفاء القلوب)).(1/477)
605- ((ع)): وعن كعب قال: إن أول ما أنزل الله من التوراة {بسم الله الرحمن الرحيم}. {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} ثم ذكر الآيات.(1/478)
606- ((حـ)): وعن ابن عباس قال: لما نزلت: {بسم الله الرحمن الرحيم}، على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سورة النمل مر الغيم إلى المشرق، وسكنت الرياح، وماجت البحور، وأصغت البهائم بآذانها، ورميت الشياطين من السماء، وحلف رب العزة أن لا يسمى اسمه على شيء إلا بارك عليه وشفاه، فمن قرن معه {الرحمن الرحيم} دخل الجنة.(1/478)
#479#
607- ((حـ)): وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قال: {بسم الله الرحمن الرحيم} مؤمناً موقناً سبحت معه الجبال إلا أنه لا يسمع ذلك)).(1/479)
608- ((ع)): وعن سعيد بن جبير: أن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا لا يعرفون انقضاء السورة حتى تنزل: {بسم الله الرحمن الرحيم}، فإذا نزلت علموا أن قد انقضت السورة ونزلت سورة أخرى.(1/479)
#480#
609- ((حـ)): وعن علي رضي الله عنه أنه قال: لما نزلت آية: {بسم الله الرحمن الرحيم}، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أول ما أنزلت هذه الآية على آدم عليه السلام فقال: يا رب أمن ذريتي من العذاب ما داموا على قراءتها، ثم رفعت من الخلق)).(1/480)
610- ((ع)): وعن ابن عون قال: كان نافع يعظم ترك {بسم الله الرحمن الرحيم} ويقول فيه.(1/480)
611- ((ح)): وعن عكرمة أنه قال: أول ما كتب القلم على اللوح: {بسم الله الرحمن الرحيم}، فجعل الله عز وجل هذه الآية أماناً لخلقه ما داموا على قراءتها، وهي قراءة أهل السبع سموات، وأهل الصفيح، وأهل سرادقات المجد، والكروبيين، والصافين، والمسبحين، وأول ما نزلت على آدم عليه السلام قال: قد أمنت ذريتي من العذاب ما داموا على قراءتها، ثم رفعت #481# بعده فأنزلت على إبراهيم الخليل عليه السلام في سورة الحمد فتلاها وهو في كفة المنجنيق، فجعل الله عليه النار برداً وسلاماً، ثم رفعت بعده فأنزلت على موسى عليه السلام في الصحف، بها قهر فرعون وسحرته، وهامان وجنوده، وقارون وأشياعه، ثم نزلت بعده على سليمان بن داود عليه السلام فعندها قالت الملائكة: اليوم والله تم ملكك يا ابن داود، فلم يقرأها سليمان على شيء إلا وخضع له وأمره الله تعالى يوم أنزلها عليه: أن ينادي أسباط بني إسرائيل: ألا من أحب منكم أن يسمع أمان الله فليحضر إلى سليمان في محراب داود عليه السلام فإنه يريد أن يقوم خطيباً. فلم يبق محبوس في العبادة ولا سائح إلا هرول إليه، حتى اجتمعت الأحبار والعباد والزهاد والأسباط كلها عنده، فقام فرقى المنبر، منبر الخليل إبراهيم عليه السلام، وتلا عليهم آية الأمان: {بسم الله الرحمن الرحيم}، فلم يسمعها أحد إلا امتلأ فرحاً وسروراً، وقالوا: نشهد إنك لرسول الله حقا حقا. بها قهر سليمان ملوك الأرض، ثم رفعت بعد سليمان عليه السلام، فأنزلت على المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ففرح بها واستبشر بها الحواريون فأوحى الله عز وجل إليه: يا ابن العذارء أتدري أي آية أنزلت عليك؟ قال: أنت أعلم يا رب.
#482#
قال: آية الأمان {بسم الله الرحمن الرحيم}، فأكثر من تلاوتها في قعودك وقيامك، ومضجعك ومجيئك، وذهابك، وصعودك وهبوطك؛ فإنه من وافى يوم القيامة وفي صحيفته {بسم الله الرحمن الرحيم} ثمانمائة مرة، وكان مؤمناً بي وبرؤيته لي أعتقته من النار، وأدخلته الجنة، فلتكن في افتتاح قراءتك وصلاتك؛ فإنه من جعلها في افتتاح قراءته وصلاته إذا مات على ذلك لم يروعه منكر ونكير، وأهون عليه سكرات الموت، وضغطة القبر، وتكون رحمتي عليه، وأفتح له في قبره، وأنور له مد بصره، وأخرجه منه أبيض الجسم، أنور الوجه، يتلألأ نوراً. وأحاسبه حساباً يسيراً. وأثقل ميزانه، وأعطيه النور التام على الصراط حتى يدخل الجنة، وآمر منادي أن ينادي به في عرصات القيامة بالسعادة والمغفرة.
قال عيسى عليه السلام: اللهم رب فهذا لي خاصة؟ قال: لك خاصة ولمن اتبعك، وأخذ بأخذك وقال بقولك، وهي لأحمد وأمته من بعدك، وأخبر عيسى عليه السلام أتباعه به فقال تعالى: {ومبشراً برسولٍ يأتي من بعدي اسمه أحمد}، فمن صفته ونعته كيت وكيت وأخذ ميثاقهم بالإيمان #483# به، وجدد عندما رفعه الله إلى السماء لأصحابه عهداً، فلما انقرض الحواريون ومن اتبعهم وجاء الآخرون فضلوا وأضلوا وبدلوا واستبدلوا بالدين دنيا رفعت عندها آية الأمان من صدورهم، وبقيت في صدور مسلمي أهل الإنجيل في مثل بحيرا وأمثاله حتى بعث الله النبي محمداً صلى الله عليه وسلم فأنزلت عليه في سورة الحمد بمكة فأمر عليه السلام أن تكتب على رؤوس السور وصدور الرسائل والدفاتر، وكان تنزل هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم فتحا عظيما، وحلف رب العزة بعزته أنه لا يسميني مؤمن موقن على شيء إلا باركت عليه ،ولا يقرؤها مؤمن إلا قالت له الجنة: لبيك وسعديك، اللهم أدخل عبدك في بـ: {بسم الله الرحمن الرحيم}، فإذا دعت الجنة لعبد فقد استوجب دخولها.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((لا يرد دعاء أوله: {بسم الله الرحمن الرحيم}. وتثقل حسناتهم في الميزان فتقول الأمم: ما أرجح موازين أمة محمد عليه السلم فتقول الأنبياء لهم: لأن مبتدأ #484# كلامهم ثلاثة أسماء من أسماء الله تعالى الكرام، لو وضعت في كفة الميزان، ثم وضعت سيئات الخلق كلهم في كفته الأخرى لرجحت حسناتهم.
قال: وقد جعل الله تعالى هذه الآية شفاء من كل داء، وعوناً لكل دواء، وغنىً من كل فقر، وستراً من النار، وأمناً لهذه الأمة من الخسف والمسخ والقذف ما داموا على قراءتها.(1/480)
612- ((ع)): وعن عبد الجبار بن عمر: أنه سمع كتاب عمر بن عبد العزيز أن تستفتحوا بـ: {بسم الله الرحمن الرحيم} وتستفتحوا بها في السور الأخرى.(1/484)
613- ((ع)): وعن مجاهد وجابر عن الشعبي أنهما كرها أن يكتب الجنب: {بسم الله الرحمن الرحيم}.(1/484)
614- ((ص)): وعن يعقوب بن جعفر بن سليمان بن علي بن #485# عبد الله بن عباس قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قال: {بسم الله الرحمن الرحيم} لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم صرف الله عنه سبعين باباً من أنواع البلاء أولها الغم والهم واللمم)).
قلت: هذا حديث غريب الإسناد وعالٍ من حديث يعقوب بن جعفر بن سليمان الهاشمي.(1/484)
615- ((ع)): وعن ابن جريج: أن سليمان عليه السلام لم يزد في كتابه على ما نص الله سبحانه عنه {إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم. ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين}.(1/485)
616- ((ع)): وعن عبد الله بن مسلم بن يسار، عن أبيه أنه كان #486# يكره أن يكتب {بم} حين تبدأ فتسقط السين.(1/485)
617- أخبرنا أبو طاهر السلفي رحمه الله في إجازته الكبرى قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن مسلم السلمي بدمشق يقول: سمعت أبا محمد عبد العزيز بن أحمد بن علي الحافظ يقول: سمعت أبا الطيب سلامة بن إسحاق الآمدي البزار الشاهد بثغر مَيَّا فارقين يقول: سمعت أبا الفضل محمد بن محمد بن محمد بن زكريا بن عامر بن موسى المعروف بمحمد بن أبي العباس الشاشي ببغداد يقول: سمعت أبا الحسن محمد بن الحسين الجرجاني الحافظ يقول: سمعت أبا الحسن علي بن الفضل المعروف بابن المري صاحب الحسن بن علي بن الناصر يقول: سمعت عبد الله بن أحمد البلخي يقول: سمعت يحيى بن خالد #487# البغوي الكاتب يقول: سمعت عبد الله بن طاهر يقول: سمعت جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك يقول: سمعت أبي يحيى بن خالد يقول: سمعت أبي خالد بن برمك يقول: سمعت عبد الحميد بن يحيى سمعت سالم بن هشام يقول: سمعت عبد الملك بن مروان يقول: سمعت زيد بن ثابت كاتب الوحي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا كتبت فبين السينة في بسم الله الرحمن الرحيم)).
قال أبو الفضل الشاشي: سمعت أبا الحسن الجرجاني الحافظ يقول: هذا حديث غريب من حديث عبد الملك بن مروان.(1/486)
618- وحدثنا أبو الطاهر أيضاً قال: حدثنا أبو الفرج محمد بن أبي حاتم القزويني إملاءً بمكة بانتقاء عليه سنة سبع وتسعين #488# وأربعمائة، حدثنا أبو علي عبيد الله بن محمد بن عبد الله الحسيني ببلخٍ؛ ثنا أبو القاسم يونس بن طاهر البصري إملاءً، ثنا محمد بن أبي الليث الترمذي، ثنا حمزة بن بهرام، عن عباد بن كثير، عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا تمد الباء إلى الميم حتى ترفع السين)).
وهذا أيضاً غريب مفيد.(1/487)
619- ((ع)): وعن ابن عون كتب لابن سيرين (بم)، فقال: مه اكتب سيناً، اتقوا أن يأثم أحدكم وهو لا يشعر.(1/488)
620- ((ع)): وعن ابن عونٍ أن عمر بن عبد العزيز ضرب كاتباً #489# كتب الميم قبل السين، فقيل له فيما ضربك أمير المؤمنين؟ فقال: في سين.(1/488)
621- ((نج)): وعن ابن عمر قال: بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يتذاكرون فضائل القرآن إذ قال قائل منهم خاتمة براءة، وقال قائل منهم خاتمة بني إسرائيل، وقال قائل: {كهيعص} و(طه) وأكثروا. وفي القوم عمرو بن معدي كرب الزبيدي في ناحية: إذ قال: يا أمير المؤمنين فأين أنتم من عجيبة {بسم الله الرحمن الرحيم}، فوالله إن في: {بسم الله الرحمن الرحيم} لعجيبة من العجب، فاستوى عمر رضي الله عنه وكان متكئاً فجلس، وكان يعجبه حديث عمرو، فقال له: يا أبا ثور حدثنا بعجيبة {بسم الله الرحمن الرحيم}، فقال: #490# يا أمير المؤمنين، إنه أصابنا في الجاهلية مجاعة شديدة، فاقتحمت بفرسي البرية أطلب شيئاً، فوالله ما أصبت إلا بيض النعام. وإن فرسي ليتقمم من غثاء البرية. فبينا أنا كذلك إذ رفعت لي خيل وماشية وخيمة، فأتيت الخيمة فإذا بجارية كأحسن البشر، وإذا بفناء الخيمة شيخ متكئ. فقلت لم دخلني من هول الجارية، ومن ألم الجوع: استأسر ثكلتك أمك فقال: يا هذا إن أردت القرى فانزل، وإن أردت معونة أعناك. فقلت: استأسر ثكلتك أمك، فقال لي: مثل قوله الأول، قال: ونهض نهوض شيخ لا يقدر على القيام، فدنا مني وهو يقول: {بسم الله الرحمن الرحيم}، ثم جذبني إليه فإذا أنا تحته وهو فوقي، فقال لي: أقتلك أو أخلي عنك؟ فقلت: بل خل عني. فنهض عني وهو يقول:
عرضنا عليك النزل منا تفضلاً ... فلم ترعوي جهلاً كفعل الأشائم
#491#
وجئت بعدوانٍ وظلم ودونما ... تمنيته في البيض حز الغلاصم
فقلت في نفسي: يا عمرو أنت فارس العرب، للموت أهون من المهرب من هذا الشيخ الضعيف، فدعتني نفسي إلى معاودته ثانية، وأنشأت أقول:
رويدك لا تعجل بليت بصارم ... سليل المعالي من هزبرٍ قماقم
أإن زل عمرو زلة أعجميةً ... ولم يك يوماً للفرار بحاجم
طمعت لما منتك نفسك تسلمن ... سقتك المنايا كأسها بالصرائم
فمالك فابذل دون نفسك تسلمن ... هنالك، أو تصبر لحز الغلاصم
فما دون ما تهواه للنفس مطمع ... سوى أن أحز الرأس منك بصارم
ثم قلت: استأسر ثكلتك أمك، فدنا مني وهو يقول: {بسم الله الرحمن الرحيم}. ثم جذبني جذبة مثلت تحته، فاستوى على صدري، فقال: أقتلك أم أخلي عنك؟ فقلت: بل خل عني. فنهض #492# وهو يقول:
بسم الله قد فزنا قديماً ... ورحمن رحيم به قهرنا
وهل تغني جلادة ذي حفاظ ... إذا يوما لمعركة نزلنا
وهل شيء يقوم لذكر ربي ... وقدماً بالمسيح هناك عدنا
سأقصم كل ذي جن وأنس ... إذا يوماً لمعضلة حللنا
فقلت: استأسر ثكلتك أمك. فدنا مني أيضاً وهو يقول: {بسم الله الرحمن الرحيم}. فملئت منه رعباً يا أمير المؤمنين، وكنا لا نعرف مع اللات والعزى شيئاً، ثم جذبني جذبة فصرت تحته، فقلت: خل عني. فقال: هيهات بعد ثلاث مرار، ما أنا بفاعل، ثم قال: يا جارية ائتيني بشفرةٍ، فأتت بها فجز ناصيتي، ثم نهض وهو يقول:
مننا على عمروٍ فعاد لحينه ... وثنا فثنينا فساء بما فعل
وفي اسم ذي الآلاء عز ومنعة ... ومحترز لو كان سامعه عقل
وكنا يا أمير المؤمنين إذا جز نواصينا استحيينا أن نرجع إلى #493# أهلينا حتى تنبت، فرضيت أن أخدمه حولاً، فلما حال علي الحول قال لي: يا عمرو، إني أريد أن تنطلق معي في البرية، وما بي من وجلٍ، وإني لواثقٌ بـ: {بسم الله الرحمن الرحيم}. فانطلقت معه حتى أتى وادياً، فهتف بأهله بـ: {بسم الله الرحمن الرحيم}. فلم يبق طائرٌ في وكره إلا طار، ثم هتف الثانية فلم يبق سبع في مربضه إلا نهض. ثم هتف الثالثة فإذا هو بأسود كالنخلة السحوق، وإذا هو لابس شعرٍ فرعبت، فقال الشيخ: لا ترع يا عمرو إذا نحن اصطرعنا فقل: غلبه صاحبي بـ: {بسم الله الرحمن الرحيم}.
قال: فاصطرعا، فقلت: غلبه صاحبي باللات والعزى، فلطمني لطمة كاد يقلع رأسي. فقلت له: لست بعائدٍ. قال: فاصطرعا فقلت: غلبه صاحبي بـ: {بسم الله الرحمن الرحيم}.
قال: فعلاه الشيخ فنفحه كما تنفح الفرس، وشق بطنه واستخرج منه كهيئة القنديل الأسود، فقال لي: يا عمرو هذا غشه #494# وكفره. قلت له: فداك أبي وأمي ما لك ولهؤلاء القوم؟ فقال: يا عمرو إن الجارية التي رأيت في الخباء هي الفارعة ابنة المستورد وكان رجلاً من الجن، وكان مؤاخياً لي، وكان على دين المسيح عليه السلام، وهؤلاء قومها، يغزوني كل سنة منهم رجل فينصرني الله عليه بـ: {بسم الله الرحمن الرحيم}. فانطلقنا حتى أمعنا في البرية فقال: يا عمرو، قد رأيت ما كان مني وأنا جائع فالتمس لي شيئاً آكله فالتمست فما وجدت إلا بيض النعام، فأتيته به وهو نائمٌ قد توسد إحدى يديه وتحته سيفه، وهو سيف طوله سبعة أشبار وعرضه أقل من شبرين وهو الصمصامة، فأخرجت سيفه من تحته فضربته ضربة قطعته بين الساقين، فقال لي: يا غدار ما أغدرك، فلم أزل أضربه حتى قطعته إرباً إرباً، فغضب عمر رضي الله عنه وقال: أنا أقول كما قال العبد الصالح يا غدار ظفر بك رجل من المسلمين فأنعم عليك ثلاث مرات، ووجدته نائماً فقتلته؟ والله لو كنت مؤاخذك في الإسلام بما فعلت في الجاهلية لقتلتك أنا به، ثم أنشأ عمر يقول:
إذا قتلت أخا الإسلام تظلمه ... أف لما جئته في سالف الحقب
#495#
الحر يأنف مما أنت تفعله ... تبا لما جئته في العجم والعرب
لو كنت آخذ في الإسلام ما فعلت ... أهل الجهالة والإشراك والصلب
لنالك اليوم مني سوء طالبة ... يدعى لذائقها بالويل والحرب
ثم قال: ما كان في حديثه يا عمرو؟ قال: فأتية الخيمة فاستقبلتني الجارية فقالت: يا عمرو، وما فعل الشيخ؟ قلت: قتله الحبشي. قالت: كذبت، بل قتلته أنت يا غدار، ثم دخلت الخيمة وجعلت تبكيه وهي تقول:
عين جودي لفارس مغوار ... واندبيه بواكفات غزار
سبع الحرب والفوارس يردى ... ورئيس الفخار يوم الفخار
لهف نفسي على بقائك عمرو ... وأسلمتك الحماة للأقدار
#496#
بعدما جز ما به كنت تسمو ... في زبيد ومعشر كفار
ولعمري لو رمته أنت حقا ... رمت منه كصارم بتار
فجزاك المليك سوءاً وهوناً ... عشت منه بذلة وصغار
فدخلت الخيمة أريد قتلها، فلم أر أحداً، كأن الأرض ابتلعتها، فاقتلعت الخيمة وسقت الماشية حتى أتيت بها قومي بني زبيد.(1/489)
622- ((عس)): وعن عبد الله بن عمر قال: بينما نحن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم نتذاكر فضائل القرآن، وعمر بن الخطاب أمير المؤمنين معنا. فقال رجل: (الحمد لله) ليس في التوراة ولا في الإنجيل مثلها. وقال قائلٌ: المعوذتان؛ لأن الله تبارك وتعالى عوذ بهما نبيه صلى الله عليه وسلم من فوق سبع سموات، إذ دخل علي بن أبي طالب #497# رضي الله عنه فقال: أين أنتم يا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من آية الكرسي سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((هبط علي جبريل فقال: يا محمد لكل شيء سيد؛ فسيد البشر آدم، وسيد ولد آدم أنت، وسيد الروم صهيب، وسيد فارس سلمان، وسيد الحبش بلال، وسيد الشجر السدر، وسيد الطير النسر، وسيد الشهور شهر رمضان، وسيد الأيام يوم الجمعة، وسيد الكلام العربية، وسيد العربية القرآن، وسيد القرآن سورة البقرة، وسيد البقرة آية الكرسي، وهي خمسون كلمة، ألا وإن آية الكرسي في جنب الشيطان كالأكلة في جنب ابن آدم. وليس في القرآن آية أعظم منها)).
فبينما نحن كذلك إذ دخل عمرو بن معدي كرب فسمع ما كنا فيه فقال: أين أنتم من فضل {بسم الله الرحمن الرحيم}؟ قال عمر: أفي الجاهلية يا عمرو أم في الإسلام؟ قال: بل في الجاهلية يا أمير المؤمنين. فاستوى جالساً وقال: حدثنا يا أبا ثور. فقال: نعم. أصابتنا مجاعةٌ شديدة، فخرجت أتعرض في الطريق فأقحمت فرسي في البرية، فوالله لقد أقمت عشراً وما لي طعام إلا بيض النعام، ولا أعلف فرسي إلا قمامة البرية، فبينا أنا سائر على فرسي إذ بدت لي #498# خيمةٌ من أدم، فلما رأيتها أقبلت نحوها مسرعاً فإذا حولها ماشية ونعم كثيرة، وإذا شيخ جالس وعلى رأسه جارية بيضاء، بضة، عفراء حسناء ذات عينين كحلاوين وحاجبين أزجين، وثغر لامع وجبين ناصع هيفاء لفاء ليست بالطويلة ولا الذميمة، أسفلها كثيب، وأعلاها قضيب فحمةٌ من بعيد، مليحة من قريب. لم أر مثلها حسناً وجمالاً. فلما رأيتها ورأيت كثرة الإبل والشاء. قلت: يا عمرو أبشر بالسلامة والغنيمة. فلما أشرفت على الشيخ قلت:استأسر ثكلتك أمك. قال: ومن أنت؟ قال: قلت: أنا عمرو بن معدي كرب. قال: يا عمرو أنصفني من نفسك أنت فارس وأنا راجل، فلما سمعت ذلك نزلت عن فرسي في الأرض. فقال: يا عمرو إني لم أقتل أحداً حتى أعرض عليه ثلاث خصال، فاختر أيها شئت. قلت: ما هي؟ قال: إن تشأ القرى فانزل علي. {بسم الله الرحمن الرحيم}؛ وإن تشأ مصارعة، وإن تشأ مسابقة.
#499#
فقلت في نفسي: شيخ كبير يريد المصارعة، المصارعة أحبهن إلي. قال: وتشاء ذلك يا عمرو؟ قلت: نعم فنادى الجارية فلفت كم درعها على كفها، وناولته عصابة كانت له من تحت الطنب، فشد بها حاجبيه إلى جبهته، وحسر عن ذراعيه، وحسرت أنا عن ذراعي، فكان أول ما تكلم به أن قال: اللهم انصرني عليه بقول: {بسم الله الرحمن الرحيم}. فاجتذبني يا أمير المؤمنين جذبةً فصرت تحته. فقال: أقتلك أم أخلي عنك؟ فقلت: بل خل عني. فاستوى جالساً وأنشأ يقول:
عرضنا عليك النزل منا تكرماً ... فلم تزدجر جهلاً كفعل الأشائم
وجئت ببهتان وزور ودونما ... تمنيته بالبيض حز الحلاقم
وبالأحرف اللائي ترويت حفظها ... دحضت، لحاك الله من أنف راغم
#500#
فلا تغترر مني بما فات إنني ... أبو أشبلٍ ضرغامةٍ للضراغم
فلما سمعت مقالته قلت لنفسي: يا عمرو، تعد بألف فارس، ويقتلك هذا الشيخ بهذه الكلمات. فقلت: واللات والعزى لأقتلنك، وأنشأت أقول:
رويدك لا تعجل، رميت بصارم ... سليل مغاوير كرام قماقم
أإن زل عمرو زلة أعجمية ... ولما يكن يوماً لحرب بحائم
فمالك فابذل دون نفسك تسلمن ... بنفسك أو فاصبر لحز الحلاقم
فما دون ما تحويه للنفس مطمع ... سوى أن أحز الرأس منك بصارم
#501#
قال: فوثب إلي ثانية وهو مغضب فاجتذبني جذية فصرت تحته. ثم قال: أأقتلك أم أخلي عنك؟ فقلت: بل خل عني. قال: لا والله حتى أجز ناصيتك. ثم قال: الجلمين يا جارية، فعرضت عليه مائة من الإبل فأبى، وأنشأ يقول:
مننا على عمرو فعاد لحينه ... وثنى فثنينا كفعل ذوي الفضل
وعاد بضعف الرأي منه سفاهةً ... فلم يلق عفواً من فعال أبي شبل
وفي عفو ذي الآلاء فخر ومنعة ... ومحترز لو كان عمرو أخا عقل
قال: فكنت عنده اثني عشر شهراً في فضل {بسم الله الرحمن الرحيم}. فلما تمت السنة نظر إلي وقال: والله يا عمرو ما لي إليك من وحشة، وما كنت متخذ المضلين عضداً، ولكني أريد أن أريك فضل {بسم الله الرحمن الرحيم}. #502# فاتبعني، فخرجت أقفو أثره في البرية حتى أشرفنا على وادٍ وحشٍ وعرٍ كثير الوحش، فنادى بأعلى صوته: {بسم الله الرحمن الرحيم}، فوالله ما بقي ذو أربع إلا خرج هارباً على وجهه، ثم نادى الثانية بها بأعلى صوته، فإذا أنا بأسود بعيد ما بين طرفيه كالنخلة السحوق، شفته العليا مستلقية على السفلى، والسفلى على صدره وعيناه كالياقوتتين الحمراوين، فلما رأيته قلت: هلكت وهلك صاحبي. فقال: يا عمرو لا تقل هذا، فإنه شيطان فإذا رأيتنا قد تآخذنا فقل: غلبه صاحبي بقول: {بسم الله الرحمن الرحيم}. فاستفوهتها من قول الشيخ ورجوت أن يغلبه الشيطان فلما تواخذا قلت: غلبه صاحبي باللات والعزى خلافاً لقول الشيخ. فلا الشيخ غلب ولا الشيطان، ثم أقبل الشيخ نحوي وقد غضب غضباً شديداً فلطمني لطمة ظننت والله يا أمير المؤمنين أنه قد اقتلع الذي فيه عيناني، ثم قال: قاتلك الله يا غدار، ألم أقل لك: إذا رأيتنا قد تآخذنا فقل: غلبه صاحبي بقول: {بسم الله الرحمن الرحيم}. فقلت: أنا أفعل ذلك يا عم، ثم تآخذا فوالله ما أتممت الكلمة حتى ذبحه الشيخ. فقال: يا عمرو، رأيت الجارية التي في الخدر؟ قلت: نعم. قال: تلك الفارعة #503# بنت المستورد، أبوها رجل من الجن زوجنيها، وهؤلاء بنو عمها يغزوني في كل عام منهم رجل فيقاتلني حسداً عليها، فأقلته بهؤلاء الكلمات. ثم قال لي: يا عمرو، هل أنت ملتمس لي شيئا من الغذاء فقد أصابتني مجاعةٌ شديدةٌ فقلت: نعم. فخرجت ألتمس فما أصبت إلا بيض النعام، فانصرفت وهو نائمٌ وتحت رأسه جذع نخرٌ، فضربت بعيني في الجذع فإذا أنا بالصمصامة فأخذتها فإذا هي كالخشبة فضربته بها ضربة أبريت بها قوائمه، وتركته مختضباً بدمه. فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قاتلك الله يا عمرو يا غدار لو كنت آخذ في الإسلام بما فعل في الجاهلية لأمرت بضرب عنقك. ثم أنشأ عمر يقول:
العجم تأنف مما جئت والعرب ... تبا لما جئته في السيد الأرب
مثلت غدراً أخا الإسلام عن كثب ... ما أن سمعت بذا في سالف الحقب
#504#
إني لأعجب أني نلت قتلته ... أم كيف -ويحك- مما جئت لم تتب
لو كنت آخذ في الإسلام ما فعلوا ... في الجاهلية أهل الشرك والنصب
إذاً لنالك من فعلي مجرعة ... يدعى لذائقها بالويل والحرب
ثم قال عمر: أتم الحديث يا عمرو. قلت: نعم يا أمير المؤمنين ثم مضيت إلى الجارية مسرعاً فلما رأتني قالت: ما فعل الشيخ؟ فقلت: قتله الشيطان. فقالت: هيهات كذبت. ما كان والله ليقتله وقد أعطاه الله كلمات من كنوز عرشه، بل أنت قتلته ومكرت به، يا غدار. ثم أنشأت تقول:
عيني جودي على الفتى المغوار ... واندبيه بواكفات غزار
لا تملي البكاء إن خانك الدهر ... لحامي حقيقة صبار
واندبي خير من رمته المنايا ... عن رحاها بالخائن الغدار
ناله بعد إذ عفاه مراراً ... ومراراً فالقلب يكوى بنار
#505#
لهف نفسي على بقائك عمرو ... أسلمتك الأقدار للأعمار
فجزاك الإله بالغدر شرا ... ثم ما عشت عشت في تصغار
فلقد خست بالكريم فعالاً ... بعد أسرٍ وذلة وصغار
قال: فقلت لها: أولست أغض منه شباباً، وأحسن وجهاً؟ فقالت: ما تشاء يا عمرو؟ فقلت: أكون لك أفضل مما كان الشيخ. فقالت: مكانك فدخلت الخدر فنادت بأعلى صوتها: خل بيني وبينه بقول: {بسم الله الرحمن الرحيم}. فكان والله يا أمير المؤمنين آخر العهد بها. فانصرفت على غير شيء أصبت.(1/496)
623- ((ث)): وعن أبي هريرة أنه قال: إذا قرأتم أم القرآن فلا تدعوا #506# {بسم الله الرحمن الرحيم}، فإنها إحدى آياتها، وإنها السبع المثاني.(1/505)
624- وقال مكي: {بسم الله الرحمن الرحيم} يدل على اسم باطن، وهو الاسم المخزون المكنون الذي إذا دعي الله تعالى به أجاب.(1/506)
625- ((مد)): وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: {بسم الله #507# الرحمن الرحيم} فرددها عشرين مرة، وإنما رددها رسول الله صلى الله عليه وسلم لتدبره في معانيها.(1/506)
626- ((نم)): وعن أبي الجوزاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: من كانت له حاجة إلى الله تعالى فليصم الأربعاء والخميس. فإذا كان يوم الجمعة تطهر وراح إلى الجمعة فتصدق بصدقة؛ قلت أو كثرت. فإذا صلى الجمعة قال: اللهم إني أسألك باسمك؛ {بسم الله الرحمن الرحيم}، الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم.
وأسألك باسمك؛ {بسم الله الرحمن الرحيم}، الذي لا إله إلا هو الحي القيوم الذي لا تأخذه سنةٌ ولا نومٌ، الذي ملأت عظمته السموات والأرض.
وأسألك باسمك؛ {بسم الله الرحمن الرحيم}، الذي لا إله إلا هو الذي عنت الوجوه له، وخشعت له الأبصار، ووجلت #508# القلوب من خشيته، أن تصلي على محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وأن تعطيني حاجتي وهي كذا وكذا؛ فإنه يستجاب له إن شاء الله تعالى.(1/0)
627- ((ك)): وروي عن عيسى ابن مريم صلوات الله عليه أنه قعد بين يدي مؤدب له، فقال له المؤدب: قل: {بسم الله الرحمن الرحيم}. فقال عيسى: وما {بسم الله}؟ فقال المؤدب: لا أدري. فقال عيسى عليه السلام: الباء بهاء الله، والسين سناء الله، والميم ملكه.(1/508)
628- وفي رواية عن الحسن أنه قال: والميم مجده.(1/508)
[51] ما جاء في قول {بسم الله الرحمن الرحيم} عند الأكل والشرب
629- ((نج)): وعن نوفٍ البكالي قال: قال كعب الأحبار: إني لأجد في كتاب الله المنزل أنه ليس من عبد مسلم يرفع لقمة إلى فيه فيقول من قبل أن يدخلها: {بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين}، إلا لم تجاوز تراقيه حتى تغفر له ذنوبه وإن كانت ذنوبه قد ملأت ما بين السماء والأرض، وإذا شرب مثل ذلك.(1/508)
#509#
[52] ما جاء فيمن قرأ {بسم الله الرحمن الرحيم} ووصلها بأم الكتاب
630- بالله العظيم لقد أخبرني الحاج أبو الحسن علي بن أحمد بن سعيد قراءة مني عليه وقال:
#510##514#
بالله العظيم لقد أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد بوادي الينبع وقال: بالله العظيم لقد سمعت الخطيب أبا الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي بالموصل بمسجد إقرائه يقول: بالله العظيم، لقد سمعت من والدي أحمد بن محمد الطوسي يقول: بالله العظيم لقد سمعت المبارك بن أحمد بن محمد النيسابوري يقول: بالله العظيم لقد سمعت من لفظ #515# الرئيس الجليل أبي بكر الفضل بن محمد الهروي يقول: بالله العظيم لقد قال الشيخ أبو بكر محمد بن علي الشاشي الشافعي من لفظه بكرهون من بلاد الهند، وقال: بالله العظيم لقد حدثنا عبد الله المعروف بأبي نصر السرخسي وقال: بالله العظيم لقد حدثنا محمد بن الفضل وقال: بالله العظيم لقد حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن يحيى الوراق وقال: بالله العظيم لقد حدثنا محمد بن يونس الطويل الفقيه، وقال: بالله العظيم لقد حدثنا محمد بن الحسن العلوي الزاهد، وقال: بالله العظيم لقد حدثني موسى بن عيسى بن علي، وقال: بالله العظيم لقد حدثني أبو بكر الراجعي بالبصرة وقال: بالله العظيم لقد حدثني عمار بن موسى البرمكي وقال: بالله العظيم لقد حدثني أنس بن مالك وقال: بالله العظيم لقد حدثني علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال: بالله العظيم لقد حدثني أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقال: بالله #516# العظيم لقد حدثني المصطفى صلى الله عليه وسلم وقال: ((بالله العظيم لقد حدثني جبريل عليه السلام وقال: بالله العظيم لقد حدثني ميكائيل عليه السلام وقال: بالله العظيم لقد حدثني إسرافيل عليه السلام وقال: قال الله تعالى: يا إسرافيل بعزتي وجلالي وجودي وكرمي من قرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم} متصلة بفاتحة الكتاب مرة واحدة اشهدوا علي أني قد غفرت له، ولو كان كافراً حقاً، وقبلت منه الحسنات وتجاوزت عنه السيئات ولا أحرق لسانه في النار، وأجيره من عذاب القبر وعذاب النار وعذاب القيامة والفزع الأكبر، ويلقاني قبل الأنبياء والأولياء)).(2/509)
631- بالله العظيم لقد حدثني الصاحب الأكرم أبو جعفر أحمد بن يحيى بن عميرة الضبي رحمه الله، سماعاً مني عليه بغرناطة في شهر ذي القعدة سنة سبع وتسعين وخمسمائة وقال: بالله العظيم لقد حدثني قاضي #517# الحرمين أبو حفص بالمسجد الحرام تجاه الكعبة المعظمة وقال: بالله العظيم لقد حدثنا القاضي أبو المظفر وقال: بالله العظيم لقد أخبرني الفقيه أبو علي الحسين بن محمد الطوسي المعروف بالصاهكي وقال: بالله العظيم لقد حدثنا أبو العباس أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا الطريتيني المقري وقال: بالله العظيم لقد حدثنا الفضل بن محمد الكاتب الهروي وقال: بالله العظيم لقد حدثنا محمد بن علي الشاشي الشافعي بلفظه بكرهون من بلاد الهند وقال: بالله العظيم لقد حدثنا عبد الله المعروف بأبي نصر السرخسي وقال: بالله العظيم لقد أخبرنا محمد بن الفضل وقال: بالله العظيم لقد حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى الوراق وقال: بالله العظيم لقد حدثني محمد بن يونس الطويل الفقيه وقال: بالله العظيم لقد حدثني محمد بن الحسن العلوي الزاهد، وقال: بالله العظيم لقد حدثني موسى بن عيسى وقال: بالله العظيم لقد حدثني #518# أبو بكر الراجعي بالبصرة وقال: بالله العظيم لقد حدثني عمار بن موسى البرمكي، وقال: بالله العظيم لقد حدثني أنس بن مالك، وقال: بالله العظيم لقد حدثني علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال: بالله العظيم لقد حدثني أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقال: بالله العظيم لقد حدثني المصطفى صلى الله عليه وسلم وقال: ((بالله العظيم، لقد حدثني جبريل عليه السلام وقال: بالله العظيم لقد حدثني ميكائيل عليه السلام وقال: بالله العظيم لقد حدثني إسرافيل عليه السلام وقال: قال الله تبارك وتعالى: يا إسرافيل بعزتي وجلالي، وجودي وكرمي من قرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم} متصلة بفاتحة الكتاب مرة واحدة اشهدوا علي أني قد غفرت له، وقبلت منه الحسنات وتجاوزت عنه السيئات ولا أحرق لسانه في النار، وأجيره من عذاب القبر وعذاب النار وعذاب القيامة والفزع الأكبر، ويلقاني مع الأنبياء والأولياء أجمعين)).(2/516)
632- وحدثني القاضي الحاج أبو عبد الله محمد بن أحمد بن #519# محمد الأنصاري، مما كتب به إلي في مستهل رجب الفرد من عام ثمانية وتسعين وخمسمائة فقال: بالله العظيم لقد سمعت الشيخ الإمام العالم الراوية المعمر الفاضل الخطيب مجد الدين وفخر الإسلام أبا الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي بمسجد إقرائه بمدينة الموصل يقول: بالله العظيم لقد سمعت والدي أبا نصر أحمد بن محمد يقول: بالله العظيم لقد سمعت المبارك بن أحمد النيسابوري المقري يقول: بالله العظيم لقد سمعت من لفظ الرئيس الجليل أبي بكر الفضل بن محمد الكاتب الهروي في جامع المنصور وقال: بالله العظيم.. .. الحديث بمثل حديث شيخنا أبي الحسن علي بن أحمد بن سعيد سنداً ومتناً.(2/518)
[53] باب ما جاء في فضل فاتحة الكتاب
633- ((ت)): عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من صلى #520# صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداجٌ، فهي خداج غير تمام)).
قال: قلت يا أبا هريرة، إني أحياناً أكون وراء الإمام. قال: ابن الفارسي فاقرأها في نفسك، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي، ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل.
يقوم العبد فيقول: {الحمد لله رب العالمين}.
#521#
فيقول الله: حمدني عبدي.
فيقول: {الرحمن الرحيم}.
فيقول الله: أثنى علي عبدي.
فيقول: {مالك يوم الدين}.
فيقول الله: مجدني عبدي.
وهذا لي وبيني وبين عبدي:
{إياك نعبد وإياك نستعين}.
وآخر السورة لعبدي، ولعبدي ما سأل. يقول: {اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم. غير المغضوب عليهم. ولا الضالين}.(2/519)
634- ((خ، س، ع، م)): وعن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)).
#522#
وفي رواية: ((لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن)).
قلت: هذا حديث صحيح متفق على صحته، خرجه البخاري، ومسلم والنسائي.(2/521)
635- ((م، غ)): وعنه عن عبادة بن الصامت أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن فصاعداً)).(2/522)
636- ((ع)): وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله #523# عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي، ولعبدي ما سأل.
يقوم العبد فيقول: {الحمد لله رب العالمين}.
فيقول الله: حمدني عبدي.
ويقول العبد: {الرحمن الرحيم}.
فيقول الله: أثنى علي عبدي.
ويقول العبد: {مالك يوم الدين}.
فيقول الله تعالى: مجدني عبدي.
ويقول العبد:
{إياك نعبد وإياك نستعين}.
فيقول الله تعالى: هذه بيني وبين عبدي أولها لي وآخرها لعبدي، ولعبدي ما سأل.
ويقول العبد: {اهدنا الصراط المستقيم}.. .. إلى آخرها.
فيقول الله عز وجل: ((هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)).
قلت: وخرجه أبو جعفر الطبري من طرق كثيرة عن أبي هريرة أيضاً بغير هذا اللفظ.(2/522)
#524#
637- ((س)): وعن أبي السائب مولى هشام بن زهرة يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداجٌ، هي خداجٌ، هي خداجٌ غير تمام)) فقلت: يا أبا هريرة، إني أحياناً أكون وراء الإمام. فغمز ذراعي وقال: اقرأ بها يا فارسي في نفسك؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي، ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأوا.
يقول العبد: {الحمد لله رب العالمين}.
#525#
يقول الله: حمدني عبدي.
يقول العبد: {الرحمن الرحيم}.
يقول الله: أثنى علي عبدي.
يقول العبد: {مالك يوم الدين}.
يقول الله: مجدني عبدي، وهذه الآية بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل.
يقول العبد: {اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم. غير المغضوب عليهم. ولا الضالين}.
فهؤلاء لعبدي، ولعبدي ما سأل)).(2/524)
638- وفي رواية عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كل صلاة #526# لا يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداجٌ، فهي خداجٌ، فهي خداجٌ)).. الحديث وفيه: ((فإذا قال: {مالك يوم الدين}.
قال الله: مجدني عبدي أو قال: فوض إلي عبدي)).(2/525)
639- ((غ)): وعن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أيما رجل صلى صلاة بغير قراءةٍ فهي خداجٌ غير تمام)). قال: قلت: إني لا أستطيع أن أقرأ مع الإمام، قال: اقرأ في نفسك؛ فإن الله عز وجل قال: ((قسمت الصلاة بيني وبين عبدي فأولها لي، وأوسطها بيني وبين عبدي، وآخرها لعبدي، وله ما سأل:
{الحمد لله رب العالمين}.
#527#
قال: حمدني عبدي.
قال: {الرحمن الرحيم}.
قال: أثنى علي عبدي.
قال: {مالك يوم الدين}.
قال: مجدني عبدي. فهذا لي:
قال: {إياك نعبد وإياك نستعين}.
قال: أخلص العبادة لي. واستعانني عليها، وهذا بيني وبين عبدي وله ما سأل.
قال: {اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم. غير المغضوب عليهم. ولا الضالين}.(2/526)
فهذا له، وله ما سأل)).(2/527)
#528#
640- ((ق)). وقال النبي صلى الله عليه وسلم ((أفضل القرآن: {الحمد لله رب العالمين})).(2/528)
641- ((ق)): وقال عليه السلام: ((أم القرآن ثلثا الحكمة)).(2/528)
642- ((ع)): وعن مكحول قال: أم القرآن: قراءة، ومسألة، ودعاء.(2/528)
#529#
643- ((ط)): وعن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((إن الله أوحى إليه فيما منَّ به عليه: إني أعطيتك فاتحة الكتاب من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين)).(2/529)
644- ((ث)): وقال أبو سعيد الخدري: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((فاتحة الكتاب شفاء من كل سم)).(2/529)
#530#
645- ((نج)): وعن عبد الملك بن عمير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((فاتحة الكتاب فيها شفاءٌ، من كل داءٍ)).(2/530)
646- ((ت)): وعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أبي بن #531# كعب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا أبي)) وهو يصلي، فالتفت إليه ولم يجبه، وصلى أبي فخفف، ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((وعليك السلام، ما منعك يا أبي أن تجيبني إذ دعوتك؟)) فقال: يا رسول الله إني كنت في الصلاة، قال: ((أفلم تجد فيما يوحى إلي أن: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
قال: بلى، ولا أعود - إن شاء الله. قال: ((تحب أن أعلمك سورةً #532# لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها؟)) قلت: نعم يا رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((كيف تقرأ في الصلاة؟)) قال: فقرأت أم القرآن. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في القرآن مثلها، وإنها سبع من المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيته)).
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.(2/530)
647- ((ع)): وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ عليه أبي بن كعبٍ أم القرآن فقال: ((والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في القرآن مثلها؛ إنها للسبع من المثاني))، أو قال: ((السبع المثاني والقرآن العظيم، الذي أعطيت)).(2/532)
#533#
648- ((س، ذر)): وعن ثابت، عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ فنزل، ونزل رجلٌ إلى جانبه فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ((ألا أخبرك بأفضل القرآن؟)) قال: فتلا عليه: {الحمد لله رب العالمين}.(2/533)
649- ((ذر)): وعن مالك، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد مولى عامر بن كريز قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي بن كعب وهو يصلي، فناداه، فلم يجبه وهو يصلي، ثم انصرف أبي، #534# فلحقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إني لأرجو أن لا أخرج من المسجد حتى تعلم سورةً ما أنزل في التوراة، ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها)). قال أبي: فجعلت أبطئ، فلما دنونا من باب المسجد قلت: يا رسول الله، السورة التي وعدتني. قال: ((كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة؟)) فقرأت: {الحمد لله رب العالمين} حتى ختمها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((هي هذه السورة، هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيته)).(2/533)
650- ((طا)): وعن العلاء بن عبد الرحمن أن أبا سعيد مولى عامر بن كريزٍ، أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى أبي بن كعب وهو يصلي، فلما فرغ من صلاته لحقه فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على يده، وهو يريد أن يخرج من باب المسجد، فقال: ((إني لأرجو أن لا أخرج من المسجد حتى تعلم #535# سورةً ما أنزل في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها)) فقال أبي: فجعلت أبطئ في المشي رجاء ذلك، ثم قلت: يا رسول الله السورة التي وعدتني. قال: ((كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة؟)) قال: فقرأت عليه: {الحمد لله رب العالمين} حتى أتيت على آخرها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((هي هذه السورة. وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيت)).(2/534)
651- ((حـ)): وقال النبي صلى الله عليه وسلم : {الحمد لله رب العالمين}.
#536#
سبع آياتٍ، إحداهن: {بسم الله الرحمن الرحيم}.(2/535)
651- ((حـ)): وقال النبي صلى الله عليه وسلم : {الحمد لله رب العالمين}.
#536#
سبع آياتٍ، إحداهن: {بسم الله الرحمن الرحيم}.
وهي ((السبع المثاني)). وهي ((أم الكتاب))، وهي ((فاتحة الكتاب)).(2/536)
652- قال أبو بكر: إنما قيل لها: ((أم الكتاب)). لأنها تتقدم القرآن، وتؤمه، وما تقدم الشيء فقد أم ما بعده.(2/536)
653- وقال ابن عباس: قيل لها: ((أم الكتاب)) لأن العلم توالد منها، وقيل لها: ((أم الكتاب)) لأنها تكرر في كل ركعة.(2/536)
#537#
654- قال عبد الملك بن حبيب رحمه الله: المثاني كل سورة من القرآن لم تبلغ مائة آية.(2/537)
655- ((ث)): وعن أبي هريرة قال: قال النبي عليه السلام: ((من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج غير تمام، ثلاث مرات)).(2/537)
656- ((ح)): وعن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداجٌ غير تمام)).
قال: فقال له رجل: يا أبا هريرة، إني أكون أحياناً وراء الإمام قال: اقرأ بها في نفسك يا فارسي؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: #538# ((قال الله تبارك وتعالى: قسمت هذه السورة بيني وبين عبدي، فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل.
فإذا قال العبد: {بسم الله الرحمن الرحيم}.
قال الله: ذكرني عبدي..
وإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}.
قال الله تبارك وتعالى: ((حمدني عبدي.. .. )) الحديث.
قلت: تفرد آدم بن أبي إياس بذكر:
{بسم الله الرحمن الرحيم}.
في حديثه عن ابن سمعان، وآدم من شرط الشيخين، ومذهبهما أن الزيادة عندهما من الثقة مقبولة.(2/537)
657- ((س)): وعنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: ((إذا قال الإمام: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}.
#539# فقولوا: ((آمين))؛ فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)).(2/538)
658 ((ع)): وعن الحسن قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ فاتحة #540# الكتاب فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان)).(2/539)
659- ((نج)): وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي الدرداء قال: قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي ربما قمت فركعت ركعات لا أقرأ فيهن إلا بفاتحة الكتاب أتجزئ ما لا تجزئ البقرة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((بخٍ بخٍ، فاتحة الكتاب تجزئ ما لا تجزئ البقرة وآل عمران، والنساء والمائدة، إذا لم يقرأ معهن بفاتحة الكتاب)).
فقال حذيفة: يا رسول الله، ربما قرأت البقرة وذواتها لا أقرأ معهن بفاتحة القرآن. فقال: ((إن فاتحة القرآن تجزئ ما لا يجزئ شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب وضعت في كفة #541# الميزان، ووضع القرآن في كفة الميزان لرجحت فاتحة الكتاب سبع مرات)).(2/540)
660- ((حـ)): وعن إسماعيل بن رافع: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أم القرآن تجزئ عن غيرها، ولا يجزئ غيرها عنها)).(2/541)
661- ((خ)): وعن أبي سعيد بن المعلى قال: كنت أصلي، فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي. قال: ((ألم يقل الله تعالى: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم})).
#542#
ثم قال: ((ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد)) فأخذ بيدي فلما أردنا أن نخرج قلت: يا رسول الله، إنك قلت: لأعلمنك أعظم سورة من القرآن، قال: (({الحمد لله رب العالمين} هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)).(2/541)
662- ((طا)): وعن أبي نعيم وهب بن كيسان: أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: من صلى ركعةً فلم يقرأ فيها بأم القرآن فلم يصل، إلا وراء الإمام.(2/542)
663- ((حـ)): وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ فاتحة الكتاب، فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وصحف إبراهيم وموسى وجميع الكتب التي أنزل الله على أنبيائه صلى الله عليهم أجمعين)).(2/542)
664- ((س)): وعن أبي سعيد بن المعلى قال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم #543# وأنا أصلي، فدعاني فلم آته حتى صليت، ثم أتيته، فقال: ((ما منعك أن تأتيني))؟ قلت: كنت أصلي. قال: ((ألم يقل الله تعالى: {استجيبوا لله وللرسول})).
قال: ((ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد؟))، فذهب ليخرج فذكرته، فقال: (({الحمد لله رب العالمين} هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)).(2/542)
665- ((ع)): وعن سعيد بن جبير قال: سألت ابن عباس عن قول الله #544# تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني}.
قال: هي أم القرآن استثناها الله تعالى لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فدخرها لهم حتى أخرجها لهم، ولم يعطها أحداً قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
قال: سعيد بن جبير: ثم قرأها ابن عباس، وقرأ فيها: {بسم الله الرحمن الرحيم}.
قال سعيد: إن ابن عباس قال لهم: {بسم الله الرحمن الرحيم} آية من القرآن.(2/543)
666- ((حـ)): وعن معاوية بن صالح عن أبي فروة قال: نخر إبليس #545# ثلاث نخرات، لما أخرج من الجنة وأهبط إلى الأرض، بعث الله إليه ملكاً فنزع عنه لباسه فنخر عند ذلك نخرة. ونخر نخرة ثانية حين بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم ، ونخر نخرة ثالثة حين أنزلت أم القرآن.(2/544)
657- ((س)): وعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قال الإمام: {غير المغضوب عليهم. ولا الضالين}.
فقولوا: ((آمين)). فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)).(2/545)
#546#
667- ((ع)): وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قول الله عز وجل: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني}؛ قال: هي فاتحة الكتاب.(2/546)
668- ((حـ)): وعن مجاهد قال: فاتحة الكتاب مدنية.(2/546)
#547#
669- قال عبد الملك بن حبيب: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لو وضعت أم الكتاب في كفة الميزان ووضع سائر القرآن في الكفة الأخرى لرجحت أم القرآن)).(2/547)
670- وعن وهب بن منبه أنه قال: اشترى رجلٌ جاريةً أعجمية، فأصبحت فصيحة وهي تقول: يا سيدي، علمني أم القرآن. فقال لها المولى وكان مدنياً: ويحك. أمسيت أعجمية وأصبحت فصيحة؟ قالت: نعم لرؤيا رأيتها البارحة. قال: ما رأيت؟ قالت: رأيت كأن الدنيا كلها قد اضطرمت ناراً، ورفع منها طريق مثل شراك النعل إلى الجنة، وكان موسى عليه السلام قد أقبل على الطريق، وحوله اليهود، فربما وقف والتفت إليهم، وقال: سوءةً لكم، فما أمرتكم أن تتهودوا. قال: #548# فسقطوا يميناً وشمالاً في النار، وقد مر موسى عليه السلام وحده حتى دخل الجنة، وأقبل على أثره عيسى عليه السلام، وحوله النصارى، فربما وقف والتفت إليهم، وقال: سوءةً لكم، أنا أمرتكم أن تتنصروا؟ فسقطوا يميناً وشمالاً في النار، ومر عيسى وحده حتى دخل الجنة. ثم أقبل على أثره محمد صلى الله عليه وسلم وحوله أمته فربما وقف والتفت إليهم، فقال: أمرتكم أن توحدوا الله ربكم، وقد آمنتم، فلا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون، فمرت أمته كلها حتى دخلوا الجنة، وبقيت أنا وامرأتان على باب الجنة. فقال الله تعالى: انظروا هل قرأتا أم القرآن؟ فسألهما خزنة الجنة: هل قرأتم سورة الحمد؟ قالتا: نعم. فقالوا: اقرءا فقرأتاها. قال رضوان: ادخلا الجنة. وقالوا لي: ألا تتعلمين أم القرآن؟ فعلمني يا مولاي أم القرآن.(2/547)
#549#
671- ((ها)): وعن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال: سألت #550# #551# رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخصني بثواب القرآن فقال: ((نعم، أيما مسلمٍ قرأ فاتحة الكتاب، أعطي من الأجر كأنما قرأ القرآن، وأعطي من الأجر كأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة)).(2/549)
672- ((م، س)): وعن ابن عباس قال: بينما جبريل عليه السلام قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضاً من فوقه، فرفع جبريل بصره فقال: هذا باب من السماء فتح لنا اليوم ولم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملكٌ. فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض، لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال: أبشر بنورين اثنين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك، ((فاتحة الكتاب))، و((خواتيم سورة البقرة))؛ لن تقرأ بحرف منها إلا أعطيته.
#552#
متن الحديث لمسلم، ورواه النسائي بمعناه.(2/551)
673- ((حـ)): وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم، أنزلت عليك سبعاً، ثلاثاً لي، وثلاثاً لك، وواحدة بيني وبينك. فأما الثالثة اللاتي لي: فـ: {الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين}.
وأما الواحدة التي بيني وبينك: فـ: {إياك نعبد وإياك نستعين}. منك العبادة ومني العون لك.
وأما الثلاثة اللاتي لك؛ فـ: {اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}.
فالمغضوب عليهم اليهود، {ولا الضالين} النصارى ضلت هداها)).(2/552)
674- ((د)): وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (({الحمد #553# لله رب العالمين} أم الكتاب، وأم القرآن والسبع المثاني)).(2/552)
675- ((ع)): وعن محمد بن كعب القرظي قال: فاتحة الكتاب سبع آيات بـ: {بسم الله الرحمن الرحيم}.(2/553)
676- ((على)): وعن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {الحمد لله رب العالمين} سبع آيات، أولها: {بسم الله الرحمن الرحيم}، وهي السبع المثاني، وهي فاتحة الكتاب، وأم القرآن)).(2/553)
677- ((ع)): وعن ابن شهاب أنه كان يقول: من ترك: {بسم الله الرحمن الرحيم}؛ فقد ترك آيةً من كتاب الله تعالى.(2/553)
#554#
678- ((د)): وعن أبي سعيد بن المعلى: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو يصلي فدعاه قال: فصليت، ثم أتيته. قال: ((ما منعك أن تجيبني؟ قال: كنت أصلي. قال: ((ألم يقل الله: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}، لأعلمنك أعظم سورة من -أو في- شك خالد -القرآن قبل أن أخرج من المسجد)).
قال: قلت: يا رسول الله، قولك. قال: {الحمد لله رب العالمين}، وهي السبع المثاني الذي أوتيت والقرآن العظيم)).(2/554)
679- ((ع)): وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد قرأ #555# عليه أبي بن كعب أم القرآن، فقال: ((والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، إنها السبع من المثاني –أو قال: السبع المثاني- والقرآن العظيم الذي أعطيت)).(2/554)
680- ((حـ)): وعن حسين بن عبد الله بن ضميرة، عن أبيه عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أم القرآن ثلثا حكمة القرآن، و{قل هو الله أحدٌ} ثلث حكمة القرآن. فمن قرأها كلتيهما فقد أتم حكمة القرآن كلها)).(2/555)
#556#
681- ((ت)): وعن أبي هريرة، عن أبي بن كعب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن، وهي #557# السبع المثاني، وهي مقسومة بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل)).(2/556)
682- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله تبارك وتعالى أعطاني السبع المثاني مكان التوراة، وأعطاني الطواسين مكان الزبور وفضلني بالحواميم والمفصل، ما قرأهن نبيٌ قبلي)).(2/557)
683- ((حـ)): وعن أبي المليح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطاني #558# ربي فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة من كنزه الذي تحت عرشه. لم يعطها نبيٌ قبلي)).(2/557)
684- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة الفاتحة فكأنما تصدق على جميع المؤمنين)).(2/558)
685- ((ذر، نج)): وعن واثلة بن الأسقع الليثي قال: قال رسول الله: ((أعطيت مكان التوراة السبع الطول، وأعطيت مكان #559# الإنجيل المئين، وأعطيت مكان الزبور المثاني، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، لم يعطها نبي قبلي، وأعطاني ربي المفصل نافلة)).
واللفظ لأبي ذر.(2/558)
686- ((مد)): وعن علي رضي الله عنه قال: لو شئت لأوقرت سبعين بعيراً من تفسير فاتحة الكتاب.(2/559)
687- ((ح)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من شيء أحب إلى الله تعالى من سورة الحمد)).(2/559)
688- وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {الحمد لله} شفاء من كل داء، وسم، #560# وشر إلا الموت، وهي تعدل ربع القرآن)).(2/559)
689- ((حـ)): وعن أنس أنه قال: {الحمد لله رب العالمين} تفضل سائر الذكر بثلاثين حسنة.(2/560)
690- ((حـ)): وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من لقي منكم الدجال فليقرأ عليه فاتحة الكتاب)).(2/560)
691- وقال أبو الحسن علي بن عمر الحمامي رضي الله عنه: لما أنزل الله تعالى على رسول الله صلى الله عليه وسلم : {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً}.
قال عليه السلام لجبريل عليه السلام: ((يا أخي، أذكر الله ربي عز وجل ألف مرة في كل يوم؟ فقال له: يا محمد: إنما أنا سفير بينك وبين ربك، فقال له: يا أخي فأذكر ربي ألفي مرة في كل يوم؟ فقال #561# له: يا محمد إنما أنا سفيرٌ بينك وبين ربك، وعرج إلى السماء ثم هبط إليه فقال له: يا رسول الله العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول لك: اذكرني على عدد ما خلقت وما أنا خالقه إلى يوم القيامة، اذكرني على عدد الرطب واليابس، اذكرني على عدد الحلو والحامض، فإن طال ذلك عليك وعلى أمتك فاعلم أني قد أنزلت مائة كتاب وأربعة كتب، وجمعت المائة كتاب والأربعة الكتب في الكتاب الذي أنزلته عليك، وخصصتك بسورة الحمد، لم أنزلها في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في كتاب. خصصتك بها؛ لأني حمدت نفسي بنفسي لنفسي في الأزل؛ إذ كنت أنا الشاهد ولا شاهد معي، فخصصت الحمد لنفسي، ثم سبق في علمي أن سوف أفترض حمدي على عبادي، وعلمت عجز عبادي عن أداء واجب حمدي، فتحملت حمد عبادي كلهم بنفسي #562# لنفسي، ثم أنزلت عليك في محكم كتابي: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.
يا محمد إذا وقف العبد بين يدي فقال: ((الله أكبر)) رفعت الحجاب فيما بيني وبينه، فإذا قال: {الحمد لله}، قلت: عبدي، من ذا الإله؟ فيقول: {رب العالمين}. فأقول عبدي، من رب العالمين؟ فيقول: {الرحمن الرحيم}، فأقول: عبدي، من {الرحمن الرحيم}؟ فيقول: {مالك يوم الدين}، فأقول: عبدي من ملك يوم الدين؟ فيقول: {إياك نعبد وإياك نستعين}، فأقول: عبدي هذا لي، فهل من حاجة؟ فيقول: {اهدنا الصراط المستقيم}، فأقول: عبدي ما الصراط المستقيم؟ فيقول: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}.
فإن قال: ((آمين)). قلت: عبدي، أكملت عليك نعمتي وبذلت لك عطيتي، وأنا رب العالمين.
يا محمد مثل الحمد كمثل رجل جمع عنده فضة ورام السفر بها فثقل عليه حملها، فباع الفضة واشترى ذهباً، فثقل عليه حمله، فباع الذهب واشترى جوهراً، فلما أراد السفر خف عليه حمله. كذلك الله #563# ربك يقول لك: جمعت لك الكتب المنزلة في القرآن، وجمعت القرآن في سورة الحمد.
يا محمد جعلت القرآن سبعة أسباع، وجعلت الحمد سبع آيات، جعلت كل آية من الحمد تعدل سبعاً من القرآن، فإذا أردت يا محمد أن تذكرني حقيقة ذكري، وتقدسني، وتعظمني حقيقة العظمة فاقرأ سورة {الحمد لله رب العالمين} على حقيقتها، فعند ذلك قال صلى الله عليه وسلم : ((كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج، هي خداج، غير تمام)).(2/560)
692- وقال مسلمة بن قاسم بن إبراهيم رحمه الله: أم الكتاب هي رأس القرآن وعماده وذروة سنامه، وفيها خمسة أسماء وهي الأسماء العظيمة القدر، الشريفة الأصل، ومن شرف هذه الأسماء وعظم قدرها أن جعلها الله في أم القرآن وجعلها مفتاحاً لها، وجعل الصلاة لا تقوم ولا تتم إلا بها، وإنما شرفت أم القرآن على غيرها من السور بهذه الأسماء الخمسة، واعلم أن فيها اسم الله الأعظم، الكبير الأكبر #564# الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، وهذه الأسماء قال أهل العلم بالله: إنها في أول اللوح المحفوظ كما هي في أول القرآن، وهي مكتوبة في سرادق العرش والكرسي.(2/563)
693- قال مسلمة: نظرنا في الأسماء الخمسة، وتدبرناها، فوجدنا الله تبارك وتعالى رتب عليها الصوات الخمس، وبني الإسلام على خمس، وجعل في الغنائم الخمس، وفي الركاز الخمس ورتب زكاة الإبل عليها، ففرض في خمس ذودٍ من الإبل شاة، وجعل الشهدات في اللعان خمساً، وجعل الأيمان في القسامة خمسين يميناً #565# وأوجب الحدود في خمسة أشياء، وجعل أصابع اليدين والرجلين خمسة، خمسة، ووجدنا عدد الأنبياء الذين ذكرهم الله عز وجل في كتابه خمسة وعشرين نبياً، ووجدنا الأنبياء المرسلين بالكتب المفروضة والشرائع المسنونة خمسة، ووجدنا أم الكتاب التي هي رأس القرآن وعماده، وذروة سنامه من خمس وعشرين كلمة مرتبة على خمسة، خمسة، ووجدنا سورة الإخلاص من خمس عشرة كلمة، مرتبة على أسماء الله تعالى الخمسة.(2/564)
694- ((حـ)): وعن عائشة رضي الله عنه أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قال: {الحمد لله رب العالمين} أربع مرات، ثم قالها الخامسة، ناداه ملكٌ من حيث يسمع صوته: إن الله قد أقبل عليك فاسأله ما شئت)).(2/565)
#566#
[54] ما جاء في قراءة السبع المثاني بعد صلاة الصبح
695- حدثنا الفقيه أبو بكر محمد بن عبد الرحمن الأزدي قال: حدثنا أبو الوليد بن الدباغ قال: حدثنا القاضي أبو علي الصدفي وكل واحد منهما يقسم بالله الذي لا إله إلا هو، ويرفعه القاضي أبو علي إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه مسلسلاً بالقسم بالله الذي لا إله إلا هو، قال علي رضي الله عنه: بالله الذي لا إله إلا هو لقد حدثني عثمان بن عفان، وأقسم بالله الذي لا إله إلا هو، لقد حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يقسم بالله الذي لا إله إلا هو، لقد حدثني أبو بكر الصديق وهو يقسم بالله الذي لا إله إلا هو لقد حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم بالله الذي لا إله إلا هو لقد أخبرني جبريل عليه السلام، وهو يقسم بالله الذي لا إله إلا هو عن اللوح المحفوظ، واللوح يقسم بالله الذي لا إله إلا هو لقد أخبرني القلم، والقلم يقسم بالله الذي لا إله إلا هو لقد أمرني ربي أن أكتب عن إذنه في اللوح المحفوظ: قال الله #567# عز وجل: ((بعزتي أقسمت لا يقرأ عبدٌ من عبيدي بعد صلاة الصبح ((السبع المثاني)) سبع مرات، لا يحدث نفسه بشيء من الدنيا، إلا وقد أشهدت له على نفسي أن لا أعذبه بالنار)).
هكذا نقلته من عند صاحبنا أبي محمد الطنجي رحمه الله. وذكر لي أنه نقله من كتاب ابن الدباغ وترك الطنجي رفع إسناده، وأخطأ في ذلك.(2/566)
[55] ما جاء في رقية اللديغ والمعتوه بأم القرآن
696- ((خ)): عن أبي سعيد الخدري قال: كنا في مسير لنا، فنزلنا، فجاءت جارية فقالت: إن سيد الحي سليمٌ. وإن نفرنا غيب #568# فهل منكم راقٍ؟، فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقيةٍ، فرقاه فبرأ، فأمر له بثلاثين شاة، وسقانا لبناً، فلما رجع قلنا له: أكنت تحسن رقية، أو كنت ترقي؟ قال: لا، ما رقيت إلا بأم الكتاب، قلنا: لا تحدثوا شيئاً حتى نأتي أو نسأل النبي صلى الله عليه وسلم .
فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: ((وما كان يدريه أنها رقية؟ اقسموا، واضربوا لي معكم بسهمٍ)).(2/567)
697- ((م، س)): وعنه أن ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا في سفرٍ فمروا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم فلم يضيفوهم. فقالوا لهم: هل فيكم راقٍ؟ فإن سيد الحي لدغ أو مصاب. فقال رجل منهم: #569# نعم، فأتاه، فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ الرجل، فأعطي قطيعاً من الغنم، فأبى أن يقبلها، وقال: حتى أذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر ذلك له، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((وبما رقيت))؟ قال: ما رقيت إلا بفاتحة الكتاب، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ((ما أدراك أنها رقية؟)) ثم قال: ((خذوا منهم، واضربوا لي معكم بسهم)). قلت: خرجه النسائي بمعناه.(2/568)
698- ((ع)): وفي رواية: فقال له: ((من أخذ برقية باطل، لقد أخذت برقية حقٍ)).(2/569)
#570#
699- ((س)): وعن خارجة بن الصلت، عن عمه قال: أقبلنا من عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتينا على حيٍ من أحياء العرب فقالوا: هل عندكم دواء أو رقية؛ فإن عندنا معتوهاً في القيود، فجاءوا بالمعتوه في القيود، فقرأت عليه فاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية أجمع بزاقي وأتفل.
فكأنما نشط من عقالٍ، فأعطوني جعلاً، فقلت: لا، فقالوا: سل #571# النبي صلى الله عليه وسلم ، فسألته فقال: ((كل، فلعمري من أكل برقية باطلٍ، فقد أكلت برقية حقٍ)).(2/570)
700- ((ع)): وعن أبي سعيد الخدري: أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بحي من أحياء العرب، فلدغ رجل منهم فقالوا: هل من راقٍ؟ فرقاه رجل منهم بأم الكتاب، فأعطي قطيعاً من غنم، فأبى أن يقبله، فقدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له، فقال: ((من أخذ برقية باطلٍ، لقد أخذت برقية حق، خذوا واضربوا لي معكم بسهم)).(2/571)
701- ((س)): وعنه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثين رجلاً، فنزلنا بقومٍ ليلاً فأبوا أن يضيفونا، فنزلنا ناحيةً فلدغ سيدهم، فأتونا فقالوا: أفيكم أحد يرقي؟ قلنا: نعم. فقالوا: فانطلق، قلنا: لا، إلا أن تجعلوا لنا جعلاً، أبيتم أن تضيفونا، فجعلوا لنا ثلاثين شاة، فانطلقت معهم فجعلت أقرأ فاتحة الكتاب، وأمسح المكان الذي لدغ حتى برأ، فأعطونا #572# الغنم. فقلت: والله لا نأكلها ما أدري ما الرقى؟ ولا أحسن الرقى فلما قدمنا أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه فقال: ((وما أدراك أنها رقية؟ وما علمك أنها رقية؟ نعم. فكلوها واضربوا لي معكم بسهم)).(2/571)
702- ((ذر)): وعن قيس بن أبي حازم: أن رجلاً مر بحي من أحياء العرب، وفيهم رجل مصابٌ فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ، فأعطي قطيعاً من غنم، فأبى أن يقبله، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر ذلك له، فقال: ((كل -أو خذ- فلعمري من أخذ برقية باطلٍ، لقد أخذ برقية حق)).(2/572)
[56] في الرقية بها وبسورة الإخلاص من مرض العين
703- قال أبو الوليد محمد بن عبد الله بن خيرة الفقيه القرطبي #573# يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أراد أن يستشفى من ضعف في بصره أو رمد أصابه، فليتأمل الهلال أول ليلة، فإن أغمي عليه تأمل الليلة الثانية، فإن أغمي عليه تأمل الثالثة، فإذا رآه يمسح على عينيه ويقرأ ((أم القرآن)) عشر مرات يبسمل في أول السورة، ويؤمن في آخرها، ثم يقرأ: {قل هو الله أحدٌ} ثلاث مرات، وليقل: شفاء من كل داء برحمتك يا أرحم الراحمين. سبع مرات، وليقل: ((يا رب)) خمس مرات يقوى بصره بإذن الله تعالى)).(2/572)
[57] في قراءتهما عند دخول المنزل
704- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أتى منزله فقرأ سورة الحمد وسورة الإخلاص، نفى الله عنه الفقر، وكثر خير بيته)).(2/573)
#574#
[58] ما جاء فيمن قرأها في ركعتي الضحى
705- ((ط)): وعن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن كعب: من قرأ بأم القرآن في ركعتي الضحى كتب الله له بكل شعرة في جلده حسنة.(2/574)
[59] باب ما جاء أن أم القرآن هي الشفاء من كل داء
706- ((حـ)): وعن صفوان بن سليم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في أم القرآن: ((هي الشفاء من كل داءٍ إلا السام)) - يعني الموت.(2/574)
645- ((نج)): وعن عبد الملك بن عمير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فاتحة الكتاب فيها شفاء من كل داء)).(2/574)
#575#
[60] باب ما جاء في الرقية بها من الحمى
707- عن ابن عباس قال: مرض الحسن أو الحسين -قال معمر: الشك مني- من حمى أو انكسار في بدنه، فاغتم له النبي صلى الله عليه وسلم فنزل عليه جبريل عليه السلام فقال له: يا محمد، الجبار يقرئك السلام، ويقول لك: اغتممت لمرض حسن أو حسين، فهو يأمرك أن تطلب في القرآن سورةً لا فاء فيها، فإن الفاء من الآفة، فتقرأ بها على إناء من ماء أربعين مرة، فتغسل بذلك الماء يديه ورجليه، وما بطن وما ظهر من بدنه، بعد وجهه ورأسه؛ فإن الله يذب عنه -إن شاء الله- وائمر أمتك يا محمد يتداوون بهذا الدواء؛ فإنه أفضل الدواء)).(2/575)
قلت: خرجه أبو بكر عبد الله بن سليمان السختياني قال: ثنا سليمان بن شعيب ثنا عبد الرزاق عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس.(2/575)
#576#
[61] باب ما جاء في قراءة فاتحة الكتاب، وآية الكرسي {شهد الله أنه لا إله إلا هو} إلى قوله {الإسلام}، و{قل اللهم مالك الملك} إلى قوله: {بغير حسابٍ} دبر كل صلاة
708- ((يح)): عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال #577# رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن فاتحة الكتاب، وآية الكرسي والآيتين من آل عمران: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة}.. .. إلى قوله: {عند الله الإسلام}.
و{قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء}.. إلى قوله: {بغير حسابٍ}.
معلقات ما بينهن وبين الله عز وجل حجاب قلن: أتهبطنا إلى الأرض وإلى من يعصيك. فقال الله: حلفت لا يقرؤكن أحدٌ من عبادي في دبر كل صلاةٍ إلا جعلت الجنة مأواه، على ما كان منه، وإلا أسكنته حظيرة القدس، وإلا نظرت إليه بعيني المكنونة كل يوم سبعين نظرة، وإلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة، وإلا أعذته من كل عدوٍ وإلا نصرته عليه)).
قلت: خرجه بهذا النص الحافظ أبو ذر الهروي رحمه الله في المعجم له.(2/576)
#578#
709- ((حـ)): وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لما أن أراد الله عز وجل أن ينزل فاتحة الكتاب وآية الكرسي وخواتم البقرة:
{شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم}.
و{قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيءٍ قديرٍ. تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حسابٍ}.
تعلقن بالعرش وقلن يا رب: تهبطنا إلى من يعصيك؟ قال: بعزتي حلفت لا يقرؤكن عبدٌ في دبر كل صلاةٍ إلا أسكنته حظيرة القدس #579# على ما كان فيه، وإلا نظرت إليه كل يوم سبعين مرة، وإلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة)).(2/578)
[62] ما جاء في قراءة فاتحة الكتاب، و{قل هو الله أحدٌ} إذا وضعت جنبك على الفراش
710- ((ز)): وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا وضعت جنبك على الفراش وقرأت ((فاتحة الكتاب)) و{قل هو الله أحدٌ} فقد أمنت من كل شيءٍ إلا من الموت)).(2/579)
#580#
[63] ما جاء في قراءة فاتحة الكتاب، والمعوذتين، والإخلاص، وآية الكرسي، وآخر الحشر عند النوم
711- ((ق)): عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ عند مضجعه ((أم القرآن)) و((المعوذتين))، و((الإخلاص))، و((آية الكرسي)) وآخر الحشر، وكل الله به ملكين يحفظانه من كل سوء حتى يصبح، فإن مات غفر له)).(2/580)
[64] ما جاء فيمن صلى ركعتين يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب، وآية الكرسي، و{قل هو الله أحدٌ} خمس عشرة مرة
712- روي عن جابر بن عبد الله أنه قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم تشوقت إليه شوقاً شديداً فصليت ركعتين، قرأت في كل ركعة فاتحة الكتاب وآية الكرسي و{قل هو الله أحدٌ} خمس عشرة مرة، وسألت الله تعالى أن يريني وجه محمد صلى الله عليه وسلم ، فنمت فأتاني في منامي وقال #581# لي: ((يا جابر قم على نفسك ترى بعينيك مرادك)). فسرت معه حتى صار بي إلى قصرٍ في مرج أخضر، فنظرت إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: ((ادخل يا جابر)). فدخلت عليه وجثوت بين يديه، ونظرت إليه صلى الله عليه وسلم وبين يديه طبق وعليه منديل من السندس الأخضر، فقلت: يا رسول الله ما في الطبق؟ فقال لي: ((تمرٌ يا جابر)). فقلت له: أعطني منها واحدة، فأعطاني واحدة فأكلتها وأمسكت نواها في يدي، ثم قلت له: أعطني ثانية يا رسول الله، فأعطاني ثانية، فأكلتها وأمسكت نواها في يدي ثم قلت له: أعطني ثالثة يا رسول الله، فأعطاني ثالثة، فأكلتها وأمسكت نواها في يدي فقلت: أعطني رابعة يا رسول الله فقال: ((على رسلك يا جابر)). فاستيقظت من نومي وطيب التمر في فمي، والنوى الثلاث في يدي فصرت إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأعلم بذلك أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، والسماء مشتبكة بالنجوم، فنظرت إلى أبي بكر رضي الله عنه وقد أسند ظهره إلى المحراب، وجعل ينظر في، كأنه يعلم الذي أريد أن أعرفه به، وبين يديه طبق، وعليه منديل فقلت: الله أكبر، صدقت #582# المنامة، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقلت: أعطني منها واحدة، فأعطاني واحدة فأكلتها. فقلت له: أعطني ثانية. فأعطاني فقلت له: أعطني ثالثة، فأعطاني ثالثة، فأكلتها فقلت: أعطني رابعة. فقال: على رسلك يا جابر، لو زادك رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام لزدتك في اليقظة. فهما لم يفترقا في الدنيا ولا يفترقان في الآخرة، والله تعالى يرزقنا محبتهم ويحشرنا في زمرتهم.(2/580)
[65] ما جاء فيمن قرأ ((فاتحة الكتاب)) و{قل هو الله أحدٌ} مائة مرة على طهارة
713- ((يغ)): عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: #583# ((من قرأ: {الحمد لله رب العالمين} و{قل هو الله أحدٌ} مائة مرة على طهارةٍ كطهر الصلاة، يبدأ بفاتحة الكتاب. كتب الله له بكل حرف عشر حسناتٍ، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وبنى له مائة قصر في الجنة، ورفع له من العمل في يومه مثل عمل نبي، وكأنما قرأ القرآن ثلاثاً وثلاثين مرة، وهي براءة من الشرك، ومحضرة للملائكة، ومنفرة للشياطين، ولها دويٌ حول العرش تذكر بصاحبها حتى ينظر الله إليه، فإذا نظر إليه لم يعذبه أبداً)).(2/582)
#584#
[66] نشرة لا يحتاج معها إلى أدوية الأطباء، بإذن الله عز وجل
714- روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((علمني جبريل عليه السلام دواء لا يحتاج معه إلى أدوية الأطباء، وذلك أن يؤخذ من ماء المطر، ويقرأ عليه فاتحة الكتاب سبعين مرة، وآية الكرسي سبعين مرة، و{قل هو الله أحدٌ} سبعين مرة، والمعوذتين سبعين مرة، ثم يشرب من ذلك الماء سبعة أيام متوالية بالغداة، والذي نفسي بيده إن جبريل عليه السلام جاءني فأخبرني أن الله تعالى يدفع عن الذي يشرب من هذا الماء كل داءٍ في جسده، ويعافيه منه، ويخرجه من عروقه ولحمه وعظمه وجميع أعضائه؛ لأنه تسبيح من اللوح المحفوظ)).
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((والذي بعثني بالحق، إنه من لم يولد له ولد وشرب من ذلك الماء هو وامرأته إلا رزقهما الله ولداً، وإن كان حصوراً. وإن شرب منه المربوط يطلق بإذن الله: وقال جبريل عليه السلام من #585# كان به صداع الرأس وشرب من ذلك الماء نفعه بإذن الله، وإن كان به وجع العين ذهب عنه وجعه، وينتفع به من وجع الأذنين، ويشد أصول الأسنان، ويطيب الفم والنكهة، ولا يسيل من فمه اللعاب، وينقطع البلغم، ولا يتخم إذا أكل أو شرب ولا يتأذى بالرياح، ولا يصيبه الفالج، ولا تصيبه اللقوة، ولا يشتكي من وجع سرته ولا صلبه، ولا وجع صدره، ولا يصيبه البرد، ولا الحكة ولا الجدري، ولا يحتاج إلى الحجامة، ولا إلى قطع العروق، ولا يصيبه الطاعون ولا الرعاف، ولا الجذام، ولا نزف الدم ولا ضيق النفس ولا الثواليل، ولا يصير أصم، ولا أخرس، ولا يصيبه الإعياء، ولا الجرب، ولا يصيبه الماء الأسود في عينيه، ولا تخرج عليه الخنازير، ولا يصيبه الفزع في منامه ولا الوسوسة ولا تصل إليه الجن ولا الشياطين، وإن سقيت منه البهيمة أو صب عليها انتفعت بذلك إن شاء الله تعالى)).(2/584)
[67] باب ما جاء فيمن قرأ يوم الجمعة بعد ما يسلم ((أم القرآن)) و{قل هو الله أحد} و((المعوذتين)).
715- ابن وهب: عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الرحمن بن #586# عبد الله، عن عون بن عبد الله عن أسماء بنت أبي بكر قالت: من قرأ يوم الجمعة بعدما يسلم ((أم القرآن)) و{قل هو الله أحد} والمعوذتين سبعاً سبعاً حفظ الله له دينه ودنياه وأهله وولده إلى الجمعة الأخرى.(2/585)
#587#
[68] باب ما جاء أن فاتحة الكتاب تعدل ثلثي القرآن
716- ((ط)): عن ابن عباس قال: ((فاتحة الكتاب)) تعدل ثلثي القرآن.(2/587)
717- ((ط)): وعن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا أبي أيما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر كأنما قرأ ثلثي القرآن، وأعطي من الأجر كأنما تصدق على كل مؤمنٍ ومؤمنة)).(2/587)
#588#
[69] باب ما جاء في السبع الطول
718- ((ع)): عن واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطيت السبع الطوال مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل)).(2/588)
719- ((ذر)): وعن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أخذ السبع #589# الطول من القرآن فهو حبر)).
قلت: خرجه أبو عبيد بنصه.(2/588)
720- ((د)): وعن ابن عباس قال: أوتي النبي صلى الله عليه وسلم سبعاً من المثاني الطول، وأوتي موسى عليه السلام ستاً، فلما ألقى الألواح رفعت ثنتان، وبقي أربع.(2/589)
721- ((ع)): وعن سعيد بن جبيرٍ في قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني}.
#590#
قال: هي السبع الطول، البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس.
وفي رواية: وأن ((يونس)) تسمى السابعة.
وقال يحيى بن الحارث الذماري: ليست تعد ((الأنفال)) ولا ((براءة)) من السبع الطول.(2/589)
#591#
685- ((ذر)): وعن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أعطيت مكان التوراة السبع الطول، وأعطيت مكان الإنجيل المئين، وأعطيت مكان الزبور المثاني، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، لم يعطها نبي قبلي، وأعطاني المفصل نافلة)).(2/591)
722- ((ذر)): وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطيت السبع الطول مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الزبور، وأعطيت المثاني مكان الإنجيل، وفضلت بالمفصل)).(2/591)
#592#
723- ((ع)): وعن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أخذ السبع فهو حبرٌ)).(2/592)
724- ((حـ)): وعن بكر بن مضر، عن عميرة بن أبي ناجية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بالسبع الطول في ركعة.(2/592)
725- ((ث)): وعن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله أعطاني السبع الطول مكان التوراة، وأعطاني المئين مكان الإنجيل، وأعطاني مكان الزبور المثاني، وفضلني بالمفصل)).(2/592)
[70] ما جاء في سورة البقرة
726- ((ت، ط)): عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: #593# ((لا تجعلوا بيوتكم مقابر، وإن البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يدخله الشيطان)).
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.(2/592)
727- ((نج)): وعن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: إن لكل شيء سناماً وإن سنام القرآن البقرة، وإن لكل شيء لباباً، ولباب القرآن #594# المفصل، وما خلق الله من أرضٍ ولا سماء لا سهل ولا جبل أعظم من آية الكرسي، وإن الشيطان لا يدخل بيتاً تقرأ فيه سورة البقرة وإن أصفر البيوت للجوف الذي ليس فيه من كتاب الله شيءٌ.(2/593)
728- ((ط، ها)): وعن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ البقرة فصلوات الله ورحمته عليه، وأعطي من الأجر كالمرابط في سبيل الله، لا تسكن روعته)).
ثم قال لي: ((يا أبي مر المسلمين أن يتعلموا سورة البقرة؛ فإن تعلمها بركة، وتركها حسرة ولا تطيقها البطلة)) قلت: يا رسول الله، وما البطلة؟ قال: ((السحرة)) قلت: اللفظ للطبري.(2/594)
#595#
729- ((ص، ط)): وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تجعلوا بيوتكم مقابر؛ فإن الشيطان يفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة)).(2/595)
730- ((ث)): وقال سهل بن سعد: إن لكل شيء سناماً، وسنام القرآن سورة البقرة. من قرأها في بيته نهاراً لم يدخله شيطان ثلاثة أيام، ومن قرأها ليلاً لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال.(2/595)
#596#
731- ((ص)): وفي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: ((يا علي، اقرأ سورة البقرة، فإن قراءتها بركة، وتركها حسرة، وهي لا تطيقها البطلة)) - يعني السحرة.(2/596)
732- ((حـ)): وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة البقرة في بيته لم يدخله الشيطان ثلاثة أيام)).(2/596)
733- ((ط)): وعن عمر مولى غفرة قال: من قرأ سورة البقرة في بيت لم يدخله الشيطان ثلاث ليال، أو جمعة، ومن قرأها ليلة جمعة غفر له ما بينه وبين الجمعة إلى الجمعة الأخرى وزيادة ثلاث ليال.(2/596)
734- ((سف، ذر، ع، ث)). وعن أبي هريرة قال: قال #597# رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((تعلموا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تطيقها البطلة)).(2/596)
735- ((ع)): وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اقرءوا البقرة، فإن أخذها بركة.. .. )) الحديث بمثله.(2/597)
736- ((ث)): وقال أبو هريرة: بعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثاً، ثم تبعه #598# يستقرئهم فجاء كل إنسان منهم فقال: ((ما معك من القرآن)) حتى جاء أحدثهم سناً فقال: ((ماذا معك من القرآن))؟ قال: كذا وكذا وسورة البقرة. فقال: ((اخرجوا وهذا عليكم أمير)) قالوا: يا رسول الله هو أحدثنا سناً. قال: ((إن معه سورة البقرة)). فقال رجل من أشرافهم: والله يا رسول الله ما منعني أن أتعلم سورة البقرة إلا خشية أن لا أقوم بها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((تعلموا القرآن فاقرؤوه وأقرئوا؛ فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جرابٍ محشوٍ مسكاً يفوح بريحه كل مكان، ومثل من تعلمه ويرقد وهو في جوفه كمثل جرابٍ وكئ على مسك)).
قلت: وخرجه أبو عيسى الترمذي بمعناه، وقال: هذا حديث حسن.(2/597)
#599#
737- ((حـ)): وعن الليث بن سعد عن عطاء مولى أبي أحمد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثاً وهم يسيرٌ، فدعاهم فقال لكل رجل منهم: ((ماذا معك من القرآن يا فلان))؟ قال: معي كذا وكذا، وقال رجل منهم: معي كذا وكذا، ومعي سورة البقرة. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((معك سورة البقرة))؟ فقال: نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اذهب فأنت أميرٌ عليهم)) فقال رجل من أشرافهم: يا رسول الله، إنه لم يمنعني أن أتعلم القرآن إلا خشية أن أرقد به، ولا أقوم به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((تعلموا القرآن وارقدوا به، فإن مثل من تعلم القرآن وقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكاً يفوح ريحه، ومثل من تعلم القرآن، فرقد به وهو في جوفه، كمثل جراب وكي على مسك)).(2/599)
#600#
738- ((ع)): وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((صلوا في بيوتكم ولا تجعلوها قبوراً، وزينوا أصواتكم بالقرآن؛ فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)).(2/600)
739- ((ع)): وفي رواية عن أنس: ((فإن الشيطان يخرج من البيت إذا سمع سورة البقرة تقرأ فيه)).(2/600)
740- وفي رواية: ((يفر من البيت الذي يسمع فيه سورة البقرة)).(2/600)
#601#
741- ((ت)): وعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تجعلوا بيوتكم مقابر، وإن البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يدخله الشيطان)).
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.(2/601)
742- ((حـ)): وعن بكير بن عامر قال: سمعت عبد الرحمن بن الأسود يقول: من قرأ البقرة في ليلة توج بها.(2/601)
#602#
743- ((ع)): وعن جرير بن يزيد أن أشياخ أهل المدينة حدثوه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: ألم تر أن ثابت بن قيس بن شماس لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح؟ قال: ((فلعله قرأ سورة البقرة)). فسئل ثابت فقال: قرأت سورة البقرة.(2/602)
744- ((ذر)): وعن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن لكل شيءٍ سناماً. وإن سنام القرآن سورة البقرة، وإن لكل شيء لباباً، وإن لباب القرآن المفصل)).(2/602)
#603#
745- ((عس)): وعن علي رضي الله عنه قال: سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((هبط علي جبريل فقال: يا محمد إن لكل شيء سيداً، فسيد البشر آدم، وسيد ولد آدم أنت، وسيد الروم صهيب، وسيد فارس سلمان، وسيد الحبش بلال، وسيد الشجر السدر، وسيد الطير النسر، وسيد الشهور شهر رمضان، وسيد الأيام يوم الجمعة، وسيد الكلام العربية، وسيد العربية القرآن، وسيد القرآن سورة البقرة.. .. )) الحديث.(2/603)
746- ((ع)): وعن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم #604# يقول: ((اقرءوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركةٌ، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة)).
قال معاوية: بلغني أن البطلة السحرة.(2/603)
747- ((محمد)): وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أعظم سورة في القرآن البقرة، وأعظم آية فيها آية الكرسي)).(2/604)
748- ((ج)): وعن جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قارئ البقرة تقول له النار: لست من أهلي، فتقول الجنة: صدقت، هو من أهلي. فتقول أهل السماء: صدقتما)).(2/604)
#605#
749- ((س)): وعن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا ألفين أحدكم يضع إحدى رجليه على الأخرى يتغنى ويدع سورة البقرة، يقرؤها؛ فإن الشيطان ينفر من البيت التي تقرأ فيه سورة البقرة. وإن أصفر البيوت الجوف الصفر من كتاب الله)).(2/605)
#606#
750- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة البقرة صلوات الله عليه ورحمته)).(2/606)
751- ((ك)): وعن الحسن أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أي القرآن أعظم؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((سورة البقرة)) قال: ((فأيها أعظم؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((آية الكرسي)).(2/606)
752- ((نج)): وعنه قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون #607# أي القرآن أعظم؟)) قيل: الله ورسوله أعلم. قال: ((السورة التي تذكر فيها البقرة)) قال: ((أتدرون أي آية أعظم؟)) قيل: الله ورسوله أعلم. قال: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} حتى ختم الآية.(2/606)
753- ((ط)): وعن أبي إسحاق الهمداني، عن التميمي قال: سألت ابن عباس: أي سورة في القرآن أشرف؟ قال: سورة البقرة.(2/607)
754- ((حـ)): وعن عامر بن يحيى المغافري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم #608# جاءه رجلٌ وامرأته، فقالت المرأة: يا رسول الله، إن زوجي ليس عنده شيءٌ. فقال الرجل لما يعرف من براءته: والذي بعثك بالحق يا رسول الله إن عهدي بها البارحة. فقال لهما: رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ادنوا مني، فإنه لن يخفى علي أمركما)) فدنوا. فقالت المرأة: يا رسول الله إني لم أذهب حيث ذهبتما، إن زوجي ليس عنده مكسب ولا ذات يد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجها: ((أتقرأ من القرآن شيئاً؟)) فقال: نعم، يا رسول الله، أقرأ سورة البقرة. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أتخافين عليه العيلة وهو يقرأ سورة البقرة؟ إن سورة البقرة لترزق جيرانه)).(2/607)
755- ((حـ)): وعن سعيد بن أبي هلال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لو أن سورة البقرة بلغت ثلاثمائة آية لتكلمت)).(2/608)
#609#
756- ((د)): وروي: أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل رجلاً: ((ما معك من القرآن؟)) فقال: سورة البقرة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((وأي الخير أبقت سورة البقرة!)).(2/609)
757- ((خ)): وعن أبي سعيد الخدري: أن أسيد بن حضير بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده إذ جالت الفرس، فسكت فسكنت، فقرأ فجالت، فسكت فسكنت. ثم قرأ فجالت فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم قال: فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح عرجت في الجو حتى لا أراها. قال: تلك الملائكة #610# دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم)).(2/609)
758- ((ط)): وعن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري عن أسيد بن حضير وكان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن قال: قرأت ليلةً بسورة البقرة وفرس لي مربوطة ويحيى ابني مضطجع قريباً مني، وهو غلام. فجالت الفرس حوله فقمت ليس لي همٌ إلا يحيى ابني فسكنت الفرس. ثم قرأت فجالت الفرس، فقمت ليس لي هم إلا يحيى ابني. ثم قرأت فجالت الفرس فرفعت رأسي فإذا شيء كهيئة الظلة في مثل المصابيح تقبل من السماء، فهالني فسكت. فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: ((اقرأ يا أبا يحيى)) قلت: قد قرأت فجالت الفرس، فقمت ليس لي همٌ إلا ابني. فقال: ((اقرأ يا أبا يحيى)) قلت: قد قرأت يا رسول الله، فجالت الفرس فقمت وليس لي همٌ إلا ابني. قال: ((اقرأ ابن حضير)).
#611#
قلت: قد قرأت فرفعت رأسي فإذا كهيئة الظلة، فيها المصابيح، فهالني، فقال: ((تلك الملائكة دنوا لصوتك، ولو قرأت حتى تصبح، لأصبح الناس ينظرون إليهم)).(2/610)
759- ((ع)): وعن أسيد بن حضير قال: قلت: يا رسول الله بينما أنا أقرأ البارحة بسورة البقرة، فلما انتهيت إلى آخرها #612# سمعت رجةً من خلفي، حتى ظننت أن فرسي تطلق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اقرأ أبا عتيك)) مرتين قال: فالتفت إلى أمثال المصابيح ملء ما بين السماء والأرض. فقال: ((اقرأ أبا عتيك))، فقال: فوالله ما استطعت أن أمضي. فقال: تلك الملائكة، نزلت لقراءة القرآن، أما إنك لو مضيت لرأيت الأعاجيب)).(2/611)
760- ((ذر)): وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أسيد بن حضير: أنه قال: يا رسول الله بينا أنا أقرأ سورة البقرة إذ سمعت وجبةً من خلفي، فظننت أن فرسي انطلق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اقرأ يا أبا عتيك)) فالتفت فإذا مثل المصابيح مدلاة بين السماء والأرض، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرأ يا أبا عتيك)) فقال: يا رسول الله ما استطعت أن #613# أمضي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((تلك الملائكة نزلت لقراءة سورة البقرة، أما إنك لو مضيت لرأيت العجائب)).(2/612)
761- ((حـ)): وعن يزيد بن عياض: أن رجلاً أتى بابن له إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، اعطه فإنه ذو حاجة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما معه من القرآن؟)) قال: ((البقرة)). قال: ((دعه عنك، فوالله ليرزقن بها)).(2/613)
762- ((ذر)): وقيل لابن عباس: أي القرآن أشرف؟ قال: سورة البقرة.. .. الحديث.(2/613)
763- ((نج)): وعن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطيت #614# السورة التي ذكرت فيها البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فواتح القرآن وخواتيم السورة التي ذكرت فيها البقرة من تحت العرش، وأعطيت المفصل نافلةً)).(2/613)
764- ((ط، ذر)): وعن معقل بن يسار المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول. وأعطيت طه #615# والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، وأعطيت المفصل نافلة)).(2/614)
765- ((حـ)): وعن ابن مسعود أنه قال: إن رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي شيطاناً فصرعه فقال له الشيطان: دعني وأعلمك شيئاً لا تقرأه في بيت فيه شيطان إلا خرج منه، فودعه، فأبى أن يعلمه، ثم أخذه أيضاً فصرعه فقال له: إنك إن ودعتني هذه المرة علمتك، فودعه فأبى أن يعلمه فصرعه الثالثة وعض أصبعه وقال: والله لا أدعك #616# أبداً حتى تعلمني. فقال: سورة البقرة، والله ما قرئ شيء منها في بيت فيه شيطان إلا خرج منه، وله خبج كخبج الحمار.
قيل لابن مسعود: أي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو هذا؟ فقال: ومن ترونه إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
قال عبد الملك بن حبيب رحمه الله: سألت الحزامي عن خبج كخبج الحمار فقال: ضريط كضريط الحمار)).(2/615)
766- ((خ)): وعن أسيد بن حضير قال: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده، إذ جالت الفرس فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس، فسكت وسكنت الفرس، ثم قرأ فجالت #617# الفرس. فانصرف وكان ابنه يحيى قريباً منها فأشفق أن تصيبه، ولما اجتره رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها. فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: ((اقرأ يا ابن حضير)) قال: فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى، وكان منها قريباً، فرفعت رأسي وانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثله الظلة، فيها أمثال المصابيح عرجت حتى لا أراها، قال: ((وتدري ما ذاك؟)) قال: لا، قال: ((تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها، لا تتوارى منهم)).(2/616)
767- ((س)): وعنه: وكان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن. قال: #618# قرأت ليلةً بسورة البقرة، وفرس لي مربوط، ويحيى ابني مضطجع قريب مني وهو غلام. فجالت حوله، فقمت ليس لي همٌ إلا ابني يحيى، فسكنت الفرس. ثم قرأت فجالت الفرس، فقمت ليس لي همٌ إلا يحيى ابني. ثم قرأت فجالت الفرس فرفعت رأسي فإذا بشيء كهيئة الظلة في مثل المصابيح مقبل من السماء، فهالني فسكت. فلما أصبحت غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: ((اقرأ أبا يحيى)) قلت: قد قرأت يا رسول الله فجالت الفرس، فقمت وليس لي همٌ إلا ابني، قال: ((اقرأ يا أبا حصين)) قال: قد قرأت فرفعت رأسي فإذا كهيئة الظلة فيها مصابيح، فهالني. فقال: ((تلك الملائكة دنوا لصوتك، ولو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم)).
قال الحافظ أبو عمرو بن عبد البر رحمه الله:
حديث أسيد بن حضير حديث صحيح، جاء من طرق صحاح من نقل أهل الحجاز والعراق، وكان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن، يكنى #619# أبا حصين، وأبا عيسى، وأبا يحيى، وأبا عتيك، وأبا عتيق.(2/617)
768- ((ص)): وعن عبد الرحمن بن الأسود أنه كان يقول: من قرأ سورة البقرة توج بها تاجاً في الجنة.. .. الحديث.(2/619)
769- ((ذر)): وعن المسور بن مخرمة: أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإن فيها الفرائض.(2/619)
770- ((حـ)): وعن يحيى بن سعيد أنه قال: كان حارثة بن النعمان رجلاً عابداً يقوم الليل، وكان قد كف بصره. وكانت امرأته تقيمه للحين الذي يقوم به، فسهرت ليلة، ثم نامت فاستيقظ حارثة للحين الذي كان #620# يقوم فيه فقالت له امرأته: عليك ليل طويل فنم. فنام حتى سمع النداء بالصبح فقال: النداء؟ فقالت: نعم والله. فقال: لقد كنت أكره أن يفوتني قيام هذه الليلة. ولقد كان حزبي في البقرة. فقالت: والله ما زلت ليلتي هذه أرى بقرة تنطحني بقرنيها.(2/619)
[71] باب ما جاء في قراءة آية الكرسي
771- ((ت)): وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لكل شيءٍ سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة، وفيها آية، هي سيدة آي القرآن هي آية الكرسي)).
#621#
قال: هذا حديث غريب.(2/620)
772- ((سف)): وعن أبي صالح، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم #622# قال: ((لكل شيء سنام، وسنام القرآن السورة التي تذكر فيها البقرة، وفيها آية سيدة آي القرآن، ولا تقرأ في بيت فيه شيطان، إلا خرج منه)).(2/621)
773- ((ك)): وفي رواية عن أبي هريرة أيضاً: ((وفيها آية هي سيدة آي القرآن، لا تقرأ في بيت فيه شيطان إلا خرج منه وهي آية الكرسي)).(2/622)
774- ((زي، ص)): وعن الحسن قال: نبئت أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن عفريتاً من الجن يكيدك، فإذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي.
قلت: وخرجه حميد بن مخلد عنه أيضاً: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتاني جبريل فقال: يا محمد، إن عفريتاً من الجن يكيدك، فإذا أويت إلى فراشك فاقرأ بهذه الآية: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} حتى تختم الآية.(2/622)
#623#
775- ((ت)): وعن عبد الله بن مسعود قال: ما خلق الله من سماء ولا أرضٍ أعظم من آية الكرسي.
#624#
قال سفيان: لأن آية الكرسي هي كلام الله. وكلام الله هو أعظم من خلق الله في السماء والأرض.(2/623)
776- ((ع)): وعن عبد الله بن رباح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال #625# لأبي بن كعب: ((أبا المنذر. أي آية من القرآن أعظم؟)). فقال: الله ورسوله أعلم. قال: ((أبا المنذر. أي آية من القرآن أعظم؟)). فقال: الله ورسوله أعلم. قال: ((أبا المنذر. أي آية من القرآن أعظم؟)). فقال: الله ورسوله أعلم. قال: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنةٌ ولا نومٌ}.
قال: فضرب صدره وقال: ((ليهنك العلم أبا المنذر)).
قلت: وخرج هذا الحديث أيضاً عن أبي بن كعب أبو داود في مصنفه بمعناه، وخرجه أيضاً أبو الحسين مسلم بن الحجاج، وأبو بكر بن أبي شيبة كلاهما عن أبي.
وزاد ابن أبي شيبة فيه: ((والذي نفسي بيده إن لهذه الآية لساناً وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش)).
قلت: وخرجه الطبري بهذا اللفظ عن أبي وقال: فضرب صدري.. .. الحديث إلى آخره.(2/624)
#626#
777- ((ط)): وعن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أصحابه: ((يا فلان ما تزوجت؟)) قال: لا، وليس عندي ما أتزوج به. قال: ((أليس معك {قل هو الله أحدٌ}؟)).
قال: بلى. قال: ((ربع القرآن)). ((أليس معك آية الكرسي؟)) قال: بلى.قال: ((ربع القرآن)).(2/626)
753- ((ط)): وعن أبي إسحاق الهمداني عن التميمي قال: سألت #627# ابن عباس: أي سورة في القرآن أشرف؟ قال: سورة البقرة. قلت: أي آيةٍ أفضل؟ فقال: آية الكرسي.(2/626)
778- ((ط)): وعن الليث بن سعد، عن عبيد الله ابن أبي جعفر قال: اشتكيت شكوى فجهدت منها، فكنت أقرأ آية الكرسي استغاثة فنمت فإذا برجلين قائمين بين يدي فقال أحدهما لصاحبه: إنه ليقرأ آية فيها ثلثمائة وستون رحمة، أفلا تصيب هذا المسكين منها رحمة واحدة؟ فاستيقظت وقد وجدت خفةً.(2/627)
#628#
779- ((ز)): وعن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست إليه في المسجد فقال: ((يا أبا ذر، استعذ بالله من شياطين الإنس والجن)). قلت: يا رسول الله وللإنس شياطين؟ قال: نعم. قال: ((يا أبا ذر، ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟)) قلت: بلى، بأبي أنت وأمي يا رسول الله. قال: ((لا حول ولا قوة إلا #629# بالله، فإنها من كنوز الجنة)). قال: قلت: يا رسول الله، ما الصيام؟ قال: ((فرض مجزى)) قلت: يا رسول الله، ما الصلاة؟ قال: ((خير موضوع، فمن شاء أقل، ومن شاء أكثر)). قلت: يا رسول الله، ما الصدقة؟ قال: ((أضعافاً مضاعفة، وعند الله مزيد)). قلت: يا رسول الله أيها أفضل؟ قال: ((جهد مقل، أو سراً إلى فقير)). قلت: يا رسول الله، أيما أنزل عليكم أعظم؟ قال: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} حتى ختم الآية.
قلت: يا رسول الله، أي الأنبياء كان أول؟ قال ((آدم)) قلت: ونبيٌ هو؟ قال: ((نعم، نبيٌ مكلم)). قلت: يا رسول الله كم الأنبياء؟ قال: ((ثلثمائة وخمسة عشر، جم غفيرٌ)).(2/628)
وهذا الكلام لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن أبي ذر، وعبيد بن الخشخاش لا نعلم روى عن أبي ذر إلا هذا الحديث.(2/629)
780- ((نج، ذر)): وعن ابن عمر، عن عمر رضي الله عنه: أنه #630# خرج ذات يوم فرأى الناس سماطين فقال: أيها الناس أيكم يخبرني بأعظم آية في القرآن وأعدلها وأخوفها وأرجاها؟ فسكت القوم. فقال: هل فيكم ابن أم عبد؟ قالوا: نعم، وكان في أخريات الناس، فجلس فأومأ إليه، فقال: هاهنا يا أبا عبد الرحمن. قال: فدنا منه فقال: هل أنت مخبري بأعظم آية في القرآن؟ قال: على الخبير سقطت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أعظم آية في القرآن {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
وأعدل آية في القرآن: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} إلى آخرها.
وأخوف آية في القرآن: {فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره. ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره}.
#631#
وأرجى آية في القرآن: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم})).(2/629)
781- ((ط، ق)): وعن أبي أسيد الساعدي البدري الخزرجي صاحب بضاعة وكان له في داره حائط نخل يقال له: بضاعة، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في بئرها، فهي ينشرها من الوعك. قال: خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إن دابة تقتحم بيتي تسرق تمري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((تلك الغول اذهب فاستمع لها، فإذا سمعت وجبتها #632# فقل: {بسم الله} أجيبي رسول الله)). ففعلت فقال: يا أبا أسيد اعفني من أن تكلفني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأعطيك موثقاً من الله أني لا أخلفك إلى بيتك، أو إلى تمرك وأعلمك آية من القرآن تقرؤها على بيتك فلا تخالفك إلى بيتك، وتقرأ بها على إنائك فلا يكشف غطاؤك، فأعطاه المواثيق التي رضي بها، فقال له: ما الآية التي قلت؟ قال: آية الكرسي. ثم ولت وإستها لها ضريط، فغدا أبو أسيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: ((ما صنعت؟)) قال: رصدتها حتى سمعت وجيبها مثل وجيب الهر. فقلت: {بسم الله} أجيبي رسول الله. قالت: يا أبا أسيد اعفني من أن تكلفني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطيك موثقاً من الله لا أسرق تمرك، ولا أخالفك إلى أهلك #633# وأعلمك آية من القرآن، أن تقرأ بها على بيتك فلا تخالفك إلى أهلك فقال: ((صدقت وإنها لكذوب)).(2/631)
782- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((آية الكرسي لها لسان يوم القيامة عند ساق العرش تقدس الله وتستغفر لقارئها)).(2/633)
783- ((ع)): وعن سلمة بن قيصر، وكان أول أمير كان على إيلياء، أنه قال على منبرها: ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور أعظم من: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنةٌ ولا نومٌ} حتى ختم الآية.(2/633)
#634#
745- ((عس)): وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((هبط علي جبريل فقال: يا محمد، إن لكل شيء سيداً فسيد البشر آدم، وسيد ولد آدم أنت.. ..)) الحديث.
وفيه: ((وسيد العربية القرآن، وسيد القرآن سورة البقرة، وسيد البقرة آية الكرسي، وهي خمسون كلمة. ألا وإن آية الكرسي في جنب الشيطان كالأكلة في جنب ابن آدم وليس في القرآن آية أعظم منها)).(2/634)
727- ((نج)): وعن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن البقرة، وإن لكل شيءٍ لباباً، ولباب القرآن المفصل، وما خلق الله من أرض ولا سماء ولا سهل ولا جبل أعظم من آية الكرسي.. .. الحديث.(2/634)
752- ((نج)): وعن الحسن قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون أي القرآن أعظم؟)) قيل: الله ورسوله أعلم قال: ((السورة التي #635# تذكر فيها البقرة)). قال: ((أتدرون أي آية أعظم؟)). قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: (({الله لا إله إلا هو الحي القيوم} حتى ختم الآية)).
وفي رواية من طريق مكي، عن الحسن أيضاً قال: آية الكرسي.(2/634)
784- ((ذر)): وقيل لابن عباس: أي القرآن أشرف؟ قال: سورة البقرة قال: فأي آية؟ قال: آية الكرسي.(2/635)
785- ((حـ)): وعن موسى بن علي عن أبيه: أن رجلاً قال: يا رسول الله أي سورة واحدة في القرآن أعظم؟ قال: ((التي فيها ذكر البقرة)) قال: فأي آية واحدة أعظم؟ قال: ((آية الكرسي)).. الحديث.(2/635)
786- ((ص)): وعن حزم بن أبي حزم القطعي قال: سمعت الحسن يقول: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون أي القرآن أعظم؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}، إلى آخر الآية.(2/635)
#636#
787- ((خ)): وعن أبي هريرة قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام، فأخذته، وقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني محتاج، وعلي عيال، وبي حاجة شديدة. فخليت عنه، فأصبحت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة. قلت: يا رسول الله شكا حاجة وعيالاً فرحمته وخليت #637# سبيله فقال: ((أما إنه كذبك وسيعود))، فرصدته، فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: دعني، فإني محتاج علي عيال، لا أعود، فرحمته. قال: فخليت سبيله، فلما أصبحت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك؟)) قلت: يا رسول الله شكا حاجة وعيالاً، فرحمته، وخليت سبيله. فقال: ((أما إنه كذبك وسيعود))، فرصدته، فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود، ثم تعود. قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}، حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان #638# حتى تصبح، فخليت سبيله. فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما فعل أسيرك؟)) قلت: زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها. قال: ((أما إنه صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال؟ ذلك شيطان)).
قلت: وخرج هذا الحديث الترمذي والنسائي بمعناه.(2/636)
788- ((ص، نج، ط)): وعن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني ابن أبي بن كعب، أن أباه أخبره أنه كان لهم جرين فيه تمر، فكان #639# أبي مما تعاهده فيجده ينقص، فحرسه ذات ليلةٍ فإذا هو بدابةٍ كهيئة الغلام المحتلم. قال: فسلمت، فرد السلام، فقلت: من أنت أجنٌ أم إنس؟ فقال: جنٌ فقلت: ناولني يدك. قال: فناولني فإذا يد كلب وشعر كلب. فقلت: هذا خلق الجن. فقال: لقد علمت الجن أن ما فيهم من هو أشد مني أشراً. فقلت: ما يحملك على ما صنعت؟ قال: بلغني أنك رجل تحب الصدقة، فأحببت أن أصيب من طعامك. قلت: فما الذي يجيرنا منكم؟ قال: هذه الآية: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} آية الكرسي.
زاد الطبري في روايته: إذا قرأتها غدوة أجرت منا حتى الليل، وإذا قرأتها بالليل أجرت منا حتى تصبح.
فتركه وغدا أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((صدق الخبيث)).
قلت: خرجه النسائي بمعناه.(2/638)
#640#
789- ((س)): وعن أبي هريرة: أنه كان على تمر الصدقة، فوجد أثر كف كأنه قد أخذ منه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((أتريد أن تأخذه، قل: سبحان من سخرك لمحمد صلى الله عليه وسلم )).
قال أبو هريرة: فقلت، فإذا جنيٌ قائم بين يدي، فأخذته لأذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنما أخذته لأهل بيت فقراء من الجن، ولن أعود. قال: فعاد، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم . فقال: ((تريد أن تأخذه؟)) فقلت: نعم، فقال: ((قل: سبحان من سخرك لمحمد صلى الله عليه وسلم )). فقلت: فإذا أنا به، فأردت أن أذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فعاهدني أن لا يعود، فتركته، ثم عاد فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم . فقال: ((تريد أن تأخذه))؟ فقلت: نعم. فقال: ((قل: سبحان من سخرك لمحمد صلى الله عليه وسلم )) فقلت: فإذا أنا به، فقلت: عاهدتني فكذبت وعدت، #641# فلأذهبن بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: خل عني أعلمك كلماتٍ إذا قلتهن لا يقربك ذكرٌ ولا أنثى من الجن. فقلت: وما هؤلاء الكلمات؟ قال: آية الكرسي، اقرأها عند كل صباح ومساء.
قال أبو هريرة: فخليت عنه فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لي: ((أوما علمت أنه كذلك؟)).(2/640)
790- ((ص)): وعن أبي هريرة أيضاً قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بزكاة شهر رمضان، فجاء رجلٌ فجعل يحثو من ذلك الطعام. قال: فأخذته وقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال: فشكا إلى #642# حاله وكثرة عياله. فقال: لا أعود، فرحمته، وخليت سبيله، فلما أصبحت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما فعل أسيرك يا أبا هريرة؟)) قال: قلت: شكا إلي حاله وكثرة عياله، فرحمته، وخليت سبيله. فقال: ((كذب. أما إنه سيعود)). قال: فلما كان في الليلة الثانية فإذا هو قد جاء يحثو، فأخذته، فقلت له: ألم تزعم أنك لا تعود؟ قال: فشكا حاله إلي وكثرة عياله، وقال: دعني فإني لا أعود، قال: فرحمته، وخليت سبيله، ثم جاء في الليلة الثالثة يحثو من ذلك الطعام قال: فأخذته فقلت: أليس قد زعمت أنك لا تعود والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال: فشكا إلي حاله وكثرة عياله، وقال: دعني، فإني لا أعود، فرحمته، وخليت سبيله. قال: فلما كان بعد الثالثة فإذا هو قد جاء يحثو من ذلك الطعام. قال: فأخذته فقلت له: يا عدو الله، أليس زعمت أنك لا تعود، قال: فشكا إليه حاله وكثرة عياله. وقال: دعني حتى أعلمك كلمات قال: فرحمته، قال: ما هي؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من #643# أولها حتى تختمها؛ فإنك إذا قرأت ذلك لم يزل معك من الله حافظ حتى تصبح. قال: فرحمته، وخليت سبيله، فلما أصبح قال له النبي صلى الله عليه وسلم ، -يعني-: ((ما فعل؟)) قال له: يا رسول الله أخذته، فقال: دعني حتى أعلمك كلمات، قال: ((فما علمك؟)) قال: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها إلى أن تختمها؛ فإنه لم يزل معك من الله حافظ حتى تصبح، ولا يقربك شيطان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((صدق وهو كذوبٌ، أتدري يا أبا هريرة من تخاطب ثلاث ليالٍ))؟ قال: لا. قال: ((فإن ذلك شيطان)).(2/641)
791- ((زي)): وعن أبي عطاف قال في آية الكرسي: لا يقرؤها ليلاً فيقربه تلك الليلة جانٌ، ولا يقرؤها نهاراً فيقربه ذلك اليوم جان.(2/643)
792- ((ع)): وعن الشعبي قال: التقى مسروق بن الأجدع وشتير بن #644# شكل، فقال شتير لمسروق: إما أن أحدثك عن عبد الله وتصدقني، وإما أن تحدثني وأصدقك؟ فقال مسروق: حدثني وأصدقك. قال شتير: سمعت عبد الله يقول: ما خلق الله من سماء ولا أرض، ولا جنة ولا نار، أعظم من آية في سورة البقرة: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}. قرأها حتى أتمها.
قال مسروق: صدقت.
قلت: خرجه الطبري بمعناه وقال في آخره: قال أبو جعفر، #645# يعني بذلك أن الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقاً إلا وثواب قراءة آية الكرسي أعظم، وأوزن عنده منه، وأنه لو وزن بذلك لرجح به.(2/643)
786- ((ص)): وعن حزم بن أبي حزم القطعي قال: سمعت الحسن يقول: ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون أي القرآن أعظم؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال:{الله لا إله إلا هو الحي القيوم}، إلى آخر الآية.(2/645)
793- ((ت)): وعن أبي أيوب الأنصاري: أنه كان له سهوة فيها #646# تمر، فكانت تجيء الغول فتأخذ منه، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فاذهب، فإذا رأيتها فقل: {بسم الله} أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم )) قال: فأخذها فحلفت أن لا تعود، فأرسلها. فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما فعل أسيرك؟)) فقال: حلفت أن لا تعود. فقال: ((كذبت، وهي معاودة للكذب)). قال: فأخذتها مرة أخرى، فحلفت أن لا تعود، فأرسلها فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما فعل أسيرك؟)) فقال: حلفت أن لا تعود. فقال: ((كذبت، وهي معاودة للكذب)). قال: فأخذها فقال: ما أنا بتاركك حتى أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني ذاكرة لك شيئاً، آية الكرسي اقرأها في بيتك، فلا يقربك شيطان، ولا غيره. قال: فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: ((ما فعل أسيرك؟)) فقال: فأخبره بما قالت، قال: ((صدقت وهي كذوب)).
#647#
قال: هذا حديث حسن غريب.(2/645)
[72] باب ما جاء فيمن قرأ آية الكرسي عند النوم
794- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرآ آية الكرسي عند منامه من الليل، صلت عليه الملائكة من أول الليل حتى الصباح، وكذلك عند المساء)).(2/647)
795- ((ع)): وعن علي رضي الله عنه أنه قال: ما أرى رجلاً ولد في الإسلام أو أدرك عقله الإسلام يبيت أبداً حتى يقرأ هذه الآية:
#648#
{الله لا إله إلا هو الحي القيوم.. .. } الآية.
ولو تعلمون ما هي إنما أعطيها نبيكم صلى الله عليه وسلم من كنزٍ من تحت العرش، ولم يعطها أحد قبل نبيكم، وما بت ليلة قط حتى أقرأها ثلاث مرات، أقرؤها في الركعتين بعد عشاء الآخرة، وفي وتري، وحين آخذ مضجعي من فراشي، أقرؤها ثلاث مراتٍ.(2/647)
[73] باب ما جاء فيها وفي سورة {قل هو الله أحدٌ}
796- ((حـ)): عن ابن مسعود أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {قل هو الله أحدٌ}.
وآية الكرسي أعظم من كل شيءٍ دون الله تعالى)).(2/648)
#649#
[74] باب ما جاء في قراءتها عند الحجامة
797- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ آية الكرسي عند الحجامة كانت له منفعة حجامتين)).
من فوائد أبي المعالي ثابت بن بندار شيخ أبي طاهر السلفي رحمه الله.(2/649)
[75] باب ما جاء في قراءة آية الكرسي في دبر كل صلاة
798- ((س)): عن أبي أمامة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ آية #650# الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت)).(2/649)
#651#
799- ((ق)): وفي رواية ((لم يحل بينه وبين الجنة إلا الموت)).(2/651)
800- ((حـ، زي، حز)): وعن معاوية بن صالح يحدث عن عبد الواحد قال: إن الله عز وجل أوحى إلى نبي من الأنبياء -قيل: إنه داود عليه السلام، وقيل: إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ آية الكرسي خلف كل صلاة مكتوبة مرة واحدة، أعطاه الله قلوب الشاكرين، وعمل الصديقين، وثواب الأنبياء وبسط له يمينه بالرحمة، ولم يمنعه أن يدخل الجنة إلا أن يأتيه ملك الموت، فيقبض روحه. فقال: ((يا رب من #652# يداوم على هذا))؟ قال: نبي، أو صديق، أو شهيد، أو رجل رضيت عنه، أو رجل أريد أن أقتله شهيداً في سبيلي.
قلت: رواه يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب قال: سمعت معاوية بن صالح فذكره.(2/651)
801- ((حز)): وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة كان الذي يلي قبض روحه ذو الجلال والإكرام)).(2/652)
#653#
802- ((حـ، حز)): وعن معاوية بن صالح، عن عبد الواحد، قال: بلغني أن الله أوحى إلى نبي من الأنبياء.. .. فذكر الحديث بمعنى المتقدم.(2/653)
803- ((ص)): وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: ((يا علي، اقرأ آية الكرسي دبر كل صلاة، تعط قلوب الشاكرين، وثواب الأنبياء، وعمل الأبرار)).(2/653)
[76] باب ما جاء في قراءتها في زوايا المنزل
804- ((ش)): وعن عبد الرحمن بن عوف أنه كان إذا دخل منزله قرأ في زواياه آية الكرسي.
#654#
قلت: خرجه بنصه إسحاق بن إبراهيم في ((كتاب النصائح)).(2/653)
805- ((زي)): وعن العباس بن محمد الدوري قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كنت إذا دخلت منزلي بالليل قرأت آية الكرسي على داري، وعلى عيالي خمس مرات أو ست مرات في الليلة. فبينما أنا ذات ليلة أقرأ بها إذا شيءٌ يكلمني: كم تقرأ هذا، كم تقرأ هذا، كأن ليس يقرأ غيرك؟ قال يحيى: فقلت مجيباً له: وأرى هذا يسوؤك، والله لأزيدنك فصرت أقرأ كل ليلة خمسين مرة، ستين مرة.(2/654)
#655#
[77] باب ما جاء في قراءته، وقراءة {إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض.. .. } الآية والمعوذتين عند المرأة إذا عسر عليها ولادتها
806- ((زي)): عن علي بن حسين قال: لما حضر ولادة فاطمة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها أم سلمة وأسماء بنت عميس فقال لهما: ((اقرآ عندها آية الكرسي، و{إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض} إلى آخر الآية، والمعوذتين)).(2/655)
[78] ما جاء في قراءتها عند الخروج من المنزل
807- ((زي)): عن هشام بن عبد الملك أنه قال لبعض جلسائه: حدثنا عن أبيك قال: ((من قرأ آية الكرسي حين يخرج من منزله لم يصبه سوءٌ حتى يرجع)).(2/655)
#656#
[79] ما جاء في قراءتها في طلب الحاجة، عند الخروج من المنزل
808- ((ص)): وفي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لعلي ((يا علي، إذا خرجت من منزلك تريد حاجةً فاقرأ آية الكرسي، فإن حاجتك تقضى إن شاء الله تعالى)).(2/656)
[80] ما جاء فيمن قرأها كل يوم غدوة وعشية
809- ((حـ)): عن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله: ((من أراد أن يموت في السماء الخامسة فليقرأ كل يوم غدوة وعشيةً آية الكرسي مرة، ومن أراد أن يموت في السماء الرابعة فليقل كل يوم ثلاث مرات: اللهم صل على محمد النبي الأمي)).. .. الحديث.(2/656)
#657#
[81] باب ما جاء فيمن قرأها وجعل ثوابها لأهل القبور
810- وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا قرأ المؤمن آية الكرسي، وجعل ثوابها لأهل القبور، أدخل الله تعالى في كل قبر بين المشرق والمغرب أربعين نوراً، ووسع عليهم مضاجعهم، وأعطى الله القارئ نور سبعين نبياً، ورفع له بكل ميتٍ درجة، وكتب له بكل ميت عشر حسنات، ويخلق الله تعالى له بكل حرف ملكاً يسبح له إلى يوم القيامة)).
قلت: خرج هذا الحديث أبو المطرف الشعبي المالقي في بعض تواليفه.(2/657)
#658#
[82] باب ما جاء فيمن غسل ميتاً، ثم قرأ آية الكسي بعد فراغه من غسله
811- ((حـ)): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من غسل ميتاً كتب الله له بكل شعرةٍ على جسد ذلك الميت عشرين ألف حسنة، ورفع له عشرين ألف درجة، فإذا فرغ من غسله وقرأ عليه آية الكرسي كتب الله له مائة ألف حسنة، ومحى عنه مائة ألف سيئة، ورفع له مائة ألف درجة، وزوجه من مائة ألف حوراء)).(2/658)
[83] ما جاء فيمن قرأها، وقرأ معها أول سورة المؤمن
812- ((ص)): وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ #659# الآيتين؛ آية الكرسي وحم الأولى، حتى بلغ إلى قوله تعالى:
{إليه المصير}.
حين يمسي حفظ بهما حتى يصبح، ومن قرأها صباحاً حفظ بهما حتى يمسي)).
قلت: هذا حديث غريب حسن لم يروه عن أبي سلمة عن أبي هريرة هكذا -فيما يذكر- غير زراة بن مصعب.
وخرجه حميد بن مخلدٍ بمعناه.
وكذلك خرجه الترمذي من طريق أبي هريرة أيضاً بمعناه.(2/658)
813- ((ص)): وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ #660# آية الكرسي حين يصبح، وآيتين من أول {حم} المؤمن، حفظ في ليلته حتى يصبح)).(2/659)
[84] ما جاء في قراءتها وقراءة ثلاث آيات معها من سورة الأعراف
814- ((زي)): عن إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس قال: قال لي سوار بن نجيح: رهقني دينٌ لا قبل لي به كثير، فأخذني لذلك هم شديد. قال: فلقيت مسلم بن أبي مريم، فشكوت ذلك إليه، فعلمني أن أقرأ آية الكرسي، وثلاث آياتٍ من الأعراف: {إن ربكم الله}، إلى قوله: {المحسنين}، فقرأتها فقضى الله ديني.(2/660)
#661#
[85] ما جاء فيمن قرأ آية الكرسي كذا وكذا مرة
815- ((زي)): عن عبد الكريم شيخ جليس لقتادة قال: أخبرني جابر عن رجلٍ من أهل الكتاب أسلم، أن موسى قال لجبريل: ما لمن قرأ آية الكرسي كذا مرة؟ فذكر فيها من الأجر ما لم يقو عليه موسى. فسأله ربه أن لا يضعفه عن ذلك، فجاءه جبريل بعد ذلك فقال: يا موسى، إن ربك يقول لك: ((من قال في دبر كل صلاة مكتوبة مرة واحدة اللهم إني أقدم إليك بين يدي كل نفسٍ، وكل لمحةٍ، وكل طرفة يطرف بها أهل السموات والأرض، وكل شيء في علمك كائن -أو قد كان- أقدم إليك بين يدي ذلك كله: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم.. .. } الآية. فإن الليل والنهار عندي أربعة وعشرون ساعة، ليس منها ساعة #662# يصعد إلي منه فيها تسعون ألف حسنة، حتى تشتغل الملائكة وينفخ في الصور)).(2/661)
[86] ما جاء فيمن قرأها، وقرأ معها ثلاث آياتٍ من الأعراف، وثلاث آيات من الرحمن، وعشر آياتٍ من الصافات وخواتيم سورة الحشر
816- ((نج حا)): عن أنس بن مالك قال: من قرأ آية الكرسي، وثلاث آياتٍ من الأعراف: {إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض}، وثلاث آيات من الرحمن: {سنفرغ لكم أيه الثقلان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. يا معشر الجن والإنس إن استطعتم}.
وخواتيم سورة الحشر، وعشر من أول الصافات-، عصم يومه #663# من كل شيطان مارد، ومن كل ساحر مضر، ومن كل سلطان ظلوم، ومن كل لص، ومن كل سبع ضاري. ومن قرأهن بالليل مثل ذلك.
قلت: خرجه أبو جعفر النحاس في كتابه في اشتقاق أسماء الله تعالى.(2/662)
[87] ما جاء فيمن قرأ فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، و{شهد الله}، و{قل اللهم مالك الملك} دبر كل صلاةٍ
708- ((يح)): عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، والآيتين من آل عمران:
{شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم. إن الدين عند الله الإسلام} و{قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قديرٌ. تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حسابٍ}.
#664#
معلقات ما بينهن وبين الله عز وجل حجاب، قلن: أتهبطنا إلى الأرض، وإلى من يعصيك؟ فقال الله: بعزتي حلفت لا يقرؤكن أحد من عبادي دبر كل صلاةٍ إلا جعلت الجنة مثواه على ما كان منه، وإلا أسكنته حظيرة القدس، وإلا نظرت إليه بعيني المكنونة كل يوم سبعين نظرة، وإلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة، أدناهن المغفرة، وإلا أعذته من كل عدو، وإلا نصرته منه)).(2/663)
817- ((س)): وعن ابن عباس قال: آخر شيء نزل من القرآن {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون}. إنها آخر آيةٍ نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم .(2/664)
#665#
[88] ما جاء فيمن قرأ أربعاً من أول البقرة، وآية الكرسي، وثلاثاً أو آيتين من خواتيم البقرة حين ينوي مضجعه.
818- ((زي)): عن أبي صدقة اليماني أنه بلغه: أن من قرأ أربعاً من أول البقرة، وآية الكرسي، وثلاثاً أو آيتين من خواتيم سورة البقرة حين ينوي مضجعه، بات ملكٌ ناشرٌ جناحيه عليه حتى يصبح.
أبو صدقة هذا اسمه صخر بن صدقة. وهو شيخ.(2/665)
[89] ما جاء في الآيتين من آخر سورة البقرة
819- ((ط، خ، م، ت، سف)): عن أبي مسعود الأنصاري قال: #666# قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه)). قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.(2/665)
820- ((ص، س)): وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الآيتين من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلةٍ كفتاه)).
#667#
وفي رواية: ((من قرأ الآيتين الآخرتين من البقرة في ليلةٍ كفتاه)).(2/666)
821- ((ط، ق)): وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة كفتاه قيام ليلته)).(2/667)
822- ((ح)): وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ خاتمة سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه)).
وفي رواية عنه: ((أجزت عنه قيام ليلته)).(2/667)
#668#
823- ((ز، ت، ع، نج)): وعن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عامٍ، أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دارٍ ثلاث ليالٍ فيقربها شيطان)).
غريب.(2/668)
#669#
824- ((ط، س)): وعنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً: ((إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي سنةٍ، فهو عنده على العرش، وإنه أنزل من ذلك الكتاب آيتين ختم بهما سورة البقرة وإن الشيطان لا يلج بيتاً قرئتا فيه ثلاث ليالٍ)).(2/669)
825- ((ذر)): وعن مرة، عن عبد الله قال: أعطي نبيكم صلى الله عليه وسلم عند #670# السدرة ثلاثاً، لم يعطهن أحد ممن كان قبلكم؛ فرضت عليه الصلاة، وغفر لأمته المقحمات ما لم يشركوا بالله شيئاً، وأعطي خواتيم سورة البقرة.(2/669)
826- ((ت)): وعن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله}.
#671#
قال: دخل قلوبهم منه شيء لم يدخل من شيء سواه. فقالوا: للنبي صلى الله عليه وسلم . فقال: ((قولوا سمعنا وأطعنا))، فألقى الله الإيمان في قلوبهم، فأنزل الله: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون.. .. } الآية.
{لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسب ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}.
قال: قد فعلت.
{ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا}.
قال: قد فعلت.
{ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين}.
قال: قد فعلت.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.
#672#
قلت: وخرجه النسائي عن ابن عباس أيضاً بمعناه، وفيه: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((قولوا: سمعنا وأطعنا وسلمنا)).(2/670)
827- ((ع)): وعن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرأوا هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة؛ فإن ربي أعطانيها من تحت العرش)).(2/672)
828- ((ز)): وعن ابن عباس قال: لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم : {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون} قرأها..
#673#
فلما انتهى إلى قوله: {غفرانك ربنا وإليك المصير} قال الله تبارك وتعالى: قد غفرت لكم.
فلما قال: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} قال الله تبارك وتعالى: لا أؤاخذكم.
فلما قال: {ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا}. قال الله تبارك وتعالى: لا أحمل عليكم.
فلما قال: {ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به}. قال الله تعالى: لا أحملكم.
فلما قال: {واعف عنا}. قال الله تعالى: قد عفوت عنكم.
فلما قال: {واغفر لنا}. قال الله تعالى: قد غفرت لكم.
فلما قال: {وارحمنا}. قال الله تعالى: قد رحمتكم.
فلما قال: {فانصرنا على القوم الكافرين}. قال الله: قد نصرتكم على القوم الكافرين.(2/672)
829- ((ص)): وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إني أوتيتهما #674# من كنز تحت العرش، ولم يؤتهما نبي قبلي؛ الآيتان من آخر سورة البقرة)).(2/673)
830- ((ط)): وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قالهن أو قرأهن -يعني آخر سورة البقرة- -قال أبو جعفر: أنا أشك- كان له مثل أجر الصائم القائم)).(2/674)
831- ((ع)): وعن عبد الله بن مسعود قال: الآيات الأواخر من سورة البقرة إنهن لمن كنز من تحت العرش.(2/674)
#675#
832- ((ط، ق)): وعن عطاء عن رجل من الأنصار يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم: ((سألت ربي مسألة وددت أني لم أسألها إياه، قلت: اتخذت إبراهيم خليلاً، وكلمت موسى تكليماً، وسخرت مع داود الجبال يسبحن، وأعطيت سليمان كذا. فقال: ألم أجدك يتيماً فآويتك؟ فقلت: بلى. فقال: ألم أجدك ضالاً فهديتك؟ فقلت: بلى. فقال: ألم أجدك عائلاً فأغنيتك؟ فقلت: بلى. فقال: ألم أشرح لك صدرك؟ فقلت: بلى. فقال: ألم أرفع لك ذكرك؟ فقلت: بلى. فقال: ألم أضع عنك وزرك؟ فقلت: بلى. فقال: ألم أوتك ما لم أوت نبياً قبلك؟ فقلت: بلى، فقال: ألم أوتك خواتم سورة البقرة؟ فقلت: بلى. فقال: ألم أتخذك خليلاً كما اتخذت إبراهيم خليلاً؟)).(2/675)
833- ((ع، حـ)): وعن جبير بن نفير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله #676# ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيها من كنزه الذي تحت العرش، فتعلموها وعلموها نساءكم وأبناءكم، فإنها صلاة، وقرآن، ودعاء)).
زاد ابن حبيب في روايته: {آمن الرسول} إلى خاتمتها.(2/675)
820- ((ص)): وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه))(2/676)
.
#677#
834- ((نج، ط، ع)): وعن كعب: أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطي أربع آياتٍ لم يعطهن موسى عليه السلام، وأن موسى أعطي آية لم يعطها محمد صلى الله عليه وسلم قال: والآيات التي أعطيهن محمد صلى الله عليه وسلم .
{لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله}.
حتى ختم البقرة، فتلك الثلاث آيات، وآية الكرسي حتى تنقضي. قال: والآية التي أعطيها موسى عليه السلام: (( اللهم لا تولج الشيطان في قلوبنا وتخلصنا منه، من أجل أن لك الملكوت والأيد، والسلطان والملك والحمد، والأرض والسماء، الدهر الداهر، أبداً، #678# أبداً، آمين، آمين)).(2/676)
835- ((ع)): وعن محمد بن المنكدر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أواخر سورة البقرة: ((إنهن قرآن، وإنهن دعاء، وإنهن يرضين الرحمن)).(2/678)
836- ((حـ)): وعن ابن المنكدر عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الآيات من خاتمة البقرة: ((هن صلاة، ودعاء، وقرآن، وهن يرضين الرحمن)).(2/678)
837- ((ط، ق)): وعن أبي العالية الرياحي، عن أبي هريرة #679# -أو غيره- شك أبو جعفر الرازي - قال: ((لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى له: أعطيتك سبعاً من المثاني لم أعطها نبياً قبلك، وأعطيتك خواتيم سورة البقرة من كنز من تحت عرشي لم أعطها نبياً قبلك)).(2/678)
838- ((ع)): وعن أبي ميسرة: أن جبريل عليه السلام لقن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند خاتمة القرآن أو قال: عند خاتمة البقرة: ((آمين)).(2/679)
839- ((ط، س)): وعن ابن عباس قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، #680# وعنده جبريل -عليه السلام-إذ سمع نقيضاً من فوقه، فرفع جبريل بصره إلى السماء فقال: هذا باب قد فتح من السماء ما فتح قط قال: فنزل ملك، وأتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: أبشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك، فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منها إلا أعطيته.
اللفظ للنسائي، وخرجه الطبري بمعناه.(2/679)
763- ((نج)): وعن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطيت السورة التي ذكر فيها البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فواتح القرآن وخواتيم السورة التي ذكرت فيها البقرة من تحت العرش، وأعطيت المفصل نافلة)).(2/680)
#681#
840- ((ط)): وعن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: أخبرت أن معاذاً أخذ الشيطان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتيته فقلت:أخبرت أنك أخذت الشيطان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: نعم، ضم إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم تمر الصدقة فجعلته في غرفة لي، فكنت أجد فيه نقصاناً. فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((هو عمل الشيطان فارصده)) قال: فرصدته ليلاً، فلما ذهب هويٌ من الليل، أقبل على صورة الفيل ثم دخل من خلل الباب على غير صورته، قال: فشددت علي ثيابي ووثبت إليه فتوسطه فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً #682# عبده ورسوله، يا عدو الله، وثبت إلى تمر الصدقة، فأخذته، وكانوا أحق به منك، لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفضحك، فعاهدني أن لا يعود، فخليت سبيله، فلما أصبحت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأخبره بذلك، فإذا مناديه ينادي أين معاذ؟ فلما دخلت عليه قال: ((ما فعل أسيرك؟)) قال: قلت: عاهدني أن لا يعود فخليت سبيله. قال: ((إنه عائد فارصده)). فرصدته الليلة الثانية، فصنع مثل ذلك، فصنعت به مثل ذلك، وعاهدني أن لا يعود، فخليت سبيله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((إنه عائد، فارصده)) فرصدته الليلة الثالثة، فصنع مثل ذلك، فصنعت به مثل ذلك. فقلت: يا عدو الله عاهدتني مرتين وهذه الثالثة، لأرفعنك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيفضحك، فقال: إني شيطان ذو عيال وما أتيتك إلا من نصيبين، ولو أصبت شيئاً دونك ما أتيتك، ولقد كنا في مدينتكم هذه قبل أن يبعث صاحبكم، فلما نزلت عليه آيتان تفرقنا فوقعنا بنصيبين، لا يقرآن في بيت فيلج فيه شيطان فإن خليت سبيلي أعلمكهما. قلت: نعم. قال: آخر سورة #683# البقرة في قوله: {آمن الرسول} إلى آخرها. فخليت سبيله فلما أصبحت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأخبره فإذا مناديه ينادي أين معاذ؟ فلما دخلت عليه قال: ((ما فعل أسيرك))؟ فأخبرته بما قال. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((صدق الخبيث، وهو كذوب)). قال: فكنت أقرأ بهما بعد ذلك، فلا أجد نقصاناً.(2/681)
764- ((ذر)): وعن معقل بن يسار المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، وأعطيت المفصل نافلة)).(2/683)
785- ((حـ)): وعن موسى بن علي، عن أبيه: أن رجلاً قال: يا رسول الله، أي سورة واحدة في القرآن أعظم؟ قال: ((التي فيها ذكر البقرة)) قال: فأي آية واحدة في القرآن أعظم؟ قال: ((آية الكرسي)) قال #684# رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((وآيتان أنزلتا من تحت العرش اختموا بهما سورة البقرة)).(2/683)
841- ((س)) وعن ربعي بن حراشٍ عن حذيفة قال: قال #685# رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((فضلنا على الناس بثلاثٍ:جعلت الأرض كلها لنا مسجداً وجعلت تربتها لنا طهوراً، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش، لم يعط منه أحد قبلي، ولا يعطى منه أحد بعدي)).(2/684)
842- ((ع)): وعن أبي إسحاق، عن رجل قال:كان معاذ بن جبل إذا ختم سورة البقرة {فانصرنا على القوم الكافرين}. قال: آمين.(2/685)
843- ((ص)): وعن عبد الله قال: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهي #686# به إلى سدرة المنتهى، فأعطي ثلاثاً: أعطي الصلوات الخمس، وخواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته المقحمات)).(2/685)
844- ((ع)): وعن جبير بن نفير: أنه كان إذا قرأ خاتمة البقرة يقول: ((آمين))، ((آمين)) حتى يركع، ويقول وهو راكع حتى يسجد.(2/686)
845- ((حـ)): وعن عطاء، عن ابن عباس قال: لما نزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخاتمة سورة البقرة فتلاها جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال الله تبارك وتعالى: قد فعلت.(2/686)
846- ((ص)): وعن حذيفة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: #687# ((جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وجعلت لي صفوف مثل صفوف الملائكة، ونصرت بالرعب مسيرة شهر، ثم أعطيت آياتٍ من كنز تحت العرش لم يعطها نبي قبلي، ولا يعطها أحد بعدي)).
ثم قرأ: {لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله}، حتى ختم السورة.(2/686)
847- ((حـ)): وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أراد أن يموت في السماء السابعة فليقرأ كل يومٍ {آمن الرسول} مرتين.. .. الحديث.(2/687)
848- ((حـ)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ في آخر ركعةٍ من الوتر آيتين من كنوز الجنة كتبهما الرحمن بيده قبل أن يخلق الخلق بألفي سنةٍ {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه} إلى آخر السورة؛ كتب الله له ثواب مائتي شهيد، وكأنما أحيا ستين ليلة، وبنى له في الجنة ستين مدينة، وأعطاه الله ستين نوراً، وغفر له الذنوب كلها)).(2/687)
#688#
849- ((س)): وعن مرة قال: قال عبد الله: خواتم سورة البقرة أنزلت من كنزٍ تحت العرش.(2/688)
[90] ما جاء فيمن قرأ عشر آيات من سورة البقرة
850- ((نج)): وعن الشعبي قال: قال عبد الله: من قرأ عشر آياتٍ #689# من سورة البقرة في ليلةٍ لم يدخل في ذلك البيت شيطان حتى يصبح، أربع آياتٍ من أولها وآية الكرسي وآيتان بعدهما، وخواتيمها.
وفي روايةٍ عنه: وثلاث آيات من آخر البقرة لم يقربه ولا أهله يومئذٍ شيطان ولا شيء يكرهه، ولا يقرآن على مجنون إلا أفاق.(2/688)
[91] باب ما جاء فيمن قرأ في ليلةٍ ثلاث آياتٍ من آخر سورة البقرة
851- ((سف)): وعن ابن مسعود قال: من قرأ في ليلة ثلاث آياتٍ من آخر سورة البقرة فقد أكثر وأطيب.(2/689)
#690#
[92] باب ما جاء في سورة آل عمران
852- ((م، ت، د)): وعن أسماء بنت يزيد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: {وإلهكم إلهٌ واحدٌ لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وفاتحة سورة آل عمران: {ألم. الله لا إله إلا هو الحي القيوم})).(2/690)
853- ((حـ)): وعن جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: #691# ((لنور سورة آل عمران أضوأ عند الله من نور الملائكة المقربين)).(2/690)
854- ((ها، ط، ث)): وعن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة آل عمران أعطي بكل آيةٍ منها أماناً على جسر جهنم)).(2/691)
855- ((ص)): وقال سفيان: قال عبد الله: من قرأ سورة آل عمران فهو غني، ونعم كنز الصعلوك. يقوم بهما آخر الليل فيقرأ بها.(2/691)
856- ((ع)): وعن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة آل عمران فهو غنيٌ)).(2/691)
#692#
857- ويروى أنه ((من قرأ: {قل اللهم مالك الملك.. .. } الآية. فإن كان ذا ملكٍ حفظ الله ملكه، وسدد أمره، وإن كان غير ملك آتاه ملكاً وحرسه عليه)).(2/692)
858- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة آل عمران - أعطي الأمان من الصراط)).(2/692)
859- ((ع)): وعن الشعبي عن عبد الله قال: نعم كنز الصعلوك سورة آل عمران، يقوم بها الرجل من آخر الليل.(2/692)
#693#
860- ((بقي)): وعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آياتٍ من آخر آل عمران كل ليلة.(2/693)
[93] ما جاء فيمن قرأها يوم الجمعة
861- ((ط)): عن عمر مولى غفرة قال: من قرأ سورة آل عمران يوم الجمعة صلت عليه الملائكة من الساعة التي قرأها حتى الليل، وأعطي نوراً ما بينه وبين صنعاء.(2/693)
#694#
862- ((ث)): وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى الله عليه وملائكته من تحت العرش)).(2/694)
[94] ما جاء فيمن قرأ {شهد الله أنه لا إله إلا هو}، إلى قوله: {العزيز الحكيم} عشر مراتٍ
863- ((ح)): عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم} عشر مرات حكمه الله في جنة الفردوس، وكانت له حرزاً من الشيطان)).(2/694)
#695#
864- ((ذر)): وعن ابن أبي غالب القطان -وكان من خيار الناس- قال: أتيت الكوفة في تجارة فنزلت قريباً من الأعمش، وكنت أختلف إليه فما كان ليلة أردت أن أنحدر، قام يتهجد من الليل، فمر بهذه الآية:
#696#
{شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم. إن الدين عند الله الإسلام}.
قال الأعمش: وأنا أشهد بما شهد الله به، وأستودع الله هذه الشهادة، وهي عنده وديعة.. {إن الدين عند الله الإسلام} قالها مراراً.
قلت: لقد سمع فيها شيئاً. فغدوت فصليت معه، ثم قلت: يا أبا محمد آية سمعتك ترددها. قال: وما بلغك فيها؟ قال: قلت: وأنا عندك منذ سنة لم تحدثني. فقال: والله لا حدثتك بها سنة. فكنت على بابه ذلك اليوم، وأقمت سنة، فلما تمت السنة قلت: يا أبا محمد قد تمت السنة. فقال: حدثني أبو وائل عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يؤتى بصاحبها يوم القيامة يقول: عبدي عهد إلي فأنا أحق من وفى بالعهد، أدخلوا عبدي الجنة)).
وفي رواية عنه: قال: اللهم إني استودعتك هذه الشهادة، وهي #697# لي عندك وديعة. قال: فجعل يقرؤها ويعيد الكلام، فقلت: ما هذا إلا سمع فيه شيئاً. فلما أصبحت أتيته فذكرت ذلك له فقال: والله لا حدثتك سنة، فأقمت سنة، ثم أتيته فسألته فقال: نعم، حدثني شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يؤتى بصاحبها يوم القيامة فيقول الله عز وجل: إن لهذا علي عهداً، وأنا أحق من وفى بعهده)).(2/695)
865- وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لما أسري بي إلى السماء رأيت أبواب الجنة مغلقة على عبدٍ ثم رأيتها قد فتحت، فسألت جبريل عن ذلك فقال لي جبريل: إنه قرأ آية الشهادة، ثم رأيت ملكين، أحدهما يصعد مع سجلٍ، والآخر ينزل مع براءة، فلما التقيا سأل الذي يهبط الذي يصعد: من أين تجيء؟ قال: من عند عبدٍ عاصٍ معي كتابه. فقال الآخر: لما #698# انصرفت عنه قرأ آية الشهادة وهو قد توجه في المحراب إلى القبلة، فغفر الله له، وهذه براءة غفرانه.(2/697)
866- ومن كتاب أبي بكر بن محمد بن أبي بكر اللؤلؤي، من حديث ابن زغبة فيما أملاه الشيخان الفاضلان أبو محمد بن محارب وابن الصميل على عبد الله بن إبراهيم بن وليد قال: لما قتل كسرى، أتي بقلنسوته إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقيل: يا أمير المؤمنين هذه قلنسوة كسرى، كان إذا مرض وضعها على رأسه فيبرأ، وإذا مرض أحدٌ من أهل مملكته ووضعها على رأسه برئ، فقال عمر رضي الله عنه: قلنسوة كسرى توضع على رأس مريض فيبرأ؟ يا غلام شقها فشقها، فإذا فيها قرطاس فيه مكتوب:
{شهد الله أنه لا إله إلا هو.. .. } الآية.
نور وقدرة وبرهان وحكمة وسلطان يا هادي من اهتدى، ويا من لا ينام، لا إله إلا الله، إبراهيم خليل الله، لا إله إلا الله موسى كليم الله، لا إله إلا الله عيسى روح الله وكلمته، لا إله إلا الله محمد رسول الله وحبيبه #699# اسكن اسكن، سكنتك بالذي سكن له ما في الليل والنهار وهو السميع العليم.(2/698)
[95] ما جاء في حفظ الله تعالى لمن قرأ آية من آل عمران، وآية من فاطر، وآية من غافر
867- سمعت صاحبنا الفقيه المحدث أبا جعفر أحمد بن يحيى بن عميرة الضبي رحمه الله يقول: سمعت القاضي أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد بن حبيش يقول: سمعت الحافظ أبا بكر بن العربي رحمه الله يقول: سمعت المبارك بن عبد الجبار يقول: سمعت الخلال يقول: سمعت محمد بن أحمد بن زروق يقول: سمعت أحمد بن نصر بن محمد بن أشكاب البخاري يقول: سمعت محمد بن داود بن يزيد بن حبان الخطيب قال: سمعت عبد السلام بن صالح #700# المروي يقول: سمعت الرضى علي بن موسى يقول: سمعت موسى بن جعفر يقول: سمعت جعفر يقول: سمعت محمد بن علي يقول: سمعت علي بن الحسين يقول: سمعت الحسين بن علي يقول: سمعت علياً رضي الله عنه يقول: عجبت ممن يحفظ القرآن، كيف لا يقرأ ثلاث آيات بالغداة كل يوم فيحفظه الله.
{وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمةٍ من الله وفضلٍ لم يمسسهم سوءٌ.. .. } الآية.
وقوله تعالى: {وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد}.
وقوله تعالى: {ما يفتح الله للناس من رحمةٍ.. .. } الآية.(2/699)
#701#
[96] ما جاء في سورة البقرة وآل عمران معاً
868- ((م، ت)): عن النواس بن سمعان عن النبي ، قال: ((يأتي القرآن وأهله الذين يعملون به في الدنيا، تقدمه سورة البقرة وآل عمران)).
قال النواس: وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: ((يأتيان كأنهما غيايتان وبينهما شرقٌ أو كأنهما غمامتان #702# سوداوان، أو كأنهما ظلة من طير صواف، يجادلان عن صاحبهما)).
قال: هذا حديث غريب من هذا الوجه.(2/701)
869- ((ط، م، ع)): وعن أبي أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرأوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لصاحبه؛ اقرأوا الزهراوين سورة البقرة وسورة آل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طيرٍ صواف، تحاجان عن صاحبها)).
قلت: زاد مسلم في روايته ((اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، #703# وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة)).
قال معاوية: بلغني أن البطلة السحرة.
وقال أبو عبيد في روايته بعد قوله: ((يحاجان عن صاحبها)): يعني ثوابهما.(2/702)
870- ((حـ)): وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تعلموا سورة البقرة، فإن تعليمها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة، تعلموها وآل عمران فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة فوق صاحبهما كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف تظلانه حتى يقضى بين الناس، وتشفعان له)).(2/703)
871- ((حـ)): وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بمثل ذلك.(2/703)
#704#
872- ((ع)): وعن أبي منيب عن عمه: أن رجلاً قرأ البقرة وآل عمران، فلما قضى صلاته قال له كعب: أقرأت البقرة وآل عمران؟ قال: نعم.
قال: فوالذي نفسي بيده، إن فيهما اسم الله الذي إذا دعي به استجاب. قال: فأخبرني به. قال: والله لا أخبرتك به. ولو أخبرتك به لأوشكت أن تدعو بدعوة أهلك فيها أنا وأنت.(2/704)
852- ((م، ت، د)): وعن أسماء بنت يزيد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: {وإلهكم إلهٌ واحدٌ لا إله إلا هو #705# الرحمن الرحيم}. وفاتحة سورة آل عمران: {الم. الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.(2/704)
873- ((حـ)): وعن مسروق قال: قال عبد الله بن مسعود: نعم كنز الصعلوك البقرة وآل عمران، يقوم بهما من آخر الليل.(2/705)
874- ((ذر)): وعن القاسم عن أبي أمامة يرفعه قال: ((إن اسم الله الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى في سورٍ ثلاثٍ؛ في ((البقرة))، و((آل عمران))، و((طه)).(2/705)
875- ((زي)): وعن القاسم أيضاً قال: اسم الله الأعظم في البقرة وآل عمران وطه.(2/705)
#706#
قال القاسم: فالتمستها فوجدت في البقرة: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
وفي آل عمران: {الم. الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
وفي طه: {وعنت الوجوه للحي القيوم}.(2/706)
876- ((ع)): وعن عقبة بن عامر: أنه سمع أبا أمامة يقول: إن أخاً لكم أري في المنام أن الناس يسلكون في صدع جبل وعرٍ طويل، وعلى رأس الجبل شجرتان خضراوان تهتفان وقائلٌ يقول: هل فيكم من يقرأ سورة البقرة؟ هل فيكم من يقرأ سورة آل عمران؟ فإذا قال الرجل: نعم، دنتا منه بأغداقهما حتى يتعلق بهما فيخطرا به الجبل.(2/706)
#707#
877- ((ع)): وعن يزيد بن الأسود الجرشي أنه كان يحدث: أنه من قرأ البقرة وآل عمران في يوم برئ من النفاق حتى يمسي، ومن قرأهما في ليلة برئ من النفاق حتى يصبح، قال: فكان يقرأهما كل يومٍ وكل ليلةٍ سوى حزبه.(2/707)
878- ((حـ)): وعن عقبة بن عامر أنه قال: سمعت أبا أمامة يقول: إن أخاً لكم رأى في منامه أن الناس كانوا يسلكون في صدع جبل شاهق، وعلى رأس الجبل شجرتان خضراوان، أحدهما أطول من الأخرى، وهما يهتفان: أفيكم أحدٌ يقرأ سورة البقرة؟ أفيكم أحدٌ يقرأ #708# سورة آل عمران؟ فإذا قال أحد: نعم. أدنتا منه أغصانهما حتى يتعلق بهما فيطرحانه في الجنة.(2/707)
879- ((ذر)): وعن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((تعلموا القرآن، فإنه شفيع لأهله يوم القيامة، واقرأوا الزهراوين)) قيل: يا رسول الله، وما الزهراوين؟ قال: ((البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما الغيايتان، أو كفريقين من الطير بيض صواف بأجنحتهما على أصحابهما، تعلموا البقرة فإن تعليمها بركة، وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة)).(2/708)
880- قال سعيد: بلغني أنه ليس من عبد يقرأهما في ركعة قبل أن يسجد، ثم يسأل الله عز وجل شيئاً إلا أعطاه.(2/708)
#709#
881- ((ح)): وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ البقرة وآل عمران في ليلةٍ إيماناً واحتساباً، جعل الله له جناحين يوم القيامة منظومين بالدر والياقوت، يطير بهما على الصراط كالبرق)).(2/709)
882- ((نج)): وعن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: كنت جالساً #710# عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: ((تعلموا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة)).
ثم سكت ساعة، ثم قال: ((تعلموا البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وأنهما يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فرقان من طير صواف، وإن القرآن يأتي صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك)).(2/709)
883- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((تعلموا البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين يشفعان لصاحبهما حتى يدخلاه الجنة)).(2/710)
#711#
884- ((حـ)): وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ كل ليلة جمعةٍ سورة البقرة وآل عمران جعل الله له يوم القيامة جناحين يطير بهما على الصراط)).(2/711)
885- ((ث)): وعن أبي عبد الله الشامي قال: من قرأ سورة البقرة وآل عمران.. .. الحديث بمثله.(2/711)
886- ((حـ)): وعن مسلمة بن علي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ البقرة وآل عمران، يوم الجمعة قبل خروج الإمام، جعل الله له جناحين يطير بهما على الصراط)).(2/711)
887- ((سف)): وعن مسعر، عن بعض العلماء أنه قال: تعلموا سورة البقرة، فإن أخذها بركةٌ، وتركها حسرةٌ ولا تستطيعها البطلة، تعلموا #712# سورة البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فرقان من طير، ويأتي القرآن في هيئة رجلٍ شاحب، فيقول لصاحبه: هل تعرفني؟ فيقول: لا. فيقول: أنا الذي كنت أسهر ليلك، وأظمئ هواجرك، وأزول معك حيث زلت، وكل تاجر اليوم من وراء تجارته، وأنا اليوم وراءك، ومن وراء كل تاجر، ثم يقال له: ابسط يدك، فيبسط يده، فتملأ من رضوان الله عز وجل، ويعطى الخلد بيمينه، والنعمة بشماله، ويتوج بتاج الملك، ويكسى والداه حلة حلة ما تقوم لهما الدنيا. فيقولان: بم هذا، ولم تبلغه أعمالنا؟ فيقول: بأخذ ولدكما القرآن بعدكما. ثم يقال له: اقرأ، وارق، ورتل، كما كنت ترتل؛ فإن منزلتك في آخر آية كنت تقرؤها.(2/711)
888- ((سف)): وقال ابن مسعود: ما خيب الله بيتاً أوى إليه امرؤٌ بسورة البقرة وآل عمران والنساء، أو بعض صواحبها.(2/712)
#713#
889- ((ط، حـ، ع)): وعن أبي عمران أنه سمع أم الدرداء، تقول: إن رجلاً ممن قرأ القرآن أغار على جارٍ له فقتله، وإنه أقيد منه، فقتل، فما زال القرآن ينسل منه سورة سورة حتى بقيت البقرة وآل عمران جمعة. ثم إن آل عمران انسلت منه، وبقيت البقرة جمعة. فقيل لها: {ما يبدل القول لدي وما أنا بظلامٍ للعبيد}، فخرجت منه كأنها السحابة العظيمة.
قال أبو عبيد: أراه يعني أنهما كانتا معه في قبره وتدفعان عنه، وتؤنساه فكانتا من آخر ما بقي معه من القرآن.
قلت: وفي رواية ابن حبيب: أن رجلاً ابتلي بقتل رجل، فما زال القرآن ينسل منه.(2/713)
#714#
890- ((ز)): وعن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((تعلموا البقرة وآل عمران، فإنهما: يجيئان يوم القيامة #715# كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فرقان من طير صواف، يحاجان عن صاحبهما. تعلموا البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة)).
هذا اللفظ لبشير بن المهاجر أو نحوه.
وإنما معنى يجيئان يوم القيامة، يعني ثوابهما. كما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن اللقمة تجيء مثل أحدٍ)).
وقال: ((ظل المؤمن يومئذٍ صدقته)) فإنما هذا كله على ثوابه.(2/714)
891- ((عس)): وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((خاطبت ربي ليلة أسري بي فقلت: يا رب، خلقت آدم بيدك، ونفخت فيه من روحك، #716# وأسجدت له ملائكتك، وزوجته من حواء أمتك، وأسكنته دار كرامتك، فما الذي فعلت بنبيك في هذه الليلة؟.
فقال: صدقت، خلقته بيدي، ونفخت فيه من روحي، وأسجدت له ملائكتي، زوجته حواء أمتي، وأسكنته دار كرامتي، وأمرته بأمري فخالفني وأطاع عدوي إبليس، فأقمته مقام العاصين ينادى عليه إلى يوم القيامة: {وعصى آدم ربه فغوى}.
فقلت: يا رب، اتخذت إبراهيم خليلاً، وكلمت موسى تكليماً، ورفعت إدريس مكاناً علياً، وأعطيت داود وسليمان ملكاً عظيماً، وأيدت عيسى بروح القدس.
فقال: صدقت يا أحمد، إن كنت اتخذت إبراهيم خليلاً، فقد اتخذتك حبيباً، والحبيب أفضل من الخليل سبعين ضعفاً، وإن كنت كلمت موسى تكليماً، فإني كلمته على الطور، وكلمتك عندي فوق سبع سماوات، وإن كنت رفعت إدريس مكاناً علياً، فإني رفعته إلى السماء الرابعة، ورفعتك على عرشي موضعاً لم يطأه نبي مرسل ولا ملكٌ مقرب، وإن كنت أعطيت داود وسليمان ملكاً عظيماً فقد أعطيتك البقرة وآل عمران، #717# وهما كنز من كنوز العرش، وأعطيتك يا أحمد السبع المثاني والقرآن العظيم، ولم أعطه أحداً قبلك، وبعثتك إلى أهل الأرض الأبيض منهم والأسود، إنسهم وجنهم، ولم أرسل إلى جماعتهم غيرك، وجعلت لك الأرض برها وبحرها مسجداً طهوراً، وأطعمتك الفيء، ولم أطعمه أحداً قبلك، وإن كنت سخرت الطير والرياح لسليمان فقد سخرت لك البراق وشققت لك اسماً من أسمائي، فأنا محمود وأنت محمد، وقرنت اسمك مع اسمي، وإن كنت أيدت عيسى بروح القدس فقد أيدتك بأصحابك الأتقياء الأزكياء الطاهرين المطهرين؛ أبي بكر وعمر وعثمان.(2/715)
892- ((حـ)): وعن علي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان #718# لا ينتبه من منام إلا تلا هاتين الآيتين من آخر سورة آل عمران: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب. الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار. ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار}.(2/717)
#[97] ما جاء فيمن قرأ سورة البقرة وآل عمران في ليلة الجمعة
893- ((نج)): عن أبي إسحاق الصنعاني، عن محمد بن أبي سعيد، عن وهبٍ بن منبه قال: من قرأ ليلة الجمعة سورة البقرة وآل عمران كان له نوراً ما بين عريبَا وعجيبَا.
فقلت لمحمد: وما عريبَا وعجيبَا قال: عريبَا العرش، وعجيبَا أسفل الأرض.(2/0)
#719#
894- ((نج)): وعن حميد الشامي قال: من قرأ في ليلة الجمعة البقرة وآل عمران كان أجره ما بين عريبَا ولبيدَا.
قال: عريبَا الأرض السابعة، ولبيدَا: السماء السابعة.(2/719)
895- ((حـ)): وعن وهب بن منبه أنه قال: من قرأ ليلة الجمعة البقرة وآل عمران كتب له من النور ما بين عجيبَا إلى عريبَا. قال: وعجيبَا الأرض السابعة، وعريبَا العرش.(2/719)
[98] ما جاء في قراءة سورة البقرة وسورة آل عمران وسورة النساء
896- ((ع)): وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: من قرأ #720# البقرة وآل عمران والنساء في ليلٍ كان أو نهار كتب من القانتين.(2/719)
897- ((ط، ق)): وعنه رضي الله عنه أنه قال: من قرأ البقرة والنساء وآل عمران كتب عند الله من الحكماء.(2/720)
898- ((ط، حـ، ذ، ر)): وعن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: تعلموا سورة البقرة وسورة النساء وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور؛ فإن فيهن الفرائض.
زاد ابن حبيب في روايته: وعلموا نساءكم سورة النور.(2/720)
#721#
[99] ما جاء فيمن قرأ آية من آل عمران، وهي: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم.. .. } الآية.
وآية من النساء، وهي:
{ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه.. .. } الآية
899- ((ع)): عن عبد الله بن مسعود قال: في القرآن آيتان ما قرأهما عبدٌ مسلمٌ عند ذنبٍ إلا غفر له. قال: فسمع بذلك رجلان من أهل البصرة فأتياه فقال: ائتيا أبي بن كعب، فإني لم أسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً إلا قد سمعه أبي. قال: فأتيا أبي بن كعب، فقال لهما: اقرآ القرآن، فإنكما ستجدانهما. فقرأ حتى إذا بلغا آل عمران: {والذين إذا فعلوا #722# فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا لله فاستغفروا لذنوبهم.. .. } الآية.
وقوله تعالى: {ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً}.
فقالا: قد وجدناهما. فقال أبي: أين؟ فقالا: في آل عمران والنساء، فقال: هما، هما.(2/721)
900- ((سف)): وعن إبراهيم بن علقمة والأسود أن ابن مسعود قال: إن في القرآن لآيتين، ما من عبدٍ يذنب ذنباً فقرأهما ثم يستغفر الله، إلا غفر الله له؛ قوله تعالى: {والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم.. .. } الآية.
والآية الأخرى: {ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً}.(2/722)
#723#
901- وعن علي بن مدرك قال: قال ابن مسعود لأصحابه: إن في القرآن لآيتين ما تلاهما عبدٌ مؤمنٌ، ثم استغفر الله، إلا غفر له، فقالوا: وأية آيتين هما يا أبا عبد الرحمن؟ فقال: انظروا في المصحف. فنظروا ثم عادوا إليه. فقال علقمة بن قيس: ما أراني إلا قد عرفتهما. قال: فقلهما. قال: الآية التي في سورة النساء: {ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً}.
والتي في آل عمران: {والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم.. .. } الآية.
فقال ابن مسعود: هما، هما.(2/723)
#724#
902- ((حـ)): وعن ابن مسعود أنه قال: إني لأرجو أن لا يقرأ أحدٌ هؤلاء الآيات من سورة النساء وآل عمران ثم يستغفر الله، إلا غفر له: {والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم.. .. } الآية.
وقوله تعالى: {لو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله فاستغفر لهم الرسول.. .. } الآية.
وقوله تعالى: {ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً}.(2/724)
[100] باب ما جاء في سورة النساء
903- ((ها)): عن أبي بن كعب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل من ورث ميراثاً، وأعطي من الأجر #725# كمن اشترى محرراً فأعتقه، وبرئ من الشرك وكان في سنته من الذين يتجاوز عنهم)).(2/724)
904- ((ط)): وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة النساء أعطي من الأجر كأنما تصدق على كل مؤمن ورث ميراثاً، وكان له من الأجر قدر من اشترى محرراً فأعتقه، وبرئ من الشرك)).. الحديث.(2/725)
905- ((ع)): وعن حارثة بن مضرب قال: كتب إلينا عمر: أن تعلموا سورة النساء، والأحزاب، والنور.(2/725)
906- ((صا)): وعن عبد الله بن مسعود قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : #726# وهو على المنبر ((اقرأ علي)) قلت: أقرأ عليك، وعليك أنزل؟ قال: ((إني أحب أن أسمعه من غيري)) فقرأت سورة النساء حتى انتهيت إلى هذه الآية: {فكيف إذا جئنا من كل أمةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيداً}.
قال: ((حسبك الآن)) فالتفت إليه، فإذا عيناه تذرفان.
قلت: خرجه البخاري بمعناه.(2/725)
907- ((س)): وعنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ((اقرأ علي سورة النساء)). قلت: أوليس عليك أنزلت؟ قال: ((بلى، ولكن أحب أن أسمعه من غيري)). فقرأت عليه حتى بلغت: {فكيف إذا جئنا من كل أمةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيداً}.
فغمزني عامر، فرفعت رأسي فإذا عيناه تهملان.
#727#
وفي رواية: فغمزني رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فنظرت إليه وعيناه تدمعان.(2/726)
908- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة النساء برئ من الشرك، وكان من الذين يتجاوز عنهم)).(2/727)
909- ((ع)): وعن ابن مسعود أنه قال: في النساء خمس آياتٍ، #728# ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها.
قوله تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً}.
وقوله تعالى: {إن الله لا يظلم مثقال ذرةٍ وإن تك حسنةً يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً}.
وقوله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
#729#
وقوله تعالى: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً}.
وقوله تعالى: {ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً}.
قال عبد الله: ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها.(2/727)
910- ((غنى)): وعن أبي دحية قال: من قرأ سورة النساء فإنما يخوض في نور ساطع حتى يفرغ منها.
قال عبد الغني بن سعيد: فعجبت لهذا الحديث، فانصرفت فنمت فأتاني آتٍ في النوم، فقال لي: أتعجب من هذا، من قرأ سورة النساء فإنما يخوض في نور ساطع إلى يوم القيامة.(2/729)
[101] باب ما جاء في سورة المائدة
911- ((حـ)): عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((سورة #730# المائدة تدعى في ملكوت الله المنقذة؛ تنقذ صاحبها من أيدي ملائكة العذاب، وتخلصه من الغضب والسخط)).(2/729)
912- ((ع حـ)): عن محمد بن كعب القرظي قال: نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة وهو على ناقته، فانصدعت كتفها، فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ركبها بعد.(2/730)
913- ((ط)): وعن أسماء ابنة يزيد قالت: نزلت المائدة كلها #731# جميعاً، وأنا آخذة بزمام العضباء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكادت من ثقلها أن تندق يد العضباء)).(2/730)
914- ((ط)): وعن عاصم الأحول عن أم عمر ابنة عميس قالت: حدثني عمي أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت عليه سورة المائدة فعرفنا أنه ينزل عليه، فاندقت كتف ناقته العضباء من ثقل السورة.(2/731)
915- ((ع)): وعن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة #732# رضي الله عنها فقالت لي: يا جبير، هل تقرأ المائدة؟ فقلت: نعم. قالت: أما إنها آخر سورة نزلت، فما وجدتم فيها من حلالٍ فأحلوه، وما وجدتم فيها من حرامٍ فحرموه.
وفي رواية: فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه.(2/731)
916- ((ث، ها)): وعن أبي بن كعبٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من قرأ سورة المائدة أعطي من الأجر بعدد كل يهودي ونصراني تنفس في دار الدنيا عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات.
#733#
قلت: وخرجه الطبري فقال: أعطي من الأجر عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات بعدد كل يهودي ونصراني تنفس في دار الدنيا.(2/732)
917- ((ث)): وعن ابن عمر قال: أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم سورة المائدة، وهو على راحلته فلم تستطع أن تحمله حتى نزل عنها.(2/733)
918- ((ذر)): وعن جبير بن نفير قال: كنت عند عائشة، فقالت: أتقرأ المائدة؟ فقلت: نعم. قالت: أما إنها آخر سورة نزلت من القرآن، فما أحل فيها استحلوا وما حرم فيها فحرموا.
فسألتها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: القرآن.
قلت: وخرجه ابن حبيب بمعناه.(2/733)
#734#
919- ((حـ)): وعن البراء بن عازب: آخر آية أنزلت الآية التي في آخر سورة النساء:{يسفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}.(2/734)
#735#
920- ((ع)): وعن أبي ميسرة قال: في المائدة ثماني عشر فريضة، وليس فيها منسوخ.(2/735)
921- ((حـ)): وعن عطية العوفي أنه قال: آخر آيةٍ أنزلت: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}.(2/735)
922- ((حـ)): وعن أبي ميسرة أنه قال: في المائدة إحدى #736# وعشرون فريضة ليست في شيء من القرآن، وهي من آخر ما أنزل: {والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام.. .. } {وما علمتم من الجوارح مكلبين.. .. } {وطعام الذين أوتوا الكتاب حلٌ لكم.. .. } إلى {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم.. .. }.
وتمام الطهور، {والسارق والسارقة.. .. } وآية المحاربين.
و{لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم.. .. }.
وكفارة الأيمان، وتحريم الصيد في الحرم.
و{ما جعل الله من بحيرةٍ ولا سائبةٍ ولا وصيلةٍ ولا حامٍ.. .. }.(2/735)
#737#
923- ((ع)): وسئل الحسن: هل نسخ من المائدة شيء؟ فقال: لا.(2/737)
924- ((حـ)): وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: آخر سورةٍ أنزلت جملةً، سورة المائدة.(2/737)
925- ((ع)): وعن ضمرة بن حبيب، وعطية بن قيس قالا: قال #738# رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((المائدة من آخر القرآن تنزيلاً، فأحلوا حلالها، وحرموا حرامها)).(2/737)
926- ((ث)): وروي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأها في خطبته يوم حجة الوداع، وقال: ((يا أيها الناس، إن سورة المائدة من آخر القرآن نزولاً، فأحلوا حلالها، وحرموا حرامها)).(2/738)
927- قال عبد الملك بن حبيب رحمه الله: بلغني أن يهودياً قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: لقد نزلت فيكم آيةٌ، لو نزلت على بني #739# إسرائيل لاتخذوا اليوم الذي نزلت فيه عيداً إلى يوم القيامة. فقال عمر: وأية آيةٍ؟ قال: هي قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}.
فقال عمر: لقد نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة يوم عرفة، فلا يزال ذلك اليوم عيداً إلى يوم القيامة.(2/738)
928- قال عبد الملك: وكان ابن عباس، ومجاهد والقرظي يقولون: هو يوم الحج الأكبر، إلا أن علياً، وابن عمر قالا: الحج الأكبر يوم النحر. وهو قول مالك رحمه الله.(2/739)
929- ((ص)): وعن طارق بن شهاب قال: قال يهودي لعمر رضي الله عنه: لو علينا معشر اليهود نزلت هذه الآية: {اليوم أكملت #740# لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}.
لاتخذنا ذلك اليوم عيداً. فقال عمر: قد علمت اليوم الذي أنزلت فيه، والساعة، وأين كان النبي صلى الله عليه وسلم حين نزلت. نزلت ليلة الجمعة، ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات.(2/739)
930- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة المائدة أعطي من الأجر بعدد اليهود والنصارى)).(2/740)
[102] باب ما جاء في سورة الأنعام
931- ((ع)): عن ابن عباس قال: نزلت سورة الأنعام ليلاً بمكة جملةً، ونزل معها سبعون ألف ملكٍ يجأرون حولها بالتسبيح.(2/740)
#741#
932- ((حـ، ع)): وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: الأنعام من نواجب القرآن.(2/741)
933- ((حـ)): وعن الحسن قال: نزل بسورة الأنعام موكبٌ من الملائكة سدوا ما بين الخافقين لهم زجل بالتسبيح، والأرض ترتج بهم، #742# ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم)) ثم افتزع حتى سجد.(2/741)
934- ((ذر، حـ)): وعن علي رضي الله عنه قال: سورة الأنعام تدعى في التوراة المرضية، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قرأها لم يزل في رضى الله)).
واللفظ لأبي ذر.
وفي رواية ابن حبيب: ((تدعى في ملكوت الله المرضية)).(2/742)
935- ((ص)): وعن عبد الله بن مسعود قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صلى الفجر مع الإمام في جماعة، وقعد في مصلاه وقرأ ثلاث آياتٍ من أول سورة الأنعام، وكل الله به سبعين ملكاً يسبحون الله ويستغفرون له إلى يوم القيامة، وبعث الله ملكاً من السماء بيده مقمعةٌ من حديد. كلما أراد الشيطان أن يوحي إليه بشيء من الوسوسة #743# ضرب الملك على رأسه، وجعل بينه وبين الأسباب سبعين حجاباً. ويقول الله له يوم القيامة: إلي عبدي فأنت عبدي، وأنا ربك، امش في ظلي، وكل من فاكهة جنتي، واشرب من ماء الكوثر والرحيق والسلسبيل، فقد أمنت، لا عذاب عليك ولا فزع)).(2/742)
936- ((ع)): وعن ابن عباس في قوله تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هن أم الكتاب}.
قال: هي الثلاث الآيات في سورة الأنعام: {قل تعالوا اتل ما حرم #744# ربكم عليكم}. إلى ثلاث آيات.
والتي في بني إسرائيل: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه.. .. } إلى آخر الآيات.(2/743)
937- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة الأنعام ولم يقطعها بكلامٍ غفر له ما سلف من عملٍ؛ لأنها نزلت جملةً ومعها ركبٌ من الملائكة يسد ما بين الخافقين، والأرض بهم ترتج)).(2/744)
938- ((ث)): وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((نزلت الأنعام جملةً واحدة، شيعها #745# سبعون ألف ملكٍ. لهم زجل بالتسبيح والتحميد، فمن قرأ سورة الأنعام صلى عليه أولئك السبعون ألف ملك بعدد كل آيةٍ في الأنعام يوماً وليلة)).(2/744)
939- ((ط، ها)): وعن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أنزلت علي الأنعام جملةً واحدةً، شيعها سبعون ألف ملكٍ لهم زجل بالتسبيح والتقديس. فمن قرأ سورة الأنعام صلى عليه واستغفر له أولئك السبعون ألف ملك، بعدد كل آيةٍ في سورة الأنعام يوماً وليلة)).(2/745)
940- ((ق)): وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة الأنعام استغفر له سبعون ألف ملكٍ بعدد كل حرف منها)).(2/745)
941- ((ث)): وعنه عليه السلام أنه قال: ((من قرأ ثلاث آياتٍ من #746# أول سورة الأنعام إلى قوله: {ويعلم ما تكسبون}.
وكل الله به أربعين ألف ملكٍ يكتبون له مثل عبادتهم إلى يوم القيامة، ونزل ملك من السماء السابعة معه أرزبة فإذا أراد الشيطان أن يوسوس أو يوحي في قلبه شيئاً ضربه بها ضربةً، وكان بينه وبينه سبعون حجاباً. فإذا كان يوم القيامة، يقول الرب تعالى: امش في ظلي، وكل من ثمار جنتي واشرب من ماء الكوثر، واغتسل من ماء السلسبيل، وأنت عبدي وأنا ربك)).(2/745)
942- ((ع)): وعن أبي الدرداء أنه كان يقرأ في مسجد حمص، وفيهم كعب الأحبار فمروا بقول الله تعالى: {قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم}.
فقال كعب: ردها علي، فردها عليه. فقال كعب: صدق الله #747# ورسوله، والذي بعث محمداً بالحق ما أنزل الله قبلها في التوراة إلا {بسم الله الرحمن الرحيم} {قل تعالوا}.(2/746)
943- ((نج)): وعن كعب قال: فاتحة التوراة فاتحة الأنعام: {الحمد لله الذي خلق السموات والأرض}.
إلى قوله: {يعدلون}.
وخاتمة التوراة خاتمة سورة هود.
{ولله غيب السموات والأرض وإليه يرجع الأمر كله.. .. }. الآية.(2/747)
944- ((ع)): وعن منذر الثوري قال: قال الربيع بن خثيم: أيسرك أن #748# تلقى صحيفةً من محمدٍ صلى الله عليه وسلم عليها خاتمه؟ قلت: نعم. قال: -وأنا أرى أنه سيصدقني- قال: فما زادني على هؤلاء الكلمات من آخر سورة الأنعام: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم}، إلى قوله: {لعلكم تذكرون}.(2/747)
945- ((ك)): وعن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((إن سورة الأنعام نزلت ومعها موكب من الملائكة سد ما بين الخافقين، لهم زجل بالتسبيح، والأرض لهم ترتج، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((سبحان ربي العظيم)) ثلاث مرات.(2/748)
946- ((ص)): وعن عبد الله بن مسعود قال: من سره أن ينظر إلى #749# وصية النبي صلى الله عليه وسلم عليها خاتمة، فليقرأ: {قل تعالوا أتلو ما حرم ربكم عليكم}، إلى قوله: {لعلكم تذكرون}.(2/748)
947- ((ذر)): وعن علقمة، عن عبد الله بمثله. وقال: إلى قوله: {لعلكم تتقون}.(2/749)
948- ((ت)): وعن عبد الله قال: من سره أن ينظر إلى الصحيفة التي عليها خاتم محمد صلى الله عليه وسلم فليقرأ هذه الآيات: {قل تعالوا} إلى قوله: {تتقون}.
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب.(2/749)
#750#
[103] ما جاء في سورة الأعراف
949- ((ث، ها، ط)): عن أبي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الأعراف. جعل الله يوم القيامة بينه وبين إبليس سوراً. وكان آدم شفيعاً له يوم القيامة)).(2/750)
950- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة الأعراف جعل الله بينه وبين إبليس ستراً)).(2/750)
[104] ما جاء في قراءة {إن ربكم الله}، إلى قوله: {تبارك الله رب العالمين} عند أخذ المضجع
951- ((يو)): عن عمر مولى غفرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل في #751# بعض مغازيه على بئرٍ، وإن رجلاً من بعض أصحابه نام على رجى البئر، فلما نام القوم جاء إبليس ومعه جنوده فقال: من هؤلاء؟ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع، فقيل: هذا محمد وأصحابه. فقال: من ذلك النائم على رجى البئر، يا لقوة اذهبي فاضربيه، فذهبت ساعة ثم انصرفت فقالت: ما وصلت إليه من كلام تكلم به. ثم قال: يا فالج اذهب فافتح شقه، فذهب فرجع فقال: ما وصلت إليه من كلام تكلم، ثم قال: يا مذهب، دونكه فدق صلبه، فذهب، ثم رجع فقال: ما وصلت إليه من كلام تكلم به، ولقد وجدت عليه قصراً مبيناً سمكه ملصق السماء فغصت تحت الأرض لآتيه من تحتها، فوجدت أساسه قد بلغ الأرض السابعة، فانصرفت.
فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: ((أيكم نام البارحة على رجى البئر))؟ فقال الرجل: أنا يا رسول الله. فقال: ((ما دعاك إلى أن #752# لا تستند مع أصحابك؟)) قال: نحيت عن الرهج. قال: ((فماذا قلت حين أخذت مضجعك))؟ قال: تشهدت، ثم قرأت هذه الآية: {إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخراتٍ بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين}.(2/750)
952- ((ق)): وروي أنه ((من قرأ ثلاث آياتٍ من آخر الأعراف: {إن ربكم الله}. الآية.
حفظه الله تعالى وكانت له حرزاً من عذابه)).(2/752)
953- وذكر أنه ((من قرأ آية الحرس وهي {إن ربكم الله} وسأل الله عز وجل أن ينفي عنه النوم إلا نفاه عنه.(2/752)
[105] ما جاء في سورة الأنفال وسورة براءة
954- ((ت)): قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الأنفال وبراءة كانتا #753# شفيعاً له يوم القيامة، وشهدتا أنه برئ من النفاق، وأعطي عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات وكان العرش وحملته يصلون عليه أيام حياته في الدنيا)).(2/752)
955- ((ط)): وعن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة براءة والأنفال. فأنا شفيع له، وشاهد أنه بريء من النفاق، وأعطي عشر حسناتٍ بعدد كل منافق ومنافقة، وكان العرش وحملته يستغفرون له أيام حياته في الدنيا)).(2/753)
956- ((ها)): وعن أبي بن كعب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة براءة والأنفال كانتا له شفيعتين يوم القيامة، وشاهدتين أنه بريء من النفاق)) الحديث بمثله.(2/753)
#754#
957- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة الأنفال وبراءة برئ من النفاق وكنت له شفيعاً)).(2/754)
[106] ما جاء في سورة براءة
958- ((ع، ط)): عن أبي عطية قال: كتب إلينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن تعلموا سورة التوبة، وعلموا نساءكم سورة النور.(2/754)
959- وعن البراء بن عازب قال: آخر سورة أنزلت جملةً براءة.(2/754)
#755#
960- ((ع)): وعن حذيفة قال: تسمونها سورة التوبة، وهي سورة العذاب -يعني براءة-.(2/755)
961- ((حـ)): وعن ثابت بن الحارث الأنصاري أنه قال: ما كانوا يدعون سورة التوبة إلا بالمبعثرة، بعثرت أخبار المنافقين.(2/755)
962- ((ع)): وعن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة #756# التوبة فقال: تلك الفاضحة، ما زالت تنزل: ((ومنهم ومنهم)) حتى خشينا أن لا تدع أحداً. قال: فقلت: فسورة الأنفال؟ قال: نزلت في بدر. قال: فقلت: فسورة الحشر؟ قال: نزلت في بني النضير.(2/755)
963- ((حـ)): وعن زيد بن أسلم: أن رجلاً قال لعبد الله بن عمر: سورة التوبة أية سورةٍ هي؟ فقال ابن عمر: هل فعل بالناس الأفاعيل غيرها، ما كنا ندعوها إلا المقشقشة.(2/756)
964- ((ع)): وعن ابن سيرين: أن أبا أيوب الأنصاري كان يقول: #757# قال الله جل ثناؤه: {انفروا خفافاً وثقالاً}. فلا أجدني إلا خفيفاً أو ثقيلاً.(2/756)
965- ((ع)): وعن أبي راشد الحبراني أنه قال: وافى المقداد بن الأسود بحمص على تابوت من توابيت الصيارفة قد فضل عنه عظماً قال: فقلت: يا أبا الأسود قد أعذر الله إليك، فقال: #758# أبت علينا سورة براءة {انفروا خفافاً وثقالاً}.(2/757)
966- ((حـ)): وعن بكار بن محمد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من لزم قراءة: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رءوفٌ رحيمٌ. فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} لم يمت هدماً ولا غرقاً ولا حرقاً ولا ضرباً بحديدة)).(2/758)
967- ((ع)): وعن إبراهيم قال: خرج عبد الرحمن بن يزيد مرة وهو يريد أن يجاعل في بعثٍ خرج عليه ثم أصبح يتجهز، فقلت: ألم تكن أردت أن تجاعل؟ فقال: بلى: ولكن قرأت البارحة سورة براءة فسمعتها تحث على الجهاد.(2/758)
#759#
968- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال: ((ما نزل علي القرآن إلا آيةً آيةً، وحرفاً حرفاً، خلا سورة براءة و{قل هو الله أحد}.
فإنهما أنزلتا علي ومعهما سبعون ألف صف من الملائكة كل يقول: يا محمد استوص ببينة الله خيراً)).(2/759)
969- ((ذر، قو)): عن أبي الدرداء قال: من قال كل يوم سبع مرات: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.
كفاه الله عز وجل ما أهمه من أمر آخرته ودنياه، صادقاً كان بها أو كاذباً.(2/759)
#760#
970- ((شق)): وفي كتاب الليث بن سعد عن أبي معشرٍ: أن رجلاً انكسرت فخذه، فأتاه آتٍ فقال له: ضع يدك حيث تجد ألمك، وقل: {فإن تولوا فقل حسبي الله} الآية. فقرأها فصحت فخذه.
قلت: وخرجه أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي في كتاب الدعاء: عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن الليث، عن أبي معشر، عن محمد بن كعب القرظي قال: بلغنا أن سرية خرجت إلى أرض الروم، فسقط رجل منهم فانكسرت فخذه، فأخذه أصحابه فربطوا فرسه عنده، وجعلوا عنده شيئاً من ماء وزادٍ فأتاه آتٍ بعد ما ولوا فقال: ما لك ها هنا قال: انكسرت فخذي وتركني #761# أصحابي. فقال: ضع يدك حيث تجد ألمه وقل: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} قال: فقرأ هذه الآية فصحت فخذه.
وركب فرسه وأدرك أصحابه.(2/760)
971- وذكر أبو محمد بن عمر قال: كنت عند ابن مجاهد فجاء الشبلي فقام إليه أبو بكر بن مجاهد فعانقه وقبل بين عينيه. فقلت له: تفعل هذا بالشبلي وأنت وجميع من ببغداد يقولون: إنه مجنون؟ فقال لي: فعلت كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل به، وذلك أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وأقبل الشبلي فقام إليه فقبل بين عينيه فقلت: يا رسول الله أتفعل هذا بالشبلي؟ قال: ((نعم، هذا يقرأ بعد صلاته: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم} الآية، ويتبعها بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم )).(2/761)
[107] ما جاء في سورة يونس عليه السلام
972- ((ط)): عن أبي: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة يونس #762# أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل من كذب بيونس، وصدق به، وهود وصالح وشعيب ولوط وإبراهيم وموسى، وكان يوم القيامة من السعداء)).(2/761)
973- وفي رواية أخرى عن الطبري عن أبي بن كعب أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ يونس أعطي من الأجر عشر حسناتٍ بعدد من صدق بنوحٍ وكذب به، وهود وصالح وشعيب.. .. )) الحديث بمثل المتقدم.(2/762)
974- ((ط، ها)): وعنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((إنه من قرأ سورة يونس أعطي من الأجر عشر حسناتٍ بعدد من صدق بيونس وكذب به، وبعدد من غرق مع فرعون في البحر)).
#763#
قلت: لفظ الحديث لأبي القاسم عبد الوهاب.(2/762)
975- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة يونس أعطي من الأجر بعدد من صدق بيونس وكذب به)).(2/763)
[108] ما جاء في سورة هود عليه السلام
976- ((ع)): وعن ابن شهابٍ: قالوا: يا رسول الله، إنا نرى في رأسك شيباً فقال: ((كيف لا أشيب وأنا أقرأ سورة هود و{إذا الشمس كورت})).(2/763)
977- ((ط)): وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من سره أن #764# ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأى عينٍ فليقرأ: {إذا الشمس كورت} و{إذا السماء انفطرت} و{إذا السماء انشقت}.
-أحسبه قال:- وسورة هود)).(2/763)
978- ((ث): وقال يزيد بن أبان: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقرأت عليه سورة هود، فلما ختمتها قال: ((يا يزيد قرأت، فأين البكاء؟)).(2/764)
979- ((ها)): وعن أبي بن كعبٍ قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة هود أعطي من الأجر عشر حسناتٍ بعدد من صدق بنوحٍ وهود وصالحٍ وشعيبٍ ولوطٍ وإبراهيم وعيسى وكان عند الله يوم القيامة من الشهداء)).(2/764)
#765#
980- ((ث)): وقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله، لقد أسرع إليك الشيب فقال: ((شيبتني هودٌ وأخواتها {الحاقة}، و{الواقعة} و{عم يتساءلون} و{هل أتاك حديث الغاشية})).(2/765)
981- ((ص)): وعن أبي بكرٍ رضي الله عنه قال: سألت #766# رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما شيبك فقال: ((شيبتني هود، والواقعة و{عم يتساءلون} و{إذا الشمس كورت})).(2/765)
982- ((ذر)): وعن ابن عباس، قال: قال أبو بكر رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أراك قد شبت؟ قال: ((شيبتني ((هودٌ)) و((الواقعة)) و((المرسلات)) و{عم يتساءلون} و{إذا الشمس كورت})).(2/766)
983- ((ذر)): وعن عكرمة قال: قال أبو بكر رضي الله عنه: يا #767# رسول الله.. .. فذكر نحوه.(2/766)
984- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة هود أعطي من الأجر بعدد ما صدق بهود وكذب به)).(2/767)
985- ((حـ)): وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما أنزلت عليه هذه الآية: {وأقم الصلاة طرفي #768# النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس وغربت)).
قال ابن زيد: وإنما أنزلت حين فعل الرجل بالمغيبة ما فعل.(2/767)
[109] ما جاء في سورة يوسف عليه السلام
986- ((ث، ها، ط)): وعن أبي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((علموا أرقاءكم سورة يوسف)) وقال: ((أيما مسلمٍ تلاها وعلمها أهله وما #769# ملكت يمينه هون الله عليه سكرات الموت، وأعطاه من القوة أن لا يحسد مسلماً)) اللفظ للثعلبي.(2/768)
987- ((ق)): وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة يوسف، وعلمها أهله هون الله عليه سكرات الموت)).(2/769)
988- ((حـ)): وعن يحيى بن سعيد؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما مررت بهذه الآية من سورة يوسف؛ قول كبير آل يوسف: {فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين} إلا وقفت، وما مررت بقول يوسف: {ارجع إلى ربك فسئله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم} إلا عجبت.(2/769)
989- ((حـ)): وعن الفرافصة بن عمير الحنفي قال: ما أخذت #770# سورة يوسف إلا من قراءة عثمان بن عفان رضي الله عنه إياها في الصبح من كثرة ما كان يرددها.(2/769)
990- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ((لا تلقنوا النساء سورة يوسف ولقنوهن سورة النور)).(2/770)
991- ((حـ)): وعن ابن الهادي قال: سمعت نشيج عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأنا في آخر الصفوف حين انتهى: {إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله}.(2/770)
#771#
[110] ما جاء في سورة الرعد
992- ((ث، ط)): قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الرعد أعطي من الأجر عشر حسناتٍ بوزن كل سحاب مضى، وكل سحاب يكون إلى يوم القيامة، وكان يوم القيامة من الموفين بعهد الله)).(2/771)
993- ((ق)): وقال عليه السلام: ((من قرأ سورة الرعد كان من الموفين بعهد الله)).(2/771)
994- ((ط، ها)): عن أبي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الرعد كان له من الأجر بوزن كل سحاب مضى وبكل سحاب يكون عشر حسناتٍ وبعث يوم القيامة من الموفين بعهد الله)).(2/771)
[111] ما جاء في سورة إبراهيم عليه السلام
995- ((ث، ط، ها)): عن أبي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ #772# سورة إبراهيم أعطي من الأجر عشر حسناتٍ بعدد من عبد الأصنام، وبعدد من لم يعبدها)).(2/771)
996- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة إبراهيم أعطي من الأجر بعدد من عبد الأصنام)).(2/772)
[112] ما جاء في سورة الحجر
997- ((ث، ط، ها)): عن أبي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الحجر كان له عشر حسناتٍ بعدد المهاجرين والأنصار، والمستهزئين بمحمد صلى الله عليه وسلم )).(2/772)
998- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة الحجر أعطي من الأجر بعدد المهاجرين والأنصار)).(2/772)
#773#
[113] ما جاء في سورة النحل
999- ((ط، ها)): عن أبي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة النحل لم يحاسبه الله تعالى يوم القيامة بالنعيم الذي أنعم عليه في دار الدنيا، فإن مات يوم تلاها، أو ليلة تلاها كان له من الأجر كالذي مات فأحسن الوصية)).(2/773)
1000- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((من قرأ سورة النحل لم يحاسبه الله تعالى بالنعيم الذي أنعم عليه في دار الدنيا، وأعطي من الأجر كالذي مات فأحسن الوصية)).(2/773)
1001- ((ع)): وعن مسروقٍ قال: سمعت عبد الله يقول: ما في القرآن آيةٌ أجمع لخيرٍ ولا لشرٍ من آيةٍ في سورة النحل: {إن الله يأمر #774# بالعدل والإحسان وإيتائي ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}.(2/773)
1002- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة النحل لم يحاسبه الله بنعيم الدنيا)).(2/774)
[114] ما جاء في سورة بني إسرائيل
1003- ((ث، ط، ها)): وعن أبي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة بني إسرائيل فرق قلبه عند ذكر الوالدين أعطي في الجنة قنطارين من الأجر، والقنطار ألف أوقية، ومائتا أوقية، والأوقية خيرٌ من الدنيا وما فيها)).(2/774)
1004- ((ت، ط)): وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان #775# رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل، والزمر.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.
قلت: خرجه الطبري من طريق أبي لبابة عن عائشة رضي الله عنها.(2/774)
1005- ((س)): وعن عائشة رضي الله عنها؛ أنها قالت: كان #776# رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول ما يريد أن يفطر، ويفطر حتى نقول ما يريد أن يصوم، وكان يقرأ في كل ليلةٍ بني إسرائيل والزمر.(2/775)
1006- ((مد)): وقال ابن عباس: إذا قرأتم سجدة سبحان؛ فلا تعجلوا بالسجود حتى تبكوا فإن لم تبك عين أحدكم فليبك قلبه.(2/776)
1007- ((ص)): وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: ((يا علي أمانٌ لك من الوسواس أن تقول: {وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً. وجعلنا على قلوبهم أكنةً أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفوراً})).(2/776)
1008- ((حـ)): وعن مطرف، عن العمري، عن أبي عمر بن #777# حفص قال: لما نزلت: {تبت يدا أبي لهبٍ} أقبلت امرأة أبي لهبٍ حتى دخلت المسجد وبيدها حجرٌ ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ ومعه أبو بكرٍ رضي الله عنه، فقال أبو بكر: يا رسول الله هذه فلانة فلو تنحيت لها، فإني أخشى أن تؤذيك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((إني سأقرأ آيةً من كتاب الله تخفيني عنها فلا تراني)) فأقبلت حتى وقفت علينا فقالت لأبي بكرٍ: أين صاحبك الذي يهجونا. فقال لها أبو بكر: لا ورب هذا البيت ما يهجوكم. قالت: بلى بلغني أنه يهجونا، وأيم الله إني لشاعرة، ولو وجدته لانتصفت منه بيدي ولساني، ثم انصرفت. فقال أبو بكر: يا رسول الله أي شيءٍ قرأت إذ لم ترك. قال: ((قرأت هذه الآية من سورة ((سبحان)): {وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً})).(2/776)
1009- ((نج)): وعن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، عن #778# النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((إن آية العزة: {الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريكٌ في الملك ولم يكن له وليٌ من الذل وكبره تكبيراً})).(2/777)
1010- ((خ)): وعن عبد الرحمن بن يزيد سمعت ابن مسعود يقول في بني إسرائيل والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء: إنهن من العتاق #779# الأول، وهن من تلادي.(2/778)
1011- ((ذر)): وعنه قال: سمعت عبد الله بن مسعود يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء هن من العتاق الأول وهن من تلادي)).
قال شعبة: يعني إنما أنزل عليه بمكة أول ما نزل.(2/779)
1012- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة بني إسرائيل أعطي في الجنة قنطاراً من الأجر)).(2/779)
[115] ما جاء في سورة الكهف
1013- ((م، ت)): عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: بينما #780# رجلٌ يقرأ سورة الكهف إذ رأى دابته تركض، فنظر فإذا مثل الغمامة أو السحابة فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((تلك السكينة نزلت مع القرآن أو نزلت على القرآن)).
قلت: وخرج البخاري أيضاً هذا الحديث بمعناه.(2/779)
#781#
1014- ((ت)): وعن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ ثلاث آياتٍ من أول الكهف عصم من فتنة الدجال)).
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.(2/781)
1015- ((ذر)): وعن ثوبان مثله إلا أنه قال: ((عصمته من فتنة الدجال)).(2/781)
#782#
1016- ((م)): وفي رواية: ((من حفظ عشر آياتٍ)).(2/782)
1017- ((س)): وفي روايةٍ: ((من قرأ عشر آيات من الكهف عصم من فتنة الدجال)).(2/782)
#783##784#
1018- ((ص، ط)): وعن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الخدري #785# قال: من قرأ سورة الكهف كما أنزل، ثم أدرك فتنة الدجال لم تضره، ومن قرأ آخرها كان له نور ما بينه وبين الكعبة.(2/784)
1019- ((ذر)): وعن أبي سعيد الخدري قال: من توضأ، ثم فرغ من وضوئه. ثم قال: ((سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك، ختم عليها بخاتم، فوضعت تحت العرش، فلم تكسر إلى يوم القيامة، ومن قرأ سورة الكهف كما أنزلت ثم أدرك الدجال لم يسلط عليه، ولم يكن له عليه سبيلٌ)).
((ومن قرأ خاتمة سورة الكهف أضاء نوره من حيث قرأها ما بينه وبين مكة)).(2/785)
1020- ((ع)): وعن أم موسى قالت: كان الحسن، أو الحسين بن #786# علي رضي الله عنهما يقرأ سورة الكهف كل ليلةٍ، وكانت له مكتوبة في لوح يدار بلوحه ذلك حيث ما دار من نسائه في كل ليلةٍ.(2/785)
1021- ((ع)): وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ العشر الأواخر من الكهف عصم من فتنة الدجال)).(2/786)
1022- ((ت)): وعن النواس بن سمعان قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال فقال: ((من رآه منكم فليقرأ فواتح سورة الكهف)).
#787#
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.(2/786)
1023- ((نج)): وعن أبي سعيد الخدري قال: ((من قرأ سورة الكهف كما أنزلت وأدرك الدجال لم يكن عليه سبيلٌ ولم يسلط عليه)).(2/787)
1018- ((ص، ط)): وعن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الخدري #788# قال: من قرأ سورة الكهف كما أنزلت، ثم أدرك فتنة الدجال لم تضره، ومن قرأ آخرها كان له نورٌ بينه وبين الكعبة)).
وفي رواية الطبري: ومن قرأها.(2/787)
1024- ((س)): وعن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي، عن أبيه، عن النواس بن سمعان، قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداةٍ فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل. فقال: ((غير الدجال #789# أخوف لي عليكم، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤٌ حجيج نفسه. والله خليفتي على كل مسلمٍ، إنه شابٌ قططٌ، عينه قائمة، كأن يشبه بعيد العزى بن قطنٍ، فمن رآه منكم فليقرأ فواتح سورة أصحاب الكهف)).(2/788)
1025- ((ذر)): وعن أسيد بن حضير؛ أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني كنت أقرأ البارحة في سورة الكهف، فجاء شيء حتى غطى فمي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((تلك السكينة جاءت تسمع القرآن)).(2/789)
1026- ((ها)): وقال ابن عباسٍ رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأ القرآن استهزأ به المشركون، وسخروا، فأنزل الله تعالى عليه ثلاث آيات حجبه بها منهم: قوله تعالى: {وجعلنا على قلوبهم أكنةً أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفوراً}.
#790#
والآية الثانية في النحل: {أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون}.
والآية الثالثة في {حم} الجاثية: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علمٍ وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوةً فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون}.(2/789)
1027- ((ها، ط)): وعن أبي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الكهف فهو معصومٌ إلى ثمانية أيامٍ، من كل فتنةٍ تكون، فإن خرج الدجال في تلك الثمانية الأيام عصمه الله من فتنته)).(2/790)
1028- ((ع)): وعن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي عبيدة قال: قال #791# عبد الله: إن ((بني إسرائيل))، و((الكهف))، و((مريم)) و((طه)) من تلادي، وهن من العتاق الأول.
قال أبو عبيد: قوله: ((من تلادي)) يعني: من قديم ما أخذت من القرآن وذلك أن هذه السور نزلت بمكة.(2/790)
1029- ((خ)): وعن البراء قال: كان رجلٌ يقرأ سورة الكهف، وإلى جانبه حصانٌ مربوطٌ بشطنين، فتغشته سحابةٌ، فجعلت تدنو وتدنو، وجعل فرسه ينفر، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر ذلك له. فقال: تلك السكينة تنزل بالقرآن.
وفي رواية: ((تنزلت بالقرآن)).(2/791)
1030- ((نج)): وعن أبي سعيد قال: من قرأ سورة الكهف كما #792# أنزلت وأدرك الدجال، لم يكن له عليه سبيل، ولم يسلط عليه.. .. الحديث.(2/791)
1031- ((س)): وعنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة الكهف كما أنزلت كانت له نوراً من مقامه إلى مكة، ومن قرأ بعشر آيات من آخرها فخرج الدجال لم يسلط عليه)).(2/792)
1032- وفي رواية عنه: ((ومن قرأ سورة الكهف كانت له نوراً من حيث يقرؤها ما بينه وبين مكة)).(2/792)
[116] ما جاء فيمن قرأها يوم الجمعة
1033- ((ع، ط)): عن أبي سعيد الخدري قال: ((من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق)).(2/792)
#793#
وكان أبو هاشم يقول في هذا الحديث: كما أنزلت. قال: وقرأها أبو مجلز: ((وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينةٍ صالحةٍ غصباً)).
قال: وهي قراءة أبي بن كعب.
قال أبو عبيد: وسمعت في غير حديث شعبة: ((وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين، وكان كافراً)). فهذا تأويل قوله: كما أنزلت.(2/793)
#794#
1034- ((ك)): وعن مكحول؛ أنه قال: ((من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أعطاه الله نوراً من الجمعة إلى الجمعة)).(2/794)
1035- ((ط)): وعن عمر؛ أنه قال: ((من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة)).(2/794)
1036- ((ك)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام)).(2/794)
1037- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة فهو معصومٌ إلى ثمانية أيام من كل فتنة تكون.. .. )) الحديث.(2/794)
#795#
1038- ((ث)): وعنه صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((ألا أدلكم على سورة شيعها سبعون ألف ملك حين نزلت ملأ عظمها ما بين السماء والأرض لتاليها مثل ذلك؟)) قالوا: بلى يا رسول الله قال: ((سورة أصحاب الكهف، من قرأها يوم الجمعة غفر له بها إلى الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام، وأعطي نوراً يبلغ السماء، ووقي فتنة الدجال)).(2/795)
1039- ((ص)): وعن زيد بن أسلم؛ أنه قال: من قرأها -يعني سورة الكهف- يوم الجمعة غفر له.(2/795)
#796#
1040- ((حـ)): وعن إسماعيل بن رافع؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال .. .. فذكر الحديث بمعنى الذي قبله. ((وزيادة ثلاثة أيام من التي بعدها، وأعطي نوراً يبلغ السماء، ووقي فتنة الدجال وفتاني القبر)).(2/796)
1041- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((من قرأ سورة الكهف في كل يوم جمعة، وفي كل ليلة جمعة فإنها تحط عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر، وكانت كفارة فيما بين الجمعتين وزيادة يومين وعصمة من كل فتنةً تنزل بين الجمعتين)).(2/796)
1042- ((ط)): وعن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال #797# رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ألا أحدثكم بسورة ملأت عظمتها ما بين السماء والأرض، ولتاليها من الأجر مثل ذلك فمن قرأها يوم الجمعة غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى، وزيادة ثلاثة أيام، ومن قرأ الخمس الأواخر منها عند نومه بعثه الله لأي الليل شاء)) قالوا: بلى يا رسول الله قال: ((سورة أصحاب الكهف)).(2/796)
1043- ((ك)): وعن ابن وهب؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أخبركم بسورة عظمها ما بين السماء والأرض، ولما جاء فيها من الأجر مثل ذلك؟)) قالوا: يا نبي الله أي سورةٍ هي؟ قال: ((سورة الكهف، من قرأ بها يوم الجمعة أعطي نوراً بين السماء والأرض، ووقي بها فتنة القبر)).(2/797)
1044- ((ك)): وعن بعض أهل المدينة؛ أنه قال: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أعطي نوراً ما بينه وبين مكة، وغفر له ما بين الجمعتين، ووقي فتنة الدجال.(2/797)
#798#
[117] ما جاء فيمن قرأ سورة الكهف حين يأوي إلى مضجعه أو قرأ آخرها
1045- ((ق)): عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((من قرأ سورة الكهف حين يأوي إلى مضجعه لم تزل الملائكة تصلي عليه حتى يقوم)).(2/798)
1046- ((ط، ها)): وعن أبي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ عند مضجعه: {قل إنما أنا بشر مثلكم.. .. } إلى آخر السورة؛ كان له من مضجعه نوراً يتلألأ إلى مكة، حشو ذلك النور ملائكة، يصلون عليه حتى يستيقظ.(2/798)
[118] ما جاء فيمن قرأ ثلاث آيات من أول الكهف
1014- ((ت)): عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ ثلاث آياتٍ من أول الكهف عصم من فتنة الدجالِ)).
قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.(2/798)
#799#
1022- ((ت، س)): وعن النواس بن سمعان قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال فقال: ((من رآه منكم فليقرأ فواتح سورة الكهف)).(2/799)
[119] ما جاء فيمن حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف
1047- ((ع)): عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من حفظ عشر آياتٍ من أول سورة الكهف، ثم أدرك الدجال لم يضره)).(2/799)
1048- ((س، نج)): وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((من حفظ عشر آياتٍ من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال)).
قلت: خرجه ابن صخر بنحوه إلا أنه قال: ((من سورة الكهف)).(2/799)
1049- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ عشر آياتٍ من #800# سورة الكهف حفظاً لم تضره فتنة الدجال، ومن قرأ السورة كلها دخل الجنة)).(2/799)
[120] ما جاء فيمن قرأ آخر سورة الكهف
1018- ((ذر)): عن أبي سعيد الخدري قال: ((من قرأ خاتمة سورة الكهف أضاء نوره من حيث قرأها ما بينه وبين مكة)).(2/800)
1021- ((س، ع)): وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ العشر الأواخر من الكهف عصم من فتنة الدجال)).(2/800)
1050- ((ع)): وفي رواية عنه: ((من حفظ خواتم سورة الكهف كانت له نوراً يوم القيامة)).(2/800)
1051- ((ط)): وعن شريح، عن أبي حكيم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: #801# ((لو لم ينزل على أمتي إلا خاتمة الكهف لكفتهم)).(2/800)
1052- ((ع)): وعن زر بن حبيش قال: من قرأ آخر سورة الكهف لساعةٍ يريد أن يقومها من الليل قامها.
قال عبدة: فجربناها فوجدناها كذلك.
وقال ابن كثير: وقد جربناها في السرايا أيضاً غير مرة فأقوم من #802# الساعة التي أريد. قال: وابتدى من قوله تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً} إلى آخرها.(2/801)
1053- ((نج)): وعن أبي سعيد الخدري قال: من قرأ خاتمة الكهف أضاء نوره من حيث يقرؤها ما بينه وبين مكة.(2/802)
1054- ((ز)): وعن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب #803# قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ في ليلة: {فمن كان يرجوا لقاء ربه} إلى آخرها، كان له نور من عدن أبين إلى مكة حشوه الملائكة)).
وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد.(2/802)
1055- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف كانت له عصمةً من الدجال)).(2/803)
1056- ((حـ)): وعن إسماعيل بن رافع؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ الخمس الآيات من آخر الكهف حين يأخذ مضجعه من فراشه بعثه الله أي حين شاء من الليل)).(2/803)
1027- ((ط)): وعن زر بن حبيش، عن أبي بن كعبٍ قال: قال #804# رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الكهف فهو معصومٌ إلى ثمانية أيام من كل فتنةٍ تكون، فإن خرج الدجال في تلك الثمانية الأيام عصمه الله من فتنة الدجال)).(2/803)
1057- ((س، نج)): عن معدان بن أبي طلحة، عن ثوبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((من قرأ العشر الأواخر من الكهف كانت له عصمة من الدجال)).(2/804)
[121] ما جاء فيمن قرأ أول سورة الكهف وآخرها
1058- ((نج)): عن سهل، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ #805# أول سورة الكهف وآخرها كانت له نوراً من قدمه إلى رأسه، ومن قرأها كلها كانت له نوراً من الأرض إلى السماء)).(2/804)
[122] ما جاء في سورة مريم عليها السلام
1059- ((ث، ط، ها)): عن أبي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة مريم أعطي من الأجر عشر حسناتٍ بعدد من صدق بزكريا، وكذب به، ويحيى، ومريم، وعيسى، وإبراهيم، وموسى، وهارون وإسحاق، ويعقوب وإسماعيل، وإدريس، وبعدد من دعا لله ولداً، وبعدد من لم يدع لله ولداً)).(2/805)
#806#
1060- ((ق)): وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ مريم وسورة طه أعطي ثواب المهاجرين والأنصار)).(2/806)
[123] ما جاء في سورة طه
1061- ((ث)): قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((إن الله عز وجل قرأ طه ويس قبل #807# أن يخلق آدم بألفي عام، فلما سمعت الملائكة القرآن قالوا: طوبى لأمة ينزل عليها هذا، وطوبى لأمة تتكلم بهذا، وطوبى لأجواف تحمل هذا)).(2/806)
1062- ((ها، ط)): وعن أبي بن كعب قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة طه أعطاه الله يوم القيامة ثواب المهاجرين)).(2/807)
1063- ((ع)): وعن شهر بن حوشب أنه قال: يرفع القرآن عن أهل الجنة إلا طه ويس.(2/807)
#808#
1064- ((حـ)): وعن هشام بن حسان بمثله.(2/808)
1065- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يقرأ أهل الجنة من القرآن إلا طه ويس)).(2/808)
1066- ((حـ)): وعن معقل بن يسار: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطيت طه ويس من ألواح موسى)).(2/808)
[124] ما جاء في سورة الأنبياء عليهم السلام
1067- ((ث، ط، ها)): قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة: {اقترب #809# للناس حسابهم} حاسبه الله تعالى حساباً يسيراً، وصافحه، وسلم عليه كل شيءٍ ذكر اسمه فيها)).(2/808)
1068- ((ط، ق)): عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الأنبياء حاسبه الله حساباً يسيراً، وصافحه، وسلم عليه كل من ذكر اسمه فيها)).(2/809)
[125] ما جاء فيمن قرأ {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}
1069- ((س)): عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((دعوة ذي #810# النون إذ دعا ربه وهو في بطن الحوت: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}. فإنه لن يدعو بها مسلمٌ في شيءٍ قط إلا استجاب له)).(2/809)
#811#
1070- وعن أبي إسحاق إبراهيم ابن شيبان قال: سمعت أبا عبد الله المقرئ يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله، لي حاجةٌ إلى الله تبارك وتعالى، فبماذا أتوسل به إليه؟ فقال: ((من كانت له حاجةٌ إلى الله تعالى فليسجد، وليقل أربعين مرةً في سجوده، ويشير بأصبعه: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}، فإنه تستجاب دعوته.
من كتاب الأزهار لابن أبي طالب القيرواني رحمه الله.(2/811)
1071- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إني لأعرف كلمةً لا يقولها مكروب، إلا فرج الله عنه وهي كلمة أخي يونس: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين})).(2/811)
1072- ((ك)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((دعوة يونس في بطن #812# الحوت لن يدعو بها رجلٌ قط إلا استجيب له)).(2/811)
1073- ((ز)): وعن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه عن جده قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوة ذي النون قال: وجاء أعرابي فشغله فقام فاتبعته فالتفت إلي وقال: ((أبو إسحاق))؟ قلت: نعم قال: ((فمه))؟ قلت: ذكرت دعوة ذي النون إذ نادى ربه في بطن الحوت: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}.
قال: ((فإنها لن يدعو بها مسلمٌ في شيء إلا استجاب له)).(2/812)
1074- ((س)): وعنه: عن أبيه عن جده قال: كنا جلوساً عند #813# رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أخبركم أو أحدثك بشيءٍ إذا نزل برجلٍ منك كربٌ أو بلاءٌ من بلاء الدنيا دعا به فرج الله عنه)) فقيل له: بلى. قال: ((دعاء ذي النون: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين})).(2/812)
1075- ((ط)): عن مصعب بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من دعا بدعوة يونس استجيب له)).(2/813)
[126] ما جاء أن هذه الآية هي اسم الله تعالى، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى
1076- ((ط، ك)): عن سعد بن مالك قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((اسم الله جل وعز الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، دعوة يونس بن متى)).
#814#
قال: قلت: يا رسول الله، هي ليونس بن متى خاصة أو لجماعة المسلمين؟ قال: ((هي ليونس خاصة، وللمسلمين عامة إذا دعوا بها، ألم تسمع قول الله جل ذكره: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك نجي المؤمنين}، فهو من شرط الله لمن دعاه به)).
زاد ((ط)): في روايته: ((ما من مريض يدعو بها أربعين يوماً مرة إلا أعطي أجر شهيد، فإن برئ من مرضه غفرت ذنوبه)).(2/813)
[127] ما جاء في سورة الحج
1077- ((ق)): عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الحج كانت له حجةٌ وعمرة)).(2/814)
1078- ((ث، ط)): وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة الحج أعطي من الأجر كحجة حجها، وعمرةٍ اعتمرها من حج واعتمر فيما مضى وفيما بقي)).(2/814)
1079- ((ط، ها)): وعن أبي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة الحج #815# أعطي من الأجر حجة وعمرة بعدد من حج واعتمر فيما مضى وفيما بقي)).(2/814)
1080- ((ع)): وعن عمر رضي الله أنه سجد في سورة الحج سجدتين وقال: إن هذه السورة فضلت على السور بسجدتين.(2/815)
1081- ((ع)): وعن نبيه بن صواب قال: صليت مع عمر بن الخطاب بالجابية صلاة الصبح فقرأ بسورة الحج، فسجد فيها سجدتين ثم قال: إن هذه السورة فضلت على السور بسجدتين.(2/815)
1082- ((ع)): وعن ابن عباس أن هذه السورة فضلت بسجدتين.(2/815)
#816#
1083- ((ت)): وعن عقبة بن عامر قال: قلت: يا رسول الله، فضلت سورة الحج لأن فيها سجدتين؟ قال: ((نعم. ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما)).
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.(2/816)
#817#
1084- ((ع)): وعنه قال: قلت: يا رسول الله؛ أفي الحج سجدتان؟ قال: ((نعم، فمن لم يسجدهما فلا يقرأهما)).(2/817)
1085- ((ع)): وعن ابن عمر أنه قال: لو كنت تاركاً إحداهما لتركت الأولى.(2/817)
1086- ((ع)): وعن خالد بن معدان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((فضلت سورة الحج على غيرها بسجدتين)).(2/817)
#818#
[128] ما جاء في سورة المؤمنين
1087- ((ث، ط، ها)): عن أبي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة المؤمنين بشرته الملائكة بالروح والريحان، وما يقر عينه عند نزول ملك الموت به)).(2/818)
1088- ((ذر، ت)): وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: #819# كان إذا نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي سمع عند وجهه دويٌ كدوي النحل، فأنزل عليه يوماً فمكثنا ساعة فسري عنه، فاستقبل القبلة ورفع يديه، ثم قال: ((اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تحرمنا، ولا تهنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا، وارض عنا)) ثم قال: ((لقد أنزل علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة))، ثم قرأ: {قد أفلح المؤمنون}، حتى ختم عشر آياتٍ.
قلت: وخرج هذا الحديث بمعناه أبو عيسى الترمذي رحمه الله.(2/818)
1089- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة: {قد أفلح المؤمنون}، بشرته الملائكة بالروح والريحان)).(2/819)
#820#
ما يقرأ به على المصاب
1090- ((زي، ع)): عن حنش الصنعاني: أن رجلاً مصاباً مر به على ابن مسعود فقرأ في أذنه: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون}، حتى ختم الآية فبرئ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ماذا قرأت في أذنه))؟ فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((والذي نفسي بيده لو أن رجلاً موقناً قرأ بها على جبلٍ لزال)).(2/820)
#821#
1091- ((مج)): وعن معاوية بن محمد بن زياد قال: يقال إذا تلوت عند المصاب هذه الآية خفف عنه: {فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم}.(2/821)
[129] ما جاء في سورة النور
1092- ((حـ)): عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قارئ سورة النور تدعوه أبواب الجنة يوم القيامة يدخل من أيها شاء)).(2/821)
1093- ((ع)): وعن أبي عطية قال: كتب إلينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن علموا نساءكم سورة النور.(2/821)
1094- ((ع)): وعن عائشة رضي الله عنها أنها ذكرت نساء #822# الأنصار، فأثنت عليهن خيراً، وقالت لهن معروفاً، وقالت: لما نزلت سورة النور عمدن إلى حجز أو حجوز مناطقهن، فشققنها فجعلن منها خمراً.(2/821)
1095- ((ث)): وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال #823# النبي صلى الله عليه وسلم : ((لا تنزلوا النساء الغرف، ولا تعلموهن الكتابة، وعلموهن سورة النور والمغزل)).(2/822)
1096- ((ع)): وعن أبي وائل قال: استعمل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عبد الله بن عباس على الموسم، فخطب خطبةً لو سمعتها الديلم لأسلمت، ثم قرأ عليهم سورة النور.(2/823)
1097- ((ع)): وعنه قال: قرأ ابن عباس سورة النور، وجعل يفسرها. فقال الرجل: لو سمعت الديلم هذا لأسلمت.(2/823)
1098- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة النور أعطي من الأجر بعدد كل مؤمن)).(2/823)
#824#
1099- ((ث، ها، ط)): وعن أبي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة النور أعطي من الأجر عشر حسناتٍ بعدد كل مؤمن ومؤمنة فيما مضى وفيما بقي)).(2/824)
[130] ما جاء في سورة الفرقان
1100- ((ث، ها، ط)): عن أبي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ سورة الفرقان بعث يوم القيامة وهو يؤمن بأن الساعة آتيةٌ لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، ودخل الجنة بغير حساب)).(2/824)
#825#
1101- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة الفرقان دخل الجنة بغير حسابٍ)).(2/825)
[131] ما جاء في سورة الشعراء
1102- ((ث)): قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الشعراء كان له من الأجر عشر حسنات، بعدد من صدق بنوح وكذبه به، وهود، وشعيب وصالح، وإبراهيم، وبعدد من كذب بعيسى، وصدق بمحمد صلى الله عليهم أجمعين)).(2/825)
1103- ((ط)): وعن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الشعراء كان #826# له عشر حسنات، بعدد من صدق بموسى، وكذب به، وإبراهيم ونوح وهود وصالح ولوط وشعيب، وبعدد من صدق بعيسى وكذب به، وبمحمد صلى الله عليه وسلم )).(2/825)
1104- ((ها)): وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((أنه من قرأ سورة {طسم} الشعراء كان له عشر حسنات بعدد من صدق بموسى وكذب به وإبراهيم ونوحٍ وهودٍ، وصالح، ولوط، وشعيب، وبعدد من دعا لله ولداً، وبعدد من لم يدع له ولداً، وبعدد من صدق بعيسى وكذب به)).(2/826)
1105- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة الشعراء كان له من الأجر ما لا عينٌ رأت)).(2/826)
#827#
763- ((نج)): وعن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطيت السورة التي ذكرت فيها البقرة من الذكر الأول، وأعطت طه والطواسين من ألواح موسى.. .. )) الحديث.
قلت: وخرجه الثعلبي أيضاً بمعناه وقال: ((أعطيت طس من ألواح موسى)).
وخرجه أيضاً أبو ذر بنحو ما خرجه ابن زنجويه رحمه الله.(2/827)
682- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله تعالى أعطاني السبع المثاني مكان التوراة، وأعطاني الطواسين مكان الزبور، وفضلني بالحواميم والمفصل، ما قرأهن نبي قبلي)).(2/827)
[132] ما جاء فيمن قرأ عند الصبح وعند العشاء {الذي خلقني فهو يهدين} الآيات
1106- ((ص)): عن أبي سعيد الحسن بن أبي الحسن، عن #828# سمرة بن جندب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من عبدٍ يخرج من منزل عند الصبح وعند العشاء فيقرأ هذه الآيات إلا وجب على الله إذا قال: {الذي خلقني فهو يهدين} إلا هداه الله لصالح الأعمال.
وإذا قال: {والذي هو يطعمني ويسقين} إلا أطعمه الله وسقاه.
وإذا قال: {وإذا مرضت فهو يشفين} إلا عافاه الله، ما لم يدن أجله، وجعل مرضه ذلك كفارة لما سلف من ذنوبه.
وإذا قال: {والذي يميتني ثم يحيين} إلا أماته الله موت الشهداء، وأحياه حياة السعداء.
وإذا قال: {والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين} إلا غفر الله له خطيئة يوم القيامة، وإن كانت مثل زبد البحر أو جبل أحد، وجعله كيوم ولدته أمه.
#829#
وإذا قال: {رب هب لي حكماً وألحقني بالصالحين} إلا ألحقه الله بالصالحين.
وإذا قال: {واجعل لي لسان صدقٍ في الآخرين} إلا كتب الله إيمانه في كتاب، ثم وضعه تحت العرش: إن فلاناً من الصادقين، يصدق بيوم الدين، ثم لا يتكلم بعدها إلا بالصدق والصواب.
وإذا قال: {واجعلني من ورثة جنة النعيم} إلا أعطاه الله منزلاً في الجنة يوم القيامة حتى إن الملائكة لتستقبله وتقول: أيها العبد، ادخل الجنة الذي ورثتها من القول والعمل، قال الله تعالى: {ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون}.
قلنا: يا أبا سعيد، أنت سمعت هذا من سمرة بن جندب؟ فقال: والله لقد سمعته من سمرة بن جندب وهو يقول: والله الذي #830# لا إله إلا هو، إنه ما من عبد يتكلم بهذه الكلمات إلا أعطاه الله ذلك بقدرته وسلطانه.
ثم قال رجل: فما قال في شأن الموت والحياة؟ قال: والله ما قال عبدٌ: {والذي يميتني ثم يحيين} إلا أماته الله موت الشهداء وأحياه حياة السعداء.
قال: فقلت: سبحان الله، لو كان لنا بهذا كتاب ينطق، فضرب سمرة يده على الأخرى ثم قال: من يعذرني من هذا الذي لا يؤمن ولا يصدق إلا بما في القرآن والله الذي لا إله إلا هو لقد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم مراراً، وسمعته من أبي بكر الصديق رضي الله عنه مراراً، وسمعته من عمر بن الخطاب رضي الله عنه مراراً، وسمعته من ابن مسعود مراراً، فإن شئت يا حسن فصدق. وإن شئت فكذب.
قال الحسن: فقلت: بل أنت مصدقٌ يا سمرة، وأنا شهيد أن قولك هذا حق. ثم قال سمرة: والله ما من عبدٍ يجعل الله ثقته إلا كان الله جاره وملجأه.
وقال سمرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((والذي بعثني بالحق إنه #831# من قرأ هذه الآيات ليلاً كان أو نهاراً، أو غدوة أو عشية، أو عند منامه، أو حين يصبح، فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور، وصحف إبراهيم والقرآن)).
قلنا: يا رسول الله، من قرأ القرآن يعطيه الله بكل حرفٍ منه زوجتين من الحور العين، فإذا فرغ من الآية بنى الله له بيتاً في الجنة، فكأنما يعطيه الله بالقرآن ما ذكرت لنا، فيعطيه الله إذا قرأ هذه الآيات بعدد حروف التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم والقرآن؟ قال: ((نعم. يعطيه الله ذلك)).
قلنا: يا رسول الله أيعطيه الله كل هذا الثواب؟ قال: ((والذي بعثني بالحق إن الله ليعطيه مثل ثواب إبراهيم خليل الرحمن، إذا قرأ هذه الآيات ليلاً كان أو نهاراً)) قالوا: يا رسول الله أيعطيه الله كل هذا الثواب؟
قال: ((والذي بعثني بالحق إن خلف المغرب أرضاً بيضاء، فيها خلقٌ #832# من خلق الله يعبدونه ولا يعصونه ثم تمزقت لحوم وجوههم من البكاء فأوحى الله إليهم: تبكون ولم تعصوني طرفة عين؟ قالوا: نخشى أن تغضب عليها فتعذبنا بالنار)) قالوا: يا رسول الله أليس هناك إبليس، أو من ولد آدم هم؟ قال: ((والذي بعثني بالحق ما يعلمون الله خلق آدم ولا إبليس، ولا يحصي عدتهم إلا الله تعالى. ومسيرة الشمس في بلادهم مسيرة أربعين يوماً ولا يأكلون ولا يشربون، فالله يعطي قارئ هذه الآيات مثل عبادتهم)).
قالوا: يا رسول الله أيعطيه الله كل هذا الثواب؟
قال: ((والذي بعثني بالحق، إن الله بنى في السماء الرابعة بيتاً يقال له: البيت المعمور، يدخله الله تعالى كل يوم سبعين ألف ملك ثم يخرجون منه ولا يعودون إلى يوم القيامة. فإن الله تعالى يعطيه مثل ثواب أولئك)).
#833#
قالوا: يا رسول الله أيعطيه الله كل هذا الثواب؟
قال: ((والذي بعثني بالحق إن الله يعطيه مثل ثواب المؤمنين والمؤمنات من الجن والإنس، من يوم خلقهم إلى يوم ينفخ في الصور، والذي بعثني بالحق إن من دخل بيته، ثم قرأ هذه الآيات حول بيته سبع مرات لم يدخل بيته لصٌ، ولا يحترق بيته أبداً)).
قالوا: يا رسول الله، أيعطيه الله كل هذا الثواب؟
قال: ((والذي بعثني بالحق إن كل من كتب هؤلاء الآيات في إناء نظيفٍ بماء المطر والزعفران، ثم غسله وشرب من ذلك الماء بقدر ما يستطيع أن يشرب منه إلا عافاه الله من كل داء في جسده، ويشفيه من كل سقم)).
قالوا: يا رسول الله أكل هذه المنفعة في قراءة هذه الآيات؟
قال: ((والذي بعثني بالحق، إن من قرأ هذه الآيات ثم مات مات شهيداً)).
قالوا: يا رسول الله من أي الشهداء يكون؟ من شهداء البحر، أو من شهداء البر؟
قال: ((والذي بعثني بالحق إن الله يكتب له مثل ثواب سبعمائة ألف شهيدٍ من شهداء البحر، وسبعمائة ألف شهيدٍ من شهداء البر)).
#834#
قالوا: يا رسول الله كل هذا يعطيه الله؟
قال: ((والذي بعثني بالحق إنه ليلة يقرأ هذه الآيات فإن الله يقبل عليه، وينظر إليه، ويعطيه جميع ما يسأله من حوائج الدنيا والآخرة)).
قالوا: يا رسول الله، أيعطيه الله كل هذا الثواب؟
قال: ((والذي بعثي بالحق إنه ليلة يقرأ هذه الآيات يدفع عنه سحر السحرة، وشر كل دابة)).
قالوا: يا رسول الله، أكل هذه المنفعة في قراءة هذه الآيات؟
قال: ((والذي بعثي بالحق إنه ليلة يقرأ هذه الآيات عند منامه فإن الله تعالى يتقبل أعماله كلها ويخلصها ويطهرها له، وكذلك يفعل الله بأعمال المؤمنين والمؤمنات)).
قالوا: يا رسول الله أيعطيه الله كل هذا الثواب؟
قال: ((والذي بعثني بالحق إني سألت جبريل عنها فأخبرني عن إسرافيل عن الله عز وجل أنه قال: وعزتي وجلالي وجودي وكرمي، وارتفاع مكاني إنه من آمن بي وصدق، وصدقك يا محمد وصدق بهذا الثواب أعطيته ذلك، وإني أنا الله الذي لا تنقص خزائني، ولا يفنى #835# ما عندي، ولو جعلت الجنة لعبد من عبادي المؤمنين ما نقص ذلك مما عندي من خزائني قليلاً ولا كثيراً. يا محمد أنا الله الذي إذا أردت أمراً قلت له: ((كن)) فيكون كما أريد، يا محمد، إن أعطيت عبداً شيئاً أعطيته بلا كيل ولا وزن ولا عدد. يا محمد إني إذا أعطيت عبداً شيئاً أعطيته على قدر عظمتي وسلطاني وقدرتي، يا محمد لو أن عبداً من عبادي المؤمنين قرأ هذه الآيات بنيةٍ صادقة ويقينٍ صادقٍ خالصٍ سبعين مرة على رؤوس أهل البلاء في دار الدنيا من البرص والجذام والجنون لعافيتهم من ذلك، وأخرجته من أجسادهم، طوبى لمن آمن بالله، وصدق نبيه، وصدق بهذا الثواب، والويل كل الويل لمن أنكره وجحده ولم يؤمن به)).
قلنا: يا أبا سعيد كيف تقول أنت إذا خرجت من منزلك؟ قال: أقول كما قال إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام، غير أني أقول: واغفر لوالدي كما ربياني صغيراً.(2/827)
1105- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة الشعراء كان له من الأجر ما لا عينٌ رأت)).(2/835)
#836#
[133] ما جاء في سورة النمل
1107- ((ث)): قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة {طس} سليمان، كان له من الأجر عشر حسنات، بعدد من صدق بسليمان وكذب به، وهود وشعيب وصالح وإبراهيم، ويخرج من قبره وهو ينادي: لا إله إلا الله)).(2/836)
1108- ((ق)): وقال عليه السلام: ((من قرأ سورة النمل خرج من قبره وهو ينادي: لا إله إلا الله)).(2/836)
1109- ((ط، ها)): وعن أبي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم . إنه ((من قرأ سورة {طس} النمل، كان له من الأجر عشر حسناتٍ بعدد من كذب #837# بموسى، وصدق به وسليمان وصالحاً ولوطاً، وخرج من قبره وهو ينادي: لا إله إلا الله)).(2/836)
[134] ما جاء في سورة القصص
1110- ((ط، ها)): عن أبي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم أنه ((من قرأ سورة {طسم} القصص، كان له من الأجر عشر حسناتٍ بعدد من صدق بموسى، وكذب به ولم يبق ملكٌ في السموات والأرض إلا شهد له يوم القيامة أنه كان صادقاً في قوله أن: {كل شيءٍ هالكٌ إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون})).(2/837)
1111- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ {طسم} القصص #838# لم يبق ملكٌ في السموات والأرض إلا شهد له يوم القيامة أنه كان صادقاً بأن كل شيءٍ هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون)).(2/837)
1112-((ق)): وعنه صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة القصص شهدت له الملائكة بالصدق)).(2/838)
1113- وعن علي رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من خرج في سفرٍ ومعه عصاً من لوز مر، وتلا هذه الآيات؛ قوله تعالى: {ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل. ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمةً من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخٌ كبيرٌ. فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خيرٍ فقيرٌ. فجاءته إحداهما تمشي على استحياءٍ قالت إن أبي يدعوك ليجزك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين. قالت إحداهما يا أبت استئجره إن خير من استئجرت القوي الأمين. قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حججٍ فإن أتممت عشراً فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين. قال ذلك بيني وبينك أيم الأجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيلٌ}.
#839#
أمنه الله عز وجل من كل سبعٍ ضارٍ، ولص عادٍ، وكل ذات حمة وسم، حتى يرجع إلى منزله، وكان معه سبعٌ وسبعون من المعقبات يستغفرون له حتى يرجع، ويضعها، ولا يجاوره شيطانٌ وإن آدم عليه السلام مرض مرضاً شديداً أصابته فيه وحشة فشكا إلى جبريل عليه السلام، فقال له: اقطع المقر، والمقر عصا اللوز المر وضمها إلى صدرك، ففعل ذلك فأذهب الله عنه الوحشة.
وقال صلى الله عليه وسلم : ((من أراد أن تطوى له الأرض فليمسك عصا من المقر، وهو اللوز المر)).(2/838)
[135] ما جاء في سورة العنكبوت
1114- ((ث، ط، ها)): عن أبي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من #840# قرأ سورة العنكبوت كان له من الأجر عشر حسنات بعدد المؤمنين والمنافقين)).(2/839)
1115- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة العنكبوت كان له من الأجر بعدد المؤمنين والمؤمنات)).(2/840)
[136] ما جاء في سورة الروم
1116- ((ث، ط، هـ)): عن أبي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الروم كان له من الأجر عشر حسناتٍ، بعدد كل ملكٍ يسبح الله تعالى بين السماء والأرض، وأدرك ما ضيع في يومه وليلته)).(2/840)
1117- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة الروم كان له من الأجر بعدد ملائكة التسبيح)).(2/840)
#841#
1118- ((زي)): وعن ابن وهب، عن بشر بن بكر، عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال: من قال: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون. وله الحمد في السموات والأرض وعشياً وحين تظهرون}، حين يمسي، أدرك ما فاته في يومه، ومن قالها حين يصبح أدرك ما فاته في ليلته تلك.(2/841)
1119- ((زي)): وعن زيد العمي قال: بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ إذا أمسى وأصبح، {فسبحان الله حين تمسون وحين #842# تصبحون. وله الحمد في السموات والأرض وعشياً وحين تظهرون} أدرك ما فاته، ولحق من سبقه)).(2/841)
1120- ((يح)): وعن أبي مكينة قال: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يقول لجلسائه: من أصبح فقال: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون. وله الحمد في السموات والأرض وعشياً وحين تظهرون}، ثلاث مراتٍ، ثم يقول: {سبحان ربك رب العزة عما يصفون} تتبعها إلا غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ورمل عالج.(2/842)
1121- ((هـ)): وعن سهل بن معاذ عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه #843# قال: ((ألا أخبركم: لم سمى الله إبراهيم الذي وفى؟ لأنه كان يقول كلما أصبح وأمسى: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون. وله الحمد في السموات والأرض وعشياً وحين تظهرون. يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيى الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون})).(2/842)
1122- ((ز)): وعن أبي العلاء الخفاف قال: من قال: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون}، في دبر كل صلاةٍ مكتوبة قبلت صلاته، فإن أعادها غفر له، فإن أعادها استجيب دعاؤه.
[وقال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم : من قال حين يصبح أو يمسي: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون} إلى قوله: {وكذلك تخرجون}، أدرك ما فاته في يومه وليلته.
ومن قالها وآخر الصافات دبر كل صلاة يصليها كتب له من الحسنات عدد نجوم السماء وقطر المطر، وعدد ورق الشجر، وعدد تراب الأرض، فإذا مات أجري له بكل حسنة عشر حسنات في قبره].
#844#
[وقال أنس: قال النبي صلى الله عليه وسلم : من سره أن يكال له بالقفيز الأوفى فليقل: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون}، إلى قوله: {وكذلك تخرجون} {سبحان ربك رب العزة عما يصفون}.. .. إلى آخر الصافات].
[وقال الضحاك: من قالها كانت له كعدل مائتي رقبة من ولد إسماعيل].
[وقال كعب الأحبار: من قالها لم يفته خير كان في يومه، ولم يدركه شرٌ كان فيه، وذلك حين يصبح، ومن قالها حين يمسي لم يدركه شرٌ كان في ليلته، ولم يفته خير كان في يومه. وكان إبراهيم الخليل عليه السلام يقولها في كل يوم وليلةٍ].(2/843)
[137] ما جاء في سورة لقمان
1123- ((ث، ط، ها)): عن أبي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من #845# قرأ سورة لقمان كان لقمان رفيقاً له يوم القيامة وأعطي من الحسنات عشراً بعدد من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر)).(2/844)
1124- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سور ((لقمان)) و((تبارك)) كانتا له شفيعتين)).(2/845)
1125- ((ق)): وعنه عليه السلام: ((من قرأ سورة لقمان رافقه لقمان في الجنة)).(2/845)
[138] ما جاء في سورة السجدة
1126- ((ع)): عن المسيب بن رافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((تجيء {الم} السجدة يوم القيامة لها جناحان تظل صاحبها تقول: لا سبيل عليك، لا سبيل عليك)).(2/845)
#846#
1127- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة السجدة فكأنما أحيا ليلة القدر)).(2/846)
1128- ((ح)): وعن ابن وهب: أن عمر بن عبد العزيز، وأبا بكر بن عمرو بن حزم، وعبد العزيز بن مروان، وعبد الملك بن مروان والأئمة كانوا يلزمون قراءة {الم} السجدة في الصبح يوم الجمعة، ويسجدون فيها.(2/846)
1129- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة {الم. تنزيل} أعطي من الأجر كأنما قام ليلة القدر)).(2/846)
1130- ((نج)): وعن المسيب بن رافع: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: #847# ((تجيء {الم} السجدة يوم القيامة لها جناحان تظل صاحبها)).(2/846)
[139] ما جاء في سورة {الم} السجدة، و{تبارك الذي بيده الملك}
1131- ((ط)): عن جبار بن عبد الله قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ كل ليلةٍ {الم. تنزيل} السجدة، و{تبارك الذي بيده الملك}.(2/847)
1132- وكان طاوس يقول: فضلتا على كل سورة في القرآن بستين حسنةٍ، ومن قرأهما كتب الله له سبعين حسنة، ومحي عنه سبعين سيئة، ورقي سبعين درجة.(2/847)
1133- وعن جابر بن عبد الله أيضاً، عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه كان لا ينام حتى يقرأ {الم. تنزيل} السجدة، و{تبارك الذي بيده الملك}.
#848#
ويقول: هما مفضلتان على كل سورة من القرآن بسبعين حسنة، ومن قرأهما كتب له سبعون حسنة ومحي عنه سبعون سيئة، ورقي سبعين درجة.(2/847)
1134- ((ط، ق)): وعن كعب قال: من قرأ في ليلة {الم. تنزيل} السجدة، و{تبارك الذي بيده الملك}، كتب له سبعون حسنة، ومحيت عنه سبعون سيئة، ورفعت له سبعون درجة.(2/848)
1135- ((ت، س)): وعنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لا ينام حتى يقرأ {الم. تنزيل} السجدة، و{تبارك الذي بيده الملك}.
#849#
قلت: خرجه أبو عبيد عن أبي النضر عن أبي خيثمة قال: قلت لأبي الزبير: أسمعت جابر بن عبد الله يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ {الم. تنزيل} السجدة، و{تبارك الذي بيده الملك}؟
#850#
فقال: ليس جابر حدثنيه، ولكن حدثنيه صفوان أو ابن صفوان شك أبو خيثمة.(2/848)
1136- ((ت)): وقال طاوس: يفضلان على كل سورة في القرآن بسبعين حسنة.(2/850)
1137- ((ط)): وعن زهير قال: حدثني ليثٌ عن أبي الزبير عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ {الم. تنزيل}، و{تبارك الذي بيده الملك}.
قال زهير: قلت لأبي الزبير: أسمعت جابراً يذكر أن #851# رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ {الم. تنزيل} ، و{تبارك الذي بيده الملك}؟
قال: ليس جابر حدثني، ولكن صفوان أو ابن صفوان.
وفي رواية الطبري عن طاوس: بستين حسنة.(2/850)
1138- ((حـ)): وعن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ {الم. تنزيل} السجدة، و{تبارك الذي بيده الملك} كل ليلة قبل العشاء.(2/851)
1139- ((ع)): وعن ابن عمر: أنه كان يقول في تنزيل السجدة و{تبارك الذي بيده الملك} فيهما فضل ستين درجة على غيرهما من سور القرآن.(2/851)
1140- ((ك)): وعن ابن وهب يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ {الم. تنزيل} السجدة، و{تبارك الذي بيده الملك}، فكأنما وافق ليلة القدر)).(2/851)
#852#
1141- ((ط)): وعن طاوس قال: من قرأ {الم. تنزيل} السجدة، و{تبارك الذي بيده الملك}. في ليلةٍ كان له كأجر ليلة القدر.(2/852)
1142- ((ط، حـ)): وعن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.(2/852)
1143- ((ط، ها)): وعن أبي بن كعب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من قرأ سورة {الم. تنزيل} السجدة، و{تبارك الذي بيده الملك}، أعطي من الأجر كأنما أحيا ليلة القدر)).(2/852)
1144- ((نج)): وعن طاوس قال: من قرأ في ليلةٍ {الم. تنزيل} السجدة، #853# و{تبارك الذي بيده الملك}، كان له من الأجر كمثل ليلة القدر.
فمر عطاء فقلت لرجل منا: إيته فسله، فسأله، فقال: صدق، وما تركتها منذ سمعته.(2/852)
1145- ((نع)): وعن أبي الزبير، عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ {الم. تنزيل} السجدة، و{تبارك الذي بيده الملك}.
قال: وقال طاوس: إنهما تفضلان كل سورة في القرآن بستين حسنة.(2/853)
1146- ((حـ)): وعن عبد الله بن مسعود أنه قال: من قرأ {الم. تنزيل} السجدة، و{تبارك الذي بيده الملك} في ليلةٍ فكأنما صادف ليلة القدر.
و{تبارك الذي بيده الملك} تسمى المانعة، تمنع قارئها من شر شياطين الإنس والجن، وتمنعه في الآخرة من عذاب القبر.(2/853)
#854#
1147- ((ط)): عن ثابت البناني أنه قال: من قرأ بهما في ليلةٍ غفر له.(2/854)
1148- ((حـ)): وعن خالد بن معدان: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {الم. تنزيل} السجدة، و{تبارك الذي بيده الملك}، تجادل كل واحدة منهما عن صاحبها في القبر تقول: اللهم إن كنت من كتابك فشفعني فيه، وإن لم أكن من كتابك فامحني منه، وإنها تكون كالطائر تجعل جناحيها عليه، تشفع له، وتمنعه من عذاب القبر)).
قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبيت حتى يقرأهما كل ليلةٍ.(2/854)
1149- وقال عبد الملك بن حبيب رحمه الله: بلغني أن #855# رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ {تبارك الذي بيده الملك} و{الم} السجدة في كل ليلةٍ أمن من عذاب القبر، ومن فزع يوم القيامة، وأعطي كل يومٍ وليلةٍ ما دام حياً سبعين دعوة مستجابة، ويدرأ عنه وسواس الشيطان، ويستخرج له من النار بشفاعته يوم القيامة مائة ألفٍ من أهل الكبائر الموحدين مع ما له عند الله من المزيد، وليسأل العبد ما شاء عند فراغه من قراءتهما)).(2/854)
1150- ((حـ)): وعن أبي الهذيل قال: كان عيسى عليه السلام إذا أراد أن يحيي الموتى صلى ركعتين يقرأ في الأولى: {تبارك الذي بيده الملك}، ويقرأ في الثانية {الم} السجدة، فإذا فرغ حمد الله وأثنى عليه، ثم دعا بسبعة أسماء: يا قديم، يا حي، يا قيوم، يا دائم، يا فرد، يا واحد، يا أحد، يا صمد.(2/855)
#856#
[140] ما جاء فيمن قرأ السجدة وسورة يس، وسورة الملك، وسورة اقتربت في ليلة
1151- ((ذر)): وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ في ليلةٍ {الم. تنزيل}، و{يس}، و{تبارك الذي بيده الملك}، و{اقتربت}، كان له نوراً وحرزاً من الشيطان وشركه، ورفع له في الدرجات العلى يوم القيامة)).(2/856)
[141] ما جاء في القراءة بـ {الم تنزيل} السجدة و{هل أتى على الإنسان} في صلاة الصبح يوم الجمعة
1152- ((ع)): عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان #857# رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة {الم. تنزيل} السجدة، و{هل أتى على الإنسان}.(2/856)
[142] ما جاء في سورة الأحزاب
1153- ((ط، ها)): عن أبي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ #858# سورة الأحزاب وعلمها أهله ما ملكت يمينه أعطي الأمان من عذاب القبر)).(2/857)
1154- ((ث، ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة الأحزاب وعلمها أهله)) الحديث بمثله.(2/858)
1155- ((حـ)): وعن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قارئ الأحزاب يدعى في ملكوت الله الشكور)).(2/858)
1156- ((حـ)): وعن الليث بن سعد أنه قال: بلغني أن الأحزاب كانت نحواً من سورة البقرة.(2/858)
[143] ما جاء في سورة سبأ
1157- ((ط، ها)): عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ #859# سورة سبأ لم يبق نبيٌ ولا رسولٌ إلا كان له يوم القيامة رفيقاً ومصاحباً)).(2/858)
1158- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة سبأ)) الحديث بمثله سواء.(2/859)
1159- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة سبأ، صافحه النبيون يوم القيامة)).(2/859)
[144] ما جاء في سورة الملائكة
1160- ((ث، ط)): عن أبي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة #860# الملائكة دعته يوم القيامة ثمانية أبواب الجنة أن ادخل من حيث شئت)).
قلت: وخرجه أبو القاسم عبد الوهاب، عن أبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله. وقال: ((دعته ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء)).(2/859)
1161- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة فاطر دخل من أي أبواب الجنة شاء)).(2/860)
[145] ما جاء في سورة يس
1162- ((ت)): عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن لكل شيءٍ #861# قلباً، وقلب القرآن {يس} ومن قرأ {يس} كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مراتٍ)).
حديث غريب.(2/860)
1163- ((ط)): عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لكل شيءٍ قلبٌ. وإن قلب القرآن يس)).(2/861)
1164- وفي رواية عن ابن أبي ليلى: ((لكل شيءٍ قلبٌ، وقلب القرآن يس، ومن قرأها نهاراً كفي همه، ومن قرأها ليلاً كفي دينه)).(2/861)
#862#
1165- ((ط، نج، ذر، ص)): قال أبو بكر رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((سورة يس تدعى في التوراة المعمة)) قيل: يا رسول الله! وما المعمة؟ قال: ((تعم صاحبها بخير الدنيا والآخرة، وتكابد عنه بلوى الدنيا، وتدفع عنه أهاويل الآخرة، وتدعى المدافعة، والقاضية، #863# تدفع عن صاحبها كل سوء، وتقضي له كل حاجة، من قرأها عدلت له عشرين حجة، ومن سمعها عدلت له ألف دينار في سبيل الله، ومن كتبها ثم شربها أدخلت جوفه ألف دواء، وألف نور، وألف يقين، وألف بركة، وألف رحمة. ونزعت منه كل داء وغل)).
قلت: وخرجه أيضاً ابن حبيب عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه بمعناه.
وقال أبو ذر عبيد بن أحمد الهروي عند تخريجه هذا الحديث: قال لنا بشر: قال محمد بن عبد الرحمن الشامي: قال إسماعيل بن أبي أويس: هذا أشرف حديث عندنا.(2/862)
1166- ((ط)): وعن أبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة يس #864# وهو يريد بها وجه الله تعالى، غفر الله له وأعطي من الأجر كأنما قرأ القرآن اثنتي عشرة مرة، وأيما مسلم قرئ عنده إذا نزل ملك الموت (يس) نزل بعدد ذلك بكل حرفٍ في سورة يس عشرة أملاك يقومون بين يديه صفوفاً، يصلون عليه، ويستغفرون له، ويشهدون غسله، ويشيعون جنازته، ويشهدون دفنه. وأيما مسلمٍ قرأ سورة يس وهو في سكرات الموت لم يقبض ملك الموت روحه حتى يجيئه رضوان خازن الجنة بشربةٍ من شراب الجنة فيشربها وهو على فراشه فيقبض ملك الموت روحه وهو ريان ويمكث في قبره وهو ريان، ويبعث يوم القيامة #865# وهو ريان، ويحاسب وهو ريان ولا يحتاج إلى حوض من حياض الأنبياء حتى يدخل الجنة وهو ريانٌ)).(2/863)
1167- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الحديث بمثله، إلا أنه لم يذكر فيه ((ويمكث في قبره وهو ريان)).(2/865)
1168- ((ق)): وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة يس عدلت له عشرين حجة، ومن سمعها عدلت له ألف دينار في سبيل الله)).(2/865)
1169- ((ها، ط)): وعن أبي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((إن لكل شيءٍ قلباً. إن قلب القرآن (يس)، ومن قرأ (يس) يريد بها وجه الله غفر الله له، وأعطي من الأجر كأنما قرأ القرآن اثنتي عشرة مرة، وأيما #866#
مسلم قرئت عنده إذا نزل به ملك الموت كان له بعدد كل حرفٍ في يس عشرة أملاك يقومون بين يديه صفوفاً، يصلون عليه، ويستغفرون له، ويشهدون غسله، ويشيعون جنازته، ويصلون عليه، ويشهدون دفنه. وأيما مسلمٍ قرأ يس وهو في سكرات الموت أو قرئت عنده لم يقبض ملك الموت روحه حتى يجيء رضوان خازن الجنان بشربةٍ من شراب الجنة فيشربها وهو على فراشه فيقبض ملك الموت روحه وهو ريان، ويحاسب وهو ريان ولا يحتاج إلى حوض من حياض الأنبياء حتى يدخل الجنة وهو ريانٌ)) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن لكل شيء قلباً، وقلب القرآن يس)).(2/865)
1170- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من دخل المقابر فقرأ سورة يس خفف عنهم يومئذٍ، وكان له بعدد من فيها حسنات)).(2/866)
#867#
1171- ((ق)): وعنه صلى الله عليه وسلم قال: ((اقرأوا سورة {يس} عند موتاكم يخفف عنهم كرب الموت)).(2/867)
1172- ((ذر)): وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لكل شيءٍ قلبٌ، وقلب القرآن {يس. والقرآن الحكيم} فمن قرأها فكأنما قرأ القرآن عشر مرات.(2/867)
1173- وقال: ((الصلاة نور، والصدقة برهان، والصيام جنةٌ والصبر ضياء، والقرآن حجةٌ، فإما يحاجه وإما يجادل)).(2/867)
#868#
1174- ((س)): وعن معقل بن يسار: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يس #869# قلب القرآن، لا يقرؤها رجلٌ يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، اقرأوها على موتاكم)).(2/868)
1175- ((ث)): وقال يحيى بن أبي كثير: بلغنا أنه: من قرأ {يس} لم يزل في فرجٍ حتى يصبح. وقد حدثني من جربها بذلك.(2/869)
1176- ((زي)): وعنه من قرأ {يس} أول النهار لم يزل في #870# فرجٍ حتى يمسي، ومن قرأها في آخر النهار لم يزل في فرجٍ حتى يصبح.
قال يحيى: أخبرني من جربها.(2/869)
1177- ((س، ع)): وعن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اقرأوا على موتاكم)) يعني {يس}.(2/870)
1178- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا عطشتم في سفرٍ فاقرأوا سور {يس})).(2/870)
1179- ((نج)): وعن عبد الله بن الزبير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ {يس} أمام حاجةٍ قضيت له)).(2/870)
1180- ((ذر، ص)): وقال أبو هريرة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من #871# قرأ يس في كل ليلةٍ ابتغاء وجه الله تعالى غفر له بتلك الليلة)).(2/870)
1181- ((ذر)): وعن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اقرأوا يس عند موتاكم)).(2/871)
1182- ((حـ)): وعن الحسن: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ يس ابتغاء وجه الله دخل الجنة)).(2/871)
1183- ((حـ)): وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من #872# شيءٍ إلا وله قلب، وإن قلب القرآن يس، فمن قرأ ((يس)) خائفاً أمن، ومن قرأ يس جائعاً شبع، ومن قرأ يس عطشاناً روي، ومن قرأ يس منقطعاً به يحمل، ومن قرأ يس عند سكرات الموت بعث الله ملكاً إلى ملك الموت أن هون على عبدي الموت)).(2/871)
1184- ((ص)): وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصيته لعلي رضي الله عنه: ((أكثر من قراءة يس؛ فإن في قراءة يس عشر بركات، ما قرأها قط جائعٌ إلا شبع، ولا قرأها ظمآنٌ إلا روي، ولا عارٍ إلا أكسي، ولا #873# مريض إلا برئ، ولا خائف إلا أمن، ولا مسجون إلا أخرج، ولا أعزب إلا زوج، ولا مسافر إلا أعين على سفره، ولا قرأها أحدٌ ضلت له ضالةٌ إلا وجدها، ولا قرأت عند رأس ميتٍ وقد حضر أجله إلا خفف عنه، ومن قرأها صباحاً كان في أمان الله حتى يمسي، ومن قرأها مساءً كان في أمان الله حتى يصبح)).(2/872)
1185- ((ذر)): وعن الشعبي قال: كانت الأنصار تستحب أن يقرأ عند الميت سورة {يس. والقرآن الحكيم}.(2/873)
1186- ((ك)): وقال شهر بن حوشب: يقرأ أهل الجنة طه ويس فقط.(2/873)
#874#
1187- ((زي)): وعن شهر أيضاً قال: من قرأ {يس} في يوم أعطي يسر ذلك اليوم، ومن قرأها في ليلةٍ أعطي يسر تلك الليلة، ومن قرأها فكأنما قرأ القرآن عشر مرات.(2/874)
1188- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ يس يريد بها الله تعالى غفر له، وهي لما قرأت له، ومن قرأ يس عند ميتٍ خفف الله عنه كرب #875# الموت، ومن قرأ يس وهو خائف أمن، أو جائع شبع، أو ظمآن روي، ومن قرأ سورة يس عند مريضٍ لم يحضر أجله شفاه الله، وهي لما قرأت له بصدق النية)).(2/874)
14- ((ح)): وعن محمد بن علي الهاشمي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((القرآن أفضل من كل شيءٍ دون الله. فمن وقر القرآن فقد وقر الله تعالى، ومن لم يوقره فقد استخف بحق الله تعالى. حرمة القرآن عند الله كحرمة الوالد على الولد، حملة القرآن المحفوفون برحمة الله، الملبسون نور الله، المعلمون كلام الله تعالى، فمن عاداهم فقد عادى الله، ومن والاهم فقد والى الله. يقول الله تعالى: يا حملة القرآن استجيبوا لله بتوقير كتابه يزدكم حباً ويحببكم إلى عباده، يرفع عن مستمع القرآن بلوى الدنيا، ويدفع عن قارئ القرآن شر الآخرة، ولمستمع آيةٍ من كتاب الله خير من صبير ذهب، ولقارئ آية من كتاب الله أفضل مما تحت العرش إلى أسفل التخوم، وإن في القرآن لسورة تدعى العزيزة عند الله يدعى صاحبها الشريف عند الله تشفع يوم القيامة لصاحبها بأكثر من ربيعة ومضر)).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((وهي سورة يس)).(2/875)
#876#
1189- وقال عبد الملك بن حبيب: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن في القرآن لسورة تدعى العزيزة عن الله يدعى صاحبها الشريف عند الله، يشفع قارئها يوم القيامة في أكثر من ربيعة ومضر وهي يس)).(2/876)
1190- ((ك)): وعن ابن عباس: أنه كان يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ يس فكأنما قرأ القرآن عشر مراتٍ)).(2/876)
1191- ((حـ)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال؛ ((من قرأ سورة يس فلا يقدر أحدٌ على وصف ثوابه)).(2/876)
1192- ((ق)): وعنه صلى الله عليه وسلم قال؛ ((تهرب المردة من سورة يس، وآخر الحشر، والمعوذتين)).(2/876)
#877#
1193- ((ث)): وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن في القرآن سورة تشفع لقارئها، ويغفر لمستمعها، ألا وهي سورة يس)).(2/877)
1194- ((ص)): وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من سمع سورة يس عدلت له عشرين ديناراً في سبيل الله، ومن قرأها عدلت له عشرين حجة، ومن كتبها، ثم شربها أدخلت جوفه ألف يقين، وألف دواء، وألف بركة، وألف رحمة، وألف نور، ونزعت كل غلٍ وداء)).(2/877)
1195- ((ص)): وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة ((يس)) في ليلةٍ أصبح مغفوراً له)) الحديث.(2/877)
#878#
1196- ((ث)): وعنه: ((من قرأ سورة يس في ليلة الجمعة أصبح مغفوراً له)).(2/878)
[146] ما جاء فيمن قرأ (يس) و(حم) الدخان في ليلةٍ أو قرأ أحدهما
1197- ((حـ)): عن الحسن: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ يس وحم الدخان في ليلة جميعاً إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)).
قال: ((ومن قرأها في ليلٍ أو نهارٍ لم يدركه يومئذٍ ذنب)).(2/878)
#879#
1195- ((ص)): وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة {يس} في ليلةٍ أصبح مغفوراً له، ومن قرأ حم الدخان في ليلة جمعة أصبح مغفوراً له)).(2/879)
[147] ما جاء فيمن قرأها معها آية الكرسي، و{قل هو الله أحدٌ}
1198- ((حـ)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الحمد لله الذي أكرمني وأكرم أمتي بسورة ((يس))، وآية الكرسي و{قل هو الله أحدٌ}.
وما من رجلٍ في جوفه ثلاثمائة آية من القرآن إلا وجد قبره روضةً من رياض الجنة)).(2/879)
#880#
[148] ما جاء فيمن صلى ليلة الجمعة ركعتين أولاهما بسورة يس والأخرى بسورة الملك
1199- ((حـ)): عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من صلى في ليلة الجمعة ركعتين يقرأ في أول ركعةٍ سورة ((يس))، وفي الثانية: {تبارك الذي بيده الملك} أعطي بكل حرف نوراً يسعى بين يديه، ويأخذ كتابه بيمينه، وتكتب له براءة من النار، ويشفع في سبعين من أهل بيته، ألا ومن شك فيه كان منافقاً)).(2/880)
[149] ما جاء فيمن قرأ سورة يس، وسورة السجدة، وسورة تبارك الذي بيده الملك، وسورة اقتربت الساعة
1151- ((ذر)): عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ في ليلةٍ {ألم. تنزيل} و يس و{تبارك الذي بيده #881# الملك} و{اقتربت الساعة}، كن له نوراً وحرزاً من الشيطان وشركه ورفع له في الدرجات العلى يوم القيامة)).(2/880)
[150] ما جاء في سورة الصافات
1200- ((ط، ها)): عن أبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة {والصافات} أعطي عشر حسناتٍ بعدد كل جني، وشيطان، وتباعدت عنه مردة الشياطين، وشهد له حافظاه أنه مؤمنٌ بالمرسلين)).(2/881)
1201- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة {والصافات} أعطي من الأجر عشر حسناتٍ بعدد كل جني وشيطان، وتباعدت عنه مردة الشياطين، وبرئ من الشرك، وشهد له حافظاه يوم القيامة أنه كان مؤمناً بالمرسلين)).(2/881)
#882#
1202- ((ق)): وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة {والصافات} تباعدت منه الشياطين، ونفرت منه)).(2/882)
1203- ((ص)): وعن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاةٍ: {سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وسلامٌ على المرسلين. والحمد لله رب العالمين}.(2/882)
#883#
1204- ((حـ)): وعن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قارئ الصافات يدعى في ملكوت السماء أخا الأنبياء)).
[وقال أنس: قال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا سلمتم علي فسلموا على المرسلين، فإنما أنا رسول من المرسلين، ولذلك قال تعالى: {وسلامٌ على المرسلين}.
وقال أبو سعيد الخدري: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يسلم: {سبحان ربك رب العزة عما يصفون}إلى آخر السورة، فيسلم على المرسلين.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: من أحب أن يكال له بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة فليكن آخر كلامه في مجلسه: {سبحان ربك} إلى آخر السورة.
وقيل في قوله عز وجل: {رب العزة} إن العزة عزتان فعزة صفة من صفات الله، فمن حلف بها وحنث فلا كفارة عليه.
والصافات: صفوف الملائكة في السماء كصفوف الخلق في الدنيا للصلاة، وقيل: هم الملائكة تصف أجنحتها واقفة في الهواء، حتى #884# يأمرها الله تعالى بما يريد. وقيل: هي الطير: كقوله تعالى: {والطير صافات} {أولم يروا إلى الطير فوقهم صافاتٍ}.
والزاجرات: زجر الملائكة تزجر السحاب وتسوقه.
ورب المشارق: أي مطالع الشمس؛ وذلك أن الله تعالى خلق للشمس ثلاثمائة وستين كوة في المشرق، وثلاثمائة وستين كوة في المغرب، على عدد أيام السنة، تطلع كل يوم من كوة منها، وتغرب في كل يوم من كوة منها في المشارق والمغارب، ولا ترجع إلى تلك الكوة إلى ذلك اليوم من العام المقبل، ولا تطلع إلا وهي كارهة، فتقول: رب لا تطلعني على عبادك، فإني أراهم يعصونك].(2/883)
[151] ما جاء في سورة {ص}
1205- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة {ص} عصمه الله من كل ذنبٍ.(2/884)
1206- ((ث، ط، ها)): وعن أبي بن كعب أنه قال: من قرأ سورة #885# {ص} كان له بوزن كل جبلٍ سخره الله لداود حسنات، وعصم أن يصر على ذنبٍ صغيراً كان أو كبيراً)).(2/884)
1207- ((حـ، ط)): وعن عبد الرحمن بن حرملة: أن سعيد بن المسيب كان لا يدع كل ليلةٍ قراءة {ص}.
قال العطاف بن خالد: فسألت عمران بن محمد بن سعيد بن المسيب عن ذلك، فقال: بلغني أنه ما من عبدٍ يقرؤها كل ليلة في المصحف إلا اهتز لها العرش.
قال العطاف: وبلغني أن رجلاً من العباد كان لا يدع أن يقرأها كل ليلةٍ في المصحف لئلا يسقط منها شيئاً.(2/885)
1208- ((حـ)): وعن أبي موسى الأشعري: أنه رأى رؤيا فقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله إني رأيت رؤيا، أني تحت شجرةٍ أكتب {ص}، فلما بلغت السجدة وقع القلم من يدي #886# فسجد، ووقعت الصحيفة فسجدت وسجدت الشجرة، فسمعتهن وهن يقلن: اللهم اغفر بها ذنبنا، وحط بها وزرنا، وأحدث بها شكرنا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((صدقت، وصدقت رؤياك. سجدها داود، وكانت عندها توبته، وترقب عندها مغفرته، ونحن نسجدها ونرتقب ما رقب)).(2/885)
1209- ((ص)): وعنه قال: أتى رجلٌ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله، إني رأيت في المنام أني أكتب {ص والقرآن} وأنا جالس في ظل الشجرة، فلما أتيت السجدة برز القلم من يدي، والكتاب والدواة وقعوا سجوداً على الأرض. وسجدت الشجرة، فسمعت ذلك كله يقول: اللهم اغفر بها ذنباً، واحطط بها وزراً، وأحدث بها شكراً، فقال #887# له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((صدقت، رأيت خيراً، سجدة نبي كان عندها توبة نبي، فرقب عندها مغفرةً، فنسجد كما سجد، ونقول كما قال، ونرقب كما رقب)).(2/886)
1210- ((ك)): وروي أن رجلاً من الأنصار كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يصلي مستتراً بشجرةٍ وهو يقرأ (ص)، فلما بلغ السجدة سجد فسجدت معه الشجرة، فسمعها وهي تقول: اللهم أعظم #888# لي بهذه السجدة أجراً، وارزقني بها شكراً، وضع بها وزراً، وتقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود سجدته، فلما أصبح الرجل ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((نحن أحق أن نقول ذلك)) فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد يقول ذلك.(2/887)
1211- قلت: خرجه عبد الملك بن حبيب، عن ابن نافع، عن العطاف بن خالد، عن عبد الرحمن بن حرملة: أن رجلاً من الأنصار كان يصلي من الليل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمامه شجرة وهو يقرأ (ص). الحديث بمثله سواء.(2/888)
1212- ((ك)): وقال عقبة بن عامر: من قرأ (ص)، ولم يسجد فيها، فلا عليه ألا يقرأ بها.(2/888)
1213- ((ت)): وعن ابن عباس قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم #889# فقال: يا رسول الله إني رأيتني الليلة وأنا نائم كأني أصلي خلف شجرةٍ فسجدت فسجدت الشجرة لسجودي، فسمعتها وهي تقول: اللهم اكتب لي بها أجراً، وضع عني بها وزراً، واجعلها لي عندك ذخراً، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود.
قال ابن عباس: فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم سجدة ص، ثم سجد.
فقال ابن عباس: فسمعته وهو يقول مثل ما أخبره الرجل، من قول الشجرة.
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب.(2/888)
#890#
1214- ((ت)): وعنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في (ص).
قال ابن عباس: وليست من عزائم السجود.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.(2/890)
[152] ما جاء في سورة الزمر
1215- ((ت)): قالت عائشة: كان النبي صلى الله عليه وسلم كل ليلةٍ يقرأ بني إسرائيل والزمر.
#891#
وفي رواية عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ الزمر وبني إسرائيل.(2/890)
1216- ((ص)): وعن جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام كل #892# ليلةٍ حتى يقرأ ((تنزيل الكتاب))، و((تبارك)).
قال طاوس: إنهما تفضلان على كل سورة من القرآن بخمسين حسنة.(2/891)
1217- ((حـ)): وعنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قارئ الزمر تدعوه أبواب الجنة يوم القيامة يدخل من أيها شاء)).(2/892)
#893#
1218- ((ط، ها)): عن أبي بن كعب قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الزمر لم يقطع الله رجاءه يوم القيامة، وأعطاه ثواب الخائفين الذين يخافون الله)).(2/893)
1219- ((ث، ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة الزمر، لم يقطع الله رجاءه، وأعطاه ثواب الخائفين)).(2/893)
1220- ((خم)): وعن جابر بن عبد الله أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفرٍ من أصحابه: ((إني قارئٌ آيةً من آخر الزمر، فمن بكى منكم وجبت له #894# الجنة)). فقرأ من عند {وما قدروا الله حق قدره} إلى آخر السورة فمنا من بكى، ومنا من لم يبك. فقال الذين لم يبكوا: يا رسول الله! لقد جهدنا أن نبكي فلم نبك. فقال: ((إني سأعيدها عليكم، فمن لم يبك فليتباكى)).
[قال ابن عباس: قلت: يا رسول الله، كيف انشراح الصدر الذي ذكر الله عز وجل في قوله: {أفمن شرح الله صدره للإسلام}؟
قال صلى الله عليه وسلم : إذا دخل النور القلب انشرح وانفسح. قلنا: يا رسول الله، ما علامة ذلك؟ قال: الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والتأهب للموت قبل نزول الموت.
وقال أبو سعيد: قال النبي صلى الله عليه وسلم : اطلبوا الحوائج في السمحاء، فإنه جعلت فيهم رحمتي، ولا تطلبوها في القاسية قلوبهم؛ فإني جعلت فيهم سخطي.
وقال أبو الدرداء: قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله، ويحب قلب كل خاشع حزين رحيم يعلم الناس الخير، ويدعو إلى طاعة الله عز وجل، ويبغض كل قلب قاسٍ لاهٍ، ينام الليل كله فلا يذكر الله عز وجل، ولا يدري أيرد عليه روحه أم لا.
#895#
وقال مالك بن دينار: ما جرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلوب، وما غضب الله على قوم إلا نزع منهم الرحمة.
وروي عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما. قالت: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرئ عليهم القرآن كما نعتهم الله عز وجل ترى أعينهم تفيض من الدمع وتقشعر جلودهم.
قيل لها: إن ناساً اليوم إذا قرئ القرآن على أحدهم خر مغشياً عليه. قالت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
وقال سعيد بن عبد الرحمن الجمحي: مر ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنه برجل من أهل العراق ساقط، فقال: ما بال هذا؟ قال: إنه إذا قرئ عليه القرآن وسمع ذكر الله عز جل سقط. قال ابن عمر: إنا لنخشى الله تعالى وما نسقط. إن الشيطان يدخل في جوف أحدهم، ما كان هذا صنيع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .
وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: ذكر عند ابن سيرين الذين يصرعون إذا قرأ عليهم القرآن. قال: بيننا وبينهم أن يقعد أحدهم على ظهر بيت باسط رجليه، ثم يقرأ القرآن عليه من أوله إلى آخره، فإن رمى نفسه فهو صادق.
وقال أبو عمران الجوني: وعظ موسى عليه السلام يوماً فشق رجل قميصه فأوحى الله عز وجل لموسى عليه السلام: قل لصاحب القميص لا يشق قميصه، يشرح لي عن قلبه.
وقال زيد بن أسلم: قرأ أبي عند النبي صلى الله عليه وسلم فرقوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اغتنموا الدعاء عند الرقة فإنها رحمة.
#896#
وقال العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله عز وجل تحاتت عنه ذنوبه كما تحات عن الشجرة اليابسة ورقها.
وفي لفظ آخر: إذا اقشعر جلد المؤمن من خشية الله عز وجل حرمه الله على النار.(2/893)
ما جاء في قوله عز وجل: {له مقاليد السموات والأرض}
((ك)): قال عثمان بن عفان رضي الله عنه [كذا، وأظن أن الصواب: قال علي]: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن تفسير: {له مقاليد السموات والأرض}.
فقال: يا علي: ما سألني عنها أحد قبلك؛ ((لا إله إلا الله والله أكبر، وسبحان الله وبحمده، واستغفر الله، ولا قوة إلا بالله، الأول والآخر، والظاهر والباطن، بيده الخير، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير)) من قالها إذا أصبح وأمسى عشر مرات أعطاه الله تعالى ست خصال: أما أولها فيحرس من إبليس وجنوده، والثانية يحضره اثنا عشر ملكاً، والثالثة يعطى قنطاراً من الجنة. والرابعة: ترفع له درجة. والخامسة: يزوجه الله تعالى زوجة من الحور العين. والسادسة: يكون له من الأجر كمن قرأ القرآن والتوراة والإنجيل، وكمن حج واعتمر فقبلت حجته وعمرته، فإن مات من ليلته مات شهيداً.
وفي رواية أخرى عن علي رضي الله عنه لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المقاليد. فقال: يا علي، سألت عن عظيم. المقاليد هو أن تقول عشراً إذا أصبحت، وعشراً إذا أمسيت: ((لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، #897# والحمد لله، استغفر الله، ولا قوة إلا بالله، هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، بيده الخير، وهو على لك شيء قدير. من قالها عشر مرات إذا أصبح، وعشراً إذا أمسى أعطاه الله خصالاً ستاً: أولها: يحرسه الله تعالى من إبليس وجنوده، فلا يكون لهم عليه سلطان، والثانية: يعطى قنطاراً في الجنة أثقل من ميزانه من جبل أحد، والثالثة: يرفع الله له درجة لا ينالها إلا الأبرار والرابعة: يزوجه الله تعالى من الحور العين. والخامسة: يشهدونها اثنا عشر ملكاً يكتبونها في رق منشور، يشهدون له بها يوم القيامة، والسادسة: كان كمن قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، وكان كمن حج واعتمر، تقبل الله حجته وعمرته، فإن مات من يومه أو ليلته أو شهره طبع بطابع الشهداء.
وقيل عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا القاسم، إن الله يمسك السموات على إصبع، والخلائق على إصبع، ثم يقول هكذا بيده، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، ثم قال: {وما قدروا الله حق قدره}.
وقيل: جاء حبر من الأحبار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أو يا أبا القاسم، إن الله يمسك السموات يوم القيامة على أصبع، والأرضين على أصبع، والجبال والشجر على أصبع، والثرى على أصبع، يهزهن فيقول: أنا الملك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم تعجباً مما قال الحبر، ثم قرأ: {وما قدروا الله حق قدره}.
وقال ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قائماً على المنبر، وهو يحكي عن ربه تعالى فقال: إن الله تعالى إذا كان يوم القيامة جمع السموات السبع، والأرضين السبع في قبضته، ثم قال هكذا وشد #898# قبضته ثم بسطها، ثم يقول: أنا الله، أنا الرحمن، أنا الملك، أنا القدوس، أنا السلام، أنا المؤمن، أنا المهيمن، أنا العزيز، أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا الذي بدأت الدنيا ولم تك شيئاً، أنا الذي أعيدها، أين الملوك، أين الجبابرة.
وفي لفظ آخر قال: قرأ النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر هذه الآية، فبسط يديه وقال: فيحمد الله تعالى نفسه، فيقول: أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا العزيز، أنا الملك، أين الجبارون، أين المتكبرون. قال: فرجف المنبر حتى قلنا: إنه ينقلب به.
وفي لفظ آخر قال النبي صلى الله عليه وسلم : يطوي الله السموات يوم القيامة، يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون، أين المتكبرون.
وقال يعقوب الأنصاري: إن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه حبر من الأحبار، فقال: إني سائلك عن أشياء فتخبرني بها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((أينفعك ذلك؟)) فقال الحبر: تقول فأسمع، فقال الحبر: رأيت قول الله تعالى في كتابه: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات}.
فأين الخلق عند ذلك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((أضياف الله تعالى، فلن يعجزهم ما لديهم)). فقال الحبر: فقوله تعالى: {والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه}.
فأين الخلق عند ذلك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هم فيها كالرقمة في الكتاب. وقال ابن عباس: كل ذلك في يمينه، وأنى يستعين بشماله المشغول بيمينه. وأما السموات السبع والأرضون السبع في يد الله تعالى إلا كخردلة في يد أحدكم، ولهذا قال: {مطويات بيمينه}.
وقال سعيد: أتى رهط من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد، #899# الله خلق الخلق، فمن خلقه؟ فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى امتقع لونه، ثم ساورهم غضباً لله عز وجل، فجاء جبريل عليه السلام يسكنه، فقال: اخفض جناحك يا محمد، وجاءه من الله تعالى جواب ما سألوه عنه فقال: يقول الله تعالى: {قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد}.
فتلاها عليهم، فقالوا: صف لنا ربك، كيف خلقه، وكيف عضده، وكيف ذراعه، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم أشد من غضبه الأول، ثم ساورهم، فأتاه جبريل عليه السلام، فقال مثل مقالته، فأتاه بجواب ما سألوه: {وما قدروا الله حق قدره}].
[153] ما جاء في فضل الحواميم
1221- ((قو)): يقال: إن في القرآن ميادين، وبساتين، ومقاصير، وعرائس، ودبابيج، ورياضات، وخانات؛ فالميمات ميادين #900# القرآن، والراءات بساتين القرآن، والحامدات مقاصير القرآن، والمسبحات عرائس القرآن، وآل حاميم ديباج القرآن، والمفصل رياضه، والخانات ما سوى ذلك، فإذا جال المريد في الميادين وقطف من البساتين ودخل المقاصير، وشهد العرائس، ولبس الديباج، وتنزه في الرياض، وسكن غرف الخانات، اقتطعه عما سواه، وأوقفه ما يراه، وشغله الشاهد به عما عداه)).(2/896)
1222- ((ث)): عن أنس بن مالك قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : #901# الحواميم ديباج القرآن)).
قلت: خرج هذا الحديث أبو عبيد، عن مجاهد، عن عبد الله لم يرفعه، وقال مكان ((الحواميم)): آل حم.(2/900)
1223- ((ذر)): وعن ابن عباس أنه قال: إن لك شيءٍ لباباً، ولباب القرآن الحواميم.
قلت: خرجه أبو عبيد عن ابن عباس بمثله. وقال: وإن لباب القرآن آل حم، أو قال: الحواميم.(2/901)
#902#
1224- ((ط)): وعن ابن عباس أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من سره أن يرتع في رياض الجنة فليقرأ الحواميم)).(2/902)
1225- ((ث)): وقال الخليل بن مرة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((الحواميم سبعٌ، وأبواب جهنم سبع؛ جهنم، والحطمة، ولظى، وسعير، وسقر، والهاوية، والجحيم. فتجيء كل حاميم منهن يوم القيامة على بابٍ من هذه الأبواب فتقول: لا يدخل النار من كان يؤمن بي ويقرؤني)).(2/902)
1226- ((ث)): وقال سعيد بن جبير: كن الحواميم يسمين العرائس.(2/902)
#903#
1227- ((ط)): وعن مسعر، عن سعد بن إبراهيم، قال: كان الحواميم يسمين العرائس.(2/903)
1228- ((ع)): وعن مسعر عن من حدثه قال: مر رجلٌ بأبي الدرداء وهو يبني مسجداً له فقال: أبني هذا المسجد لآل حم.
قال مسعر: بلغني أنهن كن يسمين العرائس.(2/903)
1229- ((ث)): وقال النبي صلى الله عليه وسلم : لكل شيء ثمرة وإن ثمرة #904# القرآن ذوات حم، هن روضاتٌ حسناتٌ مخصبات متجاورات، فمن أحب أن يرتع في رياض الجنة فليقرأ الحواميم)).(2/903)
1230- ((نج)): وعن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: إن مثل القرآن مثل رجلٍ انطلق يرتاد لأهله منزلاً فمر بأثر غيثٍ، فبينما هو يسير فيه يتعجب منه إذ هبط على روضاتٍ دمثاتٍ فقال: عجبت من الغيث الأول، فهذا أعجب وأعجب. فقيل له: إن مثل الغيث الأول كمثل عظيم القرآن، وإن مثل هؤلاء الروضات الدمثات مثل آل حم في القرآن.(2/904)
1231- ((ع)): وعن أبي عبيدة قال: قال عبد الله: إذا وقعت في #905# ((آل حم))، وقعت في روضاتٍ دمثاتٍ، أتأنق فيهن.(2/904)
1232- ((ك، ح)): وعن ابن مسعود قال: من أراد رياضاً مؤنقاً فليقرأ الحواميم.(2/905)
1233- ((ط)): وعنه أنه قال: آل حم ديباج القرآن.(2/905)
1234- ((ع)): وعن المهلب بن أبي صفرة قال: حدثني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن بتم الليلة فقولوا: ((حم لا ينصرون)).
#906#
قال أبو عبيد: هكذا يقول المحدثون، بالنون وإعرابها: لا ينصروا.(2/905)
1235- ((ث)): وعن ابن مسعود قال: إذا وقعت في آل حاميم وقعت في روضاتٍ مؤنقاتٍ.
وفي رواية عنه: في روضاتٍ دمثاتٍ، أتأنق فيهن.(2/906)
1236- ((ث)): وقال ابن سيرين: رأى رجلٌ في المنام سبع جوارٍ حسانٍ في مكانٍ واحدٍ، لم ير أحسن منهن. فقال: لمن أنتن؟ فقلن: لمن قرأ آل حم.(2/906)
#907#
1237- ((ع)): وفي روايةٍ عن محمد بن قيس قال: لمن أنتن بارك الله فيكن؟ فقلن: أما إنك إن شئت كنا لك، نحن الحواميم. أو قال: آل حم.(2/907)
1238- ((ط)): وعن أبي معشر، عن محمد بن كعب قال: رأى رجلٌ سبع نسوةٍ حسانٍ في المنام. فقال: من أنتن، بارك الله فيكن؟ فقلن: أما إن شئت كنا لك، نحن الحواميم.
قال أبو عبيد: آل حم كما تقول: آل فلان، كأنك أضفتها إليه.(2/907)
1239- ((ث)): وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((مثل الحواميم في القرآن كمثل #908# الحبرات في الثياب)).(2/907)
[154] ما جاء في سورة المؤمن
1240- ((ت)): عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ #909# ((حم المؤمن)) إلى {إليه المصير}، وآية الكرسي حين يصبح حفظ بهما حتى يمسي، ومن قرأهما حين يمسي حفظ بهما حتى يصبح)).
((غريب)).(2/908)
1241- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة المؤمن صلت عليه أرواح الأنبياء والشهداء)).(2/909)
1242- ((زي)): وعن ثابت البناني قال: كنت إلى جنب سرادق مصعب بن الزبير في مكانٍ لا يمر فيه الدواب، وقد استفتحت: {حم. تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم. غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب}.
#910#
فإذا رجل على دابة عليه ثياب بيض. فلما قلت: {غافر الذنب} قال: قل: يا غافر الذنب اغفر لي، قلت: يا غافر الذنب اغفر لي. فلما قلت: {قابل التوب} قال: قل: يا قابل التوب اقبل توبتي، فلما قلت: {شديد العقاب} قال: قل: يا شديد العقاب اعف عني عقابي. قلت: {ذي الطول} قال: قل: يا ذا الطول طل علي بخير. قال: فالتفت يميناً وشمالاً فلم أر أحداً.(2/909)
1243- ((ط، ها)): وعن أبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة (حم) المؤمن لم يبق روح نبيٍ ولا صديقٍ ولا شهيد ولا مؤمن إلا صلى عليه واستغفر له)).(2/910)
1234- ((ع)): وعن المهلب بن أبي صفرة قال: حدثني من سمع #911# النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن بتم الليلة فقولوا: (حم) لا ينصرون)).(2/910)
1244- ((زي)): وعن ثابت البناني قال: كنت مع مصعب بن الزبير في سواد الكوفة، فدخلت حائطاً أصلي ركعتين، فافتتحت (حم) المؤمن، حتى بلغت {لا إله إلا هو إليه المصير}.
فإذا رجلٌ خلفي على بغلةٍ شهباء عليه مقطعات ثمنة، فقال: إذا قلت: {غافر الذنب} فقل: يا غافر الذنب اغفر ذنبي، فإذا قلت: {قابل التوب} فقل: يا قابل التوب، اقبل توبتي، فإذا قلت: {شديد العقاب} فقل: يا شديد العقاب لا تعاقبني. فإذا قلت: {ذي الطول} فقل: يا ذا الطول طل علي منك برحمة. قال: فالتفت فلم أر أحداً، فخرجت إلى #912# الباب فقلت: مر بكم رجل عليه مقطعات ثمنة؟ فقالوا: ما رأينا أحداً. وكانوا يرون أنه إلياس.(2/911)
[155] ما جاء في سورة حم السجدة
1245- ((ها، ث، ط)): عن أبي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ ((حم)) السجدة أعطاه الله عشر حسنات بعدد كل حرف منها)).(2/912)
1246- ((ق)): وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ حم السجدة أعطي من الأجر بعدد حروفها عشر مرات)).(2/912)
1247- ((ط)): وعن أبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ حم السجدة أعطاه الله بكل حرفٍ فيها عشر حسنات)).(2/912)
#913#
[156] ما جاء في سورة {حم عسق}
1248- ((ث، ها، ط)): عن أبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة {حم عسق} كان ممن تصلي عليه الملائكة ويسترحمون له)).(2/913)
1249- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة {حم عسق} كان ممن تصلي عليه الملائكة وتستغفر له)).(2/913)
[157] ما جاء في سورة الزخرف
1250- ((ها، ط)): عن أبي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة #914# الزخرف كان ممن يقال له يوم القيامة: {يا عباد لا خوفٌ عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون})).(2/913)
1251- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الزخرف كان ممن يقال له يوم القيامة: {يا عباد لا خوفٌ عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون} ادخلوا الجنة يا عبادي بغير حساب)).(2/914)
1252- ((ق)): وعنه صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ حم الزخرف أدخل الجنة بغير حساب)).(2/914)
1253- ((ص)): وعن علي رضي الله عنه قال: قال لي #915# رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا علي إذا ركبت دابةٌ فقل: {بسم الله} والحمد لله الذي أكرمنا وهدانا للإسلام، ومن علينا بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم . الحمد لله {الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين. وإنا إلى ربنا لمنقلبون}.(2/914)
[158] ما جاء في سورة (حم) الدخان
1254- ((ت)): عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ #916# {حم} الدخان في ليلةٍ أصبح يستغفر له سبعون ألف ملكٍ)).
غريب.(2/915)
1255- وعن إسماعيل بن رافع: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ {حم} الدخان في ليلةٍ أصبح مغفوراً له)).(2/916)
#917#
1256- ((حـ)): وعن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (({حم} الدخان تدعى في ملكوت الله المباركة، يبارك الله وملائكته على قارئها)).(2/917)
[159] ما جاء فيمن قرأها ليلة الجمعة
1257- ((ت)): عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ {حم} الدخان في ليلة الجمعة غفر له)).
#918#
قال أبو عيسى: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه.(2/917)
1258- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ {حم} التي يذكر فيها الدخان في ليلة جمعة أصبح مغفوراً له)).(2/918)
1259- ((ص)): وعن علي رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا علي اقرأ {حم} الدخان في ليلة الجمعة تصبح مغفوراً لك)).(2/918)
1260- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ {حم} الدخان في #919# ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بنى الله له بيتاً في الجنة)).(2/918)
1261- ((ق)): وعنه صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الدخان خاتمتها من أول الليل أصبح مغفوراً له)).(2/919)
1262- ((ط، ها)): وعن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة {حم} الدخان في ليلة الجمعة غفر له، ومن قرأها في سائر الليالي كانت له نوراً يوم القيامة)).(2/919)
1263- ((نج)): وعن عبد الله بن عيسى قال: أخبرت أنه من قرأ {حم} الدخان ليلة الجمعة تصديقاً بها وإيماناً أصبح مغفوراً له)).(2/919)
#920#
1264- ((ذر)): وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ {حم} الدخان في ليلة الجمعة بات يستغفر له ألف ملكٍ)).(2/920)
1260- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ {حم} الدخان في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بنى الله له بيتاً في الجنة)).(2/920)
1265- ((ط)): وعن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة {حم} في ليلة الجمعة غفر له)).(2/920)
[160] ما جاء فيمن قرأها، وقرأ معها سورة الأحقاف
1266- ((ق)): عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة الدخان وسورة الأحقاف أعطي من الأجر ما لا يحصى)).(2/920)
#921#
[161] ما جاء فيمن قرأها في ليلة جمعة وقرأ معها (يس)
1267- ((ك)): عن ابن وهب؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ {يس} و{حم} الدخان في ليلة جمعةٍ إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)).(2/921)
1268- وقال عليه السلام: ((من قرأها في أول نهاره لم يدركه ذنب إلا الشرك بالله)).
قلت: خرجهما معاً ابن حبيب بهذا النص عن الحسن، إلا أنه:
قال في الأول: ((في ليلة جميعاً إيماناً واحتساباً)).(2/921)
وقال في الثاني: ((ومن قرأها في ليلٍ أو نهارٍ)).. .. الحديث.(2/921)
[162] ما جاء في سورة الجاثية
1269- ((ث، ها، ط)): عن أبي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ #922# سورة {حم} الجاثية ستر الله عورته، وسكن روعته عند الحساب)).(2/921)
1270- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة الجاثية حجبه الله عن كل بؤسٍ في الدنيا والآخرة)).(2/922)
1271- ((ع)): وعن أبي الضحى، عن تميم الداري، أنه أتى #923# المقام ذات ليلةٍ فقام يصلي، وافتتح السورة التي يذكر فيها الجاثية. فلما أتى على هذه الآية: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}، فلم يزل يرددها حتى أصبح.(2/922)
[163] ما جاء في سورة الأحقاف
1272- ((ث)): قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الأحقاف أعطي من الأجر بعدد كل ما في الدنيا عشر حسنت، ومحي عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات)).(2/923)
1273- ((ط، ها)): وعن أبي بن كعبٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة الأحقاف كتب له عشر حسناتٍ بعدد كل رملٍ في الدنيا)).(2/923)
#924#
[164] ما جاء في سورة محمد صلى الله عليه وسلم
1274- ((ث، ها، ط)): عن أبي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كان حقاً على الله تعالى أن يسقيه من أنهار الجنة)).(2/924)
1275- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة محمد وسورة الفتح، كان كمن شهد الفتح)).(2/924)
#925#
[165] ما جاء في سورة الفتح
1276- ((ث، ها، ط)): عن أبي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الفتح فكأنما بايع محمداً صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة)).(2/925)
1277- ((طا، خ)): وعن زيد بن أسلم، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسير في بعض أسفاره، وعمر بن الخطاب يسير معه ليلاً، فسأله عمر بن الخطاب عن شيء فلم يجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم سأله فلم يجبه، ثم سأله فلم يجبه. فقال عمر: ثكلتك أم عمر، نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مراتٍ، كل ذلك لا يجيبك. فقال عمر: فحركت بعيري حتى إذا كنت أمام الناس وخشيت أن ينزل في قرآنٌ. فما نشبت أن سمعت صارخاً يصرخ بي. قال: فقلت: لقد خشيت أن يكون نزل في قرآنٌ. قال: #926# فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه، فقال: ((لقد نزلت علي الليلة سورةٌ لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس)) ثم قرأ: {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً}.
قلت: خرجه أبو نعيم الحافظ بغير هذا اللفظ عن زيد بن أسلم.(2/925)
[540] ((س)): وعن عبد الله بن مغفل، قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم #927# فتح مكة سورة الفتح، فما سمعت قراءةً أحسن منها، يرجع.(2/926)
1278- ((حـ)): وعن ابن لهيعة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً: ((قد أنزلت آية عظيمةٌ)). قالوا: وأي آية هي يا رسول الله؟ قال: (({ما كنت #928# بدعاً من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم})).
فبكوا. وقالوا: لا تدري يا رسول الله؟ قال: ((لا)). فاشتد بكاؤهم وحزنهم.
قال: فأنزل الله: {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً. ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيماً. وينصرك الله نصراً عزيزاً}.
قالوا: هنيئاً لك يا رسول الله، قد بين الله لك، فكيف بنا؟ وبكوا بكاءً شديداً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن لكم رباً رحيماً))، فأتمها الله رأفةً ورحمةً منه: {هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم ولله جنود السموات والأرض وكان الله عليماً حكيماً. ليدخل المؤمنين والمؤمنات جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئات وكان ذلك عند الله فوزاً عظيماً}.
فكبروا الله وحمدوه.(2/927)
#929#
1279- ((س)): وعن عبد الله بن مغفل قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم على ناقته فقرأ سورة الفتح، فرجع أبو إياسٍ في قراءته، فذكر عن ابن مغفل أن النبي صلى الله عليه وسلم رجع في قراءته.(2/929)
1280- ((ز)): وعن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فلما كان بعض الطريق كلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت، ثم كلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت، ثم كلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت، فسكت، فحركت راحلتي فتنحيت وقلت: سألت النبي ثلاث مراتٍ، كل ذلك لم يكلمك. ما أخلقك أن ينزل فيك قرآنٌ فما نشبت أن سمعت صارخاً يصرخ #930# بي فقال لي: ((يا ابن الخطاب، أنزل علي في هذه الليلة سورةٌ، ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس)). ثم قرأ: {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً}.(2/929)
1281- ((مس، ك)): وعن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: {محمدٌ رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماءٌ بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرعٍ أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرةً وأجراً عظيماً}.
فقال: {الذين معه} أبو بكر، {أشداء على الكفار} عمر بن الخطاب، {رحماء بينهم} عثمان بن عفان، {ركعاً سجداً} علي بن أبي طالب، {يبتغون فضلاً من الله ورضواناً} طلحة والزبير، {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص {ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل} أبو عبيدة بن الجراح، {كزرعٍ أخرج شطئه فآزره} بأبي بكر الصديق، {فاستغلظ} بعمر، {فاستوى #931# على سوقه يعجب الزراع} بعثمان، {ليغيظ بهم الكفار} بعلي رضي الله عنهم جميعاً، {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات} أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم {منهم مغفرةً وأجراً عظيماً}.(2/930)
[166] ما جاء في قراءتها في أول ليلة في رمضان
1282- ((ث)): قال المسعودي: بلغني أنه من قرأ في أول ليلةٍ من رمضان {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً} في التطوع حفظ ذلك العام.(2/931)
1283- وعن بعض الصالحين أنه قال: من قرأ أول ليلةٍ في رمضان {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً} ثلاث مراتٍ حين يرى الهلال وسع الله في رزقه ذلك العام إلى آخره.(2/931)
#932#
[167] ما جاء في فضل المفصل
727- ((نج)): عن عبد الله أنه قال: إن لكل شيءٍ لباباً، ولباب القرآن المفصل.(2/932)
725- ((ث)): وعن ثوبان قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ((إن الله أعطاني السبع الطول مكان التوراة، وأعطاني المئين مكان الإنجيل، وأعطاني مكان الزبور المثاني، وفضلني بالمفصل)).(2/932)
1284- ((ط)): وعن أبي العالية أنه قال: مثل المفصل مثل بستان فيه من كل فاكهة تشتهى.(2/932)
#933#
718- ((ع)): وعن واثلة بن الأسقع، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطيت السبع الطول مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل)).(2/933)
685- ((ذر)): وعنه قال: قال رسول الله: ((أعطيت مكان التوراة السبع الطول، وأعطيت مكان الإنجيل المئين، وأعطيت مكان الزبور المثاني، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، لم يعطها نبي قبلي، وأعطاني المفصل نافلة)).(2/933)
763- ((نج)): وعن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطيت السورة التي ذكر فيها البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من #934# ألواح موسى، وأعطيت فواتح القرآن وخواتم السورة التي ذكرت فيها البقرة من تحت العرش، وأعطيت المفصل نافلةً)).(2/933)
1285- ((ط)): وعن معقل بن يسار، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اعملوا بالقرآن؛ أحلوا حلاله، وحرموا حرامه، واقتدوا به، لا تكفروا بشيءٍ منه، وما تشابه عليكم فردوه إلى أولي العلم كيما يخبروكم، وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور وما أويت النبيون من ربهم، ولينفعنكم القرآن وما فيه من البيان؛ فإنه شافع مشفع، وماحلٌ مصدقٌ.
ألا وإن لكل آيةٍ منه نوراً يوم القيامة. ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى صلوات الله عليه، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش والمفصل نافلة)).(2/934)
682- وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله تعالى أعطاني السبع المثاني #935# مكان التوراة، وأعطاني الطواسين مكان الزبور، وفضلني بالحواميم والمفصل، ما قرأهن نبي قبلي)).(2/934)
1286- ((ط)): وعن ابن مسعود قال: الطول كالتوراة، والمئون كالإنجيل، والمثاني كالزبور، وسائر القرآن بعد فضل على الكتب)).(2/935)
1287- ((حـ، ط)): وعن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن أبيه، أنه كان يأمر بنيه بتعليم المفصل.(2/935)
1288- ((حـ)): وعن علي رضي الله عنه، أنه قال: إذا تابعت بين السور في المفصل، فاحمد الله عز وجل وكبره بين كل سورتين.(2/935)
[168] ما جاء في سورة الحجرات
1289- ((ث، ط، ها)): عن أبي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ #936# سورة الحجرات أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من أطاع الله ومن عصاه)).(2/935)
1290- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة الحجرات أعطي من الأجر عدد أهل الطاعة)).(2/936)
[169] ما جاء في سورة ق
1291- ((ث، ط)): عن أبي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة {ق} هون الله عليه ثورات الموت وسكراته.(2/936)
1292- ((ها)): وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله، إلا أنه قال: ((ثارات الموت وسكراته)).(2/936)
#937#
1293- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة {ق} هون الله عليه سكرات الموت}.(2/937)
1294- ((حـ)): وعن عبيد الله بن عبد الله، أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي: ما كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحى والفطر؟
#938#
قال: كان يقرأ بـ {ق. والقرآن المجيد} و{اقتربت الساعة}.(2/937)
1295- ((حـ)): وعن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن أختٍ لها كانت أكبر منها قالت: أخذت {ق. والقرآن المجيد} من في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يقرأ بها في كل جمعةٍ على المنبر.(2/938)
1296- ((حـ)): وعن الليث بن سعد، عن مولى لعمر بن عبد العزيز قال: كان عمر بن عبد العزيز إذا صلى الصبح في خلافته جلس #939# في مجلسه الذي ينظر فيه في أمور الناس؛ فكان لا يكلمه أحدٌ حتى يقرأ {ق. والقرآن المجيد} حتى مرض مرضه الذي مات فيه.(2/938)
[170] ما جاء في سورة الذاريات
1297- ((ط، ق، ث)): عن أبي بن كعب: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة {والذاريات} أعطي من الأجر عشر حسناتٍ بعدد كل ريح هبت في الدنيا)).
قلت: خرج هذا الحديث بمثله أبو القاسم عبد الوهاب، والطبري عن أبي أيضاً، إلا أنهما قالا: ((أعطاه الله من الأجر)) وقالا: ((هبت وجرت في الدنيا)).(2/939)
#940#
[171] ما جاء في سورة والطور
1298- ((ط، ها، ث)): عن أبي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة {والطور} كان حقاً على الله تعالى أن يؤمنه من عذابه يوم القيامة، وينجيه في حياته، وأن ينعمه في جنته.(2/940)
1299- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال: ((من قرأ سورة {والطور} كان حقاً على الله عز وجل أن يؤمنه من عذابه)).(2/940)
[172] ما جاء في سورة والنجم
1300- ((ط، ث، ها)): عن أبي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة {والنجم} أعطي من الأجر عشر حسناتٍ بعدد من صدق بمحمد صلى الله عليه وسلم #941# وكذب به بمكة)).(2/940)
1301- ((ت)): وعن ابن عباس قال: سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها -يعني والنجم- والمسلمون والمشركون، والجن والإنس.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.(2/941)
1302- ((ت)): وعن أبي الدرداء قال: سجدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سجدة، منها التي في النجم.
قال أبو عيسى: حديث أبي الدرداء حديث غريب.(2/941)
#942#
1303- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة {والنجم}، أعطي من الأجر عشر حسناتٍ بعدد ما صدق بمحمد صلى الله عليه وسلم )).(2/942)
[173] ما جاء في سورة القمر
1304- ((ث)): عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة {اقتربت الساعة} في كل عشاء بعثه الله يوم القيامة ووجهه مسفر على وجوه الخلائق)).(2/942)
1305- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من دأب على سورة {اقتربت} في كل ليلةٍ قام من قبره يوم القيامة ووجهه كالقمر)).(2/942)
1306- ((حـ)): وعن عبد الله بن يسار: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ {اقتربت الساعة وانشق القمر} في كل ليلة أو ليلتين، جاء يوم القيامة ووجهه على صورة القمر ليلة البدر)).(2/942)
#943#
1307- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة القمر بعث ووجهه مسفر)).(2/943)
1308- ((حـ)): وعن ابن عباس، قال: ((اقتربت الساعة تدعى في ملكوت الله المبيضة، تبيض وجه صاحبها يوم تسود الوجوه)).(2/943)
1309- ((ط)): وعن عمر مولى غفرة قال: ((من قرأ {اقتربت الساعة وانشق القمر} في كل يومين كان وجهه يوم القيامة مثل نور القمر ليلة البدر)).(2/943)
1310- ((نح)): وعن الحسن قال: ((من قرأ {اقتربت الساعة} غباً ليلة وليلة جاء ووجهه يوم القيامة مثل القمر ليلة البدر)).(2/943)
#944#
1311- ((ها، ط)): وعن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة اقتربت في كل غبٍ بعثه الله ووجهه مثل القمر ليلة البدر، ومن قرأها كل ليلة كان أفضل)).(2/944)
[174] ما جاء في سورة الرحمن
1312- ((ط، ها)): عن أبي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الرحمن رحم الله ضعفه، وأدى شكر ما أنعم الله عليه به)).(2/944)
1313- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الرحمن فقد أدى شكر ما أنعم الله عليه )).(2/944)
#945#
1314- ((زي، ص)): وعن علي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((يا علي إذا رأيت كلباً يهر فقل: {يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطانٍ})).
قلت: خرجه أبو محمد الرازي، عن الحسن بن محمد الصباح، عن حماد بن عمرو، عن السري بن خالد، عن جعفر، عن أبيه، عن جده.(2/945)
1315- ((ذر)): وعن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة #946# الرحمن، أو قرئت عنده، فقال صلى الله عليه وسلم : ((ما لي أسمع الجن أحسن جواباً لردها منكم)). قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: ((ما أتيت على آيةٍ منها {فبأي آلاء ربكما تكذبان} إلا قالت: ليس بنعمة ربنا نكذب)).(2/945)
1316- ((ت)): وعن جابر قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه، فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها، فسكتوا. فقال: ((لقد قرأتها على الجن ليلة الجن، فكانوا أحسن مردوداً منكم، كنت كلما أتيت على قوله تعالى: {فبأي ألاء ربكما تكذبان} قالوا: لا شيء من نعم ربنا نكذب، فلك الحمد)).
#947#
قال أبو عيسى: هذا حديثٌ غريبٌ.(2/946)
1317- ((كـ)): وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم بحراء يتلو القرآن، فمر به نفرٌ من الجن فاستمعوا إلى قراءته، وآمنوا به، ثم مضوا إلى قومهم منذرين فقالوا ما حكى الله عنهم.(2/947)
1318- ((كـ)): وعن جابر بن عبد الله، وابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ عليهم سورة الرحمن، فكلما قرأ عليهم: {فبأي ألاء ربكما تكذبان} قالت الجن: ((لا بشيءٍ بنعمائك نكذب بها))، ولما قرأها النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه قال: ((ما لي أراكم سكوتاً، للجن كانوا أحسن منكم رداً)).(2/947)
1319- ((ذر)): وفي رواية: عن جابر قال: ((ما لي أراكم سكوتاً؟ للجن كانوا أحسن منكم رداً، ما قرأت عليهم: {فبأي ألاء ربكما تكذبان} إلا قالوا: لا بشيءٍ من نعمتك نكذب فلك الحمد)).(2/947)
#948#
[175] ما جاء فيمن قرأ سورة الرحمن، والواقعة، والحديد
1320- ((حـ)): عن محمد بن علي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قارئ الرحمن والواقعة والحديد يدعى في ملكوت السموات ساكن الفردوس)).(2/948)
[176] ما جاء في سورة الواقعة
1321- ((ع)): عن عبد الله بن مسعود قال: إني قد أمرت بناتي أن #949# يقرأن سورة الواقعة في كل ليلة، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قرأ سورة الواقعة كل ليلةٍ لم تصبه فاقةٌ)).
قلت: وخرجه القاضي أبو الحسن بن صخر بغير هذا اللفظ وقال: ((هذا من أغرب الحديث وأحسنه)).(2/948)
1322- ((حـ)): وعن السري بن يحيى، عن أبي ظبية، أن #950# عثمان بن عفان رضي الله عنه دخل على ابن مسعود في مرضه الذي مات فيه، فقال له: ما تشتكي؟ قال: أشتكي ذنوبي. قال: فما تشتهي؟ قال: أشتهي رحمة ربي. قال: ألا ندعو لك طبيباً؟ قال: الطبيب أمرضني قال: ألا نأمر لك بعطائك؟ قال: ما أصنع به في حين موتي؟ قال: يكون لبناتك من بعدك. قال: قد أمرت بناتي أن يقرأن كل ليلةٍ سورة الواقعة، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قرأ سورة الواقعة كل ليلةٍ لم تصبه فاقةٌ أبداً)).
قلت: وخرجه ابن صخر من طريق السري بن يحيى، عن شجاع عن أبي فاطمة، أن عثمان فذكره بمعناه، وخالفه في بعض ألفاظه.(2/949)
1323- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سور الواقعة في كل غداة لم يتخوف الفقر أبداً)).(2/950)
#951#
1324- ((ط، ع)): وقال مسروق: من أراد أن يعلم نبأ الأولين والآخرين، ونبأ أهل الجنة ونبأ أهل النار، ونبأ أهل الدنيا ونبأ أهل الآخرة، فليقرأ سورة الواقعة.(2/951)
1325- ((كـ، ق)): وعن أبي ظبية، عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قرأ سورة الواقعة كل ليلةٍ لم تصبه فاقة أبداً)).
وكان أبو ظبية لا يدعها أبداً.
قلت: وخرجه الثعلبي بمثله.(2/951)
#952#
1326- ((ط، ع)): وقالت عائشة رضي الله عنها للنساء: لا تعجز إحداكن أن تقرأ سورة الواقعة كل ليلةٍ.(2/952)
1327- ((كـ)): وفي رواية: لا تعجز إحداكن أن تقرأ سورة الواقعة كل ليلةٍ.(2/952)
1328- ((ص)): وعن عبد الله بن مسعود قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قرأ {إذا وقعت الواقعة} في كل ليلة لم يصبه فقرٌ)).
قال عبد الله بن مسعود: علمتها لبناتي وأمرتهن أن يقرأنها كل ليلة.(2/952)
#953#
1329- ((ط، ها)): وعن أبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة الواقعة لم يكتب من الغافلين)).(2/953)
1330- ((كـ)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من داوم على قراءة الواقعة لم يفتقر أبداً)).(2/953)
[177] ما جاء في فضل المسبحات
1331- ((ص، نج، ع، ق)): وعن خالد بن معدان، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ المسبحات، ويقول: ((إن فيهن آيةً كألف آية)).
قال معاوية بن صالح: إن بعض أهل العلم كانوا يجعلون المسبحات ستاً: سورة الحديد، والحشر، والحواريين، وسورة الجمعة، والتغابن، و{سبح اسم ربك الأعلى}.(2/953)
#954#
1332- ((د، س، ط)): وعن العرباض بن سارية، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد، ويقول: ((إن فيهن آيةً أفضل من ألف آية)).
وفي رواية: وقال: ((إن فيها آية خير من ألف آية)).(2/954)
1333- ((ت)): وعن العرباض بن سارية أنه حدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ المسبحات، ويقول: ((إن فيهن آية خير من ألف آية)).
قال أبو عيسى: هذا حديث حسنٌ غريب.(2/954)
#955#
1334- ((ط)): وعن عمرو بن مرة، قال: كانوا يستحبون أن يطيلوا قراءة ست آياتٍ من أول الحديد، يكثرون قراءتها.(2/955)
1335- ((ع)): وعن أبي تميم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إني نسيت أفضل المسبحات)). فقال أبي: فلعلها {سبح اسم ربك الأعلى} قال: ((نعم)).(2/955)
[178] ما جاء في سورة الحديد
1336- ((ط، ها)): عن أبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة الحديد كتب من الذين آمنوا بالله ورسله)).
#956#
قلت: وخرجه الثعلبي، وأبو القاسم عبد المحسن بمثله. وقالا: ((ورسوله)).(2/955)
1337- قال القاضي أبو محمد بن عطية المحاربي في تفسيره: ذكر ابن عباس رضي الله عنه أن اسم الله الأعظم في ست آياتٍ، من أول سورة الحديد. وروى أن الدعاء عند قراءتها مستجاب.(2/956)
1338- ((ط)): وعن يزيد بن أبي المهاجر أنه قال: من أراد أن يعرف كيف وصف الجبار تبارك وتعالى نفسه، فليقرأ ست آياتٍ من أول الحديد.(2/956)
1339- وقال مسلمة بن القاسم رحمه الله: في أول سورة الحديد وآخر سورة الحشر اسم من أسماء الله تعالى إن دعا به أعمى يرد الله عليه بصره.
أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن سالم قال: كان لجدي مولاة #957# عمياء لا تبصر، فأتاها آتٍ فقال لها: إن علمتك اسماً من أسماء الله عز جل، فتدعو به فيرد الله عليك بصرك، أتكتمي ذلك، ولا تخبري به أحداً؟ قالت: نعم، فعلمها وقال لها: ابسطي يديك، وارفعيها إلى السماء، وادعي الله عز وجل بالاسم، ثم امسحي بها وجهك. ففعلت، فرد الله عليها بصرها. فرأت بين يديها شيخاً قائماً، ثم ذهب عنها، وعرض عليها مالٌ جليلٌ على أن تعلمه فأبت.
قال مسلمة: وأخبرت عند موتها لأبي به، فقالت له: اقرأ سورة الحديد فقرأ أولها فقالت: قد مضى بعض الاسم، ثم قالت له: اقرأ سورة الحشر، فقرأ، فلما فرغ آخرها، فقالت له: قد مضى بقيةُ الاسم ثم أخبرته به.(2/956)
#958#
[179] ما جاء فيمن قرأ خمس آيات من أول سورة الحديد، إلى قوله: {عليمٌ بذات الصدور}، ومن آخر الحشر من قوله: {لو أنزلنا هذا القرآن} إلى آخر السورة
1340- سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن بعض ما خصه به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما ظننت أن أحداً يسألني عن هذا، ثم قال: إذا أردت أن تسأل الله حاجة فاقرأ خمس آياتٍ من أول الحديد إلى قوله: {عليمٌ بذات الصدور}، ومن آخر الحشر من قوله تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل} إلى آخر السورة، ثم تقول: يا من هو كذا افعل لي كذا، ثم تدعو بما تريد.(2/958)
[180] ما جاء في سورة المجادلة
1341- ((ط، ت، ق)): وعن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: #959# ((من قرأ سورة المجادلة كتب من حزب الله يوم القيامة)).
قلت: وخرجه بنحوه أبو القاسم عبد الوهاب، عن أبي أيضاً وقال: ((كان من حزب الله)).(2/958)
[181] ما جاء في سورة الحشر
1342- ((ط)): عن أبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة الحشر لم تبق جنة ولا نار ولا عرش ولا كرسي والحجب والسموات السبع والأرضون السبع، والهواء والرياح والطير والشجر والدواب والجبال، والشمس والقمر والملائكة إلا صلوا عليه واستغفروا له، فإن مات من #960# يومه، مات شهيداً)).(2/959)
1343- ((ها)): وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة الحشر لم يبق جنة ولا نار ولا عرش ولا كرسي ولا حجاب والسموات السبع والهوام، والريح، والطير، والشجر، والدواب، والجبال، والشمس والقمر، والملائكة إلا صلوا عليه واستغفروا له، وإن مات من يومه أو ليلته مات شهيداً)).
قلت: خرجه بنحوه الثعلبي ولم يقل: ((واستغفروا له)).(2/960)
1344- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة الحشر لم يبق شيء إلا استغفر له)).(2/960)
1345- ((ص)): وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي رضي الله عنه ووصيته له: ((يا علي اقرأ سورة الحشر تحشر يوم القيامة آمناً من كل سوءٍ)).(2/960)
#961#
1346- وذكر العلماء أن آخر سورة الحشر دواء وشفاء من كل داءٍ إلا السام، والسام الموت. وكان أبو الوشا الفقيه يرقى بها كل داء وكل من شكا إليه مرضاً.(2/961)
1347- وروي عنه: أنه كان يكتب أم القرآن وأربع آياتٍ من آخر سورة الحشر {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ} إلى آخر السورة، و{قل هو الله أحد} ثلاثاً والمعوذتين، ثم يكتب: اللهم رب الناس، إله الناس، أذهب الباس، واشف حامل كتابي هذا شفاءً لا يغادر سقماً ولا ألماً بحولٍ منك؛ إنك على كل شيءٍ قدير، وصلى الله على محمد وآله، ثم يعلقها على صاحب كل مرض فيبرأ بإذن الله عز وجل.(2/961)
[182] ما يقال عند الصباح والمساء
1348- ((ت)): عن معقل بن يسار، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال #962# حين يصبح ثلاث مراتٍ: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وقرأ ثلاث آياتٍ من آخر سورة الحشر، وكل الله به سبعين ألف ملكٍ يصلون عليه حتى يمسي، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيداً، ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة)).
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب.(2/961)
1349- ((ط)): وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ #963# أواخر الحشر من ليلٍ أو نهارٍ فمات من ذلك اليوم أو الليلة فقد أوجب له الجنة)).(2/962)
1350- ((نج)): وعن الحسن قال: من قرأ ثلاث آياتٍ من آخر سورة الحشر إذا أصبح فمات من يومه ذلك طبع الله له بطابع الشهداء، ومن قرأها إذا أمسى فمات من ليلته تلك، طبع الله له بطابع الشهداء.(2/963)
#964#
[183] ما جاء فيمن قرأ {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ}، إلى آخر السورة
1351- ((نج)): عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبيه: أن أبا أيوب الأنصاري كان له مربد تمر طريقة في بيته، فوجد أثر أخذه من تمره، فلما كان ليلة أرصده، فإذا هو بشخص رجل فقال له: من أنت؟ فقال: أنا رجلٍ من الجن، ومسكني بنصيبين، أردنا أن نزور هذا البيت فأرملنا فانقطع بنا، ولقد كنا نصيب من تمركم. فقال: إن كنت صادقاً فأعطني يدك، فناوله يده، فإذا هو بشعرٍ كذراع الكلب، فقال له: إنك ما أصبت من تمرنا فأنت منه في حلٍ، وما كانت لك من حاجة فخذه. ألا تخبرني بأشد شيءٍ أستعين به من مردة الجن؟ قال: هؤلاء الكلمات #965# من آخر سورة الحشر {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ} حتى الخاتمة.(2/964)
1352- ((مد)): وقال الفضيل: من قرأ خاتمة سورة الحشر حين يصبح، ثم مات من يومه ختم الله له بطابع الشهداء، ومن قرأها حين يمسي ثم مات من ليلته ختم الله له بطابع الشهداء.(2/965)
1353- ((حـ)): وعن جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خاتمة الحشر تدعى في ملكوت السماء الهاديات لكل خير، والمنقذات من كل شر، والرافعات سخط الله تعالى عن العباد)).(2/965)
1354- قرأت على القاضي أبي سليمان داود بن سليمان بن #966# حوط الله الأنصاري أبقاه الله بمدينة مالقة، وبمسجد القاضي ابن الوحيدي #967# فيها في يوم الأحد الثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وخمسمائة، فلما انتهيت إلى آخر سورة الحشر قال: ((ضع يدك على رأسك. فقلت له: ولم ذلك؟ قال: لأني قرأت على أبي القاسم عبد الرحمن بن غالب المقري بقرطبة. فلما انتهيت إلى خاتمة سورة الحشر قال: ضع يدك على رأسك. فقلت له: ولم ذلك؟ قال: لأني قرأت على أبي مروان بن مسرة. فلما انتهيت إلى خاتمة سورة الحشر قال: ضع يدك على رأسك. فقلت له: ولم ذلك؟ قال: لأني قرأت على أبي القاسم بن صواب اللخمي، فلما انتهيت إلى خاتمة سورة [الحشر] قال: ضع يدك على رأسك. فقلت له: ولم ذلك؟ قال: لأني قرأت على الشيخ أبي مروان عبد الملك بن زيادة الله التميمي الطبني رحمه الله في مسجده مسجد الأمير بشرفي مدينة قرطبة في المحرم سنة خمس وخمسين وأربعمائة فلما انتهيت إلى خاتمة سورة الحشر قال: ضع يدك على رأسك. #968# قلت له: ولم ذلك؟ قال: لأني قرأت على الشيخ الجليل أبي إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال بجامع عمرو بن العاص سنة خمسين وأربعمائة وأقرأه علينا أيضاً من كتابه، فلما انتهيت إلى خاتمة سورة الحشر قال لي: ضع يدك على رأسك. قلت له: ولم ذلك؟ قال: لأني قرأت على أبي العباس منير بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير، فلما انتهيت إلى خاتمة سورة الحشر قال لي: ضع يدك على رأسك. قلت له: ولم ذلك؟ قال: لأني قرأت على أبي نصر محمد بن أحمد بن ريحان البغدادي، وأملاه أيضاً علينا من حفظه في المحرم من سنة أربعين وثلاثمائة، فلما انتهيت إلى خاتمة سورة الحشر قال لي: ضع يدك على رأسك. قلت له، ولم ذلك؟ قال: لأني قرأت على محمد بن جعفر الخراز، فلما انتهيت إلى خاتمة سورة الحشر قال لي: ضع يدك على #969# رأسك. قلت له: ولم ذلك؟ قال: قرأت على أبي بكر بن منبوذ فلما انتهيت إلى خاتمة سورة الحشر قال لي: يا محمد ضع يدك على رأسك. قلت: لم يا أستاذ قال: قرأت على تركي، فلما انتهيت إلى خاتمة سورة الحشر قال لي: ضع يدك على رأسك. قلت له، ولم ذلك؟ قال: قرأت على محمد بن الهيثم فلما انتهيت إلى خاتمة سورة الحشر قال لي: ضع يدك على رأسك يا تركي. قلت: ولم ذلك؟ قال: قرأت على خلف بن هشام فلما انتهيت إلى خاتمة سورة الحشر قال لي: ضع يدك على رأسك. قلت: ولم ذلك؟ قال: قرأت على خلاد، فلما انتهيت إلى آخرى سورة الحشر قال لي: ضع يدك على رأسك. قلت: ولم ذلك؟ قال: قرأت على حمزة بن حبيب الزيات. فقال لي:ضع يدك على رأسك يا خلاد. قلت: ولم ذلك؟ قال: قرأت على سليمان الأعمش فقال لي: ضع يدك على رأسك يا حمزة. فقلت: ولم ذلك؟ قال: قرأت على يحيى بن وثاب فلما انتهيت إلى خاتمة سورة الحشر قال لي: ضع يدك على رأسك يا سليمان. فقلت: ولم ذلك؟ قال: قرأت على عبيد بن فضالة، فلما انتهيت إلى خاتمة سورة الحشر قال #970# لي: ضع يدك على رأسك يا يحيى. قلت: ولم ذلك؟ قال: قرأت على عبد الله بن مسعود فقال لي: ضع يدك على رأسك يا عبيد. فقلت: ولم ذلك؟ قال: قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: ((يا ابن أم عبد، ضع يدك على رأسك)) قلت: ولم ذاك، بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: ((أقرأني جبريل عليه السلام القرآن، فلما انتهيت إلى خاتمة سورة الحشر قال لي: ضع يدك على رأسك يا محمد. فقلت: ولم ذلك؟ قال: إن الله تبارك وتعالى افتتح القرآن فضرب فيه فلما انتهى إلى خاتمة سورة الحشر أمرت الملائكة أن تضع أيديها على رؤوسها. فقلت: يا رب ولم ذاك؟ قال: لأنه شفاء من كل داءٍ إلا السام والسام الموت)).(2/965)
1355- وحدثني الفقيه القاضي أبو بكر محمد بن أبي خالد عبد الله بن أبي زمنين المري قراءةً مني عليه قال: نا القاضي أبو علي #971# الحسن بن علي بن سهل الخشني، قال: نا أبو علي الصدفي، نا أبو المنصور عبد المحسن بن محمد المالكي ببغداد، نا أبو بكر الخطيب نا أبو نعيم الحافظ، نا أبو الطيب محمد بن أحمد بن يوسف بن جعفر المقري البغدادي، نا إدريس بن عبد الكريم الحداد، قال: قرأت على خلف فلما بلغت هذه الآية {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ} قال: ضع يدك على رأسك، فإني قرأت على ضمرة، فلما بلغت هذه الآية قال: ضع يدك على رأسك، فإني قرأت على الأعمش فلما بلغت هذه الآية قال: ضع يدك على رأسك، فإني قرأت على علقمة والأسود، فلما بلغت هذه الآية قالا: ضع يدك على رأسك، فإنا قرأنا على عبد الله بن مسعود، فلما بلغنا هذه الآية قال: ضعا أيديكما على رؤوسكما؛ فإني قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما بلغت هذه الآية قال لي: ((ضع يدك على رأسك؛ فإن جبريل لما نزل بها إلي قال لي: ضع يدك على رأسك؛ فإنها شفاءٌ من كل داء إلا السام، والسام الموت)).(2/970)
#972#
1356- وحدثني به الشيخ الراوية أبو محمد عبد الحق بن أبي مروان العبدري إذناً قال: نا القاضي أبو علي الصدفي إذناً، قال: نا محمد بن أحمد بن الحسن الأصبهاني الحداد أبو الفضل قال: نا أبو نعيم الحافظ.
وحدثني به أيضاً الفقيه أبو خالد يزيد بن محمد رحمه الله قال: نا أبو محمد بن عتاب قال: نا أبو عمرو عثمان بن أبي بكر السفاقسي الحافظ قال: حدثنا أبو نعيم الحافظ.(2/972)
[184] ما جاء فيمن قال حين يصبح ثلاث مراتٍ: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وقرأ ثلاث آياتٍ من آخر سورة الحشر
[185] سورة الحشر
1357- ((زي)): عن معقل بن يسار، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال #973# حين يصبح ثلاث مراتٍ: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقرأ الثلاث آياتٍ من آخر سورة الحشر وكل الله به سبعين ألف ملكٍ يصلون عليه حتى يمسي، فإن مات في ذلك اليوم مات شهيداً. ومن قال حين يمسي كان بتلك المنزلة)).(2/972)
[186] ما جاء في سورة الممتحنة
1358- ((ث)): قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الممتحنة كان المؤمنون والمؤمنات شفعاء له يوم القيامة)).(2/973)
1359- ((ق)): وعنه صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الممتحنة شفع له المؤمنون يوم القيامة)).(2/973)
1360- ((ط، ها)): وعن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ #974# الممتحنة كان المؤمنون والمؤمنات شفعاء له يوم القيامة)).(2/973)
[187] ما جاء في سورة الصف
1361- ((ط، ها)): عن أبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الصف كان عيسى ابن مريم صلوات الله عليه مصلياً عليه، ويستغفر له ما دام في الدنيا ويوم القيامة هو رفيقه)).
قلت: لفظ الحديث للطبري.
وقال عبد الوهاب في روايته بعد قوله: ((ما دام في الدنيا، فإذا مات كان رفيقه)).(2/974)
1362- ((ث)): وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة عيسى كان عيسى مستغفراً له ما دام في الدنيا ويوم القيامة هو رفيقه)).(2/974)
#975#
1363- ((ق)): وقال صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الصف كان أخا عيسى في الجنة ورفيقه يوم القيامة)).(2/975)
1364- وحدثني القاضي أبو سليمان داود بن سليمان الأنصاري #976# #977# صاحبنا حفظه الله، سماعاً من لفظه بمدينة مالقة، وبمسجد ابن الوحيدي #978# منها، في يوم الأحد الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وخمسمائة، قال: حدثنا المقري أبو القاسم عبد الرحمن بن غالب، نا أبو مروان بن مسرة، نا أبو القاسم خلف بن محمد بن عبد الله اللخمي قال: نا أبو مروان عبد الملك بن زيادة الله الطبني التميمي قال: نا أبو القاسم بن بندار قال: نا أبو أحمد محمد بن الحسن بن علي التيمي قال: نا أبو الحسن محمد بن الحسين الرازي الصوفي، قال: نا أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن محمد الجرجاني، قال: نا أبو بكر أحمد بن عبد الله النصري الدمشقي إملاءً في جامع دمشق قال: نا هشام بن عمار، قال: نا الوليد بن مسلم، قال: نا الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، قال: حدثني عبد الله بن سلام، أن ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: لو أرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولاً سأله عن أحب الأعمال إلى الله عز وجل؟ قال: #979# فلم يذهب إليه أحدٌ منهم، وهابوا أن يسألوه عن ذلك، فنزلت {سبح لله ما في السموات وما في الأرض} الصف. قال عبد الله بن سلام: فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها، وقرأ في آخرها {يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله}، قال أبو سلمة: وقرأها علينا عبد الله بن سلام كلها، وقرأ {كونوا أنصار الله}، [قال يحيى بن أبي كثير: وقرأها علينا أبو سلمة كلها وقرأ {كونوا أنصار الله}]، قال الأوزاعي: وقرأها علينا يحيى بن أبي كثير كلها، وقرأ {كونوا أنصار الله}، قال الوليد بن مسلم: وقرأها علينا أبو عمرو الأوزاعي كلها، وقرأ {كونوا أنصار الله}، [قال هشام بن عمار:] وقرأها علينا الوليد مسلم كلها، وقرأ {كونوا أنصار الله}، قال إبراهيم بن عبد الرحمن: وقرأها علينا هشام بن عمار كلها، وقرأ {كونوا أنصار الله}، قال أحمد بن عبد الله: وقرأها علينا إبراهيم بن عبد الرحمن كلها، وقرأ {كونوا أنصار الله}، قال الحسين بن جعفر: #980# وقرأها علينا أحمد بن عبد الله كلها، وقرأ {كونوا أنصار الله}، قال محمد بن الحسين الرازي: وقرأها علينا الحسين بن جعفر كلها، وقرأ {كونوا أنصار الله}، قال أبو أحمد محمد بن الحسين التميمي: وقرأها علينا محمد بن الحسين الرازي كلها، وقرأ {كونوا أنصار الله}، قال أبو القاسم بن بندار: وقرأها علينا أبو أحمد محمد بن الحسين التميمي كلها، وقرأ {كونوا أنصار الله}، قال أبو مروان الطبني: وقرأها علينا ابن بندار كلها، وقرأ {كونوا أنصار الله}، قال أبو القاسم خلف بن محمد بن صواب: وقرأها علينا الطبني أبو مروان كلها، وقرأ {كونوا أنصار الله}، قال أبو مروان بن مسرة: وقرأها علينا أبو القاسم خلف بن محمد بن صواب كلها، وقرأ {كونوا أنصار الله}، قال أبو القاسم بن غالب: وقرأها علينا أبو مروان بن مسرة كلها، وقرأ {كونوا أنصار الله}، قال القاضي أبو سلمان: وقرأها علينا أبو القاسم عبد الرحمن بن غالب كلها، وقرأ {كونوا أنصار الله}.
#981#
قلت: وقرأها علينا القاضي أبو سليمان داود بن سليمان كلها، وقرأ {كونوا أنصار الله}.(2/975)
1365- وحدثني الفقيه الحاج المحدث أبو جعفر أحمد بن يحيى بن عميرة الضبي -رحمه الله- قال: نا المحدث الأخ الصالح أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله قال: نا الحافظ أبو طاهر السلفي، قال: نا أبو علي الحداد، قال: نا أبو سعيد السمان قال: حدثني أبو حاتم محمد بن عبد العزيز بن محمد اللبان لفظاً، قال: حدثني أحمد بن موسى بن عيسى بجرجان، قال: نا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن العباس، قال: نا أحمد بن جعفر بن سليمان الحمال، قال: نا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن سلام، قال: قعدنا نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحدثنا فتذاكرنا فقلنا: لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملنا به، فأنزل الله عز وجل: {سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم. يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} حتى ختمها.
قال عبد الله بن سلام: فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ختمها، وقال #982# أبو سلمة: وقرأها علينا عبد الله بن سلام حتى ختمها، وقال يحيى بن أبي كثير: وقرأها علينا أبو سلمة حتى ختمها، وقال الأوزاعي: وقرأها علينا يحيى حتى ختمها، وقال محمد: قرأها علينا الأوزاعي حتى ختمها، قال أحمد بن جعفر: قرأها علينا محمد بن كثير، قال الحسين: قرأها علينا أحمد بن جعفر حتى ختمها، قال أحمد بن أبي عمران: وقرأها علينا الحسين بن الحسن حتى ختمها، قال أبو حاتم: قرأها علينا أحمد بن أبي عمران من أولها إلى آخرها، وقرأ هذا الحرف {يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله}، قال أبو سعيد: وقرأها علينا أبو حاتم إلى آخر السورة، وقال: {كونوا أنصار الله}، قال أبو علي الحداد: وقرأها علينا أبو سعيد السمان حتى ختمها، وقرأها علينا أبو علي الحداد حتى ختمها، وقرأها على الحافظ السلفي القارئ أبو إسحاق حتى ختمها، وقال له: قراءتك علي كقراءتي عليك. فقرأها عليه حتى ختمها. قال الحاج أبو جعفر أحمد بن يحيى بن عميرة؛ وقرأتها على صاحبنا #983# أبي إسحاق حتى ختمتها، قلت: وقرأها علينا صاحبنا الفقيه الحاج أبو جعفر أحمد بن عميرة رحمه الله حتى ختمها.(2/981)
[188] ما جاء في سورة الجمعة
1366- ((ط، ث، ها)): عن أبي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الجمعة كتب له عشر حسنات بعدد من ذهب إلى الجمعة من مصر من أمصار المسلمين، ومن لم يذهب)).(2/983)
1367- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الجمعة غفر له بعدد من أتى الجمعة)).(2/983)
1368- ((ح)): وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : كان يقرأ في صلاة #984# الجمعة بالجمعة والمنافقين.(2/983)
1369- ((ط)): وعن عطاء عن ميسرة قال: إن في القرآن آيةً هي في التوراة سبعمائة آية {يسبح لله ما في السموات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم}.(2/984)
[189] ما جاء في سورة المنافقين
1370- ((ط، ها)): عن أبي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة #985# {إذا جاءك المنافقون} برئ من النفاق)).
قلت: وخرجه بنصه الثعلبي، وصاحب كتاب الفائق.(2/984)
[190] باب ما جاء في سورة التغابن
1371- ((ص)): عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما #986# من مولودٍ يولد إلا في تشبيك رأسه خمس آياتٍ من فاتحة سورة التغابن)).
وفي رواية عنه: ((ما من مولود إلا مكتوب في تشبيك رأسه خمس آياتٍ من سورة التغابن)).(2/985)
1372- ((ط، ها)): عن أبي بن كعبٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة التغابن دفع عنه موت الفجأة)).
قلت: وخرجه أيضاً الثعلبي وأبو القاسم عبد المحسن في كتاب الفائق بنصه.(2/986)
[191] ما جاء في سورة الطلاق
1373- ((ها، ط)): عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة #987# {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء} مات على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم )).(2/986)
1374- ((ث)): وفي رواية: ((مات في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم )).(2/987)
1375- ((ق)): وفي رواية: ((مات على سنتي)).(2/987)
[192] ما جاء في سورة التحريم
1376- ((ط، ها)): عن أبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سور {يا أيها النبي لم تحرم} أعطاه الله توبة نصوحاً)).
قلت: وخرجه بمثله الثعلبي وأبو القاسم عبد المحسن.(2/987)
[193] ما جاء في سورة الملك
1377- ((س)): عن عبد الله بن مسعود قال: من قرأ {تبارك الذي بيده #988# الملك} كل ليلةٍ منعه الله بها من عذاب القبر، وكنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نسميها المانعة. وأنها في كتاب الله سورة من قرأ بها في ليلةٍ فقد أكثر وأطاب.(2/987)
1378- ((حـ)): وعنه أنه قال: من قرأ {تبارك الذي بيده الملك} كل ليلةٍ منعه الله من عذاب القبر. يؤتى من قبل فيه يقول: لا تستطيعونه، #989# والله قد كان يقرؤني كل ليلةٍ، فليس لكم إليه سبيل، ثم يؤتى من قبل بطنه، فتقول: قد وعاني في بطنه، فلا سبيل لكم إليه، ثم يؤتى من قبل رجليه، فتقول: قد كان يقوم فيقرؤني كل ليلة، فلا سبيل لكم إليه، قال ابن مسعود: نسميها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم المانعة من قرأها كل ليلةٍ فقد أكثر وأطاب.(2/988)
1379- ((ت)): وعن ابن عباس قال: ضرب بعض أصحاب #990# النبي صلى الله عليه وسلم خباءه على قبرٍ وهو لا يحسب أنه قبر، فإذا فيه إنسان يقرأ سورة تبارك الذي بيده الملك، حتى ختمها. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله إني ضربت خبائي على قبرٍ وأنا لا أحسب أنه قبر، فإذا فيه إنسان يقرأ سورة ((تبارك الملك)) حتى ختمها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((هي المانعة، هي المنجية، تنجيه من عذاب القبر)).
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.(2/989)
1380- ((ع)): وعن عبد الله بن مسعود قال: إن الميت إذا مات أوقدت نيران حوله فتأكل كل نارٍ ما يليها، إن لم يكن له عمل يحول بينه وبينها، وإن رجلاً مات ولم يكن يقرأ من القرآن إلا سورة ثلاثين فأتته من قبل رأسه. فقالت: إنه كان يقرؤني. فأتته من قبل رجليه فقالت: إنه كان يقوم بي، فأتته من قبل جوفه فقالت: إنه كان وعاني قال: فأنجته.
#991#
قال: فنظرت أنا ومسروق في المصحف فلم نجد سورة ثلاثين آية إلا {تبارك الذي بيده الملك}.(2/990)
1381- ((ت، ع، س)): وعن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجلٍ حتى غفر له، وهي سورة {تبارك الذي بيده الملك})).
قال: هذا حديث حسن.(2/991)
1382- قلت: خرجه أبو ذر، وزاد في روايته قال: ((خرج من #992# النار وأدخل الجنة)).(2/991)
1383- ((ص)): وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((سورةٌ من كتاب الله ما هي إلا ثلاثون آيةً شفعت لرجلٍ يوم القيامة حتى غفر له {تبارك الذي بيده الملك})).(2/992)
1384- ((ذر)): وعن عاصم، عن زر، عن عبد الله قال: سورة الملك تمنع من عذاب القبر من قرأها كل ليلةٍ منعته من عذاب القبر، يؤتى الرجل في قبره فيؤتى رأسه فيقول لسانه: إنه ليس لكم علي سبيل، كان يقرأ بي في كل ليلةٍ سورة الملك. فيؤتى جوفه فيقول: إنه ليس لكم علي #993# سبيل، كان وعاني سورة الملك. فيؤتى رجليه فتقول: إنه ليس لكم علي سبيل كان يقرأ علي سورة الملك.
قال عبد الله: وهي المانعة تمنع من عذاب القبر.
وقال عبد الله: وهي في التوراة سورة الملك، ومن قرأها في ليلة فقد أكثر وأطاب.(2/992)
1385- ((ذر)): وفي رواية: فأتي من قبل رجليه ليعذب فقالتا رجلاه: إنه كان يقوم علي يقرأ ((تبارك))، فكيف تقدمون على عذابه؟ فأتي من قبل رأسه، فقال لسانه: إنه كان يقرأ ((تبارك)) فكيف تقدمون على عذابه؟ فمنعته من عذاب القبر.
قال: وهي مكتوبة في التوراة ((سورة الملك)) من قرأها فقد أكثر وأطاب.(2/993)
#994#
1386- ((ق)): وعن عاصم أيضاً عن زر بن حبيشٍ:كان ابن مسعود يقول: تعلموا سورة الملك فإنها المانعة؛ تمنع من عذاب القبر. إنها لفي التوراة سورة الملك، من قرأها في ليلةٍ فقد أكثر وأطاب، وأجزت من قيام ليلة. وإن الرجل إذا مات وكان يقرؤها يوضع في قبره، فإذا أتي من قبل رأسه قال لسانه: ليس لكما على من قبلي سبيل، قد كان يقوم علي بسورة الملك في كل ليلة، فإذا أتي من قبل رجليه قالت رجلاه: ليس لكما على من قبلي سبيل، قد كان يقرأ سورة الملك في كل ليلةٍ، وهي المانعة من عذاب القبر.(2/994)
1387- ((حـ، ط)): وعن المطلب بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (({تبارك الذي بيده الملك} تجادل عن صاحبها في قبره، ولم تمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةٌ إلا وهو يقرأ بها فيها)).(2/994)
#995#
1388- ((ص)): وعن ابن مسعود -ذكر سورة الملك- فقال: هي المانعة تمنع من عذاب القبر. وتوفي رجل فأتي من قبل رجليه، فتقول رجلاه: لا سبيل لكم على من قبلي إنه كان يقرأ علي سورة الملك، ويؤتى من قبل بطنه، فتقول بطنه: إنه لا سبيل لكم على من قبلي إنه كان وعى في سورة الملك فأتي من قبل رأسه فيقول لسانه: لا سبيل لكم على من قبلي، إنه كان يقرأ بي سورة الملك، قال: ومكتوب في التوراة: سورة الملك من قرأها في ليلةٍ فقد أكثر وأطيب.(2/995)
1389- ((نج)): وعن عاصم بن بهدلة، عن زر، عن ابن مسعود قال: {تبارك الذي بيده الملك} هي المانعة من عذاب القبر. توفي رجلٌ #996# فأتي من قبل رجليه فقالت رجله: إنه لا سبيل لكم علي إنه كان يقرأ علي سورة الملك، فأتي من قبل بطنه، فقال بطنه: لا سبيل لكم علي، إنه كان وعى في سورة الملك، وأتي من قبل رأسه فقال لسانه: إنه لا سبيل لكم علي إنه كان يقرأ بي سورة الملك، فمنعته بإذن الله من عذاب القبر، وهي مكتوبة في التوراة سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطاب.(2/995)
1390- ((ت، ع، س)): وعن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ {الم تنزيل} السجدة، و{تبارك الذي بيده الملك}.(2/996)
1391- ((ص)): وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصيته لعلي رضي الله عنه: ((يا علي! اقرأ تبارك والسجدة تنجيانك من أهوال يوم القيامة)).(2/996)
1132- ((ت)): وقال طاوس: تفضلان على كل سورة في القرآن بسبعين حسنة.(2/996)
#997#
1392- ((حـ)): وعن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((سورة {تبارك الذي بيده الملك} تدعى المطهرة؛ تطهر صاحبها من خطاياه كلها، وهي المجادلة، تجادل عنه في القبر)).(2/997)
1393- ((ص)): وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن سورةً من القرآن شفعت لرجلٍ حتى غفر له، هي {تبارك الذي بيده الملك} وهي ثلاثون آية)).(2/997)
1394- ((ذر)): وعن زهير قال: قلت لأبي الزبير: أسمعت جابر بن عبد الله يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ (( {الم تنزيل} السجدة، و{تبارك الذي بيده الملك}.
قال: ليس جابر حدثني، حدثني صفوان أو ابن صفوان. وقال ابن عبدان: أو أبو صفوان.(2/997)
#998#
1151- ((ذر)): وعن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ في ليلة {الم تنزيل} و{يس}، و{تبارك الذي بيده الملك}، و{اقتربت}، كن له نوراً وحرزاً من الشيطان وشركه، ورفع له في الدرجات العلى يوم القيامة)).(2/998)
1144- ((نج)): وعن طاوس قال: ((من قرأ في ليلةٍ {الم تنزيل} السجدة، و{تبارك الذي بيده الملك} كان له من الأجر مثل ليلة القدر)).
فمر عطاء فقلت لرجل منا: إيته فاسأله، فسأله فقال: صدق، وما تركتها منذ سمعته.(2/998)
1395- ((حـ)): وعن زرعة بن إبراهيم: أن رجلاً لم يكن معه من القرآن غير {تبارك الذي بيده الملك} فأنجاه الله بها من النار، فسميت المنجية.(2/998)
#999#
1396- ((كـ)): وعن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ {الم تنزيل} السجدة، و{تبارك الذي بيده الملك} وكان يقول فيهما: ((تفضلان على كل سورة بسبعين حسنة، فمن قرأهما كتب له سبعين حسنة، ومحي عنه سبعين سيئة، ورفع له سبعين درجة.
قال مكي: ومعنى ((تفضلان)) يعطي الله على قراءتها من الأجر أكثر مما يعطي على غيرهما، لا أن بعض القرآن أفضل من بعض. فافهمه.(2/999)
1397- ((ث، ق)): وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((وددت أن {تبارك الذي بيده الملك} في قلب كل مؤمنٍ)).(2/999)
#1000#
1398- ((كـ)): وعن ابن مسعود أنه قال: من قرأ {تبارك الذي بيده الملك} كل ليلةٍ وقاه الله فتنة القبر.
وقاله كعب أيضاً.
وذكر أنه يجدها في التوراة كذلك.(2/1000)
1399- ((ق)): وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة ((تبارك)) أمن عذاب القبر، ومنكر، ونكير، وسوء الحساب)).(2/1000)
1140- ((كـ)): وعن ابن وهب، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ {الم تنزيل} السجدة، و{تبارك الذي بيده الملك} فكأنما وافق ليلة القدر)).(2/1000)
1400- ((ث)): وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن سورة من كتاب #1001# الله تعالى ما هي إلا ثلاثون آية، شفعت لرجلٍ فأخرجته من النار يوم القيامة، وأدخلته الجنة وهي سورة تبارك)).(2/1000)
1401- ((ذر)): وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((في القرآن سورةٌ ثلاثون آية شفعت لصاحبها حتى غفر له {تبارك الذي بيده الملك})).(2/1001)
1402- ((ص)): وقال النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته لعلي رضي الله عنه: ((يا علي! اقرأ {تبارك} عند النوم، تدفع عنك عذاب القبر، ومساءلة منكر ونكير)).(2/1001)
[194] ما جاء في سورة القلم
1403- ((ها، ط)): عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة {ن والقلم} كان له ثواب الذين حسن الله أخلاقهم)).(2/1001)
#1002#
1404- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة {والقلم} أعطاه الله ثواب الذي حسن الله أخلاقهم)).(2/1002)
1405- ((ق)): وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة ((القلم)) أعطاه الله ثواب من حسن خلقه)).(2/1002)
[195] ما جاء في قوله تعالى: {وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون. وما هو إلا ذكر للعالمين} وأن قراءتها رقية من العين
1406- قال القاضي أبو محمد عبد الحق بن غالب المحاربي #1003# رضي الله عنه: دواء من أصابه العين أن يقرأ قوله تعالى: {وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون. وما هو إلا ذكر للعالمين} {لمن شاء منكم أن يستقيم. وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين}.
ذكر ذلك الحسن رضي الله عنه.(2/1002)
[196] ما جاء في سورة الحاقة
1407- ((ط، ها)): عن أبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الحاقة حاسبه الله حساباً يسيراً)).
قلت: وخرجه الثعلبي، وعبد المحسن بنصه.(2/1003)
1408- ((ث)): وقال أبو الزاهرية: من قرأ إحدى عشرة آية من #1004# سورة الحاقة أجير من فتنة الدجال، ومن قرأها كان نور من فوق رأسه إلى قدمه.(2/1003)
[197] ما جاء في سورة المعارج
1409- ((ط، ها)): عن أبي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة {سأل سائلٌ} أعطاه الله ثواب الذين هم لأماناتهم حافظون)).(2/1004)
1410- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة {سأل سائلٌ} أعطاه الله ثواب {والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون}، {والذين هم على صلواتهم يحافظون})).
قلت: وخرجه عبد المحسن بمثله.(2/1004)
#1005#
[198] ما جاء في سورة نوح
1411- ((ط، ق، ها)): عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة نوح عليه السلام كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوح عليه السلام)).(2/1005)
[199] ما جاء في سورة الجن
1412- ((ها، ط)): عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة {قل أوحي إلي} كان له بعدد كل جني صدق بمحمد صلى الله عليه وسلم أو كذب به عتق رقبة)).(2/1005)
#1006#
1413- ((ث)): وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الجن أعطي بعدد كل جني وشيطان صدق محمداً صلى الله عليه وسلم أو كذب به عتق رقبة)).(2/1006)
1414- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الجن أعطي بعدد من صدق بي من الجن عتق رقبة)).(2/1006)
[200] ما جاء في سورة المزمل
1415- ((ها، ث، ط)): عن أبي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة المزمل دفع الله عنه العسر في الدنيا والآخرة)).(2/1006)
1416- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة المزمل دفع الله عنه العسر في دار الدنيا)).(2/1006)
#1007#
[201] ما جاء في سورة المدثر
1417- ((ها، ث، ط)): عن أبي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة {يا أيها المدثر} أعطاه الله من الأجر عشر حسنات، بعدد من صدق بمحمد صلى الله عليه وسلم وكذب به بمكة)).(2/1007)
1418- ((ع)): وعن عبد الله بن إبراهيم: أن جابر بن عبد الله أخبره: #1008# أن أول شيء نزل من القرآن {يا أيها المدثر. قم فأنذر}.(2/1007)
#1009#
1419- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة المدثر أعطي من الأجر بعدد المؤمنين بمكة)).(2/1009)
[202] ما جاء في سورة القيامة
1420- ((ط، ها)): عن أبي بن كعب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة القيامة شهدت له أنا وجبريل يوم القيامة أنه كان مؤمناً بيوم القيامة)).(2/1009)
1421- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة {لا أقسم بيوم القيامة}، شهدت أنا وجبريل له يوم القيامة أنها كان مؤمناً بيوم القيامة، وجاء ووجهه مسفراً على وجوه الخلائق يوم القيامة)).(2/1009)
#1010#
1422- ((ق)): وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة القيامة حشر مسفر الوجه)).(2/1010)
1423- ((حـ)): وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا ختم أحدكم {لا أقسم بيوم القيامة} فليقل: بلى)).(2/1010)
#1011#
[203] ما جاء في سورة الإنسان
1424- ((ها، ط)): عن أبي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة {هل أتى على الإنسان} كان جزاؤه على الله جنة وحريراً)).
قلت: وخرجه أيضاً الثعلبي وأبو القاسم عبد المحسن بمثله.(2/1011)
[204] ما جاء في سورة العرف
1425- ((ط، ها، ث)): عن أبي، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة {والمرسلات}، كتب أنه ليس من المشركين)).(2/1011)
1426- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة {والمرسلات} برئ من الشرك)).(2/1011)
#1012#
1427- ((حـ)): وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا ختم أحدكم {والمرسلات عرفاً} فليقل: آمنت بالله وبما أنزل)).(2/1012)
[205] ما جاء في سورة النبأ
1428- ((ط، ها)): عن أبي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ {عم يتساءلون} سقاه الله من بارد الشراب يوم القيامة)).
قلت: خرجه الثعلبي، وعبد المحسن بمثله وقالا: ((من أبرد الشراب يوم القيامة)).(2/1012)
[206] ما جاء في سورة {والنازعات}
1429- ((ث، ط)): عن أبي بن كعب قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من #1013# قرأ سورة {والنازعات} كان حسابه في القبر، وفي القيامة حتى يدخل الجنة قدر صلاةٍ مكتوبةٍ)).(2/1012)
1430- ((ها)): وعنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة {والنازعات} لم يحبس في الحساب يوم القيامة حتى يدخل الجنة إلا قدر صلاةٍ مكتوبةٍ)).
قلت: وقال الثعلبي في روايته: ((إلا قدر صلاة المكتوبة)).(2/1013)
1431- ((ق)): وقال عليه السلام: ((من قرأ سورة {والنازعات} دخل الجنة ووجهه ضاحك)).(2/1013)
[207] ما جاء في سورة عبس
1432- ((ها، ط)): عن أبي بن كعب، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة ((عبس)) كان وجهه يوم القيامة ضاحكاً مستبشراً)).(2/1013)
#1014#
1433- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة {عبس وتولى} جاء يوم القيامة ووجهه ضاحكٌ مستبشرٌ)).(2/1014)
[208] ما جاء فيمن قرأها وقرأ معها إذا الشمس كورت
1434- ((ق)): عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ ((عبس)) و{إذا الشمس كورت} أعاذه الله من كل فضيحةٍ في الدارين)).(2/1014)
[209] ما جاء في سورة التكوير
1435- ((ت، ط، ذر)): عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من #1015# سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين، فليقرأ {إذا الشمس كورت} و{إذا السماء انفطرت} و{إذا السماء انشقت})).
((ط)): وأحسبه قال: ((وسورة هود)).
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.
قلت: زاد أبو ذر في روايته قال: وأحسب ذكر سورة هود.(2/1014)
1436- ((ص)): وعن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أحب أن ينظر إلى يوم القيامة)). الحديث.(2/1015)
1437- ((ها، ط)): عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ {إذا الشمس كورت} أعاذه الله أن تفضحه حين تنشر صحيفته)).
قلت: وخرجه أبو القاسم عبد المحسن، والثعلبي بمثله.(2/1015)
1438- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أحب أن ينظر في يوم القيامة فليقرأ {إذا الشمس كورت})).(2/1015)
#1016#
[210] ما جاء في سورة الانفطار
1439- ((ط، ها)): عن أبي بن كعب قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((يا أبي، من قرأ {إذا السماء انفطرت}، كتب الله له بكل قطرة من ماء حسنة، وأصلح شأنه يوم القيامة)).(2/1016)
1440- ((ط، ث)): وعنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة {إذا السماء انفطرت} أعطاه الله من الأجر بعدد كل قطرة من ماء حسنة، وأصلح له شأنه يوم القيامة)).(2/1016)
1441- ((ها، ط)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ {إذا السماء انفطرت} أصلح الله له شأنه كله)).(2/1016)
#1017#
[211] ما جاء في سورة المطففين
1442- ((ها، ط)): عن أبي بن كعب، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة {ويلٌ للمطففين} سقاه الله من الرحيق المختوم)).
قلت: وخرجه أيضاً بنحوه الثعلبي، وعبد المحسن.(2/1017)
[212] ما جاء في سورة الانشقاق
1443- ((ث، ها، ط)): عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: #1018# ((من قرأ سورة {إذا السماء انشقت} أعاذه الله من أن يعطيه كتابه من وراء ظهر)).(2/1017)
1444- ((ت)): وعن يحيى بن سعيد، عن أبي بكر بن محمد بن #1019# عمرو بن حزن، عن عمر بن العزيز، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبي هريرة قال: سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في {اقرأ باسم ربك} و{إذا السماء انشقت}.
قلت: هذا إسناد غريب، فيه أربعة من التابعين أولهم يحيى بن سعيد، وآخرهم أبو بكر بن عبد الرحمن، ولذلك ذكرتهم؛ إذ كان من شرطي أن أذكر التابع أو الصاحب فقط.(2/1018)
[213] ما جاء في سورة البروج
1445- ((ط، ها)): عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ #1020# سورة {والسماء ذات البروج} أعطاه الله من الأجر بعدد كل يوم جمعة، وكل يوم عرفة يكونان في الدنيا عشر حسناتٍ)).
قلت: وخرجه الثعلبي بمثله.(2/1019)
1446- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة البروج أعطي أجر أهل عرفات)).(2/1020)
[214] ما جاء في سورة الطارق
1447- ((ط، ها، ط)): عن أبي بن كعب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة {والسماء والطارق} أعطاه الله بعدد كل نجمٍ في السماء عشر حسناتٍ)).
#1021#
قلت: وخرجه الثعلبي بمثله، وقال: ((أعطاه الله من الأجر بعدد كل نجم في السماء عشر حسنات)).(2/1020)
1448- وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال: ((من خاف على نفسه فقرأ سورة الطارق، حفظه الله تعالى من عدوه، وحال بينه وبينه)).
وجدت هذا الحديث معلقاً على ظهر جزء فنقلته كما وجدته، وعسى الله أن يفتح في سنده تعرفه.(2/1021)
[215] ما جاء في سورة الأعلى
1449- ((ط، ث، ها)): عن أبي بن كعب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة {سبح اسم ربك الأعلى} أعطاه الله من الأجر عشر حسناتٍ بعدد كل حرف أنزل الله على إبراهيم وموسى وعيسى صلى الله عليهم أجمعين)).(2/1021)
#1022#
1450- ((ع)): وعن أبي تميم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إني نسيت أفضل المسبحات)) فقال أبي: فلعلها {سبح اسم ربك الأعلى} قال: ((نعم)).(2/1022)
1451- ((ث)): وعن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ {سبح اسم ربك الأعلى} فقال: ((سبحان ربي الأعلى)).
وكذلك روي عن علي وأبي موسى، وابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير - أنهم كانوا يفعلون ذلك.(2/1022)
#1023#
1452- ((ث)): وعن علي رضي الله عنه أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب هذه السورة {سبح اسم ربك الأعلى}.(2/1023)
1453- وأول من قال: ((سبحان ربي الأعلى)) ميكائيل.(2/1023)
1454- قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام: ((يا جبريل؛ أخبرني عن ثواب من قالها في صلاته أو في غير صلاته؟)) قال: يا محمد! ما من مؤمن ولا مؤمنة يقولها في سجوده - أو في غير سجوده إلا كانت له في ميزانه أثقل من العرش والكرسي وجبال الدنيا، ويقول الله: صدق عبدي أنا أعلى، فوق كل شيء، وليس فوقي شيء اشهدوا يا ملائكتي أني قد #1024# غفرت لعبدي، وأدخلته جنتي فإذا مات زاره ميكائيل كل يوم، وإذا كان يوم القيامة حمله على جناحه فيوقفه بين يدي الله تعالى، فيقول: يا رب شفعني فيه، فيقول: قد شفعتك فيه، اذهب به إلى الجنة)).(2/1023)
1455- ((ث)): وقال عقبة بن عامر: لما نزلت {فسبح باسم ربك العظيم} قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((اجعلوها في ركوعكم)) فلما نزلت {سبح اسم ربك الأعلى} قال النبي صلى الله عليه وسلم : اجعلوها في سجودكم.(2/1024)
1456- وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة الأعلى حين ينتبه من منامه كان له ثواب ثلاثين حجة)).
#1025#
قيل للراوي: يا أبا سعيد، ثلاثون حجة؟ قال: كان له ثواب أربعين حجة. فقيل له: إنا لما سألناك زدت في الثواب؟ قال: نعم، له ثواب سبعين حجة. والله لولا أني سمعته من سبعين من التابعين ما رويته.
وجدت هذا الحديث معلقاً على ظهر جزء على حسب ما نقلته هنا. والله الموفق للصواب.(2/1024)
[216] ما جاء في قراءتها في الوتر
1457- ((ز)): عن عمران بن حصين: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بـ {سبح #1026# اسم ربك الأعلى} و{قل يا أيها الكافرون} و{قل هو الله أحد}.
وهذا الحديث لا نعلم أحداً يرويه عن شعبة إلا شبابة وحده، وهو حسن الإسناد.(3/1025)
[217] ما جاء في سورة الغاشية
1458- ((ط، ث، ها)): عن أبي بن كعب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة الغاشية حاسبه الله حساباً يسيراً)).
قلت: وخرجه بمثله عبد المحسن في كتاب الفائق.(3/1026)
[218] ما جاء في سورة الفجر
1459- ((ها)): عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من#1027# قرأ سورة {والفجر وليالٍ عشر} غفرت له ذنوبه، وكانت له نوراً يوم القيامة)).(3/1026)
1460- ((ط، ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة {والفجر} في الليالي العشر غفر له، ومن قرأها في سائر الأيام كانت له نوراً يوم القيامة)).
قلت: وخرجه عبد المحسن فقال: ((من قرأ سورة ((الفجر)) كانت له نوراً يوم القيامة)).(3/1027)
[219] ما جاء في سورة البلد
1461- ((ط، ها، ث، ق)): عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم #1028# قال: ((من قرأ سورة {لا أقسم بهذا البلد} أعطاه الله الأمان من غضبه يوم القيامة)).(3/1027)
[220] ما جاء في قراءة {والشمس وضحاها} {والليل إذا يغشى} إذا أوى إلى فراشه
1462- ((ط)): حدثني محمد بن عمارة الأسدي قال: ثنا عبد الله بن زيد قال: ثنا أنيس بن عمران الإفريقي أبو يزيد، عن روح بن الحارث بن حنش الصغاني، عن أبيه، عن جده أنه قال لبنيه: يا بني! إذا أهمكم أو كربكم أمرٌ فلا يبيتن أحدٌ منكم إلا وهو طاهر، على فراشٍ طاهر، وأظنه قال: على لحافٍ طاهر ولا تبيتن معه امرأةٌ، ثم ليقرأ {والشمس وضحاها} {والليل إذا يغشى} ثم ليقل: اللهم اجعل لي من أمري هذا فرجاً ومخرجاً، فإنه يأتيه آتٍ في أول ليلة أو في الخامسة. وأظنه قال: في السابعة فيقول: المخرج مما أنت فيه كذا وكذا.
#1029#
قال أنيس: فأصابني وجعٌ ولم أدر كيف آتي له، فقلت أول ليلة هكذا، فأتاني آتيان فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، ثم قال أحدهما لصاحبه: جسه، فلمس جسدي كله حتى انتهى إلى موضع من رأسي فقال: احتجم ها هنا، ولا تحلق وليكن بغراء، ثم التفت أحدهما أو كلاهما فقالا لي: كيف لو ضممت إليهما {والتين والزيتون} فلما أصبحت سألت أبي: أي شيء الغراء؟ فقال: خطمي أو شيء تمتسك به المحجمة. فاحتجمت فبرأت، فأنا ليس أحدث بها أحداً إلا وجد فيها الشفاء بإذن الله تعالى.
وذكر غيره أنه يقرأهما معاً سبعاً سبعاً.(3/1028)
[221] ما جاء في سورة {والشمس}
1463- ((ق)): عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة {والشمس وضحاها} في كل غداةٍ، أمن من كل خوفٍ)).(3/1029)
#1030#
1464- ((ط، ها، ث)): وعنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة {والشمس وضحاها} فكأنما تصدق بكل شيءٍ طلعت عليه الشمس والقمر)).(3/1030)
1465- وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ عند غروب الشمس {والشمس وضحاها} غفر له ما غربت عليه الشمس وطلعت)).
وجدت هذا الحديث معلقاً على ظهر جزء في جملة أحاديث، فنقلته على حسب ما وجدته.
انتهى الجزء الثاني ويليه الجزء الثالث وأوله:
[222] ما جاء في سورة {والليل}(3/1030)
#1031#
[222] ما جاء في سورة {والليل}
1466- ((ث، ط، ها)): عن أبي بن كعب قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة {والليل إذا يغشى} أعطاه الله حتى يرضى، وعافاه من العسر ويسر له اليسر)).(3/1031)
1467- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال: ((من قرأ سورة {والليل} أعطاه الله الرضى والأمان)).(3/1031)
[223] ما جاء في سورة {والضحى}
1468- ((ط، ث)): عن أبي بن كعب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من #1032# قرأ {والضحى} جعله الله يوم القيامة فيمن يرضاه الله لمحمدٍ أن يشفع له، وعشر حسنات يكتبها الله له بعدد كل يتيم وسائلٍ)).(3/1031)
1469- ((ها)): وعنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ {والضحى} جعله الله يوم القيامة ممن يرضى محمداً صلى الله عليه وسلم أن يشفع له، وكتب له عشر حسنات بعدد كل يتيم وسائل)).(3/1032)
1470- ((ق)): وقال عليه السلام: ((من قرأ سورة {والضحى} أعطي من الحسنات بعدد كل يتيم وسائلٍ)).(3/1032)
1471- وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ {والضحى} كان له مثل أجر من وافى منىً وعرفات)).(3/1032)
#1033#
وجدت هذا الحديث معلقاً على ظهر جزء فنقلته على حسب ما وجدته.(3/1033)
[224] ما جاء في سورة {ألم نشرح}
1472- ((نج، ث)): عن زر بن حبيش، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة {ألم نشرح} فكأنما أتاني وأنا مغتم ففرج عني)).(3/1033)
1473- ((ط، ها)): وعن أبي بن كعب قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من #1034# قرأ {ألم نشرح لك صدرك} أعطي من الأجر كمن لقي محمداً مغتماً ففرج عنه)).(3/1033)
[225] ما جاء فيمن قرأها، وقرأ معها سورة الفيل في ركعتي الفجر
1474- ((ق)): عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة {ألم نشرح} فرج الله همه، وإن قرأها وسورة الفيل في ركعتي الفجر، لم يصبه في يومه بؤسٌ ولا ضر)).(3/1034)
[226] ما جاء في سورة {والتين}
1475- ((ط، ث)): عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة #1035# {والتين} أعطاه الله خصلتين: العافية واليقين ما دام في الدنيا، فإن خرف أعطاه الله من الأجر بعدد من قرأ هذه السورة صيام يوم)).(3/1034)
1476- ((ها)): وعنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ {والتين والزيتون} أعطاه الله خصلتين: اليقين والعافية، ما دام يصلي الصلاة، وكتب الله له بعدد من قرأ هذه السورة صيام يومٍ)).(3/1035)
1477- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ {والتين والزيتون} أعطي صحة اليقين، وجلبت له رزقاً ويسراً)).(3/1035)
1478- ((حـ)): وعن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا ختم أحدكم {والتين والزيتون} فليقل: بلى)).(3/1035)
[227] ما جاء في سورة العلق
1444- ((ت)): عن أبي هريرة، قال: سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في {اقرأ باسم ربك} و{إذا السماء انشقت}.
#1036#
قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح. وفيه أربعة من التابعين روى بعضهم عن بعض.(3/1035)
1479- ((مع)): وعن ابن عمر قال: لما أنزل الله تعالى {اقرأ باسم ربك الذي خلق} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ: ((اكتبها يا معاذ)) فأخذ معاذ اللوح والقلم والنون -وهي الدواة- وكتبها معاذ، فلما بلغ {كلا لا تطعه واسجد واقترب} سجد اللوح، وسجد القلم، وسجدت #1037# النون. قال معاذ: سمعت اللوح والقلم والنون وهم يقولون: ((اللهم ارفع به ذكراً، اللهم احطط به وزراً، اللهم اغفر به ذنباً)).
قال معاذ: وسجدت، وأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فسجد.(3/1036)
1480- ((ط، ها)): وعن أبي بن كعب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة {اقرأ باسم ربك الذي خلق} أعطي من الأجر كأنما قرأ المفصل كله)).(3/1037)
1481- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.(3/1037)
1482- وعن مجاهد: إن أول ما نزل من القرآن {اقرأ باسم ربك} و{ن. والقلم}.(3/1037)
#1038#
1483- وعن ابن جريج قال: قال ابن عابس: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} هي أول شيءٍ نزل على محمد صلى الله عليه وسلم .(3/1038)
1484- ((حـ)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ {اقرأ باسم ربك الذي خلق} فكأنما قرأ المفصل، ولا يصف الواصفون ما أعد الله له في الجنة)).(3/1038)
[228] ما جاء في سورة القدر
1485- ((ط، ث)): عن أبي بن كعب، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة القدر أعطي من الأجر كمن صام رمضان، وأحيا ليلة القدر)).(3/1038)
1486- ((ق)): وقال عليه السلام: ((من قرأ سورة القدر كان كمن أحيا ليلة القدر)).(3/1038)
#1039#
1487- وقال عليه السلام: ((من قرأ سورة القدر مرةً واحدةً محيت عنه ألف خطيئة، ومن قرأها ثلاث مراتٍ كتبت له عبادة سنة)).(3/1039)
1488- وقال صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة القدر مائة مرةٍ أدخل الله اسمه الأعظم في قلبه، ويدعو ذلك العبد بما شاء تقضى حوائجه)).(3/1039)
1489- وقال أبو جعفر: ومن قرأها يوم الجمعة ألف مرةٍ لم يمت حتى يرى محمداً صلى الله عليه وسلم في منامه.(3/1039)
1490- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ((أتريدون أن يجعل الله بينكم وبين إبليس ردماً، كردم يأجوج ومأجوج؟)) قالوا: نعم. قال: ((اقرأوا {إنا أنزلناه في ليلة القدر} إلى آخرها بعد المغرب وبعد الصبح ثلاث مرات قبل أن تنهضوا من مصلاكم، ثم قولوا: يا الله! يا صاحب القدرة، فرج عني همي وكربي)).(3/1039)
1491- وقيل: إنه من كتبها أو غسلها وشربها، لم يألم جوفه #1040# أبداً؛ فإن غسل بمائها جلده أمن من سرابيل القطران، ومن كتبها ورش بها مصلاه تقبلت صلاته متى ما صلى فيه.
ومن قرأها عند نومه إحدى وعشرين مرة خلق الله نوراً سعة الهواء عرضاً وطولاً وبعث الله إليه ملك الموت بتسعة آلافٍ من الملائكة يستغفرون له إلى الصباح.(3/1039)
1492- ((ها)): وعن أبي بن كعب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ {إنا أنزلناه في ليلة القدر} أعطاه الله من الأجر كمن صام رمضان، ووافق ليلة القدر)).(3/1040)
1493- قال محمد بن عبد الواحد - وفقه الله: وجدت بخط بعض الأشياخ رحمهم الله في معلقاته: حدثنا أبو جعفر، قال: ثنا أبو عبد الله أنه قال: من قرأ {إنا أنزلناه في ليلة القدر} مرةً واحدة محي عنه ألف خطيئة ومن قرأها ثلاث مراتٍ كتب له مثل أجر عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن قرأها #1041# مائة مرةٍ كتب له أجر العلماء حين يكتبون العلم، ومن كتبها ثم شربها لم ينافق أبداً، وأخرج الله من جسمه كل داء أو ضر، ومن قرأها ألف مرة كان ممن يرى وجه الله تعالى في دار السلام، ومن قرأها بعد الزوال وقبل صلاة الظهر إحدى وعشرين مرةً لم يمت حتى يرى في منامه محمداً صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، ومن قرأها سبع مراتٍ قبل العشاء الآخرة عوفي من كل سقم وبلاء نزل من السماء إلى الأرض حتى يصبح.(3/1040)
1494- وذكر أنه ما شكى أحد إلى النبي صلى الله عليه وسلم شكوى في دينٍ ولا دنيا إلا قال لمن يشتكي إليه: ((اقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر} يأتيك الفرج)).
قال: وإن أحب أحدكم أن يغفر الله له ولأهل بيته وعشيرته ولجيرانه فليقرأ {إنا أنزلناه في ليلة القدر} في يوم جمعة عدد أيام السنة.
ومن قرأها ألف مرةٍ لم يمت حتى يرى محمداً صلى الله عليه وسلم ، ويبشره أنه ناجٍ من #1042# نار جهنم، وهي كنز الفقراء وعز الضعفاء ودفاع البلى ووقاية الردى.(3/1041)
1495- وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: إن لله تعالى في كل يوم جمعة ألف رحمة يعطي لكل عبدٍ منها ما يشاء، فمن قرأ: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} بعد صلاة العصر يوم الجمعة مائة مرة، وهب الله له تلك الألف رحمة، ومثلها معها. ومن أحب أن يهب الله له أماناً من العذاب، وغفراناً للذنوب، وأماناً من عقوبات الدنيا والآخرة فليقرأها قبل خروجه من داره، ويكتب له من الأجر أكثر من عدد ربيعة ومضر، ولا يجعل الله للشيطان ولا لشيعته سبيلاً على من قرأها في طرفي النهار، ومن قرأها في صلاةٍ استغفرت له ملائكة السموات في تلك الصلاة، ومن أراد الصيام فقرأها عند سحوره وعند إفطاره كان كالمتشحط في دمه في سبيل الله.(3/1042)
#1043#
1496- وذكر عن بعض العلماء أنه قال لبعض أصحابه: ألا أعلمك اسم الله الأعظم؟ قال: بلى قال: اقرأ {الحمد لله رب العالمين} و{قل هو الله أحد} وآية الكرسي، و{إنا أنزلناه في ليلة القدر} ثم استقبل القبلة، وادع بما أحببت.(3/1043)
1497- وذكر أنه من أخذ بناصية ولده أو زوجته، أو بنته، أو أحد من قرابته فقرأها عليهم؛ فإن الله تعالى يريه فيهم ما أحب.(3/1043)
1498- قال أبو عبد الله: ومن قرأها عند وضوئه قام بلا ذنبٍ عليه، وكان كيوم ولدته أمه.(3/1043)
1499- وقال جاء في الخبر: أنه من لبس ثوباً جديداً، فليأخذ قدحاً من ماء ويقرأ عليه {إنا أنزلناه في ليلة القدر} خمساً وثلاثين مرة، ثم يرش منه على ثوبه، فلا يزال في سعةٍ من الرزق حتى يبلى ذلك الثوب.(3/1043)
#1044#
انتهى ما نقلته من الجزء المذكور.
1500- روي: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر هو وأصحابه على المقابر فقال: ((ألا أنبئكم بقبرٍ صاحبه من أهل النار؟)) فقالوا: بلى. قال: ((صاحب هذا القبر)) وأومأ إلى قبرٍ بعينه. فلما عادوا في طريقهم، قال للقبر بعينه. ((هذا من أجل الجنة. فقال له أصحابه: لقد رأينا منك عجباً، ذكرت في مضيك أنه من أهل النار، وفي رجوعك ذكرت أنه من أهل الجنة؟ قال: ((نعم، إن رجلاً من إخوانكم المسلمين قرأ مائة مرة سورة {إنا أنزلناه في ليلة القدر} ومائة مرة سورة {قل هو الله أحد} ثم جعل ثوابهما لموتى المسلمين، فكان ثواب صاحب هذا القبر المغفرة)).
وجدت هذا الحديث في جملة أحاديث معلقة على ظهر جزءٍ فنقلته على حسبه.(3/1044)
[229] ما جاء في سورة المنفكين
1501- ((ت)): قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم : لو علم الناس ما في {لم يكن #1045# الذين كفروا} لأعطوا الأهل والمال وتعلموها)).
فقال رجل من خزاعة: ما فيها من الأجر يا رسول الله؟ فقال ((لا يقرؤها منافقٌ أبداً ولا عبدٌ في قلبه شك في الله. والله إن الملائكة المقربين ليقرءونها منذ خلق الله السموات والأرض لا يفترون من قراءتها. وما من عبدٍ يقرؤها بليلٍ إلا بعث الله ملائكته يحفظونه في دينه ودنياه، ويدعون له بالمغفرة والرحمة. فإذا قرأها نهاراً أعطي من الثواب مثل ما أضاء عليه النهار وأظلم عليه الليل)).
فقال رجل من قيس عيلان: زدنا من هذا الحديث فداك أبي وأمي يا رسول الله. فقال: تعلموا {عم يتساءلون} وتعلموا {ق والقرآن المجيد} #1046# وتعلموا {والسماء ذات البروج}، وتعلموا {والسماء والطارق} وإنكم لو تعلمون ما فيهن لعطلتم ما أنتم فيه وتعلمتموهن وتقربتم إلى الله بهن؛ فإن الله تعالى يغفر بهن كل ذنبٍ إلا الشرك، واعلموا أن {تبارك الذي بيده الملك} تجادل عن صاحبها يوم القيامة وتستغفر له من الذنوب)).
قلت: وخرج هذا الحديث الرامهرمزي في كتاب الفاصل بين الراوي والواعي بمثله.(3/1044)
1502- ((ث، ط، ها)): عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة {لم يكن الذين كفروا} كان يوم القيامة مع خير البرية مسافراً ومقيماً)).(3/1046)
1503- ((ت)): وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: #1047# ((إن الله تعالى أمرني أن أقرأ عليك {لم يكن الذين كفروا}.
قال: وسماني لك؟ قال: ((نعم)). فبكى)).(3/1046)
1504- وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة (لم يكن) لم يكن للشيطان عليه سبيلاً؛ فإنها تحرز قارئها من ارتكاب الذنوب، وتصرف عنه كل ما يخاف من أهوال الدنيا والآخرة، فطوبى لمن قرأها؛ فإنها تظل صاحبها يوم لا ظل إلا ظل عرش الله عز وجل)).
نقلت هذا الحديث من ظهر جزء فأثبته كما وجدته، رجاء أن أجده مسنداً - إن شاء الله تعالى.(3/1047)
#1048#
[230] ما جاء في سورة الزلزلة
1505- ((ت، ع)): عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : (({إذا زلزلت} تعدل نصف القرآن، و{قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن، و{قل يا أيها الكافرون} تعدل ربع القرآن)).
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب.(3/1048)
#1049#
1506- ((ها)): وعن أبي بن كعبٍ قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ {إذا زلزلت الأرض} أعطي من الأجر - أراه قال: بعدد من بات بالمزدلفة، وشهد جمعاً)).(3/1049)
1507- ((ت)): وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ {إذا زلزلت} عدلت له بنصف القرآن. ومن قرأ {قل يا أيها الكافرون} عدلت له ربع القرآن، ومن قرأ {قل هو الله أحد} عدلت له بثلث القرآن)).
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب.(3/1049)
#1050#
1508- ((ذر)): وعن عاصم بن بهدلة، عن المسيب بن رافع -أو غيره شك حماد- قال: ((من قرأ: {إذا زلزلت} فكأنما قرأ نصف القرآن، ومن قرأ {قل يا أيها الكافرون} فكأنما قرأ ربع القرآن)) ومن قرأ {قل هو الله أحد} فكأنما قرأ ثلث القرآن)).(3/1050)
1509- ((ط)): وعن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ: {إذا زلزلت} أعطي من الأجر كأنما قرأ سورة البقرة)).(3/1050)
1510- ((ع)) وعن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {إذا زلزلت} تعدل نصف القرآن)).(3/1050)
1511- ((ذر)): وعن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من #1051# قرأ {إذا زلزلت} عدلت بنصف القرآن. ومن قرأ {قل يا أيها الكافرون} عدلت بربع القرآن. ومن قرأ {قل هو الله أحد} عدلت بثلث القرآن)).(3/1050)
1512- ((ع)): وعن بكر بن عبد الله المزني قال: كانت إذا زلزلت تعدل بنصف القرآن.(3/1051)
1513- ((ع)): وعن عبد الله بن عمرو قال: جاء رجلٌ إلى #1052# رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أقرئني شيئاً من القرآن. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أقرئك من ذوات الراء)) فقال: يا رسول الله، إني قد كبرت سني، واشتد قلبي، وغلظ لساني. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ من المسبحات)) فقال الرجل مثل مقالته الأولى. وقال: يا رسول الله، أقرئني سورة فاذةً جامعة قال: فقرأ:{إذا زلزلت} حتى فرغ من آخرها. فأدبر الرجل وهو يقول: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها أبداً. ثلاثاً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أفلح الرويجل)) مرتين أو ثلاثاً.(3/1051)
1514- ((س)): وعنه قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أقرئني يا رسول الله القرآن قال: ((اقرأ ثلاثاً من ذوات الراء)) قال الرجل: كبرت سني، واشتد قلبي وغلط لساني. قال: ((فاقرأ ثلاثاً من ذوات ((حم)))). فقال مثل مقالته الأولى. قال: ((فاقرأ ثلاثاً من المسبحات)). فقال مثل مقالته. #1053# قال: لكن أقرئني سورة جامعة. فأقرأه {إذا زلزلت} حتى فرغ منها. فقال الرجل: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها شيئاً أبداً. فأدبر الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أفلح الرويجل، أفلح الرويجل، أفلح الرويجل)).(3/1052)
1515- ((حـ)): وعن محمد بن كعب القرظي، أن أبا هريرة كان يقول: لأن أقرأ {إذا زلزلت الأرض زلزالها} حتى أصبح تعبداً وتفكراً، أحب إلي من أن أتصدق كل يوم بما ملك معاوية بن أبي سفيان. ولأن يقرأ أحدكم {إذا جاء نصر الله والفتح} في ليلة تعبداً وتفكراً خيرٌ له من أن يقرأ البقرة سراً.(3/1053)
1516- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة الزلزلة والعاديات فكأنما قرأ جميع القرآن)).(3/1053)
1517- ((قو)): وعن ابن عباس أنه قال: لأن أقرأ {إذا زلزلت}، و(القارعة) أتدبرهما أحب إلي من أن أقرأ البقرة وآل عمران.(3/1053)
#1054#
1518- ((ص)): وعن أبي أمامة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين بعد الوتر وهو جالسٌ، يقرأ فيهما {إذا زلزلت} و{قل يا أيها الكافرون}.(3/1054)
1519- وقال أبو حامد: جاء رجل من الصحابة فقيل له: تعلم القرآن فانتهى إلى قوله تعالى {فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره. ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره} فقال: يكفيني هذا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((انصرف الرجل وهو فقيهٌ)).(3/1054)
#1055#
1520- ((حـ)): وعن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن رجلاً قال: يا رسول الله أقرئني شيئاً من القرآن فقال: ((اقرأ ثلاثاً من ذوات الرآء)) فقال الرجل: كبر سني، وثقل لساني، وغلظ قلبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((فاقرأ ثلاثاً من ذوات حم)) فقال الرجل مثل ذلك قال: ((فاقرأ ثلاثاً من ذوات سبح)) فقال الرجل مثل ذلك، ولكن أقرئني يا رسول الله سورة جامعة. فأقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم {إذا زلزلت} حتى أتى على آخرها {فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره. ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره} فقال الرجل: والذي بعثك بالحق لا أبالي أن لا أزيد عليها حتى ألقى الله.
#1056#
ولكن أخبرني ما علي من العمل أعمله ما أطقت العمل؟
قال: ((الصلوات الخمس، وصيام شهر رمضان، وحج البيت، وأد زكاة مالك، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)).
ثم أدبر الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أفلح الرجل ردوه علي))، فلما جاءه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((وأمرت بيوم الأضحى عيداً، جعله الله لهذه الأمة)) قال الرجل: فإن لم أجد إلا منيحة أهلي، أذبحها؟ قال: ((لا، ولكن قلم أظافرك، وقص شاربك، واحلق عانتك، فذلك تمام أضحيتك عند الله)).(3/1055)
1521- وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ {إذا زلزلت} في أكثر صلاته، فإنه يفتح له كنز من كنوز الدنيا، وإلا أعطي مكان ذلك الدرجات العلى في الآخرة)).
ألفيت هذا الحديث معلقاً على ظهر جزءٍ فنقلته حسب ما وجدته.(3/1056)
#1057#
[231] باب ما جاء في التزويج بالقرآن
1522- ((ت)): وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أصحابه: ((هل تزوجت يا فلان؟)) قال: لا، والله يا رسول الله، ولا عندي ما أتزوج به. قال: ((أليس معك {قل هو الله أحد}؟))، قال: بلى. قال: ((ثلث القرآن)) قال: ((أليس معك {إذا جاء نصر الله والفتح}؟))، قال: بلى، قال: ((ربع القرآن)) قال: ((أليس معك {قل يا أيها الكافرون}؟))، قال: بلى قال: ((ربع #1058# القرآن)). قال: ((أليس معك {إذا زلزلت}؟))، قال: بلى. قال: ((ربع القرآن، تزوج تزوج)).
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.(3/1057)
1523-((ذر)): وعن سلمة بن وردان قال: سمعت أنس بن مالك يقول: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من أصحابه: ((هل تزوجت))؟ قال: لا، وليس عندي ما أتزوج به. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أليس معك {إذا زلزلت الأرض زلزالها}؟))، قال: بلى قال: ((ربع القرآن)) قال: ((أليس معك {قل هو الله أحد}؟))، قال: بلى. قال: ((ربع القرآن)). قال: ((أليس معك {قل يا أيها الكافرون}؟))، قال: بلى قال: ((ربع القرآن)) قال: ((أليس معك {إذا جاء نصر الله}؟))، قال: بلى. قال: ((ربع القرآن)) قال: ((أليس معك آية الكرسي؟)) قال: نعم. قال: ((ربع القرآن)) قال: ((فتزوج)).(3/1058)
#1059#
[232] ما جاء في سورة {والعاديات}
1524- ((ث، ط)): عن أبي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة (والعاديات) أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من بات بالمزدلفة وشهد جمعاً)).(3/1059)
1525- ((ق)): وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة (والعاديات) فكأنما قرأ نصف القرآن)).(3/1059)
1526- ((حـ)): وعن الليث بن سعد عن بعض أهل العلم، أن #1060# قراءة: {والعاديات ضبحا}، تعدل ثلثي القرآن.(3/1059)
1527- ((ها)): وعن هشام بن حسان قال: بلغني أن (العاديات) تعدل ثلثي القرآن.(3/1060)
[233] ما جاء في سورة القارعة
1528- ((ها، ط))، عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة ((القارعة)) ثقل الله بها ميزانه)).(3/1060)
1529- ((ث، ط، ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة القارعة ثقل الله ميزانه يوم القيامة)).(3/1060)
#1061#
[234] ما جاء في سورة التكاثر
1530- ((حـ)): عن أسماء بنت عميس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قارئ {ألهاكم التكاثر} يدعى في ملكوت السماء مؤدي الشكر)).(3/1061)
1531- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ {ألهاكم التكاثر}، لم يحاسبه الله بالنعيم الذي أنعم عليه في دار الدنيا، وأعطي من الأجر كأنما قرأ ألف آية)).(3/1061)
1532- وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أراد أن يموت في السماء الثالثة فليقرأ عند مضجعه {ألهاكم التكاثر} ثلاث مرات، ومن أراد أن يموت في السماء الثانية فليقل كل يوم عشر مرات: ((سبحان الله رب العرش العظيم))؛ فمن مات على هذه الكلمات فليس له إلا الجنة)).(3/1061)
#1062#
1533- وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة التكاثر عند منامه باتت الملائكة تخفق عليه بأجنحتها يحفظونه حتى يصبح)).
نقلت هذا الحديث دون سندٍ حسب ما وجدته، ولا أدري من أي كتاب هو.(3/1062)
1534- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة التكاثر لم يحاسبه الله بنعيم الدنيا)).(3/1062)
1535- ((حـ)): وعن عبد الله بن يسار: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ: {إذا زلزلت الأرض زلزالها} فكأنما قرأ ربع القرآن، ومن قرأ {ألهاكم التكاثر} في ليلة فكأنما قرأ ألف آيةٍ، ومن قرأ {قل يا أيها الكافرون} فكأنما قرأ ربع القرآن)).(3/1062)
1536- ((ها، ط)): وعن أبي بن كعبٍ قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة التكاثر عفا الله عنه، ولم يحاسبه بنعمه التي أنعم عليه بها في الدنيا)).(3/1062)
#1063#
1537- ((ز)): وعن الحارث، عن علي بن أبي طالب طالب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بتسع سورٍ من المفصل؛ في الركعة الأولى {ألهاكم التكاثر}، و{إنا أنزلناه في ليلة القدر} و{إذا زلزلت} وفي الركعة الثانية {والعصر} و{إذا جاء نصر الله والفتح} و{إنا أعطيناك الكوثر} وفي الركعة الثالثة {قل يا أيها الكافرون} و{تبت يدا أبي لهبٍ} و{قل هو الله أحد}.(3/1063)
[235] ما جاء في سورة {والعصر}
1538- ((ط، هـ)): عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة {والعصر} ختم الله له بالصبر، وكان من أصحاب الحق)).
قلت: وخرجه الثعلبي بنصه وقال: ((كان مع أصحاب الحق)).(3/1063)
#1064#
1539- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة {والعصر} كان من أصحاب الصبر)).(3/1064)
[236] ما جاء في سورة الهمزة
1540- ((ها، ط)): عن أبي بن كعبٍ قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة: {ويلٌ لكل همزةٍ} أعطاه الله عشر حسناتٍ بعدد كل من استهزأ بمحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه)).(3/1064)
1541- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة {ويلٌ لكل همزة} أعطي من الأجر عشر حسناتٍ.. الحديث بمثله.(3/1064)
1542- ((ق)): وعنه عليه السلام: ((من قرأ سورة الهمزة لم يكن من المستهزئين)).(3/1064)
#1065#
[237] ما جاء في سورة الفيل
1543- ((ها)): عن أبي بن كعب قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ {ألم تر كيف فعل ربك} أعاذه الله من العذاب في دار الدنيا)).(3/1065)
1544- ((ث، ط)): وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة الفيل عافاه الله أيام حياته من القذف والمسخِ والخسفِ)).(3/1065)
1545- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الفيل عافاه الله من القذف ومن الضر والبؤس)).(3/1065)
1546- وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا خفت من أمرٍ يكون في السماء فاقرأ سورة الفيل، فإنها أمانٌ من كل بليةٍ تنزل من السماء)).
وجدت هذا الحديث معلقاً على ظهر جزءٍ فنقلته على حسب ما وجدته.(3/1065)
#1066#
[238] ما جاء في سورة قريش
1547- ((ط، ها)): عن أبي بن كعب قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ {لإيلاف قريش} أعطاه الله عشر حسنات بعدد من طاف حول الكعبة واعتكف بها)).(3/1066)
1548- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ {لإيلاف قريش} أعطي من الأجر عشر حسنات، بعدد من طاف حول الكعبة، واعتكف بها)).(3/1066)
1549- ويروى عنه عليه السلام أنه قال: ((من قرأ سورة قريش أمن من كل خوفٍ)).(3/1066)
#1067#
[239] ما جاء في سورة {أرأيت}
1550- ((ث، ط، ها)): عن أبي بن كعب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة {أرأيت الذي} غفر الله له - إن كان مؤدياً للزكاة)).(3/1067)
1551- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة {أرأيت} غفر الله له)).(3/1067)
[240] ما جاء في سورة الكوثر
1552- ((ث)): قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة {إنا أعطيناك الكوثر} سقاه الله من أنهار الجنة، وأعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل قربانٍ قربه العباد في كل يوم عيد، ويقربون، من أهل الكتاب والمشركين)).(3/1067)
#1068#
1553- ((ث)): وعنه عليه السلام: ((من قرأ {إنا أعطيناك الكوثر} كان له ما بين المشرق والمغرب أبعرة. على كل بعير كراريس كل كراسة مثل الدنيا وما فيها، كتبت له برقة الشعر، ليس فيها إلا صفة قصوره ومنازله في الجنة)).(3/1068)
1554- ((ط، ها)): وعن أبي بن كعب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ((من قرأ {إنا أعطيناك الكوثر} سقاه الله من كل نهر في الجنة، وكتب له عشر حسنات بعدد كل قربان قربة العباد في يوم نحر يتقربون به في يوم النحر)).
وفي رواية: قربة العباد في يوم نحر، أو يتقربون.(3/1068)
1555- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ {إنا أعطيناك الكوثر} سقاه الله من أنهار الجنة)).(3/1068)
#1069#
1556- وقال أبو العباس أحمد بن عبد الله بن قتيبة: إن {إنا أعطيناك الكوثر} اشتكت إلى ربها، فقال: أي رب إنك جعلتني قصيرة لا يقرؤني الناس، فقال الله تعالى لها:
إني جعلت لقارئك جمالاً حمراً (بزلاً) ما بين المشرق والمغرب يحملن أقلاماً أرق من الشعر، مدادها البحار يكتبون ثواب قارئك إلى يوم القيامة.(3/1069)
[241] ما جاء في سورة الكافرون
1557- ((ع)): عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( {قل يا أيها الكافرون} تعدل بربع القرن)).(3/1069)
1558- ((ط)): وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن #1070# قراءة {قل يا أيها الكافرون} تعدل ربع القرآن)).(3/1069)
1559- ((ث)): وعن جبير بن طعم قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((أتحب يا جبير أن تكون إذا خرجت في سفرٍ في أمثل أصحابك هيئة، وأكثرهم زاداً))؟ قلت: نعم، قال: ((فاقرأ بهذه السور الخمس إلى {قل أعوذ برب الناس} وافتح قراءتك بـ {بسم الله الرحمن الرحيم} قال: وكنت غير كثير المال إذا سافرت أكون أبزهم هيئة، وأقلهم زاداً، فمنذ قرأتهن أكون من أحسنهم هيئة وأكثرهم زاداً حتى أجرع من سفري ذلك.(3/1070)
1560- ((ع)): وعن بكر بن عبد الله قال: كانت {قل يا أيها الكافرون} تعدل ربع القرآن.(3/1070)
#1071#
1561- ((س)): وعن عمرو بن عثمان قال: قال لي أبو جعفر محمد بن علي -أو حدثني من قال له أبو جعفر- إذا قرأت {قل يا أيها الكافرون. لا أعبد ما تعبدون} فقل أنت: الله أعبد.(3/1071)
1562- ((ت)): وعن فروة بن نوفل، عن أبيه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: #1072# يا رسول الله علمني شيئاً أقوله إذا أويت إلى فراشي فقال: اقرأ: (({قل يا أيها الكافرون}؛ فإنها براءةٌ من الشرك)).
قال شعبة: أحياناً يقول: ((مرة وأحياناً لا يقولها)).(3/1071)
1563- ((ش، ط)): وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل: ((إذا أويت إلى فراشك فاقرأ {قل يا أيها الكافرون} فإنها براءة من الشرك)).(3/1072)
1564- ((ط)): وعن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ {قل يا #1073# أيها الكافرون} فكأنما قرأ ربع القرآن، وتباعدت عنه مردة الشياطين، وبرئ من الشرك، ويعافى من فزع النوم)).
قلت: وخرجه الثعلبي بمثله وقال: ((ويعافى من الفزع الأكبر)).(3/1072)
1565- ((ش، ع)): وعن أبي مسعود الأنصاري قال: من قرأ {قل يا أيها الكافرون} في ليلة فقد أكثر وأطاب.(3/1073)
1566- ((ها)): وعن أبي بن كعب قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من #1074# قرأ: {قل يا أيها الكافرون} أعطي من الأجر كأنما قرأ ربع القرآن وتباعدت منه مردة الشياطين، ويعافى من فزع يوم القيامة)).(3/1073)
1567- ((ط، س)): وعن ابن مسعود قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، ونحن نسير فقرأ رجلٌ من القوم: {قل يا أيها الكافرون} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أما صاحبكم هذا فقد برئ من الشرك)) .. الحديث.(3/1074)
1523- ((فعي ذر)): وقال أنس: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً فقال: ((هل تزوجت؟)) قال: لا، وليس عندي ما أتزوج به. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أليس معك {إذا زلزلت الأرض زلزالها}؟))، قال: بلى، قال: ((ربع القرآن)). قال: ((أليس معك {قل هو الله أحد}؟)) قال: بلى. قال: ((ربع #1075# القرآن))، قال: ((أليس معك {قل يا أيها الكافرون}؟)) قال: بلى. قال: ((ربع القرآن)) قال: ((أليس معك {إذا جاء نصر الله والفتح}؟)) قال: بلى. قال: ((ربع القرآن)) قال: ((أليس معك آية الكرسي؟)) قال: بلى. قال: ((ربع القرآن)) قال: ((فتزوج)).
قلت: اللفظ لأبي ذر وخرجه أبو بكر الشافعي بمعناه.(3/1074)
1568- ((س)): وعن جبلة قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: علمني شيئاً ينفعني. قال: ((إذا أخذت مضجعك فاقرأ {قل يا أيها الكافرون} حتى تختمها؛ فإنها براءة من الشرك)).(3/1075)
1569- ((س)): وعن أبي فروة، عن ظئر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن #1076# النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ: (({قل يا أيها الكافرون} عند منامه فقد برئ من الشرك)).(3/1075)
1570- ((س)): وفي رواية: ((إذا أخذت مضجعك فاقرأ: {قل يا أيها الكافرون} ثم نم على خاتمتها؛ فإنها براءة من الشرك)).(3/1076)
1571- ((ع)): وعن فروة بن نوفل، عن أبيه، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((مجيء ما جاء بك))؟ قلت: جئت لتعلمني كلماتٍ أقولهن عند منامي. قال: ((اقرأ {قل يا أيها الكافرون} ثم نم على خاتمتها؛ فإنها براءة من الشرك)).(3/1076)
1572- ((ش، ذر)): وعن عبد الرحمن بن نوفل عن أبيه قال: #1077# قلت: يا رسول الله إني حديث عهدٍ بشركٍ، فمرني بأمر يبرئني من الشرك. قال: ((اقرأ {قل يا أيها الكافرون})) قال: فما أخطأهن أبي يوماً حتى مات.
قلت: وخرجه أبو عبيد بمعناه وقال: ما أخطأهن أبي يوماً ولا ليلة حتى مات.(3/1076)
1573- ((ث)): وقال ابن عباس: ليس في القرآن سورة أشد لغيظ إبليس منها؛ لأنها توحيدٌ وبراءة من الشرك.(3/1077)
1574- ((س)): وعن مهاجر أبي الحسن، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: كنت أسير مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع رجلاً يقرأ: {قل يا أيها الكافرون} حتى ختمها فقال: ((قد برئ هذا من الشرك))، ثم #1078# سرنا، فسمع آخر يقرأ: {قل هو الله أحدٌ} قال: ((أما هذا فقد غفر له)).
قلت: وخرجه أبو بكر بن أبي شيبة بمعناه.(3/1077)
1575- ((ذر)): وعن ابن عمر قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس الغداة في سفرٍ فقرأ بـ {قل يا أيها الكافرون} و{قل هو الله أحد} ثم قال: ((قرأت لكم ثلث القرآن وربعه)).(3/1078)
1576- ((ز)): وعن خباب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أخذت مضجعك فاقرأ: {قل يا أيها الكافرون}))، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه قرأ: {قل يا أيها الكافرون}.(3/1078)
#1079#
1577- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مروا صبيانكم فليقرءوها عند المنام فلا يعرض لهم شيءٌ)).(3/1079)
1578- ((ق)): وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ {قل يا أيها الكافرون} برئ من النفاق)).(3/1079)
1579- ((حـ)): وعنه عليه السلام قال: ((من قرأ {قل يا أيها الكافرون} أربع مراتٍ فكأنما قرأ القرآن كله)).(3/1079)
[242] ما جاء فيمن قرأها، وقرأ معها {إذا جاء نصر الله والفتح}
1580- ((حـ)): عن ابن وهب، عن حفص بن عمر، عن ابن شهابٍ أنه كان يقول: تعاهدوا قراءة: {قل يا أيها الكافرون} و{إذا جاء نصر الله والفتح} فإنهما يمنعان من الفقر.(3/1079)
#1080#
[243] ما جاء في سورة النصر
1581- ((ث، ق)): قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ سورة الفتح فكأنما شهد مع محمد صلى الله عليه وسلم فتح مكة)).(3/1080)
1582- ((ها، ط)): وعن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة ((الفتح)) أعطي من الأجر كمن شهد مع محمد صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة)).(3/1080)
1583- ((حـ)): وعن محمد بن كعب القرظي قال: كان أبو هريرة يقول: لأن يقرأ أحدكم {إذا جاء نصر الله والفتح} في ليلةٍ تعبداً وتفكراً خيرٌ له من أن يقرأ البقرة سراً.(3/1080)
1584- ((ث، ط)): وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من #1081# أصحابه: ((هل تزوجت يا فلان؟)) قال: لا، والله يا رسول الله، ولا عندي ما أتزوج به. قال: ((أليس معك {قل هو الله أحد}؟)). قال: بلى، قال: ((ثلث القرآن)). قال: ((أليس معك {إذا جاء نصر الله}؟)). قال: بلى. قال: ((ربع القرآن)). قال: ((أليس معك {قل يا أيها الكافرون}؟)). قال: بلى. قال: ((ربع القرآن))، قال: ((أليس معك {إذا زلزلت}؟)). قال: بلى. قال: ((ربع القرآن)) قال: ((تزوج، تزوج)).
قلت: رواه عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن سلمة بن وردان عن أنس بمثله إلا أنه قال في روايته: ((أليس معك {قل هو الله أحد}؟)). قال: بلى. قال: ((ربع القرآن)) وزاد في آخره بعد قوله: ((أليس معك {إذا زلزلت؟)). قال: بلى. قال: ((ربع القرآن)). وقال: ((أليس معك آية الكرسي؟)). قال: بلى قال: ((ربع القرآن. تزوج، تزوج)).
وهذا عالٍ. حدثنا به إجازةً الحافظ أبو طاهر قال: ثنا علي بن هبة #1082# الله بن أحمد الترأسي، ثنا أبو الحسن أحمد بن أبي الحسن بن علي الترأسي، أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن الحسن بن ماجة القزويني، حدثنا محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس البجلي، ثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي.(3/1080)
1585- ((حـ)): وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قارئ {إذا جاء نصر الله والفتح} يدعى في ملكوت السموات المتوب عليه)).(3/1082)
1586- ((س)): وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي #1083# ابن عباس: يا ابن عتبة تعلم أي سورةٍ نزلت من القرآن جميعاً؟ قال: قلت: نعم، {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: صدقت.(3/1082)
1587- وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ {إذا جاء نصر الله والفتح} يدعى في ملكوت السموات والأرض المغفور له المتاب عليه)).(3/1083)
1588- ((ق)): وعن عائشة رضي الله عنها قالت: لما نزلت {إذا #1084# جاء نصر الله والفتح} إلى آخرها، ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاةً إلا قال: ((سبحانك ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)).
قلت:خرجه البخاري ومسلم عن غير واحد.(3/1083)
[244] ما جاء في سورة {تبت}
1589- ((ط، ها)): عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة تبت أرجو أن الله لا يجمع بينه وبين أبي لهبٍ في دار واحدة)).
#1085#
قلت: وخرجه الثعلبي وعبد المحسن بمثله.(3/1084)
[245] ما جاء في سورة الإخلاص
1590- ((خ)): عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ((أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة))؟ فشق ذلك عليهم، وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله فقال: (( (الله الواحد الصمد) ثلث القرآن)).(3/1085)
1591- ((نا)): وعن الضحاك المشرقي، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أيعجز أحدكم أن يقرأ كل ليلةٍ ثلث القرآن؟)) قالوا: وأينا يطيق ذلك يا رسول الله؟. قال: (( (الله الواحد الصمد، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد) ثلث القرآن)).(3/1085)
1592- ((س)): وعن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أما يستطيع #1086# أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلةٍ؟)) قالوا: نحن أضعف من ذلك وأعجز. قال: ((إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاءٍ فجعل {قل هو الله أحد} جزءاً من أجزاء القرآن)).(3/1085)
1593- ((ط، س، ت، ع)). وعن أبي هريرة قال: أقبلت مع #1087# رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع رجلاً يقرأ: {قل هو الله أحد} إلى آخرها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((وجبت)) فسألته: يا رسول الله ماذا؟ قال: ((الجنة)). قال أبو هريرة: فأردت أن أذهب إلى الرجل فأبشره، ثم فرقت أن يفوتني الغداء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فآثرت الغداء معه، ثم ذهبت إلى الرجل فوجدته قد ذهب.
قلت: خرجه الترمذي بمعناه، ولم يذكر قول أبي هريرة إلى آخره. وقال فيه: هذا حديث غريب.(3/1086)
#1088#
1594- ((ط)): وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل: ((لم تلزم {قل هو الله أحد}؟))، قال: أحبها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((فإن حبها أدخلك الجنة)).(3/1088)
1595- ((ط)): وعنه قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لي أخاً حببت #1089# إليه {قل هو الله أحد} قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((بشر أخاك بالجنة)).(3/1088)
1596- ((ت)): وعن امرأة أبي أيوب، عن أبي أيوب قال: قال #1090# رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلةٍ ثلث القرآن؟ من قرأ (الله الواحد الصمد) فقد قرأ ثلث القرآن)).
وهذا حديثٌ حسنٌ.(3/1089)
1597- ((بغ)): وعن أنس قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: من قرأ {قل هو الله أحد} مرة؟ قال: ((بنى الله له قصراً في الجنة)). قال: من قرأها مرتين؟ قال: ((بنى الله له قصرين)). قال: من قرأها ثلاثاً؟ قال: ((بنى الله له ثلاثاً)) قال: فمن قرأها عشراً؟ قال: ((بنى الله له عشراً)). قال: إذاً تكثر قصورنا في الجنة))؟ قال: ((ما عند الله أوسع مما عندكم)).(3/1090)
#1091#
1598- ((ع)): وعن أبي الدرداء قال: جزأ رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن ثلاثة أجزاء. فقال: (({قل هو الله أحد} جزءٌ منها)).(3/1091)
1599- ((طا)): وعن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن بن عوفٍ أنه أخبره: أن {قل هو الله أحد} ثلث القرآن. وأن {تبارك الذي بيده الملك} تجادل عن صاحبها.(3/1091)
1600- ((ع)): وعن ابن مسعود قال: إذا ابتدأت في سورةٍ فأردت أن تتحول منها إلى غيرها فتحول، إلا {قل هو الله أحد}، فإذا ابتدأت فيها فلا تتحول عنها حتى تختمها.(3/1091)
#1092#
1601- ((س)): وعنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ ونحن نسير، فقرأ رجلٌ من القوم {قل يا أيها الكافرون} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أما صاحبكم فقد برئ من الشرك)). فذهبت أنظر من هو؟ فأبشره، فقرأ رجل آخر {قل هو الله أحد} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أما صاحبكم هذا فقد غفر له)).(3/1092)
1602- ((ع)): وعن الربيع بن خثيم قال: سورة يراها الناس قصيرة، وأراها طويلة، ثناء بحتٌ لا يخلطه شيءٌ؛ ((الله الواحد الصمد)) إلى آخرها.(3/1092)
1603- ((ت)): وسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يقرأ {قل هو الله أحد}، فقال: ((وجبت)). قيل: يا رسول الله وما وجبت؟ قال: ((وجبت له الجنة)).(3/1092)
#1093#
1604- ((ع)): وعن أبي سعيد الخدري: أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي جاراً يقوم الليل فما يقرأ إلا {قل هو الله أحد}، كأنه يقللها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن)).(3/1093)
1605- ((ز)): وعن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (({قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن)).
وهذا الحديث قد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجوهٍ بهذا الكلام ولا نعلمه يروى عن أبي الدرداء بإسنادٍ متصلٍ أحسن من هذا. وإسناده #1094# صحيح. ولا نعلم روى هلال بن يساف عن أم الدرداء إلا حديثين. هذا أحدهما.
ولا نعلم روى هذا الحديث عن أبي معاوية إلا أسد بن موسى. وهو ثقة من أهل مصر كان يقال له: أسد السنة.(3/1093)
1606- ((ث)): وعنه أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ: {قل هو الله أحد} وهو يرددها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، وكأن الرجل يتقالها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن)).(3/1094)
1607- ((ط)): وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أصحابه: ((يا فلانٌ، أما تزوجت؟)) قال: لا، وليس عندي ما أتزوج به قال: ((أليس معك {قل هو الله أحد}؟)) قال: بلى. قال: ((ربع القرآن)) قال: ((أليس معك {إذا جاء نصر الله}؟)) قال: نعم. قال: ((ربع القرآن)) قال: ((أليس معك {قل يا أيها الكافرون}؟)) قال: بلى. قال: ((ربع القرآن)). قال: ((تزوج تزوج)).(3/1094)
#1095#
1608- ((س)): وعن أبي سعيد قال: أخبرني أخي قتادة بن النعمان قال: قام رجل من الليل فقرأ: {قل هو الله أحد} السورة يرددها لا يزيد عليها، فلما أصبحنا قال رجل: يا رسول الله إن رجلاً قام الليل من السحر يقرأ {قل هو الله أحد} لا يزيد عليها، كأن الرجل يتقالها .. الحديث.(3/1095)
1609- ((ذر)): وعن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {قل هو الله أحد} ثلث القرآن)).(3/1095)
1610- وفي رواية عنه قال: ((من قرأ {قل هو الله أحد} كانت له عدل ثلث القرآن)).(3/1095)
1611- ((ذر)): وعن أم كلثوم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (({قل هو الله أحد} ثلث القرآن)).(3/1095)
#1096#
1612- وفي رواية عن أبي مسعود الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((تعدل ثلث القرآن)).(3/1096)
#1097#
1613- وفي رواية عن أبي هريرة كذلك.(3/1097)
1614- ((ع)): وعن عطاء، عن أبي إسحاق، عن أبي مسعود أو ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلةٍ ثلث القرآن؟ {قل هو الله أحد})).(3/1097)
1615- ((ع)): وعن أبي مسعود الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلةٍ؟ (الله الواحد الصمد) )).(3/1097)
#1098#
1616- وعن عمرو بن ميمون عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.(3/1098)
1617- ((س)): وعن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((أيعجز أحدكم أن #1099# يقرأ ثلث القرآن كل ليلةٍ؟)) قالوا: ومن يطيق ذلك؟ قال: ((بلى، {قل هو الله أحد})).(3/1098)
1618- ((س)): وعن أبي أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلةٍ ثلث القرآن؟)) فسكتنا، فأعاد ثلاث مراتٍ، يقول لنا، ونسكت، ثم قال: ((من قرأ في ليلةٍ: {قل هو الله أحد} فقد قرأ ثلث القرآن)).(3/1099)
#1100#
1619- ((ط)): وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلةٍ؟)) فسكتنا، فلم نجبه، وأشفقنا أن يأمرنا بأمرٍ نعجز عنه، فسكتنا. فأعاد ذلك ثلاث مراتٍ، يقول ذلك، فنسكت. ثم قال: ((من قرأ في ليلةٍ: {قل هو الله أحد. الله الصمد} فقد قرأ ثلث القرآن)).(3/1100)
1620- ((ذر)): مالك عن ابن شهابٍ عن حميد بن عبد الرحمن أنه أخبره أن {قل هو الله أحد} ثلث القرآن، وأن {تبارك الذي بيده الملك} تجادل عن صاحبها.(3/1100)
1621- ((ع)): وعن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (({قل هو الله أحد} ثلث القرآن)).(3/1100)
1622- وعن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.(3/1100)
#1101#
1623- ((ع)): وعن أبي بن كعب أو رجل من الأنصار عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ {قل هو الله أحد} فكأنما قرأ ثلث القرآن)).(3/1101)
1624- ((م س)): وعن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على #1102# سريةٍ وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ {قل هو الله أحد} فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((سلوه لأي شيءٍ يصنع ذلك))؟ فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، فأنا أحب أن أقرأ بها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أخبروه أن الله تعالى يحبه)).(3/1101)
1625- ((حـ)): وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فجعل {قل هو الله أحد} جزءاً واحداً، وسائر القرآن جزأين. فمن قرأها مرة واحدة فكأنما قرأ ثلث القرآن. ومن قرأها ثلاث مراتٍ بنى الله له قصراً في الجنة من درة بيضاء، وياقوتة حمراء، #1103# وزبرجدةٍ خضراء فيه سبعون ألف بيتٍ، وسبعون ألف غرفة في كل بيت منها. وفي كل غرفة من الأبواب والنعم والشرف ما لا يبلغه الواصفون ولا أوهام قلوب العالمين، ومن قرأها عشرين مرة يبنى له قصران هكذا إلى تسعين مرة تسع قصور، لكل عشر قصر ومن قرأها مائة مرة، رفع له عمل نبي من الأنبياء ومن قرأها مائتي مرة غفر له ذنوب خمسين سنة، ما خلا الدماء والأموال، ومن زاد على ذلك، زاده الله من فضله وثوابه على قدر ذلك، و{قل هو الله أحد} نسب الرب وبراءة من الشرك، ومحض الإيمان، وكلمة الإخلاص، ومحضرة الملائكة، ومنفرة الشياطين، ويكتب لقارئها بكل حرف منها فضلاً على سائر القرآن كله عشر حسنات، ويمحى عنه عشر سيئات، ويرفع له عشر درجات، ثم لا يكون له منتهى دون أن يستظل بعرش الرحمن، لها حول العرش دوي كدوي النحل، تذكر بصاحبها إلى يوم القيامة)).(3/1102)
1626- ((ث)): وعن أنس: أن رجلاً كان يصلي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان لا يقرأ بسورة في الصلاة، إلا قرأ في إثرها {قل هو الله أحد} فذكر #1104# ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((ما حملك على لزومها؟)) فقال: يا رسول الله إني أحبها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((حبك لها يدخلك الجنة)).
وفي رواية: ((أدخلك الجنة)).(3/1103)
1627- ((ص)): وعن أنس بن مالك: أن رجلاً كان يلزم قراءة {قل هو الله أحد} في الصلاة مع كل سورة، وهو يؤم أصحابه. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما يلزمك هذه السورة))؟ قال: إني أحبها. قال: ((فحبها أدخلك الجنة)).(3/1104)
1628- ((حـ)): وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ {قل هو الله أحد} قبل أن يخرج من منزله بعث الله إليه ملكين يكتبان له الحسنات، ويمحوان عنه السيئات، وما بقي من ثوابه أكثر مما كتبا)).
ومن قرأها ثلاثاً صافحه الملائكة، ومن قرأها أربعاً عظمته #1105# الملائكة، ومن قرأها خمساً خفف الله حسابه، ومن قرأها ستاً أجاب الله دعاءه، ومن قرأها سبعاً زاحم إبراهيم الخليل عليه السلام عند باب الجنة، ومن قرأها ثمانية شفعه الله عز وجل في عشرة من أهل بيته كلهم قد استوجب النار، ومن قرأها تسعاً جاز الصراط كالبرق. ومن قرأها عشراً خفف الله عنه وعن والديه عذاب القبر، وإن كانا مشركين)).(3/1104)
1629- ((ط)): وعن ابن المنكدر قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً وهو يقرأ: {قل هو الله أحد} يمد بها صوته فقال: ((سل تعطه)).(3/1105)
1630- ((نج)): وعن أنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: #1106# ((من قرأ {قل هو الله أحد} مائتي مرة غفر له ذنب مائتي سنة)).(3/1105)
1631- ((حـ)): وقال صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ {قل هو الله #1107# أحد} مائة مرة رفع له يومئذٍ عمل سبعين نبياً، وكلما قال: {قل هو الله أحد} غفر له ذنب سنةٍ)).(3/1106)
1632- ((نج)): وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أسست السموات السبع والأرضون السبع على {قل هو الله أحد})).(3/1107)
1633- ((خ، طا)): وعن أبي سعيد الخدري أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ: {قل هو الله أحد} يرددها. فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر ذلك له، وكان الرجل يتقالها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن)).(3/1107)
#1108#
1634- ((خ)): وعنه قال: أخبرني أخي قتادة بن النعمان: أن رجلاً قام في زمان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في السحر {قل هو الله أحد} -لا يزيد عليها، فلما أصبحنا أتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم .. الحديث.(3/1108)
1635 ((حـ)): وعن عاصم بن عمر أن عبد الله بن عمر قال: حدثني هذا الرجل من أهل الكتاب -يعني كعباً- أن الله تعالى أسس السموات السبع والأرضين السبع على هذه السورة {قل هو الله أحد}.(3/1108)
1636- ((ش)): وعن قتادة عن عبد الله بن غيلان الثقفي أنه كان #1109# أميراً على البصرة فقال: حدثني هذا الرجل الصالح كعب الأحبار أن الله تبارك وتعالى أسس الأرضين السبع على {قل هو الله أحد}.(3/1108)
1637- ((حـ)): وعن جابر بن عبد الله قال: كان فيما أنزل الله عز وجل على نوح عليه السلام من قرأ {قل هو الله أحد} فكأنما عبد الله منذ خلق الله آدم إلى يوم ينفخ في الصور.(3/1109)
1638- ((حـ)): وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: من #1110# قرأ {قل هو الله أحد} عشر مرات في دبر صلاة الغداة لم يصل إليه ذلك اليوم ذنبٌ ولو جهد الشيطان.(3/1109)
1639- ((حـ)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن القرآن هبط به جبريل وحده من عند رب العالمين، و{قل هو الله أحد} هبط بها إلي سبعون ألف ملكٍ و{قل هو الله أحد} خمس عشرة كلمة مع كل كلمة خمسة عشر بركة، فمن تلاها مرة فكأنما تلا ثلث القرآن، ثم على هذا الحساب)).(3/1110)
1640- وقال رجل: يا رسول الله، إني كثير الذنوب، فدلني على ما أتقرب به إلى الله عز وجل، فقال: ((عليك بكثرة قراءة {قل هو الله أحد}؛ فإنها تقربك إلى الله عز وجل)).(3/1110)
1641- ((ط)): وعن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ #1111# {قل هو الله أحد} أعطي من الأجر كأنما قرأ ثلث القرآن، وأعطي من الأجر عشر حسناتٍ بعدد من أشرك بالله وآمن به)).(3/1110)
1642- ((نس)): وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ {قل هو الله أحد} عشر مراتٍ بنى الله له بيتاً في الجنة، من لؤلؤة بيضاء على عمودٍ من ياقوتة حمراء، فيه اثنتا عشرة غرفة. ومن قرأها خمسين مرة بنى الله له منازل من النور، ويمر على الصراط كالبرق، وتفتح له ثمانية أبواب الجنة من أيها شاء دخل)).(3/1111)
1643- وقال عيسى عليه السلام: من قرأ سورة الإخلاص في بيته مائة مرة نزع الله من ذلك البيت الفقر، وأعطى أهله براءة من النفاق.(3/1111)
1644- ((يو)): وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما أنزل علي القرآن إلا آيةً آيةً، وحرفاً حرفاً. خلا {قل هو الله أحد} وآية #1112# الكرسي وسورة الأنعام، فإنها نزلت جملةً وتبعها سبعون ألفاً من الملائكة لهم زجل بالتسبيح والتهليل والتقديس والثناء على الله عز وجل)).(3/1111)
1645- ((نس)): وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ {قل هو الله أحد} مائة مرةٍ غفر الله له ذنوب ستين سنة، أو خمسين سنة)).(3/1112)
1646- ((ط)): وعن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن كعب قال: ((من قرأ {قل هو الله أحد} حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصراً في الجنة، وإن {قل هو الله أحد} تعدل التوراة والإنجيل والفرقان.(3/1112)
1647- ((ط)): وعنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليه إبليس لعنه الله وهو في منزل عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها يحدث أصحابه بحديث آدم عليه السلام فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء منها؛ قال له: ((ما يذيب جسمك))؟ #1113# قال: صهائل الخيل في سبيل الله. قال: ((فما يفزع كبدك؟)) قال: مجالس العلماء. قال: ((فما يؤيسك من ابن آدم؟)) قال: كثرة قراءته {قل هو الله أحد}))... الحديث.
قلت: خرجه ابن وهب عن ابن لهيعة، وحيوة بن شريح، عن زهرة بن معبد، عن سعيد بن المسيب.(3/1112)
1648- ((ق)): وعن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ #1114# {قل هو الله أحد} إحدى عشرة مرة بني له قصرٌ في الجنة، ومن قرأها عشرين مرة، بني له قصران في الجنة، ومن تلاها ثلاثين مرة بني له ثلاثة قصور في الجنة)). فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: والله #1115# يا رسول الله لتكثرن قصورنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الجنة أوسع من ذلك)).
وفي رواية: ((من قرأ {قل هو الله أحد} عشر مرات)). وفيها: فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: والله يا نبي الله إذاً لتكثرن قصورنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الله أوسع من ذلك)).(3/1113)
1649- ((ط، ز)): عن كعب قال: من قرأ: {قل هو الله أحد} حرم الله لحمه على النار.(3/1115)
1650- ((يغ)): وعن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: #1116# ((من قرأ {قل هو الله أحد} مائة مرةٍ على طهارة كطهارة الصلاة يبدأ بفاتحة الكتاب، كتب الله له بكل حرفٍ عشر حسناتٍ، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وبنى له مائة قصرٍ في الجنة، ورفع له من العمل في يومه مثل عمل نبي، وكأنما قرأ القرآن ثلاثاً وثلاثين مرة، وهي براءة من الشرك، ومحضرة الملائكة، ومنفرة الشياطين، ولها دوي حول العرش تذكر #1117# بصاحبها حتى ينظر الله إليه، فإذا نظر إليه لم يعذبه أبداً)).(3/1115)
1651- ((حـ)): وعن سهل بن معاذ عن كعب الأحبار قال: من قرأ {قل هو الله أحد} عشر مرات بنى الله له قصراً في الجنة؛ فإن {قل هو الله أحد} تعدل التوراة والإنجيل والزبور والقرآن ومن قرأ بها مع أم القرآن في كل ركعة من صلاة الضحى كتب له بكل شعرةٍ من جسده حسنة)).(3/1117)
1652- ((ق)): وقال كعب: ما من شيء أحب إلى الله تعالى من قراءة القرآن والذكر، ولولا ذلك ما أمر الله عز وجل بالصلاة والقتال، ألا ترون أنه قد أمر الناس بالذكر عند القتال فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون} قال كعب: فمن قرأ بـ {قل هو الله أحد} حرم الله لحمه على النار.(3/1117)
1653- ((حـ)): وعن محمد بن المنكدر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقرأ {قل هو الله أحد. الله الصمد} يمدها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((سل تعط)).(3/1117)
#1118#
1654- ((ذر)): وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ {قل هو الله أحد} خمسين مرةٍ غفرت له ذنوب خمسين سنةٍ)).(3/1118)
1655- ((مح)): وعنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من عبدٍ مسلم ولا أمةٍ مسلمةٍ قرأ في يوم وليلةٍ مائتي مرة {قل هو الله أحد. الله الصمد} إلا غفر لهما خطايا خمسين سنة)).(3/1118)
1656- ((حـ)): وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : #1119# ((من أحب أن يموت في السماء السادسة فليقرأ خلف كل صلاةٍ مكتوبة {قل هو الله أحد} مرة واحدة)).(3/1118)
1657- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((في الجنة قصر لمن يقرأ {قل هو الله أحد})).(3/1119)
1658- ((ص)): وعن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((ما على أحدكم أن يقرأ بـ {قل هو الله أحد} في كل ليلةٍ ثلاث مراتٍ؛ فإنها تعدل القرآن كله)).(3/1119)
1659- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ {قل هو الله أحد} مرة #1120# بورك عليه، ومن قرأها مرتين بورك عليه وعلى أهله؛ ومن قرأها ثلاث مراتٍ بورك عليه، وعلى جميع جيرانه، ومن قرأها اثني عشر مرة بنى الله له اثني عشر قصراً في الجنة، وتقول الحفظة: انطلقوا بنا ننظر إلى قصور أخينا، فإن قرأها مائة مرة كفرت عنه ذنوب خمس وعشرين سنة، ما خلا الدماء والأموال، فإن قرأها أربعمائة مرة كفرت عنه ذنوب أربعمائة سنة ما خلا الدماء والأموال، فإن قرأها ألف مرة لم يمت حتى يرى مكانه في الجنة، أو يرى له)) الحديث.(3/1119)
1660- ((ت)): وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ كل #1121# يومٍ مائتي مرة {قل هو الله أحد} محي عنه ذنوب خمسين سنة إلا أن يكون عليه دينٌ)).(3/1120)
1661- ((م، ت)): وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((احشدوا؛ فإن سأقرأ عليكم ثلث القرآن)). قال: فحشد من حشد ثم #1122# خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فقرأ {قل هو الله أحد}، ثم دخل، فقال بعضنا لبعض: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إني سأقرأ عليكم ثلث القرآن))، إني لأرى هذا خبراً جاء من السماء، ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إني قلت: سأقرأ عليكم ثلث القرآن، ألا، وإنها تعدل ثلث القرآن)).
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح من هذا الوجه.
قلت: وزاد مسلم في روايته بعد قوله: ((جاء من السماء)): ((فذلك الذي أدخله)). ثم اتفقا على آخره.(3/1121)
1662- ((يح فعي)): وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال #1123# رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قال إحدى عشرة مرة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أحداً صمداً، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد) كتب الله له ألفي ألف حسنة)).
زاد أبو بكر الشافعي: ((ومن زاد زاده الله)).(3/1122)
1663- ((ت)): وعن أنس بن مالك قال: كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء، فكان كلما افتتح سورة فقرأ لهم في الصلاة يقرأ بها افتتح بـ {قل هو الله أحد} حتى يفرغ منها، ثم يقرأ سورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة، فكلمه أصحابه، فقالوا: إنك تقرأ بهذه السورة، ثم لا ترى أنها تجزئك، حتى تقرأ سورة أخرى، فإما أن تقرأ بها، وإما أن تدعها، أو تقرأ بسورة أخرى. قال: ما أنا بتاركها. إن أحببتم أن أؤمكم بها فعلت، وإن كرهتم تركتكم، وكانوا يرونه أفضلهم، وكرهوا أن يؤمهم غيره. فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر، فقال: ((يا فلان، ما #1124# يمنعك مما يأمر به أصحابك، وما يحملك أن تقرأ هذه السورة في كل ركعةٍ؟)) فقال: يا رسول الله، إني أحبها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن حبها أدخلك الجنة)).
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وفي رواية عنه: ((إن حبك إياها أدخلك الجنة)).(3/1123)
1664- ((في، فعي)): وعنه قال: سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من أصحابه، فقال: ((يا فلان هل تزوجت؟)) قال: لا، وليس عندي ما أتزوج به، قال: ((أليس معك {قل هو الله أحد}؟)) قال: بلى، قال: ((ربع القرآن)). قال: ((أليس معك {إذا جاء نصر الله}؟)) قال: بلى، قال: ((ربع القرآن)) قال: ((أليس معك {قل يا أيها الكافرون}؟)) قال: بلى. قال: ((ربع القرآن)). قال: ((أليس معك آية الكرسي؟)) قال: بلى، قال: ((ربع القرآن، تزوج، تزوج، تزوج)).
#1125#
قلت: خرجه أبو طاهر السلفي في المجالس الخمسة التي أملاها بسلماس.(3/1124)
1665- ((يغ، ص)): وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ {قل هو الله أحد} ثلاثين مرة كتب الله له براءة من النار، وأماناً من العذاب، وأماناً يوم الفزع الأكبر)).
قلت: وخرجه القاضي أبو الحسن بن صخر بمعناه.(3/1125)
1666- وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ {قل هو الله أحد} في #1126# مرضه الذي يموت فيه لم يفتن في قبره، وأمن ضغطة القبر، وحملته الملائكة يوم القيامة على أكتافها حتى تجيزه الصراط إلى الجنة)).
قلت: رواه أبو عمر رضي الله عنه عن أحمد بن فتح قال: حدثنا مسلمة بن القاسم قال: حدثنا جعفر بن محمد الأصبهاني بسيراف قال: حدثنا حذيفة بن غياث بن حسان العسكري قال: حدثنا عثمان بن الهيثم قال: حدثنا محبوب بن هلال المزني عن عطاء بن أبي ميمونة عن أنس بن مالك.(3/1125)
1667- ((ص، ب)): وعن أنس بن مالك قال: نزل جبريل عليه السلام #1127# على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد مات معاوية بن معاوية المزني، أتحب أن تصلي عليه؟ قال: ((نعم))، فضرب بجناحه الأرض، فلم تبق شجرة ولا أكمة إلا تضعضعت ورفع له سريره حتى نظر إليه، فصلى عليه وخلفه صفان من الملائكة، في كل صف سبعون ألف ملك. فقال #1128# النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام: ((بم نال هذه المنزلة من الله؟)) قال: بحبه {قل هو الله أحد} وقراءته إياها جائياً وذاهباً، وقائماً وقاعداً، وعلى كل حال.
قلت: خرجه أبو عمر، عن قاسم بن محمد قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن منصور قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سجد قال: حدثنا يزيد بن هارون عن العلاء أبي محمد الثقفي سمعت أنس بن مالك.(3/1126)
1668- ((ب)): وعنه قال: نزل جبريل عليه السلام فذكر مثله؛ إلا أنه قال: ((ستون ألف ملكٍ)).(3/1128)
1669- ((ث، ب)): وعنه أيضاً قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك #1129# فطلعت الشمس بضياءٍ وشعاع ونور لم أرها طلعت فيما مضى مثله. فأتاه جبريل فقال له: ((يا جبريل ما لي أرى الشمس اليوم طلعت بضياءٍ ونور وشعاع لم أرها طلعت فيما مضى))؟ قال: ذلك أن معاوية بن معاوية الليثي مات اليوم بالمدينة، فبعث الله إليه سبعين ألف ملكٍ يصلون عليه قال: ((وفيم ذاك))؟ قال: كان يكثر من قراءة {قل هو الله أحد} بالليل والنهار، وفي ممساه ومصبحه، وقيامه وقعوده فهل لك يا رسول الله أن أقبض لك الأرض فتصلي عليه؟ قال: ((نعم)). قال: فصلى عليه، ثم رجع.
قلت: لفظ الحديث لابن عبد البر.
وأما الثعلبي فقال في روايته: فطلعت الشمس بيضاء بشعاع في الموضعين، وقال: فبعث الله إليه تسعين ألف ملك.
خرجه أبو عمر - رحمه الله عن أحمد بن فتح وخلف بن قاسم قالا: حدثنا محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري قال: نا أحمد بن عمر بن يوسف الدمشقي قال: نا نوح بن محمد بن حوى قال: حدثنا بقية بن الوليد، قال: نا محمد بن زياد عن أبي أمامة.(3/1128)
#1130#
1670- ((ص، ب)): وعن أبي أمامة الباهلي قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام، وهو بتبوك، فقال: يا محمد، اشهد جنازة معاوية بن مقرن المزني. قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه، ونزل جبريل عليه السلام في سبعين ألف ملكٍ من الملائكة، فوضع جناحه الأيمن على الجبال فتواضعت ووضع جناحه الأيسر على الأرض فتواضعت حتى نظرنا إلى مكة والمدينة، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجبريل والملائكة، فلما فرغ قال: ((يا جبريل، بم بلغ معاوية بن مقرن هذه المنزلة))؟ قال: بقراءته {قل هو الله أحد} قائماً وقاعداً، وراكباً وماشياً.(3/1130)
1671- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((نزل ملكٌ من السماء السابعة، وخرج ملك من الأرض السابعة، فالتقيا على هذه الأرض، فقال الذي نزل من السماء: قد رفعت اليوم عملاً لم أرفع مثله. قال الآخر: #1131# وما ذاك؟ قال: قرأ رجلٌ {قل هو الله أحد} مائة مرة. قال: ما صنع به؟ قال: غفر له)).(3/1130)
1672- وعن محمد بن عكاشة قال: أخبرني معاوية بن حماد الكرماني، عن الزهري قال: من اغتسل يوم الجمعة، ثم صلى ركعتين وقرأ فيهما بـ {قل هو الله أحد} ألف مرة، خمسمائة في كل ركعة رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه.
قال محمد: فدمت عليها أغتسل كل ليلة جمعة، وأصلي ركعتين أقرأ فيها {قل هو الله أحد} ألف مرةٍ طمعاً أن أرى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فأعرض عليه هذه الأصول، فأتت علي ليلة باردة فاغتسلت وصليت ركعتين، فلما فرغت منهما وكان قريباً من الفجر، فاستندت إلى الحائط، ووجهي إلى القبلة، إذ دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم على النعت والصفة عليه بردتان من هذه اليمانية قد تآزر بإحداهما وارتدى بالأخرى، فجثى مستوفزاً على رجله اليسرى، وأقام اليمنى.
قال محمد بن عكاشة: فأردت أن أقول له: حياك الله. فناداني فقال لي: ((حياك الله))، وكنت أحب أن أرى رباعيته المكسورة فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظرت إليه، فقلت: يا رسول الله صلى الله عليك، إن الفقهاء قد خلطوا علينا #1132# في الاختلاف، وعندي أصول من السنة أعرضها عليك؟ فقال: ((نعم)).
فقلت: الرضا بقضاء الله، والتسليم لأمر الله، والصبر على حكمه، والأخذ بما أمر الله به، والنهي عما نهى الله عنه، وترك المراء والجدال والخصومات في الدين، وإخلاص العمل لله، والمسح على الخفين، والجهاد مع كل خليفة، والجمعة مع كل بر وفاجرٍ، والصلاة على من مات من أهل القبلة سنة، والإيمان بالقدر خيره وشره، والقرآن كلام الله ليس بمخلوق، والصبر تحت لواء السلطان على ما كان فيه من عدل أو جورٍ، وأن لا يخرج على الأمراء بالسيف، وإن جاروا، والكف عن مساوئ أصحابك يا رسول الله، فلما قلت: ((والكف عن مساوئ أصحابك يا رسول الله)) بكى حتى علا صوته، وأفضل الناس بعدك يا رسول الله أبو بكر، ثم عمر، ثم وقفت عن عثمان وعلي. فقلت في نفسي علي ابن عمه، وعثمان صهره، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كأنه قد علم ما في نفسي، ثم قال لي: ((عثمان ثم علي هذه السنة)) فتمسك بها، وضم أصابعه وضم إبهامه فوقهن.
قال محمد بن عكاشة: فعرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأصول ثلاث #1133# ليالٍ متوالياتٍ، كل ليلةٍ أقف عند عثمان وعلي فيقول لي: ((عثمان ثم علي)). وكنت أعرض عليه هذه الأصول، وعيناه تهطلان، فوجدت حلاوة في قلبي وفمي فمكثت أياماً لا آكل ولا أشرب، حتى ضعفت عن صلاة الفريضة، فلما أكلت ذهبت تلك الحلاوة والله شاهد علي.
قال: وأخبرني عن أحمد بن حنبل أن أمير المؤمنين المتوكل على الله قال له: إني أريد أن أتخذك فيما بيني وبين الله حجةً، فأظهرني على السنة والجماعة، وما اشتبه على العلماء مما كتبوا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال: فأخبرته بهذا الحديث بعينه.(3/1131)
1673- ((ث)): وعنه صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ {قل هو الله أحد} مرة واحدة أعطاه الله من الثواب ما يحمل ثوابه سبعين قنطاراً أحمال ياقوت فتحرج فيه الروح يحملون كتبه كتاباً واحداً أشد تقرمطاً من شعر الزنجي وأرق من الشعر)).(3/1133)
#1134#
1674- ((ق)): وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ {قل هو الله أحد} كتب الله له براءة من النار)).(3/1134)
1675- ((حـ)): وعن كعب الأحبار أنه قال: من قرأ {قل هو الله أحد} حرم الله لحمه على النار.(3/1134)
1676- ((ث)): وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال وسئل عن ثواب {قل هو الله أحد} فقال: ((من قرأ {قل هو الله أحد} تناثر الخير على مفرق رأسه من عنان السماء، ونزلت عليه السكينة وتغشته الرحمة، وله رونق تحت العرش)).(3/1134)
1677- ((ق)): وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ {قل هو الله أحد} كان له مثل أجر مائة شهيد)).(3/1134)
1678- ((ص)): وقال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه في وصيته له: ((يا علي #1135# اقرأ {قل هو الله أحد} على وضوء تنادى: يا مادح الله قم، فادخل الجنة، يا علي عليك بقراءة {قل هو الله أحد} فإنها منفاة للفقر)).(3/1134)
1679- ((ق)): وقال صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ {قل هو الله أحد} أعطي من الأجر بعدد من آمن)).(3/1135)
1680- ((ط، ها)): وعن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ {قل هو الله أحد} أعطي من الأجر كأنما قرأ ثلث القرآن، وأعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من أشرك بالله تعالى، وآمن به)).(3/1135)
1681- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة الإخلاص عشر مراتٍ بنى الله له بيتاً في الجنة. ومن قرأها ثلاثين مرة بنى الله له مدينة في الجنة من ياقوتة خضراء، شرفاتها من ياقوتة حمراء، فيها #1136# اثنا عشر قصراً من در وياقوت، ومن قرأها مائة مرةٍ غفرت خطاياه خمسين سنة)).(3/1135)
1682- ((قو)): وقيل في تفسير قول الله عز وجل: {إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا، ولئن زالتا إن أمسكهما من أحدٍ من بعده إنه كان حليماً غفوراً}: إن الله عز وجل إذا نظر إلى معاصي العباد غضب فترجف الأرض وتضطرب السماء فتنزل ملائكة السماء فتمسك أطراف الأرض، وتصعد ملائكة الأرضين فتمسك بأطراف السماء ولا يزالون يقرءون {قل هو الله أحد}. حتى يسكن غضبه تعالى، فذلك معنى قول تعالى: {إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا}.(3/1136)
1683- وقال أبو جعفر حدثنا سعيد بن السري، عن محمد بن #1137# المسيب، عن عبد الله بن زياد، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أوحى الله عز وجل إلى يونس بن متى عليه السلام أنه من قرأ {قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد. ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد} مائة مرةٍ حرمه الله على النار، فإن قرأها مرةً واحدةً وكل الله به ملكين يكتبان ثوابه من يوم قرأها إلى يوم يموت، ثم يكتبان له من بعد موته أكثر مما كانا يكتبان له في حياته. فقال رجل من أصحابه: يا نبي الله، قد رغبتنا في قراءتها، فصف لنا ذلك الثواب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((يدعى العبد إذا قرأها مرة في دهره، فيقول الله: يا عبدي، أقررت بربوبيتي ولم ترني، وعلمت أني فرد صمد، وأنه ليس لي ولد، ولا صاحبة، تمن ما شئت وسل تعط؛ فأنا الملك القاهر الصمد، لا إله غيري، فيقول العبد: يا رب، يا رب، نجني من النار، وأدخلني الجنة فيقول الله جل وعز للملائكة: يا ملائكتي، انطلقوا بعبدي فأروه ما أعطيته، فيتلقاه عشرة آلاف ملكٍ وهم الذين يلون مساكنه في الجنة فيحفون به ويحملونه فيرفع له قصرٌ من ذهب، وقصر من فضة، وقصر من لؤلؤٍ، وقصر من ياقوتة، وقصر من زبرجدة مطوقة بالدر والياقوت، فيه الأزواج والحلي والحلل، فإذا رأى ذلك المنزل ومشى فيه عظمه وقال: هذا منزل ربي. فيقال له: لا؛ بل هو منزلك، ولك مثل #1138# هذا المنزل، وعشرة أمثاله، وعشرة آلاف قهرمان، عند كل واحد منهم أفضل مما ترى. فيقول: يا رب بأي كرامةٍ أعطيتني هذا؟ وبأي منزلة؟ فيقول له المولى جل وعز: باستحقاقك عندي. فيقول: يا رب، أعطيتني هذا بقراءتي {قل هو الله أحد} مرة واحدة في عمري؟ فيقول له: نعم لك هذا الذي ترى، ولك أضعافه. فيقول: يا رب لو علمت لاستكثرت من الخير. فيقول له الرب جل وعز: لو استكثرت لكان لك عندي من الفضل أكثر مما ترى. قال: فيندم إذ لم يكن قرأها طول حياته في الدنيا)).(3/1136)
[246] ما جاء في قراءتها في المنزل وأنها تنفي الفقر عن أهل ذلك المنزل والجيران
1684 ((ث)): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ {قل هو الله أحد} حين يدخل منزله نفت الفقر عن أهل ذلك المنزل والجيران)).(3/1138)
#1139#
1685- ((حـ)): وقال عيسى عليه السلام: من قرأ سورة الإخلاص في بيته مائة مرةٍ نزع الله من ذلك البيت الفقر، وأعطى أهله براءة من النفاق.(3/1139)
1628- ((حـ)): وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ {قل هو الله أحد} قبل أن يخرج من منزله بعث الله إليه ملكين يكتبان له الحسنات ويمحوان عنه السيئات، وما بقي من ثوابه أكثر مما كتبا)) الحديث.(3/1139)
1686- ((ث)): وقال عليه السلام: ((من قرأ {قل هو الله أحد} ثلاث مراتٍ بورك عليه، وعلى جميع جيرانه)) الحديث.(3/1139)
1687- ((ت)): وروي أن رجلاً شكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم الفقر وضيق #1140# المعاش فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ((إذا دخلت بيتك فسلم إن كان فيه أحد، وإن لم يكن فيه أحد فسلم علي، واقرأ {قل هو الله أحد} مرةً واحدةً)). ففعل الرجل فأدر الله عليه الرزق حتى أفاض على جيرانه.(3/1139)
1688- ((ق)): وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ {قل هو الله أحد} حين يدخل منزله نفت عنه الفقر)).(3/1140)
1689- ((ص)): وعن علي رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا علي، عليك بقراءة {قل هو الله أحد}؛ فإنها منفاة للفقر)).(3/1140)
[247] ما جاء في قراءتها عند النوم مائة مرةٍ
1690- ((ت)): عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أراد أن ينام #1141# على فراشه، فنام على يمينه، ثم قرأ {قل هو الله أحد} مائة مرةٍ، إذا كان يوم القيامة يقول له الرب تعالى: يا عبدي ادخل على يمينك الجنة)).
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب.(3/1140)
[248] ما جاء فيمن قرأها مائة مرة في يومٍ أو ليلةٍ في صلاةٍ أو غيرها
1691- ((زي)): عن عروة بن رويم قال: من قرأ {قل هو الله أحد} مائة مرة في يومٍ أو ليلةٍ في صلاةٍ أو غيرها كتب الله له براءة من النفاق.(3/1141)
#1142#
[249] ما جاء في قراءتها في شهر رجب مائة مرة في كل جمعة
1692- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ {قل هو الله أحد} مائة مرة في كل جمعة من شهر رجب كان له يوم القيامة نورٌ يسعى به إلى الجنة)).(3/1142)
[250] ما جاء فيمن قرأها عشر مرات في دبر كل صلاةٍ
1693- ((حـ)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ثلاثٌ لا يسابقهم أحد إلى الجنة: العافي عن قاتل وليه، ورجل ائتمن أمانته سراً، فردها سراً، ورجل قرأ {قل هو الله أحد} عشر مرات في دبر كل صلاة فقيل: يا رسول الله من السابق من هؤلاء الثلاثة إلى الجنة؟ فقال عليه السلام ((القارئ بسورة الإخلاص هو السابق إلى الجنة)).(3/1142)
#1143#
1694- ((ص)): وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ثلاثٌ من جاء بهن مع إيمان دخل من أي أبواب الجنة شاء وزوج من الحور العين حيث شاء: من عفا عن قاتله، وأدى ديناً، وقرأ في دبر كل صلاة المكتوبة عشر مرات {قل هو الله أحد})).
قال أبو بكر رضي الله عنه: أو إحداهن يا رسول الله؟ قال: ((أو إحداهن)).(3/1143)
1695- ((ق)): وقال عليه السلام: ((من قرأ {قل هو الله أحد} عشر مراتٍ في دبر كل صلاة لم يخف شيئاً من أهوال يوم القيامة)).(3/1143)
#1144#
[251] ما جاء فيمن قرأها عشر مرات في دبر كل صلاة الغداة
1638- عن علي رضي الله عنه أنه قال: ((من قرأ {قل هو الله أحد} عشر مراتٍ في دبر صلاة الغداة لم يصل إليه في ذلك اليوم ذنبٌ ولو جهد الشيطان)).(3/1144)
[252] ما جاء فيمن مر على المقابر وقرأ {قل هو الله أحد} إحدى عشرة مرة ثم وهب أجره للأموات
1696- ((ص)): عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر الصادق، عن أبيه محمد، عن أبيه علي، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عن جميعهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من #1145# مر على المقابر، وقرأ {قل هو الله أحد} إحدى عشرة مرة، ثم وهب أجره للأموات أعطي أجره بعدد الأموات)).(3/1144)
1697- وعن محمد بن أحمد المروزي أنه قال: سمعت أحمد يقول: إذا دخلتم المقابر فاقرءوا بفاتحة الكتاب، و{قل هو الله أحد}، والمعوذتين واجعلوا ثواب ذلك لأهل المقابر، فإنه يصل إليهم.(3/1145)
[253] ما جاء في تعويذ المريض بها
1698- ((ذر)): عن الزهري عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى قرأ على نفسه بـ {قل هو الله أحد}.
#1146#
قلت: تفرد به بكر بن الشرود عن مالك.
والمحفوظ عن مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على نفسه وينفث)). وبكر بن الشرود ضعيف.(3/1145)
1699- ((نج)): عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال: مرضت فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (({بسم الله الرحمن الرحيم} أعيذك بالله الواحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد من شر ما تجد من أذى)) ثم قام فقال: ((يا عثمان تعوذ بهن فما تعوذ بمثلهن)).(3/1146)
#1147#
1700- ((عد)): وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال: سمعت عثمان يقول: مرضت مرضاً وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذني فعوذني يوماً فقال: (({بسم الله الرحمن الرحيم} أعيذك بالله الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، من شر ما تجد)) فشفاني الله تعالى. فلما استتم رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً قال لي: ((يا عثمان تعوذ بهما، فما تعوذتم بمثلها)).(3/1147)
[254] ما يقال عند قراءة {قل هو الله أحد}
1701- ((ش)): عن عمرو بن عثمان قال: قال أبو جعفر أو حدثني من قال له أبو جعفر قال: إذا قرأت {قل هو الله أحد} فقل: أنت الله الأحد.(3/1147)
[255] ما جاء في قراءتها بعد صلاة المغرب إحدى عشرة مرة
1702- ((زي)): عن عبد الكريم بن الحارث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: #1148# ((من قرأ بعد المغرب {قل هو الله أحد} إحدى عشرة مرة بنى الله له بيتاً في الجنة)).(3/1147)
[256] ما جاء في سورة الإخلاص والمعوذتين
1703- ((زي، حـ)): عن عقبة بن عامر قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: ((يا عقبة -وأخذ بيدي- ألا أعلمك أفضل سورة أنزلت في التوراة والإنجيل والزبور والقرآن))؟ فقلت: بلى بأبي وأمي أنت يا رسول الله، فعلمني. فقال: {قل هو الله أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})) ثم دفع بظهر كفه في صدري، وقال: ((لا تنس ولا تبت ليلةً حتى تقرأهن)).
#1149#
قال عقبة: فما نسيت منذ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا كان لي أن أنسى، ولا بت ليلةً إلا قرأت بهن.(3/1148)
1704- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ في يوم {قل هو الله أحد} والمعوذتين ثلاث مراتٍ كفاه الله أمر الدنيا والآخرة)).(3/1149)
1705- ((حـ)): وعن منصور عن إبراهيم النخعي قال: كانوا يستحبون أن يقرأ الرجل في الليلة بـ {قل هو الله أحد} والمعوذتين، ثلاث مراتٍ قبل أن يصبح.(3/1149)
1706- وعن عبد الله بن خبيب قال: خرجنا في ليلة مطرٍ وظلمة #1150# شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي لنا، فأدركناه فقال: ((أصليتم))؟ فلم أقل شيئاً. ثم قال: ((قل)) فقلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال: {قل هو الله أحد} والمعوذتين حين تصبح وحين تمسي ثلاث مراتٍ تكفيك من كل شيءٍ)).(3/1149)
1707- ((جع)): وعن جعفر بن نسطور الرومي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ في كل يوم {قل هو الله أحد} ثلاث مراتٍ والمعوذتين كذلك كفاه الله تعالى أمر الدنيا والآخرة)).(3/1150)
1708- ((حـ)): وعن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه قال: أصابنا طش وظلمة فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي بنا فأخذ بيدي وقال: ((قل)) قلت: وما أقول؟ قال: ((قل: {قل هو الله أحد} والمعوذتين كل يومٍ ثلاث مراتٍ تكفيك من كل شيءٍ)).(3/1150)
#1151#
[257] ما جاء في قراءتهن بعد صلاة الجمعة
1709- ((ع)): عن أسماء بنت أبي بكر قالت: من صلى الجمعة، ثم قرأ بعدها {قل هو الله أحد} والمعوذتين حفظ أو كفي من مجلسه ذلك إلى مثله.(3/1151)
1710- ((زي)): وعن الحسن -يرفعه- قال: ((من قرأ عند تسليم الإمام يوم الجمعة وهو ثانٍ إحدى رجليه قبل أن يعطفهما أو قبل أن يتكلم {قل هو الله أحد} سبعاً، و{قل أعوذ برب الفلق} سبعاً، و{قل أعوذ برب الناس} سبعاً، حفظ له دينه ودنياه وأهله وولده)).(3/1151)
1711- ((ع، حـ)): وعن ابن شهاب قال: من قرأ {قل هو الله أحد} #1152# والمعوذتين بعد صلاة الجمعة حين يسلم الإمام قبل أن يتكلم سبعاً سبعاً كان ضامناً -قال أبو عبيد: أراه قال:-على الله هو وماله وولده من الجمعة إلى الجمعة.(3/1151)
[258] ما جاء في قراءتهن عند النوم
1712- ((خ، ت)): عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلةٍ جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ {قل هو الله أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس} ثم يسمح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مراتٍ.
قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ صحيح.(3/1152)
[259] ما جاء في قراءة أم القرآن و{قل هو الله أحد} والمعوذتين يوم الجمعة
1713- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ عند تسليم الإمام يوم الجمعة #1153# قبل أن يثني رجليه، وقبل أن يتكلم بأم القرآن، و{قل هو الله أحد} والمعوذتين سبعاً، حفظ الله عليه دينه ودنياه وأهله وولده إلى الجمعة الأخرى.(3/1152)
1714- ((زي)): وعن ابن مسعود أنه كان يقول: من قرأ حين ينصرف من الجمعة قبل أن يتكلم بأم القرآن ثلاث مراتٍ، و{قل هو الله أحد} سبع مرات، و{قل أعوذ برب الفلق} سبع مرات، و{قل أعوذ برب الناس} سبع مراتٍ، حفظه الله من الجمعة إلى الجمعة.(3/1153)
[260] ما جاء في الوتر بسورة الإخلاص والمعوذتين
1715- حدثني الفقيه الحاج المحدث أبو جعفر أحمد بن يحيى، رحمة الله عليه، سماعاً مني عليه بغرناطة في شهر ذي قعدة سنة سبعٍ #1154# وتسعين وخمسمائة. قال: حدثني قاضي الأحكام العدل الفقيه أبو عبد الله محمد بن الشيخ الفقيه أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن منصور بن محمد بن الفضل بن منصور بن أحمد بن يونس بن عبد الرحمن بن الليث بن عبد الرحمن بن العلاء بن الحضرمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعامله على البحرين: قال: نا الشيخ العدل أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي بقراءة الحافظ أبي طاهر السلفي عليه سنة ثمان عشرة وخمسمائة. قال: ثنا أبو عبد الله محمد بن الفرج بن عبد الولي الأنصاري الأندلسي، قال: ثنا أبو محمد بن الوليد قال: ثنا أبو عمر أحمد بن سعدي القيسي ثنا أبو الفرج الحسن بن القاسم الصدفي: ثنا فضل بن الحسن بن محمد المعافري: ثنا أبو مسافر: #1155# ثنا أبو يونس محمد بن يزيد بالمدينة. ثنا أبو مصعب قال: تقدم مالك بن أنس رحمه الله يصل الصفوف فإذا الحسين بن عبد الله بن ضميرة، فقال له مالك: حدثني حديث أبيك عن جدك عن علي رضي الله عنه في وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاثٍ، يقرأ في الأولى بالحمد و{قل هو الله أحد}، وفي الثانية بالحمد و{قل هو الله أحد}. وفي الثالثة بـ (الحمد لله) و{قل هو الله أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس} فقال مالك: الحمد لله الذي وافى وتري وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال أبو مصعب: فما تركت ذلك في وتري منذ سمعته من مالك، وقال أبو يونس: ما تركت ذلك في وتري منذ سمعت أبا مصعب عن مالك، وقال أبو مسافر: ولا تركت ذلك في وتري منذ سمعت أبا يونس، وقال فضل: ولا تركت ذلك في وتري منذ سمعته من أبي مسافر، وقال أبو الفرج: ما تركت ذلك في وتري منذ سمعته من فضل، وقال أبو عمر: ما تركت ذلك في وتري منذ سمعته من أبي الفرج، وقال أبو محمد بن الوليد: ما تركت ذلك في وتري منذ سمعته من أبي عمر. وقال محمد بن الفرج: ما تركت ذلك في وتري منذ سمعته من ابن الوليد، #1156# وقال أبو عبد الله الرازي: ما تركت ذلك في وتري منذ سمعته من محمد بن الفرج، وقال أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن منصور: ما تركت ذلك في وتري منذ سمعته من أبي عبد الله الرازي، وقال الحاج أبو جعفر أحمد بن يحيى: ما تركت ذلك في وتري منذ سمعته من شيخي أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بقراءتي عليه بالإسكندرية في شهر ربيع الأول سنة تسع وسبعين وخمسمائة وأنا أقول: ما تركت ذلك في وتري منذ سمعته من صاحبنا الفقيه الحاج أبي جعفر أحمد بن يحيى بن عميرة الضبي في التاريخ المذكور أولاً.(3/1153)
1716- وحدثني فيما كتب به إلي قاضي الأحكام العدل أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن منصور رحمه الله، وحدثني به أيضاً الفقيه القاضي المحدث الثقة العدل بقية الأشياخ أبو بكر محمد بن القاضي أبي خالد عبد الله بن أبي زمنين المري أبقاه الله قال: ثنا الفقيه الجليل المقرئ أبو محمد عبد الله بن مرجوال رحمه الله قال: #1157# ثنا أبو الربيع سليمان بن عبد العزيز بن أسد الأموي قراءة مني عليه قال: ثنا الشيخ الأجل أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي سماعاً عليه، قال: أجازني عبد الله بن الوليد بن سعد الأنصاري مشافهة بمصر، وأنا عنه أبو عبد الله محمد بن الفرج بن عبد الولي الأنصاري الأندلسي قال: نا أبو عمر أحمد بن سعدي القيسي .. .. الحديث.(3/1156)
[261] ما جاء في الوتر بـ {سبح اسم ربك الأعلى} و{قل يا أيها الكافرون} و{قل هو الله أحد}
1717- ((س)): عن أبي بن كعب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في #1158# الوتر بـ{سبح اسم ربك الأعلى} و{قل يا أيها الكافرون} و{قل هو الله أحد} فإذا سلم قال: ((سبحان الملك القدوس)) ثلاث مرات.(3/1157)
1718- ((س)): وعن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر بـ{سبح اسم ربك الأعلى} و{قل يا أيها الكافرون} و{قل هو الله أحد} وإذا سلم قال: ((سبحان الملك القدوس))، ثلاث مرات، يمد صوته في الثالثة ويرفع.(3/1158)
#1159#
[262] ما جاء في سورتي الفلق والناس
1719- ((د)): عن عقبة بن عامر قال: بينما أسير مع النبي صلى الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشينا ريحٌ وظلمة شديدة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ بـ ((أعوذ برب الفلق)) و((أعوذ برب الناس))، ويقول: ((يا عقبة تعوذ بهما، فما تعوذ متعوذٌ بمثلهما))، وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة.(3/1159)
1720- ((ع)): وعن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق مكة، ومعه أصحابه، فوقعت علينا ضبابة من الليل حتى سترت بعض القوم من بعضٍ، فلما أصبحنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((قل يا ابن خبيب))، فقلت: ما أقول يا رسول الله؟ فقال: {قل أعوذ برب الفلق. من شر ما خلق} فقرأها وقرأتها، ثم قال: ((قل))، فقلت: ما أقول؟ قال: {قل أعوذ برب الناس} فقرأها، وقرأتها، حتى فرغ منها، ثم قال: ((ما استعاذ. أو ما استعان. أحدٌ بمثل هاتين السورتين قط)).(3/1159)
1721- ((ها)): وعن أبي بن كعب قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((من #1160# قرأ {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس} فكأنما قرأ جميع الكتب التي أنزلها الله تبارك وتعالى)).(3/1159)
1722- ((ط)): وعنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس} أعطي من الأجر كأنما قرأ جميع الكتب التي أنزلها الله عز وجل على الأنبياء وعلى محمد صلى الله عليه وسلم )).(3/1160)
1723- ((ع، نع)): وعن عقبة بن عامر الجهني قال: اتبعت #1161# رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب، فوضعت يدي على قدمه فقلت: يا رسول الله أقرئني من سورة هود أو من سورة يوسف فقال: ((لن تقرأ شيئاً أبلغ عند الله من {قل أعوذ برب الفلق})).(3/1160)
1724- ((ع)): وعن أبي بن كعب قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المعوذتين، فقال: ((قيل لي، فقلت)).
قال أبي: فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنحن نقول.(3/1161)
1722- ((ط)): وعن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ #1162# المعوذتين أعطي من الأجر كأنما قرأ جميع الكتب التي أنزلها الله تعالى على الأنبياء وعلى محمد صلى الله عليه وعلى جميعهم)).(3/1161)
1725- ((م، ت)): وعن عقبة بن عامر الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قد أنزل علي آياتٌ لم ير مثلهن {قل أعوذ برب الناس} إلى آخر السورة، و{قل أعوذ برب الفلق} إلى آخر السورة)).
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.(3/1162)
1726- ((سف)): وعن قيس بن أبي حازم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((نزلت علي آياتٌ ما رأيت أحسن منهن {قل هو الله أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})).(3/1162)
#1163#
1727- ((ع)): وعن ابن عابس الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا ابن عابس ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون؟)). قلت: بلى يا رسول الله. قال: (({قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})).(3/1163)
1728- ((ذر)): وعن عقبة بن عامر قال: قدت برسول الله صلى الله عليه وسلم في نقبٍ من تيك النقاب فقال: ((ألا تركب يا عقبة؟)) فأجللت أن أركب مركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: ((ألا تركب يا عقبة؟)) قال: فأشفقت أن تكون معصية، #1164# فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وركبت هنيهة. ثم نزلت وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال: ((يا عقبة، ألا أعلمك بسورتين من خير سورتين قرأ بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم؟)) فقلت: بلى يا رسول الله. فأقرأني {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس} ثم أقيمت الصلاة. فصلى وقرأ بهما، ثم مر بي فقال: ((كيف رأيت يا عقبة؟ اقرأ بهما كلما نمت أو قمت)).(3/1163)
1729- ((ش)): وعنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((اقرأ بالمعوذتين كلما نمت وكلما قمت)).(3/1164)
1730- ((ع)): وعن معاذ بن عبد الله بن خبيب، عن أبيه قال: كنا على باب النبي صلى الله عليه وسلم ننتظره أن يخرج، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابنا طش وظلمة، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي، فقال: ((اقرأ)). فقلت: وما أقرأ؟ قال: #1165# ((اقرأ بـ {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس} اقرأ بهما، ولن تقرأ بمثلهما)).(3/1164)
1731- ((ت)): وعن عقبة بن عامر قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن أقرأ بالمعوذتين في دبر كل صلاةٍ.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.(3/1165)
1732- ((ط، ز)): عن جابر بن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((اقرأ #1166# يا جابر)). قلت: ما أقرأ؟ قال: ((اقرأ {قل أعوذ برب الفلق})) ثم قال: ((اقرأ)). قلت: ما أقرأ؟ قال: ((اقرأ {قل أعوذ برب الناس} ولن يقرأ بمثلهما يا جابر)).(3/1165)
1733- ((د)): وعن عقبة بن عامر قال: كنت أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته في السفر فقال لي: ((يا عقبة، ألا أعلمك خير سورتين قرئتا؟)) #1167# فعلمني {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس} فلم يرني سررت بهما جداً.
قال: فلما نزل لصلاة الصبح صلى بهما صلاة الصبح للناس، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة التفت إلي، فقال: ((يا عقبة كيف رأيت؟)).
قلت: وخرجه عبد الملك بن حبيب بمثله. وقال: ((اعلم يا عقبة أنك لن تصلي بمثلهما)).(3/1166)
1734- ((ط)): وعنه قال: تعلقت بقدم النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله أقرئني سورة هود وسورة يوسف. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا عقبة بن عامر، إنك لن تقرأ بسورةٍ أحب إلى الله وأبلغ عنده من {قل أعوذ برب الفلق})).
قال يزيد بن عمرو: لم يكن أبو عمران التجيبي يدعها.(3/1167)
1735- ((حـ)): وعن زر سألت أبي بن كعب عن المعوذتين فقال: #1168# سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قيل لي، فقلت)): فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .(3/1167)
1736- ((خ)): وعنه أيضاً قال: سألت أبي بن كعب قلت: أبا المنذر، إن أخاك ابن مسعود يقول: كذا وكذا، فقال: إني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: ((قيل لي فقلت)). قال: فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .(3/1168)
1737- ((ث)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ المعوذتين. فكأنما قرأ الكتب التي أنزلها الله كلها)).(3/1168)
1738- ((ق)): وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من سورة يتعوذ بها المتعوذون، أبلغ عند الله تعالى من {أعوذ برب الفلق})).(3/1168)
#1169#
1739- ((ث)): وقال صلى الله عليه وسلم لعقبة بن عامر: ((ألا أعلمك سورتين هما أفضل القرآن، أو من أفضل القرآن))؟ قلت: بلى يا رسول الله. فعلمني المعوذتين، ثم قرأ بهما في صلاة الغداة وقال: ((اقرأ بهما كلما قمت ونمت)).(3/1169)
1740- ((ش)): وعن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ المعوذتين فكأنما قرأ جميع ما أنزل الله من الكتب)).(3/1169)
1741- ((ث)): في رواية قال: ((إنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله تعالى ولا أقرب عنده من {قل أعوذ برب الفلق} فإن استطعت أن لا تدعها في صلاة فافعل)).(3/1169)
1742- ((سف)): وعن عقبة بن عامر الجهني قال: هبطت مع #1170# رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثنية فقال: ((قل يا عقبة))، فقلت: يا رسول الله ما أقول؟ ثم تفرقنا. فقلت: اللهم ردها علي من نبيك، صلى الله عليه وسلم . ثم التقينا. فقال: ((قل يا عقبة)) فقلت: يا رسول الله، ما أقول؟ ثم تفرقنا. فقلت: اللهم ردها علي من نبيك. ثم التقينا فقال: ((قل يا عقبة)) فقلت: ما أقول يا رسول الله؟ قال: {قل هو الله أحد. الله الصمد} قال: فقلت: {قل هو الله أحد. الله الصمد} حتى أتى آخر السورة، ثم قال: {قل أعوذ برب الفلق} فقلت: {قل أعوذ برب الفلق} حتى أتى آخر السورة، ثم قال: {قل أعوذ برب الناس} فقلت: {قل أعوذ برب الناس} حتى أتى آخر السورة، وأنا أقول مثل ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما تعوذ المتعوذون، ولا استعاذ المستعيذون بمثلهن قط)).(3/1169)
1743- ((ط، ث)): وفي رواية: ((أنزل علي الليلة سورتان لم أسمع بمثلهما، أو لم أر مثلهما؛ المعوذتان)).(3/1170)
1744- ((ط، ث)): وعن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أنزلت #1171# علي آياتٌ لم ينزل علي مثلهن قط؛ المعوذتان)).(3/1170)
1745- ((س)): وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أنزل علي آيات لم ير مثلهن قط: المعوذتان)).(3/1171)
1746- ((س)): وعن عقبة بن عامر قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا عقبة، قل)). قلت: ماذا أقول؟ فسكت عني، ثم قال: ((يا عقبة، قل)). قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ فسكت عني، فقلت: اللهم اردده علي فقال: ((يا عقبة، قل)). فقلت: ما أقول؟ فقال: {قل أعوذ برب الفلق})) حتى أتيت على آخرها، ثم قال: ((قل))، قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ قال: #1172# {قل أعوذ برب الناس})) فقرأتها حتى أتيت على آخرها، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: ((ما سأل سائلٌ بمثلهما ولا استعاذ مستعيذٌ بمثلهما)).(3/1171)
1747- ((ذر)): وعن سعيد بن أبي سعيد المقبري أن عقبة بن عامر الجهني قال: مشيت مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لي: ((يا عقبة، قل)) فقلت: أي شي أقول؟ فسكت عني. فقلت: اللهم اردده علي. فقال: ((يا عقبة: قل))، فقلت: قل. فقال: {أعوذ برب الفلق} فقرأتها حتى جئت إلى آخرها. ثم قال: ((يا عقبة قل)). قال: فقلت: قل. فقال: {أعوذ برب الناس}، فقرأتها حتى جئت على آخرها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: ((ما سأل سائلٌ بمثلهما، ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما)).(3/1172)
1748- ((حـ)): وعن عبد الله بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ المعوذتين لم يبق شيءٌ إلا قال: رب أعذه من شري)).(3/1172)
#1173#
1749- وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المعوذتان أشد على إبليس من يد أحدكم عليه)).(3/1173)
[263] ما جاء في الرقية بهما من المرض
1750- ((طا، خ، ق، س)): عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات، وينفث. فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه، وأمسح عليه بيده رجاء بركتها.(3/1173)
1751- ((مـ)): وعنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا مرض أحدٌ من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات، فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت #1174# أنفث عليه، وأمسح بيد نفسه؛ لأنها كانت أعظم بركة من يدي)).(3/1173)
1752- ((خ)): عن عروة عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث.(3/1174)
1753- ((عد)): وعنه عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى قرأ على نفسه بالمعوذات وتفل أو نفث.(3/1174)
[264] ما جاء في قراءتهما في دبر الصلاة
1754- ((س)): وعن علي بن رباح عن عقبة بن عامر قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة.(3/1174)
[265] ما جاء في تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم وقراءته بهما على نفسه حين سحرته اليهود
1755- ((حـ)): عن حفص بن ميسرة: أن يهودية سحرت #1175# رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه جبريل عليه السلام فقال: يا محمد إن يهودية سحرتك، وجعلته في بير بضاعة، فأرسل رجلين من أخص أهلك وأصحابك يستخرجانه. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر، فاستخرجاه، فقال جبريل عليه السلام: اقرأ يا محمد، قال: ((وما أقرأ))؟ قال: اقرأ {قل أعوذ برب الفلق} فحلت عقة من السحر، {من شر ما خلق} فحلت عقدة {ومن شر غاسقٍ إذا وقب} فحلت عقدة {ومن شر النفاثات في العقد} فحلت عقدة {ومن شر حاسدٍ إذا حسد} فحلت عقدة. ثم قال: اقرأ. قال ((وما أقرأ؟)) قال: اقرأ {قل أعوذ برب الناس} فحلت عقدة {ملك الناس} فحلت عقدة {إله الناس} فحلت عقدة {من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس. من الجنة والناس} فحلت العقد كلها، وبرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان اضطجع ثماني عشرة ليلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما تعوذ بمثلهما)).(3/1174)
1756- ((قلت)): خرجه أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في كتاب الدعاء عن يونس بن عبد الأعلى قال: نا ابن وهب #1176# قال: أخبرني حفص بن ميسرة، عن أبي سفيان أن يهودية سحرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما مضى ثمان عشرة ليلة أتاه جبريل عليه السلام فقال: يا محمد، إن يهودية سحرتك، وجعلت لك سحراً في بني بياضة. فأرسل من أخص أهلك وأصحابك رجلين يستخرجان السحر، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر، فاستخرجا ذلك السحر، ونزل جبريل فقال: يا محمد اقرأ. قال: ((وما أقرأ؟)) قال: اقرأ: {قل أعوذ برب الفلق} الحديث بمثل ما تقدم.(3/1175)
[266] ما جاء في قراءتهما عند النوم
1757- ((زي)): عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: كان #1177# رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد النوم جمع يديه فنفث فيهما بـ {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس} ثم مسح بهما رأسه وجسده. قال عقيل: رأيت ابن شهاب يصنع ذلك.(3/1176)
[267] ما جاء في تعويذ النبي صلى الله عليه وسلم بهما نفسه في لدغة العقرب
1758- ((ش)): عن محمد بن علي قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم #1178# ذات ليلةٍ يصلي، فوضع يده على الأرض فلدغته عقرب فتناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنعله فقتلها، فلما انصرف قال: ((لعن الله العقرب، ما تدع مصلياً ولا غيره، أو نبياً ولا غيره)). ثم دعا بماءٍ وملح فجعله في إناء، ثم جعل يصبه حيث لدغته، ويمسحها ويعوذها بالمعوذتين.(3/1177)
[268] ثواب من قرأ القرآن حتى ختمه أو حضر ختمةً
1759- ((ص)): عن ابن عباس أنه قال: من قرأ ختمة كانت له عند الله دعوة مستجابة. معجلة أو مؤخرة.
فقال له رجل: يا ابن عباس، فإن كان رجلٌ لم يعلم إلا سورة #1179# أو سورتين. قال: سأل رجلٌ النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: ((ختمه من حيث علمه)).(3/1178)
1760- ((ك، ص)): وعن مجاهد قال: من ختم القرآن أعطي دعوةً.(3/1179)
1761- ((حـ)): وعن وهب بن عبد الله أنه كان يقول: لكل نبي مسألة يعطاها، وإن قارئ القرآن يعطى سؤله كلما ختمه.(3/1179)
1762- ((سف)): وعن عبد الكريم بن أبي المخارق عن مجاهد قال: من ختم القرآن أعطي دعوة مستجابة.
قال سفيان: وأظن فيه: وتصلي عليه الملائكة إن كان ليلاً فليلاً حتى يصبح، وإن كان نهاراً فنهاراً حتى يمسي.(3/1179)
1763- ((ش)): وعن قتادة، عن أنس أنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله.(3/1179)
#1180#
1764- ((ط)): وعن الزهري عن معاذ بن جبل قال: من قرأ القرآن كانت له عند الله دعوةٌ. من شاء عجلها، ومن شاء أخرها.(3/1180)
1765- ((ع)): وعنه قال: كان بالمدينة رجل يقرأ القرآن من أوله #1181# إلى آخره على أصحاب له، وكان ابن عباس يضع عليه الرقباء فإذا كان عند الختم جاء ابن عباس فشهده.(3/1180)
1766- ((نج)): وعن يوسف بن أسباط. أنه قال: كانوا يستحبون أن يختموا أول النهار وأول الليل. فإن ختم أول النهار فإن الملائكة تصلي عليه من أول النهار إلى آخره، وإن ختم أول الليل فإن الملائكة تصلي عليه من أول الليل إلى آخره.(3/1181)
1767- ((ص)): قال سفيان: كانوا يستحبون أن يختموا أول النهار، وأول الليل، فإن ختم أول النهار صلت عليه ملائكة النهار، وإن ختم أول الليل صلت عليه ملائكة الليل. أو كما قال.(3/1181)
1768- وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من شهد خاتمة القرآن كان كمن #1182# شهد الغنائم حين تقسم، ومن شهد فاتحة الكتاب كان كمن شهد فتحاً في سبيل الله)).(3/1181)
1769- ((قلت)): خرجه ابن حبيب بمثله. فرواه عن إسحاق بن صالح موقوفاً. ولم يذكر فيه فاتحة الكتاب وقال: ((من شهد الغنائم فلا بد أن يأخذ منها أو يرتضخ)).(3/1182)
1770- ((ع)): وعن عبد الله بن مسعود قال: من ختم القرآن فله دعوة مستجابة.
قال: فكان عبد الله إذا ختم القرآن جمع أهله، ثم دعا، وأمنوا على دعائه.(3/1182)
#1183#
1771- ((ق)): عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من ختم القرآن زوجه الله تعالى بكل آيةٍ ختمها سبعين حوراء. وكتب له بكل حرفٍ عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيئاتٍ، ورفع له بكل حرف عشر درجات، وكان له القرآن جنة يوم القيامة)).(3/1183)
1772- ((حـ)): وعن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من ختم القرآن نهاراً وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي، ومن ختمه ليلاً وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يصبح، وأصاب من حوله نوراً)).(3/1183)
1773- ((ع)): وعن إبراهيم التيمي قال: كان يقال إذا ختم الرجل #1184# القرآن في أول النهار صلت عليه الملائكة بقية يومه، وإذا ختمه أول الليل صلت عليه الملائكة بقية ليلته. قال: فكانوا يحبون أن يختموا في أول النهار أو في أول الليل.(3/1183)
1774- ((ط، و، ك)): وعن كعب الأحبار وغيره قال: من ختم القرآن زوجه الله تعالى مائة ألف زوجة من الحور العين، لكل زوجة مائة ألف وصيفة، ومائة ألف وصيفٍ، ومن قرأ شيئاً فيه فبحساب ذلك، فإن ختمه مرابطاً زاده الله على ذلك مائة ألف ألف ضعف، وبنى له عدد ذلك مدائن، وقصوراً وغرفاً من در وياقوتٍ في الجنة، وكان ذلك على الله يسيراً.
#1185#
زاد الطبري في روايته: قال كعب: وما من شيءٍ أحب إلى الله تعالى من قراءة القرآن والذكر، ولولا ذلك ما أمر الناس بالصلاة والقتال، ألا ترون أنه قد أمر الناس بالصلاة عند القتال فقال: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئةً فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون} قال: وسمع كعب رجلاً يقرأ القرآن فقال: خيار عباد الله من أطاب الكلام وشرار عباد الله من أخبث الكلام.(3/1184)
1775- ((حـ)): وعن الزهري: أن معاذ بن جبل قال: من استظهر القرآن، وعمل به كانت له دعوة، إن شاء تعجلها لدنياه، وإن شاء لآخرته.(3/1185)
1776- ((ع)): وعن محمد بن جحادة قال: كانوا يستحبون إذا ختموا من الليل أن يختموا في الركعتين بعد المغرب، وإن ختموا من النهار أن يختموا في الركعتين قبل صلاة الفجر.(3/1185)
1777- ((حـ)): وعن الليث بن سعد، عن إسماعيل بن رافع: أن #1186# رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من ختم القرآن صلى عليه سبعون ألف ملكٍ، وأصاب من كان قريباً منه خيراً كثيراً)).(3/1185)
1778- ((ذر)): وعن طلحة بن مصرف قال: من ختم القرآن في أي ساعة من النهار كانت صلت عليه الملائكة حتى يمسي، وأي ساعة من الليل كانت صلت عليه الملائكة حتى يصبح.(3/1186)
1779- ((ش)): وعن الحكم قال: كان مجاهد وعبدة بن أبي لبابة #1187# وناس يعرضون المصاحف، فإذا كان اليوم الذي أرادوا أن يختموا فيه أرسلوا إلي، وإلى سلمة بن كهيل فقالوا: إنا كنا نعرض المصاحف، فأردنا أن نختم اليوم فأحببنا أن تشهدونا، إنه كان يقول: إذا ختم القرآن أنزلت الرحمة عند خاتمته، أو حضرت الرحمة عند خاتمته.(3/1186)
1780- ((ش)): وعن العوام بن حوشب عن المسيب بن رافع أنه كان يختم القرآن في ثلاثٍ، يصبح اليوم الذي يختم فيه صائماً.(3/1187)
1781- ((نج)): وعن أحمد بن عبد الله بن يونس قال: سمعت #1188# سفيان الثوري يقول: إذا ختم الرجل القرآن قبل الملك بين عينيه.
قال أحمد بن يونس: فحدثني بعض أصحابنا قال: ذكرت ذلك لأحمد بن حنبل رحمه الله فقال: رحم الله سفيان؛ هذا من مخبآت سفيان.(3/1187)
1782- ((ش)): وعن الحكم بن مجاهد قال: الرحمة تنزل عند ختم القرآن.(3/1188)
1783- ((ش)): وعن أبي العالية أنه كان إذا أراد أن يختمه من آخر الليل آخره إلى أن يصبح، وإذا أراد أن يختمه من آخر النهار أخره إلى أن يمسي.(3/1188)
1784- ((سف)): وعن عبد الكريم عن مجاهد قال: كان يعجبهم أن يحضروا ختم القرآن؛ لأن الرحمة تنزل عنده.(3/1188)
#1189#
1785- ((حـ)): وعن سعيد بن أبي أيوب قال: بلغني أن العبد إذا ختم القرآن، ثم استفتحه نودي: قد أرضيت ربك.(3/1189)
1786- ((حـ)): وعن أنس بن مالك أنه كان إذا حضر ختمة القرآن جمع عليه أهله.(3/1189)
1787- ((ذر)): وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ القرآن #1190# حتى يختمه ظاهراً أو نظراً غرس الله له شجرةً في الجنة لو أن غراباً أفرخ في ورقة منها ثم نهض يطير لأدركه الهرم قبل أن يقطع الورقة من تلك الشجرة)).(3/1189)
1788- ((ق)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من جمع القرآن متعه الله بعقله حتى يموت)).(3/1190)
#1191#
1789- ((ق)): وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من جمع القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه)).(3/1191)
1790- ((ذر)): وعن أنس: أنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله فدعا.(3/1191)
[269] في كم يختم القرآن
1791- ((س)): عن عبد الله بن عمرو قال: جمعت القرآن فقرأت به #1192# في كل ليلةٍ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لي: ((اقرأ به في كل شهرٍ)). فقلت: #1193# أي رسول الله، دعني أستمتع من قوتي وشبابي. قال: ((اقرأ به في كل عشرين)) قلت: أي رسول الله، دعني أستمتع من قوتي وشبابي. قال: ((اقرأ به في كل عشر)). قلت: أي رسول الله، دعني أستمتع من قوتي وشبابي. قال: ((اقرأ به في سبع)) فقلت: يا رسول الله، دعني أستمتع من قوتي وشبابي فأبى.(3/1191)
1792- ((حـ)): وعن سعيد بن محمد الثقفي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاثٍ.(3/1193)
1793- ((س)): وعن عبد الله بن عمرو أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : في كم يقرأ القرآن؟ قال: ((في أربعين))، ثم قال: ((في شهر))، ثم قال: ((في عشرين))، ثم قال: ((في خمسة عشر))، ثم قال: ((في عشر)) ثم لم يزل. يعني: من سبع.
وفي رواية: قال: ((انتهى إلى سبعٍ)).(3/1193)
#1194#
1794- ((بيا، حـ)): وعن ابن مسعود أنه قال: من قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو راجزٌ ومرتجزٌ.
قال عبد الملك: إنما نهى عن ذلك كراهية أن يهذ ولا يترسل فيه ولا يحرك القلوب به، فإذا ترسل به فلا بأس.(3/1194)
1795- ((مد)). وقال علي رضي الله عنه: لا خير في صلاةٍ لا فقه فيها، ولا في قراءة لا تدبر فيها.(3/1194)
1796- ((حـ)): وعن إبراهيم النخعي قال: كان علقمة يختم في كل #1195# خمس، والأسود بن يزيد في ست، وعبد الرحمن بن يزيد في سبعٍ وإبراهيم في سبعٍ.(3/1194)
1797- ((س، ذر)): وعن عبد الله بن عمرو قال: قلت: يا رسول الله، في كم أختم القرآن؟ قال: ((اختمه في شهر)). قال: قلت: يا رسول الله إني أطيق أفضل من ذلك. قال: ((اختمه في خمسٍ وعشرين)) قال: قلت: يا رسول الله، إني أطيق أفضل من ذلك.
قال: ((اختمه في عشرين)). قال: قلت: يا رسول الله إني أطيق أفضل من ذلك. قال: ((اختمه في خمسة عشر)).
قال: قلت: يا رسول الله إني أطيق أفضل من ذلك قال: ((اختمه في عشرٍ)) قال قلت: يا رسول الله إني أطيق أفضل من ذلك. قال: فما رخص لي.(3/1195)
#1196#
1798- ((حـ)): وعن أبي قلابة، عن أبي بن كعب أنه كان يختم في كل ثمانٍ.(3/1196)
1799- ((مح)): وعن يحيى بن حكيم بن صفوان، عن عبد الله بن عمرو قال: جمعت القرآن فقرأته كل ليلةٍ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اقرأه في شهر)) قلت: دعني أستمتع من قوتي وشبابي. قال: ((اقرأه في عشرين)) قلت: دعني أستمتع من قوتي وشبابي. قال: ((اقرأه في عشرٍ)). قلت: دعني أستمتع من قوتي وشبابي. قال: ((اقرأه في سبع)) قلت: دعني أستمتع من قوتي وشبابي فأبى.(3/1196)
1800- ((بيا)): وعن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((صم من كل شهر ثلاثة أيام، واقرأ القرآن في شهر)) فناقضني وناقضته، فقال: ((صم يوماً وأفطر يوماً)).
قال عطاء: فاختلفنا عن أبي فقال بعضنا: اقرأه في سبعة أيام. وقال بعضنا: في خمسٍ.
#1197#
قال محمد بن عبد الواحد وفقه الله: قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر: حديث حماد بن سلمة ومسعر وشعبة وسفيان الثوري عن عطاء بن السائب صحيح؛ لأنهم سمعوا منه قبل أن يتغير، والذين سمعوا منه بعد تغيره إبراهيم بن طهمان، وهشيم، وجرير بن عبد الحميد، وابن علية وطبقتهم. وقد أدخل زائدة بين عطاء وبين أبيه في هذا الحديث حرب بن عبيد الله.(3/1196)
1801- ((بيا)): وعن زائدة عن عطاء بن السائب عن حرب بن عبد الله عن السائب أنه حفظ عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((اقرأ في خمسٍ)).
قال أبو عمر: وأكثر الروايات عن عبد الله بن عمرو في هذا الحديث أنه لم ينزل من سبع.
وفي حديث أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو قال: ((اقرأه في سبع ولا تزيدن على ذلك)).(3/1197)
#1198#
1802- ((حـ)): وعن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قرأ القرآن في سبع ليال كتب من المخبتين)) قلنا: فمن قراءة في خمسٍ يا رسول الله؟ قال: ((إني أخاف أن يعجلكم عن التفهم، إلا أن تصبروا على مباكرة الليل، فمن فعل كتب من المقربين)) قلنا: ففي ثلاث يا رسول الله؟ قال: ((لا أراكم تطيقون ذلك، إلا أن يبدأ أحدكم بالسورة وأكبر همه أن لا يبلغ آخرها)). قلنا: فإن أطقناه على تفهم وترتيل. قال: ((فذلك الجهد من عبادة النبيين)) قلنا: ففي أقل من ثلاث يا رسول الله؟ قال: ((لا تقرأوه في أقل من ثلاثٍ)).(3/1198)
1803- ((ع، ذر)): وعن سعيد بن المنذر الأنصاري أنه قال: يا #1199# رسول الله أقرأ القرآن في ثلاثٍ؟ قال: ((نعم إن استطعت)) قال: فكان يقرأ كذلك حتى توفي.(3/1198)
1804- ((س)): وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لم #1200# يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاثٍ)).(3/1199)
1805- ((ع)): وعن قيس بن أبي صعصعة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: في كم أقرأ القرآن؟ فقال: ((في كل خمس عشرة)) فقلت: إني أجدني أقوى من ذلك. فقال: ((ففي كل جمعة)).(3/1200)
#1201#
1806- ((ع)): وعن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود قال: كان عبد الله بن مسعود يقرأ القرآن في غير رمضان من الجمعة إلى الجمعة.(3/1201)
1807- ((ذر)): وعن أبي الأحوص قال: قال عبد الله: اقرءوا القرآن في سبعٍ، ولا تقرأوه في أقل من ثلاثٍ.(3/1201)
1808- ((بيا)): وعن خيثمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اقرأ القرآن في شهر)). قلت: إني أجد قوة. قال: ((اقرأه في ثلاثٍ)).
#1202#
قال أبو عمر بن عبد البر: هذا حديثٌ غريبٌ. وفي النفس منه شيءٌ.(3/1201)
1809- ((ذر)): وعن عبد الرحمن بن عبد الله قال: كان عبد الله يختم القرآن في رمضان في ثلاث. وغير رمضان من الجمعة إلى الجمعة.(3/1202)
1810- ((ر، ع)): وعن أبي قلابة قال: كان أبي بن كعبٍ يختم القرآن في ثمانٍ، وكان تميم الداري يختمه في كل سبعٍ.(3/1202)
1811- ((ذر)): وعن أبي عبيدة، عن أبيه قال: ((من قرأ في ليلةٍ أكثر من ثلث القرآن فهو راجزٌ)).(3/1202)
#1203#
1812- ((ع)): وعن عمرة؛ أنها سمعت عائشة تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يختم القرآن في أقل من ثلاثٍ.(3/1203)
1813- ((ع)): وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاثٍ)).(3/1203)
#1204#
1814- ((ع)): وعن إبراهيم قال: كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين.(3/1204)
1815- ((مد)): وقال الحسن: إنكم اتخذتم القرآن مراحل فجعلتم الليل جملاً وأنتم تركبونه فتقطعون به مراحله، وإن من كان قبلكم رأوه رسائل من ربهم يتدبرونها بالليل ويتفكرون فيها بالنهار.(3/1204)
1816- ((مد)): وقال ابن مسعود: أنزل القرآن عليهم ليعملوا به فاتخذوا دراسته عملاً، إن أحدهم ليقرأ القرآن من فاتحته إلى خاتمته فلا يسقط منه حرفاً، وقد أسقط العمل به.(3/1204)
[270] من كان يختم القرآن في ليلةٍ
1817- ((حـ)): عن محمد بن سيرين؛ أن عثمان بن عفان رضي الله #1205# عنه كان يحيي الليل بركعةٍ يختم فيها القرآن.(3/1204)
1818- ((ع، حـ)): وعنه أن تميماً الداري قرأ القرآن في ركعةٍ.(3/1205)
1819- ((حـ)): وعن الغاز بن قيس، عن سعيدٍ؛ أن عمر بن عبد العزيز ختم القرآن في ركعةٍ.(3/1205)
1820- ((بيا)): وعن ابن وهب قال: ثنا مالك قال: لقد أخبرني من كان يصلي إلى جنب عمر بن حسين في رمضان قال: كنت أسمعه يستفتح القرآن في كل ليلةٍ.
قال مالك: كان يختمه في كل ليلةٍ ويوم.
#1206#
قال مالك: وكان عمر بن حسين من أهل الفقه والفضل والمشورة في الأمور.
قال أبو زرعة: هو عمر بن حسين مولى أبي قدامة بن مظعون.(3/1205)
1821- وروي من وجوه أن مالك بن أنس كان يختم القرآن كل يومٍ وليلةٍ في رمضان، وأنه صلى الصبح بوضوء العشاء الآخرة عشرين سنة.(3/1206)
1822- ((ع)): وعن سعيد بن جبير؛ أنه قال: قرأت القرآن في ركعةٍ في البيت.(3/1206)
1823- ((حـ)): وعن حماد بن سلمة؛ أن سعيد بن عبد الرحمن بن عوف، وثابتاً البناني كانا يختمان القرآن في كل يومٍ وليلةٍ.(3/1206)
#1207#
1824- ((حـ)): وعنه، عن سعيد بن جبير، أنه صلى في الكعبة فقرأ القرآن في ركعةٍ، وقرأ في الثانية بـ {قل هو الله أحد}.(3/1207)
1825- ((ع)): وعن ابن سيرين قال: قالت نائلة بنت الفرافصة الكلبية حين دخلوا على عثمان رضي الله عنه ليقتلوه: إن تقتلوه أو تدعوه قد كان يحيى الليل بركعة يجمع فيها القرآن.(3/1207)
1826- ((ع)): وعن إبراهيم عن علقمة؛ أنه قرأ القرآن في ليلةٍ #1208# طاف بالبيت أسبوعاً، ثم أتى المقام، فصلى عنده فقرأ بالطول، ثم طاف أسبوعاً، ثم أتى المقام فصلى عنده بالمئين ثم طاف أسبوعاً، ثم أتى المقام فصلى فقرأ عنده بالمثاني، ثم طاف أسبوعاً، ثم أتى المقام فصلى عنده فقرأ بقية القرآن.(3/1207)
1827- ((بيا)): وعن عبد الرحمن بن عثمان قال: قمت خلف المقام وأنا أريد أن لا يغلبني عليه أحدٌ تلك الليلة، فإذا رجلٌ يغمزني فلم ألتفت، ثم غمزني، فالتفت فإذا عثمان بن عفان، فتنحيت، فتقدم، فقرأ القرآن في ركعةٍ.
#1209#
قلت: عبد الرحمن بن عثمان هذا هو التيمي.(3/1208)
1828- ((بيا)): وعن سليمان بن يسار؛ أن عثمان بن عفان قام بعد العشاء فقرأ القرآن كله في ركعةٍ لم يصل قبلها ولا بعدها.(3/1209)
1829- ((بيا)): وعن عاصم الأحول؛ أن تميماً الداري كان يحيى الليل بالقرآن كله في ركعةٍ.(3/1209)
1830- ((بيا)): وعن إبراهيم عن علقمة؛ أنه قدم مكة فقرأ القرآن في ليلةٍ في أطواف طافها.(3/1209)
1831- ((بيا)): وعن يحيى بن نصر القرشي قال: كان أبو حنيفة يختم القرآن في رمضان ستين ختمة.(3/1209)
1832- ((بيا)): وعن الربيع بن سليمان قال: كان الشافعي رحمه الله #1210# يختم القرآن في رمضان ستين ختمة. قال: ولا أحسبه قال: إلا في الصلاة.(3/1209)
[271] من كان يختمه في اليوم والليلة ثلاث مراتٍ
1833- ((حـ)): عن أبي لهيعة، عن الحارث بن زيد قال: كان سليم بن عتر يقرأ القرآن في كل يومٍ وليلةٍ ثلاث مراتٍ.(3/1210)
1834- ((بيا)): وعن معاوية بن إسحاق قال: قال سعيد بن جبير: قرأت القرآن في ليلةٍ مرتين فثقل لساني.(3/1210)
[272] من كان يختمه في الليلة ثلاث مرات
1835- ((بيا)): عن بكر بن مضر؛ أن سليم بن عتر التجيبي كان #1211# يختم القرآن في الليلة ثلاث مرات، ويجامع ثلاث مراتٍ، فلما مات قالت امرأته رحمك الله، إن كنت لترضي ربك وترضي أهلك، قالوا: وكيف ذلك؟ قالت: كان يقوم من الليل فيختم القرآن، ثم يلم بأهله، ثم يغتسل، ويعود فيقرأ، حتى يختم، ثم يلم بأهله، ثم يغتسل، ويعود فيقرأ حتى يختم، ثم يلم بأهله، ثم يغتسل، فيخرج لصلاة الصبح.(3/1210)
1836- ((بيا)): وعنه قال: لما مات سليم بن عتر قالت امرأته في جنازته: رحمك الله لقد كنت ترضي أهلك، وترضي ربك. فقيل لها: وكيف ذلك؟ قالت: كان يغتسل أربع مرات، ويختم القرآن أربع مراتٍ في ليلةٍ.(3/1211)
1837- ((بيا)): وعن سحنون؛ أنه قال: كان عبد الرحمن بن القاسم إذا أهل عليه هلال رمضان ختم القرآن فيه تسعين ختمة.
قال أبو عبيد: والذي عليه أمر الناس أن الجمع بين السور في #1212# الركعة حسنٌ واسع غير مكروه. وهذا الذي فعله عثمان وتميم الداري وغيرهما هو من وراء كل جمع، ومما يقوي ذلك حديث عبد الله قال: لقد علمت النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن.
إلا أن الذي اختار من ذلك أن لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث للأحاديث التي ذكرناها عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الكراهة لذلك.(3/1211)
[273] من كان يختمه فيما بين المغرب والعشاء ختمتين
1838- ((بيا)): وعن هشام قال: كان منصور بن زاذان إذا جاء #1213# رمضان ختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء ختمتين، وكان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر، وكان يختم فيما بين المغرب والعشاء.
قال مخلد بن الحسين: لو أن غير هشامٍ حدثني بهذا ما صدقته.(3/1212)
1839- ((بيا)): عن هشام بن حسان قال: صلى إلى جنبي منصور بن زاذان في رمضان فقرأ فيما بين المغرب والعشاء القرآن كله وبلغ في الثانية النحل.(3/1213)
[274] ما جاء من الدعاء عند ختم القرآن وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو إذا ختم القرآن وهو قائمٌ
1840- ((ذر)): عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : كان إذا ختم القرآن دعا قائماً.(3/1213)
#1214#
1841- ((ذر)): وعن أبي جعفر كان علي بن حسين يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا ختم القرآن حمد الله عز وجل بمحامد، وهو قائم، ثم يقول:
{الحمد لله رب العالمين} و{الحمد لله الذي خلق السموات والأرض. وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} لا إله إلا الله، وكذب العادلون بالله، وضلوا ضلالاً بعيداً، لا إله إلا الله وكذب المشركون من العرب والمجوس واليهود والنصارى والصابئين، ومن دعا لله عز وجل ولداً وصاحبةً، أو نداً أو شبيهاً أو مثلاً أو سمياً أو عدلاً. تباركت ربنا الأعظم من أن تتخذ شريكاً فيما خلقت. {الحمد لله الذي لم #1215# يتخذ ولداً. ولم يكن له شريكٌ في الملك. ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً} الله أكبر كبيراً. والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً و{الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً. قيماً لينذر بأساً شديداً من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً حسناً، ماكثين فيه أبداً. وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولداً، ما لهم به من علم ولا لآباءهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً} و{الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض. وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير. يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها. وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور} و{الحمد لله وسلامٌ على عباده الذين اصطفى آلله خيرٌ أما يشركون} بل الله خيرٌ وأبقى وأحكم وأكرم وأجل وأعظم مما يشركون، و{الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون} و{الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحةٍ مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيءٍ قديرٌ، ما يفتح الله للناس من رحمةٍ فلا ممسك لها، وما يمسك فلا مرسل له #1216# من بعده. وهو العزيز الحكيم} صدق الله وبلغت رسله، وأنا على ذلكم من الشاهدين اللهم صل على جميع الملائكة والمرسلين وارحم عبادك المؤمنين من أهل السموات والأرضين واختم لنا بخير، وافتح لنا بخير، وبارك لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بالآيات والذكر الحكيم، {ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم} و{بسم الله الرحمن الرحيم},
ثم إذا افتتح القرآن قال مثل هذا، ولكن ليس أحد يطيق ما كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يطيق.(3/1214)
1842- ((زي)): وعن مطرف بن الشخير؛ أنه كان يدعو عند ختم القرآن:
اللهم ربنا لك الحمد أنت المتوحد بالقدرة والسلطان المبين، ربنا ولك الحمد أنت المتعالي بالعزة والكبرياء قبل خلق السموات السبع والعرش العظيم.
ربنا ولك الحمد، أنت المكتفي بعلمك، والمحتاج إليك كل عليمٍ، ربنا ولك الحمد على ما علمتنا من الحكمة والقرآن العظيم، ربنا ولك الحمد #1217# أنت علمتناه قبل رغبتنا في تعليمه واختصصتنا به قبل علمنا بنفعه.
اللهم قد كان ذلك منك وفضلك وجودك لطفاً بنا ورحمةً لنا وامتناناً علينا من غير حولنا ولا حيلتنا ولا قوتنا.
اللهم هب لنا حسن تلاوته وحفظ آياته وإيماناً بمتشابهه وعلماً بمحكمه، وهدى في تدبره وتثبيتاً في تأويله وبصيرةً بنوره.
اللهم أنزلته شفاءً لأوليائك وشقاءً على أعدائك، وعمى على أهل معصيتك، ونوراً لأهل طاعتك.
اللهم واجعله لنا حصناً من عذابك، وحرزاً من غضبك، وحاجزاً من معصيتك، وعصمةً من سخطك، ودليلاً على طاعتك، اللهم نعوذ بك من الشقوة في حمله، والعمى عن علمه، والغلو عن قصده، والجور في حكمه والتقصير عن دون حقه.
اللهم تحمل عنا ثقله، وأوزعنا شكره، وأوجب لنا أجره، واجعلنا نعيه ونحفظه.(3/1216)
#1218#
اللهم اجعلنا نتبع حلاله، ونجتنب حرامه، ونعرف حدوده، ونؤدي فرائضه.
اللهم ارزقنا حلاوةً في تلاوته وتنشطاً في قيامه، ووجلاً في ترتيله، وقوةً في استعماله.
اللهم أسهرنا في تلاوته من نومة الغافلين، وأيقظنا في ساعات الليل من رقاد الراقدين، ونبهنا عند أفضل الآحايين في الساعات التي تستجيب فيها الدعاء من وسنة الواسنين، اللهم واجعل لقلوبنا ذكاوةً عند عجائبه، ولذاذةً عند ترديده، ولذةً عند ترجيعه، ونفعاً بيناً عند استفهامه في آناء الليل والنهار، اللهم وانفعنا بما صرفت فيه من الآيات، وذكرنا بما ضربت فيه من المثلات، وضعف لنا بتلاوته الحسنات، ولقنا به البشرى بعد الممات، اللهم إنا نعوذ بك أن نخلقه في قلوبنا ونتوسده عند رقادنا، وننبذه وراء ظهورنا، نعوذ بك من قساوة قلوبنا بما قد وعظتنا.
#1219#
اللهم واجعل حفظه في قلوبنا، ويسر تلاوته على ألسنتا، اللهم لا تخرب أمانتنا أحياءً ولا أمواتاً.
اللهم واقض عنا ديوننا، وعافنا من غلبتها وفتنتها، وابسط من سعة فضلك علينا رزقاً تجعله بلاغاً لآخرتنا، إنك على كل شيءٍ قديرٌ.(3/1218)
1843- ((ذر)): وعن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش قال: قرأت القرآن على علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه في قبلة مسجد الكوفة.
قال: حتى إذا بلغت الحواميم قال: زر بن حبيش، قد بلغت عرائس القرآن حتى إذا بلغت رأس اثنتين وعشرين آية من {حم عسق}: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم} بكى حتى سألت دموعه على لحيته، ثم حول وجهه إلى القبلة، ومد يديه، وقال: يا زر أمن على دعائي فقال:
اللهم إني أسألك إخبات المخبتين، وإخلاص الموقنين، ومرافقة الأبرار واستحقاق حقيقة الإيمان، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، ووجوب رحمتك، وعزائم مغفرتك والفوز بالجنة، والخلاص من النار.
#1220#
يا زر إذا ختمت القرآن فادع بهذه الدعوات؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنيها.(3/1219)
1844- ((زي، ذر)): وعن داود بن قيس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ القرآن يقول:
((اللهم ارحمني بالقرآن واجعله لي أماناً ونوراً وهدى ورحمة، اللهم ذكرني منه ما نسيت، وعلمني منه ما جهلت، وارزقني تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، واجعله لي حجة ولا تجعله علي يا رب العالمين)).(3/1220)
1845- ((ها)): وبلغنا أن جعفر بن محمد كان يدعو يقول:
اللم اغفر لي بالقرآن،
اللهم ارحمني بالقرآن، اللهم اهدني بالقرآن،
اللهم اجبرني بالقرآن.
اللهم ارزقني بالقرآن.(3/1220)
1846- ((ق)): وعن عبد الله بن وهب؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ القرآن يقول: ((اللهم ارحمني بالقرآن، واجعله لي إماماً ونوراً وهدى ورحمةً، اللهم ذكرني منه ما نسيت وعلمني منه ما جهلت وارزقني تلاوته #1221# آناء الليل والنهار، واجعله لي حجة، ولا تجعله علي حجة يا رب العالمين)).(3/1220)
1847- ((زي)): وعن حسين الجعفي، عن عمرو بن قيس الملائي قال: حضرناه وختم القرآن وكان فيما دعاه: اللهم انفعنا بما علمتنا، وعلمنا ما ينفعنا، وزدنا علماً تنفعنا به.
اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثمٍ، والفوز بالجنة والنجاة من النار برحمتك.(3/1221)
1848- ((زي)): وعن موسى بن خلف قال: كان قتادة إذا ختم القرآن قرأ علينا هاتين السورتين:
اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير، ونترك من يفجرك.
اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نخشى عذابك، ونرجو رحمتك، إن عذابك بالكافرين ملحق.(3/1221)
1849- ((زي)): وعن النعمان بن الزبير، عن عمرو بن شرحبيل قال: كان يقال عند ختم القرآن:
#1222#
اللم انفعني بالقرآن، واشفني به. اللهم اعصمني به من كل مزلةٍ. واهدني به من كل مضلة، واجعلني ممن يحل حلاله ويحرم حرامه، ويقتدي بهديه، وينتهي عند نهيه، وينزله منازله في غير غلو ولا جفاء يا أرحم الراحمين.(3/1221)
1850- ((زي)): وعن حسين الجعفي قال: سمعت عمرو بن قيس يدعو عند ختم القرآن:
اللهم انفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً تنفعنا به. اللهم إن نسألك من موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة، والنجاة من النار برحمتك.(3/1222)
1851- ((زي)): وعن ابن مسعود؛ أنه كان يقول في آخر ليلةٍ من رمضان: من هذا المقبول الليلة فنهنيه، ومن هذا المحروم المردود الليلة فنعزيه. أيها المقبول هنيئاً لك هنيئاً، وأيها المحروم المردود جبر الله مصيبتك.(3/1222)
#1223#
1852- ((ق)): وعن إسحاق بن محمد المسيبي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ القرآن يدعو بهؤلاء الكلمات: ((اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثمٍ، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والعافية من النار)).(3/1223)
[275] ما يدعو به من قرأ شيئاً من القرآن
1853- ((زي)): عن كعب قال: من قرأ شيئاً من كتاب الله تعالى، ثم قال: اللهم انفعنا بما علمتنا، وعلمنا ما ينفعنا، رب زدني علماً تنفعنا به - أجرى الله على لسانه ينابيع الحكمة.(3/1223)
[276] ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به عند فراغه من صلاته، وعند فراغه من قراءة القرآن
1854- ((س)): عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما جلس #1224# رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلساً قط، ولا تلا قرآناً، ولا صلى صلاةً إلا ختم ذلك بكلماتٍ. قالت: فقلت: يا رسول الله أراك ما تجلس مجلساً، ولا تتلوا قرآناً، ولا تصلي صلاةً إلا ختمت بهؤلاء الكلمات. قال: ((نعم، من قال خيراً ختم له طابعٌ على ذلك الخير، ومن قال شراً كان له كفارة؛ ((سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك)).
وفي رواية: ((سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك)).(3/1223)
[277] ما جاء في أفضل الأعمال
1855- ((ذر)): عن ابن عباس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضل الأعمال #1225# الحال المرتحل الذي ختم القرآن رجع فيه أو عاد فيه)).(3/1224)
#1226#
1856- ((نج)): وعن زرارة بن أوفى؛ أن رجلاً قام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: ((الحال المرتحل)). قال: ((صاحب القرآن يضرب من أوله إلى آخره، ومن آخره إلى أوله، كلما حل ارتحل)).(3/1226)
1857- ((ذر)): وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أفضل الأعمال الحال المرتحل الذي إذا ختم القرآن عاد فيه)).(3/1226)
1858- ((ط، ص)): وعنه؛ أن رجلاً قام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: ((الحال المرتحل)) قال: يا رسول الله وما الحال المرتحل؟ قال: ((صاحب القرآن يضرب من أوله إلى آخره، ومن آخره إلى أوله كلما حل ارتحل)).(3/1226)
1859- ((حـ)): وعن زيد بن أسلم؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أي الأعمال أفضل؟ فقال: ((الحال المرتحل)).
قال عبد الملك: يعني خاتم القرآن ومفتتحه بإثر ختمه، وذلك في صلاته.(3/1226)
#1227#
1785- ((حـ)): وعن سعيد بن أيوب قال: بلغني أن العبد إذا ختم القرآن ثم استفتحه نودي: قد أرضيت ربك.(3/1227)
1860- ((ص)): وعن ابن عباسٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((عليكم بالحال المرتحل)).
قالوا: يا رسول الله وما الحال المرتحل؟ قال: ((صاحب القرآن يضرب من أوله إلى آخره، ومن آخره إلى أوله كلما حل ارتحل)).(3/1227)
[278] ما جاء في فضل آياتٍ من القرآن
1861- ((ع)): عن ابن عباسٍ في قوله تعالى: {هو الذي أنزل عليك #1228# الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ، هن أم الكتاب .. .. } قال: هي الآيات الثلاث في سورة الأنعام: {قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم} إلى ثلاث آياتٍ، والتي في سورة بني إسرائيل: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} إلى آخر الثلاث آياتٍ.(3/1227)
1862- ((ع)): وعن صفوان بن عسال قال: قال يهودي لصاحبه: #1229# اذهب بنا إلى هذا النبي، فقال صاحبه: لا تقل نبي؛ فإنه لو سمعك، كان له أربعة أعينٍ. قال: فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن تسع آياتٍ بيناتٍ. فقال: ((لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تزنوا، ولا تسرقوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطانٍ فيقتله، ولا تسحروا، ولا تأكلوا الربا، ولا تقذفوا المحصنة)) قال: أو قال: ((ولا تولوا يوم الزحف، وعليكم خاصةً يهود، أن لا تعدوا في السبت)) قال: #1230# فقبلا يديه ورجليه، وقالا: نشهد أنك نبي. قال: ((فما منعكم أن تتبعوني؟)) فقالا: إن داود دعا أن لا يزال من ذريته نبي، وإنا نخاف إن تابعناك أن تقتلنا يهود.(3/1228)
1863- ((ص)): وعن جعفر الصادق -رضي الله عنه- أنه قال: عجبت لمن بلي بأربعٍ كيف يغفل عن أربع: عجبت لمن بلي بالغم؛ كيف لا يقول: {لا إله أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} والله تعالى يقول: {فاستجبنا له ونجيناه من الغم، وكذلك ننجي المؤمنين} وعجبت لمن بلي بالخوف، كيف لا يقول: {حسبنا الله ونعم الوكيل} والله تعالى يقول: {وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله #1231# وفضلٍ لم يمسسهم سوءٌ} وعجبت لمن بلي بالخوف كيف لا يقول: {وأفوض أمري إلى الله} والله جل جلاله يقول: {فوقاه الله سيئات ما مكروا} وعجبت لمن يرغب في شيء كيف لا يقول: {ما شاء الله لا قوة إلا بالله} والله عز وجل يقول: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}.
قلت: وخرج هذا الحديث بنحوه مكي بن أبي طالب رضي الله عنه.(3/1230)
1864- سمعت الصاحب الأخ الأكرم أبا جعفر أحمد بن يحيى بن عميرة رحمه الله يقول: سمعت القاضي أبا القاسم بن حبيشٍ يقول: سمعت الحافظ أبا بكر بن العربي يقول: سمعت المبارك بن عبد الجبار يقول: سمعت الخلال يقول: سمعت محمد بن أحمد بن رزقٍ يقول: سمعت #1232# أحمد بن نصرٍ بن محمد بن إشكاب البخاري قال: سمعت محمد بن داود بن يزيد بن حيانٍ الخطيب قال: سمعت عبد السلام بن صالحٍ المري يقول: سمعت الرضى علي بن موسى يقول: سمعت موسى بن جعفر يقول: سمعت جعفراً يقول: سمعت محمد بن علي يقول: سمعت علي بن الحسين يقول: عجبت ممن يحفظ القرآن كيف لا يقرأ ثلاث آياتٍ بالغداة كل يومٍ فيحفظه الله {وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمةٍ من الله وفضلٍ لم يمسسهم سوءٌ} وقوله تعالى: {وأفوض أمري إلى الله، إن الله بصيرٌ بالعباد} وقوله تعالى: {ما يفتح الله للناس من رحمةً فلا ممسك لهان وما يمسك فلا مرسل له من بعده}. و{سيجعل الله بعد عسر يسراً}.(3/1231)
#1233#
1865- ((ص)): وعن معلى القردوسي قال: قال عامر بن عبد القيس أربع آياتٍ -أو قال ثلاث آيات- في كتاب الله إذا ذكرتهن ما أبالي على ما أصبح وأمسي: {ما يفتح الله للناس من رحمةٍ فلا ممسك لها} الآية. و{سيجعل الله بعد عسر يسراً}، {وما من دابةٍ في الأرض إلا على الله رزقها}.(3/1233)
792- ((ع)): وعن منصور بن معتمر، عن الشعبي، قال التقى #1234# مسروق بن الأجدع وشتير بن شكل، فقال شتيرٌ لمسروقٍ: إما أن تحدث عن عبد الله وأصدقك، وإما أن أحدثك وتصدقني، فقال مسروق: حدث وأصدقك، فقال شتيرٌ: سمعت عبد الله يقول: ما خلق الله من سماءٍ ولا أرضٍ، ولا جنةٍ ولا نارٍ أعظم من آيةٍ في سورة البقرة {لله لا إلا هو الحي القيوم} ثم قرأها حتى أتمها فقال مسروق: صدقت.
قال وسمعت عبد الله يقول: ما في القرآن أيةٌ أجمع لخيرٍ ولا لشر من آيةٍ في سورة النحل: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي #1235# القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} قال: صدقت.
قال: وسمعت عبد الله يقول: ما في القرآن أعظم فرجاً من آيةٍ في سورة الزمر: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعاً. إنه هو الغفور الرحيم} قال: صدقت.
قال: وسمعت عبد الله يقول: ما في القرآن آيةٌ أكثر وأكبر تفويضاً من آية في سورة النساء القصرى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه. إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيءٍ قدراً} قال: صدقت.(3/1233)
1866- ((ع)): وعن محمد بن المنكدر وصفوان بن سليم قال: التقى #1236# ابن عباس وعبد الله بن عمرو، قال ابن عباس: أي آيةٍ في كتاب الله أرجى؟ فقال عبد الله بن عمرو: قول الله تعالى: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} الآية. فقال ابن عباس: لكن قوله تعالى: {وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى. قال: أولم تؤمن. قال بلى. ولكن ليطمئن قلبي. قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبلٍ منهن جزءاً ثم ادعهن يأتينك سعياً. واعلم أن الله عزيزٌ حكيمٌ} قال ابن عباس: فرضي منه بقوله: {بلى} قال: فهذا لما يعترض في الصدر مما يوسوس به الشيطان.(3/1235)
#1237#
1867- ((ع)): وعن المعلى بن زياد قال: قال عامر بن عبد قيس: أربع آياتٍ من كتاب الله إذا قرأتهن ما أبالي ما أصبح عليه وأمسي: {ما يفتح الله للناس من رحمةٍ فلا ممسك لها، وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم} و{وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله} و{سيجعل الله بعد عسرٍ يسراً}، {وما من دابةٍ في الأرض إلا على رزقها}.(3/1237)
[279] ما يقال عند الهبوب من النوم
1868- ((س)): عن أبي الزبير، عن جابر؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: #1238# ((إذا أوى أحدكم إلى فراشه ابتدره ملكٌ وشيطانٌ، فيقول الملك: اختم بخير. ويقول الشيطان: اختم بشر، فإن ذلك الله، ثم نام بات الملك #1239# يكلؤه، فإذا استيقظ قال الملك: افتح بخيرٍ، ويقول الشيطان: افتح بشر، فإن قال: الحمد لله الذي رد إلي نفسي ولم يمتها في منامها، الحمد لله الذي {يمسك السموات والأرض أن تزولا، ولئن زالتا إن أمسكهما من أحدٍ من بعده إنه كان حليماً غفوراً}، {إن الله بالناس لرؤوف رحيمٌ} الحمد لله الذي {يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه. إن الله بالناس لرؤوف رحيم} فإن وقع من سريره فمات دخل الجنة)).(3/1237)
[280] نشرة نافعة لأسرة البول
1869- يكتب بزعفران، ويغسل بماء فيسقى: {ففتحنا أبواب السماء بماءٍ منهمرٍ، وفجرنا الأرض عيوناً فالتقى الماء على أمرٍ قد قدر}.(3/1239)
#1240#
[281] ما جاء فيمن قرأ حين يمسي وحين يصبح {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم} إلى آخر السورة
1870- قال ابن وهب: أخبرني القاسم بن عبد الله، عن أبي بكر بن عمر، عن يزيد بن رومان يرفعه: من قرأ حين يمسي وحين يصبح: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر السورة أمن ذلك اليوم وتلك الليلة من الغرق والهدم والحرق والقتل.(3/1240)
[282] ما يكتب لعسر النفاس
1871- ابن وهب: أخبرني جرير بن حازم، عن الحسن بن عمارة، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس: إذا عسر على المرأة ولادتها أخذ إناء نظيف فكتب فيه {كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا} و{كأنهم يوم يرونها لم يلبوا إلا عشية أو ضحاها} و{لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب} إلى آخر السورة .. ثم يغسل فتسقى منه المرأة وينضح منه على بطنها وفرجها.(3/1240)
#1241#
[283] رقية لجميع الأمراض
1872- عن عبد الله بن محمد، عن عائشة قالت: كان رجل يأتينا من نحو الخريبة فقال لنا يوماً: ما قرأت هذه على شيء من العلل إلا عوفيت: بسم الله الرحمن الرحيم: (اسكن، سكنتك بالله الذي سكن له ما في الليل والنهار، وهو السميع العليم، بسم الله، اسكن سكنتك بالله الذي {يمسك السموات والأرض أن تزولا، ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليماً غفوراً}.
ثم انقطع عنا فلم نعرف له خبراً، فمضينا نحو الخريبة نبحث عنه، فوجدناه فسألناه عن تخلفه عنا فقال: هذا مجلسي منذ فارقتكم ومتوضئي، ومطعمي ومشربي فقيل له: فما قصتك؟ فذكر علة في ركبته منعته من الحركة. فقلنا له: فما فعلت الآيات؟ قال: والله ما ذكرتها إلا في وقتي هذا فقلنا له: اقرأها، ففعل.
قلت: خرج هذا الحديث أبو جعفر النحاس في كتاب انشقاق الأسماء، فرواه عن القاسم بن بشار والأنباري.(3/1241)
[284] ما يقرأ من القرآن من أصابه الرعاف
1873- عن ابن سمعان أنه سمع رجالاً من علمائهم يقولون: إذا #1242# أخذ الإنسان الرعاف فليمسح أنفه بإصبعه، ثم ليقرأ {يا أرض ابلعي ماءك، ويا سماء اقلعي وغيض الماء}.(3/1241)
[285] ما يقرأ من القرآن من نهشته حية أو لسعته عقرب
1874- عن ابن سمعان أنه سمع رجالاً من علمائهم يقولون: إذا نهشت الإنسان حية أو لدغته عقرب فليقرأ الملدوغ هذه الآية: {أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين} فإنه يعافى بإذن الله عز وجل.(3/1242)
1875- قلت: ورأيت لغيره أنه يقرأ على الرعاف سبع مرات أول ما ينبعث: بسم الله الرحمن الرحيم {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً فيذرها قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتا} فإنه يذهب بإذن الله عز وجل.(3/1242)
[286] نشرة
1876- روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((علمني جبريل عليه السلام دواء لا أحتاج إلى دواء الأطباء معه)). فقال أبو بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم: يا رسول الله، نحب أن تخبرنا بهذا الدعاء. قال: ((نعم. تأخذ من ماء المطر، وتقرأ عليه فاتحة الكتاب سبعين مرة، وآية الكرسي سبعين مرة، #1243# و{قل هو الله أحد} سبعين مرة، و{قل أعوذ برب الفلق} سبعين مرة و{قل أعوذ برب الناس} سبعين مرة، وتقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير سبعين مرة، ثم تشرب من ذلك الماء سبعة أيام متوالية، كل يوم قدر قدح، والذي نفسي بيده إن جبريل عليه السلام أخبرني أن الله تعالى يدفع عن الذي يشرب هذا الماء كل داء في جسده ويخرجه من عروقه ولحمه وجميع أعضائه)).(3/1242)
[287] ما جاء من الدعاء لذهاب الغم والحزن
1877- وعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه قال: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبفاطمة والحسن والحسين فقال: ((يا علي ما لي لم أرك بالأمس؟)) قالت فاطمة: كان يا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض ما تعلم. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أفلا أعلمك كلمات؟)) قال: بلى يا رسول الله. قال: ((استعذ بالله من الشيطان الرجيم وقل في سورة الأنعام: يا فالق الحب والنوى، يخرج الحي من الميت ويا مخرج الميت من الحي، ويا جاعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً، ذلك تقدير العزيز العليم، لما أذهبت عني غمي #1244# وهمي وحزني وقضيت عني ديني، وأحطت من وراء كل حاجة هي لي صلاح في أمر دنياي وآخرتي)).
- قال الأعمش مرة في روايته لهذا الحديث: ((إني أستعين بها على طاعتك وطاعة رسولك صلى الله عليه وسلم ؛ توفيقاً منك وتسديداً)).(3/1243)
[288] ما جاء من الدعاء لمن ركبه الدين وضاقت معيشته
1878- ((زي)): وعن عبد الرحمن بن زياد أن معاذ بن جبل أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن فرغ من الصلاة، فقال: يا رسول الله، ما منعني أن أصلي معك إلا يهودي كان يسألني ديناً، وهو على طريقي، وخشيت أن يحبسني فلا أصلي معك، إلا أني صليت في مسجدي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أفلا أعلمك كلمات تقولهن، لو أن دينك مثل عدد التراب قضاه الله عنك))؛ قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: ((قل: {اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير} وقرأ حتى بلغ: {وترزق من تشاء بغير حساب} حتى بلغ آخر الآية وقل: يا رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما #1245# تعطي منها من تشاء أسألك برحمتك أن تقضي عني ديني)).
وفي رواية سعيد بن المسيب أن معاذاً احتبس يوماً عن النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصل معه الجمعة، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى معاذ فقال: ((يا معاذ ما حبسك أن تصلي معي الجمعة؟)) قال: ليوحنا بن صاريا اليهودي علي أقوية من تبر، فخشيت إن خرجت أن يحبسني دونك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معاذ ألا أعلمك دعاءً تدعو به فلو كان عليك مثل جبل صبير ديناً لأداه الله عنك؟ -وصبير جبل باليمن- فادع به يا معاذ، وقل: اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء .. إلى أن قال بعد قوله: وتمنع منها من تشاء: ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك)). قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا قرأه الأسير يفك الله أسره)).(3/1244)
[289] ما يقرأ عند ركوب البحر
1879- ((زي، ص)): عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس رحمه #1246# الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أمانٌ لأمتي من الغرق إذا ركبوا البحر -أو قال: السفن- أن يقولوا: بسم الله الملك الحق {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة. والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون} {بسم الله مجريها ومرساها إن ربي لغفورٌ رحيمٌ})).
وهذا حديثٌ غريب المتن والإسناد، ومخرجه من البصرة قال القاضي أبو الحسن، محمد بن علي بن صخر رحمه الله: لم نكتبه إلا من حديث عبد الحميد بن الحسن، عن نهشل بن سعيد.(3/1245)
1880- ((زي)): عن يونس بن عبد الأعلى قال: أنا ابن وهب قال: وأخبرني أيضاً خالد بن حميد يرفع الحديث قال: ((أمانٌ لأمتي من الغرق أن #1247# يقولوا حين يدفع بهم مركبهم: بسم الله الملك {اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرساها إن ربي لغفورٌ رحيمٌ}، {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة. والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون})).(3/1246)
[290] ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ من به لمم
1881- عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه قال: جاء رجلٌ إلى #1248# رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي وجع، قال: ((وما وجعه؟)) قال: به لمم. قال: ((ائتني به)) قال: فسمعه يقرأ بفاتحة الكتاب، وأربع آيات من أول سورة البقرة، وآيتين من وسطها؛ {وإلهكم إلهٌ واحدٌ لا إله إلا هو الرحمن الرحيم} وآية الكرسي، وثلاث آياتٍ من آخرها، وآيةٍ من آل عمران وآيةٍ من الأعراف: {إن ربكم الله .. .. } وأيةٍ من المؤمنين: {فتعالى الله الملك الحق} وعشر آياتٍ من أول الصافات، وثلاث آياتٍ من آخر #1249# سورة الحشر: {هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة} إلى آخر السورة، وآيةٍ من {قل أوحي إلي} إلى قوله: {جد ربنا} و{قل هو الله أحد} والمعوذتين فبرأ الرجل.(3/1247)
1882- ((زي)): وعنه، عن أبيه قال: كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقال: يا رسول الله إن لي أخاً وجعٌ قال: ((وما وجع أخيك؟)) قال: به لممٌ. قال: ((فائتني به)) قال: فجاء به فأجلسه بين يديه، ثم عوذه بفاتحة الكتاب، وأربع آياتٍ من أول سورة البقرة، وآيتين من أوسطها {وإلهكم إلهٌ واحدٌ} وآية الكرسي، وثلاث آياتٍ من خاتمتها، وآيةٍ من آل عمران: {شهد الله أنه لا إله إلا هو} الآية. وآيةٍ من الأعراف: {إن ربكم الله} وآيةٍ من المؤمنين: {فتعالى الله الملك #1250# الحق} و{قل أوحي إلي} إلى قوله تعالى: {ما اتخذ صاحبةً ولا ولداً} وعشر آياتٍ من أول الصافات، وثلاث آياتٍ من آخر الحشر، و{قل هو الله أحد} والمعوذتين. فقام الأعرابي كأنما لم يصبه بأس.(3/1249)
1883- ((زي)): وعن حنش بن عبد الله؛ أن رجلاً مصاباً مر به على #1251# ابن مسعود فرقاه في أذنه بهذه الآية: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً} حتى ختم السورة فبرأ. فقال رسول الله: ((ماذا قرأت في أذنه؟)) فأخبره. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((والذي نفسي بيده لو أن رجلاً مؤمناً ذكرها على جبلٍ لزال)).(3/1250)
[291] ذكر آياتٍ من كتاب الله تعالى من وضعها في رحله أو في متاعه حفظه الله تعالى
1884- نقلت من خط شيخنا الفقيه الحافظ المحدث أبي العباس أحمد بن علي بن أبي بكر بن إسماعيل القرطبي الأصل، نزيل دمشق حرسها الله تعالى المعروف بالفتكي مما كتب به إلي رحمه الله بخطه: ذكر أبو جعفر الجرجاني رضي الله عنه قال: دخلت جرجان فاحترق فيها تسعة #1252# آلاف دار، فوجد فيها سبعمائة مصحفٍ قد احترقت إلا هذه الآيات وهي قوله عز وجل: {بسم الله الرحمن الرحيم}: {فالق الإصباح وجعل الليل سكناً} الآية، {ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون}، {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفورٌ رحيمٌ} {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً}، {تنزيلاً ممن خلق الأرض والسموات العلى} الآية، {وفي السماء رزقكم وما توعدون}، {الله لا إله إلا هو، وعلى فليتوكل المؤمنون} فاجتمع علماء البلد وأجمعوا على أن من وضع هذه الآيات في البضائع، أو في رحل المسافر حفظ متاعه. فما وضعت في شيء إلا حفظه الله عز وجل.(3/1251)
#1253#
[292] ذكر آياتٍ من كتاب الله تعالى من قرأهن عند الصباح أو عند المساء لم يضره في ذلك اليوم ولا في تلك الليلة سبعٌ ضارٍ ولا لصٌ طارئ، وعوفي في نفسه وماله وأهله حتى يمسي أو حتى يصبح
1885- عن محمد بن سيرين قال: نزلنا بنهر تيري، فأتى أهل ذلك المنزل، فقالوا: ارتحلوا فإنه لم ينزل هذا المنزل أحدٌ إلا أخذ متاعه، فرحل أصحابي. وتخلفت للحديث الذي حدثني ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ ثلاثين آيةً لم يضره في تلك الليلة سبعٌ ضارٍ ولا لصٌ طارئ، وعوفي في نفسه وأهله وماله حتى يصبح)) فلما أمسينا لم أنم حتى رأيتهم جاءوا وأكثر من ثلاثين مرةً مخترطين سيوفهم فما يصلون إلي، فلما أصحبت رحلت فلقيني شيخٌ على فرس وعليه ثوبٌ قد تنكب قوساً عربيةً وقال لي: أنت يا هذا إنسي أم جني؟ قلت: لا. بل من بني #1254# آدم. قال: فما بالك؟ لقد أتيناك في هذه الليلة أكثر من سبعين مرةً، فكل ذلك يحال بيننا وبينك بسورٍ من حديدٍ.
قلت: حديث حدثني ابن عمر رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ في ليلةٍ ثلاثين آيةً لم يضره في تلك الليلة لصٌ طارئ ولا سبعٌ ضاري، وعوفي في نفسه وأهله وماله حتى يصبح)) قال: فنزل عن فرسه وكسر قوسه، وأعطى الله عز وجل عهداً أن لا يعود فيها، والثلاثون آية: خمسٌ من أول البقرة إلى قوله: {المفلحون}، وآية الكرسي، وآيتان بعدها إلى قوله تعالى: {خالدون} وثلاث آيات من آخر البقرة: {لله ما في السموات وما في الأرض} إلى آخرها، وثلاث آياتٍ من الأعراف: {إن ربكم الله} إلى قوله {قريبٌ من المحسنين}، وآخر بني إسرائيل: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن} إلى آخر السورة، #1255# وعشر آياتٍ من الصافات إلى قوله: {لازبٍ}، وآيتان من الرحمن: {يا معشر الجن والإنس} إلى قوله: {فلا تنتصران}، ومن آخر الحشر: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ} إلى آخرها. وآيتان من: {قل أوحي إلي} إلى قوله تعالى: {وأنه تعالى جد ربنا} إلى قوله: {شططا}.
قال: فذكرت هذا الحديث فقال: إنا كنا نسميها آية الحرز. ويقال: إن فيها شفاءً من مائة داء؛ فعد علي الجذام والبرص وغير ذلك فلم أحفظ.
قال محمد بن علي: قرأتها على شيخ لنا قد فلج حتى أذهب الله عز وجل عنه ذلك.(3/1253)
1886- ((يو)): وعن أبي عمرو بن العلاء قال: حدثنا محمد بن سيرين قال: كنت ليلةً من الليالي في منزلي أقرأ حزبي فبلغت إلى قوله عز وجل: {وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون #1256# بالآخرة حجاباً مستوراً}، فسمعت صوتاً من بعض البيوت يقول: أي القرآن هو الذي إذا قرأته جعل الله بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً؟ فركعت، وسجدت، ثم قلت: لا أدري. قال: هي ثلاث آياتٍ من كتاب الله عز وجل، آيةٌ في النحل، وأيةٌ في الكهف، وأيةٌ في الجاثية. إذا قرأتهن حال الله بينك وبين عدوك وعدوه. أما التي في النحل فقوله عز وجل: {أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون}، وأما التي في الكهف فقوله عز وجل: {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها، ونسي ما قدمت يداه} وأما التي في الجاثية فقوله تبارك وتعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علمٍ وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوةً فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون}.(3/1255)
1887- قال أبو عبد الله محمد بن النعمان المقري شيخ القاضي #1257# أبي الوليد يونس بن عبد الله، وعنه روى هذا الحديث، عن أبي القاسم الزهراوي، قال: نا أبو بكرٍ أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد المقري قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبدوس قال: نا أبو عمرو حفص بن عمر قال: ثنا يحيى بن المبارك، قال: ثنا أبو عمرو بن العلاء: جربتها ثلاث مراتٍ أما المرتان ففي السفر اعترضني اللصوص في كل مرة منها، فقرأتها فخرجت عليهم، ما يروني، وأما الثالثة ففي إقبالي إلى الأندلس، فإن صاحب القيروان أرسل الأعوان في طلبي لأضرب، فقرأتها فأخذ الله تعالى بأبصارهم عني، ولم يروني وركبت البحر وخرجت إلى الأندلس أنا وولدي وسلمني الله منهم بحوله وقوته، والحمد لله.(3/1256)
1888- ((يو)): وعن هشام بن محمد قال: حدثني محمد بن السائب الكلبي قال: كنت يوماً بالحيرة، فوثب إلي رجلٌ فقال: أنت الكلبي؟ قلت: نعم. قال: أخبرني عن قول الله عز وجل: {وإذا قرأت القرآن #1258# جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً} ما الذي كان إذا قرأه حجبه الله عز وجل من عدوه من الجن والإنس؟ قلت: لا أدري قال: فتفسر القرآن ولا تعلم هذا؟ قلت: أخبرني. قال: آيةٌ في النحل، فذكر مثله قال: ثم التفت فلم أره، فكأنما الأرض ابتلعته، فصرت إلى مجلس من مجالسي فحدثت بهذا الحديث، فلما كان بعد مدةٍ صار إلي رجل ممن حضر ذلك المجلس فقال لي: خرجت من الكوفة أريد بغداد فخرجت معنا سفائن ست، وكانت سفينتي السابعة، فقرأت هذه الآيات في سفينتي فنجوت وقطع على الست.
وضرب الدهر ضرباته فأتاني رجلٌ بعد سنين كثيرة، فسلم علي. وقال: أنا عتيقك، قلت: وكيف يكون ذلك، وأنت رجلٌ من العرب؟ قال: غزوت الديلم فأسرت فمكثت فيها عشر سنين، ثم تذكرت الآيات فقرأتها فخرجت أرسف في قيودي، فمررت على الموكلين بنا، من السجانين وغيرهم، فما عرض إلي أحدٌ إلى بلاد الإسلام فأنا عتيقك.(3/1257)
#1259#
1889- ((يو)): حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن خالدٍ، عن أبيه قال: بلغني أن محمد بن سيرين رحمه الله قال: لقيت الخضر عليه السلام فقال لي: ثلاث آياتٍ في كتاب الله عز وجل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأهن جعل الله بينه وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً فذكرهن مثل الأول.(3/1259)
1890- ((يو، قال)): ووجدت في كتاب ابن مجاهد رحمه الله، عن من حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ آياتٍ من القرآن حجبه الله تعالى عن المشركين فلم يروه؛ آيةً من النحل، وآيةً في الكهف، وآيةً في بني إسرائيل: {وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين .. } إلى قوله: {نفوراً} فحدثني رجلٌ أن عمه كان أسيراً بأرض الروم، وكان كعبٌ قد علمه هذه الآيات، فذكرهن، فقال: والله لأنظرن ما قال كعبٌ، ولأهربن قال: فخرجت وأنا أقرأ هذه الآيات، فخرجت عليهم في مجالسهم فلم يروني ولما فقدوني طلبوني، أقسم بالله لقد رأيتهم ينظرون إلي وأنا لعلى ظهر الطريق ما يبصروني حتى نجاني الله تعالى منهم.(3/1259)
#1260#
قال: وحدثت بهذا الحديث رجلاً من عبد القيس؛ فأسر بعد ذلك، فقرأهن، وعشراً من أول سورة {يس} عشر مراتٍ فأنجاه الله، ولقد حدثني بما كان من أمره فمررت بمجلسة عليها قوم لا يتركون أحداً يجوز حتى يعرفوا من هو، فقرأتها وجزت عليهم، فلم يروني.(3/1260)
[293] ذكر آياتٍ من القرآن خصت ببركاتٍ
1891- قال محمد بن عبد الواحد: رأيت في كتابٍ لبعض أصحابنا: نقلت من كتاب بخط أبي جعفر النحاس. قال أبو الفضل حمزة: حدثنا أحمد بن عبد الله الهروي قال: نا وهب بن وهب القرشي قال: أنا ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباسٍ؛ أنه جلس يوماً للناس فاحتوشته الناس، فقال ابن عباس: ما من شيءٍ تطلبونه إلا وجدتموه في #1261# كتاب الله عز وجل، فقام إليه رجلٌ فقال: يا ابن عباس إني رجلٌ سقي فما لي في كتاب الله منفعةٌ؟ قال: نعم. قال: وما هو؟ قال: تكتب على بطنك آية الكرسي وتغسلها بماءٍ، وتجعله في قدحٍ، ثم تكتبه وتغسله بماءٍ، حتى يصير قدر شربةٍ. ففعل الرجل فعوفي، فقام إليه آخر فقال: إن لي غنماً وإني في أرض مسبعةٍ وإن السباع أضرت بي، فهل لي في كتاب الله عز وجل منفعةٌ؟ قال: إذا أصبحت وأمسيت فقل: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتم، حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيمٌ. فإن تولوا فقل: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} {ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه، إنه لا يفح الكافرون. وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين} فقام إليه آخر فقال: إني رجلٌ صاحب ضياعٍ، أختلف إلى ضياعي، وأركب البحر، وأخشى الغرق، فهل لي في كتاب الله عز وجل ما آمن به من الغرق والحرق؟ قال: نعم. إذا أصبحت وأمست فقل: {إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين} {وما قدروا الله حق قدره. والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطوياتٌ بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون} فقام إليه #1262# آخر فقال: إني رجلٌ ذو مالٍ، وإني أخشى على مالي من السرق، فهل لي في كتاب الله عز وجل منفعةٌ؟ قال: نعم، إذا أمسيت وأويت إلى فراشك فقل: {قل ادعوا أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى، ولا تجهز بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً، وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريكٌ في الملك. ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً}.(3/1260)
للغلام الآبق:
وقام إليه آخر فقال: إن لي غلاماً أبق فهل لي في كتاب الله ما يرده علي؟ قال: نعم. إذا أبق لكم آبق فقل: {أو كظلماتٍ في بحرٍ لجي يغشاه موجٌ من فوقه موجٌ من فوقه سحابٌ ظلماتٌ بعضها فوق بعضٍ إذا أخرج يده لم يكد يراها} فذكر الرجل أنه قالها فرد الله عليه غلامه.(3/1262)
للغلام الآبق من سنين:
فقام إليه آخر فقال: إن لي غلاماً أبق منذ دهرٍ لم يرجع إلي شيء من خبره، قال: صل ركعتين اقرأ فيهما بسورة {يس} ثم قل في آخر السجود، ووجهك في الأرض: رد علي غلامي أو رد علي خبره.(3/1262)
#1263#
تيسر الدابة:
فقام إليه رجلٌ آخرٌ فقال: إن لي دابةٌ قد صعبت علي حتى لا تمكنني من لجامها ولا ركوبها، فقال: احتل لها حتى تقبض على أذنها ثم اقرأ في أذنها الأيسر: {وله أسلم من السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه ترجعون} ففعل الرجل فما عادت إلى ما كانت تعمل.(3/1263)
دواء للثؤلول:
فقام إليه آخر فقال: لقيت من الثؤلول مؤنة فهل لي في كتاب الله عز وجل من فرجٍ؟ قال: نعم. ترقى الثؤلول سبعة أيام. كل يوم خمس مراتٍ على الريق، تمسح بإصبعك على الثؤلول وتقرأ هذه الآية: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ .. .. } إلى آخر السورة. ففعل الرجل فسقط عنه الثؤلول.(3/1263)
دواء للماء الأصفر:
وفي رواية أخرى: فقام إليه رجلٌ آخر فقال: يا ابن عم رسول الله، إن #1264# لي ولداً، وفي بطنه ماء أصفر، فما الشفاء؟ قال: نعم شفاء من غير دواءٍ، ولا كي، ولا دينار، ولا درهم، اكتب على بطنه بمسك وزعفران آية الكرسي، ثم اكتبها في إناءٍ نظيفٍ واسقه إياها، فإن فيه شفاءً بإذن الله عز وجل؛ فإن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن لآية الكرسي لساناً وشفتين يسبحان الله عند العرش)).(3/1263)
دواء لوجع الرأس:
فقام إليه آخر فقال: يا ابن عم رسول الله، علمني لوجع الرأس، فقال له: اقرأ عليه: {وإذ قتلتم نفساً فادارأتم فيها والله مخرجٌ ما كنتم تكتمون} فبرأ بإذن الله عز وجل.(3/1264)
للصداع والرمد:
فقام إليه آخرٌ فقال: علمني للصداع والرمد الشديد فقال له: اقرأ عليه: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين} سبع مرات.(3/1264)
للضالة:
فقام إليه آخر فقال: يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم إني مبتلى بالضالة يعني التلفة فعلمني شيئاً فقال له: إذا ضل لك شيءٌ فاستعذ بالله من الشيطان، #1265# ثم اقرأ سورة: {يس} إلى آخرها؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله -وله الحمد- جعل لكل شيءٍ قلباً، وجعل قلب القرآن {يس} إن في قراءتها عشر خصالٍ، ما قرأها أسيرٌ إلا فداه الله، ولا خائفٌ إلى أمنه الله، ولا ضال إلى هداه الله، ولا غائبٌ إلا رده الله، ولا ذو دينٍ إلا قضاه الله، ولا مريضٌ إلا شفاه الله ولا فقيرٌ إلا أغناه الله، ولا مغمومٌ إلا فرج الله عنه، ولا مسافرٌ إلا أعانه الله على سفره، ولا أعزب إلا زوجه الله، ولا قرأها أحدٌ عند رأس ميتٍ إلا خفف الله عنه من غمه ولم يقبض ملك الموت روحه حتى يأتي رضوانٌ يبشره بالجنة، ويأتيه بشربةٍ من الجنة فيشربها فيدخل قبره وهو ريانٌ، ويحشر فيه وهو ريان)).(3/1264)
#1266#
للحمى:
فقام إليه آخر فقال: يا ابن عم رسول الله، إن لي ابناً أذابت جسمه الحمى، فهل لي من شفاءٍ؟ قال: نعم. اقرأ عليه، أو اكتب له في شيء نقي، وعلقه عليه تتركه إن شاء الله: {بسم الله الرحمن الرحيم}، براءةٌ من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلانٍ من كل داءٍ يعرض له بإذن الله العظيم. {قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم، وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين} {أو كالذي مر على قريةٍ وهي خاويةٌ على عروشها. قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها، فأماته الله مائة عام ثم بعثه، قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يومٍ قال: بل لبثت مائةٍ، فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه، وانظر إلى حمارك ولنجعلك آيةً للناس، وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحماً، فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيءٍ قديرٌ} قال: فشفاه الله من الحمى.(3/1266)
لإبطال السحر:
فقام إليه آخر فقال: يا ابن عم رسول الله علمني شيئاً أبطل به السحر، فإن بلدنا كثيرة السحرة، ونحن في شدةٍ، فقال: إذا خفت شيئاً #1267# يؤذيك فاقرأ: {قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون، فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين}، {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} {وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ فجعلناه هباءاً منثوراً} {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمعه فإذا هو زاهقٌ} {ولا يفلح الساحر حيث أتى. فألقي السحرة سجداً قالوا آمنا برب هارون وموسى} {فألقي السحرة ساجدين. قالوا آمنا برب العالمين. رب موسى وهارون}.(3/1266)
أمان من منكر ونكير:
فقام إليه آخر فقال: إني أخاف منكراً ونكيراً خوفاً شديداً. قال: أفلا أعلمك شيئاً تعمله لا تخافهما؟ قال: نعم. قال: صل كل ليلة جمعةٍ ركعتين تقرأ فيهما: {الحمد لله رب العالمين} و{قل هو الله أحدٌ} فإنهما أمانٌ من منكرٍ ونكيرٍ.(3/1267)
أمان من ضغطة القبر:
فقام إليه آخر فقال: يا ابن عباس هل عندك في ضغطة القبر شيءٌ؟ قال: تقرأ: {إذا زلزلت الأرض} في كل ليلة جمعة ثلاثين مرة في ركعتين مع فاتحة الكتاب فإنهما أمانٌ لك من ضغطة القبر.(3/1267)
#1268#
للخوف من شدة الموت:
فقام إليه آخر فقال: يا ابن عباس إني أخاف الموت وكربه وشدته خوفاً شديداً. قال: نعم. تقرأ كل ليلةٍ سورة: {ق}.(3/1268)
للأمن من الفقر وطلب الغنى:
فقام إليه آخرٌ فقال: إني أخاف الفقر خوفاً شديداً، فهل عندك فيه شيءٌ؟ فقال: نعم: واظب على قراءة الواقعة، والمزمل، {والليل إذا يغشى} و{ألم نشرح لك صدرك} فإنهما أمانٌ لك. فواظب الرجل عليها، فجاءه بعد عام وبيده ستة آلافٍ درهم فقال: هي لزكاة مالي.
فهذا من باب قوله: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}.(3/1268)
[294] ما يستشفى به من الجنون والجذام والبرص والسل والبطن والحمى والنفس
1892- ((زي)): وعن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ينفع بإذن الله #1269# من الجنون والجذام والبرص والسل والبطن والحمى والنفس؛ يكتب في إناء نظيف بزعفران أو بمشق، أو بعسل: أعوذ بكلمات الله التامة، وأسمائه كلها عامة، من شر السامة، والعين اللامة، من شر حاسد إذا حسد، من شر أبي قترة وما ولد، ثلاثة وثلاثون من الملائكة أتوا ربهم فقالوا: وصباً وصباً بأرضنا، قال: تأخذوا تربة من أرضكم فامسحوا بوصبكم، رقية محمد صلى الله عليه وسلم ، لا أفلح من كتمها أبداً واتخذ عليها صفداً.
ثم تكتب {الحمد لله رب العالمين} كلها، و{قل أعوذ برب الناس} كلها، وثلاث آيات من أول سورة البقرة، والآية التي فيها {وتصريف الرياح والسحاب المسخر} الآية كلها، وتكتب آية الكرسي كلها، والآيتين اللتين بعدها: {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي}. الآيتين جميعاً، وتكتب خواتم سورة البقرة إلى الخاتمة، وتكتب عشر آيات من #1270# أول سورة آل عمران، وعشر آيات من آخرها، وتكتب أول آية من النساء، وأول آية من المائدة، وأول آية من الأنعام، وأول آية من الأعراف، والآية التي في الأعراف: {إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش} .. الآية كلها، وتكتب الآية التي في يونس: {قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله} الآية كلها. والآية التي في طه: {وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا} .. الآية كلها، وعشر آيات من أول الصافات.
ثم تغسله ثلاث مرات، وتتوضأ كوضوء للصلاة، ثم تحسو منه ثلاث حسوات، وتمسح به وجهك وسائر جسدك، ثم تصلي ركعتين، وتستشفي الله تعالى.
تفعل ذلك ثلاثة أيام.
قال السري بن يحيى: جربناه فوجدناه ينفع بإذن الله.
قال حسان بن عبد الله المصري: قد جربته.
وصلى الله على محمد وسلم تسليماً.(3/1268)
#1271#
[295] للصداع
1893- لما حضر سليمان بن عبد الملك عمورية عرض له صداع، فلم يركب في الحرب، فقال أهل عمورية للمسلمين: ما لأميركم لم يركب؟ قالوا: عرض له صداع، فأخرجوا له برنساً، وقالوا لهم: اجعلوه يلبسه، فلبسه فزال عنه الصداع، ففتقوه، فلم يجدوا شيئاً، ثم فتقوا أزره فوجدوا فيه بطاقة فيها مكتوب: {بسم الله الرحمن الرحيم} {ذلك تخفيف من ربكم ورحمة} {بسم الله الرحمن الرحيم} {يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً} {بسم الله الرحمن الرحيم} {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً} {بسم الله الرحمن الرحيم} {حم عسق} {بسم الله الرحمن الرحيم} {وإذا سألك عبادي عني فإن قريب. أجيب دعوة الداع إذا دعان} {بسم الله الرحمن الرحيم} {ألم ترى إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكناً} {بسم الله الرحمن الرحيم} {وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم}.
فقال المسلمون: من أين لكم هذا، وإنما نزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟ #1272# فقالوا لهم: وجدنا هذا منقوشاً في حجر كنيسة قبل أن يبعث نبيكم بسبع مائة عام.(3/1271)
[296] ما يحترز به من الهوام
1894- من خط شيخنا العالم الأجل أبي علي الحسن بن عبد الرحمن بن هاني اللخمي -رحمه الله: رأيت في كتاب فردوس الحكمة لعلي بن رزن شيخ أبي بكر الرازي قال: آية في كتاب الله تعالى: {إني توكلت على الله ربي وربكم، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم} الآية- تأمن بقراءتها من الهوام.(3/1272)
[297] ما يحترز به من الهوام والعقارب والبراغيث
1895- روي أن عامل إفريقية كتب إلى عمر بن عبد العزيز يشكو إليه الهوام والعقارب والبراغيث. فكتب إليه عمر -رضي الله عنه-: وما على أحدكم إذا أصبح، أو أمسى أن يقول: {وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا} الآية كلها.(3/1272)
#1273#
[298] ما يعوذ به من تصيبه الأفزاع من الصبيان وغيرهم
1896- ((زي)): عن النعمان بن عبد السلام قال: قال سفيان الثوري: إذا فزع الصبي عوذ بـ {قل هو الله أحد} والمعوذتين، وأربع آيات من أول البقرة، وآية الكرسي، وآيتين بعدها، وثلاث آيات من آخر سورة البقرة.(3/1273)
[299] ما يتعوذ به من به لمم
1882- ((زي)): عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه قال: كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذا أعرابي قال: يا رسول الله، إن لي أخاً وجع قال: ((وما وجع أخيك؟)) قال: به لمم، قال: ((فائتني به))، فجاء به فأجلسه بين يديه، ثم عوذه بفاتحة الكتاب وأربع آيات من أول سورة البقرة، وآيتين من وسطها: {وإلهكم إله واحد} وآية الكرسي وثلاث آيات خاتمتها، وآية من آل عمران: {شهد الله أنه لا إله إلا هو} الآية. وآية من الأعراف: {إن ربكم الله} الآية، وآية من المؤمنين: {فتعالى الله الملك الحق} {وأنه تعالى #1274#جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولداً} وعشر آيات من أول الصافات، وثلاث آيات من آخر الحشر، و{قل هو الله أحد} والمعوذتين.
فقام الأعرابي كأنه لم يصبه بأس قط.(3/1273)
يتلوه الكلام في الأوراد الليلية والنهارية بعون الله وتوفيقه.
#1275#
بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وسلم
ذكر الأوراد بتوفيق الله
[300] ما جاء فيمن صلى يوم الجمعة الضحى أربع ركعات بأم القرآن عشر مرات، وآية الكرسي عشر مرات، و{قل يا أيها الكافرون} عشر مرات، و{قل هو الله أحد} عشر مرات و{قل أعوذ برب الفلق} عشر مرات، و{قل أعوذ برب الناس} عشر مرات
1897- ((حـ)): وعن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صلى الضحى أربع ركعات يوم الجمعة، أو في أي يوم شاء - يقرأ في كل ركعة بأم القرآن عشر مرات، وآية الكرسي عشر مرات، و{قل يا أيها الكافرون} عشر مرات، و{قل هو الله أحد} عشر مرات، و{قل أعوذ برب الفلق} عشر مرات، و{قل أعوذ برب الناس} عشر مرات، ويتشهد ويسلم، ويستغفر الله سبعين مرة.
#1276#
ثم يقول بعد الاستغفار: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، غافر الذنب، وأسأله التوبة، وأتوب إليه. ثم يقول بعد ذلك: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)).
قيل: يا رسول الله، وما ثواب هذه الصلاة؟
قال: ((ما من عبد يصلي هذه الصلاة إلا رفع الله عنه شر أهل الدنيا والآخرة، والجن والإنس، وشر كل سلطان جائر وشيطان مارد)).
ثم قال عليه السلام: ((والذي بعثني بالحق لو كان مصلي هذه الصلاة عاقاً لوالديه إلا غفر الله لذنوبه، وقضى له سبعين حاجة من حوائج الدنيا، وسبعين حاجة من حوائج الآخرة، وإن الليل والنهار أربع وعشرون ساعة، يعتق بكل ساعة من ذلك اليوم والليلة لكرامته على الله سبعين ألفاً من الموحدين ممن قد استوجب النار، ولو كلم أهل القبور لأجابوه في قبورهم؛ لكرامته على الله تعالى. والذي بعثني بالحق أنه من صلى هذه الصلاة بعث الله إليه بكل حرف من حروف القرآن الذي قرئ في هذه الصلاة ملائكة يكتبون له الحسنات، ويمحون عنه السيئات، ويرفعون له الدرجات ويستغفرون له إلى يوم القيامة. والذي بعثني بالحق لو أن مصلي هذه الصلاة أتاه ساحر من سحرة فرعون ما قدر أن يضره ولا يؤذيه، والذي نفس محمد بيده لو أن مصلي هذه الصلاة -رجلاً أو امرأة- لم يكن لهما ولد، وصليا هذه الصلاة، وسألا الله أن يرزقهما ولداً إلا رزقهما، وتقبل منهما بعد ذلك #1277# صلاتهما وصيامها إلى يوم يموتان، وإن كان قد وقع في الناس واغتابهم إلا غفر له ذلك قديماً وحديثاً، صغيراً أو كبيراً، سراً وعلانية، وإن مات مات شهيداً، ويعطى بعدما يصلي هذه الصلاة بكل قطرة تنزل من السماء إلى الأرض إلى يوم القيامة، وعدد كل نبات في الأرض حسنة، ويعطى من الثواب مثل ثواب إبراهيم خليل الرحمن، وموسى كليم الرحمن، وعيسى روح الله، ويحيى محب الله)).
قيل: يا رسول الله ويعطى من صلى هذه الصلاة هذا الثواب كله؟ قال: ((والذي بعثني بالحق إنه إذا صلى هذه الصلاة بهذه القراءة يفتح له باب الغنى، ويسد عنه باب الفقر، ومن صلى هذه الصلاة إلى يوم القيامة لا تلدغه حية، ولا عقرب، ولا يحترق منزله، ولا يقطع عليه طريق ولا يغرق)).
وقال عليه الصلاة والسلام: ((أنا كفيل لمن صلى هذه الصلاة بذلك القراءة. وقال جبريل مثله، وقال ميكائيل مثله، وقال إسرافيل عليه السلام مثله)). وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((والذي بعثني بالحق إنه إذا صلى هذه الصلاة وقرأ هذه القراءة إن الله تبارك وتعالى ينظر إلى خلقه ثلاثاً وسبعين مرة وهو أول من ينظر الله إليه، ثم ينظر بعده إلى بقية خلقه، وتنزل عليه مغفرته ورضوانه)).
((والذي بعثني بالحق لو أنه حين يفرغ من صلاته عمد إلى شيء من ماء مطر وزعفران وعسل، وكتب ذلك كله، ثم غسله وشربه فإنه يعافى من #1278# الجنون والجذام والبرص إذا صلى هذه الصلاة، ودعا بهذا الدعاء، وشرب من هذا الماء، ويخرج الله تعالى من عروقه السقم، والألم، والأوجاع، ويدخل في عروقه النور والحكمة والضياء)).
فقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: يا رسول الله، إن لي ضيفاً شكى إلي أن في بطنه دوداً فهل ينفعه ذلك الماء؟ فقال صلى الله عليه وسلم : ((والذي بعثني بالحق إنه إذا صلى هذه الصلاة، ودعا بهذا الدعاء، وعالج نفسه كما أمرته عافاه الله تعالى من ذلك الذي في بطنه)).(3/1274)
[301] ما جاء فيمن صلى يوم الجمعة بالمسجد الجامع قبل صلاة الجمعة أربع ركعات وقرأ في كل ركعة {الحمد لله رب العالمين} و{قل هو الله أحد} خمسين مرة
1898- ((قو، مد)): عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من دخل الجامع يوم الجمعة فصلى أربع ركعات قبل صلاة الجمعة، قرأ في كل ركعة {الحمد لله} و{قل هو الله أحد} خمسين مرة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة، أو يرى له)).(3/1278)
#1279#
[302] ما جاء فيمن صلى بعد المغرب ركعتين يقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب وآية الكرسي و{قل هو الله أحد} خمس عشرة مرة ويقرأ في الثانية بفاتحة الكتاب، و{لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} إلى آخر السورة
1899-((حـ)): عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي بلال وسلمان الفارسي، فقال لنا: ((ما جاء بكم في هذه الساعة؟)) وكان بين المغرب والعشاء - فقلنا: جئناك لعلنا نستفيد منك في هذه الساعة شيئاً إذا عملناه يأجرنا الله عليه.
قال: ((أعلمكم الذي علمني جبريل صلوات الله عليه؛ فإنه خرج من عندي آنفاً فقال: يا محمد، من صلى بعد المغرب ركعتين يقرأ في أول ركعة بفاتحة الكتاب وآية الكرسي و{قل هو الله أحد} خمس عشرة مرة ويقرأ في الركعة الثانية بفاتحة الكتاب، و{لله ما في السموات وما في #1280# الأرض وإن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} إلى آخر السورة- أعطاه الله في جنة عدن مائة ألف مدينة من در وياقوت، في كل مدينة مائة ألف قصر من لؤلؤ، في كل قصر مائة ألف دار من مسك، في كل دار مائة ألف حجرة من الزعفران، في كل حجرة مائة ألف بيت من النور، في كل دكان خيمة من السندس، في كل خيمة مائة ألف سرير من الجوهر، قوائم كل سرير من كافور أبيض، سعة كل سرير ستون ألف ذراع، على كل سرير مائة ألف فراش من إستبرق، ومن فراش إلى فراش أربعون ألف ذراع، فوق كل فراش زوجة من الحور العين، لا ينظر إليها ملكٌ مقرب، ولا نبي مرسل إلا افتتن بها، قد ملأ ما ين منكبيها ما بين طرفي السرير، على كل واحدة منهما مائة ألف حلة يرى جلدها من وراء تلك الحلل، كما يرى السلك في الياقوتة البيضاء لو دليت طاقة من شعرها لذهبت بضوء الشمس، ولو أبدت من نفسها قدر ظفر لأهل الدنيا لمات الخلق كلهم شوقاً إليها، بين يدي كل واحدة منهن مائة ألف وصيفة، وعن يمينها مائة ألف جارية، وعن شمالها مائة ألف غلام، يحملون حللها وحليها.
ويجري في وسط كل مدينة نهر من سلسبيل وفي كل خيمةٍ غصنٌ من شجرة طوبى، على كل غصنٍ مائة ألف لون من الفاكهة، وما من شيء #1281# يحتاج إليه إلا وهو معه في جوف كل خيمةٍ، في كل خيمةٍ مائة ألف مائدةٍ من ذهب مكللة بالدر والياقوت، على كل مائدةٍ مائة ألف قصعةٍ من ذهبٍ، في كل قصعةٍ مائة ألف لونٍ من الطعام لا يشبه بعضه بعضاً، ويجد ولي الله في كل لقمةٍ لذةً أخرى، ويكتب الله له بكل ركعةٍ صلاها ثواب مائة ألف شهيدٍ، ويعطيه الله بكل آيةٍ قرأها ثواب عتق رقبةٍ، ويكتب له من ساعة يصلي هذه الصلاة إلى يوم القيمة كل يوم ثواب حجةٍ وعمرةٍ فإذا مات كان موته موت الشهداء، ويكون في الجنة رفيق إسماعيل بن إبراهيم صلوات الله عليهما، فلا يفوتنكم هذا، فإن جبريل لم يرح من عندي حتى فرغت من هذه الصلاة، فلما فرغت قال لي: يا محمد من صلى هذه الصلاة تستغفر له ملائكة السموات والأرض أيام حياته وتفتح له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء، ويفتح له في قبره بابان إلى الجنة: باباً عن يمينه وباباً عن شماله، ويقضي الله تعالى له يوم القيامة ألف #1282# حاجةٍ، ويخرج من قبره ضاحكاً، ويضحك الله إليه إذا وقف بين يديه، ويقول له: عبدي اجلس في ظل عرشي مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين بغير حسابٍ)).(3/1279)
[303] ما جاء فيمن صلى يوم السبت أربع ركعاتٍ يقرأ في كل ركعةٍ بفاتحة الكتاب مرةً و{قل يا أيها الكافرون} ثلاث مراتٍ
1900- ((قو، مد)): عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من #1283# صلى يوم السبت أربع ركعاتٍ، يقرأ في كل ركعةٍ بفاتحة الكتاب مرةً و{قل يا أيها الكافرون} ثلاث مراتٍ، فإذا فرغ وسلم قرأ آية الكرسي -كتب الله عز وجل بكل حرفٍ حجةً وعمرةً، ودفع به بكل حرفٍ أجر سنةٍ؛ صيام نهارها وقيام ليلها، وأعطاه الله عز وجل بكل حرفٍ ثواب شهيدٍ، وكان تحت ظل عرش الله تعالى مع النبيين والشهداء)).(3/1282)
[304] ما جاء فيمن صلى يوم الأحد أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب، و{آمن الرسول}
1901- ((مد، قو)): عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((من #1284# صلى يوم الأحد أربع ركعاتٍ يقرأ في كل ركعةٍ فاتحة الكتاب، و{آمن الرسول} مرة كتب الله عز وجل له بعدد كل نصراني ونصرانية عشر حسناتٍ، وأعطاه ثواب نبي، وكتب له حجةً وعمرةً، وكتب له بكل ركعةٍ ألف صلاةٍ، وأعطاه الله عز وجل في الجنة بكل حرفٍ مدينةً من مسك أذفر)).(3/1283)
1902- ((مد، قو)): وعن علي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه #1285# قال: ((وحدوا الله تعالى بكثرة الصلاة يوم الأحد، فإنه سبحانه واحدٌ لا شريك له، فمن صلى يوم الأحد بعد صلاة الظهر أربع ركعاتٍ بعد الفريضة والسنة يقرأ في الركعة الأولى فاتحة الكتاب، و{تنزيل} السجدة، وفي الثانية فاتحة الكتاب و{تبارك} الملك، ثم يتشهد، ثم يقوم فيصلي ركعتين أخرتين، يقرأ فيهما فاتحة الكتاب، وسورة الجمعة، وسأل الله سبحانه وتعالى حاجته كان حقاً على الله تعالى أن يقضي حاجته ويبرئه مما كانت النصارى تستحله)).(3/1284)
[305] ما جاء فيمن صلى يوم الاثنين عند ارتفاع النهار ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وآية الكرسي مرة و{قل هو الله أحد} والمعوذتين مرة، مرة
1903- ((مد، قو)): عن جابرٍ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((من #1286# صلى يوم الاثنين عند ارتفاع النهار ركعتين يقرأ في كل ركعةٍ فاتحة الكتاب مرةً، وآية الكرسي مرةً، و{قل هو الله أحد} مرةً، والمعوذتين مرةً، مرةً، فإذا سلم استغفر الله عشر مراتٍ، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم عشر مراتٍ غفر الله تعالى ذنوبه كلها، وأعطاه قصراً في الجنة من زمردةٍ بيضاء فيه ما لم تر عينٌ، ولا سمعت أذنٌ)).(3/1285)
1904- ((مد، قو)): وعن أنسٍ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((من #1287# صلى يوم الاثنين اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعةٍ فاتحة الكتاب، وآية الكرسي مرةً، فإذا فرغ من صلاته قرأ: {قل هو الله أحد} اثنتي عشرة مرةً، واستغفر الله اثنتي عشرة مرة ينادي به يوم القيامة: أين فلان بن فلان؟ فليقم، فليأخذ ثوابه من الله عز وجل، فأول ما يعطى من الثواب ألف حلة، ويتوج، ويقال له: ادخل الجنة فستقبله مائة ألف ملكٍ مع كل ملكٍ هديةٌ فيشيعونه حتى يدور على ألف قصرٍ من نور يتلآلآ)).(3/1286)
[306] ما جاء فيمن صلى يوم الثلاثاء عشر ركعات عند انتصاف النهار، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وآية الكرسي مرة و{قل هو الله أحد} ثلاث مرات
1905- ((قو، مد)): عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالكٍ قال: #1288# قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صلى يوم الثلاثاء عشر ركعاتٍ عند انتصاف النهار -وفي حديث آخر: عند ارتفاع النهار- يقرأ في كل ركعةٍ فاتحة الكتاب، وآية الكرسي مرةً و{قل هو الله أحد} ثلاث مراتٍ لم تكتب عليه خطيئة إلى سبعين يوماً، فإن مات إلى سبعين يوماً مات شهيداً، وغفرت له ذنوب سبعين سنة)).(3/1287)
[307] ما جاء فيمن صلى يوم الأربعاء اثني عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب، و{قل هو الله أحد} ثلاث مرات، والمعوذتين ثلاث مرات
1906- ((مد، قو)): عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ بن جبلٍ #1289# قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صلى يوم الأربعاء اثنتي عشرة ركعةً عند ارتفاع النهار يقرأ في كل ركعةٍ فاتحة الكتاب، و{قل هو الله أحد} ثلاث مراتٍ، والمعوذتين ثلاث مراتٍ - ناداه ملكٌ من عند العرش: يا عبد الله استأنف العمل، فقد غفر لك ما تقدم من ذنبك، ودفع الله عنه عذاب القبر، وضيقه وظلمته ودفع عنه شدائد القيامة، ورفع له في كل يومٍ عمل نبي)).(3/1288)
[308] ما جاء فيمن صلى يوم الخميس بين الظهر والعصر ركعتين يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرةً واحدةً، ومائة مرة آية الكرسي وفي الركعة الثانية فاتحة الكتاب مرةً، و{قل هو الله أحد} مائة مرةٍ
1907- ((قو، مد)): عين عكرمة، عن ابن عباسٍ قال: قال #1290# رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صلى يوم الخميس ما بين الظهر والعصر ركعتين يقرأ في كل ركعةٍ فاتحة الكتاب مرةً وآية الكرسي مائة مرة، وفي الركعة الثانية فاتحة الكتاب مرةً، ومائة مرة: {قل هو الله أحد}، ويصلي علي مائة مرة أعطاه الله عز وجل ثواب من صام رجب وشعبان ورمضان، وكان له من الثواب مثل حاج البيت، وكتب له بعدد كل من آمن بالله عز وجل وتوكل عليه حسناتٍ)).(3/1289)
[309] ما جاء فيمن صلى يوم الجمعة إذا ارتفعت الشمس
1908- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه #1291# قال: ((يوم الجمعة صلاة كله، ما من عبدٍ مؤمنٍ قام إذا استقلت الشمس وارتفعت قيد ذراع أو أكثر من ذلك، فأسبغ الوضوء، ثم صلى سنة الضحى ركعتين إيماناً واحتساباً إلا كتب الله عز وجل له مائتي حسنةٍ، ومحا عنه مائتي سيئةٍ، ومن صلى أربع ركعاتٍ رفع الله تعالى له في الجنة أربع مائة درجةٍ، ومن صلى ثمان ركعاتٍ رفع الله تعالى له في الجنة ثمان مائة درجةٍ، وغفر له ذنوبه كلها، ومن صلى اثنتي عشرة ركعة كتب الله له -سبحانه- ألفاً ومائتي حسنة، ومحا عنه ألفاً ومائتي سيئة، ورفع له في الجنة ألفاً ومائتي درجة)).(3/1290)
1909- وعن ابن مسعودٍ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من كانت له عند الله حاجة فليصل يوم الجمعة أربع ركعاتٍ يقرأ في كل ركعةٍ فاتحة الكتاب مرةً، و{سبح اسم ربك الأعلى} مرةً، و{قل هو الله أحد} خمساً وعشرين مرةً، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب مرةً، و{إذا #1292# زلزلت الأرض} مرةً، و{قل هو الله أحد} خمساً وعشرين مرةً، وفي الثالثة بفاتحة الكتاب و{ألهاكم التكاثر} مرةً، و{قل هو الله أحد} خمساً وعشرين مرةً، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب و{إذا جاء نصر الله} مرةً، و{قل هو الله أحد} خمساً وعشرين مرةً، ويتم ركوعها وسجودها، ويبين قراءتها، فإذا فرغ من صلاته رفع يديه إلى الله تعالى، وسأل حاجته فأول ما يعطى أن يعتق من النار، ولا يخرج من الدنيا حتى تقضى له كل حاجةٍ من أمور الدنيا، ويعطى ثواباً عظيماً يوم القيامة)).(3/1291)
1898- ((مد)): وعن ابن عمر؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من دخل الجامع يوم الجمعة فصلى أربع ركعاتٍ قبل صلاة الجمعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب، و{قل هو الله أحد} خمسين مرةً لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة أو يرى له)).(3/1292)
[310] ما جاء في صلاة ليلة الجمعة
1910- عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صلى ليلة الجمعة #1293# صلاة العشاء الآخرة في جماعةٍ، وصلى ركعتي السنة، ثم صلى بعدها عشر ركعاتٍ يقرأ في كل ركعةٍ فاتحة الكتاب، و{قل هو الله أحد} والمعوذتين مرةً، مرةً، ثم أوتر بثلاث ركعاتٍ ونام على جنبه الأيمن، ووجهه إلى القبلة فكأنما أحيا ليلة القدر)).(3/1292)
1911- وقال عليه السلام: ((أكثروا من الصلاة علي في الليلة الغراء واليوم الأزهر ليلة الجمعة ويوم الجمعة)).(3/1293)
#1294#
[311] ما جاء فيمن صلى ليلة الجمعة بين المغرب والعشاء اثنتي عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرةً، و{قل هو الله أحد} عشر مراتٍ
1912- ((مد، قو)): عن أبي جعفر محمد بن علي، عن جابرٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من صلى ليلة الجمعة بين المغرب والعشاء اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعةٍ بفاتحة الكتاب مرةً، و{قل هو الله أحد} عشر مراتٍ فكأنما عبد الله تعلى اثنتي عشرة سنة؛ صيام نهارها وقيام ليلها)).(3/1294)
1910- ((قو، مد)): وعن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صلى ليلة الجمعة صلاة العشاء الآخرة في جماعةٍ، وصلى ركعتي السنة، ثم صلى بعدها عشر ركعاتٍ، قرأ في كل ركعةٍ: {الحمد لله} #1295# مرة، و{قل هو الله أحد} مرة، والمعوذتين مرة، ثم أوتر بثلاث ركعاتٍ ونام على جنبه الأيمن ووجهه إلى القبلة فكأنما أحيا ليلة القدر.(3/1294)
1911- وقال صلى الله عليه وسلم : ((أكثروا من الصلاة علي في الليلة الغراء واليوم الأزهر، ليلة الجمعة ويوم الجمعة)).(3/1295)
[312] ما جاء فيمن صلى ليلة السبت اثنتي عشرة ركعةً بين المغرب والعشاء
1913- ((قو، مد)): عن أنس بن مالكٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((من صلى ليلة السبت بين المغرب والعشاء اثنتي عشرة ركعةً يبنى له قصرٌ في الجنة، وكأنما تصدق على كل مؤمنٍ ومؤمنةٍ، وتبرأ من اليهودية، وكان حقاً على الله عز وجل أن يغفر له)).(3/1295)
1914- قال أحمد: سمعت عبد المؤمن يقول: من صلى ركعتين بعد المغرب قبل أن يكلم أحداً يقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب، وعشر آياتٍ من سورة البقرة: {وإلهكم إله واحد} إلى قوله {لآياتٍ لقومٍ #1296# يعقلون} و{قل هو الله أحد} خمس عشرة مرةً، ثم يركع ويسجد ويتشهد إلا كان كمن حج بيت الله الحرام مائة ألف مرةٍ من أقصى الأرض - أو قال: من أقصى البلاد.
وقع هذا الحديث في صلاة ليلة الأحد، كذا ثبت بخط المؤلف عند فراغه من كتابه.(3/1295)
[313] ما جاء فيمن صلى ليلة الأحد عشرين ركعة، يقرأ في كل ركعة: {الحمد لله} مرة و{قل هو الله أحد} خمسين مرة
1915- ((قو، مد)): عن المختار بن فلفل، عن أنس بن مالكٍ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صلى ليلة الأحد عشرين ركعةً، فقرأ في كل ركعة: {الحمد لله} مرة، و{قل هو الله أحد} خمسين مرةً، والمعوذتين مرة مرة، ثم استغفر الله عز وجل مائة مرة، واستغفر لنفسه #1297# ولوالديه مائة مرة، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم مائة مرة، وتبرأ من حوله وقوته، والتجأ إلى حول الله وقوته، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن آدم صفوة الله وفطرته، وإبراهيم خليل الله تعالى، وموسى كليم الله، وعيسى روح الله ومحمداً حبيب الله - كان له من الثواب بعدد من دعا لله ولداً، ومن لم يدع لله ولداً، وبعثه الله عز وجل يوم القيامة مع الآمنين، وكان حقاً على الله عز وجل أن يدخله الجنة مع النبيين)).(3/1296)
[314] ما جاء فيمن صلى ليلة الاثنين أربع ركعاتٍ يقرأ في الركعة الأولى الفاتحة، و{قل هو الله أحد} عشر مراتٍ، وفي الثانية: {الحمد لله} و{قل هو الله أحد} عشرين مرةً، وفي الثالثة: {الحمد لله} و{قل هو الله أحد} ثلاثين مرةً، وفي الرابعة: {الحمد لله} و{قل هو الله أحد} أربعين مرةً
1916- ((قو، مد)): روى الأعمش، عن أنس بن مالكٍ قال: قال #1298# رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صلى ليلة الاثنين أربع ركعاتٍ، يقرأ في الركعة الأولى بـ {الحمد لله} و{قل هو الله أحد} عشر مراتٍ، وفي الثانية بـ {الحمد لله} و{قل هو الله أحد} عشرين مرةً، وفي الثالثة بـ {الحمد لله} و{قل هو الله أحد} ثلاثين مرةً، وفي الرابعة بـ {الحمد لله} و{قل هو الله أحد} أربعين مرةً، ثم يتشهد ويسلم ويقرأ {قل هو الله أحد} خمساً وسبعين مرة، واستغفر لنفسه ولوالديه خمساً وسبعين مرةً، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم خمساً وسبعين مرة، ثم يسأل الله تعالى حاجته كان حقاً على الله تعالى أن يعطيه سؤاله ما سأل)).
قال أبو حامد: وهي تسمى صلاة الحاجة.(3/1297)
1917- ((قو)): وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صلى ليلة الاثنين ركعتين، يقرأ في كل ركعةٍ بفاتحة الكتاب مرةً، و{قل هو الله #1299# أحد} خمس عشرة مرةً، و{قل أعوذ برب الفلق} خمس عشرة مرةً، و{قل أعوذ برب الناس} خمس عشرة مرةً، ويقرأ بعد التسليم خمس عشرة مرةً آية الكرسي، ويستغفر الله عز وجل خمس عشرة مرةً - جعل الله -عز وجل- اسمه في أصحاب الجنة، وإن كان من أصحاب النار غفر له ذنوب السر والعلانية، وكتب له بكل آيةٍ قرأها حجةً وعمرةً، وإن مات ما بين الاثنين إلى الاثنين مات شهيداً.(3/1298)
[315] هدية الخضر عليه السلام لإبراهيم التيمي
1918- حدث الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحسن الفروي قال: ثنا الشيخ أبو طالبٍ محمد بن علي بن عطية #1300# المكي، عن سعيد بن سعيدٍ، عن أبي طيبة، عن كرز بن وبرة -وكان من الأبدال- قال: أتاني أخٌ لي من الشام من جبل اللكام فقال لي: يا كرز عندي هديةٌ نويت أن أهديها لك. إني كنت صحبت إبراهيم التيمي دهراً، فلما كان عند وفاته قال لي: اسمع؛ فإن لك علي حقاً لطول الصحبة، ولولا ما حضرني من قضاء الله تعالى بوفاتي ما حدثتك به، وذلك أني كنت يوماً جالساً، وقد صليت صلاة الصبح، وأنا بحذى الركن اليماني بمكة وأنا في التسبيح والتقديس إذ جاءني رجلٌ حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فسلم علي وجلس عن يميني فقلت: من أنت؟ فقال: أنا الخضر. فقلت: صلوات الله على الخضر، وكيف جئتني من بين الناس؟ قال: جئتك حباً مني لك في الله، وعندي هديةٌ نويت أن أهديها إليك، فقلت: وما هذه الهدية؟ قال: أن تقرأ كل يومٍ بعد الصبح وقبل طلوع الشمس، وقبل غروبها: {الحمد لله} سبع مراتٍ، وآية الكرسي سبع مراتٍ، و{قل يا أيها الكافرون} سبع مراتٍ، و{قل هو الله أحد} سبع مراتٍ و{قل أعوذ برب الفلق} سبع مرات و{قل أعوذ برب الناس} سبع مراتٍ. وتسبح الله بالباقيات الصالحات وهي: ((سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم))، سبع مراتٍ، ثم تقول: #1301# صلى الله على محمد النبي الأمي، سبع مراتٍ وتقول: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، وللمسلمين وللمسلمات الأحياء منهم والأموات، سبع مراتٍ، وتقول: اللهم اغفر لي ولوالدي، سبع مراتٍ، وتقول: ((اللهم افعل بي وبهم عاجلاً وآجلاً في الدين والدنيا والآخرة ما أنت له أهلٌ، ولا تفعل بنا يا مولانا ما نحن له أهلٌ؛ إنك غفورٌ رحيمٌ، سبع مراتٍ، وانظر أن تدع ذلك كل غدوةٍ وعشيةٍ. فقلت: ومن أعطاك هذه الهدية؟ فقال: أمتهمٌ أنا يا إبراهيم؟ فإن الأنبياء لا يكذبون، إني سمعت ذلك من محمدٍ صلى الله عليه وسلم وكنت عنده حين أوحي إليه به فسمعته ممن سمعه محمدٌ صلى الله عليه وسلم - يعني جبريل عليه السلام.
فقلت: علمني صلاةً إذا صليتها رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، قال: أن تقوم من المغرب إلى أن تصلي العشاء الآخرة، مصلياً من غير أن تكلم أحداً ركعتين: فاقرأ في كل ركعةٍ بفاتحة الكتاب مرةً، و{قل هو الله أحد} ثلاث مراتٍ، وسلم من كل ركعتين فإذا صليت العشاء الآخرة تصلي ركعتي السنة، ثم تأتي الموضع التي تنام فيه، ولا تكلم أحداً من أهل بيتك ولا من غيرهم، وتصلي ركعتين تقرأ فيهما: {الحمد لله} مرةً، و{قل #1302# هو الله أحد} سبع مراتٍ، وتسجد وتقرأ في سجودك: {الحمد لله} وآية الكرسي، و{قل هو الله أحد} والمعوذتين كل واحدةٍ منهن سبع مراتٍ، ثم تسبح الله تعالى بالباقيات الصالحات، وهي ((سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم))، ثم ارفع رأسك واستو جالساً، ثم ارفع يديك، وقل: يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، يا أرحم الراحمين، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما يا إله الأولين والآخرين، يا رب يا رب يا رب يا الله، يا الله، يا الله، ثم نم وأنت رافعٌ يديك، تقول ما قلت وأنت جالسٌ مرةً، ثم نم بأي موضع شئت مستقبل القبلة على يمينك، وصل على محمدٍ النبي صلى الله عليه وسلم حين تدخل الفراش، ونم على ذلك حتى يذهب بك النوم.
قال إبراهيم: فحفظت هذا ثم قلت: أحب أن تخبرني ممن سمعت هذا؟ قال الخضر: يا إبراهيم أمتهم أنا، إن الأنبياء لا يكذبون، والذي بعث محمداً بالحق لقد كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزل عليه جبريل عليه السلام، وعلمه إياه فتعلمته منه. قلت: فأخبرني ما ثواب هذا الدعاء؟ قال: إذا لقيت محمداً صلى الله عليه وسلم فسله عن ثواب ذلك، فإنه يحدثك.
قال إبراهيم: ففعلت ما قال الخضر، فلم أزل أصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في الفراش حتى ذهب بي النوم تلك الليلة، وأنا فارحٌ رجاء أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أره تلك الليلة، وأصبحت فصليت الفجر وارتفع النهار فصليت الضحى، ثم وضعت رأسي، وأنا أحدث نفسي أن أفعل في الليلة المستقبلة كما فعلت في الليلة الماضية فذهب بي النوم، وأنا على ذلك #1303# فبينا أنا كذلك إذ جاءت الملائكة فحملوني وأدخلوني الجنة، فرأيت فيها ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشرٍ، ثم رأيت فيها قصراً من لؤلؤٍ أبيض، ورأيت فيها أنهاراً من عسلٍ ولبنٍ وخمرٍ وما يجري في عين خرارة، ورأيت في قصرٍ منها جارية قد أشرقت علي، ووجهها يضيء مثل نور الشمس الضاحية وعليها ذؤابتان قد سقطتا من أعلى القصر إلى أسفله، فسألت الملائكة الذين حملوني عن القصر والجارية؟ فقالوا: هذا لمن عمل مثل عملك، فلم أخرج من الجنان حتى شربت من ذلك الشراب، وأطعموني من تلك الثمار، وردوني إلى الموضع الذي كنت فيه نائماً فإذا النبي صلى الله عليه وسلم ومعه سبعون صفاً من الملائكة يكون كل صف منهم من المشرق إلى المغرب فسلموا علي وجلسوا عند رأسي، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ومن معه من الملائكة.
فقلت: يا رسول الله، إن الخضر أخبرني أنه سمع منك هذا الحديث الذي أخبرني به. قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((صدق أبو العباس الخضر، مني سمع، ومن جبريل سمع، وكل شيءٍ يحدث به الخضر فهو الحق، والخضر عالم أهل الأرض، وهو رأس الأبدال، وهو من جند الله في الأرض)). فقلت: يا رسول الله فما لمن عمل هذا العمل من الثواب؟ قال: ((وأي ثوابٍ يكون أعظم من دخول الجنة والأكل من ثمارها، والشرب من ماء أنهارها، وأبصرني في منامه)). قلت: يا رسول الله، فمن فعل مثل ما فعلت، ولم ير #1304# ما رأيت في منامي ولم يبصرك في منامه؟ فقال: ((يأمن مقت الله وغضبه، وينادي منادٍ: إن الله قد غفر لك في هذه الليلة مغفرةً أعظم من كل مغفرةٍ غفرها الله لأحدٍ من أنبيائه، ويؤمر صاحب الشمال أن لا يكتب عليه سيئة إلى السنة المقبلة)) فقلت: يا رسول الله، أيعطيه الله هذا الثواب؟ قال: ((نعم)) فقلت: يا رسول الله ينبغي للمؤمنين والمؤمنات أن يتعلموا هذا الفضل الذي فيه. قال: نعم، والذي بعثني بالحق ما يلزم هذا الدعاء وهذه الصلاة إلا أهل السعادة، ولا يسمع به ويتركه إلا أهل الشقاء)) قال: قلت: يا رسول الله، أيعطي الله من يعمل هذا العمل شيئاً غير هذا؟ قال: ((والذي بعثني بالحق نبياً إنه من عمل هذا في ليلةٍ واحدةٍ كتب الله تعالى له بعدد كل قطرة تنزل من السماء منذ خلق الله تعالى الدنيا إلى يوم القيامة، وعدد كل حبةٍ أنبتت الأرض حسناتٍ، ومحا عنه مثل ذلك سيئات)) قلت: يا رسول الله، وهل يعمل رجلٌ واحدٌ مثل هذه السيئات قال: ((لا، ولكن تمحى عن جميع المؤمنين والمؤمنات)) ثم قال: ((احفظ هذا يا إبراهيم فإنه الحق)).
قال إبراهيم: فانتبهت وأنا أرشح عرقاً، والحمد لله على ذلك كثيراً ولولا ما حضرني من قضاء الله ما أخبرتك، وإني لم أخبر به أحداً قبلك.
#1305#
قلت: حدث بهذا الحديث الفقيه الفاضل أبو عثمان سعيد بن أحمد بن يوسف الأنصاري رحمه الله، قال: أنا الشيخ الإمام شيخ الإسلام أبو الحسن علي بن يوسف المقدسي بمكة حرسها الله تعالى في المسجد الحرام، بباب الندوة، في يوم الأربعاء الثاني والعشرين من ذي الحجة سنة ست وأربعين وأربع مائةٍ، قال: أنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن الفروي إجازةً قال: ثنا الشيخ أبو طالب .. .. (3/1299)
[316] ما جاء فيمن صلى ليلة الأربعاء ما بين المغرب والعشاء ركعتين، يقرأ في كل ركعةٍ فاتحة الكتاب وآية الكرسي خمس مراتٍ، و{قل هو الله أحد} خمس مراتٍ
1919- ((قو)): عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صلى ليلة الخميس -وفي رواية: ليلة الأربعاء- ما بين المغرب والعشاء ركعتين، #1306# يقرأ في كل ركعةٍ فاتحة الكتاب مرةً، وآية الكرسي خمس مراتٍ، و{قل هو الله أحد} خمس مراتٍ، والمعوذتين خمس مراتٍ، فإذا فرغ من صلاته استغفر الله عز وجل خمس عشرة مرةً، وجعل ثوابه لوالديه فقد أدى حق والديه عليه، وإن كان عاقاً لهما، وأعطاه الله عز وجل ما يعطي الصديقين والشهداء)).
قلت: خرج الشيخ أبو حامد رحمه الله هذا الحديث بنصه في صلاة ليلة الخميس ولم يذكر في صلاة ليلة الأربعاء شيئاً.(3/1305)
[317] ما جاء فيمن صلى ليلة الجمعة
1912- ((مد، قو)): قال جابر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صلى ليلة الجمعة بين المغرب والعشاء اثنتي عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و{قل هو الله أحد} إحدى عشرة مرة فكأنما عبد الله اثنتي عشرة سنة، صيام نهارها، وقيام ليلها.(3/1306)
[318] ما جاء فيمن صلى بين العشاءين تطوعاً أو قرأ القرآن في مسجد جماعة
1920- ((قو)): عن سعيد بن جبيرٍ، عن ثوبان قال: قال #1307# رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من عكف نفسه بين المغرب إلى العشاء في مسجد جماعةٍ لم يتكلم إلا بصلاةٍ أو قرآنٍ كان حقاً على الله عز وجل أن يبنى له قصرين في الجنة مسيرة كل قصرٍ منهما مائة عامٍ، ويغرس له ما بينهما غرساً لو طافه أهل الدنيا لوسعهم)).(3/1306)
[319] ما جاء فيمن صلى ركعتين بعد صلاة العشاء في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب، وعشر آياتٍ من أول سورة البقرة إلى قوله: {مصلحون} وآيتين من وسطها
1921- ((قو)): عن أنسٍ بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صلى صلاة المغرب في جماعةٍ، ثم صلى بعدها ركعتين، ولم يتكلم بشيء فيما بين #1308# ذلك من أمر الدنيا يقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب، وعشر آيات من أول سورة البقرة إلى قوله: {مصلحون} وآيتين من وسطها، {وإلهكم إله واحدٌ} إلى قوله {لقومٍ يعلقون} و{قل هو الله أحد} خمس عشرة مرة، ثم يركع ويسجد فإذا هو قام إلى الركعة الثانية قرأ بفاتحة الكتاب، وآية الكرسي، وآيتين بعدها إلى قوله: {هم فيها خالدون} وثلاث آيات من آخر البقرة: {لله ما في السموات وما في الأرض} إلى آخرها، و{قل هو الله أحد} خمس عشرة مرةً، بنى الله له في جنات عدن ألف مدينة من الدر والياقوت، في كل مدينةٍ ألف قصرٍ، في كل قصرٍ ألف دارٍ، في كل دارٍ ألف حجرةٍ، في كل حجرةٍ ألف صفةٍ، في كل صفةٍ ألف خيمةٍ، في كل خيمةٍ ألف سريرٍ من أصناف الجواهر، على كل سريرٍ ألف فراشٍ بطائنها من إستبرق، وظاهرها من نورٍ منضد، وألف مرفقةٍ من هذا الطرف من السرير، وألف مرفقةٍ من هذا الطرف الآخر، فوق تلك الفراش زوجة من الحور العين لا توصف بشيءٍ إلا زادت عليه جمالاً وكمالاً لا يراها #1309# ملكٌ مقربٌ ولا نبي مرسلٌ إلا افتتن بحسنها، قد ملأ جمالها ما بين طرفي السرير، على كل زوجةٍ منهن ألف حلةٍ لا توارى حلةٌ حلةً، ولا تواري الحلل كلها الجلد، يرى بعضها من تحت بعض كما يرى السلك من الياقوتة، وكما يرى الشراب الأحمر من الزجاجة البيضاء، لكل زوجةٍ منهن مائة ألف وصيفةٍ، ومائة ألف جاريةٍ، ومائة ألف قهرمان على قصورها وضياعها، هذا لها خاصة سوى خدم زوجها، في كل خيمةٍ منهن نهرٌ من التسنيم، ونهرٌ من الكوثر، وعينٌ من الكافور، وعينٌ من الزنجبيل، وعينٌ من السلسبيل وغصنٌ من شجرة طوبى، وغصنٌ من سدرة المنتهى، في كل خيمةٍ ألف مائدةٍ من الدر والياقوت، أدنى مائدةٍ منها مثل استدارة الدنيا، على كل مائدة منها ألف صحفة، صحاف من ذهبٍ مكللة بالدر والياقوت والجوهر، في كل صحفةٍ منها مائة ألف لونٍ من الطعام مختلفاً طعمه ولونه وريحه ومذاقه، يعطي الله عز وجل وليه المؤمن من القوة ما يأتي على تلك الأطعمة، ومثلها من الأشربة ويأتي على أولئك الأزواج كلهن من الحور في مقدار يومٍ من أيام الدنيا)).(3/1307)
#1310#
[320] ما جاء فيمن صلى ركعتين بعد عشاء الآخرة وقرأ في كل ركعةٍ بفاتحة الكتاب مرةً، و{قل هو الله أحد} ثلاث مراتٍ
1922- ((قو)): عن كرز بن وبرة -وكان وبرة من الأبدال- قال: حدثني أخٌ لي من أهل الشام، عن أخٍ له من الأبدال قال: قلت للخضر عليه السلام: علمني شيئاً أعمله في ليلتي، فقال: إذا صلت المغرب فقم إلى صلاة العشاء الآخرة مصلياً من غير أن تكلم أحداً، وأقبل على صلاتك التي أنت فيها، وسلم من كل ركعتين، واقرأ في كل ركعةٍ بفاتحة الكتاب مرةً، و{قل هو الله أحد} ثلاثاً، فإذا فرغت من صلاتك انصرف إلى منزلك، ولا تكلم أحداً، وصل ركعتين، واقرأ بفاتحة الكتاب مرةً، و{قل هو الله أحد} سبع مراتٍ في كل ركعةٍ، ثم اسجد بعد تسليمك، واستغفر الله تعالى سبع مراتٍ، وصل على النبي صلى الله عليه وسلم سبع مراتٍ، وقل #1311# ((سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم))، سبع مراتٍ، ثم ارفع رأسك من السجود واستو جالساً، وارفع يديك، وقل: ((يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، يا إله الأولين والآخرين، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، يا رب يا رب يا رب يا الله يا الله يا الله، ثم نم وأنت رافعٌ يديك، فادع بهذا الدعاء ثم نم حيث شئت مستقبل القبلة على يمينك، وصل على النبي صلى الله عليه وسلم وأدم الصلاة عليه حتى يذهب بك النوم، فقلت له: أحب أن تعلمني ممن سمعت هذا، فقال: إني حضرت محمداً صلى الله عليه وسلم حين علم هذا الدعاء، وأوحي به إليه، وكنت عنده، وكان ذلك بمحضرٍ مني فتعلمته ممن علمه إياه.
ويقال: إن هذه الصلاة وهذا الدعاء من داوم عليه بحسن يقين وصدق نيةٍ رأى رسول الله في منامه قبل أن يخرج من الدنيا، وقد فعل ذلك بعض الناس، فرأى أنه دخل الجنة، ورأى فيها الأنبياء، ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه وعلمه.
قال أبو طالب، محمد بن عطية: ولهذا فضائل كثيرة اختصرناها للإيجاز، كراهية للإكثار.(3/1310)
#1312#
[321] ما جاء فيمن صلى اثنتي عشرة ركعة وقرأ في كل ركعة بأم القرآن، وآية الكرسي، و{قل هو الله أحد}
1923- ((قو)): عن محمد بن يزيد بن حبيشٍ مولى بني مخزوم قال: سمعت وهيباً -يعني ابن الورد- قال: بلغنا أن من الدعاء الذي لا يرد أن يصلي العبد اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعةٍ بأم القرآن، وآية الكرسي، و{قل هو الله أحد} فإذا فرغ خر ساجداً، ثم قال: سبحان الذي لبس العز وقال به، سبحان الذي تعطف بالمجد وتكرم به، سبحان ذي العز والتكرم، سبحان ذي الطول، أسألك بمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، وباسمك العظيم الأعظم، وجدك الأعلى وبكلماتك التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجرٌ؛ أن تصلي على محمدٍ.
ثم تسأل ما ليس بمعصيةٍ.(3/1312)
#1313#
[322] ما جاء فيمن صلى ركعتين يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب، وآية الكرسي و{قل هو الله أحد} خمس عشرة مرة، ويجعل ثوابهما للميت
1924- ((حـ)): عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال: ((من صلى ركعتين يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب، وآية الكرسي، و{قل هو الله أحد} خمس عشرة مرة وجعل ثوابهما للميت فإن الله تعالى يدفع عن ذلك الميت عذاب القبر، ويدخل عليه من ساعته سبعين نوراً، ويبعث إلى قبره ألف ملك يؤنسونه في قبره إلى يوم ينفخ في الصور، ويغفر الله لقارئ ذلك الذنوب كلها، ويكتب له عبادة سنة، ويبني له بكل آية قرأها مدينة في الجنة، ويعطيه ثواب ألف شهيد)).(3/1313)
[323] ما جاء فيمن صلى ليلة النصف من شعبان مائة ركعة بفاتحة الكتاب مرة، و{قل هو الله أحد} عشر مرات في كل ركعة
1925- ((حـ)): روي عن زيد العمي، عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال: ((من #1314# صلى ليلة النصف من شعبان مائة ركعةٍ، يقرأ في كل ركعةٍ بفاتحة الكتاب مرةً، و{قل هو الله أحد} عشر مراتٍ، فذلك ألف مرةٍ، وكل الله به مائة من الملائكة، يوفقونه للخير ثلاثون، ويدفعونه عن السوء ثلاثون، ويعصمونه من الشر ثلاثون، وعشرة يكيدون ممن كاده إلى مثلها من قابل)).
قال أبو حامد: كان السلف يصلون هذه الصلاة، ويسمونها صلاة الخير ويجتمعون فيها، وربما صلوها جماعةً.(3/1313)
#1315#
1926- ((مد)): وروي عن الحسن، أنه قال: حدثني ثلاثون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن من صلى هذه الصلاة في هذه الليلة نظر الله عز وجل إليه سبعين نظرة وقضى الله له بكل نظرةٍ سبعين حاجةً أدناها المغفرة.(3/1315)
1927- ((قو)): وقد قيل: إن هذه الليلة هي التي قال الله تعالى: {فيها يفرق كل أمرٍ حكيم}.
وقد تروى هذه الرواية، عن الحسن في هذه الصلاة ليلة النصف من رمضان فيستحب إحياؤها على هذا.(3/1315)
[324] ما جاء في قراءة {قل هو الله أحد} في ليلة النصف من رمضان مائة مرة، في مائة ركعة مثنى
1928- ((شى)): عن محمد بن هارون، عن يحيى، عن أبيه قال: #1316# سمعت بضعاً وثلاثين رجلاً كلهم يوثق به قالوا: من قرأ في ليلة النصف من رمضان بـ {قل هو الله أحد} مرةً، مع أم القرآن مائة ركعةٍ، لم يمت حتى يرى في منامه مائةً من الملائكة، ثلاثون منهم يبشرونه بالجنة، وثلاثون منهم يؤمنونه من عذاب النار، وثلاثون منهم يعصمونه من أن يخطئ والعشرة منهم الباقية يكيدون من كاده.(3/1315)
[325] فضل صلاة ليلة سبع وعشرين من شعبان
1929- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صلى ليلة سبع وعشرين من شعبان أربع ركعاتٍ، يقرأ في كل ركعةٍ بفاتحة الكتاب مرةً، و{إذا زلزلت} مرةً، و{قل هو الله أحد} خمساً وعشرين، وليسجد بعد السلام، ويقرأ في سجوده أم القرآن سبع مرات، و{قل هو الله أحد} والمعوذتين مرة مرة، ثم يرفع رأسه ويستغفر الله مائة مرةٍ، ويقول مائة مرةٍ: لا حول ولا قوة إلا بالله، لا يقوم من مقامه حتى تشهد له ملائكة العرش؛ أن الله قد أوجب له الجنة، وغفر لوالديه وما ولدن، ولا يقوم من مقامه حتى يقضي الله حوائجه في الدنيا والآخرة، وكتب له بعدد من أغرق مع فرعون ثواب عتق رقبةٍ، وكتب الله له بكل ركعةٍ صلاها عبادة سنةٍ، وجعل الله له في ثواب أمتي نصيباً، وكتب الله له بكل آيةٍ في القرآن ثواب شهيدٍ، وأعطاه بكل آيةٍ قرأها #1317# مدينةً، وكتب الله له بكل مؤمنٍ ومؤمنةٍ الأحياء والأموات أتم السرور، وكتب له بكل مشركٍ ومشركةٍ ثواب حجةٍ وعمرةٍ وكتب الله له من ليلته إلى السنة القابلة كل ليلةٍ ألف حسنةٍ، وإن مات ما بينه وبين شعبان القابل مات شهيداً، ودخل الجنة من أي بابٍ شاء، ويكون رفيق عيسى عليه السلام)).(3/1316)
[326] ما جاء فيمن صلى أول خميسٍ من رجب بين المغرب والعشاء اثنتي عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعةٍ بفاتحة الكتاب مرةً، و{إنا أنزلناه في ليلة القدر} ثلاث مراتٍ، و{قل هو الله أحد} اثنتي عشرة مرةً
1930- ((مد، ص)): روى بإسنادٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه قال: ((ما من #1318# أحدٍ يصوم أول خميسٍ من رجبٍ، ثم يصلي بين المغرب والعشاء اثنتي عشرة ركعة يفصل بين كل ركعتين بتسليمة، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة، و{إنا أنزلناه في ليلة القدر} ثلاث مراتٍ، و{قل هو الله أحد} اثنتي عشرة مرةً، فإذا فرغ من صلاته صلى علي سبعين مرةً، ويقول: اللهم صل على النبي الأمي، وعلى آله، ثم يسجد، ويقول في سجوده سبعين مرة: سبوحٌ قدوسٌ رب الملائكة والروح، ثم يرفع رأسه ويقول سبعين مرة. رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم، فإنك أنت العلي الأعظم، ثم يسجد سجدة أخرى، ويقول فيها ما قال في #1319# السجدة الأولى، ثم يسأل حاجته في سجوده فإنها تقضى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((والذي نفسي بيده لا يصلي أحدٌ هذه الصلاة إلا غفر الله له جميع ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر، وعدد الرمل ووزن الجبال، وورق الشجر، ويشفع يوم القيامة في سبع مائة من أهل بيته فيمن قد استوجب النار)).
قلت: زاد ابن صخر في روايته: فإذا كان أول ليلةٍ في قبره بعث الله عز وجل إليه ثواب هذه الصلاة في أحسن صورةٍ، فتجيئه بوجهٍ طلقٍ ولسانٍ ذلقٍ، فتقول له: يا حبيبي أبشر فقد نجوت من كل شدةٍ فيقول: من أنت فوالله ما رأيت وجهاً أحسن من وجهك، ولا سمعت كلاماً أحلى من كلامك، ولا شممت رائحة أطيب من رائحتك؟ فتقول له: يا حبيبي أنا ثواب تلك الصلاة التي صليتها في ليلة كذا من شهر كذا، من سنة كذا، جئت الليلة لأقضي حقك، وأونس وحدتك وأرفع عنك وحشتك، فإذا نفخ في الصور أظللت في عرصة القيامة على رأسك، وأبشر، فلن تعدم الخير #1320# من مولاك أبداً.(3/1317)
[327] فضل صلاة ليلة سبع وعشرين من رجب الفرد، وهي ليلة المعراج
1931- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : للعابد في هذه الليلة حسنات مائة سنة، فمن صلى فيها اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة بأم القرآن، وسورة من القرآن، فيتشهد في كل ركعة ويسلم في آخرهن، ثم يقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر مائة مرة، ويستغفر الله مائة مرة، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم مائة مرة، ويدعو لنفسه ما يشاء من أمر دنياه وآخرته، ويصبح صائماً -فإن الله تعالى يستجيب دعاءه إلا أن يدعو في معصية، وصيامه يعد صيام ستين سنة.
من كتاب أبي حامد - رحمه الله.(3/1320)
#1321#
[328] ما جاء في صلاة الاستخارة وهي ركعتان يقرأ في الأولى فاتحة الكتاب، و{قل يا أيها الكافرون} وفي الثانية: {الحمد لله} و{قل هو الله أحد}
1932- ((س، مد)): عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
#1322##1323#
يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن.
قال: ((إذا هم أحدكم أمر فليصل ركعتين، يقرأ في الأولى فاتحة الكتاب، و{قل يا أيها الكافرون} وفي الثانية الفاتحة، و{قل هو الله أحد} فإذا فرغ دعا، وقال: اللهم إني أستخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خيرٌ لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري وعاجله وآجله فقدره لي، ثم يسره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري وعاجله وآجله فاصرفني عنه #1324# واصرفه عني، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به، إنك على كل شيءٍ قديرٍ)). وتسمي حاجتك.(3/1321)
[329] ما جاء في صلاة الحاجة
1933- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من كانت له إلى الله تعالى حاجةٌ فليسبغ الوضوء، وليصل ركعتين يقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب، وآية الكرسي، وفي الثانية بفاتحة الكتاب و{آمن الرسول .. .. } إلى آخر السورة، ثم يتشهد ويسلم ويدعو بهذا الدعاء: اللهم يا مؤنس كل وحيدٍ، يا صاحب كل فريدٍ، ويا قريباً غير بعيدٍ، يا شاهداً غير #1325# غائبٍ، غير مغلوبٍ، يا حي يا قيومٌ يا ذا الجلال والإكرام، يا بديع السموات والأرض، أسالك باسمك يا الله {بسم الله الرحمن الرحيم} الحي القيوم، الذي لا تأخذه سنةٌ ولا نومٌ، وأسألك باسمك {بسم الله الرحمن الرحيم} الحي القيوم، الذي لا إله إلا هو ملك السموات والأرض، الذي عنت له الوجوه ووجلت له القلوب، وخشعت له الأصوات من هيبته، أن تصلي على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، وأن تجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً.
فإن الله تعالى يقضي حاجته ويجعل له من أمره مخرجاً)).(3/1324)
1934- قال أبو حامد: فمن ضاق عليه أمرٌ أو مسته حاجةٌ في صلاح دينه ودنياه، إلى أمر تعذر عليه. فقد روي عن وهيب بن الورد أنه قال: من الدعاء الذي لا يرد أن يصلي الرجل اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعةٍ بأم القرآن، وآية الكرسي، و{قل هو الله أحد} فإذا فرغ خر #1326# ساجداً، ثم قال: سبحان الله الذي لبس العز وقال به، سبحان الذي تعطف بالمجد وتكرم به سبحان الذي أحصى كل شيءٍ بعلمه، سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له، سبحان ذي المن والفضل، سبحان ذي العز والتكرم، سبحان ذي الطول، أسألك بمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، وباسمك الأعظم، وجدك الأعلى، وكلماتك التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجرٌ أن تصلي على محمدٍ، وعلى آل محمد. ثم تسأل حاجتك التي لا معصية فيها، فتجاب إن شاء الله تعالى.
قال وهيبٌ: وبلغنا أنه كان يقال: لا تعلموها سفهاءكم فيتعاونون بها على معصية الله عز وجل.
قلت: خرجه بنصه عن وهيب أيضاً أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم بن إدريس الرازي في كتاب الأدعية.(3/1325)
1935- ((زي)): وعن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز؛ أنه قال: بلغني أنه من صلى اثنتي عشرة ركعةً، ثم جلس فتشهد، ثم قرأ أم القرآن سبع #1327# مراتٍ وآية الكرسي سبع مراتٍ، ثم قال: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيءٍ قدير)) عشر مراتٍ، ثم سجد فقال وهو ساجد: اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، وباسمك الأعظم، وجدك الأعلى، وكلماتك التامة أن تفعل بي إلا استجيب له.
قال عبد العزيز: كان يقال: لا تذكروه عند السفهاء فيدعون به في فسقهم فيستجاب لهم.(3/1326)
1936- ((زي)): وعن ابن جريجٍ قال: أما أنا فإذا أردت أن أسجد قرأت {اقرأ باسم ربك} ثم أسجد - يعني في صلاة الحاجة.(3/1327)
[330] ما جاء في صلاة التسبيح
1937- ((مد)): عن عكرمة، عن ابن عباس؛ أنه قال: قال
#1328##1330#
رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبد المطلب: ((ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحبوك بشيء إذا أنت فعلته غفر الله سبحانه لك ذنبك، أوله وآخره، قديمه وحديثه، خطأه وعمده، سره وعلانيته، تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعةٍ فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعةٍ وأنت قائمٌ قلت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر خمس عشرة مرةً، ثم تركع وتقولها عشراً، ثم ترفع رأسك فتقولها عشراً، ثم تسجد فتقولها عشراً، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً، ثم تسجد فتقولها عشراً، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً، فذلك خمسٌ وسبعون في كل ركعةٍ، تفعل ذلك في أربع ركعاتٍ، إن استطعت أن تصليها في كل يوم فافعل، فإن لم تفعل ففي كل جمعةٍ مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهرٍ مرةً)).
وفي رواية أخرى؛ أنه يقول في أول الصلاة: ((سبحانك اللهم #1331# وبحمدك تبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك))، ثم يسبح خمس عشرة تسبيحة قبل القراءة، وبعد القراءة عشراً، والباقي كما سبق عشراًً عشراً، ولا يسبح بعد السجدة الأخيرة قاعداً. وهذا هو الأحسن، وهذا اختيار ابن المبارك.
والمجموع في الروايتين ثلاثمائة تسبيحة، فإن صلاها نهاراً فتسليمة واحدة، وإن صلاها ليلاً تسليمتان أحسن؛ إذ ورد أن ((صلاة الليل مثنى مثنى)).
فإن زاد بعد التسبيح قوله: ((لا حول ولا قوة إلا بالله العلي #1332# العظيم)) فهو حسنٌ؛ فقد ورد ذلك في بعض الروايات. فهذه هي الصلاة المأثورة.(3/1327)
1938- ((ع)): وعن أسماء بنت أبي بكر قالت: من صلى الجمعة، ثم قرأ بعدها: {قل هو الله أحد} والمعوذتين حفظ وكفي من مجلسه ذلك إلى مثله.(3/1332)
1939-((د)) وعن عكرمة، عن ابن عباس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب: ((يا عباس، يا عماه، ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحبوك؟ ألا أفعل لك عشر خصالٍ إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره، قديمه وحديثه، خطأه وعمده، صغيره وكبيره، سره وعلانيته؛ عشر خصالٍ؛ أن تصلي أربع ركعاتٍ، تقرأ في كل ركعةٍ بفاتحة الكتاب وسورةٍ، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعةٍ وأنت قائمٌ قلت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر خمس عشرة مرةً، ثم تركع فتقولها #1333# وأنت راكعٌ عشراً، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشراً، ثم تهوي ساجداً فتقولها وأنت ساجدٌ عشراً، ثم ترفع رأسك فتقولها عشراً، فذلك خمس وسبعون في كل ركعةٍ تفعل ذلك في أربع ركعاتٍ.
إن استطعت أن تصليها في كل يومٍ مرةً فافعل، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة)).(3/1332)
[331] ما جاء فيمن صلى ليلة الخميس وليلة الجمعة ركعتين ويدعو عند فراغه من القراءة بهذا الدعاء، وهو دعاءٌ مباركٌ يدعى به عند الضيق؛ فإن الله تعالى يفرج عن الداعي به
1940- من أراد ذلك فليصم ثلاثة أيام ويتطهر ويصلي ليلة الخميس وليلة الجمعة، ويدعو بهذا الدعاء، وهو قائمٌ بعد الفراغ من قراءة أم #1334# القرآن وسورة {ألم نشرح} ثم يركع ويسجد، ويقرأ في الركعة الثانية بأم القرآن، والمعوذتين أربعين مرةً، ثم يدعو بهذا الدعاء وهو قائمٌ عند فراغه من القراءة فيقول:
اللهم يا مفرج من ضيق البلاء، ويا لطيف لما يشاء أسألك بلطفك الذي تخرج به الولد من ضيق الرحم وظلمته إلى سعة الدنيا وراحتها فرج عني ضيق ما أنا فيه آمين، إنك على كل شيءٍ قديرٌ.(3/1333)
[332] ما جاء فيمن صلى ركعتين عند افتتاح الضحى وقرأ في الأولى منها بفاتحة الكتاب و{قل هو الله أحد} وفي الثانية بالفاتحة والمعوذتين
1941- ((حـ)): عن حفص بن ميسرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من صلى ركعتين عند افتتاح الضحى، وقرأ في إحدى الركعتين بفاتحة الكتاب، و{قل هو الله أحد}، وفي الثانية بفاتحة الكتاب والمعوذتين غفر له عدد كل شعرةٍ في رأسه ولحيته وجسده)).(3/1334)
#1335#
[333] فضل صلاة الضحى
1942- عن أبي ذر؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من صلى الضحى ركعتين لم يكتب من الغافلين، ومن صلى أربعاً كتب من العابدين، ومن صلى ستاً لم يدركه يومئذ ذنبٌ، ومن صلى ثمانياً كتب من القانتين ومن صلى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتاً في الجنة، وإذا أحب الله عبداً ألهمه ذكره)).(3/1335)
1943- وعن أبي هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من حافظ على #1336# شفعة الضحى غفرت ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر)).(3/1335)
1944- وعن ابن عباس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من صلى صلاة #1337# الضحى مرةً واحدةً أربع ركعاتٍ يقرأ في كل ركعةٍ بفاتحة الكتاب عشر مراتٍ وآية الكرسي عشر مراتٍ، و{قل يا أيها الكافرون} عشر مرات، و{قل هو الله أحد} عشر مرات، والمعوذتين، كل واحدة عشر مرات، ثم يتشهد ويسلم ويستغفر الله تعالى سبعين مرةً، ويقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم سبعين مرةً)) قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من صلى هذه الصلاة واستغفر هذا الاستغفار دفع الله عنه شر أهل السماء وأهل الأرض، وقضى له سبعين حاجةً من حوائج الدنيا مقبولةً غير مردودةٍ، وإن الليل والنهار أربعٌ وعشرون ساعةً يعتق الله له بكل ساعةٍ -لكرامته على الله تعالى- سبعين رجلاً ممن قد استوجب النار، ولو أنه أتى أهل القبور ثم كلمهم لأجابوه من قبورهم لكرامته على الله تعالى، والذي بعثني بالحق إنه إذا صلى هذه الصلاة بعث الله إليه بكل حرفٍ من حروف القرآن ملائكةً يكتبون له الحسنات ويمحون عنه السيئات ويرفعون له الدرجات، ويدعون له، ويستغفرون له)) قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((والذي بعثني بالحق إنه إذا صلى هذه الصلاة لو أتى سحرة فرعون ما قدروا على أن يفعلوا به شيئاً يضرونه به، ولو أن رجلاً أو امرأةً لم يكن لهما ولد، ثم سألا الله تبارك وتعالى أن يرزقهما ولداً لرزقهما الولد، ومن صلى هذه الصلاة غفر الله له ما ضيع من صلاته وصيامه ما لم يذكر عليه، ويتقبل منه بعد ذلك إلى يوم يموت، وغفر له كل ذنبٍ، وإن مات وقد صلى هذه الصلاة مات شهيداً، والذي بعثني بالحق إنه من حين يفرغ من هذه الصلاة #1338# يعطى من الثواب بعدد كل قطرة نزلت من السماء وعدد نبات الأرض، وتفتح له أبواب الغنى، وتسد عنه أبواب الفقر من يوم يصلي هذه الصلاة، ولا يخاف حرقاً ولا غرقاً)).
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((وأنا كفيلٌ لمن صلى هذه الصلاة أن يعطيه الله جميع ما ذكرت من هذه الكرامة، وأنه إذا فرغ من هذه الصلاة ينظر الله إليه في كل يومٍ مائة مرةٍ وستين مرةً ويرسل الله إليه مغفرةً من عنده)).
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((والذي بعثني بالحق إنه من صلى هذه الصلاة، ودعا بهذا الدعاء الذي ذكرت من الاستغفار والتسبيح ضمنت له على الله الجنة)).(3/1336)
1945- ومن رأى جنازة فكبر ثلاثاً، وقال: هذا ما وعد الله ورسوله وصدق الله ورسوله، اللهم زدنا إيماناً وتسليماً. كتب الله له بها عشر حسناتٍ من يوم قالها إلى يوم القيامة.(3/1338)
1946- وعن أبي سعيد مولى عامر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : #1339# ((إن أهل القبور يرجون زيارة الأحباب أربعين يوماً، وقيل: أربعين سنة - يعني بالدعاء لهم، فإنهم يأنسون به، فمن آنسهم آنسه الله يوم القيامة، وتغفر له ذنوبه يوم القيامة، ومن آنسهم يعطيه الله من الجنة حيث يرضى، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة)).(3/1338)
1947- وعن مالك بن أنس، عن محمد بن إبراهيم أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((زيارتكم إلى المريض كفارة، ومجالسة العلماء كفارة، وخروجكم إلى المساجد كفارة، وزيارتكم إلى إخوانكم من الله كفارة، والنظر في وجه العالم كفارة، وإحسانكم إلى أهليكم كفارة، والنظر إلى المصاحف كفارة، والصلاة على موتى المسلمين كفارة، وغسل موتاكم كفارة)).(3/1339)
1948- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا قرأ المؤمن آية الكرسي وجعل نورها لأصحاب القبور، أدخل الله النور في كل قبر من قبور المسلمين في المشرق والمغرب ووسع الله عليهم مضاجعهم وأعطى الله للقارئ ثواب سبعين نبياً، ورفع له بكل حرف منها درجة، وكتب له بكل حرف عشر حسنات، وخلق له بكل حرف قرأه منها ملكاً يسبح له إلى يوم القيامة)).
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمدٍ وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
تم الكتاب بحمد الله وعونه وحسن توفيقه(3/1339)
#1340#
وكان الفراغ من نسخه يوم الأحد ثامن رجب الفرد عام أربعين وسبع مائة على يد العبد الفقير المعترف بالتقصير عمر بن عبد الغفار القرشي عفا الله عنه وعن جميع المسلمين.(3/1340)
#1341#
باب أسانيد المؤلف إلى الكتب(3/1341)
#1342##1343#
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً
هذا باب أذكر فيه أسانيد الكتب التي خرجت منها هذا الكتاب على حسب ما تأدى إلى ذلك من قراءة وسماع ومناولة وإجازة.
1- فأول ذلك كتاب ((الموطأ)) [طا]:
سمعته على الشيخ الفقيه الأستاذ الزاهد أبي سليمان داود بن يزيد بن عبد الله السعدي -رضي الله عنه- غير مرة.
وحدثني به عن الإمام المحدث أبي بكر سفيان بن العاصي الأسدي سماعاً عليه قال: سمعته على أبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري الحافظ -رضي الله عنه-.
وحدثني به عن أبي عثمان سعيد بن نصر، عن قاسم بن أصبغ، عن(3/1343)
#1344#
وهب بن ميسرة، عن يزيد بن وضاح، عن يحيى بن يحيى، عن مالك -رضي الله عنه-.
وحدثني به أيضاً عن الأستاذ الفاضل أبي الحسن علي بن أحمد قراءة عليه، وسماعاً عن أبي علي الغساني، عن أبي عمر بن عبد البر، وعن أبي العاصي حكم بن محمد، عن عباس بن أصبغ الهمداني، عن محمد بن عبد الملك بن أيمن، عن ابن وضاح. وعن إبراهيم بن محمد بن محمد بن باز قالا: نا يحيى عن مالك.
وحدثني به الفقيه القاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم الخزرجي رحمه الله سماعاً عليه من أوله إلى كتاب الجهاد، ومناولة لجميعه من يده إلى يدي عن القاضي أبي الوليد هشام بن أحمد بن هشام الهلالي سماعاً منه لأكثره، وإجازة لما فاته سماعه.
وحدثني به عن الفقيه أبي عثمان طاهر بن هشام بن طاهر، عن أبي عمر بن عفيف، عن أبي عيسى، عن عبيد الله بن يحيى عن أبيه يحيى بن يحيى.(3/1344)
#1345#
قال القاضي أبو الوليد: وحدثني به أيضاً القاضي أبو الوليد الباجي عن القاضي أبي الوليد بن الصفار، عن أبي عيسى.
وحدثني به أيضاً الفقيه القاضي المحدث أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي زمنين المري أبقاه الله سماعاً مني لبعضه، ومناولة لجميعه عن القاضي أبي مروان بن قزمان، عن أبي علي الغساني، عن أبي عمر بن عبد البر النمري، وعن أبي عبد الله محمد بن فرج مولى الطلاع، وهو آخر من حدث عنهما، عن القاضي أبي الوليد يونس بن عبد الله بن مغيث، عن أبي عيسى.
وحدثني به أيضاً الأستاذ الخطيب أبو عبد الله محمد بن أحمد السلمي سماعاً عليه غير مرة، عن أبي مروان عبد الملك بن مسرة، عن أبي عبد الله بن الطلاع بسنده قال لي الأستاذ أبو عبد الله.
وحدثني به أيضاً الفقيه الحاج المفسر أبو بكر يحيى بن خلف بن نفيس الحميري قراءة مني عليه وسماعاً قال: نا به أبو علي الغساني بسنده قال لي أبو عبد الله المذكور.
وقرأته وسمعته غير مرة على الفقيه أبي مروان عبد الملك بن بونة(3/1345)
#1346#
العبدري قال: قرأته وسمعته على الحافظ أبي بكر غالب بن عبد الرحمن بن عطية المحاربي -رضي الله عنه- غير مرة قال: حدثني به الفقيه أبو عثمان سعيد بن خلف بن جعد الكلابي الإلبيري عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد الناشي التجيبي الإلبيري عن أبي عيسى عن عبيد الله بن يحيى، عن أبيه يحيى بن يحيى، عن مالك.
وحدثني به الشيخ الراوية أبو عبد الله محمد بن أبي مروان عبد الملك بن بونة مناولة من يده إلى يدي في أصل سماعه قال سمعته بقراءة أبي علي الحافظ أبي بكر غالب بن عبد الرحمن بن عطية المحاربي بسنده.
وحدثني به أبي رحمه الله قال سمعته على القاضي أبي الوليد هشام بن أحمد الهلالي في جمادى الأول سنة سبع وعشرين وخمس مائة.
وحدثني به أيضاً عن أبي عثمان طاهر بن هشام بن طاهر، عن أبي عمر بن عفيف عن أبي عيسى، وعن القاضي أبي الوليد الباجي إجازة عن القاضي أبي الوليد يونس بن عبد الله عن أبي عيسى.
وحدثني به أيضاً فيما كتب به إلي غير مرة القاضي أبو عبد الله محمد بن سعيد الأنصاري قال: أجاز لي الشيخ الصالح أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعيد بن عبد الله بن غلبون الخولاني قال: سمعت جميع كتاب الموطأ من أبي عمرو عثمان بن أحمد القرطبي في سنة إحدى وثلاثين وبعضه في سنة ثلاثين وأربع مائة، وسمعه(3/1346)
#1347#
أبو عمرو من أبي عيسى يحيى بن عبد الله بقرطبة سنة أربع وستين وثلاث مائة. وسمعه أبو عيسى على أبي مروان عبيد الله بن يحيى بن يحيى عن أبيه عن مالك رحمه الله تعالى.
2- وأما كتاب البخاري [خ]:
فحدثني به الفقيه القاضي المحدث أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي زمنين المري سماعاً عليه للثلث الأول منه في أصل مسموع فيه على أبي عمر الطلمنكي، ومناولة من يده إلى يدي في أصل بخط ابن سختويه عن القاضي أبي علي الحسن بن علي بن سهل الخشني، عن أبي علي الصدفي سماعاً عليه عن أبي الوليد الباجي عن أبي ذر عبد بن أحمد الهروي عن شيوخه الثلاثة؛ أبي محمد بن حموية السرخسي، وأبي إسحاق المستملي البلخي، وأبي الهيثم الكشميهني، عن الفربري عن البخاري.
وحدثني به أيضاً عن الحاكم أبي إسحاق إبراهيم بن صدقة السلمي حدثه به عن أبي محمد عبد الله الغزال عن كريمة المروزية عن الكشميهني به.(3/1347)
#1348#
وحدثني به أيضاً الفقيه القاضي الأجل أبو محمد عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم قراءة مني عليه بلفظي بقصبة غرناطة للربع الأول منه، وسماعاً مني عليه لأكثره، ومناولة منه لي لجميعه في أصله المسموع على أبي ذر الهروي.
وحدثني به عن أبي سعيد حيدرة الجيلي، إجازة منه له قال: نا أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الطبري بطبرستان قال: سمعته من هبة الله بن محمد القزويني بقزوين. ومن أبي الهيثم الكشميهني، ومن أبي إسحاق المستملي قالوا: نا محمد بن يوسف بن مطر الفربري عن البخاري.
قال أبو المحاسن: وسمعته أيضاً من أبي الطاهر محمد بن أحمد، ومن أبي نصر محمد بن أحمد البلخي المقري بغزنة، كلاهما عن الفربري عن البخاري.
وحدثني به مناولة من يده إلى يدي الفقيه أبو خالد يزيد بن محمد بن رفاعة اللخمي -رحمه الله-، وحدثني به عن الأستاذ أبي الحسن علي بن أحمد الأنصاري سماعاً من أبي علي الغساني، عن أبي شاكر عبد الواحد بن محمد بن موهب، والقاضي أبي القاسم سراج بن عبد الله بن سراج قالا: أخبرنا أبو محمد الأصيلي، عن أبي زيد المروزي وأبي أحمد محمد بن محمد الجرجاني، عن الفربري، عن البخاري.(3/1348)
#1349#
وحدثني به أيضاً عن أبي عبد الله محمد بن إدريس الجذامي إجازة، عن بكار بن فرهود الغرديسي، عن أبي ذر الهروي.
وحدثني به أيضاً الفقيه المشاور أبو بكر عبد الله بن طلحة بن أحمد بن عطية المحاربي -رحمه الله- سماعاً مني لبعضه عليه، بقراءة الفقيه الحاج المحدث أبي جعفر أحمد بن يحيى بن عميرة الضبي -رحمه الله- ومناولة لجميعه من يده إلى يدي قال: سمعته على أبي، وعلى ابن عمي القاضي أبي محمد عبد الحق بن الحافظ أبي بكر غالب بن عبد الرحمن، وحدثاني به عن الحافظ أبي بكر المذكور، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن الحسين الطبري قراءة عليه بمكة في المسجد الحرام عند باب بني شيبة سنة سبعين وأربع مائة قال: حدثنا الحرة الزاهدة كريمة بنت أحمد المروزية قالت: حدثني أبو الهيثم محمد بن المكي الكشميهني، عن الفربري، عن البخاري.
وحدثني به الخطيب الزاهد أبو جعفر أحمد بن علي بن حكم القيسي مناولة قال: نا به القاضي أبو محمد عبد الحق بن عطية قال: نا أبو العباس أحمد بن عثمان بن مكحول قال: حدثتنا الحرة كريمة المروزية بسندها.
وحدثني به أيضاً القاضي أبو عبد الله محمد بن سعيد الأنصاري كتاباً قال: نا أبو عبد الله أحمد بن محمد الخولاني قال: نا أبو ذر الهروي.(3/1349)
#1350#
وحدثني به أيضاً صاحبنا الفقيه الحاج أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن شراحيل الهمداني سماعاً عليه قال: سمعت جميعه بمكة شرفها الله وعظمها وبالمسجد الحرام منها تجاه الركن اليماني، بقراءة الشيخ الفقيه أبي العلاء إدريس بن عكرمة بن إدريس اليمني الزبيدي على الشيخ الفقيه أبي علي الحسن بن علي بن الحسن بن عمر الأنصاري البطليوسي نزيل مكة شرفها الله وعظمها في مجالس آخرها يوم الثلاث السابع من ذي القعدة سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
وحدثني به عن أبي الحسن علي بن فرج الصقلي عن أبي ذر الهروي.
قال الإمام أبو علي وحدثني به أيضاً الإمام فقيه الحرم -رضي الله عنه- رضى الفريقين - أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي الفراوي قال: أنا الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن علي الحنازي المقري، والشيخ أبو سهل محمد بن أحمد بن عبد الله الحفصي المروزي قال: نا أبو الهيثم محمد بن المكي، عن الفربري، عن البخاري.
وحدثني به أيضاً أبو الفضل محمد بن يوسف بن علي إجازة قال: نا أبو الفتوح محمد بن محمد بن علي الطائي قال: نا الحافظ أبو جعفر (3/1350)
#1351#
محمد بن علي بقراءتي عليه قال: نا أبو الحسين محمد بن موسى الصفار المروزي قال: نا أبو الهيثم محمد بن المكي الكشميهني قال: نا محمد بن يوسف بن مطر الفربري قال: نا البخاري.
وحدثني به أيضاً أبو الفضل المذكور وقال: نا أبو بكر محمد بن ياسر قال: أنا محمد بن الفضل الفراوي قال: نا محمد بن علي الحنازي وأبو سهل محمد بن أحمد المروزي بسنده المذكور.
وقال أبو عبد الله محمد بن الفضل: نا الشيخ أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد العياد الصوفي، عن أبي علي محمد بن عمر بن محمد الشيوي المروزي، عن الفربري، عن أبي عبد الله البخاري -رحمه الله-.
وحدثني به القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحضرمي فيما كتب به إلي قال: أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الرازي قال: نا أبو عبد الله محمد بن عبد الولي قال: نا أبو الحسين محمد بن المبارك بن أحمد بن محمد السيرافي عرف بابن السماك قال: حدثني محمد بن أحمد المروزي قال: نا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري قال: نا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري -رحمه الله-.
قلت: هذا إسناد غريب؛ رجاله كلهم محمدون. أئمة عدول -رحمهم الله جميعهم-.(3/1351)
#1352#
وحدثني به أبو طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي فيما كتب به إلي قال: نا به أبو صادق مرشد بن يحيى قال: سمعته على كريمة المروزية.
وحدثني به عن الكشميهني أبي الهيثم، عن الفربري، عن البخاري وساويت شيوخي والحمد لله.
وحدثني به أيضاً الفقيه أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي الحسن مسعود بن أحمد بن الحسين المسعودي الخراساني قال: نا الشيخ الفقيه الزاهد أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن بن محمد الخطيب الكشميهني بمرو عن الشيخ العالم أبي الحسن محمد بن عمران بن عبد الله الصفار المروزي قراءة عليه قال: نا أبو الهيثم محمد بن المكي الكشميهني قال: نا محمد بن يوسف بن مطر الفربري عن البخاري.
وحدثني به أيضاً فيما كتب به إلي قاضي الحرمين الشريفين أبو حفص عمر بن عبد المجيد القرشي قال: نا بقية المشايخ أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي الصوفي قال: نا أبو الحسن بن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي قرأت عليه سنة خمس وستين (3/1352)
#1353#
وأربع مائة قال: نا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي سنة إحدى وستين وأربع مائة قال: نا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة قال: أنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري سنة عشر وثلاثمائة نا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.
وحدثني به شهاب الدين أبو الفضل محمد بن يوسف بن علي الغزنوي قال: نا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي بسنده المتقدم. وحدثني به أيضاً أبو طاهر بركات بن إبراهيم القرشي قال: نا الإمام أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي بسنديه المذكورين قبله.
3- وأما كتاب أبي الحسين مسلم بن الحجاج [م]:
فحدثني به الفقيه القاضي الأجل أبو محمد عبد المنعم بن محمد الخزرجي -رحمه الله- سماعاً مني عليه غير مرة قال: حدثني به الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن عبد الله بن موهب الجذامي قال: سمعته مراراً كثيرة على أبي العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري قال: (3/1353)
#1354#
سمعته بمكة -شرفها الله- سنة تسع وأربع مائة على أبي العباس أحمد بن الحسن الرازي قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي قال: أنا إبراهيم بن سفيان قال: أنا الحافظ أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري.
قال القاضي أبو محمد: وحدثنا به الفقيه الحاج أبو عبد الرحمن مساعد بن أحمد الأصبحي قال: قرأته على القاضي العدل أبي عبد الله الحسين بن علي الطبري الشيباني قال: نا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي العدل قراءة مني عليه قال: نا أبو أحمد الجلودي، عن إبراهيم بن سفيان، عن مسلم بن الحجاج.
وحدثني به أيضاً الفقيه القاضي المحدث أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي زمنين المري أعزه الله سماعاً مني لبعضه، ومناولة لجميعه ثم سمعته عليه كاملاً عن أبي علي الحسن بن علي البطليوسي إجازة منه له قال: نا به الشيخ الإمام الصالح أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي بنيسابور، عن أبي الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي.
وحدثني به الفقيه القاضي أبو القاسم أحمد بن عبد الودود بن عبد الرحمن بن سمحون الهلالي أبقاه الله سماعاً مني لبعضه عليه، ومناولة (3/1354)
#1355#
لجميعه قال: سمعت جميعه على الفقيه الحاج المفسر أبي بكر يحيى بن خلف بن النفيس الحميري قال: نا القاضي إمام الحرم الشريف أبو عبد الله الحسين بن علي الطبري بسنده المتقدم.
وحدثني به الفقيه أبو خالد يزيد بن محمد اللخمي -رحمه الله- مناولة لجميعه من يده إلى يدي قال: حدثني به سماعاً مني عليه الفقيه الأستاذ الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الأنصاري قال: نا الحافظ أبو علي الغساني قال: نا حاتم بن محمد الطرابلسي قال: نا أبو سعيد الشجري قال: نا أبو أحمد الجلودي قال: نا إبراهيم بن سفيان.
وحدثني به أيضاً فيما كتب به إلي القاضي أبو عبد الله محمد بن سعيد قال: نا به إذناً أبو عبد الله الخولاني، عن أبي القاسم حاتم بن محمد الطرابلسي.
وحدثني به أيضاً صاحبنا الفقيه الحاج أبو جعفر حمد بن عبد الله الهمداني قال: نا الشيخ الصالح أبو علي الحسن بن علي، سمعت عليه بعضه، وإجازة جميعه، وحدثني به عن أبي عبد الله الفراوي عن أبي الحسين عبد الغافر بسنده.
وحدثني به أيضاً الفقيه الكاتب الأديب أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن خليفة بن أبي العافية الأزدي الكتندي (3/1355)
#1356#
-رحمه الله- إجازة منه لي قال: أنا به سماعاً عليه الفقيه المشاور أبو محمد عبد الله بن محمد بن أبي جعفر الخشني قال: سمعته على أبي عبد الله الحسين بن علي الطبري الشيباني.
وحدثني به أيضاً أبو الطاهر بركات بن إبراهيم القرشي فيما أذن لي فيه قال: نا به الإمام أبو عبد الله محمد الفضل بن أحمد الصاعدي الفراوي قال: نا أبو الحسين عبد الغافر بسنده.
وحدثني به أيضاً الفقيه المشاور أبو بكر عبد الله بن طلحة قال: نا أبو محمد بن عتاب الفقيه قال: نا أبي قرأت عليه، وأنا أسمع غير مرة قال: نا أبو القاسم بن فتح قال: نا أبو العلاء عبد الوهاب بن عيسى بن ماهان، عن أحمد بن محمد بن يحيى الأشقر، عن أبي محمد أحمد بن علي بن الحسين القلانسي عن مسلم.
قال أبو محمد بن عتاب: وأخبرني به الشيخ الصالح أبو محمد عبد الله بن سعيد الشنتجيالي، وأبو القاسم حاتم بن محمد الطرابلسي إجازة قالا: نا أبو سعيد عمر بن محمد السجزي قال: نا أبو أحمد الجلودي.
4- وأما كتاب أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي الحافظ [ت]:
فحدثني به الفقيه القاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمد سماعاً مني (3/1356)
#1357#
عليه لأكثره، ومناولة منه لي لجميعه، عن أبي سعيد حيدر بن يحيى الجيلي الصوفي إجازة قال: سمعت منه دولتين على أبي المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل، وأجاز لي بقية الديوان.
وحدثني بجميعه عن أبي حفص القروي، عن أبي الحسن الواداري عن أبي عيسى الترمذي.
وحدثني به أيضاً عن الفقيه أبي محمد عبد الله بن علي سبط أبي عمر بن عبد البر، وعن أبي الحسن علي بن عبد الله قالا: نا أبو عمر بن عبد البر الحافظ، عن أبي زكريا يحيى بن محمد الأشعري، عن أبي يعقوب يوسف بن أحمد بن يوسف المكي العطار، عن أبي ذر محمد بن إبراهيم الترمذي، عن أبي عيسى.
وحدثني به الفقيه القاضي المحدث أبو بكر محمد بن عبد الله المري مناولة من يده إلى يدي قال: نا به أبو علي الحسن بن سهل الخشني، نا القاضي الشهير أبو علي الصدفي، نا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: نا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر المعروف بابن زوج الحرة، عن أبي علي الحسن بن محمد بن أحمد السنجي (3/1357)
#1358#
المروزي، عن أبي العباس محمد بن أحمد بن محبوب المروزي، عن أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي.
قال أبو علي الصدفي: ونا به أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قراءة مني عليه ببغداد في منزله بدرب نصير، قال: أخبرني به أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد بسنده المتقدم.
وحدثني به أيضاً الفقيه الأستاذ الحاج أبو الحسن علي بن أحمد بن كوثر المحاربي رحمه الله سمعت عليه بعضه، وناولني جميعه عن أبي الفتح الكروخي عن أشياخه الثلاثة أبي عامر الأزدي، وأبي نصر الترياقي، وأبي بكر الغورجي قالوا: نا أبو محمد عبد الجبار الجراحي عن أبي العباس المحبوبي عن أبي عيسى الترمذي.
وحدثني به أيضاً الفقيه القاضي أبو حفص القرشي فيما كتب به إلي قال: نا أبو الفتح الكروخي بالسند المذكور فوقه.
والشيخ أبو الفتوح محمد بن محمد الطائي قال: أنا أبو محمد الحسن بن منصور بن محمد قال: نا أبي أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني قال: نا أبو عبد الله عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد قال: نا أبو العباس أحمد بن محبوب قال: نا أبو عيسى الترمذي.
وحدثني به الحاج أبو الحسن علي بن أحمد قراءة مني عليه لبعضه إجازة لجميعه قال: أنا أبو الحسن مقاتل بن عبد العزيز البرقي بمدينة الإسكندرية قراءة مني عليه قلت: أخبرك -رضي الله عنه- الشيخ الفقيه (3/1358)
#1359#
أبو الحجاج يوسف بن عبد العزيز بن نادر اللخمي، فأقر به قال: نا الشريف أبو القاسم منصور بن محمد الهروي، نا صاعد بن منصور الهروي، نا أبو محمد الهروي، نا أبو محمد الجراحي، نا أبو العباس المحبوبي قال: نا أبو عيسى.
وحدثني به أيضاً الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن الخزرجي المعروف بابن الحلا قال: نا الفقيه الأستاذ أبو الحسن علي بن أحمد قال: نا القاضي أبو علي الصدفي بسنده.
وحدثني به الفقيه أبو خالد يزيد بن محمد مناولة من يده إلى يدي قال: نا به القاضي أبو الفضل عياض بن موسى سماعاً عليه، وأبو محمد بن عتاب إجازة. قال أبو الفضل: نا القاضي الشهير أبو علي الصدفي بسنده.
وقال أبو محمد بن عتاب: أخبرني به أبو محمد مكي بن أبي طالب المقري إذناً قال: سمعت جميعه على عبد الواحد بن علي بن أحمد العباسي عن أبي زيد محمد بن أحمد المروزي، عن أبي حامد أحمد بن عبد الله بن داود التاجر المروزي، عن أبي عيسى.
وحدثني أبو محمد عبد الحق بن محمد اللخمي قال: نا الفقيه المقري المشاور أبو القاسم عبد الرحيم بن محمد الخزرجي، قال: نا (3/1359)
#1360#
أبو علي حسين بن محمد الغساني قال: نا أبو عمر بن عبد البر بسنده المتقدم.
وحدثني به الشيخ الراوية أبو محمد عبد الحق بن عبد الملك وأخوه أبو عبد الله قالا: نا أبو علي الصدفي بسنده.
5- وأما كتاب أبي داود سليمان بن الأشعث [د]:
فحدثني به الفقيه القاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمد -رحمه الله- سماعاً مني عليه، وفاتني منه يسير دخل في مناولته لي لجميعه، عن القاضي أبي محمد عبد الحق بن أبي بكر بن عطية، وعن الأستاذ الجليل أبي الحسن علي بن أحمد، وعن أبي بكر بن طاهر الأشبيلي قالوا ثلاثتهم: نا أبو علي الغساني قال: قرأته على الحافظ أبي عمر بن عبد البر قال: قرأته على أبي محمد عبد المؤمن الزيات قال: قرأته على ابن داسة قال: قرأته على أبي داود.
وحدثني به الفقيه القاضي المحدث أبو بكر محمد بن أبي خالد -أبقاه الله- مناولة من يده إلى يدي قال: نا القاضي الفقيه أبو مروان (3/1360)
#1361#
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الملك الفرضي قال: نا الحافظ أبو علي الغساني بسنده.
وحدثني به الفقيه أبو خالد يزيد بن محمد -رحمه الله- مناولة من يده إلى يدي، عن الأستاذ الجليل أبي الحسن علي بن أحمد، سماعاً عليه قال: نا أبو علي الغساني بسنده.
قال: وحدثني به أيضاً أبو الوليد بن طريف الكاتب قال: نا أبو محمد عبد الله بن الوليد إجازة سنة أربعين وأربع مائة قال: نا أبو موسى عيسى بن حنيف القيرواني، عن أبي بكر بن داسة عن أبي داود.
وحدثني به القاضي أبو عبد الله محمد بن سعيد قال: نا أبو عمران موسى بن عبد الرحمن بن خلف بن أبي تليد الشاطبي قال: أنا أبو عمر بن عبد البر بسنده.
وحدثني به القاضي أبو العباس يحيى بن الحاج المجريطي إذناً - قال: نا به أبو جعفر أحمد بن عبد الباري البطروحي سماعاً عليه، نا أبو علي الغساني بسنده.
وحدثني به الشيخ الصالح المحدث أبو محمد بن عبد الله الحجري (3/1361)
#1362#
-فيما كتب به إلي- غير مرة قال: نا أبو عبد الله الحوضي قراءة مني عليه قال: نا أبو علي الغساني بسنده.
وحدثني به مكاتبة الشيخ الصالح الثقة أبو الطاهر بن عوف قال: نا أبو بكر بن الوليد الفهري الطرطوشي، أنا أبو علي التستري بالبصرة، أنا القاضي أبو عمر القاسم بن عبد الواحد بن جعفر الهاشمي، أنا أبو علي محمد بن حمد اللؤلؤي، عن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني.
وحدثني به الحافظ أبو بكر بن الجد -رحمه الله- إذناً غير مرة قال: أنا أبو محمد بن عتاب قال: نا أبو عمر بن عبد البر بسنده.
6- أما كتاب السنن المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم تصنيف أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي [س]:
فحدثني به سماعاً عليه الفقيه القاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمد الخزرجي قال: نا به الفقيه الجليل أبو الحسن علي بن أحمد النحوي قال: نا به أبو علي حسين بن محمد الغساني قال: نا أبو العاصي حكم بن محمد الجدامي قال: نا أبو بكر عباس بن أصبغ قال: نا أبو عبد الله محمد بن قاسم، قال نا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن سنان النسائي، وكان سماعي له في أصل عباس بن أصبغ، وفيه قرأته على محمد بن قاسم رحمه الله.
وحدثني به أيضاً الفقيه القاضي المحدث أبو بكر محمد بن عبد الله المري قال: نا أبو مروان القاضي قال: نا أبو علي الغساني بسنده. (3/1362)
#1363#
وحدثني به أبو الحسن بن محمد اللخمي الإلبيري قال: نا الفقيه أبو محمد بن عتاب قال: نا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عايد قال: نا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر قال: نا أبو عبد الرحمن النسائي.
وحدثني به القاضي أبو عبد الله محمد بن سعيد قال: نا عبد الله أحمد بن محمد قال: نا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عايد قال: نا أبو بكر بن المهندس عن النسائي.
وحدثني به الشيخ الفقيه أبو بكر عبد الله بن طلحة بن عطية المحاربي قال: نا أبو محمد بن عتاب قال: نا أبي قراءة عليه وأنا أسمع قال: نا أبو محمد عبد الله بن ربيع بن بنوش قراءة مني عليه قال: نا أبو بكر محمد بن معاوية القرشي قال: نا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي.
قال: وحدثني عم أبي الفقيه الحافظ أبو بكر غالب بن عبد الرحمن قال: نا أبو علي الغساني، عن أبي القاسم حاتم بن محمد قراءة عليه، عن أبي الحسن علي بن محمد القابسي، عن حمزة بن محمد الكناني، عن أحمد بن شعيب النسائي.
وحدثني به أحمد بن عبد الله الهمداني الرجل الصالح أبو جعفر قال: نا أحمد بن عبد الباري أبو جعفر قال: نا أحمد بن محمد بن عبد الله بن (3/1363)
#1364#
عبد الرحمن أبو عبد الله الخولاني قال: نا أحمد بن محمد بن عمر المقري قال: نا أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو بكر المهندس قال: نا أحمد بن شعيب بن سنان النسوي.
قلت: وهذا إسناد غريب رجاله كلهم أحامد.
وحدثني به أيضاً قاضي الخلافة أبو العباس أحمد بن مضا قال: نا أبو جعفر أحمد بن عبد الباري البطروجي بسنده.
وحدثني برواية مسعود بن علي أبو محمد عبد الحق بن أبي مروان قال: نا أبو بكر غالب بن عبد الرحمن قال: نا أبو علي الغساني قال: نا أبو عمر النمري قال: نا أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف الأزدي قال: نا أبو الحسن علي بن عمر بن حفص بن نجيح الإلبيري قال: نا أبو الفضل مسعود بن علي البجاني أنه سمع هذا المصنف بمصر على مصنفه أبي عبد الرحمن النسائي.
وحدثني أيضاً برواية حمزة القاضي أبو عبد الله محمد بن سعيد قال: نا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن غلبون قال: نا حاتم الطرابلسي قال: نا أبو الحسن القابسي قال: نا حمزة بن محمد الكناني.
وبه إلى أبي عبد الله أحمد بن محمد قال: نا يونس بن عبد الله القاضي قال: نا أبو بكر بن الأحمر.(3/1364)
#1365#
7- وأما كتاب ثواب القرآن لأبي بكر بن أبي شيبة [ش]:
فحدثني القاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمد -رحمه الله- مناولة من يديه إلى يدي، وسمعت عليه أكثره، فكمل لي - والحمد لله بين سماع ومناولة، عن القاضي أبي القاسم أحمد بن محمد بن ورد قال: نا به الشيخ الصالح الزاهد أبو محمد عبد الله بن فرج المعروف بابن العسال -رحمه الله- قال: نا أبو إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن شنظير، عن أبي عبد الله محمد بن خلف، عن أبي محمد الحسن بن رشيق العسكري، أنا أبو العلا محمد بن أبي جعفر الذهلي قال: نا أبو بكر بن أبي شيبة مؤلفه.
وحدثني به أيضاً الفقيه أبو خالد يزيد بن محمد مناولة من يده إلى يدي قال: نا المقري أبو الحسن علي بن محمد بن كرز القرطبي قال: نا المقري أبو القاسم عبد الوهاب قال: نا أبو محمد إسماعيل بن عمرو بن إسماعيل المقري بمدينة مصر في شهر رمضان سنة سبع وعشرين وأربع مائة قال: نا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري بمصر قال: نا أبو العلا محمد بن أبي جعفر عنه.
وحدثني به أيضاً الفقيه المحدث أبو محمد عبيد الله والفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عبد الله قالا: نا القاضي أبو القاسم أحمد بن محمد بن عمر التميمي بالسند المذكور فوقه.(3/1365)
#1366#
8- وأما كتاب فضائل الأعمال لأبي أحمد حميد بن مخلد بن زنجويه [نج]:
فحدثني به القاضي أبو عبد الله محمد بن سعيد فيما كتب به إلي غير مرة قال: نا أبو عبد الله أحمد بن محمد الخولاني قال: نا أبو عمر أحمد بن محمد المقري الطلمنكي: نا الصاحبان أبو إسحاق بن شنظير وأبو جعفر أحمد بن محمد بن ميمون الطليطليان قالا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف الجهني من ولد عقبة بن عامر الجهني صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ، نا أبو العباس أحمد بن سهل العطار، نا أبو الحسن أحمد بن مراد الجهني، نا أبو أحمد حميد بن مخلد بن زنجوية.
وحدثني به أيضاً القاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمد وأبو محمد بن أبي مروان، والفقيه أبو محمد عبد الله بن علي، والفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عبد الله الخزرجي قالوا: حدثنا القاضي أبو القاسم أحمد بن محمد بن عمر التميمي، نا الفقيه الزاهد أبو محمد عبد الله بن فرج بن غزلون اليحصبي قال: نا الصاحبان.
9- وأما كتاب فضائل القرآن ومعالمه وأدبه؛ رواية علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد [ع]:
فحدثني به القاضي الأجل أبو محمد عبد المنعم بن محمد الخزرجي -رحمه الله- سماعاً مني لبعضه، ومناولة لجميعه عن أبي محمد عبد الله بن (3/1366)
#1367#
علي سبط أبي عمر الحافظ قال: حدثني به جدي أبو عمر يوسف بن عبد الله النمري قال: قرأته على أبي إسحاق إبراهيم بن شاكر، وحدثني به عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن عثمان عن طاهر بن عبد العزيز، عن علي بن عبد العزيز عنه.
وحدثني به القاضي الأجل أبو بكر محمد بن عبد الله المري قال: نا القاضي أبو مروان القرطبي قال: نا أبو علي الغساني قال: نا حكم بن محمد قال: نا زكريا بن بكر قال: نا أحمد بن محمد بن أبي الموت قال: نا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد.
10- وأما كتاب فضائل القرآن تأليف القاضي أبي الحسن محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن صخر الأزدي البصري [ص]:
فحدثني به وبفوائده كلها الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عبد الله الأنصاري قال: نا أبو علي منصور بن الخير المغراوي المقري نا أبو عبد الله بن سعدون القروي قال: نا القاضي أبو الحسن بن صخر.
وحدثني الخطيب أبو جعفر أحمد بن علي بن حكم القيسي، والفقيه أبو بكر عبد الله بن طلحة المحاربي، والقاضي أبو عبد الله محمد بن (3/1367)
#1368#
جعفر بن حميد وغيرهم قالوا: نا القاضي أبو محمد عبد الحق بن أبي بكر غالب بن عبد الرحمن قال: نا أبو محمد عبد العزيز بن عبد الوهاب بن أبي غالب قراءة عليه قال: نا القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن صخر الأزدي البصري بالمسجد الحرام في ظل الكعبة سنة ست وثلاثين وأربع مائة.
وحدثني بفوائده الفقيه أبو الحسن بن محمد اللخمي -رحمه الله- قال: سمعت على الفقيه الأستاذ الزاهد أبي الحسن علي بن أحمد الأنصاري جميع فوائد أبي الحسن بن صخر.
وحدثني أيضاً عن أبي محمد عبد العزيز بن عبد الوهاب بن أبي غالب عن القاضي أبي الحسن محمد بن علي بن محمد بن صخر الأزدي.
وحدثني به أيضاً الحافظ أبو طاهر بن محمد السلفي بإجازته في سنة أربع وستين وخمس مائة قال:
نا الشريف أبو عبد الله إسماعيل بن الحسن بأصبهان سنة ثلاث وتسعين وأربع مائة قال: نا ابن صخر أبو الحسن.
11- وأما كتاب فضائل القرآن لأبي ذر عبد بن أحمد الهروي [ذر]:
فحدثني به الفقيه القاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم، والقاضي أبو عبد الله محمد بن جعفر بن حميد، والشيخ (3/1368)
#1369#
المحدث أبو محمد بن عبيد الله الحجري، والفقيه أبو خالد يزيد بن محمد اللخمي، وأبو محمد عبد الحق بن أبي مروان العبدري قالوا: حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن موهب الجذامي الشيخ الصالح قال: نا أبو العباس العذري قال: نا أبو ذر عبد بن أحمد الهروي.
وحدثني به الحافظ أبو بكر بن الجد والفقيه أبو بكر عبد الله بن طلحة قالا: نا أبو محمد بن عتاب قال: نا الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري قال: نا أبو ذر عبد بن أحمد الهروي فيما كتب به إلي.
12- وأما كتاب الثعلبي في التفسير المسمى بكتاب الكشف والبيان في تفسير القرآن [ث]:
فحدثني به الفقيه الحاج أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن شراحيل الهمداني -فيما أذن لي أن أحدث به عنه- قال: نا به الشيخ أبو علي الحسن بن علي بن عمر الأنصاري قال: قرأته من أوله إلى آخره ثلاث مرارٍ على الشيخ الإمام الصالح جمال الطائف أبي محمد العباس بن محمد بن أبي منصور الطوسي، المعروف بعباسة، يرويه عن القاضي الإمام أبي سعيد محمد بن أبي سعيد القروجزادي الطوسي، عن الإمام أبي إسحاق أحمد بن إبراهيم الثعالبي المصنف بنيسابور. (3/1369)
#1370#
وحدثني به أيضاً الفقيه المحدث القاضي أبو بكر محمد بن أبي خالد المري قال: كتب إلي الإمام أبو علي الحسن بن علي البطليوسي بجميع رواياته.
13- وأما كتاب الطبري أبي جعفر محمد بن جرير المسمى بكتاب ((إعمال الجوارح بالآداب النفيسة والأخلاق الحميدة)) [ط]:
فنقلت جميع ما وقع في كتابي هذا منه من أصل فرغ من كتبه في تسع خلون من رجب سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.
وتوفي أبو جعفر محمد بن جرير الطبري مؤلفه -رحمه الله- يوم الأحد لأربع بقين من شوال سنة عشر وثلاث مائة، وهو ابن ست وثمانين سنة، ومات قبل أن يكمل هذا الكتاب، ودفن بداره ببغداد فيما يقابل مسجده، والذي كمل من هذا الكتاب ثلاثة أسفار، وألفيت على ظهر هذا السفر الذي نقلت منه: سمعت جميعه على أبي الطيب محمد بن سليمان الحريري بمصر سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة:
فحدثني به الفقيه أبو خالد، والفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد قالا: نا الأستاذ أبو الحسن علي بن أحمد الأنصاري، قال: نا أبو داود سليمان بن أبي القاسم قال: نا أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري قال: نا (3/1370)
#1371#
أبو الحزم خلف بن أحمد بن هاشم العبدي قال: حدثني أبو الطيب محمد بن سلمان بن عمرو البغدادي المعروف بالجريري قال: نا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري بجميع ما رواه وألفه.
قلت: وأما هذا الجزء الذي خرجت منه فضائل القرآن فخرجه عن زكريا بن يحيى قال: نا شبابة بن سوار قال: نا مخلد بن عبد الواحد عن علي بن زيد بن جدعان، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن زر بن حبيش، عن أبي بن كعب رضي الله عنه.
وحدثني به أيضاً الفقيه القاضي أبو عبد الله محمد بن سعيد، والقاضي الأجل أبو محمد بن عبد الرحيم، وأبو خالد يزيد بن محمد، وأبو محمد بن عبيد الله، والقاضي المقري أبو عبد الله محمد بن جعفر وغيرهم قالوا: نا القاضي أبو الحسن شريح بن محمد الرعيني قال: نا أبو محمد عبد الله بن القاسم إسماعيل بن محمد بن خزرج اللخمي عن القنازعي، عن الجريري.
14- وأما كتب أبي محمد مكي بن أبي طالب في التفسير والقراءات [ك]:
فحدثني بجميعها القاضي أبو عبد الله محمد بن سعيد إذناً قال: نا (3/1371)
#1372#
أبو عبد الله أحمد بن محمد الخولاني، عن أبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي -رضي الله عنه-.
وحدثني بجميعها أيضاً الفقيه القاضي أبو محمد، والخطيب أبو جعفر أحمد بن علي القيسي، والقاضي المقري أبو عبد الله بن حميد وغيرهم قالوا: نا القاضي المقري أبو الحسن شريح بن محمد قال: نا أبو مروان بن سراج، وعبد الله بن إسماعيل قالا: نا مكي بن أبي طالب.
وحدثني الفقيه أبو خالد، والفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد، والفقيه أبو بكر عبد الله بن طلحة، وغيرهم قالوا: نا أبو الحسن علي بن أحمد المقري قال: نا أبو مروان بن سراج قال: نا مكي.
15- وأما كتاب الاستيعاب في أسماء الصحابة -رضي الله عنهم- تأليف الإمام الحافظ أبي عمر بن عبد البر النمري [ب]:
فحدثني به قراءة مني لأكثره ومناولة لجميعه القاضي المحدث أبو بكر محمد بن عبد الله أبقاه الله، عن الفقيه المحدث الزاهد أبي بكر بن يحيى بن محمد بن رزق -رحمه الله- قراءة منه عليه وسماعاً وحدثه به عن القاضي أبي القاسم أحمد بن محمد بن عمر التميمي قراءة منه على الحافظ أبي علي الغساني، عن مؤلفه الحافظ أبي عمر قراءة عليه.
وحدثني به أيضاً قراءة مني لأكثره ومناولة لجميعه الفقيه أبو خالد يزيد بن محمد قال: قرأته على الفقيه المحدث العلامة أبو محمد (3/1372)
#1373#
عبد الله بن علي اللخمي الرشاطي، وحدثني به عن الحافظ أبي علي الغساني سماعاً عليه بقراءة القاضي أبي القاسم بن ورد التميمي عن مؤلفه.
وحدثني به القاضي الأجل أبو محمد عبد المنعم بن محمد قراءة مني عليه لبعضه ومناولة لجميعه من غير واحد، عن أبي علي المذكور.
وبهذه الأسانيد أحمل كتاب البيان عن تلاوة القرآن له.
16- وأما كتاب الفائق في اللفظ الرائق تأليف القاضي أبي القاسم عبد المحسن بن عثمان بن غانم التنيسي [ق]:
فحدثني به القاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمد -رحمه الله- مناولة من يده إلى يدي، وسماعاً مني لبعضه عن الفقيه الأستاذ أبي الحسن علي بن أحمد بن خلف قال: نا القاضي الشهيد الفاضل أبو علي الصدفي، عن أبي القاسم عبد المحسن بن عثمان التنيسي رحمه الله.
وحدثني به الشيخ أبو محمد عبد الحق بن أبي مروان العبدري قال: نا القاضي الشهيد أبو علي الصدفي -رحمه الله- عنه.
17- وأما كتاب أبي مروان عبد الملك بن حبيب [حـ]:
فحدثني به الفقيه أبو بكر عبد الله بن طلحة، وأبو خالد يزيد بن محمد، وأبو محمد عبد الحق بن أبي مروان قالوا: أنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد الفقيه قال: نا الحافظ أبو عمر النمري، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله قال: نا أبو العباس تميم بن محمد بن أحمد بن تميم القيرواني قال: حدثني أبي قال: أخبرنا المعاصي عن عبد الملك بن حبيب رحمه الله. (3/1373)
#1374#
وحدثني بها أيضاً الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن يحيى الفهري قال: نا الفقيه أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب قال: نا أبو زكرياء يحيى بن محمد بن حسين القليعي قال: نا محمد بن عبد الله بن عيسى بن أبي زمنين، عن أبيه قال: نا سعيد بن محلون عن يوسف بن يحيى المعاصي، عن عبد الملك بن حبيب -رحمه الله-.
18- وأما فوائد أبي عمر أحمد بن سعيد بن حزم المنتجيالي [حز]:
فحدثني بها القاضي أبو محمد بن عبد الرحيم قال: نا أبو محمد عبد الله بن علي قال: نا أبو عمر بن عبد البر النمري الحافظ قال: نا أبو زيد عبد الرحمن بن يحيى العطار، قراءة مني عليه قال: نا أحمد بن سعيد.
وحدثني به أيضاً الفقيه أبو بكر عبد الله بن طلحة، وأبو خالد يزيد بن محمد، وأبو محمد عبد الحق بن أبي مروان قال: أخبرنا محمد بن عتاب الفقيه قال: نا أبو عمر بن عبد البر الحافظ .. ..
19- وأما مسلسلات أبي القاسم عبد العزيز بن بندار الشيرازي [شي]:
فسلسلتها على القاضي أبي سليمان داود بن سليمان بن حوط (3/1374)
#1375#
التميمي الأنصاري الأندي - صاحبنا أبقاه الله، وأخبرني أنه سلسلها على الزاهد الأستاذ أبي القاسم عبد الرحمن بن غالب الأنصاري المعروف بالشراط قال: سلسلتها على الفقيه الزاهد أبي مروان عبد الملك بن مسرة اليحصبي قال: سلسلتها على أبي القاسم بن صواب قال: سلسلتها على عبد الملك بن زيادة الله بن علي التميمي الطبني قال: سلسلتها على مخرجها الشيخ الجليل أبي القاسم عبد العزيز بن بندار بن علي الشيرازي -رضي الله عنه-.
20- أما منتخب أبي بكر أحمد بن سعيد بن عثمان الأخميمي [خم]:
فحدثني به الفقيه أبو بكر عبد الله بن طلحة بن عطية قال: نا الفقيه أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب قال: نا أبو حفص عمر بن عبيد الله، نا أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فطيس قال: نا أبو الحسين محمد بن يحيى بن العباس الهاشمي الحلبي قال: نا أبو بكر أحمد بن سعيد بن عثمان الأخميمي. (3/1375)
#1376#
وحدثني الفقيه أبو خالد يزيد بن محمد قال: نا أبو محمد بن عتاب الفقيه قال: نا أحمد بن محمد بن يحيى، أنا القاضي أبو مطرف عبد الرحمن بن محمد بن عيسى.
وحدثني الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عبد الله الأنصاري قال: نا أبو الحسن يونس بن محمد الفقيه قال: نا أبو عمر أحمد بن محمد بن يحيى، أنا القاضي أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فطيس ..
وحدثني القاضي أبو عبد الله محمد بن جعفر بن حميد قال: نا القاضي أبو الحسن شريح بن محمد بن شريح الرعيني قال: نا أبو محمد عبد الله بن أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن خزرج اللخمي قال: نا أبو المطرف القنازعي قال: نا أبو الحسين محمد بن العباس الحلبي.
وحدثني به الفقيه القاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمد مناولة من يده إلى يدي قال: نا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الرقاق، وأبو محمد عبد الله بن علي اللخمي قال: نا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري قال: نا أبو الوليد بن الفرضي قال: نا أبو الحسين الحلبي.
21- وأما كتاب أبي حامد محمد بن محمد الطوسي الغزالي [مد]:
فحدثني به الفقيه القاضي أبو محمد عبد المنعم، والقاضي المقري (3/1376)
#1377#
أبو عبد الله محمد بن جعفر، والقاضي أبو القاسم أحمد بن عبد الودود والفقيه المحدث أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي، والفقيه أبو خالد يزيد بن محمد، والفقيه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الأنصاري، والخطيب الزاهد أبو جعفر أحمد بن علي بن حكم القيسي، والشيخ الكاتب الأديب أبو بكر محمد بن عبد الرحمن الأزدي، والشيخ المقري أبو محمد عبد الحق بن محمد الجمحي، والشيخ الراوية أبو محمد عبد الحق بن أبي مروان العبدري، وغيرهم قالوا: نا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله المعافري قال: نا الإمام أبو حامد الغزالي -رحمه الله-.
وحدثني به الخطيب أبو جعفر والفقيه أبو بكر بن طلحة وغيرهما من الأستاذ أبي جعفر أحمد بن علي بن أحمد بن خلف عن أبي عبد الله محمد بن الحسين الخولاني البلغي عنه.
22- وأما كتاب التسبيب والتيسير للقاضي أبي الوليد يونس بن عبد الله بن مغيث -رحمه الله- [يو]:
فحدثني به القاضي أبو عبد الله محمد بن سعيد بن زرقون الأنصاري قال: نا أبو عبد الله أحمد بن محمد الخولاني، نا القاضي أبو الوليد يونس بن عبد الله -رحمه الله-.(3/1377)
#1378#
وحدثني به الفقيه المحدث أبو محمد بن عبيد الله، والقاضي أبو محمد بن عبد الرحيم، وأبو خالد يزيد بن محمد، وأبو جعفر أحمد بن علي بن حكم وغيرهم قالوا: نا الفقيه أبو الحسن يونس بن محمد بن مغيث قال: حدثني جدي مغيث قال: حدثني جدي يونس بن عبد الله القاضي -رضي الله عنه-.
23- وأما كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تأليف الفقيه المحدث أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن النميري [نم]:
فحدثني به الخطيب أبو جعفر أحمد بن علي بن حكم القيسي قراءة عليه وأنا أسمع، وفاتني بعضه فأخذته مناولة من يده إلى يدي من أصل سماعه، وحدثني به عن مؤلفه أبي عبد الله المذكور.
وحدثني به أيضاً القاضي أبو عبد الله محمد بن أبي العباس حمد بن عبد الرحمن الأنصاري فيما أذن لي أن أحدث به عنه قال: نا الفقيه الناقد أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن النمري شيخي -رحمه الله-.
24- وأما كتاب أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن موسى بن عبد السلام الطليطلي المعروف بابن شق الليل في ذكر براهين الصالحين وكراماتهم، وغير ذلك من تواليفهم [شق]: (3/1378)
#1379#
فحدثني به الفقيه القاضي أبو محمد عبد المنعم، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد، وأبو خالد يزيد بن محمد والفقيه أبو بكر عبد الله بن طلحة، وأبو محمد عبد الحق بن عبد الملك وغيرهم قالوا: نا القاضي أبو القاسم أحمد بن محمد بن عمر التميمي قال: نا أبو محمد عبد الله بن فرح اليحصبي الزاهد قال: نا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن موسى بجميع ما رواه وألفه.
25- وأما مسند أبي بكر البزار-رضي الله عنه- [ز]:
فحدثني به الفقيه القاضي أبو محمد مناولة من يده إلى يدي بخمسة أسفار منه من تجزئة تسعة، وهي الأول والثالث، والرابع، والسادس، والسابع، عن أبيه القاضي أبي عبد الله قال: حدثني به القاضي الشهيد أبو علي الصدفي - إجازة، عن القاضي أبي محمد عبد الله بن محمد بن إسماعيل؛ قراءة لبعضه، وسماعاً لسائره عن أبي عمر الطلمنكي -إجازة- عن القاضي أبي عبد الله محمد بن أحمد بن مفرج، عن أبي الحسن محمد بن أيوب الصموت، عن البزار أبي بكر أحمد بن عمر بن عبد الخالق العتكي البصري.
وحدثني به القاضي أبو بكر بن أبي خالد، عن القاضي أبي علي الحسن بن علي بن سهل الخشني، عن أبي علي الصدفي بسنده. (3/1379)
#1380#
وحدثني به الفقيه أبو بكر عبد الله بن طلحة قال: نا أبو القاسم بن ورد القاضي قال: أنا أبو عبد الله محمد بن خلف قال: نا أبو عمر الطلمنكي بسنده المذكور فوقه.
وحدثني به الشيخ الراوية أبو محمد عبد الحق بن أبي مروان قال: نا القاضي أبو علي الصدفي، عن القاضي أبي محمد عبد الله بن محمد بن إسماعيل، عن أبي عمر أحمد بن محمد الطلمنكي.
وحدثني به القاضي المقري أبو عبد الله محمد بن جعفر بن حميد قال: نا محمد بن معمر الفقيه المالقي، نا محمد بن سليمان، نا محمد بن عتاب الفقيه قال: نا محمد بن سعيد بن نبات قال: نا محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرح قال: نا أبو الحسن محمد بن أيوب بن حبيب الرقي الصموت قال: نا أبو بكر البزار -رضي الله عنه-.
قلت: وهذا سند غريب - رجاله كلهم محمدون عدول ثقات مشاهير -رضي الله عن جميعهم-.
26- وأما ما كان فيه من رواية أبي المطرف عبد الرحمن بن عيسى بن مدراج الطليطلي [ج]:
فحدثني به الفقيه أبو بكر عبد الله بن طلحة، والفقيه أبو خالد يزيد بن محمد، وأبو محمد بن أبي مروان قالوا: نا أبو محمد بن عتاب، (3/1380)
#1381#
عن أبيه، عن أبي ميمونة دراس بن إسماعيل الفاسي عن أبي المطرف عبد الرحمن بن عيسى بن مدراج الطليطلي بجميع رواياته عن جميع شيوخه -رحمهم الله-.
27- وأما كتاب اليقين: تأليف زهير بن عباد الرواسي [هـ]:
فحدثني به الفقيه أبو عبد الله، والفقيه أبو بكر بن طلحة قالا: نا أبو الحسن يونس بن محمد بن مغيث، قال: حدثني جدي مغيث، قال: حدثني جدي يونس بن عبدالله بن مغيث، عن أبي الوليد هاشم بن يحيى البطليوسي قراءة قال: نا أبو بكر محمد بن يحيى بن دحمان قال: أنا أبو حاتم غالب بن عبد الله قال: نا أبو بكر محمد بن يحيى المصيصي في داره بأطربلس، نا الحسين بن محمد العكي، نا زهير بن عباد الرؤاسي.
وحدثني به القاضي أبو عبد الله محمد بن سعيد قال: نا أبو عبد الله الخولاني قال: نا القاضي أبو الوليد يونس بن عبد الله بسنده.
28- وأما كتاب الدعاء تأليف أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي [زي]:
فحدثني به الفقيه القاضي أبو عبد الله محمد بن سعيد قال: نا أبو عبد الله أحمد بن محمد الخولاني، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن (3/1381)
#1382#
حسين بن شنظير الطليطلي الأموي، عن محمد بن عمر، عن علي بن إبراهيم، عن أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم.
وحدثني به أيضاً الحافظ أبو طاهر السلفي بالإجازة الكبرى قال: أجاز لي عيسى بن أبي ذر الهروي قال: أجاز لي أبي قال: أجاز لي أبو علي أحمد بن عبد الله الأصبهاني بالري قال: أجاز لي عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي.
29- وأما كتاب الرباعيات لأبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي، رواية أبي محمد الأصيلي عنه [فعي]:
فحدثني به قراءة مني عليه الفقيه القاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم الخزرجي قال: نا به الفقيه الأستاذ أبو الحسن علي بن أحمد بن خلف قال: نا أبو علي الغساني، وأبو داود سليمان بن أبي القاسم المقري قالا: سمعناه على الفقيه الجليل أبي شاكر عبد الواحد بن محمد بن موهب التجيبي بقراءة الفقيه الفاضل أبي الحسن طاهر بن مفوز بن أحمد بن مفوز المعافري قال: سمعت جميعه على أبي بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي.
وحدثني أيضاً الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي بإذنه في سنة أربع وستين وخمسمائة قال: نا به أبو علي غالب بن الحسن بن علي بن(3/1382)
#1383#
الحسن البزاز قال: نا أبو طالب بن غيلان قال: نا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، وهذا عالٍ جداً، أحاديثه كلها ثمانية، والحمد لله.
30- وأما ما كان فيه من رواية محمود بن حكم اليماني الأسدي، عن رجاله بمصر وغيرها [مح] كأبي محمد بن الورد، وأحمد بن إسحاق بن يزيد بن موسى قاضي حلب، ومحمد بن يحيى بن حكم بن يحيى الزيات، وعبد العزيز بن محمد بن زياد بن أبي رافع، وأحمد بن عبد بن أحمد الحمصي الصفار وأحمد بن إسحاق الرازي، وأحمد بن محمود الشمعي البزار، وعلي بن أحمد البغدادي، وحسين بن جعفر الزيات، وعمر بن محمد بن الحداد، وقاسم بن معروف، وعبد الله بن المفسر، ومحمد بن أحمد بن الوليد بن خروف، وأحمد بن الحسين الرازي، وأحمد بن الحداد، وحسين بن سلم، والقاضي بن الخصيب، وعباس الرقي، وأبي نجيد والأطرش، وابن زياد وغيرهم -رحم الله جميعهم-:
فحدثني به القاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمد قال: نا أبو الحسن علي بن أحمد قال: نا أبو علي الغساني، قال: نا أبو عمر النمري قال: نا أبو الوليد بن الفرضي قال: نا محمود بن حكم بن منذر الأسدي أبو عبد الله البجاني.
وحدثني به الفقيه القاضي أبو بكر بن أبي زمنين قال: نا أبو مروان بن قزمان قال: نا أبو علي الغساني، بسنده. (3/1383)
#1384#
وحدثني به الفقيه أبو خالد يزيد بن محمد قال: نا أبو محمد عبد الله بن علي الرشاطي قال: نا أبو علي .. ..
وحدثني به الفقيه أبو بكر عبد الله بن طلحة قال: نا القاضي أبو القاسم أحمد بن محمد بن عمر قال: نا أبو محمد عبد الله بن فرج بن غزلون قال: نا الصاحبان أبو جعفر بن ميمون وأبو إسحاق بن شنظير الطليطليان قالا: نا أبو عبد الله محمود بن حكم بن منذر بن عبد الله بن محمد الأسدي البجاني.
31- وأما معاني التحميد والدعاء لأبي القاسم علي بن محمد بن الحسين بن عبدوس الكوفي -رحمه الله- [عبد]:
فحدثني به الخطيب أبو جعفر أحمد بن علي بن حكم، والقاضي أبو محمد بن محمد الخزرجي، والقاضي أبو عبد الله محمد بن جعفر المقري، والمحدث أبو محمد بن عبيد الله الحجري، والفقيه أبو خالد يزيد بن محمد اللخمي، وأبو محمد بن أبي مروان العبدري وغيرهم قالوا: نا القاضي أبو الحسن شريح بن محمد بن شريح الرعيني، عن ابن خزرج، عن ابن الحراء، عن أبي زكريا يحيى بن ملك بن عايد الطرطوشي، عن أبي القاسم علي بن محمد بن الحسين بن عبدوس الكوفي.(3/1384)
#1385#
32- وأما ما كان فيه من كتب أبي جعفر النحاس [حا]:
فحدثني بذلك الفقيه القاضي أبو محمد بن محمد، والفقيه أبو بكر عبد الله بن طلحة، والفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد الأنصاري، وغيرهم قالوا: نا القاضي أبو القاسم بن ورد قال: نا القاضي أبو عبد الله محمد بن خلف قال: نا أبو عمر أحمد بن محمد المقري قال: نا أبو بكر الأدفوي، عن أبي جعفر أحمد بن محمد النحاس.
وحدثني به أيضاً الخطيب أبو جعفر أحمد بن علي، والقاضي أبو عبد الله بن حميد وغيرهما قالوا: نا القاضي أبو الحسن شريح بن محمد بن شريح الرعيني قال: نا أبي قال: نا أبو البركات محمد بن عبد الواحد البغدادي عن أبي بكر الأدفوي، عن أبي جعفر النحاس.
وحدثني بها أيضاً القاضي أبو عبد الله محمد بن سعيد بن زرقون قال: نا أبو عبد الله أحمد بن محمد الخولاني قال: نا أبو البركات محمد بن عبد الواحد البغدادي، عن الأدفوي عنه.
وحدثني بها أيضاً غير واحد، عن أبي القاسم بن ورد عن أبي محمد بن العسال، عن الصاحبين، عن أبي العاصي الحكم بن محمد بن زكريا، عن أبي جعفر النحاس.
33- وأما كتاب النزه لأبي حفص بن شاهين [شا]:
فحدثني به القاضي أبو محمد عبد المنعم -رحمه الله- قراءة مني عليه (3/1385)
#1386#
لبعضه ومناولة لجميعه في أصل الحافظ أبي عمر بن عبد البر عن أبي محمد عبد الله بن علي، عن جده أبي عمر بن عبد البر النمري، عن أبي ذر عبد بن أحمد الهروي، عن أبي حفص عمر بن شاهين.
وحدثني به القاضي أبو عبد الله بن سعيد قال: نا أبو عبد الله الخولاني قال: نا أبو ذر الهروي، قال: نا أبو حفص بن شاهين.
وحدثني به الفقيه أبو بكر عبد الله بن طلحة سماعاً عليه لبعضه بقراءة صاحبنا أبي جعفر أحمد بن يحيى الضبي -رحمه الله-، ومناولة لجميعه من يده إلى يدي قال: حدثني الفقيه أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب قال: نا الشيخ الصالح أبو محمد عبد الله بن سعيد الشنتجيالي قال: نا أبو ذر الهروي، نا أبو حفص عمر بن شاهين، وكانت القراءة المذكورة، والمناولة في أصل أبي محمد الشنتجيالي -رحمه الله-.
34- وأما ما كان فيه من رواية أبي زكريا يحيى بن ملك بن عايد [يح]:
فحدثني به غير واحد، عن القاضي أبي الحسن شريح بن محمد عن ابن حزرج أبي محمد اللخمي، عن أبي الحراء عن أبي زكريا يحيى بن عايذ الطرطوشي.
وحدثني به أيضاً أبو عبد الله محمد بن سعيد قال: نا أبو عبد الله أحمد بن محمد قال: نا أبو محمد بن عبد الله الخولاني، نا محمد بن أحمد بن يحيى، نا أبو زكريا الطرطوشي.(3/1386)
#1387#
35- وأما ما كان فيه من رواية أبي محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ [غني]:
فحدثني به الحافظ القاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمد قال: نا أبو محمد عبد الله بن علي.
قال: نا به أيضاً أبو الحسن علي بن عبد الله بن موهب.
وحدثني به أيضاً الفقيه أبو بكر عبد الله بن طلحة، وأبو خالد بن محمد، وأبو محمد عبد الحق بن أبي مروان وأخوه أبو عبد الله قالوا: نا أبو محمد بن عتاب الفقيه.
قال أبو محمد عبد الله بن علي، وأبو الحسن بن عبد الله وأبو محمد بن عتاب، نا الحافظ أبو عمر بن عبد البر النمري قال: نا أبو محمد عبد الغني.
36- وأما كتاب الوقف والابتداء لأبي بكر بن الأنباري [نبا]:
فحدثني به القاضي المحدث أبو بكر محمد بن أبي خالد المري - أبقاه الله قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن عبد الرزاق. قال: نا محمد بن أحمد، نا محمد بن سلامة القاضي، نا محمد بن أحمد البغدادي أبو مسلم الكاتب، نا محمد بن القاسم بن بشار أبو بكر الأنباري النحوي.
قلت: هذا إسناد رفيع عالٍ رجاله كلهم محمدون مع صحته وشهرة رجاله. (3/1387)
#1388#
وحدثني به صاحب الأحكام أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحضرمي قال: نا أبو عبد الله الرازي قال: نا أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي بسنده.
وحدثني به الفقيه أبو بكر عبد الله بن طلحة، وأبو خالد يزيد بن محمد قالا: أنا أبو محمد بن عتاب.
وحدثني به القاضي أبو مروان عبد الملك بن محمد بن عبد الملك الأنصاري قال: نا يونس بن محمد قال: نا حاتم بن محمد، عن أبي عمر الطلمنكي عن أبي العباس علي بن سلمة الشعيري عن أبي بكر بن الأنباري.
37- وأما كتاب الأربعين: تأليف أبي طاهر السلفي والمجالس الخمسة التي أملاها بسلماس [في]:
فحدثني بها القاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمد، والفقيه أبو الحسن علي بن أحمد بن سعيد، والقاضي أبو القاسم أحمد بن عبد الودود، والفقيه أبو زكريا يحيى بن عبد الرحمن بن عبد المنعم القيسي قالوا: نا أبو طاهر السلفي.
وحدثني به الفقيه القاضي المحدث أبو بكر محمد بن أبي خالد المري، والفقيه الخطيب الزاهد أبو الحجاج بن الشيخ قالا: نا أبو طاهر السلفي.(3/1388)
#1389#
38- وأما ما كان فيه من رواية أبي محمد عبد الله بن وهب [و]:
فحدثني به القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله قال: حدثني به القاضي أبو القاسم خلف بن عبد الملك قال: نا به أبو محمد بن عتاب الفقيه قال: نا أبي -رضي الله عنه- قراءة عليه وأنا أسمع قال: قرأت على أبي عثمان سعيد بن سلمة بن عباس قال: نا عبد الله بن محمد بن عثمان قال: نا سعيد بن خمير عن يونس بن عبد الأعلى، وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال: نا ابن وهب.
وحدثني به أيضاً أبو بكر عبد الله بن طلحة الفقيه، وأبو خالد يزيد بن محمد، وأبو محمد عبد الحق بن أبي مروان قالوا: نا أبو محمد بن عتاب.
وحدثني به الكاتب أبو بكر محمد بن عبد الرحمن الأزدي، قال: نا أبو بكر محمد بن عبد الله القاضي قال: نا محمد بن طرخان بن بلتكين التركي أبو بكر قال: نا محمد بن أبي نصر الحميدي التاريخي أبو عبد الله قال: نا محمد بن أبي الفتح الفرج بن عبد الوفي الصواف الطليطلي أبو عبد الله قال: نا أبو عبد الله محمد بن عيسى بن شاس، قال: نا محمد بن منصور العسال، عن يونس بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن وهب.
قال محمد بن عبد الواحد -وفقه الله-: وهذا إسناد غريب رجاله (3/1389)
#1390#
محمدون إلى يونس بن عبد الأعلى سبعة على نسق.
وحدثني به غير واحد عن القاضي أبي الحسن شريح بن محمد بن شريح قال: نا ابن خزرج قال: نا أبو المطرف القنازعي قال: نا أبو محمد عبد الله بن محمد قال: نا أسلم بن عبد العزيز قال: نا يونس قال: نا ابن وهب.
39- وأما كتاب التوصل إلى معرفة حقائق المفسرين تأليف الفقيه الزاهد أبي محمد عبد الله بن فرج رحمه الله
فحدثني به الفقيه أبو بكر عبد الله بن طلحة والفقيه القاضي أبو محمد عبد المنعم، والفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد، والخطيب أبو جعفر أحمد بن علي قالوا: نا القاضي أبو القاسم أحمد بن محمد التميمي قال: نا الفقيه الزاهد أبو محمد عبد الله بن فرج بن غزلون اليحصبي -رحمه الله-.
وحدثني به أيضاً الخطيب الزاهد أبو جعفر أحمد بن علي قال: نا الفقيه الزاهد الواعظ أبو محمد عبد الصمد الأمي المعبيري قال: نا الفقيه الواعظ الزاهد أبو محمد عبد الله بن فرج -رحمه الله-.
40- وأما ما كان فيه من معجم أبي ذر عبد بن أحمد الهروي [عج]:
فحدثني به القاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمد، والمحدث (3/1390)
#1391#
أبو محمد بن عبيد الله، وأبو خالد يزيد بن محمد، والخطيب أبو جعفر أحمد بن علي والقاضي أبو مروان عبد الملك بن محمد بن عبد الملك، والفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الجلا، والشيخان أبو محمد عبد الحق، وأبو عبد الله ابنا عبد الملك بن بونة والفقيه أبو بكر عبد الله بن طلحة قالوا كلهم: نا يونس بن محمد بن مغيث قال: سمعته على أبي عبد الله محمد بن منظور القيسي بقراءة أبي علي الغساني إلا شيئاً من أوله سبقني به فأجازه لي الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن منظور قال: حدثني به أبو ذر عبد بن أحمد الهروي.
وحدثني به أبو بكر عبد الله بن طلحة، وأبو خالد يزيد بن محمد، وأبو محمد عبد الحق بن أبي مروان قالوا: نا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب الفقيه قال: نا أبو محمد الشنتجيالي، نا أبو ذر عبد بن أحمد الهروي.
وحدثني القاضي أبو عبد الله محمد بن سعيد قال: نا أبو عبد الله أحمد بن محمد قال: نا أبو ذر الهروي.
41- وأما كتاب شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم تأليف أبي سعيد عبد الملك بن ذر الواعظ النيسابوري [شـ]:
فحدثني به الفقيه أبو بكر عبد الله بن طلحة، وأبو خالد يزيد بن محمد، (3/1391)
#1392#
وأبو محمد عبد الحق بن أبي مروان وأخوه أبو عبد الله قالوا: نا محمد بن عتاب قال: نا الشيخ الصالح أبو محمد عبد الله بن سعيد الشنتجيالي عن مؤلفه سماعاً عليه.
42- وأما مسند بقي بن مخلد الكتاب الكبير [بقي]:
فحدثني به إجازة الفقيه أبو بكر عبد الله بن طلحة، وأبو خالد يزيد بن محمد، وأبو محمد عبد الحق قالوا: أنا أبو محمد بن عتاب قال: نا أبو عمر بن عبد البر قال: أجازه لي أبو عمر الباجي، وهو في نحو مائتي جزء.
وحدثني به عن أبيه عن عبد الله بن يونس، عن بقي بن مخلد، وهو أجازه لي أيضاً.
وحدثني به الفقيه القاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمد وأبو محمد عبد الحق بن أبي مروان قالا: نا أبو محمد عبد الله بن علي قال: حدثني جدي أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري.
وحدثني به القاضي أبو عبد الله بن سعيد قال: نا أبو عمران موسى بن عبد الرحمن بن خلف الشاطبي بن أبي تليد -رحمه الله- قال: نا الحافظ ابن عبد البر.
وحدثني به أبو محمد عبد الله بن أبي الحسن بن موهب، عن أبي عمر.(3/1392)
#1393#
43- وأما كتاب قوت القلوب لأبي طالب المكي [قو]:
فحدثني به الفقيه أبو بكر عبد الله بن طلحة بن أحمد بن عبد الرحمن بن عطية قال: نا عم أبي الحافظ أبو بكر غالب بن عبد الرحمن بن عطية، عن محمد بن نعمة، عن عبد الكريم بن محمد الصقلي، عن أحمد بن شعيب، عن أبي طالب.
44- وأما ما كان فيه من حديث جعفر بن نسطور الرومي [جع]:
فحدثني به القاضي أبو القاسم أحمد بن عبد الودود قال: نا أبو بكر يحيى بن خلف الحميري، نا إمام مقام إبراهيم عليه السلام أبو محمد عبد الله بن عمر، نا الشيخ الإمام أبو الحسن علي بن الحسن بن إسماعيل الكاشغري لفظاً من كتابه بمكة في المسجد الحرام، قدم علينا حاجاً قال: نا الشيخ الزاهد أبو داود سليمان بن نوح بن محمد بن أحمد المرغيناني قال: أخبرني الفقيه أبو القاسم منصور بن الحكم الأشبارياني قال: حدثني جعفر بن نسطور الرومي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وحدثني به الفقيه أبو خالد يزيد بن محمد، والخطيب الزاهد أبو جعفر أحمد بن علي بن حكم والقاضي الأجل أبو محمد عبد المنعم بن محمد وغيرهم قال: نا أبو الحجاج يوسف بن علي القضاعي الأندي الشهيد(3/1393)
#1394#
قال: نا أبو الحجاج يوسف بن عبد العزيز بن نادر اللخمي قال: نا أبو محمد عبد الله بن عمر إمام المقام سنة أربع وتسعين وأربعمائة بمثله.
وحدثني به الحاج أبو الحسن علي بن أحمد بن سعيد، وأبو جعفر أحمد بن يحيى بن عميرة -رحمه الله- قالا: نا أبو الحسن مقاتل بن عبد العزيز البرقي بمدينة الإسكندرية قال: نا الفقيه أبو الحجاج يوسف بن عبد العزيز بن نادر اللخمي.
وحدثني به الفقيه أبو القاسم مخلوف بن علي بن مخلوف القيرواني نزيل الإسكندرية، يعرف بابن جاره قال: نا أبو الحجاج يوسف بن عبد العزيز بن نادر اللخمي الميورقي قال: نا إمام مقام إبراهيم أبو محمد عبد الله بن عمر.
وحدثني به الشيخ المقري الفاضل خطيب الطائف أبو محمد عبد الله بن عبد الغني القلعي قال: نا أبو محمد عبد الله بن عمر إمام مقام إبراهيم عليه السلام.
45- وأما معجم القاضي أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي رحمه الله في شيوخ القاضي الشهيد أبي علي الصدفي [مع]:
فحدثني به القاضي أبو محمد بن عبد الرحيم، والمحدث أبو محمد بن (3/1394)
#1395#
عبيد الله الحجري، والفقيه أبو خالد يزيد بن محمد اللخمي والخطيب أبو جعفر أحمد بن علي بن حكم القيسي وغيرهم قالوا: نا القاضي أبو الفضل عياض بن موسى.
46- وأما مجلس أبي بن كعب -رضي الله عنه- في فضل سور القرآن رواية المقري الجليل أبي القاسم عبد الوهاب -رحمه الله-.
فحدثني به الفقيه أبو خالد يزيد بن محمد، وجدي لأمي الفقيه أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الأنصاري قالا: نا المقري الجليل أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن كرز القرطبي نزيل غرناطة قال: نا المقري أبو القاسم عبد الوهاب قال: قرأت على الشيخ أبي محمد إسماعيل بن عمر بن إسماعيل المقري بمدينة مصر في رمضان المعظم سنة سبع وعشرين وأربع مائة قلت: حدثكم به أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري قراءة عليه وأنت تسمع قال: نا أبو بكر عبد السلام بن أحمد بن سهيل البصري قال: نا يحيى بن حبيب بن عدي قال: نا يوسف بن عطية بن المنذر الباهلي قال: نا هرون بن كثير قال: زيد بن أسلم عن أبيه، عن أبي أمامة عن أبي بن كعب أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا محمد إيت أبيًّا فأقرئه مني السلام واقرأ عليه القرآن))، فأتى أبيًّا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن جبريل يقرئك السلام))، فقال أبي: عليه السلام وعليك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن جبريل عليه السلام أمرني أن أقرأ عليك القرآن))، فقرأ عليه في تلك السنة التي قبض فيها مرتين. فقال أبي: (3/1395)
#1396#
يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أما إذا كانت خاصة لي أن تقرأ القرآن علي فخصني بثواب القرآن مما علمك الله وأطلعك عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((نعم، أيما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر كأنما قرأ القرآن، وأعطي من الأجر كأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ..)) الحديث بطوله إلى آخر القرآن.
47- وأما كتاب الكامل لأبي أحمد بن عدي الجرجاني [عد]:
فحدثني به الفقيه القاضي المحدث أبو بكر محمد بن أبي خالد قال: نا الحجاج أبو بكر محمد بن عبد الرزاق كتاباً قال: نا ابن مشرف الأنماطي سماعاً عليه قال: نا أبو الحسن بن أحمد النحوي، نا أبو سعيد الماليني قال: نا أبو أحمد بن عدي الجرجاني.
وحدثني به الفقيه الزاهد قاضي الحرمين المكرمين أبو حفص عمر بن عبد المجيد القرشي قال: نا الشيخ الصالح أبو الماضي عطية بن علي الفهري قال: نا الشيخ أبو الحسن علي بن المشرف الأنماطي بسنده المذكور.
48- وأما كتاب النصائح تأليف أبي إبراهيم إسحاق بن إبراهيم، [إسحاق]:
فحدثني به الفقيه أبو بكر عبد الله بن طلحة، وأبو خالد يزيد بن محمد، وأبو محمد عبد الحق بن أبي مروان، والحافظ أبو بكر بن الجد (3/1396)
#1397#
قالوا: نا أبو محمد بن عتاب قال: نا أبي قال: نا أبو بكر بن عبد الرحمن بن أحمد بن قاسم التجيبي قال: نا أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم.(3/1397)
49- وأما نسخة خراش بن عبد الله، عن أنس بن مالك [خـ]:
فحدثني بها الفقيه القاضي أبو بكر محمد بن أبي خالد قراءة مني عليه قال: نا الفقيه المحدث أبو بكر بن رزق رحمه الله سماعاً عليه، والقاضي أبو القاسم خلف بن عبد الملك الأنصاري سماعاً أيضاً عليه. قال المحدث أبو بكر: نا بها القاضي أبو الحسن بن واجب قال: أنا أبو مروان عبد الله بن القاسم بن خلف بن هاني العمري الطرطوشي قال: نا جدي أبو القاسم خلف بن هاني - وقال القاضي أبو القاسم خلف بن عبد الملك: نا بها أبو بحر سفيان بن العاصي.
وحدثني بها الفقيه أبو خالد يزيد بن محمد -رحمه الله- قال: نا أبو بحر سفيان بن العاصي بن أحمد بن العاصي بن سفيان الأسدي فيما كتب لي بخطه قال: نا القاضي أبو المطرف عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حجاف المعافري ببلنسية سنة اثنين وستين وأربع مائة قال: حدثني أبو القاسم خلف بن هاني بطرطوشة في ربيع الأول سنة ستين وأربع مائة قال: نا أبو بكر أحمد بن الفضل بن العباس الدينوري بقرطبة سنة (3/1397)
#1398#
ست وأربعين وثلاثمائة، وهو ابن ثمان وسبعين سنة، أملى علينا من كتابه قال: حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا بن يحيى بن صالح بن عاصم بن زيد بن العلا بن أسلم العدوي البصري في سنة ثلاثمائة، وهو ابن مائة وسبعة أعوام قال: نا خراش بن عبد الله قال: نا مولاي أنس بن مالك.
قال أبو سعيد العدوي: كتبت هذه الأربعة عشر حديثاً في أسفل نعلي سنة اثنتين وعشرين ومائتين وأنا ابن اثنتي عشرة سنة بالبصرة، وسمعت بعض من كان حول خراش في مجلسه يقول: خراش ابن ثلاثين ومائة سنة، وبعضهم يقول: ابن أربعين ومائة سنة.
قال أبو القاسم خلف بن هاني: وحدثني بهذه الأربعة عشر حديثاً الزاهد أحمد بن محمد بن معروف قال: نا محمد بن قاسم قراءة عليه قال: نا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا بن يحيى بن صالح بن عاصم بن زيد بن العلاء بن أسلم العدوي قال: مررت بباب عتيق بن أبي العاصي الثقفي فإذا الناس يجتمعون في منخل طحان، فقلت: لأنظر كما ينظر الغلمان، فإذا أنا بهذا الشيخ، وحوله جماعة يكتبون عنه، والباقون نظارة. فقلت من هذا؟ فقالوا: هو خراش بن عبد الله خادم أنس بن مالك. قلت: كم له من سنة؟ قالوا: ثلاثون ومائة سنة، فزحمت الناس، وأخذت قلماً من يد رجل،
#1399# (3/1398)
وكتبت هذه الأربعة عشر حديثاً في أسفل نعلي، وذلك في سنة اثنين وعشرين ومائتين، وأنا يومئذ ابن اثنتي عشر سنة.
50- وأما ما كان فيه من رواية أبي نعيم الحافظ [نع]:
فحدثني به الفقيه أبو بكر بن عبد الله بن طلحة، والحافظ أبو بكر بن الجد، وأبو خالد يزيد بن محمد، وأبو محمد عبد الحق، وأخوه أبو عبد الله قالوا: نا أبو محمد بن محمد الفقيه قال: نا أبو عمرو عثمان بن أبي بكر السفاقسي قال: نا أبو نعيم الحافظ بجميع ما رواه وألفه.
وحدثني به القاضي المحدث أبو بكر محمد بن عبد الله، عن القاضي علي بن سهيل الخشني، عن القاضي الشهيد أبي علي حسين بن محمد الصدفي، عن أبي الفضل حمد بن أحمد بن الحسن، عن أبي نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ.
وحدثني به أيضاً الشيخ أبو محمد عبد الحق بن أبي مروان قال: نا به الشيخ القاضي الشهيد أبو علي الصدفي إجازة منه لي قال: نا محمد بن أحمد قال: أنا أبو نعيم.
وحدثني به أيضاً أحمد بن علي الخطيب قال: نا أحمد بن علي المقري قال: نا أحمد بن محمد بن أحمد قال: نا أحمد بن محمد بن رشيد الأدمي قال: نا أحمد بن عبد الله أبو نعيم الحافظ -رحمه الله-.(3/1398)
#1400#
قلت: وهذا طريق غريب، رجاله كلهم أحامد.
وحدثني به قاضي الحرمين المكرمين أبو حفص عمر بن عبد المجيد رحمه الله قال: نا الشيخ الإمام شيخ الطريقتين مفتي الحاج والحرمين أبو الفتوح محمد بن محمد بن علي الطائي قال: نا الإمام أبو سهل غانم قال: نا أبو نعيم الحافظ.
وحدثني به أيضاً الفقيه أبو زكريا يحيى بن عبد الرحمن بن عبد المنعم القيسي الأصبهاني الطلب الدمشقي الدار نزيل بلدنا أبقاه الله وحفظه، قال: نا به الشيخ المحدث الأصيل أبو رشيد إسماعيل بن غانم بن خالد قال: نا به الفقيه أبو سعد محمد بن محمد بن محمد المطرز، عن أبي نعيم الحافظ.
51- وأما كتاب نخبة المؤانسة من كتاب المجالسة للقاضي أبي بكر أحمد بن مروان بن محمد المالكي، انتخاب الفقيه أبي الربيع سليمان بن عبد الملك بن روبيل [نخ]:
فحدثني به القاضي المحدث أبو بكر محمد بن عبد الله قال: نا القاضي أبو القاسم خلف بن عبد الملك عنه.
وحدثني به القاضي أبو القاسم خلف بن عبد الملك المذكور فيما كتب (3/1400)
#1401#
به إلى وضاع خطه لموصله إلي وهو الفقيه أبو الحسين بن الصميل أكرمه الله وذكر لي أنه رأى الخط المذكور عند جماعة.
52- وأما صحيفة أنس بن مالك -رضي الله عنه- [نس]:
فحدثني بها الفقيه القاضي أبو القاسم أحمد بن محمد بن عبد الودود بن سمحون الهلالي قال: نا الشيخ الصالح أبو بكر بن النفيس الحميري قال: نا أبو الحسن العميسي إجازة قال: نا الشيخ أبو نصر أحمد بن علي بن عبيد الله السلمي الدينوري الصوفي بالقدس في محراب زكرياء يوم السبت لأربع عشرة ليلة خلت من شعبان سنة إحدى وخمسين وأربع مائة قال: نا أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد العيار النيسابوري قال: نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد المؤدب الجنازي بجنازة، وهي قرية بين استراباد وجرجان قال: نا إبراهيم الطميسي قال: نا أبو عبد الله محمد بن محمد السكسكي قال: نا محمد بن مقاتل الرازي قال: أنا أبو العباس جعفر بن هارون الواسطي قال: نا سمعان بن المهدي، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-.
وحدثني بها القاضي أبو عبد الله بن سعيد قال: نا الخولاني قال: نا(3/1401)
#1402#
يونس بن عبد الله القاضي قال: أخبرني أبو عبد الله قال: نا أبو الوليد هاشم بن يحيى بن حجاج قال: نا أبو الحسن الحسن بن أحمد القيسي الباجي بباجة القيروان قال: نا أبو معمر عباد بن عبد الصمد أنه قال: سمعت أنس بن مالك -رضي الله عنه-.
53- وأما حديث محمد بن سيرين عن عبد الله بن عمر:
فحدثني به الشيخ الإمام الحافظ أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي فيما كتب به إلي من دمشق -كلأها الله- في ربيع الأول سنة ست وثمانين وخمسمائة قال: نا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن محمد الأسدي بقراءتي عليه في الثامن والعشرين من شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، نا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء من لفظه في رجب سنة ثمانين وأربع مائة قال: قرئ على أبي الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري، وأنا حاضر أسمع، نا عبد الله بن عمر بن أحمد الناقد، نا موسى بن هارون الأنصاري، ومحمد بن العباس بن نجيح ومحمد بن محرز، نا موسى بن إسحاق الأنصاري، نا محمد بن علي الملطي، نا خطاب بن حسان، عن قيس بن الربيع، عن ثابت بن ميمون، عن محمد بن سيرين قال: نزلنا بنهر نيري .. الحديث.
وحدثني به أيضاً الصاحب الأكرم أبو جعفر أحمد بن يحيى بن عميرة الضبي -رحمه الله- قال: نا الشيخ الإمام الأجل الزاهد أبو الفتح عبيد الله بن محمود بن أحمد بن علي المحمودي الصابوني، أنا القاضي (3/1402)
#1403#
الأجل الإمام العالم أبو الفضل الأموي -إن لم يكن سماعاً فإجازة، أنا الشيخ أبو بكر محمد بن علي بن محمد الخياط المقري، أنا أبو الحسن العباس بن أحمد بن الفضل بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي في منزله وأنا أسمع قيل له: حدثكم أبو بكر أحمد بن محمود بن حرراخرنا القاضي، حدثنا موسى بن إسحاق نا محمد بن علي الملطي، نا خطاب بن سار بن قيس بن الربيع عن ثابت بن منصور عن محمد بن سيرين. الحديث. بمثله.
وحدثني به الفقيه أبو العباس أحمد بن علي بن أبي بكر بن إسماعيل الفتكي القرطبي نزيل دمشق قال: نا الشيخ الحافظ أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي بقراءته علينا في الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، فأنا وشيخي أبو العباس فيه سواء والحمد لله.
54- وأما حديث أبي الحسن علي بن عمر الحمامي المقري:،
فحدثني به الفقيه أبو خالد يزيد بن محمد -رحمه الله- قال: نا أبو الوليد بن طريف إجازة قال: نا أبو مروان عبد الملك بن زيادة الله التميمي الطبني قال: نا أبو القاسم عبد القادر بن حاتم بن القروي قال: دخلت بغداد، فقرأت على الإمام أبي الحسن علي بن عمر الحمامي، فلما هممت بالرجوع إلى بلدي (3/1403)
#1404#
أردت أن آخذ إجازته مما قرأت عليه، وكان يشدد على القراء في كتب الإجازة، فلا يكاد يكتب لأحد إجازة فجعلت من يدل عليه من أصحابه البغداديين يكلمه، فكلمه، فأبى أن يفعل، فقلت: أيها الشيخ: أجزني ولو بالحمد، فصاح الشيخ صيحة منكرة، فلم يبق في الجامع ما لم يرتع لها، وتغير الشيخ تغيراً كليا، وجعل يقول: ولو بالحمد يا مغربي، استقلالاً لها، فقلت: يا مولاي، والله ما أردت ذلك، وإنك لتعلم أنا معشر المغاربة ما نتحرج عن أدياننا، ولكني أردت أن لو أجزت لي {الحمد لله}، لأصحح بذلك صلاتي، فقال: أتدرون فضل {الحمد لله} فقلنا له: إن خف عليك فأخبرنا. قال: لما أنزل الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم : {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً} وذكر الحديث بطوله.
55- وأما حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى مما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ به من به لمم:
فحدثني به القاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمد والقاضي أبو عبد الله محمد بن جعفر بن حميد، والقاضي أبو مروان عبد الملك بن محمد بن عبد الملك الأنصاري، والفقيه المحدث أبو محمد بن عبيد الله (3/1404)
#1405#
الحجري، والفقيه أبو خالد يزيد بن محمد والفقيه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الأنصاري والخطيب أبو جعفر أحمد بن علي بن حكم والكاتب الأديب أبو بكر محمد بن عبد الرحمن الأزدي، والفقيه أبو بكر عبد الله بن طلحة، والمقري أبو محمد عبد الحق بن محمد الجمحي، والشيخ الراوية أبو محمد عبد الحق بن أبي مروان العبدري وأخوه أبو عبد الله، والفقيه الحاج أبو جعفر أحمد بن عبد الله الهمداني وغيرهم قالوا: نا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله المعافري قال: نا أبو الحسن الغافقي قال: نا عبد الرحمن بن عمر العدل قال: نا ابن الأعرابي قال: نا محمد بن صالح الأنماطي قال: نا محمد بن مصفى، عن بقية بن الوليد، عن أبي إسحاق الفزاري، عن أبي خباب الكلبي عن زبيد الأيامي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه.
56- وأما كتاب أبي بكر بن أشته:
فحدثني به الخطيب أبو جعفر أحمد بن علي بن حكم، والقاضي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الأنصاري قالا: نا الأستاذ أبو جعفر أحمد بن علي بن خلف الأنصاري قال: نا أبي -رضي الله عنه- قراءة عليه، حدثني به عن أبي علي الغساني قراءة عليه قال: قرأته على أبي عمر أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن أسد، عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن أشتة. (3/1405)
#1406#
وحدثني به الفقيه القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله قال: نا القاضي المسند أبو مروان عبد الرحمن قال: نا أبو علي الغساني قال: نا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر، عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن أسد، عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن أشتة.
وحدثني القاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمد، والمقري أبو محمد عبد الحق بن محمد الجمحي، وأبو محمد عبد الحق بن أبي مروان قالوا: نا الفقيه أبو القاسم عبد الرحيم بن محمد الخزرجي قال: نا أبو داود سليمان بن أبي القاسم المقري قال: نا أبو عمرو عثمان بن سعيد، عن أبي القاسم خلف بن إبراهيم المقري عنه.
وحدثني به القاضي أبو عبد الله محمد بن سعيد قال: نا أبو عبد الله أحمد بن محمد الخولاني قال: نا أبو عمرو المقري قال: نا أبو القاسم خلف بن إبراهيم المقري عنه.
وحدثني به أبو بكر بن الجد الحافظ، وأبو خالد يزيد بن محمد قالا: نا أبو محمد بن عتاب قال: نا أبو عمر النمري قال: نا ابن أسد وأبو القاسم خلف بن القاسم الحافظ - جميعاً عن ابن أشتة.
57- وأما ما كان من رواية أبي الوليد محمد بن عبد الله بن خيرة القرطبي الفقيه:
فحدثني به الفقيه الحاج المقري أبو الحسن علي بن أحمد بن كوثر (3/1406)
#1407#
المحاربي عنه، والفقيه أبو بكر أسامة بن سليمان بن محمد بن أسامة عنه أيضاً.
58- وأما ما كان فيه من غريب حديث مالك مما لم يقع في الموطأ [غر]:
فحدثني به غير واحد، عن أبي بكر بن العربي قال: نا أبو الحسن علي بن عثمان الحريري ببغداد قال: نا أبو يعلى محمد بن محمد بن الحسين، نا إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل، نا أبو بكر محمد بن القاسم، نا إدريس بن عبد الكريم، نا أحمد بن حاتم الطويل قال: نا مالك -رضي الله عنه-.
59- وأما ما كان فيه من حديث أبي طاهر أحمد بن علي بن عبيد الله بن سوار المقري البغدادي الضرير من رواية أبي علي الصدفي عنه [سو]:
فحدثني به الفقيه أبو بكر عبد الله بن طلحة مناولة من يده إلى يدي عن الأستاذ أبي الحسن علي بن أحمد، عن الحافظ أبي علي الصدفي عنه.
فحدثني به الفقيه أبو بكر عبد الله بن طلحة مناولة من يده إلى يدي، عن الأستاذ أبي الحسن علي بن أحمد، عن الحافظ أبي علي الصدفي.
وحدثني به الشيخ أبو محمد عبد الحق بن أبي مروان إجازة قال: نا أبو علي الصدفي إجازة.(3/1407)
#1408#
60- وأما ما كان فيه من حديث أبي عبد الله محمد بن مخلد بن حفص العطار:
فحدثني به الشيخ الراوية أبو محمد عبد الحق بن أبي مروان إجازة قال: أنا القاضي أبو علي حسين بن محمد الصدفي -رضي الله عنه- إجازة قال: قرأت على أبي الحسين عاصم بن الحسن، عن أبي عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، عن أبي عبد الله محمد بن مخلد بن حفص العطار.
61- وأما ما كان فيه من حديث أبي بكر محمد بن أحمد بن المسور الحميري البزار انتقاء القاضي الشهيد أبي علي حسين بن محمد الصدفي [مس]:
فحدثني به الخطيب أبو جعفر أحمد بن علي بن حكم القيسي -رحمه الله- قال: أنا الأستاذ الحافظ الخطيب أبو جعفر أحمد بن الشيخ المقري الإمام النحوي المتكلم أبي الحسن علي بن أحمد الأنصاري قال: قرئ على الفقيه الحافظ أبي علي حسين بن محمد الصدفي وأنا أسمع قال: قرأت على شيخنا أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي -رضي الله عنه- في ذي الحجة سنة سبع وثمانين وأربع مائة قال: نا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحسين بن محمد بن داود بن حسان المعروف بابن المأمون قال: نا أبو بكر محمد بن أحمد بن المسور البزار.(3/1408)
#1409#
62- وأما ما كان فيه من الأربعين حديثاً لأبي بكر أحمد بن منصور المغربي، تخريج أبي محمد عبد الله بن يوسف الجرجاني -رحمه الله- [غ]:
فحدثني به الفقيه أبو خالد يزيد بن محمد، والحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله -هو ابن الجد، والراوية أبو محمد عبد الحق بن أبي مروان قالوا: نا الحافظ أبو محمد سفيان بن العاصي الأسدي قال: نا الشيخ الجليل أبو الفتح نصر بن الحسن التنكي -رضي الله عنه- قال: نا الشيخ الصالح أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف المقري.
63- وأما ما كان فيه من جامع سفيان بن عيينة [سف]:
فحدثني به غير واحد عن أبي محمد بن عتاب، قال: نا حاتم بن محمد، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس العيقسي المكي بمكة سنة ثلاث وأربع مائة قال: نا أبو جعفر محمد بن إبرهيم بن عبد الله بن الفضل الدبيلي بمكة قال: نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي أبو عبيد الله، نا سفيان بن عيينة.
وحدثني به القاضي أبو عبد الله بن زرقون -إجازة قال: نا أبو عبد الله الخولاني، قال: نا أبو عمر أحمد بن محمد الطلمنكي قال: نا أبو بكر محمد بن يحيى بن عمار الدمياطي لقيته بها. (3/1409)
#1410#
وحدثني عن أبي جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي قال: نا أبو عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي عن سفيان بن عيينة.
64- وأما ما كان فيه من حديث أبي الحسن علي بن حرب بن محمد [علي]:
فحدثني به الفقيه أبو بكر بن طلحة، وأبو خالد يزيد بن محمد وغيرهما قالوا: نا الفقيه الأستاذ الخطيب أبو جعفر أحمد بن الإمام أبي الحسن علي بن أحمد قال: نا الإمام الحافظ القاضي الشهيد أبو علي حسين بن محمد الصدفي قراءة من أبي عليه -وأنا أسمع يوم الجمعة- لسبع بقين من شوال سنة ثلاث وخمس مائة، أنا الشيخ أبو طاهر أحمد بن الحسن بن حروداد الكرخي قراءة مني عليه في شهر رمضان من سنة ثلاث وثمانين وأربع مائة، قال: نا الشيخ أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان بن حرب بن حمدان البزاز قال: نا أبو بكر أحمد بن سليمان بن أيوب بن إسحاق بن عبدة بن الربيع بن صبيح العباداني في يوم الجمعة -قبل الصلاة لست خلون من رجب سنة أربع وأربعين وثلاث مائة في جامع المدينة قال: نا أبو الحسن علي بن حرب بن (3/1410)
#1411#
محمد بن علي بن مازر بن العضوبة الطاشاهري في سنة أربع وستين ومائتين.
65- وأما ما كان فيه الفوائد المنتقاة العوالي المخرجة على الصحيحين، من أصول سماعات الشيخ أبي بكر أحمد بن علي بن بدران خرجها الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي الميورقي [ف]:
فحدثني بها غير واحد من أشياخي -رحمهم الله- قال: نا القاضي الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن العربي، عن ابن بدران –رحمه الله-.
66- وأما ما كان فيه من حديث أبي القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الخرقي السمسار انتقاء أبي القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الألكائي الحافظ –رحمهما الله- [ق]:
فحدثني به الشيخ أبو محمد عبد الحق بن أبي مروان العبدري إجازة قال: نا القاضي الشهيد أبو علي الحسين بن محمد الصدفي إذناً أيضاً قال: نا الشيخ أبو القاسم حمزة بن محمد بن الحسين الدينوري قراءة مني عليه يوم الجمعة في طريق جامع المنصور ببغداد، وأكملت الجزء قبل الوصول إلى الجامع، وذلك في شهر رمضان من سنة ثلاث وثمانين وأربع مائة قال: نا (3/1411)
#1412#
أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الخرقي السمسار، قراءة عليه سنة سبع عشرة وأربع مائة.
وحدثني بها أيضاً الفقيه أبو بكر بن طلحة وأبو جعفر أحمد بن علي الخطيب، وغيرهما عن الخطيب المقري أبي جعفر أحمد بن أبي الحسن علي بن أحمد الأنصاري قال: سمعت من شيخنا القاضي الإمام الشهيد أبي علي حسين بن محمد الصدفي -رحمه الله- بسنده المتقدم.
67- وأما كتاب الفاصل بين الراوي والواعي تأليف القاضي أبي محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي:
فحدثني به القاضي المحدث أبو بكر محمد بن أبي خالد، والفقيه الخطيب الزاهد أبو الحجاج بن الشيخ، والفقيه القاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم، والقاضي أبو القاسم أحمد بن عبد الودود وغيرهم، عن الشيخ الإمام أبي طاهر السلفي الأصبهاني، عن الشيخ أبي الحسن المبارك بن عبد الجبار -سماعاً عليه، عن أبي الحسن علي بن أحمد بن علي الغالي عن أحمد بن إسحاق بن جربان النهاوندي، عن مؤلفه القاضي أبي محمد -رحمه الله تعالى-.(3/1412)
#1413#
68- وأما ما كان في كتابي هذا من كتب الحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ –رحمه الله- [ح]:
فحدثني به قراءة مني عليه وسماعاً صاحبنا الفقيه الحاج المحدث الفاضل أبو جعفر أحمد بن يحيى بن عميرة الضبي -رحمه الله- قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن عبد الكريم بقراءتي عليه في روضة من رياض الجنة قال: نا أبو القاسم عبد الرحيم بن إسماعيل قال: نا المهيني قال: نا الشيرازي قال: نا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ.
وحدثني به شهاب الدين أبو الفضل محمد بن يوسف بن علي الغزنوني الشافعي المذهب كتاباً قال: نا أحمد بن طاهر أبو الفضل قال: نا أبو بكر أحمد بن علي الشيرازي قال: نا الحاكم أبو عبد الله.
69- وأما حديث يغنم بن سالم بن قنبر، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- [يغ]:
فحدثني به الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عبد الله الأنصاري، قال: نا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد قال: نا ابن أبي غالب القيرواني قال: نا القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن صخر الأزدي قال: نا صدقة بن عبد الصمد الشامي في آخرين، نا أحمد بن محمد بن جابر، نا عبد الجبار بن أحمد السمرقندي، نا يغنم عن أنس.
وحدثني بها أيضاً الفقيه أبو بكر عبد الله بن طلحة، والخطيب أبو جعفر أحمد بن علي بن حكم قالا: نا القاضي أبو محمد عبد الحق بن الإمام (3/1413)
#1414#
أبي بكر غالب بن عبد الرحمن المحاربي قال: أنا ابن أبي غالب قال: نا محمد بن صخر القاضي.
وحدثني بها محمد بن أبي مروان العبدري قال: نا محمد بن عبد العزيز الطائي الفقيه قال: نا محمد بن سعدون القروي قال: نا محمد بن علي بن صخر الأزدي.
وحدثني بها يزيد بن محمد الفقيه قال: نا أبو بحر سفيان بن العاصي الأسدي قال: نا محمد بن سعدون القروي قال: نا محمد بن علي بن صخر الأزدي القاضي -رحمه الله-.
وحدثني بها أيضاً الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله الفهري، والقاضي أبو عبد الله محمد بن سعيد الأنصاري قال: نا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب بن محسن قال: نا أبي قال: نا خلف بن يحيى، عن تميم بن محمد، عن أبيه، عن سعيد بن أبي سعيد –وكان ثقة، عن عبد الغني بن أبي عقيل بمصر قال: نا يغنم بن سالم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
وحدثني بها أيضاً الشيخ المسن الراوية أبو محمد عبد الحق بن أبي مروان العبدري قال: نا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن (3/1414)
#1415#
يوسف الطليطلي، يعرف بابن عفيف قال: أنا أبو عبد الله محمد بن عتاب .. ..
قال محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم الغافقي -وفقه الله-: تركت أحاديث لم أعلم عليها بعلامة، هي مما نقلت من خطوط الأشياخ من معلقاتهم في أوائل الكتب، لم أتحقق من أين نقلوها؛ لكونهم لم يسندوها، وإنما خرجوها عن الصاحب، وربما لم يذكروا الصاحب فقالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طلباً للإيجاز؛ ولأن الكتب التي نقلوا منها كانت عندهم معلومة.
ومنها ما غفلت أنا في حين تخريجي للحديث من الكتب أن أعلم عليه ولم أتحقق بعد من أي كتاب خرجته، فتركته دون علامة حتى أقف على صحة ذلك، فمهما تحققت شيئاً من ذلك ألحقت العلامة عليه -إن شاء الله عز وجل-.
70- وأما كتاب المصابيح تأليف أبي محمد الحسين بن مسعود -رحمه الله- [صا]:
فلم يكن له فيه رواية، ولا وجدت أحداً يسنده من الأشياخ المتقدمين –رحمهم الله-.
ثم وقع لي من روايتين عن الإمام الحافظ شهاب الدين محمد بن يوسف الغزنوني مما كتب به إلي قال: نا مفتي العراقيين فخر الأئمة محيي السنة، شمس العلماء أبو الفتوح محمد بن محمد بن علي الطائي(3/1415)
#1416#
-رضي الله عنه- قال: أنا الإمام أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي -رضي الله عنه- والله عز وجل أسأله أن يجعل قصدي في هذا المجموع خالصاً لوجهه وأن ينفعني به بحوله، وطوله، لا إله إلا هو عليه توكلت، وهو حسبي ونعم الوكيل.
قرأت وسمعت على الفقيه الحاج المحدث أبو جعفر أحمد بن يحيى صاحبنا -رحمه الله-، فلما فرغ من القراءة والسماع دعا لنا، وختم المجلس بالدعاء وقال لي: أخبرنا قاضي الحرمين الشريفين سراج الدين أبو حفص عمر بن عبد المجيد القرشي الميانشي -رحمه الله- بالمسجد الحرام، عمره الله - تجاه الكعبة المعظمة، زادها الله تشريفاً وتعظيماً، فلما فرغ من القراءة دعا لنا وختم المجلس بالدعاء قال: نا قاضي الحرمين علي بن الحسين الطبري، فلما فرغ من القراءة دعا لنا وختم المجلس بالدعاء وقال: نا مفتي الحرمين أبو طاهر يحيى بن محمد بن أحمد المحاملي، فلما فرغ من القراءة دعا لنا، وختم المجلس بالدعاء، أنا أبو الحسن جابر بن ياسين بن الحسن الحناي، فلما فرغ من القراءة دعا لنا وختم المجلس بالدعاء قال: نا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص فلم فرغ من القراءة دعا لنا، وختم المجلس بالدعاء(3/1416)
#1417#
قال: نا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن بهلول بن حسان التنوخي، فلما فرغ من القراءة دعا لنا وختم المجلس بالدعاء، قال: نا عبد الرحمن بن مهدي: فلما فرغ من القراءة دعا لنا وختم المجلس بالدعاء، قال: نا مالك بن أنس: فلما فرغ من القراءة دعا لنا، وختم المجلس بالدعاء، قال: نا محمد بن شهاب الزهري، فلما فرغ من القراءة دعا لنا، وختم المجلس بالدعاء، قال: نا عروة: فلما فرغ من القراءة دعا لنا وختم المجلس بالدعاء قال: حدثتني عائشة -رضي الله عنها- فلما فرغت من حديثها دعت لنا، وختمت المجلس بالدعاء، وقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من حديثه وأراد أن يقوم من مجلسه يقول: اللهم اغفر لنا ما أخطأنا، وما تعمدنا، وما أسررنا، وما أعلنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت.(3/1417)
#1418#
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آل محمد وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
والحمد لله رب العالمين.
كمل بحمد الله تعالى وحسن عونه، والصلاة على نبيه.(3/1418)