بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد ،
لقد كان الشيخ عثمان الخميس موفقا غاية التوفيق في ردوده المتنوعة على الرافضة من مناظرات ومحاضرات وكتب ، وقد اشتملت ردوده على نفائس منثورة في غاية النفع والفائدة ؛ لذلك أحببت أن أنتقي من ردوده جملة من الفوائد المهمة وأنظمها في سلك واحد ؛ ليسهل الانتفاع بها وتدنو قطوفها لكل من رامها وطلب ثمارها .
وإليك المراجع التي رجعت إليها من كتب الشيخ وأشرطته ومناظراته :
كشف الجاني محمد التيجاني.(كتاب مطبوع ) .
حقبة من التاريخ.(كتاب مطبوع ) .
آل البيت.(شريط مفرغ ).
وقفات مع كتاب المراجعات.(شريط مفرغ ).
سياحة في كتاب الكافي.(شريط مفرغ ).
من هو المهدي المنتظر؟ .(شريط مفرغ ).
الفروقات المفحمة بين الزواج الصحيح والمتعة المحرمة .
ماذا تعرف عن دين الشيعة .(شريط مفرغ).
أسئلة مهمة حول مناظرة المستقلة .
شبهات شيعية والرد عليها .
التوحيد عند الشيعة .(شريط).
زواج المتعة .(شريط ).
تراث الإمام جعفر الصادق .(قرص حاسوب).
الشيعة والقرآن .(شريط).
موقف الشيعة من الصحابة .(شريط).
مناظرات الشيخ في قناة المستقلة .
مناظرة الشيخ مع عصام العماد .
وأنا أحث طلبة العلم أن يقرؤوا كتاب ( حقبة من التاريخ ) للشيخ عثمان الخميس – أثابه الله وحفظه - ويُعنوا به عناية فائقة فهو في غاية الأهمية والفائدة .
والآن أتركك للقراءة في هذا الكتاب النفيس النافع سائلا المولى الكريم أن ينفع به من قرأه ، ويدخر ثوابه للشيخ عثمان الخميس ، ولمن قام بجمعة وتلخيصه ، إنه سميع مجيب .
الفقير إلى الله
غالب الساقي
المبحث الأول
آيات قرآنية تثني على الصحابة وتبين فضلهم(1/1)
قال تعالى : (( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً )) (الفتح:18) . وقال : (( وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )) (الحديد:10) .
وقال تبارك وتعالى :(( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ، وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ، وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ )) (الحشر:8-10).
وقال سبحانه : (( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ )) (آل عمران:110).
وقال : (( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً )) (البقرة:143) .(1/2)
وقال : (( لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ )) (التوبة:117).
وقال : (( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)) (الفتح:29).
( منهم ) مِن هنا ليست للتبعيض كما يقول الذين في قلوبهم زيغ ، بل هي لبيان الجنس أو للتأكيد .
من مجيء مِن لبيان الجنس في القرآن الكريم (( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)) (الحج:30).
ومن مجيئها للتأكيد فيه ((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً)) (الاسراء:82).
وسياق الآية يدل على ذلك فهي مدح لجميع الصحابة ليس فيها ذم لبعضهم وهي تثني على ظاهر الصحابة وباطنهم وهذا الوصف لا ينطبق على المنافقين .(1/3)
وقال – سبحانه - : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) (التحريم:8) وقال : (( إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً )) (الفتح:26).
وقال جل شأنه :
(( وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْأِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ)) (الحجرات:7).
وقال : (( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) (التوبة:100).
وقال تبارك وتعالى :
(( إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ)) (لأنفال:11).(1/4)
وقال : (( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)) (آل عمران:173).
وقال جل جلاله :
(( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ)) (آل عمران:172).
وقال- أيضا- :
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً )) (الأحزاب:9).
وقال تبارك وتعالى : (( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً )) (الفتح:4).
وقال أيضا : (( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) (التوبة:79).
ويقول – سبحانه - :(( وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) (التوبة:98).
وقال من لا إله غيره :
(( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )) (البقرة:137).(1/5)
وقال – سبحانه - : (( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)) (النور:55).
وقد حقق الله وعده للصحابة الكرام فدل على أنهم يتصفون بالإيمان والعمل الصالح .
المبحث الثاني
من هم الشيعة الإمامية ؟
الشيعة الإمامية :- هم الذين يقولون بإمامة علي بن أبي طالب – رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله علية وآله وسلم – مباشرة بدون فصل ويرون أن أبا بكر اغتصب الخلافة من على – وكذلك فعل عمر وعثمان .
والصحابة عند الشيعة قسمان :
القسم الأول : وافق أبا بكر وعمر وعثمان على تجنيهم على علي وهؤلاء هم جل الصحابة.
القسم الثاني : هم الذين لم يرضوا بهذا وخالفوا ذلك الأمر ورأوا أن أبا بكر وعمر وعثمان قد اغتصبوا الخلافة من على وأن الخلافة لعلي، وهؤلاء قد اختلف الشيعة في أعدادهم أو أسمائهم ولكن أجمعوا على ثلاثة وهم ، سلمان الفارسي رضي الله عنه ، و المقداد بن الأسود رضي الله عنه، وأبو ذر الغفاري رضي الله عنه .
ولذلك جاء في الكافي عن حنان عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام: كان الناس أهل ردة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله إلا ثلاثة فقلت من الثلاثة فقال : المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي 8/ ص 245 .
ثم بعد ذلك يستثنون عمار بن ياسر وبعض الصحابة – رضي الله عنهم أجمعين .
فإذا الشيعة هم الذين يقولون بإمامة علي بن أبي طالب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم – بلا فصل ، ولكنهم بعد ذلك اختلفوا اختلافا شديدا في الإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم(1/6)
فمنهم من وقف عند علي ، ومنهم من جعل الإمام بعده الحسن ثم الحسين، ومنهم من جعل الإمام بعد الحسين أخاه محمد بن الحنفية.
ومنهم من وقف عند الحسين ، ومنهم من جعل الإمام بعد الحسين علي بن الحسين ثم ابنه محمد ثم ابنه جعفر واختلفوا بعد جعفر فمنهم من وقف عند جعفر ومنهم من جعل الإمام بعده ابنه إسماعيل وهم الشيعة الإسماعيلية ، ومنهم من جعل الإمام بعده ابنه موسى، واختلفوا بعد الحسن العسكري : الذي هوالحسن بن علي الهادي فمنهم من وقف عنده ، ومنهم من قال بإمامة المنتظر الذي ادعوا أنه ولد الحسن العسكري وبعضهم قال بإمامة أخيه جعفر- ولذلك يقول النوبختي (وهو من علماء الشيعة) : بعد الحسن اختلفت الشيعة على أربع عشرة فرقة . هذا بعد الحسن فقط .
وحديثنا في هذه الرسالة عن الشيعة الاثني عشرية ومن أسمائهم الرافضة والإمامية . ويطلقون على أنفسهم الجعفرية وجعفر الصادق بريء منهم بل هو من أئمة السنة ولا يعتقد ما يعتقده الرافضة من العقائد الشنيعة .
المبحث الثالث
هل يوثق بمصادر الرافضة ؟
لقد كان قدماء الرافضة يأخذون ما في كتبهم من روايات وإن كانت عن المجاهيل والضعفاء والكذابين .
قال الحر العاملي (من كبار علماء الرافضة ) : الثقات الأجلاء كأصحاب الإجماع ونحوهم عن الضعفاء والكذابين والمجاهيل حيث يعلمون حالهم ويروون عنهم ويعملون بحديثهم ويشهدون بصحتة ( وسائل الشيعة ) جـ 30/ ص 206.
وقال أيضا ومن المعلوم قطعا : أن الكتب التي أمروا عليهم السلام بها كان كثير من رواتها ضعفاء ومجاهيل (الوسائل 30/ ص 244 ) .
قال أيضا ( في خاتمة الوسائل ج 20 ص 100 ) : (( إن طريقة المتقدمين مباينة لطريقة العامة والاصطلاح الجديد موافق لاعتقاد العامة واصطلاحهم بل هو مأخوذ من كتبهم كما هو ظاهر بالتتبع وكما يفهم من كلامهم الشيخ حسن وغيره ، وقد أمرنا الأئمة عليهم السلام باجتناب طريقة العامة )) .(1/7)
ولم يكن عندهم علم للجرح والتعديل ولا قواعد لمعرفة صحيح الحديث من سقيمه .
ثم ألف بعض الرافضة في القرن السابع في علم الرجال.
ولكن كلام الرافضة في الجرح والتعديل لا يمكن التوصل من خلاله إلى تمييز الصحيح من الضعيف ؛ لكونه عبارة عن تخبطات وأقوال ينقض بعضها بعضا مع كونه شديد النقص ، ثم ألف بعض الرافضة في مصطلح الحديث، وذلك في القرن العاشر فعرف الحديث الصحيح بأنه : ما رواه العدل الضابط الإمامي في جميع الطبقات ؛ وبذلك يكون الرافضة كباحثة عن حتفها بظلفها إذ الالتزام بهذا التعريف هو إقرار منهم على جميع أحاديثهم بالضعف والرد . قال الفيض الكاشاني ( وهو من كبار علماء الرافضة ) في كلامه في الجرح والتعديل : فإن في الجرح والتعديل وشرائطه اختلافات وتناقضات واشتباهات لا تكاد ترتفع بما تطمئن إليه النفوس كما لا يخفى على الخبير بها فالأولى الوقوف على طريقة القدماء . ( الوافي في المقدمة الثانية ص 25 ) .
قال الحر العاملي : يستلزم ضعف أكثر الأحاديث التي علم نقلها من الأصول المجمع عليها لأجل ضعف بعض رواتها أو جهالتهم أو عدم توثيقهم .... بل يستلزم ضعف الأحاديث كلها عند التحقيق ؛ لأن الصحيح عندهم ما رواه العدل الإمامي الضابط في جميع الطبقات . ولم ينصوا على عدالة أحد من الرواة إلا نادرا ، وإنما نصوا على التوثيق وهو لا يستلزم العدالة …حيث يوثقون من يعتقدون فسقه وكفره وفساد مذهبه. ( الوسائل جـ 30/ ص 259 ) .
فلم يبق للرافضة إلا منهج القدماء وهو الأخذ بجميع روايات كتبهم ولا قدرة لهم على تمييز صحيحها من ضعيفها ، وكل من ادعى أنه يأخذ بما صح دون ما ضعف فهو كاذب مموه وقد تحدى بعض طلبة العلم شيوخ الرافضة على أن يأتوا بحديث واحد صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبحسب تعريفهم هم ومن كتب رجالهم هم فما استطاعوا .(1/8)
وإن الأخذ بكل ما في كتبهم أمر لا يمكن تطبيقه أيضا لكون كتبهم لا تتفق على شيء فهي أقوال ينقض بعضها بعضا ويهدم بعضها بعضا.
فهذا الفيض الكاشاني يقول : تراهم يختلفون في المسألة الواحدة على عشرين قولا أو ثلاثين قولا أو أزيد بل لو شئت أقول لم تبق مسألة فرعية لم يختلفوا فيها أو في بعض متعلقاتها . ( وهذا قاله في الوافي في المقدمة ص 9 ) .
وقال الطوسي ـ أكبر علماء الشيعة على الإطلاق ـ : إنه لا يكاد يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده ولا يسلم حديث إلا وفي مقابلته ما ينافيه ( تهذيب الأحكام في المقدمة ج 1/ ص 2) .
وهذا جندار علي ( أحد علماء الهند من الشيعة) يقول : إن الأحاديث المأثورة عن الأئمة مختلفة جدا لا يكاد يوجد حديث إلا وفي مقابله ما ينافيه، ولا يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده ( أساس الأصول ص 51).
وصدق الله إذ يقول : (( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً )) (النساء:82).
من كتب الرافضة المعتمدة ما صنف في القرن الثاني عشر ومنها ما صنف في القرن الرابع عشر .
ومنها ما يذكر الأخبار بدون أسانيد . فهل يثق بما فيها عاقل؟! .
إن من كتب الرافضة ما صنفه من لا يوثق به باعترافهم مع اعتمادهم على نقله وروايته .
قال الطوسي الرافضي ( الوسائل جـ 30/ ص 224 ) : (( إن كثيرا من المصنفين وأصحاب الأصول كانوا ينتحلون المذاهب الفاسدة ، وإن كانت كتبهم معتمدة )) .
إن أوثق رواة الرافضة على الإطلاق زرارة بن أعين واسمعوا ما رووا في كتبهم مما يظهر كونه كان أفاكا أثيما :
جاء في ( رجال الكشي ص 160 ) : أن الإمام الصادق سأل أحد شيعته بقوله : متى عهدك بزرارة ؟ قال : ما رأيته منذ أيام قال : لا تبالي وإن مرض فلا تعده وإن مات فلا تشهد جنازته قال ( أي السائل ) زرارة؟ متعجبا مما قال : قال : أقول : نعم زرارة شر من اليهود والنصارى ومن قال : إن الله ثالث ثلاثة .(1/9)
وروى الكشي بسنده عن مسمع كردين أنه : سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول : لعن الله بريدا ولعن الله زرارة .
وأخرج الكشي بسنده عن أبي مسكان قال : سمعت زرارة يقول : رحم الله أبا جعفر وأما جعفر فإن في قلبي عليه لفتة فقلت له : وما حمل زرارة على هذا ؟ قال : حمله على هذا أن أبا عبد الله أخرج مخازيه .(رجال الكشي ص 144 ).
والرافضة تستكثر ما رواه أبو هريرة عن رسول الله مع صحبته له أربع سنوات ودعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له بالحفظ وتفرغه لهذا الشأن وكثرة تلاميذه وتأخر وفاته .
والمروي عن أبي هريرة خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعون حديثا فيها الثابت وغير الثابت والمكرر وغير المكرر وما رواه عن الصحابة وما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم .
إلا أن الرافضة لا تستكثر ما رواه جابر الجعفي فقد روى عن الباقر سبعين ألف حديث وهو لم يدخل عليه إلا مرة واحدة وروى عن باقي الأئمة مائة وأربعين ألف حديث .
قال العاملي وروي أنه روى سبعين ألف حديث عن الباقر عليه السلام وروى مائة وأربعين ألف حديث . ( وسائل الشيعة ( الإسلامية ) ج 20 ص 151 ) .
وهذا أبو عبد الله جعفر الصادق ابن الباقر يقول : (( ما رأيته عند أبي قط إلا مرة واحدة وما دخل علي قط )) ( اختيار معرفة الرجال للطوسي جـ 2 ص 436 ).
وهو عند أهل السنة من الكذابين .
ومن عجيب روايات الرافضة أن الرواة عن جعفر الصادق عندهم كلهم أو جلهم كوفيون مع أن جعفر الصادق من أهل المدينة مولدا ونشأة ووفاة فسبحان من جعل على الكذب علامات ودلائل .(1/10)
ومن ظلم الرافضة وبعدها عن الإنصاف أنهم يعيبون على أهل السنة قلة روايتهم عن آل البيت مع أن أهل السنة رووا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه أكثر من روايتهم عن أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما . والروايات عن علي قريبة من الرواية عن عمر وأما ابن عباس الذي هو من أكابر آل البيت وإن رغمت أنوف الرافضة فهو من المكثرين من الرواية عن رسول الله عند أهل السنة .
ولا يستحي الرافضة أن يعيبوا أهل السنة بمثل هذا وهم لا يروون عن فاطمة في أعظم كتاب لهم ( الكافي ) ولا حديثا واحدا مرفوعا ولقد رووا فيه عن الحسن عشرين حديثا وعن الحسين ستة عشر حديثا .
وكتاب الكافي للكليني هو أصح كتاب للرافضة وأقدمها وهو كتاب أمره عجيب ونبأه غريب هذا الكتاب جمهور الرافضة يعتقدون صحته كله هو عندهم أصح من القرآن الكريم ؛ لأن القرآن عندهم منه الصحيح ومنه الضعيف حتى ألف النوري الطبرسي وهو صاحب كتاب ( مستدرك الوسائل) وهو من صحاح الرافضة والكتب المعتمدة لديهم كتاب : ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) من ضمن كلامه فيه: من الأدلة على تحريف القرآن فصاحته في بعض الفقرات البالغة، يقصد الفصاحة أنها بالغة جداً وعظيمة جداً وتصل حد الإعجاز وسخافة بعضها الآخر ، أي سخافة بعض الآيات .
كيف يؤمن الرافضة بأن القرآن محفوظ وهم يعتقدون كفر من نقله إلينا من الصحابة ومن يروي عنهم من أهل السنة .
إن قول الرافضة بتحريف القرآن وافتراءهم سورة الولاية وغيرها هو من أوجه الشبه بين اليهود والرافضة فإن اليهود هم أهل التحريف لكتب الله كما هو معلوم .
إن الله سبحانه بين في كتابه العزيز أنه حفظ هذا القرآن العظيم من التحريف فقال : (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)) (الحجر:9).
وقد أجمع على ذلك المسلمون وقد نقل إلينا القرآن بالتواتر ، وهذه أسانيد القرآن الكريم لا تزال متصلة إلى هذا الزمان .(1/11)
ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء ، وشرائع الإسلام كالصلاة والصوم والزكاة والحج ، والإيمان باليوم الآخر وغيره من أركان الإيمان وحجية السنة إنما ثبتت بالقرآن فلا يمكن أن يبقى إسلام مع القول بتحريف القرآن .
أما الكافي عندهم فله شأن آخر فهو عند جماهيرهم صحيح كله لا يتطرق إليه الشك ولا يصل إليه الارتياب .
قال النوري الطبرسي , صاحب المستدرك : الكافي بين الكتب الأربعة(1) كالشمس بين النجوم , وإذا تأمل المنصف استغنى عن ملاحظة حال آحاد رجال السند المودعة فيه , وتورثه الوثوق , ويحصل له الاطمئنان بصدورها وثبوتها وصحتها . ( مستدرك الوسائل للطبرسي جـ 3 ص 532 ) .
وقال الحر العاملي : أصحاب الكتب الأربعة وأمثالهم قد شهدوا بصحة أحاديث كتبهم وثبوتها ونقلها من الأصول المجمع عليها , فإن كانوا ثقات تعين قبول قولهم وروايتهم ونقلهم . ( وسائل الشيعة جـ 20 ص 104 ) .
وقال عبد الحسين شرف الدين الموسوي , صاحب المراجعات : الكافي والاستبصار والتهذيب ومن لا يحضره الفقيه , يعني الكتب الأربعة , متواترة مقطوع بصحة مضامينها , والكافي أقدمها وأعظمها وأحسنها وأتقنها . ( المراجعات للموسوي ، مراجعة رقم 110 ) .
وقال محمد صادق الصدر : والذي يجدر بالمطالعة أن يقف عليه , يعني القارئ , هو أن الشيعة وإن كانت مجمعة على اعتبار الكتب الأربعة، وقائلة بصحة كل ما فيها من روايات غير أنها لا تطلق عليها اسم الصحاح كما فعل ذلك إخوانهم من أهل السنة . ( كتابه : الشيعة ص 127 ) .
__________
(1) الكتب الأربعة هي الكافي والاستبصار والتهذيب و من لا يحضره الفقيه , التي هي مُعتمد الشيعة في دينهم .(1/12)
بل إن مؤلف الكتاب وهو الكليني , قال عن سبب تأليف كتابه للسائل: وقلت إنك تحب أن يكون عندك كتاب كافٍ يجمع من جميع فنون علم الدين ما يكتفي به المتعلم ويرجع إليه المسترشد , ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين .( مقدمة الكافي ص 24 ). ولذلك قال المحقق النائيني - عندهم - : إن المناقشة في إسناد روايات الكافي حِرفة العاجز .( كتاب الانتصار للمحقق النائيني في صحة الكافي ص 8 لعلي أبو الحسن ).
وأما محقق كتاب الكافي , علي أكبر الغفاري فقال : اتفق أهل الإمامة وجمهور الشيعة على تفضيل هذا الكتاب والأخذ به والثقة بخبره والاكتفاء بأحكامه , وهم مجمعون على الإقرار بارتفاع درجته وعلو قدره على أنه القطب الذي عليه مدار روايات الثقات المعروفين بالضبط والإتقان , إلى اليوم , وهو عندهم أجمل وأفضل من سائر أصول الحديث.( مقدمة الكافي ص 26 ) .
وقال المفيد : الكافي وهو من أجل كتب الشيعة وأكثرها فائدة .( المصدر نفسه ). وقال الفيض الكاشاني عن كتب الشيعة : الكافي أشرفها وأوثقها وأتمها وأجمعها ؛ لاشتماله على الأصول من بينها وخلوه من الفضول وشينها .( مقدمة الكافي ص 27 ).
وقال المجلسي : كتاب الكافي أضبط الأصول وأجمعها , وأحسن مؤلفات الفرقة الناجية وأعظمها .( المصدر نفسه ) .
وقال محمد أمين الإسترابادي : وقد سمعنا من مشائخنا وعلمائنا أنه لم يصنف في الإسلام كتاب يوازيه أو يدانيه.(المصدر نفسه). وقال عباس القمي : الكافي هو أجل الكتب الإسلامية وأعظم المصنفات الإمامية، والذي لم يُعمل للإمامية مثله .(الكنى والألقاب جـ 3 ص98 ).(1/13)
إذا كلام الشيعة , عندما يقولون : ليس بصحيح كله , بل فيه ما هو صحيح وما هو ضعيف , إنما هو للخروج من إلزامات أهل السنة لهم , بل من إلزامات الشيعة الذين يؤمنون بالكافي كله كالإخباريين والشيخية وغيرهم , لكن مع هذا حتى على التنزل , وعلى القول بأن الكافي ليس صحيحاً كله فهو بإجماع الشيعة أصح كتاب عندهم , وأحسن مؤلفاتهم ولا يوجد كتاب يوازيه لا عند الشيعة فقط , بل في الإسلام كله .
وإليك بعض ما في هذا الكتاب واحكم بنفسك عليه وعلى من يتبعه :
روى الكليني في الكافي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه أُخبرَ أن عُفيراً حمار الرسول انتحر فقال علي : ( إِنَّ ذَلِكَ الْحِمَارَ كَلَّمَ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) فَقَالَ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ مَعَ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ فَقَامَ إِلَيْهِ نُوحٌ فَمَسَحَ عَلَى كَفَلِهِ ثُمَّ قَالَ يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِ هَذَا الْحِمَارِ حِمَارٌ يَرْكَبُهُ سَيِّدُ النَّبِيِّينَ وَ خَاتَمُهُمْ فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَنِي ذَلِكَ الْحِمَارَ ).(الكافي 1/237 ) .
ذكرنا هذا الحديث الذي يرويه الكليني بالإسناد , وإسناده , كما ترون , كله حمير , والعجيب في هذا الإسناد أنه في أعظم كتاب لهم , وليس فيه حمير بل هو مسلسل بالحمير فعفير يروي عن أبيه عن جده عن جد أبيه , فكرم الله تبارك وتعالى علياً من أن يروى عن حمار عن آباءه .
أما من الناحية الحديثية فللحديث أكثر من علة :
أولا : الإسناد فيه مجاهيل , وذلك أن أولئك الحمير لا ندري هل هم ثِقات حفاظ أم لا !! , ولم أجد من ترجم لهؤلاء الحمير , ولعل القارئ الكريم يبحث معي في تراجم هؤلاء الحمير في كتاب حياة الحيوان للدميري أو كتاب الحيوان للجاحظ لعلنا نصل إلى شيء هناك.(1/14)
ثانياً : كيف يقول الحمار لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( بأبي أنت وأمي ) ؟؟!! ومن أبوه ومن أمه ؟؟ !! حتى يفدِّي بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهذا لا شك أنه طعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم كما لا يخفى , بل وإسفاف وقلة أدب ممن ينسب مثل هذا الكلام إلى سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه أن حمارا يقول له بأبي أنت وأمي !! .
ثالثاً : أن هذا الحديث فيه متهم بالكذب , وهو جد والد الحمار ( عفير ) وذلك أنه قطعاً لم يدرك نوحاً عليه السلام , وهو يدعي أن نوحاً مسح على كفله !! .
- وعن علي بن أبي طالب أنه سُئل عن مدة غيبة المهدي فقَالَ: ( سِتَّةَ أَيَّامٍ أَوْ سِتَّةَ أَشْهُرٍ أَوْ سِتَّ سِنِينَ ) .(الكافي1/338).
قلت : تدعي الشيعة أن المهدي دخل السرداب سنة 260هـ ونحن الآن في 1423هـ , وبمسألة حسابية بسيطة يتبين لنا أنه مر على دخوله للسرداب 1163 سنة , ويقولون عن علي أنه قال : أنها 6 سنوات وإلى الآن لم يخرج !! .
- عن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ : ( مَنْ خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ مُعْتَمّاً تَحْتَ حَنَكِهِ يُرِيدُ سَفَراً لَمْ يُصِبْهُ فِي سَفَرِهِ سَرَقٌ وَ لَا حَرَقٌ وَ لَا مَكْرُوهٌ ).(الكافي6/461).
- و روى الكليني عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ وَ عَلَيْهِ نَعْلٌ سَوْدَاءُ فَقَالَ : ( مَا لَكَ وَ لِلنَّعْلِ السَّوْدَاءِ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهَا تُضِرُّ بِالْبَصَرِ وَ تُرْخِي الذَّكَرَ وَ هِيَ بِأَغْلَى الثَّمَنِ مِنْ غَيْرِهَا وَ مَا لَبِسَهَا أَحَدٌ إِلَّا اخْتَالَ فِيهَا ) .(الكافي6/465).(1/15)
وفي الصفحة نفسها عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) وَ فِي رِجْلِي نَعْلٌ سَوْدَاءُ فَقَالَ يَا حَنَانُ مَا لَكَ وَ لِلسَّوْدَاءِ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ فِيهَا ثَلَاثَ خِصَالٍ تُضْعِفُ الْبَصَرَ وَ تُرْخِي الذَّكَرَ وَ تُورِثُ الْهَمَّ وَ مَعَ ذَلِكَ مِنْ لِبَاسِ الْجَبَّارِينَ قَالَ فَقُلْتُ فَمَا أَلْبَسُ مِنَ النِّعَالِ قَالَ عَلَيْكَ بِالصَّفْرَاءِ فَإِنَّ فِيهَا ثَلَاثَ خِصَالٍ تَجْلُو الْبَصَرَ وَ تَشُدُّ الذَّكَرَ وَ تَدْرَأُ الْهَمَّ وَ هِيَ مَعَ ذَلِكَ مِنْ لِبَاسِ النَّبِيِّينَ.(المصدر نفسه).
- وفيه أيضا في الجزء السادس صفحة 501 عن أبي الحسن الماضي قال: العورة عورتان القبل والدبر ، أما الدبر فمستور بالإليتين فإذا سترت القضيب والبيضتين فقد سترت العورة . وفي رواية : وأما الدبر فقد سترته الإليتان وأما القبل فاستره بيدك .
- وفي هذا الكتاب أيضا عن أبي جعفر محمد الباقر أنه قال : ( والله يا أبا حمزة إن الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا ).(الكافي8/239). كل الناس أولاد زنى إلا الشيعة ! ثم يشرح هذه الرواية في رواية أخرى عن أبي عبد الله أنه قال لأبي بصير : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَجِي ءُ حَتَّى يَقْعُدَ مِنَ الْمَرْأَةِ كَمَا يَقْعُدُ الرَّجُلُ مِنْهَا وَ يُحْدِثُ كَمَا يُحْدِثُ وَ يَنْكِحُ كَمَا يَنْكِحُ قُلْتُ بِأَيِّ شَيْ ءٍ يُعْرَفُ ذَلِكَ قَالَ بِحُبِّنَا وَ بُغْضِنَا فَمَنْ أَحَبَّنَا كَانَ نُطْفَةَ الْعَبْدِ وَ مَنْ أَبْغَضَنَا كَانَ نُطْفَةَ الشَّيْطَانِ ).(الكافي5/502). يعني من يؤمن بهذا الكتاب يعتقد أن الشيطان جامع زوجته معه , لكن النطفة تخرج منه هو !! وهذا لا شك أنه لا يعتقده إلا إنسان فاجر .(1/16)
- ومما جاء في هذا الكتاب عن أبي بصير أنه قال لجعفر الصادق : جُعِلْتُ فِدَاكَ فَإِنَّا قَدْ نُبِزْنَا نَبْزاً انْكَسَرَتْ لَهُ ظُهُورُنَا وَ مَاتَتْ لَهُ أَفْئِدَتُنَا وَ اسْتَحَلَّتْ لَهُ الْوُلَاةُ دِمَاءَنَا فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ لَهُمْ فُقَهَاؤُهُمْ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) الرَّافِضَةُ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا هُمْ سَمَّوْكُمْ وَ لَكِنَّ اللَّهَ سَمَّاكُمْ بِهِ أَمَا عَلِمْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَنَّ سَبْعِينَ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رَفَضُوا فِرْعَوْنَ وَ قَوْمَهُ .. ) .(الكافي 8/28) الشاهد أن الله هو سماهم الرافضة ! يعني رفضوا الباطل , هذه ترقيعة .
- ومما جاء في هذا الكتاب : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ : ( لَمْ يَرْضَعِ الْحُسَيْنُ مِنْ فَاطِمَةَ ( عليها السلام ) وَ لَا مِنْ أُنْثَى كَانَ يُؤْتَى بِهِ النَّبِيَّ فَيَضَعُ إِبْهَامَهُ فِي فِيهِ فَيَمُصُّ مِنْهَا مَا يَكْفِيهَا الْيَوْمَيْنِ وَ الثَّلَاثَ فَنَبَتَ لَحْمُ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) مِنْ لَحْمِ رَسُولِ اللَّهِ وَ دَمِهِ ). (الكافي 1/465). إذا من الذي أرضع الحسين ؟؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم.(1/17)
- وفيه أيضا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ : ( لَمَّا وُلِدَ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله ) مَكَثَ أَيَّاماً لَيْسَ لَهُ لَبَنٌ فَأَلْقَاهُ أَبُو طَالِبٍ عَلَى ثَدْيِ نَفْسِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ لَبَناً فَرَضَعَ مِنْهُ أَيَّاماً حَتَّى وَقَعَ أَبُو طَالِبٍ عَلَى حَلِيمَةَ السَّعْدِيَّةِ فَدَفَعَهُ إِلَيْهَا ) (الكافي 1/448). أيش هذا الكلام يا جماعة الخير !!!!!!!! .. أبو طالب هو الذي أرضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم !! فيكون علي عماً لفاطمة كيف تزوجها ؟ إسفاف .. هذا أحسن كتاب في الدنيا !! لم يؤلف في الإسلام كتاب يوازيه أو يدانيه والعياذ بالله .
- وفيه أيضا عن الرِّضَا ( عليه السلام ) قال : ( لَيْسَ عَلَى مِلَّةِ الْإِسْلَامِ غَيْرُنَا وغير شيعتنا )(الكافي 1/223).
- وفيه أيضا عن خالد القلانسي قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ): ألقى الذمي فيصافحني ماذا أصنع قال : امسحها بالتراب وبالحائط قلت فالناصب قال : اغسلها .
وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) أَنَّهُ كَرِهَ سُؤْرَ وَلَدِ الزِّنَا وَ سُؤْرَ الْيَهُودِيِّ وَ النَّصْرَانِيِّ وَ الْمُشْرِكِ وَ كُلِّ مَا خَالَفَ الْإِسْلَامَ وَ كَانَ أَشَدَّ ذَلِكَ عِنْدَهُ سُؤْرُ النَّاصِبِ (الكافي 3/11).
- وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ : ( لَا تَغْتَسِلْ مِنَ الْبِئْرِ الَّتِي تَجْتَمِعُ فِيهَا غُسَالَةُ الْحَمَّامِ فَإِنَّ فِيهَا غُسَالَةَ وَلَدِ الزِّنَا وَ هُوَ لَا يَطْهُرُ إِلَى سَبْعَةِ آبَاءٍ وَ فِيهَا غُسَالَةَ النَّاصِبِ وَ هُوَ شَرُّهُمَا إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ خَلْقاً شَرّاً مِنَ الْكَلْبِ وَ إِنَّ النَّاصِبَ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْكَلْبِ ..).(الكافي3/14).
والناصبي يقصدون به السني .(1/18)
- و عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ : ( أَهْلُ الشَّامِ شَرٌّ مِنْ أَهْلِ الرُّومِ وَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ شَرٌّ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ وَ أَهْلُ مَكَّةَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ جَهْرَةً ) (الكافي2/409).
وفي الصفحة التي بعدها يقول : ( إِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ لَيَكْفُرُونَ بِاللَّهِ جَهْرَةً وَ إِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَخْبَثُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ أَخْبَثُ مِنْهُمْ سَبْعِينَ ضِعْفا) (الكافي2/410).
هكذا يقولون عن أنصار سول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن الذين هاجروا في سبيل الله عز وجل !.
- وفيه أيضا في الجزء الثامن , أي الروضة , يروي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : ( لله قباب كثيرة ألا إن خلف مغربكم هذا تسعة وثلاثون مغرباً أرضا بيضاء مملوءة خلقاً يستضيئون بنوره لم يعصوا الله طرفة عين ما يدرون خُلق آدم أو لم يُخلق يبرءون من فلان وفلان ) (الكافي 8/193). يعنون أبا بكر وعمر .
ولكن للإضافة نذكر هذا من الأنوار النعمانية لنعمة الله الجزائري يقول: قد وردت في أخبار الخاصة – يعني الشيعة – أن الشيطان يُغل بسبعين غلاً من حديد جهنم ويُساق إلى المحشر فينظر ويرى رجلا أمامه يقوده ملائكة العذاب وفي عنقه مائة وعشرون غلاً من أغلال جهنم – ممكن أبو جهل ممكن فرعون ممكن النمرود ممكن أبو لهب ؟ - فيدنو الشيطان إليه فيقول ما فعل هذا الشقي حتى زاد عليّ في العذاب وأنا أغويت الخلق وأوردتهم موارد الهلاك , فيقول عمر للشيطان : ما فعلت شيئاً سوى أني غصبت خلافة علي بن أبي طالب) (الأنوار النعمانية 1/81). صار عمر هذا الرجل !! .
والجزائري هذا الخبيث يقول : إن عمر كان مصابا بداء في دبره لا يهدأ إلا بماء الرجال .( الأنوار النعمانية 1/63).(1/19)
وكتاب الكافي مشحون بالروايات التي تقدح في القرآن وتزعم تحريفه وفيه من الضلال والشرك والزندقة ما لا يمكن لأحد لم يقرأه أن يتصوره فارجع إليه بنفسك لتعلم مدى ضلال من يتبعه .
المبحث الرابع
التحذير من أخبار يحتج بها الرافضة
إن كثيرا من الروايات التي توغر الصدور على أصحاب رسول الله لم تصح أصلا ، فكيف يعتمد عليها مع كونها مخالفة لثناء الله على صحابة نبيه في القرآن الكريم ، ومخالفة لما هو معلوم من حال الصحابة من نصرة للإسلام وجهاد في سبيل الله ، وبذل المهج والأموال لتكون كلمة الله هي العليا . من هذه الأخبار ما يلي :
أن معاوية سم الحسن ـ رضي الله عنهما ـ كذب لا يصح.
أن عائشة كانت تقول : اقتلوا نعثلا فقد كفر . تعنى عثمان هذه الرواية في تاريخ الطبري من طريق سيف بن عمر التميمي ، وهو كذاب مشهور .
أن عمرو بن العاص اتفق مع أبي موسى الأشعري على عزل علي ومعاوية فصعد أبو موسى الأشعري المنبر وقال : إني أنزع عليا من الخلافة كما أنزع خاتمي هذا ، ثم نزع خاتمه ، وقام عمرو بن العاص وقال : وأنا أنزع عليا كذلك كما نزعه أبو موسى ، كما أنزع خاتمي هذا ، وأثبت معاوية كما أثبت خاتمي هذا . فصار اللغط فخرج أبو موسى غاضبا ورجع إلى مكة ولم يذهب إلى علي في الكوفة ورجع عمرو بن العاص إلى الشام . هذه القصة في تاريخ الطبري وفي سندها أبو مخنف لوط بن يحيى وهو شيعي كذاب .
أن سعد بن عبادة قال حين بايع الصحابة أبا بكر : والله لا أبايعكم أبدا حتى أرميكم بكل سهم في كنانتي من نبل .. فكان لا يصلي بصلاتهم ولا يجمع بجمعتهم ولا يفيض بإفاضتهم. هذه الرواية في تاريخ الطبري من رواية لوط بن يحيى أبي مخنف. قال عنه ابن حجر : إخباري تالف لا يوثق به. وقال ابن تيمية : لوط بن يحيى معروف بالكذب عند أهل العلم .(1/20)
أن عمر عندما رشح ستة للخلافة قال : إذا اتفق أربعة وخالف اثنان فاقتلوهما وإذا انقسم الستة إلى فريقين في كل جهة فخذوا برأي الثلاثة الذين يقف معهم عبد الرحمن بن عوف ، وإذا مضى وقت ولم يتفق الستة فاقتلوهم . هذه القصة التي أوردها التيجاني الرافضي الكذاب ، واحتج بها فيها أبو مخنف الكذاب .
أن عثمان أعطى مروان خمس إفريقية كذب.
قد ذكر التيجاني أن عمر قال لخالد : يا عدو الله قتلت امرءا مسلما ثم نزوت على امرأته والله لأرجمنك بالحجارة . فلنا أن نقول للتيجاني أين سند هذه الرواية ؟ نعم ذكرت في بعض كتب التاريخ فكان ماذا ؟.
أن الأئمة كانوا يسبون عليا على المنابر في دولة بني أمية حتى منعهم عمر بن عبد العزيز لا يصح .
أن عثمان فتق أمعاء ابن مسعود وضرب عمار حتى كسر أضلاعه وهذا كذب ولو فتق أمعاء ابن مسعود ما عاش .
لم يثبت أن أحدا من الصحابة شارك في مقتل عثمان ، فقد قيل للحسن البصري : أكان فيمن قتل عثمان أحد من المهاجرين أو الأنصار ؟ فقال : كانوا أعلاجا من أهل مصر ( تاريخ خليفة ص 176 بإسناد صحيح).
ما يذكر بأن طلحة والزبير جاءا إلى عائشة بخمسين رجلا وجعلا لهم جعلا فأقسموا بالله أن هذا ليس بماء الحوأب فواصلت مسيرها حتى البصرة وأنها أول شهادة زور في الإسلام. كذب لا حقيقة له .
المبحث الخامس
تاريخ الرافضة وموقفهم من أهل السنة
من المؤسف أن مؤسسي مذهب الرافضة ولا شك أنهم من الزنادقة الحاقدين على الإسلام جعلوا من عقائد الرافضة تكفير أهل السنة والقول بنجاستهم واستباحة دمائهم وأموالهم وتحريم الجهاد معهم فصار الرافضة بسبب ذلك بلاء عظيما على الإسلام وشرا كبيرا فاق ضرر من لا ينتسب إلى الإسلام أصلا . فقد أخطأ خطأ كبيرا الذين يعتقدون أن انتصار الرافضة هو انتصار للإسلام وأنهم أقل ضررا على الإسلام من الكفار المعلنين للكفر .(1/21)
فعن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حلال الدم، ولكني أتقي عليك فإن قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه في ماء لكي لا يشهد به عليك فافعل ، قلت : فما ترى في ماله ؟ قال توه ماقدرت عليه . (علل الشرائع وفي الأنوار النعمانية الجزء الثاني صفحة 308).
والناصب كل من لم يكن شيعياً ، فأنا وأنت وكل سني ناصبي عندهم، قال الشيخ حسين بن الشيخ آل عصفور الزراري البحراني : بل أخبارهم عليهم السلام تنادي بأن الناصب هو ما يقال له عندهم سنيا شاء أم أبى ( وهذا في المحاكم النفسانية صفحة 147).
ويروي الطوسي عن أبي عبد الله جعفر أنه قال : خذ مال الناصب حيث وجدته وادفع إلينا الخمس (تهذيب الأحكام الجزء الرابع صفحة 122) .
وقال الخميني : " والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنما منه وتعلق الخمس به " طبعا قوله من أهل الحرب معناها ليست إباحة ماله فقط بل أيضا النفس ولكن ما ذكرها هنا بل الظاهر جواز أخذ ماله أين وجد وبأي نحو كان ووجوب إخراج خمسه ( هذا ما قاله في تحرير الوسيلة الجزء الأول صفحة 352) .
وروى الكليني عن جعفر بن محمد أنه قال : قال أبي ، أي محمد الباقر: أماترضون أن تصلوا ويصلوا فيقبل منكم ولا يقبل منهم، أما ترضون أن تزكوا ويزكوا فيقبل منكم ولا يقبل منهم، أما ترضون أن تحجوا ويحجوا فيقبل الله جل ذكره منكم ولا يقبل منهم والله ما تقبل الصلاة إلا منكم ولا الزكاة إلا منكم ولا الحج إلا منكم فاتقوا الله عز وجل فإنكم في هدنة.
فهم يرون الأمر هدنة فقط متى انتهت هذه الهدنة انتهى كل شيء . ( وهذا قاله في الروضة من الكافي صفحة 198 ).(1/22)
أما الجهاد فهو ممنوع عند الشيعة في عصر غيبة ولي الأمر وسلطان العصر عجل الله فرجه الشريف يقوم بوابه وهم الفقهاء الجامعون لشرائع الفتوى والقضاء مقامه في إجراء السياسات وسائر مال الإمام عليه السلام إلا البدئة بالجهاد . ( وهذا قاله الخميني في تحرير الوسيلة جزء الأول صفحة 482 ) .
وروى الكليني في الكافي عن بشير الدهان قال قلت لأبي عبد الله يعني جعفر الصادق - رضي الله عنه – إني رأيت في المنام أني قلت لك إن القتال مع غير الإمام المفروض طاعته حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير فقلت لي هو كذلك ، فقال أبو عبد الله : هو كذلك هو كذلك . ( وهذه الرواية في الكافي الجزء الخامس صفحة 23 ).
ولذلك لا تجدهم يقاتلون مع المسلمين أبدا ولم ينصروا المسلمين في معركة قط واقرأ التاريخ إن شئت . ومن الجدير بالذكر أن استباحة دماء المسلمين وأموالهم واعتقاد التفضل عليهم وعلى سائر الأمم وتحريم الجهاد إلى أن يخرج المنتظر هي عقيدة اليهود .
وموقف الرافضة من المجاهدين من المسلمين ( أهل السنة ) أنهم إلى النار يتعجلون عن عبد الله بن سنان قال قلت لأبي عبد الله جعلت فداك ما تقول في هؤلاء الذين يقتلون في هذه الثغور قال فقال : الويل يتعجلون قتلة في الدنيا وقتلة في الآخرة والله ما الشهيد إلا شيعتنا ولو ماتوا على فرشهم . ( الوسائل 15/ ص 31 ).
وتاريخ الرافضة أسود فإنهم لم ينصروا الإسلام يوما ما ولا فتحوا بلادا ولا دفعوا عدوا بل العكس هو الصحيح فجهادهم دائما ضد أهل السنة في القديم والحديث.
أما القديم : فلا نعرف لهم جهادا ولا غناء في الإسلام والذي نعرفه لهم هو ما يلي:-
1-مساندتهم للتتار عندما دخلوا بغداد وعاثوا فيها فسادا عن طريق ابن العلقمي والنصير الطوسي .
2-مساندتهم للنصارى في الحروب الصليبية وفتحهم الثغور لهم .
3-إقامة الاحتفالات عندما هزم جيش العثمانيين على يد الروس وقتالهم المستمر للعثمانيين .(1/23)
4-قتلهم الحجاج وقلع الحجر الأسود ونهبه إلى الإحساء .
وأما في الحديث:
1-قول الخميني الطريق إلى القدس يمر عبر العراق وثناؤه على النصير الطوسي الذي تسبب في مذبحة بغداد أيام التتار .
2-قتل دعاة السنة في إيران مثل أحمد مفتي زادة ، أحمد الكسروي- البقاعي- مظفريان وغيرهم كثير .
3-مذبحة صبرا وشاتيلا على يد حركة أمل الشيعية .
4-رواياتهم وأقاويلهم عن تحرير البيت الحرام والمسجد النبوي، تفجيرات الحرم .
وغير هذا كثير ويكفيك من هذا ما قاله الأحقاقي الحائري عن الفتوحات الإسلامية لبلاد فارس.
قال الأحقاقي: إن الصدمات التي واجهتها كل من شعبي إيران والروم الكبيرين نتيجة لحملات المسلمين والمعاملة التي تلقوها من الأعراب البدائيين الذين لا علم لهم بروح الإسلام العظيمة أورثت في نفوسهم نزعة صدود عن العرب وشريعة العرب فطبيعة سكان البادية الأوباش الخشنة وذلك الخراب والدمار اللذين ألحقوهما بالمدن الجميلة والأراضي العامرة في الشرق والغرب وغارات عباد الشهوات العطاشى إلى عفة وناموس الدولتين الملكية والإمبراطورية.. الخ. (رسالة الإيمان ص 323 )
هلا تمعنت أخي القارئ في كلام هذا الأحقاقي المعاصر والذي يصف لنا الصحابة الفاتحين لبلاد فارس –التي يحن إليها قلبه لأنه شعوبي- بأنهم أعراب بدائيون وأنهم أوباش وأنهم عباد الشهوات وعطاشى إلى عفة الفارسيات ولا أدري أي عفة للفرس يبكي عليها وهم يبيحون نكاح المحارم.
أيقول هذا الكلام مسلم؟ وهذا هو السبب الرئيسي لبغض الشيعة لعمر وهو تحطيمه دولة فارس ، ونجد السبب نفسه في تعظيمهم لأولاد الحسين دون أولاد الحسن ، لأن أولاد الحسين أخوالهم الفرس من زوجته شهربانو بنت يزدجرد . وكذا تعظيمهم لسلمان الفارسي من دون الصحابة حتى قالوا أنه يوحى إليه (بحار الأنوار45/329). لا لشيء إلا أنه فارسي.(1/24)
ولهذا يروون في كتبهم عن علي بن أبي طالب أنه قال عن كسرى: إن الله خلصه من عذاب النار والنار محرمة عليه .(بحار الأنوار14/41).
المبحث السادس
ما هو نكاح المتعة وما حكمه عند الرافضة ؟
لقد انفرد الرافضة بإباحة نكاح المتعة من بين الفرق التي تنتسب إلى الإسلام. قال الإمام الشوكاني رحمه الله :
(( اعلم أن النكاح الذي جاءت به هذه الشريعة، هو النكاح الذي يعقده الأولياء للنساء، وقد بالغ الشارع في ذلك حتى حكم بأن النكاح الواقع بغير ولي باطل، وكرر ثلاثا ثم النكاح الذي جاءت به هذه الشريعة هو النكاح الذي أوجب الشارع فيه إشهاد الشهود، كما ثبت ذلك بالأحاديث، ثم النكاح الذي شرعه الشارع هو النكاح الذي يحصل به التوارث ويثبت به النسب ويترتب عليه الطلاق والعدة. وإذا عرفت هذا فالمتعة ليست بنكاح شرعي وإنما هي رخصة للمسافر مع الضرورة ولا خلاف في هذا، ثم لا خلاف في ثبوت الحديث المتضمن للنهي عنها إلى يوم القيامة وليس بعد هذا شيء ولا تصلح معارضته بشيء مما زعموه … ثم قد أجمع المسلمون على التحريم ولم يبق على الجواز إلا الرافضة وليسوا ممن يحتاج إلى دفع أقوالهم، ولا هم من يقدح في الإجماع؛ فإنهم في غالب ما هم عليه مخالفون للكتاب والسنة ولجميع المسلمين. قال ابن المنذر: جاء عن الأوائل الرخصة فيها -يعني المتعة- ولا أعلم اليوم أحدا يجيزها إلا بعض الرافضة. وقال القاضي عياض: أجمع العلماء على تحريمها إلا الروافض. وقال ابن بطال: وأجمعوا الآن على أنه متى وقع يعني المتعة أبطل سواء كان قبل الدخول أو بعده. وقال الخطابي: تحريم المتعة كالإجماع إلا عن بعض الشيعة )) .(السيل الجرار 2/267).
والمتعة عندهم كما يلي :
محددة بمدة ويجوز أن تكون على عرد واحد، أي على جماع واحد .
ليس فيها طلاق ولا ظهار ولا لعان .
نكاح المتعة لا يحتاج إلى ولي ولا شهود حتى لو كان عمر البنت تسع سنين .(1/25)
عن أبي عبد الله قال : (يتزوج منهن ما شاء بغير ولي ولا شهود ) ( الوسائل ج 21 ص 64 ) .
قال أبو عبد الله : ( لابأس يتزوج البكر إذا رضيت من غير إذن أبيها ) ( مستدرك الوسائل ج 4 ص 459 ).
قال الحر العاملي في - وسائل الشيعة (آل البيت ) – ج 12 ص 36 :
(( باب عدم جواز التمتع بالبنت قبل البلوغ بغير ولي عن جميل بن دراج قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يتمتع من الجارية البكر ؟ قال : لا بأس به ما لم يستصغرها . ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قلت : الجارية ابنة كم لا تستصبى ؟ أبنت ست أو سبع ؟ فقال : لا ، ابنة تسع لا تستصبى ، وأجمعوا كلهم على أن ابنة تسع لا تستصبى إلا أن يكون في عقلها ضعف ، وإلا فإذا بلغت تسعا فقد بلغت )) .
لا يشترط فيها البينة ولا توثق مدنيا .
لا تهدف إلى إنشاء أسرة .
غير مبنية على الدوام بل على الانقطاع .
لا يكون للمرأة فيها سكنى .
لا تحصن فمن تمتع ثم زنى لا يعد محصنا .
تسمى المتمتع بها مستأجرة وما يعطى لها أجرة ويجوز أن يكون ولو بكف من بر .
ليس عليها عدة وفاة إذا توفي المتمتع بها .
لا يحصل التوارث بين المتمتعين .
لا يطلب العدل بين المستمتع بهن .
يجوز التمتع بالرضيعة ( يمسها ويتفخذها ) قال الخميني : ( اللمس بشهوة والضم والتفخيذ لا بأس به حتى في الرضيعة ) ( تحرير الوسيلة للخميني ج 2 ص 241 ).
له أن يصدق المرأة أنه ليس لها زوج إن لقيها في الفلاة وإن كانت كاذبة .
من التطبيقات العملية له في إيران دخول جماعة من الرجال على المرأة الواحدة بالدور يتمتع كل واحد منهم بها بغير الجماع ثم يخرج ويدخل الآخر .
يجوز التمتع عندهم بالزانية .
يجوز التمتع عندهم بالهاشمية . في ( تهذيب الأحكام للطوسي 7/ص 271 ) : (( عن أبي عبد الله : تمتع بالهاشمية )) ( وهو في الوسائل 21/ ص 73 ).
لا يشترط أن لا يزيد المستمتع بهن على أربع بل العدد مفتوح .(1/26)
إذا استأجرها ليستمتع بها مدة فغابت فله أن يخصم عليها من أجرتها بقدر غيابها .
إذا اشترطت عليه أن يستمتع بها بغير الجماع فيجب عليه الالتزام بذلك .
لا يشترط في المستمتع بها أن تكون مسلمة أو كتابية بل يجوز ولو كانت مجوسية .
المقصود منه الحصول على متعة مؤقتة وليس السكينة والاستقرار .
عدة الطلاق فيه إذا كان فيه جماع حيضتان أو خمسة وأربعون يوما وقيل حيضة أما بدون جماع فلا عدة فيه .
من طلقت ثلاثا ثم تمتعت فلا تحل لزوجها الأول .
لقد أباح الرافضة هذه القذارة وجعلوها من ضروريات مذهبهم وخطوا فيها الأساطير في فضلها والحث عليها. روى الحر العاملي في ( الوسائل 21/ ص 16 ) : (( ما من رجل تمتع ثم اغتسل إلا خلق الله من كل قطرة تقطر منه سبعين ملكا يستغفرون له إلى يوم القيامة، ويلعنون متجنبها إلى أن تقوم الساعة )).
وقد دل القرآن الكريم على تحريمها في آيات عديدة منها ما يلي :
- قوله تعالى : (( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ، إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ)) (المؤمنون:5-6). والمستمتع بها ليست زوجة ولكنها مستأجرة لمتعة مؤقتة لا يترتب عليها ما يترتب على الزواج من الاستقرار وبناء أسرة .
- قوله : (( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ )) (النور:33) . فأمر غير الواجد بالاستعفاف لا بالاستمتاع.
- قوله : (( وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ )) (النساء:25) . رخص لمن لا يستطيع نكاح الحرة بنكاح الأمة ولم يرخص له بالاستمتاع . وقد نص رسول الله على حرمتها إلى يوم القيامة فلا يبقى اجتهاد لمجتهد .(1/27)
عن سَبُرَة الجهني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا أيها الناس إني قد كنت أذنت لكم في الاستمتاع ألا وإن الله قد حرمها إلى يوم القيامة , فمن كان عنده منهن شيء فَلْيُخَل سبيلها , ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً ) رواه الأمام مسلم ( ج 4 ص 134 ).
وقد أسند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه نهيهُ إلى نهي النبي صلى الله عليه وسلم , فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : لما وَلِيَ عمر بن الخطاب , خطب الناس فقال : ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذِنَ لنا في المتعة ثلاثاً , ثم حرمها , والله لا أعلم أحدا يتمتع وهو محصن إلا رجمته بالحجارة إلا أن يأتيني بأربعة يشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحلها بعد أن حرمها ) حديث حسن رواه بن ماجة ( صحيح سنن ابن ماجه للمحدث الشيخ الألباني رحمه الله ج 2 ص 154 ) .
والمتعة التي كانت حلالا ثم حرمت تختلف عن هذه المتعة التي عند الرافضة فهي عبارة عن إباحة للتمتع في السفر بالكافرة للحاجة بولي وشهود . أبيحت ثلاثة أيام ثم حرمت إلى يوم القيامة كما كان الخمر مباحا ثم حرم . ولا نجد للمتعة أثرا في حياة آل البيت الذين ينتسب إليهم الرافضة كذبا وزورا بل روى البيهقي في سننه عن بسام الصيرفي قال : (( سألت جعفر بن محمد عن المتعة فوصفتها فقال لي : ذلك الزنا )) .
فليسأل عامة الرافضة علماءهم مَن من أبناء الأئمة من أولاد المتعة هذا علي له الكثير من الأبناء والبنات فمن منهم من أولاد المتعة ؟ لا أحد.
وكذلك أولاد سائر أئمة آل البيت لا أحد منهم من أولاد المتعة .
فلو كانت المتعة جائزة وفيها من الفضل ما يذكرون فكيف يترك أئمة آل البيت العمل بها ؟ !(1/28)
وأما احتجاج الرافضة بقوله تعالى : (( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً)) (النساء:24).
فالرد عليهم من وحوه هي :
الآية في سياق النكاح الشرعي لا نكاح المتعة فمن قرأها وما قبلها وما بعدها لم يرتب في ذلك .
قوله تعالى ( محصنين ) دليل واضح على أنه النكاح الشرعي ؛لأن المتعة لا تحصن لا عندنا ولا عندهم جاء عن إسحاق بن عمار , قال : ( سألت أبا إبراهيم ( الكاظم ) عن الرجل إذا هو زنا وعنده الأمه يطأها , تحصنه الأمه ؟ قال : نعم , قال : فإذا كانت عنده امرأة متعة، أتحصنه ؟ قال : لا, إنما هو على الشيء الدائم عنده ) ( كتاب وسائل الشيعة للعاملي جزء 38 ص 68 )،
لذلك قال ابن الجوزي :
(( قوله تعالى فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فيه قولان ،
أحدهما: أنه الاستمتاع في النكاح بالمهور .
قاله ابن عباس والحسن ومجاهد والجمهور(1/29)
والثاني : أنه الاستمتاع إلى أجل مسمى من غير عقد نكاح . وقد روي عن ابن عباس أنه كان يفتي بجواز المتعة ثم رجع عن ذلك وقد تكلف قوم من مفسري القراء فقالوا المراد بهذه الآية نكاح المتعة ثم نسخت بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن متعة النساء. وهذا تكلف لا يحتاج إليه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أجاز المتعة، ثم منع منها فكان قوله منسوخا بقوله ، وأما الآية فإنها لم تتضمن جواز المتعة ؛ لأنه تعالى قال فيها ( أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين) فدل ذلك على النكاح الصحيح قال الزجاج ومعنى قوله (فما استمتعتم به منهن) فما نكحتموهن على الشريطة التي جرت، وهو قوله (محصنين غير مسافحين) أي عاقدين التزويج فآتوهن أجورهن أي مهورهن. ومن ذهب في الآية إلى غير هذا فقد أخطأ وجهل اللغة )).(زاد المسير 2/52 ).
لقد جاء في كتب الرافضة ما يدل على تحريم المتعة فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : ( حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم نكاح المتعة ولحوم الحُمُر الأهلية يوم خيبر ) ( (الاستبصار للطوسي ج 2 ص 142،وكتاب وسائل الشيعة للعاملي ج 21 ص 12 ) . وهذا الحديث أيضا عند البخاري ومسلم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
وسئل جعفر بن محمد ( الإمام الصادق ) عن المتعة فقال : ( ماتفعله عندنا إلا الفواجر ) . ( بحار الأنوار للمجلسي – الشيعي – ج 100 ص 318 ).
وعن علي بن يقطين قال : سألت أبا الحسن موسى أي الكاظم عن المتعة فقال وما أنت وذاك فقد أغناك الله عنها (وهذا في الكافي جـ 5 ص 452 ).
وعن عبد الله بن سنان قال سألت أبا عبد الله عن المتعة فقال : لا تدنس نفسك بها (وهذا في مستدرك الوسائل 14/ ص 455 ).(1/30)
فلمَ يأخذ الرافضة بالروايات التي تبيح لهم المتعة ولا يأخذون بالروايات التي تحرمها ؟ هل هو الرغبة في وصول الملالي إلى بنات الناس؟ إن الملالي في إيران يجتمعون مع الأهالي بحجة إقامة الشعائر الدينية ويتابعون بنات كل بيت حتى إذا صارت البنت في سن تشتهى فيه طلبوا الوصول إلى التمتع بها؛ لتحل البركة عليها وعلى أهل البيت .
أهذا دين الإسلام أم دين المجوس؟! .
إن أي عاقل لا يمكن أن يقول بإباحة المتعة لما فيها من مفاسد جمة لا يمكن أن يرضى بها الإسلام من هذه المفاسد ما يلي :
ـ عزوف الشباب عن الزواج . لماذا يتزوج الرجل ويتحمل أعباء الزواج مع أن أبواب الاستمتاع مفتحة لديه ؟ .
- ضياع الأولاد وتشردهم . صرح رافسنجاني أنّ في إيران ربع مليون لقيط بسبب زواج المتعة : ( مجلة الشراع الشيعية ص 4 عدد 684 السنة الرابعة ).
ـ ضياع الأنساب واختلاطه . وقد يتزوج الرجل ابنته أو أخته أو خالته أو عمته من نكاح المتعة وهو لا يدري .
ـ إهانة للمرأة وإفساد لها وتضييع لحقها .
ـ وهو يفتح الباب للعاهرات على مصراعيه .
وأخيرا نقول لعوام الشيعة إن الملالي استباحوا أعراضكم وأفسدوها وصانوا أعراضهم فهم لا يقبلون ذلك لبناتهم ويقبلون ذلك لبناتكم .
وكما استباحوا أعراضكم نهبوا أموالكم فأخذوا منكم خمس أموالكم .
قوله تعالى : (( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ )) (لأنفال:41) .فيه أن خمس خمس غنائم الحرب التي تؤخذ من الكفار لا من المسلمين تصرف إلى آل البيت فكيف تحول ذلك إلى الخمس ومن أموال المسلمين وإلى من لم يثبت أنه من آل البيت .
لقد أهمل الرافضة ذكر الزكاة وأكثروا من ذكر الخمس لنهب أموال الأتباع ، أفلا يعقلون .(1/31)
أما علماء السنة فقد صانوا أعراض أتباعهم وأموالهم واتبعوا شرع الله ولم يحرفوه للوصول إلى شهواتهم وأغراضهم .
المبحث السابع
الرافضة وآل البيت
آل محمد هم أزواجه وكل من مُنع الصدقة وهم بنو هاشم بن عبد مناف أى جميع أعمام النبى وأولادهم ( المسلمين منهم ) .
ولقد أخرج الرافضة زوجات النبي من آل البيت. وكونهن من آل البيت هو نص القرآن الكريم قال تعالى :
(( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً ، وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ، وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً)) (الأحزاب:33-35) .فسياق الآية وسباقها يدل دلالة قطعية على أن المقصود بقوله تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) نساء النبي فهي كقوله تعالى : (( قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ )) (هود:73)
فبين أن زوجة إبراهيم عليه السلام من أهل بيته .
وقد أخرج الرافضة العباس وأولاده من آل البيت مع قرابتهم من النبي صلى الله عليه وسلم .
وأخرج الرافضة بنات الرسول زينب ورقية وأم كلثوم من آل البيت . فقد أنكر متأخروهم أنهم بنات النبي ؛ لما في ذلك من طعنة في صدروهم إذ كيف يزوجهن النبي لمن يرون كفره .(1/32)
إن أهل السنة يحترمون آل البيت ويكرمونهم ويعتقد أهل السنة أن الاثني عشر إماما الذين تنتسب لهم الرافضة بريئون من هذا المذهب لا يمت إليهم بصلة وهم يكذبون عليهم .
قال شيخ الإسلام مبينا عقيدة أهل السنة في آل البيت :
(( ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتولونهم ويحفظون فيهم وصيةرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم : ( أذكركم الله في أهل بيتي ) وقال أيضا للعباس عمه ، وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم فقال : ( والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي ) وقال : ( إن الله اصطفى بني إسماعيل واصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ) ويتولون أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة خصوصا خديجة رضي الله عنها أم أكثر أولاده وأول من آمن به وعاضده على أمره وكان لها منه المنزلة العالية، والصديقة بنت الصديق رضي الله عنها التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم : ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) ويتبرءون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل )) (العقيدة الواسطية ).
وأما الرافضة فهم يطعنون في أكثر آل البيت ويغلون في طائفة منهم فيجعلونهم فوق الأنبياء ولهم خصائص الربوبية والألوهية .
وهاك من كتبهم بعض طعونهم في آل بيت النبوة ؛ لتعلم كذب ادعاءهم أنهم على مذهب آل البيت ومنهاجهم :
1- العباس عم النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –
رووا كذبا عن محمد الباقر أنه قال عن العباس عم النبي، وعقيل أخي علي: بقي مع علي [ أي بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ] رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد بالإسلام، عباس وعقيل. وفي رواية أنه قال: بقيت بين خلَفين خائفين ذليلين حقيرين، عباس وعقيل. ( الشيعة وأهل البيت267) .(1/33)
وعن علي بن الحسين أنه قرأ: ( من كان في هذا أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا )، نزلت في العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم. ( رجال الكشي52. 2) .
ـ عبد الله بن العباس الحبر البحر ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وابن عم علي رضي الله عنه لم يسلم منهم أيضا، فماذا قالوا عنه ؟؟!
يروون عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: هل تدرون ما أضحكني ؟ قالوا: لا. قال: زعم ابن عباس أنه من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا [ وذكر كلاماً طويلاً ] ثم قال: فاستضحكت، ثم تركته يومه ذلك لسخافة عقله. (الكافي1/247).
وعن علي أنه قال: اللهم العن ابني فلان واعم أبصارهما كما أعميت قلوبهما. (رجال الكشي52 ). قال المحقق في حاشية كتاب الكشي: ابني فلان كناية عن عبد الله وعبيد الله ابني العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكروا عن علي أنه قال لابن العباس: فلما أمكنتك الشدة من خيانة أمة محمد أسرعت الوثبة وعجلت العدوة فاختطفت ما قدرت عليه. أما تؤمن بالمعاد، أو ما تخاف من سوء الحساب، أو ما يكبر عليك أن تشتري الإماء وتنكح النساء بأموال الأرامل والمهاجرين. (رجال الكشي 58 ).
3- أولاد الحسن بن علي بن أبي طالب:
عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: وعندي الجفر الأحمر. فقال له عبد الله بن أبي يعقوب: أصلحك الله أيعرف هذا بنو الحسن؟ قال: إي والله، كما يعرفون الليل أنه ليل والنهار أنه نهار، ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا على الجحود والإنكار. ( الكافي 1/240) .
4- محمد بن علي بن أبي طالب أخو الحسن والحسين والذي يعرف بابن الحنفية ؛ لأن أمه من بني حنيفة، فرووا عن علي أنه جمع الناس لإقامة حد الزنا على امرأة، ثم قال: لا يقيم الحد مَنْ لله عليه حد. يعني لا يقيم عليها الحد إلا الطاهرون. قال: فانصرف الناس يومئذ كلهم ما خلا أمير المؤمنين والحسن والحسين. وانصرف فيمن انصرف محمد ابن أمير المؤمنين . ( الكافي7/187).(1/34)
5- زيد بن علي بن الحسين، عم جعفر الصادق وأخو محمد الباقر:
عن حنان بن سدير قال: كنت جالسا عند الحسن بن الحسن، فجاء سعيد ابن منصور وكان من رؤساء الزيدية، فقال: ما ترى في النبيذ ؟ قال: إن زيدًا كان يشربه عندنا. قال: ما أُصدق على زيد أنه شرب مسكرًا. قال: بلى قد شربه. قال: فإن كان فعل، فإن زيداً ليس بنبي ولا وصي نبي، إنما هو رجل من آل محمد.
6- عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب:
عن صفوان الجمال أنه قال: وقع بين أبي عبد الله وبين عبد الله بن الحسن كلام، حتى وقعت الضوضاء بينهما واجتمع الناس فتفرقا، [وذكر قصة طويلة ] قال المحقق في الحاشية: فيه دلالة على حسن رعاية الرحم وإن كان بهذه المثابة، وإن كان فاسقاً ضالاً. ( الكافي2/155).
7- إسماعيل بن جعفر الصادق الذي تنتسب إليه الإسماعيلية وهو أخو موسى الكاظم:
يروون عن جعفر الصادق والده أنه قال له: أفعلتها يا فاسق؟ أبشر بالنار ( الكشي211 ).
وذكروا عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال عن ولده إسماعيل: إنه عاص، لا يشبهني ولا يشبه أحداً من آبائي. ( بحار الأنوار 47/ 247 ).
8- موسى بن علي بن موسى أخو محمد بن علي الجواد :
عن يعقوب بن المثنى قال: كان المتوكل يقول: أعياني أمر ابن الرضا [ يعني محمد بن علي الجواد ] أبَى أن يشرب معي. فقالوا له: فإن لم تجد منه، فهذا أخوه موسى قصَّاف، عزَّاف، يأكل، ويشرب، ويتعشق. ( الكافي1/ 502 ).
9- جعفر بن علي بن محمد، أخو الحسن العسكري، وعم المهدي المنتظر:
عن أحمد بن عبيد الله بن خاقان أنه سأل أباه عن الحسن العسكري؟ فأطراه وأعلى منزلته. فسأله عن أخيه جعفر؟ فقال: ومن جعفر فتسأل عن خبره؟! أوَ يُقرن بالحسن جعفر؟ معلن الفسق، فاجر، ماجن شريب للخمور، أقلُّ من رأيتَ من الرجال، وأهتكُهم لنفسه، خفيفٌ، قليلٌ في نفسه. ( الكافي 1/504 ) .
فهل من ينسب هذه الأمور لآل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحبهم ؟؟؟ .(1/35)
لقد اتخذ الرافضة اثني عشر شخصا من آل البيت آلهة مع الله فتوجهوا لهم بأنواع العبادات من دعاء وذبح ونذر وتوكل وغير ذلك ، وجعلوا لهم معنى النبوة حين زعموا عصمتهم ووجوب طاعتهم وأنهم يوحى إليهم بل هم يصرحون بتفضيلهم على الأنبياء سوى محمد صلى الله عليه وسلم هؤلاء الاثنا عشر هم :
1- علي بن أبي طالب .
2- الحسن .
3 – الحسين .
4- علي بن الحسين زين العابدين.
5 - ولده محمد الباقر .
6- ولده جعفر الصادق .
7- ولده موسى الكاظم .
8- ولده علي الرضا .
9- ولده محمد الجواد .
10ـ ولده علي الهادي .
11- ولده الحسن العسكري .
12- ولده محمد المنتظر .
وهؤلاء يمكن أن نقسمهم إلى أربعة أقسام :
القسم الأول : الصحابة منهم وهم علي والحسن والحسين.
القسم الثاني : وهم علماء أتقياء من جملة علماء أهل السنة والجماعة وهم ستة :-
1ـ علي بن الحسين 2ـ محمد الباقر
3ـ جعفر الصادق 4ـ موسى الكاظم
5ـ علي الرضا 6ـ محمد الجواد .
القسم الثالث : من جملة المسلمين لم يُعرف له كبير علم ، ولا طُعن في دينهم ، فهم مستورون ويكفيهم فخراً نسبهم إلى النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وهما اثنان:
1- علي الهادي 2- الحسن العسكري.
وأنهما ممن يحق لهما أن يأتيا عند قبر النبي – صلى الله عليه وآله وسلم. وأن يقولا: السلام عليك يا أبت.
القسم الرابع : معدوم لم يخلق: وهو واحد وهو المنتظر، محمد بن الحسن.
ومع كونهم يغالون فيهم كما يغلوا النصارى في عيسى بن مريم فهم أيضا قد وقعوا في الطعن فيهم ، وإليك ما يدل على ذلك من كتبهم :
1- علي بن أبي طالب:
ذكروا عن علي رضي الله عنه أنه كان ينام مع عائشة في فراش واحد ولحاف واحد، والنبي بينهما، ثم يقوم النبي يصلي الليل، وعلي وعائشة في فراش واحد وفي لحاف واحد . ( بحار الأنوار40/2 ) .(1/36)
ويروون عن جعفر الصادق أنه قال: لما خطب عمر إلى علي ابنته أم كلثوم، قال له علي: إنها صبية. فلقي عمر العباس عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ما لي، أبِي بأس؟ قال: وما ذاك؟ قال: خطبت إلى ابن أخيك فردَّني، أما والله لأُعَوِرَنَّ زمزم [ يعني أدفنها ] ولا أدع لكم مكرمة إلا هدمتها، ولأُقِيمَنَّ عليه شاهدين بأنه سرق فَلَأَقْطَعَنَّ يده. فأتاه العباس [ يعني عليا ] فأخبره، وسأله أن يجعل الأمر إليه، فجعله إليه فزوجها عمر بن الخطاب.
وفي رواية أن أبا عبد الله قال عن زواج عمر من أم كلثوم بنت علي ابن أبي طالب: إن ذلك فرجا غُصِبناه. ( الكافي 5/336 ) .
وهذا لا شك من أعظم الطعن في علي رضي الله عنه، والله إن العربي ليموت دفاعاً عن عرضه، ويشرفه ذلك، ويمدح به، أعلي رضي الله عنه وهو سيد من سادات الشرفاء، وسيد من سادات الأتقياء يقول ذلك فرج غصبناه؟ تُأخذ ابنته غصباً.
هذا لا يمكن أن يكون من أدنى الأشراف منزلة، فكيف يكون من علي رضي الله عنه، ولذلك حار الشيعة كثيراً في هذا الزواج ، وما عرفوا له مخرجاً إلى أن جاء أحدهم فزعم أنه لما جاء عمر يخطب أم كلثوم بنت علي حار علي في أمره ثم دعا امرأة من الجن فجاءته، فقال لها: إن عمر قد طلب ابنتي أم كلثوم، فتزوجيه أنت. فتشكلت الجنية بشكل أم كلثوم ثم تزوجها عمر . وأخفى علي أم كلثوم طول هذه المدة حتى مات عمر. فلما مات جاءت الجنية فأخذت ميراثها من عمر ثم انصرفت وأخرج علي أم كلثوم.
ولعمر من أم كلثوم من الأولاد زيد وحفصة الصغرى وهي غير حفصة أم المؤمنين.
وأم كلثوم رضي الله عنها قتل زوجها عمر في صلاة الفجر، ثم قتل أبوها علي وهو خارج لصلاة الفجر ولذلك كانت تقول: ما لي ولصلاة الغداة [ تعني صلاة الفجر ] قتل زوجي في صلاة الغداة وقتل أبي في صلاة الغداة.(1/37)
وكذلك روي عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: أتي عمر بامرأة قد تعلقت برجل من الأنصار كانت تهواه ولم تقدر عليه، فذهبت وأخذت بيضة وصبت البياض على ثيابها وبين فخذيها ثم قالت: زنا بي هذا الرجل. فقال عمر لعلي: ماذا ترى؟ فنظر علي إلى بياض على ثوب المرأة وبين فخذيها، ثم حكم بأنه بياض بيض. أعلي كرم الله وجهه ينظر بين فخذي امرأة غريبة عنه؟ هذا والله أعظم الطعن فيه. ( بحار الأنوار40/303 ) .
2- محمد بن علي الباقر :
عن عبيد الله الدابغي قال: دخلت حماماً في المدينة فإذ شيخ كبير وهو قيِّم الحمام [ يعني المسؤول عنه والحمام يعني الحمامات العامة ]، فقلت: يا شيخ لمن هذا [ يعني الحمام ] ؟ قال: لأبي جعفر؟ قلت: كان يدخله؟ قال: نعم. قلت: كيف كان يصنع؟ قال: كان يدخل فيبدأ فيطلي عانته وما يليها، ثم يلُف على طرف إحليله [ يعني الذكر ] ويدعوني فأطلي سائر بدنه. فقلت له يوما: الذي تكره أن أراه قد رأيته. فقال: كلا إن النورة سترته ( الكافي 6/497 ) .
3- جعفر الصادق:
وعن زرارة قال: سألت أبا عبد الله يعني جعفر الصادق عن التشهد؟ فأجاب. فقال زرارة: فلما خرجت ضرطت في لحيتي وقلت: لا يفلح أبداً ( الكشي142 ) .
عن ابن أبي يعقوب قال: خرجت إلى السواد [ العراق ] أطلب دراهم للحج ونحن جماعة وفينا أبو بصير المرادي، قلت له: يا أبا بصير اتق الله وحج في مالك فإنك ذو مالٍ كثير. فقال: اسكت، فلو كانت الدنيا وقعت على صاحبك لاشتمل عليها بكسائه [ يعني جعفر الصادق ].
وأبو بصير وزرارة هذان من كبار رواة الشيعة.
عن أبي عبد الله قال: زرارة وأبو بصير ومحمد بن مسلم وبريد من الذين قال تعالى: ( والسابقون السابقون أولئك المقربون ) ( الكشي124 ) .
4- موسى بن جعفر [ الكاظم ]:(1/38)
قال شعيب: دخلت على أبي الحسن [ يعني موسى الكاظم ] فقلت له: امرأة تزوجت ولها زوج؟ قال: ترجم المرأة ولا شيء على الرجل. قال: فلقيت أبا بصير فقلت له [ يعني هذه الفتوى ] . فمسح على صدره، وقال: ما أظن صاحبنا تناها حكمه بعد. ( الكشي153 ) .
بعد هذا كله لنا أن نسأل: من هم أتباع آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هم محبوهم؟.
ومما يدل على محبة أهل السنة لآل البيت ومحبتهم لأهل السنة ما وقع بينهم من المصاهرات وتسمية الأولاد.
المصاهرات :
أولهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
تزوج عائشة بنت أبي بكر الصديق، وهي من تيم.
وتزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب، وهي من بني عدي.
وتزوج أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، وهي من بني أمية.
وزوَّج ابنته رقية من عثمان بن عفان، وهو من بني أمية.
فلما توفيت زوجه أختها أم كلثوم.
وزوج ابنته زينب للعاص بن الربيع وهو من بني عبد شمس بن عبد مناف.
وعلي بن أبي طالب زوج ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب. ( الكافي5/346 ) .
وتزوج علي أرملة أبي بكر الصديق أسماء بنت عميس. ( سير أعلام النبلاء).
وتزوج علي أيضًا أمامة بنت العاص بن الربيع، بعد أن توفيت خالتها فاطمة.
ومحمد بن علي بن الحسين الباقر تزوج أم فروة بنت القاسم بن محمد ابن أبي بكر الصديق، وكان جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الصادق يقول: ولدني أبو بكر مرتين ( سير أعلام النبلاء6/255 ) .
وأمه أم فروه بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وجدته أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.
وأبان بن عثمان بن عفان تزوج أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. ( الشيعة وأهل البيت141 ) .
وسكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب تزوجها مصعب بن الزبير بن العوام. ( طبقات ابن سعد5/183 ) . وغير هذا كثير.
تسمية الأولاد:
لعلي بن أبي طالب من الأولاد: أبو بكر وعمر وعثمان. ( كشف الغمة في معرفة الأئمة 2/67 ) .(1/39)
وللحسن بن علي من الأولاد: أبو بكر. ( كشف الغمة2/198) .
ولعلي بن الحسن من الأولاد: عمر. ( كشف الغمة 2/302 ) .
ولموسى بن جعفر من الأولاد: عمر وعائشة. ( كشف الغمة3/29) .
المبحث الثامن
المهدي المنتظر عند الرافضة ؟
يؤمن أهل السنة بما جاء في الأحاديث الصحيحة أنه سيظهر في آخر الأمة محمد بن عبد الله المهدي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يملك سبع سنين من نسل فاطمة رضي الله عنها .
لكن الرافضة لهم مهدي آخر هو غير مهدي أهل السنة .
فهم يعتقدون أن الحسن العسكري حين مات كان له ولد غاب في سرداب سامراء وهم ينتظرون خروجه إلى الآن .
ومن المؤكد تاريخيا أن الحسن العسكري حين مات لم يكن له عقب حتى جاء في الكافي أن ميراثه قد قسم بين أمه وأخيه جعفر ( الكافي 1 / 503 ) .
من الغريب أن الرافضة يقولون لا بد من وجود إمام معصوم في كل عصر يقود الأمة سياسيا ودينيا وأن ذلك ضرورة لا بد منها ثم يزعمون أنه غائب منذ أكثر من ألف ومائة سنة فما هذا التناقض الصارخ .
ومن دلائل كذب هذا المعتقد أن هذا المهدي المزعوم لا تعرف أمه وقد اختلفوا في سنة ولادته اختلافا كبيرا واختلفوا في مدة حمله وكيفية ولادته .
فقيل إن أمه : جارية اسمها سوسن وقيل جارية اسمها نرجس ، وقالوا : جارية اسمها صيقل ، وقالوا جارية اسمها مليكة ، وقالوا : جارية اسمها خمط، وقالوا : جارية اسمها حكيمة ، وقالوا : جارية اسمها ريحانة ، وقيل : هي أمة سوداء ، وقيل :هي امرأة حرة اسمها مريم ....
وقيل ولد بعد وفاة أبيه بثمانية أشهر ، وقيل ولد قبل وفاة أبيه سنة 252، وقيل ولد سنة255 ،وقيل ولد سنة 256 ، وقيل ولد سنة 257 ، وقيل ولد في 8 من ذي القعدة ، وقيل ولد في 8 من شعبان ، وقيل ولد في 15 من شعبان ،وقيل ولد في 15 من رمضان .
وقيل حملت به في بطنها كما يحمل سائر النساء ، وقيل حملته في جنبها ليس كسائر النساء .(1/40)
وقيل ولدته أمه من فرجها كسائر النساء ، وقيل ولدته من فخذها على غير عادة النساء .
ولنا سؤال : لماذا لم يخرج المهدي إلى الآن ؟؟
كما هو معلوم ، عمر المهدي الآن سبع وستون ومئة وألف سنة ( 1167 سنة ) لمَ لم يخرج إلى الآن ؟ أجابوا بأجوبة كثيرة على هذا التساؤل منها : قالوا إنه خائف ، وهذا عليه أغلبهم إلى الآن ، ولذلك من أسمائه أو من ألقابه الخائف .
قال الطوسي : لا علة تمنع من ظهوره إلا خوفه على نفسه من القتل ؛ لأنه لو كان غير ذلك لما جاز له الاستتار . ( الغيبة ص 203 ) .
قلت : أولا : إن كان الخوف من القتل يمنعه من الظهور فعليه ألا يظهر أبدا ، لأن العداوة والحقد من طبع البشر دائما قال تعالى(( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً)) (الفرقان:31) .
ثانيا : لمَ لم يغب الأنبياء والمرسلون ، والأئمة السابقون ، كيف وقد نص كثير من علماء الشيعة على أن جميع أئمتهم ماتوا إما مسمومين أو مقتولين، وهل أعداءه إلا أعداء آبائه ، كلهم كانوا يموتون مسمومين أو مقتولين ، لماذا لم يخافوا ؟ لماذا لم يختفوا ؟ لماذا هو الوحيد الذي يخاف ، وهو الوحيد الذي يختفي ؟
ثالثا : إن نظرية الخوف بعيدة جداً عن أخلاق أهل البيت ، وحبهم للشهادة في سبيل الله ،خاصة وقد علم المهدي أنه يعيش إلى أن ينزل عيسى عليه السلام ، وأنه لا يقدر أحد على قتله حتى يملأ الأرض عدلا ، ثم هل قاهر الأعداء ومزلزل الدول يخاف كل هذا الخوف ؟؟
هذا لا شك كلام باطل ، والاختفاء مناف تماما لمنصب الإمامة ، الذي مبناه على الشجاعة والإقدام فهلا خرج وصبر حتى يكون الظفر .
رابعا : نقول قامت دول شيعية كثيرة كالفاطمية والبويهية والقرامطة والصفوية والبهلوية و الخمينية وغيرها ، فلمَ لم يخرج ؟ فيأنسوا بطلعته، ويطمأنوا بصدق الوعد ، ويستفيدوا من علمه ، ثم إذا زالت دولتهم أو ضعفت ، غاب مرة أخرى .(1/41)
خامسا : لا نعرف سببا مقنعا للخوف الذي من أجله غاب الإمام المهدي، ما عٌلم أنهم أرادوا قتله أو غير ذلك ، كله كذب لا حقيقة له.
سادسا : كيف يخاف ؟ وقد رووا عن الرضا أنه قال : إن القائم إذا خرج، كان في سن الشيوخ ومنظر الشباب ، قويا في بدنه حتى لو مد يده : إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها ، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها يكون معه عصا موسى وخاتم سليمان …… هل مثل هذا يخاف؟.
ولك أن تسأل الرافضي إذا كان عمر المهدي الآن 1167 سنة ، فهل تزوج أم هو أعزب إلى الآن ، وهل يجوز أن يبقى أعزب طوال هذه المدة ( 1167 سنة ) !! ، وإذا كان تزوج هل هي معمرة مثله أم كل 50 سنة يتزوج واحدة جديدة غير الأولى ؟ وهل عنده أولاد ؟ وهل هم معمرون ؟ أسئلة كثيرة تحتاج إلى جواب .
إذا خرج المهدي ماذا سيفعل ؟
فيما يتعلق بأعمال المهدي وإنجازاته عند ظهوره يعتقد الرافضة ما يلي:
أنه يأتي بقرآن جديد . عن أبي عبد الله قال : لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد ، على العرب شديد ( كتاب الغيبة للنعماني ص 102 ) .
وعن علي رضي الله عنه قال : كأني أنظر إلى الشيعة ، قد بنوا الخيام بمسجد الكوفة ، جلسوا يعلمون الناس القرآن الجديد ( الأنوار النعمانية 2 / 95 ) .
يقيم الحد على أم المؤمنين عائشة : عن أبي جعفر قال : أما لو قام قائمنا، وردت إليه الحميراء ، حتى يجلدها الحد وحتى ينتقم لابنة محمد فاطمة . ( بحار الأنوار 52 /314 ).
يخُرج أبا بكر وعمر من قبريهما ويصلبهما ويحرقهما ( الأنوار النعمانية 2 /85 ).
يبعثه الله نقمة : عن أبي جعفر قال : إن الله بعث محمداً رحمة ، وبعث القائم نقمة . ( بحار الأنوار 52 /315 ) ,(1/42)
يقتل ذراري قتلة الحسين : قيل للرضا : يا ابن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق أنه قال : إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين بفعل آبائها ، قال : هو كذلك ، قلت : وقول الله تعالى ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) قال ذراري قتلة الحسين يرضون بفعال آبائهم ويفتخرون بها .
المهدي حريص على قتل العرب : عن أبي عبدالله قال : ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح …. نزعة فارسية ( الأنوار العمانية 52/ 349 ).
وعن أبي عبدالله قال : اتق العرب ، فإن لهم خبر سوء أما أنه لم يخرج مع القائم منهم أحد ( بحار الأنوار 52 / 333 ).
وعن أبي عبدالله قال : إذا قام القائم من آل محمد ! [ انظروا إلى هؤلاء الذين يعظمون آل بيت النبي ويعظمون قريشاً ] أقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم ، ثم أقام خمسمائة مئة فضرب أعناقهم ، ثم خمسمائة حتى يفعل ذلك ست مرات . قيل أو يبلغ عدد هؤلاء هذا قال : لا هم ومواليهم ..... حتى تمشى القضية !!
عن أبي جعفر قال : لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه ، مما يقتل من الناس ، أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف حتى يقول كثير من الناس ليس هذا من آل محمد ، لو كان من آل محمد لرحم . ( بحار الأنوار 52/ 354 ).
هذا الفعل موافق لقول الله تبارك وتعالى ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ) هذه هي المودة في قربى النبي - صلى الله عليه وسلم ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ).
فعقيدة المهدي المنتظر عند الرافضة من نسج الخيال وهوس العقول نسأل العافية والسلامة .
المبحث التاسع
طعن الرافضة في شرف النبي صلى الله عليه وسلم(1/43)
قال القمي في تفسيره لقوله تعالى : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) (التحريم:10).
قال : والله ما عنا بقوله " فخانتاهما " إلا الفاحشة [ لكنه لا يتكلم عن امرأة لوط وامرأة نوح ] وإنما يتكلم عن عائشة وحفصة ولهذا قال: وليقيمن الحد على عائشة ، وكان طلحة يحبها فلما أرادت أن تخرج إلى البصرة قال لها فلان لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم ، فتزوجت طلحة.
وقال رجب البرسي ( في مشارق أنوار اليقين صفحة 86 ) : إن عائشة جمعت أربعين دينارا من خيانة وفرقتها على مبغضي على .
وقد مر بكم أنها نامت مع على في فراش واحد ، وفي كتاب ( بحار الأنوار) : أن عليا جاء إلى النبي وهو جالس عند عائشة فجلس على فخذ عائشة وقالت له عائشة : يا علي أما وجدت لاستك غير فخذي.
وهذا العياشي في تفسيره لقول الله تبارك وتعالى ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل ) (آل عمران 144 ).
قال : بالسند عن جعفر الصادق: تدرون مات النبي أو قتل ، إن الله يقول ( أفإن مات أو قتل ) فسم قبل الموت إنهما سقتاه قبل الموت السم. يقصد عائشة وحفصة .
إن الطعن في زوجات النبي ووصف عائشة بما برأها الله منه في سورة النور هو طعن في رسول الله إذ أن زوج العاهرة يكون ديوثا عياذا بالله تعالى .
وهذا من التشابه بين اليهود والرافضة فكما اتهم اليهود مريم العذراء بالزنا اتهم الرافضة عائشة الصديقة بنت الصديق بالزنا .
المبحث العاشر
فوائد متنوعة
اعلم رعاك الله ما يلي :
ـ إذا كان الصحابة قبلوا وصية أبي بكر لعمر في الخلافة فكيف لا يقبلون وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي لو كان الأمر كما يزعمون .(1/44)
ـ عدم وصية أبي بكر لابنه ، ولا عمر لابنه في الخلافة ، وعدم نهبهما لأموال الدولة ، وما قاما به من الجهاد ونصر للإسلام وفتح للبلدان ، دليل على أنهما ليسا كما يدعي الرافضة .
ـ الرافضة يعيبون على الدولة الأموية أنها جعلت الخلافة وراثية وهم يدعون أنها وراثية وأن النبي جعلها وراثية في نسله .
ـ كون عليا بايع أبا بكر وعمر وعثمان وسمى أولاده بأسمائهم وزوج ابنته أم كلثوم لعمر يجتث مذهب الرافضة من جذوره ، لو كانوا يعقلون .
- لم يكن عند أبي بكر دنيا يسوقها إلى الصحابة ولا عشيرة قوية يهابونها فما الذي يحملهم على بيع آخرتهم من أجل دنياه ، وما الذي منعهم من بيعة علي لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى له كما يزعمون مع أنهم بايعوه عند مقتل عثمان فما الذي غيرهم ؟! .
ـ الذين قتلوا الحسين كلهم من الشيعة من أهل الكوفة موطن التشيع ومعقله لم يشارك في قتله أحد غيرهم .
ـ تنازل الحسن بن علي بالخلافة لمعاوية ومبايعته له دليل قاطع على بطلان مذهب الرافضة إذ كيف يتنازل الحسن عن منصب إلهي هو مثل النبوة أو أعظم وكيف يتنازل بالخلافة لكافر فلو أن مسلما جعل الخليفة على المسلمين كافرا لكان أعظم خائن للأمة .
ـ إن مبايعة الحسين لمعاوية عشرين سنة وطاعته له وعدم خروجه عليه تبطل دعواهم أن معاوية كان كافرا وأن الحسين هو الإمام المعصوم .
من كذب الرافضة ما يلي :
ـ أن الرسول أوصى بالخلافة لعلي في غدير خم (1). والحديث في صحيح مسلم وليس فيه ذكر للخلافة . وغدير خم يبعد عن مكة أكثر من 250 كيلو فلو أراد الرسول أن يوصي لعلي لأوصى له في عرفات لا بعد أن يتفرق الحجيج .
__________
(1) انظر التفصيل في حقبة من التاريخ للشيخ عثمان الخميس ص 191-197 .(1/45)
ـ أن النبي كان يريد أن يوصي لعلي بالخلافة في حديث الكتاب (1). وهذا مجرد دعوى بلا دليل والدعوى لا يعجر عنها أحد ، والبينة على المدعي ، والرافضة يزعمون أن الرسول أوصى لعلي في غدير خم وقبل ذلك أيضا ، ثم يقولون أراد أن يوصي له في حديث الكتاب ولم يوص فما هذا التناقض؟!.
ـ أن الرسول قال : أنا مدينة العلم وعلي بابها . وهذا كذب على رسول الله ، والعلم بحر وليس مدينة وهذا الحديث يعني أن النبي لم يرسل إلى الناس كافة إنما أرسل إلى علي وعلي هو الذي أرسل إلى الناس كافة ثم هو لم يذكر باقي الأئمة الذين يعتقد الرافضة بعصمتهم وأن الدين لا يؤخذ إلا من جهتهم .
ـ أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : لعن الله من تخلف عن جيش أسامة (2). هذا كذب على رسول الله ، وأبو بكر لم يكن في جيش أسامة أما عمر فقد استأذن أبو بكر أسامة في عدم خروجه معه لحاجته إليه فأذن له .
ـ أن آية الولاية (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)) (المائدة:55)
نزلت في علي (3) وهذا لا يصح ، وسياق الآية وسباقها وألفاظها تدل قطعا على أنها أمر من الله بترك موالاة الكفار وجعل الولاء أي المحبة والنصرة للمؤمنين .
ـ أن قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش )) أخرجه مسلم . المقصود به الأئمة المعصومون عندهم (4). هكذا زعم الرافضة بدون أي دليل ، وألفاظ الحديث تدل على بطلان هذا الزعم من وجوه عديدة منها ما يلي :
أن الرسول قال : من قريش ولم يقل من أولاد علي .
__________
(1) انظر حقبة من التاريخ ص 180-182 و كشف الجاني ص77-81 .
(2) انظر التفصيل في حقبة من التاريخ ص 169-170.
(3) انظر التفصيل في حقبة من التاريخ ص 202-205 .
(4) انظر التفصيل في حقبة من التاريخ ص 215-217 .(1/46)
أن الرسول أخبر أنهم يتولون أمر الأمة .
والاثنا عشر الذين يعتقد الرافضة بعصمتهم وأنهم أفضل من الأنبياء لم يتول منهم الخلافة سوى علي والحسن ستة أشهر رضي الله عنهم . وخبر الرسول لا يمكن أن يكون كذبا .
ـ أن آية التطهير آية 33 في سورة الأحزاب ، ليست في زوجات النبي(1) وسياقها وسباقها يدل دلالة قطعية أن المراد بها زوجات النبي اللاتي يطعن بههن الرافضة قبحهم الله .
ـ أن الأحاديث التي وردت عند أهل السنة في فضل علي والحسن والحسين كحديث المباهلة والمنزلة تدل على عصمتهم وأنهم الخلفاء بعد الرسول مباشرة وأن الصحابة اغتصبوا منهم الخلافة هذا من كذب الرافضة وضلالهم فالأحاديث الواردة لا تدل على ذلك بل هي تبين فضل علي والحسن والحسين وهذا الذي يؤمن به أهل السنة وليس فيها ما يدل على أنه الخليفة بعد رسول الله وأنه أفضل من الأنبياء الذين ملأ الله كتابه بذكرهم والثناء عليهم وبيان أفضليتهم قال تعالى :
(( وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ، وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلّاً هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ،وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ، وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلّاً فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ) (الأنعام:83-86).
هذا ما تيسر لي جمعه ، من ردود شيخي الفاضل عثمان الخميس رفع الله درجته مع الاختصار والتصرف وقليل من الزيادة ، سائلا المولى أن ينفع به إخواني المسلمين ويدخر لي ثوابه يوم الدين ! .
وسبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .
كتبه غالب الساقي
__________
(1) انظر حقبة من التاريخ 197-202 .(1/47)
25/صفر/1428
الفهرس
المقدمة ص 3 .
المبحث الأول : آيات قرآنية تثني على الصحابة ص 5 .
المبحث الثاني : من هم الشيعة الإمامية ص 10 .
المبحث الثالث : هل يوثق بمصادر الرافضة ؟ ص 12 .
المبحث الرابع : التحذير من أخبار يحتج بها الرافضة ص 27 .
المبحث الخامس : تاريخ الرافضة وموقفهم من أهل السنة ص 29
المبحث السادس : ما هو نكاح المتعة وما حكمه عند الرافضة ؟ ص 34 .
المبحث السابع : الرافضة وآل البيت ص 44 .
المبحث الثامن : المهدي المنتظر عند الرافضة ص 57 .
المبحث التاسع : طعن الرافضة في شرف النبي ص 62 .
المبحث العاشر : فوائد متنوعة ص 64 .(1/48)