طحن مفتريات العلمانيين
(1)
وفاء سلطان والجهل المستنير
مجموعة مقالات في الرد على المرتدة وفاء سلطان
أبوحسام الدين الطرفاوي
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102)[آل عمران آية: (102)]
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1)[النساء آية: (1)]
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71)[الأحزاب آية: (70،71)]
أما بعد
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ، وخير الهدي هدي محمد ( وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
فهذه مجموعة مقالات كنت قد كتبتها ونشرتها على صفحات الإنترنت في بعض المنتديات الحرة والمنتديات الإسلامية في الرد على أحد أذناب الغرب ممن تنصلوا من عروبتهم وموطنهم ، وسلخوا جدلهم ، ولبسوا جلود غيرهم ، وخلعوا ربقة الإسلام من أعناقهم ظنا منهم أنهم بهذا العمل يصفق لهم الناس ، وينالوا الشهرة والمال ، وأن هذا هو التحضر والتمدن ، وأمثال هؤلاء تراهم مصابين بأمراض مزمنة من الصعب التخلص منها .
منها : أمراض الحقد والغل على المسلمين
ومنها : مرض حب الشهرة
ومنها : مرض حب المال والجاه
ومنها : مرض حب المخالفة(1/1)
ومنها : مرض الجهل المركب (التعالم )
ومنها : مرض الخوف من الغير فيعمل على ما يوافقه ويعتقد أنه يعمل حقا .
وغير ذلك من الأمراض التي تؤدي بالإنسان إلى الهلاك .
وهذا هو المنهج الذي اتخذه العلمانيين العرب الذين هاجروا إلى بلاد الكفر ، ليس لنشر عقيدتهم الإسلامية الصحيحة ، أو الدفاع عن أوطانهم ، أو ابتغاء العلم الذي ينفع بلادهم !! وإنما لغرض في نفوسهم ومرض هم يعيشون فيه .
فالعلمانية في بلاد الإسلام تتخذ عقيدة التقية ، فه يحاولون أن يرهنوا للناس أنهم مسلمون ومتمسكون بإسلامهم ؛ ويحاولون أن يغيروا مفاهيم الإسلام الصحيحة بما يوافق هواهم ، دون اللجوء إلى الطعن المباشر ، إلا إذا سنحت لهم الفرصة فإنهم ينقضون انقضاض الضبع الخائن الذي يحوم حول طعام غيره ، فإذا سنحت له الفرصة لم يدعها طرفة عين .
أما إذا تركوا بلادهم وهاجروا إلى بلاد الكفر التي تحمي كفرهم ! فإنهم ذئاب جوعى لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة .
ولكن كما قال الله تعالى : (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (التوبة:32)
ومثل هؤلاء ذباب لا يضر شيئا ، وإنما يزعج فقط ، ولأجل ذلك الرد عليهم من باب تنظيف الأفنية منهم ، وحتى لا يظن مريض أنهم على حق في ذلك . ولو عاشر من يسمع لهؤلاء أو تقرب منه لرآه على حقيقته البغيضة . وحقارته وانتهازيته وفراغه الداخلي .
فكانت هذه السلسلة التي ابتدئها بهذه المهووسة الصرصارة .
فأسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقني إلى ما يحب ويرضى إنه ولي ذلك والقادر عليه .
أبوحسام الدين الطرفاوي
سيف النصر علي عيسى
المنيا ـ سمالوط ـ طرفا
هاتف : 0867741213
بريد الكتروني : saefnaser@yahoo.com
مشرف موقع التصفية السلفي : www.altasfia.com
المقالة الأولى
وفاء سلطان وسرطان الحقد على الإسلام
أبوحسام الدين الطرفاوي(1/2)
لقد سمعت في برنامج قناة الجزيرة المسمى "بالاتجاه المعاكس " والذي يديره الدكتور فيصل القاسم . وكانت الحلقة عن الإرهاب وعلاقة الإسلام بالإرهاب ، وكانت طرفي الحوار الدكتور محمد بن أحمد الجزائري ، والدكتورة وفاء سلطان السورية الأصل الأمريكية المشرب والعقيدة .
وفي الحقيقة كان كلام الدكتور محمد رصينا ، ويحمل في طياته دماثة الخلق والأدب في الحوار ، لكن كان موقف وفاء سلطان يحمل في طياته الحقد كل الحقد على الإسلام وأهله ، ليس الأمر عندها يتوقف على محاربة الإرهاب ؛ بل محاربة الإسلام ، رغم أنه تكذب وتقول : أنا لا أحارب الإسلام ولكن أحارب الإرهاب ؛ ثم هي تقول : إن الذي صنع صدام حسين هي الخمس سنوات الأولى من حياته التي تربي فيها على الإرهاب وتعاليم الإرهاب .
وهي بذلك تقصد أنه أبوه وأمه أشرباه تعاليم الإسلام ، وهذا بالطبع واقع كل مسلم يولد بين أبوين مسلمين أن يربياه على حب الإسلام وعلى شعائر الإسلام .فإذا كان هذا هو حال صدام حسين فأيضا هذا هو حالها فهما سواء ، فكيف صار صدام حسين إرهابيا ـ على حد قولها ـ وصارت هي قديسة في محراب السلام ـ أيضا على حد فهما ـ أهي صارت حمامة السلام عندما ارتمت في أحضان أمريكا !! وهي تبذل قصارى جهدها حتى ترضي الإدارة الأمريكية ، وليس إلا على حساب الإسلام ـ وصار صدام حسين عدوا إرهابيا عندما عاند الأمريكيان وخرج عن طاعتهم ؟!! ألا يكفيها تصريحات الفيل الأمريكي كولن بول أخيرا أن حربهم على صدام لأجل أسلحة الدمار ارتكز على معلومات خاطئة !!(1/3)
ولقد وقعت الدكتورة وفاء عن قصد أو جهل في تناقض وهل مركب خطير ، لقد قلبت عندها الحقائق فصار الصحيح خطأ والخطأ صحيح ، وصار الباطل حقا والحق باطل ، ولا عجب في ذلك فقد أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك فقال يأتي على الناس سنوات خدَّاعات يخون فيها الأمين ويؤتمن فيه الخائن ، ويصدق فيها الكاذب ويكذب الصادق وينطق فيها الرويبضة . قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟
قال : السفيه يتكلم في أمر العامة .
فها هي تصدق الكاذب وتخون الأمين وتهرف بما لا تعرف . لقد تكلمت وفاء سلطان عن الفتوحات الإسلامية على أساس أنها مثال للعنف والإرهاب ، ونست أن هذه الفتوحات قد رحب بها المظلومون في شتى البقاع . نست أن هذه الفتوحات لم تقم يوما على الغدر ؛ وإنما قامت على الصدق وإعطاء العدو حقه في الدفاع عن نفسه ، فكان الجيش لا يغير على بلد إلا بعد أن ينذر أهلها ثلاثة أيام ، وكان يعرض عليهم عروضا ، فكان العرض على الوثني إما أن يدخل في هذا الدين طواعية وباختيار فله ما للمسلمين وعليه ما عليهم ، وإما الحرب دفاعا عن عقيدته ودينه بشرف . وأما أهل الكتاب فكان هناك عرض ثالث ، ألا وهو الجزية ويترك يمارس شعائره ، وهذه الجزية هي أقل بقليل من الضرائب التي تفرض على الشعوب اليوم قهرا وظلما ، هي جزية مقابل أن لا يدخل في صفوف الجيش ، مقابل حمايته وحماية أمواله وأهله وأرضه ، فهل الضرائب اليوم فيها نفس المميزات ، والله إن الكثير من المسلمين يتمنون مميزات الجزية عن قهر الضرائب .
وكان قتال المسلمين لأعدائهم لا يكون إلا لمن يرفع السلاح عليهم ممن يقدر على ذلك ، فلا يقتل شيخا كبيرا ولا امرأة ولا طفلا صغيرا ، ولا عابدا ، ولا مسالم .(1/4)
هذا هو شأن الفتح الإسلامي . فقولي لي : هل فعل الصليبيون في المسلمين في الأندلس مثل ما فعل بهم المسلمين ؟ التاريخ يذكر أنه شتان بين هؤلاء وهؤلاء ، فالمسلمون جعلوها حضارة ، أما هؤلاء فمحاكم التفتيش خير شاهد عليهم .
هل فعل الأسبان والبرتغال بالهنود الحمر مثلما فعل المسلمون بأهل البلاد التي فتحوها . شتان بين ذلك وإليك هذه الحقائق :
((يقول المؤرخ الفرنسي الشهير (( مارسيل باتييون )) أن مؤلف كتابنا ((برتولومي دي لاس كازاس )) أهم شخصية في تاريخ القارة الأمريكية بعد مكتشفها (( كر يستوف كولومبوس )) وأنه ربما كان الشخصية التاريخية التي تستأهل الاهتمام في عصر اجتياح المسيحيين الأسبان لهذه البلاد. ولولا هذا المطران الكاهن الثائر على مسيحية عصره وما ارتكبه من فظائع ومذابح في القارة الأمريكية لضاع جزء كبير من تاريخ البشرية. فإذا كان كولومبوس قد اكتشف لنا القارة , فان برتولومي هو الشاهد الوحيد الباقي على أنه كانت في هذه القارة عشرات الملايين من البشر الذين أفناهم الغزاة بوحشية لا يستطيع أن يقف أمامها لا مستنكرا لها , شاكا في إنسانية البشر الذين ارتكبوها ))(1/5)
ولد (( برتولومي دي لاس كازاس )) عام 1474 م في قشتالة الأسبانية , من أسرة اشتهرت بالتجارة البحرية. وكان والده قد رافق كولومبوس في رحلته الثانية إلى العالم الجديد عام 1493 م أي في السنة التالية لسقوط غر ناطة وسقوط الأقنعة عن وجوه الملوك الأسبان والكنيسة الغربية. كذلك فقد عاد أبوه مع كولومبوس بصحبة عبد هندي فتعرف برتولومي على هذا العبد القادم من بلاد الهند الجديدة. بذلك بدأت قصته مع بلاد الهند وأهلها وهو ما يزال صبيا في قشتاله يشاهد ما يرتكبه الأسبان من فضائع بالمسلمين وما يريقونه من دمهم وإنسانيتهم في العالم الجديد. لقد جرى الدميان بالخبر اليقين أمام عيني هذا الراهب الثائر على أخلاق أمته ورجال كنيستها , وبعثات تبشيرها : دم المسلمين ودم الهنود , سكان القارة الأمريكية.
كانوا يسمون المجازر عقابا وتأديبا لبسط الهيبة وترويع الناس, كانت سياسة الاجتياح المسيحي : أول ما يفعلونه عندما يدخلون قرية أو مدينة هو ارتكاب مجزرة مخيفة فيها.. مجزرة ترتجف منها أوصال هذه النعاج المرهفة)).
وانه كثيرا ما كان يصف لك القاتل والمبشر في مشهد واحد فلا تعرف من تحزن : أمن مشهد القاتل وهو يذبح ضحيته أو يحرقها أو يطعمها للكلاب , أم من مشهد المبشر الذي تراه خائفا من أن تلفظ الضحية أنفاسها قبل أن يتكرم عليها بالعماد , فيركض إليها لاهثا يجرجر أذيال جبته وغلاظته وثقل دمه لينصرها بعد أن نضج جسدها بالنار أو اغتسلت بدمها , أو التهمت الكلاب نصف أحشائها.(1/6)
إن العقل الجسور والخيال الجموح ليعجزان عن الفهم والإحاطة , فإبادة عشرات الملايين من البشر في فترة لا تتجاوز الخمسين سنة هول لم تأت به كوارث الطبيعة. ثم إن كوارث الطبيعة تقتل بطريقة واحدة . أما المسيحيون الأسبان فكانوا يتفننون ويبتدعون ويتسلون بعذاب البشر وقتلهم . كانوا يجرون الرضيع من بين يدي أمه ويلوحون به في الهواء, ثم يخبطون رأسه بالصخر أو بجذوع الشجر , أو يقذفون به إلى أبعد ما يستطيعون. وإذا جاعت كلابهم قطعوا لها أطراف أول طفل هندي يلقونه , ورموه إلى أشداقها ثم أتبعوها بباقي الجسد. وكانوا يقتلون الطفل ويشوونه من أجل أن يأكلوا لحم كفيه وقدميه قائلين : أنها أشهى لحم الإنسان.
رأى لاس كازاس كل ذلك بعينيه , وأرسل الرسائل المتعددة إلى ملك أسبانيا يستعطفه ويسترحمه ويطالبه بوقف عذاب هؤلاء البشر. وكانت آذان الملك الأسباني لا تسمع إلا رنين الذهب. ولماذا يشفق الملك على بشر تفصله عنهم آلاف الأميال من بحر الظلمات ما دامت جرائم عسكره ورهبانه في داخل أسبانيا لا تقل فظاعة عن جرائم عسكره ورهبانه في العالم الجديد؟ كان الأسبان باسم الدين المسيحي الذي يبرأ منه المسيح عليه السلام , يسفكون دم الأندلسيين المسلمين الذين ألقوا سلاحهم وتجردوا من وسائل الدفاع عن حياتهم وحرماتهم . وكان تنكيلهم بهم لا يقل وحشية عن تنكيلهم بهنود العالم الجديد. لقد ظلوا يسومون المسلمين أنواع العذاب والتنكيل والقهر والفتك طوال مائة سنة فلم يبق من الملايين الثلاثة والثلاثين (حسبما ذكر الكتاب) مسلم واحد , كما ساموا الهنود تعذيبا وفتكا واستأصلوهم من الوجود. كانت محاكم التفتيش التي تطارد المسلمين وتفتك بهم , ورجال التبشير الذين يطاردون الهنود ويفتكون بهم من طينة واحدة(1/7)
إن أحدا لا يعلم كم عدد الهنود الذين أبادهم الأسبان المسيحيين , ثمة من يقول انه مائتا مليون, ومنهم من يقول انهم أكثر . أما لاس كازاس فيعتقد أنهم مليار من البشر , ومهما كان الرقم فقد كانت تنبض بحياتهم قارة أكبر من أوروبا بسبعة عشر مرة , وها قد صاروا الآن أثرا بعد عين.
أما المسيحيون فعاقبوهم بمذابح لم تعرف في تاريخ الشعوب. كانوا يدخلون على القرى فلا يتركون طفلا أو حاملا أو امرأة تلد إلا ويبقرون بطونهم ويقطعون أوصالهم كما يقطعون الخراف في الحظيرة. وكانوا يراهنون على من يشق رجلا بطعنة سكين , أو يقطع رأسه أو يدلق أحشاءه بضربة سيف.
كانوا ينتزعون الرضع من أمهاتهم ويمسكونهم من أقدامهم ويرطمون رؤوسهم بالصخور . أو يلقون بهم في الأنهار ضاحكين ساخرين. وحين يسقط في الماء يقولون: ((عجبا انه يختلج)). كانوا يسفدون الطفل وأمه بالسيف وينصبون مشانق طويلة , ينظمونها مجموعة مجموعة , كل مجموعة ثلاث عشر مشنوقا , ثم يشعلون النار ويحرقونهم أحياء . وهناك من كان يربط الأجساد بالقش اليابس ويشعل فيها النار.
كانت فنون التعذيب لديهم أنواعا منوعة. بعضهم كان يلتقط الأحياء فيقطع أيديهم قطعا ناقصا لتبدو كأنها معلقة بأجسادهم, ثم يقول لهم : (( هيا احملوا الرسائل)) أي : هيا أذيعوا الخبر بين أولئك الذين هربوا إلى الغابات. أما أسياد الهنود ونبلاؤهم فكانوا يقتلون بأن تصنع لهم مشواة من القضبان يضعون فوقها المذراة, ثم يربط هؤلاء المساكين بها, وتوقد تحتهم نار هادئة من أجل أن يحتضروا ببطء وسط العذاب والألم والأنين.
ولقد شاهدت مرة أربعة من هؤلاء الأسياد فوق المشواة. وبما انهم يصرخون صراخا شديدا أزعج مفوض الشرطة الأسبانية الذي كان نائما ( أعرف اسمه , بل أعرف أسرته في قشتاله) فقد وضعوا في حلوقهم قطعا من الخشب أخرستهم , ثم أضرموا النار الهادئة تحتهم.(1/8)
رأيت ذلك بنفسي , ورأيت فظائع ارتكبها المسيحيون أبشع منها. أما الذين هربوا إلى الغابات وذرى الجبال بعيدا عن هذه الوحوش الضارية فقد روض لهم المسيحيون كلابا سلوقية شرسة لحقت بهم, وكانت كلما رأت واحدا منهم انقضت عليه ومزقته وافترسته كما تفترس الخنزير. وحين كان الهنود يقتلون مسيحيا دفاعا عن أنفسهم كان المسيحيون يبيدون مائة منهم لأنهم يعتقدون أن حياة المسيحي بحياة مائة هندي أحمر.
هذا غيض من فيض ، وهل الفظائع التي ارتكبها الصرب في حق المسلمين في البوسنة لا تعد جرائم حرب وليس إرهابا فحسب ، وهل الذي فعله استالين النصراني بالمسلمين في دول الكمنولث من تشريد وقتل وإبادة وتهجير يعد سلاما ؟
وهل الذي فعل الأمريكان باليابانيين العزل في هيروشيما ونجزاكي لا يعد جريمة عظمى وقد كانوا قهروا أمام الجيش ؟
وهل الذي فعله الأمريكان في فيتنام لا يعد إرهابا أو جريمة ؟
وهل الذي فعله الأمريكان بالأفغان فلم يفرقوا بين طفل وامرأة وشيخا كبيرا لا يعد جريمة ، مع العلم أنهم لم يستطيعوا مواجهة الأسود الكاسرة .
هل ما فعله الأمريكان في العراق لا يعد من أكبر الجرائم ؟ وهذا لا يخفى على أحد وقد اعترفوا أنهم كانوا مخطئين في ذلك ، ومع هذا يصروا . وفضيحة سجن أبو غريب وغيرها من الفضائح ، أهذا كله لا يكفي أم أن قلبك قد طمس عليه فأصبحت لا تري إلا من يطعمك خبزا .
لماذا تحملين الإسلام وتاريخ الإسلام أخطاء أفراد قد انحرفوا عن تعاليم الإسلام كما انحرفت أنت وأمثالك ، فهم ظالمون لشعوبهم ، فتخرج الشعوب ظالمة لدينها أمثالك أنت . إن الحكومات العربية والإسلامية اليوم هي مثلك تربت على موائد الغرب وأفكار الغرب ، فأصبحوا يتملقوا الغرب كما تتملقينه أنت ، ويقبلون الأقدام كما تقبلينها أنت نظير أن يبقوا في كراسيهم ، ومن أجل أن تبقي أنت وأمثالك في ترف وبذخ على حساب الكرامة والخلق والدين .(1/9)
إن التاريخ النصراني تاريخ أسود مملوء بالدماء والظلم ، ولو كانوا أهل علم لما عاشوا في ظلام في حين أن الدولة الإسلامية تعيش في حضارة وازدهار .
إن وصفك للدكتور أحمد أنه وحش كاسر ، وصف حق يراد به باطل ، فهو إنسان مع من بقي على إنسانيته حتى ولو خالفه في دينه ، ووحش كاسر ـ ليث قاهر على من فقد إنسانيته لأجل فتات من الخبز العفن ، الذي لا يسمن ولا يغني من جوع .
لقد وقعت في التناقض حتى في مقالك ، في حين أنك تعتذري عن كلمتك في اللقاء "اخرس" وربما نلتمس لك عذرا لكن في مقالك كلمات : همجي ، وحش ، أحمق ، ونباح ، وزعيق ، جنونه ،أهذه هي الدمنة ؟!! سبحانك ربي على الانتكاسة العمياء
نحن نقول لك أيتها الدكتورة : عودي إلى حظيرة الإسلام فإن الله سبحانه وتعالى واسع المغفرة ، وهو يقبل توبة التائبين كما قال تعالى : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر:53)
وأخيرا : إن دين الله سيسود الأرض رضي الناس أم أبوا ، فعلينا أن نكون مع الحق ، ولا نكون مع الباطل . والله الموفق .
وكتبه : أبوحسام الدين الطرفاوي
saefnaser@yahoo.com
وفاء سلطان جاهلة
أبوحسام الدين الطرفاوي
إن الجهل داء خطير إذا استحكم في الإنسان ، وخاصة لو صار هذا الجهل مركبا ، وهو المفهوم من قلب الحقائق ، وكما قيل في أنواع الناس : رجل يدري ويدري أنه يدري فهذا عالم فاسألوه
ـ ورجل يدري ولا يدري أنه يدري فهذا غافل فنبهوه
ـ ورجل لا يدري ويدري أه لا يدري فهذا جاهل فعلموه
ـ ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فهذا أحمق فتركوه .
وفاء سلطان من القسم الأخير . ولذلك هي تكرر دائما اسمها في مقالاتها ، والعالم لا يقول عن نفسه أنه عالم ، وإنما يقول عنه الناس ذلك ؛ لكنها تحاول أن تفرض نفسها في أكثر من مقولة :(1/10)
(أنا خبيرة بالتعاليم الإسلامية)
وتقول : (وقد استجاب الله لدعواه وأرسل له وفاء سلطان لكي تريه الحق حقا والباطل باطلا بإلقائها الضوء على بعض تلك الأمور التي قد تهمّ هؤلاء الشيوخ.) ـ وهذا طرف من مقال كتبته عن علماء السعودية ـ
وغير ذلك من الألفاظ التي تعظم نفسها وترفع من شأن نفسها كما الحشرة التي لا يراها الناس فتحدث صوتا مزعجا لتقول أنا هنا !
في أحداث لندن كتبت مقالا تهاجم فيه الإسلام والمسلمين فقالت :
(براين روداك قائد شرطة لندن ردّ على الحدث بتصريحه:
"لا يمكن ربط الانفجارات بالمسلمين، إنّ الإسلام والإرهاب كلمتان لا تلتقيان لأن مبادئ الدين الإسلامي ضدّ الإرهاب وقتل الأبرياء. من يؤمن بالإسلام لا يؤمن بالإرهاب . نحن نعتبر هذه الانفجارات إرهابية وليست إسلامية ".
لا أستطيع أن أتصور السيّد روداك كقائد شرطة أشهر مدينة في العالم بنظامها البوليسي من حيث الدقّة وحسن التأهيل، لا أستطيع أن أتصوره معتوها إلى الحدّ الذي يعقل أن يعني عنده ما صرّح به!)
سبحان الله العظيم حتى إنصاف الناس للإسلام تعتبره عته !
لهذا الحد وصلت درجة الحقد والغل على الإسلام ؟
ثم تقول :
( لا نعتقد أن السيّد روداك جاهلا إلى الحدّ الذي يمكن أن ننعته بالأميّة عندما نحاول أن نقيّم مدى إلمامه واطلاعه على مصادر الفكر الإسلامي والقرآن.
ولا نعتقد أنه غبيّا إلى الحدّ الذي لا يفهم عنده ما تتضمنه الآية القرآنية التي تقول:
"فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب.." (محمد 47 : 4) أو الأخرى التي تقول : "قاتلوهُمْ يعذِّبْهُمُ الله بأَيديكُم وَيُخْزِهِمْ ويَنصُرْكُمْ عليهِمْ ويَشْفِ صدورَ قومٍ مؤْمنين" التوبة 9 : 14) أو تلك التي تقول : "فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم وأحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد.."(التوبة 9 : 5) )(1/11)
ونقول : هذا هو الجهل بعينه ؛ لأنها لو كانت تعلم حقا ، أو خبيرة بالتعاليم الإسلامية لعلمت أن هذه الآيات تشريعية لها ضوابط ولها وضع تطبق فيه :
فالقتال شرع في الإسلام على ثلاث مراحل :
المرحلة الأولى : وهي مرحلة الصفح والعفو عندما يكون المسلم مغلوبا على أمره ، فعليه أن يتحمل أذى الأعداء ، وهذا التشريع في منتهى الحكمة ، حتى لا تهلك الأنفس هباء منثورا دون فائدة ، ولا تصل دعوة الإسلام إلى أكبر عدد من الناس ، وهذه هي الغاية من الجهاد .
قال تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً) (النساء:77)
المرحلة الثانية وهي مرحلة الدفاع عن النفس ضد من يغير عليهم من أهل الكفر : وهذا هو الحق الطبيعي لكل إنسان ، ولا يختلف على ذلك من البشر اثنان ولا ينتطح فيه عنزان ، ولا يختلف عليه حتى الحيوانات . فكل يملك وسيلة للدفاع عن نفسه خلقها الله فيه .
قال تعالى : (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة:190)
وقال تعالى : ( وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)(التوبة: من الآية36)
وقال تعالى : ( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)(البقرة: من الآية194)(1/12)
وقال تعالى : ( وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(المائدة: من الآية2)
فهذا هو جهاد الدفع وهو مشروط بعدم الاعتداء ، فهل تجدين دستورا في الدنيا فيه مثل هذه الحكمة حتى في القتال ، وإن الإنسان مسؤول
عن تصرفاته ، ولا يعلق تصرفاته الخاطئة بالشرع إن وقع منه اعتداء .
المرحلة الثالثة : وهي جهاد الطلب :
وهذه المرحلة لها هدفان :
الهدف الأول : تأمين الحدود الإسلامية من طغيان الطاغيين
والهدف الثاني : نشر دين الله في الأرض ، وإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده دون إكراه في الدين قال تعالى : (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:256)
وتخليص الناس من ظلم الطاغين من البشر الذي يسمونهم سوء العذاب .
ومن أجل ذلك قبل كل الناس دعوة الإسلام ودخلوا فيه طواعية ، وقاتلوا في صفه ونشروه في الآفاق .
ولذلك لم يكن في التاريخ وقعة واحدة حدث فيها تذمر على المسلمين ولا الإسلام ، ومن يقول غير ذلك فعليه بالدليل .
ـ أما عما يدور بعقلها الفاسد في الآيات الأخرى فهي تبع لهذه المراحل الثلاثة .
أما في كيفية القتال فهناك شروط :
الشرط الأول : دعوة أهل الكتاب من اليهود والنصارى ( وادخل العلماء المجوس في حكمهم ) إلى ثلاث خصال : إما الإسلام وحينئذ لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم .
والثانية : دفع الجزية نظير ترك على دينه وحماية أهله وماله وعرضه .
والثالثة : إذا لم يقبل بواحدة من الاثنتين فالحرب ، وفي الحرب ينذر ثلاث أيام حتى يستعد(1/13)
الشرط الثاني : أن لا يأتي الناس على حين غرة ؛ فالغدر محرم بالإسلام حتى ولو كان كافرا .
الشرط الثالث : يحرم على المسلمين قتل طفل أو امرأة أو شيخا عجوز أو عابد أو من لا يحمل سلاحا .
الشرط الرابع : يحرم على المسلمين أن يقطعوا شجرة ولا يفسدوا زرعا ، ولا يقتلوا حيوانا إلا إذا كان يعوقهم دون الوصول إلى أعدائهم .
قال تعالى : (قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) (التوبة:29)(1/14)
روى مسلم في صحيحه (1731) عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ثُمَّ قَالَ : اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُوا وَلا تَغُلُّوا وَلا تَغْدِرُوا وَلا تَمْثُلُوا وَلا تَقْتُلُوا وَلِيدًا وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلاثِ خِصَالٍ أَوْ خِلالٍ فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلامِ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَلَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ فَإِنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللَّهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَلا يَكُونُ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ شَيْءٌ إِلا أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمْ الْجِزْيَةَ فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَقَاتِلْهُمْ وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ فَلا تَجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَلا ذِمَّةَ نَبِيِّهِ وَلَكِنْ اجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَصْحَابِكَ فَإِنَّكُمْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ أَصْحَابِكُمْ أَهْوَنُ(1/15)
مِنْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ ، وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ فَلا تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ ؛ وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِكَ فَإِنَّكَ لا تَدْرِي أَتُصِيبُ حُكْمَ اللَّهِ فِيهِمْ أَمْ لا .
وروى البخاري (3014) عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ امْرَأَةً وُجِدَتْ فِي بَعْضِ مَغَازِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْتُولَةً فَأَنْكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتْلَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ .
ـ أما قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:123)
فهي تضاف على حسب المراحل الثلاثة ، ولها أحكامها .
وبعد ذلك أن تعاليم الإسلام لا تقتصر على هذه الآيات ، فالقتال جزء من الجهاد ، والجهاد مراتب :
جهاد النفس وله أربعة مراتب :
جهادها في تعلم العلم ، ثم جهادها في العمل بهذا العلم ، ثم جهادها في الدعوة إلى هذا العلم ، ثم جهادها في الصبر على كل ذلك وأذى الناس .
والمرتبة الثانية : جهاد الشيطان سواء في الاعتداء على الغير أو في الانغماس في الذنوب والمعاصي ، أو في الكفر بالله . وسد كل الطرق التي تخدم أغراضه.(1/16)
والمرتبة الثالثة : جهاد المنافقين والعصاة والمنحرفين من هذه الأمة وهذا خاص بكل صاحب سلطة في مكانه ، فمدير المدرسة يقوم بمقاومة الانحراف من الطلاب ، ومن التقاعس عن العمل من العمال والمدرسين ، ومدير المصنع يفعل ذلك ، ومدير أي مصلحة حكومية عليه أن يمنع ما هو مخل بالنظام العام والرشاوي والفساد ، وكذلك الوزير والغفير وكل في مكانه ، وكذلك المرأة في بيتها والرجل في بيته ، وهكذا . وأظن أن الشرطة وقوات الأمن في كل البلاد لأجل ذلك ، والقوانين وضعت لأجل منع الفساد .
وكذلك جهاد المنافقين الذين ينتهكون حرمات الدين باللسان والقلم والقلب هو من سلطات كل مسلم .
والمرتبة الرابعة : وهي جهاد الكفار وهو بحسب ما ذكرنا من المراتب ، وكل الحكومات له جيش يدافع عنها ضد أي غزو خارجي .
فلإسلام لم يكن نشاذا عن الطبيعة العامة ؛ ولكنه هذب كل ذلك بحيث لا يقع ظلم على أحد . أما كون البعض أو الأكثر يتركون ما هو حق من الشرع ويتبعون هواهم سواء كان في ظلم آخرين أو غير ذلك فلا يجعل ذلك ذريعة في الطعن في الإسلام .
كل هذه الأحكام أنا متأكد لو أن وفاء سلطان تعلمها جيدا لما تفوهت بكلمة واحدة ضده . لكن قاتل الله الجهل فإنه يقتل صاحبه .
ـ كلام أهل الغرب في الإسلام
ومما يثبت جهل هذه الفاجرة أنها خالفت كل المنصفين من الأوربين والأمريكان للإسلام وهو علماء في شتى المجالات ، وكثير منهم قد دخل في هذا الدين عن طواعية منه دون إجبار من أحد .
وإليك جملة من أقوال هؤلاء :
1 ـ يقول برناردشو الفيلسوف المعروف :
إن الرجل العالم يميل بطبعه إلى الإسلام ، لأنه الدين الوحيد الذي ينظر إلى أمور الدنيا والآخرة سواء .
وقال أيضا :
إني اعتقد أن رجلا كمحمد لو تسلم زمام الحكم المطلق في العالم أجمع لتم له النجاح في حكمه ، ولقاده إلى الخير ، ولحل مشاكله على وجه يكفل للعالم السلام والسعادة المنشودة .(1/17)
2 ـ وقال المؤرخ الكبير "جوستاف لوبون " عن القرآن :
حسب هذا الكتاب جلالة ومجدا أن الأربعة عشر قرنا التي مرت عليه لم تستطع أن تجفف ولو بعض الشئ من أسلوبه الذي لا يزال غضا . كأن عهده وعهد رسالته بالوجود أمس .
وقال : إن العرب هم سبب انتشار المدنية في بلاد أوربا .
3 ـ قال الشاعر لامارتين :
إن محمدا أقل من إله واعظم من إنسان عادي ، أي إنه نبي .
4 ـ ويقول الشاعر الألماني جيته :
إذا كان هذا هو الإسلام فنحن جميعا ندين بالإسلام
5 ـ يقول المستشرق جيبون :
إن الشريعة المحمدية تشمل الناس جميعا في أحكامها ، من أعظم ملك إلى أقل صعلوك . فهي شريعة حيكت بأحكم منوال لا يوجد مثله قط في العالم .
6 ـ وقال لوتروب الأمريكي :
إن دين الإسلام دين العدل والمساواة .
7 ـ وقال نابليون بونابرت :
الإسلام شعب حديث السيرة بالمدنية
8 ـ وقال المؤرخ ديكنز :
إن الإسلام ساد لأنه خير نظام اجتماعي وسياسي استطاعت الأيام تقديمه .
9 ـ يقول مرسيل بوازار الفرنسي :
إن الإسلام يخاطب الرجال والنساء على السواء ويعاملهم بطريقة (شبه متساوية) وتهدف الشريعة الإسلامية بشكل عام إلى غاية متميزة هي الحماية ، ويقدم التشريع للمرأة تعريفات دقيقة عما لها من حقوق ويبدي اهتماما شديدا بضمانها . فالقرآن والسنة يحضان على معاملة المرأة بعدل ورفق وعطف , وقد أدخلا مفهوما اشد خلقية عن الزواج , وسعيا أخيرا إلى رفع وضع المؤمنة بمنحها عددا من الطموحات القانونية . أمام القانون و الملكية الخاصة الشخصية , والإرث .
10 ـ ويقول لويس سيديو الفرنسي(1/18)
إن القرآن, وهو دستور المسلمين , رفع شأن المرأة بدلا من خفضه..فجعل حصة البنت في الميراث تعدل نصف حصة أخيها مع أن البنات كن لا يرثن في زمن الجاهلية .."وهو" و إن جعل الرجال قوامين على النساء بين أن للمرأة حق رعاية والحماية على زوجها. وأراد ألا تكون الأيامى جزءا من ميراث رب الأسرة فأوجب أن يأخذن ما يحتجن إليه مدة سنة وان يقيض مهورهن وان ينلن نصيبا من أموال المتوفى .
11 ـ وقال مارش الأمريكي :
لقد لاحظت أن المشكلات (العائلية التي يعانى منها الغرب ) لا وجود لها بين الأسرة المسلمة التي تنعم بالسلام والهناء وكذلك الحب فلا الزوج ولا زوجته في ظل الإسلام يعرفان شيئا عن موعد العشاق ومودة الصديقات السائدين هذه الأيام في الأقطار غير الإسلامية . لقد أحببت هذا الجانب من الحياة الإسلامية حبا كثيرا , لأنه يمنح الزوج والزوجة والأبناء ما لا بد لهم عنه من حب وإخلاص وسلام يعمر حياتهم . وليس ذلك فحسب بل بفضل هذا الإخلاص في العلاقات الزوجية بين المسلمين , هم واثقون أن أبناءهم حقا من صلبهم غير دخلاء عليهم . وهذا مفقود في المجتمعات الأخرى .
هذا غيض من فيض ولو تتبعنا كلام النصفين من الغرب عن الإسلام لجاء في مجلدات .
ووفاء سلطان بالطبع تجهل كل هذا ، وهم بحسب قولها في البريطاني أنهم معتوهون ! فأين العقول ؟
التعاليم النصرانية التي تحض على القتل وتجهلها هذه الفاجرة :
1 ـ في إنجيل متي :
34لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لأَجْعَلَ الإِنْسَانَ عَلَى خِلاَفٍ مَعَ أَبِيهِ، وَالْبِنْتَ مَعَ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ مَعَ حَمَاتِهَا. 36وَهَكَذَا يَصِيرُ أَعْدَاءَ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ.
فأين المحبة والسلام التي يدعو إليها أصحاب هذا الدين ، فإن هم فعلوا ذلك فقد خالفوا تعاليم المسيح .
2 ـ في سفر حزقيال :(1/19)
5 و قال لاولئك في سمعي اعبروا في المدينة وراءه و اضربوا لا تشفق اعينكم و لا تعفوا
الشيخ و الشاب و العذراء و الطفل و النساء اقتلوا للهلاك و لا تقربوا من انسان عليه السمة و ابتدئوا من مقدسي فابتداوا بالرجال الشيوخ الذين امام البيت 7 و قال لهم نجسوا البيت و املاوا الدور قتلى اخرجوا فخرجوا و قتلوا في المدينة
3 ـ وفي سفر العدد
فالان اقتلوا كل ذكر من الأطفال و كل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها (عد 31 : 17)
4 ـ وفي سفر صمويل :
فالان اذهب و اضرب عماليق و حرموا كل ما له و لا تعف عنهم بل اقتل رجلا و امراة طفلا و رضيعا بقرا و غنما جملا و حمارا (1صم 15 ـ توجد لفظة أقتل واقتلهم بيصغة الأمر في الكتاب المقدس عندهم أكثر من خمسة وعشرين مرة ،
16 ـ توجد كلمة قاتل في الكتاب المقدس مائة وخمس عشرة مرة كلمة قاتلوا ومشتقاتها
17 ـ وفي سفر عاموس
رايت السيد قائما على المذبح فقال اضرب تاج العمود حتى ترجف الاعتاب و كسرها على رؤوس جميعهم فاقتل اخرهم بالسيف لا يهرب منهم هارب و لا يفلت منهم ناج (عا 9 : 1)
وتعترف وفاء سلطان بجهلها وهي تدافع عن اليهود والنصارى ، وتاريخهم أسود بينهم وكلها تحمل طابع الدين .
فكيف تحكم على شئ تجهله ؟! فأين العقول ؟
وللحديث بقية
أبو حسام الدين الطرفاوي
وفاء سلطان مريضة نفسيا
أبو حسام الدين الطرفاوي
ونواصل سلسلة طحن مفتريات المرتدة وفاء سلطان ، السورية الجنسية الأمريكية الصنع ، فنثبت لكل القراء أنها مريضة نفسيا وتحتاج إلى علاج روحي ، لذلك هي تعيش نوعا من الهلوسة ، فلا تدري ما تقول ، ولا تستطيع أن تفرق بين الحبيب وبين العدو إلا من خلال لقمة العيش ، تماما كالكلب الغير وفي الذي يترك صاحبه لأجل أنه وجد عند آخر طعاما أفضل ، فهي تعيش لجسدها وشهواتها وملذاتها وليس لعقلها وذكاء روحها ، ضحك الرجل الغريب على الكلب ببضع لقيمات زيادة ليستخدمه فيما بعد في نهش صاحبه القديم وعضه .(1/20)
نست هذه الدكتورة أنها أتمت تعليمها في سوريا مجانا ، وعاشت أكثر حياتها في كنف هذا البلد وتربت على ترابه ، ومن أجل زيادة في الطعام والحرية ، ونست أن المحن هي التي تصنع الإنسان القوي الذي يتغلب على الصعاب ، وليس الهروب هو الحل ، إذا كان النظام في سوريا نظاما طاغيا استبداديا ـ على حد قولها ـ وقد ظلمها في بعض الحقوق فهل تنسى أنها تربت على تراب هذا الوطن وأكلت من خيراته ؟ ! أتجحده لأجل موقف أو موقفان أو مواقف فعل بها ، وإليك أخي القارئ القصة التي روتها وتحتج بها على ظلم عشرة ملايين نسمة فقالت :
الأمريكيّ لا يعرف "عيد الضبعة" أمّا أنا فأعرفه جيدا!
ولذلك لا يعرف الأمريكي قيمة الحياة بعيدا عن هذه الضبعة. وفاء سلطان تعرفها!
من هو عيد الضبعة؟
إنه اسم حقيقي لوحش بشريّ حقيقي!
كان في أوائل الثمانينيات رئيسا للديوان في وزارة الصحّة في مدينة دمشق.
نعم اسمه عيد الضبعة! وكان في حقيقة الأمر ضبعة من العيار الثقيل!
كنت زمنها طبيبة أشتغل بعقد عمل مع مديريّة الصحة في مدينة اللاذقية . وكان علينا نحن الأطباء العاملين بعقود أن نسافر مع انتهاء كل عام إلى دمشق كي نقوم بتجديد العقد في الوزارة. وكان السفر يكلّفني ـ على الأقلّ ـ راتب شهر.
فأجور الطريق، ناهيك عن المبيت يوم أو يومين في العاصمة وثمن طوابع العقد تلتهم راتبا بكامله.
تركت طفليّ يوما بحضانة أمي وسافرت مع زوجي إلى العاصمة كيّ نجدد العقد قبل نهاية العام وإلاّ سيتوقف الراتب.
ورغم ضآلة هذا الراتب، كأعلى راتب شريف في المجتمع، كان يسدّ بعض الرمق ويحمي من الموت جوعا.(1/21)
وصلنا العاصمة ومكثنا هناك ثلاثة أيام ننتظر حضرة الوزير كي يعود من إحدى سفراته إلى الخارج. في اليوم الثالث وفي نهاية الدوام تكرّم حضرته بالتوقيع على العقد فركضت به كالمجنونة إلى الديوان كي أسجله قبل أن ينتهي الدوام، لأفاجئ برئيسه يقول: تحتاجين إلى طوابع بقيمة ثلاثمائة ليرة سورية!ـ ومن أين باستطاعتي شراء تلك الطوابع؟
ـ من كشك الطوابع في مبني الوزارة ولكنّه مغلق الآن وعليك أن تعودي غدا!
ـ دخيلك طفلتي لم تبلغ بعد شهرها الثالث ومضى على غيابي عنها ثلاثة أيام. أنا في أشدّ القلق!
رقّ قلب الضبعة على هذه الأمّ المضّطربة فردّ: اسمعي! شفقة عليك، ليس إلاّ، سأسمح لك أن توقعي العقد بعد أن تدفعي قيمة الطوابع وسأشتريهم لك غدا وألصقهم بنفسي!
كدّت من شدة فرحتي وامتناني أن أقبّل يده.
عدت أدراجي إلى أولادي وأنا أدعو إلى الله بأن يوفق كلّ الوحوش إكراما لتلك الضبعة التي أكرمتني .
لم تنته المأساة بعد عودتي بل ، على العكس، كانت في بدايتها!
انتهى الشهر الأول من العام ولم يصل راتبي الهزيل من العاصمة!
لا أحد في مديريّة صحّة اللاذقيّة يعرف السبب، لكنّ المحاسب واساني ناصحا بضرورة الانتظار شهرا آخر فرواتب الأطباء المتعاقدين تتأخر أحيانا.
مضى الشهر الثاني ثم الثالث ثم الرابع وأنا على أحرّ من الجمر!
شحّت ثلاجتنا واهترأ حذاء مازن ، ولم نعد قادرين أن ندفع تكاليف السفر مرّة أخرى إلى العاصمة كي نعرف السبب!
بعت خاتما ذهبيا كانت أمي قد قدمته لي كهديّة في عرسي، وتوجهّت على الفور إلى محطة باصات دمشق لأتعلق بإحداها.
ـ أستاذ عيد! رواتبي لمدة أربعة أشهر لم تصل!
رمقني بنظرة ازدراء من تحت نظارتيه الغليظتين ثم راح يبحبش في أرشفه متظاهرا بالجديّة.
سحب أوراق عقدي متسائلا : لم تلصقي عليه الطوابع المطلوبة ولذلك لم نتمكّن من تصديقه!
ـ أستاذي الكريم! ألا تذكرني؟ لقد وقعت العقد منذ أربعة أشهر ودفعت لك ثمن الطوابع!(1/22)
تجهّم وجهه: أنا لست بائع طوابع يا سيدتي ، أنا رئيس الديوان!
وخوفا من أن أنتظر أربعة أشهر أخرى قابلته بابتسامة: يبدو أن ذاكرتي قد خانتني هذه المرّة!
ثمّ عدت إلى مكتبه بعض قليل وبحوذتي طوابعا بقيمة ثلاثمائة ليرة سوريّة.
لقد ألتهمت الضبعة خاتمي الذهبي وراتبا آخر من رواتبي!
في طريقي من دمشق إلى اللاذقية، توقفت في منطقة "العريضة" حيث تكثر مواد التهريب القادمة من لبنان ويكثر المهرّبون واشتريت بما تبقى من هديّة أمي علبة حليب نيدو لفرح وصندوق راحة حلقوم لمازن.
نمت وزوجي تلك الليلة على الطوى .
في أمريكا لا يوجد ضباع تلتهم رواتب الناس لذلك لا يعرف الأمريكيّ الفرق. وفي العالم العربي الإٍسلامي تنهش الضباع لحوم البشر ولذلك تعرف وفاء سلطان الفرق.
ألا يحق لها أن تكون أمريكيّة أكثر من الأمريكيّ نفسه؟!! انتهى كلامها .
ونسأل بالله عليكم : ألا يوجد في شتى بقاع العالم أمثال هذا الضبعة ؟ الذي تحدثت عنه لا يحوي غير قلب قاسي ، وأكل أموال الناس بالباطل ، ألا يوجد في أمريكا ملايين مثل هذا الضبعة ؟! وأفلامهم السينمائية وصحفهم القومية تعج بالشكوى من فساد كبار المسؤولين في البلاد ، أفلامهم التسجيلية تتحدث عن فساد هنا وهناك ، وعن ظلم هنا وهناك ، هل يقول قادة الأمريكان الحقيقة للأمريكان في الحروب الطاحنة الغير شرعية دوليا ، جثث الأمريكان بالآلف ومع ذلك حقيقة ممنوع تدوالها .
لماذا يمنع الأمريكان محطات الفضائيات ورجال الصحافة من نقل أحداث العراق وأفغانستان كما هو الواقع ؟ أليس هذا حجب الحقيقة عن العالم ؟ ! أليس هذا حجب حقيقة القتل والإرهاب التي يمارسها الأمريكان ضد المدنيين العزل ؟
موقف أو موقفان وقع معها في أكثر من ربع قرن يغير مواقف الإنسان تجاه أمة بأسرها ؟ أليس هذا مرض عضال ؟ تحتاج وفاء سلطان أن تشفى منه ؟(1/23)
ـ امرأة تحب الشهرة وتحب العظمة والتعالي على خلق الله لكنها لم تجد هذا بلدها فشنت أبشع حروب الظلم على كل المسلمين والإسلام .
ووالله لو قامت السلطات السورية بعمل تكريم لهذه المرأة وإعطائها منصب في الوزارة لقالت شعرا في سوريا والحكومات العربية والإسلامية ؟ ولو حبوها ببعض المال تكريما ؛لكن شفاء من مرضها ؛ ولكن حكومة سوريا لم يكن لديهم حنكة النبي صلى الله عليه وسلم حين تعامل مع المنافقين وأعطاهم المال كي يكف شرهم عن المسلمين
وفاء سلطان متناقضة الشخصية :
فهذه المرأة تعيش بأكثر من شخصية ، وهذا بالطبع في علم النفس مرض ، بل ومرض خطير ؛ لأن به المريض يقلب الحقائق ، فمرة يجعل الحق باطلا والباطل حقا ، ومرة يتردد بين هذا وذاك ، ومرة لا يعرف الحق من الباطل فيحتار .
وإليك أمثلة :
1 ـ وفاء سلطان تدعو إلى المدنية والتحضر والأخلاق فتقول :
(لم تكن كلمة "اخرس" التي تفوّهت بها في نهاية اللقاء من شيمي.)
انظر يرحمك الله إلى هذا التناقض ؛ فإذا كان المرأ ليس من شيمته شئ فكيف يأتيه ؟ سبحان الله الذي تكفر به خائنة سلطان .
ثم تزيد هذا التناقض فتقول : (ولكنّها خبطة حذاء اضطررت ، غصبا عنّي ، أن أهرس بها ذبابة أصرّت حتى اللحظة الأخيرة على إزعاجي!)
وكما يقولون : اعتذار أقبح من ذنب .
إن كلمة اخرس أهون من خبطة حذاء وكلمة ذبابة ، هل هذه هي تعاليم أمريكا يا أصحاب التنوير ؟
ثم تقول بعدها مباشرة وترجع في تناقضها : (أعتذر من جميع المشاهدين الذين أزعجتهم كلمتي هذه فالإنسان ليس إلها!)
فهل تعتذر من القراء على هذه الألفاظ التي كتبتها بعيدا عن الانفعال ؟
وإذا كانت تعتبر كل مسلم إرهابي ؛ فلماذا تعتذر ؟ أم هي تعتذر لليهود والنصارى والهندوس والشيوعيين أمثالها ؟
وهي تصف الإله بالتقديس والنزاهة من الخطأ ، ومع ذلك تطعن فيه ؛ فكيف ذلك ؟(1/24)
أنا أقول لكل قارئ : اعرض هذه السطور على طبيب نفسي خبير وسوف تأتيك النتيجة أن صاحب هذه السطور مريض مرض عضال .
2 ـ قالت هذه الواهمة عن الدكتور أحمد : (لم يتعلم هذا الوحش في حياته أن يحاور إلاّ بالسيف، ولذلك عندما وجد نفسه مجردا أمام الناس منه لجأ إلى لسانه الداشر كي يقوم مقامه! )
أليس هذا مرض آخر من أمراض الوهم ، هل رأت الدكتور أحمد يمسك سيفا في يوم ما ثم نسيه عندما تحاور معها فاستعمل لسانه ؟
أم أنها توهمت ظلما ـ كما هي عادتها ـ بيده سيفا يقتل هنا وهناك ؟
هذا ضرب آخر من التخبط ومحاولة اللعب بالألفاظ لكن للأسف لا تجيد هي هذا الشأن فتحاول أن تكون ، كالطفل الذي يحاول أن يستعجل البلوغ فيعمد إلى خط شارب في وجهه فيشوه منظر نفسه بنفسه !
3 ـ قالت وهي تحاول أن تداري خيبتها : (حتى جاءت نتائج الاستطلاع لتفاجئني بأنّ 36% من المشاهدين صوّتوا لصالحي!
هل يدري هذا المعتوه وأمثاله ما معنى أن يصوّت لصالحي 36% من سكان العالم العربي خلال الدقائق الأولى التي سمعوني بها؟ّ!!
هل يستطيع أن يعي الرسالة التي حملتها له تلك النتيجة؟!!
حتّى الأمس القريب كان العالم العربيّ، بأغلبيته الساحقة المسلمة، يعيش داخل زجاجة. وكان إنسان هذا الوطن يؤمن بأنّ القرضاوي أكثر علما من انشتاين!!
في لحظة مواجهة مع الحقيقة انقلب 36% من ناسه على تعاليمهم وكفروا بكتبهم وصرخوا بأعلى صوتهم: صدقت وفاء سلطان!
إنّه تطور، في اعتقادي، أسرع من سرعة الصوت!)
فإن الذي أبدوا بآرائهم من كلا الطرفين هم مسلمون يحترمون الإسلام ، ويأبوا أن تكون الهمجية له بديلا . لكنها وجهات نظر لا علاقة لها بكفر ولا إيمان ، فإذا كنت اعتقد أن ما يجرى من بعض المسلمين هنا أو هناك بسبب دوافع دينية فلأني أعتقد أنه جهاد ضد طغيان أمريكا والأعداء شرقا وغربا .(1/25)
وإذا كنت اعتقد أن وراء ذلك دوافع سياسية فلأن العالم صار مسرحا القوى صاحب الكلمة فيحاول هؤلاء أن تكون لهم كلمة .
ـ وأمر آخر ما علاقة القرضاوي بأنشتاين هذا ؟ فهذا له مجال وذاك له مجال ، ولا يمنع الإسلام الاستفادة من الكافر إذا كان عنده خير ، لكنها تحاول أن تداري خيبتها ؛ لأن الجميع الذين صوتوا ليسوا في صالحها ، وكلهم يمقتونها . فهي تطعن في دينهم الذي هو حياتهم .
وهذا أيضا نوع من مرض الوهم الذي خلفه الجهل المركب الذي تعيش فيه هذه المرأة .
4 ـ تقول هذه المعتوهة : (نعم أنا أمريكيّة أكثر من الأمريكيّ نفسه!
فالذي يولد في النار يعرف قيمة الجنة أكثر مما يعرفها الذي ولد فيها!
أنا أعرف قيمة أمريكا أكثر مما يعرفها أيّ مواطن أمريكي آخر.)
وهذا دلالة أكيدة على المرض الذي تعيش فيه هذه المرأة ؛ لأن الذي ينكر بلده الذي تربى فيه أكثر من ربع قرن ولا يحن إليه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون له مبدأ ولا كرامة ولا كلمة لأي بلد آخر وإن ادعاه .
كونها تعرف أمريكا أكثر من أي أمريكي هذا نوع من الخيال الذي تعيش فيه هذه المرأة ؛ لأنه لا يصدقها حتى الحيوانات في ذلك ففي أمريكا ملايين يعرفون أمريكا أكثر منها بكثير .
فهل يكفي هذا في مقال واحد إثبات مرض وفاء سلطان ؟ وأنها تحتاج إلى سنوات من العلاج كي تشفى منه ، أم انه مرض عضال لا يخرج ؟
5 ـ وإليك أخي القارئ هذه الصاعقة من مقال لها بعنوان (الوطن ليس أرضاً وذكريات.. بل هو الإنسان! (4) ) : (خطورة المرض التي ينطوي عليها هذا الاضطراب النفسي تكمن في أن المصاب به يبدو طبيعيّا أثناء الحديث وفي تصرفاته وسلوكه إلى درجة لا تثير لدى الآخرين أية رغبة لمواجهة المريض وإحالته إلى الجهات المعنيّة بعلاجه.
تتشكّل لدى المريض قناعة مطلقة بأنّه عظيم وبأنّ الآخرين يسعون لإيذائه والحطّ من عظمته. ويدافع عن قناعته هذه حتى عندما تواجهه بكلّ البراهين التي تثبت عدم صحّة تلك القناعة.(1/26)
عدم الثقة بالآخرين يدفع المريض لتركيز كلّ حواسه على تصرفات الناس من حوله وتفسير كل حركة لهم بطريقة تخدم قناعاته. يبني من الحبة الصغيرة جبلا كبيرا كأن يدّعي عندما يرى شخصا يلوح يده عن بعد بأنّ هذا الشخص يشير اليه ويتكلم للآخرين عنه، وقد يذهب أبعد من ذلك فيدّعي أنه يخطط لقتله.
هذه الأوهام التي يعيشها المصاب بالبارانويا تجعل منه شخصا شكّاكا عنيدا غاضبا عدوانيّا وناقما على الآخرين.
تؤكّد معظم الدراسات في الطبّ النفسي وعلم النفس على أن العوامل التي تلعب دورا في الإمراضيّة هي عوامل نفسيّة واجتماعية تتعلق بنشأة المريض والطريقة التي تربّى عليها، أكثر مما هي أسباب بيولوجيّة تتعلق بجسده من الناحيّة التشريحيّة والكيمائيّة والوظيفيّة.)
فقل لي بربك من الحاقد الناقم على الآخرين ، إنها هي تنفث جام حقدها وحسدها وغضبها على الإسلام وأهله ؛ لأنها فقدت الثقة فيمن حولها كما صرحت هي بذلك بكلامها عن الضبعة ؛ لذلك تراها عدوانية شرسة ناحية المسلمين والإسلام ، ولو كانت سليمة صحيحة لكانت إيجابية متفاهمة تذكر الحسنات كما تذكر السيئات ، لكنها امرأة كما ذكر رسولنا الكريم : إذا أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا قالت : لم أرى منك خيرا قط ) فهي شخصية شكاكة وعنيدة غاضبة عدوانية على الإسلام والمسلمين .
فهي تشخص مرضها وتبحث له عن دواء وأسأل الله تبارك وتعالى أن تجده حتى يكفينا شرها ومرضها الخبيث .
وللحديث بقية
أبو حسام الدن الطرفاوي
وفاء سلطان مرتدة
أبوحسام الدين الطرفاوي
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله
وبعد :(1/27)
لقد قرأت مقالي الدكتورة الخارجة عن وطنها ودينها المنكرة لهما ، وتلبس ثوب الإلحاد رغبة في رضى أسيادها من الأمريكان اليهود والنصارى ، هذان المقالان هما ردا على هزيمتها النكراء أمام الدكتور أحمد بن محمد الجزائري الذي سحقها رغم أن طفلا صغيرا في بلاد الإسلام يسحق أمثالها ، ولقد غضبت جدا ، فما كان لعملاق مثل الدكتور أحمد أن يناقش حشيرة مثل هذه حتى لا يكون لها شأن ، وهي تخالف بدهيات يوافق عليها المسلم وغيره ، أرادت أن تستعمل العقل في الطعن في الإسلام فوقعت في مخالفة العقل ، بل ومخالفات بدهية يضحك منها المجنون .
سبحان الله : هكذا كل من انحرف عن الحق واتبع هواه يجد نفسه يتخبط يمينا وشمالا ليس له مبدأ يقف عليه . وهو يتناقض مع نفسه بين حين وآخر .
قال تعالى : (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) (الأنعام:44)
إن أسيادها من اليهود والنصارى لهم دين يؤمنون به ، ولهم رب يلجأون إليه ، ولهم كتاب يتبعون تعاليمه ، فنحنا نحترم لهم هذه الوجهة ، ومن أجل ذلك فرق الشرع الإسلامي بينهم وبين سائر الكفار ، فأحل لنا ذبائحهم ، ونكاح نسائهم العفيفات ، وفي عقد الذمة لا نتعرض لهم بأي أنواع الأذى .
رغم أنا نختلف معهم في صلب العقيدة ، وخلافنا معهم يفتح بيننا وبينهم دائرة الحوار حول معرفة الحق من الباطل في جو يسوده الاطمئنان والأمان . وكان هذا شرطا من ربنا سبحانه وتعالى قال تعالى : (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (العنكبوت:46)(1/28)
وبالطبع أن الظالم لا يسكت عنه سواء كان مسلما أو كافرا . هل هناك كلمات أعدل من هذه الكلمات ؟؟ ، هل يستطيع بشر أن يؤلف كلمات فيها هذا الانضباط العظيم ؟!!
وقال تعالى : (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (المائدة:5)
فقد جعل الله تبارك وتعالى طعام الذين أوتوا الكتاب من الطيب الذي يؤكل ، وسوى بين المحصنات المؤمنات ، وبين المحصنات من أهل الكتاب في النكاح ، وحرم اتخاذ الخليلة التي لا ليس لها حق تطالب به ، ودائما ما تهدر كرامتها بعد الاستمتاع بها .
وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة:8)
هل في ميثاق أمريكا أو أوربا مثل هذه الآية التي تحمل وحدها دستورا من العدل ، لو أراد مخلوق أن يصنع من هذه الآية دستورا تقوم عليه دولة لا يظلم فيها أحد لفعل .
وقد جمع الله تبارك وتعالى كل مواثيق العدل في هذه الآية الأخرى : قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل:90)(1/29)
وهذه الآية الأخرى قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) (النساء:58)
فخبرونا يا أصحاب الضمير والإنسانية والقيم والسلوك والأخلاق ومحرري النفس البشرية : أي دستور في العالم يحمل هذه الكلمات ؟ !! أي قانون في العالم فيه مثل هذا الحكم الشامل العظيم ؟!! حقا : ( فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)(الحج: من الآية46)
1 ـ وفاء سلطان تسب القرآن
تقول وفاء سلطان في مقالها الثاني :
(نحن المسلمون لم نشوّه الإسلام ، بل هو الذي شوّهنا)
ولا شك أن هذه الجملة عند علماء المسلمين قاطبة ؛ بل عند العامة أنها تعني أن المرأة قد خرجت عن الإسلام ، وهذا حق ؛ لأنها تقول ذلك بلسانها وتتبرأ من الإسلام .
وتقول أيضا : (عندما تتلو على طفل لم يتجاوز بعد سنواته الأولى الآية التي تقول: أن يُقتلوا أو يُصلبوا أو تُقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف .."(المائدة33) تكون قد خطوت الخطوة الأولى في صناعة إرهابيّ كبير! أنا كطبيبة ملمّة بعلم النفس والسلوك، اؤمن بأنّ أيّ رجل مسلم في العالم عاجز أن يشوّه هذه الآية أكثر مما هي مشوّهة! هي نفسها التي ساهمت في تشويه هذا الرجل! )
فهل بعد هذا الكلام عذر في إثبات الكفر على هذه المسترجلة ؟!
إذًا كلامنا مع مثل هؤلاء الناس في ناحية إثبات هل هناك دين يدين به الناس ؟ أم أن الدين أفيون الشعوب كما يقول الملاحدة .
هذه تؤمن بعقيدة لينين وماركس وستالين الذين لا يعتقدون أن لهذا الكون إله خالق له . فحينئذ هي على النقيض من الأمريكان والأوربيين الذين يدافعون عن عقيدتهم ويرتمون تحت أرجل باب الفاتيكان على أساس أنه خليفة الرب في الأرض .(1/30)
ولو كانت منصفة لعلمت أن هذه الآية حم عدل على كل من يقطع الطريق على الناس يسلب أموالهم ويهتك أعراضهم ويروع الآمنين ويرسل طائراته تضرب في المدن قال تعالى : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (المائدة:33)
لو أن أمريكا طبقت هذه الآية لما وجدت امرأة تغتصب كل أربعة دقائق ، وما وجدت سطوة على المنازل كل دقيقة ، ولم وجدت سيارة يقتل صاحبها وتؤخذ منه ، وهكذا الشعب الأمريكي . لكني أرى أنك جاهلة لأنك لو عرضت هذه الآية على علماء القانون والنفس في أمريكا والعالم لأقروا أنه لا يوجد أعدل منها في مقاومة الجرائم اليومية .
2 ـ وفاء سلطان تسب الله وتسخر منه
قالت هذه المرتدة المرتزقة عن الشيخ الشعراوي :
(يقول الله في كتابه العزيز " ويسألونك عن الجبالِ فقل ينسفها ربّي نسفاً "!.. لقد أبدع سماحته في تفسير تلك الآية! سبحانه وتعالى تتجلّى دوما عظمته في قدرته على النسف!! لم يستطع الظواهري أن يثبت عظمته ببناء برج، لكنه أثبتها بنسفه لهذا البرج!! لقد أبدع شيخه في تلقينه هذا الدرس! .)
ولو أنها على بصيرة لعلمت أن في الشدة أحيانا إصلاحا .
فالحديد يصهر في النار ويدق عليه ويطوع يمينا وشمالا بعنف وقوة لماذا ؟ لأنه عمل إرهابي مع الحديد !! ما هذا العته والسفه الذي تتلطخ به هذه المرأة ؟
قال تعالى : (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً * فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً * لا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً)(طه:105 ـ 107)
والقاع الصفصف : الأرض المستوية الملساء
عوجا ولا أمتا : أي ارتفاعا وانخفاضا .(1/31)
وهذه الآية من خصائص يوم القيامة الذي لا تؤمن به (الخائنة السلطة ) وهذا هو عدل الله تبارك وتعالى حتى لا يكون لأحد فضل على أحد في ارتفاع مكان ، الكل يرفعه العمل الصالح ويخفضه العمل السئ .
فالآية لا علاقة لها بالعنف ولا الإرهاب ، فما هذا إلا وساوس في رأس المرأة التي هوست بسبب حقدها وحسدها على الإسلام .
3 ـ وفاء سلطان تسب نبي الإسلام
وإذا كانت هذه الفاجرة تجرأت على الله فليس ببعيد أن تتجرأ على سب النبي صلى الله عليه وسلم . فقالت هذه الفاجرة وهي تتهكم من رجل يرس ابنه السيرة النبوية :
(ويجد الشيخ محمّد نفسه مرّة أخرى، ليس في قفص الإتهام الذي وضعته به وفاء سلطان، وإنّما تحت سيل من الأسئلة التي واجهه بها ابنه الذي تشّرب، ولو قليلا، من أخلاقيّة المجتمع الذي يعيش فيه وتعلم كيف يطرح السؤال: يا أبتي! بأيّ حق يقتل نبيّ الله أحد اسراه ويتزوج امرأته في نفس اليوم الذي قتله فيه؟! يا أبتي بأيّ حق يسبي نبيّ الله النساء؟ وكيف يبيح لنفسه الزواج من تلك النساء؟! يا أبتي كيف يختار نبي الله المرأة التي يريد أن يتزوّجها؟ يا أبتي لقد حاولتم إقناعنا بأنّ النبي تزوج الكثير من النساء كي يساعدنه في نشر الدعوة إلى الإسلام، كيف يعرف أنّ تلك المرأة وبمجرد النظر إلى جسدها الجميل ـ على حدّ وصف أم أنس بنت مالك لها عندما قامت بتزينها له ـ قادرة فكريا ولديها من الملكات العقليّة ما يمكنها من القيام بتلك المهمّة؟!! يا أبتي! هل يعقل أن امرأة تعتنق وتنشر دين رجل قتل زوجها وسباها، ثم اغتصبها في نفس الليلة؟!! يا أبتي! هل هذا هو الإسلام؟ هل هذا هو دين الله؟! يا أبتي اتقوا الله فيما تقولون وتفعلون!! )
ونقول لهذه المعتوهة :(1/32)
إذا أراد الإنسان يأتي بسيرة شخص لينتقضه فلابد وأن يأتي بالحقيقة وليس بالتزييف ، ومن المعلوم أن فرق ما بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من ألف وأربعمائة عام ، فهناك أشياء دست من الأعداء وليس لها أساس من الصحة ، غير خبر بوش وهو يرسل الأسلحة المحرمة على المدنيين العزل من أهل العراق هنا وهناك . هذا خبر ووقع شاهدنا بأم أعيننا ، أما خبر النبي صلى الله عليه وسلم فهذا يحتاج إلى بحث ودراسة هذه المعتوهة لا تعرف فيه كما يقول المصريون (الألف من كوز الدرة)
1 ـ نص الحديث كما في صحيح مسلم :
عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كُنْتُ رِدْفَ أَبِي طَلْحَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ وَقَدَمِي تَمَسُّ قَدَمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَأَتَيْنَاهُمْ حِينَ بَزَغَتْ الشَّمْسُ وَقَدْ أَخْرَجُوا مَوَاشِيَهُمْ وَخَرَجُوا بِفُؤُوسِهِمْ وَمَكَاتِلِهِمْ وَمُرُورِهِمْ فَقَالُوا مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خَرِبَتْ خَيْبَرُ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ(1/33)
قَالَ : وَهَزَمَهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَوَقَعَتْ فِي سَهْمِ دِحْيَةَ جَارِيَةٌ جَمِيلَةٌ فَاشْتَرَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعَةِ أَرْؤُسٍ ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ تُصَنِّعُهَا لَهُ وَتُهَيِّئُهَا قَالَ : وَأَحْسِبُهُ قَالَ : وَتَعْتَدُّ فِي بَيْتِهَا وَهِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ قَالَ وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِيمَتَهَا التَّمْرَ وَالْأَقِطَ وَالسَّمْنَ فُحِصَتْ الْأَرْضُ أَفَاحِيصَ وَجِيءَ بِالْأَنْطَاعِ فَوُضِعَتْ فِيهَا وَجِيءَ بِالْأَقِطِ وَالسَّمْنِ فَشَبِعَ النَّاسُ قَالَ وَقَالَ النَّاسُ لَا نَدْرِي أَتَزَوَّجَهَا أَمْ اتَّخَذَهَا أُمَّ وَلَدٍ قَالُوا إِنْ حَجَبَهَا فَهِيَ امْرَأَتُهُ وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ أُمُّ وَلَدٍ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَبَ حَجَبَهَا فَقَعَدَتْ عَلَى عَجُزِ الْبَعِيرِ فَعَرَفُوا أَنَّهُ قَدْ تَزَوَّجَهَا فَلَمَّا دَنَوْا مِنْ الْمَدِينَةِ دَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَفَعْنَا قَالَ فَعَثَرَتْ النَّاقَةُ الْعَضْبَاءُ وَنَدَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَدَرَتْ فَقَامَ فَسَتَرَهَا وَقَدْ أَشْرَفَتْ النِّسَاءُ فَقُلْنَ أَبْعَدَ اللَّهُ الْيَهُودِيَّةَ قَالَ قُلْتُ يَا أَبَا حَمْزَةَ أَوَقَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِي وَاللَّهِ لَقَدْ وَقَعَ )
1 ـ فهنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخ بها حتى تستبرأ بحيضة كما هو حال السبي .
2 ـ لم يقتل النبي صلى الله عليه وسلم أسيره كما كذبت هذه المعتوهة ، ولو فعل لكان محقا ؛ لأن هناك أسير يستحق القتل وأسير يستحق العفو وهذا منوط بالحاكم . وهي مسألة فقهية لا دخل لك بها . لأنك أمية في هذا الشأن .(1/34)
3 ـ أما بأي حق يسبي النساء : فهذا هو الشرع الذي لم يصل فهمه بعد إليك ، لأنك تحتاجين إلى سنين في الفهم .
ولقد كان هذا شائعا في كل مكان وزمان من هذه العصور وحتى عصور متأخرة في أوربا وفعل الأمريكان والأوربيين بالأفارقة السود .
لكن هناك فرق بين سبي وسبي ، فهؤلاء الأوباش وهم قدوتك يسبون ليذلوا الناس ويستعبدونهم .
أما المسلم فقد شرع الله تبارك وتعالى عتق الرقاب وجعله من القربات ، وهذا بالطبع قضى على ظاهرة الرقيق ، وعندما تفتح أمريكا بأذن الله وتكونين من السبي سترين ذلك بأم عينك حتى تفهمين القضية .
4 ـ أما كيف يبيح لنفسه الزواج من النساء فهذا شئ فطري موجود في كل نفس بشرية ، وعندما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم لم يجبرها على ذلك ؛ بل خيرها بين العتق والزواج به ، وبين أن تظل هكذا ولا تزوج ، وهذا حق إنساني . وكان لها الشرف أن تتزوج بأعظم رجل عرفته البشرية ، وفضلا عن ذلك أنها لم تشكو من ذلك في يوم من الأيام بل كانت في تمام الرضى .
5 ـ أما كيف يختار ؟ فهذا لا يقوله عاقل فضلا عن طفلة عجوز مثل هذه الشمطاء ، لأن الزواج رغبة بشرية فيه إيجاب وقبول ، فكما للمرأة حرية الاختيار فكذلك الرجل .
6 ـ أما كيف تعتنق دين رجل قتل زوجها : فهذه حقائق التاريخ فكيف يغير الإنسان فيها ، هل عندما اختارت وفاء سلطان الكفر وهي تدعو إليه فيه غرابة كلا : فإن الله تبارك وتعالى يقول : (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُر)(الكهف: من الآية29)
فصفية رضي الله عنها عرفت أن دين الإسلام أفضل من دين اليهودية الذي يحوي المكر والخداع والقتل والغدر وكل ما هو شر مستباح فيه .
بعكس الإسلام الذي يأمر بالخير والإحسان وترك الغدر والخيانة وكل ما هو شر .
هذا ما أردت قوله وللحديث بقية
أبوحسام الدين الطرفاوي
وفاء سلطان إرهابية
أبوحسام الدين الطرفاوي(1/35)
أردت في مقالاتي فضح هذه المنحلة وفاء سلطان التي ربما تطمع أن تدخل سوريا على دبابات أمريكية كما دخل خونة العراق عليها وراح ضحيتها أبرياء كثر . هي رسخت نفسها في نقد الإسلام والطعن فيه ، ولكن هيهات هيهات ، فالإسلام دين الواحد الأحد الفرد الصمد ، الذي لا يعجزه شئ في الأرض ولا في السماء . القادر على كل شئ ، الرؤوف الرحيم ، والودود ، الذي يمهل عبده الشارد ولا يهمله . ولذلك تتكلم هذه الخبيثة عن الإسلام أنه دين يحض على إرهاب الآمنين ، وهذا محض افتراء ، والمفتري لن يفلح أبدا ، والعاقبة للحسنى ، للمصلحين ، للعادلين . وأسأل الله تبارك وتعالى في عليائه أن لا يميت هذه الخبيثة إلا بعد أن ترى العذاب ألوان على يد من تدافع عنهم اليوم .
بمفهوم وفاء سلطان إن الذي يحض على رفض الآخر ، وقتل الآخر يسمى إرهابيا ، وإن الإسلام يحمل نفس المعني .
ونحن نقول : إن الجهل والحقد الذي تعيش فيه هذه المرأة يجعلها كالسكران يتخبط يمينا وشمالا دون وعي لكلامه .
وكنا قد بينا في مجموعة مقالات أن المرأة جاهلة ، مريضة ، حقودة ، تتكلم بأباطيل لا وجود لها ، ظالمة ، غاشمة ، مرتدة عن الإسلام الذي نشأت عليه .
وفي هذه السطور نبين أن المرأة إرهابية كبيرة .
1 ـ في مقال لها بعنوان (متى يكون الغرب آمنا ) تتهم مفتي السعودية بالإرهاب عندما أنكر حوادث لندن وتقول :
أسلوبك الجحاويّ أسلوب مرفوض ، وعلى العالم المتحضر في كلّ مكان أن يشهر عصاه الغليظة في وجهك ملزما إياك أن تقرأ كتابك وتشرحه للملأ!! )
فها هي تدعوا العالم المتحضر للإمساك بعصاه الغليظة للتخلص من مثل الشيخ ومن يدين بدينه ، وما أدراك ما العصا الغليظة ؟
كيماوي ، نابلم ، أم القنابل ، صواريخ سكود ، طائرات الشبح ، الأسلحة الذكية ، مقابر جماعية ، وغير ذلك مما يستخدمه الأمريكان للمسلمين العزل . هذه هي العصا الغليظة التي تقصدها هذه المجرمة(1/36)
ـ وفاء سلطان تدعو إلى قتل أكثر البشر على وجه الأرض
فتقول : ( عندما تساهم تعاليم شيطانيّة في تشويه هذا المخلوق وقتل كلّ ملكاته التي تؤهله ليصبح انسانا، يجب أن تسقط عنه هويتّه!)
فالتعاليم الشيطانية هي التي لا تكون مثلها دارسة علم النفس ، فإما أنها تريد قتل ما يقرب من ربع سكان العالم من المسلمين لأن تعاليمهم شيطانية على حد قولها ، وفي الوقت ذاته أن باقي العالم يؤمن بدين فهذا نصراني وهذا يهودي وهذا بوذي وهذا هندوسي وغير ذلك وكل هؤلاء يعتزون دينهم فلذلك يجب أن تلغى هويتهم .
تخيل لو أعطت سلطة بلد في يد فاجرة مثل هذه فلن تبقي مخلوقا إلا قتلته ؛ لأنه لا يوجد من يعتنق هذه السخافات في بلد واحد .
ـ وفاء سلطان تبارك ضرب أمريكا لليابان بالذري والنووي
قالت هذه المخرفة : في أعقاب ضرب أمريكا لليابان بالقنبلة الذريّة صرّح الرئيس ترومان: (عندما تواجه وحشا عليك أن تتعامل معه على أساس أنّه وحش. هذا مؤلم لكنّه الحقيقة!
متى سيعي الغرب تلك الحقيقة ويتعامل مع هؤلاء الوحوش على أساس أنّهم وحوش؟!!)
فهل تأتي معتوهة تعكس ثقافة بوش المنحلة في حربه على الإرهاب بإرهاب أكثر ضراوة منه . يتخذ الإرهاب طريقا لضرب الشعوب الآمنة بحجة أنه يحارب الإرهاب !! سبحانك ربي من هذا ، يا عقول العالم اسمعوا واعو وقولوا لنا أين منطقية هذا الكلام .؟؟
ـ تحكم على الأمة الإسلامية بالقتل
قالت هذه المجنونة : (ألف وخمسمائة عام وهذه الأمّة غارقة في تسابيحها ، لا تعرف أيّة محطّة وصلت ولا إلى أيّة محطّة هي ذاهبة! تحلم بالمهدي المنتظر كي يهزّها من كتفها، ويعلن وصولها!
إنّ أمّة تنتظر رجلا واحدا كي ينقذها ، هي أمّة لن تعيش ، والأكثر من ذلك لا تستحق أن تعيش !!)(1/37)
فقولوا لي بربكم إن بوش ولا أحد من رؤساء العالم لا يستطيع أن يجرؤ أن يتكلم بمثل ذلك ، ولا أي عاقل على وجه البسيطة ، وإذا قلت ولا المجانيين فإني صادق . فهذه امرأة لا عاقلة ولا مجنونة فمن تكون ؟!
وبمنطوق هذه الخرفة : أن التربية التي نشأ عليها الإنسان هي التي تحدد هويته .
وهذا بحق صحيح : ولكن الذي لا تفهمه وفاء سلطان أن الإنسان يولد على فطرة سليمة ؛ لكن البيئة هي تجعل بيئته تتغير إلى الأسوأ أم يظل على الصحيح صفحة بيضاء ، لا يحمل حقدا ولا حسدا ولا تناقضا .
وهذا ما قاله سيد البشر صلى الله عليه وسلم : كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه .
إذًا ولدت وفاء سلطان على فطرة سليمة لكن البيئة والتنشئة التي تربت عليها غير من هذه الفطرة السليمة إلى انتكاسة ومرض عضال ، لأجل ذلك ربت على لغة سلبية فكانت النتيجة بمعيارها هي أنها إرهابية .
لأن الإنسان لا يمنى الموت إلا لمن يذبح في البشر بغير وجه حق مثل بوش وتوني بليرومن شايع هؤلاء من الأوباش أمثال هذه المنحلة .
وللحديث بقية(1/38)