حقيقة ما يُسمى زبور آل محمد
والمطبوع على هيئة المصحف الشريف
وكشف منسوبات أخرى
د. ناصر بن عبد الله القفاري
دار الفضيلة - الرياض : 11433- ص.ب: 10387
تليفاكس: 233303
حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى 1419هـ / 1998
مقدمة
الحمد له القائل : { إنما يفتري الكذب الذين لايؤمنون بآيات الله } (1) .
والصلاة والسلام على من قال : " إن الكذب يهدي إلى الفجور ،وإن الفجور يهدي إلى النار "(2)
وعلى آله أولى النهى والأبصار، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم القرار.
وبعد :
فإن الباعث على وضع هذه" الوريقات" سؤال ورد من بعض الجهات العلمية عن كتاب طبع علىهيئة المصحف الشريف ، وسمي " الصحيفة السجادية" ، ونسب إلى الإمام علي بن الحسين ، وتقوم مادة هذه الوريقات على ثلاثة مباحث.
الأول ... : كشف حقيقة هذه الصحيفة ، والتي يسمونها" الصحيفة السجادية " ، أو " زبور آل محمد"، أو " إنجيل أهل البيت"، أو " أخت القرآن"، وذلك من خلال قول أئمة العلم فيها، وما تدل عليه مضامينها.
الثاني ... : إلى من تُنسب إليه هذه الصحيفة، وفيه ترجمة موجزة للتابعي الجليل الإمام علي بن الحسين ، الغرض منه التركيز على معتقد الإمام من خلال أقواله وبراءته من الروافض وما يفترون.
الثالث : منسوبات أخر لأئمة آخرين ، وفيه إشارات لصحف مفتريات ، وبيان لمكائد ومؤامرات بغية التلبيس والإضلال،وقد وثقت هذا البحث الموجز من المصادر الأصلية.
وقد يقول قائل: دع هذا " الكتيب المفترى" وأمثاله في زاوية النسيان، ولا تدل الجهال عليه ومن لا تمييز عنده بوريقاتك.
وأقول:
الأول : لم أكتب هذه السطور ابتداءً ، وإنما إجابة لمن تعينت إجابتهم ، ولا وجه للإعتذار عن تلبية طلبهم.
والثاني : إن هذه الصحيفة طبعت طبعا عديدة ، وبكميات كبيرة ، فلم تعد أمراً خفياً.
__________
(1) النحل ، آية : 105
(2) جزء من حديث رواه البخاري 7/95 ، ومسلم رقم (2607).(1/1)
والثالث : أنها منسوبة لإمام من أئمة أهل البيت والسنة ، فهذا يوجب الاغترار بها.
الرابع : إن شيخ الإسلام ذكر في معرض كلامه عنها أنه يعتمد على أدعيتها كثير من أهل الكلام والوعاظ (1).
الخامس : إنها مناسبة لنقل اعتقاد هذا الإمام المفترى عليه من خلال أقواله.
السادس : إن في مضامينها غلواً في الآل، والإمام منها بريء، فهي مادة تدافع عن الآل، وهذا من حقوقهم علينا.
وأخيراً: فإن طابعها تعمد إخراجها على هيئة طباعة القرآن العظيم لما يدعون بأنها" زبورهم"، و"إنجليهم"، (ولم يجرؤا أن يقولوا : " قرآنهم"، بل قالوا:"أخت) القرآن، وربما يكون في هذا الإخراج تغرير بالجاهلين وخداع للغافلين بما قد يظنونه نسخة من القرآن الكريم، وأنا لا أزعمن أني أدافع عن القرآن، فكتاب الله الذي تكفل بحفظه لا تصل إلى مقامه بغاث الأحلام، ولاتنال من عظمته دعوى حاقد ومزاعم مغرض، وهل تحجب الشمس يد إنسان ! وهل يخفى القمر أمام العيان! ، ولكني أكشف محاولة الجاني والجناية، وأفضح المجرم والجريمة، ولاسيما إن هذه الدعوى تحملها طائفة وتسير به طباعة، ويتولى إشاعتها فئام.
والله تعالى أسأل أن يجعل هذا العمل لوجهه خالصاً، ولسنة نبيه موافقاً، وعن الآل مدافعاً، ولدينه ناصراً، وذخراً لي يوم ألقاه.
وصلى الله وسلم على من أكمل الله به الدين ، وأتم به النعمة وآله وصحبه أجمعين.
المبحث الأول
حقيقة ’’الصحيفة السجادية‘‘
مجموعة من الأدعية تبلغ (54) دعاءً، يضمها كتيب من القطع الصغير ، تصل صفحاته حسب ط. دار التبليغ الإسلامي 319 صفحة.
وينسبها الروافض لعلي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب ، المشهور بـ"زين العابدين" (2)، والذي يعدّونه إمامهم الرابع، لكن أكثرها عند أهل العلم من الموضوعات.
__________
(1) ينظر مناج السنة 6 /306.
(2) ينظر منهاج السنة 6/306.(1/2)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " الأدعية المأثورة في صحيفة علي بن الحسين أكثرها كذب على علي بن الحسين " (1)
قلت: وفي مضامين هذه الصحيفة ما يثبت ذلك من الغلو في الآل(2)،والتوسل المبتدع في الدعاء (3)، ودعوى الإمامة المنصوصة (4)،وهذا كافٍ في الحكم على هذه الصحيفة أو على أكثرها بحكم شيخ الإسلام.
وقد تفرد بنقلها الروافض، ولا حجة في نقلهم ، وادعوا في بدايتها أنها سرية التداول (5)، ومتى كان الدعاء لله سبحانه موضع التداول السري بين المسلمين فضلاً عن حقبة القرون المفضلة! ولكنها شهور الغلو، والتستر على الكذب، ومحاولة تعظيم المكذوب وإشاعته، وهذا ديدن الفرق الباطنية في كثير من نصوصها وكتبها، ومع ظهور علامات الكذب عليها سنداً ومتناً فإن الروافض يقدسونها، ويقولون:" هي من المتواترات"(6).
وقد نشروها في هذا العصر بطبعات أنيقة، وتعمدوا إخراجها بصورة تشابه في شكلها طبعات القرآن ، لأن هذه الصحيفة في موازينهم شقيقة القرآن في القدسية والتعظيم، ولذا يسمونها" أخت القرآن"
و"إنجيل أهل البيت" و " زبور آل محمد"(7) .
ولذا قال محمد جواد مغنية رئيس المحكمة الجعفرية ببيروت(8):"الصحيفة السجادية التي تعظمها الشيعة وتقدس كل حرف منها" (9) .
وقد اهتموا بشرحها: وذكر صاحب الذريعة أسماء هذه الشروح فوصلت إلى خمسة وستين.
__________
(1) مناج السنة 6/306.
(2) كدعوى بأنهم يعلمون ما يكون ، انظر ص (7-8).
(3) انظر التوسل بالدعاء في الآل والغلو فيهم ص (260).
(4) انظر دعوى أن الإمامة فيهم دون غيرهم ص (262.. الخ).
(5) انظر الصحيفة السجادية ص(9) وما بعدها.
(6) الذريعة 15/18
(7) الذريعة 15/18، وانظر: معالم العلماء لشيخهم: بان شهر آشوب ص(125،131).
(8) تُوفي من فترة قريبة.
(9) التفسير الكاشف: 10/515.(1/3)
ومن الملفت للنظر أن جملة من هذه الشروح سلكت في أسلوب شرحها للصحيفة طريقة المفسرين، ومن هذا النوع " شرح الصحيفة" لشيخهم علي بن زين العابدين بن محمد المعروف عندهم بالشيخ علي الصغير، والذي فرغ من تأليفه سنة 1097هـ، ولذا قال عنه صاحب الذريعة : " وهو شرح مبسوط يشبه تفسير مجمع البيان في أسلوبه، حيث يذكر الدعاء أولاً ثم اللغة ثم الإعراب ثم المعنى" (1).
وأشار بعض الشراح إلى أنها من الوحي المنزل، حيث ذكر أن الله جعل الدعاء بهذه الصحيفة، فقال: " الحمد لله الذي جعل الدعاء في الصحيفة الكاملة زين العابدين وحثنا بالاحتذاء في مراسمه بإمام الساجدين" (2).
ولا نحتاج لتقرير هذا المر عند هذه الطائفة إلى الاستنباط من هذه الكلمات، ذلك أنهم يصرحون في كتبه يتنزل (بتنزل) كتب إلهية على الأئمة، كما يقولون: إن الوحي ينزل عليهم والملائكة تأتيهم، والصحيفة السجادية هي لأحد هؤلاء الأئمة الذي قالوا فيهم (فيه) هذه الأقوال وغيرها، كما يقولون بنزول مصحف يسمونه " مصحف فاطمة" (3)، وآخر يسمونه " لوح فاطمة" (4) ، وقالوا أيضاً بنزول اثني عشر صحيفة من السماء تتضمن صفات الأئمة (5).
وكل قول للأئمة فهو كقول الله ورسوله عندهم ، قال ابن بابويه في الاعتقادات الذي يسمى دين الإمامية " قولهم قول الله ، وأمرهم أمر الله ، وطاعتهم طاعة الله ، ومعصيتهم معصية الله ، وأنهم لم ينطقوا إلا عن الله تعالى وعن وحيه " (6)
__________
(1) الذريعة 13/353-354.
(2) شرح الصحيفة للمرزا قاضي (انظر: الذريعة 13/355).
(3) انظر: أصول الكافي 1/239،240، بحار الأنوار 26/44 وغيرها.
(4) انظر: أصول الكافي 1/527-528، إكمال الدين/لابن بابويه القمي ص(301-304)، أعلام الورى / للطبرسي ص (152)، الاستنصار / للكراجي ص(18)، الاحتجاج/ للطبرسي 1/84-87.
(5) إكمال الدين ص(263)
(6) الاعتقادات ص ( 106 )(1/4)
وأصل ذلك أن الأئمة يوحى إليهم عندهم كما جاء التصريح بذلك في عشرات من الروايات ضمن أبواب تمثل عناوينها أصول وقواعد النحلة ، منها " باب عقده صاحب الكافي بعنوان أن الأئمة تدخل الملائكة بيوتهم وتطأ بسطهم ، وتأتيهم بالأخبار – عليهم السلام " (1)
وأورد في هذا المعنى أربع روايات ، ثم ما لبثت هذه الروايات الأربع أن زادت عند المتأخرين لتصل إلى ست وعشرين رواية في باب عقده صاحب البحار بعنوان"باب الملائكة تأتيهم وتطأ فرشهم وأنهم يرونهم " (2)
ثم تتحدث أحبارهم عن أنواع الوحي للإمام ، فتقول على لسان جعفرهم (3) : " وإن منا لمن ينكت في أذنه ، وإن منا لمن يؤتى في منامه ، وإن منا لمن يسمع صوت السلسلة على الطشت ، وإن منا لمن يأتيه صورة أعظم من جبرائيل وميكائيل " (4).
وهم بهذا أعطوا الأئمة معنى النبوة دون اسمها ، وهو مذهب غلاة الروافض (5)
__________
(1) أصول الكافي 1/393 -394 .
(2) بحار الأنوار 26/355 .
(3) ونبرىء الإمام جعفر من هذا الإلحاد .
(4) بحار الأنوار 26/358 ، بصائر الدرجات ص (63) ، وانظر تأكيدهم لهذا المعنى في روايات عدة في بحار الأنوار 26/53 وما بعدها الروايات ، رقم ( 110 ، 111 ، 112 ، 130 )
(5) قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الشيعة ثلاث درجات :
1. شرها الغالية : وهم اللذين يجعلون لعلي شيئاً من الألوهية أو يصفونه بالنبوة .
2. الدرجة الثانية : وهم الرافضة .
3. الدرجة الثالثة : المفضلة من الزيدية .
( ابن تيمية/ التسعينية ص ( 40 ) ، ضمن مجموع فتاوى شيخ الإسلام المجلد ( 5 ) ط كردستان 1329 هـ ) .(1/5)
، بل كأنهم من خلال دعواهم : " أن من الأئمة من يأتيه أعظم من جبرائيل " أرفع من مقام سيد ولد آدم الذي لا يأتيه سوى جبريل ، وما لنا نتكلف في الاستنباط وقد قالوها صراحة ، فقرروا بأن من ضرورات مذهبهم بأن لأئمتهم مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل (1) ، وهذا مذهب غلاة الروافض (2) ، ولذلك لم يعد هناك فرق في موازينهم بين قول الأئمة وقول رسول الله وقول الله سبحانه .
ولذا قالوا : "يجوز لمن سمع حديثاً عن أبي عبد الله أن يرويه عن أبيه أو عن أحد أجداده ، بل يجوز أن يقول قال الله تعالى "(3)
وقالوا : بأن في رواياتهم ما يدل على أولويته (4) – أي أولوية نسبة أقوال البشر إلى الله سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون .
{ ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أوحي إلى ... } [الأنعام :93] .
{ فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً ليضل الناس بغير علم } [الأنعام : 44].
{ فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً ... } [البقرة 79].
بل قالوا :إن الأئمة تذهب إلى عرش الرحمن – تعالى الله عما يقولون – كل جمعه لتطوف به فتأخذ من العلم ما شاءت (5)
{ انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثماً مبيناً } [النساء :50]
{ وإنما يفتري الكذب الّذين لا يؤمنون بآيات الله }
( النحل : 105 ) .
__________
(1) انظر : الفصول المهمة في أصول الأئمة ص ( 151 ) ، بحار الأنوار : 26 / 267 ، الحكومة الإسلامية ص ( 52 ) ، وانظر للتفصيل أصول مذهب الشيعة 2/ 613 وما بعدها .
(2) قال القاضي عياض : " نقطع بتكفير غلاة الرافضة في قولهم : إن الأئمة أفضل من الأنبياء " ، الشفاء ص ( 1078 ) ، وانظر : أصول الدين للبغدادي ص ( 298 ) ، منهاج السنة 1/177 .
(3) المازندراني / شرح جامع ( على الكافي ) 2/ 272 .
(4) الموضوع نفسه من المصدر السابق .
(5) انظر : أصول الكافي 1/ 254 ، بحار الأنوار : 26/ 88-89 ، بصائر الدرجات : ص ( 36 ) .(1/6)
ولكن { ما ظن الّذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة } ( يونس : 60 ) .
{ إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون } [يونس : 69].
إن أقوالهم في هذا الباب كثيرة ، لكن الغرض أن نبين أنهم يعدون الصحيفة السجادية كالقرآن ، بل إن هذه الصحيفة المزورة في جملتها على علي بن الحسين تحظى بهذا التقديس ، والتي لو كانت صحيحة النسبة لعلي بجملتها فلا يسوغ أن توضع بهذه المكانة .
ولكن قارن هذا الغلو والتعظيم لهذه الصحيفة الموضوعة في الجملة بذلك الركام المظلم والذي سود جملة من كتبهم، أعني تلك المحاولات اليائسة من هؤلاء الزنادقة للتعرض لكتاب الله سبحانه(1) ، وتعجب من هؤلاء القوم الّذين يكذبون بالحقائق المتواترات ويصدقون بالأكاذيب الواضحات ، مع أنهم في صحيفتهم المقدسة اختلفوا في قائل " حدثنا السيد الأجل " في صدر سند الصحيفة السجادية ، وأقروا باختلاف نسخها (2) .
ولكن منطق التعصب والغلو يقول لا نشك في حرف فيها ، وهي وأمثالها كقول الله ورسوله !! .
ونقول لهم : لقد ختم الله سبحانه بمحمد - صلى الله عليه وسلم - الرسالات ، وأكمل برسالته الدين ، وأتم النعمة ، وانقطع بموته الوحي ، وهذه أمور معلومة من الدين بالضرورة ، وهذه الدعاوى الخطيرة لكم تقوم على إنكار هذه المبادىء ، أو تنتهي بقائلها إلى ذلك ، وهذا بلا شك نقض لحقيقة شهادة أن محمداً رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وإذا كان هذا قولكم فلكم دينكم ولنا ديننا .
__________
(1) انظر : أصول مذهب الشيعة : 1/ 200 وما بعدها .
(2) الذريعة : 15 /19 .(1/7)
ولقد كانت أمثال هذه " الشذوذات " مذهب لطائفة مغمورة مقموعة منكرة غلاة في نظر كثير من فرق الشيع نفسها ، وقد نسب الإمام الأشعري هذه " الشواذ من المقالات " إلى الصنف الخامس عشر من أصناف الغالية ، فهم الّذين يزعمون أن الأئمة ينسخون الشرائع،ويهبط عليهم الملائكة ، وتظهر عليهم الأعلام والمعجزات ، ويوحى إليهم "(1).
ميلاد صحف أخرى :
وكعادة الروافض في استمرار الكذب ، فقد قام جملة من شيوخهم بجمع أدعية أخرى ونسبتها لعلي بن الحسين وتسميتها بالصحيفة السجادية (2) ، ولكي يفرقوا بين هذه الصحف والصحيفة الأولى وصفوا الصحيفة الأولى وصفوا الصحيفة الأم بـ"الصحيفة الكاملة " أو الأولى .
أم المحلقات بالصحيفة فهي كالتالي:
الصحيفة السجادية الثانية- من جمع الحر العاملي (3)
الصحيفة السجادية الثالثة – من جمع التبريزي.
الصحيفة السجادية الرابعة – من جمع النوري.
الصحيفة السجادية الخامسة – من جمع الحسيني.
الصحيفة السجادية السادسة–من جمع المازندراني الحرائري من شيوخهم المعاصرين. (4)
دلالة التسمية
أما تسميتهم لهذه الصحيفة بـ" زبور آل دواد" ، و " إنجيل آل محمد " فهو :
__________
(1) مقالات الإسلاميين 1/88 .
(2) سموها بالسجادية نسبة للسجاد ، وهو لقب يطلقونه على علي بن الحسين – رحمه الله – لكثرة سجوده .
(3) قالوا : بأنه جمع من أدعية السجاد ( علي بن الحسين) ما يقرب من الصحيفة سماه " أخت الصحيفة" [الذريعة: 15/20]،- وقال بعضهم: بل سبقه آخر إلى جمع آخر فيكون صحيفة " الثالثة" لا " الثانية" [ المصدر السابق 15/19]
(4) انظر الذريعة : 15/19-21.(1/8)
أولا : جزء من دعاوي عريضة لديهم ، بأن عند أئمتهم كل كتاب نزل من السماء ، وأنهم يقرأونها على اختلاف لغاتها، وعقد صاحب الكافي باباً في هذه الدعوى بعنوان ( باب إن الأئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل، وأنهم يعرفونها على اختلاف لغاتها ) (1) ، ومثله فعل صاحب البحار (2) ، وحشدوا في ذلك أوهامهم التي أسندوها لآل بيت رسول الله (3). وثانياً : فهذا يشي بالجذور العقدية للمذهب ، والتوجهات والانتماءات لأتباع هذا المذهب (4) .
أما تسميتهم لها بـ " أخت القرآن فلما يزعمونه من أن أقوال أئمتهم كأقوال الله سبحانه – كما مر .
الصحيفة
السجّاديّة
الكَاملة
الصحيفة السجادية
الكاملة
تقديم
سماحة السيد محمد باقر الصدر
المبحث الثاني
إلى من تنسب الصحيفة ؟
هذه الصحيفة منسوبة إلى إمام أهل البيت في زمنه ، ناصر السنة ، وقامع البدعة ، الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (5) . المولود سنة 38 هـ -فيما قيل – والمتوفى سنة 94 هـ .
إمام من أئمة الإسلام العظام ، وأحد كبار التابعين وسادتهم علماً وديناً .
قال الزهري : " لم أدرك بالمدينة أفضل من علي بن الحسين " .
__________
(1) أصول الكافي 1/227 .
(2) انظر ك بحار الأنوار 26/180 .
(3) انظر : المصدرين السابقين ، والتفصيل في أصول مذهب الشيعة 2/606 .
(4) انظر : تفصيل ذلك في أصول مذهب الشيعة 1/82 وما بعدها .
(5) راجع ترجمته : طبقات ابن أسعد 5/211 ، 222 ، طبقات خليفة ص ( 2044 ) ،تاريخ البخاري 6/266 ، المعرفة والتاريخ 1/360 ، الجرح والتعديل – القسم الأول من المجلد الثالث ص ( 178 ) ، حلية الأولياء 3/133 ، تهذيب الأسماء واللغات – القسم الأول من الجزء الأول ص ( 343 ) ، وفيات الأعيان 2/429 ، البداية والنهاية 9/116 ، سير أعلام النبلاء 4/386 ، تهذيب التهذيب 7/304 ، طبقات الحفاظ للسيوطي ص ( 30 ) ، الأعلام 5/86 .(1/9)
وقال يحيى بن سعيد الأنصاري : هو أفضل هاشمي رأيته بالمدينة " (1) .
قال ابن سعد : " كان ثقة مأموناً كثير الحديث عالياً رفيعاً " (2). قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وأما ثناء العلماء على علي بن الحسين ومناقبه فكثيرة " (3) .
قال الذهبي: " وكان له جلالة عظيمة ، وحق له والله ذلك ، فقد كان أهلاً للإمامة العظمى لشرفه وسؤدده ، وعلمه وتألهه وكمال عقله " (4).
كان صاحب عبادة وخشوع ، قيل كان إذا توضأ يصفر لونه، فإذا قام إلى الصلاة ارتعد من الفرق ، فقيل له ذلك ؟ فقال : ألا تدرون بين يدي من أقوم ؟ ومن أناجي ؟ (5).
وذكروا أنه احترق البيت الذي هو فيه وهو قائم يصلي فلما انصرف قالوا له: ما لك لم تنصرف ؟ فقال:إني اشتغلت عن هذه النار بالنار الأخرى (6).
قال طاوس : سمعته هو ساجد عند الحجر يقول عبدك بفنائك ، سائلك بفنائك ، فقيرك بفنائك ، قال طاوس : فو الله ما دعوت بها في كرب قط إلا كشف عني (7) .
قال زيد بن أسلم : كان من دعاء علي بن الحسين : اللهم إني أعوذ بك أن تحسن لوائح العيوب علانيتي وتقبح في خفيات العيون سريرتي ، اللهم كما أسأت وأحسنت إلي ، فإذا عدت فعد علي (8).
__________
(1) ابن تيمية / منهاج السنة 4/48-49 ، وانظر 7/534-535 .
(2) طبقات ابن سعد 5/222 ، وانظر منهاج السنة 4/49 ، 7/535 .
(3) منهاج السنة 7/534
(4) سير أعلام النبلاء 4/398
(5) البداية والنهاية 9/127
(6) المصدر السابق .
(7) البداية والنهاية 9/127 ، سير أعلام النبلاء 4/393 .
(8) حلية الأولياء 3/134 ، سير أعلام النبلاء 4/396 .(1/10)
وعن عبد الرحمن بن أردَك [ يقال هو ] أخو علي ابن الحسين لأمه قال : كان علي بن الحسين يدخل المسجد ، فيشق الناس حتى يجلس في حلقة زيد بن أسلم ، فقال له نافع بن جبير : غفر الله لك ، أنت سيد الناس ، تأتي تتخطى حتى تجلس مع هذا العبد ، فقال علي بن الحسين : العلم يبتغي ويؤتى ويطلب من حيث كان (1)
وكان صاحب عطاء و صدقات بالسر ، و قال محمد ابن إسحاق : " كان ناس بالمدينة يعيشون لا يدرون من أين يعيشون ، ومن يعطيهم ؟ فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك ، فعرفوا أنه هو الذي كان يأتيهم في الليل بما يأتيهم به ، ولما مات وجدوا في ظهره وأكتافه أثر حمل الجراب إلى بيوت الأرامل والمساكين في الليل ، وقيل : إنه كان يعول مائة أهل بيت بالمدينة ولا يدرون بذلك حتى مات " (2) .
قال شيبة بن نعامة : " كان علي بن الحسين يبخل ، فلما مات وجدوه يقوت مائة أهل بيت بالمدينة في السر (3) .
قال الذهبي:" قلت : لهذا كان يبخل ، فإنه ينفق سراً ويظن أهله أنه يجمع الدراهم"(4) .
أما روايته والرواية عنه فقد حدث عن أبيه الحسين الشهيد ،( وكان معه يوم كائنة كربلاء ، وكان يومئذٍ موعوكاً فلم يقاتل ، ولا يعرضوا له ، بل أحضروه مع آله إلى دمشق ، فأكرمه يزيد ورده مع آله إلى المدينة ) ، وحدث أيضاً عن جده مرسلاً ، وعن صفية أم المؤمنين ، وذلك في الصحيحين ، وعن أبي هريرة ، وعائشة أم المؤمنين ، وروايته عنها في مسلم ، وعن أبي رافع ، وعمه الحسن ، وعبد الله بن عباس ، وأم سلمة ، والمسور بن مخرمة ، وزينب بنت أبي سلمة ، وطائفة ، وعن مروان بن الحكم ، وعبيد الله بن أبي رافع ، وسعيد بن المسيب ، وسعيد بن مرجانة .
__________
(1) حلية الأولياء 3/187 ، سير أعلام النبلاء 4/388 ، منهاج السنة النبوية :
(2) انظر : البداية والنهاية لابن كثير 9/117- 118 ، و انظر سير أعلام النبلاء 4/393-394 .
(3) منهاج السنة :4/49 .
(4) السير : 4/394 .(1/11)
حدث عنه أولاده : أبو جعفر محمد ، وعمر، وزيد القتول ، وعبد الله ، والزهري ، وعمرو بن دينار، وآخرون (1)
قال ابن أبي شيبة : أصح الأسانيد كلها : الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده (2) .
وقد تعلق به الرافضة ، وادّعت عصمته ، وغلت فيه ، وافترت عليه ، ولذلك قال منكراً عليهم : " يا أيها الناس أحبونا حب الإسلام ، فما برح حبكم حتى صار علينا عاراً (3) .
وفي لفظ آخر : " أحبونا حب الإسلام فوالله ما زال بنا ما تقولون حتى بغضتمونا إلى الناس " (4) .
وقال : " يا أهل العراق ، أحبونا حب الإسلام ، ولا تحبونا حب الأصنام ، فمازال بنا حبكم حتى صار علينا شيناً (5) .
وجاء نفر إليه فأثنوا عليه ، فقال : " ما أكذبكم وما أجراكم على الله ، نحن من صالحي قومنا ، وبحسبت\نا أن نكون من صالحي قومنا " (6).
قال مسعود بن مالك:" قال لي علي بن الحسين : ما فعل سعيد بن جبير؟ قال:قلت:صالح، قال: ذاك رجل كان يمر بنا فنسأله عن الفرائض وأشياء مما
ينفعنا الله بها ، إنه ليس عندنا ما يرمينا به هؤلاء ، وأشار بيده إلى العراق (7).
قال أبو حازم المدني : " ما رأيت هاشمياً أفقه من علي بن الحسين ، سمعته وقد سئل : كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فأشار بيده إلى القبر ثم قال : بمنزلتهما منه الساعة " (8) .
__________
(1) سير أعلام النبلاء 4/386- 387 .
(2) البداية والنهاية 9/117 .
(3) طبقات ابن سعد 5/214 ، الحلية لأبي نعيم 3/136 ، منهاج السنة 4/49 .
(4) طبقات ابن سعد 5/214 .
(5) سير أعلام النبلاء 4/389-390 ، تهذيب التهذيب 7/306 .
(6) طبقات ابن سعد 5/214 .
(7) طبقات ابن سعد 5/216 .
(8) سير أعلام النبلاء 4/394-395 .(1/12)
وقال الزبير بن بكار : ثنا عبد الله بن إبراهيم بن قدامة اللخمي ، عن أبيه ، عن جده ، عن محمد بن علي ، عن أبيه قال : "جلس قوم من أهل العراق فذكروا أبا بكر وعمر ، فنالوا منهما ، ثم ابتدؤا في عثمان فقال لهم : أخبروني أأنتم من المهاجرين الأولين
{ الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله } ؟ قالوا : لا ، قال : فأنتم من { الذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم } ؟ قالوا لا ، فقل لهم : أما أنتم فقد
أقررتم وشهدتم على أنفسكم لستم من هؤلاء ولا من هؤلاء ، وأنا أشهد أنكم لستم من الفرقة الثالثة
الذين قال الله فيهم { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ... } الآية ، فقوموا عني لا بارك الله فيكم ولا قرب دوركم ، وأنتم مستهزئون بالإسلام ولستم من أهله (1) .
وجاء رجل فسأله متى يبعث علي ؟ فقال : " يبعث والله يوم القيامة وتهمه نفسه " (2) .
وجاء رجل إليه فقال : أخبرني عن أبي بكر ؟ قال : " عن الصديق تسأل ؟ قال : وتسميه الصديق ؟ قال : ثكلتك أمك ، قد سماه صديقاً من هو خير مني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرون والأنصار ، فمن لم يسمه صديقاً فلا صدق الله قوله ، اذهب فأحب أبا بكر وعمر وتولهما ، فما كان من أمر ففي عنقي " (3) .
قال الزهري : كان علي بن الحسين من أفضل أهل بيته ، وأحسنهم طاعة ، وأحبهم إلى مروان وإلى عبد الملك " (4) .
قال أبو جعفر : " إنا لنصلي خلفهم – يعني بني أمية – من غير تقية ، وأشهد على علي بن الحسين أنه كان يصلي خلفهم من غير تقية " (5) .
__________
(1) البداية والنهاية لابن كثير 9/127 .
(2) البداية والنهاية لابن كثير 9/127 ، سير أعلام النبلاء 4/396 .
(3) المصدر السابق 4/395 .
(4) طبقات ابن سعد 5/215 ، سير أعلام النبلاء 4/389 .
(5) طبقات ابن سعد 5/213 .(1/13)
وقد قال ذلك لأن الروافض تشيع عنه وعن مشاهير أهل البيت أنهم يتظاهرون أمام السلطة تقية ، بل قالوا هذه المقالة عن جده أمير المؤمنين علي حيث لم يجدوا وسيلة للخروج من التباين التام بين أقوال الإمام علي وسيرته ، وأقوال الروافض وعقائدهم إلا رمي الإمام علي بأنه كان يتظاهر بخلاف ما يبطن ، ويقول غير ما يعتقد ( وهو ما يسمونه بالتقية ) فهم لا ينازعون أن أمير المؤمنين سار على طريقة الخلفاء الراشدين قبله ، وقد أقروا – وهم الذين مردوا على إنكار الوقائع الثابتات ودأبوا على تكذيب الحقائق الصادقات بأنه " دخل في آرائهم وصلى مقتدياً بهم ، وأخذ أعطيتهم ، ونكح سبيهم وأنكحهم ، ودخل في بيت الشورى " (1) ، وغير ذلك ولم يذهب إلى مخالفتهم ي شيئ مما أجمعوا عليه ، فقد كان - رضي الله عنه - كسائر الأئمة المهديين ، يكره الاختلاف كما روى البخاري عنه - رضي الله عنه - قال : " أقضوا كما كنتم تقضون فإني أكره الاختلاف ، حتى يكون الناس جماعة " (2) .
قال ابن حجر : " قوله : فإني أكره الاختلاف " أي الذي يؤدي إلى النزاع .
قال ابن التين : يعني مخالفة أبي بكر وعمر .
وقال غيره : المراد المخالفة التي تؤدي إلى النزاع والفتنة ، ويؤيده قوله بعد ذلك : " حتى يكون الناس جماعة " (3).
__________
(1) تنزيه الأنبياء للمرتضى ص( 132 ) .
(2) صحيح البخاري ( مع فتح الباري ) 7/71 .
(3) فتح الباري 7/73 .(1/14)
لكن الرافضة لا يأخذون بقوله ولا يسيرون بسيرته بدعوى التقية ، أفهم أشجع منه في بيان الحق وأنصح من أمير المؤمنين للخلق ! فإن قالوا : نعم ، فقد كذبوا وخرجوا من دعواهم التشيع ، وإن أقروا خصموا ، بل الأمر أعظم عند غلاة الروافض ، لقد زعموا أن علياً داهن وجامل ونافق على حساب أصل الدين وأساس دعوة الإسلام وأعظم أمر يقوم عليه شرع الله ، إنه وحي الله العظيم وكتابه الكريم ، ذلك أن غلاة الروافض لما لم يجدوا في كتاب الله ما يؤيد شذوذهم فزعوا إلى التأويل الباطني ، فلم يجدوا به مقنعاً فادعوا حينئذٍ أن في كتاب الله نقصاً وتحريفاً ، وما أسهل الادعاء على أهل الكذب .
ولكن ماذا يصنعون وأمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - الذي يتشيعون له " وهو عند أكثرهم إله خالق ، وعند بعضهم نبي ناطق ، وعند سائرهم إمام معصوم ، قد ولي الأمر وملك ، فبقي خمسة أعوام وتسعة أشهر خليفة مطاعاً ظاهر الأمر .... ، والقرآن يقرأ في المساجد في كل مكان ، وهو يؤم الناس به ، والمصاحف معه وبين يديه ، فلو رأى فيه تبديلاً كما تقول الرافضة أكان يقرهم على ذلك ؟ !
ثم أتى ابنه الحسين ، وهو عندهم كأبيه فجرى على ذلك .
فكيف يسوغ لهؤلاء النوكى أن يقولوا : إن في المصحف حرفاً زائداً أو ناقصاً أو تبديلاً مع هذا .
ولقد كان جهاد من حرف القرآن وبدل الإسلام أوكد عليه من قتال أهل الشام الذين إنما خالفوه في رأي يسير ورأي خلافة فقط، فلاح كذب الرافضة ببرهان لا محيد عنه ، والحمد لله رب العالمين (1) .
ولذلك لم يجد الروافض أمام هذه الحجة القاصمة إلا أن يقولوا على لسان شيخهم نعمة الله الجزائري.
ولما جلس أمير المؤمنين – عليه السلام – على سرير الخلافة لم يتمكن من إظهار ذلك القرآن وإخفاء هذا لما فيه من إظهار الشيعة على من سبقه ... " (2) .
__________
(1) ابن حزم / الفصل 2/316-317 .
(2) الأنوار النعمانية 2/362 .(1/15)
هكذا يجيبون وبهذا يعتذرون لعلي ، وأي قدح وطعن في أمير المؤمنين أعظم من هذا ؟ إنهم يتهمون علياً بأنه راعى المجاملة لمن سبقه على هداية الأمة .
وهكذا فإن أقوال الأئمة وسيرتهم قد كشفت مفتريات الروافض وأكاذيبهم ولم يجدوا ملجأ ولا مغارات ولا مدخلاً إلى اللياذ بالتقية ، فكانت تلك فضيحة أخرى وعورة ظاهرة مكشوفة .
وهكذا يفضح سبحانه من افترى على دينه وكتابه ورسوله وأوليائه .
وأمر آخر.. هو أن دينهم يقوم على الشرك بالله سبحانه شرك في الربوبية وفي الألوهية والأسماء والصفات .
ونسبوا هذا الظلم الأعظم والكفر الأكبر إلى آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهم أبعد الناس عن هذا البلاء وأشدهم تحرزاً من أسباب الشرك وذرائعه .
ومادام الحديث عن الإمام علي بن الحسين فلنستمع إلى هذه الواقعة المؤثرة :
رأى علي بن الحسين رجلاً يجيء إلى فرجه كانت عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فيدخل فيها ويدعو ، فنهاه وقال : ألا أحدثكم حديثاً سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال ( لا تتخذوا قبري عيداً ولا بيوتكم قبوراً ، فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم ) (1) .
قال شيخ الإسلام : " فانظر هذه السنة كيف مخرجها من أهل المدينة وأهل البيت الذين لهم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرب النسب وقرب الدار ، لأنهم إلى ذلك أحوج من غيرهم ، فكانوا أضبط " (2) .
فهذه أقوال الإمام علي بن الحسين في ترضه عن الخلفاء وبراءته مما تدعيه الروافض من الشرك والنص والعصمة والرجعة وغيرها من شذوذات الرفض ، وهذه أمور مقررة ومعلومة ، ودلائلها المتنوعة مستفيضة ظاهرة .
__________
(1) قال صاحب التيسير : رواه أبو يعلى والقاضي إسماعيل ، والحافظ الضياء المختارة ، تيسير العزيز الحميد ص ( 355 ) .
(2) انظر : تيسير العزيز الحميد ص 0 355 ) .(1/16)
ولذلك كان مما أجمع عليه المسلمون أن الروافض مخالفون لأهل البيت في عامة أصولهم ، " فليس في أئمة أهل البيت مثل علي بن الحسين وأبي جعفر الباقر وابنه جعفر بن محمد الصادق من كان ينكر الرؤية أو يقول بخلق القرآن أو ينكر القدر أو يقول بالنص على علي أو بعصمة الأئمة الإثنىعشر أو يسب أبا بكر وعمر ، والمنقولات الثابتة المتواترة عن هؤلاء معروفة موجودة ، وكانت مما يعتمد عليه أهل السنة " (1) .
وبالجملة فالإمام علي بن الحسين كسائر أئمة أهل البيت الذين تعلقت بهم الروافض مخالفون لفرق الرافضة ، ولكن الرافضة تتعلق بهم لتحقيق أمور منها :
الأول : محاولة ترويج أقوالهم المخالفة ، وذلك بنسبتها لبعض الأئمة من آل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علها تجد القبول لدى عموم الناس .
الثاني : التكسب باسم الآل والاستيلاء على خمس مكاسب الناس باسم " حق الآل " ، وخمس الآل كما هو مقرر في مذهب الرافضة إلى اليوم .
المبحث الثالث
صحف أخرى منسوبة
ويأتي في مقدمتها كتاب " نهج البلاغة " ، المنسوب للخليفة الراشد علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - " وأهل العلم يعلمون أن أكثر خطب هذا الكتاب مفتراة على علي - رضي الله عنه - ولهذا لا يوجد غالبها في كتاب متقدم ، ولا لها إسناد معروف (2) .
وقد جُمعت بعد أمير المؤمنين بثلاثة قرون ونصف بلا سند (3)
__________
(1) منهاج السنة 2/386-369 .
(2) ابن تيمية / منهاج السنة 7/86 ، ( أو 4/24 ) من الطبعة الأولى ، المنتقى من منهاج العتدال ص (430 ) .
(3) قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
فهذا الذي نقلها من أين نقلها ؟ ولكن هذه الخطب بمنزلة من يدعي أنه علوي أو عباسي ، ولا نعلم أحداً من سلفه ادعى ذلك قط ، ولا ادعي ذلك له ، فيعلم كذبه .
فإن النسب يكون معروفاً من أصله حتى يصل بفرعه ، وكذلك المنقولات لابد أن تكون ثابتة معروفة عمن نقل عنه حتى تتصل بنا ، فإذا صنف واحد كتاباً ذكر فيه خطباً كثيرة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي - رضي الله عنه - ، ولم يروِ أحد منهم تلك الخطب قبله بإسناد معروف ، علمنا قطعاً أن ذلك كذب .
وفي هذه الخطب أمور كثيرة ، قد علمنا يقيناً من علي ما يناقضها ، ونحن في هذا المقام ليس علينا أن نبين أن هذا كذب ، بل يكفينا المطالبة بصحة النقل ، فإن الله لم يوجب على الخلق أن يصدقوا بما لم يقم على صدقه ، بل هذا ممتنع بالاتفاق ، وهذا من تكليف مالا يطاق ، ( انظر منهاج السنة 7/87 ، والمنتقى ص 430 ) .(1/17)
، وقد نسبت الرافضة تأليف " نهج البلاغة إلى الشريف الرضي (1).
وهو غير مقبول عند المحدثين لو أسند خصوصاً فيما يوافق بدعته ، فكيف إذا لم يسند كما فعل في النهج ، وأما المتهم عند المحدثين بوضع النهج فهو أخوه علي (2) .
ولا نحتاج إلى التكلف في النظر في سنده ، فإن في متنه ما يشهد على كذبه وبراءة أمير المؤمنين علي من أكثره ، ولذلك قال الإمام الذهبي في ترجمتة على هذا : " ومن طالع كتابه نهج البلاغة جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - ففيه السب الصراح ، والحط على السيدين أبي بكر وعمر - رضي الله عنه - ، وفيه من التناقض والأشياء الركيكة ، والعبارات التي من له معرفة بنفس القرشيين الصحابة وبنفس غيرهم ممن بعدهم من المتأخرين جزم بأن الكتاب أكثره باطل " (3) .
وأضيف بأن الناظر أيضاً لما فيه من التعطيل للباري سبحانه من صفاته يقطع بما ذهب إليه الإمام الذهبي وغيره من أئمة الإسلام ، فقد جاء في النهج – مثلا – عن الله سبحانه : " .... وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف ، وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة ، فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ، ومن قرنه فقد ثناه ، ومن ثناه فقد جزأه ، ومن جزأه فقد جهله ، ومن جهله فقد أشار إليه ، ومن أشار إليه فقد حده ومن حده فقد
عدّه ... " (4) .
__________
(1) محمد بن الحسين بن موسى الرضي أبو الحسن ، قال الذهبي :" رافضي جلد " ، انظر ميزان الاعتدال 3/523 .
(2) علي بن الحسين العلوي الشريف المرتضى المتكلم الرافضي المعتزلي ، المتوفى سنة (436 هـ ) . انظر ميزان الاعتدال 3/124 .
(3) انظر ميزان الاعتدال 3/124 .
(4) نهج البلاغة ص ( 14-15 ) .(1/18)
فأنت ترى مذهب الجهمية الصريح قد قرر من خلال هذه الكلمات الملحدة ، فها هي تقرر نفي الصفات بكل صراحة ، ولم تكتف بذلك بل أدخلت نفي الصفات في مسمى التوحيد كالجهمية والمعطلة النفاة الذين زعموا أن إثبات الصفات يقتضي تعدد القدماء ، يعني نفس قوله هنا : " فمن وصف الله سبحانه ... فقد ثناه .. " . وهذا هو الأصل الأول لدى الجهمية ، وهو نفي الصفات والذي سموه " التوحيد " ، وهو عين المناقضة للتوحيد ، وقد خالفوا المعقول والمنقول ، بل وقعوا فيما يعلم فساده بالضرورة ، إذ لا يتصور وجود ذات مجردة عن الصفات ، ولذلك فإن نفي الصفات يتضمن نفي الذات - تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً .
وقد فصل أهل العلم القول في فساد مذهب المعطلة ، واجتمعت الجيوش الإسلامية على غزو الجهمية المعطلة (1)، بل أرسلوا عليهم الصواعق الماحقة لباطلهم (2) ، فأنت ترى أن مذهب الجهمية يقرره واضع النهج وينسبه لأمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - ، ذلك أن الروافض " في أواخر المائة الثالثة تأثروا بمذهب الجهمية في تعطيل الباري سبحانه من صفاته الثابتة له في الكتاب والسنة ، وكثر الاتجاه إلى التعطيل عندهم في المائة الرابعة لما صنف لهم المفيد وأتباعه كالموسوي الملقب بالشريف المرتضى وأبي جعفر الطوسي، واعتمدوا في ذلك على كتب المعتزلة (3).
وكثيراً مما كتبوه في ذلك منقول عن المعتزلة نقل المسطرة ، وكذلك ما يذكرونه في تفسير القرآن في آيات الصفات والقدر ونحو ذلك منقول من تفاسير المعتزلة (4).
__________
(1) إشارة إلى كتاب اجتماع الجيرش الإسلامية على غزو المعطلة الجهمية للإمام ابن القيم .
(2) إشارة إلى كتاب الصواعق المرسلة ( أو المنزلة ) على الجهمية المعطلة للإمام ابن القيم .
(3) منهاج السنة 1/229 .
(4) المصدر السابق 1/356 .(1/19)
وقد صرح علامتهم ابن المطهر بأن مذهبهم في الأسماء والصفات كمذهب المعتزلة (1) ، ومنهم من قال : كمذهب الفلاسفة (2) .
وما في النهج من التعطيل هو صورة لهذا التوجه الجهمي ، وأمير المؤمنين منه بريء ، وهو يؤكد أن أكثر مافيه منحول ومكذوب ، وأنه وضع بعد موجه التعطيل التي سرت وانتشرت في المائة الرابعة (3) ، ومع ظهور علامات الوضع على " النهج " في سنده ومتنه فإن الروافض كعادتها في التصديق بالأكاذيب المكشوفة والتكذيب للحقائق الثابتة تغالي في " نهج البلاغة " ، وترى أنه كالوحي الإلهي ، ولهذ قالوا بأن " جميع ما فيه من الخطب والكتب والوصايا والحكم والآداب حاله كحال ما يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " (4)، وإن الشيعة على كثرة فرقهم واختلافها متفقون متسالمون على أن ما في نهج البلاغة هو من كلام أمير المؤمنين - رضي الله عنه - اعتماداً على رواية الشريف ودرايته ووثاقته ، حتى كاد أن يكون إنكار نسبته إليه - رضي الله عنه - عندهم من إنكار الضروريات وجحد البديهيات ، اللهم إلا شاذاً منهم (5) ، وغالوا في شأنه وعظموا أمره حتى قالوا بأنه " فوق كلام المخلوق (6)، وهذا يعني أنه فوق كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - !! سبحانك هذا بهتان عظيم .
__________
(1) نهج المسترشدين ص ( 32 ) .
(2) الطبطباني / مجالس الموحدين في أصول الدين ص (21 ) .
(3) وقاصمة أخرى للكتاب ( وربما تكون من إضافات الروافض = = عليه ) وهو ما ذكره شيخ الرافضة النوري في كتابه فصل الخطاب من أن نصوص دعاوى التحريف ( حول كتاب الله التي تورط بها الروافض وكشفت حقيقتهم وحقيقة مذهبهم ، ولذا يتسترون عليها الآن بكل وسيلة ) توجد في بعض نسخ نهج البلاغة ، (انظر مسألة التقريب 1/183 ) .
(4) الهادي كاشف الغطا / مدارك نهج البلاغة ص (191) .
(5) المصدر السابق ص(190-191 ) .
(6) آغا بزرك الطهراني / الذريعة 14/111 .(1/20)
وقالوا:بأنه"أخ القرآن الكريم في التبليغ والتعليم ، وفيه دواء كل عليل وسقيم،ودستور للعمل بموجبات سعادة الدنيا وسيادة دار النعيم " (1) .
فانظر وتعجب كيف يقبلون روايات الكذابين ، ويطعنون في روايات الصحابة الصادقين ، ويأخذون بمثل هذه الكتب التي لا سند لها ولا أصل ، ويحرمون أنفسهم و أتباعهم من ينابيع الإسلام الصافية ودواوين المسلمين الصادقة ، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور .
لقد كفى الله سبحانه الأمة بكتاب ربها وبسنة نبيها وأكمل لها دينها وأتم عليها نعمته ....
وأكثر المسلمين لا يعرفون النهج ولم يقرأو حرفاً منه ، ولم ينقص ذلك من إيمانهم شيء،بل سلموا من لوثة الرفض،وداء التعطيل ، وضروب الغلو الذي هيمن بظلماته على هذا الكتاب (2)
__________
(1) الموضع نفسه من المصدر السابق
(2) وانظر في مبالغتهم وتكلفهم في مدحه وشرحه : المصدر السابق= = ج/4 ص(144-146 )، ج/6 ص(228 )، ج7/ ص(187-193 )، ج/ 14 ص (11-161 )، ج/ 24/ ص( 412 ).
وراجع في نقد الكتاب : ابن تيمية / منهاج السنة 4/159 ، المنتقى من منهاج الاعتدال ص ( 508-509 ) ، الذهبي /ميزان الاعتدال ( ترجمة علي بن الحسين الشريف المرتضى 3/124 ، ابن حجر / لسان الميزان 4/ 223 ، مختصر التحفة الإثنى عشرية ص ( 58 ) ، وحاشية المنتقى ص ( 430 ) ، أحمد أمين / فجر الإسلام ص( 178 ) ، أحمد زكي صفوت / ترجمة علي بن أبي طالب ص ( 125-162) ، الزعبي / البينات في الرد على أباطيل المراجعات ص( 36-40 )، مجلة المقتضف المجلد( 42 )ج /3 ص( 248 )، عدد (25)ربيع الأول عام 1331هـ ، الوادعي / رياض الجنة ص ( 162-163) .(1/21)
هذا والصحف المزعومة عديدة ، ودعاوى الروافض كثيرة ، وقد عقد الشوكاني في كتابه الفوائد المجموعة من الأحاديث الموضوعة مبحثاً بعنوان " مبحث آخر في النسخ الموضوعة " ، سرد فيها عدداً منهذه النسخ ، وقال في النهاية : " فهذه النسخ المشهورة عند أهل الحديث بالوضع ، وثم نسخ موضوعة غيرها معروفة عند من يعرف هذه الصناعة ، وأكثرها من وضع الرافضة ، وهي موجودة عند أتباعهم (1) .
وكثيراً ما يذكرون في مصادرهم الحديثية صحفاً موهومة إذا سألتهم عنها قالوا بأنها عند مهديهم المنتظر ،أوهام مبنية على أوهام، ظلمات بعضها فوق بعض (2).
وقد تجاوزوا الوضع على الآل إلى غيرهم من مشاهير الأئمة ، ولهم في ذلك وسائل خفية في إمرار الكذب ، وخداع الأغرار ، أبان عنها الأئمة ، وكشف حقيقتها أهل السنة ، ولله الحمد والمنة .
ومن الأمثلة وضع مصنفات على الأئمة المشاهير إما للدعاية لمذهب الرفض ، أو الطعن في السنة قال الشيخ عبد العزيز الدهلوي : " إنهم ينسبون بعض الكتب لكبار علماء السنة مشتملة على مطاعن في الصحابة ، وبطلان مذهب أهل السنة ، ويمثل لذلك بكتاب " سر العالمين"،ويقول: أنهم نسبوه إلى الإمام أبي حامد الغزالي ، وشحنوه بالهذيان ، وذكروا في خطبته عن لسان الإمام وصيته بكتمان هذا السر وحفظ هذه الأمانة ، وأنه قال : ما ذكر في هذا الكتاب فهو عقيدتي وما ذكر في غيره فهو للمداهنة (3).
ولا يزالون يحتجون ببعض ما ورد في هذا الكتاب (4).
__________
(1) انظر الفوائد المجموعة ص ( 325-423 ) .
(2) انظر عرض لبعض هذه الأوهام في أصول مذهب الشيعة 1/319 وما بعدها .
(3) مختصر التحفة الإثنى عشرية ص (33 ) ، انظر السويدي / نقض عقائد الشيعة ص ( 25 ) مخطوط .
(4) انظر - مثلا – مصادر كتاب كشف الاشتباه للرافضي عبد الحسين الرشتي ، المطبوع في المطبعة العسكرية بطهران في 1368 هـ .(1/22)
وقد طبع عدة طبعات في بومباي سنة1314هـ، والقاهرة سنة 1324هـ،وسنة1327هـ، وفي طهران بدون تاريخ مع ظهور كذبه حتى للأعاجم ، ولذلك ذكر عبد الرحمن بدوي أن ثلاثة من المستشرقين ذهبوا إلى القول بأن الكتاب منحول ، ثم قال بدوي : " والأمر الذي يقطع بأن الكتاب ليس للغزالي هو ما ورد في ص ( 82 ) من قوله : أنشدني المعري لنفسه وأنا شاب في صحبته يوسف بن علي شيخ الإسلام ، مع أن المعري توفي سنة 448 هـ ، بينما ولد الغزالي سنة 450 هـ ، فكيف ينشده لنفسه " (1) .
وقد بلغت الحال بهم أنهم ينقلون من صحف أو كتب وهمية لا وجود لها أصلاً ، لذلك قال بعض المحققن بأنهم " ينقلون ما يدل على مطاعن الصحابة ، وما يستدل به على بطلان مذهب غير الرافضة عن كتاب يعزون تأليفه إلى بعض كبراء أهل السنة ، وذلك الكتاب لا يوجد تحت أديم السماء " (2) .
وصور الوضع وأسماء الموضوعات كثيرة تستحق تأليفاً خاصاً .
ولا عجب فيمن كذبوا على الله ورسوله أن يكذبوا على من دونهما .
الخاتمة
الحمد لله وبعد :
ولقد تبين أن أكثر ما في هذه الصحيفة مكذوب على علي بن الحسين ، وليس هذا بغريب ، فقد كذب على أبيه وجده وأصله وفرعه ومشاهير الأئمة غيره ، لكن الغلو الجاهل بها ، والتعطيم الأبله للإفتراء بتسميتها ، وتفسيرها ، وطبعها ، ومحاولة مضاهاة كتاب الله سبحانه بالمظهر ، وأنها كقول الله ورسوله في المخبر هو من قبيل تضاعف الكذب وتراكم الظلمات ، والجهل المركب الذي ران على رؤسهم وعشش ثم فرخ أضعلفه ...
ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله .
المصادر والمراجع
أصول الدين ، عبد القادر البغدادي ، مطبعة الدولة استنبول ، الطبعة الأولى 1346 هـ .
__________
(1) مؤلفات الغزالي ص ( 271 )
(2) مختصر الصواقع ص ( 51 ) [ مخطوط ] ونقض عقائد الشيعة للسويدي ص (25 ) [ مخطوط ] .(1/23)
أصول الكافي ، محمد بن يعقوب الكليني ، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفاري ، دار الكتب الإسلامية ، طهران ، الطبعة الثالثة ، 1388 هـ
أصول مذهب الشيعة ، ناصر بن عبد الله القفاري ، الطبعة الأولى ، 1414هـ .
الأنوار النعمانية ، نعمة الله الجزائري ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت .
إعلام الورى ، الفضل بن الحسن الطبرسي ، تصحيح وتعليق علي الغفاري ، دار المعرفة ، بيروت ، 1399هـ .
إكمال الدين ، محمد بن الحسين بن بابويه القمي المطبعة الحيدرية ، النجف ، 1389 هـ
الاحتجاج ، أحمد بن علي الطبرسي ، تعليق محمد باقر الخرسان ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت ، 1401هـ .
الاستبصار ، محمد بن الحسن الطوسي ، تحقيق : حسن الخرسان ، دار صعب ، دار التعارف ، بيروت ، الناشر : دار الكتب الإسلامية ، طهران ، الطبعة الثالثة 1390هـ .
الاعتقادات،ابن بابوية القمي،إيران ، 1320 هـ
بحار الأنوار ، محمد باقر المجلسي ، إحياء التراث العربي ، بيروت ، الطبعة الثالثة 1403 هـ .
البداية والنهاية ، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير ، تحقيق ومراجعة : محمد عبد العزيز النجار ، مكتبة الأصمعي ، الرياض .
بصائر الدرجات ، ( وهو مختصر بصائر الدرجات المطبوع بالنجف 1370 هـ .
التسعينية ، أحمد بن تيمية ، ضمن المجلد الخامس من مجموع فتاوى ورسائل لابن تيمية ، مطبعة كردستان 1329 هـ .
التفسير الكاشف ، محمد جواد مغنيه ، دار العلم للملايين ، بيروت ، الطبعة الأولى 1968 م .
تنزيه الأنبياء ، الشريف المرتضى علي بن الحسين منشورات الشريف الرضي ، قم ، إيران
تهذيب التهذيب ، أحمد بن علي بن حجر ، مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية ، الهند ن الطبعة الأولى 1325هـ .
تيسير العزيز الحميد ، سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ، المكتب الإسلامي ، الطبعة الخامسة 1402 هـ .
الحكومة الإسلامية ، روح الله الخميني ، وزارة الإرشاد جمهورية إيران.(1/24)
حلية الأولياء ، أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1351هـ .
الذريعة ، آغا بزرك الطهراني ، دار الأضواء ، بيروت ، الطبعة الثالثة ، 1403هـ .
سير أعلام النبلاء ، محمد بن أحمد الذهبي ، تحقيق : شعيب الأرناؤوط ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الثانية ، 1402 هـ .
شرح جامع ( على الكافي ) ، محمد صالح المازندراني،المكتبة الإسلامية،طهران، 1384 هـ
الشفاء بتعريف حقوق المصطفى ، القاضي عياض بن موسى اليحصبي ، تحقيق : علي البجاوي ، مطبعة عيسى البابي الحلبي .
طبقات ابن سعد ( الطبقات الكبرى ) ، محمد بن سعد ، دار صادر ، بيروت .
فتح الباري شرح صحيح الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، أشرف على التصحيح والتحقيق : عبد العزيز بن باز ، الناشر: رئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ، السعودية .
الفصل في الملل والأهواء والنحل ، لأبي محمد علي بن أحمد المعروف بابن حزم ، تحقيق : محمد إبراهيم نصر ، عبد الرحمن عميرة ، شركة مكتبات عكاظ السعودية ، الطبعة الأولى ، 1402 هـ .
الفصول المهمة ، محمد بن الحسن الحر العاملي ، مكتبة بصيرتي ، قم ، الطبعة الثالثة .
الفوائد المجموعة محمد بن علي الشوكاني ، تحقيق : عبد الرحمن بن يحيى المعلمي ، المكتب الإسلامي ، الطبعة الثالثة ، 1402 هـ .
مؤلفات الغزالي ، عبد الرحمن بدوي ، وكالة المطبوعات ، الكويت ، الطبعة الثانية ، 1977م
مجالس الموحدين في أصول الدين ، محمد صادق الطبطبائي ، طبعة 1318 هـ .
مختصر التحفة الإثنى عشرية ، شاه عبد العزيز الدهلوي ، ترجمه إلى العربية : غلام محمد الأسلمي ، اختصره محمود شكري الألوسي ، تحقيق : محب الدين الخطيب ، المطبعة السلفية ، الطبعة الثانية ، 1387 هـ .
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة ، ناصر بن عبد الله القفاري ، دار طيبة ، الطبعة الثالثة ، 1414هـ .(1/25)
مستدرك نهج البلاغة ، الهادي كاشف العطاء ، دار الأندلس ، الطبعة الثانية ، 1980 م .
معالم العلماء ، محمد بن علي بن شهر شوب ، المطبعة الحيدرية ، النجف ، 1380هـ .
مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين ، أبو الحسن علي ابن إسماعيل الأشعري ، تحقيق : محمد محي الدين عبد الحميد ، مكتبة النهضة المصرية ، الطبعة الثانية ، 1389هـ .
المنتقى من منهاج الاعتدال في نقض كلام أهل الرفض والاعتزال ، وهو مختصر منهاج السنة لابن تيمية ، اختصره أبو عبد الله محمد الذهبي ، تحقيق : محب الدين الخطيب ، المطبعة السلفية .
منهاج السنة النبوية ، أحمد بن تيمية ،تحقيق : محمد رشاد سالم، طبعة جامعة الإمام1406 هـ
ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، محمد بن عثمان الذهبي،تحقيق : علي البجاوي ، دار إحياء الكتب العربية ، القاهرة ، الطبعة الأولى 1382 هـ .
نهج البلاغة ( مع شرح محمد عبده ) مؤسسة الأعلمي ، بيروت .
نهج المسترشدين ، الحسن بن يوسف الحلبي ، تحقيق : أحمد الحسيني ، هادي اليوسفي ، مجمع الذخائر الإسلامية ، قم ، إيران .
فهرس الموضوعات
مقدمة ... 2
المبحث الأول ... 8
حقيقة ’’الصحيفة السجادية‘‘ ... 8
ميلاد صحف أخرى ... 23
دلالة التسمية ... 25
المبحث الثاني ... 29
إلى من تنسب الصحيفة ؟ ... 29
المبحث الثالث ... 51
صحف أخرى منسوبة ... 51
الخاتمة ... 68
المصادر والمراجع ... 69
فهرس الموضوعات ... 78(1/26)