بسم الله الرحمن الرحيم(1/1)
شهادة الكتاب المقدس على نفسه بالتحريف
أولاً : إن كاتب المزمور ( 56 : 4 ) ينسب إلى داود عليه السلام بأن أعدائه طوال اليوم يحرفون كلامه :
( ماذا يصنعه بي البشر. اليوم كله يحرفون كلامي. عليّ كل أفكارهم بالشر ) ترجمة الفاندايك
ثانياً : لقد اعترف كاتب سفر ارميا ( 23 : 13 ، 15 ، 16 ) بأن أنبياء أورشليم وأنبياء السامرة الكذبة حرفوا كلام الله عمداً :
( وقد رأيت في أنبياء السامرة حماقة. تنبأوا بالبعل وأضلوا شعبي اسرائيل. 14 وفي أنبياء أورشليم رأيت ما يقشعر منه. يفسقون ويسلكون بالكذب ويشددون ايادي فاعلي الشر حتى لا يرجعوا الواحد عن شره. صاروا لي كلهم كسدوم وسكانها كعمورة. 15 لذلك هكذا قال رب الجنود عن الأنبياء. ها أنذا أطعمهم افسنتينا واسقيهم ماء العلقم لأنه من عند أنبياء أورشليم خرج نفاق في كل الأرض ) [ ترجمة الفاندايك ]
ثالثاً : لقد اعترف كاتب سفر ارميا بأن اليهود حرفوا كلمة الله لذلك فهو ينسب لإرميا في ( 23 : 36 ) توبيخ النبي إرميا لليهود :
( أما وحي الرب فلا تذكروه بعد لأن كلمة كل إنسان تكون وحيه إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كلام الإله الحي الرب القدير )
رابعاً : ونجد أيضاً إن كاتب سفر ارميا ينسب لإرميا توبيخه وتبكيته لليهود لقيامهم بتحريف كلمة الرب :
( كيف تقولون إننا حكماء وكلمة الرب معنا ؟ حقاً إنه إلى الكذب حولها قلم الكتبة الكاذب . )
خامساً : وكاتب سفر الملوك الأول ( 19 : 9 ) ينسب لإليا النبي حين هرب من سيف اليهود فيقول :
( وَقَالَ الرَّبُّ لإِيلِيَّا : مَاذَا تَفْعَلُ هُنَا يَا إِيلِيَّا ؟ فَأَجَابَ: «غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ الإِلَهِ الْقَدِيرِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَنَكَّرُوا لِعَهْدِكَ وَهَدَمُوا مَذَابِحَكَ وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، وَبَقِيتُ وَحْدِي. وَهَا هُمْ يَبْغُونَ قَتْلِي أَيْضاً ) كتاب الحياة
(1/2)
سادساً : وكاتب سفر إشعيا ( 29 : 15 ، 16 ) ينسب لإشعيا تبكيته لليهود :
( ويل للذين يتعمقون ليكتموا رأيهم عن الرب فتصير أعمالهم في الظلمة ويقولون من يبصرنا ومن يعرفنا : يا لتحريفكم . )
فإذا جاء مسيحي وزعم بأن تحريف اليهود لكلمة الرب هو قول غير مقبول نقول له أقرأ شهادة التحريف من كتابك .
ويتساءل بعض المسيحيون الذين يتجاهلون الشواهد والأدلة الدالة على تحريف كتابهم المقدس قائلين : عندما يعطى الله الإنسان كتابا من عنده فهل تظن أنة لا يستطيع المحافظة علية من عبث البشر ؟
نقول لهم :
نعم إن الله قادر على إن يحفظ كلمته ولكنه سبحانه وتعالى اختار أن يوكل حفظ كلمته إلى علماء وأحبار اليهود ولم يتكفل هو بحفظها فقد ترك حفظ كلمته بيدهم فكان حفظ الكتاب أمراً تكليفياً وحيث انه أمراً تكليفياً فهو قابل للطاعة والعصيان من قبل المكلفين فالرب استحفظهم على كتابه ولم يتكفل هو بحفظه وإليكم الأدلة من كتابكم المقدس على هذا :
جاء في سفر التثنية [ 4 : 2 ] قول الرب :
( فالآن يا اسرائيل اسمع الفرائض والأحكام التي أنا أعلمكم لتعملوها لكي تحيوا وتدخلوا وتمتلكوا الأرض التي الرب اله آبائكم يعطيكم. لا تزيدوا على الكلام الذي أنا أوصيكم به ولا تنقصوا منه لكي تحفظوا وصايا الرب إلهكم التي أنا أوصيكم بها ) [ ترجمة الفاندايك ]
وجاء في سفر التثنية [ 12 : 32 ] قول الرب :
( كل الكلام الذي أوصيكم به احرصوا لتعملوه لا تزد عليه ولا تنقص منه )
وجاء في سفر الأمثال [ 30 : 5 _ 6 ] :
( كل كلمة من الله نقية. ترس هو للمحتمين به. لا تزد على كلماته لئلا يوبخك فتكذّب )
وقد جاء في سفر الرؤيا [22 : 18 ] قول الكاتب :(1/3)
( وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُُ اللهُ عليه الضربات وَإِنْ حذف أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا ، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ . . .)
إن هذا النص تعبير واضح من الكاتب بأن الله لم يتكفل بحفظ هذا الكتاب لأنه جعل عقوبة من زاد شيئاً كذا … وعقوبة من حذف شيئاً كذا ، و فيه إشارة واضحة بأن التحريف أمر وارد .
يقول الله سبحانه وتعالى عن التوراة التي كانت شريعة موسى عليه السلام ، وشريعة الأنبياء من بعده حتى عيسى عليه السلام :
( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) [ قرآن - المائدة : 44 ]
ومعنى ( استحفظوا ) : أي أمروا بحفظه ، فهناك حفظ ، وهناك استحفاظ .
وإذا كان الأحبار والرهبان ممن جاء بعد لم يحفظوا ، بل بدلوا وحرفوا ، فليس معنى ذلك أن الله لم يقدر على حفظ كتابه _ حاشا وكلا _ ولكن المعنى : أن الله لم يتكفل بحفظه ، بل جعل اليهود أمناء عليه .
ومن المعلوم أن هناك المئات من الرسل والأنبياء جاؤوا بعد نوح عليه السلام ولم يتكفل الرب بحفظ رسائلهم سواء كانت شفوية أو مكتوبة وإلا فأين هي ؟ مثال ذلك : صحف إبراهيم التي ذكرت في القرآن الكريم فلا وجود لها اليوم .
وأخيراً : فهل هناك أعظم من شهادة الكتاب المقدس على نفسه بالتحريف ؟
(1/4)
لماذا نستكثر على اليهود التحريف وهم اليهود وما أدراك ما اليهود قتلوا الأنبياء بغير حق وصنعوا العجل وسجدوا له من دون الله وعبدوا الأصنام واستحلوا المحرمات وقذفوا العذراء الطاهرة مريم عليها السلام بتهمة الزنا وكفروا بالمسيح عليه السلام .......فهل نستكثر عليهم التحريف ......
لقد أعلنت التوراة بكل وضوح أن اليهود سيفسدون ويقاومون الرب وكلامه ، وذلك كلام موسى في التوراة بعد أن أوصاهم بوضعها بجانب التابوت وفيه كذلك : ( لأني عارف تمردكم ورقابكم الصلبة ، هوذا وأنا بعد حي معكم ، اليوم صرتم تقاومون الرب ، فكم بالحري بعد موتي ) [ تثنية 31 : 27 ]
من الذي حرف ؟ و متى وأين ولماذا ؟
يقول القس " سواجارت " ( وهم يقولون - يقصد المسلمين - إن تلك الأسفار الأصلية التي أنزلها الله وهي التوراة ، والانجيل ، قد فقدت و لا أظن أن في مقدور أحد أن يخبرنا أين فقدت ؟ ولا متى فقدت ؟ ولا كيف فقدت ؟ ) .
وهذا السؤال الذي ساقه " سواجارت " لون من الخداع والتلاعب بالألفاظ ، لأن الذي يقوله علماء المسلمين ويؤكدون عليه أن الكتب والأسفار التي بين يدي اليهود والنصارى الآن دخلها التحريف والتبديل والزيادة قبل مجيء الإسلام وبعثة محمد عليه الصلاة والسلام واستمر الأمر حتى بعد بعثته صلى الله عليه وسلم ... ولا يقول أحد من علماء المسلمين إن جميع ما جاء به موسى وعيسى قد فقد .. بل الحق أن ما لديهم من أسفار يجمع بين الحق والباطل والغث والسمين ، ونقول للمبشرين والقسس على اختلاف مذاهبهم دعوا هذا السؤال لأنه لا قيمة له لما يأتي :
(1/5)
نحن لسنا بصدد القبض على من قام أو قاموا بالتحريف ، و لا يهمنا معرفة زمان أو مكان وقوع التحريف .. إن الشيء المهم في هذا الصدد هو بيان وقوع التحريف والعثور على أمثلة توضح بما لا يدع مجالاً للشك وقوع هذا التحريف ، وهذا هو ما أثبته الباحثين المنصفين الذين درسوا الكتاب المقدس ووجدوا فيه ما وجدوا من أمور تجافي وحي السماء ، وأخطاء و تناقضات لا تقع إلا في كلام البشر.
هب أن شخصاً أمسك بيد قسيس إلى خارج الكنيسة ، وقال له : أنظر إلى هذا القتيل الذي أمامك . فقال القسيس : لا ، لن أصدق حتى تخبرني : متى ومن ولماذا وكيف قتل ؟!! لو حدث هذا ماذا يقول الناس عن هذا القسيس ؟!
وهذا يشبه تماماً موقف المبشرين من قضية تحريف الإنجيل ، إنك تضع أيديهم على مئات الأمثلة وتبين لهم بالمحسوس التحريف الواضح والاختلاف البين بين إنجيل وإنجيل ونسخة ونسخة ولكنهم يتمتمون .. لا .. لن نصدق . أخبرونا أين ومتى وكيف ولماذا حدث هذا ؟!
الفهرس(1/6)
تناقضات الكتاب المقدس
انك حين ترى الاختلافات والتناقضات ما بين إصحاحات كتاب النصارى المقدس لا يمكنك أن تظن مجرد ظن بأن هذا فكر الله ووحي الله سبحانه وتعالى لأن الروح القدس لا يوحي بأخبار وأفكار ومعلومات متناقضة ، ولا يوحي لكاتب الإصحاح أو كاتب السفر عكس الخبر أو المعنى الذي يوحيه لكاتب آخر ، إن كلمة الله يستحيل عليها أن تكون متناقضة تهدم بعضها بعضاً . وإليك - أخي القارئ - بعض من تناقضات كتاب النصارى المقدس كدليل على كلامنا : وليحيا من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة ...
كم كان عدد الموكلين على الإشراف على خدمة العمال المسخرين لتنفيذ أعمال سليمان ؟
خمس مئة وخمسون
مئتين وخمسين
سفر الملوك الأول [ 9 : 23 ]
سفر أخبار الأيام الثاني [ 8 : 10 ]
كم وزنة من الذهب جلبها عبيد حيرام وعبيد سليمان من أوفير؟
أربع مئة وعشرين وزنة من الذهب
أربع مئة وخمسين وزنة من ذهب
الملوك الأول [ 9 : 28 ]
أخبار الأيام الثاني [ 8 : 18 ]
كم كان عدد المغنين والمغنيات الذين صعدوا من تل ملح وتل حرشا كروب وأدون وإمير؟
مائتين
مئتين وخمسةً وأربعين
في سفر عزرا [ عزرا 2 : 64 ]
في سفر نحميا [ 7 : 66 ]
فهل هذا التضارب من عند الله ؟
هل الروح القدس أوحى إلى عزرا أنهم 200 ثم ناقض نفسه وأوحى إلى نحميا إنهم 245 ؟!!
هل هذا التضارب الجزئي كما يسميه البعض هو من عند الله ؟؟؟
كم كان عدد ( بنو عادين ) العائدين من السبي ؟
أربع مئة وأربعة وخمسون
ست مئة وخمسة وخمسون
في سفر عزرا [ 2 : 15 ]
في سفر نحميا [ 7 : 20 ]
كم كان عدد أهل بيت لحم ونطوفة الذين رجعوا من السبي ؟
مئة وستة وسبعين
مئة وثمانية وثمانون
في سفر عزرا [ 2 : 21 ، 22 ] بالجمع يكونوا 176 .
في سفر نحميا [ 7 : 26 ]
كم كان عدد بنو آرح العائدن من السبي ؟
سبع مئة وخمسة وسبعون
ست مئة واثنان وخمسون
في سفر عزرا [ 2 : 5 ]
في سفر نحميا [ 7 : 10 ]
(1/7)
كم كان عدد بنو فحث موآب من بني يشوع ويوآب العائدين من السبي ؟
ألفان وثمان مئة واثنا عشر
لفان وثمان مئة وثمان مئة وثمانية عشر
في سفر عزرا [ 2 : 6 ]
في سفر نحميا [ 7 : 11 ]
كم كان عدد بنو زتو العائدين من السبي ؟
تسع مئة وخمسة وأربعون
ثمان مئة وخمسة وأربعون
في سفر عزرا [ 2 : 8 ]
في سفر عزرا [ 7 : 13 ]
كم كان عدد بنو باني العائدين من السبي؟
ست مئة واثنان وأربعون
ست مئة وثمانية وأربعون
في سفر عزرا [ 2 : 10 ]
في سفر نحميا [ 7 : 15 ]
كم كان عدد بنو حشوم العائدين من السبي؟
مائتان وثلاثة وعشرون
ثلاث مئة وثمانية وعشرون
في سفر عزرا [ 2 : 19 ]
في سفر نحميا [ 7 : 22 ]
كم كان عدد بنو باباي العائدين من السبي؟
ست مئة وثلاثة وعشرين
ست مئة وثمانية وعشرون
في سفر عزرا [ 2 : 11 ]
في سفر نخميا [ 7 : 16 ]
كم كان عدد بنو عرجد العائدين من السبي؟
ألف ومائتان واثنان وعشرون
ألفان وثلاث مئة واثنان وعشرون
في سفر عزرا [ 2 : 12 ]
في سفر نحميا [ 7 : 17 ]
كم كان عدد أدونيقام العائدين من السبي؟
ست مئة وست وستون
ست مئة وسبعة وستون
في سفر عزرا [ 2 : 13 ]
في سفر نحميا [ 7 : 18 ]
كم كان عدد بنو بغواي العائدين من السبي؟
ألفان وستة وخمسون
ألفان وسبعة وستون
في سفر عزرا [ 2 : 14 ]
في سفر نحميا [ 7 : 19 ]
كم كان عدد بنو بيصاي العائدين من السبي؟
ثلاث مئة وثلاثة وعشرون
ثلاث مئة واربعة وعشرون
في سفر عزرا [ 2: 17 ]
في سفر نحميا [ 7 : 23 ]
كم كان عدد رجال بيت إيل وعاي العائدين من السبي؟
مائتان وثلاثة وعشرون
مئة وثلاثة وعشرون
في سفر عزرا [ 2 : 28 ]
في سفر نحميا [ 7 : 32 ]
كم كان عدد بنو لود بنو حاديد وأونو العائدين من السبي؟
سبع مئة وخمسة وعشرون
سبع مئة وواحد وعشرون
في سفر عزرا [ 2 : 33 ]
في سفر نحميا [ 7 : 37 ]
كم كان عدد بنو سناءة العائدين من السبي؟
ثلاثة آلاف وست مئة وثلاثون
ثلاثة وتسع مئة وثلاثون
(1/8)
في سفر عزرا [ 2 : 35 ]
في سفر نحميا [ 7 : 38 ]
كم كان عدد المغنون من بني آساف العائين من السبي ؟
مئة وثمانية وعشرون
مئة وثمانية وأربعون
في سفر عزرا [ 2 : 41 ]
في سفر نحميا [ 7 : 44 ]
كم كان عدد بنو البوابين العائدين من السبي ؟
مئة وسع وثلاثون
مئة وثمانية وثلاثون
في سفر عزرا [ 2 : 42 ]
في سفر نحميا [ 7 : 45 ]
كم كان عدد الذين صعدوا من تل ملح وتل حرشا ، كروب ولم يستطيعوا أن يبينوا بيوت آبائهم ؟
ست مئة واثنان وخمسون
ست مئة واثنان وأربعون
في سفر عزرا [ 2 : 59 ، 60 ]
في سفر نحميا [ 7 : 61 ، 62 ]
كم كان عدد الاقمصة الذي تبرع به رؤساء العائلات للكهنة لدى وصولهم إلي أورشليم لبناء بيت الرب ؟
مئة قميص
خمس مئة وثلاثين قميصاً
في سفر عزرا [ 2 : 69 ]
في سفر نحميا [ 7 : 70 ]
تناقض في ( شاقل القدس ) :
جاء في سفر العدد [ 18 : 16 ] : " وفداؤه من ابن شهر تقبله حسب تقويمك فضة خمسة شواقل على شاقل القدس. هو عشرون جيرة "
الواقع إن عبارة شاقل القدس الواردة في النص هي من الزلات الفاضحة التي ينبغي للأتقياء إزالتها من النص حيث تكشف عن التلفيق وإقحام القصة بعد عهد موسى بزمن بعيد ، فمن المؤكد أن ( شاقل القدس ) لم يكن مستخدماً في مصر أو في القفر أو في أي مكان آخر في زمن موسى لأنه لم يكن قد قام ملك القدس بعد ولم يكن قد جرى صك ( شاقل القدس ) ومع ذلك جعل المؤلفون الذين كتبوا سفر الخروج أن الرب يقول لموسى : " إذا أخذت كمية بني اسرائيل بحسب المعدودين منهم يعطون كل واحد فدية نفسه للرب عندما تعدّهم . لئلا يصير فيهم وبأ عندما تعدّهم . هذا ما يعطيه كل من اجتاز إلى المعدودين نصف الشاقل بشاقل القدس . الشاقل هو عشرون جيرة "
(1/9)
وبين النصين الأول والثاني تناقض فاضح ففي النص الأول الفداء بخمسة شواقل وفي الثاني الفداء بنصف الشاقل ، كما أن الفداء إذا لم يرافقه دفع النقود فسيصيب الوباء بني اسرائيل ، ونريد أن نعرف : ما الذي سيفعله الرب بهذه النقود ؟
تناقض في ذات الله :
جاء في سفر التكوين [ 1 : 26 ] : إن الله يشبه الإنسان شبهاً تاماًً .
إلا انه جاءت نصوص أخرى تنفي المثلية وأن الله ليس كمثله شيء ومن هذه النصوص ما جاء في سفر الخروج [ 9 : 14 ] : " أَنَّهُ لَيْسَ مَثِيلٌ لِي فِي كُلِّ الأَرْضِ. "
وقال موسى عن الله : " ليس مثل الله " [ تثنية 33 : 26 ] وفي كلام داود عليه السلام : " أيها الرب الإله . . . ليس مثلك " [ صموئيل الثاني 7 : 22 ]
ويقول ارميا لله : " لا مثل لك يا رب . . . ليس مثلك " [ ارميا 10 : 6 _ 8 ]
ويوبخ الله بني اسرائيل على لسان اشعيا فيقول : " بمن تشبهونني وتسوونني ، وتمثلوني لنتشابه ؟ " [ اشعيا 46 : 5 ] وقال اشعيا : " فبمن تشبهون الله ؟ وأي شبه تعادلون به ؟ " [ اشعيا 40 : 18 ] وقال أيضاً على لسان الله عز وجل : " بمن تشبهونني فأساويه . يقول القدوس " [ اشعيا 40 : 25 ]
فأنت ترى نصين في الكتاب المقدس في ذات الله سبحانه وتعالى .
الأول : أن الله يشبه الإنسان شبهاً تاماً ، مع تميزه بالجمال والجلال ، والبهاء والمجد
الثاني : إن الله سبحانه وتعالى ليس بجسم ، وهو عظيم ولا يشبه الإنسان ولا يمكن لأحد أن يتصوره أو يتخيله بصورة ما . وإنما يعتقد أن ليس كمثله شيء .
تناقض في مكان ( شور ) :
إن ( شور ) نراها في المنطقة الشمالية المتاخمة للمتوسط من شبه جزيرة سيناء برية شور ، ومرة أخرى الكتاب المقدس يجعلها بلدة قرب حدود مصر ، [ تكوين 16 : 7 ] ، [ تكوين 25 : 18 ] ، [ صموئيل الأول 15 : 7 ]
(1/10)
وظلت شور باستمرار أمام مصر وفي مقابل مصر غير أننا نفاجأ في سفر الخروج وقد صارت داخل مصر : " ثم ارتحل موسى بإسرائيل من بحر سوف وخرجوا إلي برية شور ولم يجدوا ماءً " [ خروج 15 : 22 ]
هل عرف إبراهيم يهوه أم لم يعرفه ؟
يذكر سفر التكوين إن إبراهيم عرف ( يهوه ) باسمه ودعا الموقع الذي أوشك أن يمارس عنده عادة ذبح الابن تقدمة للإله باسم ( يهوه يراه ) [ تكوين 22 : 14 ]
لكن ذلك لسوء الحظ تناقض تناقضاً صريحاً مع ما ورد في سفر الخروج ومبرراً للتشكيك في أمانة الرواية ومصداقية الحكي كله ، فقد جاء في سفر الخروج [ 6 : 3 ] أن يهوه قال لموسى في أول لقاء لهما قرب خيام مدين أن إبراهيم وإسحاق ويعقوب لم يعرفوه باسم ( يهوه ) !
الزواج من أرملة مباح أم غير مباح ؟
أمر الله الكاهن من بني هرون بقوله : " يأخذ امرأة عذراء ، أما الأرملة والمطلقة والمدنسة والزانية فمن هؤلاء لا يأخذ ، بل يتخذ عذراء من قومه " [ لاويين 21 : 12 _ 13 ] ويقول كاتب سفر حزقيال : " ولا يأخذون أرملة ولا مطلقة زوجة ، بل يتخذون عذارى من نسل بيت اسرائيل ، أو أرملة التي كانت أرملة كاهن " [ حزقيال 24 : 21 _ 22 ] فكاتب توراة موسى ذكر أن الله حرم عليهم الأرملة ، سواء كانت أرملة كاهن أو غير كاهن ، وكاتب سفر حزقيال : أباح لهم أرملة الكاهن .
مره يذم الخمر ومره يطلب شربها !
من التناقضات الظريفة في الكتاب المقدس ما نجده في سفر الأمثال :
(1/11)
حيث نجد أن الكاتب في الإصحاح 21 : 17 يذم الخمر معلناً أن الفقر في شرب الخمر وفي الإصحاح 23 العدد 29 _ 35 من نفس السفر نجد أن الرب أيضا يذم الخمر ويحث الإنسان على ترك الخمر وان لا يخسر نفسه في الخمر . حيث يقول : " لِمَنِ الْمُعَانَاةُ؟ لِمَنِ الْوَيْلُ وَالشَّقَاءُ وَالْمُخَاصَمَاتُ وَالشَّكْوَى؟ لِمَنِ الْجِرَ احُ بِلاَ سَبَبٍ؟ وِلِمَنِ احْمِرَارُ الْعَيْنَيْنِ؟ 30إِنَّهَا لِلْمُدْمِنِينَ الْخَمْرَ، السَّاعِينَ وَرَاءَ الْمُسْكِرِ الْمَمْزُوجِ. 31لاَ تَنْظُرْ إِلَى الْخَمْرِ إِذَا الْتَهَبَتْ بِالاحْمِرَارِ، وَتَأَلَّقَتْ فِي الْكَأْسِ، وَسَالَتْ سَائِغَةً، 32فَإِنَّهَا فِي آخِرِهَا تَلْسَعُ كَالْحَيَّةِ وَتَلْدَغُ كَالأُفْعُوَانِ. 33فَتُشَاهِدُ عَيْنَاكَ أُمُوراً غَرِيبَةً، وَقَلْبُكَ يُحَدِّثُكَ بِأَشْيَاءَ مُلْتَوِيَةٍ، 34فَتَكُونُ مُتَرَنِّحاً كَمَنْ يَضْطَجِعُ فِي وَسَطِ عُبَابِ الْبَحْرِ، أَوْ كَرَاقِدٍ عَلَى قِمَّةِ سَارِيَةٍ! 35فَتَقُولُ: «ضَرَ بُونِي وَلَكِنْ لَمْ أَتَوَجَّعْ. لَكَمُونِي فَلَمْ أَشْعُرْ، فَمَتَى أَسْتَيْقِظُ؟ سَأَذْهَبُ أَلْتَمِسُ شُرْبَهَا مَرَّةً أُخْرَى ".
إلا إن الكاتب نسي ما قد قاله ونسي ما قد أعلنه فنجده في الإصحاح 31 : 6 من نفس السفر يحث على شرب الخمر فيقول : " أَعْطُوا الْمُسْكِرَ لِلْهَالِكِ، وَالْخَمْرَ لِذَوِي النُّفُوسِ التَّعِسَةِ، 7فَيَثْمَلُوا وَيَنْسَوْا فَقْرَهُمْ، وَلاَ يَذْكُرُوا بُؤْسَهُمْ بَعْدُ."
هل نرد على الجاهل ?
سفر الأمثال 26 :4 "لاَ تُجَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ تَعْدِلَهُ أَنْتَ."
سفر الأمثال 26 :5 " جَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ يَكُونَ حَكِيماً فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ."
تناقض سفر العدد عن رحلات بني اسرائيل :
(1/12)
هناك تناقض في سفر العدد عن رحلات بني اسرائيل وموت هارون مع ما جاء في سفر التثنية نذكر منه ما يلي :
سفر العدد : 33 : 30
سفر التثنية 10 : 6 _ 7
30ثُمَّ انْتَقَلُوا مِنْ حَشْمُونَةَ وَتَوَقَّفُوا فِي مُسِيرُوتَ. 31وَتَقَدَّمُوا مِنْ مُسِيرُوتَ وَحَطُّوا رِحَالَهُمْ فِي بَنِي يَعْقَانَ. 32وَغَادَرُوا بَنِي يَعْقَانَ وَخَيَّمُوا فِي حُورِ الْجِدْجَادِ. 33وَسَافَرُوا مِنْ حُورِ الْجِدْجَادِ وَأَقَامُوا فِي يُطْبَاتَ. 34وَمَضَوْا مِنْ يُطْبَاتَ وَنَزَلُوا فِي عَبْرُونَةَ. 35وَانْطَلَقُوا مِنْ عَبْرُونَةَ وَنَصَبُوا خِيَامَهُمْ فِي عِصْيُونَ جَابَرَ. 36ثُمَّ تَوَجَّهُوا مِنْ عِصْيُونَ جَابَرَ وَتَوَقَّفُوا فِي صَحْرَاءِ صِينَ، وَهِيَ قَادَشُ. 37وَانْتَقَلُوا مِنْ قَادَشَ وَحَطُّوا رِحَالَهُمْ فِي جَبَلِ هُورٍ فِي طَرَفِ أَرْضِ أَدُومَ.38وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ مِنَ السَّنَةِ الأَرْبَعِينَ لِخُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، صَعِدَ هَرُونُ الْكَاهِنُ إِلَى جَبَلِ هُورٍ حَسَبَ أَمْرِ الرَّبِّ وَمَاتَ هُنَاكَ.
ثُمَّ ارْتَحَلَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ جِوَارِ آبَارِ بَنِي يَعْقَانَ إِلَى مُوسِيرَ، حَيْثُ مَاتَ هرُونُ وَدُفِنَ هُنَاكَ. فَتَوَلَّى أَلِعَازَارُ ابْنُهُ رِئَاسَةَ الْكَهَنُوتِ عِوَضاً عَنْهُ. 7وَمِنْ هُنَاكَ انْتَقَلَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ إِلَى الْجِدْجُودِ، وَمِنْهَا إِلَى يُطْبَاتَ، وَهِيَ أَرْضٌ عَامِرَةٌ بِالأَنْهَارِ.
تناقض في ذكر أنساب الاسرائليين :
(1/13)
في الإصحاح السادس والأربعين من سفر التكوين ذكر الكاتب نسباً تاريخياً للإسرائيليين ثم ذكر أيضاً هذا النسب في الإصحاح السادس من سفر الخروج ، ثم ذكره أيضاً في الإصحاح السادس والعشرين من سفر العدد ، وجاء أيضاً ذكر هذا النسب في سفر الأخبار الأول في الإصحاح الأول والثاني . وفي الجميع اختلافات وتناقضات فاحشة إليك بعض منها :
1 _ أولاد شمعون :
سفر التكوين
سفر العدد
سفر أخبار الأيام الأول
1 - يموئيل
2 - يامين
3 - أوهد
4 - ياكين
5 - صوحر
6 - شأول
نموئيل
يامين
( لم يذكر )
ياكين
زارح
شأول
نموئيل
بامين
( لم يذكر )
يريب
زارح
شأول
2 _ بنو بنيامين :
سفر التكوين
46 : 21
سفر العدد
26 : 30 _ 40
سفر أخبار الأيام الأول
7 : 6
سفر أخبار الأيام الأول
8 : 1 – 5
1 - بالع
2 - باكر
3 - اشبيل
4 - جيرا
5 - نعمان
6 - ايحى
7 - روش
8 - مفيم
9 - حفيم
10 - أرد
بالع
. . . . .
اشبيل
. . . .
ذكر حفيداَ
أحيرام
. . . . .
أشفوفام
حوفام
ذكر حفيداً
بالع
باكر
يد يعئيل
. . . . .
. . . . .
. . . . .
. . . . .
. . . . .
. . . . .
. . . . .
بالع
. . . . . .
اشبيل
ذكر حفيداً
ذكر حفيداً
أخرخ ونوحه
رافه
ذكر حفيداً
ذكر حفيداً
ذكر حفيداً
تناقض بين نسب لاوي ويوسف ابنا يعقوب :
من قارن نسب لاوي ويوسف ابنا يعقوب ، وجد تناقضاً . وهذا هو البيان :
يعقوب
سفر الخروج 6 : 16
سفر أخبار الثاني 7 : 23 _ 27
لاوي
قهات
عمرام
هارون وموسى
_
_
_
_
_
_
_
يوسف
افرايم
بريعة
رفح
تلح
تاحن
لعدان
عميهود
اليشمع
نون
يشوع بن نون فتى موسى
وقد كان موسى معاصراً ليشوع . فإما اسقط الكاتب لكتاب موسى : آباء من عمرام إلي موسى ، وإما زاد كاتب سفر أخبار الايام الأول آباء لا مقابل لها في آباء موسى عليه السلام .
(1/14)
وقد حسب " بولس " إن جميع ما سكن بنو اسرائيل وآباؤهم وأجدادهم من إبراهيم إلي موسى : أربعمائة وثلاثين سنة على سلسة النسب من إبراهيم إلي موسى _ لأن الآباء فيها قليلون _ وهي صحيحة إذا كذبنا رواية سفر الأخبار . وهي كاذبة إذا صدقناها . لأن الآباء كثيرون فيها .
عزيزي القارئ :
إن التناقضات والأخطاء الموجودة في الكتاب المقدس أكثر من أن تحصى وأكبر من أن تعد وسنعدك أن نضع بين كل فترة وأخرى طائفة منها .
وختاماً :
يقول الباحث ( شفيق مقار ) عن الكتاب المقدس : يجب أن نحاذر في تعاملنا مع الحكي التوراتي من التوري والفخاخ الكثيرة المبثوثة في طريق العقل من خلال الادعاء بأن ذلك الحكي يؤرخ أحداث مراحل تطور الشعب ذي أصول ضاربة في القدم واستمرارية عرقية وثقافية .
ويعدد الباحث ( شفيق مقار) الفخاخ المنصوبة فيراها كما يلي :
1 – نوح فلاح وارتد أبناؤه إلي رعاة والفلاح لا يرتد إلي الرعي بل الرعاة يستقرون ويصبحون فلاحين .
2 – الآباء كانوا رعاة والرعاة لا يكونون تراثاً أسطورياً .
3 – من المحتمل وجود هؤلاء الآباء لكن من غير المعقول أن يكونوا آباء لشعب غير موجود لا في زمانهم ولا بعد زمانهم بقرون ، هذا الشعب إن هو إلا اختلاق أسطوري لجأ إليه مؤلفو سفر التكوين .
4 – إن هربهم من الجوع كما تذكر التوراة أمر يتناقض تماماً مع الصور المنقوشة على جدران المعابد المصرية لمحاولات التسرب وطرد الحرس لهم وبناء المصريين لحائط على الحدود لسد الطريق في وجوههم .
5 – الرعي والرحيل يناقض الأصول التي أوردتها التوراة عن ( أور ) والحضارة المكتشفة فيها .
6 – كذب في اقتناء الجمل في التوراة ولم يكن هؤلاء الجماعات عرفوا الجمال بعد .
7 – تناقض في التوراة حول استقرار إسحاق في الزراعة وبين البداوة والرحيل مع ابنه يعقوب والأجيال التي تلته .
(1/15)
- ومن التناقضات الغريبة حقاً هو وجود الكثير من التعليمات التي تملأ التوراة بشأن الذبح والمحرقة ( على الأخص في سفر اللاوبين ) بينما يصرح سفر إرمياء [ 7 : 22 ] أن الله لم يأمر قط بتقديم ذبائح أو محارق ! " هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل : ضموا محارقكم إلى ذبائحكم وكلوا لحماً ، لأني لم أكلم آبائكم ولا أوصيتكم يوم أخرجتهم من أرض مصر من جهة محرقة وذبيحة ، بل إنما أوصيتهم بهذا الأمر قائلاً : اسمعوا صوتي فأكون لكم إلهاً وأنتم تكونون لي شعباً ، وسيروا في الطريق الذي أوصيتكم به ليحسن إليكم " .
- من الملاحظ عند القراءة الجيدة لتاريخ ألواح الناموس أن نفس اللوح الذي قيل أن الله قد كتبه تجده في قصة أخرى أن موسى هو الذي كتبه ، قارن سفر الخروج ( 34 : 7 ) في مقابل سفر الخروج ( 34 : 1 ) وسفر التثنية ( 10 : 2 - 5 ) .
- تبعاً لسفر الخروج ( 6 : 2 ) قد أخبر الله نبيه إبراهيم أن اسمه ليس " يهوه " إلا أنه عاد وأكد له تبعاً لسفر التكوين ( 22 : 14 ) أن اسمه " يهوه " .
- تبعاً لسفري العدد والتثنية يكون هارون قد توفي مرتين في مكانين مختلفين أحدهما على جبل حور ( العدد 20 : 28 وأيضاً 33 : 38 ) والآخر في موسير ( التثنية 10 : 6 ) .
- وتبعاً للرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس (15 : 5) فقد ظهر يسوع للإثنى عشر [ بعد نشوره ] على الرغم من أنه لم يكن آنذاك هناك أثنى عشر [ حيث انتحر أحد الأثنى عشر قبل صلب يسوع ] ( ولا نخمن أن بولس كان قد اعتبر نفسه أحدهم ) [ وهو بذلك يعتبر أيضاً أن نهايات الأناجيل من الصلب والفداء والقيامة والظهور من اختراعات بولس ] . وعلى أية حال فإن هيئة الحواريين قد اكتمل عددها بعد ذلك ، ولم يعد هناك مجال لدخول حواري ثاني عشر آخر يُدعى بولس .
(1/16)
- من التناقضات المختلفة لسفر أعمال الرسل مقارنة بالأسفار الأخرى التي يحتويها العهد الجديد - ونذكر فقط المعترف به وقبله العلم منذ زمن - أنه تبعاً لسفر أعمال الرسل ( 9 ) تقابل بولس مع الحواريين الآخرين بعد قليل من اعتناقه لديانة يسوع أثناء رحلته إلى دمشق ، وكان ذلك في أورشليم ، بينما لم يسافر إلى أورشليم تبعاً لسفر غلاطية ( 1 : 18 ) إلا بعد ذلك بثلاث سنوات .
وهذان التقريران السابقان ( أعمال الرسل ( 9 ) وغلاطية 1 : 18 وما بعدها ) كما يرى البروفسور كونتسلمان في كتابه " أعمال الرسل " طبعة توبنجيه لعام 1963 " لا يمكن عمل مقارنة بينهما " .
ويضيف أيضاً قائلاً : [ إن الأشنع من ذلك هو التناقض بين أعمال الرسل (8:9) وما بعدها [ فكان يدخل معهم ويخرج معهم في أورشليم ويجاهر بإسم الرب يسوع ، وكان يخاطب ويباحث اليونانيين فحاولوا أن يقتلوه ] وبين غلاطية ( 1 : 22 ) [ ولكنني كنت غير معروف بالوجه عند كنائس اليهودية التي في المسيح . غير أنهم كانوا يسمعون أن الذي كان يضطهدنا قبلاً يبشر الآن بالإيمان الذي كان قبلاً يتلفه .فكانوا يسجدون لله في ] (ص60).
كذلك توجد أيضاً تناقضات بين قصتي تحول بولس إلى ديانة يسوع ( أعمال الرسل 1:22-16 ،9:26-18 ) راجع أيضاً المراجع السابقة لـ كونتسلمان .
الفهرس(1/17)
تناقضات الكتاب المقدس
في أي يوم جاء ( نبوزردان ) رئيس الشرطة كي يدمر الهيكل ؟
في سابع الشهر
في عاشر الشهر
سفر ملوك الثاني 25 : 8 "وفي الشهر الخامس في سابع الشهر وهي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذناصّر ملك بابل جاء نبوزرادان رئيس الشرط عبد ملك بابل إلى أورشليم. 9 واحرق بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت أورشليم وكل بيوت العظماء احرقها بالنار. 10 وجميع أسوار أورشليم مستديرا هدمها كل جيوش الكلدانيين الذين مع رئيس الشرط. 11 وبقية الشعب الذين بقوا في المدينة والهاربون الذين هربوا إلى ملك بابل وبقية الجمهور سباهم نبوزرادان رئيس الشرط. 12 ولكن رئيس الشرط أبقى من مساكين الأرض كرامين وفلاحين. "
سفر إرميا 52 : 12 "وفي الشهر الخامس في عاشر الشهر وهي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذراصر ملك بابل جاء نبوزرادان رئيس الشرط الذي كان يقف أمام ملك بابل إلى أورشليم. 13 واحرق بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت أورشليم وكل بيوت العظماء احرقها بالنار14 وكل أسوار أورشليم مستديرا هدمها كل جيش الكلدانيين الذي مع رئيس الشرط. 15 وسبى نبوزرادان رئيس الشرط بعضا من فقراء الشعب وبقية الشعب الذين بقوا في المدينة والهاربين الذين سقطوا إلى ملك بابل وبقية الجمهور. 16 ولكن نبوزرادان رئيس الشرط أبقى من مساكين الأرض كرّامين وفلاحين ."
كم عدد ندماء الملك الذين أخذهم ( نبوزردان ) رئيس الشرطة ؟
خمسة رجال
سبعة رجال
سفر الملوك الثاني 25 : 18 " واخذ رئيس الشرط سرايا الكاهن الرئيس وصفنيا الكاهن الثاني وحارسي الباب الثلاثة. 19 ومن المدينة اخذ خصيا واحدا كان وكيلا على رجال الحرب وخمسة رجال من الذين ينظرون وجه الملك الذين وجدوا في المدينة وكاتب رئيس الجند الذي كان يجمع شعب الأرض وستين رجلا من شعب الأرض الموجودين في المدينة20 وأخذهم نبوزرادان رئيس الشرط وسار بهم إلى ملك بابل إلى ربلة. "
(1/18)
سفر إرميا 52 : 24 " واخذ رئيس الشرط سرايا الكاهن الأول وصفنيا الكاهن الثاني وحارسي الباب الثلاثة25 واخذ من المدينة خصيا واحدا كان وكيلا على رجال الحرب وسبعة رجال من الذين ينظرون وجه الملك الذين وجدوا في المدينة وكاتب رئيس الجند الذي كان يجمع شعب الأرض للتجند وستين رجلا من شعب الارض الذين وجدوا في وسط المدينة 26 أخذهم نبوزرادان رئيس الشرط وسار بهم إلى ملك بابل إلى ربلة. "
كم يبلغ أرتفاع تاج عمود بيت الرب ؟
ثلاثة أذرع
خمسة أذرع
سفر الملوك الثاني 25 : 17 " ثماني عشرة ذراعا ارتفاع العمود الواحد وعليه تاج من نحاس وارتفاع التاج ثلاث اذرع والشبكة والرمانات التي على التاج مستديرة جميعها من نحاس. وكان للعمود الثاني مثل هذه على الشبكة 18 واخذ رئيس الشرط سرايا الكاهن الرئيس وصفنيا الكاهن الثاني وحارسي الباب الثلاثة. "
سفر إرميا 52 : 22 " وعليه تاج من نحاس ارتفاع التاج الواحد خمس اذرع وعلى التاج حواليه شبكة ورمانات الكل من نحاس. ومثل ذلك للعمود الثاني والرمانات 23 وكانت الرمانات ستا وتسعين للجانب. كل الرمانات مئة على الشبكة حواليها 24 واخذ رئيس الشرط سرايا الكاهن الأول وصفنيا الكاهن الثاني وحارسي الباب الثلاثة "
هل نتلف الأشجار المثمرة في الحرب أم لا نتلفها ؟
لا
نعم
سفر التثنية 20 : 18 " إذا حاصرت مدينة اياماً كثيرةً محارباً اياها لكي تأخذها فلا تتلف شجرها بوضع فاس عليه. انك منه تأكل. فلا تقطعه. لأنه هل شجرة الحقل إنسان حتى يذهب قدامك في الحصار. "
سفر الملوك الثاني 3 : 19 " فتضربون كل مدينة محصّنة وكل مدينة مختارة وتقطعون كل شجرة طيبة .. "وبحسب الترجمة التفسيرية " فتدمرون كل مدينة محصنة ، وكل مدينة رئيسية ، وتقطعون كل شجرة مثمرة .. "
هل كان ابياثار أب أم ابن لأخيمالك ؟
أبياثار كان أباً لأخيمالك
أبياثار كان ابناً لأخيمالك
(1/19)
صموئيل الثاني 8 : 17 "وصادوق بن اخيطوب واخيمالك بن ابياثار كاهنين وسرايا كاتبا "
أخبار الأيام الأول 18 : 16 "وصادوق بن اخيطوب وابيمالك بن ابياثار كاهنين وشوشا كاتبا "
أخبار الأيام الأول 24 : 6 "وكتبهم شمعيا بن نثنئيل الكاتب من اللاويين امام الملك والرؤساء وصادوق الكاهن واخيمالك بن ابياثار "
صموئيل الأول 22 : 20 " فنجا ولد واحد لاخيمالك بن اخيطوب اسمه ابياثار وهرب الى داود "
صموئيل الأول 23 : 6 "وكان لما هرب ابياثار بن اخيمالك إلى داود الى قعيلة نزل وبيده افود. "
صموئيل الأول 30 : 7 "ثم قال داود لابياثار الكاهن ابن اخيمالك قدم اليّ الافود " .
متى خرج المسيح إلى المكان المقفر ليصلي لله سبحانه وتعالى ؟
لقد روى كل من مرقس 1 : 35 ولوقا 4 : 42 في بشارتهما حكاية قيام المسيح عليه السلام بالخروج إلى مكان مقفر حيث صار منعزلاً فيه عن الناس وأخذ يصلي هناك ويعبد الله سبحانه وتعالى ، وقد كان ذلك بعد أن قام بشفاء حماة بطرس من الحمى حسب الروايتين وأيضا قبل خروجه من كفرناحوم ويسير في الجليل ليقوم بالتبشير حسب الروايتين . وما لفت انتباهي - عزيزي القارئ - إن مرقس ولوقا قد تناقضا في تحديد وقت هذا الخروج لذاك المكان المقفر الذي أخذ يصلي فيه المسيح لله سبحانه وتعالى . فبحسب رواية مرقس إن خروج المسيح لذاك المكان كان قبل طلوع الفجر أي في الصباح الباكر جداً وبحسب رواية لوقا إن خروج المسيح لذاك المكان حدث لما صار النهار !!!
خرج قبل طلوع الفجر
خرج لما طلع النهار
مرقس 1 : 35 " وَفِي الصُّبْحِ بَاكِراً جِدّاً قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ ، وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ، .....
و بحسب الترجمة التفسيرية : " وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي، نَهَضَ بَاكِراً قَبْلَ الْفَجْرِ، وَخَرَجَ إِلَى مَكَانٍ مُقْفِرٍ وأَخذَ يُصَلِّي هُناك....."
(1/20)
لوقا 4 : 42 " وَلَمَّا صَارَ النَّهَارُ خَرَجَ وَذَهَبَ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ ..."
وبحسب الترجمة التفسيرية " وَلَمَّا طَلَعَ النَّهَارُ، خَرَجَ وَذَهَبَ إِلَى مَكَانٍ مُقْفِرٍ....."
الخطأ الصريح عندما صار المساء على المسيح :
يحدثنا كاتب إنجيل متى 14 : 13 عن معجزة المسيح في إشباع الخمسة آلاف رجل فيقول :
13 فلما سمع يسوع انصرف من هناك في سفينة إلى موضع خلاء منفردا فسمع الجموع وتبعوه مشاة من المدن
14 فلما خرج يسوع أبصر جمعا كثيرا فتحنن عليهم وشفى مرضاهم
15 ولما صار المساء تقدم إليه تلاميذه قائلين الموضع خلاء والوقت قد مضى اصرف الجموع ..
16 فقال لهم يسوع لا حاجة لهم أن يمضوا أعطوهم انتم ليأكلوا
17 فقالوا له ليس عندنا ههنا إلا خمسة أرغفة وسمكتان
18 فقال ايتوني بها إلى هنا
19 فأمر الجموع أن يتكئوا على العشب ثم اخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك وكسر ...
20 فأكل الجميع وشبعوا ثم رفعوا ما فضل من الكسر اثنتي عشر قفة مملوءة
21 والآكلون كانوا نحو خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد
22 وللوقت ألزم يسوع تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العبر حتى يصرف الجموع
23 وبعدما صرف الجموع صعد إلى الجبل منفردا ليصلّي ولما صار المساء كان هناك وحده
24 وأما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر معذبة من الامواجلان الريح كانت مضادة ...ترجمة الفاندايك
إن القارئ الملاحظ سيجد أن قول متى في العدد 23 : " ولما صار المساء كان هناك وحده " هو قول فيه خطأ واضح إذ انه من المفترض حسب العدد 15 إن المساء كان قد صار وحل من قبل ان يصعد المسيح للجبل منفردا ليصلي ويعبد الله سبحانه وتعالى . وسنجد أيضاً نفس المعنى في ترجمة كتاب الحياة : " وحل عليه المساء وهو وحده هناك " بينما المفترض في العدد 15 إن المساء كان قد حل .
تناقض الكتاب المقدس في نسبة الخطايا لداود النبي
(1/21)
ورد في سفر الملوك الأول 15 : 5 عن داود النبي أنه صنع ما هو صالح في عيني الرب ، ولم يحد عن كل ما أمره به كل أيام حياته ، باستثناء خطيئته المزعومة مع أوريا الحثي، فيقول النص : " لأَنَّ دَاوُدَ عَمِلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحِدْ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا أَوْصَاهُ بِهِ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، إِلاَّ فِي قَضِيَّةِ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ. " وفي الترجمة الانجليزية The King James Version :
" David did that which was right in the eyes of the Lord, and turned not aside from anything that he commanded him all the days of his life, save only in the matter of Uriah the Hittite."
نلاحظ في النص - عزيزي القارئ - حرف الاستثناء ( إلا ) أي إن داود لم يحد عن شيء كل أيام حياته باستثناء خطيئة أوريا الحثي الواردة في 2صموئيل 11 : 2 . وهذا الكلام فيه خطأ وهو يتناقض مع النصوص الأخرى من الكتاب المقدس التي تنسب له الخطايا العظيمة بخلاف خطيئة أوريا الحثي، فعلى سبيل المثال :
(1/22)
أولاً : في سفر أخبار الأيام الأول 21 : 1 نجد ان الكاتب ينسب لداود النبي وحاشاه ارتكاب خطيئة إحصاء الشعب إحساسا منه بالكبرياء كي يستطيع الافتخار بقوة جيشه وكيف انه وضع اتكاله على حجم جيشه وليس على قدرة الله ( التفسير التطبيقي ) وبالرغم من تحذير يوآب والرؤساء لداود أن أن لا يقدم على هذا التعداد أو الإحصاء فإن داود أصر على المضي فيه . فيقول النص : " َوَقَفَ الشَّيْطَانُ ضِدَّ إِسْرَائِيلَ وَأَغْوَى دَاوُدَ لِيُحْصِيَ إِسْرَائِيلَ. 2فَقَالَ دَاوُدُ لِيُوآبَ وَلِرُؤَسَاءِ الشَّعْبِ : اذْهَبُوا عُدُّوا إِسْرَائِيلَ مِنْ بِئْرَِ سَبْعٍَ إِلَى دَانَ, وَأْتُوا إِلَيَّ فَأَعْلَمَ عَدَدَهُمْ». 3فَقَالَ يُوآبُ: «لِيَزِدِ الرَّبُّ عَلَى شَعْبِهِ أَمْثَالَهُمْ مِئَةَ ضِعْفٍ. أَلَيْسُوا جَمِيعاً يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ عَبِيداً لِسَيِّدِي؟ لِمَاذَا يَطْلُبُ هَذَا سَيِّدِي؟ لِمَاذَا يَكُونُ سَبَبَ إِثْمٍ لإِسْرَائِيلَ؟ 4فَاشْتَدَّ كَلاَمُ الْمَلِكِ عَلَى يُوآبَ. فَخَرَجَ يُوآبُ وَطَافَ فِي كُلِّ إِسْرَائِيلَ ثُمَّ جَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 5فَدَفَعَ يُوآبُ جُمْلَةَ عَدَدِ الشَّعْبِ إِلَى دَاوُدَ, فَكَانَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ مِلْيُوناً وَمِئَةَ أَلْفِ رَجُلٍ مُسْتَلِّي السَّيْفِ وَيَهُوذَا أَرْبَعَ مِئَةٍ وَسَبْعِينَ أَلْفَ رَجُلٍ مُسْتَلِّي السَّيْفِ, 6وَأَمَّا لاَوِي وَبِنْيَامِينُ فَلَمْ يَعُدَّهُمْ مَعَهُمْ لأَنَّ كَلاَمَ الْمَلِكِ كَانَ مَكْرُوهاً لَدَى يُوآبَ. 7وَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ اللَّهِ هَذَا الأَمْرُ فَضَرَبَ إِسْرَائِيلَ. 8فَقَالَ دَاوُدُ لِلَّهِ : لَقَدْ أَخْطَأْتُ جِدّاً حَيْثُ عَمِلْتُ هَذَا الأَمْرَ. وَالآنَ أَزِلْ إِثْمَ عَبْدِكَ لأَنِّي سَفِهْتُ جِدّاً. 9فَقالَ الرَّبُّ لِجَادَ رَائِي دَاوُدَ: 10اذْهَبْ وَقُلْ لِدَاوُدَ: هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: ثَلاَثَةً أَنَا عَارِضٌ(1/23)
عَلَيْكَ فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ وَاحِداً مِنْهَا فَأَفْعَلَهُ بِكَ. 11فَجَاءَ جَادُ إِلَى دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: اقْبَلْ لِنَفْسِكَ 12إِمَّا ثَلاَثَ سِنِينَ جُوعٌ, أَوْ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ هَلاَكٌ أَمَامَ مُضَايِقِيكَ وَسَيْفُ أَعْدَائِكَ يُدْرِكُكَ, أَوْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَكُونُ فِيهَا سَيْفُ الرَّبِّ وَوَبَأٌ فِي الأَرْضِ, وَمَلاَكُ الرَّبِّ يَعْثُو فِي كُلِّ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ. فَانْظُرِ الآنَ مَاذَا أَرُدُّ جَوَاباً لِمُرْسِلِي. 13فَقَالَ دَاوُدُ لِجَادٍ : قَدْ ضَاقَ بِيَ الأَمْرُ جِدّاً. دَعْنِي أَسْقُطْ فِي يَدِ الرَّبِّ لأَنَّ مَرَاحِمَهُ كَثِيرَةٌ, وَلاَ أَسْقُطُ فِي يَدِ إِنْسَانٍ. 14فَجَعَلَ الرَّبُّ وَبَأً فِي إِسْرَائِيلَ, فَسَقَطَ مِنْ إِسْرَائِيلَ . "
ثانيا : و يفهم من الكتاب المقدس إن النبي داود حاد عن شريعة الله حيث انه لم يعاقب ابنه أمنون بسبب ما فعله بأخته من خطيتي الاغتصاب والزاني بالمحارم في صموئيل الثاني 13 : 1 وكلتا الخطيتين حرمهما الله ( لا 18 : 6 - 9 ، 20 : 17 ) فكان يجب على داود أن ينفي ابنه ( لاويين 20 : 17 ) تنفيذاً لأمر الله ، إلا انه لم يفعل وحاد عن وصية الله .
ثالثا : ويحدثنا الكتاب المقدس صموئيل الأول 18 : 26 أيضا كيف أن داود قام بقتل 200 فلسطيني وقطع مذاكيرهم وأتى بها وقدمها لتكون مهراً لميكال ابنة شاول حسب طلبه . فزوجه شاول عندئذ من ابنته .
هل قام المسيح بتعميد أي شخص ؟
هناك تناقض في هذه المسألة فالمفهوم من يوحنا 3 : 22 انه قام بالتعميد إلا إن يوحنا في 4 : 2 ناقض نفسه وذكر أن المسيح لم يعمد واليك نص الروايتين :
يوحنا 3 : 22 : " وبعد هذا جاء يسوع وتلاميذه إلى ارض اليهودية ومكث معهم هناك وكان يعمد. 23 وكان يوحنا أيضا يعمد في عين نون بقرب ساليم لأنه كان هناك مياه كثيرة وكانوا يأتون ويعتمدون. "
(1/24)
يوحنا 4 : 2 : " فلما علم الرب أن الفريسيين سمعوا إن يسوع يصيّر ويعمد تلاميذ أكثر من يوحنا. 2 مع ان يسوع نفسه لم يكن يعمد بل تلاميذه. 3 ترك اليهودية ومضى أيضا إلى الجليل "
فهل كان يعمد أم لم يكن يعمد ؟
وإذا قيل بأن المراد من يوحنا 3 : 22 إن المسيح لم يكن يعمد بنفسه أيضاً ، بل تلاميذه وذلك بناء على أوامره وتوجيهاته قلنا : ان هذا القول لا يتفق والمعمودية على يد يوحنا في آن واحد كما يتضح من سياق النص .
في أي يوم أخرج يهوياكين من السجن ؟
في اليوم الخامس والعشرين
في اليوم السابع والعشرين
سفر الملوك الثاني 25 : 27 " وفي السنة السابعة والثلاثين لسبي يهوياكين ملك يهوذا في الشهر الثاني عشر في السابع والعشرين من الشهر رفع اويل مرودخ ملك بابل في سنة تملكه رأس يهوياكين ملك يهوذا من السجن28 وكلمه بخير وجعل كرسيه فوق كراسي الملوك الذين معه في بابل. 29 وغيّر ثياب سجنه وكان يأكل دائما الخبز أمامه كل أيام حياته. 30 ووظيفته وظيفة دائمة تعطى له من عند الملك أمر كل يوم بيومه كل أيام حياته "
سفر ارميا 52 : 31 " وفي السنة السابعة والثلاثين لسبي يهوياكين في الشهر الثاني عشر في الخامس والعشرين من الشهر رفع اويل مرودخ ملك بابل في سنة تملكه رأس يهوياكين ملك يهوذا وأخرجه من السجن32 وكلمه بخير وجعل كرسيه فوق كراسي الملوك الذين معه في بابل. 33 وغيّر ثياب سجنه وكان يأكل دائما الخبز أمامه كل أيام حياته. 34 ووظيفته وظيفة دائمة تعطى له من عند ملك بابل أمر كل يوم بيومه إلى يوم وفاته كل أيام حياته "
متى خلقت النباتات ؟
قبل الإنسان
بعد الإنسان
(1/25)
سفر التكوين 1 : 11 - 13 " 11 وقال الله لتنبت الأرض عشبا وبقلا يبزر بزرا وشجرا ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه بزره فيه على الأرض . وكان كذلك . 12 فأخرجت الأرض عشباً وبقلاً يبزر بزراً كجنسه وشجراً يعمل ثمراً بزره فيه كجنسه . ورأى الله ذلك انه حسن . 13 وكان مساء وكان صباح يوما ثالثا .
سفر التكوين 1 : 27 - 31 " فخلق الله الإنسان على صورته . على صورة الله خلقه . ذكرا وأنثى خلقهم . 28 .... 29 وقال الله أني قد أعطيتكم كل بقل يبزر بزرا على وجه كل الأرض وكل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا . لكم يكون طعاماً . 30 ولكل حيوان الأرض وكل طير السماء وكل دبّابة على الأرض فيها نفس حية أعطيت كل عشب اخضر طعاماً . وكان كذلك . 31 ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جدا . وكان مساء وكان صباح يوما سادسا .
سفر التكوين 2 : 4 - 7 " هذه مبادئ السموات والأرض حين خلقت . يوم عمل الرب الإله الأرض والسموات . 5 كل شجر البرية لم يكن بعد في الأرض وكل عشب البرية لم ينبت بعد . لان الرب الإله لم يكن قد أمطر على الأرض . ولا كان إنسان ليعمل الأرض .
كم كان طول العمودين اللذين أقامهما سليمان أمام الهيكل ؟
طول كل منهما خمس وثلاثون ذراعاً
طول كل منهما ثماني عشرة ذراعاً
سفر الملوك الأول 7 : 15 " وصوّر العمودين من نحاس طول العمود الواحد ثمانية عشر ذراعا وخيط اثنتا عشرة ذراعا يحيط بالعمود الآخر . 16 وعمل تاجين ليضعهما على راسي العمودين من نحاس مسبوك . طول التاج الواحد خمس اذرع وطول التاج الآخر خمس اذرع . .........21 وأوقف العمودين في رواق الهيكل . فأوقف العمود الأيمن ودعا اسمه باكين . ثم أوقف العمود الأيسر ودعا اسمه بوعز .
(1/26)
سفر أخبار الأيام الثاني 3 : 15 " وعمل أمام البيت عمودين طولهما خمس وثلاثون ذراعا والتاجان اللذان على رأسيهما خمس اذرع. ...... 17 وأوقف العمودين أمام الهيكل واحدا عن اليمين وواحدا عن اليسار ودعا اسم الأيمن باكين واسم الأيسر بوعز "
من الذي خلف الملك يهوياقيم كملك على عرش داود ؟
لن يخلفه احد من ذريته
خلفه ابنه يهوياكين
سفر ارميا 36 : 30 " لذلك هكذا قال الرب عن يهوياقيم ملك يهوذا. لا يكون له جالس على كرسي داود وتكون جثته مطروحة للحر نهارا وللبرد ليلا.
" Therefore thus saith the Lord of Jehoiakim king of Judah; He shall have none to sit upon the throne of David."
سفر الملوك الثاني 24 : 6 " ثم اضطجع يهوياقيم مع آبائه وملك يهوياكين ابنه عوضا عنه. "
" So Jehoiachim slept with his fathers; and Jehoiachin his son reigned in his stead."
هل سأل (استشار) الملك شاول الرب ؟
شاول سأل الرب
شاول لم يسأل الرب
سفر صموئيل الأول 28 : 6 ، 7 " فسأل شاول من الرب فلم يجبه الرب لا بالأحلام ولا بالاوريم ولا بالأنبياء. 7 فقال شاول لعبيده فتشوا لي على امرأة صاحبة جان فاذهب إليها واسألها ... "
سفر أخبار الأيام الأول 10 : 13 " فمات شاول بخيانته التي بها خان الرب من اجل كلام الرب الذي لم يحفظه. وأيضاً لأجل طلبه إلى الجان للسؤال 14 ولم يسأل من الرب فأماته وحوّل المملكة إلى داود بن يسّى "
- شاول قد سأل الرب ولم يجبه .
هل من المقبول أن يطيل الرجال شعورهم ؟
إطالة شعر رأس الرجل مقبولة ومطلوبة
غير مقبولة أو لائقة
سفر العدد 6 : 5 " كل أيام نذر افترازه لا يمرّ موس على رأسه. إلى كمال الأيام التي انتذر فيها للرب يكون مقدسا ويربي خصل شعر رأسه.
" No razor shall come upon his [ Nazarite's] head. He shall be holy, and shall let the locks of the hair on his head grow."
(1/27)
سفر القضاة 13 : 5 " فها انك تحبلين وتلدين ابنا ولا يعل موسى رأسه لان الصبي يكون نذيرا لله من البطن "
" For, lo, thou shalt conceive, and bear a son [Samson]; and no razor shall come on his head: for the child shall be a Nazarite."
صموئيل الأول 1 : 11 " ونذرت نذرا وقالت يا رب الجنود أن نظرت نظرا إلى مذلة أمتك وذكرتني ولم تنس أمتك بل أعطيت أمتك زرع بشر فاني أعطيه للرب كل أيام حياته ولا يعلو رأسه موسى. "
" I will give him [Samuel] unto the Lord all the days of his life, and there shall no razor come upon his head." king James Version .
رسالة بولس إلي كورنثوس الأولى 11 : 14 " أم ليست الطبيعة نفسها تعلّمكم أن الرجل إن كان يرخي شعره فهو عيب له . "
king James Version :
" Doth not even nature herself teach you, that, if a man have long hair, it is a shame unto him? "
واليك - عزيزي القارئ - صورة مزعومة للمسيح وقد بلغ شعر رأسه أسفل كتفه من كنيسة مارمرقس القبطية :
كم عدد المولودين لداود النبي في أورشليم ؟
11 مولود
13 مولود
صموئيل الثاني 5 : 14، 15 ، 16
أخبار الأيام الأول 14 : 4 ، 5 ، 6 ، 7
وأخيراً :
قد يبدو لك - عزيزي القارئ - إن هذه التناقضات ليست ذو أهمية بالغة حيث إنها لا تمس العقيدة أو التعليم المسيحي بشيء ولكن السؤال الأهم والأخطر هل كلام الله العالم بكل شيء يحتمل التناقض سواء كان هذا التناقض صغيراً أو كبيراً ؟ أم أن وقوع التناقض ممتنع في كلام الله سبحانه وتعالى ؟! وان هذه الأناجيل من صنع البشر ؟
ولا يسعنا بعد هذا إلا كالعادة بأن نوجه هذا السؤال للمسيحيين :
إذا كان الكتاب مقدس لديكم وكتب بإلهام الروح القدس فكيف تحدث فيه مثل هذه الأخطاء والتناقضات ؟
الفهرس(1/28)
تناقضات الكتاب المقدس
هل ذهب بولس على الفور إلي العربية أم أنه جلس في دمشق أيام كثيرة ؟
ذهب على الفور
جلس أياما كثيرة في دمشق
غلاطية 1 : 15 " ولكن لما سرّ الله الذي افرزني من بطن أمي ودعاني بنعمته 16 إن يعلن ابنه فيّ لأبشر به بين الأمم. للوقت لم استشر لحما ودما 17 ولا صعدت إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي بل انطلقت إلى العربية ثم رجعت أيضا إلى دمشق.
سفر أعمال الرسل 9 : 22 " وأما شاول فكان يزداد قوة ويحيّر اليهود الساكنين في دمشق محققا إن هذا هو المسيح 23 ولما تمت أيام كثيرة تشاور اليهود ليقتلوه. 24 فعلم شاول بمكيدتهم. وكانوا يراقبون الأبواب أيضا نهارا وليلا ليقتلوه. 25 فأخذه التلاميذ ليلا وانزلوه من السور مدلين اياه في سل"
واليك النص أيضا من الترجمة الأمريكية القياسية :
The American Standard Version : And when many days were fulfilled,the Jews took counsel together to kill him
هل من المقبول أن يتفاخر الشخص بإيمانه ؟
لا
نعم
لوقا 18 : 9 ، رومية 11 : 20 ، 1بطرس 5 :5 رومية 15 : 17 ، 2كورنثوس 5 : 12 و 11 : 17
هل تم تدوين جميع ما عمله يسوع من البداية حتى النهاية أم لا ؟
نعم تم تدوين كل شيء
لا لم يتم تدوين كل شيء
أعمال الرسل 1 : 1 " الكلام الأول أنشأته يا ثاوفيلس عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلّم به. 2 إلى اليوم الذي ارتفع فيه بعدما أوصى بالروح القدس الرسل الذين اختارهم. " [ الفاندايك ]
وبحسب الترجمة المشتركة : " دونت في كتابي الأول ، يا ثاوفيلس ، جميع ما عمل يسوع وعلم من بدء رسالته إلى اليوم الذي ارتفع فيه إلى السماء .. "
يوحنا 21 : 25 " وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع إن كتبت واحدة واحدة فلست أظن إن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة آمين "
متى تم دحرجة الحجر ؟
عند وصول النسوة
قبل وصول النسوة
(1/29)
متى 28 : 1 -5 " 1 وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر .2 وإذا زلزلة عظيمة حدثت .لان ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه .3 وكان منظره كالبرق ولباسه ابيض كالثلج .4 فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات .5 فأجاب الملاك وقال للمرأتين لا تخافا أنتما .فاني اعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب . "
وفي ترجمة كتاب الحياة : ذهبت مريم المجدلية ومريم الأخرى تتفقدان القبر فإذا زلزال عنيف قد حدث .... وفي الترجمة العربية المشتركة : جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لزيارة القبر . وفجأة وقع زلزال عظيم ....
لوقا 24 : 1 - 2 " ثم في أول الأسبوع أول الفجر أتين إلى القبر حاملات الحنوط الذي أعددنه ومعهنّ أناس .2 فوجدن الحجر مدحرجا عن القبر .
أين ظهر المسيح لمريم ؟
عند القبر
في الطريق وهي تهرول راكضة
يوحنا 20 : 1 - 18 " وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرا والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر . ......... أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجا تبكي .وفيما هي تبكي انحنت إلى القبر12 فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدا عند الرأس والآخر عند الرجلين حيث كان جسد يسوع موضوعا .13 فقالا لها يا امرأة لماذا تبكين .قالت لهما إنهم اخذوا سيدي ولست اعلم أين وضعوه .14 ولما قالت هذا التفتت إلى الوراء فنظرت يسوع واقفا ولم تعلم انه يسوع .15 قال لها يسوع يا امرأة لماذا تبكين .من تطلبين .فظنت تلك انه البستاني فقالت له يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه .16 قال لها يسوع يا مريم .فالتفتت تلك وقالت له ربوني الذي تفسيره يا معلّم .17 قال لها يسوع لا تلمسيني لأني لم اصعد بعد إلى أبي .ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني اصعد إلى أبي وأبيكم والهي وإلهكم .
(1/30)
متى 28 : 1 - 10 " 1 وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر .2 وإذا زلزلة عظيمة حدثت .لان ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه .3 وكان منظره كالبرق ولباسه ابيض كالثلج .4 فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات .5 فأجاب الملاك وقال للمرأتين لا تخافا أنتما .فاني اعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب .6 ليس هو ههنا لأنه قام كما قال .هلم انظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعا فيه .7 واذهبا سريعا قولا لتلاميذه انه قد قام من الأموات .ها هو يسبقكم إلى الجليل .هناك ترونه .ها أنا قد قلت لكما .8 فخرجتا سريعا من القبر بخوف وفرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه . 9 وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه إذا يسوع لاقاهما وقال سلام لكما .فتقدمتا وأمسكتا بقدميه وسجدتا له .10 فقال لهما يسوع لا تخافا .اذهبا قولا لإخوتي إن يذهبوا إلى الجليل وهناك يرونني
متى وصل النسوة إلى القبر ؟
أتين عند طلوع الشمس
الظلام باقي
مرقس 16 : 2 " وباكرا جدا في أول الأسبوع أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس "
يوحنا 20 : 1 " وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرا والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر .
ملاحظة : قال أحدهم لا تناقض بينهما، لأن يوحنا يتكلم عن وقت بدء السير إلى القبر، بينما مرقس يشير إلى وقت الوصول إليه, وبدهي أنه كان لا بد لأولئك النساء من قطع مسافة قبل الوصول إلى القبر، سواء كنَّ مقيمات في أورشليم أو في بيت عنيا التي تبعُد عنها قليلاً, فعندما بدأنَ في السير كان الظلام باقياً، ولكن عند وصولهن إلى القبر الواقع شمال أورشليم كانت الشمس على وشك الطلوع . "
الرد :
(1/31)
هذا قول مغلوط و تدليس مرفوض فضلاً عن كونه بلا أدنى دليل فهو أيضاً لا يوافق أبداً النص الصريح في إنجيل يوحنا 20 : 1 والذي يقول "و في أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكراً، والظلام باق، فنظرت الحجر مرفوعاً عن القبر " فالكلام عن وقت مجيء مريم للقبر أي وقت وصولها إليه لا عن وقت خروجها أو بدء مسيرتها لذا قال يوحنا أنها جاءت باكراً والظلام باق ثم قال مباشرة " فنظرت الحجر" و نضرب مثالاً بسيطاً على ذلك فعندما نقول "جاء زيد إلى العمل في السابعة " يُفهم بداهةً أن الكلام عن وقت وصوله إلى عمله فلا يقول عاقل بأن المقصود أن زيد خرج من بيته في السابعة و وصل في التاسعة مثلاً!! وكلمتا (أتى و جاء) لهما نفس المدلول في اللغة و تفيدان الوصول و كذا الحال بالنظر في التراجم الأخرى فمثلاً في الترجمة الأمريكية القياسية (american standard version) نجد النصين هكذا :
And very early on the first day of the week, they come to the tomb when the sun was risen ( mark16:2 )
Now on the first day of the week cometh Mary Magdalene early, while it was yet dark, unto the tomb, and seeth the stone taken away from the tomb ( john 20:1 )
و بذلك يبرز التناقض بين مرقس و يوحنا في وقت وصول مريم للقبر فتأمل .
هل المسيح يدين أحداً ؟
نعم
لا
يوحنا 5 : 22 " لان الآب لا يدين أحداً بل قد أعطى كل الدينونة للابن. "
يوحنا 5 : 27 " وأعطاه سلطانا إن يدين أيضا لأنه ابن الإنسان "
أعمال 10 : 42 " وأوصانا إن نكرز للشعب ونشهد بان هذا هو المعين من الله ديانا للإحياء والأموات. "
يوحنا 3 : 17 " لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلّص به العالم. "
يوحنا 8 : 15 " انتم حسب الجسد تدينون .إما أنا فلست أدين أحدا ."
يوحنا 12 : 47 " وان سمع احد كلامي ولم يؤمن فانا لا أدينه .لأني لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم "
(1/32)
الإنكار الثاني لبطرس كان مع من ؟
الإنكار الثاني كان مع نفس الخادمة الأولى
الإنكار الثاني كان مع خادمة أخرى
مرقس 14 : 66 " وبينما كان بطرس في الدار أسفل جاءت إحدى جواري رئيس الكهنة 67 فلما رأت بطرس يستدفئ نظرت إليه وقالت وأنت كنت مع يسوع الناصري 68 فأنكر قائلا لست ادري ولا افهم ما تقولين وخرج خارجا إلى الدهليز فصاح الديك 69 فرأته الجارية أيضا وابتدأت تقول للحاضرين إن هذا منهم 70 فأنكر أيضا وبعد قليل أيضا قال الحاضرون لبطرس حقا أنت منهم لأنك جليلي أيضا ولغتك تشبه لغتهم 71 فابتدأ يلعن ويحلف إني لا اعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه 72 وصاح الديك ثانية فتذكر بطرس القول الذي قاله له يسوع انك قبل إن يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات فلما تفكر به بكى
The New King James Version: And the servant girl saw him again, and began to say to those who stood by, This is one of them" النسخة المنقحة
متى 26 : 69 " إما بطرس فكان جالسا خارجا في الدار 70 فجاءت إليه جارية قائلة وأنت كنت مع يسوع الجليلي فأنكر قدام الجميع قائلا لست ادري ما تقولين 71 ثم إذ خرج إلى الدهليز رأته أخرى فقالت للذين هناك وهذا كان مع يسوع الناصري 72 فأنكر أيضا بقسم إني لست اعرف الرجل .73 وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس حقا أنت أيضا منهم فان لغتك تظهرك .74 فابتدأ حينئذ يلعن ويحلف إني لا اعرف الرجل .وللوقت صاح الديك .75 فتذكر بطرس كلام يسوع الذي قال له انك قبل إن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات .فخرج إلى خارج وبكى بكاء مرا
The New King James Version: And when he had gone out to the gateway, another girl saw him and said to those who were there, "This fellow also was with Jesus of Nazareth." النسخة المنقحة
(1/33)
ملاحظة : كما هو واضح فإن كل من متى ومرقس أوردا عدد الانكارات الثلاث ليتحقق وعد المسيح لبطرس بأنه سينكره ثلاث مرات وهذا الأمر لا يدع أي مجال لرفع التناقض .
هل زكريا هو ابن برخيا ؟
زكريا هو ابن برخيا
زكريا بن يهوياداع
متى 23 : 35 " لكي يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الأرض من دم هابيل الصدّيق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح "
أخبار الأيام الثاني 24 : 20 " ولبس روح الله زكريا بن يهوياداع الكاهن فوقف فوق الشعب وقال لهم هكذا يقول الله لماذا تتعدون وصايا الرب فلا تفلحون "
هل يجوز الخداع والكذب ؟
لا يجوز
المسيح يكذب على إخوته
كولوسي 3 : 8 " وأما الآن فاطرحوا عنكم انتم أيضا الكل الغضب السخط الخبث التجديف الكلام القبيح من أفواهكم.9 لا تكذبوا بعضكم على بعض "
لاويين 19 : 11 " لا تسرقوا ولا تكذبوا "
يوحنا 7 : 1 " 2 وكان عيد اليهود عيد المظال قريبا .3 فقال له إخوته انتقل من هنا واذهب إلى اليهودية لكي يرى تلاميذك أيضا أعمالك التي تعمل .4 لأنه ليس احد يعمل شيئا في الخفاء وهو يريد أن يكون علانية .إن كنت تعمل هذه الأشياء فاظهر نفسك للعالم .5 لان إخوته أيضا لم يكونوا يؤمنون به .6 فقال لهم يسوع إن وقتي لم يحضر بعد .وأما وقتكم ففي كل حين حاضر .7 لا يقدر العالم إن يبغضكم ولكنه يبغضني أنا لأني اشهد عليه أن أعماله شريرة .8 اصعدوا انتم إلى هذا العيد .أنا لست اصعد بعد إلى هذا العيد لان وقتي لم يكمل بعد .9 قال لهم هذا ومكث في الجليل10 ولما كان إخوته قد صعدوا حينئذ صعد هو أيضاً إلى العيد لا ظاهرا بل كأنه في الخفاء .
هل المسيح وديع رقيق القلب ؟
نعم
لا
متى 11 : 29 " احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم "
(1/34)
يوحنا 2 : 15 " ووجد في الهيكل الذين كانوا يبيعون بقراً وغنماً وحماماً والصيارف جلوساً. 15 فصنع سوطاً من حبال وطرد الجميع من الهيكل. الغنم والبقر وكب دراهم الصيارف وقلب موائدهم. "
(Note: The presence of the money changers in the outer court of the Temple had been authorized by the Temple authorities and was, in fact, a necessity since the Jews would not accept Roman coin for the purchase of sacrifices.)
هل للتلاميذ الأثنى عشر سلطان بأن يشفوا كل مرض وعلة ؟
نعم
لا
متى 10 : 1 " ثم دعا تلاميذه ألاثني عشر وأعطاهم سلطانا على أرواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف "
متى 17 : 14 " ولما جاءوا إلى الجمع تقدم إليه رجل جاثيا له وقائلا يا سيد ارحم ابني فانه يصرع ويتألم شديدا ويقع كثيرا في النار وكثيرا في الماء 16 وأحضرته إلى تلاميذك فلم يقدروا إن يشفوه 17 فأجاب يسوع وقال أيها الجيل غير المؤمن الملتوي إلى متى أكون معكم إلى متى احتملكم قدموه إلي ههنا 18 فانتهره يسوع فخرج منه الشيطان فشفي الغلام من تلك الساعة "
هل أرسل عبداً أم عبيداً ؟
أرسل عبيداً
أرسل عبداً واحداً
متى 21 : 33 " اسمعوا مثلا آخر .كان إنسان رب بيت غرس كرما وأحاطه بسياج وحفر فيه معصرة وبني برجا وسلمه إلى كرامين وسافر .34 ولما قرب وقت الإثمار أرسل عبيده إلى الكرامين ليأخذ إثماره ."
مرقس 12 : 1 " وابتدأ يقول لهم بأمثال إنسان غرس كرما وأحاطه بسياج وحفر حوض معصرة وبني برجا وسلمه إلى كرامين وسافر 2 ثم أرسل إلى الكرامين في الوقت عبدا ليأخذ من الكرامين من ثمر الكرم "
- المثلين لحدث وزمن واحد حسب السياق وحسب مواضيع الأناجيل المشتركة الواردة في طبعة دار الكتاب المقدس .
هل الأخطاء مقبول ومطلوب ؟
غير مقبول
مرغوب ومطلوب
تثنية 23 : 1 " لا يدخل مخصيّ بالرضّ او مجبوب في جماعة الرب. "
(1/35)
متى 19 : 12 " لأنه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون أمهاتهم .ويوجد خصيان خصاهم الناس .ويوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السموات .من استطاع إن يقبل فليقبل "
كيف مات اخزيا ؟
تابع هربه لمجدو حيث مات هناك
أتوا به إلي ياهو وقتلوه
ملوك الثاني 9 : 27 " ولما رأى ذلك أخزيا ملك يهوذا هرب في طريق بيت البستان ، فطارده ياهو وقال : اضربوه . فضربوه أيضا في المركبة في عقبه جور التي عند بلعام . فهرب إلى مجدو ومات هناك .
أخبار الأيام الثاني 22 : 8 ، 9 " وإذ كان ياهو يقضي على بيت اخآب وجد رؤساء يهوذا وبني إخوة اخزيا اللذان كانوا يخدمون اخزيا فقتلهم. 9 وطلب اخزيا فامسكوه وهو مختبئ في السامرة وأتوا به إلى ياهو وقتلوه ودفنوه لأنهم قالوا انه ابن يهوشافاط الذي طلب الرب بكل قلبه. فلم يكن لبيت اخزيا من يقوى على المملكة
هل أزال يهوشافاط المرتفعات ؟
لا
نعم
ملوك الأول 22 : 42 " وكان يهوشافاط ابن خمس وثلاثين سنة حين ملك وملك خمسا وعشرين سنة في أورشليم واسم أمه عزوبة بنت شلحي . 43 وسار في كل طريق آسا أبيه . لم يحد عنها . إذ عمل المستقيم في عيني الرب . إلا إن المرتفعات لم تنتزع بل كان الشعب لا يزال يذبح ويوقد على المرتفعات . "
إخبار الأيام الثاني 17 : 5 " فثبّت الرب المملكة في يده وقدم كل يهوذا هدايا ليهوشافاط وكان له غنى وكرامة بكثرة. 6 وتقوى قلبه في طرق الرب ونزع أيضا المرتفعات والسواري من يهوذا "
من الذي قتل جليات ( الفلسطيني ) الجتي ؟
قتله داود
قتله الحانان بن يعرى
صموئيل الأول 17 : 4 " فخرج رجل مبارز من جيوش الفلسطينيين اسمه جليات من جتّ طوله ست اذرع وشبر.
و في صموئيل الأول 17 : 50 قتله داود
صموئيل الثاني 21 : 19 " ثم كانت أيضا حرب في جوب مع الفلسطينيين. فالحانان بن يعري ارجيم البيتلحمي قتل جليات الجتّي "
كم عدد أبناء يسي من الرجال ؟
ثمانية
سبعة
(1/36)
صموئيل الأول 16 : 10 - 11 " وعبّر يسّى بنيه السبعة أمام صموئيل فقال صموئيل ليسّى الرب لم يختر هؤلاء. وقال صموئيل ليسّى هل كملوا الغلمان. فقال بقي بعد الصغير وهوذا يرعى الغنم . " وفي صموئيل الأول 17 : 12 " وداود هو ابن ذلك الرجل الافراتي من بيت لحم يهوذا الذي اسمه يسّى وله ثمانية بنين"
إخبار الأيام الأول 2 : 13 - 15 " 13 ويسّى ولد بكره اليآب وابيناداب الثاني وشمعى الثالث 14 ونثنئيل الرابع وردّاي الخامس 15 وأوصم السادس وداود السابع.
ملاحظة : قال احدهم في محاولة يائسة لرفع هذا التناقض الجلي : أن أحد الأبناء مات دون أن يترك نسلاً، قبل تسجيل إحصاء 1أخبار، فسجل مؤرخ سفر الأخبار أسماء الأحياء السبعة من أبناء يسى.
وهذه محاولة مفضوحة لأن كاتب سفر الإخبار الذي هو من المفترض انه يكتب بوحي وللذي يقرأ السفر سيجد انه يسجل ويسرد تاريخ بني اسرائيل في سلاسل الأنساب وقصص الملوك و أسماء الناس في الماضي الذين قد ماتوا ورحلوا في أحداث مضت وكما جاء في التفسير التطبيقي فإن تاريخ كتابة السفر حوالي عام 430 ق . م وقد كتب ليسجل الأحداث التي وقعت بين عامي 1000 - 960 ق . م . فنستطيع إذن أن نرد على هذه المحاولة اليائسة بالآتي :
أولاً: لم يقل أحد أن الأخ الثامن المذكور في 1صموئيل قد مات ، و هل موت أحد الأشخاص يبرر حذف اسمه من بين نسل أبيه؟!
ثانياً: أن كاتب سفر الأخبار لم يكن يسجل أسماء الأحياء فقط على العكس فقد خصص أول ثمانية إصحاحات من سفره لذكر سلاسل النسب من لدن نوح إلى الأسباط بالتفصيل فكانت جل الأسماء المذكورة من الأموات و كثير منهم لم يذكر له نسلاً كحال يعوش و يعلم و قورح أبناء عيسو (1أخبار 35:1) و كحال زمران و مدان و بشباق و شوحا أبناء إبراهيم (1أخبار23:1) ....إلخ،
(1/37)
و أكثر من هذا فنحن نقرأ في تكوين46 عملية إحصاء أبناء يعقوب (الأحياء) الذين جاءوا إلى مصر و مع ذلك أورد المؤلف اسمي عير و أونان الذين ماتا في أرض كنعان و لم يتركا نسلاً "و بنو يهوذا : عير و أونان و شيلة و فارص و زارح " تك12:46
- و قد جاء لفظ 1أخبار صريحاً في ترتيب الأبناء الذكور المولودين ليسى و أعدادهم بما لا يترك مجالاً للشك : "و يسى ولد : بكره ألياب ، و أبيناداب الثانى، و شمعى الثالث، و نثيئيل الرابع، و رداى الخامس، و أوصم السادس، و داود السابع " أخبار 2 : 13 -15
بينما نص 1صموئيل على أن داود هو الثامن و كان له سبعة أخوة ذكور "و عبر يسى بنيه السبعة أمام صموئيل فقال صموئيل ليسى: الرب لم يختر هؤلاء، و قال صموئيل ليسى: هل كملوا الغلمان؟ فقال: بقى بعد الصغير و هوذا يرعى الغنم "
من الذي استولى على أرض دبير ؟
يشوع بنفسه
عثنيئيل
سفر يشوع 10 : 38 ، 39 " ثم رجع يشوع وكل اسرائيل معه إلى دبير وحاربها. 39 وأخذها مع ملكها وكل مدنها وضربوها بحد السيف وحرّموا كل نفس بها. لم يبق شاردا. كما فعل بحبرون كذلك فعل بدبير وملكها وكما فعل بلبنة وملكها "
يشوع 15 : 13 " وأعطى كالب بن يفنّة قسما في وسط بني يهوذا حسب قول الرب ليشوع قرية أربع أبي عناق. هي حبرون. 14 وطرد كالب من هناك بني عناق الثلاثة شيشاي واخيمان وتلماي أولاد عناق. 15 وصعد من هناك إلى سكان دبير وكان اسم دبير قبلا قرية سفر. 16 وقال كالب. من يضرب قرية سفر ويأخذها أعطيه عكسة ابنتي امرأة. 17 فأخذها عثنيئيل بن قناز اخو كالب. فأعطاه عكسة ابنته امرأة.
(1/38)
ملاحظة : قال أحدهم في محاولة لرفع التناقض بأن الهاربين من دبير عندما أخذها يشوع عادوا إليها وسكنوها ثانية فغزاها عثنئيل كما جاء في يشوع 15 : 13 وهو تعليل لا دليل عليه فضلاً عن إن النص في يشوع يقول : "وضربوها بحد السيف وحرّموا كل نفس بها. لم يبق شاردا. " أي لم يفلت منها ناج كما في ترجمة كتاب الحياة . ثم إن التناقض الآخر انه بحسب سفر القضاة فإن الاستيلاء على دبير حدث بعد موت يشوع سفر القضاة 1 : 10 ، 11 .
هل كان سيسرا نائماً أم واقفاً عندما قتلته ياعيل ؟؟
كان نائماً
كان واقفاً وسقط
قضاة 4 : 18 - 21 " 18 فخرجت ياعيل لاستقبال سيسرا وقالت له مل يا سيدي مل إلي. لا تخف. فمال إليها إلى الخيمة وغطته باللحاف. 19 فقال لها اسقيني قليل ماء لأني قد عطشت. ففتحت وطب اللبن واسقته ثم غطته. 20 فقال لها قفي بباب الخيمة ويكون إذا جاء احد وسألك أهنا رجل انك تقولين لا. 21 فأخذت ياعيل امرأة حابر وتد الخيمة وجعلت الميتدة في يدها وقارت إليه وضربت الوتد في صدغه فنفذ إلى الأرض وهو متثقل في النوم ومتعب فمات.
قضاة 5 : 25 " طلب ماء فأعطته لبنا. في قصعة العظماء قدمت زبدة. 26 مدت يدها إلى الوتد ويمينها إلى مضراب العملة وضربت سيسرا وسحقت رأسه شدخت وخرقت صدغه. 27 بين رجليها أنطرح سقط اضطجع. بين رجليها أنطرح سقط. حيث أنطرح فهناك سقط مقتولا "
أين انتقل بنو اسرائيل بعد موت هارون ؟
ارتحلوا من هور إلي صلمونه إلى فونون
ارتحلوا من موسير إلي الجدجود إلى يطبات
العدد 33 : 41 ، 42 " ثم ارتحلوا من جبل هور ونزلوا في صلمونة. 42 ثم ارتحلوا من صلمونة ونزلوا في فونون. "
تثنية 10 : 6 ، 7 " وبنو اسرائيل ارتحلوا من ابآر بني يعقان إلى موسير. هناك مات هرون وهناك دفن. فكهن العازار ابنه عوضا عنه. 7 من هناك ارتحلوا إلى الجدجود ومن الجدجود إلى يطبات ارض انهار ماء "
كم عدد بنو أليفاز ؟
6
7
(1/39)
تكوين 36 : 11 " وكان بنو أليفاز تيمان واومار وصفوا وجعثام وقناز . 12 وكانت تمناع سرية لاليفاز بن عيسو فولدت لاليفاز عماليق "
إخبار الأيام الأول 1 : 36 " بنو اليفاز تيمان واومار وصفي وجعثام وقناز وتمناع وعماليق. "
عندما دخل يسوع أورشليم هل قام بتطهير الهيكل في نفس اليوم ؟
نعم
لا
متى 21 : 12 - 17 مرقس 11 : 1 -17
note : He went into the temple and looked around, but since it was very late he did nothing. Instead, he went to Bethany to spend the night and returned the next morning to cleanse the temple
ولا يسعنا بعد هذا إلا كالعادة بأن نوجه هذا السؤال للمسيحيين :
إذا كان الكتاب مقدس لديكم وكتب بإلهام الروح القدس فكيف تحدث فيه مثل هذه الأخطاء والتناقضات ؟
الفهرس(1/40)
تناقضات واختلافات في الكتاب المقدس
إن التناقض والتعارض الموجود في الكتاب المقدس هو أكبر دليل على تحريفه وبطلانه . ذلك أن التناقض من صفات الفكر البشري ، ولا يمكن بأي حال أن يقع في الوحي السماوي إذ معناه الكذب والاختلاف والرب سبحانه وتعالى لا يكذب ولا يختلف مع نفسه .
وإليك - عزيزي القارئ - بعض من تناقضات الأناجيل الموجودة اليوم :
(1) لقد أورد كل من متى ومرقس رواية لعن يسوع لشجرة التين فقد وردت عند متى في [ 21 : 18 ] ووردت عند مرقس في [ 11 : 12 ]
لكنهما وقعا في تناقض واضح وهو :
قول متى أن المسيح لعن شجرة التين [ بعد ] أن قام بتطهير الهيكل وطرد الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه ونجد عكس ذلك في إنجيل مرقس الذي يذكر أن المسيح لعن شجرة التين [ قبل ] إن يكون قد طهر الهيكل من الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه !!
ورواية تطهير الهيكل أوردها متى في [ 21 : 12 ] وأوردها مرقس في [ 11 : 15 ] وهي قصة واحدة لحدث واحد تناقض في روايتها متى ومرقس .
(2) وبينما نجد في إنجيل مرقس [ 11 : 12 ] أن المسيح لعن شجرة التين وان التلاميذ ومنهم بطرس علموا أنها يبست في [ اليوم التالي ] عندما رأوا الشجرة يابسة وهم راجعون إلي المدينة [ 11 : 20 ]
نجد عكس ذلك في إنجيل متى فهو يحكي وقوع جميع الإحداث في [ نفس اليوم ] وان الشجرة يبست في الحال وان التلاميذ رأوا ما جرى وقالوا : كيف يبست التينة في الحال ؟ متى [ 21 : 18 - 20]
فهل يقال لهذا التضارب انه إلهام من عند رب العالمين ؟
(3) حسب إنجيل مرقس [ 14 : 32 – 43 ] أن المسيح ألقي القبض عليه من ضيعة اسمها ( جتسيماني )
وحسب إنجيل لوقا [ 22 : 29 – 47 ] أن المسيح ألقي القبض عليه من جبل الزيتون !
والتناقض واضح وواقع في اسم المكان الذي اعتقل منه المسيح .
(1/41)
وللتأكد من اختلاف جغرافية ضيعة ( جتسيماني ) عن جغرافية جبل الزيتون انظر (مت 26: 30 ومر 14: 26 و 32 ويو 18: 1) وانظر أيضاً خريطة أورشليم في أيام المسيح الموجودة في نهاية العهد الجديد ، كي لا يدعي مدع أن ضعية جتسيماني = جبل الزيتون كما أن 3 = 1 .
ونوجه هذا السؤال للمسيحيين :
إذا كانت الأناجيل مقدسة لديكم وكتبت بإلهام الروح القدس فكيف يحدث هذا التناقض ؟
(4) كتب متى في [ 8 : 1 ] رواية شفاء المسيح للأبرص الذي جاء إلى المسيح قائلاً ( يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني ) . فمد يسوع يده ولمسه قائلاً : أريد فاطهر . ثم كتب متى في [ 8 : 14 ] رواية شفاء المسيح لحماة بطرس من الحمى .
إلا إن لوقا ناقضه فكتب في [ 4 : 38 ] رواية شفاء المسيح لحماة بطرس أولاً ثم كتب في [ 5 : 12 ] رواية شفاء المسيح للأبرص .
و التناقض واضح :
فعند متى أن المسيح شفى الأبرص قبل أن يكون قد قام بشفاء حماة بطرس من الحمى لكن عند لوقا أن المسيح شفى الأبرص بعدما كان قد قام بشفاء حماة بطرس الحمى !
ولا يخفى عليك أيها القارئ الفطن أن التقديم والتأخير في تاريخ الوقائع وتوقيت الحوادث من الذين يدعون أنهم يكتبون بالإلهام لهو تناقض واضح .
(5) كتب متى في [ 12 : 17 ] مستشهداً بالعهد القديم ( بخصوص المسيح ) :
( لكي يتم ما قاله النبي إشعياء : هوذا فتاي الذي اخترته حبيبي الذي به رضيت سأفيض روحي عليه . )
هذه العبارة انفرد متى بذكرها وهي مخالفة للعبارة الأصلية الموجودة في سفر إشعياء [ 42 : 1 ] لأن عبارة إشعيا هكذا : (( هوذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرت به نفسي ))
فتأمل أيها القارئ الفطن بين عبارة متى ( هوذا فتاي الذي اخترته ) وبين العبارة الأصلية ( هوذا عبدي )
فقد تم تغيير وصف العبودية وهي أشرف نعوت المخلوق لاسيما وقد أضافه الله سبحانه إلى نفسه ، ومن الذي يرفض أن يكون عبداً لله ؟
(1/42)
يقول الأستاذ أحمد عبد الوهاب في كتابه المسيح في مصادر العقائد المسيحية :
إذا سلمنا جدلاً بأن نبؤة إشعياء التي ذكرها متى تتحقق في المسيح لكان من اللازم أن تكون أول صفاته أنه : عبد الله .
وحين يتفق المسيحيون على أن أول صفات المسيح أنه عبد الله ، تتحقق الوحدة المسيحية . أما أن يستشهد بفقرة تقول أن يسوع : عبد الله ، ثم تقول فقرات أخرى من الإنجيل أنه غير ذلك ، فإن هذا تضارب واضح يترك أمر الحكم فيه لعقل القارئ وضميره .
(6) حسب إنجيل متى في [ 8 : 5 ] أن المسيح شفى خادم الضابط أولاً قبل أن يكون قد قام بشفاء حماة بطرس من الحمى .
وحسب إنجيل لوقا في [ 4 : 38 ] أن شفاء حماة بطرس كان قبل قيام المسيح بشفاء خادم الضابط في [ 7 : 1 ]
وراوية شفاء حماة بطرس وردت عند متى في [ 8 : 14 ] وعند لوقا في [ 4 : 38 ]
ونحن نسأل المسيحيين :
أليس هذا تناقض واضح في تاريخ الواقعة وتوقيتها ؟
فكيف يعتقد بعد ذلك أن كتبة الأناجيل يكتبون بإلهام من الله ؟
إن الملهمين ينبغي أن تكون أقوالهم سالمة عن التناقض والاختلاف فلا يختلف خبر الوحي والإلهام لديهم وهذا ما لا نراه في الأناجيل الأربعة .
(7) جاء في يوحنا [ 18 : 9 ] قول المسيح : ( إن الذين أعطيتني لم أفقد منهم أحداً )
إن المسيح في هذا النص لم يفقد أحداً على الإطلاق ولكن حين ترجع أيها القارئ الفطن إلي يوحنا في [ 17 : 12 ] قبل هذا النص كان المسيح نفسه يقول : ( حين كنت معهم في العالم كنت أحفظهم في اسمك . الذين أعطيتني حفظتهم ، ولم يهلك منهم أحد إلا ابن الهلاك ليتم الكتاب . )
ففي الإصحاح الثامن عشر لم يفقد أحداً وفي الإصحاح السابع عشر فقد واحد والفرق واضح انه تناقض !
(1/43)
(8) جاء في متى [ 24 : 29 ] عن علامات نهاية الزمان قول المسيح ( وفي الحال بعد تلك المصائب تظلم الشمس ولايضيىء القمر وتتساقط النجوم من السماء [ إلى أن قال ]ويرى الناس ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء في كل عزة وجلال فيرسل ملائكته ببوق عظيم إلى جهات الرياح الأربع ليجمعوا مختاريه من أقصى السماوات إلى أقصاها ) ثم قال في الفقرة 34 ( الحق أقول لكم لن ينقضي هذا الجيل حتى يتم هذا كله )
ولنا أن نسأل المسيحيون :
لقد مضى ذلك الجيل ومضت أجيال عديدة ولم تسقط نجمة واحده من السماء ولم ينزل المسيح في سحابة ولم يكن شيء مما وعد به المسيح عليه السلام ، أليس ذلك من الكذب الواضح المفترى به من كتبة الأناجيل على المسيح ؟
ولبعض النصارى في هذا الخير أراجيف من القول لا يلتفت إليها .
(9) لقد ارتكب بولس خطأً فادحاً عندما صرح بأن القيامة ستقوم في جيله وأنه والذين معه سوف يفنى العالم في أيامهم : قال بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس [10 : 11 ] : ( نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور ) وهذا خطأ لأنهم ليسوا آخر جيل فقد جاءت بعدهم أجيال وأجيال ويقول في رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي [4 : 15-17 ] : ( نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب ) .
لقد مات بولس ومات جميع الذين كانوا معه ولم يأتي الرب ولم تقم القيامة .
(10) بطرس والمسيح :
(1/44)
جاء في متى [ 16 : 17 ] أن المسيح كافأ بطرس و أعطاه تفويضاَ مطلقاً قائلاً له : (( طُوبَى لَكَ يَاسِمْعَانَ بْنَ يُونَا. فَمَا أَعْلَنَ لَكَ هَذَا لَحْمٌ وَدَمٌ، بَلْ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. وَأَنَا أَيْضاً أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ صَخْرٌ. وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا! وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ: فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ، يَكُونُ قَدْ رُبِطَ فِي السَّمَاءِ؛ وَمَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ، يَكُونُ قَدْ حُلَّ فِي السَّمَاءِ! ))
أيها القارئ الكريم :
هذه مكرمة عظيمة وأفضلية كبيرة منحها المسيح عليه السلام لبطرس ، ولا يمكن أن يكون المسيح قد قال هذا الكلام بدون وعي أو إدراك لمضمونه .
ولكن للأسف ، ومما يثبت فساد الأناجيل أنه بعد هذا النص وفي نفس الإصحاح نجد نصاً آخر ينسب إلي المسيح متعارضاَ مع النص السابق يقول فيه المسيح لبطرس : (( ابتعد عني يا شيطان أنت عقبة في طريقي )) متى [ 16 : 23 ]
لقد نسي متى التوفيق بين ما سطره في إصحاح واحد جعل فيه بطرس وكيلاً للمسيح يحل ويربط كيف يشاء ، وجعله في نفس الإصحاح شيطاناً ومعثرة للمسيح !
(11) كتب متى في [ 16 : 6 ] أن المسيح قال لتلامذته (( انتبهوا إياكم وخمير الفريسيين والصدوقيين ففكروا في أنفسهم قائلين : (( يقول هذا لأننا ما زودنا خبزاً )) فعرف يسوع وقال لهم : (( يا قليلي الإيمان ، كيف تقولون في أنفسكم لا خبز معنا ؟ أما فهمتم بعد ؟ . . . .كيف لا تفهمون أني ما عنيت الخبز بكلامي ؟ ))
فهذه شهادة من المسيح بأن التلاميذ قليلي الإيمان لذلك تعجب من عدم فهمهم .
إلا إن هذا افتراء واضح من متى لأنه قد سبق و ذكر في الإصحاح الثالث عشر إن التلاميذ يعرفون أسرار ملكوت السموات وهم من أهل الجنة الكاملي الإيمان .
(1/45)
وان هذا يستلزم تكذيب المسيح لأنه قال للتلاميذ في متى [ 13 : 10 ] : (( قد أعطي لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت السموات )) وقال لهم في [13 : 16 ] : (( هنيئاً لكم لأن عيونكم تبصر وآذانكم تسمع )) والغريب العجيب أن مرقس في [ 6 : 52 ] حكم على التلاميذ بالعمى وأن قلوبهم غليظة !!!
فبالضرورة نحكم بكذب متى البته .
(12) أورد كل من متى في [26 : 18 ] ولوقا في [ 22 : 8 ] قصة عشاء الفصح مع التلاميذ لكنهما وقعا في تناقض واضح :
فعند متى أن التلاميذ شاركوا في إعداد العشاء [ 26 : 17 ] فهو يقول : (( وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنْ أَيَّامِ الْفَطِيرِ، تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ يَسْأَلُونَ : أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُجَهِّزَ لَكَ الْفِصْحَ لِتَأْكُلَ؟» أَجَابَهُمْ: «اُدْخُلُوا الْمَدِينَةَ، وَاذْهَبُوا إِلَى فُلاَنٍ وَقُولُوا لَهُ: الْمُعَلِّمُ يَقُولُ إِنَّ سَاعَتِي قَدِ اقْتَرَبَتْ،وَعِنْدَكَ سَأَعْمَلُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي». فَفَعَلَ التَّلاَمِيذُ مَا أَمَرَهُمْ بِهِ يَسُوعُ ، وَجَهَّزُوا الْفِصْحَ هُنَاكَ..))
(1/46)
لكن عند لوقا أن العشاء أعده اثنان فقط من التلاميذ وهما بطرس ويوحنا [ 22 : 7 ] : (( وَجَاءَ يَوْمُ الْفَطِيرِ الَّذِي كَانَ يَجِبُ أَنْ يُذْبَحَ فِيهِ الْفِصْحِ. فَأَرْسَلَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا قَائِلاً : اذْهَبَا وَجَهِّزَا لَنَا الْفِصْحَ، لِنَأْكُلَ! فَسَأَلاَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُجَهِّزَ؟» فَقَالَ لَهُمَا: «حَالَمَا تَدْخُلاَنِ الْمَدِينَةَ، يُلاَقِيكُمَا إِنْسَانٌ يَحْمِلُ جَرَّةَ مَاءٍ، فَالْحَقَا بِهِ إِلَى الْبَيْتِ الَّذِي يَدْخُلُهُ.وَقُولاَ لِرَبِّ ذلِكَ الْبَيْتِ: يَقُولُ لَكَ الْمُعَلِّمُ: أَيْنَ غُرْفَةُ الضُّيُوفِ الَّتِي آكُلُ فِيهَا الْفِصْحِ مَعَ تَلاَمِيذِي؟ فَيُرِيكُمَا غُرْفَةً فِي الطَّبَقَةِ الْعُلْيَا، كَبِيرَةً وَمَفْرُوشَةً. هُنَاكَ تُجَهِّزَانِ!» فَانْطَلَقَا، وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا، وَجَهَّزَا الْفِصْحَ.. ))
وكذلك عند مرقس أعد العشاء اثنان فقط من التلاميذ [ 14 : 13 ] .
(13) تناقض في موضوع سماع كلام الله :
جاء في إنجيل يوحنا [ 5 : 37 ] قول المسيح لليهود : (( والأب نفسه الذي أرسلني يشهد لي ، لم تسمعوا صوته قط . . . ))
ولكن متى أورد في [ 17 : 1 ] أن المسيح ومعه بطرس ويعقوب ويوحنا لما استقروا فوق الجبل سمعوا صوب الأب من السماء يقول : (( هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت ، له اسمعوا ! )) وهذا تصريح بسماع كلام الله . وقد جاء في سفر التثنية أن إن الله طلب من موسى أن يجمع بني اسرائيل ناحية جبل ( حوريب ) ليسمعوا صوت الله وهو يتكلم مع موسى فسمعوا صوت الرب [ تثنية 4 : 10 ، 12 ]
(14) تناقض في موضوع رؤية الله :
صرح يوحنا في [ 1 : 18 ] بأن الله لم يره أحد قط .
وهذا ما يؤكده أيضاً يوحنا في رسالته الأولى [ 4 : 12 ] بقوله : (( ما من أحد رأى الله )) .
وجاء في سفر الخروج [ 33 : 20 ] قول الرب لموسى :
(1/47)
(( وَلَكِنَّكَ لَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ الَّذِي يَرَانِي لاَ يَعِيشُ ))
إلا إننا نجد أن هناك نصوصاً تناقض هذا و تؤكد رؤية الله !
فقد جاء في سفر التكوين [ 32 : 30 ] أن نبي الله يعقوب رأى الله وجهاً لوجه فهو يقول : (( لأني نظرت الله وجهاً لوجه ))
وجاء في سفر الخروج أيضاً [ 33 : 11 ] أن الرب كلم موسى وجهاً لوجه كما يكلم الرجل صاحبه !
وورد في سفر الخروج [ 24 : 9 ] : (( ثُمَّ صَعِدَ مُوسَى وَهَرُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، وَرَأَوْا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ، وَتَحْتَ قَدَمَيْهِ أَرْضِيَّةٌ كَأَنَّهَا مَصْنُوعَةٌ مِنَ الْيَاقُوتِ الأَزْرَقِ الشَّفَّافِ تُمَاثِلُ السَّمَاءَ فِي النَّقَاءِ، وَلَكِنَّ اللهَ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ لِيُهْلِكَ أَشْرَافَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَرَأَوْا اللهَ وَأَكَلُوُا وَشَرِبُوا. ))
(15) جاء في يوحنا [ 3 : 13 ] قول المسيح : (( ليس أحد صعد إلى السماء ، إلا الذي نزل من السماء ، ابن الإنسان الذي هو في السماء )) .
وهذا الكلام خاطئ لأن كل من أخنوخ كما جاء في [ تكوين 5 : 24 ] وإيليا النبي كما جاء في [2ملوك 2: 11 ] قد صعدا إلى السماء .
(16) ورد في إنجيل متى 39:5 قول المسيح : (( وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر.بل من لطمك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر أيضا . ))
ولكن :
جاء في إنجيل يوحنا 18 : 22 : (( ولما قال هذا لطم يسوع واحد من الخدام كان واقفا قائلا: أهكذا تجاوب رئيس الكهنة. أجابه يسوع : إن كنت قد تكلمت رديّا فاشهد على الردي وان حسنا فلماذا تضربني. ))
لماذا لم يحول يسوع خده الآخر للخادم عندما لطمه ؟؟؟
وإن قالوا انه لا يجب تفسير هذا النص تفسيرا حرفيا فلماذا قاوم يسوع الشر وأعترض عندما لطمه الخادم ؟؟؟
(1/48)
(17) قال المسيح في لوقا [ 19 : 27 ] : (( وَأَمَّا أَعْدَائِي أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأَحْضِرُوهُمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامي ))
كيف يتفق هذا النص عن المسيح مع قول الأناجيل عنه إنه أمر تلاميذه بمحبة الأعداء [ متى 5 : 44 ] ؟!
(18) أورد كل من متى في [ 26 : 6 ] ومرقس في [ 14: 1] ولوقا في [ 7 : 36 ، 39 ] ويوحنا في [ 12 : 1 ، 4 ] قصة المرأة التي أفرغت قارورة الطيب على المسيح ، لكنهم وقعوا في اختلافات واضحة :
الاختلاف الأول : حسب رواية مرقس أن المرأة أفرغت قارورة الطيب في منزل سمعان الأبرص في بيت عنيا [ 14 : 3 ]
لكن حسب رواية لوقا إن ذلك حدث في بيت الفريسي [ 7 : 36 ]
وحسب رواية يوحنا أن ذلك حدث في منزل مريم ومرثا ولعازر [ 12 : 1_2 ]
الاختلاف الثاني : حسب رواية مرقس إن هذه القصة حدثت قبل عيد الفصح بيومين [ 14 : 1 ]
ولكن حسب رواية يوحنا إن هذه القصة حدثت قبل الفصح بستة أيام [ 12 : 1 ]
الاختلاف الثالث : حسب رواية مرقس إن المرأة بعد أن كسرت القارورة استاء قوم لإسرافها [ 14 : 4 ]
لكن حسب رواية يوحنا أن الذي استاء هو يهوذا الاسخريوطي [ 12 : 4 ]
الاختلاف الرابع : عند يوحنا أن قصة المرأة التي سكبت قارورة الطيب على جسد المسيح حدثت قبل أن يكون المسيح قد دخل أورشليم وركب على الجحش .
لكن عند متى أن قصة المرأة التي سكبت قارورة الطيب على المسيح تمت بعد دخول المسيح لأورشليم وركوبة على الجحش .
ورواية دخول المسيح لأورشليم وركوبه الجحش ذكرها يوحنا في [ 12 : 12 ] وذكرها متى في [ 21 : 1].
ولا شك أن هذا تناقض فاحش في تاريخ القصة لا يمكن أن يكون كتابها ملهمين من عند الله .
وليس للمسيحيين إلا أن يكذبوا أحد الإنجيلين فتأمل أيها القارئ الفطن .
(19) هل الكلمة عند الله أم هو الكلمة ؟
(1/49)
إذا تأملنا العبارة الأولي من الإصحاح الأول في إنجيل يوحنا يظهر لنا التناقض في كلامه فيقول : (( في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله ، وكان الكلمة الله ، هذا كان في البدء عند الله ))
فهذه الفقرات متناقضة المعنى لا تتفق مع مفهوم العقل ، فإن قوله ( والكلمة كان عند الله ) لا تتوافق مع قوله (( وكان الكلمة الله )) فإذا كان الله عين الكلمة لا يصح أن تكون الكلمة عنده ، لأن العندية تقتضي المغايرة لأنها عبارة عن حصول شيء عند شيء كحصول المال عند بطرس ولا شك أن المال غير بطرس وهذا ظاهر لا جدال فيه ، فكيف تكون الكلمة هي الله وكيف تكون عنده ؟
ثم ما المراد بالبدء ؟ هل يعني ذلك بداية الله أم بداية الكلمة التي هي المسيح ؟ كلاهما باطل لدى المسيحيون فهم يعتقدون أن الله أزلي والكلمة معه أزلية وأن الله لم يسبق المسيح في الوجود فهذا أيضاً لا مدلول ولا معنى له لدى المسيحيين بل هو يناقض عقيدتهم .
وإذا كان المراد بالبدء أي منذ الأزل فما معنى ما جاء في سفر التكوين [ 1 : 1 ] : (( في البدء خلق الله السموات والأرض )) هل يعنى ذلك إن السموات والأرض أزليتان ؟!
(20) أورد متى في [ 9 : 18 ] حكاية ابنة رئيس المجمع فقال : (( وفيما هو يكلمهم بهذا، إِذَا رَئِيسٌ لِلْمَجْمَعِ قَدْ تَقَدَّمَ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً : ابْنَتِي الآنَ مَاتَتْ. وَلَكِنْ تَعَالَ وَالْمُسْهَا بِيَدِكَ فَتَحْيَا فَقَامَ يَسُوعُ وَتَبِعَهُ وَمَعَهُ تَلاَمِيذُهُ…))
وهنا تصريح من رئيس المجمع بأن ابنته ماتت ، لكن مرقس ذكر في روايته [ 5 : 22 ] أنها كانت مريضة ولم تمت فيقول : (( وإذا واحداً من رؤساء المجمع . . . طلب إليه كثيراً قائلاً : (( ابنتي الصغيرة على آخر نسمة ، ليتك تأتي وتضع يدك عليها لتشفى ))
(1/50)
والذي يمعن النظر في قراءة هذه القصة بين متى ومرقس لا يتطرق إليه الشك في أنها واحدة ، لكن عند متى أن الفتاة ميتة وأبوها يطلب إحياءها ، وعند مرقس أن الفتاة مريضة وأبوها يطلب شفاءها ، وفرق كبير بين الحالتين .
(21) كتب مرقس في [ 10 : 35 ] ما نصه : (( وتقدم إليه يعقوب ويوحنا أبنا زبدي قائلين : يا معلم نريد أن تفعل لنا كل ما طلبناه . فقال لهما ماذا تريد أن افعل لكما ؟ فقالا له : أعطنا أن نجلس واحد عن يمينك والآخر على يسارك في مجدك . ))
لكن متى في [ 20 : 20 ] يقول : (( حينئذ تقدمت إليه أم أبني زبدي مع ابنيها وسجدت وطلبت منه شيئاً فقال لها : ماذا تريدين ؟ قالت : قل أن يجلس ابناي هذان واحد عن يمينك والآخر عن يسارك في ملكوتك . ))
والاختلاف هنا واضح بين الروايتين ، فبينما الأم هي التي تتقدم وتطلب من يسوع أن يجعل أحد أبنائها عن يمينه والآخر عن يساره على حسب رواية متى ، نجد أن الولدين هما اللذان يتقدمان ويطلبان ذلك على حسب رواية مرقس !! والقصة واحدة والزمان واحد والمكان واحد .
وقد بين لنا (جون فنتون) في تفسيره لإنجيل متى : السر في هذا التغير فيقول : لقد أحدث متى بعضاً من التغيرات والحذف لما في إنجيل مرقس ، وأهم ما في ذلك ، أنه بينما في إنجيل مرقس نجد أن التلميذين نفسيهما يطلبان من يسوع إذ بأمهما هي التي تطلب منه حسب رواية متى .
(22) يتحدث يوحنا عن شهادة المسيح ، ولكنه يسوق حديثاً متناقضاً فمرة يذكر على لسان المسيح أن شهادته حق ومقبولة ، ومرة أخرى يذكر أنها باطل وغير مقبولة ، والمراد في الحالتين شهادته لنفسه .
فقد كتب يوحنا في [ 8 : 14 ] أن المسيح قال : (( إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق ))
إلا انه قد كتب في [ 5 : 31 ] أن المسيح قال : (( إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي غير حق ))
(1/51)
وإذا قلنا أن هاتين العبارتين يمكن تأويل التناقض الظاهر الموجود فيهما بأن تكون كل عبارة منهما قيلت لسبب خاص . ولكن مما لا شك فيه أن المسيح هو رسول من عند الله ، بل هم يدعون أنه الله ، فكيف يصح أن يكذب ذلك الكذب الصريح فيقول إن شهادته لنفسه كاذبة مع أنها صادقه لا محالة ، فلا مناص من كذب العبارة الثانية مهما قيل في رفع التناقض .
(23) جاء في متى [ 18 : 15] قول المسيح : (( إِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ، فَاذْهَبْ إِلَيْهِ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَلَى انْفِرَادٍ. فَإِذَا سَمِعَ لَكَ، تَكُونُ قَدْ رَبِحْتَ أَخَاكَ. وَإِذَا لَمْ يَسْمَعْ، فَخُذْ مَعَكَ أَخاً آخَرَ أَوِ اثْنَيْنِ، حَتَّى يَثْبُتَ كُلُّ أَمْرٍ بِشَهَادَةِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ. فَإِذَا لَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا، فَاعْرِضِ الأَمْرَ عَلَى الْكَنِيسَةِ. فَإِذَا لَمْ يَسْمَعْ لِلْكَنِيسَةِ أَيْضاً، فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالْوَثَنِيِّ وَجَابِي الضَّرَائِبِ . ))
إلا انه تقدم في نفس الإنجيل في الإصحاح الخامس قول المسيح : (( لا تنتقموا ممن يسيء إليكم من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر ))
فبين الأمر بالمسامحة والحكم عليه بأنه وثني وكافر تناقض ظاهر فتأمل !
(24) ذكر متى في [ 12 : 38 ] أن قوم من الكتبة والفريسيين طلبوا من المسيح أن يريهم آية فأجاب المسيح وقال لهم : (( جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي ))
فيفهم من قول المسيح ( جيل ) أنه أراد عموم من كان في عصره ، والجيل هو الطبقة المعاصرة من الناس .
لكن متى ناقض ما قد كتبه فذكر أن المسيح قام بعمل الآيات والمعجزات بعد أن صرح أن هذا الجيل لن يعطى آية !
فذكر إن المسيح كثر الطعام وأشفى الأبرص ومشى على البحر . . .
(1/52)
إن ما ذكره متى يدل على إن الجيل الذي فيه المسيح لا تقع فيه آية إلا آية واحدة وهي قيامه من القبر بعد ثلاثة أيام فكل ما رواه الإنجيليون من معجزات للمسيح هي روايات متناقضة مع هذه العبارة في خط مستقيم والعجيب أنه ذكر ذلك بعبارة تفيد الحصر بحيث لا يمكن تأويلها .
(25) اختلاف حول معرفة يوحنا المعمدان للمسيح :
إذا قرأنا ما جاء في الإصحاح الثالث من ( متى ) نجد أن المسيح لما جاء يتعمد من يوحنا قام يوحنا بمنعه قائلاً : أنا محتاج أن أتعمد على يدك وأنت تأتي إلي ؟ و لكن المسيح أصر على أن يتعمد منه وحين تعمد وصعد من الماء نزل عليه الروح القدس مثل ( حمامه )
إلا إننا نقرأ في الإصحاح الأول من إنجيل ( يوحنا ) أن يسوع حين أقبل على يوحنا ليتعمد منه لم يكن ليعرفه وما عرفه إلا بنزول الروح القدس عليه مثل ( حمامه ) من السماء فاستقر عليه .
والاختلاف واضح فحسب إنجيل ( متى ) أن يوحنا المعمدان كان يعرف المسيح ومن قبل نزول الروح القدس عليه وعلى حسب إنجيل يوحنا أنه لم يكن ليعرفه إلا بعد نزول الروح القدس عليه مثل حمامه !
(26) كتب مرقس في [ 9 : 2 ] : (( وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد إلي جبل عال منفردين ))
إلا أن لوقا كتب في [ 9 : 28 ] : (( وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية أيام أخذ يسوع بطرس ويوحنا ويعقوب وصعد إلي الجبل ))
وأنا لا أدري كيف زاد لوقا يومين مع أنه قد التزم أن يكتب القصة بتدقيق كما وعدنا في بداية الإصحاح الأول !
(1/53)
(27) لقد أورد كل من متى ومرقس رواية مثل ( الزراع ) الذي حكاه المسيح للجموع وهو جالس في القارب وراوية متى وردت في [ 13 : 1 ] : (( فِي ذَلِكَ الْيَومِ خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ وَجَلَسَ عَلَى شَاطِيءِ الْبُحَيْرَةِ. فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، حَتَّى إِنَّهُ صَعِدَ إِلَى الْقَارِبِ وَجَلَسَ، بَيْنَمَا وَقَفَ الْجَمْعُ كُلُّهُ عَلَى الشَّاطِيءِ. فَكَلَّمَهُمْ بِأَمْثَالٍ فِي أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، قَالَ: «هَا إِنَّ الزَّارِعَ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَ عَ. وَبَيْنَمَا هُوَ يَزْرَعُ، وَقَعَ بَعْضُ الْبِذَارِ عَلَى الْمَمَرَّاتِ، فَجَاءَت الطُّيُورُ وَالتَهَمَتْهُ.))
ورواية مرقس وردت في [ 4 : 1 ] : (( ثُمَّ أَخَذَ يُعَلِّمُ ثَانِيَةً عِنْدَ شَاطِيءِ الْبُحَيْرَةِ، وَقَدِ احْتَشَدَ حَوْلَهُ جَمْعٌ كَبِيرٌ، حَتَّى إِنَّهُ صَعِدَ إِلَى الْقَارِبِ وَجَلَسَ فِيهِ فَوْقَ الْمَاءِ، فِيمَا كَانَ الْجَمْعُ كُلُّهُ عَلَى شَاطِيءِ الْبُحَيْرَةِ. فَعَلَّمَهُمْ أُمُوراً كَثِيرَةً بِالأَمْثَالِ. وَمِمَّا قَالَهُ لَهُمْ فِي تَعْلِيمِهِ: «اِسْمَعُوا! هَا إِنَّ الزَّارِعَ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ. وَبَيْنَمَا هُوَ يَزْرَعُ، وَقَعَ بَعْضُ الْبِذَارِ عَلَى الْمَمَرَّاتِ، فَجَاءَتِ الطُّيُورُ وَالْتَهَمَتْهُ.))
لكنهما وقعا في تناقض واضح وهو :
عند متى أن المسيح قال هذا المثل بعد إن كان قد أرسل الرسل الأثنى عشر وراوية إرسال الرسل وردت عند متى في [ 10 : 5 ]
أما عند مرقس فان المسيح لم يكن قد أرسل الرسل الأثنى العشر بعد عندما تكلم بهذا المثل ورواية إرسال الرسل عند مرقس وردت في [ 6 : 7 ] والقصة واحدة والزمان واحد والمكان واحد .
فتأمل أيها القارئ الفطن إلى ما يسرده أصحاب الأناجيل المسوقون من الروح القدس !!
(1/54)
(28) لقد أورد متى في بداية إنجيله ما يؤكد أن يوحنا كان على علم بالمسيح حتى أن المسيح تعمد على يده كما في متى [ 3 : 13 ] وأن يوحنا قال للمسيح (( أنا احتاج أن أتعمد على يدك .))
لكن متى نسي ما قد كتب وعاد ليخبر بأن يوحنا لم يكن يعرف المسيح لذلك أرسل إلي المسيح ليسأله أنت هو الآتي أم ننتظر آخر ؟ فكتب متى في [11 : 2 ] : (( وسمع يوحنا وهو في السجن بأعمال المسيح فأرسل إليه بعض تلاميذه ليقولوا له : هل أنت هو الآتي أو ننتظر آخر ؟ ))
(29) ذكر كل من متى في [ 8 : 21 ] ولوقا في [ 9 : 59 ] حكاية الرجل الذي استأذن من المسيح كي يذهب إلي دفن أبيه فرد عليه المسيح قائلاً : (( اتبعني واترك الموتى يدفنون موتاهم ))
لكن متى ولوقا وقعا في تناقض واضح :
فعند متى أن حكاية استئذان الرجل من المسيح كي يذهب إلي دفن أبيه تمت قبل حادثة التجلي التي صعد فيها المسيح إلي الجبل مع بطرس ويعقوب و يوحنا الواردة في [ 17 : 1 ] لكن عند لوقا أن حكاية استئذان الرجل من المسيح كي يذهب إلي دفن أبيه كانت بعد حادثة التجلي التي صعد فيها المسيح إلي الجبل مع بطرس ويعقوب ويوحنا الواردة في [ 9 : 28 ] !! والقصة واحدة من سياق الروايتين .
(30) ذكر متى في [ 5 : 1 ] أن موعظة المسيح كانت على الجبل يقول متى : (( ولما رأى الجموع صعد إلى الجبل فلما جلس تقدم إليه تلاميذه فأخذ يعلمهم ))
لكن لوقا ناقض ما ذكره متى فذكر في [ 6 : 17 ] أن موعظة المسيح كانت بعد نزوله من الجبل إلى موضع سهل !!! يقول لوقا (( ونزل معهم ووقف في موضع سهل ))
فمن هو الصادق ومن هو الكاذب يا ترى ؟
(31) كتب متى في [ 5 : 17 ] إن المسيح قال : (( لا تظنوا أني جئت لانقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لانقض بل لأكمل ))
فالمسيح من خلال هذا النص لم يأت ليبطل الناموس الذي هو شريعة موسى ولم يأت لينقض أقوال وتعاليم الأنبياء بل جاء مكملاً لها .
(1/55)
إلا إننا نفاجئ في نفس الإصحاح بكلام آخر للمسيح ينقض فيه الشريعة وتعاليم الأنبياء حرفاً حرفاً وكلمة كلمة فعلى سبيل المثال يقول في الفقرة 38 من نفس الإصحاح : (( وَسَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بسن أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بِمِثْلِهِ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ، فَأَدِرْ لَهُ الْخَدَّ الآخَرَ؛ ))
ونحن نسأل :
كيف يصرح المسيح في موضع أنه ما جاء لينقض شريعة موسى ثم يصرح في موضع آخر بما ينقضها ويبطلها ؟ وهذا ما حدث أيضاً بالنسبة لأحكام الطلاق في متى [ 5 : 3 [ وفي حلف اليمين والزاني وفي الغضب .
(32) أورد متى في [ 5 : 39 [ قول المسيح : (( لا تقاوموا الشر بالشر )) لكنه ناقض ما أورده عن المسيح فكتب في [ 5 : 21 ] أن المسيح قال : (( إن كل من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم ومن قال لأخيه يا أحمق استوجب حكم المجلس ))
(33) إن كتبة الأناجيل لم يضبطوا نسب المسيح عليه السلام فوقعوا في فوارق وأغلاط عديدة فأعطاه كل من متى في [1 : 1 _ 8 ] و لوقا في [ 3 : 23 _ 38 ] نسباً مختلفاً وعلى سبيل المثال :
_ في متى : إن المسيح ينتهي نسبه إلي سليمان بن داود .
_ وفي لوقا : ينتهي إلي ناثان بن داود .
فمتى جعل المسيح ابن داود ماراً بسليمان ، بينما لوقا جعله ابن داود ماراً بناثان ، وهذا يستحيل أن يكون إنسان من نسل شخصين مختلفين أصلهما واحد .
ونجد أن متى غالط نفسه حيث صرح في [ 1 : 17 ] أن جميع الأجيال في العصور الثلاثة (14) جيلاً فقط لكنه ذكر في العصر الأخير من سبي بابل إلى المسيح 13 جيلاً فقط [ 1 : 12 _ 16 ]
(1/56)
(34) كتب متى في [ 8 : 5 ] أن المسيح أشفى خادم الضابط أولاً قبل أن يكون قد أشفى حماة بطرس من الحمى وحسب إنجيل لوقا في [ 4 : 38 ] إن شفاء خادم الضابط كان بعد شفاء حماة بطرس من الحمى وحكاية شفاء حماة بطرس من الحمى وردت عند متى في [ 8 : 14 ] وعند لوقا في [ 4 : 38 ]
وهذا تناقض واضح في تاريخ الحادثة وتوقيتها يتنزه عنه الوحي الإلهي .
(35) أورد كل من متى ومرقس ويوحنا رواية مشي المسيح على البحر :
ذكرها متى في [ 14 : 22 ] فقال : (( وَفِي الْحَالِ أَلْزَمَ يَسُوعُ التَّلاَمِيذَ أَنْ يَرْكَبُوا الْقَارِبَ وَيَسْبِقُوهُ إِلَى الضَّفَّةِ الْمُقَابِلَةِ مِنَ الْبُحَيْرَةِ، حَتَّى يَصْرِفَ هُوَ الْجُمُوعَ. وَبَعْدَمَا صَرَفَ الْجُمُوعَ، صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ عَلَى انْفِرَادٍ. وَحَلَّ الْمَسَاءُ وَهُوَ وَحْدَهُ هُنَاكَ. وَكَانَ قَارِبُ التَّلاَمِيذِ قَدْ بَلَغَ وَسَطَ الْبُحَيْرَةِ وَالأَمْوَاجُ تَضْرِبُهُ، لأَنَّ الرِّيحَ كَانَتْ مُعَاكِسَةً لَهُ. وَفِي الرُّبْعِ الأَخِيرِ مِنَ اللَّيْلِ جَاءَ يَسُوعُ إِلَى التَّلاَمِيذِ مَاشِياً عَلَى مَاءِ الْبُحَيْرَةِ. ))
وذكرها مرقس في [ 6 : 45] فقال : (( وَفِي الْحَالِ أَلْزَمَ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَرْكَبُوا الْقَارِبَ وَيَسْبِقُوهُ إِلَى الضَّفَّةِ الْمُقَابِلَةِ، إِلَى بَيْتِ صَيْدَا، رَيْثَمَا يَصْرِفُ الْجَمْعَ. وَبَعْدَمَا صَرَفَهُمْ ذَهَبَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَلَمَّا حَلَّ الْمَسَاءُ، كَانَ الْقَارِبُ فِي وَسَطِ الْبُحَيْرَةِ، وَيَسُوعُ وَحْدَهُ عَلَى الْبَرِّ. وَإِذْ رَآهُمْ يَتَعَذَّبُونَ فِي التَّجْذِيفِ، لأَنَّ الرِّيحَ كَانَتْ مُعَاكِسَةً لَهُمْ، جَاءَ إِلَيْهِمْ مَاشِياً عَلَى مَاءِ الْبُحَيْرَةِ، ))
(1/57)
وذكرها يوحنا في [ 6 : 16 ] فقال : (( وَلَمَّا حَلَّ الْمَسَاءُ نَزَلَ تَلاَمِيذُهُ إِلَى الْبُحَيْرَةِ، وَرَكِبُوا قَارِباً مُتَّجِهِينَ إِلَى كَفْرَنَاحُومَ فِي الضَّفَّةِ الْمُقَابِلَةِ مِنَ الْبُحَيْرَةِ. وَخَيَّمَ الظَّلاَمُ وَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ قَد لَحِقَ بِهِمْ. وَهَبَّتْ عَاصِفَةٌ قَوِيَّةٌ، فَاضْطَرَبَتِ الْبُحَيْرَةُ. وَبَعْدَمَا جَذَّفَ التَّلاَمِيذُ نَحْوَ ثَلاَثَةِ أَمْيَالٍ أَوْ أَرْبَعَةٍ، رَأَوْا يَسُوعَ يَقْتَرِبُ مِنَ الْقَارِبِ مَاشِياً عَلَى مَاءِ الْبُحَيْرَةِ، فَاسْتَوْلَى عَلَيْهِمِ الْخَوْفُ،))
ولا يخفى على القارئ الفطن أن من تناقضات هذه الرواية نجد أن متى ذكر أن المسيح أمر التلاميذ بركوب القارب وأن يسبقوه بدون تعيين اسم المحل ومرقس ذكر اسم المحل بأنه ( بيت صيدا ) والمدهش أن لوقا ذكر أن معجزة الأرغفة كانت في بيت صيدا فكيف يخرج منها إليها ؟!
أما يوحنا فذكر أن التلاميذ ركبوا القارب متجهين إلى كفرناحوم !!
والطامة الكبرى في رواية يوحنا أنه ذكر أن التلاميذ جدفوا نحو ( 3 ) أميال أو ( 4 ) على سبيل التشكيك !!
فهو يقول في [ 6 : 19 ] : (( وَبَعْدَمَا جَذَّفَ التَّلاَمِيذُ نَحْوَ ثَلاَثَةِ أَمْيَالٍ أَوْ أَرْبَعَةٍ، رَأَوْا يَسُوعَ يَقْتَرِبُ مِنَ الْقَارِبِ ))
ونحن نسأل :
هل يمكن للروح القدس أن يلهم بهذا الشك ؟
هل الروح القدس لا يدري إن كان التلاميذ جدفوا 3 أميال أو 4 ؟!!
أهذا كلام مقدس وموحى به من عند الله ؟
وإليك عزيزي القارئ مثال آخر نأخذه من سفر الملوك الثاني :
لقد جاء في سفر الملوك الثاني ( 9 : 30 _ 34 ) الآتي :
(1/58)
(( وَتَوَجَّهَ يَاهُو إِلَى يَزْرَعِيلَ. فَلَمَّا عَلِمَتْ إِيزَابَلُ بِذَلِكَ كَحَّلَتْ عَيْنَيْهَا وَزَيَّنَتْ شَعْرَهَا وَأَطَلَّتْ مِنَ الكُوَّةِ. وَعِنْدَمَا اجْتَازَ يَاهُو عَتَبَةَ بَابِ سَاحَةِ الْقَصْرِ قَالَتْ: «أَجِئْتَ مُسَالِماً يَازِمْرِي يَا قَاتِلَ سَيِّدِهِ؟» فَرَفَعَ وَجْهَهُ إِلَيْهَا وَصَاحَ: «مَنْ هُنَا مَعِي؟» فَأَشْرَفَ عَلَيْهِ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْخِصْيَانِ.))
ونكرر نفس السؤال للمسيحيين :
يقول كاتب هذا السفر (( فأشرف عليه اثنان أو ثلاثة من الخصيان .))
إن كاتب هذا السفر يكتب على سبيل التشكيك ولا يدري أن كان الذين أشرفوا على ياهو 2 أو 3 !!
فهل يمكن لوحي الله أن يروي بهذا الشك ؟
لو كان من عند الله لما كان بهذا الشك. لأن كلام الله سبحانه وتعالى لا يحمل الشك !
(36) جاء في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس [ 14 : 33 ] أن الله ليس إله تشويش بل إله سلام و جاء في رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس [ 2 : 4 ] قوله (( الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون ))
وقد ناقض هذا الكلام ما جاء في الرسالة الثانية إلى أهل تسالونيكي [ 2 : 11] من أن الله يرسل إليهم عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب.
(37) اختلف رواة الأناجيل الأربعة في حكاية إنكار بطرس عدة اختلافات فاحشة :
(1/59)
فرواية متى في [ 26 : 69 ] هكذا : (( أما بطرس كَانَ جَالِساً فِي الدَّارِ الْخَارِجِيَّةِ، فَتَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ خَادِمَةٌ وَقَالَتْ: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ». فَأَنْكَرَ بُطْرُسُ أَمَامَ الْجَمِيعِ وَقَالَ: «لاَ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!» ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مَدْخَلِ الدَّارِ، فَعَرَفَتْهُ خَادِمَةٌ أُخْرَى، فَقَالَتْ لِلْحَاضِرِينَ هُنَاكَ: «وَهَذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» فَأَنْكَرَ بُطْرُسُ مَرَّةً ثَانِيَةً وَأَقْسَمَ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ ذلِكَ الرَّجُلَ!» وَبَعْدَ قَلِيلٍ تَقَدَّمَ الْوَاقِفُونَ هُنَاكَ إِلَى بُطْرُسَ وَقَالُوا لَهُ: «بِالْحَقِّ إِنَّكَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، فَإِنَّ لَهْجَتَكَ تَدُلُّ عَلَيْكَ!» فَابْتَدَأَ بُطْرُسُ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ، قَائِلاً : إِنِّي لاَ أَعْرِفُ ذَلِكَ الرَّجُلَ! وَفِي الْحَالِ صَاحَ الدِّيكُ، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلِمَةَ يَسُوعَ إِذْ قَالَ لَهُ : قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تَكُونُ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. فَخَرَجَ إِلَى الْخَارِجِ، وَبَكَى بُكَاءً مُرّاً..))
(1/60)
ورواية مرقس في [ 14 : 66 ] هكذا : (( وَبَيْنَمَا كَانَ بُطْرُسُ تَحْتُ فِي سَاحَةِ الدَّارِ، جَاءَتْ إِحْدَى خَادِمَاتِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَلَمَّا رَأَتْ بُطْرُسَ يَسْتَدْفِيءُ، نَظَرَتْ إِلَيْهِ وَقَالَتْ: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» وَ لكِنَّهُ أَنْكَرَ قَائِلاً: «لاَ أَدْرِي وَلاَ أَفْهَمُ مَا تَقُولِينَ!» ثُمَّ ذَهَبَ خَارِجاً إِلَى مَدْخَلِ الدَّارِ. فَصَاحَ الدِّيكُ وَإِذْ رَأَتْهُ الْخَادِمَةُ ثَانِيَةً، أَخَذَتْ تَقُولُ لِلْوَاقِفِينَ هُنَاكَ: «هَذَا وَاحِدٌ مِنْهُمْ!» فَأَنْكَرَ ثَانِيَةً. وَبَعْدَ قَلِيلٍ أَيْضاً، قَالَ الْوَاقِفُونَ هُنَاكَ لِبُطْرُسَ: «حَقّاً أَنْتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، لأَنَّكَ جَلِيلِيٌّ». وَلكِنَّهُ بَدَأَ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي تَتَحَدَّثُونَ عَنْهُ». وَصَاحَ الدِّيكُ مَرَّةً ثَانِيَةً فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ مَا قَالَه يَسُوعُ لَهُ: «قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تَكُونُ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». وَإِذْ تَفَكَّرَ بِذَلِكَ أَخَذَ يَبْكِي.))
(1/61)
أما رواية لوقا في [ 22 : 54 ] فقد ساق القضية قبل محاكمة المسيح و محاورته مع رئيس الكهنة فيكون بطرس أنكر المسيح قبل محاكمته عند لوقا وعند متى ومرقس ويوحنا أن بطرس انكر المسيح بعد محاكمته ونص رواية لوقا فهكذا : (( وَلَمَّا أُشْعِلَتْ نَارٌ فِي سَاحَةِ الدَّارِ وَجَلَسَ بَعْضُهُمْ حَوْلَهَا، جَلَسَ بُطْرُسُ بَيْنَهُمْ. فَرَأَتْهُ خَادِمَةٌ جَالِساً عِنْدَ الضَّوْءِ، فَدَقَّقَتِ النَّظَرَ فِيهِ، وَقَالَتْ: «وَهَذَا كَانَ مَعَهُ!» وَلكِنَّهُ أَنْكَرَ قَائِلاً: «يَاامْرَأَةُ، لَسْتُ أَعْرِفُهُ!» وَبَعْدَ وَقْتٍ قَصِيرٍ رَآهُ آخَرُ فَقَالَ: «وَأَنْتَ مِنْهُمْ!» وَلكِنَّ بُطْرُسَ قَالَ: «يَاإِنْسَانُ، لَيْسَ أَنَا!» وَبَعْدَ مُضِيِّ سَاعَةٍ تَقْرِيباً، قَالَ آخَرُ مُؤَكِّداً: «حَقّاً إِنَّ هَذَا كَانَ مَعَهُ أَيْضاً، لأَنَّهُ أَيْضاً مِنَ الْجَلِيلِ!» فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَاإِنْسَانُ، لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولُ!» وَفِي الْحَالِ وَهُوَ مَازَالَ يَتَكَلَّمُ، صَاحَ الدِّيكُ. فَالْتَفَتَ الرَّبُّ وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ. فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلِمَةَ الرَّبِّ إِذْ قَالَ لَهُ: قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تَكُونُ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَانْطَلَقَ إِلَى الْخَارِجِ، وَبَكَى بُكَاءً مُرّاً . ))
(1/62)
ورواية يوحنا في ( 18 : 15 ) هكذا : (( وَتَبِعَ يَسُوعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَتِلْمِيذٌ آخَرُ كَانَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَعْرِفُهُ. فَدَخَلَ ذَلِكَ التِّلْمِيذُ مَعَ يَسُوعَ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. أَمَّا بُطْرُسُ فَوَقَفَ بِالْبَابِ خَارِجاً. فَخَرَجَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي كَانَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَعْرِفُهُ، وَكَلَّمَ الْبَوَّابَةَ فَأَدْخَلَ بُطْرُسَ. فَسَأَلَتِ الْخَادِمَةُ الْبَوَّابَةُ بُطْرُسَ: «أَلَسْتَ أَنْتَ أَحَدَ تَلاَمِيذِ هَذَا الرَّجُلِ؟» أَجَابَهَا: «لاَ، لَسْتُ مِنْهُمْ!» . . . . وَكَانَ بُطْرُسُ لاَيَزَالُ وَاقِفاً هُنَاكَ يَسْتَدْفِيءُ، فَسَأَ لُوهُ: «أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضاً مِنْ تَلاَمِيذِهِ؟» فَأَنْكَرَ وَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَهُوَ نَسِيبُ الْعَبْدِ الَّذِي قَطَعَ بُطْرُسُ أُذُنَهُ: «أَمَا رَأَيْتُكَ مَعَهُ فِي الْبُسْتَانِ؟» فَأَنْكَرَ بُطْرُسُ مَرَّةً أُخْرَى. وَفِي الْحَالِ صَاحَ الدِّيكُ! ))
أولاً : لو تأمل القارىء الفطن في حكاية الانكار برمتها ، سيجد أنها مناقضة لما ورد في لوقا [ 22 : 32 ] من خطاب المسيح لبطرس بقوله : (( ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك ، وأنت متى رجعت ثبت إخوتك ))
وما ورد في يوحنا [ 17 : 15 ] وملخصه أن المسيح سأل الله أن يحفظ تلاميذه من الشرير وأنه أعطاهم المجد الذي أعطاه إياه الله ، ليكونوا واحداً .
وقد قال المسيح لبطرس في متى [ 16 : 17 ] : (( أنت صخر وعلى هذا الصخر سأبني كنيستي وسأعطيك مفاتيح ملكوت السموات فما تربطه فى الارض يكون مربوطاً في السماء … ))
فإن صدقت هذه الرويات عن لوقا ويوحنا ومتى ، كيف يصح لبطرس أن ينكر سيده ومعلمه ؟
ثانياً : اختلفت الاناجيل في الذين قاموا بسؤال بطرس :
(1/63)
فعلى رواية متى التي سألته أولاً جارية ، والتي سألته ثانياً جارية ، والذين سألوه ثالثاُ الرجال القيام .
وعلى رواية لوقا ، التي سألته أولاً جارية ، وثانياً رجل ، وثالثاً رجل آخر .
وعلى رواية يوحنا ، التي سألت أولاً الجارية البوابة ، وثانياً الرجال ، وثالثاً واحد من عبيد رئيس الكهنة .
وهذا اختلاف فاحش وفي حادثة واحدة .
ثالثاً : كان بطرس وقت سؤال الجارية في ساحة الدار حسب رواية متى ، وفي وسط الدار على رواية لوقا، وأسفل الدار على رواية مرقس، وداخل الدار على رواية يوحنا .
رابعاً : اختلفوا في نوع الأسئلة الموجَّهة لبطرس :
فعند متى أن الجارية قالت له : (( وأنت كنت مع يسوع الجليلي )) ، ومرقس مثله ، لكنه أبدل لفظ الجليلي بالناصري ، وعند لوقا أنها قالت : (( وهذا كان معه )) أما يوحنا فذكر أنها سألته هكذا : (( ألست أنت أيضاً من تلاميذ هذا الانسان )) .
ونحن نقول لما كانت الحادثة واحدة ، كان ينبغي ألا تختلف نوعية الأسئلة من إنجيل لآخر .
خامساً : اختلفوا في وقت صياح الديك : فعلى رواية متى ولوقا ويوحنا صاح الديك بعد مرات الانكار الثلاثة ، وصاح مرة واحده ، وعلى رواية مرقس صاح الديك مرة بعد الانكار الأول ، وصاح مرة ثانية بعد الانكار الثاني والثالث .
سادساً : في جواب بطرس للجارية التي سألته أولاً فحسب رواية متى انه قال : لست أدري ما تقولين وعلى رواية لوقا انه قال : لست أعرف يا امرأة ,وعلى رواية ويوحنا : انه أتى بلفظ لا النافية فقط .
سابعاً : في جوابه للسؤال عند الانكار الثالث ، فعلى رواية متى ومرقس أنه أنكر مع القسم واللعن قائلاً : (( إني لست أعرف الرجل )) ورواية لوقا : (( يا إنسان لست أعرف ما تقول )) ، وفي إنجيل يوحنا انه قال : (( لست أنا )) .
ثامناً : يفهم من رواية مرقس أن الرجال القيام وقت السؤال كانوا خارج الدار ويفهم من رواية لوقا أنهم كانوا في وسط الدار .
(1/64)
وهكذا يسرد الحدث الواحد ، في أكثر من إنجيل بشكل مختلف تماماً و متناقض .
فاعتبر أيها المسيحي بالمناقضات الكثيرة ، في هذه الحكاية الصغيرة .
(38) ان الاناجيل الأربعة اتفقت على أن كهنة اليهود كانوا قد اتفقوا على قتل المسيح بعد عيد الفصح ، حتى لا يحصل شغب بين الشعب في العيد ، ولكن كتبة الاناجيل نسوا أو نقضوا ما اتفقوا عليه ، فحكوا أن اعتقال المسيح وقتله وصلبه كان في العيد ، ومن المعلوم أن اليهود لا يجيزوا فعل شيئ حتى فعل الخير في السبت والاعياد كما صرحت الاناجيل فثبت التناقض .
(39) توقيت العشاء الأخير وأثره على قضية الصلب :
يتفق متى مع مرقس وكذلك لوقا في [ 22 : 8 [ في أن العشاء كان هو الفصح ، وعلى العكس من ذلك نجد يوحنا يجعل الفصح يؤكل في المساء بعد موت المسيح [ يوحنا 18 : 28 ] .
ويرى أغلب العلماء أن توقيت كل من متى ومرقس ولوقا صحيح ، وأن يوحنا قد غير ذلك لأسباب عقائدية .
ذلك أن يوحنا يقرر أن العشاء الأخير الذي حضره يسوع مع تلامذته كان قبل الفصح [ 14 : 1_5 ]
وكذلك يقرر يوحنا أنهم قبضوا على يسوع في مساء اليوم السابق لأكل الفصح ، وذلك في قوله :
(( ثُمَّ أَخَذُوا يَسُوعَ مِنْ دَارِ قَيَافَا إِلَى قَصْرِ الْحَاكِمِ الرُّومَانِيِّ، وَكَانَ ذلِكَ فِي الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ. وَلَمْ يَدْخُلِ الْيَهُودُ إِلَى الْقَصْرِ لِئَلاَّ يَتَنَجَّسُوا فيأكلون الفصح )) يوحنا [ 18 : 28 ]
إن اختلاف الأناجيل في توقيت العشاء الأخير ترتب عليه اختلافهم في نقطة جوهرية تعتبر واحدة من أهم عناصر قضية الصلب ، ألا وهي تحديد يوم الصلب ، فإذا أخذنا برواية مرقس ومتى ولوقا لكان المسيح قد أكل الفصح مع تلاميذه مساء الخميس ثم كان القبض بعد ذلك بقليل في مساء الخميس ذاته وبذلك يكون الصلب قد حدث يوم الجمعة .
أما الأخذ بإنجيل يوحنا فانه يعني أن القبض كان مساء الأربعاء ، وأن الصلب حدث يوم الخميس .
(1/65)
ونحن نتسائل هل حدث الصلب يوم الخميس أم يوم الجمعة ؟ !!
هل ما ألهمه الروح القدس إلي متى ومرقس هو الصحيح أم ما ألهمه إلي يوحنا هو الصيحيح ؟
أم ان كتبة الاناجيل يكتبون باجتهاد شخصي فلا يوجد إلهام ولا عصمة ؟
(40) جاء في لوقا وفي يوحنا أن المسيح أعلم بطرس أنه سينكره ،وكان الإعلام أثناء العشاء ( أي عشاء فصح اليهود السنوي الذي ينبغي أن يصادف وقتئذ ليلة السبت ) وفي داخل الغرفة وقبل مغادرتها :
تقول رواية لوقا في [22: 13] : .. وَجَهَّزَا الْفِصْحَ. .. وَقَالَ لَهُمْ: «اشْتَهَيْتُ بِشَوْقٍ أَنْ آكُلَ هَذَا الْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ... فَقَالَ: «إِنِّي أَقُولُ لَكَ يَابُطْرُسُ إِنَّ الدِّيكَ لاَ يَصِيحُ الْيَوْمَ حَتَّى تَكُونَ قَدْ أَنْكَرْتَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي!».. ثُمَّ انْطَلَقَ وَذَهَبَ كَعَادَتِهِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، وَتَبِعَهُ التَّلاَمِيذُ أَيْضاً.
وفي يوحنا [ 13 : 38] : أَجَابَهُ يَسُوعُ: .. أَقُولُ لَكَ: لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ حَتَّى تَكُونَ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ!» .. يوحنا [ 18 : 1 ] : بَعْدَمَا انْتَهَى يَسُوعُ مِنْ صَلاَتِهِ هَذِهِ، خَرَجَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَعَبَرُوا وَادِي قِدْرُونَ.
ولكننا نجد اختلافاً في مرقص ومتّى، فالإعلام بالإنكار،كان بعد العشاء وبعد مغادرة الغرفة وفي الخارج بالطريق : وإليك رواية مرقس :
يقول مرقص في [ 14: 26] : (( ثُمَّ رَتَّلُوا، وَانْطَلَقُوا خَارِجاً إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ. .. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ، فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تَكُونُ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ))
(1/66)
ورواية متّى في [ 26 : 30] تقول : (( ثُمَّ رَتَّلُوا، وَانْطَلَقُوا خَارِجاً إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ. .. أَجَابَهُ يَسُوعُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ، تَكُونُ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ! ))
(41) ذكر كل من متى في [ 26 : 47 ] ويوحنا في [ 18 : 1 ] : حكاية القبض على المسيح لكنهما وقعا في تناقض واضح :
فالمفهوم من إنجيل يوحنا أن يهوذا الخائن كان دليلاً على الموضع الذي فيه المسيح لكن المفهوم من إنجيل متى أن يهوذا كان دليلاً على شخص المسيح ومتى ذكر أن يهوذا الخائن جعل بينه وبين الجند علامة وهي تقبيله للمسيح ليعرفوه ، لكن يوحنا خالفه فذكر أن المسيح عرض نفسه دون علامة من يهوذا ودون تقبيل !
(42) في محاكمة المصلوب الذي يدعي المسيحيون أنه المسيح نجد أن متى في [ 27 : 11 - 14 ] يتحدث في إنجيله عن كيفية مثول المسيح أمام الوالي بيلاطس فيقول : (( فوقف يسوع أمام الوالي فسأله الوالي قائلاً : أأنت ملك اليهود ؟ فقال له يسوع : أنت تقول . وبينما كان رؤساء الكهنة والشيوخ يشتكون عليه لم يجب بشيء فقال له بيلاطس : أما تسمع كم يشهدون عليك ، فلم يجبه ولا عن كلمة واحدة حتى تعجب الوالي جداً ))
لكن يوحنا يذكر هذه الواقعة بطريقة مخالفة تماماً لما ذكره متى .
(1/67)
يقول يوحنا في [ 18 : 33 _ 38 ] : فَدَخَلَ بِيلاَطُسُ قَصْرَهُ وَاسْتَدْعَى يَسُوعَ وَسَأَلَهُ: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَرَدَّ يَسُوعُ: «أَتَقُولُ لِي هَذَا مِنْ عِنْدِكَ، أَمْ قَالَهُ لَكَ عَنِّي آخَرُونَ؟» فَقَالَ بِيلاَطُسُ: «وَهَلْ أَنَا يَهُودِيٌّ؟ إِنَّ أُمَّتَكَ وَرُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ سَلَّمُوكَ إِلَيَّ. مَاذَا فَعَلْتَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. وَلَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ حُرَّاسِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. أَمَّا الآنَ فَمَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هُنَا». فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ: «فَهَلْ أَنْتَ مَلِكٌ إِذَنْ؟» أَجَابَهُ: «أَنْتَ قُلْتَ، إِنِّي مَلِكٌ. وَلِهَذَا وُلِدْتُ وَجِئْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ، وَكُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يُصْغِي لِصَوْتِي». فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «مَا هُوَ الْحَقُّ!» ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْيَهُودِ وَقَالَ: «إِنِّي لاَ أَجِدُ فِيهِ ذَنْباً!
في هذه الحادثة نجد أن متى يؤكد أن كل ما قاله المسيح لبيلاطس (( أنت تقول )) ويصرح بأن بيلاطس حاول بعد ذلك أن يتحدث مع المسيح أو يناقشه فلم يجبه المسيح ولا عن كلمة واحدة حتى تعجب الوالي جداً . هذا ما يذكره متى ووافقه مرقس ، أما يوحنا فقد أورد حديثاً طويلاً يرد به المسيح على الوالي ويناقشه ، ويتحدث فيه عن مملكته !
(43) ورد في انجيل متى [ 27 : 27 ] ان جنود بيلاطس ألبسو المسيح رداءً قرمزياً لكن يوحنا في [ 19 : 2 ] يقول ألبسوه ثوب أورجواني …
ونحن نسأل هل ألبسوه رداءً قرمزياً أم ثوباً أورجواني ؟
(1/68)
(44) يُفهم من كلام متى في [ 27: 27 و28 ] ومرقس في 15: 16 و17 أن الذين استهزأوا بالمسيح وألبسوه اللباس كانوا جند بيلاطس لا هيرودس ، ويُعلم من كلام لوقا خلاف ذلك فإن هيرودس هو الذي ألبسه ثياباً لامعة ! لوقا [23: 11 ] (( فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزأوا به، وألبسه لباساً لامعاً ورده إلى بيلاطس .))
وإذا تأملنا رواية متى ، فإنه يقول : عروه ، ثم ألبسوه تلك الثياب . وعند مرقس لم يفهم من كلامهم أنهم عروه ، بل ألبسوه فوق ثيابه .
(45) وقد ذكر متى في [ 27 : 29] أن الجنود ركعوا للمسيح استهزاءً له ثم بصقوا عليه وخالفه مرقس في [ 15 : 19 ] فجعل البصق أولاً ثم ركعوا له .
(46) ورد في إنجيل لوقا [ 23 : 26 ] : (( ولما مضوا به أمسكوا سمعان، رجلاً قيروانياً كان آتياً من الحقل، ووضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع )) وورد في يوحنا [ 19: 16 ] : (( فأخذوا يسوع ومضوا به، فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يُقال له موضع الجمجمة حيث صلبوه ))
فعند لوقا أن سمعان هو الذي كان حاملاً لصليب المسيح وعند يوحنا أن المسيح هو الذي كان حاملاً صليبه !
وحاول المسيحيين ايجاد مخرج لهذا التناقض فقالوا لما حمل المسيح الصليب على كتفه كالعادة وسار به مسافة، ضعفت قواه الجسدية وتعذّر عليه المشي, فوجدوا في الطريق سمعان القيرواني وأنا اقول ليت شعري أين كان لاهوت المسيح عندما خارت وضعفت قواه الجسديه وهل الاله الذي ما جاء إلا من أجل هذا الصليب تخور قواه عند حمله ويترك غيره ليحمله ؟ فتأمل وتعجب !
(47) قال مرقس في رواية موت المصلوب [ 15 : 36 _ 37 ] : (( ركض واحد وملأ إسفنجة خلا وجعلها على قصبة وسقاه قائلاً اتركوا ( انتظروا ) لنر هل يأتي إيليا لينزله ، فصرخ يسوع بصوت عظيم و أسلم الروح ))
(1/69)
أما متى فيقول في [ 27 : 48 ] : (( وأسرع واحد منهم إلى إسفنجة فبللها بالخل ووضعها على طرف قصبة ورفعها إليه ليشرب . وأما الباقون فقالوا : (( اترك ( انتظر ) لنرى هل يجيىء إليا ليخلصه ! )) وصرخ يسوع أيضاً بصوت عظيم وأسلم الروح ))
وهنا نجد أن متى هو الذي فرق بين ذلك الذي أعطى يسوع الخل ، ومن قال انتظر ، ففي مرقس نجد أن نفس الشخص هو الذي يعطيه الخل ويقول تلك الكلمات . ولكن في متى نجد الباقين هم الذين يخاطبون الرجل الذي أعطاه الخل بقولهم : انتظر ( المخاطب مفرد ) ، بينما هي في مرقس : انتظروا المخاطب جمع ، وقد قيلت للمتفرجين .
(48) ذكر متى في [ 27 : 32 ] أن الجنود لما صلبو المصلوب اقتسموا ثيابه واقترعوا عليها واستشهد بالنبي القائل : (( اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي ألقوا قرعة )) .
وخالفه يوحنا في [ 19 : 23 - 24 ] وجعل القرعة على القميص فقط وناقض قوله بقوله : (( ليتم الكتاب القائل اقتسموا ثيابي بينهم ، وعلى لباسي ألقو قرعة )) لأنهم لم يقترعوا على لباسه ، بل على قميصه فقط .
(49) ذكر لوقا في [23 :38 ] أن العنوان الذي كان مكتوبا فوق المصلوب كتب بأحرف يونانية ورومانية وعبرانية (( هذا هو ملك اليهود )) وناقضه يوحنا في [19 : 19 – 20 ]
فقال: (( وكان مكتوباً بالعبرانية واليونانية واللاتينية )) فجعل اللاتينية عوضاً عن الرومانية .
فتأمل أيها القارىء الفطن إلي مدى دقة الكتب المنسوبة لله !
(50) ما هو عنوان تهمة المصلوب ؟
يقول مرقس في [ 15 : 26 ] : (( وكان عنوان علته مكتوباً : ملك اليهود ))
ويقول متى في [ 27 : 37 ] : (( وجعلوا فوق رأسه علته مكتوبه : هذا يسوع ملك اليهود )).
ويقول لوقا في [ 23 : 38 ] : (( وكان عنوان مكتوب فوقه . . . هذا هو ملك اليهود )).
ويقول يوحنا في [ 19 : 19 ] : (( وكتب بيلاطس عنواناً ووضعه على الصليب وكان مكتوباً : يسوع الناصري ملك اليهود ))
(1/70)
يقول الاستاذ أحمد عبد الوهاب في كتابه المسيح في مصادر العقائد المسيحية عن اختلاف الاناجيل في عنوان علة المصلوب :
ان اختلاف الأناجيل في عنوان علة المصلوب _ وهو لا يزيد عن بضع كلمات معينة كتبت على لوحة قرأها المشاهدون _ إنما هو مقياس لدرجة الدقة لما ترويه الأناجيل .
وطالما كان هناك اختلاف _ ولو في الشكل كما في هذه الحالة _ فإن درجة الدقة لا يمكن أن تصل إلى الكمال .
وقياساً على ذلك نستطيع تقييم درجة الدقة لما تذكره الأناجيل عن ألقاب المسيح ، وخاصة عندما ينسب إنجيل ما إلي أحد المؤمنين به قوله : كان هذا الإنسان باراً ، بينما يقول إنجيل آخر : كان هذا الانسان ابن الله أو عندما يقول أحد الاناجيل على لسان تلميذه : يا معلم ، ويقول آخر : يا سيد ، بينما يقول ثالث : يا رب .
ان الحقيقة تبقى دائماً هنا محل خلاف .
(51) اختلف مرقس ويوحنا في تحديد ساعة الصلب :
مرقس [ 15 : 25 ] : وكانت الساعة الثالثة ( التاسعة صباحاً ) حينما صلبوه
يوحنا [ 19 : 14 ] : وكان الوقت نحو الساعة السادسة في يوم الإعداد للفصح . . . فسلمه بيلاطس إليهم ليصلب .
(52) اللصان اللذان صلبا مع المسيح :
لقد صرح مرقس في [ 5 : 32 ] أن اللصين كانا يستهزئان به ويعيرانه .
إلا أن لوقا ناقضه فصرح في [ 23 : 33 ، 43 ] أن اللصين الذين صلبا مع المسيح كان أحدهما مؤمناً به عطوفاً عليه ، والآخر مستهزئاً به ساباً له .
(1/71)
ولا شك أن إحدى القصتين كذب ، لأن مرقس أخبر بأن اللصين كليهما كانا يعيرانه ويستهزئان به ، ولوقا يخبر بأن أحدهما كان يستهزىء به ، والآخر مؤمن به وكان ينكر على الذي يعيره ، وليس يمكن ها هنا أن يدعى أن أحد اللصين استهزىء به وعيره في وقت ، وآمن به في وقت آخر ، لآن سياق خبر لوقا يمنع ذلك ، ويخبر أنه أنكر على صاحبه سبه ، إنكار من لم يساعده قط على ذلك ، فكلاهما متفق على أن كلام اللصين وهم ثلاثتهم مصلوبين على الخشب ، فوجب ضرورة أن لوقا كذب أو كذب من أخبره ، أو أن مرقس كذب أو الذي أخبره ولا بد من ذلك .
(53) ومن التناقضات الواضحة نجد أنه جاء في سفر أعمال الرسل [ 13 : 27 ] أن الذين دفنوا المسيح هم من اتهموه وتسببوا في قتله : (( فَإِنَّ أَهْلَ أُورُشَلِيمَ وَرُؤَسَاءَهُمْ .. إِذْ حَكَمُوا عَلَى يَسُوعَ بِالْمَوْتِ.. طَلَبُوا مِنْ بِيلاَطُسَ أَنْ يَقْتُلَهُ. وَبَعْدَمَا نَفَّذُوا فِيهِ كُلَّ مَا كُتِبَ عَنْهُ، أَنْزَلُوهُ عَنِ الصَّلِيبِ، وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرٍ ))
لكن لوقا كتب في إنجيله [ 23 : 50 ] أن الذي دفن المسيح كان شخصاً صالحاً اسمه يوسف وكان تلميذاً للمسيح : (( وَكَانَ فِي الْمَجْلِسِ الأَعْلَى إِنْسَانٌ اسْمُهُ يُوسُفُ، وَهُوَ إِنْسَانٌ صَالِحٌ وَبَارٌّ لَمْ يَكُنْ مُوَافِقاً عَلَى قَرَارِ أَعْضَاءِ الْمَجْلِسِ وَفِعْلَتِهِمْ، وَهُوَ مِنَ الرَّامَةِ إِحْدَى مُدُنِ الْيَهُودِ، .. ثُمَّ أَنْزَلَهُ (مِنْ عَلَى الصَّلِيبِ) وَكَفَّنَهُ بِكَتَّانِ، وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ .))
فأين المصداقية بعد ذلك فيما تخبرنا به الاناجيل ؟
(54) هل تم شراء الطيوب والحنوط قبل أو بعد السبت ؟
جاء في مرقس [ 16 : 1 ] : (( وَلَمَّا انْتَهَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ طُيُوباً عِطْرِيَّةً لِيَأْتِينَ وَيَدْهُنَّهُ.))
(1/72)
ولكن في لوقا ،كن قد جهّزنها ليلة السبت (يتضمن شرائهن لها قبل السبت) :
لوقا [23: 55] : (( وَتَبِعَتْ يُوسُفَ النِّسَاءُ اللَّوَاتِي خَرَجْنَ مِنَ الْجَلِيلِ مَعَ يَسُوعَ، فَرَأَيْنَ الْقَبْرَ وَكَيْفَ وُضِعَ جُثْمَانُهُ. ثُمَّ رَجَعْنَ وَهَيَّأْنَ حَنُوطاً وَطِيباً، وَاسْتَرَحْنَ يَوْمَ السَّبْتِ حَسَبَ الْوَصِيَّةِ. ))
(55) بعد دفن المسيح في قبره _ كما يزعمون _ ذهب البعض لمشاهدة القبر ، وقد اختلفت الأناجيل في :
1 _ تحديد عدد الحاضرين .
2 _ المهمة التي من أجلها حضروا .
3 _ الوقت الذي حضروا فيه .
فالحاضرون :
1 – إمرأة واحدة حسب إنجيل يوحنا [ 20 : 1 ]
2 _ إمرأتان حسب إنجيل متى [ 28 : 1 ]
3 _ ثلاث نسوة حسب إنجيل مرقس [ 16 : 1 ]
4 _ جمع من النسوة وأناس آخرون حسب إنجيل لوقا [ 24 : 1 ]
الهدف من الحضور :
1 _ مشاهدة القبر والتظر إليه حسب إنجيل متى [ 28 : 1 ]
2 _ دهن المسيح بالحنوط والطيب حسب إنجيل لوقا [ 24 : 1 ]
زمن الحضور إلي القبر :
1 _ عند الفجر أو أول الفجر حسب إنجيل متى [ 28 : 1 ] و لوقا [ 24 : 1 ]
2 – بعد إذ طلعت الشمس حسب إنجيل مرقس [ 16 : 1 ]
3 _ كان الظلام باق حسب إنجيل يوحنا [ 20 : 1 ]
(55) ذكر متى في [ 28 : 2 ] ان مريم المجدلية ومن معها رأتا عند القبر ملاكاً واحداً وناقضه يوحنا في [ 20 : 12 ] بأن مريم المجدلية رأت عند القبر ملاكين .
(56) وفي مرقس [ 16 : 5 ] أن مريم المجدلية ومن معها رأين عند القبر شاباً واحداً فقط .
وناقضه لوقا في [ 24 : 3 ] بان مريم ومن معها رأين رجلين
(57) حسب إنجيل متى [ 28 : 1 _ 2 ] أنه حين جاءت المرأتان إلي قبر المسيح حدثت زلزلة عظيمة تبعها نزول ملاك الرب من السماء ودحرجته الحجر عن القبر الذي دفن فيه المسيح ثم جلس الملاك على الحجر .
(1/73)
لكن حسب إنجيل مرقس [ 16 : 1 _ 2 ] أن نزول ملاك الرب كان قبل حضور النسوة ، كما دحرج الحجر قبل حضورهن أيضاً فلما جاءت النسوة وقت طلوع الشمس وجدن أن الحجر قد دحرج عن القبر .
وإليك نص رواية كل من متى ومرقس :
متى [ 28 : 1 ، 2 ] : (( وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الأُسْبُوعِ، بَعْدَ انْتِهَاءِ السَّبْتِ، ذَهَبَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى تَتَفَقَّدَانِ الْقَبْرَ. 2فَإِذَا زِلْزَالٌ عَنِيفٌ قَدْ حَدَثَ، لأَنَّ مَلاَكاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، وَجَاءَ فَدَحْرَجَ الْحَجَرَ وَجَلَسَ عَلَيْهِ. ))
مرقس [ 16 : ، 2 ، 3 ، 4 ] : (( وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الأُسْبُوعِ، أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِراً جِدّاً مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ. وَكُنَّ يَقُلْنَ بَعْضُهُنَّ لِبَعْضٍ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ مِنْ عَلَى بَابِ الْقَبْرِ؟» لكِنَّهُنَّ تَطَلَّعْنَ فَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ ))
(56) من هو أول من ظهر له المسيح ( بعد قيامته )
هناك تناقض في هذه المسألة :
حسب رسالة بولس الأولى إلى كورنثوس [ 15 : 5 ] : أنه ظهر لبطرس ثم للرسل الاثنى عشر لكن حسب إنجيل مرقس [ 16 : 9 ] : أنه ظهر لمريم المجدلية أولاً !
يحق لنا أن نتسائل أين المصداقية في الأناجيل بعد هذا الكم من التناقضات والاختلافات ؟!
(57) وفي موضوع قيامة المسيح من الأموات نجد أن هناك تناقضاً صارخاً بين رواية مرقس وبين ما يقوله لوقا :
فعلى حسب رواية مرقس في [ 16 : 9-13 ] أن المسيح بعد أن مات و دفن فانه قام من الأموات ثم (( ظهر أولاً لمريم المجدلية . . . فذهبت وأخبرت الذين كانوا معه . . . فلما سمع أولئك أنه حي وأنها رأته لم يصدقوها )) و بعد ذلك ظهر بهيئة أخرى لإثنين منهم وهما يمشيان منطلقين إلى البرية و ذهب هذان وأخبرا الباقين فما صدقوهما .
(1/74)
ولكن حسب انجيل لوقا [ 24 :13 -35 ] ان المسيح ظهر إلى اثنين من التلاميذ كانا منطلقين في ذلك اليوم إلى قرية بعيدة . . . فقاما في تلك الساعة ورجعا إلى أورشليم ووجدا الاحد عشر مجتمعين ومن معهم وكانوا يقولون : (( قام الرب حقاً وظهر لسمعان ! ))
فعلى حسب رواية مرقس نجد أن التلاميذ ومن معهم لم يؤمنوا يقيامة المسيح من قبل أن يأتيهم التلميذان ومن بعد ما أخبراهم بظهوره - ولكن حسب رواية لوقا نجد أن التلاميذ ومن معهم آمنوا بقيامة المسيح وكانوا يقولون : (( قام الرب حقاً وظهر لسمعان )) قبل أن يخبرهم التلميذان بقيامته وظهوره !
(58) قال متى في [ 28 : 5 ] : فَطَمْأَنَ المَلاَكُ الْمَرْأَتَيْنِ قَائِلاً: «لاَ تَخَافَا. فَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَبْحَثَانِ عَنْ يَسُوعَ الَّذِي صُلِبَ. إِنَّهُ لَيْسَ هُنَا، فَقَدْ قَامَ، كَمَا قَالَ. تَعَالَيَا وَانْظُرَا الْمَكَانَ الَّذِي كَانَ مَوْضُوعاً فِيهِ. وَاذْهَبَا بِسُرْعَةٍ وَأَخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ أَنَّهُ قَدْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، وَهَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ، هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ أَخْبَرْتُكُمَا!» فَانْطَلَقَتِ الْمَرْأَتَانِ مِنَ الْقَبْرِ مُسْرِعَتَيْنِ، وَقَدِ اسْتَوْلَى عَلَيْهِمَا خَوْفٌ شَدِيدٌ وَفَرَحٌ عَظِيمٌ، وَرَكَضَتَا إِلَى التَّلاَمِيذِ تَحْمِلاَنِ الْبُشْرَى. وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُبَشِّرَا التَّلاَمِيذَ، إِذَا يَسُوعُ نَفْسُهُ قَدِ الْتَقَاهُمَا وَقَالَ: «سَلاَمٌ!» فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ، وَ سَجَدَتَا لَهُ. فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «لاَ تَخَافَا! اذْهَبَا قُولاَ ِلإِخْوَتِي أَنْ يُوَافُونِي إِلَى الْجَلِيلِ، وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي!
(1/75)
ان متى ناقض نفسه ، حيث حكى في أول الرواية عن الملاك ، أن المسيح سبقهم عقب قيامه من قبره إلى الجليل ، ولا يرونه إلا هناك ، وبذلك بلغ مريم ورفيقتها ، وأمرهما بأن يبلغا التلاميذ ، ثم نقض ذلك بقوله : (( لاقاهما المسيح وقال : سلام لكما )) ، وهذا يدل على أن الملك الذي كلمهما كاذب في وحيه لهما ، فإن قالوا : إن رؤيته بالجليل مختصة بالتلاميذ فقط ، وعلى هذا فلا تعارض في الرواية ، فنقول : إن صريح العبارة دال على أن مطلق الرؤية لا تكون إلا في الجليل ، وذلك مأخوذ من قوله : ها هو يسبقكم إلى الجليل وهناك ترونه .))
(1/76)
(59) قال متى في [ 28 : 1_ 8 ] : وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الأُسْبُوعِ، بَعْدَ انْتِهَاءِ السَّبْتِ، ذَهَبَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى تَتَفَقَّدَانِ الْقَبْرَ. فَإِذَا زِلْزَالٌ عَنِيفٌ قَدْ حَدَثَ، لأَنَّ مَلاَكاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، وَجَاءَ فَدَحْرَجَ الْحَجَرَ وَجَلَسَ عَلَيْهِ . . . . فَطَمْأَنَ المَلاَكُ الْمَرْأَتَيْنِ قَائِلاً: «لاَ تَخَافَا. فَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَبْحَثَانِ عَنْ يَسُوعَ الَّذِي صُلِبَ. إِنَّهُ لَيْسَ هُنَا، فَقَدْ قَامَ، كَمَا قَالَ. تَعَالَيَا وَانْظُرَا الْمَكَانَ الَّذِي كَانَ مَوْضُوعاً فِيهِ. وَاذْهَبَا بِسُرْعَةٍ وَأَخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ أَنَّهُ قَدْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، وَهَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ، هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ أَخْبَرْتُكُمَا!» فَانْطَلَقَتِ الْمَرْأَتَانِ مِنَ الْقَبْرِ مُسْرِعَتَيْنِ، وَقَدِ اسْتَوْلَى عَلَيْهِمَا خَوْفٌ شَدِيدٌ وَفَرَحٌ عَظِيمٌ، وَرَكَضَتَا إِلَى التَّلاَمِيذِ تَحْمِلاَنِ الْبُشْرَى. وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُبَشِّرَا التَّلاَمِيذَ، إِذَا يَسُوعُ نَفْسُهُ قَدِ الْتَقَاهُمَا وَقَالَ: «سَلاَمٌ!» فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ، وَ سَجَدَتَا لَهُ. فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «لاَ تَخَافَا! اذْهَبَا قُولاَ ِلإِخْوَتِي أَنْ يُوَافُونِي إِلَى الْجَلِيلِ، وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي!
ان المفهوم من رواية متى هذه أن ظهور المسيح لمريم كان في الطريق وهي تهرول راكضة لتبشر التلاميذ لكن مقتضى رواية يوحنا أنه كان عند القبر !
وإليك أيها القارىء الكريم رواية يوحنا :
(1/77)
يوحنا [ 20 : 11 _ 18 ] : (( أَمَّا مَرْيَمُ فَظَلَّتْ وَاقِفَةً فِي الْخَارِجِ تَبْكِي عِنْدَ الْقَبْرِ. وَفِيمَا هِيَ تَبْكِي، انْحَنَتْ إِلَى الْقَبْرِ. فَرَأَتْ مَلاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ، جَالِسَيْنِ حَيْثُ كَانَ جُثْمَانُ يَسُوعَ مَوْضُوعاً، وَاحِداً عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الْقَدَمَيْنِ. فَسَأَلاَهَا: «يَاامْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟» أَجَابَتْ: «أَخَذُوا سَيِّدِي، وَلا أَدْرِي أَيْنَ وَضَعُوهُ». قَالَتْ هَذَا وَالْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ، فَرَأَتْ يَسُوعَ وَاقِفاً، وَلكِنَّهَا لَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ. فَسَأَلَهَا: «يَاامْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ عَمَّنْ تَبْحَثِينَ؟» فَظَنَّتْ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ، فَقَالَتْ لَهُ: «يَاسَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ أَخَذْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ لِآخُذَهُ». فَنَادَاهَا يَسُوعُ: «يَامَرْيَمُ!» فَالْتَفَتَتْ وَهَتَفَتْ بِالْعِبْرِيَّةِ: «رَبُّونِي»، أَيْ: يَامُعَلِّمُ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ تُمْسِكِي بِي!فَإِنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى الآبِ، بَلِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي سَأَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ، وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ!» فَرَ جَعَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَبَشَّرَتِ التَّلاَمِيذَ قَائِلَةً: «إِنِّي رَأَيْتُ الرَّبَّ!» وَأَخْبَرَتْهُمْ بِمَا قَالَ لَهَا. ))
فهل يقال لمثل هذا الاختلاف والتباين أنه إلهام من رب العالمين ؟
والغريب في رواية يوحنا أن مريم اشتبه عليها المسيح بعد تلك الصحبة الطويلة حتى ظنته أنه البساني
(60) ومن التناقضات الواضحة نجد أنه حسب إنجيل لوقا [ 24 : 1- 12 ] أن حكاية ذهاب بطرس إلى القبر ورؤيته لللأكفان على الأرض كان بعد رجوع مريم من القبر إلى التلاميذ وإخبارها لهم بما حدث فقام بطرس وأسرع إلى القبر ، فلما انحنى رأى الأكفان وحدها …
(1/78)
أما عند يوحنا [ 20 : 1 - 18 ] فحكاية ذهاب بطرس إلى القبر ورؤيته للأكفان كان قبل رجوع مريم للتلاميذ وإخبارها لهم بما حدث !
(61) ذكر مرقس في [ 16 : 2 ] : أن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة أتين القبر إذ طلعت الشمس وعند يوحنا في [ 20 : 1 ] : إن الظلام كان باقياً والآتي إمراة واحدة وبينهما اختلاف ، لأن مرقس عين الوقت في النهار والآتي جمع ، ويوحنا عينه في الليل والآتية واحدة .
(62) متى أصعد المسيح إلى السماء ؟
هناك تناقض في هذه المسألة :
حسب إنجيل لوقا أن صعوده كان في نفس اليوم الذي قام فيه من بين الأموات [لوقا 24 : 36 _ 50 ]
لكن حسب سفر أعمال الرسل أن صعوده كان بعد 40 يوماً من قيامته ! [ 1 : 2-3 ]
(63) من أين أصعد المسيح ؟
هناك تناقض في هذه المسألة :
حسب إنجيل لوقا أن المسيح أصعد إلى السماء من بيت عنيا _ ضواحي أورشليم [ لوقا 24 : 50 ، 51 ] : (( وأخرجهم خارجاً إلي بيت عنيا ، ورفع يديه وباركهم ، وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وصعد إلي السماء )) لكن حسب سفر أعمال الرسل أن المسيح أصعد إلى السماء من جبل الزيتون ! [ 1 : 9 _ 12 ] :
(( ولما قال هذا هذا ارتفع عنهم وهو ينظرون وأخذته سحابة عن أعينهم . . . حينئذ رجعوا إلي أورشليم من جبل الزيتون ))
ان لوقا كتب في إنجيله أن المسيح ارتفع من بيت عنيا وعندما كتب سفر أعمال الرسل جعل صعوده من جبل الزيتون .
ولكي تتأكد أيها القارئ الفطن من اختلاف جغرافية جبل الزيتون عن جغرافية بيت عنيا راجع خريطة أورشليم في أيام المسيح الموجودة في نهاية العهد الجديد لترى الاختلاف ولتعلم أن كتبة الأناجيل ليسوا ملهمين ولا معصمين !
(64) تفيد رواية متى [ 28 : 19 ] أن المسيح أمر تلاميذه بالذهاب ، ليكرزوا في كل الأمم لكن رواية لوقا [ 24 : 49 ] تفيد أن المسيح أمرهم بالمكث في أورشليم قائلاً لهم : (( فأقيموا في أورشليم إلي أن تحل عليكم القوة من العلى ))
(1/79)
(65) روى مرقس في [ 16 : 20 ] أن التلاميذ ، بعد أن ارتفع عنهم المسيح ، خرجوا ، فبشروا في كل مكان ، فكذبه لوقا في [ 24: 53 ] وصرح بأنهم كانوا كل حين في الهيكل ، يسبحون الله
(66) جاء في سفر أعمال الرسل [ 9 : 7 ] ان المسافرين مع بولس حينما ظهر له المسيح وهو في الطريق إلي دمشق : (( وقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون أحداً ))
إلا اننا نجد في موضع آخر أن الذين كانوا مع بولس نظروا النور ولم يسمعوا الصوت ! سفر أعمال الرسل [ 22 : 9 ] : (( والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني ))
وصدق الله العظيم إذ يقول : (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ))
الفهرس(1/80)
تزوير التوراة
د. ياسين سويد
مقدمة:
لم تترك الحركة الصهيونية شيئا إلا وأدخلت عليه التزوير والتحريف، فمن المعطى الجغرافي الأول الذي قامت عليه "اسرائيل"، وادعت أن فلسطين ارض بلا شعب، إلى تزوير التاريخ والعقائد والثقافات، وبالتأكيد الأديان أيضا.
في هذه الدراسة، إطلالة واسعة على مراحل التزوير والتحريف التي قطعها اليهود عبر الزمن، وحيث شكل تحريف التوراة أولى معالم التزوير وبصورة لا يتحول بها الدين أو الشريعة إلى خدمة الأهداف الخاصة للجماعة اليهودية.
بعد ذلك يأتي موضوع مصادرة الثقافات، وحيث لم تترك الحركة الصهيونية عنصرا ثقافيا في هذا الشرق، إلا ونسبته لنفسها.
وبعد الثقافات، يأتي التحريف والتزوير السياسي، وبصورة، تسعى فيها الحركة الصهيونية إلى قلب الحقائق وإعطاء مفاهيم مختلفة للأحداث، ودائما لأجل خدمة أهدافها واستمرارها حليفة للقوى الدولية الكبرى.
أولا: تزوير التوراة:
(1/81)
لقد أصبح من الثابت، تاريخيا، أن ما يسمى بالتوراة، وهي الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم (التكوين، والخروج، والأحبار، والعدد، وتثنية الاشتراع، وهي ما يسمى بكتب الشريعة) ليست هي تلك التي أنزلت على موسى نبي الله، على جبل سيناء، في القرن التاسع عشر ق.م فقد روى العهد القديم، ذاته أن موسى (ع) تلقى أوامر ربه ووصاياه، وعلى ذلك الجبل، في لوحين (هما لوحا الشريعة أو الشهادة) ووضعهما في "تابوت العهد" بحراسة الكاويين (وهما حراس التابوت وخيمة الموعد) وسار بذلك (التابوت والخيمة) عبر سيناء، إلى ما زعم بأنها " ارض الميعاد" وذلك عبر مسيرة طويلة استمرت أربعين عاما (هي فترة التيه في سيناء) حيث هلك جيل موسى (ع) (أو جيل الخروج) بأكمله، ومات موسى ودفن على جبل (نبو) قبالة "ارض الميعاد" شرق نهر الأردن الذي اجتازه يشوع، بعد ذلك، على رأس قومه، نحو ارض فلسطين، وكما لقي موسى وقومه، في سيناء مقاومة عنيفة من سكانها "العمالقة" لقي يشوع كذلك مقاومة عنيفة من سكان فلسطين وقد ورد ذكرهم، في العهد القديم، سبعة شعوب هم "الحثيون والجرجاشيون والاموريون والكنعانيون والفرزيون والحوريون واليبوسيون" بالإضافة إلى الفلسطينيين. وقد قاتل هؤلاء يشوع ومن بعده من حكام العبرانيين وقادتهم (الذين عرفوا بالقضاة ثم بالملوك) وتبادل العبرانيون مع هذه الشعوب، النصر والهزيمة في معارك عديدة فصلتها العهد القديم، وكان "تابوت العهد" المحروس "باللاويين" والذي يضم "لوحي الشريعة" حاضرا في "خيمة الموعد" معهم.
(1/82)
ولكن "تابوت العهد" هذا أضاعه العبرانيون في إحدى حروبهم مع الفلسطينيين، في عهد صموئيل، حيث انتزعه الفلسطينيون منهم وأخذوه إلى "اشدود" ووضعوه في معبد إلههم " داجون" بالقرب منه، وظل "تابوت العهد" مع الفلسطينيين سبعة أشهر (العهد القديم، 1 صم 1:6) ثم أعادوه، بعد ذلك، إلى العبرانيين الذين وضعوه في قرية "يعاريم" وكانوا قد انصرفوا عنه إلى عبادة "البعليم والعشتاروت"، إلى أن أعادهم صموئيل إلى عبادة "الرب وحده" كما جاء في العهد القديم نفسه (1 صم1:7ـ4).
كان الفلسطينيون قوما شديدي البأس، تمرسوا في الحروب وصناعة السلاح، وهي صناعة تفوقوا فيها على جميع شعوب المنطقة، بمن فيهم العبرانيون، وقد انشأ الفلسطينيون مدنا محضة على الساحل الفلسطيني هي : غزة وعسقلان وجت واشدود وعقرون، كما انتشروا في داخل فلسطين. وكانوا قد وصلوا إلى فلسطين (وهي بقعة من ارض كنعان سميت فيما بعد باسمهم) من جزء بحر ايجه، منذ زمن بعيد سابق على الزمن الذي وصل فيه العبرانيون ارض كنعان حتى استشعر الفلسطينيون فيهم، كما استشعر سواهم من شعوب هذه المنطقة، نزعة الكراهية والعداء لكل ما هو غير عبراني، وأدركوا المطامع التوسعية لهؤلاء القوم في بلادهم، أو لم يقل رب بني "اسرائيل" لشعبه انه سوف يطرد من أمامهم "الحيثيين والجرجاشيين والاموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين، سبع أمم أكثر وأقوى منك "وانه سوف يسلمه هذه الأمم ليضربهم" ويحرمهم تحريما" (أي يقتلهم تقتيلا) (العهد القديم، تث 1:7ـ6) ثم أو لم يقل رب العبرانيين لشعبه انه سوف يعطيه، بلا وجه حق طبعا، "مدنا عظيمة حسنة لم نبنها، وبيوتا مملوءة كل خير لم تملؤها، وآبارا محفورة لم تحفرها، وكروما وزيتونا لم تغرسها" (تث : 11:6) تماما كما فعل بالفلسطينيين، أهل فلسطين ومالكي أرضها، بعد أكثر من اثنين وعشرين قرنا؟
(1/83)
وليس من المحتمل، بل من المفترض، أن يكون الفلسطينيون الذين استولوا على "تابوت العهد" وفيه "لوحا الشريعة" الموسوية (كما يزعمون) قد عبثوا بهذه الوثائق المقدسة وأتلفوها، باعتبارها الذريعة التي يتذرع بها العبرانيون لاغتصاب أرضهم وبلادهم؟
أن العهد القديم قد أهمل، وربما عن قصد، الإشارة إلى ما جرى للوحي الشريعة بعد أن استولى الفلسطينيون على "تابوت العهد" خصوصا أن العهد القديم، نفسه يشير إلى أن أولئك العبرانيين كانوا قد انصرفوا عن عبادة إلههم، اله موسى، لعبادة آلهة أخرى "البعليم والعشتاروت" وظلوا كذلك إلى أن ردهم صموئيل إلى عبادة "الرب الأوحد".
ولم يكن خطر الفلسطينيين هو الوحيد الذي أحاق "بتابوت العهد" والألواح التي حفظت شريعة موسى، فقد أحاق بها خطر آخر على يدي القائد الكلداني (نبوخذ نصر) الذي سبى العبرانيين إلى بابل، في النصف الثاني من القرن السادس ق.م، بعد أن دمر يبوس (أورشليم) واحرق "بيت الرب وبيت الملك وجميع بيوت أورشليم" وكل بيوت العظماء فيها، كما هدم أسوارها وأجلى "سائر الشعب الذي بقي في المدينة" وكذلك "الذين نجوا من السيف" فقد أجلاهم نبوخذ نصر إلى بابل "حيث صاروا عبيدا له ولبنيه". كما حطم جند بابل "أعمدة النحاس التي في بيت الرب، والقواعد، وبحر النحاس الذي في بيت الرب، وحملوا نحاسها إلى بابل"، كما اخذوا "القدور والمجارف والمقاريض والقصاع وجميع أدوات وخزائن الملك ورؤسائه، أخذها، بأسرها، إلى بابل"، كل ذلك وفقا لما جاء في العهد القديم نفسه (2 أخبار 18:36، و20، 2 ملوك 8:25 و 9 و11ـ14) دون أن يأتي على أي ذكر لما حدث لتابوت العهد وألواح الشريعة، وماذا كان مصيرها.
فهل يحتمل، بل يفترض، بعد كل الذي جرى لأورشليم وأهلها، وزعمائها وبيت الرب فيها، على يد نبوخذ نصر وجنده، أن يكون "تابوت العهد" ووثائقه "الربانية المقدسة" قد نجت من أي ضرر؟
(1/84)
لقد سردنا هذه المرويات، من التوراة، لكي نصل إلى حقيقة مفادها أن ليس معقولا، ولا منطقيا، القول أن "تابوت العهد" بما تضمن من وصايا الرب وأوامره إلى موسى، كما وردت في لوحي الشريعة، ظل مقفلا على تلك الوصايا (أو الألواح) طوال هذه الفترة المشحونة بالحروب (والتي امتدت نحو سبعة قرون)، دون أن يمسها سوء أو يلحق بها ضرر، رغم ما شهد "بيت الرب" في أورشليم من دمار، ورغم ما لحق بأورشليم وشعبها وقادتها وعظمائها من سبي وتنكيل.
ولا بد في هذا المجال، من الاستطراد والقول أن الباحثين والمؤرخين القدامى والمحدثين، يكادون أن يجمعوا على أن "التوراة" التي بين أيدينا ليست تلك التي أنزلت على موسى، فهذه قد أتلفت، أو ضاعت، ولم يعثر لها على اثر، وان التي بين أيدينا قد وضعها (والأصح اختلقها) أحبار العبرانيين خلال فترة سبيهم إلى بابل، في النصف الثاني من القرن الثالث عشر ق.م، أي بعد نحو سبعة قرون من بعث موسى(ع) وتلقيه وصايا الرب على جبل سيناء، ولأجل ذلك، نرى أن أسفار التوراة (بل وكامل أسفار العهد القديم التي وضعت فيما بعد) قد تميزت بالعنف والحقد والكراهية ضد باقي بني البشر (من غير العبرانيين) كما تميز اله العبرانيين فيها بأنه "الإله المرعب Le Grand Dieu" وليس "الإله الحكيم" Le Bon Dieu الذي هو اله المسيحيين، ولا "الإله العظيم" Le Grand Dieu الذي هو اله المسلمين.
حتى أن وجود العبرانيين في مصر، أصلا، وخروجهم منها، كما جاء في سفر: "الخروج" من التوراة التي بين أيدينا، هما اليوم موضوع شك لدى العديد من الباحثين والمؤرخين، وكما يبدو من الحفريات والكتابات الأثرية الفرعونية التي أرخت تلك العهود.
(1/85)
ونورد فيما يلي، شهادات دامغة على حقيقة تزوير التوراة، وتشمل هذه الشهادات، ليس التوراة، فحسب بل أسفار العهد القديم كلها، باعتبار أن وضع هذه الأسفار امتد على نحو عشرة قرون (منذ أيام السبي إلى بابل في النصف الثاني من القرن السادس ق.م. حتى نهاية العهد المكابي الأول، في النصف الأول من القرن الثاني ق.م):
1ـ القرآن الكريم : وردت في القرآن الكريم آيات عديدة تؤكد تحريف اليهود للتوراة :
( يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعن في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم، ولم تؤمن قلوبهم، ومن الذين هادوا، سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك، يحرفون الكلم من بعد مواضعه ...) (المائدة 5/41) وجاء في أسباب نزول هذه الآية أن رسول الله (ص) مر بيهودي مجلوداً فسأل بعض اليهود أهكذا تجدون حد الزنا في كتابكم؟ فقالوا : نعم، فسأل السؤال نفسه رجلاً من علمائهم بعد أن ناشده الله " الذي انزل التوراة على موسى ( ع ) فقال الرجل : لا ، ولولا انك نشدتني لم أخبرك. نجد حد الزاني في كتابنا الرجم، ولكنه كثر في أشرافنا، فكنا إذا أخذنا الوضيع أقمنا عليه الحد، فقلنا: تعالوا نجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع، فاجتمعنا على التحميم والجلد مكان الرجم" فنزلت الآية.
(1/86)
وقد تكرر هذا القول الكريم في أية أخرى حيث جاء : ( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه، ويقولون سمعنا وعصينا، واسمع غير مسمع وارعنا، لياً بألسنتهم وطعنا في الدين…) (النساء 4/64) وجاء في أسباب النزول للسيوطي (على هامش القران الكريم) أن اليهود كانوا يحرفون الكلام الذي انزل في التوراة من نعت النبي محمد (ص) ويقولون للنبي إذا أمرهم بشيء "سمعنا قولك وعصينا أمرك، كما يقولون له "راعنا" وهي " كلمة سب بلغتهم " وكان الرسول الكريم " قد نهى عن خطابه بها ". ثم إنهم كانوا يلوون بألسنتهم عند قراءتهم للتوراة فيحرفون كلماته ويغيرون معانيها. ويذكر المؤرخ ( كمال الصليبي ) أن فئة من أحبار اليهود تدعى "المصوريتين" أي "أهل التقليد" هي التي كانت تقوم بهذا العمل بدءاً من القرن السادس حتى القرن العاشر الميلادي، وقد قام هؤلاء بتحريف النصوص التوراتية عن طريق إدخال الحركات والضوابط عليها بصورة اعتباطية…مما غير إعراب الجمل وحور المعاني". وقد رفض فريق آخر من أحبار اليهود يدعى "الربانيين" عمل "المصوريتين" هذا، إلا انه قبل به فيما بعد "وأصبح النص التوراتي المصوريتي المضبوط من التوراة هو النص المعتمد من اليهود"، كما قبل المسيحيون أيضا واعتمدوا في ترجماتهم للعهد القديم، مع أن "علماء التوراة اليوم" بمن فيهم علماء اليهود، يعرفون تماماً أن ضبط المصوريتين للتوراة لم يكن صحيحاً في مواقع كثيرة"، وان "محاولات التصحيح" التي أجراها علماء التوراة لم تفلح حتى اليوم، بإعادة تكوين التوراة تكوينا صحيحاً، وذلك لان التحريف الذي جرى على النص التوراتي " أضخم بكثير مما يتصوره علماء التوراة " (2) هذا ما يراه "الصليبي" من تحريف اليهود للتوراة، ولكن ما ورد في نصوص القرآن الكريم يؤكد أن التحريف قد تجاوز حدود " لي الألسنة" و "إدخال الحركات والضوابط" إلى تغيير متعمد في الكلمات والعبارات، إلى حد "إخفاء" كثير منها واستبدالها بسواها،(1/87)
كما سيتبين لنا فيما سنستعرضه من آيات كريمة.
وقال تعالى : ( وما قدروا الله حق قدره، إذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء، قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا ) (الأنعام 6/91). وجاء في أسباب نزول هذه الآية أن اليهود سألوا رسول الله (ص): "يا محمد، أأنزل الله عليك كتابا؟ قال : نعم، قالوا: والله ما انزل من السماء كتابا" فأنزل الله تعالى هذه الآية (3) . وورد في تفسير الجلالين أن اليهود كتبوا التوراة على قراطيس (أي في دفاتر مقطعة) لكي يخفوا ما يريدون إخفاؤه منها، مثل نعت النبي محمد (ص).
وقال تعالى : ( افتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه بعد ما عقلوه وهم يعلمون ) (البقرة2/75) وقد نزلت الآية في أحبار اليهود الذين كانوا "يسمعون كلام الله في التوراة ثم يحرفونه" أي يغيرونه (4). وجاء في أسباب نزولها أنها نزلت في السبعين رجلا، الذين اختارهم موسى (عليه السلام) "ليذهبوا معه إلى الله"، فلما عادوا أدى الصادقون منهم ما سمعوا من كلام الله، وأما الآخرون فقالوا: "سمعنا الله، من لفظ كلامه، يقول: أن استطعتم أن تفعلوا هذه الأشياء فافعلوا، وان شئتم فلا تفعلوا ولا بأس". إلا أن أكثر المفسرين يرون أن هذه الآية نزلت في اليهود الذين غيروا أية الرجم وصفة محمد (ص) (5).
وقال تعالى: ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ) (البقرة 2/79) وجاء في أسباب نزول هذه الآية أنها نزلت في أحبار اليهود الذين غيروا من صفات النبي (ص) كما وردت في التوراة، فقالوا أن التوراة وصفته "طويل ازرق سبط الشعر" بينما ذكرت التوراة انه "أكحل أعين، ربعة، جعد الشعر، حسن الوجه" وقد قام أحبار اليهود بهذا التحريف في التوراة كي ينفوا صفة النبوة عن محمد(ص) (6).
(1/88)
وقال تعالى : ( يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ) (المائدة 5/13).
وجاء في تفسير هذه الآية للجلالين أنها تعني اليهود الذين حرفوا نعت النبي محمد (ص) في التوراة وغيروه، كما إنهم نسوا ما أمروا به في التوراة من إتباع النبي محمد (ص). (7)
وقال تعالى : ( يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وانتم تعلمون ) (آل عمران 3/71) وجاء في تفسير هذه الآية للجلالين أنها نزلت في اليهود الذين كانوا يخفون صفات النبي (ص) كما وردت في التوراة وهم يعلمون ذلك ويعلمون أنها حق.
وقال تعالى : ( يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير، قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ) (المائدة 5/15). وجاء في أسباب نزول هذه الآية أنها نزلت في اليهود وكانوا قد أتوا إلى النبي (ص) يسألونه عن الرجم، فسأل عن أعلمهم فدلوه على ابن صوريا، فناشده "بالذي انزل التوراة على موسى والذي رفع الطور والمواثيق التي أخذت عليهم" فقال له ابن صوريا انه "لما كثر الزنا فينا، جلدنا مئة وحلقنا الرؤوس" (8) مخفيا، بذلك الحكم الحقيقي للزنا، كما ورد في التوراة، فحكم الرسول عليه بالرجم ونزلت الآية.
وقوله تعالى: ( وان منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هر الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله، ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ) (آل عمران 3/78). وجاء في تفسير هذه الآية، للجلالين، أنها نزلت في اليهود، وخصوصا "كعب بن الأشرف"، حيث كانوا يلوون ألسنتهم عند قراءتهم للتوراة كي لا يفهم كلامهم ويحرفون، بقراءاتهم ما يريدون تحريفه منه، وخصوصا صفات النبي (ص)، فتحسبهم يقرؤون الكتاب الذي انزله الله وهم لا يقرؤون، ويقولن هذا من عند الله، وهم كاذبون.
(1/89)
وقوله تعالى : ( أن الذين يشترون بعهد الله وإيمانهم ثمنا قليلا لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم ) (آل عمران 3/77). وجاء في أسباب نزول هذه الآية أنها نزلت في اليهود الذين أغراهم كعب بن الأشرف بالمال كي يشهدوا أن صفات النبي ليست هي التي وردت في التوراة قائلين إنهم وجدوا النعت الوارد في كتابهم مخالفا لنعت محمد (ص)، فنزلت بهم الآية (9). وذكر السيوطي أنها نزلت في "حي بن اخطب وكعب بن الأشرف وغيرهما من اليهود الذين كتموا ما انزل الله في التوراة وبدلوه وحلفوا انه من عند الله". (10)
(1/90)
ويجمع المفسرون المسلمون على تأكيد وقوع التحريف في التوراة، إلا إنهم يختلفون في معنى هذا التحريف ومداه، فمنهم من يرى أن التحريف والتبديل تما في التأويل لا في النص، ومن هؤلاء البخاري وابن كثير. ومنهم من يرى أن التحريف والتبديل قد أصاب "جملا قليلة وألفاظا يسيرة"، ولكن أكثر ظل كما انزل على موسى (عليه السلام). وآخرون يرون أن معظم التوراة التي أنزلت على موسى قد حرف وبدل بشكل أساسي بحيث لم يبق منها إلا النزر اليسير، ومن هؤلاء ابن حزم الأندلسي والإمام الغزالي، والإمام الشافعي، وابن قيم الجوزية، وابن تيمية وغيرهم (11) . ويرى بعض العلماء أن التحريف قد تم، في معظمه، بالتبديل أو الزيادة أو النقصان، أو بتغيير المعنى (في التفسير) دون تغيير اللفظ (12)، مما أدى إلى ضياع التوراة الأصلية، إذ طغى عليها التحريف والتبديل لفظا ومضمونا ومعنى، وخضعت للكثير من أهواء النساخ والمؤلفين وأذواقهم ومآربهم وميولهم. ويكفي أن نذكر ما طرا على آخر أسفار التوراة (تثنية الاشتراع) من زيادة وتعديل، حتى ندرك جسامة هذا التحريف ومداه، فنحن نقرأ فيه تفاصيل عن وفاة موسى، وما كان لموسى أن يتحدث عن تفاصيل وفاته، كما نرى في أسفار التوراة كلها، أن الحديث يجري على لسان موسى (وكلم الرب موسى، وقال الرب لموسى، وتقدم إلى موسى، وخرج موسى، وبركات موسى، ونشيد موسى،الخ…) وليس بلسان موسى نفسه، مما يؤكد أن موسي ليس هو المتكلم، وبالتالي ليس هو واضع هذه الأسفار.
2ـ محققو العهد القديم:
(1/91)
يعرف محققو "العهد القديم" في ما سمي "بمدخل إلى الكتاب المقدس" والذي نقلته "الرهبانية اليسوعية من الترجمة المسكونية الفرنسية للكتاب المقدس"، (13) هذا الكتاب (العهد القديم) بأنه "مجموعة كتب مختلفة جدا" يمتد زمن وضعها " على أكثر من عشر قرون، وتنسب إلى عشرات المؤلفين المختلفين"، وقد وضع "بعضها بالعبرية، مع بعض المقاطع بالآرامية، وبعضها الأخر باليونانية، وتشتمل على مختلف الفنون الأدبية "كالرواية التاريخية ومجموعة القوانين والوعظ والصلاة والقصيدة الشعرية والرسالة والقصة" (14) . إما واضعوه فهم عبارة عن "أناس مقتنعين بان الله دعاهم لتكوين شعب يحتل مكانا في التاريخ بتشريعه ومبادئه في الحياة الفردية والجماعية" (15) .
فالقضية، إذن، قضية قناعة من أناس يدعون أن "الله دعاهم لتكوين شعب" وليست قضية وحي منزل ولا قضية أناس ملهمين. أنها مسألة تأليف بشري لنصوص سطرت فيها القناعات الشخصية لهؤلاء المؤلفين "بدعوة من الله" كما يدعون.
وكان محققو العهد القديم أكثر صراحة ووضوحا في التعبير عن قناعاتهم عندما قالوا أن أسفار الكتاب المقدس "عمل مؤلفين ومحررين عرفوا بأنهم لسان حال الله في وسط شعبهم، ظل عدد كبير منهم مجهولا" وان "معظم عملهم مستوحى من تقاليد الجماعة" (16) . ويذكر هؤلاء المحققون أن هذه الأسفار لم توضع في صيغتها النهائية إلا بعد أن "انتشرت زمنا طويلا بين الشعب، وهي تحمل آثار ردود فعل القراء في شكل تنقيحات وتعليقات، وحتى في شكل إعادة صيغة بعض النصوص إلى حد هام أو قليل الأهمية". وأكثر من ذلك، فان إحداث الأسفار "ما هي، أحيانا، إلا تفسير وتحديث لكتب قديمة" (17) غير منزلة ولا سماوية ولا دينية طبعا، وهو ما يؤكد، بلا ادني شك، أن معظم ما جاء في هذه الأسفار لا علاقة له، من قريب أو من بعيد بالسماء.
(1/92)
ويذكر هؤلاء المحققون أن أسفار الشريعة الخمسة، أو "التوراة" تحتوي "من جهة على روايات وتقاليد قصصية، ومن جهة أخرى على شرائع بحصر المعنى، وتقاليد اشتراعية أثرت في مراحل تكوين شعب "اسرائيل" وأمنت بنيته" (18)، إلا انه، وان كانت شرائع التوراة إلى حد كبير، عن شريعة موسى، رغم ما ادخل عليها من تعديلات وإضافات وفقا لأهواء المؤلفين، فان الروايات والقصص التي وردت في أسفار هذه التوراة تبدو اقرب إلى الأساطير الخرافية منها إلى الحقائق التاريخية العلمية. (19)
3ـ سبينوزا:
لقد اكتسبت آراء الفيلسوف الهولندي "باروخ دي سبينوزا Baruch de spinoza ) 1632 ـ 1677) في التوراة خصوصا، والعهد القديم عموما، أهمية خاصة لدى الباحثين والمفكرين في كل الأوساط العالمية، وذلك لما تضمنته من صراحة وجرأة نادرتين في نقد الفكر الديني العبراني.
يرى سبينوزا (20) أن الظواهر المعجزات التي رواها العهد القديم ليست خروجا على الطبيعة، بل أنها خليط من خيال الرواة وحوداث الطبيعة، ويتساءل عما إذا كان ممكنا حدوث شيء ما يناقض قوانين الطبيعة، ولكنه ينفي ذلك قائلا انه "لا جديد يحدث في الطبيعة" وانه يتبين "بأعظم قدر من الوضوح، أن يجب أن نفسرها مبينين، بقدر ما نستطيع، اتفاقها التام مع سائر الأشياء" وعلى هذا الأساس، يحاول سبينوزا أن يفسر ما ورد في العهد القديم من معجزات مثل شق البحر بعصا موسى، والضربات العشر، وتوقيف الشمس في كبد السماء، بأنها إحداث طبيعية ليس فيها شيء من الإعجاز، وان شق البحر، مثلا، حصل على يد الاسكندر المقدوني كما حصل على يد موسى، فهل يجب اعتبار الاسكندر نبيا، إذن؟ وهكذا يحاول سبينوزا أن يجرد العهد القديم، ولا سيما التوراة، من خصوصية مهمة ترفعه إلى مرتبة القداسة، وهي اعتماد المعجزة، إلى حد كبير، لإثبات نبوة موسى (عليه السلام).
(1/93)
انطلاقا من هذه النظرية، يرى سبينوزا أن "القاعدة العامة" التي يجب اعتمادها لتفسير الكتاب المقدس هي أن "لا ننسب أية تعاليم سوى تلك التي يثبت الفصح التاريخي"، بوضوح تام، انه قال بها (21) يعني أن تكون علمية البراهين التاريخية هي الأساس في تفسير الكتاب المقدس وتصديق روايته. ويحدد سبينوزا الطريقة التي يجب أن يتم بها هذا "الفحص التاريخي"، وهي كناية عن مجموعة من الأسئلة يجب طرحها قبل اتخاذ القرار النهائي بمصداقية الكتاب، وهي :
"سيرة مؤلف كل كتاب وأخلاقه والغاية التي كان يرمي إليها، ومن هو، وفي أية مناسبة كتب كتابه، وفي أي وقت، ولمن، وباية لغة كتبه؟
ـ "الظروف الخاصة بكل كتاب على حدة: كيف جمع أولا، وما الأيدي التي تناولته، وكم نسخة مختلف معروفة من النص، ومن الذين قرروا إدراجه في الكتاب المقدس؟
ـ وأخيرا، كيف جمعت جميع الكتب المقننة (أي اعترفت بها الكنيسة رسميا) في مجموعة واحدة ؟ (22) .
ويرى سبينوزا انه لا بد من قرار حاسم بان "لا نسلم بشيء لا يخضع لهذا الفحص أولا يستخلص منه، بوضوح تام، على انه عقيدة مؤكدة للأنبياء"، وعندها، وبعد أن تنتهي من فحص الكتاب على هذا الأساس، نعمد إلى "دراسة فكر الأنبياء والروح القدس" (23) لكي نصل إلى النتيجة المنطقية التي نصنف، على أساسها، الكتاب بين الكتاب المقدسة أو نرفض تصنيفه بينها.
(1/94)
وعلى هذا الأساس، ينتقل سبينوزا إلى التحقيق في أسفار العهد القديم، والتحقق من "قدسيتها"، فيقرر إننا "نجهل تماما مؤلفي كثير من هذه الأسفار، أو نجهل الأشخاص الذين كتبوها… أو نشك فيهم"، كما إننا "لا ندري في أية مناسبة وفي أي زمان كتبت هذه الأسفار التي نجهل مؤلفيها الحقيقيين، ولا نعلم في أي أيدي وقعت، وممن جاءت المخطوطات الأصلية التي وجد لها عدد من النسخ المتباينة، ولا نعلم، أخيرا، إذا كانت هناك نسخ كثيرة أخرى في مخطوطات من مصدر آخر" (24) إضافة إلى ذلك، فنحن " لا نملك هذه الأسفار في لغتها الأصلية، أي في لغة كتابها" مما يزيد من صعوبة تفسيرنا لها تفسيرا صحيحا (25).
ويرى سبينوزا أن المعلومات التاريخية عن الكتاب المقدس، "ناقصة، بل وكاذبة"، وان الأسس التي تقوم عليها معرفة هذا الكتاب "غير كافية، ليس فقط من حيث الكم" بحيث لم نستطيع أن نقيمها بشكل صحيح، "بل أنها، أيضا، معيبة من حيث الكيف"، ولكن الناس المتشبثين بآرائهم الدينية يرفضون "أن يصحح احد آراءهم" هذه، بل إنهم "يدافعون بعناد" عن هذه الآراء، مهما كانت مغلوطة ومشوشة، كما يدافعون عن "الإحكام المسبقة… التي يتمسكون بها باسم الدين". وهكذا لم يعد العقل مقبولا "إلا عند عدد قليل نسبيا" (26).
واستنادا إلى هذه النظريات، يثير سبينوزا تساؤلات مهمة حول أسفار العهد القديم عموما، وأسفار التوراة خصوصا، ثم يقرر ما يلي، معتمدا في تقريره على (ابن عزرا) : "أن موسى ليس هو مؤلف الأسفار الخمسة (التوراة) بل أن مؤلفها شخص أخر عاش بعد بزمن طويل، وان موسى كتب سفرا مختلفا" (27).
ولتأكيد تقريره هذا، يقدم سبينوزا البراهين التالية:
1ـ "لم يكتب موسى (ع) مقدمة التثنية لأنه لم يعبر الأردن".
2ـ "كان سفر موسى (ع)، في حجمه، اقل بكثير من الأسفار الخمسة" (كتب السفر كله على حافة مذبح واحد، وفقا لما جاء في التثنية 27 ويشوع 32:8).
(1/95)
3ـ ورد في سفر التثنية (9:31) أن موسى كتب هذه التوراة (أو هذه الشريعة)، "ويستحيل أن يكون موسى (ع) قد قال ذلك، بل لا بد من أن يكون قائلها كاتبا آخر يروي أقوال موسى وأعماله".
4ـ عندما يتحدث الراوي، في سفر التكوين (الإصحاح 12) عن رحلة إبراهيم (ع) في ارض كنعان، يقول:
"والكنعانيون حينئذ في الأرض" مما يدل على إنهم، أي الكنعانيين، لم يكونوا في هذه الأرض عندما كتب هذا الكلام، مما يعني أن هذا الكلام قد تبت "بعد موسى، وبعد أن طرد الكنعانيون ولم يعودوا يشغلون هذه المناطق"، وبالتالي، فان الراوي " لم يكن موسى، لان الكنعانيين في زمان موسى، كانوا لا يزالون يملكون هذه الأرض".
5ـ ورد في سفر التكوين (14:22) أن "جبل موريا سمي جب الله" إلا أن ذلك الجبل لم يحمل هذا الاسم "إلا بعد الشروع في بناء المعبد" (28) ويستطرد سبينوزا: "والواقع أن موسى لا يشير إلى أي مكان اختاره الله، بل انه تنبأ بان الله سيختار، بعد ذلك، مكانا سيطلق عليه اسم الله".
6ـ ورد في سفر التثنية (11:3) عبارة خاصة بعوج ملك باشان: "وعوج هذا هو، وحده، بقي من الرفائيين، وسريره سرير من حديد، أو ليس هو في ربة بني عمون؟ طوله تسع اذرع وعرضه أربع اذرع بذراع الرجل؟ "وتدل هذه الإضافة" بوضوح تام، على أن من كتب هذه الأسفار عاش بعد موسى بمدة طويلة وفضلا عن ذلك، فلا شك في انه لم يعثر على هذا السرير الحديدي إلا في عصر داوود الذي استولى على الرباط (ربة عمون) كما يروي صموئيل الثاني (30:12). (29)
(1/96)
7ـ تتحدث التوراة في أسفارها (ما عدا التكوين) عن موسى (ع) "بضمير الغائب" فتقول مثلا : قال موسى لله، وذهب موسى، وكلم الرب موسى، ودعا الرب موسى، وغضب موسى على ضباط الجيش الخ… (ونجد ذلك بكثرة في الأسفار الأربعة. من التوراة: الخروج والأحبار والعدد والتثنية، بينما نرى، أحيانا، وفي سفر التثنية، أن موسى يتحدث بنفسه، وبضمير المتكلم، وذلك بعد أن يقدمه الراوي قائلا : "هذا هو الكلام الذي كلمه الله به موسى كل "اسرائيل" في عبر الأردن" (تث 1:18) ثم يستطرد : "شرع موسى في شرح هذه الشريعة فقال : الرب ألهنا…قلت لكم … ثم رحلنا … فأجبتموني … كما أمرني الرب … ثم كلمني الرب … فأرسلت رسلا … ثم تحولنا… وإمرتكم .. الخ…" وظل موسى يتكلم بنفسه، كما قدمه الراوي، طيلة الخطاب الأول من السفر المذكور (تث 39:4) حيث عاد الراوي إلى الكلام عن موسى بضمير الغائب : "حينئذ افرد موسى ثلاث مدن" (تث 41:4) وبدأ الراوي خطاب موسى الثاني بقوله: "هذه هي الشريعة التي وضعها موسى أمام بني "اسرائيل"" (تث 44:4) فكانت: الوصايا العشر (تث 5ـ تث 12) ثم مجموعة الفرائض والإحكام (تث 12ـ تث 26)، وقد صيغت كلها بضمير المتكلم، حتى إذا وصل الراوي إلى خطاب الخاتمة الذي هو نهاية الخطاب الثاني (تث 27ـ تث 28) عاد ليتحدث عن موسى بضمير الغائب، إلى أن يصل إلى أعمال موسى الأخيرة ووفاته، حتى آخر السفر. ويرى سبينوزا، أن بعض أسفار التثنية، وليس كله، هو الذي يمكن نسبته إلى موسى، وان الراوي هو الذي نقل كلام موسى وليس موسى نفسه الذي تحدث مباشرة، وان طريقة الكلام والشواهد، ومجموع نصوص القصة كلها، يدعو إلى الاعتقاد بان موسى لم يكتب هذه الأسفار، بل كتبها شخص آخر (30) .
(1/97)
8 ـ بالإضافة إلى أن سفر التثنية وقد روى قصة وفاة موسى ودفنه، وهي قصة لا بد من أن تكون خارجة عن نطاق أعمال موسى في هذا السفر، فان الراوي يرى أن موسى فاق من جاء بعده من الأنبياء في بني "اسرائيل"، إذ يقول: "ولم يقم من بعد في "اسرائيل" نبي كموسى الذي عرفه الرب وجها لوجه" (تث 10:34) مما يؤكد، بلا ادني شك، أن صاحب الكلام هو غير موسى بالطبع.
9ـ وردت في أسفار التوراة أسماء أطلقت على أمكنة لم تعرف بها في عهد موسى، بل عرفت بعده بزمن طويل، مثل ما ورد في سفر التكوين بان إبراهيم "جد في إثرهم" (أي في اثر الأعداء) حتى دان (تك 14:14). ولم تحمل "دان" هذا الاسم إلا بعد موت يشوع بمدة طويلة، كما ورد في سفر القضاة (31) .
10ـ كثيرا ما يتجاوز الراوي، في رواياته في أسفار التوراة، حياة موسى، كأن يروي، في سفر الخروج (35:16) أن بني "اسرائيل" أكلوا "المن أربعين سنة، إلى أن وصلوا إلى ارض عامرة، أكلوا المن إلى حين وصلوا إلى ارض كنعان" حيث "انقطع المن من الغد، منذ أكلوا من غلة الأرض" (يش 12:5) ومعلوم أن موسى قد أتى قبل دخول العبرانيين إلى ارض كنعان وأكلهم من غلتها، أو أن يروي، في سفر التكوين (31:36) عن "هؤلاء الملوك الذي ملكوا في ارض أدوم، قبل أن يملك ملك في بني "اسرائيل""، إذ يتحدث الراوي "عن الملوك الذين كانوا يحكمون الادوميين قبل أن يخضعهم داود لحكمه" حيث جعل داود "في أدوم محافظين، وصار جميع الادوميين رعايا لداود" (2 صم 14:8) مما يؤكد أن الراوي في هذا السفر قد عاش بعد داود (32) .
بعد كل ما تقدم، يصل سبينوزا (ونشاركه في ذلك) إلى الاستنتاجات التالية:
1ـ من الواضح "وضوح النهار" أن موسى لم يكتب الأسفار الخمسة، بل كتبها شخص عاش بعد موسى بقرون عديدة"، وان كان موسى قد كتب بعضها مثل: سفر حروب الرب، وسفر العهد، وسفر توراة الله، التي ورد ذكرها في أسفار التوراة (في سفر العدد وسفر الخروج وسفر التثنية). (33)
(1/98)
2ـ ليس لدينا أي سفر " يحتوي، في الوقت نفسه، على عهد موسى وعهد يشوع"، مما يدل على أن سفر "توراة الله" قد فقد، ونستنتج بالتالي، من ذلك، أن هذا السفر "لم يكن من الأسفار الخمسة (التي تؤلف التوراة حاليا) بل كان سفرا مختلفا كليا، ادخله مؤلف الأسفار الخمسة في سفره، في المكان الذي ارتآه".
3ـ يبدو انه "من بين جميع الأسفار التي كتبها موسى"، لم يأمر بالمحافظة دينيا، إلا على سفر واحد هو سفر العهد الثاني (34) الذي هو "التوراة الصغير والنشيد".
4ـ ليس من الثابت أن موسى (ع) قد كتب غير هذه الأسفار التي سبق ذكرها، "ولما كانت توجد نصوص كثيرة، في الأسفار الخمسة، لا يمكن أن يكون موسى كاتبها، فان أحدا لا يستطيع أن يؤكد، عن حق، أن موسى هو مؤلف هذه الأسفار الخمسة، بل على العكس، يكذب العقل هذه النسبة".
5ـ حتى لو إننا سلمنا بأنه "مما يبدو متفقا على العقل أن يكون موسى قد كتب الشرائع في نفس الوقت وفي نفس المكان الذي أوحيت إليه فيه" يقول سبينوزا "فاني، مع ذلك، أنكر إمكان تأكيد ذلك" لسبب هو إننا "لا ينبغي أن نسلم، في مثل هذه الحالات، إلا بما يثبته ذلك الكتاب نفسه، أو ما يستنبط كنتيجة مشروعة من الأسس التي يقوم عليها، إذ أن الإنفاق الظاهر مع العقل ليس دليلا، وأضيف أن العقل لا يضطرنا إلى التسليم بهذا". (35)
ويتابع سبينوزا، فيما تبقى من كتابه، تقديم براهين مماثلة لإثبات أن الأسفار المتبقية من العهد القديم (يشوع والقضاة وصموئيل والملوك الخ..) لم يكتبها من سميت بأسمائهم (مثل يشوع وصموئيل مثلا)، أنما يبدو، من تسلسلها ومحتواها، أن كاتبها "مؤرخ واحد أراد أن يروي تاريخ اليهود القديم نشأتهم الأولى حتى هدم المدينة لأول مرة" ، وربما عزرا (36).
4 ـ الكنيستان الأرثوذكسية والكاثوليكية:
(1/99)
يعرض الدكتور محمد علي البار في كتابه "المدخل لدراسة التوراة والعهد القديم" رسالة من الدكتور صبري جوهرة الذي يصفه بأنه زميل وصديق قديم… من أقباط مصر.. يعمل جراحا في الولايات المتحدة، وله ثقافة واسعة، وخاصة في أمور العقيدة القبطية، كما يصف الرسالة بأنها ملخص موقف الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية "تلخيصا جيدا". وقد جاء في الرسالة أن الله (عزو جل) قد سمح للإنسان (وهو، في هذه الحالة، كاتب السفر) أن يضع "كل إحساساته وميوله في النصوص، ما دام ذلك لا يغير ما قصده الله من معاني السفر الأخلاقية والدينية"، وعلى هذا الأساس تعترف الكنيسة بعدم دقة الكتاب في معلوماته الفلكية والجغرافية والتاريخية والجيولوجية ذلك أن الغاية منه هي أن يعمل الدين والأخلاق ويساعد على الوصول إلى طريق الصلاح والسعادة، ومن هنا فان كل من يتمسك بحر فيته كمصدر أخر غير الأخلاق والدين لا بد من أن يبتعد به عن غايته الأصلية، ويحيد عن الفهم الصحيح للغرض الديني والأخلاقي للكتاب.
وترى المسيحية، كما يشرح الدكتور جوهرة في رسالته، أن الكتاب المقدس هو عمل مشترك بين الله والإنسان، وضع فيه كلاهما ما يريد بحيث جاءت النتائج وهي تعكس "كما قال الله في صحة تعالمي الأخلاق وعلاقات البشر بعضهم ببعض" كما تعكس عدم كمال الإنسان بكتابته لمعلومات علمية غير دقيقة، وأحيانا مضحكة، وأما ما يقال عن التحريف المتعمد أو غيره فالكنيسة لا تعتقد بحدوثه، كما أنها لا تعترف بتحريف وتغيير المعاني الأصلية. ويرى الدكتور جوهرة أن مزامير داوود منقولة حرفيا وبدون تصرف، من أناشيد اخناتون أول فرعون اعتمد ديانة التوحيد في مصر. (37)
(1/100)
ونحن إذ ننقل حرفيا بعض ما ورد في رسالة الدكتور جوهرة للدكتور البار، باعتبار أن الأول مسيحي قبطي مثقف في أمور اللاهوت، نحرص على أن لا نعلق على ما ورد في الرسالة، تاركين للمراجع اللاهوتية المسيحية (الأرثوذكسية والكاثوليكية) مناقشته أن ارتأت ذلك.
5ـ شهادات أخرى:
1ـ ترى "الموسوعة البريطانية" أن مؤلفي أسفار "العهد القديم" مجهولون، وليس معروفا أن كان جمعها قد تم، على يد إفراد أو جماعات، وإنها كتبت "باللغة العبرية فقط، عدا بعض المقاطع القصيرة النادرة التي دونت باللغة الآرامية، إلا أن الجماعة اليهودية عمدت، لأسباب فقهية، إلى ترجمة التوراة (أو الأسفار الخمسة) من العبرية إلى الآرامية، وقد ضاعت المخطوطات العبرية الأصلية، ولم يصلنا سوى الترجمات".
وفي القرن الثالث الميلادي، قام الفقهاء اليهود بترجمة الشريعة العبرية إلى اليونانية فيما يعرف "بالترجمة السبعينية" ثم أدى انتشار المسيحية إلى ترجمة نصوص الكتاب المقدس (العهد القديم والجديد) في مختلف اللغات. (38)
وترى الموسوعة البريطانية، بحسب روايات العهد القديم: أن موسى احتفظ بصحف مكتوبة (خر 14:17و خر 4:24 و خر 27:34ـ 28 وعد 2:33 وتث 9:31 و24ـ26) وانه حتى مع التوسع في تقدير هذه الصحف فإنها لا تبلغ أكثر من خمس الأسفار الخمسة، وهكذا يكون الادعاء التقليدي بان موسى هو مؤلف الأسفار الخمسة ادعاء غير قابل للثبات وغير مدافع عنه. كما ترى هذه الموسوعة أن موسى وضع الوصايا العشر، وكان وسيطا للعهد (مع الرب) وبدأ عملة إصدار فتاوى أضافها إلى بنود العهد، وجمعها وتصنيفها وانه دون، ولا شك بعض الصحف التي استخدمت أساسا لمجموعة متزايدة من القوانين والتقاليد. ورغم ذلك فهي ترى انه يمكن وصف الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدس العبري (العهد القديم) بأنها موسوية، ذلك انه بدونها لم يكن هناك وجود لـ"اسرائيل"، ولا لمجموعة تعرف بالتوراة (39).
(1/101)
أما الوسائل التي أتاحت للباحثين تمييز المصادر الأساسية للأسفار الخمسة وتحديد تسلسلها الزمني فهي : اليهودية (نسبة للرب باسم يهوه) والإلوهية (نسبة للرب باسم الوهمي) والتثنوية، والكهنوتية. وقد تم بعد ذلك اكتشاف مصادر أخرى للعهد القديم، منها كتابان من الأدب العبري القديم مفقودان اليوم ويحتويان في أجزاء منهما القصص الأولى، وهذان الكتابان هما : كتاب حروب يهوه وكتاب "ياشار" (العادل) وقد كتبا بلغة شعرية (40) .
2ـ وترى الموسوعة الفرنسية "كييه Quillet" أن أقدم نص كامل للعهد القديم بالعبرية يعود تاريخه إلى العام 950م، ولم يصلنا منه، قبل ذلك، سوى نتف قليلة "باستثناء مخطوطات صحراء اليهودية التي تعود، عادة إلى القرن الثاني ق.م والتي تعود إلى كل أسفار العهد القديم، باستثناء سفر استير".
وقد كتبت معظم أسفار العهد القديم باللغة العبرية (اللغة السامية التي استخدمت في فلسطين حتى القرن السادس ق.م) بينما كان هناك بعض أقسام من الأسفار باللغة الآرامية (اللغة الدولية المتداولة في آسيا القديمة، والتي استخدمها اليهود منذ سبيهم إلى بابل) كما أن آخر سفر من العهد القديم. وهو سفر الحكمة، قد كتب باللغة اليونانية. (41)
ووفقا للمفهوم المسيحي، تعتبر التوراة حصيلة تعاون بين الله والإنسان، فالله هو المؤلف الحقيقي، لأنه هو الذي أوحى للكاتب وتكشف له، ولكن الكاتب، هو أيضا، المؤلف كليا، للكتاب الذي كتبه، لأنه وضع فيه كل شخصيته، وينتسب مؤلفو التوراة إلى العصور القديمة، السامية والهلينية، لذا نراهم يستخدمون عدة إشكال للتعبير الأدبي ليس مألوفا لدينا، وعلى هذا فإننا نجد مثلا في الفصلين الأولين من سفر التكوين "فكرا لاهوتيا مع مجموعة من التقاليد الشعبية، في الوقت نفسه". (42)
(1/102)
وفي أي حال، فان مؤلف التوراة لم يكن ينوي في أي وقت أن يعلم العلوم ولكن بما انه ينتمي إلى عصر محدد، فهو يستخدم علوم ذلك العصر ومعارفه، وحتى أساطيره وفنونه الشعبية وهكذا فان التوراة تاريخ لتقدم بطيء في المجالين الأخلاقي والروحي لشعب الله، هذا التقدم الذي هو اليوم بالنسبة إلى المسيحيين مستمر في الكنيسة. (43)
3ـ ويرى الباحث "موريس بوكاي" أن اليهودية المسيحية ظلتا خلال قرون طويلة تقولان بان مؤلف التوراة هو موسى نفسه، وربما كان ذلك بسبب ما ورد في سفر الخروج (1ـ14) والعدد (23:2) والتثنية (31:9) من أن الله أمر موسى بان يكتب.
ومنذ القرن الأول قبل الميلاد، كان هناك دفاع عن النظرية القائلة بان موسى هو كاتب الأسفار الخمسة للتوراة، ولكن هذه النظرية سقطت اليوم ولم تعد قائمة، رغم أن "العهد القديم" ينسب إلى موسى "أبوة" هذه الأسفار.
ويستند "بوكاي" في حججه لدعم النظرية القائلة بان موسى ليس مؤلف التوراة، على تلك التي يقدمها الاب ديفو De Vaux ( مدير المدرسة التوراتية في القدس)، الذي وضع عند ترجمته لسفر التكوين (عام 1962) مقدمة عامة للأسفار الخمسة للتوراة تضمنت "حججا ثمينة جدا تنقض التأكيدات الإنجيلية لأبوة موسى لهذه الأسفار"، كما ذكر انه في القرن السادس عشر(م)، لاحظ (كارلستادت Karlstadt) أن موسى لم يستطع كتابة قصة موته في سفر التثنية (34:5 ـ 12). وعدد كارلستادت، كذلك انتقادات أخرى ترفض نسبة قسم من الأسفار الخمسة إلى موسى. وهناك أيضا، كتاب ريشارد سيمون Richard Simon التاريخ النقدي للعهد القديم Histoirc critique du vicux testament ( عام 1678) الذي يبين الصعوبات التاريخية والتكرار وفوضى الروايات والاختلاف في الأسلوب، في هذه الأسفار، ومع ذلك لم يؤخذ بحجج ريتشارد سيمون قط، وظلت كتب التاريخ ترجع، حتى مطلع القرن الثامن عشر، إلى المراجع السحيقة القدم للتحدث عن ما كتبه موسى.
(1/103)
وكان من الصعب جدا إلغاء هذه النظرية التي يدعمها المسيح نفسه في العهد الجديد.
وفي العام 1753، صدر كتاب لجان استروك Jaen Astruc الطبيب الخاص للملك لويس الخامس عشر، وضع الحجة الحاسمة لإلغاء هذه النظرية إذ اثبت هذا الكتاب أن سفر "التكوين" متعدد المصادر.
وفي عام 1854، برزت نظرية تقول بان للتوراة أربعة مصادر هي : الوثائق اليهودية والوثائق الإلوهية والتثنية، والقانون الكهنوتي، وقد حددت أزمنة هذه المصادر كما يلي:
1ـ تعود الوثائق اليهودية إلى القرن التاسع قبل الميلاد، وقد كتبت في مملكة يهوذا.
2ـ وتعود وثائق الإلوهية إلى زمن اقرب، وقد كتبت في مملكة "اسرائيل".
3ـ وتعود التثنية إلى القرن الثامن قبل الميلاد، عند بعضهم (أدموند جاكوب E. Jacob) أو إلى عهد يوشيا في القرن السابع قبل الميلاد، عند بعضهم الأخر (ديفو).
4ـ ويعود القانون الكهنوتي إلى عهد السبي أو ما بعد السبي، أي إلى القرن السادس ق.م وهكذا يمتد ظهور نصوص الأسفار الخمسة على مدى ثلاثة قرون على الأقل.
وفي عام 1941 اكتشف لودز ( A. Lods) ثلاثة مصادر للوثائق اليهودية، وأربعة مصادر للوثائق الإلوهية، وستة مصادر للتثنية، وتسعة مصادر للقانون الكهنوتي. ويستطرد الاب ديفو : هذا عدا الإضافات الموزعة بين ثمانية كتبة.
وقد أدى تعدد مصادر التوراة إلى كثير من التناقضات والتكرار. وأعطى الاب ديفو العديد من الأمثلة على ذلك. (44)
وهكذا تبدو الأسفار الخمسة مؤلفة من تقاليد متنوعة جمعها كتاب بمهارة تزيد أو تنقص، بحيث راكموا تجميعهم (تقميشهم) تارة، أو حولوا الروايات طورا بهدف تركيبها، إلا إنهم تركوا فيها كل ما بعد ذلك، أن يقسم الاب ديفو سفر التكوين، وحده إلى ثلاثة مصادر أساسية، وذلك في مقدمة ترجمته لهذا السفر عام 1962. (46)
(1/104)
إضافة إلى ذلك، ينكر بعض الباحثين المصريين القدامى أن يكون موسى عبرانيا، ومنهم "مانيتو" المؤرخ المصري في عهد بطليموس الثاني، وكان قد اشتهر كأستاذ يقصده الباحثون في مكتبة الإسكندرية، وهو يقول أن موسى مصري عاش في أيام امنحوتب الثالث وانه أراد أن يرى الإله بعينيه حتى يصدق، وانه درس بمدينة هليوبوليس (عين شمس). كما ينكر بعض المؤرخين اليونانيين أن تكون قد قامت دولة أو مملكة لـ"اسرائيل" في فلسطين، لا في أيام يشوع، ولا في أيام داوود، ولا في أيام سليمان وذلك استنادا إلى ما جاء في كتابات المؤرخين اليونانيين، منذ القرن الثامن ق.م وهي كتابات لم يرد فيها وجود لمملكة "اسرائيل" في فلسطين. (47)
ثانيا : الثقافة الصهيونية:
على هذه المرويات والأساطير الخرافية، قامت الفكرة الصهيونية والثقافة الصهيونية، ذلك أن الصهيونية كفكرة، تسعى إلى عودة اليهود إلى "ارض "اسرائيل"" أو "ارض الميعاد" التي ورد ذكرها في التوراة التي اخترعها أحبار اليهود في منفاهم، دون أن يقدموا أي دليل على صحة ادعاءاتهم هذه، وهي في معناها السياسي، دعوة سياسية انطلقت من أساطير خرافية البست لباس الدين وأسندت إلى مزاعم تاريخية تخفي مطامع استعمارية عنصرية، وساعد على ذلك نشوء الفكرة القومية في أوروبا في القرن التاسع عشر، حيث سعت الصهيونية إلى إلباس اليهودية لباس القومية الحديثة.
(1/105)
كان "هرتزل" أول من تحدث عن دولة لليهود في كتابه "دولة اليهود" (صدر عام 1896) حيث طالب بان يكون لليهود ارض يقيمون عليها دولتهم، في مكان ما من العالم، وليس بالضرورة فلسطين فهو قد قال في كتابه هذا: ليعطونا السيادة التامة على جزء كاف من مساحة الأرض، بشكل يؤمن الاحتياجات الشرعية لشعبنا، ونحن نتكفل بالباقي. بل انه اقترح أن تام هذه الدولة على ارض الأرجنتين، لأنها إحدى أكثر البلاد غنى في العالم. وذات مساحة هائلة، ونسبة ضئيلة من السكان، ومناخ معتدل، أو على ارض فلسطين التي هي "بلادنا التاريخية التي لا تنسى" ولكنه أي هرتزل وافق أخيرا على أن تقوم دولة لليهود في "أوغندا" ولو بصورة مؤقتة. (48)
"بلادنا التاريخية التي لا تنسى" هكذا زور اليهود تاريخ فلسطين واختلقوا، لأنفسهم، وطنا على ارض لم يثبت تاريخيا أنها كانت ذات يوم لهم وغني عن التكرار أن مرويات العهد القديم التي تزعم هذا الزعم ليست ثابتة تاريخيا.
وإذا كان هرتزل قد تحدث عن "دولة اليهود" دون أن يعني، في ذلك ما عنته الصهيونية فيما بعد أن الصحافي اليهودي النمساوي "ناثان بيرنبوم Nathan Birnbawm كان أول من تحدث عن "الصهيونية" في كتابه "الإحياء القومي للشعب اليهودي في وطنه، كوسيلة لحل المشكلة اليهودية" الذي صدر باللغة الألمانية عام 1893 وربما يكون بيرنبوم، بالذات قد استعمل العبارة نفسها في مقالة له كتبها عام 1886 بعنوان "التحرر الذاتي". (49)
(1/106)
ويعتبر "آلان تايلر" في كتابه "الفكر الصهيوني" أن أول عبارة عن الصهيونية قد وردت على لسان المفكر اليهودي "مويز هس Moise Hess" وكانت الفكرة القومية اليهودية قد بدأت تختمر في عقول العديد من المفكرين اليهود الأوروبيين اقتباسا عن الفكر القومي الذي ساد في أوروبا خلال القرن التاسع عشر، وقد رافق هذه النزعة العنصرية لدى يهود أوروبا إنشاء حركة، في مطلع الثمانينات، دعت نفسها "أحباء صهيون" وكان من أهداف هذه الحركة السعي لاستيطان يهودي في فلسطين، على أن يشمل هذا الاستيطان مختلف أوجه الحياة اليهودية: الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية. (50)
ما الذي دفع اليهود، الأوروبيين خصوصا، إلى تبني الدعوة الصهيونية التي تقوم على السعي لإنشاء قومية خاصة باليهود ترتكز على ارض خاصة بهم يعتمدونها وطنا لهم، وهم الذين يعيشون في بلدان أوروبية متحضرة ويشكلون أجزاء من شعوب أوروبية متحضرة؟ فيما لم تقم بين اليهود القاطنين في مختلف إرجاء الوطن العربي مثل هذه الدعوة، إذ من الثابت أن اليهود العرب لم يتبنوا الدعوة الصهيونية إلا بعد أن قامت في أوروبا وانتشرت بين اليهود الأوروبيين؟
لا شك في أن الدوافع التي أدت باليهود إلى تبني الدعوة الصهيونية تعود إلى عوامل ثلاثة:
ـ العامل الأول: ديني، إذ يعتقد اليهود، فعلا أن ما ورد في التوراة (والعهد القديم) صحيح تاريخيا، وإنهم أصحاب فلسطين ومالكوها، وان لديهم أوامر دينية بالعودة إليها.
ـ والعامل الثاني: عنصري، فاليهود قوم لم يستطيعوا، طوال تاريخهم، التأقلم والتكيف مع أي شعب من شعوب الأرض، وذلك بسبب النزعة الصهيونية التي خلقها "العهد القديم" فيهم، حين زعم إنهم "شعب الله المختار" وان عليهم أن يعودوا إلى الأرض إلي وعدهم الله بها، الأرض التي تدر لبنا وعسلا، وبأنه سوف يطرد سبعة شعوب من إمامهم.
(1/107)
ـ والعامل الثالث : سياسي، وهو القائم على الإطماع الاستعمارية الأوروبية، ومن البديهي القول أن الدول الأوروبية التي ساعدت على تحقيق ما طمح اليهود إلى تحقيقه في فلسطين لم يكن إيمانا منها بحق اليهود في فلسطين، بقدر ما كان تحقيقا لمطامع استعمارية بحتة، إذ التقت مطامع تلك الدول بأحلام اليهود الخرافية، فتحالفت وحققت المعجزات، وساعدها على ذلك التخلف والتشرذم العربي والإسلامي.
لقد ارتكزت الثقافة الصهيونية، أساسا، على وعد مزعوم بأرض فلسطين، وساعد على تغذية هذا الوهم وتعزيزه في نفوس اليهود وأفكارهم اضطهاد العالم الغربي لهم، بغية دفعهم للتمسك بهذا الوهم وتجسيده في كيان حقيقي، وساعدهم الغرب بكل ما لديه من قوة وإمكانات في سبيل تحقيق ذلك، على حساب أصحاب الحق والأرض من العرب، ولم ينشأ اضطهاد الأوروبيين لليهود من فراغ، فقد كان اليهود بطبيعتهم، عنصريين غير متآلفين مع باقي المواطنين، في المجتمعات التي وجدوا أو نشئوا وترعرعوا فيها، وذلك بسبب ما زرعه كتابهم، "المقدس" المزيف والمزعوم، في نفوسهم من عصبية وعنصرية بغيضة. وساعد على ارتكاب هذا الخطأ الكوني الكبير الذي لا تزال البشرية تعاني من نتائجه، ما أقدم عليه الباحثون والمؤرخون الأوروبيون، اليهود وغير اليهود، من تزوير للحقائق التاريخية بقصد جعل التوراة والعهد القديم "حقيقة" تاريخية.
ثالثا : تزوير التاريخ
(1/108)
وهكذا، وبدلا من أن يسعى الباحثون والمؤرخون الغربيون إلى البحث عن الحقيقة التاريخية لمرويات التوراة (والعهد القديم) عن طريق وضعها موضع الشك والجدل والمناقشة، شأن كل باحث علمي رصين، إذا بهم يضعونها موضع اليقين ويروحون يختلقون لها إسنادا تاريخية من خلال اختلاق تاريخ لـ"اسرائيل" القديمة وتهميش، بل وتضييع للتاريخ الحقيقي لفلسطين (51) . وقد سار في هذا الطريق غالبية الباحثين والمؤرخين الأوروبيين وتبعهم في ذلك المؤرخون العرب (52) وتكمن المشكلة في أن "العهد القديم"هذا، بكل ما تضمنه من أساطير، قد اعتمد لدى معظم الباحثين والمؤرخين، كمصدر (لا يدحض) لتاريخ العبرانيين، وتاريخ فلسطين بالذات، دون أن يكون لما تضمنه هذا "الكتاب المقدس" أصل موثوق، ودون أن يحاول أولئك الباحثون المؤرخون البحث، في مصادر أخرى، أثرية (اركيولوجية) وتاريخية، عن الحقيقة التاريخية في ما أورده من مرويات. ولمزيد من التفصيل في البرهان والحجة، سوف نعمد إلى الاستشهاد بأثرين هما من أهم من صدر، في الغرب، حول هذا الموضوع، كدحض للتزييف التاريخي الذي اعتمدته التوراة واقره الباحثون والمؤرخون في الغرب خصوصا:
(1/109)
1 ـ يتناول الباحث "كيث وايتلام Keith Whitelam" البحث في صحة التاريخ العبراني، في فلسطين، استنادا إلى التوراة والعهد القديم، فيرى أن تاريخ فلسطين "غير موجود من الأساس" إذ أن الخطاب التوراتي المهيمن قد استبعده، فغدا تاريخ فلسطين مجرد ظل مهمش في إطار التاريخ العبري، حيث تم اختلاق ""اسرائيل" القديمة" التي يقول عنها المؤرخ "فيليب ديفيس P. Davies" أنها من اختراع عقول العلماء وإنها بعيدة كل البعد عن الحقيقة. ومما يثير السخرية لدى "كيث وايتلام" أن تاريخ ""اسرائيل" القديمة" قد استأثر باهتمام المؤرخين القدامى، باعتبار فكرة البحث عن "اسرائيل" القديمة، وعن الوثائق المادية التي يفترض أنها سوف تلقي الأضواء على التوراة العبرية (53) ، دون أي اعتبار لتاريخ فلسطين بالذات. وهكذا يبدو لنا، من وجهة نظر "وايتلام" وآخرين عديدين سواه، أن تاريخ فلسطين "مازال غير مصرح به، محتجبا في الخطاب السائد في الدراسات التوراتية وهي دراسات تهتم أساسا بالبحث عن تاريخ "اسرائيل" القديم باعتباره الميدان الذي عين على فهم تراث التوراة العبرية الذي هو المنبع الأول للحضارة الغربية. (54)
المنبع الأول للحضارة الغربية؟ لا شك في أن سيطرة اللاهوت على مضامين الثقافة الغربية وحضارتها أعطى الدراسات التوراتية إبعادا سياسية وثقافية أضحى الغرب أسيرا لها، بثقافته وحضارته، وقد هدفت هذه الدراسات (التوراتية) في الأساس، إلى اختلاق "اسرائيل" القديمة، وإسكات التاريخ الفلسطيني كما قال "وايتلام" في عنوان كتابه هذا.
(1/110)
ويرى "وايتلام" أن الكذبة التاريخية الكبرى التي أطلقها الباحثون والمؤرخون الذين اعتمدوا "الدراسات التوراتية" كمصدر أساسي (وربما وحيد) لتاريخ فلسطين، قد بدأت تنكشف بسبب "تصدع هذا الإجماع" الذي حظيت به تلك الدراسات في الفترة السابقة، مما ساعد على تعرية الافتراضات السياسية والدينية التي عززت بناء تاريخ الدراسات التوراتية، ويستشهد على ذلك بدراسة الباحثين "ميلر وهايز Miller and Hayes ( عام 1986) وهي التي كانت "نقطة تحول رئيسية في كتابة تاريخ "اسرائيل" من منظور توراتي "بحيث اظهر هذان الباحثان، في دراستهما، المشاكل المتزايدة المتعلقة بتاريخ "اسرائيل" القديم، باعتباره تاريخ الفجوات واضطرار هذا التاريخ إلى التخلي، باستمرار، عن مسلماته، والقواعد الثابتة التي انطلق منها وهو ما ينذر "بموت التاريخ التوراتي" لكي يحل محله، تدريجيا الاعتراف بالتاريخ الفلسطيني كموضوع قائم بذاته، وهو فهم جديد لتاريخ هذه المنطقة يزداد ابتعادا وانفصالا عن الدراسات التوراتية. (55)
(1/111)
وإذا كانت "اسرائيل" الحديثة قد قامت على جزء من ارض ""اسرائيل" القديمة" وليس كلها، وان ارض فلسطين لا بد من أن تعود، برمتها والى الأبد إلى "شعب "اسرائيل"" كما يرى "بن غوريون" (56) وإذا كانت القوى الأربع العظمى ملتزمة بالصهيونية سواء أكانت على خطأ أم على صواب وذلك لان الثقافة الصهيونية متأصلة بعمق في تراث من الماضي البعيد، وفي حاجات الحاضر وآمال المستقبل لهذه القوى، كما يقول اللورد بلفور (بعد عامين من إعلان وعده الشهير)، (57) فان ما لا يمكن دحضه وإنكاره هو أن هذه الصورة "التوراتية" قد بدأت بالاهتزاز في وعي المثقف الغربي الذي بدأ يتأثر بالدراسات التاريخية العلمية لهذه المنطقة، بعيدا عن المؤثرات التوراتية التي سكنت وعيه زمنا طويلا، خصوصا وانه قد بدأ يعني أن ما يربط القوى العظمى بالكيان الصهيوني القائم حاليا على ارض فلسطين ليس توراتيا بقدر ما هو سياسي استعماري مفضوح.
(1/112)
ويرى "وايتلام" أخيرا انه إذا كان التاريخ الفلسطيني قد استبعد خلال القرنين الماضيين بتأثير من "المدرسة التوراتية" المزورة للتاريخ برمته، مما أدى حرمانه من مكان خاص به في الخطاب الأكاديمي الغربي، وإذا كان الاهتمام الأوروبي بفلسطين، من الوجهة الإستراتيجية قد نشأ مع سعيها (أي أوروبا) لمعرفة جذور حضارتها كما حددتها "اسرائيل" القديمة والتوراة مما جعلها تتقبل بسهولة أفكار المتخصصين التوراتيين وتقبل على تصور ماضي فلسطين كما جاء في التراث التوراتي، فان عدم الارتياح المتزايد من صدقيه هذا التراث، ورواج الكتب التاريخية الجديدة المعدلة وفقا لمعايير علمية جديدة لقراءة تاريخ فلسطين، وما رافق ذلك من تغييرات جرت داخل التخصص الأكاديمي، المتعلق بالتراث التوراتي، حيث كشفت هذه التغيرات عن مدى اختلاق هذا التاريخ (التوراتي) المتخيل بناء على نماذج من التجربة المعاصرة، بالإضافة إلى الإسهام الذي قدمه النضال الفلسطيني المستمر والانتفاضة الفلسطينية بشكل خاص، قد ساعد، ذلك كله في استمرار تحطيم الأسس الفكرية التي كانت سائدة بتأثر من الرواية التاريخية التوراتية (58) وهو ما سوف يؤدي ولا شك في النهاية إلى رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني الحقيقي وغير المزور والمزيف.
(1/113)
2ـ ويقدم لنا الباحث "توماس طومسون Thomas l. Thompson" في كتابه "التاريخ القديم للشعب "الإسرائيلي"" نموذجا آخر من المؤرخين الذين يفضحون التزوير التاريخي لـ"اسرائيل" القديمة (وقد بدأ عددهم يتزايد باطراد) ويعتمد "طومسون" على نظرية "ويلهاوزن" في الفرضية الوثائقية" التي ترى انه يجب فهم "المصادر الأربعة (59) للأسفار الخمسة الأولى" من العهد القديم (وهي أسفار الشريعة أو التوراة) على أنها وثائق أدبية تم تأليفها وقت كتابتها، وهي انعكاس صادق لفهم ومعرفة تؤلفيها وعالمهم، وعلى هذا فلا يمكن اعتبارها تاريخا يعتد به، كما انه لا يمكن الاستفادة منها لإعادة تشكيل تاريخ "اسرائيل" القديم، السابق على وقت تأليفها. (60)
ويرى "ماير" وهو باحث زميل لويلهاوزن، أن "المصادر الوثائقية" التوراتية ليست في الأصل سوى "مرويات شفهية" ومجموعات من القصص التي تألفت من الحكايات الشعبية والأساطير والملاحم، ويقدم مثالا على ذلك حكايات "سفر التكوين" التي تنتمي إلى عالم الخيال وليس فيها سوى القليل مما له علاقة بالتاريخ.
(1/114)
وقد وافق "ماير" في تحليله هذا باحث آخر هو "غونكيل" (وكان محاضرا في هال، إلى جانب ماير، خلال أعوام (1889ـ 1894). يقول "غونكيل" أن "المرويات الشفهية" التي كانت معروفة من الأدب العالمي والأدب الشعبي هي التي تشكل أساس الحكايات التوراتية وحكايات العهد القديم. وقد كان للباحث غريسمان وهو تلميذ ويلهاوزن اثر كبير في انتشار هذه الأفكار، خصوصا بعهد نشره كتابه المهم "نصوص الشرق القديم المتعلقة بالعهد القديم" الذي اثر في الفكر اللاهوتي الأوروبي تأثيرا واسعا، كذلك الباحث "برتشادر" الذي اشتهر بعيد الحرب العالمية الثانية، بأبحاثه المتعلقة بالشرق الأدنى القديم، ومنها تاريخ "اسرائيل" التوراتية القديمة.(61) ومع هؤلاء جاء الباحث "ايسفيليت Eissfeldt" لكي ينقل النقاش حول العهد القديم إلى وجهة أخرى، فالعهد القديم في نظره، لم يكن تاريخا تحول إلى خيال بل خيالا تحول إلى تاريخ، إلا انه يرى أن مرويات الأسفار الخمسة الأولى هي في إشكالها القديمة، قصص عن إفراد وتواريخ شعبية كانت بسبب انتقالها كمرويات شفهية، غير ثابتة، نسبيا كنص تاريخي أصلي اكتسب تدريجيا، صفة القصص الخيالية، ولذلك فهو يرى انه يمكن اكتشاف النواة التاريخية المخبأة في المرويات القديمة المهمة من خلال حذف وشطب الإضافات.
إمام هذه الفرضيات المتبادلة، من اعتبار القصص التقليدية، في الأسفار الخمسة الأولى، تاريخا تحول إلى خيال، إلى اعتبار الحوادث التي نشأت عنها هذه القصص تعكس تاريخ شعوب الشرق الأدنى القديم، وقف جيل جديد من الباحثين والمؤرخين اعتبر هذه الفرضيات "افتراضات مسبقة، مسلما بها ولا تناقش"، وهكذا استعادت الدراسات التاريخية عن الكتاب المقدس وإسرائيل القديمة وهجها السابق المحافظ.(62)
(1/115)
حقق هذا التحول فوائد جمة لصالح تاريخ "اسرائيل" القديمة، إذ استغله الدارسون والمنقبون العاملون لمصلحة هذا التاريخ، في العشرينات والثلاثينات من هذا القرن، وكان عود الصهيونية قد بدأ يشتد، بعد وعد بلفور وتقسيمات سايكس ـ بيكو والانتداب البريطاني على فلسطين، فاستفادت من هذا التحول أيما إفادة، وشرع الباحثون الصهاينة يجهدون لتأكيد الحق اليهودي في فلسطين من خلال أبحاثهم الاركيولوجية ومن خلال الحفر والتنقيب الذي أجروه في فلسطين وجوارها، ساعين إلى تأويل كل المعلومات المستجدة لمصلحة أفكارهم التوراتية، ومن أهم هؤلاء، أولبرايت (في الولايات المتحدة) وألت (في ألمانيا) وقد انتهى هذان الباحثان إلى تأكيد الزعم القائل، مع "ايسفيلت" بان المرويات التوراتية ذات أصول تاريخية واشترك الاثنان معا، في السعي لإعادة تشكيل تاريخ "اسرائيل" القديم على أساس التقييم النقدي والتوفيق بين الدراسات التوراتية والاركيولوجية المتعلقة بالشرق الأدنى .(63)
(1/116)
إلا أن "أولبرايت" ورغم ضحالة مفهومه التاريخي فهو لم يكن مؤرخا ولا مفسرا للتوراة بل كان اثريا (اركيولوجيا) فحسب، كان أكثر تمسكا بالمحافظة على تاريخية النص التوراتي من "ألمت" الذي كان اقرب إلى "ويلهاوزن" بل كان يعتبر خليفة "لماير" أو "غونكيل". وقد أثرت مفاهيم "أولبرايت" على مسار الدراسات التاريخية ـ الاركيولوجية في اتجاه مغاير تماما لاتجاهات ويلهاون وماير وغونكيل، وهو الذي أسس لأهم النظريات، حول تاريخ أصول "اسرائيل"، في هذه الحقبة، وانتهى إلى القول "بتاريخية التوراة التي أكدتها الحفريات" معتبرا أن المرويات التوراتية سرد تاريخي للماضي وان ما ذكرته التوراة عن إسلاف "اسرائيل" كان بصفتهم إفرادا تاريخيين وعرضا أدبيا لتلك الشعوب، ومفترضا في الوقت نفسه، انه يكفي لتثبيت تاريخية الرواية التوراتية، تثبيت بعض تفصيلاتها المهمة عن طريق مصادر غير توراتية، قابلا بذلك تصحيح الروايات التوراتية على ضوء التاريخ . (64) ويؤكد "أولبرايت" كذلك أساسية تاريخ الإطار التوراتي للحوادث، إلا انه بسبب عد الوضوح في فهمه لنصوص العهد القديم لم يقحم إلا نادرا، ما يعتقد فهما لواقع الروايات التوراتية وهذا ما وسم العديد من أعمال أولبرايت بالسطحية، وأفسح في المجال قراءتها بتعصب لاهوتي ومسحة أصولية. (65)
إلا أن نظريات أولبرايت هذه رفضت من قبل العديد من تلامذته أمثال: مندنهال، وغيوس ولوك وماتيوس وآخرين .(66)
(1/117)
لقد جهد "أولبرايت" في كتابه "من العصر الحجري إلى المسيحية" في أن يجد مكانا مناسبا، في هذه الفترة الزمنية من تاريخ الشرق الأدنى، يمكنه من إحلال تاريخ "اسرائيل" القديمة فيه، وبثبات مقنع. وقد استمر، طوال حياته، يسعى لتحقيق هذا الهدف، وقد وفق في ذلك، إلى حد ما حيث استطاع أن يحدد وجود "اسرائيل" في فلسطين نحو عام 1200 ق.م وان الفتح قد تم أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن الثاني عشر ق.م وقد وافقه العديد من الباحثين، المحافظين وغير المحافظين، على ذلك.
إلا أن محاولات "أولبرايت" للتوفيق بين البينات التوراتية وغير التوراتية كاثبات لتاريخية "اسرائيل" القديمة، سرعان ما دخلت مرحلة الانهيار التي مازالت متواصلة حتى اليوم. (67)
هذا القول الأخير هو "لطومسون" إلي تحدث، حتى ألان، في كتابه، عن آخرين دون أن يبرز راية بوضوح، حيث أن ناقش، في الفصول الثلاثة الأولى من كتابه، نظريات عالجت هذا الموضوع قبله.
إلا أن "طومسون" لا يلبس أن يبدأ بمعالجة الموضوع من زاويته الشخصية، بعد ذلك فيبدي فيه رأيا واضحا وصريحا، في نقاش جدي لمعظم مرويات العهد القديم، حيث ينتهي إلى رأي مخالف تماما لرأي "ايسفيلت وأولبرايت" وطغمة المحافظين، إذ يرى في النهاية أن المرويات ليست سوى شظايا ذكريات مكتوبة أو شفهية، سلاسل من القصص، أعمال أدبية معقدة، سجلات إدارية، اغان، حكم نبوية، كلمات مأثورة عن فلاسفة، قوائم وحكايات: كلها اعتبرت ذات معنى ضمن كل مترابط متراكم، جمع ونظم انتقائيا، وفسر باعتباره ماضيا مبعثرا. (68)
(1/118)
3ـ إلا أن الصفعة القاسية والضربة القاصمة التي تلقاها اليهود المحافظون، في هذا المجال، هي تلك التي رماهم به الباحث الأثري "الإسرائيلي" البروفسور "زئيف هرتسوغ" وذلك في مقالة نشرها في جريدة هآرتس "الإسرائيلية" بتاريخ 28/11/1999 واستطاع من خلالها أن يثبت انه بعد سبعين عاما من الحفريات الأثرية المكثفة في ارض فلسطين، توصل علماء الآثار إلى استنتاج مخيف: الأمر مختلف من الأساس، فأفعال الإباء هي مجرد أساطير شعبية،ونحن لن نهاجر لمصر ولم نرحل من هناك، ولم نحتل هذه البلاد، وليس هناك أي ذكر لإمبراطورية داوود وسليمان، والباحثون المختصون يعرفون هذه الوقائع منذ وقت طويل، ولكن المجتمع لا يعرف. (69)
ويستطرد "هرتسوغ" في مقالته هذه قائلا : في السنوات العشرين الأخيرة حدثت ثورة فعلة في تعامل الباحثين "الإسرائيليين" مع التوراة بوصفها مصدرا تاريخيا، فمعظم المنشغلين في المداولات في ميدان التوراة، علم الآثار، وتاريخ شعب "اسرائيل" الذين كانوا يبحثون حتى ألان ميدانيا عن أي إثباتات لصدق قصص التوراة، يتفقون حاليا على أن مراحل تشكل شعب "اسرائيل" كانت مغايرة تماما للصورة الموصوفة في التوراة… ومن الواضح للباحثين، اليوم أن شعب "اسرائيل" لم يقم في مصر، ولم يته في الصحراء ولم يحتل البلاد بحملة عسكرية، ولم يورثها لاثني عشر سبطا إسرائيليا، كذلك أصعب من هذا أن نستوعب حقيقة تتبدى، وهي أن المملكة الموحدة لداود وسليمان، الموصوفة في التوراة كقوة عظمى إقليمية، كانت في أفضل الأحوال مملكة قبلية صغيرة .(70)
(1/119)
بعد كل ما تقدم، أو ليس صحيحا القول أن التوراة بمروياتها أكذوبة كبرى صنع منها اليهود أساسا فكريا لطرح سياسي يهودي في القرن العشرين، واستطاعوا، من خلال هذا الطرح، أن يقنعوا العالم بأحقية مطالبهم، وذلك بعد أن جعلوا من "العهد القديم" دستور عمل لهم، وحولوه في نظر العالم اجمع وخصوصا نخبته المثقفة والمفكرة، من كتاب يتضمن أساطير وخرافات ومرويات لا يتسع لها خيال ولا يقبلها منطق، إلى كتاب تاريخي لا يخضع للمناقشة أو الشك والتساؤل، فكان مرتكزا أصليا لثقافة صهيونية اعتمدته أساسا فكريا مهما لتحقيق حلمها بإقامة دولة لليهود في فلسطين؟
إلا أن هذا المرتكز اخذ ينهار بانهيار الأكذوبة الكبرى فهل سيظل الكيان الصهيوني نتاج هذه الأكذوبة، صلبا قويا كما كان قبل انكشافها؟ الأمر يعود إلى وعي الغرب والى يقظة العرب ووحدتهم.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------
المصادر والمراجع
1ـ باللغة العربية
ـ القرآن الكريم.
ـ الكتاب المقدس: العهد القديم.
ـ سويد، ياسين، التاريخ العسكري لبني "اسرائيل" من خلال كتابهم، قراءة جديدة للعهد القديم، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت 1998.
ـ النيسابوري، أبو الحسن علي بن احمد الواحدي، أسباب النزول، دراسة وتحقيق السيد الجميلي، دار الكتاب العربي، بيروت، 1986.
ـ الصليبي، كمال، التوراة جاءت من جزيرة العرب، مؤسسة الأبحاث العربي، بيروت، 1985.
ـ تفسير الجلالين (جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي) بهامش القرآن الكريم.
ـ السيوطي، أبو الفضل جلال الدين، لباب النقول في أسباب النزول، ضبط وتصحيح احمد عبد الشافعي، دار الكتب العلمية، بيروت، لات.
ـ البار، محمد علي، المدخل لدراسة التوراة والعهد القديم، دار القلم، دمشق، والدار الشامية، بيروت، 1990.
(1/120)
ـ سبينوزا، باروخ دي، رسالة في اللاهوت والسياسة، تعريب : حسن حنفي، مراجعة: فؤاد زكريا، دار الطليعة، بيروت 1994.
ـ طومسون، توماس، التاريخ القديم للشعب "الإسرائيلي"، تعريب : صالح علي سوداح، مكتبة بيسان، بيروت 1995.
ـ وايتلام، كيث، اختلاق "اسرائيل" القديمة: اسكات التاريخ الفلسطيني، تعريب، سحر الهنداوي، مراجعة: فؤاد زكريا، سلسلة عالم المعرفة الكويت، عدد 249.
ـ عثمان، احمد، تاريخ اليهود، مكتبة الشروق، القاهرة، 1994.
ـ سويد، ياسين، نحو إستراتيجية جادة لعمل عربي موحد، دار النفائس، بيروت 1996.
ـ مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وقيادة الجيش اللبناني، القضية الفلسطينية والخطر الصهيوني، بيروت، 1973.
ـ الدبس، المطران يوسف، تاريخ سوريا الدنيوي والديني، بيروت، 1893.
ـ بورتر، هارفي، النهج القويم في التاريخ القديم، بيروت، 1884.
2ـ باللغة الاجنبية:
- Gwinn, Robert, and others, the New Encycloaedia Britannica 15th. Ed.
1974-1990.
- Baigent, Michael, and Leigh, Richard, the Dead sea scrolls deception,
Ed Summit books, New York, 1991.
- Dictionnaire incyclopedique Quillet, Ed. Quillet, France, 1970.
- Herzel, Theodor, Letat Juifs, Ed. La Decouverte, Paris,1990.
- Bucaille, Maurice, La Bible, le Coran, et la Science, Ed. Seghers, Paris, 1976.
- Taylor, Alan, Lesprit sioniste, Institut des Etudes Palestiniennes, Beyrouth, 1977.
ـ الهوامش:
1ـ النيسابوري، أبو الحسن، أسباب النزول، ص 159، والسيوطي، لباب النقول في أسباب النزول ص 80.
2ـ الصليبي، كمال، التوراة جاءت من جزيرة العرب، ص 15ـ16.
(1/121)
3ـ النيسابوري، م. ن ص 179، وجاء في أسباب النزول أن حبرا يهوديا بدينا "خاصم" النبي (أي جادله) فقال له النبي (ص): أنشدك بالذي انزل التوراة على موسى، إما تجد في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين؟ فغضب اليهودي وقال : والله ما انزل الله على بشر من شيء، فنزلت هذه الآية (النيسابوري) م.ن.ص.ن، والسيوطي، المصدر السابق ص 90.
4ـ تفسير الجلالين (جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي) بهامش القرآن الكريم.
5ـ النيسابوري، المصدر السابق، ص 35.
6ـ النيسابوري، م ن ص 34 والسيوطي م ن ص 10. والأعين: الذي عظم سواد عينيه في سعة (محيط المحيط).
7ـ تفسير الجلالين، بهامش القرآن الكريم
8ـ السيوطي، المصدر السابق، ص 78.
9ـ النيسابوري، المصدر السابق، ص 96. ولا خلاق لهم : لا نصيب لهم.
10ـ السيوطي: المصدر السابق، ص 43.
11ـ البار، محمد علي، المدخل لدراسة التوراة والعهد القديم، ص 118ـ 119.
12ـ م . ن . ص 120.
13ـ البار، المرجع السابق، ص 144.
14ـ الكتاب المقدس، العهد القديم، ص 29.
15ـ م. ن.ص.ن.
16ـ م. ن. ص 30.
17ـ م. ن .ص. ن.
18ـ م. ن. ص 59.
19ـ م. ن. ص 62.
20ـ سبينوزا، رسالة في اللاهوت والسياسة، ص 238ـ 239، وانظر م. ن. ص 230ـ240.
21ـ م. ن. ص 244.
22ـ م. ن. ص 246، والكتب المقننة canonique وهي الكتب التي اعترفت بها الكنيسة رسميا، في القرن الرابع الميلادي، على أنها كتب مقدسة (م. ن. ص. ن. حاشية 4).
23ـ م. ن. ص. ن.
24ـ م. ن. ص 255.
25ـ م. ن. ص 256.
26ـ م. ن. ص 265.
27ـ م. ن. ص 226.
28ـ ورد في نسخة الكتاب المقدس، العهد القديم، طبعة الرهبانية اليسوعية الصادرة عن جمعيات الكتاب المقدس في المشرق، دار المشرق، بيروت، 1988، والتي بين أيدينا، وفي سفر التكوين (14:22): "وسمى إبراهيم ذلك المكان: الرب يرى. ولذلك يقال اليوم: "وفي الجبل، الرب يرى" والمقصود بالجبل: جبل موريا.
29ـ م. ن. ص 266ـ268.
(1/122)
30ـ م. ن. ص 269، ونود أن نشير هنا إلى إننا تصرفنا في شرح هذه النقطة دون التقيد بما أورده سبينوزا من أمثلة (انظر سفر تثنية الاشتراع في الكتاب المقدس، العهد القديم الذي اعتمدتاه، وقد سبق أن اشرنا إليه).
31ـ م. ن. ص 270 وقد جاء في سفر القضاة (29:18) "وسموا المدينة دان، باسم دان أبيهم الذي ولد لـ"اسرائيل"، وكان اسم المدينة قبل ذلك، لاييش".
32ـ م. ن. ص 270ـ 271.
33ـ م. ن. ص 271، ويشير سبينوزا، في ذلك إلى أن موسى كتب، بأمر من الرب، عن الحرب ضد العمالقة إذ قال الرب له : "اكتب هذا ذكرا في كتاب" (خر: 14:17) كما يشير إلى سفر يسمى "حروب الرب" ورد ذكره في سفر العدد حيث جاء "ولذلك يقال في كتاب حروب الرب" (عد 21ـ14) والى سفر آخر يسمى "سفر العيد" ورد ذكره في سفر الخروج، حيث جاء " واخذ كتاب العهد فتلا على مسامع الشعب فقال:… (خر 7:24) والى سفر ثالث يسمى توراة الله ورد ذكره في سفر التثنية حيث جاء: "وكتب موسى هذه الشريعة وسلمها إلى الكهنة بني لاوي… وسائر شيوخ "اسرائيل" (تث 9:31) ثم أضاف إليه يشوع، بعد ذلك بمدة طويلة، رواية العهد الذي قطعه الشعب (بنو "اسرائيل")على نفسه من جديد، في أيامه، (م. ن. ص 272) حيث جاء في سفر يشوع (25:24ـ26) "فقطع يشوع للشعب عهدا في ذلك اليوم، جعل لهم فريضة وحكما في شكيم، وكتب يشوع هذا الكلام في سفر توراة الله.
34ـ ورد ذكر سفر العهد الثاني في تثنية الاشتراع، حيث جاء " يقطع الرب إلهك معك اليوم… حتى على حسب جميع لعنات العهد المكتوبة في سفر هذه الشريعة (تث 11:29ـ20) (انظر النص بكامله في سفر تثنية الاشتراع).
35ـ م. ن. ص 273.
36ـ م. ن. ص 274ـ277.
37ـ البار، المرجع السابق، ص 152ـ154.
38ـ Encyclopacdia Britannica T2. PP. 194-196 (Bible)
39 ـ Ibid. T24. P. 374 (Moses)
40 ـ Ibid. T2. P. 194 (Bible)
41 ـ Encyclopedie Quillet, P./723. (Bible)
42 ـ Ibid. P. 724 M Bible
43 ـ Ibid
(1/123)
44 ـ Bucaille. M. La bible. Le Coran. et la la Scernce. PP. 23.25.
ـ إلوهية ( Elohiste) من "الوهمي" Elohim اسم عبري هو احد أسماء الله في الكتاب المقدس، ويميز هذا الاسم بعض المقاطع في الأسفار الخمسة حيث يسمى الله (الوهمي) وقد انتشر في مملكة الشمال ("اسرائيل") في القرن الثامن ق.م. ( Encyclopedie Quillet: Elohim) وتسمى تلك الوثائق أيضا: الوثائق السامرية، أو النص السامري، نسبة إلى "السامرة" عاصمة مملكة "اسرائيل".
ـ يهوية ( Yahviste) : من "يهوه" Yahweh ou Yahve وهو احد أسماء الله في الكتاب المقدس، وقد انتشرت هذه التسمية في مملكة الجنوب (يهوذا) في القرنين العاشر والتاسع قبل الميلاد. و"اليهويه" هي إحدى الوثائق الأربع في الأسفار الخمسة (التوراة).
وتتحدث عن تاريخ "اسرائيل" في بدايته، وعن طبيعة البشر ونشاط الإباء الأولين حتى موسى، حيث تتحدث عن دوره ( Encyclopedie Quillet: Yahave).
ـ استروك، جان ( Jean Astruc) : 1684 ـ1766، فرنسي، طبيب لويس الخامس عشر كان أستاذا في كلية فرنسا College de France وكلية الطب بباريس، إلف كتبا في الطب واللاهوت ( Encyclopedie Quillet).
ـ لودز، ادولف ( Adolphe Kods): 1867 ـ1766، فرنسي، عضو في المؤسسة L'Institut باحث اثأر وعالم بالعبرية كتب كتابا بعنوان: "اسرائيل" من بداياتها حتى منتصف القرن الثامن الميلادي Ysrael. Des origins au milieu du VIIIe S وكتابا آخر بعنوان: التقليد في تأليف كتب العهد القديم.
La tradition dans la tfrmation des Kevres de I'anicen testment (Encyclop. Quillet)
ـ كارلستادت ( Karlstadt): فون رودولف اندريا لوثر بودنشتاين: 1480ـ1541 Rodulf Anderea Bodendtein. Von إصلاحي ألماني صديق لوثر، إلا أن هذا الأخير أنكره بسبب كتاباته النقدية العنيفة، ( Encyclop. Britannica, T6. P. 745)
(1/124)
ـ ريتشارد سيمون ( R. Simon) : 1638 ـ1712، راهب فرنسي مفسر للكتاب المقدس، ومتخصص في العلوم العبرية، وهو أول من درس الكتاب المقدس دراسة نقدية، ظهر ذلك في كتابه المشار إليه في المتن والذي نشر عام 1678، وقد طرد من الرهبنة بسبب هذا الكتاب ( Encyclop. Quillet).
ـ ديفو: ( Devaux) 1903 ـ1971، فرنسي، درس اللاهوت، كما درس اللغتين العربية والآرامية، ودخل في رهبانية الدومينيكان عام 1929، حيث أوفدته إلى مدرسة الكتاب المقدس ( Ecole Biblique) في أورشليم. أسهم في وضع الكتاب المقدس الأورشليمي La bible de jerusalem.
ـ حاضر في مدرسة الكتاب المقدس، عام 1934 حتى عام 1945 ثم عين مديرا لهذه المدرسة من عام 1945 حتى عام 1965.
ـ اصدر مجلة باسم "مجلة الكتاب المقدس La Revue Bilblique" من عام 1938 حتى عام 1953.
ـ سمي رئيسا لفريق الدراسة لمخطوطات البحر الميت عام 1953.
ـ ألقى محاضرات نشرت عام 1961 بعنوان "علم الآثار ومخطوطات البحر الميت" ترجمت إلى الانكليزية.
ـ لم يعترف في حياته بإسرائيل، وكان يسميها دائما فلسطين وكان رئيسا لمجلس أمناء متحف روكفلر في القدس، وهو المتحف الذي يحتفظ بالمخطوطات.
متهم من قبل "اسرائيل" بمعاداة السامية Baigint. Michael and leigh, Richard. The Dead sea Scrolls deception.p.27
45 ـ Bucaille. OP. Cit. Pp. 25-26
46 ـ Ibid, pp. 24 et 26.
47 ـ عثمان، احمد، تاريخ اليهود، ج 2: 38ـ39. وانظر كتابنا "التاريخ العسكري لبني "اسرائيل" من خلال كتابهم، قراءة جديدة للعهد القديم، ج 2: 306ـ324.
48ـ Hertzel. Theodor. I'Etat des Juifs. PP. 43-47 et 102
49 ـ مؤسسة الدراسات الفلسطينية وقيادة الجيش اللبناني، القضية الفلسطينية والخطر الصهيوني، ص 51.
50ـ Taylor, Alan, L'Esprit sioniste. P.56
51 ـ انظر كتاب اختلاق "اسرائيل" القديمة، اسكات التاريخ الفلسطيني، تأليف، كيث وايتلام، ترجمة : د. سحر الهنداوي.
(1/125)
52ـ انظر تاريخ سوريا، الدنيوي والديني، للمطران يوسف الدبس (9 أجزاء) والنهج القويم في التاريخ القديم لهارفي بورتر (بالعربية) وغيرهما.
53ـ وايتلام، كيث، اختلاف "اسرائيل" القديمة، اسكات التاريخ الفلسطيني، ترجمة، سحر الهنداوي، ص 36.
54ـ م. ن. ص 41.
55ـ م. ن. ص 74ـ76.
56ـ م. ن. ص 207.
57ـ م. ن. ص 203.
58ـ م. ن. ص 344ـ345، ويذكر المؤلف من المساعدات كذلك: تفكك الاتحاد السوفياتي والجدل الدائر حول وحدة أوروبا ومستقبلها.
59ـ مر معنا ذكر هذه المصادر وهي :الوثائق اليهودية، والوثائق الإلوهية، والتثنية، والقانون الكهنوتي.
60ـ طومسون، التاريخ القديم للشعب "الإسرائيلي"، تعريب لصالح علي سوداح، ص 9ـ10.
61ـ م. ن. ص 12ـ13.
62ـ م. ن. ص 13ـ15.
63 م. ن. ص 15ـ16.
64 م. ن. ص 16ـ18.
65 م. ن. ص 19ـ20.
66ـ م. ن. ص 21ـ22.
67ـ م. ن. ص 23ـ25.
68ـ م. ن. ص 292.
69ـ جريدة السفير بتاريخ 1 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1999، ص 15.
70ـ م. ن. ص ن.
الفهرس(1/126)
دراسة في إثبات أنّ كاتب إنجيل يوحنا مجهول
إن نسبة كتاب ما إلى الله عن طريق الظن والأهواء من غير دليل قاطع وصحيح أمر خطير جداً ، وهذا حال كتب النصارى ، فإنهم من أكثر الناس إيماناً عن طريق الظن وإن كانوا يدّعون خلاف ذلك ، فمجرد ما يتراءى لهم أيّ وَهْم يبادروا ويجعلوه دليلاً قاطعاً ، على سبيل المثال استشهاد قاموس الكتاب المقدس على أن متى هو كاتب إنجيل متى ، لأنهم وجدوا أنّ إنجيل متى ( 9 : 10) يذكر الوليمة التي صنعها متى باختصار بينما يذكرها لوقا ( 25 : 29 – 32 ) بتفصيل أكثر ، فاستنتجوا أنّ متى هو الكاتب لأنه اختصرها تواضعاً .
فهل رأيتم دليلاً أسخف من هذا ؟؟؟؟
موضوع دراستنا هنا إن شاء الله هو كاتب إنجيل يوحنا ، وقبل أن نخوض فيه أوّد أن أشير إلى مقدمة مهمة ، وهي أننا حتى نعرف أنّ الكتاب الفلاني وحي من عند الله ، يجب علينا أولاً معرفة الكاتب ، ثمّ يجب أن يصرح الكاتب نفسه بأنّ هذا الكتاب هو وحي من عند الله ، ثم عليه أن يثبت دعواه بالأدلة والبراهين .
ثم بعد ذلك يجب أن يتوفر السند المتصل عن الكاتب ، وهو مثلاً أن يخبر تلاميذ يوحنا أنهم شاهدوا يوحنا يكتب إنجيله أو أنه هو أخبرهم بذلك ، ثم يقوم تلاميذه بنقل هذه المعلومة إلى تلاميذهم أو من هم دونهم ، ويجب على الأخيرين أن يصرحوا بكل وضوح وبكلام لا لبس فيه ، أنهم سمعوا من معلميهم ( الذين هم تلاميذ يوحنا ) أن يوحنا بن زبدي هو كاتب هذا الإنجيل ، ثم يخبر هؤلاء من هم بعدهم وهكذا .
هذا إذا أضفنا شرط التواتر الذي يستحيل توفره في الكتاب المقدس .
فهل إنجيل يوحنا تتوفر فيه هذه الشروط ؟؟؟
- هل كاتب إنجيل يوحنا معروف ؟؟؟
- هل ادّعى - على فرض معرفته - أنّ كتابه وحي من عند الله ؟؟؟
- هل أقام البراهين على ذلك ؟؟؟
- هل نُقل إلينا بالسند المتصل ؟؟؟
- هل تواتر نقله ؟؟؟
فكيف يُنسب كتاب إلى الله والكاتب في الأصل مجهول ؟؟؟؟
(1/127)
ولقد استدل النصارى بجملة أدلة ، وكلها تمويه ولا يصح منها شيء أن يسمى دليلاً ، وسوف أقوم هنا إن شاء الله بتفنيد ما استدلوا به على صحة نسبة إنجيل يوحنا للحواري يوحنا بن زبدي ، والتي حاولت أن أحصيها قدر المستطاع ، آخذاً بالاعتبار أهم مراجعهم ( دائرة المعارف الكتابية ، قاموس الكتاب المقدس ثم متفرقات ) ، سائلاً الله أن يعينني على تقديم دراسة عن باقي الأناجيل والله المستعان وعليه وحده التكلان .
استعراض أدلة النصارى
1 - استدلوا بقول الإنجيل ( هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا . ونعلم أن شهادته حق ) .. يو ( 21 : 24 ) ، فقالوا هذه عبارة صريحة أن الكاتب هو يوحنا .
الرد :
بداية أقول أنه ليس هناك في إنجيل يوحنا أدنى ما يشير إلى أنّ يوحنا التلميذ هو كاتبه ..
وقد تعلق الكثير بعبارة ( هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا . ونعلم أن شهادته حق ) .. يو ( 21 : 24 ) ، وبنوا عليها اعتقادهم بأن يوحنا هو الكاتب ، ولكن هذا مرفوض من عدة وجوه :
أ – لا نعلم من هو القائل هنا ، ولا نعلم من هم الذين يتكلمون بصيغة الجمع ( ونعلم أن شهادته حق ) ، فالقائلون مجهولون تماماً ، بل إن هذه الجملة هي ضدهم إذ أن المتكلم يتحدث بصيغة الجمع ، وهذا يشير إلى أن الكاتب مجموعة من الأشخاص وليس فرداً واحداً .
ب – ليس هناك ذكر ليوحنا ، وجل ما في الأمر أنه قال ( هذا هو التلميذ ) ، ولكن من هو هذا التلميذ المقصود وما اسمه ، فهذا الذي لا يُعرف ، والإنجيل لم يذكر اسمه ولم يحدد من هو .
فإن قيل بل اسمه محدد إذ وصفه بالتلميذ المحبوب ، والتلميذ المحبوب هو يوحنا ، نقول لهم ومن أين علمتم أنّ التلميذ المحبوب هو يوحنا ؟؟؟ ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) .
فإنجيل يوحنا لم يذكر من هو التلميذ المحبوب ، ولا يوجد أدنى دليل على أنّ المراد بالتلميذ المحبوب هو يوحنا .
(1/128)
ج - ولو سلمنا جدلاً أن التلميذ هنا هو يوحنا بن زبدي لما كان هناك ما يدل من هذه العبارة أن الكاتب هو يوحنا ، وكل ما في المسألة أن المقصود بالمكتوب هنا هو ما قيل قبل ذلك من أن هذا التلميذ الذي يحبه المسيح شاع عنه أنه لن يموت ، فهذا هو المقصود بما كتبه وشهد عليه ، وهو هذه القصة الأخيرة لا غير ، ولا يجزم منها أنّ المقصود هو الإنجيل كله .
هـ - وحتى لو فرضنا جدلاً أنّ اسم الكاتب موجود بكل وضوح ، كأن يقول ( أنا يوحنا كاتب هذا الإنجيل ) ، فهل يمكن الاعتداد بهذا واعتباره دليلاً قاطعاً على هوية الكاتب ؟؟؟
نقول لا ، لا يمكن الاعتداد بهذا ولا يمكن اعتباره دليلاً ، لأنه لا يستبعد أن يقوم أحد بتلفيق هذا الإنجيل ثم ينسبه إلى أحد الحواريين بأن يضع اسم يوحنا أو يقول فيه ( أنا يوحنا كاتب هذا الإنجيل ) فمجرد وجود الاسم لا يعني صحة وحقيقة ذلك ، إذ أنه من السهل على كل من أراد التلفيق والكذب أن يضع اسم شخص آخر ويجعله كاتباً .
وها هو إنجيل بطرس ( من الأبوكريفا ) يحمل اسم كاتبه صراحة كما في الفصل الرابع عشر- : ( وأنا سمعان بطرس وأخي أندرواس أخذنا شباكنا وذهبنا إلى البحر ) .
فهذا قول صريح أن الكاتب هو بطرس الحواري ومع ذلك هم لا يؤمنون أن بطرس الرسول هو الكاتب ، ولا يؤمنون أن هذا الإنجيل قانوني بل يقولون عنه أنه منحول ومزيّف.
فلو قلنا لهم إن اسم الكاتب بطرس موجود بشكل صريح ، سيجيبوا بأنّ هناك شخص آخر كذب على لسان بطرس وتكلم باسمه ، فهم هنا لا يعتبروا أن مجرد وجود الاسم دليل على كشف هوية الكاتب ، عندها سنقول لهم أن كلامهم هذا ينطبق على إنجيل يوحنا ولا فرق ، وبهذا تكون حجتهم بطلت من أساسها وانهارت نهائياً ولله الحمد والمنّة أولاً وأخرا .
2 - استدلوا بشهادة اريناوس ( 140 - 202 ) .
فلقد قال اريناوس : ( يوحنا تلميذ السيّد الذي اتكأ على صدره ، نشر بنفسه إنجيلاً أثناء إقامته في افسوس ) .
(1/129)
واريناوس هذا هو تلميذ بولكاربوس ، والأخير هو تلميذ يوحنا ، قالوا وهذا هو السند المتصل لكاتب الإنجيل ، فلا بدّ أن اريناوس نقل هذه المعلومة عن بولكاربوس أستاذه والأخير نقلها عن يوحنا الرسول .
الرد :
لا يمكن الاعتماد على قول اريناوس ، وهو مرفوض لعدة أسباب :
أ – لأنه لم يذكر أنه أخذ هذه المعلومة من بوليكاربوس ، وقولهم لا بد أنه أخذها عن أستاذه قول في غير محله وتأكيد سقيم ، إذ أن هناك احتمالات أخرى ، فيحتمل أنه نقلها عن آخر مجهول لا نعرفه ، أو أنه غلبه الظن والتخمين فكان ذلك من استنتاجه الشخصي ، وفي مثل هذه الحالة لا يمكن أن ننهض بهذه الأدلة الواهية لندلل على أن يوحنا هو الكاتب ، بل هذا يحتاج إلى أدلة قاطعة بيّنة لا تحتمل الشك ولا يتطرأ إليها الاحتمال ، وإلا فسدت ، لأنه من المعلوم إن الدليل متى ما تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال ..
وكونه تلميذ بوليكاربوس لا يعني أنه أخذ كل شيء عن بوليكاربوس ، فلو صحّ ذلك لوجب أن يكون فلورينوس الغنوسي ( وهو من الهراطقة في نظر الكنيسة ) أخذ أفكاره الغنوسية عن بوليكاربوس أيضاً ، لأنه كان تلميذه ، تقول دائرة المعارف :
( فلورنيوس الذي كان أيضاً تلميذاً من تلاميذ بوليكاربوس ، ولكنه انحرف إلي الغنوسية ( .
فهل يقول النصارى أنّ فلورنيوس الغنوسي تلميذ بوليكاربوس أيضاً أخذ أفكاره الغنوسية عن بوليكاربوس ؟؟؟
طبعاً لا أظن أنهم يقولوا به ...
وكذلك لوجب أن بابياس وهو من الآباء الرسوليين الذي كان صاحب بولكاربوس وتلميذ يوحنا الحواري قد أخذ عنه كيفية موت يهوذا الاسخريوطي ، والتي وصفها كالتالي :
Judas walked about in this world a sad example of impiety; for his body having swollen to such an extent that he could not pass where a chariot could pass easily, he was crushed by the chariot, so that his bowels gushed out.
(1/130)
( ولقد أصبح يهوذا مثال سيء على عدم التقوى في هذا العالم , فلقد تضخّم جسده حتى أنّه لم يكن بمقدوره المرور حيث يمكن أن تمرّ عربة حنطور بسهولة , ولقد دُهس بعربة حنطور حتّى انسكبت أحشاؤه خارجاً ) ( Fragments of Papias - chapter 3 )
والآن نسأل :
أليس بابياس تلميذاً ليوحنا الرسول ؟؟؟
أليس بابياس صديقاً لبولكاربوس ؟؟؟
نعم هو كذلك ، واريناوس نفسه يؤكد ذلك ويقول : " بابياس الذي سمع يوحنا وكان صاحباً لبوليكاربوس " . ( Irenaues A.heresies, Book 5 , ch:33 ) .
فهل يقول النصارى أنّ بابياس أخذ هذه عن الرسول يوحنا لأنه كان تلميذه ؟؟
أو هل يقولوا أن بابياس أخذ هذه عن بولكاربوس لأنه كان صديقه ؟؟؟؟
فحسب قاعدتهم وجب أن يجزموا أنه أخذ هذه المعلومة عن يوحنا أو على أقل تقدير من بولكاربوس الذي بدوره أخذها عن يوحنا الرسول ؟؟؟
لا ، لن يجزموا بذلك و إلا اضطرّوا معها إلى الجزم بتناقض البشيرين متى ويوحنا ، لأن هذا فيه تكذيب واضح لإنجيل متى 27 : 5 ( فطرح - يهوذا- الفضة في الهيكل وانصرف.ثم مضى وخنق نفسه ) .
وكذلك فيه تكذيب واضح لأعمال الرسل 1 : 18 ( فان هذا - يهوذا - اقتنى حقلا من أجرة الظلم وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها )
ولقد أجاب النصارى عن هذا أن بابياس سطحي وساذج ويُخطأ ويهم كثيراً ووصفوا رأيه بأنه رأي شخصي لا يلزمهم ، والعجيب أن شهادة بابياس حول كاتب إنجيل متى تستخدم كدليل معتمد في إثبات أن متى هو الكاتب ، ومن الذين اعتمدوا عليه دائرة المعارف الكتابية وقاموس الكتاب المقدس ومنيس عبد النور في شبهات وهمية ، وأكد شهادته واعتمد عليها كل من اريناؤس واريجانوس .
فهل رأيتم تناقضاً وازدواجية في المعايير أكثر من هذا ؟؟؟
(1/131)
فالمسألة كما يبدو أنها أهواء ، فإن كان كلامه نافعاً فهو حجة دامغة أما إن كان كلامه مضراً فهو سطحي وساذج ورأيه رأي شخصي لا يُلزم أحداً ، مع أنّ قول بابياس هنا ليس رأياً بل هو خبر ورواية .
والعجيب أن النصارى مع كل هذا يجزموا أنّ اريناوس أخذ هذه المعلومة حول كاتب إنجيل يوحنا عن معلّمه بولكاربوس ويتمسكوا بها بالرغم أنه لم يصرح بذلك ، فأوجبوا أن ما يقوله اريناوس هو ما أخذه عن معلمه ، ولكن هل يستطيعوا أن يظلوا متمسكين بقولهم أن كل ما أخبر به اريناوس هو مما أخذه عن بولكاربوس ؟؟؟؟
حسناً اضبطوا هذه النقطة ...
يقرر اريناوس في كتابه الثاني ضد الهراطقة في الفصل الثاني والعشرين ( 22 ) أنّ المسيح – عليه السلام – كان قد جاوز الخمسين سنة عند موته ، ولقد جادل في ذلك ونافح بقوة واستخدم الأدلة والبراهين مثل ( يوحنا 8 : 57 ) لإثبات قوله ، فاليهود قالوا للمسيح ( ليس لك خمسون سنة بعد ، أفرأيت إبراهيم ) ، فخلص إلى أن سنه في هذا الوقت كان فوق الأربعين ، والملفت للنظر أنه صرّح بكل وضوح أن هذه المعلومة حول سن المسيح سلّمها يوحنا الرسول لتلاميذه الذين رافقوه في آسيا وبقوا معه حتى حكم تراجان .
فالآن عزيزي القارئ نرى قولاً صريحاً في أن يوحنا بن زبدي أخبر تلاميذه أنّ المسيح جاوز الخمسين عند موته ، فهل تعلم أنّ الكنيسة ترفض هذا القول بشدة ؟؟؟؟
وتجمع الكنيسة أنّ بدء عمل المسيح عندما كان له نحو ثلاثين سنة ( حسب لوقا 3 : 23 ) ، وأنّ فترة عمله دون أربع سنوات كاملة ، وعلى هذا يكون سن المسيح عند موته لم يتجاوز أربع وثلاثين سنة .
فلقد صرح المؤرخ الشهير يوسيبيوس القيصري ( توفي 340 ) أنّ فترة عمل المسيح على الأرض لم تبلغ أربع سنوات كاملة فلقد قال في كتابه تاريخ الكنيسة ، الجزء الأول ، الفصل العاشر منه :
( وبناء على الوقت المبارك لعمل المخلص يتّضح أنه لم يكن بمجمله أربع سنوات كاملة ) .
(1/132)
Accordingly the whole time of our Saviour's ministry is shown to have been not quite four full years
ولقد خطأت الكنيسة قول اريناوس وقالوا عنه أنه استنتاج شخصي خاطئ مبني على فهم مغلوط بالرغم من أنه يقول بكل وضوح أنّ هذا ما أخبر به يوحنا تلاميذه ، وعلّق هارفي على قول اريناوس في الهامش :
( مع الاحترام لهذا التّأكيد العجيب من إيريناؤس , يعلّق هارفي : قد يدرك القارئ هنا الأحرف الغير مرضية للتقليد , حيث أن الحقيقة المجرّدة مضطربة .فمن خلال التّدبّر المبني على التّاريخ الإنجيلي , وبالإضافة إلى شهادة خارجيّة , نجد أنه من المؤكد أن عمل المسيح امتدّ قليلاً فوق ثلاثة سنوات , لكن هنا يصرّح إيريناؤس أن هذا تضمّن أكثر من عشرة سنوات , و يدعو إلى تقليد مبني - كما يقول - من خلال هؤلاء الذين رافقوا الرسول ) .
وكذلك خطأه متى هنري في تفسيره ( سنة 1706 ) ليوحنا ( 8 : 57 ) ، وقرّر أن عمر المسيح يومئذٍ كان اثنين وثلاثين أو ثلاث وثلاثين سنة .
وجزم تفسير روبرتسون ليوحنا ( 8 : 57 ) أنّ المسيح كان يومئذٍ بين ثلاثين وثلاث وثلاثين ( 30 – 33 ) .
الخلاصة هي أننا نرى بكل وضوح كيف أن الكنيسة والعلماء المسيحيين يخطّئون اريناوس علانية ، بالرغم من أنه يصرح أنّ هذا ما أخبر به يوحنا تلاميذه ، ولكنهم رموا بكل هذا جانباً وضربوا به عرض الحائط عندما لم يناسب هواهم .
ثم يأتوا إلى قوله بأن يوحنا كتب إنجيلاً ويجزمون أنه مما أخذه عن بولكاربوس بالرغم أنه لم يصرح أنه أخذ هذه المعلومة عنه.
أليس هذا عجيباً ؟؟؟؟
ما يقول به صراحة أنه أخذه من التلاميذ يكذبونه به ، وما لم يخبر به أنه عن التلاميذ يجزمون أنه مما أخذه عن التلاميذ ....
أليس هذا هو الكيل بمكيالين ؟؟؟
ولماذا لا يقولوا أن قول اريناؤس أن يوحنا كتب إنجيله هو استنتاج شخصي وفهم مغلوط ؟؟؟؟
وخصوصاً أن هذا القول أجدر لأنه لم يصرح بأنه أخذه من أحد ؟؟؟
(1/133)
أم المسألة أهواء ؟؟
أرأيت من اتخذ إلهه هواه ؟؟؟
نعم وما هذه إلا مسألة أهواء ، فما يوافقهم فهو مما أخذه عن التلاميذ وإن لم يصرح هو بذلك ، وما لا يوافقهم فهو من استنتاجه الشخصي وحتى إن صرح بأنه مما نقله التلاميذ عن البشير يوحنا .
إذن ، فالجزم بأن أيريناوس أخذ هذه المعلومات عن بوليكاربوس فيه مجازفة كبيرة وبعداً عن المنطق والحقيقة .
وألخّص الكلام وأقول :
بين ارناوس ويوحنا حلقة واحدة ، ولكن هذه الحلقة مفقودة ، أي لا يُعرف من هو هذا الحلقة الذي أخبر اريناوس أن يوحنا هو الذي كتب إنجيل يوحنا ، ولا نستطيع أن تقول أن بولكاربوس هو الحلقة هنا ، لأن اريناوس لم يصرح باسم من أخبره بذلك ، فهذا مجرد ظن وتخمين ، ويبقى القول أن بولكاربوس هو من أخبر اريناوس مجرد احتمال ، ومع الاحتمال يسقط الاستدلال .
فالعقائد لا يمكن أن تبنى على الظن والاحتمالات ، بل تبني على اليقين الثابت .
هذا إذا أخذنا بالاعتبار أنّ بوليكاربوس نفسه لم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى وجود إنجيل ليوحنا، وكذلك بابياس ، فيستحيل أنّ تلاميذ يوحنا كبوليكاربوس وبابياس لم يثبت أنهما يعرفا ليوحنا إنجيلاً حتى يأتي من بعدهما ليخبروا بذلك .
فبعد هذا الكلام علمنا ضعف هذا الاستدلال وسقوطه ، واعلموا أنّ هذا أقصى ما يمكن أن يستدلوا به على كاتب إنجيل يوحنا ، وبالرغم من لم يصح وضعيف جداً وكذلك عجزوا أن يثبتوا سنداً واحداً متصلاً له ، فلم يجدوا إلا هذا السند المنقطع ، فكيف إذا طلبنا منهم التواتر ؟؟؟؟؟
والآن بقي أدلة واهية جداً ، وعند النظر إليها سوف يعلم القارئ مدى سذاجتها ، وأنّ البعض منها أقرب ما يكون إلى الضحك على عقول الناس .
3 - شهادة ثاوفيلوس "Theophilus"
(1/134)
تقول دائرة المعارف الكتابية : (ويجب أن نذكر مع إيريناوس، ثاوفيلس (أحد المدافعين عن المسيحية – 170 م) ، فهو أقدم كاتب يذكر القديس يوحنا بالاسم ككاتب للإنجيل الرابع. ففي اقتباسه لفقرة من مقدمة الإنجيل، يقول :" وهذا ما نتعلمه من الكتب المقدسة، ومن كل الناس المسوقين بالروح القدس، والذين من بينهم يوحنا ) .
الرد :
هذه العبارة المقتبسة قالها ثاوفيلوس أسقف إنطاكية في الجزء الثاني من كتابه لـ أوتوكيلوس "Autolycus" ، وهي عبارة مرسلة ، فلا يُعرف من أين أخذ ثاوفيلوس هذه المعلومة ، ولم يُخبر هو نفسه من أين ، ولا يُعرف ما إذا كان لقي أحداً من تلاميذ الرسل أم لا ، فشهادته كما قلنا عبارة عن كلام مرسل من غير دليل ، فإذا كنّا طرحنا شهادة اريناوس فمن باب أولى طرح شهادة ثاوفيلوس .
4 - ينقل يوسابيوس القيصري عن اريناوس أن القديس يوحنا سلم لتلاميذه ، الشيوخ ، الإنجيل مكتوباً " (جزء3 فصل 2:23 ) .
الرد :
هذا الكلام فيه تدليس كبير لا خفاء فيه ، فبالرجوع إلى تاريخ يوسبيوس المجلد الثالث في الفصل 22 نقرأ الآتي :
( وفي كتابه الثاني ضد الهراطقة يقول التالي : وجميع الشيوخ الذين رافقوا يوحنا تلميذ السيد في آسيا ، يشهدون أن يوحنا سلمه/ها إليهم . فهو بقى معهم حتى زمن تراجان ) .
وهذا هو النص بالانكليزية :
And all the elders that associated with John the disciple of the Lord in Asia bear witness that John delivered it to them. For he remained among them until the time of Trajan
وكما نرى أنه يقول ( سلمه/ها إليهم ) هكذا بصيغة الغائب ، ولم يقل أبداً أنه سلّمهم الإنجيل ، فما هو هذا الشيء الذي سلّمه يوحنا لتلاميذه ؟؟؟
(1/135)
لقد سلّمهم معلومة عن عمر المسيح عند موته ، وهو أنّ المسيح عاش حتى جاوز الخمسين عاماً ، والدليل على ذلك هو إذا رجعنا إلى الكتاب الثاني لاريناوس ضد الهراطقة فصل 22 نجده يقول حرفياً ( نقل إليهم تلك المعلومة )، وهذا الذي اقتبس منه يوسيبيوس ، وهو نفس ما ذكرناه في الرد على الدليل الثاني ، ونجد أنّ الفصل 22 يدور كله في إثبات أن المسيح عاش حتى تجاوز الخمسين عاماً ، ثم يبرهن قوله بأنّ هذه المعلومة سلّمها يوحنا لتلاميذه ( الشيوخ ) .
فهذا هو كل ما في الأمر ، ولكنهم حاولوا الإيهام هنا أنّ المقصود هو الإنجيل ، وهو تدليس مفضوح .
وهذا النص بالانكليزية لمن أراد أن يتأكد من السياق بنفسه ويعرف كيف أنّ اريناوس يقول ( نقل إليهم تلك المعلومة ) :
(1/136)
On completing His thirtieth year He suffered, being in fact still a young man, and who had by no means attained to advanced age. Now, that the first stage of early life embraces thirty years, and that this extends onwards to the fortieth year, every one will admit; but from the fortieth and fiftieth year a man begins to decline towards old age, which our Lord possessed while He still fulfilled the office of a Teacher, even as the Gospel and all the elders testify; those who were conversant in Asia with John, the disciple of the Lord, [affirming] that John conveyed to them that information. And he remained among them up to the times of Trajan. Some of them, moreover, saw not only John, but the other apostles also, and heard the very same account from them, and bear testimony as to the [validity of] the statement. Whom then should we rather believe? Whether such men as these, or Ptolemaeus, who never saw the apostles, and who never even in his dreams attained to the slightest trace of an apostle?
5 – شهادة الآباء الرسوليين .
يقول النصارى أن الآباء القدماء للكنيسة استشهدوا بإنجيل يوحنا كثيراً واقتبسوا منه ، وهذا يدل على أنه كان معروفاً بينهم ، ومن بين هؤلاء الآباء :
(1)- إكليمندس الروماني (95م) : والذي نجد في رسالته إلى كورنثوس أربعة نصوص متأثرة بصورة واضحة بآيات الإنجيل للقديس يوحنا :
"يتمجد اسم الرب الحقيقي الوحيد " (1:43) مع (يو28:12) " أيها الآب مجد أسمك " (يو3:17) " أنت الإله الحقيقي وحدك "
(1/137)
(2) - رسالة برنابا (حوالي 100م) : تستخدم الرسالة نفس فكر المسيح في حديثه مع نيقوديموس في شرح العلاقة الرمزية بين الحية النحاسية التي رفعها موسى في البرية وبين مجد المسيح على الصليب " فقال لهم موسى : عندما يلسع أحدكم فليتقدم من الحية المرفوعة على الخشبة وليأمل في إيمان بأنه رغم ميتة قادرة أن تعطى حياة وسيخلص في الحال . وفعلوا هكذا . في هذا أيضا لديكم مجد يسوع ثانية ، لأن كل الأشياء فيه وله " (17:12) مع (يو14:3) " وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان " .
(3) - أغناطيوس الأنطاكى : تلميذ القديس بطرس الرسول وقد استخدم جوهر آيات القديس يوحنا ونفس لغته يقول في رسالته إلى مجنيسيا (1:7) " وكما كان الرب متحداً مع الآب ولم يفعل شيئاً بدونه سواء بذاته أو من خلال الرسل ، كذلك أنتم لا تفعلوا شيئاً بدون الأسقف والقسوس " مع (يو19:5) " لا يقدر الابن أن يفعل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الآب يعمل "
(4) - كتاب الراعي الهرماس (100-145م) : يستخدم روح وجوهر الإنجيل في قوله " لا يقدر الإنسان أن يدخل ملكوت الله إلا من خلال اسم أبنه ، الذي هو محبوبه البار هو ابن الله ، هذا هو المخل الوحيد للرب . لا يمكن لإنسان امرأة يدخل إليه إلا من خلال أبنه " (مثل 9 : فصل 7 ) مع (يو6:14) " أنا هو الطريق والحق والحياة . ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي " .
الرد :
(1/138)
إن وجود عبارات في مؤلفات الآباء الرسوليين تشبه في مضمونها ما جاء في إنجيل يوحنا لا تعني أن يوحنا هو كاتب الإنجيل ، فهذا يتطلب قول صريح منهم أنهم رأوا يوحنا يكتبه أو أن يقولوا أن يوحنا أخبرهم بذلك ، أو على الأقل يخبروا من أخبرهم بذلك ، كما أنّ تشابه هذه العبارات لا تعني بالضرورة أنها مقتبسة من إنجيل يوحنا ، فيُحتمل أنّ كليهما( الآباء وكاتب إنجيل يوحنا ) اقتبس من نفس المصدر ، أو يُحتمل أنها مقتبسة من أقوال منتشرة كانت تحكى وتتردد على ألسنة البعض في ذلك الزمان ..
كما أننا يمكننا عكس الاستدلال هنا عليهم ، ونقول لهم : ماذا لو قيل لكم بل إن الاقتباسات التي استشهدتم بها من كتب الآباء الرسوليين أمثال اكلمندس واغناطيوس ليست مقتبسة من إنجيل يوحنا بل كاتب إنجيل يوحنا هو من اقتبسها من كتب الآباء ، فهل بينكم وبينه فرق ؟؟؟؟
أليس هذا القول أقرب للتصديق مما يقولوا ، وخصوصاً لو أنّ كلامهم صحيح لوجب من هؤلاء الآباء أن يشيروا إلى المصدر ، كأن يقولوا مثلاً ( هذا ما قاله معلمنا يوحنا ) أو ( هذا ما قاله يوحنا في إنجيله ) ولكننا لا نجد مثل هذه الأشياء ، فهذا شيء جدير بالملاحظة .
هذا بالإضافة إلى أنّ اغنطيوس توفي حسب دائرة المعارف الكاثوليكية ما بين ( 98 و 117 بعد الميلاد ) ، وتقول دائرة المعارف الكتابية في زمن كتابات يوحنا ( هناك الآن اتفاق متزايد في الرأي على أنها ظهرت في نهاية القرن الأول أو في بداية القرن الثاني ) .
ففي هذا إشارة قوية جداً إلى أنّ اغنطيوس لم يعرف إنجيل يوحنا ، ويقودنا إلى الاحتمال بأن كاتب يوحنا اقتبس من اغناطيوس وليس العكس .
ثم لو نظرنا إلى الاقتباس من رسالة برنابا ومقارنتها مع يوحنا لوجدناها في غاية السذاجة ، ولا علاقة بينهما أبداً ، اللهم إلا الحيّة المرفوعة .
فكما ترى عزيزي القارئ أنّ الاستشهاد بهذه الأشياء ما هي إلا تمويه واستخفاف بالعقول .
(1/139)
6 - بردية إيجرتون 2 ( Pap. Egerton 2 )
يقول النصارى : يرى غالبيه العلماء إنّ بردية إيجرتون ترجع لنهاية القرن الأول أو بداية القرن الثاني وأبعد هذه الآراء رجع بها إلى ما قبل سنه 150 م ، وهذه البردية تحتوي على أربعة نصوص من يوحنا .
الرد :
أولاً : لا يوجد في هذه البردية أيّ ذكر أنّ إنجيل يوحنا كتبه يوحنا ، فما علاقة هذه البردية في كشف هوية الكاتب ؟؟؟
ثانياً : وجود نصوص في هذه البردية مشابهة لنصوص في إنجيل يوحنا لا يثبت شيئاً في هوية الكاتب ، وعلى فرض أنّ هذه البردية اقتبست من إنجيل يوحنا فأقصى ما يمكن أن يُستفاد منها ، هو أن الإنجيل كان موجوداً في ذلك الوقت ليس أكثر ، ولا يمكن إثبات هوية الكاتب من خلالها أبداً ، فضلاً عن أن يذكر اسم يوحنا من الأصل ، فالكلام هنا هو مجرد تمويه ، ومحاولة لتكثير الكلام حتى يظن القارئ أنّ الأدلة كثيرة .
ثالثاً : لقد قلنا سابقاً أن وجود بعض العبارات المتشابهة في المخطوطة أو البردية مع عبارات في الإنجيل ، لا يعني بالضرورة أنها مقتبسة منه ، بل جائز أنهم اقتبسوا من مصدر آخر ، كما أنه من الجائز أن هذه البردية والمخطوطة والإنجيل اقتبسوا من مصدر واحد ، أو أن هذه العبارات المقتبسة هي من الأقوال الشائعة في ذلك الوقت والتي تناقلتها الألسن من شخص لآخر ، فلا يمكن تحميل المسألة فوق ما تحتمل .
رابعاً : لا ننسى أن هذه البردية مجهولة الكاتب .
خامساً : هناك أشياء ذكرت عن المسيح في هذه البردية وليس لها وجود في الأناجيل ، فكيف يُفسر النصارى هذا ؟؟؟
ألا يعني هذا أن هناك مصدراً آخر استقى الكاتب منه معلوماته ؟؟؟
وهذه نبذة عن بعض ما جاء عن المسيح في بردية ايجرتون 2 :
(1/140)
And when they where perplexed at the strange question, Jesus, as he walked, stood on the lip of the Jordan river, stretching out his right hand, filled it with (...) and sowed upon the (...). And the (...) water (...) the (...). And (...) before them, he brought forth fruit (...) much (...) for joy (...)
( Papyrus Egerton 2:Fragment 2 Recto )
الترجمة :
( عندما كانوا محتارين بسبب سؤاله النادر ، ذهب يسوع إلى ضفاف نهر الأردن ، ومدّ يده اليمنى وملأها من (...) وبذر (...) وال (...) ماء (...) ال (...) أمامهم ، وأخرج ثمرا (...) كثيرا (...) للسعادة ).
وطبعاً الذي بين قوسين هو ما سقط من البردية ، وهناك محاولات من العلماء لوضع احتمالات تتوافق مع السياق ، ولكن هذا لا يهم الآن ، المهم أن المعنى العام مفهوم ، وهو أن المسيح سار إلى نهر الأردن وبذر شيئاً ( حبوب مثلاً ) ، ثم أخرج ثمراً ...
فالسؤال الآن : أين توجد هذه القصة في الأناجيل ؟؟؟
ومن أين استقى الكاتب هذه المعلومات ؟؟؟؟
فلو قالوا انه اقتبسها من الإنجيل فنقول لهم أرجوكم دلّونا عليه أين هو ، وفي أيّ الأناجيل وأيّ إصحاح .
وإن قالوا اقتبسها من مصدر آخر أو أن هذه الحكاية ربما مما اشتهر على السنة الناس ، نقول عندها : لما لا تقولوا نفس الشيء عن ما اقتبستموه من البردية ؟؟؟؟
فبطل استدلالهم جملة بهذه البردية ولله الحمد والمنة أولاً وأخرا .
7 - مخطوطة جون ريلاندز ( ب 52 : P 52) والتي تحتوى على ( يوحنا 31:18 – 34، 37-38) وقد اكتشفت في صحراء الفيوم بمصر سنه 1935م ويؤرخها معظم العلماء بين سنه 117 إلى 135م .
الرد :
طبعاً الكلام على هذه المخطوطة كسابقتها ، فالمخطوطات إجمالاً لا يمكننا من خلالها إثبات اسم الكاتب ، وأقصى ما يمكن الاستفادة منها هو زمن الكتابة لا اسم الكاتب .
(1/141)
بمعنى آخر أن حصولنا على مخطوطة لبعض المقاطع من إنجيل يوحنا تعود لسنة كذا أو سنة كذا ، لا يعني أن الكاتب هو يوحنا ، فالمخطوطة تكشف لنا زمن الكتابة وليس هو هوية الكاتب ، ولا أدري كيف يدرج المسيحيون هكذا أشياء ضمن الأدلة .
ثم أنّ هذه البردية ( ب 52 ) ليس فيها إلا بضع كلمات ، وهذه صورتها :
هذه هي كل البردية ، فعجباً لمن يتعلق بالسراب ويعتقد أنّه ماء .
8 - يوستينوس الشهيد ( 100 ، 110 – 165 ) .
يقول النصارى أنّ يوستينوس أو جستين الشهيد اقتبس كثيراً من إنجيل يوحنا ، وهذا يدل على شهرة هذا الإنجيل .
الرد
أولاً : لم يذكر يوستين الشهيد أنه اقتبس هذه الأشياء من إنجيل يوحنا ، فيُحتمل أنه اقتبسها من غيره ، أو أنّ هذه العبارات كان مما تناقلها الناس ودرجت بينهم .
ثانياً : حتى لو فرضنا جدلاً أنه اقتبسها من إنجيل يوحنا ، فكيف نعرف الكاتب ؟؟؟
فما اقتبسه يوستينوس يؤكد في أحسن أحواله وعلى أعلى تقدير أن يوستين الشهيد اقتبس من الإنجيل ، ولكن السؤال يبقى من هو كاتب هذا الإنجيل ، وهذا ما لم يستطع النصارى إثباته .
ثالثاً : يجب أن لا يغيب عن بالنا أن يوستين هو من مواليد القرن الثاني ( 110 – 165 ب م ) ، يعني أنه لا يعرف يوحنا ولم يلتق به ، ولو فرضنا جدلاً أنه قال بوضوح أن إنجيل يوحنا كتبه يوحنا ، يبقى السؤال مطروحاً : من أين حصل على هذه المعلومة وهو لم ير يوحنا ولا سمع منه ؟؟؟
وهكذا تبقى عندنا حلقة مفقودة لا يمكن تقييمها إلا بمعرفة الواسطة التي عرف بها ذلك ، أما الكلام هكذا بالظنون فلا ينفع ، والظن لا يغني من الحق شيئاً .
9 – كتب الأبوكريفا وكتب الهراطقة
( وهذه الأدلة سخيفة جداًُ ، ولكن سوف نمر عليها حتى نقلع كل يعلق في أذهانهم من أوهام ، وسوف أضرب مثلين اثنين على نوعية هذه الأمثلة والرد عليها ) .
أ - العظات الكليمندية
(1/142)
يقول النصارى : كتبت العظات الكلمندية في بداية القرن الثاني ، وأشارت إلى الأناجيل الأربعة بعبارة " أناجيلنا " ، واقتبت بضع نصوص من إنجيل يوحنا .
الرد
نقول : هذا لا ينفع ولا يفيد شيئاً في معرفة الكاتب فقول العظات الكلمندية ( أناجيلنا ) لا يثبت أن يوحنا هو كاتب إنجيل يوحنا .
ماذا لو قال للنصارى قائل ، بل نستنتج منها أن يوحنا ليس هو الكاتب ، فماذا يجيبوه ؟؟؟
أو ماذا لو قيل لهم بل الذي كتب هذا هو نفسه كاتب يوحنا ، فإما أن تطرحوا إنجيل يوحنا وترفضوه أو تقبلوا العظات الكلمندية على أنها وحي أيضاً وليست أبوكريفا ؟؟؟
أليس هذا الكلام أوجه وأحق بالاعتبار من كلامهم ؟؟؟
استدلال غريب فعلاً ، وما هو إلا محاولة لتكثير الأدلة بأيّ ثمن ، حتى يتوهم من يسمع بذلك أن كاتب إنجيل يوحنا لا يمكن أن يكون مجهول لكثرة الأدلة ، فيظن أنّه لا يمكن أن تكون كلها ضعيفة ، بل ولا بد أن يوجد فيها أدلة قوية .
ب - كتاب البطاركة الأثنى عشر
يقول النصارى ، كتاب البطارقة الذي كتب في بداية القرن الثاني سنة 130م هذا الكتاب يتحدث عن المسيح بألقابه التالية " نور العالم " ، " المخلص " ، " ابن الله " ، " الابن الوحيد " ، " حمل الله " ، " الله الآتي في الجسد " ويقول " الروح يشهد للحق" وهذه كلها مأخوذة مباشرة من الإنجيل للقديس يوحنا .
الرد
طبعاً هذا لا يمكن أن يُسمّى دليلاً ولا حتى شبه دليل .
هل إذا ذكر كتاب البطاركة هذه الألقاب نستنتج منها أن كاتب إنجيل يوحنا هو يوحنا بن زبدي ؟؟؟؟
هل يريدوا منا أن نصدق هذا الكلام المرسل ؟؟؟
وماذا لو سألناهم السؤال السابق :
ماذا لو قيل لهم بل الذي كتب هذا هو نفسه كاتب يوحنا ، فإما أن تطرحوا إنجيل يوحنا وترفضوه أو تقبلوا كتاب البطارقة على أنه وحي أيضاً وليس أبوكريفا ؟؟؟
10 – الأدلة الداخلية للإنجيل .
(1/143)
يقول قاموس الكتاب المقدس في إثبات كاتب إنجيل يوحنا من داخل الإنجيل نفسه ( وهذا ما يسمى بالأدلة الداخلية ) :
1- كان كاتب الإنجيل يهودياً فلسطينياً، ويظهر هذا من معرفته الدقيقة التفصيلية لجغرافية فلسطين والأماكن المتعددة في أورشليم وتاريخ وعادات اليهود، (يوحنا 1: 21 و 28 و 2: 6 و 3: 23 و 4: 5 و 27 و 5: 2 و 3 و 7: 46-52 و 9: 7 و 10: 22 و 23 و 11: 18 و 18: 28 و 19: 31). ويظهر من الأسلوب اليوناني للإنجيل بعض التأثيرات السامية فيه.
2- كان الكاتب واحداً من تلاميذ لمسيح ويظهر هذا من استخدامه ضمير المتكلم الجمع (يوحنا 1: 14). وفي ذكر كثير من التفاصيل الخاصة بعمل المسيح ومشاعر تلاميذه (يوحنا 1: 37 و 2: 11 و 17 و 4: 27 و 54 و 9: 2 و 11: 8-16 و 12: 4-6 و 21: 22 و 13: 23-26 و 18: 15 و 19: 26 و 27 و 35 و 20: 8). ويتضح من يوحنا 21: 24 أن كاتب هذا الإنجيل كان واحداً من تلاميذ المسيح.
3- كان كاتب الإنجيل هو (( التلميذ الذي كان يسوع يحبه )) (يوحنا 13: 23 و 19: 26 و 20: 2 و 21: 7 و 20 و 21 وقارن هذه بما جاء في 21: 24). وكان هذا التلميذ هو يوحنا نفسه.
الرد
وطبعاً هذه الأدلة واهية ، بل أوهى من بيوت العنكبوت ، وسأمر عليها سريعاً :
( أولا: قولهم كان الكاتب يهودياً فلسطينياً ) .
أقول فكان ماذا ؟؟؟
اليهود في فلسطين كانوا كثر ولم يكن يوحنا الوحيد يهودياً !!!
ثم إنّ أصحاب القاموس يحتجوا لذلك بأنه كان يعرف تاريخ اليهود وعاداتهم ، وأنا أقول : وماذا في هذا ؟؟؟
فهل كل من عرف تاريخ اليهود وعاداتهم صار يهودياً ؟؟؟
ألا يوجد من غير اليهود من يعرف أعيادهم ؟؟؟؟
وغيرهم أضاف أنّ كاتب الإنجيل يقتبس من العهد القديم ، فدل أنه كان يهودياً .
فنقول لهم : هل كل من يقتبس من العهد القديم وجب عندهم أن يكون يهودياً ؟؟؟
مالهم كيف يحكمون ؟؟؟
(1/144)
لماذا لا يكون هذا الشخص الذي كتب الإنجيل غير يهودي ولكنه ضليع في اللغة العبرية ، كأن يكون مثلاً أجنبياً يعيش ويعمل بين اليهود لسنين طويلة فتعلم لغتهم وأتقنها وعرف عاداتهم وتاريخهم ؟؟؟
ثانياً : ( كان الكاتب واحداً من تلاميذ لمسيح الكاتب أيّ أنه كان شاهد عيان ) .
وأنا أقول وما أدراهم أنه شاهد عيان ؟؟؟؟
سيقولوا ( لأنه يروي بسهولة ويسر مشاعر التلاميذ الأولين وتعليقاتهم وأحاسيسهم ) .
أقول ، ولماذا يوجب عندهم أنّ من يصف مشاعر التلاميذ يوجب ضرورة أن يكون واحداً منهم أو أن يكون شاهد عيان ؟؟؟؟
لماذا لا يكون هذا الوصف مما سمعه من بعض الناس فكتبه وأثبته في الإنجيل ؟؟؟
وها هو لوقا يصف في إنجيله أيضاً ويروي بسهولة ويسر مشاعر التلاميذ وتعليقاتهم وأحاسيسهم ، وهو باعترافهم ليس شاهد عيان للأحداث ولا واحداً من التلاميذ الإثني عشر ولم يكن من تلاميذ المسيح على الإطلاق .
وكذلك حتى أسفار الأبوكريفا ( الأناجيل والرسائل المزورة كأنجيل مريم وإنجيل توما ) فيها وصف دقيق لأحاسيس وتعليقات التلاميذ ، بل تعليقات المسيح وكلامه وأفعاله ، ومع ذلك لا يؤمنوا بقانونيتها ، بل يقولوا أنها ليست إلهية وهي منحولة مزورة .
النتيجة أن استشهادهم ضعيف جداً وساقط مردود .
ثالثاً : ( كان الكاتب هو التلميذ الذي يحبه يسوع ) .
ونحن نسألهم ، ما هو الدليل أنّ التلميذ المحبوب هو يوحنا نفسه ؟؟؟؟
لا يوجد دليل أبداً ، وأنا أطالبهم بإثبات ذلك ، وأقول لهم ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) .
ولقد حاولوا إثبات ذلك ولكن كل ما أتوا به هو ضروب من الظن ، والظن لا يغني من الحق شيئاً .
ونقول لهم ، ولو فرضنا جدلاً أن يوحنا هو التلميذ المحبوب ، فمن أين لكم أنه هو الكاتب ؟؟؟؟
فإن استدلوا بيوحنا 21 : ( هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا . ونعلم أن شهادته حق ) ، فنقول أنه استدلال باطل وقد عالجناه في ردّنا على دليلهم الأول .
(1/145)
هذا ما استدل به القاموس ، وزاد غيرهم أنّ الكاتب كان تلميذا ليوحنا المعمدان لأنّ إنجيل يوحنا تحدث في فاتحة الإنجيل عن رسالة يوحنا المعمدان. وذكر الأحداث بشيء من التفصيل .
فأقول :
وما الذي يجعله تلميذاً ليوحنا ؟؟؟؟
سيقولوا لأنه يصف بدقة الأحداث التي جرت مع يوحنا .
أقول ولكن لوقا ومرقص أيضاً وصفا الأحداث ( بدقة ) وهم ليسا من تلاميذ يوحنا بلا شك ، بل ولا حتى من تلاميذ المسيح نفسه ، وحتى أن إنجيل لوقا تحدث عن يوحنا المعمدان أكثر بكثير مما كتبه كاتب إنجيل يوحنا عن يوحنا المعمدان ، بل وذكر ولادته ، ووصف بدقة كيف كانت حالة والديه ، وكيف جاء الملاك وبشرهم بيوحنا ، وكيف كانت كلمة الله عليه ، وحدثنا أيضاً عن الشعب ووصف بدقة كيف كان الشعب ينظر ويفكر في نفسه عن يوحنا لعله المسيح ( لو 3 :15 ) وغير ذلك ، فهل ترى أن لوقا كان تلميذاً ليوحنا ؟؟؟؟
والله إن في دليلهم هذا تعسف و تكلّف شديد وبعد عن الصواب .
ويخلصوا بعد هذا إلى أن الكاتب هو يوحنا .
فأعجبوا لهذه الأدلة :
الكاتب كان يهودي ، وكأن يوحنا هو الشخص الوحيد الذي كان يهودياً في التاريخ .
الكاتب من فلسطين ، وكأن يوحنا هو الوحيد من سكن في فلسطين .
الكاتب كان شهود عيان لأنه يصف تعليقات التلاميذ ، وكأنه أمتنع واستحال أن يكون سمع هذه المعلومات من غيره ، أو كأنه استحال أن يكون اقتبسها من غيره .
الكاتب كان تلميذا ليوحنا المعمدان لأنه يصف أحداث جرت مع يوحنا المعمدان، وكأنه استحال وامتنع أن يصف أحداث جرت مع يوحنا إلا من كان تلميذاّ له ، وكأنه امتنع أن يكون سمع هذه المعلومات من الغير .
ثم بعد ذلك يأتوا بكل بساطة ليستنتجوا أنّ يوحنا هو الكاتب .
ثم لو أنّنا اتبعنا نفس طريقتهم سوف نصل أيضاً إلى أن أناجيل الأبوكريفا هي أيضاً كلمة الله ، فسأضرب مثالاً على ذلك من إنجيل بطرس وهو من الأبوكريفا .
(1/146)
إنجيل بطرس ، المقطع الثاني ( 2 ) أيضاً يقتبس من العهد القديم مثل قوله أن جثة الميت لا تبت على الخشبة ( الصليب ) ، وهذه مقتبسة من التثنية ( 21 : 23 ) ، فهذا حسب قولهم يدل أن الكاتب هو يهودي ، لأنه يعرف عادات اليهود .
وكاتب إنجيل بطرس ( 3 ) يعرف أعياد اليهود ، إذا يقول أن هيرودس أسلم المسيح للشعب قبل عيد الفطير .
وأيضاً إنجيل بطرس يصف الأحداث بدقة ، فيصف ما قاله هيرودس وكيف غسلوا أيديهم منه وكيف أسلمه لليهود وكيف لطموه واستهزؤوا به ، ووصف الحوار الدائر بينه وبين اللصين وغيرها كثير ..
فما رأيهم الآن ، هل الكاتب شاهد عيان وأحد التلاميذ ؟؟؟؟
بل أزيدهم من الشعر بيتاً أنّ إنجيل بطرس فيه شهادة أقوى من أدلتهم بكثير ، إذ يشهد لنفسه في الفصل الرابع عشر( 14 ) بكل صراحة أن بطرس هو الكاتب فيقول :
(( وأنا سمعان بطرس وأخي أندرواس أخذنا شباكنا وذهبنا إلى البحر )) .
فما رأيهم ، ألا يصبح إنجيل بطرس أكثر مصداقية في هوية كاتبه من هوية كاتب إنجيل يوحنا ؟؟؟
أليس لو أننا اتبعنا نفس منطقهم في إثبات كاتب ما ، سوف يتكون لدينا نتيجة في الأبوكريفا أحق وأوجه من نتيجتهم في إنجيل يوحنا ؟؟؟
وفي الحقيقة نحن نطالب بالدليل على أنّ كاتب إنجيل يوحنا هو يوحنا بن زبدي .
والدليل لا يمكن أن يكون داخلياً ، وإنما أنا ناقشته تبرعاً وليس لأني أعتبره وجيهاً .
فلماذا لا يمكن اعتبار الأدلة الداخلية ؟؟؟
أكثر ما يمكن أن تقدمه الأدلة الداخلية هو الإشارة إلى اسم الكاتب ، وحتى لو فرضنا أنّ الكاتب موجود اسمه بكل وضوح ، يعني مثل عبارة ( أنا يوحنا كاتب هذا الإنجيل ) ، فلا يمكن الاعتداد بها .
لماذا ؟؟؟؟
لأنه لا يستبعد أن يقوم أحد بتلفيق هذا الإنجيل ثم ينسبه إلى أحد الحواريين بأن يضع اسم يوحنا أو يقول فيه ( أنا يوحنا كاتب هذا الإنجيل ) .
(1/147)
فمجرد وجود الاسم لا يعني صحة وحقيقة ذلك ، إذ أنه من السهل على كل من أراد الكذب والتلفيق أن يضع اسم شخص آخر ويجعله كاتباً .
وها هو إنجيل بطرس يحمل اسم كاتبه صراحة كما في الفصل الرابع عشر :
(( وأنا سمعان بطرس وأخي أندرواس أخذنا شباكنا وذهبنا إلى البحر )) .
ومع ذلك فهم لا يؤمنوا أن بطرس الرسول هو الكاتب ، ولا يؤمنوا أن هذا الإنجيل قانوني .
وحتى لو قلنا لهم ولكن اسمه موجود بشكل صريح أنه الكاتب ، سيجيبوا أنّ هناك شخص آخر كذب على لسان بطرس وتكلم باسمه ، عندها سنقول لهم بأن كلامهم هذا ينطبق على إنجيل يوحنا ولا فرق .
لذلك يجب الإثبات من الأدلة الخارجية على السند المتصل لهذا الإنجيل ، والسند المتصل هو مثلاً أن يخبر تلاميذ يوحنا أنهم شاهدوا يوحنا يكتب إنجيله أو أنه هو أخبرهم بذلك ، ثم يقوم تلاميذه بنقل هذه المعلومة إلى تلاميذهم أو من هم دونهم ، ويجب على الأخيرين أن يصرحوا بكل وضوح وبكلام لا لبس فيه ، أنهم سمعوا من معلميهم ( الذين هم تلاميذ يوحنا ) أن يوحنا بن زبدي هو كاتب هذا الإنجيل ، ثم يخبر هؤلاء من هم بعدهم وهكذا .
وهناك شيء آخر وهو أنه يجب إثبات أن إنجيل يوحنا الذي بين أيدينا هو نفسه ما ينقله التلاميذ دون زيادة أو نقصان ، كأن ينقلوه مشافهة أو يكتبوه كاملاً ثم يقولوا هذا إنجيل يوحنا ، هذا إذا أضفنا شرط التواتر الذي يصل معه الكتاب المقدس إلى المستحيل .
(1/148)
في الحقيقة لو توفرت مثل هذه الشروط فعندها نستطيع أن نخبر بكل ثقة عن هوية الكاتب ، لكن أن نأتي إلى الظنون في بعض العبارات الداخلية ثم نستنتج أنه يهودي لأنه يجيد العبرية ويعرف عادات اليهود ، وأنه من فلسطين لأنه تكلم عن بعض المناطق الجغرافية فيها ، وأنه شاهد عيان لنقله حوار دار بين التلاميذ ثم نخلص إلى أن الكاتب هو يوحنا من خلال هذه الظنون ، فلعمري لو أن هذا دليلاً لما بقيت دعوى عارية عن الدليل ، ولأصبح كل من يدعي شيئاً قادراً على إثباته .
هذا وقد حاولت بعون الله وتوفيقه تقصي ما يمكن الاستشهاد به حسب طاقتي ، هذا وأنا واثق أني أحطت بأقوى وأقصى ما يمكنهم الاستشهاد به وهي اثنتين ، الأولى شهادة اريناوس بحكمه تلميذ بولكاربوس تلميذ يوحنا ، والثانية استشهادهم بيوحنا ( 21 : 24 ) ، وسوف أحوال إن شاء الله أن أقدم المزيد حول هذا الإنجيل إذا وفقني الله وأعانني ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
أخوكم بلال
الفهرس(1/149)
دراسة في إثبات أنّ كاتب إنجيل متى مجهول
ليس هناك دليل يُنهض به ليبرهن أن كاتب إنجيل متى هو القديس متى تلميذ المسيح عليه السلام ، والقارئ لما جاء في هذا الإنجيل لا يجد أي ذكر لأسم الكاتب . وقد جاء في الإصحاح 9 : 9 ما نصه : ( وفيما يسوع مجتاز من هناك رأى إنساناً جالساً عند مكان الجباية اسمه متى ، فقال له قم واتبعني ، فقام وتبعه ) .
وكما نرى أن الكلام عن متى جاء بصيغة الغائب مما يبرهن أن الكاتب هو شخص غير متى!
فإن قيل : إن هذا أسلوب يسمى الالتفات ، وهو أن يتكلم الكاتب بصيغة الغائب ، قلنا : الالتفات هو الانتقال من صيغة الغائب إلى صيغة المتكلم ، أو من صيغة الغائب إلى صيغة المخاطب ، والكاتب هنا لم يتكلم عن نفسه أبداً بصيغة المتكلم ولا مرة واحدة ، فعجباً لهذا الأسلوب الذي لا يتكلم الكاتب فيه ولا مرة واحدة عن نفسه بصيغة المتكلم .
وجديراً بالذكر إن مرقس ولوقا ذكرا أنّ العشار الذي رآه المسيح جالساً اسمه لاوي بن حلفي ولم يذكرا أن اسمه متى ، ويذهب النصارى إلى أنهما شخص واحد ، ولكن هذا القول لا يوجد له أدنى دليل .
يقول قاموس الكتاب المقدس : ( ويرّجح أن مؤلف هذا الإنجيل هو متى نفسه ) .
وكما نرى أن القاموس يقول ( يُرجَّح ) بضم الياء وتشديد المعجمة ، أي أن نسبة الإنجيل لمتى ليست قطعية بل هي ظنيّة ، فربما يكون متى كتبه وربما يكون شخص آخر ، فالعقيدة لا يمكن أن تبنى على التأرجح بين الآراء بل على اليقين الثابت القطعي .
ثم بعد ذلك يسوق القاموس الأسباب التي دعت للترجيح ، وهي واهية جداً ولا يستسيغها العقل أبداً فيقول :
(1) يذكر لوقا إن لاوي (متى) صنع للسيد المسيح وليمة " كبيرة " في أول عهده بالتلمذة (لو 5: 29 - 32) أما هو (متى ) فيذكرها بكل اختصاراً تواضعاً (مت 9: 10 - 13).
(2) الشواهد والبينات الواضحة من نهج الكتابة بأن المؤلف يهودي متنصر.
(1/150)
(3) لا يعقل أن إنجيلا خطيراً كهذا هو في مقدمة الأناجيل ينسب إلى شخص مجهول وبالأحرى لأن ينسب إلى احد تلاميذ المسيح.
(4) ويذكر بابياس في القرن الثاني الميلادي إن متى قد جمع أقوال المسيح.
(5) من المسلم به أن الجابي عادة يحتفظ بالسجلات لأن هذا من أتم واجباته لتقديم الحسابات وكذلك فإن هذا الإنجيلي قد احتفظ بأقوال المسيح بكل دقة... أهـ.
ونحن إن شاء الله نجيب عنها فنقول وبالله تعالى نتأيد :
الجواب عن الأول :
من الغريب جداً أن يعتبر ذكر الوليمة باختصار دليلاً على أن الكاتب متى ، فياليت شعري لو قال لهم قائل بل ذكر الوليمة باختصار دليل على أن الكاتب ليس متى فهل بينهم وبينه فرق ؟؟؟
تخيلوا لو كانت الوليمة المذكورة في إنجيل متى لم تكن مذكورة باختصار بل ذكرت بتفصيل أكثر ، فهل تراهم سيعجزون عن جعلها دليلاً ؟؟؟
لا ، لن يعجزوا ، بل لو كانت مذكورة بتفصيل أكثر لجعلوها دليلاً وحجة دامغة على أنّ متى هو الكاتب ، ولتحجّجوا بأنّ متى أدرى وأعرف بوليمته التي قدّمها ، لذلك استطاع أن يصفها بتفصيل أكثر .
فكما ترون ، احتجاج يصلح لجميع الحالات ، الشيء ونقيضه ، فلا أدري كيف يستدلون على عقائد خطيرة بهذه السذاجة !
الجواب عن الثاني :
ما علاقة الشواهد والبينات التي تدل على أن الكاتب يهودي متنصر ؟؟؟
هل لا يوجد يهودي متنصر في هذه الدنيا إلا متى ؟؟؟
اليهود الذين تنصروا كثر جداً ، ولا معنى لحصره في متى .
الجواب عن الثالث :
وهل إذا وضع سفر في نهاية الأناجيل يعني أنه من المعقول أن ينسب إلى كاتب مجهول ؟؟؟
إذن صار إنجيل يوحنا مجهولاً !!!
وهل هكذا يستدل على كاتب السفر بطرح سؤال " لا يعقل " ؟؟
وماذا لو قلنا لهم بل يُعقل - وهو الصحيح الراجح - فماذا يكون جوابهم ؟ ، ألانه ذكر الوليمة باختصار ؟؟
الجواب عن الرابع :
شهادة بابياس مرفوضة من عدة وجوه :
(1/151)
أ - يقول بابياس أن متى جمع الأقوال ( والتي تنسب للمسيح ) ، ولم يقل أنه كتب إنجيلاً يحكي قصة المسيح ، فبين العبارتين فرق .
ب - لا دليل أن هذه الأقوال التي جمعها متى هي نفسها إنجيل متى ، فما المقصود بهذه الأقوال لا يمكن تحديده ، وعلى المدّعي خلاف ذلك تقديم الأدلة .
ج - بابياس يقول أن إنجيل متى وُضع بالعبرية ، فلو سلمنا بقول بابياس للزم منه أن الذي بأيدينا اليوم من النسخ اليونانية هي ترجمة إنجيل متى من العبرية ، ولا ندري من هو المترجم ، فنكون عدنا بذلك إلى نقطة الصفر ، ويبقى إنجيل متى على ذمة المترجم ، ولا نعلم من هو هذا المترجم ، وبذلك نفقد الثقة به نهائياً.
د - لم يقل بابياس أنه سمع متّى يقول عنه نفسه أنه هو كاتب الإنجيل ، وليس عندنا إلا دعوى بابياس التي تفتقر إلى دليل ..
ومتى مات في القرن الأول ، و بابياس من علماء القرن الثاني ومولود في القرن الأول ولا يوجد تحديد لزمن ولادته ، ولا يوجد دليل أو أدنى ما يُشير إلى أنّ بابياس رأى متى أو سمع منه ، بل ربما لم يولد بابياس إلا بعد موت متَّى ، فلا ندري كيف عرف بابياس هذا عن متى .
هـ - كذلك شهادة بابياس نقلها عنه المؤرخ يوسيبيوس ، وطبعاً الزمن منقطع بين يوسيبيوس وبابياس ، فالأول توفي في القرن الثاني والأخير توفي في منتصف القرن الرابع .
و - كذلك بابياس شهادته مجروحة ، فلقد وصفه المؤرخ يوسيبيوس بأنّ فهمه محدود ( تاريخ الكنيسة ، جزء 3 ، فصل 39 ) .
فمن كانت عدالته مجروحة فكيف يُقبل منه شهادة كهذه ؟؟
ز - هناك دليل أن بابياس لا يعرف إنجيل متّى الذي بين أيدينا ، والدليل على ذلك روايته لموت يهوذا الاسخريوطي التي تغاير وتناقض إنجيل متّى بشكل صريح ، فمتّى يصف موت يهوذا
( فطرح الفضة في الهيكل وانصرف.ثم مضى وخنق نفسه ) متى 27 : 5 .
بينما بابياس يقول :
(1/152)
Judas walked about in this world a sad example of impiety; for his body having swollen to such an extent that he could not pass where a chariot could pass easily, he was crushed by the chariot, so that his bowels gushed out.
ولقد أصبح يهوذا مثالاً سيئاً على عدم التقوى في هذا العالم , فلقد تضخّم جسده حتى أنّه لم يكن بمقدوره المرور حيث يمكن أن تمرّ عربة حنطور بسهولة , ولقد دُهس بعربة حنطور حتّى انسكبت أحشاؤه خارجاً.
( Fragments of Papias - chapter 3 )
الجواب عن الخامس :
الجابي عادة يحتفظ بالسجلات ، فإذن إنجيل متى كتبه متى ، هل هذا هو ما يريدوا قوله ؟
في الحقيقة أن دليلهم الخامس لا يدل لا من قريب ولا من بعيد على كاتب السفر ، ولعمري لو أن هذا يعتبر دليلاً لما بقيت دعوى في الدنيا دون دليل .
فكما ترى أخي القارئ أن هذه الأدلة واهية جداً ، ولا يمكن أن يستدل على كتاب إلهي بهذه السذاجة .
فهل من المعقول أن ينسب كتاب إلى الله وكاتبه في الأصل مجهول لا يُعرف ؟؟؟
هذا وقد حاول القس منيس عبد النور أن يثبت السند المتصل لكاتب إنجيل متّى ، فجاءت محاولته هزيلة بائسة ، وسوف أقوم بالرد عليها حتى لا يغتر بها من لا علم له في هذا الشأن .
الرد على القس منيس عبد النور حول السند المتصل لإنجيل متّى .
أنقل أولاً كلام القس منيس عبد النور في شبهات وهمية :
قال المعترض الغير مؤمن: لا يوجد سندٌ متَّصل لإنجيل متى .
(1/153)
وللرد نقول بنعمة الله : أشار برنابا ( الذي كان رفيقاً لبولس ) إلى إنجيل متى في رسالته سبع مرات، واستشهد به أغناطيوس سنة 107م في رسائله سبع مرات، فذكر حبل مريم العجيب، وظهور النجم الذي أعلن تجسُّد المسيح. وكان إغناطيوس معاصراً للرسل، وعاش بعد يوحنا الرسول نحو سبع سنين، فشهادته من أقوى البيانات على صحّة إنجيل متى. واستشهد بوليكاربوس (تلميذ يوحنا الرسول) بهذا الإنجيل في رسالته خمس مرات، وكان هذا الإنجيل منتشراً في زمن بابياس (أسقف هيرابوليس) الذي شاهد يوحنا الرسول. كما شهد كثير من العلماء المسيحيين الذين نبغوا في القرن الأول بأن هذا الإنجيل هو إنجيل متى، واستشهدوا بأقواله الإلهية، وسلَّمه السلف إلى الخلف.
وفي القرن الثاني ألّف تتيانوس كتاب اتفاق الأناجيل الأربعة وتكلم عليه هيجسيبوس، وهو من العلماء الذين نبغوا في سنة 173م، وكتب تاريخاً عن الكنيسة ذكر فيه ما فعله هيرودس حسب ما ورد في إنجيل متى، وكثيراً ما استشهد به جستن الشهيد الذي نبغ في سنة 140م، وذكر في مؤلفاته الآيات التي استشهد بها متى من نبوات إشعياء وميخا وإرميا. وقِسْ على ذلك مؤلفات إيريناوس وأثيناغورس وثاوفيلس الأنطاكي وأكليمندس الإسكندري الذي نبغ في سنة 164م وغيرهم.
وفي القرن الثالث تكلم عليه ترتليان وأمونيوس مؤلف اتفاق البشيرين ويوليوس وأوريجانوس واستشهدوا بأقواله وغيرهم.
(1/154)
وفي القرن الرابع اشتبه فستوس في نسبة هذا الإنجيل بسبب القول: وفيما يسوع مجتاز من هناك رأى إنساناً عند مكان الجباية اسمه متى، فقال له: اتبعني. فقام وتبعه (متى 9: 9). فقال فستوس: كان يجب أن يكون الكلام بصيغة المتكلم، ونسي أن هذه الطريقة كانت جارية عند القدماء. فموسى كان يتكلم عن نفسه بصيغة الغائب، وكذا المسيح ورسله، وزينوفون وقيصر ويوسيفوس في مؤلفاتهم، ولم يشكّ أحدٌ في أن هذه الكتب هي كتبهم. وفي القرن الرابع زاد هذا الإنجيل انتشاراً في أنحاء الدنيا . انتهى .
في البداية أود أن أنبّه إلى أن القس منيس عبد النور يستغل الجهل وعدم المعرفة لدى الكثيرين ، ويزج ويحشر كل ما تصل إليه يده حتى يُوهم الناس بأن ردّه متين .
وأصبح كتاب شبهات وهمية مصدراً وعوناً للنصارى البسطاء الذين لا يعلمون مدى سذاجة حجج القس منيس الواهية ، فتراهم أول ما يروا اعتراضا على الكتاب المقدس يهرعوا إلى كتابه لطلب النجدة ، وينقلوا منه ( قال اغناطيوس وقال اريناوس وقال فلان .... ) ، وأغلبهم لا يعرف من هو هذا ولا من هو ذاك ولا سمعوا عنهم في حياتهم .
الرد :
يبدأ القس منيس بقول المعترض ( لا يوجد سندٌ متَّصل لإنجيل متى ) ، ثم يحاول القس أن يوهم أن لإنجيل متى سنداً متصلاً ، والمصيبة كما قلنا أن القس منيس يستغل الجهل وعدم المعرفة لدى الكثيرين ، فهو يعرف أنّ الأغلبية الساحقة من القرّاء وخصوصاً النصارى لا يعرفون ما هو "السند المتصل" ، فيستغل القس هذا الجهل ويبدأ بزجّ الأقوال وتجميعها من هنا وهناك فيظن القارئ أن القس منيس قد أجاب وأثبت السند المتصل ..
لذلك نرى أنه لزاماً علينا تعريف السند المتصل ، ولن أعرفه بصيغة إسلامية ، بل سنعرفه بشكل مبسّط يفهمه الجميع ، فأقول :
(1/155)
السند المتصل لإنجيل متى هو مثلاً أن يخبر تلاميذ متى - أو من لقي متى ورآه أو سمع منه - أنهم شاهدوا متى يكتب إنجيله أو أنه هو أخبرهم بذلك ، ثم يقوم تلاميذه بنقل هذه المعلومة إلى تلاميذهم أو من هم دونهم ، ويجب على الأخيرين أن يصرحوا بكل وضوح وبكلام لا لبس فيه ، أنهم سمعوا من معلميهم ( الذين هم تلاميذ متّى ) أن القديس متّى هو كاتب هذا الإنجيل ، ثم يخبر هؤلاء من هم بعدهم وهكذا .
فهل ما قدّمه القس منيس يتوافق مع ما قلناه ؟؟؟
فهل أتى لنا القس بشخص واحد على الأقل يقول إنَّه رأى متّى يكتب إنجيله ؟؟؟؟
هل أتى بشخص واحد يقول أنّ متّى الرسول أخبره أنه كتب إنجيلاً ؟؟؟
لا لم يأت بشيء من هذا القبيل ، فكل ما فعله القس هو أن قال إنَّ برنابا وإغناطيوس استشهدوا بإنجيل متى ....
وعلينا أن نوضح نقطة مهمة هنا ، وهي أنّ القارئ قد يغترّ بقول القس فيظنّ أنّ إغناطيوس يأتي إلى إنجيل متى ويقتبس منه ثمّ يقول ( هذا ما قاله إنجيل متَّى ) ، أو ( هذا ما قاله معلمنا متَّى في إنجيله ) ، وهذا لا وجود له أبداً ، لا في رسالة برنابا ولا في رسائل إغناطيوس ، فهما لم يذكرا إنجيل متَّى بالاسم قط ، بل لا وجود لاسم متَّى من الأصل في كل من رسالة برنابا ورسائل إغناطيوس ، وجلّ ما في الأمر هنا هو ورود عبارات في رسائلهم شبيهة لنصوص في إنجيل متَّى دون أن يقول أحد منهما إنّ هذا مما اقتبسه من إنجيل متَّى .
فكلام القس منيس أن إغناطيوس و برنابا استشهدا بإنجيل متَّى يُوهم أنهما ذكرا إنجيل متى بالاسم ، وهذا تضليل واضح من القس ، ولا يُستبعد أبداً أنّه تعمّد ذلك ليوهم القرّاء .
فالآن ، أين السند المتصل كما شرحناه آنفاً ؟؟؟؟
هل نقل لنا القس قولاً عن أحد الذي لقوا متَّى بأنَّهم رأوا متى يكتب إنجيله أو أنَّ متَّى أخبرهم أنه كتب هذا الإنجيل؟؟؟
فإغناطيوس لم يذكر اسم متَّى ولا حتى إنجيله ، فكيف تُحشر رسائله كدليل على السند المتصل ؟؟
(1/156)
ثم إنّ إغناطيوس لا يُعرف عنه أنَّه لقي متَّى أو عرفه ، فلذلك الاستشهاد به باطل من كل الجوانب .
أما بالنسبة لوجود عبارات في هذه الرسائل مشابهة لنصوص في إنجيل متى مثل ما جاء في رسالة برنابا ، الفصل الرابع : (( كثيرون يدعون وقليلون ينتخبون )) .
وكما جاء في الفصل السادس ( سأجعل الآخرين أولين ) .
فهذا يُشبه ما ورد في متى [ 20 : 16 ] : ( هكذا يكون الآخرون أولين والأولون آخرين .لان كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون )
وكما جاء في الفصل الخامس من رسالة إغناطيوس إلى أهل افسس ( فإذا كان لأجل صلاة الواحد أو الاثنين ممن يملكون القوة ، يقوم المسيح بينهم ، فكم أكثر بكثير تكون صلاة أسقف الكنيسة المباركة ) ، وهذا يُشبه ما ورد في متى [ 18 : 19 ] ، ( 19 وأقول لكم أيضا إن اتفق اثنان منكم على الأرض في أي شيء يطلبانه فانه يكون لهما من قبل أبي الذي في السموات ، لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم ) .
وللرد على هذا التشابه أقول وبالله تعالى التوفيق :
إن وجود عبارات في مؤلفات الآباء الرسوليين بشكل تشبه في مضمونها ما جاء في إنجيل متّى لا تعني أن متّى هو كاتب الإنجيل ، فهذا يتطلب قولاً صريحاً منهم أنهم رأوا متّى يكتبه أو أن يقولوا إنَّ متّى أخبرهم بذلك ، أو على الأقل يخبروننا من أخبرهم بذلك ..
ثمّ إنَّ تشابه هذه العبارات لا تعني بالضرورة أنها مقتبسة من إنجيل متّى ، فيُحتمل أنّهم جميعاً ( الآباء وكاتب إنجيل متّى ) اقتبسوا من نفس المصدر ، أو يُحتمل أنها مقتبسة من أقوال منتشرة كانت تحكى وتتردد على ألسنة البعض في ذلك الزمان ..
فالجزم بأن هذا التشابه دليل على أنهم اقتبسوا من إنجيل متَّى ليس في محله ، إذ لا يمنع أن يكون المصدر غير متَّى ، وخصوصاً أنّ هناك العديد ممن كتبوا عن المسيح كما يعترف بذلك كاتب إنجيل لوقا في بداية إنجيله .
(1/157)
وبهذا نكون نحن قد جارينا القس منيس كثيراً ، ولنا بعد ذلك أن نسأل من هو كاتب رسالة برنابا ؟؟؟؟
رسالة برنابا لا يُعرف لها كاتب ، تقول دائرة المعارف الكاثوليكية إنَّ الرسالة لا تحتوي على أيّ دليل حول كاتبها ...
فرسالة برنابا لا يُعرف كاتبها ، وهو مجهول ، ولكن القس يُوهم القرّاء أنه معروف وأنه برنابا الذي رافق بولس ..
فالكاتب مجهول ، فكيف يُستدل على كاتب مجهول بكاتب هو الآخر مجهول ؟؟؟؟
أما الكلام عن بوليكاربوس فيشبه الكلام عن إغناطيوس ، فبوليكاربوس لم يذكر إنجيل متَّى بالاسم قط ، ولم يذكر متَّى على الإطلاق ، بل إنَّ القس يحاول التدليس على القرّاء قدر المستطاع ، فكل ما ورد في رسالة بوليكاربوس من عبارات شبيهة بنصوص من إنجيل متَّى لها شبيه أيضاً من إنجيل لوقا ومرقس ، وسأضرب بعض الأمثلة على ذلك :
ورد في رسالة بوليكاربوس الفصل السابع ( كما قال السيد : الروح نشيط والجسد ضعيف ) .
فهذه يراها علماء النصارى تشبه ما ورد في إنجيل متى ( 26 : 41 ):
(( اسهروا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة .أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف )) .
ولكن هذه تشبه أيضاً ما ورد في إنجيل مرقس ( 14 : 38 ) :
(( اسهروا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف )) .
وهكذا حال الباقي ، كلّ له شبيه إما في إنجيل لوقا أو في أو إنجيل مرقس ، فإذا عرفنا هذا ، فلا يمكن الجزم أنّ بولكاربوس استشهد من إنجيل متى ، بل هناك احتمال أنه اقتبسها من إنجيلي لوقا ومرقس وليس من متى ، أو يُحتمل أنه لم يقتبسها لا من هذا ولا من ذاك بل من أقوال منتشرة معروفة يتناقلها الناس ، ومع كل هذه الاحتمالات يسقط الاستدلال .
أما قوله : ( وكان هذا الإنجيل منتشراً في زمن بابياس (أسقف هيرابوليس) الذي شاهد يوحنا الرسول ) .
(1/158)
أقول هذا الكلام مردود ، لأن بابياس نفسه لم يعرف هذا الإنجيل ، والدليل على ذلك روايته لموت يهوذا الاسخريوطي التي تغاير وتناقض إنجيل متّى بشكل صريح كما مر معنا ، فمتّى يصف موت يهوذا هكذا :
( فطرح الفضة في الهيكل وانصرف.ثم مضى وخنق نفسه ) متى 27 : 5 .
بينما بابياس يقول :
Judas walked about in this world a sad example of impiety; for his body having swollen to such an extent that he could not pass where a chariot could pass easily, he was crushed by the chariot, so that his bowels gushed out.
ولقد أصبح يهوذا مثال سيء على عدم التقوى في هذا العالم , فلقد تضخّم جسده حتى أنّه لم يكن بمقدوره المرور حيث يمكن أن تمرّ عربة حنطور بسهولة , ولقد دُهس بعربة حنطور حتّى انسكبت أحشاؤه خارجاً .
( Fragments of Papias - chapter 3 ) .
فكيف يقول القس أن هذا الإنجيل كان منشراً في زمن بابياس ، وبابياس نفسه لا يعرفه ؟؟؟؟
فلو عرفه ما خالفه في خبر موت يهوذا .
أما قول القس : ( كما شهد كثير من العلماء المسيحيين الذين نبغوا في القرن الأول بأن هذا الإنجيل هو إنجيل متى، واستشهدوا بأقواله الإلهية، وسلَّمه السلف إلى الخلف ) .
فهذا تدليس كبير ، لا يليق برجل دين أن يصدر منه ذلك ، فلا يوجد أحد من القرن الأول من شهد لإنجيل متى ، لا بل لا يوجد أيّ دليل أنهم عرفوا هذا الإنجيل أو سمعوا به ، ولم يرد قط أي قول عن أحد من القرن الأول يذكر فيه إنجيل متى ، وأقصى ما يمكن أن يستدل به القس منيس هو تلك العبارات التي في رسائل آباء القرن الأول التي تتشابه مع بعض نصوص إنجيل متّى ، ولقد رددنا عليها بما فيه الكفاية ، فكيف يدّعي أن علماء الدين المسيحي في القرن الأول شهدوا أنّ هذا الإنجيل هو إنجيل متى ؟؟؟؟؟
بصراحة القس يستغل جهل الكثيرين في هذا الجانب ، وعلى رجل الدين أن يكون أميناً فيما يقدّمه من معلومات ...
(1/159)
أما باقي كلام القس عن علماء القرن الثاني وما بعده ، فكلّه لا ينفع إن لم يكن له سند من القرن الأول ، فإذا لم يخبرنا أهل القرن الأول عن هذا الإنجيل، أيأتي بعدهم أناس ولدوا بعد موت متّى بعشرات السنين ليخبرونا بكلام مرسل أنّ متى كتب إنجيلاً ، فهذا مردود وباطل .
وهنا طرفة لطيفة ، وهو أنّ القس منيس عبد النور يقول في معرض كلامه عن لغة إنجيل متى الأصلية :
(( والأغلب أن فكرة كتابة متى لإنجيله باللغة العبرية جاءت نتيجة ما اقتبسه المؤرخ يوسابيوس عن بابياس أسقف هيرابوليس سنة 116م قال: كتب متى إنجيله باللغة العبرية . غير أن بابياس لم يقل إنه رأى بعينيه هذا الإنجيل باللغة العبرية )) .
فتأمل معي عزيزي القارئ قوله هذا ، فهو يشترط هنا شرطاً حتى يكون كلام القديس بابياس صحيحاً ، وهو أن يكون رأى الإنجيل بعينه !!!!!!!
بينما عند الكلام على هوية الكاتب يستدل باغناطيوس وبوليكاربوس ورسالة برنابا ، ولكن الغريب أنه لم يشترط أن يكون أغناطيوس وبوليكاربوس رأوه بأعينهم يكتبه ؟؟؟
هل لاحظتم الازدواجية في المعايير ؟؟؟؟
لمعرفة كاتب إنجيل متّى يتعلق بما هو أبعد من البعيد ، ويكفي أن يكون فلان لمّح تلميحاً بعبارة شبيهة بنص في إنجيل متى ليجعلها دليلا قاطعاً وحجة دامغة على هوية الكاتب ، ولا يحتاج أن يكون فلان رأى بعينه أم لم يرَ .
بينما القول أن لغة الكتاب هي العبرية شيء لا يعجب القس فيحاول دفعه بالرغم من القول الصريح لبابياس ، وحجته أنه لم يره بعينه ..... هل تتعجب أيضاً عزيزي القارئ مثلي من صنيع القس ، وهل تظن أنه يفعل ذلك بغير قصد وبحسن نيّة ؟؟؟؟
أترك هذا الجواب لك .
أخي القارئ ، كما ترى أن كاتب إنجيل متّى مجهول ، فكيف يمكن للإنسان أن يؤمن بهذا الإنجيل كلام الله وهو في الأصل لا يعلم كاتبه ؟؟؟؟
كتبه bilal_41
الفهرس(1/160)
أين هي بقية الأناجيل ؟
كتب لوقا في [ 1 : 1 ] : " إذ كان كثيرون قد اخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة رأيت أنا أيضا إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق إن اكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس لتعرف صحة الكلام الذي علّمت به " ثم بدأ قصته قائلاً : " كان في أيام هيرودوس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا . . ." [ ترجمة الفاندايك ]
يتبين لنا من مقدمة الخطاب الموجه من لوقا إلى العزيز ثاوفيلس أن كثيرين هم الذين كتبوا مثل ما كتبه لوقا في بيان حال المسيح ، فأين هي تلك الأناجيل ؟
يقول ما كنيكل J. McNicol في شرحه لعبارة : " إذ كان كثيرون قد اخذوا بتأليف قصة " : هذه الكلمات هي الخبر اليقين الوحيد الذي بحوزتنا عن وجود سجلات مكتوبة قبل الشروع في تدوين الأناجيل الثلاثة الأولى ، لكن تلك المؤلفات اندثرت جميعها . [ تفسير الكتاب المقدس تأليف جماعة من اللاهوتيين لدار منشورات النفير - بيروت ]
من الملاحظ أن لوقا قد كتب إنجيله حوالي عام 60 ميلادي كما يذكر قاموس الكتاب المقدس / ص 823 وعليه فإن تلك السجلات المفقودة تعود لذلك التاريخ وما قبله .
والسؤال الذي يطرح نفسه : أليس من الممكن إن تكون تلك الأناجيل المندثرة قد احتوت ونقلت بعض الحقائق ، كعدم صلب المسيح وانه بشر رسول ليس أكثر وانه مبشراً بالرسول الخاتم ؟
(1/161)
وعلى ذلك لم تكن الأناجيل الأربعة التي يتضمنها حالياً الكتاب المقدس هي الأناجيل الوحيدة التي كانت قد دُوِّنت في القرون الأولى بعد الميلاد ، فقد كان هناك الكثير من الأناجيل. وهذا هو السبب الذي دفع لوقا أن يكتب رسالته إلى صديقه ثاوفيليس التي اعتبرتها الكنيسة فيما بعد من كلام الله : " إذ كان كثيرون قد اخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة رأيت أنا أيضا إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق إن اكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس لتعرف صحة الكلام الذي علّمت به " ثم بدأ قصته قائلاً : " كان في أيام هيرودوس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا . . ."لوقا 1: 1-4
ومن المعلوم إن المجامع الأولى قد حرمت قراءة الكتب التي تخالف الكتب الأربعة والرسائل التي اعتمدتها الكنيسة فصار أتباعها يحرقون تلك الكتب ويتلفونها ، فنحن لا ثقة لنا باختيار المجامع البشرية لما اختارته فنجعله حجة ونعد ما عداه كالعدم . ومما هو معلوم فإن المؤرخون يختلفون في عدد المجامع المسكونية فبعضهم يقول أنها سبعة وآخرون يقولون أنها 19 مجمعاً. وكما أن المؤرخين يختلفون في عددها هكذا تختلف الكنائس في الاعتراف بها. فالكنيسة القبطية مثلاً لا تعترف إلا بالأربعة الأولى منها . وها هي كنيسة روما ومعها الكنيسة اليونانية لا تعترفان بالمجمع المسكوني الرابع ( أفسس الثاني ) .
وفي مجمع (ترنت) الذي عقد في القرن الخامس عشر والذي صادق على قرارات مجمع ( قرطاج Carthage ) سنة 397 بشأن الأسفار السبعة وحكم بقانونيتها ، نجد إن الكنيسة البروتستنانية جاءت بعد ذلك في أوائل القرن السادس عشر ورفضت قرارات هذين المجمعين بمجمع آخر !
يقول القس السابق عبد الأحد داود :
(1/162)
(( إن هذه السبعة والعشرين سفراً أو الرسالة الموضوعة من قبل ثمانية كتاب لم تدخل في عداد الكتب المقدسة باعتبار مجموعة هيئتها بصورة رسمية إلا في القرن الرابع بإقرار مجمع نيقية سنة 325 م . لذلك لم تكن أي من هذه الرسائل مصدقة لدى الكنيسة . . . وهناك أي في مجمع نيقية تم انتخاب الأناجيل الأربعة من بين أكثر من أربعين أو خمسين إنجيلاً ، وتم انتخاب الرسائل الإحدى والعشرين من رسائل العهد الجديد من بين رسائل لا تعد ولا تحصى ، وصودق عليها ، وكانت الهيئة التي اختارت العهد الجديد هي تلك الهيئة التي قالت بإلوهية المسيح ، وكان اختيار كتب العهد الجديد على أساس رفض الكتب المسيحية المشتملة على تعاليم غير موافقة لعقيدة نيقية وإحراقها كلها )) [ الإنجيل والصليب صفحة 14 ]
ويقول المؤرخ ( ديورانت ) في كتابة قصة الحضارة المجلد الثالث :
(( وصدر مرسوم إمبراطوري يأمر بإحراق كتب آريوس جميعها ، ويجعل إخفاء أي كتاب منها جريمة يعاقب عليها بالإعدام ))
ويقول الكاتب المسيحي حبيب سعيد :
(( وبذلك فض المؤتمر النزاع القائم ، وقرر إبعاد آريوس وأتباعه وحرق الكتاب الذي أودعه آراءه الملحدة ))
وقد أعلن آدم كلارك في المجلد السادس من تفسيره : " إن الأناجيل الكاذبة كانت رائجة في القرون الأولى للمسيحية ، وأن فايبر بسينوس جمع أكثرَ من سبعين إنجيلاً من تلك الأناجيل وجعلها في ثلاث مجلدات "
كما أعلن فاستوس الذي كان من أعظم علماء فرقة مانى في القرن الرابع الميلادي: (( إن تغيير الديانة النصرانية كان أمراً محقاً، وإن هذا العهد الجديد المتداول حالياً بين النصارى ما صنعه السيد المسيح ولا الحواريين تلامذته ، بل صنعه رجل مجهول الاسم ونسبه إلى الحواريين أصحاب المسيح ليعتبر الناس )).
(1/163)
وقد كتب في مسألة تعدد الأناجيل الكثير من مؤرخي النصرانية ، فيقول العالم الألماني “دى يونس” في كتابه (الإسلام) : “ إن روايات الصلب والفداء من مخترعات بولس ومَنْ شابهه من المنافقين خصوصاً وقد اعترف علماء النصرانية قديماً وحديثاً بأن الكنيسة العامة كانت منذ عهد الحواريين إلى مضى 325 سنة بغير كتاب معتمد ، وكل فرقة كان لها كتابها الخاص بها ”. [ راجع المدخل إلي العهد الجديد ]
أما عن الكتاب نفسه التي رشحت الكنيسة محتواه ليكون مقدساً من عند الله دون غيره ، يقول الأب (بولس إلياس) في كتابه “يسوع المسيح” صفحة 18: " إن الأناجيل بُنِيَت على المعتقدات فقد نشأت المعتقدات بواسطة بولس ، ثم كتب بولس رسائله بين سنة 55 وسنة 63 ميلادية ، بَيْدَ أنَّ الإنجيليين لم يبدءوا كتابة أناجيلهم إلا في سنة 63 ميلادية ”.
ويقول " جورج كيرد " : إن أول نص مطبوع من العهد الجديد كان الذي قدمه أرازموس عام 1516 م ، وقبل هذا التاريخ كان يحفظ النص في مخطوطات نسختها أيدي مجهدة لكتبة كثيرين، ويوجد اليوم من هذه المخطوطات 4700 ما بين قصاصات من ورق إلى مخطوطات كاملة على رقائق من الجلد أو القماش ، وأن نصوص جميع هذه المخطوطات تختلف اختلافا كبيراً ولا يمكننا الاعتقاد أن أيَّا منها قد نجا من الخطأ ، ومهما كان الناسخ حي الضمير فإنه ارتكب أخطاء ، وهذه الأخطاء بقيت في كل النسخ التي نقلت من نسخته الأصلية ، وأن أغلب النسخ الموجودة من جميع الأحجام قد تعرضت لتغييرات أخرى على أيدي المصححين الذي لم يكن عملهم دائماً إعادة القراءة الصحيحة.”
(1/164)
ويؤكد تشيندورف الذي عثر على نسخة سيناء ( أهم النسخ ) في دير سانت كاترين عام 1844 والتي ترجع إلى القرن الرابع : إنها تحتوي على الأقل على 16000 تصحيح ( ارجع إلى Realenzyklop?die ) ترجع على الأقل إلى سبعة مصححين أو معالجين للنص، بل قد وجد أن بعض المواقع قد تم كشطها ثلاث مرات وكتب عليها للمرة الرابعة . (أرجع في ذلك إلى " Synopse " لهوك ليتسمان " Huck-Lutzmann " صفحة (11) لعام 1950 .)
وقد اكتشف ديلتسش ، أحد خبراء العهد القديم و[أستاذ] ومتخصص في اللغة العبرية ، حوالي 3000 خطأً مختلفاً في نصوص العهد القديم التي عالجها بإجلال وتحفظ.
ويقول القس شورر: إن الهدف من القول بالوحي الكامل للكتاب المقدس، والمفهوم الرامي إلى أن يكون الله هو مؤلفه هو زعم باطل ويتعارض مع المبادئ الأساسية لعقل الإنسان السليم ، الأمر الذي تؤكده لنا الاختلافات البينة للنصوص ، لذلك لا يمكن أن يتبنى هذا الرأي إلا إنجيليون جاهلون أو مَن كانت ثقافته ضحلة (ص 128)، وما يزيد دهشتنا هو أن الكنيسة الكاثوليكية مازالت تنادي أن الله هو مؤلف الكتاب المقدس .
الفهرس(1/165)
الأخطاء التاريخية والأناجيل
نريد أن نرى سلسلة الأنساب الذي جاءت به سفر التكوين في حديثه عن نشأة الكون ، وهي السلسلة من آدم إلى إبراهيم ، وقد عاش آدم 930 عاماً ، وإبراهيم هو الابن العشرون له ( 1) وولد بعده بنحو 1948 سنة ، وهذا تاريخ لا يصدق ولا يعقل ، هذا لأن إبراهيم عليه السلام وفد على سوريا في القرن الثامن عشر ق.م . عصر انتشار الهكسوس ( 2 ) وهو عصر كانت الحضارة الإنسانية قد تقدمت فيه شوطاً بعيداً جداً ، لا يحدث إلا في آلاف عديدة من السنين ، وعلى سبيل المثال كان العصر الجليدي في أوربا في نحو 500.000 - 400.000 ق ( 3 ) ، وفي الأرض التي عاش بها العبرانيون ترك أسلافهم أدوات حجرية وجدت في كهوف عدلون وجبل الكرمل وأم قطفة . . وغيرها وهي على حظ من الصنعة ، ويقدر العصر الحجري في هذه البقاع أنه كان في نحو 150.00 سنة ق . م .
وإذن فتقدير ميلاد إبراهيم انه 1944 تقدير ظاهر السخف .
(1/166)
ويبدو أن هذا الخطأ هو الذي قاد إلى الخطأ فيما بين إبراهيم وداود وعيسى - وقد تحاشى متى ذكر الأنساب فيما قبل إبراهيم ، وجعله لوقا الابن الحادي والعشرين لآدم فزاد واحداً على العهد القديم ، ومن داود إلى المسيح زاد لوقا خمسة أسماء ، وهناك مخطوطات قد ضاع منها بعض أوراق من أولها ، وبعضها اختفى منه الجزء الخاص بنسب المسيح ، ويبدو أنه عمل متعمد لأن أخطاء سفر التكوين اتضحت من زمن بعيد ، وكانت كتب التوراة المنشودة قبل العصر الحديث تقدم للقراء في مقدمة توضيحية قائمة بتواريخ الأحداث التي وقعت منذ خلق العالم حتى عصر نشرها ، وكانت بعض نسخها تضع إبراهيم في القرن الأربعين ق . م ( 4 ) وعندما جاء العصر الحديث لم يعد في استطاعة الناشر أن يحتفظ بهذه القوائم الوهمية دون التعارض مع المكتشفات العلمية ( 5 ) . فاكتفى بحذف هذه القوائم ولم يجرؤ على إعلان خطأ التوراة ، ومن المحتمل أن يكون إنجيل لوقا تعرض لمثل هذا التعديل ، (( وهذه المعطيات تقع في ميدان البطلان الذي تحدث عنه مجمع الفاتيكان الثاني )) والفترة من إبراهيم إلى داود بها اختلافات كثيرة عما في إنجيل متى وما في العهد القديم .
وحاول بعض المفسرين تخفيف هذه الأخطاء ، فذكروا أن سلسلة النسب لم تشأ استيعاب جميع الأسلاف ، ولكنه تفسير فاشل لأن السلسلة تذكر أن فلاناً ولد فلاناً وهكذا . فلم تترك فجوة لأسم يهمل ، ثم إن التحديد الزمني بقطع النظر عن سلسلة الأسماء خطأ واضح .
------------------------------
( 1 ) تكوين / 5
( 2 ) تاريخ سورية 1 / 190
( 3 ) G.H . Wells
( 4 ) بوكاي 50 _ 51 \
( 5 ) بوكاي 50 _ 151
الفهرس(1/167)
نصوص توراتية تحت المجهر 1
عقاب حواء :
حسب الكتاب المقدس فإن حواء أكلت من الشجرة المحرمة وخضعت لإغواء الحية، فغضب الله عليها وقال : " بالوجع تلدي أولاداً. وإلي رجلك يكون اشتياقك. وهو يسود عليك " تكوين 3 : 16
هذا النص يجعل عقاب الله لحواء ثلاثة أصناف : الولادة بالوجع واشتياقها للرجل وسيادة الرجل عليها .
والسؤال هو : هل الولادة عقاب ؟ وهل ألم الولادة عقاب ؟ إن جميع إناث الحيوانات تلد وتتألم أثناء الولادة. فهل ولادة البقرة مثلاً عقاب لها أم من وظائفها الطبيعية ؟
والسؤال الثاني : هل اشتياق المرأة للرجل عقاب لها ؟! كيف ؟ والرجل يشتاق للمرأة ، فهل هذا عقاب له أيضاً ؟! إن الاشتياق فطرة فطر الله عليها الناس حتى تتكون الأسرة ويحصل الود والحب ويحفظ النسل، وليس عقاباً كما يقول كاتب سفر التكوين ..... إن هذا النص ليس له أدنى نصيب من المعقولية أو المقبولية .....
ومن جهة أخرى نسأل عباد المسيح ألستم تقولون أن الله صالحنا بموت المسيح على الصليب فلماذا ما زالت المرأة تلد بالأوجاع - لدرجة إن البعض منهن يستخدمن المخدر من شدة الألم - ولماذا عقاب الاشتياق ما زال موجوداً منها ومن الرجل ولماذا ما زال عقاب الرب للحية بأن تمشي على بطنها مستمراً ( تكوين 3 : 14 ) ؟؟! فأين هو عدل الله بحسب إيمانكم ؟؟ ونلاحظ أيضا إن الله أعطى عقوبة لآدم " بعرق وجهك تأكل خبزاً " " ملعونة الأرض بسببك . بالتعب تأكل منها " (تك 3: 19،17) فإذا كانت قصة الخلاص المسيحية هي حقيقة فلماذا ما تزال هذه العقوبات قائمة ؟! أم إنها باقية للذكرى كما قال البابا شنودة في إحدى كتاباته ؟!!! وهل من عدل الله بعد إن خلصنا المسيح وصالحنا إن يبقي هذه العقوبات ؟
عقاب الحية :
(1/168)
حسب زعم الكتاب المقدس ، فإن الرب غضب على الحية لأنها أغوت آدم وحواء فأكلا من الشجرة المحرمة . ولذلك عاقب الله الحية " فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْحَيَّةِ : لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ بَيْنَ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ، عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ، وَمِنَ التُّرَابِ تَأْكُلِينَ طَوَالَ حَيَاتِكِ وَأُثِيرُ عَدَاوَةً دَائِمَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَكَذَلِكَ بَيْنَ نَسْلَيْكُمَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَلْدَغِينَ عَقِبَهُ " تكوين 3 : 14
أولاً : من المعروف أن الذي أغوى آدم هو إبليس ، وليست الحية. فكيف تكون للحية القدرة على الإغواء وكيف تستطيع إن تغوي إنسان ؟! فمن غير المعقول أن تكون خرافة الحية هي سبب الإغواء كما يقول سفر التكوين . ومن أجل أن يخرج المسيحيون من هذا المأزق قالوا أن المقصود بالحية هو الشيطان ولاشك بأن هذا التعليل باطل لأن النص يصور حال الحية على هذه الأرض ، بعد أن عوقبت بالسعي على البطن ، وإنها ملعونة من بين جميع البهائم والحيوانات ثم إن الشيطان لا يسعى على بطنه . . ولأن النص في [تك 1 : 25] يقول : " فَخَلَقَ اللهُ وُحُوشَ الأَرْضِ، وَالْبَهَائِمَ وَالزَّوَاحِفَ، كُلاً حَسَبَ نَوْعِهَا. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ فَاسْتَحْسَنَهُ. " وفي [تك 3 : 1-6] يقول : " وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَمْكَرَ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي صَنَعَهَا الرَّبُّ الإِلَهُ "
إذن فبحسب النصوص السابقة فإن حقيقة العدو الأول الذي تولى إغواء حواء ليس إبليس الشيطان بل هي الحية التي عملها الله ضمن باقي حيوانات البرية !!!!!
(1/169)
ثانياً : معنى قول الرب للحية : " على بطنك تسعين وتراباً تأكلين كل أيام حياتك " تكوين 3 : 14 هو إن الحية لم تكن تسعى على بطنها قبل العقاب ، وأن زحفها على بطنها طرأ بعد العقاب . إذاً كيف كانت تسير الحية قبل العقاب إن لم تكن تسير زاحفة ؟! ومن قال إن سعيها على بطنها عقاب لها ؟ هناك الآف الأنواع من الزواحف التي تسير على بطنها، فهل هذا عقاب لها ؟!! عقاب على ماذا ؟! ثم إن هناك حيات تعيش في البحر وتسبح في جوف الماء ولا تسعى على بطنها ولا تأكل التراب . ثم إن قول الكاتب بأن الله لعن الحية هو قول غير مقبول لأنها لو كانت فعلا ملعونة لما اختارها الله لتكون عصا موسى ومعجزته، ولكان الله سبحانه قد اختار حيواناً آخر غيرها . ونريد أن نعرف ما هو الدافع من إنزال العقاب بحيوان غير عاقل وغير مكلف ؟! وكيف يكون الحيوان غير مسئول عن عمله أدبياً ثم يعاقب على ما يقترفه من ضرر ؟ ويقول الكاتب والكلام عن الحية : " َأُثِيرُ عَدَاوَةً دَائِمَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَكَذَلِكَ بَيْنَ نَسْلَيْكُمَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَلْدَغِينَ عَقِبَهُ " ولا شك أن هذا الكلام باطل لأن العداوة التي بين الحية والبشر ليست على العموم . فهناك من يتعامل معها من القدم على اعتبارها مورداً للرزق باستخدام جلدها في المصنوعات الجلدية عالية الجودة . واستخدام لحمها في إعداد الإطباق الشعبية في بعض البلدان كالفلبين والصين . . وهناك من يتعامل معها باستخدام سمها في معالجة بعض الأمراض . . .
ويقول الكاتب : " هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَلْدَغِينَ عَقِبَهُ " ولا شك أن ضرر الحية لا يقتصر على لدغ قدم الإنسان بل إن البعض منها يقذف بالسم على بعد أمتار وهناك أنواع منها تقوم بخنق فريستها ثم بلعها . ... وهكذا يكشف لنا الكتاب المقدس عن جهل كاتبه والله المستعان . . .
حيوان عجيب !!!
(1/170)
يقول كاتب سفر حزقيال أن حزقيال عند نهر الخابور رأى حيواناً له أربعة أجنحة وله أربعة وجوه هي كالتالي :
وجه إنسان - وجه أسد - وجه ثور - وجه نسر ( حزقيال 1 : 4 _ 10 ) : " فنظرت وإذا بريح عاصفة جاءت من الشمال. سحابة عظيمة ونار متواصلة وحولها لمعان ومن وسطها كمنظر النحاس اللامع من وسط النار. 5 ومن وسطها شبه أربعة حيوانات وهذا منظرها. لها شبه إنسان. 6 ولكل واحد أربع أوجه ولكل واحد أربعة أجنحة. 7 وأرجلها أرجل قائمة وإقدام أرجلها كقدم رجل العجل وبارقة كمنظر النحاس المصقول. 8 وأيدي إنسان تحت أجنحتها على جوانبها الأربعة. ووجوهها وأجنحتها لجوانبها الأربعة. 9 وأجنحتها متصلة الواحد بأخيه. لم تدر عند سيرها. كل واحد يسير إلى جهة وجهه. 10 إما شبه وجوهها فوجه إنسان ووجه أسد لليمين لأربعتها ووجه ثور من الشمال لأربعتها ووجه نسر لأربعتها. " إلي أن قال في العدد 28 : " هذا منظر شبه مجد الرب. ولما رأيته خررت على وجهي. وسمعت صوت متكلم . . "
يا سبحان الله ..... لقد جاء مجد الرب في هذا الإطار الحيواني الخرافي من أجل أن تنبعث في نفس حزقيال النبوة !!!!!
الكتاب المقدس يخترع طريقة رائعة لتنمية الثروة الحيوانية:
الغنم تتوحم !!
يقول كاتب سفر التكوين : [ 30 : 37 ] :
(1/171)
" فَأَخَذَ يَعْقُوبُ لِنَفْسِهِ قُضْبَاناً خُضْراً مِنْ لُبْنَى وَلَوْزٍ وَدُلْبٍ وَقَشَّرَ فِيهَا خُطُوطاً بِيضاً كَاشِطاً عَنِ الْبَيَاضِ الَّذِي عَلَى الْقُضْبَانِ. 38وَأَوْقَفَ الْقُضْبَانَ الَّتِي قَشَّرَهَا فِي الأَجْرَانِ فِي مَسَاقِي الْمَاءِ حَيْثُ كَانَتِ الْغَنَمُ تَجِيءُ لِتَشْرَبَ تُجَاهَ الْغَنَمِ لِتَتَوَحَّمَ عِنْدَ مَجِيئِهَا لِتَشْرَبَ. 39فَتَوَحَّمَتِ الْغَنَمُ عِنْدَ الْقُضْبَانِ وَوَلَدَتِ الْغَنَمُ مُخَطَّطَاتٍ وَرُقْطاً وَبُلْقاً. 40وَأَفْرَزَ يَعْقُوبُ الْخِرْفَانَ وَجَعَلَ وُجُوهَ الْغَنَمِ إِلَى الْمُخَطَّطِ وَكُلِّ أَسْوَدَ بَيْنَ غَنَمِ لاَبَانَ. وَجَعَلَ لَهُ قُطْعَاناً وَحْدَهُ وَلَمْ يَجْعَلْهَا مَعَ غَنَمِ لاَبَانَ. 41وَحَدَثَ كُلَّمَا تَوَحَّمَتِ الْغَنَمُ الْقَوِيَّةُ أَنَّ يَعْقُوبَ وَضَعَ الْقُضْبَانَ أَمَامَ عُيُونِ الْغَنَمِ فِي الأَجْرَانِ لِتَتَوَحَّمَ بَيْنَ الْقُضْبَانِ. 42وَحِينَ اسْتَضْعَفَتِ الْغَنَمُ لَمْ يَضَعْهَا. فَصَارَتِ الضَّعِيفَةُ لِلاَبَانَ وَالْقَوِيَّةُ لِيَعْقُوبَ. 43فَاتَّسَعَ الرَّجُلُ كَثِيراً جِدّاً وَكَانَ لَهُ غَنَمٌ كَثِيرٌ وَجَوَارٍ وَعَبِيدٌ وَجِمَالٌ وَحَمِيرٌ."
وعلى هذا يمكنك إنتاج خراف ذات ألوان عديدة. فإذا وضعت بجوارها اللون البنفسجي توحمت الغنم وجاء النسل الجديد بنفسجي. لك أن تتخيل هذا الجمال خراف زرقاء وأخرى حمراء ، هذا غير الخراف المخططة والمربعة والكاروهات !!!
حيطان تصاب بمرض البرص !!
(1/172)
لقد ادعى الكتاب المقدس أن حيطان المنازل تصاب بالبرص فيقول كاتب سفر اللاويين 14 : 35 : " يَأْتِي صَاحِبُ الْبَيْتِ وَيُخْبِرُ الْكَاهِنَ أَنَّ دَاءَ الْبَرَصِ قَدْ يَكُونُ مُتَفَشِّياً بِالْبَيْتِ، فَيَأْمُرُ الْكَاهِنُ بِإِخْلاَءِ الْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ إِلَيْهِ لِئَلاَّ يَتَنَجَّسَ كُلُّ مَا فِي الْبَيْتِ، ثُمَّ يَدْخُلُ الْكَاهِنُ الْبَيْتَ لِيَفْحَصَهُ. فَإِذَا عَايَنَ الإِصَابَةَ وَوَجَدَ أَنَّ فِي حِيطَانِ الْبَيْتِ نُقَراً لَوْنُهَا ضَارِبٌ إِلَى الْخُضْرَةِ أَوْ إِلَى الْحُمْرَةِ، وَبَدَا مَنْظَرُهَا غَائِراً فِي الْحِيطَانِ، يُغَادِرُ الْكَاهِنُ الْبَيْتَ وَيُغْلِقُ بَابَهُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. فَإِذَا رَجَعَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ وَفَحَصَهُ، وَوَجَدَ أَنَّ الإِصَابَةَ قَدِ امْتَدَّتْ فِي حِيطَانِ الْبَيْتِ، يَأْمُرُ الْكَاهِنُ بِقَلْعِ الْحِجَارَةِ الْمُصَابَةِ وَطَرْحِهَا خَارِجَ الْمَدِينَةِ فِي مَكَانٍ نَجِسٍ، وَتُكْشَطُ حِيطَانُ الْبَيْتِ الدَّاخِلِيَّةُ، وَيَطْرَحُونَ التُّرَابَ الْمَكْشُوطَ خَارِجَ الْمَدِينَةِ فِي مَكَانٍ نَجِسٍ . . . "
أقمشة تصاب بمرض البرص !!
يقول كاتب سفر اللاويين [ 13 : 47 ] :
(1/173)
".وَإِذَا بَدَا دَاءُ الْبَرَصِ الْمُعْدِي، فِي ثَوْبِ صُوفٍ أَوْ كَتَّانٍ أَوْ فِي قِطْعَةِ قُمَاشٍ مَنْسُوجَةٍ أَوْ مَحِيكَةٍ مِنْ صُوفٍ أَوْ كَتَّانٍ، أَوْ فِي جِلْدٍ، أَوْ فِي كُلِّ مَصْنُوعٍ مِنْ جِلْدٍ، 49وَكَانَتْ إِصَابَةُ الثَّوْبِ أَوِ الْجِلْدِ أَوْ قِطْعَةِ الْقُمَاشِ الْمَنْسُوجَةِ أَوِ الْمَحِيكَةِ، أَوْ فِي شَيْءٍ مَصْنُوعٍ مِنْ جِلْدٍ، ضَارِبَةً إِلَى الْحُمْرَةِ أَوِ الْخُضْرَةِ، فَإِنَّهَا إِصَابَةُ بَرَصٍ تُعْرَضُ عَلَى الْكَاهِنِ. 50فَيَفْحَصُ الإِصَابَةَ وَيَحْجُزُ الشَّيْءَ الْمُصَابَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، 51ثُمَّ يَفْحَصُهَا فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ. فَإِنْ وَجَدَهَا قَدِ امْتَدَّتْ فِي الثَّوْبِ أَوْ قِطْعَةِ الْقُمَاشِ، أَوْ فِي الْجِلْدِ أَوْ فِي كُلِّ مَا يُصْنَعُ مِنْ جِلْدٍ، وَيُسْتَخْدَمُ فِي عَمَلٍ مَا، فَإِنَّ الإِصَابَةَ تَكُونُ بَرَصاً مُعْدِياً وَتَكُونُ نَجِسَةً. 52فَيُحْرِقُ الْكَاهِنُ بِالنَّارِ الثَّوْبَ أَوْ قِطْعَةَ قُمَاشِ الصُّوفِ أَوِ الْكَتَّانِ أَوْ مَتَاعَ الْجِلْدِ الْمُصَابِ، لأَنَّهُ دَاءٌ مُعْدٍ. 53لَكِنْ إِنْ وَجَدَ الْكَاهِنُ أَنَّ الإِصَابَةَ لَمْ تَمْتَدَّ فِي الثَّوْبِ أَوْ فِي قِطْعَةِ الْقُمَاشِ الْمَنْسُوجَةِ أَوِ الْمَحِيكَةِ أَوْ فِي مَتَاعِ الْجِلْدِ، 54يَأْمُرُ بغَسْلِ الشَّيْءِ وَيَحْجُزُهُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخْرَى."
علاج برص الحيطان :
ورد في سفر اللاويين الإصحاح الرابع عشر , العدد 49 - 53
(1/174)
" فيأخذ لتطهير البيت عصفورين وخشب أرز وقرمزا و زوفا ويذبح العصفور الواحد في إناء خزف على ماء حي ّ ويأخذ خشب الأرز والزوفا والقرمز والعصفور الحي ويغمسها في دم العصفور المذبوح وفي الماء الحي وينضح البيت سبع مرات ويطهر البيت بدم العصفور وبالماء الحي وبالعصفور الحي وبخشب الأرز وبالزوفا وبالقرمز ثم يطلق العصفور الحي إلى خارج المدينة على وجه الصحراء ويكفّر عن البيت فيطهر ".
نلاحظ هنا إن الدم هو وسيلة التطهير من البرص بينما الكتب العلمية والمعترف بها عالمياً تأكد بان الدم هو أفضل وسيلة لانتقال الإمراض والبكتيريا .
ماذا يفعل من أصيب بداء البرص ؟
سفر اللاويين [ 13 : 45 ] :
" وَعَلَى الْمُصَابِ بِدَاءِ الْبَرَصِ أَنْ يَشُقَّ ثِيَابَهُ وَيَكْشِفَ رَأْسَهُ وَيُغَطِّيَ شَارِبَيْهِ، وَيُنَادِيَ: «نَجِسٌ! نَجِسٌ!». وَيَظَلُّ طُولَ فَتْرَةِ مَرَضِهِ نَجِساً يُقِيمُ وَحْدَهُ خَارِجَ الْمُخَيَّمِ مَعْزُولاً " [ ترجمة كتاب الحياة ]
ماذا يقول الكتاب المقدس عن طهارة الأبرص ؟
يقول الكتاب المقدس في سفر اللاويين [ 14 : 1 ] :
(1/175)
" وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2هَذِهِ هِيَ نُصُوصُ التَّعْلِيمَاتِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالأَبْرَصِ الْمُطَهَّرِ مِنْ بَرَصِهِ. يُحْضِرُونَهُ إِلَى الْكَاهِنِ فِي يَوْمِ شِفَائِهِ، 3فَيَخْرُجُ الْكَاهِنُ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ لِيَفْحَصَهُ فَإِنْ وَجَدَ أَنَّهُ قَدْ بَرِيءَ مِنْ دَاءِ الْبَرَصِ، 4يَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يُؤْتَى لِلأَبْرَصِ الْمُبَرَّءِ بِعُصْفُورَيْنِ حَيَّيْنِ طَاهِرَيْنِ، وَخَشَبِ أَرْزٍ، وَخَيْطٍ أَحْمَرَ وَبَاقَةِ زُوفَا. 5فَيَأْمُرُ الْكَاهِنُ بَذَبْحِ عُصْفُورٍ وَاحِدٍ فِي إِنَاءٍ خَزَفِيٍّ فَوْقَ مَاءٍ جَارٍ. 6أَمَّا الْعُصْفُورُ الْحَيُّ فَيَأْخُذُهُ مَعَ خَشَبِ الأَرْزِ وَالْخَيْطِ الأَحْمَرِ وَالزُّوفَا، وَيَغْمِسُهَا جَمِيعاً فِي دَمِ الْعُصْفُورِ الْمَذْبُوحِ فَوْقَ الْمَاءِ الْجَارِي، 7ثُمَّ يَرُشُّ عَلَى الْمُتَطَهِّرِ مِنَ الْبَرَصِ سَبْعَ مَرَّاتٍ فَيُطَهِّرُهُ، ثُمَّ يُطْلِقُ الْعُصْفُورَ الْحَيَّ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ. 8وَيَغْسِلُ الْمُتَطَهِّرُ ثِيَابَهُ، وَيَحْلِقُ كُلَّ رَأْسِهِ، وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ فَيَطْهُرُ، ثُمَّ يَدْخُلُ الْمُخَيَّمَ. إِلاَّ أَنَّهُ يُقِيمُ خَارِجَ خَيْمَتِهِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 9وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ يَحْلِقُ مَا نَمَا مِنْ شَعْرِ رَأْسِهِ، وَكَذَلِكَ لِحْيَتَهُ وَحَوَاجِبَهُ، وَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ فَيُصْبِحُ طَاهِراً. 10وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُحْضِرُ إِلَى الْكَاهِنِ كَبْشَيْنِ صَحِيحَيْنِ، وَنَعْجَةً حَوْلِيَّةً سَلِيمَةً وَثَلاَثَةَ أَعْشَارٍ (نَحْوَ سَبْعَةِ لِتْرَاتٍ) مِنَ الدَّقِيقِ الْمَعْجُونِ بِزَيْتٍ وَلُجَّ (نَحْوَ ثُلْثَ لِتْرٍ) زَيْتٍ. 11فَيُوْقِفُ الْكَاهِنُ الْقَائِمُ بِالتَّطْهِيرِ الأَبْرَصَ الْمُتَطَهِّرَ وَتَقْدِمَتَهُ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ.(1/176)
. . . " [ ترجمة كتاب الحياة ]
ونحن نسأل :
ما الهدف من هذا العبث الذي لا نجده إلا وسيلة الدجالين الذين يدعون العلاقة بالجن ، أو السحر ، ليستولوا على أموال المخدوعين ؟
وإن كان هؤلاء الدجالون لا يجرءون على نسبة هذا العبث إلي الله ، فكيف بالكهنة _ يصدقهم ملايين اليهود والمسيحيين في عصر الفضاء والعلاج بالذرة وأشعة الليزر _ يجعلونه شريعة سماوية ، وأوامر من عند الرب ؟!
ومن الغريب أن موضوع البرص يشغل في الكتاب المقدس ثلاثة إصحاحات في سبع صفحات ، والعجب أن الكتاب المقدس يدعي أن هناك برصاً في الثياب ، يستدعي حرق مكانه من الثوب ( لاويين : 13 ) وأن هناك برصاً في الجدران يستدعي هدم البيت ، وحجارته وكل تراب البيت ( لاويين: 14 ) !!!
بداية الخلق بحسب الكتاب المقدس
-سفر التكوين 1لإصحاح 1 : 1 -2 " في البدء خلق الله السموات والأرض. وكانت الأرض خربة .. يرف على وجه المياه "
ثبت علميا أن السموات والأرض كانتا كتلة غازية تفككت بأمر الله سبحانه وتعالى على مدى 10بلايين السنين وهو ما يدعى بالانفجار الكبير ، ومنذ بضعة بلايين من السنين تكونت المجموعة الشمسية. ووجود الماء في تلك المرحلة مرفوض علمياً .
-سفر التكوين 1لإصحاح 1 : 3-5 " وقال الله ليكن نور فكان نور.... وكان مساء وكان صباح يوماً واحداً "
في اليوم الأول لم تخلق النجوم بما في ذلك الشمس فمن أين حصل النور والصباح والمساء واليوم ؟ إن الليل والنهار أو الصباح والمساء ينتجان عن دوران الأرض حول نفسها أمام الشمس فمن أين حصل النور والصباح والمساء واليوم ؟
ولكي يخرج النصارى من هذا المطب زعموا بأن كانت هناك إشاعات ضوئية كانت تُنير الأرض قبل خلق الشمس !!
(1/177)
ونحن نسأل : أين الدليل وفي أي سفر ؟ ثم لو افترضنا كما تدعون إن هناك إشاعات ضوئية كانت تُنير الأرض قبل خلق الشمس , فكيف نتج الليل والنهار ؟؟؟ هل كانت الإشاعات الضوئية تظهر 12 ساعة على الكرة الأرضية وتختفي 12 ساعة ؟؟؟ طبعا هذا كلام لا يقول به مجنون فضلا عن عاقل !! والعلم يرفضه .
-سفر التكوين 1لإصحاح 1 : 6 -8 " ليكن جلد في وسط المياه. وليكن فاصلاً بين مياه ومياه …ودعا الجلد سماء "
انقسام الماء إلى كتلتين لا يصح علميا .
-سفر التكوين 1لإصحاح 1 : 11 " وقال الله لتنبت الأرض عشباً "
لا يمكن وجود نبات قبل الشمس !!!!
-سفر التكوين 1لإصحاح 1 : 14-19 " لتكن أنوار ….النور الأكبر لحكم النهار والنور الأصغر لحكم الليل. والنجوم …"
هذا يناقض المعلومات الأساسية عن تشكل عناصر النظام الشمسي فقد نتجت الأرض والقمر بأمر الله سبحانه وتعالى من انفصالهما عن الشمس فكيف جاءت الشمس والقمر بعد الأرض ؟
-سفر التكوين 1لإصحاح 1 : 20-23 " لتفض المياه زحافات ذات نفس حية وليطر طير فوق الأرض…. فخلق التنانين …بهائم ودبابات ووحوش ….وخلق الله الإنسان…..ذكراً وأنثى "
نظام ظهور الحيوانات الأرضية والطيور هذا مرفوض علمياً فقد جاءت الطيور من فئة خاصة من الزواحف عاشت في العصر الثاني لذا من الخطأ ظهور الحيوانات الأرضية بعدها .وقد جاء ذكر الحيوانات الأرضية في اليوم السادس .
النمل في الكتاب المقدس :
يقول كاتب سفر الأمثال [ 6 : 6 ] " اذْهَبْ إِلَى النَّمْلَةِ أَيُّهَا الْكَسُولُ، تَمَعَّنْ فِي طُرُقِهَا وَكُنْ حَكِيماً، فَمَعَ أَنَّهَا مِنْ غَيْرِ قَائِدٍ أَوْ مُدَبِّرٍ أَوْ حَاكِمٍ، إِلاَّ أَنَّهَا تَخْزِنُ طَعَامَهَا فِي الصَّيْفِ، وَتَجْمَعُ مَؤُونَتَهَا فِي مَوْسِمِ الْحَصَادِ. "
(1/178)
وفي ترجمة أخرى : " اذهب إلى النملة أيها الكسلان. تأمل طرقها وكن حكيما. التي ليس لها قائد أو عريف أو متسلط . وتعد في الصيف طعامها وتجمع في الحصاد أكلها. "
وشتان بين الحقيقة العلمية والنص أعلاه !!
فإن الأغلبيّة العظمى للنمل تعيش على شكل مستعمرات وهي عبارة عن عائلات أو مجموعات العائلات المتّصلة , كلّ مستعمرة تتكوّن من الملكة و بناءها الكبار , فالنمل أمة كأمة البشر لها قانونها الاقتصادي، و السياسي، و الاجتماعي بل و العسكري أيضا , فالنمل له نظام اقتصادي خاص في التوفير، و رصد الاحتياطي لوقت الحاجة و حفظ المخزون بطريقة معينة حتى لا بفسد.
و في النظام السياسي من ملوك و رؤساء و قادة، و في النظام الاجتماعي من أسرٍ و جماعات. و في النظام العسكري من جيوش و حمايات. بل ثبت أن النمل يقوم بحملات عسكرية على القرى المجاورة من النمل و يأسر منهم الأسرى و يضعهم في السجون !!.
ولقد كشف الباحثون في علم وظائف الأعضاء والكيمياء الحيوية إن النمل يقدم تنظيما بيولوجيا اجتماعيا معقدا ومجتمعات النمل هي وحده متكاملة من الترابط الذي ينظم سلوك أفرادها, ولا تستطيع أن تعيش النملة منفصلة عن ألمجموعه وإذا انفصلت فإنها تهلك . . Ms Encarta Encyclopedia
النعام في الكتاب المقدس :
(1/179)
يقول الكتاب المقدس عن النعام في سفر أيوب 39 : 13 : " يُرَفْرِفُ جَنَاحَا النَّعَامَةِ بِغِبْطَةٍ، وَلَكِنْ أَهُمَا جَنَاحَانِ مَكْسُوَّانِ بِرِيشِ الْمَحَبَّةِ؟ 14فَهِيَ تَتْرُكُ بَيْضَهَا عَلَى الأَرْضِ لِيَدْفَأَ بِالتُّرَابِ، 15وَتَنْسَى أَنَّ الْقَدَمَ قَدْ تَطَأُ عَلَيْهِ، وَأَنَّ بَعْضَ الْحَيَوَانَاتِ الْكَاسِرَةِ قَدْ تُحَطِّمُهُ. 16إِنَّهَا تُعَامِلُ صِغَارَهَا بِقَسْوَةٍ كَأَنَّهَا لَيْسَتْ لَهَا، غَيْرَ آسِفَةٍ عَلَى ضَيَاعِ تَعَبِهَا، 17لأَنَّ اللهَ قَدْ أَنْسَاهَا الْحِكْمَةَ، وَلَمْ يَمْنَحْهَا نَصِيباً مِنَ الْفَهْمِ. وَلَكِنْ مَا إِنْ تَبْسُطُ جَنَاحَيْهَا، لِتَجْرِيَ حَتَّى تَهْزَأَ بِالْفَرَسِ وَرَاكِبِهِ "
شتان بين الحقيقة العلمية والنص أعلاه !
فإن الموسوعات العلمية بريتانيكا , وأيضًا جرزيميك ( فول 7 , ب. 91-95 ) ,تصف النعام كآباء مهتمّين جدًّا ببيضهم وأولادهم . تلقي الأنثى بيضها على الأرض , كما يفعل الكثير من الطيور الأخرى .هذا البيض لا يترك إلى حرارة الرمل , وفي غياب الأنثى , يقوم الذكر بالرقود على العشّ لحماية البيض . حين الخروج من البيض يلقى الفراخ اهتماما كبيرا من أمّهم، وهذا يثبت أنها أم حنون. كمخلوق بيولوجيّ , النعامة قد نجت للآلاف من السّنين , بوضوح جدًّا هو منجب ناجح .عمله ليس بلا جدوى , كما يعلن النصّ الأعلى بصورة غير صحيحة.
الشمس تسرع عائدة إلي المكان الذي تشرق منه !!!
يقول كاتب سفر الجامعة [ 1 : 5 ] :
" الشمس تشرق ثم تغرب ، مسرعة إلي موضعها الذي منه طلعت "
منذ متى كانت الشمس تسرع عائدة إلي المكان الذي تشرق منه ؟
(1/180)
وفي سفر يشوع 10 : 13 يقول الكاتب : " فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب من أعدائه . أليس هذا مكتوبا في سفر ياشر . فوقفت الشمس في كبد السماء ولم تعجل للغروب نحو يوم كامل . " نحن نعلم إن غروب الشمس وشروقها ناتج عن حركة الأرض حول نفسها وليس لحركتها حول الأرض فكيف يقول النص إن الشمس توقفت في كبد السماء ولم تعجل للغروب ؟!
كيف يتكون السحاب ؟
جاء في سفر ناحوم [ 1 : 3 ] :
" طَرِيقُ الرَّبِّ فِي الزَّوْبَعَةِ وَالْعَاصِفَةِ، وَالْغَمَامُ غُبَارُ قَدَمَيْهِ."
وفي ترجمة الفانديك : " السحاب غبار رجليه "
ونحن نسأل : كيف يقول الكتاب المقدس إن السحاب هو غبار رجلي الرب في حين إن السحاب ناتج عن تبخرات لمياه البحار والمحيطات ؟؟ ثم من الخطأ علميا إن يقال أن السحاب غبار .
هل الأرض منبسطة فوق المياه ؟!
من الحقائق العلمية الواضحة أن المياه هي التي تغمر الأرض إلا إن الكتاب المقدس يزعم بأن الأرض منبسطة فوق المياه !! طبقا لما ورد في مزمور [ 136 : 6 ] : " الباسط الأرض على المياه لان إلى الأبد رحمته " ؟!!!
أورشليم تقع في مركز الأرض !!
ورد في سفر حزقيال [ 5 : 5 ] ما نصه : " هكذا قال السيد الرب هذه أورشليم في وسط الشعوب قد أقمتها وحواليها الأراضي "
(1/181)
لقد ساد الاعتقاد بأن أورشليم تقع في مركز الأرض ، وأن كل ما عداها من بقاع العالم يقع على حفاف المدينة المقدسة وقد جاء في كتاب السياحة المنسوب إلى القديس " يوحنا منذفيل " في القرون الوسطى إن أورشليم تقع في مركز الأرض . وهذا ما أعلنه أيضاً القديس " جيروم " . . . وظل هذا الاعتقاد معتبراً عند أغلب الناس . حتى جاء العصر الحديث وأثبت الجغرافيون خطأ ما ورد في الكتاب المقدس ، وأن أورشليم لا يمكن إن تقع في مركز الأرض . والمذهل إن الاكتشاف العلمي الجديد الذي كان يشغل العلماء والذي أعلن في يناير 1977 يقول : إن مكة المكرمة هي مركز اليابسة في العالم , وهذه الحقيقة الجديدة استغرقت سنوات عديدة من البحث العلمي للوصول إليها , واعتمدت على مجموعة من الجداول الرياضية المعقدة استعان فيها العلماء بالحاسب الآلي . [ الإعجاز العلمي في الإسلام والسنة النبوية " محمد كامل عبد الصمد ]
أسد يموت مرتين ؟!!
يقول كاتب سفر صموئيل الأول [ 17 : 34 ] :
" فقال داود لشاول كان عبدك يرعى لأبيه غنما فجاء أسد مع دب واخذ شاة من القطيع. 35 فخرجت وراءه وقتلته وأنقذتها من فيه ولما قام عليّ أمسكته من ذقنه وضربته فقتلته.!!! " [ ترجمة الفانديك]
لاحظ عزيزي القارئ كيف تم إمساك الأسد من ذقنه ! ولا حظ أنه أمسكه من ذقنه وضربه في الوقت ذاته ! ولا حظ أنه قتل الدب أيضاً !!!!!
ما هو ذنب الحمير؟!
خروج [ 13 : 13 ] : " ولكن كل بكر حمار تفديه بشاة.وان لم تفده فتكسر عنقه. وكل بكر إنسان من أولادك تفديه "
الأقرع طاهر!!
لاويين [ 13 : 40 ] : " وإذا كان إنسان قد ذهب شعر رأسه فهو اقرع. انه طاهر."
اثقب أذن العبد بالمثقب !!
(1/182)
يقول كاتب سفر الخروج 21 : 2 : " إذا اشتريت عبداً عبرانياً فست سنين يخدم وفي السابعة يخرج حراً مجاناً . إن دخل وحده فوحده يخرج . إن كان بعل امرأة تخرج امرأته معه . إن أعطاه سيده امرأة وولدت له بنين أو بنات فالمرأة وأولادها يكونون لسيده وهو يخرج وحده . ولكن إن قال العبد أحب سيدي وامرأتي وأولادي لا اخرج حرا . 6 يقدمه سيده إلى الله ويقربه إلى الباب أو إلى القائمة ويثقب سيده إذنه بالمثقب . فيخدمه إلى الأبد . " نلاحظ في هذه النصوص إنها تبيح لبني اسرائيل شراء العبيد وبيعهم. ويبيح للرجل أن يبيع ابنته لتكون أمه. فهل هذا ما أوحى به الله إلى موسى؟! هل أوحى الله أن يبيع الرجل ابنته ؟! وأن يثقب السيد أذن عبده بالمثقب ؟!
كما إن النص يتناقض مع نص آخر يقول : " إلى سنة اليوبيل يخدم عندك " لاويين 25 : 40 واليوبيل خمسون سنة . إن النص الأول يجعل الخدمة ست سنوات، أما النص الثاني فيجعلها خمسين سنة بعدها ينال العبد حريته.
وهذان النصان يتناقضان مع نص ثالث هو : " في آخر سبع سنين تعمل إبراء " تثنية 15 : 1 . هذا النص يجعل المدة سبع سنوات . نصوص ثلاثة متناقضة .
الخنزير نجس :
يقول كاتب سفر اللاويين 11 : 4 - 8 : " والخنزير. لأنه يشق ظلفا ويقسمه ظلفين لكنه لا يجترّ. فهو نجس لكم. من لحمها لا تأكلوا وجثثها لا تلمسوا. إنها نجسة لكم. " نلاحظ في هذا النص إن لحم الخنزير محرم نجس. كما قال الرب. فكيف يبيح المسيحيون لأنفسهم أكل لحم الخنزير وهو محرم بوضوح ؟! النصارى يقولون إن التوراة جزء من كتابهم المقدس . ولكنهم لا يقبلون حلالها وحرامها . لأن الحلال عندهم ما حلله بولس والحرام ما حرمه .
أرقام خيالية :
(1/183)
يقول كاتب سفر العدد 1 : 45 : " هؤلاء هم المعدودون الذين عدّهم موسى وهرون ورؤساء اسرائيل اثنا عشر رجلا رجل واحد لبيت آبائه 45 فكان جميع المعدودين من بني اسرائيل حسب بيوت آبائهم من ابن عشرين سنة فصاعدا كل خارج للحرب في اسرائيل 46 كان جميع المعدودين ست مئة إلف وثلاثة آلاف وخمس مئة وخمسين. " هذا النص يبين أن تعداد المقاتلين من بني اسرائيل فوق العشرين من الرجال هو ( 603550 ) . هذا عددهم دون إحصاء اللاويين ودون إحصاء النساء ودون إحصاء الرجال دون سن العشرين. هذا عددهم عندما خرجوا من مصر . فإذا أضفنا النساء والرجال دون العشرين وبني لاوي، يكون عددهم مليونين ونصف المليون تقريباً .
عندما دخلوا مصر كان عددهم سبعين فقط حسب تكوين 46 : 27 . وأقاموا في مصر 215 سنة . وقد كان فرعون مصر قد ضيق الخناق عليهم وأمر القابلات بقتل كل مولود ذكر ، كما أمر بإلقاء المواليد الذكور في النهر . وبعد 215 سنة من دخولهم من مصر بسبعين فرداً خرجوا منها بمليونين ونصف المليون !! والسؤال هو هل يصبح سبعون فرداً مليونين ونصف المليون بعد 215 سنة ؟! لو فرضنا أن نسبة الزيادة السنوية في عددهم 5% فإن عددهم بعد 215 سنة سيصبح 71680، وليس مليونين ونصف المليون كما يزعم النص .
تدفئة داود :
(1/184)
يقول الكاتب في سفر الملوك الأول 1 : 1 - 4 : " وشاخ الملك داود . تقدم في الأيام . وكانوا يدثرونه بالثياب فلم يدفأ . 2 فقال له عبيده ليفتشوا لسيدنا الملك على فتاة عذراء فلتقف أمام الملك ولتكن له حاضنة ولتضطجع في حضنك فيدفأ سيدنا الملك . 3 ففتشوا على فتاة جميلة في جميع تخوم اسرائيل فوجدوا ابيشج الشونمية فجاءوا بها إلى الملك . 4 وكانت الفتاة جميلة جدا فكانت حاضنة الملك وكانت تخدمه ولكن الملك لم يعرفها " هذا النص يشير إلى إن النبي دواد وحشاه رضي بأن تنام في حضنه فتاة بقصد التدفئة أثناء شيخوخته . ويجدر أن نلاحظ إن النص لم يذكر أنها زوجة له . كما إن هذا النص أدخل مصطلحاً جديداً وهو حاضنة الملك ، وهي فتاة تقوم بالتدفئة فقط !!! ألا توجد طريقة أخرى للتدفئة سوى البحث عن فتاة لتنام في حضن النبي داود وسريره ؟! هذا النص فيه طعن واضح بأخلاق الأنبياء وشرفهم. والعجب بعد هذا إننا نجد بعض النصارى الذين يؤمنون بكل هذه المهازل في حق الأنبياء نجدهم بكل وقاحة يتكلمون عن أخلاقيات خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم ..... كيف يصح منهم هذا وهم يؤمنون بأن الأنبياء يقعون في الشرك وعبادة الأوثان كسليمان كما في سفر الملوك الأول 11 وحاشاه .... انه الحقد الأعمى ......
نبي الله داود والتعدد :
في سفر صموئيل الثاني 5 : 13 يقول الكاتب عن داود عليه السلام : " وأخذ داود أيضاً سراري ونساء من أورشليم بعد مجيئه من حبرون " يدل هذا النص على أن داود النبي لم يكتف بزوجتيه السابقتين أخينوعم وأبيجايل ، بل أضاف إليهما نساء أخريات، أي زوجات. ولم يكتف بذلك، بل اتخذ سراري. وهذا يدل على إن تعدد الزوجات كان معمولاً به قبل الإسلام، وكان بلا حدود لعدد الزوجات . بدليل إن الرب لم يعاقب داود على التعدد ولم يستنكره منه .
الدم هو النفس هو الحياة !!
يقول الكتاب المقدس في سفر اللاويين [ 17 : 14 ] :
(1/185)
" لأن نفس كل جسد دمه هو بنفسه ، فقلت لبني إسرائيل : لا تأكلوا دم جسد ما ، لأن نفس كل جسد دمه من أكله يقطع "
وفي سفر التثنية [ 12 : 23 ] :
" لكن احترز ألا تأكل الدم ، لأن الدم هو النفس ، فلا تأكل النفس مع اللحم "
من هذين النصين نجد إصراراً من كاتبهما على أن نفس الجسد هي في الدم ، وأن نفس كل جسد دمه ، لأن النفس هي الدم ولأن الدم هو النفس .
أي إن الكتاب المقدس يقرر لنا ببساطة ووضوح ، بل بإصرار عجيب أن النفس هي الدم والدم هو النفس . . هكذا . . وبمنتهى البساطة وبإصرار مدهش . . الدم هو النفس . . والنفس هي الدم . . أي أن النفس عبارة عن بلازما ، تسبح فيها كرات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية !!
فهل هذا معقول ؟ ! لماذا إذن نجد أطباء متخصصين في علم الدم وأمراضه وآخرين في علم النفس وأمراضها مادام أن الدم هو النفس ، والنفس هي الدم في الكتاب المقدس ؟!
الفهرس(1/186)
نصوص توراتية تحت المجهر 2
هل خرج الطير من الماء أم الأرض ؟
في سفر التكوين 1 : 20 يقول الكاتب : " وقال الله لتفض المياه زحافات ذات نفس حية وليطر طير فوق الأرض على وجه جلد السماء. 21 فخلق الله التنانين العظام وكل ذوات الأنفس الحية الدبّابة التي فاضت بها المياه كأجناسها وكل طائر ذي جناح كجنسه. ورأى الله ذلك انه حسن. " إلا إننا نجد في تكوين 2 : 19 : إن الكاتب يقول : " وجبل الرب الإله من الأرض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء. فاحضرها إلى آدم ليرى ماذا يدعوها. وكل ما دعا به آدم ذات نفس حية فهو اسمها "
ذوو العاهات :
في سفر اللاويين 21 : 16 - 23 يقول الكاتب : " وكلم الرب موسى قائلا. كلم هرون قائلا. إذا كان رجل من نسلك في أجيالهم فيه عيب فلا يتقدم ليقرّب خبز ألهه. لان كل رجل فيه عيب لا يتقدم. لا رجل اعمي ولا أعرج ولا أفطس ولا زوائدي ولا رجل فيه كسر رجل أو كسر يد. ولا احدب ولا اكشم ولا من في عينه بياض ولا أجرب ولا أكلف ولا مرضوض الخصى. كل رجل فيه عيب من نسل هرون الكاهن لا يتقدم ليقرّب وقائد الرب. فيه عيب لا يتقدم ليقرّب خبز ألهه. "
نلاحظ هنا إن النص يمنع كل ذي عاهة من أن يقترب من المذبح كيلا ينجسه. هل هذا معقول ؟! هل يصدق أحد أن هذا كلام الله ؟! هل يعقل أحد أن الله يرى النجاسة في كل ذي عاهة ؟! إن الله الرحمن الرحيم الودود الحليم يرأف بعباده أجمعين . هل يصدق أحد أن الله يرى نجاسة في الأعمى المسكين أو الأعرج أو الأحدب أو مكسور اليد ؟! نترك لك الحكم أيها القارئ الكريم .
العورة وقطع اليد :
(1/187)
في سفر التثنية 25 : 11، قال موسى لقومه : " إذا تخاصم رجلان بعضهما بعضا رجل وأخوه وتقدمت امرأة احدهما لكي تخلّص رجلها من يد ضاربه ومدّت يدها وأمسكت بعورته فاقطع يدها ولا تشفق عينك " هذا النص يوجب قطع اليد لماسكة عورة الرجل. إذاً قطع اليد مشروع في التوراة. ولماذا إذا يعيبون على الإسلام قطع يد السارق حماية للمجتمع من وباء السرقة وحماية لأموال الناس وأملاكهم ؟! بل إن كتابهم يحتوى على إحكام أشد قسوة من قطع اليد فمثلا : في سفر الخروج [ 31 : 14] قال الرب : " سُبُوتِي تَحْفَظُونَهَا لأَنَّهُ عَلاَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فِي أَجْيَالِكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي يُقَدِّسُكُمْ فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. "
الرجم حتى الموت لمن يعمل يوم السبت :
في سفر العدد 15 : 35، وجد جماعة من بني اسرائيل رجلاً يحتطب يوم السبت : " فقال الرب لموسى قتلا يقتل الرجل. يرجمه بحجارة كل الجماعة خارج المحلّة. 36 فأخرجه كل الجماعة إلى خارج المحلّة ورجموه بحجارة فمات كما أمر الرب موسى " هل يقبل أحد في العالم اليوم وحتى اليهود أنفسهم تنفيذ هذه العقوبة على من يعمل يوم السبت ؟!
قتل النجس :
(1/188)
يقول كاتب سفر العدد 19 : 14 : " هذه هي الشريعة. إذا مات إنسان في خيمة كل من دخل الخيمة وكل من كان في الخيمة يكون نجسا سبعة أيام " . حسب النص، من يدخل خيمة فيها ميت فهو نجس إلى سبعة أيام، ويجب عليه أن يتطهر في اليوم الثالث واليوم السابع بواسطة ماء ينضحه رجل طاهر عليه ( عدد 19 : 19 ) . وإذا لم يتطهر ذلك الرجل الذي دخل خيمة فيها ميت، فيجب قتله، . " وأما الإنسان الذي يتنجّس ولا يتطهّر فتباد تلك النفس من بين الجماعة لأنه نجّس مقدس الرب. ماء النجاسة لم يرش عليه. انه نجس. " ( عدد 19 : 20 )
ولماذا تنجس الرجل المسكين ؟ لأنه دخل مكاناً فيه رجل ميت !! هل هذا معقول ؟!! ما هذا التشريع وما هذه الشريعة ؟! والأغرب من ذلك أنه نجس لمدة سبعة أيام !! والأغرب من ذلك ومصيبة المصائب أنه إذا لم يتطهر خلال سبعة أيام، فجزاؤه الإبادة ، أي القتل !! هل يصدق أحد أن هذا التشريع من عند الله ؟!!
الإعفاء من القتال :
في الكتاب المقدس نظام فريد للإعفاء من القتال ( تثنية 20 : 1- 9 ) يعفى من القتال التالية صفتهم :
1 - من بنى بيتاً ولم يدشنه !
2 - من غرس كرماً ولم يبتكره !
3 - من له خطيبة ولم يأخذها !
4 - الخائف !
بهذه الطريقة يمكن إعفاء الجميع !!!
مجزرة مديان :
يقول الكاتب في سفر العدد 31 : 1 - 11 : " وكلم الرب موسى قائلا 2 انتقم نقمة لبني اسرائيل من المديانيين ثم تضمّ إلى قومك. . . فأرسلهم موسى الفا من كل سبط إلى الحرب .... 7 فتجندوا على مديان كما أمر الرب وقتلوا كل ذكر ... 9 وسبى بنو اسرائيل نساء مديان وأطفالهم ونهبوا جميع بهائمهم وجميع مواشيهم وكل أملاكهم. واحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار. " يلخص هذا النص كيف حارب موسى وبني اسرائيل قوم مديان . فقتلوا كل ذكر وسبوا النساء والأطفال ونهبوا كل شيء وأحرقوا كل شيء .
مجزرة باشان :
(1/189)
يقول كاتب سفر التثنية 3 : 3 - 6 عن بني اسرائيل وموسى عليه السلام : " فدفع الرب ألهنا إلى أيدينا عوج أيضا ملك باشان وجميع قومه فضربناه حتى لم يبق له شارد. وأخذنا كل مدنه في ذلك الوقت. لم تكن قرية لم نأخذها منهم. ستون مدينة كل كورة ارجوب مملكة عوج في باشان. كل هذه كانت مدنا محصنة باسوار شامخة وأبواب ومزاليج سوى قرى الصحراء الكثيرة جدا. فحرمنها كما فعلنا بسيحون ملك حشبون محرمين كل مدينة الرجال والنساء والأطفال. لكن كل البهائم وغنيمة المدن نهبناها لأنفسنا. " وهنا نجد مجزرة أخرى فيها يقتل الأطفال والنساء وكل ما في المدينة ....
مجزرة أريحا :
عندما دخل يشوع وقومه أريحا، وهي مدينة في فلسطين، قال يشوع لجنوده : " راحاب الزانية فقط تحيا هي وكل من معها في البيت لأنها قد خبأت المرسلين اللذين أرسلناهما. " يشوع 6 : 17 وبعد احتلال الاسرائليين لأريحا : " حرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف. " يشوع 6 : 21 . هذان النصان يدلان على المذبحة التي أمر يشوع القيام بها . لقد أمر جنوده بذبح كل إنسان في المدينة رجلاً كان أو امرأة، طفلاً كان أو شيخاً . بل امتد الأمر إلى الحيوانات. الناجي الوحيد كانت راحاب الزانية ومن معها في البيت . بالمقارنة انظر إلى عظمة الإسلام وقوانينه في الحرب فيقول الرسول الكريم في وصيته للمقاتلين : " لا تعتدوا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع " رواه ابن عباس رضي الله عنهما .
مجزرة حشبون :
(1/190)
نسب كاتب سفر التثنية 2 : 32 - 36 لموسى قوله : " وقال الرب لي. انظر. قد ابتدأت ادفع أمامك سيحون وأرضه. ابتدئ تملّك حتى تمتلك أرضه. فخرج سيحون للقائنا هو وجميع قومه للحرب إلى ياهص. فدفعه الرب ألهنا أمامنا فضربناه وبنيه وجميع قومه. وأخذنا كل مدنه في ذلك الوقت وحرمنا من كل مدينة الرجال والنساء والأطفال. لم نبق شاردا. لكن البهائم نهبناها لأنفسنا وغنيمة المدن التي أخذنا " هنا يشرح نبي الله موسى - حسب زعمهم - المجزرة التي قام بها ضد منطقة حشبون وملكها سيحون وبإقرار النص لم يبقوا شارداً، وحرموا ( أي قتلوا ) كل رجل وإمراة وطفل !! واقتصر عطفهم على البهائم التي أخذوها ... بأمر الرب ...
والنقطة المهمة هنا انه بحسب اللاهوت المسيحي فإن يسوع المسيح هو إله ورب الكتاب المقدس. الذي صدرت منه كل هذه التعاليم .
سلسلة من المجازر :
بعد مجزرة اريحا ومجزرة مديان وحشبون ومجزرة باشان يبدأ تنفيذ سلسلة من المجازر في الإصحاح العاشر من سفر يشوع : مجزرة لبنة ثم مجزرة لخيش ثم مجزرة عجلون ثم مجزرة حبرون . يشوع 10 : 28 وفي العدد 42 نجد الكاتب يقول : " لأن الرب إله اسرائيل حارب عن اسرائيل " ومن هو إله اسرائيل حسب اللاهوت المسيحي ؟ انه يسوع المسيح اله الكتاب المقدس ....
شهادة الزور :
يورد كاتب سفر التثنية 5 : 20 قول موسى عليه السلام لقومه : " ولا تشهد على قريبك شهادة زور " إن شهادة الزور لا تصح سواء أكانت على قريب أم على بعيد . وليس من المعقول أن ينهى موسى عليه السلام عن شهادة الزور ضد القريب فقط ، وكأنه يسمح بها ضد البعيد. هذه الصياغة تثير ريبة حول مصدر هذا القول ، لأنه يفتقر إلى دقة التعبير التي يتصف بها الأنبياء حيث أنهم يتكلمون بوحي من الله سبحانه وتعالى .
حق البكورية :
(1/191)
في سفر التثنية ، الولد البكر له نصيب اثنين، أي ضعف نصيب غير البكر. وهذا هو حق البكورية تثنية 21 : 17 . والسؤال هو هل توجد ميزة للولد البكر على سائر إخوته الذكور حتى يكون نصيبه من الإرث ضعف كل منهم ؟!
الزواج الثاني ينجس :
في سفر التثنية 24 : 1 إذا طلق رجل زوجته وتزوجت من غيره وطلقها الزوج الثاني أو مات عنها ، فلا يجوز للزوج الأول أن يتزوجها لأنها تنجست : " إذا اخذ رجل امرأة وتزوج بها فان لم تجد نعمة في عينيه لأنه وجد فيها عيب شيء وكتب لها كتاب طلاق ودفعه إلى يدها وأطلقها من بيته ومتى خرجت من بيته ذهبت وصارت لرجل آخر فان ابغضها الرجل الأخير وكتب لها كتاب طلاق ودفعه إلى يدها وأطلقها من بيته أو إذا مات الرجل الأخير الذي اتخذها له زوجة لا يقدر زوجها الأول الذي طلقها إن يعود يأخذها لتصير له زوجة بعد إن تنجست " لماذا تنجست المرأة من زوجها الثاني ؟! لا أحد يعلم .
للأجنبي تقرض بربا
في سفر التثنية 23 : 19 يقول الرب : " للأجنبي تقرض بربا ولكن لأخيك لا تقرض بربا لكي يباركك الرب إلهك " هذا النص يحث اليهودي على عدم التعامل بالربا مع اليهود ولكن يجوز له أن يقرض بربا لغير اليهودي !! ما هذه المعايير المزدوجة ؟ والمسيح يقول ما جئت لأنقض الناموس بل لأكمل ..... وقد رد القرآن الكريم عليهم فقال : " ... وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل "
الجزية :
(1/192)
عندما دخل بنو اسرائيل بأمر الرب إلى الأرض المقدسة مع نبيهم يشوع أخذوا الجزية من الكنعانيين، ففي سفر يشوع 16 : 10 يقول الكاتب : " فلم يطردوا الكنعانيين الساكنين في جازر. فسكن الكنعانيون في وسط إفرايم إلى هذا اليوم وكانوا عبيداً تحت الجزية " وفي سفر القضاة 1 : 1 نجد إن بنو اسرائيل سألوا الرب قائلين : " من منّا يصعد إلى الكنعانيين أولا لمحاربتهم . فقال الرب يهوذا يصعد. هوذا قد دفعت الأرض ليده " و في الأعداد 30 _ 33 نجدهم يضعون الجزية على الكنعانيين . وعلى سكان قطرون وسكان نهلول و سكان بيت شمس و سكان بيت عناة وغيرهم .
ونجد في كتابهم المقدس أيضاً إن نبي الله سليمان عليه السلام كان متسلطاً على جميع الممالك من النهر إلى ارض فلسطين والى تخوم مصر. وكانت هذه الممالك تقدم له الجزية وتخضع له كل أيام حياته. ملوك الأول 4 : 21 . فيقول النص كما في ترجمة كتاب الحياة : " فكانت هذه الممالك تقدم له الجزية وتخضع له كل أيام حياته " وفي ترجمة الفانديك : " كانوا يقدمون الهدايا ويخدمون سليمان كل أيام حياته "
بل إن كتابهم المقدس فيه من الشرائع والإحكام ما هو أشد و أعظم بكثير من حكم الجزية ، فالرب مثلاً يأمر أنبيائه إن يضعوا الناس تحت نظام التسخير والعبودية بخلاف الجزية التي أهون بكثير من هذا النظام .... فعلى سبيل المثال نجد في سفر التثنية 20 : 10 أن الرب يأمر نبيه موسى قائلاً : " حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح. فان إجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك. "
ويقول كاتب سفر صموئيل الثاني 8 : 1 كما في ترجمة كتاب الحياة عن نبي الله داود : " وقهر أيضاً الموآبيين وجعلهم يرقدون على الأرض في صفوف متراصة، وقاسهم بالحبل . فكان يقتل صفين ويستبقي صفاً . فأصبح الموآبيين عبيداً لداود يدفعون له الجزية . " وفي العدد 15 : " وكان الرب ينصر داود حيثما توجه "
(1/193)
ولكن عندما يأخذ المسلمون الجزية وهي الضريبة المالية من أهل الكتاب مقابل رعايتهم وإعفائهم من الخدمة العسكرية، تقوم قيامة الحاقدين على الإسلام ... مع إن كثيرا من الدول العظمى الآن تأخذ من مواطنيها الضرائب المالية ....
لن تهدم إلي الأبد أم تهدم ؟
يقول كاتب سفر سفر ارميا 31: 38-40 " هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ وَتُبْنَى الْمَدِينَةُ لِلرَّبِّ مِنْ بُرْجِ حَنَنْئِيلَ إِلَى بَابِ الزَّاوِيَةِ وَيَخْرُجُ بَعْدُ خَيْطُ الْقِيَاسِ مُقَابِلَهُ عَلَى أَكَمَةِ جَارِبَ وَيَسْتَدِيرُ إِلَى جَوْعَةَ وَيَكُونُ كُلُّ وَادِي الْجُثَثِ وَالرَّمَادِ وَكُلُّ الْحُقُولِ إِلَى وَادِي قَدْرُونَ إِلَى زَاوِيَةِ بَابِ الْخَيْلِ شَرْقاً قُدْساً لِلرَّبِّ. لاَ تُقْلَعُ وَلاَ تُهْدَمُ إِلَى الأَبَدِ. "
بينما نجد في سفر ارميا 32: 28-29 : " لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ. هَئَنَذَا أَدْفَعُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ لِيَدِ الْكِلْدَانِيِّينَ وَلِيَدِ نَبُوخَذ ْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ فَيَأْخُذُهَا. فَيَأْتِي الْكِلْدَانِيُّونَ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ هَذِهِ الْمَدِينَةَ فَيُشْعِلُونَ هَذِهِ الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ وَيُحْرِقُونَهَا وَالْبُيُوتَ الَّتِي بَخَّرُوا عَلَى سُطُوحِهَا لِلْبَعْلِ وَسَكَبُوا سَكَائِبَ لِآلِهَةٍ أُخْرَى لِيُغِيظُونِي. "
وفي سفر ارميا 33 :4-5 " لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ عَنْ بُيُوتِ هَذِهِ الْمَدِينَةِ وَعَنْ بُيُوتِ مُلُوكِ يَهُوذَا الَّتِي هُدِمَتْ لِلْمَتَارِيسِ وَالْمَجَانِيقِ: 5يَأْتُونَ لِيُحَارِبُوا الْكِلْدَانِيِّينَ وَيَمْلَأُوهَا مِنْ جِيَفِ النَّاسِ الَّذِينَ ضَرَبْتُهُمْ بِغَضَبِي وَغَيْظِي وَالَّذِينَ سَتَرْتُ وَجْهِي عَنْ هَذِهِ الْمَدِينَةِ لأَجْلِ كُلِّ شَرِّهِمْ. " فأين الوعد الرباني ببقائها إلى الأبد؟
دخلها الغلف :
(1/194)
يقول كاتب سفر اشعيا 52 : 1 عن أورشليم : " البسي ثياب جمالك يا أورشليم المدنية المقدسة لأنه لا يعود يدخلك في ما بعد أغلف ولا نجس " هذا النص يزعم أنه لا يدخل أورشليم بعد ذلك الوقت أغلف . والاغلف هو الرجل غير المختون . إن هذا النص يخالف الواقع، لأن ملايين البشر غير المختونين قد دخلوا وما زالوا يدخلون القدس منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا . لو كان الله هو قائل هذا النص لصدق قوله . ولكن مخالفة الواقع للنص تدل على إن هذا النص ليس من كلام الله .
ممنوع الاقتراب :
هناك مجموعة من الناس - حسب الكتاب المقدس - لا يجوز لهم الاقتراب من المذبح : كل رجل فيه عيب لا يتقدم، لا الأعمى ولا الأعرج، ولا رجل يده أو رجله مكسورة. " خبز إلهه يأكل .. لكن إلى الحجاب لا يأتي وإلى المذبح لا يقترب لأن فيه عيباً لئلا يدنس مقدسي " لاويين 21 : 16 - 23
دين لا يقبل الأعمى والأعرج ومكسور الرجل وكل من فيه عيب !!! دين للأصحاء فقط، أما المرضى فلا مكان لهم في الطابور !!!
ماذا يفعل الرجل إذا شك في زوجته ؟!
جاء في سفر العدد [ 5 : 11 ، 22 ] :
أن الرجل إذا شك في زوجته يذهب بها إلى الكاهن الذي يوقفها أمامه مكشوفة الرأس ويقدم ماءاً مقدساً مخلوطاً بتراب المعبد ويسقيها منه ، فإن كانت بريئة لا يصيبها ضرر ، وإن كانت آثمة تورم بطنها وفخذها !
ومخالفة ذلك مع العلم والعقل لا تحتاج إلى بيان أو توضيح ، فإن إثر شرب الماء المخلوط بالغبار على جسد الإنسان يرتبط بقوة هذا الجسد وضعفه لا بارتكاب صاحب المعصية أو عدم ارتكابه لها ، فكيف يكون ذلك وسيلة من وسائل الإثبات أو النفي ، ينص عليه التنزيل المحكم من عند الله تبارك وتعالى ؟!
ما هي عقوبة الرجل الذي رفض أن يتزوج امرأة أخيه الذي مات ؟
إن عقوبة هذا الرجل التي يقررها الكتاب المقدس في سفر التثنية [ 25 : 7 ] هي :
(1/195)
" وَإِنْ أَبَى الرَّجُلُ أَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَةَ أَخِيهِ، تَمْضِي الْمَرْأَةُ إِلَى بَوَّابَةِ شُيُوخِ الْمَدِينَةِ وَتَقُولُ: قَدْ رَفَضَ أَخُو زَوْجِي أَنْ يُخَلِّدَ اسْماً لأَخِيهِ فِي إِسْرَائِيلَ، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَقُومَ نَحْوِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 8فَيَدْعُوهُ شُيُوخُ الْمَدِينَةِ وَيَتَدَاوَلُونَ مَعَهُ فِي الأَمْرِ. فَإِنْ أَصَرَّ عَلَى الرَّفْضِ وَقَال: لاَ أَرْضَى أَنْ أَتَزَوَّجَهَا. 9تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلَيْهِ عَلَى مَرْأَى مِنَ الشُّيُوخِ، وَتَخْلَعُ حِذَاءَهُ مِنْ رِجْلَيْهِ وَتَتْفُلُ فِي وَجْهِهِ قَائِلَةً: هَذَا مَا يَحْدُثُ لِمَنْ يَأْبَى أَنْ يَبْنِيَ بَيْتَ أَخِيهِ. 10فَيُدْعَى فِي إِسْرَائِيلَ بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ."
ونحن نسأل :
أليست هذه الأفعال التي تجرأت هذه المرأة أن تفعلها أمام مرأى الشيوخ ، من بصق وضرب لهذا الرجل قد برهنت على إن هذا الرجل صادق في رفضه الزواج منها ؟
وهل رب العالمين يحكم بمثل هذه الإحكام ؟
تعليمات الكتاب المقدس فيما يخص النجاسة والطهارة :
لقد جاءت تعاليم الكتاب المقدس فيما يتصل بالنجاسة والطهارة لتثير أكثر من تساؤل فمثلاً :
_ جاء في سفر اللاويين [ 15 : 18 ] :
" وَإِذَا عَاشَرَ رَجُلٌ زَوْجَتَهُ يَسْتَحِمَّانِ كِلاهُمَا بِمَاءٍ وَيَكُونَانِ نَجِسَيْنِ إِلَى الْمَسَاءِ."
_ وجاء في سفر اللاويين [ 11 : 23 ] :
(1/196)
" أَمَّا سَائِرُ دَبِيبِ الطَّيْرِ ذَوَاتِ الأَرْبَعِ الأَرْجُلِ فَهُوَ مَحْظُورٌ عَلَيْكُمْ، فَإِنَّهَا تُنَجِّسُكُمْ، وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُ جُثَثَهَا يَتَنَجَّسُ حَتَّى الْمَسَاءِ. وَعَلَى كُلِّ مَنْ حَمَلَ جُثَثَهَا أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ وَيَكُونُ نَجِساً حَتَّى الْمَسَاءِ، وَكَذَلِكَ جَمِيعُ الْبَهَائِمِ ذَوَاتِ الأَظْلاَفِ غَيْرِ الْمَشْقُوقَةِ وَغَيْرِ الْمُجْتَرَّةِ تَكُونُ نَجِسَةً لَكُمْ، وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُهَا يَتَنَجَّسُ. وَأَيْضاً كُلُّ حَيَوَانٍ يَمْشِي عَلَى كُفُوفِهِ مِنْ جَمِيعِ الْحَيَوَانَاتِ ذَوَاتِ الأَرْبَعِ الأَرْجُلِ، فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ، وَكُلُّ مَنْ يَمَسُّ جُثَثَهَا يَكُونُ نَجِساً حَتَّى الْمَسَاءِ، وَمَنْ يَحْمِلُ جُثَثَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. جَمِيعُهَا مَحْظُورَةٌ عَلَيْكُم . . . . ( الفقرة 32 ) إِنْ وَقَعَتْ جُثَّةُ أَحَدِ هَذِهِ الْحَيَوَانَاتِ عَلَى شَيْءٍ فَإِنَّهُ يَتَنَجَّسُ، سَوَاءٌ أَكَانَ آنِيَةً مِنْ خَشَبٍ أَمْ قُمَاشٍ أَمْ جِلْدٍ أَمْ مِسْحٍ، أَمْ أَيِّ شَيْءٍ يُسْتَخْدَمُ فِي عَمَلٍ مَا. يُوْضَعُ فِي مَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ، ثُمَّ يَطْهُرُ. أَمَّا إِنْ وَقَعَتْ جُثَّةُ أَحَدِهَا فِي إِنَاءٍ خَزَفِيٍّ، فَإِنَّ مَا فِي الإِنَاءِ يَتَنَجَّسُ، وَأَمَّا الإِنَاءُ فَيُكْسَرُ. "
ونحن نسأل :
لماذا تظل النجاسة حتى المساء ؟
ولماذا يكسر الوعاء أو الإناء الخزفي ، ولا يكفي معه الغسيل أو التطهير ؟
وما سبب نجاسة الحيوان الذي لا يؤكل ؟
كيف تكون هذه الأحكام من عند العليم الخبير ؟!
يقول كاتب سفر العدد [ 19 : 1 _ 22 ] :
(1/197)
" وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ: 2«هَذِهِ هِيَ مُتَطَلَّبَاتُ الشَّرِيعَةِ الَّتِي آمُرُ بِهَا: قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَأْتُوكَ بِبَقَرَةٍ حَمْرَاءَ سَلِيمَةٍ خَالِيَةٍ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ، لَمْ يَعْلُهَا نِيرٌ، 3فَتُعْطُونَهَا لأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ، لِيَأْخُذَهَا إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ وَتُذْبَحُ أَمَامَهُ. 4وَيَغْمِسُ الْكَاهِنُ إِصْبَعَهُ بِدَمِهَا وَيَرُشُّ مِنْهُ نَحْوَ وَجْهِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ سَبْعَ مَرَّاتٍ. 5وَتُحْرَقُ الْبَقَرَةُ بِجِلْدِهَا وَلَحْمِهَا وَدَمِهَا مَعَ فَرْثِهَا عَلَى مَشْهَدٍ مِنْهُ، 6ثُمَّ يَأْخُذُ خَشَبَ أَرْزٍ وَزُوفَا، وَخَيْطاً أَحْمَرَ، وَيَطْرَحُهَا فِي وَسَطِ النِّيرَانِ. 7ثُمَّ يَغْسِلُ الْكَاهِنُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَبَعْدَ ذَلِكَ يَدْخُلُ الْمُخَيَّمَ، وَيَظَلُّ الْكَاهِنُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 8وَيَغْسِلُ الرَّجُلُ الَّذِي أَحْرَقَ الْبَقَرَةَ ثِيَابَهُ بِمَاءٍ وَيَسْتَحِمُّ، وَيَظَلُّ أَيْضاً نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 9وَيَجْمَعُ رَجُلٌ طَاهِرٌ رَمَادَ الْبَقَرَةِ وَيُلْقِيهِ خَارِجَ الْمُخَيَّمِ فِي مَوْضِعٍ طَاهِرٍ، فَيَظَلُّ مَحْفُوظاً لِجَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ لاِسْتِخْدَامِهِ فِي مَاءِ التَّطْهِيرِ. إِنَّهَا ذَبِيحَةُ خَطِيئَةٍ. 10وَعَلَى مَنْ جَمَعَ رَمَادَ الْبَقَرَةِ أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ وَيَظَلَّ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ، فَتَكُونُ هَذِهِ فَرِيضَةً دَائِمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَلِلْغَرِيبِ الْمُقِيمِ فِي وَسَطِهِمْ."
أصناف النجاسة وماء التطهير :
(1/198)
" مَنْ لَمَسَ جُثْمَانَ إِنْسَانٍ مَيْتٍ يَبْقَى نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ، 12وَعَلَيْهِ أَنْ يَتَطَهَّرَ بِمَاءِ التَّطْهِيرِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ يُصْبِحُ طَاهِراً. وَإِنْ لَمْ يَتَطَهَّرْ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، فَلاَ يَكُونُ طَاهِراً فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ. 13كُلُّ مَنْ لَمَسَ جُثْمَانَ إِنْسَانٍ مَيْتٍ وَلَمْ يَتَطَهَّرْ، يُنَجِّسُ مَسْكَنَ الرَّبِّ، وَيَجِبُ اسْتِئْصَالُهُ مِنَ الشَّعْبِ لأَنَّهُ نَجِسٌ، إِذْ إِنَّ مَاءَ التَّطْهِيرِ لَمْ يُرَشَّ عَلَيْهِ.
14أَمَّا شَرِيعَةُ مَنْ مَاتَ فِي خَيْمَةٍ، فَإِنَّ كُلَّ مَنْ دَخَلَ الْخَيْمَةَ وَكُلَّ مَنْ كَانَ فِيهَا، يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 15وَكُلُّ إِنَاءٍ مَفْتُوحٍ، لاَ غِطَاءَ عَلَيْهِ، أَوْ غَيْرِ مُحْكَمِ السَّدِّ، يُصْبِحُ نَجِساً. 16وَكُلُّ مَنْ لَمَسَ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ قَتِيلاً بِسَيْفٍ أَوْ مَيْتاً، أَوْ عَظْمَ إِنْسَانٍ أَوْ قَبْراً، يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. "
(1/199)
" فَيَأْخُذُونَ لِلنَّجِسِ مِنْ غُبَارِ حَرِيقِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ، وَيُصَبُّ عَلَيْهِ مِنْ مَاءِ نَبْعٍ جَارٍ فِي إِنَاءٍ. 18وَيَأْخُذُ رَجُلٌ طَاهِرٌ أَغْصَانَ الزُّوفَا وَيَغْمِسُهَا فِي الْمَاءِ، وَيَرُشُّهُ عَلَى الْخَيْمَةِ وَعَلَى جَمِيعِ الأَمْتِعَةِ، وَعَلَى كُلِّ مَنْ كَانَ حَاضِراً هُنَاكَ، وَعَلَى الَّذِي لَمَسَ الْعَظْمَ أَوِ الْقَتِيلَ أَوِ الْمَيْتَ أَوِ الْقَبْرَ. 19ثُمَّ يَرُشُّ الطَّاهِرُ مَاءَ التَّطْهِيرِ عَلَى النَّجِسِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَالْيَوْمِ السَّابِعِ، وَيُطَهِّرُهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ. وَعَلَى الْمُتَطَهِّرِ أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمَّ بِمَاءٍ فَيُصْبِحَ طَاهِراً فِي الْمَسَاءِ 20أَمَّا الَّذِي يَتَنَجَّسُ وَلاَ يَتَطَهَّرُ فَيُسْتَأْصَلُ مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ، لأَنَّهُ نَجَّسَ مَقْدِسَ الرَّبِّ، وَلَمْ يُرَشَّ عَلَيْهِ مَاءُ التَّطْهِيرِ، فَظَلَّ نَجِساً. 21وَتَكُونُ هَذِهِ لَكُمْ فَرِيضَةً دَائِمَةً. وَعَلَى مَنْ رَشَّ مَاءَ التَّطْهِيرِ أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ. وَكُلُّ مَنْ لَمَسَ مَاءَ التَّطْهِيرِ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 22وَأَيُّ شَيْءٍ يَلْمِسُهُ النَّجِسُ يُصْبِحُ نَجِساً، وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُهُ الشَّيْءُ الْمُتَنَجِّسُ يُصْبِحُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ " .
نستخلص مما سبق أن الكتاب المقدس يعتبر أن من لامس جثة إنسان يكون نجساً لسبعة أيام ، وعليه أن يتطهر في اليوم الثالث ، أما إذا امتنع فيقتل أو يقطع من بني اسرائيل لأنه يتسبب بنجاسته في تنجيس بيت الرب !!
ولا نعلم كيف يكون حال من لامس جثة أمه أو أبيه أو زوجته أو ابنه ولصعوبة الموقف نسي التطهر في اليوم الثالث بسبب حزنه لفراق الأحبة هل يباد ويقتل كحال غيره من بني اسرائيل ؟ !
(1/200)
وزيادة على ما سبق نجد أن الكتاب المقدس يقرر نجاسة الخيمة التي توضع فيها الجثة ومن دخلها ومن فيها !!
بل أن الكتاب المقدس حكم بنجاسة ما فيها من أوان سواء تركت مفتوحة أو كانت عليها أغطية غير محكمة الإغلاق !!
ونجد أن الكتاب المقدس يدعي أنه إذا كان أحدهم سائراً في الصحراء ولامس عن طريق الخطأ جثة أو عظم إنسان أو حتى قبراً يصبح نجساً ولمدة سبعة أيام !!
أليست هذه أمور وإحكام غريبة يتنزه عنها الوحي الإلهي ؟
شروط تحقيق الطهارة من النجاسة في الكتاب المقدس :
يقول الكاتب في بداية الإصحاح التاسع عشر من سفر العدد : " هَذِهِ هِيَ مُتَطَلَّبَاتُ الشَّرِيعَةِ الَّتِي آمُرُ بِهَا: قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَأْتُوكَ بِبَقَرَةٍ حَمْرَاءَ سَلِيمَةٍ خَالِيَةٍ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ، لَمْ يَعْلُهَا نِيرٌ، 3فَتُعْطُونَهَا لأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ، لِيَأْخُذَهَا إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ وَتُذْبَحُ أَمَامَهُ. 4وَيَغْمِسُ الْكَاهِنُ إِصْبَعَهُ بِدَمِهَا وَيَرُشُّ مِنْهُ نَحْوَ وَجْهِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ سَبْعَ مَرَّاتٍ. 5وَتُحْرَقُ الْبَقَرَةُ بِجِلْدِهَا وَلَحْمِهَا وَدَمِهَا مَعَ فَرْثِهَا عَلَى مَشْهَدٍ مِنْهُ، 6ثُمَّ يَأْخُذُ خَشَبَ أَرْزٍ وَزُوفَا، وَخَيْطاً أَحْمَرَ، وَيَطْرَحُهَا فِي وَسَطِ النِّيرَانِ . . . إلخ
إن شروط الكتاب المقدس لتحقيق الطهارة من نجاسة الموت ليست شاقة فحسب بل غريبة ومضحكة فلا يمكن الحصول على هذه الطهارة دون رماد البقرة الحمراء !!!
ولا نعرف كيف يكون التطهر من مس الميت بتراب ميت المحرقة هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى البقرة نفسها كانت نجسة وقد تنجس ذابحها ومحرقها ، فكيف تحولت البقرة النجسة إلي وسيلة لتطهير النجاسة ؟!!
وأخيراً كيف تمنح البقرة الحمراء كل هذه البركات التي يحرم منها الإنسان الميت ؟!!
ولنا أن نتساءل أيضاً :
(1/201)
إذا لم يجد الناس البقر الأحمر هل يعني ذلك أن الحكم عليهم يكون بالإبادة ؟!
ألم يذكر النص أن الذي لا يتطهر برماد البقرة الحمراء يقطع ويباد من إسرائيل لأنه ينجس بيت الرب ؟!
ما هو حكم المرأة التي تتدخل لتنقذ زوجها من قبضة يد ضاربه ؟
سفر التثنية ( 25 : 11 ) :
" إِذَا تَعَارَكَ رَجُلاَنِ فَتَدَخَّلَتْ زَوْجَةُ أَحَدِهِمَا لِتُنْقِذَ زَوْجَهَا مِنْ قَبْضَةِ يَدِ ضَارِبِهِ وَمَدَّتْ يَدَهَا وَأَمْسَكَتْ بِخِصْيَتِهِ، ( عورته ) فَاقْطَعُوا يَدَهَا وَلاَ تُشْفِقُوا عَلَيْهَا. . ."
شعر رأس الرجل
هل سمعتم عن رجل بلغ وزن شعر رأسه خلال سنة من عدم الحلاقة 2 كيلوا ونصف ؟!
هذا ما يقوله الكتاب المقدس عن شخص اسمه ابشالوم في سفر صموئيل الثاني 14 : 26 : " ولم يكن في كل اسرائيل رجل جميل وممدوح جدا كابشالوم من باطن قدمه حتى هامته لم يكن فيه عيب وعند حلقه رأسه إذ كان يحلقه في آخر كل سنة لأنه كان يثقل عليه فيحلقه كان يزن شعر رأسه مائتي شاقل بوزن الملك " وبحسب الترجمة التفسيرية لكتاب الحياة فإن مائتي شاقل = 2 كيلوا ونصف !!!
هل سمعتم عن ثعبان يأكل التراب ؟
يقول كاتب سفر التكوين [ تكوين 3 : 14 ]
" فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْحَيَّةِ : لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ بَيْنَ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ، عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ، وَمِنَ التُّرَابِ تَأْكُلِينَ طَوَالَ حَيَاتِكِ وَأُثِيرُ عَدَاوَةً دَائِمَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَكَذَلِكَ بَيْنَ نَسْلَيْكُمَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَلْدَغِينَ عَقِبَهُ "
طيور تمشي على أربع !!! شعر رأس الرجل
يقول كاتب سفر اللاويين [ 11 : 20 ] :
" وكل دبيب الطير الماشي على أربع فهو مكروه لكم "
الفهرس(1/202)
نصوص توراتية تحت المجهر 3
أكمل الفراغ من ترجمة الفانديك المعتمدة من دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط :
1) من سفر أخبار الأيام الأول ( 4 : 17 ) : ( وبنو عزرة يثر ومرد وعافر ويالون.......وحبلت بمريم وشماي ويشبح أبي اشتموع )
2) من سفر حزقيال ( 23 : 34 ) : ( فقلت عن البالية في الزنا الآن يزنون زنى معها وهي ............. )
3) من سفر الخروج ( 19 : 25 ) : ( فانحدر موسى إلى الشعب وقال لهم .............. )
4) من سفر صموئيل الثاني ( 5 : 8 ) : ( وقال داود في ذلك اليوم إن الذي يضرب اليبوسيين ويبلغ إلى القناة والعرج والعمي المبغضين من نفس داود ........ لذلك يقولون لا يدخل البيت اعمي أو أعرج. )
5) من سفر المزامير ( 135 : 5 ) : ( إن نسيتك يا أورشليم تنسى يميني ........... )
6) من سفر صموئيل الأول ( 12: 14-15 ) : ( إن اتقيتم الرب وعبدتموه وسمعتم صوته ولم تعصوا قول الرب وكنتم انتم والملك أيضا الذي يملك عليكم وراء الرب ألهكم ............ )
7) من سفر الملوك الثاني ( 5 : 6 ) : ( فأتى بالكتاب إلى ملك إسرائيل يقول فيه ......... ، فالآن عند وصول هذا الكتاب إليك هوذا قد أرسلت إليك نعمان عبدي، فاشفه من برصه )
8) من سفر زكريا ( 6 : 15 ) : ( والبعيدون يأتون ويبنون في هيكل الرب فتعلمون إن رب الجنود أرسلني إليكم.ويكون إذا سمعتم سمعا صوت الرب ألهكم ........... )
أسفار مفقودة :
1) سفر حروب الرب وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في سفر العدد ( 21 : 14 )
2) سفر ياشر وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في سفر يشوع ( 10 : 13 )
3) سفر أمور سليمان جاء ذكره في سفر الملوك الأول ( 11 : 41 )
4) سفر مرثية ارميا وجاء ذكر هذه المرثية في سفر أخبار الأيام الثاني ( 35 : 25 )
5) سفر أخبار ناثان النبي وقد ذُكر في أخبار الأيام الثاني ( 9 : 29 )
6) سفر أخيا النبي الشيلوني وقد ذُكر في أخبار الأيام الثاني ( 9 : 29 )
(1/203)
7) وسفر رؤى يعدو الرائي وقد ذُكر في أخبار الأيام الثاني ( 9 : 29 )
8) سفر أخبار جاد الرائي وقد جاء ذكره في سفر أخبار الأيام الأول ( 29 : 31 )
9) كتاب العهد لموسى عليه السلام وقد جاء ذكره في سفر الخروج ( 24 : 7 )
يقول آدم كلارك: " حصل لقلوب العلماء قلق عظيم لأجل فقدان تاريخ المخلوقات ( سفر مفقود ذكر في ملوك (1) 4/32 - 13 ) فقداناً أبدياً ".
ويقول طامس أنكلس الكاثوليكي : " اتفاق العالم على أن الكتب المفقودة من الكتب المقدسة ليست بأقل من عشرين ".
وتقول دائرة المعارف الكتابية ( كلمة أبوكريفا ) : أن هناك رسالة مفقودة إلى الكورنثيين : ففي (1كو 5: 9) يذكر الرسول رسالة إلى الكورنثيين يبدو أنها قد فقدت.
من الذي أكمل سفر ارميا بعد موته ؟
ينتهي الإصحاح 51 من ارميا بالفقرة 64 وفيها : ( وتقول : هكذا تغرق بابل ولا تقوم من الشر الذي أنا جالبه عليها وَيَعْيُونَ. إلى هنا كلام إرميا . ) [ ترجمة الفاندايك ]
إلى هنا كلام ارميا، فمن الذي أضاف الإصحاح 52 إليه؟
تزوير سفر كامل :
يقول كاتب سفر صموئيل الأول 25 : 1 : ( ومات صموئيل فاجتمع إسرائيل وندبوه ودفنوه .... ) صموئيل هو أحد أنبياء بني اسرائيل كما يقولون وهو كاتب سفر صموئيل الأول حسب زعمهم ولكنه مات في أول جملة من الإصحاح الخامس والعشرين من صموئيل الأول . مات وندبوه ودفنوه . فكيف كتب الإصحاحات 25،26،27،28،29،30،31 بعد أن مات ؟! وكيف كتب سفر صموئيل الثاني بعد أن مات في سفر صموئيل الأول ؟! مات صموئيل ثم ندبوه ثم دفنوه ......
سرقة كاملة :
من المدهش إن الذين كتبوا التوراة قد وقعوا فيما نسميه بالسرقة الأدبية كما في ذكر نص ثم إعادته في موضع آخر، ومنه : تطابق سفر الملوك الثاني [ 19/1 - 12 ] مع إشعيا [ 37/1 - 12] كلمة بكلمة ، وحرفاً بحرف ، بل وشولة بشولة !!! لقد سرق أحد الكاتبين من الآخر . سرق وقال هذا كلام الله .
نافعة ولا غير نافعة ؟
(1/204)
يقول بولس في 2تيموثاوس 3 : 16 : ( كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر ) بينما نجده يقول في عبرانيين 7 : 18 : ( فانه يصير إبطال الوصية السابقة من اجل ضعفها وعدم نفعها )
قائمة بعدد الثيران والتيوس والخرفان والدقيق !
عندما دشن موسى المذبح ، قدم رؤساء بني اسرائيل تقدمات للمذبح وقرابين وهدايا من ثيران وتيوس وخرفان والدقيق الملتوت بالزيت فنجد في سفر العدد 7 : 1 - 68 عرضاً تفصيليا لكل ما قدمه رؤساء بني اسرائيل : كم ثوراً وكم تيساً وكم كبشاً وكم خروفاً . فهل ينزل الوحي لبيان ذلك؟!
الطوفان الأخير !!
نسب كاتب سفر التكوين 9 : 11 للرب قوله : ( ولا يكون أيضا طوفان ليخرب الأرض ) في هذا النص نجد أن الرب يعد ألا يكون طوفان بعد طوفان نوح ويعد بألا يهلك أي حي بمياه الطوفان. ولكن كلنا يعرف أن هذا النص مخالف للواقع لأننا نسمع ونرى كل يوم فيضانات تموت فيها الحيوانات المختلفة. براكين، زلازل، أعاصير، حوادث، انخسافات أرضية، كوارث من كل نوع يموت فيها الأحياء من كل لون. النص يتناقض مع الواقع .
أحفاد عيسو :
نجد إن الإصحاح 36 من سفر التكوين هو سرد لمواليد عيسو وزوجاته وأحفاده في حوالي ستين سطراً. فهل هذا كلام موحى به من الله ؟! نترك الجواب لضمير القارئ الكريم وعقله .
وحي أم كتاب رحلات ؟
في سفر العدد الإصحاح 33 شرح تفصيلي لرحلات بني اسرائيل من مصر عبر سيناء مع موسى وهارون. ونترك لعقل القارئ الكريم وضميره بعد أن يقرأ الإصحاح أن يجيب على هذا السؤال : هل هذا وحي الله أوحى به إلى موسى ؟! ما القيمة التشريعية أو الأخلاقية أو العقيدية لهذا السرد الممل ؟!
وحي أم نوبات حراسة ؟
الإصحاح الخامس والعشرون من سفر أخبار الأيام الأول يتناول توزيع قرع الحراسة بشكل ممل . فهل هذا كلام الله ؟! هل ينزل الله وحياً لسرد قرع الحراسة ؟!
أسطورة شمشون والثعالب !!
(1/205)
جاء في سفر القضاة [ 15 : 4 ] :
( وذهب شمشون وامسك ثلاث مئة ابن آوى واخذ مشاعل وجعل ذنبا إلى ذنب ووضع مشعلا بين كل ذنبين في الوسط. ثم أضرم المشاعل نارا وأطلقها بين زروع الفلسطينيين فاحرق الأكداس والزرع وكروم الزيتون. ) [ ترجمة الفاندايك ]
وفي ترجمة كتاب الحياة : ( وَانْطَلَقَ شَمْشُونُ وَاصْطَادَ ثَلاَثَ مِئَةِ ثَعْلَبٍ وَرَبَطَ ذَيْلَيْ كُلِّ ثَعْلَبَيْنِ مَعاً وَوَضَعَ بَيْنَهُمَا مَشْعَلاً، 5ثُمَّ أَضْرَمَ الْمَشَاعِلَ بِالنَّارِ وَأَطْلَقَ الثَّعَالِبَ بَيْنَ زُرُوعِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَأَحْرَقَتْ حُقُولَ الْقَمْحِ وَأَكْدَاسَ الْحُبُوبِ وَأَشْجَارَ الزَّيْتُونِ. )
والسؤال هو :
كيف تركت الثعالب شمشمون بأن يقوم بربط كل ذيلين مع بعضهما البعض ؟ وكيف تركوه يُشعل النار فيهما؟ لك أن تتخيل أن كل ثعلبين تركاه يفعل ذلك وانتظر الآخرون دورهم! فلو كل ذيلين مربوطين مع بعضهما لما تحركت الثعالب من مكانها ، لأن كل منهما يحاول جذب الآخر إلى الاتجاه المعاكس!!
حوار بين الأشجار على حق الرئاسة !!!
يقول كانت سفر القضاة [ 9 : 8 ] :
( مرّة ذهبت الأشجار لتمسح عليها ملكا. فقالت للزيتونة املكي علينا. فقالت لها الزيتونة أاترك دهني الذي به يكرمون بي الله والناس واذهب لكي املك على الأشجار. ثم قالت الأشجار للتينة تعالي أنت واملكي علينا. فقالت لها التينة أأترك حلاوتي وثمري الطيب واذهب لكي املك على الأشجار. فقالت الأشجار للكرمة تعالي أنت املكي علينا. فقالت لها الكرمة أاترك مسطاري الذي يفرح الله والناس واذهب لكي املك على الأشجار. ثم قالت جميع الأشجار للعوسج تعال أنت واملك علينا. فقال العوسج للأشجار إن كنتم بالحق تمسحونني عليكم ملكا فتعالوا واحتموا تحت ظلي. والى فتخرج نار من العوسج وتأكل أرز لبنان.)
كيف يمكن تمييز العذارى من غير العذراى ؟
(1/206)
في سفر العدد 31 : 15 يقول الكاتب عن موسى : ( وقال لهم موسى هل أبقيتم كل أنثى حيّة. ... فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال. وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها. لكن جميع الأطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر ابقوهنّ لكم حيّات. ) نلاحظ في هذا النص إن موسى عليه السلام احتج على جنوده لأنهم لم يقتلوا النساء ... ثم يأمرهم بقتل كل ذكر من الأطفال ثم يطلب من جنوده قائلاً لهم : ( النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر ابقوهنّ لكم حيّات )
وهنا نسأل : كيف يمكن تمييز العذراى من غير العذراى ؟! هذا يعني أن موسى أمرهم باغتصاب جميع النساء لفرز العذارى منهن. وهذا مستحيل أن يصدر من نبي الله موسى عليه السلام . مما يدل على إن هذا النص مختلق .
هابيل أم يابال ؟
يقول كاتب سفر التكوين 4 : 2 : ( وكان هابيل راعياً للغنم ) إلا إننا نجد في تكوين 4 : 20 إن يابال وهو الحفيد السابع لهابيل كان أول راع للمواشي فيقول النص حسب ترجمة كتاب الحياة : ( وولدت عادة كلاً من يابال أول رعاة المواشي وساكني الخيام ) وفي ترجمة الفانديك : ( فولدت عادة يابال. الذي كان أباً لساكني الخيام ورعاة المواشي ) . تناقض واضح بين النصين .
رجل حكيم جداً !!
(1/207)
من العجب أن الكتاب المقدس يصف ( يوناداب ) الذي شجع ابن عمه ( أمنون ) ابن داود عليه السلام ووضع له الخطة لارتكاب الخطية الجنسية مع ثامار بأنه رجل حكيم جداً !!! صموئيل الثاني [ 13 : 1 ] : (( وجرى بعد ذلك انه كان لابشالوم بن داود أخت جميلة اسمها ثامار فأحبها أمنون بن داود وأحصر أمنون للسقم من اجل ثامار أخته لأنها كانت عذراء وعسر في عيني أمنون إن يفعل لها شيئا وكان لامنون صاحب اسمه يوناداب بن شمعى أخي داود وكان يوناداب رجلا حكيما جدا فقال له لماذا يا ابن الملك أنت ضعيف هكذا من صباح إلى صباح أما تخبرني فقال له أمنون إني أحب ثامار أخت ابشالوم أخي فقال يوناداب اضطجع على سريرك وتمارض وإذا جاء أبوك ليراك فقل له دع ثامار أختي فتأتي وتطعمني خبزا وتعمل أمامي الطعام لأرى فآكل من يدها ))
إن الكاتب يصف الذي وضع خطة الزنا بالحكمة والمفروض انه ماكر وخبيث أو شرير .
دعوة إلى شرب المسكر :
يقول كاتب سفر اشعيا 56 : 12 : ( هلموا آخذ خمرا ولنشتف مسكرا ويكون الغد كهذا اليوم عظيما بل أزيد جدا ) وفي نشيد الإنشاد 5 : 1 : يقول الكاتب : ( اشربوا واسكروا أيها الأحباء ) هذه النصوص ينسب لله فيها انه يدعو نفسه وعباده إلى شرب الخمر المسكر ! وهي تتناقض مع النص السابق في اشعيا 5 : 11 ( ويل للمبكرين صباحاً يتبعون المسكر ) .
أمرٌ بالضرب :
جاء في سفر الملوك الأول [ 20 : 35 ] : ( إن رجلاً من بني الأنبياء قال لصاحبه . عن أمر الرب اضربني . فأبى الرجل إن يضربه . فقال له من اجل انك لم تسمع لقول الرب فحينما تذهب من عندي يقتلك أسد . ولما ذهب من عنده لقيه أسد . وقتله .) ( ترجمة الفانديك )
(1/208)
تخيل أيها القارئ الكريم ... رجل يقول لصاحبه إن الله يأمرك أن تضربني !!! هل هذا معقول ؟ هل يُنزل الله وحياً على رجل ما، يقول له فيه عليك أن تطلب من رجل آخر أن يضربك ؟ على كل حال وكما هو متوقع من العقلاء فإن الرجل رفض أن يضرب صاحبه . فغضب طالب الضرب على صاحبه ودعا عليه فأكله أسد !!!! ولماذا يدعو عليه ؟ وما ذنبه ؟ دعا عليه لأنه رفض أن يضربه !!!! والمدهش أن الرب استجاب دعائه ( حسب النص ) فأكل الأسد هذا الرجل المسكين الذي رفض أن يضرب صاحبه !!!! وهل هذه العقوبة مناسبة لرفض الرجل أن يضرب صديقه ؟
الفهرس(1/209)
نصوص إنجيلية تحت المجهر 4
نجم يتمشى في السماء !!!
لقد ذكر متى قصة المجوس الذين جاءوا للمسيح عند ولادته وسجدوا له فقال بحسب ترجمة الفاندايك : "ولما ولد يسوع في بيت لحم في أيام هيرودس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم قائلين . أين هو المولود ملك اليهود ؟ فإننا رأينا نجمة في المشرق وأتينا لنسجد له … و إذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ، ووقف فوق حيث كان الصبي، فلما رأوا النجم فرحوا فرحاً عظيماً جداً ..." (متى 2/1-10).
أن متى يتحدث عن نجم يمشي ، وحركته تشير إلى بعض أزقة أورشليم دون بعض ، ثم إلى بيت من بيوتها، حيث يوجد المسيح ، فيتوقف وهو في السماء على رغم بعده الهائل الملحوظ على الأرض فكيف مشى ، وكيف دلهم على البيت ، وكيف وقف ؟!! وكيف رأوا ذلك كله ؟ .
انه من المستحيل أن يشير نجم يبلغ حجمه أضعاف حجم الشمس بلايين المرات إلى موضع ولادة شخص في بيت من البيوت . وهذا يدل على جهل كتبة الإنجيل وعدم معرفتهم بحجم و طبيعة النجم ؟
سقوط النجوم على سطح الأرض !!
جاء في سفر الرؤيا [ 6 : 13 ] عن علامات نهاية الزمان ما يلي :
"ونظرت لما فتح الختم السادس وإذا زلزلة عظيمة حدثت والشمس صارت سوداء كمسح من شعر والقمر صار كالدم . ونجوم السماء سقطت إلى الأرض كما تطرح شجرة التين سقاطها إذا هزتها ريح عظيمة "
وفي إنجيل متى [ 24 : 29 ] ينسب الكاتب للمسيح قوله عن علامات نهاية الزمان ما يلي :
"وللوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع ."
(1/210)
مما لا شك فيه إن هذا الكلام الوارد في الإنجيل هو ضرب من الهذيان الذي لا يمكن أن يصدق ، ذلك لأن علم الفلك يقدر لنا عدد النجوم ببلايين البلايين ، منها نجوم اكبر حجماً من الشمس بآلاف الإضعاف.. ومجموع حجم هذه النجوم لا يمكن لعقل بشرى إن يتخيله ... فكيف يكون هناك مجرد احتمال إن تقع هذه النجوم المتناهية الضخامة على سطح الأرض الذي نسبته لأصغر نجم لا تساوي شيء ؟؟ فعلى سبيل المثال فهناك نجم اسمه ( إبط الجوزاء ) يقدر حجمه بحجم شمسنا 25 مليون مرة فما بالك إذا قسناه بحجم الأرض !! فطبقا لعلم الفلك هناك استحالة مطلقة في إمكانية إن هذه الأجسام تسقط على الأرض .. وتصديق وقوعها على الأرض هو ضربا من الهذيان وإلقاء علم الفلك وقوانينه واكتشافات علمائه في سلة المهملات مما يدل على إن كاتب الإنجيل لا يعلم اى شيء عن علم الفلك واثباتة العلمي الذي لا يدع اى مجال لأي شك...
رؤية الشمس والقمر !
يقول كاتب سفر الرؤيا [ 6 : 12 ] : " ونظرت لما فتح الختم السادس وإذا زلزلة عظيمة حدثت والشمس صارت سوداء كمسح من شعر والقمر صار كالدم. "
بما إن الشمس ستصبح سوداء أي ظلاماً دامساً إذن فالجزء المحيط كفراغ جوي حول الكرة الأرضية سيصبح أسود دامساً حالكاً في السواد .. فكيف إذا سنرى الشمس أولاً ثم كيف يمكننا رؤية القمر ثانياً ولونه كالدم بحسب زعم النص حال كون الشمس ظلمة أو سوداء ؟ خصوصاً ونحن نعلم أن القمر إنما يستمد نوره من الشمس فهو كالمرآة يعكس ضوء الشمس ، فإذا كانت الشمس سوداء فكيف للقمر أن يصبح دما أو كالدم ؟
جبل متقد بالنار سيحول ماء البحر إلى دم !!!
ورد في سفر الرؤيا [ 8 : 8 ] قول الكاتب : " ثم بوق الملاك الثاني فكأن جبلا عظيما متقدا بالنار ألقي إلى البحر فصار ثلث البحر دما. "
(1/211)
إذا لجأنا إلى العقل والعلم ، وحاولنا توضيح دلالة هذه الفقرة ، فسنرى أن الملاك الثاني من الملائكة السبعة المذكورين في السفر سيؤدى مهمة وهي أنه سيبوق وعندما يبوق سنرى جبلاً عظيماً متقداً بالنار ألقى إلى البحر ، فصار ثلث ذلك البحر دماً
مما لا شك فيه أن هذا يعتبر تصوراً بدائياً في أن إلقاء جبل عظيم متقد بالنار سيحول ماء البحر إلى دم ، لأن العلم يخبرنا أن مياه البحر ستطفئ هذا الجبل فوراً . . كما إن الفقرة لم تخبرنا عن أي بحر سيحدث له هذا ، هل البحر الأبيض المتوسط أو البحر الأحمر أو المحيطات ؟ وما هو مصير بقية البحار ؟
الأرض لها زوايا أربعة !!!
لا يمكن لأحد أن يفكر أن للكرة الأرضية زوايا ذلك لأن الأشياء المسطحة فقط هي التي لها زوايا إلا إن الكتاب المقدس يدعي بأن للأرض أربعة زوايا !
وهذا طبقاً لما جاء في سفر الرؤيا [ 7 : 1 ] : " وبعد هذا رأيت أربعة ملائكة واقفين على أربع زوايا الأرض ممسكين أربع رياح الأرض لكي لا تهب ريح على الأرض ولا على البحر ولا على شجرة ما " وانظر [ سفر حزقيال 7: 2 ] : " النهاية قد أزفت على زوايا الأرض الأربع "
ومن المعلوم إن الأرض كروية الشكل كما أشار القرآن الكريم لذلك في قوله تعالى : " خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى إلا هو العزيز الغفار " فلا يمكن لليل بأن يُكور على النهار ولا يمكن كذلك للنهار بأن يُكور على الليل إلا إذا كانت الأرض كروية الشكل .
أراه جميع ممالك الأرض !
كتب متى في [ 4 : 8 ] عن تجربة الشيطان للمسيح : " ثم أخذه أيضا إبليس إلى جبل عال جدا واراه جميع ممالك العالم ومجدها . وقال له أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي ."
(1/212)
الكل يعلم أن الأرض تأخذ شكلاً كروياً أو بيضاوياً ، وبناء على هذا الشكل فالإنسان لا يمكنه أن يرى كامل السطح الخارجي للأرض من أي مكان يقف فيه مهما كان هذا المكان عالياً ، فلا يستطيع أن يرى ممالك مصر والصين وأجزاء من آسيا الصغرى والهند وأرض ( المايا ) في المكسيك وقرطاجه في شمال إفريقيا وروما في إيطاليا وكوريا والمستوطنات الأخرى من ممالك العالم المنتشرة جداً وهو واقف في مكان عال في أي موضع من الأرض . إلا إن الإنجيل يقول إن إبليس أوقف المسيح في مكان عال وأراه جميع ممالك الأرض ! يقول النص : " ثم أخذه أيضا إبليس إلى جبل عال جدا واراه جميع ممالك العالم ومجدها . وقال له أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي ."
هل الحزن يسبب النوم ؟
يقول لوقا أن عيسى عليه السلام وجد تلاميذه نياماً من الحزن : " ثُمَّ قَامَ مِنَ الصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً مِنَ الْحُزْنِ." لوقا 22: 45
ألا يُخالف ذلك العلم والمنطق والعقل. فهل الحُزن يسبب النوم ؟ ( راجع أقوال أطباء النفس )
الذي عاين شهد !!!
كتب يوحنا في [ 19 : 33 - 35 ] حول حادثة الصلب المزعومة ما يلي :
" وأما يسوع فلما جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات .34 لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء . والذي عاين شهد وشهادته حق وهو يعلم انه يقول الحق لتؤمنوا انتم . "
والسؤال هو :
كيف تمكن الشاهد الذي عاين و شهد كما يقول يوحنا من التفريق بين الماء والدم من هذه الطعنة ؟؟ لأنه من المعروف أن الماء إذا أختلط بالدم فإن الخليط سيصبح لونه أحمر أقل قتامة من الدم بحيث يستحيل على الرائي أن يفرق بين الدم و الماء بالعين المجردة - في عصرنا هذا يمكن الوصول إلى ذالك بالأدوات تحليل الدم - و خصوصاً أن الحادثة وقعت والظلام قد حل على الأرض كلها [ مرقس : 15 : 33 ] !!!
(1/213)
والنقطة الثانية والمهمة هي أن خروج الدم والماء من جنب يسوع لدليل دامغ على أنه لم يمت فمن المعروف أن دماء الموتى لا تسيل !!
أين الاتساق النفسي في الكلام ؟
يحكي مرقس عن المسيح قائلاً : " فجاء إلى بيت رئيس المجمع ورأى ضجيجا .يبكون ويولولون كثيرا . فدخل وقال لهم لماذا تضجون وتبكون .لم تمت الصبية لكنها نائمة . فضحكوا عليه " ( 5 : 38 - 40 )
لاحظ أيها القارئ الكريم إن الناس كانوا يبكون ويولولون حسب النص على موت الصبية وعندما اخبرهم المسيح بأنها لم تمت ضحكوا عليه !!! ونحن نسأل كيف يتحول هذا الجو من البكاء والعويل إلي الضحك ؟؟ أين الاتساق النفسي في هذا الكلام ؟؟
بطرس الرسول - صخرة الكنيسة - عارياً على شاطئ البحر !!
يروي يوحنا قصة ظهور المسيح لتلاميذه عند بحيرة طبرية قائلاً : " بعد هذا اظهر أيضا يسوع نفسه للتلاميذ على بحر طبرية .ظهر هكذا . كان سمعان بطرس وتوما الذي يقال له التوأم ونثنائيل الذي من قانا الجليل وابنا زبدي واثنان آخران من تلاميذه مع بعضهم . قال لهم سمعان بطرس أنا اذهب لأتصيد .قالوا له نذهب نحن أيضا معك .فخرجوا ودخلوا السفينة للوقت وفي تلك الليلة لم يمسكوا شيئا . ولما كان الصبح وقف يسوع على الشاطئ .ولكن التلاميذ لم يكونوا يعلمون انه يسوع . فقال لهم يسوع يا غلمان ألعل عندكم أداما .أجابوه لا . فقال لهم القوا الشبكة إلى جانب السفينة الأيمن فتجدوا .فالقوا ولم يعودوا يقدرون إن يجذبوها من كثرة السمك . فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس : هو الرب .فلما سمع سمعان بطرس انه الرب أتزر بثوبه لأنه كان عرياناً وألقى نفسه في البحر ." يوحنا 21 : 1 - 7
(1/214)
إن الحدث الغريب حقاً أن بطرس الرسول عندما سمع أن المسيح قد حضر اتزر بثوبه " لأنه كان عرياناً وألقى بنفسه في البحر " . يوحنا 21 : 7 . كيف يكون بطرس كبير الحواريين عرياناً على شاطئ البحر ؟! ولماذا يخجل من التعري عندما سمع بحضور المسيح فقط؟! هل التعري جائز في غياب المسيح وغير جائز في حضورة ؟! كيف كان بطرس الرسول الملقب بصخرة الكنيسة عارياً على الشاطئ أمام التلاميذ ومن كان موجودا ؟!
الدرر والخنازير :
قال المسيح للتلاميذ : " لا تعطوا القدس للكلاب . ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير " متى 7 : 6 إن المسيح هنا يخاطب تلاميذه ويأمرهم بألا يبلغوا دعوته إلى الخنازير . والخنازير بالعرف اليهودي هم غير اليهود . إذن كل من هو غير يهودي فهو خنزير وكلب عند يسوع المحبة !!!
المبالغة في الزهد :
نسب للمسيح قوله في متى 6 : 25 " لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وما تشربون . ولأجسادكم بما تلبسون .. " في هذا النص نجد دعوى إلى عدم الاهتمام بالمأكل والمشرب والملبس . وهل هذا معقول ؟! إنه ليس من الطبيعي أن يهمل الإنسان لباسه وطعامه وشرابه . إنها دعوة إلى زهد مفرط لا يقبله الناس. وإذا طولب الناس بما لا يوافق طبيعتهم فلا يستجيبون . بالمقابل إن الإسلام يحث الناس على أن لا ينسوا نصيبهم من الدنيا ضمن شرع الله وبالطرق الحلال .
لا تدفن أباك :
قال للمسيح أحد تلاميذه : " يا سيد ائذن لي أن أمضي أولاً وأدفن أبي . فقال له يسوع : اتبعني ودع الموتى يدفنون موتاهم " متى 8 : 21. هل هذا معقول ؟ رسول ينهى تلميذه عن دفن أبيه الذي رباه!! لقد وارى الغراب جثة هابيل، فكيف يُمنعُ أحد من دفن أبيه ؟!
من ليس معي فهو ضدي :
(1/215)
نسب للمسيح قوله : " من ليس معي فهو علي " متى 12 : 30 . يذكرنا هذا القول بسياسة دالس وزير خارجية أمريكا في الخمسينيات أيام رئاسة أيزنهاور . فقد كان دالس يقول أيضاً : " من ليس مع أمريكا فهو ضدها " ولذلك كان يصر على إدخال الدول في أحلاف مع أمريكا . وكانت نظرته إلى دول عدم الانحياز أنها دول معادية لأمريكا . فيبدو أن دالس كان خاضعاً لإنجيل متى 12 : 30 .
من هي أمي ؟
جاء واحد يخبر المسيح أن أمه وإخوته ينتظرونه ليكلموه . فرد عليه بكل لا مبالاة : " من هي أمي ومن هم إخوتي " متى 12 : 48 . لقد تنكر المسيح لأمه وإخوته - حسب النص - لم يلتفت إليهم ولم يخرج ليكلمهم أو ليستفسر منهم أو عنهم . وهذا يناقض الوصايا العشر التي تقول : " أكرم أباك وأمك " . فهل من الإكرام أن لا التفت إلي أمي ولا أكترث لها ؟! وهل إكرام الأخ تجاهله ؟!
تتبع المؤمنين !!
نسب كاتب إنجيل مرقس للمسيح قوله للتلاميذ عند ظهوره لهم بعد القيامة المزعومة : " وهذه الآيات تتبع المؤمنين . . . يضعون أيديهم على المرضى فيبرأون " مرقس 16 : 18 .
ونحن نسأل : إذا كان الشفاء بوضع يد رجال الكنيسة على المرضى ، فلماذا كليات الطب وكليات التمريض والمستشفيات المنتشرة في المجتمعات المسيحية ؟!! أين رجال الكنيسة من الإمراض التي لا علاج لها ؟!
مجد الله في الأعالي أم في مذود للبقر ؟
(1/216)
قال الملاك مبشراً الرعاة بميلاد المسيح : " أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب وهذه لكم العلامة : تجدون طفلاً مضجعاً في مذود . وظهر بغتةً مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين : " المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة " لوقا 2 : 8 - 14 . نلاحظ انه بحسب النص " الله في الأعالي " والمسيح طفل رضيع في مذود - زريبة - للبقر . فكيف يكون الله في الأعالي في حين أن الرب في - زريبة - للبقر؟! هذا يدل على أن الله ليس هو المسيح ، لأن الله الكامل في الأعالي والمسيح المولود في مذود للبقر . وبالمناسبة نريد أن نعرف ماذا كان يفعل الرب المتجسد بين سن الثانية عشرة وسن الثلاثين عندما بدأ دعوته ؟!
التوبيخ :
نسب للمسيح قوله : " إن أخطأ أخوك فوبخه " لوقا 17 : 3 . ولكن سياسة التوبيخ هذه تخالف قول المسيح في إنجيل متى : " من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً " . في النص الأول " وبخه " وفي النص الثاني " حول له الخد الآخر " !!
حبة الخردل :
قال المسيح لتلاميذه : " لو كان لكم إيمان مثل حبة الخردل لكنتم تقولون لهذه الجميزة انقلعي وانغرسي في البحر فتطيعكم " لوقا 17 : 6 .لاحظ أيها القارئ الكريم أن ( لو ) حرف امتناع لامتناع. عندما نقول : لو درست لنجحت فإنها تعني أن المخاطب لم يدرس ولم ينجح . ومعنى النص أن التلاميذ الذين أخذ النصارى دينهم عنهم ليس لديهم إيمان بمقدار حبة خردل !!! وهذه كارثة ...
السَّوْط :
كتب يوحنا عن المسيح : " وصنع سوطاً من حبال وطرد الجميع من الهيكل " يوحنا 2 : 15 . نلاحظ هنا إن استعمال السوط والطرد ، فيه نوع من الإدانة . وهذا يناقض قول المسيح : " لا تدينوا لكي لا تدانوا " متى 7 : 1 . ويناقض قوله في متى 5 : 39 " لا تقاوموا الشر " .
قتل ابنه ولم يشفق عليه :
(1/217)
كتب يوحنا : " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به " يوحنا 3 : 16 . نلاحظ هنا ما يلي :
1 - لماذا بذل الله ابنه الوحيد ؟ لأنه يحب العالم . وهل الذي يحب العالم لا يحب ابنه الوحيد ؟!! كيف يحب الله العالم ولا يحب ابنه ؟!! وهل الذي يحب العالم يقتل ابنه الوحيد ؟!! كيف نثق بإله لم يشفق على ابنه من أجل غفران خطيئة مذنب آخر؟ كما يقول بولس في رومية 8 : 32 : " الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين " لقد نسب بولس إلى الله عدم الشفقة ، أي القسوة . ألا توجد طريقة أخرى عند إله المحبة بدلاً من قتل ابنه المزعوم لإنقاذ غيره ؟!! هل اقتضت رحمته ألا يُعالج هذه الجريمة إلا بجريمة أبشع منها ؟ فقد أرسل ابنه البريء، فلذة كبده ليُصْلَب !!
حادثة الزانية :
جاء اليهود للمسيح بزانية متلبسة بالفعل قائلين له : " موسى في الناموس أوصانا أن هذه ترجم " يوحنا 8 : 5 . " ولما استمروا يسألونه انتصب وقال لهم : من كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر " يوحنا 8 : 7 ونلاحظ الآتي :
1 - لقد رفض المسيح الحكم برجمها . وهذا تشجيع للزنا .
2 - موقف المسيح مناقض لشريعة موسى التي تحكم بالرجم .
3 - بهذا الموقف ألغى المسيح عقوبة الزنا !!
4 - رفض المسيح إدانتها دون السماع إلي شهود الإثبات أو النفي . برأها دون دليل !!! وتعاطفه معها بدا واضحاً وكأنه ترخيص بالزنا !!!
على ما أظن !!
قال يوحنا في إنجيله : " وهناك أمور كثيرة عملها يسوع ، لو كتبها أحد بالتفصيل ، لضاق العالم كله ، على ما أظن بالكتب التي تحتويها " [ 21 : 25 ] الترجمة البيروتية والترجمة العربية المشتركة
إن يوحنا كاتب هذا الإنجيل يتكلم في هذه الفقرة على سبيل الظن والتخمين وهذا واضح من قوله : " على ما أظن "
والسؤال هو : هل الله سبحانه العليم بكل شيء يوحي كلامه على سبيل الظن والتخمين أم إن هذا الإنجيل ليس من عند الله ؟
(1/218)
رسائل مفقودة :
من رسالة كولوسي ( 4 : 16 ) : " ومتى قرئت عندكم هذه الرسالة فاجعلوها تقرأ أيضا في كنيسة اللاودكيين والتي من لاودكية تقرأونها انتم أيضا " أين الرسالة التي من اللاودكيه؟
من كورنثوس الأولى ( 5 : 9 ) : " كتبت إليكم في الرسالة إن لا تخالطوا الزناة " أين هذه الرسالة ؟ فكتابات بولس المرسلة هنا وهناك الموجودة في العهد الجديد كلها رسائل فأين إذن الرسالة المشار إليها في النص ؟ الإجابة بكل وضوح إنها مفقودة !!
المسيح رسول الله ليس أكثر :
- قال المسيح : " الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلني " يوحنا 12 : 44 .
- ويقول المسيح لتلاميذه : " من يقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني " متى 10 : 40
- ويقول لهم أيضاً : " لأني لم أتكلم من نفسي لكن الآب الذي أرسلني هو إعطاني وصية ماذا أقول وبماذا أتكلم . " يوحنا 12 : 49
هذه النصوص تدل بوضوح قاطع أن المسيح قال للناس إنه رسول من الله إلى قومه وأن كلامه ليس من عنده بل هو من الله . وهذا حق فجميع الرسل هم مبلغين عن الله سبحانه وتعالى .
هناك معطي ومعطى له :
يقول الأبن للآب في يوحنا : " إِنَّ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي " يوحنا 18: 9 ويقول أيضاً " الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي " يوحنا 17: 12
(1/219)
فمن الذي أعطى من ؟ إذا كان هناك اتحاد بين الآب والابن فيكون المُعطى هو نفسه الآخذ، ألا تنفى هذه العبارة الإتحاد بين الخالق والمخلوق وتنسف فكرة تجسُّد الإله في صورة مخلوق ؟ وجاء في متى11 : 27 : " كل شيء قد دفع اليّ من أبي " وفي إنجيل يوحنا 17 : 3 : " مجد ابنك ليمجدك ابنك أيضا إذ أعطيته سلطانا على كل جسد ." وفي يوحنا 5 : 36: " لان الأعمال التي إعطاني الآب لأكملها هذه الأعمال بعينها التي إنا اعملها هي تشهد لي إن الآب قد أرسلني " والنصوص كثيرة لكن السؤال : هل لإعطاء الابن السلطان أو القدرة أي معنى والمفترض انه الله مالك كل شيء ؟ أليس في هذا إبطال للاهوته المزعوم ؟
رفع نظره إلى السماء !
قبل أن يبارك المسيح الأرغفة الخمسة لتكفي العديد من الناس يقول مرقس : " رفع نظره نحو السماء وبارك ثم كسر الأرغفة " مرقس 6 : 41 . والسؤال هو لماذا رفع المسيح نظره نحو السماء إذا كان الآب حال فيه وان اللاهوت متحد معه كما يزعمون . إن الأمر واضح لقد رفع المسيح نظره إلى السماء ليدعو الله ويسأله تحقيق المعجزة وهذا ينفي لاهوته المزعوم .
امتلأ من الروح القدس :
لنقرأ ما كتبه لوقا في [ 3 : 21 ] عن بدء بعثة المسيح بنزول روح القدس عليه :
(1/220)
" و لما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع أيضا و إذ كان يصلي انفتحت السماء و نزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة و كان صوت من السماء قائلا: أنت ابني الحبيب بك سررت. و كان يسوع عند بدء رسالته في نحو الثلاثين من عمره... و رجع يسوع من الأردن وهو ممتلئ من الروح القدس " ونحن نسأل عباد المسيح : كيف امتلأ المسيح من الروح القدس والمفترض إن اللاهوت متحد مع الناسوت ابتداءً ؟ أليس الروح القدس هو الله لديكم ؟ ماذا يعني امتلاء المسيح من الروح القدس والمفترض إن اللاهوت متحد معه ؟! علماً بأن هناك آخرون امتلئوا من الروح القدس منهم يوحنا المعمدان ففي إنجيل لوقا [ 1 : 15 ] : " ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس " .
الفقر شرط للكمال !
نسب كاتب إنجيل متى للمسيح قوله للشاب الغني : " قال له يسوع إن أردت إن تكون كاملا فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني . فلما سمع الشاب الكلمة مضى حزينا .لأنه كان ذا أموال كثيرة فقال يسوع لتلاميذه الحق أقول لكم انه يعسر إن يدخل غني إلى ملكوت السموات . وأقول لكم أيضا إن مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من إن يدخل غني إلى ملكوت الله . فلما سمع تلاميذه بهتوا جدا قائلين .إذا من يستطيع إن يخلص ." متى 19 : 20 .
(1/221)
نلاحظ في هذا الكلام : إن الفقر شرط للكمال . بع أملاكك إذا أردت أن تكون كاملاً . وهذا الكلام غير مقبول عقلاً، لأن الفقير الذي لا يملك شيئاً ريما سيضطره الفقر إلى الخروج عن الطريق المستقيم . ولا يوجد تعارض بين الرجل الغني والكمال إذا كان الغني تقياً يخاف الله، بل العكس فإن الغني مع التقوى يقرب صاحبه من الكمال لأنه يكون أقدر على العطاء في سبيل الله . ونلاحظ أيضاً أن الغني عسير عليه الدخول للجنة ( حسب النص ) . وهذا أيضاً كلام مشكوك فيه . المهم هو التقوى . بعض الفقراء شياطين بلا تقوى ، فهل سيدخلون الجنة سهلاً ؟! وبعض الأغنياء أتقياء . والمهم طاعة الله ومخافته .
تحريم الطلاق إلا لعلة الزنا :
سأل اليهود المسيح عن الطلاق فقال : " وقيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق . وأما أنا فأقول لكم : إن من طلق امرأته إلا لعلة الزنا يجعلها تزني . ومن تزوج مطلقه فإنه يزنى " إنجيل متى 5 : 27 _ 32 . لاشك بأن هذا الكلام غير واقعي أبدا . لقد سن الله سبحانه وتعالى الزواج ليكون مصدر سعادة للزوجين فإذا لم يتفقا لسبب من الأسباب واستحال التوفيق بينهما وصارت الحياة بينهما شبه مستحيلة فإن الطلاق يكون رحمة وأصلح لهما من الاستمرار في زواج مليء بالمشاكل وعدم التفاهم . وإجبارهما على عدم الطلاق قد يجر إلي جريمة قتل أو جريمة قذف بالزنا للحصول على مبرر الطلاق أو يجر إلى الزنا مع استمرار الزواج شكلياً . لقد أثبت الواقع استحالة الاستغناء عن الطلاق ، بدليل أن بعض الدول المسيحية نفسها سنت قوانين تبيح الطلاق . ثم أن النص يدل على أنه لا يجوز الزواج من مطلقه وأن مثل هذا الزواج بمثابة زنى . والسؤال هو : هل تبقى المطلقة دون زواج إلي موتها ؟ وما هذا التشريع ؟ إن هذا التشريع فيه ظلم واضح وإفساد للمجتمع مما يدل على إن المسيح بريء منه .
اخصوا أنفسكم !
(1/222)
يذكر متى في إنجيله قائلاً أن المسيح كان يدعو الناس إلى ترك الدنيا وعدم العمل بها بل يذكر أن المسيح غالى في ذلك فدعا إلى الرهبنة ورغب في عدم الزواج فقال : " لأنه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون أمهاتهم .ويوجد خصيان خصاهم الناس ويوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السموات .من استطاع إن يقبل فليقبل " [ 19 : 12 ]
معنى ذلك أن المسيح يأمر أتباعه أن يخصوا أنفسهم خصياً جراحياً أو على الأقل يأمرهم ألا يتزوجوا ويلزمهم بمحاربة سنن الكون والخليقة ، ولو فرضنا أن الناس جميعاً اتبعت هذا المبدأ لأصبح العالم في نحو قرن خالياً من البشر ! ثم إن هذا الكلام المنسوب للمسيح يدل على أن المسيح قد أخصى نفسه وحاشاه ؟! مع انه قد ورد في سفر التثنية [ 23 : 1 ] قول الرب : " لا يدخل مخصيّ بالرضّ أو مجبوب في جماعة الرب !! "
تعاليم غير واقعية !
جاء في إنجيل متى [ 5 : 39 ] : " وأما إنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر .بل من لطمك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر أيضا " وفي الفقرة 44 من نفس الإصحاح : " أحبوا أعداءكم .باركوا لاعنيكم .أحسنوا إلى مبغضيكم .وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم "
إن هذا النوع من التسامح وهذا النوع من الخلق هو شيء غير واقعي لأنه فوق الطاقة المعتادة للبشر ، ولا يصلح مع كل الناس ، أو لا ينسجم مع الطبيعة البشرية ، وقد تشوبه المهانة والذلة، وهل لو قام أحد أعدائي بدخول بيتي وهو يريد الاعتداء على زوجتي أو ابنتي، فهل أقف متفرجاً عليه وأقول له : أنا أحبك ، أنا أباركك ، أنا أحسن معاملتك تفضل ؟! ولعل الترجمة أفقدته سمو معناه المتمثل في قول القرآن الكريم : " وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ " سورة الشورى الآية : 40
لم يأتي من أجل دعوة الإبرار :
(1/223)
قال المسيح : " لم آت لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة " لوقا 5 : 32 . إذا هناك أبرار ولا يريد المسيح أن يدعوهم . وهذا النص يبطل الادعاء بأن كل الناس خطاة . وأن خلاصهم يكون بصلب المسيح .
مسحه الله بالروح القدس !
يقول بطرس عن المسيح : " يسوع الذي في الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس .. " أعمال 10 : 38 . من المعلوم إن المسيحيون يؤمنون بعقيدة التثليث والتي ذ على إن الروح القدس هو الله . وهكذا فإن النص يصبح هكذا : " مسح اللهُ الله بالله " فكيف يكون الله ماسحاً وممسوحاً وممسوحاً به في الوقت ذاته ؟
أين أخذه إبليس أولا ؟
يقول متى 4 :5-10 : " ثم أخذه إبليس إلى المدينة المقدسة وأوقفه على جناح الهيكل .6 وقال له إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل .لأنه مكتوب انه يوصي ملائكته بك .فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك .7 قال له يسوع مكتوب أيضا لا تجرب الرب إلهك .8 ثم أخذه أيضا إبليس إلى جبل عال جدا واراه جميع ممالك العالم ومجدها .9 وقال له أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي .10 حينئذ قال له يسوع اذهب يا شيطان .لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد .11 ثم تركه إبليس وإذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه . "
(1/224)
بينما نجد لوقا 4 :5-9 يقول : " ثم اصعده إبليس إلى جبل عال وأراه جميع ممالك المسكونة في لحظة من الزمان .6 وقال له إبليس لك أعطي هذا السلطان كله ومجدهنّ لأنه اليّ قد دفع وإنا اعطيه لمن اريد .7 فان سجدت امامي يكون لك الجميع .8 فاجابه يسوع وقال اذهب يا شيطان انه مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد.9 ثم جاء به الى اورشليم واقامه على جناح الهيكل وقال له ان كنت ابن الله فاطرح نفسك من هنا الى اسفل .10 لانه مكتوب انه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك .11 وانهم على اياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك .12 فاجاب يسوع وقال له انه قيل لا تجرب الرب الهك .13 ولما اكمل ابليس كل تجربة فارقه الى حين . "
بولس والسلاطين :
يقول بولس : " لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة. لانه ليس سلطان الا من الله والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله. حتى ان من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله والمقاومون سيأخذون لانفسهم دينونة. فان الحكام ليسوا خوفا للاعمال الصالحة بل للشريرة. أفتريد ان لا تخاف السلطان. افعل الصلاح فيكون لك مدح منه. لانه خادم الله للصلاح. ولكن ان فعلت الشر فخف. لانه لا يحمل السيف عبثا اذ هو خادم الله منتقم للغضب من الذي يفعل الشر. لذلك يلزم ان يخضع له ليس بسبب الغضب فقط بل ايضا بسبب الضمير. " رومية 13 : 1 .
لا شك بأن هذا الكلام غير صحيح . فالكثير من الحكام لا يخدمون الله بل يخدمون الشيطان . ونجدهم يحملون السيف لقطع رؤوس الابرار من الناس . وبعض الحكام خف منهم إن فعلت الخير . لقد ساوى بولس بين السلاطين الاتقياء والسلاطين الأشقياء بحسب النص . وأمر الناس بعدم مقاومة الحاكم مهما كان ظالماً . لقد نافق بولس للسلاطين وتجاوز المدى في نفاقه . وحسب نظرية بولس ، كان نيرون خادماً لله وكان نيرون على حق حين قتل بولس !!!
بولس يدعو الي الشرك والعياذ بالله !
(1/225)
يقول بولس : " أمين هو الله الذي به دعيتم إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا " كورنثوس الاولى 1 : 9 . تأمل عزيزي القارىء للفظ ( شركة ) الواردة في النص فإني لم أسمع بجملة تجمع عناصر الكفر والشرك مثلما تجمعها هذه الجملة فهي قد جعلت الابن شريكاً لله . إنه الشرك بالله ، الشرك الواضح !!!
الرجل لا يغطي رأسه :
يقول بولس : " الرجل لا ينبغي أن يغطي رأسه لكونه صورة الله ومجده " كورنثوس الاولى 11 : 7 . إذا كان الرجل ينبغي ألا يغطي رأسه ، فلماذا يلبس كثير من رجال الدين المسيحي قبعات على رؤوسهم ؟!!! لماذا يخالفون أمر بولس الذي يأخذ الوحي من المسيح (حسب زعمه ) بإمكانك - أخي القارىء - ان تشاهد رؤوس الآباء الارثوذكس وهم يغطونها بالاقمشة السوداء ، مع ان كتابهم يقول في سفر الجامعة 9 : 8 : " لتكن ثيابك فى كل حين بيضاء " ثم ما علاقة تغطية الرأس بالتشابه أو عدم التشابه مع الله !!
فضول :
يقول بولس لأهل كورنثوس : " فانه من جهة الخدمة للقديسين هو فضول مني ان اكتب اليكم.2 لاني اعلم نشاطكم الذي افتخر به من جهتكم لدى المكدونيين " كورنثوس الثانية 9 : 1 .
إذا كانت كتابة بولس فضولاً منه ، إذا هي ليست وحياً . إذا هو يكتب من رأسه !!
أناجيل مفقودة :
يقول بولس لأهل غلاطية : " اني اتعجب انكم تنتقلون هكذا سريعا عن الذي دعاكم بنعمة المسيح الى انجيل آخر ليس هو آخر غير انه يوجد قوم يزعجونكم ويريدون ان يحولوا انجيل المسيح.8 ولكن ان بشرناكم نحن او ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن اناثيما.9 كما سبقنا فقلنا اقول الآن ايضا ان كان احد يبشركم في غير ما قبلتم فليكن اناثيما.10 . . . واعرّفكم ايها الاخوة الانجيل الذي بشرت به انه ليس بحسب انسان. . " غلاطية 1 : 6
(1/226)
نجد في هذا الكلام ان هناك انجيل أو بشارة موحى بها لبولس قد بشر بها أهل غلاطية قبل ان يكتب لهم هذه الرسالة وهو يدعوهم الي التسمك بها .. فأين هي كلمات تلك البشارة الموحى بها وماذا كان فيها بالضبط دون زيادة ولا نقصان ؟ وإذا كانت الكنيسة اعتمدت رسائل بولس الشخصية فأين هي البشارة الموحى بها سابقا لأهل غلاطية ؟
بولس يهاجم صخرة الكنيسة بطرس :
يقول بولس عن بطرس : " ولكن لما أتى بطرس الى انطاكية قاومته مواجهة لانه كان ملوما.12 لانه قبلما أتى قوم من عند يعقوب كان يأكل مع الامم ولكن لما أتوا كان يؤخر ويفرز نفسه خائفا من الذين هم من الختان.13 وراءى معه باقي اليهود ايضا حتى ان برنابا ايضا انقاد الى ريائهم.14 لكن لما رأيت انهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الانجيل قلت لبطرس قدام الجميع ان كنت وانت يهودي تعيش امميا لا يهوديا فلماذا تلزم الامم ان يتهوّدوا. " غلاطية 2 : 14
إذا كان بطرس الرسول لا يسلك باستقامه حسب الانجيل فمن هو الذي سلك إذاً ؟!! أليس بطرس هو الذي قال له المسيح : " كل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السماوات " متى 16 : 19 . كيف يمدح يسوع المسيح بطرس ويأتي بولس ليذمه ذلك الذم ؟!!
قدوة في الدعوة :
يقول بولس لأهل مدينة غلاطية : " أيها الغلاطيون الأغبياء .... " غلاطية 3 : 1
هل يجوز لداعية أن يخاطب الناس ويقول لهم يا أغبياء ؟ ما هذه الطريقة الفريدة في الدعوة والخطاب ؟
لا تقولوا له سلام :
إذا كانت المسيحية تنادي بالمحبة وان البشر كلهم أخوة فكيف يتفق هذا مع ما جاء في الانجيل : " ان كان احد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام. لأن من يسلم عليه يشترك في اعماله الشريرة " [ رسالة يوحنا الثانية ]
لا تكن فيما بعد شراب ماء !
يقول بولس : " لا تكن في ما بعد شراب ماء بل استعمل خمرا قليلا من اجل معدتك واسقامك الكثيرة " تيموثاوس الاولى 5 : 23
نلاحظ هنا ما يلي :
(1/227)
اولاً : لم نسمع معلماً أو نبياً أو طبيباً ينهى الناس عن شرب الماء . ولكن بولس ينهى الناس عنه !!!
ثانياً : نصح بولس باستعمال الخمر يناقض قوله نفسه : " حسن أن لا تأكل لحماً ولا تشرب خمراً " رومية 14 : 21 . هنا الأفضل عدم شرب الخمر . وهناك الأفضل شرب الخمر . ومع ذلك يعتبرون كلامه وحياً مقدساً !!!
يعلق الاستاذ أحمد ديدات على نصيحة بولس قائلاً :
كل انسان لديه معدة . وما أكثر أسقام البشر . ولو شرب كل ذي معدة خمراً مدعياً اعتلالها ، ولو شرب كل من يعاني سقماً خمراً ، أينجو أحد من الخمر ؟ وماذا عساها أن تكون الخمر في حقيقة أمرها ؟
هناك آلاف من القساوسة المسيحيين غرر بهم وتدرجوا للوصول إلى الادمان الكامل عن طريق رشف ما يسمى بقليل من الخمر في التقليد الكنسي باقامة العشاء الرباني . . .
منعه الشيطان مرة بعد مرة !!!
قال بولس في رسالته الأولى إلي أهل تسالونيكي [ 2 : 17 ] :
" أَمَّا نَحْنُ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، فَإِذْ قَدْ سُلِخْنَا عَنْكُمْ لِمُدَّةٍ قَصِيرَةٍ، بِالْوَجْهِ لاَ بِالْقَلْبِ، بَذَلْنَا جَهْداً أَوْفَرَ جِدّاً لِرُؤْيَةِ وُجُوهِكُمْ وَنَحْنُ فِي غَايَةِ الشَّوْقِ إِلَيْكُمْ. 18وَلِهَذَا عَزَمْنَا أَنْ نَأْتِيَ إِلَيْكُمْ عَلَى الأَخَصِّ أَنَا بُولُسَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، فَعَاقَنَا الشَّيْطَانُ. " [ ترجمة كتاب الحياة ]
إذا كان بولس قديس ورسول من عند الله فكيف يتسلط عليه الشيطان مرة بعد مرة ويمنعه من الوصول إلي أهل تسالونيكي للتبشير بكلمة الله ؟
أحب المسيح الكنيسة :
يقول بولس : " أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لإجلها " أفسس 5 : 26 وهذا الكلام خطأ لأنه لم تكن هناك كنائس في زمن المسيح ، ولم يأت المسيح بدين جديد ، والكنائس بنيت بعد المسيح بعشرات السنين .
نسب المسيح الطاهر !
(1/228)
كتب متى في سلسلة نسب المسيح [ 1 : 3 _ 6 ] : أن داود عليه السلام هو بن يسى بن عوبيد بن بوعز بن سلمون بن نحشون بن عمبناداب بن أرام بن حصرون بن فارص . . .
إن فارص الذي هو جد المسيح والذي ذكره متى في سلسلة نسب المسيح هو ابن زنا وذلك أنه جاء من طريق هتك أبيه ( يهوذا ) عرض امرأة ابنه ( ثامار ) كما هو مفصل في سفر التكوين [ 38 : 6 _ 30] مما يجعل فارص وذريته المبينة آنفاً إلى داود عليه السلام خارجين عن جماعة الرب مطرودين من رحمته وذلك بحسب ما جاء في سفر التثنية [ 23 : 2 ] : " لا يدخل ابن الزنا في جماعة الرب حتى الجيل العاشر لايدخل منه أحد في جماعة الرب " وهذا يعني أن نبي الله داود عليه السلام لايدخل في جماعة الرب فهو _ حاشاه _ ولد زنا !
لا يريدهم أن يفهموا !
جاء في إنجيل مرقص 4 : 10 ان المسيح كان يكلم الناس بأمثال لا يفهمونها ، ولما سأله تلاميذه عن السر في ذلك أجابهم بقوله : " فقال لهم قد أعطي لكم ان تعرفوا سرّ ملكوت الله .واما الذين هم من خارج فبالامثال يكون لهم كل شيء .لكي يبصروا مبصرين ولا ينظروا ويسمعوا سامعين ولا يفهموا لئلا يرجعوا فتغفر لهم خطاياهم ."
فهل هذا الكلام يصح أن يصدر عن رسول جاء إلي الناس ليخرجهم من الظلمات إلي النور ويهديهم صراطاً مستقيما ؟ وهل هذا الكلام يتناسب مع قولهم ان المسيح وهو إله كامل قد انتحر من فرط حبه في الناس ليخلصهم من الخطية ، إن ذلك يناقضه تناقضاً صريحاً ، وإلا فإذا كان فهم كلامه يغفر لهم خطاياهم ، فلماذا لم يفهمهم حتى تغفر لهم تلك الخطايا ويوفر عن نفسه مصيبة الانتحار والتعليق على الخشبة التي لا يعلق عليها إلا الملاعين كما جاء في سفر التثنية !
استشهاد خاطىء :
(1/229)
جاء في الإصحاح 21 من إنجيل متى عن دخول المسيح أورشليم راكبا جحش وأنثي حمار : " فكان هذا كله لكي ما قيل بالنبي القائل : قولوا لإبنة صهيون هو ذا ملكك يأتيك وديعا راكبا علي أتان وجحش إبن أتان ! "
مقتبس من :
كتاب النبي زكريا : " ابتهجي جدا يا ابنة صهيون – اهتفي يابنت أورشليم – هو ذا ملكك ياتي اليك هو عادل و منصور وديع وراكب علي حمار وعلي جحش ابن اتان ويتكلم بالسلام للأمم وسلطانه من البحر الي البحر ومن النهر الي اقاصي الأرض "
تعليق :
1- الكلام في كتاب زكريا عن ( ملك ) ( منصور ) وله ( سلطان ) علي ارض واسعة ..أما المسيح فقد ظل هاربا و مختبئا قبل دخوله أورشليم مباشرة كما يحكي انجيل يوحنا .
2- وهو أيضا يتكلم بالسلام ( للأمم ) ومعروف لدي اليهود والنصاري أن كلمة ( أمم ) تعني الشعوب غير اليهود !
خطأ واضح :
ورد في 10 : 28 من إنجيل مرقس قول المسيح : " الحق أقول لكم . . ليس أحد ترك بيتاً ، أو إخوة ، أو أباً ، أو أماً ، أو إمرأة ، أو أولاداً ، أو حقولاً لأجلي ولأجل الإنجيل . إلا ويأخذ مئة ضعف آلان في هذا الزمان ، بيوتاً ، وأخوة وأخوات وأمهات وأولاداً وحقولاً مع اضطهادات . وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية "
ان هذا الكلام فيه خطأ واضح . لأن الانسان إذا ترك إمرأة لأجل الانجيل أو المسيح لا يحصل على مائة امرأة في هذه الدنيا يقيناً . لأن المسيحيين لا يجوزون التزوج في هذا الزمان بأزيد من امرأة واحده .. وإذا كان المراد بهن في هذا الكلام المؤمنات بالمسيح بدون عقد النكاح يكون الأمر أفحش وأفسد والعياذ بالله لأن الكلام عن الزوجات .. وقوله : " حقولاً مع اضطهادات " كلام لا معنى له . فإن الكلام هنا في حسن المكافأة والمجازاة . فما دخل الشدائد والاضطهادات هنا ؟
(1/230)
ومما يؤكد خطأ هذا الكلام ايضاً هو ان الجزم بمضاعفة الجزاء إلى مئة ضعف في الحياة الدنيا .. في البيوت والزوجات والاولاد كما يقول النص . . لا يمكن أن يتحقق لكل انسان أخلى يده من كل هؤلاء من أجل المسيح والانجيل ، ولو كان ذلك أمراً محققاً لكان الناس جميعاً أسرع شىء الى اجابة هذه الدعوة ، ولكشفت التجربة الواقعة منها عن معطيات يستبق الناس إليها ، ويقتتلون من إجلها !!
يهوياقيم لا يكون منه جالساً على كرسي داود :
قال لوقا في ( 1 : 31 ) : " وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً ، وتسميه يسوع ، هذا يكون عظيماً ، وابن العلي يدعى ، ويعطيه الرب الاله كرسي داود أبيه ، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ، ولا يكون لملكه نهاية " .
إن هذا الكلام مقدوح فيه بسبب أن المسيح عليه السلام من أولاد يهوياقيم ، بمقتضى النسب المدون في متى من الاصحاح الأول ، ومن كان من أولاد يهوياقيم ، لا يصلح أن يجلس على كرسي داود ، استناداً لما ورد في سفر إرميا [ 36 : 30 ] حيث يقول كاتب السفر : " هكذا يقول الرب ضد يهوياقيم ، ملك يهوذا لا يكون منه جالساً على كرسي داود . "
لا يجوز أن يهلك نبي خارج أورشليم !!
نسب لوقا للمسيح قوله في ( 13 : 33 ) : " يجب أن أسير في طريقي اليوم وغداً وبعد غد ، لأنه لا يجوز أن يهلك نبي في خارج أورشليم "
يفهم من هذه العبارة : أن الانبياء والرسل ماتوا ، ودفنوا في أورشليم ، وهو خلاف الواقع ، لأن كثيراً من الانبياء والرسل ماتوا خارج أورشليم وآثارهم وقبورهم إلى آلان موجودة في الشام والعراق . . . فثبت ببداهة العقل أن هذه الرواية من أفحش الكذب على المسيح عليه السلام ولو صحت ، فهي من أعظم البراهين على فساد عقيدة المسيحيين لأنه صرح فيها بأنه نبي لا إله . . . وفي ( ملوك أول 18 : 13 ) يذكر هلاك أنبياء كثيرين في السامرة ( خارج أورشليم ) علي يد ملكة بني اسرائيل . هل المسيح يجهل هذه القصة المشهورة ؟؟
شريب خمر !!
(1/231)
قال متى في [ 11 : 19 ] : " جاء ابن الانسان يأكل ويشرب فيقولون هوذا إنسان أكول وشريب خمر " .
أن هذا الوصف القبيح الذي وصف به متى المسيح من أنه شريب خمر أي كثير شرب الخمر هذا الوصف لم نسمعه من غير الانجيليين ، كما نسبوا له في يوحنا في الاصحاح الثاني أن أول معجزة صدرت منه في قانا أنه قلب الماء خمراً ليزيد سكر السكارى في العرس !
إن هذا الفعل البهيمي لايمكن أن يكون قد صدر من المسيح عليه السلام وقد جاء في لوقا [ 1 : 15 ] ما يشير الى تحريم الخمر وهو يتكلم عن زكريا : " فظهر له ملاك الرب واقفاً عن يمين مذبح البخور فلما رآه زكريا اضطرب وخاف ، فقال له الملاك : لاتخف يا زكريا ، لأن طلبتك قد سمعت ، وامرأتك أليصابات ستلد لك ابناً وتسميه يوحنا ، ويكون لك فرح وابتهاج . . . لأنه يكون عظيماً أمام الرب ، وخمراً ومسكراً لا يشرب ." فتأمل أيها القارىء في كلام الوحي إلى زكريا ، كيف يمدح يوحنا بكونه لا يشرب الخمور ولا المسكرات. إضافة الى نصوص العهد القديم الكثيرة التي تحرم الخمر . كما جاء في سفر اللاويين ( 10 : 8 - 11 ) . والمسيحيون جعلوا افتتاح معجزات المسيح بالسكر في عرس قانا الجليل ، واختتموه بتقديس الخمر الذي زعموا أنه ينقلب إلى دم المسيح !
هيردوس وليس فيبلس !
كتب متى في [ 14 : 3 ] : " فَإِنَّ هِيرُودُسَ كَانَ قَدْ أَلْقَى الْقَبْضَ عَلَى يُوحَنَّا وَكَبَّلَهُ بِالْقُيُودِ، وَأَوْدَعَهُ السِّجْنَ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا زَوْجَةِ فِيلِبُّسَ أَخِيهِ "
أن هذا الكلام خطأ لأن اسم زوج هيرديا كان هيرودس وليس فيلبس ، كما صرح يوسيفس في الباب الخامس من تاريخه .
هذه الآيات تتبع المؤمنين :
(1/232)
كتب مرقس في [ 16 : 17 ] قول المسيح : " وهذه الآيات تتبع المؤمنين : يَطْرُدُونَ الشَّيَاطِين باسميَ وَيَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَةٍ وَيَقْبِضُونَ عَلَى الْحَيَّاتِ، وَإِنْ شَرِبُوا شَرَاباً قَاتِلاً لاَ يَتَأَذَّوْنَ الْبَتَّةَ، وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَتَعَافَوْنَ ".
وكتب يوحنا في [ 14 : 12 ] قول المسيح : " الحق أقول لكم : من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضاً ويعمل أعظم منها "
ان قول المسيح " هذه الآيات تتبع المؤمنين " وقوله : " من يؤمن بي " هو كلام عام لا يختص بالحواريين ولا بالطبقة الأولى وتخصيص هذه الأمور بالطبقة الأولى لا دليل عليه سوى الإدعاء البحت . وبناء عليه هل يستطيع بابا روما أو البابا شنودة أو المسيحيون المؤمنين بالمسيح أن يبرهنوا لنا صحة هذه النصوص بأن يفعلوا مثل ما فعل المسيح ؟! أم نحكم بكذب هذه النصوص ؟
ألسنة نار منقسمة !!!
جاء في سفر أعمال الرسل [ 2 : 1 _ 4 ] : "َ ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة. وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين. وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم. وامتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة اخرى كما اعطاهم الروح ان ينطقوا "
إن هذا الوصف يقول النصارى أنه من عند الله ، ويدعون أن هذا كلامه تعالى ، وأنا نسأل ألم يكفهم أن جعلوا الله في صورة طفل يولد في بيت لحم ، فجعلوه بعد ذلك ألسنة من نار ؟! لأن هذه الألسنة النارية هي في اعتقادهم الروح القدس الذي هو الأقنوم الثالث ، وحسب عقيدتهم أن الثلاثة واحد ،فتكون الألسنة النارية المنقسمة هي الأب والأبن والروح القدس !!!
(1/233)
ثم هل حلت الأقانيم الثلاثة في التلاميذ كما حلت في جسد المسيح ؟ إذا كان الأمر كذلك يكون المسيح كسائر التلاميذ سواء بسواء من حيث بشريته المحضة ومن حيث حلول الإله فيهم جميعاً !!!
وإني أعجب كيف يجعلون الله جل جلاله ألسنة منقسمة من النار وهل ينقسم الله إلى أب وابن وروح قدس وينقسم كذلك إلى اقسام كثيرة تحل في التلاميذ ؟! وهل يتشكل الله جل جلاله بأشكال كثيرة فمرة يأخذ شكل إنسان وأخرى يتخذ شكل ألسنة نارية منقسمة ؟! ولا يفوتنا أن نذكر أن للروح القدس عندهم شكلاً آخر وهذا الشكل الآخر هو ( حمامة ) فإنهم يقولون أن الروح القدس ( الذي هو في نفس الوقت الأب والابن ) يتشكل كذلك في صورة حمامة طبقاً لما ورد في إنجيل لوقا [ 3 : 22 ] : " ولما اعتمد يسوع وإذ كان يصلي انفتحت السماء ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة " ! هل فكر المسيحيون قبل أن يزعموا أن رب العالمين يتشكل بهذه الأشكال ؟!
ليست شهادة زور :
قال مرقس في [ 14 : 57 ] في رواية محاكمة المسيح أمام مجلس اليهود : " ثُمَّ قَامَ بَعْضُهُمْ وَشَهِدُوا عَلَيْهِ زُوراً قَائِلِينَ: «سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: سَأَهْدِمُ هَذَا الْهَيْكَلَ الَّذِي صَنَعَتْهُ الأَيَادِي، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِي هَيْكَلاً آخَرَ لَمْ تَصْنَعْهُ الأَيَادِي "
(1/234)
لقد سمى مرقس شهادتهم زور ، وهي ليست كذلك ، بل هي حق كما سمعوا منه في الهيكل كما في إنجيل يوحنا ( 2 : 19 ) ونصه : " أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: اهْدِمُوا هَذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ." فهل يقال لهؤلاء الشهود : انهم كذبوا وهم شهدوا كما سمعوا منه ؟ يقول أبو عبيدة : أخبرني : كيف استجزتم أن تسموها شاهدي زور وقد شهدا نص كتابكم أنه قال ذلك ؟ فإن قلت : إن اليهود ظنوا بهذ القول غير ما عنى المسيح ، فإن الشاهدين لم يشهدا على تأويل ، إنما شهدا على لفظه وما نطق به لسانه ، وما هو في كتابكم منصوص ، وأي تأويل لهذا غير ما يظهر من فحوى مجاوبة اليهود ، من أن البيت المعني في كلامه هو بيت المقدس ؟
اليوم ستكون معي في الفردوس :
ذكر لوقا في ( 23 : 42 ) أن أحد المصلبين المعلقين بجانب المسيح قال له : " يَايَسُوعُ، اذْكُرْنِي عِنْدَمَا تَجِيءُ فِي مَلَكُوتِكَ! فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: الْيَوْمَ سَتَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ! "
وفي قول المسيح للمصلوب : " الحق أقول لك : اليوم ستكون معي في الفردوس " أمر يقتضي التنبيه عليه وهو أن المسيحي لا يكمل إيمانه أو لا يكون مسيحياً حتى يعتقد أن المسيح مكث بعد الصلب في بطن الارض ثلاثة أيام وثلاث ليال ، كما في الاناجيل الاربعة ، ووعد المسيح هنا لأحد المصلوبين بقوله : " إنك اليوم تكون معي في الفردوس " يكذب روايات الصلب والقيام بعد ثلاثة أيام ، فإن صدقنا رواية بقاء المسيح في القبر ثلاثة أيام يلزم تكذيب قوله ووعده للمصلوب : " اليوم تكون معي في الفردوس " .
(1/235)
ومن تأمل في معنى قول المسيح المزعوم للص الذي صلب معه : " اليوم تكون معي في الفردوس " لا يشك المتأمل في عبودية المسيح لما ثبت من أن الفردوس والجحيم هما محلان أبديان معدان لخلود الأتقياء والأشرار من العباد فتأبى صفة الألوهية التحيز بأحدهما ، وتتنزه الذات الالهية عن الدخول في معنى ( في ) الظرفية من قوله ( معي في الفردوس ) .
أمور خيالية !
قال متى في ( 27 : 51) عند موت المصلوب : " واذا حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين من فوق الى اسفل .والارض تزلزلت والصخور تشققت .والقبور تفتحت وقام كثير من اجساد القديسين الراقدين . وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين ."
ان هذه الحكاية كاذبة ويدل على كذبها عدة وجوه :
أولاً : ان هذا الحدث مناقض لما قاله بولس في رسالته الأولى إلى كورنثوس حيث يقول : " ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين " وقال في ( 26 : 23 ) من أعمال الرسل : " أن المسيح يتألم ويكون أول من يقوم من بين الأموات " فلو صح قيام القديسين من قبورهم لم يكن المسيح أول قيامة الأموات ، وأي الأمرين أخذت به لزمك تكذيب ما سواه .
ثانياً : يتسائل البعض كيف كان حال هؤلاء الموتى ، بعد قيامهم من قبورهم ، ولمن ظهروا ومع من تكلموا ، وأين بقيت أكفانهم ، وهل كانوا حفاة عراة بين أهالي أورشليم ، وماذا حدث لهم بعد ذلك ، وهل بقوا أحياء أم رجعوا إلى قبورهم ؟!
لذلك يعتبرها البعض انها من الرويات الغامضة المجهولة !
يعلق الأستاذ أحمد ديدات على هذه الحكاية قائلاً :
ان هذه الرواية تقول أن هناك أجساد خرجت من القبور وسارت في شوارع مدينة القدس ولكن إذا أردنا أن نعرف ماذا حدث بعد ذلك لتك الاجساد وأين ذهبت ستكون الإجابة لا شيء والحقيقة ان من الكتب الـ 27 في العهد الجديد لم يرد ذكر هذا الحدث إلا عند متى وكأن كتاب باقي الكتب لم يسمعوا بهذه الحادثة .
(1/236)
وإننا نعجب من الاناجيل الثلاثة في سكوتهم عن ذكر هذا الخبر العظيم ، فهل من شأن الملهم أن يذكر جزئيات الأمور كقصة الجحش ، وإفاضة الطيب ، ومرافقة النساء للمسيح وأمثال ذلك ، ويسكت عن ذكر هذا الخير العظيم ؟
فكيف يتصور أن يكتب الإنجيليون كلهم صراخ المسيبح على الصليب وجزعه ولايذكروا تلك المعجزات العجيبة ؟
والعجب من النصارى ، تسمع هذا التضارب والتناقض في تلك القصص ، ثم تزعم أنها وحي وإلهام من الله !
ثالثاً : أن هذه الأمور العظيمة ، لما كانت ظاهرة ومشهورة ، يستبعد جداً أن لا يكتبها أحد من مؤرخي ذلك الزمان ، وإن امتنع المخالف عن كتابتها لأجل سوء الديانة والعناد ، فلا بد أن يكتبها الموافقون ، لا سيما لوقا الذي وعد في الاصحاح الأول من إنجيله أنه يكتب كل شيء بتتبع وتدقيق .
رابعاً : أن اليهود ذهبوا إلى بيلاطس في اليوم الثاني من الصلب قائلين : يا سيد قد ذكرنا أن ذلك المضل قال في حياته أني أقوم بعد ثلاثة أيام ، فمر الحارسين أن يضبطوا القبر إلى اليوم الثالث وقد صرح متى أن بيلاطس وامرأ ته كانا غير راضين بقتله فلو ظهرت هذه الأمور ما كان يمكن لهم أن يذهبوا إليه والحال أن حجاب الهيكل منشق والقبور مفتوحة والأموات حية لأن بيلاطس لما كان غير راض من أول الأمر ورأى هذه الأمور أيضاً لصار عدواً لهم وكذبهم ، وكذا كان ألوف من الناس يكذبونهم .
خامساً : ان هذه الأمور آيات عظيمة ، فلو ظهرت لآمن كثير من اليهود والروم على ما جرت به العادة ألا ترى أنه لما نزل روح القدس على الحواريين وتكلموا بألسنة مختلفة تعجب الناس وآمن نحو 3000 آلاف رجل كما هو مصرح في الاصحاح الثاني من سفر أعمال الرسل . وهذه الأمور أعظم من حصول القدرة على التكلم بألسنة مختلفة .
ساكناً في نور لايدني منه :
(1/237)
يقول بولس عن الله سبحانه : " الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ. " ( تيموثاوس الاولى 6 : 16 )
يقول النص عن الله : ( لاَ يُدْنَى مِنْهُ ) إذن فمن الذي كان يمشي بين الناس في شوارع القدس ؟
ويقول النص عن الله : ( الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ ) فأين كانت كرامته عندما بصقوا فى وجهه، وعندما سخروا منه، وعندما لكموه؟ بل أين كان قدسيته عندما غلبه يعقوب فى المصارعة التى تمت بينهما، وقبض يعقوب على رجليه ولم يتركه حتى باركه؟ هكذا تُمارس البلطجة على الإله؟ له الكرامة والقدرة الأبدية ؟ " فابتدأ قوم يبصقون عليه ويغطون وجهه ويلكمونه ويقولون له تنبأ وكان الخدام يلطمونه " مرقس 14: 65 " و " وكانوا يضربونه على راسه بقصبة ويبصقون عليه ثم يسجدون له جاثين على ركبهم وبعدما استهزأوا به نزعوا عنه الارجوان والبسوه ثيابه ثم خرجوا به ليصلبوه " مرقس 15: 19-20
من رسالة بولس إلى أهل كولوسي :
عنوان الرسالة " رسالة بولس إلى أهل كولوسي " . ولكن أول جملة في الرسالة تقول إنها من بولس وتيموثاوس . كولوسي 1 : 1 . فكيف يخالف عنوانها حقيقتها ؟!! عنوان الرسالة غير مطابق للحقيقة !!
رسالة بولس الثانية إلى أهل تسالونيكي :
رسالة من ثلاثة :
(1/238)
عنوان الرسالة الثانية الى تسالونيكي يقول انها " رسالة بولس " ولكن أول جملة فيها تقول : " رسالة من بولس وسلوانس وتيموثاوس " . العنوان يقول انها من بولس ولكن الرسالة نفسها من ثلاثة اشخاص !! وهل نزل الوحي على الثلاثة معاً ؟؟ وأين الدليل ؟ كما ان سلوانس وتيموثاوس لم يدعيا أنهما يتلقيان الوحي من المسيح كما ادعى بولس !!
تأليف قصة !
كتب لوقا في [ 1 : 1 ] : " اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة في الامور المتيقنة عندنا كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة رأيت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شيء من الاول بتدقيق ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس لتعرف صحة الكلام الذي علّمت به " ثم بدأ قصته قائلاً : " كان في أيام هيرودوس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا . . ."
(1/239)
إن هذه الفقرات من انجيل لوقا تجعل من إنجيله رسالة شخصية بين صديقين تحولت فجأة باختيار الكنيسة إلى إنجيل مقدس !! فهي رسالة ودية من لوقا إلى صديقة العزيز المسمى ثاوفيلس وليست رسالة موجهة إلى العالم . ولا يوجد ما يدعو إلى التفكير في كونها من عند الله ! ويتبين لنا من مقدمة الخطاب أن كثيرين هم الذين كتبوا مثل ما كتبه لوقا في بيان حال المسيح . فأين هي هذه الكتابات ؟هذا وقد أشار مرقس في [ 1 : 14 ] بإنجيل المسيح بقوله : " وبعدما أسلم يوحنا جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل " . فأين هذا الانجيل المشار إليه ؟ ان قوله " آمنوا بالانجيل " صريح في أنه كان بيده إنجيل ، وإلا فكيف يكلفهم بأن يؤمنوا بكتاب ، لم يكن موجوداً . ثم كيف يتركون التوراة لكتاب غير موجود ؟ وكاتب سفر أعمال الرسل يقول في [ 8 : 25 ] عن بطرس ويوحنا في دعوتهما للسامريين من اليهود : " وكما شهدا وتكلما بكلمة الرب رجعا إلى أورشليم وبشرا بالانجيل في قرى كثيرة للسامريين " إذاً الإنجيل كان كتاباً موجوداً ومعروفاً بأنه انجيل المسيح فأين هو هذا الانجيل المشار إليه ؟
مراؤون كاذبون :
يقول بولس الي صديقه تيموثاوس : " ولكن الروح يقول صريحا انه في الازمنة الاخيرة يرتد قوم عن الايمان تابعين ارواحا مضلة وتعاليم شياطين2 في رياء اقوال كاذبة موسومة ضمائرهم3 مانعين عن الزواج .. " تيموثاوس الاولى 4 : 1 .
هنا نجد أن بولس يصف الذين يمنعون الناس من الزواج بأنهم مراؤون كاذبون تابعون لتعاليم الشيطان . جميل . ولكن هذا يناقض قول بولس نفسه حين حث الناس على عدم الزواج وقال من الافضل للأرمل أو الاعزب أن يبقى مثله في رسالته الاولى لكورنثوس 7 : 8 . وقال : " انت منفصل عن امرأة فلا تطلب امرأة " كورنثوس الاولى 7 : 27 .
(1/240)
بولس يقول من يمنع الزواج فهو يتبع تعاليم الشيطان . ولكن بولس نفسه هو الذي نصح بالابتعاد عن الزواج !!!
سلامات وأشواق :
الاصحاح الرابع ابتداء من العدد العاشر من رسالة كولوسي كله عبارة عن إهداء تحيات وسلامات من فلان وفلان وفلان إلى علان . صفحة كاملة سلامات من فلان الي فلان . فهل هذه السلامات وحي من الله !!! إنها تشبه برنامج " سلامات عبر الاثير " أو برنامج " سلامات إلى الأهل " الذي تقدمه بعض الإذاعات .
حمار يردع نبي من الانبياء عن حماقته !!!
يقول كاتب رسالة بطرس الثانية [ 2 : 16 ] :
" إِنَّ الْحِمَارَ الأَبْكَمَ نَطَقَ بِصَوْتٍ بَشَرِيٍّ، فَوَضَعَ حَدّاً لِحَمَاقَةِ ذَلِكَ النَّبِيِّ! " [ ترجمة كتاب الحياة ]
سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي :
من المعروف أن الرؤيا هي الحلم . والعجيب ان رؤيا يوحنا أخذ سبع وعشرين صفحة في العهد الجديد مقسمة الي اصحاحات ضمن الكتاب المقدس !!! ومن الناحية الواقعية فإنه لا يمكن أن يمتد الحلم الذي يتذكره صاحبه إلى حد يعبر عنه في سبع وعشرين صفحة !!
حيوانات حول عرش الله !!
هل من المعقول أن نتصوّر أربع دواب ( حيوانات ) مملوئة عيوناً من الوراء ومن الخلف واقفين حول عرش الرحمن تبارك وتعالى والحيوان الأول شبه أسد .والحيوان الثاني شبه عجل .والحيوان الثالث له وجه مثل وجه الإنسان .والحيوان الرابع شبه طائر ؟!
يقول كاتب سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي [ 4 : 5 ] :
" ورأيت أمام العرش سبعة مصابيح نار متقدة هي سبعة أرواح الله . . . وفي وسط العرش وحول العرش أربعة حيوانات مملوئة عيوناً من الوارء ومن الخلف .
والحيوان الأول شبه أسد .
والحيوان الثاني شبه عجل .
والحيوان الثالث له وجه مثل وجه الإنسان .
والحيوان الرابع شبه طائر . "
ولا يفوتنا ان نذكر بأن النص يزعم ان الله له سبعة أرواح وهذا يناقض ايمان المسيحيين من أن الله ثالوث !!!
خروف له سبعة قرون وسبعة أعين !!!
(1/241)
يقول كاتب سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي [ 5 : 6 ] :
" ورأيت فإذا في وسط العرش والحيوانات الأربعة وفي وسط الشيوخ خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون وسبعة أعين هي سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض "
تنين لونه أحمر وله سبعة رؤوس وعشرة قرون !!!
رؤيا يوحنا [ 12 : 3 ] : " وظهرت آية اخرى في السماء.هوذا تنين عظيم احمر له سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى رؤوسه سبعة تيجان.وذنبه يجر ثلث نجوم السماء فطرحها الى الارض.والتنين وقف امام المرأة العتيدة ان تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت. فولدت ابنا ذكرا عتيدا ان يرعى جميع الامم بعصا من حديد.واختطف ولدها الى الله والى عرشه.والمرأة هربت الى البرية حيث لها موضع معد من الله لكي يعولها هناك الفا ومئتين وستين يوما وحدثت حرب في السماء.ميخائيل وملائكته حاربوا التنين وحارب التنين وملائكته "
علماً بأن التنين هو حيوان أسطوري ( خرافي ) يجمع بين الزواحف والطير؛ كثر ذكره في الحكايات الشعبية القديمة.(المعجم المحيط)
وحش يخرج من البحر له سبعة رؤوس وعشرة قرون !!!
رؤيا يوحنا اللاهوتي [ 13 : 1 ] :
" ثم وقفت على رمل البحر.فرأيت وحشا طالعا من البحر له سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى قرونه عشرة تيجان وعلى رؤوسه اسم تجديف. والوحش الذي رأيته كان شبه نمر وقوائمه كقوائم دب وفمه كفم اسد واعطاه التنين قدرته وعرشه وسلطانا عظيما. ورأيت واحدا من رؤوسه كانه مذبوح للموت وجرحه المميت قد شفي وتعجبت كل الارض وراء الوحش4 وسجدوا للتنين الذي اعطى السلطان للوحش وسجدوا للوحش قائلين من هو مثل الوحش.من يستطيع ان يحاربه."
هل ناموس الرب له قيمة ؟
يقول مزمور 19: 7 " ناموس الرب كامل "
(1/242)
ويقول عيسى عليه السلام : " لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء .ما جئت لانقض بل لاكمّل . فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل .فمن نقض احدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يدعى اصغر في ملكوت السموات .واما من عمل وعلّم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السموات " متى 5 : 17- 19
أما بولس فله رأى مخالف لرأى الرب صاحب الناموس ، ومخالف لأقوال وأفعال عيسى عليه السلام ، فيقول: " فانه لو كان ذلك الاول بلا عيب لما طلب موضع لثان. " عبرانيين 8: 7 ، " فانه يصير ابطال الوصية السابقة من اجل ضعفها وعدم نفعها " عبرانيين 7 : 18- 19
فمن الصادق ، ومن الكاذب ؟ أليس بولس هو الكذّاب؟ بلى. إنه هو الكذّاب الذى ادعى أنه سيدين الملائكة! بولس سيحاكم الملائكة! " ألستم تعلمون ان القديسين سيدينون العالم.فان كان العالم يدان بكم افانتم غير مستاهلين للمحاكم الصغرى. ألستم تعلمون اننا سندين ملائكة فبالأولى امور هذه الحياة. " كورنثوس الأولى 6: 2-3 واسمع ماذا يقول يعقوب في رسالته ( 2 : 10 ) : " من حفظ كل الناموس وإنما عثر في واحدة فقد صار مجرماً في الكل " [ ترجمة الفاندايك ]
كل الكتاب موحى به :
يقول بولس في رسالته الثانية إلى صديقه تيموثاوس [ 3 : 16 ] :
" كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر " وفي ترجمة كتاب الحياة : " ان الكتاب بكل ما فيه قد أوحى به الله . . "
فهل ما سنذكره لك عزيزي القارىء ينطبق على النص المذكور آنفاً ؟
بولس يريد ان يشتي :
فهو القائل لصديقه تيطس [ تي 3 : 12 ] : " حالَمَا أُرْسِلُ إِلَيْكَ أَرْتِمَاسَ أَوْ تِيخِيكُسَ، اجْتَهِدْ أَنْ تَأْتِيَنِي إِلَى مَدِينَةِ نِيكُوبُولِيسَ، لأَنِّي قَرَّرْتُ أَنْ أشتي هُنَاكَ. !! "
بولس يطلب من صديقه أن يحضر له الجاكتة :
(1/243)
فهو القائل في رسالته الثانية إلي صديقه تيموثاوس [ 4 : 9 ] : " بادرْ أَنْ تَأْتِيَ إِلَيَّ سَرِيعاً، لأَنَّ دِيمَاسَ، إِذْ أَحَبَّ الْحَيَاةَ الْحَاضِرَةَ، تَرَكَنِي وَذَهَبَ إِلَى مَدِينَةِ تَسَالُونِيكِي. أَمَّا كِرِيسْكِيسُ، فَقَدْ ذَهَبَ إِلَى مُقَاطَعَةِ غَلاَطِيَّةَ، وَتِيطُسُ إِلَى دَلْمَاطِيَّةَ وَلَمْ يَبْقَ مَعِي إلا لُوقَا وَحْدَه ُخذ ِمَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ، فَهُوَ يَنْفَعُنِي فِي الْخِدْمَةِ. أَمَّا تِيخِيكُسُ، فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى مَدِينَةِ أَفَسُسَ. وَعِنْدَمَا تَجِيءُ، أَحْضِرْ مَعَكَ رِدَائِي الَّذِي تَرَكْتُهُ عِنْدَ كَارْبُسَ فِي تَرُوَاسَ، وَكَذلِكَ كُتُبِي، وَبِخَاصَّةٍ الرُّقُوقَ الْمَخْطُوطَةَ.!! " [ ترجمة كتاب الحياة ]
بولس يعترف انه ليس عنده وحي :
فهو القائل في رسالته الأولى إلى كورنثوس [ 7 : 25 ] : " وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً." وقال أيضاَ في رسالته الأولى إلى كورنثوس [ 7 : 38 _ 40 ] " إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ."
بولس يرسل سلامات شخصية و يدعو أهل روما إلى اشاعة القبل بين الرجال والنساء :
فهو القائل في رسالته لأهل روما [ رومية 16 : 12_ 16 ] :
" 12 سلموا على تريفينا وتريفوسا التاعبتين في الرب.سلموا على برسيس المحبوبة التي تعبت كثيرا في الرب.
(1/244)
13 سلموا على روفس المختار في الرب وعلى امه امي.
14 سلموا على اسينكريتس فليغون هرماس بتروباس وهرميس وعلى الاخوة الذين معهم.
15 سلموا على فيلولوغس وجوليا ونيريوس واخته وأولمباس وعلى جميع القديسين الذين معهم.
16 سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة.كنائس المسيح تسلم عليكم "
الفهرس(1/245)
شهادة علماء النصارى على ضعف سند الأناجيل واختلافها
يقول عيسى في الإنجيل "وتعرفون الحق والحق يحرركم"
(1) فهذه دعوة إلى معرفة الحق من المسيح فهيا بنا إلى معرفة الحقيقة.
"العهد الجديد" هذا هو الكتاب المقدس الخاص بالمسيحيين فقط، وباعتبار تسلسل النبوّات فهم يضيفون إليه أسفار " العهد القديم " ليشكلا معاً ) أي العهد الجديد والعهد القديم) الكتاب المسيحي المقدس، ويطلق مجازاً اسم (الأناجيل) على الأسفار الأربعة الأولى من العهد الجديد، وهي الأسفار المنسوبة إلى كل من {متىّ، مرقس، يوحنا، لوقا}.(2)
المطلب الأول : حقيقة هذه الأسفار
إن الأسفار الأربعة السابقة الذكر ما هي إلا جزء من جملة عشرات الأسفار التي كانت متداولة في العصر المسيحي الأول، ثم أبطلها المجمع المسكوني الأول الشهير، والجدير بالذكر أنه وقت كتابة أسفار ورسائل العهد الجديد لم تكن تعتبر هذه الكتابات مقدسةً ولا وحياً سماوياً(3)، والدليل على ذلك ما كتبه "لوقا" نفسه في مقدمة إنجيله، فقد قال:"لما كان كثيرون قد أقدموا على تدوين قصة في الأحداث التي تمت بيننا، كما سلمها إلينا أولئك الذين كانوا من البداية شهود عيان، ثم صاروا خداماً للكلمة، رأيت أنا أيضاً بعد ما تفحصت كل شيء من أول الأمر تفحصاً دقيقاً، أن أكتبها إليك يا صاحب السمو (ثاوفيلس) -وهي شخصية غير معروفة لدى النصارى- لتتأكد لك صحة الكلام الذي تلقيته(4)،وهذا نص لا يحتاج إلى تعليق.
المطلب الثاني : ضعف سند الأناجيل
إن أقدم الأناجيل الموجودة اليوم، لم تكتب في حياة المسيح ولا عقب رفعه مباشرةً، أو حتى بعد ذلك ببضع سنين، بل كتب أول الأناجيل بعد موت المسيح بمدة طويلة.
وقد قيل أن من أسباب تأخر كتابتها :
1)تفشي فكرة المجيء الثاني للمسيح قبل أن يموت ذلك الجيل الذي عاصر المسيح .
(1/246)
2)ما تعرض له الحواريون من اضطهاد من قبل اليهود والرومان. وهذا ابن حزم يعطينا صورةً واضحة للأحداث، والظروف التي مرت بها دعوة عيسى فيقول :"وأما النصارى فلا خلاف بين أحد منهم ولا من غيرهم في أنه لم يؤمن بالمسيح في حياته إلا مائة وعشرون رجلاً فقط.
وكل من ظفر به منهم إما قتل بالحجارة، وإما صُلب أو قتل بالسيف أو بالسم، فبقوا على هذه الحالة لا يظهرون البتة، ولا لهم مكان يأمنون فيه، مدة ثلاثمائة سنة بعد رفع المسيح ، وفي خلال ذلك ذهب الإنجيل المنزل من عند الله عز وجل إلا فصولاً قصيرة أبقاها الله تعالى حجةً عليهم وخزياً لهم "(5)
المطلب الثالث :ضياع الإنجيل وانقطاع سنده
· عدم اعتناء النصارى بالتدوين مباشرة من فم المسيح أدى إلى أن يكون ما كتب من الذاكرة فقط بعد فترةٍ زمنية طويلة، فكانت النتيجة عدم دقة الأناجيل.
· وتأخر كتابة الأناجيل فترة زمنية طويلة كفيلة بنسيان الشيء الكثير مما سمع من المسيح ونقل عنه كما نطق به ، ولذلك ضاع منه ما ضاع ونسي منه ما نسي قال تعالى: )فنسوا حظاً مما ذكروا به((6).
· ( متىّ، مرقس، يوحنا ،لوقا )،كتبة الأناجيل المعتمدة لدى النصارى لم يسمعوا جميعهم من المسيح مباشرة، ولم يكونوا جميعهم من تلاميذه، ولم يذكروا سنداً للسماع فهو سند منقطع عن المسيح .
· أقدم مخطوطات الأسفار المسيحية الموجودة اليوم هي مخطوطات باللغة اليونانية، أي ليست باللغات التي تكلم بها المسيح عيسى والحواريون فالمعروف أن المسيح تكلم اللغة التي كانت دارجةً في فلسطين وقت بعثته، وهي اللغة الآرامية، و تواجه العلماء صعوبة كبرى تكمن في الكيفية التي ترجمت بها أقوال عيسى من الآرامية إلى اليونانية(7).
ثم أنك لا تجد بين هذه المخطوطات نسختين متفقتين، ولا يوجد (أصل) لإنجيل عيسى لحسم أي خلاف بين روايات الأناجيل.
هنا نقول :
(1/247)
إن مثل هذا السند المهلهل لكتاب النصارى المقدس والذي لا يقبل مثله دليلاً لشهود يتقدمون به لإثبات قضية بسيطة في أي محكمة، فكيف تقبلونه دليلاً لإثبات دين سماوي وعقيدة إلهية؟
تحليل موجز للأناجيل الأربعة :
من خلال ما سنبينه سوف يتضح لنا بجلاء مدى ضعف سند هذا الكتاب المقدس .
1) حول إنجيل "متى" :
من هو "متى" ؟ الجواب : قيل أنه أحد تلاميذ المسيح وقيل غير ذلك. فشخصيته غير متأكد منها. و"النقاد ينكرون نسبة هذا الإنجيل إلى "متىّ الحواري" وينسبونه إلى أحد أتباعه الذي وضع عليه اسم "متىّ" تلميذ عيسى ليطمئن الناس إلية ويقبلونه باعتباره أحد الذين عايشوا عيسى وشاهدوا أحواله(8).
ويؤكد رحمة الله الهندي أن الإنجيل المنسوب إلى "متىّ" ليس من تأليف "متىّ الحواري"، إذ لو كان هو مؤلف "هذا الإنجيل لظهر من كلامه في موضع من المواضع أنه يكتب الأحوال التي رآها، ولعبر عن نفسه بصيغة المتكلم، كما جرت به العادة سلفاً وخلفاً، وهذه العادة ما كانت مهجورة في عهد الحواريين أيضاَ"(9).
ومتى كتب "متىّ"إنجيله ؟
الجواب : كتب إنجيله سنة 41م حسب قول البعض، والبعض الآخر يرى أنة كتب سنة60م(10).
وسؤال ثالث يقول: ما هي اللغة التي كتب بها "متىّ" إنجيله ؟ الجواب : قيل العبرية وقيل الآرامية. ومهما كانت لغة الأصل فإن هذا الأصل المزعوم مفقود والموجود هو الترجمة اليونانية للأصل المزعوم المفقود. والمترجم أيضاً مجهول ، وتاريخ الترجمة كذلك مجهول والأصل لا وجود له، مما يجعل من الصعب التثبت من مدى تطابق الترجمة مع الأصل(11)إن كان هناك أصل!
فالتساؤل الآن : هل ما بأيدي النصارى اليوم هو الإنجيل الذي كتبة (متى)، وهل ما كتبه متى هو الإنجيل الذي نزل على عيسى ؟!
2)حول إنجيل "مرقس" :
سؤال: هل مرقس من تلاميذ المسيح؟
الجواب: هناك ثلاثة أقوال:
(1/248)
1. فريق يدعي أن مرقس كان تلميذاً لعيسى أو أنة واحد من السبعين رسولاً- هكذا عند النصارى- الذين أرسلهم عيسى مبشرين بالدين الجديد في المدن التي يزمع عيسى الذهاب إليها.
2. وفريق آخر يرى أن مرقس ليس من الحواريين ألاثني عشر وليس من السبعين ولا من المائة والعشرين الذين خطب فيهم بطرس، وإنما هو شخص مغمور من عامة الناس.
3. وفريق ثالث يتوسط القضية فيجعل من مرقس تلميذاً لبطرس الذي كان تلميذاً لعيسى (12) ،ولم يذكر مرقس في إنجيله أنه سمع من المسيح ،ولا ذكر من أين أستقى معلوماته .
وهناك سؤال آخر:
متى كتب مرقس إنجيله؟وما هي اللغة التي كتب بها؟
الجواب: كتب(مرقس)إنجيله عام61م .واللغة المكتوب بها الإنجيل هي اللغة اليونانية، والأصل مفقود؛ أي لا توجد المخطوطة التي كتبها مرقس(13).والمخطوطات الموجودة الآن لا نجد أي نسختين تتفقان تماماً . وخاتمة إنجيل مرقس غير متفق عليها (14).
3)حول إنجيل لوقا :
لم يدعي أحد من المسيحيين أن (لوقا) من تلاميذ المسيح "ولكن كما هي العادة عند أكثر النصارى يحاول هؤلاء إضفاء صفة القدسية و الرسولية على كتبة الأناجيل سواء بطريق مباشر كما ادعوا في مرقس أو بطريق غير مباشر كما زعموا بشأن صاحب هذا الإنجيل الثالث ، فقد زعموا أن لوقا كان تلميذاً لبولس، وبولس عندهم رسول وبذلك يكون إنجيل لوقا مكتوباً بطريقة الإلهام وبمعاونة الروح القدس الذي امتلأ منه بولس الرسول المدعي"(15)وبولس هذا لم يرى المسيح ،وقد كتب لوقا إنجيله دون أن يذكر مصدر رواياته وسندها، بل ولم يقل أنه كلام الله فقد قال في مقدمة الإنجيل :" إذا كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاً ثم صاروا خداماً للكلمة، رأيت أنا أيضاً إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز "ثاوفيلس"لتعرف صحة الكلام الذي علمت به"(16).
(1/249)
وهنا سؤال آخر : متى كتب "لوقا" إنجيله ؟
الجواب : كتبه عام 63م والأصل الذي كتبه غير موجود.(17)
4)حول إنجيل "يوحنا" :
من هو يوحنا ؟
(1/250)
الجواب : يوحنا هذا هو أحد الحواريين ألاثني عشر حسب اعتقاد بعض النصارى ، ولكن الأرجح لدى البعض أن كاتب إنجيل "يوحنا" ليس يوحنا الحواري وهذا ما صرحت به دائرة المعارف البريطانية "التي أشترك في تأليفها خمسمائة من علماء النصارى الذين لا يعقل تواطؤهم على الكذب في دينهم وعلى حواري رسولهم عيسى، تقول دائرة المعارف البريطانية:"أما إنجيل يوحنا فإنه لا مرية ولا شك ، كتاب مزور أراد صاحبه به المضادة بين اثنين من الحواريين بعضهما لبعض وهما القديسان"يوحنا"و"متىّ"وقد أدعى هذه الكاتب المزور في متن الكتاب أنه الحواري الذي يحبه المسيح فأخذت الكنيسة هذه الجملة على علاتها وجزمت بأن الكاتب هو "يوحنا" الحواري ووضعت اسمه على الكتاب نصاً مع أن صاحبه غير يوحنا يقينا، ولا يخرج هذا الكتاب عن كونه مثل بعض كتب التوراة التي لا رابطة بينها وبين من نُسبت إليهم، وإنا لنرأف ونشفق على الذين يبذلون منتهى جهودهم ليربطوا ولو بأوهى رابطة ذلك الرجل الفلسفي_ الذي ألف هذا الكتاب في الجيل الثاني _ بالحواري يوحنا الصياد الجليلي فإن أعمالهم تضيع عليهم سدى لخبطهم على غير هدى ."(18)ويقول (هورن): "إن هذا الإنجيل كتب، والغرض منه التصريح بإلوهية المسيح بعد أن كان "شير ينطوس" و"أبيسون"وجماعتهما يعلّمون المسيحية بأن المسيح ليس إلا إنساناً"(19)ومما يؤكد أيضاً أن كاتب هذا الإنجيل ليس"يوحنا " الحواري أن تاريخ كتابة هذا الإنجيل الذي كان عام 98م وهو تاريخ متأخر عن رفع المسيح إلى السماء وإذا كان "يوحنا"هو تلميذ المسيح فلماذا تأخر هذا الوقت عن كتابة إنجيله ثم أن هذا سن متقدم لا يكتب فيه الناس عادةً ، فإذا كان كاتبه هو "يوحنا " التلميذ فسيكون سنه فوق السبعين،فماذا يتذكر الإنسان بعد هذا العمر من أقوال كانت قبل 65عاماً أو تزيد.
· وهناك سؤال يقول: هل مازالت النسخ الأصلية لهذا الإنجيل موجودة؟
(1/251)
الجواب :لا. النسخة الأصلية مفقودة، والإصحاح الواحد والعشرين منه أضيف إلى الإنجيل فيما بعد .
· سؤال آخر يطرح نفسه: أين هو إنجيل المسيح الذي ذكره القرآن الكريم؟!
الجواب: إن الإنجيل الذي أتى به المسيح وسلمه إلى تلاميذه وأمرهم أن يبشروا به؛ لا يوجد الآن ، وإنما توجد قصص ألفها التلاميذ وغير التلاميذ لم تسلم من المسخ والتحريف والزيادة والحذف،(20) كما سنرى. يقول رحمة الله الكيرانوي في كتابه إظهار الحق : "طلبنا مراراً من علمائهم الفحول السند المتصل فما قدروا عليه، واعتذر بعض القسيسين في محفل المناظرة التي كانت بيني و بينهم وتفحصنا في كتب الإسناد لهم فما رأينا فيها شيئاً غير الظن والتخمين"(21)
هذه الأناجيل الأربعة هي الأناجيل المعتمدة والمقدسة عند النصارى. والدارس لهذه الأناجيل يجد فيها من الأخطاء ما يجعل أي جامعة في العالم ترفضه إذا قُدم لها كبحث من قبل أي طالب ينتسب إليها ، فكيف به منسوباً إلى الله عز وجل وقد عجّت به الأخطاء.
"ورجال الكنيسة يعترفون بأنه لا يزال هناك أكثر من خمسين ألف خطأ ، وقد نشرت ذلك مجلة "اليقظة"(AWAKE) منذ حوالي نصف قرن… وفي العدد السابع عشر من المجلد الثامن والثلاثين بالضبط..(22)
ويجد المطلع على الأناجيل أن هناك تناقضاً فيما بينها من جهة ، وتناقضاً في داخل الإنجيل الواحد من جهة أخرى، بل قد وجد في الصفحة الواحدة ما يناقض بعضه بعضاً .
المطلب الرابع :اختلاف الأناجيل وتناقضها
إذا نظرنا إلى أول جملة في كل إنجيل نجد التالي:
أول جمله في إنجيل(متىّ) تقول: "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم"(1/1)
أول جملة في إنجيل مرقس: " بدأ إنجيل المسيح ابن الله ..)(1/1)
أول جملة في إنجيل لوقا، :" إذا كانوا كثيرين قد أخذوا بتأليف قصته.."(1/1)
أول جملة في إنجيل يوحنا، :"في البدء كان الكلمة.."(1/1)
(1/252)
فأنت تلاحظ أيها القارئ الكريم اختلاف الأناجيل منذ أول صفحة تفتحها وفي أول جملة ، بينما لو فتحت أول جملة في القرآن في أي مصحف على وجه المعمورة لوجدت الجملة هي نفسها والكلمة نفسها بل والحرف هو نفسه في أي صفحة وفي أي جملة أردت أن تقارنها . ثم لو أنك توغلت في كتب الأناجيل لوجدت تناقضات صارخة تمس العقائد الأساسية في الديانة المسيحية ، مما يجعل الإنسان حائراً أمامها لا يعرف أيهما نطق بها المسيح ، بل وتزيد الحيرة في أنه " كلما مرت عشرات من السنين ظهرت نفس الأناجيل بنصوص مخالفة لما عرفت من قبل"(23).
والآن نسرد بعض التناقضات:
تناقض موقف المسيح من الأنبياء عليهم السلام.
جاء في إنجيل يوحنا، على لسان المسيح أنه قال عن الأنبياء السابقين:" أقول لكم أني أنا باب الضأن، والقادمون عليكم كانوا لصوصاً وسراقاً ، ولا يقبِل اللص إلا ليسرق شيئاً، ويقتل ، وأنا قدمت لتحيوا، وتزدادوا خيراً"(24).
هكذا يصف المسيح الأنبياء قبله بأنهم لصوصٌ وسراق مع أن العهد القديم وهو جزء من كتابهم المقدس ما هو إلا كلام أنبياء الله السابقين كما يعتقدون ويستشهدون بأقوالهم ويتخذونها أدلةً يحاجون بها فكيف يحتجون بأقوال وأفعال لصوص و سراق كما قال المسيح عنهم ؟!!
الجواب: هذا قول منسوب إلى المسيح كذباً وبهتاناً ، والدليل على ذلك ما هو موجود في إنجيلكم نفسه وعلى لسان المسيح أيضاً يناقض هذا الادعاء وينسفه نسفاً، فهو يؤكد ٍأنه ما جاء إلا مكملاً لمن سبقه من إخوانه الأنبياء لما جاءوا به من شرائع فقال :" لم آت لأنقض شريعة من قبلي إنما جئت لأتمم"(25).
تناقض في شهادة المسيح :
(1/253)
شهادة المسيح مقبولة في نص وغير مقبولة في نص آخر. ففي إنجيل يوحنا ، يقول عيسى :" إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي غير مقبولة ، وغيري يشهد لي "(26)،وفي موضع آخر من نفس الإنجيل يقول عيسى :" إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق، لأني أعلم من أين أتيت وإلى أين أذهب "(27). فكيف تكون شهادته حقاً وباطلا،ومقبولة وغير مقبولة ؟ وكيف يجمع بين هذين في كتاب منسوب إلى الله تعالى؟
اختلاف الأناجيل في أسماء التلاميذ :
يقول متىّ في إنجيله:
أما أسماء ألاثني عشر رسولاً فهي هذه لكن لوقا يقول:
الأول سمعان الذي يقال له بطرس سمعان الذي سمي أيضاً بطرس
وأندراوس أخوه وأندراوس أخوه
ويعقوب بن زبدي يعقوب
ويوحنا أخوه يوحنا
فيليببس فيليبس
برثولماوس برثولماوس
توما توما
ومتى العشار متى
ويعقوب بن حلفي يعقوب بن حلفي
ولباوس الملقب (تدرس) يهوذا أخو يعقوب
سمعان القانوني سمعان الذي يدعى الغيور
ويهوذا الاسخريوطي يهوذا الاسخريوطي
إنجيل متى (10 / 2-4) إنجيل لوقا (6 / 13-16)
مع تقديم وتأخير لعمل مقارنة بين الأسماء
فهؤلاء هم الاثنا عشر تلميذاً، ومع أن عدد التلاميذ قليل فقد وجد الاختلاف في أسمائهم ، بينما بلغ أصحاب محمد r مائة ألف أو يزيدون ومع ذلك وصلتنا أسماؤهم وأخبارهم صحيحة دون أي تحريف أو تزوير. فما يعني ذلك إلا أن أيدي التغيير والتبديل قد وصلت إلى الإنجيل .
يقول جورج كيرد :" عندما كتبت الأناجيل لم يكن هناك مجرد التحقق من شخصية التلاميذ، إن يهوذا ابن
يعقوب لا يظهر في القائمة المذكورة في كل من متىّ، مرقس، بينما شغل مكان لباوس الملقب تداوس"(28)
تناقض موقف المسيح مع بطرس :
(1/254)
يقول السيد المسيح لبطرس:" وأنا أقول لك أيضاً أنت بطرس وعلى هذا الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقدر عليها ،وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما تربطه على الأرض ، يكون مربوطاً في السماء وكل ما تحله في الأرض يكون محلولاً في السماء"(29)، فهذا عيسى u يعطي بطرس رئيس التلاميذ مكانه عالية جداً، حيث جعل إرادة الله تابعة لإرادة بطرس، فما يربطه بطرس في الأرض ، يربطه الله في السماء فقد ملك بطرس مفاتيح ملكوت السماوات .
ستجد أيها القارئ أن هذا النص موضوع في أول الصفحة ثم لا تكاد العين تمتلئ بهذه الصورة العظيمة لبطرس حتى تلقاها صورة أخرى مضادة تماما تمسخ هذا الحوار مسخاً، وتحيل بطرس من إنسان إلهي إلى شيطان مريد ، هكذا فجأة في نفس الإصحاح (16) وبعد عددين اثنين فقط ، أي حوالي سطرين- من كلمات السيد المسيح المبشرة له يقول متىّ :"فالتفت وقال لبطرس: اذهب عني يا شيطان أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس"(30) ،فمع هذا التناقض الصارخ ، نجد أن النص الأول فيه إشراك بالله لأنه أعطي لبطرس حق التحليل والتحريم.
اختلاف في نسب المسيح عليه السلام(31) :
في إنجيل متى في إنجيل لوقا
يوسف بن يعقوب يوسف بن هالي
عيسى من أولاد سليمان بن داود عليهم السلام عيسى من أولاد ناثان بن داود
مابين المسيح إلى داود عليهم السلام 26 جيلاً مابين المسيح إلى داود 40 جيلاً
وقد اعترف جماعة المحققين بأنهما مختلفان اختلافاً معنوياً، ونقل آدم كلارك أحد كبار مفسري الإنجيل عذراً من (هارمرسي ) في الصفحة (408)من المجلد الخامس هكذا :" … ويعلم كل ذي علم أن متىّ ولوقا ، اختلفا في بيان نسب الرب اختلاف تحير فيه المحققون من القدماء والمتأخرين"(32) .
(1/255)
هذه بعض التناقضات نكتفي بها هنا ، وسنقدم المزيد منها عند تعرضنا لعقائدهم بالدراسة والتنفيذ ، وسوف نجد أن الأناجيل تعج بالتناقض والاختلاف فالجديد يناقض القديم ، والسابق يناقض الأسبق بل والدليل الواحد يناقض بعضه بعضاً ، واعلم أننا لسنا الذي ندعي ذلك بل إن علماؤهم المتخصصين في دراسة الأناجيل هم الذين يصرحون بذلك ، ومع ذلك لا يعرف هذه التصريحات الكثير من المسيحيين بل القليل منهم .
المطلب الخامس :شهادة علماء النصارى على ضعف سند الأناجيل واختلافها
1) الأناجيل غير متجانسة :
يقول فردريك جرانت :" إن العهد الجديد كتاب غير متجانس ذلك أنه شتات مجمع ، فهو لا يمثل وجهة نظر واحدة من أوله إلى آخره ، لكنه في الواقع يمثل وجهات نظر مختلفة"(33).
2) الأناجيل ناقصة :
يقول "هورن" في الباب الثاني من القسم الثاني من المجلد الرابع من تفسيره المطبوع عام 1812م :"الحالات التي وصلت إلينا في باب زمان تأليف الأناجيل من قدماء مؤرخي الكنيسة ناقصة وغير معينة ، لا توصلنا إلى أمر معين"(34).
3) إضافة باب كامل في إنجيل يوحنا :
يقول المحقق المشهور (كَروتيِسَ) :" إن هذا الإنجيل كان عشرين باباً فألحقت كنيسة (أفسس) الباب الحادي والعشرين بعد موت يوحنا"(35).
4) اختلاف إنجيل يوحنا عن الثلاثة الباقية.
"في فترة المائة والخمسين عاماً الأخيرة تحقق العلماء أن الأناجيل الثلاثة الأولى تختلف عن إنجيل يوحنا أسلوباً ومضموناً" (36).
وتقول دائرة المعارف الأمريكية :"إن هناك مشكلة هامة وصعبة تنجم عن التناقض الذي يظهر في نواحٍ كثيرة بين الإنجيل الرابع والثلاثة المتشابهة ، إن الاختلاف بينهم عظيم لدرجة أنه لو قبلت الأناجيل المتشابهة باعتبارها صحيحة وموثوقاً فيها ، فإن ما يترتب على ذلك هو عدم صحة إنجيل يوحنا"(37).
5)التغييرات حدثت عن قصد:
(1/256)
تقول دائرة المعارف البريطانية :"أما موقف الأناجيل فعلى العكس من رسائل بولس ، إذ أن التغييرات الهامة قد حدثت عن قصد ، مثل إدخال أو إضافة فقرات بأكملها "(38).
6)اختلاف نصوص المخطوطات :
يقول جورج كيرد :"إن نصوص هذه المخطوطات "للعهد الجديد" تختلف اختلافاً كبيراً، ولا يمكننا الاعتقاد بأن أياً منها قد نجا من الخطأ"(39).
إذاً فالقول بأن الأناجيل هي كلام الله دعوى غير صحيحة ومجرد ادعاء.
ونحن نؤمن بأن إنجيلاً نزل على عيسى u من الله عز وجل ولكن ليس هو الإنجيل الذي بين أيدي النصارى اليوم ، فهو ليس صورة منسوخة من إنجيل عيسى u ، وإلا لاتفقت فيما بينها في اللفظ والمعنى والنصارى يعلمون أن الأناجيل الأربعة لم تكتسب الثقة والصحة لديهم بأمر من الله ، وإنما كان ذلك بقرار من الكنيسة مما أكد الشك القائم حولها لأنها اختيرت من بين مجموعة كبيرة من الكتب كان الشك حولها جميعاً ثم أصبحت هذه الأربعة مقدسة مقبولة بقرار من المجمع المسكوني الأول .
وهذا الأمر يفقهه كثير من القساوسة، ولذلك نجد نسبة عالية منهم يتحولون من المسيحية إلى الإسلام أكثر من العوام.
فالحمد لله على نعمة حفظ الإسلام بحفظ كتابه المقدس القرآن ،قال تعالى :)إنا نحن نزلنا الذكر وإناله لحافظون("(40)، فقد حفظه الله سبحانه وتعالى لأنه أراد أن يكون هو آخر الأديان السماوية، أما الإنجيل فليس الدين الخاتم وليس ديناً للعالم ولذلك لم يبقى محفوظاً لأن الله أوكل حفظه إليهم،قال تعالى:
)بما استحفظوا من كتاب الله ("(41)،فلم يحفظوه بل بدلوا وغيروا بعد جيل أو جيلين.
المطلب السادس : محتويات الأناجيل
"كما أن رسالة المسيح عيسى ابن مريم محدودة في نطاقها البشري، إذ جاءت إلى بني إسرائيل فقط ، فإنها أيضاً محدودة في محتواها ومن يدقق في الأناجيل الأربعة المعتمدة لدى النصارى وهي أناجيل (متىّ، مرقس، لوقا، يوحنا) يجد هذه الأناجيل تحتوي على ما يلي:
(1/257)
1) نسب المسيح وولادته"(42).
2) العلاقة بين يحيى "يوحنا المعمدان" والمسيح.(43)
3) طلب الرحمة للمساكين والجائعين وصانعي السلام(44).
4) عيسى جاء لإكمال الناموس "أي شريعة موسى" لا لنقضه(45).
5) النهي عن الزنا وعدم النظر إلى النساء بشهوة (46).
6) الحث على الصفح والتسامح(47).
7) الزهد في الدنيا(48).
8) الحث على طاعة الله(49).
9) شفاء عيسى للمرضى ومعجزاته(50).
10) منع الطلاق إلا بسبب الزنا(51).
11) منع الزواج بمطلقة(52).
12) بعض الوصايا الأخلاقية(53).
13) قصة إلقاء القبض عليه والتحقيق معه وصلبه ودفنه وبعثه(54).
وينطبق على الأناجيل الثلاثة الأخرى " لوقا، مرقس، يوحنا" ما ينطبق على إنجيل متىّ، مع تناقض بعضها
بعضاً في مئات المواقع والنصوص ، إذ يندر أن تجد نصاً في إحداها يطابق النص ذاته في الأناجيل الأخرى"(55).
والدارس لهذه الأناجيل يجد أن معظم صفحاتها تتحدث عن نسب عيسى u ومعجزاته وصلبه، تسعون في المائة أو أكثر من صفحات الأناجيل تتحدث عن نسب عيسى ومولده وعن شفائه للمرضى وعن قصة صلبه المزعومة وما سبقها وتبعها من أحداث.
ولو جمعنا وصاياه المتعلقة بالسلوك لما وجدناها تتجاوز بضع صفحات ، وتلك الوصايا كانت قليلة الأثر لأنها لا تقترن بالعقوبات اللازمة لحمايتها"(56).
فقد نهى عيسى u عن الزنا والقتل والسرقة لكن دون أن يبين العقوبات.
والمواعظ وحدها لا تكفي في تنظيم المجتمع وردع المجرمين .
المطلب السابع :مواعظ يصعب تطبيقها
1)يقول عيسى u " من لطمك على خدك الأيمن فحوِّل له الآخر أيضاً"(57).
2)ويقول عيسى u "لا تقاوموا الشر"(58).
3)ويقول عيسى u "أحبوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم"(59).
(1/258)
4) ويقول عيسى u لمن أراد أن يتبعه "إن كان أحد يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته، حتى نفسه أيضاً فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً.....فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لي تلميذاً"(60).
هذه مواعظ لا تستطيع فطرة الإنسان التعامل معها والواقع يصدق ذلك ، فإننا لم نرَ نصرانياً واحداً يُضرب على خده الأيمن فيدير الأيسر لمن لطمه ، بل العكس من اعتدى عليهم فإنهم يعتدون عليه بأضعاف أضعاف ما أعُتدي عليهم ، وتاريخهم خير شاهد على قولي هذا وما زال إلى يومنا الحاضر، بل إن كثير من الدول المسيحية تسيء إلى من يحسن إليها وتعتدي على من يسالمها ويستسلم لها، فالمواعظ والأخلاق التي دعت إليها الأناجيل مثالية لا تصلح لمجتمع بشري ،ما من أحد مِن البشر يستطيع ترك جميع أمواله، ويخالف فطرته التي جبلت على حب المال ، بل أن المسيحيين هم أرباب رؤوس الأموال دولاً كانوا يمثلون أم أفراداً.
فالأناجيل لا تقدم حلولاً منطقية، بالإضافة إلى خلوها من التشريعات ، والقوانين المنظمة للأسرة والمجتمع . جاء في إنجيل متىّ " أما أنا فأقول لكم : كل من طلق زوجته لغير علة الزنا فهو يجعلها ترتكب الزنا، ومن تزوج بمطلقة فهو يرتكب الزنا"(61) .
ولكن المسيحيين يطلقون ويتزوجون المطلقات، لأن هذا تشريع من عمل الكهنوت المسيحي قاصر لا يتلاءم مع واقع البشر ، يقول محمد الديّني ":وعندما كانت الكنيسة الكاثوليكية متدخلة في الدولة بسطوتها وقوتها، كان النصارى يلجئون إلى مكاتب التحري السرية لجلب إثبات الزنا للمحكمة للطرف الراغب -سواء الزوج أو الزوجة- في الطلاق"(62)
(1/259)
هذا هو إنجيل عيسى uكما يدعي المسيحيون مع أنه لا يوجد أي دليل على إثبات ذلك لا من ناحية السند المتصل ، ولا من ناحية اللغة فلا يوجد إنجيل أو حتى مخطوطة من مخطوطاته بلغة عيسى u ، ثم لا أحد يعلم كيف ترجم من اللغة الآرامية (لغة عيسى) إلى اليونانية ، ولا أحد يعرف من الذي قام بالترجمة ، و لم يتفقوا على تاريخ الترجمة ومكانها .
أضف إلى ذلك التناقضات والاختلافات الكبيرة والكثيرة بين الأناجيل ، ثم زد على ذلك عدم إمكانية تطبيق مواعظ المسيح ووصاياه على الواقع.
---------------------------------
المراجع:
(1) يوحنا (8/32)
(2) المسيحية والإسلام والاستشراق .د/مجمد فاروق الزين .ص(47).
(3) المرجع السابق ص48بتصرف.
(4) لوقا (1/1-4).
(5) الإنجيل دراسة وتحليل د/محمد شلبي شتيوي ص(14-15)باختصار.
(6) المائدة (14)
(7) المسيحية والإسلام والاستشراق،محمد فاروق الزين ص(58)بتصرف.
(8) قصة الحضارة ج11 ،ص(208) نقلاً عن الإنجيل دراسة وتحليل.ص(46).
(9) رحمة الله الهندي ،إظهار الحق ، ج1ص(430)نقلاً عن الإنجيل دراسة وتحليل ص(47).
(10) مقارنة بين الأناجيل الأربعة د/محمد على الخولي ص(18).
(11) المرجع السابق ص(18)،بتصرف.
(12) الإنجيل دراسة وتحليل د/محمد شلبي شيتوي ص(52).
(13) مقارنة بين الأناجيل الأربعة د/محمد علي الخولي ص(93).
(14) النصرانية تاريخاً وعقيدة د/مصطفى شاهين ص(173).
(15) الإنجيل دراسة وتحليل د/محمد شيتوي ص(61).
(16) إنجيل لوقا (1:1-4).
(17) مقارنة بين الأناجيل الأربعة د/محمد علي الخولي ص(108).
(18) محاضرات في النصرانية،للإمام أبو زهره(54)نقلاً عن (الإنجيل دراسة وتحليل). د/محمد شلبي ص(67-68)
(19) مقدمة الرد الجميل ص(52) بتحقيق د/ الشرقاوي ،عن النصرانية تاريخاً وعقيدة ص(183).
(20) النصرانية تاريخاً وعقيدة د/مصطفى شاهين ص(51).
(21) إظهار الحق ، رحمة الله الكيرانوي.ص(102-103).
(1/260)
(22) حوار صريح بين عبد الله وعبد المسيح.د/عبد الودود شلبي.ص(95).
(23) حوار صريح بين عبد الله وعبد المسيح،د/عبد الودود شلبي ص(97).
(24) يوحنا (1/8-18).
(25) إنجيل متىّ (5/17).
(26) إنجيل يوحنا (5/31).
(27) إنجيل يوحنا (8/14).
(28) مناظرة بين الإسلام والنصرانية.ص(56).
(29) إنجيل متىّ (16/18-20).
(30) إنجيل متىّ(16/21-23).
(31) مناظره بين الإسلام والنصرانية.ص(75-76)بتصرف.
(32) إظهار الحق ،رحمة الله الكيرانوي،ص(160-161) .
(33) فردريك جرانت، ص(12-17)نقلاً عن مناظرة بين الإسلام والنصرانية ص(36).
(34) إظهار الحق ، رحمة الله الكيرانوي ص(134-135).
(35) المرجع السابق ص(134).
(36) جنتر لا نسزكو فسكي،ص(32-36)نقلا عن مناظرة بين الإسلام والنصرانية ص(36).
(37) دائرة المعارف الأمريكية :ج13ص(73)نقلاً عن مناظرة بين الإسلام والنصرانية ص(36).
(38) دائرة المعارف البريطانية، ج2، ص(519-521)نقلا عن مناظرة بين الإسلام والنصرانية ص(36).
(39) جورج كيرد ، ص(32)نقلاً عن مناظرة بين الإسلام والنصرانية،ص(37).
(40) الحجر (9)
(41) المائدة(44)
(42) متّى (1/2) .
(43) متّى (3) .
(44) متّى ( 5).
(45) متّى (5/17).
(46) متّى (5/27).
(47) متّى (5/38-43).
(48) متّى (6/25).
(49) متّى (7/21).
(50) متّى (8-9).
(51) متّى (19/9).
(52) متّى (19/9).
(53) متّى (19/18-19).
(54) متّى (16- 28).
(55) حقيقة عيسى المسيح،د/محمد علي الخولي ص(77-78).
(56) المرجع السابق ص(82).
(57) متىّ(5/39).
(58) متىّ(5/39).
(59) متىّ(5/44).
(60) لوقا(14/26-33).
(61) متىّ(5/32).
(62)من أجل الإنجيل د/محمد أحمد الديني ص(50).
الفهرس(1/261)
ماذا يقول الكتاب المقدس عن الله ؟ 1
هل يعلم اصدقاؤنا المسيحيون ان الكتاب المقدس الذي معهم قد صور الرب تبارك وتعالى بصوراً لا تليق أبداً بجلاله سبحانه وتعالى ، ووصفه بأقبح الصفات ؟!
إليك أخي القارىء الدليل والبرهان على ما نقول طبقاً للآتي :
الله فوجىء بحسن صنعته !!!
في الاصحاح الأول من سفر التكوين ، بعد أن خلق الله وحوش الأرض ، نظر الله إلى ما خلق " فرأى الله ذلك أنه حسن . " ( 1 : 24 ) . " ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن " ( 1 : 31 ) . استخدام ( إذا ) الفجائية يدل على أن الله سبحانه وتعالى قد فوجىء بحسن صنعته - حاشاه - . كيف يفاجأ الخالق بحسن صنعته وكأنه لا يعلم مسبقاً هيئة ما سيخلق ؟ إن الله يعلم ما سيصنع قبل أن يصنع ويعلم حسن ما سيخلق قبل أن يخلق .
الرب ساكن في الضباب !!!
يقول كاتب سفر أخبار الآيام الثاني [ 6 : 1 ] : " حينئذ قال سليمان. قال الرب إنه يسكن في الضباب . "
الله موجود في اسرائيل فقط !!!
يقول كاتب سفر الملوك الثاني [ 5 : 15 ] : " فرجع الى رجل الله هو وكل جيشه ودخل ووقف امامه وقال هوذا قد عرفت انه ليس اله في كل الارض الا في اسرائيل. والآن فخذ بركة من عبدك."
كيف يكون هذا ؟! كيف لا يكون إله إلا في اسرائيل ؟! إن الله الذي يؤمن به المسلمون هو لكل الناس، وليس لإسرائيل وحدها أو في إسرائيل وحدها .
صوت مشي الله !!
يقول كاتب سفر التكوين مشيراً إلى آدم وحواء : " وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار " [ 3 : 8 ]
كيف يسمع صوت الله وهو يمشي ؟!
الرب يركب ملاكاً ويطير فوقه!
يقول كاتب سفر صموئيل الثاني [ 22 : 7 _ 11 ]
(1/262)
" عِنْدَئِذٍ ارْتَجَّتِ الأَرْضُ وَتَزَلْزَلَتْ. ارْتَجَفَتْ أَسَاسَاتُ السَّمَاوَاتِ وَاهْتَزَّتْ لأَنَّ الرَّبَّ غَضِبَ. نَفَثَ أَنْفُهُ دُخَاناً، وانْدَلَعَتْ نَارٌ آكِلَةٌ مِنْ فَمِهِ، فَاتَّقَدَ مِنْهَا جَمْرٌ. طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ، فَكَانَتِ الْغُيُومُ الْمُتَجَهِّمَةُ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. امتطى مَرْكَبَةً مِنْ مَلاَئِكَةِ الْكَرُوبِيمِ وَطَارَ وَتَجَلَّى عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيحِ. "
الله ينفخ بالبوق ويسير في الزوابع !!!
يقول كاتب سفر زكريا عن الله [ 9 : 14 ] :
" والسيد الرب ينفخ في البوق ويسير في زوابع الجنوب "
الرب له أنف يخرج منه دخان وله فم يخرج منه نار ( كتنين ضخم )!!
وهذا طبقاً لما ورد في سفر صموئيل الثاني [ 22 : 9 ] يقول كاتب السفر :
" عِنْدَئِذٍ ارْتَجَّتِ الأَرْضُ وَتَزَلْزَلَتْ. ارْتَجَفَتْ أَسَاسَاتُ السَّمَاوَاتِ وَاهْتَزَّتْ لأَنَّ الرَّبَّ غَضِبَ. نَفَثَ أَنْفُهُ دُخَاناً، و نَارٌ آكِلَةٌ مِنْ فَمِهِ ، جمر اشتعلت منه . . . "
الله يبكي وعيناه تذرفان الدموع ليلاً ونهاراً على أورشليم !!!
جاء في سفر ارميا [ 14 : 17 ] ان الرب يقول لنبيه ارميا :
" َقُلْ لَهُمْ هَذَا الْكَلاَمَ: لِتَذْرِفْ عَيْنَايَ دُمُوعاً لَيْلاً وَنَهَاراً، وَلاَ تَكُفَّا أَبَداً لأَنَّ أُورُشَلِيمَ سُحِقَتْ سَحْقاً عَظِيماً بِضَرْبَةٍ أَلِيمَةٍ جِدّاً."
الله يدعو على نفسه بالهلاك والويل !!!
وهذا طبقاً لما ورد في سفر ارميا [ 10 : 17 ] يقول كاتب السفر :
" لأنه هكذا قال الرب . . . ويل لي من أجل سحقي . ضربتي عديمة الشفاء . فقلت إنما هذه مصيبة فأحتملها . خيمتي خربت وكل أطنابي قطعت . بني خرجوا عني . ليس من يبسط بعد خيمتي ويقيم شققي ."
أي عاقل يمكن أن يتصور ويقبل أن الذات الالهية المباركة تقول ويل لي من أجل سحقي ؟!!
(1/263)
والسحق هو البعد والهلاك ومنه قوله سبحانه وتعالى عن اصحاب جهنم : " فاعترفوا بذنبهم فسحقاً لأصحاب السعير "
الرب يحلق رؤوس وأرجل ولحى اليهود بموس مستأجرة !
وهذا طبقاً لما ورد في سفر إشعياء [ 7 : 20 ] يقول كاتب السفر :
" في ذلك اليوم يحلق السيد بموس مستأجرة في عبر النهر ، بملك أشور ، الرأس وشعر الرجلين ، وتنزع اللحية أيضاً ."
الريح والغيوم وسيلة لنقل الرب تحمله فيها حيث يريد !!!
جاء في سفر صموئيل الثاني [ 22 : 10 ] عن الله :
" طأ طأ السموات ونزل . . . طار ورؤى على أجنحة الريح "
وورد في المزمور [18 : 10 ] :
" هف على أجنحة الريح " والكلام عن الله سبحانه وتعالى !
وفي المزمور [ 104 : 3 ] :
" المسقف علالية بالمياه . الجاعل السحاب مركبته . الماشي على أجنحة الريح "
تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
السحاب هو غبار رجل الله !!!
وهذا طبقاً لما جاء في سفر ناحوم [ 1 : 3 ] :
" طَرِيقُ الرَّبِّ فِي الزَّوْبَعَةِ وَالْعَاصِفَةِ، وَالْغَمَامُ غُبَارُ قَدَمَيْهِ."
الغيوم تمنعنا من رؤية الله !!
وهذا طبقاً لما جاء في سفر أيوب [ 22 : 14 ] :
" السحاب ستر له فلا يرى ، وعلى دائرة السموات يتمشى "
الرب واقف على السلم !!!
يقول كاتب سفر التكوين [ 28 : 10 ] عن حلم يعقوب في بيت إيل :
" أَمَّا يَعْقُوبُ فَتَوَجَّهَ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ نَحْوَ حَارَانَ فَصَادَفَ مَوْضِعاً قَضَى فِيهِ لَيْلَتَهُ . . . وَرَأَى حُلْماً شَاهَدَ فِيهِ سُلَّماً قَائِمَةً عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ وَمَلاَئِكَةُ اللهِ تَصْعَدُ وَتَنْزِلُ عَلَيْهَا وَالرَّبُّ نَفْسُهُ وَاقِفٌ فَوْقَهَا !! "
تشبيه الرب تبارك وتعالى بأنه (سكير) يصرخ عالياً من شدة الخمر !
يقول كاتب المزمور [ 78 : 65 ] عن الله سبحانه وتعالى : " فاستيقظ الرب كنائم كجبار معيط من الخمر يصرخ عالياً من الخمر " ( تعالى الله عما يصفون )
(1/264)
الرب يأمر بالسُّكر !!!
" كُلُوا أَيُّهَا الأَصْحَابُ.اشْرَبُوا وَاسْكَرُوا أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ. " [ نشيد الإنشاد 5 : 1]
تشبيه الرب تبارك وتعالى بأنثى الأسد ( لبوة ) وبالدب !
سفر العدد [ 24 : 9 ] :
" يَجْثِمُ كَأَسَدٍ، وَيَرْبِضُ كَلَبْوَةٍ."
" وَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَإِلَهاً سُِوَايَ لَسْتَ تَعْرِفُ وَلاَ مُخَلِّصَ غَيْرِي. أَنَا عَرَفْتُكَ فِي الْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضِ الْعَطَشِ. لَمَّا رَعُوا شَبِعُوا. شَبِعُوا وَارْتَفَعَتْ قُلُوبُهُمْ لِذَلِكَ نَسُونِي. فَأَكُونُ لَهُمْ كَأَسَدٍ. أَرْصُدُ عَلَى الطَّرِيقِ كَنَمِرٍ. أَصْدِمُهُمْ كَدُبَّةٍ مُثْكِلٍ وَأَشُقُّ شَغَافَ قَلْبِهِمْ وَآكُلُهُمْ هُنَاكَ كَلَبْوَةٍ. يُمَزِّقُهُمْ وَحْشُ الْبَرِّيَّةِ. " [هوشع 13: 4-8 ]
فتارة كالدب وتارة كالاسد وتارة كلبوة !! هل هذا اسلوب رباني ؟!
وهل تعلم عزيزي المتصفح :
ان الكتاب المقدس يقول أن موسى النبي عليه السلام رأى مؤخرة الله !
يقول كاتب سفر الخروج [ 33 : 23 ] ان الرب قال لموسى :
" ثم أرفع يدي فتنظر ورائي وأما وجهي فلا يرى "
بالله عليك أيها القاري الكريم تصور هذا المنظر وأنت ترى مؤخرة الواحد القهار !
الرب ينوح ويولول ويمشي عرياناً !!!
جاء في سفر ميخا [ 1 : 8 ] أن الله سبحانه وتعالى يقول عن نفسه : " لِهَذَا أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ وَأَمْشِي حَافِياً عُرْيَاناً، وَأُعْوِلُ كَبَنَاتِ آوَى، وَأَنْتَحِبُ كَالنَّعَامِ "
الرب يصفق بيديه !!!
وهذا طبقاً لما ورد في سفر حزقيال [ 21 : 17 ] ينسب الكاتب للرب قوله :
" وأنا أيضاً أصفق كفي على كفي وأسكن غضبي ، أنا الرب تكلمت! "
الرب يبكي لأن الناس تجاهلوه وتمردوا عليه !!!
نسب كاتب سفر اشعيا [ 16 : 9 ] للرب قوله :
" لذلك أبكي كبكاء يعزير . . . "
الرب إله عنصرى !!!
(1/265)
" لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا." تثنية 23: 20
النبي داود وجميع الشعب يجرون التابوت والرب جالس فيه يتفرج عليهم وهم يرقصون !!!
جاء في سفر صموئيل الثاني [ 6 : 12 _ 16 ] : أن داود وجميع الشعب أخذوا تابوت الله الذي يسمى رب الجنود الجالس على الكروبيم ، وجروا التابوت على عجلة والرب جالس في التابوت يتفرج عليهم ، وهم يرقصون فرحاً بعودته من الأسر من عند الفلسطينيين بعد أن ضربهم الرب بالبواسير . وكان الرب جالساً في التابوت طوال الوقت . ونبي الله داود وكل الشعب يرقص ويغني ويلعب بالرباب ، وينفخ بالمزمار ، ويضرب بالدفوف والجنوك ، ابتهاجاً بالنصر وبعودة رب الجنود الجالس على الكروبيم داخل التابوت من الأسر !
الشيطان أصدق من الله !!!
جاء في سفر التكوين [ 2 : 16- 17 ] :
" وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلاً: مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ." . . . أما الشيطان المتمثل فى صورة الحية فقال : " فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ : لَنْ تَمُوتَا! بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ." [ تكوين 3: 4 ]
وبالفعل لم يميتهما الله بل عاقبهما بأن أنزلهما إلى الأرض للعمل والشقاء : تكوين 3: 16-19 وكذلك لم يميتهما الرب بل مات آدم عن عمر يناهز 930 سنة. فصار الشيطان اصدق من الله بحسب الكتاب المقدس والعياذ بالله !!
قلب الله يلتوي ألما ً !!!
(1/266)
يحكي أرميا على لسان الله عزو وجل : " لَشَدَّ مَا أَتَعَذَّبُ! لَشَدَّ مَا أَتَعَذَّبُ! قَلْبِي يَتَلَوَّى أَلَماً. فُؤَادِي يَئِنُّ فِي دَاخِلِي فَلاَ أَسْتَطِيعُ الصَّمْتَ " [ 4 : 19 ]
وفي ترجمة الفانديك يقول الرب : " أحشائي . أحشائي . توجعني جدران قلبي . يئن في قلبي "
الله يسب نبيه داود عليه السلام !!
ينسب كاتب سفر صموئيل الثاني [ 16 : 5 - 12 ] للرب أنه يسب نبيه داود حين يغضب عليه ، بل إنه يحرض سواه على سب داود نبيه :
(1/267)
" وَعِنْدَمَا وَصَلَ الْمَلِكُ دَاوُدُ إِلَى بَحُورِيمَ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ هُنَاكَ يَنْتَمِي إِلَى عَشِيرَةِ شَاوُلَ، يُدْعَى شِمْعِي بنَ جِيرَا، وَرَاحَ يَكِيلُ لَهُ الشَّتَائِمَ، 6وَرَشَقَ دَاوُدَ وَرِجَالَهُ وَالشَّعْبَ الَّذِي مَعَهُ وَالأَبْطَالَ الْمُلْتَفِّينَ عَنْ يَمِينِهِ وَيَسَارِهِ بِالْحِجَارَةِ. 7وَهُوَ يُرَدِّدُ فِي شَتَائِمِهِ: اخْرُجْ! اخْرُجْ يَارَجُلَ الدِّمَاءِ وَرَجُلَ بَلِيِّعَالَ! 8لَقَدْ رَدَّ الرَّبُّ عَلَيْكَ كُلَّ مَا سَفَكْتَهُ مِنْ دِمَاءِ بَيْتِ شَاوُلَ الَّذِي مَلَكْتَ عِوَضاً عَنْهُ، وَقَدْ سَلَّمَ الرَّبُّ الْمَمْلَكَةَ إِلَى أَبْشَالُومَ ابْنِكَ. وَهَا أَنْتَ غَارِقٌ فِي شَرِّ أَعْمَالِكَ لأَنَّكَ رَجُلُ دِمَاءٍ. 9فَقَالَ أَبِيشَايُ ابْنُ صُرُوِيَّةَ لِلْمَلِكِ: «لِمَاذَا يَشْتِمُ هَذَا الْكَلْبُ الْمَيْتُ سَيِّدِي الْمَلِكَ؟ دَعْنِي أَهْجُمُ عَلَيْهِ فَأَقْطَعَ رَأْسَهُ. 10فَقَالَ الْمَلِكُ: لَيْسَ هَذَا مِنْ شَأْنِكُمْ يَابَنِي صُرُوِيَّةَ. دَعُوهُ يَشْتِمْ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ اشْتِمْ دَاوُدَ. فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَسْأَلَ: لِمَاذَا تَفْعَلُ هَذَا؟ 11وَقَالَ الْمَلِكُ لأَبِيشَايَ وَسَائِرِ رِجَالِهِ: هُوَذَا ابْنِي الَّذِي خَرَجَ مِنْ صُلْبِي يَسْعَى لِقَتْلِي، فَكَمْ بالْحَرِيِّ هَذَا الْبَنْيَامِينِيُّ. دَعُوهُ يَشْتِمْ لأَنَّ الرَّبَّ أَمَرَهُ بِشَتْمِي. 12لَعَلَّ الرَّبَّ يَنْظُرُ إِلَى مَذَلَّتِي، وَيُكَافِئُنِي خَيْراً عِوَضَ شَتَائِمِهِ فِي هَذَا الْيَوْمِ . " [ ترجمة كتاب الحياة ]
الرب يرضخ لتهديد موسى !!
يحكي كاتب سفر الخرج [ 33 : 12 ] أن الرب رضخ لتهديد موسى الذي هدد الرب بأنه لن يسير بشعبه إلا إذا مشى الرب معهم حتى يؤكد لجميع الشعوب أنهم الشعب الممتاز والمختار ، وبغير مرافقة الرب لن يعرف هذا الامتياز :
(1/268)
" وَقَالَ مُوسَى لِلرَّبَّ: هَا أَنْتَ قَدْ قُلْتَ لِي: قُدْ هَذَا الشَّعْبَ، وَلَكِنْ لَمْ تُعْلِمْنِي مَنْ سَتُرْسِلُ مَعِي. ثُمَّ قُلْتَ: إِنِّي عَرَفْتُكَ بِاسْمِكَ وَحَظِيتَ بِرِضَايْ. 13فَالآنَ إِنْ كُنْتُ حَقّاً قَدْ حَظِيتُ بِرِضَاكَ، فَأَرْشِدْنِي إِلَى طَرِيقِكَ لِكَيْ أَسْلُكَ حَسَبَ قَصْدِكَ، وَأَحْظَى بِمَسَرَّتِكَ، وَاذْكُرْ أَيْضاً أَنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ هِيَ شَعْبُكَ». 14فَأَجَابَهُ: إِنَّ حُضُورِي يُرَافِقُكَ فَأُرِيحُكَ». 15فَقَالَ مُوسَى: إِنْ لَمْ تُرَافِقْنَا بِحُضُورِكَ، فَلاَ تُصْعِدْنَا مِنْ هُنَا، 16إِذْ كَيْفَ يُدْرَكُ أَنَّنِي وَشَعْبَكَ قَدْ حَظِينَا بِرِضَاكَ؟ أَلَيْسَ بِمُرَافَقَتِكَ لَنَا، فَنَتَمَيَّزُ أَنَا وَشَعْبُكَ بِذَلِكَ عَنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ السَّاكِنِينَ فِي الأَرْضِ؟» 17فَأَجَابَ الرَّبُّ مُوسَى: «سَأَفْعَلُ عَيْنَ هَذَا الأَمْرِ الَّذِي الْتَمَسْتَ. لأَنَّكَ حَظِيتَ بِرِضَايْ وَأَنَا عَرَفْتُكَ بِاسْمِكَ " .
الكتاب المقدس ينسب لله صفة الندم والحزن !! :
لا يعرف عن الإله أنه يندم !! والسر في ذلك هو أن مشيئته لا تكون عن هوى فهو المحيط بكل شيىء في علمه وكلي المعرفة بالسابق واللاحق .
أما الإله في الكتاب المقدس فهو سريع اتخاذ القرار ، ودون روية ، مما يدفعه إلى إعلان الندم أحياناً ، وأحياناً أخرى يقبل التوبيخ والزجر ممن اختارهم وكلاء له .
وكثيرة هي حالات ندمه وأسفه وحزنه ، مع ملاحظة أن ندم الرب ارتبط دوماً بحالة من حالات القتل والذبح . من هنا فإن صفته كنادم تتلازم مع صفته كقاتل . إذ أن كثير من حالات غضبه على شعبه أو قادته وعقابه لهم جعلته يندم !!
لننظر ماذا يقدم لنا الكتاب المقدس في هذا الصدد مستعرضين حالات الندم والحزن المنسوبة لله سبحانه وتعالى :
الحالة الأولى :
قال كاتب سفر التكوين [ 6 : 5 ] :
(1/269)
" وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ فِكْرِ قَلْبِهِ يَتَّسِمُ دَائِماً بِالإِثْمِ، فَمَلأَ قَلبَهُ الأَسَفُ وَالْحُزْنُ لأَنَّهُ خَلَقَ الإِنْسَانَ. 7وَقَالَ الرَّبُّ: أَمْحُو الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ مَعَ سَائِرِ النَّاسِ وَالْحَيَوَانَاتِ وَالزَّوَاحِفِ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي خَلَقْتُهُ."
ها هنا يفتتح النص التوراتي الصفات الأولى التي يعزوها لله سبحانه وتعالى ، والتي يطورها لاحقاً فيجعل الله ينوح ويولول ويدعو على نفسه بالويل كما أسلفنا .
وعلى أية حال فإن النص السابق يعطيناً رباً يحزن ويأسف على فعل فعله . فيقرر محو الانسان عن وجه الأرض !!
الحالة الثانية :
وفي الاصحاح الثاني من سفر القضاة العدد الثامن عشر نجد النص التالي :
" لأن الرب ندم من أجل أنينهم بسبب مضايقيهم وزاحميهم " [ ترجمة الفانديك ]
سبب هذا الندم :
لقد قام بنو اسرائيل بفعل الشر في عيني الرب وعبدوا " البعليم " وهو الأمر الذي كثيراً ما فعلوه وسيعودون إلى فعله فما كان من الرب في سورة غضبه وانتقامه نتيجة هجرهم له إلا أن : " دفعهم بأيدي ناهبين نهبوهم ، وباعهم بيد أعداهم ولم يقدروا بعد على الوقوف أمام أعدائهم " [ قضاة 2 : 14 ]
فيعود الرب ويدرك أنه غالى في غضبه ، وأنه كان متسرعاً في قراره ، فيعلن ندمه ، كما صرح في النص السابق : " لأن الرب ندم من أجل أنينهم بسبب مضايقيهم ومزاحميهم "
الحالة الثالثة :
جاء في سفر صموئيل الأول [ 15 : 11 ] ، أن الرب يقول للنبي صموئيل : " لَقَدْ نَدِمْتُ لأَنِّي جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً، فَقَدِ ارْتَدَّ عَنِ اتِّبَاعِي وَلَمْ يُطِعْ أَمْرِي ."
هنا أيضاً نجد الرب يعلن ندمه على قرار اتخذه سابقاً ، وهو القرار بجعل شاؤول ملكاً .
(1/270)
ان هذا الندم يظهر لنا أن الرب كان عاجزاً عن اتخاذ القرار المناسب ، أو عاجزاً عن التصور المسبق لنتائج قراراته !
سبب هذا الندم :
لقد أمر الرب شاؤول ، أول ملك يهودي بما يلي :
" اذْهَبِ الآنَ وَهَاجِمْ عَمَالِيقَ وَاقْضِ عَلَى كُلِّ مَالَهُ. لاَ تَعْفُ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ بَلِ اقْتُلْهُمْ جَمِيعاً رِجَالاً وَنِسَاءً، وَأَطْفَالاً وَرُضَّعاً، بَقَراً وَغَنَماً، جِمَالاً وَحَمِيراً." [ صموئيل الأول 15 : 3 ]
ونفذ شاؤول ما أمره الرب ، إلا أنه اجتهد فاستبقى ولم يقتل الغنم والبقر والخراف ، بعد أن أباد كل البشر ، من الرضع حتى الطاعن بالسن . إلا ان الرب استشاط غضباً من تصرف شاؤول ، لعدم قتله الغنم والبقر والخراف ، فأعلن الرب ندمه لأنه جعل شاؤول ملكاً !!!
تماماً مثلما يندم صاحب عزبة حين يكتشف أن وكيله الذي عينه لإدارة أملاكه لا يلتزم بأوامره وتثبت الأيام أنه فاشل !! فمثلما يقرر المالك تغيير وكيله لأنه اكتشف أن تقديره كان خاظئاً ، هكذا قرر الرب تغيير شاؤول ونزع الملك منه معلناً ندمه !!!
الحالة الرابعة :
جاء في سفر أخبار الأيام الأول [ 21 : 15 ] ما يلي :
" وَأَمَرَ الرَّبُّ مَلاَكَهُ بِإِهْلاَكِ أُورُشَلِيمَ. وَفِيمَا هُوَ يَقُومُ بِالْقَضَاءِ عَلَيْهَا رَأَى الرَّبُّ مَا يُصِيبُهَا، فندم على الشر ، وَقَالَ لِلْمَلاَكِ الْمُهْلِكِ: «كُفَّ يَدَكَ عَنْهَا. وَكَانَ مَلاَكُ الرَّبِّ وَاقِفاً آنَئِذٍ عِنْدَ بَيْدَرِ أُرْنَانَ الْيَبُوسِيِّ. " ( الكتاب المقدس _ طبعة دار الكتاب المقدس بمصر )
(1/271)
في هذا النص نجد أن الكتاب المقدس نسب للرب الحماقة ، بحيث لا يدرك مسبقاً نتائج أفعاله . فعندما أعطى الأمر للملاك بايقاع المذبحه ، لم يكن يتصور النتيجة ووقعها الحسي ، وأثناء ما كان الملاك يقوم باهلاك أورشليم ندم الرب على هذا الشر لأنه ادرك هول الكارثة التي نتجت عن قراره المتسرع ذلك لأن خياله كان أعجز من أن يتصور مسبقاً تلك النتائج الكارثية .
هل يستطيع أي فكر ديني مهما بلغ في التأويل والتفسير بالرمز أن يقول لنا أي نمط من الأرباب هذا الرب الذي ندم وحزن لأنه خلق الإنسان في الأرض وأي رب هذا الذي ندم لأنه ملك شاول على اسرائيل ، وأين كان علمه المتعلق بإرادته حتى فوجىء بتلك المصيبة التي جعلته يتأسف في قلبه ؟!
عزيزي القارىء :
لقد استمر الكتاب المقدس بنسبة صفة الندم لله ، وحتى لا يعتقد أحد أنها صفة عارضة فيه أو كانت استثناء في حالة استثنائية فانه حتى ما بعد انتهاء عهد موسى والقضاة والملوك ، تبقى هذه الصفة فيه . فها هو الكتاب المقدس ينسب للرب في سفر إرميا قوله : " مللت من الندامة " [ 15 : 6 ]
وفي سفر إرميا وحده تتكرر نسبة صفة الندم لله سبحانه وتعالى أكثر من عشر مرات وإليكم الامثلة على ذلك :
_ " فأندم على الشر الذي قصدت أن أصنعه بهم من أجل شر أعمالهم " [ سفر أرميا 26 : 3 ]
_ " فندم الرب على الشر الذي تكلم به الرب عليهم " [ سفر إرميا 26 : 19 ]
_ " لأني ندمت على الشر الذي صنعت بكم " [ سفر إرميا 42 : 11 ]
والأسفار الأخرى لها حصيلتها هي الأخرى ، فها هي الأمثلة على ذلك :
_ " بطيىء الغضب ، وكثير الرأفة ، ويندم على الشر " [ يوئيل 2 : 14 ]
_ " فندم الرب على هذا ، لا يكون هذا قال الرب " [ عاموس 7 : 6 ] ، [ 7 : 3 ] [ الكتاب المقدس _ طبعة دار الكتاب المقدس بمصر ]
الكتاب المقدس ينسب الجهل لله سبحانه وتعالى :
(1/272)
لقد وصف الكتاب المقدس الرب بالجهل حيث جاء فيه أنه يجب ان توضع له علامة ليميز بها بين بيوت أعدائه وبيوت المؤمنين به ، فأمر الله موسى ومن معه قبل خروجهم من مصر أن يلطخوا أبوابهم والعتبة العليا بالدم والقائمتين بالدم حتى يكون الرب على بينة منها حين يقوم بتدمير بيوت المصريين ، وحتى لا تمتد يده إلى بيوت إسرائيل !
وهذا في سفر الخروج [ 12 : 23 ] يقول كاتب السفر :
" لأَنَّ الرَّبَّ سَيَجْتَازُ لَيْلاًَ لِيُهْلِكَ الْمِصْرِيِّينَ. فَحِينَ يَرَى الدَّمَ عَلَى الْعَتَبَةِ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ يَعْبُرُ عَنِ الْبَابِ وَلاَ يَدَعُ الْمُهْلِكَ يَدْخُلُ بُيُوتَكُمْ لِيَضْرِبَكُمْ."
_ وجاء في سفر التكوين [ 18 : 20 ] ما يفيد جهل الخالق تبارك وتعالى يقول كاتب السفر :
" وَقَالَ الرَّبُّ: لأَنَّ الشَّكْوَى ضِدَّ مَظَالِمِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَتْ وَخَطِيئَتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّاً أَنْزِلُ لأَرَى إِنْ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ مُطَابِقَةً لِلشَّكْوَى ضِدَّهُمْ وَإِلاَّ فَأَعْلَمُ ."
_ وجاء في سفر العدد [ 22 : 9 ] : " فأتى الله إلى بلعام وقال له من هم هؤلاء الرجال عندك ؟ "
فمن الواضح أن الله يسأل بلعام عن الرجال الذين عنده ، فهو إذن يعاني من قصور في العلم ، وعلمه محدود .
ان النصوص التي تتهم الله تبارك وتعالى بالقصور ومحدودية العلم كثيرة إلا اننا نكتفي بهذه الأمثلة الواضحة .
الكتاب المقدس ينسب الكذب لله سبحانه وتعالى :
جاء في مزمور التاسع والثمانين الفقرة الخامسة والثلاثين [ 89 : 35 ] ان الرب يقول : " مرة حلفت بقدسي ، أني لا أكذب لداود "
ان كون الرب يحلف ألا يكذب لداود يعني أنه يكذب لغيره ، أو أن داود قد أخذ على الله كذباً ، فحلف ألا يكذب بعد ذلك !!تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
الكتاب المقدس ينسب العجز لله سبحانه وتعالى :
(1/273)
وهذا طبقاً لما ورد في سفر القضاة الاصحاح الاول الفقرة التاسعة عشرة [ 1 : 19 ] يقول كاتب السفر : " وكان الرب مع يهوذا فملك الجبل ، ولكن لم يطرد سكان الوادي لأن لهم مركبات حديدية !" من الواضح ان وجود المركبات الحديدية كانت سبباً لعجز الرب عن القيام بطرد سكان الوادي !
الكتاب المقدس ينسب صفة النسيان لله سبحانه وتعالى :
جاء في سفر العدد [ 12 : 6 ] أن الرب لا يستعلن إلا في الحلم للأنبياء وأنه لن يكلم أحداً فماً لفم سوى موسى فيقول النص والكلام فيه للرب : " إِنْ كَانَ بَيْنَكُمْ نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَإِنِّي أَسْتَعْلِنُ لَهُ بِالرُّؤْيَا، وَأُكَلِّمُهُ بِالْحُلْمِ، أَمَّا عَبْدِي مُوسَى فَلَسْتُ أُعَامِلُهُ هَكَذَا، بَلْ هُوَ أَمِينٌ فِي بَيْتِي، ِذَلِكَ أُكَلِّمُهُ وَجْهاً لِوَجْهٍ، وَبِوُضُوحٍ مِنْ غَيْرِ أَلْغَازٍ " إلا ان الرب نسي أنه لا يستعلن إلا في الحلم للأنبياء ، كما نسي وعده لموسى ألا يكلم سواه فماً لفم إذ جاء في سفر صموئيل الأول [ 3 : 10 ] عن الرب : " وَدَعَا الرَّبُّ كَمَا حَدَثَ فِي الْمَرَّاتِ السَّابِقَةِ : صَمُوئِيلُ، صَمُوئِيلُ . فَأَجَابَ صَمُوئِيلُ: تَكَلَّمْ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ "
ولم يكن داود بأقل شأناً من صموئيل ، فقد جاء على لسان سليمان في سفر الملوك الأول [ 8 : 15 ] ما نصه : " مبارك الرب إله إسرائيل ، الذي تكلم بفمه إلي داود أبي .. "
فما هذا الاله الذي ينسى كلامه ووعوده ؟!! أي إله هذا الذي يصوره لنا الكتاب المقدس ؟!!
(1/274)
ويحكي كاتب سفر الخروج في الاصحاح السادس الفقرة الثانية[ 6 : 2 _ 6 ] ان الله سبحانه وتعالى تذكر عهد كان قد نسيه [ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ] فيقول الكاتب : " قَالَ الرَّبُّ لِمُوَسى: أَنَا هُوَ الرَّبُّ. قَدْ ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإسْحقَ وَيَعْقُوبَ إِلَهاً قَدِيراً عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. . . وَقَدْ أَبْرَمْتُ مَعَهُمْ أَيْضاً عهدي بِأَنْ أَهَبَهُمْ أَرْضَ كَنْعَانَ حَيْثُ أَقَامُوا فِيهَا كَغُرَبَاءَ. كَذَلِكَ أَصْغَيْتُ إِلَى أَنِينِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الْمُسْتَعْبَدِينَ الْمِصْرِيِّينَ، وَتَذَكَّرْتُ عهدي ."
الرب يأمر نبيه حزقيال أن يأكل الغائط ( براز الانسان ) !!
ورد في سفر حزقيال [ 4 : 12 ] ان الرب قال لنبيه حزقيال : " وتأكل كعكاً من الشعير على الخرء الذي يخرج من الإنسان تخبزه أمام عيونهم . وقال الرب : هكذا يأكل بنو إسرائيل خبزهم النجس بين الأمم الذين أطردهم إليهم . فقلت آه ، يا سيد الرب ، ها نفسي لم تتنجس ومن صباي إلي الآن لم آكل ميتةً أو فريسةً ، ولا دخل فمي لحم نجس . فقال لي : انظر قد جعلت لك خنثى البقر بدل خرء الإنسان ، فتصنع خبزك عليه . ! "
مع ملاحظة أن قول الرب لحزقيال : " انظر قد جعلت لك خنثى البقر بدل خرء الإنسان ، فتصنع خبزك عليه " هو مثال للناسخ والمنسوخ فقد نسخ حكمه بالأكل على الخرء الذي يخرج من الانسان بالأكل على خنثى البقر .
ومن هذه العبارات الخارجة عن الذوق العام نجد أن الرب في سفر ملاخي [ 2 : 3 ] يقول : " هَا أَنَا أُعَاقِبُ أَوْلاَدَكُمْ، وَأَنْثُرُ رَوْثَ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي تُقَدِّمُونَهَا لِي عَلَى وُجُوهِكُمْ، "
إن هذه القذارات يستحيل أن تكون كلام الله تبارك وتعالى !
الله يغار من الإنسان
يقول كاتب سفر التكوين ( 11 : 1 – 9 ) :
(1/275)
" وَكَانَ أَهْلُ الأَرْضِ جَمِيعاً يَتَكَلَّمُونَ أَوَّلاً بِلِسَانٍ وَاحِدٍ وَلُغَةٍ وَاحِدَةٍ. 2وَإِذِ ارْتَحَلُوا شَرْقاً وَجَدُوا سَهْلاً فِي أَرْضِ شِنْعَارَ فَاسْتَوْطَنُوا هُنَاكَ. 3فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: هَيَّا نَصْنَعُ طُوباً مَشْوِيّاً أَحْسَنَ شَيٍّ». فَاسْتَبْدَلُوا الْحِجَارَةَ بِالطُّوبِ، وَالطِّينَ بِالزِّفْتِ. 4ثُمَّ قَالُوا: هَيَّا نُشَيِّدْ لأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجاً يَبْلُغُ رَأْسُهُ السَّمَاءَ، فَنُخَلِّدَ لَنَا اسْماً لِئَلاَّ نَتَشَتَّتَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ كُلِّهَا. 5وَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَشْهَدَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ شَرَعَ بَنُو الْبَشَرِ فِي بِنَائِهِمَا. 6فَقَالَ الرَّبُّ: إِنْ كَانُوا، كَشَعْبٍ وَاحِدٍ يَنْطِقُونَ بِلُغَةٍ وَاحِدَةٍ، قَدْ عَمِلُوا هَذَا مُنْذُ أَوَّلِ الأَمْرِ، فَلَنْ يَمْتَنِعَ إِذاً عَلَيْهِمْ أَيُّ شَيْءٍ عَزَمُوا عَلَى فِعْلِهِ. 7هَيَّا نَنْزِلْ إِلَيْهِمْ وَنُبَلْبِلْ لِسَانَهُمْ، حَتَّى لاَ يَفْهَمَ بَعْضُهُمْ كَلامَ بَعْضٍ». 8وَهَكَذَا شَتَّتَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى سَطْحِ الأَرْضِ كُلِّهَا، فَكَفُّوا عَنْ بِنَاءِ الْمَدِينَةِ، 9لِذَلِكَ سُمِّيَتِ الْمَدِينَةُ «بَابِلَ» لأَنَّ الرَّبَّ بَلْبَلَ لِسَانَ أَهْلِ كُلِّ الأَرْضِ، وَبِالتَّالِي شَتَّتَهُمْ مِنْ هُنَاكَ فِي أَرْجَاءِ الأَرْضِ كُلِّهَا. "
أسمعتم ؟ أقرأتم . . . . إن الله غار من خلقه حينما هموا ببناء مدينة وبرج !! فدمر عليهم وبلبل ألسنتهم !!
ونحن نسأل :
. . . كيف تم بناء المدن الكبار ، والأبراج الضخمة ، وناطحات السحاب ؟ ألم يكن في هذا العمران الحديث الضخم ، ما يثير غيرة ِ إله الكتاب المقدس !
الرب يأمر نبيه إشعيا بخلع ملابسه والمشي عرياناً أمام الناس !
سفر إشعياء [ 20 : 2 ] يقول كاتب السفر :
(1/276)
" تَكَلَّمَ الرَّبُّ عَلَى لِسَانِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ قَائِلاً: اذْهَبْ وَاخْلَعِ الْمُسُوحَ عَنْ حَقَوَيْكَ، وَانْزِعْ حِذَاءَكَ مِنْ قَدَمَيْكَ». فَفَعَلَ كَذَلِكَ وَمَشَى عَارِياً حَافِياً. 3وَقَالَ الرَّبُّ: «كَمَا مَشَى عَبْدِي إِشَعْيَاءُ عَارِياً حَافِياً لِمُدَّةِ ثَلاَثِ سَنَوَاتٍ عَلاَمَةً وَآيَةً عَلَى مِصْرَ وَكُوشَ . "
ومن النصوص التي تتهم الله بكشف العورات ما جاء في سفر اشعيا [ 3 : 16 ] :
" وَيَقُولُ الرَّبُّ: لأَنَّ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ مُتَغَطْرِسَاتٌ، يَمْشِينَ بِأَعْنَاقٍ مُشْرَئِبَّةٍ مُتَغَزِّلاَتٍ بِعُيُونِهِنَّ، مُتَخَطِّرَاتٍ فِي سَيْرِهِنَّ، مُجَلْجِلاَتٍ بِخَلاَخِيلِ أَقْدَامِهِنَّ. سَيُصِيبُهُنَّ الرَّبُّ بِالصَّلَعِ، وَيُعَرِّي عَوْرَاتِهِنَّ "
الرب يأمر بالرذيلة و يعاقب الانسان بأن يوقع زوجته في الزنا !!!
وهذا طبقاً لما ورد في سفر عاموس [ 7 : 16 ] :
لما طلب أمصيا كاهن بيت إيل من عاموس أن لا يتنبأ ببيت إيل على اسرائيل وأن يذهب الي أرض يهوذا وهناك يتنبأ أجابه عاموس :
" أنت تقول لا تتنبأ على اسرائيل . ولا تتكلم عن بيت اسحاق لذلك هكذا يقول الرب : امرأتك تزني في المدينة وبنوك وبناتك يسقطون بالسيف . "
ومع داود عليه السلام يقول كاتب سفر صموئيل الثاني [ 12 : 11 ] :
أن الرب أخذ نساء داوود عليه السلام وأعطاهن لقريبه ليزني بهن عقاباً له !!
" هَذَا مَا يَقُولهُ الرَّبُّ: سَأُثِيرُ عَلَيْكَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ مَنْ يُنْزِلُ بِكَ الْبَلاَيَا، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيُضَاجِعُهُنَّ فِي وَضَحِ النَّهَارِ. أَنْتَ ارْتَكَبْتَ خَطِيئَتَكَ فِي السِّرِّ، وَأَنَا أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ عَلَى مَرْأَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَفِي وَضَحِ النَّهَار ِ"
(1/277)
أي إله هذا الذي يعري العورات ويحكم على الناس بالزنا والاضطجاع ؟!
ان الله لا يأمر بالفحشاء والمنكر اتقولون على الله ما لا تعلمون ؟!
الرب يأمر نبيه ( هوشع ) بالزواج من عاهرة !!
يبدأ سفر هوشع بداية غريبة جداً ، حيث زعموا ان الرب غضب من عبادة إسرائيل لغيره فكلم النبي ( هوشع ) وأمره أن يتزوج زانية عاهرة ، لأن اسرائيل زنت . وأمره أن يتخذ أولاد زنا لأن بني اسرائيل أصبحوا أولاد زنا !
سفر هوشع [ 1 : 2 ] يقول كاتب السفر :
" أول ما كلم الرب هوشع قائلاً : اذهب خذ لنفسك امرأة زانية وأولاد زنى لأن الأرض قد زنت زنى . "
الكتاب المقدس يحكي عن مصارعة تمت بين الله وبين يعقوب !!!
سفر التكوين الاصحاح [ 32 : 22 ] :
قال الرب لنبيه يعقوب حين صارعه وَ رَأَى أَنَّهُ لَمْ يَتَغَلَّبْ عليه : " أَطْلِقْنِي، فَقَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ . فَأَجَابَهُ يَعْقُوبُ : لاَ أُطْلِقُكَ حَتَّى تُبَارِكَنِي. فَسَأَلَهُ : مَا اسْمُكَ؟ فَأَجَابَ : يَعْقُوبُ. فَقَالَ : لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ، بَلْ إِسْرَائِيلَ _ وَمَعْنَاهُ: يُجَاهِدُ مَعَ اللهِ _ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ. فَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ : أَخْبِرْنِي مَا اسْمُكَ؟ فَقَالَ : لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟ وَبَارَكَهُ هُنَاكَ.وَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ فَنِيئِيلَ إِذْ قَالَ : لأَنِّي شَاهَدْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَبَقِيتُ حَيّاً. "
وهكذا حصل يعقوب على اسم إسرائيل بقوته ومصارعته مع الله . . . !
الرب يخدع أنبيائه !
نسب كاتب سفر إرميا للنبي إرميا قوله في [ 20 : 7 ] :
" قد أقنعتني يا رب فاقتنعت وألححت علي فغلبت . صرت للضحك كل النهار . كل واحد استهزأ بي "
وبمقارنة الترجمة العربية للكتاب المقدس بالترجمة الانجليزية له ، نرى أن المترجم إلي العربية قد تحايل في الترجمة . فتقول الترجمة الإنجليزية :
(1/278)
" لقد خدعتني يا رب " You have deceived me وتقول الترجمة العربية كما أوردناها : " قد أقنعتني يا رب " والفرق شاسع وواضح بين الاقناع والخداع .
والعجب ان المسيحيين يتعبدون بكلام الكتاب المقدس المترجم رغم تباين المعنى في مختلف الترجمات لديهم فتأمل وتعجب !
الرب يتعب ويحتاج للراحة !!!
وهذا طبقاً لما ورد في سفر الخروج [ 31 : 17 ] يقول كاتب السفر :
" لأنه في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض وفي اليوم السابع استراح وتنفس ! "
تماماً كما استراح الملك والشعب بعد أن عيوا كما في 2صموئيل 16 : 14 : " وجاء الملك وكل الشعب الذين معه وقد اعيوا فاستراحوا هناك "
الرب يأمر بالسرقة !!!
جاء في الكتاب المقدس ان الرب أمر بني إسرائيل الخارجين من أرض مصر أن يسرقوا كل ما يقع تحت أيديهم وأن يحتالوا في ذلك وهذا طبقا لما ورد في سفر الخروج [ 3 : 21 ] يقول كاتب السفر :
قال الرب لبني اسرائيل " فيكون حينما تمضون أنكم لا تمضون فارغين بل تطلب كل امراةٍ من جارتها ومن نزيلة بيتها أمتعة فضةٍ وأمتعة ذهبٍ وثياباً ، وتضعونها على بنيكم وبناتكم فتسلبون المصريين "
الله يعزم على أن لايعود !
يقول كاتب سفر التكوين ( 8 : 21 ) :
" وقال الرب في قلبه لا أعود ألعن الأرض أيضاً من أجل الإنسان لأن تصور قلب الإنسان شرير منذ حداثته ، ولا أعود أيضاً أميت كل حي كما فعلت "
فكأن الله سبحانه وتعالى . . . حزن أولاً وتأسف لأنه خلق الإنسان . . . فأهلكه على عهد نوح . . . !
ثم عاد فندم مرة ثانية لأنه أهلكه . . . وقرر ألا يعود إلى ذلك مرة أخرى . . . !
الكتاب المقدس يزعم ان الله يستيقظ وينام !!!
جاء في سفر زكريا من التوراة المحرفة [ 2 : 10 _ 13 ] :
(1/279)
" رَنِّمِي وَابْتَهِجِي يَاأُورُشَلِيمُ، لأَنِّي قَادِمٌ لأُقِيمَ فِي وَسَطِكِ، يَقُولُ الرَّبُّ. فَتَنْضَمُّ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى الرَّبِّ وَيَكُونُونَ لِي شَعْباً، فَأُقِيمُ فِي وَسَطِكِ، فَتُدْرِكِينَ أَنَّ الرَّبَّ الْقَدِيرَ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكِ وَيَرِثُ الرَّبُّ يَهُوذَا نَصِيباً لَهُ فِي الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ، وَيَرْجِعُ فَيَصْطَفِي لِنَفْسِهِ أُورُشَلِيمَ. لِيَصْمُتْ كُلُّ بَشَرٍ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ لأَنَّهُ قَدْ استيقظ مِنْ مَسْكَنِ قُدْسِهِ "
الله يتذكر عهده مع الناس عن طريق ( قوس قزح ) !
يقول كاتب سفر التكوين ( 9 : 13 _ 16 ) :
" وصنعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين كل الأرض ، فيكون متى أنشر سحاباً على الأرض ، ويظهر القوس في السحاب إني أذكر ميثاقي الذي بيني وبينكم وبين كل نفس حية في كل جسد ، فلا تكون أيضاً المياه طوفاناً لتهلك كل ذي جسد ، فمتى كانت القوس في السحاب أبصرها لأذكر ميثاقاً أبدياً بين الله وبين كل نفس حية في كل جسد على الأرض "
هكذا وضع الكتاب المقدس يدنا على أسرار علمية جديدة لقوس قزح . . . . إن الله جعل هذا القوس الذي يظهر في السماء بألوانه الزاهية في الأيام المطيرة ليذكره بميثاقه مع بني آدم ، حتى لاينسى ، فيتكرر الطوفان الرهيب مرة أخرى . . . !!
انها صورة ساذجة لهذا الرب الذي لا يتذكر أنه يجب عليه أن لا يغرق الأرض إلا عندما يرى قوس قزح . . وقوس قزح لا يظهر إلا بعد انتهاء المطر لا عند بدايته . . مما يدل على غباء منقطع النظير يتمتع به كاتب هذا السفر . وأي طفل يعرف أن قوس قزح هو عبارة عن انكسار الضوء في السحب الممطرة ، ولا علاقة له بأي عهد .
الكتاب المقدس يصور الله سبحانه وتعالى على انه زعيم عصابة !!!
جاء في سفر الملوك الأول [ 22 : 19 _ 22 ] قول النبي ميخا :
(1/280)
". . . قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ روح الضلالُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا. "
أيتآمر الله مع ملائكته ليهلك نبياً؟ أإله يكذب؟ أنبى يكذب؟ ومن هذا الروح الذى تعاون معه الله للتخلص من نبيه؟ ألم يخشى هذا الإله لو جعل نبيه كذَّاباً لأفقد ثقة عبيده فيه نفسه ، لأنه سيكون هو المتهم الأول أمامهم ، لأنه هو الذى اختاره واصطفاه؟ وكيف سيخلص الله نفسه فى الآخرة إن حاجه هذا النبى وقاضاه واتهمه أنه هو الذى ضلله بالتعاون مع الشيطان؟ هل سيكذب الرب مرة أخرى وينكر؟ أم يُلقيه ظلماً فى أُتون النار؟ أليس مثل هذا الهراء يفقد العقلاء منكم الثقة فى الرب وفى عدله؟ أليس العقلاء منكم يرفضون هذا الهراء لأن الرب أعز وأقدس من أن تُلصق به تهمة التعاون مع الشيطان ليضلل عباده؟ أليست صورة الرب هذه أشبه بصورة زعيم عصابة يجتمع مع رجاله المقربين ليُخطط لعمل إجرامى؟ ألا يخشى الله أن يشى به الشيطان ويكشف مخططاته الشيطانية لعباده؟ أتصدق أن الله وكل جنود السماء ولم يستطيعوا حل هذه المشكلة وحلها الشيطان؟
الكتاب المقدس يشبه الله بالخروف !!!
يقول كاتب سفر رؤيا يوحنا [ 17 : 14 ] :
" هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه ربُّ الأرباب وملك الملوك "
سبحانك هذا بهتان عظيم . . . !
الكتاب المقدس يشبه قوة الرب تبارك وتعالى بقوة الثور الوحشي !
سفر العدد [ 24 : 8 ] :
(1/281)
" اللهُ أَخْرَجَهُ مِنْ مِصْرَ، وَقُوَّتُهُ مِثْلُ الثَّوْرِ الْوَحْشِيِّ."
ختاماً فإن هذه الأمثلة لهذه الافتراءات على الذات الالهية وعلى الرسل والانبياء الكرام وهذه الالفاظ الاباحية الفاضحة التي احتواها الكتاب المقدس ، لهي من أوضح الادلة بكل أسف على ما أصابه من تحريف وتزوير .
الفهرس(1/282)
ماذا يقول الكتاب المقدس عن الله ؟ 2
إليك أيها القارئ الكريم بعض من صفات الرب المزعوم من واقع الإنجيل :
الرب خلق مريم إلا إنها ولدته لأن بطنها احتوته!!!
(( أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا )) متى 1 : 18
الرب له أخوة وأخوات !!!
(( ولما جاء إلى وطنه كان يعلمهم في مجمعهم حتى بهتوا وقالوا من أين لهذا هذه الحكمة والقوات ، أليس هذا ابن النجار ، أليست أمه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا ؟ )) متى 13 : 54-55
الرب مُرسل من غيره !!!
(( أنا هو الشاهد لنفسي ويشهد لي الآب الذي أرسلني )) يوحنا 8 : 18
الإله صار رمَّة ودوده !!!
يدعي النصارى أن رب العالمين صار إنسانا وعاش على الأرض والكتاب المقدس يقول (( فكم بالحري الإنسان الرمَّة وابن آدم الدود )) أيوب 25 : 8 ويدعون أن الله نزل وعاش على الأرض والكتاب المقدس يرد عليهم قائلاً : (( هل يسكن الله حقاً على الأرض؟ هو ذا السموات وسماء السموات لا تسعك )) ملوك الأول 8 : 28 ويقول الكتاب : (( فاسمع أنت من السماء مكان سكناك )) ملوك الأول 8 : 39
الرب يهرب من اليهود !!!
(( وكان يسوع يتردد بعد هذا في الجليل ، لأنه لم يرد أن يتردد في اليهودية لأن اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه )) يوحنا 7: 1 (( فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه فلم يكن يسوع يمشى بين اليهود علانية )) يوحنا 11: 53-54
الرب صار لعبة في يد الشيطان يحركها كيفما يشاء !!!
(1/283)
(( ثمَ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً جَاعَ أَخِيراً. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ : إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزا. فَأَجَابَ: مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ. ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ : إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ. قَالَ لَهُ يَسُوعُ : مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ. ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا وَقَالَ لَهُ : أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي. حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ : اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ. ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.)) متى 4 : 1 _ 11
الإله حمامة !!!
(( فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ )) متى 3 : 16-17
الإله خروف !!!
(( وهؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه ربُّ الأرباب وملك الملوك )) رؤيا يوحنا 14 : 17
(1/284)
الرب يجهل وقت الحصاد !!!
(( وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ )) مرقس 11: 12-13
الإله مخرب !!!
(( وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُون)) مرقس 11 : 12-14
الرب تعبان !!!
(( فإذا كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر )) يوحنا 4 : 6
الرب ضعيف !!!
(( وظهر له ملاك من السماء يقويه )) لوقا 22 : 43
الرب يحاكم !!!
يحكي الإنجيل انه : تمت محاكمة يسوع أمام رئيس الكهنة وأمام الوالي بيلاطس وأمام هيرودس بينما نفاجئ بأن الرب يقول في سفر إرميا : (( لأنه من مثلى؟ ومن يحاكمني؟ ومن هو الراعي الذي يقف أمامي؟ )) إرميا 49 : 19
الإله ملعون !!!
لأنه مكتوب : ملعون كل من عُلِّقَ على خشبة سفر التثنية [ 21 : 23 ]
الإله قاسي القلب عديم الرحمة !!!
(( إن كان الله معنا فمن علينا، الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين )) رومية 8: 31-33
الرب وضع في قبر بعد أن علق على الصليب !!!
ونحن نسأل : هل الذي قال عنه الكتاب :
(( العلي المتسلط على مملكة الناس )) دانيال 4 : 17 يوضع في قبر ؟
هل الذي قال عنه الكتاب :
(( لا مثيل لك يا رب ، عظيم أنت ، عظيم اسمك ، في الجبروت )) إرميا 10 : 6 يوضع في قبر ؟
(1/285)
كيف يكون المسيح هو الله وقد حكت الأناجيل انه ولد في مذود للبقر ( زريبة بقر ) لوقا 2 : 7
وكيف يكون المسيح هو الله وقد حكت عنه الأناجيل أنه نجس أمه 40 يوماً بعد ولادته لوقا 2 : 22
وكيف يكون المسيح هو الله والمسيح قد صرح بنفسه أنه لم يأتي إلا إلى اليهود ؟ متى 15 : 24
وكيف يكون المسيح هو الله و الإنجيل يخبرنا انه كان يهرب من اليهود ؟ يوحنا 11 : 53
وكيف يكون المسيح هو الله وهو يصرح بأنه مرسل من غيره ؟ يوحنا 8 : 18
وكيف يكون المسيح هو الله والأناجيل تحكي انه تمت محاكمته أمام رؤساء اليهود ، والكتاب يقول أن الرب لا يحاكم ارميا 49 : 19
وكيف يكون المسيح هو الله والإنجيل يخبرنا أنه محتاج لركوب لجحش ؟ متى 21 : 3
وكيف يكون المسيح هو الله والإنجيل يخبرنا انه عاجز وضعيف وقد ظهر له ملاك من السماء ليقويه ؟ [ لوقا 22 : 43 ]
وكيف يكون المسيح هو الله وبولس يخبرنا أن الله سبحانه وتعالى هو إله المسيح رسالته إلى أفسس 1 : 16 _ 17 : (( لاَ أَنْقَطِعُ عَنْ شُكْرِ اللهِ لأَجْلِكُمْ وَعَنْ ذِكْرِكُمْ فِي صَلَوَاتِي، حَتَّى يَهَبَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ حِكْمَةٍ وَإِلْهَامٍ: لِتَعْرِفُوهُ مَعْرِفَةً كَامِلَةً ))
فهذا بيان صريح في أن الله أبو المجد هو إله يسوع ، وبالتالي يسوع عبده ، وهذا ينفي نفي قاطع لإلهية المسيح لأن الإله لا يكون له إله. أن الله سبحانه وتعالى مذكور مراراً على انه رب المسيح و إلهه ، وان الله سبحانه وتعالى موصوف بـ : (( الله أبو ربنا يسوع المسيح )) [ رسالة بطرس الأولى 1 : 3 ]
وكيف يكون المسيح هو الله وبولس يخبرنا أن المسيح ما هو إلا وسيط بين الله والناس ؟ رسالته الأولى إلى تيموثاوس 2 : 5
وصدق الله العظيم إذ يقول :
{ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } ( الحج:74 )
الفهرس(1/286)
ماذا يقول الكتاب المقدس عن الله ؟ 3
هل سمعت أخي القارئ عن كتاب يقول عن الله سبحانه وتعالى انه مثل الحشرة وكالدب وكلبوة ؟ انه كتاب المسيحيين المقدس !
إليكم الأدلة :
الله كالدب :
ونجد هذا الوصف في سفر مراثي إرميا [ 3 : 10 ] فيصف النبي إرميا الرب فيقول : " هُوَ لِي كَدُبٍّ مُتَرَبِّصٍ "
الله كالحشرة :
ونجد هذا الوصف في سفر هوشع [ 5 : 12 ] يقول الرب : " فأنا لافرايم كالعث ولبيت يهوذا كالسوس " والعث هي حشرة تتغذي على الثياب وتتلفها [ معجم الكلمات الصعبة للكتاب المقدس ]
الله كلبوة :
ونجد هذا الوصف في سفر [هوشع 13: 4-8] : يقول الرب " افترسهم هناك كلبوة "
الله كالدودة :
ونجد هذا الوصف في سفر هوشع [ 5 : 12 ] يقول الرب : " فأنا لافرايم كالعث ولبيت يهوذا كالسوس الناخر " والسُّوْس دودٌ يقع في الصوف والثياب والطعام والشجر .
الله كبنات آوي :
ونجد هذا الوصف في سفر ميخا [ 1 : 8 ] يقول الرب عن نفسه : " لِهَذَا أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ وَأَمْشِي حَافِياً عُرْيَاناً، وَأُعْوِلُ كَبَنَاتِ آوَى، وَأَنْتَحِبُ كَالنَّعَامِ "
ومعنى آوي : حيوان من فصيلة الكلاب أكبر من الثعلب حجماً وأصغر من الذئب [ معجم الكلمات الصعبة للعهد القديم ]
ويقول بعض النصارى أن الموصوف بهذا الكلب هو نبي الله ميخا وليس الله !!!!!
الفهرس(1/287)
ألفاظ جنسية فاضحة لا تحمل صفة القداسة والطهارة في الكتاب المقدس
عذراً فليتسع صدر القارئ المسيحي لهذا العنوان المنفر فلدينا الدليل والبرهان على صحته طبقاً للآتي :
سفر نشيد الإنشاد هو أحد أسفار الكتاب المقدس ويدعي المسيحيون أن رب العالمين أوحاه إلى نبيه سليمان عليه السلام وهذا نصه بحسب ترجمة الفاندايك :
نشيد الإنشاد [ 7 : 1 _ 9 ] :
(( مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. 2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ. 3ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ. 5رَأْسُكِ عَلَيْكِ مِثْلُ الْكَرْمَلِ وَشَعْرُ رَأْسِكِ كَأُرْجُوَانٍ. مَلِكٌ قَدْ أُسِرَ بِالْخُصَلِ. 6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! 7قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ: «إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ وَحَنَكُكِ كَأَجْوَدِ الْخَمْرِ. لِحَبِيبِي السَّائِغَةُ الْمُرَقْرِقَةُ السَّائِحَةُ عَلَى شِفَاهِ النَّائِمِينَ ))
. . . قد يأتي مغالط مكابر من عشاق التفسير بالرمز أو ( الشفرة ) ليقول لنا ما لايفهم ولا يتصور في هذا الكلام الجنسي الفاضح . . . وليت شعري ماذا يقصد الله جل جلاله بفخذي المرأة المستديرين و بسرتها وبطنها وثدياها . . . ؟! ( تعالى الله عما يصفون )
(1/288)
أليس من المخجل أن ندعي بأن الله تبارك وتعالى قد أوحى بمثل هذه الكلمات الفاضحة ولو كانت بشكل رمزي ؟! ألم يجد كاتب سفر نشيد الإنشاد ألفاظاً أخرى يستعيض بها عن هذه الألفاظ الذي لا يختلف اثنان على مبلغ وقاحتها ؟ أن هذا الإصحاح من الكتاب المقدس لم يترك شيئاً للأجيال اللاحقة التي تهوي الغزل الجنسي المفضوح ، فهو لاشك مصدر إلهام لمن يسلك طريق الغزل الجنسي الفاضح .
وأخيراً : هل يجرأ الآباء بقراءة هذا الكلام في القداس أمام الرجال والنساء ؟!
الفراش المعطر !!
في سفر الأمثال 7 : 16 ، زانية متزوجة تقول لرجل : (( بالديباج فرشت سريري بموشّى كتان من مصر. عطرت فراشي بمرّ وعود وقرفة. هلم نرتو ودّا إلى الصباح. نتلذذ بالحب. لان الرجل ليس في البيت ))
التغزل بثدي المرأة على صفحات الكتاب المقدس !!
سفر الأمثال [ 5 : 18 ] :
(( وافرح بامرأة شبابك الظبية المحبوبة والوعلة الزهية ، ليروك ثدياها في كل وقت ! ))
نشيد الإنشاد [ 8 : 8 ] :
(( لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ ليس لها ثديان ُ، فَمَاذَا نَصْنَعُ لأُخْتِنَا فِي يَوْمِ خِطْبَتِهَا ؟ ))
ونحن نسأل :
كيف يمكن أن تأتي مثل هذه العبارة المثيرة للشهوة من عند الله تبارك وتعالى ؟!
كيف يصور لنا الكتاب المقدس حجم عورات الشباب وكمية المني الخارج ذكورهم ؟
سفر حزقيال [ 23 : 19 ] :
(( فأكثرت _ أهوليبة _ زناها بذكرها أيام صباها التي فيها زنت بأرض مصر وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيهم كمني الخيل )) ترجمة الفانديك
نحن نسأل :
أليس هذا تصويراً مخجلاً خادشاً للحياء على صفحات الكتاب المقدس ؟!
(1/289)
إن السؤال الأول الذي يخطر على فكر إي إنسان عند قراءة هذه الألفاظ هو التالي : أي أبٍ أو أم أو معلّم مهذِّبٍ يمكن له أن يقول بأنه لا يخجل من التفوّه بعبارات كهذه أمام أطفاله أو أنه يسمح لأطفاله بالتفوّه بها سراً أو علانية؟.. لا بل أي معلّم يسمح حتى لتلاميذه البالغين بالتفوّه بها!
ألم يجد كاتب هذا السفر ألفاظاً أخرى يستعيض بها عن هذه الألفاظ الذي لا يختلف اثنان على مبلغ وقاحتها ؟
كيف يوصي الكتاب المقدس بسرقة النساء واغتصابهن ؟
جاء في سفر القضاة [ 21 : 20 ] :
(( فَأَوْصَوْا بَنِي بَنْيَامِينَ قَائِلِينَ: انْطَلِقُوا إِلَى الْكُرُومِ وَاكْمِنُوا فِيهَا. وَانْتَظِرُوا حَتَّى إِذَا خَرَجَتْ بَنَاتُ شِيلُوهَ لِلرَّقْصِ فَانْدَفِعُوا أَنْتُمْ نَحْوَهُنَّ ، وَاخْطِفُوا لأَنْفُسِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَةً وَاهْرُبُوا بِهِنَّ إِلَى أَرْضِ بَنْيَامِينَ.))
ونحن نسأل :
أين القداسة في هذا الكلام ؟
أوصاف فاضحه مقززه على صفحات الكتاب المقدس :
سفر حزقيال [ 16 : 35 ] :
(( لِذَلِكَ اسْمَعِي أَيَّتُهَا الزَّانِيَةُ قَضَاءَ الرَّبِّ: مِنْ حَيْثُ أَنَّكِ أَنْفَقْتِ مَالَكِ وَكَشَفْتِ عَنْ عُرْيِكِ فِي فَوَاحِشِكِ لِعُشَّاقِكِ . . . هَا أَنَا أَحْشِدُ جَمِيعَ عُشَّاقِكِ الَّذِينَ تَلَذَّذْتِ بِهِمْ، وَجَمِيعَ محبيك مَعَ كُلِّ الَّذِينَ أَبْغَضْتِهِمْ فَأَجْمَعُهُمْ عَلَيْكِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، وَأَكْشِفُ عورتك لهم لينظروا كل عورتك . . . وَأُسَلِّمُكِ لأَيْدِيهِمْ فَيَهْدِمُونَ قبتك وَمُرْتَفَعَةَ نُصُبِكِ، وَينزعون عنك ثيابك وَيَسْتَوْلُونَ عَلَى جَوَاهِرِ زِينَتِكِ وَيَتْرُكُونَكِ عريانة وعارية . ))
ونحن نسأل :
كيف يمكن لرب الأسرة أن يقرأ مثل هذا الكلام على بناته وأولاده بل كيف يمكن له أن يترك كتاباً يحتوى على مثل هذه الألفاظ في بيته ؟ !
(1/290)
شمشون يمارس الزنا مع إحدى البغايا بمدينة غزة على صفحات الكتاب المقدس !
يقول كاتب سفر القضاة [ 16 : 1 ] :
(( ثم ذهب شمشون إلي غزة ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها ))
( راعوث ) تضاجع ( بوعز ) بتوصية من حماتها على صفحات الكتاب المقدس :
يقول كاتب سفر راعوث [ 3 : 4 ] :
(( ومتى اضطجع فاعلمي المكان الذي يضطجع فيه وادخلي واكشفي ناحية رجليه واضطجعي وهو يخبرك بما تعلمين ))
داود النبي يضاجع فتاة صغيرة في فراشه على صفحات الكتاب المقدس !! :
يقول كاتب سفر الملوك الأول [ 1 : 1 ، 3 ] :
(( وشاخ الملك داود . تقدم في الأيام . وكانوا يدثرونه بالثياب فلم يدفأ . فقال له عبيده ليفتشوا لسيدنا الملك على فتاة عذراء فلتقف أمام الملك ولتكن له حاضنة ولتضطجع في حضنك فيدفأ سيدنا الملك ففتشوا عن فتاة جميلة في جميع تخوم إسرائيل فوجدوا ( أبشيج ) الشونمية فجاءوا بها إلي الملك ))
الكتاب المقدس يحدثنا عن 200 غلفة ( جلدة الذكر التي تقطع عند الختان ) قدمت كمهر !!!
جاء في سفر صموئيل الأول [ 18 : 25 ] :
أن نبي الله داود طلب أن يكون زوجاً لأبنة شاول الملك فاشترط شاول عليه أن يكون المهر 100 غلفة :
(( فَأَبْلَغَ عَبِيدُ شَاوُلَ دَاوُدَ بِمَطْلَبِ الْمَلِكِ، فَرَاقَهُ الأَمْرُ، وَلاَ سِيَّمَا فِكْرَةُ مُصَاهَرَةِ الْمَلِكِ. وَقَبْلَ أَنْ تَنْتَهِيَ الْمُهْلَةُ الْمُعْطَاةُ لَهُ، انْطَلَقَ مَعَ رِجَالِهِ وَقَتَلَ مِئَتَيْ رَجُلٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَأَتَى بِغُلَفِهِمْ وَقَدَّمَهَا كَامِلَةً لِتَكُونَ مَهْراً لِمُصَاهَرَةِ الْمَلِكِ. فَزَوَّجَهُ شَاوُلُ عِنْدَئِذٍ مِنِ ابْنَتِهِ مِيكَالَ.))
هل يعقل أن نبي الله داود ينطلق ليبحث عن رجال كي يكشف عوراتهم ويمسك بذكورهم ويقطع غلفهم ؟
وماذا فعلت ميكال بكل هذه الأعضاء التناسلية ؟؟ وأين احتفظت بهم ؟؟
(1/291)
كيف توضع مثل هذه العبارة في كتاب ينسب للرب تبارك وتعالى ؟
لوط يزنى ببناته :
سفر التكوين 19 : 30 : (( 29وَحَدَثَ لَمَّا أَخْرَبَ اللهُ مُدُنَ الدَّائِرَةِ أَنَّ اللهَ ذَكَرَ إِبْرَاهِيمَ وَأَرْسَلَ لُوطاً مِنْ وَسَطِ الِانْقِلاَبِ. حِينَ قَلَبَ الْمُدُنَ الَّتِي سَكَنَ فِيهَا لُوطٌ. 30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» - وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ. )) ( الكتاب المقدس ترجمة الفانديك )
هل يعقل أو يتصور أن هذه اللهجة الجنسية الخادشة للحياء هي من عند الرب تبارك وتعالى ؟!
(1/292)
أي عبرة وأية عظة في قول الكتاب المقدس ، عن ابنتي سيدنا لوط عليه السلام : فسقتا أباهما خمراُ في تلك الليلة ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها . . ؟!
لماذا هذه اللهجة الإباحية والإثارة الجنسية في كتاب ينسب إلي الله ؟!
نبي الله داود يزني بزوجة جاره !
صموئيل الثاني [ 11 : 1 ]
(( قام داود عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحم ، وكانت المرأة جميلة المنظر جدا فأرسل وسأل عن المرأة فقال واحد : أليست هذه بشثبع بنت اليعام امرأة أوريا الحثى ؟ فأرسل داود رجلاً وأخذها ، فدخلت إليه فاضطجع معها وهي مطهرة من طمثها ، ثم رجعت إلى بيتها . وحبلت المرأة فأخبرت داود بذلك فدعا داود زوجها ( أوريا الحثى ) . . . . فأكل أمامه وشرب وأسكره . . . وَفِي الصَّبَاحِ كَتَبَ دَاوُدُ رِسَالَةً إِلَى يُوآبَ، بَعَثَ بِهَا مَعَ أُورِيَّا، جَاءَ فِيهَا: «اجْعَلُوا أُورِيَّا فِي الْخُطُوطِ الأُولَى حَيْثُ يَنْشُبُ الْقِتَالُ الشَّرِسُ، ثُمَّ تَرَاجَعُوا مِنْ وَرَائِهِ لِيَلْقَى حَتْفَه . . . فأرسل داود وضم امرأة اوريا إلي بيته وصارت له امرأة وولدت له ابنا .))
ابن داود يزني بأخته !!
صموئيل الثاني [ 13 : 1 ]
(1/293)
(( 1وَجَرَى بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ لأَبْشَالُومَ بْنِ دَاوُدَ أُخْتٌ جَمِيلَةٌ اسْمُهَا ثَامَارُ، فَأَحَبَّهَا أَمْنُونُ بْنُ دَاوُدَ. وَأُحْصِرَ أَمْنُونُ لِلسُّقْمِ مِنْ أَجْلِ ثَامَارَ أُخْتِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ عَذْرَاءَ، وَعَسُرَ فِي عَيْنَيْ أَمْنُونَ أَنْ يَفْعَلَ لَهَا شَيْئاً. 3وَكَانَ لأَمْنُونَ صَاحِبٌ اسْمُهُ يُونَادَابُ بْنُ شَمْعَى أَخِي دَاوُدَ. وَكَانَ يُونَادَابُ رَجُلاً حَكِيماً جِدّاً. فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا يَا ابْنَ الْمَلِكِ أَنْتَ ضَعِيفٌ هَكَذَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَى صَبَاحٍ؟ أَمَا تُخْبِرُنِي؟» فَقَالَ لَهُ أَمْنُونُ: «إِنِّي أُحِبُّ ثَامَارَ أُخْتَ أَبْشَالُومَ أَخِي». 5فَقَالَ يُونَادَابُ: «اضْطَجِعْ عَلَى سَرِيرِكَ وَتَمَارَضْ. وَإِذَا جَاءَ أَبُوكَ لِيَرَاكَ فَقُلْ لَهُ: دَعْ ثَامَارَ أُخْتِي فَتَأْتِيَ وَتُطْعِمَنِي خُبْزاً وَتَعْمَلَ أَمَامِي الطَّعَامَ لأَرَى فَآكُلَ مِنْ يَدِهَا». 6فَاضْطَجَعَ أَمْنُونُ وَتَمَارَضَ، فَجَاءَ الْمَلِكُ لِيَرَاهُ. فَقَالَ أَمْنُونُ لِلْمَلِكِ: «دَعْ ثَامَارَ أُخْتِي فَتَأْتِيَ وَتَصْنَعَ أَمَامِي كَعْكَتَيْنِ فَآكُلَ مِنْ يَدِهَا». 7فَأَرْسَلَ دَاوُدُ إِلَى ثَامَارَ إِلَى الْبَيْتِ قَائِلاً: «اذْهَبِي إِلَى بَيْتِ أَمْنُونَ أَخِيكِ وَاعْمَلِي لَهُ طَعَاماً». 8فَذَهَبَتْ ثَامَارُ إِلَى بَيْتِ أَمْنُونَ أَخِيهَا وَهُوَ مُضْطَجِعٌ. وَأَخَذَتِ الْعَجِينَ وَعَجَنَتْ وَعَمِلَتْ كَعْكاً أَمَامَهُ وَخَبَزَتِ الْكَعْكَ 9وَأَخَذَتِ الْمِقْلاَةَ وَسَكَبَتْ أَمَامَهُ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ. وَقَالَ أَمْنُونُ: «أَخْرِجُوا كُلَّ إِنْسَانٍ عَنِّي». فَخَرَجَ كُلُّ إِنْسَانٍ عَنْهُ. 10ثُمَّ قَالَ أَمْنُونُ لِثَامَارَ: «اِيتِي بِالطَّعَامِ إِلَى الْمَخْدَعِ فَآكُلَ مِنْ يَدِكِ». فَأَخَذَتْ ثَامَارُ الْكَعْكَ الَّذِي(1/294)
عَمِلَتْهُ وَأَتَتْ بِهِ أَمْنُونَ أَخَاهَا إِلَى الْمَخْدَعِ. 11وَقَدَّمَتْ لَهُ لِيَأْكُلَ، فَأَمْسَكَهَا وَقَالَ لَهَا: «تَعَالَيِ اضْطَجِعِي مَعِي يَا أُخْتِي». 12فَقَالَتْ لَهُ: «لاَ يَا أَخِي، لاَ تُذِلَّنِي لأَنَّهُ لاَ يُفْعَلُ هَكَذَا فِي إِسْرَائِيلَ. لاَ تَعْمَلْ هَذِهِ الْقَبَاحَةَ. 13أَمَّا أَنَا فَأَيْنَ أَذْهَبُ بِعَارِي، وَأَمَّا أَنْتَ فَتَكُونُ كَوَاحِدٍ مِنَ السُّفَهَاءِ فِي إِسْرَائِيلَ! وَالآنَ كَلِّمِ الْمَلِكَ لأَنَّهُ لاَ يَمْنَعُنِي مِنْكَ». 14فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْمَعَ لِصَوْتِهَا، بَلْ تَمَكَّنَ مِنْهَا وَقَهَرَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا. 15ثُمَّ أَبْغَضَهَا أَمْنُونُ بُغْضَةً شَدِيدَةً جِدّاً حَتَّى إِنَّ الْبُغْضَةَ الَّتِي أَبْغَضَهَا إِيَّاهَا كَانَتْ أَشَدَّ مِنَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَحَبَّهَا إِيَّاهَا. وَقَالَ لَهَا أَمْنُونُ: «قُومِي انْطَلِقِي!» 16فَقَالَتْ لَهُ: «لاَ سَبَبَ! هَذَا الشَّرُّ بِطَرْدِكَ إِيَّايَ هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الآخَرِ الَّذِي عَمِلْتَهُ بِي». فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْمَعَ لَهَا، 17بَلْ دَعَا غُلاَمَهُ الَّذِي كَانَ يَخْدِمُهُ وَقَالَ: «اطْرُدْ هَذِهِ عَنِّي خَارِجاً وَأَقْفِلِ الْبَابَ وَرَاءَهَا». 18وَكَانَ عَلَيْهَا ثَوْبٌ مُلوَّنٌ، لأَنَّ بَنَاتِ الْمَلِكِ الْعَذَارَى كُنَّ يَلْبِسْنَ جُبَّاتٍ مِثْلَ هَذِهِ. فَأَخْرَجَهَا خَادِمُهُ إِلَى الْخَارِجِ وَأَقْفَلَ الْبَابَ وَرَاءَهَا. 19فَجَعَلَتْ ثَامَارُ رَمَاداً عَلَى رَأْسِهَا، وَمَزَّقَتِ الثَّوْبَ الْمُلَوَّنَ الَّذِي عَلَيْهَا، وَوَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَكَانَتْ تَذْهَبُ صَارِخَةً. 20فَقَالَ لَهَا أَبْشَالُومُ أَخُوهَا: «هَلْ كَانَ أَمْنُونُ أَخُوكِ مَعَكِ؟ فَالآنَ يَا أُخْتِي اسْكُتِي. أَخُوكِ هُوَ. لاَ تَضَعِي قَلْبَكِ عَلَى هَذَا الأَمْرِ ))
(1/295)
ومن العجب أن الكاتب وصف ( يوناداب ) الذي شجع ابن عمه ( أمنون ) ابن داود عليه السلام ووضع له الخطة لإرتكاب الخطية الجنسية بأنه راجح العقل وأحكم الحكماء !!!
ممارسة الجنس بين زوجة الابن وحميها على صفحات الكتاب المقدس
سفر التكوين [ 38 : 13 ]
(( فَقِيلَ لِثَامَارَ: «هُوَذَا حَمُوكِ قَادِمٌ لِتِمْنَةَ لِجَزِّ غَنَمِهِ». فَنَزَعَتْ عَنْهَا ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا، وَتَبَرْقَعَتْ وَتَلَفَّعَتْ وَجَلَسَتْ عِنْدَ مَدْخَلِ عَيْنَايِمَ الَّتِي عَلَى طَرِيقِ تِمْنَةَ، . . . فَعِنْدَمَا رَآهَا يَهُوذَا ظَنَّهَا زَانِيَةً لأَنَّهَا كَانَتْ مُحَجَّبَةً، فَمَالَ نَحْوَهَا إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ وَقَالَ: «هاتي أدخل عليك ». وَلَمْ يَكُنْ يَدْرِي أَنَّهَا كَنَّتُهُ. فَقَالَتْ: «مَاذَا تُعْطِينِي لِكَيْ تُعَاشِرَنِي؟» فَقَالَ: «أَبْعَثُ إِلَيْكِ جَدْيَ مِعْزَى مِنَ الْقَطِيعِ». فَقَالَتْ: «أَتُعْطِينِي رَهْناً حَتَّى تَبْعَثَ بِهِ؟» فَسَأَلَهَا: «أَيُّ رَهْنٍ أُعْطِيكِ؟» فَأَجَابَتْهُ: «خَاتَمُكَ وَعِصَابَتُكَ وَعَصَاكَ». فَأَعْطَاهَا مَا طَلَبَتْ، وَعَاشَرَهَا فَحَمَلَتْ مِنْهُ. ثُمَّ قَامَتْ وَمَضَتْ، وَخَلَعَتْ بُرْقَعَهَا وَارْتَدَتْ ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا.
وَعِنْدَمَا أَرْسَلَ الْجَدْيَ مَعَ صَاحِبِهِ الْعَدُلاَمِيِّ لِيَسْتَرِدَّ الرَّهْنَ مِنْ يَدِ الْمَرْأَةِ فلَمْ يَجِدْهَا. فَسَأَلَ أَهْلَ الْمَكَانِ: «أَيْنَ الزَّانِيَةُ الَّتِي كَانَتْ تَجْلِسُ عَلَى الطَّرِيقِ فِي عَيْنَايِمَ؟» فَقَالُوا: «لَمْ تَكُنْ فِي هَذَا الْمَكَانِ زَانِيَةٌ». . . وَبَعْدَ مُضِيِّ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ قِيلَ لِيَهُوذَا: «ثَامَارُ كَنَّتُكَ زَنَتْ، وَحَبِلَتْ مِنْ زِنَاهَا».))
قصة جنسية رمزية ( العاهرتين : أهولا وأهوليبا )
حزقيال [ 23 : 1 ]
(1/296)
(( وَأَوْحَى إِلَيَّ الرَّبُّ بِكَلِمَتِهِ قَائِلاً: «يَا ابْنَ آدَمَ، كَانَتْ هُنَاكَ امْرَأَتَانِ، ابْنَتَا أُمٍّ وَاحِدَةٍ، زَنَتَا فِي صِبَاهُمَا فِي مِصْرَ حَيْثُ دُوعِبَتْ ثُدِيُّهُمَا، وَعُبِثَ بِتَرَائِبِ عِذْرَتِهِمَا. اسْمُ الْكُبْرَى أُهُولَةُ وَاسْمُ أُخْتِهَا أُهُولِيبَةُ، وَكَانَتَا لِي وَأَنَجْبَتَا أَبْنَاءَ وَبَنَاتٍ، أَمَّا السَّامِرَةُ فَهِيَ أُهُولَةُ، وَأُورُشَلِيمُ هِيَ أُهُولِيبَةُ. وَزَنَتْ أُهُولَةُ مَعَ أَنَّهَا كَانَتْ لِي، وَعَشِقَتْ مُحِبِّيهَا الأَشُّورِيِّينَ الأَبْطَالَ. الْلاَّبِسِينَ فِي الأَرْدِيَةَ الأُرْجُوَانِيَّةِ مِنْ وُلاَةٍ وَقَادَةٍ. وَكُلُّهُمْ شُبَّانُ شَهْوَةٍ، وَفُرْسَانُ خَيْلٍ. فَأَغْدَقَتْ عَلَى نُخْبَةِ أَبْنَاءِ أَشُورَ زِنَاهَا، وَتَنَجَّسَتْ بِكُلِّ مَنْ عَشِقَتْهُمْ وَبِكُلِّ أَصْنَامِهِمْ. وَلَمْ تَتَخَلَّ عَنْ زِنَاهَا مُنْذُ أَيَّامِ مِصْرَ لأَنَّهُمْ ضَاجَعُوهَا مُنْذُ حَدَاثَتِهَا، وَعَبَثُوا بِتَرَائِبِ عِذْرَتِهَا وَسَكَبُوا عَلَيْهَا شَهَوَاتِهِمْ، لِذَلِكَ سَلَّمْتُهَا لِيَدِ عُشَّاقِهَا أَبْنَاءِ أَشُورَ الَّذِينَ أُوْلِعَتْ بِهِمْ. فَفَضَحُوا عَوْرَتَهَا، وَأَسَرُوا أَبْنَاءَهَا وَبَنَاتِهَا، وَذَبَحُوهَا بِالسَّيْفِ، فَصَارَتْ عِبْرَةً لِلنِّسَاءِ وَنَفَّذُوا فِيهَا قَضَاءً.وَمَعَ أَنَّ أُخْتَهَا أُهُولِيبَةَ شَهِدَتْ هَذَا، فَإِنَّهَا أَوْغَلَتْ أَكْثَرَ مِنْهَا فِي عِشْقِهَا وَزِنَاهَا، إِذْ عَشِقَتْ أَبْنَاءَ أَشُّورَ مِنْ وُلاَةٍ وَقَادَةٍ الْمُرْتَدِينَ أَفْخَرَ اللِّبَاسِ، فُرْسَانَ خَيْلٍ وَجَمِيعُهُمْ شُبَّانُ شَهْوَةٍ. فَرَأَيْتُ أَنَّهَا قَدْ تَنَجَّسَتْ، وَسَلَكَتَا كِلْتَاهُمَا فِي ذَاتِ الطَّرِيقِ. غَيْرَ أَنَّ أُهُولِيبَةَ تَفَوَّقَتْ فِي زِنَاهَا، إِذْ حِينَ نَظَرَتْ إِلَى صُوَرِ رِجَالِ(1/297)
الْكَلْدَانِيِّينَ الْمَرْسُومَةِ عَلَى الْحَائِطِ بِالْمُغْرَةِ، مُتَحَزِّمِينَ بِمَنَاطِقَ عَلَى خُصُورِهِمْ، وَعَمَائِمُهُمْ مَسْدُولَةٌ عَلَى رُؤُوسِهِمْ، وَكُلُّهُمْ بَدَوْا كَرُؤَسَاءِ مَرْكَبَاتٍ مُمَاثِلِينَ تَمَاماً لأَبْنَاءِ الْكَلْدَانِيِّينَ فِي بَابِلَ أَرْضِ مِيلاَدِهِمْ، عَشِقَتْهُمْ وَبَعَثَتْ إِلَيْهِمْ رُسُلاً إِلَى أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ. فَأَقْبَلَ إِلَيْهَا أَبْنَاءُ بَابِلَ وَعَاشَرُوهَا فِي مَضْجَعِ الْحُبِّ وَنَجَّسُوهَا بِزِنَاهُمْ. وَبَعْدَ أَنْ تَنَجَّسَتْ بِهِمْ كَرِهَتْهُمْ. وَإِذْ وَاظَبَتْ عَلَى زِنَاهَا عَلاَنِيَةً، وَتَبَاهَتْ بِعَرْضِ عُرْيِهَا، كَرِهْتُهَا كَمَا كَرِهْتُ أُخْتَهَا. وَمَعَ ذَلِكَ أَكْثَرَتْ مِنْ فُحْشِهَا، ذَاكِرَةً أَيَّامَ حَدَاثَتِهَا حَيْثُ زَنَتْ فِي دِيَارِ مِصْرَ. فَأُوْلِعَتْ بِعُشَّاقِهَا هُنَاكَ، الَّذِينَ عَوْرَتُهُمْ كَعَوْرَة ِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ. وَتُقْتِ إِلَى فُجُورِ حَدَاثَتِكِ حِينَ كَانَ الْمِصْرِيُّونَ يُدَاعِبُونَ تَرَائِبَ عِذْرَتِكِ طَمَعاً فِي نَهْدِ صباك . ))
وختاماً يقول الأستاذ احمد ديدات :
أن السلطات في كثير من دول العالم تحظر طبع ونشر بعض الكتب لورود الكلام الفاحش والخارج عن الذوق العام فيها وهو أقل فحشاً من مثل هذا الكلام المطبوع المنشور على صفحات الكتاب المقدس والعجب أنهم يدعون أن هذا الكلام الاباحي الطافح بالنزوة والشهوة قد ورد في الكتاب المقدس للعضة !
ونحن نقول :
إن الناس أغنى عن مثل هذا الفحش والإثارة الجنسية في هذه العظات ، وهل من المعقول أن يقرأ مثل هذا الكلام الاباحي المثبت في الكتاب المقدس فتيان وفتيات مراهقون ومراهقات ؟! أليس من الأوفق إبعاد مثل هذا الكتاب المقدس عن أيدي البنين والبنات ؟
(1/298)
أية عظة تلك التي تحصل عليها المرأة المسيحية عندما تقرأ أن المسيح قد دافع عن إمرأة زانية قال له اليهود : (( موسى في الناموس أوصانا أن هذه ترجم )) [ يوحنا 8 : 5 ] . (( ولما استمروا يسألونه انتصب وقال لهم : من كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر )) [ يوحنا 8 : 7 ]
أليست هذه تأشيرة دخول أو مرور أعطاهما المسيح لك أيتها المسيحية كي تدخلي عالم أو دنيا الزانيات ؟!!
فكل الناس خطاة آثمون وليس الزانيات وحدهن هن اللائي يقترفن الآثام والمعاصي والموبقات .
ياله من دفاع عن الزانيات لا أساس له من الصحة في مثل هذه الروايات التي يصل التلفيق فيها إلي حد إسناد الدفاع عن الزانيات إلي المسيح عليه السلام ، وما أغنى البشرية عن مثل هذه العظات !
لقد أهداني أحد الأخوان هذا الموقع : http://www.postfun.com/pfp/NC-17Bible.html
وعلى الرغم من أن صاحبه مسيحي ولكنه يستخرج من كتابهم الأشياء التي يمكننا أن نطلق عليها للكبار فقط وقد جمع فيه كاتبه كثيراً من عبارات الجنس الفاضحة الواردة بالإنجيل . وهذا موقع آخر :
http://biblia.com/sex/prostitution.htm
الفهرس(1/299)
هل هذا كلام الله ؟!!
إليك أيها القارئ الكريم بعض الفقرات من العهدين القديم والجديد والتي لا تمت لوحي الله بأي صلة إلا أن المسيحيون يقدسونها ويعتبرونها وحي من رب العالمين :
يقول بولس في رسالته الثانية إلي صديقه تيموثاوس [ 4 : 9 ] بحسب ترجمة الفاندايك : " بادر أن تجيء إلي سريعا لأن ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر وذهب إلى تسالونيكي وكريسكيس إلى غلاطية وتيطس إلى دلماطية.لوقا وحده معي.خذ مرقس واحضره معك لأنه نافع لي للخدمة. أما تيخيكس فقد أرسلته إلى أفسس..الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس احضره متى جئت والكتب أيضا ولا سيما الرقوق."
ثم يقول له في الفقرة 19 من نفس الرسالة : " سلم على فرسكا واكيلا وبيت انيسيفورس. اراستس بقي في كورنثوس.وأما تروفيمس فتركته في ميليتس مريضا. بادر أن تجيء قبل الشتاء.يسلم عليك افبولس وبوديس ولينس وكلافدية والإخوة جميعا. "
ونحن نسأل :
أي عاقل يقول : إن هذا الكلام الذي هو رسالة شخصية محضة ، تتعلق بطلب بولس من صديقه الحضور سريعاً وتتعلق برداءه الشخصي وطلب السلام على فلان وبيت فلان ... أي عاقل يقول أنها وحي من عند رب العالمين ؟!
ما علاقة هذا الكلام بوحي السماء حتى يوضع في كتاب ينسب إلي الرب تبارك وتعالى ؟ !
ويقول بولس لصديقه تيطس [ تي 3 : 12 ] : " حينما أرسل إليك ارتيماس أو تيخيكس بادر أن تأتي إلي إلى نيكوبوليس لأني عزمت أن أشتي هناك."
فهل أصبح قول بولس لصديقه " تيطس " أنه قرر أن يشتي في المكان الفلاني وحي من عند رب العالمين ؟!!
وجاء في رسالة بولس إلى أهل رومية [ 16 : 21 ] : " يسلم عليكم تيموثاوس العامل معي ولوكيوس وياسون وسوسيباترس انسبائي. أنا ترتيوس كاتب هذه الرسالة اسلم عليكم في الرب. يسلم عليكم غايس مضيفي ومضيف الكنيسة كلها. يسلم عليكم اراستس خازن المدينة وكوارتس الأخ. "
ما علاقة هذه التحيات والسلامات بكلمة الله ؟!
(1/300)
إن هذه الفقرات تؤكد أن رسائل بولس ليست وحي من الله وإنما رسائل متبادلة أدخلت في الكتاب لتصير وحياً . وإلا فماذا ينفع وجود نص في كتاب ينسب إلى الله يتعلق برداء بولس الشخصي ؟! وينص يعلن فيه بولس انه سوف يشتي في المكان الفلاني ؟! ونص يبعث فيه سلامات وتحيات شخصية ؟
وهناك الكثير من النصوص التافهة التي احتواها كتاب النصارى المقدس وإذا تتبعناها يطول بنا الكلام إلي أبعد مدى وسوف نكتفي بالأمثلة التالية :
ورد في سفر صموئيل " فبادرت أبيجال وأخذت مائتي رغيف خبز وزقي خمر ، وخمسة خرفان مهيئة ، وخمس كيلات من الفريك ومائتي عنقود من الزبيب ، ومائتي قرص من التين ، ووضعتها على الحمير " صموئيل الأول [ 25/18 ] .
وفي سفر الأيام الأول [ 24 - 27 ] يعرض لنا قائمة طويلة لوكلاء داود وولاته .
وفي سفر الملوك الأول إصحاحان كاملان في وصف الهيكل وطوله وعرضه وسماكته وارتفاعه وعدد نوافذه وأبوابه ......وتفاصيل تزعم التوراة أنها المواصفات التي يريدها الرب لمسكنه الأبدي : " وَكَانَ طُولُهُ مِئَةَ ذِرَاعٍ وَعَرْضُهُ خَمْسِينَ ذِرَاعاً وَارْتِفَاعُهُ ثَلاَثِينَ ذِرَاعاً ، وَيَقُومُ عَلَى أَرْبَعَةِ صُفُوفٍ مِنْ أَعْمِدَةٍ مَصْنُوعَةٍ مِنْ خَشَبِ الأَرْزِ، تَرْتَكِزُ عَلَيْهَا عَوَارِضُ خَشَبِيَّةٌ مُنَسَّقَةٌ مِنْ خَشَبِ الأَرْزِ. وَامْتَدَّ سَقْفٌ مِنْ خَشَبِ الأَرْزِ فَوْقَ هَذِهِ الْعَوَارِضِ الْمُنَسَّقَةِ البَّالِغَةِ خَمْساً وَأَرْبِعِينَ عَارِضَةً، قَائِمَةً عَلَى الأَعْمِدَةِ، وَقَدْ نُسِّقَتْ فِي صُفُوفٍ ثَلاَثَةٍ، يَتَأَلَّفُ كُلُّ صَفٍّ مِنْهَا مِنْ خَمْسَ عَشْرَةَ عَارِضَةً. . . " انظر ملوك الأول [ 6/1 - 7/1 ]
وفي أخبار الأيام الأول ست عشرة صفحة كلها أنساب لآدم وأحفاده وإبراهيم وذريته . انظر الأيام الأول [ 1/1 - 9/44 ]
(1/301)
ثم قائمة أخرى بأسماء العائدين من بابل حسب عائلاتهم ، وأعداد كل عائلة إضافة لأعداد حميرهم وجمالهم و ....... انظر سفر عزرا [ 2/1 - 67] وقوائم أخرى بأعداد الجيوش والبوابين من كل سبط ، وعدد كل جيش و ......... انظر سفر أخبار الأيام الأول [ 23/1 - 27/34] .
وفي سفر الخروج يأمر موسى بصناعة التابوت بمواصفات دقيقة تستمر تسع صفحات ، فهل وحي ينزل بذلك كله وغيره مما يطول المقام بتتبعه .
ومن المدهش أن الذين كتبوا التوراة قد وقعوا فيما نسميه بالسرقة الأدبية كما في ذكر نص ثم إعادته في موضع آخر، ومنه : تطابق سفر الملوك الثاني [ 19/1 - 12 ] مع إشعيا [ 37/1 - 12] كلمة بكلمة ، وحرفاً بحرف ، بل وشولة بشولة !!!
وتكرر هذا النقل في إصحاحات أخرى مع تغيير بسيط لا يذكر في بعض الكلمات انظر على سبيل المثال :
1" الإصحاح 10 من سفر أخبار الأيام الأول هو تكرار حرفي للإصحاح 31 من صموئيل الأول .
2" الإصحاح 17 من سفر أخبار الأيام الأول تكرار حرفي للإصحاح 7 من سفر صموئيل الثاني .
3" الإصحاح 19 من سفر أخبار الأيام الأول تكرار حرفي للإصحاح 10 من سفر صموئيل الثاني .
4" الإصحاح 18 من سفر أخبار الأيام الأول تكرار حرفي للإصحاح 8 من سفر صموئيل الثاني .
أن تكرار النصوص على هذا النحو يدل على العبث البشري الذي أصاب الكتاب المقدس .
---------------------------------------------------
هل الله هو المتكلم في هذه النصوص ؟
وهل يتكلم الله بهذا الأسلوب ؟
_ سفر الخروج [ 5 : 22 ] : " فرجع موسى إلى الرب وقال يا سيد لماذا أسأت إلى هذا الشعب . لماذا أرسلتني . فانه منذ دخلت إلى فرعون لا تكلم باسمك أساء إلى هذا الشعب . وأنت لم تخلّص شعبك " .
هل يمكن لنبي الله موسى أن يتكلم مع الله بهذه الوقاحة ؟
مزمور [ 10 : 1 ] : " يا رَبُّ : لماذا تقف بعيداً ؟ لماذا تختفي في أزمنة الضيق ؟ "
هل الله يقول في كتابه : يا رب لماذا تقف بعيداً ؟!!
(1/302)
_ مزمور [ 35 : 17 ] : " يا رب إلى متى تنتظر .. لا يشمت بي الذين هم أعدائي باطلاً استيقظ وانتبه إلى حكمي "
هل الله يقول في كتابه : يا رب إلى متى تنتظر . . . . استيقظ وانتبه . . . . هل هذا كلام الله ؟
_ مزمور [40 : 17 ] : " يا إلهي لا تبطئ " [ ترجمة الفانديك ]
_ مزمور [ 89 : 46 ] : " حتى متى يا رب تختبئ كل الاختباء ؟ " " حتى متى ، يَتَّقِدُ غَضَبُكَ كَالنَّارِ ؟ "
هل الله يقول في كتابه : حتى متى يا رب تختبئ كل الاختباء ؟!!
_ سفر إشعياء [ 63 : 17 ] : " لماذا أضللتنا يا رب عن طرقك ؟ قسيت قلوبنا عن مخافتك . "
_ سفر مراثي إرميا [ 3 : 1 ] : " بادت ثقتي ورجائي من الرب . "
أهذا كلام الله ؟ كيف يمكن أن يتعبد به إلى الله ؟!(1/303)
أخطاء وأغلاط في الكتاب المقدس
كما إن بين الأناجيل تناقضات واختلافات كثيرة يوجد بها أيضاً أخطاء كثيرة والهدف من ذكر هذه الأخطاء هو التأكيد على شيء مهم وهو نفي صفة الوحي عن هذه الأسفار .
وإليك أيها القارئ الكريم بعض منها :
الخطأ الأول :
قال متى في [ 2 : 14 - 15 ] : ( فقام يوسف وأخذ الطفل وأمه ليلاً ورحل إلى مصر فأقام فيها إلى أن مات هيرودس ، ليتم ما قال الرب بلسان النبي : من مصر دعوت ابني ) .
إن المراد بلسان النبي القائل : ( من مصر دعوت ابني ) هو هوشع ، انظر سفر هوشع [ 11 : 1 ] . إلا إن هذا الاستشهاد الذي قام به متى من سفر هوشع هو استشهاد خاطئ ، لأنه لا علاقة بعبارة هوشع بالمسيح عليه السلام لأن هذه الفقرة جاءت لبيان الإحسان الذي فعله الله في عهد موسى عليه السلام على بني اسرائيل وخروجهم من مصر وأن المقصود بالابن هو "اسرائيل" لا المسيح المنتظر .
يقول الأستاذ أحمد عبد الوهاب في كتابه المسيح في مصادر العقائد المسيحية في الفصل الرابع تحت عنوان خطأ فهم أسفار العهد القديم بعد أن بين أن لفظ ابن الله قد أطلق على الأنبياء كسليمان وداود ، و أطلق على الشعب الإسرائيلي كما في سفر الخروج ، فيقول :
(1/304)
ولهذا فإن سفر هوشع حين يذكر بعضاً من رحمة الله التي أنعم بها فيما مضى على الشعب الإسرائيلي ، فانه يذكر دعوة الله له بالخروج من مصر تحت قيادة موسى ، ليخلصهم من ذل العبودية التي ذاقوها على يد فرعون . وفي هذا يقول هوشع في [ 11 : 1 ] : ( لما كان اسرائيل غلاماً أحببته ومن مصر دعوت ابني ) . لكن متى رأى أنه يمكن الربط بين دعوة الشعب الإسرائيلي للخروج من مصر ، وبين عودة الصبي يسوع منها بعد وفاة الطاغية هيرودس إذ أن الحدثين _ الخروج والعودة _ يتعلقان بمصر ولذلك تجده يقول : ( قام يوسف زوج مريم ) وأخذ الصبي وأمه ليلاً وانصرف إلى مصر وكان هناك إلى وفاة هيرودس . لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل : ( من مصر دعوت ابني )
إن هذه الشهادة التي ساقها متى من سفر هوشع إنما تشير إلى دعوة الرب للشعب الإسرائيلي باعتباره ابناً له للخروج من مصر ( على عهد موسى ) ، وليس هناك ما يجعلها نبوءته تشير إلى عودة للصبي يسوع لأن ما ذكرته أسفار العهد القديم عن دعوة الابن من مصر لا يخرج عن كونه مجرد سرد لحادث مضى.
الخطأ الثاني :
ورد في متى [ 27 : 9 ] قوله : ( حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي القائل: وأخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمَّن الذي منوه من بني إسرائيل )
من تأمل في استشهاد متى لهذه العبارة من سفر أرميا ، يرى أنها من الكذب العظيم لأن العبارة المستشهد بها هي من سفر زكريا !!! فيكون لفظ إرميا غلط، فاحش . فليزم من هذا أن ما كتبه متى ، لم يكن بطريق الإلهام .
وقد اعترف المستر جوويل ، في كتابه المسمى ( بكتاب الأغلاط ) المطبوع سنة 1841 أنه غلط من متى ، وأقر به هورون في تفسيره المطبوع سنة 1822 حيث قال : في هذا النقل إشكال كبير جداً لأنه لا يوجد في كتاب إرميا مثل هذا ويوجد في [ 11 : 3 ] من سفر زكريا لكن لا يطابق ألفاظ متى ألفاظه .
أضف إلي ذلك إن استشهاد متى بالعبارة السابقة لا علاقة له في الحكاية التي يرويها .
(1/305)
وكفى دليلاً على كذبه أنه نقل النص المذكور خلاف ما هو محرر في الأصل ونسبه إلى إرمياء مع أنه من زكريا فذلك هو شأن المدلسين .
ويبين الأستاذ أحمد عبد الوهاب في كتابه ( المسيح في مصادر العقائد المسيحية ) الفهم الخاطئ لهذه النبوءة التي استشهد بها متى في إنجيله فيقول :
يتكلم سفر زكريا عما حدث بينه وبين شعبه فيقول في [ 11 : 12] : ( فقلت لهم إن حسن في أعينكم فأعطوني أجرتي والى فامتنعوا. فوزنوا أجرتي ثلاثين من الفضة. فقال لي الرب القها إلى الفخاري الثمن الكريم الذي ثمنوني به. فأخذت الثلاثين من الفضة وألقيتها إلى الفخاري في بيت الرب. )
لكن إنجيل متى يربط بين هذه الحادثة التي وقعت لزكريا ، وبين ما قاله عن يهوذا الذي خان المسيح نظير ثمن قليل من الفضة _ فبقول في [ 27 : 3 _ 10 ] : ( حينئذ لما رأى يهوذا الذي أسلمه انه قد دين ندم وردّ الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ قائلا قد أخطأت إذ سلمت دما بريئا .فقالوا ماذا علينا .أنت أبصر فطرح الفضة في الهيكل وانصرف .ثم مضى وخنق نفسه فاخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا لا يحل إن نلقيها في الخزانة لأنها ثمن دم فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء لهذا سمي ذلك الحقل حقل الدم إلى هذا اليوم ، حينئذ تم ما قيل بارميا النبي القائل وأخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمن الذي ثمنوه من بني اسرائيل وأعطوها عن حقل الفخاري كما أمرني الرب )
وليست مشكلة هذه الشهادة أن كاتب إنجيل متى أخطأ فيها من حيث الشكل والإطار العام ، حين حسبها من سفر إرميا بينما هي من سفر زكريا ، لكن فيها أخطاء موضوعية تتضح لنا حين نقارن بين عناصرها ، والعناصر التي تحتوي عليها قصة هلاك يهوذا الخائن ، في متى ، فنجد أن القصتين على طرفي نقيض ، ولا يمكن أن تكون _ قصة زكريا صورة مطابقة سبق التنبؤ بها للقصة الثانية التي ذكرها متى عن نهاية يهوذا _ ذلك أن :
(1/306)
بطل قصة زكريا هو نبي كريم يتلقى الوحي من الله ، بينما بطل قصة متى هو شخص خائن حقير صارت خيانته مثل سوء في العالم .
ولقد تسلم زكريا 30 من الفضة ثمناً كريماً ارتضاه الله لصنيعه مع شعبه ، بينما كانت الفضة التي تسلمها يهوذا ثمناً خسيساً يرفضه كل الناس بما فيهم يهوذا الخائن نفسه ، الذي ندم على فعلته وأرجع ثمن الخيانة في خزينة الرب .
ولما كانت فضة زكريا ثمناً كريماً فأنها قبلت في بيت الرب ، أما فضة يهوذا ، فكما أنها رفضت من يهوذا نفسه ، فأنها رفضت كذلك من كهنة اسرائيل الذين أبوا أن يقبلوها في خزينة الرب ، لأنها ثمن رجس على شاكلة ما حرمته شريعة موسى كما في تثنية [ 23 : 18 ] .
وجدير بالذكر أن مرقس [ 14 : 10 _ 11 ] لم يحدد قيمة ثمن الخيانة وكذلك لوقا [22 : 4 _6 ]
ومن هذا نتبين أن متى قد أنفرد عن بقية الأناجيل ومنها يوحنا بتحديد ثمن الخيانة بثلاثين من الفضة وما ذلك إلا لأن فقرة زكريا التي تكلمت عن 30 من الفضة والفخاري كانت في ذاكرة متى وهو يكتب إنجيله ، ولهذا قرر اعتبارها شهادة عن نهاية الخائن يهوذا .
ولا نظن أحداً لديه شك في هذه الشهادة التي ساقها متى خاطئة شكلاً وموضوعاً . فثبت أن متى يكتب من غير إلهام .
الخطأ الثالث :
قال متى في إنجيله [ 1 : 3 ] مستدلاً للمسيح وولادته من مريم بنبوءة سابقة جاءت على لسان إشعياء في [14:7 ] : ( وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل : هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه : ( عمانوئيل ) الذي تفسيره الله معنا ) .
إن هذا الاستشهاد الذي قام به متى من سفر إشعياء هو استشهاد خاطئ لأن كلام إشعياء لا ينطبق على المسيح فإن له قصة تدل على المراد به :
(1/307)
فلو قمنا بقراءة الإصحاح من سفر إشعياء كاملا لرأينا إن هذه الفقرة لا تتنبأ عن المسيح القادم بل هي وعد الله لأحاز بن يوثان ملك يهوذا على لسان النبي إشعيا بأنه سوف يعطيه أية وعلامة لزوال ملك أعدائه وقد بين له النبي إشعياء آية خراب ملك أعدائه وزواله وهي أن امرأة شابة تحبل و تلد ابناً يسمى عمانوئيل ثم تصبح أرض أعداءه خراباً قبل أن يميز هذا الصبي بين الخير والشر فتقول الفقرة السادسة عشر من الإصحاح السابع من سفر إشعيا : ( لأنه قبل إن يعرف الصبي إن يرفض الشر ويختار الخير تخلى الأرض التي أنت خاش من ملكيها ) إي إن أحاز سوف ينتصر على " إِسْرَائِيلَ وَأَرَامَ"، قبل إن يميز الصبي بين الخير و الشر.
وإذا رجعنا إلى النص العبري حسب ألنسخه المسوريه لسفر إشعياء نرى إن الكلمة المترجمة إلى"عذراء" في النص العبري هي كلمة " شابة " و ليس عذراء كما في الترجمة العربية ، و هكذا نرى إن الترجمة العربية لم تكن أمينه في ترجمة النص من سفر إشعياء.
ثم نرى كيف قام كاتب الإنجيل المنسوب إلى متى باستعمال كلمة "عذراء" بدل كلمة " شابه" عند اقتباسه لهذه الآية من سفر إشعياء لجعلها نبوءة تحققت في المسيح عليه السلام.
ثم إن المسيح عليه السلام لم يدعى "عمانوئيل " بل يسوع .
ثم إن صيغة الأفعال هي في الماضي .
و هكذا نرى كيف قام كاتب إنجيل متى بخطأ الاستشهاد بفقرات من العهد القديم لا تتعلق بالمسيح من قريب أو بعيد، بالإضافة إلى تحريفه لكلمة "شابه" و استبدالها بكلمة "عذراء" لتحقق نبوته المزعومة.
إن هذا الخطأ إن دل على شيء فإنما يدل على إن متى قد كتب إنجيله بغير إلهام لأن الملهم من الله لا يقع بثمل هذا الخطأ .
الخطأ الرابع :
استشهد مرقس في [ 1 : 2 ] بالعهد القديم فيقول : كما هو مكتوب في الأنبياء : ( ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك )
(1/308)
لكننا نجد في هذا الاستشهاد تخالف بين النص والأصل لأنه منقول من سفر ملاخي [ 3 : 1 ] وعبارة النص في أصله هكذا ( هأنذا أرسل ملاكي فيهيئ الطريق أمامي )
وبين المنقول والمنقول عنه اختلاف من وجهين :
الوجه الأول : أن لفظ ( أمام وجهك ) لم يوجد في كلام ملاخي .
الوجه الثاني : أن نص ملاخي في الجملة الثانية بضمير المتكلم ونقلها مرقس وغيره بضمير الخطاب .
أبعد هذا يمكن أن يقال لكتبة الأناجيل أنهم ملهمين من الله ؟
ومن المتناقضات الظريفة في هذا الموضوع أن ( ميخا ) وهو من رواة توراتهم صرح في الإصحاح الخامس العدد الثاني ما نصه : ( أما أنت يا بيت لحم أفراته ، وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا ، فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطاً على إسرائيل ) فأخذ هذه العبارة متى فذكرها في الإصحاح الثاني العدد السادس على أنها نبوءة من النبي ميخا قد تحققت في المسيح ، ولكنه ذكرها محرفة متغيرة وإليك نص ما قال : ( وأنت يا بيت لحم ، أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا ، لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل ) فـ( ميخا ) يقول يا بيت لحم أنت وإن كنت قرية صغيرة وأما ( متى ) فإنه يقول يا بيت لحم أنت لست صغيرة ولم لم ينسب ( متى ) هذه العبارة إلى ( ميخا ) النبي لكان من الممكن تأويلها ولكنه نسبها إليه ، فمن أدب الأنبياء الملهمين ألا يتناقض بعضهم بعضا في العبارة ، فهذا يقول : أنت صغيرة وذاك يقول لست صغيرة .
(1/309)
وعلى كل حال فلم تنطبق هذه النبوءة على المسيح بأي حال من الأحوال كما هو صريح أناجيلهم جميعاً فإن المسيح لم يتسلط على إسرائيل طرفة عين ، بل بالعكس أقام بينهم زمناً يسيراً يصارعونه ويحاربونه فيه حتى إنهم أرادوا قتله . . . حتى أن أقرب الناس إليه وألصقهم به وهو سمعان بطرس أنكره وأنكر معرفته إياه ، بقسم ولعن ، فإن تلك السلطنة وأين ذلك التدبير ؟ فإما أن يكون المراد بما قاله ميخا شخصاً آخر سوى المسيح المذكور في أناجيلهم ، وإما أن تكون العبارتان المذكورتان في ميخا ومتى كاذبتين معاً . ولهذا نجد أن (( هورن )) وهو من محققي المسيحيين قال إن عبارة التوراة محرفة . . وقد حكم هورن بالتحريف بناء على عدم تطابق العبارتين في الصورة ولكن العبارتين متناقضتين في المعنى أيضاً لأن الواقع يكذب عبارة ( متى ) خصوصاً أن التوراة قد حكمت بأن نسل يواقيم لا يجلس منه على كرسي داود وحكم متى بأنه لا بد من أن المسيح يملك كرسي داود وهو من نسله كما في سلسلة نسب المسيح وذلك تناقض ظاهر لا يخفى على أحد من العقلاء .
الخطأ الخامس :
جاء في إنجيل متى (2 : 18 ) ( حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي القائل : صوت سمع في الرامة – نوح وبكاء وعويل كثير – رحيل تبكي علي أولادها ولا تريد أن تتعزي لأنهم ليسوا بموجودين )
مقتبس من :
( سفر إرميا 31 : 15 ) : ( صوت سمع في الرامة نوح وبكاء مر – حاحيل تبكي علي أولادها و تأبي أن تتعزي عن أولادها لأنهم ليسوا بموجودين )
تعليق :
1-إنجيل متي يتكلم عن قتل أطفال بيت لحم علي يد الملك فما علاقة هذا بالقرية المذكورة في إرميا ( الرامة ) .
2-إرميا يتكلم عن استبعاد اليهود في بابل ، وبعدها مباشرة يخبرهم ببشارة من الله بعودتهم إلي بلادهم قائلا : ( هكذا قال الرب : أمنعي صوتك عن البكاء ...فيرجعون من أرض العدو )
فهل لهذا الكلام علاقة بما حدث للأطفال في حياة المسيح ؟؟
أخطاء متنوعة :
الخطأ رقم ( 1 ) :
(1/310)
جاء في سفر التكوين [ 6 : 19 – 20 ] إن الله قال لنوح : ( ومن كل حيّ من كل ذي جسد اثنين من كلّ تدخل إلى الفلك لاستبقائها معك . تكون ذكرا وأنثى . من الطيور كأجناسها ومن البهائم كأجناسها ومن كل دبابات الأرض كأجناسها . اثنين من كلّ تدخل إليك لاستبقائها . ) وفي الإصحاح التالي [ 7 : 2 – 3 ] قال الكاتب : (من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة سبعة ذكرا وأنثى . ومن البهائم التي ليست بطاهرة اثنين ذكرا وأنثى . ومن طيور السماء أيضا سبعة سبعة ذكرا وأنثى . لاستبقاء نسل على وجه كل الأرض . )
وهذا الكلام متناقض في مسألتين :
المسألة الأولى : أنه أمر أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين . وهذا هو الحق لأن الغرض هو استبقاء النسل . وهو يحصل من ذكر وأنثى ، ولأنه لو كان المقصود سبعة أزواج ، لكان عدد الحيوانات الداخلة في الفلك كثيرة فيعجز نوح وأولاده عن الاعتناء بها وظبطها ، فضلاً عن عدم سعة الفلك .
المسألة الثانية : أنه في النص الأول : أمر بأن يأخذ من جميع الحيوانات ، سواء كانت طاهرة أو غير طاهرة . وهذا هو حق أيضاً لأن كل الطعام كان حلال لنوح ومن معه [ تكوين 9 : 3 ] . ومسألة تحريم بعض الحيوانات واعتبار البعض منها نجساً غير طاهر لم يكن إلا من يعقوب ، ومن شريعة موسى حيث حرمت الخنزير وكل ذي ظفر وغير ذلك كثيراً .
فكيف يقول الرب لنوح : (( الطاهرة والتي ليست طاهرة )) [ تكوين 7 : 2 – 3 ] مع أن كل الطعام كان مباح ؟
الخطأ رقم ( 2 ) :
قال كاتب سفر التكوين [ 11 : 9 ] :
( لذلك سميت المدينة بابل لأن الرب بلبل لسان أهل كل الأرض )
(1/311)
والخطأ في هذا النص يكمن في أن بابل لم تسم كذلك بسبب بلبلة الألسن . بل لأن ( باب ) يعني باب كما في اللغة العربية و ( ال ) في الآرامية : الله . و( إلى ) في الاشورية : الله . و ( إلاه ) في العربية : الله و ( الوهو ) في السريانية : الله والمعنى على كل هذه اللغات ( باب الله ) فمن أجل ذلك سميت بابل لا بسبب بلبلة الألسن .
الخطأ رقم ( 3 ) :
قال كاتب سفر التكوين [ 9 : 25 ] إن كنعان ملعون لعنة أبدية، وأنه هو ونسله :( عبد العبيد لأخوته ) ( فقال ملعون كنعان . عبد العبيد يكون لإخوته . وقال مبارك الرب اله سام . وليكن كنعان عبدا لهم . )
إن هذا الكلام هو من الكذب والدليل على كذبه :
1 _ إن هذه اللعنة لم ترافق نسله . فإن الحثيين عظموا بين قدماء الأمم ، واشتهر الصيدونيون والفينيقيون بالتجارة لكنهم انحطوا كثيراً في الروحيات ، فلعنوا بعبادتهم الأوثان ، وإذا كانوا قد انحطوا بسبب الأوثان ، فإن اليهود قد عبدوا الأوثان . وهم من نسل سام ففي سفر التكوين : (( وَكَانَ لاَبَانُ قَدْ مَضَى لِيَجُزَّ غَنَمَهُ، فَسَرَقَتْ رَاحِيلُ أَصْنَامَ أَبِيهَا. )) ولابان هو خال يعقوب عليه السلام ، وراحيل هي زوجة يعقوب ، وأم نبي الله يوسف .
2 _ والدليل الثاني على كذب هذا الكلام :
انه جاء في سفر التكوين [ 10 : 6 ] :
( وأبناء حام : كوش ومصرام وفوط وكنعان )
هؤلاء أربعة لحام ، فلماذا خصت العبودية لكنعان دون الثلاثة ؟
وبنو كوش : هم في بلاد النوبة وبلاد الحبش . وبنو مصرايم هم مصر العليا والسفلى . وبنو فوط : هم شمالي إفريقيا وبنو كنعان هم : في ساحل البحر الأبيض المتوسط وفي أرض فلسطين ، أي ليسوا عبيداً لبني اسرائيل . كما كتب الكاتب .
والتوراة تشهد أن بني اسرائيل كانوا عبيدً للمصريين أولاد كنعان .
ولم ينقذهم من العبودية إلا نبي الله موسى عليه السلام .
الخطأ رقم ( 4 ) :
(1/312)
يقول كاتب سفر التكوين : إن ( صفورة ) ولدت لموسى عليه السلام ( ابناً فدعا اسمه جرشون ) [ خروج 2 : 22 ] ويقول بعد ذلك بقليل : ( فأخذ موسى إمرأته وبنيه وأركبهم على الحمير )
[ خروج 4 : 20 ] إن قول الكاتب ( بنيه ) وهو لم يرزق إلا بجرشون خطأ .
الخطأ رقم ( 5 ) :
جاء في سفر العدد [ 18 : 16 ] : ( وفداؤه من ابن شهر تقبله حسب تقويمك فضة خمسة شواقل على شاقل القدس. هو عشرون جيرة )
الواقع إن عبارة شاقل القدس الواردة في النص هي من الزلات الفاضحة التي ينبغي للأتقياء إزالتها من النص حيث تكشف عن التلفيق وإقحام القصة بعد عهد موسى بزمن بعيد ، فمن المؤكد أن ( شاقل القدس ) لم يكن مستخدماً في مصر أو في القفر أو في أي مكان آخر في زمن موسى لأنه لم يكن قد قام ملك القدس بعد ولم يكن قد جرى صك ( شاقل القدس ) ومع ذلك جعل المؤلفون الذين كتبوا سفر الخروج أن الرب يقول لموسى : ( إذا أخذت كمية بني اسرائيل بحسب المعدودين منهم يعطون كل واحد فدية نفسه للرب عندما تعدّهم . لئلا يصير فيهم وبأ عندما تعدّهم . هذا ما يعطيه كل من اجتاز إلى المعدودين نصف الشاقل بشاقل القدس . الشاقل هو عشرون جيرة )
وبين النصين الأول والثاني تناقض فاضح ففي النص الأول الفداء بخمسة شواقل وفي الثاني الفداء بنصف الشاقل ، كما أن الفداء إذا لم يرافقه دفع النقود فسيصيب الوباء بني اسرائيل ، ونريد أن نعرف : ما الذي سيفعله الرب بهذه النقود ؟
هل سيشتري بها مزارع وممالك يضيفها لشعبه ؟!
الخطأ رقم ( 6 ) :
جاء في سفر التثنية [ 23 : 2 ] العبارة الآتية :
( لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب ، حتى الجيل العاشر لا يدخل منه أحد في جماعة الرب )
وفي العبارة خطأ كبير وواضح ووجه الخطأ أنه يلزم منه أن لا يدخل داود عليه السلام في جماعة الرب لأنه هو البطن التاسع لفارص ، وفارص هو ولد زنى على حسب ما في سفر التكوين [ 38 : 12 _ 30 ] ( وانظر إنجيل متى 1 : 3 _ 6 ] .
(1/313)
الخطأ رقم ( 7 ) :
جاء في سفر التكوين [ 46 : 15 ] النص الآتي :
( هؤلاء بنو ليئة الذين ولدتهم ليعقوب في فدان آرام مع دينة ابنته . جميع نفوس بنيه وبناته ثلاث وثلاثون )
إن قول الكاتب ثلاثة وثلاثون هو خطأ واضح ، لأن الكاتب قال : (( مع دينة ابنته )) و بالعد يتبين أنهم 34 وليس 33 .
الخطأ رقم ( 8 ) :
جاء في الإصحاح السادس والثلاثين من السفر الثاني من أخبار الأيام العدد السادس : ( أن بخت نصر ملك بابل أسر يواقيم بسلاسل وسباه إلى بابل )
وهذا الكلام خطأ واضح ، لأن الصحيح إن بخت نصر قتل يواقيم في أورشليم وأمر أن تلقى جثته خارج السور ، ومنع دفنه ، طبقاً لما جاء في سفر إرميا [ 22 : 19 ]
وهذا ما أكده المؤرخ المعتبر لدى النصارى : يوسيفس في الباب السادس من الكتاب العاشر من تاريخه .
الخطأ رقم ( 9 ) :
جاء ف سفر التكوين [ 17 : 8 ] قول الرب لإبراهيم : ( سأعطي لك ولنسلك أرض غربتك جميع أرض كنعان ملكاً إلى الدهر وأكون لهم إلهاً )
وهذا الكلام خطأ ، لأن جميع أرض كنعان لم تعط لإبراهيم قط ، وكذا لم تعط لنسله ملكاً إلى الدهر ، بل الانقلابات التي وقعت في هذه الأرض لم يقع مثلها في الأراضي الأخر ، ومضت مدة مديدة جداً على أن زالت الحكومة الإسرائيلية عنها رأساً ، فقد دمرت مملكة إسرائيل نهائياً سنة 722 ق.م ، ودمرت مملكة يهوذا سنة 587 ق.م .
الخطأ رقم ( 10 ) :
نقل بولس في رسالته إلى العبرانيين [ 1 : 5 ] العبارة الواردة في سفر صموئيل الثاني [ 7 : 14 ] والتي تقول : (( أنا أكون له أباً وهو يكون لي ابناً )) وقد ظن بولس أن هذه العبارة هي نبوءة عن المسيح عليه السلام فنقلها لرسالته ، إلا أن هذا الاقتباس غير صحيح لعدة أسباب :
السبب الأول : انه جاء في سفر أخبار الأيام [ 22 : 9 ] أن اسمه يكون سليمان ، أي أن قول الرب : أنا أكون له أباً وهو يكون لي ابناً هو في حق سليمان .
(1/314)
السبب الثاني : انه صرح في سفر صموئيل الثاني [ 7 : 13 ] وسفر أخبار الأيام الأول [ 22 : 10 ] إن هذا الشخص يبني بيتاً للرب : (( أنه يبني لإسمي بيتاً )) ، فلابد أن يكون هذا الابن باني البيت ، وهو ليس إلا سليمان عليه السلام ، وليس المسيح فالمسيح ولد والبيت كان مبنياً ثم تنبأ بخرابه كم هو مصرح في الإصحاح الرابع والعشرين العدد الثاني من إنجيل متى .
السبب الثالث : أن جاء في سفر صموئيل الثاني [ 7 : 16 ] أن هذا الشخص يكون له سلطاناً ، والمسيح عليه السلام كان فقيراً ، كما هو مصرح في إنجيل متى [ 8 : 20 ]
السبب الرابع : أنه جاء في سفر صموئيل الثاني [ 7 : 14 ] في حق هذا الشخص : ( وإن ظلم ظلماً فأبكته ) فلا بد أن يكون هذا الشخص غير معصوم ، يمكن صدور الظلم عنه ، والمسيح عليه السلام كان معصوماً ، لا يمكن صدور الذنب منه في زعم المسيحيين .
ونحن نؤمن بأنه معصوم بعصمة النبوة الثابتة له ولغيره من الأنبياء عليهم السلام .
السبب الخامس : أنه جاء في سفر الأخبار الأول [ 22 : 9 ] : ( هو يكون رجلاً ذا هدوء وأريحه من كل أعدائه ) ، والمسيح عليه السلام ما حصل له الهدوء والراحة من أيام الصبا إلى أن رفع إلى السماء ، بل كان خائفاً من اليهود ليلاً ونهاراً لأنهم يريدون قتله .
السبب السادس : أنه جاء في سفر أخبار الأيام الأول [ 22 : 9 ] : ( فأجعل سلاماً وسكينةً في إسرائيل في أيامه ) وهذا لا ينطبق على المسيح لأن اليهود كانوا في عهده مطيعين للروم وعاجزين أمامهم .
وهذا الخطأ يؤكد لنا أن بولس كان يقتبس وينقل دون وحي من السماء .
الخطأ رقم ( 11 ) :
ورد في سفر هوشع عن مصارعة يعقوب للملاك : ( وغلب الملاك وتقوى ، وبكى وسأله ) [ هوشع 12 : 4 ] وقصة مصارعة يعقوب للملاك جاءت في الإصحاح الثاني والثلاثين من سفر التكوين ، ولا يوجد فيه بكاء يعقوب .
الخطأ رقم ( 12 ) :
(1/315)
في المزمور 105 : 17 _ 18 : ( بيع يوسف عبداً . آذوا بالقيد رجليه في الحديد دخلت نفسه ) وقصة يوسف مذكورة في الإصحاح التاسع والثلاثين من سفر التكوين ، وليس فيها : ( آذوا بالقيد رجليه . في الحديد دخلت نفسه ) .
الخطأ رقم ( 13 ) :
خروج بني إسرائيل من مصر : ذكر الكتاب المقدس أن مدة مكث اليهود في مصر هي 430 سنة [ خروج 12 : 40 ] وعددهم عند الخروج كان الرجال منهم فقط عدا الأولاد والنساء نحو 600 ألف رجل [ خروج 12 : 27] وهذا عدا بني لاوي أيضاً الذين لم يحسبوهم ، وهو عدد مبالغ فيه جداً ، إذا معنى ذلك أن عددهم كان وقت خروجهم بنسائهم وأطفالهم قرابة مليوني نسمة ، وهو عدد مبالغ فيه جداً ولا يمكن تصديقه ، إذ أن ذلك يعني أنهم تضاعفوا خلال فترة بقائهم في مصر قرابة ثلاثين ألف ضعف ، إذ كان عددهم وقت الدخول سبعين نفساً ، والله سبحانه وتعالى قد ذكر قول فرعون : (( إن هؤلاء لشرذمة قليلون )) ومليونا شخص لا يمكن أن يعبر عنهم بهذا .كما أن تحرك مليوني شخص في ليلة واحدة مستحيل ، إذا علمنا أن في هذا العدد أطفالاً ونساء وشيوخاً .
الخطأ رقم ( 14 ) :
يقول كاتب المزمور ( 90 : 10 ) : ( أيام سنينا هي سبعون سنة. وان كانت مع القوة فثمانون سنة وأفخرها تعب وبلية )
إن الكاتب يحصر عمر الإنسان ما بين السبعين والثمانين عاماً وهذا خطأ فالإنسان قد يعيش أكثر من ذلك بل انه يصل إلي المائة وأزيد .
الفهرس(1/316)
هل تؤمنون بأن الكتاب المقدس هو كلام الله ؟
عندما يسألنا النصارى هل تؤمنون بأن الكتاب المقدس هو كلام الله ؟
لا بد أن نسألهم : عن أي كتاب مقدس تتحدثون ؟!
والسبب في ذلك راجع لوجود نسخ مختلفة لهذا الكتاب المسمى بالمقدس ، وحتى لا يكون كلامنا خالياً من الدليل إليك أيها المتصفح الكريم مقارنة على سبيل المثال بين نسخة للكتاب المقدس للكنسية البروتستانتية ونسخة أخرى مختلفة للكنيسة الكاثوليكية :
أولاً : العهد القديم :
النسخة الكاثوليكية ( الترجمة اليسوعية )
النسخة البروتستانتية ( ترجمة الفاندايك )
سفر طوبيا غير موجود
سفر يهوديت غير موجود
سفر المكابيين الأول غير موجود
سفر المكابيين الثاني غير موجود
سفر الحكمة غير موجود
سفر يشوع ابن سيراخ غير موجود
سفر باروك غير موجود
الإصحاح الثالث عشر من سفر دانيال غير موجود
الإصحاح الرابع عشر من سفر دانيال غير موجود
ثانياً : العهد الجديد :
الإنجيل المنسوب إلي متى :
رقم الفقرة
النسخة البروتستانتية ( الفاندايك )
النسخة الكاثوليكية ( الرهبانية اليسوعية )
6 : 13
لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد آمين . غير موجودة
18 : 11
لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك . غير موجودة
23 : 14
ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تأكلون بيوت الأرامل .ولعلة تطيلون صلواتكم .لذلك تأخذون دينونة أعظم
غير موجودة
27 : 35
لكي يتم ما قيل بالنبي اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي ألقوا قرعة .
غير موجودة
الإنجيل المنسوب إلي مرقس :
رقم الفقرة
النسخة البروتستانتية ( الفاندايك )
النسخة الكاثوليكية
7 : 16 إن كان لأحد أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ ، فَلْيَسْمَعْ. غير موجودة
9 : 44 حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ ، وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ غير موجودة
9 : 46 حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ ، وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ غير موجودة
(1/317)
15 : 28 فَتَمَّ الكتاب القائل : وأحْصِيَ مَعَ أثمة . غير موجودة
11 : 26 وَ إن لم تغفروا أنتم لاَ يَغْفِرْ لكم أَبُوكُمُ الذي فِي السموات أيضاً زَلاَتِكُمْ. غير موجودة
الإنجيل المنسوب إلي لوقا :
الفقرة
النسخة البروتستانتية
النسخة الكاثوليكية
1 : 28
مُبَارَكَةٌ أَنْتِ في النِّسَاءِ
غير موجودة
8 : 45
فقال يَسُوعُ: «مَنْ الذي لَمَسَنِي؟» وإذ كان الْجَمِيعُ ينكرون ، قَالَ بُطْرُسُ والذين معه : يا معلم، الْجُمُوعُ يُضَيِّقُونَ ..
غير موجودة
9 : 55
فَالْتَفَتَ وانتهرهما وقال : لستما تَعْلَمَانِ مَنْ أَيِّ رُوحٍ أَنْتُمَا
غير موجودة
9 : 56
لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لم يأتي لِيُهْلِكَ أنفس الَّنَاسِ، بَلْ ليخلص
غير موجودة
11 : 11
فمن منكم ، وهو أب يسأله ابْنُهُ خُبْزاً أفيعطيه حَجَراً ؟
غير موجوده
17 : 36
يَكُونُ اثْنَانِ فِي الْحَقْلِ، فَيُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَرُ
غير موجودة
23 : 17
وَكَانَ مضطراً أَنْ يُطْلِقَ لَهُمْ كُلِّ عِيدٍ وَاحِداً.
غير موجودة
24 : 42
فناولوه جزءاً من سمك مشوي وشيئاً من شهد عسل
غير موجودة
الإنجيل المنسوب إلي يوحنا :
الفقرة
النسخة البروتستانتية
النسخة الكاثوليكية
3 : 13
وليس أحد صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.
عبارة : الذي في السماء غير موجودة في النسخة الكاثوليكية
11 : 41
فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعاً
غير موجودة
5 : 4
لأَنَّ مَلاَكاً كَانَ ينزل أحياناً في الْبِرْكَةِ وَيُحَرِّكُ الماء، فمن نزل أَوَّلاً بعد تحريك الماء كان يبرأ من أي مرض .
غير موجودة
سفر أعمال الرسل :
الفقرة
النسخة البروتستانتية
النسخة الكاثوليكية
8 : 37
فقال فيلبس إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز. فأجاب وقال أنا أؤمن إن يسوع المسيح هو ابن الله .
غير موجودة
9 : 5
(1/318)
فقال من أنت يا سيد. فقال الرب أنا يسوع الذي أنت تضطهده. صعب عليك إن ترفس مناخس.
غير موجودة
9 : 6
فَقَالَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ؛ «يَارَبُّ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟
غير موجودة
15 : 34
ولكن سيلا رأى إن يلبث هناك
غير موجودة
24 : 6 ، 7
وقد شرع إن ينجس الهيكل أيضا أمسكناه وأردنا إن نحكم عليه حسب ناموسنا. 7 فاقبل ليسياس الأمير بعنف شديد وأخذه من بين أيدينا 8 وأمر المشتكين عليه إن يأتوا إليك.
غير موجودة
28 : 29
ولما قال هذا مضى اليهود ولهم مباحثة كثيرة فيما بينهم
غير موجودة
الرسالة الأولى ليوحنا :
الفقرة
النسخة البروتستانتية
النسخة الكاثوليكية
5 : 7
فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد .
غير موجودة
5 : 8
وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ . . .
غير موجودة
وبعد هذا التوضيح لهذه الاختلافات الموجودة بين نسخ الكتاب المقدس المتمثلة بالزيادة والنقصان ، يحق لنا أن نسأل النصارى عن أي كتاب مقدس تتحدثون ؟
مغالطة يرددها المسيحيون :
يردد النصارى دائماً أن الكتاب المقدس كان قد انتشر بملايين النسخ وبلغات العالم المعروف آنذاك . فكيف سيتم التحريف لكتاب منتشر بين الشعوب وبلغاتها المتعددة وهي متفقة ومتشابهه على الرغم من كثرتها فلو حرفت ألفاظ النسخ لظهر ذلك في بعض النسخ ؟
الجواب :
إن تشابه النسخ وتطابقها على الرغم من كثرتها هو أمر غير مسلم به لوجود الاختلاف في تلك النسخ من ناحية واختلافها في عدد الأسفار من ناحية أخرى .
وكما أثبتنا أن نسخة الكاثوليك تختلف عن نسخة البروتستانت في عدد الأسفار حيث تزيد النسخة الكاثوليكية على النسخة البروتستانتية بسبعة أسفار وأكثر . . . ويطلق على هذه الأسفار السبعة الزائدة أسم ( الأبوكريفا )
(1/319)
ثم نقول إذا سلمنا جدلاً بتشابه النسخ فإن ذلك ليس دليلاً على عدم تحريفها وذلك لاحتمال التحريف في النسخة الأولى الأصلية . ، فاشتهار النسخ لا يمنع وقوع التحريف في الأصل . ثم أن نسخ الأسفار المقدسة انتشرت في القرن الرابع وصعب التحريف اللفظي من بعدئذ ، والأناجيل حرفت سنة 325 م .
يقول الأستاذ محمد رشيد رضا حول هذا الموضوع :
" المسلمون لا يقولون أن هذه الكتب سماوية منقولة نقلاً صحيحاً ، وأن اليهود والنصارى غيروها بعد ما انتشروا في الشرق والغرب ونقلها كل قوم دخلوا في اليهودية أو النصرانية إلي لغتهم ، وإنما البحث في أصلها وكاتبيها في أول الأمر ، ومن تلقاها عنهم قبل ذلك الانتشار العظيم ، وهذا هو المشكل "
ومن الأمور المعترف بها عند اليهود و النصارى هي ضياع المخطوطات الأصلية التي صدرت عن يد المؤلف الأصلي فلا توجد نسخة واحدة الآن مكتوبة بالنص الأصلي والنسخ الموجودة الآن رغم كثرتها ما هي إلا ترجمات أخذت عن ترجمات ، يقول الأستاذ : جاك كاترول في كتابه سلطان الكتاب المقدس ص 39 : ( يحسن بنا أن نقول أن المخطوطات الأصلية غير متواجدة ) وأن هذه الترجمات ليست واحدة وليست منضبطة تماماً ، بل فيها زيادة ونقصان .
هذا وان معظم أسفار الكتاب المقدس لا يعلم المسيحيون متى كتبت ومن هو كاتبها ، وهذا ما يعترف به علماء كتابهم كما في مقدمة طبعة 1971 م الانجليزية والمدخل للعهد القديم للمطبعة الكاثوليكية :
اسم السفر
الكاتب
سفر إشعياء ينسب معظمه إلى أشعيا، ولكن بعضه من المحتمل كتبه آخرون.
خاتمة سفر يشوع غير معروف
أخبار الأيام الأول المؤلف مجهول، ولكن ربما جمعه وحرره عزرا.
أخبار الأيام الثاني المؤلف مجهول، ولكن ربما جمعه وحرره عزرا.
القضاة غير معروف ( ربما كتبه صموئيل )
صموئيل الأول غير معروف ( ربما كتبه صموئيل )
صموئيل الثاني غير معروف
سفر الملوك الأول غير معروف
سفر الملوك الثاني غير معروف
(1/320)
سفر أستير غير معروف
سفر أيوب يحتمل أن يكون أيوب ، ويرى البعض أنه موسى أو سليمان أو أليهو
المزامير كتب داود 37 مزموراً ، وكتب آساف 12 مزموراً ، وأبناء قورح 9 مزامير ، وكتب سليمان مزمورين ، وهناك 51 مزموراً لا يعرف كاتبها .
سفر راعوث غير معروف
سفر حبقوق لا يعرف شيء عن مكان أو زمان ولادته.
سفر عزرا من المحتمل أن عزرا كتبه أو حرره.
سفر راعوث غير معروف
سفر الأمثال والجامعة ونشيد الأناشيد المؤلف مجهول، ولكنها عادة تنسب إلى سليمان
ونحن نسأل : إذا كان المؤلف غير معروف على وجه الدقة أو غير معروف على الإطلاق ، فكيف إذاً نتأكد من أن ما نقله وكتبه هو كلام الله ؟! إذا كان ناقل الكلام مجهولاً أو مشكوكاً فيه فكيف أسرع القوم بنسبة الكلام إلى الله ؟! واليهود أنفسهم نقلوا أسفارا ً رفضها البعض وآمن بها البعض الآخر..... إنهم قوم في غاية الغرابة . ينادون بالموضوعية في البحث والتفكير . ولكن عندما يصلون إلى كتابهم تطير موضوعيتهم .
عزيزي القارئ :
نحن لسنا بصدد القبض على من قام أو قاموا بالتحريف ، و لا يهمنا معرفة زمان أو مكان وقوع التحريف ، بالضبط كما هم لا يعرفون من هو الذي قام بكتابة هذه الأسفار ، ومتى تمت الكتابة بالتحديد . ولكن ما هو الشيء المهم في هذا الصدد ؟
إن الشيء المهم في هذا الصدد هو بيان وقوع التحريف والعثور على أمثلة توضح بما لا يدع مجالاً للشك وقوع هذا التحريف ، وهذا هو ما أثبته الباحثين المنصفين الذين درسوا الكتاب المقدس ووجدوا فيه ما وجدوا من أمور تجافي وحي السماء ، وأخطاء و تناقضات لا تقع إلا في كلام البشر.
أي توراة منها كلمة الله؟
إن اليهود والنصارى بين أيديهم ثلاث نسخ مشهورة من التوراة ، وهي التي تتفرع عنها جميع النسخ والترجمات الأخرى وهي :
1 _ النسخة العبرية : وهي المقبولة والمعتبرة لدى اليهود وجمهور علماء البروتستانت وهي مأخوذة من النسخة الماسورية وما ترجم عنها .
(1/321)
2 _ النسخة اليونانية : وهي المعتبرة عند النصارى الكاثوليك ، والأرثوذكس وهي التي تسمى السبعينية وما ترجم عنها .
3 _ النسخة السامرية : وهي المعتبرة والمقبولة لدى السامريين من اليهود .
وإذا عقدنا مقارنة بين النسخ الثلاث ، وجدنا بينها تبايناً شديداً فيه دلالة واضحة على التحريف ، ومن الأمثلة على ذلك :
أولاً : الاختلاف في عدد الأسفار :
بين النسخ الثلاث اختلاف كبير في عدد الأسفار وذلك أن النسخة العبرية عدد أسفارها تسعة وثلاثين سفراً وما عدا ذلك لا يعتبرونه مقدساً .
أما النسخة اليونانية : فهي تزيد سبعة أسفار عن النسخة العبرية ويعتبرها الكاثوليك والأرثوذكس قانونية ومقدسة . أما النسخة السامرية : فلا تضم إلا أسفار موسى الخمسة فقط وقد يضمون إليها سفر يوشع فقط وما عداه فلا يعترفون به ولا يعدونه مقدساً .
فهذا الاختلاف الهائل بين النسخ لكتاب واحد والكل يزعم أنه موحى به من عند الله ، ويدعى أن كتابه هو الكتاب الحق وما عداه باطل ، ففي ذلك دليل على التحريف من قبل المتقدمين ، وأن المتأخرين استلموا ما وصل إليهم بدون نظر في ثبوته أو عدم ثبوته ، أو أن المتأخرين وصلتهم كتب عديدة ومتنوعة فأدخلوا ما رأوا أنه مناسب وذو دلالات مهمة ، وحذفوا ما رأوا عدم تناسبه مع ما يعتقدون ، أو يرون ، بدون أن يكون لهم دليل صحيح على إضافة ما أضافوا من الأسفار أو حذف ما حذفوا منها .
ثانياً : الاختلاف والتباين بين النسخ في المعلومات المدونة :
إذا قارنا بين النسخ الثلاث فيما اتفقت في ذكره من أخبار وقصص نجد بينها اختلافاً كبيراً ومن من الأمثلة على ذلك :
1_ أن اليهود ذكروا تاريخ مواليد بني آدم إلي نوح عليه السلام ، ونصوا على عمر كل واحد منهم ، وكذلك عمره حين ولد له أول مولود ، وبعقد مقارنة بين ما ورد في النسخ الثلاث في أعمار من ذكروا حين ولد لهم أول مولود تتبين اختلافات واضحة ، فمن ذلك :
الاسم
النسخة العبرانية
(1/322)
النسخة السامرية
النسخة اليونانية
آدم
130
130
230
شيث
105
105
205
آنوش
90
90
190
قينان
70
70
170
يارد
162
62
262
متوشالح
187
67
187
لامك
182
53
188
الزمان من خلق آدم إلي الطوفان
1656
1307
2262
فهذه أمثلة تدل على تحريفهم وتبديلهم لكلام الله _ إن ثبت أن ما سبق هو من كلام الله المنزل _ حيث لا يمكن الجمع بين هذه الروايات المتناقضة .
فهذه أمثلة تدل على تحريفهم وتبديلهم لكلام الله _ إن ثبت أن ما سبق هو من كلام الله المنزل _ حيث لا يمكن الجمع بين هذه الروايات المتناقضة .
2- اختلاف المدة من الطوفان إلى ولادة إبراهيم عليه السلام
- في العبرية 292 سنة.
- في اليونانية 1072 سنة.
- في السامرية 942 سنة.
3- اختلاف المدة من خلق آدم إلى ميلاد عيسى عليه السلام
- في العبرية 4004 سنة.
- في اليونانية 5872 سنة.
- في السامرية 4700 سنة.
4- اسم الجبل الذي أوصى موسى ببناء الهيكل عليه:
- في العبرية: جبل عيبال وهو جبل للعن وهو أجرد يابس.
- في السامرية: جبل جرزيم وهو جبل مناسب للبركة لكثرة مياهه.
- في اليونانية: جبل عيبال هو جبل البركة ، وبني عليه مذبح للرب (تثنية 26: 11)
5- الوصايا العشر:
- في العبرية واليونانية: عشر وصايا.
- في السامرية: إحدى عشر.
6- أعداد بني إسرائيل وأولاده عند دخولهم مصر:
- في السامرية: 75
- في اليونانية: 70
7 - الآيات التالية من سفر صموئيل الأول 17: 18_31 و41 و51-58 و18: 1_5 و9 و10 و11 و17 و18 غير موجودة في الترجمة اليونانية .
ثالثاً : الاختلاف مع ما ذكروه في مواضع أخرى من كتابهم :
ذكر كاتب سفر التكوين أن سفينة نوح استقرت بعد الطوفان على جبال أراراط بعد سبعة أشهر وسبعة عشر يوماً ، ثم ذكر أن رؤوس الجبال بعد الطوفان لم تظهر إلا في أول الشهر العاشر .
(1/323)
وهذا نص سفر التكوين : " واستقر الفلك في الشهر السابع في اليوم السابع عشر من الشهر على جبال أراراط وكانت المياه تنقص نقصاً متوالياً إلي الشهر العاشر وفي العاشر في أول الشهر ظهرت رؤوس الجبال " [ تكوين 8 : 4 ]
ففي هذا تناقض ظاهر فكيف رست السفينة على الجبال بعد سبعة أشهر مع أن رؤوس الجبال لم تظهر إلا في أول الشهر العاشر ؟!
وطبقاً للموسوعة البريطانية فإن النص السامري يختلف عن النص اليوناني في الأسفار الخمسة بما يزيد على أربعة آلاف اختلاف ، ويختلف عن النص العبري القياسي بما يربو على ستة آلاف اختلاف .وسنذكر بعض هذه الاختلافات للتمثيل:
1 - مما زادت به السامرية وهو غير موجود في العبرية : " كانت كل أيام سام ستمائة سنة ومات " ( التكوين 11:11 )
2 _ وأيضاً جاء في العبرانية : " وقال قابيل لهابيل أخيه ، ولما صارا في الحقل قام قابيل " ( التكوين 4:8 ) ولم يذكر فيه مقال قابيل، وقد جاء النقص تاماً في السامرية، وفيه : " قال نخرج إلى الحقل " .
3 - ومما زادت به العبرانية عن السامرية الآيات العشر الأول في الإصحاح الثلاثين من سفر الخروج ، وقد بدأ الإصحاح الثلاثون في السامرية بالفقرة 11 .
4 - من زيادات السامرية على العبرانية ما وقع بين الفقرتين 10 - 11 من ( العدد 10 ) وفيه: " قال الرب مخاطباً موسى : أنكم جلستم في هذا الجبل كثيراً ، فارجعوا ، وهلموا إلى جبل الأمورانيين وما يليه إلى العرباء ، وإلى أماكن الطور والأسفل قبالة التيمن وإلى شط البحر أرض الكنعانيين ولبنان وإلى النهر الأكبر نهر الفرات ، هوذا أعطيتكم فادخلوا ، ورثوا الأرض التي حلف الرب لآبائكم إبراهيم وإسحاق ويعقوب أنه سيعطيكم إياها ، ولخلفكم من بعدكم " ( العدد 10 :10 ) .
(1/324)
5 - ومثله ما وقع في ( الخروج 11 ) بين الفقرتين 3 - 4 ، ولا توجد في العبرانية وفيه : " وقال موسى لفرعون : الرب يقول : إسرائيل ابني ، بل بكري ، فقلت لك : أطلق ابني ليعبدني ، وأنت أبيت أن تطلقه ، ها أنا سأقتل ابنك بكرك ( الخروج 11:7 ) وفي العبرانية مثله في ( 9 :1 - 3 ) .
6 - ومنه الخلاف المشهور بين السامريين والعبريين في الجبل المقدس الذي أمر الله ببناء الهيكل فيه ، فالعبرانيون يقولون : جبل عيبال ، لقوله : " تقيمون هذه الحجارة التي أنا أوصيكم بها اليوم في جبل عيبال " ( التثنية 27:4 ) ، وفي السامرية أن الجبل جرزيم : " تقيمون الحجارة هذه التي أنا موصيكم اليوم في جبل جرزيم ".
7 - وعند دراسة أعمار الآباء في الإصحاح الخامس من سفر التكوين حسب العبرانية يفهم منه أن طوفان نوح حصل بعد 1656 سنة من خلق آدم ، وتعتبره اليونانية قد حصل سنة 2262 ، والسامرية 1307 . فكيف يجمع بين النصوص الثلاثة ؟
8 - ثم حسب النص العبراني فإن ميلاد المسيح سنة 4004 من خلق آدم وهو في اليونانية سنة 5872 ، وفي السامرية 4700 .
ومثله الخلاف في مقدار الزمن بين الطوفان وولادة إبراهيم ، فإنه في العبرانية 292 سنة ، وهو في اليونانية 1072 سنة ، وفي السامرية 932 سنة .... وغير ذلك من الصور .
وأخيرا نقول : أي هذه كلمة الله ، وما الدليل الذي يقدم توراة العبرانيين (البروتستانت واليهود) على توراة السامريين أو على توراة الأرثوذكس والكاثوليك اليونانية. وصدق الله إذ يقول { قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين }
ومن المعلوم أن البروتستانت يقدمون النسخة العبرية على ما سواها ويدعون إنها هي الأصل المعول عليه ولا حجة لهم في هذا التقديم فقد ثبت إن كتبة الأناجيل يقتبسون كلمات ونصوص من اليونانية لا توجد في العبرية مما يعني إن العبرية ناقصة ....(1/325)
براءة أنبياء الكتاب المقدس من الأسفار منسوبة إليهم
لا يملك اليهود ولا النصارى أي دليل – ولو كان ضعيفاً - يثبت صحة نسبة الأسفار المقدسة إلى أصحابها، بل إن الأدلة تثبت عكس ذلك، وهذا يتضح من خلال عرض النصوص والشهادات التي تبطل نسبة أسفار العهد القديم إلى الأنبياء عليهم السلام، ومن ذلك:
أولاً : سفر يشوع
القراءة المتأنية لهذا السفر تكشف عن تأخر تاريخ كتابته عن يشوع بسنين طويلة فقد جاء فيه خبر موت يشوع : " مات يشوع بن نون عبد الرب ابن مائة وعشر سنين فدفنوه في تخم ملكه " يشوع 29:24 - 30 .
ويذكر السفر أحداثاً بعد موته كتعظيم بني إسرائيل له بعد موته انظر يشوع 31:24 والسفر برمته يتحدث عن يشوع بضمير الغائب انظر 35:8 ، 27:6 .
ثانياً : سفر القضاة
ويتحدث السفر عن الفترة التي تلت يشوع والتي سبقت الملكية ، وهي فترة مبكرة من تاريخ بني إسرائيل .
ولكن السفر يحوى ما يدل على أنه كتب في عهد الملوك فقد جاء فيه : " في تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل " ( قضاة 25:21 ) " وفي تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل " ( قضاة 6:17 )
ويقول الأب لوفيفر : إن سفر القضاة أعيدت كتابته وعدلت مرات كثيرة قبل أن يصل إلى صيغته النهائية ، وأن أحداثه التاريخية تعوزها الدقة. ويعترف النصارى بأنه لا يعلم كاتب السفر وعلى الأرجح أنه صموئيل .
ثالثاً : سفرا صموئيل ( الأول والثاني )
وينسب السفران للنبي صموئيل لكن الجزء الأول أو السفر الأول يذكر وفاة صموئيل ودفنه : " فمات صموئيل فاجتمع إسرائيل ، وندبوه ، ودفنوه " ( صموئيل (1) 1:25 )
فمن الذي أكمل السفر وكتب الثاني ؟
ويقول منقحو الكتاب المقدس الذي راجعه القسيس فأنت السكرتير العام لجمعية الكتاب المقدس بنيويورك : بأن مؤلف السفرين " مجهول ، ويحتمل أن يكون عزرا هو الذي كتبه وراجعه ".
رابعاً : سفر أيوب
(1/326)
وقد جاء في وسط السفر ما يدل على أن ثمة كاتباً آخر غير أيوب قد تدخل في السفر ففي نهاية الإصحاح 31 : " تمت أقوال أيوب " ( أيوب 40 : 31 ) لكن لم ينته السفر حينذاك بل استمر بعده أحد عشر إصحاحاً تحدثت عن أيوب.
وفي نهاية السفر : " وعاش أيوب بعد هذا مائة وأربعين سنة ورأى بنيه ، وبني بنيه إلى أربعة أجيال ، ثم مات أيوب شيخاً وشبعان الأيام " ( أيوب 16 : 42 - 17 ) .
خامساً : سفر المزامير :
عدد المزامير مائة وخمسون مزموراً تنسب إلى مؤلفين مختلفين ، إذ ينسب لداود ثلاثة وسبعون مزموراً، ولموسى مزمور واحد ، ولأصاف أحد عشر مزموراً ، ولبني قورح أحد عشر مزموراً ، ومزموران لسليمان ، وآخر لايثان، وتسمى الباقي بالمزامير اليتيمة التي لا يعرف من قائلها !!! ( التفسير التطبيقي للكتاب المقدس )
فكيف وصفت بالوحي ؟ وهل كان بنو قورح أيضاً أنبياء ؟
ولكن المتأمل في المزامير يدرك بوضوح كبير أن المزامير تعود للقرن السادس قبل الميلاد وتحديداً إلى أيام السبي البابلي ، وذلك يظهر من أمثلة متعددة منها : " اللهم إن الأمم قد دخلوا ميراثك ، ونجسوا هيكل قدسك، وجعلوا أورشليم أكواماً ، دفعوا جثث عبيدك طعاماً لطيور السماء " ( 79 : 1 - 2 ) ومثله : " الرب يبني أورشليم ، يجمع منفى إسرائيل يشفي المنكسري القلوب ، ويجبر كسرهم " ( 147 : 2 )
ومثله : " على أنهار بابل جلسنا ... بكينا أيضا عندما تذكرنا صهيون، ... لأنه هناك سألنا الذين سبونا( بعد السبي) كلام ترنيمة، ومعذبونا سألونا فرحاً قائلين: رنموا لنا من ترنيمات صهيون " ( 137 : 1 ) .... وغيرها .
وهذه الأمثلة تثبت أن كتابة المزامير تأخرت عن داود مالا يقل عن أربعة قرون وعليه فلا تصح نسبتها إليه .
سادساً : سفر إشعيا :
(1/327)
وينسب السفر للنبي إشعيا في القرن الثامن قبل الميلاد ، فقد عاصر الملك عزيا ثم يوثام ثم أحاز ثم حزقيا ، ولكن السفر يتحدث عن الفترة الممتدة بين القرنين الثامن والسادس قبل الميلاد مما يؤكد أن ثمة كاتب أو كاتبين قد كتبوا ذلك بعد إشعيا ، ومن أمثلة ذلك حديثه عن بابل الدولة العظيمة وتنبؤه بإنهيارها.
وأيضاً حديثه عن كورش الفارسي الذي ردّ اليهود من السبي (انظر 28:44 - 1:45 ) كما يتحدث عن رجوع المسبيين والشروع في بناء الهيكل في الإصحاحات 56 - 66 وقال العالم الألماني أتساهلن: " لا يمكن أن يكون الباب الأربعون وما بعده حتى الباب السادس والستين من تصنيف إشعيا .
سابعاً : سفر إرمياء
أما سفر إرمياء فلا تصح نسبته للنبي إرمياء إذ هو من عمل عدة مؤلفين بدليل تناقضه في ذكر الحادثة الواحدة ، ومن ذلك تناقضه في طريقة القبض على إرمياء وسجنه ( انظر : إرمياء 37 : 11 - 15 و 38 : 13 )
كما يحمل السفر اعترافاً بزيادة لغير إرمياء ففيه : فأخذ إرمياء درجاً آخر ، ودفعه لباروخ بن نيريا الكاتب ، فكتب فيه عن فم إرميا ، كل كلام السفر الذي أحرقه يهوياقيم ملك يهوذا بالنار ، وزيد عليه أيضاً كلام كثير مثله " ( 33 : 36 ) ، وفي موضع آخر " إلى هنا كلام إرمياء " ( 64 : 51 ) ومع ذلك يستمر السفر، فمن أكمله؟.
ثامناً : سفر دانيال
لا يمكن أن يكون قد كتب في ذلك الزمن البعيد الذي روي أنه عاش دانيال فيه أي عندما سقطت بابل في يد الملك الفارسي كورش عام 538 ق . م بل لا بد أن يكون هذا السفر قد كتب بعد ذلك بثلاثة قرون أو أربعة للأسباب التالية :
أولاً : يتضمن هذا السفر كلمات مقدونية مع أن اليهود في الأسر البابلي لم يكونوا قد خالطوا اليونان ولا حكت أسماعهم للغة اليونانية .
ثانياً : إن هذا السفر فيه وصف للكلدانيين لا يتسنى الإتيان به لكاتب سابق على عصر الاسكندر .
(1/328)
ثالثاً : اقتبس طرفاً من أقوال أرميا وحزقيال وزكريا مع أن هؤلاء الأنبياء متفرقون في الزمن ، فأرميا بداية الأسر وحزقيال في وسطه وزكريا في أواخر الدولة الفارسية .
الفهرس(1/329)
هل كتب موسى عليه السلام التوراة الحالية ؟
يدعي الأصدقاء المسيحيون أن التوراة الحالية هي من كتابة موسى نفسه عليه السلام ، إلا أن هناك عدة شواهد وأدلة في التوراة الحالية تأكد على إنها ليست من كتابة موسى وأن مؤلفها وكاتبها شخص آخر عاش بعد موسى بزمن طويل وهذا دليل تحريفها وضياعها :
( 1 ) هناك جمل وردت في الأسفار الخمسة تدل دلالة واضحة وصريحة على أنها ليست من كتابة موسى وإنما كتبها شخص آخر ونسبها إلى موسى عليه السلام كالآتي :
سفر الخروج [ 24 : 3 ] : ( فجاء موسى وحدّث الشعب بجميع أقوال الرب وجميع الأحكام . فأجاب جميع الشعب بصوت واحد وقالوا كل الأقوال التي تكلم بها الرب نفعل )
سفر الخروج [ 24 : 4 ] :( فكتب موسى جميع أقوال الرب . وبكر في الصباح وبني مذبحا في أسفل الجبل واثني عشر عمودا لأسباط اسرائيل الاثني عشر )
سفر التثنية [ 31 : 22 ] :( فكتب موسى هذا النشيد في ذلك اليوم وعلم بني اسرائيل إياه )
فلو كان موسى هو كاتب هذا الكلام لقال [ جئت ] [ قصصت ] [ كتبت ] . . . الخ
وجاء في نهاية سفر العدد [ 36 : 13 ] هذا النص : ( هذه هي الوصايا والأحكام التي أوصى بها الرب إلى بني اسرائيل عن يد موسى في عربات موآب على اردن اريحا )
فيستحيل أن يكون موسى قد قال ذلك ، بل لا بد من أن يكون قائلها كاتب آخر يروي أقوال موسى وأعماله .
( 2 ) هناك جمل وردت في الأسفار الخمسة تعطي لموسى شهادات وثناءً طيباً من كاتب السفر تكشف لنا أن كاتبها لا يمكن ويستحيل أن يكون موسى وإنما هو كاتب آخر عاش بعد موسى . كالآتي :
سفر الخروج [ 11 : 3 ] : ( وأعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين . وأيضا الرجل موسى كان عظيما جدا في ارض مصر في عيون عبيد فرعون وعيون الشعب )
سفر العدد [ 12 : 3 ] : ( وأما الرجل موسى فكان حليما جدا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض )
(1/330)
فلا يعقل أن يقول موسى عن نفسه : ( الرجل موسى كان حليماً ) ( الرجل موسى كان عظيماً )
فما هي هذه الشهادات الطيبة لموسى إلا من كاتب آخر عاش بعده .
( 3 ) الذي يقرأ مقدمة سفر التثنية لا يلحظ أنها من كتابة موسى ، بل يلحظ أنها من مؤرخ يؤرخ لحياة موسى ، وإليك المقدمة بحسب ترجمة الفاندايك :
سفر التثنية [ 1 : 1 _ 5 ] : ( هذا هو الكلام الذي كلم به موسى جميع اسرائيل في عبر الأردن في البرية في العربة قبالة سوف بين فاران وتوفل .. )
و في سفر اللاويين جمل وعبارات كثيرة تفيد أن مؤرخاً يسجل التشريع الذي أنزله الله على موسى ومن هذه العبارات ما جاء في بداية السفر [ 1 : 1 ] : ودعا الرب موسى وكلمه من خيمة الاجتماع قائلاً : . . . .
( 4 ) أن موسى عليه السلام ، لم يكتب مقدمة سفر التثنية الحالي ، الذي جاء فيه : ( في عبر الأردن في ارض موآب ابتدأ موسى يشرح هذه الشريعة قائلا ) تثنية [ 1 : 5 ] بسبب واضح جداً هو أن موسى لم يعبر نهر الأردن . وأنه مات في البرية كما جاء في سفر التثنية [ 34 : 5 ، 6 ]
( 5 ) جاء في سفر التثنية [ 27 : 8 ] أن سفر موسى الأصلي قد نقش كله بوضوح تام على حافة مذبح واحد ، وقد جاء في سفر يشوع [ 8 : 32 ] انه اتبع طريقة موسى فكتب على الحجارة نسخة توراة موسى ، وقد نقش سفر موسى الأصلي كله على اثنتي عشرة حجر على حسب عدد أسباط بني اسرائيل الأثنى عشر ، ومعنى ذلك أن سفر موسى الأصلي كان في حجمه أقل بكثير من الأسفار الخمسة المتداولة اليوم . . .
( 6 ) جاء في سفر التثنية [ 34 : 5 _ 10 ] خبر موت موسى ودفنه في أرض أسمها ( موآب ) ، وان يشوع بن نون قد خلفه في قيادة بني اسرائيل ، ولا يمكن لعاقل أن يصدق بأن موسى كتب خبر موته قبل أن يموت ! وإليك النص :
(1/331)
( فمات هناك موسى عبد الرب في ارض موآب حسب قول الرب. 6 ودفنه في الجواء في ارض موآب مقابل بيت فغور ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم وكان موسى ابن مئة وعشرين سنة حين مات ولم تكلّ عينه ولا ذهبت نضارته8 فبكى بنو اسرائيل موسى في عربات موآب ثلاثين يوما. فكملت أيام بكاء مناحة موسى9 ويشوع بن نون كان قد امتلأ روح حكمة إذ وضع موسى عليه يديه فسمع له بنو اسرائيل وعملوا كما أوصى الرب موسى10 ولم يقم بعد نبي في اسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجها لوجه )
أي عاقل يقول : أن الكاتب هو موسى وقد ذكر ما حدث لبني اسرائيل بعد موته من نياحتهم عليه طوال 30 يوماً ومن أنه لا أحد يعرف قبره وأن يشوع بن نون قد خلفه في قيادة بني اسرائيل ؟ !
هذا دليل عظيم على أن الكاتب عاش بعد موسى بمدة طويلة وبعد أن حرفت التوراة وضاعت .
يقول كاتب السفر في الفقرة 6 : ( ولم بعرف أحد قبره إلى هذا اليوم ) ونحن نسأل : كيف ينزل الوحي من الله على موسى بموته ودفنه وتحديد مكان هذا الدفن وهو ما زال حياً ؟!
ولكي يخرج المسيحيون من هذا المطب قالوا أن هذا الإصحاح كتبه يشوع ، وكيف يصح هذا وفي نفس الإصحاح نص عن يشوع جاء فيه : ( أنه امتلأ روحاً وحكمة فسمع له كل بني إسرائيل ) سفر التثنية [ 34 : 9 ] . فهذه حكاية عنه من غيره .
ثم كيف يدلس يشوع ويلحق بكتاب موسى ما ليس منه من غير أن ينسبه إلى نفسه ؟
وهناك دليل آخر على أن الإصحاح الأخير ليس ليشوع ، وهو أنه جاء في الإصحاح بعد حكاية دفن موسى هذه الجملة : ( ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم ) فهي تدل على أن الجملة كتبت بعد موسى بزمن طويل ، ولو كانت ليشوع لم تكن كذلك .
ويجب أن نذكر أن سفر التثنية لا يقص فقط موت موسى ودفنه ، وحزن الأيام الثلاثين للعبرانيين عليه بل يحكي أيضاً أن موسى فاق جميع الأنبياء ، إذا ما قورن بالأنبياء الذين جاؤا بعده :
(1/332)
يقول كاتب سفر التثنية [ 34 : 1 ] :( ولم يقم من بعده نبي في اسرائيل كموسى الذي عرفه الرب وجهاً لوجه )
هذه شهادة لم يكن من الممكن أن يدلي بها موسى لنفسه ، أو أن تكون لشخص آخر أتى بعده مباشرة ، بل هذه شهادة لشخص عاش بعد موسى بقرون عديدة ، وقرأ عن أنبياء عديدين بعد موسى . . . ولا سيما أن المؤرخ قد استعمل الصيغة المعبرة : ( ولم يقم من بعد نبي في اسرائيل ) ويقول عن القبر : ( ولم يعرف أحد قبره إلي يومنا هذا ) .
هذا وقد برهن العالم الألماني دي فيتيه من بداية القرن التاسع عشر بالدليل القاطع أن كتاب التثنية ما كان بوسعه أن يظهر في زمن موسى ، أي في القرن الخامس عشر ق . م فالقوانين والأحكام المدونة في الكتاب تعني شعباً يعيش حياة حضرية مرتبة ويشتغل بالزراعة كما يملك مدناً كبيرة ونظاماً سياسياً جيد التطور ، وكل هذه الأشياء لم تكن موجودة زمن موسى إذ كان في الصحراء وجماعته جماعة منقطعة عن كل شكل زراعي أو حضري .
ويفهم من ذلك أن ما كتب في سفر التثنية لا يتناسب مطلقاً مع واقع الحياة البدوية الخشنة التي كان يعيشها بنو إسرائيل في سيناء ، وهذا ينسف مقولة نسب سفر التثنية لموسى عليه الصلاة والسلام .
( 7 ) جاء في سفر التكوين [ 36 : 31 ] النص الآتي : ( وَهَؤُلاَءِ هُمُ الْمُلُوكُ الَّذِينَ حَكَمُوا أَرْضَ أَدُومَ قَبْلَ أَنْ يُتَوَّجَ مَلِكٌ فِي إِسْرَائِيلَ: بَالَعُ بْنُ بَعُورَ مَلَكَ فِي أَدُومَ . . . .)
إن هذا كلام قد صدر من كاتب قد عاش بعد زمان قامت فيه مملكة بني اسرائيل في عهد داود وطالوت عليهما السلام ، فكيف يمكن إن يكون هذا الكلام قد صدر من موسى ؟! وأول ملوك مملكة بني اسرائيل هو شاول كان بعد موسى بنحو 400 عام .
(1/333)
( 8 ) قال كاتب سفر التكوين في [ 12 : 5 _ 6 ] : ( وَأَخَذَ أَبْرَامُ سَارَايَ زَوْجَتَهُ وَلُوطاً ابْنَ أَخِيهِ وَكُلَّ مَا جَمَعَاهُ مِنْ مُقْتَنَيَاتٍ وَكُلَّ مَا امْتَلَكَاهُ مِنْ نُفُوسٍ فِي حَارَانَ، وَانْطَلَقُوا جَمِيعاً إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ إِلَى أَنْ وَصَلُوهَا.فَشَرَعَ أَبْرَامُ يَتَنَقَّلُ فِي الأَرْضِ إِلَى أَنْ بَلَغَ مَوْضِعَ شَكِيمَ إِلَى سَهْلِ مُورَةَ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ حينئذٍ يَقْطُنُونَ تِلْكَ الأَرْضَ.)
إن آخر عبارة هنا تدل على أن الكاتب هنا قد كتب بعد استيلاء بني إسرائيل على أرض كنعان وطرد الكنعانيين منها ، لأنه يحكي عن زمن مضى ، حيث يقول : ( وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض ) ، وبنو إسرائيل لم يستولوا عليها في زمن موسى وإنما في زمن داود ، أي بعد موسى بمئات السنين .
أما الدليل على أن الاستيلاء على أرض كنعان كان في عصر داود وطالوت فهو ما جاء في سفر صموئيل الأول [ 17 : 23 _ 24 ] _ [17 : 50 _ 51 ] - [ 18 : 6 ] .
( 9 ) قال كاتب سفر التكوين في [ 14 : 14 ] : ( فَلَمَّا سَمِعَ أَبْرَامُ أَنَّ ابْنَ أَخِيهِ قَدْ أُسِرَ، جَرَّدَ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِنْ غِلْمَانِهِ الْمُدَرَّبِينَ الْمَوْلُودِينَ فِي بَيْتِهِ وَتَعَقَّبَهُمْ حَتَّى بَلَغَ دَانَ )
والمعنى : إن إبراهيم عليه السلام لما سمع أن لوطاً عليه السلام وقع في الأسر انطلق مع عبيده ليحرره ، وتبع الأعداء إلى قرية تسمى ( دان ) ولفظ دان : هو اسم قرية سميت باسم دان بن يعقوب عليه السلام ، وهذه القرية لم يفتحها بنو اسرائيل زمن موسى ، بل فتحت في عصر قضاة بني اسرائيل أيام كان القضاة يحكمون قبل مصر الملوك واسم هذه القرية سابقاً (لايش ) ففي سفر القضاة : ( ودعوا اسم المدينة باسم دان أبيهم الذي ولد لإسرائيل ، ولكن اسم المدينة أولاً لايش ) سفر القضاة [ 18 : 29 ]
(1/334)
( 10 ) يقول كاتب سفر العدد [ 21 : 14 ] عن رحلات بني اسرائيل في سيناء : ( لِذَلِكَ وَرَدَ فِي كِتَابِ حُرُوبِ الرَّبِّ : مَدِينَةُ وَاهِبٍ فِي مِنْطَقَةِ سُوفَةَ، وَأَوْدِيَةِ نَهْرِ أَرْنُونَ، وَمَصَبِّ الأَوْدِيَةِ الْمُمْتَدِّ نَحْوَ مَدِينَةِ عَارَ، وَالْمُسْتَنِدِ إِلَى حُدُودِ مُوآبَ .)
فقوله ( كتاب حروب الرب ) يدل على أن الكاتب ينقل عن كتاب اسمه : (( حروب الرب )) وهذا يفيد أن موسى ليس هو الكاتب والمتحدث عن الله .
( 11 ) جاء في سفر الخروج [ 16 : 35 ] : ( وأكل بنو إسرائيل المن أربعين سنة إلى أن ذهبوا إلى أرض عامرة أكلوا المن إلي حين وافوا حدود أرض كنعان )
والقارئ المتأمل سيلحظ أن موسى عليه السلام لم يصدر عنه مثل هذا الكلام وإنما كتبه أحد الأشخاص بعد انتهاء فترة التيه ، فجملة : ( أكلوا المن أربعين سنة ) تدل على أن النص كتب بعد انتهاء الأربعين سنة ودخول بني اسرائيل إلى أرض كنعان ، وموسى مات بالتيه ولم يدخل أرض كنعان .
( 12 ) قال كاتب سفر التكوين في [ 3 : 14 ] :( فأخذ تخوم الجشوريين والمعكيين ، وسمى باشان باسمه ضياع يائير ياير إلى هذا اليوم ) وقول الكاتب : ( إلى هذا اليوم ) وكون الحديث عن يائير ، كل هذه القرائن تدعو إلى القول بأن النص ليس من كلام موسى عليه السلام إذ أن الذي كتب هذا لابد أن يكون بعد يائير بزمن طويل ، وقد علق على هذا النص المحقق هورن وهو نصراني بقوله : (( هاتان الفقرتان لا يمكن أن تكونا من كلام موسى لأن الفقرة الأولى دالة على أن مصنف هذه الكتاب كان بعد زمان قامت فيه سلطنة بني اسرائيل ، والفقرة الثانية دالة على أن مصنفه كان بعد زمان إقامة اليهود في فلسطين ))
(1/335)
( 13 ) ومما يؤكد ضياع الأسفار الخمسة وأن مؤلفها لم يكن موسى إننا نجد فيها شواهد جغرافية لم تكن معروفة في حياة موسى ، إذ أنها لم توجد إلا بعده ، وما فيها من مصطلحات جغرافية يدل على أن كاتب هذه الأسفار كان مقيماً في شرق الأردن وموسى لم يدخل إلى هذه الأماكن لأنه مات في فترة التيه التي كانت بسيناء .
سفر التكوين [ 50 : 10 _ 11 ] ، سفر العدد [ 22 : 1 ] _ [ 32 : 32 ] _ [ 35 : 9 _ 14 ] وسفر التثنية [ 1 : 1 _ 5 ] ، [ 3 : 8 ] ، [ 4 : 46 _ 49 ] .
(15) يقول كاتب سفر التكوين في [ 22 : 14 ] : إن إبراهيم عليه السلام لما ذبح الكبش عوضاً عن ابنه في الموضع الذي كان سيذبح فيه ابنه ( دعا إبراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يراه حتى أنه يقال اليوم : في جبل الرب يرى )
إن قول الكاتب : ( حتى انه يقال اليوم في جبل الرب يرى ) يدل على إن الكاتب كتب بعد زمان حادثة الذبح ، وبعد ما سمي ذلك الموضع بجبل الرب ، ومعلوم أن هذا الجبل لم يحمل هذا الاسم إلا بعد الشروع في بناء الهيكل في عهد داود عليه السلام وأكمل بناءه سليمان عليه السلام كما في سفر الأخبار الثاني [ 3 : 1 ، 2 ] فهذه التسمية متأخرة جداً عن زمان موسى ، فيتضح أن كاتب هذا السفر جاء بعد موسى بزمن طويل بعد أن حرفت التوراة وضاعت . . .
أخي المتصفح :
بعد هذه الأدلة الواضحة أصبحنا أمام نتيجة حتمية ألا وهي ضياع التوراة وأن الأسفار الحالية ليست من كتابة موسى عليه السلام وإنما كتبت بعد رحيله بزمن طويل .
الفهرس(1/336)
هل نسي كاتب التكوين أن إسماعيل قد بلغ 16 سنة ؟
يبدو أن من كتب سفر التكوين قد نسي إن إسماعيل عليه السلام قد بلغ من العمر أكثر من 16 سنة عندما رحل مع أمه هاجر ، فنجده يصور إسماعيل والذي كان جسمه ووزنه لا يقل عن جسم ووزن أمه على انه طفل رضيع محمول بين ذراع هاجر وهي تسير به إلى إن طرحته تحت أحد الأشجار !!
ولإثبات ذلك نذكر لكم ما جاء في سفر التكوين :
بحسب ما جاء في تكوين 16 : 15 ، 16 فإن إبراهيم كان عمره 86 سنة عندما ولدت له هاجر إسماعيل : " فولدت هاجر لابرام ابنا و دعا ابرام اسم ابنه الذي ولدته هاجر إسماعيل كان ابرام ابن ست و ثمانين سنة لما ولدت هاجر إسماعيل لابرام "
وبحسب ما جاء في تكوين 17 : 24 ، 25 فقد كان عمر إبراهيم 99 سنة عندما اختتن وكان عمر ابنه إسماعيل 13 سنة , ولم يولد إسحاق بعد : " و كان إبراهيم ابن تسع و تسعين سنة حين ختن في لحم غرلته 25 و كان إسماعيل ابنه ابن ثلاث عشرة سنة حين ختن في لحم غرلته "
وبحسب ما جاء في تكوين 21 : 5 فإن إبراهيم كان عمره 100 سنة عندما ولد له إسحاق , وبالتالي فان عمر إسماعيل أصبح 14 سنة : " و كان إبراهيم ابن مئة سنة حين ولد له اسحق ابنه "
وبحسب ما جاء في تكوين 21 : 9 ، 10 ، 11 ، 12 فإن قرار سارة بطرد هاجر وابنها إسماعيل كان بعد فطام إسحاق و لن يقل عمر الفطام عن سنتين وهكذا يكون إسماعيل عليه السلام قد بلغ من العمر ستة عشر عاماً ..
(1/337)
يقول كاتب سفر التكوين 21 : 9 : " فكبر الولد وفطم . وصنع إبراهيم وليمةً عظيمةً يوم فطام اسحق . ورأت سارة ابن هاجر المصرية الذي ولدته لإبراهيم يمزح 10 فقالت لإبراهيم اطرد هذه الجارية و ابنها لان ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني اسحق 11 فقبح الكلام جدا في عيني إبراهيم لسبب ابنه 12 قال الله لإبراهيم لا يقبح في عينيك من اجل الغلام و من اجل جاريتك في كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها لأنه بإسحق يدعى لك نسل 13 وابن الجارية أيضا سأجعله امة لأنه نسلك "
بعد ذلك يروى لنا كاتب سفر التكوين قصة طرد هاجر وابنها الذي اقترب من سن الشباب , وطبيعي في هذا السن إن يكون الصبي قد كانت قامته مثل قامة أمه أو يزيد وان يكون عوناً لها في هذه المحنة , فإذ بالكاتب يروى لنا تفاصيل يفهم منها إن ابن هاجر ما هو إلا طفل رضيع أبكم لا يتكلم وإنما يصرخ مثل الأطفال الرضع , ولا يمشى على قدميه وإنما تحمله أمه بين ذراعيها وتضعه تحت الشجرة !!!
تكوين 21 : 14 - 20 : " فبكر إبراهيم صباحا و اخذ خبزا و قربة ماء و أعطاهما لهاجر واضعا إياهما على كتفها و الولد و صرفها فمضت و تاهت في برية بئر سبع " ( ترجمة الفاندايك )
والنص في الترجمة الكاثوليكية هكذا : " فبكر إبراهيم في الصباح وأخذ خبزاً وقربة ماء فأعطاهما هاجر وجعل الولد على كتفها ، وصرفها "
وهو بحسب الترجمة العربية المشتركة هكذا : " فبكر إبراهيم في الغد وأخذ خبزاً وقربة ماء ، فأعطاهما لهاجر ووضع الصبي على كتفها وصرفها "
فهذه النصوص واضحة وضوح الشمس بأن الولد قد حمل فعلاً على الكتف ، وهذا ما أكدته الترجمة السبعينية :
21:14 And Abraam rose up in the morning and took loaves and a skin of water, and gave [them] to Agar, and he put the child on her shoulder, and sent her away, and she having departed wandered in the wilderness near the well of the oath .
(1/338)
ثم يقول الكاتب في العدد 15 : " و لما فرغ الماء من القربة طرحت الولد تحت إحدى الأشجار و مضت و جلست مقابله بعيدا نحو رمية قوس لأنها قالت لا انظر موت الولد فجلست مقابله و رفعت صوتها و بكت 17 فسمع الله صوت الغلام و نادي ملاك الله هاجر من السماء و قال لها ما لك يا هاجر لا تخافي لان الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو 18 قومي احملي الغلام و شدي يدك به لأني سأجعله امة عظيمة 19 و فتح الله عينيها فأبصرت بئر ماء فذهبت و ملأت القربة ماء و سقت الغلام 20 و كان الله مع الغلام فكبر و سكن في البرية و كان ينمو رامي قوس "
وأمام هذا التناقض إما إن الكاتب نسى إن إسماعيل كان قد اقترب من سن الشباب , أو إن كاتب آخر أضاف قصة إسماعيل الطفل الرضيع الذي تحمله أمه وكانت النتيجة هذه الصورة الهزلية لأم تحمل بين ذراعيها ابنها البالغ من العمر أكثر من 16 عاماً والذي كان جسمه ووزنه لا يقل عن جسم ووزن أمه ، ثم تلقيه تحت أحد الأشجار !!
الفهرس(1/339)
قبل فوات الأوان
هل أنت من أتباع المسيحية؟ قد لا تروق لك هذه الرسالة..
أن تعجبك الكلمات الوردية وتبعث في نفسك الطمأنينة فهذا لا يعني أنك على الحق دائما..
إن ما يجب أن تحرص عليه هو أن لا تندم بعد فوات الأوان..
ولهذا فأنصحك بقراءة الرسالة إلى آخرها، فآخرها أهم من أولها..
هل أنت فعلا على الحق؟ إذن ما إجابتك على هذه الأسئلة:
الأول: هل الله تجسد وأتى بنفسه إلى هذا العالم أم أنه أرسل ابنه الوحيد؟ هل تدرك حقا أنك تقبل كلتا الحالتين معا؟ لكنك يجب أن تدقق قليلا فيهما لتعلم أنك تؤمن بالمتناقضات..
الثاني: هناك عقوبات ذكرها الكتاب المقدس على إثر خطيئة آدم وهي (الحمل والولادة للمرأة) و (العداوة بين نسل المرأة والحية) و (عقوبة الحية بأن جعلها تسعى على بطنها).. فإذا كان دم المسيح هو كفارة الخطيئة فلماذا تستمر تلك العقوبات إلى الآن وقد تم التكفير وسالت الدماء وتم الغفران والتجاوز عن الخطيئة؟ هل يصح أن أسامحك عن المبلغ الذي استدنته مني ثم أطالبك به؟
الثالث: إذا كان الكتاب المقدس ينص على أن أجرة الخطية هي الموت، فلماذا لم يمت إبليس وهو المتسبب الرئيسي للخطية بينما يعاقب الناس مع أن أخطاءهم تأتي تبعا لخطية إبليس؟
الرابع: الآب والابن والروح القدس ثلاثة أقانيم متحدة، فهل هي تعتمد على بعضها أم لا؟ إذا كانت تعتمد على بعضها فلا يمكن أن يكون الواحد منها إلها لحاجته لغيره، أما إذا كانت لا تعتمد على بعضها فإن كل واحد منها إله، وبالتالي يكون هناك ثلاثة آلهة..
الخامس: لماذا لم يذكر المسيح شيئا عن طبيعته الناسوتية واللاهوتية؟ أليست هذه عقيدة محورية في الديانة المسيحية؟ هل نسي أم غفل أم أنها عقيدة سرية لم يرغب بإعلانها؟ والأهم هو كيف عرفتموها إذا كان المسيح لم يخبر بها أحدا؟
(1/340)
السادس: لماذا لم يذكر المسيح أنه جاء من أجل تكفير الخطيئة الأصلية لآدم؟ أليست هذه هي أهم عقيدة يؤمن بها المسيحيون؟ لماذا سكت عنها المسيح؟ كيف يرسله الآب إلى العالم بهذه الرسالة ثم لا يبلغها للناس؟ وإذا لم يبلغها لكم فلماذا تؤمنون بها؟
السابع: إذا كان المسيح مولود من الآب أزلا، فهما في القدم واحد، ولم يأت أحدهما من الآخر فهما غير حادثين، وهما حتما متكافئان، وإذا كانا متكافئين في القدرة لأنهما غير حادثين فأي فضل للآب على الابن؟ وكيف تستقيم عقيدة الأبوة والبنوة في هذه الحالة؟ ألم يقل يوحنا أن الآب أرسل الابن إلى العالم؟ إذن الآب المرسل غير الابن الرسول..
الثامن: يقول متى "وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ وَجَلَسَ عَلَيْهِ"، فهل يحتاج الرب إلى أحد الملائكة ليزيل الحجر عن الباب؟ كيف تعتقد أنه هو الذي خلق الملاك وهو الذي خلق الحجر ثم يحتاج الملاك ليزيل الحجر؟ أم أن الملاك تصرف بدون مشيئته؟
التاسع: يقول يوحنا "وهناك أمور كثيرة عملها يسوع، لو كتبها أحد بالتفصيل، لضاق العالم كله، على ما أظن بالكتب التي تحتويها"، إذا كان إنجيل يوحنا وحيا فمن الذي "يظن" هنا؟ حتى لو كان يوحنا ملهما من الروح القدس فلا مجال للظن، فالإلهام والوحي يقين وليس ظنا.
العاشر: إذا كان آدم قد أخطأ بحق الله، فمن الذي يجب عليه الاعتذار؟ الله أم الإنسان؟ إنه حتما الإنسان! لكننا نرى أن الله هو الذي يضحي بابنه الوحيد عن ذلك الخطأ.. ويدعونا أن نقبل هذه التضحية لكي يغفر تلك الخطيئة.. فإذا كان الهدف هو الغفران فلماذا لا يغفر الله لنا دون الحاجة لهذه التضحية من جانبه؟ أليس هو الخالق المتصرف، فمن الذي يشترط عليه أن لا يغفر إلا بالتضحية؟ أما إذا اعتقدنا أنه هو الذي يقيد نفسه بمثل هذه الشروط فهذا اعتقاد عابث.
(1/341)
الحادي عشر: من الذي مات على الصليب؟ طبعا أنت تؤمن أنه المسيح، ولكن المسيح ناسوت ولاهوت، فأيهما الذي مات على الصليب؟ إذا كان الناسوت هو الذي مات فإن الكفارة لم تتم، وإذا كان اللاهوت هو الذي مات فكيف يموت الله؟ وكيف يموت الخالق ويبقى العالم؟ لا أعرف كنيسة تقبل بذلك..
الثاني عشر: يقول إرميا 8-8 مخاطبا قومه "لا تقولوا نحن حكماء ومعنا كلمة الرب ولكن تنبهوا فإن القلم الكذاب لكاتب الكتاب قد حولها إلى كذب"، وهذا نص صريح على وجود التحريف في الكتاب المقدس، فإرميا يحدث قومه هنا عن الذين يكتبون كلمة الله. والمفارقة هنا هي أن وجود التحريف ثابت بوجود هذه العبارة في الكتاب المقدس، فإن قلنا أنها غير صحيحة فالنتيجة أن الكتاب المقدس يحوي نصوصا غير صحيحة، وإن قبلناها فهي تنص صراحة على تحريف الكتاب المقدس. فكيف نتعامل معها؟
قبل فوات الأوان
الآن تجاوز نفسك قليلا واقرأ معي بتركيز وتدقيق في المعاني وتصوير الموقف الذي لم يحدث بعد في هذه الآيات من سورة البقرة:
165- وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ
166- إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ
167- وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ
هل أنت متأكد مائة بالمائة أن هذا لن يحصل لك؟
إذا لم تكن متأكدا تماما فعليك أخذ الحيطة والحذر..
ما الذي تفعله بك هذه الآيات بعد قراءتها؟
(1/342)
إنها تنزع من يديك سلاحا هاما قد يفيدك لو وقع الأمر، وهو: "لم أكن أعلم"! فهي تصور لك الآن موقفا سيحصل لك أو لغيرك.. ومن يعلم فقد تكون أنت أحد شهود ذلك الموقف، فماذا أنت قائل؟
هل تنتظر إلى أن ترى أعمالك حسرات عليك؟ ولو حصل ذلك، فأي شيء ستعتذر به؟
قد تقول: "أي دين هذا وأية نبوة؟" ولكن إليك إشارتين من النصرانية ومن الإسلام:
ينص الكتاب المقدس على أن النبي الكذاب لن تستمر دعوته كثيرا وستموت عاجلا، فهل ينطبق هذا على دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ العكس تماما.. فالدين الإسلامي من حيث الانتشار لا يقارن بأي دين آخر إذا أخذنا بالاعتبار عمره الزمني، فكيف يكون هذا النبي صلى الله عليه وسلم كذابا؟
أما من التاريخ الإسلامي فإليك هذه الإشارة لواقعة من صحيح البخاري:
" كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم فقال الناس كسفت الشمس لموت إبراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله".
ترى لو كان نبيا كذابا، فماذا كان سيقول لهم؟ طبعا يفوته أن يستغل هذه الحادثة حين تكسف الشمس يوم موت ابنه ويقول لهم: صدقتم! وحتى لو كان يظن نفسه نبيا وهو ليس بنبي، فإنه سوف يصدق قول أصحابه ويعتقد أن هذا من أقوى الأدلة على نبوته.. ولكن جوابه على أصحابه لا يقوله إلا نبي حقيقي..
يمكنك الآن أن تتمسك بعزة نفسك ولا تتنازل عن موقفك، ولكن اقرأ هذه الآية الأخرى من سورة البقرة (205):
وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ
صدقني أنني لن أستفيد شيئا من حطام هذه الدنيا سواء قبلت دعوتي أو رفضتها، ولكني حريص على إبراء ذمتي وإقامة الحجة عليك وإبلاغ الرسالة وليس على الرسول إلا البلاغ
وهذة كتب قيمة ستساعدك
وهذة مواقع ايضا ستساعدك
الفهرس(1/343)