الطوفان
على إباضية عُمان
بقلم أبي عمرو عبدالكريم بن أحمد العمري الحجوري
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبعد:
فنصيحة لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولكتابه وللمسلمين هذه وريقات يسيرة كتبناها بيانًا لحال الإباضية؛ فذكرت أولاً الخوارج –حيث أنها أم الإباضية- ثم بينت ضلال هذه الفرقة ثم صحت نسبة الإباضية إليها وبينت عقيدة الإباضية والرد عليها وأنه لم تصح نسبة أحد من أهل العلم إليهم وموقع عُمان فيما يسمى –الجغرافي- ونصيحة لأهل عُمان وفي كل هذا راعيت الإختصار وكان الحامل لي على كتابة هذا هو طلب شيخنا الجليل يحيى بن علي الحجوري حفظه الله وسدد خطاه.
والحمد لله رب العالمين.
الخوارج
الخوارج هم كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه وسواءً كان من أيام الخلفاء الراشدين أو غيرهم وإن كانوا أئمة جور.
والخوارج يكفرون بالمعصية.
... وزعيمهم ذو الخويصرة الذي اتهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه لم يعدل.
... كما في صحيح البخاري برقم (3610) ومسلم (2/744) عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم وَهُوَ يَقْسِمُ قِسْمًا أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ. فَقَالَ: <وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ>.
... وكان هذا أول زمن ظهورهم.(1/1)
... وتسميتهم خوارج مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عنهم : <... إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ رَطْبًا لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ>. رواه البخاري (4351)، ومسلم (1064) عن أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ. ومن قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: <يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنْ النَّاسِ> رواه البخاري برقم (3610)، ومسلم (2/746) عن أَبي سَعِيدٍ.
قال الإمام النووي في شرح مسلم (7/166):
... قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: <يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنْ النَّاسِ> ضبطوه في الصحيح بوجهين: أحدهما حين فرقة بحاء مهملة مكسورة ونون وفُرقة بضم الفاء أي في وقت افتراق الناس أي افتراق يقع بين المسلمين وهو الإفتراق الذي بين علي ومعاوية رضي الله عنهما.
... والثاني: خير فِرقة بخاء معجمة ومفتوحة وراء وفِرقة بكسر الفاء أي أفضل الفرقتين والأول أشهر وأكثر ويؤيده الرواية التي بعد هذه يخرجون من فرقة من الناس فإنه بضم الفاء بلا خلاف ومعناه ظاهر.اهـ
وعلى الثاني: فهم خرجوا على خير الفرقتين علي وأصحابه وكان قتلهم عليهم كما روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ (2/746) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: <تَمْرُقُ مَارِقَةٌ عِنْدَ فُرْقَةٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ>. وقد قتلهم علي وأصحابه، أي الخوارج وقتل زعيمهم.(1/2)
كما روى البخاري برقم (3610) ومسلم (2/744-745) عن أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: <آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ وَيَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنْ النَّاسِ> قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ فَالْتُمِسَ فَأُتِيَ بِهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَلَى نَعْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وهذا الرجل قال الحافظ في الفتح (6/716): وقوله في آخر الحديث: <فَأُتِيَ بِهِ> أي بذي الخويصرة.أ.هـ
ما جاء في وصف الخوارج
1- تقدمت بعض الأدلة في وصفهم وأيضًا قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حديث أبي سعيد قال: <يَخْرُجُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ - وَلَمْ يَقُلْ مِنْهَا - قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاتَكُمْ مَعَ صَلاتِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حُلُوقَهُمْ أَوْ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ فَيَنْظُرُ الرَّامِي إِلَى سَهْمِهِ إِلَى نَصْلِهِ إِلَى رِصَافِهِ فَيَتَمَارَى فِي الْفُوقَةِ هَلْ عَلِقَ بِهَا مِنْ الدَّمِ شَيْءٌ>. رواه البخاري برقم (6931)، ومسلم (2/743-744) وفي رواية لهما قَالَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: <لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ> رواه البخاري برقم (7432)، ومسلم (2/742).
روى البخاري برقم (4351)، ومسلم (2/742): <لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ ثَمُودَ>.(1/3)
وروى البخاري برقم (7562)، ومسلم (2/746) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أنَّ رسول اللَّهُ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذكر قومًا يكونون في أمته يخرجون في فرقة من الناس سِيمَاهُمْ التَّحالق قال: <هم شر الخلق أو من أشر الخليقة>.
وأبصر أبو أمامة الباهلي رؤوس الخوارج على درج دمشق فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: كلاب أهل النار كلاب أهل النار كلاب أهل النار ثم بكى ثم قال: شر قتلى تحت أديم السماء وخير قتلى من قتلوا.
وفي رواية قيل لأبي أمامة فما شأنك دمعت عيناك: قال رحمة لهم أنهم كانوا من أهل الإسلام. رواه الحميدي وأحمد وهو في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (1/200). لشيخنا مقبل رحمه الله.
عقيدة الخوارج الزائغة
1- وجوب الخروج على أئمة المسلمين لارتكاب الفسق أو الظلم.
2- إنكار الشفاعة.
3- تكفير بعض الصحابة كأهل التحكيم وأصحاب الجمل.
4- القول بخلق القرآن.
5- نفي رؤية الله تعالى في الآخرة.
6- قالوا بعدم حجية خبر الآحاد.
7- هم في القدر ثلاثة أقسام، مجبرة ونفاة وموافقون لأهل السنة.
8- إنكار وجود الجنة والنار الآن.
9- أكثرهم ينكر عذاب القبر.
10- لا يشترطون الإمامة في قرشي. ...الخ معتقدهم الفاسد ومبنى هذه الأفكار المنحرفة الجهل وهم قوم كما يقول شيخنا مقبل رحمه الله ليس فيهم عالم (1) .
وقد ناظر متقدميهم ابن عباس رضي الله عنهما فأتاهم فكان فيما قال لهم: أتيتكم من عند أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المهاجرين والأنصار ومن عند ابن عم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصهره وعليهم نزل القرآن فهم أعلم بتأويله منكم وليس فيكم منهم أحد. رواه النسائي وحسنه شيخنا مقبل رحمه الله في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين (1/496) وكانوا ستة آلاف فرجع منهم ألفان.
__________
(1) ... وقد قال شيخ الإسلام R في شرح حديث جبريل (ص322): كانوا جهالاً فارقوا السنة والجماعة.(1/4)
فإذا كان هذا من زمن الصحابة وفي زمن العلم والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم آثاره حية وثيابه لم تبلَ وآنيته لم تكسر فكيف بهم في زمن عاد الإسلام فيه غريبًا كما في غربته الأولى.
وفي الصحيحين عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: <... فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرًا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة>.
وعن أبي أمامة أنه لما رأى قتلى الخوارج قال كلاب النار ثلاثًا ثم بكى قيل له ما يبكيك قال أبكي لخروجهم من الإسلام هؤلاء الذين تفرقوا واتخذوا دينهم شيعًا (1) .
وكذلك الخوارج هم فرق تبلغ عشرين فرقة أكبرها:
1- المحكمة: وهم الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ورأسهم عبد الله بن الكواء وعتاب بن الأعور وعبد الله بن وهب الراسبي وعروة بن جرير وغيرهم.
2- الأزارقة أتباع نافع بن الأزرق خرجوا معه من البصرة إلى الأهواز.
3- النجدات أتباع نجدة بن عامر الحنفي خرج من اليمامة مع عسكره يريد اللحوق بالأزارقة.
4- البيهسية: أتباع أبي بيهس الهيصم بن جابر.
5- العجاردة: أتباع عبد الكريم بن عجرد.
6- الثعالبة: أتباع ثعلبة بن عامر كان مع عبد الكريم بن عجرد ثم انشق عنه.
7- الصفرية الزيادية: أتباع زياد بن الأصفر.
8- الإباضية: أتباع عبد الله بن إباض.
ولست بصدد بيان عقيدة الخوارج والرد عليها ولكني بصدد ذكر نبذة مختصرة عن الإباضية التي هي إحدى فرق الخوارج.
الإباضية:
وهم أصحاب عبد الله بن إباض أحد بني مرة بن عبيد من بني تميم رهط الأحنف بن قيس، عاصر عبد الملك بن مروان المتوفى سنة 86هـ.
وما الدليل أن الإباضية من فرق الخوارج:
تزعم الإباضية أنها ليست من فرق الخوارج وليسوا خوارج والحقيقة أنهم من فرق الخوارج لأمور أهمها:
أولاً:
وافقوا الخوارج في التالي:
1- تعطيل صفات الله تعالى.
__________
(1) ... ذكرته مختصرًا وقد رواه أحمد (5/259).(1/5)
2- قول بعضهم بخلق القرآن كما سيأتي إن شاء الله.
3- نفي رؤية الله تعالى في الآخرة.
4- تجويزهم الخروج على الحكام الظلمة.
5- تكفير مرتكب الكبيرة –كفر نعمة أو كفر نفاق-.
6- إنكار الشفاعة لأهل الكبائر.
7- طعنهم في الصحابة كعثمان وعلي وعمرو بن العاص وطلحة والزبير رضي الله عنهم وأصحاب الجمل.
ثانيًا:
إجماع الإباضية قديمًا وحديثًا على إمامتهم في عبدالله بن إباض التميمي وانتسابهم إليه. وهو من أحد رؤوس الخوارج وكان من زعمائهم ويوافقهم (أي الخوارج) في غالب أصولهم المعروفة في زمانهم.
وهو من أقطاب الخوارج في زمنه معاديًا للأئمة ناقمًا على عثمان وعلي رضي الله عنهما وكان مع الخوارج تحت راية واحدة إلا أنه لما أبدى نافع بن الأزرق –حين انفضوا من ابن الزبير- رأى نافع أن جميع المسلمين كفار مثل كفار العرب لا يُقبل منهم إلا الإسلام أو القتل خالفه عبد الله بن إباض فقال إنهم –أعني المسلمين- ليسوا مشركين لكنهم كفار بالنعم، ومن هنا انشقت فرقتان الذين تابعوا نافع بن الأزرق وهم الأزارقة.
والذين تابعوا عبد الله بن إباض وهم الإباضية.
ثالثًا:
إجماع المؤرخين الذين عاصروهم ومن بعدهم أن الإباضية من فرق الخوارج الكبرى.
رابعًا:
أن للإباضية أسماءً أخرى تجمعهم مع سائر الخوارج أو أكثرهم وبعض هذه الأسماء يواليها الإباضية كـ (المحكمة، والشراة، والجماعة المؤمنة، وأهل الحق، وأهل الدعوة).
على أن الإباضية تعتبر أعدل فرق الخوارج.
وسمعت شيخنا مقبل الوادعي –رحمه الله تعالى- يقول عن الإباضية التي في عُمان:
(نعرفهم كانوا مكنسين بالحرم ثم فتح الله عليهم بالبترول فرجعوا واجتمعوا مع جماعة من علماء السوء في تونس فأفتوهم أنهم من أهل السنة وهم ينفون الرؤية ويقولون بخلود عصاة المسلمين في النار وباستحلال دماء المسلمين، وعلماء السوء ربما يشهدون زورًا) اهـ
وهذه بعض أقوال أئمة السنة التي تبين أن الإباضية من فرق الخوارج:(1/6)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في شرح حديث جبريل ص(319): هؤلاء الخوارج لهم أسماء يقال لهم الحرورية لأنهم خرجوا بمكان يقال له حروراء ويقال لهم أهل النهروان لأن عليًا قاتلهم هنالك ومن أصنافهم الإباضية أتباع عبد الله بن إباض.اهـ
وقال العلامة الألباني –رحمه الله- في صفة الصلاة ص(26): وقفت على جزء صغير بعنوان «رسالة في الرفع والضم في الصلاة» تأليف أحمد بن مسعود الشيباني وهو من الإباضية المعروفين بانحرافهم عن السنة ولا أدل على ذلك من هذه الرسالة ...اهـ
وقُدم سؤال للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برقم (9635):
س _ هل تعتبر الإباضية من الفرق الضالة من فرق الخوارج وهل يَجوز الصلاة خلفهم مع الدليل؟
ج _ فرقة الإباضية من الفرق الضالة لما فيهم من البغي والعدوان والخروج على عثمان بن عفان وعلي رضي الله عنهما ولا تجوز الصلاة خلفهم وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله الغديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فتاوى اللجنة الدائمة (2/369).
ولشيخنا العلامة مقبل بن هادي الوادعي –رحمه الله- كلام نفيس جدًا فيهم في المخرج من الفتنة ص(67-73) الطبعة الخامسة، قال: الإباضية هم طائفة من الخوارج الذين أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنهم كلاب النار ... الخ كلامه -رحمه الله- فليرجع إليه وله –رحمه الله- كلام طيب على أحمد الخليلي مفتي عُمان تركت نقله دفعًا للإطالة.
فهم مما لا شك فيه من فرق الخوارج أخف فرق الخوارج ضررًا.
وبعد أن عرضنا بعض ما وافقت فيه الإباضية الخوارج وأنهم فرق من كُبرى فرق الخوارج، نعرض عقيدة الإباضية على كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على فهم السلف الصالح (وهذا هو اعتقاد أهل السنة والجماعة).
عقيدة الإباضية:(1/7)
صفات الله تعالى:
تقول الإباضية في صفات الله تعالى هي عين ذاته وأن الاسم والصفة بمعنى واحد.
وهذ القول باطل فالله سبحانه وصف نفسه بصفات وسمى نفسه بأسماء قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى: 11].
وروى البخاري برقم (2736)، ومسلم (2766)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: قال رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: <إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ>.
وقال تعالى: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ}[الصافات: 180]، فقوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}[المائدة: 64]، ليس هو معنى قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: <ينزل ربنا في الثلث الأخير من الليل> حديث أبي هريرة متفق عليه، فيدا الله غير نزول الله وكذا هما غير قوله تعالى: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
قال شيخ الإسلام في التدمرية: والله أخبر أنه عليم قدير سميع بصير غفور رحيم إلى غير ذلك من أسمائه وصفاته فنحن نفهم معنى ذلك ونميز بين العلم والقدرة وبين الرحمة والسمع والبصر ونعلم أن الأسماء كلها اتفقت في دلالتها على ذات الله مع تنوع معانيها فهي متفقة متواطئة من حيث الذات متباينة من جهة الصفات.اهـ
قال الخميس في التوضيحات الأثرية على الرسالة التدمرية ص(196): فمذهب أهل السنة والجماعة التفصيل فيقولون: هي مترادفة أو متفقة أو متواطئة في دلالتها على الذات متباينة من جهة دلالتها على الصفات ومذهب المعتزلة أنها مترادفة مطلقًا فهي لا تتنوع معانيها بناء على نفيهم للصفات.اهـ
فمذهب أهل السنة والجماعة في باب صفات الله تعالى إثبات ما أثبته الله لنفسه أو ثبت أنه أثبته رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من غير تمثيل ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تأويل إلا لدليل.
فالإباضية إنما وافقوا المعتزلة وخالفوا الكتاب والسنة.
رؤية الله تعالى في الآخرة:(1/8)
الأدلة من الكتاب والسنة على رؤية الله تعالى كثيرة جدًا فمنها:
قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22-23]، وقال تعالى: {كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}[المطففين: 15]، استدل بهذه الآية غير واحد من أئمة السلف على الرؤية لأهل الجنة.
وروى البخاري برقم (554) ومسلم عن إِسْمَاعِيلُ بن أبي خالد عَنْ قَيْسٍ بن أبي حازم عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ البجلي قَالَ: كُنَّا جلوسًا مع النَّبِيِّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً أربع عشرة فَقَالَ: <إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا لا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ>. قال وكيع من طعن في حديث إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير فهو جهمي. ويريد حديث الرؤية هذا.
وعَنْ أَبِي موسى عَنْ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قَالَ: <جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلا رِدَاءُ الْكِبْرِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ> رواه البخاري رقم (4878)، ومسلم (180).
وقد أجمع السلف الصالح أن الله تعالى يرى في الآخرة كما دل عليه الكتاب والسنة وليس المرئي كالمرئي لكن الرؤية كالرؤية.
والإباضية ينفون رؤية الله تعالى في الآخرة كما ذكره صاحب كتاب الخوارج تاريخهم وآراؤهم الإعتقادية ص(276-277)، نقلاً عن صاحب وفاء الضمانة الإباضي ومسند الربيع بن حبيب الذي يعتبر عمدتهم وهو مسند ليس له أصل.
والواقع أن نفي الرؤية هو طريق الجهمية والمعتزلة والخوارج والرافضة وليس في الكتاب والسنة وفهم السلف إلا إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة على ما يليق به جل وعز.
القول بخلق القرآن:(1/9)
يعتقد أكثر الإباضية أن القرآن مخلوق وفاقًا لأهل البدع والزيغ والإنحراف من جهمية ومعتزلة وكان بعض إباضية عُمان يقولون: القرآن غير مخلوق إلا أن أحد رؤوسهم المعاصرين نصر القول بخلق القرآن.
ومن الإباضية من قال بقول الواقفة أي فلا يقولون مخلوق ولا غير مخلوق.
والأدلة من الكتاب والسنة وإجماع السلف أن القرآن كلام الله غير مخلوق قال تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}[النساء: 164].
وقال تعالى: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ}[الأعراف: 54]، ففرَّق بين ما هو مخلوق في قوله الخلق وبين ما ليس بمخلوق كالقرآن بقوله والأمر.
وقال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ}[التوبة: 6].
تجويزهم الخروج على الحكام الظلمة:
وهذا محرم شرعًا قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ}[النساء: 59].
وروى البخاري برقم (3606)، ومسلم (1847)، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: <مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ فَمِيتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ>.(1/10)
وروى مسلم في صحيحه رقم (1855) عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قَالَ: <خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ> فقلنا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ عند ذلك؟ فَقَالَ: <لا مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلاةَ وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ وَلا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ>.
فالواجب تجاه الولاة الظلمة الصبر عليهم ومناصحتهم بالمعروف وعدم الخروج عليهم.
وروى البخاري برقم (18) ومسلم عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ دَعَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم <فَبَايَعْنَاهُ فكان فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا وَأَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ إِلا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ>(1/11)
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (12/432): ومعنى الحديث لا تنازعوا ولاة الأمور ولا يتهم ولا تعترضوا عليهم إلا أن تروا منهم منكرًا محققًا تعلمونه من قواعد الإسلام، فإذا رأيتم ذلك فأنكروه عليهم وقولوا بالحق حيث ما كنتم وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين وقد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما ذكرته وأجمع أهل السنة أنه لا ينعزل السلطان بالفسق وأما الوجه المذكور في كتب الفقه لبعض أصحابنا أنه ينعزل وحكى عن المعتزلة أيضًا فغلط من قائله مخالف للإجماع. قال العلماء وسبب عدم انعزاله وتحريم الخروج عليه ما يترتب على ذلك من فتن وإراقة الدماء وفساد ذات البين فتكون المفسدة في عزله أكثر منها في بقائه.اهـ كلامه
قلت: وذكر الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة الحسن بن صالح بن حي الهمداني أنه وقع الإجماع بعدُ على تحريم الخروج على أئمة الجور قال رحمه الله: وقولهم: (كان يرى السيف) يعني كان يرى الخروج بالسيف على أئمة الجور وهذا مذهب للسلف قديم لكن استقر الأمر على ترك ذلك لما رأوه قد أفضى إلى أشد منه...الخ.
مرتكب الكبيرة:
مذهب السلف الصالح أهل السنة والجماعة رضوان الله عليهم في مرتكب الكبيرة من هذه الأمة أنه عاص فاسق لا يكفر في الدنيا ولا في الآخرة وهذا هو الحق قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}[النساء: 48]، وهو في الآخرة تحت مشيئة الله إذا كان موحدًا فإن شاء الله عاقبه على قدر ذنبه ودخل الجنة وإن شاء عفا عنه.
في حين يرى الخوارج أنه كافر بالله تعالى كفر ملة.
وترى الإباضية أنه (في منزلة بين منزلتين!) فيقولون إنه موحد إذ أنه غير مشرك لكنه ليس بمؤمن إذ أنه يخلد في النار خلود الكافرين إذا مات على ذلك لأنهم يرون أنه كافر كفر نعمة لا كفر ملة.
الشفاعة:(1/12)
الشفاعة ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح قال الله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ}[البقرة: 255]، وقال عز وجل: {مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ}[يونس: 3]، وقال تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ}[الأنبياء: 28].
وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: <شَفَاعَتِي لأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي> وجاء عَنْ جَابِرٍ وابن عمر وكعب بن عجرة وابن عباس وأبي هريرة. وراجع كتاب الشفاعة لشيخنا مقبل رحمه الله تعالى.
وأنكر الشفاعة لأهل الكبائر المعتزلة والخوارج والأدلة رد عليهم وفهم السلف الصالح أتقن وأمتن وما عداه فلا يعول عليه.
لكن الإباضية أثبتوا الشفاعة هذه ولكن لغير العصاة بل للمتقين كما قال بعضهم (صاحب كتاب الأديان): والشفاعة حق للمتقين وليست للعاصين.اهـ
وليس يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل
الميزان:
الميزان ثابت بكتاب الله تعالى حيث يقول: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}[الأنبياء: 47]، ويقول تعالى: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ}[القارعة: 5-9].(1/13)
وروى البخاري برقم (7563)، ومسلم (2694)، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: <كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ>.
وإجماع السلف الصالح أنه ميزان حقيقي.
وله كفتان كما في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو (حديث البطاقة) فتوضع السجلات في كفة والبطاقة (التي فيها لا إله إلا الله) في كفة وترجح البطاقة.اهـ بمعناه وهو في الصحيح المسند.
وقالت الإباضية: ليس ميزانًا حقيقيًا له كفتان وإنما يثبتون لله وزنًا للنيات والأعمال بمعنى تميزه بين الحسن والقبيح ولذا يقول النفوسي الإباضي في نونيته:
فوزن أفاعيل العباد تميز ... لينظر في عقبى مسيء ومحسن
وليس بميزان العمود وكفة بل الوزن للنيات من كل دين
الصراط:
دلت الأدلة أن في يوم القيامة يضرب الصراط على متن جهنم قال البخاري رحمه الله في كتاب الرقاق: باب الصراط جسر جهنم.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: <... وَيُضْرَبُ جِسْرُ جَهَنَّمَ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ ...>رواه البخاري برقم (6573)، من حديث طويل وكذا مسلم رقم (182) (ج1/ص161) بلفظ: <... وَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ ...>.فمن مر على الصراط دخل الجنة ومن لم يمر سقط في النار عياذًا بالله وهذا هو الذي عليه أهل السنة والجماعة والسلف الصالح.
والإباضية كما قالت في الميزان بهراءها قالوا في الصراط:
وما الصراط بجسر مثل ما زعموا وما الحساب بعد مثل من ذهلا(1/14)
فانظر أخي المسلم إلى ما عليه الإباضية من انحراف وبعد عن طريقة أهل السنة والجماعة ومخالفة للكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح ولم نستوعب كل ما عليهم من مآخذ وما عندهم من ضلال وزيغ ولكن أردنا التنويه على ما عليه القوم فَعَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي. متفق عليه
وفي رواية للبخاري: تَعَلَّمَ أَصْحَابِي الْخَيْرَ وَتَعَلَّمْتُ الشَّرَّ.
وقال الشاعر:
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه
وما لم نذكره عنهم كثير: {وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} [آل عمران: 118].
والإباضية نفسها افترقت أربع فرق:
1- الحفصية: أصحاب حفص بن أبي المقدام.
2- الحارثية: أصحاب حارثة بن زيد الإباضي.
3- أصحاب طاعة لا يراد الله بها.
4- اليزيدية: أصحاب يزيد بن أنيسة الذي زعم أن الله سيبعث رسولاً من العجم وينزل عليه كتابًا من السماء ومن ثم ترك شريعة الإسلام وهؤلاء كفار وقد تبرأ منهم سائر فرق الإباضية وكفروهم لغلوهم وميلهم عما عليه الإباضية.
وأوصل بعضهم الإباضية إلى عشر فرق.
مصدر التلقي عندهم:
1- القرآن فيؤولونه كما تهوى أنفسهم لأنهم لم يلتزموا منهج السلف.
2- مسند الربيع بن حبيب وهو ليس له أصل ومؤلفه رجل مجهول ليست له ترجمة قاله شيخنا مقبل رحمه الله.
هل وقع أحد من أهل العلم في فكر الإباضية
يُذكر أن أبا الشعثاء جابر بن زيد كان إباضيًا ولا يثبت عن يحيى بن معين بسند صحيح بل لم أرَ له عنه أصلاً.(1/15)
بل الثابت عنه رحمه الله تعالى ما يدفع ذلك فقد روى ابن سعد –رحمه الله- في الطبقات (7/181) عن عزرة وهو ابن ثابت الأنصاري، قال: قلت لجابر بن زيد إن الإباضية يزعمون أنك منهم قال أبرأ إلى الله منهم زاد في رواية سعيد بن عامر (شيخ ابن سعد) قلت له ذلك وهو يموت.
وثبت عند ابن سعد في الطبقات (7/182) عن ثابت أن الحسن قال لجابر إن الإباضية تتولاك قال: فقال: أبرأ إلى الله منهم. قال: فما تقول في أهل النهروان؟ قال: فقال: أبرأ إلى الله منهم.
وفي الطبقات أيضًا (7/181) عن محمد بن سيرين أنه قال: كان بريئًا مما يقولون يعني جابر بن زيد قال عارم –شيخ ابن سعد- وكانت الإباضية ينتحلونه.
وفي كتب أهل العلم من أهل السنة الثناء الحسن عليه ولو كان إباضيًا لشنوا عليه الغارة في ذمه والتحذير منه، قال الذهبي في السير (4/481-482): يُعَد مع الحسن وابن سيرين وهو من كبار تلامذة ابن عباس.اهـ
فلو كان إباضيًا لم يعده الذهبي –رحمه الله- مع عالمين هما من رؤوس أهل السنة في زمنهما ومن أشد أهل زمانهما تحذيرًا من البدع.
ولعل انتحال الإباضية لأبي الشعثاء جابر بن زيد لأنه منهم نسبًا لا معتقدًا.
فهو جابر بن زيد الأزدي اليحمدي الجَوفي أو الخَوفي بالجيم والخاء المعجمة كما في حاشية تهذيب الكمال والجوف أو الخوف مكان بعُمان تقطنه الإباضية.
وفي الحلية لأبي نعيم (3/86) عن إياس بن معاوية أنه قال: أدركت أهل البصرة وفقيههم جابر بن زيد من أهل عُمان.
وأما إدعاء يحيى محمد بكوش في كتابه فقه الإمام جابر بن زيد ص(26-29) ونُصرته لهذا القول بدليلين:
1- أن الشهرستاني في كتابه الملل والنحل صنف أبا الشعثاء جابر بن زيد من جملة علماء الخوارج ورجالاتهم الإباضية.
2- أن ابن حجر العسقلاني أخرج عن يحيى بن معين إمام الجرح والتعديل وعالم الإسناد أن جابر بن زيد كان إباضيًا.
فباطل من وجوه:(1/16)
الأول: أن كلام يحيى بن معين الذي ذكره عنه الحافظ في تهذيب التهذيب وعزاه لكتاب للضعفاء للساجي (1) يحتاج إلى سند يثبت به صحة كلام يحيى بن معين –لا سيما- وقد عورض وخولف.
ثانيًا: لو صح هذا عن ابن معين لا يلتفت إليه لأمور:
أ لأن بين يحيى بن معين –رحمه الله- وجابر بن زيد مفاوز تنقطع فيها أعناق المطي فلقد توفي جابر سنة 93 هجرية وتوفي يحيى بن معين سنة 233 هجرية عن عمر بلغ 77 سنة.
ب نفي جابر بن زيد عن نفسه التهمة وهذا ثابت عنه كما تقدم وأما ادعاؤه أنها تقية فسيأتي الرد عليه.
ج- قول معاصر جابر بن زيد وهو ابن سيرين ونفيه أن يكون جابر إباضيًا وقد عرف ابن سيرين بشدته على أهل البدع وهو مقدم على قول ابن معين.
د- صنيع الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب يقتضي تضعيف هذا القول حيث أورده بعد ذكر الأقوال السابقة بنفي كونه إباضيًا.
3- أن الشهرستاني في كتاب الملل والنحل (1/137) لم يصنف جابر بن زيد من جملة علماء الخوارج ورجالات الإباضية كما زعم وإنما عدد من رجال الخوارج فقط بقوله: ونختم المذاهب بذكر تتمة الخوارج وعد فيهم أبا الشعثاء (جابر بن زيد) ولم ينص على إباضيته كما نص على إباضية عبد الله بن يزيد ومحمد بن حرب ويحيى بن كامل مما يدل أنه لم يحقق القول فيه.
4- زد على ذلك أن كتاب التهذيب وكتاب الملل والنحل كتابا جمع لا كتابا تحقيق لذا لعلك ترى في مثل التقريب أن الحافظ يقول رُمي بكذا وعند التحقيق والتدقيق تراه قد لا يثبت فلا يدل هذا أنهما لم يذكرا إلا ما قطعا بصحته عندهما.
5- أنه –يحيى محمد بكوش- لم يتكلم على ما رواه ثابت وعزرة عن جابر في نفي التهمة عن نفسه حديثيًا أو إسناديًا لأحد أمرين: إما لعدم علمه بصحة الإسناد من ضعفه وهذا أقرب.
أو لعلمه بصحتها ولكن مكابرة ومغالطة.
ولذلك جعل يتكلم على القصتين من منظور عاطفي.
ولله در ابن حزم حيث قال:
__________
(1) ... ولم أجد هذا الكتاب.(1/17)
دعونا من إحراق رقٍ وكاغدٍ وقولوا بعلم كي يرى الناس من يدري
فدعنا من العواطف وأقم حجة بدليلها وبرهانها: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 111].
على أنه يبقى وارد عليه قول محمد بن سيرين المتقدم في نفي التهمة عن جابر بن زيد.
6- أن الحافظ ابن حجر صدر قول ابن معين بما يدفعه وهو ما تقدم ذكره عن عزرة وثابت.
7- قوله ص(28): لو صحت الرواية الواردة في بعض المصادر السنية أن جابر أنكر علاقته بالإباضية فيجب أن لا يؤخذ ذلك على علاته فربما فعل جابر ذلك على سبيل التقية الدينية التي استعملها جابر في مناسبات عديدة كما استعملها غيره من أئمة الإباضية وتعتبر مشروعة في المذهب الإباضي في طور الكتمان. اهـ
قلت: بئس ما قلت يا هذا ولعلك لا تدري ما يخرج من رأسك وكيف توجب على الناس شيئًا لم يجب عليهم بدليل شرعي.
والواجب ما يثاب فاعله امتثالاً ويستحق تاركه العقاب وهذا من حيث حكمه وهو من حيث تعريفه ما أمر به الشرع أمرًا جازمًا، فأين هذا من قولك.
أعظم من هذا أنك نسبت جابر بن زيد أبا الشعثاء إلى الكذب وجعلته كذابًا بل إنك جعلت ذلك عادة له وسجية والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: <ولا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا> متفق عليه عن ابْنِ مَسْعُودٍ a.
ويقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ}[النحل: 116]، والله تعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}[الزمر: 3].
فالكذب خلق الكافرين لا المسلمين.(1/18)
فأنت الذي يجب عليه أن يتوب إلى الله من هذه الفرية التي ما فيها مرية والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: <وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ> عَنْ ابْنِ عُمَرَ رواه أبو داود وصححه شيخنا مقبل رحمه الله في الجامع الصحيح (1/456).
وَرَدْغَةَ الْخَبَالِ: عصارة قيح وصديد أهل النار.
وكيف لا يكون اتهامك هذا له باطلاً وجابر بن زيد يذكر مع جلة أهل العلم من التابعين في الزهد والورع، فقد قال محمد بن سيرين: رحم الله جابرًا كان مسلمًا عند الدراهم. يعني: ورعًا.
وقال فيه أيوب: كان لبيبًا لبيبًا. وكلا الأثرين عند ابن سعد في الطبقات (7/180 و 181) وسنداهما صحيحان.
ثم رميت به أحد تلاميذ عبدالله بن عباس a وهو الذي صرخ على الخوارج وناظرهم وأفحمهم فكيف سكت على تلميذه وهو من الخوارج كما تزعم.
ولقد بنيت على شفا جرف هار حيث أجزت الكذب في المذهب الإباضي بل قلت: بمشروعيته إفٍ لهذا الفهم السقيم. الكذب في الإسلام كبيرة من كبائر الذنوب: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمرن: 85]، {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [آل عمران: 83].
وإن تعجب فعجب أن الكذب في مذهب الخوارج كفر لإنهم يكفرون بالكبيرة. وأقول لك: ثبت عرشك ثم انقش.
وتارة أخرى يجعله رجلاً غزليًا فقد قال ص(23): ويقال إنه لقي امرأة من أهل الدعوة فوقف معها ساعة يكلمها وتكلمه فلما أرادا أن يتفرقا قال لها: إني أحبك. ثم تفرقا فانطلق غير بعيد ففكر من قوله لها: إني أحبك. فانصرف إليها وقال: في الله. فقالت له: وما تظن أني حملت ذلك على غير الحب في الله. اهـ كلامه
وأترك الحكم للقارئ على هذا الكلام السخيف.(1/19)
فدع عنك الكتابة لست منها ... ولو سودت وجهك بالمداد
وقال ص(29): يبدو أن قضية إنكار جابر لعلاقته بالإباضية كما توردها بعض الروايات في المصادر السنية إنما اخترعت من قبل بعض رواة السنة ... الخ.
قلت: رمتني بدائها وانسلت، أهل السنة والجماعة –بحمد الله- ليس الكذب لهم شعارًا ولا يجيزونه لأنفسهم فضلاً أن يكون مشروعًا عندهم ولكن العكس صحيح حاشا جابر بن زيد أن يكون كذابًا أو إباضيًا بل إن أهل السنة قد ضعفوا رجالاً من أهل السنة المعروفين بها إذا ضعف ضبطهم عن أداء الحديث بغير تخليط فمن أولئك: نعيم بن حماد الخزاعي، وعبد الله بن لهيعة، وهما إمامان في السنة ولو كان أهل السنة يحابون أو يجاملون لكان هذان حريين بذلك وفيما ذكر من الرد عليه كفاية لأني راعيت الاختصار ولو توسعت في الرد عليه لحوى مؤلفًا مستقلاً: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق: 37].
أين توجد الإباضية؟
توجد الإباضية في دولة عُمان الواقعة في جنوب شرق شبه الجزيرة العربية وتحدها من الشمال السعودية والإمارات ومن الغرب اليمن ومن الجنوب البحر العربي ومن الشرق بحر الهند وتحكم هذه الدولة الآن الإباضية.
كما توجد في مناطق متفرقة من بلاد المغرب كالجزائر وتونس وليبيا.
أهم المراجع:
الفرق بين الفرق للبغدادي والملل والنحل للشهرستاني وكتاب الخوارج. لغالب عواجي.
نصيحة لأهل عُمان
قال الله جل في علاه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]، ويقول الله تعالى: {وَمَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الحشر: 7].(1/20)
وفي الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: <مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ>. وفي رواية لمسلم وعلقها البخاري: <مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ>.
فواجب على كل مسلم بل على كل مكلف اتباع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اتباعًا صادقًا قولاً واعتقادًا وعملاً ويجب الحذر ومجانبة الباطل وأهله –وهو كل ما خالف ما عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.
قال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63].
وإني أحذر أهل عُمان من خطورة التمادي في اتباع عبد الله بن إباض الخارجي الضليل ومخالفة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم النبي الصادق الأمين.
وروى مسلم في صحيحه (2544) عَنْ أَبِي بَرْزَةَ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم رَجُلاً إِلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَسَبُّوهُ وَضَرَبُوهُ فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: <لَوْ أَنَّ أَهْلَ عُمان أَتَيْتَ مَا سَبُّوكَ وَلا ضَرَبُوكَ>.
قال الإمام النووي رحمه الله: (عُمان) في هذا الحديث بضم العين وتخفيف الميم وهي مدينة بالبحرين وحكى القاضي أن منهم من ضبطه بفتح العين وتشديد الميم عُمان (1) البلقاء وهذا غلط.
__________
(1) ... وهي عاصمة الأردن اليوم.(1/21)
قال ياقوت الحموي في معجم البلدان (4/150): عُمان بضم أوله وتخفيف ثانيه وآخره نون اسم كورة عربية على ساحل بحر اليمن والهند وعُمان من الأقليم الأول طولها أربع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة وعرضها تسعة عشر درجة وخمس وأربعون دقيقة من شرقي هجر تشتمل على بلدان كثيرة ذات نخل وزروع إلا أن حرها يضرب به المثل وأكثر أهلها في أيامنا خوارج إباضية ليس بها من غير هذا المذهب إلا طارئ غريب وهم لا يخفون ذلك.اهـ كلامه
ونعود لتتمة كلامنا فنقول: أما اليوم فلو جاء رجل من أتباع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الحقيقيين الذين لم يغيروا ولم يبدلوا ونصح إباضية عُمان لضربوه ضربًا شديدًا ولأقذعوا في سبه ولست أعني أن أهل عُمان كلهم إباضية بدون استثناء لا بل قد وجد فيهم أهل سنة أناس صالحون لكنهم قلة قليلة جدًا مستضعفون أمام أولئك الإباضية الحمق لذا فنصيحتي لأولئك الإباضية بالتوبة إلى الله تعالى مما هم فيه من الباطل: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:31 ].
وروى ابن أبي عاصم عن أنس أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: <إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته>.
فالبدعة أيًا كانت من موانع قبول التوبة بل من محبطات الأعمال، فلابد للعمل أن يكون على السنة حتى يقبل مع الإخلاص.
ولقد نصحتك إن قبلت نصيحتي ... والنصح أغلى ما يباع ويوهب
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.
كتبه أبو عمرو عبد الكريم بن أحمد العمري الحجوري
دار الحديث بدماج
1/رجب/1423هـ(1/22)