الخميني بين التطرف والاعتدال
تأليف لدكتور عبدالله محمد الغريب
لمحات عن الثورة الإيرنية وموقف الإسلاميين منها
سبحانك يا رب بيدك ملكوت كل شيء ، وإذا أردت أمرا فإنما تقول له كن فيكون.
بالأمس كان شاه إيران يتيه غرورا، وكان يعد لامتلاك الذرة، ويخطط لابتلاع الخليج العريي فشبه الجزيرة العربية .
وركن الشاه إلى جيشه الذي يمتلك أحدث الأسلحة، وإلى جهاز مخابراته- السافاك - الذي يعتمد على أدق أجهزة التصنت والتجسس ، ويتواجد في كل مدينة وقرية ومؤسسة إيرانية.
وفي الاطار الخارجي ركن الشاه الى صديقته الولايات المتحدة التي تحترف صناعة المؤامرات في العالم ، وحل مشكلاته مع جيرانه فأمن مكرهم ، وأمنوا شره . وظن أن الطريق معبدة لاعادة مجد " كسرى أنوشروان " .
جاءه الخطر من حيث لم يحتسب ، انفجر الشارع الإيراني بعد أحداث تبريز وأصفهان قبل ستة أشهر(1) .
وعمت المظاهرات أرجاء البلاد، وتوحدت كلمة المعارضة على اختلاف نزعاتها، ورفعوا شعارا واحدا : الاطاحة بالشاه ، وإقامة نظام جمهوري .
ولم يعد الموطنين يلقون بالا للشاه وحكومته ، وولوا وجوههم شطر قائدهم ألاعلى " الخمبني " المقيم في فرنسا .
(1) كتبت هذا الفصل في أوائل عام 1979، والخميني في باريس، وقبل مغادرة الشاه لطهران. وأحداث تبريز حدثت في منتصف عام 1978، ثم عدّل هذا الفصل تعديلا طفيفة .
ظن طاغوت طهران أنه من السهل وضع حد للمظاهرات ، فاستخدم الترغيب والترهيب فقدم ناسا من بطانته إلى المحاكمة بتهمة الفساد، ووعد باجراء انتخابات وإقامة نظام ديمقراطي .. إلا أنه فشل.
ثم جاء بحكومة عسكرية ولجأ إلى العنف فازداد المعارضون مقاومة، وأحدقا الخطر بقصره، وأخذ الناطقون باسمه يتحدثون عن إمكانية لجوئه إلى الهند وإقامة مجلس وصاية يدير أمور البلاد.(1/1)
وتطلع الناس إلى " الخميني " الذي راح يتحدث عن الجمهورية الاسلامية ، وعن أسسها في مختلف الحقول ، وعن علاقتها مع الدول الكبرى والمجاورة لإيران ، وعقد مستشاروه الندوات وكشفوا النقاب عن مخطط وضعوه لحكم إيران .
وحدث كهذا لا بد أن يشد انتباه اجهزة الاعلام العالمية . . ذلك لأن ايران قد حباها الله بخصائص ، فالموقع الهام الذي يطل على بحار عالمية ، ويجاور دولة كبرى كالاتحاد السوفياقي شمالا ، ودولا الخليج والعراق غربا، وضربت رقما عالميا في انتاج النفط وتصديره ، وللامريكيين والغربيين ولليهود مصالح حيوية فيها ، وترتبط هذه الدول مع إيران بمعاهدات . . .
ومن ثم فهذه الاضطرابات جاءت بعد انقلاب أفغانستان وحوادث القرن الافريقي ، وبعد المعارك التي حدثت بين اليمنين الشمالي والجنوبي .
وللشاه علاقات حميمة مع نظام العدو الصهيوني ، فلا غرابة إذاً أن يكون اهتام العالم قويا في حوادث إيران .
ومنذ أكثر من ستة أشهر وأخبار إيران تحتل العناوين الاولى في معظم صحف العالم ، ومجمل ما قيل لا يعدو النقاط التالية:
1 - الامام روح الله الخميني قائد ثورة اسلامية ، وأجريت لقاءات معه ، تحدثت عن ورعه وزهده ، وأنه يريد تحكيم الاسلام .
وأحاط الشيعة " خمينيهم " بهالة التعظيم ، ونسبوا إليه الخوارق والمعجزات .
2 - الثورة الايرانية امتداد لحركة الاخوان المسلمين ، وحركة المودودي في باكستان ، والحركة الإسلامية في اندونيسيا .
3 - الحركات الاسلامية انتهجت سبيل العنف ، وبالغت أجهزة الاعلام العالمية في التهويل والتهويش ، وتحذير الانظمة من خطر الحركات الاسلامية .
4 - وزعمت صحف أن الجماعات الاسلامية الحديثة ليست مؤهلة للحكم ، وأنها فصائل يسارية تستند إلى تنظير إسلامي .
وتسربت أباطيل الصحف إلى عقول عامة الاسلاميين ، فتأثروا بما قيل عن الخميني ، وصار اسمه مرافقا لأعلام أهل السنة في العصر الحديث .(1/2)
وألمنا ما يتناقله الاسلاميون من آراء عن الخميني وحركته ، وانتظرنا أن تقول الصحف الاسلامية - على ندرتها - كلمة تدحض أكاذيب أجهرة الاعلام العالمية والمحلية ، ولكن آمالنا تلاشت عندما صدر العدد (30 ) من مجلة الدعوة القاهرية غرة ذي الحجة 1398ه . وصدمنا بما قالته عن الخميني وحركته .
تحدثت عن الرافضة في إيران منذ عام 1954 م كما تتحدث عن جماعة الاخوان المسلمين ، فاذا ذكرت الخميني قالت : " الامام روح الله الخميني" وزعمت أن مهاجمة الخميني في صحف الشاه كان وراءها اليهود والبهائيون
ثم تعود لتربط ثورة الرافضة بحركات أهل السنة والجماعة: " قالوا أنها عناصر سوداء ماركسية، أو ماركسيون مسلمون .. وليس في ذلك غرابة فالاسلام في نظر سوهارتو أندونيسيا فكر متطرف يجب أن يضع القانون له حدا، والاخوان المسلمون في مصر 1954 - 1965 اتهموا بالاتصال مع الانجليز والتحالف مع الشيوعية ، والعمالة للصهيونية وأمريكا والأمثلة كثيرة ، ولكنها نظم الحكم في عالمنا الاسلامي وأجهرة اعلامها وسياستها واتجاهاتها (2) ".
اصلح الله القائمين على الدعوة إذ كيف يكون اليهود والبهائيون وراء هجوم الصحف الحكومية على الخميني ، وكل ذي بصيرة يدرك أن اليهود
(2) الدعوة العدد (0 3 ، 1 - 2 1 ) 8 39 1 ه تحت عنوان الثائرون في ايران سود ماركسيون أم مسلمون إيرانيون، ل عبدالمنعم جبارة.
ساهمون في إنشاء حركه الرافضة - ومازالوا -، وما البهائية إلا ثمره من ثمرات الغلو الرافضي ؟!
كيف يقرن أصحاب الدعوة أهل الرفض بحركات أهل السنة وما من نحلة كافرة في عالمنا الإسلامي إلا وقد اتخذت من التشيع سلما لها .
ما هي الأدله التي اعتمد علبها الفائمون على الدعوة عندما زعموا أن حركه الخميني يقودها شعب مسلم حفاظا على هويته !(1/3)
وبعد الدعوة وصلتنا " الرائد " الصادرة في آخن بالمانيا، فوجدناها مهمته بثورة الرافضة " ويبدو أن بعض قرائها احتجموا فقالت المجلة في الرد عليهم :
" إننا نكرر هنا وقوفنا مع المسلمين المجاهدين في أيران ضد الثاه ونظامه الفاسد وضد العبودية لأمريكا والغرب ، وندعو المسلمين في كل مكان الى مثل هذا الموقف والتأييد.. ونبعث على صفحات "الرائد" إلى الطليعة المجاهدة هناك تحية الطلاتع الاسلامية في كل مكان " (3) .
وفي العدد نفسه ثلاتة مواضبع عن إايران، وأن دل فإنما يدل على أن الرائد تعلق آمالا واسعة على حركة الخميني .
أما كلام الرائد عن شاه إيران فهو، أما وصفها للرافضة بأنهم مسلمون محاهدون، فهذا الذي سنبينه .
وتلقى محبو المجلتين الدعود والرائد رأيهما بالقبول والتقدير، وأصبح هذا الرأي موقفا سياسيا لكثير من الإسلاميين، وهذا العدد الكبير لا يكلف نفسه دراسة الرافضة. . . وحسبه أن الدعوة أو الرائد أيدت ثورة الرافضة .
إزاء ذلك نرى من الواجب علينا أن نقدم هذا البحث الذي يشتمل على الفقرات التالية :
1 – خلافنا مع الرافضة في أصول الدين وفروعه .
2 – ما قاله علماء الجرح والتعديل في الرافضة .
(3) الرئد العدد 34 ذي الحجة 1398 ه .
3- شيعة اليوم أخطر من شيعة الأمس .
4- ما قاله عنهم علماء هذا العصر.
وسنحرض على أن يكون بحثنا مدعوما بالأدلة، ولن نتعرض ف هذا البحث إلا الشيعة الجعفرية الإمامية التي ينتسب إليها الخميني وأنصاره أما الفرق المتطرفة فلنا معهم شأن آخر .
خلافنا مع الشيعة في أصول الدين وفروعه
وحدة الأمة الاسلامية غاية كل مسلم:(( وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربم فأتقون )) .
وعمل أهل السنة من أجل تحقيق هذه الوحدة، فهم يتقربون إلى الله بحب آل البيت ، ويرون أن عليا خير من معاوية رضي الله عنهما، ويعتقدون أن صحابة رسول الله عدول لا يجوز انتقاصهم والتشكيك بهم .(1/4)
لو كان الخلاف مع الشيعة حول نزاع علي ومعاوية لهان الأمر، ولكن القضية أكثر عمقا ، وهذه خلاصة كثيفة لأوجه الخلاف.
1- نختلف معهم في القرآن الكريم ، ألف أحد كبار علماء النجف وهو الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي كتابا سماه " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب " جمع فيه أقوال علماء الشيعة في مختلف العصور وزعم من خلالها أن القرآن قد زيد فيه ونقص منه ، وقد طبع هذا الكتاب في ايران سنة 1289 ه.
وجاء في كتابهم الكافي" عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبد الله – إلى أن قال أبو عبد الله – أي جعفر الصادق - : وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام – قال وما مصحف فاطمة ؟
قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد " (4) .
وشيعة اليوم يؤمنون بهذه الأقاويل لا سيما وقد صدرت عنهم كتب تؤكدها ففي عام 1394 ه صدر كتاب عن أحد علمائهم في الكويت سماه "الدين بين السائل والمجيب " .
(4) الكافي 1/239 طهران دار الكتب الاسلامية، ورواية أيى بصير طويله ومملة ، ويزعمون فيها أن الائمة يعلمون الغبب .
ووجه إلى ببرزا حسن الحائري مؤلف الكتاب في الصفحة (89) السؤال ا لتالي :
" المعروف أن القرآن الكريم قد نزل على رسول الله على شكل آيات مفردة فكيف جمعت سور. . ومن أول من جمع القرآن ، وهل القرآن الذي نقرؤه اليوم يحوي كل الآيات التي نزلت على الرسول الأكرم محمد أم أنا هناك زيادة ونقصانا..وماذا عن مصحف فاطمة الزهراء عليها السلام"؟(1/5)
" نعم أن القرآن نزل من عند الله تبارك وتعالى على رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم في 23 سنة. يعني من أول بعثته إلى حين وفاته ، فأول من جمعه وجعله بين دفتين كتنابا هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، وورث هذا القرآن إمام بعد إمام من أبنائه المعصومين عليهم السلام ، وسوف يظهره الامام المنتظر المهدي اذا ظهر – عجل الله فرجه ، وسهل مخرجه – ثم جمعه عثمن في زمان خلافته وهذا هو الذي جمعه من صدور الأصحاب ، أو مما كتبوا وهو الذي بين أيدينا والأصحاب هم الذين سمعوا الآيات والسور من رسول الله وأما مصحف فاطمة فهو مثل القرآن ثلاث مرات وهو شيء أملاه الله وأوحاه إليها " .. صحيفة الأبرار ص 27 عن بصائر الصغار .
صدر هذا الكتاب في الكويت قبل خس سنين ، وما سمعنا أن عالما منهم رد على الحائري ، والحائري نشر كتابه في بلد ينتسب سكانه إلى مذهب أهل السنة فمن الذي يحرص على الفرقة ويشعل نار الفتنة ؟ إنه الحائري وقومه من غير ريب .
أما قول بعضهم بأن القرآن خال من الزيادة والنقصان فهو تقية، لأنهم مجمعون على خيانة الصحابة، فكيفما نعتقد بصحة القرآن والذين قاموا بجمعه خونة ، وكيفما نصدقهم وهم إذا مروا بذكر الطبرسي أو الكليني قالوا: " طيب الله ثراه " .
وقولهم الآنف شكلي فهم بؤولون القرآن حسب أهوائهم التي لا يقرهأ شرع ولا يسندها دليل وإليكم بعض الأمثلة .
المثال الأول .
قالوا في تفسير قوله تعالى:(( قتلقى آدم من ربه كلمات قتاب عليه إنه هو التواب الرحيم )) البقرة الآية 37 .
سئل النبي عن الكلمات التي تلقاها آدم عليه السلام من ربه فتابه عليه قال: " قد سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسين الا تبت فتاب عليه"(5) .(1/6)
2 - ونختلف مع الشيعة في أصل الثاني من أصول الإسلام – السنة – لا يؤمن الشيعة بالاحاديث التي وردت في الصحيحين والمسانبد والسنن وعندما يتصلون بالعامة س أهل السنة يبدأون بتشكيكهم بصحيح البخاري أولا ثم لرواة الحديت س أصحاب رسول ألله ثانيا .
وكم تكون خسارة المسلمين عظيمة لو تمكن الشيعة من تنفيذ مؤامراتهم على السنة.. فمنها وحدها فهمنا القرآن الكريم ، وتعلمنا كيفية الصلاة والصوم والحج والزكاة .
ولا يستدل الشيعة بأحاديث البخاري ومسلم وغيرهما إلا عملا بقول القائل من فمك أدينك ، فهى - كما يزعمون - أدلة لإقامة الحجة على أهل السنة، أو لأنها توافق حديثا من أحاديتهم .
وإذا كنا نختلف مع الشيعة في الكتاب والسنة فبديهي أننا نختلف معهم في الاجماع والقياس .
3 - يعتقد الشيعة بعصمة علي بن أبي طالب وأحد عشر إماما من نسله – من أبناء الحسين ويزعمون أنهم أفضل من الأنبياء والرسل إلا خاتم
الأنبياء .
(5) انظر منهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، 1/154 عن كتابهم منهاج الكرامة في معرفة الإمامة لابن المطهر الحلي .
4- تقول الشيعة بكفر الصحابة إلا خمسة منهم وهم : علي ، المقداد، سلمان الفارس ، أبو ذر، عمار سن ياسر.
وإذا ذكروا الجبت والطاغوت فالمقصود بهما أبو بكر وعمر رضي الله عنهما (6) .
5- التقية : يعتقد الشيعة بالتقية، ويزعمون أن جعفر الصادق قال " التقية ديني ودين آبائي " (7) .
وإذا سألتهم كيف بايع علي من سبقه من الخلفاء، ولماذا زوج علي ابنته من فاطمة الزهراء - أم كلثوم - لعمر؟ فيجيبون : تقية.
إن عليا رضي الله عنه بريء من هذا الخلق المشين ، فقد كان شجاعا لا تتخذه في الله لومة لائم .
وعقيدة التقية جرت الويلات على المسلمين ، وكانت ،تكأة للفرق الباطنية التي تفرعت عن الشيعة كالقرامطة ، والزنادقة والنصيرية والدرزية .(1/7)
6- تعظيم المشاهد والقبور: يشد الشيعة رحالهم إلى المشاهد والقبور في مشهد وكربلاء والنجف . . وعند هذه القبور ينحرون الذبائح ، ويطوفود حولها . وقد صنف المفيد - أحد علمائهم - كتابا سماه "مناسلك حج المشاهد" قال محب الدين الخطيب : قرأت مرة في عدد يوم الخميس 10 المحرم ا1366ه من جريدتهم " برجم الاسلام " الايرانبة التي يصدرها عبد الكريم فقيهي شيرازي فرأيته يتغنى في ذلك العدد بشعر عربي في سطور فارسية بمعناه ومطلع هذا الشعر:
(6) الكافي للكليني صفحات 227 - 258 / 1 ط .
(7) المنتقى من صفحات الاعتدال، ص68 .
هي الطفوف، فطف سبعا بمغناها * فما لمكة معنى مثل معناها
أرض ولكنمها السبع الشداد لها * دانت ، وطاطأ أعلاها لأدناها
والطفوف جمع طف وهي أرض كربلاء (8) .
علما بأن هذه القبور التي يتغنون بها ، ويشدون الرحال إليها لا أصل لها ، بل المهم تعظيم المشاهد والقبور والمقامات ، فتراهم يبنون عليها قبابا من ذهب ، وبنفقون عليها الملايين ، وكأنه لا هم لهم إلا صرف الناس عن التوحيد.
7 - المتعة : وهي جواز نكاح الرجل لامرأة لمدة معينه شم يتركها دون أن ترث أو تورث، ويتفق معها على صداق معين .
والمتعة أجيزت في بداية الجهاد ثم نسخست بأدلة لا يرقى إليها الشك ومنها حديت سلمة بن الأكوع الذي رواه مسلم ، وحديث علي الذى رواه
الشيخان .
هذه بعض خلافاتنا مع الشيعة، ونحن لم نستعرض خلافنا معهم في سائر أمور العبادة ، وإنما عرضنا خلافنا معهم ما يفكي لنرد به على إخواننا من أهل السنة الذي أحسنوا الظن بهم وتوهموا عن جهل أن خلافاتنا معهم في الفروع وليست في الأصول .
(8) حاشية المنتقى لمحب الدين الخطيب ص 51.
ما قاله علماء الجرح والتعديل في الرافضة
يعود خلافنا مع الرافضة إلى منتصف القرن الأول للهجرة، وكان لسلفنا الصالح جولات مع القادة المؤسسين للمذب الشيعي .(1/8)
سئل الإمام مالك عن الشيعة فقال: " لا تكلمهم ولا ترو عنهم فإنهم يكذبون (9) .
وقال الشافعي: " ما رأيت أهل الأهواء قوما أشهد بالزور من الرفضة(10) .
وقال حماد بن سلمه : "حدتثني شيخ لهم - يعني الرافضة - قال : كنا اذا إجتمعنا فاستحسنا شيئا جعلناه حديثا (11) .
والعلماء كلهم متفقون على أن الكذب في الرافضة أظهر منه في سائر طواتف أهل القبلة وقد انبرى عدد من علماء السلف وأئمة الحديث للرد على أباطيل الشيعة، وفضح افتراءتهم منهم شيخ الإسلام في منهاجه، والذهي في منتقاه، وابن القيم في معظم كتبه، وابن كثير في تاريخه، وابن حزم في الفصل .
وكتب التاريخ مزدحمة بالادلة التي تثبت خيانة الرافضة واستدراجهم لعلي وخذلهم للحسين بن علي رضي الله عنهما.
(9) منهاج السنة 1/27 دار العروبة لتحقيق الدكتور محمد رشاد سالم.
(10) منهاج السنة 1/29 والباعث الحثيث ص 109 .
(11) المنتقى من منهاج الاعتدال للذهبي ص 22 المطبعة السلفية .
شيعة اليوم أخطر على الإسلام من شيعة الأمس
قد يقول قائل : ان شيعة اليوم معرضون عن الخلافات القديمة التي وقعت بين أسلافهم وأهل السنة .
فنحيب وبالله التوفيق : ان شيعة اليوم أكثر سوءا من شيعة الامس، ونقول هذا الكلام بعد اطلاعنا على معظم ما صدر عنهم من كتب منذ نصف قرن .
1 – نقلنا كلاما لميرزا حسن الحائري في كتابه " الدين بين السائل والمجيب " قال فيه بزيادة القرآن ونقصانه .
2 - تصلنا رسائل من دار التوحيد في الكويت ، وتوزع هذه الرسائل في مختلف بلدان العالم الاسلامي وفي رسالة صادرة عن هذه الدار تسمى "مبادىء أولية " صفحة 14 يقولون الركن الثاني من أركان الاسلام : الايمان بالنبوة والامامة والصاقهم النبوة بالامامة تضليل ، ففي كتبهم الأخرى يذكرونا الأمامة وحدها ومن هذه الكتب :
" عقائد الامامية "لمحمد رضا المظفر ص 65، صدر هذا الكتاب عام 1370 ه وأعيد نشره عام 1380 ه.(1/9)
وكتاب " الصلاة " وقال مؤلفوه أنه مطابق لفتاوي مرجعهم الأعلى "الخوئي " ففي هذين الكتابين وغيرهما يقولون بأن الايمان بالائمة المعصومين من أركان الاسلام .
3- ومن أهم كتبهم الحديثة " المراجعات " لمؤلفه عبدالحسين شرف الدين الموسوي ، وبزعم الكاتب أن مراجعاته حوار جرى بينه وبين شيخ الأزهر" سليم البشري " .
والتلفيق واضح في الكتاب. فشيخ الازهر أمام الكاتب تلميذ مؤدب يسأل والموسوي يجيب ويقتنع الأول للآخر بكل اجابة حتى نهاية الكتاب ، فلماذا لم يصبح " البشري " شيعيا بعد أن اقننع بأصول وفروع المذهب ؟ وقد فضح الله الموسوي فاعترف أنه أضاف أمورا أخرى على الحوار، وكتاب المراجعات جاء بعد وفاة شيخ الازهر – سليم البشري – بخمسة وعشرين عاما كما اعترف المؤلف في مقدمته (12).
4 - تصدر دار التبليغ في ايران مجلة اسمها "الهادي " وتنافق هذه المجلة دوما بالدعوة الى التقريب بين المذاهب الاسلامية، ويبدو أنا بعض أهل السنة وقع في شراكهم ، فقد قام مفتي لبنان الشيخ حسن خالد برافقه وفد من العلماء أعقاب مؤتمرات التضامن الاسلامي وفي الشهر نفسه زار المجلة الاستاذ صالح ابو رفيق ، وكتب فيها مقالا تحت عنوان " تحطيم الايمان في قلوب المسلمين " والقى مفتي لبنان كلمة في احتفال أقيم له قال فيه " أن عهود الشقاق والفرقة قد ولت الى غير رجعة " مجلة الهادي ص 107.
ولكن يبدو أن عهود الشقاق قد ولت عنده وعند وفده وليس عند الشيعة، ودليلنا أن العدد نفسه من المجلة الذى تحدت عى هذه الزيارة - جمادى الاولى عام 1394ه جاء فبه هجوم شديد على عثمان رضي الله عنه وعلى عبد الله بن أبي سرح ، وشتمت المجلة بسفاهة معاوية رضي الله عنه "ص20-21 .
(12) مقدمة المراجعات ص 32 دار الأندلس، وأول طباعة الكتاب كانت في عام 1355
الخميني زعيم شيعي متعصب لمذهبه
بين أيدينا ثلاثة كتب للخميني :(1/10)
1 - ولاية الفقيه أو الحكومة الاسلامية . صدر عام 1389 ه .
2 – من هذا المنطلق : وهو مجموعة فصول من كتابه "تحرير الوسيلة "
صدر عام 1394 ه .
3 – جهاد النفس أو الجهاد الأكبر. صدر عام 1393 ه .
ومن خلالها نحكم على الرجل لأنها عصارة أفكاره وليس لدينا دليل أنه قد عاد عن آرائه ومعتقداته . وهذه هي ملاحظاتنا:
1 - يحمل في كل كتبه على الأنظمة وخاصة النظام الأيراني ، وينادي بحكومة اسلامبة شيعية، ولا يطرق ضوع "التعاون مع السنة ".
والحكومة التي يتحدث عنها يجب أن يباشر المسؤولية فيها نواب الامام المعصوم الغائب ، وغيرهم معتدون ظلمة، كما يرى أن الحكومة الاسلامية كانت أيام الرسول وعلي ، ويقفز عن قنرة الخلفاء الراشدين، وهذا يعني عدم الاعتراف بحكمهم ويصرح أحيانا دون أن يذكر أسهاءهم (13) .
ويرى الخميني أن الوحده الاسلامبة تكون من خلال عقيدتهم وأصولهم ويقول عن الأئمة : " وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب، ولا نبي مرسل " (14) .
(13) الحكومة الاسلامية ص 132.
(14) المصدر السابق ص52 .
2- في كتابه جهاد النفس أو الجهاد الأبر يتحدت عن الفضائل ومكارم الأخلاق ، ووجوب محاربة هوى النفس ، وداحل هذا الإطار يحشر اسم معاوية رضي الله عنه وكأنه شيطان رجيم ، انظر إليه يقول : "ومعاوية ترأس قومه أربعين عاما، ولكنه لم يكسب لنفسه سوى لعنة الدنيا وعذابالآخرة " ص 18 كيف يبيح الخمينى لنفسه التطاول على صحايي جليل ،وكاتب وحي رسول الله ؟! وكيف يتقول هذا الدعي ؟ على الله ويزعم بأن معاوية يعذب في الآخرة ؟! أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا.(1/11)
إننا – أهل السنة والجماعة – نعتقد أن معاوية رضي الله عنه خير من آلاف من هذه الآيات التي زورتها الشيعة ونسبتها لله – كقولهم : آية الله. .. روح الله ، وصدق رسول الله إذ يقول : " لا تسبوا أصحايي ، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدم مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه " أخرجه الشيخان .
3- شن الخميني هجوما على أذناب الإستعمار، وحمل على بعض علماء الشيعة الذين قبلوا التعاون مع نظام الشاه فكان مما قاله " وبالطبع فقهاؤنا كما تعرفون من صدر الاسلام والى يومنا هذا أجل من أن ينزلوا الى ذلك المستوى الوضيع ، وفقهاء السلاطين كانوا دائما من غير جماعتنا، وعلى غير رأينا " وهو يعني أنهم من علماء السنة، والسلاطين هم حكام المسلمين من غير علي بن أبي طالب ويستثنى من هذا الهجوم عميل التتار المجرم نصير الدين الطوسي فيقول " إلا أن يكون دخوله الشكلي نصر حقيقي للاسلام والمسلمين، مثل دخول علي بن يقطين ونصير الدين الطوسي رحمهما الله (15).
تعاون العلماء مع الخلفاء الراشدين حرام عند الخميني، وتعاون الطوسي مع التتار حلال !!
(15) الحكومة الإسلامية ص 142 .
"مالكم كيف نحكمون . أم لم كتاب فيه تدرسون ، إن لم فيه لما تخيرون " . القلم الآيات 36-38 .
ما قاله علماؤنا المحدثون في الشيعة :
1 - الشيخ المجدد الالوسي في تفسير آية 39 من سورة الفتح قال بكفر الرافضة لأنهم يكرهون الصحابة، واعتمد على آراء سلفه من أئمة ومنها قوله " وفي المواهب أن مالكا قد استنبط من هذه الآية تكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضى الله عنهم ، فإنهم يغيظونهم ، ومن غاظ الصحابة فهو كافر ووافقه كثير من العلماء " روح المعاني 116/26 .
2 - محب الدين الخطيب من العلماء الذين وقفوا في وجه الطوفان الرافضي وترك آثارا مهمة في هذا الشأن أبرزها :
( أ ) الخطوط العريضة .
(ب) حاشية المنتقى من منهاج الاعتدال.(1/12)
(ج ) حاشية العواصم من القواصم .
ويرى الخطيب اسنحالة الالتفاء مع الرافضة لأن الأسس التي قام عليها بنيان الدينين مختلفة من أصولها والعميق من جذورها ويستدل على كفرهم بقول أبي زرعة الرازي " إذا رأيت الرجل ينقص أحدا من أصحاب رسول الله فاعلم أنه زنديق " مفدمة منهاح الاعتدال للخطيب ص 6 - 10 .
3 - الهلالي : تنقل بين الهند والعراق وشبه الجزبره العربية وعاش مع الرافضة عن قرب ، وسجل في احدى رسائله حوارا دار بينه وبين بعض علمائهم وعنوانها " مناظرتان بين رجل سني وهو الدكتور محمد تقي الدين الهلالي الحسيني وإامامين مجتهدين شيعيين " .
ورسالة الهلالي تقوم على تكفير الرافضة بدءا من أسمائهم عبد الحسين عبد علي ، عبد الزهراء ، عبد الأمير، ثم تحدث عن مناظرته لشيخهم عبد الحسين الكاظمي في المحمرة، وسمع الهلالي منهم قولهم عن عائشة رضي الله عنها " يا ملعونة " كما سمع من الكاظمي شتيمة وضيعة لأبي بكر رضي الله عنه نعف عن ذكرها، وزعم أن قريشا حذفت كثيرا من القرآن .
ثم ذكر نقاشا حصل بينه وبين الشيخ مهدي القزويني تنصل الأخير من قول الكاظمي يتحريف القرآن ولكن تنصله كان تقية بدليل أنه ألف كتابا يرد فيه على الهلالي الذي كتب في مجلة " المنار " سبع حلقات تحت عنوان " القاضي العدل في حكم البناء على القبور " .
تكتفي بذكر أقوال العلماء ولا ننسى ذكر علماء لهم موقف من الرافضة(16) .
1- علامة الشام الشيخ محمد بهجة البيطار .
2- الشيخ محمد رشيد رضا .
3- الشيخ مصطفى السباعي .
4- علامة الجزيرة الشيخ عبد العزيز بن باز .
5- العلامة محمد الأمين الشنقيطي .
6- الشيخ محمد ناصر الدين الألباني محدث بلاد الشام .
تنبيه
=====
بعض طلاب العلم يتحرجون من وصم الشيعة باكفر، وحجتهم أن علماء السلف كفروا غلاتهم، فلا بد من هذا التنبيه .
لا يجوز وصم الشيعة بالكفر على الاطلاق لأن فرقا كثيرا تندرج تحت هذه المظلة ومنها :(1/13)
· الصحابة والتابعون الذين وفقوا مع علي رضي الله عنه، وجمع من التابعين كانوا من شيعة الحسين، فلا نقول عنهم إلا خيرا .
(16) ومن أراد التفصيل فليراجع إلى كتاب " وجاء دور المجوس " ص142 وما بعدها.
* الزيديون، وهم اتباع زيد بن علي ، ويفضلون عليا لكنهم يعترفون بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان .
* وفي كل عصر نجد أفرادا من المسلمين يتشيعون لأل البيت، وهذا التشيع لا يخرجهم من الملة.. .
أما الامامية الاثنى عشرية الجعفرية الذين ينتسبون أصحاب النبي وينكرون السنة ، ويؤمنون بأن الصحابة حذفروا من القرآن ولو آية واحدة.. فلا تشك بكفرهم وبعدهم عن الاسلام .
وهل بعد هذا من لقاء. . .
* وإذا كنا نختلف مع الرافضة في أصول الدين وفروعه .
* وإذا كان اعلام الاسلام من خير القرون اعتبروهم أكثر الخلق كذبا
وأشدهم مروقا من الدين .
* وإذا كان علماؤنا المحققون في هذا العصر قالوا عن شيعة اليوم ما قاله
علماء السلف عن شيعة الأمس .
فكيف سمح بعض دعاة السنة لأنفسهم أن يقرنوا الشيعة الامامية مع حماعات السنة في العالم الاسلامي ؟
وكيف قالوا بأنهم مسلمون مجاهدون وطلائع اسلامية ، وناشدوا المسلمين في كل مكان تأييدهم والوقوف معهم ؟
لا ندري الأساس الذي اعتمده هؤلاء ، وهل يجوز أن تنفصل آراؤنا السياسية عن العقيدة والنصوص والأدلة الشرعية ، وهل يجوز تبغيض الأسلام ؟!
وهل الوحدة الاسلامية مطلب ننشده بأرخص الأثمان وأبخسها ؟! ألا تباً لوحدة تقوم على شتم أعراض الصحابة ولا تقوم على عقيدة أصيلة وأساس متين .(1/14)
يقول بعض الإسلاميين في هذا العصر موضحين موقفهم من الخميني وشيعته: أن الحركة الشيعية المعاصرة ممثلة بقائدها الخميني هي حركة إسلامية معتدلة فهي قد بعدت عن الطائفية ونأت عن الاتجاه الشيعي الغالي، فهي ترفع علم الإسلام، وتعلن الجمهورية الإسلامية، وأن أعضاء هذه الحركة هم ممن تربوا على كتب الحركة الإسلامية السنية المعاصرة، والخميني هو من رواد الحركة الإسلامية المعاصرة " .
لهذا الأمر وغيره رأيت أن أقوم بدراسة موضوعية مبسطة لما كتبه الخميني لنرى وجه الحقيقة وسط خضم العواطف التي هبت لتأييد الخميني بدون ترو ووزن للأمور حينما رفع اسم الإسلام في عالم كافر شرس .
الخميني ومصادره في التلقي
إن مصادر الشيعة التي يرجع إليها الخميني في مقام الاستدلال لا يختلف فيها عن غيره من الشبعة، فهو في كتاب يرجع إلى المصادر التالية :
1 - نهج البلاغة : وهو عندهم من الكلام الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه .
2 - الكافي : وهو عندهم بمنرلة البخاري عندنا، وفي الكافي من الكفريات والضلالات الشيء الكثبر كالأحاديث الوارده فيه بنقص القرآن وتحريفه.
3 - ويرجع الخميني إلى كتب شيعية أخرى مثل "من لا يحضره الفقيه، معاني الأخبار، المجالس . . ولا مجال للكلام على هذه الكتب وما فيها من ضلال ولكن قصدنا أن نقول أن الخميني كسائر الشيعة يرجع إليها.
4 - يتلفي الخميني معلوماته عن كتاب مستدرك الوسائل ، ويترحم على مؤلفه ، فيقول " وقد رواه المرحوم النوري في مستدرك الوسائل " والنوري هذا مؤلف كتاب " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الارباب ".(1/15)
5 - تلقبه عن " حكايات الرقاق " ذلك أن الشيعة يعتقدون أن إمامهم الثاني عشرلما غاب سنة 360 ه لم يغب غيبة كاملة بل كان على صلة ببعض الشبعة وخلال هذه الغيبة كان السائلون يتوجهود بأسئلتهم إلى الامام المزعوم بوضعها في ثقب شجرة ليلا ويقم هؤلاء الأبواب بدور الوسيط لإيصال الجواب النبوي من صاحب الزمان إلى السائل .. تلك هي حكايات الرقاع وما يسمى بالتوقيعات الصادرة عن الإمام المهدي الغائب . . فالخميني في كتابه " الحكومة الإسلامية "صفحة 76 يستند
إلى حديت من هذه الخزعبلات المزعومة والترهات الموهومة .
6 - يحيل الخميني في كتابه " الحكومة الإسلامية " عند ذكره لأحد الأحاديث إلى كتاب " دعائم الإسلام " وهو الكتاب الأكبر للباطنية الغلاة – الإسماعيلية - ومؤلفه هو القاضي النعمان بن محمد بن منصور المتوفى363 ه فعلى هذا نقول أن هناك صلة وثيقة تربط الخميني وشيعته مع الإسماعيلية الغلاة، وقد اعترف بهذه الصلة الرافضي محمد جواد مغنيةرئيس المحكمة الجعفرية بلبنان فقال " إن الاثنى عشربة والاسماعيلية وإن اختلفوا من جهات فإنهم يلتقون في هذه الشعائر وخاصة في تدريس علوم آل البي وللثقة فيها وحمل الناس عليها (17) .
7 – أعرض الخميني في جميع كتبه عن الرجوع إلى كتب أهل السنة في الحديث، وهذا أصل في مذهب الشيعة، قال أحد علمائهم المعاصرين " أن الشيعة لا تعول على تلك الاسانيد - أي أسانيد أهل السنة - بل لا تعتبرها ولا تعرج في مقام الاستدلال عليها ثم قال: أن لدى الشيعة أحاديث أخرجوها من طرقهم المعتبرة عندهم ودونوها في كتبمخصوصة وهي كافية وافية لفروع الدين وأصوله عليها مدار علمهم وعملهم وهي لا سواها الحجة عندهم (18) .
وقال عن البخاري وصحيحه : " وقد أخرج من الغرائب والعجائب والمناكير ما يليق بعقول مخرفي البربر وعجائز السودان (19) .(1/16)
وحكم الشيعة على مصادر أهل السنة بهذا الحكم ينطلق من قاعدين وركنين في الدين الشيعي :
1 - إن الصابة ارتدوا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا تلاثة وقيل إلا سبعة (20) .
2- إن الصحابة لم يتلقوا إلا جزءا من الشريعة .
(17) الشيعة في الميزان .
(18) تحت راية الحق لعبد الله السبيتي ص 146.وقد له مرتضى آل ياسين الكاظمي وطبع الكتاب في طهران .
(19) المصدر السابق ص96.
(20) انظر الكافي ص115 ، ورجال الكشي ص13 .
الخميني والقرآن
دأب أكثر المتأخرين من الشيعة على إنكار قضية التحريف المنسوبة إليهم وإن إجماع علمائهم هو القول بصيانة القرآن وحفظه.
ونقول : إن هذه التقية سرعان ما تنكشف بالرجوع إلى مصادرهم المعتمدة ولنعرض بعض الحقائق المجملة لنعود بعدها إلى رأي الخمينيي في القضية .
1- بلغت أحاديث الشيعة - المفتراة - والتي تحريف القرآن في اعتقادهم أكثر من ألفي حديث كما ذكر ذلك عالمهم " نعمة الله الجزائري ".
2- ادعى تواتر هذه الأخبار من طريق الشيعة كبار علمائهم : كالمفيد الذي يلقبونه بركن الإسلام وآية الله الملك العلام (ت 413) حيث قالوا " أن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أنمة الهدى من آل محمد باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الخلاف والنقصان " (21) .
3 - ألفوا في إثبات هذا الكفر كتبا مستقلة مثل فصل الخطاب ... السالف الذكر .
والآن نعود للخميني لنرى موقف الخميني من هذه القضية ، ولا نريد أن نفرض رأيا . ولكننا نوريد هذه الحقائق عن الخميني.
1 - يستقي كلانه من عدة كتب أصحابها يعتقدون بتحريف القرآن مثل :
(أ) كتاب " مستدرك الوسائل " ويترحم على مؤلفه وهو صاحب كتاب "فصل الخطاب " .
(ب) كتاب " الكافي " وعقيدة صاحبه أن القرآن محرف كما نقل عنه الكاتبون من الشيعة كالصافى في تفسيره(22) وكما صرح هو مصنفه(22) .(1/17)
(21) أوائل المقالات ص98 . المطبعة الحيدرية النجف وقدم له عالمهم المعاصر المسمى عندهم بشيخ الإسلا الزنجاني .
ج-واستقى الخميني من " الوسائل" للحرالعاملي وهو على نفس الاعتقاد (23)
د - كتاب " الاحتجاج " لأحمد الطبرسي وله غلو وتطرف في هذا الاعتفاد فهناك إجماع من الشيعة وعلى رأسهم الخميني على تقدير أصحاب هذه العقيدة الكافرة والتلفي عنهم والإعتراف بفضهلم والترحم عليهم.
2- ورد في كتاب " تحرير الوسيلة " للخميني ج1 ص 152 هذا النص: " يكره تعطيل المسجد " وقد ورد أنه أحد الثلاثة الذين يشكون إلى الله عز وجل وبالرجوع إلى أحد مصادر الشيعة المعتمدة وهو كتاب " الخصال" لابن بابويه، المسمى عندهم " بالصدوق " وجدنا أن هذا النص ورد بلفظين احدهما:
" يجيء يوم القيامة ثلاثة يشكون إلى الله عز وجل : المصحف والمسجد والعترة.. يقول المصحف يا رب حرقوني ومزقوني(24) وفي هذا إشارة لاعتقاد الشيعة في القرآن . وأورد الخميني النص الآخر وفيه " ومصحف معلق قد وقع عليه غبار لا يقرأ فيه " (25).
يشير به إلى المصحف الكامل الغائب عند إمامهم والمهجور من قبل الامة بسبب رفض أبي بكر ومن معه لهذا المصحف حينما قدمه إليه علي كما جاء في أساطيرهم .
3 - بين أيدينا وثيقة هامة تدين هؤلاء الآيات الذين جحدوا التقية فيما يتعلق بهذه القضية القرآنية في اعتقادهم وهذه الوثيقة كتاب باللغة الأردية
(22) راجع تفسير الصافي ج1 المقدمة السادسة .
(23) 1نظر مقدمة تفسير الصافي للسيد طيب الموسوي ص34.
(24) الخصال 1/174-175 .
(25) المصدر السابق 1/142.
موثق من عدد آياتهم المعصارة ومنهم الخميني وهو طبقا لما جاء في صدر الكتاب مراعين في ذكرهم النصر الأردي .
1- آية الله العظمى .. محسن حكيم طباطبائي مجتهد أعظم نجف أشرف.
2- آية الله العظمى .. أبو القاسم خوئي نجف أشرف .
3- آية الله العظمى .. روح الله خميني .(1/18)
4- آية الله العظمى .. محمود الحسيني الشابرودي .
5- آية الله العظمى .. محمد كاظم شريعتمداري .
6-مصدقة ماليجناب سيد العلماء علامة سيد علي نقي النقودي مجتهد لكهنود
ويتضمن الكتاب نصا باللغة العربية فيه كيفية لعن صنمي قريش وهما حسب اعتقادهم – أبو بكر وعمر – وأتهامها بتحريف القرآن ونورد موضع الشاهد: " بسم الله الرحمن الرحيم اللهم العن صمني قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وافكيهما وابنتيهما اللذين خالفا أمرك وأنكرا وحيك وعصيا رسولك وقلبا دينك وحرّفا كتابك 0000(26) .
(26) تحفة العوام مقبول جديد ص 422 .
الخميني والصحابة
1 – عندما يتحدت الخميني عن الحكومة الاسلامية الراشدة يتجاهل حكومة الخلفاء الراشدين الثلاثة الذين سبقوا عليا، ولا يشير إلا إلى حكم الرسول وحكم علي يقول مثلا " لقد ثبت بضرورة الشرع والعقل أن ما كان ضروريا أيام الرسول \ وفي عهد الامام أميرالمؤمنين من وجود الحكومة لا يزال ضروريا الى يومنا هذا (27) .
وسر هذا التحاوز مبني على ذلك الاعتقاد لدى الشيعة فى خلافة علي ويشرحه شيخهم المفبد بقوله " وكانت إمامة أمير المؤمنين بعد النبي \ ثلاثون سنة منها أربع وعشرون سنة و ستة أشهر ممنوعا من التصرف في أحكامها مستعملا للتقية والمداراة ومنها خمس سنين وستة أشهر ممتحنا بجهاد المنافقين من الناكثين والقاسطين والمارقين (28) .
2 - ويطعن الخميني في الصحابة لمخالفتهم النص المزعوم على إمامة علي فيقول " وفي غدير خم في حجة الوداع عينه الرسول \ حاكما من بعده ومن حينها بدأ الخلاف يدب في نفوس قوم (29) .
من هنا بداية المؤأمرة كما يعتقد الشيعة وعلى رأسهم الخمينيي .(1/19)
3 - ويصرح الخميني بالطعن في الصحابة فيتهم الصحابي سمرة بن جندب رضي الله عنه بأنه يضع ا ألاحاديث على رسول الله \ يقول: "(ففي الرواة من يفتري على لسان النبي \ أحاديث لم يقلها ولعل راويا كسمرة بن جندب يفتري أحاديث تمس من كرامة أمير المؤمنين (30) .
(27) الحكومة الإسلامية ص26 .
(28) المصدر السابق ص131.
(29) المصدر السابق ص131 .
(30) الحكومه الإسلامية ص71 .
ويقول عن حكومة معاوية " ولم تكن حكومة معاوية تمثل الحكومة الإسلامية أو تشبهها من قريب ولا من بعيد " (31) وقد مرّ معنا قوله عن معاوية : " فاستحق لعنة الناس في الدنيا وعذاب في الآخرة " .
وقد مرّ توثيق الخميني ومجموعة من الآيات لكتاب يحمل " لعن صنمي قريش " وهم يرون أن من ردد هذا اللعن فله أجر وفضل عظيمين فجاء في كتابهم " ضياء الصالحين ص 513 " الطبعة الثانية غشر عام 1398 ما نصه: " عن السجاد من قال اللهم العن الجبت والطاغوت كل غداة مرّة واحدة كتب الله له سبعين حسنة ومحي عنه سبعين ألف سيئة ورفع له سبعين درجة.
فتبا لقوم يتعبدون بهذا الدعاء وغيره من أدعية كلها لعن وطعن في الجيل الأول الصحابة رضوان الله عليهم .
(31) الحكومة الإسلامية ص 71 .
الخمبني يوثق الملاحدة
والخمبني وهو يطعن في خيار الأمة وينال من شرف روادها ويحمل حملاته على الخلافة الإسلامية ترأه يثني على الملاحدة فيشيد مثلا بالنصير الطوسي وخدماته المزعومة للاسلاما يقول:" ويشعر الناس بالخسارة أيضا بفقدان الخواجه نصير الدبن الطوسي وأمثاله ممن قدموا خدمات جليلة للاسلام " (32) .(1/20)
والطوسي هذا هو محمد بن محمد بن الحسن الخواجه نصير الدين الطوسي (7 9 5 - 2 67) قال فيه ابن القيم:" ولما انتهت النوبة إلى نصير الشرك والكفر وزير الملاحدة النصير الطوسي وزير هولاكو شفى نفسه من أتباع الرسول وأهل دينه فعرضهم على السيف حتى شفى اخوانه من الملاحدة واستشفى هو فقتل الخليفة والقضاة والفقهاء والمحدثين واستبقى الفلاسفة والمنجمين الطبائعيين والسحرة . . إلى أن قال: وبالجملة فكان هذا الملحد هو واتباعه من الملحدين الكافربن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر " (33) .
والخميني يبارك نشاط الطوسي لدوره في هدم الخلافة الإسلامية وتفويض أركانها .
(32) الحكومة الإسلامية ص 128 .
(33) الحكومة الإسلامية ص 263 .
موقف الخميني من الخلافة الاسلامية
يعتقد الشيعة وعلى رأسهم الخميني أن الإسلام لم يتمثل في دولة إلا في عهد الرسول وعهد علي ، وقد مرّ نقل كلام الخميني في تجاهله للخلافة الراشدة لأنهم يرون أن الخلافة الراشدة مغتصبة وغير شرعية، لهذا يعمد الرافضة قديما وحديثا إلى مهاجمة الخلافة الاسلامية عبر حقب التاريخ ويشوهون التاريخ الإسلامي بكل وسيلة.
ويقول الخميني مصرحا بأن الخلافة لم تحصل لهم " ولم تسنح فرصة لأئمتنا للأخذ بزمام الامور وكانوا بانتظارها حتى آخر لحظة من الحياة، فعلى الفقهاء والعدول أن يتحينوا هم الفرص وينتهزوها من أجل تنظيم وتشكيل حكومة رشيدة " (34) .
ويؤكد ذلك وهو يرمي الخلفاء المسلمين الذين تعاقبوا على الامة الاسلامية بالجهل فيقول عن هارون الرشيد " أي ثقافة حازها وكذلك من قبله ومن بعده " (35) .
(34) الحكومة الإسلامية ص 54 .
(35) الحكومة الإسلامية ص 132 .
الخميني وقضاة المسلمين(1/21)
حكم الخميني على الحكومات الاسلامبة ينسحب على قضاتها ، ويعتبر أن من يتحاكم إليهم في حق أو باطل إنما يتحاكم إلى الطاغوت فيورد في هذا الأمر حديثا عن الكليني صاحب كتاب الكافي والمسمى عندهم بثقة الإسلام . وهذا الحديث تقوم في اعتقاد الشيعة وعلى رأسهم الخميني لقضاة أفضل القرون وإليك النص :
" محمد يعقوب عن عمر بن حنظلة قال : سألت أبا عبد الله (36) عن رجلين من أصحابنا بينهما منارعة في دين أو ميراث وتحاكما إلى السلطان وإلى القضاة أيحل ذلك ؟؟ قال : س تحاكم إاليهم قي حق أو باطل فإنما تحاكم إلى الطاغوت وما يحكم له فإنما يأخده سحتا وإن كان حقا ثابتا له لأنه أخذه بحكم الطاغوت وما أمر الله إلا أن نكفر به قال تعالى: (( يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به )) قلت كيف يصنعان ؟ قال: ينظران من كان منكم ممن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكما فإني فد جعلته عليكم حاكما " .
وبعد إيراد الخميني لهذا الخبر يؤكد عليه بقوله " الإمام عليه السلام
(36) هو جعفر بن محمد الصادق (80-148) رحمه الله تعالى ينسب إليه الشيعة كل خرافات مقالاتهم حتى أنهم لما رأوا الجاحظ العتزلي يتوسع في التصانيف ويصنف لكل فريق قالت له الشيعة: صنف لنا كتابا فقال لهم: لست أدري لكم شبهة حتى أرتبها وأتصرف فيها فقالوا له إذا دللتنا على شيء نتمسك به . فقال: لا أدري لكم وجها: إلا إنكم إذا أردتم شيئا مما تزعمونه : تقولون: إنه قول جعفر الصادق. لا أعرف لكم سببا تستندون إليه غير هذا الكلام فتمسكوا بحمقهم فكلما أرادوا أن يختلقوا بدعة نسبوها إلى ذلك السيد جعفر. وهو عنها منزه . ومنها بريء راجع التبصير (ص 24) .(1/22)
نفسه ينهي عن الرجوع إلى السلاطين وقضاتهم ويعتبر الرجوع إليهم رجوعا إلى الطاغوت" . ويسب الخميني أحد قضاة الخلافة الراشدة وهو القاضي شريح " وكان شريح هذا قد شغل منصب القضاة قرابة خمسين عاما وكان متعلقا لمعاوية يمدحه ويثني عليه ويقول فيه ما ليس له بأهل وكان موقفه هذا هدما لما بنته حكومة أمير المؤمنين " (37) .
(37) الحكومة الإسلامية ص74 .
الخميني والنواصب
بعض معتدلي الشيعة يزعم أن الناصي هو الذي يناصب العداء لآل البيت فهو مرادف للخارجي ولا يدخل في هذا أهل السنة لأنهم يحبون آل البيت . رغم أننا نجد في مجاميعهم الحديثة ما ينفي هذا. وهو ما سنورده بعد قليل من كاب " الوسائل " الذي يستقي منه الخميني كثيرا في كتابه " الحكومة الاسلامية " إلا إننا نجد في كلام الخميني نفسه ما يشعر بأن أهل السنة في عداد النواصب فيقول :" واما النواصب والخوارج لعنهم الله تعالى فهما نجسان من غير توقف ذلك إلى جحودهما الراجع الى إنكار الرسالة (38).
ويقول " ولا تجوز - الصلاة - على الكافر بأقسامه حتى المرتد ومن حكم بكفره ممن انتحل الاسلام كالخوارج والنواصب " (39) .
ويتعبر مال الناصب حلال يؤخذ أينما وجد يقول: " والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما أغتنم منهم وتعلق الخمس به بل الظاهر جواز أخذ ماله أينما وجد وبأي نحو كان ووجوب إخراج خمسه " (40) .
ونورد الآن ما جاء في " الوسائل " في تعريف الناصي : محمد بن إدريس في " آخر السرائر" نقلا من كتاب مسائل في الرجال محمد بن أحمد بن زياد وموسى بن محمد بن علي بن عيمسى قال :
كتبت إليه - يعني علي بن محمد - عليهما السلام أساله عن النواصب هل أحتاج في امتحانه من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاد إمامتهما ؟ فرجع الجواب : " من كان على هذا فهو الناصب " .
(38) تحرير الوسيلة 1/118.
(39) المصدر السابق 1/79 .
(40) المصدر السابق 1/352(1/23)
وقال عالمهم ومحدثهم هاشم الحسيني البحراني المتوفى سنة 1107ه أو 1109ه والذي قالوا عنه العلامة الثقة الثبت المحدث الخبير الناقد البصير " يكفي في بغض علي وبنيه تقديم غيرهم عليهم وموالاة غيرهم كما جاءت به الروايات " .
وعندهم أن من ينكر واحدا من أئمتهم أو يرفض التلقي عنهم عن طريق الكافي وغيره فهو لا ريب في عداد النواصب .
الخميني وعقيدة التولي والتبري
من عقيدة الشيعة وإمامهم الخميني الولاء والبراء- الولاء للأئمة والبراء من أعدائهم – وأعداء الأئمة في اعتقادهم جيل الصحابة رضي الله عنهم وفي معتقدهم أبو بكر وعمر وعثمان يقولون " واعتقادنا في البراءة أنها واجبة من الأوثان والإناث الأربع ومن جميع أشياعهم واتباعهم " والخميني يجعل السجود موضع دعاء التولي والتبري وصيغته " الإسلام ديني ومحمد نبيي وعلي والحسن والحسين – بعدهم لآخرهم – أئمتي بهم أتولى ومن أعدائهم أتبري " .
الخميني والغلو في الأئمة
يقول ألخميني في بيان منزلة الأئة في اعتقادهم " فإن للامام مقاما حمودا ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها ئ سيطرتها جميع ذرات هذا الكون (41) .
ويقول الخميني: " والأئمة الذين لا نتصور فيهم السهو أو الغفلة " وهذا خروج بأهم عن طبيعتهم البشرية إلى منزلة الحي القيوم الذي لا تأخده سنة ولا نوم سبحانه وتعالى .
ويقول : " ومن ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل (42) .
ويواصل الخميني غلوه وتطرفه ويسدر في غيه فيقول عن تعاليم الأئمة " أن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن يجب تنفيذها واتباعها " (43) .
وقد نقل الشيخ محمد علد الوهاب رحمه إلله الاجماع على أن من اعتقد متل هذا الأعتقاد فقد كفر في يقول رحمه الله: " من اعتقد في عير الأنبياء كونه أفضل منهم أو مساوٍ لهم فقد كفر " ص33 من الرد على االرافضة (مخطوطة).
(41) الحكومة الإسلامية ص 52 .
(42) المصدر السابق ص 52 .(1/24)
(43) المصدر السابق ص 13.
الخميني والنيابة عن الإمام المعصوم
أن الإمام المعصوم الذي تنتظره الشيعة في زماننا والذي تعتبر إمامته استمرارا للنبوة وقوله وأمره كالتنزيل من العزير العليم، هذا الإمام الاسطورة الخيالية يرى الخميني أن الفقيه المجتهد ينوب عنه في كل شيء ما عدا البدء في الجهاد ، وقد كتب في تأييد رأيه هذا كتابه المشهور" الحكومة الاسلامية" وهو بهدا الرأي يخلق من الاسطورة واقعا يتمتل فى الفقيه المجتهد، وعمله هذا في واقع الأمر أدعاء للمهدية يشكل ذكي وبطريقة محتكة فهو قد وضع نفسه موضع الإمام الذي تخلع عليه كتب الشيعة ومدوناتها صفات اسطورية، تذكرك بمعبودات اليونان الوثنية وليس هناك فرق بين الخميني ومراجع الشيعة وآياتها فإن كل آية من آياتهم له الحق في النيابة عن الإمام المهدي وتمثيله بقول الخميني " أن معظم فقهائنا في هذا العصر تتوفر فيهم الخصائص التي تؤهلهم للنيابة عن الامام المعصوم " (44) .
وباسم النيابة عن الامام العائب امتصوا عرق الكادحين وجهد العاملين من الشيعة فيما يسمى " بخمس أهل البيت " والذي يأخذونه بدعوى النيابة عن الإمام .
يقول الخميني عن مصارف الخمس " يقسم الخمس ستة اسهم سهم لله تعالى وسهم للنبي وسهم للامام عليه السلام وهذه الثلاثة الآن لصاحب الأمر أرواحنا له الفداء وعجل الله فرجه " (45) .
وهكذا استطاع هؤلاء الآيات والأسياد أن يخدعوا الملايين ويسلبوا منهم جهدهم وعرقهم باسم الخمس، ومن هنا كان التشيع مأوى لكل من أراد هدم الإسلام واستغلال البشر .
(44) عقائد الإمامية ص 57 دار الفريد بيروت .
(45) تحرير الوسيلة ص 365 .
الخميني وتعطيل الجهاد الإسلامي(1/25)
النيابة عن الإمام في اعتقاد الخميني شملت كل شيء إلا البدء في الجهاد يقول: " في عصر غيبة ولي الأمر وسلطان العصر عجل الله فرجه الشريف يقوم نواب العامة – وهو الفقهاء الجامعون لشرائط الفتوى والقضاء – في إجراء السياسات وسائر ما للإمام عليه السلام إلا البداءة في الجهاد " (46) .
(46) تحرير الوسيلة 1/482 .
الخميني وصلاة الجمعة
أعاد الخميني صلاة الجمعة بناء على رأيه في النيابة، والشيعة منذ زمن لا يقيمون صلاة الجمعة، لأن وجود الإمام من شرائطها .
ويرى الخميني في كتابه " تحرير الوسيلة " أن حكم صلاة الجمعة التخيير في أدائها أو تركها والاحتفاء بصلاة الظهر، يقول: " تجب صلاة الجمعة في هذه الأعصار مخيرا بينها وبين صلاة الظهر والجمعة أفضل والظهر أحوط، وأحوط من ذلك الجمع بينهما " (46) .
ولهذا الرأي لا يرى حرمة البيع ولا غيره من المعاملات يوم الجمعة بعد الأذان فيقول " لا يحرم البيع ولا غيره من المعاملات يوم الجمعة بعد الأذان في أمصارنا مما لا تجب فيه تعيينا " (47) .
ذلك أنه يشترط لوجوب الجمعة تعيينا وجود الإمام فيقول في شرائط الجمعة " الأول العدد وأقله خمسة نفر أحدهم الإمام " (48) .
(46) تحرير الوسيلة 1/231 .
(47) المصدر السابق 1/231 .
(48) المصدر السابق 1/231 .
المشاهد والقبور عند الخميني
يقول الخميني عن منزلة " التربة الحسينية " عندهم: والأضل التربة الحسينية – يعني لمواضع السجود – التي تخرق الحجب السبع على الأرضين السبعة على ما في الحديث " (49) .
وطين التربة الحسينية فيه مزية لا يلتحق بها غيره ولا حتى تربة قبر الرسول يقول الخميني " ولا يلحق به طين غير قبره حتى قبر النبي والأئمة عليهم السلام " (50) .(1/26)
ومقدساتهم وكعباتهم كثيرة والأساطير التي صنفوها في فضلها لا تعد ولا تحصى ولكننا نقتصر هنا على ما يورده الخميني فقط . وأما الصلاة في هذه المشاهد والقبور فهي مشروعة وفضيلة " ولا بأس الصلاة خلف قبور الأئمة وعن يمينها وشمالها وإن كان الأولى الصلاة عند الرأس على وجه لا يساوي الإمام عليه السلام " (51) .
(49) تحرير الوسيلة 1/149 .
(50) المصدر السابق 1/164 .
(51) المصدر السابق 1/165 .
الاحتفاء بعيد النيروز
والخميني يحتفي بعيد النيروز فيجعل الغسل فيه مستحب والصوم فيه مشروع " ومنها – أي الاغسال المندوبة – غسل يومي العيدين، ومنها يوم النيروز " (52) .
فيجعل النيروز في مصاف عيدي المسلمين، وكذلك يجعله مثيل يوم الغدير الذي قالوا عنه أنه جزء من الإسلام " ومنها يوم الغدير وهو الثامن عشر من ذي الحجة – يعني مندوبات الصوم – ومنها يوم النيروز " (53) .
(52) المصدر السابق 1/ 98-99 ، 152 .
(53) تحرير الوسيلة 1/203-303 .
شذوذاته الفقهية
والآن نأتي بطائفة من آرائه الفقهية للعبر والطرفه ، والشيعة عندما يشذون بآراء وينفردون باجتهادات ليس لها شاهد من السنة الصحيحة يأتون الغرائب المضحكات . قال الخميني :
1 - طهارة ما فضل من ماء الاستنجاء " ماء الاستنجاء سواء كان من البول أو الغائط طاهر " (54) .
2 - من مبطلات الصلاة وضع إحدى اليدين على الأخرى "مبطلات الصلاة وهى أمور أحدها: الحدث ثانيها: التكببر وهو وضع إحدى اليدين على إلأخرى نحو ما يصنعه غيرنا، ولا بأس به في حال التقية " (55) ، وتعمد قول آمين بعد اتمام الفاتحة إلا مع التقية فلا بأس به "(56) .
وهذا يعني أنهم يعتبرون صلاتنا نحن أهل السنة - باطلة، لذلك فمن المستحيل أن يأتموا بأهل السنة إلا تقية، وللمنصف أن يتأمل قول الخميني الانف "نحو " ما يصنعه غيرنا "(1/27)
3- الطهارة ليست مشروطة في كل مواضع الصلاة " يشترط في صحة الصلاة طهارة موضع الجبهة في السجود دون المواضع الاخرى فلا بأس بنجاستها " (57) .
(54) تحرير الوسيلة 1/16.
(55) تحرير الوسيلة 1/ 280.
(65) تحرير الوسيلة 1/ 190 .
(57) تحرير الوسبلة 1/ 119، 125.
4- لواط النساء : " والمشهور والأقوى جواز وطء الزوجة دبرا " (58) .
5- جواز الجمع بين المرأة وخالتها " لا يجوز نكاح بنت الأخ على العمة وبنت الأخت على الخالة إلا بإذتها ويجوز نكاح العمة والخالة على بنتي الأخ والأخت " (59) .
(58) تحرير الوسيلة 2/241 ، وقد تيقنا نحن معشر أهل السنة والجماعة بطرق لا محيد عنها نهي النبي عن أدبار النساء . وجزمنا بتحريمه قال " من أتى حائضا أو أمرأة في دبرها أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " أخرجه أصحاب السنن الأربعة إلا النسائي فرواه في " العشرة " والدارمي وأحمد واللفظ له مسنده صحيح انظر صحيح الجامع الصغير(5818 ) وإرواء الغليل (2006 ) .
(59) تحرير الوسيلة 2/297 .
هل عاد الخميني عن عقيدته ؟
يقول معظم قادة الجماعات الإسلامية ربما كانت هذه الافكار عند الخميني ولكن احتكاكه بالجماعات الإسلامية ساعد على تكوين رأي معتدل ليس فيه تطرف أو غلو.
والجواب: لا ندري من أين يأنون بهذه الأقوال ونتمنى أن يتجنب إخواننا الأسلوب الإنشائي والطريقة العامة العائمه فيما يتحدثون أو يكتبون لقد بسطنا معظم ما في كتب الخميني وتقسينا كل ما كتب وبشكل أخص منذ وجوده في فرنسا وحتى كتابة البحث فما وجدنا دليلا بدعم رأيهم فخلال إقامته فب فرمسا أجرت صحيفة ووجهت إليه السؤال التالي :
الحكومة الإسلامية التي تدعو إليها أهي الدولة الإسلامية القديمة تحاولون إحياءها أم أنها عمل تجديدي ؟ !(1/28)
فأجاب: لقد حاول الشيعة (!!) منذ البدابة تأسيس العدل ولأن هذه الدولة أو هذه الحكومة وجدت فعلا في عهد النبي وفي عهد الإمام علي عليه السلام فإننا نؤمن بأنها قابلة للتجديد، لكن الظالمين عبر التاريخ منعوا توضيح الإسلام في أبعاده جميعا 000" أ ه
ولنا على كلامه الملاحظات التالية :
1- قال الخميني: " حاول الشيعة " ولم يقل حاول المسلمون لقد استهان بالجماعات الإسلامية التي يؤيده وتدافع عنه فلم يستخدم معهم – والصراحة راحة – فأين الحقيقة في قول هذه الجماعات: أن ثورة الخميني إسلامية وليست طائفية .
2- يعتقد الخميني أن الحكومة الإسلامية ما وجدت إلا في عهد الرسول وعلي، وهذا يعني ان حكومة أبي بكر والفاروق، وعثمان ليست حكومات إسلامية، وبالتالي فهي حكومات جاهلية لأنه ليس بعد الحق إلا الضلال .(1/29)