...
التشيع الصفوي
العدو الأول للإسلام
ولأهل البيت
أدلة تحريف الصفويين للتشيع الجعفري
عبدالله محمد احمد
بسم الله الرحمن الرحيم
فصل :المقدمة
مما لاشك فيه أن الحديث النبوي الذي ذكر انقسام الأمة الإسلامية إلى فرق يبلغ عددها بضعا وسبعين فرقة , هو نتيجة متوقعة لعقيدة أمة جمعت فيها أمم وحضارات مختلفة في لغتها وفي فكرها العقائدي والحضاري والاجتماعي وكانت كل منها تمثل معلما من معالم الحضارة الإنسانية (وادي النيل ,مابين النهرين ,الفارسية ,الهندية ,الصينية..... الخ ), ولان الإسلام نظام متكامل للحياة فلا بد أن يتفاعل مع تلك الأمم والثقافات لتكون متبعة لمنهج موحد في القيم والأخلاقيات والمعاملات , لذلك كان لابد أن يتأثر الفكر الإسلامي بذلك الاختلاف والتنوع , اضافة إلى ان بعد المسافات بين أطراف الدولة الإسلامية أدى إلى صعوبة التواصل بين مكوناتها من المدن الكبيرة والصغيرة والقرى القريبة والنائية وصعوبة إيصال التعاليم الإسلامية بشكل متكامل ومتواصل إلى تلك المناطق , اذن انقسام الأمة وظهور الفرق حالة متوقعة تتناسب مع عظمة الحضارة الإسلامية فكريا وجغرافيا وهذا التوقع يتناسب مع القراءة الصحيحة للفكر الإنساني لهذا جاء الحديث النبوي مستحضرا لكل تلك التوقعات .
وبقيت الأمة مختلفة في هذا الحديث فكل منها تقول نحن الفئة الناجية وغيرنا من الفرق إلى النار والحقيقة إن من يقول بذلك ليس له إدراك صحيح لواقع امة عظيمة, ولقد وعى شيخ الإسلام ابن تيميّه لهذه الحقيقة فأجاب عندما سئل في الفتاوى العراقية عن الفئة الناجية في حديث رسول الله فقال (إنها كل الفرق الإسلامية ممن صحت عقيدتها في التوحيد ومحبة وإتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وبذلت جهدها للوصول إلى هذا الإتباع فهي متبعة لرسول الله بنيتها وان لم يتحقق لها ذلك الإتباع بالفعل ).(1/1)
إن ماتعانيه الأمة اليوم من محن يقف في مقدمتها التفرق والاختلاف الذي يعم الأمة في الفروع والسنن والاعتقاد الخاطئ لدى كل الفرق كونها الوحيدة المتبعة للإسلام الحقيقي وهي الفرقة الناجية وغيرها من الفرق في النار, وما يعانيه العراق اليوم من الآثار الوحشية للتطرف الإنساني المبني على الجهل والاستبداد والمصالح الفردية والتي غالبا ماكانت آثارها مدمرة للتعايش الإنساني على مر التأريخ وماتعانيه ارضنا الحبيبة في فلسطين ومايعانيه المسلمون من تقتيل وانتقام في كل ارجاء المعمورة شغل الامة وعلمائها عن اعظم خطر واجه الامة على مر تأريخها الطويل الا وهو التشيع الصفوي الذي ينخر جسد الامة لاسيما بعد مجئ الملالي ورثة الصفويين الى الحكم في ايران حيث سخرت الطاقات والاموال لهذا الفكر وهو ينتشر اليوم بين ابناء الامة مستغلا الفقر والجهل الذي يحيط باجزاء كثيرة من جسدها. ان التشيع الصفوي هي المحنة الكبرى التي تواجه الامة الاسلامية اليوم وهي غافلة عنه وعن آثاره المدمرة والذي تستر تحت دعوى حب اهل البيت والتشيع لهم واخفى حقيقته الحاقدة على العروبة والاسلام وهو يتكلم بلسان الاسلام وتسمى جمهوريته بالجمهورية الاسلامية وهو من الد اعداء الاسلام وهو يمثل منافقي الامس من امثال عبدالله بن سلول وغيرهم من روؤس النفاق الذين حذر منهم القران واعتبرهم اشد ضلالا من الكفار واعتبر مساجدهم مناطق للكفر والمحاربة لله ورسوله .(1/2)
ومكمن الخطورة في التشيع الصفوي هو جهل علماء الامة وعامتها به والحقيقة التي لايعرفها معظم المسلمين اليوم هو أن كل الفكر الشيعي المتداول بين الشيعة اليوم وعقائده هو فكر صفوي ليست له اصول مرتبطة بالفكر الشيعي القديم بل هو فكر الغلاة من الشيعة الذين لعنهم اهل بيت النبي وعلماء الشيعة القدماء( وكانوا يصفونهم بالغلاة الملعونين والمزدكية والحرورية والكفار) اخذه الصفويون واضافوا له الكثير من الانحراف وذلك بالتعاون مع الصليبين فافتروا مئات الالاف من الأحاديث ودسوها في كتب طبعت في ايران والدول الصليبية منذ نشوء دولة الصفويين عام 1501 ميلادية .
إن كل المؤرخين الذين درسوا الدولة الصفوية لا يجدون تفسيرا مبنيا على وقائع تاريخية واضحة لكيفية قيام الدولة الصفوية على يد طفل(إسماعيل الصفوي) توفي أبوه وهو ابن سنة واحدة , وتولت تربيته جدته اليونانية المسيحية ثم يظهر فجأة وهو بعمر 13 سنة داعيا إلى فكر يخالف فكر جده الصوفي ويخالف فكر معظم أهالي إيران مسنودا بقوة عسكرية كبيرة لا احد يعرف من هي ومن اين جاءت قامت بذبح أكثر من مليون إيراني رفضوا سب أبي بكر وعمر خلال سنة واحدة كما يقول الدكتور علي الوردي, والسؤال المحير هو كيف استطاع فعل ذلك في دولة بأكثرية سنية ولماذا؟ وإذا كانت الأطماع الشخصية (على فرض وجود تلك الاطماع لديه وهو ابن 13 عام )هي السبب في كل ما عمله و أتباعه(الذين يقال انهم من الصوفية بدون دليل) فلماذا لجأ إلى فكر يخالف فكر جده وكان من المنطق إذا تجاوزنا مسألة طفولته أن يدعو إلى فكر جده الصوفي والذي ينتمي الى المذهب الحنفي السني حيث كان مذهب معظم أهالي إيران ويتجنب أن يقتل هذا العدد الهائل من أهالي إيران ليحصل على المكاسب السياسية .(1/3)
وادعى بعض المؤرخين ان سيطرته الروحية على اتباعه كانت السبب في قيامهم بذبح أهالي إيران في المساجد وهو غير صحيح لان أتباع جده كانوا من السنة والمعروف عن عقائد الصوفية تركيزها على الايمان الشخصي للاتباع مع العزوف عن استخدام العنف ضد المخالفين وتحريم الدم المسلم . وان سلمنا انهم اتباع جده فهم قلة في إحدى مدن إيران ولا يتناسب مع القوة الهائلة المسلحة التي كانت معه والتي قلبت ميزان القوة بشكل مدروس ومنظم يعجز عنه القادة العظام في فترة قصيرة جدا والحقيقة ان القوة التي اسندت اسماعيل الصفوي في فعل جرائمه هي الدول الصليبية كالبرتغال وبريطانيا التي كانت تحتل الدول المجاورة لإيران والتي ذكر المؤرخون دورها في اسناد الصفويين ماديا وعسكريا وهندسيا وثقافيا(لمحات اجتماعية للدكتور علي الوردي).
وكان الملالي الذين اوجدهم اسماعيل الصفوي(سبعون الف ) اداة الصفويين الاولى في نشأة الفكر المنحرف حيث عمد اسماعيل الصفوي بعد تنفيذ مذابحه بحق اهالي ايران الى اغراء عشرات الالاف من ضعاف النفوس فجعلهم ملالي على اهالي ايران منحهم الامتيازات مقابل ان يفتروا لهم الاحاديث التي تثبت انهم من نسل اهل بيت النبوة وانهم احق بالحكم الذي سلب من اهل بيت النبوة مستندين على فكر الغلاة من الشيعة وكذلك كان هؤلاء الملالي اداة لقمع الشعب الايراني وقتله باسم الدين ومعادات اهل البيت وكان هدف الصفويين من تلك الأحاديث تمرير مؤامرة كبرى ضد الإسلام والمسلمين للطعن بمنهج الأمة الإسلامية وللأسف استطاعوا تمرير تلك المؤامرة على مدى 500 سنة بالإرهاب والقتل تارة وبالمكر تارة أخرى ساندهم في ذلك الصليبيون وغفلة وسلبية علماء أهل السنة منذ اواخرعهد الدولة العثمانية ولغاية اليوم.(1/4)
وكان الأساس الذي استند عليه الصفويون في دعواهم لايهام البسطاء من الناس هو أنهم يحبون أهل البيت وانهم يريدون نصرة منهجهم فاختلقوا سلاسل كبيرة من القصص الخرافية التي انطلت على الناس في ذلك الحين بسبب الجهل والتخلف مدعين حب النبي واهل بيته وان اتباعهم سيحشرون مع النبي واهل بيته (ويحشر المرء مع من أحب)كما قال الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) والحقيقة لو كان معنى الحديث على هذا النحو لكان اليهود والنصارى أعلى الناس شأنا يوم القيامة فهم بالغوا في حب موسى وعيسى ولكن الله وعدهم بالخزي في الدنيا والآخرة , فلماذا لم ينفعهم هذا الحب؟ ذلك أنهم كذبوا وافتروا وحرفوا وهو ما فعله الصفويون عندما حرفوا منهج أهل البيت خدمة لمصالحهم ولمصالح الصليبية التي جاءت بهم كجزء من الحرب الصليبية ضد الإسلام .
وكان يمكن أن تمر تلك المؤامرة دون ان يكتشفها احد لولا الأخطاء الكبيرة التي وقع فيها الصفويون أثناء تحريفهم لمنهج أهل البيت والتي لا يمكن أن تنطلي إلا على الجهلة من عامة الناس أما العلماء منهم فلا يمكن أن تنطلي عليهم إلا من وضع غلافا على عقله بسبب مصلحة له او بسبب تطرفه الفكري ويمكن تلخيص أهداف الفكر الصفوي بالنقاط الرئيسية أدناه والتي بمجرد الاطلاع عليها يمكن فهم ما حصل ومن القوة التي تقف وراءه :
1-الطعن بكل الثوابت الإسلامية التي تميز الأمة عن غيرها من الديانات وهي كون قرآنها قد حفظه الله من التحريف وادعاء تحريفه ليكون شأنها شأن المسيحية واليهودية في مسألة التحريف.
2-الطعن بكل رجال الأمة بدءا برسول الله وامته العربية وقبيلته قريش وأعمامه وأولادهم وزوجاته بل الطعن المخفي بأهل بيت النبي أنفسهم وانتهاء بأقرب أصحابه .
3 –محاربة القيم الأخلاقية للأمة الإسلامية من خلال بث الرذيلة وإلباسها اللباس الشرعي لقلب الموازين وتحطيم المنظومة الأخلاقية التي هي أساس الاسلام.(1/5)
4-إشاعة القيم الدينية المسيحية واليهودية بين أبناء الأمة ومحاربة فكر التوحيد .
مع كل هذه الأهداف وما سيتبين لنا لاحقا انه لا يمكن اعتبار إن الفكر الصفوي هو فكر فرقة إسلامية لان أساس اعتبار انتماء أي فرقة إلى الإسلام هو كونها تبتغي إتباع منهج الرسول صلى الله عليه واله وسلم ولكنها لم تستطع تحقيق ذلك بسبب التأويل أو الجهل كما جاء في تعريف الامام ابن تيميه. أما أن تبنى عقائد هذه الفرقة منذ إنشائها على الأهداف أعلاه فهي فرقة معادية للإسلام ولا يمكن تصنيفها مع الفرق الإسلامية.
ان الرد على الفكر الصفوي ينبغي ان يبدأ اولا باثبات انحراف التشيع الصفوي عن الفكر الشيعي القديم لرفع الغطاء الفضفاض عن هذا الفكر المنحرف والذي لطالما تستر به واوهم البسطاء من الناس واوصلهم الى الضلالة من خلال ادعائه انه فكراهل بيت النبوة وهو فكر لاعلاقة له حتى باشد الفرق إضلالا.
ان الفكرة الاولى التي طرحها الصفويون هو مسالة الخلافة والامامة حيث اختلقوا الاحاديث التي تدعي ذلك مستندين الى فكر الغلاة من فرق الشيعة ليوهموا عامة الناس ان لاهدف لهم سوى محبة اهل البيت وانهم يريدون الرفع من شانهم من خلال بث الفكر الذي يقول بان اهل البيت هم اولى بالخلافة وان امامتهم الهية , وكل باحث حاذق يعلم ان هذه الفكرة لافائدة منها لاهل البيت لانهم قد توفوا ولكن الهدف الحقيقي من وراء تلك الفكرة هو التمهيد للدعوى التي تليها وهي من من الناس سيكون بعدهم ؟ لاجل ذلك اوجد اسماعيل الصفوي عددا هائلا من الملالي معظمهم لايعرفون القراءة والكتابة اعطاهم الامتيازات الكبيرة ليطلقوا عليه الالقاب والتي منها وارث اهل البيت والمعصوم والحقيقة كان ادعاء الامامة الالهية لاهل البيت نقطة البداية التي انطلق منها الصفويون للاساءة الى الاسلام والعقيدة والاخلاق الاسلامية.(1/6)
ان القراءة المتوازنة المبنية على المصادر الموثقة بالمخطوطات لفكر علماء الشيعة القدماء المعروفين يظهر بشكل جلي ان اعتقاد الشيعة بأحقية الإمام علي بالخلافة بعد رسول الله مبنيا على كونه الأقدم إسلاما والأقرب إلى رسول الله والأزهد والأشجع وكانت الشيعة ثلاث فرق خلال القرون الأولى ذكرها مؤرخ الشيعة الموثق عندهم الشيخ إسماعيل النوبختي(من اصحاب الحسن العسكري ) في كتابه فرق الشيعة وكانت كل تلك الفرق مع تفضيلها الامام علي إلا أنها كانت تحفظ للإمامين أبي بكر وعمر منزلتهما وكانت أشد تلك الفرق الثلاثة تطرفا هي ( فرقة تقول أن الخلافة حق لعلي لفضله وسابقته وعلمه وشجاعته وورعه وزهده وانه أفضل الناس بعد رسول الله ومع ذلك عدوا ابابكر وعمر أهلا لهذا المقام وذكروا أن عليا سلم لهما الأمر طائعا غير مكره وترك حقه لهما فهم راضون بما رضي به علي ), والفرقة الثانية (كانت تعتقد أن عليا أفضل الناس بعد رسول الله لفضله وعلمه .... ولكن اختيار الإمام من مسؤولية الأمة حب علي ذلك أم كره) , والفرقة الثالثة( كانت تعتقد أن عليا هو إمام الأمة بعد وفاة الامام عثمان رضي الله تعالى عنهم أجمعين) (فرق الشيعة للنوبختي ص21,ص22 ,ص54 الفرق والمقالات للقمي ص18 ).(1/7)
ومما يؤكد أن مفهوم الشيعة للخلافة بقي وفق هذا المفهوم حتى القرن السادس الهجري ما رواه الشريف الرضي (وهو من علماء الشيعة في القرن الخامس وبداية السادس ) في نهج البلاغة أن الإمام علي أرسل رسالة لمعاوية عندما رفض تنفيذ أمر الإمام علي بتنحيته عن ولاية الشام بحجة كونه لم يبايعه ( أما بعد فان بيعتي بالمدينة لزمتك وأنت في الشام لأنه بايعني القوم الذين بايعوا ابابكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه . فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد , وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار إن اجتمعوا على رجل فسموه إماما كان ذلك لله رضا) (نهج البلاغة ج1 ,ص 131,ص170 ),هذه قاعدة شرعية في انتخاب الإمام جاءت على لسان من كرمه الله ورسوله وكرمته الأمة فجعلته من ضمن قلة يقتدى بهم بعد رسول الله ورويت مع غيرها من الروايات التي تؤكد هذا المعنى في أقدس كتاب عند الشيعة بعد القران كما يقولون , ولو كان علماء الشيعة اليوم يتبعون أهل بيت النبوة لجعلوا هذا الكلام اساسا لهم في موضوع الخلافة ولما قبلوا بالمنهج المنحرف الذي افتراه الصفويون والذي كان اصله فكر فرقة الامامية الإلهية الاثني عشرية والتي كانت من ضمن أربعة عشرة فرقة ذكرها النوبختي انها ظهرت بعد وفاة الحسن العسكري وكانت كلها من الفرق الغالية كما يصنفها وهو شيعي .(1/8)
الجواب الذي سيجده الأخ القارئ في هذا المبحث المختصر هو أدلة قاطعة على تحريف الصفويين لمنهج التشيع القديم من خلال إعادة إحياء فكر فرق غلاة الشيعة والتي تبرأ منها ومن فكرها علماء الشيعة القدماء الذين عاصروا الحسن العسكري وكانوا من اقرب الناس إليه والذين جاءوا من بعده لغاية القرن السابع الهجري,وذلك من خلال إعادة طباعة كتب الشيعة القديمة وبث فكر الغلاة فيها أو من خلال تأليف الكتب ونسبتها إلى علماء شيعة معروفين لتمرير الفكر المنحرف مستغلين ثقة الناس باسم ذلك العالم أو من خلال إعداد المختصرات للكتب المعروفة والمشهورة بين الناس وبث الفكر المنحرف في هذه المختصرات ونسبتها إلى علماء معروفين ليلقى ذلك الفكر القبول عند الناس أو من خلال اختلاق كتب الحديث ونسبتها إلى أشخاص مختلقين أيضا ملؤوها بالأكاذيب التي تحارب الإسلام ومنهج التشيع الحقيقي ,ونظرا لعدم إلمام المحرفين بعلوم القران والحديث واللغة بشكل كفوء وربما بسبب حجم الفكر المنحرف وكثرة المحرفين واختلاف أزمانهم على مدى 500 عام جعلهم يقعون في أخطاء كثيرة لتكون بعد ذلك تلك الاخطاء أدلة على التحريف الصفوي.
وأمام ذلك الوضوح في التحريف فإن هناك مسؤولية دائمة في أعناق الدعاة وهي تعليم الناس الحق والخير من خلال إظهار الحقائق أمامهم ليميزوا الخبيث من الطيب وذلك بإتباع الأسلوب القرآني المتمثل بالدعوة بالحكمة والكلمة الطيبة والعرض العلمي الأمين للحقائق وهو الطريق الأمثل لإيضاح الدليل للناس الذين وقعوا ضحية كل فكر ابتعد عن الأصول الإسلامية لأنها طريقة الخالق العظيم الذي يعرف حقيقة النفوس وما جبلت عليه من صفات وهو طريق الأنبياء الذي أساسه حب الناس وبذل الجهود لإخراجهم من عبودية العباد والأهواء إلى عبودية رب العباد .(1/9)
و يجب أن يلاحظ الدعاة من أهل السنة أن لايكون رد فعلهم على التشيع الصفوي فكرا متطرفا ناكرا لأهل بيت النبوة منزلتهم وسيرتهم المعطرة برائحة القران الزكية وعطر السنة النبوية وبذلك يقع أهل السنة في الفخ الذي خطط له الصليبيون في إضلال الأمة من خلال جعل المسلمين فرقا يلعن ويكفر بعضهم بعضا , وكذلك يجب أن يضع الإخوة الدعاة نصب أعينهم ما ورد من نصوص قرآنية نزلت في حق أهل بيت النبي ومن أحاديث في صحيحي مسلم والبخاري في بيان فضلهم ويعلمونها للناس لأنها المنهج النبوي المضمون في محبة آل بيت الرسول المبنية على الكتاب والسنة , ومن هذه الأحاديث (حب علي والأنصار إيمان وبغضهما نفاق ) و (لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ) و( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ) وغيرها من أحاديث فضائل أهل البيت وان لانخفي تلك الفضائل بحجة أن لايستغلها الشيعة كما يدعي ذلك ضيقوا التفكير من أهل السنة , ويكفينا قول ربنا (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى) .
ربما يسال سائل فيقول كيف اخترت هذا الاسم للبحث فاقول هذا العنوان اقتبسته من مقابلة مع السيد صبحي الطفيلي اول رئيس لحركة حزب الله في لبنان مع قناة الجزيرة العام الماضي قال فيه ان ايران هي العدو الاول للتشيع الجعفري وذلك بعد ان عمل مع ايران واكتشف نيتها الحقيقية ومعاداتها للاسلام لانها اشربت الصفوية في لبها , إن هذا المبحث المختصر إنما هو بداية أسأل الله أن يوفق الإخوة المختصين لإعطائها الأهمية التي تناسبها لأنها فعلا تمثل جهدا بسيطا إذا ماقورن بأهمية الموضوع والذي اعتقد أن الإخوة قادرون على إتحافنا بما هو أفضل واشمل وأدق وفقهم الله لذلك ووفق كل مسلم هدفه الإتباع الحقيقي لمنهج النبوة واني لاضع هذا المنهج امانة في عنق كل مسلم يبتغي وجه الله ان ينشره بين المسلمين وله من الله الاجر والثواب .(1/10)
فصل :بين مؤتمر النجف ومكة من المستفيد؟
إن الذي دفعني إلى كتابة هذه الرسالة هو ماحصل مؤخرا في مؤتمر مكةعام 2007 بأن ليس هناك فرقا بين المذهبين السني وما يعرف بالمذهب الامامي ألاثني عشري إلا بالتأويل, وما في هذا التعبير من آثار سيئة على الإسلام والمسلمين, والصحيح أن لافرق بين أهل السنة المتبعين للقران والسنة النبوية وبين الشيعة الأصولية المتبعة لمنهج أهل البيت والتي لاوجود معتبر لها اليوم الا بعض الاصوات التي تظهر بين الحين والحين وللاسف لااحد يسند ها فتضيع ويتلاشى اثرها امام ماكنة الدعاية الصفوية ,اما الملالي الذين وقعوا الاتفاق فهم ليسوا من الشيعة الأصولية بل من شيعة إسماعيل الصفوي كما سيتبين لنا في ثنايا هذه الرسالة, لذلك فان توقيع ذلك الاتفاق بمعنى أن ليس هناك فرقا بين الشيعة والسنة يعد خطأ كارثيا يقع فيه اهل السنة للمرة الثانية .(1/11)
وكانت المرة الأولى التي حصل فيها نفس الخطأ الذي وقع في مؤتمر مكة وذلك في مؤتمر النجف في عام 1748 عندما اعترف العثمانيون بالشيعة الصفوية على أنهم يمثلون المذهب الجعفري بعد أن أعلن الصفويون ظاهريا تبرأهم من لعن أصحاب رسول الله وإقرارهم بخلافة الائمة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي على الترتيب,واعتقد العثمانيون أن الصفويين صادقون لأنهم لم يطلعوا على حقيقة عقيدة الصفويين التي تجيز لهم القسم الكاذب بالله بحجة التقية أو نصرة مذهب الشيعة , وبذلك حقق العثمانيون للصفويين مالم يستطيعوا أن يحققوه على مدى 250 عاما منذ تأسيس دولتهم عام 1501 م. حيث كان المسلمون من عشائر الجنوب العراقي كلهم من السنة وكانوا يعتبرون الصفويين كفارا بل إن أفراد جيش نادر شاه الايرانين والأفغان من السنة يعتبرون زملائهم من الشيعة الصفوية كفارا كما ورد في حوار نادر شاه مع عبد الله السويدي والذي أورده الدكتور علي الوردي في كتابه لمحات اجتماعية عن مؤتمر النجف ومع إن الاتفاق لم يدم سوى ( 3) أشهر وذلك لان رجال الدين الصفويين قاموا باغتيال نادر شاه الذي لم يكن من أصول صفوية ليعودوا على منهجهم السابق المكفر للأمة الإسلامية بكافة أجيالها والمحرف لتاريخ وسيرة أئمة أهل البيت وهم قد نالوا الاعتراف من قبل الدولة العثمانية وتخلصوا من الكفر الذي لحقهم حتى في ايران التي يحكموها.(1/12)
والحقيقة أن الصفويين استفادوا فائدة كبيرة من مؤتمر النجف من خلال الاعتراف بهم على أنهم يمثلون المذهب الجعفري حيث استطاعوا مباشرة بعد المؤتمر بعدد قليل من السنين أن يشيّعوا العشائر العراقية في جنوب العراق كبني كعب والسواعد وبني لام والجبور وربيعة وتميم والزبيد والبدير والأقرع والشليحات وشمر والدفافعه والخز اعل وغيرها من عشائر الجنوب والتي تشيعت كما يقول السيد إبراهيم فصيح الحيدري في كتابه (عنوان المجد) بسبب غياب العلماء من أهل السنة وتفشي الجهل بين تلك العشائر وانتشار دعاة الصفويين ينشرون الفكر الصفوي على انه المذهب الجعفري وبذلوا الكثير من الإغراءات المادية لشيوخ تلك القبائل في حينها وكانت الدعوات توجه لأولئك الشيوخ لزيارة إيران حيث يعودون محملين بالأموال والهدايا , وبذلك استغل الصفويون معاناة العشائر العراقية في جنوب العراق من الاضطهاد التركي وكان ذلك يتم عبر التنسيق مع بريطانيا التي كانت ترغب في انتشار ذلك التشيع في جنوب العراق بمحاذاة الخليج العربي لحماية سفنها من البطش العثماني و استمر هذا التنسيق منذ نشوء الدولة الصفوية حتى سقوطها.
ومعظم العراقيين يعلمون الدور البريطاني في نشر التشيع الصفوي في جنوب العراق من خلال تجهيزه الناس بكل أدوات التخلف الديني حيث كانت السفن البريطانية في البصرة في منتصف القرن الماضي توزع القامات والسلاسل الحديدية والدشاديش السوداء مجانا على الناس في شهر محرم إمعانا منها في إبعاد المسلمين عن حقيقة الإسلام ومنهجه العظيم في بناء الإنسان وللمساهمة في بث العقائد والأعمال التي تؤصل الفكر الصفوي داخل المجتمع العراقي.(1/13)
وكان من السهولة إقناع تلك العشائر بهذا التشيع لانتشار الجهل الشديد بينهم ولظلم العثمانيين للعرب خلال ال(200) عام الأخيرة من عمر الدولة العثمانية ولان الفكر الإسلامي المسيطر على الدولة العثمانية في ذلك الحين هو فكر متخلف يحمل الكثير من العقائد المنحرفة لذلك لم تجد تلك العشائر فرقا جوهريا بين فكرها المبني على الجهل والخرافة وبين الفكر الصفوي الذي يشترك معه بنفس المنهج المتخلف, ومع اعتراف الدولة العثمانية بالتشيع الصفوي وإهمالها لجنوب العراق حيث لم ترسل لهم العلماء الذين يعيدون بناء القيم الإسلامية وفق مذهبهم الذي كان سائدا عندهم وجد التشيع الصفوي بيئة خصبة انتشر خلالها بين الجهلة من الناس فتحولت تلك العشائر الى التشيع الصفوي وهي تعتقد انها تتبع منهج اهل البيت .
في تلك الظروف الغريبة والمليئة بالتخلف الفكري والثقافي للمجتمع العراقي والذي كان انعكاسا لتخلف الدولة العثمانية اعتنقت عشائر الجنوب التشيع الصفوي وللأسف نقول إن أهل السنة استمروا بنفس اللامبالاة التي كان عليها العثمانيون حتى انتشر التشيع الصفوي ليشمل معظم العشائر في جنوب العراق بسبب استمرار الإسناد للفكر الصفوي من قبل كل الحكومات التي حكمت إيران وذلك لسيطرة رجال الدين الصفوي على تلك الحكومات حتى وصلنا إلى مانحن عليه الان.
ويمكن الاطلاع على تأريخ تشيع كل عشيرة في كتاب( عنوان المجد) للمؤرخ العراقي إبراهيم فصيح الحيدري المتوفى عام 1882 وكتابه طبع دار التربية عام 1962 وكتاب عبدالله النفيسي( دور الشيعة في تاريخ العراق السياسي )طبع عام 1974 وكتاب لمحات اجتماعية للوردي حيث تطرق الوردي إلى ذلك بشكل مقتضب وأشار إلى اعتناق عشائر الجنوب للتشيع خلال تلك الفترة.(1/14)
واليوم عاد أهل السنة ليرتكبوا نفس الخطأ الفادح لأنهم للأسف لايعلمون شيئا عن التشيع الصفوي ومكره, وماذا حصل بعد التوقيع في مكة هل توقف القتل؟ الجواب لا ولكن المستفيد الوحيد هو التشيع الصفوي فقد جاءه هذه المرة الاعتراف من داخل البيت الحرام, والله وحده يعلم كم من الجهلة سيصطادهم ذلك التشيع.
ان المراوغة والكذب هي اهم اركان التشيع الصفوي وحتى يجعلوا ذلك الكذب جزأ من الدين رووا الاحاديث ونسبوها الى اهل البيت بجواز الحلف بالله كذبا ومن ملامح كذب الصفويين اليوم هو ادعاؤهم بنصرة القضية الفلسطينية من خلال اعطاء الاموال الى حماس ومليشياتهم في العراق تقتل وتهجر وتسرق اموال عشرات الالاف من الفلسطينين في بغداد ومع ذلك ستعرف حماس بعد حين انها ارتكبت اعظم اخطائها عندما اخذت الاموال من الصفويين لانها ستدفع مقابلها ثمنا غاليا من عقيدتها ودمائها , ومثل اخر للكذب الصفوي وهو ماتدعيه ايران ومليشياتها في العراق من مقاومة المحتل وهم قد قتلوا مئات الالاف من شباب المساجد من اهل السنة ومعظمهم من المجاهدين وهم وحكومتهم في العراق يقاتلون المجاهدين في كل مكان ,وقال الشيخ القرضاوي في لقاء على قناة الحوار الفضائية عندما سئل عن نتائج المقابلة التي جمعته برفسنجاني فقال ان ايران لم تبذل اي جهد لحل الازمة في العراق واضاف ان هدف ايران من وراء تلك المقابلة التي جاءت بناء على طلبهم كان سياسيا والحقيقة ان الهدف كان دينيا فهم يعلمون طيبة قلب شيخنا القرضاوي وانه لن يشير بسوء الى الصفوية فارادوا من هذا اللقاء ايهام البسطاء والسذج ان القرضاوي لايرى فرقا جوهريا بين الشيعة والسنة وهذا هو مطلبهم دائما فاعتبروا يااولوا الابصار.(1/15)
فالمطلوب من أهل السنة اليوم التركيز على فضح التشيع الصفوي وتعريف الناس بحقيقته من خلال توضيح العقائد المنحرفة لذلك التشيع وكونه لا صلة له لا من قريب ولا من بعيد بأئمة أهل البيت ولابالاسلام , للمساهمة في إيقاظ الشيعة البسطاء من ذوي النيات الطيبة من الذين وقعوا ضحية لذلك التشيع وحماية الإسلام والمسلمين من الفكر المنحرف والتي هي جزء من مسؤولية المسلم تجاه الإنسانية والأخوة الإسلامية,مع ملاحظة أن تكون تلك الحملة منضبطة بالقرآن وأمره بدعوة الناس بالحكمة والكلمة الطيبة بعيدا عن المنهج المتطرف المتشدد فالدعاة أطباء والناس الجهال والسذج أشبه بالمرضى الذين يحتاجون الى الدواء.
فصل :التشيع الصفوي وموقف علماء الشيعة الحقيقيين(1/16)
إن الحقيقة التي يجهلها الكثير من السنة والشيعة اليوم أن هناك فرقا شاسعا بين أصول التشيع القديمة لغاية القرن السادس الهجري ومعاصريه من علماء الشيعة القدماء كالطوسي والمفيد والمرتضى وبين التشيع الصفوي الذي ينشر الاختلاف والفرقة, وسنمر على بعض ماقاله علماء شيعة درسوا في الحوزات الشيعية وتخرجوا منها ولكن صدق نياتهم في أتباع منهج أهل البيت جعلهم يكتشفون بطلان التشيع الصفوي فبذلوا الجهود لأجل إيقاظ السذج وتنبيههم إلى أنهم يتبعون منهجا محرفا ابتدعه الصفويون وجعلوه بديلا عن منهج أهل البيت المشرف منها قول الدكتور علي شريعتي (إن الفرق بين التشيع العلوي والتشيع الصفوي كالفرق بين الحسن المطلق والقبح المطلق ) وقوله (إن كل المذاهب الإسلامية توجد بينها نقاط تشابه إلا التشيع الجعفري والتشيع الصفوي فلا يوجد بينهما أية نقاط تشابه ) وقوله (إن التشيع الصفوي عمل أكثر من أي شيء أخر للقضاء على روح التشيع وثقافته ) قول يوضح عظم التناقض بين المذهبين يأتي على لسان عالم شيعي إيراني يحمل مؤهلات أكاديمية. فمنهج أهل البيت هو الاستقامة والانقياد التام لأوامر الإسلام وعفة النفس والبدن والفرج عن الحرام وقول الصدق والعمل به وان كان ثمنه قطع الرقاب أما التشيع الصفوي فهو الانحراف بعينه والانقياد التام للأهواء والشيطان والولوغ في نجاسة الحرام بكل مايعنيه ذلك الحرام من المعاني الرذيلة مع تمام الابتعاد عن الصدق والفضيلة (التشيع الصفوي ص178-179 ,ص88 ص103 ,الاعتماد على الدين ص33 ).(1/17)
وقام الدكتور علي شريعتي بتأليف عدة كتب ومقالات منها كتاب ( التشيع العلوي والتشيع الصفوي) حيث فضح بشكل كبير ما أضافه الصفويون من فكر منحرف نسبوه زورا وبهتانا لأهل بيت النبي من خلال إعادة طبع كتب الشيعة وإضافة الفكر الذي يناسب الصليبية من خلال تركيز الكراهية للعرب والمسلمين من أهل السنة وضرورة مخالفتهم والذين تمثلهم الدولة العثمانية التي كان تدميرها الهدف الأساسي للتشيع الصفوي وكذلك تم إخفاء وعدم الإشارة إلى ضرورة مخالفة اليهود والنصارى واشارايضا الى دور الكنيسة الصليبية التي استعان إسماعيل الصفوي بقساوستها في استنساخ ونشر الأعمال والعقائد المسيحية التي كان يمارسها المسيحيون في إيران من أمثال مواكب العزاء التي كان يقوم بها مسيحيو إيران حزنا على صلب المسيح حسب اعتقادهم وإلباسها اللباس الشيعي لتكون تلك العقائد الأسس التي استند إليها الصفويون في تحريف منهج أهل البيت(أنهم اقتبسوا من المسيحيين كثيرا من الطقوس الجماعية الدينية التي تقام بمصائب المسيح وحوارييه بما في ذلك شعائر هذه الطقوس وأدواتها ووسائلها .....والبسوا مظاهر المسيحية محتوى شيعيا إيرانيا بطريقة خلقت في إيران رموزا وطقوسا لم يكن لها سابقة في تأريخ إيران ولا في الدين الإسلامي ولا في المذهب الشيعي ) (التشيع العلوي والتشيع الصفوي ص132-134 ) ولازال المسيحيون في جنوب شرق اسيا يمارسون تلك الطقوس حيث نقلت فضائية الشرقية بمناسبة عيد القيامة عند المسيحين مايفعله هؤلاء من ضرب السلاسل وتجريح الرؤوس والظهور بالشفرات حزنا على صلب المسيح حسب اعتقادهم .(1/18)
وأضاف (إن التشيع الصفوي هو مذهب للبدعة) وقال (إن من يحملون الشعارات الخاصة بالتشيع الصفوي إنما يحطمون الشيعة ويفضحوننا أمام العالم الإسلامي ويضيعون كل التضحيات والمفاخر الشيعية ويشوهون وجوه علماء الشيعة الحقيقيين ومشاعر المسلمين وأفكارهم) وقال (إني اخجل من ذكر ماقالوه في الدعوة السوقية عن شخصيات الأئمة بل لااستطيع ذكر ماجاء في الكتب المعروفة التي تعتبر مصادر للدين ومراجع للفتوى) (علي شريعتي الاعتماد على الدين ص33 ,مسؤولية الشيعة ص20 ,التشيع العلوي والتشيع الصفوي ص88) .(1/19)
وكذلك سلك الدكتور موسى الموسوي وهو من خريجي الحوزة في النجف وحفيد مرجع الشيعة في منتصف القرن الماضي حيث يقول في مقدمة كتابه (الشيعة والتصحيح) إن جده السيد أبي الحسن كان يقول لهم إن الصفويين حرفوا منهج الشيعة لبث الفرقة بين الشيعة والسنة وكان يقول لهم إن مسؤوليته الشرعية أمام الله هي تمييز ونبذ كل الفكر المنحرف الذي دسه الصفويون( وإن دفع مقابل ذلك حياته) لاسيما الطعن بأصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , ولذلك رفض إعطاء فتوى بطبع وتوزيع مجلدات كتب المجلسي (بحار الأنوار) حتى يزال منها كل كذب وافتراء بحق أصحاب رسول الله, فتمت طباعتها في إحدى الدول الصليبيه(بريطانيا) علما إن الصفويين لم يغفروا له ذلك الفعل فقاموا بذبح ابنه أمام عينه وهو قائم يصلي بين يدي والده, وهذه الحادثة مهمة لمعرفة مايعانيه العلماء المخلصون للتشيع من إرهاب دموي على يد أعداء أهل البيت الصفويين ومؤسستهم الإرهابية علما إن الكثير من علماء التشيع وقفوا ضد التشيع الصفوي منذ بدايته والى اليوم وألفوا الكتب في الرد عليه منهم الشيخ إبراهيم القطيفي شيخ علماء النجف عند ظهور دولة الصفويين والشيخ عبد الصمد العاملي والشيخ محمد بهاء الدين العاملي والشيخ حسن بن زين الدين بن علي والشيخ زين الدين حفيد الشهيد الثاني والشيخ محمد بن مرتضى القاشاني والشيخ محمد أمين الاسترابادي والسيد احمد الكاتب.(1/20)
ولغرض أن يلم الإخوة الدعاة بخفايا الفكر الصفوي وطرقهم في التحريف أنصحهم بقراءة كتابي الدكتور علي شريعتي ( التشيع العلوي والتشيع الصفوي) و(الاعتماد على الدين ) والذي كشف فيهما انحراف الفكر الصفوي والملا لي وكتاب احمد الكاتب المتخرج من الحوزة في النجف ومدير القسم العربي في إذاعة طهران لأكثر من عشر سنوات (تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه ) أو مختصر ذلك الكتاب والذي اثبت فيه إن جميع النصوص الموثقة عن أئمة أهل البيت تنص على أن الشورى هي منهج أهل البيت الوحيد الذين بذلوا أرواحهم في سبيله وان كل روايات الإمامة الإلهية لاوجود لها عند أئمة أهل البيت, وكتابي الدكتور موسى الموسوي (الشيعة والتصحيح) و (ياشيعة العالم استيقظوا) وهما كتابان تجد فيهما الم ومعاناة العالم الشيعي المحب لأهل البيت والحزين على انحراف الناس بسبب إضلال المضلين حيث شبه فيه رجال الدين الصفوي المعاصرين له بالكهنة في معبد الشمس الفرعوني وقال إن هؤلاء الكهنة كانوا يؤلهون الفرعون وهم يعلمون انه بشر ( والفرعون نفسه كان كاهنا من قبل) مقابل أن يطلق الفرعون يدهم في امتصاص دماء الناس وهكذا هم رجال الدين الصفوي, وأضاف إن على أهل السنة أن يقولوا للذين يسمون أنفسهم بالشيعة اليوم أولا وقبل كل نقاش انتم لستم سوى فرقة اتبعت الصفويين ولستم من الشيعة الجعفرية والأئمة منكم براء بل انتم من اشد أعداء أهل البيت وسيحشركم الله مع من قتل وآذى أئمة أهل بيت النبي وقال إن أي مسلم يقرأ الأحاديث التي افتراها الصفويون من دعوى تقية أئمة أهل البيت يجد إنها إساءة بالغة لشخوصهم الشريفة الصادقة المجاهدة وهي لاتقل سوءا عن ماافتروه من أحاديث اللعن تجاه أصحاب رسول الله.(1/21)
وكذلك كتاب ( التشيع العلوي والتشيع الصفوي) لمحمد البنداري والذي اثبت فيه إن فكر علماء الشيعة الجعفرية كالشريف الرضي والمرتضى تطابق منهج القران وتخالف بشكل فاضح التشيع الصفوي وليس فيها سوى مسألة أفضلية الإمام علي على بقية أصحاب رسول الله .
واعتقد إن أي شيعي متجرد إلا من حب الله ورسوله وأهل بيته الكرام سيسجد لله شاكرا نعمته عليه بعد قراءته لتلك الكتب لأنه أنقذه من الأزقة الضيقة المظلمة والضلال وأراه الطريق الرباني الذي يوصله لله تعالى المنور بحب رسول الله وال بيته وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين كما فعل الكثير من الشيعة المخلصين لما اطلعوا على تلك الكتب وستجد أخي المسلم بعد قراءتك للكتب التي ذكرتها أعلاه انك أمام عملية تحريف كبرى لمنهج أهل البيت وستقول بعدها لكل شيعي( كن شيعيا جعفري وأستعذ بالله أن تكون شيعيا صفويا) كما هو حال معظم الشيعة اليوم.
ويحاول رجال الدين الصفوي الطعن بهؤلاء العلماء الذين ألفوا تلك الكتب من خلال اتهامهم بالعمالة لإسرائيل كما فعل احد ملالي إيران والمنحدر من أصل يهودي والذي ألف كتابا في الرد على كتاب الموسوي (الشيعة والتصحيح) اتهم فيه الدكتور موسى الموسوي بالعمالة لإسرائيل فرد الموسوي في كتاب (ياشيعة العالم استيقظوا) وقال: أنا يعلم الناس نسبي فانا حفيد السيد أبي الحسن من ابنه الذي ذبحه الصفويون وأضاف عجبا كيف يتهمني من كان جده يهوديا ادعى اعتناقه للتشيع بالعمالة لإسرائيل فهو وجده الأولى بالشك بأنهم عملاء لإسرائيل, وأضاف إن هدف الخائن عندما يكون عميلا لإسرائيل هو لأجل أن يحصل على الامتيازات المادية والجنسية ويعلم الجميع إن كل ذلك متوفر لرجل الدين الصفوي إلى درجة تعجز عن توفيرها مخابرات الدول الكبرى فلماذا نختار أن نعرض أنفسنا وأولادنا للقتل والإساءة والتشرد في بلدان العالم خوفا من انتقام الصفويين بينما بإمكاننا العيش بترف مقابل سكوتنا عن التحريف.(1/22)
إن بدائية طريقة الصفويين في الرد على مخالفيهم لتعكس عجزهم عن الرد العلمي على الكتب التي تفضح منهجهم فنفس الشئ قالوه عن احمد الكاتب مؤلف كتاب (تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه) وكان الأولى بهم لو كانوا يملكون أدلة تثبت ارتباط التشيع الصفوي بأهل البيت أن يردوا بها ولكنهم يحاولون أن يطعنوا بالمؤلف وهم الذين كانوا يمجدونه عندما كان يروج لمنهجهم
إن قافلة العلماء المخلصين للتشيع مستمرة رغم الإرهاب الفكري وان آخر الرجال فيها هو السيد صبحي الطفيلي رئيس حركة حزب الله السابق في لبنان الذي قال في لقاء مع قناة الجزيرة الفضائية إن إيران الصفوية هي العدو الأول للتشيع الجعفري.
فصل :التشيع الصفوي وجذوره الصليبية
إن التأثير الصليبي في الفكر الصفوي لايخفى على ابسط الناس الذين لديهم اطلاع على العقيدة الإسلامية ليعرفوا الهدف من وراء الأحاديث والعقائد التي افتراها الصفويون ويبدو أن هذا التأثير تم التخطيط له بشكل جيد من قبل الصليبين حيث يذكر الكاتب علاء الدين المدرس في كتابه عن الدولة الصفوية والعثمانية إن جدة إسماعيل الصفوي مسيحيه يونانيه وهي التي تولت تربيته بعد مقتل أبيه وهو ابن سنة واحدة لذلك قد يكون تزويج تلك المرأة من جد إسماعيل الصفوي هو جزء من الحرب الصليبية ضد الإسلام لاسيما وان جده كان شيخا لإحدى الطرق الصوفية, وهي الطريقة نفسها التي اتبعها الصليبيون مع هولاكو عندما زوجوه ابنة احد أمرائهم ليحولوا بعد ذلك الخطر المغولي عن البلدان المسيحية إلى البلدان الإسلامية .(1/23)
وهذا مايبرر أن كل أدلة الصفويين في موضوع الامامه وغيرها من القران الكريم جاءت محصورة في سورة المائدة أية (10-110) حيث يحاول الصفويون تفسير تلك الآيات التي تتكلم عن عصيان أهل الكتاب لأنبيائهم بأنها موجهة إلى أصحاب رسول الله, بل إن الأمر الإلهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم بتبليغ المنهج الإسلامي رغما عن اليهود والنصارى (يأيها الرسول بلغ ماانزل.....الايه) والتي جاءت بعد عدة آيات تقول إن أهل الكتاب لم يعملوا ولم يحكموا بما أنزل الله عليهم, فهي تأكيد قراني على انحراف أهل الكتاب بينما حرفها الصفويون لتكون ( أمر الله للرسول بالزجر لإبلاغ ولاية علي) (الاحتجاج للطبرسي ج1 ص69) علما إن كل هذه الآيات تتكلم عن انحراف أهل الكتاب ولا علاقة لها بالأمة الإسلامية سوى إن القران عندما يذكر انحراف أهل الكتاب في مخالفتهم لما أنزله الله على أنبيائهم فيذكر طاعة أصحاب رسول الله لما أنزله الله على رسولهم (قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن امنا بالله وما انزل ألينا وما انزل من قبل وان أكثركم فاسقون...) (المائدة آية 59 ) .
وكذلك يمكن لأي قارئ الإحساس بالتأثير الصليبي واليهودي عند اطلاعه على الفكرالصفوي من خلال تركيز معاداة هذا الفكر لكل شخصية إسلامية كان لها دور بارز في القضاء على الدول الصليبية التي كانت تحتل البلاد العربية أو من الذين لهم مواقف ضد الصليبية واليهودية إلى درجة أنهم جعلوا كل الدين في معاداة أبي بكر وعمر وخالد وسعد بن معاذ وغيرهم من الصحابة الذين كان لهم دور بارز في تحطيم الدول والقوى الصليبية واليهودية مع أنهم توفوا قبل استشهاد عثمان ولم يكن لهم دور في ماحصل بين علي ومن خالفه , بحيث جعل لهؤلاء من الافتراء واللعن أضعاف مضاعفة مقارنة مع من قاد جيش يزيد لقتل أهل بيت النبوة في كربلاء كعمر بن سعد وغيره ممن شارك بقتل أهل البيت مع إن ذلك غير منطقي لمن يدعي حزنه على قتل الحسين .(1/24)
وهو ما قد يكشف حقيقة أتباع إسماعيل الصفوي الذين قاموا بذبح أهالي إيران في المساجد والذين يفترض أنهم كانوا من السنة والذين احتار المؤرخون في معرفة أصولهم وتفسير قيامهم بذبح إخوانهم من أهل السنة ولكن الوسائل التي اتبعوها في القتل هي نفس الوسائل التي اتبعها البرتغاليون والاسبان في قتل مسلمي اسبانيا في محاكم التفتيش , وإذا ماعلمنا أن الدولة الصفوية نشأت بعد سقوط الأندلس بتسع سنوات وأن البرتغاليين كانوا يحتلون البلدان المجاورة لإيران أثناء نشوء دولة الصفويين وكانوا يمدونهم بالقوات العسكرية والأسلحة والمهندسين كما ذكر ذلك د. علي الوردي في لمحات اجتماعية وكما تفضح ذلك رسائل نائب ملك البرتغال لإسماعيل الصفوي(المنشورة في أرشيف المتحف البرتغالي) والتي يدعوه فيها إلى احتلال بغداد و دمشق وانه إذا أراد احتلال مكة فان الأسطول البرتغالي تحت تصرفه, وكذلك ذكر المؤرخون من إن البرتغاليين خططوا بعد سقوط الأندلس إلى حرب صليبية شاملة ضد الإسلام وذلك عبر مهاجمته فكريا وعسكريا لإيقاف التقدم العثماني في أوربا حيث وصلت القوات العثمانية إلى ايطاليا واحتلت بولونيا, كل هذا يؤكد لنا تأثير الكنيسة الصليبية التي كان لها في ذلك الحين دور سياسي مسيطرعلى المجتمعات الأوربية والتي ذكر علي الوردي في لمحات اجتماعية قلقها البالغ من تنامي قوة العثمانيين وحثها للقوى الصليبية للوقوف بوجههم , لذلك تسابقت القوى الاستعمارية الصليبية في تنفيذ دعوة الكنيسة لإسناد الدولة الصفوية التي انشؤوها لتشتيت القوة العثمانية كما يذكر ذلك علي الوردي في لمحات اجتماعية .(1/25)
علما إن كثير من المستشرقين حاولوا حصر تفسير التركيز على لعن أصحاب رسول الله بأنه حقد فارسي ضد الأمة العربية وذلك لصرف أنظار الأمة الإسلامية عن حقيقة دور الكنيسة الصليبية في هذا الفكر حيث يقول المؤرخ الانكليزي د.بروان في كتابه( تأريخ أدبيات إيران ص217 ) (إن من أهم أسباب عداوة أهل إيران للخليفة الراشد عمر بن الخطاب هو انه فتح بلاد العجم وكسر شوكتهم غير أنهم أعطوا لعدائهم صبغة دينية مذهبية ) والمؤرخ تناسى أن الصفويين قتلوا الملايين من أهالي إيران من الفرس وغيرهم من الذين رفضوا سب أبي بكر وعمر والحقيقة أن هذا الفكر أنشئ بعقول صليبية ويهودية استغلت الشعور القومي لدى بعض الفرس ليصبوا حقدهم على الإسلام والمسلمين.
إن الذي يقرأ أحاديث الفكر الصفوي يقف حائرا للمنهجية والعقيدة التي يريد الصفويون تثبيتها في أخلاقيات الأمة الإسلامية حيث إن ذلك الفكر وان كان ظاهرا يعظم أهل بيت النبوة إلا انه يحوي بين ثناياه طعنا بهم من خلال اختلاق روايات تطعن بشرفهم منها روايات تقول إن الناس شكوا في نسبة بعض الأئمة إلى آبائهم واحتاج الناس إلى عرافة بالنسب ليثبتوا أبوة الرضا لابنه الجواد ومنها إن أم الكاظم كانت جارية وكانت تحت من يملكها قبل أن يشتريها الإمام جعفر الصادق مع إن كل الروايات القديمة تقول إن أمه كانت حرة عربية يعود نسبها إلى أهل البيت ومنها روايات تقول أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان ينام هو وعلي وعائشة في فراش واحد وحاشاهم (الكافي للكليني ج1 ص322 ,ص447 وبحار الأنوار ج4 ص2 ,ص42 ,ص293 ,ص403 ).(1/26)
كذلك يحاول هذا الفكر تدمير المنظومة الأخلاقية للإسلام من خلال نشر الرذيلة والقيم المنحطة لتدمير المجتمع المسلم وتحويله إلى مايشبه مجتمع البهائم من خلال افتراء الأحاديث ونسبتها إلى أهل البيت منها حديثا نسبوه إلى محمد الباقر زورا وبهتانا حيث يقول في تفسير قوله تعالى (أولئك سيبدل الله سيئاتهم حسنات ,, إن الله سيبدل سيئات الشيعة من شرب الخمر والزنا واللواط وقطع الطريق واكل الربا بحسنات من خالف الشيعة من صوم وصلاة وحج وزكاة فيدخل الشيعة الجنة بحسنات من خالفهم ويدخل هؤلاء النار بسيئات الشيعة وان منزلة الشيعي في الجنة لترتفع على قدر ذنوبه ) وحديث (من أكل البطيخ دخل الجنة ) (علل الشرائع ج2 ص489,ص491وص606 ,التشيع الصفوي ص204) وهذا يذكرني بخطبة احد القساوسة التبشيريين في القدس في بدايات القرن العشرين يطلب فيها من أعوانه السعي لتحويل المسلمين إلى مايشبه البهائم وان لا يفكروا في نشر المسيحية بينهم لان ذلك تكريم لهم ,المطلوب أن يجعلوا المسلمين بلا دين لانهم بذلك سيتحولون الى مجتمع منحط والذي يقرأ الفكر الصفوي يجد ذلك جليا فيه .(1/27)
المطلوب من الأخوة المهتمين بالتأريخ إعطاء هذا الموضوع أهمية قصوى لتوعية الناس إلى حقيقة ارتباط الصفوية بالصليبية ولان معرفته مهمة في كشف خبايا الصفويين وكيف استطاع إسماعيل الصفوي وهو طفل عمره 13 سنة بتأسيس دولة لم يكن لها وجود ولم يكن هو نفسه سوى حفيد لأحد شيوخ الطرق الصوفيه, ومن أين جاء بالأتباع الذين قاموا بذبح أهل السنة , وكيف استطاع إكراه أهالي إيران على اعتناق التشيع الصفوي في وقت كان معظمهم من أهل السنة والجماعة (أكثر من ثمانين بالمائة) بحيث قتل إسماعيل الصفوي وخلال سنه واحدة أكثر من مليون مسلم إيراني رفضوا سب أبي بكر وعمر كما يذكر ذلك الدكتور علي الوردي في كتابه لمحات اجتماعيه, إن هذا العدد المخيف من القتلى إذا ماقورن بأعداد أهالي إيران في ذلك الوقت ليعكس مدى العنف والإرهاب الذي مورس ضدهم بحيث أن إسماعيل الصفوي اضطر إلى قتل أكثر من ربع أهالي إيران لنشر ذلك التشيع وهي نفس الجرائم التي يقوم بها اليوم ورثة الصفويين في العراق وبنفس البشاعة والخسة.
وقد ذكر الدكتور علي الوردي وهو مؤرخ شيعي الكثير من الأدلة على أن الدول الصليبية كانت تسند الصفويين إضافة إلى الإسناد العسكري بوسائل الإسناد الثقافي التي تسهل قيام الصفويين بتحريف منهج أهل البيت لاسيما إرسال أعداد كبيره من المطابع إلى الصفويين وقال تعليقا على كتب المجلسي ومااحتوته من غث وسمين إن المجلسي كان يحتاج إلى ثلاثة أضعاف عمره حتى ينجزها واستنتج أن هناك من كان يؤلف تلك الكتب ويضع اسم المجلسي عليها وأضاف إن تلك الكتب هي المسؤولة عن انتشار الفكر المنحرف بين الشيعة (لمحات اجتماعية علي الوردي ص77 ).
فصل :الملالي أداة الصفويين الأولى في التحريف(1/28)
عند دراسة مراحل التحريف الصفوي نجد إن أول خطوة عملها إسماعيل الصفوي عندما أراد تحريف منهج أهل البيت هو إيجاده لما يقرب من سبعين ألف رجل من الملا لي أعطاهم الامتيازات وأطلق يدهم في اخذ مايريدون وان يجعلوا لرغباتهم وأهوائهم أبوابا شرعية وجعلوا تلك الرغبات مقدسة وان مخالفتهم هي ارتداد عن الإسلام , فأصبح لهؤلاء الملالي مؤسسة أمنية تحافظ على امتيازاتهم الاقتصادية وتقوم بقتل كل من يقف في سبيلهم حتى لو كان أهم شخصية شيعية وهو مايفسر مقتل العديد من العلماء المخلصين للتشيع.
إن تأييد الملا لي للصفويين كان لهدف بعيد المدى حيث تمكنوا من فرض سيطرة روحية لهم لم تكن تتعارض مع الحكام الصفويين في البداية ومن ثم السيطرة الاقتصادية على موارد الشعب الإيراني من خلال ما يمنح لهم من امتيازات وما ابتدعوه من وجوب دفع الخمس من أرباح المكاسب إليهم باعتبارهم وكلاء للمهدي الغائب وبذلك سيطر هؤلاء الملا لي على الحكم في إيران واستمروا يقفون حاجزا أمام أي إصلاح للمذهب لاسيما وان الحكام الصفويين كانوا منشغلين بالزنا واللواط والتنافس على الحكم وكانوا يعتمدون على هؤلاء الملا لي لتأييدهم في تنافسهم , وعندما أراد نادر شاه إن يزيل الافتراء الصفوي رفض الملا لي ذلك فقطع عنهم الامتيازات التي كانوا يأخذونها فأعلنوا موافقتهم الظاهرية على تكفير إسماعيل الصفوي والتبرؤ من فكره في مؤتمر النجف ولكنهم وبعد عدة أشهر تآمروا على نادر شاه وقتلوه وأعادوا ترسيخ الفكر الصفوي لأنه السبيل الوحيد الذي يضمن لهم العيش بأعلى المستويات على حساب السذج (لمحات اجتماعية علي الوردي ) .(1/29)
هؤلاء الملالي الذين أوجدهم إسماعيل الصفوي بقي همهم دائما أن تدوم امتيازاتهم التي يحصلون عليها من عامة الشيعة فهم الذين يقتلون كل من يدعو الى إصلاح المذهب لان ذلك سيكشف كذبتهم الكبرى في الخمس من أرباح المكاسب وهم أنفسهم الذين هددوا احمد الكاتب بالقتل لما أراد نشر كتابه (تطور الفكر السياسي الشيعي......) وكانت كل مداولاتهم معه هي لماذا تريد أن ترفع عنا سفرة المهدي التي نعيش بفضلها بأحسن حال(على حساب السذج) كما ذكر ذلك في مقالته التي نشرها في مجلة الشورى الإسلامية التي تصدر في لندن بعنوان (نعم أنا شيعي جعفري).
وعلق الدكتور علي الوردي وهو شيعي على مسألة دفع الخمس من أرباح المكاسب إلى رجال الدين فقال إن أخطر ما يواجه أية عقيدة دينية أن يدفع عامة الناس الأموال إلى رجال الدين لان ذلك يعني أن موقف هؤلاء الرجال سيكون تبعا لموقف عامة الناس وليس موقفا شرعيا إنسانيا ويجعل بالتالي المذهب كله تبعا لموقف الجهلة والمتطرفين.
ومنذ تأسيس الدولة الصفوية نشأ صراع دموي بين العلماء الأصوليين الذين يحاولون اصلاح مايمكن اصلاحه من الانحراف والملا لي أو مايعرف بالإخباريين ( المسنودين من إيران الصفوية) الذين لا يتورعون في اختلاق وتمرير الكذب بحجة نصرة منهج أهل البيت وذلك حتى تستمر امتيازاتهم التي حصلوا عليها من خلال ماافتروه من أحاديث الخمس من أرباح المكاسب وغيرها, وابسط دليل على انحرافهم ذلك أنهم يبالغون في تحريم عدم دفع الخمس من أرباح المكاسب لهم وعدوه بمثابة أكل الربا مع إن كل ما ورد من أحاديث عن أئمة أهل البيت في موضوع الخمس مروية في كتب الشيعة يشير بشكل واضح وجلي إلى( أن الخمس ليس إلا في غنائم الحرب وما يخرج من البحر من الكنوز) كما ذكر ذلك الحرالعاملي نقلا عن الإمام علي والباقر والصادق والرضا في روايات كثيرة( وسائل الشيعة إلى تحصيل الشريعةج6ص312-320) .(1/30)
لقد مارس الملا لي أبشع الوسائل الدموية التي اشتهر بها الصفويون (قلع الأعين والذبح وتقطيع الأجساد .... الخ )في تصفية خصومهم وفي ردهم على العلماء المخلصين للتشيع الأصولي فقاموا بذبح ابن السيد أبي الحسن مرجع الشيعة في منتصف القرن الماضي بالسكين أمام عينه لما دعا إلى تخليص الفكر الشيعي من الافتراء الصفوي, وقاموا بقتل الدكتور علي شريعتي بحجة انه يدعو إلى العلمانية وقاموا باغتيال عدد كبير من مثقفي وعلماء الشيعة في إيران والعراق, وما نراه اليوم من إجرام ينفذه الملالي في العراق ليس هدفه نصرة اهل البيت ومنهجهم كما يدعون بل الهدف الحقيقي هو توسع مصالحهم وتثبيت سيطرتهم ودليل ذلك إنهم يتقاتلون فيما بينهم على المال والسلطة, وقد اطلعت على عدد من خطب الجمعة للسيد محمد صادق الصدر المنشورة في مجلة الجمعة التي يصدرها مكتب الصدر في بغداد فوجدته يقول إن معظم الملا لي من سدنة مراقد أئمة أهل البيت من الزناة واللواطين واكلة أموال الناس بالباطل وهذا يدل بشكل واضح على تيقن العلماء المعاصرين من انحراف هذا التشيع الذي يقوده الملالي بحيث يرتكب من يدعي خدمة أهل البيت أشنع الكبائر.
إن الذي يؤكد دور رجال الدين الصليبين في الفكر الصفوي هو ماوصلت إليه المنظومة الدينية للملا لي إلى سيطرة مطلقة من خلال دعوى( ولاية الفقيه) والتي وضعت للملالي مكانة مقدسة بحيث يسيطرون على كل مقدرات الأمة ومارست تلك المنظومة دكتاتورية إرهابية تقتل باسم الدين كل من يخالف توجهها بل أعطى للفقيه هدم المساجد وإلغاء الحج أو الصلاة .(1/31)
إن منصب ولاية الفقيه يناظر منصب البابا في الكنيسة والذي كان بيده الحل والعقد يوم كانت تلك الكنيسة تمارس نفس مايقوم به الملالي اليوم من إرهاب وقتل وصدق الله (ياأيها الذين امنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله ) وتدل دلالة قاطعة على الاصول الصليبية لهذا التشيع فالذي يقرأ عن المنصبين يجد انهما ينطلقان من رؤية واحدة.
ولقد علق الدكتور موسى الموسوي في كتابه ياشيعة العالم استيقظوا على سعي الملا لي لأجل السيطرة على جيوب وعقول السذج من الشيعة عبر منظومة إرهابية تمارس كل أنواع الإرهاب لأجل ضمان امتلاكها لعنصري المال والسلطة والذي يقرأ ذلك التعليق والذي يشير إلى ظلامية وإجرامية المؤسسة الدينية وذراعها الامني الارهابي لأنها مستعدة لتنفيذ كل الأعمال القذرة ضد من يقف في طريق مصالحها لايستغرب مما نراه اليوم من جرائم كلها تجري بمباركة من الملا لي وعلى أعلى مستويات المرجعية الصفوية .(1/32)
لذلك تمنى الدكتور الموسوي على الشباب الشيعي أن يسمح لعقله أن يتحرر لمرة واحدة من سيطرة الملالي والخزعبلات التي افتروها عندها سيندمون على عمرهم الذي قضوه وهم ينفذون رغبات الملا لي الصفويين وسيعلمون عندها إن ألد أعداء أهل البيت هؤلاء الذين يدعون محبتهم ويمارسون كل مايغضب الله في الزنا واللواط واكل الحرام وكما قال الإمام علي (سيهلك في صنفان محب مفرط يذهب به الحب إلى غير الحق ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحق ) وعنه رضي الله عنه (ألا وان هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة اشرها فرقة تنتحلني ولاتعمل بعملي ) وعن الإمام علي بن الحسين(ع) (لقد أصبحنا والد أعداءنا ممن ينتحل مودتنا) وقال (يأيها الناس أحبونا حب الإسلام فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عارا) وقال (إن قوما من شيعتنا سيحبوننا حتى يقولوا فينا ماقالت اليهود في عزير وما قالت النصارى في عيسى فلا هم منا ولانحن منهم) وقال الباقر (والله مابيننا وبين الله قرابة ولا لنا على الله حجه ولا نتقرب إليه إلا بالطاعة) وقال الصادق (قولوا للغالية توبوا إلى الله فإنهم فساق كفار مشركون .... وإنهم شر من اليهود والنصارى والمجوس) وقال الكاظم (وفرقة من الغلاة لعنهم الله اظهروا التشيع واستبطنوا المجوسية ) وقال إسماعيل النوبختي وهو من أصحاب الحسن العسكري (فرق أهل الغلو ممن انتحل التشيع والى الخرمية والمزدكية والزندقية مرجعهم جميعا لعنهم الله)وقال الصدوق (إن اعتقادنا في الغلاة والمفوضة إنهم كفار مشركون وأنهم شر من اليهود والنصارى والمجوس ..... ومن جميع أهل البدع والأهواء المضلة) (رجال الكشي ص247-252,ص408 ,الملل والنحل للشهرستاني ج2 ص2 ,فرق الشيعة للنوبختي ,الفرق والمقالات للأشعري ص61- 64 ,الصلة بين التصوف والتشيع ص156).(1/33)
فوالله إن فكر الصفويين اليوم هو أكثر انحرافا وخسة ودناءة من فكر الغلاة الذين لعنهم اهل البيت والنوبختي والصدوق ويرضى به من يدعي حب اهل البيت وهو يرى الانحراف ويقنعه الشيطان ان لايوضح للناس حقيقة هذا الانحراف خوفا على التشيع ان يضعف وهو بسكوته قد اساء الى التشيع ولايقل ذنبه عن المحرفين, لذلك فان أول الذين أوجه لهم هذه الرسالة هم الشيعة المخلصون في حبهم للتشيع والمتبعون لفكر العلماء المخلصين والشباب المثقف الذي يأبى أن يكون عقله أسيرا لرجال ليس لديهم أي علم سوى سرد القصص العاطفية والخرافية لمحنة أهل بيت النبوة وسيلة يشغلون بها شباب الإسلام عن العلم الرباني وعن خلق الإسلام , وكل محاضراتهم سفسطة كلامية لاقيمة لها وقد سألت كثيرا من الذين يستمعون إلى تلك الخطب والمحاضرات عن مافهموا منها وغالبا ماكانت إجاباتهم تدل عن عدم وجود أي هدف لتلك الخطب ودائما ينهون تلك المحاضرات بالنواح ويبالغون في استفزاز مشاعر الناس حتى يضمنوا أن يكون تفكير هؤلاء الناس تبعا لعاطفتهم وليس وفق الأصول الإسلامية بحيث يقعوا في أعراض أصحاب رسول الله وزوجاته لان الأب إذا تصرف تبعا لعاطفته سيظلم أولاده لحساب احد هؤلاء الأولاد, وتكون تلك العواطف وما يمارسونه من حركات كضرب الرؤوس واللطم مانعا من الشك فيهم والذي يمكن إن يدب إلى نفوس عامة الشيعة وهم يرونهم يتمرغون في وحل الذنوب والابتعاد عن المنهج الرباني وحتى يكف الناس عن السؤال عن حقيقة هذا المذهب ومدى انتماءه لأهل البيت والى أين تذهب أموال الخمس التي تصل إلى مئات الملايين من الدولارات سنويا .
فصل :أدلة تحريف الصفويين للتشيع القديم(1/34)
قبل أن أذكر بعض الأدلة التي وجدتها أثناء قراءتي الأولية والسريعة لكتب التشيع المشهورة والتي تثبت أن الصفويين قاموا بتحريف التشيع الجعفري لابد أن اذكر إن السبب الرئيس الذي جعلني متيقنا من هذا التحريف هو ذلك التناقض الفظيع بين روايات كتب هذا الفكر وكذلك ركاكة الأسلوب وتفاهة المعاني يقابلها في نفس الكتاب وربما في نفس الباب احاديثُ ذات بلاغة وحكمة وغالبا ما تكون تلك الأحاديث مطابقة تماما لما عليه أحاديث الشريف الرضي والمرتضى أو أحاديث أهل السنة, كذلك الاختلاف الجوهري بين القيم والاعتبارات والعقائد التي يدعو لها علماء الشيعة كالشريف الرضي والمرتضى وبين من يفترض انه سبقهم أو درسوا على يده, وحتى اترك الأخ القارئ يجد بنفسه ذلك التحريف ويصل إلى نفس النتائج التي توصلت إليها سأذكر بعضا من تلك التناقضات في مواضيع تحريف القران والإمامة وسب أصحاب رسول الله .
أولا:موضوع تحريف القران :(1/35)
افترى الصفو يون عددا كبيرا من الروايات نسبوها ظلما وعدوانا إلى أهل البيت منها أن الصادق قال (إن عندنا لمصحف فاطمة(ع) وما يدريهم ما مصحف فاطمة ؟قلت وما مصحف فاطمة ؟قال:مصحف فيه مثل قرانكم ثلاث مرات والله ما فيه من قرانكم حرف واحد) وعن الصادق (إن القران الذي جلبه جبريل إلى محمد صلى الله عليه واله وسلم سبعة عشر آية) وعن الباقر انه قال عن أصحاب رسول الله ( أما الكتاب فحرفوا وأما الكعبة فهدموا....... )(1/36)
وعن الباقر انه قال (ماادعى احد من الناس انه جمع القران كله مثل ما انزل إلا كذاب وما جمعه وحفظه كما انزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده ) وعن الصادق انه قال (إن السورة نزلت هكذا ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي والأئمة من بعده فقد فاز فوزا عظيما ) وعنه أيضا إن السورة نزلت هكذا (وإذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم وان محمدا رسولي وان عليا أمير المؤمنين ) وعنه أيضا إن السورة نزلت هكذا (وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا في علي فاتوا بسورة من مثله) وعن الباقر قال إن السورة نزلت هكذا (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به في علي لكان خيرا لهم) وعن الباقر أيضا قال إن السورة نزلت هكذا (بئسما اشتروا به أنفسهم إن يكفروا بما انزل الله في علي بغيا بينهم ) وعنه انه قال (آيتان نزلتا هكذا في أبي بكر وعمر (حتى إذا جاءنا يقول احدهما لصاحبه يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبأس القرين فقال الله لنبيه قل لفلان وفلان وأتباعهما لن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم آل محمد إنكم في العذاب مشتركون ) وعن الصادق انه قال إن السورة نزلت هكذا (فأبى أكثر الناس بولاية علي إلا كفورا) ومنها (إنا أعطيناك الكوثر فصلي لربك وأنحر إن شانئك عمرو بن العاص هو الأبتر) ومنها (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم بنو تميم لا يعقلون )ومنها (ورفعنا لك ذكرك بعلي صهرك) ومنها (ولقد عهدنا إلى ادم من قبل كلمات في محمد وعلي والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم فنسي ) ومنها (إلا بلاغا من الله ورسالاته في علي) (الكافي للكليني ج1 ص228 ,ص239-241 ,ص117,ص414 , ص437 ,ص424, ص 417,ص412-439 ,ج2 ص624 ,ص631-634 , الصدوق في الخصال ج1ص43 , وبصائر الدرجات ج8 باب 7 ,فصل الخطاب ص180 , ص325 ).(1/37)
أما الطبرسي صاحب الاحتجاج فيروي عن أبي ذر انه قال (جمع علي القران وجاء به إلى المهاجرين فلما فتحه أبو بكر وفي أول صفحه فيها فضائح القوم فوثب عمر وقال له :إن عليا جاء بالقران وفيه فضائح المهاجرين والأنصار وقد رأينا أن تؤلف القران وتسقط منه ما كان فيه من فضيحة وهتك للمهاجرين والأنصار فأجابه زيد إلى ذلك. والرواية الثانية عن علي :(دفعهم الاضطرار بورود مسائل عليهم عما لايعلمون تأويله إلى جمعه وتأليفه وتضمينه من تلقائهم يقيمون به دعائم كفرهم ووكلوا تأليفه وتنظيمه إلى من وافقهم على معاداة أولياء الله ) (الاحتجاج ص222-225 ,ص371-383 ).
وادعى الملا نوري الطبرسي المتوفى قبل 75 سنة في كتابه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) وجود 2000 رواية في كتب الشيعة تثبت إن القران فيه زيادة ونقصان حيث يقول (هذا كتاب لطيف وسفر شريف عملته في إثبات تحريف القران وفضائح أهل الجور والعدوان)وقال (إسقاط بعض القران وتحريفه ثبت من طرقنا بالتواتر ) وقال (الأخبار الكثيرة المعتبرة والصحيحة في وقوع السقط ودخول النقصان ....... وبناء على ذلك فأن النقص في آيات القران كثير ,وهذا النقص مخزون عند أهل البيت) (المصدر ص25-34 ,ص137 , ص232 -249).(1/38)
ومع إن تلك الروايات متناقضة وتافهة ولا قيمة لها ولا تستحق المناقشة ولكن لا بأس أن نعلق عليها بشكل مختصر فهي متناقضة فقسم منها يقول أن ليس في قران فاطمة (حرف من هذا القران) بينما تأتي الأحاديث الأخرى لتذكر نفس الآيات مع إضافة كلمة أو كلمتين لتغيير الهدف من تلك الآيات فهذه الاحاديث ينقض بعضها بعضا وهي سمة غالبة لاحاديث الفكر الصفوي المهم نتحداهم بتحدي القران لكفار قريش أن يأتوا بسورة من مثله ونقل لهم اخرجوا لنا قرانكم ولم ولن يظهروا ذلك القران , ولو كان بإمكان اي انسان مهما بلغ علمه وحكمته وبلاغته الإتيان بمثل بلاغة القران لقامت بذلك قريش عندما تحداها القران ولردت على ذلك التحدي ليكون ذلك ضربة قاصمة للإسلام في بداية ظهوره , وإذا كانت هناك فضائح وهتك للمهاجرين والأنصار فإن الرسول كان قد قرأها عليهم عندما كان يصلي بالمسلمين إذن الناس كلها تعرف تلك الفضائح فكيف يمكن حذفها وعلى عكس ذلك امتلأ القران بمدح أصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار.
وكيف يسمح علي وهو البطل المغوار وعشيرته من أقوى عشائر قريش لمن فضحه القران وهتكه أن يتولى أمر المسلمين وأين هو من قوله تعالى (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) (البقرة159 ) ,وكيف يرضى علي وهو الذي يقول (إذا عملت الخاصة بالمنكر فلم تغير العامة ذلك استوجب الفريقان العقوبة من الله ) وأين علي من وصايا رسول الله له والتي منها (والخامسة بذل دمك ومالك دون دينك ) (وسائل الشيعة إلى تحصيل الشريعة ج6 ص140,ص417 ) .(1/39)
وإذا كان علي قد سكت على تحريف القران تقية كما يدعي الصفويون فلماذا لم يظهر القران الأصلي عندما ولي الخلافة حيث كان يفترض أن يكون أول عمل له أن يظهر القرآن الذي تدعون لأنه ولي الحكم وهو يصلي بالناس ويقرأ بهم القرآن في الصلوات وهو يعلم كما تدعون أن كل عبادتهم باطلة ولا يغير شيئا وقبلها تدعون إن عمرا ضرب فاطمة بنت رسول الله وزوجة علي (مستغلين رواية إسلام عمر بن الخطاب عندما ضرب أخته واسمها فاطمة أيضا وفاطمة ابنة رسول الله كان عمرها ثلاث سنوات عندما اسلم عمر ) فأين تضعون عليا يا أعداء الله فو الله إن هذا الكلام لا يقل انحرافا وسوءا عن اللعن بحق أصحاب رسول الله والذي افتريتموه ايضا.
علما إن أهم دليل على دور اليهود والنصارى أنهم من اختار تلك الآيات لتحقيق هدفين الأول تحريف المعنى الأصلي للآية إلى معنى آخر لأن معظمها يتكلم عن لعنهم ففي كل هذه الآيات يتكلم النص القرآني عن انحراف أهل الكتاب وضلالهم وبيان ان امة الحبيب محمد وعلى راسها اصحابه هم النموذج الذي اطاع اوامر الله مضحيا بالغالي والنفيس فبدل ان يركز على لعن اليهود والنصارى قلب هذا المعنى واصبح محمدا واصحابه هم المقصودون قاتل الله الصفويين ,والهدف الثاني هو إلغاء أهم ما يميز الرسالة الإسلامية هو أن كتابها القران قد تكفل الله بحفظه فبقيت الى اليوم المخطوطات التي كتبها اصحاب رسول الله من كتاب الوحي بينما التوراة والإنجيل ثبت تحريفها عند المسيحيين واليهود أنفسهم .(1/40)
لذلك كان هذا الادعاء يخدم اليهودية والمسيحية إذ لافرق بين الديانات الثلاثة طالما إن كتب الجميع محرفة ولامانع أن يكون الإنسان يهوديا أو نصرانيا أو مسلما, ولأجل ذلك رووا الأحاديث التي تقول إن عليا سيفصل يوم القيامة( بين أهل التوراة بالتوراة وأهل الإنجيل بالإنجيل وأهل القران بالقران) إن المعنى الخفي لهذا القول خبيث وخطير لأنه يفترض قبول الديانات كافة وهو عكس المنهج القرآني في إن القران ناسخ للكتب التي قبله مع إن مايركز عليه الصفويون عند ذكرهم لهذا الحديث على الجهلة من اتباعهم هو إن عليا لديه علم أهل الكتاب وانه وارث علم النبيين ليمرروا ذلك المعنى الخطير المخالف للنص القرآني في أن الله لن يقبل بعد نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته إلا الإسلام .
هذه بعضا من الأحاديث التي افتراها الصفويون لإثبات تحريف القرآن ولكي نتأكد من هذا التحريف سنمر على بعض الروايات الموجودة في كتب الحديث الشيعية القديمة والتي جمعها علماء شيعة معروفون من أمثال الصدوق والشريف الرضي والمرتضى وأبو جعفر الطوسي وأبو عمرو الكشي الذين اعتبروا من يقول بالتحريف كافرا مما سيعطينا تصورا عن عقيدة الشيعة خلال القرون الاولى وحتى القرن الخامس والسادس الهجري في مسألة تحريف القران(1/41)
فأول ما يثبت بطلان تلك الأحاديث هو ما روي عن أهل البيت وهم يرشدون الناس أن يجعلوا القران هو المقياس في قبول أو رفض ما نسب إليهم من أحاديث فعن الإمام علي (ما جاءكم منا فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه )وعن الباقر عن رسول الله أنه قال (إذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله وسنتي ,فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوه وما خالف كتاب الله وسنتي فدعوه) وعن الصادق انه قال (لا تقبلوا علينا حديثا إلا ما وافق الكتاب والسنة) وعنه قال (لا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا وسنة نبيه محمد صلى الله عليه واله وسلم ) يضاف إليها الكثير من خطب نهج البلاغة والتي تعتمد آيات القران كأساس لها إضافة إلى أحاديث وخطب لأئمة أهل البيت التي تقول إن هذا القران هو الحجة على كل مسلم فالى اي قران يشير ائمة اهل البيت والى اي سنة ونحن نعلم ان لاوجود لكتب الحديث عند الشيعة حتى القرن الرابع الهجري بل إن الطوسي قام بتفسير القرآن وأظهر فيه عقيدة الشيعة في زمنه ما يؤكد أن لا وجود لتلك الدعوى في فكر علماء الشيعة المعروفين (تفسير القرآن للطوسي, نهج البلاغة للشريف الرضي, الامالي للطوسي ج1ص221 ,رجال الكشي ص195 ).
أمام هذا الوضوح في موقف علماء الشيعة القدماء لم يكن أمام الصفويين إلا تفسير مواقفهم بأنها تقية كما فعل الملا نوري الطبرسي عندما اعتبر رأي الطوسي والصدوق وأبو علي الطبرسي في استحالة النقص في القران وتكفير من يقول يذلك تقية, بل بالغ بعضهم حتى طعن بهؤلاء العلماء فقال محمد مجتهد عن الشريف المرتضى وهو من أهم أعمدة علماء الشيعة في القرن الخامس والسادس الهجري (إن قول المرتضى بعدم النقيصة في القرآن مطلقا, لم يلزمنا أتباعه ولا خير فيه) (حملة حيدرية ج2 ص91).
ثانيا:الامامة:(1/42)
افترى الصفويون الروايات التي تقول إن الرسول أوصى بان يكون عليا خليفته وان أصحاب رسول الله خالفوا وصيته فبذلك تكون الأمة قد كفرت لأنها لم تنفذ وصية رسول الله , فكيف يمكن تصور أن نبيا جاء بدين عاش بين أتباعه ثلاثاً وعشرين عاما ولم يستطع أن يغير من أهواء ونفوس اقرب الناس إليه بل حتى زوجاته حيث انقلب كل هؤلاء الأتباع كفارا بعد موته وكيف يمكن تصور إن هذا الدين يمكن أن يكون له تأثير في الناس بعد هذا الزمن الطويل, فإذن الهدف الأول يخدم اليهودية والصليبية من خلال إثبات إن الإسلام تعرض للتحريف شانه شان المسيحية واليهودية ويقلل من كون الرسول أعظم شخصية عرفتها الإنسانية كما اختاره الكثير من المفكرين والمؤرخين الغربيين , ويطمس ذلك التأريخ العظيم لأمة ملكت قلوب الناس قبل أرضهم بتعاليم وقيم فاضلة وصدق في المعاملة مارسها أتباع هذا الرسول العظيم فكانت سببا في دخول الإسلام إلى دول جنوب شرق آسيا عبر تجار مسلمين صادقين لتكون تلك الدول من اكبر الدول الإسلامية كاندونيسيا وماليزيا .
والهدف الثاني سياسي يخدم الحكام الصفويين أولا من خلال ادعاء الحق الإلهي لأهل البيت في الحكم وتحول هذا الحق إلى الصفويين كونهم يرجع نسبهم إلى أهل البيت كما يدعون حيث يقول راجر سيوري في كتابه (إيران في العصر الصفوي ص26) (اعتمد الصفويون على فكرة الحق الإلهي للملوك الايرانين قبل الإسلام منذ سبعة آلاف سنة وكذلك بوراثة ذلك الحق باعتبارهم سادة وان جدهم الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب قد تزوج بنت يزد جرد فأولدها الإمام زين العابدين فاجتمع الحقان :حق أهل البيت في الخلافة وحق الملوك الإيرانيين فيهم) لذلك كانت هذه الدعوة وسيلتهم لتبرير أحقيتهم بالحكم .(1/43)
وقد أيد الملا لي تلك الدعوى فوصفوا الملوك الصفويين بالمعصومين والعادلين وورثة أهل البيت مقابل أن أطلق الصفويون يدهم في فعل مايريدون وجعل كل رغباتهم مقدسة ولا يمكن الاعتراض عليها لذلك ملك هؤلاء الملا لي القصور والبساتين وكان على رأسهم الشيخ علي الكركي الذي نفذ كل ما يريده الصفويون مقابل امتلاكه للقصور والعقارات حتى أفتى للشاه طهماسب بأنه نائب الإمام المهدي فأعطاه الشاه مرتبا ضخما ومنحه قرى زراعية لأخذ خراجها وكذلك فعل الشيخ المجلسي حيث عاش بترف منفذا كل ما يطلبه الصفويون فوصف الحكام الصفويين بأوصاف الأنبياء وأئمة أهل البيت حتى قال فيهم (جلالة سيد سلاطين الزمان ونقاوة أحفاد سيد المرسلين ...... السلطان الأعظم والخاقان الأعدل والأكرم ملجأ الأكاسرة وملاذ القياصرة محي الشريعة) , مع إن سيرتهم كانت مثالا في الانحطاط والرذيلة حيث كانوا يشربون الخمر ويمارسون الزنا واللواط ويقتلون المسلمين من أهالي إيران ويمثلون بجثثهم بأبشع صورة بل إنهم قتلوا ومثلوا بعضهم ببعض بنفس البشاعة (لؤلؤة البحرين للبحراني ص152,لمحات اجتماعية د علي الوردي ص60 ,ص76,التشيع العلوي والتشيع الصفوي د علي شريعتي ص130 ).(1/44)
ولأجل تحقيق هذا الهدف نسبوا إلى أئمة أهل البيت الأحاديث المفتراة فعن الإمام جعفر الصادق انه قال (أمر الناس بمعرفتنا والرد ألينا والتسليم لنا ثم قال وان صاموا وشهدوا أن لا اله إلا الله وجعلوا أنفسهم أن لا يردوا إلينا كانوا بذلك مشركين ) (وسائل الشيعة للحر ألعاملي ج1 ص90-96 ,ج18ص46 ) ,وعن الباقر انه قال (بني الإسلام على خمس أشياء الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية ,ولما سأل عن أفضلها قال الولاية ) وأضاف الكليني في رواية أخرى (فهي أفضلهن وان الله رخص في أربع ولم يرخص بها ) (الكافي ج2ص18-33) وعن الصادق انه قال(إن الوصية نزلت من السماء كتابا ولم ينزل عليه صلى الله عليه وسلم كتاب إلا الوصية وفيها أسماء الأوصياء ألاثني عشر) (إن من عبد ربا لم يقم له الحجة فإنما عبد غير الله ) (والله لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله منه إلا بولايتنا أهل البيت) وهذه الأحاديث تؤكد إن أسماء الأئمة معروفة لدى الناس وان من لم يتبعهم فهو في النار وأحاديث أخرى تقول إن الأطفال في المدينة يعرفون أسماء الأئمة واعتبروا حادثة غدير خم هي النص على إمامة علي ورويت في الكافي والاحتجاج واعتبروا يوم الغدير أعظم أعيادهم (الكافي ج1 ص284 ,ص257,ص342 ,الاحتجاج للطبرسي ج1 ,ص13 ,ص69 , ص99,ص285 ,علل الشرائع للصدوق ج1ص9 وسائل الشيعة ج5, ص224ج7 ,ص323 ).(1/45)
ويلاحظ انك تقرأ في نفس الكتب أعلاه احاديثا تناقض بشكل سافر المعاني التي مرت بنا وهو ما يؤكد استحالة صدورها عن شخص واحد منها إن الإمام زيد بن علي بن الحسين طلب من أبي جعفر الأحول أن ينصره في خروجه ضد الأمويين فقال له الرجل: إن الخارج معك هالك لأنك لست الإمام فقال زيد (يا أبا جعفر كنت اجلس مع أبي على الخوان فيلقمني البضعة السمينة ويبرد لي اللقمة الحارة حتى تبرد شفقة علي ,ولم يشفق علي من النار إذ أخبرك بالدين ولم يخبرني به ؟ فقلت له من شفقته عليك من حر النار لم يخبرك بالدين خاف عليك إلا تقبله فتدخل النار واخبرني أنا فان قبلت نجوت وان لم اقبل لم يبال لان ادخل النار ) (الكافي ج2ص174 ) ومع ان الحديث تافه لامعنى له وهو يطعن بالامام الباقر وابنه الا ان غباء المحرفين جعلهم يفترونه لينقض بقية احاديثهم بدعوى الكتاب والوصية وتصور إن زيد بن الإمام علي بن الحسين لا يعرف من هو الإمام واطفال المدينة يعلمون من هو , وسال رجل الصادق (إذا أصبحت وأمسيت لا أرى إماما أأتم ما اصنع ؟فقال :فأحب من تحب وابغض من تبغض حتى يظهره الله) (الكافي ج1ص342 ) وعن الصادق (كيف إذا بقيتم دهرا من عمركم لا تعرفون إمامكم ؟ قالوا :فإذا كان ذلك كيف نصنع ؟قال تمسكوا بالأول حتى يستبين لكم ) (إكمال الدين للصدوق ص348-351 ) وعن الصادق (إن الإمام التالي يعرف إمامته في أخر دقيقة من حياة الأول ) وعنه أيضا (إن الإمام السابق لا يموت حتى يعلمه الله إلى من يوصي ) (بصائر الدرجات للصفار ص473-478) وكل هذه الأحاديث لتناقض الأحاديث السابقة وهي ربما كانت تمثل مراحل تحريف مفهوم الإمامة لدى فرق الغلاة .(1/46)
ولكي نتأكد من أن اصول الفكر الصفوي لا تمثل فكر الشيعة لغاية القرن السادس والسابع الهجري بل تمثل فكر فرقة من غلاة الشيعة التي ظهرت بعد وفاة الحسن العسكري كما يقول مؤرخ الشيعة إسماعيل النوبختي وهو من أصحاب الحسن العسكري المقربين منه والموثقين لدى الشيعة (إن الحسن العسكري توفي دون أن يكون له ولد ودون أن يوصي بالإمامة من بعده) مما يدل على أن منصب إمام عند أهل البيت كانت مختصة بأعلم هؤلاء وهي أشبه ما تكون برئاسة البيت العلوي كما يقول الدكتور علي شريعتي وكان الناس يثقون بأهل البيت فيسلمونهم الزكاة وخمس الفتوحات ليوزعوها على المحتاجين وقال النوبختي( أن الشيعة انقسمت بعد ذلك إلى أربعة عشر فرقة إحداها الامامية الاثناعشرية) أي إنها لاوجود لها قبل الحسن العسكري ويمكن تصور العشوائية لدى تلك الفرق التي تشكلت بعد وفاة العسكري بحيث اعتبر قسم منها الحسن العسكري كذابا! ليتضح لدينا وبشكل قاطع لا يقبل الشك عدم وجود لدعوى الامامية الإلهية الاثني عشرية عند الشيعة حتى وفاة الحسن العسكري (فرق الشيعة للنوبختي ص100-115 , الفرق والمقالات ص106-114 ).
وقد اقتبست تلك الفرقة ما ابتدعته فرق الغلاة التي سبقتها والتي يتجاوز عددها الأربعين بادعاء امامة ومهدوية الاشخاص الذين كانوا يعظمونهم من اهل البيت وغيرهم من اولاد الامام علي من غير فاطمة وغيرهم من عامة الناس علما انه بلغ عدد الاشخاص الذين ادعيت بحقهم المهدوية اكثر من عشرين فرقة كما فعلت الناووسية والاسماعيلية والفطحية والواقفية التي ادعت أن الكاظم هو المهدي وقد قام احد رجالها واسمه محمد بن بشير بجمع الأموال بحجة إيصالها إلى الكاظم (المهدي) (معجم رجال الحديث للخوئي ) .(1/47)
وسنمر على بعض الروايات التي وردت في أقدس كتب الشيعة على الإطلاق (نهج البلاغة) الذي يقول عنه السيد علي كاشف الغطاء إن ورود الخطب فيه عن الإمام علي مقطوع بصحتها وان مجرد الشك بذلك يعد كفرا والشريف الرضي مؤلف الكتاب كان احد أهم علماء الشيعة في القرن الخامس والسادس الهجري ليتاكد لنا انحراف التشيع الصفوي وخدمته لاعداء الاسلام ففي نهج البلاغة إن الإمام أبا بكر خطب الناس موضحا إن سبب السرعة في مبايعته كخليفة هو الخشية من اختلاف الناس بعد وفاة رسول الله فقال الإمام علي للزبير(ما غضبنا إلا في المشورة وإنا لنرى ابابكر أحق الناس بها ,وانه لصاحب الغار وإنا لنعرف له سنه ولقد أمره رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بالصلاة وهو حي ) (نهج البلاغة بشرح ابن أبي الحديد ج1 ص132 ).
علما إن الرسول ترك الأمر للأمة لاختيار إمامها بناء على الأمر الإلهي (وأمرهم شورى بينهم ) ولكنه صلى الله عليه واله وسلم قدم أبا بكر للصلاة وللحج نيابة عنه وكان ذلك بمثابة تزكية له وسببا رئيسيا لانتخابه كما قال الإمام علي لرجل سأله عن سبب مبايعته لأبي بكر (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت فجأة فكان يأتيه بلال في كل يوم مرضه يؤذنه بالصلاة فيأمر أبا بكر فيصلي بالناس وقد تركني وهو يرى مكاني فلما قبض رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ,رضي المسلمون لدنياهم من رضيه رسول الله لدينهم فبايعوه وبايعته) (العقد الفريد ابن عبد ربه ج7 ص17).(1/48)
وروى الشريف الرضي أن الإمام علي قال للناس لما سألوه أن يكون خليفة عليهم بعد استشهاد الإمام عثمان (دعوني والتمسوا غيري ....... وان تركتموني فاني كأحدكم ولعلي أسمعكم لمن وليتموه أمركم وأنا لكم وزير خير مني أمير ) وروى الشريف الرضي في نهج البلاغة أن الإمام علي أرسل إلى معاوية رسالة يبين فيها مااتفق عليه اصحاب رسول الله واهل بيته في طريقة انتخابهم لامام الامة (أما بعد فان بيعتي بالمدينة لزمتك وأنت في الشام لأنه بايعني القوم الذين بايعوا ابابكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه, فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد ,وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار إن اجتمعوا على رجل فسموه إماما كان ذلك لله رضا) (نهج البلاغة ج1 ,ص 131 ص170 ) .
وروى الشريف الرضي عن الإمام علي (خطب أمير المؤمنين علي في اليوم الثاني لتوليه الخلافة وقال :ثم جئتموني طائعين فطلبتم إلي وأنا رجل منكم ولي مالكم وعلي ما عليكم ..... إني كنت كارها للولاية على امة محمد صلى الله عليه واله وسلم حتى اجتمع رأيكم على ذلك ) (نهج البلاغة ج7 ص17 ).(1/49)
أما السيد الشريف المرتضى فقال في كتابه الشافي في الإمامة فاعتبر إن حادثة غدير خم نص غير جلي وانه لا يعرف أحدا من علماء الشيعة الذين سبقوه او عاصروه من يقول بأنه نص جلي (الشافي ج2وص128 ) وإذا ماعلمنا أن أحاديث الولاية والتي مر بنا قسم منها أعلاه قد رويت في الكافي للكليني وهو قد سبقه بأكثر من 150 عام وفيها احاديث توضح أن غدير خم نص جلي والمرتضى يقول انه نص غير جلي والأهم من ذلك انه يقول انه لا يعرف أحدا من أصحابه من يقول بأنه نص جلي فهل كان للكليني وجود عند المرتضى والكليني كما يدعي الصفويون انه اشهر علماء الشيعة في زمنه ام انه لاوجود له ؟ وروى المرتضى في الشافي احاديثا عدة تنسف كل الأحاديث التي تدعي الوصية لعلي, والمرتضى من ابرز علماء الشيعة في عصره ورئيس البيت العلوي بعد وفاة أخيه الرضي وتتلمذ على يديه الشيخ أبو جعفر الطوسي وهو من تلاميذ الشيخ المفيد فلو كان عنده تلك الدعوى لايمكن أن يروي هو وأخوه الشريف الرضي تلك الأحاديث علما انه يجب ملاحظة أن الصفويين اختصروا كتاب الشافي ونسبوا ذلك الاختصار إلى الطوسي ليزوروا منهج السيد المرتضى كما سيتبين لاحقا.
ومن هذه الأحاديث (عن علي قال :دخلنا على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حين ثقل ,فقلنا يا رسول الله استخلف علينا ,فقال :لا, إني أخاف أن تتفرقوا عنه كما تفرقت بنو إسرائيل عن هارون, ولكن إن يعلم الله في قلوبكم خيرا اختار لكم ) ومنها(إن الإمام علي لما طعنه ابن ملجم لعنه الله قيل له ألا توصي؟فقال : ما أوصى رسول الله فأوصي ولكن إذا أراد الله بالناس خيرا أستجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد رسول الله على خيرهم ) ومنها (عندما طعن الإمام علي سأله الناس أن يستخلف عليهم فقال لهم :لا آمركم ولا أنهاكم انتم أبصر ) (الشافي ج2ص372 ج3 ص295 ج4ص149 ).(1/50)
وروى المرتضى عن الصادق عن الباقر عن علي بن الحسين عن الحسين (إن عليا خطب بالناس خطبة فقال اللهم اصلحنا بما اصلحت به الخلفاء الراشدين فجاءه رجل فقال سمعتك تقول في الخطبة آنفا اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين فمن هم ؟ قال حبيباي وعماك ابابكر وعمر إماما الهدى والمقتدى بهما بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ومن اقتدى بهما عصم ومن اتبع آثارهما هدي إلى صراط مستقيم ) وروى الشريف الرضي في نهج البلاغة (انه لما توفي علي عليه السلام خرج عبدالله بن عباس إلى الناس فقال: إن أمير المؤمنين قد توفي وترك خلفا فان أحببتم خرج إليكم وان كرهتم فلا احد على احد( اي ليس هناك اماما مفروضا على الامة وهي التي تختار ) فبكى الناس وقالوا بل يخرج إلينا) (الشافي ج2ص428 ,نهج البلاغة ج4ص8 وج16ص22 ).
وقد علق ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة وهو من علماء الشيعة في القرن السابع الهجري على موضوع الإمامة وقال (اتفق شيوخنا المتقدمون والمتأخرون والبصريون والكوفيون والبغداديون على أن بيعة أبي بكر كانت صحيحة شرعية وأنها لم تكن عن نص وإنما كانت بالاختيار الذي ثبت بالإجماع كونه طريقا إلى الإمامة) (شرح نهج البلاغة ج1ص7), وغيرها الكثير من الأحاديث الموجودة في كتب الشيعة والتي لا مجال لسردها في هذه الرسالة المختصرة .
ثالثا: التقية:(1/51)
كان على علماء التحريف أن يواجهوا حقيقة إن ما يعرفه الناس وما اشتهر بينهم من روايات وأحاديث بما يخالف عقيدة الصفويين لذلك لجأوا إلى افتراء الأحاديث التي تدعي أن أهل البيت إنما قالوا تلك الروايات لغرض التقية وهي إظهار عكس ما يبطنه الإنسان ونسبوا إلى أهل البيت روايات تقول بذلك ليحققوا هدفا رئيسيا وهو إن كل العلاقات الطيبة بين الإمام علي وبقية أصحاب رسول الله إنما كانت تقية وان الحقيقة هي عكس ذلك, ومن الأحاديث التي افتراها الصفويون ونسبوها إلى أهل بيت النبوة (التقية أفضل أعمال المؤمنين )وحديث (التقية ديني ودين أبائي )وحديث (ليس من شيعة علي من لايتقي ) وحديث (إن تسعة أعشار الدين في التقية ولادين لمن لايتقي )وحديث (لااسلام لمن لاتقية له ) (وسائل الشيعة إلى تحصيل الشريعة ج6 ص466 ) ومنها (من تعرض لسلطان جائر فأصابته بلية لم يؤجر عليها ولم يرزق الصبر عليها )ومنها (إنما يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر مؤمن فيتعض أو جاهل فيتعلم فأما صاحب سيف وسوط فلا ) ومنها (خالطوهم بالبرانية وخالفوهم بالجوانية إذا كانت الإمرة صبيانية )ومنها (إنكم على دين من كتمه اعزه الله ومن أذاعه أذله الله )(وسائل الشيعة ج6 ص401 ,الكافي ج2 ص218-221 ج6 ص208 ,ج8 ص234 ).
وافردوا أبوابا في الحديث إن أهل البيت كانوا يقولون ( جواز الإفتاء بما يخالف الشريعة تقية ) و(جواز كتم العلم ودين الحق )و(جواز حلف اليمين بغير حق ) و(جواز الصلاة في جنازة المنافق )(الكافي ج2ص221-222 وص770 ,الكشي ص368 ,العروة الوثقى الحكيم ج2 ص337 ).(1/52)
ومع إن تلك الأحاديث تافهة وركيكة لا حكمة فيها فهي لا تستحق التعليق لأنها تتعارض مع المنهج القرآني والنبوي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث يقول تعالى (الذين يبلغون رسالات ربهم ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله ) (الأحزاب آية 39) وقوله تعالى (كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) (التوبة آية 111 ) كل تلك الآيات وغيرها إنما تثبت أن منهج الدعاة المخلصين هو إظهار الحق وان الحوادث القليلة المنفردة جاءت رخصة لضعفاء الامة الذين يقعون تحت الظلم الرهيب لقوى الكفر.
إن استخدام التقية من قبل ائمة اهل البيت كان هدفه كما يدعي الصفويون الخوف على حياتهم بل قالوا إن أهم أسباب عدم ظهور المهدي هو خوفه من القتل ويبدوا أن الصفويين من الغباء إلى درجة لم يعرفوا ما يفترون فقد ورد في نفس هذه الكتب أحاديث تناقض هذا المعنى منها (إن الأئمة يعلمون متى يموتون وإنهم لا يموتون إلا باختيارهم ) ومنها (إن الإمام مستجاب الدعوة حتى انه أذا دعا على حجر لانشق نصفين )ومنها (إن المهدي له قدرة الظهور والاختفاء بلمح البصر) فمن يمتلك تلك القدرات الخارقة لا حاجة له إلى التقية ولاحاجة له للاختباء او الغيبة (الكافي ج1 ص258-264 ) .
إن مجرد المرور على أحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لوجدنا بما لايقبل الشك استحالة أن تكون تلك الأحاديث مروية من نفس اللسان الذي قرأنا أحاديثه بدعوى التقية فعن أئمة أهل البيت:
(أفضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر )
وحديث(فوق كل بر بر حتى يقتل الرجل في سبيل الله فليس فوقه بر)
وحديث(من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار )
وحديث (إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل لعنه الله )(1/53)
وحديث (من رأى عدوانا يعمل به ومنكرا يدعى إليه فأنكر بقلبه فقد سلم وبرئ ومن أنكر بلسانه فقد أجر وهو أفضل من صاحبه ,ومن أنكر بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الله وقام على الطريق ونور في قلبه اليقين )
وحديث (إن العالم الكاتم علمه يبعث انتن أهل القيامة ريحا تلعنه كل دابة من دواب الأرض )
وحديث (جميع شرائع الدين :قول الحق والحكم بالعدل والوفاء بالعهد )
وحديث (من مشى إلى سلطان جائر فأمره بتقوى الله ووعظه وخوفه كان له مثل اجر الثقلين الجن والإنس ومثل أعمالهم )
وحديث (للمنافق علامات ثلاث :يخالف لسانه قلبه ,وقلبه فعله ,وعلانيته سريرته وللآثم ثلاث علامات :يخون ويكذب ويخالف مايقول )... (اليعقوبي ج2ص28,ص91-108 ,الخصال للصدوق ج1ص3.ص6,ص9 ,ص38,ص 113,ص198 ,208,ص221 ص222,ص232 ,ص254,ص269 ,ص287 ,ص294 ج2 ص543 والامالي للصدوق ج1 ص46-49 ,ص49 ,ص64-65 ,ج2 ص 231 ,وسائل الشيعة ج1,ص54 ,ج6 ص 406 ,ص501,ص510 ,ص366 والحراني في تحفة العقول ص171 والشجيري في الامالي ج2 ص86 ).
تلك بعضا من الأحاديث المروية عنهم والتي تناسب خلقهم الرفيع ولأاعتقد أنها تحتاج إلى تعليق إضافي.
رابعا : سب أصحاب رسول الله(1/54)
كما مر بنا إن هدف الصفويين هو الطعن بالعقيدة الإسلامية تحت حجة نصرة منهج أهل البيت بادعاء أن هؤلاء الأصحاب لم ينفذوا وصية رسول الله وأنهم ارتدوا وكفروا , ولان أصحاب رسول الله نقلوا لنا القرآن والسنة النبوية فان الطعن بهم يحقق لهم الهدف الأساسي وهو التشكيك بكل مصادر الثوابت الإسلامية وهي الكتاب والسنة ولأجل ذلك افتروا الأحاديث ونسبوها إلى أهل البيت زورا وبهتانا منها في قوله تعالى (وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان )فقال الصادق (الأول والثاني والثالث) وعن علي (أول من بايع ابابكر إبليس وان الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمرني أن وجدت عليهما أعوانا أن أجاهدهم , وبشر ابابكر وعمر ومن اتبعهما بسخط من الله وعذاب وخزي وأنهما في تابوت من نار) (الكافي ج1 ص217 ,ص325 ,ص426 ).
وعن الباقر (إنهم التسعة المفسدون في الأرض :أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن وابوعبيدة... ) وسماهم الرسول (التسعة المنافقون ) ومنها(إن الصحابة دخلوا الكعبة وتعاهدوا وتعاقدوا على كفرهم .... وان الجبت والطاغوت هم فلان وفلان وفلان )ومنها (إن ابابكر كان مفطرا في رمضان ويشرب الخمر ويقول الشعر في هجو محمد وان عمر كان يصف محمدا بالساحر الكذاب ) ومنها (اللهم العن ابني فلان ,عبدالله وعبيد الله واعم أبصارهما كما أعميت قلوبهما) (الكافي ج1 ص49 , ج2 ص209-212 ,رجال الكشي ص52 -53 ,الاحتجاج ص82 ,إرشاد القلوب للديلمي ج1ص329 ,إسناد القلوب ج1 ص269 ) ومنها (إن العرب قوم جفاة لم يكن فيهم كتاب ولم يبعث فيهم نبي ولا يعرفون فضل نبوات الأنبياء ولاشرفهم ) ومنها (إن أهل المدينة شر من أهل مكة وأهل مكة يكفرون بالله جهرة ) ونسبوا إلى الباقر انه قال عن قوله تعالى (الم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار, قال هم قريش قاطبة )(الكافي ج1ص 293 ج2 ص209-212 ,الاحتجاج للطبرسي ج1 ص69 ,فصل الخطاب ص325 )(1/55)
ورغم أن الثابت أن الإمام علي كان وزيرا وأخا ناصحا لمن سبقه من الخلفاء بل انه زوج عمر بن الخطاب ابنته أم كلثوم من فاطمة بنت رسول الله علما أن الصفويين برروا ذلك بالتقية التي تبين لنا تفاهتها وطهارة ائمة اهل البيت منها ومن ذلتها لإنها تطعن بأشجع وأنبل واتقى أبطال الأمة ومع ذلك سنقرأ الأحاديث التي تثبت الترابط الأخوي بين علي وبقية أصحاب رسول الله من التي رواها الشريفان العلويان الرضي والمرتضى ففي نهج البلاغة عن علي انه قال:
(لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه واله وسلم فما أرى أحدا يشبههم منكم لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا وقد باتوا سجدا وقياما يراوحون بين جباههم ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأن بين أيديهم المعزى من طول سجودهم , إذا ذكر الله هملت عيونهم حتى ابتل جيوبهم ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفا من العقاب ورجاء للثواب ) وعنه (ولقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا وما يزيدنا ذلك إلا إيمانا وتسليما وصبرا على مضض الألم في جهاد العدو ,فلما رأى الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت وأنزل علينا النصر حتى استقر الإسلام ملقيا بجرانه ومتبوئا أوطانه ,ولعمري لو كنا نأتي ماأتيتم ماقام للدين عمود ولا اخضر للإيمان عود ) وعنه قال (أين القوم الذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه وسلبوا السيوف أغمادها, مره العيون من البكاء خمص البطون من الصيام ذبل الشفاه من الدعاء صفر الألوان من السهر على وجوههم غبرة الخاشعين أولئك إخواني الذاهبون فحق لنا أن نضأ إليهم ونعض الأيدي على فراقهم )( نهج البلاغة تحقيق صبحي الصالح ص91,ص177 ).(1/56)
وروى الشريف المرتضى عن علي(لما غسل عمر وكفن دخل عليه علي وقال :ماعلى الأرض احد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى بين أظهركم ) وعنه (إن الإمام عليا قال في خطبة خطبها :خير هذه الأمة بعد نبيها ابوبكر وعمر )وعنه (إن الإمام الحسن بن علي قال:لا أعلم عليا خالف عمر ولاغير شيئا مما صنع عمر حين قدم الكوفة ) وكان علي يقول (إن عمر كان رشيد الرأي فلا أغير شيئا صنعه عمر ) (الشافي ج2 ص428, ص213) وروى اليافعي عن( ابن عباس انه سمع عليا يترحم على عمر ويقول :ماخلفت احدا أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك وايم الله ان كنت لأظن ان يجعلك الله مع صاحبيك وذاك إني كنت أكثر ما أسمع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول:جئت أنا وأبو بكر وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو بكر وعمر ) (مرآة الجنان ص79-80 ) وعن رسول الله قال (لاتسبوا قريشا ولاتبغضوا العرب ولاتذلوا الموالي )(علل الشرائع للصدوق ج2 ص293 ) .
وروى الطوسي والصدوق ان رجلا وقع بعلي بحضور عمر فقال له عمر أتعرف صاحب هذا القبر ؟ قال هو رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال له عمر :لاتذكر عليا إلا بخير فانك ان آذيته آذيت هذا في قبره) (الامالي للطوسي ج2 ص46 ,الامالي للصدوق ص324 ).(1/57)
وكان مبرر طعن الصفويين بابي بكر انه حرم آل بيت النبي ارثهم من فدك بينما يقول ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (ان ابابكر قال لفاطمة لما سألته ارث فدك (ان لك ما لأبيك رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يأخذ من فدك قوتكم ويقسم الباقي ويحمل منه في سبيل الله ولك على الله ان اصنع بما كان يصنع فرضيت بذلك ) وأضاف (ان ابابكر كان يأخذ غلة فدك فيدفع لأهل البيت منها مايكفيهم ويقسم الباقي ,فكان عمر كذلك وكان عثمان كذلك وكان علي كذلك ) (نهج البلاغة شرح ابن أبي الحديدج4 )فلو كان هناك حقٌ من إرث رسول الله لأهل بيت النبي أنكره أبو بكر فلماذا فعل علي لما ولي الخلافة بنفس فعله ولم يعد الإرث إليهم ولو كان هناك إرثٌ لرسول الله لكان لابنته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فهو حرم ابنته أيضا من هذا الإرث علما ان هناك أحاديثاً كثيرة في كتب الشيعة تؤكد ان الأنبياء لايورثون دينارا ولادرهما.
وأدناه بعضا من الادله التي وجدتها والتي تؤكد ان الفكر الصفوي هو فكر اساسه فكر الغلاة واعداء الاسلام ممن لعنهم ائمة اهل البيت وعلماء الشيعة القدماء علما ان هناك عددا هائلا من الادلة التي تثبت ان التشيع اليوم هو فكر محرف لااصول ولاجذور لديه في تأريخ التشيع الجعفري يجدها القارئ العادي لتلك الكتب دون عناء :(1/58)
1- رد شيخ الإسلام ابن تيميه على كتاب ابن مطهّر الحلي (كشف الحق ومنهج الصدق ) في كتابه منهاج السنة النبوية وليس في هذا الكتاب إلا القليل إذا ماقورن بكتابي الكافي للكليني والاحتجاج للطبرسي فلماذا لم يرد على هذين الكتابين مع أنهما سبقا ابن تيميه بمئات السنين وكانا من اعظم كتب الشيعة على الاطلاق حيث يدعي شرف الدين الموسوي في المراجعات عندما ذكر كتب الحديث عند الشيعة أن كتاب الكافي للكليني (أعظمها وأتقنها وأحسنها ) لأنه مروي عن الإمام الغائب مباشرة(المراجعات ص311 ) وأضاف آخرون من علماء الشيعة (إن الكافي مرويٌ عن الصادق بلا واسطة وان جميع أخباره واجب العمل بها حتى انه ليس فيه خبر التقية ) (الصادق لابو زهرة ص432 ) وقال المازندراني في شرح مقدمة الكافي (وبعد فان كتاب الكافي اجمع الكتب المصنفة في علم الإسلام وأحسنها ضبطا واضبطها لفظا ..... فهو بعد القران الكريم اشرف الكتب وهو احد الثقلين الذين أمرنا رسول الله بالتمسك بهما ) وقال المجلسي (كتاب الكافي اضبط الاصول واجمعها ... واعظمها ) وقال الكاشاني (الكافي ... اشرفها واوثقها واتمها واجمعها ) (تهذيب احاديث الشيعه احمد القبانجي )
ولكي يطلع المسلم على تفاهة اعظم كتاب عند الصفويين ساذكر بعضا من الاحاديث التي رويت فيه منها :
(لما ولد النبي _صلى الله عليه واله وسلم –مكث اياما ليس له لبن فالقاه ابو طالب على ثدي نفسه فانزل الله فيه لبنا فرضع منه اياما حتى وقع ابو طالب على حليمة السعدية فدفعه اليها ) (اصول الكافي باب مولد النبي ووفاته )
وحديث (الحمار الذي يتكلم نقلا عن ابيه عن جده ان جده الحمار الاول كان مع نوح في السفينة فمسح نوح على كتفه وقال : يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين ... ويقول الحمار(مفتخرا) الحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار ) (اصول الكافي قصة الحمار عفير )(1/59)
ومنه (سالت ابو عبدالله عن الارض على اي شئ هي ؟ قال على حوت قلت فالحوت على اي شئ هو قال على الماء .قلت الماء على اي شئ قال على صخرة ! قلت على اي شئ الصخرة ؟ قال على قرن ثور املس ...) (روضة الكافي حديث الموت على اي شئ)
وحديث علة وقوع الزلازل ( عن جعفر الصادق انه قال ان الحوت الذي يحمل الارض اسر في نفسه انه انما يحمل الارض بقوته !فارسل الله تعالى اليه حوتا اصغر من شبر واكبر من فتر دخلت في خياشيمه فصعق ....فاذا اراد الله بارض زلزلة بعث ذلك الحوت الى الحوت الذي يحمل الارض فاذا رأى الحوت الصغير اضطرب فتزلزلت الارض )(روضة الكافي نفس باب الحديث السابق )
وفي روضة الكافي ايضا ( سئل الامام الصادق عن الوزغ (ابو بريص ) فقال انه رجس وهو مسخ ... وقال كان ابي الباقر قاعدا في حجرة ومعه رجل يحدثه فاذا هو بوزغ يولول بلسانه فقال ابي للرجل : اتدري مايقول هذا الوزغ ؟ قال الرجل :لا علمني بمايقول :قال فانه يقول :والله لئن ذكرتم عثمان بشتيمة لاشتمن عليا حتى يقوم هيهنا ...وقال ابي ليس يموت من بني امية ميت الا مسخ وزغا )
هذه بعضا من احاديث اعظم واشرف كتب الصفويين اليوم واذا مااخذنا بنظر الاعتبار العصر الذي ظهر فيه هذا الكتاب وهو العصر العباسي حيث كان التاليف والادب على ارقى مراحله ولعل ذلك وحده مايثبت أن الصفويين افتروا هذا الكتاب لان الخرافة والجهل والتفاهةهي السمة البارزة للكتب التي الفت في زمنهم الذي امتاز بها علما إنهم اليوم شعروا بالخزي الذي يحمله كتاب الكافي فقالوا إن فيه تسعة آلاف حديث موضوع(1/60)
والغريب كيف لم يطلع ابن تيميه على هذه الكتب وهي بهذه الشهرة وتحمل كل هذا الانحراف بحيث ان الملالي الصفويين شعروا اليوم بالخزي من هذه الكتب وهم على انحرافهم ضعفوا الالاف منه كذلك مايؤكد عدم وجود شخصية الكليني ان ابن تيميه ذكر في كتابه منهاج السنة النبوية علماء الشيعة ممن سبقوه من أمثال الطوسي والصدوق والمرتضى والمفيد وأبو علي الطبرسي ولم يشر من قريب أو بعيد للكليني وكتابه ولاللطبرسي وكتابه وهذا يدل على أنهما لم يكن لهما ولا لكتابيهما وجود أصلا في زمن ابن تيميه في القرن الثامن الهجري.
2- ذكر الدكتور ناصر القفاري في رسالته أصول مذهب الشيعة تعاريف لمعنى الشيعة نقله عن علماء شيعة قدماء معروفين من أمثال النجاشي وهو من أوائل وأشهر علماء الرجال عند الشيعة حيث يعرّف الشيعة (إنهم القوم الذين إذا اختلف الناس عن قول رسول الله ذهبوا إلى قول علي وإذا اختلف الناس عن قول علي ذهبوا إلى قول جعفر الصادق) وهذا التعريف يدل على عدم وجود دعوى الاماميه الالهيه عند هذا العالم وكذلك لدى الكثير من العلماء الشيعة القدماء لم أجد تعريفا يذكر شئ اسمه الامامه الإلهية بل إن النوبختي وهو مؤرخ الشيعة الأول والموثق عندهم كونه من أصحاب الحسن العسكري يصنف الشيعة إلى ثلاثة أصناف ليس فيها سوى إن الإمام علي هو أفضل من أبي بكر وعمر وليس عندهم أي اعتراض على خلافتهم وكذلك خطب نهج البلاغة التي تؤكد ان ليس هناك دعوى الامامة لغاية القرن السادس الهجري.
3- ونقل القفاري عن الشيخ أبي جعفر الطوسي قوله في كتاب عدة الأصول انه جمع في كتابه التهذيب خمسة آلاف حديثاً بينما بلغ عدد هذه الأحاديث عندما أعاد الصفويون طباعته أربعة عشر ألف حديث فمن الذي أضاف تلك الأحاديث والتي يستطيع الأطفال تمييزها عند قراءة ذلك الكتاب بسبب ركاكة الأسلوب وتفاهة المعنى !؟(1/61)
4- كذلك اضافوا الى كتب الحديث الكثير من الانحراف ومن أمثال الإضافة في كتب الحديث مااضيف الى كتاب الصدوق (الفقيه لمن لايحضره الفقيه) بخصوص أسماء الرسول صلى الله عليه واله وسلم فوجدت اثنين منها مشابهه بشكل تام وتفصيلي لما روي عند أهل السنة وتحمل نفس قوّة البلاغة وفيها ما يخالف عقيدة الصفويين فلا شفيع الارسول الله وان المسلم لا يدخل الجنة إلا بتوحيد الله وعمله الصالح .....الخ من عقائد أهل السنة وأما الحديث الأخير فكان ركيكا مليئا بالأخطاء النحوية التي لايقع فيها حتى طالب الابتدائية وان كل من يقرأه يستنتج أن من كتبه لايتقن العربية وفيها ان الشيعة وحدهم يدخلون الجنة لان علي واقف عند بابها يمنع غيرهم من الدخول
كذلك نفى الصدوق علم الغيب عن أئمة أهل البيت واعتبر من يقول بذلك من الغلاة الكفار بينما امتلأ كتاب الكافي بالأحاديث التي تقول إن الأئمة يعلمون ما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة وأوردوا في ذلك احاديثا لاتنطلي إلا على المغفلين, منها إن الإمام جعفر الصادق كان مع أتباع له في منطقة وطلب منهم ثلاث مرات أن يتأكدوا هل يراقبهم احد وكانوا يجيبونه بعد التأكد بلا ثم قال لهم (إني اعلم ماكائن وما يكون إلى يوم القيامة) وقال احمد الكاتب تعليقا على هذا الحديث إن أول دليل على تفاهة وبطلان الحديث هو كيف إن الإمام يعلم الغيب إلى يوم القيامة ولا يعلم إن كان يراقبه احد أو لا ؟
وان هذه الحالات تتكرر في كافة المواضيع وهذا يؤكد قيامهم بإعادة تأليف كتب الحديث للعلماء الموثقين عند الشيعة وإضافة الفكر الصفوي المنحرف الركيك , لذلك اعتقد أنهم لايملكون أية مخطوطه لهذه الكتب يبلغ عمرها أكثر من 500 سنه ولكافة كتبهم بينما كان المفروض أن يبلغ عمر تلك المخطوطات أكثر من 900-1000 سنه.(1/62)
5- كان للشيخ أبي جعفر الطوسي مكانة كبيرة عند الشيعة حتى سمي بشيخ الطائفة لذلك عمد الصفويون إلى تأليف المؤلفات التي تحمل فكرهم المنحرف ونسبتها إلى الطوسي كذلك عمدوا إلى إعداد المختصرات لكتب علماء الشيعة المعروفة ونسبت ذلك الاختصار إلى الطوسي حتى تلقى القبول عند الناس وقاموا فيها بتغيير فحوى هذه الكتب بما يطابق المنهج الصفوي لذلك نرى مانسب للطوسي من مؤلفات (تفسير ,كتب حديث,كتب رجال ,مختصرات .......الخ) مايحتاج إلى أضعاف عمره كي ينجزها وفي هذه الكتب ترى المعلومات المتناقضة التي لايمكن تصور خروجها عن عالم يحمل مميزات الشيخ الطوسي.
6- إعادة طبع كتب رجال الحديث والتي أعدها علماء شيعه معروفون والتي ذكروا فيها ماورد عن أئمة أهل البيت من لعن بحق بعض الرجال ممن ادعوا أنهم من أصحابهم بسبب مابدر منهم من كذب نسبوه إلى أئمة أهل البيت, فمثلا اختصروا كتاب رجال الكشي ونسبوا ذلك الاختصار إلى الشيخ الطوسي وقاموا بتبرير لعن الكذابين ممن يدعي أنهم من أصحاب أئمة أهل البيت على انه تقيه وان الإمام كلما زاد لعنه للرجل إنما دل ذلك على علو منزلته عند الإمام , وكان كتاب الكشي غير مخصص برواة الشيعة فقط بل يشمل رواة السنة أيضا فقالوا ان الطوسي نقاه من أبناء العامة, ولدى اطلاعنا على الكتاب الأصلي وجدنا ان الكشي يوثق أصحاب رسول الله من الذين يطعن بهم الصفويون فمثلا قال عن أبي هريرة انه ثقة صدوق, وهذا يضعنا أمام سؤال هو ان عقيدة الصفويين هي تكفير كل أصحاب رسول الله فكيف يؤلف علماء عرفوا بأنهم من الشيعة كالكشي كتبا للرجال يوثقون فيها رواة الحديث من أصحاب رسول الله والتابعين من غير المعروفين بالتشيع؟(1/63)
والغريب إن الكشي ذكر عددا كبيرا من رواة الحديث الشيعة وذكر أن أئمة أهل البيت لعنوا هؤلاء الرجال ليوضحوا للناس ان كل مايدعيه هؤلاء هو كفر وانحراف علما ان رجال الحديث السنة رووا نفس تلك الأحاديث المروية عن أئمة أهل البيت في لعن هؤلاء الرجال فكيف يروي الكشي تلك الأحاديث التي تطعن بهؤلاء الرجال وتتهمهم بالكفر والزندقة واتّباع أهل الكتاب والتي رواها اهل السنة , بل ان الكشي لم يوثق من هؤلاء الرواة إلا القلة ولنأخذ مثلا زراره بن أعين الذي ذكر الكشي والطوسي انه ابن لكاهن مسيحي اسر فادعى الإسلام وقال الكشي انه كان يختلق الكذب وينسبه إلى الإمام جعفر الصادق فبالغ الإمام في بيان انحرافه وانه لازال على ملة آباءه من اليهود والنصارى في سبعة عشر رواية عن الصادق , وروى الذهبي روايات عن ابن السماك بنفس هذا المعنى عن الإمام الصادق , واليوم بعد ان علل الصفويون لعن زراره بالتقية أصبح هذا الكذاب من أنبل أتباع الإمام الصادق وإذا علمنا ان زراره نقلت عنه اليوم أكثر من ألفين رواية كلها تركز على ادعاء الامامه الالهيه أو دعاوي تحريف القران علمنا مصدر تلك الروايات وهدفها .(1/64)
7- استمر علماء التشيع الصفوي في اختلاق الأحاديث المحرفة ونسبتها إلى أهل البيت حتى قام الملا نوري الطبرسي قبل 80 عام بتأليف كتاب مستدرك الوسائل وقال انه جمع فيه23000 حديث لم ترو عن الأئمة من قبل مستغلا جهل الناس في وقته بحيث لم يسأله احد من أين جئت بهذه الأحاديث بعد 1300 سنه وفعلا تم تمشية وبث تلك الأحاديث مستفيدا من تشابه الأسماء بحيث يعتقد معظم الذين يقرؤونه انه من الكتب القديمة لان ابا علي الطبرسي من القدماء وهذا يؤكد استمرار التشيع الصفوي في بث الكذب حتى يومنا هذا, حيث يلاحظ إنهم اليوم بثوا الكتب التي تقول أن أبا بكر ليس هو صاحب الغار وأن السيدة عائشة ليست المقصودة بحادثة الافك كذلك اطلعت على قرص مدمج اصدر في إيران يتضمن كتب الحديث المعتمدة لدى السنة وكنت حينها أتحاور مع بعض الشيعة حول موضوع زواج المتعة حيث قالوا ان عمر بن الخطاب هو من حرمها وان الصحاح ذكرت ذلك فأوضحت لهم ان المتعة التي نهى عنها عمر هي متعة الحج وان الإمام مسلم روى تلك الأحاديث في باب (جواز التمتع بالعمرة إلى الحج) (وهذه الأحاديث تؤكد أن أهل السنة يلتزمون بما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وان خالف رأي عمر) وان أحاديث تحريم زواج المتعة مروية في صحيح الإمام مسلم عن الإمام علي وأبي ذر ولما أردت عرض تلك المعلومة من القرص المدمج لم يستجب وعرض أحاديث من كتب حديث أخرى مع إنني لم اخرج من ملف صحيح مسلم وهذا يدل أنهم عندما اعدوا ذلك القرص رفعوا كل الأحاديث المروية عن أهل البيت بما يخالف عقيدة الصفويين.(1/65)
إن الاستمرار ببث الكذب يحقق لهم هدفا كبيرا هو ان ينشغل الناس عن الادله الواضحة التي تؤكد تحريف الصفويين لمنهج التشيع الجعفري واقترح ان لاينشغل أهل السنة في الرد على هذه الكتب لان هذه الكتب لن تتوقف وهي مجرد تفاهات وحلقات مفرغة لاقيمة لها ويركزوا بدل ذلك على توعية الناس بأنهم أصبحوا هم وأموالهم وإعراضهم لقمة يتمتع بها الملا لي الصفويون أعداء أهل البيت وأنهم ليسوا من شيعة أهل البيت بل هم من شيعة إسماعيل الصفوي وسيحشرهم الله معه.
8- ذكر أبو الثناء الالوسي أن الصفويين قاموا بتأليف كتاب نسبوه إلى الإمام أبي حامد الغزالي وبثوه بين الناس وفيه يقول أبو حامد انه كان يؤمن بالامامه الإلهية لأهل البيت ولكنه أخفى ذلك الإيمان خوفا على حياته وانه يتبرأ من كل مؤلفاته السابقة, وكذلك ذكر الدكتور علي الوردي أن الصفويين حرفوا كتاب الكشكول الذي ألفه محمد بن عبدالصمد العاملي وهو من علماء الشيعة في جبل عامل لما ترك منصب شيخ الإسلام في الدولة الصفوية كما سبقه بذلك أبوه احتجاجا على التحريف الصفوي بحيث جعلوا ذلك العالم مؤمنا بالعقيدة الصفوية مع ان النسخة المكتوبة بخط يده والمحفوظة في الأزهر لاتقول بذلك وهي تشبه كثيرا فكر السنة.
9- وكذلك فعل عبد الحسين شرف الدين الموسوي في كتاب المراجعات وادعى فيها انه كان يتحاور مع شيخ الأزهر حول كثير من عقائد الصفويين وانه اقنع شيخ الأزهر بها علما انه ادعى ذلك بعد وفاة شيخ الأزهر ب35 سنة وابسط دليل على بطلان تلك الدعوى هو انه قال عن كتاب الكافي انه( أقدم واصدق وأدق كتب الشيعة على الإطلاق وان المهدي اطلع عليه فقال هذا كاف لشيعتنا) واليوم اكتشف الشيعة ان هناك آلافاً من الأحاديث الموضوعة في هذا الكتاب ويحاولون اليوم حذفها منه.(1/66)
وهو نفس مايمارسه ملالي الصفويين اليوم حيث استمعت خطبة لاحمد الوائلي سئل فيها سؤالين الأول هل وردت عند السنة روايات عن غدير خم تذكر فيها ولاية الإمام علي فقال نعم وذكر ان الإمام مسلم رواها ولما اطلعت على الحديث في صحيح الإمام مسلم فوجدته ينسف عقيدة الصفويين ففي الحديث وصية الرسول صلى الله عليه واله وسلم لامته بالتمسك بالقران وإكرام أهل بيته ولما سئل راوي الحديث عن رسول الله هل ان نساء الرسول من أهل بيته أجاب بنعم وأضاف ان أهل بيت النبي هم من حرم الصدقة بعده وسماهم وقال هم ال علي وال عباس وال جعفر وال عقيل وهذا الحديث ينسف دعوى الامامه الإلهية.(1/67)
والسؤال الثاني الذي وجه له هو هل من الممكن ان كل اصحاب رسول الله عصوه وخالفوه؟ فأجاب بنعم وأشار إلى ان هناك حادثة مروية عند السنة تروي عصيان كل أصحاب رسول الله للنبي وان مسلم والبخاري رويا تلك الرواية في باب صلح الحديبية وقرأ لهم النصف الثاني من الحديث والذي يعطي ذلك الانطباع ولما ذهبت إلى الكتابين وجدته مرة أخرى يخالف ماذكره حيث ان الجزء الأول من الحديث يذكر ان الرسول صلى الله عليه واله لما دعاهم لمبايعته على الموت دفاعا عنه لم يتأخر سوى الجد بن قيس من بين 1400 صحابي وان الصحابة ( كانوا يتسابقون إلى حد الاقتتال على وضوء الرسول ..... وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون النظر إليه تعظيما له..... إلى ان قال راوي الحديث انه زار قيصر وكسرى والنجاشي فما رأى أحدا يعظم أحدا كما يعظم أصحاب محمد محمدا) أما الجزء الثاني من الحديث فيذكر كيف حزن أصحاب رسول بعد عقد صلح الحديبية ومنهم الإمام علي لما أمره الرسول بان يمحو كلمة رسول الله من عقد الصلح عندما اعترض عليها المشركون فقال (والله لا امحوها فأخذها رسول الله فمحاها) فهل يمكن ان يسمى علي عاصيا لرسول الله وهو لم يتخلف قبل قليل عن مبايعة رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة على الموت دفاعا عنه فالذي يقرأ النصف الثاني من الكتاب يتبادر له ذلك المعنى ولكن من يقرأ الحديث كله يرى عظمة محبة اصحاب رسول الله له واستعدادهم لبذل ارواحهم دفاعا عنه , وعجبا لمن قرأ كتاب الله ويطعن بموقف أصحاب رسول الله في الحديبية وهو يعلم أنه تعالى انزل سورة الفتح في الحديبية بشر فيه تعالى تلك الفئة المؤمنة بالجنة وبأنه علم مافي قلوبهم فأثابهم فتحا قريبا بل ان القرآن ضرب في وصفهم مثلا هو من أجمل أمثال القران (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ........(1/68)
كزرع اخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيض بهم الكفار) فمحمد هو الزرع وأصحابه الذين معه في الحديبية هم أشبه بفراخ الزرع التي تخرج منه ومن حوله وان ذلك الزرع وأفراخه يحبهم المؤمنون ويبغضهم الكافرون وفق ماقرره رب العزة في كتابه الكريم.
وعجبا لمن يعرف العربية وقرأ تلك الآيات كيف يقول إن في موقف أصحاب رسول الله في الحديبية مثلبة والله في علياءه وصفهم بتلك الأوصاف فذلك أما أن يكون جاهلا فهو معذور وأما ان يكون مغتاظا من اصحاب رسول الله فهو من الصنف الثاني الذين يبغضون محمدا وأصحابه وهم الكافرون بنص القرآن, أعاذنا الله ان نكون ممن يبغض أهل بيت وأصحاب محمد صلى الله عليه واله وسلم.
وهذا المنهج هو نفس ما اتبعه الملا لي الصفويون في كتب التيجاني والتي اعتقد أنها النسخ المكتوبة لمحاضرات احمد الوائلى وان التيجاني ان كان هو كتبها كان يكتبها بلسان الوائلي والتي تعتمد بالأساس على بث شعور مزيف بان منهج السنة ضعيف وان هناك من السنة من يصبح شيعيا لان الناس يجدون الكثير من الشباب الشيعي وعلماء الشيعة بالذات من المتعلمين قاموا بنبذ منهج التشيع الصفوي وتحولوا إلى المنهج الإسلامي المعتدل ويكفينا ان نعلم لسان الوائلي قطعه الله في الدنيا بسبب إصابته بالسرطان والله وحده يعلم على أية ملة مات وهو الذي يطعن بالسيدة عائشة فيقول ان النبي قد لايعلم بخيانة زوجته وهو منهج اليهود حيث طعنوا بانبيائهم وقتلوهم وعظموا احجارهم وحميرهم والمتتبع لخطبه يجد الحقد الصليبي واليهودي والمجوسي يفوح منها.(1/69)
10- قال إسماعيل النوبختي في كتابه فرق الشيعة ان الحسن العسكري مات دون ان يكون له ولد ودون ان يوصي بالامامه بعده وورثته أمه وأخوه جعفر وهذا التعليق يدل على عدم وجود دعوى الامامه الإلهية عند النوبختي حيث ان دعوى الامامية قائمة على ان أسماء الأئمة وفق تسلسلهم كان يعرفها حتى أطفال المدينة , علما إن الصفويين وعلى طريقتهم التي ذكرناها يختلقون الكذب وينسبونه إلى علماء شيعه معروفين فقالوا ان الحسن العسكري اطلع النوبختي على ابنه المهدي, بينما هو يقول في كتابه ان الحسن مات دون ان يكون له ولد.
والغريب إن علماء الشيعة القدماء ردوا على الواقفية وهي فرقة ادعت ان الإمام موسى الكاظم هو المهدي بأحاديث رويت عن الإمام الرضا لما سأله الناس عن الواقفية وقولهم ان أباه موسى الكاظم حي ولا يموت وهو المهدي فقال (سبحان الله يموت رسول الله ولا يموت موسى والله ذهب كما ذهب آباؤه ) وأضاف(ولو كان على الله ان يمد في عمر احد من بني ادم لحاجة الناس إليه لمد الله بعمر رسول الله صلى الله عليه واله) وقال لمن سأله أيعطي الزكاة للواقفية (لاتعطهم فأنهم كفار مشركون)وكانت تلك الأحاديث دليلا شرعيا استند إليه القدماء من علماء الشيعة في ردهم على الواقفية وكانت معظم ردودهم تستند على مسألة أن عمر الكاظم قد بلغ( 120) عاما منذ مولده وأنهم لايتصورون ان يبلغ رجل فوق ذلك العمر ولذلك لأنه لم يظهر بعد ذلك العمر فلا وجود له.(1/70)
فكيف يتصور أنهم يعودون فيدعوا نفس ادعاء الواقفية مع ان موسى الكاظم كان إنسانا شاهده الناس وعاش بينهم بينما مهديهم لاأثر ولاوجود له ولارائحة إلا لسبب حتى يأكلوا أموال الناس بالباطل بحجة حصة الإمام الغائب وكل روايات الصفويين ادعت ان المهدي سيظهر بعدما يبلغ عمره( 900) سنة كحد اقصى فلما لم يظهرالى يومنا قال الخميني ان عمره قد يبلغ عشرة آلاف سنة !!! فتصور كان الغلاة يمدون عمر المهدي بعشرات السنين ثم جاء الصفويون فمدوه الى مئات السنين والخميني مده عشرة آلاف سنةّّّ حتى يتسنى للملا لي ان يأكلوا أموال الناس بالباطل بحجة حصة الإمام الغائب لعشرة آلاف سنه قادمة وبعدها يحلها اخر الى عشرة ملايين سنة.ولكن يبدوا ان الملالي قد ضاقوا ذرعا بقصة الامام الغائب لان الناس قد كثر سؤالها عنه وبداوا يشكون في وجوده لذلك ظهرت حركات خلال هذه الايام تقول ان اصحابها هم المهدي وقسم كاليماني قال انه ابن المهدي واعتقد ان تلك الحركات مسنودة من الملالي الذين يريدون الغاء فكرة الامام الغائب الغير مقنعة لانهم الان قد سيطروا على الحكم فلاحاجة لهم الى شخصية وهمية عظيمة للاختباء خلفها والقادم سيشهد المزيد.(1/71)
11- ان كتاب نهج البلاغة للشريف الرضي كان يمثل فكر الشيعة لغاية القرن السابع الهجري وليس في هذا الكتاب أية إشارة إلى دعوى إمامة إلهية أو عصمه اوشفاعه وان أقصى ماذكر فيها في موضوع الخلافة هي الخطبة الشقشقية والتي تظهر ان الإمام علي كان يشعر بأحقيته بالخلافة لكونه الأسبق في الإسلام ولم يشر من قريب أو بعيد إلى إمامه إلهية أو وصية بل انه كان يستدل على فضله على بقية الخلفاء بأنه أقدمهم إسلاما وأقربهم إلى رسول الله فلو كان هناك وصية أو نص فكان الأولى بالإمام علي الاستدلال بها كذلك فان كل العقائد التي وردت في خطب كتاب نهج البلاغة احتوت على مايطابق عقيدة السنة في الخلافة والعصمة والأمر بالمعروف والشفاعة ........الخ من عقائد السنة بل حتى الصلاة فيه خمسة أوقات وبنفس أوقات السنة , وليس فيه أية عقيدة من عقائد الصفويين.(1/72)
وهذا يكشف لنا حقيقة الفكر الشيعي لغاية القرن السابع الهجري مما يثبت مدى انحراف الصفويين عن التشيع القديم وهناك ملاحظة أود الإشارة إليها هي ان الكثير من علماء الشيعة اليوم يعظمون كتاب نهج البلاغة ويعتبرون ان مجرد الشك في نسبته إلى الإمام علي هو كفر ومع ذلك لايعملون بما فيه ويقبلون بالفكر الصفوي ولنأخذ مثلا واحدا ففي موضوع الخلافة والذي هو أساس الاختلاف بين السنة والشيعة ذكر الشريف الرضي ان الإمام علي قال لمعاوية لما رفض عزله عن ولاية الشام بحجة انه لم يبايعه (ان بيعتي بالمدينة لزمتك وأنت بالشام لأنه بايعني القوم الذين بايعوا ابابكر وعمر وعثمان وان البيعة للمهاجرين والأنصار فان ارتضوا برجل إماما كان ذلك لله هدى ) وقال للناس لما دعوه ان يكون خليفة عليهم (دعوني والتمسوا غيري فاني لكم وزير خير مني أمير ) وكيف يدعي من ينتحل التشيع اليوم بان هناك نص الهي بإمامة علي فيكون بذلك علي مضلا للناس كونه يصدهم عن أتباع النص وحاشاه فهو المثل الأعلى بعد رسول الله, ولو كان علماء الشيعة مخلصين لعلي لكان الأولى بهم اعتبار هذا الحديث قاعدة في انتخاب امام الامة علما ان الصفويين ولعدم رغبتهم في اتباع كتاب نهج البلاغة عمدوا إلى إعداد الشروح الكثيرة لهذا الكتاب لكي يصرفوا نظر الناس عن حقيقة العقائد والفكر الإسلامي الذي أراد الإمام علي توضيحه في خطبه وماابتغاه الشريف الرضي عندما نقل تلك الخطب والتي تخالف التشيع الصفوي وارى ان أول خطوة لإصلاح المذهب الشيعي اذا هيأ الله للشيعة من يعيدهم الى حدود الاسلام يجب ان يكون نهج البلاغة أساسا لها .(1/73)
12- نقل احمد الكاتب في كتابه تطور الفكر الشيعي عن الشريف المرتضى وهو شقيق الشريف الرضي ونقيب آل علي بن أبي طالب في بغداد قوله ان نص الغدير هو نص غير جلي على خلافة الإمام على لذلك سلكت الأمة طريق الانتخاب الذي هو طريق اختيار الإمام وأضاف المرتضى انه لايعرف أحدا من علماء الشيعة من يقول بالنص الجلي وهذا يجرنا إلى مناقشة انه لو كان عند المرتضى عقيدة الإمامة الإلهية لما قال ذلك ولما وجدنا في كتبه تلك الأحاديث التي تمدح أبا بكر وعمر والتي رواها عن اهل البيت(الشافي في الإمامة) وتؤكد ان الإمام علي كان يدعوا الناس إلى ان يجتمعوا على خيرهم كما اجتمعوا هو وأصحاب رسول الله على أبي بكر بينما امتلأ كتاب الكافي للكليني بأحاديث النص في الغدير والذي هو قبل المرتضى بأكثر من (150 ) سنة, إن كلام المرتضى ليؤكد عدم وجود الكليني ولا كتابه علما ان الصفويين لجأوا إلى إعداد المختصرات لكتب المرتضى ليمرروا فكرهم المنحرف ونسبوا تلك المختصرات إلى الشيخ أبي جعفر الطوسي لكي تلقى القبول عند الناس وبنفس الطريقة نسبوا للشيخ المفيد مقولات وأحاديث مضحكة لاتنطلي على جهلة الناس فكيف يقول بها عالم تتلمذ على يديه الشريف المرتضى حيث يروون عنه انه قال لإثبات وجود المهدي ( ان إعرابيا لايعرفه (المفيد) أعطاه رسالة قائلا له ان رجلا لايعرفه (الإعرابي) أعطاه إياها قائلا له(ذلك الرجل الذي لايعرفه الإعرابي) ان المهدي أمره بكتابتها) وغيرها من الأحاديث الخرافية .(1/74)
13- أورد الحر العاملي في كتابه وسائل الشيعة عدة أحاديث في موضوع الآذان وقد ذكر العاملي كل ماورد عند الشيعة من أحاديث لائمة اهل البيت ولغاية عصره (قبل 300 سنه) وليس فيها إلا( حي على خير العمل) ثم ذكر أحاديث عن الإمام الباقر انه أذن بنفس آذان السنة وان أباه الإمام علي بن الحسين كان يؤذن به في صلاة الفجر في بيته ويقول( الصلاة خير من النوم) ثم قال الحر العاملي نقلا عن الصدوق (وأما قولهم اشهد ان عليا ولي الله فهو من قول المفوضة لعنهم الله فإنهم أحدثوا ذلك القول في الآذان وليس ذلك في الآذان) وهم اليوم يقولون إنها مستحبة وان الشيعة عملوا بها ردا على الأمويين وانك عندما تقرأ في وسائل الشيعة تجد الكثير مما يناقض عقيدة الصفويين مع العلم ان العاملي متوفى قبل 300 سنة وهذا يعطينا تصورا عن استمرار التحريف الذي مارسه الصفويون وسهولة اكتشافه أذا ماتوفرت النية الطيبة والرغبة في رفع الإساءة التي ألحقها الصفويون بأئمة اهل البيت .
ان مسؤولية فضح المنهج الصفوي تقع على المختصين من العلماء السنة والشيعة وهي جزء من الوفاء الذي يستحقه أئمة اهل البيت من أتباع جدهم رسول الله وهي مسؤولية مضاعفة لمن يدعي محبة اهل البيت ويأمل ان يحشرهم الله مع رسوله وأهل بيته .
فصل : ماهو دور العلماء والدعاة في مواجهة الانحراف الصفوي
يتوهم كثير من العلماء والدعاة والمسلمين اليوم من خلال دعوتهم للتقريب بين اهل السنة والصفويين ان ذلك في مصلحة الاسلام ووحدة المسلمين لان الحقيقة التي نجدها متى ماتصفحنا كتب التشيع الصفوي أنه دين لاعلاقة له بالإسلام ,دين يستمد فكره وفلسفته من الصليبية واليهودية والمجوسية, دين لاعلاقة له بأوامر الله ولا رسوله ولااهل بيته , دين عظم الملالي وجعلهم بمنزلة اعظم من الرسول.(1/75)
دليل ذلك مااورده احمد الكاتب في رسالته(نعم أنا شيعي جعفري) المنشورة في مجلة الشورى الإسلامية التي تصدر في لندن وكانت مقدمة لصدور كتابه( تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه) قول الخميني إن من حق الفقيه إلغاء الصلاة والحج وتهديم المساجد وهذه الأمور لم يفعلها رسول الله إلا بأمر الله يبلغ به من قبل جبريل ,فهؤلاء الملالي قد جعلوا أنفسهم أعظم من الرسول لذلك نجد إن فرقا كثيرة نشأت عند الشيعة كلها يدعي أصحابها وهم من الملالي النبوة من أمثال البابية والبهائية وغيرها وكان آخرها حركة جند السماء التي يقودها المدعو ضياء والذي ظهر في فلم وهو يرقص مثل النساء ولكنه يقول عن نفسه انه نطفة من علي وفاطمة أخذها جبريل وحفظها في الجنة وزرعها في رحم أم ضياء!. ففي التشيع الصفوي الامر مفتوح لمن يريد ان يدعي اي شئ .(1/76)
وربما يقول قائل إن هناك عددا من علماء الشيعة المعتدلين الذين يخالفون الفكر الصفوي فنقول إنهم صنفان الأول هم الذين جهروا بتبرئهم من الفكر المنحرف من أمثال احمد الكاتب وموسى الموسوي والسيد أبو الحسن الموسوي والدكتور علي شريعتي والسيد محمد الياسري وغيره من الشيعة في العراق والذين اغتالت معظمهم مافيا الملالي ليسكتوا أية دعوة لإزالة التحريف الصفوي من فكر الشيعة, وصنف آخر فضل عدم مواجهة الفكر الصفوي تحت حجج شتى أوهمهم الصفويون بها أو أوهموا أنفسهم بها منها ماذكرها احمد الكاتب في رسالته أعلاه إن كثير من علماء التشيع المعتدلين الذين أرسل إليهم مسودة كتابه اوفتح حوارا معهم أكدوا له إيمانهم بما توصل إليه ولكنهم طلبوا منه أن يكون سلبيا مثلهم فلا ينشر كتابه لان ذلك سيضعف الشيعة ويقوي مخالفيهم عليهم وليحصر كتابه بين العلماء في الحوزة فما شان العامة بهذا الكتاب وهم نسوا أو تناسوا وصية الرسول للإمام علي والمروية عندهم ببذل دمه دون دينه, هذا الصنف الذي اثر السلامة على أن يقف ضد الانحراف الصفوي ويؤلف الكتب التي تبين للناس ذلك الانحراف لجأ إلى تأليف كتب التفسير والتي وان كانت تحمل فكرا معتدلا إلا إنها لاتاثير لها على الفكر والعقائد السائدة بين الشيعة وما أسهل على الملالي أن يفسروها بالتقية لذلك فلا فائدة منهم مالم يجهروا بمعاداتهم للفكر الصفوي المنحرف .
وليعلم الإخوة الدعاة إن التقريب ممكن مع الفكر الشيعي العربي القديم بل قد لانجد فرقا عقائديا بين فكر الشريف المرتضى والشريف الرضي وغيرهم من علماء التشيع المعتبرين في كتبهم الموثقة والتي توجد لها مخطوطات قديمة سوى مسألة تفضيل الإمام علي على غيره من أصحاب رسول الله أما الفكر الصفوي فلا مجال للتقريب معه .(1/77)
إن على العلماء والدعاة من أهل السنة أن لايقعوا في الخطأ مرات عدة كما حصل في حوار الدكتور يوسف القرضاوي الأخير مع رفسنجاني وكأن الخلاف الوحيد مع الصفويين هو مسالة الخلافة أو الموقف من أصحاب رسول الله كما يتصورها للأسف الكثير من علماء أهل السنة. أعود فأقول ان الخلاف مع الصفويين هو خلاف بين الإسلام ودين اخر فمن الخطأ الفادح أن نناقش بعض الخلافات الظاهرة وننسى أن الفكر الصفوي دين آخر.
ان دعاة الصفويين هم يقولون بذلك فقد ذكر عثمان الخميس في كتابه (كشف الجاني ) في الرد على كتب التيجاني قول نعمة الله الجزائري وهو من متأخري الملالي الصفويين في كتابه الأنوار النعمانية (إنا لا نلتقي مع السنة على اله ولانبي ولا إمام فان الرب الذي نبيه محمد وخليفته أبو بكر ليس بربنا ولا ذلك النبي نبينا).
هذا هو الفكر الذي يقوله الصفويون لاتباعهم وللاسف علماؤنا بارك الله فيهم واعلى منازلهم يقولون امام الفضائيات ويوقعون الاتفاقات على ان لافرق بين اهل السنة والشيعة وهم يعلمون اولا انه ليس هناك اليوم شيعة جعفرية بل صفوية فهم يضلون البسطاء من الشيعة لانهم يزيدون من وهمهم ويساعدون الملالي الصفويين على امتصاص دمائهم والتعدي على نسائهم بدعوى المتعة , هؤلاء البسطاء من الشيعة هم امانة في اعناق علماء اهل السنة لانهم جهلة وعلى العلماء الحقيقين ان يوضحوا لهم المنهج بصدق حتى لو ادى ذلك الى تعريضهم للخطر.وهو مامطلوب اليوم من علماء اهل السنة ان لايكونوا سلبيين كما كانوا منذ 200 عام ,وان يتكلموا بصراحة للبسطاء من الشيعة لايقاظهم كما يقول الدكتور موسى الموسوي (ان مهمتنا ايقاض الشيعة السذج)
ان الدعاة يجب أن يركزوا أولا وقبل أي حوار للتقريب مع الشيعة على شرط أساسي هو تكوين مجموعات بحثية مشتركة مكونة من خبراء في دراسة المخطوطات تفتح أمامها كل المكتبات الشيعية في النجف والكوفة وقم تكون مهمتها محصورة فيما يأتي :(1/78)
1- البحث عن المخطوطات التي ادعى الصفويون أنها من كتبهم القديمة والتي قاموا بطباعتها مثل كتاب الكافي للكليني والاحتجاج للطبرسي وكتب المفيد والصفار والطوسي والصدوق وغيرها من الكتب التي يفترض أنها مؤلفة من قبل هؤلاء العلماء ومقارنة محتويات المخطوطة من ناحية عدد الأحاديث ونصوصها الحقيقية .
2- البحث عن المخطوطات القديمة لكتب الحديث المعروفة والتي جمعها الصدوق والطوسي مثل (من لا يحضره الفقيه ,التهذيب ,الاستبصار) والتأكد من مطابقة الأصل من ناحية عدد الأحاديث والنصوص.
3-البحث عن المخطوطات القديمة لكتب الرجال للطوسي والنجاشي وأبو عمرو الكشي وابن الغظائري والتأكد من مطابقة هذه الكتب للأصل إن وجد من ناحية عدد الأحاديث والنصوص.
4- البحث عن المخطوطات القديمة للكتب الكثيرة المنسوبة للطوسي والصفاروالمفيد وغيرهم والتأكد من وجودها ومطابقتها من ناحية ماتحويه من فكر.
5- التأكد من مطابقة مختصرات الكتب المعروفة والتي ألفها علماء معروفون مثل الشافي في الإمامة وغيره من كتب الشيعة القديمة للكتب الأصلية من ناحية العقائد والأفكار والتي ادعى الصفويون إن الطوسي قام بكتابة هذه المختصرات.
6- التأكد من مطابقة مختصر كتاب رجال الكشي للكتاب الأصلي ومن هم العامة الذين نقاهم الطوسي و الذين نسبوا إليه إعداد هذا المختصر .
7-أما الكتب الهائلة التي ظهرت في زمن الصفويين من التي ألفها المجلسي والكركي ونوري الطبرسي ونعمة الله الجزائري وغيرهم من الملالي الصفويين فيجب أن يبحث عن المخطوطات التي استندوا إليها في كتابة تلك الكتب وفي حالة عدم وجود تلك المخطوطات فيتم إلغاء كل مايخالف الفكر الاسلامي .(1/79)
8- الدراسة المستفيضة لكتاب نهج البلاغة للشريف الرضي وكتب الشريف المرتضى وتفسير القران للشيخ الطوسي وكتب الطوسي والصدوق بعد التأكد من مطابقتها للمخطوطات الأصلية لإظهار الأدلة القاطعة التي تثبت مطابقة منهج أهل البيت للعقيدة الإسلامية ونشر هذه الأدلة على لسان علماء الشيعة المعتبرين مع تبرئهم من إن موقفهم هذا هو حقيقة لا تقية فيها وان لعنة الله على من يخفي غير مايظهر.
9- واقترح شمول كتب السنة بنفس قاعدة البحث عن المخطوطات لكي تطبق القاعدة على الطرفين كذلك إلغاء كل الكتب المعاصرة التي ألفت لتبرير أعمال الطغاة وما فعلوه بحق أهل بيت النبوة والتي جاءت للأسف ردا على الفكر المنحرف.
هذه الخطوات التي ينبغي أن تكون الأولى قبل أي مؤتمر للتقريب عندها يمكننا أن نظهر لعامة الناس حقيقة إن الشيعة والسنة دين واحد ولا خلاف بينهم إلا في مسالة الأفضلية وبعكس ذلك( وهو مااتوقعه) يعني إن الملالي لم يسمحوا بالتغيير وان أي مؤتمر يجمع أهل السنة مع الصفويين لا قيمة له شان مؤتمر النجف ومكة بل هو وبال على اهل السنة وامتياز للصفويين اهل الضلالة اعداء اهل البيت .
ان هذه المعلومات كانت أمانة في رقبتي أؤديها في سبيل الله ومن اجل أخوة الإسلام واني اشهد الله إني لم اكذب في نقل أية معلومة اللهم ما أصبنا به الحق فهو من توفيقك وسدادك وما أخطأنا فهو من عجزنا وتقصيرنا اللهم ان تقبلت منا هذا فانفعنا به ووالدينا يوم لاينفع مال ولابنون وبعد ذلك أضع هذا البحث أمانة في عنق كل مسلم يقرؤه ان ينشره بواسطة الانترنيت أو بأي واسطة يستطيعها وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
المصادر
-نهج البلاغة بشرح ابن أبي الحديد.
-أصول الشيعة رسالة دكتوراه ناصر القفاري.
-وسائل الشيعة إلى تحصيل الشريعة للحر العاملي.
-التشيع العلوي والتشيع الصفوي د.علي شريعتي.
-لمحات اجتماعيه من تاريخ العراق د. علي الوردي.(1/80)
- الخصال ,علل الشرائع ,من لايحضره الفقيه:ابن بابويه الصدوق .
-المقالات والفرق :الاشعري.
- معجم رجال الحديث للخوئي.
-الاعتماد على الدين د. علي شريعتي .
-فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب للملا نوري الطبرسي.
- تأريخ الطبري للإمام أبي جعفر الطبري .
-فرق الشيعة للنوبختي .
-التشيع العلوي والتحريف الصفوي محمد البنداري .
-الشيعة والتصحيح د.موسى الموسوي .
-ياشيعة العالم استيقظوا د. موسى الموسوي.(1/81)