بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إلاّ الله ، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله . أما بعد :
فإن الله قد بعث نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بدينه ليظهره على الناس كله ، ولقد قدر الله أن يكون النصارى هم أكثر أمم الأرض عددا ، مع مافي دينهم من الفساد العضيم والأشراك بالله ، والخرافات ، وأكل أموال الناس بالباطل كما قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنو إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله ) [التوبة :34] ومن أظهر ما في دينهم من الباطل هو قولهم بأن عيسى ثالث ثلاثة آلهة ، فهو ابن الله ، وقولهم بأنه مات مصلوبا كفارة لخطيئة آدم عليه السلام وبنيه من بعده !!
وليس هذا إلا بعضا مما عندهم ، مما لا يقبله العقل فضلا عن الشرع ، والقران والسنة مليئان بتكفير من يقول بقولهم كقوله تعالى : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة )[المائد73] وغيرها من الآيات التي تبين باطلهم
أسباب اختيار الموضوع :
1 / أن بعضا من المسلمين اغتر بما عند النصارى من تقدم وتطور ، بما أنساه عقيدة الولاء والبراء مع الكفار .
2 / كون بعض أهل العلم بدأ يتنازل لهؤلاء ويسميهم إخواننا بسبب كونهم أهل كتاب مع ما بين الله من كفرهم بنص القرآن .
3 / أن عقيدتي التثليث والصلب هما صلب العقائد النصرانية فبإبطالهما يبطل أكبر أصول النصرانية .
وسيكون هذا البحث وفق الخطة التالية :
المقدمة
الفصل الأول : التعريف بعيسى عليه السلام
المبحث الأول : اسمه ونسبه :
المبحث الثاني : مولده ونشأته :
المبحث الثالث : معجزاته دعوته عليه الصلاة والسلام .
المبحث الرابع : دعوته عليه الصلاة والسلام .
الفصل الثاني : التثليث
مقدمة
المبحث الأول : تفصيل قولهم(1/1)
المبحث الثاني :الاتجاه إلى التأليه والصعوبات التي واجهتهم
المبحث الثالث : الرد على عقيدة التثليث
الفصل الثالث : عقيدة الصلب
المبحث الأول : قصة الصلب
المبحث الثاني : شعار الصليب وخلو النصرانية الأولى من عقيدة الصلب
المبحث الثالث : الرد على عقيدة النصارى في الصلب
الفصل الأول : التعريف بعيسى عليه السلام
المبحث الأول : اسمه ونسبه :
الذي ذكر في القرآن من اسم عيسى عليه الصلاة والسلام ونسبه أنه عيسى ابن مريم حيث قد نسبه الله تعالى إلى أمه مريم لأنه خلق من غير أب ، قال الله تعالى : ( إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه أسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين ) [آل عمران:45]
قال ابن كثير (1) رحمه الله "اسمه المسيح عيسى ابن مريم ، أي : يكون هكذا مشهوراً في الدنيا يعرفه المؤمنون بذلك . وسمى المسيح ، قال بعض السلف : لكثرة سياحته ، وقيل: لأنه كان مسيح القدمين لا مخمص لهما ، وقيل: لأنه كان إذا مسح أحداً من ذوي العاهات برىء بإذن الله تعالى وقوله تعالى: "عيسى ابن مريم " نسبه إلى أمه حيث لا أب له " (2)
__________
(1) هو إساعيل بن عمر بن كثير القرشي ، أبو الفداء الحافظ المؤرخ الفقيه ، له "تفسير القران العظيم" ، "اختصار علم الحديث" ، "البداية والنهاية" ، "طبقات الشافعية " وغيرها ، سمع من المزي وابن عساكر ، ت/774هـ ، ترجم له : ابن حجر في " الدرر الكامنة " 1/455
(2) تفسير القرآن العظيم 1 / 365،364 ، وانظر في سبب تسميته : لوامع الأنوار البهية للسفاريني 2/99(1/2)
وجاء في القرآن أيضاً نسب أمه وأنها ابنت عمران قال الله تعالى:"ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها" [التحريم :12] وأختلف في نسب أمه بعد عمران لكن " لاختلاف أنها من سلالة داود عليه السلام" (1) أما عند النصارى فاسمه يسوع جاء في لوقا (2) 31:1 "وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع" وقد جعلوا لعيسى عليه الصلاة والسلام أباً وأخوة و ذكر ابن حزم (3) " اتفاق الأناجيل الأربعة على أنه كان له والد معروف من الناس وأخوة " (4)
__________
(1) البداية والنهاية لابن كثير 2/56
(2) لوقا :ولد في أنطاكية ودرس الطب ولم يكن من أصل يهودي ، ولقد رافق بولس في أسفاره وأعماله ، وجاء في رسائل بولس ما يشير لهذا . انظر : محاضرات في النصرانية صـ 44
(3) ذو الفنون والمعارف أبو محمد علي ابن أحمد بن سعيد بن حزم ، قال الإمام أبو القاسم صاعد بن أحمد "كان ابن حزم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام وأوسعهم معرفة مع توسعة في علم اللسان ووفورحظه من البلاغة والشعر والمعرفة بالسير والأخبار" له : "المحلى" ت/456هـ ، ترجمته في : سير أعلام النبلاء 8/184
(4) الفصل لابن حزم 2/30(1/3)
وذكر في عدة مواضع من الإنجيل أن لعيسى أب منها قوله:"وعندما دخل بالصبي يسوع أبواه"لوقا:27:2 ، وأيضاً ذكر أن له أخوة كما جاء في متى (1) 55:13 "وأخوته يعقوب وموسى وسمعان ويهوذا " وجاء أيضاً في مرقس (2) :3:6 وقد حكى الله سبحانه وتعالى الاختلاف في شأن عيسى عليه الصلاة والسلام فقال: "فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم"(مريم:36)قال ابن كثير رحمه الله :" أي فاختلف أهل ذلك الزمان ومن جاء بعدهم فيه . فمن قائل من اليهود : إنه ولد زانية ، واستمروا على كفرهم وعنادهم وقابلهم آخرون في الكفر ، فقالوا : هو الله ، وقال آخرون : هو ابن الله ، وقال المؤمنون هو عبد الله ورسوله وابن امته وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وهؤلاء هم الناجون " (3) واسم الرجل الذي نسبوا إليه عيسى عليه السلام هو يوسف النجار أو الحداد (4) جاء في انجيل متى 55:13 ما يدل على أنه ابن النجار " أليس هذا ابن النجار أليس أمه تدعى مريم " وفي مرقس 6 :3 وفيه " أليس هذا النجار ابن مريم .."
المبحث الثاني : مولده ونشأته :
__________
(1) ويدعى لاوي بن حلفى ، اختاره المسيح تلميذا له ، ولما رفع المسيح جال البلاد ليبشر بالدين النصراني حتى قتل في أثيوبيا سنة 62م . انظر : محاضرات في النصرانية صـ 39
(2) هذا لقبه واسمه يوحنا ، لم يكن من الحواريين الإثني عشر وأصله يهودي ، وهو من أوائل من أجاب المسيح ، ادخل النصرانية لمصر وقتل فيها سنة 62م . انظر : محاضرات في النصرانية صـ 42
(3) البداية والنهاية لابن كثير 2/70
(4) الفصل لابن حزم 2/30(1/4)
ذكر الله قصة ولاة عيسى في القرآن في عدة مواضع منها قوله : ( واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا قالت أني يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا فحملته فانتبذت به مكانا قصيا فأجآءها المخاض الى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا) [مريم: 16-23]
قال ابن كثير : " ثم الظاهر أنها حملت به تسعة أشهركما تحمل النساء ويضعن لميقات حملهن ووضعهن إذ لو كان خلاف ذلك لذكر " (1)
أما مكان ولادة عيسى عليه الصلاة والسلام ، يذكر متى كيف ولد المسيح بقوله: "كانت أمه مخطوبة ليوسف تبين قبل أن تسكن معه أنها حبلى من الروح القدس ، وكان يوسف رجلا صالحا فما أراد أن يكشف أمرها " متى18:1-19 ، وقد ذكر متى 1:2 أن المسيح ولد في (بيت لحم )
أما عن نشأته عليه الصلاة والسلام فليس عندنا كثير من المعلومات عن نشأت عيسى إن الأناجيل قد أوجزت الكلام عن حياة عيسى من مولده إلى دعوته فلم تذكر منها إلا نزراً يسيراً ولا كتب الإنجيليون سوى أنه كان يزاول النجارة (2) .
وقد جاء في متى2 : 13 " ظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم وقال له قم خذ الطفل وأمه واهرب إلى مصر ...لأن هيرودس سيبحث عن الطفل ليقتله " فأقام فيها حتى مات هيرودس ثم رجع للناصرة.
المبحث الثالث : معجزاته
__________
(1) البداية والنهاية 2/65
(2) أنظر المشرع ص 92 نقلاً عن المسيحية لأحمد شلبي ص 43(1/5)
هناك أربع معجزات جمعها الله سبحانه وتعالى في قوله: "ورسولاً إلى بني اسرائيل أنى قد جئتكم بآية من ربكم أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله وابرىء الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين" (آل عمران:49) ونزول المائدة ، وكلامه في المهد
أما معجزات عيسى عند النصارى فتحتفل الأناجيل بالحديث عن العشرات من المجانين والمصروعين والعميان والموتى والمشلولين الذين شفاهم السيد المسيح (1) وأحياناً يذكر إنجيل متى أن جموعاً كثيرة جاءت ليسوع فيهم العرج والعمى والخرس والشلل وطرحوا عند قدمي يسوع فشفاهم (2) .
المبحث الرابع : دعوته عليه الصلاة والسلام :
جاء في لوقا 3: 23 "كان يسوع في نحو الثلاثين من العمر عندما بدأ رسالته "
وقال الشهرستاني (3) : " وقد أوحى الله تعالى إليه إنطاقاً في المهد ، وأوحى إليه إبلاغا عند الثلاثين . وكانت مدة دعوته ثلاث سنين" (4)
وقد كانت دعوة كل رسول هي التوحيد أولاً ، قال تعالى : "ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت" وذكر الإنجيل دعوة عيسى إلى التوحيد "إن أول الوصايا هي : اسمع يا اسرائيل . الرب الهنا رب واحد وتحب الرب من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك" مرقس 29:12 ،30 إلا أن اتباعه عليه السلام يفسرون هذه العبارة بالتثليث .
__________
(1) أنظر أنجيل متى في الاصحاحات / 4 :23-25 ، 8 ، 9 ، مرقس 3 : 1-6 ، لوقا 6 : 6-11 وأيضا 17-19
(2) أنظر إنجيل متى الاصحاحات 15:12 و 29:15 _31
(3) محمد بن عبد الكريم بن أحمد أبو الفتح الشهرستاني صاحب كتاب الملل والنحل، ونهاية الإقدام ، شافعي الفقه ، من كبار أئمة الأشاعرة . ترجمته في : لسان الميزان لابن حجر 5/ 263
(4) الملل والنحل للشهر ستاني 1/220(1/6)
وقد ذكر الله دعوته في القرآن الكريم ( وقال المسيح يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ) (المائدة:72 )
ولقد كانت دعوة عيسى عليه السلام موجهة إلى بني اسرائيل قال الله تعالى :"ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ورسولاً إلى بني اسرائيل" (آل عمران 48-49 ) وجاء عند النصارى ما يدل على أنها مقصورة على بني اسرائيل كما جاء ذلك في إنجيل متى
15 :24 (لم أرسل إلا إلى خراف بني اسرائيل الضالة وفي لوقا 16:1 "ويرد كثيرين من بني اسرائيل إلى الرب الههم ، أما الصنف الثاني ممن يدعوهم عيسى عليه السلام وهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان لكن بشرع نبينا (1) .
الفصل الثاني : التثليث
مقدمة
تعتبر عقيدة التثليث عند النصارى من أصول الاعتقاد التي لا يختلفون فيها في الجملة
وكان الملك الروماني قد جمع علماء النصارى في مجمع نبقية لمناقشة الخلاف في شخصية المسيح ، والذي حصل أن قسطنطين تبني الرأي الذي فيه تأليه المسيح وأنه من جوهر الله وفرضت هذه العقيدة على النصارى مؤيدة بالسلطان ، مع العلم أن من نصر هذا القول هم الأقل. (2)
ومما ينبغي الإشارة إليه أن قسطنطين في وقت عقد هذا المجمع قد تنصر ، فما الذي جعله يحكم بهذا القول ؟ إنه لا يسوغ لنا إلا القول بأن له إرب خاص وهو أنه عندما رجح ، فإنما رجح ما هو أقرب إلى وثنيته ، وأدنى ما يعرفه من عقيدة ، أو أن هدفه تقريب النصرانية من الوثنية. (3)
وفي مجمع القسطنطينية تمت فكرة التثليث !
المبحث الأول : تفصيل قولهم
قانون الإيمان المسيحي
__________
(1) لوامع الأنوار البهية للسفاريني 4/94 ، أشراط الساعة ليوسف الوابل 358
(2) محاضرات في النصرانية : ص 112
(3) السابق : ص 157(1/7)
يعتقد النصارى بفرقهم الحالية الموجودة وهي بما يسمى (قانون الإيمان المسيحي) الذي صدر عن مجمع نيقية مع الإضافات التي أدخلت عليه في مجمع القسطنطينية (381م) الذي تم التعرض فيه لروح القدس ، هل هو إله أم روح مخلوقة ؟
ولم يكن مجمع نيقية أصدر قراراَ بهذا الأمر ، والذي صدر في هذا المجمع (أي القسطنطينية) أن الروح القدس الرب المحيي المنشق من الاب ، فقرروا أنه إله على الرغم من كثرة المعارضين (1)
نص القانون : " نؤمن بإله واحد ، الله الآب ضابط الكل خالق السموات والأرض وما يرى ومالا يرى ونؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد ، المولود من الآب قبل كل الدهور نور من نور الإله ، حق من إله حق ، مولود غير مخلوق ، مساو للآب في الجوهر ، كل شيء به كان ، وبغيره لم يكن شيئاَ مما كان ، هذا الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء فتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء ، وتأسّ وصلب عنّا ، على عهد بيلاطس النبطي
وتألم وقبر ....... ( إلى هنا قرار مجمع نيقية وما بعده قرار القسطنطينية)
...... نعم نؤمن بالروح القدس الرب المحيي المشتق من الآب نسجد له ونمجده من الآب والابن الناطق بالأنبياء ، وبكنيسة واحدة مقدسة جامعة ....." (2)
فالكتاب المقدس عندهم يعلن كما يقول النصارى أن الإله الواحد قائم في ثلاثة أقانيم:
1_ الآب (الله) .
2_ الابن(عيسى).
3_ الروح (القدس) .
وهي في وحدة كاملة هي الإله الواحد، الثالوث المقدس .
وفي رسالة يوحنا (3) الأولى7:5 ( فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد )
__________
(1) عقيدة التثليث ، محمد الفرت ، ص:76
(2) الله واحد أم ثالوث ص/25 ، نقلاَعن الحوار الإسلامي المسيحي ، بسام عجك ص/293 ، وانظر : الملل والنحل 1/223 ،وانظر : تعليق ابن تيمية على هذا القانون (أو الأمانة) في درء التعارض 1/6(1/8)
ويقولون : ( وكما تشهد الأناجيل بوحدة الأقنوم الأول (الله / الآب ) فإنها تشهد بوحدة الأقنوم الثاني( يسوع المسيح / الابن ) وبوحدة الأقنوم الثالث ( الروح القدس) (1) .
ومن خلال ما سبق يكون مجموع قولهم في التثليث ما يلي: (2)
هو إله واحد ، الأب والابن والروح القدس جوهر واحد متساويين في القدرة والمجد
ويفسرون هذا التوحيد (في نظرهم).
1- وحدانية الله
2- لاهوت الآب والابن وروح القدس
3- أن هؤلاء الثلاثة أقانيم يمتاز كل منهم عن الآخر منذ الأزل إلى الأبد
4- أن بينهم تميزاً في الوظائف والعمل وبعضها تنسب لهم جميعاً
5- أن بعض أعمال اللاهوت تنسب إلى الثلاثة مثل خلق العالم وحفظه ،وبعض الأعمال تنسب إلى الآب خصوصاً أو الإبن أو الروح القدس
وذكر ابن تيمية (3) عنهم أن الابن صفة العلم للآب وروح القدس هي صفة الحياة
للآب (4)
وقال الشهرستاني : " ويعنون بالاقانيم الصفات كالوجود والحياة والعلم وسموها الاب والابن وروح القدس... (ثم قال)...ويعنون بالكلمة اقنوم العلم ويعنون بروح القدس اقنوم الحياة " (5)
المبحث الثاني :الاتجاه إلى التأليه والصعوبات التي واجهتهم
__________
(1) يسوع المسيح ، هاني رزق ص/222، عن موقف ابن تيمية 2/556
(2) دراسات في الأديان ، سعود الخلف
(3) أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الشيخ الإمام الربابي إمام الأئمة ومفتي الأمة وبحر العلوم سيد الحفاظ وفارس المعاني والألفاظ فريد العصر بحر العلوم العقلية والنقلية ، وصاحب التصانيف النافعة والفتاوى الكثيرة . ت/ 728هـ ، ترجمته : تذكرة الحفاظ للذهبي ج: 4 ص: 1496 ، والعقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية لابن عبد الهادي
(4) الجواب الصحيح 2/185
(5) الملل والنحل ج: 1 ص: 221 -222(1/9)
متى بدأ الاتجاه إلى تأليه المسيح ؟ لعل هذه العقيدة وجدت في حياة المسيح في بذورها الأولى فإن عامة الناس ومنهم النصارى اعتادوا على تأليه كل من يجري خوارق للعادات ولما بدت هذه الظاهرة عندهم أراد أن يتأكد المسيح من سلامة أصحابه عن تلك العقيدة فسأل بطرس فأجاب إجابة إطمأن بها ، وإن كان هناك بعض النزعات المريبة . وبعد رفع المسيح عليه السلام شاعت فكرة تأليه المسيح (1) .
ولما كان هناك صعوبات جمّة نجمت عن القول بالتثليث ، حاول بعض النصارى أن يجدوا لها حلاَ ، وقد طرقوا حلولاَ كثيرة وهي بإيجاز (2)
1_ التوثيق بين التوحيد في التوراة والتثليث عندهم .
فقالوا : إن التثليث في التوراة غير واضح ، فوضحه العهد الجديد ، وحاولوا أن يدللوا على ذلك بأن قال بعضهم : نحن نشرح العهد القديم في ضوء العهد الجديد
2_ عكس ماسبق ، حاول بعضهم التوفيق بين التثليث والتوحيد في التوراة ، فكأنهم سلموا بالتوحيد بأن إبتدعوا قولهم : تثليث في وحدة .
3_ إعلان عدم خضوع مثل هذا الإعتقاد إلى العقل ، بل يجب الايمان به فقط وإعتقاده أولاً ثم يجتهد النصراني في فهمه .
4_ اهتدى القليل منهم إلى الحل الصحيح وهو القول بالتوحيد الخالص وترك التثليث.
البحث الثالث : الرد على عقيدة التثليث
أ_ الرد القرآني : (3)
أولاَ : أن قول النصارى في المسيح يتناقص مع دعوة عيسى إلى التوحيد .
قال تعالى (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يابني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة ومأواه النار ....) [المائدة 72_73 ].
ثانياَ : أن نسبة الولد إلى الله قول باطل وبهتان كبير .
__________
(1) عقيدة التثليث ، محمد الفرت ص/75 ، وانظر : موقف ابن تيمية من النصرانية 1/ 315 ،316
(2) المسيحية لأحمد شلبي ص :124
(3) عقيدة النصارى في ضوء الكتاب والسنة ، صلاح عبد العليم ص/116_ 127(1/10)
قال الله تعالى : ( وقالوا إتخذ الرحمن ولدا ، لقد جئتم شيئاَ إدّا ، تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هذا أن دعوا للرحمن ولدا، وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا ....) [مريم 88_93 ]
ثالثاَ :اتصاف الله عزوجل بالكمال في ذاته وصفاته يستحيل معه نسبة الولد إليه سبحانه .
قال الله تعالى : (بديع السموات والأرض أنّى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم ) [ الأنعام 101]
رابعاَ : استئصال القرآن لشبهة النصارى في ولادة عيسى من أم دون أب
قال الله تعالى : ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثمّ قال له كن فيكون) [آل عمران:59]
قال ابن تيمية " وكان خلق آدم وحواء أعجب من خلق المسيح فإن حواء خلقت من ضلع آدم وهذا أعجب من خلق المسيح في بطن مريم وخلق آدم أعجب من هذا وهذا وهو أصل خلق حواء فلهذا شبهه الله بخلق آدم الذي هو أعجب من خلق المسيح فإذا كان سبحانه قادرا أن يخلقه من تراب والتراب ليس من جنس بدن الإنسان أفلا يقدر أن يخلقه من امرأة هي من جنس بدن الإنسان وهو سبحانه خلق آدم من تراب ثم قال له كن فيكون لما نفخ فيه من روحه فكذلك المسيح نفخ فيه من روحه وقال له كن فيكون " (1)
خامسا : جعله هذا القول مضاهاة للكفار المشركين فليس له مدلول في الوجود ولا حقيقة في العقول قال تعالى : ( وقالت اليهود عزير أبن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل ) [التوبة : 30]
سادسا : الرب لايكون محتاجا كالبشر .قال تعالى : ( ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام )[المائدة: 75 ]
ب _ الرد العقلي :
( تمهيد )
دائماَ ما يدافع النصارى عن عقيدتهم بأنها حقائق فوق العقل والقياس فلا مناص من تصديقها من غير محاولة الإعتماد على العقل فيها .
__________
(1) الجواب الصحيح ج: 4 ص: 55(1/11)
ولهذا تجد أن النصارى إذا ما سؤلوا عن هذه العقيدة لقالوا إنه من المتحتم " علينا القول بأن عقيدة التثليث لا يمكن تفسيرها بل يجب قبولها كحقيقة لا هوتية" (1)
وهذا الدفاع لم يقبله العقلاء ومنهم شيخ الاسلام حيث يرى ضرورة التمييز بين نوعين من الحقائق أحدهما : ما هو باطل ومستحيل عقلياَ .
والثاني : ما يتقاصر عنه العقل ، فجاءت الأنبياء لتوضيحه (2)
يقول ابن تيمية عن النصارى أنهم " لا يميزون بين ما يحيله العقل ويبطله ويعلم أنه ممتنع وبين ما يعجز عنه العقل فلا يعرفه ولا يعلم منه بنفي ولا اثبات ... فلم يفرّقوا بين محالات العقول ومحارات العقول ...." (3)
و يقول ابن القيم : " ولهذا قال بعض ملوك الهند : أما النصارى فإن كان أعداؤهم
من أهل الملل يجادلونهم بالشرع فأنا أرى جهادهم بالعقل " (4) 4)
وفيما يلي بعض الورود عليهم : (5)
1_ عقيدة التثليث عقيدة إجتهادية بحتة مصدرها فهم بعض رؤساء الدين ولا يصح في منطق العقل أن تكون أمور العقائد من وضع البشر- بل هي من الله- ومن رأى قرارات المجامع تبين له هذا .
2_ إذا كان المسيح عليه السلام أحد الأقانيم الثلاثة ومعروف أنه تلحقه الأعراض البشرية كالجوع والعطش والشبع والأكل وغير ذلك بينما الآب والروح القدس لا يلحقهما شيء من هذا ، فكيف يكون واحداَ من تلك الثلاثة ويلحقه ما لا يلحقها ؟
__________
(1) مدخل في علم اللاهوت ص32 نقلاَ عن : موقف ابن تيمية 2/617
(2) الإسلام والأديان مصطفى حلمي ص219
(3) الجواب الصحيح لابن تيمية 3/185 باختصار
(4) هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى لابن القيم : ص 21 ، وانظر مختصر إظهار الحق : 129،فقد اعترف أحدهم بأن في دينه ما يناقض العقل !
(5) للتوسع انظر : اظهار الحق 3/682 _730 ، ومختصره 125- 146، النصرانية من التثليث إلى التوحيد
ص 242 وما بعدها ، موقف ابن تيمية من النصرانية 2/616(1/12)
3- عقيدة التثليث لم يأتي بها نبي من الأنبياء ولا في كتاب سماوي ، ومن طالع التوراة لم يجد فيها لا تصريحاَ ولا تلميحاَ ، فلو كانت عقيدة التثليث حقا لوجب على موسى وسائر أنبياء بني اسرائيل وآخرهم عيسى عليه السلام أن يبينوها حق التبين .
4- أهل التثليث يعتقدون أن عقيدتهم هذه هي مدار النجاة فكيف فارق أنبياء بني اسرائيل كلهم الدنيا دون أن يبينوا هذه العقيدة بيانا واضحا صريحاً، في وقت بينوا فيه أموراَ أقل أهمية بكثير.
5- جاءت امرأة وطلبت من عيسى أن يقعد ابنيها أحدهما عن يمينه والثاني عن شماله فقال عيسى عليه الصلاة والسلام : ( ....... وأما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي أن أعطيه إلا الذين أعد لهم من أبى ) متى : 20: 24
قال ابن حزم : " في هذا الفصل بيان أنه ليس إليه من الأمر شيء وأنه غير الأب كما يقولون بخلاف دينهم فإذ هو غير الأب وكلاهما إله فهما إلهان إثنان متغايران أحدهما قوي والآخر ضعيف لأنه بإقراره ليس له قدرة على تقريب أحد إلا من وهب له ذلك الذي يسمونه أبا وليت شعري كيف يجتمع ما ينسبون إليه ههنا من الإعتراف بأنه ليس بيده أن يجلس أحد عن يمينه ولا عن شماله وإنما هو بيد الله تعالى مع ما ينسبون إليه من أنه قدر على إعطاء مفاتيح السموات والأرض لأنذل من وجد وهو باطرة وأنه يفعل كل ما يفعله الأب " (1)
6- أنه باطل بأقوال المسيح الكثيرة ومنها : " وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإه الحقيقي وحدك ، ويسوع المسيح الذي أرسلته " يوحنا 17 :3
الفصل الثالث : عقيدة الصلب
المبحث الأول : قصة الصلب
لقد نفى الله صلب عيسى ابن مريم حيث قال : ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ) [النساء:157]
__________
(1) الفصل 2/37(1/13)
وعن ابن عباس قال : "لما أراد الله أن يرفع عيسى عليه السلام إلى السماء خرج إلى أصحابه وهم اثنا عشر رجلا البيت ورأسه يقطر ماء فقال لهم أما إن منكم من سيكفر بي اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن بي ثم قال أيكم سيلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي فقام شاب من أحدثهم سنا فقال أنا فقال عيسى اجلس ثم أعاد عليهم فقام الشاب فقال أنا فقال نعم أنت ذاك قال فألقي عليه شبه عيسى قال : ورفع عيسى عليه السلام من روزنة كانت في البيت إلى السماء قال وجاء الطلب من اليهود فأخذوا الشبيه فقتلوه ثم صلبوه" (1)
قال ابن تيمية " الذين تولوا صلب المصلوب المشبه به هم اليهود ولم يكن أحد من النصارى شاهدا معهم بل كان الحواريون خائفين غائبين فلم يشهد أحد منهم الصلب وإنما شهده اليهود وهم الذين أخبروا الناس أنهم صلبوا المسيح والذين نقلوا أن المسيح صلب من النصارى وغيرهم إنما نقلوه عن أولئك اليهود وهم شرط من أعوان الظلمة لم يكونوا خلقا كثيرا يمتنع تواطؤهم على الكذب" (2)
__________
(1) مصنف ابن أبي شيبة ج: 6 ص: 339 ،الأحاديث المختارة للضياء ج: 10 ص: 377 ، وانظر تفسير الطبري ج: 3 ص: 289 فقد روى نحوها عن السدي وكان العدد (19)
(2) الجواب الصحيح 4/34 ، دقائق التفسير 2/95(1/14)
أما النصارى فيعتقدون أن المسيح مات مصلوباَ وقصة الصلب كما ورد في الأناجيل (1) باختصار هي : أن المسيح عليه السلام طلبه اليهود ليقتلوه لأنه في زعمهم كفر بالله ، فدلّهم على مكانه أحد أتباعه وهو يهوذا الأسخربوطي بعد أن أغروه بالمال ، فقبضوا عليه ليلة الجمعة بعد أن كان فرغ من صلاة طويلة تضرّع وتوسّل فيها إلى الله عز وجل ألا هذا الكأس ، ثمّ ساقوه إلى دار رئيس الكهنة الذي تحقق من أنه مستحق للقتل ، ثم حمل إلى دار الوالي الروماني الذي حكم عليه بالصلب بناءَ على رغبة اليهود وتحريضهم فصلب الساعة الثالثة مساءَ أي وقت العصر ، بعد أن صاح إيلي إيلي لماذا شبقتاني ، أي ( إلهي إلهي لماذا تركتني ) وقد قتل مع اثنان ثم أنزل من الصليب في تلك الليلة وأدخل قبراَ بقي فيه تلك الليلة ثم نهار السبت ، ثم ليلة الأحد ، ولمّا جاءوا إليه صباح الأحد ، وجدوا القبر خالياَ وقيل لهم أنه قام من قبره . (2)
المبحث الثاني شعار الصليب وخلو النصرانية الأولى من عقيدة الصلب
يعتبر قسطنطين أول من جعل الصليب شعارا للنصارى ، وذلك لأن أهل رومية عندما سمعوا به وما يتحلّى به من عدل ومحبة للخير ، كتب رؤسائهم إليه يسألونه أن يخلّصهم من عبودية ملكهم ، فاغتم قسطنطين غمّاَ شديداَ فظهر له – فيما بزعم النصارى – نصف النهار في السماء صليب في كوكب مكتوباَ حوله بهذا تغلب ، فآمن حينئذ بالنصرانية وتجهز لمحاربة قيصر وصنع صليباَ كبيراَ من ذهب فأعطي النصر على قيصر .... فخرج أهل رومية إلى قسطنطين .... وأكرم النصارى وأقام أهل رومية سبعة أيام يعبدون للملك والصليب (3)
__________
(1) يوحنا : اصحاح : 18-20 ، متى : اصحاح : 26-28 مرقس :14-16 ، لوقا : اصحاح : 22-24
(2) انظر دراسات في الأديان للخلف ص 227
(3) هداية الحيارى لابن قيم 172 – 173(1/15)
وأما تعظيم النصارى للصليب فلقول عيسى كما في لوقا " إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه وليحمل صليبه كل يوم وليتبعني " فهم يرون أنه اقتفاء أثر المسيح (1) ، مع أنه مذموم عند اليهود- كما في التثنية(21 :22-23 ) ولهذا صلبوه .
وهنا أمر لا بد من ايضاحه وهو أن المسيحيين الأوائل لم يكونوا على علم ودراية بما سيؤول إليه أمر المسيح لم يكن ثم لديهم فكرة عن صلب المسيح كفارة لخطيئة آدم الموروثة في البشر وإنما هذه الحادثة تبنتها الكنيسة بعد حادثة الصلب المزعومة .
" ولنلاحظ هنا أمرا هاما ذلك أن الاثني عشر أنفسهم ( أي الحواريون ) لا شكّ قد تملكتهم الحيرة في بدء دعوتهم ، عندما نظروا في النصوص المقدسة وفي كتب الأحبار الحديثة فلم يجدوا كلمة واحدة تشير إلى إمكان قيام مسيح يعذب تعذيباَ شائناَ بل قرأوا على العكس من ذلك سطورا تبعث فيهم الرعب ( لعن الله كل انسان يشنق
بالغابة ) " (2)
المبحث الثالث : الرد على عقيدة النصارى في الصلب (3)
1-يستدل النصارى على عقيدتهم بنصوص يوردونها من الكتاب المقدس منها ما ورد في يوحنّا ( أنا هو الراعي الصالح ، الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف ) 10/11
ولكن يقال : الاستدلال بالانجيل فرع عن ثبوته والذي لا يملك النصارى أدلّة عليه ، كما أنه ليس في هذا النص دلالة واضحة على ما ذهبوا إليه ، والعبارة معناها صحيح فالنبي بدعوته لقومه ينقذهم من النار ويتعب في ذلك وقد يقتل كما قتل بعض الأنبياء.
2- النقل عن بولس غير مقبول ،ولم يشاهد المسيح ، ولم يسند كلامه إلى أحد الحواريين ولم يبين مصدره .
__________
(1) محاضرات في النصرانية ، محمد أبو زهرة صـ 101
(2) المسيحية نشأتها وتطويرها ، نقلاَ عن موقف ابن تيمية 2/ 645
(3) انظر : دراسات في الأديان ص: 234 وما بعدها ، عقيدة الصلب والفداء للشيخ:محمد رشيد رضا ص: 18 ، وانظر للتوسع في موقف القرآن وردوده من قصة الصلب : الحوار الاسلامي المسيحي ص 104(1/16)
3 - ما رأينا أحدا من العقلاء يقول : إنّ عفو السيد عن خادمه وعبده ينافي العدل ، بل إن ذلك يعد من أعظم الأخلاق ، فدعوى الصليبي أن العفو والمغفرة مما ينافي العدل مردودة عند العقلاء والحكماء !
4 – إذا عيسى كفارة لخطايا البشر فلماذا اختار الله أن يكون على الصليب والذي ورد الذم فيه في التوراة كما في التثنية(21 :22-23 ) " وإذا كان على إنسان خطيئة حقها الموت فقتل وعلقته على خشبة ... لأن المعلق ملعون "
وعيسى كان على شريعة التوراة ، وهي مما يؤمن بها النصارى إلى وقتنا .
الخاتمة
الحمد لله رب العالمين ، الذي أعانني على إتمام هذا البحث ويسر ذلك ، ولق استفدت من هذا البحث وتوصلت فيه إلى النتائج التالية :
? أن مسألتي التثليث والصلب من أهم المسائل العقدية في الديانة النصرانية منذ القدم وإلى يومنا .
? وجود عبارات في الأنجيل تخالف مافي القران مخالفة صريحة كالقول بأن يوسف النجار هو والد المسيح .
? أضطراب النصارى في التوفيق بين التثليث وأن هذا التثليث هو تثليث في وحدة!
? أن الا تجاه إلى تأليه المسيح أعلن بشكل رسمي في مجمع نيقية بضغط السلطان ، ولهذا انتشر القول به.
? يوجد الكثير من ثغرات التشكيك في الديانة النصرانية ، فعلى المسلمين استغلالها في دعوتهم للنصارى .
? عندما يقرأ المسلم ضلال هذه الفرق يدرك ما من الله عليه من نعمة التوحيد الخالص ، وأن الكثرة ليست دليل النجاة (( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك ))
المصادر والمراجع
1 /الأحاديث المختارة للضياء المقدسي ، المحقق :: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش ، مكتبة النهضة الحديثة الطبعة ، مكة المكرمةط.الأولى 1410
2 / الإسلام والأديان ، مصطفى حلمي ، دار الدعوة ، الأولى ، 1411/1990
3 / أشراط الساعة ليوسف الوابل ، دار ابن الجوزي ،الدمام ،ط.الثنية 1418
4 / إظهار الحق ، رحمت الله الهندي ، رئاسة إدارة البحوث ، الرياض ط . الثانية ، 1414 .(1/17)
5 / البداية والنهاية ، ابن كثير . مكتبة المعارف - بيروت .
6 / تذكرة الحفاظ للذهبي ، مجلس دائرة المعارف العثمانية ،: الرابعة 1388
7 / تفسير الطبري ، دار الفكر بيروت 1405
8 / تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير . دار الفكر - بيروت 1401 .
9 / الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ، ابن تيمية ، ت/ علي حسن وآخرون . دار العاصمة - الرياض . ط. الأولى1414 .
10 / الحوار الإسلامي المسيحي ، بسام عجك ، دار ابن قتيبة ، الأولى 1418 .
11 / درء تعارض العقل والنقل ، ابن تيمية ، ت/ محمّد رشاد سالم . إدارة الثقافة ، جامعة الإمام - الرياض . 1411 .
12 / دراسات في الأديان ، سعود الخلف ، مكتبة أضواء السلف الرياض ، الطبعة الأولى ، 1418 .
13 / الدررالكامنة في أعيان المائة الثامنة ، لابن حجر ، ت/محمد عبد المعيد خان مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية ، حيدر أباد - الهند ، الطبعة الثانية-1972
14 / دقائق التفسير الجامع لتفسير ابن تيمية (مختارات) ، جمع : د. محمد السيد الجليند ،مؤسسة علوم القرآن ، دمشق الطبعة الثانية ، 1404
15 / سير أعلام النبلاء ، الذهبي ، ت/ شعيب الأرناؤوط . مؤسسة الرسالة - بيروت . ط. التاسعة 1413 .
16 / العقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية لابن عبد الهادي ، ت/ محمد حامد الفقي ، دار الكاتب العربي ، بيروت ،
17 / عقيدة التثليث ، محمد الفرت ، الطباعة المحمدية الأولى ، 1411 .
18 / عقيدة الصلب والفداء ، محمد رشيد رضا ، مطبعة المنار بمصر الثانية 1353
19 / عقيدة النصارى في ضوء الكتاب والسنة ، صلاح عبد العليم ، دار الطباعة المحمدية ، الأولى 1416 .
20 / الفصل في الملل والأهواء والنحل ، لابن حزم الظاهري ، مكتبة الخانجي ، القاهرة
21 / الكتاب المقدس ، وأحيانا أستعمل الإنجيل ط.جمعية الكتاب المقدس ، لبنان(1/18)
22 / لسان الميزان لابن حجر ، :: لسان الميزان ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ، 1406 – 1986 ، الطبعة الثالثة
23 / لوامع الأنوار البهية . للسفاريني .المكتب الإسلامي . بيروت . الثالثة 1411 .
24 / محاضرات في النصرانية ، محمد أبو زهرة ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، ط.الثالثة
25 / مختصر إظهار الحق لرحمة الله الهندي ، اختصار : محمد أحمد ملكاوي ، ط.وزارة الشؤن الإسلامية بالسعودية ، 1416
26 / المسيحية ، أحمد شلبي ، مكتبة النهضة ، ط . العاشرة 1993 .
27 / المصنف ،ابن أبي شيبة ،تحقيق كمال الحوت ،مكتبة الرشد ،الرياض ،الأولى 1409
28 / الملل والنحل للشهرستاني ت/ محمد سيد كيلاني . دار المعرفة . بيروت . 1404 .
29 / منهج أهل السنة والجماعة في الرد على النصارى ، عبد الراضي بن محمد ،الفاروق للطباعة ، الثانية 1415
30 / موقف ابن تيمية من النصرانية ، مريم عبد الرحمن زامل ، جامعة أم القرى ، 1417 .
31 / النصرانية من التثليث إلى التوحيد ، محمد أحمد الحاج ، دار القلم ، الأولى 1413 ، 1992 .
32 / النصرانية والإسلام ، محمد عزت الطهطاوي ، مكتبة النور ، مصر ، ط . الثانية 1987
33 / هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى لابن القيم ، دار النشر : الجامعة الإسلامية ، المدينة المنورة
بسم الله الرحمن الرحيم
المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم العالي
جامعة الملك سعود
كلية التربية
قسم الثقافة الإسلامية
شعبة العقيدة
إعداد
خالد محمد الشنيبر
إشراف : د. خالد القاسم
العام الدراسي : 1423-1424(1/19)