الإمام الخميني
مؤلفاته، عقائده، وأقواله
الإمام الخميني في مؤلفاته
الإمام روح الله الخميني عالم صاحب مؤلفات، وبين يدي الآن كتابان من كتبه يحملان أهمية خاصة من بين مؤلفاته، أولهما: (الحكومة الإسلامية)، وسبق ذكره قبلاً، وأوضحنا أنه يعد أساس حركة الثورة الخمينية وأساس دعوته، وهذا الكتاب يكفي إلى حد كبير للتعرف على شخصية الخميني ومعتقداته الدينية.
والكتاب الثاني هو (تحرير الوسيلة) وهذا الكتاب هو الغائب من أهم كتبه، وموضوعه هو الفقه، ويقع في مجلدين من القطع الكبير، كل مجلد حوالي (650) صفحة، وهو بلا شك كتاب جامع ومستفيض إلى حد كبير في موضوعه، وهو يضم جميع أبوب الفقه،ابتداء من الاستنجاء والغسل والوضوء، إلى أحكام الوراثة.
وأنا أرى أن أقل المسائل وأضعفها مما يعترض الناس في حياتهم يجد القارئ في هذا الكتاب الجواب عليها من وجهة نظر المذهب الشيعي،وأسلوب الكتاب البياني واضح، وهو مكتوب بلغة سهلة سلسة، ولا شك أن هذا الكتاب يدل على تبر المؤلف العلمي، وهو دليل رفعته، ودليل سموه الفكري.
وما عرض الخميني من نظريات ومعتقدات في كتابيه يستلزم إعمال الفكر والدقة، وسوف نقدمها للقارئ من خلال عبارات الخميني الأصلية، وبألفاظه هو، وكل هدفنا أن يفهم من ابتلي بسوء الفهم {ليهلك من هلك عن بينه ويحي من حي عن بينه}.
معتقدات الخميني في حق أئمته
إن أول من نذكره هنا وهو أمر جامع هو أن الخميني من أئمة الفرقة الاثني عشرية، ومن أكير مجتهديها، ومن هنا إن ما تراه هذه الفرقة من عقائد ونظريات خاصة فيما يتعلق بمسألة الإمامة والأئمة وهو ما يحتل لديها الجزء الأهم من الإيمان، كل هذا داخل ضمن معتقدات الإمام الخمينين ومثله مثل أي شيعي مجتهد راسخ العقيدة متصلب يؤمن بها تماماً.(1/1)
وسوف نعرض للقارئ العقائد والنظريات التي يؤمن بها بالتفصيل فيما يعد، أما ما نقدمه هنا فهو عبارات كتب الخميني الأصيلة الخاصةبالمذهب الشيعي، وإرشادات الأئمة المعصومين.
وننتقل الآن من كتاب الحكومة الإسلامية وهو أساس حركته الثورية ودعوته بعض المعتقدات التي تتعلق بأئمة الخميني:
1- الحكم التكويني للأئمة على ذرات الكون:
كتب الخميني في ص52 تحت عنوان: الولاية التكوينية ما يلي:
(فإن للإمام مقاماً محموداً ، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جمع ذرات الكون).
2- مقام الأئمة أعلى من مقام الملائكة المقربين والأئمة المرسلين:
وتحت العنوان السابق (أي الولاية التكوينية) وضمن هذا الموضوع يقول الخميني:
(وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً محموداً لا يبغله ملك مرب ولا نبي مرسل).(1)
3- كان الأئمة أنواراً وتجليات قبل خلق العالم يحيطون بالعرض الإلهي ولا يعرف منزلتهمومقامهم إلا الله.
ويستطرد الخميني فيقول:
(وبموجب ما لدينا من الروايات والأحاديث فإن الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم - والأئمة عليهم السلام كانو قبل هذه العالم أنواراً فجعلهم الله بعرضه محدقين، وجعل لهم من المنزلة والزلفى ما لا يعلمه إلا الله).(2)
4- الأئمة محفوظون منزهون عن السهو والغفلة:
السهو والنسيان والغفلة في أمر من الأمور هو من طبيعة البشر، لم ينج منه حتى الأنبياء المرسلين عيهم السلام، ويرد في القرآن الكريم ذكر العديد من الواقعات عن سهو ونسيان عدد من الأنبياء عيهم السلام.
ولكن الخميني يقول عن أئمته:
(لا نتصور فيهم السهو أو الغفلة).(3)
5- تعليمات الأئمة مثلها مثل الأحكام والتعليمات القرآنية دائمة وواجبة الاتباع:
يقول الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية عن تعليمات الأئمة وأحكامهم:
(
__________
(1) ص52.
(2) ص52.
(3) ص91.(1/2)
إن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن، لا تخص جيلاً خاصاً، وإنما هي تعاليم للجميع في كل عصر ومصر وإلى يوم القيامة، يجب تنفيذها واتباعها).
وبعد عرض بعض معتقدات الخميني في حق أئمته المعصومين، وذلك من خلال كتاب الحكومة الإسلامية) نعرض الآن لعقيدة أخرى من أهم عقائد الخميني والفرقة الاثني عشرية.(1/3)