مقدمة فضيلة الشيخ الدكتور
صالح بن غانم السدلان حفظه الله
هذه الورقات التي كتبها أخونا في الله خالد بن علي بن محمد العنبري تحمل كلاما مختصرا وجيزا وبليغاً في الموضوع الذي أُعدت له، ووجدتُ أن نشرها فيه نفع كثير إن شاء الله لمن تورطوا في فتنة الإرهاب، نسأل الله جل وعلا أن يهدي ضال المسلمين ، وأن ينفع بهذه الرسالة من كتبها ومن قرأها، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
وقاله الفقير إلى عفو ربه المنان
صالح بن غانم السدلان
الرياض عصر السبت 9/ه/1428
اقرأ مصيرك .. قبل أن تُفَجِّر
إننا ـ معاشر المسلمين ـ نعيش في زمان عصفت بالأمة ريحٌ عاتية من فتن التكفير والإرهاب والغلو والتطرف، وشغلت قضيةُ الإرهاب العالَمَ أجمع، وعُقدت كثرة من المؤتمرات والندوات لدراسة قضاياه والبحث عن جذوره وتجفيف منابعه، وشهدت هذه المؤتمراتُ خلافاتٍ حول تعريف الإرهاب، وسبل مكافحته.
مختلف تعريفات الإرهاب تكاد تتفق على أنه يتضمن عناصرة عدة، أخطرُها التهديدُ والترويعُ، وسفكُ الدماء وقتلُ الأبرياء، وتفجيرُ المساكن والمركبات، وتخريبُ المرافق والمنشآت، وأمثال ذلك مما اتفق المسلمون على تحريمه، وتجريم مرتكبيه، وعدهِم من المفسدين في الأرض.
ولا يخفى أن الإرهاب هو الابنُ الشرعي للفكر التكفيري كما أثبتت ذلك وقائع الإرهابُ واعترافات المتورطين فيه، فجرائم الإرهاب التي رأيناها في كثير من البلاد ما هي إلا ثمراتُ سنواتٍ سمانٍ من الأفكار التكفيرية التي ما فتئنا نحذر منها ليلا ونهارا في كتبٍ ومقالات وأحاديثَ مسجلة وغير مسجلة.
ومع أن الأمرَ الذي لا اختلافَ فيه بين العلماء: أن الأصلَ في المسلم بقاءُ إسلامِهِ حتى يتحقَّق زوالُه عنه بمقتضى الدليل الشرعيّ، ومن ثَمَّ كان -لزاماً- على هؤلاء المكفرين تركُ التساهلِ في تكفير المسلمين، لأن في ذلك محذورين عظيمين:(1/1)
أحدُهما: الوقوعُ في الوعيد الشديد؛ فإنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أيُّما رجل قال لأخيه: يا كافر، فقد باءَ بِها أحدُهما إنْ كان كما قال، وإلا رجعت عليه)) متفق عليه، وقال - صلى الله عليه وسلم - : ((من رمى مؤمناً بكفر فهو كقتله))، وقال - صلى الله عليه وسلم - : ((لا يرمي رجلٌ رجلاً بالفسوق، ولا يرميه بالكفر إلا ارتدَّت عليه، إنْ لَمْ يكن صاحبُه كذلك)) رواهما البخاري.
الثاني: افتراء الكذب على الله -تعالى-، لأن التكفير حكمٌ شرعيٌّ، فلا يكفر إلا من كفَّره الله ورسوله، وبعبارة أخرى: لا يكفر إلا من قام على تكفيرِه دليلٌ لا مُعارِض له من الكتاب أو السنة.
رغم ذلك، فإن الغلاة لم يكتفوا بتكفير عموم المسلمين، بل زادوا الطينَ بِلَّةً، فانطلقوا في عِمَايتِهم يكفِّرون الحكام والدول والمجتمعات!! فاصطدمت الأمةُ -واصْطَلَتْ- بنيران فتنة التكفير، وما أعقَبَها من نتائجَ خطيرة، وآثارٍ مدمرة.
وما كان لِيَخْطُرَ ببالِ أحدٍ -في يومٍ من الأيام- أن تتحوّلَ حياةُ كثيرٍ من المسلمين -بفضل هذه الفتنة- إلى كابوسٍ كئيبٍ، أحال أوضاعَهم إلى جحيمٍ لا يعرفون منه خلاصاً.
وبات أصحابُ هذه الفتنة شؤماً على الأمة بحق؛ إذ شابهوا إخوانهم الذين وصفهم شيخ الإسلام ابنُ تيمية -بحق- أنهم: ((لم يكن أحدٌ شرًّا على المسلمين منهم: لا اليهود ولا النصارى، فإنهم كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم، مُستحلّين لدماء المسلمين وأموالهم وقتل أولادهم، مكفِّرين لهم، وكانوا متديِّنين بذلك؛ لِعِظَم جهلِهم وبدعتِهم المضلِّلة)).
فلا جرم أن يمضي العلماءُ من السلف والخلف يحذِّرون من العجلة في الحكم بالرِّدَّة أو التكفير؛ حمايةً لأعراض المسلمين حكاما ومحكومين أن تُنْتَهَك، وصيانةً لدمائهم أن تُسفَك!(1/2)
قال ابن أبي العِزّ الحنفيّ: (( إنّه لَمِنْ أعظم البغي أنْ يُشْهَدَ على مُعيَّنٍ أنَّ الله لا يغفر له ولا يرحمه، بل يخلِّده في النار، فإنَّ هذا حكم الكافر بعد الموت)).
وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن عليٍّ المازَري المالكي: ((مَنْ كَفَّرَ أحداً مِنْ أهلِ القبلةِ؛ فإنْ كان مُستبيحاً ذلك: فقد كَفَرَ، وإلا فهو فاسقٌ يجبُ على الحاكم إذا رُفِعَ أمرُهُ إليه أن يُؤدِّبَهُ ويُعزِّرَهُ بما يكون رادعاً لأمثاله، فإنْ تُرِكَ مع القدرة عليه فهو آثِمٌ)).
وقال أبو حامد الغَزَاليّ الشافعي: ((والذي ينبغي الاحترازُ منه: ((التكفير))، ما وُجِدَ إليه سبيلاً، فإنّ استباحة الدماء والأموال من المُصلِّين إلى القبلة، المُصَرِّحين بقول: لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله: خطأٌ، والخطأُ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك دمٍ لمسلمٍ)) .
وَوَأْدُ فتنة التكفير فريضةٌ دينيةٌ، وضرورةٌ اجتماعيةٌ، ولن يكون ذلك إلا عبر تفنيد شبهات أصحاب الفكر التكفيري المنحرف، وإزالة ما عَلِقَ في أذهانهم، وأُشرب في قلوبهم من انحرافات الفهم لنصوص القرآن والسنة ونصوص أهل العلم...
لم يكتف الإسلام في حربه على الإرهاب بالتحذير من الغلو في التكفير الذي هو أسه وأساسه، بل حرم كل الأسباب والطرق المؤدية إليه من الترويع ولو على سبيل المزاح، والإشارة بالسلاح، بل حرمَ مجردَ الخدش ولو من غير قصد! فكيف بالقتل بغير حق؟!(1/3)
((كان الصحابةُ يسيرون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فِي مَسِيرٍ فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى نَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهَا فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ فَزِعَ فَضَحِكَ الْقَوْمُ فَقَالَ مَا يُضْحِكُكُمْ فَقَالُوا لَا إِلَّا أَنَّا أَخَذْنَا نَبْلَ هَذَا فَفَزِعَ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا )) رواه أحمد وأبو داود. وقال الشوكاني:((في الحديثِ دليلٌ على أنه لا يجوزُ ترويعُ المسلمِ ولو بما صورته صورة المزح))
وفي حديث أبي هريرة المتفق على صحته: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( لَا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ بِالسِّلَاحِ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَحَدُكُمْ لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ)).
قال ابن حجر: وفي الحديث النهي عما يفضي إلى المحذور، وان لم يكن المحذور محققا سواء كان ذلك في جد أو هزل .
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال: قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - :)) مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ)).
وفي حديث جابر المتفق على صحته:(( أَنَّ رَجُلًا مَرَّ بِأَسْهُمٍ فِي الْمَسْجِدِ قَدْ أَبْدَى نُصُولَهَا فَأُمِرَ أَنْ يَأْخُذَ بِنُصُولِهَا كَيْ لَا يَخْدِشَ مُسْلِمًا )).(1/4)
فإذا كان لا يجوز الترويع ولو مزاحا، والخدش ولو بدون قصد، فكيف بسفك دماء الأبرياء بغير حق، فلا عجب أن يقف الشارع الإسلامي موقفا صارما من الإرهابي، لا سيما وقد ارتكب كثرة كاثرة من الخطايا العظيمة والجرائم الكبيرة، من الخروج على الحكام، ونقض العهد و البيعة، والغدر والخيانة ، وقتل المسلمين والمعاهدين والمستأمنين، وتشويه صورة الإسلام، وصد الناس عن الدخول فيه!! ولا محيص أن نقف عند بعض المواقف الشرعية والعقوبات الإلهية التي توَعَّد بها إسلامُنا هؤلاء الإرهابيين، لعلهم ينتهون أو يتذكرون! وليهلك من يهلك منهم عن بينة!، وليكفَّ الذين في قلوبهم مرض ممن يرمونَ دِينَنَا بالإرهاب والوحشية!
الإرهابي ليس منا نحن المسلمين
عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا)) متفق عليه.
وعن ابن مسعود، قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ)) متفق عليه
وعن الحارث الأشعري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ إِلَّا أَنْ يَرْجِعَ)) أخرجه الترمذي.
قال الخطابي : الربقة ما يجعل في عنق الدابة كالطوق يمسكها لئلا تشرد ، يقول من خرج من طاعة إمام الجماعة أو فارقهم في الأمر المجتمع عليه، فقد ضل وهلك وكان كالدابة إذا خلعت الربقة التي هي محفوظة بها، فإنها لا يؤمن عليها عند ذلك الهلاك والضياع انتهى .
الإرهابي تلبس بإحدى الموبقات(1/5)
عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ (يعني المهلكات) قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَأَكْلُ الرِّبَا وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصِنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ)) متفق عليه.
الإرهابي في ورطة لا مخرج منها
عن ابن عمر ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - )) لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا)) قال ابن عمر:(( إِنَّ مِنْ وَرَطَاتِ الْأُمُورِ الَّتِي لَا مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا سَفْكَ الدَّمِ الْحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ)) رواه البخاري.
قوله: (في فسحة): أي في سعة منشرح الصدر، فإذا قتل نفسا بغير حق صار منحصرا ضيقا لما أوعد الله عليه ما لم يوعد على غيره، يعني:أنه يضيق عليه دينه بسبب الوعيد لقاتل النفس عمدا بغير حق. والورْطة في قول ابن عمر: هي الهلكة، وكل أمر تعسر النجاة منه.
زوال الدنيا أهون عند الله
مما يفعله الإرهابي
روى النسائي عن بريدة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
)) قَتْلُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ زَوَالِ الدُّنْيَا)).
ما يفعله الإرهابي أشدُّ حرمةً من
انتهاك الكعبة
روى ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو، قال:
((رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَيَقُولُ: مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ مَالِهِ وَدَمِهِ وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا)).
الإرهابي عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين(1/6)
عن علي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ،قال: (( ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا)) متفق عليه.
المراد بالذمة: الأمان. ومعنى الحديث: أن أمان المسلمين للكافر صحيح، فإذا أمنه أحد المسلمين حرم على غيره التعرض له ما دام في أمان المسلم، ويقتضي الأمان ثبوت الأمن والطمأنينة للمستأمنين من غير المسلمين فيحرم قتلهم، وسبي نسائهم، واغتنام أموالهم.
الإرهابي يحمل لواء غدر يوم القيامة
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إِنَّ الْغَادِرَ يُنْصَبُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ )) متفق عليه.
اللواء : الراية أو العَلَم والمراد أنه يعرف بعلامة مميزة!
وعن عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ، قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(( مَنْ أَمِنَ رَجُلًا عَلَى دَمِهِ فَقَتَلَهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ لِوَاءَ غَدْرٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )) أخرجه أحمد وابن ماجه وهذا لفظه.
يقول ابن تيمية في الصارم المسلول: (1 /91): (( ومن المعلوم أن من أظهر لكافر أمانا لم يجز قتله بعد ذلك لأجل الكفر، بل لو اعتقد الكافر الحربي أن المسلم آمنه و كلمه على ذلك صار مستأمنا )).
كما أوضح في منهاج السنة: (6/425) ما ينبغي أن تكون عليه علاقة المسلم بغير المسلمين من بِر وإحسان إذا أقام بينهم فقال: (( لأن الإيمان الذي في قلبه يوجب أن يعاملهم بالصدق والأمانة والنصح وإرادة الخير بهم، وإن لم يكن موافقا لهم على دينهم، كما كان يوسف الصديق يسير في أهل مصر وكانوا كفارا ))!
هل يغفر للإرهابي؟
عن معاوية، قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:(1/7)
((كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ إِلَّا مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا أَوْ مُؤْمِنٌ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا))رواه أبو داود والحاكم.
وكأن المرادَ كل ذنبٍ تُرجى مغفرته ابتداء إلا قتل المؤمن فإنه لا يُغفر بلا سبقِ عقوبة، وإلا الكفر فإنه لا يغفر أصلا، ...ثم لا بد من حمله على ما إذا لم يتب وإلا فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، كيف وقد يدخل القاتل والمقتول الجنة معا، كما إذا قتله وهو كافر ثم آمن وقتل.(السندي)
هل تقبل توبة الإرهابي؟
عن ابن عباس،أَنَّهُ سَأَلَهُ سَائِلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا الْعَبَّاسٍ، هَلْ لِلْقَاتِلِ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ كَالْمُتَعَجِّبِ مِنْ شَأْنِهِ: مَاذَا تَقُولُ؟ فَأَعَادَ عَلَيْهِ الْمَسْأَلَةَ، فَقَالَ لَهُ: مَاذَا تَقُولُ؟ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّى لَهُ التَّوْبَةُ؟ سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ - صلى الله عليه وسلم - َ، يَقُولُ: يَأْتِي الْمَقْتُولُ مُتَعَلِّقًا رَأْسَهُ بِإِحْدَى يَدَيْهِ، مُتَلَبِّبًا قَاتِلَهُ بِيَدِهِ الأُخْرَى يَشْخُبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا، حَتَّى يَأْتِيَ بِهِ الْعَرْشَ، فَيَقُولُ الْمَقْتُولُ لِلَّهِ: رَبِّ هَذَا قَتَلَنِي، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْقَاتِلِ: تَعِسْتَ، وُيَذْهَبُ بِهِ إِلَى النَّارِ.)).رواه الترمذي والطبراني.
الإرهابي يموت ميتة جاهلية(1/8)
عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ،أنه قال: ((مَنْ خَرَجَ مِنْ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ)) رواه مسلم.
الإرهابي يلقى الله ولا حجة له
عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((من خلع يدا من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية )) رواه مسلم.
الإرهابي أول من يقضى عليه يوم القيامة لجرم فعله وشدة غضب الله عليه!
عن ابن مسعود ،قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( أول ما يُقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء )) متفق عليه.
الإرهابي لا يقبل الله منه نافلة
ولا فريضة
عن عبادة بن الصامت، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا)) رواه أبو داود، والصرف: النافلة، والعدل: الفريضة، وقيل غير ذلك.
الإرهابي يحول إرهابه بينه
وبين دخول الجنة
عن جندب بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
((من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم امرىء مسلم أن يهريقه كما يذبح به دجاجة، كلما تعرض لباب من أبواب الجنة، حال الله بينه وبينه، ومن استطاع منكم أن لا يجعل في بطنه إلا طيبا فليفعل، فإن أول ما ينتن من الإنسان بطنه)) رواه الطبراني والبيهقي .
الإرهابي لن يشم رائحة الجنة(1/9)
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :((من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما)). رواه البخاري واللفظ له، والنسائي إلا أنه قال: ((من قتل قتيلا من أهل الذمة)).
الإرهابي يكبه الله في النار
عن أبي سعيد و أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار)) رواه الترمذي
للإرهابي في النار أشد العذاب
عن أبي سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ،قال:(( يخرج عنق من النار يتكلم، يقول: وُكلتُ اليومَ بثلاثة بكل جبارٍ عنيد، ومن جعل مع الله إلها آخر، ومن قتل نفسا بغير حق فينطوي عليهم فيقذفهم في حمراء جهنم)) رواه أحمد والبزار.
إرهابي العملية الانتحارية تحرم
عليه الجنة
عن جندب، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كان برجل جراح فَقَتَلََََ نفسَه، فقال الله: بَدَرَ عبدي بنفسهِ، فحرمتُ عليه الجنة)) متفق عليه.
إرهابي العملية الانتحارية يتردى
في نار جهنم
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((من تردى من جبل فقتل نفسه، فهو في نار جهنم، يتردى فيها خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تحسى سما فقتل نفسه، فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم، خالدا مخلدا فيها أبدا)). متفق عليه.
وعنه رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :((الذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعن نفسه يطعن نفسه في النار، والذي يقتحم يقتحم في النار)) رواه البخاري.(1/10)
هذا الذي سبَقَ مِن وعيدٍ شديدٍ ينتظرُ الإرهابي الذي يَسْفكُ ويُقتِّل ويُدمِّر ويخرِّب ثم يُزْهقُ نفسه في عملية انتحارية، فيوقعَ البلاءَ والفتن والمحن في المجتمعات، ويتسبب في التنفير من الإسلام، والصدِّ عن سبيل الرحمن، إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا.
وكتب في الرياض بتاريخ 5/5/1428
أبو عبد الرحمن خالد بن علي بن محمد العنبري
Alanbary @hotmail.com
فهرس الموضوعات
الموضوع ... الصفحة
مقدمة فضيلة الشيخ الدكتور صالح السدلان ... 5
الإرهاب هو الابنُ الشرعي للفكر 7
الأصل في المسلم بقاءُ إسلامِهِ حتى يتحقَّق زوالُه 8
وبات أصحابُ هذه الفتنة شؤماً على الأمة بحق ... 9
تحذير العلماء من التكفير....................10
وَأْدُ فتنة التكفير فريضةٌ دينيةٌ، وضرورةٌ اجتماعية 11
- - -(1/11)