آداب المؤمن
أثناء الفتن
إعداد
دكتور حسين حسين شحاتة
الأستاذ بجامعة الأزهر
خبير استشاري في المعاملات المالية الشرعية
آداب المؤمن
أثناء الفتن
؟- تمهيد
الفتن من سنن الله الجارية إلى يوم القيامة ، وهي متعددة وكثيرة ، فمنها فتنة الشيطان ، وفتنة النفس الأمارة بالسوء ، وفتنة النساء ، وفتنة المال ، وفتنة الأولاد وفتنة الاضطهاد والظلم ، وفتنة السجون ، وفتنة المرض والموت ، وغير ذلك من أنواع الفتن .
ولله سبحانه وتعالى فيها حكم عظيمة ، فكيف يكون آداب وسلوك المؤمن المبتلى نحوها حتى ينجو منها سالماً ظافراً بالأجر العظيم من الله ، هذا ما سوف نتناوله في الفقرات التالية .
؟- المقصود بالفتن
كلمة الفتنة مشتقة من الفعل فَتَنَ ، وتعني : صَهَرَ ونقَّى الشيء ، مثل قوله : فتن الذهب أي صَهَرَهُ ، لفصل الردئ عن الجيد ، وجَمْعُ فِتْنَة : فِتَنْ وهي النوازل التي تنزل بالإنسان لصقله وبيان حقيقة إيمانه وصبره وثباته .
ويُعَرّف العلماء والفقهاء والدعاء الفتن بأنها المحن التي تنزل بالإنسان بهدف الإمتحان والاختبار والتمييز ، ومن مرادفاتها في المعنى والمدلول : البلايا والمصائب والرزايا ، وهذا المعنى هو الذي نقصده في هذا المقام .
؟- أنواع الفتن
تقسم الفتن بصفة عامة إلى نوعين رئيسيين هما :-
(1) - فتن بما يكره الإنسان : - مثل فتنة الفقر والظلم والاضطهاد والإيذاء والسجن والنفي والمرض والموت ...... ونحو ذلك مما يحسبها المسلم شراً وقد تكون خيراً .
(2) - فتن بما يحب الإنسان :- مثل فتنة الغنى والعافية والمنصب والجاه والأولاد والنساء ..... ونحو ذلك ، مما يحسبه المسلم خيراً لأنها تتعلق بزهرة الحياة الدنيا ، وهو لا يدري ربما تكون شراًَ له .(1/1)
وهذا التقسيم مستنبط من قول الله تبارك وتعالى : { وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } (الأنبياء 35) ، وقوله عز وجل : { وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } (الأعراف 168) .
ويجب على المؤمن في حالة الفتن بالسراء أن يشكر الله سبحانه وتعالى ، وفي حالة الفتن بالضراء أن يصبر ويقول الحمد لله على كل حال ، وهذا ما أشار إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - : في حديثه الشريف : " عجباً لأمر المؤمن ، إن أمره كله خير ، وليس لأحد إلاّ للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر ، فكان خيراً له " (رواه مسلم) ، ويقول العلماء أن مع كل محنة وفتنة نفحة ورحمة وأجر عظيم لمن يصبر ويثبت ويشكر .
؟- لماذا سَنّ الله الفتن ؟
يتساءل كثير من الناس ، ما هي الحكمة من أن سَنّ الله على عباده المحن والفتن؟
يقول العلماء أن حكم الله من الفتن كثيرة منها ما نعلمه ومنها ما لا نعلمه ، فهو سبحانه وتعالى الذي يعلم الخير لعباده مصداقاً لقوله : { أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ } (الأعراف 54) ، وقوله عز وجل : { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } (الملك 14) ، وكل ما يأتي من عند الله هو الخير ، ويُقال : " لا يُحْمَد على مكروه سواه " .
ولقد استبنط العلماء والفقهاء من القرآن والسنة حكمة الله من نزول الفتن كما يلي (1) :-
__________
(1) - لمزيد من التفصيل يرجع إلى : د.حسين حسين شحاتة ، " نفحات الابتلاءات" ، دار النشر للجامعات ، 1429 هـ / 2008 م ، الفصل الثاني .(1/2)
" - التمييز بين الناس في صدق العبودية لله ، ودليل ذلك قول الله تبارك وتعالى : { أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) } (العنكبوت 2-3) .
" - بيان حب الله سبحانه وتعالى لعباده الصابرين الصادقين ، حيث يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "وإن كان أحدكم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء"(رواه بن ماجه) ، ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا أحب الله قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط " (رواه الترمذي).
" - رفع الدرجات وبلوغ المنزلة الرفيعة لعباده الصابرين المحتسبين ، فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " صداع المؤمن حتى الشوكة يشاكها أو أي شيء يؤذيه ، يرفعه الله بها يوم القيامة درجة ، ويكفر عنه ذنوبه " (رواه أحمد).
" - تكفير الذنوب والخطايا والسيئات لبعض عباده المذنبين ، حيث يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا ، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة " (أخرجه الترمذي وحسنه) .
" - تطهير القلوب ، وإصلاح النفوس : يقول ابن القيم في كتابه شفاء العليل : "لولا محن الدنيا ومصائبها لأصاب العبد من أدواء الكبر والعجب والفرعنة وقسوة القلب ما هو سبب هلاكه عاجلاً وآجلاً " (1) .
" - رد الناس إلى الله سبحانه وتعالى والاستقامة على طريقه المستقيم ، يقول الله تبارك وتعالى : { وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } (الأعراف : 168) .
__________
(1) - ابن القيم ، " شفاء العليل " ، صفحة 524 .(1/3)
" - اليقين التام بأن الله هو المغيث وهو اللطيف وهو المنجي : ودليل ذلك قول الله تبارك وتعالى : { أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ } (النمل :62) وقوله تبارك وتعالى أيضاً على لسان أيوب - عليه السلام - : { أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } (الأنبياء : 83) .
" - تقوية صلة المؤمن بالله عز وجل وتحسين عمله ، يقول الله تبارك وتعالى : { تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) } (الملك:1-2) ، كما يلجأ المؤمن المبتلى إلى الله - عز وجل - ، يقول الله تبارك وتعالى : { أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا $VJح !$s%ur يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ } (الزمر 9) وقوله تبارك وتعالى : { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا } (السجدة 16) .
" - التذكير بنعم الله العديدة التي لا تظهر إلاّ في حالات المحن والفتن ، يقول الله تبارك وتعالى : { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ } (النحل 053) .(1/4)
" - تربية النفس على الصبر والثبات والمرابطة لتنال الأجر والمثوبة من الله عز وجل : يقول الله تبارك وتعالى : { لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ } (آل عمران 186) ، ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " عجباً لأمر المؤمن ، إن أمره كله خير ، وليس لأحد إلاّ للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر ، فكان خيراً له " (رواه مسلم) ، ومن وصايا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ... واعلم أن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً " (رواه أحمد).
وإذا تدبرنا هذه الحكم من المحن والفتن والبلايا نجدها كلها خير للمؤمن الذي يصبر ويحتسب ما أصابه من بأساء وضراء ، فسوف يوفيه الله سبحانه وتعالى أجره العظيم مصداقاً لقوله تبارك وتعالى : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) } (البقرة 155-157) وقوله تبارك وتعالى : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } (الزمر 10) .
؟- كيف تكون آداب المؤمن أثناء الفتن ؟
يجب على المؤمن أثناء المحن والفتن أن يكون سلوكه وفقاً لما يرضي الله عز وجل ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وأن يتحلى بالآداب التي يقرها الشرع حتى ينجو وهو معتصم بالله ، ومن هذه الآداب ما يلي :-(1/5)
" - الإيمان الصادق بقدر الله سبحانه وتعالى ، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، مصداقاً لقول الله تبارك وتعالى : { قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } (التوبة 51) ، ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك " (متفق عليه).
" - الرضا التام بما أراده الله حتى يرضى الله سبحانه وتعالى عليه ، ودليل ذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا أحب الله قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط " (رواه الترمذي).
" - الصبر الجميل على ما يكره لعل فيه الخير الكثير وهو لا يعلم ، يقول الله تبارك وتعالى : " { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) } (البقرة 155-157) .
" - الثبات وتجنب الهرج والمرج والتحلي بالحلم والأناة : يقول الله تبارك وتعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (آل عمران 200) .
" - الأخذ بالأسباب للنجاة من عواقب الفتنة ، فعلى سبيل المثال في حالة المرض يجب التداوى مصداقاً لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما أنزل الله داء إلاّ أنزل له شفاء" (رواه البخاري) ، وفي حالة الموت يلجأ إلى الله بالدعاء بأن يخحلفه في مصيبته.(1/6)
" - الاستعانة بأهل العلم والصلاح والبر والإحسان والخير لتقديم العون للنجاة من المحنة والفتنة ، يقول الله تبارك وتعالى : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } (المائدة 2) ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " (البخاري ومسلم) .
" - التوبة والاستغفار لتكفير الذنوب ، حتى يلقى المؤمن ربه وليس عليه خطيئة ، ودليل ذلك قول الله تبارك وتعالى : { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } (آل عمران 133) ، ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها " (رواه مسلم) .
" - التضرع إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء الخالص للنجاة من الكرب والهم وكشف الضر والسوء ، ورفع البلاء ، وزيادة الأجر ، ودليل ذلك قول الله تعالى : { أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ } (النمل 62) ، وقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ، فعليكم عباد الله بالدعاء " (الترمذي) ، كما أوصانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بالدعاء الآتي عند وقوع البلاء : " بسم الله الرحمن الرحيم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم " ، فإن الله يصرف بها ما شاء من أنواع البلاء " (رواه ابن السني) .
؟- من فتن الحياة الدنيا .
لقد استنبط الفقهاء والعلماء من القرآن والسنة ومن سير الأنبياء والرسل والدعاة إلى الله نماذج من المحن والفتن ، من أهمها ما يلي :-(1/7)
- فتنة الشيطان الرجيم لغواية الإنسان عن الطريق المستقيم ليقع في الذنوب والخطايا .
- فتنة النفس الأمارة بالسوء التي تزين لصاحبها الوقوع في الخطايا والمفاسد والمعاصي.
- فتنة النساء التي توقع الرجال في الفاحشة والرذيلة .
- فتنة المال التي تجعل الإنسان يطغى ويفسد في الأرض .
- فتنة الأولاد التي قد تصيب الإنسان بالتفاخر أو تعوقه عن الدعوة في سبيل الله .
- فتنة الجاه والمنصب التي تصيب الإنسان بأمراض العجب والغرور والتعالى على الآخرين ، وربما تقوده إلى الكفر والشرك بالله .
- فتنة الخيلاء والتكبر على عباد الله استعلاء في الأرض .
- فتنة الاضطهاد والإيذاء والظلم التي يتعرض لها الدعاه إلى الله سبحانه وتعالى .
- فتنة السجون التي يُلقى فيها الدعاة إلى الله ظلماً وعدواناً .
- فتنة المرض الذي يتعرض له الإنسان .
- فتنة الموت أو مصيبة الموت التي هي من آيات الله سبحانه وتعالى للاختبار.
وهذه الفتن وغيرها توجب على المسلم أن يتدبرها ويدرس سير الرسل والأنبياء وغيرهم ممن ساروا على نهجهم ليعرف السبيل للنجاة منها .
؟- كيف السبيل للنجاة من الفتن ؟
أمل المؤمن المبتلى بمحنة أو بفتنة أن ينجو منها دون أن يسلك سلوكاً لا يرضي الله ورسوله ، بمعنى كيف يحصن المؤمن نفسه من السخط والغضب والضجر والتجهم ، أو أن يصيح ويتلفظ بألفاظ تعبر عن سخطه ، فعلى سبيل المثال عندما يصاب المؤمن بفتنة موت حبيب أو عزيز ماذا يكون سلوكه ، فإذا صبر واحتسب وقال ما يرضي الله ورسوله (إنا لله وإنا إليه راجعون) فقد نجا من الفتنة وأخذ الثواب من الله ، أما إذا دعا بدعوى الجاهلية ولطم الخدود وشق الجيوب أو صرخ وتلفظ بكلمات فيها اعتراض على قدر الله ، فقد أذنب وتحمّل الوزر وحُرِم من الثواب .
ويحتاج المؤمن إلى معرفة كيف السبيل أو السبل للعصمة والنجاة من أن يسلك سلوكاً لا يُرضى الله ورسوله عند المحن والفتن .(1/8)