الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , أما بعد :
? فهذه درة سادسة من ((سلسلة كشف خبايا الزوايا من تراث السلف وكنوز الخلف ))
وهي كتاب ((العرف الوردي في أخبار المهدي)) للحافظ جلال الدين السيوطي رحمه الله
وقد طبع هذا الكتاب عدة طبعات , مفردا أو ضمن كتابه الآخر ((الحاوي للفتاوي)) إلا أنه لم يحظ بأي نوع من التحقيق, فعزمت بحمد الله وتوفيقه على الاهتمام به, وتوليته ما يستحقه من التحقيق والاعتناء.
? واعتمدت في ضبط نص الكتاب على مطبوعة المكتبة العصرية 1990 من كتاب ((الحاوي)) وهي مصورة عن طبعة الشيح (محمد محيي الدين عبدالحميد) المصري رحمه الله
ولما كان الكتاب كله عبارة عن متون أحاديث وآثار حديثية فقد قمت بمقابلة ما في المطبوع على أصوله من الكتب الحديثية, من سنن, و مسانيد, ومعاجم, فأصلحت الخطأ وقومته, وأتممت السقط قدر المستطاع, وقمت أيضا بتخريج الأحاديث والآثار, ونقلت أقوال أهل العلم بهذا الفن وحكمهم عليها
و جعلت للكتاب مقدمة, وفهارس علمية للأحاديث النبوية, والآثار السلفية, والأعلام الواردة في الكتاب للتسهيل على الباحثين والقارئين
أسأل الله أن ينفع بها , قارئها والناظر فيها , والله الموفق
كتبه أبو يعلى البيضاوي
عفا الله عنه وغفر له ولوالديه
الدار البيضاء 16 صفر 1426هـ
************
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر وأعن
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد :
? فهذه درة رابعة من سلسلة (( كشف خبايا الزوايا من تراث السلف, وكنوز الخلف)), وهي رسالة ((السنة )) للإمام أبي إبراهيم إسماعيلبن يحيى المزني )) صاحب الإمام م الشافعي وحامل المتوفى سنة 264هـ
? وقد استخرجتها من كتاب ((اجتماع الجيوش الإسلامية)) (ص 156)) وقد طبعت مفردة في مكتبة الغرباء 1415هـ بتحقيق (عزون), وقد استفدت من المطبوعة, وقابلتها عليها, وذكرت زياداتهاو وميزتها بين معقوفتين(1/1)
? وقد قمت بتقسيم فقراتها, وترتيبها, وتنسيقها تسهيلا لمطالعها وقارئها
? والله سبحانه وتعالى المسؤول بفضله ومنه أن ينفع بها, والحمد لله رب العالمين, و صلى الله على نبينا محمد, و على آله وصحبه أجمعين
*******************
*انتهت ......في المهدي للحافظ أبي نعيم الأصبهاني رحمه الله , وأسال الله أن ينفع به قارئه *
*والناظر فيه, وذلك على يد أبي يعلى البيضاوي عفا الله عنه , وذلك في*
*...من صفر 1426هـ من هجرة النبي المصطفى *
*صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا**
*والحمد لله رب العالمين حمدا*
* كثيرا طيبا *
*تم*
*
تم بحمد الله(1/2)
العَرْفُ الوَرْدِي
في أخبار المَهْدِي
للحافظ
جلال الدين السيوطي
تحقيق
أبي يعلى البيضاوي
عفا الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
رب أنعمت فزد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1)
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:102) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً,يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) ((الأحزاب:70\71)
أما بعد : اعلم – رحمني الله وإياك - أن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت [ النبوي ] يؤيد الدين, ويظهر العدل, ويتبعه المسلمون, ويستولي على الممالك الإسلامية, ويسمى بـ(المهدي), ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أَثَرِه, وأن عيسى - عليه السلام - ينزل من بعده فيقتل الدجال, أو ينزل معه فيساعده على قتله, ويأتم بالمهدي في صلاته(1)
__________
(1) – من ((عون المعبود شرح سنن أبي داود))(6\243)(1/1)
وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بظهور وخروج (( المهدي الفاطمي المنتظر)), فقد ذكر الشيخ العلامة (محمد بن جعفر الكتاني) في كتابه ((نظم المثناتر من الحديث المتواتر)) (ص144 ): أن أحاديث (المهدي المنتظر) رويت عن :
(1) ابن مسعود - رضي الله عنه - أخرجه أحمد, وأبو داود, و الترمذي, وابن ماجة
(2) وأم سلمة - رضي الله عنه - أخرجه أبو داود, وابن ماجة, والحاكم في ((المستدرك))
(3) وعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أخرجه أحمد, وأبو داود, وابن ماجة
(4) وأبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أخرجه أحمد, وأبو داود, و الترمذي, وابن ماجة, وأبو يعلى, والحاكم في ((المستدرك))
(5) وثوبان - رضي الله عنه - أخرجه أحمد, وابن ماجة, والحاكم في ((المستدرك))
(6) وقرة بن إياس المزني - رضي الله عنه - أخرجه البزار, والطبراني في ((الكبير)), و((الأوسط))
(7) وعبد اللّه بن الحارث بن جزء - رضي الله عنه - أخرجه ابن ماجة, والطبراني في ((الأوسط))
(8) وأبي هريرة - رضي الله عنه - أخرجه أحمد, و الترمذي, وأبو يعلى, و البزار في ((مسنديهما)), و الطبراني في ((الأوسط)) وغيرهم
(9) وحذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - أخرجه الروياني
(10) وابن عباس - رضي الله عنه - أخرجه أبو نعيم في ((أخبار المهدي))
(11) وجابر بن عبد اللّه - رضي الله عنه - أخرجه أحمد, ومسلم, إلا أنه ليس فيه تصريح بذكر المهدي, بل أحاديث مسلم كلها لم يقع فيها تصريح به
(12) وعثمان - رضي الله عنه - أخرجه الدارقطني في ((الأفراد))
(13) وأبي أمامة - رضي الله عنه - أخرجه الطبراني في ((الكبير))
(14) وعمار بن ياسر - رضي الله عنه - أخرجه الدارقطني في ((الأفراد)), والخطيب, وابن عساكر
(15) وجابر بن ماجد الصدفي - رضي الله عنه - أخرجه الطبراني في ((الكبير))
(16) وابن عمر - رضي الله عنه -
(17) وطلحة بن عبيد اللّه - رضي الله عنه - أخرجهما الطبراني في ((الأوسط))
((1/2)
18) وأنس بن مالك - رضي الله عنه - أخرجه ابن ماجة
(19) وعبد الرحمان بن عوف - رضي الله عنه - أخرجه أبو نعيم
(20) وعمران بن حصين - رضي الله عنه - أخرجه الإمام أبو عمرو الداني في ((سننه)) وغيرهم
? وقد نقل غير واحد عن الحافظ السخاوي أنها متواترة , و السخاوي ذكر ذلك في ((فتح المغيث)) ونقله عن أبي الحسين الآبري
? وفي ((تأليف)) لأبي العلاء إدريس بن محمد بن إدريس الحسين العراقي في المهدي هذا, أن أحاديثه متواترة, أو كادت قال: وجزم بالأول غير واحد من الحفاظ النقاد اهـ
? وفي ((شرح الرسالة)) للشيخ جسوس ما نصه: ورد خبر المهدي في أحاديث ذكر السخاوي أنها وصلت إلى حد التواتر اهـ
? وفي ((شرح المواهب)) نقلاً عن أبي الحسين الآبري في ((مناقب الشافعي)) قال: تواترت الأخبار أن المهدي من هذه الأمة وأن عيسى يصلي حلفه ذكر ذلك رداً لحديث ابن ماجة عن أنس ولا مهدي إلا عيسى اهـ
? وفي ((مغاني الوفا بمعاني الإكتفا)) : قال الشيخ أبو الحسين الآبري : قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بمجيء المهدي, وأنه سيملك سبع سنين, وأنه يملأ الأرض عدلاً اهـ
? وفي ((شرح عقيدة الشيخ محمد بن أحمد السفاريني الحنبلي)) : ما نصه : وقد كثرت بخروجه الروايات حتى بلغت حد التواتر المعنوي , وشاع ذلك بين علماء السنة حتى عد من معتقداتهم, ثم ذكر بعض الأحاديث الواردة فيه عن جماعة من الصحابة
وقال بعدها : وقد روى عمن ذكر من الصحابة وغير من ذكر منهم بروايات متعددة , وعن التابعين من بعدهم, مما يفيد مجموعة العلم القطعي, فالإيمان بخروج المهدي واجب, كما هو مقرر عند أهل العلم , ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة اهـ(1/3)
? وتتبع ابن خلدون في ((مقدمته)) طرق أحاديث خروجه, مستوعباً لها على حسب وسعه فلم تسلم له من علة , لكن ردوا عليه بأن الأحاديث الواردة فيه على اختلاف رواياتها كثيرة جداً تبلغ حد التواتر, وهي عند أحمد و الترمذي وأبي داود وابن ماجة والحاكم و الطبراني وأبي يعلى الموصلي و البزار وغيرهم من دواوين الإسلام,من السنن والمعاجم و المسانيد, وأسندوها إلى جماعة من الصحابة, فإنكارها مع ذلك مما لا ينبغي, والأحاديث يشد بعضها بعضاً, ويتقوى أمرها بالشواهد والمتابعات, وأحاديث المهدي بعضها صحيح, وبعضها حسن, وبعضها ضعيف, وأمره مشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار, وأنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت النبوي, يؤيد الدين, ويظهر العدل, ويتبعه المسلمون, ويستولي على الممالك الإسلامية, ويسمى بالمهدي, ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره, وأن عيسى - صلى الله عليه وسلم - ينزل من بعده, فيقتل الدجال, أو ينزل معه فيساعده على قتله, ويأتم بالمهدي في بعض صلواته, إلى غير ذلك
? وللقاضي العلامة (محمد بن علي الشوكاني) اليمني رحمه اللّه رسالة سماها ((التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح)) قال فيها: الأحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها, منها خمسون حديثاً في الصحيح والحسن والضعيف المنجبر, وهي متواترة بلا شك ولا شبهة, بل يصدق وصف التواتر على ما دونها, على جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول, وأما الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي فهي كثيرة أيضاً, لها حكم الرفع, إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك اهـ ,و انظره فقد ذكر أحاديثه وتكلم عليها(1/4)
? وفي ((الصواعق)) لابن حجر الهيتمي ما نصه: قال (أبو الحسين الآبري): قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم بخروج المهدي وأنه من أهل بيته وأنه يملك سبع سنين وأنه يملأ الأرض عدلاً وأنه يخرج مع عيسى صلى اللّه على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام فيساعده على قتل الدجال بباب لد بأرض فلسطين وأنه يؤم هذه الأمة ويصلي عيسى خلفه اهـ
ومثله له في ((القول المختصر في علامات المهدي المنتظر)) إلا أنه عبر عن (أبي الحسين) المذكور ببعض الأئمة ونصه قال بعض الأئمة: قد تواترت الأخبار الخ... ما مر عنه في ((الصواعق))
وقال قبله بيسير ما نصه: قال بعض الأئمة الحفاظ :أن كونه أي المهدي من ذريته - صلى الله عليه وسلم - قد تواتر عنه صلى اللّه عليه وسلم اهـ.
? قلت : [ أي الكتاني ]: وأبو الحسين المذكور هو محمد بن الحسين بن إبراهيم الآبري السجستاني مصنف كتاب ((مناقب الشافعي)) وهو كتاب حافل رتبه على أربعة أو خمسة وسبعين بابا,ً وآبر من قرى سجستان, توفي في رجب سنة ثلاث وستين وثلاثمائة , راجع ترجمته في ((الطبقات الكبرى للسبكي))(1), ولولا مخافة التطويل لأوردت هاهنا ما وقفت عليه من أحاديثه, لأني رأيت الكثير من الناس في هذا الوقت يتشككون في أمره , ويقولون يا ترى هل أحاديثه قطعية أم لا ؟ ,وكثير منهم يقف مع كلام ابن خلدون ويعتمده,مع أنه ليس من أهل هذا الميدان,والحق الرجوع في كل فن لأربابه ,والعلم للّه تبارك وتعالى.انتهى كلام الشيخ الكتاني رحمه الله
فصل
في ذكر من ادعى المهدية أو ادعيت له عبر التاريخ الإسلامي
__________
(1) - (طبقات الشافعية) للسبكي (2\149) و(طبقات الشافعية) لابن قاضي شهبة (1\146) و(شذرات الذهب) لبن العماد (3\46)(1/5)
? وقد حاول كثير من المدعين استغلال هذه العقيدة ,فادعوا زورا وبهتانا أنهم ((المهدي المنتظر))الموعود به على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ,وقد اختلفت أغراضهم وأحوالهم في ذلك, فقد ادعاها بعضهم وغرضهم إفساد الدين, و إهلاك الحرث والنسل , وبعضهم ادعاها طلبا للملك والسلطان وحرصا على الدنيا, وبعضهم لُبِسَ عليه الأمر لخفة عقله, أو أَثَّر عليه اجتهاده في العبادة والزهد, و قد ادُعِيتَ المهدية لأناس لم يدعوها لأنفسهم ,ادعاها لهم أتباعهم ومحبيهم و المغالين فيهم ,وهذا سرد لأسماء من وقفت عليهم, ولا شك أن هناك آخرون لم تبلغنا أخبارهم أو فاتنا ذكرهم, والله الموفق :
1- فأول من ادعيت له (المهدية) هو (أبو القاسم محمد بن علي بن أبى طالب العلوي الهاشمي) رحمه الله, المعروف (بابن الحنفية), قال الحافظ الذهبي في ((سير أعلام النبلاء))(4\ 111):
كانت الشيعة في زمانه تتغالى فيه, وتدعي إمامته ,ولقبوه (بالمهدي) ,ويزعمون أنه لم يمت ,قال الزبير بن بكار : سمته الشيعة (المهدي) , فأخبرني عمي مصعب قال: قال كثير عزة :هو (المهدي), أخبرناه كعب أخو الأحبار في الحقب الخوالي, فقيل له: ألقيت كعبا ؟ ,قال: قلته بالتوهم , وقال أيضا:
ألا أن الأئمة من قريش *** ولاة الحق أربعة سواء
على والثلاثة من بنيه *** هم الأسباط بهم خفاء
فبسط إيمان وبر *** وسبط غيبته كربلاء
وسبط لا يذوق الموت حتى *** يقول الخيل يقدمها اللواء
تغيب لا يرى عنهم زمانا *** برضوى عنده عسل وماء
وقد رواها عمر بن عبيدة لكثير بن كثير السهمي.اهـ(1/6)
قال الحافظ (ابن حجر) في ((الإصابة))(6 \351): كان أول أمر المختار أن ابن الزبير أرسله إلى الكوفة ليؤكد له أمر بيعته , و ولي عبد الله بن مطيع إمرة الكوفة , فأظهر المختار أن ابن الزبير دعا في السر للطلب بدم الحسين, ثم أراد تأكيد أمره فادعى أن محمد بن الحنفية هو (المهدي) الذي سيخرج في آخر الزمان وأنه أمره أن يدعو الناس إلى بيعته, وزور على لسانه كتابا, فدخل في طاعته جمع جم ,فتقوى بهم وتتبع قتلة الحسين فقتلهم فقوي أمره بمن يحب أهل البيت, ثم وقع بين بن الزبير وابن الحنفية وابن العباس ما وقع لكونهما امتنعا من المبايعة, فحصرهما ومن كان من جهتهما في الشعب, فبلغ المختار فأرسل عسكرا كثيفا وأمر عليهم أبا عبد الله الجدلي فهجموا مكة وأخرجوهما من الشعب, فلحقا بالطائف , فشكر الناس للمختار ذلك .اهـ
وذكر ابن سعد في ((طبقاته))(5\101) : أنه لما شدد ابن الزبير على محمد بن الحنفية ومن معه, هَمَّ بالقدوم إلى الكوفة, وبلغ ذلك إلى المختار فثقل عليه قدومه, فقال:إن ((للمهدي)) علامة يقدم بلدكم هذا, فيضربه رجل في السوق بالسيف لا تضره ولا تحيك فيه, فبلغ ذلك بن الحنفية فأقام.اهـ
وذكر الإسفرايني في ((التبصير في الدين))(ص31)): أن هناك فرقة من فرق الشيعة تسمى ((الكربية), أصحاب أبي كرب الضرير يقولون: إن محمد بن الحنفية لم يمت, ولم يقتل وأنه في جبل رضوى, وعنده عين من الماء وعين من العسل يتناول منهما , وعنده أسد ونمر تحفظانه من الأعداء إلى أن يؤذن له في الخروج, وهو ((المهدي المنتظر)) عندهم .اهـ
2- وممن ظُنَّ أنه (المهدي) ,(موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي القرشي) - رضي الله عنه - ,قال أبو حاتم الرازي: هو أفضل ولد طلحة بعد محمد(1/7)
فقد أخرج ابن سعد في ((طبقاته)) (5\162):عن خالد بن سمير قال: قدم الكذاب المختار بن أبي عبيد الكوفة, فهرب منه وجوه أهل الكوفة, فقدموا علينا هاهنا البصرة, وفيهم موسى بن طلحة بن عبيد الله, قال: وكان الناس يرونه زمانه هو المهدي),و الأثر أخرجه نعيم بن حماد في الفتن(405) وأبو نعيم في الحلية(4\371)
3- وادعيت (المهدية) أيضا (لأبى جعفر محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط) - رضي الله عنهم - , وكان رحمه الله ينكر ذلك وينفيه, أخرج المحاملي في (( أماليه)) عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين قال: (( يزعمون أني (المهدي), وإني إلى أجلي أدنى مني إلى ما يدعون)) وعلقه الذهبي في ((السير))(4\407) عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي جعفر محمد بن علي
و ذكره المزي في ((تهذيب الكمال))(2\418) في ترجمة ( إسحاق بن حكيم) بلفظ آخر : قال أبو جعفر: يقولون إني أنا (المهدي) ,والله لو أن الناس أطبقوا أن الفرج يجيئهم من باب لخالفهم القدر.
وهناك فرقة من الشيعة تدعى : (بالناووسية) أصحاب ابن ناووس البصري, يزعمون أن جعفر بن محمد لم يمت و لا يموت وهو (المهدي), ذكر ذلك المقدسي في كتابه ((البدء والتاريخ))(5\129), والإسفراييني في ((التبصير))(ص37)
4- وظًنَّ بعضهم أن الخليفة الراشد (عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي) رحمه الله هو (المهدي) , فقد ذكر الذهبي في ((السير)) (5\130): ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة قلت لطاووس: هو المهدي يعني عمر بن عبد العزيز؟ قال: هو المهدي,وليس به, إنه لم يستكمل العدل كله
وأخرج ابن سعد في (( طبقاته)) (5 \333) عن عبد الجبار بن أبي معن قال:(1/8)
سمعت سعيد بن المسيب وسأله رجل فقال له: يا أبا محمد من المهدي؟, فقال له سعيد:أدخلت دار مروان؟ قال: لا, قال: فادخل دار مروان تر المهدي, قال: فأذن عمر بن عبد العزيز للناس فانطلق الرجل حتى دخل دار مروان فرأى الأمير والناس مجتمعين,ثم رجع إلى سعيد بن المسيب فقال: يا أبا محمد دخلت دار مروان فلم أر أحدا أقول هذا المهدي ,فقال له سعيد بن المسيب وأنا أسمع: هل رأيت الأشج عمر بن عبد العزيز القاعد على السرير؟ قال: نعم قال: فهو المهدي
ثم روى عن العرزمي يقول سمعت محمد بن علي يقول: (( النبي منا, والمهدي من بني عبد شمس, ولا نعلمه إلا عمر بن عبد العزيز, قال: وهذا في خلافة عمر بن عبد العزيز ))
وعن أبي يعفور عن مولى لهند بنت أسماء قال: قلت لمحمد بن علي: (( إن الناس يزعمون أن فيكم مهديا ؟ فقال: إن ذاك كذاك, ولكنه من بني عبد شمس, قال: كأنه عنى عمر بن عبد العزيز )) قلت: وفي إسناده مجهول(1/9)
5- و ادعاها كذبا وزورا (صالح بن طريف البرغواطي) المتنبئ الذي ادعى النبوة بتامسنا(1), وكان أبوه طريف يكنى أبا صبيح, وكان من قواد ميسرة الخفير القائم بدعوة الخوارج الصفرية ,ولما انقرض أمر ميسرة بقي طريف قائما بأمر برغواطة بتامسنا, ويقال إنه تنبأ أيضا, وشرع لهم الشرائع, ثم هلك وولى مكانه ابنه صالح هذا , وقد كان شهد مع أبيه حروب ميسرة, قال ابن خلدون: وكان من أهل العلم والخير, ثم انسلخ من آيات الله وانتحل دعوى النبوة, وشرع لهم الديانة التي كانوا عليها من بعده, وهي معروفة في كتب المؤرخين,وقد قيل إن ظهوره كان لأول الهجرة, وأنه انتحل ذلك عنادا ومحاكاة لما بلغه من شأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ,والأول أصح ثم زعم أنه (المهدي) الأكبر الذي يخرج في آخر الزمان, وأن عيسى - صلى الله عليه وسلم - يكون صاحبه, ويصلي خلفه, وأن اسمه في اللسان العربي (صالح), وفي السرياني (مالك), وفي العجمي (عالم), وفي العبراني (روبيل), وفي البربري (واربا) ومعناه الذي ليس بعده نبي, ثم خرج إلى المشرق بعد أن ملكهم سبعا وأربعين سنة, ووعدهم أنه يرجع إليهم في دواة السابع منهم, وأوصى بنيه بالتمسك بدينه, فتوارثوا ضلاله من بعده إلى أواسط المائة الخامسة, وكان للدول فيهم ملاحم إلى أن جاءت دولة المرابطين فمحوا أثر بدعتهم..اهـ
6- وممن ادعيت له أيضا (محمد بن عبد الله المحض الحسني العلوي) رحمه الله, المشهور (بالنفس الزكية) ,فقد ظن كثير من الناس ومنهم علماء أجلاء أنه (المهدي) , وأفتى كثير من الأئمة بالخروج معه و باستحقاقه الخلافة, فخرج على أبى جعفر المنصور العباسي, و وقعت له معه حروب مشهورة , حتى قتل في آخر الأمر
__________
(1) - من بلاد المغرب الأقصى على ساحل البحر المحيط , وبرغواطة بطن من المصامدة من قبائل البربر(1/10)
- ذكر أبو الفرج الأصفهاني في كتابه ((مقاتل الطالبيين)) (1\233) :أنه كان من أفضل أهل بيته، وأكبر أهل زمانه في زمانه في علمه بكتاب الله وحفظه له, وفقهه في الدين وشجاعته وجوده وبأسه, وكل أمر يجمل بمثله, حتى لم يشك أحد أنه (المهدي), وشاع ذلك له في العامة, وبايعه رجال من بني هاشم جميعا من آل أبى طالب، وآل العباس، وساير بني هاشم, ثم ظهر من جعفر بن محمد (الصادق) قول في انه لا يملك, وأن الملك يكون في بني العباس فانتبهوا من ذلك لأمر لم يكونوا يطمعون فيه اهـ
- وأخرج أيضا في كتابه (1\239) :عن ابن دأب قال: لم يزل محمد بن عبدالله بن الحسن منذ كان صبيا، يتوارى ويراسل الناس بالدعوة إلى نفسه، ويسمى بالمهدي.
- وفي(1\241) عن أم كلثوم بنت وهب، قالت: كان يوجد في الرواية أنه يملك رجل اسمه اسم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، واسم أمه على ثلاث أحرف أولها هاء وآخرها دال, قال: وكانوا يظنون محمد بن عبد الله بن الحسن، وأمه هند.
وفي(1\240) عن أبي سلمة المصبحي، قال: حدثني مولي لأبى جعفر، قال: أرسلني أبو جعفر، فقال: اجلس عند المنبر فاسمع ما يقول محمد فسمعته يقول: إنكم لا تشكون أني أنا الهدي، وأنا هو, فأخبرت بذلك أبا جعفر، فقال: كذب عدوالله، بل هو ابني
- وفي (1\244) عن عيسى بن عبدالله، قال: لم يزل محمد بن عبدالله منذ كان غلاما إلى أن بلغ يتغيب ويستخفي، ويسمى المهدي
- وفي (1\244) عن حميد بن سعيد، قال: لما ولد محمد بن عبدالله سربه آل محمد، وكانوا يروون عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن اسم (المهدي) محمد بن عبدالله فأملوه، ورجوه، وسروا به، ووقعت عليه المحبة، وجعلوا يتذاكرونه في المجالس، وتباشرت به الشيعة.
وفي ذلك يقول الشاعر:
ليهنكم المولود آل محمد*** إمام هدى هادي الطريقة مهتدي
يسوم أمي الذل من بعد عزها *** وآل أبى العاص الطريد المشرد
فيقتلهم قتلا ذريعا وهذه *** بشارة جديه علي وأحمد(1/11)
هما أنبأنا أن ذلك كائن *** برغم أنوف من عداة وحسد
أمية صبرا طال ما أطرت لكم *** بنو هاشم آل النبي محمد
ومما قيل فيه من الشعر أيضا:قول سلمة بن أسلم, أحد بني الربعة من جهينة:
إنا لنرجو أن يكون محمد *** إماما به يحيا الكتاب المنزل
به يصلح الإسلام بعد فساده *** ويحيا يتيم بائس ومعول
ويملا عدلا أرضنا بعد ملئها *** ضلالا ويأتينا الذي كنت آمل
وقال أيضا:
*إن كان في الناس لنا مهدي*
* يقيم فينا سيرة النبي*
*فانه محمد التقي*
- وذكر أبو الفرج في كتابه (1\291) أن عبدالله بن جعفر بن عبدالرحمن بن المسور بن مخرمة, وكان من رجال أهل المدينة علما بالفقه وصدقا بالحديث وتقدما بالفتوى، وكان يرشح للقضاء, لما دخل إلى جعفر بن سليمان قال له: ما حملك على الخروج مع محمد على ما أنت عليه من العلم والفقه؟ , فقال: ما خرجت معه وأنا أشك في أنه (المهدي)، لما روى لنا في أمره فما, زلت أرى أنه هو حتى رأيته مقتول,ا ولا اغتررت بأحد بعده,فاستحيى منه وأطلقه.اهـ
- وذكر الذهبي في ((السير))( 7\ 329) في ترجمة (ابن أبى ذئب) الفقيه المحدث رحمه الله:له هفوة نهض مع محمد بن عبد الله بن حسن وظنه (المهدي), ثم إنه ندم فيما بعد, وقال: لا غرني أحد بعده.
- وذكر أيضا(6\ 319) في ترجمة الفقيه العالم المحدث (محمد بن عجلان) رحمه الله, قال مصعب الزبيري: كان لابن عجلان قدر وفضل بالمدينة, وكان ممن خرج مع محمد بن عبد الله,فأراد جعفر بن سليمان قطع يده,فسمع ضجة, وكان عنده الأكابر, فقال:ما هذا ؟,قالوا:هذه ضجة أهل المدينة يدعون لابن عجلان, فلو عفوت عنه, وإنما غر وأخطأ في الرواية, ظن أنه (المهدي) فأطلقه وعفا عنه .اهـ(1)
__________
(1) 1- وقد أخرج قصة ابن عجلان هذه ابن سعد في طبقاته الكبرى من طريق أخرى, وهي في القسم المتمم لها المطبوع في دار العلوم والحكم 1408بتحقيق (زياد محمد منصور), وأخرجها أيضا المزي في (( تهذيب الكمال))(25\ 469\5338)(1/12)
وكانت فرقة من الشيعة تزعم أنه (المهدي) الموعود, قال ابن تيمية رحمه الله في ((منهاج السنة))(3\479): ومن الرافضة من قال بل النص بعد (الحسين بن علي) على ابنه (علي بن الحسين) ثم إلى ابنه (أبي جعفر) وأن (أبا جعفر) أوصى إلى (المغيرة بن سعيد) فهم يأتمون به إلى أن يخرج (المهدي), و(المهدي) فيما زعموا هو محمد بن عبدالله بن الحسن بن علي بن أبي طالب, وزعموا أنه حي مقيم بناحية الحاجر, وأنه لا يزال مقيما هناك إلى أوان خروجه, ومن الرافضة من يقول إن الإمام بعد (أبي جعفر محمد بن علي) هو (محمد بن عبدالله بن الحسن) الخارج بالمدينة في خلافة (أبي جعفر المنصور), وقصته مشهورة ,وزعموا أنه (المهدي), وأنكروا إمامة المغيرة بن سعيد.اهـ
7- وادعيت أيضا للإمام (جعفر الصادق بن محمد الباقر ),قال ابن تيمية في ((المنهاج))(3\480): ومنهم (أي الرافضة)من قال إن (أبا جعفر) نص على ابنه (جعفر بن محمد) وأن (جعفرا) حي لم يمت ,ولا يموت حتى يظهر أمره, وهو القائم (المهدي).اهـ(1/13)
8- وادعيت أيضا لابنه (موسى بن جعفر الصادق), ادعاها له فرقة من فرق الشيعة تعرف (بالموسوية), قال في ((الفرق بين الفرق )) :منهم هؤلاء الذين ساقوا الإمامة إلى جعفر, ثم زعموا أن الإمام بعد جعفر كان ابنه موسى بن جعفر, وزعموا أن موسى بن جعفر حي لم يمت, وانه هو(( المهدي المنتظر)), وقالوا إنه دخل دار الرشيد ولم يخرج منها, وقد علمنا إمامته وشككنا في موته فلا نحكم في موته إلا بيقي,ن فقيل لهذه الفرقة الموسوية : إذا شككتم في حياته وموته فشكوا في إمامته, ولا تقطعوا القول بأنه باق وانه هو (المهدى المنتظر) هذا مع علمكم بأن مشهد موسى بن جعفر معروف في الجانب الغربي من بغداد يزار, ويقال لهذه الفرقة (موسوية) لانتظارها موسى بن جعفر, ويقال لها( الممطورة) أيضا, لان يونس بن عبد الرحمن القمي كان من القطيعية, وناظر بعض الموسوية فقال في بعض كلامه: أنتم أهون على عيني من الكلاب الممطورة.اهـ
9- وادعاها أيضا ابنه الآخر (محمد بن جعفر الصادق)(الديباج) الذي خرج في مكة سنة 200 هـ, وأعلن نفسه خليفة للمسلمين, ذكر أبو الفرج في كتابه (1\539)عن إبراهيم بن يوسف يقول: كان (محمد بن جعفر) قد أصاب أحد عينيه شئ فأثر فيها، فسر بذلك وقال: لأرجو أن أكون (المهدي) القائم، قد بلغني أن في إحدى عينيه شيئا، وأنه يدخل في هذا الأمر وهو كاره له.اهـ(1/14)
10- وممن ادعيت له (عبد الله بن معاوية بن عبدالله بن جعفر بن أبى طالب الهاشمي القرشي ) قال ابن تيمية رحمه الله ((المنهاج)) (3\478): من الكيسانية طائفة يزعمون أن أبا هاشم نصب عبدالله بن عمرو بن حرب إماما, وتحولت روح أبي هاشم فيه, ثم وقفوا على كذب عبدالله بن عمرو فصاروا إلى المدينة يلتمسون إماما فلقوا عبدالله بن معاوية بن عبدالله بن جعفر بن أبى طالب فدعاهم إلى أن يأتموا به فاتخذوه إماما , وادعوا له الوصية,ثم منهم من قال: إنه مات ومنهم من قال: إنه لم يمت حتى يقوم, ومنهم من قال: بل هو (المهدي) المبشر به وأنه حي بجبال أصبهان.اهـ وكان (عبد الله بن معاوية) جوادا فارسا شاعرا، ولكنه كان سئ السيرة, ردئ المذهب, قتالا مستظهرا ببطانة السوء, ومن يرمى بالزندقة, ذكر ذلك أبو الفرج في كتابه (1\162), ثم سرد بعض أخباره
11- وادعيت كذلك (لمحمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق) قال ابن تيمية في ((المنهاج)) (3\481): (ومن الرافضة القرامطة يزعمون أن خلافة النبي - صلى الله عليه وسلم - اتصلت بالنص إلى (جعفر), كما يقوله الإثنا عشرية, وأن (جعفرا) نص على إمامة ابن ابنه (محمد بن إسماعيل) ,وزعموا أن (محمد بن إسماعيل) حي إلى اليوم, يعني إلى أوائل المائة الرابعة لم يمت, ولا يموت حتى يملك الأرض, وأنه هو (المهدي) الذي تقدمت البشارة به, واحتجوا في ذلك بأخبار رووها عن أسلافهم, يخبرون فيها أن سابع الأئمة قائمهم, وهؤلاء يقال لهم (السبعية) كما يقال لأولئك الإثنا عشرية, وهؤلاء ذكر المصنفون مقالاتهم في أوائل الأمر قبل المائة الرابعة, قبل ظهورهم بالمغرب والقاهرة,فإن هؤلاء انتشر من أمرهم في أثناء المائة الرابعة وبعدها ما يطول وصفه, وظهر فيهم من الزندقة والإلحاد ما لم يعهد مثله ,لا في الغلاة ولا غيرهم.اهـ(1/15)
- وذكر ابن الجوزي في تاريخه (( المنتظم )) في حوادث سنة 313هـ: عرف المقتدر أن الرافضة تجتمع في مسجد (براثا) فتشتم الصحابة, فوجه نازوك للقبض على من فيه ,وكان ذلك في يوم الجمعة لست بقين من صفر, فوجدوا فيه ثلاثين إنسانا يصلون وقت الجمعة, ويعلنون البراءة ممن يأتم بالمقتدر,فقبض عليهم وفتشوا فوجدوا معهم خواتيم من طين أبيض يختمها لهم الكعكى, عليها محمد بن إسماعيل الإمام المهدي ولى الله, فأخذوا وحبسوا, وتجرد الخاقانى لهدم مسجد (براثا), واحضر رقعة فيها فتوى من الفقهاء أنه مسجد ضرار وكفر وتفريق بين المؤمنين, وذكر أنه إن لم يهدم كان مأوى الدعاء والقرامطة, فأمر المقتدر بهدمه فهدمه نازوك, وأمر الخاقاني بتصييره مقبرة فدفن فيه عدة من الموتى وأحرق باقيه.اهـ
12- ومنهم أيضا (محمد المهدي بن أبى جعفر عبدالله المنصور) ثالث خلفاء بني العباس, فقد أخرج أبو الفرج في كتابه (1\240): عن أبى سلمة المصبحي، قال: حدثني مولي لأبى جعفر، قال: أرسلني أبو جعفر، فقال: اجلس عند المنبر فاسمع ما يقول محمد(1), فسمعته يقول: إنكم لا تشكون أني أنا (المهدي)، وأنا هو, فأخبرت بذلك أبا جعفر، فقال: كذب عدو الله، بل هو ابني.
- وأخرج أيضا (1\247) عن مسلم بن قتيبة قال: أرسل إلي أبو جعفر فدخلت عليه فقال: قد خرج محمد بن عبدالله وتسمى (بالمهدي)، و الله ما هو به, وأخرى أقولها لك لم اقلها لأحد قبلك، ولا أقولها لأحد بعدك, وابني والله ما هو (بالمهدي) الذي جاء ت به الرواية, ولكنني تيمنت به و تفاء لت به..اهـ
قال ابن تيمية رحمه الله في (المنهاج))(2\190): سمى المنصور ابنه محمدا ولقبه (بالمهدي) مواطأة لاسمه باسمه, واسم أبيه باسم أبيه,ولكن لم يكن هو الموعود به .اهـ
__________
(1) - أي النفس الزكية ابن عبد الله المحض المتقدم ذكره(1/16)
وقد ظن بعض الناس أنه الذي جاءت الأحاديث بذكره ,قال ابن القيم رحمه الله في (( المنار المنيف))(ص 149): القول الثاني (أي في اختلاف الناس في تعيين المهدي) أنه (المهدي) الذي ولي من بني العباس, وقد انتهى زمانه, واحتج أصحاب هذا القول بما رواه أحمد في مسنده حدثنا وكيع عن شريك عن علي بن زيد عن أبي قلابة عن ثوبان قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :(( إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فائتوها ولو حبوا على الثلج فإنه فيها خليفة الله المهدي )) , وعلي بن زيد قد روى له مسلم متابعة ,ولكن هو ضعيف, وله مناكير تفرد بها ,فلا يحتج بما ينفرد به, وروى ابن ماجة من حديث الثوري عن خالد عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه , وتابعه عبد العزيز بن المختار عن خالد, وفي سنن ابن ماجة عن عبد الله بن مسعود قال: (( بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ أقبل فتية من بني هاشم, فلما رآهم النبي - صلى الله عليه وسلم - اغرورقت عيناه وتغير لونه ,فقلت: ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه قال: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا, وإن أهل بيتي سيلقون بلاء وتشريدا و تطريدا, حتى يأتي قوم من أهل المشرق ومعهم رايات سود, يسألون الحق فلا يعطونه, فيقاتلون فينصرون, فيعطون ما سألوا فل يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي, فيملؤها قسطا كما ملئت جورا, فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج )) وفي إسناده يزيد بن أبي زياد, وهو سيء الحفظ اختلط في آخر عمره, وكان يقلد الفلوس, وهذا والذي قبله لو صح لم يكن فيه دليل على أن المهدي الذي تولى من بني العباس هو (المهدي), الذي يخرج في آخر الزمان, بل هو مهدي من جملة المهديين, وعمر بن عبد العزيز كان مهديا بل هو أولى باسم المهدي .اهـ(1/17)
13- وأغرب هذه الإدعاءات, وأحقها بالنقض, وأولاها بالرفض دعواهم ((المهدية)) لصبي لم يبلغ الحلم, ولم يبلغ سن التكليف, ومن لو كان موجودا لحجر على ماله, ووكل به من يحضنه, ألا وهو (محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم), وممن زعم ذلك القطعية أوالإثنى عشرية , قال الإسفراييني في ((التبصير))(ص38): سموا بذلك لأنهم ساقوا الإمامة بعد جعفر إلى ابنه موسى, ثم قطعوا بموت موسى, وقالوا: إن (المهدي المنتظر) محمد بن الحسن, وهؤلاء يدعون (الأثنا عشرية) لأنهم ادعوا إن الإمام المنتظر هو الثاني عشر من أولاد علي بن أبي طالب, ثم اختلف هؤلاء في سنة وفاة أبيه, فمنهم من قال: إنه كان ابن أربع سنين, ومنهم من قال: ابن ثمان سنين, ثم قال:قوم منهم إنه كان إماما وأدى الطاعة في ذلك الوقت, وكان عالما بجميع معالم الدين, وقال: قوم إنه كان إماما على معنى أنه سيصير إماما إذا بلغ, وأنه غاب عن أعين الناس إلى أن يؤذن له في الخروج .اهـ
قال صاحب (عون المعبود)(11\246): زعموا أنه قد اختفى خوفا من أعدائه, وسيظهر فيملأ الدنيا قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما, ولا امتناع في طول عمره وامتداد أيام حياته كعيسى والخضر, وأنت خبير بأن اختفاء الإمام وعدمه سواء في عدم حصول الأغراض المطلوبة من وجود الإمام, وإن خوفه من الأعداء لا يوجب الإختفاء بحيث لا يوجد منه إلا الإسم, بل غاية الأمر أن يوجب اختفاء دعوى الإمامة كما في حق آبائه الذين كانوا ظاهرين على الناس ولا يدعون الإمامة, وأيضا فعند فساد الزمان واختلاف الآراء واستيلاء الظلمة احتياج الناس إلى الإمام أشد وانقيادهم له أسهل,كذا في شرح العقائد, قلت: لا شك في أن ما زعمت الشيعة من أن (المهدي) المبشر به في الأحاديث هو محمد بن الحسن المنتظر, وأنه مختف وسيظهر هي عقيدة باطلة لا دليل عليه.اهـ(1/18)
14- وممن ادعى (المهدية) كذبا وحرصا على الملك (أبو عبد الله محمد بن عبدالله بن تومرت البربري المصمودي), قال ابن تيمية في ((منهاج السنة النبوية))(2\190): أبو عبد الله محمد بن التومرت الملقب (بالمهدي) الذي ظهر بالمغرب ولقب طائفته بالموحدين, وأحواله معروفة, كان يقول إنه (المهدي) المبشر به, وكان أصحابه يخطبون له على منابرهم فيقولون في خطبتهم:(( الإمام المعصوم المهدي المعلوم الذي بشرت به في صريح وحيك, الذي اكتنفته بالنور الواضح والعدل اللائح, الذي ملأ البرية قسطا وعدلا, كما ملئت ظلما وجورا, وهذا الملقب (بالمهدي) ظهر سنة بضع وخمسمائة, وتوفى سنة524 هـ , وكان ينتسب إلى أنه من ولد الحسن, لأنه كان أعلم بالحديث فادعى أنه هو المبشر به, ولم يكن الأمر كذلك, ولا ملأ الأرض كلها قسطا ولا عدلا, بل دخل في أمور منكرة وفعل أمورا حسنة.اهـ
- وقال ابن قيم الجوزية في ((المنار المنيف)): أما مهدي المغاربة محمد بن تومرت,فإنه رجل كذاب, ظالم متغلب بالباطل ملك بالظلم والتغلب والتحيل, فقتل النفوس وأباح حريم المسلمين وسبى ذراريهم, وأخذ أموالهم وكان شرا على الملة من الحجاج بن يوسف بكثير, وكان يودع بطن الأرض في القبور جماعة من أصحابه أحياء يأمرهم أن يقولوا للناس إنه (المهدي) الذي بشر به النبي - صلى الله عليه وسلم - ,ثم يردم عليهم ليلا لئلا يكذبوه بعد ذلك, وسمى أصحابه الجهمية الموحدين نفاة صفات الرب وكلامه وعلوه على خلقه واستوائه على عرشه و رؤية المؤمنين له بالأبصار يوم القيامة, واستباح قتل من خالفهم من أهل العلم والإيمان, وتسمى (بالمهدي) المعصوم.اهـ(1/19)
- قال الذهبي في ((السير))(19\539) في ترجمته: الخارج بالمغرب, المدعي أنه علوي حسني, وأنه الإمام المعصوم المهدي...رحل من السوس الأقصى شابا إلى المشرق, فحج وتفقه, وحصل أطرافا من العلم وكان أمارا بالمعروف نهاء عن المنكر, قوي النفس زعرا, شجاعا مهيبا, قوالا بالحق, عمالا على الملك, غاويا في الرياسة والظهور, ذا هيبة ووقار وجلالة, ومعاملة وتأله, انتفع به خلق واهتدوا في الجملة, وملكوا المدائن وقهروا الملوك, أخذ عن إلكيا الهراسي, وأبي حامد الغزالي, وأبي بكر الطرطوشي, وجاور سنة , وكان لهجا بعلم الكلام خائضا في مزال الأقدام, ألف عقيدة لقبها المرشدة, فيها توحيد وخير بانحراف, فحمل عليها أتباعه وسماهم الموحدين, ونبز من خالف المرشدة بالتجسيم, وأباح دمه نعوذ بالله من الغي والهوى, وكان خشن العيش فقيرا قانعا باليسير, مقتصرا على زي الفقر, لا لذة له في مأكل ولا منكح, ولا مال ولا في شيء غير رياسة الأمر, حتى لقي الله تعالى, لكنه دخل والله في الدماء لنيل الرياسة المردية,.... نزل بتينمل ومنه ظهر وبه دفن, فبث في المصامدة العلم, ودعاهم إلى الأمر بالمعروف, واستمالهم وأخذ يشوق إلى المهدي, و ويروي أحاديث فيه, فلما توثق منهم قال: أنا هو, وأنا محمد بن عبد الله, وساق نسبا له إلى علي فبايعوه
- قال ابن الأثير:في ((الكامل))(9\197) : سمى أتباعه الموحدين, وأعلمهم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بشر بالمهدي الذي يملأ الأرض عدلا, وأن مكانه الذي يخرج منه المغرب الأقصى, فقام إليه عشرة رجال أحدهم عبد المؤمن فقالوا: لا يوجد هذا إلا فيك, فأنت المهدي, فبايعوه على ذلك .اهـ(1/20)
- قال الذهبي: وألف لهم كتاب ((أعز ما يطلب))(1), ووافق المعتزلة في شيء و الأشعرية في شيء, وكان فيه تشيع, ورتب أصحابه, فمنهم العشرة, فهم أول من لباه, ثم الخمسين, وكان يسميهم المؤمنين, و يقول: ما في الأرض من يؤمن إيمانكم, وأنتم العصابة الذين عنى النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله : (( لا يزال أهل الغرب ظاهرين)) وأنتم تفتحون الروم, وتقتلون الدجال, ومنكم الذي يؤم بعيسى, وحدثهم بجزئيات اتفق وقوع أكثرها, فعظمت فتنة القوم به حتى قتلوا أبناءهم, و إخوتهم لقسوتهم, وغلظ طباعهم, وإقدامهم على الدماء, فبعث جيشا وقال: اقصدوا هؤلاء المارقين, المبدلين الدين, فادعوهم إلى إماتة المنكر, وإزالة البدع, والإقرار بالمهدي المعصوم, فإن أجابوا فهم إخوانكم, وإلا فالسنة قد أباحت لكم قتالهم ... وبكل حال فالرجل من فحول العالم, رام أمرا فتم له , وربط البربر بادعاء العصمة , وأقدم على الدماء إقدام الخوارج, ووجد ما قدم.اهـ
15- وادعاها لنفسه أيضا كذبا و زورا (الحسين بن منصور الحلاج) الصوفي المقتول على الزندقة و الإتحاد, ذكر الذهبي في((سير أعلام النبلاء))( 14\ 338) أنه لما حصل الحلاج في يد حامد [ بن عباس وزير المقتدر ] جَدَّ في تتبع أصحابه ... وكبس بيته وأخذت منه دفاتر كثيرة, وبعضها مكتوب بالذهب, مبطنة بالحرير فقال له حامد : أما قبضت عليك بواسط, فذكرت لي دفعة أنك (المهدي) , وذكرت مرة أنك تدعو إلى عبادة الله , فكيف ادعيت بعدي الإلهية ؟, وكان في الكتب عجائب من مكاتباته إلى أصحابه .اهـ
__________
(1) - طبع في مؤسسة الني للنشر المغرب 1997م بتحقيق (عبد الغني أبو العزم)(1/21)
16- وممن ادعاها زورا وإفسادا للدين (عبيد الله المهدي العبيدي) المتوفى سنة 322هـ من الشيعة الغلاة الباطنية, وهو مؤسس الدولة الفاطمية بالمغرب,قال ابن تيمية في ((منهاج السنة))(2\191): وقد ادعى أنه (المهدي) عبيد الله بن ميمون القداح, ولكن لم يوافق في الاسم ولا اسم الأب, وهذا ادعى أنه من ولد محمد بن إسماعيل, وأهل المعرفة بالنسب وغيرهم من علماء المسلمين يعلمون أنه كذب في دعوى نسبه, وأن أباه كان يهوديا ربيب مجوسى, فله نسبتان نسبة إلى اليهود, ونسبة إلى المجوس, وهو وأهل بيته كانوا ملاحدة, وهم أئمة الإسماعيلية الذين قال فيهم العلماء:إن ظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض, وقد صنف العلماء كتبا في كشف أسرارهم, وهتك أستارهم, وبيان كذبهم في دعوى النسب, ودعوى الإسلام, وأنهم بريئون من النبي - صلى الله عليه وسلم - نسبا ودينا, وكان هذا المتلقب (بالمهدي) عبيد الله بن ميمون قد ظهر سنة299 هـ, وتوفى سنة 324هـ, وانتقل الأمر إلى ولده..., وانقرض ملك هؤلاء في الديار المصرية سنة 568هـ , فملكوها أكثر من مائتي سنة, وأخبارهم عن العلماء مشهورة بالإلحاد و المحادة لله ورسوله والردة والنفاق.اهـ(1/22)
- وقال تلميذه العلامة ابن القيم في ((المنار المنيف)) : خرج المهدي الملحد عبيد الله بن ميمون القداح,وكان جده يهوديا من بيت مجوسي,فانتسب بالكذب والزور إلى أهل البيت,وادعى أنه (المهدي) الذي بشر به النبي - صلى الله عليه وسلم - , وملك وتغلب و إستفحل أمره,إلى أن استولت ذريته الملاحدة المنافقون الذين كانوا أعظم الناس عداوة لله ولرسوله على بلاد المغرب ومصر والحجاز والشام,واشتدت غربة الإسلام ومحنته ومصيبته بهم, وكانوا يدعون الإلهية, ويدعون أن للشريعة باطنا يخالف ظاهرها, وهم ملوك القرامطة الباطنية أعداء الدين, فتستروا بالرفض والانتساب كذبا إلى أهل البيت,ودانوا بدين أهل الإلحاد وروجوه,ولم يزل أمرهم ظاهرا إلى أن أنقذ الله الأمة منهم,ونصر الإسلام بصلاح الدين يوسف بن أيوب,فاستنقذ الملة الإسلامية منهم وأبادهم,وعادت مصر دار إسلام بعد أن كانت دار نفاق وإلحاد في زمنهم.اهـ
17- ثم من بعده حفيده (المعز بن المنصور الفاطمي العبيدي) المتوفى سنة 365هـ,فقد ذكر المؤرخ العلامة أبو شامة المقدسي في كتاب ((الروضتين في أخبار الدولتين))(2 \219) : أنه بث دعاته فكانوا يقولون هو (المهدي) الذي يملك, وهو الشمس التي تطلع من مغربها, وكان يسره ما ينزل بالمسلمين من المصائب من أخذ الروم بلادهم, واحتجب عن الناس أياما ,ثم ظهر وأوهم أن الله رفعه إليه, وأنه كان غائبا في السماء وأخبر الناس بأشياء صدرت منهم, كان ينقلها إليه جواسيس له , فامتلأت قلوب العامة والجهال منه , وهذا أول خلفائهم بمصر, وهو الذي تنسب إليه القاهرة .اهـ(1/23)
18- وادعاها كذلك (الحسين بن زكرويه بن مهرويه) وقيل : (ابن مهري الصواني القرمطي) الباطني,قال ابن العديم في ((بغية الطلب في تاريخ حلب))(2\927) ا سمه الحسين بن زكرويه بن مهرويه, وقيل: ابن مهري الصواني من أهل صوان من سواد الكوفة, وهو المعروف بصاحب الخال, أخو علي بن عبد الله القرمطي, نسب نفسه إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر, وتسمى ((بالمهدي )) وبايعته القرامطة بعد قتل أخيه بنواحي دمشق, وصار إلى (مواضع) من أعمال حلب ودخل هذه المواضع عنوة, ونهب ما فيها من الأموال والسلاح وأفسد بالشام وعاث في بلادها, ...ثم آل أمره إلى قتله على يد الخليفة المكتفي بالله العباسي
- وقال ابن العديم أيضا(2 \929) :وقرأت في رسالة أبي عبد الله محمد بن يوسف الأنباري الكاتب إلى أخيه أبي علي في ذكر أخبار هذا القرمطي, أنه ادعى أنه أحمد بن عبد الله بن جعفر, وأنه (المهدي), وأنه نظر محمد بن إسماعيل في النسب, فلما وقف على بعد هذا النسب ادعى بعد وقعة السطح من الكسوة أنه محمد بن عبد الله بن جعفر, وكتب بذلك كتابا بخطه إلى المعروف بابن حوي السكسكي, ممن يسكن بيت لهيا, فصار ابن حوي إلى أبي نصر حمد بن محمد كاتب طغج, ثم نزع عن هذا النسب إلى عبد الله بن إدريس الحسني القادم من الحجاز إلى مدينة أذرعات من جهة دمشق .اهـ(1/24)
- وقال في (2 \944) :عن أبي بكر الصولي قال:أجلس القرامطة مكان علي بن عبد الله أخا له يقال له: أحمد بن عبد الله , زعموا أنه عهد إليه , وصار أحمد بن عبد الله إلى حمص , ودعي له بها و بكورها , وأمرهم أن يصلوا الجمعة أربع ركعات, وأن يخطبوا بعد الظهر, ويكون أذانهم : أشهد أن محمدا رسول الله, أشهد أن عليا ولي المؤمنين, حي على خير العمل, وضرب الدراهم والدنانير , وكتب عليها الهادي المهدي , لا إله إلا الله محمد رسول الله ,جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا, وعلى الجانب الآخر (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)(الشورى: من الآية23) في صفر من سنة 312هـ
19- (مدع) آخر ,ذكره ابن كثير في ((البداية والنهاية)) (12\136): وفي جمادى الأولى من سنة 482هـ دهم أهل البصرة رجل يقال له (بليا), كان ينظر في النجوم, فاستغوى خلقا من أهلها, وزعم أنه (المهدي), واحرق من البصرة شيئا كثيرا, من ذلك دار كتب وقفت على المسلمين, لم ير في الإسلام مثلها, وأتلف شيئا كثيرا من الدواليب والمصانع وغير ذلك
- وقال: و دخلت سنة 484 في المحرم منها كتب المنجم الذي أحرق البصرة إلى أهل واسط يدعوهم إلى طاعته, ويذكر في كتابه أنه (المهدي) صاحب الزمان الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر, ويهدي الخلق إلى الحق فإن أطعتم أمنتم من العذاب, وإن عدلتم خسف بكم فآمنوا بالله وبالإمام (( المهدي))
وفي ذي الحجة جئ بالخبيث المنجم الذي حرق البصرة, وأدعى أنه (المهدي) محمولا على جمل ببغداد وجعل يسب الناس, والناس يلعنوه, وعلى رأسه طرطورة بودع ,والدرة تأخذه من كل جانب ,فطافوا به بغداد ثم صلب بعد ذلك.اهـ(1/25)
20- وادعاها شخص اسمه (أحمد بن عبد الله بن هاشم أبو العباس) المعروف: (بالملثم ), ذكره الحافظ في ((الدرر الكامنة))(1 \217) فقال: كان يذكر أن اسم أبيه ازدمر , وأنه نشأ ببلاد الترك , وقدم القاهرة فولد له الملثم في رمضان سنة 658 ,واشتغل في الفقه على مذهب الشافعي, وحفظ التنبيه ,ولم ينجب وذكر أنه لازم الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد في الفقه, وسماع الحديث عشرين سنة,ثم سلك طريق العبادة, فحصل له انحراف مزاج فادعى في سنة 689 هـ دعاوى عريضة, من رؤية الله تعالى في المنام مرارا, وأنه أسري به إلى السماوات السبع, ثم إلى سدرة المنتهى, ثم إلى العرش, ومعه جبريل وجمع من الملائكة, وأن الله كلمه, وأخبره بأنه (المهدي), وأن البشائر تواردت عليه من الملائكة, وأنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعلمه بأنه من ولده, وأنه (المهدي), وأمره أن ينذر الناس ويدعوهم إلى ال,له فاشتهر أمره فأخذ وحبس وكان الشيخ نصر المنبجي يحط عليه, فذكر عن نفسه أن نصرا أشار عليهم بقتله, فطلع إلى القلعة وصرخ بأنه ((المهدي)) فأخذ وأرادوا قتله ثم حبسوه, ودخل عليه رجل أراد خنقه فذكر عن نفسه أن الرجل جفت يده, ثم قيل للسلطان فأفرج عنه, ثم ثار في سنة 699 فأمسكوه وحبسوه واتفقوا على شنقه, فأرسل إليه القاضي تقي الدين ابن دقيق العيد أن يظهر التجانن, فكسر الكوز الذي عنده فيه الماء, وكسر الزبدية التي فيها الطعام ,وشطح في الناس فأثبت القاضي أنه مجنون, وحكم بذلك, وأطلق فبلغ ذلك الشيخ نصرا المنبجي فغضب, وأشار على بيبرس وكان يعتقده وعلى سلار أن يسقوه السم, فذكر أنه سقي مرارا فلم ينجع فيه, وجمع هذا الرجل كتابا كبيرا بث فيه الأحوال التي اتفقت له , وفيه دعاوى عريضة غالبها منامات, ويحلف على كل منها, وذكر أنه جلس في حانوت الشهود فرأى جبريل في المنام , فقال له: المال الذي يتحصل مع الشهود حرام, فترك ذلك , وذكر أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم -(1/26)
في المنام في السنة التي دخل فيها غازان الشام , فقال له: أخبر أهل الدولة أن العدو قد أذن له في دخول الشام , وأنه راسلهم بذلك , فكذبه الشيخ نصر , والشيخ فخر الدين الأقفاصي وجلال الدين القلانسي , وعز الدين البهنسي وآخرون , وحلفوا له أنه ما يدخل الشام أحد من التتر في هذه السنة فكان ما كان
وذكر في بعض كلامه أن (المهدي) يخرج في سنة 734 أو في سنة 744, وذكر عدة منامات أنه هو (المهدي), ثم ذكر في مواضع أن المعنى بكونه (المهدي) أنه يهدي الناس إلى الحق, وليس هو (المهدي) الموعود به في آخر الزمان, وذكر فيمن تعصب عليه شيخ الخانقاه كريم الدين الآملي, وابن الخشاب المحتسب, وعمر السعودي صهر كريم الدين, والقونسي نائب المالكي, ونجم الدين ابن عبود, وذكر أنه كان مرة نصح ابن الخشاب بسبب مملوك أمرد كان في خدمته فقبل منه, ثم نقض عليه, وذكر أنهم حبسوه عند المجانين, ثم أرسلوا إليه السم, فوضع في شراب, وسقوه فما أثر فيه, وأنهم سقوا نصرانيا من الأسرى منه فمات من ساعته, وأنه أطلق وأظهر التوبة من دعواه أنه (( المهدي)), وكان مما شهد عليه أنه زعم أنه رسول الله , فتنصل من ذلك, وقال: إنما قلت إني رسول أرسلني رسول الله إليكم لأنذركم, و مات هذا الرجل في سنة 740 وقد جاوز الثمانين والله أعلم بحاله.اهـ
21- و(مدع) آخر ,ذكره ابن خلدون في ((مقدمة تاريخه))(ص260),قال: ظهر في غمارة في آخر المائة السابعة وعشر التسعين منها ,رجل يعرف (بالعباس), وادعى أنه ((الفاطمي)) , واتبعه الدهماء من غمارة, ودخل مدينة فاس عنوة, وحرق أسواقها, وارتحل إلى بلد المزمة, فقتل بها غيلة, ولم يتم أمره, وكثير من هذا النمط .اهـ(1/27)
22- وادعاها شخص من الطائفة (النصيرية) الكافرة , ذكر ابن كثير في ((البداية ))(14\ 83) :في حوادث سنة 717هـ: خرجت النصيرية عن الطاعة, وكان من بينهم رجل سموه (محمد بن الحسن المهدي القائم بأمر الله), وتارة يدعى على بن أبي طالب فاطر السموات والارض, تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا , وتارة يدعى أنه محمد بن عبد الله صاحب البلاد, وخرج يكفر المسلمين, وأن النصيرية على الحق, واحتوى هذا الرجل على عقول كثير من كبار النصيرية الضلال, وعين لكل إنسان منهم تقدمه ألف وبلادا كثيرة ونيابات , وحملوا على مدينة جبلة فدخلوها , وقتلوا خلقا من أهلها , وخرجوا منها يقولون: لا إله إلا على, ولا حجاب إلا محمد, ولا باب إلا سلمان, وسبوا الشيخين ,وصاح أهل البلد و إسلاماه و سلطاناه وأميراه,فلم يكن لهم يومئذ ناصر ولا منجد, وجعلوا يبكون ويتضرعون إلى الله عز وجل, فجمع هذا الضال تلك الأموال فقسمها على أصحابه وأتباعه قبحهم الله أجمعين, وقال لهم: لم يبق للمسلمين ذكر ولا دولة, و لو لم يبق معي سوى عشرة نفر لملكنا البلاد كلها, ونادى في تلك البلاد إن المقاسمة بالعشر لا غير ليرغب فيه, وأمر أصحابه بخراب المساجد واتخاذها خمارات, وكانوا يقولون لمن أسره من المسلمين قل: لا إله إلا على واسجد لإلهك المهدي الذي يحيى ويميت حتى يحقن دمك ويكتب لك فرمان, وتجهزوا وعملوا أمرا عظيما جدا, فجردت إليهم العساكر
23- (مدع) آخر ذكر الحافظ (ابن حجر) في((الدرر الكامنة))(2\62): في ترجمة (تمرتاش بن النوين جوبان) المتوفى سنة 728هـ,كان شجاعا فاتكا إلا أنه خف عقله فزعم أنه(( المهدي)) الذي في آخر الزمان, فبلغ ذلك أباه فركب إليه ورده عن هذا المعتقد, ثم ولاه أبو سعيد الحكم في بلاد الروم.اهـ(1/28)
24- (مدع) آخر ذكره ابن كثير في((البداية))(14 \ 144) في حوادث سنة 729هـ, وفي يوم الجمعة سادس ذي القعدة بعد أذان الجمعة صعد إلى منبر جامع الحاكم بمصر شخص من مماليك الجاولي يقال له: ( أوصى) فادعى أنه (المهدي) وسجع سجعات يسيرة على رأي الكهان , فأنزل في شرخيبة, وذلك قبل حضور الخطيب بالجامع المذكور.اهـ
25- و ادعاها شخص اسمه (حسن بن عبد الله الأخلاطي الحسيني) ذكر ابن العماد في ((شذرات الذهب))(6\356) في حوادث سنة 799هـ: وفيها (إبراهيم بن عبد الله) وسماه الغساني في ((تاريخه)): (حسن بن عبد الله) قال الغساني: كان منقطعا في منزله ,ويقال أنه كان يصنع اللازورد, ويعرف الكيمياء, واشتهر بذلك, وكان يعيش عيش الملوك, ولا يتردد لأحد, وكان ينسب إلى الرفض لأنه كان لا يصلي الجمعة, ويدعى من يتبعه أنه (المهدي)
26- (مدع) آخر, ظهر بالمغرب الأقصى,قال ابن خلدون في ((مقدمته))( ص260 )(1): أخبرني شيخنا (محمد بن إبراهيم الأبلي)قال:خرج برباط ماسة لأول المائة الثامنة, وعصر السلطان يوسف بن يعقوب,رجل من منتحلي التصوف, يعرف (بالتويزري) نسبة إلى (توزر) مصغرا ,وادعى أنه ((الفاطمي المنتظر)), و اتبعه الكثير من أهل السوس من ضالة وكزولة, وعظم أمره, وخافه رؤساء المصامدة على أمرهم, فدس عليه السكسوي من قتله بتاتا وانحل أمره .اهـ
__________
(1) - طبعة دار العودة ,بيروت 1981(1/29)
27- و ادعاها الشيخ (شمس الدين محمد بن أحمد الفُرِّياني)(1)المغربي , ذكره ابن العماد (4 \261) في حوادث سنة 848هـ قال: وفيها توجه الشيخ (شمس الدين محمد بن أحمد الفُرِّياني), إلى جبال حميدة بالأرض المقدسة, وفيها..أقوام في غاية المنعة والقوة,من التجأ إليهم أمن ولو حاربه السلطان فمن دونه, فنزل الفرياني عندهم, وادعى أنه (المهدي), وقيل ادعى أنه القحطاني , وراج أمره هناك, وكان قدم القاهرة وأكثر التردد إلى المقريزي, وواظب الجولان في قرى الريف الأدنى, يعمل المواعيد ويذكر الناس ... وتحول عن مذهب مالك, وادعى أنه يقلد الشافعي, وولي قضاء نابلس إلى أن ظهر منه ما ظهر.اهـ
28- وممن ادعاها أيضا الشيخ ( أبو العباس أحمد بن عبد الله السجلماسي المغربي) المعروف بـ(ابن أبي محلي) المقتول سنة 1022 هـ ,قال المؤرخ الناصري في ((الإستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى))(2 \33):قال الشيخ (أبو العباس أحمد التواتي) رحمه الله تعالى في رسالته التي سماها : ((مقامة التحلي والتخلي من صحبة الشيخ أبي محلي)) وهي رسالة طويلة مسجعة قال: كان الفقيه أبن أبي محلي في أول أمره فقيها صرفا,ثم انتحل طريقة التصوف مدة حتى وقع على بعض الأحوال الربانية ولاحت له مخايل الولاية, فانحشر الناس لزيارته أفواجا , وقصدوه فرادى وأزواجا, وبعد صيته وكثرت أتباعه, قال: فلما سمعت بذلك ذهبت إليه وجلست عنده إلى أن وجدته يشير إلى نفسه بأنه (المهدي) المعلوم المبشر به في صحيح الأحاديث, فتركته وراء ونبذته بالعراء اهـ
__________
(1) - نسبة إلى فريانة قرية قرب سفاقس(1/30)
- وقال الشيخ (اليوسي) في ((محاضراته)) وقد تكلم على الدعوى الفاطمية ما نصه: وممن ابتلي بها قريبا أحمد بن عبد الله بن أبي محلي التستاوتي , خاض في الطريق حتى حصل له نصيب من الذوق , وألف فيها كتابا يدل على ذلك, ثم نزغت به هذه النزغة, فحدثونا أنه كان في أول أمره معاشرا لمحمد بن أبي بكر الدلائي, وكان البلد إذ ذاك قد كثرت فيه المناكر وشاعت, فقال ابن أبي محلي لابن أبي بكر ذات ليلة: هل لك في أن نخرج غدا إلى الناس فنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر؟ فلم يساعفه لما رأى من تعذر ذلك لفساد الوقت وتفاقم الشر, فلما أصبحا خرجا, فأما ابن أبي بكر فانطلق إلى ناحية النهر فغسل ثيابه و أزال شعثه بالحلق, وأقام صلاته وأوراده في أوقاتها ,وأما ابن أبي محلي فتقدم لما هم به من الحسبة ,فوقع في شر وخصام أداه إلى فوات الصلاة عن الوقت ,ولم يحصل على طائل فلما اجتمعا بالليل قال له ابن أبي بكر: أما أنا فقد قضيت مآربي , وحفظت ديني, وانقلبت في سلامة وصفاء, ومن أتى منكرا فالله حسيبه أو نحو هذا من الكلام, وأما أنت فانظر ما الذي وقعت فيه, ثم لم ينته إلى أن ذهب إلى بلاد القبلة, ودعا لنفسه,وادعى أنه (((المهدي المنتظر)) وأنه بصدد الجهاد,فاستخف قلوب العوام واتبعوه. اهـ وصار ابن أبي محلي يكاتب رؤساء القبائل وعظماء البلدان يأمرهم بالمعروف ويحضهم على الاستمساك بالسنة, ويشيع أنه ((الفاطمي المنتظر)) وأن من تبعه فهو الفائز, ومن تخلف عنه فموبق, وربما كان يقول لأصحابه محرضا لهم على نصرته: أنتم أفضل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنكم قمتم بنصر الحق في زمن الباطل, وهم قاموا به في زمن الحق, ونحو هذا من زخارف كلامه ...اهـ(1/31)
وقد قتل في معركة دارت بينه وبين جيش السلطان زيدان السعدي, وقطع رأسه وعلق على سور مراكش, فبقي معلقا هنالك مع رؤوس جماعة من أصحابه نحوا من اثنتي عشرة سنة ,وحملت جثته فدفنت بروضة الشيخ أبي العباس السبتي, ...وزعم أصحابه أنه لم يمت ولكنه تغيب, قال اليفرني: وحدثني من أثق به من أهل وادي الساورة أن فيهم إلى الآن من هو على هذا الاعتقاد...وكان أبن أبى محلي هذا فقيها محصلا,له قلم بليغ ونفس عال.اهـ
وله عدة تآليف وضع لها أسماء غريبة منها: ((الوضاح)) و((القسطاس المستقيم في معرفة الصحيح من السقيم)), و(إصليت الخريت في قطع بلعوم العفريت النفريت)), و((الهودج)) و((منجنيق الصخور لهدم بناء شيخ الغرور ورأس الفجور)) أو((المنجنيق لرمي البدعي الزنديق)), و((وجواب الخروبي عن رسالته الشهيرة لأبي عمرو القسطلي)), و((سم ساعة في تقطيع أمعاء مفارق الجماعة)), و((السيف البارق مع السهم الراشق)), و((مهراس رؤوس الجهلة ومدارس نفوس السفلة المنخدعة)), و((سلسبيل الحقيقة و الحق في سبيل الشريعة للخلق)) و((تهييج الأسد))
29- و(مدع) آخر ,قال ابن خلدون في ((مقدمته))(ص260): أخبرني شيخنا المذكور بغريبة في مثل هذا, وهو أنه صحب في حجه في رباط العباد, وهو مدفن الشيخ أبي مدين في جبل تلمسان المطل عليها رجلا من أهل البيت من سكان كربلاء كان متبوعا معظما, كثير التلميذ والخادم, قال:وكان الرجال من موطنه يتلقونه بالنفقات في أكثر البلدان, قال وتأكدت الصحبة بيننا في ذلك الطريق, فانكشف لي أمرهم, وأنهم إنما جاءوا مقدمة من موطنهم بكربلاء لطلب هذا الأمر, وانتحال دعوة الفاطمي بالمغرب, فلما عاين دولة بني مرين ويوسف بن يعقوب يومئذ منازل تلمسان, قال لأصحابه: ارجعوا فقد أزرى بنا الغلط , وليس هذا الوقت وقتنا(1/32)
- قال ابن خلدون: ويدل هذا القول من هذا الرجل على أنه مستبصر في أن الأمر لا يتم إلا بالعصبية المكافئة لأهل الوقت, فلما علم أنه غريب في ذلك الوطن, ولا شوكة له, وأن عصبية بني مرين لذلك العهد لا يقاومها أحد من أهل المغرب استكان, ورجع إلى الحق, وأقصر عن مطامعه .اهـ
30- وممن ادعاها السيد (محمد بن يوسف الجونبوري الهندي) ,المتوفى سنة 910هـ ,ادعاها سنة 905هـ , قال الشيخ (عبد الحي الحسني) في كتابه ((معارف العوارف))(1)(ص223) : ادعى انه مهدي, وكان أزهد الناس و أورعهم, فمال الناس إليه, وأنكره آخرون, فأجلاه الولاة إلى بلاد مالوه, فدخل مندو, ثم سار إلى كجرات, ثم سافر إلى الحجاز, فحج ورجع إلى الهند, فأجلاه الولاة فذهب إلى بلاد السند, ثم سار إلى بلاد خراسان, ومات بها.اهـ
- قال العلامة (صديق حسن خان القنوجي) في كتابه ((الإذاعة )) (ص79): ادعى أنه يوحى إليه, ومن وحيه الشيطاني قوله (علمت من الله بلا واسطة جديدة اليوم,قل إني عبدالله تابع محمد رسول الله, ومحمد مهدي الزمان, وارث نبي الرحمن ,عالم علم الكتاب و الإيمان, مبين الحقيقة والشريعة والرضوان).انتهى نقلا عن ((أم العقائد)) من كتب المهدوية, ثم إنه طاف في بلاد الهند, وحج ولم يزر النبي - صلى الله عليه وسلم - ,وأخرج من أكثر البلاد بحكم ملوكها إلى أن مات ببلدة (فراة) وهو ابن ثلاث وستين . اهـ
__________
(1) – طبع في مجمع اللغة العربية بدمشق 1983 باسم : ((الثقافة الاسلامية في الهند))(1/33)
قلت: وهذا الشخص هو الذي أشار إليه (البرزنجي) في كتابه (( الإشاعة لأشرط الساعة)) (ص187) فقال: ذكر الشيخ (علي المتقي )(1)في ((رسالة)) له في أمر المهدي: أنه في زمانه خرج رجل بالهند ادعى أنه (المهدي المنتظر) واتبعه خلق كثي , وظهر أمره وطار صيته, ثم إنه مات بعد مدة, وأن أتباعه لم يرجعوا عن اعتقادهم
قلت: (أي البرزنجي) وقد سمعت كثيرا من القادمين من بلاد الهند إلى الحرمين من العلماء و الصلحاء أن أولئك القوم إلي الآن على ذلك الاعتقاد الخبيث, وأنهم يعرفون بالمهدوية, وربما سموا القتالية,لأن كل من قال لهم إن اعتقادكم باطل قتلوه,حتى أن الرجل الواحد منهم يكون بين الجمع الكثير من المسلمين فإذا قيل له:إن اعتقادك باطل قتل القاتل , ولا يبالي أيقتل أو يسلم , هم خلق كثير, وقد ضموا إلى ذلك الاعتقاد بدعا أخرى خرجوا بها عن سواء الصراط , أخبرني بهذا جمع من ثقات أهل الهند .اهـ
- قال العلامة عبد الحي الحسني: و(المهدوية) يزيدون على مئات ألوف من النفوس في (رادهنبور), و (بالنبور), من بلاد (كجرات), وفي أكثر بلاد الدكن, والمنازعة بينهم وبين أهل السنة في تلك البلاد.اهـ
__________
(1) - هو الشيخ (علي بن حسام الدين المتقي الهندي) المتوفى سنة 975 هـ ,صاحب كتاب ((كنز العمال))(1/34)
- قال الشيخ (محمد الشاهجهانبوري) في كتابه ((هدية المهدوية)): إن لهم أصولا في المذهب ومعتقدات غير ما اعتقد به أهل السنة والجماعة, منها أنهم بعتقدون أن السيد (محمد الجونبوري) ((مهدي)) موعود, وأنه أفضل من أبى بكر وعمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم - , بل إنه أفضل من آدم ونوح و إبراهيم وموسى وعيسى على نبينا وعليهم السلام, ومنها أنه كان مساويا لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في المنزلة, وإن كان تابعا له في المذهب , ومنها أن السيد (محمد الجونبوري) وسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - كلاهما مسلم كامل وسائر الأنبياء ناقصو الإسلام, ومنها أن (الجونبوري) شريك في بعض الصفات الإلهية بعد فوزه بمنصب الرسالة والنبوة, إلى غير ذلك من الأقاويل الواهية .اهـ نقله عنه الحسني في ((معارف العوارف في أنواع العلوم والمعارف))(ص223)
- وقد صنف العلماء كتبا في الرد على باطلهم و ضلالهم,وقد ذكر (الحسني) منها :
1- ((الشهب المحرقة)) للشيخ (محمد أسعد المكي) ,رد به على كتاب ((سراج الأبصار)) ألفه( عبدالملك السجاوندي) من علماء هذه الطائفة
2- و((كتاب)) في الرد عليهم للعلامة (علي بن حسام الدين المتقي الهندي) صاحب ((كنز العمال)), سماه: ((البرهان في علامات مهدي أخر الزمان)), طبع في دار الغد الجديد المنصورة 1224هـ بتحقيق (أحمد علي سليمان)
3- و((الشهاب المحرق)) في الرد على المهدوية للشيخ (حبيب الله الرائجوري)
4- و((الهدية المهدوية)) للشيخ ( أبي الرجاء محمد زمان بن محمد أكبر الشاهجهانبوري الهندي) نزيل حيدرأباد المتوفى سنة 1293هـ ,قال العلامة (صديق القنوجي): وهو باللغة الأردية ,أوضح فيه جميع أحواله وهو كتاب نافع جدا .اهـ , قال (الحسني): وهو أبسط الكتب وأحسنها في هذا الباب(1/35)
5- و((رسالة)) في الرد عليهم للشيخ (ابن حجر الهيتمي) المكي الشافعي صاحب التصانيف المشهورة المتوفى سنة 974هـ ,قلت : ولعل هذه الرسالة هي الفتوى المذكورة في كتابه ((الفتاوى الحديثية))(ص37) وهي طويلة جدا, ولبعض شيوخ هذه الطائفة الضالة وهو (عيسى الحيدرآبادي) رد عليها سماه : ((شهاب الفتاوى))
- قال (الهيتمي) في فتواه تلك : مطلب: في ذكر المهدي وبعض علامات الساعة, سئلت عن طائفة يعتقدون في رجل مات من منذ أربعين سنة أنه (المهدي) الموعود بظهوره آخر الزمان, وأن من أنكر كونه (المهدي) المذكور فقد كفر فما يترتب عليهم؟
فأجبت: بأن هذا اعتقاد باطل وضلالة قبيحة وجهالة شنيعة:أما الأول فلمخالفته لصريح الأحاديث التي كادت تتواتر بخلافه كما ستملى عليك,وأما الثاني فلأنه يترتب عليه تكفير الأئمة المصرحين في كتبهم بما يكذب هؤلاء في زعمهم وأن هذا الميت ليس المهدي المذكور، ومن كفر مسلماً لدينه فهو كافر مرتد يضرب عنقه إن لم يتب، وأيضاً فهؤلاء منكرون للمهدي الموعود به آخر الزمان.(1/36)
وقد ورد في حديث عند أبي بكر الإسكافي أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((من كذب بالدجال فقد كفر ومن كذب بالمهدي فقد كفر))(1)وهؤلاء مكذبون به صريحاً فيخشى عليهم الكفر، فعلى الإمام أيد الله به الدين وقصم بسيف عدله رقاب الطغاة والمبتدعة والمفسدين، كهؤلاء الفرقة الضالين الباغين الزنادقة المارقين أن يطهر الأرض من أمثالهم ويريح الناس من قبائح أقوالهم وأفعالهم، وأن يبالغ في نصرة هذه الشريعة الغراء التي ليلها كنهارها ونهارها كليلها فلا يضل عنها إلا هالك، بأن يشدد على هؤلاء العقوبة إلى أن يرجعوا إلى الهدى وينكفوا عن سلوك سبيل الردى ويتخلصوا من شرك الشرك الأكبر، وينادي على قطع دابرهم إن لم يتوبوا بالله الأكبر، فإن ذلك من أعظم مهمات الدين ومن أفضل ما اعتنى به فضلاء الأئمة وعظماء السلاطين
__________
(1) – هو حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من رواية جابر بن عبد الله, ويأتي تخريجه في ((العرف)) برقم(232)(1/37)
وقد قال الغزالي رحمه الله تعالى في نحو هؤلاء الفرقة: إن قتل الواحد منهم أفضل من قتل مائة كافر: أي لأن ضررهم بالدين أعظم وأشدّ إذ الكافر تجتنبه العامة لعلمهم بقبح حاله فلا يقدر على غواية أحد منهم، وأما هؤلاء فيظهرون للناس بزي الفقراء والصالحين مع انطوائهم على العقائد الفاسدة والبدع القبيحة فليس للعامة إلا ظاهرهم الذي بالغوا في تحسينه، وأما باطنهم المملوء من تلك القبائح والخبائث فلا يحيطون به ولا يطلعون عليه لقصورهم عن إدراك المخايل الدالة عليه فيغترون بظواهرهم، ويعتقدون بسببها فيهم الخير فيقبلون ما يسمعون منهم من البدع والكفر الخفي ونحوهما، ويعتقدون ظانِّين أنه الحق فيكون ذلك سبباً لإضلالهم وغوايتهم، فلهذه المفسدة العظيمة قال الغزالي ما قال من أن قتل الواحد من أمثال هؤلاء أفضل من قتل مائة كافر، لأن المفاسد والمصالح تتفاوت الأعمال بتفاوتهما، وتتزايد الأجور بحسبهما. إذا تقرر ذلك فلنمل عليك من الأحاديث المصرحة بتكذيب هؤلاء وتضليلهم وتفسيقهم ما فيه مقنع وكفاية لمن تدبره.اهـ المراد منه, ثم سرد أحاديث كثيرة أكثرها مما أورده (السيوطي) في((عرفه))(1/38)
31- و(مدع) آخر ذكره (البرزنجي) المتوفى سنة 1013هـ ,في كتابه ((الغشاعة في اشراط الساعة)) فقال: ظهر بجبال (شهرزور), و أنا إذاك طفل بقرية يقال لها (أزمك) رجل يسمى محمدا, وادعى أنه (المهدي), واتبعه خلق, ثم إن أمير تلك البلاد (أحمد خان الكردي) أغار عليه, فهرب و أخذ أخاه , وخرب قريته وقتل جماعة من أتباعه, فزالت شوكته وذل, فاجتمع عليه علماء الأكراد و أفتوا بكفره, و ألزموه بتجديد إيمانه, وتجديد عقد نكاح أزواجه فتاب, ورجع [ عن ] ذلك ظاهرا, لكن كان بعض من يخالطه يقول إنه لم يرجع عن ذلك باطنا , وقد اجتمعت به سنة سبعين و ألف فوجدته عابدا كثير الاجتهاد متورعا في مأكله و ملبسه عن الحرام, ملازما للأوراد على طريقة الخلوتية, و كان أخوه ذاك الذي أخذ وحبس أجله شديد الإنكار عليه, كثير اللوم له, ثم إنه توفي رحمه الله .اهـ(1/39)
32- وادعيت أيضا للإمام المجاهد (محمد إسماعيل بن عبد الغني بن الشاه ولي الله الدهلوي العمري ) المقتول شهيدا –إن شاء الله- في حرب كفار السيخ ببلاد الهند سنة 1246هـ , قال صاحب ((عون المعبود)): لا شك في أن ما زعمت الشيعة من أن (المهدي) المبشر به في الأحاديث هو محمد بن الحسن المنتظر, وأنه مختف وسيظهر, هي عقيدة باطلة , لا دليل عليه, ويقرب من هذا ما زعم أكثر العوام وبعض الخواص في حق الغازي الشهيد الإمام الأمجد السيد (أحمد البريلوي) رضي الله تعالى عنه أنه (المهدي) الموعود المبشر به في الأحاديث, وأنه لم يستشهد في معركة الغزو, بل إنه اختفى عن أعين الناس, وهو حي موجود في هذا العالم إلى الآن, حتى أفرط بعضهم فقال: إنا لقيناه في مكة المعظمة حول المطاف, ثم غاب بعد ذلك, ويزعمون أنه سيعود وسيخرج بعد مرور الزمان, فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما, وهذا غلط وباطل, والحق الصحيح أن السيد الإمام استشهد ونال منازل الشهداء, ولم يختف عن أعين الناس قط, والحكايات المروية في ذلك كلها مكذوبة مخترعة, وما صح منها فهو محمول على محمل حسن, وقد طال النزاع قي أمر السيد الشهيد من حياته واختفائه حتى جعلوه جزء من العقيدة, ويجادلون من ينكره وإلى الله المشتكى من صنيع هؤلاء, ونعوذ بالله من هذه العقيدة المنكرة والواهية, والله أعلم.اهـ
33- و((مدع)) آخر ذكره (البرزنجي) أيضا فقال: وظهر قبل تأليفي لهذا الكتاب بقليل رجل بجبال عقر أو العمادية من الأكراد, يسمى (عبد الله), ويدعي أنه شريف حسين, وله ولد صغير ابن اثنتي عشر سنة أو أقل أو أكثر قد سماه محمدا, ولقبه ((بالمهدي الموعود)), وتبعه جماعة كثيرة من القبائل, و استولى على بعض القلاع, ثم ركب عليه والي الموصل, و وقع بينهم قتال وسفك دماء, وقد انهزم المدعي, و أخذ هو وابنه إلى استنبول, ثم إن السلطان عفى عنهما, ومنعهما من الرجوع إلى بلادهما وماتا جميعا .اهـ(1/40)
34- وممن ادعاها أيضا (محمد أحمد بن عبدالله السوداني) الصوفي المتوفى سنة 1885م, المتغلب على السودان, فقد زعم أن من شك في مهديته فقد كفر بالله ورسوله(1)إلى غير ذلك من دعاويه الفارغة, وهو وإن كانت له يد بيضاء في محاربة نصارى الإنجليز, فقد أظهر الواقع أنه ليس ((بالمهدي الموعود)) و إنما هو مدع من جملة المدعين.
35- ومن هؤلاء المدعين أيضا الميرزا (علي محمد رضا الشيرازي) زغيم الطائفة الكافرة ((البهائية)), والذي ظهر ببلاد إيران, وأضل أمما من الخلق, وقد أفتى علماء بلاده بردته لادعائه النبوة, فقتل إعداما سنة 1265هـ ,وقد ادعى في أول أمره أنه ((الباب)) يعني الحاجب,أو المتحدث باسم ((المهدي )) الغائب الذي تزعمه الشيعة, ثم ارتقى به الأمر إلى ادعاء (المهدية),فزعم أن روح (المهدي) حلت فيه, ثم سَوَّل له شيطانه بعد فادعى النبوة والرسالة , وزعم أن الله أنزل عليه كتابا سماه ((البيان)), وأمر هذا الدجال الكذاب معروف مشهور, وقد صنف العلماء الكتب في بيان حاله ودجله
36- ثم ادعاها من بعده (غلام محمد بن غلام مرتضى بن عطاء محمد القادياني الهندي)(2)زعيم الطائفة الضالة الكافرة ((القاديانية الأحمدية)) المتوفى سنة 1326م , فقد بدأ الخبيث أمره بادعاء أنه مجدد للدين, ومُحَدَّث ملهم, ثم ادعى أنه (المهدي), والمسيح الموعود, ثم ختم سجل دعاويه الأسود بادعاء النبوة والرسالة, وقد أكثر علماء المسلمين في الهند وغيرها من البلدان من التصانيف في بيان ضلال فرقته ونحلته, فمما ذكره (الحسني) في كتابه ((معارف العوارف))(ص230):
1- (( الفتح الرباني)) للشيخ (حسين بن محسن السبعي اليماني)
__________
(1) – انظر كتاب (الأصول الفكرية لحركة المهدي السوداني ودعوته)) تأليف (عبد الودود شلبي)(ص134)
(2) - و(قاديان) قرية من أعمال (كورداسبور) من بلاد البنجاب بالهند(1/41)
2- و(( إزالة الأفهام في الرد على إزالة الأوهام)) و((مفاتيح الأعلام)) كلاهما للشيخ ( أنوار الله الحيدرآبادي)
3- و(( تنبيه المغرور في الرد على القادياني)) للمولوي ( أشرف علي بن عبد الغفور السلطانبوري)
4- و(( المعراج الجسماني في الرد على القادياني)) للشيخ (مشتاق أحمد الأنبيهتوي)
5- و(( الحق الصريح في حياة المسيح)) للشيخ (محمد بشير السهسواني)
6- و(( الصحيفة الرحمانية )) و((المسيح الكاذب)) وغيرها للشيخ (أبي أحمد محمد علي الرحماني الكانبوري)
7- و(( أبطال إعجاز مرزا)) للشيخ (غنيمت حسين الأشرفي المونكيري)
- ومنها أيضا:
8- ((القاديانية)) للشيخ (أبى الأعلى المودودي) طبع في دار القلم 1981
9- و(( القادياني و القاديانية)) للشيخ (أبي الحسن علي الحسني الندوي), طبع في الدار السعودية 1983
10- و((القاديانية دراسات وتحليل)) للشيخ (إحسان إلهي ظهير)) رحمه الله
11- و((موقف الأمة الإسلامية من القاديانية )) تأليف نخبة من علماء الباكستان بتوجيه الشيخ المحدث (محمد يوسف البنوري ) رئيس مجلس العمل وأمير جمعية تحفظ ختم النبوة, طبع في دار قتيبة دمشق 1991(1/42)
37- وادعاها في العصر الحاضر, المدعو (محمد بن عبد الله القحطاني) السعودي , وكان طالبا في كلية الشريعة جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض, فترك الدراسة بها في السنة الرابعة, ثم زعم أنه رأى رؤيا مفادها أنه (المهدي) المنتظر, فبايعه جماعة من طلبة العلم, وخرجوا على الناس في المسجد الحرام سنة 1400هـ الموافق ل 1980م بالسلاح, فكان ما هو معروف بـ((بفتنة الحرم)), حيث سفك فيها الدم الحرام, وانتهكت حرمة البيت, نسأل الله العافية في ديننا و دنيانا, وقد فصل القول فيهل الشيخ (عبد العظيم إبراهيم محمد المطعني) في كتابه ((جريمة العصر, قصة احتلال المسجد الحرام, رواية شاهد عيان) طبع في مكتبة وهبة القاهرة 1424هـ, فليرجع إليه فإنه مهم, وقد أورد فيه (ص48) نص فتوى هيئة كبار العلماء في ((فتنة جهيمان)) وهي :(1/43)
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبيه محمد وعلى آله وصحبة وبعد : ففي يوم الثلاثاء اليوم الأول من شهر المحرم عام أربعمائة وألف من الهجرة ، دعانا نحن الموقعين أدناه جلالة الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود ، فاجتمعنا لدى جلالته في مكتبه بالمعذر ، واخبرنا أن جماعة في فجر هذا اليوم بعد صلاة الفجر مباشرة دخلوا في المسجد الحرام مسلحين ، وأغلقوا أبواب الحرم ، وجعلوا عليها حراسا مسلحين منهم ، وأعلنوا طلب البيعة لمن سموه المهدي ، وبدأوا مبايعته ومنعوا الناس من الخروج من الحرم ، وقاتلوا من مانعهم وأطلقوا النار على أناس داخل المسجد ، وأصابوا غيرهم وأنهم لا يزالون يطلقون النار على الناس خارج المسجد ، واستفتانا في شأنهم وما يعمل معهم ، فأتيناه بأن الواجب دعوتهم إلى الاستسلام ووضع السلاح فإن فعلوا قبل منهم وسجنوا حتى ينظر في أمرهم شرعا, فإن امتنعوا ، وجب اتخاذ كافة الوسائل للقبض عليهم ، ولو أدى إلى قتالهم وقتل من لم يحصل القبض عليه منهم ويستسلم إلا بذلك ، لقول الله تعالى : ( ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين) (البقرة : 191) ولقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ((من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يفرق جماعتكم ويشق عصاكم فاضربوا عنقه ) رواه أبو مسلم ..
والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ونسأل الله أن يعلي كلمته ، وينصر دينه ، وأن يخذل من أرد الإسلام والمسلمين بسوء ، وأن يشغله بنفسه ، إنه سميع مجيب ، وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
و هذا نص فتوى أخرى :الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وآله وصحبه .(1/44)
ونسأل الله أن ينصر دينه يعلي كلمته ويخذل من أراد الإسلام والمسلمين بسوء وأن يعيذنا من الفتن ، ما ظهر منها وما بطن ، وأن يكبت من أراد الفساد والالحاد في حرم الله ، وانتهاك حرمته وسفك دماء المسلمين ، وبعد ، فان هذا العمل الشنيع الذي قامت به هذه الطائفة الظالمة ، التي انتهكت حرمة الله وأقدس بقعة في أرضه ، وسفكت فيه الدم الحرام في الشهر الحرام في البلد الحرام ، وفي رحاب الكعبة المشرفة وروعت المسلمين الآمنين في أمن الله وحرمه ,. عمل مخالف لكتاب الله وسنه رسول - صلى الله عليه وسلم - وإجماع الأئمة ، ويعتبر منكرا عظيما ، وإجراما شنيعا وإلحادا في حرم الله الذي قال فيه : ( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ) وقال سبحانه وتعالى : ( ومن أظلم ممن مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم )(البقرة:114) . وصح عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : ( إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض ، فهي حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ، وأنها لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي وإنما أحلت لي ساعة من نهار, وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس ، فليبلغ الشاهد الغائب ) متفق عليه ..
وهذا الطائفة تجرأت على مخالفة أمر الله وأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - وإجماع الأئمة ، ولذلك سأل ولاة الأمر عن الحكم المكافحة شر هؤلاء ، فصدرت الفتوى الشرعية بأن على ولي الأمر أن يقضي على فتنفهم باتخاذ كافة الوسائل ، ولو أدى ذلك إلى مقاتلتهم إن لم يندفع شرهم إلا بذلك ..(1/45)
لقوله تعالى : ( ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين )(البقرة: 191) . وهذا الآية وإن كانت نازلة في الكفار ، فإن حكمها شامل لهم ولغيرهم ممن فعل فعلتهم ، فاستحل القتال في الحرم بإجماع العلماء ، ولقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد ، يريد أن يشق عصاكم فاضربوا عنقه كائنا كان )) .
وهذا حكم من يدعى أنه المهدي وغيره وهذه الطائفة أرادت شق عصا المسلمين ، وتفريق كلمتهم ، والخروج على إمامهم ، فدخلت في عموم هذا الحديث وغيره من النصوص الشرعية الدالة على معناه ، وولاة الأمر وفقهم الله لكل خير ، مشكورون على ما قاموا به من جهد لإخماد هذه الفتنة والقضاء عليها ، فنسأل الله أن يعز بهم الإسلام والمسلمين وأن يوقفهم لما فيه صلاح العباد والبلاد ، إنه سميع مجيب وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .(1/46)
الموقعُون : الشيخ عبد الله بن حميد ـ الشيخ عبد العزيز بن باز ـ الشيخ عبد العزيز ناصر بن رشيد ـ الشيخ راشد بن صالح بن خنين ـ الشيخ راشد بن عبد العزيز بن مترك ـ الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن الربيعة ـ الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن فارس ـ الشيخ ناصر بن حمد الراشد ـ الشيخ سليمان بن عبد العزيز بن سليمان ـ الشيخ محمد بن عبد الله الأمير ـ الشيخ عبد العزيز بن محمد بن زاحم ـ الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن راشد الشيخ محمد سليمان البدر ـ الشيخ محمد بن إبراهيم بن جبير ـ الشيخ صالح بن علي بن غصون ـ الشيخ غنيم بن مبارك الغنيم ـ الشيخ ناصر بن عبد العزيز الشترى ـ الشيخ عبد الله بن سليمان بن منيع ـ الشيخ عبد العزيز العيسى ـ الشيخ إبراهيم بن محمد آل الشيخ ـ الشيخ محمد علوي مالكي ـ الشيخ صالح بن محمد بن لحيدان ـ الشيخ محمد بن سبيل الشيخ سليمان بن عبيد ـ الشيخ عبد الرحمن حمزة المرزوقي ـ الشيخ محمد بن إبراهيم البشر ـ الشيخ محمد إبراهيم العيسى
38- وآخر من ادعاها ضال مضل اسمه (الحسين بن موسى بن حسين اللحدي) الكويتي ,زهو حي يرزق, وقد كان بادئ أمره ادعى صلاح نفسه, ثم تدرج به الأمر إلى أن زعم فساد المجتمع بأسره, الأمر الذي دعاه إلى اعتزال الناس حتى صلاة الجماعة بالمساجد ، ثم وصل به الحال إلى أن زعم أنه هو جد المهدي المنتظر، ثم تطور الأمر بأن جعل نفسه هو المهدي بعينه, ولم يقف به الأمر إلى ذلك بل زعم عودة الرسول من موته إلى الحياة بالدنيا !, ولم تتوقف سخافاته حتى زعم أنه هو الرسول المبين, وله تآليف في دعاويه, وأتباع يتبعونه على ضلاله(1/47)
وقد رد عليه أهل العلم وفندوا ادعاءاته وأقواله, منهم الشيخ (عبد الكريم بن صالح الحميد) في كتابه (الحق المستبين في بيان ضلال اللحيدي حسين)), قال في خاتمته: لما فرغتُ من كتابة مسودّة هذا الرّد حضر عندي ستة من أتْباع اللحيدي المؤمنين به، فقرأت عليهم مايقارب النصف من كتابي هذا فضاق الوقت عن إكماله فأعطيتهم النسخة ليكملوا قراءتها, وطلبت منهم الحضور للمباهلة بعد ذلك, فأظهروا من جزْمهم وإصرارهم على ماهم عليه, وأنهم على استعداد للمباهلة دون قراءة باقي النسخة, ولكنني أرْجَأْتهم لعلهم يُدركون ماوقعوا فيه من الأمر العظيم, ويستشعروا أيضاً شأن المباهلة، فذهبوا ومعهم النسخة ثم عادوا، وقد أخبروا صاحبهم اللحيدي فأظهر الجزم على المباهلة وحده، وكانوا قبل قد أخبروني أنه على استعداد بأن يُباهل كل الأمة، فمنعهم من الدخول معه في المباهلة, ثم في الآخِر سمح لهم بالاشتراك معه, فدعونا الحكم العدل السميع البصير, الرقيب الشهيد سبحانه, الذي يحكم بين عباده بالحق فيما يختلفون فيه أن يُهْلِك الكاذب, وقد حَصَلَتْ المباهلة في ليلة الجمعة الموافق 9/2/1422هـ , والجدير بالذكر هنا أن العلماء ذكروا أنه لا يمرّ على المتباهلين أكثر من سنة إلا ويُصاب المبطل، وإنني لأبرأُ إلى الله تعالى من حَوْلي وقوتي وألجأ إلى حَوْل الله وقوته ، والحمد لله أولاً وآخراً وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.كتبه عبد الكريم بن صالح الحميد القصيم, بريدة, شهر صفر 1422هجرية
- و هناك رد آخر لبعض الفضلاء سماه : ((التوحيدية في الرد على اللحيدية)), وقد قرظه الشيخ (عبد الرجمن بن جبرين)(1/48)
? هذا ما وقفت عليه من أسماء مدعي (المهدوية) أو ادعيت لهم, وهناك مُدَّعُون آخرون لم تنقل أسماؤهم , أو لم تصلنا أخبارهم, قال شيخ الإسلام ابن تيمية في((منهاج السنة))(8\ 259) :وأعرف في زماننا غير واحد من المشايخ الذين فيهم زهد وعبادة يظن كل منهم أنه (المهدي), وربما يخاطب أحدهم بذلك مرات متعددة, ويكون المخاطب له بذلك الشيطان, وهو يظن أنه خطاب من قبل الله .اهـ
? وقال في ((الرد على البكري))(1\427) : وكان شيخ آخر معظم عند أتباعه يدعي هذه المنزلة ويقول إنه (المهدي) الذي بشر به النبي - صلى الله عليه وسلم - , و إنه يزوج عيسى بابنته, و إن نواصي الملوك و الأولياء بيده, يولي من يشاء و يعزل من يشاء, و إن الرب تعالى يناجيه دائما, و إن هو الذي يمد حملة العرش, و حيتان البحر ,و قد عزرته تعزيرا بليغا في يوم مشهود بحضرة من أهل المسجد الجامع يوم الجمعة بالقاهرة, فعرفه الناس ,و انكسر بسببه أشباهه من الدجاجلة .اهـ
التعريف
بالكتاب المحقق
- وقد كثرت تصانيف أهل العلم في إثبات عقيدة ((خروج المهدي الفاطمي المنتظر)), وبيان صحتها وثبوتها, والرد على من خالفها وأنكرها(1)
ومن أجمع هذه الكتب وأكثرها مادة , وأغزرها فائدة, كتاب الحافظ ((جلال الدين السيوطي)) رحمه الله, وقد طبع هذا الكتاب عدة طبعات , مفردا أو ضمن كتابه الآخر ((الحاوي للفتاوي)) إلا أنه لم يحظ بأي نوع من التحقيق, فعزمت بحمد الله وتوفيقه على الاهتمام به, وتوليته ما يستحقه من التحقيق والاعتناء.
وقد اعتمدت في ضبط نص الكتاب على مطبوعة المكتبة العصرية 1990 من كتاب ((الحاوي)) وهي مصورة عن طبعة الشيح (محمد محيي الدين عبدالحميد) المصري رحمه الله
__________
(1) - لمعرفة الكتب والتصانيف التي ألفت في موضوع (المهدي) انظر ((الضميمة الثالثة)) بآخر الكتاب ففيها ما يكفي ويشفي(1/49)
ولما كان الكتاب كله عبارة عن متون أحاديث وآثار حديثية فقد قمت بمقابلة ما في المطبوع على أصوله من الكتب الحديثية, من سنن, و مسانيد, ومعاجم, فأصلحت الخطأ وقومته, وأتممت السقط قدر المستطاع
وقمت أيضا بتخريج الأحاديث والآثار, ونقلت أقوال أهل العلم بهذا الفن وحكمهم عليها
و جعلت للكتاب مقدمة, وفهارس علمية للأحاديث النبوية, والآثار السلفية, والأعلام الواردة في الكتاب للتسهيل على الباحثين والقارئين
- ولما كان الحافظ (السيوطي) قد أكثر في كتابه هذا من النقل عن كتاب ((الفتن)) للحافظ (نعيم بن حماد المروزي) المتوفى سنة 229هـ , خاصة في الآثار المروية عن الصحابة والتابعين,فقد اعتمدت على طبعات ثلاث لهذا الكتاب:
الأولى: طبعة مكتبة التوحيد 1412 بتحقيق (أمين سمير الزهيري), وقد اخترت ترقيمات هذه الطبعة لجودتها
والثانية: طبعة دار الكتب العلمية 1997 بتحقيق (منصور بن سيد الشوري)
والثالثة: طبعة دار الفكر1414 هـ بتحقيق الدكتور(سهيل زكار)
- وألحقت بالكتاب ((مبحثين)) جليلين عظيمين: الأول لشيخ الإسلام (ابن تيمية )رحمه الله ,في الكلام على (المهدي) , ونقض ترهات الشيعة الرافضة حول ما الصقوا بهذه العقيدة الحقة من الترهات والأباطيل
والثاني: لتلميذه ووارث علمه الحافظ (شمس الدين ابن قيم الجوزية) رحمه الله من كتابه ((المنار المنيف في الصحيح والضعيف)), وقد تكلم فيه رحمه الله على أحاديث (المهدي) مبينا عللها
- ثم ختمت هذا السفر الجليل (( بمعجم)) لما ألف من الكتب حول موضوع (( المهدي المنتظر)), وجعلته على قسمين: الأول: ما ألفه علماء أهل السنة, ورتبته على وفيات مؤلفيها, الثاني: ما ألفه علماء الشيعة الرافضة, وقد سردتها سردا .
ترجمة
الحافظ جلال الدين السيوطي رحمه الله
من كتاب((شذرات الذهب)) لابن العماد (4\ 51)(1/50)
? هو الحافظ جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن ابن أبي بكر بن محمد بن ساق الدين أبي بكر بن عثمان بن محمد بن خضر بن أيوب بن محمد بن الشيخ همام الدين الخضيري السيوطي الشافعي المسند المحقق المدقق صاحب المؤلفات الفائقة النافعة
ولد بعد مغرب ليلة الأحد مستهل رجب سنة 894هـ , وعرض محافيظه على العز الكناني الحنبلي فقال له: ما كنيتك ؟ فقال: لا كنية لي فقال: أبو الفضل, وكتبه بخطه, وتوفي والده وله من العمر خمس سنوات وسبعة أشهر وقد وصل في القرآن إذ ذاك إلى سورة التحريم, وأسند وصايته إلى جماعة منهم الكمال بن الهمام فقرره في وظيفة الشيخونية ولحظه بنظره, وختم القرآن العظيم وله من العمر دون ثمان سنين, ثم حفظ عمدة الأحكام ومنهاج النووي وألفية ابن مالك ومنهاج البيضاوي, وعرض ذلك على علماء عصره وأجازوه, وأخذ عن الجلال المحلى والزين العقب,ي وأحضره والده مجلس الحافظ ابن حجر, وشرع في الاشتغال بالعلم من ابتداء ربيع الأول سنة أربع وستين وثمانمائة, فقرأ على الشمس السيرامي صحيح مسلم إلا قليلا منه, والشفا وألفية ابن مالك فما أتمها إلا وقد صنف وأجازه بالعربية, وقرأ عليه قطعة من التسهيل, وسمع عليه الكثير من ابن المصنف, والتوضيح وشرح الشذور والمغنى في أصول فقه الحنفية وشرح العقائد للتفتازاني, وقرأ على الشمس المرزباني الحنفي الكافية وشرحها للمصنف ومقدمة ايساغوجي وشرحها للكاتي, وسمع عليه من المتوسط والشافية وشرحها للجاربردي ومن ألفية العراقي, ولزمه حتى مات سنة سبع وستين, وقرأ في الفرائض والحساب على علامة زمانه الشهاب الشارمساحي ثم دروس العلم البلقيني من شوال سنة خمس وستين فقرأ عليه ما لا يحصى كثرة, ولزم أيضا الشرف المناوي إلى أن مات, وقرأ عليه ما لا يحصى, ولزم دروس محقق الديار المصرية سيف الدين محمد بن محمد الحنفي, ودروس العلامة التقي الشمني ودروس الكافيجي, وقرأ على العز الكناني, وفي الميقات على مجد الدين ابن(1/51)
السباع والعز بن محمد الميقاتي, وفي الطب على محمد بن إبراهيم الدواني لما قدم القاهرة من الروم, وقرأ على التقي الحصكفي والشمس البابي وغيرهم, وأجيز بالإفتاء والتدريس
وقد ذكر تلميذه الداودي في ترجمته أسماء شيوخه إجازة وقراءة وسماعا مرتبين على حروف المعجم فبلغت عدتهم أحدا وخمسين نفسا, واستقصى أيضا مؤلفاته الحافلة الكثيرة الكاملة الجامعة النافعة المتقنة المحررة المعتمدة المعتبرة فنافت عدتها على خمسمائة مؤلف, وشهرتها تغني عن ذكرها, وقد اشتهر أكثر مصنفاته في حياته في أقطار الأرض شرقا وغربا
وكان آية كبرى في سرعة التأليف, حتى قال تلميذه الداودي: عاينت الشيخ وقد كتب في يوم واحد ثلاثة كراريس تأليفا وتحريرا, وكان مع ذلك يملي الحديث, ويجيب عن المتعارض منه بأجوبة حسنة(1/52)
وكان أعلم أهل زمانه بعلم الحديث وفنونه, رجالا وغريبا ومتنا وسندا واستنباطا للأحكام منه, وأخبر عن نفسه أنه يحفظ مائتي ألف حديث, قال: ولو وجدت أكثر لحفظته, قال: ولعله لا يوجد على وجه الأرض الآن أكثر من ذلك, ولما بلغ أربعين سنة أخذ في التجرد للعبادة والانقطاع إلى الله تعالى والاشتغال به صرفا والإعراض عن الدنيا وأهلها كأنه لم يعرف أحدا منهم, وشرع في تحرير مؤلفاته, وترك الافتاء والتدريس, واعتذر عن ذلك في مؤلف سماه ((بالتنفيس)), وأقام في روضة المقياس فلم يتحول منها إلى أن مات , ولم يفتح طاقات بيته التي على النيل من سكناه, وكان الأمراء والأغنياء يأتون إلى زيارته, ويعرضون عليه الأموال النفيسة فيردها, وأهدى إليه الغوري خصيا وألف دينار, فرد الألف وأخذ الخصى فأعتقه وجعله خادما في الحجرة النبوية, وقال لقاصد السلطان لا تعد تأتينا بهدية قط فإن الله تعالى أغناها عن مثل ذلك, وطلبه السلطان مرارا فلم يحضر إليه ... ومناقبه لا تحصر كثرة ...وله شعر كثير جيده كثير, و متوسطه أكثر, وغالبه في الفوائد العلمية والأحكام الشرعية,...وتوفي في سحر ليلة الجمعة تاسع عشر جمادى الأولى في منزله بروضة المقياس بعد أن تمرض سبعة أيام بورم شديد في ذراعه الأيسر, عن إحدى وستين سنة وعشرة أشهر وثمانية عشر يوما, ودفن في حوش قوصون خارج باب القرافة .اهـ بتصرف
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
كتبه ابو يعلى البيضاوي
عفا الله عنه, وغفر
له ولوالديه
بسم الله الرحمن الرجيم
الحمد لله
وسلام على عباده الذين اصطفى
هذا جزء جمعت فيه الأحاديث والآثار الواردة في المهدي, لخصت فيه ((الأربعين)) التي جمعها الحافظ (أبو نعيم). وزدت عليه ما فاته, ورمزت عليه صورة ( ك )
1- أخرج ( ك ) ابن جرير في ((تفسيره)) عن السدي :(1/53)
في قوله تعالى:(( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ , وَسَعَى فِي خَرَابِهَا)) (البقرة:114) , قال:
(( هم الروم , كانوا ظاهروا بختنصر على خراب بيت المقدس [ حتى خربه , وأمر به أن تطرح فيه الجيف , وإنما أعانه الروم على خرابه من أجل أن بني إسرائيل قتلوا يحيى بن زكرياء ] ))(1)
2- وفي قوله تعالى:(( أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ)) (البقرة:114) قال :(( فليس في الأرض رومي يدخله اليوم إلا وهو خائف أن تضرب عنقه,أو قد أخيف بأداء الجزية فهو يؤديها ))(2)
3- وفي قوله تعالى:((لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ لهم في الدنيا خزي )) (البقرة:114) قال:
(( أما خزيهم في الدنيا فإنه إذا قام المهدي و فتحت القسطنطينية قتلهم, فذلك الخزي
[ وأما العذاب العظيم فإنه عذاب جهنم الذي لا يخفف عن أهله, ولا يقضى عليهم فيها فيموتوا ] ))(3)
4- وأخرج ( ك) أحمد (1\84\645), وابن أبى شيبة (37644), وابن ماجة (4085), ونعيم بن حماد في ((الفتن))(1053) عن علي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
((
__________
(1) - تفسير ابن جرير الطبري (1\546\1827)
(2) - التفسير(1\547\1832)
(3) - التفسير(1\548\1834)(1/54)
المهدي منا أهل البيت , يصلحه الله في ليلة ))(1)
5- وأخرج ( ك ) أبو داود (4285), ونعيم بن حماد (1065), والحاكم (4\558\8714) عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( المهدي مني أجلى الجبهة, أقنى الأنف, يملأ الأرض قسطا وعدلا, كما ملئت جورا و ظلما, يملك سبع سنين ))(2)
__________
(1) - قال البوصيري في (زوائده)(1443): هذا إسناد فيه مقال,إبراهيم بن محمد وثقه العجلي, وذكره ابن حبان في الثقات,وقال البخاري في التاريخ: في إسناده نظر,و ياسين العجلي,قال البخاري فيه نظر قال:و لا أعلم له حديثا غير هذا وقال :ابن معين و أبوزرعة:لا باس به,و أبو داود الحفري اسمه عمر بن سعد احتج به مسلم في صحيحه وباقي رجال الإسناد ثقات.اهـ قال المزي في تهذيب التهذيب (11\152\294) قال يحيى بن يمان:رأيت سفيان الثوري يسأل ياسين عن هذا الحديث, قال ابن عدي:وهو معروف به انتهى ووقع في سنن ابن ماجة عن منسوب فظنه بعض الحفاظ المتأخرين ياسين بن معاذ الزيات فضعف الحديث به فلم يصنع شيئا.اهـ قال الألباني رحمه الله:حسن,صحيح ابن ماجة (3300) الصحيحة(2371), وقال الشيخ أحمد الغماري في(إبراز الوهم)(ص104) هو حديث حسن كما قال الحفاظ .اهـ ,وقال أخوه عبد الله في كتابه (ص30):هو حديث حسن ولولا ما في العجلي من بعض التضعيف لكان صحيحا لأن رجاله ثقات.اهـ
(2) - قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم, ولم يخرجاه, وقال الحافظ الذهبي: عمران ضعيف, ولم يخرج له مسلم وقال المنذري في (مختصره) (4116) : في إسناده عمران القطان وهو أبو العوام بن دوار القطان البصري استشهد به البخاري ووثقه عفان بن مسلم واحسن عليه الثناء يحيى بن سعيد القطان وضعفه يحيى بن معين والنسائي .اهـ قال ابن القيم في (المنار المنيف)(ص131): إسناد جيد.اهـ قال الألباني رحمه الله: حسن, صحيح أبى داود(3604) صحيح الجامع(6736) (المشكاة)(5454)(1/55)
6- وأخرج أبو نعيم (11) عن أبى سعيد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
(( المهدي منا أهل البيت,رجل من أمتي أشم الأنف, يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ))
7- وأخرج ( ك ) أبو داود (4284), وابن ماجة (4086), والطبراني(....), والحاكم (4\600\8714 و8715) عن أم سلمة رضي الله عنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( المهدي من عترتي, من ولد فاطمة ))(1)
8- وأخرج ابن ماجة (4087), و أبو نعيم (30) عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
((
__________
(1) - قال الألباني رحمه الله:صحيح, (صحيح أبى داود)(3603), وقال في (الضعيفة)(1\108\80): هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات وله شواهد كثيرة.اهـ ,و قال في (المشكاة) (5453): إسناده جيد, وقال الشيخ أحمد الغماري في (إبراز الوهم المكنون)(ص70): هو حديث صحيح أو حسن كما حكم به الحفاظ , رجاله كلهم عدول أثبات.اهـ , وقال أخوه الشيخ عبد الله في كتابه (المهدي المنتظر)(ص32): سكت عليه الحاكم والذهبي و إسناده صحيح .اهـ(1/56)
نحن(1)ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة , أنا, و حمزة, و علي, وجعفر, و الحسن, و الحسين, و المهدي ))(2)
9- وأخرج أحمد (3\37و52\11346\11504\11505), والباوردي في ((المعرفة)), و أبو نعيم (18) عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( أبشركم بالمهدي,( رجل من قريش من عترتي ), يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل, فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما, و يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض, و يقسم المال صحاحا
__________
(1) - في (تاريخ أصفهان) لأبي نعيم ( نحن سبعة من ولد ....)
(2) - وأخرجه أبو نعيم في (تاريخ أصفهان)(2\130), والخطيب في (تاريخ بغداد)(9\434) من طريق شيخه أبي نعيم, قال البوصيري في الزوائد(1444): هذا إسناد فيه مقال علي بن زياد لم أر من جرحه ولا من وثقه وباقي الرجال ثقات,قال المزي في الأطراف:كذا عنده والصواب عبد الله بن زياد.اهـ , وقال ابن كثير في (النهاية)(ص27)كذا أورده البخاري في (التاريخ), وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل), وهو رجل مجهول, وهذا الحديث منكر .اهـ قال الألباني رحمه الله: موضوع, (ضعيف الجامع)(5955) و(الضعيفة)(88) و(ضعيف ابن ماجة)(888), وقال عبد الله الغماري في كتابه (المهدي)(ص41): السند ضعيف لكن للحديث شاهد من حديث أبى أيوب الأنصاري .اهـ
- في المطبوع (نحن (سبعة) ولد... ) وليست عند ابن ماجة ولا أبى نعيم(1/57)
فقال له رجل: ما صحاحا ؟ , قال: بالسوية بين الناس, قال: ويملأ [ الله ] قلوب أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - غنى, ويسعهم عدله, حتى يأمر مناديا فينادي فيقول:من له حاجة إلي؟ فما يأتيه أحد, إلا رجل واحد , فيقول: ائت السادن حتى يعطيك, فيأتيه فيقول :أنا رسول المهدي إليك لتعطيني مالا, فيقول:أحث فيحثى ولا يستطيع أن يحمله, فيلقي حتى يكون قدر ما يستطيع أن يحمله,فيخرج به فيندم فيقول : فيقول أنا كنت أجشع أمة محمد نفسا, كلهم دعي على هذا المال فتركه غيري فيرده عليه, فيقول: إنا لا نقبل شيئا أعطيناه, فيلبث في ذلك ستا, أو سبعا, أو ثمانيا, أو تسع سنين, و لا خير في العيش بعده ))(1)
10- وأخرج ( ك ) أبو داود (4282), و الطبراني (....) عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم, لطول الله ذلك اليوم, حتى يبعث فيه رجلا من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي, واسم أبيه اسم أبي , فيملأ الأرض قسطا وعدلا, كما ملئت ظلما و جورا))(2)
11- وأخرج أحمد (1\376\3572), وأبو داود (4282), والترمذي (3230), وقال: حسن صحيح عن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
((
__________
(1) - قال الهيثمي في (المجمع)(7\314\12393): رواه الترمذي وغيره باختصار كثير,و رواه أحمد بأسانيد وأبو يعلى باختصار كثير ورجالهما ثقات.اهـ قال الألباني رحمه الله: ضعيف,(الضعيفة)(1588) وقال: هذا إسناد ضعيف العلاء بن بشير مجهول كما قال ابن المديني, وتبعه الحافظ وغيره, ولم يرو عنه سوى المعلى بن زياد كما في الميزان, نعم قد جاء الحديث من طريق أخرى عن أبي الصدسق ولكنه مختصر,ليس فيه هذا التفصيل الذي رواه العلاء إسناده صحيح ولذلك خرجته في الكتاب الآخر (711) .اهـ
(2) - قال الألباني رحمه الله: حسن صحيح, (صحيح أبى داود)(3601) (صحيح الجامع)(5304)(1/58)
لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي, اسمه يواطي اسمي ))(1)
12- وأخرج ابن أبى شيبة (37648), والطبراني (....), والدراقطني في ((الأفراد))(3643 ترتيب ابن طاهر), و أبو نعيم (19), والحاكم (4\442\8413) عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله رجلا من أهل بيتي , يواطئ اسمه اسمي , واسم أبيه اسم أبى, فيملأ الأرض عدلا وقسطا, كما ملئت ظلما وجورا ))
13- وأخرج ( ك ) الطبراني [ في الكبير ] (10\133\10216) عن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - رضي الله عنه - قال :
(( لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لملك فيها رجل من أهل بيتي ))
14- وأخرج ( ك ) أحمد (1\99\773), وابن أبى شيبة(37648), وأبو داود(4283) عن علي - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( لو لم يبق من الدهر إلا يوم, لبعث الله رجلا من أهل بيتي , يملاها عدلا كما ملئت جورا ))(2)
15- وأخرج أبو داود (4290), ونعيم بن حماد في ((الفتن))(1113) عن علي - رضي الله عنه - :
((
__________
(1) - قال الألباني رحمه الله: حسن صحيح, (صحيح الترمذي)( 1818) (صحيح الجامع)(7275)
(2) - قال الألباني رحمه الله:صحيح,((صحيح ابي داود))(3603) وقال الشيخ أحمد الغماري في (إبراز الوهم المكنون)(ص60): صحيح على شرط البخاري ومسلم ولا علة له ولا مطعن في رجاله .اهـ وقال أيضا (ص65): الحديث ليس فيه ما بنزل رتبته إلى درجة الحسن فضلا عن أن يحط قدره إلى مرتبة الضعيف بل هو صحيح بلا شك ولا شبهة .اهـ وقال أخوه عبد الله في كتابه (29): إسناده صحيح(1/59)
أنه نظر إلى ابنه الحسن - رضي الله عنه - ,فقال : إن ابني هذا سيد كما سماه النبي - صلى الله عليه وسلم - , [ و ] سيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم - صلى الله عليه وسلم - , يشبهه في الخُلُق, ولا يشبهه في الَخلْق,- ثم ذكر قصة وزاد- يملأ الأرض عدلا ))(1)
16- وأخرج ( ك ) ابن أبى شيبة (37223), وأحمد (6\316\27224), و أبو داود (4286), و أبو يعلى (6901), والطبراني [ في الكبير ](23\390\931) و(1153 الأوسط) عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( يكون اختلاف عند موت خليفة, فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة, فيأتيه ناس من أهل مكة, فيخرجونه وهو كاره, فيبايعونه بين الركن والمقام, ويبعث إليه بعث من الشام, فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة, فإذا رأى الناس ذلك أتاهـ أبدال الشام و عصائب أهل العراق , فيبايعونه بين الركن والمقام , ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب , فيبعث إليهم بعثنا, فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب, والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب , فيقسم المال, ويعمل في الناس بسنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض, فيلبث سبع سنين, ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون,
[
__________
(1) - قال المنذري في (مختصره)(4121): هذا منقطع أبو إسحاق السبيعي رأى عليا - رضي الله عنه - رؤية , وقال أبو داود: حدثت عن هارون بن المغيرة .اهـ وإسناد نعيم أيضا فيه مبهمين في موضعين وانقطاع بين محمد الباقر وجده علي - رضي الله عنه - .اهـ قال الألباني رحمه الله:إسناده ضعيف,ضعيف أبى داود(924) مشكاة(5462), أما الشيخ أحمد الغماري فقال في (إبراز الوهم المكنون)(ص 66): صحيح أو حسن بلا شك ولا ريبة...ثم ذكر أن للحديث شواهد قوية معضدة, وبمجموعها يرتقي الحديث إلى درجة الصحيح .اهـ, وقال أخوه عبدالله في كتابه(ص69): هذا إسناد صحيح,غير أن فيه انقطاعا بين أبي داود وهارون بن المغيرة.اهـ(1/60)
قال أبو داود قال: بعضهم عن هشام تسع سنين وقال بعضهم سبع سنين ] ))(1)
17- وأخرج ( ك ) أبو داود (4290) عن علي - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( يخرج رجل من وراء النهر, يقال له الحارث [ بن ] حراث, على مقدمته رجل يقال له منصور, يوطئ - أو يمكن - لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وجب على كل مؤمن نصره - أو قال- إجابته ))(2)
- هذا آخر ما أورده أبو داود في باب المهدي من سننه
18- وأخرج الترمذي (2238) عن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ))(3)
19- وأخرج الترمذي (2238) وصححه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:
((
__________
(1) - قال الحافظ ابن القيم في (المنار المنيف)(ص132): الحديث حسن ومثله مما يجوز أن يقال فيه:صحيح.اهـ قال الألباني رحمه الله:ضعيف (ضعيف الجامع)(6439) و(الضعيفة)(1965) و(المشكاة)(5456) قال: رجاله كلهم ثقات غير صاحب أبي الخليل ولم يسم فهو مجهول...ولما كان مداره على صاحب أبي الخليل غير مسمى في طريق معتبر سالم من علة كان هو العلة, وقد جاء الحديث من طرق أخرى عن أم سلمة وغيرها مختصرا ليس فيه قصة البيعة و الأبدال ولا بعث كلب الخ...وهو مخرج في (الصحيحة)(1924)اهـ ولفظ الحديث المختصر الذي أشار إليه الشيخ ( طائفة من أمتي يخسف بهم،يبعثون إلى رجل، فيأتي مكة،فيمنعه الله منهم، ويخسف بهم،مصرعهم واحد، ومصادرهم شتى،إن منهم من يكره، فيجيء مكرها), وقال عبد الله الغماري في كتابه (ص70) هذا إسناد ضعيف.اهـ
(2) 17- قال المنذري في (مختصره)(4122) هذا منقطع .اهـ ,قال الألباني رحمه الله:ضعيف,ضعيف أبى داود(924) (ضعيف الجامع) (6418) (المشكاة)(5458)
(3) 18- قال الألباني رحمه الله: حسن صحيح, (صحيح الترمذي)(1819) و(صحيح الجامع)(8160)(1/61)
لو لم يبق من الدنيا إلا يوم , لطول الله ذلك اليوم حتى يلي ))(1)
20- وأخرج الترمذي (2239), وحسنه عن أبى سعيد الخدري - رضي الله عنه - [ قال:
(( خشينا أن يكون بعد نبينا حدث فسألنا نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ] فقال :
إن في أمتي المهدي, يخرج, يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا- زيد الشاك – [ قال: قلنا: وما ذاك, قال: سنين قال ]: فيجيء إليه الرجل فيقول: يا مهدي, أعطني, أعطني , قال: فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله ))(2)
21- وأخرج نعيم بن حماد (1127), وابن ماجة (4083) عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
(( يكون في أمتي المهدي, إن قُصِرَ(3)فسبع وإلا فتسع, فتنعم فيه أمتي نعمة لم ينعموا(4)مثلها قط , تؤتى أكلها ولا تدخر منهم(5)شيئا, والمال يومئذ كُدُوس, فيقوم الرجل فيقول: يا مهدي أعطني, فيقول: خذ(6))(7)
22- وأخرج ابن أبى شيبة (37727) ونعيم بن حماد في الفتن (895) وابن ماجة (4082) و أبو نعيم (27) عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال:
((
__________
(1) 19- قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح, قال الألباني رحمه الله: حسن صحيح,(صحيح الترمذي)(1806)
(2) -20 قال أبو عيسى: هذا حديث حسن وقد روي من غير وجه عن أبي سعيد عن النبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو الصديق الناجي اسمه بكر بن عمرو ويقال بكر بن قيس,قال الشيخ الألباني :حسن (صحيح الترمذي) 1820)
قال الألباني رحمه الله: حسن (صحيح الترمذي) 1820) قلت: في إسناده زيد العمي وهو ضعيف لكن للحديث طرق أخرى فلذلك حسنه الشيخ
(3) - في المطبوع (قصد) والتصويب من (السنن) و(الفتن)
(4) - في المطبوع (يسمعوا) والتصويب من (السنن)
(5) - في المطبوع (عنهم) والتصويب من (السنن)
(6) - في المطبوع (خذوا ) والتصويب من (السنن)
(7) - قال الألباني رحمه الله: حسن,(صحيح ابن ماجة)(3299) وفيه زيد أيضا(1/62)
بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , إذ أقبل فتية من بني هاشم, فلما رآهم النبي - صلى الله عليه وسلم - اغرورقت عيناه وتغير لونه, قال: فقلت:ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه, فقال:
إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا, وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا, حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الحق(1)فلا يُعْطَونه, فيقاتلون فيُنْصَرون فيُعْطَون ما سألوا, فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي, فيملؤها قسطا كما ملؤها جَوْرا, فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم, ولو حبوا على الثلج, ( فإنه المهدي )(2))(3)
__________
(1) - عند ابن ماجة وحده ( الخير)
(2) - هذه الزيادة عند نعيم وحده
(3) - قال البوصيري في (زوائده)(1441): هذا إسناد فيه يزيد بن أبي زياد الكوفي مختلف فيه رواه ابن أبى شيبة في (مسنده( ..وأبو يعلى الموصلي بزيادة ونقص ألفاظ, لكن لم ينفرد به زياد بن أبى زياد عن إبراهيم فقد رواهـ الحاكم في (المستدرك) عن طريق عمرو بن قيس عن الحكم عن إبراهيم به .اهـ ,قلت: رواية الحاكم (4\464\8434) التي أشار إليها البوصيري, وقال الحافظ الذهبي في (تلخيصه): هذا موضوع,قال الألباني رحمه الله:ضعيف,(ضعيف ابن ماجة)(886)
وقال الشيخ أحمد الغماري في(إبراز الوهم المكنون)(97) حديث حسن, وقال أخوه عبدا لله في كتابه (ص28) وذكر قول الذهبي:موضوع, فقال: لا والله ما هو موضوع ومن أين يأتيه الوضع,وليس في رجاله إسناده كذاب ولا وضاع,فالحكم بوضعه مجازفة, لاسيما وله طرق منها ما تقدم عن ابن ماجة ومنها عن ثوبان, والعجب أن هذا الطريق خرجه الحاكم وصححه على شرط الشيخين, وأقره الذهبي نفسه .اهـ(1/63)
- قال الحافظ عماد الدين ابن كثير(1): في هذا السياق إشارة إلى ملك بني العباس وفيه دلالة على أن المهدي يكون بعد دولة بني العباس [ وأنه يكون من أهل البيت من ذرية فاطمة بنت الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثم من ولد الحسن والحسين ]
23- وأخرج ابن ماجة (4184) والحاكم (1\463\4882) وأبو نعيم (32) عن ثوبان - رضي الله عنه - قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( يقتتل عند كنزكم ثلاثة , كلهم ابن خليفة , ثم لا يصير إلى واحد منهم, ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق, فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم,( ثم يجيء خليفة الله المهدي, فإذا سمعتم به فأتوه)(2)فبايعوه, ولو حبوا على الثلج, فإنه خليفة الله المهدي ))(3)
24- وأخرج ( ك ) ابن ماجة (4088), والطبراني (287 الأوسط) عن عبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدي - رضي الله عنه - قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
((
__________
(1) -[ في النهاية (ص 25) ]
(2) - اللفظ لأبى نعيم و في (السنن) بدل هذه الجملة ( ثم ذكر شيئا لا أحفظه فقال: فإذا رأيتموه)
(3) - قال ابن كثير في (النهاية)(ص26): تفرد به ابن ماجة وهذا إسناد قوي صحيح اهـ وقال البوصيري في (زوائده)(1442): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رواه الحاكم في (المستدرك)(4\463\4880) من طريق الحسين بن حفص عن سفيان به وقال هذا صحيح على شرط الشيخين ورواه أحمد في (مسنده)(5\277) ولفظه: ( إذا رأيتم الرايات السود وقد جاءت من قبل خراسان فأتوها فان فيها خليفة الله المهدي).اهـ قال العلامة الألباني رحمه الله: ضعيف, (ضعيف الجامع)(6434) و(الضعيفة)(85) , وقال الشيخ بشار عواد معروف: إسناده صحيح,لكن في متنه نكارة كما بينة العلامة الألباني مفصلا في (الضعيفة) .اهـ(1/64)
يخرج ناس من المشرق, فيوطئون للمهدي [ يعني ] سلطانه))(1)
25- وأخرج أحمد (2\365\8760) و الترمذي (2276) و نعيم بن حماد (569) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( تخرج من خراسان رايات سود, لا يردها شيء حتى تنصب بإيلياء ))(2)
__________
(1) 24- قال الطبراني في الأوسط:لا يروى هذا الحديث عن عبدالله بن الحارث إلا بهذا الإسناد تفرد به ابن لهيعة اهـ وذكره الهيثمي في (زوائده)(7\318\12414) وليس هو منها, وقال: فيه عمرو بن جابر وهو كذاب.اهـ قال البوصيري في (الزوائد)(1445):هذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن جابر وابن لهيعة.اهـ قال الألباني رحمه الله:ضعيف,(ضعيف الجامع)(6434) و(الضعيفة)(85) و(ضعيف ابن ماجة)(889) ومثله قال عبدالله الغماري في كتابه(36)
(2) - قال الترمذي: هذا حديث غريب حسن, وفي نسخة:غريب فقط, قال بشار: وهو الصواب.اهـ وقال الألباني رحمه الله: ضعيف الإسناد, ضعيف الترمذي(395) (ضعيف الجامع)(6420) و(الضعيفة)(4825), قلت: في سنده رشدين بن سعد وهو ضعيف(1/65)
- قال ابن كثير(1): هذه الرايات السود ليست هي التي أقبل بها أبو مسلم الخراساني فاستلب دولة بني أمية , [ في سنة اثنين وثلاثين ومائة ], بل هي رايات أخر تأتى صحبة المهدي(2).
26- وأخرج ( ك) البزار (3325 كشف), والحارث بن أبى أسامة (789),(3)و الطبراني (19\32\ 68) عن قرة [ بن إياس ] المزني - رضي الله عنه - قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
((
__________
(1) - في (النهاية)(ص 26)
(2) - تمام كلامه رحمه الله:( وهو محمد بن عبدالله العلوي الفاطمي الحسني رضي الله عنه,يصلحه الله في ليلة,أي يتوب عليه ويشدون أركانه,وتكون راياتهم سوداء أيضا,وهو زي عليه الوقار لأن راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت سوداء يقال لها العقاب,وقد ركزها خالد بن الوليد - رضي الله عنه - على الثنية التي هي شرقي دمشق,حين أقبل من العراق,فعرفت الثنية بها فهي إلى الآن يقال لها (ثنية العقاب),وقد كانت عذابا على الكفرة من نصارى الروم والعرب,ووطدت حسن العاقبة لعباد الله المؤمنين من المهاجرين والأنصار ولمن كان معهم وبعدهم إلى يوم الدين ولله الحمد,وكذلك دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح إلى مكة وعلى رأسه المغفر,وكان أسود وفي رواية ( كان متعمما بعمامة سوداء فوق البيضة) صلوات الله وسلامه عليه , والمقصود أن المهدي لممدوح الموعود بوجوده في آخر الزمان يكون أصل خروجه وظهوره ناحية المشرق و يبايع له عند البيت,كما دل على ذلك نص الحديث,وقد أفردت في ذكر (المهدي) جزءا على حدة ولله الحمد .اهـ
(3) - طبع زوائده للحافظ (نور الدين الهيثمي) (بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث), في الجامعة الإسلامية المدينة المنورة 1413هـ في مجلدين بتحقيق (حسين احمد الباكري) وفي دار الطلائع 1994 في مجلد بتحقيق (مسعد السعدني)(1/66)
لتملأن الأرض جورا و ظلما, فإذا ملئت جورا وظلما بعث الله رجلا مني, اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي, فيملؤها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما, فلا تمنع السماء شيئا من قطرها, ولا الأرض شيئا من نباتها, يمكث سبعا أو ثمانيا, فإن أكثر فتسعا [ يعني سنين ] ))(1)
27- وأخرج ( ك ) البزار (3338 كشف) عن أنس - رضي الله عنه - :
(( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان نائما في بيت أم سلمة, فانتبه وهو يسترجع, فقلت: يا رسول الله مم تسترجع ؟ قال:
__________
(1) - قال الهيثمي في (المجمع)(7\314\12396): رواه البزار و الطبراني في الكبير والأوسط من طريق داود بن المحبر بن قحذم عن أبيه وكلاهما ضعيف .اهـ قال الحافظ في مختصر زوائد البزار(1651):بل داود كذاب .اهـ
قال الألباني رحمه الله :هو كما قال ولكن ألا يصدق فيه قوله - صلى الله عليه وسلم - في قصة شيطان أبى هريرة:(صدقك وهو كذوب) فإن هذا الحديث ثابت عنه من طرق كثيرة عن جمع من الصحابة,منها طريق أبى الصديق [ عن أبى سعيد الخدري ] غاية ما في الأمر أن يكون داود بن المحبر كذب خطا أو عمدا في إسناد الحديث إلى والد معاوية بن قرة فان المحفوظ من رواية معاوية بن قرة عن أبى الصديق الناجي عن أبى سعيد الخدري به هكذا أخرجه الحاكم (4\465) .اهـ بتصرف وقال أيضا: صحيح, (صحيح الجامع)(5073) و(الصحيحة)(1529),
وقال الشيخ أحمد الغماري في (إبراز الوهم المكنون)(129): هذا الحديث لم ينفرد به بل ورد من عدة طرق, تقدم ذكرها فهو وإن كان ضعيفا فحديثه ثابت من جهة أخرى,وذلك دليل على أن ضعفه لم يتطرق إلى هذا الحديث لموافقته للثقات فيما رواه, وكذلك القول في أبيه, وليست كل أحاديث الضعيف كلها ضعيفة, ولا الكذاب كلها موضوعة, بل قد يحدثان بالصحيح والحسن المعروفين من غير طريقهما .اهـ(1/67)
من قبل جيش يجيء من قبل العراق في طلب رجل من المدينة, يمنعه الله منهم, فإذا علوا البيداء من ذي الحليفة خسف بهم, فلا يدرك أعلاهم أسفلهم, ولا يدرك أسفلهم أعلاهم إلى يوم القيامة, [ قيل: يارسول الله يخسف بهم ومصادرهم شتى؟ قال:إن منهم أو فيهم من جبر ] ))(1)
28- وأخرج ( ك ) البزار (3327) عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - رضي الله عنه - :
(( سيكون في أمتي خليفة يحثو المال [ في الناس ] حثيا , لا يعده عدا , [ ثم قال: والذي نفسي بيده لَتَعُدُّون ] ))(2)
29- وأخرج أحمد (3\98\11962) عن أبى سعيد - رضي الله عنه - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
(( إن من أمرائكم أميرا يحثو المال حثيا, ولا يعده [ عدا ] , يأتيه الرجل فيسأله,فيقول:خد , فيبسط [ الرجل ] ثوبه فيحثي فيه,[ وبسط رسول الله ملحفة غليظة كانت عليه, يحكي صنيع الرجل, ثم جمع غليه أكنافها, قال: ] فيأخده ثم ينطلق ))(3)
__________
(1) – قال البزار:لا نعلم رواه عن ثابت عن أنس إلا حماد ولا عن حماد إلا هشام,قال الحافظ: هشام مستور وقد ذكر البزار أنه تفرد به,وقال الهيثمي في (المجمع) (7\316\12402): فيه هشام بن الحكم , ولم أعرفه إلا أن ابن أبي حاتم ذكره ولم يجرحه ولم يوثقه , وبقية رجاله ثقات .اهـ والزيادة في آخره من (المجمع)
(2) - قال في (المجمع) (7\316\12407): رجاله رجال الصحيح .اهـ ,وقال الحافظ في (مختصر زوائد البزار)(1652): صحيح.
قلت:الحديث في صحيح مسلم (2913) وإنما ذكره الهيثمي في الزوائد لتلك الزيادة في آخره, وهي عنده ( ليَعُودُنَّ ) بالياء, والمثبت من مختصر الحافظ, ولعله الصواب والأقرب إلى المعنى, فهو من العد لا العودة
(3) - وفي سنده مجالد بن سعيد قال في التقريب:ليس بالقوي وقد تغير بآخر عمره, وللحديث شواهد,والزيادة في آخر الحديث من المسند(1/68)
30- وأخرج ( ك ) الطبراني في ((الأوسط))(4666) عن طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( ستكون فتنة لا يهدأ منها جانب ,إلا جاش منها جانب , حتى ينادي مناد من السماء: أن أميركم فلان ))(1)
31- وأخرج أبو نعيم (16) عن [ ابن عمرو ](2) - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( يخرج المهدي وعلى رأسه غمامة, فيأتي مناد ينادي :هذا المهدي خليفة الله , فاتبعوه ))(3)
32- وأخرج أبو نعيم (17) , والخطيب في ((تلخيص المتشابه))(1\417) عن [ ابن عمرو ] - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( يخرج المهدي وعلى رأسه ملك ينادي : إن هذا المهدي فاتبعوه ))(4)
33- وأخرج ( ك ) ابن أبى شيبة (37755) عن عاصم بن عمرو البجلي [ أن أبا أمامة ] - رضي الله عنه - قال:
((
__________
(1) - قال الطبراني:لا يروى هذا الحديث عن طلحة إلا بهذا الإسناد تفرد به إسماعيل,قال الهيثمي في (المجمع)(7\316\12408)فيه ا لمثنى بن الصباح وهو متروك ووثقه ابن معين في رواية وضعفه أيضا .اهـ قال الشيخ عبد الله الغماري (ص60): ضعيف اهـ فيه أيضا إسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم وهذه منها فالمثنى يمني
(2) - في المطبوع (ابن عمر) والتصويب من (معجم الطبراني) و(الكامل)
(3) - وأخرجه أيضا الطبراني في (مسند الشاميين) (937) وابن عدي في (الكامل)(5\295\1933) والكنجي في (البيان)(ص92 رقم 37) من طريق أبى نعيم, وفي إسناده عبدا لوهاب بن الضحاك قال الذهبي في (المغني):متهم تركوه, و الحديث عَدَّهُ في (الميزان)(5321) من أوابده,أما الشيخ عبدالله الغماري فقال في كتابه (60)إسناده حسن!!؟ اهـ
(4) - أخرجه الكنجي في (البيان) (ص93 رقم 38),وفي سنده عبدا لوهاب أيضا, في المطبوع (ابن عمر) والتصويب من كتاب الخطيب وبيان الكنجي(1/69)
لينادين باسم رجل من السماء, لا ينكره [ الذليل ] , ولا يمتنع منها [ العزيز ] ))(1)
34- وأخرج ( ك ) الطبراني [ في الأوسط ] (157) عن علي - رضي الله عنه - :
(( أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - :أمنا المهدي أم من غيرنا يا رسول الله ؟ قال: بل منا, بنا يختم الله كما بنا فتح, وبنا يستنقذون من الشرك, وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة بينة, كما بنا ألف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك, [ قال علي: أمؤمنون أم كافرون ؟ , قال:مفتون و كافر ] ))(2)
35- وأخرج ( ك ) نعيم بن حماد (1089), وأبو نعيم (34) من طريق مكحول عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال:
(( قلت: يا رسول الله أمنا آل محمد المهدي,أم من غيرنا ؟ قال:لا بل منا, يختم الله به الدين كما فتح بنا, وبنا ينقدون من الفتنة, كما أنقدوا من الشرك, وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة, كما ألف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك, وبنا يصبحون بعد عداوة الفتنة إخوانا, كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخوانا في دينهم ))(3)
__________
(1) - في المطبوع في الموضع الأول (الدليل) بالدال المهملة وفي الموضع الثاني(الذليل) والتصويب من مصنف ابن أبي شيبة
(2) - الزيادة من المعجم ,قال الطبراني:لم يروه عن أبي زرعة عمرو بن جابر إلا ابن لهيعة تفرد به محمد بن سفيان.اهـ ,قال الهيثمي في (المجمع) (3\317\12409):وفيه عمرو بن جابر الحضرمي وهو كذاب.اهـ ,وفيه أيضا ابن لهيعة معنعنا وهو مدلس, وقال الشيخ عبدالله الغماري في كتابه(المهدي المنتظر)(ص30):إسناد ضعيف.اهـ
(3) - وأخرجه الكنجي في (البيان) (ص86 رقم 32) من طريق أبى نعيم, ورواه أبو نعيم من طريق نعيم بن حماد, وفي سنده الوليد بن مسلم, وهو ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية وقد عنعنه, وفيه انقطاع أيضا فمكحول لم يسمع من علي - رضي الله عنه -(1/70)
36- وأخرج ( ك ) الطبراني في ((الأوسط))(9459), والحاكم (4\430\8377) عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - رضي الله عنه - :
(( يبايع لرجل بين الركن والمقام عدة أهل بدر, فيأتيه عصائب أهل العراق و أبدال أهل الشام, فيغزوهم جيش من أهل الشام, حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم, [ فيغزوهم رجل من قريش, أخواله من كلب, فيلتقون فيهزمهم الله, فالخائب من خاب من غنيمة كلب ] ))(1)
37- وأخرج ( ك ) الطبراني في ((الأوسط))(5473 ) وعنها قالت: قال رسول الله - رضي الله عنه - :
((
__________
(1) - الزيادة بين المعقوفتين من المعجم,قال الهيثمي في (المجمع)(7\313\12397): في الصحيح طرف منه,رواه الطبراني في (الكبي9ر والأوسط باختصار,وفيه عمران القطان وثقه ابن حبان وضعفه جماعة,وبقية رجاله رجال الصحيح.اهـ وهو في (المعجم الكبير)(23\295\389) أيضا, وانظر (السلسلة الضعيفة)(1965) للألباني رحمه الله, فقد فصل فيه الكلام على طرق الحديث, ملخص كلامه أن الحديث اختلف فيه على قتادة على أربعة وجوه, أرجحها طريق أبى داود... عن قتادة عن أبى الخليل عن صاحب له عن أم سلمة وفيه مجهول, وقد تقدمت هذه الرواية برقم (16)(1/71)
يسير ملك المغرب إلى ملك المشرق فيقتله, فيبعث جيشا إلى المدينة فيخسف بهم, ثم يبعث جيشا فينشأ ناس من أهل المدينة فيعود عائد بالحرم, فيجتمع الناس إليه كالطير الواردة المتفرقة, حتى يجتمع إليه ثلثمائة و أربعة عشر رجلا منهم نسوة,فيظهر على كل جبار وابن جبار, ويظهر من العدل ما يتمنى له الأحياء أمواتهم فيحيا سبع سنين, ثم ما تحت الأرض خير مما فوقها ))(1)
38- وأخرج ( ك ) الطبراني في ((الأوسط))(4130) عن ابن عمر - رضي الله عنه - :
(( [ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسا في نفر من المهاجرين والأنصار, وعلي بن أبي طالب عن يساره والعباس عن يمينه, إذ تلاحى العباس ورجل من الأنصار, فأغلظ الأنصاري للعباس , فـ ] أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - بيد [ العباس ويد ] علي, فقال:
[
__________
(1) - قال الطبراني :لم يروه عن أبي جعفر [ هو محمد الباقر ] إلا الليث بن أبى سليم تفرد به المطلب .اهـ قال في (المجمع)(7\315\12398): فيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس, وبقية رجاله ثقات. اهـ , وفيه أيضا انقطاع, فأبو جعفر لم يسمع من أم سلمة, ذكر العراقي في تحفة التحصيل (ص282) قيل لأحمد بن حنبل, سمع من أم سلمة شيئا ؟ قال:لا يصح أنه سمع, وقال أبو حاتم:لم يلق أم سلمة .اهـ(1/72)
سيخرج من صلب هذا حي(1)يملا الأرض جورا و ظلما , و ] سيخرج من صلب هذا حي يملا الأرض قسطا وعدلا, فإذا رأيتم ذلك فعليكم بالفتى التميمي, فإنه يقبل من قبل المشرق, وهو صاحب راية المهدي))(2)
39- وأخرج ( ك ) الطبراني في ((الأوسط))(4030) عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(( يأتي ناس من قبل المشرق, يريدون رجلا عند البيت, حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم, [ فيلحق بهم من تخلف فيصيبهم ما أصابهم , قلت: يا رسول الله كيف بمن كان أخرج مستكرها ؟ قال: يصيبهم ما أصاب الناس, ثم يبعث الله كل امرئ على نيته] ))(3)
40- وأخرج ( ك ) الطبراني في ((الأوسط)) (3905) و نعيم (94) وابن عساكر (1\335) عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
((
__________
(1) - في المطبوع (فتى) والتصويب من المعجم
(2) - قال الطبراني: لم يروه عن عبدالله عن نافع إلا ابن لهيعة تفرد به كثير .اهـ قال الهيثمي في (المجمع) (7\318\12413): فيه ابن لهيعة وفيه لين ولكن الحديث منكر, فان النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يستقبل أحدا في وجهه بشيء يكرهه,وخاصة عمه العباس الذي قال فيه:(إنه صنو أبي) والله أعلم .اهـ , قلت: وفيه أيضا عبد الله بن عمر العمري المكبر, قال في التقريب: ضعيف عابد, وقال الشيخ أحمد الغماري في (إبراز الوهم)(ص131) : الحديث أقل درجاته أن يكون حسنا.اهـ
(3) - قال الطبراني: لم يروه عن أبى الجراح إلا محمد بن إبراهيم, ولا عنه إلا ابن إسحاق تفرد به سلمة .اهـ ,وقال الهيثمي في (المجمع)(7\315\12401):فيه سلمة بن الفضل الأبرش وثقه ابن معين وغيره وضعفه جماعة .اهـ قلت:سلمة بن الفضل صدوق كثير الخطإ, وفيه أيضا وابن إسحق صاحب السيرة وهو مدلس وقد عنعن, و أبو الجراح مولى أم حبيبة مجهول الحال(1/73)
يكون في آخر الزمان فتنة, تحصل الناس كما يحصل الذهب في المعدن, فلا تسبوا أهل الشام, و لكن سبوا أشرارهم, فإن فيهم الأبدال, يوشك أن يرسل على أهل الشام سيب فيفرق(1)جماعتهم, حتى لو قاتلتهم(2)الثعالب غلبتهم, فعند ذلك يخرج خارج من أهل بيتي, في(3)ثلاث رايات, المكثر يقول:هم خمسة عشر ألفا والمقل يقول:هم اثنا عشر ألفا, أماراتهم ((أَمِتْ أَمِتْ)), يلقون سبع رايات, تحت كل راية منها رجل يطلب الملك , فيقتلهم الله جميعا, ويرد [ الله ] إلى المسلمين ألفتهم ونعمتهم و قاصيهم ودانيهم ))(4)
41- وأخرج [ ك ] نعيم بن حماد (1013), والحاكم (4\ 553\ 8701) عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يقول :
(( ستكون فتنة يحصل الناس منها كما يحصل الذهب في المعدن, فلا تسبوا أهل الشام, وسبوا ظلمتهم, فإن فيهم الأبدال, وسيرسل الله إليهم سيبا من السماء فيغرقهم, حتى لو قاتلهم الثعالب غلبتهم , ثم يبعث الله عند ذلك رجلا من عترة الرسول - صلى الله عليه وسلم - , في اثني عشر ألفا إن قلوا, وخمسة عشرة ألفا إن كثروا , إمارتهم أي علامتهم ((أمت أمت)) , على ثلاث رايات, يقاتلهم أهل سبع رايات , ليس من صاحب راية إلا وهو يطمع بالملك , فيقتتلون ويهزمون , ثم يظهر الهاشمي فيرد الله إلى [ الناس ](5)ألفتهم ونعمتهم, فيكونون على ذلك حتى يخرج الدجال ))(6)
__________
(1) – في المطبوع (فيغرق) والتصويب من (المعجم)
(2) – في المطبوع (قابلتهم ) والتصويب من (المعجم)
(3) – في المطبوع (تحت) والتصويب من (المعجم)
(4) - قال الطبراني:لم يروه عن ابن لهيعة إلا زيد.اهـ وقال الهيثمي في (المجمع)(7\317\12410): فيه ابن لهيعة وهو لين وبقية رجاله ثقاث .اهـ
(5) – في المطبوع (المسلمين) والمثبت من (الفتن)
(6) - قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.اهـ, وأقره الذهبي, وقال الشيخ أحمد الغماري في( إبراز الوهم المكنون)(ص 108) : هو إسناد صحيح .اهـ(1/74)
42- وأخرج الطبراني في (الأوسط)(1079), وأبو نعيم (25) عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
(( يخرج رجل من أمتي يقول بسنتي, ينزل الله عز وجل له القطر من السماء, وتخرج له الأرض من بركتها تملأ الأرض منه قسطا وعدلا, كما ملئت جورا وظلما, يعمل على هذه الأمة سبع سنين, وينزل بيت المقدس ))(1)
43- وأخرج ( ك ) الدراقطني في (الأفراد)(5312 ترتيب ابن طاهر) و الطبراني في (الأوسط)(5406) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( يكون في أمتي المهدي, إن قصر فسبع وإلا فثمان وإلا فتسع, تنعم أمتي فيها نعمة لم ينعموا مثلها, يرسل [ الله ] عليهم السماء مدرارا, ولا تدخر الأرض بشيء من النبات, والمال كدوس, يقوم الرجل فيقول: يا مهدي أعطني فيقول:خذ ))(2)
44- وأخرج ( ك ) أبو يعلى (6665) عنه - رضي الله عنه - قال : حدثني خليلي أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - قال:
((
__________
(1) - قال الهيثمي في (المجمع) (7\317\12412) رواهـ الترمذي وابن ماجة باختصار رواه الطبراني في (الأوسط): وفيه من لم أعرفهم.اهـ
(2) - أخرجه ابن الجوزي في (العلل المتناهية)(2\377)من طريق الدراقطني وقال:فيه محمد بن مروان قال ابن نمير:كذاب وقال النسائي والرازي: متروك الحديث وقال ابن حبان:لا يحل كتب الحديث إلا اعتبارا.اهـ
قال الطبراني:لم يروه عن هشام عن ابن سيرين إلا مروان تفرد به أبو زيد ورواه غيره عن أبي الصديق عن أبي سعيد .اهـ وقال الدراقطني :غريب من حديث هشام عنه تفرد به محمد بن مروان العقيلي تفرد به أبو يزيد الحربي عمرو بن يزيد .اهـ , وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد) (7\317\12411) : رجاله ثقات.اهـ وقال الشيخ أحمد في(إبراز الوهم المكنون)(ص125): الحديث صحيح(1/75)
لا تقوم الساعة حتى يخرج عليهم رجل من أهل بيتي, فيضربهم حتى يرجعوا إلى الحق, قال: قلت: وكم يملك؟ قال: خمس واثنتين [ قال:قلت: ما خمس واثنتين؟ قال: لا أدري ] ))(1)
45- وأخرج ( ك ) أبو يعلى (1100), وابن عساكر(64\267) عن أبى سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( يكون في آخر الزمان عند تظاهر من الفتن وانقطاع من الزمن أمير أول ما يكون عطاؤه للناس أن يأتيه الرجل فيحثي له في حجره,يهمه من يقبل منه صدقة ذلك المال, لما يصيب الناس من الفرج ))(2)
46- وأخرج ( ك ) أحمد (3\317\14459), ومسلم (2913\67) عن أبى سعيد - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
(( يكون في آخر أمتي خليفة, يحثي المال حثيا ولا يعده عدا ))
47- وأخرج ( ك ) أحمد (3\38\11359), ومسلم (2913 و2914\69) عن أبي سعيد و جابر رضي الله عنهما عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
(( يكون في آخر الزمان خليفة, يقسم المال ولا يعده ))
48- وأخرج أبو نعيم (1) عن أبى سعيد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
(( يكون في أمتي المهدي, إن قصر عمره فسبع سنين, وإلا فثمان, وإلا فتسع سنين, تنعم أمتي في زمانه نعيما لم يتنعموا مثله قط, البر والفاجر, يرسل الله السماء عليهم مدرارا, ولا تدخر الأرض شيئا من نباتها ))
49- وأخرج أبو نعيم (2) عن أبى سعيد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
((
__________
(1) - قال الهيثمي في (المجمع) (7\315\12401):فيه المرجى بن رجاء وثقه أبو زرعة وضعفه ابن معين وبقية رجاله ثقات.اهـ قال الشيخ أحمد في (إبراز الوهم المكنون) (ص 128):الحديث حسن ,على رأي من وثق مرجئ بن رجاء إن رجح قوله,وكفى باعتبار إمام الصناعة البخاري له وإدخاله في صحيحه ترجيحا لتوثيقه .اهـ
(2) - اللفظ لابن عساكر أخرجه في ترجمة ( يحيى بن سعيد أبو زكرياء الأنصاري الحمصي العطار)(1/76)
تملأ الأرض ظلما وجورا , فيقوم رجل من عترتي , فيملؤها قسطا وعدلا , يملك سبعا, أو تسعا ))
50- وأخرج أحمد (1\377\3573) وأبو نعيم (3) عن أبى سعيد - رضي الله عنه - قال: قال النبي : - صلى الله عليه وسلم -
(( لا تنقضي الدنيا حتى يملك الأرض رجل من أهل بيتي, يملا الأرض عدلا, كما ملئت قبله جورا, يملك سبع سنين ))(1)
51- وأخرج أبو نعيم (15), والحاكم (4\556\8716) عن أبي سعيد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( يخرج المهدي في أمتي, يبعثه الله غياثا للناس, تنعم الأمة, وتعيش الماشية , وتخرج الأرض نباتها, ويعطى المال صحاحا ))(2)
52- وأخرج أبو نعيم (13) عن عبدالرحمن بن عوف - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( ليبعثن الله من عترتي رجلا أفرق الثنايا , [ أعلى ] الجبهة , يملأ الأرض عدلا , يفيض المال فيضا ))(3)
53- وأخرج أبو نعيم (20) عن حديفة - رضي الله عنه - قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
((
__________
(1) - اللفظ لأبى نعيم, وعند أحمد (العرب) بدل (الأرض)
(2) – قال الحاكم:هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه, وأقره الذهبي,وقال الشيخ أحمد الغماري في (إبراز الوهم)(ص87):وهو كما قال لأن رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم, و قال الشيخ الألباني: هو إسناد صحيح, (الصحيحة)(1529)
(3) - أخرجه الكنجي في (البيان) من طريق أبي نعيم (ص 96 رقم 42) وعند الإربلي في كشف الغمة (أجلى) بدل (أعلى), قال الحافظ ابن القيم في (المنار)(ص134):طالت وشيخه ضعيفان والحديث ذكرناه للشواهد.اهـ
قلت: في سنده انقطاع أيضا, فأبو سلمة بن عبد الرحمن قال ابن معين والبخاري: لم يسمع من أبيه شيئا, ومحمد بن عمرو بن علقمة قال الحافظ: صدوق له أوهام.(1/77)
لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد, لبعث الله رجلا اسمه اسمي, وخلقه خلقي, يكنى أبا عبدالله, [ يبايع له الناس بين الركن والمقام, يرد الله به الدين, ويفتح له فتوحا, فلا يبقى على ظهر الأرض إلا من بقول لا اله إلا الله, فقام سلمان فقال: يا رسول الله من أي ولدك هو ؟ قال: من ولد ابني هذا, وضرب بيده على الحسين ] ))(1)
54- وأخرج الحارث بن أبى أسامة (....), وأبو نعيم (21)عن أبى سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( لتملان الأرض ظلما وعدوانا, ثم ليخرجن رجل من أهل بيتي حتى يملاها قسطا وعدلا, كما ملئت ظلما وعدوانا ))
55- وأخرج الطبراني في (الكبير)(10\136\10229) و أبو نعيم (23) عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي, وخلقه خلقي, يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ))
56- وأخرج نعيم (1056و1213و1213), وأبو نعيم (24) عن أبى سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( يكون عند انقطاع من الزمان, وظهور من الفتن, رجل يقال له: المهدي, يكون عطاؤه هنيئا ))(2)
__________
(1) - أخرجه الكنجي في (البيان)(ص90 رقم 35)من طريق أبى نعيم, والزيادة في متن الحديث من عنده, قال الحافظ ابن القيم في (المنار المنيف)(ص133): في إسناده العباس بن بكار لا يحتج بحديثه.اهـ قلت: في سنده أيضا محمد بن زكرياء الغلابي, قال الدراقطني: يضع الحديث عن العباس بن بكار, وقال فيه الدراقطني:كذاب
(2) - لفظ نعيم في (الفتن) ( يخرج رجل من أهل بيتي يقال له السفاح عند إنقطاع من الزمان وظهور من (الفتن) يكون عطاؤه حثيا ) وفي سنده عطية العوفي وهو ضعيف مدلس, والأعمش وهو أيضا مدلس وقد عنعنا .(1/78)
57- وأخرج أحمد (5\277\22746) , ونعيم بن حماد (896) , والحاكم (4\502\8578 ), وأبو نعيم (26) عن ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان, فائتوها ولو حبوا على الثلج, فإن فيها خليفة الله المهدي))(1)
58- وأخرج أبو نعيم (28) عن حديفة - رضي الله عنه - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
(( ويح هذه الأمة من ملوك جبابرة , كيف يقتلون ويخيفون المطيعين , إلا من أظهر طاعتهم , فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه, ويقومهم بقلبه, فإذا أراد الله أن يعيد الإسلام عزيزا قصم كل جبار عنيد, وهو القادر على ما يشاء أن يصلح أمة بعد فسادها, يا حديفة لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم, حتى يملك رجل من أهل بيتي, تجري الملاحم على يديه, ويظهر الإسلام,لا يخلف وعده وهو سريع الحساب ))
59- وأخرج الحسن بن سفيان (....), و أبو نعيم (31) عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لملك فيها رجل من أهل بيتي ))
60- وأخرج الحسن بن سفيان (....), وأبو نعيم (33) عن ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( تجئ الرايات السود من قبل المشرق , كأن قلوبهم زبر الحديد , فمن سمع بهم , فليأتهم فليبايعهم , ولو حبوا على الثلج ))
61- وأخرج أبو نعيم (35) عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
((
__________
(1) - أخرجه الحاكم في (4\463\8480) طرفا من حديث, ثم كرره وحده في الموضع الآخر, وقال في الموضعين: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين, وأقره الذهبي, قال الألباني رحمه الله: ضعيف,(ضعيف الجامع)(506) و(المشكاة)(5461)(1/79)
لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لطول الله تلك الليلة, حتى يملك رجل من أهل بيتي, يواطئ اسمه اسمي, واسم أبيه اسم أبى, يملؤها قسطا و عدلا,كما ملئت ظلما وجورا, ويقسم المال بالسوية, ويجعل الله الغنى في قلوب هذه الأمة, فيمكث سبعا أو تسعا, ثم لا خير في الحياة بعد المهدي ))
62- وأخرج ابن ماجة (2779), وأبو نعيم (36) عن أبى هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
(( لم يبق من الدنيا إلا يوم, لطوله الله حتى يملك رجل من أهل بيتي, يفتح القسطنطينية وجبل الديلم, [ ولو لم يبق إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يفتحها ] ))(1)
63- وأخرج الطبراني في (الكبير)(22\374\936) وابن منده (.....), وأبو نعيم (37), وابن عساكر (14\282) عن قيس بن جابر عن أبيه عن جده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
((
__________
(1) - قال البوصيري في (زوائده)(986): هذا إسناد فيه مقال, قيس هو ابن الربيع ضعفه أحمد وابن المديني و وكيع والنسائي و الدراقطني, وقال أبو حاتم:ليس بالقوي ومحله الصدق, وقال العجلي:كان معروفا بالحديث صدوقا, وقال ابن عدي:رواياته مستقيمة قال: والقول فيه ما قال شعبة, انه لا بأس به .اهـ , قال الألباني: ضعيف, (ضعيف ابن ماجة)(612) و(ضعيف الجامع)(4846) و(الضعيفة)4361),والحديث أخرجه الترمذي (2238) من طريق أبى صالح عن أبى هريرة موقوفا, وقال حسن صحيح, وأقره الألباني, وليس فيه (يملك جبل الديلم و...الخ), وأخرجه الكنجي في (البيان) (ص97 رقم 44) من طريق أبى نعيم, والزيادة في آخر الحديث من عنده(1/80)
سيكون بعدي خلفاء,ومن بعد الخلفاء أمراء, ومن بعد الأمراء ملوك, ومن بعد الملوك جبابرة, ثم يخرج رجل من أهل بيتي, يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا, ثم يؤمر بعده القحطاني, فوالذي بعثني بالحق ما هو بدونه ))(1)
64- وأخرج أبو نعيم (38) عن أبى سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( منا الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه))(2)
65- وأخرج أبو نعيم (39) عن أبى سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
((
__________
(1) - قال الألباني رحمه الله:موضوع,(ضعيف الجامع)(3305) و(الضعيفة)(3722),وقال الهيثمي في (المجمع)(5\190\8965):فيه جماعة لم أعرفهم.اهـ قال الحافظ في (الإصابة)(9665): الراوي له عن الأعمش حسين بن علي [ الكندي ] لا أعرفه ولا أعرف حال جابر والد قيس.اهـ وقال أيضا في (فتح الباري)(6\546):ضعيف الإسناد .اهـ , والحديث أخرجه ابن عساكر في ترجمة حسين بن علي الكندي مولى ابن جريج,وسيأتي مختصرا برقم (203) و(206) و(213)
(2) -64 قال الحافظ ابن القيم في (المنار المنيف)(ص134) وذكر إسناده: هذا إسناد لا تقوم به حجة , لكن في صحيح ابن حبان من حديث عطية بن عامر نحوه.اهـ , وقال الألباني رحمه الله: صحيح, (الصحيحة)(2293), قلت: و يشهد له الحديث رقم (71) و(188)(1/81)
ينزل عيسى بن مريم - صلى الله عليه وسلم - , فيقول أميرهم المهدي: تعال صل بنا, فيقول: ألا و إن بعضكم على بعض أمراء, تكرمة لهذه الأمة ))(1)
66- وأخرج أبو نعيم (40) عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
((
__________
(1) - عزاه ابن القيم في (المنار المنيف)(ص134) لابن أبي أسامة في (مسنده), وساق سنده ثم قال: هذا إسناد جيد, قال الشيخ الألباني في (الصحيحة)(2236): وهو كما قال ابن القيم رحمه الله فإن رجاله كلهم ثقات من رجال أبي داود,وقد أعل بالانقطاع بين وهب (بن منبه) وجابر..ثم ساق كلاما يثبت فيه سماع وهب منه .اهـ بتصرف. و الحديث أخرجه الكنجي في (البيان)(ص86 رقم33) من طريق أبي نعيم, و يشهد له حديث جابر في (صحيح مسلم)(156) بلفظ :( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق, ظاهرين إلى يوم القيامة قال: فينزل عيسى بن مريم - صلى الله عليه وسلم - فيقول أميرهم: تعال صل لنا,فيقول: لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة)(1/82)
لن تهلك أمة أنا [ في ] أولها, وعيسى في أخرها, والمهدي في وسطها))(1)
67- وأخرج ( ك ) ابن أبى شيبة (37640) أبي سعيد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( يخرج في آخر الزمان خليفة, يعطي الحق بغير عدد ))
68- وأخرج ( ك ) ابن أبى شيبة (37639) عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان و ظهور من الفتن , يكون عطاؤه حثيا))(2)
69- وأخرج الحاكم (4\520\8633) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
((
__________
(1) - الزيادة في المتن عند الكنجي و الإربلي, والحديث أخرجه ابن عساكر في (تاريخ دمشق)(5\395) وابن المغازلي في (مناقب علي)(449) و الكنجي في (البيان)(ص88 رقم34) من طريق أبى نعيم و الجويني في (فرائد السمطين في فضائل السبطين)(592) من طريق محمد بن إبراهيم الإمام عن أبى جعفر المنصور, ثم اختلفوا على ثلاث وجوه: الأول:فعند ابن عساكر وابن المغازلي:عن أبى جعفر عن أبيه عن ابن عباس, وهذا منقطع فمحمد بن علي بن عبدالله بن عباس والد أبى جعفر لم يسمع من جده, قال العلائي في (التحصيل)(701) قال شيخنا (أي المزي) في التهذيب:هو مرسل لم يدركه, والثاني: عند أبى نعيم: أبو جعفر عن جده عن ابن عباس وهذا أيضا منقطع قال السيوطي في (تاريخ الخلفاء)(ص299) في ترجمته: أدرك جده ولم يرو عنه, والثالث :عند الجويني:عن أبى جعفر عن أبيه عن جده عن ابن عباس. قال الألباني رحمه الله: منكر .اهـ
(2) - وفي سنده عطية العوفي وهو ضعيف مدلس وقد عنعن, وفيه أيضا وعنعنة الأعمش, وله شواهد تقدم منها رقم (20) و(23) و (29) و(45) و(46) و(47)(1/83)
يخرج رجل يقال له السفياني في عُمْقِ دمشق, وعامة من يتبعه من كلب, فيقتل حتى يبقر بطون النساء ويقتل الصبيان, فتجمع لهم قيس فيقتلها, حتى لا يمنع ذنب تلعة , ويخرج رجل من اهل بيتي في الحرة, فيبلغ السفياني فيبعث إليه جندا من جنده فيهزمهم, فيسير إليه السفياني بمن معه, حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم, فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم ))(1)
70- وأخرج الحاكم (4\465\8486) عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم, [ لم يسمع بلاء أشد منه ], حتى تضيق عنهم الأرض [ الرحبة, وحتى يملأ الأرض جورا وظلما, لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم ] , فيبعث الله عز وجل رجلا من عترتي, فيملأ الأرض قسطا وعدلا, كما ملئت ظلما وجورا, يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض, لا تدخر الأرض من بذرها شيئا إلا أخرجته, ولا السماء من قطرها شيئا إلا صبه [ الله عليهم مدرارا ] , يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسعا , [ تتمنى الأحياء الأموات , مما صنع الله عز وجل بأهل الأرض من خيره ] ))(2)
__________
(1) - قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه .اهـ و أقره الذهبي
(2) -قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.اهـ وتعقبه الذهبي بقوله:سنده مظلم, قال الألباني في (المشكاة)(5457): فيه الحماني وهو ضعيف عن عمر وفي (التلخيص):عمرو بن عبدالله العدوي ولم أعرفه, وهو في (المسند)(3\37) مختصرا من طريق أخرى ,وفيها العلاء بن بشير وهو مجهول .اهـ وقال الشيخ عبدالله الغماري في كتابه(المهدي المنتظر)(ص20):وذكر تصحيح الحاكم ثم قال:كذا قال مع أن إسناده ضعيف ولكن الحاكم صححه بالنظر إلى كثرة الطرق وهو كذلك.اهـ و الزيادات في المتن من المستدرك(1/84)
71- وأخرج ابن ماجة (4077), والروياني (1269), وابن خزيمة (...), وأبو عوانة (...), و الحاكم (4\536\8664) وأبو نعيم (14) واللفظ له عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال:
(( خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - – وذكر الدجال – وقال : فتنفي المدينة الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد, ويدعي ذلك اليوم يوم الخلاص, فقالت أم شريك: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال: هم يومئذ قليل, وجلهم ببيت المقدس, وإمامهم المهدي رجل صالح, فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح, إذ نزل عليهم عيسى بن مريم, فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقري ليتقدم عيسى , فيضع عيسى يده بين كتفيه , ثم يقول له : تقدم فصل, فإنها لك أقيمت, فيصلي بهم إمامهم ))(1)
72- وأخرج ( ك ) ابن أبى شيبة (37649) عن ابن سيرين قال:
(( المهدي من هذه الأمة, وهو الذي يؤم عيسى ابن مريم ))
__________
(1) - وأخرجه أيضا نعيم بن حماد في (الفتن) (1446 و1516 و1589) والطبراني في (الكبير)(8\146\7844) وابن أبى عاصم في (السنة)(391) والكنجي في (البيان)(ص 99رقم 47) من طريق أبي نعيم قال,الألباني: ضعيف,(ضعيف ابن ماجة)(884), وقال في تخريج (السنة): إسناده ضعيف رجاله كلهم ثقات غير عمرو بن عبدالله الحضرمي لم يوثقه غير ابن حبان و ضمرة هو ابن ربيعة الفلسطيني و أبو عمير اسمه عيسى بن محمد بن اسحق الرملي مات سنة 256هـ ..ولي رسالة في تخريج هذا الحديث وتحقيق الكلام على فقراته والتي وجدت لأكثرها شواهد تقويها.اهـ والرسالة التي أشار إليها رحمه الله طبعت في المكتبة الإسلامية 1421هـ, قال فيها (ص49):الحديث غالبه صحيح قد جاء مفرقا في أحاديث إلا قليلا منه فلم أجد ما يشهد له أو يقويه .اهـ
- فائدة: قال أبو عبد الله ابن ماجة بعد إخراجه للحديث: سمعت أبا الحسن الطنافسي يقول:سمعت عبد الرحمن المحاربي يقول: ينبغي أن يدفع هذا الحديث إلى المؤدب حتى يعلمه الصبيان في الكتاب(1/85)
73- وأخرج ( ك ) ابن أبى شيبة (37653) حدثني مجاهد قال حدثني فلان رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( أن المهدي لا يخرج حتى تقتل النفس الزكية, فإذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء, ومن في الأرض, فأتى الناس المهدي فزفوه, كما تزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها, وهو يملأ الأرض قسطا وعدلا, وتخرج الأرض نباتها, و تمطر السماء مطرها, وتنعم أمتي في ولايته نعمة لم تنعمها قط ))
74- وأخرج ( ك ) ابن أبى شيبة (37754) عن أبي الجلد قال :
(( تكون فتنة بعدها فتنة ,الأولى في الآخرة كثمرة السوط يتبعها ذباب السيف,ثم تكون بعد ذلك فتنة تستحل فيها المحارم كلها, ثم تأتي الخلافة خير أهل الأرض, وهو قاعد في بيته ))(1)
75- وأخرج ( ك) نعيم بن حماد (951) وأبو الحسن الحربي في الأول من الحربيات ( ) عن علي بن عبد الله بن عباس قال:
(( لا يخرج المهدي حتى تطلع الشمس آية ))(2)
76- وأخرج الدارقطني في سننه (2\65\ 1777) عن محمد بن علي قال:
((
__________
(1) - أبو الجلد جيلان بن أبى فروة الأسدي, كان ممن يقرأ كتب الأوائل وكان من العباد, روى عنه أبو عمران الجوني
(2) - علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي, ويقال كنيته أبو عبد الله ,حجازي يحدث عن أبيه روى عنه ابنه محمد والزهري,(التاريخ الكبير6\282)(1/86)
إن لمهدينا آيتين لم تكونا منذ خلق السماوات والأرض , تنكسف القمر لأول ليلة من رمضان, و تنكسف الشمس في النصف منه, ولم تكونا منذ خلق الله السماوات و الأرض ))(1)
77- وأخرج ( ك ) نعيم بن حماد (950), وعمر بن شبة (677) عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - قال:
(( إذا خسف بالجيش بالبيداء, فهو علامة خروج المهدي ))(2)
78- وأخرج ( ك ) نعيم بن حماد (1101) , و ابن عساكر (12\96) , و تمام في ((فوائده))
(1147) عن [ أبي قبيل ] عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - قال:
((
__________
(1) – محمد هو السيد الإمام أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي العلوي الفاطمي المدني ولد زين العابدين ولد سنة 56هـ وكان أحد من جمع بين العلم والعمل والسؤدد والشرف والثقة والرزانة, وكان أهلا للخلافة,وهو أحد الأئمة الإثنى عشر الذين تبجلهم الشيعة الإمامية وتقول بعصمتهم, وشهر أبو جعفر ب(الباقر) من بقر العلم أي شقه فعرف أصله وخفيه, ولقد كان أبو جعفر إماما مجتهدا تاليا لكتاب الله كبير الشأن.اهـ من سير الذهبي بتصرف(4\402),والأثر في سنده عمرو بن شمر الجعفي قال الجوزجاني: زائغ كذاب, وقال ابن حبان:رافضي يشتم الصحابة ويروي الموضوعات عن الثقات, وقال البخاري: منكر الحديث , قال يحيى: لا يكتب حديثه, وفيه أيضا جابر الجعفي ضعيف قال النسائي :متروك فالإسناد ضعيف جدا
(2) – وفيه ابن لهيعة ولكن الراوي عنه ابن وهب وهو ممن سمع منه قبل اختلاطه,وابن شبة هو أبو زيد عمر بن شبة النميري البصري المتوفى سنة 262 وكتابه المنقول عنه هو (تاريخ المدينة المنورة ) طبع عدة مرات منها طبعة دار الكتب العلمية 1996 بتحقيق :علي محمد دندل و ياسين سعد الدين بيان(1/87)
يخرج رجل من ولد [ حسن ](1), لو استقبل به الجبال الرواسي لهدها , واتخذ فيها طرقا))(2)
79- وأخرج أبو نعيم (12) عن أبى أمامة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( [ سيكون ] بينكم وبين الروم أربع هدن, يوم الرابعة على يدي رجل من أهل هرقل, يدوم سبع سنين, فقال له رجل [ من عبد القيس يقال له المستورد بن خيلان ] : يا رسول الله من إمام المسلمين يومئذ ؟ قال: المهدي من ولدي, ابن أربعين سنة, كأن وجهه كوكب دري, في خده الأيمن خال أسود, عليه عباءتان قطوانيتان, كأنه من رجال بني إسرائيل, [ يملك عشرين سنة ], يستخرج الكنوز, و يفتح مدائن الشرك ))(3)
80- وأخرج ( ك ) نعيم بن حماد (986), والحاكم (4\503\8584) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
((
__________
(1) - وعند نعيم (حسين) بالتصغير, والمثبت ما عند الآخرين
(2) – وذكره الذهبي في الميزان(1738) في ترجمة (حجاج بن الريان) وقال:هذا موقوف وهو منكر.اهـ وهو عند نعيم من قول (أبي قبيل) ولم يذكر (عبدالله بن عمرو) وفي سنده عنده رشيدين بن سعد وابن لهيعة وكلاهما ضعيف وعند الآخرين ابن لهيعة فقط
(3) - وأخرجه الطبراني في الكبير(8\101\7495) ومسند الشاميين (1600) ومن طريقه الكنجي في البيان (ص95 رقم 41) قال الهيثمي في (المجمع)(7\319\12419):فيه عنبسة بن أبى صغيرة وهو ضعيف, وقال في موضع آخر (5\245\9251):قد اتهم بالكذب.اهـ قال الذهبي في الميزان في ترجمته(6517):أتى عن الأوزاعي بخبر باطل.اهـ قال الحافظ ابن حجر في اللسان(4\384\1153)الخبر هو هذا وذكره..ثم قال:وما أ دري لم حكم على هذا الحديث بالبطلان,ولم يحك تضعيف عنبسة عن غيره.اهـ قال الشيخ عبدالله الغماري في كتابه (ص53):إسناده ضعيف.اهـ والزيادات في المتن من معجم الطبراني(1/88)
في ذي القعدة تَجَاُدُب القبائل, و عامئذ ينهب الحاج فتكون ملحمة بمنى, [ فيكثر فيها القتلى, وتسفك فيها الدماء, حتى تسيل دماؤهم على عقبة الجمرة ], حتى يهرب صاحبهم, فيؤتى به, بين الركن والمقام, فيبايع وهو كاره, [ ويقال له: إن أبيت ضربنا عنقك] , فيبايعه مثل عدة أهل بدر, يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ))(1)
81- وأخرج الروياني في مسنده))(....), وأبو نعيم (8) عن حديفة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( المهدي رجل من ولدي, وجهه كالكوكب الدري ))(2)
82- وأخرج الروياني في ((مسنده (....), وأبو نعيم (9) عن حديفة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( المهدي رجل من ولدي, لونه لون عربي, وجسمه جسم إسرائيلي, على خده الأيمن خال كأنه كوكب دري, يملا الأرض عدلا ملئت جورا, يرضى في خلافته أهل الأرض و اهل السماء والطير في الجو ))(3)
__________
(1) - الزيادة من (الفتن),قال الشيخ عبد الله الغماري في كتابه(ص55):إسناد حسن.اهـ , قلت: وللحديث شاهد مرسل عن شهر بن حوشب, أخرجه الداني في (الفتن)(519) و يأتي برقم (224)
(2) - قال الألباني رحمه الله: موضوع, (ضعيف الجامع)(5948) و(الضعيفة)(4684)
(3) - المطبوع من (مسند الرويان)ي ليس فيه مسند حديفة, والحديث أخرجه ابن الجوزي في (العلل المتناهية)(2\858\1439) والديلمي في (الفردوس)(6667) وكذا الكنجي في (البيان)(ص94 رقم40) من طريق أبى نعيم, وفي سنده محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري قال الذهبي في (الميزان)(7120) روى عن رواد بن الجراح خبرا باطلا ومنكرا في ذكر المهدي, قال [ عبد الرحمن بن حمدان ] الجلاب: هذا باطل ومحمد الصوري لم يسمع من رواد قال: وكان مع هذا غاليا في التشبيع.اهـ قلت: ورواد بن الجراح قال في (التقريب): صدوق اختلط باخرة فترك, وفي حديثه عن الثوري ضعف شديد اهـ وهذا منها(1/89)
83- وأخرج ابن جرير في ((تهذيب الآثار))(....) وفيه :
(( و وليكم الجابر خير أمة محمد, ألحقوه بمكة فانه المهدي, واسمه محمد بن عبدالله, يخرج إليه الأبدال من الشام وعصب أهل المشرق,كأن قلوبهم زبر الحديد, رهبان الليل ليوث بالنهار ))(1)
84- وأخرج أبو نعيم (7), وأبو بكر المقرئ في ((معجمه))(94) عن ابن عمرو - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة ))(2)
85- وأخرج أبو نعيم (7) عن الحسين - صلى الله عليه وسلم - :
(( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لفاطمة : المهدي من ولدك ))
86- وأخرج ( ك ) ابن عساكر(19\457) عن [ الوليد بن محمد الموقري قال:
__________
(1) - كتاب( تهذيب الآثار وتفصيل معاني الثابت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأخبار) كتاب عظيم قال الخطيب البغدادي: لم أر سواه في معناه ولم يتمه,مات قبل تمامه قال( الذهبي): هذا لو تم لكان يجيء في مائة مجلد, وقد طبع الموجود من هذا السفر القيم في ثلاث مجلدات بتحقيق الأستاذ (محمود شاكر)رحمه الله ,ويحتوي على مسند (علي) و(عمر) و(ابن عباس),ثم أعيد طبعه في مطابع الصفا بمكة بتحقيق (د.ناصر بن سعد الرشيد) و (عبد القيوم عبد رب النبي), وطبع مجلد أخر منه بدار المأمون للتراث بتحقيق (علي رضا) ويتضمن مسند (عبد الرحمن بن عوف) و(طلحة) و (الزبير ),والأثر الذي ذكره المصنف لم أجده في المطبوع منه
(2) - وأخرجه أيضا ابن عدي في (الكامل)(5\295\1435) والكنجي في (البيان)(ص91 رقم36) من طريق أبى نعيم, وفي سنده عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك(1/90)
كنا على باب الزهري,إذ سمع جلبة, فقال: ما هذا يا وليد ؟ , فنظرت فإذا رأس زيد بن علي يطاف به بيد اللعابين, فأخبرته, فبكى الزهري ثم قال:أهلك أهل هذا البيت العجلة, قلت: ويملكون قال : نعم حدثني علي بن الحسين عن أبيه ] الحسين - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
(( أبشري يا فاطمة المهدي منك ))(1)
87- وأخرج الطبراني في ((الكبير))(3\57\2675), و أبو نعيم (5) عن علي بن علي الهلالي, عن أبيه قال :
(( [
__________
(1) - قال الألباني رحمه الله :ضعيف,(ضعيف الجامع)(41), قلت: في سنده الوليد بن محمد الموقري قال الذهبي في (المغني): ضعفوه وقال ابن معين: كان يكذب.اهـ وقال الحافظ:متروك, وفيه أيضا موسى بن محمد البلقاوي:كذاب متهم, قال الشيخ أحمد الغماري في(إبراز الوهم المكنون)(ص147) : فيه موسى بن محمد البلقاوي عن الوليد بن ممد الموقري وهما كذابان.اهـ ,وقال أخوه عبدالله في كتابه(المهدي المنتظر) (ص57):إسناده ضعيف.اهـ(1/91)
دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شكاته التي قبض فيها, فإذا فاطمة عند رأسه, قال: فبكت حتى ارتفع صوتها, فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طرفه إليها, فقال: حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟ فقالت: أخشى الضيعة بعدك, فقال, يا حبيبتي أما علمت أن الله عز وجل اطلع إلى الأرض إطلاعة, فاختار منها أباك فبعثه برسالته, ثم اطلع إلى الأرض إطلاعة فاختار منها بعلك, وأوحى إلي أن أنكحك إياهـ يا فاطمة, ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال, لم تعط لأحد قبلنا, ولا تعطى أحدا بعدنا, أنا خاتم النبيين, وأكرم النبيين على الله, وأحب المخلوقين إلى الله عز وجل, وأنا أبوك, ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله ,وهو بعلك, وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى الله , وهو عمك حمزة بن عبدالمطلب , وعم بعلك ,ومنا من له جناحان أخضران يطير مع الملائكة في الجنة حيث شاء وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك, ومنا سبطا هذا الأمة, وهما ابناك الحسن والحسين, وهما سيدا شباب أهل الجنة, وأبوهما والذي بعثني بالحق خير منهما, يا فاطمة ], والذي بعثني بالحق إن منهما – (يعني من الحسن والحسين )- مهدي هذه الأمة, إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل, وأغار بعضهم على بعض, فلا كبير يرحم صغيرا ,ولا صغير يوقر كبيرا,بعث الله عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة وقلوبا غلفا, يقوم بالدين آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان, ويملأ الدنيا عدلا كما ملئت جوراٍ
[ يا فاطمة لا تحزني ولا تبكي فإن الله عز جل أرحم بك, وأرأف عليك مني, وذلك لمكانك من قلبي, وزوجك الله زوجا وهو أشرف أهل بيتك حسبا, وأكرمهم منصبا, وأرحمهم بالرعية, و أعدلهم بالسوية, وأبصرهم بالقضية.
وقد سألت ربي عز وجل أن تكوني أول من يلحقني من أهل بيتي(1/92)
قال علي - رضي الله عنه - : فلما قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - لم تبق فاطمة رضي الله عنها بعده إلا خمسة وسبعين يوما حتى ألحقها الله عز وجل به - صلى الله عليه وسلم - ] ))(1)
88- وأخرج ( ك ) الطبراني (18\51\91) عن عوف بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
(( كيف أنت يا عوف إذا افترقت هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة, واحدة في الجنة, و سائرهن في النار؟ , قلت: ومتى ذاك يا رسول الله؟
__________
(1) - وأخرجه في (الأوسط)(6540) ومن طريقه الكنجي (ص55 رقم 1) قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن علي بن علي إلا سفيان بن عيينة تفرد به الهيثم بن حبيب اهـ , قال الذهبي في (المغني)(6796) في ترجمة الهيثم: عن ابن عيينة بخبر كذب في المهدي هو آفته.اهـ وقال الهيثمي في (المجمع) (9\166\ 14967): فيه الهيثم بن حبيب قال أبو حاتم: منكر الحديث وهو متهم بهذا الحديث. اهـ , وقال الحافظ في (التهذيب)(11\81) في ترجمته: روى عن ابن عيينة بإسناد صحيح خبرا طويلا ظاهر البطلان في ذكر المهدي وغير ذلك أورده الطبراني في (الأوسط) عن محمد بن رزيق بن جامع عنه, فالهيثم هو المتهم به, قاله صاحب (الميزان) .اهـ وقال الشيخ عبد الله في كتابه(المهدي المنتظر)(ص62) : إسناده ضعيف اهـ قلت: وله شاهد من حديث أبى سعيد الخدري, أخرجه الكنجي في (البيان)(ص81 رقم26) من طريق الدراقطني, لكن في سنده أبو هارون العبدي وهو عمارة بن جوين متروك ومنهم من كذبه .(1/93)
قال: إذا الغرماء الشرط, وملكت الإماء, وقعدت الحملان على المنابر, واتخذوا القرآن مزامير, وزخرفت المساجد, ورفعت المنابر, و اتخذ الفيء دولا, والزكاة مغرما, و الأمانة مغنما, و تفقه في الدين لغير الله, و أطاع الرجل امرأته, وعق أمه, وأقصى أباهـ, ولعن آخر هذه الأمة أولها, وساد القبيلة فاسقهم وكان زعيم القوم أرذلهم, وأكرم الرجل اتقاء شره, فيومئذ يكون ذلك ويفزع الناس يومئذ إلى الشام, نعصمهم من عدوهم
قلت: وهل يفتح الشام ؟ قال: نعم وشيكا, ثم تقع الفتن بعد فتحها, ثم تجيء فتنة غبراء مظلمة,ثم يتبع الفتن بعضها بعضا, حتى يخرج رجل من أهل بيتي, يقال له المهدي, فإن أدركته فاتبعه, وكن من المهتدين ))(1)
89- وأخرج ( ك ) الخطيب في ((المتفق والمفترق))(...) عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( يخلين الروم على وال من عترتي, اسمه يواطئ اسمي, فيقتتلون بمكان يقال له العماق, فيقتتلون فيقتل من المسلمين الثلث, أو نحو ذلك, ثم يقتتلون يوما آخر, فيقتل من المسلمين نحو ذلك, ثم يقتتلون اليوم الثالث فيكون على الروم, فلا يزالون حتى يفتتحوا القسطنطينية, فبينما هم يقتسمون فيها الأترسة, إذ أتاهم صارخ: إن الدجال قد خلفكم في ذراريكم ))(2)
90- وأخرج ( ك ) ابن سعد (6\10) , وابن أبى شيبة (37643) عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - قال:
((
__________
(1) - قال الهيثمي في (المجمع) (7\323\12435): روى ابن ماجة (3992)طرفا من أوله,وفيه عبدالحميد بن إبراهيم وثقه ابن حبان وهو ضعيف,وفيه جماعة لم أعرفهم .اهـ
(2) - في هامش المطبوع: ربما كان الأصل (ليجلبن الروم)(1/94)
يا أهل الكوفة, أنتم أسعد الناس بالمهدي ))(1)
91- وأخرج ( ك ) نعيم بن حماد (94) بسند صحيح على شرط مسلم عن علي - رضي الله عنه - قال:
(( الفتن أربع فتنة, السراء وفتنة الضراء وفتنة كذا - فذكر معدن الذهب- ثم يخرج رجل من عترة النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلح الله على يديه أمرهم ))(2)
92- وأخرج ( ك ) نعيم بن حماد (893) عن أرطاة قال :
((
__________
(1) - أخرجه ابن سعد في (طبقاته)(6\10) والداني في (سننه)(578) ولفظ الأخير ( عن سالم بن أبى الجعد قال:خرجنا حجاجا فجئت إلى عبدالله بن عمرو بن العاص فقال:ممن أنت يا رجل؟ قال:قلت:من أهل العراق, قال:فكن إذا من أهل الكوفة, قال: قلت:أنا منهم قال:فإنهم أسعد الناس بالمهدي)
(2) - كذا قال الشيخ رحمه الله, و عبدالله بن زرير الراوي عن علي - رضي الله عنه - ليس من رجال مسلم, وفي سنده ابن لهيعة معنعنا وهو موصوف بالتدليس(1/95)
يدخل السفياني الكوفة, [ فيسبيها ](1)ثلاثة أيام, ويقتل من أهلها ستين ألفا, ثم يمكث فيها ثمانية عشر ليلة يقسم أموالها, ودخوله مكة بعدما يقاتل الترك والروم [ بقرقيسيا ٍ(2), ثم ينفتق عليهم من خلفهم [ فتق ](3)فترجع طائفة منهم إلى خراسان, فيقتل خيل السفياني ويهدم الحصون, حتى يدخل الكوفة ويطلب أهل خراسان, ويظهر بخراسان قوم [ يدعون ](4)إلى المهدي, ثم يبعث السفياني إلى المدينة, فيأخذ قوما من آل محمد - صلى الله عليه وسلم - حتى [ يرِدَ بهم ](5)الكوفة , ثم يخرج المهدي ومنصور [ من الكوفة ] هاربين, ويبعث السفياني في طلبهما , فإذا بلغ المهدي و منصور مكة نزل جيش السفياني [ البيداء ٍ](6)فيخسف بهم
ثم يخرج المهدي حتى يمر بالمدينة, فيستنقذ من كان فيها من بني هاشم, وتقبل الرايات السود حتى تنزل على الماء, فيبلغ من بالكوفة من أصحاب السفياني نزولهم, فيهربون,ثم ينزل الكوفة حتى يستنقذ من فيها من بني هاشم, و يخرج قوم من سواد الكوفة, يقال لهم العصب ليس معهم سلاح إلا قليل, وفيهم [ نفر من أهل البصرة ](7), [ فيدركون ](8)أصحاب السفياني,فيستنفذون ما في أيديهم من سبي الكوفة, وتبعث الرايات السود بالبيعة إلى المهدي))(9)
93- وأخرج ( ك ) نعيم بن حماد (894) عن محمد بن الحنفية قال:
((
__________
(1) - في المطبوع (فيستلها) والتصويب من (الفتن)
(2) - في المطبوع (بقدفنسيا) والتصويب من (الفتن)
(3) - في المطبوع (ثم يبعث عليهم خلفهم فتن) والتصويب من (الفتن)
(4) - في المطبوع (تذعن) والتصويب من (الفتن)
(5) - في المطبوع (يؤديهم) والتصويب من (الفتن)
(6) - في المطبوع (إليهما) والتصويب من (الفتن)
(7) - في المطبوع (وفيهم بعض أهل..) والتصويب من (الفتن)
(8) - في المطبوع (قد تركوا) والتصويب من (الفتن)
(9) – أرطاة هو ابن المنذر تابعي أدرك ثوبان و أباأمامة الباهلي وعبد الله بن بسر مات سنة 163هـ(1/96)
تخرج راية سوداء لبني العباس,ثم تخرج من خراسان أخرى سوادء قلانسهم, سود و ثيابهم بيض, على مقدمتهم رجل يقال له : شعيب بن صالح [ بن شعيب ], من تميم, يهزمون أصحاب السفياني حتى ينزل ببيت المقدس , و يوطئ للمهدي سلطانه, ويمد إليه ثلاثمائة من الشام , يكون بين خروجه وبين أن يسلم الأمر للمهدي اثنان وسبعون شهرا ))(1)
94- وأخرج ( ك ) نعيم بن حماد (897) عن الحسن قال:
(( يخرج بالري رجل ربعة أسمر [ مولى ](2)لبني تميم كوسج, يقال له شعيب بن صالح في أربعة آلاف, ثيابهم بيض, وراياتهم سود, يكون على مقدمه المهدي, لا يلقاه أحد إلا فَلَّه))(3)
95- وأخرج ( ك ) نعيم (959) عن علي - رضي الله عنه - قال:
(( لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلث, ويموت ثلث, ويبقى ثلث ))(4)
96- وأخرج ( ك ) نعيم (960) عن علي - رضي الله عنه - قال:
(( لا يخرج المهدي حتى يبصق بعضكم في وجه بعض ))(5)
97- وأخرج ( ك ) نعيم (961) عن [ عبد الله بن ] عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال:
((
__________
(1) - محمد بن علي ابن الحنفية والحنفية أمه وهو ابن علي بن أبي طالب الهاشمي أبو القاسم,من أفاضل أهل البيت و أميلهم إلى أبى بكر وعمر رضي الله عنهم,كان يقول:من خلع أبا بكر وعمر فقد خلع السنة,مات في زمن عبد الملك بن مروان,وكان من أعلم الناس بالاختلاف,و الأثر أخرجه الداني في (سننه)(573), وفي سنده الوليد بن مسلم وهو مدلس وقد عنعن و عبد الكريم بن أبى المخارق وهو ضعيف, ثم هو مقطوع
(2) - الزيادة من (الفتن)
(3) - الحسن هو ابن أبي الحسن يسار أبو سعيد مولى زيد بن ثابت التابعي المشهور
(4) - وأخرجه الداني في (سننه) (551) وفي سنده يحيى بن اليمان صدوق يخطئ كثيرا وقد تغير, وكيسان القصار ومولاه يزيد بن بلال وهما ضعيفان
(5) - وسنده ضعيفان فيه ابن اليمان السابق ومجهولان(1/97)
علامة خروج المهدي إذا خسف بجيش بالبيداء فهو علامة خروج المهدي ))(1)
98- وأخرج ( ك ) نعيم (962) عن أبي قبيل قال:
(( اجتماع الناس على المهدي سنة أربع ومائتين ))(2)
99- وأخرج ( ك ) نعيم (963) عن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قال:
(( علامة المهدي إذا انساب عليكم الترك, ومات خليفتكم الذي يجمع الأموال, و يستخلف بعده ضعيف, فيخلع بعد سنتين من بيعته, ويخسف بغربي مسجد دمشق و خروج ثلاثة نفر بالشام, وخروج أهل المغرب إلى مصر, وتلك أمارة السفياني ))(3)
100- وأخرج ( ك ) نعيم (965) عن علي - رضي الله عنه - قال:
(( إذا نادى مناد من السماء إن الحق في آل محمد, فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس, ويشربون حبه, ولا يكون لهم ذكر غيره ))(4)
101- وأخرج ( ك ) نعيم بن حماد (899) عن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قال:
(( المهدي على [ لِوَائه ](5)شعيب بن صالح ))(6)
102- وأخرج ( ك ) نعيم بن حماد (901) عن أبي جعفر قال:
((
__________
(1) - في المطبوع (عن عمرو بن العاص) والتصويب من (الفتن),وفيه ابن لهيعة معنعنا وهو مدلس,ورجل لم يسم
(2) - أبو قبيل هو المحدث حي بن هانىء بن ناضر المعافري اليماني, قدم واستوطن مصر وروى عن عقبة بن عامر وعبد الله بن عمرو وشفي بن ماتع,قال ابن حبان:من جلة أهل مصر وصالحيهم مات سنة 128هـ وكان يهم في الأحايين, والأثر فيه رشدين بن سعد وابن لهيعة وهما ضعيفان
(3) - في سنده رشدين وابن لهيعة و أبو زرعة عمرو بن جابر الحضرمي, قال الذهبي:هالك قال أحمد:روى عن جابر مناكير وبلغني أنه كان يكذب
(4) - في سنده الوليد بن مسلم و هو مدلس وقد عنعن, وقرن برشدين وهو ضعيف عن ابن لهيعة, والأثر ساط من (فتن نعيم) طبعة الفكر والعلمية
(5) - في المطبوع (أوله) بدل (لوائه)
(6) - في سنده رشدين وابن لهيعة وأبو زرعة الحضرمي وهم ضعاف(1/98)
يخرج شاب من بني هاشم بكفه [ اليمنى ](1)خال من خراسان برايات سود, بين يديه شعيب بن صالح, يقاتل أصحاب السفياني فيهزمهم ))(2)
103- وأخرج ( ك ) نعيم بن حماد (902) عن كعب [ بن ] علقمة [ عن سفيان الكلبي ](3)قال:
(( يخرج على لواء المهدي غلام حديث السن, خفيف اللحية, أصفر, لو قاتل الجبال لهدها, حتى ينزل أيلياء ))(4)
104- وأخرج ( ك ) أيضا (903) عن كعب قال:
(( إذا ملك رجل الشام, وآخر مصر, فاقتتل الشامي والمصري, وسبى أهل الشام قبائل من مصر, وأقبل رجل من المشرق برايات سود صغار قبل صاحب الشام, فهو الذي يؤدي الطاعة إلى المهدي ))(5)
105- وأخرج ( ك ) أيضا (903) عن أبي قبيل:
(( يكون بأفريقية أميرا إثناعشر سنة, ثم تكون بعده فتنة, ثم يملك رجل أسمر, يملؤها عدلا, ثم يسير إلى المهدي, فيؤدي إليه الطاعة ويقاتل عنه ))(6)
106- وأخرج ( ك ) أيضا (904) عن الحسن :
(( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر [ بلاء ](7)يلقاه أهل بيته, حتى يبعث الله راية من المشرق سوداء, من نصرها نصره الله, ومن خذلها خذله الله, حتى يأتوا رجلا اسمه كاسمي, فيوليه أمرهم, فيؤيده الله وينصره ))(8)
__________
(1) - في المطبوع (اليمين) والتصويب من (الفتن)
(2) - وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف متهم
(3) - في المطبوع (عن كعب بن علقمة) والتصويب من (الفتن)
(4) - في سنده الوليد بن مسلم و هو مدلس وقد عنعن,وقرن برشدين وهو ضعيف كلاهما عن ابن لهيعة
(5) - كعب هو ابن ماتع الحميري, المعروف بكعب الأحبار,أدرك زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يره, وأسلم في خلافة أبي بكر وقيل في خلافة عمر, وصحب عمر وأكثر الرواية عنه, واتفقوا على كثرة علمه وتوثيقه, وكان قبل إسلامه على دين اليهود, والأثر في سنده رشدين وابن لهيعة معنعنا وكلاهما ضعيف
(6) - وسنده كسابقه
(7) - في المطبوع (فلا) والتصويب من (الفتن)
(8) – والأثر مرسل, والمرسل من قسم الضعيف(1/99)
107- وأخرج ( ك ) أيضا (555) عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( تخرج من المشرق رايات سود لبني العباس, ثم [ تمكث ](1)ما شاء الله, ثم تخرج رايات سود صغار [ على رجل ](2)من ولد أبي سفيان وأصحابه, من قبل المشرق, [ يؤدون الطاعة للمهدي ](3))(4)
108- وأخرج ( ك ) أيضا (907)عن علي - رضي الله عنه - قال:
(( تخرج رايات سود تقاتل السفياني, فيهم شاب من بني هاشم, في كتفه اليسرى خال, وعلى مقدمته رجل من بني تميم, يدعى شعيب بن صالح, فيهزم أصحابه))(5)
109- وأخرج ( ك ) أيضا (908) عن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قال:
(( إذا بلغ السفياني الكوفة وقتل أعوان آل محمد, خرج المهدي, على لوائه شعيب بن صالح ))(6)
110- وأخرج ( ك ) أيضا (909) عن أبي جعفر قال:
(( تنزل الرايات السود التي تخرج من [ خراسان ](7)الكوفة , فإذا ظهر المهدي بمكة, بعث إليه بالبيعة ))(8)
111- وأخرج ( ك ) أيضا (910)عن كعب قال:
((
__________
(1) - في المطبوع (يمكثون) والمثبت من (الفتن)
(2) - في المطبوع (تقاتل رجلا) والمثبت من (الفتن)
(3) - هذه الزيادة في المطبوع من (العرف) وحده, وليست في المطبوع من((الفتن)) في طبعاته الثلاث
(4) - وفي سنده عبدالرحمن بن زياد بن أنعم و هو ضعيف ومسلم بن يسار مقبول يعني إن توبع زيادة على إرساله
(5) - في سنده مسلم بن الوليد وهو مدلس وقد عنعن و رشدين وابن لهيعة ضعيفان
(6) - سنده كسابقه
(7) - الزيادة من (الفتن)
(8) - وفي سنده جابر الجعفي وهو ضعيف وكذبه بعضهم(1/100)
إذا دارت رحى بني العباس و ربط أصحاب الرايات السود خيولهم بزيتون الشام , [ و ] يهلك الله لهم الأصهب, ويقتله وعامة أهل بيته على أيديهم, حتى لا يبقى [ أموي ](1)منهم إلا هارب أو مختف, و يسقط [ السعفتان ](2)بنو جعفر و بنو العباس, ويجلس ابن آكلة الأكباد على منبر دمشق, ويخرج البربر إلى سره الشام, فهو علامة خروج المهدي))(3)
112- وأخرج ( ك ) أيضا (912) عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال:
(( إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة, بعث في طلب أهل خراسان, ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي, فيلتقي هو والهاشمي برايات سود, على مقدمته شعيب بن صالح
فيلتقي هو و [ أصحاب ] السفياني بباب اصطخر, فتكون بينهم ملحمة عظيمة, فتظهر الرايات السود, وتهرب خيل السفياني, فعند ذلك يتمنى الناس المهدي, و يطلبونه))(4)
113- وأخرج ( ك ) أيضا (913) عن أبي جعفر قال:
(( [
__________
(1) - في المطبوع (امرؤ) و (الشعبتان) والتصويب من (الفتن)
(2) - في المطبوع (الشعبتان) والتصويب من (الفتن)
(3) - في المطبوع (امرؤ) والتصويب من (الفتن)
(4) - في سنده مسلم بن الوليد وهو مدلس وقد عنعن, و رشدين وابن لهيعة ضعيفان(1/101)
يبث ](1)السفياني جنوده في الآفاق بعد دخوله الكوفة وبغداد, فيبلغه [ فرعه ](2)من وراء النهر من [ أهل ](3)خراسان [ فيقبل أهل المشرق عليهم قتلا ويذهب بجيشهم فإذا بلغه ذلك بعث جيشا عظيما إلى اصطخر ] عليهم رجل من بني أمية , فيكون لهم وقعة [ بقومس ](4), ووقعة [ بدولات ](5)الري ووقعة بتخوم زريح, فعند ذلك [ يأمر السفياني بقتل أهل الكوفة و أهل المدينة, ثم ذلك ](6)تقبل الرايات السود من خراسان, على جميع الناس شاب من بني هاشم , بكفه اليمنى خال يسهل الله أمره وطريقه , ثم تكون له وقعة بتخوم خراسان, ويسير الهاشمي في طريق الري, [ فيسرح ](7)رجل من بني تميم من الموالي يقال له شعيب بن صالح إلى اصطخر إلى الأموي, فيلتقي هو والمهدي والهاشمي ببيضاء اصطخر, فتكون بينهما ملحمة عظيمة حتى تطأ الخيل الدماء إلى أرساغها, ثم تأتيه جنود من سجستان عظيمة, عليهم رجل من بني عدي فيظهر الله أنصاره وجنوده, ثم تكون وقعة بالمدائن بعد [ وقعتي ](8)الري, و في عاقرقوفا وقعة [ صيليمة ](9), يخبر عنها كل ناج, ثم يكون بعدها ذبح عظيم ببابل, ووقعة في أرض من أرض نصيبين, ثم يخرج على[ الأخوص ](10)قوم من سوادهم وهم العصب,عامتهم من الكوفة والبصرة حتى يستنفذوا ما في يديه من سبي كوفان ))(11)
__________
(1) - في المطبوع (بعث) والتصويب من (الفتن)
(2) - في المطبوع (فزعة) والمثبت من (الفتن)
(3) - في المطبوع (أرض) والتصويب من (الفتن)
(4) - في المطبوع (بتونس) والتصويب مهن (الفتن)
(5) - في المطبوع (بدولاب) والتصويب من (الفتن)
(6) - الزيادة في المتن من (الفتن)
(7) - في المطبوع (فيبرح) والتصويب من (الفتن)
(8) - في المطبوع (وقعة) والتصويب من (الفتن)
(9) - في المطبوع (صلمية) والتصويب من (الفتن)
(10) - في المطبوع (الاحوص) بالحاء المهملة والتصويب من (الفتن)
(11) - وفي سنده جابر الجعفي ضعيف متهم(1/102)
114- وأخرج ( ك ) أيضا (915) عن [ شريح بن عبيد وراشد بن سعد و ] ضمرة بن حبيب ومشايخهم قالوا:
(( يبعث السفياني خيله وجنوده, فيبلغ عامة الشرق من أرض خراسان وأرض فارس, فيثور بهم أهل المشرق فيقاتلونهم, ويكون بينهم وقعات في غير موضع, فإذا طال عليهم قتالهم إياهـ , بايعوا رجلا من بني هاشم , وهو يومئذ في آخر الشرق , فيخرج بأهل خراسان على مقدمته رجل من بني تميم مولى لهم, (يقال له شعيب بن صالح ), أصفر, قليل اللحية, يخرج إليه في خمسة آلاف إذا بلغه خروجه [ فيبايعه ](1),فيصيره على مقدمته لو [ استقبلته ](2)الجبال الرواسي لهدها, فيلتقي هو و خيل السفياني فيهزمهم, ويقتل منهم مقتلة عظيمة, [ ولا يزال يهزمهم من بلدة إلى بلدة حتى يهزمهم إلى العراق, ثم يكون بينهم وبين خيل السفياني ] ثم تكون الغلبة للسفياني, ويهرب الهاشمي, ويخرج شعيب بن صالح مختفيا إلى بيت المقدس, يوطيء للمهدي منزله, إذا بلغه خروجه إلى الشام
- قال الوليد: بلغني أن هذا الهاشمي أخو المهدي لأبيه , و قال بعضهم: هو ابن عمه و قال بعضهم:إنه لا يموت ولكنه بعد الهزيمة يخرج إلى مكة فإذا ظهر المهدي خرج [ معه ] ))(3)
115- وأخرج ( ك ) أيضا (920) عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال:
(( يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته بالمشرق, يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر, يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس, فلا يبلغه حتى يموت ))(4)
116- وأخرج ( ك ) أيضا (923) عن علي - رضي الله عنه - قال:
((
__________
(1) - في المطبوع (شايعه) والتصويب من (الفتن)
(2) - في المطبوع (استقبل بهم) والتصويب من (الفتن)
(3) - الزيادة من (الفتن) طبعة مكتبة التوحيد, و في سنده مجاهيل وهم شيوخ الوليد
(4) - في سنده رجل لم يسم وهو الراوي عن علي(1/103)
يبعث بجيش إلى المدينة, فيأخذون من قدروا عليه من آل محمد, ويقتل من بني هاشم رجال و نساء, فعند ذلك يهرب المهدي و [ المبيض ] من المدينة إلى مكة, فيبعث في طلبهما, وقد لحقا بحرم الله وأمنه ))(1)
117- وأخرج ( ك ) أيضا (927) عن يوسف بن ذي [ قربات ](2)قال:
((
__________
(1) - إسناده ضعيف فيه مسلم بن الوليد وهو مدلس وقد عنعن, و رشدين وابن لهيعة ضعيفان
(2) - في المطبوع (قربا) والتصويب من (الفتن),وذي قربات قال ابن أبى حاتم(3\448\2031) صاحب الملاحم و(الفتن),قرا كتب الأولين روى عنه معاوية بن صالح .اهـ وترجم له ابن عساكر في تاريخه(17\365) وقال: يقال إنه صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - ,روى عنه شعيب بن الأسود المعافري و هانيء بن جدعان اليحصبي ويزيد بن قودر.اهـ , و ترجم له أيضا الحافظ في الإصابة (2\346\2471) ونقل عن الخطيب أن اسمه (جابر بن أزد), وقال في كتابه في الألقاب(ص139): من الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام.اهـ
وفي (الفتن) لنعيم سماه (يوسف بن ذي قربات), وقد أعاده في موضع آخر فذكره على الصواب, دون زيادة ( يوسف), وسمى الراوي عنه (سعد بن الأسود) ومرة(سعيد) وصوابه (شعيب) كما تقدم(1/104)
يكون خليفة بالشام يغزو المدينة, فإذا بلغ أهل المدينة خروج الجيش إليهم, خرج سبعة نفر منهم إلى مكة فاستخفوا [ بها ], فيكتب صاحب المدينة إلى صاحب مكة, إذا قدم عليك فلان وفلان يسميهم بأسمائهم فاقتلهم, فيعظم ذلك صاحب مكة,ثم [ يتآمرون ](1)بينهم, فيأتونه ليلا ويستجيرون به, فيقول: اخرجوا آمنين, فيخرجون ثم يبعث إلى رجلين منهم فيقتل أحدهما والآخر ينظر ثم يرجع إلى أصحابه فيخرجون حتى ينزلوا جبلا من جبال الطائف, فيقيمون فيه ويبعثون إلى الناس, فينساب إليهم ناس, فإذا كان ذلك غزاهم أهل مكة, فيهزمونهم ويدخلون مكة, فيقتلون أميرها, ويكونون بها حتى إذا خسف بالجيش استعد أمره وخرج ))(2)
118- وأخرج ( ك ) أيضا (931) عن أبي قبيل يقول :
(( يبعث السفياني جيشا إلى المدينة, فيأمر بقتل كل من كان فيها من بني هاشم, [ حتى الحبالى, و ذلك لما يصنع الهاشمي الذي يخرج على أصحابه من المشرق يقول: ما هذا البلاء كله وقتل أصحابي إلا من قبلهم,فيأمر بقتلهم ] فيقتلون [ حتى لا يعرف منهم بالمدينة أحد ] ويفترقوا منها هاربين إلى البوادي والجبال [ وإلى مكة,حتى نساؤهم يضع جيشه فيهم السيف أياما,ثم يكف عنهم فلا يظهر منهم إلا خائف ], حتى يظهر أمر المهدي بمكة,فإذا ظهر اجتمع كل من شذ منهم إليه بمكة ))(3)
119- وأخرج ( ك ) أيضا (932) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:
(( تكون بالمدينة وقعة, تغرق فيها أحجار الزيت, ما الحرة عندها إلا كضربة سوط, فيتنحى عن المدينة قدر بريدين, ثم يبايع للمهدي ))
120- وأخرج ( ك ) أيضا(934) عن ابن عباس - رضي الله عنه - يقول:
((
__________
(1) - في المطبوع (بنو مروان) والتصويب من (الفتن)
(2) - في سنده ابن لهيعة و رشدين وهما ضعيفان فالله اعلم
(3) - الزيادات من (الفتن)(1/105)
يبعث صاحب المدينة إلى الهاشميين بمكة جيشا, فيهزموهم فيسمع بذلك الخليفة بالشام, فيقطع إليهم بعثا فيهم ستمائة [ عريف ](1), فإذا أتوا البيداء, فنزلوها في ليلة مقمرة, أقبل راع ينظر إليهم ويعجب ويقول: يا ويح أهل مكة ما [ أصابهم ](2), فينصرف إلى غنمه,ثم يرجع فلا يرى أحدا, فإذا هم قد خسف بهم, فيقول:سبحان الله,ارتحلوا في ساعة واحدة, فيأتي منزلهم فيجد قطيفة قد خسف ببعضها وبعضها على ظهر الأرض فيعالجها فلا يطيقها [ فيعرف ](3)أنه قد خسف بهم, فينطلق إلى صاحب مكة, فيبشره فيقول صاحب مكة:الحمد لله هذه العلامة التي كنتم تخبرون, فيسيرون إلى الشام ))(4)
121- وأخرج ( ك ) أيضا (947) عن أبي قبيل قال:
(( لا يفلت منهم أحد إلا بشير ونذير, فأما الذي هو البشير فإنه يأتي المهدي بمكة وأصحابه, فيخبرهم بما كان من أمرهم ,[ ويكون شاهد ذلك في وجهه قد حول وجهه في قفاه, فيصدقونه من تحويل وجهه, ويعلمون أن القوم قد خسف بهم ] والثاني [ مثل ذلك قد حول وجهه إلى قفاه ], يأتي السفياني فيخبره بما نزل(5)بأصحابه,[ فيصدقه ويعلم أنه حق لما يرى فيه من العلامة ], وهما رجلان من كلب ))(6)
122- وأخرج ( ك ) أيضا (952) عن كعب قال:
(( علامة خروج المهدي ألوية تُقْبِل من المغرب, عليها رجل أعرج من كندة ))
123- وأخرج ( ك ) أيضا (953) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:
(( يخرج السفياني والمهدي كفرسي رهان , فيغلب السفياني على ما يليه, والمهدي على ما يليه ))
124- وأخرج ( ك ) أيضا (907) عن [ أبي ] جعفر(7):
((
__________
(1) - في المطبوع (عريف) والتصويب من (الفتن)
(2) - في المطبوع (جاءهم) والمثبت من (الفتن)
(3) - في المطبوع (فيعرف) والمثبت من (الفتن)
(4) - فيه عنعنة ابن لهيعة وهو مدلس
(5) - في المطبوع (يؤول) والمثبت من (الفتن)
(6) - الزيادة من (الفتن)
(7) - في المطبوع (جعفر) والتصويب من (الفتن), وهو أبو جعفر محمد بن علي الملقب بالباقر رحمه الله(1/106)
يقوم المهدي سنة مائتين ))
125- وأخرج ( ك ) أيضا (999) عن أبي جعفر قال :
(( [ ثم ] يظهر المهدي بمكة عند العشاء, [ و ] معه راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقميصه وسيفه وعلامات ونور وبيان, فإذا صلى العشاء نادى بأعلى صوته, يقول: أذكركم الله أيها الناس ومقامكم بين يدي ربكم فقد اتخذ الحجة وبعث الأنبياء وأنزل الكتاب وأمركم أن لا تشركوا به شيئا وأن تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ,وأن تحيوا ما أحيا القرآن, وتميتوا ما أمات, وتكونوا أعوانا على الهدى, ووزراء على التقوى, فإن الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها وأذنت [ بالوداع ](1), فإني أدعوكم إلى الله وإلى رسوله والعمل بكتابه وإماتة الباطل وإحياء سنته, فيظهر في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا,عدة أهل بدر على غير ميعاد, قزعا كقزع الخريف,رهبان بالليل أسد بالنهار, فيفتح الله للمهدي أرض الحجاز, ويستخرج من كان في السجن من بني هاشم, وتنزل الرايات السود الكوفة فيبعث بالبيعة إلى المهدي, ويبعث المهدي جنوده في الآفاق, ويميت الجور وأهله, و تستقيم له البلدان, ويفتح الله على يديه القسطنطينية ))(2)
126- وأخرج ( ك ) أيضا (1000) عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال:
((
__________
(1) – في المطبوع (بانصرام) والمثبت من (الفتن)
(2) - في سنده جابر الجعفي ضعيف واتهمه بعضهم
- القزع:قال ابن الاثير في النهاية: أي قِطَع السحاب المُتَفرّقة وإنما خص الخريف لأنه أول الشتاء والسحاب يكون فيه مُتَفرِّقا غير مُتَراكم ولا مُطْبِق ثم يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك(1/107)
إذا انقطعت التجارات و الطرق,وكثرت الفتن, خرج سبعة رجال (نفر) علماء من أفق شتى على غير ميعاد, يبايع لكل رجل منهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا,حتى يجتمعوا بمكة فيلتقي السبعة, فيقول بعضهم لبعض:ما جاء بكم؟ فيقولون:جئنا في طلب هذا الرجل الذي ينبغي أن تهدأ على يديه هذه الفتن, وتفتح له القسطنطية , قد عرفناهـ باسمه واسم أبيه وأمه و [ حليته ](1), فيتفق السبعة على ذلك, فيطلبونه فيصيبونه بمكة فيقولون له :أنت فلان بن فلان؟ فيقول:لا بل أنا رجل من الأنصار, حتى يفلت منهم فيصفونه لأهل [ الخبرة ](2)والمعرفة به, فيقال:هو صاحبكم الذي تطلبونه وقد لحق بالمدينة, فيطلبونه بالمدينة فيخالفهم إلى مكة, فيطلبونه بمكة فيصيبونه, فيقولون:أنت فلان بن فلان وأمك فلانة بنت فلان وفيك آية كذا وكذا وقد أفلت منا مرة فمد يدك نبايعك فيقول: لست بصاحبكم [ أنا فلان بن فلان الأنصاري مروا بنا أدلكم على صاحبكم ], حتى يفلت منهم, فيطلبونه بالمدينة فيخالفهم إلى مكة, فيصيبونه بمكة عند الركن
فيقولون: إثمنا عليك, ودماؤنا في عنقك إن لم تمد يدك نبايعك, هذا عسكر السفياني قد توجه في طلبنا, عليهم رجل من جرم , فيجلس بين الركن والمقام, فيمد يده, فيبايع له, ويلقي الله محبته في صدور الناس, [ فيسير ](3)مع قوم أسد بالنهار, رهبان بالليل ))(4)
127- وأخرج ( ك ) أيضا (1008) عن الوليد بن مسلم قال حدثني محدث:
(( أن المهدي و السفياني وكلبا, يقتتلون في بيت المقدس حين [ يستقيله ](5)البيعة, فيؤتى بالسيفاني
[
__________
(1) - في المطبوع (جيشه) والتصويب من (الفتن)
(2) - في المطبوع (الخير) والمثبت من (الفتن)
(3) - في المطبوع (فيصير) والتصويب من (الفتن)
(4) - في سنده ابن لهيعة ومحمد بن ثابت البناني وجابر الجعفي وكلهم ضعاف وبعضهم أضعف من بعض, والزيادة في المتن من (الفتن)
(5) - في (الفتن) (تستقبله)(1/108)
أسيرا ](1), فيأمر به فيذبح على باب [ الرحمة ](2), ثم تباع نساؤهم وغنائمهم على درج دمشق ))(3)
128- وأخرج ( ك ) أيضا (1002) عن الوليد بن مسلم [ و رشدين عن ابن لهيعة قال حدثني أبو زرعة ] عن محمد بن علي قال:
(( إذا سمع العائذ الذي بمكة بالخسف, خرج مع اثنى عشر ألفا, فيهم الأبدال, حتى ينزلوا إيلياء, فيقول الذي بعث الجيش حين يبلغه الخبر بإيلياء : لعمرو الله لقد جعل الله في هذا الرجل عبرة, بعثت إليه ما بعثت فساخوا في الأرض, إن هذا لعبرة وبصيرة(4), ويؤدي إليه السفياني الطاعة, [ ثم ] يخرج حتى يلقى كلبا وهم أخواله, فيعيرونه بما صنع , ويقولون: كساك الله قميصا فخلعته, فيقول:ما ترون أستقيله البيعة؟ فيقولون: نعم , فيأتيه إلى إيلياء,فيقول:أقلني فيقول: إني غير فاعل,فيقول : بلى فيقول له: أتحب أن أقيلك ؟ فيقول: نعم فيقيله, ثم يقول: هذا رجل قد خلع طاعتي, فيأمر به عند ذلك فيذبح على بلاطة أيلياء, ثم يسير إلى كلب فينهبهم, فالخائب من خاب يوم نهب كلب ))(5)
129- وأخرج ( ك ) أيضا (1009) عن علي - رضي الله عنه - يقول :
(( إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشا فخسف بهم بالبيداء, وبلغ ذلك أهل الشام, قالوا لخليفتهم: قد خرج المهدي فبايعه, وادخل في طاعته وإلا قتلناك, فيرسل إليه بالبيعة, و يسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس, وتنقل إليه الخزائن, وتدخل العرب العجم و أهل الحرب والروم وغيرهم في طاعته من غير قتال, حتى تبنى المساجد بالقسطنطينة, وما دونها
__________
(1) - في (الفتن) (أميرا)
(2) - في (الفتن) (الرحبة )
(3) - في المطبوع (الوليد بن مسلم حدثني محمد) والتصويب من (الفتن)
(4) - في المطبوع (نصرة) والمثبت من (الفتن)
(5) - في سنده الوليد بن مسلم وهو مدلس وقد عنعنه, و رشدين وابن لهيعة و أبوزرعة عمرو بن جابر وهم ضعفاء, وبعضهم أضعف من بعض(1/109)
ويخرج قبله رجل من أهل بيته بأهل المشرق, و يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر, يقتل ويمثل, ويتوجه إلى بيت المقدس, فلا يبلغه حتى يموت ))(1)
130- وأخرج ( ك ) أيضا (1011) عن علي - رضي الله عنه - يقول:
(( يفرج [ الله ] الفتن برجل منا, يسومهم خسفا, لا يعطيهم إلا السيف, يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر, [ هرجا ] حتى يقولوا: والله ما هذا من ولد فاطمة, لو كان من ولدها لرحمنا, يغريه الله ببني العباس وبني أمية))(2)
131- وأخرج ( ك ) أيضا (956) عن أبي جعفر قال:
(( لا يخرج السفياني حتى [ ترقى ] الظلمة ))(3)
132- وأخرج ( ك ) أيضا (957) عن مطر الوراق قال:
(( لا يخرج المهدي حتى يكفر بالله [ جهرة ](4))(5)
133- وأخرج ( ك ) أيضا (958) عن ابن سيرين قال:
((
__________
(1) - في سنده رجل لم يسم ,وانظر الآثار (115) و(130) و(131)
(2) - الزيادة من (الفتن)
(3) - في المطبوع (تروا) والمثبت من (الفتن), وفي سنده يحيى بن اليمان صدوق يخطىء كثيرا وقد تغير باخرة, ومعنى الأثر:أن ترقى الظلمة جمع ظالم على المنابر فتخطب على الناس بدليل الأثر الآتي (150) وهو في (الفتن) قبل هذا الأثر مباشرة
(4) - في المطبوع (جهرة) والتصويب من (الفتن)
(5) - مطر الوراق أبو رجاء ابن طهمان الخراساني, نزيل البصرة,كان من العلماء العاملين وكان يكتب المصاحف ويتقن ذلك, روى عن أنس بن مالك والحسن وابن بريدة ..وطائفة, قال الذهبي في السير(5\453): غيره أتقن للرواية منه, ولا ينحط حديثه عن رتبة الحسن, وقد احتج به مسلم.اهـ والأثر فيه يحيى بن اليمان, تقدم القول فيه, والمنهال بن خليفة ضعيف, ومطر ضعيف يعتبر به في الشواهد, ثم الأثر بعد ذلك مقطوع(1/110)
لا يخرج المهدي حتى يقتل من كل تسعة سبعة ))(1)
134- وأخرج ( ك ) أيضا (1061) عن كعب قال:
(( المهدي خاشع لله, كخشوع النسر ينشر جناحه ))
135- وأخرج ( ك ) أيضا (1067) عن عبد الله بن الحارث قال:
((يخرج المهدي وهو ابن أربعين سنة, كأنه رجل من بني إسرائيل ))(2)
136- وأخرج ( ك ) أيضا (1069) عن أبي الطفيل - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( وصف المهدي فذكر ثقلا في لسانه, وضرب بفخذه اليسرى بيده اليمنى إذا أبطأ عليه الكلام, اسمه اسمي, واسم أبيه اسم أبي ))(3)
137- وأخرج ( ك ) أيضا (1072) عن محمد بن حمير [ عن الصقر بن رستم عن أبيه ] قال :
(( المهدي [ رجل ] أزج أبلج أعين , يجيء من الحجاز , حتى يستوي على منبر دمشق , و هو ابن ثمان عشرة سنة ))(4)
138- وأخرج ( ك ) أيضا (1073) عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال:
((
__________
(1) - محمد بن سيرين هو الإمام شيخ الإسلام أبو بكر الأنصاري الأَنَسِي البصري وكان من أورع التابعين وفقهاء أهل البصرة وعبادهم, وكان يعبر الرؤيا, رأى ثلاثين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومات بالبصرة في شوال بعد الحسن البصري بمائة يوم
(2) - فيه الوليد بن مسلم و قتادة و هما مدلسان وقد عنعناه
(3) - قال الشيخ عبد الله الغماري في كتابه (المهدي المنتظر)(ص64): إسناده لا باس به.اهـ قلت:كيف وفيه الوليد بن مسلم وهو مدلس وقد عنعنه,و رشدين بن سعد وابن لهيعة وهما ضعيفان,والأخير مدلس وقد عنعن أيضا
(4) - في المطبوع (عن محمد بن حمير) وسقط ما بعده فأتثبته من (الفتن)(1/111)
المهدي مولده بالمدينة من أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - , واسمه [ اسمي,واسم أبيه اسم أبي ](1)ومهاجره بيت المقدس, كث اللحية, أكحل العينين, براق الثنايا, في وجهه خال,[ أقنى أجلى ], في كتفه علامة النبي - صلى الله عليه وسلم - , يخرج براية النبي - صلى الله عليه وسلم - , من مرط [ مخملة ](2), سوداء مربعة, فيها حجر لم ينشر منذ توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , ولا تنشر حتى يخرج المهدي, يمده الله بثلاثة آلاف من الملائكة, يضربون وجوه من خالفهم وأدبارهم, يبعث وهو ما بين الثلاثين إلى الأربعين ))(3)
139- وأخرج ( ك ) أيضا (1074) عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - :
(( هو [ فتى ] من قريش آدم ضرب من الرجال ))(4)
140- وأخرج ( ك ) أيضا (1075) عن أرطاة قال:
(( المهدي ابن [ ستين ] سنة ))(5)
141- وأخرج [ ك ] أيضا (1077) عن عبد الله - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( [
__________
(1) - في (الفتن) طبعة الفكر والعلمية (واسمه اسم أبى) وفي طبعة التوحيد (واسمه اسمي أبيه اسم أبي) كذا وهو المثبت في النص مع زيادة (اسم) قبل (أبيه) لاستقامة المعنى,و في المطبوع من (العرف) (واسمه اسم نبي) ومعناه صحيح فالمهدي المنتظر عند أهل السنة (محمد بن عبدالله) كاسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
(2) - في المطبوع (معلمة)
(3) -ى وفي سنده مجهول, وأخرجه الكنجي في البيان (ص99رقم43) من طريق الطبراني وقال: رواه الطبراني في معجمه, وأخرجه أبو نعيم عنه في (مناقب المهدي) .اهـ
(4) - في المطبوع (مني) والمثبت من (الفتن), وفيه انقطاع فطاوس لم يسمع من علي - رضي الله عنه - قاله أبوزرعة
(5) - في المطبوع (عشرين) و المثبت من (الفتن)(1/112)
المهدي يواطىء اسمه اسمي, واسم أبيه اسم أبي ))(1)
142- [ وأخرج ( ك ) أيضا (1078) عن كعب قال:]
(( إسم المهدي [ محمد , أو قال اسم نبي] ))
143- وأخرج ( ك ) أيضا (1080) عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( إسم المهدي اسمي ))(2)
144- وأخرج ( ك ) أيضا (1082) عن قتادة قال:
(( قلت لسعيد بن المسيب: المهدي حق هو؟ قال:[ حق, قال ] قلت: ممن هو؟ [ قال:من قريش, قلت:من أي قريش ؟ قال: من بني هاشم, قلت: من أي بني هاشم ؟ قال: من بني عبد المطلب قلت: من أي عبد المطلب؟ ] قال: من ولد فاطمة ))(3)
145- وأخرج ( ك ) أيضا (1086) عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال:
(( المهدي شاب منا أهل البيت, قيل: عجز عنها شيوخكم, ويرجوها شبابكم قال: يفعل الله ما يشاء ))(4)
146- وأخرج ( ك ) أيضا (1088) عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال:
(( المهدي منا, يدفعها إلى عيسى بن مريم - عليه السلام - ))
__________
(1) - وقد حصل سقط في المطبوع في حديث ابن مسعود وأثر كعب الذي يليه, فسقط متن الحديث واسم كعب فصار هكذا ( عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:اسم النبي محمد), والتصويب من (الفتن), وفي سنده يحيى بن اليمان صدوق يخطىء كثيرا وقد تغير
(2) - في سنده الوليد بن مسلم وهو مدلس وقد عنعنه, ورجل لم يسم
(3) - قتادة هو ابن دعامة أبو الخطاب السدوسي البصري الضرير الأكمه,قدوة المفسرين والمحدثين روى عن عبد الله بن سرجس وأنس بن مالك وأبي الطفيل الكناني وسعيد بن المسيب, وغيرهم,كان من أوعية العلم وممن يضرب به المثل في قوة الحفظ اهـ من (سير الأعلام) للذهبي (5\270) بتصرف, والأثر أخرجه الداني في (سننه) (574) و(580) والزيادة في المتن من (الفتن)
(4) - أخرجه ابن أبى شيبة (37641) يأتي برقم (216), وأخرجه أيضا الداني (559) بلفظ أطول منه(1/113)
147- وأخرج ( ك ) أيضا (1092) عن عائشة رضي الله عنها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( هو رجل من عترتي, يقاتل على سنتي, كما قاتلت أنا على الوحي ))(1)
148- وأخرج ( ك ) أيضا (1015) عن الزهري قال:
(( يخرج المهدي [ من مكة ] بعد الخسف, في ثلاثمائة وأربعة عشر رجلا, عدة(2)أهل بدر, فيلتقي هو وصاحب جيش السفياني, وأصحاب المهدي يومئذ جنتهم البراذع, يعني تراسهم, [ كان يسمى قبل ذلك يوم البراذع ], ويقال إنه يسمع يومئذ صوت من السماء مناديا ينادي:ألا إن أولياء الله أصحاب فلان,- يعني المهدي - فتكون الدبرة على أصحاب السفياني, [ فيقتتلون ](3)لا يبقى منهم إلا الشريد, فيهربون إلى السفياني فيخبرونه, ويخرج المهدي إلى الشام, فيتلقى السفياني المهدي ببيعته, ويتسارع الناس إليه من كل و جه, و تملأ الأرض عدلا [ كما ملئت جورا ] ))(4)
149- وأخرج ( ك ) أيضا (1016) عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال :
((
__________
(1) - في سنده الوليد بن مسلم وهو مدلس وقد عنعنه, وشيخه مجهول, فالعجب من الشيخ عبدالله حيث قال:وهو حديث جيد!!؟
(2) - في المطبوع (عدد) والمثبت من (الفتن)
(3) - في المطبوع (يقتتلون) والمثبت من (الفتن)
(4) - الزهري هو أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب, التابعي المحدث المشهور,سمع ابن عمر وأنس بن مالك وسهل بن سعد ورأى ابن عمر, توفي سنة 124هـ, الزيادة في المتن من (الفتن)(1/114)
يبايع المهدي سبعة رجال علماء, توجهوا إلى مكة من أفق شتى, على غير ميعاد قد بايع لكل رجل منهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجل,ا فيجتمعون بمكة فيبايعونه, و يقذف الله محبته في صدور الناس, فيسير بهم, و قد توجه إلى الذين بايعوا [ خيل ] السفياني , عليهم رجل من جرم, فإذا خرج [ من ](1)مكة خلف أصحابه, ومشى في إزار ورداء, حتى يأتي [ الجرمي ](2), فيبايعه , فيندمه كلب على بيعته , فيأتيه فيستقيله البيعة [ فيقيله ](3), ثم [ يعبأ ](4)جيوشه لقتاله, فيهزمه ويهزم الله على يديه الروم, ويذهب الله على يديه الفتن, وينزل الشام ))(5)
150- وأخرج ( ك ) أيضا (1020) عن أرطاة قال:
(( يدخل الصخري الكوفة, ثم يبلغه ظهور المهدي بمكة, فيبعث إليه من الكوفة بعثا فيخسف به, فلا ينجوا منهم إلا بشير إلى المهدي, و نذير ينذر الصخري(6), فيقبل المهدي من مكة, والصخري من الكوفة نحو الشام , كأنهما فرسا رهان, فيسبقه الصخري, فيقطع بعثا آخر من الشام إلى المهدي [ فيلقون ](7)المهدي بأرض الحجاز, فيبايعونه بيعة الهدى, ويقبلون معه حتى ينتهوا إلى حد الشام, الذي بين الشام و الحجاز, فيقيم بها و يقال له: انفذ, فيكره المجاز, ويقول: أكتب إلى ابن عمي فإن يخلع طاعته فأنا صاحبكم فإذا وصل الكتاب إلى الصخري[ سلم له و ] بايع, وسار المهدي حتى ينزل بيت المقدس, فلا يترك المهدي بيد رجل من الشام فترا من الأرض إلا ردها على أهل الذمة, ورد المسلمين جميعا إلى الجهاد, فيمكث في ذلك ثلاث سنين
__________
(1) - في المطبوع (بين) والمثبت من (الفتن)
(2) - في المطبوع (الحرم) والمثبت من (الفتن)
(3) - في المطبوع (فيقتله) والمثبت من (الفتن)
(4) - في المطبوع (يغير) والتصويب من (الفتن)
(5) - في سنده ابن لهيعة ومحمد بن ثابت البناني, و الحارث الأعور وكلهم ضعفاء
(6) - في المطبوع (الإصطخري) والمثبت من (الفتن)
(7) - في المطبوع (فيأتون) والمثبت من (الفتن)(1/115)
ثم يخرج رجل من كلب , يقال له كنانة [ بعينه ](1)كوكب, في رهط من قومه حتى يأتي الصخري , فيقول: بايعناك ونصرناك حتى إذا ملكت بايعت [ عدونا ] هذا, لتخرجن فلتقاتلن, فيقول:فيمن أخرج؟ فيقول: لا تبقى عامرية أمها أكبر منك إلا لحقتك,ولا يتخلف عنك ذات خف ولا ظلف, فيرحل وترحل معه عامر بأسرها حتى ينزل بيسان, ويوجه إليهم المهدي راية, وأعظم راية في زمان المهدي مائة رجل, فينزلون على [ فاثور إبراهيم ](2),فتصف كلب خيلها و رجالها و إبلها وغنمها, فإذا تشاءمت [ الخيلان ](3), ولت كلب أدبارها, وأخذ الصخري, فيذبح على الصفا المعترضة على وجه الأرض عند الكنيسة التي في بطن الوادي على طرف درج طور زيتا القنطرة التي على يمين الوادي على الصفا المعترضة على وجه الأرض عليها يذبح كما تذبح الشاة, فالخائب من خاب يوم كلب, حتى تباع [ الجارية ] العذراء بثمانية دراهم ))(4)
151- وأخرج ( ك ) أيضا (955) عن [ أبي صادق ] قال:
(( لا يخرج المهدي حتى يقوم السفياني على أعوادها ))(5)
152- وأخرج ( ك ) أيضا (1022) عن كعب قال:
((
__________
(1) - في المطبوع و(الفتن) طبعة الفكر والعلمية (يعينه) بالياء والمثبت من طبعة التوحيد
(2) - في المطبوع (ماء) والمثبت من (الفتن), قال ياقوت في معجمه:الفاثور عند العامة هو الطشت المطلوب, و أهل الشام يتخذون خوانا من رخام يسمونه الفاثور والناجود والباطية يقال لها الفاثور أيضا والفاثور اسم موضع أو واد بنجد
(3) - في المطبوع (الخيلات) بالتاء والمثبت من (الفتن)
(4) - الزيادة في المتن من (الفتن)
(5) - في المطبوع جعله من قول الوليد بن مسلم والمثبت من (الفتن),وفي سنده يحيى بن اليمان صدوق يخطىء كثيرا وقد تغير بآخرة و ويحيى بن سلمة متروك(1/116)
المهدي يبعث بقتال الروم, يعطي فقه عشرة, يستخرج تابوت السكينة من غار بأنطاكية , [ فيه التوارة التي أنزل الله تعالى على موسى - عليه السلام - , والإنجيل الذي أنزل الله عز وجل على عيسى - عليه السلام - , يحكم بين أهل التوراة بتوراتهم , وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم ] ))(1)
__________
(1) - الزيادة في المتن من (الفتن), قلت:المتن منكر,فقد روى مسلم في صحيحه عن أبى هريرة - رضي الله عنه - :إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم , فأَمَّكُم منكم ؟ فقلت لابن أبى ذئب: إن الأوزاعي حدثنا عن الزهري عن نافع عن أبى هريرة ( وإمامكم منكم ) قال ابن أبى ذئب: أتدري ما ( أمكم منكم )؟ قلت:تخبرني قال: فأَمَّكُم بكتاب ربكم وسنة نبيكم ),قال الشيخ الألباني معقبا: هذا صريح في أن عيسى - عليه السلام - يحكم بشرعنا, ويقضي بالكتاب والسنة,لا بغيرهما من الإنجيل أو الفقه الحنفي ونحوه اهـ
قلت: فهذا عيسى - صلى الله عليه وسلم - نبي مرسل إذا نزل علينا لم يسعه إلا أن يحكم بشرعنا, فكيف يجوز ذلك لمن هو دونه ؟ وان كان المهدي, ولعله لنكارته حذفه الشيخ فلم يذكره, وقد أجاب( السيوطي ) في رسالته ( الإعلام بحكم عيسى عليه السلام)(ص22) عن سؤال مضمونه: بماذا يحكم (عيسى ) بشرع نبينا - صلى الله عليه وسلم - أو بشرعه هو ؟ فقال: إنه يحكم في هذه الأمة بشرع نبينا - صلى الله عليه وسلم - ,لا بشرعه هو, وقد نص على ذلك العلماء, و وردت به الأحاديث الصحيحة, واتفق عليه الإجماع .اهـ
و ذكر (البرزنجي) في (الإشاعة) (ص222): أنه وقع لبعض جهلة عوام الحنفية أنه ادعى أن كلا من عيسى - صلى الله عليه وسلم - والمهدي يقلدان مذهب أبي حنيفة , وذكره بعض مشايخ الطريقة ببلاد الهند في تصنيف له بالفارسية شاع في تلك الديار , وكان بعض من يتوسم بالعلم من الحنفية ويتصدر للتدريس يشهر هذا القول, ويفتخر به, ويقرره في مجلس درسه بالروضة النبوية, فذكر لي ذلك فأنكرته, فلما بلغه إنكاري نسيني إلى التنقيص في حق الإمام أبى حنيفة , وحاشاه من ذلك, ولو سمعه أبو حنيفة لأفتى بتعزير أو تكفير قائله, ثم بعد مدة وقفت للشيخ (علي القاري الهروي) نزيل مكة المشرفة رحمه الله على تأليف سماه ( المشرب الوردي في مذهب المهدي) نقل فيه هذا القول ورد عليه ردا شنيعا, وجهله, فأرسلت بالكتاب لمجلس درسه, فقرئ عليه, وافتضح بين تلامذته.اهـ وكتاب القاري مطبوع في مطبعة محمد شاهين سنة 1278هـ(1/117)
153- وأخرج ( ك ) أيضا (1023) عن كعب قال :
(( إنما سمي المهدي لأنه يهدي لأمر قد خفي , ويستخرج التوراة والإنجيل من أرض يقال لها : أنطاكية ))(1)
154- وأخرج ( ك ) أيضا (1025) عن عبد الله بن شريك قال :
(( مع المهدي راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ المغلبة ](2), [ ليتني أدركته وأنا جدع ] ))(3)
155- وأخرج ( ك ) أيضا (1026) عن نوف البكالي قال:
(( [ في ] راية المهدي مكتوب البيعة لله ))(4)
156- وأخرج ( ك ) أيضا(1031) عن طاوس قال:
(( علامة المهدي أن يكون شديدا على العمال, جوادا بالمال, رحيما بالمساكين ))(5)
157- وأخرج ( ك ) أيضا (966) عن علي - رضي الله عنه - قال:
(( تكون فتن, ثم تكون جماعة على رأس رجل من أهل بيتي , ليس له عند الله خلاق , فيقتل أو يموت فيقوم المهدي ))(6)
158- وأخرج ( ك ) أيضا (967) عن ضمرة [ عن ابن شوذب ] عن بعض أصحابه قال:
((
__________
(1) - في سنده مطر الوراق صدوق كثير الخطإ, وشيخه مجهول,وفي معناه ما أخرجه الداني (586) عن ابن شوذب يأتي برقم (223)
(2) – في المطبوع (المعلمة) والتصويب من (الفتن), وعبدالله بن شريك هو العامري الكوفي, روى عن ابن عمر وابن الزبير وجندب قاتل الساحر وغيرهم,قال الحافظ:صدوق يتشيع أفرط الجوزجاني فكذبه
(3) - الزيادة من (الفتن), وفيه يحيى بن اليمان يخطىء كثيرا وقد تغير باخرة
(4) - نوف البكالي هو ابن امرأة كعب, وهو ابن فضالة, يقال انه كان أحد الحكماء, وفي سنده يحيى بن اليمان وسفيان الثوري على جلالته رحمه وصفه النسائي وغبره بالتدليس, وكذا أبو اسحق السبيعي وقد عنعنا, والأثر أخرجه أيضا الداني في (سننه)(583)
(5) - أبو عبدالرحمن طاوس بن كيسان اليماني, من فقهاء أهل اليمن وعبادهم وخيار التابعين وزهادهم, سمع ابن عباس وأبا هريرة, مات سنة 106هـ , والأثر في سنده ليث بن أبى سليم ضعيف
(6) 157- في سنده مجهول(1/118)
لا يخرج المهدي حتى لا يبقى قيل ولا ابن قيل إلا هلك - والقيل الرأس ))(1)
159- وأخرج ( ك ) أيضا (821) عن أبي قبيل قال:
(( يملك رجل من بني هاشم, فيقتل بني أمية, فلا يبقي منهم إلا اليسير, لا يقتل غيرهم, ثم يخرج رجل من بني أمية, فيقتل بكل رجل رجلين حتى لا يبقى إلا النساء, ثم يخرج المهدي ))(2)
160- وأخرج ( ك ) أيضا (973) عن سعيد بن المسيب قال:
(( تكون فتنة, كان أولها لعب الصبيان, كلما سكنت من جانب طمت من جانب (آخر), فلا تتناهى حتى ينادي مناد من السماء: ألا أن الأمير فلان, [ وفتل ابن المسيب يديه حتى إنهما لينفضان, فقال: ] ذلكم الأمير حقا, ثلاث مرات ))(3)
161- وأخرج ( ك ) أيضا (974) عن أبي جعفر قال :
(( ينادي مناد من السماء:[ ألا ] إن الحق في آل محمد, وينادي مناد من الأرض [ ألا ] إن الحق في آل عيسى, - أو قال العباس [ أنا ] أشك فيه – [ وإنما الصوت الأسفل من الشيطان ليلبس على الناس ] ))(4)
162- وأخرج ( ك )أيضا (976) عن إسحاق عن يحيى التيمي [ عن المغيرة بن عبد الرحمن ] عن أمه وكانت قديمة قال:
(( قلت لها في فتنة ابن الزبير:إن هذه الفتنة يهلك [ فيها ] الناس,فقالت:كلا يا بني و لكن بعدها فتنة يهلك [ فيها ] الناس,لا يستقيم أمرهم حتى ينادي مناد من السماء: عليكم بفلان ))(5)
__________
(1) - في سنده مجاهيل, وهم شيوخ ابن شوذب
(2) - فيه رشدين وابن لهيعة وهما ضعيفان, والأخير عنعن وهو مدلس
(3) - سعيد بن المسيب الإمام العلم أبو محمد القرشي المخزومي, عالم أهل المدينة وسيد التابعين في زمانه, مات سنة93 هـ, والأثر في سنده رجل لن يسم
(4) - في المطبوع (و إنما الصوت الأسفل كلمة الشيطان والصوت الأعلى كلمة الله العليا) والمثبت من (الفتن), في سنده جابر الجعفي وهو ضعيف
(5) - في سنده اسحق بن يحيى التيمي قال أحمد وغيره متروك وقال الحافظ: ضعيف(1/119)
163- وأخرج ( ك ) أيضا (980) عن شهر بن حوشب قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( في المحرم ينادي مناد من السماء: ألا إن صفوة الله من خلقه فلانا, فاسمعوا له و أطيعوا, في سنة [ الصوت](1)و المعمعة ))(2)
164- وأخرج ( ك ) أيضا (981) عن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قال:
(( إذا قتل النفس الزكية, [ وأخوه ](3)يقتل بمكة [ ضيعة ](4), نادى مناد من السماء: إن أميركم فلان, وذلك المهدي الذي يملأ الأرض [ حقا ](5)وعدلا ))(6)
165- وأخرج ( ك ) أيضا (982) عن سعيد بن المسيب قال:
(( تكون فرقة واختلاف , حتى يطلع كف من السماء , وينادي مناد: ألا أن أميركم فلان ))
166- وأخرج ( ك ) أيضا (984) عن الزهري قال:
(( إذا التقى السفياني والمهدي للقتال يومئذ, يسمع صوت من السماء: ألا إن أولياء الله أصحاب فلان- يعني المهدي –)) [ قال الزهري ] وقالت أسماء بنت عميس رضي الله عنها:
(( إن أمارة ذلك اليوم أن كفا من السماء مدلاة ينظر إليها الناس ))
167- وأخرج ( ك ) أيضا (985) عن الحكم بن نافع [ عن أرطاة ] قال:
((
__________
(1) – في المطبوع (الضرب) والمثبت من (الفتن)
(2) – شهر بن حوشب أبو سعيد الأشعري الشامي كان من كبار علماء التابعين,حدث عن مولاته أسماء وعن أبي هريرة وعائشة وابن عباس وعبد الله بن عمرو وأم سلمة وأبي سعيد الخدري وعدة, وثقه ابن معين وأحمد بن حنبل وقال النسائي وغيره ليس بالقوي, وحديثه هذا في سنده الوليد بن مسلم وهو مدلس وقد عننه, وشيخه عنبسة القرشي هو عنبسة بن عبدالرحمن بن عنبسة الأموي رماه أبو حاتم بالوضع , وقال البخاري: تركوه , وشهر تابعي فالحديث مرسل
(3) - في المطبوع (وآخره) والتصويب من (الفتن)
(4) – في المطبوع (صنيعة) والتصويب من (الفتن)
(5) – في المطبوع (خصبا ) والمثبت من (الفتن)
(6) - في سنده رشدين بن سعد وابن لهيعة و أبو عمرو بن جابر وكلهم ضعاف وبعضهم أشد ضعفا من بعض(1/120)
إذا كان الناس بمنى وعرفات, نادى مناد بعد أن [ تحازب ](1)القبائل: ألا إن أميركم فلان, ويتبعه صوت أخر:ألا إنه قد كذب, ويتبعه صوت آخر: ألا إنه قد صدق فيقتتلون قتالا شديدا, فجل سلاحهم البراذع, [ وهو جيش البراذع ], وعند ذلك ترون كفا معلمة في السماء, ويشتد القتال, حتى لا يبقى من أنصار الحق إلا عدة أهل بدر, فيذهبون حتى يبايعون صاحبهم ))
168- وأخرج ( ك ) أيضا (987) عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - قال:
(( يحج الناس معا, ويعرفون معا, على غير إمام, فبينما هم نزول بمنى, إذ أخذهم كالكلب, فثارت القبائل بعضهم إلى بعض, فاقتتلوا حتى تسيل العقبة دما, فيفزعون إلى خيرهم, فيأتونه وهو ملصق وجهه إلى الكعبة يبكي, كأني أنظر [ إليه و ] إلى دموعه, فيقولون: هلم (إلينا) فلنبايعك, فيقول: ويحكم كم من عهد نقضتموه؟ , وكم من دم [ قد ] سفكتموه ؟ , فيبايع كرها, فإن أدركتموه فبايعوه, فإنه المهدي في الأرض, والمهدي في السماء))(2)
169- وأخرج ( ك ) نعيم (990) ابن عباس - رضي الله عنه - يقول:
(( يبعث الله تعالى المهدي بعد إياس, وحتى يقول الناس:لا مهدي, وأنصاره ناس من أهل الشام, عدتهم ثلاثمائة وخمسة عشر رجلا,عدة أصحاب بدر, يسيرون إليه من الشام حتى يستخرجوه من بطن مكة, من دار ثم الصفا, فيبايعونه كرها, فيصلي بهم ركعتين, صلاة المسافر عند المقام [ ثم ] يصعد المنبر ))
170- وأخرج ( ك ) أيضا (991) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:
(( يبايع المهدي بين الركن والمقام, لا يوقظ نائما, ولا يهريق دما ))
171- وأخرج ( ك ) أيضا (994) عن قتادة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
((
__________
(1) - في المطبوع (تحارب) والتصويب من (الفتن)
(2) - وكرره نعيم في (632) وأخرجه الحاكم في (مستدركه)(4\503\8584) قال الذهبي:سنده ساقط ومحمد أظنه المصلوب.اهـ(1/121)
إنه يخرج من المدينة إلى مكة , فيستخرجه الناس من بينهم , فيبايعونه بين الركن و المقام , وهو كاره ))(1)
172- وأخرج ( ك ) أيضا (996) عن علي - رضي الله عنه - قال :
(( إذا [ هزمت ](2)الرايات السود [ خيل ] السفياني التي فيها شعيب بن صالح, تمني الناس المهدي, فيطلبونه فيخرج من مكة, ومعه راية النبي - صلى الله عليه وسلم - فيصلي ركعتين, بعد أن ييأس الناس من خروجه, لما طال عليهم من [ البلاء ](3), فإذا فرغ من صلاته انصرف فقال: أيها الناس ألح البلاء بأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - , و بأهل بيته خاصة, [ قهرنا و بغي ](4)علينا ))(5)
173- وأخرج ( ك ) أيضا (1030) عن كعب قال :
(( [ قادة ](6)المهدي خير الناس أهل نصرته وبيعته, من أهل كوفان واليمن و أبدال الشام مقدمته جبريل, وساقته ميكائيل, محبوب في الخلائق, يطفئ الله تعالى الفتنة العمياء وتأمن الأرض, حتى إن المرأة لتحج في خمس نسوة ما معهن رجل, لا تتقي شيئا إلا الله, تعطي الأرض زكاتها, والسماء بركتها ))(7)
174- وأخرج ( ك ) أيضا (1033) عن مطر قال:
(( (أنه) ذُكِرَ عنده عمر بن عبد العزيز فقال: بلغنا أن المهدي يصنع شيئا لم يصنعه عمر بن عبد العزيز, قلنا: ما هو ؟ قال: يأتيه رجل فيسأله, فيقول:ادخل بيت المال فخذ, فيدخل فيخرج, فيرى الناس شباعا, فيندم فيرجع إليه, فيقول:خذ ما أعطيتين, فيأبى ويقول:إنا نعطي ولا نأخذ ))(8)
__________
(1) - في المطبوع (يخرج المهدي من المدينة) والمثبت من (الفتن), والحديث مرسل
(2) - في المطبوع (خرجت) والمثبت من (الفتن)
(3) - في المطبوع (البلايا ) والمثبت من (الفتن)
(4) - في المطبوع (فهو باغ بغى علينا) والتصويب من (الفتن)
(5) - في سنده الوليد بن مسلم وهو مدلس وقد عنعنه, و رشدين وابن لهيعة ضعيفان
(6) - في المطبوع (قال قتادة) والتصويب من (الفتن)
(7) - في سنده الوليد بن مسلم قد عنعنه, وشيخه مجهول لم يسم
(8) – أخرجه الداني في (سننه) (585)(1/122)
175- وأخرج ( ك ) أيضا (1034) عن كعب يقول:
(( إني أجد المهدي مكتوبا في أسفار الأنبياء,ما في عمله ظلم ولا عيب))(1)
176- وأخرج ( ك ) أيضا (1036) من طريق ضمرة [ عن ابن شوذب ] عن محمد بن سيرين:
(( أنه ذكر فتنة تكون , فقال: إذا كان ذلك فاجلسوا في بيوتكم حتى تسمعوا على الناس بخير من أبي بكر وعمر رضى الله عنهما , قيل: [ يا أبا بكر ](2)خير من أبي بكر وعمر ؟ ,قال: قد كان يفضل على بعض [ الأنبياء ](3))
قلت : في هذا ما فيه, وقد قال ابن أبي شيبة في ((المصنف)) في باب المهدي (37650), حدثنا أبو أسامة, عن عوف, عن محمد هو ابن سيرين قال :
__________
(1) - أخرجه الداني في (سننه) (582) وعنده (ولا عنت)
(2) – في المطبوع (أفيأتي) والمثبت من (الفتن)
(3) – الزيادة من (الفتن), وقول الشيخ:(هذا فيه ما فيه) أي من النكارة, فإن من عقيدة أهل السنة و الجماعة المجمع عليها أن الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم وسلامه أفضل من غيرهم من الأولياء, والصديقين والشهداء وآحاد المؤمني,ن وانه لا يبلغ أحدهم مقامهم, ولا درجتهم مهما عمل من عمل صالح, ولم يقل بتفضيلهم على الأنبياء إلا ضلال الشيعة الرافضة- أقمأهم الله- فمن عقائدهم الباطلة أن الأئمة أفضل من الأنبياء والمرسلين, فقد وقفت على رسالة سودها بعض علمائهم المعاصرين سماها: (تفضيل الأئمة على الأنبياء), فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به.(1/123)
177- (( يكون في هذه الأمة خليفة لا يفضل عليه أبو بكر ولا عمر))(1)
__________
(1) - وأخرجه الداني في (سننه)(504) مثله,وقد أخرجه ابن عدي في (الكامل)(6\440\1915) من حديث أبى هريرة مرفوعا,قال ابن الجوزي في (الموضوعات)(3\198): هذا حديث موضوع, لا يرويه عن عوف غير مؤمل ولا مؤمل غير[ أبو يحيى ] الوقار,قال أبو حاتم الرازي: هو ضعيف الحديث , وقال صالح جزرة : كان من الكذابين, وقال ابن عدي: كان يضع الحديث ويوصله, وقال الدراقطني: متروك,وقال الذهبي في (الميزان) (8953):هذا كأنه من وضع الوقار.اهـ(1/124)
- قلت : هذا إسناد صحيح, وهذا أخف من اللفظ الأول, و الأوجه عندي تأويل اللفظين على ما أول عليه حديث (( بل أجر خمسين منكم ))(1)لشدة الفتن في زمان المهدي و تمالئ الروم بأسرها عليه , و محاصرة الدجال له , و ليس المراد بهذا التفضيل , والراجع إلى زيادة الثواب والرفعة عند الله, فالأحاديث الصحيحة والإجماع على أن أبا بكر وعمر أفضل الخلق بعد النبيين والمرسلين(2)
__________
(1) - الحديث أخرجه ابن نصر في (السنة)(32) من حديث عتبة بن غزوان, قال الألباني: رجاله كلهم ثقات لولا أن إبراهيم بن أبى عبلة عن عتبة بن غزوان مرسل , لكن له شاهد من حديث ابن عباس , أخرجه الطبراني في (الكبير)(3\76\1) من طريقين , وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم, وله شاهد آخر من حديث أبى ثعلبة, أخرجه داود (4341) والترمذي (3058) وابن ماجة (4014) وابن حبان (385), قال الترمذي:حديث حسن غريب اهـ بتصرف من (الصحيحة)(494)
(2) - قال في (عون المعبود)(7\332):قال في (فتح الودود): هذا في الأعمال التي يشق فعلها في تلك الأيام لا مطلقا, وقد جاء ( لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا,ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) ولأن الصحابي أفضل من غيره مطلقا..انتهى, وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام:ليس هذا على إطلاقه بل هو مبني على قاعدتين, إحداهما:أن الأعمال تشرف بثمراتها, والثانية:أن الغريب في آخر الإسلام كالغريب في أوله,وبالعكس لقوله عليه السلام: (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ, فطوبى للغرباء من أمتي) يريد المنفردين عن أهل زمانهم, إذا تقرر ذلك فنقول:الإنفاق في أول الإسلام أفضل لقوله عليه السلام لخالد بن الوليد - رضي الله عنه - :(لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) أي مد الحنطة, والسبب فيه أن تلك النفقة أثمرت في فتح الإسلام وإعلاء كلمة الله ما لا يثمر غيرها, وكذلك الجهاد بالنفوس, لا يصل المتأخرون فيه إلى فضل المتقدمين لقلة عدد المتقدمين وقلة أنصارهم, فكان جهادهم أفضل, ولأن بذل النفس مع النصرة ورجاء الحياة ليس كبذلها مع عدمها, ولذلك قال عليه السلام: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) جعله أفضل الجهاد ليأسه من حياته, وأما النهي عن المنكر بين ظهور المسلمين وإظهار شعائر الإسلام فإن ذلك شاق على المتأخرين لعدم المعين وكثرة المنكر فيهم كالمنكر على السلطان الجائر, ولذلك قال عليه السلام: (يكون القابض كالقابض على الجمر) لا يستطيع دوام ذلك لمزيد المشقة, فكذلك المتأخر في حفظ دينه, وأما المتقدمون فليسوا كذلك لكثرة المعين وعدم المنكر, فعلى هذا ينزل الحديث.انتهى كذا في مرقاة الصعود.اهـ(1/125)
178- وأخرج ( ك ) أيضا (1040) عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( تأوي إليه أمته كما تأوي النحلة يعسوبها, يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا, حتى يكون الناس على مثل أمرهم الأول, لا يوقظ نائما, ولا يهريق دما ء))(1)
179- وأخرج ( ك ) أيضا (1043) عن الوليد قال : سمعت رجلا يحدث قوما فقال :
(( المهديون ثلاثة, مهدي الخير, وهو عمر بن عبد العزيز, ومهدي الدم, وهو الذي يسكن عليه الدماء, ومهدي الدين, عيسى بن مريم تسلم أمته في زمانه ))
180- وأخرج ( ك ) أيضا (1044) عن كعب أنه قال :
(( مهدي الخير يخرج بعد السفياني ))(2)
181- وأخرج ( ك ) أيضا 1045 عن طاوس قال:
(( إذا كان المهدي [ زيد المحسن في إحسانه, وتيب على المسيء من إساءته, وهو ] يبذل المال, و
[ يشد ] على العمال, ويرحم المساكين ))(3)
182- وأخرج ( ك ) أيضا (1046) عن طاوس قال:
(( وددت أني لا أموت حتى أدرك زمن المهدي, يزاد المحسن في إحسانه ويتاب على المسيء ))
183- وأخرج ( ك ) أيضا (1053) عن [ علي بن أبي طالب ] - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( المهدي يصلحه الله [ تعالى ] في ليلة واحدة ))(4)
184- وأخرج ( ك ) أيضا (1054) عن [ طاوس ](5)قال :
(( [
__________
(1) - في المطبوع (يأوي إلى المهدي أمته كما تأوي النحل إلى يعسوبها) والمثبت من (الفتن), واليعسوب: أمير النحل والحديث في سنده الوليد بن مسلم وهو مدلس وقد عنعنه, وشيخه أبو رافع إسماعيل بن رافع قال الدراقطني والنسائي: متروك, وقال الحافظ:ضعيف الحفظ, وشيخ أبى رافع مجهول
(2) - فيه انقطاع بين الوليد وكعب
(3) - وفي المطبوع (يشتد) والمثبت والزيادة من (الفتن), و الأثر أخرجه ابن أبى شيبة في مصنفه(37652)
(4) - في المطبوع الحديث من رواية (أبى سعيد) والتصويب من ا(الفتن), وقد تقدم برقم (4)
(5) - زيادة من (الفتن)(1/126)
ودع ](1)عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - البيت, ثم قال: والله ما [ أراني ](2)أدع خزائن البيت و ما فيه من السلاح والمال أم أقسمه في سبيل الله ؟ فقال له علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : امض يا أمير المؤمنين , فلست بصاحبه , إنما صاحبه منا, شاب من قريش, يقسمه في سبيل الله في آخر الزمان ))(3)
185- وأخرج ( ك ) أيضا (1060) عن [ أرطاة ] قال:
(( [ أول ] لواء يعقده المهدي يبعثه إلى الترك , فيهزمهم ويأخذ ما معهم من السبي و الأموال ,ثم [ يسير ] إلى الشام فيفتحها, ثم يعتق كل مملوك معه, ويعطى أصحابه قيمتهم ))(4)
186- وأخرج ( ك ) أيضا (1047) عن ابن لهيعة [ عن أبي زرعة عن صباح ] قال:
(( يتمنى في زمن المهدي الصغير أن يكون كبيرا, والكبير أن يكون صغيرا ))(5)
187- وأخرج ( ك ) أيضا (1128) عن صباح قال :
(( يمكث المهدي [ فيكم ] تسعا وثلاثين سنة, يقول الصغير :يا ليتني [ قد بلغت ](6)و يقول الكبير يا ليتني صغيرا ))
188- وأخرج ( ك ) أيضا (1103) عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - قال:
(( المهدي [ الذي ] ينزل عليه عيسى بن مريم و يصلي خلفه عيسى عليه السلام ))(7)
__________
(1) - في المطبوع (ولج ) والمثبت من (الفتن)
(2) - في المطبوع (أدري) والمثبت من (الفتن)
(3) - في إسناده اسحق بن يحيى التيمي, قال أحمد وغيره:متروك, وقال الحافظ : ضعيف
(4) - في المطبوع الأثر عن (كعب) والتصويب من (الفتن), وفيه أيضا(يصير) والمثبت والزيادة من (الفتن)
(5) – سقط في المطبوع راويان من السند فصار الأثر من قول ابن لهيعة,وصار والمتن هكذا :(يتمنى في زمان المهدي الصغير الكبر والكبير الصغر), والأثر في سنده رشدين بن سعد عن ابن لهيعة وهما ضعيفان, والأخير مدلس وقد عنعن, وشيخه عمرو بن جابر ضعيف أيضا .
(6) - في المطبوع (كبرت) والمثبت من (الفتن)
(7) - الزيادة من (الفتن), و في سنده مجاهيل, وزيد بن علي وهو ابن جدعان ضعيف(1/127)
189- وأخرج ( ك ) أيضا (1105) عن كعب قال :
(( المهدي من ولد العباس - رضي الله عنه - ))(1)
190- وأخرج ( ك ) أيضا (1112) عن الزهري قال:
(( المهدي من ولد فاطمة رضي الله عنها ))
191- وأخرج ( ك ) أيضا (1115) عن كعب قال:
(( ما المهدي إلا من قريش, وما الخلافة إلا فيهم,[ غير أن له أصلا ونسبا في اليمن ] ))(2)
192- وأخرج ( ك ) أيضا (1117) عن علي - رضي الله عنه - قال:
(( المهدي رجل منا, من ولد فاطمة رضى الله عنها ))
193- وأخرج ( ك ) أيضا (1097 ) عن ابن عمر - رضي الله عنه - :
(( أنه قال لابن الحنفية:[ ما ] المهدي الذي تقولون؟ [ قال ] :كما يقول الرجل الصالح إذا كان الرجل صالحا قيل المهدي,[ فقال ابن عمر: قبح الله الحماقة كأنه أنكر قوله ] ))(3)
194- وأخرج ( ك ) أيضا (1120) عن أرطاة قال:
(( يبقى المهدي أربعين عاما ))
195- وأخرج ( ك ) أيضا (1129) عن ضمرة بن حبيب قال:
(( حياة المهدي ثلاثون سنة ))(4)
196- وأخرج ( ك ) أيضا (1130) عن محمد بن حمير [ عن الصقر بن رستم ] عن أبيه قال :
(( يملك المهدي سبع سنين وشهرين وأيام ))(5)
197- وأخرج ( ك ) أيضا (1131) عن دينار بن دينار قال:
(( بقاء المهدي أربعون سنة ))(6)
198- وأخرج ( ك ) أيضا (1132) عن الزهري قال :
(( يعيش المهدي أربع عشرة سنة, ثم يموت موتا ))
__________
(1) - في سنده الوليد وهو مدلس وقد عنعن, وشيخه مجهول
(2) - الزيادة من (الفتن)
(3) - في سنده رجل لم يسم
(4) - ضمرة بن حبيب بن صهيب الزبيدي أبو عتبة الحمصي, تابعي, روى عن شداد بن أوس وأبي إمامة الباهلي وعوف بن مالك وغيرهم,مات سنة 130هـ , والأثر في سنده الوليد بن مسلم وهو مدلس وقد عنعه, وشيخه أبو بكر بن أبى مريم ضعيف
(5) - حصل سقط في المطبوع والتصويب من (الفتن)
(6) - دينار بن دينار الحمصي الشامي, تابعي, سمع أبا الدرداء, والأثر في سنده الوليد وابن أبى مريم و قد تقدما في(195)(1/128)
199- وأخرج ( ك ) أيضا (1133) عن علي - رضي الله عنه - قال:
(( يلي المهدي أمر الناس ثلاثين أو أربعين سنة))(1)
200- وأخرج ( ك ) أيضا (1135) عن كعب قال:
(( يموت المهدي موتا , ثم يلي الناس بعده رجل من أهل بيته, فيه خير وشر, وشره أكثر من خيره, [ يغضب ](2)الناس, يدعوهم إلى الفرقة بعد الجماعة, بقاؤه قليل, يثور به رجل من أهل بيته فيقتله,[ فيقتتل الناس بعده قتالا شديدا, وبقاء الذي قتله بعده قليل ثم يموت موتا, ثم يليهم رجل من مضر من الشرق, يكفر الناس ويخرجهم من دينهم, يقاتل أهل اليمن قتالا شديدا فيما بين النهرين, فيهزمه الله ومن معه](3))
201- وأخرج ( ك ) أيضا (1136) عن الزهري قال:
((
__________
(1) - في سنده رجل لم يسم
(2) - في المطبوع (يغصب) بالصاد والمثبت من (الفتن), وفي سنده مجهول
(3) - زيادة من (الفتن)(1/129)
يموت المهدي موتا, ثم يصير الناس بعده في فتنة, ويقبل إليهم رجل من بني مخزوم فيبايع له, فيمكث زمانا, ثم [ يمنع الرزق, فلا يجد من يغير عليه, ثم يمنع العطاء, فلا يجد أحدا يغير عليه, وهو ينزل بيت المقدس, فيكون هو وأصحابه مثل العجاجيل المريبة, وتمشي نساؤهم ببطيطات الذهب وثياب لا تواريهن, فلا يجد من يغير عليه فيأمر بإخراج أهل اليمن قضاعة و مذحج و همدان و حمير و الأزد و غسان و جميع من يقال له من اليمن, فيخرجهم حتى ينزلوا شعاب فلسطين, فيرجع إليهم جديس ولخم وجذام والناس عصبا من تلك الجبال بالطعام والشراب, ليكون لهم مغوثة, كما كان يوسف مغوثة لإخوته إذ ] نادى مناد من السماء ليس بإنس ولا جان: بايعوا فلانا, ولا ترجعوا على أعقابكم بعد الهجرة, فينظرون فلا يعرفون الرجل, ثم ينادي ثلاثا, ثم يبايع المنصور [ فيبعث عشرة أوفد ] إلى المخزومي, [ فيقتل تسعة ويدع واحدا, ثم يبعث خمسة فيقتل أربعة ويسرح واحدا, ثم يبعث ثلاثة, فيقتل اثنين ويدع واحدا, فيسير إليه ] فينصره الله عليه, فيقتله الله ومن معه,[ ولا ينفلت إلا الشريد, ولا يدع قرشيا إلا قتله, فيلتمس إذ ذاك قرشي فلا يوجد, كما يلتمس اليوم رجل من جرهم, فلا يوجد فكذلك تقتل قريش فلا يوجدوا بعدها ] ))(1)
202- وأخرج ( ك ) أيضا (1137) عن كعب قال:
(( [
__________
(1) - في المطبوع سقط أستدركته من (الفتن)(1/130)
يقاتل أهل اليمن قتالا شديدا, فيما بين النهرين, فيهزمه الله ومن معه, فما يروع أهل المشرق ومن معه إلا بالقتلى يطفون على النهر, فيعلمون بهزيمتهم فيقبل راكبهم إلى اليمن وهم نزول بين النهرين, فيظهره الله تعالى ومن معه, فيصلح أمر الناس, وتجتمع كلمتهم هنية, ثم يسيرون حتى ينزلوا الشام, ويمكثون زمانا في ولاية صالحة, ثم تثور بهم قيس, فيقتلهم أهل اليمن, حتى يظن الظان أن لم يبق من قيس أحد, ثم يقوم رجل من أهل اليمن فيقول: الله الله في إخوانكم الله والبقية, فتسير قيس فيمن بقى منها, حتى ينزلوا بين النهرين, فيجمعوا جمعا عظيما, فيولون أمرهم رجلا من بني مخزوم, ثم يموت والي اليمن, فتفرح قيس بموته, فيسير المخزومي حتى إذا جاز آخرهم الفرات مات المخزومي , فتصير اليمن على حده , وقيس على حده, فيغضب الموالي عن ذلك,وهم أكثر الناس يومئذ, فيقولون هلموا نولي رجلا من أهل الدين , فيبعثون رهطا من أهل اليمن ورهطا من مضر ورهطا من الموالي إلى بيت المقدس, فيتلون كتاب الله تعالى ويسألونه الخيرة, فيرجع أولئك الرهط وقد ولوا رجلا من الموالي فويل للناس بالشام وأرضها من ولايته, فيسير إلى مضر يريد قتالهم ], ثم يُسَيِّر رجلا من أهل المغرب, جسيم عريض ما بين المنكبين, فيقتل من لقي حتى يدخل بيت المقدس, [ فتصيبه الدابة ] فيموت موتا, فتكون الدنيا شر ما كانت, ثم يلي من بعده رجل من أهل مضر, يقتل أهل الصلاح, [ ملعون مشؤم ](1), ثم يلي من بعده المضري العماني القحطاني, يسير بسيرة أخيه المهدي, وعلى يديه تفتح مدينة الروم ))(2)
203- وأخرج ( ك ) أيضا (1138) عن الوليد, عن [ ابن لهيعة, عن ] عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
((
__________
(1) – في المطبوع (ظلوم غشوم)
(2) - في المطبوع سقط كبير أو لعل الشيخ اختصره ففيه ( يتولى رجل من الموالي ثم يسير جل من المغرب ...), والأثر في سنده مجهول(1/131)
ما القحطاني بدون المهدي ))(1)
204- وأخرج ( ك ) أيضا (1144) سمعت عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - :
(( بعد الجبابرة الجابر, ثم المهدي, ثم المنصور, ثم [ السلام, ](2)ثم أمير العصب, [ فمن قدر أن يموت بعد ذلك فليمت ](3))
205- وأخرج ( ك ) أيضا (1145) عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - أنه قال:
(( يا معشر اليمن تقولون إن المنصور منكم, والذي نفسي بيده إنه لقرشي أبوه, ولو أشاء أن أسميه إلى أقصى جد هو له لفعلت ))(4)
206- وأخرج ( ك ) أيضا (1146) و (1221) عن [ عبد الرحمن بن ] قيس بن جابر الصدفي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( سيكون من أهل بيتي رجل يملأ الأرض عدلا, كما ملئت جورا, ثم من بعده القحطاني, والذي بعثني بالحق ما هو دونه ))(5)
207- وأخرج ( ك ) أيضا (1159) عن أرطاة قال:
((
__________
(1) - في المطبوع (عن الوليد عن معمر), ثم ذكر الحديث, ومعمر ليس من رواة هذا الحديث, وإنما هو في سند الحديث الذي يليه في كتاب (الفتن), والتصويب منه,وقد مشى هذا الخطأ على الشيخ عبدالله الغماري في كتابه(المهدي المنتظر)(ص67) فجعل الحديث من مرسل معمر, وسند هذه الرواية فيها ابن لهيعة وهو ضعيف مدلس, والوليد بن مسلم وهو مدلس أيضا وقد عنعناه, وجابر بن قيس إنما يروي الحديث عن أبيه عن جده كما تقدم مطولا برقم (63) , فان كانت هذه الرواية محفوظة ففي الإسناد أيضا إرسال وانقطاع
(2) - في المطبوع (السلم) والتصويب من (الفتن)
(3) - زيادة من (الفتن)
(4) - في سنده ابن لهيعة وهو ضعيف مدلس, وعنه الوليد بن مسلم وهو مدلس وقد عنعناه
(5) - وفي سنده انقطاع فإن نعيما قال: حدثنا ابن لهيعة, و إنما يروي عن شيخه الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة كما تقدم (203), وهما مدلسان وقد عنعناه, والحديث تقدم مطولا برقم (63)(1/132)
ينزل المهدي بيت المقدس , ثم يكون [ خلفاء ](1)من أهل بيته بعده , تطول مدتهم و [يتجبرون ](2),حتى يصلي الناس على بني العباس [ وبني أمية, مما يلقون منهم قال جراح: أجلهم نحو من مائتي سنة ] ))(3)
208- [ وأخرج ( ك ) أيضا (1160) عن أبي قبيل قال:
(( لا يكون بعد المهدي أحد من أهل بيته يعدل في الناس, وليطولن جورهم على الناس بعد المهدي, حتى يصلي الناس على بني العباس, ويقولون: يا ليتهم مكانهم ] فلا يزال الناس كذلك,حتى يغزوا مع واليهم القسطنطية, وهو رجل صالح, يسلمها إلى عيسى بن مريم - عليه السلام - ,ولا يزال الناس في رخاء ما لم ينتقض ملك بني العباس, فإذا انتقض ملكهم لم يزالوا في فتن حتى يقوم المهدي ))(4)
209- وأخرج ( ك ) أيضا (1177) عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - قال:
(( ثلاثة أمراء يَتَوَالَوْن, تفتح [ الأرضين ](5)كلها عليهم, كلهم صالح, الجابر,ثم المفرج, ثم ذو العصب, يمكثون أربعين سنة, ثم لا خير في الدنيا بعدهم ))(6)
210- وأخرج ( ك ) أيضا (1181) عن سليمان بن عيسى وكان علامة في الفتن قال:
((
__________
(1) - في المطبوع (خلف) والتصويب من (الفتن)
(2) - في المطبوع (يحبرون) والتصويب من (الفتن)
(3) - وفي سنده الوليد بن مسلم وقد عنعنه وهو مدلس ,حصل في المطبوع سقط في متن هذا الأثر, وفي الذي يليه سقط (اسم الصحابي) وبعض المتن, ثم جمع بينهما فصار هكذا (...على بني العباس فلا يزال الناس كذلك ...)
(4) - الزيادة من (الفتن), وقد سقط من المطبوع اسم (أبى قبيل) وطرف من المتن
(5) - زيادة من (الفتن),
(6) - في سنده عبدالرحمن بن زياد بن انعم وهو ضعيف(1/133)
بلغني أن المهدي يمكث أربعة عشر سنة ببيت المقدس , ثم يموت, ثم يكون من بعده [شريف الذكر ](1)من قوم تبع , يقال له منصور,ببيت المقدس إحدى وعشرين سنة, [ خمسة عشر منها عدل, وثلاث سنين جور, وثلاث سنين منها حرمان الأموال,لا يعطى أحد درهم, يقسم أهل الذمة بين مقاتلته, وهو الذي يبقى الموالي عمق الأعماق, وهو الذي يدوس ولد إسماعيل كما يدوس البقر الأندر, وهو الذي يخرج عليه المولى اسمه اسم نبي, وكنيته كنية نبي, يسير إليه من الأعماق حتى يلقى منصور ببطن أريحاء فيقاتله ] فيقتله, ثم يملك المولى [ وينفى ولد قحطان وولد إسماعيل إلى مدينتي كنز العرب المدينة وصنعاء, وهو الذي يخرج على يديه الترك والروم حتى يملوكا ما بين عمق أنطاكية إلى جبل الكربل بفلسطين بمرج مدينة عكا, يملك المولى ] ثلاث سنين, ثم يقتل, ثم يملك من بعده [ هيم] المهدي [ الثاني وهو الذي يقتل الروم, ويهزمهم ويفتح القسطنطينية, ويقيم فيها ] ثلاث سنين و أربعة أشهر وعشرة أيام, [ ثم ينزل عيسى بن مريم - عليه السلام - , فيسلم الملك إليه ] ))(2)
211- وأخرج ( ك ) أيضا (1190) عن كعب قال :
(( يكون بعد المهدي خليفة من أهل اليمن من قحطان, أخو المهدي في دينه, يعمل بعمله, وهو الذي يفتح مدينة الروم, ويصيب غنائمها ))(3)
212- وأخرج ( ك ) أيضا (1194) عن أرطاة قال:
((
__________
(1) - في المطبوع مكانه(رجل) والمثبت من (الفتن)
(2) - سليمان بن عيسى يروى عن جده موسى بن طلحة عن على روى عنه يحيى بن سعيد الأموي ذكره ابن حبان في (ثقاته)(6\394), والأثر في سنده يحيى بن سعيد العطار,قال ابن معين: ليس بشيء, قال ابن عدي: هو بين الضعف, وقال ابن حبان: يروي الموضوعات
(3) - في سنده مجاهيل(1/134)
يكون بين المهدي وبين الروم هدنة, ثم يهلك المهدي, ثم يلي رجل من أهل بيته يعدل قليلا,[ ثم يسل سيفه على أهل فلسطين, فيثورون به, فيستغيث بأهل الأردن فيمكث فيهم شهرين يعدل بعد المهدي, ثم يسل سيفه عليهم, فيثورون به, فيخرج هاربا حتى ينزل دمشق, فهل رأيت الأسكفة التي ثم باب الجابية حيث موضع توابيت الصرف, الحجر المستدير دونه على خمسة أذرع, عليها يذبح, ولا ينطفىء ذكر دمه حتى يقال: قد أرسلت الروم فيها بين صور إلى عكا, فهي الملاحم ] ))(1)
213- وأخرج ( ك ) أيضا (1193) عن [ عبد الرحمن بن ] قيس [ الصدفي عن أبيه عن جده ] عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( القحطاني بعد المهدي و [ الذي بعثني بالحق ](2)ما هو دونه ))(3)
214- وأخرج ( ك ) أيضا (1214) عن أرطاة قال:
(( بلغني أن المهدي يعيش أربعين عاما, ثم يموت على فراشه, ثم يخرج رجل من قحطان, مثقوب الأذنين, على سيرة المهدي, بقاؤه عشرين سنة, ثم يموت قتلا بالسلاح ثم يخرج رجل من أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ,مهدي حسن السيرة, [ يفتح ](4)مدينة قيصر, وهو آخر أمير من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - , ثم يخرج في زمانه الدجال, وينزل في زمانه عيسى بن مريم - عليه السلام - ))
__________
(1) - الزيادة بين المعقوفتين من (الفتن)
(2) - زيادة من (الفتن)
(3) - في المطبوع (عن قيس بن جابر ثم ذكر الحديث) و إنما يرويه جابر عن أبيه قرة المزني, والتصويب من (الفتن) , والحديث في سنده رشدين بن سعد وابن لهيعة وهما ضعيفان,و الأخير مدلس وقد عنعنه, والحديث تقدم برقم (63) و(203) و(206)
(4) - في المطبوع (يغزو) والمثبت من (الفتن)(1/135)
- هذه الآثار كلها لخصتها من كتاب ((الفتن)) لنعيم بن حماد, وهو أحد الأئمة الحفاظ, وأحد شيوخ البخاري(1)
وبقي من أخبار المهدي ما :
215- أخرج ( ك) ابن أبى شيبة في ((المصنف))(37638) عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( يكون في أمتي المهدي, إن طال عمره أو قصر عمره يملك سبع سنين, أو ثماني سنين أو تسع سنين, فيملؤها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما, وتمطر السماء مطرها , وتخرج الأرض بركتها, [ قال:] وتعيش أمتي في زمانه عيشا لم تعشه قبل ذلك ))(2)
216- وأخرج ( ك ) ابن أبى شيبة (37461) عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال:
((
__________
(1) - قال الحافظ الذهبي في (تذكرة الحفاظ)(424): الإمام الشهير أبو عبد الله الخزاعي المروزي الفرضي الأعور نزيل مصر, روى عنه البخاري مقرونا بآخر والدارمي وأبو حاتم وبكر بن سهل الدمياطي وخلق.اهـ, وكان شديدا على الجهمية, أخذ ذلك عن نوح الجامع, وكان كاتبه, قال صالح بن مسمار سمعت نعيما يقول: أنا كنت جهميا فلذلك عرفت كلامهم, فلما طلبت الحديث عرفت أن أمرهم يرجع إلى التعطيل, قال الخطيب يقال: إن نعيم بن حماد أول من جمع (المسند), وقال العباس بن مصعب في تاريخه: نعيم بن حماد وضع كتبا في الرد على الجهمية, وكان من أعلم الناس بالفرائض, ثم خرج إلى مصر فأقام بها نيفا وأربعين سنة,ثم حمل إلى العراق في امتحان القرآن مع البويطي مقيدين, فمات نعيم بن حماد بسر من رأى, سنة ثمان وعشرين ومائتين, وأوصى أن يدفن في قيوده
(2) - تقدمت روايات لهذا الحديث انظر (21) و(42) و(48) و(54) و(70)(1/136)
لا تمضي الأيام والليالي حتى يلي منا أهل البيت فتى لم تلبسه الفتن ولم يلبسها, [ قال: قلنا ]: يا أبا العباس تعجز عنها مشيختكم, وينالها شبابكم ؟ قال: هو أمر الله يؤتيه من يشاء))(1)
217- وأخرج ( ك ) ابن أبى شيبة (37651) عن حكيم بن سعد قال:
(( لما قام سليمان(2)فأظهر ما أظهر , قلت لأبي يحيى: هذا المهدي الذي يذكر؟ قال: لا [ و لا المتشبه ] ))(3)
218- وأخرج ( ك ) ابن أبى شيبة (37652) عن إبراهيم بن ميسرة قال:
(( قلت لطاوس:عمر بن عبد العزيز المهدي؟ قال: قد كان مهديا, وليس به, إن المهدي إذا كان زيد المحسن في إحسانه,عن وتيب عن المسيء من إساءته, وهو يبذل المال, ويشتد على العمال, ويرحم المساكين ))(4)
219- وأخرج ( ك ) أبو نعيم في ((الحلية))(....) في إبراهيم بن ميسرة قال:
(( قلت لطاوس:عمر بن عبدالعزيز هو المهدي ؟ قال: هو مهدي, و ليس به , إنه لم يستكمل العدل كله ))
220- وأخرج المحاملي في ((أماليه))(....) عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين قال:
(( يزعمون أني المهدي, وإني إلى أجلي أدنى مني إلى ما يدعون ))(5)
221- وأخرج ( ك ) أبو عمر الداني في ((سننه))(596) عن حديفة - رضي الله عنه - قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( [
__________
(1) - في المطبوع(قيل ) والتصويب من (الفتن), والأثر أخرجه الداني في (سننه)(559) وقد تقم من رواية نعيم (145)
(2) - هو سليمان بن عبدالملك الأموي تولى اخلافة بعد فأظهر العدل ورد المظالم
(3) - حكيم بن سعد الحنفي الكوفى أبو تحيى, تابعي ثقة, يروى عن على وأم سلمة
(4) - تقدم برقم (181) من رواية نعيم
(5) - وفي معناه ما ذكره المزي في (تهذيب الكمال)(2\418) في ترجمة إسحاق بن حكيم: روى عن عبد الله بن إدريس وعن أبي بكر بن عياش عن الأعمش قال أبو جعفر:( يقولون إني أنا المهدي, والله لو أن الناس أطبقوا أن الفرج يجيئهم من باب لخالفهم القدر)(1/137)
تكون وقعة بالزوراء ,الحديث وفيه] فالتفت المهدي [ فإذا ] هو بعيسى بن مريم قد نزل [ من السماء في ثوبين ] كأنما يقطر من [ رأسه ] الماء [ فقال أبو هريرة :إذا أقوم إليه يا رسول الله فأعانقه فقال: يا أبا هريرة إن خرجته هذه ليست كخرجته الأولى, تلقى عليه مهابة , كمهابة الموت , يبشر أقواما بدرجات من الجنة , فيقول له الإمام:] تقدم فصل بالناس, فيقول [ له ] عيسى: إنما أقيمت الصلاة لك , فيصلى عيسى خلفه, الحديث... ))(1)
222- وأخرج ( ك ) ابن الجوزي في ((تاريخه)) عن ابن عباس - رضي الله عنه - :قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
((
__________
(1) - الزيادة من (سنن الداني) ولقد اختصره في المطبوع جدا, والحديث طويل في نحو ست صفحات وسيذكر الشيخ منه طرفا آخر رقم (227) , وإسناده ضعيف جدا فيه أبو نعيم النخعي عبدالرحمن بن هانئ,ضعيف جدا كذبه ابن معين وقال الدراقطني :متروك وضعفه غيرهم وقد نقل القرطبي في التذكرة(ص604) عن الحافظ ابن دحية قال: كنت بالأندلس قد قرأت أكثر كتب المقرئ الفاضل أبى عمر عثمان بن سعيد بن عثمان توفي سنة 444هـ فمن تآليفه كتاب((السنن) الواردة ب(الفتن) وغوائلها والأزمنة وفسادها والساعة وأشرطها)وهو مجلد, مزج فيه الصحيح بالسقيم, ولم يفرق بين نسر و ظليم, وأتى بالموضوع, وأعرض عما ثبت من الصحيح المسموع,(ثم ذكر هذا الحديث وقال:) ونحن نرغب عن تسويد الورق بالموضوعات فيه, ونثبت الصحيح إلى يقربنا من إله الأرضيين والسماوات, فعبد الرحمن الذي يرويه عن الثوري هو ابن هانئ أبو نعيم النخعي,الكوفي قال يحيى بن معين:كذاب وقال أحمد:ليس بشيء وقال ابن عدي:عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات ...اهـ(1/138)
ملك الأرض أربعة, مؤمنان وكافران, فالمؤمنان ذو القرنين وسليمان, والكافران نمروذ و بختنصر, وسيملكها خامس من أهل بيتي ))(1)
223- وأخرج ( ك ) الداني (586) عن ابن شوذب :
(( إنما سمي المهدى لأنه يهدى إلى جبل من جبال الشام, يستخرج منه أسفارا من أسفار التوارة, فيحاج بها اليهود, فيسلم على يديه جماعة من اليهود ))(2)
224- وأخرج ( ك ) الداني (122) عن الحكم بن عتيبة عن محمد بن علي قال:
((
__________
(1) - لم أجد الحديث مرفوعا بعد البحث عنه في الكتب الحديثية, ولا في تاريخ (المنتظم) لابن الجوزي, و إنما وجدت فيه (1\62) و(1\176) قوله ( روينا في الحديث عن مجاهد:أنه قال: (ملك الأرض أربعة أنفس:مؤمنان وكافران, فأما المؤمنان فسليمان بن داود , وذو القرنين, وأما الكافران فبخت نصر, و نمرود) والأثر أخرجه ابن أبى شيبة في (مصنفه)(31916) عن مجاهد موقوفا و لفظه: ( لم يملك الأرض كلها إلا أربعة, مسلمان وكافران, فأما المسلمان : فسليمان بن داود, وذو القرنين, وأما الكافران : فبخت نصر والذي حاج إبراهيم في ربه) وليس فيه ذكر للمهدي, فالله أعلم, والحديث ذكره عبد الله الغماري في كتابه (المهدي)(ص52) وقال: حديث غير صحيح, ولم يملك الدنيا أحد.اهـ وقوله هذا يدل على أنه ضعف الحديث لنكارة متنه عنده, وأنه لم يقف على إسناده.والله اعلم
(2) – ابن شوذب هو عبد الله بن شوذب البلخي ثم البصري, الإمام العالم أبو عبد الرحمن, نزيل بيت المقدس, حدث عن الحسن البصري وابن سيرين ,وثقه أحمد بن حنبل وغيره, والأثر يشهد لمعناه ما تقدم (152) و(153)(1/139)
قلت :سمعنا أنه سيخرج منكم رجل يعدل في هذه الأمة ؟ فقال: إنا نرجو ما يرجو الناس, و إنا نرجو لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد سيطول ذلك اليوم حتى يكون ما ترجو هذه الأمة, قبل ذلك فتنة شر فتنة, يمسى الرجل فيها مؤمنا ويصبح كافرا, ويصبح مؤمنا ويمسي كافرا, فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله, [ وليحرز دينه ], وليكن من أحلاس بيته ))
225- وأخرج ( ك ) الداني (642) عن [ صلة ](1)بن زفر قال:
(( قيل يوما عند حذيفة : قد خرج [ الدجال ](2)فقال: لقد أفلحتم إن خرج وأصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فيكم, و إنه لا يخرج حتى لا يكون غائب أحب إلى الناس منه,مما يلقون من الشر))(3)
226- وأخرج ( ك ) الداني (557) عن قتادة قال :
(( يجاء إلى المهدى [ وهو ] في بيته, والناس في فتنة تهراق فيها الدماء, فيقال له: قم علينا , فيأبى حتى يخوف بالقتل, فإذا خوف بالقتل قام عليهم, فلا يهراق في سببه محجمة دم ))(4)
227- وأخرج ( ك ) الداني (596) عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( تكون وقعة بالزوراء, قالوا يا رسول الله وما الزوراء؟ قال: مدينة بالمشرق بين أنهار يسكنها شرار خلق الله, وجبابرة من أمتي, تقذف بأربعة أصناف من العذاب, بالسيف وخسف وقذف ومسخ ))
__________
(1) - في المطبوع (سلمة) والتصويب من (السنن) وكتب الرجال, فهو صلة بن زفر العبسي الكوفي, تابعي كبير مات في حدود 70هـ .
(2) - في المطبوع (المهدي) وهو خطأ, والتصويب من (السنن), ولعل الخطأ في نسخة الشيخ من (سنن الداني), فلو كان فيه عنده (الدجال) لما ذكره, لعدم تعلقه بموضوع الكتاب
(3) – في سنده مجالد بن سعيد وهو ضعيف
(4) - في سنده أبو هلال الراسبي وهو صدوق فيه لين(1/140)
وقال - صلى الله عليه وسلم - : (( إذا خرجت السودان طلبت العرب ينكشفون, حتى يلحقوا ببطن الأرض أو قال: ببطن الأردن فبينما هم كذلك , إذ خرج السفياني في ستين وثلاثمائة راكب , حتى يأتي دمشق, فلا يأتي عليه شهر حتى يبايعه من كلب ثلاثون ألفا, فيبعث جيشا إلى العراق , فيقتل بالزوراء مائة ألف , وينحدرون إلى الكوفة فينهبونها , فعند ذلك تخرج [ دابة ](1)من المشرق , يقودها رجل من بني تميم , يقال له:شعيب بن صالح , فيستنقذ ما في أيديهم من سبي أهل الكوفة, ويقتلهم, ويخرج جيش آخر من جيوش السفياني إلى المدينة, فينهبونها [ ثلاثة أيام, ثم يسيرون إلى مكة, حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله عز وجل جبريل - عليه السلام - فيقول: يا جبريل عذبهم , فيضربهم برجله ضربة , فيخسف الله عز وجل بهم فلا يبقى منهم إلا رجلان, فيقدمان على السفياني فيخبرانه خسف الجيش فلا يهوله , ثم إن رجالا من قريش يهربون إلى قسطنطينية , فيبعث السفياني إلى عظيم الروم, أن ابعث إلى بهم في المجامع, قال: فيبعث بهم إليه فيضرب أعناقهم على باب المدينة بدمشق.
قال حذيفة - رضي الله عنه - :حتى إنه يطاف بالمرأة في مسجد دمشق في الثوب على مجلس مجلس, حتى تأتي فخذ السفياني فتجلس عليه, وهو في المحراب قاعد, فيقوم رجل من المسلمين فيقول: ويحكم أكفرتم بالله بعد إيمانكم ؟, إن هذا لا يحل, فيقوم فيضرب عنقه في مسجد دمشق, ويقتل كل من شايعه على ذلك, فعند ذلك ينادى من السماء:مناد أيها الناس إن الله عز وجل قد قطع عنكم مدة الجبارين والمنافقين وأشياعهم وأتباعهم, وولاكم خير أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - فالحقوا به بمكة فإنه المهدي, واسمه أحمد بن عبدالله.
__________
(1) - في المطبوع (راية) والمثبت من (السنن)(1/141)
قال حذيفة - رضي الله عنه - : فقام عمران بن الحصين الخزاعي فقال:يا رسول الله كيف لنا بهذا حتى نعرفه؟ فقال:هو رجل من ولد كنانة من رجال بني إسرائيل,عليه عباءتان قطوانيتان, كأن وجهه الكوكب الدري في اللون, في خده الأيمن خال أسود, [ بين ](1)أربعين سنة, فيخرج الأبدال من الشام وأشباههم, ويخرج إليه النجباء من مصر وعصائب أهل المشرق وأشباههم,حتى يأتوا مكة , فيبايع له بين زمزم والمقام, ثم يخرج متوجها إلي الشام, وجبريل على مقدمته, وميكائيل على ساقته, يفرح به أهل السماء و أهل الأرض, والطير والوحوش والحيتان في البحر, وتزيد المياهـ في دولته, وتمد الأنهار, وتضعف الأرض أكلها, وتستخرج الكنوز, فيقدم الشام, فيذبح السفياني تحت الشجرة التي أغصانها إلى بحيرة طبرية, ويقتل كلبا.
قال حذيفة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فالخائب من خاب يوم كلب, ولو بعقال.
__________
(1) - كذا في (السنن) وفي المطبوع (ابن) وهو أصوب(1/142)
قال حذيفة - رضي الله عنه - : يا رسول الله وكيف يحل قتالهم وهم موحدون؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا حذيفة هم يومئذ على ردة, يزعمون أن الخمر حلال, ولا يصلون , [ ويسير المهدي حتى يأتي دمشق, ومن معه من المسلمين, فيبعث الله عز و وجل عليهم الروم , وهو الخامس من آل هرقل , يقال له: طبارة, وهو صاحب الملاحم , فتصالحونهم سبع سنين , حتى تغزوا أنتم وهم عدوا خلفهم , وتغنمون وتسلمون أنتم وهم جميعا فتنزلون بمرج ذي تلول ], .[ فإذا كان يوم الجمعة من صلاة الغداة وقد أقيمت الصلاة فالتفت المهدي فإذا هو بعيسى بن مريم قد نزل من السماء, في ثوبين كأنما يقطر من رأسه الماء, فقال أبوهريرة إذا أقوم إليه يا رسول الله فأعانقه؟ فقال يا أبا هريرة إن خرجته هذه ليست كخرجته الأولى,تلقى عليه مهابة كمهابة الموت,يبشر أقواما بدرجات من الجنة,فيقول له الإمام: تقدم فصل بالناس, فيقول له عيسى - عليه السلام - : إنما أقيمت الصلاة لك, فيصلى عيسى خلفه.
قال حذيفة - رضي الله عنه - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قد أفلحت أمة أنا أولها , و عيسى آخرها ... الحديث ] ))(1)
228- وأخرج ( ك ) الداني ( 519) عن شهر بن حوشب قال:قال رسول الله - رضي الله عنه - :
((
__________
(1) - الحديث طويل في نحو ست صفحات, ذكر الشيخ بعضه, وقد تقدم طرف منه برقم (221) وزدت عليه ما لم يذكره مما يتعلق بالمهدي, وتركت باقيه, وإسناده ضعيف جدا, فيه أبو نعيم النخعي عبد الرحمن بن هانئ, ضعيف جدا, كذبه ابن معين, وقال الدراقطني متروك, وضعفه غيرهم, ولبعض فقراته شواهد تقدمت في عدة أحاديث(1/143)
يكون في رمضان صوت, وفي شوال [ مهمهة ](1), وفي ذي القعدة تحارب القبائل, و علامته [ ينتهب ](2)الحاج وتكون ملحمة بمنى يكثر فيها القتلى, وتسيل فيها الدماء, حتى تسيل دماؤهم على الجمرة, حتى يهرب صاحبهم, فيؤتى بين الركن والمقام, فيبايع وهو كاره, ويقال له: إن أبيت ضربنا عنقك, يرضى به ساكن السماء وساكن الأرض ))(3)
229- وأخرج ( ك ) نعيم (642) عن كعب أنه قال :
(( يطلع نجم من المشرق قبل خروج المهدي, له [ ذناب ] ))(4)
230- وأخرج نعيم (642) عن شريك أنه قال:
(( بلغني أنه قبل خروج المهدي تنكسف الشمس في شهر رمضان مرتين ))(5)
__________
(1) - في المطبوع (معمعة) والمثبت من (السنن)
(2) - في المطبوع (أن ينهب) والمثبت من (السنن)
(3) - أخرجه الطبراني في (الأوسط)(512) عن شهر عن أبى هريرة مرفوعا وقال :لم يروه عن شهر إلا البختري تفرد به نوح .اهـ وقال الهيثمي في (المجمع)(7\310\12374) : فيه شهر بن حوشب وفيه ضعف والبختري بن عبدالحميد لن أعرفه.اهـ,
قلت:وله شاهد من حديث فيروز الديلمي أخرجه الطبراني في (معجمه الكبير)(18\332\853) قال الهيثمي (7\310\12373) فيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك .اهـ وله شاهد آخر عن ابن عمرو أخرجه نعيم (937) والحاكم (4\503\8537) تقدم برقم (80)
(4) - في المطبوع (ذنب يضيء) والمثبت من (الفتن)
(5) - فيه انقطاع بين الوليد بن مسلم وشريك بن عبدالله النخعي(1/144)
231- وأخرج [ أبن أعثم ](1)الكوفي في كتاب [ الفتوح ] عن علي بن أبى طالب - رضي الله عنه - قال :
(( ويحا للطالقان, فان لله كنوزا ليست من ذهب ولا فضة, ولكن بها رجال عرفوا الله حق معرفته, وهم أنصار المهدي آخر الزمان ))(2)
__________
(1) -في المطبوع (أبو غنم), وهو تصحيف,فهو أبو محمد محمد بن علي بن أعثم الكوفي المتوفى سنة 314هـ, وكتابه المذكور اسمه (الفتوح) لا (الفتن) كما في المطبوع, وهو مطبوع متداول في (4) مجلدات, قد وقع في نفس الخطإ الشيخ أحمد الغماري في(إبراز اوهم المكنون)(ص10) وكذا أخوه عبد الله في كتابه(المهدي)(ص72), ثم وقفت بعد في كتاب (البيان) للكنجي(ص69) على صواب ما ظننته, فقد ذكر الأثر مثل ما هنا معزوا لابن أعثم في الفتوح, فالحمد لله على توفيقه
(2) - , والطالقان بلدة بين مرو الروذ و بلخ مما يلي الجبل
والأثر قال عبد الله الغماري: إسناده ضعيف, وقد ورد متن هذا الأثر في حديث موضوع في فضل مدن خراسان,أخرجه ابن الجوزي في (موضوعاته)(1\364) مطولا وفيه: ( وإن والله بخراسان مدينة يقال لها الطالقان, وان كنوزها لا ذهب ولا فضة, ولكن رجال مؤمنون يقومون إذا قام الناس, وينصرون إذا فشل الناس.)
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يشك في وضعه, أبو عصمة نوح بن أبى مريم قال يحيى: ليس بشيء ولا يكتب حديثه, وقال الدراقطني: متروك(1/145)
232- وأخرج أبو بكر [ الكُلاَبَاذِي ](1)في ((فوائد الأخبار))(...) عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( من كذب بالدجال فقد كفر, ومن كذب بالمهدي فقد كفر ))(2)
__________
(1) - في المطبوع (الإسكافي) وفي(الروض الأنف) للسهيلي (الإسكاف) وأظنه تصحيفا, والصواب(الكُلاَباذي) بضم الكاف,نسبة إلى محلتين أحدهما ببخارى و الثانية محلة بنيسابور, وهو أبو بكر محمد بن أبى إسحاق إبراهيم بن يعقوب الكلاباذي البخاري الحنفي المتوفى سنة384هـ وهو صاحب كتاب(التعرف لمذهب التصوف) وكتابه(بحر الفوائد) المشهور (بمعاني الأخبار) طبع في دار الكتب العلمية 1999 بتحقيق (محمد إسماعيل حسن) و(أحمد المزيدي), ولم أجد الحديث فيه ولا أظن المطبوع كاملا, وعزاه الشيخ الألباني لأبي بكر الكلاباذي في (مفتاح معاني الآثار)(265\1\2)
(2) – الحديث أورده السهيلي في (الروض الأنف)(1\418) و أظن أن الشيخ نقله من هناك,وإلا فلفظ الحديث كما ذكره الحافظ في (لسان الميزان)(5\130) في ترجمة (محمد بن الحسن بن علي بن راشد الأنصاري)قال: وجدت في كتاب (معاني الأخبار) للكلاباذي خبرا موضوعا حدث به عن محمد بن علي بن الحسن عن الحسين بن محمد بن أحمد عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك عن ابن المنكدر عن جابر - رضي الله عنه - رفعه:(من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل على محمد, ومن أنكر نزول عيسى فقد كفر بما أنزل على محمد, ومن لم يؤمن بالقدر خيره وشره فقد كفر بما أنزل على محمد, فان جبرائيل أخبرني أن الله قال من لم يؤمن بالقدر خيره وشره فليتخذ ربا غيري)
وقد أخرجه بهذا اللفظ ومن طريق الكلاباذي المحدث محمد بن إبراهيم الجويني المتوفى سنة730 هـ شيخ الحافظ الذهبي في كتابه (فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين)(2\92\585) وذكر الشيخ عبدالله بن الصديق الغماري في كتابه (المهدي المنتظر)(ص94): قال السفاريني: وسنده مرضي, وتعقبه بقوله: كذا قال: ولكن القلب يشهد ببطلانه, وما أظن مالكا حدث بهذا الحديث في حياته, فلا بد أن يكون في سنده كذاب, جعله من رواية مالك ليوهم الناس انه صحيح, والله أعلم بحقيقة الحال.اهـ
قال الألباني رحمه الله في (الضعيفة)(1082): باطل , رواه أبو بكر الكلاباذي في (مفتاح معاني الآثار)(265\1\2) ثم قال: المتهم به شيخ الكلاباذي محمد بن الحسن أو شيخه الحسين بن محمد بن أحمد,.واعلم أن الإيمان بكل ما ذكر في هذا الحديث من خروج المهدي, ونزول عيسى, وبالقدر خيره وشره, كل ذلك واجب الإيمان به لثبوته في الكتاب والسنة, ولكن ليس هناك نص في أن من أنكر ذلك فقد كفر, ومن أجل هذا أوردت الحديث وبينت وضعه, وهو ظاهر الوضع, وكأنه من وضع بعض المحدثين و غيره من الجهلة, وضعه ليقيم به الحجة على منكري ذلك من ذوي الأهواء والمعتزلة, ولن تقوم الحجة على أحد بالكذب على رسول الله ه - صلى الله عليه وسلم - والافتراء على الله تعالى, والتكفير ليس بالأمر السهل, نعم من أنكر ما ثبت من الدين بالضرورة بعدما قامت الحجة عليه, فهو الكافر الذي يتحقق فيه حقيقة معنى (كفر), وأما من أنكر شيئا لعدم ثبوته عنده, أو لشبهة من حيث المعنى, فهو ضال, وليس بكافر مرتد عن الدين, شأنه في ذلك شأن من ينكر أي حديث صحيح عند أهل العلم, والله أعلم.اهـ(1/146)
233- وأخرج ( ك ) نعيم (1024) عن جعفر بن سيار الشامي قال:
(( يبلغ [ من ] رد المهدي المظالم, حتى لو كان تحت ضرس إنسان شيء انتزعه حتى يرده ))
234- وأخرج ( ك ) أيضا (1050) عن سليمان بن عيسى قال:
(( بلغني أنه على يدي المهدي يظهر تابوت السكينة من بحيرة طبرية, حتى يحمل فيوضع بين يديه ببيت المقدس, فإذا نظرت إليه اليهود أسلمت, إلا قليلا منهم [ ثم يموت المهدي ](1))(2)
235- و في ( ك ) ((الفردوس))(6668) من حديث ابن عباس - رضي الله عنه - مرفوعا :
(( المهدي طاوس أهل الجنة ))(3)
236- وأخرج ( ك ) الداني (686) عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( لا تزال طائفة من أمتي تقاتل عن الحق, حتى ينزل عيسى بن مريم عند طلوع الفجر ببيت المقدس, ينزل على المهدي, فيقال له: تقدم يا نبي الله فصل لنا, فيقول: إن هذه الأمة أمين بعضهم على بعض,[ لكرامتهم على الله عز وجل ] ))(4)
237- وأخرج ( ك ) نعيم (405) عن خالد بن سمير قال:
((
__________
(1) - الزيادة من (الفتن)
(2) – في سنده يحيى بن سعيد العطار الحمصي,قال ابن عدي: هو بين الضعف وقال ابن حبان: يروي الموضوعات, ثم هو بلاغ عن مجهول
(3) - وذكره أيضا الكنجي في (البيان)(ص80) معزوا للديلمي في (الفردوس) بلا إسناد, وقال محقق كتاب (الفردوس): سكت عنه الحافظ في ((تسديد القوس))
(4) - الزيادة من (السنن),الحديث أصله عند مسلم (156) ولم يصرح فيه (بالمهدي) و إنما عنده ( فيقول أميرهم)(1/147)
هرب موسى بن طلحة بن عبيد الله من المختار إلى البصرة مع وجوه أهل الكوفة, وكان في زمانه أنه المهدي [ فسمعته يوما وذكر الفتنة, فقال: رحم الله عبد الله بن عمر أو أبا عبد الرحمن, والله إني لأحسبه على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي عهد إليه لم يفتن بعده, ولم يتغير, والله ما استفزته قريش في فتنتها الأولى, فقلت في نفسي: إن هذا لزري على أبيه في مقتله] ))(1)
__________
(1) - الزيادة من (الفتن) , واقتصر الشيخ منه على ماله صلة بالكتاب, و إنما أوردته لنفاسته مع ما نحن فيه من زمن (الفتن) والمحن, نسأل الله العافية, والأثر أخرجه ابن سعد في (طبقاته)(5\162) مطولا عن خالد بن سمير قال: قدم الكذاب المختار بن أبي عبيد الكوفة فهرب منه وجوه أهل الكوفة, فقدموا علينا هاهنا البصرة, وفيهم موسى بن طلحة بن عبيد الله, قال: وكان الناس يرونه زمانه هو المهدي,قال: فغشيهم ناس من الناس, وغشيته فيمن غشيه, فإذا شيخ طويل السكوت قليل الكلام. طويل الحزن والكآبة, إلى أن قال يوما من الأيام: والله لأن أكون أعلم أنها فتنة لها انقضاء أحب إلي من أن يكون لي كذا وكذا, وأعظم الخطر, فقال رجل من القوم: يا أبا محمد ما الذي ترهب وأشد أن تكون فتنة؟ قال: أرهب الهرج, قال: وما الهرج؟ قال: الذي كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدثون, القتل بين يدي الساعة, لا يستقر الناس على إمام حتى تقوم الساعة عليهم وهو كذاك, وأيم الله لئن كان هذا لوددت أني على رأس جبل لا أسمع لكم صوتا ولا ألبي لكم داعيا حتى يأتيني داعي ربي,قال: ثم سكت ثم قال: يرحم الله عبد الله بن عمر أو أبا عبد الرحمن إما سماه وإما كناه, والله إني لأحسبه على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي عهد إليه لم يفتن ولم يتغير, والله ما استفزته قريش في فتنتها الأولى, فقلت في نفسي: إن هذا ليزري على أبيه في مقتله)
و الأثر أخرجه أبو نعيم في (الحلية)(4\371) مختصرا ,قال في (تهذيب التهذيب)(10 \312) في ترجمة (موسى بن طلحة):قال أبو حاتم: يقال أنه أفضل ولد طلحة بعد محمد كان يسمى في زمانه (المهدي), ويقال إنه شهد الجمل مع أبيه . وأطلقه على - رضي الله عنه - بعد أن أسر, مات سنة103 هـ(1/148)
238- وأخرج ( ك ) نعيم (251) عن صباح قال:
(( لا خلافة بعد حمل بني أمية حتى يخرج المهدي ))(1)
239- وأخرج ( ك ) نعيم (264) عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال:
(( وجدت في بعض الكتب يوم غزونا يوم اليرموك, أبو بكر الصديق أصبتم اسمه, عمرالفاروق قرن من حديد أصبتم اسمه, عثمان ذو النورين أوتي كفلين من الرحمة, لأنه قتل مظلوما أصبتم اسمه, ثم يكون سفاح, ثم يكون منصور, ثم يكون مهدي, ثم يكون الأمين, ثم يكون سين وسلام يعني صلاحا وعافية, ثم يكون أمير العُصَب, ستة منهم من ولد كعب بن لؤي, ورجل من قحطان, كلهم صالح, لا يرى مثله ))(2)
__________
(1) - في سنده الوليد بن مسلم وهو مدلس وقد عنعن, و رشدين بن سعد وابن لهيعة وهما ضعيفان
(2) - أخرجه أيضا ابن عساكر في (تاربخ دمشق)(65\409) والداني في (سننه)(515),قال الحافظ ابن كثير في تفسيره(1\5):كان عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قد أصاب يوم اليرموك زاملتين من كتب أهل الكتاب, فكان يحدث منهما بما فهمه من هذا الحديث من الإذن في ذلك الإسرائيليات, ولكن هذه الأحاديث الإسرائيلية تذكر للاستشهاد, لا للإعتضاد,فإنها على ثلاثة أقسام,أحدها:ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح ,والثاني: ما علمنا كذبه مما عندنا مما يخالفه,والثالث: ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل, فلا نؤمن به ولا نكذبه وتجوز حكايته لما تقدم, وغالب ذلك مما لا فائدة فيه فإذا إلى أمر ديني, ولهذا يختلف علماء أهل الكتاب في هذا كثيرا, ويأتي عن المفسرين خلاف بسبب ذلك, كما يذكرون في مثل هذا أسماء أصحاب الكهف ولون كلبهم وعدتهم وعصا موسى من أي الشجر كانت, وأسماء الطيور التي أحياها الله لإبراهيم, وتعيين البعض الذي ضرب به القتيل من البقرة ونوع الشجرة التي كلم الله منها موسى, ذلك مما أبهمه الله تعالى في القرآن مما لا فائدة في تعيينه فاذا على المكلفين في دينهم ولا دنياهم, ولكن نقل الخلاف عنهم في ذلك جائز كما قال تعالى(سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً) (الكهف:22) فقد اشتملت هذه الآية الكريمة على الأدب في هذا المقام, وتعليم ما ينبغي في مثل هذا, فإنه تعالى حكى عنهم ثلاثة أقوال ضعف القولين الأولين وسكت عن الثالث, فدل على صحته, إذ لو كان باطلا لرده كما ردهما, ثم أرشد على أن الإطلاع على عدتهم لا طائل تحته, فقال في مثل هذا (قل ربي أعلم بعدتهم) فإنه ما يعلم ذلك إلا قليل من الناس,ممن أطلعه الله عليه,فلهذا قال (فلا تمار فيهم إلا مراءا ظاهرا) أي لا تجهد نفسك فيما لا طائل تحته, ولا تسألهم عن ذلك فإنهم لا يعلمون من ذلك إلا رجم الغيب.اهـ(1/149)
240- وأخرج ( ك ) نعيم (270) عن عبد الله بن عمرو قال:
(( يكون بعد الجبارين الجابر, يجبر الله به أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ثم المهدي, ثم المنصور, ثم السلام, ثم أمير العصب, فمن قدر على الموت بعد ذلك فليمت))(1)
241- وأخرج ( ك ) نعيم (600) عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إذا مات الخامس من أهل بيتي فالهرج الهرج, حتى يموت السابع, ثم كذلك حتى يقوم المهدي ))(2)
242- وأخرج ( ك ) نعيم (599) عن محمد بن الحنفية قال:
(( يملك بنو العباس حتى ييأس الناس من الخير, ثم [ يتشعب ](3)أمرهم (في سنة خمس وتسعين), فإن لم تجدوا إلا جحر عقرب فادخلوا فيه, فإنه يكون في الناس شر طويل,ثم يزول ملكهم (سنة سبع و تسعين أو تسع وتسعين), ويقوم المهدي (في سنة مائتين) ))(4)
243- وأخرج ( ك ) نعيم (687) عن عبد السلام بن [ مسلمة عن أبي قبيل ](5)قال:
(( لا يزال الناس بخير في رخاء, ما لم ينقضي ملك بني العباس, فإذا انتقض ملكهم لم يزالوا في فتن حتى يقوم المهدي ))
244- وأخرج ( ك ) نعيم (614) عن الحكم بن نافع [ عن جراح عن أرطاة ] قال:
(( يقاتل السفياني الترك, ثم يكون [ استئصالهم ] على يدي المهدي, وهو أول لواء يعقده المهدي, يبعثه إلى الترك ))(6)
245- وقال ابن سعد في ((الطبقات))(1\355) أنا الواقدي قال : سمعت مالك بن أنس يقول:
((
__________
(1) - في سنده ابن لهيعة وهو مدلس وقد عنعن
(2) - في سنده انقطاع وجهالة بعض رواته, فعلي بن أبى طلحة لم يسمع من ابن عباس
(3) - في المطبوع (يتشعت) بالتاء والمثبت من (الفتن),
(4) - وما بين الأقواس من ذكر السنين يوجد في المطبوع وحده, وليس هو في (الفتن) في نسخه الثلاث
(5) - في المطبوع (مسلم) وسقط منه اسم (أبى قبيل) والتصويب من (الفتن),
(6) - في المطبوع (استئصاله) والمثبت من (الفتن)(1/150)
خرج محمد بن عجلان مع محمد بن عبد الله بن حسن حين خرج بالمدينة, فلما قتل محمد بن عبد الله وولي جعفر بن سليمان بن علي المدينة بعث إلى محمد بن عجلان,فأتي به فبكته وكلمه كلاما (شديدا), وقال: خرجت مع الكذاب [ وأمر به تقطع يده ] فلم يتكلم محمد بن عجلان بكلمة, إلا أنه يحرك شفتيه بشيء لا يدري ما هو يظن أنه يدعو قال: فقام من حضر جعفر بن سليمان من فقهاء أهل المدينة وأشرافهم فقالوا: أصلح الله الأمير, محمد بن عجلان فقيه أهل المدينة و عابدها, وإنما شبه عليه وظن أنه المهدي الذي جاءت فيه الرواية, فلم يزالوا يطلبون إليه حتى تركه, فولى محمد بن عجلان منصرفا لم يتكلم بكلمة حتى أتى منزله ))(1)
__________
(1) – الأثر لا يوجد في (الطبقات الكبرى) المطبوعة,و إنما هو في القسم المتمم لها المطبوع في دار العلوم والحكم1408 بتحقيق (زياد محمد منصور), والزيادة في المتن منه,وأخرجه أيضا أبو الفرج الأصفهاني بسنده في كتابه (مقاتل الطالبيين)(1\289),وذكر المزي في (تهذيب الكمال)(25\ 469\5338): قال يحيى بن الحسن بن جعفر حدثني شيخ من قريش الغرماء أبا محمد وهو يوم حدثني ابن ثمانين سنة فيما أخبرني قال: كان جعفر بن سليمان العباسي إذ كان واليا على المدينة قد أراد أن يجلد محمد بن عجلان وكان محمد بن عجلان قد خرج مع محمد بن عبد الله بن حسن فقيل له: أصلحك الله لو رأيت الحسن البصري فعل مثل هذا ثم ظفرت به أكنت ضاربه ؟ قال: لا قيل له: فإن ابن عجلان أصلحك الله في أهل المدينة مثل الحسن في أهل البصرة فعفا عنه, وللقصة رواية أخرى ذكرها الذهبي (سير أعلام النبلاء)( 6\ 319):قال مصعب الزبيري:كان لابن عجلان قدر وفضل بالمدينة وكان ممن خرج مع محمد بن عبد الله ,فأراد جعفر بن سليمان قطع يده, فسمع ضجة, وكان عنده الأكابر, فقال:ما هذا ؟ ,قالوا:هذه ضجة أهل المدينة يدعون لابن عجلان, فلو عفوت عنه, وإنما غر وأخطأ في الرواية, ظن أنه المهدي فأطلقه وعفا عنه..اهـ(1/151)
246- وأخرج ( ك ) نعيم (1613) عن كعب قال:
(( يحاصر الدجال المؤمنين ببيت المقدس, فيصيبهم جوع شديد, حتى يأكلوا أوتار قسيهم من الجوع, فبينما هم على ذلك إذ سمعوا صوتا في الغلس, فيقولون: إن هذا لصوت رجل شبعان, قال: فينظرون فإذا بعيسى ابن مريم,قال: وتقام الصلاة, فيرجع إمام المسلمين المهدي,فيقول عيسى: تقدم فلك أقيمت الصلاة, فيصلي بهم [ ذلك الرجل ] تلك الصلاة [ قال]: ثم يكون عيسى إماما بعده ))
247- وأخرج أبو الحسين بن المنادى في كتاب ((الملاحم))(...)(1)عن سالم بن أبى الجعد قال:
(( يكون المهدي إحدى وعشرين سنة, أو اثنين وعشرين سنة, ثم يكون أخر من بعده, و هو دونه, وهو صالح, أربع عشرة سنة, ثم يكون أخر من بعده, وهو دونه, وهو صالح, تسع سنين ))(2)
248- وأخرج ابن عساكر (2\216) عن خالد بن معدان قال :
(( يهزم السفياني الجماعة مرتين, ثم يهلك , ولا يخرج المهدي حتى يخسف بقرية بالغوطة, تسمى: حَرَسْتَا))(3)
__________
(1) - ابن المنادى هو الشيخ الحافظ المحدث المقرئ أبو الحسن أحمد بن جعفر ابن محمد بن عبيد الله البغدادي الحنبلي, مفيد العراق وصاحب الكتب,سمع جده وأبا داود ومنه أبو عمر بن حيويه, وكان صلب الدين شرس الأخلاق, ثقة من كبار القراء,له تصانيف كثيرة, مات في محرم سنة336 هـ , وقد سمى بعضهم كتابه المذكور هنا بـ(المقتص على محدثي الأعوام لنبأ ملاحم غابر الأيام) وهو مخطوط
(2) - سالم بن أبي الجعد الأشجعي الغطفاني,مولاهم الكوفي الفقيه,أحد الثقات,روى عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجابر وابن عباس وحديثه مخرج في الكتب الستة
(3) - خالد بن معدان بن أبى كرب,أبو عبد الله الكلاعي الحمصي,الإمام شيخ أهل الشام, أدرك سبعين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من متقشفى العباد والمتجردين من الزهاد, وهو معدود في أئمة الفقه مات سنة104 هـ(1/152)
249- وأخرج ابن المنادى في ((الملاحم))(...) [ عن علي - رضي الله عنه - ] قال:
(( ليخرجن رجل من ولدي عند اقتراب الساعة, حتى تموت قلوب المؤمنين كما تموت الأبدان, لما لحقهم من الضرر والشدة والجوع والقتل وتواتر الفتن والملاحم العظام وإماتة السنن و إحياء البدع وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , فيحيي الله بالمهدي محمد بن عبدالله السنن التي قد أميتت , وتسر بعدله وبركته قلوب المؤمنين, و تتآلف إليه عصب العجم وقبائل من العرب, فيبقى على ذلك سنين ليست بالكثيرة, دون العشرة ثم يموت ))(1)
250- قال ابن المنادى: وفي كتاب دانيال:
((
__________
(1) - الأثر في المطبوع لم ينسب إلى قائل, وقد نسبه الشيخ أحمد الغماري في (الإبراز) لعلي - رضي الله عنه -(1/153)
أن السفيانيين ثلاثة, وان المهديين ثلاثة, فيخرج السفياني الأول, فإذا خرج وفشا ذكره خرج عليه المهدي الأول, ثم يخرج السفياني الثاني, فيخرج عليه المهدي الثاني, ثم يخرج السفياني الثالث, فيخرج عليه المهدي الثالث, فيصلح الله به كل ما أفسد قبله ويستنفذ الله به أهل الإيمان, ويحيي به السنة ويطفئ به نيران البدعة, ويكون الناس في زمانه أعزاء ظاهرين على من خالفهم, ويعيشون أطيب عيش, ويرسل الله السماء عليهم مدرارا , وتخرج الأرض زهرها ونباتها, فلا تدخر من نباتها شيئا , فيمكث على ذلك سبع سنين ثم يموت ))(1)
__________
(1) - قال القرطبي في (التذكرة)(ص603) قال الحافظ أبو الخطاب بن دحية [ الكلبي المتوفى سنة663 ]: دانيال نبي من أنبياء بني إسرائيل, كلامه عبراني وهو على شريعة موسى وكان قبل عيسى بن مريم بزمان, ومن أسند مثل هذا إلي نبي عن غير ثقة أو توقيف من نبين ا - صلى الله عليه وسلم - فقد سقطت عدالته, إلا أن يبين وضعه لنصح أمانته وقد ذكر في هذا الكتاب من الملاحم وما كان من الحوادث وسيكون, وجمع فيه التنافي والتناقض بين الضب والنون, وأغرب فيما أغرب في روايته عن ضرب من الهوس الجنون, وفيه من الموضوعات ما يكذب آخرها أولها , ويتعذر على المتأول لها تأويلها , وما يتعلق به جماعة الزنادقة من تكذيب الصادق المصدوق محمد - صلى الله عليه وسلم - , أن في سنة ثلاثمائة يظهر الدجال من يهودية أصبهان, وقد طعنا في أوائل السبعمائة في هذا الزمان, وذلك شيء ما وقع ولا كان ومن الموضوع فيه والمصنوع, الحديث الطويل الذي استفتح به كتابه , فهلا اتقى الله وخاف عقابه, وان من افضح فضيحة في الدين نقل مثل هذه الإسرائيليات عن المتهودين , فانه لا طريق فيما ذكر عن دانيال إلا عنهم , ولا رواية تؤخذ في ذلك إلا منهم, وقد روى البخاري(4485) في تفسير سورة البقرة عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال:كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (( لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم, وقولوا آمنا بالله وما انزل إلينا )) وقد ذكر في كتاب الاعتصام (7363) أن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء؟ وكتابكم الذي أنزله الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - أحدث شيء, تقرؤونه محضا لم يُشَبْ, وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كلام الله وغيروه, وقد كتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا: هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا , ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم؟ , لا,والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل عليكم , قال ابن دحية رضي الله عنه: وكيف يؤمن من خان الله وكذب عليه, وكفر واستكبر وفجر .انتهى كلامه النفيس رحمه الله, وكثير منه ينطبق على بعض الآثار في هذا الكتاب, مما لا يصح سنده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , ولا أحد من صحابته الكرام البررة - رضي الله عنهم - , مما نقله رواته عن أهل الكتاب . وإن صح بذلك السند إلى قائله.(1/154)
251- ثم قال : ثنا أبو بكر بن أحمد بن محمد بن عبدالله بن صدقة, ثنا محمد بن إبراهيم أبو أمية الطرسوسي, ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين, ثنا شريك بن عبدالله, [ عن ]عمار بن عبد الله الدهني عن سالم بن أبى الجعد قال :
(( يكون المهدي إحدى وعشرين سنة, أو اثنين وعشرين سنة, ثم يكون آخر من بعده و هو صالح أربع عشرة سنة, ثم يكون آخر من بعده وهو صالح تسع سنين ))
252- وأخرج ( ك ) ابن منده في تاريخ أصبهان عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال :
(( المهدي شاب منا أهل البيت ))(1)
فصل
253- قال عبد الغافر الفارسي في ((مجمع الغرائب))(...), وابن الجوزي في ((غريب الحديث))(...), وابن الأثير في ((النهاية))(2\325) في حديث علي - رضي الله عنه - :
(( أنه ذكر المهدي من ولد الحسن - رضي الله عنه - فقال : إنه أَزْيَل الفخدين )), والمراد انفراج فخديه وتباعد ما بينهما
تنبيهات :
الأول : عقد أبو داود في ((سننه)) بابا في المهدي, وأورد في صدره
254- حديث جابر بن سمرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون اثنا عشر خليفة , كلهم تجتمع عيه الأمة )), وفي رواية:
(( لا يزال هذا الدين عزيزا إلى اثني عشر خليفة , كلهم من قريش ))
__________
(1) - أخرجه نعيم (1046) تقدم (145)(1/155)
فأشار بذلك إلى ما قاله العلماء أن المهدي أحد الإثنا عشر, فإنه لم يقع إلي الآن وجود إثنى عشر اجتمعت الأمة على كل منهم(1)
__________
(1) – ذكر الحافظ ابن كثير في (تفسيره)(2\33) عند قوله تعالى (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ وَ بَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً...) (المائدة:12): قال الإمام أحمد (1398) حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن زيد عن مجالد عن الشعبي عن مسروق قال:( كنا جلوسا ثم عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - وهو يقرئنا القرآن,فقال له رجل:يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كم يملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال عبد الله:ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك ثم قال: نعم ولقد سألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل), هذا حديث غريب من هذا الوجه [ قلت: وفيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف ], وأصل هذا الحديث ثابت في الصحيحين [خ 7222م1821] من حديث جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(
لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا ثم تكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - بكلمة خفيت علي فسألت أي ماذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كلهم من قريش) وهذا لفظ مسلم, ومعنى هذا الحديث بوجود اثني عشر خليفة صالحا يقيم الحق ويعدل فيهم, ولايلزم من هذا تواليهم وتتابع أيامهم, بل وجد منهم أربعة على نسق, وهم الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم, ومنهم عمر بن عبد العزيز بلا شك, ثم الأئمة وبعض بني العباس, و لا تقوم الساعة حتى تكون ولايتهم لا محالة, والظاهر أن منهم ( المهدي ) المبشر به في الأحاديث الواردة بذكره أنه يواطئ إسمه إسم النبي - صلى الله عليه وسلم - , واسم أبيه إسم أبيه,فيملأ الأرض عدلا وقسطا, كما ملئت جورا وظلما , وليس هذا بالمنتظر الذي تتوهم الرافضة وجوده , ثم ظهوره من سرداب سامرا , فإن ذلك ليس له حقيقة , ولا وجود بالكلية , بل هو من هوس العقول السخيفة, وتوهم الخيالات (الضعيفة), وليس المراد بهؤلاء الخلفاء الإثنى عشر, الأئمة الإثنى عشر, الذين يعتقد فيهم الإثناعشرية من الروافض لجهلهم وقلة عقلهم, وفي التوراة البشارة بإسماعيل - عليه السلام - وأن الله يقيم من صلبه اثني عشر عظيما, وهم هؤلاء الخلفاء الإثنا عشر المذكورون في حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - وجابر بن سمرة - رضي الله عنه - , وبعض الجهلة ممن أسلم من اليهود إذا اقترن بهم بعض الشيعة يوهمونهم أنهم الأئمة الاثناعشر, فيتشيع كثير منهم جهلا وسفها, لقلة علمهم وعلم من لقنهم ذلك بالسنن الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).اهـ(1/156)
الثاني :
255- روى الدارقطني في ((الأفراد))(1), وابن عساكر في ((تاريخه))(53\414) عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول :
(( المهدي من ولد العباس عمي ))(2)
قال الدارقطني: هذا حديث غريب [ من حديث قتادة عن سعيد بن المسيب عن عثمان, وهو غريب من حديث سليمان التيمي عن قتادة ] , تفرد به محمد بن الوليد مولى بني هاشم [ بهذا الإسناد, ولم نكتبه إلا عن شيخنا أبى اسحق .انتهى](3)
الثالث :
256- روى ابن ماجة (4039) عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
((
__________
(1) -(211 ترتيب ابن طاهر)
(2) - وأخرجه ابن الجوزي في (العلل المتناهية)(2\855\1431) وقال:حديث عثمان تفرد به محمد بن الوليد, قال ابن عدي :كان يضع الحديث ويصله ويسرق ويقلب الأسانيد والمتون, قال سمعت الحسن بن أبى معشر يقول هو كذاب .اهـ قال الألباني رحمه الله: موضوع,.وذكر نحوا من الكلام المتقدم في الوليد وزاد : وقال أبو عروبة:كذاب,وبهذا أعله المناوي في (الفيض) نقلا عن ابن الجوزي وبه تبين خطأ السيوطي في إيراده لهذا الحديث في الجامع الصغير قال: ومما يدل على كذب هذا الحديث أنه مخالف لقوله - صلى الله عليه وسلم - : (المهدي من عترتي من ولد فاطمة) وقد تقدم برقم (7) .اهـ (الضعيفة) 80) قال الشيخ أحمد في (إبراز الوهم المكنون)(ص133) : قد جمع بأنه عباسي الأم, حسني الأب, و ليس بذاك, والحديث لا يصح.اهـ وقال أخوه عبد الله في كتابه (المهدي)(44): هو ضعيف جدا.اهـ
(3) - الزيادة في كلام الدراقطني من ترتيب ابن طاهر لأطراف (الغرائب للدراقطني), و(تاريخ دمشق) لابن عساكر(1/157)
لا يزداد الأمر إلا شدة, ولا الدنيا إلا إدبارا, ولا الناس إلا شحا, ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس, ولا مهدي إلا عيسى بن مريم ))(1)
__________
(1) - أخرجه أيضا الحاكم في (مستدركه)(4\441\8412), والقضاعي في (مسند الشهاب)(898), وأبو نعيم في (الحلية)(9\191) والداني في (سننه)(217و409و589) والخطيب في (تاريخ بغداد)(1\103)
قال الألباني رحمه الله: منكر,.وهذا إسناد ضعيف فيه علل ثلاث, الأولى عنعنة الحسن البصري, فإنه كان يدلس, والثانية جهالة محمد بن خالد الجندي, فإنه مجهول كما قال الحافظ في (التقريب) تبعا لغيره, الثالثة:الاختلاف في سنده.
(تنبيه): وقوله في هذا الحديث (ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس) هذه الجملة منه صحيحة ثابتة عنه من حديث عبدالله بن مسعود أخرجه مسلم وأحمد .اهـ بتصرف من (السلسلة الضعيفة)(77)
- وقال الشيخ أحمد الغماري في( إبراز الوهم المكنون) (ص154): هو باطل موضوع ,مختلق مصنوع, لا أصل له من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - , ولا من كلام أنس, ولا من كلام الحسن البصري .اهـ
- وقال الحافظ البيهقي في كتابه(بيان من أخطأ على الشافعي)( ص296): حديث في المهدي أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن عيسى بن يزيد إذنه ابنا يونس بن عبد الأعلى (ح) وأبنا أبو عبد الله حدثني علي بن حمشاذ ثنا محمد بن اسحاق ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا محمد بن إدريس الشافعي أبنا محمد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( قال لا يزداد الأمر إلا شدة, ولا الناس إلا شحا, ولا الدنيا إلا إدبارا, ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس, ولا مهدي إلا عيسى بن مريم )
هذا الحديث بهذا الإسناد مما أنكر على الشافعي, وقد أبنا أبو عبدالله الحسين بن محمد بن الحسين بن فنجويه الدينوري ثنا طغران بن الحسين حدثني محمد بن علي بن إسحاق المرزوي بقرميسين ثنا عبيد الله بن محمد بن عيسى المرزوي سمعت أحمد بن سنان يقول:
( كنت عند يحي بن معين جالسا في مسجده, فدخل عليه صالح جزرة, وأقبل عليه يذاكره حتى ذكر الحسن عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:( لا مهدي إلا عيسى)قال:بلغني عن الشافعي أنه رواه والشافعي عندنا ثقة
- قال الشيخ: وهذا الحديث إن كان منكرا بهذا الإسناد,كان الحمل فيه على محمد بن خالد الجندي فانه شيخ مجهول,لم يعرف بما تثبت به عدالته, ويوجب قبول خبره, وقد رواه غير الشافعي عنه كما رواه الشافعي, وهو فيما أبنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو أحمد عبد الرحمن بن عبد الله بن يزداد الرازي المزكي ببخارى من كتابه ثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد المهري بمصر حدثني أبو سعيد المفضل بن محمد الجندي ثنا صامت بن معاذ ثنا يحيى بن الموطأ ثنا محمد بن خالد الجندي فذكره بإسناده نحوه...
وبإسناده قال: قال صامت بن معاذ:(عدلت إلى الجند مسيرة يومين من صنعاء, فدخلت على محدث لهم فطلبت هذا الحديث,فوجدته عنده عن محمد بن خالد الجندي عن أبان بن أبي عياش عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله...
فإن كانت الرواية عن محمد بن خالد صحيحة,وقد رواه مرة أخرى بخلافها كان هذا تخليطا من جهته بروايته مرة هكذا ومرة هكذا,إلا إن في صحتها عنه نظر فإنه عن محدث مجهول
- قال الحافظ ابن حجر في (التهذيب): قال البيهقي فرجع الحديث إلى رواية محمد بن خالد الجندي وهو مجهول عن أبان بن أبي عياش وهو متروك عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو منقطع والأحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصح البتة إسنادا.
قلت (أي الحافظ): وذكر الذهبي أنه وقف على جزء عتيق فيه عن يونس حُدِّثْتُ عن الشافعي وذكر ابن عبد البر في ترجمة يزيد بن الهاد في التمهيد(23\29):أن محمد بن خالد الجندي روى عن المثنى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا( تعمل الرحال إلى أربعة مساجد مسجد الحرام ومسجدي ومسجد الأقصى, ومسجد الجند)
قال أبو عمر: محمد بن خالد والمثنى متروكان,ولا يثبت هذا الحديث,وقال أبو الفتح الأزدي في الضعفاء وذكر محمدا:وحديثه لا يتابع عليه,وإنما يحفظ عن الحسن مرسلا رواه جرير بن حازم عنه اهـ
- (تتمة كلام الحافظ البيهقي في (بيان الخطإ) (ص301):وقد روى هذا الحديث دون قوله( ولا مهدي إلا عيسى بن مريم) من أوجه منها :
ما أبنا أبو جعفر كامل بن أحمد المستملي أخبرني أبو أحمد الحسين بن علي التميمي من كتابه ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن الحسن أن معاوية - رضي الله عنه - قال: ( ذات يوم سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - و أومى بيده إلى ظهره:بعثني الله والساعة, ولن يزداد الأمر إلا شدة, ولن يزداد الناس إلا شحا, ولن تقوم الساعة إلا على شرار الناس)
أبنا أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس الأصم ثنا محمد بن إسحاق الصنعاني أبنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن يحي بن الحارث عن القاسم بن عبد الرحمن قال: ( رأيت أبا أمامة - رضي الله عنه - قام قال:فلقد قمت مقامي هذا, وما أنا بخطيب ولا أريد الخطبة,ولكن سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
( لا يزداد الأمر إلا شدة, ولا يزداد المال إلا إفاضة, ولا يزداد الناس إلا شحا, ولا تقوم الساعة إلا على شرار خلقه) تابعه معن بن عيسى عن معاوية بن صالح).اهـ
- (فائدة): قال المزي في (تهذيب الكمال)(25\149): روى الحافظ أبو القاسم في (تاريخ دمشق) بإسناده عن أحمد بن محمد بن رشدين قال حدثني أبو الحسن علي بن عبيد الله الواسطي قال: رأيت محمد بن إدريس الشافعي في المنام,فسمعته يقول:كذب علي يونس في حديث الجندي حديث الحسن عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في المهدي,قال الشافعي: ما هذا من حديثي,ولا حدثت به كذب علي يونس .اهـ
قال الحافظ ابن كثير في (النهاية)(ص27): يونس من الثقاث, لا يطعن فيه بمجرد منام .(1/158)
- قال القرطبي في ((التذكرة))(ص609) : (إسناده ضعيف), [ الجندي هذا مجهول, واختلف عليه في إسناده, [ فتارة ] يرويه عن أبان بن صالح عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا, مع ضعف أبان, وتارة يرويه عن أبان بن صالح عن الحسن عن انس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بطوله, فهو منفرد به مجهول عن أبان وهو متروك عن الحسن منقطع ](1)والأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في التنصيص على خروج المهدي من عترته من ولد فاطمة ثابتة أصح من هذا الحديث فالحكم بها دونه
- و قال أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم [ الآبري السجزي ](2): قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بمجيء المهدي, وأنه من أهل بيته , وأنه سيملك سبع سنين , وأنه يملا الأرض عدلا , وأنه يخرج مع عيسى - عليه السلام - فيساعده على قتل الدجال بباب لد بأرض فلسطين, وأنه يؤم هذه الأمة, وعيسى - عليه السلام - يصلي خلفه, في طول من قصته وأمره .
__________
(1) - الزيادة من (التذكرة) أوردته لما فيه من الكلام على علة الحديث,وليس في المطبوع من (التذكرة) ما نقله الشيخ من قول القرطبي (إسناده ضعيف) , وأيضا صحفت كلمة [ فتارة ] في عدة مطبوعات من (التذكرة) إلى (قتادة), ولا يوجد في أي طريق من طرق الحديث راو اسمه قتادة
(2) - في المطبوع (السحري) بالحاء والصواب (السجزي) نسبة إلى سجستان على غير قياس ويقال أيضا: سجستاني, وهو أبو الحسن محمد بن الحسين السجستاني الآبري نسبة إلى( آبُر ) قرية من قرى سجستان ,محدث وفقيه شافعي,حدث عن السراج وابن خزيمة, وله كتاب كبير مصنف في مناقب الشافعي وأخباره اهـ, وله ترجمة في (الأنساب) للسمعاني(1\56) وكلامه هذا ذكره في كتابه (مناقب الشافعي) كما نقل ذلك عنه الحافظ في (التهذيب)(9 \126\202)(1/159)
- قال القرطبي: ويحتمل أن يكون قوله عليه [ الصلاة و ] السلام : (( ولا مهدي إلا عيسى (( أي لا مهدي كاملا معصوما إلا عيسى - عليه السلام - ,قال : وعلى هذا تجتمع الأحاديث ويرفع التعارض
- و قال ابن كثير(1): هذا الحديث فيما يظهر ببادي الرأي مخالف الأحاديث الواردة في إثبات
[ أن ال ] مهدي غير عيسى بن مريم - صلى الله عليه وسلم - ,[ أما قبل نزوله فظاهر والله أعلم,و أما بعده ] فعند التأمل لا ينافيها, بل يكون المراد من ذلك أن [ يكون ] المهدي حق المهدي هو عيسى [ ابن مريم - صلى الله عليه وسلم - ], ولا ينفي ذلك أن يكون غيره مهديا أيضا .
الرابع :
257 - أورد القرطبي في ((التذكرة))(ص 610): أن المهدي يخرج من الغرب الأقصى في قصة طويلة , ولا أصل لذلك))(2)
__________
(1) - (النهاية)(ص27)
(2) - الخبر المذكور غريب جدا و لفظه:روي من حديث معاوية بن أبى سفيان في حديث في طول عن النبي - صلى الله عليه وسلم - انه قال: (ستفتح بعدي جزيرة تسمى الأندلس, فتغلب عليهم أهل الكفر ,فيأخذون من أموالهم واكثر بلدهم يسبون نسائهم وأولادهم ,ويهتكون الأستار,ويخربون الديار,ويرجه أكثر البلاد فيافي وقفارا وتنجلي اكثر الناس عن ديارهم وأموالهم فيأخذون الجزيرة, ولا تبقى إلا اقلها,ويكون في المغرب الهرج والخوف,ويستولي عليهم الجوع والغلاء,وتكثر الفتنة , ويأكل الناس بعضهم بعضا,فعند ذلك يخرج رجل من المغرب الأقصى,من أهل بنت فاطمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ,وهو المهدي القائم في آخر الزمان,وهو أول أشراط الساعة)
قال القرطبي: كل ما وقع في حديث معاوية هذا فقد شاهدنا بتلك البلاد وعاينا معظمه, إلا خروج المهدي .اهـ, قلت: ولم يذكر للحديث إسنادا حتى ينظر فيه, ولا من أخرجه من المحدثين, وقد قال الشيخ عبدالله الغماري في كتابه (المهدي المنتظر)(ص102): ذكر القرطبي وابن العربي وجماعة أن المهدي يجيء من ناحية المغرب و يبايع بمكة, ولم نقف على ذلك في شيء من كتب الحديث, إلا أني وجدت في بعض الآثار أن أهل المغرب يبعثون له أربعة آلاف رجل يدعونه إليهم بعد مبايعته.اهـ والله اعلم
قلت : للحافظ السيوطي رحمه جواب عن سؤال ذكره في كتابه (الحاوي للفتاوي)(2\6), وهو كالملخص لهذا الكتاب, فلذلك أحببت ذكره هنا حتى يكون كالخاتمة له,قال رحمه الله: مسألة: في مجيء المهدي من الغرب , هل ورد فيه أثر يعتمد عليه ؟, وهل للقول بأنه موجود الآن بالمغرب صحة أو لا ؟ , وهل مجيئه قبل نزول عيسى عليه السلام ؟(ثم ذكر أسئلة أخرى تتعلق بنزول عيسى وخروج يأجوج ومأجوج)
الجواب على سبيل الاختصار: الأحاديث في المهدي مختلفة, وكذلك العلماء, ففي بعضها ( لا مهدي إلا عيسى ابن مريم ) 2 ,واكثر الأحاديث على انه غيره, وانه من أهل البيت, ثم في بعضها انه من ولد فاطمة,وفي بعضها انه من ولد العباس و وبعض العلماء حمله المهدي ثالث خلفاء بني العباس الذي تولى الخلافة في القران الثاني, والذي ترجح عندي من اكثر الأحاديث انه غيره, وأنه خليفة يقوم في آخر الزمان, وأنه من ولد فاطمة ,وقد ثبت في أحاديث أنه بخرج من قبل المشرق, وانه يبايع له بمكة بين الركن والمقام , وانه يدخل بيت المقدس, وأنه يملأ الأرض عدل , وفي بعض الروايات بسند ضعيف أن الناس يقتتلون على الملك فينادي مناد من السماء :أميركم فلان فيبايعون له , ولم يقع شيء من ذلك إلى الآن, فبطل قول من قال :أنه موجود الآن بالمغرب, وفي الأحاديث أن عيسى عليه السلام ينزل في حياته فيسلم المهدي الأمر له ..... وختم جوابه بقوله: هذا ما يتعلق بالأسئلة على وجه الاختصار ,وسرد الأدلة في ذلك و الأحاديث يحتمل كراريس كثيرة .اهـ
تعقب: قال السيوطي رحمه الله :الأحاديث في المهدي مختلفة, وكذلك العلماء, ففي بعضها: لا مهدي إلا عيسى ابن مريم كذا قال رحمه الله , والحق أنه لا اختلاف بين الأحاديث النبوية في ظهور المهدي,بل إنما هو حديث واحد ضعيف حكم عليه بعض العلماء بالوضع في مقابلة أحاديث كثيرة صحيحة وحسنة وأخرى ضعيفة ,فأين الاختلاف المزعوم بين الأحاديث , و أما اختلاف العلماء فجمهورهم على ثبوت المهدي وخروجه في آخر الزمان, و إنما ذهبت شرذمة قليلة إلى إنكاره,أشهرهم المؤرخ (ابن خلدون) وقد تعقب كلامه كثير من العلماء بالرد, وللشيخ (أحمد بن الصديق الغماري) كتاب مفرد في تفنيد كلامه و نقضه,سماه (إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون) وهو مطبوع, ثم تبع (ابن خلدون) في إنكاره هذا خَلْف من أتباع المدرسة العقلية الذين ردوا عقائد كثيرة ثابتة في السنة النبوية لخلاف عقولهم الكاسدة و آرائهم الفاسدة, ولا عبرة بخلافهم مع صحة الأحاديث النبوية وتواترها بخروج (المهدي), فإنه إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل, وقد نص على تواترها جمهرة من العلماء المحققين,كما في (نظم المتناثر)(ص144) وقد ذكرنا كلامه في المقدمة, والله أعلم(1/160)
والله أعلم
* فرغ من تحقيق الكتاب و التعليق عليه في يوم الجمعة المبارك23 شعبان *
* 1422هـ ,على يد العبد الضعيف أبى عبدالله البيضاوي *
* عفا الله عنه, والحمد لله كثيرا ,وصلى الله على*
* محمد وعلى آله و سلم *
* تسليما كثيرا*
*تم*
*
الضميمة الأولى
مبحث شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية رحمهما الله
? قال شيخ الإسلام وعلم الأعلام أبو العباس (أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني) رضي الله عنه في كتابه العظيم: ((منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة و القدرية))(4\87)(1)
فصل
? قال الرافضي(2): وولده مولانا المهدي محمد عليه السلام,روى ابن الجوزي بإسناده إلى ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( يخرج في أخر الزمان رجل من ولدي,اسمه كاسمي,كنيتي, يملأ الأرض عدلا,كما ملئت جورا,فذلك هو المهدي))
__________
(1) - طبعة الدكتور رشاد سالم وفي طبعة دار الكتب العلمية الجديدة (2\187)
(2) - هو أبو منصور الحسن بن يوسف الحلي المتوفى 736هـ وكتابه الذي رد عليه الشيخ رحمه الله اسمه ((منهاج الكرامة في الإمامة )) وهو مطبوع, وقد رد عليه أيضا الشيخ (زين الدين سريجا بن محمد الملطي) المتوفى سنة 788هـ بكتاب سماه ((سد الفتيق المظهر وصد الفسيق ابن المطهر)), وقد , وللرافضي أيضا كتاب آخر من فصيلة الأول, ولا يقل عنه ضلالا وخبثا, وطعنا في الصحابة وخيار الأمة, سماه : (نهج الحق وكشف الصدق) وقد رد عليه الشيخ القاضي الفضل بن روزبهان الأشعري, وكتابه مطبوع(1/161)
فيقال قد ذكر محمد بن جرير الطبري, وعبد الباقي بن قانع وغيرهما من أهل العلم بالأنساب والتواريخ: أن الحسن بن علي العسكري لم يكن له نسل , ولا عقب, و الإمامية الذين يزعمون أنه كان له ولد, و يدعون أنه دخل السرداب بسامرا وهو صغير, منهم من قال: عمره سنتان, ومنهم من ثلاث, ومنهم من قال:خمس سنين, وهذا لو كان موجودا معلوما لكان الواجب في حكم الله الثابت بنص القرآن, والسنة, و الإجماع, أن يكون محضونا عند من يحضنه في بدنه, كأمه وأم أمه ونحوهما من أهل الحضانة , و أن يكون ماله عند من يحفظه, إما وصى أبيه إن كان له وصى, وإما غير الوصي إما قريب, وإما نائب لدى السلطان, فإنه يتيم لموت أبيه , والله تعالى يقول (( وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَنْ يَكْبَرُوا ً) (النساء:6) فهذا لا يجوز تسليم ماله إليه حتى يبلغ النكاح, ويؤنس منه الرشد, كما ذكر الله تعالى ذلك في كتابه, فكيف يكون من يستحق الحجر عليه في بدنه وماله إماما لجميع المسلمين, معصوما لا يكون أحد مؤمنا إلا بالإيمان به , ثم إن هذا باتفاق منهم سواء قدر وجوده, أو عدمه لا ينتفعون به, لا في دين, ولا في دنيا, ولا علم أحدا شيئا, ولا يعرف له صفة من صفات الخير, ولا الشر, فلم يحصل به شيء من مقاصد الإمامة, ولا مصالحها, لا الخاصة, ولا العامة, بل إن قدر وجوده فهو ضرر على أهل الأرض, بلا نفع أصلا, فإن المؤمنين به لم ينتفعوا به, ولا حصل لهم به لطف, ولا مصلحة, والمكذبون به يعذبون عندهم على تكذبيهم به, فهو شر محض, ولا خير فيه, وخلق مثل هذا ليس من فعل الحكيم العادل
وإذا قالوا: إن الناس بسبب ظلمهم احتجب عنهم, قيل أولا: كان الظلم موجودا في زمن آبائه ولم يحتجبوا(1/162)
قيل ثانيا: فالمؤمنون به طبقوا الأرض, فهلا اجتمع بهم في بعض الأوقات, أو أرسل إليهم رسولا يعلمهم شيئا من العلم والدين
وقيل ثالثا: قد كان يمكنه أن يأوي إلى كثير من المواضع التي فيها شيعته كجبال الشام التي كان فيها الرافضة عاصية,وغير ذلك من المواضع العاصية
وقيل رابعا: فإذا هو لا يمكنه أن يذكر شيئا من العلم والدين لأحد لأجل هذا الخوف, لم يكن في وجوه لطف ولا مصلحة,فكان هذا مناقضا لما أثبتوه بخلاف من أرسل من الأنبياء وكذب فإنه بلغ الرسالة وحصل لمن آمن من اللطف والمصلحة ما هو من نعم الله عليه, وهذا المنتظر لم يحصل به لطائفته إلا الانتظار لمن لا يأتي, ودوام الحسرة والألم, ومعاداة العالم, والدعاء الذي لا يستجيبه الله, لأنهم لم يحصل شيء من هذا, ثم إن عمر واحد من المسلمين هذه المرة أمر يعرف كذبه بالعادة المطردة في أمة محمد, فلا يعرف أحد ولد في دين الإسلام وعاش مائة وعشرين سنة, فضلا عن هذا العمر, وقد ثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في آخر عمره (( أرأيتكم ليلتكم هذه فإنه على رأس مائة منها لا يبقى على وجه الأرض ممن هو اليوم عليها أحد))(1)
__________
(1) - أخرجه البخاري (116) ومسلم (2537) من حديث ابن عمر(1/163)
فمن كان في ذلك الوقت له سنة ونحوها لم يعش أكثر من مائة سنة قطعا, وإذا كانت الأعمار في ذلك العصر لا تتجاوز هذا الحد, فما بعده من الأعصار أولى بذلك في العادة الغالبة العامة, فإن أعمار بني آدم في الغالب كلما تأخر الزمان قصرت ولم تطل, فإن نوحا عليه السلام لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما, وآدم عليه السلام عاش ألف سنة كما ثبت ذلك في حديث صحيح رواه الترمذي وصححه(1), فكان العمر في ذلك الزمان طويلا, ثم أعمار هذه الأمة ما بين الستين إلى السبعين, و أقلهم من يجوز ذلك,كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح(2)
__________
(1) - الحديث في جامع الترمذي (3368) عن أبي هريرة قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (( لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس فقال: الحمد لله فحمد الله بإذنه فقال له ربه:رحمك الله يا آدم اذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملأ منهم جلوس فقل السلام عليكم قالوا: وعليك السلام, ثم رجع إلى ربه فقال:إن هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم, فقال الله له ويداه مقبوضتان:اختر أيهما شئت؟ قال:اخترت يمين ربي, وكلتا يدي ربي يمين مباركة,ثم بسطها فإذا فيها آدم وذريته فقال:أي رب ما هؤلاء؟ فقال:هؤلاء ذريتك, فإذا كل إنسان مكتوب عمره بين عينيه, فإذا فيهم رجل أضوءهم أو من أضوئهم, قال:يا رب من هذا؟قال:هذا ابنك داود قد كتبت له عمر أربعين سنة, قال:يا رب زده في عمره قال:ذاك الذي كتبت له, قال:أي رب فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة, قال:أنت وذاك, قال: ثم أسكن الجنة ما شاء الله,ثم أهبط منها, فكان آدم يعد لنفسه,قال:فأتاه ملك الموت فقال له آدم:قد عجلت قد كتب لي ألف سنة,قال: بلى ,لكنك جعلت لابنك داود ستين سنة,فجحد فجحدت ذريته,ونسي فنسيت ذريته, قل:فمن يومئذ أمر بالكتاب والشهود )) قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه, قال الألباني رحمه الله:حسن صحيح (صحيح الترمذي(2683)
(2) – هو ما أخرجه ابن ماجة(4226) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (( أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين, وأقلهم من يجوز ذلك )) قال الألباني: حسن صحيح (المشكاة و5280 الصحيحة 757 ) وأخرجه الترمذي بنحوه (2338) ولفظه (( عمر أمتي من ستين سنة إلى سبعين سنة)) قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب(1/164)
, واحتجاجهم بحياة الخضر احتجاج باطل على باطل,فمن الذي يسلم لهم بقاء الخضر, والذي عليه سائر العلماء المحققون أنه مات(1), وبتقدير بقائه فليس هو من هذه الأمة
ولهذا يوجد كثير من الكذابين من الجن والأنس ممن يدعى أنه الخضر, ويظن من رآه أنه الخضر, وفي ذلك من الحكايات الصحيحة التي نعرفها ما يطول وصفها هنا, وكذلك المنتظر محمد بن الحسن فإن عددا كثيرا من الناس يدعى كل واحد منهم أنه محمد بن الحسن, منهم من يظهر ذلك لطائفة من الناس, ومنهم من يكتم ذلك ولا يظهره إلا للواحد, أو الاثنين, وما من هؤلاء إلا من يظهر كذبه, كما يظهر كذب من يدعى أنه الخضر
فصل
وقوله روى أن ابن الجوزي بإسناده إلى ابن عمر - رضي الله عنه - قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي, إسمه كاسمي, وكنيته كنيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا, فذلك هو المهدي))
فيقال الجواب من وجوه :
أحدها:أنكم لا تحتجون بأحاديث أهل السنة, فمثل هذا الحديث لا يفيدكم, وإن قلتم هو حجة على أهل السنة, فنذكر كلامهم فيه, الثاني: إن هذا من أخبار الآحاد, فكيف يثبت به أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به, الثالث: أن لفظ الحديث حجة عليكم, لا لكم, فإن لفظه : (( يواطىء اسمه اسمي, واسم أبيه اسم أبي ))
فالمهدي الذي أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - اسمه محمد بن عبد الله, لا محمد بن الحسن, وقد روى عن علي - رضي الله عنه - أنه قال : هو من ولد الحسن بن علي(2), لا من ولد الحسين بن علي
__________
(1) - لمزيد التحقيق في موضوع حياة الخضر عليك برسالة الحافظ ابن حجر رحمه في الموضوع, واسمها (النبأ النضر في نبأ لخضر) وهي مطبوعة, وكذا ترجمته في كتاب ((الإصابة في معرفة الصحابة)) فانه أطال جدا في إيراد أخباره رحمه الله
(2) - أخرجه أبو داود (4290) وهو حديث ضعيف ,وهو في (العرف الوردي) رقم (15)(1/165)
وأحاديث المهدي معروفة رواها الإمام أحمد, وأبو داود, والترمذي, وغيرهم كحديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
(( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم, حتى يبعث فيه رجلا من أهل بيتي, يواطىء اسمه اسمي, واسم أبيه اسم أبي, يملأ الأرض قسطا وعدلا, كما ملئت ظلما وجورا ))(1)
الوجه الرابع: أن الحديث الذي ذكره وقوله ((اسمه كاسمي,وكنيته كنيتي)) ولم يقل ((يواطىء اسمه اسمى,واسم أبيه اسم أبي)) , فلم يروه أحد من أهل العلم بالحديث في كتب الحديث المعروفة بهذا اللفظ, فهذا الرافضي لم يذكر الحديث بلفظه المعروف في كتب الحديث, مثل ((مسند أحمد)), و((سنن أبي داود)), و((الترمذي)), وغير ذلك من الكتب , وإنما ذكره بلفظ مكذوب, لم يروه أحد منهم
__________
(1) - هو في (العرف الوردي) رقم (10)(1/166)
وقوله إن ابن الجوزي رواه بإسناده, إن أراد العالم المشهور صاحب المصنفات الكثيرة (أبا الفرج) فهو كذب عليه, وإن أراد سبطه (يوسف بن قزوعلي)(1)
__________
(1) - هو شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قزاوغلي التركي ثم البغدادي الحنفي سبط الشيخ أبي الفرج بن الجوزي, أسمعه جده منه ومن ابن كليب وجماعة, وقدم دمشق سنة بضع وستمائة فوعظ بها وحصل له القبول العظيم للطف شمائله وعذوبة وعظه, وله تفسير في تسع وعشرين مجلدا, وشرح الجامع الكبير, وكتاب ((مرآة الزمان)) وهو كتاب كاسمه وجمع مجلدا في مناقب أبي حنيفة, ودرس وأفتى وكان في شبيبته حنبليا, وكان وافر الحرمة عند الملوك نقله الملك المعظم إلى مذهب أبي حنيفة فانتقد عليه ذلك كثير من الناس, توفي سنة 654هـ قال الذهبي في الميزان(9478) في ترجمته روى عن جده و طائفة,و ألف كتاب مرآة الزمان فتراه يأتي فيه بمناكير الحكايات,وما أظنه بثقة فيما ينقله بل يجنف و يجازف,ثم إنه ترفض,وله مؤلف في ذلك نسأل الله العافية. اهـ زاد الحافظ في اللسان(6\328)قال الشيخ محيي الدين السوسي:لما بلغ جدي موت سبط ابن الجوزي قال:لا رحمه الله كان رافضيا,قلت:كان بارعا في الوعظ مدرسا للحنفية.انتهى وقال في ترجمته.: ولما ذكر أنه تحول حنفيا لأجل المعظم عيسى قال أنه كان يعظم الإمام أحمد و يتغالى فيه, وعندي أنه لم ينقل عن مذهبه إلا في الصورة الظاهرة..اهـ(1/167)
صاحب التاريخ المسمى ((بمرآة الزمان)) , و صاحب الكتاب المصنف في الإثنى عشر الذي سماه ((إعلام الخواص))(1), فهذا الرجل يذكر في مصنفاته أنواعا من الغث والسمين, ويحتج في أغراضه بأحاديث كثيرة ضعيفة, وموضوعة,وكان يصنف بحسب مقاصد الناس, يصنف للشيعة ما يناسبهم ليعوضوه بذلك, ويصنف على مذهب أبي حنيفة لبعض الملوك لينال أغراضه, فكانت طريقته الواعظ الذي قيل له :ما مذهبك؟ قال: في أي مدينة, ولهذا يوجد في بعض كتبه ثلب الخلفاء الراشدين وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم لأجل مداهنة من قصد بذلك من الشيعة, ويوجد في بعضها تعظيم الخلفاء الراشدين وغيرهم
ولهذا لما كان الحديث المعروف عند السلف والخلف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في المهدي :
((
__________
(1) - هو كتاب (تذكرة خواص الأمة بذكر خصائص الأئمة)) طبع في دار الأضواء بيروت بإشراف بعض الرافضة, ثم طبع في دار الكتب العلمية 1426هـ بتحقيق (خالد عبد الغني محفوظ)(1/168)
يواطىء اسمه اسمي , واسم أبيه اسم أبي)) صار يطمع كثير من الناس في أن يكون هو المهدي , حتى سمى (المنصور)(1)ابنه (محمدا), ولقبه (بالمهدي) مواطأة لاسمه باسمه, واسم أبيه باسم أبيه, ولكن لم يكن هو الموعود به, و(أبو عبد الله محمد بن التومرت) الملقب (بالمهدي)(2)
__________
(1) - هو ابو جعفر المنصور ثاني خلفاء بني العباس المتوفى سنة هـ
(2) - قال الحافظ الذهبي في (سير أعلام النبلاء)(19\553): قال اليسع بن حزم:سمى ابن تومرت المرابطين بالمجسمين,وما كان أهل المغرب يدينون إلا بتنزيه الله تعالى عما لا يجب وصفه بما يجب له,مع ترك خوضهم عما تقصر العقول عن فهمه, إلى أن قال:فكفرهم ابن تومرت لجهلهم العرض والجوهر,وأن من لم يعرف ذلك لم يعرف المخلوق من الخالق, وبأن من لم يهاجر إليه ويقاتل معه فإنه حلال الدم والحريم,وذكر أن غضبه لله وقيامه حسبة, قال ابن خلكان: قبره بالجبل معظم مات كهل, وكان أسمر ربعة عظيم الهامة حديد النظر مهيبا,وآثاره تغني عن أخباره, قدم في الثرى وهامة في الثريا, ونفس ترى إراقة ماء الحياة دون إراقة ماء المحيا, أغفل المرابطون ربطه وحله,حتى دب دبيب الفلق في الغسق,وكان قوته من غزل أخته رغيفا بزيت أو قليل سمن لم ينتقل عن ذلك حين الغرماء عليه الدنيا رأى أصحابه يوما وقد مالت نفوسهم إلى كثرة ما غنموه فأمر بإحراق جميعه وقال:من أراد الدنيا فهذا له عندي , ومن كان يبغي الآخرة فجزاؤه عند الله, ولم يفتتح شيئا من المدائن, وإنما قرر القواعد ومهد,وبغته الموت, وافتتح بعده البلاد عبد المؤمن, وبكل حال فالرجل من فحول العالم,رام أمرا فتم له وربط البربر بادعاء العصمة,وأقدم على الدماء إقدام الخوارج, ووجد ما قدم, قال الحافظ منصور بن العمادية في تاريخ الثغر: أملى علي نسبه فلان وفي ذلك نظر من حيث إن محمد بن الحسن لم يعقب ..اهـ بتصرف(1/169)
الذي ظهر بالمغرب, ولقب طائفته بالموحدين, وأحواله معروفة, كان يقول إنه المهدي المبشر به , وكان أصحابه يخطبون له على منابرهم, فيقولون في خطبتهم: الإمام المعصوم, المهدي المعلوم, الذي بشرت به في صريح وحيك, الذي اكتنفته بالنور الواضح,والعدل اللائح,الذي ملأ البرية قسطا وعدلا,كما ملئت ظلما وجورا, وهذا الملقب (بالمهدي) ظهر سنة بضع وخمسمائة, وتوفى سنة أربع وعشرين وخمسمائة, وكان ينتسب إلى أنه من ولد الحسن, لأنه كان أعلم بالحديث, فادعى أنه هو المبشر به, ولم يكن الأمر كذلك , ولا ملأ الأرض كلها قسطا, ولا عدلا, بل دخل في أمور منكرة , وفعل أمورا حسنة
وقد ادعى قبله أنه المهدي (عبيد الله بن ميمون القداح), ولكن لم يوافق في الاسم, ولا اسم الأب, وهذا ادعى أنه من ولد محمد بن إسماعيل, وأهل المعرفة بالنسب وغيرهم من علماء المسلمين يعلمون أنه كذب في دعوى نسبه, وأن أباه كان يهوديا ربيب مجوسى, فله نسبتان, نسبة إلى اليهود, ونسبة إلى المجوس, وهو وأهل بيته كانوا ملاحدة, وهم أئمة الإسماعيلية, الذين قال فيهم العلماء: إن ظاهر مذهبهم الرفض, وباطنه الكفر المحض.(1/170)
وقد صنف العلماء كتبا في كشف أسرارهم, وهتك أستارهم, وبيان كذبهم في دعوى النسب, ودعوى الإسلام, وأنهم بريئون من النبي - صلى الله عليه وسلم - نسبا ودينا, وكان هذا المتلقب بالمهدي عبيد الله بن ميمون قد ظهر سنة تسع وتسعين ومائتين, وتوفى سنة أربع وعشرين وثلاثمائة, وانتقل الأمر إلى ولده القائم, ثم ابنه المنصور, ثم ابنه المعز, الذي بنى القاهرة, ثم العزيز, ثم الحاكم, ثم الظاهر ابنه, ثم المستنصر ابنه, وطالت مدته, وفي زمنه كانت فتنة البساسيري, وخطب له ببغداد عاما كاملا, وابن الصباح الذي أحدث السكين للإسماعيلية, هو من أتباع هؤلاء, وانقرض ملك هؤلاء في الديار المصرية سنة ثمان وستين وخمسمائة, فملكوها أكثر من مائتي سنة, وأخبارهم عن العلماء مشهورة بالإلحاد(1)
__________
(1) - قد رد عليهم كثير من علماء السنة والجماعة, بل من علماء الفرق الأخرى كالمعتزلة والزيدية, فممن رد عليهم :
1- العلامة القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين الحنبلي ابن الفراء المتوفى سنة 459هـ , له كتاب ((الرد على الباطنية))
2- الشيخ محمد بن مالك بن أبي الفضائل, له كتاب ((كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة وكيفية مذهبهم وبيان عقائدهم)) طبع في مكتبة ابن سينا بالقاهرة 17406هـ بتحقيق (محمد عثمان الخشت),
3- والعلامة أبو حامد الغزالي الأشعري, له كتاب ((فضائح الباطنية)), طبع بالمكتب الثقافي بالقاهرة بتحقيق (نادي فرج درويش)
4- الشيخ العلامة أبو شامة بدر الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي الشافعي المتوفى سنة 665هـ له كتاب (( كشف حال بني عبيد))
5- والشيخ محمد بن حنش اليمني المتوفى سنة 719هـ له كتاب ((القاطعة في الرد على الباطنية)), ذكره الشوكاني في ((البدر الطالع))(2\277)
6- وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله له كتاب (( بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية )) المعروف ((بالسبعينية)), طبع في مكتبة العلوم والحكم بالمدينة 1408هـ بتحقيق (إبراهيم الدويش)
7- والإمام يحيى بن حمزة العلوي الزيدي المتوفى سنة 745هـ له مصنفات في الرد عليهم, طبع منها: ((الإفحام لأفئدة الباطنية الطغام)) طبع في منشاة المعارف بالإسكندرية بتحقيق (فيصل بدير عيون), وله أيضا ((مشكاة الأنوار الهادمة لقواعد الباطنية الأشرار)) طبع في الدار اليمنية 1973بتحقيق (محمد السيد الجلنيد)
8- و محمد بن الحسن الديلمي الزيدي المتوفى سنة , له كتاب((بيان مذهب الباطنية و بطلانه)), وهو فصل من كتابه ((قواعد عقائد آل محمد )), طبع في النشريات الإسلامية للمستشرقين(1/171)
, و المحادة لله ورسوله, والردة والنفاق
والحديث الذي فيه ((لا مهدى إلا عيسى بن مريم))(1)رواه ابن ماجة, وهو حديث ضعيف, رواه عن يونس, عن الشافعي, عن شيخ مجهول من أهل اليمن, لا تقوم بإسناده حجة, وليس هو في ((مسنده)), بل مداره على يونس بن عبد الأعلى, وروى عنه أنه قال : حدثت عن الشافعي, وفي ((الخلعيات)) وغيرها حدثنا يونس, عن الشافعي, لم يقل حدثنا الشافعي, ثم قال: عن حديث محمد بن خالد الجندي, وهذا تدليس يدل على توهينه, ومن الناس من يقول: إن الشافعي لم يروه . اهـ
? وقال رحمه أيضا في نفس الكتاب ( ج: 8 ص: 254)(2)
فصل
? وأما الحديث الذي رواه عن ابن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي,اسمه كاسمي, وكنيته كنيتي,يملأ الأرض عدلا, كما ملئت جورا,وذلك هو المهدي))
فالجواب: أن الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة, رواها أبو داود, والترمذي, وأحمد, وغيرهم من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - وغيره, كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن مسعود - رضي الله عنه - :
((لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم, حتى يخرج فيه رجل منى, أو من أهل بيتي, يواطئ اسمه اسمي, واسم أبيه اسم أبي, يملأ الأرض قسطا وعدلا, كما ملئت جورا وظلما))(3)
ورواه الترمذي, وأبو داود من رواية أم سلمة , وأيضا فيه : )) المهدي من عترتي , من ولد فاطمة ))(4)
ورواه أبو داود من طريق أبي سعيد وفيه)) : يملك الأرض سبع سنين))(5)
ورواه عن علي - رضي الله عنه - أنه نظر إلى الحسن وقال:
((
__________
(1) - الحديث أخرجه ابن ماجة (4039) وقد تقدم تخريجه في ((العرف الوردي)) رقم ( 256)
(2) - طبعة الدكتور رشاد سالم , وفي طبعة دار الكتب العلمية (4\327)
(3) - تقدم تخريجه في ((العرف)) رقم (10)
(4) - تقدم تخريجه في ((العرف)) رقم (7)
(5) - تقدم تخريجه في ((العرف)) رقم (5)(1/172)
إن ابني هذا سيد, كما سماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم, يشبهه في الخلق , ولا يشبهه في الخلق, يملأ الأرض قسطا ))(1)
وهذه الأحاديث غلط فيها طوائف, طائفة أنكروها, واحتجوا بحديث ابن ماجة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
)) لا مهدي إلا عيسى بن مريم ))
وهذا الحديث ضعيف, وقد اعتمد أبو محمد بن الوليد البغدادي, وغيره عليه, وليس مما يعتمد عليه, ورواه ابن ماجة عن يونس عن الشافعي , والشافعي رواه عن رجل من أهل اليمن, يقال له : محمد ابن خالد الجندي, وهو ممن لا يحتج به, وليس هذا في ((مسند الشافعي)) , وقد قيل إن الشافعي لم يسمعه, وأن يونس لم يسمعه من الشافعي
__________
(1) - تقدم تخريجه في ((العرف)) رقم (15)(1/173)
الثاني:أن الإثنى عشرية الذين أدعوا أن هذا هو مهديهم, مهديهم اسمه محمد بن الحسن, والمهدي المنعوت الذي وصفه النبي - صلى الله عليه وسلم - اسمه محمد بن عبد الله, ولهذا حذفت طائفة ذكر الأب من لفظ الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى لا يناقض ما كذبت, وطائفة حرفته, فقالت: جده الحسين, وكنيته أبو عبد الله, فمعناه محمد بن أبي عبد الله, وجعلت الكنية اسما, وممن سلك هذا (ابن طلحة)(1)في كتابه الذي سماه : ((غاية السول في مناقب الرسول)), ومن أدنى نظر يعرف أن هذا تحريف صريح, وكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فهل يفهم أحد من قوله : (( يواطىء اسمه اسمي, واسم أبيه اسم أبي )) إلا أن اسم أبيه عبد الله , وهل يدل هذا اللفظ على أن جده كنيته أبو عبد الله, ثم أي تمييز يحصل له بهذا, فكم من ولد الحسين من اسمه محمد, وكل هؤلاء يقال في أجدادهم محمد بن أبي عبد الله, كما قيل في هذا, وكيف يعدل من يريد البيان إلى من اسمه محمد بن الحسن, فيقول اسمه محمد بن عبدالله , ويعنى بذلك أن جده أبو عبد الله, وهذا كان تعريفه بأنه محمد بن الحسن, أو ابن أبي الحسن, لأن جده علي, كنيته أبو الحسن أحسن من هذا وأبين لمن يريد الهدى والبيان, وأيضا فإن المهدي المنعوت من ولد الحسن بن
__________
(1) - هو الكمال محمد بن طلحة بن محمد كمال الدين أبو سالم القرشي العدوي النصيبي الشافعي المفتي الرحال مصنف كتاب (( العقد الفريد)) وأحد الصدور والرؤساء المعظمين,ولد سنة 582هـ وتفقه فبرع في الفقه والأصول والخلاف وترسل عن الملوك وساد وتقدم وحدث ببلاد كثيرة وفي سنة 648هـ كتب تقليده بالوزارة فاعتذر وتنصل فلم يقبل منه فتولاها يومين ثم انسل خفية وترك الأموال والموجود ولبس ثوبا قطنيا وذهب فلم يدر أين ذهب, وقد نسب إلى الاشتغال بعلم الحروف و الأوفاق, وأنه يستخرج أشياء من المغيبات, توفي حلب سنة653 هـ , وكتابه المشار إليه طبع في إيران باسم ((مطالب السؤل))(1/174)
علي, لا من ولد الحسين,كما تقدم لفظ حديث علي - رضي الله عنه -
الثالث: أن طوائف ادعى كل منهم أن المهدي المبشر به, مثل مهدي القرامطة الباطنية, الذي أقام دعوتهم بالمغرب, وهو من ولد ميمون القداح, و أدعوا أن ميمونا هذا هو من ولد محمد بن إسماعيل, وإلى ذلك انتسب الإسماعيلية, وهم ملاحدة في الباطن, خارجون عن جميع الملل, أكفر من الغالية كالنصيرية, ومذهبهم مركب من مذهب المجوس, والصابئة, و الفلاسفة, مع إظهار التشيع, وجدهم رجل يهودي, كان ربيبا لرجل مجوسي, وقد كانت لهم دولة وأتباع, وقد صنف العلماء كتبا في كشف أسرارهم, وهناك أستارهم, مثل كتاب القاضي أبي بكر الباقلاني, والقاضي عبد الجبار الهمداني, وكتاب الغزالي, ونحوهم
وممن ادعى أنه المهدي ابن التومرت, الذي خرج أيضا بالمغرب, وسمى أصحابه الموحدين, وكان يقال له في خطبهم: الإمام المعصوم, والمهدي المعصوم, الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا, كما ملئت جورا و ظلما ))
وهذا ادعى أنه من ولد الحسن, دون الحسين, فإنه لم يكن رافضيا, وكان له من الخبرة بالحديث ما ادعى به دعوى تطابق الحديث, وقد علم بالاضطرار أنه ليس هو الذي ذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - , مثل عدة آخرين ادعوا ذلك, منهم من قتل, ومنهم من ادعى ذلك فيه أصحابه, وهؤلاء كثيرون لا يحصى عددهم إلا الله, وربما حصل بأحدهم نفع لقوم, وإن حصل به ضرر لآخرين, كما حصل بمهدي المغرب انتفع به طوائف, وتضرر به طوائف, وكان فيه ما يحمد, وإن كان فيه ما يذم, وبكل حال فهو وأمثاله خير من مهدي الرافضة, الذي ليس له عين ولا أثر, ولا يعرف له حس ولا خبر, لم ينتفع به أحد لا في الدنيا ولا في الدين,بل حصل باعتقاد وجوده من الشر والفساد مالا يحصيه إلا رب العباد(1/175)
وأعرف في زماننا غير واحد من المشايخ الذين فيهم زهد وعبادة, يظن كل منهم أنه (المهدي), وربما يخاطب أحدهم بذلك مرات متعددة, ويكون المخاطب له بذلك الشيطان, وهو يظن أنه خطاب من قبل الله, ويكون أحدهم اسمه أحمد بن إبراهيم, فيقال له محمد, وأحمد سواء, وإبراهيم الخليل هو جد رسول الله النبي - صلى الله عليه وسلم - , وأبوك إبراهيم, فقد واطأ اسمك اسمه, واسم أبيك اسم أبيه, ومع هذا فهؤلاء مع ما وقع لهم من الجهل والغلط,كانوا خيرا من منتظر الرافضة, ويحصل بهم من النفع مالا يحصل بمنتظر الرافضة, ولم يحصل بهم من الضرر ما حصل بمنتظر الرافضة, بل ما حصل بمنتظر الرافضة من الضرر أكثر منه .
فصل
? قال الرافضي: الثاني: أنا قد بينا أنه يجب في كل زمان إمام معصوم, ولا معصوم غير هؤلاء إجماعا
والجواب من وجوه:
أحدها: منع المقدمة الأولى كما تقدم
والثاني: منع طوائف لهم المقدمة الثانية(1/176)
الثالث:أن هذا المعصوم الذي يدعونه في وقت ما له مُذْ وُلِدَ عندهم أكثر من أربعمائة وخمسين سنة, فإنه دخل السرداب عندهم سنة ستين ومائتين, وله خمس سنين عند بعضهم, وأقل من ذلك عند آخرين, ولم يظهر عنه شيء مما يفعله أقل الناس تأثيرا, مما يفعله آحاد الولاة والقضاة والعلماء, فضلا عما يفعله الإمام المعصوم,فأي منفعة للوجود في مثل هذا, لو كان موجودا, فكيف إذا كان معدوما, والذين آمنوا بهذا المعصوم أي لطف, وأي منفعة حصلت لهم به نفسه في دينهم أو دنياهم, وهل هذا إلا أفسد مما يدعيه كثير من العامة, في القطب, والغوث, ونحو ذلك من أسماء يعظمون مسماها, ويدعون في مسماها ما هو أعظم من رتبة النبوة,من غير تعيين لشخص معين, يمكن أن ينتفع به الانتفاع المذكور في مسمى هذه الأسماء, وكما يدعى كثير منهم حياة الخضر, مع أنهم لم يستفيدوا بهذا الدعوى منفعة لا في دينهم ولا في دنياهم, وإنما غاية من يدعى ذلك أن يدعى جريان بعض ما يقدره الله على أيدي مثل هؤلاء, وهذا مع أنه لا حاجة لهم به فلا حاجة بهم إلى معرفته, ولم ينتفعوا بذلك لو كان حقا فكيف إذا كان ما يدعونه باطل, ومن هؤلاء من يتمثل له الجنى في صورة, ويقول: أنا الخضر, ويكون كاذبا, وكذلك الذين يذكرون رجال الغيب ورؤيتهم إنما رأوا الجن, وهم رجال غائبون, وقد يظنون أنهم إنس, وهذا قد بيناه في مواضع تطول حكايتها, مما تواتر عندنا, وهذا الذي تدعيه الرافضة إنما مفقود عندهم, وإما معدوم عند العقلاء, وعلى التقديرين فلا منفعة لأحد به, لا في دين, ولا في دنيا, فمن علق به دينه بالمجهولات التي لا يعلم ثبوتها كان ضالا في دينه, لأن ما علق به دينه لم يعلم صحته, ولم يحصل له به منفعة, فهل يفعل مثل هذا إلا جاهل, لكن الذين يعتقدون حياة الخضر لا يقولون : إنه يجب على الناس طاعته, مع أن الخضر كان حيا موجودا.اهـ
الضميمة الثانية(1/177)
مبحث من كتاب (( المنار المنيف )) لشيخ الإسلام العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله
وقال تلميذه شيخ الإسلام الحافظ العلامة شمس الدين ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه ((المنار المنيف في الصحيح والضعيف))(ص 129)
فصل
? وسئلت عن حديث (( لا مهدي إلا عيسى ابن مريم )) , فكيف يأتلف هذا مع أحاديث المهدي وخروجه ؟ , وما وجه الجمع بينهما ؟ ,وهل في (المهدي) حديث أم لا ؟
? فأما حديث (( لا مهدي إلا عيسى ابن مريم )) فرواه ابن ماجة في ((سننه)) عن يونس بن عبد الأعلى, عن الشافعي, عن محمد بن خالد الجندي, عن أبان بن صالح, عن الحسن, عن أنس بن مالك, عن النبي - صلى الله عليه وسلم - , وهو مما تفرد به محمد بن خالد
قال (أبو الحسين محمد بن الحسين الآبري)(1)في كتاب ((مناقب الشافعي)) : محمد بن خالد هذا غير معروف عند أهل الصناعة, من أهل العلم والنقل, وقد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذكر المهدي, وأنه من أهل بيته, وأنه يملك سبع سنين, وأنه يؤم الأرض عدلا , وأن عيسى يخرج فيساعده على قتل الدجال, وأنه يؤم هذه الأمة, ويصلي عيسى خلفه
وقال البيهقي:تفرد به محمد بن خالد هذا, وقد قال الحاكم أبو عبد الله: هو مجهول, وقد اختلف عليه في إسناده, فروي عنه عن أبان ابن أبي عياش عن الحسن مرسلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال:فرجع الحديث إلى رواية محمد بن خالد, وهو مجهول, عن أبان بن أبي عياش, وهو متروك, عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - , وهو منقطع, والأحاديث على خروج المهدي أصح إسنادا
__________
(1) – تقدمت ترجمته في ((العرف)) ص 72(1/178)
قلت: كحديث عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم, حتى يبعث رجلا مني, أو من أهل بيتي, يواطىء اسمه اسمي, واسم أبيه اسم أبي, يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ))(1), رواه أبو داود والترمذي ,وقال حديث حسن صحيح, قال: وفي الباب عن علي, وأبي سعيد, وأم سلمة, و أبي هريرة, ثم روى حديث أبي هريرة وقال:حسن صحيح. انتهى
وفي الباب عن حذيفة بن اليمان, وأبي أمامة الباهلي, وعبد الرحمن بن عوف, وعبد الله بن عمرو بن العاص, وثوبان, وأنس بن مالك, وجابر, وابن عباس, وغيرهم
وفي سنن أبي داود عن علي - رضي الله عنه - : (( أنه نظر إلى ابنه الحسن فقال: إن ابني هذا سيد كما سماه النبي - صلى الله عليه وسلم - , وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم, ويشبهه في الخلق, ولا يشبهه في الخلق,يملأ الأرض عدلا ))(2)
وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال:قال رسول الله - رضي الله عنه - :(( المهدي مني أجلى الجبهة, أقنى الأنف,يملأ الأرض قسطا وعدلا ,كما ملئت جورا وظلما, يملك سبع سنين))(3)
رواه أبو داود بإسناد جيد من حديث عمران بن داور العمي القطان, عن قتادة, عن أبي نضرة, عن أبي سعيد, وروى الترمذي نحوه من وجه آخر عن أبي الصديق الناجي عنه
__________
(1) - تقدم تخريجه في (( العرف )) رقم(10)
(2) - تقدم تخريجه في((العرف)) رقم(15)
(3) - تقدم تخريجه في((العرف)) رقم (5)(1/179)
وروى أبو داود من حديث صالح بن أبي مريم أبي الخليل الضبعي, عن صاحب له, عن أم سلمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( يكون اختلاف عند موت خليفة, فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة, فيأتيه ناس من أهل مكة, فيخرجونه وهو كاره, فيبايعونه بين الركن والمقام, ويبعث إليه بعث من الشام, فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة, فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام, و عصائب أهل العراق فيبايعونه, ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب, فيبعث إليهم بعثا, فيظهرون عليهم, وذلك بعث كلب, والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب, فيقسم المال, ويعمل في الناس بسنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - , ويلقي الإسلام بجرانه في الأرض, فيلبث سبع سنين, ثم يتوفى ويصلى عليه المسلمون, وفي رواية : فيلبث تسع سنين ))(1)
ورواه الإمام أحمد باللفظين , ورواه أبو داود من وجه آخر عن قتادة, عن أبي الخليل, عن عبد الله بن الحارث, عن أم سلمة نحوه , ورواه أبو يعلى الموصلي في ((مسنده)) من حديث قتادة, عن صالح أبي الخليل, عن صاحب له , وربما قال : صالح, عن مجاهد, عن أم سلمة, والحديث حسن, ومثله مما يجوز أن يقال فيه: صحيح
وقال ابن ماجة في ((سننه)): حدثنا حرملة بن يحيى المصري, وإبراهيم بن سعيد الجوهري, قالا حدثنا أبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني, حدثنا ابن لهيعة, عن أبي زرعة عمرو بن جابر الحضرمي, عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( يخرج ناس من أهل المشرق, فيوطؤون للمهدي يعني سلطانه))(2)
__________
(1) - تقدم تخريجه في((العرف)) رقم (16)
(2) - تقدم تخريجه في((العرف)) رقم (24)(1/180)
وذكر أبو نعيم في كتاب (المهدي) من حديث حذيفة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لبعث الله فيه رجلا اسمه اسمي, وخلقه خلقي, يكنى: أبا عبد الله))(1)
ولكن في إسناده العباس بن بكار, لا يحتج بحديثه, قد تقدم هذا المتن من حديث ابن مسعود, وأبي هريرة, وهما صحيحان
وقد قالت أم سلمة : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((المهدي من عترتي, من ولد فاطمة))(2)
رواه أبو داود, وابن ماجة , وفي إسناده زياد بن بيان, وثقة ابن حبان, وقال ابن معين: ليس به بأس, وقال البخاري: في إسناد حديثه نظر
وقال أبو نعيم : حدثنا خلف بن أحمد بن العباس الرامهرمزي في كتابه, حدثنا همام بن أحمد بن أيوب, حدثنا طالوت بن عباد, حدثنا سويد بن إبراهيم, عن محمود بن عمر, عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف, عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( ليبعثن الله من عترتي رجلا أفرق الثنايا, أجلى الجبهة, يملأ الأرض عدلا, يفيض المال في زمنه فيضا ))(3)
ولكن طالوت وشيخه ضعيفان, والحديث ذكرناه للشواهد
وقال يحيى بن عبد الحميد الحماني في ((مسنده)): حدثنا قيس بن الربيع, عن أبي حصين, عن أبي صالح, عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي, يفتح القسطنطينية وجبل الديلم, ولو لم يبق إلا يوم طول الله ذلك اليوم حتى يفتحها))(4)
يحيى بن عبد الحميد وثقه ابن معين وغيره, وتكلم فيه أحمد
__________
(1) - تقدم تخريجه في(( العرف)) رقم (53)
(2) - تقدم تخريجه في(( العرف)) رقم (7)
(3) - تقدم تخريجه في(( العرف)) رقم (52)
(4) - تقدم تخريجه في(( العرف)) رقم (62)(1/181)
وقال أبو نعيم : حدثنا أبو الفرج الأصبهاني, حدثنا أحمد بن الحسين, حدثنا أبو جعفر بن طارق, عن الجيد بن نظيف, عن أبي نضرة, عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - رضي الله عنه - : ((منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه ))(1)
وهذا إسناد لا تقوم به حجة, ولكن في ((صحيح ابن حبان)) من حديث عطية بن عامر نحوه
وقال الحارث بن أبي أسامة في ((مسنده)), حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم, حدثنا إبراهيم بن عقيل, عن أبيه, عن وهب بن منبه, عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي: تعال, صل بنا, فيقول: لا , إن بعضهم أمير بعض, تكرمة الله لهذه الأمة ))(2)
وهذا إسناد جيد
وقال الطبراني:حدثنا محمد بن زكريا [ الغلابي ](3), حدثنا العباس بن بكار, حدثنا عبد الله بن زياد, عن الأعمش, عن زر بن حبيش, عن حذيفة - رضي الله عنه - قال:
(( خطبنا النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر ما هو كائن, ثم قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم, حتى يبعث رجلا من ولدي,اسمه اسمي )) ولكن هذا إسناد ضعيف(4)
وهذه الأحاديث أربعة أقسام: صحاح, وحسان, وغرائب, وموضوعة
وقد اختلف الناس في (المهدي) على أربعة أقوال:
__________
(1) - تقدم تخريجه في(( العرف)) رقم (64)
(2) - تقدم تخريجه في(( العرف )) رقم (65 )
(3) - في المطبوع (الهلالي) والتصويب من (البيان)الكنجي(ص90 رقم35) وقد أورد الحديث من طريق أبى نعيم عن محمد بن زكرياء
(4) - الحديث أخرجه أبو نعيم في أربعينه(6) و الكنجي من طريقه,وفي سنده محمد بن زكرياء الغلابي والعباس بن بكار قال الدراقطني في الأول :يضع الحديث وفي الثاني: كذاب(1/182)
أحدها: أنه المسيح ابن مريم, وهو المهدي على الحقيقة, واحتج أصحاب هذا بحديث محمد بن خالد الجندي المتقدم, وقد بينا حاله, وأنه لا يصح, ولو صح لم يكن فيه حجة, لأن عيسى أعظم مهدي بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين الساعة, وقد دلت السنة الصحيحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - على نزوله على المنارة البيضاء, شرقي دمشق, وحكمه بكتاب الله, وقتله اليهود والنصارى, ووضعه الجزية, وإهلاك أهل الملل في زمانه, فيصح أن يقال:لا مهدي في الحقيقة سواه, وإن كان غيره مهديا, كما يقال: لا علم إلا ما نفع, ولا مال إلا ما وقي وجه صاحبه, وكما يصح أن يقال: إنما المهدي عيسى ابن مريم, يعني المهدي الكامل المعصوم
? القول الثاني:أنه المهدي الذي ولي من بني العباس, وقد انتهى زمانه, واحتج أصحاب هذا القول,بما رواه أحمد في ((مسنده)): حدثنا وكيع, عن شريك, عن علي بن زيد, عن أبي قلابة, عن ثوبان - رضي الله عنه - قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
((إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان, فائتوها ولو حبوا على الثلج, فإنه فيها خليفة الله المهدي ))(1)
وعلي بن زيد قد روى له مسلم متابعة, ولكن هو ضعيف, وله مناكير تفرد بها, فلا يحتج بما ينفرد به
وروى ابن ماجة من حديث الثوري, عن خالد, عن أبي قلابة, عن أبي أسماء, عن ثوبان - رضي الله عنه - ,عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه, وتابعه عبد العزيز بن المختار, عن خالد
__________
(1) - تقدم تخريجه في ((العرف)) رقم (57)(1/183)
وفي ((سنن ابن ماجة)) عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: (( بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ أقبل فتية من بني هاشم, فلما رآهم النبي - صلى الله عليه وسلم - اغرورقت عيناه, وتغير لونه, فقلت: ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه؟ ,قال:إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا, وإن أهل بيتي سيلقون بلاء وتشريدا و تطريدا, حتى يأتي قوم من أهل المشرق, ومعهم رايات سود, يسألون الحق فلا يعطونه, فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا فلايقبلونه,حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي, فيملؤها قسطا كما ملئت جورا, فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم, ولو حبوا على الثلج ))(1)
وفي إسناده يزيد بن أبي زياد, وهو سيء الحفظ, اختلط في آخر عمره, وكان يقلد الفلوس, وهذا و الذي قبله لو صح لم يكن فيه دليل على أن المهدي الذي تولى من بني العباس هو المهدي الذي يخرج في آخر الزمان, بل هو مهدي من جملة المهديين, وعمر بن عبد العزيز كان مهديا, بل هو أولى باسم المهدي منه, وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ))(2), وقد ذهب الإمام أحمد في إحدى الروايتين عنه وغيره إلى أن عمر بن عبد العزيز منهم, ولا ريب أنه كان راشدا مهديا, ولكن ليس (بالمهدي) الذي يخرج في آخر الزمان, فالمهدي في جانب الخير والرشد كالدجال في جانب الشر و الضلال, وكما أن بين يدي الدجال الأكبر صاحب الخوارق دجالين كذابين, فكذلك بين يدي المهدي الأكبر مهديون راشدون
__________
(1) - تقدم تخريجه في ((العرف)) رقم(22)
(2) - حديث صحيح اخرجه أبوداود (4607) والترمذي (2676) وابن ماجة (42) من حديث العرباض بن سارية ((صحيح الجامع))(4369)(1/184)
? القول الثالث: أنه رجل من أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ,من ولد الحسن بن علي, يخرج في آخر الزمان, وقد امتلأت الأرض جورا وظلما, فيملأها قسطا وعدلا, وأكثر الأحاديث على هذا تدل, وفي كونه من ولد الحسن سر لطيف, وهو أن الحسن رضي الله تعالى عنه ترك الخلافة لله, فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة الحق, المتضمن للعدل الذي يملأ الأرض, وهذه سنة الله في عباده, أنه من ترك لأجله شيئا أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه, وهذا بخلاف الحسين - رضي الله عنه - فإنه حرص عليها, وقاتل عليها فلم يظفر بها, والله أعلم
وقد روى أبو نعيم من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( يخرج رجل من أهل بيتي يعمل بسنتي, وينزل الله له البركة من السماء, وتخرج له الأرض بركتها, ويملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما, ويعمل على هذه الأمة سبع سنني, وينزل بيت المقدس))(1)
وروى أيضا من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: (( خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكر الدجال, وقال: فتنفي المدينة الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد, ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص, فقالت أم شريك: فأين العرب يا رسول الله يومئذ؟ , فقال: هم يومئذ قليل, وجلهم ببيت المقدس, وإمامهم المهدي, رجل صالح ))(2)
وروى أيضا من حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :(( لن تهلك أمة أنا في أولها, و عيسى ابن مريم في آخرها, والمهدي في وسطها ))(3)
وهذه الأحاديث وإن كان في إسنادها بعض الضعف والغرابة, فهي مما يقوي بعضها بعضا, ويشد بعضها ببعض, فهذه أقوال أهل السنة
__________
(1) - تقدم تخريجه في ((العرف)) رقم(42)
(2) - تقدم تخريجه في ((العرف)) رقم(71)
(3) - تقدم تخريجه في ((العرف)) رقم(66)(1/185)
? وأما الرافضة الإمامية فلهم قول رابع: وهو أن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري المنتظر, من ولد الحسين بن علي, لا من ولد الحسن, الحاضر في الأمصار, الغائب عن الأبصار, الذي يورث العصا, ويختم الفضا, دخل سرداب سامراء طفلا صغيرا من أكثر من خمس مئة سنة, فلم تره بعد ذلك عين, ولم يحس فيه بخبر, ولا أثر, وهم ينتظرونه كل يوم, يقفون بالخيل على باب السرداب, ويصيحون به أن يخرج إليهم, أخرج يا مولانا, اخرج يا مولانا, ثم يرجعون بالخيبة والحرمان, فهذا دأبهم ودأبه, ولقد أحسن من قال:
ما آن للسرداب أن يلد الذي *** كلمتموه بجهلكم ما آنا
فعلى عقولكم العفاء فإنكم *** ثلثتم العنقاء والغيلانا
ولقد أصبح هؤلاء عارا على بني آدم, وضحكة يسخر منها كل عاقل
? أما مهدي المغاربة محمد بن تومرت, فإنه رجل كذاب, ظالم متغلب بالباطل, ملك بالظلم و التغلب والتحيل, فقتل النفوس, وأباح حريم المسلمين, وسبى ذراريهم, وأخذ أموالهم, وكان شرا على الملة من الحجاج بن يوسف بكثير, وكان يودع بطن الأرض في القبور جماعة من أصحابه أحياء يأمرهم أن يقولوا للناس إنه المهدي الذي بشر به النبي - صلى الله عليه وسلم - , ثم يردم عليهم ليلا, لئلا يكذبوه بعد ذلك, وسمى أصحابه الجهمية الموحدين, نفاة صفات الرب وكلامه وعلوه على خلقه, واستوائه على عرشه, و رؤية المؤمنين له بالأبصار يوم القيامة, واستباح قتل من خالفهم من أهل العلم والإيمان, وتسمى بالمهدي المعصوم(1/186)
? ثم خرج المهدي الملحد عبيد الله بن ميمون القداح, وكان جده يهوديا من بيت مجوسي, فانتسب بالكذب والزور إلى أهل البيت, وادعى أنه المهدي الذي بشر به النبي - صلى الله عليه وسلم - , وملك وتغلب و إستفحل أمره, إلى أن استولت ذريته الملاحدة المنافقون الذين كانوا أعظم الناس عداوة لله ولرسوله على بلاد المغرب, ومصر, والحجاز, والشام, واشتدت غربة الإسلامو ومحنته ومصيبته بهم, وكانوا يدعون الإلهية, ويدعون أن للشريعة باطنا يخالف ظاهرها, وهم ملوك القرامطة, الباطنية أعداء الدين فتستروا بالرفض والانتساب كذبا إلى أهل البيت,ودانوا بدين أهل الإلحاد وروجوه,ولم يزل أمرهم ظاهرا إلى أن أنقذ الله الأمة منهم, ونصر الإسلام بصلاح الدين يوسف بن أيوب, فاستنقذ الملة الإسلامية منهم, وأبادهم, وعادت مصر دار إسلام بعد أن كانت دار نفاق وإلحاد في زمنهم
? والمقصود أن هؤلاء لهم مهدي, وأتباع ابن تومرت لهم مهدي, والرافضة الإثني عشرية لهم مهدي, فكل هذه الفرق تدعي في مهديها الظلوم الغشوم, والمستحيل المعدوم, أنه الإمام المعصوم و المهدي المعلوم الذي بشر به النبي - صلى الله عليه وسلم - , وأخبر بخروجه, وهي تنتظره كما تنتظر اليهود القائم الذي يخرج في آخر الزمان, فتعلو به كلمتهم, ويقوم به دينهم, وينصرون به على جميع الأمم, والنصارى تنتظر المسيح يأتي قبل يوم القيامة, فيقيم دين النصرانية, ويبطل سائر الأديان, وفي عقيدتهم نزع المسيح الذي هو إله حق, من إله حق, من جوهر أبيه, الذي نزل طامينا, إلى أن قالوا: وهو مستعد للمجيء قبل يوم القيامة(1/187)
? فالملل الثلاث تنتظر إماما قائما, يقوم في آخر الزمان, ومنتظر اليهود الدجال, الذي يتبعه من يهود أصبهان سبعون ألفا, وفي ((المسند)) مرفوعا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : ((أكثر أتباع الدجال اليهود والنساء))والنصارى تنتظر المسيح عيسى ابن مريم, ولا ريب في نزوله, ولكن إذا نزل كسر الصليب, وقتل الخنزير, وأباد الملل كلها سوى ملة الإسلام, وهذا معنى الحديث ((لا مهدي إلا عيسى ابن مريم ))
والله أعلم بالصواب, وإليه المرجع والمآب, وصلى الله وسلم
على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم
مدة ذكر الذاكرين,وسهو الغافلين
والحمد لله رب
العالمين
تم
الضميمة الثالثة
ثبت الكتب المصنفة في موضوع ( المهدي المنتظر ) وأحواله وأخباره
? بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد : فهذا ثبت في ذكر أسماء الكتب والمصنفات التي ألفها أهل السنة و الجماعة, و من انتسب إليهم في موضوع ((المهدي الفاطمي المنتظر)), وقد رتبتها على حسب وفيات أصحابها والله الموفق:
1- (( الأحاديث الواردة في المهدي)) للحافظ (أبى بكر بن أبى خيثمة النسائي), المتوفى سنة 279 هـ, قال السهيلي في (( الروض الأنف))(1\280): الأحاديث الواردة في أمر المهدي, وقد جمعها أبو بكر بن أبى خيثمة فأكثر .اهـ(1/188)
2- كتاب ((ذكر المهدي ونعوته و حقيقة مخرجه وثبوته)) , للحافظ أبى نعيم الأصبهاني المتوفى سنة 430هـ, وذكر (ابن طاووس) الشيعي الرافضي المتوفى سنة 664 هـ في كتابه ((الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف )) (ص179) أنه في نحو ست وعشرين ورقة ,ثم سرد في(ص183)أبوابه وعناوينه وهي كالتالي: روى في أوله (49) حديثا تتضمن البشارة بالمهدي وانه من ولد فاطمة وانه يملا الأرض عدلا, وأنه لابد من ظهوره, ثم ذكر المهدي ونعوته وخروجه وثبوته ,وروى فيه (42) حديثا , ثم إعلام النبي - صلى الله عليه وسلم - أن المهدي سيد من سادات الجنة , وروى فيه (3) أحاديث , ثم ذكر جيشه وصورته, وطول مدته وأيامه, وروى فيه (11) حديثا ,ثم ...بالعدل وفي وبالمال سخي يحثوه حثوا ولا يعده عدا وروى فيه (9) أحاديث , ثم البيان عن الروايات الدالة على خ روج المهدي وظهوره وروى فيه (4) أحاديث , ثم البيان في أن توطئة أمر المهدي وخلافته وجيشه من قبل المشرق وروى فيه حديثين
ثم ذكر القرية التي يكون منها خروج المهدي وروى فيه حديثين , ثم ذكر بيان أن من تكرمة الله لهذه الأمة أن عيسى بن مريم - صلى الله عليه وسلم - يصلي خلف المهدي وروى فيه (8) أحاديث , ذكر ما ينزل الله عز وجل من الخسف و النكال على الجيش الذين يرمون الحرم تكرمة للمهدي وروى فيه (5) أحاديث , ثم ذكر المهدي وانه من ولد الحسين وذكر كنيته وموته حين يبعث وذكر فيه (9) أحاديث , ثم ذكر فتح المهدي المدينة الرومية ورد ما سبي من بني إسرائيل إلى بيت المقدس وروى فيه (5) أحاديث , ثم ما يكون في زمان المهدي من الخصب والأمن والعدل وروى فيه (7) أحاديث , فجملة الأحاديث المذكورة في كتاب ذكر المهدي ونعوته وحقيقة مخرجه وثبوته المختصة بهذا المعنى المقدم ذكرها (156) حديثا .اهـ
وقد أكثر من النقل عنه مع إيراد أسانيده الشيخ المحدث الكنجي في كتابه ((البيان في أخبار صاحب الزمان)), وسماه : ((مناقب المهدي))(1/189)
3- (( الأربعون حديثا في المهدي)) للحافظ أبي نعيم الاصبهاني, وهو الذي لخصه الحافظ السيوطي في كتابه ((العرف الوردي في أخبار المهدي)), وذكر الشيخ أبو الحسن علي بن الحسن الإربلي الشيعي في كتابه (( كشف الغمة في معرفة الأئمة))(3\267): أنه وقع له أربعون حديثا جمعها الحافظ أحمد بن عبد الله رحمه الله في أمر المهدي, ثم أوردها محذوفة الأسانيد
4- (( جزء في المهدي)) للحافظ أبى الحسين ابن المنادى الحنبلي المتوفى سنة 336 هـ ,ذكره الحافظ (ابن حجر) في (فتح الباري) (عند شرح الحديث رقم:5944)
5- (( قصيدة في المهدي)) ويليها فصل في مولده, ونسبه, ومسكنه, وما يكون من أمره, للشيخ محمد بن علي بن العربي الطائي, شيخ أهل الوحدة المطلقة, وهي مطبوعة في أول ((ديوانه))
6- (( البيان في أخبار صاحب الزمان )) للشيخ أبى عبد الله محمد بن يوسف الكنجي الشافعي المتوفى مقتولا على الرفض سنة 658هـ, وهو ذو نزعة شيعية, وذلك يظهر من تسمية كتابه, ((فصاحب الزمان)) مما تسمي به الشيعة الرافضة مهديهم المنتظر, وقد صنفه للصاحب تاج الدين محمد بن نصر بن الصلايا العلوي الحسيني, وهو كتاب يروي فيه الأحاديث بأسانيده, طبع في مطبعة النعمان بالنجف 1960 بتحقيق محمد مهدي الخرسان, ثم في شركة الكتبي ببيروت 1993بتحقيق الشيخ محمد هادي الأميني
7- (( عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر)) لبدر الدين يوسف بن يحيى الشافعي المشهور بالزكي أو ابن الزكي المتوفى سنة685 هـ , وهو مطبوع في مكتبة الخانجي بتحقيق عبدالفتاح الحلو ثم مصورا بدار الكتب العلمية
8- (( كتاب في أخبار المهدي)) للشيخ بدر الدين الحسن بن محمد القرشي المطلبي النابلسي الحنبلي المتوفى سنة 772هـ , قال الحافظ ابن حجر في ((الدرر الكامنة))(2\143\1556): رأيت بخطه كتابا جمعه في أخبار المهدي الذي يخرج في آخر الزمان تعب فيه.اهـ(1/190)
9- (( جزء في ذكر المهدي)) للحافظ عماد الدين ابن كثير الدمشقي المتوفى سنة 774هـ,ذكره في كتابه ((النهاية في الفتن والملاحم))(ص26) فقال: أفردت في ذكر (المهدي) جزءا على حدة .اهـ
10- (( فصل في أمر الفاطمي وما يذهب الناس إليه في شأنه)) للمؤرخ عبدالرحمن بن خلدون المتوفى سنة 808هـ, وهو فصل كبير في الكلام على أحاديث (المهدي) وهو من فصول مقدمة تاريخه (( العبر وديوان المبتدأ والخبر )), وذهب فيه إلى إنكار خروجه, قال صاحب ((عون المعبود))(6\243): قد بالغ الإمام المؤرخ عبد الرحمن بن خلدون المغربي في تاريخه في تضعيف أحاديث (المهدي) كلها فلم يصب بل أخطأ.اهـ وقد رد عليه ردا بليغا الشيخ أحمد بن الصديق الغماري في كتاب سماه: (( إبراز الوهم المكنون)) يأتي ذكره
11- (( تأليف يتعلق بالمهدي)) للحافظ أبي زرعة العراقي المتوفى سنة 826هـ, ذكره ابن فهد الفاسي في كتابه ((ذيل التقييد))(1\335)
12- (( العرف الوردي في أخبار المهدي)) للحافظ جلال الدين السيوطي, وقد طبع ضمن ((الحاوي للفتاوي)), وهو كتابنا المحقق هذا
13- (( تلخيص البيان في علامات مهدي آخر الزمان)) للشيخ أحمد بن سليمان الرومي الحنفي المشهور بابن كمال باشا المتوفى سنة 940 هـ
14- (( القول المختصر في علامات المهدي المنتظر)) للفقيه ابن حجر الهيثمي الشافعي المكي المتوفى سنة 973 هـ واختصره حفيده رضي الدين بن عبدالرحمن بن أحمد الهيثمي المتوفىسنة1014 هـ
وله أيضا فتوى طويلة في نحو (6) صفحات من القطع الكبير, وهي ضمن كتابه ((الفتاوى الحديثية))(ص37), رد فيها على طائفة المتمهدي الجونفوري, الذي ظهر بالهند سنة 905هـ
15- (( تلخيص البيان في أخبار مهدي الزمان)) للشيخ العلامة علي بن حسام المتقي الهندي صاحب كتاب ((كنز العمال)) المتوفى سنة 975 هـ, طبع بدار التبليغ الإسلامي بقم بإيران 1981(1/191)
16- (( البرهان في علامات مهدي آخر الزمان)) له أيضا, طبع في دار الصحابة وبمنشورات شركة الرضوان بطهران1979 بتحقيق: علي اكبر الغفاري , وفي دار الغد الجديد المنصورة 1424هـ بتحقيق أحمد علي سليمان
17- وله (( رسالة)) فارسية في المهدي مرتبة على أربعة أبواب ذكره صاحب كشف الظنون(1\894)
18- (( الرد على من حكم وقضى بأن المهدي الموعود جاء ومضى)) للشيخ العلامة علي بن سلطان القاري الحنفي المتوفى1014 هـ
19- و(( المشرب الوردي في مذهب المهدي)) للقاري أيضا, طبع في مطبعة محمد شاهين سنة 1278هـ وقد نقل منها الشيخ محمد بن عبد الرسول البرزنجي في كتابه ((الإشاعة لأشراط الساعة)) فصلا طويلا,وقد ألفها القاري ردا على بعض الحنفية الذين زعموا أن (المهدي)سيقلد مذهب أبي حنيفة
20- (( مرآة الفكر في المهدي المنتظر))
21- و(( فرائد الفكر في المهدي المنتظر)) كلاهما للشيخ العلامة مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي المتوفى سنة 1033 هـ
22- (( تنبيه الوسنان إلى أخبار مهدي أخر الزمان)) لأحمد النوبي المتوفى سنة 1037هـ
23- (( جواب عن سؤال في المهدي)) للعلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني اليماني المتوفى سنة1182 هـ , طبع في مكتبة دار القدس باليمن 1993 بتحقيق مجاهد بن حسن المطحني , قال الأمير في آخره:.انتهى ما أردنا من جمع الأحاديث القاضية بخروج المهدي, وأنه من آل محمد - صلى الله عليه وسلم - , وأنه لم يأت تعيين زمنه إلا أنه تقدم أنه قبل خروج الدجال .اهـ
24- (( العرف الوردي في دلائل المهدي)) للشيخ وجيه الدين أبى الفضل عبدالرحمن بن مصطفى العيدروس الحضرمي اليمني نزيل مصر 1192هـ
25- (( التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح)) للعلامة محمد بن علي الشوكاني اليماني المتوفى سنة 1250 هـ
26- (( الدر المنضود في ذكر المهدي الموعود)) للعلامة صديق حسن خان القنوجي الهندي المتوفى سنة 1307هـ, وهو مخطوط(1/192)
27- (( القطر الشهدي في أوصاف المهدي)) لشهاب الدين احمد بن احمد الحلواني المصري المتوفى سنة1308 هـ وهي ((منظومة)) لامية
28- (( العطر الوردي)) وهو شرح على المنظومة السابقة طبع في بولاق سنة 1308 هـ
29- (( عقود الدرر في شأن المهدي المنتظر)) لبعضهم, مخطوط بمكتبة الحرم
30- (( الهداية الندية للامة المحمدية في فضل الذات المهدية)) للشيخ مصطفى البكري
31- (( تأليف في المهدي )) للشيخ أبي العلاء إدريس بن محمد العراقي الحسيني المغربي, ذكره الشيخ الكتاني في ((نظم المتناثر))(ص144), والشيخ عبدالله بن الصديق الغماري في مقدمة كتابه ((المهدي المنتظر))(ص7)
32- (( إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون)) أو ((ا لمرشد المبدي لفساد طعن ابن خلدون في أحاديث المهدي )) للشيخ أحمد بن محمد بن الصديق الغماري المغربي المتوفى سنة 1380هـ, طبع في مطبعة الترقي بدمشق 1347, وقد تعقب فيه كلام المؤرخ ابن خلدون الذي ضعف فيه أحاديث (المهدي)
33- (( الجواب المقنع المحرر فالرد على متن طغى وتجبر بدعوى أنه عيسى أو المهدي المنتظر)) للشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي المتوفى سنة1363 هـ, طبع في دار الشروق 1981
34- (( تنوير الرجال في ظهور المهدي والدجال)) لرشيد الرشيد, طبع في مطبعة البلاغة بحلب 1389هـ
35- (( المهدي المنتظر)) للشيخ أبى الفضل عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري المغربي, وقد طبع في دار الطباعة الحديثة بالمغرب
36- (( تحديق النظر في أخبار المهدي المنتظر)) لمحمد بن عبدالعزيز بن مانع النجدي ذكره الشيخ العباد في رده
37- (( الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي))
38- و(( عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر)) كلاهما للشيخ عبد المحسن بن حمد العباد ,طبعا بمطابع الرشيد بالمدينة المنورة 1402 هـ, وطبع الاول مأيضا في مكتبة السنة مصر 1416هـ
39- (( الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر))(1/193)
40- و(( إقامة البرهان في الرد على من أنكر خروج المهدي والدجال و نزول المسيح آخر الزمان)) طبع في مكتبة المعارف بالرياض 1985 وهو رد على مقال لعبد الكريم الخطيب, وكلاهما للشيخ حمود بن عبدالله التويجري المتوفى رحمه الله سنة 1413هـ
41- (( مختصر الأخبار المشاعة في أشراط الساعة وأخبار المهدي)) للشيخ عبدالله بن سليمان المشعل, طبع بمطابع الرياض بالسعودية 1985
42- (( سيد البشر يتحدث عن المهدي المنتظر)) لحامد محمود محمد ليمود طبع بمطبعة المدني بالقاهرة
43- (( القول الفصل في المهدي المنتظر)) لعبد الله حجاج, طبع في دار العلوم للطباعة والنشر بالقاهرة
44- (( المهدي المنتظر)) لإبراهيم مشوخي طبع بمكتبة المنار بالأردن 1983
45- (( المهدي حقيقة لا خرافة)) لمحمد بن احمد بن إسماعيل المقدم,طبع بدار الإيمان 1400, ثم هذبه وزاد فيه وسماه : ((المهدي وفقه أشراط الساعة)), طبع فيالدار العالمية الإسكندرية 1424هـ وهو كتاب قيم نفيس
46- (( المهدي المنتظر بين الحقيقة والخرافة)) لعبد القادر أحمد عطا, طبع في دار العلوم للطباعة بالقاهرة 1400
47- (( المهدي المنتظر في الميزان)) لعبد المعطي عبد المقصود, طبع في دار نشر الثقافة بالإسكندرية
48- (( حقيقة الخبر عن المهدي المنتظر)) لصلاح الدين عبدالحميد الهادي , طبع في مكتبة تاج بداير طنطا
49- (( المهدي وأشراط الساعة)) للشيخ محمد علي الصابوني ,طبع في السعودية, بشركة الشهاب بالجزائر 1990
50- (( من هو المهدي المنتظر؟)) لمحمد نور مربو بنجر المكي,طبع في مجلس إحياء كتب التراث الإسلامي بالقاهرة 1993(1/194)
51- (( الأحاديث الواردة في شأن المهدي في ميزان الجرح والتعديل)) للشيخ عبد العليم بن عبد العظيم البستوي, وهي رسالة ماجستير, طبعت في دار ابن حزم 1999 في جزئين, الأول: سماه: ((المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة و أقوال العلماء و آراء الفرق المختلفة), والثاني: سماه: ((الموسوعة في أحاديث المهدي الضعيفة والموضوعة)), وهو أجمع وأشمل ما صنف في موضوع (المهدي) إلى الآن
52- (( ثلاثة ينتظرهم العالم:الدجال والمسيح والمهدي )) لعبد اللطيف عاشور, طبع بدار القران بالقاهرة والساعي بالرياض 1986
53- (( حقيقة الخبر عن المهدي المنتظر من الكتاب والسنة)) لصلاح الدين عبدالحميد هادي,طبع بمطبعة تاج طنطا بمصر 1980
54- (( المهدي المنتظر ومن ينتظرونه)) لعبد الكريم الخطيب, طبع في دار الفكر العربي 1980 وهو ممن ينكر خروجه وقد رد عليه الشيخ التويجري
55- (( المهدي المنتظر بين العقيدة الدينية والمضمون السياسي)) لمحمد فريد حجاب, طبع بالمؤسسة الوطنية بالجزائر 1984
56- (( المهدي في الإسلام مند أقدم العصور إلى اليوم)) لسعد محمد حسن طبع بالقاهرة 1953
57- (( المهدي والمهدوية)) طبع بدار المعارف بالقاهرة 1951
58- (( المهدي والمهدوية نظرة في تاريخ العرب السياسي)) طبع بمطبعة العاني ببغداد 1957
59- (( عمر أمة الإسلام, وقرب ظهور المهدي عليه السلام)), تأليف أمين محمّد جمال الدين, طبع سنة 1996, طبع في المكتبة التوفيقية مصر 1417هـ, وفيه تكهنات وتخرصات بغير علم, وقد رد عليه الدكتور عبد الحميد هنداوي في كتاب ((الإفحام لمن زعم انقضاء عمر أمة الإسلام)
ثبت
الكتب التي ألفها الشيعة الرافضة في موضوع (المهدي المنتظر)(1/195)
1- ((كشف المخفي في مناقب المهدي)) للشيخ يحيى بن الحسن ابن البطريق الشيعي المتوفى سنة 600هـ, قال المجلسي في كتابه ((بحار الأنوار))(47\105) روى فيه مئة وعشرة أحاديث من طرق رجال الأربعة المذاهب...فمنها من ((صحيح البخاري)) ثلاثة أحاديث. ومنها من ((صحيح مسلم)) أحد عشر حديثا, ومنها من ((الجمع بين الصحيحين)) للحميدي حديثان, ومن ((الجمع بين الصحاح)) الستة لرزين بن معاوية العبدري أحد عشر حديثا, ومنها من كتاب ((فضائل الصحابة)) مما أخرجه الشيخ الحافظ عبدالعزيز العكبري من ((مسند أحمد بن حنبل)) سبعة أحاديث, ومنها من ((تفسير الثعلبي)) خمسة أحاديث, ومنها من ((غريب الحديث)) لابن قتيبة الدينوري ستة أحاديث, ومنها من كتاب ((الفردوس)) لابن شيرويه الديلمي أربعة أحاديث, ومنها من كتاب ((مسند سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام)) تأليف الحافظ أبي الحسن علي الدارقطني ستة أحاديث, ومنها من كتاب الحافظ أيضا من ((مسند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام)) ثلاثة أحاديث, ومن كتاب ((المبتدأ)) للكسائي حديثان, يشتملان أيضا على ذكر المهدي عليه السلام, وذكر خروج السفياني والدجال, ومنها من كتاب ((المصابيح)) لأبى الحسين بن مسعود الفراء خمسة أحاديث, ومنها من كتاب ((الملاحم)) لأبي الحسن أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادى أربعة وثلاثون حديثا, ومنها من كتاب الحافظ محمد بن عبدالله الحضرمي المعروف بابن مطيق ثلاثة أحاديث, ومنها من كتاب ((الرعاية لآمل الرواية)) لأبى الفتح محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الفرغاني ثلاثة أحاديث, ومنها ((خبر سطيح)) رواية الحميدي أيضا, ومنها من كتاب ((الاستيعاب)) لأبى عمر يوسف بن عبدالبر النميري حديثان ..اهـ
2- ((بشارة الأنام بظهور المهدي عليه السلام)) لمصطفى الكاظمي , طبع ببغداد 1912(1/196)
3- ((البرهان على وجود صاحب الزمان )) لمحسن الأمين العاملي,طبع بمكتبة نينوى الحديثة بطهران 1979
4- ((البرهان على صحة طول عمر صاحب الزمان)) تأليف أبى الفتح الكراجكي المتوفى سنة 449هـ
5- ((الجوابات في خروج المهدي)) للشيخ المفيد المتوفى سنة413هـ,طبع في المؤتمر العالمي للشيخ أبى عبدالله محمد بن محمد النعمان المشهور بالمفيد 1993
6- ((كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار)) لميرزا حسين النوري الطبرسي المتوفى سنة1320هـ طبع بمطبعة الخيام1980, وهو رد على القصيدة البغدادية التي تضمنت إنكار (المهدي)
7- ((المحجة فيما نزل في القائم الحجة)) لهاشم البحراني, طبع في مؤسسة الوفاء بيروت بتحقيق: محمد منير الميلاني , وهو كتاب أورد فيه بزعمه ما نزل من الآيات القرانية في (المهدي المنتظر)
8- ((تبصرة الولي فيمن رأى القائم المهدي)) له أيضا, طبع بمؤسسة المعارف الإسلامية 1991, و هو في ذكر من اجتمع بمهديهم المنتظر الغائب في السرداب زعموا!!؟
9- ((الملاحم والفتن في ظهور الغائب المنتظر)) لرضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس المتوفى سنة 664هـ, طبع في مؤسسة الأعلمي للتراث 1987
10- ((مطلع الأنوار في ذكر الإمام الغائب عن الأبصار)) لمحمد باقر فقيه إيماني,طبع بفاطمية نور مشهد إيران 1992
11- ((حصائل الفكر في أحوال المهدي المنتظر)) لمحمد صالح بن سيد البحراني, طبع بمكتبة الحياة بيروت
12- ((مختصر كشف الريبة في أخبار خروج الحجة )) لإبراهيم الكاشاني, طبع بالمطبعة العثمانية 1912
13- ((منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر)) للطف الله الصافي,و طبع بمنشورات مكتب الصدر طهران
14- ((المختصر في الإمام المنتظر)) لمحمد رضا الحسيني طبع بمؤسسة مدين بقم إيران 1995
15- ((إ لزام الناصب في إثبات الحجة الغائب)) لعلي بن زين الحائري, طبع بمؤسسة الأعلمي بيروت 1977 في مجلدين وبدار الأضواء 1989(1/197)
16- ((البرهان على صحة طول عمر الإمام)) لمحمد الكراجكي الطرابلسي,طبع بدار الدخائر بقم
17- ((معجم أحاديث المهدي)) وهو في خمسة أجزاء ,من تأليف و نشر مؤسسة المعارف الإسلامية بقم 4991
18- ((موسوعة أحاديث المهدي)) نشر مكتبة أمير المؤمنين بأصفهان 1981
19- ((أحاديث المهدي من مسند احمد بن حنبل)) لمحمد جواد الحسيني,طبع بمؤسسة النشر الإسلامي 1989
20- ((المهدي المنتظر والعقل)) لمحمد جواد مغنية ,طبع بدار العلم للملايين
21- ((المهدي المنتظر بين التصور والتصديق)) لمحمد حسن آل ياسين,طبع بدا الحيلة بيروت 1978
22- ((المهدي المنتظر)) لمرتضى القزويني,طبع بمكتبة النهضة الإسلامية بالنجف 1966
23- ((المهدي الموعود ودفع الشبهات عنه)) لعبد الرضا الشهرستاني,طبع بمطبعة خراسان بمشهد إيران 1978
24- ((المهدي الموعود)) لعبد الحسين دستغيب , طبع بدار التعارف بيروت 1990 ترجمة :سيد أحمد قبانجي
25- ((المهدي في أحاديث المسلمين حقيقة ثابتة)) لمحمد رضا الجلالي, نشر سنة 1977
26- ((المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية)) لنجم الدين جعفر بن محمد العسكري,طبع بمؤسسة الزهراء بيروت 1977
27- ((المصلح المنتظر)) لجواد جعفر الخليلي,طبع بدار الأضواء ـ بيروت 1989
28- ((المصلح المنتظر)) لمحمد رضا شمس الدين العاملي,طبع بالمطبعة العلمية بالنجف 1956
29- ((العقيدة بالمهدية)) للطف الله الكلبايكاني, طبع بوزارة الإرشاد طهران 1981
30- ((شمس المغرب)) لمحمد رضا الحكيمي,طبع بالدار الإسلامية بيروت 1998
31- ((الإمام المنتظر أمل المعصومين)) لمحمد رضا الحكيمي,طبع بمؤسسة الأعلمي 1995
32- ((شرعة التسمية حول حرمة تسمية صاحب الأمر)) لمحمد باقر ميرداماد,طبع بمهدية ميرداماد بأصفان 1989, وهو بحث حول جواز تسمية المهدي باسمه المجرد
33- ((حياة الإمام المهدي)) لباقر شريف القرشي ,طبع بمطبعة الأمير 1996(1/198)
34- ((حوار عن الإمام المهدي)) لناصر الحائري,طبع بمنشورات سيد الشهداء بقم 1985
35- ((تذكرة المهدي)) لعلاء الدين المدرس, طبع بطهران 1992
36- ((بشارة الإسلام في علامات المهدي)) لمصطفى الكاظمي, طبع بمؤسسة البعثة طهران 1990
37- ((الإمام المهدي من المهد إلى الظهور)) لمحمد كاظم القزويني,طبع بمؤسسة الوفاء بيروت 1985
38- ((الإمام المهدي قدوة وأسوة)) لمحمد تقي المدارسي, طبع بالمركز الثقافي الإسلامي بطهران 1985
39- ((الإمام المهدي)) لعلي محمد علي الدخيل,طبع في مطبعة الآداب بالنجف 1965وبدار المرتضى بيروت 1983
40- ((الإمام المنتظر وظهوره))لجواد حسين الحسيني الشاهروردي,طبع بمكتبة الإرشاد الكويت 1985
41- ((الإمام المنتظر)) لمحمد كاظم القزويني,طبع بدار الطليعة بالكويت
42- ((الإمام الثاني عشر)) لمحمد سعيد الموسوي الهندي,طبع بالنجف 1973 بتحقيق الميلاني
43- ((إلى مشيخة الأزهر)) لعبد الله السبيتي,طبع في دار الحديث بغداد 1955 وهو رد على كتاب ((المهدوية في الإسلام)) لسعد محمد حسن
44- ((الأمة و قائدها المنتظر)) لمحمد الحيدري,طبع بمؤسسة الإمام المهدي 1983
45- ((دولة المهدي)) لباسم الهاشمي , طبع بدار الحق بيروت 1994
46- ((منقذ البشرية)) لإبراهيم الأميني,طبع بدار الهادي بيروت 1992
47- ((المهدي والمسيح قراءة في الإنجيل)) لباسم الهاشمي,طبع في دار المحجة البيضاء بيروت 1414
48- ((بحث حول المهدي)) لمحمد باقر الصدر, طبع بتحقيق عبدالجبار شرارة
49- ((تطبيق المعايير على ما اختلف و تعارض من أحاديث المهدي بكتب الفريقين)) لثامر هاشم حبيب العميدي,طبع بقم بإيران 1416هـ
50- ((الإمام المهدي)) لعلي الميلاني الحسيني, طبع بمركز الأبحاث العقائدية بإيران
51- ((الإمام المهدي بين التواتر وحساب الاحتمال)) لمحمد باقر الإيرواني,طبع بمركز الأبحاث العقائدية بإيران(1/199)
52- ((الأربعون حديثا فيمن يملا الأرض قسطا وعدل)) لهادي النجفي, طبع بدار الدخائر بقم إيران1991
53- (( الموعود الذي ينتظره العالم)) تأليف علي الدواني
54- ((المهدي موعود الأمم)) تأليف محمد تقي شريعتي
55- ((المنتظر على ضوء حقائق العامة)) تأليف محمد حسين الأديب
56- ((ثورة المهدي في ضوء فلسفة التاريخ)) تأليف الشيخ مرتضى المطهري
57- ((المصلح المنتظر في أحاديث الأديان)) تأليف محمد أمين زين الدين العاملي
58- ((قائم آل محمد وفلسفة غيبته)) تأليف الحاج ميرزا خليل الكمراه اي
59- ((المهدي في أحاديث الرسول بطرق أهل السنة)) لجعفر الحسيني
60- ((الروض الفسيح في بيان الفوارق بين المهدي والمسيح)) في تأليف الشيخ محمد باقر الإلهي القمي
فهرس أطراف الأحاديث المرفوعة الواردة في الكتاب
أبشركم بالمهدي رجل من قريش...أبو سعيد 9
أبشري يا فاطمة المهدي...الحسين 86
إذا خرجت السودان...حديفة 227
إذا رأيتم الرايات السود قد ...ثوبان 57
إذا مات الخامس من أهل بيتي..ابن عباس 241
اسم المهدي اسمي ...أبو سعيد 143
اسمه اسمي...أبو الطفيل 136
إن ابني هذا سيد كما سماه النبي...علي 15
أن رسول الله ذكر بلاء يلقاه أهل..الحسن 106
أن رسول الله كان نائما في ...أم سلمة 27
إن في أمتي المهدي , يخرج...أبو سعيد 20
إن من أمرائكم أميرا يحثو المال...أبو سعيد 29
إنا أهل بيت اختار الله لنا...ابن مسعود 22
إنه يخرج من المدينة...قتادة 171
بل منا , بنا يختم الله...علي 34
بينما نحن عند رسول الله ...ابن مسعود 22
تأوي إليه أمته كما تأوي...أبو سعيد 178
تجئ الرايات السود من قبل ...ثوبان 60
تخرج من خراسان رايات سود...أبو هريرة 25
تخرج من المشرق رايات...ابن المسيب 107
تكون وقعة بالزوراء...حديفة 221-227
تملأ الأرض ظلما وجورا, فيقوم..أبو سعيد 49
حبيبتي فاطمة ما الذي ...علي الهلالي 87
خطبنا رسول الله وذكر الدجال...أبوأمامة 72(1/200)
ستفتح بعدي جزيرة ..معاوية 257
ستكون فتنة لا يهدأ منها جانب..طلحة 30
سيخرج من صلب هذا حي بملأ...ابن عمر 38
سيكون بعدي خلفاء و...جابر الصدفي 63
سيكون بينكم وبين الروم أربع ...أبوأمامة 79
سيكون في أمتي خليفة يحثو المال...جابر 28
سيكون في رمضان صوت...شهر 226
سيكون من أهل بيتي رجل..جابر الصدفي 206
في ذي القعدة تَجَاُدُب القبائل...ابن عمرو 80
في المحرم ينادي مناد من السماء ...شهر 163
قد أفلحت أمة أنا أولها...حديفة 227
كان رسول الله جالسا في نفر ...ابن عمر 38
كيف أنت يا عوف إذا افترقت ...عوف 88
لتملأن الأرض جورا و ظلما...قرة المزني 26
لتملان الأرض ظلما وعدوانا...أبو سعيد 54
لن تهلك أمة أنا أولها...ابن عباس 66
لو لن يبق من الدنيا إلا ليلة...أبو هريرة 59
لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة..ابن مسعود 13-61
لو لم يبق من الدنيا إلا يوم...أبو هريرة 19-62
لو لم يبق من الدنيا إلا يوم...ابن مسعود 10
لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد...حديفة 53
لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث...علي 14
ليبعثن الله من عترتي رجلا...ابن عوف 52
ما القحطاني بدون ..جابر الصدفى 203
ملك الأرض أربعة مؤمنان ...ابن عباس 222
من قبل جيش يجيء من قبل ...أم سلمة 27
من كذب بالدجال فقد كفر ...جابر 232
منا الذي يصلي عيسى...أبو سعيد 64
المهدي رجل من ولدي...حديفة 81
المهدي رجل من ولدي, لونه...حديفة 82
المهدي طاووس أهل الجنة..ابن عباس 233
المهدي من عترتي...أم سلمة 7
المهدي من ولد العباس عمي ..عثمان 255
المهدي من ولدك...الحسين 85
المهدي منا أهل البيت يصلحه...علي 4
المهدي منا أهل البيت رجل من...أبو سعيد 6
المهدي مني أجلى الجبهة أقنى...أبو سعيد 5
المهدي يصلحه الله تعالى في...علي 183
المهدي يواطىء اسمه اسمي...141
نحن ولد عبد المطلب سادة أهل...انس 8
هم يومئذ قليل, وجلهم ببيت ...أبو أمامة 71
هو رجل من عترتي يقاتل...عائشة 147(1/201)
والذي بعثني بالحق إن منهما... الهلالي 87
ويح هذه الأمة من ملوك جبابرة...حديفة 58
لا بل منا,يختم الله...علي 35
لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله..ابن مسعود 12
لا تذهب الدنيا حتى يملك...ابن مسعود 11
لا تزال طائفة من أمتي تقاتل...جابر 236
لا تقوم الساعة حتى يخرج عليهم.أبو هريرة 44
لا تنقضي الدنيا حتى يملك الأرض.أبو سعيد 50
لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون... 254
لا يزداد الأمر إلا شدة ولا الدنيا... 256
يأتي ناس من قبل المشرق ...أم حبيبة 39
يأوي إلى المهدي أمته كما تأوي..أبو سعيد178
يبايع لرجل بين الركن والمقام ...أم سلمة 36
يخرج رجل من أمتي يقول ...أبو سعيد 42
يخرج رجل من أهل بيتي عند ..أبو سعيد 68
يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ..ابن مسعود55
يخرج رجل من وراء النهر, يقال له ...علي17
يخرج رجل يقال له السفياني...أبو هريرة 69
يخرج في آخر الزمان خليفة...أبو سعيد 67
يخرج المهدي في أمتي, يبعثه...أبو سعيد 51
يخرج المهدي من قرية...ابن عمرو 84
يخرج المهدي من المدينة الى مكة ...قتادة 171
يخرج المهدي وعلى رأسه غمامة...ابن عمرو31
يخرج المهدي وعلى رأسه ملك...ابن عمر 32
يخرج ناس من المشرق فيوطئون...ابن جزء 24
يخلين الروم على وال من عترتي..أبو هريرة 89
يسير ملك المغرب إلى ملك ...أم سلمة 37
يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم...ثوبان 23
يكون اختلاف عند موت خليفة...أم سلمة 16
يكون عند انقطاع من الزمان...أبو سعيد 56
يكون في آخر الزمان ...أبو سعيد وجابر 47
يكون في آخر أمتي خليفة...أبو سعيد 46
يكون في آخر الزمان عند ...أبو سعيد 45
يكون في آخر الزمان فتنة تحصل ...علي 40
يكون في أمتي المهدي ان طال...أبوسعيد 215
يكون في أمتي المهدي إن أبو سعيد21-48
يكون في أمتي المهدي, إن قصر..أبو هريرة 43
يكون في رمضان صوت...شهر 228
يلي رجل من أهل بيتي...ابن مسعود 18
ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء...أبو سعيد 70(1/202)
ينزل عيسى بن مريم فيقول ..أبو سعيد 65
فهرس أطراف الآثار الواردة في الكتاب
اجتماع الناس على المهدي...أبو قبيل 98
إذا التقى السفياني والمهدي...الزهري 166
إذا انقطعت التجارات...ابن مسعود 126
إذا بعث السفياني إلى المهدي ...علي 129
إذا بلغ السفياني الكوفة وقتل ...عمار 109
إذا خرجت خيل السفياني ...علي 112
إذا خسف بالجيش بالبيداء ...عبدالله بن عمرو
إذا دارت رحى بني العباس...كعب 111
إذا سمع العائذ الذي...محمد بن علي 128
إذا قتل النفس الزكية,وأخوه...عمار 164
إذا كان المهدي زيد المحسن...طاوس 181
إذا كان الناس بمنى ...أرطاة 167
إذا ملك رجل الشام وآخر مصر..كعب 104
إذا هزمت الرايات السود...علي 172
إذا نادى مناد من السماء إن الحق. .علي 100
اسم المهدي محمد...كعب 142
أما خزيهم في الدنيا فانه إذا قام...السدي 3
إن أمارة ذلك اليوم أن كفا...اسماء 166
أن السفيانيين ثلاثة, وان ...دانيال 250
إن لمهدينا آيتين لم تكونا ...محمد بن علي 76
أن المهدي و السفياني و..الوليد بن مسلم 127
أن المهدي لا يخرج حتى..رجل من الصحابة 73
إنا نرجو ما يرجو الناس...محمد بن علي 224
إنما سمي المهدي لأنه يهدي...كعب 153
إنما سمي المهدى لأنه يهدى...ابن شوذب 223
إنه أَزْيَل الفخدين...علي 252
أنه ذكر عنده عمر بن عبد العزيز..مطر 174
أنه ذكر فتنة تكون, فقال...ابن سيرين 176
أنه نظر إلى ابنه الحسن فقال...علي 15
إني أجد المهدي مكتوبا في أسفار...كعب 175
أول لواء يعقده المهدي يبعثه...أرطاة 185
بعد الجبابرة الجابر...ابن عمرو 204
بقاء المهدي أربعون سنة...دينار 197
بلغني أن المهدي يعيش أربعين...أرطاة 214
بلغني أن المهدي يمكث ...سليمان 210
بلغني أنه على يدي المهدي ...سليمان 234
بلغني أنه قبل خروج المهدي...شريك 230
تخرج رايات سود تقاتل السفياني...علي 108
تخرج راية سوداء لبني..ابن الحنفية 93
تكون بالمدينة وقعة, تغرق...أبو هريرة 119(1/203)
تكون فتن, ثم تكون جماعة...علي 157
تكون فتنة, كان أولها ...ابن المسيب 160
تكون فتنة بعدها فتنة ,الأولى ...أبوا لجلد 74
تكون فرقة واختلاف...سعيد 165
تنزل الرايات السود التي ...أبو جعفر 110
ثلاثة أمراء يَتَوَالَوْن, تفتح...ابن عمر 208
ثم يظهر المهدي بمكة...أبو جعفر 125
حياة المهدي ثلاثون سنة...ضمرة 195
خرج محمد بن عجلان مع محمد...245
سمعنا أنه سيخرج منكم ..محمد بن علي 224
علامة خروج المهدي إذا خسف..ابن عمرو 97
علامة خروج المهدي ألوية تُقْبِل...كعب 122
علامة المهدي إذا انساب عليكم...عمار 99
علامة المهدي أن يكون شديدا....طاوس 156
الفتن أربع فتنة, السراء...علي 91
فالتفت المهدي فإذا هو بعيسى....حديفة 221
فليس في الأرض رومي يدخله اليوم..السدي 2
في راية المهدي مكتوب ...نوف البكالي 1155
في المحرم ينادي مناد من السماء...شهر 163
قادة المهدي خير الناس ...كعب 173
قبح الله الحماقة كأنه أنكر...ابن عمر 193
قد كان مهديا, وليس به, إن ..طاوس 218
قلت لطاوس:عمر ...ابن ميسرة 219
قيل يوما عند حذيفة : قد ..حديفة 225
كلا يا بني و لكن بعدها فتنة..ام المغيرة 162
كما يقول الرجل الصالح ...ابن الحنفية 193
لقد أفلحتم إن خرج وأصحاب ..حديفة 225
لما قام سليمان فأظهر...حكيم 218
ليخرجن رجل من ولدي عند...249
لينادين باسم رجل من ...أبوأمامة 33
ما المهدي إلا من قريش, وما ...كعب 191
مع المهدي راية رسول الله...ابن شريك 154
من ولد فاطمة قتادة 144
المهدي ابن ستين سنة ...أرطاة 140
المهدي خاشع لله, كخشوع...كعب 134
مهدي الخير يخرج بعد السفياني....كعب 180
المهدي رجل أزج أبلج أعين...رستم 137
المهدي رجل منا, من ولد فاطمة...علي 2 19
المهدي شاب منا أهل ..ابن عباس 145-252
المهدي على لِوَائه شعيب...عمار 101
المهدي الذي ينزل عليه ...ابن عمرو 188
المهدي من هذه الأمة, وهو ...ابن سيرين 72
المهدي من ولد العباس...كعب 189(1/204)
المهدي من ولد فاطمة...الزهري 190
المهدي منا, يدفعها إلى ...ابن عباس 146
المهدي مولده بالمدينة من أهل بيت علي 138
المهدي يبعث بقتال الروم, يعطي...كعب 152
المهديون ثلاثة, مهدي الخير ....رجل 179
هرب موسى بن طلحة ...خالد بن سمير 237
هم الروم, كانوا ظاهروا ...السدي 1
هو فتى من قريش آدم ضرب...علي 139
هو مهدي و ليس به, إنه لم ...ابراهيم 219
وجدت في بعض الكتب يوم ..ابن عمرو 239
وددت أني لا أموت حتى أدرك...طاوس 183
ودع عمر بن الخطاب البيت....طاوس 184
و وليكم الجابر خير أمة محمد...83.
ويحا للطالقان فان لله كنوزا...علي 231
لا تمضي الأيام والليالي حتى...ابن عباس 216
لا خلافة بعد حمل بني أمية...صباح 238
لا يخرج السفياني حتى ...أبو جعفر 131
لا يخرج المهدي حتى ..علي بن عبدالله 75
لا يخرج المهدي حتى يبصق بعضكم...علي 96
لا يخرج المهدي حتى يقتل ..ابن سيرين 133
لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلث ...علي 95
لا يخرج المهدي حتى لا ...ابن شوذب 158
لا يخرج المهدي حتى يقوم....أبو صادق 151
لا يخرج المهدي حتى يكفر ...مطر 132
لا يزال الناس بخير في رخاء..أبو قبيل 243
لا يفلت منهم أحد إلا بشير ...أبو قبيل 121
لا يكون بعد المهدي أحد ...أبو قبيل 208
يا أهل الكوفة, أنتم أسعد ..ابن عمرو 90
يا معشر اليمن تقولون إن ...ابن عمرو 205
يبايع المهدي بين الركن ..أبو هريرة 170
يبايع المهدي سبعة رجال ...ابن مسعود 149
يبث السفياني جنوده في ...أبو جعفر 113
يبعث بجيش إلى المدينة فيأخذون ...علي 116
يبعث السفياني جيشا...أبو قبيل 118
يبعث السفياني خيله وجنوده...ضمرة 114
يبعث صاحب المدينة إلى ...ابن عباس 120
يبعث الله تعالى المهدي بعد ..ابن عباس 169
يبقى المهدي أربعين عاما...أرطاة 194
يبلغ من رد المهدي...جعفر بن سيار 233
يتمنى في زمن المهدي الصغير...صباح 186
يجاء إلى المهدى وهو في بيته ...حديفة 226(1/205)
يحاصر الدجال المؤمنين ببيت ...كعب 246
يحج الناس معا, ويعرفون معا...ابن عمرو 168
يخرج بالري رجل ربعة أسمر...الحسن 94
يخرج رجل قبل المهدي من أهل...علي 115
يخرج رجل من ولد حسن,.. ابن عمرو 78
يخرج السفياني والمهدي ...أبو هريرة 123
يخرج شاب من بني هاشم ...أبو جعفر 103
يخرج على لواء المهدي ...سفيان الكلبي 103
يخرج المهدي من مكة بعد ...الزهري 148
يخرج المهدي وهو ...عبدالله بن الحارث 135
يدخل السفياني الكوفة, فيسبيها...أرطاة 92
يدخل الصخري الكوفة, ثم ..أرطاة 150
يزعمون أني المهدي, وإني ...أبو جعفر 220
يطلع نجم من المشرق قبل...كعب 229
يعيش المهدي أربع عشرة سنة...الزهري 198
يفرج الله الفتن برجل منا...علي 130
يقاتل أهل اليمن قتالا شديدا...كعب 202
يقاتل السفياني الترك, ثم يكون...أرطاة 244
يقوم المهدي سنة مائتين. .أبو جعفر 124
يكون بأفريقية أميرا إثناعشر...أبو قبيل 105
يكون بعد الجبارين الجابر...ابن عمرو 240
يكون بعد المهدي خليفة من كعب 211
يكون بين المهدي وبين الروم ...أرطاة 212
يكون خليفة بالشام يغزو ...ذو قربات 117
يكون في هذه الأمة خليفة ..ابن سيرين 177
يكون المهدي إحدى و...سالم 247-251
يلي المهدي أمر الناس ثلاثين..علي 199
يمكث المهدي فيكم تسعا ...صباح 187
يملك بنو العباس حتى ...ابن الحنفية 242
يملك رجل من بني هاشم, ...أبو قبيل 159
يملك المهدي سبع سنين وشهرين..رستم 196
يموت المهدي موتا, ثم ...الزهري 201
يموت المهدي موتا, ثم يلي...كعب 200
ينادي مناد من السماء: ...أبو قبيل 161
ينزل المهدي بيت المقدس....أرطاة 207
يهزم السفياني الجماعة مرتين...خالد 248
فهرس الأعلام الواردة في الكتاب
الآبري أبو الحسن محمد بن الحسين 256
إبراهيم بن ميسرة 218-219
ابن أبى شيبة 4-12-14-16-22-33-67-68-72-73-74-90-177-215-216-217-218
ابن الأثير 253
ابن أعثم الكوفي 231
ابن جرير 1
ابن الجوزي 222-253(1/206)
ابن خزيمة 71- 83
ابن سعد 90-245
ابن شوذب 158-223
ابن عساكر 40-45-63-78-248-255
ابن كثير 22- 256
ابن ماجة 4-7-8-21-22-23-24-62-71-256
ابن المنادى (أبو الحسين)
ابن منده 63-252
أبو أمامة 33-71-79
أبو بكر الكلاباذي 232
أبو بكر المقرئ 84
أبو جعفر الباقر (محمد بن علي) 102-110- 113-124--125-128-131-161-220-224
أبو الجلد 74
أبو الحسن الحربي 75
أبو الحسين بن المنادى 247-249-250
أبو داود 5-7-10-11-14-15-16-17
أبو سعيد الخدري5-20-21-29-42-45-46-47-48-49-50-54-56-64-65-67-68-70-143-178-215
أبو صادق 151
أبو الطفيل 136
أبوعمرو الداني 221-223-224-225-226-227-228-236
أبو عوانة 71
أبو قبيل 78-98-105-118- 121-159-208-243
أبو نعيم 6-30-9-12-22-23-31-32-35-42-48-49-50-52-53-54-55-58-59-60-61-62-63-64-65-66-71-79-81-82-84-85-87-219
أبو هريرة 19-25-43-44-59-62-69-89-119-123-170
أبو يعلى 16-44-45
أحمد بن حنبل 4-9-11-14-16-25-29-46-47-50-51-57-
أرطأة 92-140-150-167-185-194-207-212-214-244
أسماء بنت عميس 166
أم حبيبة 39
أم سلمة 7-16-27-36-37
أم شريك 71
أم المغيرة بن عبدالرحمن 161
انس بن مالك 8-27-256
الباوردي 9
البزار 26-27-28
الترمذي 11-18-19-20-25
تمام 78
ثوبان 23-57-60
جابر بن سمرة 254
جابر الصدفي 63-203-206-213
جابر بن عبد الله 28-47-236
جعفر بن سليمان 245
جعفر بن سيار الشامي 233
الحارث بن أبى أسامة –26-54
الحارث بن حراث 17
الحاكم5-8-23-36-41-69-70-71-80
حديفة 53-58-81-82-221-225-227
الحسن البصري 94-106
الحسن بن سفيان 59-60
الحسين بن علي 85-86
حكيم بن سعد 217
خالد بن سمير 237
خالد بن معدان 248
الخطيب 32-89
الدارقطني 12-43-76-255
دانيال 250
دينار بن دينار 197
ذوقربات 117
راشد بن سعد 114
رستم 137-196
الروياني 71-81-82
الزهري 86-148-166-190-198-201
زيد بن علي 86
سالم بن أبى الجعد 247-251
السدي1(1/207)
سعيد بن المسيب 107-160-165
سفيان الكلبي 103
سليمان بن عيسى 210-234
شريح بن عبيد 114
شريك 230
شعيب بن صالح 102- 108
شهر بن حوشب 163-228
صباح 186-187-238
صلة بن زفر 225
ضمرة بن حبيب 114-195
الطبراني 7-10-13-16-24-26-30-34-36-37-39-40-42-43-55-63-87-88
طاوس 156-181-182-184
طلحة بن عبيد الله 30
عائشة 147
عبدالرحمن بن عوف 52
عاصم بن عمرو البجلي 33
العباس بن عبد المطلب 38
عبدالغافر الفارسي 253
عبدالله بن الحارث 135
عبدالله بن الحارث بن جزء 24
عبدالله بن شريك 154
عبدالله بن عباس 66-120-145-146-169-216-222-235-241-252
عبدالله بن عمر 32-193-216-222
عبدالله بن عمرو 31-77-84-90-97-168-188-204-205-209-239-240
عبدالله بن مسعود 10-11-12-13-18-22-55-61-126-141-149-
عثمان بن عفان 255
علي بن أبى طالب 4-14-17-34-35-40-41-91-95-96-100-108-112-115-116-138-139-157-172-183-184-192-199-231-253
علي الهلالي 87-
عمار بن ياسر 99-101-109-164
عمر بن الخطاب 184
عمر بن شبة 77
عمرو بن شعيب 80
عوف بن مالك 88
فاطمة 85-86-87
قتادة 144-171-226
قرة بن إياس المزني 26
القرطبي256-257
قيس بن جابر 63-203-206-213
كعب الاحبار104-111- 122-134-142-152-153-173-175-180-189-191-200-211-229-246
الكلاباذي ( أبو بكر)
مالك بن أنس 245
مجاهد 73
المحاملي 220
محمد بن حمير 137-
محمد بن الحنفية 93-242
محمد بن سيرين 72-133-176-177
محمد بن عبدالله بن حسن 245
محمد بن عجلان 245
محمد بن علي ( أبو جعفر الباقر)
مسلم 46-47
مطر الوراق 132-174
مكحول 35
محمد بن علي 76
المستورد بن خيلان 79
منصور 17
موسى بن طلحة 237(1/208)
نعيم بن حماد 54-15-21-22-25-35-40-41-56-57-75-77-78-80-91-92-93-94-95-96-97-98-99-100-101-102-103-104-105-106-107-108-109-110-111-112-113-114-115-116-117-118-119-120-121-122-123-124-125-126-127-128-129-130-131-132-133-134-135-136-137-138-139-140-141-142-143-144-145-146-147-148-149-150-151-152-153-154-155-156-157-158-159-160-161-162-163-164-165-166-167-168-169-170-171-172-173-174-175-176-178-179-180-181-182-183-184-185-186-187-188-189-190-191-192-193-194-195-196-197-198-199-200-201-202-203-204-205-206-207-208-209-210-211-212-213-214-229-230-233-234-237-238-239-240-241-242-243-244-246
نوف البكالي 155
الوليد بن مسلم 127-128-179
*انتهى كتاب العرف الوردي في أخبار المهدي للحافظ للسيوطي رحمه الله , وأسال الله أن ينفع به قارئه *
*والناظر فيه, وذلك على يد أبي يعلى البيضاوي عفا الله عنه , وقد فرغت من ترتتيبه*
*وتنضيضه وفهرسته في16 من صفر 1426هـ من هجرة النبي *
*المصطفى صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا**
*والحمد لله رب العالمين حمدا*
* كثيرا طيبا *
*تم*
*
تم بحمد الله(1/209)