المحلات التجارية إلى أين
المقدم:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أيها الإخوة والأخوات مرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج الراصد مع الشيخ محمد صالح المنجد
أهلا وسهلاً ومرحباً بكم يا شيخ محمد ؟
الشيخ محمد:
حياكم الله
المقدم:
يا شيخ محمد حلقة هذا اليوم المحلات التجارية إلى أين في الحلقة الماضية كنا قد تكلمنا عن المحلات التجارية ووجود المولات والميزات الموجودة في هذه الأسواق وربما يعني كان فيه بعض النبوءات النبوية عن تقارب الأسواق ، وقضية تقارب الناس في الأسواق التجارية ، واليوم نريد أن نكمل الموضوع وخصوصاً بما يتعلق نبدأ بالله عز وجل في النواحي الأخلاقي ، ذكرتم في نهاية الحلقة الماضية قضية تضييع الأوقات وكذلك تضييع الصلوات ، ولكن بالإضافة إلى هذا هناك مشاكل أخرى ، فمنها تصرفات خصوصاً تبرج كثير من النساء في هذه الأسواق أليس كذلك يا شيخ محمد ؟
الشيخ محمد:
الحمد لله رب والصلاة والسلام على رسول الله .(1/1)
بلا شك طبعاً قضية الفتنة الموجودة في الأسواق ، وذهاب النساء بالتبرج يؤدي إلى كوارث كبيرة ، طبعاً مخالفة أمر الله -سبحانه وتعالى - ، قضية التبرج يؤدي إلى طبعاً إطلاق نظر الرجال ، قضية المغازلات المعاكسات ، وصول إلى التحرش الجنسي بأنواعه ثم بعد ذلك التوصل لارتكاب الفاحشة ، والمواعدة بالحرام ، لأنه يلتقطها من السوق ثم يذهب بها وهناك كذلك أشياء كثيرة جداً يعني يندى لها الجبين في هذه المجمعات ، ويعني يحاول دخول هذا الشاب بأي طريقة ، وحتى بعض إدارات المجمعات تقوم مشكورة بمنع الشباب هؤلاء الذين ليس عندهم عوائل بالدخول فيمكن أن يعطي خمسين ريال لأي واحدة تدخل معه فقط ثم بعد ذلك يفترقا ويحدث ما يحدث ، صارت المجمعات في كثير من الأحيان أوكاراً للفساد ، هذه مصيبة كبيرة ، قضية مثلاً الكافي شوب والمقاهي ، والمطاعم صارت مكان للمواعدات ، صارت للإغواء والإغراء ، هذه صارت قضية تطبيق الآن لما يحدث في الأفلام ، نرى الآن مثلاً قضية التصوير ، انتهاك خصوصية الناس ، وقضية الهواتف ذات الكاميرا وما يحدث عبرها ، هناك غوغائيات كثيرة وفتن تحدث وطاحات واعتداءات ، يعني تجد مثلاً الفتاة تحاول أن تلفت الأنظار بأي طريقة ، وكأنها يعني تحقق إنجاز إذا استطاعت أن تلفت نظر أكبر عدد من الشباب ، وتقول يعني تشعر كأنها بلذة إذا التفتوا إليه اوانجذبوا إليها ومشوا وراءها وتحس أنها يعني حققت شيئاً وهي في الحقيقة معصية لله ورسوله ? وقضية إيقاع الآخرين في الفتن التسبب في ذلك ، صارت يعني حتى المشاحنات ، حتى المضاربات يعني صارت موجودة الآن في يوم الأربع والخميس والجمعة تحدث أشياء كثيرة ، أحياناً استعمال حتى الأسلحة البيضاء ، ويعني المشكلة أن التجمع هذا التجمع الذبابي هذا للشباب الأشرار الذين يحاولون الاصطياد مع وجود هؤلاء الفتيات بعضهن عندها تفلت مثلاً ، وربما تكون بعضها متسترة متحجبة مع أمها ، ولكن المكان موبوء ، ولذلك هو(1/2)
ممكن يدخل الشاب يدور حول الفريسة ، يدور حول الفريسة يحاول من هنا كلمة من هنا ، تقول واحدة أنا ما أدري في الأخير ، الشاب قال يعني ما في أمل يعني ولا إيه ، فالجرأة هذه ، يعني الجرأة وصلت إلى ثم المشكلة العتب إذا كانت الفتاة تعرف أنها تهان ، إذا نزلت هذا المكان لازم تلطيش يعني لابد أن تؤذى يعني بكلمة بتصرف بكذا ، يقتربون منها يحاولون مثلاً فلماذا تذهب وبالذات في أوقات الزحام ، يعني لو واحد له حاجة هل يذهب في ذروة الزحام في آخر الأسبوع في الوقت الذي يغشى هذا المجمع من يغشاه من هؤلاء ، والمشكلة ما هو معتاد أبداً لدينا حتى في المجتمع المسلم أن فتاة تخرج وحدها تذهب للسوق ، تجلس في مقهى ولا في مطعم وحدها ، تقول جلست في مطعم وإذا برجل في عمر أبي يحدق بي ويتربص بي ، وأشياء .
المقدم:
فعلاً يشاهد خصوصاً أولياء الأمور خصوصاً الآباء أو الإخوة الكبار؟
الشيخ محمد:
بعضهم يقول أسلوب الحرية ، خلاص يفعل ما يشاء ويتعامل مع المجتمع وهذه للأسف قضية فاشلة جداً ، وبعضهم يقول في تمرد علينا وما نستطيع ، قد يكون لضعف الشخصية فيه هو يعني ، وبعضهم ربما يحاول ، ولكن تخرج من خلفه ، وتستعطف أمها ، يجب أن يكون الحزم من الطرفين من الأبوين ، وعندنا يعني قضية الأسواق هذه ما هي تسلية ، ترى موضوع الأسواق خطير يعني لابد أن أن نقدر القضية حق قدرها ، إذا كنا ننزل مثلاً لشراء أشياء نختار أوقات مناسبة ، نذهب لمحلات معينة نقضي الغرض ونمشي ، ما هي مسألة الآن يعني تجول في كل الأزقة والردهات والصالات والنواثير والألعاب ، والشاشات والمقاهي ليه يعني لماذا عملية الطواف هذا ، هذا يسبب شراً كثيراً والتجاوزات هذه أحياناً فتيات متوسطة ، وثانوية وتخرج من المدرسة إلى السوق مباشرة ، من الكلية إلى السوق مباشرة ، يعني فيها في الحقيقة شيء يستدعي فعلاً أن يقف الواحد مع نساء أهل بيته وقفة حماية لئلا تحدث والعياذ بالله مصائب عظيمة .(1/3)
المقدم:
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد من الأمور التي تزيد الطين بلة ، أن بعض الباعة يتصفون كذلك بقلة الحياء ، والجرأة في التعامل مع النساء أليس كذلك ؟
الشيخ محمد:
بلى ولذلك الآن المشكلة متشعبة ولها عدة أطراف يعني ، يعني الباعة يحتاجون إلى تربية وموعظة ودعوة إلى الله الفتيات يحتجن إلى ذلك والشباب يحتاجون إلى ذلك ، يعني إذا أردنا أن نصلح لابد أن ندخل بمشروع دعوى كامل لكل الأطراف في الأسواق ، في الحقيقة ولا الباعة أيضاً يعني خلاص بشر طيب هو ممكن يكون غير متزوج أو تارك زوجته في بلد ما وأتى ، وهنا صار النساء يأتين إليه مع هذا التفلت ، وهذا التطيب وهذا التزين وهذا التبرج يعني هو ماذا تتوقع أنه لن يتفاعل أبدًا مع هذه الأشكال ، وتتجدد عليه الأشكال وتذهب وتأتي ، وأحياناً يصير عنده جراءة ، فيتدخل في خصوصيات ، يعني تقول أم أنا واقفة مع بنتي ونختار أشياء بلوزة معينة فيقول لا خذي هذه ، هذه تناسب لون بشرة البنت ، تقول مع أن بنتي متحجبة يعني إلى هذه الدرجة يعني فتقول ، وكذلك يعني مسألة القياسات ، ومسألة التدخل في إعطاء الآراء وأشياء تؤدي يعني إلى أحياناً عرض ملابس فاضحة ونشرها كده على الطاولة ، أمام النساء يعني شيء مزري للطرفين ولا شك أن هذا فيه خدش للحياء ، خدش حياء الفتاة وأمها ، وحتى الزوج إذا كان مع امرأة مع زوجها فكيف يستعرض له ملابس لزوجته ، هذه أيضاً يعني كارثة والله .
المقدم:
شيخ محمد بعض النساء الله يهديهن يشتكين من المعاكسة لأنفسهن ؟
الشيخ محمد:(1/4)
شيء طبيعي طبعاً لأن التبرج ولبس الضيق والشفاف ، والعباءات المزركشة والعطور والبخور ، وممكن يكون أيضاً معها السائق وتذهب إلى المحل ويتبعها الشباب ، الشباب إذا رأوا الفتاة أو رأوا المرأة عرفوا من لباسها هل هذه تقبل الاقتراب ولا لا ، إذا كانت المرأة بحجاب كامل هم يقولون نعرف أصلاً إنه ما في أمل يعني ، لكن لما تكون في المسألة فتحات وغمزات وتكسر ودلع أثناء المشي ميوعة ، هنا يقع الطمع عندهم ، ولذلك قال ? فيطمع الذي في قلبه مرض? فهؤلاء يُطمعن الشباب الذين في قلوبهم مرض الشهوات.
المقدم:
نعم خصوصاً مع التبرج والتفنن في المكياج حتى إنه في شيء يسمى مكياج الشوق عند بعض الناس ؟
الشيخ محمد:(1/5)
نعم يعني هذا يخلي المشكلة إنها تريد أن تتبرج بأي طريقة حتى لو وضعت فقط على النصف العلوي من الوجه يعني ، والنقاب الواسع وكذا ، وإذا كشفت وجهها في المرآة مثلاً داخل دورة المياه المجمع تفاجأ المرأة الأخرى الناظرة إليها أن النصف السفلي ما فيه أي زينة ومكياج في النصف العلوي يعني إغواء وتعمد ، طيب ما تشعر بالمعصية ، ما تشعر بالذنب ، ما تشعر أنها تغضب الله -سبحانه وتعالى - ، والتواجد في هذه الأماكن كأن شوف سبحان الله كأن هي تسر إذا سمعت كلمات الإعجاب والغزل النبي ? يقول : «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت » رواه أبو داود ، حديث صحيح ، والمرأة من أعظم صفاتها الحياء فإذا ما في حياء إيش النتيجة ، يعيش المرء ما استحيا بخير ، ويبقى العود ما بقي اللحاء ، فلا والله ما في العيش خير ، ولا الدنيا إذا ذهب الحياء، ولذلك قضية التفنن والاستعراض ، والخروج ، أيما امرأة استعطرت فمرت على قومٍ ليجدوا من ريحها ، فهي زانية ، ثم الخلوة ، وأحياناً تحدث خلوة داخل المحل ، وأحياناً محل شبه مغلق مثلاً وأحياناً سوق يعني شبه مقفر ، وقد قال ? لا يخلون أحدكم بامرأة فإن الشيطان ثالثهما ، رواه الإمام أحمد ، حديث صحيح هذا ، طيب المسألة ، ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء ، فهذه المخالطة وهذا التبرج وهذا النزول ، النبي ? قال للنساء : استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق ، يعني لا تمشي في وسط الطريق ، وهي الآن تدخل من أوسع الأبواب تمشي في وسط الردهة ، تدخل في الطريق يعني المرأة الحيية العفيفة المتسترة ، تأبى هذا ، ولا يمكن إلقاء الفتاة في وسط الأمواج المتلاطمة ، والشاب أيضاً يعني الشباب كل هذه المناظر ، بعضهم يقول لا تلوموا الشباب لوموا الفتيات ، لولا ها الفتيات ما صار الشباب مجانين ، يعني هم يقولون إن الجنون من نتيجة هذا التفنن الذي تبديه النسوة ، وأين غض البصر ،? قل(1/6)
للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ? الحكم هذا أين ذهب هذا الحكم مفقود ، في السوق ينظرون إليهم ويتطلعون إلى عيونهم .
المقدم:
شيخ محمد من الأمور كذلك التي هي مصائب الشق صار البلوتوث ، أيام أول كان الناس يستخدمون الأوراق لرمي الطرق ما يسمى بالطرق ، والآن البلوتوث انتشار الرسال أسوأ من ذلك مقاطع أغاني أو أجزاء من صور وما شابه ، أظن هذا من الأمور التي يعني تزيد من السوء الموجود في الأسواق أليس كذلك ؟
الشيخ محمد:
بلى وأصلاً كما قال أحد أعضاء الهيئة أنه لما دخل محاولاً يعني عمل أي شيء دعوي يعني بالبلوتوث بعض الملفات إيش الأسماء إلى جواله العاشقة والولهان ، إيش بوي كذا ، يعني أسماء كذا واضح جداً نوعية الذين يتقلفون هذه الملفات ، و90% من الحالات عن طريق البلوتوث والترميز بألقاب هي قضايا وفواحش وعرض صور يعني سيئة ، ومقاطع من فيديو إذا كان كما قلت يعني من زمان الأوراق ، يعني كان واحد معه ضبط معه 60 قصاصة مسجل عليها رقمه ، يوزع على مدرسة البنات وفي السوق ، الآن في البلوتوث ممكن طبعاً يصل البلوتوث إلى أعداد يعني مجرد يفتحه في زحام أعداد طبعاً ممكن نقول ، وأين دور رجال الهيئة ، وأين وأين عليهم دور ويجب إعانتهم ويجب دعمهم بالكوادر البشرية ، والإمكانيات المالية ، والإمكانات الفنية ، وكذلك أنواع القوة التي تمكنهم من منع المنكرات المستشرية المخيفة هذه بشكل ضخم جدًا يعني.
المقدم:
وكذلك الواحد منا إذا نزل السوق عليه مسئولية فردية ، لا ننتظر رجال الهيئة يتصرفون ، ولكن علينا من التأديب ولو باللسان ؟
الشيخ محمد:(1/7)
أيوه يعني نحن ما يجوز أن نكون سلبيين ، ولازم نشارك ، ولازم ننصح ، ومن رأى منكم منكراً فليغيره ، وهذا استحي يا أخي ، بعض الإخوان أمس يقول أنه ذهب إلى أحد المجمعات ، ويعني بذل محاولة وقت الصلاة قال لهم يا شباب الصلاة خير من الكابتشينو يقول استجاب لي بعضهم وذهب معي للصلاة يعني لو بادرنا سنجد نتائج يعني ، فالله يذع بالسلطان ما لا يذع بالقرآن ، لو استعمل أيضاً موضوع سلطان الأمن ، الأمن قوة الأمن ، مع قوة الوعظ والإرشاد والموعظة ، سيكون هنالك يعني من الجهتين تكامل ، ويعني طبعاً لن تخلوا المسألة من وجود ناس متمردين ، واحنا عارفين فيه نسبة من الوقاحة فائقة يعني ، وأنه ليس في كل الأوقات تستطيع منع كل المنكرات ، لكن على الأقل يعني أصلاً من الطرائف يقول واحد ضبطنا واحد من الشباب يحاول إرسال مقاطع وأشياء ، فهو عامل اجراءات احتياطية يعني من ضمن حاطط مقطع في البلوتوث ، مكتوب عليه ، الهيئة في قلوبنا ، يعني لو مسكوه يحدث شيء من التخفيف يعني .
المقدم:
شيخ محمد أريد أن أسألكم عن قضية ظاهرة المعاكسات ولكن نستأذنكم بهذا الفاصل؟
أيها الإخوة والأخوات فاصل ثم نواصل ؟
يا شيخ محمد الناس الذين ينزلون السوق بعضهم يعني يجلب السوء إلى نفسه ، وخصوصاً قضية المعاكسات ، فما هي الأمور أو الأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة المعاكسة في الأسواق ؟
الشيخ محمد:(1/8)
طبعاً بالإضافة إلى تقدم قضية تفريط الأولياء ، ونحن ذكرنا ، مسئولية ولي الأمر في الموضوع كانت العوائل تتحفظ من إعطاء البنت جوال أصلاً ، ثم صار يعطوها جوال من غير كاميرا، الآن كل شيء بالكاميرا والبلوتوث أصلاً الجوالات مصنعة حديثاً يعني هي الطاغية ، وهاذاك شيء ينقرض تدريجياً التساهلات التي حدثت التي تدل على أنه لا يوجد تحمل المسئولية الشرعية بالدرجة الكافية : كلكم راع فمسئول عن رعيته ، والرجل راعٍ في أهل بيته وهو مسئول عنهم ، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده ، وهي مسئولة عنهم ، ألا وكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ، الحديث متفق عليه ، قضية تسلط أهل الشر ، وقلة الناصحين ، صار الواحد ما يتحرد يشوف المنكر ما يعمل شيء ، ولا كلمة ولا حاجة ، كأنه غير موجود نجد الضعف حتى في أهل الحسبة ، وحتى يعني بعض تجرأ الفساق عليهم السفهاء ، وصار يعني أوضاع مخيفة صار حتى الواحد إنه يخشى أن ينكر ويخشى أن يصطدم مع هذا التيار الهادر للشباب ، كما يقول أحدهم ، والله دخلنا مجمع من المجمعات التجارية ، إيش ننكر وإيش نخلي ، إيش ننكر وإيش نخلي أصلاً ما في المجال يعني يقول شيء مذهل مذهل .
المقدم:
يا شيخ محمد إن مما تقدم محاكاتنا للنمط الغربي في التسوق والتسويق ؟
الشيخ محمد:(1/9)
النمط الغربي ، في التسويق ممكن يعني يؤجل ما تقدم إذا نظرنا إلى قضية الملصقات صور ما يسمى بالنجوم والدعايات التجارية ، لأن فيها صور نساء محرمة وبعضها فيها صور من أبطال ما يسمى بالأفلام ، صور شباب فاتنة للنساء مثلاً دعايات العطور ، الخلفيات الملونة والأضواء المصورة ، وضع المجسدات المنايكينات على فترينات واجهات الزجاجية للمحلات ، أشياء تدخل الواحد في جو آخر من ، طبعاً قضية الدعايات التي تجلب الشراء لما لا داعي له إلى آخره ، تحدثنا عنها سابقاً ، لكن المسألة برمتها تحتاج إلى تنظيم على ضوابط الشريعة ، لازم ترى دائمًا نرجع للشريعة ، كل ما تقدمنا في أشياء ، وكل ما فتحنا أشياء جديدة ، كل ما صار عندنا أشياء جديدة ، لازم نعيد دراستها على ضوء الشريعة ونضع الضوابط ، مثلاً قضية العوائل وقضية العزاب ، قضية جعل أجنحة خاصة نسائية بحتة ، أجنحة كاملة ، لا يدخلها إلا النساء مثلاً ، قضية التعامل مع رجال الحسبة ، قضية مثلاً اعتناء أرباب المجمعات بالأطقم الحراسات التي يجلبونها ، قضية الحرص على الإغلاق ، إدارة المجمع تلزم المحلات بالإغلاق للصلاة قبل رجال الحسبة ، لأنني أرى الآن أن على إدارة المجمعات ، وعلى ملاك المجمعات ، وعلى رجال الحراسات في المجمعات واجبات حتى أكثر من رجال الهيئة ، وعندهم إمكانية للتدخل والإلزام أقوى ، واللي ما يطرد رجال الحراسة يطردونه بالخارج ، وإذا كان صاحب المحل أو العامل في المحل عنده انحرافات هذا أيضاً يغير ، كذلك يعني كما قلنا جعل المصلى السوق في مكان بارز ، مثلاً ترتيب أماكن الطعام بحيث يعني ما تكون هي وكر وتجمع للاختلاط ، مثلاً قضية المراقبة الدقيقة ، والله مسألة المراقبات هذه أحياناً تسير بطريقة عشوائية ، وليس هناك متابعة دقيقة في غرفة التحكم ورجال الحراسات ، أو تقتصر القضية فقط على السرقات وأشياء معينة ، طيب في ناس يسرقون الأعراض طيب أخطر بكثير من سرقة الأموال .(1/10)
المقدم:
شيخ محمد أحسن الله إليكم ، البون شاسع بيننا وبين السلف رحمة الله عليهم ، سواء من الناحية الزمنية إلى حد كبير ، أو كذلك من الناحية الأخلاقية والسلوكية ، لو بينتم لنا بعض الصور المشرقة للسلف رحمة الله عليهم وكيف كان تعاملهم في الأسواق ؟
الشيخ محمد:
طبعاً الأسواق ما هي قضية جديدة يعني مسألة قديمة : ? وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق? ?وما أرسلنا من قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ? لكن المشكلة ? وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون? شوف الارتباط يعني في الأسواق ، جعلنا بعضكم لبعض فتنة ، الشباب فتنة للفتيات ، والفتيات فتنة للشباب ، فالسلف –رحمهم الله – ما كانت تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ، وإقامة الصلاة ، وكان الواحد فيهم إذا رفع المطرقة وأذن ، رماها خلف ظهره ، هؤلاء كانوا أبعد الناس عن الفتنة في الأسواق ، والسلف رحمهم الله حذروا أبو الدرداء -رضي الله عنه- في الحديث الصحيح قال إياكم والأسواق فإنها تلغي وتلهي ، هي توقع في اللغو كما قال الله -عز وجل- ? وإذا مروا باللغو مروا كراما? فالأسواق مجمعات اللغو يعني ، والسلف كان عندهم يعني ما ينزل السوق إلا لذكر الله يفشي خيراً التكبير في العيد ، إفشاء السلام مثلاً ، يقول عبد الله بن الإمام أحمد -رحمه الله – إن أبي كان ، يعني لا تراه إلا في مسجد أو حضور جنازة ، أو عيادة مريض ، يعني عند مخالطة الناس ، وكان يكره المشي في الأسواق ، وكان عبد الله بن مسعود إذا أتى سدة السوق ، يقول : اللهم إني أسألك من خيرها ، وخيرها ، وأعوذ بك من شرها ، وشر أهلها .(1/11)
سلمان الفارسي -رضي الله عنه- يقول : كما جاء عند ابن أبي شيبة بسند صحيح ، إن السوق مبيض الشيطان ومفرخه ، فإن استطعت أن لا تكون أول من يدخله ، وآخر من يخرج منه فافعل ، وميثم صحابي جليل ، من أصحاب النبي ? يقول : بلغني أن الملك يغدو برايته مع أول من يدخل إلى المسجد فلا يزال بها معه حتى يرجع فيدخل بها منزله ، الملك معه راية مصطحباً أول ذاهب للمسجد ، قال : وإن الشيطان يغدو برايته إلى السوق ، مع أول من يغدو فلا يزال بها حتى يرجع فيدخلها منزله ، طبعاً هذا الحديث صحيح ، السلف كانوا إذا مروا بالسوق ورأوا أشياء يعني أحياناً ، تؤدي عندهم يعني في اتجاه الموعظة ، اتجاه أخذ العبرة ، مثلاً ابن شبلب -رحمه الله – يقول ، رأيت الحجاج بن الفرافصة واقفاً في السوق عند أصحاب الفاكهة فقلت ، ما تصنع هاهنا ، يعني إنك مو عادتك أن تأتي ، قال أنظر إلى هذه المقطوعة الممنوعة ، لأن فاكهة أهل الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة ، هذه مقطوعة وممنوعة ، إذا جاءت في وقت ما تأتي في آخر ، وكذلك كان بعض السلف إذا مر بالسوق ، ورأى اللحم المشوي ، نعم ، وقف واستعبرت عيناه وتذكر أصحاب النار كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب ، كان الواحد إذا مر على تنور خباز يقف أمامه ، ويتذكر النار ، ما كان يعني ، وذهابهم إلى السوق ليس للغفلة واللهو والمعصية ، السوق يشتري حاجة أهله ، للحاجة ، ولا يخلوا ذهابهم من عبرة .
الصحابة ذهبوا للأسواق ، لكن لماذا ذهبوا للأسواق ، كما يقول ابن مسعود الأنصاري -رضي الله عنه- كان رسول الله ? يأمرنا بالصدقة ، فما يجد أحدنا شيئًا يتصدق به ، حتى ينطلق إلى السوق فيحمل على ظهره ، يشتغل حمال ، فيجيء بالمد فيعطيه رسول الله ? علشان ينفقوا الصدقة ، أينعم يشتغل في السوق حمال ليتصدق ، فهذه بعض أحوال السلف -رحمه الله – سلفنا مع الأسواق .
المقدم:(1/12)
يا شيخ محمد قضية المتبرجات في قضية الاحتساب عليهن طبعاً بالإضافة إلى رجال الحسبة الذين وظيفتهم الاحتساب الرسمي في السوق ، ينبغي على أخواتنا المسلمات الصالحات أن يؤدين دورهن لأنه الأسهل وحتى ربما الأكفأ أن تنصح المرأة المتبرجة امرأة ، أفضل مما ينصحها رجل أجنبي عنها أليس كذلك ؟
الشيخ محمد:
بلى يمكن أن تؤدي دوراً كبيراً في هذا , ويمكن أن توجد محتسبات ، وكذلك رجل طبعاً قد يعني يدخل في اشتباك مع امرأة ، وبعضهن عندها سلاطة لسان في وسط الشارع ، ممكن تصيح وتزعق وتجعله هو المخطئ وهي المعتدى عليها ، ولذلك الواحد يلقي كلمة ويمشي مثلاً اتقي الله واحتجبي ويمشي ، يعني كلمة ويمشي ، ففعلاً يعني قضية مشاركة الجميع في الإنكار ، على الأقل يصير يحس الطرف الآخر بأن هذا الوضع غير صحيح فينكره .
المقدم:
شيخ محمد كذلك يعني عرض علينا مجموعة من القصص في قضية الاحتساب ، فمثلاً يعني بعض المشاكل التي تحدث والإنسان يدخل في مكتبة ، والمكتبة هذه فيها عرض لبعض الروايات ، والروايات قد تكون عليها أغلفة يعني غير لائقة فيذهب الإنسان بهذا الكتاب إلى مدير المكتب أو المكتبة فيقال إحنا عندنا فسح إعلامي ، فإيش ما العمل في مثل هذه الحال ؟
الشيخ محمد:(1/13)
طبعاً إنت الآن قد يوجد مراقب مطبوعات متساهل يعطيه فسح ، وقد يدفع رشوة ، ويأخذ فسح ، يعني المسألة في الفسح ما هي برهان سماوي على صحة ما يفعل ، ولكن يعني كل هذا ، كل هذا لا يعفيه ، يعني لو قلت له ، يا أخي بغض النظر عن الموظف اللي أعطاك الفسح عندك فسح من رب العالمين على هذا الكتاب الذي تبيعه ، عندك برهان من الله على جواز بيع هذا الكتاب بهذا الشكل وبهذا الغلاف ، فبعضهم هو مكابر ويريد أن يضع القضية على غيره ، ويقول هو والله يتحملها اللي أمرني ، واللي سمح لي ، واللي جابني ، واللي لا ، طيب وإنت ?وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً ? ? كل نفس بما كسبت رهينة? يعني يوم القيامة يؤتى إذا سئل ليش باعها يقول المراقب سمح لي ، ولا صاحب المحل ، ولا لا طبعاً ، ولذلك كلامه مرفوض متهافت .
المقدم:
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد ننتقل الآن إلى موضوع آخر وهو أحكام الجوائز الترويجية ما أحكامها في الأسواق ؟
الشيخ محمد:(1/14)
طبعاً الترويج في الأسواق ، سواء من أهل السوق أو من أهل المحلات طبعاً ، عملية دعاية واضحة ومعروفة ومفهومة ، أن كل واحد صاحب مجمع يريد أن يجذب الناس إلى المجمع ، لكي يرغب التجار بالبقاء عنده ، وأصحاب محلات الاستئجار عنده لأن عليها رجل وعلى المحل هذا والأسواق هذه إقبال وزحام وهكذا ، الترويج يعني قضية الدعاية كمبدأ جائز إذا كانت بوسائل مباحة ، ولكن لما اشتدت المنافسة والسلع تنوعت والخدمات ، وتطورت وسائل الترويج ، والجوافز غصت الأسواق والمحلات التجارية بهذه الأنواع الكثيرة نشطت سوق الدعاية والإعلان واستهدفت الناس كبيرهم وصغيرهم بالهدايا ، مسابقات تخفيضات إعلانات ضمانات ، يعني أشياء تمنح تعطى ، مكافئة تشجيع تخفيضات ، صارت مثلا كل من يشتري سلعة معينة خذ واحدة تأخذ واحدة مجاناً ، إذا اشتريت مبلغ كذا تأخذ مثلاً شيء بقيمة كذا ، أحياناً العلبة نفسها يوجد معها هديتها ، السلعة معها هديتها ، عموماً الأشياء المعلومة التي تعطى على المشتروات المعلومة لا بأس بها ، مثلا يقال إذا اشتريت هذا نعطيك هذا معه مجاناً ، خلاص واضح
المقدم:
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد على ما قدمتم في هذه الحلقة وبارك الله شكراً على ما قدمتم وشكراً لكم أنتم أيها الإخوة والأخوات المشاهدين والمشاهدات على حسن متابعتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/15)