المتقلبون
المقدم:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أيها الإخوة والأخوات مرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج الراصد مع الشيخ محمد صالح المنجد
أهلا وسهلاً ومرحباً بكم يا شيخ محمد ؟
الشيخ محمد:
الله.يحييكم أهلاً وسهلاً
المقدم:
حلقة هذا اليوم عن المتقلبون يتقلب بعض الناس من الإسلام إلى الكفر ، أو من السنة إلى البدعة أو من التمسك بالدين إلى الضعف فيه ، يا شيخ محمد نريد أن نعالج أو نرصد هذه القضية، ونرى أسبابها وكيفية معالجة هذا الأمر وحماية المسلمين من الوقوع في التقلب فما هو التقلب الذي نقصده في هذه الحلقة ؟
الشيخ محمد:(1/1)
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد من أعظم نعم الله سبحانه وتعالى على العبد أن يهديه الصراط المستقيم ويثبته عليه حتى الممات ، ولذا كان من دعاء المؤمنين في كل صلاة ، اهدنا الصراط المستقيم ، والله سبحانه وتعالى امتن على عباده المؤمنين بتثبيتهم فقال (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ) نحن نعيش في زمن فتن في الحقيقة وهناك ضغوط ومغريات وشبهات وشهوات ، وأشياء تجعل الحليم حيران ، الله المستعان ، هناك الآن هجوم من الأعداء وفتنة وبعض المسلمين ينساق وراءهم ، هناك في هذا الزمان ضغوط تجعل بعض المسلمين يداهنون ويلينون ويعطون الدنية في دينهم ، هنالك بعض المغريات التي تجعل بعض المسلمين يجاملون على حساب الدين ، أو يريدون تلطيف الوضع بتطرية الأحوال بتنازلات وتساهلات مخالفة للشريعة ، هذه الوضع الذي نعيشه أوجد تقلبات عند عدد من الناس ، طبعاً في شبهات أودت بإيمان ناس ، وصاروا كفاراً بعد إيمانهم وفي ناس نتيجة مثلاً مطالعة قنوات البدع أو مواقع البدع في الإنترنت تأثروا وما عندهم يعني علم يدفعون به هذه الشبهات ، وربما ناقشهم بعض المبتدعة في مكاتب العمل ، أو قاعات الدراسة فتحولوا من السنة إلى البدعة ، المعاصي طبعاً أوقعت كثيرين بعد استقامة ، كانوا مستقيمين كانوا في طاعة صاروا في معصية هذا التقلب وخصوصاً تقلب المعتقدات ، تقلب المنهج ، يعني التقلب من طرف إلى طرف اللي بلم تعد بعده تعرف يعني ما هو الأصل الذي يمشي عليه فلان ، التقلب الذي فقد المنهج فيه وحدته وصفاءه ونقاءه فصرت ترى وضع بعض الناس كالشاشة المغبشة المنظر غير واضح في الحقيقة ، سعي بعض الناس لإرضاء فلان ، والجمع بين المتناقضات والأطراف المختلفة والمصالح التي هو يظنها مصالح ، من هنا ومن هنا يريد أن يرضي هؤلاء ويرضي هؤلاء صار يتقلب يأتي(1/2)
هؤلاء بوجه ، ويأتي هؤلاء بوجه هذه العملية أضرت كثيراً بأعداد ممن كانوا أصلاً في عداد هذه اليقظة الإسلامية المباركة سواء كانوا رجالاً أو نساء ذكوراً أو إناثاً كباراً أو صغاراً ، نحن نحتاج في الحقيقة أن نعرف ما هو الثبات الشرعي ، وهذا التقلب الذي نراه في الواقع الآن ، حتى في الفتاوى سبحان الله تغيرات عجيبة بدون مستند شرعي ، يعني ما درسوا المسألة وصار عندهم بعد الدراسة والبحث الشرعي والاطلاع على الأدلة رأي جديد ، وإنما ضغوط مجاملات تنازلات ، أدت بهم إلى التغيير بناء على ماذا مشكلة حقيقية يعيشها الناس اليوم ، هو كان مقتنع من قبل أن هذا الشيء مثلاً لا بأس به ، صار الآن يمنعه ، أو العكس هذا الشيء ممنوع لا يجيزه شرعاً فإذا به يبيحه ، ما تغيرت يعني ما هي القضية من باب تغير الفتوى وتغير الزمان ، لا هو عنده مشكلة وخلل سبب اضطراب الرجل تغير حاله .
المقدم:
نعم أحسن الله إليكم يا شيخ محمد لو فصلتم في قضية الصعوبة في الثبات على الدين ، لا شك أن فيه أسباب ممكن تذكروا لنا بعض هذه الأسباب؟
الشيخ محمد:
طبعاً أصل يعني فطرة الله واحدة ، وصبغة الله ، ومن أحسن من الله صبغة ، إبليس هو الذي اجتال الناس عن دين الله سبحانه وتعالى ، وكل يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه ، يعني يمارس تغيير هذا النوع من التلون النبي عليه الصلاة والسلام أخبرنا عنه فقال: « وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ، وهؤلاء بوجه » قال الإمام النووي - رحمه الله – هو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها ، فيظهر لها أنه منها ، ومخالف لضدها ، وصنيعه محض كذب وخداع وتحيل وهذا شر الناس لأنه في الحقيقة متملق بالباطل والكذب بل عنده نوع من النفاق .
المقدم:
أنا كنت أن هذه الأشياء في الأشياء الدنيوية مثلاً يعني علشان مثلاً يكون له مصلحة مالية ، لكن هذه تقع حتى في الأمور الدينية يا شيخ محمد ؟
الشيخ محمد:(1/3)
نعم ممكن يأتي إلى أناس مثلاً يتبعون رأياً معيناً أو وعيد أو منهج معين ، فيقول لهم أنا منكم، ويذهب إلى ناس يخالفونه فيقول لكم أنا منكم ، هذا شيء من النفاق أينعم له ألف وجه بعدما ضاع وجهه فلم ندر فيها أي وجه نكلم ، ولذلك الثبات على الدين الذي أشرت إليه من المطالب المهمة جداً اليوم ، في خضم هذه التغيرات والتقلبات ، وكان السلف ينصحون بذلك ويتاوصون به ، فعن أبي مسعود الأنصاري -رضي الله عنه- قال : دخل علي حذيفة فقال: أوصنا يا أبا عبد الله ، فقال حذيفة أما جاءك اليقين فقلت : بلى وربي ، قال : فإن الضلالة حق الضلالة أن تعرف اليوم ما كنت تنكر قبل اليوم ، وأن تنكر اليوم ما كنت تعرف قبل اليوم يعني يصبح عندك المعروف السابق منكر ، والمنكر السابق إيش يصبح معروفاً ، قال وإياك والتلون فإن دين الله واحد ، يعني كانوا يوصون بعض بعدم التلون ، وعدم التقلب هذا إذا عرفت اليقين ، إذا وصلت لليقين في قضية ليش تغير ، ولذلك التلون هذا شنيع ، وأفظع ما يقع فيه المتقلبون هؤلاء أنهم يضلون غيرهم ، والواحد منهم سبحان الله العظيم ، ما تعرف له منهجاً ، ما تعرف له منهجاً ، الله قال عن المنافقين ( مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ) فقلوبهم فارغة وهؤلاء سريعوا التحول ، وهم مترددون بين فريق من المؤمنين وفريق من الكافرين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ولذلك كانت هذه الأوصاف المذمومة يعني مضرب مثل للنبي -صلى الله عليه وسلم- الذي قال « مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تكر إلى هذه مرة وإلى هذه مرة »هذا طبيعة موجودة عند بعض الغنم المترددة الحائرة التي لا تدري مع أي الغنمين تمشي ، ومع أي الفريقين من الغنم ، أي المجموعتين تتبع ، فهي تقترب من هذه مرة ، ومن هذه مرة ، السلف رحمهم الله ، كانوا يربطون التقلب في الدين والتلون في السير إلى الله بضعف الإيمان وهذا السبب مهم جداً في(1/4)
الموضوع ، فقال إبراهيم النخعي - رحمه الله – كانوا يرون التلون في دين الله من شك القلوب في الله ، وقال مالك رحمه الله ، الداء العضال التنقل في الدين طبعاً أنت الآن تقول إن الزمن هذا زمن الثبات فيه صعب ، وزمن فتنة ، هذا صحيح نحن ما يمكن أن ننكر هذا نحن نعرف أن زماننا هذا فيه شهوات وشبهات ، فيه مغريات ، فيه فتن ، فيه ضغوط فيه أشياء كثيرة ، والنبي - عليه الصلاة والسلام – علمنا قال « يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر »إدراك طبيعة المرحلة ، وطبيعة هذا الوقت الذي نعيش فيه ، مهم في التهيئ النفسي لمواجهة هذه الضغوط .
المقدم:
نعم أحسن الله إليكم طيب يا شيخ محمد الآيات والأحاديث الشريفة بينت أن القلوب تتقلب مثلاً قوله -سبحانه وتعالى- ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ) وكأن القلب يتغير حاله ، والرسول -صلى الله عليه وسلم- كان من أكثر دعاءه ، اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، فيعني ما هو موقف الفرد منا تجاه استشعار مثل هذه الآية ، ومثل هذا الحديث؟
الشيخ محمد:(1/5)
يعني الواحد إذا عرف أن المسألة هي محلها في القلب في النهاية كل هذا الكلام محله في القلب والعلاج داخلي ، والإنسان عليه أن يهتم بالنظر إلى ما في قلبه ، لأنه هو معقد الحل في القضية هذه ، إنما سمي القلب من تقلبه ، إنما مثل القلب كمثل ريشة معلقة في أصل شجرة تقلبها الريح ظهراً لبطن ، هذا الحديث رواه أحمد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرفوعاً صححه الألباني، الريح مرة تقلبها هكذا ، ومرة تقلبها هكذا ، القلب هذا مثل الريشة ، وهذه الرياح في الفتن فتن الشبهات والشهوات ، تمر عليه ، تعصف به ، تقلبه ، القلب سريع ، سريع التغير ، سريع التحول ، مثل الريشة بأرض خالية من العمران ، الرياح تؤثر فيها تأثيراً شديداً ولذلك يقول واحد من الصحابة ، وهو المقداد بن الأسود -رضي الله عنه- ، لا أقول في رجل خيراً ولا شراً حتى أنظر ما يختم له ، بعد شيء سمعته من النبي -صلى الله عليه وسلم- ، بعد سماعه من النبي -صلى الله عليه وسلم- قال سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : « لقلب ابن آدم أشد انقلاباً من القدر إذا اجتمع غلياً »فكيف القدر يغلي يفور ، واللي تحت يصير فوق واللي فوق يصير تحت ، هذا وضع ، ولا القلب إلا أنه يتقلب ، ولذلك العملية صعبة ، يعني إذا كان مثل الريشة في ريح في أرض خالية ما هي المسألة فيها صعوبة ، ولذلك تكثر حالات الردة ، النكوص على عقبيه، الانتكاسات الآن عدد كبير من الذين كانوا على يعني خير من قبل على الأقل في الظاهر صرنا نرى الآن تغيراً واضحاً في حالهم ، والنبي - عليه الصلاة والسلام – حذرنا يعني ما قصر في تنبيهنا ، قال: « بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ، يمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا »إذاً يعني المسألة ، المسألة خطيرة ، ولابد أن يبادر الواحد بالأعمال الصالحة تثبيتاً لنفسه ، قبل أن يأتي هذا الوقت ، وقت التقلبات ، قال الحسن - رحمه(1/6)
الله – والله لقد رأيناه صوراً ولا عقول ، أجساماً ولا أحلام ، يعني لا يوجد فراش لنار وزبان طمع ، يغدون مثل ويروحون مثل يبيع أحدهم دينه بثمن العنز
المقدم:
هذا الصحابي يضم المتقلبين ؟
الشيخ محمد:
الحسن البصري يعني التابعي - رحمه الله - ، فلعظم الفتن ينقلب الإنسان في اليوم الواحد، السرعة يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ، يعني في فرق بين الصباح والمساء كم ساعة بين الصباح والمساء ، تغير جذري ، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ،
المقدم:
لكن يا شيخ محمد لا شك أن لهذا التقلب يعني غير أن هذا قدر الله -سبحانه وتعالى- ، أو بالإضافة إلى أن هذا قدر الله -سبحانه وتعالى- لا شك أن لذلك التقلب أسباب ، فأريد أن أسألكم عن الأسباب ولكن نستأذنكم بهذا الفاصل أيها الإخوة والأخوات فاصل ثم نواصل؟
عودة مرة أخرى أيها الإخوة والأخوات وحلقة هذا اليوم عن التقلب ، يا شيخ محمد قلنا إن التقلب لا شك أن له أسباب ، الإنسان إذا تعرض لهذه الأسباب فربما يحصل له التقلب ، وكل شيء بقدر الله -سبحانه وتعالى- على أية حال فلعل من أسباب التقلب ، التقلب في الدين على أية حال ، هو التعرض للشبهات والتعرض للفتن ، فهل عندكم أمثلة على هذا كسبب يعني لتعرض الإنسان للتقلب؟
الشيخ محمد:(1/7)
نعم لكن قول هذا الكلام لما قلنا إن مسألة التقلب هذا يعني بيد الله القلوب بيد الله ، يعني إدراك أن الله يحول بين المرء وقلبه يحول بين الكافر ، وبين الإيمان ، وبين العاصي وبين الطاعة إذا تثاقلتم عن الاستجابة وأبطأتم عنها فلا تأمنوا أن الله يعاقبكم ويحول بينكم وبين قلوبكم ، فلا تهتدون ولا تؤمنون ، والله قال : ( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ) الله له عقوبات الجزاء من جنس العمل ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) التعرض للشبهات هذا الذي تذكره هذا من الأشياء التي تؤدي للتقلب ، يعني في بعض الناس هم يوردون أنفسهم المهالك يفتح بدون خلفية بدون يقين بدون علم شرعي ، يفتح مواقع أو كتب مثلاً روايات يقرأ ، يقرأ ويقول أنا عندي عقلي ، وهو مسكين بضاعته من العلم مزجاة وعقله لا يكفي ، ولذلك يضعف عقله أمام بعض الشبه فيقع فريسة ، ولما يعرف الواحد أن المسألة عند الله يعني في القلوب مثل ما كان النبي - عليه الصلاة والسلام- يقول « لا ومقلب القلوب »، هنا يلجأ إلى الله يعني يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، يقول ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة ، مثلاً ، هذه من أدلة المؤمنين ، ولذلك لازم نخاف من التقلب ونرغب إلى الله -سبحانه وتعالى- بالثبات ، ونقول : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، يعني اجعله ثابتاً على دينك غير مائل عنه ، يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك كما في الحديث الآخر ، يعني أن يرجع من الإيمان إلى الكفر أو يرجع من الطاعة إلى المعصية ، أو يرجع من الاستقامة إلى النقص والنبي - عليه الصلاة والسلام – كان من أدعيته العظيمة : اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد ، الدين يستقيم بهذين الأمرين ، الدوام والاستقامة هذا في الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرشد ، الجد في الأمر بحيث ينجز ما هو رشد من أموره ، قال ابن القيم - رحمه الله – الدين مداره(1/8)
على أصلين ، العزم والثبات ، وهذان الأصلان المذكوران في حديث النبي - عليه الصلاة والسلام – اللهم إني أسألك الثبات في الأمر ، هذا تواجه به الشبهات ، الشبهات التي تعصف بنا هذه نواجهها بقوله تعالى : ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ) لماذا يحدث التقلب أحياناً يكون مصلحة مادية ، مركز ، منصب مثلاً جاه ، خوف رهبة ، رغبة ، ولذلك المتلونون سبحان الله همتهم دنيئة لأنه حريص على الدنيا ، حريص على هذه المطامع ، وممكن يترك مواقفه يغير قناعاته ، ومنهجه ، ويغير الأدلة التي كان يمشي عليها ، ويغير يعني سنوات من الطاعة بالأخير يسقط أمام مطمع رغبة أو رهبة ، فبعض الناس كما قال الشاعر ، يصف تغيرهم وتلونهم : دع المودات إن الحب إغراء ، وصاحب اليوم في دنياك حرباء ، ملون لا يفي إلا لحاجته ، يبدي الولاء وملء النفس شحناء ، يعني يعطيك ابتسامات وكلام ثم في الصميم هو يطعن ، هذه قضية الشبهات ومواطن الفتن، كم أردت من ناس ، يعني التعرض لها تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً ، عوداً يعني الحصير إذا رأينا نسج الحصير ، كيف أعواد الحصير متوالية مرتبة منتظمة متوالية ، كذلك الحياة الإنسان في الحياة ، وخصوصاً مع من تعرض للشبهات والفتن ، كل فتنة ، تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير كالحصير عوداً عوداً ، فكيف توالي الأعواد في الحصير كذلك توالي الفتن على القلوب ، قال فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء ، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء ، حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا ، مثل الصفا طبعاً الصخر الأصم هذا أملس ما يتشرب شيئاً لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض ، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً مقلوباً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً، إلا ما أشرب من هواه ، ولذلك بعض الناس تستحكم الشبهات فيهم حتى أصلاً تنتكس فطرته ، فالمنكر عنده معروف والمعروف عنده منكر ، ولذلك نقول يا إخواننا تفتحون مواقع في البالتوك في(1/9)
الإنترنت تفتحون بعضهم يقول هات الإنجيل نقرأ نحن نرد عليه ونحن ما عنده علم كافي يفتحوا قنوات تثير شبهات ، فيه قنوات دجل شعوذة ، سحر كفر ، فيه قنوات تنصيرية ، فيه قنوات تطعن في الإسلام في صحيح البخاري ، في السيرة النبوية ، بعض الناس يقول نتفجر ونشوف ، تتفرج إيش النبي - عليه الصلاة والسلام – قال « من سمع بالدجال فلينئ عنه »ابتعد عنه ، قال فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فلا يزال به حتى يتبعه لما معه من الشبه ، ولذلك حذيفة متخصص في أحاديث الفتن يقول، إياكم والفتن لا تتعرضوا لها لا يشخص إليها أحد ، فوالله ما شخص فيها أحد إلا نسفته ، إلا نسفته قال كما ينسف السيل الدمن ، وهي آثار الديار والناس القديمة البالية ، كيف السيل إذا جاء عليها ينسفها هكذا ، أبو قتادة يقول لقد رأينا والله أقواماً يسرعون إلى الفتن ويزيعون فيها ، وأمسك أقوامٌ عن ذلك ، هيبة لله ومخافة منه ، فلما انكشفت إذا الذين أمسكوا أطيب نفساً وأثلج صدوراً وأخف ظهوراً من الذين أسرعوا فيها ، ولذلك من جعل دينه عرضاً للخصومات أكثر التنقل هذه يعني أشياء مشاهدة وواضحة .
المقدم:
الله المستعان طيب يا شيخ محمد يعني هل عندكم أمثلة واقعية من التاريخ ، أو من الوقت المعاصر لأناس تعرضوا أو عرضوا أنفسهم للشبهات وللفتن فتقلبت عليهم القلوب
الشيخ محمد(1/10)
ما ذكره بعض المؤرخين ، الحافظ ابن كثير - رحمه الله – في حوالي سنة 726 قال ضربت عنق ناصر بن الشرف أبي الفضل الهيتي على كفره واستهانته بآيات الله ، وصحبته الزنادقة ، قال البرزالي - رحمه الله – من مؤرخي الإسلام ربما زاد هذا المذكور المضروب العنق عليهم بالكفر والتلاعب بدين الإسلام والاستهانة بالنبوة والقرآن ، قال وحضر قتله العلماء والأكابر ، قال ، وكان هذا الرجل قد حفظ التنبيه ، ويقرأ في الختم بصوت حسن ، وعنده نباهة وفهم ، كيف طيب صار هذا الشيء هذا الكلام ، يعني هذا حافظ القرآن كان ، ويحفظ يعني المتون ، يحفظ التنبيه ويقرأ يعني بصوت جميل وعنده نباهة وفهم ، قال ثم إنه انسلخ من ذلك جميعه وكان قتله عزاً للإسلام وذلاً للزنادقة وأهل البدع ، قال ابن كثير وقد شهدت قتله وكان شيخنا أبو العباس ابن تيمية ، حاضراً يومئذ ، وقد أتاه وقرعه على ما كان يصدر منه قبل قتله ، ثم ضربت عنقه وأنا شاهد على ذلك ، طبعاً في من المعاصرين مثلاً ، عبد الله القصيمي المعروف كان له كتابات قوية في العلم الشرعي ، وكان عنده يعني دفاع عن التوحيد وعن السنة ، وعن يعني يرد ردود قوية على الطاعنين مثلاً أو أصحاب الشبهات ، كما يشهد بذلك كتابه الصراع بين الإسلام والوثنية ، في الدفاع عن الإسلام إيوه مجلدان ضخمان في التوحيد والرد على من يجيز التوسل الشركي ، والرد على شبهات المشركين، من المتقدمين والمتأخرين ، لكن الرجل كان معجباً بنفسه يعني كان يقول ولو أن ما عندي من العلم والفضل يقسم في الآفاق لأغنى عن الرسل ، أستغفر الله العظيم لا حول ولا قوة إلا بالله، الرجل اغتر ، كان عنده غرور وعنده عجب عجيب ، ولذلك ما صمد وبعد ذلك يعني مثل اللي ما وجد نفسه أو ما أعطي المكانة التي يريدها ، بين من هو معهم أو هم مثله في المنهج مثلاً ، فما حصل التفوق المطلوب خلاص رجل انتكس وصار يعني يقرأ في كتب الملاحدة ، ركب الموجات الفكرية في عصره ، ولما(1/11)
استنفذ أغراضه ، يعني ما عاد وجد في دعوة التوحيد شيئاً من متاع الدنيا الذي كان يرومه وهذه مشكلة الواحد يعني مثلاً أحياناً يظهر اتباع الحق ، لا حباً في الحق ، ولكن للبروز من أجل الدنيا ، طمعاً، إذا أعطوا رضوا ، وإذا لم يعطوا إذا هم يسخطون ، هذا راح ركب الموجات اللي بعد القومية اليسارية الشيوعية ، وكان لها حضور قوي في الصحف الإعلام ، في أماكن مختلفة في بلدان عربية ، توجه لها ، واستغل منابرها الصحفية ، وكان أول انحراف له في كتابه هذه هي الأغلال ، ويصف الدين أنه أغلال ، والرجل دخل في الزيغ والإلحاد ، ولذلك سبحان الله العظيم يعني مات بعد ذلك منبوذاً ما ما ، لا …طبعاً هذا مثال على قضية التقلب ، إسماعيل بن إبراهيم باشا أدهم ، كان عارفاً بالرياضيات ، وله اشتغال بالتاريخ ، ولد بالإسكندرية ، وأحرز الدكتوارة في العلوم من جامعة موسكوا عام 1931 ، وعين مدرساً رياضياً في جامعة سامبوسبورج ثم انتقل إلى تركيا ودرس فيها في معهد أتاتورك ، ثم عاد إلى مصر في عام 1936 نشر كتاباً وضعه في الإلحاد ، هو أصلاً مسلم من عائلة مسلمة الرجل من بلد مسلم ، لكن تأثر بالمد الشيوعي الإلحادي في ذلك الوقت وقرأ كتب القوم تمكنت من نفسه ، لدرجة أنه ألف كتاباً اسمه لماذا أنا ملحد ، وقال إنه ألف جمعية في الإلحاد ، لا حول ولا قوة إلا بالله في تركيا .
المقدم:
يا شيخ محمد هل هذه أمثلة على إن الإنسان إذا عرض نفسه للشبهات والفتن ربما يتقلب قلبه ، ويصبح من المفتونين ، لكن أليس كذلك الغلو والتشدد في الدين من أسباب التلون والتقلب؟
الشيخ محمد:(1/12)
نعم بالمناسبة الرجل السابق هذا رد عليه الدكتور أحمد زكي أبو شادي برسالة عنونها لماذا أنا مؤمن وبعدين في مساء الثالث والعشرين من شهر يونيو 1940 وجد جثة إسماعيل أدهم هذا طافية على مياه البحر المتوسط وعثر معه على رسالة بأنه انتحر لزهده في الحياة وكراهيته لها وأوصى بعدم دفن في مقبرة المسلمين وطلب إحراقها ، طبعاً هناك شخصيات وحالات كثيرة مثل ابن الرواندي هذا ، الذي ألف كتاب الدامغ ، وزعم أنه يدمغ القرآن دمغه الله ، هذا المخذول كان يلازم أهل الرفض والملاحدة ، وقال إنما أريد أن أعرف أقوالهم ، ثم انغمس فيهم وغرق فيهم ، كان كثير الحياء فانسلخ من ذلك ، القضية الطرف الآخر الذي أشرت إليه قضية التشدد فيه عندنا أمثلة في الواقع يعني بعض الكتاب الصحفيين كانوا من المكفرين يكفرون المسلمين ، يكفرون عامة المسلمين ، طيب ، يعني عنده غلو حقيقي ، عنده غلو حقيقي ، انتقلوا انتقالة تامة إلى الطرف الآخر صاروا من كبار المرجئة الذين لا يعترفون أصلاً أن هنالك كفراً ، بل ويتهموا كل شخص مستقيم على الدين متمسك به ، ويعتبرونه متشدد ، نعم الله المستعان ، كتاب يكتبون في الجرائد معروفين ، لما ترجع إلى أصولهم أصول أصلاً خوارج ، تكفيريين من الذين يكفرون المسلمين ، الحين صاروا في الطرف الآخر كل شيء عندهم حلال ، كل شيء عندهم جائز ، ما في وتبعيتهم خلاص للغرب ، وقبلتهم بلاد الغرب ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، ولذلك ترى التطرف في الغالب يؤدي للتطرف المقابل .
المقدم:
المداهنة في دين الله -عز وجل- بالباطل ، أليس سبباً في التقلب ؟
الشيخ محمد:(1/13)
بل لأنه أصلاً لما يسعى لإرضاء أعداء الله بالمداهنة هذه والمجاملات أين ستكون نهايته هذه مزالق أقدام ، لما عرف المشركون خطر هذا الباب ، وأن صاحبه لا يثبت على طريق الاستقامة ، طمعوا أول شيء في رأس الدعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- ورغبوا ورجوا أن يستميلوه إلى جاهليتهم ، طبعاً قالوا طيب نعطيك مالاً حتى تكون أغنانا ، طيب نملكك علينا ، طيب نعبد إلهك سنة وتعبد إلهنا سنة ، يعني حاولوا شتى الطرق ( قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ، ولا أنا عابد ما عبدتم ) يعني حاولوا أن يوافقهم على بعض ما عندهم ، طيب لا تشتم آلهتنا ، طيب كف عن سب ديننا ، حاولوا فلا تطع المكذبين ، ودوا لو تدهن فيدهنون ، طيب اسكت عنا نسكت عنك اترك ديننا ، نتركك أنت وأصحابك ، ( ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا ) يعني هذا كلام شديد يقوله الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم- ودوا لو ركنت إليهم وتركت الحق فيمالونك ، ودوا لو أنك صانعتهم في دينهم ليصانعوك في دينك لكن الله حذر نبيه ، قال (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ، ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير ، ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكن النار ، وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون ) يعني إذا ملتم إليهم ووافقتموهم على ظلمهم أو رضيتم ما هم عليه من الظلم ، فستمسكم النار ، المشكلة اليوم يوجد ناس من المسلمين مستعدين للتنازل عن أشياء من دينهم ليحافظوا على دنياهم ، أو على عرض ،
المقدم:
مثل إيش من التنازل في أمور الدين يا شيخ محمد ؟
الشيخ محمد:
يعني ممكن يتنازل عن قضية التوحيد ، ممكن يتنازل عن قضايا مثلاً في الولاء للمؤمنين والبراء من المشركين ، ممكن يتنازل عن أحكام تتعلق بنواقض الإسلام
المقدم:
يعني هذا بناء على قناعة فكرية ولا بناء لمطلب دنيوي ؟
الشيخ محمد:(1/14)
لا مطالب أعداء ، مطالب أعداء يقولون يعني هذا كلام أول كل من أول يعني على الجادة لكن الآن تعرف الوضع ما عاد يسمح ، إيش لون هذا الدين إيش يعني عقيدة يعني كيف ما عاد ، يعني إنت ممكن تقول مثلاً واحد مثلاً ما يستطيع أن يجهر بكل الحق يجهر ببعض الحق ، بس هو يجهر بالباطل يعني إذا أنت ما تستطيع أن تقول كل الحق الذي عندك طيب إذا هذا ما يعني إنك أنت تتنازل عنه ، وتقول يا أيها الناس تركته خلاص هذا كان زمان الآن صار موقفنا موقف آخر تيارات المداهنة والتمييع والملاطفة لأهل يعني العلمنة والنفاق والطوائف البدعية ، نترك الخلافات جانباً ، نتناسى الخلافات نتناسى إيش .
الخلافات ، أصلية ، توحيد وشرك طيب ، كيف يتناسى ، يعني ناس سبوا الله قالوا له صاحبة وله ولد ، قالوا يد الله مغلولة ، اليهود أو النصارى أو المجوس ، كيف تقول هم إخواننا ، كيف يعني ، إخواننا هذه ما نفهمها ، يعني ناس سبوا الله نقول هؤلاء إخواننا ،(1/15)
إخواننا في الإنسانية إيش يعني هادول الله سماهم كفار ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ) إيش يعني إخواننا في الإنسانية يعني طيب كلنا بشر ، طيب يعني ما احنا وفرعون ، وأبو جهل كلنا بشر ، إيش يعني أنت معلش حتى نبين الأمور هذه ، إحنا وأبو جهل إخوان في الإنسانية ، إحنا وفرعون إخوان في الإنسانية ، إذا هذه هي أخوة الإنسانية ، فيه خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن ، الله -عز وجل- قسم الخليقة ، والرسول - عليه الصلاة والسلام – يقول « المسلم أخو المسلم »، طيب ما في هذا كلام فارغ قضية إيش ، إذا هو عدو ( فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه ) هذا الدين أنك إذا تبين لك أنه عدو لله تبرأت منه ، ولذلك يعني بعض الناس عندهم استعداد عجيب للمداهنة ، يعني المحاباة المحاباة يعني ممكن يتنازل عن أمور من الدين في سبيل إنه يرضي فلان وفلان ، أول براءة لبني إسرائيل الانفلات عن الدين ، هذا يعني كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه ، إيش أول ما دخل عليهم النقص كان الواحد يلقى صاحبه فيقول اتق الله ودع ما تصنع فهو لا يحل لك ، ويكمل علاقات معه عادي ، أكيله وشريبه ، وقعيده ، هذه اللي ، وهذه المصيبة يعني ، ولذلك بعض الناس هو ما يتحمل
المقدم:
لكن بعض الناس يقولون هذه سياسة دعوية يعني حتى ما تستميل قلوبهم إليك؟
الشيخ محمد:
يعني أستميل قلوبهم إلي أوافق على الباطل يعني ممكن مثلاً أؤجل دعوتهم إلى بعض الحق أدعوهم إلى مسائل من الحق ، وأؤجل مسائل ، لكن أجهر بالباطل يعني أنا عشان يعني أقترب منهم أو علشان يحسوا إن يعني في جسور أتكلم أنطق بالباطل ، من التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس يعني ما ما يمكن .
المقدم:
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد ننتقل إلى سبب آخر اللي هو الإغراء بالمناصب والمال أليس كذلك سبب لتقلب بعض الناس ؟
الشيخ محمد:(1/16)
إي هذا سبب عظيم لا شك هذا يعني فإن أعطوا رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون، لما عرف الكافر يعني ثقل الإغراءات هذه ، حاولوا النبي - عليه الصلاة والسلام- كما قلنا إغراء بالمال وإغراء بالرياسة ، جمعنا لك مالاً حتى تكون أغنى واحد أغنانا ، وإن كنت تريد ملك ملكناك علينا ، فإذا هما حاولوا قضية الإغراء طبعاً ممكن واحد يقول لك طيب ليه ما وافق يصير ملك عليهم , وإذا صار ملك يحملهم على الدين لا أصلاً قيصر لما جرب ملك الروم جرب على أن يعرض على قومه الإسلام حاصوا حيصة الوحوش ، مع إنه ملكهم تمردوا عليه إيوه ، فلما رأى أن الأمور ستفلت من يديه ، قال إنما كنت أختبر دينكم وثباتكم على دينكم غير الموجة ، فمن الناس من يعبد الله على حرف ، فإن أصابه خير فلوس منصب ، اطمأن به ، وإن أصابته فتنة انقلب على عقبيه خسر الدنيا والآخرة ، فإذاً من الناس من هو ضعيف الإيمان لما يدخل الإيمان قلبه ، لم تخالطه بشاشة الإيمان ، بل دخل في الإيمان إما خوفاً وإما عادة ، ما يثبت عند المحن ، فإن استمر رزقه رغيداً ، ما وصله شيء من المكاره ، قال هذا دين حسن ، وإن أصابته فتنة مكروه زال محبوب، ارتد عن دينه خسر الدنيا والآخرة ، ولذلك قضية الإغراءات هذه ترى يعني ما هي سهلة وانظر إلى حال الأعشى بن قيس كان شيخاً كبيراً شاعراً خرج من اليمامة من نجد يريد النبي - عليه الصلاة والسلام – راغباً في الإسلام ، هذا الرجل يعني راح يمدح النبي - عليه الصلاة والسلام – نبي يرى من لا ترون ، وذكره أغار لعمري في البلاد وأنجدا ، وما زال يقطع هذاالرجل الفيافي والقفار يريد أن يذهب ليسلم اعترضه بعض قومه ،
المقدم:
إيش قالوا له ؟
الشيخ محمد:(1/17)
إلى أين أنت ذاهب إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- ، لماذا لأسلم خافوا هذا واحد من كبار الشعراء ، إذا حسان بن ثابت فعل بهم الأفاعيل ، كيف لو انضم إليه الأعشى بن قيس هذا مصيبة ، قالوا يا أعشى دينك ودين آبائك خير لك ، قال لا دينه خير وأقوم ، قالوا يا أعشى إنه يحرم الزنا حاولوا الآن يعني إنه يقولوا الإسلام يمنعك من شهوات ، يمنعك من يا أعشى إنه يحرم الزنا قال أنا شيخ كبير ما لي في النساء حاجة ،
قالوا إنه يحرم الخمر ، قال إنها مذهبة للعقل ، مذلة للرجل لا حاجة لي بها ، لما رأوا عزمه على الإسلام ، قالوا طيب نعطيك مائة بعير وترجع إلى أهلك وتترك الإسلام مائة بعير يعني البعير كام يسوى خمسة آلاف ريال مائتين في خمسة آلاف مليون ، أو مائة في خمسة آلاف نصف مليون ، ثلاث آلاف ثلاثمائة ألف يعني شغلة كبيرة ، قال أما المال فنعم ، فجمعوها له فارتد على عقبيه وكر راجعاً إلى كفر ، واستاق الإبل ، فرحاً مستبشراً ، لما قارب أن يصل إلى دياره عائداً سقط عن ناقته فانكسرت رقبته فمات ، خلاص ( ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين ).
المقدم:
شيخ محمد حقيقة وقت الحلقة قد انتهى ، والموضوع طويل في أسباب كثيرة لابد أن نأتي عليها كذلك الأهم من ذلك التعرض للعلاجات كيف الإنسان يحمي نفسه ويحمي المجتمع الذي هو فيه من مثل هذه التقلبات ، فلعلنا نقف هنا ونكمل في حلقة قادمة شكراً لكم على ما قدمتم في هذه الحلقة وشكراً لكم أنتم أيها الإخوة والأخوات المشاهدين والمشاهدات على حسن متابعتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/18)