المؤامرة على الفتوى
المقدم:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أيها الإخوة والأخوات مرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج الراصد مع الشيخ محمد صالح المنجد
أهلا وسهلاً ومرحباً بكم يا شيخ محمد ؟
الشيخ محمد:
حياكم الله
المقدم:
يا شيخ محمد لاحظنا في الآونة الأخيرة ، وفي الحقيقة يعني لأشهر وسنين طويلة أن تصدر أحياناً فتاوى ثم يتراجع عنها أو لا يتراجع عنها أو أنه يحدث حولها لغط وأخذ وعطاء ، ثم تأتي وسائل الإعلام خصوصاً المقروءة ، وتبدأ يعني تضخم من الفتاوى الشاذة وكأن الدين كله مسائل خلافية ، مع أننا نعلم أن الله سبحانه وتعالى يقول : ? يستفتونك في الكلالة ? فالقضية ليست مدار للعب والأخذ والعطاء بغير علم ، لكن لا شك أن هناك ضوابط لو ناقشنا هذا الموضوع معكم الذي هو المؤامرة على الفتوى ، ما هي مكانة الفتوى في الشريعة الإسلامية يا شيخ محمد ؟
الشيخ محمد:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين(1/1)
…وبعد دين الله أمرٌ جد وفصل وليس بالهزل ، دين الله شيءٌ عظيم أنزله الله ليكون سعادة للبشر ، ليحكم ، أنزل الله الكتب وأرسل الرسل لبيان دينه ، الله سبحانه وتعالى أخذ العهد على الأنبياء أن يبلغوا وأن يبينوا ، وجعل ورثة الأنبياء هم العلماء ، وأخذ الله العهد عليهم ? لتبيننه للناس ولا تكتمونه ? وهدد الذين يكتمونه قال : ? إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ? هناك أهل علم يرجع إليهم ، وأهل ذكر يفصلون في المسائل ? الرحمان فاسأل به خبيرا ? فيه خبراء في الشريعة هؤلاء من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة ، القضية قضية كبيرة فيها مرجعية ، ? فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ? فما في مجال إطلاقاً لقضية التلاعب بالفتوى ، ولا العبث في الفتوى ويجب التصدي لكل المؤامرات عن الفتوى .
المقدم:
إذاً يا شيخ محمد ما خطورة منصب الفتوى ؟
الشيخ محمد:
خطورته أن المفتي يوقع عن الله عز وجل ، ولذلك ألف ابن القيم -رحمه الله- إعلام الموقعين عن رب العالمين ، فالمفتي هو الذي يقول حكم الله وحكم رسوله في هذه المسألة هكذا ، إذاً هذا يخبر عن حكم الله فكأنه يوقع عن الله تعالى ، لما يكتب أو يفتي ويتكلم ، فيقول هذا حكم الله في هذه المسألة ، وهنا تكمن خطورة الفتوى ، وقضية الفتوى بغير علم قضية خطيرة ، والسلف رحمهم الله كانوا يتورعون عن الفتوى .
المقدم:
فكيف كان السلف رحمهم الله يتورعون عن الفتوى يا شيخ محمد ؟
الشيخ محمد:(1/2)
يعني كان الفتوى تأتي للواحد منهم فيدفعها يردها إلى غيره ، يعني عبد الرحمن بن أبي ليلى -رحمه الله- يقول : أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله ? فما كان منهم محدثاً إلا ود أن أخاه كفاه الحديث ، ولا مفتٍ إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا ، ويقول ابن عباس -رضي الله عنه- إن كل من أفتى في كل ما يسألونه الناس عنه إنه لمجنون ، وابن عمر كان يتورع في الفتوى ، وإذا جاء واحد وألح عليه وهو ليس عنده تأكد من الموضوع ، يقول : يريدون أن يجعلوا ظهورنا جسوراً يعبرون عليها إلى جهنم يمرون عليها إلى جهنم ، ولذلك كانت الفتوى ممكن تأتي للواحد فيدفعها للآخر للثالث للرابع ، حتى تعود إلى الأول وبعض الناس يعني سبحان الله العظيم يعني ما عنده شيء اسمه لا أدري ، عمرك سمعت في برنامج فتوى على قناة فضائية لا أدري ، مع أن لا أدري نصف العلم ، ولا أدري ما استحت الملائكة أن تقولها حين قال الله لهم : سألهم سبحانه وتعالى عن الأسماء قالوا : ? سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ? يقول الشعبي والحسن إن أحدكم ليفتي في المسألة لو وردت على عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لجمع لها أهل بدر ، والآن اليوم بكل بساطة ، والله هذه ما فيها شيء يمكن ما فيها شيء يمكن جائز يمكن كذا ، فسئل عن مسألة مالك -رحمه الله- فقال : لا أدري ، فقيل له هي مسألة خفيفة سهلة ، فغضب وقال : ليس في العلم شيء خفيف .
المقدم:
يا شيخ محمد الفتوى بغير علم أليست في مثل القول على الله سبحانه وتعالى بغير علم ؟
الشيخ محمد:(1/3)
نعم أصلاً الفتوى بغير علم هي قول على الله بغير علم ، وابن القيم -رحمه الله- قال : وقد حرم الله سبحانه وتعالى القول عليه بغير علم في الفتيا والقضاء ، وجعله من أعظم المحرمات ، جعله في المرتبة العليا من المحرمات ، كما قال تعالى : ?قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ? فرتب المحرمات أربعة مراتب ، وبدأ بأسهلها بالنسبة لغيره وهو الفواحش ، ثم ثنى بما هو أشد تحريماً ، وهو الإثم والظلم ، ثم ثلث بما هو أعظم تحريماً ، وهو الشرك به سبحانه وتعالى ثم ربع بما هو أشد ، القول على الله بغير علم : ?ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاعٌ قليل ولهم عذاب أليم ? فالآن هؤلاء الذين يكذبون على الله في الفتاوى يبيحون ما حرم الله ويحرمون ما أباح الله يكذبون على الله ، فويل لهم لأن هذا افتراء على الله ، والافتراء على الله ليس كافتراء على أحد ، وإذا واحد ما عنده علم يتقي الله ويصمت وإلا فإنه يكون إذا تكلم بغير علم مفتري على الله هذه القضية التي جعلت الصحابة لا يتسرعون ، التي جعلتهم يتوقفون ، الشافعي -رحمه الله- يقول لا يحل لأحد أن يفتي في دين الله إلا رجل عارفاً بكتاب الله وناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه وما أريد به ، بصيراً بحديث النبي ? بصيراً باللغة حتى يستطيع أن يفتي في الحلال والحرام لكن انظر الآن ما هي خلفية الذين يفتوا .
المقدم:
لكن يا شيخ محمد بعض الناس ينتقض هذا الكلام يقولون الفتوى ما هي باللي عندكم؟
الشيخ محمد:(1/4)
والله إذا قصد ما هي باللي عندكم يعني هو من أهل الفتوى فطيب يعني هو إذا كان صاحب يعني رتبة علمية تؤهله للإفتاء فليتفضل ولينضم إلى أهل الفتوى ، لكن إذا كان هو إنسان صاحب هوى ، ويقول إنتم متشددين ، والفتوى ما هي اللي عندكم ، يعني عندنا فتاوى أخرى فليخرج لنا من جعبته ما عنده من الفتاوى ، حتى نعرضها على الكتاب والسنة ونرى ماذا عنده مما عند غيره .
المقدم:
شيخ محمد هناك من الأمور التي لاحظناها قضية ضرب الفتاوى بعضها ببعض ، يعني مثلاً قد تجد الصفحة الأولى من جريدة سيارة ، فتجد مثلاً فتوى الشيخ فلان الفلاني وفي نفس الصفحة نفس المسألة فتوى الشيخ فلان الفلاني ، والذي يقول بخلاف الأول ، والعامة لسنا متخصصين في الشريعة نتلخبط نحن في الفتاوى ؟
الشيخ محمد:(1/5)
طيب الآن نحن أمام مؤامرة على الفتوى ، أنا أقول لك الآن نحن نعيش وضع الآن درس الأعداء كيف ممكن يطعنوا في الشريعة ، ودرس الأعداء كيف ممكن ينفذوا ويدخلوا من أبواب ضعفاء المسلمين ، وضعفاء الإيمان ، وأصحاب الهوى والذين يرضخون لهم ، أو الذين يأخذون منهم أموال أو يرضون بأن يوظفوا ، الآن يوجد من يوظف من قبل أعداء الإسلام في وسائل الإعلام لكي يشوش على المسلمين دينهم ، هذا اللي صاير الآن قنوات فضائية ، ومواقع القنوات الفضائية ، وجرائد سيارة ، فيها خطة ، كيف يشوشوا على المسلمين أمر الدين ، فقضية وضع الفتاوى المتناقضة هذا واحد ، قضية استفتاء المتساهلين ، هذا اثنين ، قضية الإتيان بأنصاف المتعلمين علم شرعي ، هذا ثلاثة ، قضية مثلاً أن يأتوا بجهال أصحاب هوى ، أشياء توافق هواهم ، الاستعانة بالشاذ والغريب ، قضية الشذوذات ، هذه خطة ، هذا عبث ما حدث الآن يعني ما هو مجرد فوضى ، هذه عملية منسقة ، هذه عملية مبرمجة ، هذه عملية مرتبة ، لأجل إحداث البلبلة في الدين ، حتى يقول الناس إيش هذا الدين ، إيش هذه التناقضات ، إيش هذا اللا معقول مثل هذه الفتوى التي نشروها مؤخراً عن قضية إن الموظفة ترضع الموظف حتى تنحل قضية الاختلاط ، بالله يعني هذه الآن نشر الفتوى هذه وعلى نطاق واسع ، لا وجعل الفتوى مجال للتعليقات ، علق علق عندك شيء علق كل واحد يعلق ويتكلم ويعلق في القضية ويدخل بما عنده من الجهل والظلم والهوى هل المسألة هذه كده يعني بريئة يعني عابرة واحد صحفي يسوي إثارة فقط ، لا هي ما هي قضية إثارة فقط ، الإثارة جزء من المؤامرة ، الإثارة هذه وسيلة لتحقيق المقصود اللي هو التشويش على دين الناس ، اللي هو إفقاد الناس الثقة بالفتاوى بحيث الناس ما يدري وين الصح ، ولا وين الحق ، ولا وين إيش ، فالناس تقول إيش هذا ، وتحويل دين الله إلى مسخرة ، ومهزأة ، وملعبة ، ومطنزة ، وهذه من الذي يفهم الآن الخطة ، هو الآن هؤلاء(1/6)
الأعداء لما يكتبوا الآن يقولون تقارير مراكز أبحاثهم كيف نواجه المسلمين ، كيف نواجه الإسلام ، كيف نخرب الإسلام ، كيف ، هذا واضح جداً ، واضح من الاستفتاءات ، واضح من إيراد الفتاوى أنت كما قلت ، حتى قضية المانشيتات الإعلامية ، حتى قضية العناوين مثلاً يسأل شيخ ، طيب ما حكم أن تذبح المرأة أضحيتها بيدها ، فالشيخ يجيب ، لا بأس أن تذبح المرأة أضحيتها بيدها يقوله لا حرج أن تذبح المرأة أضحيتها بيدها ، إيش العنوان يجوز ذبح المرأة ، يعني كأن المرأة هي التي تذبح ، إيش يفهم الشخص المستعجل اللي يقرأ العناوين بس كده ويمشي ، يجوز ذبح المرأة ، الشيخ فلان يجوز ذبح المرأة ، فهذه العملية ، يعني من السطحية ، أن نقول إن هذه فقط يعني إثارة خطأ مطبعي مسكين قصور عن التعبير ، هذه جرائد فيها مراجعين ناس تراجع ، لو أرادوا أن يغيروها غيروها ، ولذلك نحن الآن في وضعية خطيرة جداً الآن ، الفتوى الآن يعني تواجه مآزق على أيدي هؤلاء المجرمين الذين لا يخافون الله فيما يكتبون الواحد مستعد هو ما عنده مشكلة ، يدخل جهنم في سبيل يأخذ المال أو الإغراءات أو الشهرة ، أو الثناء من الأعداء الذين كلفوه أو يكون هو منحرف عقدياً هو أصلاً إيوه بهذه العملية أداة هو أداة .
المقدم:
لكن يا شيخ محمد كأن في كلامكم كأن الفتوى القضية يعني جامدة تماماً ، وأنه لا يصلح أن يكون هناك خلاف وأن القضية قضية تساهل ، لماذا تقول عليها تساهل ، لماذا لا تقول رأي آخر مثلاً ؟
الشيخ محمد:
يعني ممكن يوجد حالات فيها رأي آخر ، يعني مثلاً ما عندنا مسائل خلافية في الفقه فيه ، يعني مثلاً مس المرأة ينقض الوضوء ولا لا ، قراءة الفاتحة للمأموم في الصلاة الجهرية واجبة ولا لا ، إلى آخره ، في قضايا خلافية ، يعرض لك قضية مثلاً إرضاع الموظفة للموظف لحل مشكلة الاختلاط في العمل .
المقدم:
علشان تصير أمه ويصير ولدها ؟
الشيخ محمد:(1/7)
إيوه تصير أمه بالرضاعة وتكشف عليه ، بالله عليك الآن هذا هم الآن قصدهم التجرد في عرض الخلاف الفقهي يعني هناك مثلاً والله يعني مسألة خلافية ، ولا إيش يريدون من القضية ، وهل يعني نحن نسأل الآن يعني بأي عقل ، وبأي منطق يقال إنه شوف هو بنا المسألة على الاختلاط يعني هو أقر الاختلاط في العمل وشرع الاختلاط في العمل ثم يقول الآن كيف نعالجه يلا نخلي الموظفين واقفين يعني على الموظفات ، حتى لا وما هو بين ، هل تستخرج له لبناً من ثديها حتى يشربه أو يرضع من الثدي مباشرة ، معروضة هي مسألة كده أيوه معروضة ، فالآن إيش تصير القضية للناس مضحكة مسخرة ، مهزأة وهكذا .
المقدم:
لكن يا شيخ محمد يذكرون قضية حديث وحادثة في زمن السلف رحمة الله عليهم ؟
الشيخ محمد:(1/8)
يعني هذا من المكر ، من المكر إنك تجيب شيء يعني له يمت بصلة ما ، الحين مثلاً القضية فيها سالم وامرأة أبي حذيفة ، طيب الآن قول جمهور العلماء من السلف والخلف والأئمة لا رضاعة إلا في المجاعة والرضاعة في الحولين وبعد الحولين الرضاعة غير مؤثرة ، وخلاص يعني هذا الشيء المشهور المعروف في كتب الفقه الإسلامي أن الرضاعة المؤثرة اللي تكون في عمر السنتين من عمر المولود قصة سالم ، صحيحة ، لكن هل هي منسوخة ، أم هل هي خاصة بحالة معينة لا عموم لها مثل بعض الصحابة النبي ? أعطاه رخصة أن يضحي بسن معين ، مثلاً في بهيمة ، قال ولا تجزئ عن أحد بعدك ، هل هي مثلها ، طيب ، وإذا كانت ليست كذلك ، فمن هي الحالة التي تنطبق عليها ، لأن الآن هذه كانت امرأة في البيت ، وما له مأوى إلا في البيت ، وهناك حرج وبيوت صغيرة البيت صغير ، ولابد أن يدخل عليها ، وهي تتحجب منه ، فأرضعيه تحرمي عليه ، تستخرج له من ثديها على حادثة معينة فيها حرج بالغ ، وليس على اختلاط مقنن ، مبرمج ، متعمد الآن يا أخي احنا الآن نعرف إن في حالات لازم يكون فيها اختلاط المرأة تدخل السوق تشتري ، يعني الآن لما تروح للبائع تشتري هذا ما هو اختلاط نعم ، الطواف حول الكعبة في الحج والعمرة الرمي والوقوف بعرفة ، يحدث فيه اختلاط ، لكن هذا اختلاط اضطراري ما نستطيع أن نعزل الناس في الحج تماماً ، ولا أحد يختلط بأي امرأة ولا بأي رجل ، ثم بعد ذلك هذا اختلاط مؤقت عارض ، ما هو اختلاط يومي ممنهج ، فيأتون إلى الاختلاط هذا في موقع العمل لأنك تقول نفس الكلام في الطلاب والطالبات ، يلا خلي الطلاب يرضعوا من الطالبات حتى ، هذا اسمه هذا منكر لا يمكن أن يرضى به عاقل ، وأن المدير يرضع من السكرتيرة ، والموظف يرضع من الموظفة ، هذا اسمه فتح باب الفواحش يعني كأنه يقول لهم يلا فتحنا لكم طريق الزنا ارضع منها ، فهل هذا خلاف فقهي بريء ، صحيح هو يوجد قول ، المكر إنه يجيب قضية(1/9)
فيها قول ، لكن هذا القول إيش هو مخصوص ، ولا هذه قضية عين لا وجود لها ، ولا هذه قضية حرج عظيم جاء لحل حرج عظيم موجود ما هو منطبق ، فيأتون بالقضية على إنه الحل يلا خذوا الحل ويلا.
المقدم:
بعدين يا شيخ محمد يأتي بعدها بكام يوم يتراجع ، وتأتي جريدة ثانية ، ويكتبوا في القضية الأولى وتثبتها ؟
الشيخ محمد:
وعزل من منصب ويلا وتصير ضجة إعلامية في الموضوع ، وأشغلنا الناس ، ثم تأتي القضية في وقت مثلاً أحياناً يعني قصف اليهود مثلاً لفلسطين ، وكذلك المخيمات كذا ، والمسلمين ومعارك ، حتى ييجي بعض الناس يقولون يعني الأمة في إيش وهادول في إيش ، يعني في قضية ترى أيضاً إشغال إشعال ، فلما تتوالى الأشياء واحدة وراء واحدة ، يعني لاحظ بعض المواقع وبعض القنوات هذه طريقتها ، يعني واحدة وراء واحدة ، إحداث إشغال مستمر للقارئ والسامع والمشاهد في هذه العملية .
المقدم:
يا شيخ محمد نريد أن نكمل الموضوع في قضية الفتاوى الشاذة ، ولكن نستأذنكم بهذا الفاصل؟
أيها الإخوة والأخوات فاصل ثم نواصل ؟
عودة مرة أخرى أيها الإخوة والأخوات ومع مسألة المؤامرة على الفتوى ، يا شيخ محمد أظن من المشاكل الأساسية التي نواجهها في قضية المؤامرة على الفتوى هو قضية أنصاف المتعلمين ، أو بالأحرى أنصاف المتعلمين الذين يفتون الفتاوى الشاذة ؟
فلو أعطيتونا بعض الأمثلة ، ودور هؤلاء في يعني بث الفوضى في الفتوى ؟
الشيخ محمد:(1/10)
طبعاً موضوع الفوضى في الفتوى متشعب له عدة جوانب ، فبالإضافة إلى أن يفتي غير الأهل ولا الكفء بل حتى الآن صار السياسي يفتي والإعلامي يفتي والصحفي يفتي ، والفنان يفتي ، مقدم البرامج يفتي ، أصلاً هو راح يلخص يريد أن يلخص يعني فتوى الشيخ الذي استضافه ، فيلخصها على هواه وعلى كيفه ، وعلى فهمه هو القاصر ، فأحياناً يغير الفتوى أصلاً يقدم موضوع ثاني ، ولأنه يتحكم بإدارة الحلقة وحين مثلاً واحد من السائلين يتصل فيقول أيوه قال الشيخ فلان كذا ، مع إنه أصلا السؤال اللي سئل غير كلام ، لكن لأن ما في إدراك أصلاً ، ولا في فهم وعلم صحيح شرعي ، فيفكر إنه هذه مثل هذه وهكذا ، فجوانب الفتوى ، في قضية خصوصاً الأشياء الفضائية ، فيها إشكالات كثيرة جداً خصوصاً أن المسألة يعني ترد يعني فجأة من المتصل ، ولو واحد تكلم ما عنده وقت ينسحب أو يسحب الفتوى وخلاص راحت لمليون واحد ، يمكن حتى لو غير في آخر البرنامج طيب هذاك اللي سمع يمكن سكر راح يصلي كذا ، انتقل على محطة ثانية فيعني فيها إشكالات مسألة معقدة ، لكن من الفوضى في الفتوى كما قلنا أو كما ذكرت موضوع أصحاب الفتاوى الشاذة ، وتهافت القنوات عليهم , وأحياناً يلمعونهم ، المفكر الإسلامي الكذا ، الداعية ، الكاتب الإسلامي كذا كذا ، وأحياناً يعني واضح إنه عندهم إما مفتون بنفسه ، ما يعرف ، يعني رجل لا يدري ، ولا يدري أنه لا يدري ، وهذه مصيبة يكون جهل مركب ، أو صاحب هوى ، فيفتي هو .
المقدم:
شيخ سمعتكم تقولون أكثر من مرة صاحب هوى ، صاحب هوى ، ما هو المقصود بالضبط بصاحب الهوى ؟
الشيخ محمد:(1/11)
يعني صاحب الهوى هو الذي إما أن صاحب بدعة مثلاً أو اتجاه منحرف ، يتبنى منهجاً منحرفاً يميل إليه بهواه ضد الكتاب والسنة ، الهوى ما خالف الكتاب والسنة ، وتأتي قضية هنا يعني تقسيم الناس إلى متشددين ومتسامحين ، وتجيبوا فلان لأنه متسامح ، ولا تجيبوا فلان لأنه متشدد ، الآن بعض القنوات التي تسمى إسلامية ، ترى هي نصب واحتيال ، هي أصلاً من ضمن القنوات التي تهدم الدين باسم الدين ، ولا في الحقيقة ما هي ترى قد يعني عليها واحد إداري ، واحد صيدلي ، واحد من أصحاب علم النفس ، ولا واحد يعني من النظريات ، تخصص ما يسمى بالعلوم الإنسانية ، ثم هم الآن يديرون الفتوى ، ويديرون البرامج الإسلامية وتوجيه الناس ، وهم أصلاً يعني لا يتبع منهج السلف ما عنده قواعد شرعية منضبطة ، ما تلقى على أهل العلم ثم هو الآن يريد أن يدير القناة هذه ، يدير يوجه القناة يوجه الناس اللي فيها بانحرافاته وهواه يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ، هذه مشكلة ، ?أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا ? .
المقدم:
يا شيخ محمد وبعض الناس قد تجدهم سبحان الله في فترة مضت كانوا على طريق الهداية والاستقامة ثم صارت أمور وانتكسوا ، فيعني يأتي على التدين بصورة سلبية قاتمة زيادة عن عامة الناس وتركهم للدين يأتوا بصورة تكاد تكون انتقامية على منهج السلف الصالح رحمة الله عليهم؟
الشيخ محمد:(1/12)
انتقامية هذه قضية الانتقامية ، هؤلاء صيد هذه القنوات وهذه الصحف والمجلات ، لأن هي الإغارة على الدين وأهل الدين يريدون ناس ناقمين ، فيجيبوا واحد منتكس ، والمنتكس هذا له خلفية شرعية ، يعني سبق له قراءة كان يعني ، يمكن كان داعية ، كان يلقي دروس ، يمكن كان يطلب العلم ، قبل أن يبيع كتبه ويدخل في هذا ، فالمنتكسون هؤلاء عملة نادرة بالنسبة للمتآمرين على الفتوى ، طبعاً قضية الشذوذات التي تمت الإشارة إليها نتائجها سيئة جداً ، فمثلاً يمكن يحل ما حرم الله ، يعني مثلاً أحل الفوائد الربوية العائد الاستثماري المحرم ، تغيير الحقائق الشرعية بأسماء يعني مغطاة ، « ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها » رواه أبو داود وهو حديث صحيح ، قال السندي : فيدل على أن التسمية والحيلة لا تجعلان الحرام حلالاً ، والآن ما في ناس من الضلال ، مع أنهم مشهورين ، وتجيبهم القنوات الفضائية وتسلط عليهم الإضاءات والأضواء ، يفتي بجواز نكاح الكافر المشرك من المسلمة ، نعم يعني هذا يحدث الآن ، طيب ، وأنه إذا أفتينا بغير ذلك أحدثنا شرخ في المجتمع ، وأحدثنا تفرقة في المجتمع ، ? لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن ? يضرب بها عرض الحائط ? ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ? ما ، ممكن المرأة تصير إمامة في صلاة الجمعة ، نقل صلاة الجمعة من يوم الجمعة إلى يوم الأحد لأن الناس مشغولين، واحد يبغى يتملك بيت بدل ما يصير مستأجر يأخذ بالربا ماشي ، الصلاة على الكراسي، مثل ما يفعل النصارى في الكنيسة بلا حاجة ، افتي بالصلاة على الكراسي ، اللحية هي شعيرات ، مش إنت أطلقتها إيش المشكلة يعني في القضية هذا اللي أفتى أنه في حال ارتفاع أسعار الأضاحي ، ممكن تضحي بالدجاج أيها العالم إياك الزلل واحذر الهفوة والخطب الجلل ، هفوة العالم مستعظمة ، إذ أصبح في الخلق مثل ، وعلى زلته عمدتهم ، فبها يحتج من أخطأ وزل ، إن تكن عندك مستحقرة ، فهي عند الله والناس(1/13)
جبل ، إذا إنت شايفها مستحقرة ، ترى هي عند الله جبل ، وهذه قضية الفتاوى الشاذة الآن المايعة ، مثلاً رجل طلق امرأته ثلاث ثلاث ، يعني ما فيها إشكال ثلاث منفصلة ، فيقول حتى لا تتشتت الأسرة ، وحتى لا يضيع الأولاد ، هو يقول أنا أرى المصلحة أن يجتمعا ، كيف يعيش هذا ، هذا الرجل ، ولذلك العلماء لما قالوا اتقوا زلة العالم ، المشكلة الآن في زلات الجهال ، يعني عمر -رضي الله عنه- حذر -رضي الله عنه- قال : العالم يزل بالناس فيؤخذ به ، فعسى أن يتوب منه والناس يأخذون به .
المقدم:
يا شيخ محمد طيب هناك مشكلة يعني الفتاوى هذه تقول يعني كأن الدافع إليها قضية إن الدين فيه يسر وسهولة ، وأن الله عز وجل ما جعل علينا في الدين من حرج ، أنا أؤمن بهذا أن الله عز وجل ما جعل علينا في الدين من حرج ، لكن نظن ، إن فهم خاطئ عند كثير من أنصاف العلماء الآن الذين يقدمون الفتاوى الشاذة ، يعني لو أعطيتونا في دقائق بسيطة المعنى الصحيح لفهم أن الدين دين يسر ؟
الشيخ محمد:(1/14)
طيب الدين يسر يعني الله جل وعلا ما جعل علينا في الدين من حرج ، الدين يسر يعني بطاقة المكلف الإنسان العادي أن يقوم بأمر الدين ، يعني في الأحوال العادية التكاليف الشرعية التي كلفنا بها هي في حدود إمكاناتنا وطاقتنا وقدرتنا ، بما فيها الحج والصيام والجهاد ، والصلاة وكله ، وإذا واحد عجز في حالة فهو خلاص العجز له حالات وأحكام ، وإلى آخره والضرورات، ففي الأصل المكلف يعني هذه الخمس صلوات مثلاً بطاقة الإنسان العادي أن يقوم بها بدون أن تكون خارجة عن قدرته ، وليس معنى ذلك إنه ما في مشقة ، لا في صلاة الفجر فيه مشقة ، والوضوء في البرد فيه مشقة ، فهو التكليف في الشرع جاء لتربية المكلفة على الطاعة والامتثال ومقاومة داعي الهوى ، فبعض الناس يفهم إن الدين يسر يعني ممكن أي شيء صعب ممكن تخليه ، لا كيف ?أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ? كيف ، يتبين الصادق من الكاذب ، والمؤمن من الكافر ، بالتكاليف ، هذا يقبل ، وهذا يتولى ويرفض ، ويأبى ، وهذا يمتثل ويطيع ويستسلم ، هذه المسألة هنا ، فيأتي هؤلاء يعني قضية الرخص معروفة ، يعني الحامل المرضع المريض ، المسح على الخفين الجوربين ، والسفر وأحكام السفر والجمع والقصر والإفطار ، يعني الرخص الصحيحة معروفة ، وبأدلتها ، والعلماء يقيسون عليها الأشياء ، فيأتي هؤلاء ويقولون لأي شيء إذا لاحظ أي شيء صعب على واحد يقول طيب معلش الدين يلا لا حرج اعمل ، وإلى آخره ، والمشكلة أن بعض الذين يناقشون أو مقدمي البرامج هذه يقولون طيب يا شيخ ما يكون لها مخرج ثاني ، ما في قول آخر ، يعني كأنه يريد بالقوة يحرجه ، تجيبله قول آخر ، دخل مالك على ربيعة شيخه ، فوجده يبكي قال ما يبكيك ، فيه مصيبة نزلت بك ، قال : لا ، ولكن استفتي من لا علم له ، ووقع في الإسلام أمر عظيم ، ولبعض من يفتي هاهنا أحق بالسجن من السراق ، هذا نتيجة التساهل ، ولذلك قال العلماء ، قال ابن مفلح يحرم(1/15)
التساهل في الفتيا واستفتاء من عرف بذلك .
المقدم:
يا شيخ محمد نعتذر إليكم وقت البرنامج قد انتهى ، ولكن لو كان هناك عندكم نصيحة ختامية ؟
الشيخ محمد:
طيب يعني لابد أن يكون عند المستفتي ثقافة شرعية في الاستفتاء ، يكون يعني يعرف من هو العالم ، يسأل طلاب العلم يدلونه ، طلاب العلم هؤلاء أئمة مساجد دعاة مثلاً ، يدلونه على العلماء الثقات يسألهم ويتحرى ويتصل ، فيه مواقع إسلامية موثوقة ، أدلة من الكتاب والسنة ، ما هي معروفة يعني بالتساهلات وكذلك هو يعني في بعض الحالات لا يستطيع ، أن يصل لأحد يستفتيه ، يعني هنا يحضر مثلاً قضية استفتي قلبك في قضية مخالفة الهوى ، مثلاً يرى أين هوى نفسه فيخالفه ، وكذلك فإن يعني المكلف ما يبحث عن الرخص يأتي يقول ، لعل فيها رواية ، لعل فيها رخصة ، ما تشوف لنا حل فيها يا شيخ لا ، لا هذا احكم بينهم بما أنزل الله وكذلك يعلم بأنه لو حصل على فتوى بطريقة ملتوية ، وأقنع ولف ودار على المفتي ، إنه هذه ما تعذره عند الله ولا تنفعه عند الله ، وأنه يعني في دور على المشاهدين وعلى القراء أن يستنكروا ، يعني واحد لما يرى ما يخالف النص الصريح ، لا بأس المرأة ترقق حاجبها إذا كانت هذه رغبة الزوج ، كيف يا أخي فيه بالأحكام استثناء رغبة الزوج ، أو تضع عطراً خفيفاً حتى لو كان في أجانب ، أو تصافح ابن عمها إذا في إحراج تصافح ، الربا ضرورة عصرية ، الموسيقى الكلاسيكية الهادئة لا بأس بها ، يعني والله هي توقفت الآن على الكلاسيكية والأشياء الأخرى كذا ، مثلاً لا بأس بترك الحجاب إذا فيه حرج معين إذا تعيش في الغرب تترك الحجاب على سبيل المثال ، وكذلك يحصل من قضية مجاراة الواقع يعني بعض الناس يجاري الواقع فينحرف عن الأصل يترك الدليل ، هي ما قضية المفتي أن يجاري الواقع ، أو يجاري أهواء الناس ، ما يجوز ، عنده أدلة ، عنده أشياء لابد أن يقف عندها ، وكذلك الحذر والتحذير من قضية القنوات التي تريد(1/16)
إحداث الشرخ بين الناس وبين الدين ، مثلاً وقضية اجتزاء الفتوى يأخذ نصف الفتوى كذا ، وقضية إسقاط فتوى على مسألة أخرى يظنها هو أنها مثلها ، لا ، هي قد لا تكون مثلها ولا تشبهها لكن هو يخيل إليه ذلك ، فيحتاج إن يرجع إلى أهل العلم في هذا ، في أمانة هنا الدين أمانة الفقه أمانة ، الفتوى أمانة ، فإذاً في واجبات على المستفتي ، وفي واجبات على المفتي ، ومن الواجبات على المفتي يحدث الناس على قدر عقولهم ، يعني أحياناً بعضهم يورد لك حديث الذبابة وقضية الاستشفاء ببول الإبل ، على ناس ما عندهم يعني ما عندهم أساسيات قبلها حتى يستطيعوا أن يفهموا هذه الأشياء ، فحدثوا الناس على قدر عقولهم أتريدون أن يكذب الله ورسوله ، ابن مسعود يقول : ما أنت بمحدثٍ قومًا حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة ، طيب ، وقضية معدي برامج الفتاوى وقضية مقدمي برامج الفتاوى ، وقضية مسئولي البرامج في القناة مثلاً ، عليهم واجب في اختيار الأشخاص , وقضية اختيار المقدمين ، هذه مسئولية الجميع لازم نتضافر لحماية الفتوى ، ولابد حتى أيضاً كل من له سلطان وله قوة ونفوذ أن يتدخل لحماية الناس في موضوع الفتاوى ، ويدل الناس على الجهات الموثوقة في الفتوى من اللجان ، احتياطاً وحماية للفتاوى من العبث .
المقدم:
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد على ما قدمتم في هذه الحلقة وبارك الله شكراً على ما قدمتم وشكراً لكم أنتم أيها الإخوة والأخوات المشاهدين والمشاهدات على حسن متابعتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .(1/17)