الراصد
اسم البرنامج :
4/6/2004
تاريخ بث البرنامج :
الأستاذ عبد الله الحميد
مقدم البرنامج :
الشيخ / محمد صالح المنجد
ضيف الحلقة :
العاطفة الأبوية تجاه البنات
موضوع الحلقة :
rased@almajdtv.com
بريد البرنامج :
المقدم :
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبة أجمعين أخي المشاهد أختي المشاهدة أحييكم بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحمد الله العلي القدير أن يمن علينا بهذه اللقاءات المتكررة التي نلتقي فيها وإياكم على مائدة من موائد العلم حيث ننظر في أحوالنا وفى ومجتمعنا ونتدارك هذه الأحوال ونوجد لها بإذن الله التوجيهات والعلاجات الناجعة إن الإسلام أيها الاخوة جاء ليراعى جميع أفراد المجتمع بالاسم وتحديدا البنت ولما نرى من بعض الآباء في مجتمعنا زهدا في البنات وازدراء وأنفة واحتقار وتوجيه الاهتمام إلي الأبناء دون البنات في هذه الليلة نتناول محاور البنت في الجاهلية البنت في الإسلام الإحسان إلى البنات كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم يعامل بناته وكيف كان يعامل المجتمع بشكل عام ما هي أهمية العاطفة تجاه البنات وكيف تكون هذه الأهمية هذا ما سيكون موضوع حديثنا بإذن الله مع فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد فأرحب بفضيلة الشيخ وأهلا وسهلا بكم حياكم الله لا شك أن هذا موضوع جميل وعاطفي وله أهمية في هذا الزمن فنريد ابتداء أن نعمل مقارنه بين البنت في الجاهلية وكيف جاء الإسلام ليعامل البنت.
الضيف :(1/1)
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبيه وعلى آله وصحبه أجمعين فالحمد لله الذي خلق الذكر والأنثى والحمد لله الذي أوصانا بأبنائنا وبناتنا والحمد لله الذي قال لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما قدم الإناث على الذكور في هذه الآية حثا على الإحسان إليهن وجبرا لهن لأجل استثقال الأبوين لمكانهن وقدم ذكر البنات لأن الجاهلية كانت تأخرهن يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور إزراء على أهل الجاهلية الذين كانوا يحتقرون البنات فكأنه يقول لهم هذا النوع المحتقر عندكم مقدم عندي في الذكر وكان أهل الجاهلية يئدون البنت وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتواري من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أو يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون وقيل أن أول من وئد البنات قيس ابن عاصم التميمى وكان بعض أعدائه قد أغار عليه فاسر بنته فاتخذها لنفسه ثم حصل بينهم صلح فخير ابنته فاختارت زوجها لم ترد أباها ولا العودة إليه فاختارت زوجها فآل قيس على نفسه حلف أن لا تولد له بنت إلا وئدها حيه فتبعه العرب في ذلك وقد حكى بعض الصحابة عن جاهليته متألما يصف الحال إنا كنا أهل جاهلية وعبادة أوثان فكنا نقتل الأولاد وكانت عندي ابنة لي فلما أجابت لما كبرت البنت وكانت مسرورة بدعائي إذ دعوتها فدعوتها يوما فاتبعتني فمررت حتى أتيت بئرا من أهلي غير بعيد فآخذت بيدها فرديت بها في البئر وكان آخر عهدي بها أن تقول يا أبتاه يا أبتاه رماها ولم يرحم استغاثتها وكان في صفة الوأد كما قال ابن حجر رحمه الله على طريقين أحدهما أن يأمر امرأته إذا قرب وضعها أن تطلق بجانب حفيرة فإذا وضعت ذكرا تركته وإذا وضعت أنثى طرحتها في هذه الحفرة مباشرة ومنهم من كان يبقى البنت حتى إذا بلغت ست سنوات شوف الجريمة قال إلى أمها طيبيها وزينيها كي ازور بها أقاربها ثم(1/2)
يبعد بها في الصحراء حتى يأتي البئر ويقول لها انظري فيها و ويدفعها من خلفها ويطمها هذه شيم العرب في الجاهلية وكان فيهم بعض العقلاء منهم صعصة بن مجد التميمى جد الفرزدق كان يفتدى الموؤدة ويدفع لإنقاذها من أبيها الذي يريد أن يدفنها ولذلك قال الفرزدق وجدي الذي منع الوائدات وأحي الوئيدة فلم يؤدها وبقى صعصعة إلي أن أدرك الإسلام وله صحبة رضى الله عنه.
لأن من الناس من هو على طريقة أهل الجاهلية إذا رزق بالبنت تضجر وتشاءم واحتزن وأغتم والله سبحانه وتعالى يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا يهب الناس ذكور وإناث هو الواهب سبحانه فلذلك يجب الفرح بعطية الله سواء كانت ذكرا أو أنثى.
المقدم :
في هذا الجو المظلم من الجاهلية كيف جاء الإسلام وعالج هذه القضية بسرعة رهيبة جدا.
الضيف :(1/3)
الحمد لله الذي آتانا بهذا الدين فهذا الدين عالج القضية فأولا بين حرمة التشاؤم بالبنات و وئد البنات أجرى على أهل الجاهلية انهم يفعلون هذه الأفعال وانه سبحانه وتعالى كذلك ذكر في كتابه ذكر هذا الموقف للإناث وغيره لينبهنا على الاهتمام بهن وأيضا على انه أوصانا بهن خيرا وأيضا جعل أجرا إضافيا لمن ابتلي بالبنات وأيضا ذكر لنا في القران الكريم نماذج من النساء الصالحات القانتات الطاهرات العفيفات الغافلات المؤمنات المتصدقات الصائمات السائحات الذاكرات الله كثيرا كل ذلك لتصحيح النظرة إلى البنت وان تكون النفس تجاهها في حال من الإقبال بدلا من الإدبار والفرح بدلا من الحزن ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام قال في الحديث الصحيح (من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه) من ربى بنتين صغيرتين وقام بمصالحهما من النفقة والكسوة حتى تبلغاه أشار إلي قربه منه يوم القيامة دخل الجنة مصاحبا للنبي عليه الصلاة والسلام وقريبا للنبي صلى الله عليه وسلم كذلك لما أخبرت عائشة رضى الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم عن القصة الجميلة المؤثرة قالت دخلت امرأته مع ابنتين لها تسال يعنى فقيرة فلم تجد عندي شيئا غير تمرة فأعطيتها إياها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها ثم قامت فخرجت فدخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا فأخبرته فقال من ابتلى من هذه البنات بشيء فاحسن إليهن فكن له سترا من النار رواه البخاري ومسلم أبتلى من هذه البنات يعنى إذا عطية البنات ابتلاء من الله لهذا الإنسان واختبار وامتحان لينظر كيف يعمل ولذلك إذا كانت النتيجة فأحسن إليهن وفى رواية فصبر عليهن و أطعمهن وسقاهن وكساهن عند ابن ماجة وعند الطبرانى فانفق عليهن وزوجهن واحسن إليهن وفى حديث جابر عند احمد يؤويهن ويرحمهن ويكفلهن ويزوجهن في رواية الترمذى فاحسن صحبتهن واتقى الله فيهن سبحان الله إذا هذا هو المطلوب وهذه هي النظرة(1/4)
الشرعية لموقف الأب مع ابنته نعم ليس الذكر كالأنثى نعم الذكر أقوى اقدر الذكر يستعان به اكثر يعتمد عليه بعد الله عز وجل لكن البنت لها منزله لها مكانه وهذه البنت إذا جاءت فالإحسان إليها مطلوب ومهم.
المقدم :
وانتم تذكرون هذه الأحاديث الجميلة كيف يكون الإحسان إلي البنات.
الضيف :
الإحسان إلى البنات يكون بأمور كثيرة التربية تأخذ وقتا طويلا التربية تعاهد التربية استمرارية التربية متابعة التربية تنبيه تعليم تصحيح أخطاء غرس مفاهيم تطورات التربية بقصة التربية دية قصة التربية موعظة التربية بالحدث التربية مشوار طويل يقطعه الأب مع ابنته التربية ينشئها على العفة وعلى الحجاب وعلى الصدق وعلى الإخلاص وعلى الاهتمام بالعبادة التربية التي ينشاها فيها على الاهتمام بالمستقبل وطاعة الزوج فيها دائما يا ابنتي إذا تزوجتى غدا إياك من التبرم في وجه الزوج كوني له عونا أحسني إليه ابتسمي في وجهه بشي إذا دخل عليك بعد العمل وهكذا إعدادات للمستقبل إعدادات في تحمل المسؤولية الأب يربيها في البيت حتى على القيام بالخدمة وليس كل شيء على الخدامات لأن هذه البنت ستتزوج مستقبلا وربما ستتزوج أنسانا قليل ذات اليد لا يستطيع أن يأتيها بخادمة ولا يستطيع أن..فتضطر للعمل فإذا الأب لا بد أن يجهز البنت ليست المسالة الإحساس بالكسوة والعلم وكراريس المدارس ومطالب المدرسة وإنما تربية تدخله الجنة كما قال عليه الصلاة والسلام (ما من ما من رجل تدرك له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه أو صحبهما إلا أدخلتاه الجنة) هذا حديث حسن رواه ابن ماجة وصححه وحسنه الألباني وإذا كان عنده ثلاث بنات يزداد الأجر... (من كان له ثلاث بنات فصبر عليهم وكساهن من جدته يعنى ماله كن له حجابا من النار) (من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن و أطعمهن وسقاهن و كساهن من جدته يعنى من غناه مما أعطاه الله كن له حجابا من النار يوم القيامة) لذلك الأب لو سمع هذا الأجر الكبير من(1/5)
الله يتحمس للإنفاق على البنات والاهتمام بالبنات لأننا نجد لأن أن مصاريف البنات اكبر من مصاريف الأبناء البنات يحتجن إلي حلى والى ذهب حتى الملابس يعنى إذا كان الولد بنطلون وقميص أو حتى ثوب غير الفساتين لأن الأسعار نار ومع ذلك الأب يحتسب الأجر في الإنفاق على ابنته.
المقدم:
وكذلك وجود الحساسية عند البنت وغلبه العاطفة عند البنت أيضا يحتاج الابن أن يتعامل معها بصورة مختلفة عن الولد وانتم تساقون هذه الأبوين وهذه الكلمات من خير الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يمكن توجيه نظرة الموجودة لأن إلي نظرة إيجابية ونقول أن البنات شرف ومنحة عزيزة.
الضيف :
بلى لا بد أن ننظر هذه النظرة البنات حسنات والبنين نعم كما قال الحسن والحسنات مجزي عليها والنعم محاسب عليها كتب أحد الأدباء رسالة إلى صديق له يهنئه بالبنت يقول أهلا وسهلا بعقيلة النساء وأم الأبناء وجالبة الأصهار والأولاد الأطهار والمبشرة بأخوة يتناسقون ونجباء يتلاحقون فلو كان النساء كمن ذكرن لفضلت النساء على الرجال وما التأنيث لأسم الشمس عيب ولا التذكير فخرا للهلال البنت جوهرة مصونة ودرة مكنونة في كنف الأب والأسرة تتعلم وتتلقى وترتضع الحب والحنان الحقيقي والصافي ليس من اللبن الحليب الصناعي من ذلك الثدي الذي ترضعه منه أمها.(1/6)
والنظرة السلبية للبنات يجب أن تواجه بنظرة إيجابية وكان رجل عند أحد الخلفاء فدخلت عليه ابنته وهي صغيرة فقبلها فقال له أحد الأعراب دعهن عنك يا أمير المؤمنين فإنهن يقربن البعداء ويلدن الأعداء فقال آخر في مجلس الخليفة ويحك لا تسمع له يا أمير المؤمنين فا والله ما قام بحق مريض ولا رحم كبيرا ولا أعان على نوائب الدهر إلا هن – نظرة إيجابية سريعة – الآن تجد أن بعض الأبناء تولوا عن الأنفاق والمدرسة تعمل وتنفق والأبناء تولوا عن خدمة المريض الأب والمريضة الأم وهذه البنت تسهر الليل كله بجانبهما –واقع مشاهد- وقد كان لرجل زوجة ورزقه الله منها بنات فغضب واعتزلها ومر بها بعد ذلك وهي ترقص ابنتها وتقول ما لي أبى حمزة لا يأتينا ينام في البيت الذي يلينا غضبان أن لا نلد البنين تالله ما ذاك في أيدينا نحن كا الأرض لزار عينا ننبت ما قد زرعوه فينا فتأثر ورجع إليه وإلى البنات.
هذا واحد كل ما حملت امرأته أتت ببنت وبعد سادس بنت قال والله لو جبت بنت لأجعلها في المسجد يعني مثل اللقيطة يرميها في المسجد فأتت ببنت فأخذها وذهب إلى المسجد فمكث يتلصص ويتحين الفرصة لوضعها في مكان لا يراه أحد ويمشى فتسلل ليضعها فلما وضعها عثر عليه المؤذن وأمسك بتلابيبه وقال يا مجرم أنت اللي تجيب البنات وتحطهم عندي في المسجد والبنت اللي جاءت قبل قليل أنت اللي جايبها بنت تانية غير البنت اللي أتى بها هذه والله لو ما تشيل البنتين لأبلغ عنك وأعمل لك اللازم فتحت التخويف والتهديد حمل البنتين ورجع إلى البيت كان خرجت بنت رجعت بنتين إذا نحن يجب فعلا أن تكون نظرتنا للبنات نظرة إيجابية وهذا رزق من الله صحيح الواحد يتمنى ذكرا يحمل اسمه ويرزق منه أحفادا ويعينه إذا كبر ويباهي به ويخرج به عند الضيوف والناس ولكن هذا رزق الله وقدره يعنى ماذا يفعل الإنسان وماذا تفعل امرأته هذا رزق الله ينبت ما زرع في هذه الأنثى.
المقدم:(1/7)
فضيلة الشيخ في حياة النبي صلى الله عليه وسلم دروس في كيفية نعطى العاطفة للبنات هذا ما سنسمعه بإذن الله من فضيلتكم بعد هذا الفاصل القصير أخي المشاهد أختي المشاهدة فاصل قصير فابقوا معنا.
فاصل
المقدم :
أخي المشاهد أختي المشاهدة أهلا وسهلا مرة أخرى لتكملة هذه الحلقة التي عنونا لها العاطفة الأبوية تجاه البنات فضيلة الشيخ سمعنا منكم هذه المقدمة الطيبة قبل هذا الفاصل ويسئل أو نحن كمسلمين نأخذ حياة النبي صلى الله عليه وسلم قدوة كطريق يحتذى وموضوعنا هذه الليلية كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل بناته.
الضيف :(1/8)
الحمد لله كان النبي صلى الله عليه وسلم أبا لبنات زينب رقية أم كلثوم فاطمة رضى الله عنهن قال بن القيم رحمه الله وكل أولاده توفي قبله إلا فاطمة فإنها بقت بعده سته اشهر فرفع الله لها بصبرها واحتسابها من الدرجات ما فضلت به على نساء العالمين وفاطمة افضل بناته على الإطلاق وكان عليه الصلاة والسلام يحبهن ويعطف عليهن وسيرته ذاخرة بذلك وكان عليه الصلاة والسلام يبكى لمشاهد مؤثرة تمر به وكان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قبل النبي صلى الله عليه وسلم لهن بنات ونذكر قصة بنتي الرجل الصالح الذي زوج إحداهما لموسى عليه السلام كما قال الشاعر وحب البنات فرض على كل نفس كريمة فإن شعيب من اجل ابنتيه أخدمه الله موسى كليما طبعا الراجح أن البنتين لرجل صالح ليس شعيب عليه السلام لكن من أجل هذه البنت رزقه الله بموسى يخرج من بلده إلى مدين لكي يصادف البنت ويتزوجها ساقه الله ساق الله نبيه تكليمه ليتزوج هذه البنت إذا نظرنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم نجد أن هناك مواقف متعددة مفعمة بالرعاية و مليئة بالعطف والحنان وكان عليه الصلاة والسلام يفرح لقدوم فاطمة فقد قالت فاطمة رضى الله عنها أقبلت فاطمة تمشي كان مشيتها مشى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله رواه البخاري ومسلم وكان عليه الصلاة والسلام يقوم إليه فيقبلها وإذا جاءها تقوم إليه فتقبله وقال عليه الصلاة والسلام فاطمة بضعة منى فمن أغضبها أغضبني رواه البخاري أين هذه المشاعر الشفافة من أولائك الذين يظنون أن العبوث والتجهم لإثبات الرجولة عند البنات.
المقدم :
بل سمعنا انه ما قبل بنته من عشرات السنين.
الضيف :(1/9)
أو ما قبلها أبدا كان عليه الصلاة والسلام يقول مرحبا بابنتي أجلسها عن يمينه ثم أسر إليها حديثا فبكت ثم أسر إليها حديثا فضحكت فقالت ما رأيت كاليوم فرحا اقرب من حزن فسألتها فقالت ما كنت لأفشى سر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم عائشة ما نسيت ذاك الموقف فسألت فاطمة فقالت أسر إلي أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وانه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي وإنك أول أهل بتي لحاقا بي فبكيت فقال أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة فضحكت لذلك.
النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا دخلت عليه ابنته فاطمة قام إليها فقبلها يقوم لابنته وفي رواية أبى داود فأخذ بيدها فقبلها وفى الأدب المخرج للبخاري قام إليها فرحب بها وقبلها وأجلسها في مجلسه...نعم هذا إكرام أن يجلس البت في مجلسه ..
وكان إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وفى رواية أبي داود فأخذت بيده فقبلته وأجلسته في مجلسها يعنى فيه مشاعر متبادلة ولما مرض النبي صلى الله عليه وسلم دخلت عليه فاطمة فأكبت عليه فقبلته ثم أخذت رأسه ورفعت رأسها فبكت ثم أقبلت عليه فرفعت رأسها فضحكت وهذه القصة ورحب بها وقبلها صلى الله عليه وسلم وهكذا فإنه عليه الصلاة والسلام كان يفرح بابنته فاطمة وكان يزورها لما تزوجت يتفقد أمورها ويأتي إليها ويجلس بينها وبين على رضى الله عنهما ويعلمهما أذكار النوم وإذا أخذتم مضجعكما تكبرا أربعة وثلاثين وتسبحا ثلاثة وثلاثين وتحمدا ثلاثة وثلاثين فهو خير لكما من خادم وكان يريد عليه الصلاة والسلام أن يعطيها أحد السبي ولكن تذكر يتامى بدر وأنه أحق من أبنته فلم يكن ليعطى ابنته ويترك يتامى بدر.(1/10)
وكذلك فإن إحدى بناته أرسلت إليه تدعوه وتخبره أن صبيا لها في الموت فقال النبي صلى الله عليه وسلم للرسول الذي جاءه لابنته ارجع إليه واخبرها أن لله ما اخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى وقال أنها أقسمت إليه لتأتينها فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقام سعد ابن عبادة ومعاذ بن جبل بر قسمها وقام وذهب واخذ الولد ونفسه تقعقع ففاضت عيناه وقال إنما يرحم الله من عباده الرحماء.
وكان عليه الصلاة والسلام يهتم بمشاعر ابنته جدا ولذلك لما علم أن علي سينكح بنت أبي جهل قال عليه الصلاة والسلام أنكحت أبا العاصي ابن الربيع فحدثني وصدقني وان فاطمة بضعة منى وإني اكره أن يسوئها والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله عند رجل واحد فترك علي الخطبة وروه البخاري طبعا النبي صلى الله عليه وسلم لا يحرم ما احل الله ولذلك قال العلماء في اعتراضه عليه الصلاة والسلام على هذا النكاح أن فيه أذية له و إيذاء إلى ابنته.. وإيذاء ابنته إيذاء له ولأن إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم محرم وهذه حالة خاصة جدا ولذلك امتنع على رضي الله عنه عن الخطبة وفال أن فاطمة بضعة منى وأنا أكره أن يفتنوها يعنى أنها تفتن في هذا فربما لا تؤدى حق الزوج أو تعترض أو تتمرد فتأثم وقال ينصبني ما انصبها يعني يتعبني ما أتعبها النصب هو التعب إذا هذا كان من إشفاقه عليه الصلاة والسلام على ابنته وخوف الفتنه عليها وكذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان حريصا جدا أن لا تتعرض إلي أي شيء يؤدي إلي أذيتها فهكذا كان عليه الصلاة والسلام فهكذا كان عليه الصلاة السلام مع بناته.
المقدم :
هل هذا التعامل كان مع بناته خصوصا أم انه صحب أيضا إلي بنات الصحابة مثلا أو بنات المجتمع في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
الضيف :(1/11)
النبي صلى الله عليه وسلم كان يداعب البنات الصغيرات وكان يرسلهم إلي عائشة يلعبن معها وكان عليه الصلاة والسلام يوفر اللعب ويسمح بها لعائشة مع صويحباتها وكان يسمح لهن بإنشاد الشعر والضرب الدف في العيد وكان عليه الصلاة والسلام لما جيء له بثياب ألبس ثوب منها لفتاه صغيره وكناها أم خالد وقال أبلى واخلقي ثم أبلى واخلقي ثم أبلى واخلقي يعنى يدعوا لها بطول العمر وقال هذا ثناه يا أم خالد يعنى حسن بلغة الحبشة وكانت الصبية حديثة عهد بالحبشة وكان يحمل أمامه في الصلاة عليه الصلاة والسلام فإذا حتى الاهتمام والعطف كان حتى على الفتيات الصغيرات والبنات الأخريات.
المقدم :
شيخنا نستأذنك في هذا الفاصل ثم نعود مرة أخرى وبعد أختي المشاهدة فاصل قصير ثم نعود فابقوا معنا.
فاصل
المقدم :
آخي المشاهد أختي المشاهدة أهلا بكم مرة أخرى وعودة إلي تكملة حلقة هذه الليلة وعنوانها العاطفة الأبوية تجاه البنات فضيلة الشيخ العاطفة الأبوية تجاه البنات.. أين تكمن أهمية العاطفة في موضوع الليلة.
الضيف:(1/12)
أهميتها بالغة لأن البنت إذا فقدت عاطفة أبيها صار الشقاء والتعاسة و صار الباب مفتوح إلي الفتنه وأي ذئب بشرى الآن يمكن أن يخادعها ويظهر لها العطف والحنان الذي تفتقده ويجرها للحرام لذلك فإن إشباع عاطفة البنت مهمة وهذا حتى كان عند أهل الجاهلية كما قال ابن شميل ولقد لهوت بطفلة ميالة بلهاء تطلعني على أسرارها يعنى قال أنها غر لا دهاء لها فهي تخبرني بأسرارها ولا تذكر أن ذلك قد يضرها وقال الآخر تقول بنتي وقد قربت مرتحلا يا رب جنب أبى الأنصاب والوجع عليك مثل الذي صليت فاغتمضي فإن لجنب المرىء مضجعا هذه العاطفة لا بد أن تظهر بقبلة بضمها بالهدية بالإحسان لقد زاد الحياة إلي حبا بناتي إنهن من الضعاف أحاذر أن يرين الفقر بعدى وان يشربن رنقا بعد صافي وان يعرين أن كسي الجواري فتنبو العين عن كرم العجاف أبانا من لنا إن غبت عنا وصار الحي بعدك في اختلاف ولولا ذاك لقد سومت مهري وللرحمن في الضعفاء كافي يعنى يشعر الأب أن ابنته ضعيفة البنات ضعيفات ونصرة الضعيف مطلوبة وهذا الشيخ الداعي عبد العزيز الرنتيسى رحمه الله تقول إحدى بناته أبي كان يحترم بناته وكلما ذهبت واحدة منا نحن الأربعة إلي زيارته في السجن لما كان مسجونا كان يداعبها ويقول أنت أحب البنات إلي ولما تعود إلى البيت تفتخر بهذه العبارة لنكتشف في النهاية أنها قالها لنا نحن الأربعة بنيتي بنيتي مقامها في مهجتي إن كان لي من فتنة في العمر فهي فتنتي يا فتنة خلابة منحتها محبتي وكلها براءة تقر منها مقلتي وخطوة سحرية تنساب مثل النسمة وحين تبسم لي تأسرني بالبسمة كأنما الدنيا تماما أصبحت في قبضتي بنيتي بنيتي مقامها في مهجتي أبدأ يومي دائما بقبلة من طفلتي لأنني أعود طفلا بعد تلك القبلتي وحين أعود من دوامة الوظيفة وأدخل البيت أرى بنيتي حبيبتي قد فتحت ذراعها بابا أتى يا فرحتي احمل بنتي عاليا بأذرع كالنجمة أسألها من جاءكم تقول جاءت جدتي وجاء جدي راشد وخالتي(1/13)
وعمتي مهلا أيا صغيرتي هل جاء كل الاسرتي وحينما اغفوا تماما بعد تلك الأكلة تجيئني مسرعة توقظني من غفوتي بابا كسرت لعبتي بابا وتارة تقول لي بابا نكست جزمتى الفردة اليمن شمال والشمال يمين وهذا ما يخطئ فيه كثير من الصغيرات لكنني انهرها هيا أخرجي من حجرتي يا لك من مؤذية ثرثارة هيا أصمتي تقول لي يا أبتي نغفو معا في الغرفتي عرض عرض مغري وعندها احملها على كفوف الرحمة إذا بها تنظرني بابا نسيت قصتي وعندما أبدأ في حكايتي للحلوتي حكاية الذئب الذي أراد أن يأكل النعجتى تنام في حجري فاثنيها إلي القبلتى ثم أعود بعدها مستغرقا في نومتي هذه البنت وهذه المشاعر فعلا البنات في حاجة ماسة إليها اليوم عند وجود الجفاف في بعض البيوت الإهمال والإعراض عندما نحن بهذا الإهمال نهيئ الفرصة إلي الذئب الغادر والثعلب الماكر بكلامه المعسول خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرهن الثناء فإذا ربما يكون هذا الإهمال هو السبب في انحراف كثير من البنات.
المقدم :
وهناك اعترافات كثيرة من البنات اللي مسكوهم أو ضبطوهم في مخالفات يتوصلون إلي هذه النتيجة.
الضيف :
أن الأب ما عطف عليها ما راعاها طلق أمها ورماها تركها أهملها ما انفق عليها طيب تريد مالا فتجده عند ذلك الذئب البشري تريد كلمة جميلة وعاطفة تجدها عند ذلك الذئب البشري يتظاهر انه يعوضها بعطفه تكليمه ينال في النهاية من عفتها ومن كرامتها وشرفها.
المقدم :
الأب ما يسمع لها ولا يأبها بها ولا يأنس بها وهذا الشاب يسمع لها ويأنس لها.
الضيف :(1/14)
هذه القضية من الذي يجعل بنته تفضفض لها عما في نفسها من الذي ينصت إلى ابنته ويسمع شكواها من الذي يقضى معها الوقت المطلوب هذا الانشغال عن البنات الآن من أسباب انحراف البنات وبعضهم يظن أن إكرام البنت بالجوال والدش والريسيفر والمبالغ المالية أن هذا هو الإكرام ولكن هذا تسهيل الانحراف للبنات وليس هذا بإكرام بل هذه إهانة كبيرة وإساءة في الحقيقة يقدمها البعض إلى بناته.
المقدم :
نريد تنبيه للغافل وتعليم إلي الجاهل والبعض يكون عنده فعلا هناك عاطفة ولكن لا يقدمها أو لا يحسن تقديمها للبنات وبصورة أخرى نمكن أن نسأل هذا السؤال كيف يكون الاهتمام بالبنات.
الضيف :(1/15)
القضية ليست عاطفة فقط وليست مبالغ مالية فقط وأنها كلما طلبت للمقصف وللحفلة نعطيها وليست المسالة تلبية كل الطلبات وإنما بعض الطلبات معاصي لا يجوز أن تلبي وقد تكون أنا أريد أن اعمل حفلة في المطعم أو في الفندق لصاحباتي وهذا فيه اختلاط وتعريض البنت إلي وفيه تعويد البنت على الخروج ويمكن إلى التبرج والسفور وحتى خدم المطعم يكشفن عليهن إذا المسالة تحتاج إلى دقة خصوصا الآن في هذا الزمن الصعب الذي نعيش فيه هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن وواجب الأم أيضا واجب الأم تجاه البنت تعليم البنت العبادات أين تعليم البنت الطهارة واحكام الحيض وأحكام الصلاة أين تعليم البنت اللباس الآن يذهبون إلى الأسواق ويشترون البنات اللبس العاري شبه العاري يربون البنات من الصغر على الملابس القصيرة والشفافة والضيقة ويريدون إخراج البنات بأفتن منظر حتى يفتن بهن حتى الأقارب لا يجوز العمل هذا يعنى تعريض البنات إلى الفتنة منهن وبهن لا يجوز لا بد من تعريف البنات النساء بالسنة وتعليمهن وقد ألف بعض العلماء في هذا وحسن الأسوة بما جاء عن الله ورسوله في النسوة ولا بد أن يكون إلى الأب جلسات مع بناته أو مع ابنته فيها تعليم خاص بهن مفاتحات ومصارحات مع البنت والام تقوم كذلك والألعاب مطلوبة وعائشة كانت على الأرجوحة لما أخذتها أم رومان تزينها للنبي صلى الله عليه وسلم.
جميع الحقوق محفوظة ... قناة المجد الفضائية
www.almajdtv.com(1/16)