الطريق إلى الجنة
عقيدة ـ فقه ـ آداب ـ أحكام ـ نصائح ـ فوائد
تأليف وجمع وترتيب
عبد الله بن أحمد العلاف الغامدي
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
دار الطرفين
http://www.saaid.net/
…إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
…{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}(1) .
…{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلوا به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً}(2) .
…{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً } (3) (4) .
…أما بعد :
فقد قال الله تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريدُ منهم من رزقٍ وما أريد أن يطعمون}(5) ، وهذا تصريحٌ بأنهم خلقوا للعبادة، فحق عليهم الاعتناء بما خلقوا له والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة، فإنها دار ُنفادٍ لا محلٍ إخلادٍ، ومركبُ عُبُورٍ لا منزل حُبورٍ، ومشرعُ انفصام لا موطن دوام. فلهذا كان الايقاظ من أهلها هُمُ العُبَّاد، وأعقلُ الناس فيها هم الزُّهاد . قال الله تعالى :
{إنما مثلُ الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نباتُ الأرض مما يأكُلُ الناسُ والأنعامُ حتَّى إذا أخذت الأرضُ زخرفها وازيَّنَت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرُنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نُفصِّل الآيات لقومٍ يتفكرون} (6) ، والآيات في هذا المعنى كثيرةٌ . ولقد أحسن القائل :
إنّ لله عباداً فُطنا
نظروا فيها فلما علموا
جعلوها لُجةً واتخذوا
طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
أنها ليست لحيٍّ وطنا(1/1)
صالح الأعمال فيها سُفنا
…فإذا كان حالُها ما وصفته وحالنا وما خُلقنا له ما قدمتُهُ، فحقٌّ على المكلف أن يذهب بنفسه مذهب الأخيار، ويسلك مسلك أولي النُّهى والأبصار، ويتأهب لما أشرتُ إليه، ويهتم بما نبهت عليه. وأصوبُ طريقٍ له في ذلك . وأرشدُ ما يسلُكُهُ من المسالك: التأدب بما صحَّ عن نبينا سيد الأولين والآخرين، وأكرم السابقين واللاحقين. صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين . وقد قال الله تعالى : {وتعاونوا على البر والتقوى}(7) ، وقد صحَّ عن رسول الله ( أنه قال : "واللهُ في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" (8) وأنه قال : "من دل على خيرٍ فله مثلُ أجر فاعله" (9) ، وأنه قال: "من دعا إلى هُدىً كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقُصُ ذلك من أجورهم شيئاً" (10) وأنه قال لعليّ رضي الله عنه : "فوالله لأن يهدي الله بك رجُلاً واحداً خيرٌ لك من حُمر النعم"(11). أ. هـ. من مقدمة كتاب رياض الصالحين للإمام النووي .
…وعندما سأل جبريل عليه السلام عن الإحسان قال ( : "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك...." الحديث .
…والإحسان كما قال المصطفى ( في حديث آخر : "إن الله كتب الإحسان على كل شيء...." الحديث.
…فلا تصح عبادة ولا تكمل إلا بالإحسان وهو الإتقان سواء كانت هذه العبادة قولية أو عملية قلبية أو ظاهرة ولا يتم ذلك إلا بشرطين :
الأول : أن تكون خالصة لله .
الثاني : أن تكون وفق هدي النبي ( .
وهما شرطا العبادة كالجناحين للطائر ، فلا يقبل العمل إلا بهما معاً، إخلاصٌ ومتابعةٌ .
…لذا يجب علينا التفقه في الدين ومعرفة طريق الجنة التي وعدها الله عباده والابتعاد عن طريق النار ، فاتباع الأوامر واجتناب النواهي (طريق للجنة) .(1/2)
…وفي هذا الكتاب، يسّر الله لي جمع الكثير من الرسائل والمسائل والنصائح والفوائد لعلماء الأمة قديماً وحديثاً ولبعض طلبة العلم ، نفع الله بعلمهم ، وأثابهم على ما قاموا به من نشر للسنة وتحذير من البدع والمخالفات الشرعية.
…ورأيت أنه من باب التواصي بالحق نشر هذه العلوم الشرعية اتباعاً لأمر النبي ( : "من دلّ على هدى فله أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة" وقوله ( : "الدين النصيحة" . قلنا لمن ؟ قال : "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" رواه مسلم .
…وقوله : "...الدال على الخير كفاعله..." وغيرها من الأحاديث .
وقد أسميته : (الطريق إلى الجنة) شمل رسائل في العقيدة وبيان أركان الإسلام والإيمان وفضائل الأعمال والأقوال وبعض المناهي الشرعية بأسلوب مبسط مختصر وموجز يفهمه العامي ويفيد المتعلم، ومن أراد الإفادة والزيادة فعليه سؤال العلماء أو الرجوع إلى كتب العلم الموسعة وشروحات أهل العلم .
…وختاماً أسأل الله العلي العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ينفع بهذا الكتاب ويجعله مباركاً ومن أسباب الفوز بجنات النعيم، كما أسأله تعالى أن يكتب الأجر الجزيل والثواب العظيم لمن ساهم في كتابته و جمعه أو طبعه أو ترجمته أو نشره وتوزيعه بين المسلمين، وقد أذنت لكل مسلم أو مسلمة أراد الطبع أو التوزيع أو الترجمة مبتغياً في ذلك وجه الله تعالى والدار الآخرة .
…وصلى الله على نبينا وسيدنا وقدوتنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
وكتبهُ محبكم في الله
عبد الله بن أحمد آل علاف الغامدي
غفر الله له ولوالديه ولمشائخه وللمسلمين والمسلمات
المدينة النبوية 5/10/1425هـ
أخي المسلم .. أختي المسلمة :
…قد تجد بعض الآيات والأحاديث والأحكام مكررة في أكثر من موضع، فلا غرابة في ذلك، حيث أنها انضوت تحت موضوع مختلف وهذا هو أسلوب القرآن الكريم وكذلك نجده في أحاديث المصطفى ( .(1/3)
…وهذا المجموع اللطيف من وحي الكتاب والسنة، وبفهم سلف الأمة .. نسأل الله الإخلاص في القول والعمل ومتابعة هدي المصطفى النبي المجتبى .
إن وجدت عيباً فسد الخللا جلّ من لا عيب له وعلا
محتويات الكتاب
1. عقيدة كل مسلم (التوحيد أولاً) .
2. صفة الوضوء والغسل .
3. صفة الصلاة .
4. أذكار الصلاة .
5. آداب يوم الجمعة .
6. من أحكام المساجد .
7. تعظيم قدر الصلاة .
8. أحكام الزكاة .
9. رمضانيات .
10. أذكار تهم الصائمين .
11. من أحكام النساء في رمضان .
12. صفة العمرة .
13. فضل عشر ذي الحجة .
14. صفة الحج والعمرة .
15. يوميات الحجاج .
16. من أخطاء الحجاج والمعتمرين .
17. الذكر والدعاء المشروع في الحج .
18. من أحكام النساء في الحج .
19. الكلم الطيب والعمل الصالح (فضائل الأقوال والأعمال) .
20. فضل النوافل .
21. من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه .
22. المحفزات لعمل الخيرات .
23. مكفرات الذنوب .
24. يا من رضيت بالله رباً .
25. أفضل طريقة لاغتنام الدقيقة .
26. كنوز نسائية .
27. من الأذكار النبوية في الحياة اليومية .
28. الدعاء المستجاب .
29. بسم الله أرقيك .
30. الاستغفار آداب وأحكام .
عقيدة كل مسلم :
أخي المسلم .. أختي المسلمة .. يجب علينا تعلم ومعرفة هذه المسائل والعمل بها والدعوة إليها ثم الصبر امتثالاً لقوله تعالى : {والعصر* إن الإنسان لفي خسر* إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} .
بسم الله الرحمن الرحيم
التوحيد :
اعتقاد أن الله سبحانه واحد في ملكه وأفعاله وواحد في ألوهيته وعبادته، لا شريك له.
أقسام التوحيد ثلاثة :
1ـ توحيد الربوبية .
2ـ توحيد الألوهية .
3ـ توحيد الأسماء والصفات .
توحيد الربوبية :
وهو إفراد الله تعالى بأفعاله كالإقرار بأنه الخالق الرازق المدبر .(1/4)
قال تعالى : {الحمد لله ر ب العالمين} ، وقال : { الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون} .
توحيد الألوهية :
وهو إفراد الله بالعبادة والخلوص من الشرك . قال تعالى : {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} .
وقال : {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً} .
توحيد الأسماء والصفات :
هو الإيمان بما أثبته الله تعالى، لنفسه من الأسماء والصفات، وما أثبته له رسوله ( ، بلا تكييف، ولا تمثيل ، ولا تعطيل .
قال تعالى : {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} الشورى .
وقال تعالى : {قل هو الله أحد} {الله الصمد} {لم يلد ولم يولد} {ولم يكن له كفواً أحد} الإخلاص .
ما يناقض التوحيد :
الشرك قسمان :
أ ـ شرك أكبر مخرج من الملة . ب ـ شرك أصغر منافي لكمال التوحيد .
أ ـ الشرك الأكبر :
هو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله. قال تعالى : {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} النساء .
أنواعه :
1ـ شرك الدعاء قال تعالى : {فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون} العنكبوت .
2ـ شرك النية والإرادة والقصد قال تعالى : {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون} .
{أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلى النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون} هود .
3ـ شرك الطاعة : قال الله تعالى {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله} التوبة .
4ـ شرك المحبة: قال الله تعالى {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله} البقرة .
ب/ الشرك الأصغر :
وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر .
كيسير الرياء، وقول الرجل لغيره (ما شاء الله وشئت) .
معنى لا إله إلا الله :
معناها لا معبود بحق إلا الله .
شروطها : العلم ـ اليقين ـ الإخلاص ـ الصدق ـ المحبة ـ الانقياد ـ القبول .(1/5)
الشرط الأول : العلم بمعناها المراد منها ـ نفياً ، وإثباتاً ـ علماً منافياً للجهل .
قال تعالى : {فاعلم أنه لا إله إلا الله} محمد .
الشرط الثاني : اليقين المنافي للشك . قال تعالى : {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا} الحجرات .
الشرط الثالث : الإخلاص المنافي للشرك . قال تعالى {ألا لله الدين الخالص} الزمر وقال سبحانه (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) البينة .
الشرط الرابع : الصدق المنافي للكذب . قال تعالى {آلم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} العنكبوت .
الشرط الخامس : المحبة لهذه الكلمة، ولما اقتضته ، ودلت عليه . قال تعالى : {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله} البقرة .
الشرط السادس : الانقياد لما دلت عليه . قال تعالى : {ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى} لقمان ، وقال تعالى {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له} الزمر .
الشرط السابع : القبول لما اقتضته هذه الكلمة قولاً وعملاً .
قال تعالى : {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون * ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} الصافات .
الكفر وأقسامه :
أ ـ كفر أكبر مخرج من الملة . ب ـ كفر أصغر لا يخرج من الملة .
أ ـ الكفر الأكبر :
ينافي الإيمان بالكلية، كإنكار الكتب أو الرسل أو واحد منهم أو إنكار وجود الجن مثلاً .
أنواعه:
1ـ كفر الجهل والتكذيب : قال الله تعالى {بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولم يأتيهم تأويله} يونس. وقال تعالى {الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون} غافر .(1/6)
2ـ كفر الجحود والإنكار : قال الله تعالى عن فرعون وقومه {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوا} النمل. وقال تعالى {فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} الأنعام .
3ـ كفر العناد والاستكبار : ككفر إبليس، قال الله تعالى {إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين} البقرة .
4ـ كفر النفاق : وهو إظهار الإسلام وإخفاء الكفر . قال الله تعالى : {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} [النساء] ، وسيأتي تفصيل أنواعه .
5ـ كفر الإعراض عن دين الله: قال الله تعالى : {والذين كفروا عما أنذروا معرضون} الأحقاف .
6ـ كفر الشك والظن : قال الله تعالى عن صاحب الجنتين {قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا* وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلباً* قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلاً* لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحداً} الكهف .
ب ـ الكفر الأصغر :
هو ما ينافي كمال الإيمان ومنه قوله ( : (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) .
الإسلام :
هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله .
أركان الإسلام :
الشهادتان ـ الصلاة ـ الزكاة ـ الصيام ـ الحج .
والإيمان قول وعمل يزيد وينقص :
قول القلب، وهو تصديقه وإقراره، قال تعالى : {والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون} الزمر .
عمل القلب، انقياده وإذعانه. قال تعالى {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له} الزمر .
قول اللسان، وهو النطق بالشهادتين . قال تعالى {قولوا آمنا} البقرة. وقال {إلا من شهد بالحق} الزخرف .
عمل اللسان والجوارح، فعمل اللسان كتلاوة القرآن، وسائر الأذكار، وعمل الجوارح كالصلاة والحج والجهاد.
والإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي :
دليل زيادته، قوله تعالى {ويزداد الذين آمنوا إيماناً} المدثر، وقال تعالى {وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً} الأنفال .(1/7)
وأما نقصانه ، فمن أدلته قوله ( : (إن الإيمان ليَخْلَقُ في جوف أحدكم كما يَخْلَقْ الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم) صححه الحاكم .
أركان الإيمان :
وهي أن تؤمن : بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره من الله .
مراتب الإيمان بالقدر :
المرتبة الأولى : العلم ، قال الله تعالى : {لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً} الطلاق .
المرتبة الثانية : الكتابة ، قال تعالى : {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} يس وقال سبحانه : {علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى} طه . المرتبة الثالثة : المشيئة ، قال تعالى : {وما تشاءون إلا أن يشاء الله} الإنسان . المرتبة الرابعة : الخلق، قال تعالى : {الله خالق كل شيء} الزمر .
وقال {والله خلقكم وما تعملون} الصافات .
نواقض الإسلام العشرة :
1ـ الشرك بالله: ومنه الذبح لغير الله، والدليل قوله تعالى : {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لم يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً} النساء .
2ـ من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم، ويتوسل بهم والدليل {هؤلاء شفعاؤنا عند الله} يونس .
3ـ من لم يكفِّر المشركين : أو شك في كفرهم، أو صحَّح مذهبهم، فقد كفر إجماعاً.
4ـ من اعتقد أن غير هدي النبي ( أفضل من هديه: وأن حكم غيره أحسن من حكمه، كالذين يفضلون حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر .
5ـ من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول ( : ولو عمل به {ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم} [محمد] .
6ـ من استهزأ بشيء من دين الرسول ( ، أو ثوابه أو عقابه فقد كفر {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون* لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم...} التوبة .(1/8)
7ـ السحر : ومنه الصرف ـ وهو عمل سحري يقصد منه تغيير الإنسان عما يهواه، كصرف الرجل عن محبة زوجته إلى بغضها ـ والعطف ـ وهو عمل سحري يقصد منه ترغيب الإنسان فيما لا يهواه بطرق شيطانية ـ فمن فعله أو رضي به فقد كفر .
8ـ مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين : {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} المائدة .
9ـ من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد ( فهو كافر .
10ـ الإعراض عن دين الله تعالى : لا يتعلمه ولا يعمل به، والدليل قوله تعالى : {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون} السجدة .
النفاق وأنواعه :
أ ـ نفاق اعتقادي . ب ـ نفاق عملي .
أ ـ النفاق الاعتقادي :
هو أن يظهر صاحبه الإسلام ويبطن الكفر .
وأنواعه ستة :
1ـ تكذيب الرسول ( .
2ـ تكذيب بعض ما جاء به الرسول ( .
3ـ بغض الرسول ( .
4ـ بغض بعض ما جاء به الرسول ( .
5ـ المسرة بانخفاض دين الإسلام .
6ـ الكراهية لانتصار دين الإسلام .
ب ـ أنواع النفاق العملي :
وهي خمسة مذكورة في الحديث الشريف : (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان) .
وفي رواية : (وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر) .
هذا وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
خطر الشرك (12) :
…اعلم يا عبد الله ـ أرشدك الله للحق ـ أن أعظم شيء نهى الله عنه هو الشرك. وهو أعظم ذنب عصي الله به.. ولقد رتب الله عليه من عقوبات الدنيا والآخرة ما لم يرتبه على ذنب سواه من إباحة دماء أهله وأموالهم وسبي نسائهم وأولادهم وعدم مغفرته من بين الذنوب إلا بالتوبة ... قال تعالى : {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} .(1/9)
…والشرك أقبح القبح، وأظلم الظلم إذ مضمونه تنقيص لرب العالمين وصرف خالص حقه لغيره وعدل غيره به؛ لأن الشرك مناقض للمقصود بالخلق والأمر منافٍ له من كل وجه وذلك غاية المعاندة لرب العالمين والاستكبار على طاعته والذل له والانقياد لأمره الذي لا صلاح للعالم إلا بذلك فمتى خلا العالم منه خرب وقامت القيامة .
…والشرك تشبيه للمخلوق بالخالق في الخصائص الإلهية، والشرك إهدار لكرامة الإنسان وإذلال له حيث يتذلل لمخلوق من ماء مهين مثله يخضع بين يديه ويتضرع لديه راجياً منه وخائفاً.. والشرك هو أن يجعل العبد ندّاً لله من مخلوقاته أي مثيلاً في صرف العبادة إليه سواء صرف كل العبادات أو بعضها ولجهل كثير ممن ينسب إلى الإسلام في هذا الزمان وهو يجهل حقيقة دين الإسلام فهو يقع في كثير من أنواع الشرك وهو يعتقد أنه موحد لله ربّ العالمين قائم بحق العبودية لله بظنه أن الشرك إنما هو عبادة الشجر والحجر .
…فمما يقع فيه بعض الناس من أمور تخرجهم من الإسلام بالكلية وهم لا يدرون دعاء غير الله كدعاء الرسول أو الولي أو الجني ومنها التوكل على غيره سبحانه وخوف السر ومنها الرجاء فيما لا يقدر عليه إلا الله كمن يدعو الأموات أو غيرهم راجياً حصول مطلوبه منهم ومنها الذبح لغير الله كمن يذبح للجني أو للقبر أو للولي .. ومن الشرك الأكبر النذر لغير الله والتوبة إلى المشائخ والاستعاذة والاستعانة لغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله ومنها شرك الحلول وهو الاعتقاد بأن الله حلَّ في مخلوقاته ومنها شرك التصرف كما هو اعتقاد أن بعض الأولياء الذين يسمون الأقطاب لهم تصرفات في الكون يدبرون أمورهم .
…وخلاصة القول من صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله فهو مشرك كالصلاة والزكاة والصيام والحج والنذر والتوكل والذبح والسجود والركوع والطواف وغير ذلك.(1/10)
…ومن صور الشرك التي يقع فيها الناس وهي تنافي كمال التوحيد: الرياء اليسير وهو التصنع للمخلوق كالمسلم الذي يعمل لله ويصلي لله ولكنه يحسن صلاته وعمله ليمدحه الناس .. فروى الإمام أحمد أن رسول الله ( قال "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء" ومنه الحلف بغير الله كمن يحلف بالأمانة بالولي والنبي والشرف.. قال رسول الله "من حلف بغير الله فقد أشرك" (صحيح رواه أحمد) .
…والحلف بغير الله قد يكون من الشرك الأكبر كذلك إذا اعتقد الحالف تعظيم محلوفه كمن يعتقد إن الولي له تصرف يضر الحالف إذا حلف كذباً .. ومن الشرك الشرك الخفي كقول الرجل ما شاء الله وشاء فلان، ما لي إلا الله وأنت .
…فعليك يا عبد الله بعد أن عرفت الشرك وبعض أنواعه وتبين لك خطره وعظم قبحه أن تجتنب الشرك بجميع صوره وأنواعه فهو سبب في الخلود في النار ومصدر لتعطيل العمل النافع ومصدر للمخاوف والأوهام ووكر للخرافات والأباطيل ومهانة للإنسانية وإفساد للأمة... ففي صحيح مسلم عن جابر قال: أتى النبي ( رجل فقال: يا رسول الله ما الموجبتان؟ .. قال: من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة.. ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار" .
…فعليك يا عبد الله أن تحقق التوحيد بتخليصه من الشرك بجميع صوره وأنواعه والبدع والمعاصي .
…أسأل الله تعالى أن يهدينا سواء السبيل .
…وإلى رسائل قادمة في العقيدة بإذن الله نفصل فيها أنواع الشرك وخطره وغير ذلك.
وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
صفة الوضوء والغسل :
فرائض الوضوء :
1ـ النية : وهي عزم القلب على فعل الوضوء امتثالاً لأمر الله تعالى وطلباً لمرضاته .
2ـ غسل الوجه مرة واحدة .
3ـ غسل اليدين إلى المرفقين .
4ـ مسح الرأس .
5ـ غسل الرجلين إلى الكعبين .
6ـ الترتيب بين الأعضاء المغسولة .
7ـ الموالاة وهو عمل الوضوء في وقت و احد بلا فاصل زمني لأن قطع العبادة بعد الشروع فيها منهي عنه .(1/11)
سنن الوضوء :
1ـ بأن يقول عند الشروع: بسم الله .
2ـ السواك .
3ـ غسل الكفين ثلاثاً في أول الوضوء .
4ـ تخليل اللحية .
5ـ تخليل الأصابع في اليدين والرجلين .
6ـ الغسل ثلاثاً ثلاثاً .
7ـ التيمن وهو البداية باليمين .
8ـ أن يقول بعد الوضوء : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين .
كيفية الوضوء :
…يسمي الله تعالى فيغسل يديه ثلاثاً بنية الوضوء ثم يتمضمض ويستنشق ثلاثاً ثم يغسل وجهه من منبت شعر رأسه إلى منتهى لحيته طولاً ثم يغسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثاً ثم اليسرى ثم يمسح رأسه واحدة ثم يمسح أذنيه ظاهراً وباطناً ثم يغسل رجله اليمنى إلى الكعب ثلاثاً ثم اليسرى ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين .
نواقض الوضوء :
1ـ الخارج من السبيلين (القبل والدبر) .
2ـ النوم الثقيل المستغرق الذي لا يبقى معه إدراك .
3ـ مس الذكر بباطن الكف والأصابع .
4ـ زوال العقل واستتاره وفقد الشعور سواء كان بالجنون أو الإغماء أو السكر أو الدواء .
5ـ مس المرأة بشهوة .
6ـ الردة عن الإسلام .
7ـ أكل لحم الإبل .
ما يجب له الوضوء:
يجب الوضوء لأمور ثلاثة :
1ـ الصلاة فرضاً أو نفلاً .
2ـ الطواف بالبيت .
3ـ مس المصحف .
الغسل :
موجبات الغسل :
1ـ الجنابة : وتشمل الإنزال وهو خروج المني بشهوة في النوم أو اليقظة من ذكر أو أنثى وتشمل أيضاً الجماع وهو التقاء الختانين ولو بدون إنزال .
2ـ انقطاع دم الحيض والنفاس .
3ـ الموت .
4ـ إسلام الكافر .
فروض الغسل :
1ـ النية .
2ـ تعميم سائر الجسد بالماء .
3ـ تخليل الشعر .
سنن الغسل :
1ـ التسمية .
2ـ غسل الكفين ابتداء ثلاث مرات .
3ـ البدء بغسل الفرج وإزالة الأذى .
4ـ الوضوء قبل الغسل .
كيفية الغسل :(1/12)
أن يقول بسم الله ناوياً رفع الحدث ثم يغسل كفيه ثلاثاً ثم يستنجي فيغسل ما بفرجه من أذى ثم يتوضأ وضوءاً كاملاً ثم يغسل رأسه مع أذنيه ثلاثاً ثم يفيض الماء على شقه الأيمن ثم الأيسر .
ما يحرم على الجنب:
1ـ الصلاة مطلقاً فرضاً أو نفلاً .
2ـ مس المصحف .
3ـ الطواف بالكعبة .
4ـ قراءة القرآن .
صفة الصلاة (13) :
كيفية صلاة النبي ( :
…الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه ، أما بعد:
…فهذه كلمات موجزة في بيان صفة صلاة النبي ( أردت تقديمها إلى كل مسلم ومسلمة؛ ليجتهد كل من يطلع عليها في التأسي به ( في ذلك؛ لقوله ( : "صلوا كما رأيتموني أُصلي" [رواه البخاري] . وإلى القارئ بيان ذلك :
1ـ يسبغ الوضوء، وهو أن يتوضأ كما أمره الله، عملاً بقوله سبحانه وتعالى : {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين} [المائدة:6] . وقول النبي ( : "لا تُقبل صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول" [رواه مسلم في صحيحه] . وقوله ( للذي أساء صلاته : "إذا قمت إلى الصلاة فاسبغ الوضوء" .
2ـ يتوجه المصلي إلى القبلة ـ وهي الكعبة ـ أينما كان بجميع بدنه، قاصداً بقلبه فعل الصلاة التي يريدها من فريضة أو نافلة، ولا ينطق بلسانه بالنية؛ لأن النطق باللسان غير مشروع، لكون النبي( لم ينطق بالنية ولا أصحابه ( .
…ويسن أن يجعل له سترة يصلي إليها إن كان إماماً أو منفرداً؛ لأمر النبي ( بذلك.
…واستقبال القبلة شرط في الصلاة إلا في مسائل مستثناة معلومة موضحة في كتب أهل العلم .
3ـ يكبر تكبيرة الإحرام فيقول : (الله أكبر) ناظراً ببصره إلى محل سجوده .
4ـ يرفع يديه عند التكبير إلى حذو منكبيه، أو إلى حيال أُذنيه.
5ـ يضع يديه على صدره، اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد؛ لثبوت ذلك من حديث وائل بن حجر و قبيصة بن هلب الطائي عن أبيه رضي الله عنهما .(1/13)
6ـ يسن أن يقرأ دعاء الاستفتاح وهو : "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقِّني من خطاياي كما يُنَقَّى الثوبُ الأبيض من الدنس. اللهم اغسِلني من خطاياي بالماء والثلج والبرَدَ" متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ( .
ـ وإن شاء قال بدلاً من ذلك: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك وتعالى جدُّكَ، ولا إله غيرك" لثبوت ذلك عن النبي (، وإن أتى بغيرهما من الاستفتاحات الثابتة عن النبي(، فلا بأس ، والأفضل أن يفعل هذا تارة وهذا تارة؛ لأن ذلك أكمل في الاتباع.
ثم يقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم" . ويقرأ سورة الفاتحة، لقوله(: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" .
…ويقول بعدها : "آمين" جهراً في الصلاة الجهرية وسراً في الصلاة السرية، ثم يقرأ ما تيسر من القرآن، والأفضل أن تكون القراءة في الظهر والعصر والعشاء من أوساط المفصل، وفي الفجر من طواله، وفي المغرب من قصاره، وفي بعض الأحيان من طواله أو أوساطه ـ أعني في المغرب ـ كما ثبت ذلك عن النبي ( ، ويشرع أن تكون العصر أخف من الظهر .
7ـ يركع مكبراً رافعاً يديه إلى حذو منكبيه أو أُذنيه، جاعلاً رأسه حيال ظهره،، واضعاً يديه على ركبتيه، مفرقاً أصابعه، ويطمئن في ركوعه ويقول : "سبحان ربي العظيم" . والأفضل أن يكررها ثلاثاً أو أكثر، ويستحب أن يقول مع ذلك : "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي".
8ـ يرفع رأسه من الركوع ، رافعاً يديه إلى حذو منكبيه أو أُذنيه قائلاً: "سمع الله لمن حمده" . إن كان إماماً أو منفرداً، ويقول حال قيامه : "ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملء السموات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد" .(1/14)
…وإن زاد بعد ذلك : "أهل الثناء والمجد، أحقّ ما قال العبد، وكلُّنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا مُعطي لما منعت، ولا ينفع ذ الجد منك الجد" . فهو حسن؛ لأن ذلك قد ثبت عن النبي ( في بعض الأحاديث الصحيحة .
…أما إن كان مأموماً فإنه يقول عند الرفع : "ربنا ولك الحمد" إلى آخر ما تقدم. ويستحب أن يضع كل منهم يديه على صدره، كما فعل في قيامه قبل الركوع؛ لثبوت ما يدل على ذلك عن النبي ( من حديث وائل بن حجر، وسهل بن سعد رضي الله عنهما.
9ـ يسجد مُكبِّراً واضعاً ركبتيه قبل يديه إذا تيسر ذلك، فإن شقَّ عليه قدَّم يديه قبل ركبتيه، مستقبلاً بأصابع رجليه ويديه القبلة، ضاماً أصابع يديه. ويكون على أعضائه السبعة، الجبهة مع الأنف، واليدين والركبتين، وبطون أصابع الرجلين، ويقول : "سبحان ربي الأعلى" ويكرر ذلك ثلاثاً أو أكثر .
…ويستحب أن يقول مع ذلك : "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك.. اللهم اغفر لي" . ويكثر من الدعاء؛ لقول النبي ( : "فأما الركوع فعظِّموا فيه الرّبّ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم" .
…وقوله ( : "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد؛ فأكثروا الدعاء" . [رواهما مسلم في صحيحه] . ويسأل ربه له ولغيره من المسلمين من خيري الدنيا والآخرة، سواء كانت الصلاة فرضاً أو نفلاً، ويجافي عضديه عن جنبيه، وبطنه عن فخذيه، وفخذيه عن ساقيه، ويرفع ذراعيه عن الأرض؛ لقول النبي ( : "اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب" [متفق عليه] .
10ـ يرفع رأسه مكبراً، ويفرش قدمه اليسرى ويجلس عليها، وينصب رجله اليمنى، ويضع يديه على فخذيه وركبتيه، ويقول : "رب اغفر لي، رب اغفر لي، رب اغفر لي، اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وارزقني، وعافني، واجبرني" . ويطمئن في هذا الجلوس حتى يرجع كل فقار إلى مكانه كاعتداله بعد الركوع؛ لأن النبي ( كان يطيل اعتداله بعد الركوع وبين السجدتين.(1/15)
11ـ يسجد السجدة الثانية مكبراً، ويفعل فيها كما فعل في السجدة الأولى .
12ـ يرفع رأسه مكبراً، ويجلس جلسة خفيفة مثل جلوسه بين السجدتين، وتسمى جلسة الاستراحة، وهي مستحبة في أصح قولي العلماء، وإن تركها فلا حرج، وليس فيها ذكر ولا دعاء، ثم ينهض قائماً إلى الركعة الثانية معتمداً على ركبتيه إن تيسر ذلك، وإن شقَّ عليه اعتمد على الأرض بيديه، ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر له من القرآن بعد الفاتحة. كما سبق في الركعة الأولى .
…ولا يجوز للمأموم مسابقة إمامه؛ لأن النبي ( حذّر أمته من ذلك، وتكره موافقته للإمام، والسنة له أن تكون أفعاله بعد إمامه من دون تراخٍ، وبعد انقطاع صوته، لقول النبي ( : "إنما جُعل الإمام ليؤتم به، فلا تختلفوا عليه، فإذا كبّر فكبّروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا" الحديث متفق عليه .
13ـ إذا كانت الصلاة ثنائية ـ أي ركعتين ـ كصلاة الفجر والجمعة والعيد، جلس بعد رفعه من السجدة الثانية ناصباً رجله اليمنى، مفترشاً رجله اليسرى، واضعاً يده اليمنى على فخذه اليمنى، قابضاً أصابعه كلّها إلا السبابة فيشير بها إلى التوحيد عند ذكر الله سبحانه وعند الدعاء، وإن قبض الخنصر والبنصر من يده، وحلق إبهامها مع الوسطى، وأشار بالسبابة فحسن؛ لثبوت الصفتين عن النبي ( ، والأفضل أن يفعل هذا تارة، وهذا تارة، ويضع يده اليسرى على فخذه اليسرى وركبته، ثم يقرأ التشهد في هذا الجلوس وهو : "ألتحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده رسوله" ثم يقول : "اللهم صلّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آله محمد، كما باركت على إبراهيم، وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد" .(1/16)
…ويستعيذ بالله من أربع فيقول : "اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال" .
…ثم يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، وإذا دعا لوالديه أو غيرهما من المسلمين فلا بأس، سواء كانت الصلاة فريضة أو نافلة لعموم قول النبي ( في حديث ابن مسعود لما علَّمه التشهد : "ثم ليتخيَّر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو" وفي لفظ آخر : "ثم ليتخيَّر من المسألة ما شاء"، وهذا يعمُّ جميع ما ينفع العبد في الدنيا والآخرة، ثم يسلم على يمينه وشماله قائلاً : "السلام عليكم ورحمة الله... السلام عليكم ورحمة الله".
14ـ إن كانت الصلاة ثلاثية كالمغرب ، أو رباعية كالظهر والعصر والعشاء، فإنه يقرأ التشهد المذكور آنفاً، مع الصلاة على النبي ( ، ثم ينهض قائماً معتمداً على ركبتيه، رافعاً يديه إلى حذو منكبيه، قائلاً : "الله أكبر" ويضعهما ـ أي يديه ـ على صدره كما تقدم، ويقرأ الفاتحة فقط.
…وإن قرأ في الثالثة والرابعة من الظهر زيادة على الفاتحة في بعض الأحيان فلا بأس؛ لثبوت ما يدلّ على ذلك عن النبي ( من حديث أبي سعيد رضي الله عنه، وإن ترك الصلاة على النبي ( بعد التشهد الأول فلا بأس؛ لأنه مستحب وليس بواجب في التشهد الأول، ثم يتشهد بعد الثالثة من المغرب، وبعد الرابعة من الظهر والعصر والعشاء، ويصلي على النبي ( ، ويتعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، وفتنة المسيح الدجال . ويكثر من الدعاء، ومن الدعاء المشروع في هذا الموضع وغيره: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار" لما ثبت عن أنس رضي الله عنه قال : كان أكثر دعاء النبي ( : "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار" كما تقدم ذلك في الصلاة الثنائية .(1/17)
…لكن يكون في هذا الجلوس متوركاً واضعاً رجله اليسرى تحت رجله اليمنى، ومقعدته على الأرض، ناصباً رجله اليمنى، لحديث أبي حميد في ذلك. ثم يسلم عن يمينه وشماله، قائلاً : "السلام عليكم ورحمة الله ... السلام عليكم ورحمة الله" .
…ويستغفر الله ثلاثاً ويقول : "اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا مُعطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيّاه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون" .
…ويسبح الله ثلاثاً وثلاثين، ويحمده مثل ذلك، ويكبره مثل ذلك، ويقول تمام المائة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" . ويقرأ آية الكرسي، و"قل هو الله أحد"، و"قل أعوذ برب الفلق"، و"قل أعوذ برب الناس" ، بعد كل صلاة. ويستحب تكرار هذه السور الثلاث ثلاث مرات بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب؛ لورود الحديث الصحيح بذلك عن النبي ( ، كما يستحب أن يزيد بعد الذكر المتقدم بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب قول : "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يُحيي ويميت وهو على كل شيء قدير" عشر مرات؛ لثبوت ذلك عن النبي(.
…وإن كان إماماً انصرف إلى الناس وقابلهم بوجهه بعد استغفاره ثلاثاً، وبعد قوله: "اللهم أنت السلام ومنك السلام، تبارك يا ذا الجلال والإكرام" . ثم يأتي بالأذكار المذكورة، كما دلّت على ذلك أحاديث كثيرة عن النبي ( ، منها حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم. وكل هذه الأذكار سنة وليست بفريضة .(1/18)
…ويستحب لكل مسلم ومسلمة أن يصلي قبل صلاة الظهر أربع ركعات، وبعدها ركعتين، وبعد صلاة المغرب ركعتين، وبعد صلاة العشاء ركعتين، وقبل صلاة الفجر ركعتين، الجميع اثنتا عشرة ركعة، وهذه الركعات تسمى الرواتب؛ لأن النبي ( كان يحافظ عليها في الحضر .
…أما في السفر فكان يتركها إلا سنة الفجر والوتر، فإنه كان عليه الصلاة والسلام يحافظ عليهما حضراً وسفراً، ولنا فيه أُسْوةٌ حسنَةٌ، لقول الله سبحانه : {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} [الأحزاب، 21] ، وقوله عليه الصلاة والسلام: "صلوا كما رأيتموني أصلي" رواه البخاري .
…والأفضل : أن تُصلى هذه الرواتب والوتر في البيت، فإن صلاها في المسجد فلا بأس؛ لقول النبي ( : "أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة" متفق على صحته.
…والمحافظة على هذه الركعات من أسباب دخول الجنة؛ لما ثبت في صحيح مسلم، عن أم حبيبة رضي الله عنها أنها قالت : سمعت رسول الله ( يقول : "ما من عبدٍ مسلمٍ يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير فريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنّة" ، وقد فسّرها الإمام الترمذي في روايته لهذا الحديث بما ذكرنا .
…وإن صلى أربع ركعات قبل صلاة العصر، واثنتين قبل صلاة المغرب،واثنتين قبل صلاة العشاء فحسن؛ لقوله ( : "رحم الله امرءاً صلى أربعاً قبل العصر" رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي وحسنه، وابن خزيمه وصححه، وإسناده صحيح، ولقوله عليه الصلاة والسلام : "بين كل آذنين صلاة بين كل آذانين صلاة" ثم قال في الثالثة : "لمن شاء" رواه البخاري .
…وإن صلى أربعاً بعد الظهر وأربعاً قبلها فحسن؛ لقوله ( : "من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها حرَّمه الله تعالى على النار" رواه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح، عن أُمّ حبيبة رضي الله عنها .(1/19)
…والمعنى : أنه يزيد على السنة الراتبة ركعتين بعد الظهر ؛ لأن السنة الراتبة أربع قبلها واثنتان بعدها، فإذا زاد ثنتين بعدها حصل ما ذكر من حديث أم حبيبة رضي الله عنها .
…والله ولي التوفيق .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله و أصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين .
قاله ممليه الفقير إلى ربه
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
سامحه الله وغفر له ولوالديه وللمسلمين
رسالة في حكم تارك الصلاة (14) :
…الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعدُ :
…فإليك أخي المسلم هذه الرسالة، وبها سؤال أُلقي على فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين، أثابه الله. فإليك السؤال والجواب :
السؤال : ماذا يفعل الرجل إذا أمر أهلَهُ بالصلاة، ولكنهم لم يستمعوا إليه، هل يَسْكُن معهم ويُخالطهم، أم يَخرُج من البيت؟
الجواب : إذا كان هؤلاء الأهل لا يُصلُّون أبداً، فإنهم كُفَّار مرتدُّون، خارجون عن الإسلام. ولا يجوز أن يسكن معهم، ولكن يجب عليه أن يدعوهم، ويلح ويكرر؛ لعل الله يهديهم؛ لأن تارك الصلاة كافر ـ والعياذ بالله ـ بدليل الكتاب والسُّنة، وقول الصحابة والنظر الصحيح .
…أما من القرآن، فقوله تعالى عن المشركين : {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتُوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونُفصلُ الآيات لقومٍ يعلمون} [التوبة: 11] .
…مفهوم الآية، أنهم إذا لم يفعلوا ذلك فليسوا إخواناً لنا. ولا تنتفي الأخوة الدينية بالمعاصي، وإن عظُمت، ولكن تنتفي عند الخروج عن الإسلام .
…أما من السنة: فقول النبي ( : "بين الرجل وبين الكفر والشرك: تركُ الصلاة" . ثابت في صحيح مسلم. وقوله في حديث بُريدة رضي الله عنه، في السنن: "العهدُ الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر" .(1/20)
…أما قول الصحابة: قال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه : "لا حظَّ في الإسلام لمن ترك الصلاة" . والحظ: النصيب، وهو هنا نكرة في سياق النفي فيكون عاماً؛ لا نصيب، لا قليل ولا كثير. وقال عبد الله بن شقيق : كان أصحاب النبي ( لا يَرون شيئاً من الأعمال تركه كفرٌ غير الصلاة . أمّا من جهة النظر الصحيح: فيقال: هل يُعقل أن رجلاً في قلبه حبة خردل من إيمان يعرف عظمة الصلاة وعناية الله بها، ثم يحافظ على تركها ؟!
…هذا شيء لا يمكن . وقد تأملت الأدلة التي استدل بها من يقول أنه لا يكفرُ، فوجدتُها لا تخرج عن أحوال أربع :
1ـ إمّا أنها لا دليل فيها أصلاً .
2ـ أو أنها قُيدت بوصف يمتنع معه ترك الصلاة .
3ـ أو أنها قيدت بحال يعذَر فيها من ترك الصلاة .
4ـ أو أنها عامة، فتخصص بأحاديث كفر تارك الصلاة .
…وإذا تبين أن تارك الصلاة كافر، فإنه يترتب عليه أحكام المرتدين، وليس في النصوص أن تارك الصلاة مؤمن، أو أنه يدخل الجنة أو ينجو من النار، ونحو ذلك مما يحوجنا إلى تأويل الكفر ـ الذي حكمِ به على تارك الصلاة ـ بأنه كفر نعمة، أو كفر دون كفر. ومنها:
أولاً : أنه لا يصح أن يزوج، فإن عقد له وهو لا يصلي ، فالنكاح باطل؛ ولا تحل له الزوجة؛ لقوله تعالى : {فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هُنَّ حِلٌّ لهم ولا هم يحلُّون لهُن} [الممتحنة: 10] .
…ثانياً : أنه إذا ترك الصلاة بعد أن عُقد له، فإن نكاحه ينفسخ ولا تحل له الزوجة؛ للآية التي ذكرناها سابقاً، على حسب التفصيل المعروف عند أهل العلم، بين أن يكون ذلك قبل الدخول أو بعده .
…ثالثاً: أن هذا الرجل الذي لا يُصلي ، إذا ذبح لا تؤكل ذبيحته، لماذا؟ لأنها حرام، ولو ذبح يهودي أو نصراني فذبيحته يحلُ لنا أن نأكلها ، فيكون ـ والعياذ بالله ـ ذبحُهُ أخبثُ من ذبح اليهود والنصارى .(1/21)
رابعاً : أنه لا يحلُ له أن يدخل مكة أو حدود حرمها، لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجسٌ فلا يقربُوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا} [التوبة:28] .
…خامساً : أنه لو مات أحد من أقاربه، فلا حق له في الميراث، فلو مات رجل عن ابن له لا يصلي (الرجل مسلم يصلي والابن لا يصلي) وعن ابن عم له بعيد (عاصب) ، من الذي يرثه؟ ابنُ عمه البعيد دون ابنه؛ لقول النبي ( في حديث أسامة : "لا يرث المسلم الكفار ولا الكفار المسلم" متفق عليه . ولقوله ( : "ألحقوا الفرائض بأهلها، فما بقي فلأولى رجل ذكر" متفق عليه. وهذا مثال : "ينطبق على جميع الورثة" .
سادساً : أنه إذا مات، لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين، إذن ماذا نصنع به؟ نخرج به إلى الصحراء، ونحفر له وندفنه بثيابه؛ لأنه لا حرمة له، وعلى هذا فلا يحل لأحد مات عنده ميت، وهو يعلم أنه لا يصلي ، أن يقدمه للمسلمين يصلون عليه .
سابعاً : أنه يحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأُبي بن خلف، أئمة الكفر، والعياذ بالله، ولا يدخل الجنة، ولا يحلُ لأحد من أهله أن يدعو له بالرحمة والمغفرة ، لأنه كافر لا يستحقها؛ لقوله تعالى: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم} [التوبة: 113] .
فالمسألة يا إخواني خطيرة جداً، ومع الأسف فإن بعض الناس يتهاونون في الأمر، ويقرون في البيت من لا يصلي، وهذا لا يجوز والله أعلم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
صلاة الجنازة (15) :(1/22)
صفتها : يقوم الإمام والمنفرد عند صدر رجل ووسط امرأة ويقف المأموم خلف الإمام ويسن جعلهم ثلاثة صفوف ثم يكبر للإحرام ويتعوذ بعدها مباشرة. فلا يستفتح ويسمي ويقرأ الفاتحة ثم يكبر ويصلي بعدها على النبي ( مثل الصلاة عليه في تشهد الصلاة ثم يكبر ويدعو للميت بما ورد، ومنه : اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا إنك تعلم منقلبنا ومثوانا وأنت على كل شيء قدير. اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام والسنة ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده، اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله وأوسع مدخله وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دار خيراً من داره وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر وعذاب النار وأفسح له في قبره ونور له فيه ـ وإن كان المصلى عليه أنثى قال اللهم اغفر لها ـ بتأنيث الضمير ـ في الدعاء كله .
…وإن كان المصلى عليه صغيراً قال : اللهم اجعله فرطاً وذخراً لوالديه وشفيعاً مجاباً، اللهم ثقل به موازينهما وأعظم به أجورهما وألحقه بصالح المؤمنين واجعله في كفالة إبراهيم وقه برحمتك عذاب الجحيم .
…ثم يكبر ويقف بعدها قليلاً ثم يسلم تسليمة واحدة عن يمينه .
…ومن فاته بعض الصلاة على الجنازة دخل مع الإمام فيما بقي ثم إذا سلم الإمام قضى ما فاته على صفته وإن خشي أن ترفع الجنازة تابع التكبيرات (أي بدون فصل بينها) ثم سلم، ومن فاته الصلاة على الميت وعلم بوفاته فله أن يصلي عليه صلاة الغائب بالنية، وحمل المرأة إذا سقط ميتاً وقد تم له أربعة أشهر فأكثر صُلي عليه صلاة الجنازة وإن كان دون أربعة أشهر لم يصل عليه .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
5ـ أذكار الصباح والمساء :
ذكر الله طرفي النهار، بعد صلاة الصبح وبعد صلاة العصر.(1/23)
آية الكرسي : ( اللهُ لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ الحَيُّ القيُّومُ... ".
آية الكرسي سورة البقرة ـ آية (255) رواه النسائي وصححه الألباني (صحيح الترغيب ص 273 رقم 658).
تقرأ ( قُل هُوَ اللهُ أَحَدٌ( ، (قُل أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ( ، (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ( ثلاث مرات حين تصبح وحين تمسي تكفيك من كل شيء . حسن (صحيح الترمذي 3/182)
ما من عبدٍ يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة : "بسم الله الذي لا يضرُّ مَعَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ وَلاَ في السماءِ وهُوَ على السميعُ العليمُ" ثلاث مرات فَيَضُرُّه شيء. حسن (صحيح الترمذي 3/141)
وفي رواية أبي داود : "لم تصبه فجأة بلاءٍ" .
اللَّهُمَّ عَافِنِي في بَدَني، اللَّهُمَّ عافِني في سَمْعي، اللَّهُمَّ عافِنِي في بَصَري، لا إله إلاَّ أنت" .
اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ من الكُفْرِ، والفَقْرِ، اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ عذابِ القَبْرِ، لاَ إله إلاَّ أنْتَ" ثلاث مرات . حسن (صحيح سنن أبي داود 3/959)
"يا حَيُّ يا قَيومُ بِرَحْمَتِكَ أستَغِيثُ أصْلِحْ لي شأنِي كُلّهُ ولاَ تَكِلْنِي إلى نفسي طرفَةَ عَيْنٍ" .
رواه الحاكم وصححه الألباني (صحيح الترغيب ص 273 رقم 657)
قال ( سيد الاستغفار : "اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إلهَ إلاَّ أنْتَ خَلَقْتني وأنا عَبْدُك وأنا على عَهْدِكَ وَوَعْدِك ما استطعْتُ أَبُوء(16) لك بِنعمتك وأَبوءُ لك بذنبي فاغْفر لي فإنَّه لا يَغْفر الذُنُوبَ إلاَّ أنتَ أعُوذ بكَ من شَرِّ ما صَنَعتُ"، إذا قلتها حين تمسي فمت دخلت الجنة أو كنت من أهل الجنة وإذا قلتها حين تصبح فمت من يومك فمثله. رواه البخاري (كتاب الدعوات "باب ماذا يقول إذا أصبح")(1/24)
"اللَّهُمَّ عَالِمَ الغَيْبِ والشهادة، فاطِرَ السموات والأرض، رَبَّ كُلَّ شيءٍ ومليكه، أشهدُ أن لا إله إلاَّ أنت أعُوذُ بِكَ من شرِّ نفسي ومن شَرِّ الشيطان وشركِهِ وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجُرَّهُ إلى مسلم" . الكلم الطيب تحقيق الألباني برقم 220 صحيح (صحيح الترمذي 3/142)
"اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُك العافية في الدُّنيا والآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إنِّي أسألك العَفْو والعافية في ديني ودُنْيايَ وأهْلي ومَالي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوراتي وَآمِنْ روعاتي(17) ، اللَّهُمَّ احفظني من بين يديَّ ومِنْ خَلْفي وَعَنْ يميني وعَنْ شِمَالي ومِنْ فَوقِي وأَعُوذُ بعظمتك أن أُغتال مِنْ تحتي" . صحيح (صحيح سنن أبي داود 3/957)
"اللَّهُمَّ بِكَ أصبحنا وبِكَ أمسينَا وبِكَ نَحْيا وبكَ نَمُوتُ وإليك النُشُورُ" وإذا أمسى فليقل: "اللَّهُمَّ بك أمسَيْنا وبِكَ أصبحنا وبِكَ نحيا وبِكَ نموتُ وَإِليكَ المصيرُ" . صحيح (صحيح الترمذي 3/142)
"أصْبحنا على فِطرة الإسلام وكلمة الإخلاص، ودين نَبِيَّنا مُحَمدٍ وملَّة أبينا إبراهيم حَنيفاً مُسلماً وما كان من المُشركين"، وإذا أمسى فليقل: "أمْسينا على فِطرة الإسلام..." .
رواه أحمد وصححه الألباني (صيح الجامع 3/209)
"أمسينا وأمسى المُلْكُ لله، والحَمْدُ لله، لاَ إلَهَ إلاَّ الله وحده لا شريك له، له المُلْك ولَهُ الحَمْدُ وهُو على كُلِّ شيءٍ قَديرٌ، رَبِّ أسْألُك خير ما في هذه الليلة وخَيْرَ ما بعدَها وأعُوذُ بِكَ من شرِّ هذه الليلة وشرِّ ما بعدها رَبّ أعُوذُ بِكَ من الكَسَل وسُوءِ الكِبَرِ، ربِّ أعُوذُ بِك من عَذَابٍ في النارِ وَعَذَابٍ في القَبْرِ" ، وإذا أصبح فليقل: "أصْبَحْنَا وأصْبَح المُلْك لله... ". (رواه مسلم 4/2089) .
من قال : "سبحان الله وبحمده" في يومه مائة مرة، حُطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر.
(رواه مسلم 4/2071)(1/25)
من قال حين يصبح : "لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير" كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وحط عنه عشر خطيئات، ورفع له عشر درجات وكان في حرزٍ من الشيطان حتى يُمسي وإذا أمسى حتى يصبح. صحيح (صحيح سنن ابن ماجه 2/331)
قال رسول الله ( : "من صلّى عليَّ حينَ يُصبحُ عَشْراً، وحِينَ يُمسِي عشراً أَدْرَكَتْهُ شفاعتي يومَ القِيَامة" . رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني (صحيح الترغيب ص 273 رقم 650)
ما يقال صباحاً فقط :
"سُبْحَانَ الله وبِحَمْدِهِ عدد خلقِهِ وَرِضا نفسِهِ وزِنَةَ عَرْشِهِ ومِدَادَ كلماتِهِ" ثلاث مرات. (رواه مسلم 4/2090)
ما يقال مساءً فقط :
"أعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّاتِ من شَرِّ ما خَلَقَ" ثلاث مرات . (رواه مسلم 4/2081)
آداب يوم الجمعة :
بسم الله الرحمن الرحيم
…الحمد لله رب العالمين، القائل في محكم التنزيل : {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون} الجمعة .
…والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه القائل : "خير أيامكم يوم الجمعة"
رواه أبو داود، والقائل "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة" ... وبعد :
…فللجمعة آداب وأحكام يجب على كل مسلم العمل بها واغتنام الأجر والفضل العظيم من الله وفي هذه الرسالة نورد بعض النصوص النبوية فيما يخص يوم الجمعة، دلالة على الخير فالدال على الخير كفاعله، فنقول وبالله التوفيق :
ماذا يُقرأ في فجر الجمعة ؟
كان ( يقرأ في فجر الجمعة بسورتي {آلم* تنزيل} السجدة ، و{هل أتى على الإنسان} الإنسان. متفق عليه . انظر زاد المعاد .
فضل صلاة الفجر يوم الجمعة :
قال ( : "أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة" السلسلة الصحيحة .
فضل الصلاة على النبي ( :
قال ( : "أكثروا الصلاة عليّ يوم الجمعة وليلة الجمعة" رواه البيهقي .(1/26)
قال ( : "إن أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه قُبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ" رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه النووي .
الغسل يوم الجمعة :
قال ( : "إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل" متفق عليه .
فضل التطيب واللباس الحسن والخروج بسكينة والتنفّل والإنصات :
قال ( : "من اغتسل يوم الجمعة، ومسَّ من طيب إن كان له، ولبس من أحسن ثيابه، ثم خرج وعليه السكينة حتى يأتي المسجد، ثم يركع إن بدا له، ولم يؤذ أحداً، ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يصلي، كانت كفّارة لما بينهما" .
فضل الاغتسال، والسواك، والتطيب:
وقال ( : "غسل يوم الجمعة على كل محتلم، وسواك، ويمس من الطيب ما قدر عليه" رواه مسلم .
فضل التبكير إلى الجمعة :
وقال ( : "إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على أبواب المسجد، فيكتبون الأول فالأول، فمثل المهجر إلى الجمعة كمثل الذي يهدي بَدَنة، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كالذي يهدي كبشاً، ثم كالذي يهدي دجاجة، ثم كالذي يهدي بيضة، فإذا خرج الإمام وقعد على المنبر، طووا صُحفهم وجلسوا يستمعون الذكر" متفق عليه .
مناهي في يوم الجمعة !!
قال ( : "إذا قلت لصاحبك، أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت" متفق عليه وزاد أحمد في روايته : "ومن لغا فليس له في جمعته تلك شيء" .
التأخر : وقد جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي ( يخطب، فقال له رسول الله ( : "اجلس فقد آذيت" وفي رواية "وآنيت" أخرجه أبو داود ـ أي أبطأت وتأخرت .
احذر ...!
قال ( : "لا يقيمنَّ أحدكم أخاه يوم الجمعة، ثم يخالف إلى مقعده فيقعد فيه، ولكن يقول: افسحوا" رواه مسلم .
فضل قراءة سورة الكهف :
قال ( : "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين" الحاكم والبيهقي وصححه الألباني .
فضل التنفل يوم الجمعة :
وقد ورد عن النبي ( أنه "كان يصلي بعد الجمعة ركعتين" متفق عليه .(1/27)
وقال ( : "إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليصل ركعتين ثم ليجلس" .
رواه مسلم .
خطورة التخلف عن الجمعة :
قال ( : "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمنّ الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين"
رواه مسلم .
من فضائل الجمعة تكفير السيئات !!
قال ( : "من غَسّل واغتسل يوم الجمعة، وبكّر وابتكر، ودنا من الإمام فأنصت، كان له بكل خطوة يخطوها صيام سنة، وقيامها، وذلك على الله يسير" رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه ابن خزيمة .
حسن الختام يوم الجمعة :
قال ( : "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة، إلاّ وقاه الله تعالى فتنة القبر" أحمد والترمذي وصححه الألباني .
ساعة الإجابة :
قال ( : "إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه. وقال بيده يُقللها" متفق عليه .
واختلف العلماء فعند مسلم من حديث أبي موسى "هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تُقضى الصلاة" وعند أبي داود والنسائي : "فالتمسوها آخر ساعة من الجمعة" وفي رواية .. وهي بعد العصر "نسأل الله أن يوفقنا لها و يستجيب لنا ولكم ..
هذا وصلى الله وسلم على نبينا وقدوتنا وسيد ولد آدم أجمعين محمد الهادي البشير والسراج المنير صلاة وسلاماً متلازمين ما تعاقب الليل والنهار وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
من أحكام المساجد :
الحمد لله القائل {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً} والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل (صلوا كما رأيتموني أصلي) وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. وبعد:(1/28)
فللمساجد آداب و أحكام نستشفها من هدي النبي ( فيما أخبر به أو قاله أو أمر به. وقد جمعت في هذه الرسالة بعضاً من هديه لتكون آداباً نعمل بها حتى تقبل صلاتنا ، وقد أسميتها (من أحكام المساجد) أسأل الله تعالى أن ينفع بها كاتبها وجامعها وناشرها ومن دل عليها، وجميع إخواننا من المسلمين والمسلمات. وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ومتابعة النبي ( وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وعند الممات .
قال تعالى : {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين} .
وقال تعالى : {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين} .
قال رسول الله ( : "صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسة وعشرين ضعفاً، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة، وحُط عنه بها خطيئة. فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه: اللهم صل عليه، اللهم ارحمه! ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة" أخرجه البخاري ومسلم .
قال تعالى : {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} .
قال رسول الله ( : (إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بَطَر الحق وغمطُ الناس) أخرجه مسلم .
قال رسول الله ( : (إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه، فإن الله أحق من يُتزينُ له) أخرجه الطبراني في الأوسط . انظر السلسلة الصحيحة .
قال ( : (إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه، فإن الشيطان يدخل) أخرجه مسلم.
قال النبي ( : (من أكل من هذه الشجرة ـ يريد الثوم ـ فلا يغشانا في مساجدنا) .
قال النبي ( : (من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم) أخرجه البخاري ومسلم .(1/29)
قال النبي ( : (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) وفي رواية (عند كل وضوء) رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن وأخرجه البخاري .
وعنه ( قال : (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) أخرجه النسائي .
قال رسول الله ( : (لا يُرد الدعاء بين الأذان والإقامة) .
وقال : (الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد ن فادعوا) .
وقال: (بين كل آذانين صلاة، بين كل آذانين صلاة) ثم قال في الثالثة : (لمن شاء) أخرجه البخاري ومسلم .
قال رسول الله ( : (من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان: براءة من النار وبراءة من النفاق) أخرجه الترمذي وحسنه الألباني .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ( قال : إذا قال الإمام : (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) فقولوا : آمين، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) أخرجه البخاري ومسلم .
قال رسول الله ( : (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات) ؟ قالوا: بلى يا رسول الله . قال : (إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط) أخرجه مسلم .
قال رسول الله ( : (إن أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجراً من الذي يصليها ثم ينام) أخرجه البخاري ومسلم .
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ( : (من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع حسنة) أخرجه مسلم .
وعن بريدة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ( قال : (بشر المشائين في الظلم إلى المسجد بالنور التام يوم القيامة) أخرجه مسلم .(1/30)
قال النبي ( : (إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة، وعليكم بالسكينة والوقار، ولا تسرعوا، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا) أخرجه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري .
وقال عليه الصلاة والسلام : (إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج عامداً إلى المسجد فلا يشبكن يديه فإنه في صلاة....) أخرجه أبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
قال ( : (ليلني منكم أولو الأحلام والنُهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) أخرجه مسلم.
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : (كان النبي ( يحب التيمن ما استطاع في شأنه كله في طهوره وترجله وتنعله) أخرجه البخاري ومسلم .
قال رسول الله ( : (إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك) أخرجه مسلم .
قال رسول الله ( : (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلاّ أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً) .
قال ( : (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة أو كألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا أن يكون المسجد الحرام) أخرجه البخاري ومسلم .
قال رسول الله ( : (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين) وفي رواية (فليركع ركعتين قبل أن يجلس) أخرجه البخاري ومسلم .
وقد جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي ( يخطب. فقال له رسول الله ( : (اجلس فقد آذيت) وفي رواية : (وآنيت) أخرجه أبو داود (أي : أبطأت وتأخرت) .
قال النبي ( : (يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحداً طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار) أخرجه الترمذي والنسائي وأحمد وقال الترمذي حديث حسن صحيح .
قال ( : (إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلاّ المكتوبة) أخرجه مسلم .(1/31)
قال رسول الله ( : (إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة، وليدن منها. ولا يدع أحداً يمر بينه وبينها، فإذا جاء أحد يمر بينه وبينها، فليقاتله، فإنه شيطان) أخرجه أبو داود وابن ماجه والألباني في صحيح الجامع .
قال رسول الله ( : (إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل، فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود) أخرجه مسلم .
قال رسول الله ( : (إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحداً يمر بين يديه، فإن أبى فليقاتله، فإن معه القرين) أخرجه مسلم .
وعن النبي(قال:(أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها،وأبغض البلاد إلى الله أسواقها)أخرجه مسلم.
قال ( : (إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن) أخرجه البخاري ومسلم .
قال رسول الله ( : (إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد، فقولوا: لا أربح الله تجارتك. وإذا رأيتم من ينشد ضالة فقولوا: لا رد الله عليك) قال النبي ( : (سووا صفوفكم، فإن تسوية الصف من تمام الصلاة) ، وفي رواية : (من إقامة الصلاة) أخرجه البخاري ومسلم.
وعن أبي مسعود البدري ـ رضي الله عنه ـ قال : كان رسول الله ( يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول : (استووا، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم) .
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال سمعت رسول الله ( يقول : (لتسوَّنّ صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم) أخرجه البخاري ومسلم .
وقال رسول الله ( : (أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكب، وسدوا الخلل، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفاً وصله الله، ومن قطع صفاً قطعه الله) أخرجه أبو داود وأخرج آخره من قوله : (ومن وصل صفاً...) ابن خزيمة والنسائي وصححه الألباني .
وقال رسول الله ( : (من سد فرجة رفعه الله بها درجة، وبني له بيتاً في الجنة) . رواه الطبراني في الأوسط وانظر صحيح الترغيب .(1/32)
وقال رسول الله ( : (إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف) .
وقال ( : (إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبّر فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا) أخرجه مسلم.
قال ( : (لا صلاة لمن لا يقرأ بفاتحة الكتاب) أخرجه البخاري ومسلم .
قال رسول الله (:(صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة) أخرجه البخاري ومسلم.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ـ قال : اعتكف رسول الله ( في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة، وهو في قبة له، فكشف الستر، وقال : (ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضاً، ولا يرفعن بعضكم على بعض بالقراءة) أو قال : (في الصلاة) أخرجه أحمد انظر الصحيحة .
خرج رسول الله ( على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال: (إن المصلي يناجي ربه، فلينظر بما يناجيه به، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن) رواه مالك في الموطأ .
قال النبي ( : (لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه) ، فقال أبو النضر: لا أدري أقال: أربعين يوماً أو شهراً أو سنة؟) أخرجه البخاري ومسلم .
قال النبي ( : (حق على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يوماً، يغسل فيه رأسه وجسده) رواه البخاري ومسلم .
قال رسول الله ( : (من جاء منكم الجمعة فليغتسل) رواه البخاري ومسلم .
قال رسول الله ( : (غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم) .
قال النبي ( : (من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة، فاستمع، وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام، ومن مس الحصا فقد لغا) رواه مسلم .
قال رسول الله ( : (من اغتسل يوم الجمعة ومسّ من طيب إن كان له، ولبس من أحسن ثيابه، ثم خرج وعليه السكينة حتى يأتي المسجد، ثم يركع ما بدا له، ولم يؤذ أحداً، ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يصلي كانت له كفارة لما بينهما) أخرجه أحمد وصححه الألباني صحيح الترغيب .(1/33)
قال رسول الله ( : (غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم، وسواك، ويمسُ من الطيب ما قدر عليه) رواه مسلم وانظر فتح الباري .
قال النبي ( : (من اغتسل يوم الجمعة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر)، وفي رواية لمسلم : (فإذا جلس الإمام طووا الصحف، وجاءوا يستمعون الذكر) أخرجه البخاري ومسلم .
قال ( : "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين) أخرجه البيهقي .
قال رسول الله ( : (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خُلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة، فإن صلاتكم معروضة عليَّ) قالوا : يا رسول الله كيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت؟ يقولون: قد بليت ـ قال (إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) رواه أبو داود .
قال النبي ( : (إذا جاء أحدكم يوم الجمعة وقد خرج الإمام فليصلِّ ركعتين) وفي رواية: (فليركع ركعتين وليتجوّز فيهما) أخرجه البخاري ومسلم .
قال ( : (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول المؤذن) أخرجه البخاري .
قال رسول الله ( : (لا تمنعوا نساءكم المساجد، وبيوتهن خير لهن) أخرجه أحمد وأبو داود وهو حديث صحيح بشواهده .
قال رسول الله ( : (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله) أخرجه مسلم .
قال رسول الله ( : (إذا شهدت إحداكم المسجد فلا تمس طيباً) .
قال رسول الله ( : (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها) أخرجه مسلم .(1/34)
عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : (إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل، فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود قلت: يا أبا ذر، ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر؟ قال: يا ابن أخي سألت رسول الله ( كما سألتني ، فقال: (الكلب الأسود شيطان) أخرجه مسلم.
تعظيم قدر الصلاة (18) :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
يقول الله تعالى : {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} الحج .
وقد أجمع العلماء على أن أعظم شعائر الله الظاهرة: الصلاة، ولها قدر عظيم وشأنٌ كبير عند الله تعالى، ومما يعين المسلم على تعظيم قدر الصلاة أن يعلم ما انفردت به هذه العبادة العظيمة من خصائص وميّزات عن سائر العبادات ، ومن هذه الخصائص والميّزات أن الصلاة :
1ـ أول ما فرض الله تعالى بعد الإيمان به سبحانه وتوحيده .
2ـ أعظم ما فرض الله تعالى بعد الإيمان به وتوحيده، فهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، أعظم من الصوم والزّكاة والحجّ .
3ـ أعظم شعائر الإسلام الظاهرة، وخير عمل المسلم كما في الحديث "واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة" رواه الإمام أحمد وصححه الألباني صحيح الجامع .
4ـ فرضت في السماء، في حادثة الإسراء والمعراج، بخلاف سائر أركان الإسلام.
5ـ فرضت على جميع الأنبياء والمرسلين، ويتعبّد لله بها أهل السموات والأرض .
6ـ أوّل ما يؤمر به المسلم في صغره، كما في الحديث "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين..." الحديث، رواه الإمام أحمد وأبو داود وحسنه الألباني صحيح الجامع.
7ـ آخر ما وصّى به النبيّ ( عند موته كما في الحديث" الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم" رواه الإمام أحمد والنسائي وصححه الألباني صحيح الجامع .(1/35)
8ـ لا تسقط عن المسلم ما دامٍ مكلّفاً، ما عدا الحائض والنفساء، فيصلّي المسلم مسافراً أو خائفاً ومريضاً على حسب استطاعته، بخلاف الصوم والزكاة والحجّ فتسقط بالأعذار .
9ـ لم يرد عن النبي ( أن شيئاً من أعمال الإسلام تركه كفر إلا الصلاة كما في الحديث (إن بين الرجل والكفر والشرك ترك الصلاة) رواه مسلم، وفي الحديث الآخر (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) رواه أهل السنن وصححه الألباني صحيح الجامع .
10ـ آخر ما نفقد من ديننا ، كما في الحديث "وآخر ما يبقى من دينهم الصلاة..." حسنه الألباني صحيح الجامع .
11ـ سمّاها الله إيماناً كما في قوله تعالى : {وما كان الله ليضيع إيمانكم... الآية} البقرة .
12ـ أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد، كما ثبت ذلك عن النبي ( في صحيح مسلم.
13ـ أعظم الأسباب المعينة على مرافقة النبي ( في الجنّة، فقد قال عليه الصلاة والسلام لمن سأله مرافقته في الجنّة : "أعنّي على نفسك بكثرة السجود" رواه مسلم .
14ـ يتمايز بها المؤمنون عن المنافقين يوم القيامة بالسجود، كما في قوله تعالى : {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون} القلم .
15ـ أعظم وأبرز العلامات التي يعرف بها النبي ( أمته ، كما في الحديث : "إن أمتي يدعون يوم القيامة غرّاً محجّلين من آثار الوضوء..." رواه البخاري ومسلم .
16ـ تحمي صاحبها يوم القيامة ولو دخل النار، كما أخبر النبي ( في الحديث" حرّم الله عزّ وجل على النار أن تأكل أثر السجود" متفق عليه .
17ـ أعظم ما يعصم المسلم من الفواحش والمنكرات والجرائم، كما في قوله تعالى : {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} الآية ، العنكبوت .(1/36)
18ـ أعظم ما يعصم الدمّ بعد الإيمان بالله تعالى ، قال تعالى : {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلّوا سبيلهم} التوبة الآية وفي الحديث "إني نهيت عن قتل المصلّين" رواه أبو داود والإمام أحمد وصححه الألباني صحيح الجامع .
19ـ أمر الله بالاستعانة بها، قال تعالى : {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} البقرة .
وقال تعالى : {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة} الآية البقرة .
20ـ كان النبي ( إذا حزبه أمر أو حزنه أمر فزع إلى الصلاة، رواه الإمام أحمد وأبو داود وحسنه الألباني صحيح الجامع .
21ـ كان النبي ( ينادي : يا بلال أقم الصلاة، أرحنا بها. رواه الإمام أحمد وأبو داود وصححه الألباني صحيح الجامع .
22ـ قرّة عين النبي ( كما في الحديث "جعلت قرّة عيني في الصلاة" رواه الإمام أحمد وصححه الألباني صحيح الجامع .
23ـ ميزان لسائر الأعمال كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من حافظ عليها فهو لما سواها أحفظ ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع.
24ـ ميزان لمعرفة مكانتنا عند الله تعالى، قال الإمام أحمد رحمه الله : من أراد أن يعرف مكانته عند الله فلينظر إلى مكانة الصلاة عنده.
25ـ جميع أعمالها توحيد لله تعالى وتعظيم له سبحانه وتكبير وتسبيح وتحميد وتهليل وتواضع وتذلّل بين يدي الله جلّ جلاله، فتجتمع فيها أجلّ العبادات .
26ـ مناجاة مباشرة بين العبد وربّه، فإذا قرأ المصلّي الفاتحة فقال : الحمد لله ربّ العالمين قال الله : حمدني عبدي، فإذا قال : الرحمن الرحيم، قال الله : أثنى عليّ عبدي، فإذا قال : مالك يوم الدين قال الله : مجّدني عبدي.. إلى آخره كما ورد في الحديث الذي رواه مسلم، وقال عليه الصلاة والسلام (إن أحدكم إذا كان في صلاته فإنه يناجي ربه) متفق عليه .(1/37)
27ـ أوّل ما يحاسب به العبد يوم القيامة، كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي، وفي رواية (فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله) وصححهما الألباني رحمه الله صحيح الجامع .
28ـ من أعظم أسباب مغفرة الذنوب، قال عليه الصلاة والسلام : "ما من مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفّارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كلّه" رواه مسلم .
29ـ أعظم أسباب الفلاح في الدنيا والآخرة بعد الإيمان بالله تعالى، قال تعالى : {قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون...} الآية المؤمنون .
30ـ أعظم أسباب تزكية النفس وتحرّرها من الهلع والجزع والبخل وسيء الأخلاق، قال تعالى :
{إن الإنسان خلق هلوعاً إذا مسّه الشر جزوعاً وإذا مسه الخير منوعاً إلا المصلّين...} الآية المعارج .
31ـ من أعظم أسباب مفاتيح الرزق، قال تعالى : {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها، لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى} طه .
32ـ من حافظ عليها كان له عهد عند الله أن يدخله الجنّة، قال ( : "خمس صلوات افترضهن الله عزّ وجلّ، من أحسن وضوءهنّ وصلاهنّ لوقتهنّ وأتمّ ركوعهنّ وخشوعهنّ كان له على الله عهد أن يغفر له (أن يدخله الجنّة) ومن لم يفعل، فليس له على الله عهد، إن شاء غفر له وإن شاء عذّبه" رواه الإمام أحمد وأبو داود وصححه الألباني صحيح الجامع .
33ـ لا يشتغل المصلي فيها بغيرها، قال ( : "إن في الصلاة شغلاً" متفق عليه .
34ـ عماد الدين، كما قال ( : "رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد" رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه الألباني صحيح الجامع .
35ـ اشترط الله لها أكمل الأحوال من الطهارة والزينة باللباس واستقبال القبلة، ما لم يشترط في غيرها .(1/38)
36ـ انتظارها رباط في سبيل الله، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ( قال : (ألا أدلّكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال : إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرّباط، فذلكم الرّباط) رواه مسلم .
37ـ أمر الله نبيه ( أن يصطبر عليها كما في قوله تعالى : {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} طه ، مع أنه أمره بالاصطبار على جميع العبادات كما في قوله : {فاعبده واصطبر لعبادته} مريم .
38ـ أوّل ما يستقبل به المولود، فيؤذّن في أذنه، وآخر ما يودّع به المسلم في هذه الدنيا بالصلاة عليه صلاة الميّت، وصدق من قال :
أذان المرء حين الطفل يأتي
دليل أن محياه يسيرُ
وتأخير الصلاة إلى الممات
كما بين الأذان إلى الصلاة
39ـ أوّل ما يتحسّر على تركه أهل النار يوم القيامة ويوبّخون عليه، قال تعالى : {ما سلككم في سقر، قالوا لم نكُ من المصلين...} الآية المدثر .
40ـ من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة، قال ( : "من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبيّ بن خلف" .
رواه الإمام أحمد وابن حبان، وقال الشيخ بن باز رحمه الله : إسناده جيد مجموع الفتاوى.
وختاماً ، فهذه بعض خصائص الصلاة التي يتضح من خلالها عظم قدرها عند الله
جل وعلا، نسأل الله أن يجعلنا من المعظمين لشعائره، المحافظين على الصلاة المقيمين لها، الخاشعين فيها، السعداء بها في الدنيا والآخرة .والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أحكام الزكاة (19) :
…الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه .(1/39)
أما بعد فإن الباعث لكتابة هذه الكلمة هو النصح والتذكير بفريضة الزكاة التي تساهل بها الكثير من المسلمين فلم يخرجوها على الوجه المشروع مع عظم شأنها وكونها أحد أركان الإسلام الخمسة التي لا يستقيم بناؤه إلا عليها لقول النبي ( : (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت) متفق على صحته وفرض الزكاة على المسلمين من أظهر محاسن الإسلام ورعايته لشئون معتنقيه لكثرة فوائدها ومسيس حاجة الفقراء المساكين إليها فمن فوائدها تثبيت أواصر المودة بين الغني والفقير لأن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها، ومنها تطهير النفس وتزكيتها والبعد بها عن خلق الشح والبخل كما أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى في قوله تعالى : {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} ومنها تعويد المسلم صفة الجود والكرم والعطف على ذوي الحاجة، ومنها استجلاب البركة والزيادة. كما قال تعالى : {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين} وقول النبي ( في الحديث الصحيح يقول الله عز وجل {يا ابن آدم انفق ننفق عليك} إلى غير ذلك من الفوائد الكثيرة .
وقد جاء الوعيد الشديد في حق من بخل بها أو قصر في إخراجها قال الله تعالى :(1/40)
{والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم. يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون} ، فكل مال لا تؤدى زكاته فهو كنز يعذب به صاحبه يوم القيامة كما دل على ذلك الحديث الصحيح عن النبي ( أنه قال : (ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمى عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ، ثم ذكر النبي ( صاحب الإبل والبقر والغنم الذي لا يؤدي زكاتها وأخبر أنه يعذب بها يوم القيامة وصح عن رسول الله ( أنه قال : (من آتاه الله ما لاً فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعاً أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه (يعني شدقيه) ثم يقول أنا مالك أنا كنزك ثم تلا النبي ( هذه الآية {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة} متفق عليه .
والزكاة تجب في أربعة أصناف الخارج من الأرض من الحبوب والثمار . والسائمة من بهيمة الأنعام، والذهب والفضة وعروض التجارة. ولكل من هذه الأصناف الأربعة نصاب محدود لا تجب الزكاة فيما دونه فنصاب الحبوب والثمار خمسة أوسق والوسق ستون صاعاً بصاع النبي ( فيكون مقدار النصاب من التمر والزبيب والحنطة والأرز والشعير ونحوها ثلاثمائة صاع بصاع النبي( وهو أربع حفنات بيدي الرجل المعتدل الخلقة إذا كانت يداه مملوءتين . وأما نصاب السائمة من الإبل والبقر والغنم ففيه تفصيل مبين في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله ( وفي استطاعة الراغب في معرفته سؤال أهل العلم عن ذلك ولولا قصد الإيجاز لذكرناه لتمام الفائدة .(1/41)
وأما نصاب الفضة فمائة وأربعون مثقالاً ومقداره بالدرهم العربي السعودي ستة وخمسون ريالاً. ونصاب الذهب عشرون مثقالاً ومقداره من الجنيهات السعودية أحد عشر جنيهاً وثلاثة أسباع الجنيه والواجب فيهما ربع العشر على من ملك نصاباً منهما أو من أحدهما وحال عليها الحول والربح تابع للأصل فلا يحتاج إلى حول جديد كما أن نتاج السائمة تابع لأصله فلا يحتاج إلى حول جديد إذا كان أصله نصاباً. وفي حكم الذهب والفضة الأوراق النقدية التي يتعامل بها الناس اليوم سواء سميت درهماً أو ديناراً أو دولاراً أو غير ذلك من الأسماء إذا بلغت قيمتها نصاب الفضة أو الذهب وحال عليها الحول وجبت فيها الزكاة، ويلتحق بالنقود حلي النساء من الذهب والفضة خاصة إذا بلغت النصاب المتقدم وحال عليها الحول فإن فيها الزكاة وإن كانت معدة للاستعمال أو العارية في أصح قولي العلماء لعموم قول النبي ( : (ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي زكاتها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار) الخ الحديث المتقدم . ولما ثبت عنه ( أنه رأى بيد امرأة سوارين من ذهب فقال أتعطين زكاة هذا قالت لا قال : أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار فألقتهما وقالت هما لله ولرسوله أخرجه أبو داود والنسائي بسند حسن وثبت عن أم سلمة رضي الله عنها أنها كانت تلبس أوضاحاً من ذهب فقالت : يا رسول الله أكنز هو فقال ( (ما بلغ أن يزكى فزكي فليس بكنز) مع أحاديث أخرى في هذا المعنى . أما العروض وهي السلع المعدة للبيع فإنها تقوّم في آخر العام ويخرج ربع عشر قيمتها سواء كانت قيمتها مثل ثمنها أو أكثر أو أقل لحديث سمرة قال كان رسول الله ( يأمرنا أن نخرج الصدقة من الذي نعده للبيع رواه أبو داود .(1/42)
ويدخل في ذلك الأراضي المعدة للبيع والعمارات والمكائن الرافعة للماء وغير ذلك من أصناف السلع المعدة للبيع . أما العمارات المعدة للإيجار لا للبيع فالزكاة في أجورها إذا حال عليها الحول أما ذاتها فليس فيها زكاة لكونها لم تعد للبيع وهكذا السيارات الخصوصية والتكاسي ليس فيها زكاة إذا كانت لم تعد للبيع وإنما اشتراها صاحبها للاستعمال وإذا اجتمع لصاحب سيارة الأجرة أو غيره نقود تبلغ النصاب فعليه زكاتها إذا حال عليها الحول سواء كان أعدها للنفقة أو للتزوج أو لشراء عقار أو لقضاء دين أو غير ذلك من المقاصد لعموم الأدلة الشرعية الدالة على وجوب الزكاة في مثل هذا والصحيح من أقوال العلماء أن الدين لا يمنع الزكاة لما تقدم . وهكذا أموال اليتامى والمجانين تجب فيها الزكاة عند جمهور العلماء إذا بلغت النصاب وحال عليها الحول ويجب على أوليائهم إخراجها بالنية عنهم عند تمام الحول لعموم الأدلة مثل قول النبي ( في حديث معاذ لما بعثه إلى أهل اليمن (إن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد في فقرائهم) رواه البخاري ومسلم .
والزكاة حق لله لا تجوز المحاباة بها لمن لا يستحقها ولا أن يجلب الإنسان بها لنفسه نفعاً أو يدفع ضراً ولا أن يقي بها ماله أو يدفع بها عنه مذمة. بل يجب على المسلم صرف زكاته لمستحقيها لكونهم من أهلها لا لغرض آخر مع طيب النفس بها والإخلاص لله في ذلك حتى تبرأ ذمته ويستحق جزيل المثوبة والخلف .
وقد أوضح الله سبحانه في كتابه الكريم أصناف أهل الزكاة فقال تعالى :(1/43)
{إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم} وفي ختم هذه الآية الكريم بهذين الاسمين العظيمين تنبيه من الله سبحانه لعباده على أنه سبحانه هو العليم بأحوال عباده ومن يستحق منهم الصدقة ومن لا يستحق وهو الحكيم في شرعه وقدره فلا يضع الأشياء إلا في مواضعها اللائقة بها وإن خفي على بعض الناس بعض أسرار حكمه ليطمئن العباد لشرعه ويسلموا لحكمه والله المسئول أن يوفقنا والمسلمين للفقه في دينه والصدق في معاملته والمسابقة إلى ما يرضيه والعافية من موجبات غضبه إنه سميع قريب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه .
فوائد الزكاة والصدقة (20) :
قد فرض الله على المؤمنين ذوي الأموال الزكوية زكاة تدفع للمحتاجين منهم، وللمصالح العامة النفع كما قال تعالى : {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم، وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل، فريضة من الله والله عليم حكيم} .
وفي القرآن آيات كثيرة في الأمر بإيتاء الزكاة والنفقة مما رزق الله والثناء على المنفقين والمتصدقين وذكر ثوابهم، وتواترت بذلك كله الأحاديث عن النبي ( وبين ما تجب فيه الزكاة من المواشي والحبوب والثمار والنقود والأموال المعدة للتجارة ، وذكر أنصابها ومقدار الواجب منها وذكر الوعيد الشديد على مانعها، واتفق المسلمون على نقصان إيمان تاركها ودينه وإسلامه، وإنما اختلفوا هل يكفر تاركها أم لا ، وذلك لما في الزكاة والصدقة والإحسان من الفوائد الضرورية والكمالية والدينية والدنيوية فمنها أنها من أعظم شعائر الدين وأكبر براهين الإيمان، فإنه ( قال : والصدقة برهان، أي على إيمان صاحبها ودينه ومحبته لله إذ سخى لله بماله المحبوب للنفوس .(1/44)
ومنها أنها تزكي وتنمي المعطي والمعطَى والمال الذي أخرجت منه، أما تزكيتها للمعطى فإنها تزكي أخلاقه وتطهره من الشح والبخل والأخلاق الرذيلة ، وتنمي أخلاقه فيتصف بأوصاف الكرماء المحسنين الشاكرين فإنها من أعظم الشكر لله، والشكر معه المزيد دائماً، وتنمي أيضاً أجره وثوابه، فإن الزكاة والنفقة تضاعف أضعافاً كثيرة بحسب إيمان صاحبها وإخلاصه ونفعها ووقوعها موقعها ، وهي تشرح الصدر وتفرح النفس وتدفع عن العبد من البلايا والأسقام شيئاً كثيراً، فكم جلبت من نعمة دينية ودنيوية ، وكم دفعت من نقم ومكاره وأسقام ، وكم خففت الآلام وكم أزالت من عداوات وجلبت مودة وصداقات، وكم تسببت لأدعية مستجابة من قلوب صادقات. وهي أيضاً تنمي المال المخرج منه، فإنها تقيه الآفات وتحل فيه البركة الإلهية ، قال ( : "ما نقصت صدقة من مال، بل تزيد، قال تعالى : {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين} وفي الصحيحين عنه ( أنه قال : ما من صباح يوم إلا وينزل ملكان يقول أحدهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر : اللهم أعطِ ممسكاً تلفاً، والتجربة تشهد بذلك فلا تكاد تجد مؤمناً يخرج الزكاة وينفق النفقات في محلها إلا وقد صب الله عليه الرزق صباً، وأنزل له البركة ويسر له أسباب الرزق .(1/45)
وأما نفعها للمعطَى فإن الله قد أمر بدفعها للمحتاجين من الفقراء والمساكين والغارمين وفي الرقاب وللمصالح التي يحتاج المسلمون إليها فمتى وضعت في محلها اندفعت الحاجات والضرورات واستغنى الفقراء أو خف فقرهم وقامت المصالح النافعة العمومية، فأي فائدة أعظم من ذلك وأجل، فلو أن الأغنياء أخرجوا زكاة أموالهم ووضعت في محلها لقامت المصالح الدينية والدنيوية وزالت الضرورات واندفعت شرور الفقراء وكان ذلك أعظم حاجز وسد يمنع عبث المفسدين، ولهذا كانت الزكاة من أعظم محاسن الإسلام لما اشتملت عليه من جلب المصالح والمنافع ودفع المضار وصلى الله وسلم على نبينا محمد . من كتاب الرياض الناضرة للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي .
رمضانيات :
آيات في الصيام :
بسم الله الرحمن الرحيم(1/46)
{يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون* أياماً معدوداتٍ فمن كان منكم مريضاً أو على سفرٍ فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فديةٌ طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خيرٌ له وأن تصوموا خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون* شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدىً للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفرٍ فعدةٌ من أيامٍ أخر يُريدُ الله بكمُ اليُسر ولا يُريد بكم العسر ولتكملوا العدّة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلّكم تشكرون* وإذا سالك عبادي عنّي فإنّي قريب أجيبُ دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشُدُون* أُحِلَّ لكم ليلةَ الصيام الرفثُ إلى نسائكم هُنّ لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب اللهُ لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكُمُ الخيطُ الأبيضُ من الخيطِ الأسود من الفجر ثم أتمُوا الصيام إلى الليل ولا تُباشروهنّ وأنتم عاكفون في المساجد تلك حُدُود الله فلا تقربوها كذلك يُبيّن اللهُ آياته للناس لعلهم يتقون*} [البقرة] .
الحكمة من مشروعيته :
رمضان: اسم الشهر التاسع من الشهور القمرية، وهو الشهر الوحيد الذي صرح باسمه في القرآن الكريم .
حكمة مشروعية الصيام : تطهير النفس وتزكيتها وإعدادها للتقوى لتصبح أهلاً لكرامة الآخرة وسعادتها .
آداب واجبة :
1ـ القيام بالعبادات القولية والفعلية .
2ـ اجتناب المحرمات من الأقوال والأفعال مشاهدة وسماعاً .. الخ .
آداب مستحبة : تأخير السحور، تعجيل الإفطار، قراءة القرآن ، كثرة الذِكر والدعاء والصدقة .
فضائل رمضان :
1ـ نزول القرآن فيه . قال تعالى : {شهرُ رمضان الذي أُنزل فيه القرآن} .
2ـ غفران الذنوب، قال ( : "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" رواه البخاري: 1910 .(1/47)
3ـ استجابة الدعاء، قال ( : "ثلاثة لا ترد دعوتهم؛ الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم" . حسن ، الصحيح المسند من أذكار اليوم والليلة .
4ـ فيه ليلة القدر .
5ـ تصفد فيه الشياطين .
6ـ تكفر فيه الذنوب لقول الرسول ( : "... ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" . رواه مسلم : 233 .
7ـ العمرة فيه تعدل الحج، قال ( : "عمرة في رمضان تعدل حجة" . [صحيح الجامع4097].
الصوم :
الصيام : هو الإمساك بنية عن الطعام والشراب والجماع وجميع المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، وهو ركن من أركان الإسلام .
واجب على كل مسلم، بالغ، عاقل، قادر عليه، مقيم .
يجب صيامه برؤية هلاله أو إتمام شعبان ثلاثين يوماً .
لقوله ( : "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين".
ما يباح للصائم :
1ـ السواك طوال النهار .
2ـ السفر لحاجة مباحة .
3ـ التبرد بالماء من شدة الحر .
4ـ التداوي بالمباح (الحلال) ، مثل : استخدام الإبرة إن لم تكن للتغذية.
5ـ التطيب .
6ـ الاكتحال .
مفطرات الصوم :
1ـ الجماع .
2ـ الأكل و الشرب أو ما بمعناهما، مثل الإبرة المغذية.
3ـ إخراج الدم بالحجامة .
4ـ التقيؤ عمداً .
5ـ خروج دم الحيض والنفاس .
وهذه المفطرات ما عدا الحيض والنفاس لا تفطر الصائم إلا بشروط وهي :
1ـ العلم بالحكم والوقت .
2ـ أن يكون ذاكراً .
3ـ أن يكون مختاراً .
أقسام الناس في الصيام (21) .
(الذين لا يجب عليهم الصيام أصلاً)
القسم الأول : الكافر .
القسم الثاني : الصغير فلا يجب عليه الصيام حتى يبلغ ويحصل بلوغ الذكر بواحد من أمور ثلاثة :
الأول : إنزال المني باحتلام أو غيره .
الثاني : نبات شعر العانة .
الثالث : بلوغ تمام خمسة عشرة سنة. ويحصل بلوغ الأنثى: بما يحصل به بلوغ الذكر وزيادة أمر رابع وهو الحيض .
القسم الثالث : المجنون .
القسم الرابع : الهَرِم الذي بلغ الهذيان وسقط تمييزه .(1/48)
القسم الخامس : العاجز عن الصيام عجزاً مستمراً لا يرجى زواله كالكبير والمريض مرضاً لا يرجى برؤه، لكن يجب عليه أن يطعم بدل الصيام عن كل يوم مسكيناً .
(الذين لا يجب عليهم أداء ولكن يجب عليهم القضاء) :
القسم السادس : المسافر إذا لم يقصد بسفره التحيل على الفطر .
القسم السابع : المريض الذي يرجى برؤ مرضه وله ثلاث حالات :
أحدها : أن لا يشق عليه الصوم ولا يضره فيجب عليه الصوم .
الثانية : أن يضره الصوم فيجب عليه الفطر ولا يجوز له الصوم .
الثالثة : أن يشق عليه الصوم ولا يضره فيفطر .
القسم الثامن : الحائض، فيحرم عليها الصيام. (إذا ظهر الحيض منها وهي صائمة ولو قبل الغروب بلحظة بطل صوم يومها ـ إذ طهرت من الحيض في أثناء نهار رمضان لم يصح صومها بقية اليوم ـ إذا طهرت في الليل ولو قبل الفجر بلحظة وجب عليها الصيام) .
والنفساء كالحائض في جميع ما تقدم .
القسم التاسع : المرأة إذا كانت مرضعاً أو حاملاً وخافت على نفسها أو على الولد من الصوم فإنها تفطر .
القسم العاشر: من احتاج للفطر لدفع ضرورة وغيره؛ كإنقاذ معصوم من غرق أو حريق أو غير ذلك.
الإفطار :
الإفطار: هو إفطار الصائم عقب تحقق غروب الشمس .
تعجيله :
قال ( : "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" . رواه البخاري: 1856، ومسلم 1098 .
على ماذا يفطر ؟
عن أنس رضي الله عنه قال : "كان رسول الله ( يفطر قبل أن يصلي على رُطبات فإن لم تكن رطبات فتمرات فإن لم تكن تمرات حسى حسوات من ماء" . صحيح الترمذي 560 ، الألباني .
دعاء الإفطار :
عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال : كان رسول الله ( يقول إذا أفطر : "ذهب الظمأ و ابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله" . حسن ، صحيح أبي داود 2066 .
الدعوة المستجابة عنده :
لقول الرسول ( : "ثلاث لا ترد دعوتهم؛ الصائم حين يفطر..." .
أجر من فطَّر صائماً :(1/49)
قال ( : "من فطَّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً" [صحيح الترمذي: 647] .
أحاديث لا تصح عن النبي ( :
1ـ صوموا تصحوا . [السلسلة الضعيفة: 253] .
2ـ إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي، فإنه ليس من صائم تيبس شفتاه إلاّ كانت نوراً بين عينيه إلى يوم القيامة .
3ـ ليتقه الصائم (يعني الكحل) [السلسلة الضعيفة: 1014] .
4ـ تحفة الصائم الدهن والمجمر. [ضعيف الجامع 2402] .
5ـ شهر رمضان معلق بين السماء والأرض ولا يرفع إلى الله إلاّ بزكاة الفطر.[السلسلة الضعيفة:43].
القيام (التراويح) :
هي إحياء ليالي رمضان بالصلاة والقراءة الطويلة فيها. سميت بذلك لأنهم كانوا يستريحون بين كل تسليمتين .
وهي سنة، وعدد ركعاتها إحدى عشرة ركعة، وقد قال بعض العلماء بغير ذلك والقول الموافق لهدي النبي ( : أنها ثمان ركعات دون الوتر، لحديث عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري قالت : "ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة".
القيام :
عن عائشة رضي الله عنها قالت : "إن النبي ( كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئرز" [البخاري: 1920 ، ومسلم 1174] .
السحور :
السحور: هو الأكل والشرب في آخر الليل بنية الصوم .
قال ( : "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحور" [رواه مسلم: 1096] .
الحث على السحور :
قال ( : "تسحروا فإن في السحور بركة" [مسلم: 1095] .
وقته :
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : "تسحرنا مع رسول الله ( ثم قام إلى الصلاة، فقلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال : قدر خمسين آية" رواه البخاري : 1821.
الصوم المستحب :
1ـ صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يكمل بها أجر صيام الدهر .
2ـ صوم الاثنين والخميس لأنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله .(1/50)
3ـ صيام ثلاثة أيام من كل شهر يكتب بها أجر صيام الدهر؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها. والأولى أن تكون الثالث عشر والرابع عشر و الخامس عشر .
4ـ صيام التسع الأول من ذي الحجة وآكدها التاسع وهو يوم عرفة لغير الحاج.
5ـ صيام شهر محرم وآكده التاسع والعاشر .
الصوم المنهي عنه :
1ـ صوم يوم الشك وهو يوم الثلاثين من شعبان.
2ـ صوم يومي العيدين عيد الفطر وعيد الأضحى .
3ـ صيام أيام التشريق؛ وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة لغير الحاج المتمتع أو القارن إذا لم يجد الهدي .
4ـ تخصيص يوم الجمعة بالصوم .
5ـ صوم المرأة تطوعاً بغير إذن زوجها .
الاعتكاف :
سنة مستحبة، وأفضله آخر الشهر الكريم .
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : "إن رسول الله ( كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله" .
زكاة الفطر :
قال ابن عباس رضي الله عنهما : "فرض رسول الله ( زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات" المقصود بالصلاة (صلاة العيد) [صحيح أبي داود]
وتخرج عن النفس وعن كل من يمونه؛ صغيراً وكبيراً، ذكراً وأنثى، حراً وعبداً.
توجيهات للصائمين والصائمات :
أخي المسلم :
1ـ صم رمضان إيماناً واحتساباً لله تعالى ليغفر لك ما مضى من ذنوبك.
2ـ احذر أن تفطر يوماً من رمضان لغير عذر؛ فإنه من كبائر الذنوب.
3ـ قم ليالي رمضان لصلاة التراويح والتهجد ـ ولاسيما ليلة القدر منه ـ إيماناً واحتساباً ليغفر لك ما تقدم من ذنبك .
4ـ ليكن طعامك وشرابك ولباسك حلالاً؛ لتقبل أعمالك، ويستجاب دعاؤك. واحذر أن تصوم عن الحلال ثم تفطر على الحرام .
5ـ فطِّر عندك بعض الصائمين لتنال مثل أجرهم .
6ـ حافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة لتنل ثوابها ويحفظك الله بها.
7ـ أكثر من الصدقة فإن أفضل الصدقة صدقة في رمضان .(1/51)
8ـ احذر أن تضيع أوقاتك بدون عمل صالح فإنك مسؤول عنها ومحاسب عليها ومجزي على ما عملت فيها .
9ـ اعتمر في رمضان فإن العمرة في رمضان تعدل حجة .
10ـ استعن على صيام النهار بالسحور في آخر جزء من الليل ما لم تخش طلوع الفجر .
11ـ عجل الفطر بعد تحقق غروب الشمس لتنال محبة الله لك .
12ـ اغتسل من الجنابة قبل الفجر لتؤدي العبادة بطهارة ونظافة .
13ـ انتهز فرصة وجودك في رمضان واشغله بخير ما أنزل فيه؛ وهو تلاوة القرآن الكريم بتدبر وتفكر ليكون حُجة لك عند ربك وشفيعاً لك يوم القيامة .
14ـ احفظ لسانك عن الكذب واللعن والغيبة والنميمة فإنها تنقص أجر الصيام .
15ـ لا يخرجك الصيام عن حدك فتغضب لأتفه الأسباب بحجة أنك صائم بل ينبغي أن يكون الصيام سبباً في سكينة نفسك وطمأنينتها .
16ـ أخرج من صيامك بتقوى الله تعالى ومراقبته في السر والعلانية وشكر نعمه، والاستقامة على طاعته بفعل جميع الأوامر وترك جميع النواهي .
17ـ أكثر من الذكر والاستغفار وسؤال الجنة والنجاة من النار في رمضان وغيره، ولاسيما إذا كنت صائماً وعند الفطر وعند السحور، فإنها من أهم أسباب المغفرة.
18ـ أكثر من الدعاء لنفسك ولوالديك وأولادك وللمسلمين فقد أمر الله بالدعاء وتكفل بالإجابة .
19ـ تب إلى الله تعالى توبةً نصوحاً في جميع الأوقات بترك المعاصي والندم على ما سلف منها والعزم على عدم العودة إليها في المستقبل فإن الله يتوب على من تاب .
20ـ صم ستّاً من شوال، فمن صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر كله.
21ـ صم يوم عرفة التاسع من ذي الحجة لتفوز بتكفير ذنوب السنة الماضية والسنة الآتية.
22ـ صم يوم عاشوراء العاشر من شهر محرم مع التاسع لتفوز بتكفير ذنوب سنة.
23ـ استمر على الإيمان والتقوى والعمل الصالح بعد رمضان حتى تموت {واعبُد ربك حتّى يأتيك اليقين} .(1/52)
24ـ لتظهر عليك آثار العبادات من صلاة وصوم وزكاة وحج؛ بالتوبة النصوح وترك العادات المخالفة للشرع .
25ـ أكثر من الصلاة والسلام على رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين .
اللهم اجعلنا وجميع المسلمين ممن صام رمضان وقامه إيماناً واحتساباً فغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
اللهم اجعلنا ممن صام الشهر واستكمل الأجر وأدرك ليلة القدر وفاز بجائزة الرب تبارك وتعالى .
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا .
ربنا تقبَّل منَّا إنك أنت السميع العليم، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
جدول صائم (22) :
بسم الله الرحمن الرحيم
المقصود من الجدول: الكيفية المثالية لاغتنام المسلم يوماً من رمضان حقاً كما ينبغي مستغلاً كل ساعة فيه بأداء طاعة وعبادة أو نفع متعدي للآخرين يتقرب به إلى الله تعالى راجياً بذلك الأجر والثواب .
قال ابن مسعود رضي الله عنه (ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي) الوقت في حياة المسلم .
قال الإمام النخعي رحمه الله يصف يوماً من رمضان : (صوم يوم من رمضان أفضل من ألف يوم، وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة، وركعة فيه أفضل من ألف ركعة) لطائف المعارف .
فاليوم الواحد من رمضان يعد فرصة سانحة ومجالاً واسعاً للتقرب إلى الله بأنواع من الطاعات وتنوع العبادات فيكون الأجر الأعظم والثواب أكبر .
فيا أخي المسلم : "إن استطعت ألا يسبقك أحد إلى الله في هذا الشهر فافعل" فاللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم من رمضان فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وصلى الله على نبينا محمد وسلم تسليماً كثيراً .
البرنامج المقترح قبل الفجر :
ـ صلاة التهجد ولو ركعتين، قال الله تعالى : {أمّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه} .
صلاة الوتر إن لم تصلي مع الإمام في التراويح .(1/53)
وقال ( : (من استيقظ من الليل وأيقظ أهله فصليا ركعتين جميعاً كتبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات) رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه .
وكان صلة ابن أشيم يصلي الليل كله ، فإذا في الحر كان يقول : "إلهي ليس مثلي يطلب الجنة، ولكن أجرني برحمتك من النار" المتجر الرابح .
السحور مع استشعار نية التعبد لله تعالى وتأدية السنة، قال النبي ( : (تسحروا فإن في السحور بركة) متفق عليه .
الدعاء والاستغفار حتى أذان الفجر، قال الله تعالى : (وبالأسحار هم يستغفرون) .
وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال : سمعت النبي ( يقول : (طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً) رواه ابن ماجه بإسناد صحيح .
البرنامج المقترح بعد طلوع الفجر :
ـ أداء سنة الفجر بعد إجابة المؤذن، قال ( (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها) رواه مسلم .
ـ التكبير لصلاة الصبح، قال ( : (ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً) متفق عليه .
ـ الانشغال بالدعاء أو الذكر أو قراءة القرآن حتى إقامة الصلاة، قال ( (الدعاء لا يرد بين الآذان والإقامة) رواه أحمد والترمذي وأبو داود .
ـ الجلوس في المسجد للذكر ومنه أذكار بداية اليوم إلى طلوع الشمس فقد كان ( (إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناء) رواه مسلم .
ونص الفقهاء على استحباب إحياء هذا الوقت بالذكر. قال الإمام النووي رحمه الله (اعلم أن أشرف أوقات الذكر في النهار الذكر بعد صلاة الصبح) .
الأذكار للنووي وهي عادة السلف رضي الله عنهم أجمعين .
ـ صلاة ركعتين مستشعراً ثواب وأجر عمرة وحجة تامة، قال ( : (من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة، تامة، تامة) رواه الترمذي.
ـ ثم الدعاء بأن يبارك الله في يومك، قال ( : (اللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده) رواه أبو داود.(1/54)
ـ استصحاب نية الخير طوال اليوم الرمضاني .
البرنامج المقترح بعد ذلك :
1ـ النوم مع الاحتساب فيه، قال معاذ رضي الله عنه(إني احتسب في نومتي كما احتسب في قومتي).
2ـ الذهاب إلى العمل أو الدراسة، قال النبي ( : (ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده وأن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده) رواه البخاري .
وقال ( : (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة) رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان .
3ـ الانشغال بذكر الله تعالى طوال اليوم، قال ( : (ليس يتحسر أهل في الجنة إلا على ساعة مرت بهم ولم يذكروا الله تعالى فيها) رواه الطبراني .
4ـ صدقة اليوم، مستثمراً دعاء الملك (اللهم أعط منفقاً خلفاً) .
البرنامج المقترح بعد الظهر :
ـ إجابة المؤذن وصلاة الظهر في وقتها جماعة مع التبكير والاستعداد لها : قال ابن مسعود رضي الله عنه(إن رسول الله علمنا سنن الهدى وأن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه) رواه مسلم .
ـ أخذ قسط من الراحة مع نية صالحة ، قال النبي ( : (وإن لبدنك عليك حقاً) .
البرنامج المقترح بعد العصر :
ـ صلاة العصر مع الحرص على صلاة أربع ركعات قبلها، قال النبي ( (رحم الله امرأً صلى قبل العصر أربعاً) رواه أبو داود والترمذي .
ـ سماع موعظة المسجد، قال النبي ( : (من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيراً أو يعلمه كان له كأجر حاج تاماً حجته) رواه الطبراني .
برنامج منوع :
1ـ الجلوس في المسجد لذكر الله أو قراءة الجزء اليومي للختمة .
2ـ الاستعداد لتنفيذ مشروع إفطار صائم للجاليات في الحي .
3ـ المطالعة الإيمانية والتربوية في كتب الرقائق وفضائل الأعمال الصالحة .
4ـ الاهتمام بشؤون المنزل والعائلة.
5ـ حضور حلقة علم .
6ـ خدمة عامة .
برنامج قبيل المغرب :(1/55)
ـ الانشغال بالدعاء قبيل الغروب ـ فردي ـ أو مع العائلة ، قال النبي ( : (ثلاثة لا ترد دعوتهم وذكر منهم الصائم حتى يفطر) أخرجه الترمذي .
برنامج بعد غروب الشمس :
ـ أداء صلاة المغرب جماعة في المسجد مع التبكير والدعاء بين الأذان والإقامة حتى تقام الصلاة .
ـ الجلوس في المسجد وقول أذكار المساء مع تأدية السنة بعد المغرب ـ والأفضل عند العودة للمنزل .
ـ الاجتماع مع الأهل على مائدة الإفطار وإدخال السرور على الأولاد (مع شكر الله تعالى على إتمام صيام ذلك اليوم على خير وتقوى) .
ـ الاستعداد لصلاة العشاء والتراويح بالوضوء والتطيب واستشعار خطوات المشي إلى المسجد .
البرنامج المقترح بعد العشاء :
ـ صلاة العشاء جماعة في المسجد .
ـ صلاة التراويح كاملة مع الإمام، قال النبي ( : (من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة) .
ـ الجلسة العائلية: جلسة شاي ـ درس تربوي ـ نزهة .ـ زيارة رحم .
البرنامج المنوع في ليالي رمضان :
زيارة (أقارب ـ صديق ـ جار) ممارسة النشاط الدعوي الرمضاني .
مطالعة شخصية ـ مذاكرة ثنائية (أحكام ـ آداب ـ رقائق) .
درس عائلي ـ حضور مجلس الحي ـ تربية ذاتية ـ رياضة بدنية ـ زيارة الجمعيات الخيرية و الدعوية ـ نزهة عائلية ـ السمر الرمضاني الهادف ـ الاشتراك في الدورات التدريبية والمهارات الإدارية كالحاسب الآلي ـ نشاط دعوي للأقرباء والأرحام وغيرها من الأنشطة الذاتية والجماعية الهادفة .
مع الحرص على الأجواء الإيمانية واقتناص فرص الخير في هذا الشهر الكريم .
أذكار تهم الصائمين :
…الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه .. وبعد :
…فالمسلم يذكر ربه على كل حال وفي كل وقت وزمان، والأدعية والأذكار عبادة لله وحده نحتسب أجرها، ونسير على هدي المصطفى في ذكرها، وهناك أدعية وأذكار مطلقة، وغيرها مقيد بزمان أو مكان أو عدد .(1/56)
…والأعمال والأذكار في رمضان خاصة تحتاج منا إلى مزيد عناية وكثير اهتمام مع النية الصادقة والاتباع الصحيح والاحتساب في كل ما نعمله أو نقوله .
…وهذه الكلمات تذكير بما ينبغي لنا الإكثار منه في هذا الشهر الفضيل والمبارك، فنقول وبالله التوفيق :
عليك أخي الصائم ، أختي الصائمة، بالمحافظة على :
ـ الأذكار عند الاستيقاظ من النوم ـ أذكار الصباح ـ أذكار دخول الخلاء ثم الخروج منه ـ الذكر عند سماع المؤذن وبعد الأذان ـ الذكر قبل الوضوء وبعده ـ أذكار الخروج من المنزل والدخول إليه ـ أذكار دخول المسجد ، الخروج منه ـ الدعاء بين الأذان والإقامة، قال ( : (الدعاء لا يُرد بين الأذان والإقامة) صحيح الترمذي 3/581 .
أذكار الصلاة :
(دعاء الاستفتاح في الركعة الأولى فقط) وهو سنة وله عدة صيغ منها : "سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك" أو يقول "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب. اللهم نقني من خطاياي كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني بالماء والثلج والبرد" .
(الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة) ومن صيغها : "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" أو "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه" (في الركعة الأولى) ثم يقول : "بسم الله الرحمن الرحيم" .
(ثم يقرأ الفاتحة في كل ركعة) وهي ركن لا تصح الصلاة بدونها ـ وإذا كان لا يجيد قراءتها فيقرأ ما تيسر من القرآن فإن لم يستطع فإنه يقول "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله" ويجب عليه تَعَلّم الفاتحة .
(يقول في الركوع) "سبحان ربي العظيم" ويسن تكرارها ثلاثاً أو يقول : "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي" أو يقول "سُبُوح قدوس رب الملائكة والروح" .(1/57)
(يرفع من الركوع قائلاً) "سمع الله لمن حمده" ويقول بعد أن يستوي قائماً "ربنا لك الحمد" أو "ربنا ولك الحمد" أو "اللهم ربنا لك الحمد" أو "اللهم ربنا ولك الحمد" ويسن أن يقول بعدها "ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد" . (يقول في السجود) "سبحان ربي الأعلى" يكررها ثلاثاً ويسن أن يقول : "سبوح قدوس رب الملائكة والروح" أو يقول "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي" ثم يدعو بما شاء" . مثل "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك" .
(ويقول بين السجدتين) "رب اغفر لي" ويسن أن يقول "رب اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني واهدني واجبرني" .
(يقول في التشهد الأول) "التحيات لله والصلوات الطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد ألاّ إله إلاّ الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله" .
(ويقول في التشهد الأخير) "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد" .
الأذكار بعد الصلاة .
ـ قراءة القرآن الكريم، كلام الله سبحانه وتعالى، قال ( : (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول "آلم" حرف ، بل ألفٌ حرف ولامٌ حرف وميمٌ حرف) رواه الترمذي 2192 وقال حديث حسن صحيح .
ـ دعاء سجود التلاوة (سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته، فتبارك الله أحسن الخالقين) صحيح الترمذي 1/180 .
(اللهم اكتب لي بها عندك أجراً، وضع عني بها وزراً، واجعلها لي عندك ذخراً، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود) حسن صحيح الترمذي 1/180 .(1/58)
ـ الدعاء أثناء الصيام حيث أنه مستجاب قال ( : (ثلاث لا ترد دعوتهم، الصائم حين يفطر، الإمام العادل، ودعوة المظلوم) ـ حسن الصحيح المسند من أذكار اليوم والليلة .
قول النبي ( : (إني صائم، إني صائم) إذا سابك أحد أو خاصمك. متفق عليه .
ـ أذكار المساء .
ـ دعاء الصائم عند فطره : (ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله) . حسن صحيح سنن أبي داود2/449 .
ـ دعاء الصائم إذا أفطر عند قوم : (أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة) . رواه أحمد وصححه الألباني صحيح الجامع 4/449 .
ـ دعاء استفتاح صلاة الليل : (كان ( يقول إذا قام إلى الصلاة في جوف الليل : (اللهم لك الحمدُ أنت نور السماوات والأرض، ولك الحمد أنت قيَّام السماوات والأرض ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن أنت الحق، ووعدك الحق، وقولك الحق، ولقاءك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمتُ وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمتُ وأخرت وأسررت وأعلنت، أنت إلهي، لا إله إلا أنت) متفق عليه .
(كان رسول الله ( يفتتح صلاته إذا قام من الليل : (اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) رواه مسلم 1/534 .
دعاء القنوت : (اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يُقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعزُّ من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت ، لا منجا منك إلاّ إليك) صحيح الترمذي 1/144 .
(اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك) صحيح ابن ماجه 1/194 .(1/59)
(اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إن عذابك بالكافرين مُلحق، اللهم إنا نستعينك، ونستغفرك، ونثني عليك الخير، ولا نكفرك، ونؤمن بك ونخضع لك، ونخلع من يكفرك) وهذا موقوف على عمر رضي الله عنه الإرواء 2/171ـ824 .
ـ دعاء ليلة القدر : (اللهم إنك عفوّ تحب العفو، فاعف عني) صحيح ابن ماجه 2/328.
ـ الذكر بعد السلام من الوتر (سبحان الملك القدوس) ـ ثلاث مرات متتالية يجهر بها ويمد بها صوته ـ ويقول في الثالثة : (رب الملائكة والروح) . قيام الليل للألباني .
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
من أحكام النساء في رمضان (23) :
أختي المسلمة ..
…نظراً لكثرة التساؤلات التي ترد على العلماء بشأن أحكام الحيض في العبادات رأينا أن نجمع الأسئلة التي تتكرر دائماً وكثيراً ما تقع دون التوسع وذلك رغبة في الاختصار .
تنبيه : قد يبدو لمن يتصفح الكتاب لأول مرة أن بعض الأسئلة متكررة ولكن بعد التأمل سوف يجد أن هناك زيادة علم في إجابة دون الأخرى. رأينا عدم إغفالها. هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
س1/ إذا طهرت المرأة بعد الفجر مباشرة هل تمسك وتصوم هذا اليوم؟ ويكون يومها لها أم عليها قضاء ذلك اليوم؟
ج/ إذا طهرت المرأة بعد طلوع الفجر فللعلماء في إمساكها ذلك اليوم قولان :
القول الأول: إنه يلزمها الإمساك بقية ذلك اليوم ولكنه لا يحسب لها بل يجب عليها القضاء وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ .(1/60)
والقول الثاني : إنه لا يلزمها أن تمسك بقية ذلك اليوم لأنه يوم لا يصح صومها فيه لكونها في أوله حائضة ليست من أهل الصيام، وإذا لم يصح لم يبق للإمساك فائدة ، وهذا الزمن زمن غير محترم بالنسبة لها لأنها مأمورة بفطره في أول النهار، بل محرم عليها صومه في أول النهار، والصوم الشرعي كما نعلم جميعاً هو الإمساك عن المفطرات تعبداً لله ـ عز وجل ـ من طلوع الفجر إلى غروب الشمس وهذا القول كما تراه أرجح من القول بلزوم الإمساك وعلى كلا القولين يلزمها قضاء هذا اليوم .
س2/ هذا السائل يقول : إذا طهرت الحائض واغتسلت بعد صلاة الفجر وصلت وكملت صوم يومها، فهل يجب عليها قضاؤه ؟
ج/ إذا طهرت الحائض قبل طلوع الفجر ولو بدقيقة واحدة ولكن تيقنت الطهر فإنه إذا كان في رمضان فإنه يلزمها الصوم ويكون صومها ذلك اليوم صحيحاً ولا يلزمها قضاؤه؛ لأنها صامت وهي طاهر وإن لم تغتسل إلاّ بعد طلوع الفجر فلا حرج كما أن الرجل لو كان جنباً من جماع أو احتلام وتسحر ولم يغتسل إلاّ بعد طلوع الفجر كان صومه صحيحاً .
وبهذه المناسبة أود أنبه إلى أمر آخر عند النساء إذا أتاها الحيض وهي قد صامت ذلك اليوم فإن بعض النساء تظن أن الحيض إذا أتاها بعد فطرها قبل أن تصلي العشاء فسد صوم ذلك اليوم، وهذا لا أصل له بل إن الحيض إذا أتاها بعد الغروب ولو بلحظة فإن صومها تام وصحيح .
س3/ هل يجب على النفساء أن تصوم وتصلي إذا طهرت قبل الأربعين ؟
ج/ نعم .. متى طهرت النفساء قبل الأربعين فإنه يجب عليها أن تصوم إذا كان ذلك في رمضان، ويجب عليها أن تصلي، ويجوز لزوجها أن يجامعها، لأنها طاهر ليس فيها ما يمنع الصوم، ولا ما يمنع وجوب الصلاة وإباحة الجماع.
س4/ إذا كانت المرأة عادتها الشهرية ثمانية أيام أو سبعة أيام ثم استمرت معها مرة أو مرتين أكثر من ذلك فما الحكم ؟(1/61)
ج/ إذا كانت عادة هذه المرأة ستة أيام أو سبعة ثم طالت هذه المدة وصارت ثمانية أو تسعة أو عشرة أو أحد عشر يوماً، فإنها تبقى لا تصلي حتى تطهر و ذلك لأن النبي ( لم يحد حداً معيناً في الحيض وقد قال الله تعالى : {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى} فمتى كان هذا الدم باقياً فإن المرأة على حالها حتى تطهر وتغتسل ثم تصلي فإذا جاءها في الشهر الثاني ناقصاً عن ذلك فإنها تغتسل إذا طهرت وإذا لم يكن على المدة السابقة والمهم أن المرأة متى كان الحيض معها موجوداً فإنها لا تصلي سواء كان الحيض موافقاً للعادة السابقة أو زائداً عنها أو ناقصاً . وإذا طهرت تصلي .
س5/ المرأة النفساء هل تجلس أربعين يوماً لا تصلي ولا تصوم أم أن العبرة بانقطاع الدم عنها، فمتى انقطع تطهرت وصَلّت؟ وما هي أقل مدة للطهر ؟
ج/ النفساء ليس لها وقت محدود بل متى كان الدم موجود جلست لم تُصلِّ ولم تصم ولم يجامعها زوجها، وإذا رأت الطهر ولو قبل الأربعين ولو لم تجلس إلا عشرة أيام أو خمسة أيام فإنها تصلي وتصوم ويجامعها زوجها ولا حرج في ذلك .
والمهم أن النفاس أمر محسوس تتعلق الأحكام بوجوده أو عدمه، فمتى كان موجوداً ثبتت أحكامه ومتى تطهرت منه تخلت من أحكامه، لكن لو زاد على الستين يوماً فإنها تكون مستحاضة تجلس ما وافق عادة حيضها فقط ثم تغتسل وتصلي .
س6/ إذا نزل من المرأة في نهار رمضان نقط دم بسيط، واستمر معها هذا الدم طوال شهر رمضان وهي تصوم .. فهل صومها صحيح ؟
ج/ نعم .. صومها صحيح، وأما هذه النقط فليست بشيء لأنها من العروق، وقد أُثِر عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : إن هذه النقط التي تكون كرعاف الأنف ليست بحيض.. هكذا يذكر عنه ـ رضي الله عنه ـ .
س7/ إذا طهرت الحائض أو النفساء قبل الفجر ولم تغتسل إلاّ بعد الفجر هل يصح صومها أم لا ؟(1/62)
ج/ نعم .. يصح صوم المرأة الحائض إذا طهرت قبل الفجر ولم تغتسل إلاّ بعد طلوع الفجر.. وكذلك النفساء لأنها حينئذٍ من أهل الصوم، وهي شبيهة بمن عليه جنابة إذا طلع الفجر عليه وهو جُنب فإن صومه يصح لقوله تعالى : {فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر}. فإذا أذن الله تعالى بالجماع إلى أن يتبين الفجر لزم من ذلك أن لا يكون الاغتسال إلاّ بعد طلوع الفجر ولحديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ : "أن النبي ( كان يصبح جنباً من جماع أهله وهو صائم" .. أي أنه ( لا يغتسل عن الجنابة إلاّ بعد طلوع الصبح .
س8/ إذا أحست المرأة بالدم ولم يخرج قبل الغروب، أو أحست بألم العادة هل يصح صيامها ذلك اليوم أم يجب عليها قضاؤه ؟
ج/ إذا أحست المرأة الطاهرة بانتقال الحيض وهي صائمة ولكنه لم يخرج إلاّ بعد غروب الشمس، أو أحست بألم الحيض ولكنه لم يخرج إلاّ بعد غروب الشمس، فإن صومها ذلك اليوم صحيح وليس عليها إعادته إذا كان فرضاً ولا يبطل الثواب به إذا كان نفلاً .
س9/ إذا رأت المرأة دماً ولم تجزم أنه دم حيض فما حكم صيامها ذلك اليوم؟
ج/ صيامها ذلك اليوم صحيح لأن الأصل عدم الحيض حتى يتبين لها أنه حيض .
س10/ أحياناً ترى المرأة أثراً يسيراً للدم أو نقطاً قليلة جداً متفرقة على ساعات اليوم.. مرة تراه وقت العادة وهي لم تنزل، ومرة تراه في غير وقت العادة.. فما حكم صيامها في كلتا الحالتين ؟
ج/ سبق الجواب على مثل هذا السؤال قريباً، لكن بقي أنه إذا كانت هذه النقط في أيام العادة وهي تعتبر من الحيض الذي تعرفه فإنه يكون حيضاً .
س11/ الحائض والنفساء هل تأكلان وتشربان في نهار رمضان ؟
ج/ نعم تأكلان وتشربان في نهار رمضان لكن الأولى أن يكون ذلك سراً إذا كان عندها أحد من الصبيان في البيت لأن ذلك يوجب إشكالاً عندهم .(1/63)
س12/ إذا طهرت الحائض أو النفساء وقت العصر هل تلزمها صلاة الظهر مع العصر أم لا يلزمها سوى العصر فقط؟
ج/ القول الراجح في هذه المسألة أنه لا يلزمها إلاّ العصر فقط، لأنه لا دليل على وجوب صلاة الظهر والأصل براءة الذمة، ثم إن النبي ( قال : "من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر" ولم يذكر أنه أدرك الظهر، ولو كان الظهر واجباً لبينه النبي ( ، ولأن المرأة لو حاضت بعد دخول وقت الظهر لم يلزمها إلاَّ قضاء صلاة الظهر دون صلاة العصر مع أن الظهر تجمع إلى العصر ولا فرق بينها وبين الصورة التي وقع السؤال عنها، وعلى هذا يكون القول الراجح أنه لا يلزمها إلاّ صلاة العصر فقط لدلالة النص والقياس عليها. وكذلك الشأن فيما لو طهرت قبل خروج وقت العشاء فإنه لا يلزمها إلاَّ صلاة العشاء ولا تلزمها صلاة المغرب .
س13/ بعض النساء اللاتي يجهضن لا يخلون من حالتين: إما أن تجهض المرأة قبل تخلُّق الجنين، وإما أن تجهض بعد تخلقه وظهور التخطيط فيه .. فما حكم صيامها ذلك اليوم الذي أجهضت فيه وصيام الأيام التي ترى فيها الدم ؟
ج/ إذا كان الجنين لم يُخَلَّق فإن دمها هذا ليس دم نفاس وعلى هذا فإنها تصوم وتصلي وصيامها صحيح، وإذا كان الجنين قد خُلّق فإن الدم دم نفاس لا يحل لها أن تصلي فيه ولا أن تصوم والقاعدة في هذه المسألة أو الضابط فيها أنه إذا كان الجنين قد خُلِّق فالدم دم نفاس وإذا لم يُخَلَّق فليس الدم دم نفاس، وإذا كان الدم دم نفاس فإنه يحرم عليها ما يحرم على النفساء، وإذا كان غير دم النفاس فإنه لا يحرم عليها ذلك .
س14/ نزول الدم من الحامل في نهار رمضان هل يؤثر على صومها ؟(1/64)
ج/ إذا خرج دم الحيض والأنثى صائمة فإن صومها يفسد لقول النبي ( : "أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم" ولهذا نعده من المفطرات والنفاس مثله وخروج دم الحيض والنفاس مفسد للصوم. ونزول الدم من الحامل في نهار رمضان إن كان حيضاً فإنه كحيض غير الحامل أي لا يؤثر على صومها، وإن لم يكن حيضاً فإنه لا يؤثر، والحيض الذي يمكن أن يقع من الحامل هو أن يكون حيضاً مطرداً لم ينقطع عنها منذ حملت بل كان يأتيها في أوقاتها المعتادة فهذا حيض على القول الراجح يثبت له أحكام الحيض، أما إذا انقطع الدم عنها صارت بعد ذلك ترى دماً ليس هو الدم المعتاد فإن هذا لا يؤثر على صيامها لأنه ليس بحيض .
س15/ إذا رأت المرأة في زمن عادتها يوماً دماً والذي يليه لا ترى الدم طيلة النهار. فماذا عليها أن تفعل ؟
ج/ الظاهر أن هذا الطهر أو اليبوسة التي حصلت لها في أيام حيضتها تابع للحيض فلا يعتبر طهراً، وعلى هذا فتبقى ممتنعة مما تمتنع منه الحائض، وقال بعض أهل العلم من كانت ترى يوماً دماً ويوماً نقاءً فالدم حيض والنقاء طهر حتى يصل إلى خمسة عشر يوماً فإذا وصلت إلى خمسة عشر يوماً صار ما بعده دم استحاضة وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله .
س16/ في الأيام الأخيرة من الحيض وقبل الطهر لا ترى المرأة أثر للدم، هل تصوم ذلك اليوم وهي لم ترَ القصة البيضاء أم ماذا تصنع ؟
ج/ إذا كان من عادتها ألاَّ ترى القصة البيضاء كما يوجد في بعض النساء فإنها تصوم وإن كان من عادتها أن ترى القصة البيضاء فإنها لا تصوم حتى ترى القصة البيضاء .
س17/ ما حكم قراءة الحائض والنفساء للقرآن نظراً وحفظاً في حالة الضرورة كأن تكون طالبة أو معلمة ؟(1/65)
ج/ لا حرج على المرأة الحائض أو النفساء في قراءة القرآن إذا كان لحاجة كالمرأة المعلمة أو الدارسة التي تقرأ وردها في ليل أو نهار، وأما القراءة أعني قراءة القرآن لطلب الأجر وثواب التلاوة فالأفضل ألاّ تفعل لأن كثيراً من أهل العلم أو أكثرهم يرون أن الحائض لا يحل لها قراءة القرآن .
س18/ هل يلزم الحائض تغيير ملابسها بعد طهرها مع العلم أنه لم يصبها دم ولا نجاسة؟
ج/ لا يلزمها ذلك لأن الحيض لا ينجس البدن وإنما دم الحيض ينجس ما لاقاه فقط، ولهذا أمر النبي( النساء إذا أصاب ثيابهن دم حيض أن يغسلنه ويصلين في ثيابهن .
س19/ سائل يسأل امرأة أفطرت في رمضان سبعة أيام وهي نفساء، ولم تقض حتى أتاها رمضان الثاني وطافها من رمضان الثاني سبعة أيام وهي مرضع ولم تقض بحجة مرض عندها. فماذا عليها وقد أوشك دخول رمضان الثالث أفيدونا أثابكم الله ؟
ج/ إذا كانت هذه المرأة كما ذكرت عن نفسها أنها في مرض ولا تستطيع القضاء فإنها متى استطاعت صامته لأنها معذورة حتى ولو جاء رمضان الثاني، أما إذا كان لا عذر لها وإنما تتعلل وتتهاون فإنه لا يجوز لها أن تؤخر قضاء رمضان إلى رمضان الثاني، قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ : "كان يكون عليَّ الصوم فما أستطيع أن أقضيه إلاّ في شعبان" وعلى هذا فعلى المرأة هذه أن تنظر في نفسها إذا كان لا عذر لها فهي آثمة وعليها أن تتوب إلى الله وأن تبادر بقضاء ما في ذمتها من الصيام، وإن كانت معذورة فلا حرج عليها ولو تأخرت سنة أو سنتين .
س20/ بعض النساء يدخل عليهن رمضان الثاني وهن لم يصمن أياماً من رمضان السابق فما الواجب عليهن ؟(1/66)
ج/ الواجب عليهن التوبة إلى الله من هذا العمل لأنه لا يجوز لمن عليه قضاء رمضان أن يؤخره إلى رمضان الثاني بلا عذر لقول عائشة ـ رضي الله عنها ـ : "كان يكون عليَّ الصوم من رمضان فما أستطيع أقضيه إلا في شعبان" وهذا يدل على أنه لا يمكن تأخيره إلى ما بعد رمضان الثاني.. فعليها أن تتوب إلى الله ـ عز وجل ـ مما صنعت وأن تقضي الأيام التي تركتها بعد رمضان الثاني .
س31/ إذا حاضت المرأة الساعة الواحدة ظهراً مثلاً وهي لم تصل بعد صلاة الظهر هل يلزمها قضاء تلك الصلاة بعد الطهر ؟
ج/ في هذا خلاف بين العلماء فمنهم من قال أنه لا يلزمها أن تقضي هذه الصلاة لأنها لم تفرّط ولم تأثم حيث إنه يجوز لها أن تؤخر الصلاة إلى آخر وقتها، ومنهم من قال إنه يلزمها القضاء أي قضاء تلك الصلاة لعموم قوله ( : "من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة" والاحتياط لها أن تقضيها لأنها صلاة واحدة لا مشقة في قضائها .
س22/ إذا رأت المرأة الحامل دماً قبل الولادة بيوم أو يومين فهل تترك الصوم والصلاة من أجله أم ماذا ؟
ج/ إذا رأت الحامل الدم قبل الولادة بيوم أو يومين ومعها طلق فإنه نفاس تترك من أجله الصلاة والصيام وإذا لم يكن معه طلق فإنه دم فساد لا عبرة فيه ولا يمنعها من صيام ولا صلاة .
س23/ ما رأيك في تناول حبوب منع الدورة الشهرية من أجل الصيام مع الناس ؟
ج/ أنا أحذِّر من هذا.. وذلك لأن هذه الحبوب فيها مضرة عظيمة، ثبت عندي ذلك عن طريق الأطباء ويقال للمرأة هذا شيء كتبه الله على بنات آدم فاقنعي بما كتب الله ـ عز وجل ـ وصومي حيث لا مانع وإذا وجد المانع فافطري رضاءً بما قدَّر الله ـ عز وجل ـ .
س24/ يقول السائل: امرأة بعد شهرين من النكاح وبعد أن طهرت بدأت تجد بعض النقاط الصغيرة من الدم . فهل تفطر ولا تصلي ؟ أم ماذا تفعل ؟(1/67)
ج/ مشاكل النساء في الحيض والنكاح بحر لا ساحل له، ومن أسبابه استعمال هذه الحبوب المانعة للحمل والمانعة للحيض، وما كان الناس يعرفون مثل هذه الإشكالات الكثيرة، صحيح أن الإشكال ما زال موجوداً منذ بعث الرسول بل منذ وجد النساء، ولكن كثرته على هذا الوجه الذي يقف الإنسان حيران في حل مشاكله أمر يؤسف له، ولكن القاعدة العامة أن المرأة إذا طهرت ورأت الطهر المتيقن في الحيض وفي النكاح، وأعني الطهر في الحيض خروج القصة البيضاء وهو ماء أبيض تعرفه النساء فيما بعد الطهر من كدرة أو صفرة أو نقطة أو رطوبة، فهذا كله ليس بحيض، فلا يمنع من الصلاة، ولا يمنع من الصيام، ولا يمنع من جماع الرجل لزوجته، لأنه ليس بحيض. قالت أم عطية: "كنا لا نعد الصفرة والكدرة شيئاً" [أخرجه البخاري وزاد أبو داود بعد الطهر وسندها صحيح] وعلى هذا القول : كل ما حدث بعد الطهر المتيقن من هذه الأشياء فإنها لا تضر المرأة ولا تمنعها من صلاتها وصيامها ومباشرة زوجها إياها. ولكن يجب أن لا تتعجل حتى ترى الطهر، ولهذا كان نساء الصحابة يبعثن إلى أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ بالكرسف يعني القطن فيه الدم فتقول لهن : لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء .
س35/ بعض النساء يستمر معهن الدم وأحياناً ينقطع يوماً أو يومين ثم يعود.. فما الحكم في هذه الحالة بالنسبة للصوم والصلاة وسائر العبادات ؟
ج/ المعروف عند كثير من أهل العلم أن المرأة إذا كان لها عادة وانقضت عادتها فإنها تغتسل وتصلي وتصوم وما تراه بعد يومين أو ثلاثة ليس بحيض لأن أقل الطهر عند هؤلاء العلماء ثلاثة عشر يوماً، وقال بعض أهل العلم إنها متى رأت الدم فهو حيض ومتى طهرت منه فهي طاهرة، وإن لم يكن بين الحيضتين ثلاثة عشر يوماً .
س26/ أيهما أفضل للمرأة أن تصلي في ليالي رمضان في بيتها أم في المسجد وخصوصاً إذا كان فيه مواعظ وتذكير، وما توجيهك للنساء اللاتي يصلين في المساجد ؟(1/68)
ج/ الأفضل أن تصلي في بيتها لعموم قول النبي ( : "وبيوتهن خير لهن" ولأن خروج النساء لا يسلم من فتنة في كثير من الأحيان فكون المرأة تبقى في بيتها خير لها من أن تخرج للصلاة في المسجد والمواعظ والحديث يمكن أن تحصل عليها بواسطة الشريط.. وتوجيهي للاتي يصلين في المسجد أن يخرجن من بيوتهن غير متبرجات بزينة ولا متطيبات.
س27/ ما حكم ذوق الطعام في نهار رمضان والمرأة صائمة ؟
ج/ حكمه لا بأس به لدعاء الحاجة إليه ولكنها تلفظ ما ذاقته .
س28/ امرأة أصيبت في حادثة وكانت في بداية الحمل فأسقطت الجنين إثر نزيف حاد فهل يجوز لها أن تفطر أم تواصل الصيام وإذا أفطرت فهل عليها إثم ؟(1/69)
ج/ نقول إن الحامل لا تحيض كما قال الإمام أحمد ، إنما تعرف النساء الحمل بانقطاع الحيض والحيض كما قال أهل العلم خلقه الله تبارك وتعالى بحكمة غذاء الجنين في بطن أمه، فإذا نشأ الحمل انقطع الحيض، لكن بعض النساء قد يستمر بها الحيض على عادته كما كان قبل الحمل فهذه يحكم بأن حيضها حيض صحيح لأنه استمر بها الحيض ولم يتأثر بالحمل فيكون هذا الحيض مانعاً لكل ما يمنعه حيض غير الحامل وموجباً لما يوجبه ومسقطاً لما يسقطه، والحاصل أن الدم الذي يخرج من الحامل على نوعين نوع يحكم بأنه حيض وهو الذي استمر بها كما كان قبل الحمل فمعنى ذلك أن الحمل لم يؤثر عليه فيكون حيضاً والنوع الثاني دم طرأ على الحامل طروءاً إما بسبب حادث أو حمل شيء أو سقوط شيء ونحوه فهذه دمها ليس بحيض وإنما هو دم عرق وعلى هذا فلا يمنعها من الصلاة ولا من الصوم بل هي في حكم الطاهرات ولكن إذا لزم من الحادث أن ينزل الولد أو الحمل الذي في بطنها فإنها على ما قال أهل العلم إن خرج وقد تبين فيه خلق إنسان فإن دمها بعد خروجه يعد نفاساً تترك فيه الصلاة والصوم ويتجنبها زوجها حتى تطهر .. وإن خرج الجنين وهو غير مخلَّق فإنه لا يعتبر دم نفاس بل هو دم فساد لا يمنعها من الصلاة ولا من الصيام ولا من غيرهما .
…قال أهل العلم وأقل زمن يتبين فيه التخليق واحد وثمانون يوماً؛ لأن الجنين في بطن أمه كما قال عبد الله بن مسعود ـ ري الله عنه ـ : حدثنا رسول الله ( وهو الصادق المصدوق فقال: "إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث إليه الملك ويؤمر بأربع كلمات فيكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد" ولا يمكن أن يخلق قبل ذلك والغالب أن التخليق لا يتبين قبل تسعين يوماً كما قال بعض أهل العلم .(1/70)
س29/ أنا امرأة أسقطت في الشهر الثالث منذ عام، ولم أصلّ حتى طهرت وقد قيل لي كان عليك أن تصلي فماذا أفعل وأنا لا أعرف عدد الأيام بالتحديد ؟
ج/ المعروف عند أهل العلم أن المرأة إذا أسقطت لثلاثة أشهر فإنها لا تصلي لأن المرأة إذا أسقطت جنيناً قد تبين فيه خلق إنسان فإن الدم الذي يخرج منها يكون دم نفاس لا تصلي فيه. قال العلماء: ويمكن أن يتبين خلق الجنين إذا تم له واحد وثمانون يوماً وهذه أقل من ثلاثة أشهر فإذا تيقنت أنه سقط الجنين لثلاثة أشهر فإن الذي أصابها يكون دم فساد لا تترك الصلاة من أجله، وهذه السائلة عليها أن تتذكر في نفسها فإذا كان الجنين سقط قبل الثمانين يوماً فإنه تقضي الصلاة وإذا كانت لا تدري كم تركت فإنها تقدر وتتحرى، وتقضي على ما يغلب عليه ظنها أنها لم تُصَلِّه .
س30/ سائلة تقول : إنها منذ وجب عليها الصيام وهي تصوم رمضان ولكنها لا تقضي صيام الأيام التي تفطرها بسبب الدورة الشهرية ولجهلها بعدد الأيام التي أفطرتها فهي تطلب إرشادها إلى ما يجب عليها فعله الآن ؟
ج/ يؤسفنا أن يقع مثل هذا بين نساء المؤمنين فإن هذا الترك أعني ترك قضاء ما يجب عليها من الصيام إما أن يكون جهلاً، وإما أن يكون تهاوناً ، وكلاهما مصيبة؛ لأن الجهل دواؤه العلم والسؤال، وأما التهاون فإن دواءه تقوى الله ـ عز وجل ـ ومراقبته والخوف من عقابه والمبادرة إلى ما فيه رضاه. فعلى هذه المرأة أن تتوب إلى الله مما صنعت وأن تستغفر وأن تتحرى الأيام التي تركتها بقدر استطاعتها فتقضيها وبهذا تبرأ ذمتها ونرجو أن يقبل الله توبتها .
س31/ تقول السائلة ما الحكم إذا حاضت المرأة بعد دخول وقت الصلاة؟ وهل يجب عليها أن تقضيها إذا طهرت؟ وكذلك إذا طهرت قبل خروج وقت الصلاة ؟(1/71)
ج/ أولاً : المرأة إذا حاضت بعد دخول الوقت أي بعد دخول وقت الصلاة فإنه يجب عليها إذا طهرت أن تقضي تلك الصلاة التي حاضت في وقتها إذا لم تصلها قبل أن يأتيها الحيض وذلك لقول الرسول( : "من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة" فإذا أدركت المرأة من وقت الصلاة مقدار ركعة ثم حاضت قبل أن تصلي فإنها إذا طهرت يلزمها القضاء .
ثانياً : إذا طهرت من الحيض قبل خروج وقت الصلاة فإنه يجب عليها قضاء تلك الصلاة، فلو طهرت قبل غروب الشمس بمقدار ركعة وجبت عليها صلاة العصر، ولو طهرت قبل منتصف الليل لم يجب عليها صلاة العشاء، وعليها أن تصلي الفجر إذا جاء وقتها، قال الله ـ سبحانه وتعالى :
{فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا} أي فرضاً مؤقتاً بوقت محدود لا يجوز للإنسان أن يخرج الصلاة عن وقتها ولا أن يبدأ بها قبل وقتها .
س32/ دخلت عليَّ العادة الشهرية أثناء الصلاة ماذا أفعل؟ وهل أقضي الصلاة عن مدة الحيض ؟
ج/ إذا حدث الحيض بعد دخول وقت الصلاة كأن حاضت بعد الزوال بنصف ساعة مثلاً، فإنها بعد أن تطهر من الحيض تقضي هذه الصلاة التي دخل وقتها وهي طاهرة لقوله تعالى :
{إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً} .
ولا تقضي الصلاة عن وقت الحيض لقوله ( في الحديث الطويل : "أليست إذا حاضت لم تصل ولم تصل ولم تصم" . وأجمع أهل العلم أنها لا تقضي الصلاة التي فاتتها أثناء مدة الحيض أما إذا طهرت ، وكان باقياً من الوقت مقدار ركعة فأكثر فإنها تصلي ذلك الوقت الذي طهرت فيه لقوله ( : "من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر" . فإذا طهرت وقت العصر أو قبل طلوع الشمس وكان باقياً على غروب الشمس أو طلوعها مقدار ركعة، فإنها تصلي العصر ركعة في المسألة الأولى والفجر في المسألة الثانية .(1/72)
س33/ شخص يقول: أفيدكم أن لي والدة تبلغ من العمر خمسة وستين عاماً، ولها مدة تسع عشرة سنة وهي لم تأت بأطفال والآن معها نزيف دم لها مدة ثلاث سنوات وهو مرض يبدو أتاها في تلكم الفترة، ولأنها ستستقبل الصيام كيف تنصحونها لو تكرمتم؟ وكيف تتصرف مثلها لو سمحتم ؟
ج/ مثل هذه المرأة التي أصابها نزيف الدم حكمها أن تترك الصلاة والصوم مدة عادتها السابقة قبل هذا الحدث الذي أصابها فإذا كان من عادتها أن الحيض يأتيها من أول كل شهر لمدة ستة أيام مثلاً فإنها تجلس من أول كل شهر مدة ستة أيام لا تصلي ولا تصوم فإن انقضت اغتسلت وصلت وصامت، وكيفية الصلاة لهذه وأمثالها أنها تغسل فرجها غسلاً تاماً وتعصبه وتتوضأ وتفعل ذلك بعد دخول وقت صلاة الفريضة وكذلك تفعله إذا أرادت أن تتنفل في غير أوقات فرائض وفي هذه الحالة ومن أجل المشقة عليها يجوز لها أن تجمع الصلاة .
س34/ ما حكم وجود المرأة في المسجد وهي حائض لاستماع الأحاديث والخطب ؟
ج/ لا يجوز للمرأة الحائض أن تمكث في المسجد الحرام ولا غيره من المساجد، ولكن يجوز لها أن تمر بالمسجد وتأخذ الحاجة منه وما أشبه ذلك كما قال النبي ( لعائشة حين أمرها أن تأتي بالخُمْرَة فقالت : أنها في المسجد وهي حائض. فقال: "إن حضيتك ليست في يدك" فإذا مرت الحائض في المسجد وهي آمنة من أن ينزل دم على المسجد فلا حرج عليها أما إن كانت تريد أن تدخل وتجلس فهذا لا يجوز والدليل على ذلك أن النبي( أمر النساء في صلاة العيد أن يخرجن إلى مصلى العيد العواتق وذوات الخدور والحيَّض إلاَّ أنه أمر أن يعتزل الحيَّض المصلى فدل ذلك على أن الحائض لا يجوز لها أن تمكث في المسجد لاستماع الخطبة أو استماع الدرس والأحاديث .
صفة العمرة (24) :
…من أراد أن يحرم بالعمرة فالمشروع أن يتجرد من ثيابه ويغتسل كما يغتسل للجنابة ويتطيب بأطيب ما يجده من دُهن أو عود أو غيره في رأسه ولحيته ولا يضره بقاء ذلك بعد الإحرام .(1/73)
…والاغتسال عند الإحرام سنة من حق الرجال والنساء حتى الحائض والنفساء.
…ثم بعد الاغتسال والتطيب يلبس ثياب الإحرام ثم يصلي (غير الحائض والنفساء) الفريضة إن كان في وقت فريضة وإلا صلى ركعتين ينوي بها سنة الوضوء .
فإن فرغ من الصلاة أحرم وقال (لبيك عمرة لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك) يرفع الرجل صوته بذلك والمرأة تقول بقدر ما يسمع من بجنبها .
وينبغي للمحرم أن يكثر من التلبية خصوصاً عند تغير الأحوال مثل أن يعلو مرتفعاً أو ينزل منخفضاً أو يقبل الليل أو النهار وأن يسأل الله بعدها رضوانه والجنة ويستعيذ برحمته من النار .
والتلبية مشروعة في العمرة من الإحرام إلى أن يبدأ بالطواف وفي الحج من الإحرام إلا أن يبتدئ برمي جمرة العقبة يوم العيد .
فإذا دخل المسجد الحرام قدم رجله اليمنى وقال (بسم الله والصلاة والسام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم) .
ثم يتقدم إلى الحجر الأسود ليبتدئ الطواف فيستلم الحجر بيده اليمنى ويقبله فإن لم يتيسر استلامه بيده فإنه يستقبل الحجر ويشير إليه بيده إشارة ولا يُقبلها .
والأفضل أن لا يزاحم فيؤذي الناس ويتأذى بهم. ويقول عند استلام الحجر (بسم الله والله أكبر، اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك ووفاء بعهدك واتباعاً لسنة نبيك محمد ().
ثم يأخذ ذات اليمين ويجعل البيت عن يساره ، فإذا بلغ الركن اليماني استلمه من غير تقبيل فإذا لم يتيسر فلا يزاحم عليه ويقول بينه وبين الحجر الأسود (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة) .(1/74)
وكلما مر بالحجر الأسود كبّر، ويقول في بقية طوافه ما أحب من ذكر ودعاء وقراءة قرآن، فإنما جُعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله، وفي هذا الطواف أول ما يقدم ينبغي للرجل أن يفعل شيئين :
أحدهما : الاضطباع من ابتداء الطواف إلى نهايته، وصفة الاضطباع أن يجعل وسط ردائه داخل إبطه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر، فإذا فرغ من الطواف أعاد ردائه إلى حالته قبل الطواف، لأن الاضطباع محله الطواف فقط.
الثاني : الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى فقط والرمل: إسراع المشي مع مقاربة الخطوات، وأما الأشواط الأربعة الباقية فليس فيها رمل وإنما يمشي كعادته .
فإذا أتم الطواف سبعة أشواط تقدم إلى مقام إبراهيم فيقرأ {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} ثم صلى خلفه ركعتين خفيفتين يقرأ في الأولى {قل يا أيها الكافرون} وفي الثانية {قل هو الله أحد} فإذا فرغ من صلاة الركعتين رجع إلى الحجر الأسود فاستلمه إن تيسر له .
ثم يخرج إلى المسعى فإذا دنا من الصفا قرأ {إن الصفا و المروة من شعائر الله} ثم يرقى على الصفا حتى
يرى الكعبة فيستقبلها ويرفع يديه فيحمد الله ويدعو ما شاء أن يدعو. وكان من دعاء النبي ( هنا: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده) ويكرر ذلك ثلاثاً مرات ويدعو بين ذلك .
ثم ينزل من الصفا إلى المروة ماشياً، فإذا بلغ العلم الأخضر ركض ركضاً شديداً بقدر ما يستطيع ولا يؤذي فقد روي عن النبي ( أنه كان يسعى حتى ترى ركبتاه من شدة السعي تدور به إزاره، وفي لفظ وإن مأزره ليدور من شدة السعي، فإذ بلغ العلم الأخضر الثاني مشى كعادته حتى يصل إلى المروة فيرقى عليها ويستقبل القبلة ويرفع يديه ويقول ما قاله على الصفا .
ثم ينزل من المروة إلى الصفا ماشياً فيمشي في موضع مشيه ويسعى في موضع سعيه .(1/75)
فإذا وصل إلى الصفا فعل كما فعل أول مرة وهكذا المروة حتى يكمل سبعة أشواط ذهابه من الصفا إلى المروة شوط ورجوعه من المروة إلى الصفا شوط آخر .
ويقول في سعيه ما أحب من ذكر ودعاء وقراءة قرآن .
فإذا أتم سعيه سبعة أشواط حلق رأسه إن كان رجلاً وإن كانت امرأة تُقَصّر من كل قرنٍ أُنملة .
ويجب أن يكون الحلق شاملاً لجميع الرأس. وكذلك التقصير يعم به جميع جهات الرأس.
والحلق أفضل من التقصير إلا أن يكون وقت الحج قريباً بحيث لا يتسع لنبات شعر الرأس فإن الأفضل التقصير ليبقى الرأس للحلق في الحج .
وبهذه الأعمال تمت العمرة .
فضل عشر ذي الحجة (25) :
…الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وبعد :
…فإنَّه من فضل الله ومنته أن جعل لعباده الصالحين مواسم يستكثرون فيها من العمل الصالح ومن هذه المواسم .
عشر ذي الحجة :
…وقد ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسنة منها :
1ـ قال الله تعالى : {والفجر وليالٍ عشر} قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم ، [ورواه الإمام البخاري] .
2ـ عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ( : "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب
إلى الله من هذه الأيام العشر" قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله قال : "ولا الجهاد في سبيل الله إلاّ رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء" .
3ـ قال تعالى : {ويذكروا اسم الله في أيام معلومات} . قال ابن عباس : أيام العشر (تفسير ابن كثير) .
4ـ عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ( : "ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيَّام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد" (الطبراني في المعجم الكبير) .(1/76)
5ـ كان سعيد بن جبير ـ رحمه الله ـ وهو الذي روى حديث ابن عباس السابق : "إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه" [رواه الدارمي] حسن .
6ـ قال ابن حجر في الفتح: والذي يظهر أنَّ السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره.
ما يستحب فعله في هذه الأيام :
1ـ الصلاة : يستحب التبكير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل، فإنَّها من أفضل القربات، روى ثوبان ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله ( يقول : "عليك بكثرة السجود لله، فإنَّك لا تسجد سجدة إلاَّ رفعك إليه بها درجة، وحط عنك بها خطيئة" [مسلم] وهذا عام في كل وقت .
2ـ الصيام: لدخوله في الأعمال الصالحة، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي ( قالت : "كان رسول الله ( يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر" [رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي] قال الإمام النووي عن صوم أيَّام العشر أنَّه مستحب استحباباً شديداً.
3ـ التكبير والتهليل والتحميد: لما ورد في حديث ابن عمر السابق: "فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد" وقال الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ "كان ابن عمر وأبو هريرة ـ رضي الله عنهما ـ يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما" وقال أيضاً : "وكان عمر يكبر في قبته فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتجع منى تكبيراً" .
وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه، وممشاه تلك الأيام جميعاً والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة .
وحريٌّ بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي قد أضيعت في هذه الأزمان، وتكاد تنسى حتى من أهل الصلاح والخير ، ـ وللأسف ـ بخلاف ما كان عليه السلف الصالح.
صيغة التكبير : ورد فيها صيغ مروية عن الصحابة والتابعين منها :(1/77)
أ/ الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر كبيراً .
ب/ الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد .
ج/ الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .
4ـ صيام يوم عرفة: يتأكد صوم يوم عرفة لما ثبت عنه ( أنّه قال عن صوم يوم عرفة : "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" [رواه مسلم] لكن من كان في عرفة ـ أي حاجّاً ـ فإنّه لا يستحب له الصيام، لأنَّ النبيَّ وقف بعرفة مفطراً.
5ـ فضل يوم النحر : يغفل عن ذلك اليوم العظيم كثير من المسلمين، وعن جلالة شأنه وعظم فضله الجم الغفير من المؤمنين، هذا مع أنَّ بعض العلماء يرى أنَّه أفضل أيام السنة على الإطلاق حتى من يوم عرفة .
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ "خير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر" كما في سنن أبي داود عنه ( : "أنَّ أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر" ـ ويوم القر هو يوم الاستقرار في منى، وهو اليوم الحادي عشر ـ وقيل يوم عرفة أفضل منه، لأنَّ صيامه يكفّر سنتين، وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر منه في يوم عرفة، ولأنَّه ـ سبحانه وتعالى ـ يدنو فيه من عباده ، ثم يباهي ملائكته بأهل الموقف ، والصواب.
القول الأول : لأنَّ الحديث الدال على ذلك لا يعارضه شيء، وسواء كان هو أفضل أم يوم عرفة فليحرص المسلم ـ حاجاً كان أم مُقيماً ـ على إدراك فضله ، وانتهاز فرصته .
بماذا نستقبل مواسم الخير :
1ـ حريٌّ بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة الصادقة النصوح، وبالإقلاع عن الذنوب والمعاصي، فإنَّ الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه، وتحجب قلبه عن مولاه.
2ـ كذلك تُستقبل ـ مواسم الخير عامة ـ بالعزم الصادق الجاد على اغتنامها بما يُرضي الله ـ عزَّ وجل ـ فمن صدق الله صدقه الله : {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبُلنا} [العنكبوت: 69] .(1/78)
فيا أخي المسلم احرص على اغتنام هذه الفرصة السانحة، قبل أن تفوت عليك فتندم ولات ساعة مندم .
وفقني الله وإيَّاك لاغتنام مواسم الخير، وأن يعيننا فيها على طاعته وحسن عبادته .
بعض أحكام الأضحية ومشروعيتها (26) :
الأصل في الأضحية أنَّها مشروعة في حق الأحياء، كما كان رسول الله ( وأصحابه يضحون على أنفسهم وأهليهم، وأمَّا ما يظنه بعض العامة من اختصاص الأضحية بالأموات فلا أصل له، والأضحية عن الأموات على ثلاثة أقسام:
الأول : أن يُضحي عنهم تبعاً للأحياء مثل أن يُضحي الرجل عنه، وعن أهل بيته، وينوي بهم الأحياء والأموات، وأصل هذا تضحية النبي ( عنه وعن أهل بيته وفيهم من قد مات من قبل .
الثاني : أن يُضحي عن الأموات بمقتضى وصاياهم تنفيذاً لها .
وأصل هذا قوله تعالى : {فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم} [البقرة] .
الثالث : أن يُضحي عن الأموات تبرعاً مستقلِّين عن الأحياء، فهذه جائزة وقد نصَّ فقهاء الحنابلة على أن ثوابها يصل إلى الميت وينتفع بها قياماً على الصدقة عنه، ولكن لا نرى أن تخصيص الميت بالأُضحية من السنة، لأنَّ النبيَّ لم يضحّ عن أحد من أمواته بخصوصه، فلم يضحّ عن عمه حمزة، وهو من أعزَّ أقاربه عنده، ولا عن أولاده الذين ماتوا في حياته، وهنَّ ثلاث بنات متزوجات وثلاثة أبناء صغار، ولا عن زوجته خديجة، وهي من أحب نسائه، ولم يرد عن أصحابه في عهده أنَّ أحداً ضحَّى عن أحدٍ من أمواته.
ونرى ـ أيضاً ـ من الخطأ ما يفعله بعض الناس يضحون عن الميت، أول سنة يموت أضحية يسمونها "أضحية الحفرة"، ويعتقدون أنَّه لا يجوز أن يشرك معه في ثوابها أحد، أو يضحون عن أمواتهم تبرعاً أو بمقتضى وصاياهم، ولا يضحون عن أنفسهم وأهليهم، ولو علموا أنَّ الرجل إذا ضحَّى من ماله عن نفسه وأهله شمل أهله الأحياء، والأموات لما عدلوا عنه إلى عملهم ذلك .
فيما يجتنبه من أراد الأضحية :(1/79)
…إذا أراد أحد أن يضحي ودخل شهر ذو الحجة إمَّا برؤية هلاله أو إكمال ذي القعدة ثلاثين يوماً فإنَّه يحرم عليه أن يأخذ شيئاً من شعره، أو جلده حتى يذبح أضحيته لحديث أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ أنَّ النبيَّ ( قال : "إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره" [رواه أحمد ومسلم] وفي لفظ : "فلا يمس من شعره ولا بشره شيئاً حتى يضحي" وإذا نوى الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته، ولا إثم عليه فيما أخذه قبل النية .
…والحكمة في هذا النَّهي أنَّ المضحي لمّا شارك الحاج في بعض أعمال النُّسك وهو التقرب إلى الله ـ بذبح القربان شاركه في بعض خصائص الإحرام من الإمساك عن الشعر ونحوه، وعلى هذا فيجوز لأَهل المضحي أن يأخذوا في أيَّام العشر من شعورهم وأظفارهم وأبشارهم .
…وهذا الحكم خاص بمن يُضحي أما المضحى عنه فلا يتعلَّق به، لأنَّ النبي ( قال: "وأراد أحدكم أن يضحي" ولم يقل أو يضحى عنه، ولأن النبي ( كان يضحي عن أهل بيته، ولم يُنقل عنه أنَّه أمرهم بالإمساك عن ذلك .
وإذا أخذ من يريد الأُضحية شيئاً من شعره أو ظفره أو بشرته فعليه أن يتوب إلى الله ـ تعالى ـ ولا يعود ولا كفارة عليه ولا يمنعه ذلك عن الأضحية ـ كما يظن بعض العوام ـ وإذا أخذ شيئاً من ذلك ناسياً أو جاهلاً أو سقط الشعر بلا قصد فلا إثم عليه، وإن احتاج إلى أخذه فله أخذه ولا شيء عليه مثل أن ينكسر ظفره فيؤذيه فيقصه أو ينزل الشعر في عينيه فيزيله أو يحتاج إلى قصه لمداوة جرح ونحوه .
أحكام وآداب عيد الأضحى المبارك :
أخي الحبيب .. نُحييك بتحية الإسلام ـ ونقول لك : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ـ ونُهنئكَ مقدَّماً بقدوم عيد الأضحى المبارك ونقول لك : تقبَّل الله منَّا ومنك، ونرجو أن تقبل منَّا هذه الرسالة التي نسأل الله عزَّ وجل أن تكون نافعةً لك ولِجميع المسلمين في كل مكان .(1/80)
أخي المسلم : الخير كل الخير في اتِّباع هدي الرسول في كُلِّ أُمور حياتنا، لذا أحببنا أن نُذكِّرك ببعض الأمور التي يُستحب فعلها أو قولها في ليلة عيد الأضحى المبارك ويوم النحر وأيام التشريق الثلاثة، وقد أوجزناها لك في نقاط هي :
التكبير: يشرع التكبير في فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة قال تعالى : {واذكروا الله في أيامٍ معدوداتٍ} [البقرة:203] وصفته أن تقول : (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد) ويسن جهر الرجال به في المساجد والأسواق والبيوت، وأدبار الصلوات إعلاناً بتعظيم الله وإظهاراً لعبادته وشكره .
ذبح الأضحية: ويكون ذلك بعد صلاة العيد لقول رسول الله ( : "من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح" [رواه البخاري ومسلم] وَوَقْت الذبح أربعة أيَّام العيد، يوم النحر، وثلاثة أيام التشريق، لما ثبت عن النبي ( أنَّه قال : "كل أيام التشريق ذبح" [انظر : السلسلة الصحيحة برقم : 3476] .
الاغتسال والتطيب للرجال ولبس أحسن الثياب بدون إسراف ولا إسبال ولا حلق لِحية، فهذا حرام، أَمَّا المرأة فيشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون تبرج ولا تطيب، فلا يصح أن تذهب لطاعة الله والصلاة ثم تعصي الله بالتبرج والسفور والتطيب أمام الرجال.
الأكل من الأضحية: "كان رسول الله ( لا يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته" [زاد المعاد 1/441] .
الذهاب إلى مصلى العيد ماشياً إن تيسر: والسنة الصلاة في مصلى العيد إلاَّ إذا كان هناك عذر من مطر مثلاً فيصلى في المسجد لفعل الرسول ( .
الصلاة مع المسلمين واستحباب حضور الخطبة : والذي رجحه المحققون من العلماء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية أنَّ صلاة العيد واجبة لقوله تعالى : {فصلِّ لربك وانحر}.(1/81)
ولا تسقط إلاّ بعذر، والنساء يشهدن العيد مع المسلمين حتى الحيض والعواتق ويعتزل الحُيض المصلى.
الطريق : يُستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد عن طريق وترجع من طريق آخر ، لِفعل النبي ( .
التهنئة بالعيد : لثبوت ذلك عن صحابة رسول الله ( .
واحذر أخي المسلم من الوقوع في بعض الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الناس والتي منها :
التكبير الجماعي بصوت واحد، أو الترديد خلف شخص يقول التكبير .
اللهو أيام العيد بالمحرمات كسماع الغناء ومشاهدة الأفلام واختلاط الرجال بالنساء اللاتي لسن من المحارم وغير ذلك من المنكرات .
أخذ شيء من الشعر أو تقليم الأظافر قبل أن يُضحي من أراد الأضحية لنهي النبي( عن ذلك
الإسراف والتبذير بما لا طائل تحته ولا مصلحة فيه ولا فائدة لقول الله تعالى :
{ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} [الأنعام] .
وختاماً : لا تنس أخي المسلم أن تحرص على أعمال البر والخير من صلة الرحم وزيادة الأقارب وترك التباغض والحسد والكراهية وتطهير القلب منها والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال لسرور عليهم .
نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يفقهنا في ديننا ، وأن يجعلنا ممن عمل في هذه الأيام أيام عشر ذي الحجة عملاً صالحاً لوجهه الكريم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
صفة الحج والعمرة (27) :
أنواع الأنساك :
الأنساك ثلاثة : تمتع ـ إفراد ـ قران .
فالتمتع : أن يُحرم بالعمرة وحدها في أشهر الحج. فإذا وصل مكة طاف وسعى للعمرة وحلق أو قصر . فإذا كان يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة أحرم بالحج وحده وأتى بجميع أفعاله .
والإفراد : أن يُحرم بالحج وحده، فإذا وصل مكة طاف للقدوم وسعى للحج ولا يحلق ولا يقصّر ولا يحل من إحرامه بل يبقى محرماً حتى يحل بعد رمي جمرة العقبة يوم العيد وإن أخّر سعي الحج إلى ما بعد طواف الحج فلا بأس .(1/82)
والقران: أن يُحرم بالعمرة والحج جميعاً، أو يُحرم بالعمرة أولاً ثم يدخل الحج عليها قبل الشروع في طوافها، وعمل القارن كعمل المفرد سواء ، إلاَّ أن القارن عليه هدي والمفرد لا هدي عليه .
وأفضل هذه الأنواع الثلاثة التمتع وهو الذي أمر به النبي ( أصحابه وحثهم عليه حتى لو أحرم الإنسان قارناً أو مفرداً فإنه يتأكد عليه أن يقلب إحرامه إلى عمره ليصير متمتعاً ولو بعد أن طاف وسعى؛ لأن النبي ( لما طاف وسعى عام حجة الوداع ومعه أصحابه أمر كل من ليس معه هدي أن يقلب إحرامه عمرة ويقصر ويحل. وقال ( : "لولا أني سقت الهدي لفعلت مثل الذي أمرتكم به" .
صفة العمرة :
إذا أراد أن يُحرم بالعمرة، فالمشروع أن يتجرد من ثيابه ويغتسل كما يغتسل للجنابة ويتطيِّب بأطيب ما يجده من دهن عود أو غيره في رأسه ولحيته ولا يضره بقاء ذلك بعد الإحرام .
والاغتسال عند الإحرام سنة في حق الرجال والنساء حتى الحائض والنفساء .
ثم بعد الاغتسال والتطيب يلبس ثياب الإحرام ثم يصلي غير الحائض والنفساء الفريضة إن كان في وقت فريضة وإلاَّ صلى ركعتين ينوي بها سنة الوضوء .
فإن فرغ من الصلاة أحرم وقال : "لبيك عمرة ـ لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك" . يرفع الرجل صوته بذلك والمرأة تقول بقدر ما يسمع من بجنبها .
وينبغي للمحرم أن يكثر من التلبية خصوصاً عند تغير الأحوال والأزمان مثل أن يعلو مرتفعاً أو ينزل منخفضاً أو يقبل الليل أو النهار وأن يسأل الله بعدها رضوانه والجنة ويستعيذ برحمته من النار .
والتلبية مشروعة في العمرة من الإحرام إلى أن يبدأ بالطواف وفي الحج من الإحرام إلى أن يبتدئ برمي جمرة العقبة يوم العيد .(1/83)
فإذا دخل المسجد الحرام قدّم رجله اليمنى وقال : "بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم" .
ثم يتقدم إلى الحجر الأسود ليبتدئ الطواف فيستلم الحجر بيده اليمنى ويقبله فإن لم يتيسر استلامه بيده فإنه يستقبل الحجر ويشير إليه بيده إشارة ولا يقبلها .
والأفضل أن لا يزاحم فيؤذي الناس ويتأذى بهم .
ويقول عند استلام الحجر : "بسم الله والله أكبر، اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك ووفاءً بعهدك واتباعاً لسنة نبيك محمد ( ".
ثم يأخذ ذات اليمين ويجعل البيت عن يساره، فإذا بلغ الركن اليماني استلمه من غير تقبيل فإن لم يتيسر فلا يزاحم عليه ويقول بينه وبين الحجر الأسود : "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم إني أسألك العفو العافية في الدنيا والآخرة".
وكلما مر بالحجر الأسود كبّر .
ويقول في بقية طوافه ما أحب من ذكر ودعاء وقراءة قرآن، فإنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله .
وفي هذا الطواف أعني الطواف أول ما يقدم ينبغي للرجل أن يفعل شيئين :
أحدهما : الاضطباع من ابتداء الطواف إلى انتهائه، وصفة الاضطباع أن يجعل وسط ردائه داخل
إبطه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر، فإذا فرغ من الطواف أعاد رداءه إلى حالته قبل الطواف؛ لأن الاضطباع محله الطواف فقط .
الثاني : الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى فقط، والرمل إسراع المشي مع مقاربة الخطوات، وأما الأشواط الأربعة الباقية فليس فيها رمل وإنما يمشي كعادته .
فإذا أتم الطواف سبعة أشواط تقدم إلى مقام إبراهيم فقراً : {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}
[سورة البقرة: الآية 125] ثم صلى خلفه ركعتين خفيفتين يقرأ في الأولى : {قُل يأيها الكافرين} [سورة الكافرون] وفي الثانية : {قل هو الله أحد} [سورة الإخلاص] بعد الفاتحة .(1/84)
…فإذا فرغ من صلاة الركعتين رجع إلى الحجر الأسود فاستلمه إن تيسر له.
…ثم يخرج إلى المسعى فإذا دنا من الصفا قرأ {إنَّ الصفا والمروة من شعائر الله} [سورة البقرة، الآية : 185] ، ثم يرقى على الصفا حتى يرى الكعبة فيستقبلها ويرفع يديه فيحمد الله ويدعو ما شاء أن يدعو. وكان من دعاء النبي ( هنا : (لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده) ويكرر ذلك ثلاثاً مرات ويدعو بين ذلك .
ثم ينزل من الصفا إلى المروة ماشياً، فإذا بلغ العلم الأخضر ركض ركضاً شديداً بقدر ما يستطيع ولا يؤذي فقد روي عن النبي ( أنه كان يسعى حتى ترى ركبتاه من شدة السعي تدور به إزاره، وفي لفظ وإن مأزره ليدور من شدة السعي، فإذ بلغ العلم الأخضر الثاني مشى كعادته حتى يصل إلى المروة فيرقى عليها ويستقبل القبلة ويرفع يديه ويقول ما قاله على الصفا .
ثم ينزل من المروة إلى الصفا ماشياً فيمشي في موضع مشيه ويسعى في موضع سعيه .
فإذا وصل إلى الصفا فعل كما فعل أول مرة وهكذا المروة حتى يكمل سبعة أشواط ذهابه من الصفا إلى المروة شوط ورجوعه من المروة إلى الصفا شوط آخر .
ويقول في سعيه ما أحب من ذكر ودعاء وقراءة قرآن .
فإذا أتم سعيه سبعة أشواط حلق رأسه إن كان رجلاً وإن كانت امرأة تُقَصّر من كل قرنٍ أُنملة .
ويجب أن يكون الحلق شاملاً لجميع الرأس. وكذلك التقصير يعم به جميع جهات الرأس.
والحلق أفضل من التقصير إلا أن يكون وقت الحج قريباً بحيث لا يتسع لنبات شعر الرأس فإن الأفضل التقصير ليبقى الرأس للحلق في الحج .
وبهذه الأعمال تمت العمرة .
ثم بعد ذلك يحل منها إحلالاً كاملاً ويفعل كما فعله المحلون من اللباس والطيب وإتيان النساء وغير ذلك .
صفة الحج :
إذا كان يوم التروية وهو يوم الثامن من ذي الحجة أحرم بالحج ضحىً من مكانه الذي أراد الحج منه .(1/85)
ويفعل عند إحرامه بالحج كما فعل عند إحرامه بالعمرة من الغسل والطيب والصلاة.
ثم ينوي الإحرام بالحج ويلبي .
وصفة التلبية بالحج : "لبيك حجاً، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك" .
وإن كان خائفاً من عائق يمنعه من إتمام حجه اشترط فقال : "وإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني" وإن لم يكن خائفاً من عائق لم يشترط.
ثم يخرج إلى منى فيصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصراً من غير جمع.
فإذا طلعت الشمس يوم عرفة سار من منى إلى عرفة فنزل بنمرة إلى الزوال إن تيسّر له، وإلاَّ فلا حرج؛ لأن النزول بنمرة سنة .
فإذا زالت الشمس صلى الظهر والعصر على ركعتين يجمع بهما جمع تقديم كما فعل النبي ( ليطول وقت الوقوف والدعاء .
ثم يتفرغ بعد الصلاة للذكر والدعاء والتضرع إلى الله عز وجل ويدعو بما أحب رافعاً يديه مستقبل القبلة ولو كان الجبل خلفه؛ لأن السنة استقبال القبلة لا الجبل .
وكان أكثر دعاء النبي ( في ذلك الموقف العظيم : "لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" .
فإن حصل له ملل وأراد أن يستجم بالتحدث مع أصحابه بالأحاديث النافعة وقراءة ما تيسر من الكتب المفيدة خصوصاً فيما يتعلق بكرم الله وجزيل هباته ليقوي جانب الرجاء في ذلك اليوم كان ذلك حسناً .
ثم يعود إلى التضرع إلى الله ودعائه ويحرص على اغتنام آخر النهار بالدعاء فإن خير الدعاء دعاء يوم عرفة.
فإذا غربت الشمس سار إلى مزدلفة . فإذا وصلها صلى المغرب والعشاء جمعاً إلاّ أن يصل مزدلفة قبل العشاء الآخرة فيصليها في وقتها .
لكن إن كان محتاجاً إلى الجمع إما لتعب أو قلة ماء أو غيرهما فلا بأس بالجمع وإن لم يدخل وقت العِشاء .
وإن كان يخشى أن لا يصل مزدلفة إلاَّ بعد نصف الليل فإنه يصلي ولو قبل الوصول إلى مزدلفة ولا يجوز أن يؤخر الصلاة إلى ما بعد نصف الليل .(1/86)
ويبيت بمزدلفة فإذا تبين الفجر صلى الفجر مبكراً بأذان وإقامة ثم قصد المشعر الحرام "مكان المسجد" إن تيسَّر، فوحد الله وكبر ودعا بما أحب حتى يسفر جداً .
وإن لم يتيسر له الذهاب إلى المشعر الحرام دعا في مكانه ويكون حال الذكر والدعاء مستقبلاً القبلة رافعاً يديه .
فإذا أسفر جداً دفع قبل أن تطلع الشمس إلى منى ويسرع في وادي محسر .
فإذا وصل إلى منى رمى جمرة العقبة وهي الأخيرة مما يلي مكة بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى كل واحدة بقدر الحمّصة تقريباً يكبر مع كل حصاة .
فإذا فرغ ذبح هديه ثم حلق رأسه إن كان ذكراً وأما المرأة فحقها التقصر دون الحلق . ثم ينزل لمكة فيطوف ويسعى للحج .
والسنة أن يتطيب إذا أراد النزول إلى مكة للطواف بعد الرمي والحلق .
ثم بعد الطواف والسعي يرجع إلى منى فيبيت بها ليلتي الحادي عشر والثاني عشر ويرمي الجمرات الثلاث إذا زالت الشمس في اليومين .
والأفضل أن يذهب للرمي ماشياً وإن ركب فلا بأس .
فيرمي الجمرة الأولى وهي أبعد الجمرات عن مكة وهي التي تلي مسجد الخيف بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى ويكبر بعد كل حصاة .
ثم يتقدم قليلاً ويدعو دعاء طويلاً بما أحب فإن شق عليه طول الوقوف والدعاء بما يسهل عليه ولو قليلاً ليُحَصِّل السنة .
ثم يرمي الجمرة الوسطى بسبع حصيات متعاقبات يكبر مع كل حصاة .
ثم يأخذ ذات الشمال فيقف مستقبل القبلة رافعاً يديه ويدعو دعاء طويلاً إن تيسر له وإلا وقف بقدر ما تيسر .
ثم يرمي جمرة العقبة بسبع حصيات متعاقبات يكبر مع كل حصاة ثم ينصرف ولا يدعو بعدها .
فإذا أتم رمي الجمار في اليوم الثاني عشر فإن شاء تعجل ونزل من منى وإن شاء تأخّر فبات بها ليلة الثالث عشر ورمى الجمار الثلاث بعد الزوال كما سبق .
والتأخر أفضل، ولا يجب إلاّ أن تغرب الشمس في اليوم الثاني عشر وهو بمنى، فإنه يلزمه التأخر حتى يرمي الجمار الثلاث بعد الزوال .(1/87)
فإذا أراد الخروج إلى بلده لم يخرج حتى يطوف للوداع لقول النبي ( : "لا ينفر أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت" .
إلاَّ أنه خفف عن الحائض ، فالحائض والنفساء ليس عليهما .
فائدة :
يجب على المحرم بحج أو عمرة ما يلي :
1ـ أن يكون ملتزماً بما أوجب الله عليه من شرائع دينه كالصلاة في أوقاتها مع الجماعة.
2ـ أن يتجنب ما نهى الله عنه من الرفث والفسوق والعصيان {فمن فرض فيهن الحجَّ فلا رفث ولا فُسُوق ولا جدال في الحج} [سورة البقرة، الآية : 197] .
3ـ أن يتجنب أذية المسلمين بالقول أو الفعل عند المشاعر أو غيرها .
4ـ أن يتجنب جميع محظورات الإحرام .
أ / فلا يأخذ شيئاً من شعره أو ظفره فأما نقش الشوكة ونحوه فلا باس به وإن خرج دم.
ب/ ولا يتطيب بعد إحرامه في بدنه أو ثوبه أو مأكوله أو مشروبه ولا يتنظف بصابون مطيّب فأما ما بقي من أثر الطيب الذي تطيّب به عند إحرامه فلا يضر .
ج/ ولا يقتل الصيد وهو الحيوان البري الحلال المتوحش أصلاً .
د/ ولا يجامع .
هـ/ ولا يباشر لشهوة بلمس أو تقبيل أو غيرهما .
و/ ولا يعقد النكاح لنفسه ولا غيره ولا يخطب امرأة لنفسه ولغيره .
ز/ ولا يلبس القفازين وهما شراب اليدين فأما لف اليدين بخرقة فلا بأس به .
وهذه المحظورات السبعة محظورات على الذكر والأنثى .
ويختص الرجل بما يلي :
1ـ لا يغطي رأسه بملاصق فأما تظليله بالشمسية وسقف السيارة والخيمة وحمل العفش عليه فلا بأس به .
2ـ لا يلبس القميص ولا العمائم ولا البرانس ولا السراويل ولا الخفاف إلاَّ إذا لم يجد إزاراً فيلبس السراويل أو لم يجد نعلين فليلبس الخفاف .
3ـ لا يلبس ما كان بمعنى ما سبق فلا يلبس العباءة ولا القباء ولا الطاقية ولا الفنيلة ونحوها .
ويجوز أن يلبس النعلين والخاتم ونظارة العين وسماعة الأذن وأن يلبس الساعة في يده أو يتقلدها في عنقه ويلبس الهميان والمنطقة وهما ما تجعل فيه النفقة .(1/88)
ويجوز أن يتنظف بغير ما فيه طيب وأن يغسل ويحك رأسه وبدنه وأن سقط بذلك شعر بدون قصد فلا شيء عليه .
والمرأة لا تلبس النقاب وهو ما تستر به وجهها منقوباً لعينيها فيه ولا تلبس البرقع أيضاً والسنة أن تكشف وجهها إلاَّ أن يراها رجال غير محارم لها فيجب علهيا ستره في حال الإحرام وغيرها . ا.هـ .
يوميات الحجاج :
…الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى، وبعد :
…فهذه وريقات تشتمل على معلومات عن الركن الخامس من أركان الإسلام مستمدة من كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد ( ، واستنباطات أهل العلم جمعتها ورتبتها لتكون من العلم النافع إن شاء الله .
وتجد أخي القارئ خلال تصفحك لها ما يلي :
أعمال أيام الحج، كل يوم بالتفصيل والإيضاح زيارة المسجد النبوي، بدع الحج والعمرة والزيارة .
وأهم المراجع التي اعتمدت عليها بعد الكتاب والسنة ؛ مؤلفات الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين والشيخ محمد ناصر الدين الألباني . نفع الله بعلميهما .
ختاماً ، أشكر الله تعالى على ما يسّره لي من جمع هذا العلم وأدعوه أن يجعله من أسباب لفوز بجنات النعيم .
وكتبه : عبد الله بن أحمد العلاف
أعمال يوم التروية :
أول أيام الحج (الثامن من ذي الحجة) :
يسمى اليوم الأول يوم التروية؛ لأنهم كانوا يرتوون الماء . وقيل غير ذلك .
يستحب الاغتسال والتنظيف ولبس الإحرام (الإزار والرداء الأبيضين) والمرأة تلبس ما شاءت غير (النقاب والقفازين) وهذا للمتمتع .
الدخول في نية الإحرام بالنسبة للمتمتع ، أما القارن والمفرد فقد كان ذلك من قبل .
تهل بالحج وتقول : "لبيك حجاً" .
يستحب الاشتراط في حالة توقع عائق فتقول : "وإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني".
اجتناب جميع محظورات الإحرام .
الإكثار من التلبية : "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك" .
الاستمرار في التلبية حتى رمي جمرة العقبة من اليوم العاشر .(1/89)
الانطلاق إلى منى ـ إن لم تكن بها ـ (ملبياً) .
البقاء في منى وأداء صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، والفجر من اليوم التاسع .
تصلي كل صلاة في وقتها وتصلي الرباعية ركعتين (قصراً) والمحافظة على سنة الفجر والوتر حيث كان المصطفى ( يحافظ عليها .
المحافظة على الأذكار المشروعة الثابتة عنه ( .
المبيت في منى هذه الليلة أسوة بالمصطفى ( .
إشغال الوقت بالذكر والقراءة وسؤال أهل العلم عن ما خفي حكمه .
يكون الإحرام على الكتفين والاضطباع لا يشرع إلاَّ عند طواف القدوم .
يجتنب الجدال والكلام فيما لا طائل منه .
البقاء حتى أداء صلاة الفجر وعدم الذهاب إلى عرفة قبل ذلك إلاَّ للضرورة .
أعمال يوم عرفة :
ثاني أيام الحج (التاسع من ذي الحجة) :
بعد أداء صلاة الفجر وطلوع الشمس، عليك بالانطلاق إلى عرفة ملبياً ومكبراً (الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد" رافعاً صوتك في التلبية والتكبير .
النزول إلى نمرة إلى الزوال إن أمكن وإلا فعرفة كلها موقف .
البقاء في عرفة وصلاة الظهر والعصر قصراً في وقت الظهر .
إن لم يتيسر لك الصلاة مع الإمام ، فتصلي كذلك لوحدك أو مع من حولك من أمثالك .
الإكثار من الدعاء والتهليل فإن خير الدعاء يوم عرفة، لقوله ( : "أفضل ما قلت أنا والنبيون عشية عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" .
التفرغ بعد أداء الصلاة للذكر والدعاء مستقبلاً القبلة رافعاً يديك .
السنة للواقف في يوم عرفة ألاَّ يصوم هذا اليوم .
الإفاضة من عرفات :
التوجه بعد غروب الشمس إلى مزدلفة بسكينة وهدوء، لا تُزاحم الناس بالنفس أو الدابة أو السيارة فإذا وجدت خلوة فأسرع .
عند الوصول إلى مزدلفة يؤذن ويقام ويصلى المغرب ثلاثاً ويقام ويصلى العشاء قصراً وجمعاً .
لا يصلى بينهما ولا بعد العشاء شيئاً .
يقضي الليل حتى الفجر .(1/90)
إذا تبين الفجر يصلى في أول وقته بأذان وإقامة .
يجوز للعجزة والضعفاء والنساء الذهاب بعد منتصف الليل أو بعد مغيب القمر إلى منى.
أعمال يوم العيد :
ثالث أيام الحج (العاشر من ذي الحجة) :
بعد أداء صلاة الفجر في مزدلفة تذهب إلى المشعر الحرام (وهو جبل في المزدلفة) وتستقبل القبلة وتدعو وتذكر الله وتحمده وتهلل وتكبر حتى يسفر جداً .
ومزدلفة كلها موقف ، فحيثما وقفت جاز .
الانطلاق إلى منى ملبياً وعليك السكينة والهدوء .
عند الوصول إلى وادي محسر يسرع الحاج قدر الإمكان .
تلتقط سبع حصيات من الطريق أو من منى .
إذا تم الوصول إلى منى توجه إلى جمرة العقبة وهي آخر الجمرات وأقربهن إلى مكة. وتستقبل الجمرة وتكون مكة عن اليسار ومنى عن اليمين .
ترمي الجمرة بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى، تكبر مع كل حصاة .
لا تُرمى الجمرة إلاّ بعد طلوع الشمس ويجوز بعد الزوال .
بانتهاء الرمي تنقطع التلبية .
يُذبح الهدي إن كان لك هدي، ووقت الذبح أربعة أيام: يوم العيد (يوم الحج الأكبر) وأيام التشريق الثلاثة.
يُحلق الرأس أو يقصّر، وبذلك تتحلل التحلل الأول وتحل جميع محظورات الإحرام عدا النساء .
الإفاضة إلى مكة المكرمة :
يتوجه الحاج إلى مكة فيطوف بالبيت طواف الإفاضة، وهو طواف الحج.
تُصلي ركعتي الطواف عند المقام إن تيسر أو في أي مكان من الحرم .
تسعى بين الصفا والمروة سعي الحج إن كنت متمتعاً ، وكذلك إن كنت غير متمتع ولم تسعَ مع طواف القدوم .
بذلك يكون التحلل الثاني وتحل جميع محظورات الإحرام حتى النساء .
تشرب من ماء زمزم "زمزم لما شرب له" .
أداء صلاة الظهر والعصر أو ما تيسر في المسجد الحرام .
الرجوع إلى منى والمبيت فيها ليلة الحادي عشر .
السُنة الترتيب في المناسك : الرمي ـ فالذبح أو النحر ـ فالحلق ـ فطواف الإفاضة ـ فالسعي للمتمتع . لكن إذا قُدِّم شيء منها أو أُخّر جاز له ذلك لقوله ( : "لا حرج .. لا حرج" .(1/91)
أعمال أول أيام التشريق :
رابع أيام الحج : "الحادي عشر من ذي الحجة" :
يجب المبيت في منى وإقامة الصلاة مع الجماعة والأفضل في مسجد الخيف .
يُسن التكبير المقيد بعد الصلاة، والمطلق في كل حال وزمان ومكان . قال ( : "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكرٌ لله" .
بعد الزوال يرمي الحاج الجمرات الثلاث .
يبدأ بالصغرى فيرميها بسبع حصيات متعاقبات يكبر مع كل حصاة .
تكون مكة أثناء الرمي عن يسارك ومنى عن يمينك إن استطعت .
بعد الانتهاء من رمي الجمرة الصغرى يقف الحاج طويلاً للدعاء كما فعل ( مستقبلاً القبلة .
ينتقل للجمرة الوسطى ويفعل مثل فعله عند الجمرة الصغرى .
بعد الانتهاء من رمي الجمرة الوسطى يدعو طويلاً مستقبلاً القبلة .
بعد ذلك ينتقل إلى جمرة العقبة فيرميها بسبع حصيات مثل ما فعل سابقاً .
لا يبقى للدعاء بعد جمرة العقبة .
يكون المبيت في منى ليلة الثاني عشر .
يجوز للمعذور في الرمي ثلاثة : ألاَّ يبيت في منى .
أن يجمع رمي يومين في يوم .
أن يرمي في الليل .
أعمال اليوم الثاني من أيام التشريق :
خامس أيام الحج (الثاني عشر من ذي الحجة) :
بعد المبيت بمنى، يستغل الوقت في فعل الخيرات وذكر الله والإحسان إلى الخلق والتناصح والتواصي بالخير .
بعد الظهر تُرمى الجمرات الثلاث مثل اليوم الحادي عشر تماماً . والوقوف للدعاء بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى .
فمن تعجل في يومين :
من أراد التعجل في السفر فهو مشروع ويجب عليه الانصراف قبل غروب الشمس .
التوجه إلى المسجد الحرام بمكة لطواف الوداع . قال تعالى : {فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه} .
أعمال اليوم الثالث من أيام التشريق :
سادس أيام الحج (الثالث عشر من ذي الحجة) :
وهو خاص بمن تأخر :
بعد المبيت تعمل أعمال اليومين السابقين تماماً .
ترمى الجمار .
يُدعى بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى .
يتجه بعد ذلك إلى مكة لأداء طواف الوداع عند السفر .(1/92)
قال ( : "لا ينفر أحد حتى يكون آخر عهده الطواف بالبيت " .
زيارة المسجد النبوي :
إذا أحب الحاج أن يزور المسجد النبوي قبل الحج أو بعده فلينو زيارة المسجد النبوي لا زيارة القبر فإن شد الرحل على وجه التعبد لا يكون لزيارة القبور وإنما يكون للمساجد الثلاث : المسجد الحرام ، والمسجد النبوي ، والمسجد الأقصى . كما في الحديث الثابت عن النبي ( أنه قال : "لا تشدُّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" .
فإذا وصل المسجد النبوي قدم رجله اليمنى لدخوله وقال : "بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم" ثم يصلي ما شاء . والأولى أن تكون صلاته في الروضة وهي ما بين منبر النبي ( وحجرته التي فيها قبره؛ لأن ما بينهما روضة من رياض الجنة . فإذا صلى وأراد زيارة قبر النبي ( فليقف أمامه بأدب ووقار وليقل : "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته .. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .. أشهد أنك رسول الله حقاً وأنك قد بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة وجاهدت في الله حق جهاده، فجزاك الله عن أمتك أفضل ما جزى نبياً عن أمته" .
ثم يأخذ ذات اليمين قليلاً فيسلم على أبي بكر الصديق ويترضى عنه. ثم يأخذ ذات اليمين قليلاً أيضاً فيسلم على عمر بن الخطاب ويترضى عنه وإن دعا له ولأبي بكر رضي الله عنهما بدعاء مناسب فحسن .
ولا يجز لأحد أن يتقرب إلى الله بمسح الحجرة النبوية أو الطواف بها ولا يستقبلها حال الدعاء بل يستقبل القلة؛ لأن التقرب إلى الله لا يكون إلاَّ بما شرعه الله ورسوله والعبادات مبناها على الاتباع لا على الابتداع .(1/93)
والمرأة لا تزور قبر النبي ( ولا قبر غيره؛ لأن النبي ( لعن زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج، لكن تصلي وتسلم على النبي ( وهي في مكانها فيبلغ ذلك النبي ( في أي مكان كانت ففي الحديث عن النبي ( أنه قال : "صلوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم" وقال : "إن لله ملائكة سيّاحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام".
وينبغي للرجل خاصة أن يزور البقيع وهي مقبرة المدينة فيقول : "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمتسأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم.
وإن أحب أن يأتي أُحداً ويتذكر ما جرى للنبي ( وأصحابه في تلك الغزوة من جهاد وابتلاء وتمحيص وشهادة ثم يسلم على الشهداء هناك مثل حمزة بن عبد المطلب عمّ النبي( فلا بأس بذلك
فإن هذا قد يكون من السير في الأرض المأمور به والله أعلم .
بدع الحج والعمرة والزيارة :
صلاة ركعتين حين الخروج إلى الحج، يقرأ في الأولى بعد الفاتحة {قل يا أيها الكافرون}،
وفي الثانية (الإخلاص) فإذا فرغ قال : "اللهم بك انتشرت، وإليك توجهت.." ويقرأ آية الكرسي، وسورة الإخلاص، والمعوذتين وغير ذلك مما جاء في بعض الكتب الفقهية ـ صلاة أربع ركعات ـ قراءة المريد للحج إذا خرج من منزله آخر سورة (آل عمران) وآية الكرسي (وإنا أنزلناه) وأم الكتاب، بزعم أن فيها قضاء حوائج الدنيا والآخرة .(1/94)
الأذان عند توديعهم ـ توديع الحجاج من قبل بعض الدول بالموسيقى ، السفر وحده أنساً بالله كما يزعم بعض الصوفية ـ السفر من غير زاد لتصحيح دعوى التوكل ـ السفر لزيارة قبور الأنبياء والصالحين ـ عقد الرجل على المرأة المتزوجة إذا عزمت الحج ، وليس معها محرم، يعقد عليها ليكون معها كمحرم ـ اتخاذ نعل خاصة بشروط معينة معروفة في بعض الكتب ـ الإحرام قبل الميقات ـ الاضطباع عند الإحرام ـ الحج صامتاً لا يتكلم ـ التلبية جماعة في صوت واحد ـ التكبير والتهليل بدل التلبية ـ قصد الجبال والبقاع التي حول مكة، مثل جبر حراء والجبل الذي عند منى، والذي يقال : إنه كان فيه الفداء ، ونحو ذلك ـ قصد الصلاة في مسجد عائشة بـ (التنعيم) .
الدعاء تحت الميزاب: اللهم أظلني يوم لا ظل إلاَّ ظلك ... الخ ـ تقبيل الركن اليماني ـ تقبيل الركنين الشاميين والمقام واستلامهما ـ التمسح بحيطان الكعبة والمقام ـ السعي أربعة عشر شوطاً بحيث يختم على الصفا ـ تكرار السعي في الحج أو العمرة ـ صلاة ركعتين بعد الفراغ من السعي ـ السكوت على عرفات وترك الدعاء ـ الصعود إلى جبل الرحمة في عرفات ـ إفاضة البعض قبل غروب الشمس ـ ترك المبادرة لصلاة المغرب فور النزول في المزدلفة ،والانشغال عن ذلك بلقط الحصى ـ الغسل لرمي الجمار ـ غسل الحصيات قبل الرمي ـ التسبيح أو غيره من الذكر مكان التكبير ـ رمي الجمرات بالنعال وغيرها .(1/95)
الرغبة عن ذبح الواجب من الهدي إلى التصدق بثمنه، بزعم أن لحمه يذهب إلى التراب لكثرته، ولا يستفيد منها إلاَّ القليل . ربط الخرق بالمقام والمنبر لقضاء الحاجات ـ كتابة الحجاج أسماءهم على عمد وحيان الكعبة وتوصيتهم بعضهم بذلك ـ استباحتهم المرور بين يدي المصلي في المسجد الحرام ومقاومتهم للمصلي الذي يدفعهم ـ مناداتهم لمن حج بـ "الحاج" ـ الخروج من مكة لعمرة تطوع ـ الخروج من المسجد الحرام بعد طواف الوداع على القهقرى ـ تبييض بيت الحجاج بالبياض (الجير) ونقشه بالصور ، وكتب اسم الحاج وتاريخ حجه عليه .
بدع الزيارة :
قصد قبره ( بالسفر ـ القول إذا وقع بصره على حيطان المدينة: اللهم هذا حرم رسولك، فاجعله لي وقاية من النار، وأماناً من العذاب وسوء الحساب ـ قصد استقبال القبر أثناء الدعاء ـ قصد القبر للدعاء عنده رجاء الإجابة ـ التوسل به ( إلى الله في الدعاء ـ طلب الشفاعة وغيرها منه ـ قصد الصلاة تجاه قبره ـ الجلوس عند القبر وحوله للتلاوة والذكر ـ قصد القبر النبوي للسلام عليه دبر كل صلاة ، الخروج من المسجد النبوي على القهقري عند الوداع . أهـ .
من أخطاء الحجاج والمعتمرين (28) :
…الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبيه محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد :
فيا أخي المسلم، يا من وفدت إلى حرم الله لأداء العمرة أو الحج أو زيارة مسجد رسول الله(، لقد كان من نعمة الله سبحانه عليك أن هيَّأ لك الأسباب، ويسَّر لك الوصول إلى هذه البقاع المباركة فهنيئاً لمن وفقه الله تعالى لاتباع سنة نبيه محمد ( القائل : "خذوا عني مناسككم" [رواه البخاري]، وهنيئاً لمن أدَّى نُسكه دونما خطأ أو بدعة تفسد عليه ثواب عمله وتحرمه أجر سعيه .(1/96)
وحيث أن هناك الكثير من الأخطاء التي يقع فيها الحجاج بقصد أو بغير قصد؛ فإن من الواجب علينا جميعاً نشر التوعية الإسلامية الصحيحة لبيان هذه الأخطاء والتحذير من الوقوع فيه، حتى يكون العمل مقبولاً، والسعي مشكوراً ـ بإذن الله تعالى ـ سائلا ًالمولى عز وجل أن يُلهمنا جميعاً الهداية والرشاد، وأن يوفقنا لما فيه الخير والسداد، والحمد لله رب العباد .
أخطاء تتعلق بالإحرام :
1ـ تجاوز الميقات وعدم الإحرام منه، وهذا خطأ يقع فيه كثير من الحجاج، فعلى من تجاوز الميقات ولم يحرم أن يعود إلى الميقات مرة أخرى ليحرم منه أو ذبح فدية بمكة المكرمة وتفريقها على فقراء الحرم ولا يأكل منها أو يُهدي شيئاً .
2ـ اعتقاد أن ركعتي الإحرام واجبة، وهذا غير صحيح فليس هناك دليل على وجوبها، وإنما هي مستحبة .
3ـ لبس النساء بعض الثياب التي فيها تشبه بالرجال، وهو أمرٌ منهيٌّ عنه، فالمرأة ليس لها لباس خاص في الإحرام ، كما هو الحال عند الرجال، ثم لأن التشبه منهي عنه مطلقاً، لما روى البخاري وغيره عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال : "لعن رسول الله ( المتشبهين من الرجال بالنساء،
والمتشبهات من النساء بالرجال" .
4ـ تعمد البعض الإحرام للحج من المسجد الحرام في اليوم الثامن من ذي الحجة، وهذا غير صحيح فعلى الحاج أن يُحرم من المكان الذي هو فيه بمكة اقتداءً بالنبي ( وأصحابه الكرام الذين أحرم بعضهم من الأبطح .
5ـ الاضطباع عند الإحرام ويُقْصَدُ به أن يكشف المحرم الإحرام عن كتفه اليمنى ويبقى كذلك إلى أن يحل من إحرامه، وهذا خطأ شائع عند كثير من الحجاج، والصحيح أن كشف الإحرام عن الكتف اليمنى للمحرم (الاضطباع) مشروع في حالة طواف القدوم فقط، فإذا فرغ منه أعاد ردائه إلى حالته قبل الطواف بأن يغطي كتفيه بالإحرام ويُكمل نسكه .(1/97)
6ـ الرمل في أشواط الطواف كلها؛ وهذا خطأ فالرمل ـ يقصد به إسراع المشي مع مقاربة الخطوات في الطواف ـ لا يكون إلاَّ في الأشواط الثلاثة الأولى منه؛ أما الأشواط الأربعة الباقية فليس فيها رمل وإنما يسير الطائف فيها سيراً عاديّاً .
7ـ إهمال التلبية بعد الإحرام والصحيح أن على المحرم أن يُكثر من التلبية ويحافظ عليها حتى يرمي الحاج جرة العقبة يوم النحر .
8ـ اعتقاد البعض أنه لا يجوز له تغيير ملابس الإحرام أو تنظيفها وهذا خطأ ؛ حيث أن للحاجّ والمعتمر أن يغير لباس الإحرام وغسله متى دعت الحاجة إلى ذلك .
9ـ ظن البعض أن أي لباس لم يلبسه المُحْرم عند الإحرام لا يجوز له لبسه بعد ذلك، وهذا خطأ فللحاج أن يلبس ما شاء ما لم يكن مخيطاً كالحذاء، والخاتم، والساعة، والحزام، والنظارة ونحوها .
10ـ لبس القفازين في اليدين، والانتقاب للمرأة المحرمة، وهذا خطأ يقع فيه كثير من النساء، والسُنَّة عدم لبسهما؛ لأن النبي ( نهى عن ذلك، فعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ( قال : "لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين" [أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه والبيهقي] وهنا تجدر الإشارة إلى أن على المرأة تغطية الوجه عندما تكون بحضرة الرجال الأجانب، وعند مخافة الفتنة .
11ـ رفع بعض النساء أصواتهن بالتلبية، وهذا مخالف للسُنَّة لحديث : "يرفع الرجال أصواتهم بالتلبية، أما المرأة فإنها تُسمع نفسها، ولا ترفع صوتها" وروي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : "لا ترفع المرأة صوتها بالتلبية" وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : "ليس على النساء أن يرفعن أصواتهن بالتلبية" .
أخطاء تتعلق بالطواف :
12ـ البدء بالطواف قبل محاذاة الحجر الأسود، أو بدءاً من على مستوى باب الكعبة، وهذا خطأ وغلو لأن السُنَّة بدء الطواف باستلام الحجر الأسود، إن تمكن المسلم من ذلك أو الاكتفاء بالإشارة إليه .(1/98)
13ـ عدم الطواف بالبيت كاملاً كأن يُطاف بالكعبة وحدها ولا يُطاف بحِجْر إسماعيل معه وهذا خطأ كبير، فالحِجْر جزٌ من الكعبة ولا يصح الطواف بدونه، ومن وقع في ذلك فعليه الإعادة .
14ـ تقبيل الركن اليماني من الكعبة والسُنَّة مسحه باليد اليمنى إن تيسر ذلك، فإن لم يتيسر فعلى الطائف أن يمضي دون الإشارة إليه .
15ـ المزاحمة والمشاتمة ورفع الصوت وربما إيذاء الغير من أجل تقبيل الحجر الأسود، وهذا أمر مخالف للسُنَّة النبوية وتعاليم الدين؛ فقد صح عنه ( قوله : "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" [رواه الشيخان] .
16ـ التمسح بالحجر الأسود أو التبرك به، أو التمسح بحيطان وأركان الكعبة أو كسوتها أو بالمقام ونحوها. وهذا مخالف لسُنة النبي ( الذي لم يصح أنه مسح سوى الركن اليماني باليد اليمنى، والحجر الأسود من الكعبة .
17ـ تخصيص كل شوط من أشواط الطواف أو السعي بدعاءٍ معين، والاعتماد على ما يتداوله بعض الحجاج والمعتمرين من كتيبات وأدعية لم يُنزل الله بها من سلطان، ولم تثبت عن الرسول ( والصحيح أن على الحاج أو المعتمر الاشتغال في طوافه وسعيه بذكر الله سبحانه وتلاوة القرآن الكريم، والدعاء لنفسه وللمسلمين، فلم يثبت عن النبي ( أنه خصص دعاءً لكل شوط أو نحو ذلك سوى ما روي عن عبد الله بن السائب ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : سمعت رسول الله ( يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود : {ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار} [رواه أحمد وأبو داود وابن حبان وصحَّحه] .
18ـ ترديد الأدعية الجماعية خلف من يدعو بشكل مزعج، وأصوات مرتفعة، تُذهب الخشوع، وتشوش على الطائفين إضافة إلى أن في ذلك مخالفة للسنة ، فالمشروع أن يدعو كل شخص لنفسه ولمن شاء بدون رفع صوته .(1/99)
19ـ الوقوف عند الخط المحاذي للحجر لأسود والتكبير ثلاثاً، وهذا خطأ شائع ومدعاة لحدوث الزحام، وتعطيل الطواف، والصحيح أن على الطائف أن يُكبِّر مرة واحدة وهو سائر بدون وقوف أو تعطيل للآخرين .
20ـ الإصرار على أداء ركعتين خلف مقام إبراهيم مع الإطالة في القراءة والركوع والسجود، وهذا مخالف للسنَّة فقد كان ( يخفف هاتين الركعتين، ثم إن العلماء قد أفتوا بجواز أداء هاتين الركعتين في أي مكان من الحرم إذا كان الزحام شديداً .
أخطاء تتعلق بالسعي :
21ـ تلاوة قوله تعالى : {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جُناح عليه أن يطوّف بهما ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر ٌعليم} [البقرة] ، في كل شوط من أشواط السعي، وهذا غير صحيح؛ لأن الصواب قراءتها مرة واحدة عند الاقتراب من الصفا في بداية السعي فقط، وبعد تمام الطواف ولا تُقرأ عند المروة .
22ـ الاستمرار في السعي عند إقامة الصلاة؛ وهذا خطأ، فالواجب على من أدركته الصلاة وهو في السعي أن يقطع سعيه، ويؤدي الفريضة حتى لا تفوته صلاة الجماعة ثم يكمل السعي من حيث قطع الشوط .
23ـ اعتقاد أن الوضوء لازم للسعي بين الصفا والمروة، وهذا أمر غير صحيح، فلا يلزم للسعي الطهارة وإن كان الساعي على طهارة كان ذلك أحسن إلاَّ أنه غير لازم .
24ـ اعتقاد البعض بضرورة مواصلة السعي بعد الطواف مباشرة وهذا خطأ، والصحيح أن للمسلم الراحة بينما ولو بين الأشواط، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها .
25ـ الركض الشديد بين الصفا والمروة وهذا خطأ، والصحيح أن يكون السير بين الصفا والمروة عادياً إلاّ ما بين العلمين الأخضرين فالأفضل السعي الشديد بينهما للرجال فقط دون النساء لحديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : "ليس على النساء سعي بالبيت ـ أي الرَّمل ـ ولا بين الصفا والمروة" [أخرجه البيهقي] .(1/100)
26ـ رفع الصوت بالدعاء أو ترديد الدعاء الجماعي بشكل يشوش على الآخرين، ويقطع خشوعهم وهذا خطأ فإن من آداب الدعاء المناجاة والخشية والخشوع والانكسار لا الصراخ والصياح والإزعاج.
27ـ اعتبار الشوط الواحد من الصفا إلى الصفا مرة أُخرى وهذا خطأ؛ لأن عدد الأشواط بذلك يكون أربعة عشر شوطاً والصحيح أن الشوط في السعي يبدأ بالصفا وينتهي بالمروة، وهكذا حتى ينتهي السعي عند المروة .
28ـ تخصيص بعض الأدعية لأشواط السعي، وهذا غير صحيح فليس هناك دعاءٌ محددٌ لكل شوط وإنما على الحاج أو المعتمر الانشغال في سعيه بذكر الله جل وعلا، أو قراءة القرآن الكريم أو الدعاء لنفسه ولإخوانه المسلمين .
29ـ الاضطباع في السعي، وهذا خطأ ، فالاضطباع لا يكون إلاّ في طواف القدوم فقط، أما في بقية المناسك فلا يُشرع الاضطباع وعلى الحاج أو المعتمر تغطية كتفه بالإحرام وعدم كشفها لأن ذلك لم يثبت عن الرسول ( .
30ـ الصعود إلى أعلى الصفا وأعلى المروة وهذا خطأ وفيه تعب ومشقة ، والسُنّة أن يرتفع الساعي قليلاً ولو لم يبلغ آخرهما .
أخطاء تتعلق بالحلق والتقصير :
31ـ الاكتفاء بقص بعض الشعرات من أطراف ووسط الرأس وهذا لا يكفي ولا يحصل به التحلل من الإحرام والصحيح أن يُقَصِّر من جميع شعر الرأس حتى يكون ذلك مجزئاً، والأفضل الحلق
لجميع شعر الرأس؛ لأن النبي ( دعا للمحلِّقين ثلاثاً وللمقصرين مرة واحدة .
32ـ حلق اللحى عند حلق شعر الرأس وهذا خطأ كبير، ومخالفة صريحة لهدي النبي ( الذي أمر بإعفاء اللحى وعدم حلقها .
33ـ المكوث بمكة بعد طواف الوداع لفترة زمنية طويلة، وهذا مخالف لأمر رسول الله( مع مراعاة أنه لا بأس ـ كما قال أهل العلم ـ بالإقامة اليسيرة لأداء الصلاة أو انتظار الرفقة أو إصلاح عطل في السيارة أو شراء ما لابد منه، ولكن إذا طال المقام فإن الأحوط إعادة طواف الوداع .(1/101)
34ـ زيارة بعض الأماكن التي لم تُشرع زيارتها على سبيل التعبد، مثل غار حراء في جبل النور، والغار في جبل ثور، والمكان الذي يعتقد أنه مكان مولد النبي ( وغير ذلك من الأماكن والآثار التي لا حقيقة لما يقال عن بعضها ولا مزية توجب زيارتها أو قصدها للصلاة عندها أو الدعاء أو غير ذلك من أنواع العبادة ؛ ثم لأن ذلك كله من جملة البدع المحدثة فلم يثبت عن النبي ( وأصحابه الكرام أنهم فعلوا ذلك؛ إضافة إلى أن تعظيم الآثار وتقديس البقاع والأماكن والتقرب إلى الله بذلك وسيلة من وسائل الشرك والعياذ بالله .
35ـ كشف كثير من النساء المعتمرات والحاجات لوجوههن بحضرة الرجال غير المحارم سواءً في الطواف أو السعي أو في المشاعر بحجة أنهن محرمات وهذا لا يجوز فالمرأة المحرمة يجب عليها تغطية وجهها عندما تكون بحضرة الرجال غير المحارم لما جاء في الحديث عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت : "كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله ( محرمات؛ فإذا حاذوا بنا أسدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها؛ فإذا جاوزونا كشفناه" [رواه أبو داود وابن ماجه والبيهقي وابن خزيمة وصححه الحاكم] .
36ـ اعتقاد البعض من الحجاج والمعتمرين أنه لا يجوز للمحرم تغطية الرأس مثلاً بغير ملاصق مثل الشمسية وسقف السيارة ونحو ذلك، وهذا خطأ؛ لأن المنهي عنه تغطية المحرم لرأسه بشيء ملاصق كالعمامة ونحوها مما يُغطى به الرأس في العادة .
أخطاء تتعلق بزيارة المسجد النبوي :
37ـ اعتقاد أن الحج لا يتم إلاَّ بزيارة قبر النبي ( في المسجد النبوي بالمدينة وهذا خطأ شائع فليست زيارة قبر النبي ( من أركان الحج ولا من واجباته وسننه. وقد بيَّن العلماء أن ما ورد في هذا الشأن من أحاديث غير صحيحة أبداً .(1/102)
38ـ اعتقاد أن السفر إلى المدينة المنورة لأجل زيارة قبر النبي ( وصاحبيه وهذا غير صحيح، فشد الرحال يكون إلى المسجد النبوي جائز لفضل الصلاة فيه؛ لأنها كما ثبت عن الرسول ( مضاعفة بألف صلاة .
39ـ ما يفعله بعض الجهلة من التمسح بالجدران والقضبان المحيطة بالقبر والتبرك بذلك، ومناداة الرسول ( ودعائه والطواف بقبره ونحو ذلك من البدع والضلالات التي قد يقع الإنسان بسببها في الشرك والعياذ بالله .
40ـ استقبال بعض الزائرين القبر عند الدعاء ظنّاً منهم أن ذلك من دواعي الإجابة وهذا خطأ؛ فالواجب استقبال القبلة عند الدعاء .
41ـ زيارة بعض الأماكن التي يزعم الكثير من الناس أنها من آثار الرسول ( وأصحابه الكرام على وجه التعبد والتبرك بها وهذا غير صحيح .
42ـ زيارة ما يسمى بالمساجد السبعة والصلاة فيها وهذا خطأ، فلم يثبت ذلك عن رسول الله ( ولا أحدٍ من أصحابه الكرام .
43ـ الاعتقاد بأن من زار المدينة أن يصلي عدداً معيناً من الصلوات في المسجد النبوي وهذا غير صحيح، ولم يثبت فيه شيء .
الذكر والدعاء المشروع في الحج (29) :
الإحرام بالنسك من حج أو عمرة، أو بهما ، رحلة تعبدية معمورة بالذكر والدعاء من أول ما يضع رجله في الغرز مسافراً، إلى إيابه بدخوله قريته التي سافر منها، وتقع هذه الأدعية والأذكار المختصة بالنسك في ثلاثين نوعاً هي :
1ـ التلبية بالنسك مستقبلاً القبلة : "اللهم لبيك حجاً" أو : "اللهم لبيك عمرة" أو: "اللهم لبيك حجة وعمرة" . وإن شاء قال : "لبيك حجاً" وهكذا . وإن شاء قال : "لبيك اللهم حجاً" أو : "بحج" وهكذا .
2ـ ثم يقول : "اللهم هذه حجة لا رياء فيها ولا سمعة" .
3ـ ثم يأخذ بالتلبية رافعاً الرجل صوته، وصفتها: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك" .
وإن شاء زاد ما ثبت عن النبي ( أنه قال : "لبيك إله الحق لبيك" .(1/103)
وإن شاء زاد ما ثبت عن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ وأقرَّهم النبي ( عليه ، مثل : "لبيك ذا المعارج" ، "لبيك ذا الفواضل" . "لبيك وسعديك والخير بيديك والرغباء إليك والعمل" .
4ـ خلط التلبية بالتهليل .
5ـ استمرار التلبية حتى يدخل مكة ويرى بيوتها، أو حتى يصل إلى الكعبة. هذا إذا كان محرماً بعمرة ، أو متمتعاً بها إلى الحج، وأما إن كان محرماً بهما، أو بالحج وحده، فلا يقطع التلبية إلا
إذا شرع في رمي جمرة العقبة يوم العيد، اليوم العاشر. وقيل: حتى يتم رميها ذلك اليوم.
6ـ الدعاء عند دخول المسجد الحرام بالمشروع عند دخول سائر المساجد . لكن ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما ـ أنه إذا رأى الكعبة رفع يديه، وكان ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يدعو بقوله : "اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام" . ورواهما ابن أبي شيبة في : "المصنف 4/97" .
7ـ8ـ قول : "بسم الله والله أكبر" عند استلام الحجر الأسود، وهكذا كلما حاذاه، يقول : "الله أكبر" .
9ـ يقول في ابتداء طوافه : "اللهم إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعاً لسنة نبيك محمد ( .
10ـ الإكثار من الذكر والدعاء في الطواف بما تيسر، وإن شاء قرأ فيه من القرآن الكريم، لعموم حديث :"الطواف بالبيت صلاة" .
11ـ قول : بسم الله والله أكبر" إذا حاذى الركن اليماني، واستلمه بيمينه، وهكذا كلما استلمه في كل شوط فإن لم يستلمه فإنه يمضي بدون تكبير ولا إشارة .
12ـ ثم يقول بين الركنين ـ أي الركن اليماني والحجر الأسود ـ في كل شوط : "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" .
13ـ قوله بين الركنين الأسود واليماني : "اللهم قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه" وقيل : في كل الطواف .
14ـ صلاة ركعتين خلف المقام يقرأ فيهما بسورتي الإخلاص .
15ـ الدعاء عند الملتزم وهو ما بين الركن والباب ، سواء حين دخول مكة أو قبل طواف الوداع .(1/104)
16ـ17ـ يقرأ عند رقيه الصفا للسعي، قول الله تعالى : {إن الصفا والمروة من شعائر الله} الآية ، ويقول "نبدأ بما بدأ الله به" .
18ـ ثم يدعو بما تيسر على الصفا مستقبلاً القبلة، رافعاً يديه على هيئة الداعي، مستفتحاً دعاءه بالحمد، والتكبير، والتهليل، مكرراً له ثلاثاً. وصيغة التهليل : "لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير" ، "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده" .
19ـ الإكثار في السعي فيما بين الصفا والمروة من الذكر والدعاء بما تيسر، ومنه المأثور عن ابن مسعود، وابن عمر، وعروة بن الزبير: "رب اغفر وارحم، وتجاوز عما تعلم ، إنك أنت الأعز الأكرم".
20ـ يقول على المروة مثل ما قال على الصفا من قراءة الآية والتحميد، والتهليل، والدعاء بما تيسر، رافعاً يديه مستقبلاً القبلة .
21ـ التلبية بعد الزوال بالحج يوم الثامن للمحلين، ولمن أراد الحج من أهل مكة .
22ـ الدعاء والذكر يوم عرفة خاصة بعد الزوال في موقف النبي ( أو في أي مكان منها، مستقبلاً القبلة رافعاً يديه، مجتهداً في ذلك، مكثراً منه بما تيسر، ويشوبه بالتهليل، والتلبية، مكثراً من التهليل بقوله : "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير" .
23ـ وكان من زيادة النبي ( في التلبية لما رأى كثرة الجمع: "إنما الخير خير الآخرة".
24ـ الإكثار من التلبية في مسيره من عرفة إلى مزدلفة .
25ـ الذكر والدعاء عند المشعر الحرام بعد صلاة الصبح في المزدلفة، فيذكر الله ويوحده ويهلله ويكبره ، ويدعوه رافعاً يديه مستقبلاً القبلة إلى أن يُسفر جدّاً .
26ـ التلبية والتكبير في مسيره من مزدلفة إلى منى، ولا يقطع التلبية إلا بعد وصوله جمرة العقبة.
27ـ التكبير مع كل حصاة يرميها في أي يوم من أيام الرمي قائلاً : "الله أكبر" .(1/105)
28ـ يقول عند نحره أو ذبحه لهديه : "بسم الله والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، اللهم تقبّل مني" .
29ـ إذا رمى الجمرة الأولى في كل يوم من أيام التشريق جعلها عن يساره واستقبل القبلة، ورفع يديه ، ودعا بما تيسر ، ويكثر من الدعاء والتضرع.
30ـ وإذا رمى الجمرة الثانية في كل يوم من أيام التشريق جعلها عن يمينه، واستقبل القبلة، ورفع يديه، ودعا بما تيسر ، ويكثر الدعاء والتضرع .
من أحكام النساء في الحج (30) :
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله و صحبه وسلم وبعد:
فهذه بعض الأسئلة التي أجاب عليها فضيلة الشيخ محمد بن صالح ابن عثيمين في رسالة 60 سؤالاً من الحيض وسبق نشرها في عدة كتيبات ونشرت أيضاً في كتاب "الدليل والمنهاج في يوميات الحجاج" وهاهي مفردة .
نسأل الله أن ينفع بها من كتبها ونشرها ووزعها بين إخوانه وأخواته المسلمين والمسلمات.. آمين .
وكتبه / عبد الله بن أحمد العلاف
س1/ كيف تصلي الحائض ركعتي الإحرام وهل يجوز للمرأة الحائض ترديد آي الذكر الحكيم في سرها أم لا ؟
ج1/ أولاً : ينبغي أن نعلم أن الإحرام ليس له صلاة فإنه لم يرد عن النبي ( أنه شرع لأمته صلاة للإحرام لا بقوله ولا بفعله ولا بإقراره .
ثانياً : إن هذه المرأة الحائض التي حاضت قبل أن تحرم يمكنها أن تحرم وهي حائض؛ لأن النبي ( أمر أسماء بنت عميس امرأة أبي بكر رضي الله عنه وعنها، حين نفست في ذي الحليفة أمرها أن تغتسل بثوب وتحرم وهكذا الحائض أيضاً وتبقى على إحرامها حتى تطهر ثم تطوف بالبيت وتسعى.
وأما قوله في السؤال : هل لها أن تقرأ القرآن . فنعم الحائض لها الحق أن تقرأ القرآن عند الحاجة أو المصلحة أمَّا بدون حاجة ولا مصلحة إنما تريد أن تقرأه تعبداً وتقرباً إلى الله فالأحسن ألاَّ تقرأه .(1/106)
س2/ سافرت امرأة إلى الحج وجاءتها العادة الشهرية منذ خمسة أيام من تاريخ سفرها وبعد وصولها إلى الميقات اغتسلت وعقدت الإحرام وهي لم تطهر من العادة وحين وصولها إلى مكة المكرمة ظلت خارج الحرم ولم تفعل شيئاً من شعائر الحج أو العمرة ومكثت يومين في منى ثم طهرت واغتسلت وأدت جميع مناسك العمرة وهي طاهرة ثم عاد الدم إليها وهي في طواف الإفاضة للحج إلا أنها استحت وأكملت مناسك الحج ولم تخبر وليها إلاَّ بعد وصولها إلى بلدها فما حكم ذلك؟
ج2/ الحكم في هذا أن الدم الذي أصابها في طواف الإفاضة إذا كان هو دم الحيض الذي تعرفه بطبيعته وأوجاعه فإن طواف الإفاضة لم يصح ويلزمها أن تعود إلى مكة لتطوف طواف الإفاضة فتحرم بعمرة من الميقات وتؤدي العمرة بطواف وسعي وتقصر ثم طواف الإفاضة، أمَّا إذا كان هذا الدم ليس دم الحيض الدم الطبيعي المعروف وإنما نشأ من شدة الزحام أو الروعة أو ما شابه ذلك؛ فإن طوافها يصح عند من لا يشترط الطهارة للطواف فإن لم يمكنها الرجوع في المسألة الأولى بحيث تكون في بلاد بعيدة فحجها صحيح لأنها لا تستطيع أكثر مما صنعت .
س3/ قدمت امرأة محرمة بعمرة وبعد وصولها إلى مكة حاضت ومحرمها مضطر للسفر فوراً ، وليس لها أحد بمكة فما الحكم ؟
ج3: تسافر معه وتبقى على إحرامها، ثم ترجع إذا طهرت وهذا إذا كانت في المملكة لأن الرجوع سهلا ولا يحتاج إلى تعب ولا إلى جواز سفر ونحوه، أما إذا كانت أجنبية ويشق عليها الرجوع فإنها تتحفض وتطوف وتسعى وتقصر وتنهي عمرتها في نفس السفر؛ لأن طوافها حينئذٍ صار ضرورة والضرورة تبيح المحظور .
س4/ ما حكم المرأة المسلمة التي حاضت في أيام حجها أيجزئها ذلك الحج ؟
ج4: هذا لا يمكن الإجابة عنه حتى يُعرف متى حاضت وذلك لأن بعض أفعال الحج لا يمنع الحيض منه وبعضها يمنع منه، فالطواف لا يمكن أن تطوف إلاَّ وهي طاهرة وما سواه من المناسك يمكن فعله مع الحيض .(1/107)
س5/ تقول السائلة : لقد قمت بأداء فريضة الحج العام الماضي وأديت جميع شعائر الحج ما عدا طواف الإفاضة وطواف الوداع حيث منعني منها عذر شرعي فرجعت إلى بيتي في المدينة المنورة على أن أعود في يوم ن الأيام لأطوف طواف الإفاضة وطواف الوداع وبجهلٍ مني بأمور الدين فقد تحللت من كل شيء وفعلت كل شيء يحرم أثناء الإحرام، وسألت عن رجوعي لأطوف فقيل لي لا يصلح لك أن تطوفي فقد أفسدت وعليك الإعادة أي إعادة الحج مرة أخرى في العام المقبل مع ذبح بقرة أو ناقة فهل هذا صحيح ؟ وهل هناك حل آخر فما هو؟ وهل فسد حجي؟ وهل عليَّ إعادته أفيدوني عمَّا يجب فعله بارك الله فيكم.
ج5/ هذه أيضاً من البلاء الذي يحصل من الفتوى بغير علم. وأنت في هذه الحالة يجب عليك أن ترجعي إلى مكة وتطوفي طواف الإفاضة فقط أما طواف الوداع فليس عليك طواف وداع ما دمت كنت حائضاً عند الخروج من مكة؛ وذلك لأن الحائض لا يلزمها طواف الوداع لحديث ابن عباس رضي الله عنهما : "أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلاَّ أنه خفف عن الحائض"، وفي رواية لأبي داود: "أن يكون آخر عهدهم بالبيت الطواف" . ولأن النبي ( لما أخبر أن صفية طافت طواف الإفاضة قال : "فلتنفر إذاً" ودلَّ هذا أن طواف الوداع يسقط عن الحائض أما طواف الإفاضة فلابد لك منه . ولمَّا كنت تحللت من كل شيء جاهلة فإن هذا لا يضرك لأن الجاهل الذي يفعل شيئاً من محظورات الإحرام لا شيء عليه لقوله تعالى : {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} قال الله تعالى : "قد فعلت" . وقوله : {وليس عليكم جُناحٌ فيما أخطأتُم به ولكن ما تعمّدت قلوبكم} فجميع المحظورات التي منعها الله تعالى على المحرم إذا فعلها جاهلاً أو ناسياً أو مكرهاً فلا شيء عليه لكن متى زال عذره وجب عليه أن يقلع عما تلبس به .(1/108)
س6/ المرأة النفساء إذا بدأ نفاسها يوم التروية وأكملت أركان الحج عدا الطواف والسعي إلاَّ أنها لاحظت أنها طهرت مبدئياً بعد عشرة أيام فهل تتطهر وتغتسل وتؤدي الركن الباقي الذي هو طواف الحج ؟
ج6/ لا يجوز لها أن تغتسل وتطوف حتى تتيقن الطهر والذي يُفهم من السؤال حين قالت (مبدئياً) أنها لم تر الطهر كاملاً ، فلابد أن ترى الطهر كاملاً فمتى طهرت اغتسلت وأدت الطواف والسعي وإن سعت قبل الطواف فلا حرج لأن النبي ( سئل في الحج عمن سعى قبل أن يطوف فقال : لا حرج .
س7/ امرأة أحرمت بالحج من السيل وهي حائض ولمَّا وصلت إلى مكة ذهبت إلى جدة لحاجة لها وطهرت في جدة واغتسلت ومشطت شعرها ثم أتمت حجها فهل حجها صحيح وهل يلزمها شيء؟
ج7: حجها صحيح ولا شيء عليها .
س8/ سائلة : أنا ذاهبة للعمرة ومررت بالميقات وأنا حائض فلم أُحرم وبقيت في مكة حتى طهرت فأحرمت من مكة فهل هذا جائز أم ماذا أفعل وما يجب عليَّ ؟(1/109)
ج8/ هذا العمل ليس بجائز والمرأة التي تريد العمرة لا يجوز لها مجاوزة الميقات إلاَّ بإحرام حتى لو كانت حائضاً فإنها تحرم وهي حائض وينعقد إحرامها ويصح . والدليل لذلك أن أسماء بنت عميس زوجة أبي بكر رضي الله عنهما ولدت و النبي ( نازل من ذي الحليفة يريد حجة الوداع فأرسلت إلى النبي ( كيف أصنع ؟ قال : "اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي" ودم الحيض كدم النفاس فنقول للمرأة الحائض إذا مرت بالميقات وهي تريد العمرة أو الحج نقول لها : اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي، والاستثفار معناه أنها تشد على فرجها خرقة وتربطها ثم تحرم سواء بالحج أو بالعمرة ولكنها إذا أحرمت ووصلت إلى مكة لا تأتي إلى البيت ولا تطوف به حتى تطهر ولهذا قال النبي ( لعائشة حين حاضت في أثناء العمرة قال لها : "افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري" هذه رواية البخاري ومسلم وفي صحيح البخاري أيضاً ذكرت عائشة أنها لما طهرت طافت بالبيت وبالصفا والمروة فدل هذا على أن المرأة إذا أحرمت بالحج أو العمرة وهي حائض أو أتاها الحيض قبل الطواف فإنها لا تطوف ولا تسعى حتى تطهر وتغتسل أما لو طافت وهي طاهرة وبعد أن انتهت من الطواف جاءها الحيض فإنها تستمر وتسعى ولو كان عليها الحيض وتقص من رأسها و تنهي عمرتها لأن السعي بين الصفا والمروة لا يشترط له طهارة .
س9/ يقول السائل: لقد قدمت من ينبع للعمرة أنا وأهلي ولكن حين وصولي إلى جدة أصبحت زوجتي حائضاً، ولكني أكملت العمرة بمفردي دون زوجتي، فما الحكم بالنسبة لزوجتي ؟(1/110)
ج9/ الحكم بالنسبة لزوجتك أن تبقى حتى تطهر ثم تقضي عمرتها؛ لأن النبي ( لما حاضت صفية رضي الله عنها قال : "أحابستنا هي؟ قالوا : إنها قد أفاضت. قال : فلتنفر إذاً" فقوله ( : "أحابستنا هي" دليل على أنه يجب على المرأة أن تبقى إذا حاضت قبل طواف الإفاضة حتى تطهر ثم تطوف وكذلك طواف العمرة مثل طواف الإفاضة لأنه ركن من العمرة، فإذا حاضت المعتمرة قبل الطواف انتظرت حتى تطهر ثم تطوف .
س10/ هل المسعى من الحرم؟ وهل تقربه الحائض؟ وهل يجب على من دخل الحرم من المسعى أن يصلي تحية المسجد ؟
ج10/ الذي يظهر أن المسعى ليس من المسجد ولذلك جعلوا جداراً فاصلاً بينهما ولكنه جدارٌ قصير، ولا شك أن هذا خيرٌ للناس لأنه لو أُدخل في المسجد وجُعِل منه لكانت المرأة إذا حاضت بين الطواف والسعي امتنع عليها أن تسعى، والذي أفتي به أنها إذا حاضت بعد الطواف وقبل السعي فإنها تسعى لأن المسعى لا يعتبر من المسجد وأما تحية المسجد فقد يقال أن الإنسان إذا سعى بعد الطواف ثم عاد إلى المسجد فإنه يصليها ولو ترك تحية المسجد فلا شيء عليه، والأفضل أن ينتهز الفرصة ويصلي ركعتين لما في الصلاة في هذا المكان من الفضل .
س11/ تقول السائلة : قد حججت وجاءتني الدورة الشهرية فاستحييت أن أخبر أحداً ودخلتُ الحرم فصليت وطفت وسعيت، فماذا عليَّ؟ علماً بأنها جاءت بعد النفاس؟(1/111)
ج11/ لا يحل للمرأة إذا كانت حائضاً أو نفساء أن تصلي سواءً في مكة أو في بلدها أو في أي مكان لقول النبي ( في المرأة : "أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم". وقد أجمع المسلمون على أنه لا يحل لحائض أن تصوم ولا يحل لها أن تصلي، وعلى هذه المرأة التي فعلت ذلك عليها أن تتوب إلى الله وأن تستغفر مما وقع منها وأما طوافها حال الحيض فهو غير صحيح وأما سعيها فصحيح؛ لأن القول الراجح جواز تقديم السعي على الطواف في الحج وعلى هذا فيجب عليها أن تعيد الطواف لأن طواف الإفاضة ركن من أركان الحج ولا يتم التحلل الثاني إلاَّ به وبناءً عليه فإن هذه المرأة لا يباشرها زوجها إن كانت متزوجة حتى تطوف ولا يعقد عليها النكاح إن كانت غير متزوجة حتى تطوف والله تعالى أعلم .
س12/ إذا حاضت المرأة يوم عرفة فماذا تصنع؟
ج12/ إذا حاضت المرأة يوم عرفة فإنها تستمرفي الحج وتفعل ما يفعل الناس، ولا تطوف بالبيت حتى تطهر .
س13/ إذا حاضت المرأة بعد رمي جمرة العقبة وقبل طواف الإفاضة وهي مرتبة وزوجها مع رفقة فماذا عليها أن تفعل مع العلم أنه لا يمكنها العودة بعد سفرها ؟
ج13/ إذا لم يمكنها العودة فإنها تتحفظ ثم تطوف للضرورة ولا شيء عليها وتكمل بقية أعمال الحج .
س14/ إذا طهرت النفساء قبل الأربعين فهل يصح حجها؟ وإذا لم تر الطهر فماذا تصنع مع العلم أنها ناوية الحج ؟
ج14/ إذا طهرت النفساء قبل الأربعين فإنها تغتسل وتصلي وتفعل كل ما تفعله الطاهرات حتى الطواف لأن النفاس لا حدّ لأقله. أما إذا لم تر الطهر فإن حجها صحيح أيضاً لكن لا تطوف بالبيت حتى تطهر لأن النبي ( منع الحائض من الطواف بالبيت والنفاس مثل الحيض في هذا .
الكلم الطيب والعمل الصالح (130 فضيلة من فضائل الأقوال والأعمال) (31) :
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
يقول الله عز وجل : {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنَّة عرضها السموات والأرض أُعدَّت للمتقين}.(1/112)
إن دخول الجنة والفوز بها والنجاة من النار مطلب أصحاب الهمم العالية والنفوس الشريفة ولا تتحقق هذه الأمنية الغالية النفيسة إلا بفضل الله ورحمته وجوده وكرمه ومنته ثم بالأخذ بالأسباب وفعل ما يوجب الرحمة والتقرب إلى الله بكل ما يحب ويرضى .
ولقد يسر الله بمنه الأسباب وهيأ الله السبل وفتح الأبواب وأجزل الثواب وأعطى على القليل واليسير من الأعمال الكثير الكثير من الحسنات والدرجات .
ونسأل الله الكريم بجوده وفضله وإحسانه ألا يحرمنا الأجر والمثوبة وأن يضاعف لنا الحسنات ويتجاوز عن الزلات والسيئات ويرفع لنا الدرجات ، ويجعل مستقرنا في النعيم المقيم .
فضل النية :
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ( قال فيما يروي عن ربه عز وجل : "إنَّ الله كتب الحسنات والسيئات، ثُمَّ بين ذلك في كتابه؛ فمن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنةً كاملةً، فإن همَّ بها فعملها كتبها اللهُ عندهُ عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة..." رواه البخاري (رقم6491) ومسلم رقم (131) .
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه يبلغ به النبي ( قال : "مَنْ أتى فراشهُ وهو ينوي أن يقوم يُصلِّي من الليل، فغلبته عينه حتى أصبح، كُتب له ما نوى، وكان نومُهُ صدقةً عليه من ربِّه" صححه الألباني في صحيح الترغيب (رقم 19) .
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "مَن توضأَّ فأحسن الوضوء خرجت خطاياهُ من جسده، حتى تخرُج من تحت أظفاره" وفي رواية أن عثمان توضأ ثم قال: رأيت رسول الله( توضأ مثل وضوئي هذا ثم قال: "من توضأ هكذا غُفرَ له ما تقدَّم من ذنبه، وكانت صلاته ومشيُهُ إلى المسجد نافلةً" رواه مسلم (رقم 229) .
عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله ( قال : "إذا توضأ الرَّجلُ المسلم خرجت ذنوبه من سمعه وبصره ويديه ورجليه، فإن قعد قعد مغفوراً له" صححه الألباني في صحيح الترغيب (رقم 180) .
فضل الوضوء :(1/113)
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي ( قال : "ما منكم من أحد ٍيتوضأ فيُبلغُ (أو فيسبغُ) الوضوءَ، ثم يقولُ: أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنَّ مُحمداً عبدُ الله ورسولُهُ إلا فتحت لهُ أبوابُ الجنَّة الثمانيةُ، يدخُلُ من أيِّهَا شاء" رواه مسلم (رقم 234) .
فضل بناء المساجد :
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى اللهُ لهُ مثلهُ في الجنَّة" رواه البخاري (رقم 450) ومسلم (رقم 533) .
فضل الذهاب إلى المسجد :
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي ( قال : "من غدا إلى المسجد لا يُريدُ إلا أن يتعلَّم خيراُ أو يُعلِّمَهُ، كان لهُ كأجرِ حَاجٍّ ، تامّا حجَّتهُ" . صححه الألباني في صحيح الترغيب (رقم 81) .
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ( : "من راح إلى مسجد الجماعة فخُطوة تمحو سيئة، وخُطوةٌ تكتُبُ لهُ حسنةً ذاهباً وراجعاً" صححه الألباني في صحيح الترغيب (رقم 295) .
عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله ( قال : "من خرج من بيته مُتطهِّراً إلى صلاة مكتوبة فأجرُهُ كأجر الحاجِّ المُخرج. ومن خرج إلى تسبيح الضُّحى لا يُنصبُهُ إلاَّ إيَّاهُ فأجرُهُ كأجر المعتمر. وصلاةٌ على أثر صلاة لا لغو بينهما كتابٌ في علِّيين" صحيح الترغيب (رقم 315) .
فضل الأذان :
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي ( قال : "من أذن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة، وكُتب له بتأذينه في كُلِّ يومٍ ستُّون حسنة، وبكلِّ إقامة ثلاثُون حسنة" صححه الألباني في صحيح الترغيب (رقم 240) .
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ( : "يُغفرُ للمؤذن أذانه ويستغفر له كُلَّ رطبٍ ويابس" أخرجه أحمد (2/136) .
فضل انتظار الصلاة في المسجد :(1/114)
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي ( أنه قال : "إذا تطهَّر الرَّجل ثم أتى المسجد يرعى الصلاة كتب له كاتباهُ أو كاتُبهُ بكُلِّ خُطوةٍ يخطُوها إلى المسجد عشر حسناتٍ. والقاعدُ يرعى الصلاة كالقانت، ويكتبُ من المصلين من حين يخرُجُ من بيته حتَّى يرجع إليه" صححه الألباني في صحيح الترغيب (رقم 394) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "يقول الله تعالى: أن عند ظنِّ عبدي بي ، وأنا معهُ إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرتُهُ في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرتُهُ في ملأٍ خيرٍ منهمُ، وإن تقرَّب إليَّ بشبرٍ تقربتُ إليه ذراعاً، وإن تقرَّب إليَّ ذراعاً تقرَّبتُ إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيتُهُ هرولةً" رواه البخاري (رقم 7405) ومسلم (رقم (2675) .
وعن عبادة بن الصامت عن النبي ( قال : "من شهد أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك لهُ، وأنَّ مُحمَّداً عبدُهُ ورسولُهُ، وأنَّ عيسى عبدُ الله ورسولُهُ وكلمتُهُ ألقاها إلى مريمَ ورُوحٌ منه، والجنَّة حقٌّ، والنَّارُ حقٌّ، أدخلهُ الله الجنَّة على ما كان من عملٍ" رواه البخاري (رقم 3435) ومسلم رقم (28) .
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "ما عمل آدميٌّ عملاً قط أنجى لهُ من عذاب الله من ذكر الله عزَّ وجلَّ" رواه أحمد في المسند (5/639) وغيره وهو حديث حسن .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ( قال : "مثلُ الذي يذكرُ ربَّهُ والذي لا يذكُرُ ربه مثل الحي والميت" رواه البخاري ومسلم .
وعنه قال : قال رسول الله ( : "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرَّحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم" رواه البخاري (رقم 6406) ومسلم (رقم 2694) .(1/115)
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي ( قال : "خصلتان أو خلَّتان لا يُحافظُ عليهما عبدٌ مسلمٌ إلا دخل الجنَّة، هما يسيرٌ ومن يعمل بهما قليلٌ: يُسبِّحُ في دُبُر كل صلاةٍ عشراً، ويحمد عشراً، ويُكبِّرُ عشراً فذلك خمسون ومائة باللسان، وألفٌ و خمسمائة في الميزان، يُكبِّرُ أربعاً وثلاثين إذا أخَذَ مضجعهُ، ويحمدُ ثلاثاً وثلاثين، ويُسبِّحُ ثلاثاً وثلاثين، فتلك مائةٌ باللِّسان وألفٌ في الميزان، فأيُّكُم يعملُ في اليوم واللَّيلة ألفين وخمسمائة سيئة" صححه الألباني في صحيح الجامع (رقم 3230) وفي صحيح الترغيب (رقم 603) .
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله ( قال : "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقِّك الأيمن ثم قُل: اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأتُ ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلاَّ إليك، آمنتُ بكتابك الذي أنزلت وبنبيِّك الذي أرسلت. فإن مت من ليلتك متَّ على الفطرة، وإن أصبحت أصبت خيراً واجعلهنَّ آخر ما تتكلَّمُ" رواه البخاري (رقم 247) ومسلم (رقم 2710) .
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي ( قال له : "يا عبد الله بن قيسٍ! قُل: لا حول ولا قُوَّة إلاَّ بالله. فإنَّها كنْزٌ من كُنُوز الجنَّة" رواه البخاري (رقم 6384) ومسلم (رقم 2704) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ( قال : "من قال إذا أصبح مائة مرَّة وإذا أمسى مائة مرَّة: سبحان الله وبحمده غُفرت ذُنُوبُهُ وإن كانت أكثر من زبد البحر" صححه الحاكم وانظر صحيح الترغيب للألباني (رقم647).
وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "ما من عبدٍ يقولُ في صباح كُلِّ يوم، ومساء كُلِّ ليلةٍ: بسم الله الذي لا يضُرُّ مع اسمه شَيءٌ في الأرض ولا في السماء ، وهو السميع العليمُ. ثلاث مرات، فيضره شيءٌ" صحيح سنن الترمذي (رقم 2698) .(1/116)
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله ( قال : "من قال: سبحان الله مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من مائة بدنة. ومن قال : الحمد لله مائة مرَّةٍ قبل طُلُوعِ الشمس وقبل غروبها كان أفضل من مائة فرسٍ يحمل عليها في سبيل الله. ومن قال : اللهُ أكبرُ مائة مرةٍ قبل طُلُوعِ الشَّمس وقبل غُرُوبها كان أفضل من عتق مائة رقبةٍ. ومن قال: لا إله إلا اللهُ وحدهُ لا شريك له ، لهُ الملك ولهُ الحمدُ، وهو على كل شيءٍ قدير. مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها لم يجيء يوم القيامة أحدٌ بعملٍ أفضل من عمله إلا من قال مثل قوله أو زاد عليه" صحيح الترغيب (رقم 651) .
فضل التسبيح والتهليل والتحميد :
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله ( قال : "من قالَ: سُبحان الله العظيم وبحمده، غُرست له بها نخلةٌ في الجنَّة" صححه الألباني في صحيح الجامع (رقم 6429) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "لأن أقُولَ: سبحان الله، والحمدُ لله، ولا إله إلاّ اللهُ، والله أكبر. أحبُّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس" رواه مسلم (رقم 2695) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله ( : "من قال: سُبحان الله وبحمده في يومٍ مائة مرةٍ، حُطَّت خطاياهُ وإن كانت مثل زبد البحر" رواه البخاري (رقم 6405) ومسلم (رقم 2691) .
عن سعد بن أبي وقاص قال : كنا عند رسول الله ( فقال : "أيعجزُ أحدُكُم أن يكسب كُلَّ يومٍ ألف حسنةٍ؟" فسألهُ سائلُ من جُلسائه: كيف يكسبُ أحدنا ألف حسنةٍ؟ قال : "يُسبح مائة تسبيحةٍ، فيكتب له ألف حسنةٍ أو يُحط عنه ألف خطيئة" رواه مسلم (رقم 2698) .
وعن أبي أيوب الأنصاري، عن رسول الله ( : "من قالَ: لا إله إلاَّ الله وحدهُ لا شريكَ لهُ، لهُ المُلكُ ولهُ الحمدُ وهوُ على كل شيءٍ قديرٌ، عشر مرارٍ، كان كمن أعتق أربعة أنفسٍ من ولد إسماعيل" رواه مسلم (رقم 2693).(1/117)
وعند البخاري بلفظ : "كمن أعتق رقبةً من ولد إسماعيل" (رقم 6404).
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "إنَّ سبُحان الله، والحمدُ لله، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ. تنفُضُ الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها" حسنه الألباني في صحيح الجامع (رقم 2089) .
عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أن رسول الله ( قال : "إنَّ الله تعالى اصطفى من الكلام أربعاً: سبحان الله، والحمدُ لله، ولا إله إلا الله، واللهُ أكبرُ. فمن قال: سبحان الله كتبت له عشرون حسنةً، وحُطّت عنه عشرون سيئة، ومن قال : اللهُ أكبرُ. مثل ذلك. ومن قال : لا إله إلا اللهُ. مثل ذلك. ومن قال: الحمدُ لله ربِّ العالمين. من قبل نفسه كُتبت لهُ ثلاثُون حسنةً، وحطَّ عنهُ ثلاثُون خطيئةً" صححه الألباني في صحيح الجامع (رقم 1718) .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله ( قال : "ما على الأرض أحدٌ يقُولُ : لا إله إلا الله واللهُ أكبرُ، ولا حول ولا قُوَّة إلا بالله، إلاَّ كفَّرت عنهُ خطاياهُ، ولو كانت مثل زبدِ البحر" حسنه الألباني في صحيح الجامع (رقم 5636) .
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال : قال رسول الله ( : "لقيتُ إبراهيم ليلة أُسري بي، فقال: يا مُحمَّدُ! اقرئ أُمَّتَكَ منِّي السلام، وأخبرهم أنَّ الجنَّة طيبةُ التُّربة عذبةُ الماء، وأنَّها قيعانٌ، وأنَّ غراسها: سُبحان الله، والحمدُ لله، ولا إله إلاَّ اللهُ، واللهُ أكبرُ" حسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي (رقم 2755) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال : قال رسول الله ( : "لأنَّ أقُولَ: سُبحان الله، والحمدُ لله، ولا إله إلاَّ اللهُ، واللهُ أكبرُ. أحبُّ إليَّ مما طلعت عليه الشمسُ" رواه مسلم (رقم 2695) .(1/118)
وعن سعد بن أبي وقاص أن أعرابياً جاء إلى النبي ( فقال: يا رسول الله ! علمني كلاماً أقوله ! قال : "قُل: لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، اللهُ أكبرُ كبيراً، والحمدُ لله كثيراً، سُبحان الله ربِّ العالمين، ولا حول ولا قُوَّة إلا بالله العزيز الحكيم" قال: فهؤلاء لربي فما لي؟ قال : قُل: اللّهُمَّ اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني" رواه مسلم (رقم2696).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول لله ( مر به وهو يغرس غرساً، فقال: يا أبا هُريرة! ما الَّذي تغرسُ؟" قُلتُ: غراساً لي. قال: "ألا أدُلُّك على غراسٍ خيرٍ لك من هذا؟" قُلت : بلى يا رسول الله! قال: "قُلْ: سُبْحَانَ اللهُ، والحمدُ لله، ولا إلهَ إلاَّ اللهُ، واللهُ أكبرُ؛ يُغْرَس لَكَ بكُلِّ واحدةٍ شجرةٌ في الجنَّة" صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (رقم 3084) .
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه، قال : قال رسول الله ( : "إنَّ ممَّا تذكُرون من جلال الله التسبيح والتهليل والتحميد، ينعطفن حول العرش، لهُنَّ دويٌّ كدويِّ النحل، تُذكِّر بصاحبها، أما يحبُّ أحدكم أن يكون له ـ أو : لا يزالُ لهُ ـ من يُذكِّرُ به؟" صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (رقم 3086) .
فضل قراءة القرآن :
عن فروة بن نوفل عن أبيه أن النبي ( قال لنوفل: "اقرأ (قُل يا أيُّها الكافرون) ثم نم على خاتمتها؛ فإنَّها براءةٌ من الشرك" . صححه الألباني في صحيح الترغيب (رقم 602) .
وعن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه أنه قال : خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول الله ( ليصلي بنا، فأدركناه. فقال : "قُل" . فلم أقل شيئاً. ثم قال : "قُل" فلم أقل شيئاً. ثم قال : "قُلْ" قلت : يا رسول الله ما أقول؟ قال : (قُل هو الله أحدٌ) والمعوذتين حين تُمسي وحين تُصبحُ ثلاث مرات . تكفيك من كل شيءٍ" صححه الألباني في صحيح الترغيب (رقم 643).(1/119)
وعن أبي الدرداء أنَّ النبي ( قال : "من حفظ عشر آيات من أوَّل سورة الكهف عُصم من الدجَّال" رواه مسلم (رقم 809) .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي ( قال : "من قرأ سُورة الكهف في يوم الجُمُعة أضاء لهُ من النور ما بين الجمعتين" .
وفي رواية : "من قرأ سُورة الكهف ليلة الجُمُعة أضاءَ لهُ من النور ما بينهُ وبين البيت العتيق" صححه الألباني في صحيح الترغيب (رقم 735) .
وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله ( قال : "من قرأ (قُلْ هُو اللهُ أحد) حتى يختمها عشر مرات بنى الله لهُ قصراً في الجنَّة" فقال عمر بن الخطاب : إذاً نستكثر يا رسول الله. فقال رسول الله ( : "اللهُ أكثَرُ وأطيبُ" صححه الألباني في الصحيحة (رقم 589) وصحيح الجامع (رقم 6472) .
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : خرج رسول الله ( ونحن في الصفة فقال: "أيُّكُم يُحبُّ أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم؟" فقلنا : يا رسول الله! نحب ذلك. قال : "أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلمُ أو يقرأُ آيتين من كتاب الله عزَّ وجلَّ خيرٌ له من ناقتين. وثلاثٌ خيرٌ من ثلاث. وأربعٌ خيرٌ من أربع. ومن أعدادهن من الإبل" رواه مسلم (رقم 803) .
وعن أبي مسعود رضي الله عنه قال : قال النبي ( : "من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه" رواه البخاري (رقم 4008 ، 5009) ومسلم (رقم 807 ، 808) .
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "من قرأ آية الكرسي دُبُر كُلّ صلاة مكتوبة لم يمنعه من دُخُول الجنَّة إلاَّ أن يمُوت" صححه الألباني في صحيح الجامع (رقم 6464) .(1/120)
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال النبي ( : "أيعجزُ أحدُكم أن يقرأ ثُلُث القُرآن في ليلة؟" فشق ذلك عليهم وقالوا: أيُّنا يطيق ذلك يا رسول الله؟! فقال: "اللهُ الواحد الصمد . ثُلثُ القرآن" رواه البخاري (رقم 5015) وعند مسلم (رقم 811) من رواية أبي الدرداء وفيه : "(قُلْ هو اللهُ أحد) تعدل ثُلُث القُرآن" .
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( قال : "من قرأ حرفاً من كتاب الله فلهُ به حسنةٌ، والحسنةُ بعشر أمثالها، لا أقُولُ : (آلم) حَرْفٌ، ولكنْ ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ" صححه الألباني في صحيح الجامع (رقم 6469) .
وعن فضالة بن عبيد وتميم الداري عن النبي ( : "من قرأ عشر آيات في ليلة كُتبَ لهُ قنطارٌ من الأجر. والقنطارُ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها. فإن كان يومُ القيامة يقولُ ربُّك عزَّ وجلَّ: اقرأ وارق بكُلِّ آية درجة. حتَّى ينتهي إلى آخر آية معهُ . يقولُ الله عزَّ وجلَّ للعبد: اقبض. فيقولُ العبدُ بيده: يا رب! أنت أعلمُ. يقول: بهذه الخلد، وبهذه النعيم" حسنه الألباني في صحيح الترغيب (رقم 632).
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ( يقول : "اقرأوا القُرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه" رواه مسلم (رقم 804) .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله ( : "الذي يقرأُ القُرآن وهو ماهرٌ به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاقٌّ له أجران" رواه البخاري (رقم 4937) ومسلم (رقم 798) .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، أن النبي ( قال : "يُقَالُ لصاحب القرآن: اقرأ وارتقِ ورتِّل كما كنت تُرتِّل في الدُّنيا، فإنَّ منزلتك عند آخر آية ٍتقرؤها" قال الترمذي: حسن صحيح .(1/121)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ( قال : "من القُرآن سُورةٌ ثلاثون آيةً شفعت لرجُل حتَّى غُفر لَهُ، وهي (تبارك الذي بيده المُلْكُ) صحيح سنن أبي داود (رقم 1400) .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ( : "من قام بعشر آياتٍ لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمئة آيةٍ كُتِبَ من القانتين، ومن قام بألف آيةٍ كُتِبَ المقنطرين" صحيح سنن أبي داود (رقم 1398) .
فضل الحج والعمرة والجهاد :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ( قال : "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحجُّ المبرور ليس له جزاءٌ إلاَّ الجنَّة" البخاري (رقم 1773) ومسلم (رقم 1349) .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ( قال : "عُمرةٌ في رمضان تعدلُ حجَّةً أو حجَّة معي" رواه البخاري (رقم 1863) ومسلم (رقم 1256) .
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ( : "تابِعُوا بين الحجِّ والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذُّنُّوب كما ينفي الكير خبث الحديد" أخرجه ابن خزيمة 2515 .
فضل الجهاد : وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان فلان ردف رسول الله ( يوم عرفة فجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن. فقال له رسول الله ( : "ابن أخي! إنَّ هذا يومٌ من ملك فيه سمعهُ وبصرهُ ولسانهُ غُفِرَ لَهُ" رواه أحمد وهو صحيح .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سئل النبي ( أي العمل أفضل؟ قال : "إيمانٌ بالله ورسوله" قيل: ثم ماذا؟ قال : "الجهاد في سبيل الله" قيل : ثم ماذا؟ قال : "حج ٌمبرورٌ" .
وعنه رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ( يقول : "من حجَّ فلم يرفُث ولم يفسُق رجع كيوم ولدته أمُّهُ" رواه البخاري (رقم 1521) ومسلم (رقم 1350) .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله : نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ فقال: "لا لكنَّ أفضل الجهاد حجٌّ مبرورٌ" رواه البخاري (رقم 1520) .(1/122)
فضل الجهاد : عن عبد الرحمن بن جبر ، أن رسول الله ( قال : "ما اغبرَّت قدما عبدٍ في سبيل الله فتمسَّهُ النَّارُ" رواه البخاري (رقم 2811) .
وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما ، أن رسول الله ( قال : "واعلموا أن الجنَّة تحت ظلال السيوف" رواه البخاري (رقم 2818) ومسلم (رقم 1742) .
عن سلمان قال : سمعت رسول الله ( يقول : "رباط يوم وليلة خيرٌ من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عملُهُ الذي كان يعملُهُ، وأجري عليه رزقُهُ وأمن الفتَّان" رواه مسلم (رقم 1913) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "من احتبس فرساً في سبيل الله إيماناً بالله وتصديقاً بوعده، فإنَّ شبعهُ وريَّهُ وروثهُ وبولَهُ في ميزانه يوم القيامة" رواه البخاري (رقم 2853) .
عن سهل بن حنيف أن رسول الله ( قال : "من سأل الله الشَّهادة بصدق بلَّغهُ اللهُ منازل الشُّهداء، وإن ماتَ على فراشِهِ" رواه مسلم (رقم 1909) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى رسول الله ( فقال: دلني على عمل يعدل الجهاد. قال : "لا أجَدهُ" قال : ومن يستطيع ذلك؟ قال أبو هريرة رضي الله عنه: إن فرس المجاهد ليستن في طوله، فيكتب له حسنات. رواه البخاري (رقم 2785) ومسلم بلفظ مختلف وليس فيه قول أبي هريرة (رقم 1878) .
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قيل: يا رسول الله! أي الناس أفضل؟ فقال رسول الله(:
"مُؤمنٌ يجاهدُ في سبيل الله بنفسه وماله" قالوا: ثم من ؟ قال : "مُؤمنٌ في شعب من الشِّعاب، يتَّقي الله ويدعُ الناس من شرِّه" رواه البخاري (رقم 2786) ومسلم (رقم 1888) .(1/123)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ( يقول : "مثلُ المُجاهد في سبيل الله، واللهُ أعلم بمن يُجاهدُ في سبيلهِ، كمثل الصائم القائم، وتوكَّل اللهُ للمُجاهد في سبيله بأن يتوفَّاهُ: أن يُدْخِلَهُ الجنَّة أو يُرجعَهُ سالماً مع أجرٍ أو غنيمةٍ" رواه البخاري (رقم (2787) ومسلم مختصراً (رقم 1876) .
وعن سمرة رضي الله عنه قال النبي ( : "رأيت الليلة رجلين أتياني، فصعدا بي شجرة، فأدخلاني داراً هي أحسنُ وأفضلُ، لم أرَ قطّ أحسن منها ، قالا: أمَّا هذه الدَّار فدارُ الشهداء" رواه البخاري (رقم 2791) ومسلم (رقم 2275) .
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي ( قال : "الرَّوحةُ والغدوةُ في سبيل الله أفضل من الدُّنيا وما فيها" رواه البخاري (رقم 2794) ومسلم (رقم 1881) .
وعن أنس رضي الله عنه عن النبي ( قال : "ما من عبد يمُوتُ لَهُ عند الله خيرٌ، يسُرُّهُ أن يرجع إلى الدُّنيا، وأنَّ لَهُ الدُّنيا وما فيها، إلا الشَّهيدُ، لما يرى من فضل الشهادة ، فإنَّهُ يسُرُّهُ أن يرجع إلى الدُّنيا فيُقتلُ مرةً أخرى" رواه البخاري (رقم 2795) ومسلم (رقم 1877) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ( قال : "والذي نفسي بيده، لا يُكلمُ أحدٌ في سبيل الله، والله أعلمُ بمن يُكلَمُ في سبيله، إلا جاء يوم القيامة، واللون لونُ الدم، والريحُ ريحُ المسك" رواه البخاري رقم (2803) ومسلم (1876) .
وعن البراء رضي الله عنه قال : أتى النبيَّ ( رجل مقنع بالحديد، فقال: يا رسول الله ! أقاتل أو أسلم؟ قال: "أسلم ثُمَ قاتلْ" فأسلم ثم قاتل فقتل، فقال رسول الله ( : "عَملَ قَليلاً وأُجِرَ كثيراً" رواه البخاري (رقم 2808) ومسلم (رقم 1900) .
فضل الصلاة :(1/124)
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ( يقول : "أرأيتُمْ لو أن نهراً بباب أحدُكُم يغتسلُ منه كُلَّ يومٍ خمس مراتٍ، هل يبقى من درنه شيءٌ؟" قالوا : لا يبقى من درنه شيء. قال : "فذلك مثلُ الصلوات الخمس، يمحُو اللهُ بهنَّ الخطايا" رواه البخاري (رقم 528) ومسلم (رقم 667).
وعنه رضي الله عنه أن رسول الله ( قال : "الصلواتُ الخمسُ، والجُمُعَةُ إلى الجُمُعَةِ، كفارةٌ لما بينهنَّ، ما لم تُغشَ الكبائرُ" رواه مسلم (رقم 233) .
وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ( يقول : "ما من امرئٍ مُسلم تحضُرُهُ صلاةٌ مكتوبةٌ فيُحسنُ وضوءها وخُشُوعها ورُكُوعها إلاَّ كانت كفارةً لما قبلها من الذُّنُّوبِ ما لم تُؤتَ كبيرةٌ، وذلك الدَّهرُ كُلُّهُ" رواه مسلم (رقم 288) .
وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله ( قال : "مَنْ صَلَّى البَرْدَينِ دَخَل الجنَّة" رواه البخاري (رقم 574) ومسلم (رقم (635) .
والبردان : الصبح والعصر .
وعن أبي زهير عُمارة بن رؤيبة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ( يقول : "لَنْ يَلِجَ النَّارَ أحدٌ صلَّى قَبل طُلُوع الشَّمس وقبل غُرُوبها" يعني الفجر والعصر. رواه مسلم (رقم 634) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ( قال : "الملائكةُ تُصلِّي على أحدكُم ما دام في مُصلاه الذي صلَّى فيه، ما لم يُحْدثْ ، تقُولُ: اللهم اغفر لَهُ، اللَّهُمَّ ارحمهُ" رواه البخاري .
وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ( يقول : "من صلَّى العشاء في جماعة، فكأنَّما قام نصف الليل، من صلَّى الصُّبح في جماعةٍ، فكأنَّما صلَّى الليل كُلّهُ" رواه مسلم (رقم 656) .(1/125)
وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: كان رسول الله ( يتخلل الصف من ناحية إلى ناحية، يمسح صدورنا ومناكبنا، ويقول : "لا تختلفُوا فتختلف قُلُوبُكُمْ" وكان يقول: "إنَّ الله وملائكتُهُ يُصلُّون على الصُّفُّوف الأول" حسنه النووي وصححه ابن حبان .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله ( قال : "أقيمُوا الصُّفُوفَ، وحاذُوا بين المناكب وسُدُّوا الخلل، ولينُوا بأيدي إخوانكُمْ، ولا تذرُوا فُرُجَاتٍ للشيطان، ومن وصل صفّاً وصلهُ الله، ومن قطَعَ صفَّاً قطعهُ الله" صححه ابن خزيمة والنووي والحاكم ووافقه الذهبي .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ( : "ركعتا الفجر خيرٌ من الدُّنيا وما فيها" رواه مسلم (رقم 725) .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ( : "رَحمَ اللهُ امرأ صلَّى قبل العصر أربعاً" حسنه الألباني في صحيح أبي داود (رقم 1271) .
وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "إذا قضى أحدُكُم صلاته في مسجد فليجعل لبيته نصيباً من صلاته، فإنَّ الله جاعلٌ في بيته من صلاته خيراً" رواه مسلم (رقم 778) .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "من صلَّى لله أربعين يوماً في جماعةٍ يُدركُ التكبيرةَ الأولى كُتبَ لَهُ براءتان: براءةٌ من النَّار، وبراءةٌ من النِّفاق" حسنه الألباني في صحيح الترغيب (رقم 404) .
وعنه أيضاً قال : قال رسول الله ( : "من صلَّى الصُّبح في جماعةٍ ثُمَّ قعد يذكُرُ الله حتَّى تطلعُ الشمسُ، ثُمَّ صَلَّى ركعتين كانت لهُ كأجرِ حجةٍ وعُمرةٍ" قال : قال رسول الله(: "تامةٍ تامةٍ تامةٍ" حسنه الألباني في صحيح الترغيب (رقم 461) .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله ( : "من سدَّ فُرجةً رفعهُ اللهُ بها درجةً، وبنى لهُ بيتاً في الجنَّة" صححه الألباني في صحيح الترغيب (رقم 502) .(1/126)
عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله ( يقول : "ما من عبدٍ مُسلم يُصلِّي لله تعالى في كُلِّ يوم ثنتي عشرةَ ركعةً تطوعاً غير فريضة إلا بنى اللهُ تعالى لهُ بيتاً في الجنَّة" أو : "إلا بُني لهُ بيتٌ في الجنَّة" رواه مسلم (رقم728) .
وعنها قالت : سمعت رسول الله ( يقول : "من يُحافظ على أربع ركعاتٍ قبل الظُّهر، وأربعٍ بعدها حرَّمهُ الله على النَّار" صححه الألباني في صحيح الترغيب (رقم 581) .
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه سمع رسول الله ( يقول : "ما من عبدٍ يسجُدُ لله سجدةً إلاَّ كتب الله لهُ بها حسنةً، ومحى عنه بها سيئةً، ورفعَ لَهُ بِهَا دَرَجةً. فاستكثرُوا من السُّجُّود" صححه الألباني في صحيح الترغيب (رقم 379) .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يُدركُ التكبيرة الأولى كُتب لهُ براءتان: براءةٌ من النَّار، وبراءةٌ من النِّفاق" صحيح الترغيب (رقم 404) .
فضل الصوم والجنائز والصدقات :
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ( قال : "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفرَ لَهُ ما تقدَّم من ذنبه" رواه البخاري (رقم 1901) ومسلم (رقم760) .
وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "قال اللهُ عزَّ وجلَّ: كُلُّ عمل ابن آدم لَهُ إلا الصيامُ، فإنَّهُ لي وأنا أجزي بِه والصيامُ جُنَّةٌ، فإذا كان يومُ صوم أحدُكم فلا يرفُث ولا يصخب، فإن سابَّهُ أحدٌ أو قاتله، فليقُل: إني صائم . والذي نفسُ محمدٍ بيده لخَلُوفُ فَمِ الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربَّهُ فرح بصومه" رواه البخاري (رقم 1904) ومسلم (رقم 1151/ 163) .(1/127)
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي ( قال : "إنَّ في الجنَّة باباً يُقالُ لهُ : الرَّيَّان. يدخُلُ منهُ الصائمون يوم القيامة، لا يدخُلُ منه أحدٌ غيرُهُم، يقالُ: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخُلُ منه أحدٌ غيرُهُم، فإذا دخَلُوا أغلقَ، فلم يدخُل منه أحدٌ" رواه البخاري (رقم 1896) ومسلم (رقم 1152) .
وعن أُبي رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "أفضل الصيام بعد رمضان: شهر الله المُحرَّم، وأفضلُ الصلاة بعد الفريضة: صلاة الليل" رواه مسلم (رقم 1163) .
وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال : سُئل رسول الله ( عن صوم يوم عرفة؟ فقال: "يُكفِّرُ السَّنة الماضية والباقية" رواه مسلم (رقم 1162) .
وعنه أيضاً قال : سُئل رسول الله ( عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: "يُكفِّرُ السنة الماضية" رواه مسلم (رقم 1162) .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ( : "صوم ثلاثة أيام من كُلِّ شهرٍ صومُ الدَّهر كُلِّه" رواه البخاري (رقم 1979) ومسلم (رقم 1159 / 187) .
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "ما من عبد يصُومُ يوماً في سبيل الله إلا باعَدَ اللهُ بذلك اليوم وجههُ عن النَّار سبعين خريفاً" رواه البخاري (رقم 2840) ومسلم (1153) .
وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي ( قال : "من صام يوماً في سبيل الله جعل اللهُ بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض" حسنه الألباني في صحيح الترغيب (رقم 977) .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "من صام يوم عرفة غُفرَ له سنةٌ أمامهُ وسنةٌ خلفهُ. ومن صام عاشُوراء غُفر له سنةٌ" صححه الألباني في صحيح الترغيب (رقم 999) .
وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله ( قال : "من صام رمضان ثم أتبعه ستا ًمن شوال كان كصيام الدهر" رواه مسلم (رقم 1164) .(1/128)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ( قال : "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر لهُ ما تقدم من ذنبه. ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفرَ لهُ ما تقدَّم من ذنبه" رواه البخاري (رقم 1901) ومسلم (رقم 760) .
فضل الجنائز :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله ( يقول : "خمسٌ من عملهُنَّ في يوم كتبهُ اللهُ من أهل الجنَّة: من عاد مريضاً، وشهد جنازةً، وصام يوماً، وراح إلى الجُمُعة، وأعتق رقبةً" حسنه الألباني في صحيح الترغيب (رقم 683) .
عن أبي رافع رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "من غسَّل ميتاً فكتم عليه غفر اللهُ لهُ أربعين كبيرةً. ومن حفر لأخيه قبراً حتَّى يُجِنَّهُ فكأنما أسكنه مسكناً حتى يُبعث" رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "من شهد الجنازة حتَّى يًصلَّى عليها فله قيراطٌ. ومن شهدها حتَّى تُدفنُ فلهُ قيراطان" قيل : وما القيراطان؟ قال: "مثلُ الجبلين العظيمين" رواه البخاري (رقم 945) .
فضل الصدقات :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ( قال : "ما من يوم يُصبحُ العبادُ فيه إلاّ ملكان ينزلان فيقولُ أحدُهُما: اللهمّ اعطِ منفقاً خلفاً، ويقولُ الآخرُ، اللهم اعطِ مُمْسِكاً تلفاً" رواه مسلم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله ( قال : "ما نقصت صدقةٌ من مال (32) ، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً، وما تواضع أحد ٌلله إلاّ رفعهُ الله" حديث صحيح أخرجه الترمذي 2029 .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "من تصدَّق بعدل تمرة من كسبٍ طيِّب ،
ولا يقبَلُ اللهُ إلا الطَّيِّب، وإنَّ الله يتقبَّلُها بيمينه، ثُمَّ يُربِّيها لصاحبه، كما يُربِّي أحدُكُم فُلُوَّهُ، حتى تكون مثل الجبل" رواه البخاري (رقم 1410 ، 7430) ومسلم (رقم 1014) .(1/129)
وعن خزيم بن فاتك قال : قال رسول الله ( : "من أنفق نفقةً في سبيل الله كُتبت لهُ سبعُمائة ضعف" صححه الألباني في صحيح الجامع (رقم 6110).
وعن أبي مسعود رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي ( بناقة مخطومة فقال: يا رسول الله هذه في سبيل الله. فقال رسول الله ( : "لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كُلُّها مخطومةٌ"رواه مسلم (رقم 1892) .
فضل البر والصلة والخلق الحسن :
فضل البر : عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ( يقول: "من سرَّه أن يُبسط له في رزقه، وينسأ لله في أثره، فليصل رحمه" رواه البخاري (رقم 2067 و5986) وعن أبي هريرة (برقم 5985) وعند مسلم (برقم 2557) .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني، فلم تجد عندي غير تمرة واحدة، فأعطيتها فقسمتها بين ابنتيها، ثم قامت فخرجت، فدخل النبي ( فحدثته، فقال: "مَن يلي من هذه البنات شيئاً، فأحسن إليهن كُنَّ لهُ ستراً من النَّار" رواه البخاري (رقم 5995) ومسلم (رقم 2629) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله" وأحسبه قال: "كالقائم لا يفتُرُ، وكالصائم لا يُفطرُ" رواه البخاري (رقم 6007) ومسلم (2982) .
وعنه أن رجلاً قال : يا رسول الله! إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليّ فقال: "لئن كُنتَ كما قُلْتَ، فكأنَّما تُسفُّهُمُ الملَّ، ولا يزالُ معك من الله ظهيرٌ عليهم، ما دُمتَ على ذلك" رواه مسلم (رقم 2558) .
عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله ( قال : "لا يحلُّ لمسلم أن يجهر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيُعرض هذا ويُعرضُ هذا وخيرُهُما الذي يبدأ بالسلام" رواه البخاري (رقم 6077 ، 6237) ومسلم (رقم 2560).(1/130)
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي ( : "أن رجلاً زار أخاً لهُ في قرية أخرى، فأرصد الله لهُ على مدرجته ملكاً فلمَّا أتى عليه قال: أين تُريدُ؟ قال: أريدُ أخاً لي في هذه القرية. قال : هل لك عليه من نعمةٍ ترُبُّها؟ قال: لا ، غير أني أحببتُهُ في الله عزَّ وجلَّ. قال : فإني رسول الله إليك، بأنَّ الله قد أحبَّك كما أحببتهُ فيه" رواه مسلم (رقم 2567).
وعن ثوبان مولى رسول الله ( عن رسول الله ( قال : "من عادَ مريضاً لم يزل في خُرفَة الجنَّة" قيل: يا رسول الله وما خُرْفَةُ الجنَّة؟ قال : جَنَاهَا" رواه مسلم (رقم 2568 / 42) .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ( : "ما يُصيبُ المؤمنَ من شوكة فما فوقها، إلا
رفعهُ الله بها درجةَ أو حطَّ عنهُ بها خطيئة" رواه مسلم (رقم 2572/47) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله ( قال : "ما نقصت صدقةٌ من مالٍ، وما زاد اللهُ عبداً بعفوٍ إلا عزّاً. وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعهُ الله" رواه مسلم (رقم 2588) .
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ( قال : "إن المؤمن ليدرك بحسن الخُلق درجة القائم الصائم" صححه الألباني في صحيح الجامع (رقم 1932)
وعن أبي مسعود رضي الله عنه عن النبي ( قال : "إذا أنفق الرجُلُ على أهله يحتسبُها فهُو لهُ صدقةٌ" رواه البخاري (رقم55) ومسلم (رقم 1002).
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله ( قال : "إنَّك لن تنفق نفقةً تبتغي بها وجه الله إلا أُجرت عليها، حتَّى ما تجعل في فيِّ امرأتك" رواه البخاري (رقم 56) ومسلم (رقم 1628) .
وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله ( قال : "من كظم غيظاً وهو قادرٌ على أن يُنفذَهُ دعاهُ الله على رؤوس الخلائق حتَّى يُخيِّرهُ من الحُور العين، يُزَوِّجُهُ منها ما شاء" حسنه الألباني في صحيح الجامع (رقم 6522).(1/131)
وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن رسول الله ( قال : "من كانت همَّهُ الآخرةُ جمعَ اللهُ لهُ شمله، وجعل غناهُ في قلبه، وأتتهُ الدُنيا راغمةً..." صححه الألباني في صحيح الجامع (رقم 6516) .
وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "من أكل طعاماً فقال: الحمدُ لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غُفِرَ لَهُ ما تقدَّم من ذنبه. ومن لبس ثوباً جديداً فقال: الحمدُ لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قُوة غُفِرَ لَهُ ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر" حسنه الألباني في صحيح الجامع (رقم 6086) .
وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "من ترك اللباس تواضعاً لله وهو يقدرُ عليه دعاهُ الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يُخيِّرهُ من أيِّ حُللِ الإيمان شاء يلبسهُا" حسنه الألباني في صحيح الجامع (رقم6145) .
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ( : "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مُسلم كربةً، فرَّج الله عنهُ بها كُربةً من كُرَبِ يوم القيامة، ومن ستر مُسلماً سترهُ الله يوم القيامة" رواه مسلم 2580 .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "من عاد مريضاً أو زار أخاً لهُ في الله ناداهُ مُنادٍ أن طِبتَ وطابَ ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً" أخرجه البخاري في الأدب المفرد رقم 350 .
عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "لا تحقرنَّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طلق" رواه مسلم رقم 2626 .
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ( يقول : "عينان لا تمسَّهُما النار، عينٌ بكت من خشية الله، وعينٌ باتت تحرُسُ في سبيل الله" أخرجه الترمذي 1633 ، 3311 .(1/132)
عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "اتَّق الله حيثُما كُنْت، واتبع السيئِّة الحسنةَ تُمْحِها وخالقِ الناس بخلقٍ حسن" أخرجه أحمد 5/153، 158 ، 177 .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "رغم (33) أنفُ، ثم رغم أنفُ، ثُم رغم أنفُ" قيل : من يا رسول الله؟ قال : "من أدرك أبويه عند الكبر أحدهُما أو كليهما فلم يدخُل الجنَّة" رواه مسلم 2551 .
فضل النوافل :
علامات حب الله تعالى العبد والطريق إلى تحقيق هذه المحبة :
قال الله تعالى : {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم} آل عمران .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : (إذا أحب الله العبد نادى جبريل، إن الله تعالى يحب فلاناً، فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي في أهل السماء، إن الله يحب فلاناً، فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض) متفق عليه.
وعنه عن النبي ( إن الله تعالى قال : (من عادى لي ولياً، فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به. وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني أعطيته، ولئن استعاذني لأعيذنه) رواه البخاري.
أ/ نافلة الأذكار ومنها :
1ـ تلاوة القرآن الكريم وفضله :
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ( يقول : (اقروا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) رواه مسلم .
وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال ، قال رسول الله ( : (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) رواه البخاري .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : (من قرأ حرفا ًمن كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول لكم آلم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) رواه الترمذي .
2ـ فضل الذكر :(1/133)
قال تعالى : {فاذكروني أذكركم} البقرة، وقوله تعالى : {واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون} الجمعة .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ( قال : (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا ًمن الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه) .
وقال ( : (من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) متفق عليه .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله ( قال : (من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا ًوثلاثين وحمد الله ثلاثاً وثلاثين وكبر الله ثلاثاً وثلاثين وقال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) رواه مسلم .
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : كنا عند رسول الله ( فقال : (أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب ألف حسنة؟ قال (يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة) رواه مسلم .
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي ( قال : (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت) رواه البخاري .
2ـ ومن النوافل الصلاة على رسول الله ( :
قال الله تعالى : {إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً} الأحزاب .
عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، رضي الله عنهما إنه سمع رسول الله ( يقول : (من صلى عليَّ صلاة واحدة، صلى الله عليه بها عشراً) رواه مسلم .
ب/ من نوافل الصلاة :
1ـ السنن الراتبة :
عن أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما قالت سمعت رسول الله ( يقول :(1/134)
(ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة) رواه مسلم .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت (لم يكن النبي ( على شيء من النوافل أشد تعهداً منه على ركعتي الفجر) متفق عليه .
وعنها عن النبي ( قال : (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها) رواه مسلم.
وعن أم حبيبة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله ( : (من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله تعالى على النار) رواه أبو داود والترمذي .
2ـ صلاة الوتر وصلاة الضحى :
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي ( قال : (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً) متفق عليه .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (أوصاني خليلي ( بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أنام) متفق عليه .
3ـ صلاة تحية المسجد :
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين) متفق عليه .
4ـ من نوافل الصلاة ركعتين بعد الوضوء :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ( قال لبلال : (يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإنني سمعت دَفَّ نعليك بين يديَّ في الجنة قال ما عملت عمل أرجى عندي من أني لم أتطهر طهوراً في ساعة من ليل أو نهار إلاّ صليت بذلك الطهور ما كُتب لي أن أصلي) متفق عليه .
4ـ العمرة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ( قال : (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنّة) متفق عليه .
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ( قال : (عمرة في رمضان تعدل حجّة ، أو حجَّة معي) متفق عليه .
من أنواع النوافل التي تصل بالعبد إلى هذه الدرجة من المحبة .
ج/ نافلة الصيام :
1ـ صوم المحرم : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : (أفضل الصيام بعد رمضان : شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة، صلاة الليل) رواه مسلم.(1/135)
2ـ صوم يوم عرفة وعاشوراء :
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله ( عن صيام يوم عرفة قال : (يكفر السنة الماضية والباقية) رواه مسلم .
وعنه رضي الله عنه أن رسول الله ( سُئل عن صيام يوم عاشوراء فقال (يكفر السنة الماضية) رواه مسلم .
3ـ صوم ستة أيام من شوال :
عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله ( قال : (من صام رمضان، ثم أتبعه ستاً من شوال، كان كصيام الدهر) رواه مسلم .
4ـ صوم يوم الاثنين والخميس :
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله ( قال : (تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم) رواه الترمذي .
5ـ صوم ثلاثة أيام من كل شهر :
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ( : (صوم ثلاث أيام من كل شهر صوم الدهر كله) متفق عليه .
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : (إذا صمت من الشهر ثلاثاً، فصم ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة) . رواه الترمذي حديث حسن .
6ـ من النوافل الجليلة الصدقة :
قال الله تعالى : {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} سبأ .
وقال تعالى : {وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوفَ إليكم وأنتم لا تظلمون} البقرة .
عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن رسول الله ( قال : (اتقوا النار ولو بشق تمرة) متفق عليه .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : (ما من يوم يصبح العباد فيه إلاّ ملكان ينزلان، فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعطت ممسكاً تلفاً) متفق عليه .(1/136)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ( قال : (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) متفق عليه .
أيها المسلم الكريم :
فليكن نصيبك من النوافل الكثير الكثير، وأنت ترفل في نعم كثيرة وصحة وعافية وحتى تصل إلى محبة الله عز وجل وليرفع من درجاتك فليكن نصيبك كحد أدنى:
1ـ من القرآن الكريم قراءة جزء كل يوم حتى تكمله مرة كل شهر .
2ـ من الأذكار المحافظة على الأذكار المقيدة بعد الفرائض وأذكار النوم والأكل والشرب والسفر والصباح والمساء الخ .
3ـ ومن نافلة الصلاة فليكن تعاهدك بالسنن الراتبة وصلاة الضحى والوتر .
4ـ ومن الصدقة اقتطاع جزء من مرتبك من كل شهر بشكل دائم تسهم به في نشر الإسلام ومساعدة المسلمين في كل جزء من الأرض .
5ـ من الصيام صيام ستة من شوال ويوم عرفة ويوم عاشوراء وصيام ثلاثة أيام من كل شهر وليكن اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر .
6ـ زيارة بيت الله تعالى وتعاهده من وقت لآخر أنت ومن تعول واستغلال فضل المكان والزمان مثل رمضان .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه (34) :
…إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً . أما بعد :(1/137)
فإن للشهوات سلطاناً على النفوس، واستيلاء وتمكناً في القلوب، فتركها عزيز، والخلاص منها عسير، ولكن من اتقى الله كفاه، ومن استعان به أعانه : (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) [الطلاق:3] ، وإنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله، أما من تركها مخلصاً لله فإنه لا يجد في تركها مشقة إلا أول وهلة؛ ليُمتَحن أصادق في تركها أم كاذب، فإن صبر على تلك المشقة قليلاً استحالت لذة، وكلما ازدادت الرغبة في المحرم، وتاقت النفس إلى فعله، وكثرت الدواعي للوقوع فيه عظُم الأجرُ في تركه، وتضاعفت المثوبة في مجاهدة النفس على الخلاص منه .
ولا ينافي التقوى ميلُ الإنسان بطبعه إلى الشهوات، إذا كان لا يغشاها، ويجاهد نفسه على بغضها، بل إن ذلك من الجهاد ومن صميم التقوى، ثم إن من ترك لله شيئاً عوَّضه الله خيراً منه .
والعوض من الله أنواع مختلفة، وأجلُّ ما يُعوَّضُ به: الأنسُ بالله، ومحبته، وطمأنينة القلب بذكره، وقوته، ونشاطه، ورضاه عن ربِّه ـ تبارك الله وتعالى ـ مع ما يلقاه من جزاء في هذه الدنيا، ومع ما ينتظره من الجزاء الأوفى في العقبى .
نماذج لأمور من تركها لله عوَّضه الله خيراً منها :
1ـ من ترك مسألة الناس، ورجاءهم، وإراقة ماء الوجه أمامهم، وعلق رجاءه بالله دون سواه؛ عَوَّضه خيراً مما ترك، فرزقه حرية القلب، وعزة النفس، والاستغناء عن الخلق "ومن يتصبر يصبره الله،
ومن يستعفف يعفه الله" .
2ـ ومن ترك الاعتراض على قدر الله، فسلَّم لربّه في جميع أمره؛ رزقه الله الرضا واليقين، وأراه من حسن العاقبة ما لا يخطر له ببال.
3ـ ومن ترك الذهاب للعرافين والسحرة؛ رزقه الله الصبر، وصدق التوكل، وتَحَقُقَ التوحيد .
4ـ ومن ترك التكالب على الدنيا جمع الله أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة .(1/138)
5ـ ومن ترك الخوف من غير الله، وأفرد الله وحده بالخوف سَلِمَ من الأوهام، وأمَّنه الله من كل شيء، فصارت مخاوفه أمناً وبرداً وسلاماً.
6ـ من ترك الكذب، ولزم الصدق فيما يأتي ويذر، هُدي إلى البر، وكان عند الله صديقاً، ورزق لسان صدق بين الناس، فسوَّدوه، وأكرموه، وأصاخوا السمع لقوله .
7ـ ومن ترك المراء وإن كان مُحقّاً ضُمن له بيت في ربض الجنة، وسلم من شر اللجاج والخصومة، وحافظ على صفاء قلبه، وأمن من كشف عيوبه.
8ـ ومن ترك الغش في البيع والشراء زادت ثقة الناس به، وكثر إقبالهم على سلعته.
9ـ ومن ترك الرِبا، وكَسْبَ الخبيثِ بارك الله في رزقه، وفتح له أبواب الخيرات والبركات .
10ـ ومن ترك النظر إلى المحرم عوَّضه الله فراسة صادقة، ونوراً وجلاءً ولذة يجدها في قلبه .
11ـ ومن ترك البخل، وآثر التكرم والسخاء أحبَّه الناس، واقترب من الله ومن الجنة، وسلم من الهمِّ والغمّ وضيق الصدق ، وترقى في مدارج الكمال ومراتب الفضيلة {ومن يُوقَ شُحَّ نفسه فأولئك هُمُ المفلحون} [الحشر:9] .
12ـ ومن ترك الكِبر، ولَزِمَ التواضع كمل سؤدده، وعلا قدره، وتناهى فضله، قال ( فيما رواه مسلم في الصحيح : "ومن تواضع لله رفعه".
13ـ ومن ترك المنام ودفأه ولذته، وقام يصلي لله عز وجل عوَّضه الله فرحاً ، ونشاطاً ، وأُنساً.
14ـ ومن ترك التدخين، وكافة المسكرات والمخدرات أعانه الله وأمده بألطاف من عنده، وعوَّضه صحة وسعادة حقيقة، لا تلك السعادة الوهمية العابرة .
15ـ ومن ترك الانتقام والتشفي مع قدرته على ذلك، عوَّضه الله انشراحاً في الصدر، وفرحاً في القلب؛ ففي العفو من الطمأنينة والسكينة والحلاوة وشرف النفس، وعزها، وترفعها ما ليس شيء منه في المقابلة والانتقام .
قال ( فيما رواه مسلم : "وما زاد عبداً بعفو إلا عِزاً" .(1/139)
16ـ ومن ترك صحبة السوء التي يظن أن بها منتهى أنسه، وغاية سروره، عوَّضه الله أصحاباً أبراراً، يجد عندهم المتعة والفائدة، وينال من جراء مصاحبتهم ومعاشرتهم خيري الدنيا والآخرة .
17ـ ومن ترك كثرة الطعام سلم من البطنة وسائر الأمراض؛ لأن من أكل كثيراً شرب كثيراً، فنام كثيراً، فخسر كثيراً.
18ـ ومن ترك المماطلة في الدَّين أعانه الله، وسدد عنه بل كان حقّاً على الله عونه .
19ـ ومن ترك الغضب حفظ على نفسه عزّتها وكرامتها، ونأى بها عن ذلِّ الاعتذار ومغبة الندم، ودخل في زمرة المتقين {والكاظمين الغيظ} [آل عمران: 134] .
جاء رجل إلى النبي ( فقال : يا رسول الله أوصني! قال: "لا تغضب" رواه البخاري .
قال الماوردي رحمه الله : فينبغي لذي اللب السوي والحزم القوي أن يتلقى قوة الغضب بحلمه فيصدها، ويقابل دواعي شرته بحزمه فيردها ؛ ليحظى بأجَلِّ الخيرة، ويسعد بحميد العاقبة .
وعن أبي عبلة قال: غضب عمر بن عبد العزيز يوماً غضباً شديداً على رجل، فأمر به، فأحضر وجُرِّد، وشُدَّ في الحبال، وجيء بالسياط، فقال: خلوا سبيله؛ أما إني لولا أن أكون غضباناً لسؤتك، ثم تلا قوله تعالى : {والكظمين الغيظ} [آل عمران: 134] .
20ـ ومن ترك الوقيعة في أعراض الناس والتعرض لعيوبهم ومغامزهم؛ عُوِّض بالسلامة من شرهم، ورزق التبصر في نفسه .
قال الأحنف بن قيس رضي الله عنه: من أسرع إلى الناس فيما يكرهون قالوا فيه ما لا يعلمون .
وقالت أعرابية توصي ولدها: إياك والتعرض للعيوب فتتخذ غرضاً ، وخليق ألا يثبت الغرض على كثرة السهام، وقلما اعتورت السهام غرضاً حتى يهيئ ما اشتدَّ من قوته .
قال الشافعي رحمه الله :
المرء إن كان مؤمناً ورعاً أشغله عن عيوب الورى ورعُه
كما السقيم العليل أشغله عن وجه الناس كلهم وجعُه(1/140)
21ـ ومن ترك مجاراة السفهاء، وأعرض عن الجاهلين حمى عرضه، وأراح نفسه، وسلم من سماع ما يؤذيه {خُذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين} [الأعراف:199] .
22ـ ومن ترك الحسد سلم من أضراره المتنوعة؛ فالحسد داء عضال، وسم قتَّال ومسلك شائن، وخلق لئيم، ومن لؤم الحسد أنه موكل بالأدنى فالأدنى من الأقارب، والأكفاء، والخلطاء، والمعارف، والإخوان.
قال بعض الحكماء: ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحسود، نفس دائم، وهمٌّ لازم، وقلب هائم.
ومن سلم من سوء الظن بالناس سلم من تشوش القلب، واشتغال الفكر، فإساءة الظن تفسد المودة، وتجلب الهم والكدر، ولهذا حذرنا الله ـ عز وجل ـ منها فقال : {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إنَّ بعض الظنِّ إثمٌ} [الحجرات : 12] ، وقال ( : "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث" [رواه البخاري ومسلم] .
24ـ ومن أطَّرح الدعة والكسل، وأقبل على الجدِّ والعمل؛ علت همته، وبورك في وقته، فنال الخير الكثير في الزمن اليسير .
ومن هجر اللذات نال المنى ومن أكبَّ على اللذات عضَّ على اليد
25ـ ومن ترك تطلب الشهرة وحب الظهور رفع الله ذكره، ونشر فضله، وأتته الشهرة تُجَرِّرُ أذيالها .
26ـ ومن ترك العقوق، فكان بَرّاً بوالديه؛ رضي الله عنه، ورزقه الله الأولاد الأبرار، وأدخله الجنة في الآخرة .
27ـ ومن ترك قطيعة أرحامه، فوصلهم، وتودد إليهم، واتقى الله فيهم؛ بسط الله له في رزقه، ونسأ له في أثره، ولا يزال معه ظهير من الله ما دام على تلك الصلة .(1/141)
28ـ ومن ترك العشق، وقطع أسبابه التي تمده، وتجرَّع غصص الهجر ونار البعاد في بداية أمره، وأقبل على الله بكليته؛ رُزِقَ السلوّ وعزة النفس، وسلم من اللوعة والذلة والأسر، ومُلئ قلبه حريةً ومحبةً لله ـ عز وجل ـ تلك المحبة التي تلم شعث القلب، وتسدُّ خلته، وتشبع جوعته، وتغنيه من فقره؛ فالقلب لا يسر ولا يفلح، ولا يطيب ولا يسكن، ولا يطمئن إلا بعبادة ربَّه، وحبِّه، والإنابة إليه .
29ـ ومن ترك العبوس والتقطيب، واتصف بالبشْر والطلاقة؛ لانت عريكته، ورقَّت حواشيه، وكثر محبوه، وقلَّ شانؤوه .
قال ( : "تبسُّمك في وجه أخيك صدقة" أخرجه الترمذي وقال : حديث حسن غريب .
قال ابن عقيل الحنبلي : البِشْر مُؤنِّس للعقول، ومن دواعي القبول، والعبوس ضده .
وبالجملة فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه. فالجزاء من جنس العمل {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره* ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره} [الزلزلة7ـ8] .
مثال على من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه :
وإذا أردت مثالاً جليَّاً، يبين لك أن من ترك شيئاً لله عوَّضه الله خيراً منه فانظر إلى قصة يوسف ـ عليه السلام ـ مع امرأة العزيز، فلقد راودته عن نفسه فاستعصم، مع ما اجتمع له من دواعي المعصية، فلقد اجتمع ليوسف ما لم يجتمع لغيره، وما لو اجتمع كله أو بعضه لغيره لربما أجاب الداعي، بل إن من الناس من يذهب لمواقع الفتن بنفسه، ويسعى لحتفه بظلفه، ثم يبوء بعد ذلك بالخسران المبين في الدنيا والآخرة إن لم يتداركه الله برحمته .
أما يوسف عليه السلام فقد اجتمع له من دواعي الزنا ما يلي :
1ـ أنه كان شاباً، وداعية الشباب إلى الزنا قوية .
2ـ أنه كان عزباً، وليس له ما يعوضه ويرد شهوته .
3ـ أنه كان غريباً، والغريب لا يستحي في بلد غربته مما يستحي منه بين أصحابه ومعارفه.
4ـ أنه كان مملوكاً، فقد اشتُري بثمن بخس دراهم معدودة، والمملوك ليس وازعُه كوازع الحرِّ .
5ـ أن المرأة كانت جميلة .(1/142)
6ـ أن المرأة ذات منصب عال .
7ـ أنها سيدته .
8ـ غياب الرقيب .
9ـ أنها قد تهيَّأت له .
10ـ أنها غلَّقت الأبواب .
11ـ أنها هي التي دعته إلى نفسها .
12ـ أنها حرصت على ذلك أشد الحرص .
13ـ أنها توعدته إن لم يفعل بالصَّغَار .
ومع هذه الدواعي صبر إيثاراً واختياراً لما عند الله، فنال السعادة والعز في الدنيا، وإن له الجنة في العقبى ، فلقد أصبح السيد، وأصبحت امرأة العزيز فيما بعد كالمملوكة عنده، وقد ورد أنها قالت : "سبحان من صيَّر الملوك بذل المعصية مماليك، ومن جعل المماليك بعزِّ الطاعة ملوكاً" .
فَحَريٌّ بالعقل الحازم، أن يتبصر في الأمور، وينظر في العواقب، وأَلا يؤثر اللذة الحاضرة الفانية على اللذة الآجلة الباقية .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
المحفزات لعمل الخيرات (35) :
س/ هل تريد أن ترجع من ذنوبك كيوم ولدتك أمك ؟
ج/ قال ( "من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه" .
س/ هل تريد أن تغفر لك كل الذنوب السالفة ؟
ج/ قال ( : "من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه وفي رواية لا يسهو فيهما غفر له ما تقدم من ذنبه" .
س/ هل تريد حسنات بعدد الأشخاص ؟
ج/ قال ( : "من استغفر للمؤمنين وللمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة" .
س/ هل تريد حسنات أمثال الجبال؟
ج/ قال ( : "من تبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً وكان معها حتى يُصلى عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط من الأجر" .
س/ هل تريد حسنة واحدة ؟
ج/ قال ( : "من هم بحسنة فمل يعملها كتبت له حسنة" .
س/ هل تريد عشر حسنات؟
ج/ قال ( : "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله بكل حرف عشر حسنات".
س/ هل تريد خمسين حسنة؟
ج/ قال النبي ( عن ربه عز وجل في فرض الصلاة يقول تعالى : "لا يُبدل القول لدي هي خمس وهي خمسون في الأجر" .(1/143)
س/ هل تريد مائة حسنة ؟
ج/ قال ( : "من قتل وزغاً من أول ضربة فله مائة حسنة" .
س/ هل تريد سبعمائة حسنة؟
ج/ قوله تعالى : (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة) .
س/ هل تريد أكثر من ذلك :
ج/ قوله تعالى : (والله يضاعف لمن يشاء) .
س/ هل تريد حسنات بلا حساب ؟
ج/ قوله تعالى : (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) .
س/ هل تريد أن يكون هذا على الله ليس له عدد محدد ؟
ج/ قال ( : "فمن عفى وأصلح فأجره على الله" .
س/ هل تريد تكفير السيئات ؟
ج/ قال ( :"من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر".
س/ هل تريد النجاة في الآخرة ؟
ج/ قال ( : "من أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ضل إلا ظله".
س/ هل تريد ستر في العُري ؟
ج/ قال ( "من ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره الله يوم القيامة" .
س/ هل تريد الستر في حر النار ؟
ج/ قال ( "من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جيدته (من غناه) كن له حجاباً من النار يوم القيامة" .
س/ هل تريد شفاعة النبي ( ؟
ج/ قال ( : "من صلى علي حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة" .
س/ هل تريد عتقاً من النار ؟
ج/ قال ( "من ذب عن عرض أخيه بالغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار" .
س/ هل تريد بيتاً في الجنة ؟
ج/ قال ( : "من بنى مسجداً لله يذكر الله فيه بنى الله له مثله في الجنة".
"من ثابر على ثنتي عشر ركعة من السنة بنى الله له بيتاً في الجنة" .
"من قرأ قل هو الله أحد عشر مرة بني له بيتاً في الجنة" .
س/ هل تريد ثياباً حُلل ؟
ج/ قال ( : "من ترك اللباس تواضعاً لله وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حُلل الإيمان يلبس" .
س/ هل تريد ثياب من سندس ومن حرير ؟
ج/ قال ( : "من كفن مسلماً كساه الله من السندس" .(1/144)
س/ هل تريد أشجاراً في الجنة؟
ج/ قال ( : "من قال سبحان الله وبحمده غُرست له بها نخلة في الجنة".
س/ هل تريد نساء في الجنة ؟
ج/ قال ( "من كتم غيظاً وهو قادر على أن يُنفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين يزوجه منها ما يشاء" .
س/ هل تريد رفع الدرجات عند الله ؟
ج/ قال ( : "من تواضع لله رفعه" .
س/ هل تريد حرزاً من الشيطان ؟
ج/ قال ( "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يومه مائة مرة كتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان حتى يمسي" .
س/ هل تريد العصمة من الفتن ومن الدجال ؟
ج/ قال ( "من حفظ أول عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال" .
س/ هل تريد سعة الرزق وطول العمر ؟
ج/ قال ( : "من أحب أن يبسط له في رزقه وأن ينسا له في أثره فليصل رحمه" .
س/ هل تريد حراسة وحفظاً من الله ؟
ج/ قال ( "من صلى الفجر فهو في ذمة الله وحسابه على الله" .
س/ هل تريد أن يدعو لك شخص لم يذنب أبداً ولم يعص الله؟
ج/ قال ( : "من دعى لأخيه بظهر الغيب قال له الملك الموكل به آمين ولك بمثله" .
س/ هل تريد صك براءة من النفاق ومن النار ؟
ج/ قال ( : "من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يُدرك التكبيرة الأولى كُتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق" .
س/ هل تريد أجر عتق رقبه ؟
ج/ قال ( : "من طاف بالبيت سبعاً وصلى ركعتين كان كعتق رقبة". "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشراً كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل" .
س/ هل تريد أن يصلي الله عليك ؟
ج/ قال ( : "من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً وذكره عنده في الملأ الأعلى" .
س/ هل تريد الشهادة في سبيل الله ؟
ج/ قال ( : "من طلب الشهادة صادقاً أعُطها ولو لم تصبه" .
س/ هل تريد أن تكون قريباً من الله ؟(1/145)
ج/ قال ( : "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء".
س/ هل تريد أجر قيام ليلة كاملة ؟
ج/ قال ( : "من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله" .
س/ هل تريد أن يباعد الله بينك وبين النار سبعين خريفاً ؟
ج/ قال ( : "ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً" .
س/ هل تريد طريقاً يوصلك إلى الجنة ؟
ج/ قال ( "ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة" .
س/ هل تريد أجر الصائم أو المجاهد ؟
ج/ قال ( "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر" .
س/ هل تريد أجر حجة؟
ج/ قال ( : "العمرة في رمضان تعدل حجة أو حجة معي" .
س/ هل تريد أن تنال رضى الله سبحانه ؟
قال ( : "إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها" .
س/ هل تريد مرافقة النبي ( في الجنة ؟
ج/ قال ( : "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما" .
س/ هل تريد كنزاً من كنوز الجنة ؟
ج/ قال ( : "لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة" .
س/ هل تريد أن يحب الله لقاءك ؟
ج/ قال ( : "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه" .
مكفرات الذنوب :
قال الله تعالى : {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم} .
وقال تعالى : {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يُصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} .
وقال تعالى : {إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً} .
وقال تعالى : {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً} .(1/146)
وقال تعالى : {ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيما} .
ذكر الله عند سماع المؤذن :
قال رسول الله ( : (من قال حين يسمع المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله رباً وبمحمد رسولاً وبالإسلام ديناً غُفر له ذنبه) أخرجه مسلم .
الوضوء :
قال رسول الله ( : (من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظافره) أخرجه مسلم .
الصلوات :
قال رسول الله ( : (أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمساً، ما نقول ذلك يبقى من درنه؟ قالوا : لا يبقى من درنه شيئاً، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا) أخرجه البخاري .
قال رسول الله ( : (صلاة الرجل في الجماعة تضعفُ على صلاته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين ضعفاً ذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرج إلا للصلاة لم يخط خطوة إلا رُفعت له بها درجة وحُطت عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه، اللهم صلِّ عليه اللهم ارحمه ولا يزال أحدكم في صلاته ما انتظر الصلاة) أخرجه البخاري.
قال رسول الله ( : (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) .
قيام الليل والاستغفار :
قال رسول الله ( : (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير يقول : من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له) .
الصدقة :
قال رسول الله ( : (فتنة الرجل في أهله وماله وجاره يُكفرها الصلاة والصوم والصدقة...) .
آداب يوم الجمعة :(1/147)
قال النبي ( : (لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر بما استطاع من طُهر، ويَدّهن من دُهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بي اثنين، ثم يصلي ما كُتب له، ثم يُنصت إذا تكلم الإمام إلاّ غُفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى) .. أخرجه البخاري .
صيام رمضان :
قال النبي ( : (... ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) أخرجه البخاري ومسلم .
قيام رمضان :
قال رسول الله ( : (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) أخرجه البخاري ومسلم .
قيام ليلة القدر :
قال رسول الله ( : (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) أخرجه البخاري ومسلم .
التسبيح :
قال رسول الله ( : (من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حُطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) رواه البخاري ومسلم .
قال رسول الله ( : (من قال إذا أصبح مائة مرة وإذا أمسى مائة مرة : سبحان الله وبحمده غُفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر) . صحيح الترغيب والترهيب .
صيام عاشوراء :
عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي ( عن صيام يوم عاشوراء ، فقال ( : (احتسب على الله أن يُكفر السنة التي قبله) مسلم (شرح النووي8/49ـ50) .
العمرة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ( قال : (... العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهن والحج المبرور ليس له جزاء إلى الجنة) أخرجه مسلم .
الحج :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ( قال : (من حَجَّ هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) .
الوقوف بعرفة :
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ( قال : (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء)
صيام يوم عرفة لمن لم يحج :
عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله ( سئل عن صيام يوم عرفة فقال :(1/148)
(يكفر السنة الماضية والباقية) وفي رواية (صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يُكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده) .
الحُمَّى :
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله ( دخل على أم السائب أو أم المسيب فقال : (مالك يا أم السائب، أو يا أم المسيب تزفزفين؟) .
قالت : الحمى لا بارك الله فيها، فقال (لا تسبي الحمى فإنها تُذهب خطايا بني آدم كما يُذهب الكير خبث الحديد) أخرجه البخاري ومسلم .
الأمراض والأحزان والهموم :
عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله ( يقول : (ما يصيب المؤمن من وصب، ولا نصب، ولا سقم، ولا حزن حتى الهم يهمه إلا يكفر به من سيئاته).
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله ( : (ما يُصيب المؤمن من شوكة فما فوقها، إلا رفعه الله بها درجة أو حط عنه بها خطيئة) رواه مسلم .
كفارة المجلس :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ( قال : (من جلس في مجلس فكثر لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر الله له ما كان في مجلسه) .
أخي المسلم .. أختي المسلمة .. هذه مكفرات عظيمة من الأقوال والأعمال فاغتنم أوقاتك في طاعة الله، وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه ..وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
أفضل طريقة لاغتنام الدقيقة (36) :
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
فإنَّ الوقت هو عمر الإنسان، ومن أَجلّ ما يُصان عن الإضاعة والإهمال، والحكيم الخبير من يحافظ على وقته، فلا يتخذه وعاءً لأبخس الأشياء وأسخف الكلام، بل يقْصُره على المساعي الحميدة والأعمال الصالحة التي ترضي الله، وتنفع الناس؛ فكل دقيقة من عمرك قابلة لأن تضع فيها حجراً يزداد به صرح مجدك ارتفاعاً، ويقطع به قومك في السعادة باعاً أو ذراعاً .(1/149)
فإن كنتَ حريصاً على أن يكون لكَ المجد الأسمى، ولقومك السعادة العُظمى؛ فدع الراحة جانباً، واجعل بينك وبين اللهو حاجباً .
هذا، وإن الدقيقة من الزمن يمكن أن يُفعل فيها خير كثير، ويُنال بها أَجرٌ كبير، دقيقة واحدة فقط يمكن أن تزيد في عمرك، في عطائك، في فهمك، في حفظك، في حسناتك، دقيقة واحدة تكتب في صحيفة أعمالك إذا عرفت كيف تستثمرها وتحافظ عليها :
احرص على النفع الأَعمِّ من الدقيقة
إن تنسها تنس الأَهمَّ بل الحقيقة
وفيما يلي من أسطر ذكر لمشاريعَ استثماريةٍ تستطيع إنجازها في دقيقة واحدة بإذن الله :
1ـ في دقيقة واحدة تستطيع أن تقرأ سورة الفاتحة (7) مرات سرداً وسرّاً، وحسب بعضهم حسنات قراءة الفاتحة فإذا هي أكثر من (1400) حسنة؛ فإذا قرأتها (7) مرات يحصل لك بإذن الله أكثر من (9800) حسنة، وكل هذه في دقيقة واحدة.
2ـ في دقيقة واحدة تستطيع أن تقرأ سورة الإخلاص (قل هو الله أحد) (20) مرة سرداً وسرّاً، وقراءتها مرة واحدة تعدل ثلث القرآن، فإذا قرأتها (20) مرة فإنها تعدل القرآن (7) مرات، ولو قرأتها كل يوم في دقيقة واحدة (20) مرة لقرأتها في الشهر (600) مرة، وفي السنة (7200) مرة، وهي تعد في الأجر قراءة القرآن (2400) مرة .
3ـ تقرأ وجهاً من كتاب الله في دقيقة .
4ـ تحفظ آية قصيرة من كتاب الله في دقيقة .
5ـ في الدقيقة الواحدة تستطيع أن تقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير (20) مرة، وأجرها كعتق (8) رقاب في سبيل الله من ولد إسماعيل .
6ـ في دقيقة واحدة تستطيع أن تقول : سبحان الله و بحمده (100) مرة، ومن قال ذلك في يوم غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر .
7ـ في دقيقة واحدة تستطيع أن تقول: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم (50) مرة، وهما كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، كما روى البخاري ومسلم.(1/150)
8ـ قال ( : "لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر أحبّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس" [رواه مسلم] ، وفي الدقيقة الواحدة تستطيع أن تقول هذه الكلمات جميعاً أكثر من (18) مرة، وهذه الكلمات هي أحبُّ الكلام إلى الله، وهي أفضل الكلام، ووزنهن في الميزان ثقيل كما ورد في الأحاديث الصحيحة.
9ـ في الدقيقة الواحدة تستطيع أن تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله أكثر من (40) مرة، وهي كنز من كنوز الجنة كما روى البخاري ومسلم، كما أنها سبب عظيم لتحمل المشاق، والتضلع بعظيم الأعمال .
10ـ في دقيقة واحدة تستطيع أن تقول : لا إله إلا الله (50) مرة تقريباً وهي أعظم كلمة، فهي كلمة التوحيد، والكلمة الطيبة، والقول الثابت، ومن كانت آخر كلامه دخل الجنة، إلى غير ذلك مما يدل على فضلها وعظمتها .
11ـ في دقيقة واحدة تستطيع أن تقول : سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته أكثر من (15) مرة، وهي كلمات تعدل أضعافاً مضاعفة من أجور التسبيح والذكر كما صحَّ عنه عليه الصلاة والسلام .
12ـ في دقيقة واحدة تستغفر الله ـ عز وجل ـ أكثر من (100) مرة بصيغة "أستغفر الله" ولا يخفى عليك فضل الاستغفار، فهو سبب للمغفرة، ودخول الجنة، وهو سبب للمتاع الحسن، وزيادة القوة، ودفع البلايا، وتيسير الأمور، ونزول الأمطار والإمداد بالأموال والبنين .
13ـ تلقى كلمة مختزلة مختصرة في دقيقة وربما يفتح الله بها من الخير ما لا يخطر لك ببال.
14ـ في الدقيقة الواحدة تستطيع أن تصلي على النبي ( (50) مرة بصيغة ( ، فيصلى عليك مقابلها (500) مرة ؛ لأن الصلاة الواحدة بعشر أمثالها .
15ـ في دقيقة تستطيع أن تتفكر في خلق السموات والأرض، فتكون من أولي الألباب الذين أثنى الله عليهم في كتابه الكريم .(1/151)
16ـ في دقيقة واحدة ينبعث قلبك إلى شكر الله ومحبته، وخوفه، ورجائه والشوق إليه، فتقطع مراحل في العبودية، وقد تكون حينئذٍ مستلقياً على فراشك أو سائراً في طريقك.
17ـ في الدقيقة الواحدة تستطيع أن تقرأ أكثر من صفحتين من كتاب مفيد يسير الفهم.
18ـ في الدقيقة الواحدة تستطيع أن تصل رحمك عبر الهاتف .
19ـ ترفع يديك وتدعو بما شئت من جوامع الدعاء في دقيقة .
20ـ تُسَلِّمُ على عدد من الأشخاص وتصافحهم في دقيقة .
21ـ تنهى عن منكر في دقيقة.
22ـ تأمر بمعروف في دقيقة .
23ـ تقدم نصيحة لأخ في دقيقة .
24ـ تشفع شفاعة حسنة في دقيقة .
25ـ تواسي مهموماً في دقيقة .
26ـ تميط الأذى عن الطريق في دقيقة .
27ـ اغتنام الدقيقة الواحدة يبعث على اغتنام غيرها من الأوقات الطويلة المهدرة .
قال الشافعي رحمه الله :
إذا هجع النوَّام أسبلت عبرتي
وردَّدت بيتاً وهو من ألطف الشعر
أليس من الهجران أن ليالياً
تمرُّ بلا علمٍ وتحسبُ من عمري
وقال الشاطبي رحمه الله :
ولو أن عيناً ساعدت لتوكَّفت
سحائبها بالدمع ديماً وهُطَّلا
ولكنها عن قسوة القلبِ قحطها
فيا ضيعةَ الأعمارِ تمشي سبهللا
وأخيراً فبقدر إخلاصك ومراقبتك يعظم أجرك، وتكثر حسناتك .
ـ واعلم أن معظم هذه الأعمال لا يكلفك شيئاً؛ فلا يلزمك طهارة، أو تعب، أو بذل جهد؛ بل قد تقوم به وأنت تسير على قدميك، أو على السيارة، أو أنت مستلق، أو واقف، أو جالس، أو تنتظر أحداً .
كما أن هذه الأعمال من أعظم أسباب السعادة، وانشراح الصدر، وزوال الهموم والغموم.
ـ وفي الختام يُقترح عليك يا أخي الحبيب أن تحفظ هذه الورقة في جيبك؛ لكي تستذكر هذه الأعمال، ولكي تقرأها على إخوانك المسلمين، فتعينهم بذلك على اغتنام أوقاتهم، ولا تحقرن من المعروف شيئاً، والدال على الخير كفاعله، والله يحفظك ويرعاك .
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ..
محمد بن إبراهيم الحمد
23/7/1419هـ
الزلفي 11932 ـ ص.ب: 460
كنوز نسائية (37) :(1/152)
قال ( : (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت) صحيح الجامع .
قال ( : (القتل في سبيل الله عز وجل شهادة والطاعون شهادة والبطن شهادة والنفساء يجرها ولدها بسرره إلى الجنة) أخرجه أحمد وحسنه الألباني .
قال ( : (ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان حجاباً من النار، فقالت امرأة: واثنين؟ قال : واثنين) (متفق عليه) ، تقدم : أي يتقدمها في الموت .
قال ( : (يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن فإنكن أكثر أهل النار يوم القيامة) متفق عليه.
قال ( : (أيما امرأة ماتت وزوجها راض عنها دخلت الجنة) رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم .
قال ( : (عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات ولا تغفلن فتنسين الرحمة) رواه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني .
قال ( لامرأة يقال لها أم سنان : ما منعك أن تكوني حججت معنا، قالت : ناضحان كانا لأبي فلان تعني زوجها حج هو وابنه على أحدهما وكان الآخر يسقي أرضاً لنا، قال: فعمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي، فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة) . متفق عليه .
قال ( : (رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء) صحيح الجامع .
عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي أنها جاءت إلى النبي ( فقالت يا رسول الله إني أحب الصلاة معك، قال : (قد عملت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك وصلاتُك في حجرتك خير لك من صلاتك في دارك ، وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي) صحيح الترغيب والترهيب .(1/153)
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله نرى الجهاد أفضل الأعمال أفلا نجاهد؟ فقال : لكن أفضل الجهاد حج مبرور) رواه البخاري وابن خزيمةفي صحيحه .
قيل للنبي ( : يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتصدق وتؤذي جيرانها فقال رسول الله ( : (لا خير فيها هي في النار) ، قال : (وفلانة تصلي المكتوبة وتصدق بأثوار من الأقط ولا تؤذي أحداً فقال رسول الله ( : هي من أهل الجنة) . أثور : قطعة من الجبن المجفف (رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني) .
قال ( : (والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي امرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه) صحيح الجامع .
قال ( : (إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت ولزوجها أجره بما كسب وللخازن مثل ذلك لا ينقص بعضهم أجر بعض) رواه البخاري .
عن الحصين بن محصن أن عمة له أتت النبي ( في حاجة ففرغت من حاجتها فقال لها النبي ( : (أذات زوج أنت ؟ قالت: نعم، قال: كيف أنت منه؟ قالت: ما ألوه إلا ما عجزت عنه، قال: فانظري أين أنت منه فإنما هو جنتك ونارك) . ما ألوه : لا أقصر في خدمته. أخرجه أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي .
قال ( : (ما يصيب المسلم من وصب ولا نصب ولا هم ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) متفق عليه .
أختي المسلمة .. تذكري هذا الحديث واحتسبي ما تلاقينه من متاعب ومشاق الحياة الزوجية والحمل والنفاس والرضاع وتربية الأولاد والحيض وغير ذلك .
مخالفات نسائية :
مخالفات العقيدة :
عمل السحر والذهاب للسحرة والمشعوذين :
الاستهزاء والسخرية بشعائر الدين أو بالمسلمين والمسلمات وخاصة المتدينين والمتدينات.
الحلف بغير الله والوقوع في الشرك الخفي (الرياء) .
التطير والتشاؤم .(1/154)
الاحتفال بأعياد الكفار مثل (عيد الحب) ، أو الأعياد البدعية (مثل : عيد الميلاد أو عيد الأسرة أو عيد الأم وغير ذلك ...) .
النياحة على الأموات .
التساهل في مسألة الولاء والبراء في الإسلام .
مخالفات في أركان الإسلام :
تأخير الصلوات عن أوقاتها وعدم العناية بأركان الصلاة وواجباتها وسننها والخشوع فيها.
ترك الزكاة أو تأخيرها عن وقتها .
إضاعة شهر رمضان فيما لا فائدة فيه .
لبس النقاب والقفازين بعد الإحرام وتخصيص لباس ذا لون معين بعد الإحرام مثل الأخضر والأبيض.
تأخير الحج دون عذر .
مخالفات في اللباس والزينة :
التبرج في اللباس ومن ذلك :
أ/ لبس الملابس الضيقة أو المفتوحة أو الصغيرة أو الشفافة .
ب/ لبس العباءة المطرزة أو المزركشة ووضع العباءة على الكتف .
ج/ إظهار العينين مثل لبس النقاب أو البرقع أو اللثام .
د/ لبس العدسات الملونة بقصد الزينة .
هـ/ لبس الملابس الفاتنة أمام المحارم : الشباب أو أصحاب القلوب المريضة .
التطيب عند الخروج من البيت .
اتباع الموضة وإن كانت مخالفة للإسلام .
الذهاب إلى الكوافيرات وكشف العورة أمامهن .
قص الشعر على هيئة الرجال والكافرات .
عمل وارتكاب النمص والوشم والفلج والوصل والوشر .
التشبه بالرجال .
مخالفات في الحياة الاجتماعية والأفراح :
عقوق الوالدين وقطيعة الأرحام .
عصيان الزوج وإهمال منزل الزوجية .
العزوف عن الزواج والتساهل في اختيار الزوج من العصاة وتارك الصلاة .
السكوت عن الزوج والأولاد الذين لا يصلون وعدم النصح لهم والإنكار عليهم .
التقصير في تربية الأبناء وعدم تربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة .
عدم مناقشة الأم بنتها في مسائل الحيض أو حسن العشرة الزوجية .
استقدام خادمات أو مربيات أو سائقين وإعطاءهم حرية تربية الأطفال أو التساهل في اختلاطهم مع أفراد الأسرة .
الخلوة والاختلاط بالرجال الأجانب وخاصة (الحمو) أو السائق .(1/155)
طلب الطلاق من الزوج من غير بأس وبدون سبب شرعي .
الصيام (لغير الفرض) بدون علم الزوج أو إدخال أحد في البيت بدون إذن ورضى الزوج كالجارة والصديقة .
الذهاب إلى الحفلات التي يوجد بها منكرات مثل الغناء والتصوير والاختلاط.
لبس الدبلة أو إلزام الزوج بإحضار (الشبكة) أو المغالاة في المهر .
كثرة اللعن .
التبرج الشديد والرقص الخليع أمام النساء .
إنكار الجميل وخاصة جميل الزوج .
مخالفات أخرى :
السفر لغير حاجة إلى بلاد الكفر للسياحة أو الدراسة .
الجهل بأمور الدين والإعراض عن العلم الشرعي وخاصة أحكام النساء .
ترك الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
التساهل في أمر الحجاب وتغطية الوجه .
الإعجاب وهو فتنة المرأة بأخرى .
شراء المجلات الخليعة والفتنة بالصورة المحرمة .
المعاكسات الهاتفية والرسائل العاطفية .
سماع الغناء والمعازف والأكل والشرب في أواني الذهب والفضة .
مشاهدة القنوات الفضائية الخليعة والدخول في مواقع الإنترنت الإباحية .
الوقوع في الكذب والغيبة والنميمة وكثرة الكلام . الخضوع بالقول للرجال الأجانب.
ترك الحياء .
السفر بغير محرم .
الخروج للعمل في أماكن مختلطة .
شرب الدخان والمعسل .
الوقوع في صورة من صور الربا (وذلك بأن تذهب لبائع الذهب وتستبدل ذهبها القديم بجديد وتدفع له الفرق مباشرة وهذا عين الربا فالواجب عليها أن تبيع ذهبها القديم وتقبض قيمته بيده ثم تشتري ما تريده من الذهب) .
التسويف في التوبة وعدم محاسبة النفس أولاً بأول واستحقار الذنوب .
أختي المسلمة .. أبواب المحرمات كثيرة فعليك التعرف عليها لكي تجتنبيها وتذكري أنك خلقتي لعبادة الله وأن الحياة قبر فحساب فجنة أو نار فعليك من الآن التوبة إلى الله والاجتهاد في طاعته والثبات على ذلك وابشري بجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين .(1/156)
(فاجعلي حياتك القصيرة بنيتك الصالحة عبادة لله واعلمي أن هناك أعمال ترفع درجتك ومنزلتك عند الله ومنها: تقوى الله وذكر الله والصدقة والصبر والأخلاق الحسنة والاستسلام لأوامر الله وطاعة الزوج في غير معصية الله والعفة والحياء وتربية الأولاد التربية الصالحة والدعوة إلى الله) .
الحجاب الشرعي الكامل فريضة من فرائض الله عليك .
أختي المسلمة البداية من الآن التوبة والاجتهاد والثبات والنهاية في الجنة برحمة الله وفضله.
حتى تكتمل فرحتنا (منكرات الأفراح) (38) :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
سوف نتكلم في هذه الرسالة عن منكرات الأفراح بشيء من الاختصار ومن أراد التوسع ومعرفة الأدلة فعليه مراجعة كتاب (منكرات الأفراح) .. والآن إلى المقصود فنقول وبالله التوفيق من المنكرات :
1. إقامة هذه الأفراح بعيدة عن شرع الله وعدم التزام النهج الإسلامي، وإنما حسب العادات والأهواء والميول .
2. المباهاة والإسراف والبذخ في انتقاء مكان إقامة الفرح .
3. دعوة الأغنياء وذوي الجاه إلى هذه الأفراح وترك الفقراء .
4. اختلاط الرجال بالنساء وهن في غاية من الزينة والتبرج وخاصة ما يحدث وقت النصة وإدخال الزوج على زوجته أمام النساء وهذا أيضاً من المنكرات .
5. تلبيسها الدبلة أمام النساء وقد يقوم بتقبيلها وتبادل المشروبات بينهما أمام النساء.
6. التقاط الصور التذكارية للعروسين .
7. إحضار المطربين أو المطربات لإحياء حفلات الزواج والتنافس في ذلك و كتابة اسم الفنان أو الفنانة على كرت الدعوة .
8. استعمال أشرطة الأغاني والرقص أثناء الحفل المصحوبة بآلات اللهو والطرب ورقص النساء على نغماتها .
9. الإسراف في الملابس والتفنن فيها وخاصة النساء .
10. خروج النساء من بيوتهن وهن متعطرات متجملات .
11. نتف حواجب الكثير من النساء ونمصهن لوجوههن .(1/157)
12. استعمال كثير من النساء للشعر الصناعي المسمى "الباروكة" .
13. ذهاب بعضهن إلى ما يسمى بالكوافير لتصفيف الشعر .
14. وضع النساء على أيديهن المانيكير الذي يمنع وصول الماء إلى البشرة عند الوضوء.
15. السهر إلى وقت صلاة الفجر ولذلك تضيع صلاة الفجر .
16. إزعاج الجيران وأذيتهم من الأصوات العالية لآلات اللهو والطرب .
17. رجوع بعض النساء في وقت متأخر من الليل مع غير محارمهن لتوصيلهن إلى منازلهن .
18. تصوير الحفل عن طريق الفيديو وتبادله بين العائلات .
19. سفر العروسين إلى بلاد الكفر أو إلى غيرها لقضاء ما يسمى بشهر العسل.
20. الإسراف في الوليمة ، ولذلك يُلقى الزائد في النفايات .
هذا والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
من الأذكار النبوية في الحياة اليومية :
1ـ الاستيقاظ من النوم
"الحَمْدُ لله الَّذِي أحْيَانا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا(39) وإليه النشور(40) " . متفق عليه
"الحَمْدُ لله الذي عَافَانِي في جَسَدِي ورَدَ عَلَيَّ روحِي(41) وأَذِنَ لي بِذِكْرِه".
حسن (صحيح الترمذي 3/114)
قال ( : "مَنْ تَعَارَ مِنَ اللَّيْلِ (42) فَقَالَ : لا إِلَهَ إلاَّ الله وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ وَهُوَ على كلِّ شيءٍ قَدير، الحَمْدُ لله وسبْحانَ الله ولا إلَهَ إلاَّ الله والله أكبر ولا حَولَ ولا قُوةَ إلاَّ بالله" ثم قال: "اللهم اغْفِرْ لي ، أو دعا استُجيبَ لَهُ، فإن توضَأَ وصَلّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ" . (رواه البخاري 2/125)
القراءة في قوله تعالى : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمواتِ والأَرْضِ ... ( إلى آخر سورة آل عمران (190ـ200) . متفق عليه(1/158)
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي للإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ * فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ * لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ * لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ * وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ لَهُمْ(1/159)
أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( .
2 ـ دخول الخلاء
" [بسم الله] ، اللهُمَّ إِنّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبْثِ والخبائثِ (43) ".
متفق عليه والزيادة أخرجها سعيد بن منصور ، انظر الفتح (1/244)
قال ( : " سِتْرُ مَا بينَ أعْين الجِنِّ وَعَوْرَات بني آدَمَ إذا دَخَل أحَدُهُمُ الخلاء أن يقول: بسم الله" .
رواه الطبراني في الأوسط وصححه الألباني (صحيح الجامع 3/203)
3ـ الخروج من الخلاء
"غُفْرانك" صحيح (صحيح الترمذي1/5)
4ـ الذكر قبل الوضوء
"بسم الله" حسن (صحيح الترمذي 1/10)
5ـ الذكر بعد الوضوء
"أشْهَدُ أن لا إله إلا الله وحْدَهُ لا شريكَ لهُ ، وأشْهَدُ أنَّ محمداً عَبدُهُ ورسُولُه". (رواه مسلم 1/210)
وزاد الترمذي بعد ذِكْر الشهادتين : "اللَّهُمَّ اجْعَلْني مِنَ التَّوَّابينَ واجْعَلْنِي من المُتَطَهِّرِينَ" . صحيح (صحيح الترمذي 1/18)
"سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك".(إراوء الغليل 1/135 و2/94)
6ـ لبس الثوب
"مَنْ لَبِسَ ثَوْباً فَقَالَ: الحَمْدُ لله الذِي كساني هذا ورَزَقَنيه مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنّي ولا قُوةٍ، غُفِرَ لهُ مَا تَقدَّم مِنْ ذنبِه" . حسن (صحيح سنن أبي داود 2/760)
7ـ دعاء لبس الثوب الجديد
"اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ كسَوتَنِيه أسْألك مِنْ خَيْرِهِ وَخَيْرِ مَا صُنع لَهُ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّه وَشَرِّ مَا صُنعَ لَهُ" . صحيح (صحيح الترمذي2/152)
8ـ ما يدعو به لصاحبه إذا رأى عليه ثوباً جديداً
"البِسْ جَدِيداً وَعِشْ حميداً ومُتْ شهيداً". صحيح (صحيح ابن ماجه 2/275)
"تُبْلي (44) ويَخْلِفُ الله تعالى" . صحيح (صحيح سنن أبي داود 2/760)
9ـ عند وضع الثوب(1/160)
سِتر ما بَيْنَ أعْينِ الجِنِّ وعَورَاتِ بَنِي آدم إذا وَضَعَ أحدُهُمْ ثَوْبَهُ أنْ يقول : "بِسم الله". رواه الطبراني في الأوسط وصححه الألباني "صحيح الجامع3/203".
10ـ أذكار الطعام
"إذا أكلَ أحدُكُمْ طعَاماً فليَقُلْ: بسم الله، فإن نسي في أولِهِ فليقُل: بسم الله في أولِهِ وآخِرِهِ" صحيح (صحيح الترمذي 2/167)
منْ أطعَمَهُ الله الطعام فليَقُلْ : "اللهُمَّ بَارِكْ لنا فِيهِ وأطْعِمْنَا خَيْراً مِنْهُ". ومن سقاهُ الله لبناً فليَقُلْ : "اللهُمَّ بارك لنا فيه وزدنا منه" .حسن (صحيح الترمذي 3/159)
11ـ عند الفراغ من الطعام
"مَنْ أكَلَ طعاماً ثم قال : الحَمْدُ لله الذي أطْعَمني هذا الطعامَ ورَزقنيهِ مِنْ غَير حوْلٍ منِّي ولا قُوة غُفِر لهُ ما تقدم من ذَنبه" . حسن (صحيح سنن أبي داود 2/760)
"الحمدُ لله الذي أطَعمَ وسَقَى وسَوَّغَهُ (45) وجَعَل لهُ مَخْرَجاً" . صحيح (صحيح سنن أبي داود 2/730)
"الحمدُ لله كثيراً طيباً مباركاً فيهِ، غيْرَ مَكْفيٍ (46) ، ولا مُوَدَع (47) ، ولا مُستَغنَى(48) عَنْهُ رَبَّنا" . (روه البخاري ـ الفتح 7/148)
"اللهم أطعمت وأسقيت وأقنيت (49) وهديت وأحييت ، فلك الحمد على ما أعطيت" .
رواه أحمد وصححه الألباني "الصحيحة رقم17"
12ـ دعاء المدعو والضيف لأهل الطعام إذا فرغ من أكله
"اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيْمَا رَزَقتهُمْ، واغْفِر لهم وارحَمْهُم" . (رواه مسلم 3/1616)
"اللهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي وأسْقِ مَنْ أسْقَانِي" . (رواه مسلم 3/1626)
13ـ دعاء الصائم إذا أفطر عند قوم
"أَفطَر عِنْدَكُم الصائِمونَ وأكل طعامَكُمُ الأبْرارُ، وتنزَّلت عليكُم الملائكَةُ" .
رواه أحمد وصححه الألباني (صحيح الجامع 4/449)
14ـ دعاء الصائم عند فطره
"ذَهبَ الظَّمأُ، وابلَّتِ العُروقُ (50) وَثَبَتَ الأجرُ إنْ شاء الله" . حسن (صحيح سنن أبي داود 2/449)(1/161)
كان رسول الله ( يفطر على رطبات، قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات ، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء. حسن صحيح (صحيح سنن أبي داود 2/448)
15ـ ما يقول الصائم إذا سابّه أحد
"إني صائم، إني صائم" . متفق عليه
16ـ ما يقال في المجلس
عن ابن عُمَرَ قال: كانَ يُعَدُّ لرَسُول الله ( في المَجلس الواحد مائَةُ مَرَّة منْ قَبْل أن يَقُومَ "رَبِّ اغْفِر لي وتُبْ عَلَيَّ إنَّكَ أنْتَ التَّوَّابُ الغَفُورُ" . (صحيح الترمذي 3675)
17ـ كفارة المجلس
"من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، أشْهَدُ أن لاَ إلَهَ إلاَّ أنْتَ أستغفِرُك وأتُوبُ إليك"، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك" . صحيح (صحيح الترمذي 3/153)
18ـ عند الدخول إلى المنزل
"إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله، قال الشيطان أدركتم المبيت...". رواه مسلم (3/1598)
عن رسول الله ( قال : "ثلاثة كُلُّهم ضَامِنٌ (51) على الله عز وجل .. " وذكر منهم "رجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله عز وجل" . صحيح (صحيح سنن أبي داود 2/473)
19ـ عند الخروج من المنزل
"اللهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بكَ أنْ أضِلَّ أوْ أُضَلَّ، أوْ أَزِلَّ أوْ أُزَلَّ، أوْ أَظْلِم أوْ أُظْلَم، أوْ أَجْهَلَ أوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ" .
صحيح (صحيح سنن أبي داود 3/959)
من قال حين يخرج من بيته : "بسم الله ، توكَّلْتُ على الله، لا حَوْلَ ولا قُوةَ إلا بِالله، يُقالُ لَهُ: كُفيتَ ووُقيتَ ، وتَنَحَّى عَنه الشيطانُ" . صحيح (صحيح الترمذي 3/151)
20ـ عند الذهاب إلى المسجد(1/162)
"اللَّهُمَّ اجْعَلْ في قَلْبي نوراً، وفي لساني نُوراً، واجْعَل في سَمعي نوراً ، واجْعَل في بَصرِي نوراً، واجْعَل من خلْفِي نُوراً، ومن أمامي نُوراً، واجْعَلْ مِنْ فَوقِي نَوراً ومِنْ تحتي نُوراً، اللَّهُمَّ أعْطِنِي نُوراً" .
متفق عليه
21ـ عند دخول المسجد
"بسم الله [والصلاة] والسلامُ على رسُول ، اللَّهُمَّ اغفِر لي ذُنُوبِي" .
صحيح (صحيح ابن ماجه 1/128) الزيادة لابن السني وحسنه الألباني
"اللَّهُمَّ افْتَحْ لي أبْوابَ رَحْمَتِك" . (رواه مسلم 1/494)
"أعُوذُ بالله العظيم وبِوَجْهِهِ الكريم وسُلْطَانِهِ القَديم مِنْ الشَيطانِ الرَّجِيم" فإذا قال ذلك، قال الشيطان حفظ مِنّي سائر يومه. صحيح (صحيح سنن أبي داود 1/93)
22ـ عند الخروج من المسجد
"بسم الله [والصلاة] والسلامُ على رسُول الله، اللَّهُمّ اغفِر لي ذُنُوبي" .
صحيح (صحيح ابن ماجه 1/128) الزيادة لابن السني وحسنه الألباني
"اللَّهُمَّ إِني أسألُك مِنْ فَضْلك" (رواه مسلم 1/994)
"اللَّهُمَّ اعصِمنِي من الشيطان الرجيم" . صحيح (صحيح ابن ماجه 1/129)
23ـ عند سماع المؤذن
يقول مثل ما يقول المؤذن إلا في "حي على الصلاة، وحي على الفلاح" فيبدلهما بـ "لا حول ولا قوة إلا بالله" . متفق عليه
"من قال حين يسمع المؤذن : "أشهدُ (وفي رواية وأنا أشهد) أنْ لا إلهَ إلا الله، وحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورسولهُ، رضيتُ بالله ربّاً، وبِمُحمدٍ رسولاً وبالإسلامِ ديناً" غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ" .
(رواه مسلم 1/290)
يقول ذلك عقب تشهد المؤذن . (ابن خزيمة 1/220)
ـ ملاحظة : عندما يقول المؤذن "الصلاة خير من النوم ، تقول الصلاة خير من النوم" .
24ـ بعد الأذان(1/163)
منْ قالَ حين يَسْمَعُ النِّداء : "اللَّهُمَّ ربَّ هذه الدعوةِ التامَّةِ والصلاةِ القائمة آتِ مُحَمَّداً الوسيلة(52) والفضيلةَ(53) وابعثهُ مقاماً مَحْمُوداً (54) الذي وَعَدْتَهُ، حَلَّت لَهُ شفاعتي يوم القيامة" . (رواه البخاري 1/252)
"يُصلي على النَّبي بَعْد فراغه مِنْ إجَابَةِ المُؤذِّنِ" . (مسلم 1/288)
"الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة" . صحيح (صحيح الترمذي 3/185)
أذكار الصلاة
25ـ أدعية استفتاح الصلاة
"اللَّهُمَّ باعِدْ بيني وبين خطاياي (55) كما باعدتَ بينَ المشرق والمغرب، اللَّهُمَّ نَقِّني من خَطَاياي كما ينقى الثوب الأبيضُ من الدَّنس (56) ، اللَّهُمَّ اغسلني من خطاياي بالماءِ والثلجٍ والبرَد" متفق عليه
"سُبْحَانكَ (57) اللَّهُمَّ وبَحمدكَ وتبارك (58) اسمُكَ وتعالىَ جَدُّك(59) ، ولا إله غَيْرُك". صحيح (صحيح ابن ماجه 1/135)
وكان يزيد في صلاة الليل على هذا الدعاء "لا إِلَهَ إلاَّ الله (ثلاثاً) والله أكبر كبيراً (ثلاثاً) أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه(60) ونفخه (61) ونفثه(62) " ثم يقرأ . صحيح (صحيح سنن أبي داود 1/148) .
"الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلا"، استفتح به رجل من الصحابة فقال ( : "عجبت لها! فتحت لها أبواب السماء" (مسلم 1/420)
"الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه" استفتح بها رجل فقال ( : "لقد رأيت اثني عشر ملكاً يبتدرونها أيهم يرفعها" . صحيح (صحيح سنن أبي داود 1/166)
"الله أكبر [ثلاثاً] ذو الملكوت والجبروت (63) والكبرياء والعظمة" صحيح (صحيح سنن أبي داود 1/166)
"كان يكبر عشراً ويحمد عشراً ويسبح عشراً ويهلل عشراً ويستغفر عشراً ويقول: اللَّهُمَّ اغفر لي واهدني وارزقني [ وعافني ] عشراً ويقول : اللهم إني أعوذ بك من الضيق يوم الحساب عشراً" .
رواه أحمد وابن شيبة وصححه الألباني (صفة صلاة النبي)(1/164)
"كان ( يقول إذا قَامَ إلى الصَّلاة في جَوفِ اللَّيْل : "اللَّهُمَّ لك الحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السمواتِ والأرض (64) ، ولك الحمد أنت قيَّامُ (65) السموات والأرض ولك الحمدُ أنت ربُّ السموات والأرض ومن فيهنَّ أنت الحقُّ، ووعدك الحَقُّ، وقولُك الحقُّ، ولقاؤكَ حق، والجنَّةُ حق، والنَّارُ حق، والسَّاعةُ حق، اللَّهُمَّ لك أسلمتُ وَبِكَ آمنتُ، وعَليْك توكَّلْتُ، وإليكَ أنَبْتُ (66) ، وَبِكَ خاصَمتُ (67) ، وإليكَ حاكمتُ(68) ، فاغفر لي ما قدَّمْتُ وأخَّرْتُ وأسررتُ وأعلنتُ، أنت إلهي، لا إلهَ إلاَّ أنت" .
"كان رسول الله ( يفتتحُ صلاته إذا قام من اللَّيلِ: "اللَّهُمَّ رَبَّ جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطِرَ السمواتِ والأرضِ، عَالِمَ الغيبِ والشَّهادة، أنتَ تَحْكُمُ بين عِبَادِكَ فيما كَانُوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلِفَ فيه من الحَقِّ بإذنك(69) إنك تَهدِي من تشاءُ إلى صِراطٍ مُستقيم" .
(رواه مسلم 1/534)
26ـ أدعية الركوع
"سُبْحانَ رَبِّي العظيم" ثلاث مرات . صحيح (صحيح ابن ماجه 1/147)
وكان أحياناً يكررها أكثر من ذلك .
"سبحان ربي العظيم وبحمده" (ثلاثاً) رواه احمد والدارقطني انظر (صفة صلاة النبي)
"سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ(70) رَبُّ الملائِكَةِ والرُّوح" . (رواه مسلم 1/353)
"سُبحانك اللَّهُمَّ ربَّنا وبحمدِك، اللَّهُمَّ اغفِرْ لي" . متفق عليه وكان يكثر منه في ركوعه وسجوده .
"اللهم لك ركعت وبك آمنت، ولك أسلمت، وعليك توكلت، أنت ربي خشع سمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي وعصبي لله رب العالمين". صحيح (صحيح سنن النسائي1/226)
"اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، [أنت ربي] خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي (وفي رواية وعظامي) وعصبي [ وما استقلَّت به قدمي (71) لله رب العالمين] " .
(صفة صلاة النبي) (مسلم 1/535) أبو عوانة والطحاوي والدارقطني(1/165)
"سُبْحَان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة" . صحيح (صحيح سنن أبي داود 1/166)
27ـ عند الرفع من الركوع
"سمع الله لمن حمده" (البخاري ـ باب فضل اللهم ربنا لك الحمد)
"ربنا ولك الحمد" وتارة يقول : "ربنا لك الحمد" وتارة يضيف إلى هذين اللفظين قوله "اللهم" . مسلم (1/346)
وتارةً يزيد على ذلك: "... مِلْء السموات ومِلءَ الأرضِ ومِلءَ ما بينهما، ومِلءَ ما شِئْتَ من شيءٍ بعدُ أهل الثناء والمجد، أحَقُّ ما قال العبدُ، وكُلُّنا لك عَبْدٌ، اللَّهُمَّ لا مانَعَ لما أعطيتَ ولا مُعْطِي لما منعتَ ولا ينفعُ ذا الجَدِّ مِنْك الجَدُّ" . (رواه مسلم 1/347) وأبو عوانه
وتارة تكون الزيادة : ".... مِلءَ السَّماءِ ومِلءَ الأرضِ، وملءَ ما شِئتَ من شيءٍ بعد. اللَّهُمَّ طهّرْني بالثَّلج والبَرد والماءِ البارد. اللَّهُمَّ طهّرنِي من الذنوب والخطايا كما يُنَقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدَّنَس" .
رواه مسلم 1/346)
"ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه [مباركاً عليه، كما يحب ربنا ويرضى] " (رواه البخاري 1/317) ومالك و أبو داود
وتارة يقو في صلاة الليل : "لربي الحمد، لربي الحمد" .
28ـ أدعية السجود
"أقْرَبُ ما يكونُ العبد من رَبِّهِ وهو ساجِدٌ، فأكْثِروا الدُّعَاء" . (رواه مسلم 1/350)
"سُبْحَان رَبِّي الأعْلَى" ثلاث مرات. صحيح (صحيح ابن ماجه 1/147)
"سُبْحَان رَبِّي الأعْلَى وبحمده" ثلاثاً . رواه أحمد والدارقطني (صححه الألباني في صفة صلاة النبي)
"سُبحانك اللَّهُمَّ رَبَّنا وبحمدكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي" متفق عليه
"سُبُّوحٌ قُدُّوس رب الملائكة والروح" (رواه مسلم 1/353)
"اللَّهُمَّ لك سَجدْتُ وبِكَ آمنتُ ولك أسلمتُ، سجَد وجهي للذي خَلَقهُ وصوَّرهُ وشقَّ سمعه وبصرهُ تبارك الله أحسَنُ الخالِقين" . (رواه مسلم 1/535)
"سجد لك سوادي وخيالي، وآمن بك فؤادي، أبوء بنعمتك عليَّ ، هذي يدي وما جَنَيْتُ على نفسي" .(1/166)
رواه الحاكم (وصححه الألباني ـ صفة صلاة النبي)
"اللَّهُمَّ اغفِرْ لي ذَنْبي كُلَّهُ، دِقَّهُ وجُلَّه(72) ، وأوَّله وآخِرَهُ، وعلانيتَهُ وسِرَّهُ" . (رواه مسلم 1/350)
وكان يقول في صلاة الليل : "اللَّهُمَّ أعُوذُ برضَاكَ مِنْ سخطك وبمعافاتك من عُقُوبتك، وأعُوذُ بِكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثناءً عليكَ أنتَ كما أثنيتَ على نَفْسِكَ". (رواه مسلم 1/352)
"سُبْحان ذي الجَبَرُوتِ والمَلَكوتِ والكِبْرِياء والعظمةِ" . صحيح (صحيح سنن أبي داود 1/166)
"سبحانك [اللهم] وبحمدك ، لا إله إلا أنت" . رواه مسلم (1/352) وأبو عوانة والنسائي
"اللَّهُمَّ (وفي لفظ : ربي) اغفر لي ما أسررت وما أعلنت" . صحيح (صحيح سنن النسائي 1/241)
ثم ليتخيَّر من الدعاء ما شاء .
29ـ دعاء سجود التلاوة
ومما ورد من دعاء في سجود التلاوة : "سَجَدَ وجهي للَّذي خَلَقَهُ، وشقَّ سَمْعَهُ وبَصَرهُ بِحوْلِهِ وقُوَّتِه [فتبارك الله أحسن الخالقين] " صحيح (صحيح الترمذي 1/180) والحاكم وصححه ووافقه الذهبي
"اللَّهُمَّ اكتُبْ لي بها عِنْدَكَ أجْراً، وَضَعْ عَنِّي بها وزْراً، واجعلها لي عِنْدَك ذُخْراً، وتَقَبَّلها مِنِّي كما تقَبَّلتَها من عبدِك داوُدَ" . حسن (صحيح الترمذي 1/180)
30ـ عند الجلوس بين السجدتين
"رَبِّ اغْفِرْ لي، رَبِّ اغْفِرْ لي" صحيح (صحيح ابن ماجه 1/148)
"اللهم (وفي لفظ: ربي) اغفر لي ، وارحمني ، [واجبرني]، [وارفعني]، واهدني، [وعافني] ، وارزقني".
صحيح (صحيح سنن ابن ماجه 1/90) والترمذي والحاكم
31ـ التشهد
"التحيات(73) لله ، والصلوات(74) ، والطيبات(75) ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، [فإذا قالها أصابت كل عبدٍ صالحٍ في السماء والأرض]، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله" . متفق عليه
32ـ الصلاة على النبي بعد التشهد(1/167)
"اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّد وعلى آل محمَّد، كما صليت على [إبراهيم، وعلى] آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيدٌ، اللَّهُمَّ بارِكْ على مُحَمَّدٍ وعلى آله محمَّدٍ كما بارَكْتَ على [إبراهيم، وعلى] آلِ إبراهيم إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ" (رواه البخاري 8/138)
"اللَّهُمَّ صلِّ على محمدٍ وأزواجِه وذُرِّيته كما صلَّيت على آل إبراهيمَ وبَارِكْ على مُحمَّدٍ وأزواجِهِ وذرِّيته كما باركت على آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيدٌ" . (رواه البخاري 8/139)
33ـ بعد التشهد الأخير وقبل السلام
"اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بِك من عذاب القبر، وأعُوذُ بِكَ من فتنة المسيح الدَّجَّال، وأعُوذُ بِكَ من فتنة المحيا وفتنةِ الممات، اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ من المأثَم(76) والمغرم(77) ". متفق عليه .
"اللهم حاسبني حساباً يسيراً" .أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي (صفة صلاة النبي للألباني)
"اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بك من شرِ ما عملتُ (78) ، ومن شر ما لم (79) أعمَلْ [بعد]".
صحيح (صحيح سنن النسائي 3/1122) صفة صلاة النبي للألباني
"اللَّهُمَّ إنِّي ظلمتُ نفسي ظُلماً كثيراً، ولا يغفر الذُنُوب إلا أنت، فاغْفِر لي مغفرةً من عِندِك وارحمني إنَّك أنتَ الغفور الرحيم" . متفق عليه
"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي مَا قَدَّمت وما أخرتُ وما أسرَرتُ وَمَا أعلَنْتُ وَمَا أسرَفتُ وما أنتَ أعلمُ بِهِ مِنِّي أنت المقدِّمُ وأنت المؤخِّرُ لا إلهَ إلا أنت" . (رواه مسلم 1/526)
"اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ من البُخْلِ وأعُوذُ بِكَ من الجُبْن، وأعوذُ بِك من أن أُردَّ إلى أرذَلِ العُمُر، وأعُوذُ بِكَ من فتنةَ الدُّنيا وأعُوذُ بِكَ من عذاب القَبْر" . (رواه البخاري 8/142)
"اللَّهُمَّ إنِّي أسألك بأني أشهد أنك الله ، لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد" . صحيح (صحيح سنن الترمذي 3/163)(1/168)
"اللَّهُمَّ إني أسألك يا الله بأنك الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم" . رواه النسائي (وصححه الألباني ـ صفة صلاة النبي)
"سمعها رسول الله ( من رجل دعا بها فقال عليه السلام : "قد غفر له ، قد غفر له" .
"اللَّهُمَّ إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، المنان، يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار" .
صحيح (صحيح سنن ابن ماجه 1/150)
"اللَّهُمَّ إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار" . صحيح (صحيح ابن ماجه 1/150)
"اللَّهُمَّ بعلمك الغيب، وقدرتكَ على الخلق، أحيني ما علمتَ الحَيَاةَ خيراً لي، وتوفَّني ما علمت الوفاة خيراً لي، اللَّهُمَّ وأسألُكَ خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألُك كلمة الإخلاص في الرِّضا والغضب وأسألُك القصد في الفقر والغنَى، وأسألك نعيماً لا ينفدُ ، وأسألك قُرَّة عينٍ لا تنقطعُ، وأسألكُ الرِّضا بعد القضاء، وأسألك بَردَ العيشِ بعدَ الموتِ، وأسألكَ لذَّة النظر إلى وجهك الكريم، والشوق إلى لقائك، من غير ضرَّاء مُضِرَّة ولا فتنةٍ مضلَّةٍ، اللَّهُمَّ زيِّنَّا بزينة الإيمان، واجعلنا هُداة مهتدين".
رواه الحاكم وصححه الألباني (صحيح الجامع 1/411)
34ـ الأذكار بعد الصلاة
"استَغْفِر الله" ثلاثاً ... "اللَّهُمَّ أنتَ السَّلامُ، ومِنْكَ السلامُ، تباركتَ يا ذا الجلال والإكرام" . (رواه مسلم 1/414)
"لا إله إلاَّ الله وحدهُ لا شريك لَهُ لهُ المُلْكُ ولَهُ الحمدُ وهُو على كل شيٍّ قديرُ، اللَّهُمَّ لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا مُعْطِي لما منعتَ ولا ينفعُ ذا الجدِّ منك الجدُّ". متفق عليه
(اللَّهُمَّ إني أعوذُ بِكَ من الجُبْنِ، وأعُوذُ بِكَ أن أُردُّ إلى أرذلِ العُمُر، وأعُوذُ بِكَ من فتنة الدُنيا (80) وأعُوذُ بِكَ من عذاب القبر" . (رواه البخاري 4/80)(1/169)
"لا إله إلاَّ الله وحدَهُ لا شريك لَهُ لهُ المُلْك ولهُ الحمدُ وهو على كُلِّ شيءٍ قَديرُ، لا حَوْلَ ولا قُوَّة إلا بالله، لا إِلَهَ إلاَّ الله، ولا نَعْبُدُ إلاَّ إيَّاهُ، لَهُ النعمة وله الفضلُ، ولهُ الثَّناء الحسنُ، لا إله إلاَّ الله مُخلِصِين له الدين ولو كره الكافرون" . (رواه مسلم 1/415)
"من سبح(81) الله في دُبُرِ كُل صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين وحمد(82) الله ثلاثاً وثلاثين وكَبَّر(83) الله ثلاثاً وثلاثين. فتلك تِسعَةٌ وتِسْعُون وقال تمام المائة لا إلهَ إلا الله وحدهُ لا شريك لَهُ لهُ الملك وله الحمْدُ وهو على كُلِّ شيءٍ قديرُ" غُفِرَتْ خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر. (رواه مسلم 1/418)
"اللَّهُمَّ اغفر لي ما قدمتُ ، وما أخرتُ، وما أسررتُ، وما أعلنتُ، وما أسرفتُ، وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت والمؤخر لا إله إلا أنت" . صحيح (صحيح سنن أبي داود 1/145)
عن عقبة بن عامر قال : أمرني رسول الله ( أن أقرأ بالمعوذات دُبر كل صلاة.
صحيح (صحيح سنن أبي داود 1/284) .
من قرأ "آية الكرسي" دُبُرَ كُل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت.
رواه النسائي وصححه الألباني (صحيح الجامع 5/339)
كان ( يقول إذا صلى الصبح حين يسلم : "اللَّهُمَّ إني أسألك عِلماً نافعاً، ورزقاً طيِّباً، وعملاً مُتقبلاً" . صحيح (صحيح ابن ماجه 1/152)
كان ( يقول بعد صلاة المغرب والصبح "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قدير" عشر مرات. صحيح الترمذي (1/190ـ191)
35ـ الذكر بعد السلام من الوتر
"سبحان الملك القدوس ، ثلاث مرات متتالية، يجهر بها ويمد بها صوته"، [ويقول في الثالثة رب الملائكة والروح] .
رواه النسائي والدارقطني وما بين المعكوفتين للدارقطني، انظر قيام رمضان للألباني
36ـ دعاء القنوت(1/170)
"اللَّهُمَّ اهْدِني فيمَنْ هدَيْت، وعَافِنِي فيمَنْ عافيتَ، وتَوَلَّني فيمن تَولَّيت، وبارِك لي فيمَا أعطيت، وقِني شرَّ ما قَضَيْت، فإنَّك تقضي ولا يُقْضَى عَليك، إنَّه لا يَذلُّ من واليت، تباركت ربنا وتعاليت" .
صحيح (صحيح الترمذي 1/144)
"اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِرضَاك من سَخَطِك وأعُوذُ بمُعافاتك مِنْ عُقوبَتِك، وأعُوذُ بِكَ مِنَ لا أُحْصِي ثناءً عليكَ، أنْتَ كما أثنيت على نفسك" . صحيح (صحيح ابن ماجه 1/194)
"اللَّهُمَّ إيَّاك نعبُدُ، ولك نُصلِّي ونسجُدُ، وإليك نسعَى ونَحْفِد، نرجُو رحمتك، ونخشى عذابَكَ، إنَّ عذابَكَ بالكافرين مُلْحِقٌ، اللَّهُمَّ إنَّا نستعينُكَ، ونستغفرك، ونُثْنِي عليكَ الخيرَ، ولا نَكْفُرُك، ونُؤمِنُ بِكَ ونَخْضَعُ لَك، ونَخْلَعُ من يكفُرُك". وهذا موقوف على عمر ( .
إسناده صحيح (الإرواء 2/171ـ428)
37ـ دعاء صلاة الاستخارة
قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : كان رسول الله ( يُعلِّمُنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن، يقول: إذا همَّ أحدُكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: "اللَّهُمَّ إني أستخيرُكَ بِعلْمِكَ، وأستقدرُكَ بقُدرَتِكَ، وأسألُك من فضلكَ العظيم فإنَّك تَقْدِرُ ولا أقدِرُ، وتعلمُ ولا أعلمُ، وأنت علامُ الغُيوبِ، اللَّهُمَّ إن كُنْتَ تعلمُ أن هذا الأمر ـ ويُسمِّي حاجته ـ خيراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قالَ : عاجِلِهِ وآجِلِهِ ـ فاقْدُرْهُ لي ويَسِّره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمرَ شرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قالَ: عاجِلِهِ وآجِلِهِ ـ فاصرفهُ عنِّي واصرفني عنهُ، واقدُر لي الخيرَ حَيْثُ كانَ، ثم ارضني به" .(رواه البخاري 8/146)
38ـ دعاء ليلة القدر
"اللَّهُمَّ إنَّكَ عفُوٌّ تُحِبُ العَفْو، فاعفُ عَنِّي" . صحيح (صحيح ابن ماجه 2/328)
39ـ أذكار النوم(1/171)
"اللَّهُمَّ باسمِكَ أحْيَا وباسمِكَ أمُوتُ" متفق عليه
"ثلاث وثلاثون تسبيحة، وثلاث وثلاثون تحميدة، وثلاث وثلاثون تكبيرة". متفق عليه
كان رسول الله ( إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول : "اللَّهُمَّ قِنِي عذابَكَ يَوْم تبعَثُ عِبادَك" ثلاث مرات . صحيح (صحيح الترمذي 3/143)
"كان رسول الله ( إذا آوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ( و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ( و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ( ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات" . متفق عليه
"اللَّهُمَّ خَلَقْتَ نفسي وأنتَ توفَّاها لك مماتُها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها وإن أمتها فاغفر لها، اللَّهُمَّ إني أسألُك العافية" . (رواه مسلم 4/2083)
"إذا أوى أحدُكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخِل إزاره(84) ، فإنه لا يدري ماذا خلفه عليه، ثم يقول: باسْمِك رَبِّي وضَعْتُ جنبي وَبِك أرفعُهُ إن أمسكتَ نفسي فارْحَمْها، وإنِ أرسلتها فاحفظها بِمَا تحفظُ به عبادَك الصَّالحين" متفق عليه .
"إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: "اللَّهُمَّ أسْلَمتُ نفسي إليك، وفوَّضْتُ أمري إليك وألجأتُ ظهري إليك رَهْبةً ورغبةً إليك، لا مَلْجَأ ولا منجَا منكَ إلاَّ إليك، آمنْتُ بِكِتابِك الذي أنزلتَ وَبِنَبيِّكَ الذي أرْسلتَ، فإن متَّ، متَّ على الفطرة واجعلهن آخر ما تقول" . متفق عليه(1/172)
"اللَّهُمَّ رَبَّ السمواتِ ورَبَّ الأرضِ، ورَبَّ العرشِ العظيم، رَبَّنا وَرَبَّ كُلِّ شيءٍ، فالق الحَبِّ والنَّوى، ومُنزل التوراة والإنجيل والفُرْقانِ، أعُوذُ بِك من شَرِّ كُلِّ شيء أنت آخِذٌ بناصيته، اللَّهُمَّ أنت الأول فليس قبلك شيءٌ، وأنت الآخرُ فليس بعدَكَ شيءٌ، وأنت الظاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ، وأنت الباطنُ فليس دُونك شيء، اقضِ عَنَّا الدَّين واغنِنَا من الفقر" . (رواه مسلم 4/2084)
"الحَمْدُ لله الذي أطعَمَنَا وسَقَانَا وكفاناَ وآوَانَا فَكمْ مِمَّن لا كَافِيَ لَهُ ولا مُؤوِي" . (رواه مسلم 4/2085)
كان ( لا ينام حتى يقرأ ( الم * تنزيلُ( السجدة، و( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلكُ( .
رواه الترمذي والنسائي (صحيح الجامع 4/255)
"إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ( اللَّهُ لا إِلَهَ إلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ... ( حتى تختمها، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح..." البخاري (الفتح 4/478)
"اللَّهُمَّ عالم الغيب والشهادة، فاطر السموات والأرض، رب كل شيءٍ ومليكه أشهد أن لا إله إلاَّ أنت أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجُرَّهُ إلى مسلم" . صحيح (صحيح سنن الترمذي 3/142)
40ـ الدعاء إذا تقلَّب ليلاً
كان رسول الله ( إذا تضوَّر(85) من الليل قال : "لاَ إِلَهَ إلاَّ الله الوَاحِد القَهَّارُ، رَبُّ السمواتِ والأرض ، ومَا بَيْنَهما العزِيز الغَفَّار" . رواه النسائي وصححه الألباني (صحيح الجامع 4/213)
41ـ دعاء القلق والفزع في النوم ومن بلي بالوحشة وغير ذلك
"أعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّةِ من غضَبِهِ وعِقَابِهِ، وشرِّ عِباده، ومن هَمَزاتِ الشَّياطين وأن يَحْضُرُون" .
حسن (صحيح الترمذي 3/171)
أما إذا رأى ما يكره في منامه فيفعل ما يأتي :
ـ "يَنْفُثُ عَنْ يسارِهِ ثلاثاً" .(1/173)
ـ "يَسْتَعيذُ بِالله من الشيطانِ ومِنْ شَرِّ ما رأى ثلاث مرات" .
ـ "لا يحدّثُ بِهَا أحدا" .
ـ "يتحول عن جنبه الذي كان عليه" .
ـ "يصلي إن أراد ذلك" . (رواه مسلم 4/1772 ـ 1773)
43ـ أذكار الصباح والمساء
ذكر الله طرفي النهار، بعد صلاة الصبح وبعد صلاة العصر.
آية الكرسي : ( اللهُ لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ الحَيُّ القيُّومُ... }.
آية الكرسي سورة البقرة ـ آية (255) رواه النسائي وصححه الألباني (صحيح الترغيب ص 273 رقم 658).
تقرأ ( قُل هُوَ اللهُ أَحَدٌ( ، (قُل أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ( ، (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ( ثلاث مرات حين تصح وحين تمسي تكفيك من كل شيء . حسن (صحيح الترمذي 3/182)
ما من عبدٍ يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة : "بسم الله الذي لا يضرُّ مَعَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ وَلاَ في السماءِ وهُوَ على السميعُ العليمُ" ثلاث مرات فَيَضُرُّه شيء. حسن (صحيح الترمذي 3/141)
وفي رواية أبي داود : "لم تصبه فجأة بلاءٍ" .
اللَّهُمَّ عَافِنِي في بَدَني، اللَّهُمَّ عافِني في سَمْعي، اللَّهُمَّ عافِنِي في بَصَري، لا إله إلاَّ أنت" .
اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ من الكُفْرِ، والفَقْرِ، اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ عذابِ القَبْرِ، لاَ إله إلاَّ أنْتَ" ثلاث مرات .
حسن (صحيح سنن أبي داود 3/959)
"يا حَيُّ يا قَيومُ بِرَحْمَتِكَ أستَغِيثُ أصْلِحْ لي شأنِي كُلّهُ ولاَ تَكِلْنِي إلى نفسي طرفَةَ عَيْنٍ" .
رواه الحاكم وصححه الألباني (صحيح الترغيب ص 273 رقم 657)(1/174)
قال ( سيد الاستغفار : "اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إلهَ إلاَّ أنْتَ خَلَقْتني وأنا عَبْدُك وأنا على عَهْدِكَ وَوَعْدِك ما استطعْتُ أَبُوء(86) لك بِنعمتك وأَبوءُ لك بذنبي فاغْفر لي فإنَّه لا يَغْفر الذُنُوبَ إلاَّ أنتَ أعُوذ بكَ من شَرِّ ما صَنَعتُ"، إذا قلتها حين تمسي فمت دخلت الجنة أو كنت من أهل الجنة وإذا قلتها حين تصبح فمت من يومك فمثله. رواه البخاري (كتاب الدعوات "باب ماذا يقول إذا أصبح")
"اللَّهُمَّ عَالِمَ الغَيْبِ والشهادة، فاطِرَ السموات والأرض، رَبَّ كُلَّ شيءٍ ومليكه، أشهدُ أن لا إله إلاَّ أنت أعُوذُ بِكَ من شرِّ نفسي ومن شَرِّ الشيطان وشركِهِ وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجُرَّهُ إلى مسلم" .
الكلم الطيب تحقيق الألباني برقم 220 صحيح (صحيح الترمذي 3/142)
"اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُك العافية في الدُّنيا والآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إنِّي أسألك العَفْو والعافية في ديني ودُنْيايَ وأهْلي ومَالي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوراتي وَآمِنْ روعاتي(87) ، اللَّهُمَّ احفظني من بين يديَّ ومِنْ خَلْفي وَعَنْ يميني وعَنْ شِمَالي ومِنْ فَوقِي وأَعُوذُ بعظمتك أن أُغتال مِنْ تحتي" . صحيح (صحيح سنن أبي داود 3/957)
"اللَّهُمَّ بِكَ أصبحنا وبِكَ أمسينَا وبِكَ نَحْيا وبكَ نَمُوتُ وإليك النُشُورُ" وإذا أمسى فليقل: "اللَّهُمَّ بك أمسَيْنا وبِكَ أصبحنا وبِكَ نحيا وبِكَ نموتُ وَإِليكَ المصيرُ" . صحيح (صحيح الترمذي 3/142)
"أصْبحنا على فِطرة الإسلام وكلمة الإخلاص، ودين نَبِيَّنا مُحَمدٍ وملَّة أبينا إبراهيم حَنيفاً مُسلماً وما كان من المُشركين"، وإذا أمسى فليقل: "أمْسينا على فِطرة الإسلام..." .
رواه أحمد وصححه الألباني (صيح الجامع 3/209)(1/175)
"أمسينا وأمسى المُلْكُ لله، والحَمْدُ لله، لاَ إلَهَ إلاَّ الله وحده لا شريك له، له المُلْك ولَهُ الحَمْدُ وهُو على كُلِّ شيءٍ قَديرٌ، رَبِّ أسْألُك خير ما في هذه الليلة وخَيْرَ ما بعدَها وأعُوذُ بِكَ من شرِّ هذه الليلة وشرِّ ما بعدها رَبّ أعُوذُ بِكَ من الكَسَل وسُوءِ الكِبَرِ، ربِّ أعُوذُ بِك من عَذَابٍ في النارِ وَعَذَابٍ في القَبْرِ" ، وإذا أصبح فليقل: "أصْبَحْنَا وأصْبَح المُلْك لله... ". (رواه مسلم 4/2089) .
من قال : "سبحان الله وبحمده" في يومه مائة مرة، حُطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر. (رواه مسلم 4/2071)
من قال حين يصبح : "لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير" كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وحط عنه عشر خطيئات، ورفع له عشر درجات وكان في حرزٍ من الشيطان حتى يُمسي وإذا أمسى حتى يصبح. صحيح (صحيح سنن ابن ماجه 2/331)
قال رسول الله ( : "من صلّى عليَّ حينَ يُصبحُ عَشْراً، وحِينَ يُمسِي عشراً أَدْرَكَتْهُ شفاعتي يومَ القِيَامة" . رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني (صحيح الترغيب ص 273 رقم 659)
44ـ ما يقال صباحاً فقط
"سُبْحَانَ الله وبِحَمْدِهِ عدد خلقِهِ وَرِضا نفسِهِ وزِنَةَ عَرْشِهِ ومِدَادَ كلماتِهِ" ثلاث مرات. (رواه مسلم 4/2090)
45ـ ما يقال مساءً فقط
"أعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّاتِ من شَرِّ ما خَلَقَ" ثلاث مرات . (رواه مسلم 4/2081)
قال ( : "من قرأ بالآيتين من آخِرِ سورة البقرة في ليلةٍ كفَتَاهُ" . (رواه البخاري 6/323)
46ـ دعاء الركوب
قال عَليٌّ بنُ رَبيعة : "شَهدْتُ عَليَّ بن أبِي طالب ( أُتِيَ بِدابة يَرْكَبُها".
ـ فَلَمَّا وَضَع رِجْلَهُ في الركابِ قَالَ : بِسمِ الله .
ـ فَلَمَّا استَوى على ظَهْرِها قَالَ : الحَمْدُ لله.(1/176)
ـ ثُمَّ قال : (سُبْحَان الَّذِي سخَّر لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقرِنين (88) وإنا إلىَ رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُون (89) ( . (الزخرف: 13ـ14) .
ـ ثُمَّ قال : الحَمْدُ لله، ثلاث مَرات .
ـ ثُمَّ قال : اللهُ أكبرُ، ثلاثَ مراتٍ .
ـ ثُمَّ قَالَ: سُبْحَانَكَ إنّي ظَلَمْتُ نَفْسي ، فاغْفِرْ لي ، إنّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أَنْتَ .
قال عَليَّ ( : "رَأيْتُ النِّبِيَّ ( فَعَلَ كَما فَعَلْتُ" . صحيح (صحيح الترمذي 3/156)
47ـ الدعاء إذا تعثّرت أو تعسرت الدابة وما شابهها .
"بسم الله" (صحيح سنن أبي داود 3/941)
48ـ دعاء السفر
"الله أكبرُ، الله أكبَرُ، الله أكبر، سُبْحَانَ الَّذِي سخَّر لَنَا هذا وما كُنَّا لَهُ مُقْرنين وإنَّا إلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُون. اللَّهُمَّ إنَّا نسألُكَ فِي سَفرِنا هذا البرَّ(90) والتَّقوى ، ومِنَ العَمَل ما ترْضى، اللَّهُمَّ هَوِّن عَليْنا سَفَرنا هذا و اطو عنَّا بُعْدهُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَر، والخليفةُ في الأهل، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بك من وعْثاءِ(91) السفر، وكآبةِ(92) المنظر وسُوء الْمُنْقَلبِ(93) في المال والأهل" وإذا رجع قالهن وزاد فيهن "آيبون(94)،
تائبُونَ، عابِدونَ، لربِّنَا حامِدُون" . (رواه مسلم 2/978)
49ـ دعاء المسافر للمقيم
"أستودعك اللهُ الذي لا تضيع ودائعه" .
50ـ دعاء المقيم للمسافر
"أستودع الله دينكَ وأَمَانَتكَ وأخِر عَمَلِكَ" وفي رواية "وخَواتِيم عَمَلِك" . صحيح (صحيح الترمذي 3/155)
"زَوَّدَكَ اللهُ التقوى، وغَفرَ ذَنْبَك ويَسَّرَ لَكَ الخيرَ حَيثُ ما كُنتَ" .صحيح (صحيح الترمذي 3/156)
51ـ الدعاء إذا نزل منزلاً في سفر أو غيره
من نزل منزلاً ثم قال : "أعُوذُ بِكَلِماتِ الله التاماتِ من شرِّ ما خلق" لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك. (رواه مسلم 4/2080)
52ـ التكبير على المرتفعات والتسبيح عند الهبوط والنزول(1/177)
عن جابر قال : "كنا إذا صعدنا كبّرنا ، وإذا نزلنا سَبّحْنا" . (البخاري ـ الفتح 6/135)
53ـ دعاء المسافر إذا أسحر (95)
"سَمعَ سَامعٌ(96) بحمد الله وحُسنِ بلائِه علينا، ربنا صاحبنا وأفضلِ علينا(97) عائذاً بالله من النار " مسلم (4/2086)
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله ( كان إذا قفل(98) من غزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف(99) من الأرض ثلاث تكبيرات، ثم يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده"(100) .
وعن أبي هريرة : أن رجلاً قال : يا رسول الله إني أريد أن أسافر فأوصني، قال: "عليك بتقوى الله، والتكبير على كل شرف" فلما ولَّى الرجل قال :"اللهم أطُوِ له البعد، وهوِّن عليه السفر". صحيح الترمذي (رقم : 2740)
54ـ ما يفعله إذا قدم من سفر
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال : كنت مع النبي ( في سفر فلما قدمنا المدينة قال لي : "ادخل فصل ركعتين"(101) .
أذكار الأمور العارضة
55ـ إذا أحببت أحداً في الله فقل له
"إنِّي أُحبُّكَ في الله" حسن (صحيح سنن أبي داود 3/965)
56ـ إذا أخبرك أحد أنه يحبك في الله فقل له "أحَبَّكَ الله الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ"
حسن (صحيح سنن أبي داود 4/965)
57ـ إذا كان أحدكم مادحاً صاحبه لا محالة فليقل "أحْسِبُ فلاناً. والله حَسِيبُهُ. ولا أُزكِّي على الله أحداً. أحسِبُه إن كان يعلم ذَاكَ، كَذَا وكَذَا" . (رواه مسلم 4/2296)
58ـ ما يقول المسلم إذا زُكِّي
"اللَّهُمَّ لا تُؤاخِذْني بمَا يَقولونَ، واغْفِرْ لي مَا لا يَعْلَمونَ" . (صحيح الأدب المفرد 761)
59ـ الدعاء لمن سَبَبْته
قال ( : "اللَّهُمَّ فَأيُّمَا مُؤْمنٍ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْ ذلك لَهُ قُرْبَةً إليكَ يَوْمَ القيَامَةِ".
(البخاري 6361 ومسلم 2601/92)
60ـ ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً(1/178)
"ما من عبدٍ يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور، ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلاَّ غُفر له". صحيح (صحيح الجامع 5/173)
61ـ من استصعب عليه أمر
"اللَّهُمَّ لا سَهْلَ إلاَّ ما جَعَلْتَهُ سَهْلاً وأنْتَ تَجْعَلُ الحَزَنَ إذا شِئْتَ سَهْلاً" .
رواه ابن السني وصححه الحافظ (الأذكار للنووي 106)
62ـ ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه
كان ( إذا أتاه أمر يسره قال : "الحَمْدُ لله الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تتمُّ الصَّالِحَاتُ"، وإذا أتاه أمر يكرهُهُ قال : "الحَمْدُ لله عَلَى كُلِّ حالٍ" . صحيح (صحيح الجامع 4/201)
"كان النبي ( إذا أتاه أمر يَسُرُّه أو يُسَرُّ به خرَّ ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى".
حسن (صحيح ابن ماجه 1/233)
63ـ ما يقول عند التعجب والأمر السار
"سبحان الله". متفق عليه
"الله أكبر" . (البخاري ـ الفتح 8/441)
64ـ في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين
إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدعُ له بالبركة، فإن العينَ حق. صحيح (صحيح الجامع 1/212)
65ـ إذا خاف قوماً أو سلطاناً
"اللهم إن نجعلك في نحورهم ، ونعوذ بك من شرورهم" . صحيح سنن أبي داود (10/286)
"اللَّهُمَّ أكْفِنِيِهمْ بمَا شئتَ" . رواه مسلم 4/2300)
66ـ الدعاء عند لقاء العدو
"اللَّهُمَّ أنْتَ عَضُدِي وأَنْتَ نصِيرِي وَبِكَ أُقَاتِلُ" . صحيح (صحيح الترمذي 3/183).
"اللَّهُمَّ مُنْزِل الكتاب ومُجري السحاب، وهازِمَ الأحزاب، أهزمهم وانصرنا عليهم (رواه مسلم 3/1363)
67ـ الدعاء عند صياح الديك ونهيق الحمار ونباح الكلاب
"إذا سمعتم صياح الديك [من الليل] ، فاسألوا الله من فَضْلِهِ فإنها رأت مَلكاً وإذا سمعتم نهيق الحمار، فتعوَّذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شَيْطاناً" . متفق عليه
"إذا سمعتم نُباحَ الكلاب ونهيق الحمير بالليل فتعوذوا بالله فإنهن يَرَيْنَ ما لا ترون"
صحيح (صحيح سنن أبي داود 3/961)(1/179)
68ـ دعاء كراهية الطيرة
"اللَّهُمَّ لا طَيْرَ إلاَّ طَيْرُكَ، ولاَ خَيْرَ إلاَّ خَيْرُكَ، وَلا إلهَ غَيْرُكَ" الصحيحة 3/54
69ـ الدعاء عِنْدَ رؤية باكُورةِ الثمر
"اللَّهُمَّ بارك لنا في ثمرنا، وبارِكْ لَنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مُدِّنا" مسلم 2/1000
70ـ الدعاء لمن صنع لك معروفاً
"مَنْ صَنَعَ إليهِ مَعْرُوفٌ فقال لِفَاعِلهِ : جَزَاكَ الله خيراً قد أبلغَ في الثَّناءِ".
صحيح (صحيح الترمذي 2/200)
71ـ الدعاء لمن سببته
عن أبي هريرة( أنه سمع النبي ( يقول : "اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة" . (رواه مسلم 4/2007)
72ـ الدعاء لمن عرض عليك ماله
"بارك الله لك في أهلك ومالك" . البخاري (الفتح 4/88)
73ـ الدعاء الذي يرفع به الدين ويرجى قضاؤه
"اللَّهُمَّ اكْفِنِي بحلالِكَ عن حَرَامِكَ، واغنِني بفضلك عَمَّنْ سِواك" . حسن (صحيح الترمذي 3/180)
"اللَّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ الهمِّ والحزن، والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال" . (رواه البخاري 7/158)
74ـ الدعاء عند إرجاع الدين (القرض)
"بَارَكَ الله لَكَ في أَهلكَ وَمَالِكَ إنَّمَا جَزَاءُ السَّلفِ الوَفَاءُ وَالحمدُ" . حسن (صحيح ابن ماجه 2/55)
75ـ دعاء دخول السوق
"لاَ إلهَ إلاَّ وحْدَهُ لاَ شرِيكَ لهُ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحَمْدُ، يُحْيي وَيُميت، وهُوَ حيٌّ لا يمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وهُو عَلَى كُلِّ شيءٍ قدِيْرٍ" . حسن (صحيح الترمذي 3/152)
76ـ دعاء من أصيب بمصيبة
ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله: "إنَّا لله وإنَّا إليه رَاجِعُون، اللَّهُمَّ أجُرْني في مُصِيبتَي واخْلُفْ لِيْ خَيْراً منها" إلا أخلف الله له خيراً منها. (رواه مسلم 2/632)
77ـ دعاء الهم والحزن(1/180)
ما أصاب عبداً همٌّ ولا حُزن فقال : "اللَّهُمَّ إنِّي عَبْدُك ابنُ عَبْدِك ابنُ أمتك نَاصِيتِي بيدَكَ ماضِ فِيّ حُكْمُكَ، عَدلٌ فِيّ قَضاؤكَ أسْألُكَ بِكُلِّ اسمٍ هُو لك سَمَّيتَ بِهِ نَفسكَ أو أنزلتَهُ في كِتَابِكَ، أو عَلَّمْتَهُ أحَداً مِنْ خَلْقِكَ أو استأثَرْتَ به في عِلْم الغيبِ عِنْدَكَ أنْ تجعلَ القُرآن رَبيعَ قلْبِي، ونُورَ صَدْرِي وجَلاَءَ حُزني وذَهَابَ همِّي" إلا أذهب الله حُزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً.
رواه أحمد وصححه الألباني (الكلم الطيب ص 74)
"اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ من الهَمِّ والحَزِنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ والبُخْلِ والجُبْنِ، وضَلْعِ الدَّيْنِ وغَلَبةِ الرِّجَالِ" كان رسول الله ( يُكثر من هذا الدعاء .
78ـ دعاء الغضب
"أعُوذُ بالله منَ الشَّيْطانِ الرَّجيم" (رواه مسلم 4/2015)
79ـ دعاء الكرب
"لا إلهَ إلا الله العظيمُ الحَليمُ، لا إله إلاَّ الله رَبُّ العَرشِ العظيم، لاَ إله إلا الله رَبُّ السمواتِ ورَبِّ الأرْضِ ورَبُّ العَرْشِ الكريم" . متفق عليه
قال ( دُعَاءُ المكروب : "اللَّهُمَّ رحْمَتَك أرْجُو فلا تكِلْنِي إلى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ وأَصْلَحْ لِي شأَنِي كُلَّهُ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ" حسن (صحيح سنن أبي داود 3/959)
"الله، الله رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً" . صحيح (صحيح سنن ابن ماجه 23/335)
قال رسول الله ( : "دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: "لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إني كُنْتُ مِن الظالمين ـ لم يدعُ بها رجلٌ مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له" .
صحيح (صحيح الترمذي 3/168)
80ـ دعاء الفزع
"لاَ إلهَ إلاَّ الله" متفق عليه
81ـ دعاء العطاس وما يقال للكافر إذا عطس
إذا عطس أحدكم فليقل : "الحَمْدُ لله" . (رواه البخاري ـ الفتح 10/608)
أو "الحَمْدُ لله عَلَى كُلِّ حَالٍ" . صحيح (صحيح سنن أبي داود 3/949)(1/181)
وليقل لهُ أخوه أو صحابه : "يَرْحَمُكَ الله، فإذا قال له : يَرْحَمُكَ الله، فليقل: يَهْدِيكُمُ الله ويَصْلحُ بالَكُمْ" . (رواه البخاري ـ الفتح 10/608)
قال ( : "إذَا عَطسَ أحدُكم فَحمِدَ الله فشَمِّتُوهُ، فإنْ لَمْ يَحْمِدِ الله، فلا تُشَمِّتُوهُ" (رواه مسلم 4/2292)
82ـ وإذا عطس الكافر يقال له
"يهديكم الله ويُصْلحُ بَالَكُمْ" صحيح (صحيح سنن أبي داود 3/949)
83ـ ما يقال للمتزوج بعد عقد النكاح
"بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير". صحيح (صحيح سنن أبي داود 2/400)
"اللَّهُمَّ بارِك فيهما وبارِك لَهُما في بِنائهما" .رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني (آداب الزفاف ص 77)
"على الخَيْرِ والبَرَكةِ وعلى خَيْرِ طائرِ" (102) (رواه البخاري 7/36)
84ـ ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت عليه زوجته ليلة الزفاف
يأخذ بناصيتها ويقول : "اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ مِنْ خَيْرِهَا وخَيْرِ مَا جُبِلَت عَلَيْهِ وأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّها وشرِّ مَا جُبلتْ عليه" . حسن (صحيح ابن ماجه 1/324)
85ـ الدعاء قبل الجماع
"لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله، اللهم جنِّبنا الشيطان وجنِّب الشَّيطانَ ما رَزَقْتَنَا ، فإنه أن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً" متفق عليه
86ـ الدعاء للمولود عند تحنيكه
"كان رسول الله ( يؤتى بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم" (103) .
صحيح (صحيح سنن أبي داود /961)
87ـ ما يعوذ به الأولاد
"أعوذ بكلمات الله التامات" .
88ـ الدعاء عند رؤية الهلال
"اللَّهُمَّ أهِلْلُه عَلَيْنَا باليُمنِ والإيْمَانِ، والسلامَةِ والإسْلامِ، رَبِّي ورَبُّك الله" .
صحيح (صحيح الترمذي 3/157)
89ـ ما يقال عند الذبح أو النحر
يقول الرجل عند الذبح : "بسم الله والله أكبر [اللهم منك ولك] اللهم تقبل مني".رواه مسلم (3/1557) والزيادة للبيهقي
90ـ دعاء الأضحية(1/182)
"بسم الله ، اللَّهُمَّ تقبل من محمد، وآل محمد، ومن أمة محمد".
حسن (صحيح سنن أبي داود 2/537)
91ـ من أحس وجعاً في جسده
"ضَعْ يَدَكَ عَلى الذي تألَّم من جَسدِك وقل: باسم الله، ثلاثاً، وقل سبع مرات: أعوذُ بالله وقُدْرَتِهِ من شَرِّ مَا أَجِدُ وأُحَاذِرُ". (رواه مسلم 4/1728)
92ـ ما يقال عند زيارة المريض وما يقرأ عليه لرقيته
"لا بأْسَ طَهُورٌ إنْ شَاءَ الله" . (رواه البخاري ـ الفتح 10/118)
"اللَّهُمَّ اشْفِ عَبدكَ يَنْكَأ لَكَ عَدُوّاً، أوْ يمشِي لكَ إلى جَنَازةٍ" .صحيح (صحيح سنن أبي داود 2/600)
ما من عبد مسلم يَعُود مريضاً لم يحضر أجلُهُ فيقول سبع مرات : "أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عُوفي" . صحيح (صحيح الترمذي 2/210)
"بسمِ الله أرقيك من كُلِّ شَيءٍ يؤذيك، من شرِّ كل نفس، وعَيْنٍ حَاسِدَةٍ بسم الله أرقيك، والله يشفيك" صحيح (صحيح الترمذي 1/287)
"أذهب البأسَ ، ربَّ الناسِ، إشْف وأنْتَ الشافي لا شفاء إلا شِفاؤك شِفَاءً لا يُغادِرُ سَقماً" .
(رواه البخاري ـ الفتح 10/131)
93ـ دعاء الريح إذا هاجت
"اللَّهُمَّ إِنِّي أسألك خَيْرَها ، وخير ما فيها، وخيرَ ما أُرسِلَتْ به، وأعُوذُ بِكَ من شرِّ ما فيها وشرِّ ما أُرْسِلَت بِهِ" . متفق عليه
"اللَّهُمَّ إنِّي أسألك خَيْرَهَا وأعُوذُ بِكَ من شرِّهَا" . صحيح (صحيح سنن ابن ماجه 2/305)
94ـ دعاء الاستسقاء
"اللَّهُمَّ أغِثْنَا، اللَّهُمَّ أغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا" . متفق عليه
"اللَّهُمَّ اسقِنَا غَيثاً مُغيثاً، مَريئاً مريعاً نافعاً غير ضارٍّ ، عاجِلاً غيرَ آجِل" .
صحيح (صحيح سنن أبي داود 1/216)
"اللَّهُمَّ اسق عِبَادَكَ وبَهَائِمَك، وانشُرْ رحمتَكَ، واحي بَلدَكَ الميِّت".
حسن (صحيح سنن أبي داود 1/218)
95ـ الدعاء عند نزول المطر
"اللَّهُمَّ صيِّباً نافعاً" . (رواه البخاري 2/84)
96ـ الدعاء بعد نزول المطر(1/183)
"مُطِرْنا بِفَضْل الله ورَحْمَتِهِ" . متفق عليه
97ـ الدعاء عند سماع الرعد
كان عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال: "سُبْحَان الذي يُسَبِّحُ الرَّعدُ بحمده والملائكة منْ خِيفَتِهِ" إسناده صحيح (الكلم الطيب ـ تحقيق الألباني ص 156)
98ـ ما يقول إذا كثر المطر وخيف منه الضرر
"اللَّهُمَّ حوَالَيْنا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ على الآكَامِ والظَّرَابِ وبُطُونِ الأودِيَةِ، ومنابتِ الشَّجَرِ" . متفق عليه
99ـ تذكرة في فضل عيادة المريض
قال ( : "إنَ المسلم إذا عاد أخاهُ لم يزل في خُرفَةِ الجنة" . صحيح (صحيح الترمذي 1/258)
قيل ما خُرفَةُ الجنة ؟ قال : "جناها" .
وقال ( : "ما من مُسلم يعودُ مسلماً غُدوةً، إلاَّ صلى عليه سبعُون ألف ملكٍ حتى يُمسي، و إن عاده عشيةً إلاَّ صلى عليه سبعُون ألف ملكٍ حتى يصبح وكان لَهُ خريفٌ في الجنة" صحيح (صحيح الترمذي 1/286) .
100ـ ما يقول من يئس من حياته
"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وارْحَمْنِي وأَلحِقْنِي بالرفِيقِ". متفق عليه
"اللَّهُمَّ الرَّفيق الأعلى" . رواه مسلم (4/1894)
101ـ كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان
"لا يَدْعُوَنَّ أحدُكُم بالموتِ لضُرٍّ نَزَلَ بِهِ ولكِنْ ليقل: "اللَّهُمَّ أحْيِنِي ما كَانَتِ الحياةُ خيراً لي، وتوفَّني إذا كانتِ الوفاةُ خيراً لي" . متفق عليه
102ـ من رأى مبتلى
"من رأى مُبْتَلى فقال: الحمدُ لله الذي عَافانِي مِمَّا ابتلاك به، وفضَّلَني على كثيرٍ مِمَّنْ خَلَق تفضيلاً لم يُصبه ذَلِكَ البلاءُ". صحيح (صحيح الترمذي 3/153)
103ـ تلقين المحتضر
"قال ( : "لقِّنُوا موتاكُم قَوْل: لا إلَهَ إلاَّ الله" . (رواه مسلم 2/631)
"من كَانَ آخرُ كلامِه لا إلَهَ إلاَّ الله دخل الجنة" . صحيح (صحيح سنن أبي داود 2/602)
104ـ الدعاء عند إغماض الميت(1/184)
"اللهم اغفر (لفلان) وارفعِ درجَتَهُ من المهديِّين واخلُفْهُ في عَقبِهِ في الغَابِرينَ واغفِرْ لنَا ولَهُ يا ربَّ العالمينَ وافسَحْ لهُ في قبرِه ونوِّر لَهُ فيه". (رواه مسلم 2/634)
105ـ ما يقول من مات له ميت
ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول : "إنا لله وإنَّا إليه راجعون، اللَّهُمَّ أجرني في مُصيبتي واخلُف لي خيراً مِنْها، إلا آجَرَهُ الله تعالى في مُصِيبتِهِ وأخلف لَهُ خَيْراً مِنْهَا" . (رواه مسلم 2/622)
106ـ الدعاء للميت والصلاة عليه
"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وارحمْهُ وعافِهِ واعفُ عنه وأكرم نُزُله ووسِّع مُدْخَله، واغسله بالماء والثلجِ والبرد، ونَقِّه من الخطايا كما نقَّيْتَ الثوبَ الأبيض من الدّنَس، وأبدِلْهُ داراً خيراً من دارِهِ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدْخِلهُ الجنَّة وأعِذه من عذاب القبرِ (ومن عذاب النَّار)" (رواه مسلم 2/663)
"اللَّهُمَّ إن فُلانَ بن فَلان في ذِمَّتِك، وحبْلِ جِوارِكَ، فَقِهِ من فتنة القبر وعذاب النَّار، وأنت أهلُ الوفاءِ والحقِّ ، فاغفِرْ لَهُ وارحمْهُ إنَّك أنتَ الغفورُ الرَّحيم" . صحيح (صحيح ابن ماجه 1/251)
"اللَّهُمَّ عبدك وابن عبدك وابن أمتك احتاج إلى رحمتك، وأنت غني عن عذابِه، إن كان مُحسناً فزده في حسناته وإن كان مُسيئاً فتجاوز عنه" رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي .
(انظر أحكام الجنائز للألباني ص 159)
وإن كان الميت صبيّاً : "اللَّهُمَّ أعِذه من عذاب القبر" . حسن (أحكام الجنائز للألباني ص 161)
"اللَّهُمَّ اجعله فرطاً وسلفاً، وأجراً) . موقوف على الحسن ـ البخاري تعليقاً
107ـ عند إدخال الميت القبر
"بِسْمِ الله وبِالله، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ الله (أو على سُنَّة رسول الله). صحيح (صحيح الترمذي 1/306)
108ـ ما يقال عند الدفن(1/185)
"كان النبي ( إذا فرغ من دفن الميت وَقَفَ عليه فقال: استغْفِرُوا لأخيكم وسلوا له التثبيتَ فإنهُ الآن يُسأل". صحيح (صحيح سنن أبي داود 2/620)
109ـ دعاء زيارة القبور
"السَّلامُ عَلَيْكُم أهْلَ الدِّيار، من المؤمِنينَ والمسلمين ويَرحَمُ الله المُسْتقدمين منَّا والمُستأخِرِين وإنَّا إن شاء الله بِكُمْ للاحِقُونَ".
110ـ دعاء التعزية
"إن لله ما أخَذَ ولَهُ ما أعْطَى، وكُلُّ شيءٍ عِنْدَهُ بِأجلٍ مُسمى.. فلتصبر ولتحتسب". متفق عليه .
أذكار في الحج والعمرة
111ـ كيف يُلبّي المُحرم في الحج أو العمرة
"لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْك، لَبّيْك لا شَرِيكَ لك لَبَّيْك إنَّ الحَمْدَ، والنِّعْمَةَ، لَكَ والمُلْك، لا شريك لك" البخاري مع الفتح 3/408 ، ومسلم 2/841)
112ـ التكبير إذا أتى الرُّكن الأسودَ
"طَافَ النَّبيُّ ( بالبيتِ عَلَى بَعِيرٍ كُلَّمَا أتى الرُّكْنَ أَشَارَ إلِيهِ بِشيءٍ عِنَدَهُ وَكَبَّرَ"(104) .
113ـ الدُّعاءُ بينَ الرُّكن اليماني والحجر الأسود
"رَبَّنا آتِنَا في الدُّنيا حسنةً وفي الآخِرَةِ حسنةً وقِنَا عَذَابَ النَّار" (105) .
114ـ دُعَاءُ الوقوف على الصَّفَا والمروةِ
"لَمَّا دَنا ( من الصَّفَا قَرَأ ( إنَّ الصَّفا والمروة من شعائر الله( أبدَأ بما بَدَأ اللهُ بِهِ" فبَدَأ بالصَّفَا فرقيَ عليهِ حتَّى رأى البيتَ فاستقبلَ القِبْلَة، فوحَّد اللهَ وكَبَّرهُ وَقَالَ : "لا إله إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ له، له الملك وله الحمدُ وهُوَ على كُلِّ شيءٍّ قديرٌ، لا إله إلاَّ اللهُ وحدَهُ، أنجَزَ وَعْدَهُ، ونَصَرَ عَبْدَه وهَزَمَ الأحزابَ وَحْدَهُ، ثُمَّ دَعَا بينَ ذلك. قال مثل هذا ثلاثَ مراتٍ" الحديثُ . وفيه "ففَعَلَ عَلى المروةِ كما فعلَ على الصَّفا" مسلم /88
115ـ الدُّعاءُ يومَ عَرَفَة(1/186)
قال ( : "خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وخَيْرُ ما قُلْتُ أنَا والنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قديرٌ"(106).
116ـ الذكر عند المشعر الحرام
"ركب ( القصواءَ حتَّى أتى المشعرَ الحَرَامَ فاستَقْبَلَ القبلة (فَدَعَاه، وكَبَّرَهُ، وَهَلَّلَه، ووحّدَهُ) فَلَمْ يَزَلْ واقِفاً حتَّى أسفرَ جِدَّاً فدفع قبل أن تطلعُ الشمسُ"(107) .
117ـ التكبير عند رمي الجِمَارِ مع كُلِّ حصاةٍ
"يُكَبِّرُ كُلَّما رَمَى بِحَصَاةٍ عِنْدَ الجِمَارِ الثَّلاثِ ثُمَّ يَتَقَدَّم، ويَقِفُ يَدْعُو مُستقبِلَ القِبلةِ، رافعاً يديه بَعْدَ الجَمْرَةِ الأُولى والثانية . أمَّا جَمْرَةُ العقبةِ فيرمِيها ويُكبِّرُ عِندَ كُلِّ حَصاةٍ وينصرِف ولا يقفُ عِنْدَهَا" (108) .
118ـ آيات في فضل الذكر والدعاء والحث عليها (109)
قد ورد في فضل الذكر والدعاء والحث عليها آيات كثيرة، وأحاديث صحيحة عن رسول الله ( ، نذكر ما تيسر منها :(1/187)
قال الله سبحانه وتعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً*( ، وقال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ*( ، وقال تعالى : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ ... ( إلى أن قال سبحانه : (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً( ، وقال تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ( ، وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( ، وقال تعالى : (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً( ، وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ( ، وقال تعالى : (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ( ، وقال تعالى : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ( ، وقال تعالى : (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ(1/188)
وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( .
والإكثار من ذكر الله تبارك وتعالى ودعائه سبحانه مستحب في جميع الأوقات والمناسبات، وفي الصباح والمساء، وعند النوم واليقظة، ودخول المنزل والخروج منه، وعند دخول المسجد والخروج منه، لما سبق من الآيات الكريمات، ولقوله تعالى : (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالأِبْكَارِ( ، وقوله تعالى : (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ( ، وقوله تعالى : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ( ، وقوله تعالى : (فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً( ، وقوله تعالى : (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ( ، وقال تعالى : (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ( ، وقال سبحانه : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ( الآية. أ.هـ. من تحفة الأخيار ـ لشيخنا ـ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى .
119ـ فضل الصلاة على النبي ( (110)
قال ( : "مَنْ صَلَّى عليَّ صلاةً صلّى اللهُ عليهِ بِهَا عَشْراً" (111) .
وَقَالَ ( : "لاَ تَجْعَلُوا قَبْرِي عيداً وَصَلُّوا عَليَّ؛ فإن صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ"(112).
وقال ( : "الْبَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ"(113).
وَقالَ ( : "إنَّ للهِ ملائكةً سَيَّاحينَ في الأرضِ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلاَمَ"(114).(1/189)
وقاَلَ ( : "مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إلاَّ رَدَّ اللهُ عَلَيَّ رُوحِيَ حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ"(115) .
120ـ فضل السلام بدءاً ـ وإجابة
عن عبد الله بن عمرو بن العاص( أن رجلاً سأل النبي ( : أي الإسلام خير؟ قال : "تُطعم الطعام، وتقرأَ السلام على من عرفت ومن لم تعرف" متفق عليه.
وعن أبي هريرة( قال : قال رسول الله ( : "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلكم إلى شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم" رواه مسلم .
وعن أبي هريرة ( ، أن النبي ( قال : "خمس تجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، واتباع الجنائز" متفق عليه .
وعنه ( ، عن النبي ( أنه قال : "حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصحه، وإذا عطس فحمد الله فشمِّته وإذا مرض فعُده، وإذا مات فاتبعه"
رواه مسلم .
فضائل الذكر
121ـ الذاكر في معية الله وحفظه
ـ عن أبي هريرة ( أنه سمع رسول الله ( يأثر عن ربه ( أنه قال : "أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه" . [رواه أحمد]
122ـ ذكر الله هو الحصن الحصين
ـ عن عبد الله بن بسر ( أن رجلاً قال : يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ ، فأخبرني بشيء أتشبَّث به قال : "لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله" . [رواه الترمذي وصححه الألباني]
123ـ الاستغفار
ـ قال ( : "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هَمٍّ فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب" . [رواه أبو داود والنسائي]
124ـ التهليل والتسبيح والتحميد(1/190)
ـ قال ( : "من قال : لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حِرْزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه" . [متفق عليه] .
ـ وقال ( : "من قال : سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة ، حطّت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر". [متفق عليه]
125ـ فضل من ذكر الله خالياً
ـ قال ( : "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل .... " وفي آخره : " .... ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه " . [متفق عليه] .
126ـ فضل مجالس الذكر
ـ قال ( : "لا يقعد قوم يذكرون الله ( إلا حفّتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده" . [رواه مسلم]
127ـ ذكر الله عقب الفرائض
قال ( : "من سبح دبر كل صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين، وحمد ثلاثاً وثلاثين، وكبَّر ثلاثاً وثلاثين، فتلك تسعة تسعون، ثم قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، غُفِرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" . [رواه مسلم]
128ـ سبق المفردون
ـ قال ( : "سبق المفرِّدون" قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال : "الذاكرين الله كثيراً" . [رواه مسلم]
129ـ مثل الحي والميت
ـ قال ( : "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت" . [رواه البخاري]
130ـ إذا أذنب ذنباً
ـ قال ( : "ما من عبد يذنب ذنباً فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له" . [رواه أبو داود والترمذي]
131ـ سيد الاستغفار(1/191)
ـ قال ( : "سيد الاستغفار أن تقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها من النهار مؤمناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة" .
[ رواه البخاري ]
132ـ نخلة في الجنة
قال ( : "من قال : سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له نخلة في الجنة". [رواه الترمذي] .
133ـ كلمتان
ـ قال ( : "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم" . [ متفق عليه ]
134ـ أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس
ـ قال ( : "لأن أقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أحبُّ إليّ مما طلعت عليه الشمس" [رواه مسلم] .
135ـ كنز من كنوز الجنة
ـ قال ( : "لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة" . [متفق عليه]
فضائل الدعاء
136ـ الدعاء أكرم شيء على الله تعالى
ـ قال ( : "ليس شيء أكرم على الله ( من الدعاء" . [رواه الترمذي وحسنه الألباني ]
137ـ الدعاء سبب لدفع غضب الله
ـ قال ( : "من لم يسأل الله يغضب عليه" . [رواه الترمذي وحسنه الألباني]
138ـ الدعاء سلامة من العجز
ـ قال ( : "أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام". [رواه ابن حبان وصححه الألباني]
139ـ الدعاء سبب لرفع البلاء بعد نزوله
ـ قال ( : "من فُتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما سئل الله شيئاً يُعطى أحبّ إليه من أن يُسأل العافية، إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء" . [رواه الترمذي وحسنه الألباني ]
140ـ الداعي في معيةُ الله
ـ قال ( : "يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني". [رواه مسلم](1/192)
141ـ عليك بكثرة الدعاء في السجود
ـ قال ( : "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء". [رواه مسلم]
142ـ فضل الدعاء بالليل
ـ قال ( : "إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة" . [ رواه مسلم ]
143ـ فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب
ـ قال ( : "ما من عبدٍ مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل" . [ رواه مسلم ]
الدعاء المستجاب :
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ( [البقرة186]
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ( [غافر6]
قال ( :
(إنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كريمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رفَعَ يَدَيْهِ إِليْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْراً) .
وقبلَ أن نُورِد هذه الأدعية نذكُر :
بعض آدابِ الدُّعاء وأَسبابِ الإجابة :(1/193)
* الإِخلاصُ للهِ. * أَن يَبْدأ بحمدِ اللهِ والثناءِ عليه ثُمَّ بالصلاة على النَّبِّي ( ويختم بذلك . * الجزمُ في الدُّعاءِ واليقينُ بالإجابةِ . * الإلحاح في الدُّعاء وعدم الاستعجال . * حُضُورُ القَلْب في الدعاء. * الدُّعاءُ في الرَّخاءِ والشدة. * لا يسأل إلا الله وحدهُ . * عدمُ الدُّعاء على الأهل والمال والولد والنفس . * خفضُ الصوتِ بالدعاءِ بين المخافتة والجهر . * الاعتراف بالذنب والاستغفار منه والاعترافُ بالنعمة وشكر الله عليها . * عدمُ تكلُّف السجع في الدُّعاء . *التضرُّعُ والخُشُوع والرغبة والرهبةُ . * ردُّ المظالم مع التوبة. * الدعاءُ ثلاثاً. *استقبال القبلة. * رفعُ الأيدي في الدُّعاء.* الوضوء قبل الدُّعاءِ إن تيسر. *أن لا يعتدي في الدُّعاء. * أن يبدأ الداعي بنفسه إذا دعا لغيره. * أن يتوسل إلى الله بأسمائه الحُسنى وصفاته العُلى، أو بعملٍ صالحٍ قام به الدَّاعي نفسهُ، أو بِدُعاءِ رجُلٍ صالح حيٍّ حاضر لهُ. * أَنْ يَكُونَ المطعمُ والمشربُ والملبسُ من حلالٍ. * أن لا يدعو بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ. * أن يأمُر بالمعروف وينهى عن المنكرِ. * الابتعاد عن جميع المعاصي .
أوقات وأحوال وأماكن يستجابُ فيها الدعاءُ :(1/194)
* ليلة القدر. * جَوْفُ الليلِ الآخِر. * دُبْرُ الصلاةِ المكتوبةِ . * بين الأذان والإقامة. * ساعةُ من كُلِّ ليلةٍ. * عِندَ النِّدَاءِ للصلوات المكتُوبة. * عِندَ نُزُولِ الغيثِ. * عند زَحفِ الصُّفُوفِ في سبيل الله. * ساعةُ من يومِ الجُمْعَة. وأَرْجَحُ الأقوالِ فيها أنَّها آخرُ ساعةٍ من ساعاتِ عصرِ يومِ الجُمْعَةِ. وقَدْ تكُونُ ساعة الخُطْبَةِ والصَّلاةِ . * عند شُرب ماءِ زمزم مع النيِّةِ الصادقةِ. * في السجودِ . *عند الاستيقاظ من النَّومِ ليلاً، والدُّعاء بالمأثور في ذلك. * إذا نام على طهارةٍ ثم استيقظ من الليل ودعا. * عند الدُّعاءِ بـ "لا إله إلا أنت سبحانك إني كُنْتُ من الظالمين" . * دُعاءُ الناس عقب وفاة الميت. * الدُّعاءِ بعد الثناء على الله والصلاة على النبي ( في التشهُّد الأخير. * عند دعاءِ الله باسمِهِ العظيم الّذي إذا دُعيَ به أجابَ وإذا سُئِلَ به أعْطَى. * دُعاءُ المُسلم لأخيهِ المُسلم بظهرِ الغيب. * دُعاءُ يوم عَرَفَةَ في عَرَفَة. * الدُّعاءُ في شهر رَمَضَانَ. * عِندَ اجْتِمَاعِ المُسلمين في مجالسِ الذِّكْر. * الدُّعاءُ في شهر رَمَضَان. * عند اجتماعِ المُسلِمِينَ في مجالس الذِّكر. *عند الدُّعاءِ في المُصيبة بـ "إنَا لله وإنا إليه راجعُونَ اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصيبتِي وأخْلِفْ لي خيراً منها". * الدعاءُ حالة إقبالِ القلب على الله واشتداد الإخلاص. * دُعاءُ المظلوم على من ظلمهُ . * دُعَاءُ الوالِد لولَدِهِ وعلى ولدِهِ. * دعاءُ المسافِر.* دُعاءُ الصائمِ حتَّى يُفْطِرَ . * دُعَاءُ الصائمِ عِنْدَ فِطْرِهِ . * دعاءُ المُضطرِّ. *دُعاءُ الإمام العادل. * دُعَاءُ الوَلَدِ البارِّ بوالدِيهِ. * الدُّعَاءُ عَقَبَ الوُضُوءِ إذا دعا بالمأثُورِ في ذلك . * الدُّعاءُ بَعْدَ رَمْي الجمرةِ الصُّغرى. * الدُّعاءُ بعد رمي الجمرةِ الوسطى. * الدُّعاءُ داخِل الكعبةِ ومن صلَّى داخل الحِجر(1/195)
فَهُوَ من البيت. *الدُّعاءُ على الصَّفا. * الدُّعَاءُ على المروَة. * الدُّعَاء عند المشعر الحرام .
والمؤْمُنُ يَدْعُو رَبَّه دائماً أينما كان (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ(.
ولكن هذه الأوقات والأحوال والأماكن تُخصُّ بمزيدِ عنايةٍ .[انتهى من كتاب الدُّعاء من الكتاب والسُّنَة لسعيد بن علي بن وهف القحطاني]
الدُّعاءُ مِنَ القُرْآنِ :
أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرَّجيم
( بسم الله الرحمن الرحيم * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ( .
(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ( [البقرة]
(فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ( [البقرة]
(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ( [البقرة]
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ( [ البقرة]
(رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ( [البقرة](1/196)
(رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ( [البقرة]
(رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ( [آل عمران]
(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( [ آل عمران]
(رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ( [آل عمران]
(رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ( [آل عمران]
(وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ( [آل عمران]
(حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ( [آل عمران]
(رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ( [آل عمران](1/197)
(وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً( [النساء]
(رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ( [ المائدة ]
(إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ( [المائدة]
(إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ( [الأنعام]
(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المرسلين( [الأنعام]
(قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ( [الأعراف]
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ( [الأعراف]
(رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ( [الأعراف]
(رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ( [الأعراف]
(رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ( [الأعراف]
(حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ( [التوبة]
(رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ( [ هود ]
(إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ( [هود]
(وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ( [هود]
(فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ( [يوسف]
(إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ( [يوسف](1/198)
(فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ( [يوسف]
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ( [إبراهيم]
(رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ( [إبراهيم]
(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ( [إبراهيم]
(رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ( [إبراهيم]
(رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً( [الإسراء]
(رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً( [الإسراء]
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً( [الإسراء]
(رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً( [الكهف]
(فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً( [مريم]
(رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي( [طه]
(رَبِّ زِدْنِي عِلْماً( [طه]
(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ( [الأنبياء]
(لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ( [الأنبياء]
(رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ( [الأنبياء]
(رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ( [الأنبياء](1/199)
(رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ( [المؤمنون]
(رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ( [المؤمنون]
(رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ( [المؤمنون]
(رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ( [المؤمنون]
(رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً* إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً( [الفرقان]
(رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً( [الفرقان]
(الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ * رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ* وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ( [الشعراء]
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ( [النمل]
(رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ( [النمل]
(قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى( [النمل]
(رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي( [القصص]
(رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ( [القصص](1/200)
(فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ * يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ( [الروم]
(وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ( [فاطر]
(رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ( [الصافات]
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ( [الصافات]
(قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ( [الزمر]
(غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ( [غافر]
(وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ( [غافر]
(سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ( [الزخرف]
(سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ( [الزخرف]
(رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ( [الأحقاف]
(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ( [محمد]
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ( [الحشر](1/201)
(رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ( [الممتحنة]
(رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ( [الممتحنة]
(رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( [التحريم]
(رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ( [التحريم]
(رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً( [نوح]
الدعاء من السنة :
? (اللَّهُمَّ إِنِّ ظلمتُ نفسي ظُلماً كثيراً، ولا يغفرُ الذنُوبَ إلاَّ أنتَ، فاغفِرْ لي مِنْ عِندكَ مغفرةً، إنك أنتَ الغفورُ الرَّحيم).
? ([اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بكَ] من جَهْدِ البلاءِ ، ودَرَكَ الشَّقاء، وسُوء القضاء، وشماتةِ الأعداء).
? (لا إله إلاَّ الله وحدَهُ أعَزَّ جندَهُ ونَصَرَ عبدهُ، وغلبَ الأحزابَ وحدهُ، فلا شيءَ بَعْدَهُ).
? (اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ من الكَسَلِ والهِرَم والمأَثَمْ والمغرم، ومن فتنة القَبْر، وعذاب القبر، ومن فتنة النَّار، وعذاب النار، ومن شرِّ فتنة الغِنَى، وأَعُوذُ بِكَ من فتنةِ الفَقْرِ، وأعُوذُ بكَ مِنْ فتنةِ المسيح الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي خطايايَ بِمَاءِ الثَّلجِ والبَردِ، ونَقِّ قَلْبِي من الخطايا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوبَ الأبيضَ مِنَ الدَّنَس، وباعِدْ بيني وبينَ خطاياي كَمَا باعدت بينَ المشرِقِ والمغْرِبِ).
? (اللَّهُمَّ اجْعَلْ في قلبي نُوراً، وفِي بَصَرِي نُوراً، وفي سَمعِي نوراً، وعَنْ يميني نُوراً، وعَنْ يَسَارِي نُوراً، وفوقِي نُوراً، وتحتي نُوراً، وأمامي نُوراً، خَلْفِي نُوراً، واجعل لي نُوراً) .(1/202)
? (اللَّهُمَّ لكَ الحمدُ أنتَ نُورُ السمواتِ والأرضِ ومَنْ فيهِنَّ، ولكَ الحَمْدُ، أنتَ قيِّمُ السموات والأرض ومن فيهنَّ ، ولك الحمدُ أنت الحقُّ، ووعدُكَ حقٌّ، وقولُكَ حقٌّ، ولقاؤكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حقٌّ، والنَّارُ حقٌّ، والسَّاعةُ حقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحمَّدٌ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لك أسلمتُ، وعليكَ توكَّلتُ، وبك آمنْتُ، وإليك أنَبْتُ، وبك خاصمتُ، وإليكَ حاكَمْتُ، فاغفِر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، أنتَ المُقدِّمُ وأنتَ المُؤخِّرُ، لا إله إلاَّ أنت) .
? (لا إلهَ إلاَّ الله وحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهْ المُلْكُ، ولَهُ الحَمْدُ، وهو على كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لما أعْطَيْتُ، ولا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ ولاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ) .
? (لا إله إلا الله العظيمُ الحليمُ، لا إله إلا الله ربُّ العرش العظيمِ، لا إله إلاَّ الله ربُّ السموات وربُّ الأرضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكريم) .
? (اللَّهُمَّ أحْيني ما كانت الحياةُ خَيْراً لي، وتَوَفَّنِي إذَا كانَتْ الوَفَاةُ خَيْراً لي).
? (اللَّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ، والجُبْنِ، وضَلعِ الدَّيْنِ وغَلَبَةِ الرِّجَال) .
? (اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بكَ من العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبنِ والهَرَم، وأَعُوذُ بِكَ مِن عذابِ القَبْرِ، وأعُوذُ بِكَ من فتنةِ المحيا والمَمَاتِ) .
? (لا إله إلا الله، وَحْدهُ لا شريكَ لهُ، لَهُ الملكُ ولهُ الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قدير).
? (اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحمَّدٍ، وعَلى آل مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلى آل إبراهيم، إنَّك حَمِيدٌّ مَجِيدٌ. اللَّهُمَّ بارك على مُحمَّدٍ، وعلى آل مُحمَّدٍ، كما باركت على آل إبراهيم، إنَّكَ حَمِيدٌ مجيدٌ) .(1/203)
? (سَمِعَ سَامِعٌ بِحَمْد الله وحُسْنِ بلائِه علَيْنَا رَبَّنَا صَاحِبْنَا وأَفْضِلْ عَلَيْنَا عائِذاً بالله من النَّار) .
? (اللَّهُمَّ أصلحْ لي دِيني الذي هُوَ عِصمةُ أمري، وأَصْلحْ لي دُنيايَ التي فيِهَا معاشِي، وأصْلِحْ لي آخِرَتِي التي فيهَا مَعادِي، واجْعَل الحَيَاةَ زيادةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، واجعلِ الموتَ راحةً لي مِنْ كُلِّ شرٍّ).
? (اللَّهُمَّ احْفَظنِي بالإسلامِ قائماً، واحفظني بالإسلام قاعداً، واحفظني بالإسلام راقداً، ولا تُشمِتْ بي عدواً ولا حاسداً، اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ من كُلِّ خيْرٍ خزائنُهُ بيدِكَ، وأعوذُ بِك من كُلِّ شرٍّ خزائِنُهُ بيدِكَ).
? (اللَّهُمَّ أحْيِينِي مِسْكِيناً، وأَمتني مسكيناً، واحشُرني في زُمْرَةِ المساكين).
? (اللَّهُمَّ استُرْ عورتي، وآمِنْ رَوعَتِي، واقضِ عنِّي دَيْنِي).
? (اللَّهُمَّ اغفِرْ لي خَطِيئتي وجَهْلِي، وإسرافِي في أمري، ومَاَ أنْتَ أعلمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغفِر لي خطئي وعَمْدِي، وهَزْلِي وَجِدِّي، وكُلُّ ذلك عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قدَّمْتُ ومَا أخَّرْتُ، وما أسررتُ وما أعلنْتُ، أنتَ المقدِّمُ وأنتَ المؤخِّرُ، وأنت على كُلِّ شيءٍ قديرٌ) .
? (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذنْبِي، ووسِّعْ لي في دَارِي، وبَارِك لي في رِزْقي).
? (اللَّهُمَّ اغفر لي ذُنُوبِي وخطايايَ كُلَّها، اللَّهُمَّ أنْعِشنِي واجْبُرْنِي، واهدني لصالح الأعمالِ والأخلاقِ ؛ فإنَهُ لا يَهْدِي لصالِحها ولا يصرِفُ سيِّئها إلاَّ أنْتَ) .(1/204)
? (اللَّهُمَّ اقْسِمْ لنا من خَشيتكَ ما يَحُولُ بينَنَا وبين معاصِيكَ، وَمِنْ طاعَتِكَ ما تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ اليقينِ ما يُهَوِّنُ علينا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا، ومَتِّعْنَا بأسماعِنَا وأبصارِنَا وقُوَّاتِنَا ما أحْيَيْتنا، واجعلهُ الوارِثَ مِنَّا، واجعلْ ثَأْرَنَا على مَنْ ظَلَمَنا، وانصُرْنا على من عادَانا، ولا تجعلْ مُصيبتناً في ديننا، ولا تجعلْ الدُّنْيَا أكبرَ هَمِّنا، ولا مبلغَ عِلْمِنا، ولا تُسَلِّطْ علينا من لا يرْحَمُنا).
? (اللَّهُمَّ أَمْتعْنِي بسمعي وَبَصَرِي حتَّى تجعلهُمَا الوارِثَ مِنِّي، وعافِني في ديني وفي جَسَدِي، وانْصُرْني مِمَّنْ ظَلَمَنِي حَتَّى تُرِيَنِي فيه ثَأْرِي اللَّهُمَّ إِنِّي أسلمتُ نفسي إليكَ، وفَوَّضْتُ أمري إليكَ، وألْجأَتُ ظَهْرِي إليكَ، وخَلّيْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، لا مَلْجَأ ولا مَنْجَى مِنكَ إلاّ إليكَ، آمَنْتُ بِرَسُولِكَ الًّذِي أَرْسَلْتَ، وبكتابِكَ الَّذي أنزلْتَ).
? (اللَّهُمَّ أَنْت خَلَقْتَ نفسي، وأنت توفّاها، لَكَ مماتُهَا ومحياهَا، إن أحْييْتَها فاحفظْهَا، وإِنْ أمتَّهَا فاغْفِرْ لها، اللَّهُمَّ إِنِّي أسألُكَ العافيَة).
? (اللَّهُمَّ إني أسألُكَ العِفَّة والعافيةَ في دُنيايَ ودِيني وأهلي ومالي، اللَّهُمَّ استُرْ عوْرَتِي وآمِنْ روعَتِي، واحفظني من بين يديَّ ومن خلفي، وعَنْ يميني وعن شمالي، ومن فوقِي، وأعُوذُ بِكَ أن أُغْتَال مِنْ تَحْتِي) .
? (اللَّهُمَّ إني أسألكُ الهُدَى والتُّقى، والعَفَافَ والغِنَى) .(1/205)
? (اللَّهُمَّ إني أسْألُك من الخَيْرِ كُلِّهِ عاجِلِهِ وآجِلِه ما عَلْمتُ مِنْهُ وما لم أعْلَمْ. اللَّهُمَّ إنِّي أسألك من خيرِ ما سألك به عبدُكَ ونبيُّك، وأعُوذُ بك من شرِّ ما عاذ به عبدُكَ ونبيُّك، اللَّهُمَّ إِنّي أسألُكَ الجنَّة وما قرَّب إليها من قولٍ أو عَمَلٍ، وَأعُوذُ بِك مِنْ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إليْهَا مِنْ قَوْلٍ أو عَمَلٍ، وأسألُكَ أَنْ أنْ تَجْعَلَ كُلَّ قضاءٍ قضيْتَهُ لي خَيْراً) .
? (اللَّهُمَّ إِنِّي أسألُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ؛ فَإِنَّهُ لا يَمْلكُهَا إِلاَّ أَنْتَ) .
? (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرَضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وبمُعَافاتِكَ مِنْ عُقُوبتكَ، وأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنيْتَ عَلَى نَفْسِكَ) .
? (اللَّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ منَ البَرَصِ والجُنُونِ والجُذامِ، وَمِنْ سَيِّئِ الأَسْقَامِ).
? (اللَّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ مِن التَرَّدِّي وَالهَدْمِ والغَرَقِ والحَرقِ، وأعُوذُ بِكَ أنْ يتخبَّطني الشيطانُ عِنْدَ المَوْتَ، وأعُوذُ بِكَ أَنْ أمُوتَ في سَبِيلِكَ مُدْبِراً، وأَعُوذُ بِكَ أنْ أَمُوتَ لَدِيغاً).
? (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ منَ الجُوع؛ فَإِنَهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ ، وَأعُودُ بِكَ مِنَ الخِيَانَةِ فَإِنَّهَا بِئْسَتِ البِطَانَةُ).
? (اللَّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ العِجْزِ والكَسَل، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَم، وأعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّار، وأَعُوذُ بِكَ من فتنةِ المَحيا والممات) .(1/206)
? (اللَّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ العجزِ والكَسَل، والجُبنِ والبُخْلِ، والهَرَم، والقسوَةِ، والغَفْلَةِ، والعَيْلَةِ، والذلَّة، والمسكنة. وأعُوذُ بِكَ من الفقْرِ والكُفْر، والفُسُوقِ والشِّقاقِ والنِّفَاقِ، والسُّمْعَة والرِّياءِ. وأعوذُ بِكَ من الصَّمَمِ، والبَكَمِ، والجُنُونِ، والجُذَامِ، والبَرَصِ، وسَيِّئِ الأسقَامِ) .
? (اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ من العجزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْل، والهَرَمِ، وعَذَابِ القَبْرِ، وفتنة الدَّجَّال، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تقواهَا، وزكِّهَا أنْتَ خَيرُ من زكَّاها، أنتَ وليُّهَا ومولاهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ من عِلْم لا ينفعُ، ومن قلبٍ لا يخشعُ، ومن نفسِ لا تشبع، ومن دعوةٍ لا يُسْتَجابُ لَهَا).
? (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ من الفَقرِ والقلة والذِّلةِ. وأعوذُ بكَ من أن أظْلِمَ أو أُظْلَمَ) .
? (اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ من الكَسَلِ والهَرَمِ والمأثَمِ والمغْرَمِ، ومن فِتنَةِ القبرِ، وعذابِ القَبْرِ، من فِتْنَةِ النَّار، وعذابِ النَّار، ومن شرّ فِتْنَةِ الغنى. وأَعُوذُ بك من فِتْنَةِ المسيح الدَّجال. اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي خطاياي بالماء والثلجِ والبَرَدِ، ونَقِّ قَلْبِي من الخطايا كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدنسِ، وباعدْ بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرقِ والمغرب).
? (اللَّهُمَّ إني أعوذُ بِكَ من الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّينِ، وغَلَبَةِ الرجالِ).
? (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ من جَارِ السَّوْءِ في دارِ المُقَامَةِ، فإنَّ جَارَ البادِيَةِ يتحوَّلُ).
? (اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ من زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وتحوُّلِ عافيتكَ، وفُجَأَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ).(1/207)
? (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ من شرِّ سمعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيَّتِي).
? (اللَّهُمَّ إِنِّ أعوذُ بِكَ من شرِّ ما عَمِلتُ، وَمِنْ شَرِّ ما لَمْ أعْمَلْ).
? (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ من عَذَابِ القَبْرِ، وأعُوذُ بِكَ من عَذَابِ النَّارِ، وأَعُوذُ بِكَ من فِتْنَةِ المحْيَا والمماتِ، وأعُوذُ بِكَ من فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّال).
? (اللَّهُمَّ إني أعوذُ بِكَ من عِلْمٍ لا ينفعُ، وعَمَلٍ لا يُرْفَعُ، ودُعَاءٍ لا يُسْمَعُ).
? (اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ العَدُوِّ وشَمَاتَةِ الأعْداءِ).
? (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ من قَلْبٍ لا يخشَعُ، ومن دعاء لا يُسْمَعُ، ومن نَفْسٍ لا تشبع، ومن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ. أعُوذُ بِكَ من هؤلاءِ الأربع) .
? (اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِنْ مُنْكرات الأخلاقِ والأَعْمَالِ والأهْوَاءِ والأدواءِ).
? (اللَّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ يَوْمِ السُّوءِ وَمِنْ لَيْلَةِ السُّوءِ، وَمِنْ سَاعَة السُّوءِ، وَمِنْ صَاحِبِ السُّوءِ ، وَمِنْ جَارِ السُّوءِ، فِي دَارِ المُقَامَةِ).(1/208)
? (اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الغَيْبَ، وقُدْرَتِكَ عَلَى الخَلْقِ أَحْينِي مَا عَلِمْتَ الحَيَاةَ خَيْراً لِي، وتَوَفَّنِي إذا عَلِمْتَ الوَفَاةَ خَيْراً لِي، اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ خَشْيِتَكَ في الغَيْبِ والشَّهَادَةِ، وأسَأَلُكَ كَلِمَةَ الإِخْلاصِ في الرِّضَا والغَضَبِ، وأسَألُكَ القَصْدَ في الفَقْرِ والغِنَى، وأَسألُكَ نَعِيماً لا يَنْفَدُ وأسألُكَ قُرّة عَيْنٍ لا تنقطِعُ، وأسْأَلُكَ الرِّضَا بالقضاء ، وأسَألُكَ بَرْدَ العِيْشِ بَعْدَ الموتِ، وأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظرِ إلى وَجْهِكَ، والشَّوْقِ إلى لِقَائِكَ، في غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، ولا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ. اللَّهُمَّ زيِّنَا بزينةِ الإيمان، واجعلنا هُدَاةَ مَهْتَدِينَ).
? (اللَّهُمَّ ربَّ النَّاسِ مُذْهِبَ البَاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، ولا شَافِيَ إلاَّ أَنْتَ، اشْفِ شِفَاءً لا يُغادِرُ سَقَماً).
? (اللَّهُمَّ ربَّ جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ ومُحَمَّدٍ ( ، نَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ).
? (اللَّهُمَّ ربَّ جِبْرِيلَ وميكائيل وربَّ إسرافيلَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ حَرِّ النَّارِ، وَمِنْ عَذَابِ القَبْرِ).
? (اللَّهُمَّ كَمَا حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي) .
? (اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بِعزتكَ، لا إله إلا أَنْتَ، أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الحَيُّ الذي لا يَمُوتُ ، والجِنُّ والانس يموتُون) .
? (اللَّهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً، وفِي الآخِرَةِ حَسَنةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّار).
? (اللَّهُمَّ أصْلحْ لي ديني الَّذِي هو عِصْمَةُ أمري، وأًصْلِح لِي دُنْيايَ التي فيها مَعَاشِي، وأًصْلِحْ لي آخِرَتِي الَّتي فيها مَعَادي، واجْعَل الحَيَاةَ زِيَادةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، واجْعَلِ المَوْتَ راحةً لي من كُلِّ شَرٍّ).(1/209)
? (اللَّهُمَّ إِنِّي أسألُكَ الهُدْى، والتُّقَى، والعَفَافَ، والغِنَى).
? (اللَّهُمَّ مُصَرِّف القُلُوبِ صَرِّف قُلُوبَنَا عَلَى طاعتِكَ).
? (يا مُقَلِّب القُلُوبِ ثَبِّت قَلْبِي على دِينِكَ) .
? (اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا تَحُولُ بِهِ بيْنَنَا وبينَ معَاصِيكَ، وَمِنْ طاعتِكَ ما تُبلِّغُنَا به جَنَّتَك، وَمِنَ اليقينِ ما تُهوِّنُ به عَلَيْنَا مَصَائبَ الدُّنْيَا، اللَّهُمَّ مَتِّعْنَا بأَسْماعِنَا، وأبصارنا، وقوَّاتنا ما أحييْتَنا، واجعلْهُ الوارِثَ مِنَّاً، واجْعَلْ ثأْرَنَا على مَنْ ظَلَمَنا، وانصرنا على من عادَانَا، ولا تَجْعَل مُصيبتنا في ديننا، ولا تجعلِ الدُّنْيَا أكبْرَ هَمِّنَا، ولا مبلغَ عِلْمِنَا، ولا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا من لا يَرْحَمُنَا).
? (اللَّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ من الجُبْنِ، وأعُوذُ بِكَ من البُخْلِ، وأعُوذُ بِكَ من أَنْ أُرَدَّ إلى أَرْذَلِ العُمُرِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا وعذابِ القَبْرِ).
? (اللَّهُمَّ ربِّ السمواتِ [السبعِ] ورَبَّ الأرضِ، ورَبَّ العَرشِ العظيم، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيءٍ، فالِقَ الحَبِّ والنَّوَى، ومُنَزِّلَ التوراةِ والإنجيلِ والفُرْقَانِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شيءٍ أنت آخِذٌ بناصيتِهِ، اللَّهُمَّ أنت الأولُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، و أنتَ الآخِرُ فليسَ بعدك شيءٌ ، وأنت الظاهرُ فليسَ فوقَكَ شيءٌ، وأنتَ الباطِنُ فليس دُونَكَ شيءٌ، أقضِ عَنَّا الدَّيْنَ وأغننا من الفقر) .
? (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ، وارحمنِي ، واهدِنِي ، وعافِني، وارْزُقْني).
? (اللَّهُمَّ متِّعْنِي بسمعي وبصرِي، واجعلهُمَا الوارِثَ مِنِّي، وانْصُرْنِي على من ظَلَمَني، وخُذْ مِنهُ بثأرِي).(1/210)
? (اللَّهُمَّ أنت رَبِّي، لا إله إلاَّ أنتَ ، خَلَقْتَنِي، وأَنَا عَبْدُكَ، وأَنَا عَلَى عَهْدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ، أعوذُ بِكَ من شَرِّ ما صَنَعْتُ، وأُبُوءُ لَكَ بِنُعْمتِكَ عَلَيَّ، وأبُوءُ بِذَنْبِي ، فاغفر لي ، فإنهُ لا يغفِرُ الذنوبَ إلاَّ أنتَ).
? الحمد لله عدَدَ ما خَلَقَ، الحَمْدُ للهِ مِلْءَ ما خَلَقَ، الحمدُ للهِ عَدَدَ مَا فِي السَّمواتِ وَمَا في الأرَضِ، الحَمْدُ للهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتابُهُ، والحَمْدُ للهِ عَلَى مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، والحمْدُ للهِ عَدَدَ كُلِّ شَيءٍ ، والحمدُ للهِ مِلءَ كُلِّ شَيءٍ).
? (لا إلهَ إلاَّ اللهُ العَليُّ العَظِيمُ، لا إلهَ إلاَّ الله الحَكِيمُ الكَريمُ، لا إلهَ إلاَّ اللهُ سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ السَّمَواتِ السَّبْعِ وَرَبِّ العَرْشِ العظَيم، الحَمْدُ لله رَبِّ العالمين).
وصلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى مُحمدٍ وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين .
وآخر دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين .
بسم الله أرقيك :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين ... وبعد :
أخي المسلم : هل تعاني من مرض نفسي أو قلق أو ضيق أو مس جان أو سحر أو عين أو أمراض جسدية، أو مشكلات أخرى ؟
إليك الحل : إن كلام الله هو الشفاء التام من كل داء ومرض .
كيف ترقي نفسك ؟
أن تقرأ الآيات القرآنية ، أو الأدعية الشرعية مع النفث على الموضع الذي يتألم من جسدك (أو على مريضك الذي تريد رقيته) .
علاج العين :
أولاً : إذا عُرف العائن أُمر أن يتوضأ ثم يغتسل منه المصاب بالعين .
ثانياً : إذا لم يُعرف العائن فاقرأ وانفث على نفسك بهذه الرقى من القرآن :
فاتحة الكتاب :
{الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم* مالك يوم الدين* إياك نعبد وإياك نستعين* إهدنا الصراط المستقيم* صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} . آية الكرسي ..(1/211)
{الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنه إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يُحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم} .
آخر آيتين من سورة البقرة :
{آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نُفرقُ بين أحدٍ من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير* لا يكلف الله نفساً إلا و سعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تُحملنا ما لا طاقة لنا به واعفُ عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين} .
قل هو الله أحد .. {قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد} .
المعوذتين :{قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق من شر غاسقٍ إذا وقب ومن شر النفَّاثات في العقد ومن شرِ حاسدٍ إذا حسد} .
{قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يُوسوس في صُدور الناس من الجنّة والناس} .
من السنة :
بسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، ومن شر حاسد إذا حسد ، ومن شر كل ذي عين .
أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة .
علاج السحر :
الطريقة الأولى : استخراج السحر وإبطاله .
الطريقة الثانية : الرقية الشرعية ، قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله (ومن علاج السحر بعد وقوعه ـ وهو علاج نافع ـ أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر فيدقها بحجر أو نحوه ويجعلها في إناء ويصب عليها من الماء ما يكفيه للغسل ويقرأ فيه آية الكرسي و(قل يا أيها الكافرون) و(قل هو الله أحد) و(قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس) وآيات السحر التي في سورة الأعراف وهي قوله سبحانه :(1/212)
{وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون * فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون* فغُلِبُوا هُنالك وانقلبوا صاغرين} .
والآيات في سورة يونس وهي قوله سبحانه :
{وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم* فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم مُلقون* فلما ألقوا قال موسى ما جئتُم به السحرُ إن الله سيبطله إن الله لا يُصلح عمل المُفسدين* ويُحقُّ اللهُ الحق بكلماته ولو كره المجرمون} .
والآيات التي في سورة طه وهي قوله تعالى :
{قال يا موسى إما أن تُلقي وإما أن نكون أول من ألقى* قال بل ألقوا فإذا حبالُهُم وعِصِيُّهُم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى* فاوجس في نفسه خيفة موسى* قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يُفلحُ الساحرُ حيث أتى} .
علاج مس الجان :
قراءة (فاتحة الكتاب) ، قراءة (آية الكرسي)، قراءة (آخر آيتين من سورة البقرة) ، و(قل هو الله أحد) ، و(المعوذتين) وغير ذلك من الآيات فالقرآن كله شفاء، مع النفث على المصروع وتكرار ذلك ثلاث مرات أو أكثر .
دعوات ورقى جامعة نافعة يعالج الإنسان نفسه وغيره من السحر والعين ومس الجان ومن جميع الأمراض :
بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك.
أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم أن يشفيك (7مرات) .
اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاءك شفاءً لا يغادر سقماً.
أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامّة، ومن كل عين لامة .
ضع يدك على الموضع الذي يؤلمك من جسدك وقل (بسم الله) 3 مرات، ثم قل (أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) 7 مرات .
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق .
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
كيفية الصلاة على الميت ودفنه (116) :(1/213)
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، خاتم النبيين وإمام المتقين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً، أما بعد :
فهذه نبذ تتعلق بغسل الميت وتكفينه ودفنه. وقبل أن نشرع في المقصود نقدم هذه الفقرات:
1ـ غسل الميت المسلم وتكفينه ودفنه فرض كفاية: فينبغي لمن قام بذلك أن ينوي أنه مؤد لهذه الفريضة: لينال أجرها وثوابها من الله تعالى .
أما الكافر فلا يجوز تغسيله ولا تكفينه ولا دفنه مع المسلمين .
2ـ الغاسل مؤتمن على الميت فيجب عليه أن يفعل ما يلزم في تغسيله وغيره .
3ـ الغاسل مؤتمن على الميت فيجب عليه أن يستر ما رآه فيه من مكروه .
4ـ الغاسل مؤتمن على الميت: فلا ينبغي أن يمكن أحداً من الحضور عنده إلا من يحتاج إليه لمساعدته في تقليب الميت، وصب الماء ونحوه .
5ـ الغاسل مؤتمن على الميت فينبغي أن يستعمل الرفق به والاحترام، وأن لا يكون عنيفاً أو حاقداً عليه عند خلع ثيابه وتغسيله وغير ذلك .
6ـ لا يغسل الرجل المرأة إلا أن تكون زوجته، ولا المرأة الرجل إلا أن يكون زوجها إلا من دون سبع سنين فيغسله الرجل والمرأة سواء كان ذكراً أم أنثى .
7ـ يستحب للغاسل إذا فرغ أن يغتسل كما يغتسل للجنابة، فإن لم يغتسل فلا حرج عليه.
كيفية تغسيل الميت :
الواجب في تغسيل الميت أن يغسل جميع جسده بالماء حتى ينقى، والأفضل أن يعمل ما يلي:
1ـ يضع الميت على الشيء الذي يريد أن يغسله عليه منحدراً نحو رجليه.
2ـ يلف خرقة على عورة الميت من السرة إلى الركبة قبل أن يخلع ثيابه؛ لئلا ترى عورته بعد الخلع .
3ـ يخلع ثياب الميت برفق.
4ـ يلف الغاسل على يده خرقة فيغسل عورة الميت من غير كشف حتى يتقيها ، ثم يلقي الخرقة .
5ـ يبل خرقة بماء فينظف بها أسنان الميت ومناخره.(1/214)
6ـ يغسل وجه الميت ويديه إلى المرفقين، ورأسه، ورجليه إلى الكعبين، يبدأ باليد اليمنى قبل اليسرى، وبالرجل اليمنى قبل اليسرى.
7ـ لا يدخل الماء في فم الميت ولا أنفه: اكتفاء بتنظيفهما بالخرقة .
كيفية تكفين الميت :
الواجب في تكفين الميت خرقة تغطي جميع بدنه لكن الأفضل كما يلي :
1ـ يكفن الرجل في ثلاث خرق بيض يوضع بعضها فوق بعض، ثم يوضع الميت عليها، ثم يرد طرف العليا من جانب الميت الأيمن على صدره، ثم طرفها من جانبه الأيسر. ثم يفعل باللفافة الثانية ثم الثالثة كذلك. ثم يرد طرف اللفائف من عند رأسه ورجليه ويعقدها .
2ـ تبخر الأكفان بالبخور ويُذرُّ بينها شيء من الحنوط (والحنوط أخلاط من الطيب يصنع للموتى) .
3ـ يجعل من الحنوط على وجه الميت ومغابنه ومواضع سجوده .
4ـ يوضع شيء من الحنوط في قطن فوق عينيه ومنخريه وشفتيه .
5ـ يوضع شيء من الحنوط في قطن بين أليتيه ويشد بخرقة .
6ـ تكفن المرأة في خمس قطع : إزار وخمار وقميص ولفافتين . وإن كفنت كما يكفن الرجل؛ فلا حرج في ذلك.
7ـ تحل عقد الكفن عند وضع الميت في قبره .
كيفية الصلاة على الميت :
1ـ يصلى على الميت المسلم صغيراً كان أم كبيراً ذكراً كان أم أنثى .
2ـ ويصلى على الحمل إذا سقط وقد بلغ أربعة أشهر، ويفعل به كما يفعل بالكبير فيغسل ويكفن قبل الصلاة عليه .
3ـ ولا يصلى على الحمل إذا سقط قبل تمام أربعة أشهر؛ لأنه لم تنفخ فيه الروح، ولا يغسل ولا يكفن، وإنما يدفن في أي مكان .
4ـ يقف الإمام في الصلاة على الميت عند رأس الرجل وعند وسط المرأة، ويصلي الناس وراءه .
5ـ يكبر في الصلاة على الميت أربع تكبيرات: يقرأ في التكبيرة الأولى بعد التعوذ والبسملة سورة الفاتحة .(1/215)
ويصلي على النبي ( بعد التكبيرة الثانية فيقول : اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
ويدعو للميت بعد التكبيرة الثالثة، والفضل أن يدعو بما ورد عن النبي ( فإن لم يعرف دعا بما يعرف .
ويقف بعد الرابعة قليلاً ثم يسلم، وإن قال قبل السلام : ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، فلا بأس بذلك .
كيفية دفن الميت :
1ـ الواجب أن يدفن الميت في قبر يمنعه من السباع متوجهاً إلى القبلة،وكلما عمق فهو أفضل.
2ـ الأفضل أن يكون القبر لحداً، وذلك بأن يحفر للميت حفرة في عمق القبر مما يلي القبلة .
3ـ يجوز أن يكون القبر شقاً وذلك بأن يحفر للميت حفرة في عمق القبر في وسطه إذا دعت الحاجة لذلك بأن تكون الأرض رخوة.
4ـ يوضع الميت في قبره على جنبه الأيمن متوجهاً إلى القبلة .
5ـ ينصب عليه اللبن نصباً، ويسد ما بينها بالطين المثري؛ لئلا ينهال التراب على الميت.
6ـ يدفن القبر بعد ذلك، ولا يرفع ولا يشيد بجص أو غيره .
7ـ لا يجوز الدفن في ثلاثة أوقات: إذا طلعت الشمس حتى ترتفع قدر رمح، وإذا وقفت عند الزوال حتى تزول، وإذا بقي عليها مقدار رمح عند الغروب حتى تغرب. ومقدار الوقتين الأول والأخير نحو ربع ساعة، ومقدار الثاني نحو سبع دقائق .
ثلاثيات نبوية :
قال ( : لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد" (المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى) 7332 صحيح الجامع .
ثلاثة أحلف عليهنَّ: لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له، وأسهم الإسلام ثلاثة: الصلاة، والصوم، والزكاة، ولا يتولى الله عبداً في الدنيا فيوليه غَيْرهُ يوم القيامة، ولا يحبُّ رجُلاً قوماً إلا جعله الله معهم. والرابعة لو حلفتُ عليها لرجوتُ ألا آثم: لا يستر الله عبداً في الدنيا إلا سترهُ يوم القيامة" . 3021 .(1/216)
"ثلاثة من كنَّ فيه فهو مُنافق وإن صام وصلى .. وقال إني مسلم: من إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان " 3043 صحيح الجامع .
"ثلاثة في ضمان الله عز وجل : رجلٌ خرج إلى مسجد من مساجد الله عز وجل، ورجلٌ خرج غازياً في سبيل الله، ورجلٌ خرج حاجّاً" .
"ثلاثٌ إن كان في شيء شفاءٌ . فشرطة محجم، أو شربة عس، أو كيَّة نارِ تصيب الماً، وأنا أكره الكي ولا أُحِبُه" 3066 صحيح الجامع .
"ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر" .
"ثلاث لم تزل في أُمتي : التفاخر بالأحساب، والنياحة والأنواء" .
"ثلاثةٌ لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليم: المسبل إزاره، والمنان الذي لا يعطي شيئاً إلاَّ منَّه، والمنفقُ سلعتَهُ بالحلف الكاذب" 3067 صحيح الجامع.
"ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ، ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليم: "أشيمط زانٍ، وعائلٌ مستكبر، ورجلٌ جعل الله بضاعته لا يبيع إلاَّ بيميِه، ولا يشتري إلاَّ بيمينهِ" 3072 صحيح الجامع .
"ثلاثٌ أقسمُ عليهن: "ما نقص مالٌ قط من صدقة، فتصدقوا ، ولا عفا رجلٌ عن مظلمة ظُلِمَها إلاَّ زاده الله بها عزّاً فاعفوا يزدكم الله عزّاً، ولا فتح رجلٌ على نفسه باب مسألةٍ إلاَّ فتح الله عليه باب فقر" 3025 صحيح الجامع .
"ثلاثة من كل شهر، ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله" .
"ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة: مدمن خمر، والعاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث" 3052 صحيح الجامع .
"ثلاثة لا تقربهم الملائكة: السكران والمتضمخ بالزعفران... والجنب" .
"ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم: رجلٌ حلف على سلعته لقد أُعطي بها أكثر مما أُعطي، وهو كاذب، ورجلٌ حلف على يمين كاذبة بعد العصر، ليقتطع بها مال رجلٍ مُسلم، ورجلٌ منع فضل مائِهِ، فيقول الله: اليوم أمنعُك فضلي كما منعت فضل ما لم تَعمل يداك" 3066 صحيح الجامع .(1/217)
"ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيماناً لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً: طلوع الشمس من مغربها، والدجَّال، ودابة الأرض" رواه مسلم .
"ثلاثة حق على كل مسلم: الغسل يوم الجمعة، والسواك، والطيب" صححه الألباني!
ثلاث خصال من سعادة المرء المسلم في الدنيا : الجارُ الصالح، والمسكن الواسع، والمركب الهنيء" رواه أحمد وصححه الألباني .
"ثلاث دعوات مستجابات، لا شك فيهن: دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم" رواه الترمذي وحسنه الألباني .
"ثلاث كلهن حق على كل مسلم: عيادةُ المريض، وشهودُ الجنازة، وتشميت العاطس إذا حمد الله" حسَّنه الألباني .
"ثلاثة من أخلاق النبوة: "تعجيلُ الإفطار، وتأخيرُ السحور، ووضعُ اليمين على الشمال في الصلاة" رواه الطبراني وصححه الألباني .
"ثلاثٌ من فعل أهل الجاهلية، لا يدعُهُن أهل الإسلام: استسقاء بالكواكب، وطعنٌ في النسب، والنياحة على الميت" رواه الطبراني وصححه الألباني .
"ثلاثٌ من كن فيه فهو منافقٌ، وإن صام وصلى... وقال إني مسلم: من إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان" صححه الألباني . "ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبُّ إليه ممَّا سواهما، وأن يحب المرءَ لا يحبه إلا لله، وأن يكرهَ أن يعود في الكفر بعدَ إذ أنقذُه الله منه كما يكره أن يُلقى في النار" رواه البخاري ومسلم .
"ثلاثةٌ مهلِكات، وثلاث منجياتٌ، وثلاثٌ كفارات، وثلاثٌ درجاتٌ: فأما المهلكات: فشح مطاع، هوىً متبع، وإعجابُ المرء بنفسه.
وأما المنجيات: فالعدلُ في الغضبِ والرضا، والقصد في الفقر والغنى، وخشية الله في السِّرِّ والعلانية.
وأما الكفاراتُ: فانتظارُ الصلاة بعدَ الصلاة، وإسباغ ُالوضوء في السبراتِ، ونقلِ الأقدام إلى الجماعات .
وأما الدرجاتُ : فإطعام الطعام ، وإفشاءُ السلام، والصلاةُ بالليل والناسُ نيام" رواه الطبراني في الأوسط وحسنه الألباني .(1/218)
"ثلاث لا يجوز اللعب فيهن. الطلاق، والنكاح، والعتق، وفي رواية الرجعة" رواه الطبراني وحسنه الألباني .
"ثلاثٌ حقٌّ على الله تعالى عونهم: المجاهدُ في سبيل الله، والمُكاتب الذي يريد الأداء، والناكحُ الذي يريد العفاف" رواه الترمذي وحسَّنه الألباني .
"ثلاثةٌ من ضمان الله عزَّ وجلُّ : رجلٌ خرج إلى مسجدٍ من مساجِد الله. عزَّ وجلَّ. ورجلٌ خرج غازياً في سبيل الله تعالى ، ورجلٌ خرج حاجّاً" رواه أبو نعيم في الحلية وصحَّحه الألباني!
"ثلاثةٌ لا تُجاوز صلاتهم آذانهم: العبدُ الآبقُ حتَّى يرجع، وامرأة ٌباتت وزوجُها عليها ساخط، وإمامُ قومٍ وهم له كارهون" رواه الترمذي وحسَّنه الألباني .
"ثلاثةٌ لا تقربُهم الملائكة: جيفة الكافر، والمتضمخ بالخلوقُ، والجنبُ إلا أن يتوضأ. وفي رواية : "السكران" . رواه أبو داود وحسنه الألباني .
"ثلاثةٌ لا يرد ُالله دعاءهم: الذاكرُ الله كثيراً، والمظلوم، والإمام المقسط" رواه البيهقي في شُعب الإيمان وحسَّنه الألباني .
"ثلاثةٌ لا يُقبلُ اللهُ منهم يوم القيامةِ صرفاً ولا عدلاً، عاقٌّ ، ومنانٌ، ومكذبٌ بالقدر" رواه الطبراني وحسَّنه الألباني .
ثلاثةٌ لا يكلمُهمُ اللهُ يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظرُ إليهم، ولهم عذابٌ أليم: شيخٌ زانٍ، وملك كذاب، وعائل مستكبر" رواه مسلم في صحيحه .
ثلاثةٌ لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاقُ لوالديه، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال، والديوث، وثلاثةٌ لا يدخلون الجنة: العاقُ لوالديه، والمدمن الخمر، والمنان بما أعطى" رواه الإمام أحمد وصححه الألباني .
إذا مات الإنسان انقطع عملهُ إلا من ثلاث: صدقةٍ جاريةٍ، أو علم يُنتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له" رواه مسلم في صحيحه .
أبغضُ الناس إلى الله ثلاثةٌ: ملحدُ في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطَّلِبٌ دام أمريءٍ بغير حقٍّ ليُهريق دمُه" رواه البخاري في صحيحه .
التدخين (117) * :(1/219)
التدخين وباء عظيم مضر بالصحة وهو مُفتر ومخدر ومن الخبائث المحرمة بنص القرآن الكريم قال تعالى : {ويُحِلُ لهم الطيبات ويُحرم عليهم الخبائث} سورة الأعراف .
وهو أخطر وباء عالمي يقول الدكتور محمد البار في كتابه "التدخين وأثره على الصحة" أنه أخطر وباء عالمي وليس في هذه الكلمة أي مبالغة فمنذ عشرات السنين لم يكتسح العالم وباء استطاع أن يقضي على ملايين الأنفس في كل عام مثلما استطاعت السجائر أن تفعله بالبشرية فلو قارنا التدخين بالقنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما في 16 أغسطس 1945م فتكت بـ 260000 شخصاً بينما تفتك السجائر في كل عام بعشرة في المائة على الأقل من جميع الوفيات في البلاد المتقدمة. وقد دخل التدخين إلى بلاد العالم الإسلامي عن طريق تركيا إبان الحكم العثماني .
والتدخين هو القاتل البطيء وله مضار عديدة تؤدي بحياة المدخن. وفي الحديث (من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة) متفق عليه .
عادات سيئة يسلكها المدخنون :
أكثر المدخنين يستخدم سلوكات في التدخين منها :
1ـ إرسال أحد أولاده لشراء الدخان له وما يعلم ما لهذه الرسالة من خطر على هؤلاء الأطفال أو الأبناء الذي نثق تمام الثقة بأنهم سوف يكونوا مدخنين المستقبل .
2ـ لا يحلو لأحدهم إلا أن يدخن في الأماكن التي يوجد بها أناس لا يدخنون ومن ذلك يقوم بضررهم وإيذائهم بدون مراعاة لشعورهم وعدم مبالاة بهم .
3ـ التدخين داخل دورات المياه وفي المصاعد ووسائل المواصلات المشتركة مثل الطائرات وباصات النقل وعدم اكتراث البعض بخطورة هذا الوباء وأضراره وأنه محرم وأن هذا المدخن في يوم من الأيام سوف يصاب بمرض من الأمراض التي يسببها التدخين. لا يحترم البعض منهم علامات ممنوع التدخين الملصقة في الأماكن الممنوع فيها التدخين .
حكم التدخين :
التدخين حرام .
ولا يشك إنسان عاقل في تحريم الدخان، فهو إهلاك للنفس قال تعالى : {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} البقرة .(1/220)
أضرار التدخين :
للتدخين أضرار بجسم المدخن وبمن يستنشق هذا الغاز القاتل من أهمها :
أ/ أمراض الجهاز التنفسي مثل سرطان الرئة. سرطان الحنجرة. الالتهاب الشعبي المزمن.
ب/ القلب والجهاز الدموي :
…1ـ جلطات القلب وموت الفجأة .
…2ـ جلطات الأوعية الدموية للمخ وما ينتج عنها من شلل .
ج/ أمراض الجهاز الهضمي .
…1ـ سرطان الشفة والبلعوم والفم .
…2ـ سرطان المريء .
…3ـ فتحة المعدة والاثني عشر .
…4ـ سرطان البنكرياس .
د/ الجهاز البولي :
…1ـ أورام المثانة الحميدة .
…2ـ سرطان المثانة .
…3ـ سرطان الكلى .
هـ/ أمراض نادرة :
التهاب العصب ـ الإبصار والعمى . و(هناك أمراض تصاب بها المرأة الحامل: كثرة الإجهاض زيادة في الأمراض السابقة وولادة الأجنة الميتة .
أما الأطفال :
فيسبب لهم التدخين الالتهابات الرئوية لدى الأطفال الرضع .
ومني نصيحة إلى كل أب يحب أطفاله وعائلته وإخوانه المسلمين بأن لا يدخن بين هؤلاء الذين ليس لهم أي ذنب في استنشاق دخان هذا الوباء الخبيث السام .
إرشادات للإقلاع عن التدخين :
التدخين عادة سيئة يمكنك التخلص منها بسهولة إذا استعنت بالله ثم استخدمت إرادتك واتبعت الآتي :
1ـ إذا امتدت يدك للسيجارة فحاول إرجاء إشعالها .
2ـ حاول عدم شفط الدخان عميقاً إلى داخل صدرك مع رمي الثلث الأخير من السيجارة.
3ـ الإقلاع عن المشروبات التي تعودت تناولها أثناء التدخين كالقهوة والشاي .
4ـ ينبغي ألا ترتاد الأماكن التي كنت تذهب إليها مع أصدقائك لغرض التدخين .
5ـ حاول ممارسة هواية مفيدة كالقراءة والرياضة كلما دعتك الرغبة للتدخين .
6ـ حاول شرب كميات كبيرة من الماء فور انقطاعك عن التدخين .
7ـ تجنب الاختلاط بالمدخنين .
8ـ أرفض السيجارة التي قد يقدمها لك الآخرون .
9ـ لا تحمل علبة السجائر معك .
10ـ تذكر دائماً موقف الإسلام من كل ما فيه ضرر وابتعد عن التدخين .
مرسوم منع التدخين :(1/221)
صدر مرسوم ملكي برقم 7/178 م في تاريخ 11/1/1404هـ. والذي يمنع منعاً باتاً التدخين في المكاتب والمصالح الحكومية والمؤسسات العامة وفروعها وكافة الوحدات العسكرية والمدنية التابعة لها سواء خلال ساعات العمل أو في الاجتماعات التي تعقدها وذلك لترى أن ما أمر به ولي الأمر يهدف إلى إبعاد الضرر عن هذا الشعب وأبناءه فمن واجبنا طاعة الله وطاعة ولي الأمر منا .
فتاوى لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز :
الحمد لله وحده والصلاة والسالم على رسول وعلى آله و صحبه .. أما بعد :
فقد سألني بعض الإخوان عن حكم شرب الدخان وإمامة من يتجاهر بشربه، وذكر أن البلوى قد عمت بهذا الصنف من الناس .(1/222)
والجواب : قد دلت الأدلة الشرعية على أن شرب الدخان من الأمور المحرمة شرعاً وذلك لما اشتمل عليه من الخبث والأضرار الكثيرة والله سبحانه لم يبح لعباده من المطاعم والمشارب إلاّ ما كان طيباً نافعاً أما ما كان ضاراً لهم في دينهم أو دنياهم أو مغيباً لعقولهم فإن الله سبحانه قد حرمه عليهم وهو عز وجل أرحم بهم من أنفسهم وهو الحكيم العليم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره فلا يحرم شيئاً عبثاً ولا يخلق شيئاً باطلاً ولا يأمر بشيء ليس للعباد فيه فائدة لأنه سبحانه أحكم الحاكمين وهو العالم بما يصلح العباد وينفعهم في العاجل والآجل كما قال سبحانه {إن ربك حكيم عليم} وقال عز وجل {إن الله كان عليماً حكيماً} والآيات في هذا المعنى كثيرة ومن الدلائل القرآنية على تحريم شرب الدخان قوله سبحانه وتعالى : {يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات} وقال في سورة الأعراف في وصف نبينا محمد ( {يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيب ويحرم عليهم الخبث} الآية .فأوضح سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين أنه سبحانه لم يحل لعباده إلا الطيبات وهي الأطعمة والأشربة النافعة. أما الأطعمة والأشربة الضارة كالمسكرات والمخدرات وسائر الأطعمة والأشربة الضارة في الدين أو في البدن أو العقل فهي من الخبائث المحرمة، وقد أجمع الأطباء وغيرهم من العارفين بالدخان وأضراره أن الدخان من المشارب الضارة ضرراً كبيراً وذكروا أنه سبب لكثير من الأمراض كالسرطان وموت السكتة وغير ذلك. فما كان بهذه المثابة فلا شك في تحريمه ووجوب الحذر منه فلا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يشربه فقد قال الله عز وجل {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله وإن يتبعون إلاَّ الظن وإن هم إلا يخرصون} . وقال عز وجل {أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً} .(1/223)
أما إمامة شارب الدخان وغيره من العصاة في الصلاة فلا ينبغي أن يتخذ مثله إماماً بل المشروع أن يختار للإمامة الأخيار من المسلمين المعروفين بالدين والاستقامة لأن الإمامة شأنها عظيم ولهذا قال النبي ( : (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلماً} وفي الصحيحين عن النبي ( أنه قال لمالك بن الحويرث وأصحابه إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم لكن اختلف العلماء ـ رحمهم الله ـ هل تصح إمامة العاصي والصلاة خلفه فقال بعضهم لا تصح الصلاة خلفه لضعف دينه و نقص إيمانه، وقال آخرون من أهل العلم تصح إمامته والصلاة خلفه لأنه مسلم قد صحت صلاته في نفسه فتصح صلاة من خلفه ولأن كثيراً من الصحابة صلوا خلف بعض الأمراء المعروفين بالظلم والفسق ومنهم ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قد صلى خلف الحجاج وهو من أظلم الناس .
وهذا هو القول الراجح وهو صحة إمامته والصلاة خلفه لكن لا ينبغي أن يتخذ إماماً مع القدرة على إمامة غيره من أهل الخير والصلاح وهذا وجواب مختصر أردنا منه التنبيه على أصل الحكم في هاتين المسألتين وبيان بعض الأدلة على ذلك . وقد أوضح العلماء حكم هاتين المسألتين فمن أراد بسط ذلك وجده والله المسؤول وحده أن يصلح أحوال المسلمين ويوفقهم جميعاً للاستقامة على دينه والحذر مما يخالف شرعه أنه جواد كريم .
الشيخ / محمد بن صالح العثيمين
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ..
أرجو من سماحتكم بيان حكم شرب الدخان والشيشة، مع ذكر الأدلة على ذلك .
الجواب :(1/224)
شرب الدخان محرم وكذلك الشيشة والدليل على ذلك قوله تعالى : {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً} وقوله تعالى : {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} وقد ثبت في الطب أن تناول هذه الأشياء مضر ، وإذا كان مضراً كان حراماً، ودليل آخر قوله تعالى : {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً} فنهى عن إيتاء السفهاء أموالنا لأنهم يبذرونها ويفسدوها ولا ريب أن بذل الأموال في شراء الدخان والشيشة أنه تبذير وإفساد لها فيكون منهياً عنه بدلالة هذه الآية ومن السنة أن الرسول ( نهى عن إضاعة المال وبذل الأموال في هذه المشروبات من إضاعة المال ولأن النبي ( قال : (لا ضرر ولا ضرار) وتناول هذه الأشياء موجب للضرر ولأن هذه الأشياء توجب للإنسان أن يتعلق بها فإذا فقدها ضاق صدره وضاقت عليه الدنيا، فأدخل على نفسه أشياء هو في غنى عنها. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
إلى أخي المصطاف الحبيب ..
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبينا المصطفى وآله وصحبه ومن اقتفى.. وبعد :
فهذه كلمات من القلب إليك أيها المصطاف الحبيب راجياً من الله لها القبول والأجر ومنك صدراً رحباً ودعاءً بظهر الغيب رطباً .
أخي الحبيب ..
أنت وأهلك في خير وعافية وأمن وأمان ولله الحمد، فواجبك شكر المنعم سبحانه عليك بتقوى الله في السر والعلن، في ظاهر أعمالك وأقوالك وباطنها، استرعاك الله هذه الرعية فلا تغشها .
لا تترك الحبل على الغارب لمن تعولهم، بل تابع المرأة والابن والبنت .
وجّه نصحك للجميع كلٌّ فيما يخصه بما ينفعه في دينه ودنياه .
إِنه من المنكرات وتجنبها واعمل بالمعروف وأمر به.
ابتعد عن أبغض الأماكن إلى الله إلا في الضرورة .
اقترح عليك أن تستغل إجازتك في طاعة المولى وذلك بـ :
1ـ قراءة القرآن الكريم وحفظه وتجويده .(1/225)
2ـ التفقه في الدين بطلب العلم الشرعي في الدورات الصيفية أو المساجد أو المراكز المهتمة بذلك .
3ـ قراءة ما تيسر من الكتب والمجلات والمطبوعات المفيدة .
4ـ الاستماع إلى التسجيلات المفيدة .
5ـ حضور الندوات والمحاضرات وحفظ ما تيسر من الأحاديث النبوية والعمل بها .
6ـ زيارة الأرحام والأقارب والأصدقاء .
7ـ حفظ الوقت الذي سَتُسال عنه والمال الذي سَتُحاسب عليه!!
8ـ حفظ الجوارح عن مشاهدة أو سماع أو فعل المنكرات أو حضور أماكن الفساد.
9ـ أداء مناسك العمرة إن تيسر لك ذلك، والصلاة في المسجد الحرام .
10ـ زيارة المسجد النبوي والصلاة فيه ثم السلام على النبي ( .
11ـ حث الأبناء والبنات على المشاركة الفاعلة في دُور تحفيظ القرآن الكريم والمراكز الصيفية .
12ـ القيام برحلات مع الأسرة والاستفادة من ذلك في تنمية المهارات والمعلومات .
13ـ محاسبة النفس بعد كل عمل أو إجازة والتزود من الطاعات والاستغفار لما حصل من الهفوات .
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
أحكام شرعية :
حكم الغناء :
لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ .
إن الاستماع إلى الأغاني حرام ومنكر، ومن أسباب مرض القلوب وقسوتها وصدها عن ذكر الله وعن الصلاة. وقد فسر أكثر أهل العلم قوله تعالى : {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} [لقمان: 6] بالغناء وكان عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ يقسم على أن لهو الحديث هو الغناء. وإذا كان مع الغناء آلة لهو كالربابة والعود والكمان والطبل صار التحريم أشد . وذكر بعض العلماء أن الغناء بآلة لهو محرم إجماعاً. فالواجب الحذر من ذلك وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف" والحر هو الفرج الحرام ـ يعني الزنا والمعازف هي الأغاني وآلات الطرب .(1/226)
وأوصيك وغيرك بسماع إذاعة القرآن الكريم وبرنامج نور على الدرب ففيهما فوائد عظيمة، وشغل شاغل عن سماع الأغاني وآلات الطرب .
أما الزواج فيشرع فيه ضرب الدف مع الغناء المعتاد الذي ليس فيه دعوة إلى محرم ولا مدح لمحرم في وقت من الليل للنساء خاصة لإعلان النكاح والفرق بينه وبين السفاح كما صحت السنة بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم .
أما الطبل فلا يجوز ضربه في العرس، بل يكتفي بالدف خاصة، ولا يجوز استعمال مكبرات الصوت في إعلان النكاح وما يقول فيه من الأغاني المعتادة لما في ذلك من الفتنة العظيمة والعواقب الوخيمة وإيذاء المسلمين ولا يجوز أيضاً إطالة الوقت في ذلك ، بل يكتفي بالوقت القليل الذي يحصل به إعلان النكاح لان إطالة الوقت تفضي إلى إضاعة صلاة الفجر والنوم عن أدائها في وقتها وذلك من أكبر المحرمات ومن أعمال المنافقين (انتهى) .
هذه أدلة على تحريم الغناء من أقوال السلف الصالح رضوان الله عليهم :قال أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ : الغناء والعزف مزمار الشيطان. وقال الإمام مالك بن أنس ـ رضي الله عنه ـ : الغناء إنما يفعله الفساق عندنا . والشافعية يشبهون الغناء بالباطل والمحال. وقال الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ : الغناء ينبت النفاق في القلب فلا يعجبني . وقال أصحاب الإمام أبي حنيفة رحمهم الله : استماع الأغاني فسق .
وقال عمر بن عبد العزيز : الغناء بدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن. قال الإمام القرطبي : الغناء ممنوع بالكتاب والسنة . وقال الإمام ابن الصلاح : الغناء مع آلة الإجماع على تحريمه .
حكم التصوير :
لسماحة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ :
السؤال : ما قولكم في حكم التصوير الذي عمت به البلوى وانهمك فيه الناس ؟
الجواب :
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده..
أما بعد :(1/227)
فقد جاءت الأحاديث الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحاح والمسانيد والسنن دالة على تحريم تصوير كل ذي روح آدمياً كان أو غيره، وهتك الستور التي فيها الصور والأمر بطمس الصور ولعن المصورين وبيان أنهم أشد الناس عذاباً يوم القيامة، وأنا أذكر لك جملة من الأحاديث الصحيحة الواردة في هذا الباب، وأذكر بعض كلام العلماء عليهما ، وأبين ما هو الصواب في هذه المسألة إن شاء الله .
ففي الصحيحين عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : {ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقاً كخلقي ، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة" لفظ مسلم. ولهما أيضاً عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون" .
ولهما عن ابن عمر ت رضي الله عنهما ـ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يقول : إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم" لفظ البخاري.
وروى البخاري في الصحيح عن أبي جحيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الدم، وثمن الكلب وكسب البغي، ولعن آكل الربا وموكله، والواشمة والمستوشمة والمصور .
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "من صوَّر صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ" [متفق عليه] وخرج مسلم عن سعيد بن أبي الحسن قال : جاء رجل إلى ابن عباس فقال: إني رجل أُصور هذه الصور فأفتني فيها، فقال: أدن مني، فدنا منه، ثم قال : ادن مني، فدنا منه حتى وضع على رأسه فقال: أُنبؤك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفساً تعذبه في جهنم" وقال : إن كنت لابد فاعلاً فاصنع الشجر وما لا نفس له .(1/228)
وخرج البخاري قوله " إن كنت لابد فاعلاً" الخ.. وفي آخر الحديث الذي قبله ، بنحو ما ذكره مسلم انتهى .
ومن أراد الاستزادة يرجع إلى الكتاب الذي نقلت منه هذه الفتوى وهو كتاب حكم الإسلام في التصوير ص37 / 38 للشيخ ابن باز رحمه الله .
حكم حلق اللحى :
للشيخ/ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ :
حلق اللحية محرم لأنه معصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أعفوا اللحى وحفوا الشوارب" ولأنه خروج عن هدي المرسلين إلى هدي المجوس والمشركين، وحد اللحية كما ذكره أهل اللغة في شعر الوجه واللحيين والخدين بمعنى أن كل ما على الخدين وعلى اللحيين والذقن فهو من اللحية، وأخذ شيء منها داخل في المعصية أيضاً لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : "أعفوا اللحى" وأرخوا اللحى..." "ووفروا اللحى..." "وأوفوا اللحى..." وهذا يدل على أنه لا يجوز أخذ شيء منها لكن المعاصي تتفاوت. فالحلق أعظم شيء منها لأنه أعظم وأبين مخالفة من أخذ شيء منها .
حكم الإسبال للرجال :
للشيخ / محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ :
إسبال الإزار إذا قصد به الخيلاء فعقوبته أن لا ينظر الله تعالى إليه يوم القيامة ولا يكلمه ولا يزكيه وله عذاب أليم .(1/229)
وأما إذا لم يقصد به الخيلاء فعقوبته أن يعذب ما أنزل من الكعبين بالنار لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب" وقال : "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة" فهذا فيمن جر ثوبه خيلاء وأما من لم يقصد الخيلاء ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار" ولم يقيد ذلك بالخيلاء ولا يتضح أن يقيد بها بناء على الحديث الذي قبله لأن أبا سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إزرة المؤمن إلى نصف الساق ولا حرج" أو قال "لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين وما كان أسفل من ذلك فهو في النار ومن جر إزاره بطراً لم ينظر الله إليه يوم القيامة" رواه مالك وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه ذكره في كتاب الترغيب و الترهيب في الترغيب في القميص ص 88 ج3 . ولأن العملين مختلفان والعقبوتين مختلفتان ومتى اختلف الحكم والسبب امتنع حمل المطلق على المقيد لما يلزم على ذلك من التناقض وأما من احتج بحديث أبي بكر فنقول له ليس لك حجة فيه من وجهين : الأول : أن أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ قال إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فهو ـ رضي الله عنه ـ لم يرخ ثوبه اختيالاً منه بل كان ذلك يسترخي ومع ذلك فهو يتعاهده. والذين يسبلون ويزعمون أنهم لا يقصدوا الخيلاء يرخون ثيابهم عن قصد فنقول لهم إن قصدتم إنزال ثيابكم إلى أسفل من الكعبين بدون قصد الخيلاء عذبتم على ما نزل فقط بالنار وإن جررتم ثيابكم خيلاء عذبتم بما هو أعظم من ذلك لا يكلمكم الله يوم القيامة ولا ينظر إليكم ولا يزكيكم ولكم عذاب أليم. الوجه الثاني : أن أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ زكاه ا لنبي صلى الله عليه وسلم وشهد له أنه ليس(1/230)
ممن يصنع ذلك خيلاء فهل نال أحد من هؤلاء تلك التزكية والشهادة ؟ ولكن الشيطان يفتح لبعض الناس اتباع المتشابه من نصوص الكتاب والسنة ليبرر لهم ما كانوا يعملون والله يهدي من يشاء إلى الصراط المستقيم .
التحذير من السفر إلى بلاد الكفر وخطره على العقدية والأخلاق :
لسماحة الشيخ / عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ :
…الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين اما بعد :
فقد أنعم الله على هذه الأمة بنعم كثيرة وخصها بمزايا فريدة وجعلها خير امة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر وتؤمن بالله. وأعظم هذه ا لنعم نعمة الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده شريعة ومنهج حياة وأتم به على عباده النعمة وأكمل لهم به الدين قال تعالى : {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} [المائدة: 3] .
ولكن أعداء الإسلام قد حسدوا المسلمين على هذه النعمة الكبرى فامتلأت قلوبهم حقداً وغيظاً وفاضت نفوسهم بالعداوة والبغضاء لهذا الدين وأهله وودوا لو يسلبون المسلمين هذه النعمة أو يخرجونهم منها كما قال تعالى في وصف ما تختلج به نفوسهم : {ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء} [النساء:89] وقال تعالى : {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودُّوا ما عنتم قد بدت البغضاءُ من أفواههم وما تُخفي صدورهم أكبرُ قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون} [آل عمران : 118] ، وقال ـ عز وجل ـ : {إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون} [الممتحنة: 2] .(1/231)
وقال جل وعلا : {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا} [البقرة : 217] . والآيات الدالة على عداوة الكفار للمسلمين كثيرة. والمقصود أنهم لا يألون جهداً ولا يتركون سبيلاً للوصول إلى أغراضهم وتحقيق أهدافهم في النيل من المسلمين إلا سلكوه ولهم في ذلك أساليب عديدة ووسائل خفية وظاهرة فمن ذلك ما ظهر في هذه الأيام من قبل بعض مؤسسات السفر والسياحة بتوزيع نشرات دعائية تتضمن دعوة أبناء هذا البلد لقضاء العطلة الصيفية في ربوع أوروبا وأمريكا بحجة تعلم اللغة الإنجليزية ووضعت لذلك برنامجاً شاملاً لجميع وقت المسافر .
وهذا البرنامج يشتمل على فقرات عديدة منها ما يلي :
1ـ اختيار عائلة إنجليزية كافرة لإقامة الطالب لديها مع ما في ذلك من المحاذير الكثيرة .
2ـ حفلات موسيقية ومسارح وعروض مسرحية في المدينة التي يقيم فيها .
3ـ زيارة أماكن الرقص والترفيه. ممارسة الديسكو مع فتيات إنجليزيات ومسابقات في الرقص .
4ـ جاء في ذكر الملاهي الموجودة في إحدى المدن الإنجليزية ما يأتي : (أندية ليلية، مراقص ديسكو، حفلات موسيقى الجاز والروك، الموسيقى الحديثة، مسارح ودور سينما وحانات إنجليزية تقليدية) .
وتهدف هذه النشرات إلى تحقيق عدد من الأغراض الخطيرة منها ما يلي :
1ـ العمل على انحراف شباب المسلمين وإضلالهم .
2ـ إفساد الأخلاق والوقوع في الرذيلة عن طريق تهيئة أسباب الفساد وجعلها في متناول اليد .
3ـ تشكيك المسلم في عقيدته .
4ـ تنمية روح الإعجاب والانبهار بحضارة الغرب .
5ـ تخلقه بالكثير من تقاليد الغرب وعادته السيئة .
6ـ التعود على عدم الاكتراث بالدين وعدم الالتفات لآدابه وأوامره .
7ـ تجنيد الشباب المسلم ليكونوا من دعاة التغريب في بلادهم بعد عودتهم من هذه الرحلة وتشبعهم بأفكار الغرب وعاداته وطرق معيشته .(1/232)
إلى غير ذلك من الأغراض والمقاصد الخطيرة التي يعمل أعداء الإسلام لتحقيقها بكل ما أوتوا من قوة وبشتى الطرق والأساليب الظاهرة والخفية وقد يتسترون ويعملون بأسماء عربية ومؤسسات وطنية إمعاناً في الكيد وإبعاداً للشبهة وتضليلاً للمسلمين عما يرومونه من أغراض في بلاد الإسلام... لذلك فإني أحذر إخواني المسلمين في هذا البلد خاصة وفي جميع بلاد المسلمين عامة من الانخداع بمثل هذه النشرات والتأثر بها وأدعوهم إلى أخذ الحيطة والحذر و عدم الاستجابة لشيء منها فإنها سم زعاف ومخططات من أعداء الإسلام تفضي إلى إخراج المسلمين من دينهم وتشكيكهم في عقيدتهم وبث الفتن بينهم كما ذكر الله عنهم في محكم التنزيل، قال تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} [البقرة: 120] الآية .
كما أنصح أولياء أمور الطلبة خاصة بالمحافظة على أبنائهم وعدم الاستجابة لطلبهم السفر إلى الخارج لما في ذلك من الأضرار والمفاسد على دينهم وأخلاقهم وبلادهم كما أسلفنا وإرشادهم إلى أماكن النزهة والاصطياف في بلادنا وهي كثيرة بحمد الله والاستغناء بها عن غيرها فيتحقق بذلك المطلوب وتحصل السلامة لشبابنا من الأخطار والمتاعب والعواقب الوخيمة والصعوبات التي يتعرضون لها في البلاد الأجنبية. هذا وأسأل الله ـ جل وعلا ـ أن يحمي بلادنا وسائر بلاد المسلمين وأبناءهم من كل سوء ومكروه وان يجنبهم مكائد الأعداء ومكرهم وأن يرد كيدهم في نحورهم كما أسأله سبحانه أن يوفق ولاة أمرنا لكل ما فيه القضاء على هذه الدعايات الضارة والنشرات الخطيرة وأن يوفقهم لكل ما فيه صلاح العباد والبلاد إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين .
نصيحة من القلب لكل أب غيور يؤمن بالله :(1/233)
قال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا أحد أغير من الله يزني عبده أو تزني أمته" ولا شك أن جميع البشر كلهم عباد الله وإماؤه وقال عليه الصلاة والسلام : "أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغير منه والله أغير مني" فالله تعالى يغار ومن أجل غيرته حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن والغيرة هي الأنفة والحمية والغضب على المحارم وحمايتهن من أيدي العابثين وأعين الناظرين. ومن لا غيرة له هو الديوث الذي يقر الخنا في أهله وقد ورد أنه لا يدخل الجنة ولا شك أن كل مؤمن نقي يكون غيوراً على زوجاته وبناته وجميع أقاربه ويكون من آثار هذه الغيرة أن يراقبهن ويتبع أخبارهم ويمنعهن عن الاختلاط بالرجال وعن المجتمعات التي يكثر فيها وجود الاحتكاك والازدحام لاسيما وان الكثير في تلك الأماكن من ذوي النفوس الشريرة بحيث يكثر المزاح والمعاكسة والغزل والكلام الساقط مما يثير الغرائز ويدفع النفوس الضعيفة الإيمان إلى فعل وارتكاب الفواحش، فكم حصل في تلك الأسواق من اختطاف ومن مواعيد ومكالمات ومخاطبات خفية وجلية والأولياء في غفلة يحسنون الظن بمولياتهم ولا يخطر ببالهم عشر معشار ما حصل، أما الغيور الحازم فيجب عليه أن يكون دائماً بصحبة محارمه يراقبهن ويحميهن ويمنعهن عن أسباب الفساد وعن النظر إلى الأفلام الخليعة والصور الفاتنة وعن سماع الأغاني الماجنة التي تثير الغرائز وتبعث النفوس إلى الحرام كما أن عليه صحبة محارمه في الأسواق دائماً وفي المستشفيات وفي الطرق إلى المدارس (حتى يدخلن الفصول الدراسية) وكذا عند خروجهن (حتى يركبن في الحافلات) وكذا في قصور الأفراح وفي البيوت والمساكن العادية ونحو ذلك حتى يأمن من الاعتداء عليهن ومن تساهلهن وخضوعهن بالقول فإن المرأة ضعيفة الشخصية قوية الشهوة إذا رأت الرجال أو سمعت بعض الأقوال التي تثير الشهوة لم تأمن أن تضعف مقاومتها فلابد من المراقبة والحراسة التامة لاسيما في هذه الأزمنة التي كثر فيها الفساد(1/234)
وانتشر الزنا وضعف الوازع الديني والدنيوي في كثير من النفوس ووجدت الأسباب وتيسرت الوسائل لنيل الشهوات وإشباع الغرائز في الداخل والخارج فكان لزاماً على كل ولي أن يحمي موليته وأن يحرص على إعفاف أولاده ذكوراً وإناثاً بما يمنع نفوسهم عن الميل إلى الحرام أو تمني ذلك عند مشاهدة أو سماع ما يدفع النفس على اقتراف ذنب أو فعل فاحشة مما يسبب سخط الله تعالى وغيرته وإنزال العقوبة الخاصة والعامة ببني الإنسان فإن انتشار الزنا من أسباب كثرة الأمراض المستعصية كما ورد في الحديث ومن أسباب حرمان الناس من الخير والسعة والله المستعان، وصلى الله على محمد وآله وسلم .
كتبه ، عبد الله بن عبدالرحمن الجبرين
مختارات من محرمات استهان بها الناس يجب الحذر منها (118) :
الحمد لله، والصلاة والسلام على أخشى عباد الله لله وبعد :
إن الله تعالى فرض فرائض فلا يجوز تضييعها وحرم محرمات لحكم كثيرة فلا يجوز انتهاكها، وحدَّ حدوداً فلا يجوز تعديها، قال تعالى : {ومن يعصِ الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين} [النساء:14] .
وفي هذه الرسالة بعضٌ من المحرمات بأدلتها من الكتاب والسنة، نذكر بها حتى يحذر منها القارئ الكريم وينصح إخوانه المسلمين بالحذر منها :
الشرك بالله (وهو أعظم المحرمات) .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر (ثلاثاً) قالوا قلنا بلى يا رسول الله، قال : الإشراك بالله..." [متفق عليه] وكل ذنب يمكن أن يغفره الله إلا الشرك فلابد له من توبة مخصوصة قال الله تعالى : {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} [النساء : 48] .
ومن مظاهره ما يلي :
ـ اعتقاد أن الأولياء الموتى يقضون الحاجات ويفرجون الكربات، والاستعانة والاستغاثة بهم، والله تعالى يقول : {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله} [يونس:107] .(1/235)
ـ دعاء الموتى من الأنبياء والصالحين، والله عز وجل يقول {ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون} [الأحقاف:5].
ـ النذر والذبح لغير الله، والله يقول : {فصل لربك وانحر} [الكوثر:2] .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لعن الله من ذبح لغير الله" [مسلم].
ـ تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله، قال الله عز وجل : {قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراماً وحلالاً قل الله أذن لكم أم على الله تفترون} [يونس:59].
ـ السحر والكهانة والعرافة : قال تعالى : {وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هارون وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر} [البقرة : 102] .
وقال صلى الله عليه وسلم : "من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد" [أحمد] .
ـ الاعتقاد في تأثير النجوم والكواكب في الحياة :
وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية ـ على أثر سماء كانت من الليل ـ فلما انصرف أقبل على الناس فقال: "هل تدرون ماذا قال ربكم؟" قالوا الله ورسوله أعلم، قال : قال : "أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكواكب. وأما من قال بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكواكب" [البخاري] ومن ذلك اللجوء إلى أبراج الحظ في الجرائد والمجلات .
الطيرة :
وهي التشاؤم كمن يتشاءم بشهر معين أو بيوم معين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الطيرة شرك" [أحمد] ، وقال الله تعالى : {فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه، وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه} [الأعراف: 131] .
الحلف بغير الله تعالى :(1/236)
فعن ابن عمر مرفوعاً : "من حلف بغير الله فقد أشرك"، وعنه أيضاً مرفوعاً "ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت" [البخاري].
الرياء بالعبادات :
قال الله تعالى : {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً} [النساء: 142] .
وفي حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ مرفوعاً : "من سمَّع سمَّع الله به ومن راى راى الله به" [مسلم] .
وفي الحديث القدسي : "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً اشرك فيه معي غيري تركته وشركه" [رواه مسلم ].
الجلوس مع الفساق والمنافقين :
قال الله تعالى : {فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين} [التوبة:96] .
وقال تعالى : {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تعقد بعد الذكرى مع القوم الظالمين} [الأنعام:68] .
عدم الاستتار من البول :
فعن ابن عباس قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "يعذبان، وما يعذبان في كبير ـ ثم قال ـ بلى [وفي رواية : وإنه لكبير] كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة..." [رواه البخاري] .
تصوير ما فيه روح :
فعن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً : "إن أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة المصورون" [البخاري] ، وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا تصاوير" [البخاري] .
استعمال آنية الذهب والفضة والأكل والشرب فيهما :
فعن أم سلمة مرفوعاً "إن الذي يأكل أو يشرب في آنية الفضة والذهب إنما يجرجر في بطنه نار جهنم" [مسلم].
ترك الطمأنينة في الصلاة :(1/237)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته" قالوا: يا رسول الله : وكيف يسرق من صلاته؟ قال : "لا يتم ركوعها ولا سجودها" [أحمد] .
شهادة الزور :
قال الله تعالى : {فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به} [الحج : 30 ـ 31] ، وقال صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ـ ثلاثاً ـ الإشراك بالله وعقوق الوالدين" وكان متكئاً فجلس وقال : "ألا وقول الزور" فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت" [البخاري] .
الغيبة :
قال الله تعالى : {ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه}، [الحجرات: 12] وبين معناها صلى الله عليه وسلم فقال : "أتدرون ما الغيبة؟ قالوا الله ورسوله أعلم. قال : "ذكرك أخاك بما يكره" قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته" [مسلم].
النميمة :
قال الله عز وجل : {ولا تطع كل حلاف مهين همازٍ مشاءٍ بنميم} [القلم: 10 ، 11].
وعن ابن عباس قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم ، بحائط من حيطان المدينة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "يعذبان، وما يعذبان في كبير ـ ثم قال ـ بل [وفي رواية : وإنه لكبير] كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة"[البخاري].
التسمع إلى حديث قوم وهم له كارهون :
قال الله تعالى : {ولا تجسسوا ...} [الحجرات: 11] وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً : "من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنيه الآنك يوم القيامة..." [الطبراني] .
سوء الجوار :(1/238)
أوصانا الله سبحانه بالجار فقال تعالى : {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً} [النساء : 36] .
وإيذاء الجار من المحرمات لعظم حقه، فعن أبي شريح رضي الله عنه مرفوعاً : "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن" ، قيل : ومن يا رسول الله؟ قال : "الذين لا يأمن جاره بوائقه" [البخاري].
لعن المؤمن :
لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : "ومن لعن مؤمناً فهو كقتله" [البخاري] .
ضرب الوجه والوسم في الوجه :
لما رواه جابر قال : "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه وعن الوسم في الوجه" [مسلم].
النياحة :
لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : "النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب" وقال صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية" [البخاري] .
هجر المسلم فوق ثلاثة أيام دون سبب شرعي :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار" .
أكل الربا :
قال الله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله} [البقرة: 278 ، 279] ، ولعن صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه وقال : "هم سواء" [مسلم].
القمار والميسر :
قال الله تعالى : {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} [المائدة:90] .
السرقة :
قال الله تعالى : {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله والله عزيز حكيم} [المائدة :38] .
أخذ الرشوة وإعطاؤها :(1/239)
قال الله تعالى : {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون} ، وقال صلى الله عليه وسلم : "لعنة الله على الراشي و المرتشي" [أحمد] .
كتم عيوب السلعة وإخفاؤها عند بيعها :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن المسلم أخو المسلم، ولا يحل لمسلم باع من أخيه بيعاً فيه عيب إلا بينه له" [ابن ماجة].
غصب الأرض :
عن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعاً : "من أخذ من الأرض شيئاً بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين" [البخاري] .
عدم العدل في العطية بين الأولاد :
قال تعالى : {أعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله} [المائدة : 8] وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن أباه أتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : "إني نحلت ابني هذا غلاماً" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أكُلّ ولدك نحلته مثله؟ فقال لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "فأرجعه" ، [البخاري] وفي رواية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "فاتقوا الله وأعدلوا بين أولادكم" . قال فرجع فرد عطيته [الفتح] وفي رواية : "فلا تشهدني إذن فإني لا أشهد على جور" [مسلم] .
أكل الحرام :
قال صلى الله عليه وسلم : "كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به" [الطبراني] .
تعمد النظر إلى المرأة الأجنبية :
قال الله تعالى : {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون} [النور : 30] .
لبس القصير والرقيق والضيق من الثياب للنساء :
لما روي عن أبي هريرة ري الله عنه مرفوعاً : "صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة
البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا" [مسلم] .
الخلوة بالأجنبية :(1/240)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما" [الترمذي] .
مصافحة المرأة الأجنبية :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له" [الطبراني] ، وقال "إني لا أصافح النساء" [أحمد].
تطيب المرأة عند خروجها ومرورها بعطرها على الرجال :
قال صلى الله عليه وسلم : "أيما امرأة استعطرت ثم مرت على القوم ليجدوا ريحها فهي زانية" [أحمد] .
سفر المرأة بغير محرم :
قال صلى الله عليه وسلم "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم" [متفق عليه] .
الزنا :
قال الله تعالى : {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} [الإسراء: 32] .
وعن أبي هريرة مرفوعاً : "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر" [مسلم] .
الدياثة :
عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً : "ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر والعاق والديوث الذي يقر في أهله الخبث" [أحمد] .
وصل الشعر بشعر مستعار لآدمي أو لغيره للرجال والنساء :
روي عن أسماء بنت أبي بكر قالت : جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم : فقالت يا رسول الله إن لي ابنة عريساً أصابتها حصبة فتمرَّق (أي تساقط) شعرها أفا أصله فقال "لعن الله الواصلة والمستوصلة" [مسلم] .
تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال في اللباس أو الكلام أو الهيئة :
فقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً : "لعن رسول الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال" [البخاري] .
تحلي الرجال بالذهب :
لما روي عن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً : "أحل لإناث أمتي الحرير والذهب وحرِّم على ذكورها" [أحمد] .
سماع المعازف والموسيقى :
قال الله تعالى : {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله} [لقمان:6].(1/241)
فكان ابن مسعود رضي الله عنه يقسم بالله إنه الغناء. وقال صلى الله عليه وسلم : "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف" [البخاري] .
شرب الخمر :
قال الله تعالى : {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} [المائدة : 90] .
وقال صلى الله عليه وسلم : "كل مسكر خمر وكل مسكر حرام" [مسلم] .
التقوى زادنا إلى الجنة(119) :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
أخي الحبيب : لقد حفل القرآن الكريم في كثير من آياته بذكر التقوى والأمر بها وبيان ثمراتها والطريق الموصل إليها .
ولِعِظَم شأن التقوى في الإسلام كان النبي ( يفتتح خُطبَه ببعض الآيات التي فيها الأمر بالتقوى. وسار الخطباء والوُعّاظ على هذه السبيل، إذ قلّما تخلو خطبة أو موعظة من الوصية بالتقوى والحثّ على التحلي بها .
وهذا يدل ـ بلا شك ـ على أهمية التقوى في حياة المسلم .
ومن الآيات التي أمرت بالتقوى ورغبت فيها :
قوله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حقّ تقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون} [آل عمران: 102] .
وقوله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً} [الأحزاب : 70] .
وقوله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} [التوبة:119] .
وقوله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظُر نفسٌ ما قدمت لغدٍ واتقوا الله} [الحشر: 18] .
بل إن الله سبحانه جعل التقوى شرطاً في حصول الإيمان فقال جلَّ وعلا : {واتقوا الله إن كنتم مؤمنين} [المائدة : 57] .
والتقوى هي وصية الله تعالى للأولين والآخرين كما قال سبحانه : {ولقد وصّينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله} [النساء: 131] .(1/242)
ولأهمية التقوى : أمر الله تعالى نبيه ( بها فقال سبحانه : {يا أيها النبي اتق الله ولا تُطع الكافرين والمنافقين} [الأحزاب: 1] .
وجعل الله التقوى من خير ما يتزود به الإنسان فقال سبحانه : {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب} [البقرة : 197] .
وذم سبحانه المتكبرين الذين لا يقبلون النصح بالتحلِّي بالتقوى، فقال سبحانه : {وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنّم ولبئس المهاد} [الحجرات:13] .
وجعل سبحانه التفاضل بين الناس بميزان التقوى فقال جلّ وعلا : {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} [الحجرات: 13] .
حقيقة التقوى :
قال الإمام ابن رجب : "وأصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقايةً تقيه منه، فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه، من غضبه وسخطه وعقابه وقايةً تقيه من ذلك، وهو فعل طاعته و اجتناب معاصيه" .
وقال القشيري : "فالتقوى جماع الخيرات. وحقيقة الاتقاء: التحرُّزُ بطاعة الله من عقوبته، وأصلُ التقوى: اتقاءُ الشرك، ثم بعد ذلك اتقاءُ المعاصي والسيئات، ثم بعد ذلك اتقاءُ الشبهات، ثم بعد ذلك ترك الفضلات" .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه في معنى قوله تعالى : {اتقوا الله حقّ تقاته} : أن يُطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويُشكر فلا يُكفر .
وقال سهل بن عبد الله : من أراد أن تصحّ له التقوى فليترك الذنوب كلها.
وقال الروذباري: التقوى : مجانبة ما يبعدك عن الله .
وقيل : يستدل على تقوى الرجل بثلاثة أشياء :
1ـ حسن التوكل فيما لم ينل .
2ـ وحسن الرضا فيما قد نال .
3ـ وحسن الصبر على ما قد مضى .
وقال خالد بن شوذب : شهدت الحسن، وأتاه فرقد السبخي وعليه جُبَّة صوف، فأخذ الحسن بتلابيبه ثم قال : يا فرقد! ـ مرتين أو ثلاثاً ـ إن التقوى ليس في هذا الكساء، إنما التقوى ما وقر في القلب وصدقه العمل .
علاقة العلم بالتقوى :(1/243)
والتقوى لا تقوم إلا على ساق العلم، فالجاهل لا يمكن أن يكون تقيَّاً، لأنه لا يعلم ما يُتَّقَى وما لا يُتَّقَى، وهذا غاية التخليط .
قال الإمام ابن رجب : "وأصل التقوى : أن يعلم العبد ما يُتَّقَى ثم يتقي" .
وقال بكر بن خُنَيسٍ: كيف يكون متقياً من لا يدري ما يتقي .
وقال معروف : إذا كنت لا تحسن تتقى: أكلتَ الربا. وإذا كنت لا تُحسن تتقي لقيتك امرأة فلم تغض بصرك وإذا كنت لا تحسن تتقي : وضعت سيفك على عاتقك. أي : شهرت سيفك وقاتلت في الفتنة .
مراتب التقوى :
قال الإمام ابن القيم رحمه الله : التقوى ثلاث مراتب :
إحداها : حِمْيَةُ القلب والجوارح عن الآثام والمحرمات.
الثانية : حِمْيَتُهُما عن المكروهات .
الثالثة : الحمية عن الفضول وما لا يعني .
فالأولى:تعطي العبد حياته، والثانية : تفيده صحته وقوته، والثالثة : تكسبه سروره وفرحه وبهجته.
الطريق إلى التقوى (وسائلها) :
يمكن تقسيم التقوى إلى قسمين : واجبة ومستحبة .
أما الواجبة : فلا يمكن أن تتحقق إلا بفعل الواجبات وترك المحرمات والشبهات، وأعظم الواجبات: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وأعظم المحرمات: الشرك بالله والكفر بجميع أنواعه. قال تعالى : {آلم* ذلك الكتاب لا ريب فيه هُدىً للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون* والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون} [البقرة: 1ـ4] .
قال معاذ بن جبل : ينادى يوم القيامة: أين المتقون؟ فيقومون في كنفٍ من الرحمن لا يحتجبُ منهم ولا يستتر، قالوا له: من المتقون؟ قال : قوم اتقوا الشرك وعبادة الأوثان ، وأخلصوا لله بالعبادة .
وقال الحسن : المتقون اتقوا ما حُرِّم عليهم، وأدَّوْا ما افترض عليهم .(1/244)
وقال عمر بن عبد العزيز : ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله: ترك ما حرَّم الله، وأداء ما افترض الله، فمن رزق بعد ذلك خيراً، فهو خير إلى خير .
وأما التقوى المستحبة : فهي تكون بفعل المندوبات وترك المكروهات، وربما بالغ المتقي في التنزه عن بعض ما هو حلال مخافة الوقوع في الحرام .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : تمام التقوى أن يتقي الله العبدُ، حتى يتقيه من مثقال ذرة، وحتى يتركَ بعض ما يرى أنه حلال، خشية أن يكون حرام، يكون حجاباً بينه وبين الحرام .
وقال الحسن : ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام.
وقال الثوري : إنما سمّوا متقين لأنهم اتقوا ما لا يُتَّقى :
خلِّ الذنوبَ صغيرَها
واصنعْ كماشٍ فوق أرض
لا تَحْقِرَنَّ صغيرةً
وكبيرَها ذاك التَّقَى
الشوك يحذرُ ما يرى
إن الجبالَ من الحصى
ومن الأسباب الباعثة على التقوى ما يلي :
1ـ كثرة العبادة : لقوله تعالى : {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون} [البقرة : 21] .
2ـ أداء العبادة على الوجه الأكمل: لقوله تعالى : {فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى} [البقرة: 203] .
3ـ الجدية في التعامل مع شرع الله تعالى : لقوله تعالى : {خُذُوا ما أتيناكم بقوةٍ واذكروا ما فيه لعلكم تتقون} [البقرة: 63] .
4ـ تطبيق الحدود الشرعية : لقوله تعالى : {ولكم في القِصاصِ حياةٌ يا أولي الألباب لعلكم تتقون} [البقرة: 179] .(1/245)
5ـ إقامة شعائر الإسلام والتحلي بمكارم الأخلاق: لقوله تعالى : {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حُبه ذوي القُربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتوا الزكاة والمُوفُون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون} [البقرة:177] .
6ـ الصيام : لقوله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيامُ كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} [البقرة: 183] .
7ـ تعظيم شعائر الله: لقوله تعالى : {ذلك ومن يُعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} [الحج : 32].
8ـ العدل : لقوله تعالى : {اعدِلوا هو أقربُ للتقوى} [البقرة: 237] .
9ـ العفو : لقوله تعالى : {وإن تعفوا أقربُ للتقوى} [البقرة: 237] .
10ـ تعظيم الرسول ( وتوقيره: لقوله تعالى : {إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى} [الحجرات:3] ، وذلك يشمل الرسول ( حياً وميتاً، ويكون عدم رفع الأصوات عليه ميتاً باحترام سنته، وانتهاج طريقته، وعدم مجاوزة هديه إلى غيره من زُبالات الأذهانِ ونُخَالات الأفكار والمذاهب والآراء .
وبالجملة : فجميع الطاعات من أسباب حصول التقوى، وجميع لمعاصي من معوّقات حصول التقوى، كما قال طلق بن حبيب رضي الله عنه : التقوى : أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عقاب الله .
من ثمرات التقوى :
بشَّر الله عز وجلّ عباده المتقين في كتابه ببشارات عديدة، وجعل للتقوى ثمراتٍ وفوائد جليلة فمن ذلك:
الأولى : البشرى بما يسرُّ في الدنيا والآخرة: لقوله تعالى : {الذين آمنوا وكانوا يتقون* لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} [يونس : 63 ـ 64] .(1/246)
الثانية: البشرى بالعون والنصرة : لقوله تعالى : {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} [النحل: 128].
الثالثة : التوفيق للعلم : لقوله تعالى : {واتقوا الله ويعلمكم الله} [ألبقرة: 282] .
الرابعة : الهداية للصواب والتمييز بين الحق والباطل: لقوله تعالى : {إن تتقوا الله يجعل لكم فُرقاناً} [الأنفال: 29] .
الخامسة : البشرى بتكفير الذنوب وتعظيم أجر المتقين: لقوله تعالى : {ومن يتق الله يُكفّر عنه سيئاته ويعظم له أجراً} [الطلاق: 5] .
السادسة: البشرى بالمغفرة: لقوله تعالى : {وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفوراً رحيماً} [النساء : 129].
السابعة : اليسر والسهولة في كل أمر : لقوله تعالى : {ومن يتق الله يجعل له من أمره يُسراً} [الطلاق: 4] .
الثامنة : الخروج من الغم والمحنة: لقوله تعالى : {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً} [الطلاق:2] .
التاسعة : الرزق الواسع دون عناء أو مشقة: لقوله تعالى : {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً* ويرزقُه من حيثُ لا يحتسبُ} [الطلاق 2،3] .
العاشرة : النجاة من العذاب والعقوبة :لقوله تعالى : {ثم نُنجّي الذين اتقوا} [مريم:72].
الحادية عشرة:التزكية بالكرامة: لقوله تعالى : {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} [الحجرات:13].
الثانية عشرة : البشارة بالمحبة: لقوله تعالى : {إن الله يحب المتقين} [التوبة: 4] .
الثالثة عشرة : حصول الفلاح: لقوله تعالى : {واتقوا الله لعلكم تفلحون} [البقرة:189] .
الرابعة عشرة : نيل الجزاء وعدم إضاعة العمل : لقوله تعالى : {إنّهُ من يتَّق ويصبر فإن الله لا يُضيعُ أجر المحسنين} [يوسف: 90] .
الخامسة عشرة : القبول وعدم الرد: لقوله تعالى : {إنما يتقبُّل الله من المتقين} [المائدة:27] .
السادسة عشرة : الفوز بالجنة: لقوله تعالى : {إن المتقين في جناتٍ وعيون} [الذاريات:15].
السابعة عشرة: الأمن والمنزلة الرفيعة: لقوله تعالى : {إن المتقين مقام أمين} [الذاريات:51] .(1/247)
الثامنة عشرة: عزُّ الفوقية على الخلق: لقوله تعالى : {والذين اتقوا فوقهُم يوم القيامة}[البقرة: 212].
التاسعة عشرة : تنوع الجزاء وتعدد اللذات: لقوله تعالى : {إن للمتقين مفازاً* حدائق وأعناباً * وكواعب أتراباً * وكأساً دهاقاً} [النبأ 31ـ34] .
العشرون : القرب من الله تعالى يوم القيامة مع التمتع باللقاء والرؤية: لقوله تعالى : {إن المتقين في جناتٍ ونهر* في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر} [القمر: 54 ، 55] .
الحادية والعشرون : سلامة الصدر: لقوله تعالى : {الأخلاء يومئذٍ بعضُهُم لبعضٍ عدُوٌ إلا المتقين} [الزخرف: 67] .
الثانية والعشرون : إصلاح العمل مع المغفرة : لقوله تعالى : {يا أيها الذين آمنُوا اتقوا الله وقُولوا قولاً سديداً* يُصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم} [الأحزاب: 70، 71].
الثالثة والعشرون : البصيرة وسرعة الانتباه: لقوله تعالى : {إن الذين اتقوا إذا مسّهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} [الأعراف: 201] .
الرابعة والعشرون : عظم الأجر: لقوله تعالى : {للذين أحسنُوا منهم واتقوا أجرٌ عظيم} [آل عمران: 172] .
الخامسة والعشرون : الفوز : لقوله تعالى : {ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون} [النور: 52] .
السادسة والعشرون : التفكر والتدبر: لقوله تعالى : {إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السموات والأرض لآيات لقومٍ يتقون} [يونس: 60] .
السابعة والعشرون : النجاة من النار: لقوله تعالى : {وسيُجنّبُها الأتقى} [الليل: 17] .
الثامنة والعشرون : الفوز بالخيرية : لقوله تعالى : {وتزوّدوا فإن خير الزاد التقوى} [البقرة: 197] .
التاسعة والعشرون : حسن العاقبة : لقوله تعالى : {فاصبر إن العاقبة للمتقين} [هود:49].
الثلاثون : الفوز بولاية الله : لقوله تعالى : {والله ولي المتقين} [الجاثية: 19] .(1/248)
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده المتقين وأن يهدينا إلى طريق التقوى إنه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الجنة دار الأبرار (120) :
هذه هي الجنة دار السلام :
يا وفد الرحمن .. هذه النوق البيض فامتطوها؟ كأني بهم وقد قاموا من قبورهم غير مذعورين، ولا خائفين {لا يحزنهم الفزع الأكبر، وتتلقاهم الملائكة : هذا يومكم الذي كنتم توعدون} .
أقسم رسول الله ( يوماً فقال : (والذي نفسي بيده: إنهم إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوق بيض لها أجنحة، عليها رحال الذهب، شراك نعالهم نور يتلألأ، كل خطوة منها مثل مد البصر. وينتهون إلى باب الجنة) .
وفي القرآن الكريم : {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفداً} ، {وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها، وقال لهم خزنتها: سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} .
يا لسعة الدار ..
ما أوسع دار السلام ! وما أطيب ريحها! ..
أما عرضها فكعرض السموات والأرض وأما ريحها فيوجد من مسيرة مائة عام ففي الكتاب الكريم {سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السموات والأرض أُعدت للذين آمنوا بالله ورسله} وفي الحديث الشريف (فإن ريحها ليوجد من مسيرة مائة عام) .
هذه الأبواب أيها الوافدون فادخلوها :
…إن لدار المتقين ثمانية أبواب، ما بين مصراعي كل باب مسيرة أربعين سنة، والله ليأتين عليها يوم وهي كظيظ من الزحام .
…علمنا أن أحد هذه الأبواب يسمى الريان وهو باب خاص بأهل الصيام .
وعلمنا أيضاً أن حلق هذه الأبواب من ياقوت أحمر على صفائح من ذهب .
روى مسلم في صحيحه عن النبي ( قوله : (إن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة بينهما ميسرة أربعين سنة وليأتين عليها يوم وهي كظيظ من الزحام) وقال مرة ( وهو يتحدث عن وفد الرحمن (وينتهون إلى باب الجنة فإذا حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب) .
ماذا عند باب الجنة :(1/249)
عند باب الجنة مباشرة على يمين الداخل أو شماله، أو أمامه شجرة عظيمة ينبع من أصلها عينان أعدت إحداهما لشراب الداخلين، والأخرى لاغتسالهم فيشربون من الأولى لتجري نضرة النعيم في وجوههم فلا يبأسون أبداً، ويغتسلون من الثانية فلا تشعث أشعارهم أبداً .
وفي القرآن الكريم {وحلُّوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهوراً} .
وفي الحديث الشريف يقول الرسول ( : (عند باب الجنة شجرة ينبع من أصلها عينان فإذا شربوا من إحداهما جرت في وجوههم نضرة النعيم، وإذا شربوا من الأخرى لم تشعث أشعارهم أبداً) .
مع أفواج الداخلين :
نترك يا أخي القارئ الآن الكلمة للرسول ( يحدثنا عن أفواج الداخلين فاسمع له يقول (إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة، لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يتمخطون، ولا يتفلون. أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة. أزواجهم الحور العين. أخلاقهم على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء) .
وكيف يستقبلون ؟
هذا وفد الرحمن يا رضوان فاستقبله !
ما إن تطأ أقدامهم أبواب الجنة حتى يستقبلهم بالتهنئة والسلام جموع الملائكة الطاهرين، وفي مقدمتهم رضوان خازن الجنان .
قال الله تعالى : {وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها ، وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين، وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين} .
ماذا في القصور ؟
الله أكبر الله أكبر؟
من الذي يقوى على وصف قصورهم، أو يحسن التعبير عن نعيمهم وسرورهم، والله مكرمهم ومنعمهم يقول : {وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيراً، عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق وحلُّوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهوراً} .(1/250)
إن النبي ( يا أخي القارئ وحده يمكنه أن يحدثنا بعض الحديث عن تلك القصور، وما حوت من النعيم المقيم، فلنستمع إليه في هذا الحديث المقتضب القصير. من حديث له مسهب طويل هذا آخر رجل يدخل الجنة حتى إذا دنا من الناس رفع له قصر من درة فيخر ساجداً، فيقال له: ارفع رأسك مالك؟ فيقول رأيت ربي! فيقال له : إنما هو منزل من منازلك، ثم يلقى رجلاً فيتهيأ للسجود له. فيقال له: مه!! فيقول: رأيت أنك ملك من الملائكة. فيقول له: إنما أنا خازن من خزانك، وعبد من عبيدك، فينطلق أمامه حتى يفتح له القصر، وهو من درة مجوفة سقافها وأبوابها وأغلاقها ومفاتيحها منها، تستقبله جوهرة خضراء مبطنة، كل جوهرة تفضي إلى جوهرة على غير لون الأخرى في كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف أدناهن حوراء عيناء عليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء حللها، كبدها مرآته، وكبده مرآتها، إذا أعرض عنها إعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفاً، فيقال له أشرف فيشرف ، فيقال له: ملكك مسيرة مائة عام ينفذه بصرك .
الهدايا والتحف :
وإذا ضمت وفد الرحمن القصور، وانتهوا إلى نعيم غمرهم بالسرور والحبور، توافدت عليهم جموع الملائكة المهنئة لهم، وهي تحمل أجمل التحف وأحسن الهدايا، وتقول : "سلام عليكم بما صبرتم، فنعم عقبى الدار" .
يا لتفاوت الدرجات :
سبحان الله ما أعظم تفاوت درجات القوم وما أبعد ما بين قصورهم ومنازلهم تبعاً لكمال إيمانهم في الدنيا وكثرة أعمالهم الصالحة فيها .
روى البخاري ومسلم أن النبي ( قال : (إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الدري الغابر في الأفق من المشرق والمغرب لتفاضل ما بينهم، قالوا يا رسول الله: تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم، قال بلى ، والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين) .
نظرة على أرض الجنة :(1/251)
ما تظن يا أخي. في أرض؟ هل هي من تراب أبيض أو أحمر، وهل حصباؤها من حجارة ملونة جميلة، وهل جدران مبانيها من لَبن في غاية الحسن والجمال، وهل الطين الذي يوضع بين اللبنات لرصفها وإحكامها من مزيج الرمل الأبيض والإسمنت الأزرق الناعم .
إعلم يا أخي القارئ إنه لا يستطيع أحد أن يجيبك عن تساؤلاتك هذه إلا من شاهد الجنة وعاش فيها ساعة كرسول الله ( .
وهاهم هؤلاء أصحابه يسألونه عنها ويقولون : حدثنا يا رسول الله عن الجنة ما بناؤها؟ كما روى ذلك أحمد والترمذي فيقول : (لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها (الطين) المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران من يدخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه) .
إلى جنة عدن :
جنة عدن، وما أدراك ما جنة عدن، دار كرامة أولياء الله، ومنزل الأبرار منهم:
ما بالك يا أخي بدار بناها الله، وبستان غرسه الله، وبنعيم أعده الله لمن أطاعه وما عصاه .
ولا يشفي صدرك يا أخي، بالحديث عنها سوى رسول الله ( فاسمع إليه وهو يقول كما روى ذلك الطبراني بسند جيد (خلق الله جنة عدن بيده لبنة من درة بيضاء، ولبنة من ياقوتة حمراء، ولبنة من زبرجدة خضراء، وملاطها المسك، وحشيشها الزعفران، حصباؤها اللؤلؤ، ترابها العنبر، ثم قال لها انطقي، قالت : (قد أفلح المؤمنون) .
في الخيام :
في الجنة خيام قطعاً لقول الله تعالى: {حور مقصورات في الخيام} ولكن ما نوع هذه الخيام، وما شكلها؟ وما هي مادة تكوينها، وما مدى حسنها وجمالها .
وصف رسول الله ( خيمة منها فقال (إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة مجوفة، طولها في السماء ستون ميلاً، وعرضها ستون ميلاً للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضاً) .
من الخيام إلى السوق :(1/252)
سبحان الله هل في الجنة أسواق! وكيف لا! والله تعالى يقول {ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون} فليس من المستغرب إذاً أن تتوق نفس أحدهم في الجنة إلى دخول سوق من الأسواق وخاصة التجار المؤمنين الذين كانوا يربحون في أسواق الدنيا ويربحون، فيطلب ذلك ويدعيه، فيخلق الله تعالى لهم أسواقاً يغشونها إتماماً للإنعام في دار النعيم وهذا مسلم يخرج لنا حديث السوق في الجنة فيقول: إن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : (إن في الجنة سوقاً يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثوا في وجوههم وثيابهم فيزدادوا حسناً وجمالاً، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسناً وجمالاً، فتقول لهم أهلوهم؛ والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً، فيقولون، وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً) .
بين الأنهار والأشجار :
هات يدك ـ أخي القارئ ـ نتجول قليلاً بين أنهار الجنة وأشجارها، ونمتع النفس ساعة في ذلك النعيم المقيم هيا بنا إلى الأنهار الأربعة التي هي أصل كل نهر في الجنة، والتي هي نهر الماء، ونهر اللبن، ونهر الخمر، ونهر العسل كما أخبرنا بذلك ربنا جل جلاله في قوله من سورة محمد ( {مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى} .
وإلى الكوثر يا أخي، إلى حوض النبي ( وأمته فإنه من أعظم أنهار الجنة وأحسنها. فقد حدث عنه مرة ( كما روى ذلك البخاري فقال (بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال : هو الكوثر الذي أعطاك ربك. قال : فضرب الملك بيده فإذا طينة مسك أذفر) .
وقال مرة أخرى في رواية الترمذي : (الكوثر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه الدر والياقوت، تربته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل، وأبيض من الثلج) .(1/253)
هذه هي الأنهار قد وقفنا عليها، وروينا النفس بالحديث عنها، فيها بناء فهيا بنا إلى الأشجار وثمارها. وليرو لنا إمام الحديث البخاري طرفاً منها فلنستمع إليه يقول قال رسول الله ( : (إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام) لا يقطعها؛ إن شئتم فاقرأوا {ظل ممدود، وماء مسكوب} .
ويحدث ابن عباس رضي الله عنهما عن هذا الظل الممدود فيقول: شجرة في الجنة على ساق قدر ما يسير الراكب في ظلها مائة عام في كل نواحيها، فيخرج أهل الجنة، أهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في ظلها، فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدنيا، فيرسل الله تعالى ريحاً من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا روى هذا الترمذي وحسنه، وروى الحاكم وصححه قوله : نخلة الجنة جذعها من زمرد أخضر وكربها ذهب حمر، وسعفها كسوة لأهل الجنة. منها مقطعاتهم، وحللهم، وثمرها أمثال القلال والدلاء، أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، وألين من الزبدة ليس فيها عجم.
إلى مطاعم الجنة :
وهل في الجنة مطاعم؟
نعم فيها مطاعم ومشارب، ولا ينبئك مثل القرآن واسمع إليه يحدثك ويصف لك من ذلك الكثير. ففي سورة الإنسان يقول : {ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير، قوارير من فضة قدروها تقديراً، ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلاً، عيناً فيها تسمى سلسبيلاً} وفي سورة الزمر قال الله تعالى : {يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون الذين آمنوا بآياتنا وكنوا مسلمين، ادخلوا الجنة أنتم و أزواجكم تحبرون، يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، وأنتم فيها خالدون} .
وفي سورة الواقعة يقول {يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكاس من معين لا يصدّعون عنها ولا ينزفون، وفاكهة مما يتخيرون، ولحم طير مما يشتهون}.(1/254)
ويتحدث رسول الله ( عن أهل الجنة في أكلهم وشربهم، واصفاً لهم فيقول (أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يمتخطون ولا يتغوطون ولا يبولون طعامهم ذلك جشاء كريح المسك، يلهمون التسبيح والتكبير كما يلهمون النفس) ويقول ( : (إن أسفل أهل الجنة أجمعين من يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم مع كل خادم صحفتان، واحدة من فضة، وواحدة من ذهب. في كل صحفة لون ليس في الأخرى مثلها، يأكل من آخره كما يأكل من أوله، يجد لآخره من اللذة والطعم ما لا يجد لأوله، ثم يكون بعد ذلك رشح مسك وجشاء، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون) .
الحلي والحلل :
هل تريد أخي القاري ـ أن تعرف شيئاً عن حلي أهل الجنة وحللهم ؟ فأتركك للقرآن الكريم يصف لك طرفاً من ذلك فاسمع إليه في سورة الكهف يقول {أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثياباً خضراً من سندس واستبرق متكئين فيها على الأرائك} وفي سورة الإنسان يقول {عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق ، وحلوا أساور من فضة} وفي الحج يقول عنهم {إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير} .
أما الرسول ( فإنه يصف ذلك النعيم العظيم فيقول: (من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه، في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) ويقول (ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا انطلق به إلى طوبى فتفتح له أكمامها فيأخذ من أي ذلك شاء، إن شاء أبيض وإن شاء أحمد، وإن شاء أخضر وإن شاء أصفر، وإن شاء أسود مثل شقائق النعمان وأرق وأحسن) .
السرر والأرائك :
إن نعيم جنات دار النعيم يعظم ـ يا أخي ـ على الوصف ويقصر دونه الضبط والحصر ، وكيف يحصر ما لا يفنى ولا يبيد، وكيف يوصف ما لا يرك كنهه ولا يعرف أوله ولا آخره .(1/255)
قرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قول الله تعالى : {متكئين عليها على فرش بطائنها من استبرق} وقال : لقد أخبرتم بالبطائن فكيف بالظواهر ؟
وقيل في قوله تعالى : {وفرش مرفوعة} : لو طرح فراش من أعلاها لهوى إلى قرارها مائة خريف .
لنترك ـ يا أخي القارئ ـ الكلمة للقرآن الكريم يحدثنا عن أسرة القوم وأرائكهم، فمن سورة الواقعة يقول : {والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين} ومن سورة الرحمن يقول {متكئين على فرش بطائنها من استبرق} ويقول : {متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً} ومن سورة الغاشية يقول : {وجوه يومئذٍ ناعمة لسعيها راضية في جنة عالية لا تسمع فيها لاغية فيها عين جارية فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ، ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة} .
مع الحور العين :
إليك يا أخي كلمات قليلة من القرآن تتحدث عن نساء دار السلام جعلني الله وإياك من سكانها فاصغ إليها في إجلال وخشوع {إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكاراً عرباً أتراباً لأصحاب اليمين} {فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان} {وعندهم قاصرات الطرف عين كأنهن بيض مكنون} {وعندهم قاصرات الطرف أتراب هذا ما توعدون ليوم الحساب} {إن للمتقين مفازاً حدائق وأعناباً وكواعب أتراباً وكأساً دهاقاً} .
وبعد فإلى الرسول صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن هذا النعيم المقيم ويكشف لنا الستار عن بعض هؤلاء الحور لنزداد مقة وعشقاً ولنستحث الخطى إلى الوصول إلى العيش بجانبهن، حدث مرة رسول الله قال (لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع سوطه من الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحاً ولأضاءت ما بينهما، ولنصفيها على رأسها خير من الدنيا وما فيها) .(1/256)
وقال مرة (إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والتي تليها على ضوء كوكب دري في السماء، ولكل امرئ منهم زوجتان يرى مخ ساقها من وراء اللحم وما في الجنة أعزب) .
ويقول : (لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت لملأت الأرض ريح مسك ولذهب ضوء الشمس والقمر) .
شيء من الغناء والطرب :
تعالى يا أخي نطرب ساعة قبل يوم الساعة يروي الترمذي عن النبي ( قوله : (إن في الجنة لمجتمعاً لحور العين يرفعن بأصوات لم يسمع الخلائق بمثلها يقلن : (نحن الخالدات فلا نبيد) و (نحن الناعمات فلا نبأس) و(نحن الراضيات فلا نسخط) (وطوبى لمن كان لنا وكنا له) وإليك أخي القارئ مجتمعاً آخر لحور العين يا له من مجتمع عجيب !! دونك النهر على حافتيه صفوف الحور العين يغنين بأصواتهن يسمعها الخلائق حتى ما يرون في الجنة لذة مثلها) وقيل لأبي هريرة وما ذاك الغناء فقال (إن شاء الله التسبيح والتحميد والتقديس والثناء على الرب عز وجل) .
خيل في الجنة :
إلى عشاق الخيل والمولعين بركوبها وامتطاء صهواتها نعيماً آخر تلذونه وتسعدون به إنه يوجد لكم خيول في الجنة من الياقوت الأحمر لها أجنحة تطير بكم حيث شئتم قال عبد الرحمن بن ساعدة رضي الله عنه كنت رجلاً أحب الخيل فقلت يا رسول الله هل في الجنة خيل ؟ فقال (إن أدخلك الله يا عبد الرحمن، كان لك فيها فرس من الياقوت له جناحان تطير بك حيث شئت) وقال فداه أبي وأمي ( : (إن في الجنة لشجراً يخرج من أعلاه حلل ومن أسفلها خيل من ذهب مسرجة ملجمة من در وياقوت لا تروث ولا تبول لها أجنحة خطوها مد البصر تركبها أهل الجنة فتطير بهم حيث شاءوا فيقول الذين أسفل منهم درجة، يا رب بم بلغ عبادك هذه الكرامة كلها، فيقال لهم كانوا يصلون بالليل وكنتم تنامون وكانوا يصومون وكنتم تأكلون وكانوا ينفقون وكنتم تبخلون وكانوا يقاتلون وكنتم تجبنون) .
معهم في تزاورهم :(1/257)
إذا كان لأهل الجنة ما تشتهي أنفسهم فيها ولهم فيها ما يدعون فأي شيء أشهى على النفس من زيارة إخوان كان يربط بينهم في الدنيا حب الله والسير في الطريق إليه .
وعليه فهل تحصل زيارات في الجنة يسرون بها وينعمون على تفاوتهم في الدرجات، وارتفاع المنازل، وعلو المقامات؟ نعم يا أخي القارئ الكريم ولم لا يكون لهم ذلك، وكيف لا وقد علمت أن لهم فيها ما تشتهي أنفسهم وما يدعون ولنسمع إلى البزار رحمه الله تعالى يروي لنا في ذلك الحديث النبوي التالي : (إذا دخل أهل الجنة فيشتاق الإخوان بعضهم إلى بعض فيسير سرير هذا إلى سرير هذا، وسرير هذا إلى سرير هذا حتى يجتمعا جميعاً فيتكئ هذا، فيقول أحدهما لصاحبه: أتعلم متى غفر الله لنا؟ فيقول صاحبه : نعم ، يوم كنا في موضع كذا وكذا فدعونا الله تعالى فغفر لنا) .
أما أبو هريرة رضي الله عنه فيروي لنا ويقول : إن أهل الجنة ليزاورون على العيس الجون، عليها رجال الميس يثير مناسمها غبار المسك، خطام أو زمام أحدهما من الدنيا وما فيها .
أكرم زيارة :
أية زيارة أكرم يا أخي، وأية زيارة أعظم، وأية زيارة أشهى على النفس وأحب لها من تلك التي هي زيارة الرب تبارك وتعالى !!
روى أبو نعيم في حليته عن علي رضي الله عنه عن النبي ( قوله : (إذا سكن أهل الجنة الجنة أتاهم ملك فيقول لهم : إن الله يأمركم أن تزوروه فيجتمعون، فيأمر الله تعالى داود عليه السلام فيرفع صوته بالتسبيح والتهليل ثم توضع مائدة الخلد، قالوا يا رسول الله وما مائدة الخلد؟ قال : زاوية من زواياها أوسع ما بين المشرق والمغرب فيطعمون، ثم يسقون، ثم يكسون،فيقولون لم يبق إلا النظر في وجه ربنا عز وجل، فيتجلى لهم فيخرون سجداً فيقال لهم : لستم في دار عمل، إنما أنتم في دار جزاء) .
سلام عليكم :
بينما أهل الجنة في نعميهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم فقال : سلام عليكم يا أهل الجنة.(1/258)
وهو قول الله تعالى في سور يس : {سلام قولاً من رب رحيم} فلا يتلفتون إلى شيء مما هم فيه من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم، وتبقى فيهم بركته ونوره .
نعيم لا يوصف:
إن نعيماً وعد الله به أهل وفادته، ودار كرامته لا يستطيع أمرؤ وصفه مهما كان لسناً ذا بيان فضلاً عن أن يعده أو يحده، يقول الله تعالى فيه على لسان رسوله ( : (لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) ومصداق هذه في القرآن الكريم .
{فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون}
إلى أعظم نعيم :
{ورضوان من الله أكبر} .
هكذا يقول الله تعالى في كتابه العزيز {رضوان من الله أكبر} .
فقد ذكر تبارك وتعالى ما أعده لأوليائه وأهل وفادته من النعيم المقيم في جنات عدن ثم قال بعد ذكر ذلك النعيم العظيم {ورضوان من الله أكبر} فعلم أن رضاه سبحانه وتعالى من عباده هو أكبر نعيم يلقونه في دار الإكرام والإنعام .
وهذا الإمام البخاري رحمه الله يروي لنا حديث أكبر الإنعام فيقول: قال رسول الله ( (إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة، يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، والخير بيديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: ومالنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك، فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك (فيقولون: وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول، أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً) اللهم اجعلنا من أهل طاعتك ومحبتك ورضوانك آمين .
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ..
وهذا هو الطريق :
هذا هو الطريق أيها السائرون !
فإلى الجنة دار النعيم التي عرفها لكم .
وهذا هو طريقها واضحاً معبداً عليه أعلامه، وفوقه أنواره وها أنتم في مبتداه فسيراً حثيثاً إلى منتهاه حيث أبواب الجنة مفتحة أيها السالكون!!
إليكم الطريق كما رسمه رسول الله ( في قوليه :
1ـ (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلى هالك) .(1/259)
2ـ (كلكم يدخل الجنة إلا من أبى، قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ فقال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) إنه عليه الصلاة والسلام في هذين الحديثين قد بيّن الطريق ورسمه واضحاً لكل ذي بصيرة فهلم أيها الإخوان لنسير سوياً، إخواناً متحابين وأصدقاء متعاونين فهيا بنا هيا بنا!!
واسمحوا لي أن أتقدم رائداً لكم لأصف طريقكم إلى جنة ربكم، ودار إقامتكم وكرامتكم .
إن الطريق أيها الإخوة السائرون بين أربع كلمات: إثنتان سالبتان، وإثنتان موجبتان. فالسالبتان: الشرك والمعاصي، والموجبتان: الإيمان والعمل الصالح .
ومن هذه الكلمات الأربع يتكون الطريق القاصد إلى الجنة دار الإقامة والكرامة .
وهاهو ذا قد أشير إليه بكلمتي لا إله إلا الله، محمد رسول الله، إذ الأولى تعني أنه لا معبود بحق إلا الغفور الودود، فليعبد وحده بالإيمان واليقين ، والطاعة له ولرسوله بالصدق والإخلاص الكاملين .
والثانية تعني أن النبي محمداً هو الرسول الخاص ببيان كيف يعبد الله وحده في هذه الأكوان، وأنه لا يتأتى لأحد أن يعبد الله بدون إرشاده ( وبيانه.
والآن أيها الأخوة السائرون فلنسلك الطريق مسترشدين بإشارة لا إله إلا الله محمد رسول الله .
فلنعتقد جازمين أن خالقنا هو الذي خلق هذه العوالم ودبرها بقدرته وعلمه، ومشيئته وحكمته، وفيها تجلت صفاته العلى وأسماؤها الحسنى، فبقدرته تعالى كانت هذه الأكوان، وبعلمه تعالى اتحد وجودها وانتظم شأنها، وسارت إلى غاياتها في نظام محكم بديع .
ولنعتقد جازمين أنه لا وجود لمشارك لله تعالى في خلق هذه العوامل، ولا مدبر لها معه سواه؛ إذ لو كان ذلك لظهر في العوالم التضارب والتناقض ، ولأسرع إليها الفناء والزوال {قل لو كان فيها آلهة إلا الله لفسدتا، فسبحان الله رب العرش عما يصفون} .(1/260)
ولنعتقد جازمين أنه متى لم يكن لله تعالى شريك في الخلق والتدبير فإنه لا يكون له شريك في الطاعة والعبادة، فلا ينبغي أن يعبد معه أحد أبداً سواء كان ملكاً مقرباً أو نبياً مرسلاً، أو دون ذلك . من سائر المخلوقات. وسواء كانت العبادة صلاة أو دعاء، أو صوماً أو ذبحاً، أو زكاة أو نذراً، لو طاعة في معصيته تعالى بتحريم ما أحل أو تحليل ما حرم أو ما أوجب أو فعل ما حرم .
ولنعتقد جازمين أن حاجة الناس إلى الرسل في بيان الطريق إلى الجنة اقتضت إرسالهم ، وإنزال الكتب عليهم ومن هنا وجب تصديق كافة الرسل وأتباعهم ووجب الإيمان بالكتب والعمل بما فيها مما لم ينسخه الله تعالى بغيره من الشرائع والأحكام كما وجب الإيمان بالملائكة، والقدر والمعاد والحساب والجزاء . بهذه النقاط الأربع المشتملة على الإيمان الصحيح كنا قد قطعنا ربع الطريق إلى الجنة. أيها السائرون فإلى الربع الثاني وهو العمل الصالح .
فلنقم الصلاة بأن نتطهر لها طهارة كاملة، ونؤديها في أوقاتها في جماعة أداء وافياً مستوفين كافة الشروط والفرائض والسنن والآداب فنوافق بها صلاة رسول الله ( حيث قال : (صلوا كما رأيتموني أصلي) .
ولنؤت زكاة أموالنا أهلها من الفقراء والمساكين والغارمين والمجاهدين ولنتحر في إخراجها الجودة والكمال والإخلاص الكامل فيها لله تعالى .
ولنصم رمضان بالإمساك عن المفطرات والبعد عن المتشابهات والمحرمات في الأقوال والأفعال والخواطر والنيات .
ولنحج بيت الله حجاً كحج رسول الله ( موسوماً بالبرور وذلك بأدائه أداء صحيحاً خالياً من الرفث والفسق والجدال محفوفاً بالخيرات مفعماً بالصالحات .
ولنبر الوالدين بطاعتهما في غير معصية الله، وبالإحسان إليهما ببذل المعروف وإسداء الجميل من القول والفعل، مع كف الأذى عنهما ولو كان ضجراً منهما ، أو عدم رضا عنهما .(1/261)
ولنصل أرحامنا ببرهم وزيارتهم، والسؤال عنهم، والتعرف إلى أحوالهم ومساعدتهم كما في القدرة وما هو مستطاع .
ولنحسن إلى الجيران بإكرامهم المتمثل في الإحسان إليهم وكف الأذى عنهم .
ولنكرم الضيف إكرامه الواجب له بإطعامه وإيوائه .
ولنكرم المؤمن بتحقيق أخوته القائمة على أساس أداء حقوقه من السلام عليه عند ملاقاته، وتشميته عند عطاسه. وتشييع جنازته عند مماته، وعيادته إذا مرض، وإبرار قسمه إذا أقسم .
ولنعدل في القول والفعل والحكم إذ العدل في الكل واجب محتم، وبه يستقيم أمر الدين والدنيا، ويصلح شأن العباد والبلاد.
وإلى هنا تم نصف الطريق أيها السائرون، ولم يبق إلا نصفه الآخر، والذي هو ترك الشرك والمعاصي فلنواصل السير في غير كلل ولا ملل ولنترك الشرك وذلك :
1ـ بأن لا نعتقد أن مخلوقاً من المخلوقات كائناً من كان يملك لنفسه أو لغيره ضراً أو نفعاً بدون مشيئة الله وإذنه، وعليه فلنحصر رغبتنا في الله فلا نرغب في أحد سواه فلا نسأل مخلوقاً ولا نستشفع أو نستغيث بآخر، إذ لا معطي ولا مغيث إلا الله. فلنقصر رغبتنا فيه، ورهبتنا وخوفنا منه .
2ـ بأن لا نصرف شيئاً من عبادة الله تعالى إلى أحد سواه؛ فلا نحلف بغير الله، ولا نذبح على قبر ولي من أولياء الله، ولا ننذر نذراً لغير الله، ولا ندعو غير الله ولا نستغيث بسواه .
3ـ وبأن لا نعلق خيطاً أو عظماً أو حديداً نرجو بها دفع العين أو كشف الضر، فإنه لا يدفع العين ولا يكشف الضر إلا الله .
4ـ وبأن لا نصدق كاهناً أو عرافاً أو منجماً فيما يخبر به ويدعيه من علم الغيب؛ إذ لا يعلم الغيب إلا الله .
5ـ وبأن لا نطيع حاكماً أو عالماً أو أباً أو أماً أو شيخاً في معصية الله، إذ طاعة غير الله بتحريم ما أحل الله، أو تحليل ما حرم الله شرك في ربوبية الله .(1/262)
بهذه الخطوات الخمس أيها السائرون قد قطعنا نصف المسافة المتبقية ولم يبق إلا نصفها الآخر وهو ترك المعاصي وبعدها نصل إلى باب الجنة وندخلها إن شاء الله مع الداخلين فهيا بنا نواصل سيرنا أيها السالكون .
فلنحفظ الدماغ فلا نفكر فيما يضر، ولا ندبر ما يسوء من فساد أو شر.
ونحفظ السمع فلا نسمع باطلاً في سوء أو فحش، أو كذب أو غناء، أو غيبة، أو نميمة، أو هجر أو كفر .
ونحفظ البصر فلا نسرحه في النظر إلى ما لا يحل النظر إليه من أجنبية غير محرمة مسلمة أو كافرة، عفيفة أو فاجرة .
ونحفظ اللسان فلا ننطق بفحش أو بذاء، ولا سوء أو كذب أو زور، أو غيبة أو نميمة أو سب أو شتم أو لعن من لا يستحق اللعنة .
ونحفظ البطن فلا ندخل فيه حراماً طعاماً كان أو شراباً فلا نأكل ربا ولا ميتة ولا خنزيراً، ولا نشرب مسكراً، ولا ندخن تبغاً ولا تنباكاً .
ونحفظ الفرج فلا نطأ غير زوجة شرعية أو مملوكة سرية أباح الله وطئها وأذن فيه .
ونحفظ اليد فلا نؤذي بها أحداً بضرب أو قتل، ولا نأخذ بها مالاً حراماً ولا نلعب بها ميسراً ولا نكتب بها زوراً أو باطلاً .
ونحفظ الرجل فلا نمشي بها إلى لهو أو باطل، ولا نسعى بها على فتنة أو فساد أو شر .
ونحفظ العهد، والشهادة والأمانة، فلا نخفر ذمة ولا ننكث عهداً، ولا نخلف وعداً، ولا نشهد زوراً ولا نخون أمانة .
ونحفظ المال فلا نبذره، ولا نسرف فيه، كما لا نهمله ولا نضيعه، أو نتركه بدون إنماء أو إصلاح.
ونحفظ الأهل والولد في أبدانهم وعقولهم وعقائدهم وأخلاقهم فندفع عنهم ما يؤذيهم أو يضرهم أو يفسد أرواحهم، أو عقولهم وندرأ عنهم كل ما يردي أو يهلك ويشقي .
وإلى هنا انتهى الطريق أيها السائرون فدونكم الجنة دار السلام فتهيأوا للدخول منتظرين رسل ربكم متى تصل إليكم حاملة استدعاء ربكم المنعم الكريم لتفدوا عليه وتحطوا الرحال بساحته. ويومها يفرح ، المتقون.
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ..(1/263)
أ.هـ. الجنة دار الأبرار ، لأبي بكر الجزائري
واجبات ومحرمات استهان بها كثير من الناس :
أ/ الواجبات :
1ـ الاهتمام الجاد بتربية الأبناء على طاعة الله، والحرص على هدايتهم وما يساعد على ذلك، والحرص على إبعاد أسباب الغواية عنهم .
2ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله .
3ـ صلاة الجماعة في المسجد .
4ـ صلة الأرحام والإحسان إلى الجيران .
5ـ أداء العمل الوظيفي بحرص وجدية .
6ـ الاهتمام الجاد والتألم لواقع الأمة والمسلمين وما يصيبهم من ذل ومذابح ونكبات وما يتطلبه ذلك من صدق مساعدتهم ومن صدق وإسراع في العودة إلى الله والدعوة إليه التي بها يعود للأمة الإسلامية عزها ومجدها فتستطيع أن تنتصر لأبنائها على الأعداء .
ب/ المحرمات :
1ـ الغيبة والنميمة .
2ـ نظر الرجال إلى صور النساء عبر القنوات أو الفيديو أو المجلات.
3ـ لبس النساء للملابس الضيقة (مثل البنطلونات) والقصيرة والرقيقة بين النساء وأمام المحارم .
4ـ تبرج العديد من النساء وبعدهن عن حقيقة الحجاب الإسلامي ومن ذلك :
ـ لبس العباءات المزركشة والمزينة .
ـ تطبيب المرأة عند خروجها لأماكن تمر فيها على الرجال .
5ـ سماع الأغاني .
6ـ شراء الأجهزة التي تساعد على وصول ما يحرم إلى المنازل وغيرها .
7ـ بيع ما يحرم شرعاً سواء لضرره على الجسم أو العقل أو المجتمع.
8ـ التهاون في المعاملات والأعمال التي قد يشوبها الربا أو الحرام بشكل عام.
9ـ الجلوس مع الفساق استئناساً بهم أو إيناساً لهم، وبدون الإنكار عليهم.
10ـ الاستهزاء ببعض من يلتزمون بالسنة.
11ـ حب الكفار والتشبه بهم في اللباس أو غيره .
12ـ سفر النساء بدون محرم، وخلوة المرأة مع السائق الأجنبي، ومصافحة الرجل للمرأة الأجنبية .
13ـ السفر لبلاد الكفار لغير ضرورة .
إياكم ومحقرات الذنوب :
أخي المسلم .. إن مما يجب التنبيه له والحذر منه ما سماه الرسول ( : (محقرات الذنوب) .(1/264)
أو تدري ما مُحقرات الذنوب ؟
إنها الذنوب التي يستصغرها ولا يبالي بها الكثير منا فيقع فيها بغير حساب، بل ويصرُّ عليها البعض فلا يتركها لأنها كما يقال.. من صغائر الذنوب. ولو علم ذلك المُستصغِرُ لها مدى خطورتها، لما وقع فيها ولما أصرّ عليها واستمع وفقني الله وإياك لهذا الحديث النبوي :
روى الإمام أحمد في مسنده في حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : (إياكم ومحقرات الذنوب، كقوم نزلوا في بطن وادٍ، فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، حتى أنضجوا خُبزتَهُم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه) .
فالأمر جدُ خطير ويستحق الوقوف عنده كثيراً والتفكير فيه طويلاً واعلم وفقك الله أن استصغار الذنوب مما يجعلها عظيمةُ عند الله تعالى، قال ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين (وهاهنا أمر ينبغي التفطن له وهو أن الكبيرة قد يقترن بها من الحياء والخوف والاستعظام لها ما يُلحِقُها بالصغائر، وقد يقترن بالصغيرة من قلة الحياء وعدم المبالاة وترك الخوف والاستهانة بها.. ما يُلحِقُها بالكبائر بل يجعلها في أعلى رُتَبِها) انتهى كلامه رحمه الله .
ومن هنا يصبح لمحقرات الذنوب جانبان ينبغي مراعاتهما :
الأول : كثرتها التي قد تؤدي إلى الهلاك .
الثاني : الاستهانة بها واحتقارها الذي يؤدي إلى كِبَرِها وعظمها عند الله .
وختاماً .. لا تنظر إلى صَغر المعصية.. ولكن انظر إلى عِظَم من عصيت، واعلم بأن كل معصيةٍ صغيرة كانت أو كبيرة، هي عظيمةٌ في جنب الله تبارك وتعالى .
أين نجد السعادة (121) ؟؟(1/265)
يوم كنت لا أدرك شيئاً من الحياة غير حياة اللهو والبعد عن تعاليم الدين الإسلامي يومها ذاك كانت الرياح تعصف بي وتقتلع جذور الطمأنينة والهناء من أعماق نفسي والأمواج تتصارع عليَّ وتطرحني يميناً وشمالاً ساعة في سماع أغنية ماجنة وساعة يسترق أذني حديث لاه وساعة أقلب صفحات كتاب لا يمت إلى الإسلام بصلة أو مجلات خليعة لشياطين الإنس يدُ فيها.. كان ذلك لا يزيد حياتي إلا فراغاً ومللاً أكثر فالضيق لا يزال في نفسي والواحدة تكاد تقتلني رغم كثرة الصحاب .
فأخذت أبحث عن الدواء .. عن بديل لتلك الحياة التي لم أرتضها لنفسي وبدأت أقلب صفحات تلك الأيام التي تمر مر السحاب وبينما أنا كذلك والأفكار تتزاحم في خاطري تذكرت شيئاً غاب عني منذ زمن.. فانطلقت بسرعة إليه وحملت القرآن العظيم وضممته إلى صدري في حنان وشوق يغمر نفسي ضممته بقوة وكأني أريد أن أمزجه بقلبي. وبريق الدمع يغمر عيني .. ومع كتاب الله رأت عيناي بصيصاً من النور وأدركت عندها أن لا حياة بغير الالتزام بالإسلام وأن مصدر سعادة الإنسان هو الإيمان بالله.
فيا من تبحثون عن السعادة .. عن الاستقرار النفسي .. عن الطمأنينة.. عن النقاء.. عن الصفاء.. عن المعاني الإنسانية ..
لا تبتعدوا كثيراً .. ستجدون ضالتكم بين أيديكم في القرآن الكريم .. في تعاليم الدين .. قال الله تعالى : {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} .
أحكام تختص بالمرأة في صلاتها (122) :
حافظي أيتها المسلمة على صلاتك في أوقاتها مستوفيةً لشروطها وأركانها وواجباتها. يقول الله تعالى لأمهات المؤمنين : {وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله} [الأحزاب: 33] .
وهذا أمرٌ للمسلمات عموماً .
فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عمود الإسلام وتركها كفرٌ يخرج من الملة.
فلا دين ولا إسلام لمن لا صلاة له من الرِّجال والنساء .
وتأخير الصلاة عن وقتها من غير عذرٍ شرعيّ: إضاعة لها .(1/266)
قال الله تعالى : {فخلف من بعدهم خلفٌ أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً* إلا من تاب} [مريم: 59 ،60] .
وقد ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره عن جمعٍ من أئمة المفسرين أن معنى إضاعة الصلاة إضاعة مواقيتها بأن تُصلى بعدما يخرج وقتها، وفسَّر الغيّ الذي يلقونه بأنه الخسار. وفُسِّر بأنه وادٍ في جهنم .
وللمرأة أحكام في الصلاة تختص بها عن الرجل وإيضاحها كما يلي:
1ـ ليس على المرأة أذانٌ ولا إقامةٌ؛ لأن الأذان شُرِعَ له في رفع الصوت والمرأة لا يجوز لها رفع صوتها ولا يصحَّان منها .
قال في "المغني" (2/68) : "لا نعلمُ فيه خلافاً" .
2ـ كلُّ المرأة عورةٌ في الصلاة إلا وجهها وفي كفَّيها وقدميها خلافٌ.
وذلك كلّه حيث لا يراها رَجُلٌ غير محرمٍ لها، فإن كان يراها رجلٌ غير محرمٍ لها وجب عليها سترها كما يجب عليها سترها خارج الصلاة عن الرجال. فلابد في صلاتها من تغطية رأسها ورقبتها ومن تغطية بقيَّة بدنها حتَّى ظهور قدميها.
قال ( : "لا يقبل الله صلاة حائضٍ ـ يعني : من بلغت الحيض ـ إلا بخمارٍ" رواه الخمسة .
والخمار : ما يغطِّي الرأس والعنق .
وعن أم سلمة رضي الله عنها أنها سألت النبي ( أتُصلي المرأة في درع وخمارٍ بغير إزار؟قال : "إذا كان الدرع سابغاً يغطي ظُهور قدميها" أخرجه أبو داود وصحح الأئمة وقفه .
دل الحديثان على أنه لابد في صلاتها من تغطية رأسها ورقبتها كما أفاده حديث عائشة، ومن تغطية بقيّة بدنها حتَّى ظهور قدميها كما أفاده حديث أُمِّ سلمة .
ويُباحُ كشف وجهها حيث لا يراها أجنبيٌّ لإجماع أهل العلم على ذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (22/113ـ114) : فإنَّ المرأة لو صلَّت وحدها كانت مأمورةٌ بالاختمار وفي غير الصَّلاة يجوز لها كشف رأسها في بيتها. فأخذ الزِّينة في الصلاة حقٌّ لله فليس لأحدٍ أن يطوف بالبيت عرياناً ولو كان وحده بالليل ولا يصلِّي عرياناً ولو كان وحده".(1/267)
إلى أن قال : "فليست العورة في الصلاة مرتبطةً بعورة النظر لا طرداً ولا عكساً" انتهى .
قال في "المغني" (2/328) : "وأما سائر بدن المرأة الحرة فيجب ستره في الصلاة، وإن انكشف منه شيءٌ لم تصحَّ صلاتها إلا أن يكون يسيراً . وبهذا قال مالكٌ والأوزاعيُّ والشافعيُّ" .
3ـ ذكر في "المغني" (2/258) : أنَّ المرأة تجمع نفسها في الرُّكوع والسُّجود بدلاً من التجافي، وتجلس متربِّعةً أو تسدل رجليها وتجعلهما في جانب يمينها بدلاً من التورك والافتراش؛ لأنه أستر لها.
وقال النووي في "المجموع" (3/455) : "قال الشافعيُّ رحمه الله في المختصر: ولا فرق بين الرجال والنساء في عمل الصلاة إلاّ أنَّ المرأة يُستحبُّ لها أن تَضُمَّ بعضها إلى بعض، وأحبّ ذلك لها في الركوع وفي جميع الصلاة" . انتهى .
4ـ صلاة النساء جماعةٌ بإمامة إحداهن فيها خلافٌ بين العلماء بين مانع ومجيز، والأكثر على أنه لا مانع من ذلك؛ لأن النبي ( أمر أمَّ ورقة أن تؤم أهل دارها. رواه أبو داود وصحَّحه ابن خزيمة.
ـ وبعضهم يرى استحباب ذلك لهذا الحديث .
ـ وبعضهم يرى أنه غير مُستحبٍّ، وبعضهم يرى أنه مكروهٌ، وبعضهم يرى جوازه في النَّفل دون الفرض. ولعلَّ الرَّاجحُ استحبابه.
ولمزيد من الفائدة في هذه المسألة يُراجَعُ "المغني" (2/202) والمجموع للنووي (4/84ـ85) .
وتجهر المرأة بالقراءة إذا لم يسمعها رجالٌ غير محارم.
5ـ يُبَاحُ للنساء الخروج من البيوت للصلاة مع الرجال في المساجد وصلاتهنَّ في بيوتهن خيرٌ لهنَّ
فقد روى مسلمٌ في "صحيحه" عن النبي ( أنه قال : "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله" .
وقال ( : "لا تمنعوا النساء أن يخرُجن إلى المساجد وبيوتهنَّ خير لهن" رواه أحمد وأبو داود .
فبقاؤهن في البيوت وصلاتُهنَّ فيها أفضل لهنَّ من أجل التستُّر.
6ـ وإذا خرجت إلى المسجد للصلاة فلا بُدّ من مراعاة الآداب التالية:
ـ تكون متسترةً بالثياب والحجاب الكامل :(1/268)
قالت عائشة رضي الله عنها : "كان النِّساءُ يصلِّين مع رسول الله ( ثمَّ ينصرفن متلفعاتٍ بمروطهنَّ ما يُعرفن من الغلس" متفق عليه .
أن تخرج غير متطيبة :
لقوله ( : "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلاتٍ" رواه أحمد وأبو داود. ومعنى "تفلات" أي غير متطيبات .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : "أيما امرأة أصابت بُخُوراً فلا تشهدنَّ معنا العشاء الأخير" رواه مسلمٌ وأبو داود والنسائي .
وروى مسلمٌ من حديث زينب امرأة ابن مسعودٍ :"إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيباً".
قال الإمام الشوكاني في "نيل الأوطار" (3/140 ـ 141) : "فيه دليلٌ على أنَّ خروج النساء إلى المساجد إنما يجوز إذا لم يصحب ذلك ما فيه فتنة ٌوما هو في تحريك الفتنة نحو البخور. وقال : وقد حصل من الأحاديث أنَّ الإذن للنساء من الرجال إلى المساجد إذا لم يكن في خروجهنَّ ما يدعو إلى الفتنة من طيبٍ أو حليٍّ أو أيِّ زينةٍ" . انتهى .
ألاَّ تخرج متزينة بالثياب والحلي :
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : "لو أنَّ رسول الله ( رأى من النساء ما رأينا لمنعهنَّ من المسجد كما منعت بنو إسرائيل نساءها" متفق عليه .
قال الإمام الشوكاني في "نيل الأوطار" ـ نفس المرجع السابق ـ على قول عائشة : "لو رأى ما رأينا" يعني : من حسن الملابس والطِّيب والزِّينة والتبرج .
وإنما كان النساء يخرجن من المُرِط والأكسيةِ والشملات الغلاظ .
وقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله في كتاب "أحكام النساء" صفحة 39: "ينبغي للمرأة أن تحذر من الخروج مهما أمكنها أن سلمت في نفسها ما لم يسلم النَّاسُ منها. فإذا اضطرت على الخروج بإذن زوجها في هيئة رثة وجعلت طريقها في المواضع الخالية دون الشوارع والأسواق واحترزت من سماع صوتها ومشت في جانب الطريق لا في وسطه" انتهى.
قال الزُّهري: "فنرى ذلك والله أعلم أن ذلك لكي ينفذ من ينصرف من النساء" . رواه البخاري .(1/269)
انظر : "الشرح الكبير على المقنع" (1/422) .
قال الإمام الشوكاني في "نيل الأوطار" (2/326) : "الحديث فيه أنه يُستحب للإمام مراعاة أحوال المأمومين، والاحتياط في اجتناب ما قد يفضي إلى المحظور واجتناب مواقع التُّهم وكراهة مخالطة الرجال للنساء في الطرقات فضلاً عن البيوت" انتهى .
قال الإمام النووي رحمه الله في "المجموع" (3/455) : "ويخالف النساءُ الرجال في صلاة الجماعة في أشياء :
أحدها : لا تتأكد في حقهن كتأكدها في الرجال .
الثاني : تقف إمامتهنُّ وسطهن .
الثالث : تقف واحدتهنَّ خلف الرجل لا بجنبه بخلاف الرجل .
الرابع : إذا صلين صفوفاً مع الرجال فآخر صفوفهن أفضل من أولها" . انتهى .
ومما سبق : يُعَلمُ تحريم الاختلاط بين الرجال والنساء .
7ـ خروج النساء إلى صلاة العيد :
عن أمِّ عطيَة رضي الله عنها قالت : "أمرنا رسول الله ( أن نخرجهن في الفطر والأضحى، العواتق والحيض وذوات الخدور. فأما الحيض فيعتزلن الصلاة" ، وفي لفظ : "المصلى ويشهدن الخير ودعوة المسلمين" رواه الجماعة .
قال الشوكاني : "والحديث وما في معناه من الأحاديث قاضية بمشروعية خروج النساء في العيدين إلى المصلى من غير فرقٍ بين البكر والثيب والشابة والعجوز والحائض وغيرها ما لم تكن معتدة أو كان خروجها فتنةً أو كان لها عذرٌ" . انتهى . انظر (3/306) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (6/458ـ 459): "فقد أخبر المؤمنات أنَّ صلاتهن في البيوت أفضل لهن من شهود الجمعة والجماعة إلا العيد فإنه أمرهنَّ بالخروج فيه.
ولعلَّه والله أعلم لأسبابٍ :
أحدها : أنه في السنة مرتين فقُبِل بخلاف الجمعة والجماعة .
الثاني : أنه ليس له بدلٌ خلاف الجمعة والجماعة فإنَّ صلاتها في بيتها الظهر هو جمعتها .
الثالث : أنه خروجٌ إلى الصحراء لذكر الله فهو شبيهُ بالحج من بعض الوجوه، ولهذا كان العيد الأكبر في موسم الحج موافقة للحجيج" . انتهى.(1/270)
وقيد الشافعية خروج النساء لصلاة العيد بغير ذوات الهيئات .
قال الإمام النووي في "المجموع" (5/13) : "قال الشافعي والأصحاب رحمهم الله: يستحب للنساء غير ذوات الهيئات حضور صلاة العيد. وأما ذوات الهيئات فيكره حضورهن" .
إلى أن قال : "وإذا خرجن استُحب خروجهن في ثيابٍ بذلةٍ لا يلبسنَ ما يشهرهنَّ ويُستحبُّ أن يتنظفن بالماء. ويُكره لهنّ الطيب. هذا كله حكم العجائز اللواتي لا يُشتهين ونحوهن، وأما الشابة وذات الجمال ومن تشتهى فيُكره لهن الحضور لما في ذلك من خوف الفتنة عليهن وبهن. فإن قيل: هذا مخالفٌ حديث أم عطية المذكور. قلنا : ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : "لو أدرك رسول الله ( ما أحدث النساء لمنعهن كما منعت نساء بني إسرائيل" ؛ ولأن الفتن وأسباب الشر في هذه الأعصار كثيرةٌ بخلاف العصر الأول والله أعلم" انتهى .
قلت : وفي عصرنا أشد .
وقال الإمام ابن الجوزي في كتاب "أحكام النساء" ص 38: "قلت قد بينا أن خروج النساء مباح. لكن إذا خيفت الفتنة بهن أو منهن فالامتناع من الخروج أفضل؛ لأن نساء الصدر الأول كُنَّ على غير ما نشأ نساء هذا الزمان عليه وكذلك الرجال" . انتهى .
يعني : كانوا على ورعٍ عظيم .
وفي هذه النُقولات تعلمين أيتها الأخت المسلمة أن خروجك لصلاة العيد مسموحٌ به شرعاً بشرط الالتزام والاحتشام وقصد التقرُّب إلى الله ومشاركة المسلمين في دعواتهم وإظهار شعائر الإسلام .
وليس المراد منه عرض الزينة والتعرُض للفتنة فتنبهي لذلك.
أحكام تختص بالمرأة في باب الصيام :
صوم شهر رمضان واجبٌ على كل مسلمٍ ومسلمةٍ وهو أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام. قال الله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام} [البقرة: 183] .
ومعنى {كُتب} : فُرِضَ .
فإذا بلغت الفتاة سنَّ التَّكليف بظهور إحدى أمارات البلوغ عليها ومنها الحيض فإنَّه يبدأ و جوب الصَّوم في حقها .(1/271)
وقد تحيض وهي في سنِّ التاسعة، وقد تجهل بعض الفتيات أنَّه يجب عليها الصِّيام حينذاك فلا تصوم ظناً منها أنَّها صغيرةٌ .
ولا يأمرها أهلها بالصِّيام وهذا تفريطٌ عظيمٌ بترك ركنٍ من أركان الإسلام .
ومن حصل منها ذلك وجب عليها قضاء الصوم الذي تركته في حين بداية الحيض بها ولو مضى على ذلك فترةٌ طويلةٌ؛ لأنه باقٍ في ذمتها.
من يجب عليه رمضان :
إذا دخل شهر رمضان وجب على كل مسلمٍ ومسلمةٍ بالغين صحيحين مقيمين صيامه، ومن كان منهما مريضاً أو مسافراً في أثناء الشهر فإنه يفطر ويقضي عدد ما أفطره من أيام أُخر .
قال الله تعالى : {فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفرٍ فعدةٌ من أيامٍ أُخر} [البقرة:185] .
كما أنَّ من أدركه الشهر وهو كبيرٌ هرمٌ لا يستطيع الصيام أو مريضٌ مرضاً مزمناً لا يُرجى ارتفاعه عنه في وقتٍ من الأوقات من رجلٍ أو امرأة فإنه يفطر ويطعم عن كل يومٍ مسكيناً نصف صاع من قوت البلد.
قال الله تعالى : {وعلى الذين يُطيقونه فديةٌ طعام مسكين} [البقرة: 184] .
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : "هي للكبير الذي لا يُرجى برؤه" . رواه البخاري .
والمريض الذي لا يُرجى برؤ مرضه في حكم الكبير ولا قضاء عليه لعدم إمكانه. ومعنى {يطيقونه} يتجشمونه .
وتختصُّ المرأة بأعذار تُبيحُ لها الإفطار في رمضان على أن تقضي ما أفطرته بسبب تلك الأعذار من أيامٍ أخر .
وهذه الأعذار هي :
1ـ الحيض والنفاس :
يحرم على المرأة الصوم أثناءهما ويجب عليها القضاء من أيامٍ أخر.لما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : "كُنا نُؤمَرُ بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة" وذلك لما سألتها امرأةٌ فقالت: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة. بيَّنت رضي الله عنها أن هذا من الأمور التوقيفية التي يُتبع فيها النصُّ .
حكمة ذلك :(1/272)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (25/251) : "والدم الذي يخرج بالحيض فيه خروج الدم. والحائض يمكنها أن تصوم في غير أوقات الدم الذي يخرج بالحيض فيه دمها. فكان صومها في تلك الحال صوماً معتدلاً لا يخرج فيه الدم الذي يقوي البدن الذي هو مادته. وصومها في الحيض يوجب أن يخرج فيه دمها الذي هو مادتها ويوجب نقصان بدنها وضعفها وخروج صومها عن الاعتدال فأُمِرَت أن تصوم في غير أوقاتِ الحيض" . انتهى .
2ـ الحمل والإرضاع اللذان يحصل بالصيام فيهما ضررٌ على المرأة أو على طفلها أو عليهما معاً:
فإنها تُفطر في حال حملها وإرضاعها.
ثم إن كان الضرر الذي أفطرت من أجله يحصل على الطفل فقط دونها فإنها تقضي ما أفطرته وتطعم كُلّ يومٍ مسكيناً .
وإن كان الضرر عليها فإنه يكفي منها القضاء .
وذلك لدخول الحامل والمرضع في عموم قوله تعالى : {وعلى الذين يطيقونه فديةٌ طعام مسكين} [البقرة : 184] .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "تفسيره" (1/379) : "ومما يلتحق بهذا المعنى الحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما أو على ولديهما" . انتهى .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "إن كانت الحامل تخاف على جنينها فإنها تفطر وتقضي عن كل يوم يوماً وتطعم عن كل يوم مسكيناً رطلاً من خبزٍ" . انتهى (25/318) .
تنبيهات :
1ـ المستحاضة: وهي التي يأتيها دمٌ لا يصل أن يكون حيضاً ـ كما سبق ـ يجب عليها الصيام ولا يجوز لها الإفطار من أجل الاستحاضة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لما ذكر إفطار الحائض قال : "بخلاف الاستحاضة فإن الاستحاضة تعمُّ أوقات الزمان وليس لها وقتٌ تُؤمَرُ فيه بالصوم وكان ذلك لا يمكن الاحتراز منه كذرع القيء وخروج الدم بالجراح والدمامل والاحتلام ونحو ذلك مما ليس له وقتٌ محددٌ يمكن الاحتراز منه فلم يجعل هذا منافياً للصوم كدم الحيض" . انتهى (25/251).(1/273)
2ـ يجب على الحائض وعلى الحامل والمرضع إذا أفطرتا قضاء ما أفطرنه فيما بين رمضان الذي أفطرن منه ورمضان القادم، والمبادرة أفضل وإذا لم يبق على رمضان القادم إلا قدر الأيام التي أفطرنها فيجب عليهن صيام القضاء حتى لا يدخل عليهم رمضان الجديد وعليهنَّ صيامٌ من رمضان الذي قبله .
فإن لم يفعلن ودخل عليهنَّ رمضان وعليهنَّ صيامٌ من رمضان الذي قبله وليس لهنَّ عذرٌ في تأخيره وجب عليهنَّ مع القضاء: إطعامُ مسكينٍ عن كُلِّ يومٍ. وإن كان لعذرٍ فليس عليهنَّ إلا القضاء، وكذلك من كان عليها قضاءٌ بسبب الإفطار لمرضٍ أو سفرٍ حكمها كحكم من أطفرت لحيضٍ على التفصيل السابق .
3ـ لا يجوز للمرأة أن تصوم تطوُّعاً إذا كان زوجها حاضراً إلا بإذنه.
لما روى البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ( قال : "لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه" .
وفي بعض الروايات عن أحمد وأبي داود : "إلا رمضان" .
أما إذا سمح لها زوجها بالصيام تطوعاً أو لم يكن حاضراً عندها أو لم يكن لها زوجٌ فإنها يُستحبُ لها أن تصوم تطوعاً، خصوصاً الأيام التي يستحب صيامها كيوم الاثنين ويوم الخميس وثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ وستة أيام من شوال وعشر ذي الحجة ويوم عرفة ويوم عاشوراء مع يوم قبله أو يوم بعده. إلا أنه لا ينبغي لها أن تصوم تطوعاً وعليها قضاءٌ من رمضان حتى تصوم القضاء . والله أعلم .
4ـ إذا طهرت الحائض في أثناء النهار من رمضان؛ فإنها تمسك بقية يومها وتقضيه مع الأيام التي أفطرتها بالحيض .
وإمساكها بقية اليوم الذي طهرت فيه يجب عليها احتراماً للوقت.
أحاكم تختص بالمرأة في الحج والعمرة :(1/274)
الحجُّ إلى بيت الله كُلَّ عام واجبٌ كفائي على أمة الإسلام، ويجب على كُلِّ مسلم توفرت فيه شروط وجوب الحج، أن يحج مرة في العمر وما زاد عن ذلك فهو تطوع ـ والحجُ أحد أركان الإسلام ـ وهو نصيب المرأة المسلمة من الجهاد لحديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت : "يا رسول الله هل على النساء جهادٌ، قال : نعم عليهن جهادٌ لا قتال فيه؛ الحجُّ والعمرة" رواه أحمد وابن ماجة بإسناد صحيح .
وفي الحج أحكامٌ تخصُّ المرأة منها :
1ـ المَحْرَم : الحجُّ له شروط عامة للرجل والمرأة وهي الإسلام والعقل والحرية والبلوغ والاستطاعة المالية. وتختصُّ المرأة باشتراط وجود المحرم الذي يسافر معها للحج وهو زوجها أو من تُحرَّمُ عليه تحريماً مؤبداً بنسب كأبيها وابنها وأخيها أو بسببٍ مباحٍ كأخيها من الرضاع أو زوج أمها أو ابن زوجها .
والدليل على ذلك : ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع النبي ( يخطبُ، يقول: "لا يخلونَّ رجُلٌ بامرأةٍ إلاّ ومعها ذُو محرم. ولا تسافر المرأة إلاَّ مع ذي محرمٍ . فقام رجلٌ فقال يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجَّةً وإِني اكتتبت في غزوة كذا وكذا. قال: فانطلق فحُج مع امرأتك" متفق عليه.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله ( : "لا تُسافر المرأةُ ثلاثةً إلا معها ذُو محرمٍ" متفق عليه .
والأحاديث في هذا كثيرةٌ تنهى عن سفر المرأة للحجِّ وغيره بدون محرمٍ، لأنَّ المرأة ضعيفةٌ يعتريها ما يعتريها من العوارض والمصاعب في السَّفر لا يقوم بمواجهتها إلاّ الرجال، ثُمَّ هي مطمعٌ للفُسَّاق، فلابدَّ من محرمٍ يصونها ويحميها من أذاهم .
ويُشترط في المحرم الذي تصحبه المرأة في حجها: العقل والبلوغ والإسلام؛ لأنَّ الكافر لا يؤمنُ عليها.
فإن أيست من وجود المحرم لزمها أن تستنيب من يحجُّ عنها .
2ـ وإذا كان الحجُّ نفلاً اشترط إذن زوجها لها بالحجِّ؛ لأنه يَفُوت به حقُّه عليها .(1/275)
قال في "المغني" (3/340) : "فأمَّا حَجُّ التطوع فله منعها منه. قال ابن المنذر: أجمع كُلُّ من أحفظ عنه من أهل العلم أنَّ له منعها من الخروج إلى الحجِّ التطوُّع. وذلك لأنَّ حقَّ الزوج واجبٌ فليس لها تفويته بما ليس بواجبٍ كالسيد مع عبده" انتهى .
3ـ يصحُّ أن تنوب المرأة عن الرجل في الحج والعمرة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "مجموع الفتاوى" (26/13) : "يجوز للمرأة أن تحجّ عن امرأةٍ أخرى باتفاق العلماء سواءً كانت بنتها أو غير بنتها. وكذلك يجوز أن تحجَّ المرأة عن الرَّجل عند الأئمة الأربعة وجمهور العلماء. كما أمر النبي ( المرأة الخثعميَّة أن تحجَّ عن أبيها لما قالت : يا رسول الله إن فريضة الله في الحج على عباده أدركت أبي وهو شيخٌ كبيرٌ فأمرها النبي ( أن تحج عن أبيها مع أن إحرام الرجل أكمل من إحرامها" انتهى .
4ـ إذا اعترى المرأةَ وهي في طريقها إلى الحجِّ حيضٌ أو نفاس فإنَّها تمضي في طريقها. فإن أصابها ذلك عند الإحرام، فإنها تحرم كغيرها من النساء الطاهرات؛ لأن عقد الإحرام لا تُشترط له الطهارةُ .
قال في المغني (3/293 ـ 294) : "وجملة ذلك أنَّ الاغتسال مشروعٌ للنساء عند الإحرام كما يشرعُ للرجال؛ لأنه نسكٌ وهو في حقِّ الحائض والنَّفساء آكد لورود الخبر فيهما. قال جابرٌ: حتى أتينا ذا الحليفة فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول الله ( كيف أصنَعُ؟ قال: اغتسلي واستثفري بثوبٍ وأحرمي" رواه مسلمٌ. وعن ابن عبَّاسٍ عن النبي ( قال : "النفساءُ والحائضُ إذا أتيا على الوقتِ يحرمان ويقضيان المناسك كُلّها غير الطواف بالبيت" رواه أبو داود. أمر النبي ( عائشة أن تغتسل لإهلال الحجِّ وهي حائضٌ" . انتهى .
والحكمة في اغتسال الحائض والنفساء للإحرام التنظيف وقطع الرائحة الكريهة لدفع أذاها عن النَّاس عند اجتماعهم وتخفيف النجاسة .(1/276)
وإن أصابهما الحيض أو النفاس وهما محرمتان لم يؤثر على إحرامهما فتبقيان محرمتين وتجتنبان محظورات الإحرام. ولا تطوفان بالبيت حتى تطهُرا من الحيض أو النِّفاس وتغتسلا منهما. وإن جاء يوم عرفة ولم تطهرا وكانتا قد أحرمتا بالعمرة متمتعتين بها إلى الحجِّ فإنهما تحرمان بالحجِّ وتدخلانه على العمرة وتصبحان قارنتين .
والدليل على ذلك : أن عائشة رضي الله عنها حاضت وكانت أهلَّت بعمرةٍ. فدخل عليها النبي ( وهي تبكي قال : "ما يُبكيك لعلك نفست؟ قالت : نعم قال: هذا شيءٌ قد كتبهُ اللهُ على بنات آدم. افعلي ما يفعلُ الحاجُّ غير أن لا تطوفي بالبيت" أخرجه البخاري ومسلم .
وفي حديث جابر المتفق عليه "ثُمَّ دخل النبيُّ ( على عائشة فوجدها تبكي. فقال ما شأنك؟ قالت: شأني أني قد حضتُ وقد حلَّ الناس ولم أحلُل ولم أطُف بالبيت. والناس يذهبون إلى الحجِّ الآن. فقال : إن هذا أمرٌ قد كتبه الله على بنات آدم فاغتسلي ثُم أهلي. ففعلت ووقفت المواقف كُلَّها حتى إذا طهُرَت طافت بالكعبة وبالصفا والمروة. ثم قال: قد حللت من حجك وعمرتك جميعاً" انتهى .
قال العلامة ابن القيم في "تهذيب السُّنن" (2/303) : "والأحاديث الصحيحة صريحةٌ بأنها أهلَّت أولاً بعمرةٍ ثم أمرها رسولُ الله ( لما حاضت أن تُهِلَّ بالحج فصارت قارنةً ولهذا قال لها النبي ( "يكفيك طوافُكِ بالبيت وبين الصَّفا والمروة لحجِّك وعُمرتك" انتهى .(1/277)
5ـ ما تفعله المرأة عند الإحرام : تفعل كما يفعل الرَّجل من حيث الاغتسال والتنظيف وبأخذ ما تحتاج إلى أخذه شعرٍ وظفرٍ وقطعِ رائحةٍ كريهةٍ لئلا تحتاج إلى ذلك في حال إحرامها وهي ممنوعةٌ منه. وإذا لم تحتج إلى شيءٍ من ذلك فليس بلازمٍ وليس هو من خصائص الإحرام. ولا بأس أن تتطيَّب في بدنها بما ليس له رائحةٌ ذكيَّةٌ من الأطياب؛ لحديث عائشة : "كُنَّا نخرج مع رسول الله ( فنضمِّد جباهنا بالمسك عند الإحرام فإذا عرقت إحدانا سال على وجهها فيراها النبيُّ ( فلا ينهانا" رواه أبو داود .
قال الشوكاني في "نيل الأوطار" (5/12) : "سكوته ( يدلُّ على الجواز؛ لأنَّ لا يسكتُ على باطل" انتهى .
6ـ عند نيَّة الإحرام تخلع البُرقع والنِّقاب ـ إن كانت لابسةً لهما ـ قبل الإحرام، وهما غطاءٌ للوجه فيه نقبان على العينين تنظر المرأة منهما . لقوله ( : "لا تنتقبُ المحرمة" رواه البخاري .
والبرقع أقوى من النِّقاب . وتخلع ما على كفَّيها من القفَّازين ـ إن كانت قد لبستهما قبل الإحرام ـ وهما شيءٌ يُعمَلُ لليدين يُدخلان فيه يسترهما ـ وتغطي وجهها بغير النِّقاب والبرقع بأن تضع عليه الخمار أو الثوب عند رؤية الرِّجال غير المحارم لها . وكذا تغطي كفيها عنهم بغير القفازين بأن تضفي عليهما ثوباً؛ لأن الوجه والكفين عورةٌ يجب سترهما عن الرجال في حالة الإحرام وغيرهما .(1/278)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "وأما المرأة فإنها عورة فلذلك جاز لها أن تلبس الثياب التي تستتر بها وتستظلُّ بالمحمل. لكن نهاها النبي ( أن تنتقب أو تلبس القفازين ـ والقفازان غلافٌ يُصنَعُ لليد ـ ولو غطَّت المرأة وجهها بشيءٍ لا يمسُّ الوجه جاز بالاتفاق، وإن كان يمسُّه فالصحيح أيضاً أنه يجوز . ولا تكلَّفُ المرأة أن تجافي سترتها عن الوجه لا بعودٍ ولا بيدٍ ولا غير ذلك. فإنَّ النبيَّ( سوى بين وجهها ويديها . وكلاهما كبدن الرَّجل لا كرأسه. وأزواجه ( كُنَّ يسدلن على وجوههنَّ من غير مراعاةِ المجافاة. ولم يَنْقُل أحدٌ من أهل العلم عن النبي ( أنه قال : "إحرامُ المرأة في وجهها" وإنما هذا قول بعض السلف" انتهى .
قال العلامة ابن القيم في "تهذيب السنن" (2/350) : "وليس عن النبيّ ( حرفٌ واحدٌ في وجوب كشف المرأة وجهها عند الإحرام إلاّ النهي عن النقاب. إلى أن قال: وقد ثبت عن أسماء أنها كانت تغطي وجهها وهي محرمةٌ. وقالت عائشة : "كان الرُّكبان يمرون بنا ونحنُ محرماتٌ مع النبي ( فإذا حَاذوا بِنَا سدلت إحدانا جلبابها على وجهها فإذا جاوزنا كشفنا) ذكره أبو داود" انتهى .
فاعلمي أيتها المسلمةُ المحرمة أنك ممنوعةٌ من تغطية الوجه والكفين بما خيط لهما خاصة كالنقاب والقفازين، وأنه يجب عليك ستر وجهك وكفيك عن الرجال غير المحارم بخمارك وثوبك ونحوهما .
وأنه لا أصل لوضع شيءٍ يرفع الغطاء عن ملامسة الوجه لا بوضع عود ولا عمامة ولا غيرهما .
7ـ يجوز للمرأة أن تلبس حال إحرامها ما شاءت من الملابس النسائية التي ليس فيها زينةٌ ولا مشابهةٌ لملابس الرجال وليست ضيقة تصف حجم أعضائها ولا شفافة لا تستر ما وراءها وليست قصيرة تنحسر عن رجليها أو يديها بل تكون ضافيةً كثيفةً واسعةً .(1/279)
قال ابن المنذر : "وأجمع أهل العلم على أنَّ للمحرمة لبس القُمُص والدروع والسراويلات والخمر والخفاف" . انتهى من "المغني" (3/328) ولا يتعيَّن عليها أن تلبس لوناً معينا من الثياب كالأخضر وإنما تلبس ما شاءت من الألوان المختصَّة بالنساء أحمر أو أخضر أو أسود. ويجوز لها أن تستبدلها بغيرها إذا أرادت .
8ـ ويُسنُّ لها أن تلبِّي بعد الإحرام بقدر ما تُسمِعُ نفسها .
قال ابن عبد البر : "أجمع العلماء على أنَّ السُّنّة في المرأة أن لا ترفع صوتها. وإنما عليها أن تُسمع نفسها، وإنما يُكره لها رفع الصوت مخافة الفتنة بها. ولهذا لا يُسن لها أذانٌ ولا إقامةٌ، والمسنون لها في التنبيه في الصلاة التصفيق دون التسبيح . انتهى من "المغني" (3/330 ـ 331) .
9ـ يجب عليها في الطواف التستُّر الكامل وخفض الصوت وغضُّ البصر وألا تزاحِمَ الرجال وخصوصاً عند الحجر أو الرُّكن اليماني .
وطوافها في أقصى المطاف مع عدم المزاحمة أفضل لها من الطواف في أدناه قريباً من الكعبة مع المزاحمة؛ لأن المزاحمة حرامٌ لما فيها من الفتنة. وأما القرب من الكعبة وتقبيل الحجر فهما سنتان مع تيسرهما . ولا ترتكب محرماً لأجل تحصيل سُنةٍ .
بل إنه في هذه الحالة ليس سُنةً في حقها؛ لأن السنة في حقها في هذه الحالة أن تشير إليه إذا حاذته .
قال الإمام النووي في "المجموع" (8/37) : "قال أصحابنا : لا يُستحبُّ للنساء تقبيل الحجر ولا استلامه إلاّ عند خلوِّ المطاف في الليل أو غيره لما فيه من ضررهن وضرر غيرهن" انتهى.
وقال في "المغني" (3/331) : "ويُستحبُّ للمرأة الطواف ليلاً؛ لأنه أستر لها وأقلُ للزحام فيمكنها أن تدنو من البيت وتستلم الحجر" انتهى .(1/280)
10ـ قال في "المغني" (3/394) : "وطواف النساء وسعيهن مشيٌ كُلُّه قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أنَّه لا رمل على النساء حول البيت ولا بين الصفا والمروة وليس عليهنَّ اضطباع. وذلك لأنَّ الأصل فيهما إظهار الجلد ولا يقصد ذلك في حقِّ النساء، ولأنَّ النساء يُقصَدُ فيهنّ الستر وفي الرمل والاضطباع تعرَضٌ للكشف" . انتهى .
11ـ ما تفعله المرأة الحائض من مناسك الحجِّ وما لا تفعله حتَّى تطهر :
ـ تفعل الحائض كُل مناسك الحج من إحرام ووقوفٍ بعرفة ومبيتٍ بمزدلفة ورميٍ للجمار.
ـ ولا تطوف بالبيت حتى تطهر لقوله ( لعائشة لما حاضت "افعَلي ما يَفعَلُ الحاجُّ غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري" متفق عليه .
ولمسلم في رواية : "فاقضي ما يقضي الحاجُّ غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تغتسلي" .
قال الشوكاني في "نيل الأوطار" (5/49) : "والحديث ظاهرٌ في نهي الحائض عن الطواف حتَّى ينقطع دمها وتغتسل والنَّهي يقتضي الفساد المراد في البطلان فيكون طواف الحائض باطلاً وهو قول الجمهور" انتهى .
ولا تسعى بين الصفا والمروة ؛ لأن السعي لا يصحُّ إلاّ بعد طواف نسكٍ؛ لأن النبي ( لم يسعَ إلاّ بعد طوافٍ .(1/281)
قال الإمام النووي في المجموع (8/82) : "فرع: لو سعى قبل الطواف لم يصحَّ سعيه عندنا وبه قال جمهور العلماء. وقدمنا عن الماوردي أنه نقل الإجماع فيه وهو مذهب مالك وأبي حنيفة وأحمد. وحكى ابن المنذر عن عطاءٍ وبعض أهل الحديث أنّه يصحُّ حكاه أصحابنا عن عطاء وداود . ودليلنا : أنَّ النبيَّ ( سعى بعد الطواف. وقال ( : ""لتأخُذُوا عني مناسككم" . وأما حديث ابن شريك الصحابيُّ رضي الله عنه قال : خرجت مع رسول الله ( حاجاً فكان الناسُ يأتونه فمن قائلٍ يا رسول الله سعيتُ قبل أن أطوف أو أخَّرت شيئاً أو قدمت شيئاً فكان يقول: لا حرج إلا على رجُلٍ اقترض من عرض رجلٍ مسلمٍ وهو ظالمٌ فذلك الذي هلك وحرج" فرواه أبو داود بإسنادٍ صحيحٍ كلُّ رجاله رجالُ الصحيحين إلا أسامة بن شريك الصَّحابي، وهذا الحديث محمولٌ على ما حمله الخطابيُّ وغيره وهو أنَّ قوله هذا ـ أي "سعيت قبل أن أطوف" : "أي سعيت بعد طواف القدوم وقبل طواف الإفاضة" انتهى .
قال شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في "تفسيره" : "أضواء البيان" (5/252) : "اعلم أنَّ جمهور أهل العلم على أنَّ السعي لا يصحُّ إلا بعد طوافٍ. فلو سعى قبل الطواف لم يصحَّ سعيه عند الجمهور منهم الأئمة الأربعة، ونقل الماوردي وغيره الإجماع عليه. ثُمَّ نقل كلام النووي الذي مرَّ قريباً وجوابه عن حديث ابن شريكٍ ثُمَّ قال: فقوله قبل أن أطوف يعني طواف الإفاضة الذي هو ركنٌ ولا ينافي ذلك أنَّه سعى بعد طواف القدوم الذي هو ليس بركنٍ" انتهى .(1/282)
وقال في "المغني" (5/240 ـ طبعة هجر) : "والسعيُ تبعٌ للطواف لا يصحُّ إلاَّ أن يتقدَّمه طوافٌ. فإن سعى قبله لم يصحَّ وبذلك قال مالكٌ والشافعيُّ وأصحاب الرأي. وقال عطاء: يجزئه، وعن أحمد يجزئه إن كان ناسياً . وإن كان عمداً لم يجزئه سعيه؛ لأن النبي ( لما سُئِلَ عن التقديم والتأخير في حال الجهل والنسيان قال لا حرج . ووجه الأول أنَّ النبي( إنما سعى بعد طوافه وقد قال : "لتأخُذُوا عَنِّي مناسككُم" انتهى. فعُلِمَ مما سبق أنَّ الحديث الذي استدلَّ به من قال بصحَّة الطواف قبل السعي لا دلالة فيه؛ لأنَّهُ محمولٌ على أحد أمرين :
إما أنّه فيمن سعى قبل الإفاضة وكان قد سعى للقدوم فيكون سعيه واقعاً بعد طوافٍ أو أنَّه محمولٌ على الجاهل والنَّاسي دون العامد. وإنما أطلت في هذه المسألة؛ لأنه قد ظهر الآن من يُفتِي بجواز السعي قبل الطواف مطلقاً والله المستعان .
تنبيه :
لو طافت المرأة وبعد أن انتهت من الطواف أصابها الحيض فإنها في هذه الحالة تسعى؛ لأن السعي لا تُشترطُ له الطهارة .
قال في "المغني" (5/246) : "أكثر أهل العلم يرون أن لا تُشترط الطهارةُ للسعي بين الصفا والمروة، وممن قال ذلك عطاء ومالك ٌوالشافعي وأبو ثور وأصحاب الرأي" . إلى أن قال: "قال أبو داود: سمعت أحمد يقول إذا طافت المرأة بالبيت ثُمَّ حاضت سعت بين الصفا والمروة ثم نفرت ورُويَ عن عائشة وأُمِّ سلمة أنَّهما قالتا: "إذا طافت المرأةُ بالبيت وصلَّت ركعتي الطواف ثُمَّ حاضت فلتطُف بالصفا والمروة" رواه الأترم" انتهى .
12ـ يجوز للنساء أن ينفرن مع الضعفة من المزدلفة بعد غيبوبة القمر ويرمين جمرة العقبة عند الوصول إلى منى خوفاً عليهنَّ من الزحمة .(1/283)
قال الموفّق في "المغني" (5/285) : "ولا بأس بتقديم الضعفة والنساء. وممن كان يقدم ضعفة أهله عبد الرحمن بن عوف وعائشة وبه قال عطاء والثوري والشافعي وأبو ثور وأصحاب الرأي ولا نعلم فيه مخالفاً. ولأنَّ فيه رفقاً بهم ودفعاً لمشقَّة الزِّحام عنهم واقتداءً بفعل نبيّهم (" انتهى .
وقال الإمام الشوكاني في "نيل الأوطار" (5/70) : "والأدلةُ تدلُّ على أنَّ وقت الرّمي لمن كان لا رخصة له. ومن كان له رخصةٌ كالنِّساء وغيرهنَّ من الضعفة جاز قبل ذلك". انتهى .
وقال الإمام النووي في "المجموع" (8/125) : "قال الشافعي والأصحاب: السنة تقديم الضعفاء من النساء وغيرهم من مزدلفة قبل طلوع الفجر بعد نصف الليل إلى منى ليرموا جمرة العقبة قبل زحمة الناس .. ثم ذكر الأحاديث الدالة على ذلك .
13ـ المرأة تقصِّر من رأسها للحجِّ والعمرة من رؤوس شعر رأسها قدر أُنْملة ولا يجوز لها الحلق. والأُنملة رأس الأصبع من المفصل الأعلى .
قال في "المغني" (5/310) : "والمشروع للمرأة التَّقصر دون الحلق لا خلاف في ذلك. قال ابن المنذر: أجمع على هذا أهل العلم وذلك لأنَّ الحلق في حقهنَّ مُثلةٌ . وقد روى ابن عباس قال: قال رسول الله( "ليس على النساء حلق إنما على النساء التقصير" رواه أبو داود.
وعن عليٍّ قال : نهى رسول الله ( أن تحلق المرأةُ رأسها. رواه الترمذي وكان أحمد يقول: تقصر من كُلِّ قرنٍ قدر الأُنملَةِ وهو قول ابن عمرو والشافعي وإسحاق وأبي ثور. وقال أبو داود: سمعت أحمد سُئل عن المرأة تقصِّر من كُلِّ رأسها قال نعم تجمع شعرها إلى مَقْدم رأسها ثُمَّ تأخذ من أطراف شعرها قدر أنملةٍ" انتهى طبعة هجر .
قال الإمام النووي في "المجموع" (8/150 ، 154) : "أجمع العلماء على أنه لا تؤمرُ المرأة بالحلق بل وظيفتها التقصير من شعر رأسها؛ لأنه بدعةٌ في حقهنَّ ومُثلةٌ" .(1/284)
14ـ المرأة الحائض إذا رمت جمرة العقبة وقَصَّرت من رأسها فإنَّها تحلُّ من إحرامها ويحلُّ لها ما كان محرماً عليها بالإحرام إلا أنها لا تحلُّ للزوج فلا يجوز لها أن تمكنه من نفسها حتى تطوف بالبيت طواف الإفاضة. فإن وطئها في هذه الأثناء وجبت عليها الفدية. وهي ذبح شاةٍ في مكة توزعها على مساكين الحرم؛ لأن ذلك بعد التحلل الأول .
15ـ إذا حاضت المرأة بعد طواف الإفاضة، فإنها تسافر متى أرادت ويسقط عنها طواف الوداع .
لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : "حاضت صفية بنت حيي بعدما أفاضت، قالت فذكرت ذلك لرسول الله ( ، فقال: أحابستنا هي. قلت : يا رسول الله: إنها قد أفاضت وطافت بالبيت، ثُمَّ حاضت بعد الإفاضة. قال: فلتنفر إذن" متفق عليه .
وعن ابن عباس: "أُمر الناس أن يكون آخرُ عهدهم بالبيت طوافاً إلا أنه خُفِّف عن المرأة الحائض" متفق عليه .
وعنه أيضاً أن النبي ( رخَّص للحائض أن تصدرَ قبل أن تطوف بالبيت إذا كانت قد طافت في الإفاضة . رواه أحمد .
قال الإمام النووي في "المجموع" (8/218) : "قال ابن المنذر : وبهذا قال عوامُّ أهل العلم منهم مالكٌ والأوزاعيُّ والثوريُّ وأحمدَ وإسحاق وأبو ثور وأبو حنيفة وغيرهم" . انتهى.
قال في "المغني" (3/461) : "هذا قول عامَّة فقهاء الأمصار. وقال : والحكم في النَّفساء كالحكم في الحائض؛ لأن أحكام النفاس أحكام الحيض فيما يجب ويسقط". انتهى.
16ـ المرأة تستحبُّ لها زيارة المسجد النبوي للصلاة فيه والدعاء لكن لا يجوز لها زيارة قبر النبي ( ؛ لأنها منهيةٌ عن زيارة القبور .
قال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية رحمه الله في "مجموع فتاويه" (3/239) : "والصحيح في المسألة منعهنَّ من زيارة قبره ( لأمرين : أولاً : عموم الأدلة، والنهي إذا جاء عامَّاً فلا يجوز لأحدٍ تخصيصه إلا بدليلٍ. ثم العلة موجودةٌ هنا" انتهى .(1/285)
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في "منسكه" لما ذكر زيارة قبر الرسول ( لمن زار مسجده الشريف قال : "وهذه الزيارة إنما تُشرعُ في حقِّ الرجال خاصةً. أما النساء فليس لهنَّ زيارة شيءٍ من القبور، كما ثبت عن النبي (، أنه لعن زائرات القبور من النساء والمتخذين عليها المساجد والسُّرج. وأما قصد المدينة للصلاة في مسجد الرسول ( والدعاء فيه ونحو ذلك مما يُشرعُ في سائر المساجد فهو مشروعٌ في حقِّ الجميع" انتهى.
من كتاب تنبيهات على أحكام تختص بالمؤمنات ، لفضيلة الشيخ / صالح بن فوزان الفوزان .
من أبواب الأجر وكفارات الخطايا :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلامُ على أشرف الأنبياء والمرسلين.. وبعد :
فهذه رسالةٌ إلى كُلّ مسلم يعبدُ الله ولا يشرك به شيئاً حيث إن الغاية الكبرى لكلّ مسلم هي أن يخرجَ من هذه الدنيا وقد غفر الله له جميعَ ذنوبه حتى لا يسأله اللهُ عنها يوم القيامة ويدخله جناتِ النعيم خالداً فيها لا يخرج منها أبداً .. وفي هذه الرسالة القصيرة نذكر بعضَ الأعمال التي تكفّر الذنوب والتي فيها الأجرُ الكبيرُ من أحاديث الرسول ( الصحيحة، نسأل الحي القيوم الذي لا إله إلا هو أن يتقبل منا أعمالنا إنه هو السميع العليم .
1. التوبة : (من تاب قبل أن تطلُعَ الشمس من مغربها تاب اللهُ عليه) . مسلم (2703) "إن الله عز وجل يقبلُ توبةَ العبدِ ما لم يُغَرْغِرْ" .
2. الخروج في طلب العلم : (من سلك طريقاً يلتمسُ فيه علماً، سهَّل الله له به طريقاً إلى الجنة) مسلم (2699) .
3. ذكر الله تعالى : "ألا أنبئكم بخير أعمالِكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتِكم، وخير لكم من إنفاقِ الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوَّكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم. قالوا : بلى . قال : "ذكرُ الله تعالى" الترمذي (3347) .(1/286)
4. اصطناع المعروف والدلالة على الخير: "كلُ معروف صدقة، والدالُّ على الخيرِ كفاعلِه" البخاري (10/74) ، ومسلم (1005) .
5. فضل الدعوة إلى الله : "من دعا إلى هدىً كان له من الأجرِ مثل أجورِ من تبعه لا ينقصُ ذلك من أجورهم شيئاً" مسلم (2674).
6. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : "من رأى منكم منكراً فليغيِّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطعْ فبقلبه وذلك أضعفُ الإيمانِ" مسلم (49) .
7. قراءة القرآن الكريم وتلاوته : "اقرأوا القرآنَ فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعاً لأصحابِه" مسلم (804).
8. تعلم القرآن الكريم وتعليمه : "خيرُكم من تعلم القرآنَ وعلَّمه" البخاري (9/66) .
9. السلام : "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تُؤمنوا حتى تحابّوا، أولا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم" مسلم (54) .
10. الحب في الله : "إن اللهَ تعالى يقولُ يومَ القيامة : "أين المتحابّون بجلالي، اليومَ أظلّهم في ظلّي، يوم لا ظلَّ إلا ظلِّي" مسلم (2566) .
11. زيارة المريض : "ما من مسلم يعودُ مسلماً مريضاً غَدْوةً إلا صلَّى عليه سبعون ألفَ مَلَك حتى يُمسي، وإن عاده عشيةً إلا صلَّى عليه سبعون ألف مَلَكٍ حتى يُصبح، وكان له خريفٌ في الجنةِ" . الترمذي (969) [والخريف هو البستان] .
12. مساعدة الناس في الدين : "من يسّر على مُعْسرٍ، يسَّرَ الله عليه في الدنيا والآخرة" مسلم (2699) .
13. الستر على الناس : "لا يستر عبدٌ عبداً في الدنيا إلا ستره اللهُ يومَ القيامة" مسلم (2590) .
14. صلة الرحم : "الرحمُ معلَقَةٌ بالعرشِ تقولُ: من وصَلَني وصلهُ اللهُ، ومن قطعني قطعهُ الله" البخاري (10/350) مسلم (2555).
15. حسن الخلق : سُئل رسول الله ( عن أكثر ما يُدْخِلُ الناسَ الجنّة؟ فقال : "تقوى اللهِ وحسنُ الخُلقِ" الترمذي (2003) .(1/287)
16. الصدق : "عليكم بالصدقِ فإن الصدق يهدي إلى البرِّ، وإن البرَّ يهدي إلى الجنة" البخاري (10/423) مسلم (2607) .
17. كظم الغيظ : "من كظم غيظاً وهو قادرٌ على أن يُنْفِذَه، دعاه الله على رؤوس ِالخلائقِ يوم القيامةِ حتى يخيّره من الحورِ العين ما شاء" الترمذي (2022) .
18. كفارة المجلس : "من جلس في مجلسٍ فكثُر فيه لَغَطُه، فقال قبل أن يقومَ من مجلسِه ذلك : سبحانك اللهم وبحمدك، أشهدُ أن لا إله إلا أنت أستغفرُك وأتوبُ إليك، إلا غُفر له ما كان في مجلسه ذلك" الترمذي (3/153) .
19. الصبر: "ما يصيبُ المسلم من نَصَب ولا وَصَب ولا همٍّ ولا حَزَن ولا أذىً ولا غمّ حتى الشوكةُ يُشاكها إلاّ كفَّر الله بها من خطاياه" البخاري (10/91) .
20. بر الوالدين : "رَغِمَ أنفُه ثم رَغِمَ أنفُه ثم رَغِمَ أنفه . قيل: من يا رسول الله؟ قال : من أدرك والديه عند الكبرِ أحدَهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنةَ" مسلم (2551) .
21. السعي على الأرملة والمسكين: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله" وأحسبُه قال : "وكالقائمِ لا يَفْتر، وكالصائمِ لا يُفطِرْ" البخاري (10/366) .
22. كفالة اليتيم : "أنا وكافلُ اليتيمِ في الجنةِ هكذا، وقال بأصبُعَيْهِ السبابةِ والوسطى" البخاري (10/365) .
23. الوضوء: "من توضأ فأحسن الوضوءَ خرجت خطاياه من جسدِه، حتى تخرج من تحت أظفاره" مسلم (245) .
24. الشهادةُ بعد َالوضوءِ : "من توضأ فأحسن الوضوءَ ثم قال: أشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، فُتحت له أبوابُ الجنة يدخلُ من أيها شاء" مسلم (234) .
25. الترديد خلف المؤذن : "من قال حين يسمعُ النداء : [اللهم ربّ هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلّت له شفاعتي يوم القيامة" البخاري (2/77) .(1/288)
26. بناء المساجد: "من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بُني له مثلُه في الجنة" البخاري (450) .
27. السواك: "لولا أن أشقّ على أمتي لأمرتُهم بالسواكِ مع كل صلاةِ" البخاري (2/331) مسلم (252) .
28. الذهاب إلى المسجد : "من غدا إلى المسجد أو راح أعدَّ اللهُ له نُزُلاً في الجنة كلما غدا أو راحَ" البخاري (2/124) مسلم (669).
29. الصلوات الخمس : "ما من امرئٍ مسلم تحضُره صلاةٌ مكتوبةٌ فيُحسنُ وضوءها وخشوعَها وركوعَها إلا كانت كفارةً لما قبلَها من الذنوبِ ما لم تُؤْت كبيرةٌ، وذلك الدهر كله" مسلم (228) .
30. صلاة الفجر وصلاة العصر: "من صلى البردين دخل الجنة" البخاري (2/43) .
31. صلاة الجمعة : "من توضأ فأحسنَ الوضوء، ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غُفر له ما بينه وبين الجمعةِ الأخرى، وزيادةُ ثلاثة أيامٍ" مسلم (857) .
32. ساعة الإجابة يوم الجمعة : "فيها ساعةٌ لا يوافقها عبد ٌمسلم وهو قائمٌ يصلّي يسألُ اللهَ شيئاً إلا أعطاه إياه" البخاري (2/344) مسلم (852) .
33. السنن الراتبة مع الفرائض : "ما من عبدٍ مسلمٍ يصلّي لله تعالى كلّ يومٍ اثنتي عشرة ركعة تطوُّعاً غير الفريضة إلا بنى اللهُ له بيتاً في الجنة" مسلم (728) .
34. صلاة ركعتين بعد فعل الذنوب: "ما من عبدٍ يذنب ذنباً، فيُحسن الطهورَ ثم يقومُ فيصلّي ركعتين، ثم يستغفرُ الله إلا غفر لهُ" أبو داود (1521) .
35. صلاة الليل : "أفضلُ الصلاةِ بعد الفريضةِ صلاةُ الليلِ" مسلم (1163) .
36. صلاة الضحى : "يصبحُ على كل سُلامي من أحدكم صدقةٌ فكلُ تسبيحة صدقةٌ، وكلُ تحميدة صدقةٌ ، وكلُّ تهليلة صدقة، وكلُّ تكبيرة صدقةٌ، وأمرٌ بالمعروفِ صدقةٌ، ونهيّ عن المنكر صدقةٌ، ويجزئ من ذلك كلّ ركعتان يركعُهما من الضحى" مسلم (720) .
37. الصلاة على النبي : "من صلَّى عليَّ صلاة صلَّى اللهُ عليه بها عشراً" مسلم (384) .(1/289)
38. الصوم : "ما من عبدٍ يصومُ يوماً في سبيل الله تعالى إلا باعدَ الله بذلك اليوم وجهه عن النارِ سبعينَ خريفاً" البخاري (6/35) مسلم (1153) .
39. صيام ثلاثة أيام من كل شهر: "صومُ ثلاثة أيامٍ من كلِّ شهرٍ صومُ الدهرِ كلّه" البخاري (4/192) مسلم (1159) .
40. صيام رمضان : "من صام رمضانَ إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبِه" البخاري (4/221) مسلم (760) .
41. صيام ست من شوال: "من صام رمضانَ وأتْبَعَه ستاً من شوالٍ كان كصومِ الدهرِ" مسلم (1164) .
42. صيام يوم عرفة: "صيامُ يومِ عرفةَ يكفِّر السنة الماضية والباقيّة" مسلم (1162) .
43. صيام يوم عاشوراء : "وصيامُ يومِ عاشوراءِ أحتسبُ على الله أن يكفَِّرَ السنة التي قبلَه" مسلم (1162) .
44. تفطير الصائم: "من فطَّر صائماً كان له مثلُ أجرِه، غير أنه لا ينقصُ من أجرِ الصائمِ شيئاً" الترمذي (807) .
45. قيام ليلة القدرِ: "من قام ليلةَ القدرِ إيماناً واحتساباً ، غُفر له ما تقدَّم من ذنبِه" البخاري (4/221) مسلم (1165) .
46. الصدقة : "الصدقةُ تُطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النار" الترمذي (2616) .
47. الحج والعمرة : "العمرةُ إلى العمرةِ كفارةٌ لما بينهما، والحجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلا الجنةُ" مسلم (1349) .
48. العمل في أيام عشر ذي الحجة : "ما من أيامٍ العملُ الصالحُ أحبّ إلى الله فيهنّ من هذه الأيام يعني أيامَ عشرِ ذي الحجةِ قالوا : ولا الجهادُ في سبيلِ الله؟ قال : ولا الجهاد ُفي سبيلِ الله إلا رجلاً خرج بنفسه وماله ثم لم يرجعْ من ذلك بشيءٍ" البخاري (2/381).
49. الجهاد في سبيل الله: "رباطُ يومٍ في سبيلِ الله خيرٌ من الدنيا وما عليها، وموضِعُ سَوطِ أحدِكم من الجنةِ خيرٌ من الدنيا وما عليها" البخاري (6/11) .
50. الإنفاق في سبيل الله: "من جهّز غازياً فقد غَزَا، ومن خلَّف غازياً في أهلِه فقد غَزَا" البخاري (6/37) مسلم (1895) .(1/290)
51. الصلاة على الميت واتباع الجنازة: "من شهدَ الجنازةَ حتى يُصلَّى عليها فله قيراطٌ، ومن شهدها حتى تُدفن فله قيراطان. قيل : وما القيراطانِ؟ قال : مثْلُ الجبلينِ العظيمين" البخاري (3/158) مسلم (945) .
52. حفظ اللسان والفرج : "من يَضْمَنُ لي ما بين لِحْيَيْهِ وما بين رجلَيْهِ أضمنُ له الجنّة) البخاري (11/264) مسلم (265) .
53. فضل لا إله إلا الله، وفضل سبحان الله وبحمده: "من قال: لا إله إلا الله وحدهَ لا شريك له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو كل كلِّ شيءٍ قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عِدْلَ عشرِ رقابٍ، وكُتبت له مائةُ حسنة ومُحيت عنه مائةُ سيئة، وكانت له حِرْزاً من الشيطانِ يومَه ذلك حتى يُمسي، ولم يأت أحد ٌبأفضلَ ممّا جاء به إلا رجلٌ عَمِلَ أكثرَ منه) . وقال : (من قال سبحانَ اللهِ وبحمدِهِ، في يومٍ مائةَ مرة، حُطّت خطاياه وإن كانت مثلَ زَبَدِ البحر) البخاري (11/168) مسلم (2691) .
54. إماطة الأذى عن الطريق : "لقد رأيتُ رجلاً يتقلَّب في الجنّةِ في شجرةٍ قطعها من ظهر الطريقِ، كانت تُؤذي الناس" [مسلم] .
55. تربية وإعالة البنات : "من كنَّ له ثلاثُ بنات، يُؤْويهنَّ ويرحَمُهنَّ ويكفلهنَّ، وَجَبَتْ له الجنةُ البتةَ" [أحمد بسند جيد] .
56. الإحسان إلى الحيوان : "أن رجلاً رأى كلباً يأكلُ الثرى من العطشِ، فأخذ الرجلُ خُفَّهُ، فجعل يَغْرفُ له به حتى أرواه، فشكرَ اللهُ له، فأدخلَهُ الجنّة" [البخاري] .
57. ترك المراء: "أنا زعيمٌ ببيت في رَبَضِ الجنة لمن ترك المراءَ وإن كان محقاً" [أبو داود] .
58. زيارة الإخوان في الله: "ألا أخبركم برجالِكم في الجنةِ؟ قالوا : بلى يا رسولَ اللهِ ، فقال: النبيُّ في الجنة، والصَّديق في الجنة، والرجلُ يزورُ أخاه في ناحيةِ المِصْرِ، لا يزورُه إلا لله، في الجنةِ" [الطبراني، حسن] .(1/291)
59. طاعة المرأة لزوجها : "إذا صلَّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصَّنت فرجَها، وأطاعَتْ بعلَها، دخلت من أيِّ أبواب الجنةِ شاءت" [ابن حبان، صحيح] .
60. عدم سؤال الناس شيئاً : "من تكفَّل لي أن لا يسأل الناس شيئاً أتكفَّلُ له بالجنة" [أهل السنن، صحيح] .
دعوة من القلب .. قبل الندم :
دعوة لمحاسبة النفس .. فالأيام تمر والصفحات تنطوي والأعوام تتوالى وكل منا يستطيع أن يحاسب نفسه قبل أن يُحاسب ويأخذ… من سنين عمره المنصرمة المواعظ والعبر وأن يراقب الله، فهاهي الأيام تركض وهكذا الأيام تجري من غير أن نحس أو ندري إلا عند بداية سنة أو قدوم الشهر الكريم أو العيد .
والسؤال الأهم .. ماذا أعددنا للرحلة النهائية ؟ماذا قدمنا لأنفسنا من خير لنجده عند الله خير ثواب وخير أمل؟ ماذا سجل في صحائفنا ؟ ماذا أعددنا للحفرة التي سنوضع فيها ؟
فهل تذكرنا اليوم الموت والقبر؟ هل قرأنا شيئاً من القرآن ؟ هل ثابرنا على الأذكار والأوراد دبر كل صلاة؟ هل كنا خاشعين في الصلاة؟ هل سألنا الله الجنة؟ واستعذنا به من النار؟ هل استغفرنا الله اليوم من ذنوبنا ؟
هل تجنبنا كل ما لا يرضي الله عز وجل؟ هل فكرنا في الابتعاد عن قرناء السوء؟ هل نظفنا قلوبنا من الكبرياء والحسد والحقد وألسنتنا من الغيبة والنميمة والكذب؟ (هل تركنا النظر إلى ما حرم الله؟) هل تركنا سماع ما حرم الله؟ هل أمرنا بالمعروف ونيا عن المنكر؟ هل بذلنا الغالي والرخيص من أجل نصرة ديننا والعمل له؟ وهل.. وهل.. وهل...؟
دعوة صادقة ..
لكل إنسان أن يحاسب نفسه، ويُعد زاده للرحيل الأخير .
الخاتمة (نسأل الله حسنها)
أخي المسلم .. أختي المسلمة ..
هذا ما يسر الله إعداده وجمعه أسأل الله تعالى أن يبارك فيه وينفع به كما نفع بأصوله وإني سائلاً أخاً أو اختاً انتفع به أن يَدْعُوا ليَ بظهر الغيب بالعفو والمغفرة من الله سبحانه وتعالى ، حتى يقول لهما المَلَك ولك بمثل .(1/292)
وقد أذنت لمن أراد طبعه أو توزيعه أو النقل منه أو روايته أو ترجمته لكل مسلم وجوزي خيراً كل من ساهم في ذلك أو دل عليه .
وختاماً فالصلاة والسلام على نبينا محمد ، (اللهم صل على نبينا محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين ، إنك حميد مجيد) .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
وكتبهُ محبكم في الله
عبد الله بن أحمد آل علاف الغامدي
غفر الله له ولوالديه ولمشائخه وللمسلمين والمسلمات
المدينة النبوية 5/10/1425هـ
الفهرس(1/293)
مالموضوعرقم الصفحة1 المقدمة 2 عقيدة كل مسلم : التوحيد 3 خطر الشرك 4 صفة الوضوء والغسل5 صفة الصلاة 6 رسالة في حكم تارك الصلاة 7 صلاة الجنازة8 أذكار الصباح والمساء9 آداب يوم الجمعة10 من أحكام المساجد11 تعظيم قدر الصلاة 12 أحكام الزكاة 13 فوائد الزكاة والصدقة 14 رمضانيات 15 جدول صائم 16 أذكار تهم الصائمين 17 من أحكام النساء في رمضان 18 صفة العمرة 19 فضل عشر ذي الحجة20 أحكام الأضحية 21 أحكام وآداب عيد الأضحى 22 صفة الحج والعمرة23 يوميات الحجاج 24 زيارة المسجد النبوي25 من أخطاء الحجاج والمعتمرين26 الذكر والدعاء المشروع في الحج 27 من أحكام النساء في الحج 28 الكلم الطيب والعمل الصالح (من فضائل الأقوال والأعمال) 29 فضل النوافل 30 من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه 31 المحفزات لأعمال الخيرات 32 مكفرات الذنوب 33 أفضل طريقة لاغتنام الدقيقة 34 كنوز نسائية35 حتى تكتمل فرحتنا (منكرات الأفراح) 36 من الأذكار النبوية في الحياة اليومية 37 الدعاء المستجاب 38 الدعاء من القرآن 39 الدعاء من السنة 40 بسم الله أرقيك 41 كيفية الصلاة على الميت ودفنه 42 ثلاثيات نبوية 43 التدخين 44 إلى أخي المصطاف الحبيب 45 أحكام شرعية 46 حكم الغناء 47 حكم التصوير48 حكم حلق اللحية 49 حكم الإسبال للرجال50 التحذير من السفر إلى بلاد الكفر وخطره على العقيدة والأخلاق 51 نصيحة من القلب إلى كل أبٍ غيور يؤمن بالله 52 مختارات من محرمات استهان بها الناس يجب الحذر منها 53 التقوى زادنا إلى الجنة 54 الجنة دار الأبرار55 واجبات ومحرمات استهان بها كثيراً من الناس 56 إياكم ومحقرات الذنوب 57 أين نجد السعادة58 أحكام تختص بالمرأة في صلاتها 59 أحكام تختص بالمرأة في باب الصيام 60 أحكام تختص بالمرأة في الحج والعمرة 61 من أبواب الأجر وكفارات الخطايا 62 دعوة من القلب قبل الندم 63 الخاتمة
حقوق الترجمة والطبع لكل مسلم(1/294)
دار الطرفين للنشر والتوزيع
جوال 0505704808
جوال 0503512499
يطلب من مكتبة الفرقان ـ مكة المكرمة
مدخل جامعة أم القرى 0504628587
(1) سورة آل عمران ، آية (102) .
(2) سورة النساء ، آية (1) .
(3) سورة الأحزاب ، الآيتان (70، 71) .
(4) هذه خطبة الحاجة التي كان رسول الله ( يعلمها أصحابه أن يفتتحوا بها أكثر أمورهم .
(5) الذاريات (56 ، 57) .
(6) يونس (24) .
(7) المائدة (2) .
(8) قطعة من حديث أخرجه مسلم (2699) من حديث أبي هريرة .
(9) أخرجه مسلم (1893) من حديث أبي مسعود الأنصاري .
(10) أخرجه مسلم (2674) من حديث أبي هريرة .
(11) أخرجه البخاري (3701) ، ومسلم (2406) ، والنعم : الإبل، وكانت أفضل وأنفس الأموال وهي مضرب المثل.
(12) كتبها الشيخ / عبد الله بن سفر العبدلي الغامدي ـ غفر الله له ولوالديه ولمشائخه وللمسلمين ـ .
(13) للشيخ/ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ .
(14) لفضيلة الشيخ / محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ .
(15) لفضيلة الشيخ صالح الفوزان ـ الملخص الفقهي ـ .
(16) أبوء : أي أقر وأعترف .
(17) أي فزعاتي التي تخيفني أي ارفع عني كل خوف يقلقني ويزعجني .
(18) كتبه الشيخ : أبو عبد الله مسند القحطاني .
(19) عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ .
(20) عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ .
(21) مختصر من مجالس شهر رمضان ـ للشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ .
(22) كتبه الشيخ / خالد بن عبدالرحمن الدرويش .
(23) من إجابات الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين يرحمه الله تعالى .
(24) لفضيلة الشيخ / محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ .
(25) راجعها فضيلة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين .
(26) من كلام فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ .
(27) للشيخ / محمد بن صالح العثيمين . رحمه الله تعالى .(1/295)
(28) جمع وإعداد الدكتور : صالح أبو عراد الشهري .
(29) لفضيلة الشيخ العلامة / بكر بن عبد الله أبو زيد . نفع الله بعلمه .
(30) للشيخ/ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ .
(31) محمد ياسين عثمان
(32) ما نقصت صدقة من مال : يعني أنه يبارك فيه ويدفع عنه المضرات فينجبر نقص الصورة بالبركة الخفية .
(33) رغم أنف : أي إلصاق بالتراب وهو إذلال النفس وإهانتها ومن رغم أنفه فقد أذله وأخزاه. والمعنى أن برهما عند كبرهما وضعفهما بالخدمة والنفقة وغير ذلك سبب لدخول الجنة فمن قص في ذلك فاته دخول الجنة وأرغم الله أنفه "النووي" .
(34) محمد بن إبراهيم الحمد .
(35) للشيخ / محمد صالح المنجد ـ نفع الله بعلمه ـ .
(36) محمد بن إبراهيم الحمد .
(37) عبد الرحمن العيسى .
(38) عبد الله بن سفر العبدلي الغامدي .
(39) أي الموت المجازي وهو النوم، يقال النوم الموت الخفيف.
(40) الإحياء بعد الإماتة (البعثة) .
(41) المراد هنا روحٍ اليقظة التي أجرى الله تعالى أنها إذ كانت في الجسد كان الإنسان مستيقظاً وإذا خرجت نام الإنسان ورأت الروح المنامات .
(42) التعار السهر والتقلب على الفراش ليلاً مع الكلام .
(43) الخبث والخبائث هما جمع خبث لذكر الشياطين وجمع خبيثة لأنثاهم .
(44) قال ابن قيم الجوزية هنا أمر بمعنى الدعاء كناية عن العمر أي للمخاطب به بطول حياته حتى يبلى الثوب. ويخلف أي يعوضه الله عنه ويبدله له .
(45) أي سَهّل كلاًّ من نزول اللقمة ونزول الشراب في الحلق .
(46) أي غير محتاج إلى أحد، بل هو الذي يطعم عباده ويكفيهم .
(47) أي غير متروك ذلك الحمد بل الاشتغال به دائم من غير انقطاع كما أن نعمه سبحانه لا تنقطع عنا طرفة عين .
(48) لا يستغني عنه أحد .
(49) أي مَلّكت المال وغيره .
(50) أي تأكيد لذهاب الظمأ .
(51) أي صاحب ضمان، والضمان : الرعاية للشيء ومعناه : أنه في رعاية الله.(1/296)
(52) منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله .
(53) أي المرتبة الزائدة على الخلائق .
(54) المراد بالمقام المحمود الشفاعة .
(55) هي جمع خطيئة .
(56) أي الوسخ .
(57) أي أُسبحك تسبيحاً: بمعنى أنزهك تنزيهاً من كل النقائص .
(58) أي كثرت بركة اسمك إذ وجد كل خير من ذكر اسمك.
(59) أي علا جلالك وعظمتك .
(60) همزه : الهمز نوع من الجنون .
(61) نفخه : أي من كبره .
(62) نفثه : فسرها الرواة بالشَعْرِ (أي الشّعْر المذموم) .
(63) أي صاحب القهر والتصرف البالغ كل منهما غايته .
(64) أي منورها وبك يهتدي من فيها .
(65) قيام هو القائم على كل شيء ومعناه مدبر أمر خلقه .
(66) أنبت : أي أطعت ورجعت إلى عبادتك أي أقبلتُ عليها .
(67) خاصمت : أي بما أعطيتني من البراهين والفقه خاصمت من عاند فيك وكفر بك وقمعته بالحجة.
(68) حاكمت أي كل من جحد الحق حاكمته إليك وجعلتك الحكم بيني وبينه .
(69) أهدي لما اختلف فيه من الحق بإذنك: أي ثبتني .
(70) سبوح قدوس : أي المسبح المقدس ومعنى سبوح المبرأ من النقائض والشريك وكل ما لا يليق بالإلهية . وقدوس : المبارك المطهر من كل ما يليق بالخلق .
(71) أي ما حملته .
(72) دقة وجله : أي صغيره وكبيره .
(73) جمع تحية وهي الملك والبقاء وقيل العظمة .
(74) هي الصلوات المعروفة وقيل الدعوات والتضرع .
(75) أي الكلمات الطيبات. ومعنى الحديث أن التحيات والصلوات والكلمات الطيبات مستحقة لله تعالى ولا تصح لغيره .
(76) المأثم : هو الأمر الذي يأثم به الإنسان، أو هو الإثم نفسه .
(77) المغرم : ويريد به الدين .
(78) أي من شر ما فعلت من السيئات .
(79) ومن شر ما لم أعمل : من الحسنات ، يعني : من شر تركي العمل بها .
(80) فتنة الدنيا: هو أن يبيع الآخرة بما في الدنيا من حال ومال .
(81) أي قال سبحان الله .
(82) أي قال الحمد لله .
(83) أي قال الله أكبر .
(84) داخل إزاره : أي طرفه .(1/297)
(85) التضوّر : هو التقلب من جنب إلى جنب أو من ظهر إلى بطن .
(86) أبوء : أي أقر وأعترف .
(87) أي فزعاتي التي تخيفني أي ارفع عني كل خوف يقلقني ويزعجني .
(88) أي مقاومين ولولا تسخير الله لنا هذا ما قدرنا عليه .
(89) أي صائرون إليه بعد مماتنا وإليه سيرنا الأكبر .
(90) أي العمل الصالح والخلق الحسن .
(91) أي المشقة والشدة .
(92) أي حزن المرء وما يسوؤه .
(93) يعني أن يعود فيرى ما يسوؤه في الأهل والمال .
(94) راجعون عن الغفلة .
(95) أسحر : جاء وقت السحر .
(96) أي شهد شاهد على حمدنا لله تعالى على نعمه وحسن بلائه .
(97) أي احفظنا وحُطنا ، واكلانا وأفضل علينا بجزيل نعمك واصرف عنا كل مكروه .
(98) عاد من سفره .
(99) هو المكان العالي .
(100) أخرجه البخاري (رقم : 6385).
(101) أخرجه البخاري (رقم : 443) ، ومسلم (رقم : 715) .
(102) أي على أفضل حظ ونصيب وطائر الإنسان : نصيبه .
(103) التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي .
(104) البخاري مع الفتح 3/476 ، والمراد بالشيء المحجن . انظر: البخاري مع الفتح 3/472 .
(105) أبو داود 2/179 وأحمد 3/411 والبغوي في شرح السنة 7/128، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود 1/354، والآية من سورة البقرة : 201 .
(106) الترمذي وحسنه الألباني في صحيح الترمذي 3/184، وفي الأحاديث الصحيحة 4/6.
(107) مسلم 2/891.
(108) البخاري مع الفتح 3/583 و3/584 وانظر لفظه هناك. والبخاري مع الفتح 3/581، ورواه مسلم أيضاً .
(109) من تحفة الأخيار للشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه .
(110) من حصن المسلم للشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني .
(111) أخرجه مسلم 1/288 .
(112) أبو داود 2/218 وأحمد 2/367، وصححه الألباني في صحيح أبي داود 2/383 .
(113) الترمذي 5/551 وغيره وانظر صحيح الجامع 3/25 وصحيح الترمذي 3/25 .
(114) النسائي والحاكم 2/421 ، وصححه الألباني في صحيح النسائي 1/274.(1/298)
(115) صحيح أبي داود 1/383 .
(116) الشيخ / محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ .
(117) من كلام الشيخ / عبد الله آل جار الله رحمه الله ، والدكتور / محمد البار .
* جمع وإعداد / علي بن حمران القحطاني .
(118) للشيخ / محمد صالح المنجد .
(119) إعداد القسم العلمي بدار الوطن .
(120) للشيخ / أبي بكر الجزائري .
(121) نقلاً عن مجلة الدعوة . ذات النطاقين .
(122) تنبيهات على أحكام تختص بالمؤمنات . للشيخ / صالح الفوزان ـ نفع الله بعلمه ـ .
??
??
??
??
14(1/299)