أحكام شعر الآدمي
المقدم:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أيها الإخوة والأخوات مرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج الراصد مع الشيخ محمد صالح المنجد
أهلا وسهلاً ومرحباً بكم يا شيخ محمد ؟
الشيخ محمد:
الله.يحييكم
المقدم:
حلقة هذا اليوم عن أحكام شعر الآدمي؟
يا شيخ محمد الآدمي منا سواء كان رجل أو أنثى ، لا شك أنه فيه شعر ، وهذا الشعر له أحكام في الشريعة الإسلامية ، سواء من ناحية الوجوب أو الفعل أو الترك أو السكوت عن هذا الأمر فلا شك أن الشريعة الإسلامية اهتمت بالمسلم من جميع نواحيه فلو قدمتم مزيد تفصيل يا شيخ محمد ؟
الشيخ محمد:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين ، وبعد .
فمن عظمة هذه الشريعة أنها شملت بأحكامها كل نواحي الحياة ، ما تركت شيئًا إلا ولها فيه أحكام ، وما كان ربك نسياً ، الله سبحانه وتعالى ليس بغافل وهو محيط بكل شيء ، وشرعه مبنيٌ على حكمته ، وهو الذي خلقنا ، وهو أعلم بما يصلحنا ? ألا يعلم من خلق ? وقد خلق الآدمي وللآدمي شعر من ذكر أو أنثى وهذا الشعر نعمة من الله ، نعمة جمال وكمال ، زين الله به الرجال ، وجمل به النساء ، ولذلك الأقرع مثلاً مبتلى ، يعني يعتبر أنه أصابه ابتلاء بهذا المرض الذي أذهب شعره ، كما دل حديث الأبرص والأقرع والأعمى ، فأعطي شعرًا حسنًا ، وكان ذلك عودة لهذه النعمة ، بعد أن سلبت ، الشعر هذا في الشريعة له أحكام ، ليتم الجمالُ ويزداد العبدُ بهاءً وهذه قضية الشعر قضية خطيرة ، اليوم لأن في التشبه الكفار ودخول أشياء يعني في هذا الموضوع مما تلاعب به الشيطان بخلقة الآدميين ? ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ? هناك أشياء كثيرة ، قصات، صيحات ، تقليعات ، نمص ، إلى آخره .
المقدم:(1/1)
طيب يا شيخ محمد نريد أن نتكلم بالذات عن شعر الرأس ، ما هي الأحكام الشرعية لشعر الرأس خصوصًا من ناحية الاهتمام به ؟
الشيخ محمد:
النبي ? كان يهتم بشعر رأسه « ومن كان له شعر فليكرمه » رواه أبو داود ، يعني فليزينه ولينظفه بالغسل والتدهين والترجيل ، ولا يتركه متفرقًا ، لأن النظافة وحسن المنظر ، قال رحمه الله يسن أن يرجل شعره ويسرحه ، والنبي ? كان يكرم شعره ، وقالت عائشة -رضي الله عنها- كنت أرجل رأس رسول الله ? وأنا حائض .
المقدم:
طيب يا شيخ محمد هل نلاحظ عمل اليمين واليسار في أعمالنا ، ويكون من التكريم هل يقال مثلاً أن يبدأ باليمين من رأس الإنسان في تسريح الشعر ؟
الشيخ محمد:
نعم ، لأن عائشة -رضي الله عنها – لما روت الحديث أنها كانت ترجل رأس النبي ? طبعًا هذا الحديث متفق عليه ، هي التي قالت أيضًا إن كان رسول الله ? ليحب التيمن في طهوره إذا تطهر ، وفي ترجله إذا ترجل ، وفي انتعاله إذا انتعل ، رواه البخاري ومسلم ، إذًا ، البدء بيمين الرأس مثلاً في تسريح الشعر ، ترجيل الشعر ، دهن الشعر ، هذه سنة ، كذلك في الحلاقة ، يبدأ بيمين الرأس ، تطويل الشعر ، قد يقول بعض الناس هذه سنة لأن النبي ? كان له شعر طويل ، فكان أحياناً يجاوز شحمة أذنيه إلى المنكب أو بينهما ، وفر جم جم ، فلذلك السؤال المهم هو هل تطويل شعر الرأس سنة يثاب عليها الإنسان .
المقدم:
للرجل ؟
الشيخ محمد:
إي طبعًا ، فالجواب أن هذه أمور العادات ، والنبي ? كان على عادة العرب في شعره ، ولم يجعل في تطويل الشعر أجرًا ، ولا في تقصيره إثماً طبعاً بالنسبة للرجل ، إلا أنه أمر بإكرامه ، لذلك تطويل الشعر ، مثل لبس العمامة ، مثل أكل القرع الدباء الذي كان يحبه النبي ? ، فهو كان يلبس العمامة ، لكن هل يقال لبس العمامة سنة يؤجر عليها الإنسان ، وأكل الدباء والقرع سنة يؤجر عليها الإنسان ونحو ذلك لا .
المقدم:(1/2)
إلا من ناحية التشبيه بالنبي ? يعني من زيادة محبته للرسول ? ؟
الشيخ محمد:
فهو يؤجر على زيادة المحبة ، يعني يؤجر إن كان على محبته ، وليس على هذا الفعل تأكيدًا ، فلذلك يرد على من يقول اليوم من الشباب لأنهم تلتبس عليهم القضية ، هم يفعلونه تشبهًا بالفساق الذين يطيلون شعورهم ، ويثار علامة يعني على بعضهم في هذا الزمان ، فلما يناقش الشاب يقول الرسول ? كان يطول شعره ، فنقول ، الرسول ? كان يعفي لحيته ، فهل أعفيت لحيتك ، النبي ? كان إزاره فوق كعبيه ، فهل إزارك فوق كعبيك ، وبنطلونك ، وثوبك فوق الكعبين ، فالعجب أنهم لما يحتجوا يقولوا الرسول ? كان له شعر طويل ، فنقول هذا ليس من سنن العبادة التي يتأسى به فيها على أنها سنة مستحبة يؤجر عليها الإنسان يعني ليست مثل التيمن التيمن سنة ، يعني استعمال اليمين ، ما هي عادة ، لا سنة ، أما إطالة الشعر ، فهذه جرى فيها على عادة قومه ، يعني على عادة العرب ، لأنهم كانوا يطيلون شعورهم ويهتمون بها ، فإذا صار في وقت ما تطويل الشعر سيما وعلامة للفاسقين مثلاً فلا يسلكه الشاب المسلم .
المقدم:
نعم أحسن الله إليك يا شيخ محمد هذا من ناحية الاهتمام بالشعر ، الرسول ? قال : « من كان له شعر » فهل يكون حلق الشعر إكرامه كذلك مستحب ؟
الشيخ محمد:
نعم طبعًا المسألة حلق شعر المولود في اليوم الثالث ، هذه سنة مستحبة ، وإماطة للأذى عن المولود ، لأنه قال : أميطوا عنه الأذى ، وهو هذا الشعر الذي ولد به ، وقال ? : « الغلام مرتهن بعقيقته يذبح عنه يوم السابع ويسمى ويحلق رأسه » فيستحب حلق شعر المولود يوم السابع ، والتصدق بوزنه ذهبًا أو فضة ، أو تقدير ذلك بالأوراق المالية ، يعني هو لم يزن لكن يقدره تقديرًا ، أو يزنه ويخرج مقابله أو مقداره أوراقاً صدقة .
المقدم:
يا شيخ محمد ماذا عن الأنثى ؟
الشيخ محمد:(1/3)
الأنثى لم يستحبوا بشأنها كالمولود الذكر ، فبعضهم قالوا يحلق شعر الأنثى أيضًا مثل ما يحلق شعر الذكر ، وكما يكون هنا أذى ، فهنا أذى أيضاً ، يعني إن الحكم سواء ، واحتجوا ببعض الآثار الواردة في قضية حلاقة شعر البنات ، عند الولادة ، ورد عن بعض السلف .
وقال آخرون : إن الحلق خاص بالذكر لقوله في الحديث : الغلام ، وذكر الحلاقة في حق الغلام ، وهذه جارية أنثى يعني ليست مثل الغلام ، فلذلك قالوا ليس سنة يعني في حق الأنثى مثل الذكر ، لكن لو أراد أهلها أن يحلقوا لها رأسها لا مانع ، لو دعت مصلحة إلى ذلك ، نصيحة طبية ، مثلاً إذا حلق يكون أنعم ، يكون أفضل ، تفتيح المسام أي يعني أي فائدة طبية يحلق في حال المولودة.
المقدم:
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد أريد أن أسالكم عن أحكام الحلق في الحج والعمرة ولكن نستأذنكم بهذا الفاصل أيها الإخوة والأخوات فاصل ثم نواصل
عودة مرة أخرى أيها الإخوة والأخوات ومع موضوع أحكام شعر الآدمي ، يا شيخ محمد تكلمتم إكرام الشعر ، وكذلك من ناحية الحلق حلق المولودة ، كذلك أحكام الحج والعمرة كذلك أليس لها أحكام معينة في الحلق ؟
الشيخ محمد:
بلى الذكر في الحج والعمرة يستحب له ويتأكد أن يحلق شعره بعد أداء الحج والعمرة ، أداء النسك والتحلل منهما ، وكذلك عند الإحصار إذا أحصر لقوله تعالى : ? وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ محله? طبعًا هذه الحلاقة من إزالة الشعر من أصله ، بالموسى أو بالشفرة ونحوها ، ولذلك يرجى أن يكون له بكل شعرة حسنة .
المقدم:
يا شيخ محمد سمعنا بعض الناس يقولون إن الرجل إذا كان أو الإنسان إذا كان كافر فأسلم أنه يلزمه حلق الشعر هل هذا الكلام صحيح ؟
الشيخ محمد:(1/4)
ورد عن النبي ? أن رجلاً جاءه فقال قد أسلمت فقال له النبي ? : « ألق عنك شعر الكفر » رواه أبو داود ، الآن حلق شعر هذا جاء على أمر نبوي ، لكن لاحظ أن الحديث فيه شعر الكفر ، فما معنى شعر الكفر هنا معنى ذلك أن بعض الكفار عندهم علامة في شعرهم ، تدل على دين ، يعني أن من دينهم عمل أشياء معينة في الشعر ، وهذا يختلف باختلاف الأديان ، فمثلاً كفرة الهند أو السيخ مثلاً على سبيل المثال ، لهم شأن معين من طقوس دينهم في شعرهم ، هذا الذي لدينه أثر في شعره ، بأن يجعله على هيئة معينة إذا أسلم يقال له ألق عنك شعر الكفر ، أما إذا كان الكافر دينه لا يجعله يعني مثلاً يقوم بعمل معين في شعره ، أو علامة معينة على دينه تعرف على شعره ، فهذا لا يلزمه ، ولذلك إذا كان هذا الشعر علامة مميزة على دين معين ، على كفر ، على ملة مخالفة للإسلام ، فإنه يزال عند الإسلام .
المقدم:
أحسن الله إليكم ، يا شيخ محمد حلق الرأس هل يكون في حالات ممنوع أو محرم ؟
الشيخ محمد:(1/5)
نعم يعني مثلاً ، أصلاً حلق الشعر ممكن يوصل للكفر ، ممكن يوصل للشرك أحياناً على نية الفاعل ، مثال ، كان الكفار يحلقون لأصنامهم ، وبعض المشركين ، في هذه الأمة ، من غلوهم بالمقبورين ، والموتى يقولون الأولياء ، ويذهبون إليهم ويتمسحون بقبورهم ويطوفون بها، وبعد ما يطوف بالقبر سبعة أشواط يحلق رأسه ، مثل ما يذهب للحج والعمرة ، يعني كما يعملون في تعظيم النسك والتواضع لله والخضوع في الحج والعمرة ، بحلق الرأس ، لأن حلق الرأس ترى فيه نوع تذلل ، فهؤلاء إذا طافوا بالقبر حلقوا شعورهم تذللاً للميت ، فهذا طبعًا شرك بالله عز وجل ، طبعًا في أحوال أخرى يكون بدعة يعني أقل من الشرك ، كحلقه على سبيل التدين والتعبد مثل فعل الخوارج ، قال النبي ? : « سيماهم التحليق » علامة الخوارج دائمًا يحلقون ، من غير حج ولا عمرة ، ولا حجامة ، يعني ما في سبب هو لو وجد سبب ما في مانع ، لكن يجي واحد دائمًا يحلق ويتقرب إلى الله بهذا نعم ، هذا فعل الخوارج ، سيماهم التحليق ، طبعًا ممكن يكون أيضًا بدعة ، مثل الذين يتوبون للناس ويوهمونهم بحلق شعورهم بعد التوبة يعني ورد في بعض أفعال الوعاظ يعني من الجهل ، تعال أنت الآن بكيت وندمت على ما كنت فيه من أمر الفواحش ، والآثام والكبائر والأشياء التي كنت تقترفها يلا روح اغتسل ، وتعال احلق شعرك ، طيب من الذي يعني ربط التوبة بحلق الشعر ، توبوا الناس وحلقوا شعرهم ففي بعضها بدع ، وقد يكون أحيانًا حلق الشعر حرام ، كحلقه في مصيبة ، مثل ما ورد في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم ، أن رسول الله ? برئ من الحالقة والصالقة ، والشاقة ، فالصالقة هي التي ترفع صوتها عند المصيبة ، والحالقة التي تحلق شعرها عند المصيبة ، أو تقطعه ، والشاقة التي تشق ثوبها عند المصيبة ، فإذن حلق أو تقطيع الشعر عند المصيبة هذا نوع نياحة واعتراض على القضاء والقدر .
المقدم:(1/6)
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد لكن بالنسبة للمرأة يعني حتى في حالة انعدام المصيبة ، لو المرأة اختارت هكذا موضة مثلاً ، أو اختيار أن تحلق شعرها ، هل يجوز لها ؟
الشيخ محمد:
لا هذا طبعًا نص العلماء على تحريمه ، قالوا لا يجوز للمرأة أن تحلق شعرها ، طبعًا هذا فيه تشبه أصلاً بالرجال ، ولذلك تجد الآن الغربيين ، أو أصحاب الفانكس ، والفرق هذه الضائعة المايعة عندهم قضية حلق شعر المرأة ، وعندهم مغنيات أو يعني من اللاتي يمثلن هذه التوجهات المنحرفة إما يقصر الشعر تقصيرًا شديدًا ، أو حلقه بالكلية ، أصلاً مما تلاعب به الشيطان في أبناء هذا الزمان وبناته الرسم على الرأس بعد حلقه ، يعني يحلق الشعر كله ، ثم يعملون أحيانًا وشم على الرأس أو رسمه ، رسمه واحدة مثلاً المرأة حالقة الشعر وراسمة عليه ييجي يرسم لها أشياء ، وبعضهم ممكن يرسم وجه على قفا الرأس من الخلف ، فإذا شفته ما تدري هذا وجهه ولا قفاه، تلاعب بهم الشيطان تلاعبًا عظيمًا ، طبعًا حلق المرأة شعرها تشبهاً بالرجل ، وتدخل في اللعن في هذه الحالة لقوله ? : « لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال » هذا واضح ، طبعًا لا يعني ذلك إن المرأة ممنوعة من تقصير الشعر ، بل يجوز لها أن تقصر شعرها بشرطين ، أن لا تتشبه بالرجال ، يعني ما يكون التقصير مبالغًا فيه ، ما يكون التقصير شديدًا جدًا، ولا يكون فيه تشبه بالكافرات ، يعني على مثلاً هيئة معينة ، قصة معينة تتميز بها الكافرات ، والدليل على إباحة تقصير النساء لشعورهن ، طبعًا بدون التشبه بالرجال ولا الكافرات ، ولا المبالغة في التقصير ، أن أزواج النبي? كن يأخذن من رءوسهن حتى تكون كالوفرة ، الوفرة ما يجاوز الأذنين من الشعر ، قال النووي رحمه الله فيه دليل على جواز تخفيف الشعور للنساء ، طبعًا بعض العلماء تشددوا في قضية المرأة تطول شعرها ما تقصر شعرها ، فهي تحرص يعني إذا قصرت يكون(1/7)
للحاجة ، وحتى بعضهم ربطوها بإذن الزوج ، يعني المتزوجة ما تقصر إلا بإذن زوجها ، لأنه قد يحب الشعر الطويل مثلاً.
المقدم:
طيب يا شيخ محمد عندما نتكلم عن التقصير طبعًا بالنسبة للرجال والنساء ، فيه ضوابط يعني مثلاً القزع ممنوع في الشريعة الإسلامية ، فما هو القزع وما هو الدليل على منعه؟
الشيخ محمد:
الدليل ما رواه البخاري رحمه الله أن رسول الله ? نهى عن القزع ، ما هو القزع عرفه الراوي قال : يحلق بعض رأس الصبي ويترك بعضٌ ، طبعًا هذا له صور ، فمثلاً حلق الجوانب وترك الوسط ، أو حلاقة المقدمة وترك المؤخرة ، أو حلاقة المؤخرة وترك المقدمة ، حلق أحد الجوانب ، مثلاً ، كل هذا من القزع ، وقد روى أبو داود عن ابن عمر أن النبي ? رأى صبيًا قد حلق بعض شعره ، وترك بعضه فنهاهم عن ذلك وقال : « احلقوه كله ، أو اتركوه كله » حديث صحيح ، ولذلك أجمع العلماء ، على المنع من القزع إلا إذا كان فيه سبب معين مثلاً المداواة ، يعني مثلاً يحتاج الرأس إلى خياطة ، يحتاج إلى حجامة ، يحتاج إلى عملية ، فهنا إزالة هذا الجزء يعني واحد عنده مثلاً نسأل الله العافية أصابه الجرح ، يحتاج إلى تخييط فيحلق مكان هذا يحلقون له ما حول الجرح للخياطة ، فلابد نعود صغارنا على يعني اتباع الشريعة .
المقدم:
يا شيخ محمد بعض الناس يقولون هذا في حق الحلق إنما التقصير يختلف أنا ممكن مثلاً على رقم واحد من هنا ، بس ما حلقت حلق على رقم واحد فقط ؟
الشيخ محمد:(1/8)
يقصر جدًا جدًا من هنا ويبقى هذا في وسط كالطاقية ، فاللي ينظر إليه يفكره لابس طاقية ، وهو لابس شعره أصلاً ما هو ، فهذا فيه تشبه ، فيه قصات الكابوريا والمارينز ، ترى هناك الحلاقة ما عادت ، الآن صارت صالونات كثير كثير منها يغشاها الجنس الثالث ، والمساجات المحرمة ، يعني شغالات في تلاعب بالشعر هيئات شيطانية ، فترى الواحد رأسه ، يعني كأنها رءوس الشياطين ، والنبي ? قال : « من تشبه بقوم فهو منهم » هذه تشبه الآن يدخل صالون الحلاقة يقول هات سولي فيرزاكسون الفرنسي كابوريا ، قصري لي كذا مارينز سبحان الله ، اللعب بالشعر الآن صار عصر اللعب بالشعر تلاعبات عجيبة هي .
المقدم:
طيب يا شيخ محمد أحسن الله إليكم ، غير بالنسبة لشعر الرأس غريرقضية الحلق إو إطالة الشعر أو دهنه ، طهارة شعر الرأس ، هل هناك أحكام فقهية متعلقة بهذا الأمر ومثلاً الإنسان لو مات هل شعره يكون طاهر ، أو إذا قص شعره ، هل الشعر المقصوص هذا يكون طاهر ولا غير طاهر ؟
الشيخ محمد:
شعر الآدمي طاهر ، سواء كان شعر الرأس أو غيره ، يعني حتى لو قال شعر العانة ، هل هو شعر نجس ، يعني في حد ذاته لا ، هو شعر أي شعر انفصل عن الجسم أو متصل بالجسم فهو شعر طاهر ، ما لم تعلق به نجاسة فيكون لشيء خارج ما هو لنفس الشعر ، إنه الشعرة هذه نفسها نجسة لا ، فإذاً شعر الآدمي سواء كان حيًا أو ميتًا متصلاً به أو منفصلاً عنه ، فهو طاهرٌ وقد قال تعالى : ? ولقد كرمنا بني آدم ? .
المقدم:
شيخ محمد ما حكم كف الشعر في الصلاة ؟
الشيخ محمد:(1/9)
كف الشعر منهي عنه مكروه ، وهو رض الشعر عكف الشعر هذا الكف قد ورد النهي كما جاء في حديث عبد الله بن عباس أنه رأى عبد الله بن الحارث يصلي ، ورأسه معكوف من وراءه ، فقام فجعل يحله ، فلما انصرف ، أقبل هذا الرجل على ابن عباس فقال مالك ورأسي فقال إني سمعت رسول الله ? يقول : « إنما مثل هذا مثل الذي يصلي وهو » فهو يعني الإنسان يترك شعره يسجد معه ما يجمعه يحبسه ، مثلاً ، أو يعني يجعله وراء مربوط بعض الشباب ترى تقليد الألعاب الإلكترونية ، ألعاب إلكترونية ، ومصارعات وأشياء يرونها في الشاشات ، يربط شعره من وراء ويعمل يعني ربطة بطريقة معينة ، طبعًا هو عاملها تشبهًا ، ويأثم على هذه النية ، لكن لو واحد ربطه بأي طريقه وما في تشبه يعني في الصلاة يحله ، نعم فربطه مكروه بس في الصلاة .
المقدم:
يا شيخ محمد وصل الشعر أو لبس الباروكة سواء للرجال أو للنساء ما حكمه ؟
الشيخ محمد:
طبعًا ربط هذا خاص بالرجال ، في قضية الشعر إنه يجعل شعره يسجد معه هذا للرجال ، لكن بالنسبة لقضية الباروكة طبعًا هي من وصل الشعر ، لأنك أنت تضيف إلى هذا الشعر ما ليس منه شعر آخر ، فالنبي ? لعن الواصلة والمستوصلة ، الواصلة هي الكوافيرة أو المزينة تصل الشعر بغيره ، المستوصلة التي تطلب ذلك ، الباروكة من هذا النوع ، بعض الأقواس التي تباع في السوق ، عليها أصلاً وتيرة شعر ، فتضيف إلى شعرها شعر آخر ، قد يحشى به مثلاً فهذه الأنواع إذاً لا خلاف أن الوصل هذا الوصل لا يجوز وهو محرم ، بعض العلماء استثنى لبس الباروكة للمرأة إذا سقط شعرها لمرض ، من باب ستر العورة ، لأن بعض والعياذ بالله علاجات السرطان تسقط الشعر بالكلية ، فالمرأة تتأذى ، يعني أن تظهر أمام الأخريات بلا شعر المنظر يكون غريب يؤذيها ذلك ، فرخص لها بعضهم في ذلك .
المقدم:
طيب يا شيخ محمد عملية زرع الشعر ما حكمها في الشريعة الإسلامية ؟.
الشيخ محمد:(1/10)
فصل شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله فقال : إذا كان الشعر المزروع شعرًا طبيعيًا ينموا فلا بأس بهذا ، لماذا قال هو من باب المداواة ، وكذلك الصلع الأصلع مثلاً ، إذا فعل هذه الزراعة للشعر الطبيعي الذي ينموا ، هذا من باب الرجوع إلى الأصل ، أما الشعر الصناعي تثبيت باروكة وفيها مشابك ومحابس وأشياء يعني بطريقة معينة ، فهذا من وصل الشعر المنهي عنه يعني هذا لا يجوز ، ثم عليه إشكالات يعني الآن مسح الرأس ، طيب الغسل للجنابة يحول بينه ، طيب العمرة والحج ، فتأتي عليه إشكالات ضخمة فما يزرع هذا أو ما يجعل هذا الشعر أصلا .
المقدم:
أحسن الله إليكم ، يا شيخ محمد أنتقل ا لآن إلى موضوع حساس نوعًا ما خصوصاً هذا الزمان الذي عمت به البلوى بحلق اللحية ، أحكام شعر اللحية بالذات بالنسبة للرجل ما حكمه؟
الشيخ محمد:
طبعاً قلت إنه حساس بسبب ليش هو المفروض يكون شيء طبيعي ، حتى العرب في الجاهلية يعني أبو جهل يعني له لحية ، ما كان أبو جهل وأبو لهب حليق ، فهذا الشيء يعني تكريم للرجل ، وزينة وهيبة ، ووقار ومن سيما الرجولة ، فلذلك اللحية في الإسلام ، هو قال الفطرة خمس ، يعني هو شيء من الفطرة أصلاً ، ما هو شيء هذا غريب أو عجيب أو إضافي ، لا هو الأصل كده هو الأصل أن الرجل له لحية ، فهذا من شعائر الإسلام ، ? ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ? النبي ? قال : « خالفوا المشركين وفروا اللحى ، وأحفوا الشوارب » وقال : « جزوا الشوارب وأرخوا اللحى » الجز هو الإنهاك الإضعاف التخفيف لعلنا طبعاً من الأحكام المتعلقة بالشعر ، يعني لو نفرد لها ذكرًا خاصاً نرجع لموضوع اللحية فقط ، قوله أرخوا اللحى ، وفروا اللحى ، اعفوا اللحى ، وأرجوا اللحى ، التكثير والترك تدور على هذه المعاني ألفاظ الأحاديث الواردة في اللحية ، وهي أوامر طبعًا .
المقدم:
بعض يقول في من الصحابة من حلقوا لحيته ؟
الشيخ محمد:(1/11)
أن نقول هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ، وين ، هذه قضية نتحدى عليها ، واحد يجيب لنا أثر أن صحابيًا صحيحاً طبعاً مو موضوع مكذوب ، يجيب لنا نص أن صحابي حلق لحيته ، هذا كلام ترى ما حصل ، لكن الأخذ منها إنه كان ابن عمر في الحج والعمرة ، إذا أخذ من شعره قبض على لحيته وأخذ ما زاد عن القبضة ، طيب ورد رأي صحابي واجتهاد صحابي ، لكن عن النبي ? ما ورد .
المقدم:
بعض الناس يا شيخ محمد إن هذه يقولون إنها ليست من أمور العبادات ، وإنها من الأمور وإن الأصل في الأشياء الإباحة ، وعمل الرسول ? للتحسين والتكميل ، وليس للإيجاب؟
الشيخ محمد:(1/12)
طيب معاملات معاملاتى مين مع مين ، هذي ترى لحيتك ، التعبد ما هو الآن يعني الحج والعمرة ، طيب لما واحد يروح يحلق رأسه في الحج والعمرة ، ما هو تعبد ، طيب الإعفاء يعني ترك الشعر أو أخذ الشعر ، هذه حالتان متقابلتان ، يعني هذه أحكام ، الآن مثلاً نتف الإبط طيب حلق العانة ، هذه إيش هي عبادة ولا لا ، يعني عبادة ، طيب ترك شعر الحاجب النمص حرام ، والمرأة لازم تترك الحاجب ، وما تنمص ، ترك الحاجب هذا إيش هو من الدين ولا عادات وتقاليد، طيب فإذا القضية هذا شعر الحاجب ما تقربه ، ما تلمسه ، وهذا الشعر في اللحية كذلك يترك ، الناس كونهم جروا على أشياء يعني عمت القضية ، لكن لازم نقول يا جماعة هذا هو الحكم الشرعي ، ما عليه المقصر يعني لعل الله يهديه ويعفي لحيته ويتشبه بالنبي ? النبي ? قال : « عليكم بسنتي » وقال : ? لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ? وأيضاً يقال : الدين ما هو كله اللحية ، في أشياء كثيرة جدًا بالإضافة للحية ،ونحن لما نأمر باللحية ، يعني ما هو هي القضية التي نحارب عليها فقط من أجل الدين ، طيب فيه ناس يحلقون لحاهم لكن أخلاقهم أحسن من بعض الملتحين وتعاملهم أحسن ، من بعض الملتحين ، ودينهم أحسن من بعض الملتحين ، ويقومون الليل أكثر من بعض الملتحين ويتصدقون أكثر ، والله عندهم لزام ، يعني ما هي المسألة هي اللي عليه هذه هي كل الدين ، لكن هذه علامة ، هذه فارق ، هذه سنة ، هذه من سنن الفطرة ، هذه أمر عليها النبي ? ، هذه عليها أجر ، فالمسلم حريص على الأجر ، سواء يعني الأجر يجيك من اللحية ، يجيك من الصدقة ، يجيك من الصلاة ، يجيك من بر الوالدين ، يجيك من شفاعة حسنة، أنت مسلم تبغى أجر من أي جهة تبغى أجر ، طبعاً اللحية هي الشعر النابت على الخدين والعارضين ، هذا اللحي العظم هذا الفك هذا اللحي ، الشعر النابت عليه وعلى الخد ، أما شعر الرقبة فليس من اللحية .
المقدم:(1/13)
طيب يا شيخ محمد أنتم قلتم إنها سنة يعني تقصد سنة مقابل البدعة ، ولا سنة مقابل مثل ؟
الشيخ محمد:
السنن أنواع ، فيه سنة واجبة وسنة مستحبة ، في سنة عارضة ، وسنة دائمة ، السنن أنواع، هذه سنة واجبة لأن الأوامر اللي فيها أرخوا ، وفروا ، اعفوا خالفوا المشركين ، خالفوا المجوس، هذه تفيد الوجوب .
المقدم:
طيب يا شيخ محمد بالنسبة للوضوء إذا رجل يتوضأ يغسل وجهه قبل اللحية ، ذكرتم تعريف لها هل يدخل في الوجه الذي يلزم غسل اللحية ، ولا كيف يتصرف عليها ؟
الشيخ محمد:
إذا كان الشعر خفيف يعني تظهر البشرة ، فيجب غسل الشعر والبشرة ، والماء يدخل لازم لأن هذه داخل في الوجه ، إذا كان الشعر كثيفاً فيكفي غسل ظاهر اللحية ، لأن الوجه كل ما واجه، ? فاغسلوا وجوهكم ? هذا كله داخل في الوجه ، ولكن النبي ? كان أيضًا يأخذ كفًا من ماء مع أنه كثيف اللحية فيدخله تحت حنكه، ويخلل به لحيته ، قال : « هكذا أمرني ربي »
المقدم:
يا شيخ محمد أحكام شعر الآدمي ما انتهت ، ولكن إذا كان عندكم نصيحة تقدمونها في نهاية البرنامج لأن وقت البرنامج قد انتهى ؟
الشيخ محمد:
طيب إذا في أشياء نجملها بسرعة ، بالنسبة لما يتعلق بالشعر من أحكام ، نتف الشيب ، الشيب هذا نور يوم القيامة ، لأن من شاب شيبة في الإسلام ، نور على الصراط ، نور يحتاجه المرء في ظلمات الآخرة ، فلذلك ما ينتف لكن يجوز أن نصبغه .
النمص للمرأة من الكبائر لأن عليه لعن ، ولا يجوز والآن الشيطان لعب بهن وصار تشيلها وترسم بدالها ، وتحط ليزر ، وتنتف وتقص ، فهذا كله طبعًا لا يجوز إلا إذا كان نبت للمرأة شعر غير طبيعي يعني مثلاً وصل الحاجب بالرأس شعر ممكن تزيله ، بين الحاجبين ، القفلة ، ليست من هذا الحاجب ولا من هذا الحاجب يجوز إزالته .
لو نبت لها لحية أو شارب كذلك .
وأيضًا لو نزل شعر على العين وآذى ممكن قصه مثلاً .(1/14)
كذلك الحواجب الاصطناعية هذه من وصل الشعر لا تفعل ،وكذلك الرموش الاصطناعية تركب كذلك لا تفعل ، لأنهم حطوا خلاص عدسات اصطناعية ورموش اصطناعية ، حواجب اصطناعية ، إيش باقي في المرأة من الطبيعة .
طبعًا كذلك الشارب بالنسبة حف الشارب واحد يقص ما طال عن الشفة ما نزل عن الشفة ، بحيث يبدو إطار الشفة ، ويخفف الشارب يعني ما يخليه كثيف ، هذا صحيًا ، لأن بعض الناس إذا شرب شَرب معه شاربه ، وقص ما طال عن الشفة وتخفيفه ، أما الحلق بالكلية ما ورد، يعني ورد جزوا الشوارب أنهكوا الشوارب ، هذا من التخفيف يعني .
كذلك بالنسبة لموضوع الإبط النتف ، ولو حلقه أو أخذه بمرهم أو كذا يجوز لكن النتف لأنه يضعف المحل فتصير الغدد العرقية عرق يصير أخف .
شعر العانة ، الاستحداد يحلقه بالموس هذا الأفضل لكن لو أخذه بأي طريقة أخرى لا بأس.
الشعر الذي كان على الدبر إذا كان تعلق به النجاسة ما يتمكن من إزالتها إلا بحلقه يحلقه.
الشعر اللي على الأنثيين وبين الفخذين مثلاً لو أراد أخذه فلا مانع من ذلك .
المهم لا يطول شعر العانة اللي هو الشعر الذي في القبل ، اللي هو الواجب أخذه يعني أكثر من أربعين يوم ، الحد الأعلى أربعين يوم ، ويتعاهده باستمرار ، طبعًا بعض الناس يقول إزالة الشعر بالليزر ، فطبعاً نلتزم بأشياء إنه ما يكون ضرر على الجلد ، وما يكون فيه كشف للعورات المغلظة يعني أحياناً إلا في ضرورة كمثلاً شعر الكبير في السن إذا ما استطاع ما يحلق بنفسه لعجزه وكبر سنه فيجوز أن يحلق له ،
والشعر عموماً ثلاث أنواع :
شعر جاء الأمر بإزالته ، مثل شعر الإبط ، ,العانة ، وقص الشارب .
شعر جاء الأمر بإبقاءه ، مثل شعر اللحية للرجل ، والحاجب ، كذلك المرأة الحاجب .
شعر مسكوت عنه مثل الذراعين والظهر والبطن ، فهذا لو أزاله أو أبقاه فإنه لا حرج عليه في ذلك وما كان ربك نسياً .
المقدم:(1/15)
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد على ما قدمتم في هذه الحلقة وبارك الله شكراً على ما قدمتم وشكراً لكم أنتم أيها الإخوة والأخوات المشاهدين والمشاهدات على حسن متابعتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/16)