الزيادة من الحروف في القرآن الكريم
فريدة رحمن(1)
Abstrak
... Tulisan ini membahas masalah al-ziyadah (pengimbuhan) dalam al-Qur’an menurut tata bahasa Arab, diawali dengan pengertian al-ziyadah, dan perbedaan para sarjana bahasa Arab tentang adanya al-ziyadah dan tidak adanya al-ziyadah dalam al-Qur’an, serta faedah menggunakan uslub al-ziyadah dalam bahasa Arab dan dalam al-Qur’an.
... Di samping itu juga tulisan ini memuat lafaz-lafaz huruf yang mengandung makna al-ziyadah, baik dalam uslub bahasa Arab secara umum, maupun dalam uslub al-Qur’an secara husus. Terdapatnya uslub al-ziyadah dalam al-Qur’an tidak akan memberikan konotasi yang kontradiksi dengan fi’lullah, karena uslub al-ziyadah tidak dipergunakan dalam bahasa Arab dan dalam al-Qur’an kecuali disertai dengan tujuan dan faedah lafziyyah dan maknawiyah.
... انطلاقا من السؤال الذي يقول: هل في القرآن الكريم زيادة ؟ هل هذه لا تتناقض مع فعل الحكيم ؟
... وبعد، وقبل المضي إلى أبعد من هذا فمن الأولى أن نتبع أولا آراء النحاة الذين بذلوا جهدا مشكورا في سبيل توضيح هذه المسألة ذات الأهمية ، و علاجها من الناحية النحوية و اللغوية حتى يستقر في نفوسنا مفهوم الزيادة في اللغة العربية بوجه عام ، وفي الآيات القرآنية بوجه خاص.
... في الآيات القرآنية اتضح أساليبا قرآنية تتخلل فيها الزوائد الكثيرة ، و هذه الزوائد تارة تكون حروفا و أحيانا تكون أسماء ، وأخرى تكون أفعالا . و محور بحثنا هو الحروف . لا ، الأسماء ، ولا الأفعال . ...
وإليكم فيما يلي ما نستطيع أن نقول به حول هذا الموضوع الشيق متوجهين إلى المولى سبحانه و تعالى ، سائلين التوفيق فيما نسعى إلى الموصول في بحثنا هذا.
تعريف الزيادة
__________
(1) Dosen Jurusan Sastra Asia Barat Fakultas Sastra UNHAS(1/1)
... الزيادة كما قال السيوطي (1984: 247) هي: " أن يكون دخولها كخروجها من غير إحداث معنى ". وقال ابن يعيش: " وقد أنكر بعضهم وقوع الأحرف زوائد لغير معنى ، لأنه إذ ذاك يكون كالعبث ، و ليس يخلوا إنكارهم لذلك من أنهم لم يجدوه في اللغة ، أو لما ذكروه من المعنى ، فإن كان الأول فقد جاء منه في التنزيل والشعر مالا يحصى . وإن كان الثاني فليس كما ظنوه ، لأن قولنا " زائد " ليس المراد أنه دخل لغير معنى البتة ، بل زيد لضرب من التأكيد ، و التأكيد معنى صحيح " (السيوطي ، 1984: 247)
الخلاف في تسمية الزيادة.
... قال ابن يعيش في كتاب شرح المفصل: " الزيادة و الإلغاء من عبارات البصريين ، و الصلة و الحشو من عبارات الكوفيين (السيوطي ، 1984: 248)
... وقال السخاوي من النحاة من قال في هذه الحروف إذا جاءت صلة ، لأنها قد وصل بها ما قبلها من الكلام . ومنهم من يقول : زائدة ، و منهم من يقول: لغو ، و منهم من يقول: توكيد. و أبى بعضهم إلا هذا ، ولم يجز فيها أن يقال صلة ولا لغو ، لئلا يظن أنها دخلت لا لمعنى البتة . (السيوطي ، 1984: 247)
وقال ابن الحاجب في كتاب شرح المفصل: " حروف الزيادة سميت حروف الصلة ، لأنها يتوصل بها إلى زنة أو إعراب لم يكن عند حذفها .
وقال الأندلس في كتاب شرح المفصل " أكثر ما تقع الصلة في ألفاظ الكوفيين ، ومعناه أنه حروف يصل به كلامه ، و ليس بركن في الجملة ولا في استقلاله المعنى . (السيوطي ، 1984: 248)
الغرض من إتيان الزيادة في الكلام
وقال الأندلس: والغرض بزيادة هذه الحروف عند سيبويه " التأكيد " قال عند ذكره: " فبما نقضهم – ( النساء: 155) – فهي لغو في أنها لم تحدث ، إذ جاءت شيئا لم يكن قبل أن تجيء من العمل و هو توكيد الكلام . (السيوطي ، 1984: 248)(1/2)
وقال السيوطي: قيل: إنما سميت زائدة ، لأنها لا تتغير بها أصل المعنى ، بل لا يزيد بسببها إلا تأكيد المعنى الثابت و تقويته ، فكأنها لم تفد شيئا لما لم تغاير فائدته العارضة الفائدة الحاصلة قبلها (السيوطي ، 1984: 249)
ثم قال السيوطي (1984،1:249-250) : وأما الفائدة اللفظية فهي تزيين اللفظ ، و كونه بزيادتها أفصح ، أو كون الكلمة أو الكلام بسببها مهيئا لاستقامة وزن الشعر أو حسن السجع أو غير ذلك من الفوائد اللفظية ، ولا يجوز خلوها من الفوائد اللفظية و المعنوية معا ، و إلا لعدت عبثا ، ولا يحوز ذاك في الكلام الفصحاء ، ولا سيما كلام الباري تعالى و أنبيائه عليهم الصلاة و السلام .
الزائدة في الآيات القرآنية
... بالاستقراء و التتبع في الآيات القرآنية اتضح لنا وضوحا لا غيار فيها بورود أساليب قرآنية تتخلل فيها الزوائد الكثيرة ، و هذه الزوائد تارة تكون حروفا و أحيانا تكون أسماء ، وأخرى تكون أفعالا . فالأسماء في قوله تعالى (( ويبقى وجه ربك )) ، أي ربّك. فالأفعال ... .. ( السيوطي ، 1987/ 1: 332 ) و محور بحثنا هي الحروف . لا ، الأسماء ، ولا الأفعال .فيما يلي نذكرها على حسب الترتيب الأبجدي بدءا من :
" أَنْ ، الباء ، الفاء ، الكاف ، اللام ، لا(النافية) ، ما ، مِنْ ، ثم الواو "
1 – " أَنْ " المفتوحة الخفيفة .
... تقع زائدة في أربعة مواضع:
أحدها: وهو الأكثر، وذاك إذا وقعت بعد لمَّا " التوقيتية ، كقوله تعالى (( ولمّا أَنْ جاءت
رسلنا لوطا سيء بهم )) – العنكبوت / 23.
الثاني: أن تقع بين " لَوْ " و فعل القسم، كقوله زهير بن علي:
فأُقسم أَنْ لو التقينا و أنتم # لكان لكم يوم من الشر مظلمُ
الثالث: وهو نادر ، و ذلك أن تقع بين الكاف و محفوضها، كقول أرقم اليشكري:
و يوماً تُوافينا بوجه مقسمٍ # كأنْ ظِبْيةٍ تعْطُوْ إلى وارِقِ السَّلَم
الرابع: بعد " إذا " كقول أوس بن حجر:(1/3)
فأَمهله حتى إذا أَنْ كأنهُ # مُعاطِي يدٍ في لُجَّةِ الماء غامِرُ .
( ابن هشام ، 1972: 50-51) .
... و زعم الأخفش أنها من الزائدة في قوله تعالى ( وما لنا أن لا نتوكل على الله ) – إبراهيم / 12 - . وكذلك في قوله تعالى (( وما لنا أن نقاتل في سبيل الله )) – البقرة ، 246 – و قوله تعالى (( فلما أن جاء البشير )) – يوسف ، 96 – و قوله تعالى (( وما لهم أن لا يعذبهم الله )) الأنفال ، 34. ( الورد، 1975: 226 )
2 - " الباء "
... وهي تقع زائدة في ستة مواضع :
أولا: في الفاعل: " كَفَى " بقوله تعالى (( كفى بالله شهيدا )) الرعد / 43 .
... و مما يدل على زيادة " الباء " في " كَفَى " ورودها بدون الباء في فاعلها ، كقوله تعالى (( وكفى الله المؤمنين القتال )) – الأحزاب/ 25- وقوله تعالى (( فسييكفيكهم الله )) – البقرة/ 137.
ثانيا: في المفعول: كما في قوله تعالى (( و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )) – البقرة/ 195- و قوله تعالى (( و هزي إليك بجزع النحلة )) – مريم/ 25.
ثالثا: في المبتدأ: كقوله تعالى (( بأيكم المفتون )) – القلم/ 6.
رابعا: في الخبر: كما في قوله تعالى (( وما الله بغافل )) – البقرة/ 74- و قوله تعالى (( وما ربك بظلام للعبيد )) – فصلت/ 46 .
خامسا: في الحال المنفي عاملها: إلا أنها لم نعثر على مثال من الآيات القرآنية.
سادسا: في التوكيد بالنفس و العين، كما في قوله تعالى (( يتربصن بأنفسهن )) – البقرة/ 228 (ابن هشام ، 1972، /1: 144).
3 - " الفاء "(1/4)
... وأنكر سيبويه زيادتها، وأجتاز الأخفش زيادتها في الخبر مطلقا، كقولهم: أخوك فوُجد ، أي أخوك وجد . وأحاز الفراء بشرط كون الخبر أمرا أو نهيا، و كذلك الزجاج، و ذلك في قوله تعالى ((هذا فليذوقوه حميم و غساق )) ص/ 57 (المرادي، 1983: 73) ، و أيضا في قوله تعالى (( رب السموات و الأرض وما بينهما فاعبده )) – مريم/ 65 – وقوله تعالى (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى و الفرقان، فمن شهد منكم الشهر )) – البقرة/ 185 . و كذلك من الزائدة عند ابن هشام ( 1972، /1: 219-221 )). قوله تعالى (( إنا أعطيناك الكوثر، فصل لربك )) – الكوثر/ 1-2 .
4 – " الكاف "
... وتقع زائدة ( الورد ، 1975: 235 ) . في قوله تعالى (( أو كالذي مر على قرية و هي خاوية على عروشها )) – البقرة/ 259 – فالتقدير: (( ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أو الذي مر على قرية )) . و كذاك في قوله تعالى (( ليس كمثله شيء )) – الشورى/ 11. و المعنى : (( ليس مثله شيء )) ، لأنه ليس لله مثل . وفي الحديث " يكفي كالوجه و الكفين " أي يكفي الوجه و الكفان . ومن زيادتها قوله تعالى (( حور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون )) -الواقعة / 22-23 ( المرادي ، 1983: 87 ) .
5 – " اللام "
... اللام الزائدة هي التي تقع توكيدا ، و هي أنواع، منها:
أ – اللام المسماة لام التقوية ، وهي المزيدة لتقوية عامل ضعف:
1- إما بتأخره ، نحو قوله تعالى (( هدى و رحمة للذين هم لربهم يرهبون )) . الأعراف/ 154- و قوله تعالى (( إن كنتم للرؤيا تعبرون )) – يوسف / 43 .
2- أو يكونه فرعا في العمل ، نحو قوله تعالى (( و مصدقا لما معهم )) – البقرة/ 91 – و قوله تعالى (( نزاعة لشوى )) – المعارج/ 16- و منه قوله تعالى (( إن هذا عدو لك و لزوجك )) طه/ 117. (ابن هشام ، 1972، /1: 284).(1/5)
و عدّ الأخفش لازما زائدة ، في قوله تعالى (( قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها و أزواج مطهرة ورضوان من الله، و الله بصير بالعباد )) – آل عمران/ 15 (عبد الأمير محمد، 1975: 236) .
ويرى أبو علي الفارسي من الزائدة في قراءة من قرأ : (( و لكل وجهة هو موليها )) - البقرة / 148 . بإضافة " كل " ، و إن المعنى : الله مولَّ كلّ ذي وجهة وجهته ((المرادي، 1983: 106)
6 – " لا " النافية .
... و تقع " لا " زائدة إذا وقعت معترضة بين الجار ومجروره ، كقوله: جئت بلا زاد، و غضبت من لا شيء. و بين الناصب و منصوبه، كقوله تعالى (( لئلا يكون للناس )) – البقرة/ 150، و النساء/ 165_ وبين الجازم و مجزومه، كقوله تعالى (( إن لا تفعلون تكن فتنة في الأرض و فساد كبير ))- الأنفال/ 72-وهذا عند الكوفيين و غيرهم براها حرفا غير زائدة . (ابن هشام ، 1972، /1: 322).
إلا أن الأخفش وافق على رأي الكوفيين في جواز زيادة " لا " لورودها في الآيات القرآنية ، كقوله تعالى (( ولا تستوي الحسنة و السيئة )) – فصلت/ 34- و التقدير: لا تستوي الحسنة و السيئة . و كذا في قوله تعالى (( لئلا يعلم أهل الكتاب )) – الحديد/ 29- و قوله تعالى (( ما منعك ألا تسجد )) – الأعراف/ 12 – أي ما منعك أن تسجد . (عبد الأمير محمد، 1975: 236) .
7 - " مَا "
... و هي تقع زائدة عند الأخفش في ثلاثة مواضع:
أ – بعد حرف الجر: مثل قوله تعالى (( فبما رحمة من الله )) – آل عمران/ 159- و قوله تعالى (( فبما نقضهم ميثاقهم )) – النساء/ 155.
ب – بعد حرف الجزم ، مثل قوله تعالى (( أيًاما تدعوا )) – الإسراء/ 110- أيًا تدعوا.
جـ – بعد المفعول به ، كما في قوله تعالى (( مثلا ما بعوضة )) – البقرة/ 26- ، لأن " ما " زائدة في الكلام ، و إنما هو: إن الله لا يستحي أن يضرب بعوضة مثلا "" . ( الورد ، 1975: 238 )(1/6)
... ... و قد فصل ابن هشام (1972: 407-410) عن " ما " الزائدة فقال: و هي نوعان: كافة ، و غير كافة.
... و الكافة ثلاثة أنواع:
أ – الكافة عن عمل الرفع ، ولا تتصل إلا بثلاثة أفعال: قلَّ ، و كثر ، و طال. و لم يأت ابن هشام بمثال من الآيات القرآنية.
ب- الكافة عن عمل النصب و الرفع، و هي المتصلة بـ " إنَّ " و أخواتها، مثل قوله تعالى (( إنما الله إله واحد )) – النساء/ 170. وقوله تعالى (( كأنما يساقون إلى الموت ))- الأنفال/6. إنما حرم عليكم الميتة )) – البقرة/ 173.
حـ- الكافة عن عمل الجر . وهذه يتصل بأحرف، و ظروف.
فالأحرف :
(1) - بعد " ربَّ " كقوله تعالى (( ربما يود الذين كفروا )) – الحجر/ 2.
(2) – بعد " الكاف " كقوله تعالى (( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة )) - الأعراف/ 137.
(3) - بعد " الباء" لم يأت ابن هشام بمثال من الآيات القرآنية .
(4) - بعد " من" و لم يأت أيضا ابن هشام بمثال من الآيات القرآنية.
وأما الظروف فكما يأتي:
(1) - بعد " بعد "
(2) - بعد " بين "
(3) - بعد " حيث "
(4) - بعد " إذْ "
لم يأت ابن هشام بمثال من الآيات القرآنية.
(ابن هشام ، 1972، /1: 407-410).
8 - " مِنْ "
... " مِنْ " الزائدة تفيد العموم ، نحو قولهم: ما جاءني من أحد أو من ديار، فإن " أحدا " و " ديارا " صيغتا عموم .
... و شروط زيادتها ثلاثة:
1) تقدم نفي أو نهي أو استفهام بـ "هل " كقوله تعالى (( وما تسقط من ورقة إلا يعلمها )) – الأنعام/ 5 – و قوله تعالى (( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت )) – الملك/ 3 – و قوله تعالى ( فارجع البصر هل ترى من فطور )) – الملك/3- وقوله تعالى (( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه )) – الأحزاب/ 4 - .
2) تنكير مجرورها .
3) كونه فاعلا أو مفعولا به أو مبتدأ . (ابن هشام ، 1972، /1: 425).(1/7)
وذكر ابن هشام ( 1972: 428 ) أن الكوفيين و الكسائي و الفارسي و ابن جني لم يشترطوا في زيادة " من " النفي و الاستفهام بدليل ورودها على ذلك في الآيات القرآنية و الحديث النبوي و الشعر و كلام العرب .
و استدل الكوفيون بقولهم: قد كان من مطر . والفارسي في قوله تعالى (( و ينزل من السماء من جبال فيها من برد )) – النور/ 43 - . و الكسائي بحديث الرسول صلي الله عليه و سلم: " إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون " وأما ابن جني فبقراءة بعضهم : (( لما أتيتكم من كتاب و حكمة )) – آل عمران/ 81- لتشديد " لمَّا " وقال أصله: لمن ما ، ثم أدغم ، ثم حذفت ميم من .
ورأي الزمحشري جواز زيادة " من " مع المعرفة بدليل قوله تعالى (( وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين )) – يس/ 28 . (ابن هشام ، 1972، /1: 428).
ومن الآيات القرآنية التي استدل بها الأخفش على عدم اشتراط زيادة " مِنْ " بالشروط الثلاثة السابقة قوله تعالى (( و لقد جاءك من نبأ المرسلين )) – الأنعام/34 . وقوله تعالى (( ليغفر لكم من ذنوبكم )) – إبراهيم/ 10 . وقوله تعالى (( يحلون فيها من أساور من ذهب )) – الكهف/ 31. وقوله تعالى (( و يكفر عنكم من سيئاتكم )) – البقرة/ 271 " . ( الورد، 1975: 241).
9 – " الواو "
... أثبت الكوفيون و الأخفش و جماعة ، و ذلك في قوله تعالى (( حتى إذا جاؤوها و فتحت أبوابها )) – الزمر/ 71 . بدليل الآية الأخرى و هي (( وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها )) – الزمر / 71. و قوله تعالى (( فلما أسلما و تلَّه للجبين و ناديناه )) – الصافات – 103 . الأولى أو الثانية زائدة على القول الأول ( ابن هشام- 1972، 1: 473 – 474) ، (المرادي، 1983: 166) .(1/8)
... ومن الآيات القرآنية التي فيها زيدت الواو قوله تعالى (حتى إذا فتحت يأجوج و مأجوج و هم من كل حدب ينسلون ، و اقترب الوعد الحق ) - الأنبياء/ 96-97. فالواو زائدة ، لأن التقدير فيه : اقترب . وقوله تعالى (( إذا السماء انشقت و أذنت لربها و حقت ، و إذا الأرض ودت و ألقت ما فيها و تخلت ، و أذنت لربها و حقت )) – الانشقاق/ 1-5 . و التقدير فيه : أذنت ، لأنه جواب " إذا " ( الأنباري، 1953، 1: 268-270) .
...
الخلاصة
بعد العرض السريع حول الحديث عن الزيادة بطريق التتبع و الاستقراء في كلام العرب بوجه عام ، و في الآيات القرآنية بوجه خاص، وصلنا إلى نهاية المطاف فنقول: " إن الزيادة مطردة في كلام العرب ، وواردة في الأحاديث النبوية و مستعملة في أساليب القرآنية الكريم. وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن الزيادة لا تتناقض مع فعل الحكيم ، إذ ليس المراد بالزيادة اللغو و العبث، بل العكس من ذلك ، لأنه الزيادة في الأساليب العربية لا تدخل فيها إلا للفوائد اللفظية و المعنوية معا ، مثل التوكيد و تقوية المعنى ، و استقامة النظم و السجع و غيرها من تزيين الكلام .
و هذا بعض ما نستطيع أن نقول حول الزيادة في القرآن الكريم ، و إن أصبت فمن الله العزيز الحكيم ، و إن أخطأت فمن نفسي ، إن أريد إلا الإصلاح ، و ما توفيقي إلا بالله ، و عليه توكلت ، و إليه أنيب .
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
المراجع
ابن هشام ، جمال الدين الأنصاري. 1972. مغني اللبيب عن كتب الأغاريب. تحقيق الدكتور مازن مبارك . محمد علي حمد الله. الطبعة الثالثة. بيروت: دار الفكر.
ابن يعيش، أبو البقاء موفق الدين علي. دوت . شرح المفصل لابن يعيش .
القاهرة . مصر: الطباعة المنبرية .
الأشموني، نور الدين علي بن محمد بن عيسى من يوسف. د.ت . شرح الأشموني. القاهرة: دار حياء الكتب العربية.(1/9)
الأنباري، كمال الدين أبو البركات عبد الرحمن بن أبي سعيد. 1953. الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو بين البصريين و الكوفيين. الطبعة الثانية . القاهرة: مصر.
السيوطي، جلال الدين. 1984. الأشباه و النظائر في النحو . الطبعة الأولى. بيروت: لبنان: دار الكتب العلمية.
_____، د.ت. المزهر في علوم اللغة و أنواعها. تحقيق محمد أحمد جاد المولى و زملاءه . الجزء 1 - 2 . القاهرة: دار إحياء الكتب العربية .
شاهين، توفيق محمد. 1980. عوامل تنمية اللغة العربية. القاهرة: مكتبة وهبة.
عطا، دياب عبد الجواد ، د.ت. حروف المعاني و علاقتها بالحكم الشرعي . القاهرة: دار المناف.
عمر، أحمد مختار. 1988. البحث اللغوي عند العرب مع دراسة لقضية التأثير و التأثر. الطبعة السادسة. القاهرة: عالم الكتب.
الورد، عبد الأمير محمد أمين. 1975. منهج الأخفش في الدراسة النحوية. الطبعة الأولى. بيروت: مؤسسة الأعلى.
...(1/10)