(الرد على الخرافيين)
فضائح الصوفية
فضيلة الشيخ د. سفر بن عبدالرحمن الحوالي
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الدراسة هي للشيخ الدكتور سفر الحوالي. وهي عبارة عن تفريغ لخمسة أشرطة له يتحدث فيها عن الصوفية وحقيقتها ويرد فيها على بعض علماءهم في الوقت الحاضر مثل علوي مالكي من بلاد الحرمين والرفاعي من الكويت وغيرهم. الجدير بالذكر أن هذه الدراسة كانت عباره عن جواب لسائل من أمريكا استفسر عن الصوفية وعن عقيدتهم ورد عليه الشيخ بخمسة أشرطة شخصية كان الشيخ يخاطب فيها السائل مباشرة. وتعتبر هذه الأشرطة هي من أوائل انتاجات الشيخ قبل أكثر من 15 سنة مضت وتعتبر أيضاً انطلاقته الحقيقية في مجال الدعوة. وموقع السنة قام بالحصول على هذه المادة و التلكف بطباعتها على شكل نصوص وفاءً منا لعلمائنا وتوصيلاً لعلمهم وإنشاء الله سوف يقوم موقع السنة بطبع ما يستطيع من كتب ودراسات العلماء على شكل نصوص نشراً للعلم.
بسم الله الرحمن الرحيم(1/1)
الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد أخي العزيز - وصلتني رسالتكم والحمد لله أنكم متمتعون بالصحة الجيدة وأنكم مستمرون في الدراسة ، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعينكم ، وأن تعودوا إلى أهلكم وبلادكم وأنتم في أحسن حال. والذي دفعني إلى هذه الرسالة الشفوية إليكم هو ما كتبتم لي من السؤال عن ما وقع عندنا هنا في المملكة من فتنة أثارها المدعو (محمد علوى مالكي) وتقول لي أن "حوار مع المالكي" الذي آلفه الشيخ عبدالله بن سليمان بن منيع وصلكم وقد استفدتم منه وتعجبتم أو بتعبيركم ذهلتم من هذه الأمور وهذه الشركيات وهذه المنكرات ، وكيف أن هذا الرجل يرتكبها - ولكن كما تقولون وصلكم كتاب بل بالأحرى عدة كتب أهمها كتاب "الرد على بن منيع" الذي آلفه يوسف هاشم الرفاعي الكويتي ، وتقول أنه وصلكم أخيراً كتابان ألف أحدهما رجلُ من البحرين سماه "أعلام النيل " والثاني آلفه اثنان من المغاربه وسمياه (التحذير من الاعتراض بما جاء في كتاب الحوار) - وتطلب مني باعتباري متخصصاً ومقيماً هنا في البلاد بأن أكتب إليك مرئياتي عن هذا الموضوع وعن حقيقة الخلاف بيننا وبين الصوفية ، وهل الصوفية تعتبر هي أهل السنة والجماعة كما يزعم هؤلاء ؟ وبقية الأسئلة التي إنشاء الله سآتي عليها من خلال هذه الرسالة . فأنا يا أخي أعتذر لك عن الكتابة لأن مطلبك هذا الذي طلبته أن أكتب يحتاج إلى رسالة أخرى عن التصوف وعن نشأته وعن الخلاف بيننا وبين الصوفية وهل الصوفية تعتبر هي أهل السنة والجماعة كما يزعم هؤلاء ؟ وبقية الأسئلة التي إن شاء الله سآتي عليها من خلال هذه الرسالة . فأنا يا أخي أعتذر لك عن الكتابة لأن مطلبك هذا الذي طلبته أن أكتب يحتاج إلى رسالة ، وكما تعلم أنني مشغول جداً برسالتي التي أحضرها الآن ، فكيف أستطيع أ ن أكتب لك رسالة أخرى عن التصوف ونشأته وعن الخلاف بيننا وبين أهله .(1/2)
هذا كلام طويل جداً ونحن أحوج ما نكون إلى المنهج العلمي التفصيلي الذي ينبني على الأدلة والذي يتثبت والذي ينقل من كتب هؤلاء القوم ويتتبع أصول هذه الفرق جميعاً ليرد عليها رداً علمياً صحيحاً سليماً وهذا يتطلب جهداً كبيراً , و أن مجرد خطبة عابرة أو نقدْ عابر فهذا من الممكن أن يكون في وريقات لكن الذي أراه أننا نحن أمام هجمة صوفية شديدة .
و كما ذكرتم لي سابقاً عندكم في أمريكا تلاحظون أن التصوف بدأ ينتشر وبدأ كمحاولة للصد عن سبيل الله تعالي ! أي أن الأمريكي الذي يريد الدخول في الإسلام يقال له أدخل في هذا الدين فيدخل في التصوف فيحرم المسلمون منه وربما ينشرون كما حدثتني عن بعضهم لأنه إذا رأى ما في التصوف من الخرافات
ينفر من الإسلام نهائياً وينفر غيره ، ويقول لهم خرافات النصرانية أخف من خرافات الإسلام ، وهذا والعياذ بالله من صور الصد عن سبيل الله .
ولاشك يا أخي لدي أن وراء ذلك مؤامرات يحيكها أعداء الإسلام من اليهود والنصارى مستغلين هؤلاء الصوفية الذين كثير منهم زنادقة متسترون يريدون هدم الإسلام من الداخل ، وعندما أقول ذلك لا تفهم مني أنني أقول أن كل من يحضر المولد زنديق ، أو كل من يحب الطرق الصوفية زنديق .
ليس هذا هو المقصود .. المخدوعون .. بالدعوات ، ولكن نحن لا نتحدث عن التصوف كفكرة وكعقيدة لها جذوره القديمة ، ولها فلسفاتها المستقلة .. ونتحدث كيف دخلت في الإسلام ، وكيف خدع بها أكثر هذه الأمة فالذي نحكم عليه هي الصوفية وأنتم تعرفون "الثيوصوفية" .
الثيوصوفية هذه التي في أمريكا والتي عرفها صاحب المورد العربي الإنجليزي (زهير بعلبكي) بأنها فرقة حديثه نشأت في الولايات المتحدة الأمريكية ، وليست في الحقيقة حديثة بالمعنى الذي ذكره المورد ، الثيوصوفية قديمة وسأتحدث عنها إن شاء الله عندما أبدأ بموضوع نشأة التصوف .(1/3)
لكن بخصوص سؤالكم أنت وزملائكم في المركز وبعض إخوانكم في الله من المسلمين في أمريكا عن حقيقة ما جرى من هذه المشكلة وعن موقف هؤلاء الذي دافعوا عن المالكي بخرافاته . وهو أنهم كثيرون كما تقولون .
أقول لكم يا أخي ما جرى مع المالكي ليس في حاجة إلى أن يدافع عنه أحد على الإطلاق ، لأن المسألة مسألة اعتراف وإقرار والاعتراف سيد الأدلة هذه حقيقة معروفة، فمحمد علوى المالكى إعترف بنفسه في محضر رسمي أمام الشيخ عبدالله بن حمدي رحمه الله والشيخ عبدالعزيز بن باز حفظه الله ورئيس الحرمين ، وكتب هذا الاعتراف في محضر رسمي والمعاملات محفوظة لدى الإفتاء ولدى مجلس القضاء الأعلى ولدى شئون الحرمين معاملات وصور وملفات لهذه القضية فيها اعترافات الرجل ، الرجل معترف بأنه آلف الذخائر لان كتاب الذخائر عندي ومذكور فيه وأنا الآن أفتحه أمامي .
الذخائر مذكور فيه ما يدل على أن هذا الكتاب من تأليف والده في صفحة 33 منه لأنه يقول إنه سافر إلى المدينة واطلع على المخطوط عام 1354هـ فهذا على ما هو معروف من عمر محمد علوي مالكي أنه لم يكن قد ولد في تلك الفترة أو على فقد يرى أن مازال طفلاً فالذي كتبه إذا هو أبوه المهم أنه اعترف بأنه ألف هذا الكتاب وأنه له و ما فيه من الأمور الشركية .
يقول أنني نقلتها عن غيري وأخطأت وفاتني أن أنبه على أنها شرك يعنى ممكن تراجع صفحة (12) وصفحة (13) من كتاب الحوار للشيخ بن منيع .(1/4)
فما دام الرجل اعترف ومادام المتهم المجرم الجاني اعترف فما الداعي إلى أن يأتي أحد ويدافع عنه ممكن ادعى الإكراه ، كان ينبغي ويجب عليه أن يبين وأن يقول أنا أكرهت على ذلك ، وأن ينشر ذلك في داخل المملكة أو في خارجها ، أو يقوله للناس إذا جلس معهم أما نحن فكما تعلم كم يقطع من الرقاب الحدود ، عندما تقطع رقاب أو أيدي أو رجلاً بناء على الإقرار أمام قاضى عادى في محكمة شرعية من المحاكم في المملكة فينفذ الحد على المجرم بإقراره أمام هذا القاضي ، ربما يكون قاضى حديث العهد خريج كلية . فما بالكم رئيس خريج كلية . فما بالك برئيس مجلس القضاء الأعلى وبرئيس الإدارات العلمية والبحوث والإفتاء وبرئيس الحرمين الشريفين ومن حضر معهم من العلماء وهم كبار العلماء في المملكة .
هل يخطر ببالكم أن هؤلاء العلماء يتواطئون جميعاً ويتفقون على أن يفتروا على الرجل محضراً وينسب إليه فيه أنه اعترف وأنه أقر وأن هذا شرك ، كيف يمكن هذا وهم سجلوا عليه اعترافه وهم ليسوا محل التهمة ، وليس هناك من داع لأن يظلموه ، وحين أنكر كتاب ( أدعية وصلوات ) مثلاً ذكروا أنه أنكره في هذا المحضر وبملفات له . فهو وثيقة تاريخية .
فمن اعترف ومن أقر بأن هذه الأمور شرك لا يحق له فضلاً عن احد من إتباعه الذين يعيشون في المغرب أو في البحرين أو في الكويت أو غيره أن يدافع عنه أو أن يقول إنه مظلوم أو أن ينتحل له العلل والمعاذير هذا بالنسبة له في ذاته.
القضية الأخرى قد تكون قضية جزئية أو فرعية لكن لها مهمة من ناحية أخرى وهى قضية نسب الرجل . أنا أقول لكم يا أخي هناك أنتم تعرفون الوضع عندنا ، هنا تعرفون الأشراف المقيمين عندنا في الحجاز وتعرفون كم من الأسر يتبرأ منها الأشراف الموجودين حالياً في مكة يتبرؤون من أسر كثرة يدعون ويقولون أن هذه الأسر تدعى النسب لآل البيت وليست منا إما إنهم ليس عندهم شجرة أو أن شجرتهم مكذوبة .(1/5)
وتعرفون ما فعله (العبيديون القرامطة) في بلاد الغرب من ادعائهم النسب الشريف وهم ليسوا منهم ، فهذه يا أخي ليست القضية قضية قذف كما يزعم .
هؤلاء المفضلون ، يقولون أنه قاذف .
إذا جاءنا رجل من جنس القوقازي أو الحبشي الصيني أو من أي بلدْ وادعى أنه من أهل البيت فنحن على كلامه أما خيارين - إما أن نقوم نعم هذا من آل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام وإما أن نقول لا . فيقولوا أنتم قذفتموه !
لا يا أخي النسب هذا علم معروف وفى علم النسب يقال هذه القبيلة تنسب إلى كذا ولا تنتسب إلى كذا وأخطأ من نسبها إلى كذا - أو ادعائه فلان فلان أنه من قبيلة كذا ليس صحيحاً وإنما هو من قبيلة كذا .
فهم الآن لم يقذفوا أم رجل معين بأنها والعياذ بالله زنت - ليس هذا هو القذف ، هذا تصحيح للنسب ، هذا تظهير لنفس النسب الشريف ، وألا لا عدى كل مدع ما شاء ، والنسب هذا يترتب عليه ارث ويترتب عليه أحكام مثل ما تعلم أن آل البيت تحرم عليهم الزكاة - لهم الخمس - لهم كذا كأحكام كثيرة تترتب وتتوقف على ثبوت ذلك فكون الإنسان يتأكد منه هذا لا يعنى القدح ولا يعنى الطعن وكن الإنسان يشكك فيمن هو أهل لان يشكك في نسبه أنا أقول لك بصريح العبارة أن الشيخ بن منيع ربما ليس لديه الأدلة الكافية أو القراءة الكافية عن بعضهم ، لكن أنا أقول أنه على حق ، على حق في التشكيك في نسب المالكي بدليل أولاً .. هناك أقرباء لمحمد علوي مالكي موجودون الآن في مكة وهم من فضل الله معتزلون لشركياته وضلالاته وهؤلاء يقولون .. نحن نعرف أن جدنا من المغرب وقدم إلى مكة .
أما قضية النسب فهذا أمر يعلمه الله سبحانه وتعالى غير متأكدين ولا يثبت ولا يلزمون في ذلك ، هؤلاء من نفس أسرته يجمعه وإيامهم جد واحد .(1/6)
هذا شئ والشئ الآخر عندنا زعماء التصوف يا أخي ننظر إلى تاريخهم الرفاعي مثلاً كمثال هاشم الرفاعي يرد على الذي رد علم بن منيع يسمى نفسه يوسف السيد الرفاعي - ويذكر في كتابه استدلالات من كتاب (السيد احمد الرفاعي مؤسس الطريقة الرفاعية) ، احمد الرفاعي هذا يقول عنه الشعراني في الطبقات الكبرى واكبر طبقات متصوفة ، ومن أوثق مراجعهم يقول في ترجمته ومنهم الشيخ أحمد بن أبى الحسين الرفاعي رضي الله تعالى عنه منسوب إلى بنى رفاعة قبيلة من العرب ، وسكن أم عبيده بأرض البطائح إلى مات بها رحمه الله .
انظر رفاعة القبيلة المعروفة عندنا الآن فى الحجاز هنا هذه القبيلة ماهى من قريش أصلاً فكيف يكون الرفاعى قرشياً ! فضلاً عن أن يكون من آل البيت لو أن رجلاً من أقرب الناس الى آل البيت مثلاً رجل من بنى أمية لايجوز له أن
يقول أنا من آل محمد صلى الله عليه وسلم ، بالمعنى ذرية الحسن والحسين أو غيرهما إن كان من نفس قريش من أسرة قريبة من آل البيت مايجوز له ، فكيف يجوز لرجل من رفاعه بل الرفاعى هو لم يدع فيما أذكر ، وهذا الشعرانى يقول أن رفاعه قبيله من العرب منسوب اليها هذا الرجل .(1/7)
أيضاً الحافظ بن كثير رحمه الله فى البداية والنهاية الجزء الثانى عشر فى ترجمة أحمد الرفاعى يقول أنه منسوب الى رفاعه قبيله من العرب ، هذا الرجل يدعى له بعض الصوفية انه من آل البيت ويعملون له شجرة - مهم ابن ملقن فى طبقات الاولياء أظن صفحة (93) نعم 93 واحد الرفاعية الموجودين فى هذا العصر الذى آلف كتاباً وهو "ابوالهدى الصيادى" عنهم هؤلاء يقولون أن الرجل من آل البيت ويعملون له شجرة ويصرون على نسبته اليهم ويضعون أمام اسمه السيد أو سيدى فاذا نحن فى الحقيقة من حقنا أن نشك لان هناك سوابق ايضاً . مثلاً الشاذلى الشاذلية الآن يدعون ماتدعيه الرفاعية أن الشاذلى من آل البيت بينما مثلاً ابن الملقن هذا نفسه الذى ذكر شجرة نسب الرفاعي يقول في ترجمته الشاذلى اسمه على بن عبدالله بن عبدالجبار ابن يوسف أبو الحسن الهذلي الشاذلي يقول وقد انتسب في بعض كتبه إلى الحسن بن على بن أبى طالب .
لاحظت يعنى هذا من هذيل وهذا من رفاعة وكل منهم يدعى أنه من ذرية الحسين بن على بن أبى طالب فكيف يصدق هذا ؟(1/8)
ويقول ابن ملقن أن الشاذلي ذكر نسبه ثم وصل ذكر هذا النسب إلى على بن أبى طالب ، قال ابن الملقن وتوقف فيه ، توقف فيه يعني لا نستطيع أن نجزم بأن الشاذلى أيضاً من ذرية الحسن وإنما هو من هذيل فأين هاتان من قريش ؟ فضلاً عن بني هاشم .. فضلاً عن الحسن والحسين رضي الله عنهما فهذا يدل على أن للعبيديين خلفاً كثيراً وأن كثيراً من الملايين التي تنتسب إلى لآل البيت في إيران والمغرب وفى حضرموت وفى بلاد كثيرة منهم نسبه غير صحيح . بل قد ظهر "يعنى حديثاً " في مكة كاب طبع هذه السنة عن الأشراف وأنسابهم وكما سمعت أنه منع لأنه اعترض عليه كثير من الناس والأشراف كما قلت لكم وكما تعلمون أنتم هنا أن الأشراف يتبرؤون من كثير من الأسر ومن كثير من العائلات فعلى كل حال ماتيعقل بأن فلان ليس نسبه صحيح أو غير صحيح ليس مستوجباً القذف كما يفترى هؤلاء الدجالون والا لكان ابن الملقن نفسه قاذف ، وهو من أئمتهم وكتب فى طبقاتهم ، ولكن الشعرانى أول من قذف لانه يقول أن أحمد الرفاعى من بنى رفاعة القبيلة المعروفة وليس من آل البيت ، فليكن عندكم
معلوماً أن الصوفية يسيرون بالنسب الشريف وأن هذه دعوة إستفادوها من الشيعة بل سنعرض عما قليل عندما أحدثكم عن نشأة التصوف .
إن أهل التصوف هو التشيع أول ما وجد فى صفوف الشيعة ، ولذلك نجد الصلة بين التصوف والتشيع قوية جداً ، ونجد كثيراً من الضلالات ومن الخرافات المشتركة بين الطائفتين خرافات مشتركة بالفعل ويجمع الطائفتين دعوى الغلو هلاء غلو فى على وهؤلاء غلو فى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم .(1/9)
أما قضية رأى كما ذكرتم - ما رأيك في هذه الكتب ؟ ومرأين في ردهم على الشيخ بن منيع والعلماء في المملكة ؟ فأنا يا أخي أقول لكم أن الشيخ بن منيع جزاه الله خيراً والعلماء الذين كتبوا كتاب الشيخ بن منيع بالذات ، الكتاب مركز على قضية المولد ، وأحب أن أقول أن القضية التي نختلف نحن والصوفية فيها ليست هي قضية المولد ... القضية أكبر من ذلك وأعظم .
الصوفية ديانة قديمة معروفة عند الهنود ولدى اليونان القدماء ، ديانة قديمة جاءت ودخلت وتغلغلت فى الاسلام باسم الزنادقة - الزنادقة هم الذين ادخلوها فى الاسلام باسم التفوض وباسم التعبد أو كما سنعرض إن شاء الله فالخلاف ليس محصوراً كما أراد الرفاعى وهذا البحرينى والمغاربه ليس محصوراً تعيم الرسول صلى الله عليه وسلم ، كتاب الرفاعى من أوله الى آخره والآخر الثالث هذه الكتب تتحدث عن منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم وعن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم وعن خوارق الرسول صلى الله عليه وسلم الى آخره - نقول بغض النظر عن ما احتوته هذه الكتب من الاباطيل ومن المتناقضات ومن الشركيات . ليس الخلاف بيننا وبينهم فى قضية الرسول صلى الله عليه وسلم أبداً ، هذه جزئية نعم هى احدى فروع الخلاف إحدى المسائل التى نختلف وإياهم فيها ، إنهم غلوا واشتطوا حتى شابهوا النصارى ، ونحن اقتصدنا وعصمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما عظمه الله به وبما صح فى سنته وسيرته .
ليس الموضوع هو أنهم يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر منا كما يزعمون ، الخلاف بيننا وبينهم ليس المولد وليس فى كيفية الذكر ، ليس فى أنواع التوسل التي أطالوا واطبنوا فيها ، في تفصيلها وليس هي في تعريف البدعة وأنها هل هي خمسة أنواع أو نوعين أو نوع واحد ، لا يا أخي الخلاف بيننا وبين الصوفية هو خلاف يبين الإسلام دين ديانة وثنية فلسلفية قديمة خلاف في الربوبية والالوهية أهي لله وحده أم له فيها شركاء كما يدعون .(1/10)
لان دعوى الصوفية أن الربوبية والألوهية كثير من حقائق الألوهية والربوبية أعطاها للنبي صلى الله عليه وسلم أو للأولياء أو من يسموهم الصالحين ، هذا يعنى شرك كبير ، لكن ليست هذه فقط يعنى الصوفية لم تكتف بأن تصرف الالوهية لهؤلاء وإنما صرفتها للزنادقة .. صرفتها للدجالين للكهان المشعوذين .
ولابد أنكم تعرفون الرجل الذى عندنا هنا فى مكة والذى كان بعض الناس سألنى وأنتم عندنا يقول هل أذهب لاتعالج عنده ؟ وهو الأهدل يسمونه السيد الأهدل هذا هو شيخ محمد علوى مالكى ، رجل خرافى ورجل يقول لهم حضروا تيساً اسود واذبحوه واطلقوا اسم الله ، وافعلوا كذا وافعلوا كذا من الشعوذات ومن الكهانة ، وينحم الرجل والمرأة ويقول نجمهما كذا ونجم الرجل كذا فإذا كانت النحوم متطابقة فلا بأس أن تتزوجها وإن كان النجم مختلف قال كذا وشعوذات ينقلها لنا العوام هنا فى مكة ، شعوذات غريبة هذه من مثل هذا الرجل ومن مثل هذه الشعوذة يصدقون ربوبية الله والوهيته للمشعوذين وللدجالين المتعاطين السحر المتعاملين مع الجن ، الذين يقولون نحن نعلم الغيب ويطلبون من المريدين أن يقدموا لهم العبوديات التى لاتليق الا بالله سبحانه وتعالى .
نحن نعرف أن الله سبحانه وتعالى وحده المتصرف فى الكون ، هذه حقيقه لايمكن أن يمارى فيها أى مسلم ، ونعرف أن الله سبحانه وتعالى هو الذى عنده اللوح المحفوظ ، وهو الذى يمحوا مايشاء ويثبت ، وهو الذى يحي ويميت ، وهو الذى يعمل ماتسقط من ورقة فى ظلمات البر والبحر ، وهو الذى يفتح ابواب الجنة لمن شاء والنار والعياذ بالله وهو الذى يصرف الايمان من القلوب أو يضع فيها اليقين ، ولا أحد يملك ذلك غيره ، نحن نعتقد ذلك أنه سبحانه وتعالى هو الذى يغيث الملهوفين فى الكربات وفى الظلمات ويعلم مافى سرائر القلوب وما تختلج به الخواطر الى غير ذلك .(1/11)
لكن هؤلاء هم يؤمنون أو يقولون بأن من أوليائهم من يتصرف فى الاكوان فى حلقة الذكر الجيلانية يقولون عبدالقادر ياجيلانى يامتصرف فى الاكوان، إذا كان متصرف فى الاكوان ماذا بقى لله سبحانه وتعالى ؟
وسأنقل اليه أدلة كثيرة جداً حداً من كتاب الشعرانى تدل على هذا الشرك الاكبر .. يذكرون أن هناك من يرى الله ومن يخاطبه الله فى الدنيا ومن يكلمه ومن يقول له هذا حلال وهذا حرام ويذكرون أن هنك منهم من يستأذن جبريل قبل أن يبدى رأيه - يأتى المريض يسأله فيقول أملهنى حتى أستأذن جبريل يسأل جبريل فيجيبه وهذا إن شاء الله سأذكر لك بعضها إن أمكن بالجزء والصفحة .
يذكرون أن منهم من يمسك الشمس عند الغروب .. يذكرون أن منهم من يعلم من أسرار القرآن مالايعلمه ملك مقرب ولا نبى مرسل ، يقولون أن اللى فلان كان يحك رأسه بقائمة عرش الرحمن ، يقولون أن فلاناً كان أحد المريديدن وقال لماذا لاتحج ؟ فقال هل يحج من تطوف حوله الكعبة ؟ وقال المريد كيف ذلك فقال أنظر ورأى الكعبة وهى تطوف حول الرجل !! حول الشيخ وهى تغنى - الكعبة - ونقول أن له رجالاً ولهم رجالاً دللهم دلالاً ، وهى تطوف حوله .
أشياء كثيرة جداً إن شاء الله سأتعرض لبعضها .
المقصود أن بعضكم بعض الشباب هناك فى أمريكا وغيرها يحسبون أن التصوف مجرد أذكار زهد ، أذكار ، إحتقار لمتاع الدنيا الفانى ، وبعضهم قد يتعاطف مع المتصوفه بناءً على هذا الاعتبار ، الحقيقة يا أخى ليس التصوف هو الملود وليس مجرد الذكر ، وليس هو الزهد كما يدعون ، وإنما الصوفية هى دين آخر .. هى عالم آخر اذا دخله الانساب وبدأ فيه فعليه أن يخلع عقله عند عتبة الدخول ، وهناك يدخل فى عالم غريب يخيل اليه عنما تقرأ فى كتب طبقاتهم ورجالهم يخيل لك تماماً أنك تقرأ كتب خرافيه هذه مثل سيف بن ذى يزن - مثل عنترة ، كتب الأسمار والاخبار وغير ذلك(1/12)
والذى أحب أن أقوله أن كتب الرفاعى وكتاب البحرينى وكتاب المغربيين هؤلاء أنه جاء على خلاف الاصل عند الصوفية ، كيف هذا الاصل عند الصوفية أن مصدر التلقى ومصدر المعرفة ليس هو الحديث لكن نحن نصححه ولاداعى للتكفير - لماذا يكفر بعضنا بعضا فى مسألة خلافية نحن صححناه وأنتم ضعفتموه أو العكس فالمسألة بسيطة ونحن نهتم بحرب الصهيونية والشيوعية ولانختلف فيما بيننا من مثل هذا الافتراء والدجل ، أقول منهج هؤلاء الناس ليس هو هذا أنت ترفض الانسان عندما يحارب فى غير ميدانه ، عندما يتكلف بما لا قبل له به .
الاصحاب هناك مع المؤيدين والشيخ يرقصون فى الحضرة ويتلقون العلم كما يسمونه العلم الحقيقي مباشرة ، وهذا قاعد يجمع ، هذا الحديث صحيح وهذا ضعيف وهذا كذا , هذا خلاف الأصل هو مفروض أن يكون يرقص معهم يتلقى من هناك العلم على زعمهم .
((1/13)
يعنى) فأقول لك أن كلامك فى قضية أنك تقول أن بعض الطلبة الكويتيين قالوا أن هاشم الرفاعى ليس هو الذى كتب الكتاب ، نعم أن الحقيقة أن معهم حق فى ذلك لأن أسلوب الكتاب يذكرنى ببعض كتب كتبها أناس من التبعة وردوا بها على أهل السنة قبل خمسة عشر سنة أو نحو ذلك وبعضهم أعلم أنه موجود فى الكويت ، فلا شك أن هناك تعاوناً ومن أدلة التعاون هذا التضافر الموجود هذا من المغرب وهذا من البحرين وهذا من الكويت وقالوا أيضاً واحد من مصر وواحد من اليمن من هنا ستخرج كما هو مذكور فى هذه الكتب أقول يعنى أن ليس هذا أسلوب الصوفية أصلا أن يأتوا الى الحديث ويصححوه ويضعفوه ليأخذوا منه الحقيقة وليأخذوا منه العلم لا .. العلاج أمامهم المتقدم الذى قتل بالزندقة بعد أن ثبت ذلك عنه ماكان يعتكف يتعبد يدعو الله عز وجل فتنكشف له بعض الاشياء مثلاً ويقول هذا علم أطلعنى الله عليه لا .. ذهب الى الهند ورأى سحرة الهند يقف الواحد منهم على رأسه الايام الطويلة بدون أكل ولاشرب ولانوم فتعلم هذه الرياضة منهم ، فإذا وقف على رأسه هذه الفترة يدخل فى الفترة التى يسمونها (المالوخوليا) وصور وخيالات من الجوع ومن هذه الانتكاسة ومن الشياطين ويخيل له بأشياء ومخاطبات وكلام فيقول الله خاطبنى أو الرب كلمنى أو كذا ن ثم يترقى إلى أن يقول أنا الله مافى الجبة الا الله أو سبحانك سبحانك كما قال هو والبسطاوى وغيرهم ويقول كما هو ثابت من أبياته فى ديوانه :-
كفرت بدين الله والكفر واجب
لدى وعند المسلمين قبيح
ومرة ثانية ينتكف كذا ويهستر ويقول :
على دين الصليب يكون موتى
فلابطحاء أريد ولا المدينة(1/14)
يعنى يذكر أنه صليبي والعياذ بالله ، فنفس ماوقع للحلاج عندما يقول هذا الكلام قام علماء السنة فكفروه بناء على هذه الكفريات الشنيعة ، فقام المدافعون عنه مثل ماقام الرفاعى يدافع عن المالكى وتأولوا بعد أن عمل هذا العمل قالوا أنتظروا لم تكفروه نحن نبحث لكم نجيب لكم أدله وبعدين قالو أيوه أبن نعيم فى الحلبى روى كذا أيضاً عندنا ابن عساكر روى كذا عندنا كذا بعض هذه الاشياء إستنتجوها وبحثوا عنها وجدوها بعد أن قتل الحلاج بسنوات طويلة - الحلاج لاقالها ولا اطلع علهيا ولا قال ماقال لأنه أطلع على الكتاب والسنة ثم أستنتج منها هذا الاستنتاج - بل أنى اضرب لك مثالاً فى كتاب عندنا عن تاريخ الدولة الظاهرية (الدرة المضيئة) اسمه الدرة المضيئة موجود عندى والحمدلله يذكر فيه أول مابدأت كلمة سيدنا .. أشهد أن سيدنا محمد رسول الله .. متى بدأت هذه الكلمة فى الأذان . يذكر أن السلطان .. أحد السلاطين المماليك رأى فى المنام الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له : - إذا أذنت فقل أشهد أو قل للمؤذن أذا أذن يقول . أشهد أن سيدنا محد رسول الله .. فلما صحا السلطان هذا أمر المؤذن أن يقول ذلك فسمعها بعض الخرافيين والصوفيه فقالوا رؤيا حسنة فاستحسنوا ذلك .
نحن الان فى هذا العصر عندما نقول هذه الكلمة لاتضاف فى الاذان يقولون كيف لاتضاف وعندنا احاديث صحيحة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو سيد ولد آدم وانه كذا وأنه كذا وأنتم تنكرون سيادة الرسول أنتم تكرهون الرسول فيهاجموننا بهذا الكلام بينما أصل القضية لم يكن أنهم قرأوا البخارى و مسلم ، وجدوا أحاديث السيادة وضعوها فى الآذان أصلها رؤيا الصوفية تعتمد فى مصدر التلقى على المنامات على الاحلام على التخيلات ، على التكهنات على مايسمونها (الذوق) أو الوجد أو الكشف هذا هو مصدر القول .(1/15)
فبعد ذلك يأتى من يفلسف هذه الاشياء التى تثبت عندهم ووصلتهم من هذا الطريق ، يأتى من يفلسفها ويقول أن لها أصلا ، إنها تقوم عليها الادلة الشرعية أنها مأخوذة من الكتاب والسنة ثم يزعمون كما زعم الرفاعى أنهم هم أهل السنة والجماعة وهم الذين على الحق ، وان المخالفين لهم من الخوارج أو من الغلاة أو المتنطعين أو من التكتيلين الى آخر هذا الهراء .
أقول أننى ساستعرض معكم الآن بعض الكتب التى تدل على أصل التصوف مثلاً بين يدي الآن كتاب للبيرونى (تحقيق ما للهندى من مقولة مقبولة فى العقل أو مرزولة) الكتاب آلفه أبو الريحان البيرونى ليس من أئمة أهل السنة والجماعة - رجل مسلم مؤرخ نقدر نقول إنسان جغرافي بالاحرى ومتكلم ومتفلسف ذهب الى الهند يبحث عن أديانها وعن عقائدها ويكتب عن جغرافيتها وعن أرضها وعن علومها هذا الرجل آلف الكتاب ذكر فيه حقائق لايمكن أن يتهم بأنه تواطأ فيها مع أهل السنة والجماعة مثلاً يقول فى صفحة (24) منهم من يرى الوجود الحقيقى للعلة الاولى فقد لاستغنائها بذاتها فيه وحاجة غيرها اليه وأن ماهو مفتقر فى الوجود الى غيره فوجوده كالخيال غير حق والحق هو الواحد الاول فقط وهذا رآى السوفيه ، بالسين ... كتبها هو وهم الحكماء فإن سوس باليونانية (الحكمة) وبها سمى الفيلسوف بيلاسويا أى محب الحكمة ولما ذهب فى الاسلام قوم الى قريب من رآيهم من رآى هؤلاء حكماء الهند سمو باسمهم أى الصوفية ولم يعرف اللقب بعضهم فنسبهم للتوكل الى الصفة وأنهم أصحابها فى عصر النبى صلى الله عليه وسلم ثم صحت بعد ذلك نصير من صوف التيوس الى صفحة (25) .(1/16)
ويقول بعد ذلك أن المنصرف بكليته العلة الاولي متشبهاً بها على غاية إمكانه يتحد بها عند ترك الوسائط وخلع العلائق العوائق ويقول فى الوحده هذه وحدة الوجود يقول وهذه آراء يذهب اليها الصوفية لتشابه الموضوع يتكلم عن ديانة الهند وعن فلاسفة الهد ، هؤلاء الملاحدة . ثم يذكر أن الصوفية يذهبون اليها لتشابه الموضوع ، فالرجل يقول أن الصوفية هم حكماء الهند وأن اسمهم هو الصوفية ، وأن مايطلق عليهم من الاسماء أو يطلق عليهم مما حدث للاسم من التصحيح فقيل أنهم من الصوف أو غير ذلك .
هذا ليس له حقيقة والقشاوى نفسه فى الرسالة يقول ليس للاسم أصل فى اللغة العربية وسيد من إمام الصوفية له كتاب (الرسالة) يقول : هذا آخر ننتقل مثلاً الى دائرة المعارف الاسلامية كما سماها المستشرقون وهى دائرة معارف استشراقية مادة التصوف الجزء الخامس ذكروا أن كلمة الثيوصوفية الكلمة اليونانية - يقولون هذه هى الاصل كما ينقل كاتبها مسير عن عدد المستشرقين بأن أصل التصوف هو مشتق من (الثيوصوفية) وهذه الثيوصوفية كما يذكر أيضاً عبدالرحمن بدوى وينقل عن مستشرق المانى (فول هومر) يقول أن هناك علاقة بين الصوفية وبين الحكماء العرأة من الهنود ، ويكتب باللغة الانجليزية قال (سوفتز) يعنى الصوفية : - هؤلاء اذا ربطا هذه مع الثيوصوفية أى الصوفية الثيو صوفية التى تقول (الثيو) معناها الله عز وجل فى لغتهم . فمثلاً حكم الثيوقراطى يعنى الحكم الالهى ( الثيو صوفية) عشاق الله أو محبو الله سبحانه و تعالى ، الفيلسوف هذا عاشق الحكمة "فيلا" معناها حكمة عاشق الحكمة أو محب الحكمة ، فيلسوفي عاشق الله كما يدعون وكما يزعمون يسمى الصوفى فهذا يسمي الصوفى ، إذا الصوفية نستطيع أن نقول أننا الان أمام أساس وسيأتى عرض آخر يبين هذه القضية .(1/17)
أساس هذه الكلمة غير اسلامي أصلاً وإنما هو دين آخر ، نرجع لكتاب البيرونى مثلاً أفتح معك الى صفحة 51 الكتاب الآن بين يدى فى صفحة 51 يقول : اذا كانت النفس مرتبطة فى هذا العالم والخلاص خلاص النفس من العالم وانقطاعها عنه ، كيف إن الهنود يحاولون أن ينقطعوا عن الدنيا ، وأن يتحدوا بالجوهر الاسمي وهو الله سبحانه وتعالى يتحدث عن هذا الموضوع بكلام فيه صعوبة ... على كل حال انما المقصود من ذلك أنه يقول أن هناك كتاب هندوسى اسم الكتاب (باتنقل ) أنا سألت بعض اخوننا هنا الهنود عن كتاب (باتنقل) يقول ان الكتاب معروف إلى الان وانه من كتب الاديان عند الهندوس وفى امكانكم أن تسألوا إذا لكم اخوة أو ناس فى أمريكا حتى من الهندوس تسألوهم عن الكتاب .
كتاب (باتنقل) هذا يقول البيرونى بعد أن تكلم عن طريقه ، هذه يقول والى مثل هذا اشارات الصوفية فى العارف اذا وصل الى مقام المعرفة فانهم يزعمون أى الصوفية انه يحصل على روحان قديمه لايجرى عليها تغير أو اختلاف بها يعلم الغيب ويفعل المعجز وأخرى بشرية للتغير والتكوين مايبعد عن مثله أقاويل النصارى لاحظ أن البيرونى يربط بين كلام الصوفية وأقاويل النصارى ، وآنهم يقولون أن العارف له أرواح أو له روحان ، روح أزلية ثابته وروح حادثه وهى التى تعتريها البشرية أى كما قال النصارى فى عيسى بن مريم عليه السلام .(1/18)
وأنا فى امكانى الان أن أقرأ عليك مايدل على هذه العقيدة عند الصوفية : يقول ابراهيم الدسوقى المتوفى سنة 676هـ وهو من أكبر الطواغيت الصوفية المعبودين حالياً فى مصر وهو وصل عندهم الى درجة القطبية العظمى وسنشرح لك إن أمكن مامعنى القطب الاعظم وماهى خصائصه . يقول الدسوقى كما فى ترجمتة من طبقات الشعرانى الجزء الاول صفحة (157) قد كنت أنا وأولياء الله تعالى أشياخاً فى الازل بين يدى قديم الازل وبين يدى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وأن الله عز وجل خلقنى من نور رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى فى الازل ، وأمرنى أن أخلع على جميع الاولياء فخلعت عليهم بيدى يعنى البسهم فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم يا إبراهيم أنت نقيب عليهم على الاولياء . يقول فكنت أنا ورسول الله صلى الله اليه وسلم وأخى عبدالقادر يعنى عبدالقادر الجيلانى شيخ القادرية خلفى وابن الرفاعى يعنى أحمد الرفاعى شيخ الرفاعية خلف عبد القادر ، ثم التفت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقل له يغلق النيران ويسر الى رضوان خازن الجنة وقل له يفتح الجنان ففعل مالك ما أمر وفعل رضوان مأمر به الى آخر ماذكر من الكلام .
نعود للبيرونى ننتقل معه الى صفحة (66) من الكتاب يقول : والى طريقي "باتنقل " هذا الهندى الذى قلنا ذهب فى الصوفية فى الاشتغال بالحق فقال : مادمت تشير فلست بموحد حتى يستولى الحق على اشارتك بأفنائها عنك فلا يبقى مشير ولا اشارة "وحتى الوجود بالكاملة " يعنى ويقول ويوجد فى كلامهم مايدل على القول بالاتحاد كجواب احدهم عن الحق وكيف لا اتحقق من هو أنا بالانيه ولا انا بالانيه ان عدت فبالعودة فرقت وان أهملت فبالاهمال خففت وبالاتحاد الفت .(1/19)
هذا كلام احد أئمة التصوف سئل عن الله فأجاب بأنه هو يعنى نفسه ! وقال أبوبكر الشبلى وهو من أئمة التصوف يقول اخلع الكل تصل الينا بالكلية فتكون ولا تكون ، اخبارك عنا وفعلك فعلنا ، وكجواب "والكلام مايزال للبيروني" وكجواب أبى يزيد البسطامى وقد سئل بما قلت مانلت قال إنى انسلخت من نفسى كما تنسلخ الحية من جلدها ثم نظرت الى ذاتى فإذا أنا ..هو .. وقالوا فى قوله الله تعالى : (فقلنا اضربوه ببعضها ) إن الامر يقتل الميت لإحياء الميت اخبار ان القلب لايحي بانواع المعرفة إلا بأمانة البدن بالاجتهاد حتى يبقى رسماص لاحقيفة له وقلبك حقيقة ليس عليه أثر من المرسومات .
وقالوا ان بين العبد وبين الله الف مقام من النور والظلمة وانما اجتهاد القوم فى قطع الظلمة الى النور ، فلما وصلوا الى مقامات النور لم يكن لهم رجوع . إنتهى كلام البيرونى وهو يقول ان هذا الكلام بعينه هو كلام الهنود وهو الذى سار عليه أئمة التصوف .
فأقول ان الثابت من الكتب التى كتبها كثير من المعاصرين عن الصوفية ومن القدماء ان أول من أسس التصوف هم الشيعة وأن هناك بالذات رجلين كانا لهما دور فى لك. الاول يسمى "عبدك" والثانى يسمى "أبوهاشم الصوفى" أو أبوهاشم الشيعي . عبدك وأبو هاشم هؤلاء هما الذين أسسا دين التصوف .
عندما نريد أن نتحدث عن عبدك وعن أبى هاشم ننتقل الى مصدر مهم جداً من مصادر الفرق الاسلامية وهو( كتاب التنبيه والرد ) لابى الحسين الملطى الشافعى رحمه الله ،
> ومن المهم جداً من الناحية الوثائقية أن تعرف أن كتاب الملطى هذا منقول عن كتاب الامام قشيش بن أصرم وهذا رجل عالم امام ثقة وهو شيخ الامام أبى دأود والنسائى وهو من الائمة المعاصرين للامام أحمد فتوفى سنة 253هـ .(1/20)
وهذا يعطى لنا أهمية كبيرة لأنه متقدم فى الفتره المبكرة جداً التى لم تكن كلمة صوفى فيها قد شاعت وقد انتشرت فماذا قال الامام قشيش بن أصرم رحمه الله كما نقل عنه الملطى ماذا قال عن هذه الفرق عن عبدك وعن أبى هاشم وعن جابر بن حيان الذى يقال أنه جابر الكيميائى وهو أيضاً ممن نسب أنه أول من أسس التصوف وقد قرأت له مجموعة رسائل طبعها أحد المستشرفين يظهر فيها بجلاْء أن الرجل شيعى تماماً جابر بن حيان – عاش فى القرن الثانى يقول الملطى: قال أبوالحسين الملطى رحمه الله تعالى قال أبوعاصم قشيش بن أصرم الاسناد عنه فى أول الكتاب فى افتراق الزنادقة يقول : فافترقت الزنادقة على خمس فرق وافترقت منها فرقة على ست فرق الى أن يقول ومنهم من الزنادقة من أقسام الزنادقة "العبدكية" زعموا أن الدنيا كلها حرام محرم لايحل الاخذ منها الا القوت وحين ذهب أئمة العدل والاتحاد الدنيا الا بامام عادل والا فهى حرام ومعاملة أهلها حرام فحل لك أن تأخذ القوت من الحرام من حيث كان وانما سمو العبدكية لان "عبدك" وضع لهم هذا ودعاهم اليه أمرهم بتصديقه .(1/21)
يقول ومنهم الروحانيه وهم أصناف وانما سمو الروحانية لزعمهم أن أرواحهم تنظرو الى ملكوت السموات وبها يعاينون الجنان أى الجنة ويجامعون الحور العين وتسرح فى الجنة ، وسموا ايضاص "الفكرية " لانهم يتفكرون زعموا فى هذا حتى يصلوا اليه فجعلوا الفكر بهذا غاية عبادتهم ومنتهى ارادتهم ينظرون بأرواحهم فى تلك الفكرة الى هذه الغاية فيتلذذون بمخاطبة الله لهم ومصافحته إياهم ونظرهم اليه ، زعموا ويتمتعون بمجامعة الحور العين ومفاكهة الابكار على الارائك متكئين ، ويسعى عليهم الولدان المخلدون باصناف من الطعام والوان الشراب وطرائف الثمار الى آخره يقول ومنهم من صنف من الروحانية زعموا أن حب الله يغلب على قلوبهم وأهوائهم واردتهم حتى يكون حبه أغلب الاشياء عليهم فإذا كان كذلك عندهم كانوا عنده بهذه المنزلة وقعت عليهم الخُلة من الله فجعل لهم السرقة والزنا وشرب الخمر والفواحش كلها على وجه الخلة التى بينهم وبين الله لاعلى وجه الجلال يعنى تحل لهم على وجه أنهم أخلاء لله .(1/22)
وسيأتى على هذا نقول كثيرة شواهد تدل على ذلك عند الصوفية يقول كما يحل للخليل الأخذ من مال خليله بغير أذن منهم رباح وكليب كان يقولان بهذه المقالة ويدعوان اليها ، وهؤلاء أيضاً ممن ذكر أنهم من أئمة التصوف القدامى ويقول ومنهم صنف من الروحانية زعموا أنه ينبغى للعباد أن يدخلوا فى مضمار الميدان حتى يبلغوا الى غاية السبقة منتظمين لانفسهم يعنى تجريمها وحملها على المكروه فإذا بلغت تلك الغاية اعطى نفسه كل ماتشتهى وتتمنى وإن أكل الطيبات كأكل الارذلة من الاطعمة وكان الصبر والخبيث عنده بمنزل وكان العسل والخل عنده بمنزله فإذا كان كذلك فقد بلغ غاية السبقة وسقط عنه تضمير المدان واتبع نفسه ما إشتهت منهم ابن حيان كان يقول هذه المقالة ويقول رحمه الله ومنهم صنف يقولون أن ترك الدنيا اشغال للقلوب وتعظيم للدنيا ومحبة لها ولما عظمت الدنيا عندهم تركوا طيب طعامها ولذيذ شرابل وليل لباسها وطيب رائحتها فاشغلوا قلوبهم بالتعلق بتركها وكان من اهانتها مؤاتات الشهوات عند اعتراضها حتى لايشتغل القلب بذكرها ويعظم عنده ماترك منها قال ورباح وكليب كانا يقولان هذه المقالة ، هذا الكلام كلام الامام قشيش بن اصرم رحمه الله المكتوب قبل منتصف القرن الثالث الهجرى حوالى 240هـ أو هكذا كتب الكتاب ، هذا الكلام كما لاحظنا هو عقيدة الصوفية .. الحب حب الله كما يدعون ، تحريم الدنا ، تحريم الحلال ، دعوى أنهم يرون الله ويخاطبونه فى الدنيا وأنه يحدثهم الى غير ذلك من الدعاوى هى دين الصوفية ، لكن لاحظ أن الامام قشيس لم يقل الصوفية إنما قال الزنادقة هذه مذاهب قوم من الزنادقة وصدق هذا هو مذهب الزنادقة فى حقيقته .(1/23)
ننتقل الى مصدر بعده وهو من أصدق المصادر فى الخلافات والفرق وهو كتاب (مقالات الاسلاميين) للامام أبوالحسن الاشعرى رحمه الل الذى رجع الى مذه أهل السنة والجماعة وان كان الاشاعة مايزالون يتبعون ماكان عليه قبل رجوعهم ، نسأل الله أن يهديهم الى الحق – يقول فى صفحة (288) من طبقة هيثموتريتر الثالثة ، يقول العنوان هذه حكاية قول قوم من النساك والنساك هو أيضاً اسم عباد الهند طبعاً ترجمه له مآخوذه من النسك أو التعبد .
وهذا هو الذى ترجم به عبدالله بن المقفع صوفية الهند وسماهم النساك فى كتاب (كليلة ودمنة) فيسمى الناسك العابد يسمى الناسك يقول وفى الامة قوم يمتهنون النسك يرعمون أنه جائز على الله سبحانه الحلول فى الاجسام وإذا رأو شيئاً يستحسنوه قالوا لاندرى لعله ربنا ومنهم من يقول أنه يرى الله سبحانه وتعالى فى الدنيا على قدر الاعمال فمن كان عمله أحسن رأى معبوده أحسن ومنهم من يجوز على الله سبحانه وتعالى المعانقه والملامسه والمجالسه فى الدنيا وجوزوا مع ذلك على الله تعالى قولهم أن نلمسه ، ومنهم من يزعم أن الله سبحانه ذو اعضاء وجوارح وابعاض لحم ودم على صورة الانسان له ما للانسان من جوراج – تعالى ربنا عن ذلك علواً كبيراً .
وهذا القول الذى ذكره هنا الاشعرى هو قول أبوع هاشم المشبه الصوفى الشيعى مؤسس هذا الدين أو من مسسيه كما قلنا – يقول الامام الاشعرى وكان من الصوفية رجل يعرف بابى شعيب : يزعم أن الله يسر ويفرح بطاعة أوليائه ويغتم ويحزن أذا عصوه يعنى كفرح المخلوقين وكهمهم ويقول وفى النساك قوم يزعمون أن العبادة تبلغ بهم الى منزلة تزول عنهم العبادات وتكو الاشياء المحظورات على غيرهم من الزنا وغيره ، مباحات لهم .(1/24)
وفيهم من يزعم أن العبادة تبلغ بهم أن يروا الله سبحانه وتعالى ويأكلوا من ثمار الجنة ويعانقوا الحور العين فى الدنيا ويحاربوا الشياطين ، ومنهم من يزعم أن العبادة تبلغ بهم الى أن يكونو أفل من النبيين والملائكة المقربين . هذا كلام الامام الاشعرى يؤكد ماقاله الامام قشيش ويذكر عنهم قضية سقوط التكاليف سقوط التعبدات أن الانسان يترقى، ثم يقول الصوفية أن الله تعالى يقول واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ، فإذا جاء اليقين اذا وصلت الى الحقيقة سقطت عنك الشريع لان المريد عندهم أو الصوفى يبدأ مريد ثم سالك ثم واصل . الواصل وصل للحقيقة سقطت عن التكاليف وسقطت عنه التعبدات . هذا الكلام يقول الاشعرى وهو المتوفى سنة 324 هـ أى أيضاً مايزال متقدم بالنسبة لانتشار الصوفية ولم يذكر أن هؤلاء صوفية أبداً .
إنما قال هؤلاء نساك وهذا القول لاشك أنه قول زنادقه وكفار سيحكيه على أنهم قوم يدعون أو ينتسبون الى هذه الامة وليسوا من هذه الامة.
ليسوا من آمة الاسلام ولا من آمة محمد صلى الله عليه و سلم ، فلنرى كيف أن هذا القول اصح ديناً عند المتأخرين من المسلمين المنتسبين للاسلام الصوفية ويدعون مع ذلك أهم هم أهل السنة والجماعة .
لانقف عند الاشعرى وانما ننتقل الى امام من المؤلفين فى الفرق وهو (فخرالدين الرازى) وهو من أكبر أئمة الاشاعرة يعنى الرجل ليسم من أئمة أهل السنه والجماعة بل هو من أئمة الاشاعرة الذى آلف كتاب (أساس التقديس) (1) ورد عليه شيخ الاسلام بن تيميه (كتاب – بيان تلبيس الجهمية) فهو من أكبر الاشاعرة وأقواله عندهم من أهم الاقوال ننقل ونقرأ لك بعض كلامه فى هؤلاء الصوفية ما كان فيه مدح وماكان فهي ذم المهم يقول الباب الثامن فى احوال الصوفية – عفواً الرازى تفوى سنة 606 هـ .(1/25)
نحن نتابع المسألة بتطور الزمن . يقول الرزاز أعلم أن أكثر من فرق الأمة لم يذكر الصوفية وذلك خطأ لأن حاصل قول الصوفية أن الطريق الى معرفة الله هو التصفية والتجرد من العلائق البدنية وهذا طريق حسن وهم فرق يقول الاولى أصحاب العادات وهم قوم منتهى أمرهم وغايتهم تزيين الظاهر كلبس الحزقة وتسوية السجادة ماعندهم الا هذا الشئ – ويقول الثانية اصحاب العبادات وهم قوم يشتغلون بالزهد والعبادة مع ترك سائر الاشغال، والثالثة اصحاب الحقيقة ، وهم قوم اذا فرغوا من الفراض لم يشتغلوا بنوافل العبادات بل بالفكر وتجريد النفس عن العلائق الجسمانية – يعنى ماقلنا عن جماعة (باتنقل) فى أقوال البيرونى – يقول وهم يجتهدون أن لايخلوا سرهم وبالهم عن ذكر الله تعالى – يقول وهؤلاء خير فرق الآدميين .
طبعاً متعاطف معهم لايهم – الرابعة النورية وهم طائفة يقولون الحجاب حجابان نورى ونارى ، أما النورى فالاشتغال باكتساب الصفات المحمودة فالتوكل والشوق والتسليم والمراقبة والانس والوحدة والحالة – أما النارى فالاشتغال بالشهرة والغضب والحرص والامل لان هذه الصفات صفات نارية فالاشتغال بالشهرة والغضب والحرص والامل لان هذه الصفات صفات نارية كما أن ابليس لما كان نارياً فلا جرم وقع فى الحسد طبعاً .
هذه النظرية اليونانية التى تروى عن قدماء اليونان أرسطو وجماعته :
أن الكون يتركب من أربعة عناصر الماء ، التراب ، النار ، الهواء الى آخره !!
رتبوا هذه على تلك يقول الرازي
(1) رسالة فى علم الكلام ، بسط الكلام عليها على تأويل المتشابهات من الآيات والاحاديث (معجم المطبوعات ص 916)(1/26)
الخامسة من فرقهم الحلولية – وهم طائفة من هؤلاء القوم الذين ذكرناهم يرون فى أنفسهم أحوالاً عديدة وليس لهم من العلوم العقلية نصيب وافر ، فيتوهمون أنه قد حصل لهم الحلول والاتحاد يعنى بالله تعالى يقول فيدعون دعاوى عظيمة وأول من أظهر هذه المقالة فى الاسلام الروافض فإنهم إدعوا الحلول فى حق أئمتهم .
هنا فائدة مهمه وهو أن الرازى يربط الصوفية بالشيعة ، وهو ربط مؤكد كما سبق أن قلنا – يقول الرازى السادسة المباحية وهم قوم يحفظون طامات لا أصل لها وتلبيسات فى الحقيقة وهم يدعون الشرمحبة الله تعالى وليس لهم نصيب من شئ من الحقائق بل يخالفون الشريعة ويقولون أن الحبيب رفع عنه التكليف وهو الاشر من الطوائف وهم على الحقيقة على دين مزدك كما سنذكر بعد هذا – الدين الذى هو أصل الشيوعية ودبن مزدك كما تكلم عنه هو يقول أن المزدكية هم أتباع مزدك بن مينرال (1) كان ابن مينرال فى زمن قبازين نيروز والد أنو شروان العادل ثم أدعى النبوة وأظهر الاباحة وأنتهى أمره الى الزم قبال الى أن يبعث أمرأته ليتمتع بها غيره فتأذى أنو شروان من ذلك الكلام يعنى تأذى من كلامه غاية التأذى وقال لوالده :
إترك بينى وبينه لاناظه فإن قطعنى طاوعته والا قتلته فما ناظر مع أنو شروان انقطع مزدك يعنى انقطع فى المناظره افحم وظهر عليه انو شروان فقتله واتباعه وكل من هو على دين الاباحة فى زماننا هذا فهم بقية أولئك القوم ، هذا كلامه عن الزدكية ، ويقول الصوفية والفرقة المسماة المباحية منهم على دين مزدك الذى هو أصل الشيوعية وأصل نظرية كارل ماركس الذى كما ذكر هؤلاء الخرافييون يقولون أنتم مشتغلون بالرد على المسلمين وتتركون الشيوعية .
هذا الرازى وهو إمام من أئمة الاشاعرة وكتابه (إعتقادات فرق المسلمين والمشركين ) مطبوع موجود – يقول أننا نلتقى – الصوفية المزدكية يعنى الصوفية والشيوعية تلقتى عد مزدك فهذا هو كلامهم وليس كلامنا نحن .(1/27)
ومن الرازى المتوفى سنة 606 هـ ننتقل الى احد الائمة من علماء اليمن يسمى "عباس بن منصور السكسكي" قيل أنه كان
حنبلياً وهذا غريب فى أئمة اليمن وقيل أنه شافعى وعلى كل حال يمكن مراجع ترجمته فى الاعلام (ح3 – ص268 ط –4)
هذا الامام السكسكي متوفى سنة 683هـ فهو أيضاً متقدم لااباً وطبعاً قبل شيخ الاسلام ابن تيميه المتوفى بكثير – المهم أنه كتب عن البرهان كتاباً اسمه : (البرهان فى معرفة عقائد أهل الاديان) هذا كتاب مطبوع وأنا الان أقرأ ماكتبه عن الصوفية بنصه يقول : قد ذكرت هذه الفرقة الهادية المهدية يعنى أهل السنة وانها على طريقة متبعة لهذه الشريعة النبوية الى أن يقول وغير ذلك مما هو داخل تحت الشريع ةلامط9رة لم يشذ أحد مهم عن ذلك سوى فرقة واحد تسمت بالصوفية ينتسوب الى أهل السنة وليسوا منهم . يقول وليسوا منهم قد خالفوهم فى الاعتقاد والافعال والاقوال أما الاعتقاد فسلكوا مسلكاً للباطنية الذين قالوا أن للقرآن ظاهراً وباطناً فالظاهر ماعليه حملة الشريعة النبوية والباطن مايعتقدونه وهو ماقدمت بعض ذكره . فكذلك أيضاً فرقة الصوفية قالت أن للقرآن والسنة حقائق خفية باطنة غير ماعليه علماء الشريعة من الاحكام الظاهرة الى نقلوها خلفاً عن سلف متصلة بالنبى صلى الله عليه وسلم بالاسانيد الصحيحة والنقلة الاثبات وتلقته الامة بالقبول وأجمع عليه السواد الاعظم ويعتقدون أن الله عز وجل حال فيهم ومازج لهم وهم مذهب الحسين بن منصور الحلاج المصلوب فى بغداد فى أيام المقتدر الذى قدمت ذكره الروافض فى فصل فرقة الخطابيه ولهذا قال انا الله تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .(1/28)
إنما هجس فى نفوسهم وتكلموا به فى تفسير قرآن أو حديث نبوى أو غير ذلك مما شرعوه لانفسهم واصطلحوا عليه منسوب الى الله تعالى وأنه الحق وان خالف ماعليه جمهور العلماء وأئمة الشريعة وفسربه علماء اصحابة وثقاتهم بناءً على الاصل الذى الذى أصلوه من الحلول والممازجة ويدعون أنهم قد ارتفعت درجتهم عن التعبدات اللازمه للعامة وانكشفت لهم حجب الملكوت واطلعو على أسراره وصارت عبادتهم بالقلب لا بالجوارح . نتابع وما يزال الكلام للسكسكي صفحة (65) من كتاب البرهان يقول : وقالوا لان عمل العامة بالجوارح سلم يؤدى الى علم الحقائق اذ هو المقصود على الحقيقة وهى البواطن الخفية عندهم لاعمل بالجوارح .(1/29)
قد وصلنا واتصلنا واطلعنا على علم الحقائق الذى جهلته العامة وحملة الشرع وطعنوا حينئذ فى الفقهاء والائمة والعلماء وابطلوا ماهم عليه وحقروهم وصغروهم عند العوام والجهال وفى احكام الشريعة المطهرة وقالوا نحن العلماء بعلم الحقيقة – الخواص الذين على الحق والفقهاء هم العامة لانهم لم يطلعوا على علم الحقيقة ، وأعوذ بالله من معرفة الضلالة . فلما ابطلوا علم الشريعة وانكروا أحكامها أباحوا المحظورات وخرجوا عن الزام الواجبات فأباحوا النظر الى المردان والخلوة بأجانب النسوان والتلذذ بأسماع أصوات النساء والصبيان وسماع المزامير، والدفاف والرقص والتصفيق فى الشوارع والاسواق بقوة العزيمة فترك الحشمة وجعلوا ذلك عبادة يتدينون بها ، ويجتمعون لها ويؤثرونها على الصلوات ويعتقدونها أفضل العبادات ويحضرون لذلك المغاني من النساء والصبيان وغيرهم من أهل الاصوات الحسنة للغناء بالشبابات والطار والنقر والادفاف المجلجلة وسائر الآلات المطربة وأبيات الشعر الغزلية التى توصف فيها محاسب النسوان ويذكر فيها ماتقدم من النساء التى كانت الشعراء تهواها وتشبب بهافى أشعارها وتصف محاسنها كليلي ولبنى وهند وسعاد وزينب وغيرها ويقولون نحن نكف بذلك عن الله عز وجل وتصرف المعنى اليه أقول أن كتاب (إغاثة اللهفان ) للامام ابن القيم رحمه الله فصل هذه الامور تفصيلاً مفيداً لكن آثرت أن لا أنقل حتى لايقال مايعرفون ابن تيمية أو إبن القيم هذا قيل ابن القيم وابن تيمية وليس ممن له شهرة أنه حراب التصوف باسم أنه كما يقولون سلفى أو تيمي أو وهابى بل هو قبل أولئك جميعا ويكتب بموضوعية وينقل من مصادر كثيرة ، أنا أواصل كلامه لتنظروا بعض مصادره يقول : فقد ذكر الفقيه موسى بن احمد ذلك فى الرسالة التى ورد بها عليهم ويبين فيها فساد مذهبهم فقال فى بيت شعر أنشده فيهم :
يكنون عن رب السماء بزينب
وليلي ولببين والخيال الذى يسرى(1/30)
ويختلط الرجال بالنساء والنساء بالرجال ويتنادى الرجال والنساء ويتصافحن واذا حصل فيهم الطرب وقت السماع من الاصوات الشجية والالات المطربة طربوا وصرخوا وقاموا وقفزوا ودارو فى الحلقة فاذا دارت رؤوسهم واختلطت عقولهم من شدة الطرب وكثرة القفز
والدوران وقعوا على الارض مغشياً عليهم ويسمون ذلك الوجد أى أن ذلك من شدة مايجدون من شدة المحبة والشوق قالوا فأما الخوف والرجاء فنحن لانخاف النار ولانرجو دخول الجنة لانهما ليست عندنا شيئاً فلانعبد خوفاً من النار ولاطمعاً فى الجنة . احفظوا هذه النقطة يا أخوان ، أقول احفظوا هذه الكلمة التى يقولها الامام لنجد شواهد عليها فيما بعد وهى قولهم لانعبد خوفاً من النار ولانعبد طمعاً فى الجنة يقول هذا مخالف للكتاب والسن والاجماع ومجوزات العقول ثم انهم يحملون الاشياء كلها على الاجابة فيقولون كل ما وقع فى أيدينا من حلال أو حرام فهو حلال لنا ولايبالون هل أكلوا من حلال أو حرام . قال الامام أبوعبدالله محمد بن على القلعى فى كتاب (أحكام العصاة) وهذان الصنفان فى الكفر والاضلال أشد وأضر على الاسلام وأهله من غيرهما وجميعهم ممن يساق الى النار من غير مسألة ولا محاسبة ولاخلوص لهم منها أبد الابدين – يعنى هذه الفرقة التى ذكرتها من الصوفية وفرقة من الاسماعيلية الباطنيه وهم قوم منهم يدعون انهم قد اطلعوا على أسرار التلكليف واحاطوا علما بموجبه أنه انما شرع ذلك للعامة ليرتدعوا عن الاهواء المزدية الى سفك الدماء فيحفظ بذلك نظام الدنيا وذلك للمصالح العظمى التى لم يطلع عليها الانبياء ومن قام مقامهم فى السياسة قالوا ولهذا اختلفت الشرائع لاختلاف مصالح الناس باختلاف الازمنة بهمتنا وقوة رأينا ووافى اخلاصنا ما نستغنى به عن سياسة غيرنا والانتظام فى سلك المبايعة لغيرنا فلاحصر علينا ولا واجب فاذا سئلوا لاى شئ تصلون وتصومون وتأتون بما يأتى به المسلمون من الواجبات .(1/31)
قالوا الرياضة الجسد وعادة البلد وصيانة المال والولد أى من القتل ولان هذين الصنفين متفقات فى أصل الاعتقاد وأن اختلفا فى التأويل الا من عصمة الله تعالى منهم أعنى من فرق الصوفية والتزم احكام الشريعة وعمل بها وحق العلما والفقهاء اعترف لهم بالحق ولم يدخل فى شئ من هذه الخزعبلات والاباطيل التى دخلوا فيها فصح اعتقاده وصفت سريرته فانه مبرأ مما هم عليه والى هنا ينتهى كلام الامام .
يعنى يقول أن من انتسب الى التصوف أسماً ولم يكن مثلهم على هذه
الجزء الثالث
الاشياء فهو لايأخذ حكمهم وهذا صحيح ، وكما قلنا أن هناك كثير من الناس مخدوعين . الحاصل قد سمعنا كلام الامام الحسين وكلام الامام الاشعرى وكلام السكسكي وكلام الرازى وكلام البيرونى مصادر والحمدلله موجودة وموثقة ومطبوعة وايضاً من المعاصرين – هناك اناس كثير كتب عنهم عبدالرحمن بدوى وكتب عنهم طلعت غنام وكتب عنهم أخرون لاداعى لاستعراضهم . المهم أننا ننظر الان الى كتاب من كتب محمد علوى مالكى ربما لم يطلع عليه بعض الناس كتاب سماه (المختار من كلام الاخيار) طبع فى مصر سنة 1398هـ ولنقارن
ماجاء فى هذا الكتاب بما سمعنا الآن من عقائد الصوفية للنظر على أى دين هذا الرجل ونعرف عندئذ حكمه ونعرف القضية الاساسية التى كما قلت وهى أن(1/32)
التصوف دين مستقل عن الاسلام وانه دخله من ينتسب الى الاسلام ويدعى انه مسلم . يقول محمد علوى مالى فى هذا الكتاب صفحة (134) عن السرى السقطى – يقول رأيت كانى وقفت بين يدى الله عز وجل فقال ياسرى خلقت الخلق فكلهم ادعوا محبتى فخلقت الدنيا فذهب منى تسعة اعشارهم وبقى معى العشر . قال فخلقت الجن فهرب منى تسعة أعشار العشر فسلطت عليهم ذرة من البلاء فهرب تسعةأعشار عشر العشر فقلت للباقين معى لا الدنيا أرتم ولا الجنة اخذتم ولا من النار هربتم فماذا تريدون ؟ قالوا إنك لتعلم مانريد فقلت لهم فانى مسلط عليكم البلادء بعدد انفاسكم مالان تصبر له الجبال الرواسى أتصبرون قالوا إذا كنت أنت المبتلى فافعل ماشئت فهؤلاء عبادى حقا. لاحظوا هذا الكلام متى خاطب الله السرى هل كلم الله أحداً بعد موسى عليه السلام عن طريق الوحى ؟ هل نزل جبريل على احد بعد محمد صلى الله عليه وسلم ؟ أنظروا هذه هى الاقوال التى أقول أنها أساس الخلاف بيننا وبين الصوفية التلقى لايتلقون من الكتاب والسنة يتلقون من المخاطبة المباشرة علم الحقيقة العلم اللدنى العلم المباشر عن الله كما يدعون أن الله يكلمهم ويخاطبهم مثل ماذكر هؤلاء الائمة وقيشي أو الراى أو السكسكى أو الاشعرى .
هذا الكلام ينقله محمد علوى مالكى عن السرية السقطية تفرض أن السرى
السقطى أخذ هذا الكلام من كتاب (باتنقل) الذى قال البيرونى كتاب الهند هذا أو كتاب "زندادق" هذا أو أى كتاب أو أآ مصدر كيف ينقله محمد علوى مالكى .
السؤال هنا للمالكى . كيف تنقل هذا النص وتقره ؟ وأين هم هؤلاء الذين يعبدون الله لاخوفاً من النار ولاحباً فى الجنة ؟.
هؤلاء الذين يعبدون الله لاخوفاً من النار ولاحباً فى الجنة ؟(1/33)
هؤلاء أفضل من أنبياء الله الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم أنهم كانوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين والانبياء صلوات الله وسلامه عليهم تعوذوا من البلاء ومتى امتحن الله تعالى الخلق بعدد ذراتهم من البلاء ماتصير له الجبال الرواسى وهؤلاء هم فقط من يحبون الله والله عز وجل بين لنا طريق محبته أعظم البيان فقال الله تبارك وتعالى يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يقاتلون فى سبيل الله ولايخافون لومة لائم ، ويقول الله سبحانه وتعالى : (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر ذنوبكم) .(1/34)
فذكر انهم يجاهدون فى سبيل الله وانهم يتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء هم الذين يبحون الله وننتقل الى نصل آخر يقول محمد علوى مالكى صفحة 135 نقلاً من كلام على بن الموفق يقومل : قال اللهم إن كنت تعلم أنى أعبدك خوفاً من نارك فعذبنى بها ، وان كنت تعلم انى اعبدك حباً لجنتك فاحرمنى منها ، وان كنت تعلم شوقاً الى وجهك الكريم فأ---- واصنع بى ماشئت عجيب والله يعنى ادعيات النبى صلا الله عليه وسلم الكثية فى الاستعاذة من النار وما أمرنا به سبحانه وتعالى أن نقوله فى القرآن ربنا أتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ودعاء الذين 1كرهم الله تعالى فى آخر سورة آل عمران فقنا عذاب النار هذه كلها باطل وهذه كلها لهو وهذه كلها لعب عند الصوفية والصحيح والدين الحقو هو المحب المطلقة كما قلنا العشق المطلق يعنى كلمة ثيوصوفية عشق الله عشقاً مطلقاً ،محبة مطلقة هذه هى التى كانت عند الهنود وهذه التى ينقلها محمد علوى مالكى وجماعته ويقولون أنهم لايشتهون الجنة وانهم زهاد فى الدنيا ومع ذلك ينقل هو المالكى فى صفحة 129 من كتابه عن بشر الحافى أنه اشتهى الشواء اربعين سنة يبغى كباب المشوى أربعين سنة أقول فكيف تجمع
المالكى بين نقله عن هؤلاء الذين لايشتهون الجنة وبين نقله عن بشر وعن من يدعى اسماعيل الرميلى انه اشتهى حلوى كذا سنين – يعنى هذا التناقض كيف يوفق بينه وبين هذا الرجل علما ً بأنه بشر الحبانى رحمه الله من أمثلهم وافضلهم بل هو ليس صوفياً . رجل فاضل عابد .
الامام احمد رحمه الله . إنما أخذ عليه أنه لم يتزوج وهذا مأخذ شرعى رحمه الله الامام احمد فى ذلك فهو يثبت لبشر الحافى التعبد والزهد والورع ولكنه لانه لم يتزوج فقد عده الامام أحمد مخالفاً للسنة فى هذا .(1/35)
ونعود الى كلام المالكى نستعرض مافي هذا الكتاب الذى سماه كما قلنا المختار من كلام الاخيار . والاخيار عندهم الصوفية حتى المهابيل أو المجانين أو المجاذيب منهم يقول فى صفحة 142 عن ابراهيم بن سعد العلوى يقول من كراماته معرفة مافى الخاطر والشى على الماء وحرك شفتيه فخرجت الحيتان من البحر مد الصر رافعة رؤوسها فاتحة افواحها الى أخره . يعنى ابراهيم .هذا كان يعرف مافى الخاطر ، كان يمشى على الماء وكان يجمع الحيتان مد البصر بحركة من شفتيه مثل هذه الكرامات علم الغيب هذا يربطنا بقضية كبيرة جداً تعرض لها هؤلاء الخرافيين أربعة تعرضوا لهذه القضية وهى قضية أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب ودافعوا عن علوى مالكى في ذلك ، الصوفية عندما يدعون
أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب ودوافعوا عن علوى مالكى في ذلك ،الصوفية عند ما يدعون أن يثبتوا بذلك للاكرامات الأولياء لأنهم يتولون كل ما يثبت للنبى معجزة فهو للولى كرامة فإذا أيقفت وآمنت أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب فيجيب عليك تبعآ أن توقن وأن تؤمن بأن الأولياء يعلمون الغيب ايضا لأن هذه للنبى معجزةوهذه للولى كرامة والفرق بينهما ان النبى يدعي النبوة والولى لأ يدعيها وان ظآهر، وصورة الخارق للعادة فهى صورة واحدة وهذا سياتى له ضبط إشاء الله فيما بعد .
المقصود ان هذا الرجل ينقل هذا الهراء وهذه الخرفات ويسميها(1/36)
كرامات ونستمر معه ايضاً فى صفحة 144 يتكلم عن النورى ويقول سئل النورى عن الرضا فقال عن وجدى تسألون أم عن وجد الخالق ؟ فقيل عن وجدك فقال : لو كنت فى الدرك الاسفل من النار لكنت أرضى مما هو فى الفردوس – نسأل الله العافية يعنى يقول أنه لو وضعه الله عز وجل فى الدرك الاسف من النار فيكون أرضى عن الله تعالى وعما هو فيه مما هو فى الفردوس لماذا ؟ لماذا هذا الرضا ، يظنون أنهم بهذا يرتفعون عن درجة العامة هم خاصه الله أهل الرضا محبتهم بلغت بهم الى هذا الحد من محبة الله بزعمهم أم العامة ومنهم فى نظرهم والعياذ بالله الانبياء فهؤلاء يخافون من النار ولايرضون بها عنهم بزعمهم أعلى درجة من الانبياء . وحصلت لهم احداث تدلعل كذبهم فى ذلك فإن سملول وقيل انه دويم لما اراد أن يمتحن محبته فصنع بيتاً من الشعر فقال :
لم يبق لى فى سواك بد أو كذا
فكيف ماشئت فامتحنى
فأمتحنه الله بعسر البول ، حبس بوله عن الخروج فكان يصرخ فى الطريق وينادى الصبيان ويقول : أحثو التراب على عمكم المجنون أو أنظروا الى عمكم المجنون ، هذه الامثال نسأل الله سبحانه وتعالى العافية ولايدعى كما يدعى هؤلاء الزنادقة وهم فعلاً زنادقة يدعون أو يعتقدون عبادة الله عز وجل بالحب وحده ، وكما نعلم جميعاً أن السلف جميعاً أن السلف قالوا : من عبدالله بالخوف وحده فهو حرورى يعنى خارج من الخوارج – ومن عبدالله بالحب وحده فهو زنديق – ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ – ومن عبده بالخوف والرجاء والحب فهو السنى فمن عبده بالحب وحده فهو زنديق هذا يتفق عليه مع ماذكره اصحاب الفرق أو المؤلفون فى الفرق وهم :(1/37)
الامام قشيش والاشعرى والرازى والسكسكي هؤلاء كلهم أئمة فرق ونكرنا ونقول عنهم فى أن هؤلاء زنادقة . فهذه العبارة أيضاً تتفق مع ذلك فما كان المدعون للحب المجرد ماكانوا عند السلف الا زنادقة لانهم يبطلون ويخرجون جزءاً مهما جداً من أعمال القلوب من تعبداتها من انواع العبادات العظمى وهى عبودية الرجاء وعبودية الخوف فيسقطونها بالحب والله سبحانه وتعالى كما قلنا ذكر عن أنبيائه أنهم يسألونه الجنة ويستعيذون به من النار ، وامام الموحدين أبراهيم عليه السلام يقول فى سورة الشعراء : (واجعلني من ورثة جنة النعيم ) .
فكيف يدعي هؤلاء أنهم اعظم من خليل الرحمن سبحانه وتعالى واعلا درجة بل هم ينقلون وبلغ بهم الاستخفاف أنهم نقلوا كما فى طبقات الشعراني أن رابعة العدوية قالت لما قرئ عندها قول الله تبارك وتعالى (وفاكهة مما يتخيرون ولحم وطير مما يشتهون ) – قالت يعدوننا بالفاكهة والطير كأننا أطفال هذا نعوذ بالله من الاستخفاف سواء صح عنها أنها قالت ، المهم من نقل هذا الكلام فهو مقر بهذا الاستخفاف بنعيم الله عز وجل وبجنته .
فالتناقض كما قلنا أنهم ينقلون مثل هذا الكلام مع نقلهم أن فلان اشتهي بالشوء أربعين سنة وهذا اشتهى الحلوى كذا سنة ,
قضية ماذا يهدف ؟ ماذا يريد هؤلاء الزنادقة من مثل هذه ألأمور سنتعرض لها إن شاء الله ، نتعرض للهدف وهو إسقاط التعبدات بعد أن نستكمل بعض قراءات من كتاب المالكي هذا الذى كما قلنا لم يطلع عليه بعض الناس أو بما رأوه ولم ينتبهوا لما فيه ولم يرد عليه أحد ونحن نقول لهؤلاء الخرافيين الذين يدافعون عن الذخائر .انظروا أيضاً الى هنا الكتاب واجمعوا فكر الرجل من جميع جوانبه ثم انظروا أيضا ماهى صلته بالاسلام – أو بالتصوف الذى هو الدين القديم .(1/38)
يقول المالكى فى صفحة 145 قال دويم مكثت عشرين سنة لايعرض فى سرى ذكر الاكل حتى يحضر ! يعنى من زهده لايعرض له فى خاطره ذكر الاكل الا اذا حضر امامه ، طيب أولا : هذا أمر لم يتعبدنا الله عز وجل به والله عز وجل ذكر الطعام فى القرآن وان كان يخطر بذلك كل انسان ورد ذكره فى أحاديث كثيرة وليس هنا المجال لحصرها وليس هناك مايعيب الانسان أن يتذكر الطعام أو غيره ، وأيضا ليس هناك مايرفع درجته بأنه لايتذكر الطعام للأن الله سبحانه وتعالى لم يتعبدنا بهذا ثم هذا عمل لو حصل لاحد أو أمر وحصر لاحد فهو أمر خفي لان الخواطر فى القلب فلماذا يظهروها ويخبر الناس بها الا وهم والعياذ بالله يحرصون على أن يشتهروا أو يعرفوا فهذا العمل الذى لم يفعله الصحابة رضي الله عنم ولم يفتخروا به الانبياء يأتى مثل هذا الرجل فيتذكرونه فى الرياء الكاذب ، هذا هو الرياء الكاذب ماينقله عن بعضهم أنه قال فى صفحة 146 منذ ثلاثين سنة ماتكلمة بكلمة احتاج أن أعتذر منها وينقل فى صفحة 147 عن آخر منذ عشرين ما مددت رجلي فى الخلوة فإن حسن الأدب مع الله تعالى أولى هذا
الكلام قد تقولون هذه فرعيات نعم لكن تربطها بمنهج الرجل .
يعلق المالكي على هذا القول الاخير – يقول فإن قبل فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمد رجله فى الخلوة . وكان أحسن العالمين أدباً .(1/39)
قلنا أى المالكي شأن اهل المعرفة أبسط وأوسع من شأن أهل العبادة ولكن لا إنكار عليهم فى تضييقهم على أنفسهم لان ذلك مقتضي احوالهم ، لاحظوا العبارة شأن أهل المعرفة أبسط واوسع من شأن أهل العبادة – يعني النبى صلى الله عليه وسلم من أهل المعرفة بشأنه أبسط وأوسع من أهل العبادة لا إنكار عليه فى تضييقهم عل أنفسهم لأن ذلك مقتضى أحواله . هذه الحال وقضية الحال عند الصوفية وأن الانسان يسلم له حاله الولى يسلم له حاله لايعترض على حاله – هذه جعلوها طاغوت وركبوا عليها من القضايا البدعية والشركية الشئ الكثير جداً ، فكون هذا صاحب حال لايعترض على حاله لأنه صاحب عبادة وهذا صاحب معرفة هذا من العوام هذا من الخاصة والحال يسلم للخاصة وفرق بين هذا الرجل وما كان حلالاً فى حق هذا فهو حرام فى حق الآخر – ما كان حق الأدب مع هذا فهو سوء أدب مع الآخر وذلك ينقل فى صفحة 149 يقول ان الشقلي وهو من ائمتهم لانعلم له مسنداً سوى حديث واحد عن أبى سعيد رحمه الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال الق الله عز وجل فقيراً ولاتلقه غنياً – قال يا رسول الله كيف لى بذلك قال هو ذاك والا فالنار .
يقول المالكي ان قيل كيف تجب النار بارتكاب امر مباح فى الشرع قلنا حال بلال وطبيعته من الفقراء يقتضى الا يدخروا فمتى خالفوا مقتضى حالتهم استوجبوا العقوبة على الكذب وفى دعوى الحال لا على كسبهم وادخارهم الحلال.
إذا هنا قضية تشريعية مهمة – هنا مناط تكليف مناط تشريع يختلف ليس المنا أو متعلق التكليف هو أنه مسلم عاقل بالغ حر . لا أيضاً هناك منا آخر وضعته الصوفية ، هل هو صاحب حال أو صاحب عبادة من العامة ، إن كان من أهل الشريعة ، من أهل العبادة من العامة فهذا فى حقه الأشياء حلال – لكن إن كان من اصحاب الاحوال فهذا حتى مجرد جمع المال حرام فإما أن يلقى الله
عز وجل فقيراً والا فيدخل النار .(1/40)
كما وضعوا هذا الحديث المكذوب على رسول صلى الله عليه وسلم فيقول كما يقول المالكى متى خالفوا مقتضى حالهم إستوجبوا العقوبة على أى يقول على الكذب فى دعوى الحال لا على كسبهم – يعنى بلال رضى الله عنه وأرضاه لو جمع مالا وقرانين يدخل النار ويعذب لا على أن المال الذى جمعه حرام هو حلال نعم لكن على أنه مخالف للحال ! كيف يدعى حال ولا يوافقها فأية دعوى التى إدعاها بلال وأية حال هذه هى المشكلة أن القوم يضعون تشريعات وتقنيات أصلها مأخوذ من أولئك الزنادقة ويأتى فى صفحة 151 ينقل عن رجل يقال له أبو أحمد المغازلي يقول خطر على قلبى ذكر من الاذكار فقلت إن كان ذكر يمشي به على الماء فهو هذا – فوضعت قدمي على الماء فثبتت ثم دفعت قدمى الاخرى لاضعها على الماء فخطر على قلبى كيفية ثبوت الاقدام على الماء جميعا . أرايتم هذا الذكر خطر على قله ، لا هو من صحيح البخارى لاهو من المواهب اللدنية التى يرجع اليها هؤلاء الخرافيين ولامن السيوطى ولا من ابن عساكر ولا من الحلية خطر على قلبه .(1/41)
وهنا نقف عند قضية خطيرة فى منهج التصوف التى أشرنا اليها وهى قضية التلقى – العلم اللدنى التلقى المباشر عن الله . هم يقولون حدثنى قلبى عن ربى ويقولون أنتم تأخذون علمكم ميتاً عن ميت حدثنا فلان عن فلان عن فلان ، كله ميت عن ميت ونحن نأخذ علمنا عن الحي الذى لايموت وأنا أقول أن الحي الذي لايموت الى يوم يبعثون كما أنبأه الله تعالى هو ابليس ، وأنه لاشك أن الصوفية يأخذون هذه الوسوسات من أبليس من الشيطان وإلا كيف خطر على قلب هذا الرجل خطر على قلبه ذكر من الاذكار – ما هو هذا الذكر ؟ ما مدى مشروعيته ؟ مامدى صحته ؟ لاندرى فيقول فى نفسه ان كان ذكر يمشي به على الماء فهو هذا يضع قدمه على الماء ثم يمشي على الماء . أنظروا هذه الخرافات ينقلها هذا الرجل ويقرها ، لا أقصد أن هذه الخرافات فى ذاتها فقط خرافه ، اقصد أن تربطها بمنهج الرجل ، منهجه فى التلقى وهو الاستمداد من العلم المتلقى اللدنى والاستمداد من المنامات ومن الاحلام كما يأتى أيضاً بعض ايضاح لذلك ثم ينقل من جملة ما ينقل عن ابراهيم الخواص صفحة 239 .
يقول أن الخواص قال سلكت البادية الى مكة سبعة عشر طريقاً منها طريق من ذهب وطريق من فضة ثم يقول علوى مالكى فإن قيل وهل الارض طرقاً هكذا ، قالها هل فى الأرض طرق من ذهب أو فضة قلنا لا ولكن هذا من جهة كرامات الأولياء (وممكن يكون الارض ومافيها طرق يعنى ذهب وفضة ) .(1/42)
من منكم يفهم هذا الكلام من استحل هذا الكلام فى عقله ، لكن أنتم مخطئون إذا استخدمتم العقل لأن الصوفية لاتؤمن بالعقل اصلاً – ولا بالنقل . الصوفية تؤمن بالكشف وبالذوق فأنتم ماذقتم- ولا أنا ولا انتم ما ذقنا شيئاً ، ما تذوقنا أننا نمشي الى مكة سعة عشر طريقاً منها طريق من ذهب وطريق من فضة ، إذا قلنا مشينا ما رأينا شيئاً قالوا أنتم لست أصحاب حال ، أنتم من العامة أصحاب شريعة لكن نحن أصحاب حقيقة نرى هذه الطرق فهذه من كرامات الاولياء هكذا ينقل محمد علوى مالكى يستشكله ثم يأتى بالجواب الذى يعتقد أنه جواباً مفخماً مسكناً وينقل عن أخت داؤد الطائي أنها قالت له هذا يذكرنا بما يفعله عباد الهنود وفعلاً كما ذكر البيرونى وغيره مما هو معروف عنهم الآن من تعاليم النفس – يقول أن أخت داؤد قالت له لو تنحيت من الشمس الى الظل تقول انتقل من الشمس الى الظل فقال هذه حظى لا أدرى كيف تكتب .
الصوفية يؤمنون بالجبرية المطلقة – السلبية المطلقة – التوكل عندهم هو تواكل يقعد ليذهب فى البادية بدون أى زاد يقول متوكل على الله .
يجلس فى المسجد وتعطى له الزكاة وتعطى له الصدقات والهبات ويقول متوكل على الله – تقول له قم من الشمس الى الظل فيقول خطى لا أدرى كيف تكتب لو قمت وما تشأوؤن الا أن يشاء الله ، الله عز وجل قال لنا هذا وأمرنا الله عز وجل أن نتخذ الاسباب .
مثل هذه الاشياء ينقلها ويعتبرها هى درر كلام الاخيار ومن أفضله ننتقل من صفحة 242 عن أبى يزيد البسطانى يقول رأيت رب العزة فى المنام فقلت "يارباراخدا" بالفارسية .
الصوفية يقولون أنهم يرون الله تعالى فى المنام ويرون النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام ويقولون أنهم يرون النبى صلى الله عليه وسلم يقظة .
وبعض تلاميذ علوى مالكى سواء الذين هداهم الله أو غيره يقولون أنهم يمشون(1/43)
فى هذا الطريق ( التلقى ) حتى يروا الرسول صلى الله عليه وسلم فى المنام وأنهم يستمرون حتى يصبحوا ليرونه يقظة .
وهذا من العقائد الراسخة عند الصوفية أغلب طرقهم كلها مثلا كتاب (التيجانية) ذكر أن هذا من عقائد التيجانية وموضح فيه .
طبقات الشعرانى نقل هذا عن كثير منهم ، جامع كرامات الاولياء أيضاً نقل هذا وكثير مما لا أستطيع أن اسميهم الآن .
فى تراجمهم نقلوا أنهم رأو الرسول صلى الله عليه وسلم وأمرهم بكذا ونهاهم عن كذا ، وكل هذا من البدع ومن الضلالات التى زينها لهم الشيطان .
الحاصل أن أبايزيد يقول إنه رأى رب العزة فى المنام ، قول هؤلاء أنهم يرون الرسول صلى الله عليه وسلم وأشنع منه مايدعى رؤية الله تبارك وتعالى منهم .
لكن خفت عن الصوفية المتأخرين ، خفت قضية رؤية الله سبحانه وتعالي نوعاً ما ليكثرون من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ، ربما لأن الاستنكار عليهم كثر ولسبب آخر مهم فهو ازدياد علاقة التصوف بالتشيع فكلما غلا أولئك فى علي رضي الله عنه غلا هؤلاء فى الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الهدف واحد وهذا يدعنا نترك كتاب علوى الآن ونتحدث عن القضية لانها قضية مهمة .(1/44)
هذه القضية هى قضية أن سند الصوفية فى اكثر طرقه ينتهى الى علي رضى الله عنه – يقولون أن على اخذ الحزقة من النبى صلى الله عليه وسلم فالحزقة هذه يتناقلونها يداً عن يد إلى على رضى الله عنه ويتعلق الصوفية بعلى رضى الله عنه تعلقاً شديداً يشبه تعلق الرافضة هذه توصل لنا الصلة بين دين الشيعة الذى أسسه عبدالله بن سبأ وبين التصوف ، فتأليف البشر أو الحلول أو الاتحاد الذى ادعاه عبدالله بن سبأ موجود لدى الطائفيين جميعاً وأصله كما نعلم من اليهود لأن عبدالله بن سباً يهودى فأصل الحلول هذا من اليهود واليهودى بولس شاول هو الذى أوجد هذا الحلو فى دين النصارى وقال أن الله سبحانه وتعالى عن ذلك حل فى عيسي عليه السلام فهو مبدأ يهودى أوكله اليهود فى هذه الاديان .
الحاصل أننا نجد فى القرن الخامس قد اجتمعت الظاهرات والبدع يعنى نجد أن
نهاية سند الحزقة الصوفية ومبدأ العمل اللدنى والحقيقة التى يدعونها وعلم الباطل ينتهى الى على رضى الله عنه ، المعتزلة ينتهى سندهم الى على رضى الله عنه وأنه أولهم فى كتاب طبقات المعتزله كتاب ( المنية والأمل ) وأمثاله يجعلون أولهم على رضى الله عنه وأب المتكلمين هو على رضى الله عنه .
بالنسبة للشيعة معروف أنهم يجعلونها أول علم للاثغشرية وكثير من فرق الشيعة تؤله على رضى الله عنه – فهنا ملتقى الباقون أيضاً يلتقون عند على رضى الله عنه فى قضية أنه هو البادى للدور السابع من أدوار الباطنية أو الاسماعيلية على اختلاف فرقهم فى ذلك .
اذا هناك تخطط مؤامرة وجدوا أن نجاح هذا الهدف وتحقيق هدم الاسلام يمكن أن يكون عن طريق تجسس العواطف لحب على رضى الله عنه .(1/45)
والصوفية لما رأوا كراهية الناس للتشييع وللرفض أى عامة الناس لجأوا الى طريق أخبث وهو الغلو فى محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وكل ذلك بايحاء من الشيطان ، فغلا هؤلاء غلواً خرجوا به فى كثير من الامور عن حد الاسلام وهذا يدعل على أن هناك تخطيطاً وتعاوناً ماكراً هدفه هو الاسلام واجتثاث هذا الدين والقضاء على عقيدة أهل السنة والجماعة بالتلاعب بهذه العواطف أعنى عواطف العامة بالنسبة لحب على رضى الله عن أو حب النبى صلى الله عليه وسلم .
ولو شئنا أن نأخذ بعض الأدلة من كلام الصوفية على ذلك ننظر مثلاً الى كتاب "أبوحامد الغزالي " على سبيل المثال ، الغزالى كما هو معروف من أئمة التصوف الكبار ، يقول فى صفحة (117) من كتاب أو مجموعة (قصور العوالى فى رسائل الامام الغزالى ) من الاول يقول : قال على رضى الله عنه تحدث عن العلم اللدن فيقول : ان الله سبحانه وتعالى أخبر عن الخضر فقال : فعلمناه من لدنا علماً وقال أمير المؤمنين على ابن ابى طالب كرم الل وجهه أدخلت لسانى فى فمى ففقتح فى قلبى الف باب من العلم مع كل باب الفا باب وقال : ووضعت لى وسادة وجلست عليها لحكمت لاهل التوراة بتوراتهم ولاهل الانجيل بانجيلهم ولأهل القرآن بقرآنهم .
يقول الغزالى وهذه مرتبة لاتنال بمجرد التعلم الانسانى بل يتحلى المرء بهذه المرتبة بقوة العلم اللدنى – وقال أيضاً رضى الله عنه :
يحكى عن عهد موسى عليه السلام بأ ن شرح كتابه أربعون حلماً فلو بإذن الله يشرحه عن الفاتح لاشرح فيها حتى تبلغ مثل ذلك يعنى اربعين وقرأ وهذه الكثرة والسعة والانفتاح فى العلم لايكون الا لدنياً الاهياً ثانوياً . إنتهى كلام الغزالى .(1/46)
يعنى هذا التعظيم هل يمكن أن ننظر هذه العبر ؟ هل يمكن أن يقول رضى الله عنه هذا الكلام ؟ ما معنى ادخلت لسانى فى فمى وأين كان اللسان حتى ركاكة العبارة ، حتى صياغتها ، ثم كيف يحكم على رضى الله عنه لأهل التوراة بتوراتهم ولأهل الانجيل بانجيلهم والله عز وجل قد نسخ هذه الكتب ونسخ هذه الشرائع ، وكيف عرف على رضى الله عنه ذلك ونحن عندنا الحديث الصحيح الذى رواه البخارى ومسلم والامام احمد وغيرهم والائمة فى مواضع كثيرة أن أحد اصحاب على رضى الله عنه عبيده – على ما اذكر قال له يا أمير المؤمنين هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ من العلم فقال على رضى الله عنه لا والذى فلق الحبة وبرأ النسمة لاخصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ من العلم إلا مافى هذه الصحيفة أو فهماً أتاه المرء من كتاب الله عز وجل فاخرج الصحيفة فإذا مكتوب فيها العقل والديات وفكاك الاسير وان لايقتل مسلماً بكافر وفى بعضها أن المدينة حرام فهى وثيقة كتبها النبى صلى الله عليه وسلم ويقال إنها من الوثائق التى كتبها من معاهدات الصلح احتفظ بها على رضى الله عنه . المهم انه يقسم ان ذلك لم يكن هذا دليل على أن الدعوة قديمة قيلت فى عهده رضى الله عنه وأن عبدالله بن سبأ والزنادقة الذين كانوا معه من اليهود وأمثالهم هم الذين ابتدعوها وننظر الى كتاب "طى السجل" وهو احد مراجع الرفاعى فى رده على الشيخ بن منيع فى صفحة 322 يقول يروى أن الامام جعفر الصادق أخذ علم الباطن عن جده لامه الامام القاسم بن محمد بن سيدنا ابى بكر الصديق رضى الله عنهم اجمعين – وهو أى أبوبكر رضى الله عنه أخذ عن سيدنا سلمان الفارسي رضى الله عنه وهو أخذ عن سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم .
لكن يقول بعد ذلك وقد صح أن سلمان تلقى علم الباطن عن أمير المؤمنين على
وهو ابن عمه صلى الله عليه وسلم ، فلا فرق اذا لكل راجع اليه صلوات الله عليه.(1/47)
أين هذا العلم الباطن وماهو هذا العلم الباطن الذى أخذوه ماهو وأين يوجد ؟ ولماذا وضع سلمان بالذات ؟ لاحظوا أن الباطنية تضع سلمان أصل هذه الفكرة سواء التصوف أو الباطنية أو الزندقة جاءت من الافكار المجوسية والوثنية كما قلنا الهندية وغيرها .
والرجل الاعجمى الذى كان فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم فى تلك الديار هو سلمان رضى الله عنه . فإذا فليجعل هذا هو التكئة وجعل سلمان عند بعض طرق الباطنية هو الباب أو الحجاب اذ الامام مستور وعند الشيعة هو رضى الل عنه مع أبوذر والمقداد وعلى هؤلاء الاربعة هم الوحيدون المسلمون من الصحابة وان كان بعضهم يصلون الى اكثر من هؤلاء الاربعة مل عمار وأمثاله . المهم أنه هو من المعدودين من الذين ثبتوا على الاسلام ولم يرتدوا لماذا لان الفكرة تهيئ نفسها فكرة يهودية مجوسية إنما نشأت فى بلاد المجوس وانتشرت عن طريقهم ، فيوضع سلما رضى الله عنه فى السند وأنه تلقى علم الباطن . ماهو علم الباطن ؟ هذا الذى نجده فى كلام الصوفية فى تفسيرهم الذى يسمونه "التفسير الاشارى" فى أشاراته ، فى أقوالهم فى كتبهم هذه هو العلم الباطن الذى هو تعبيراً آخر عن مايسمى العلم اللدنى أو علم الحقيقة ، ليس هو العلم الذى بين أيدينا ليس هو البخارى ولا مسند الامام أحمد ولا كتب الفقه المعروفة أبداً .
ولذلك قلت معرفتنا بمنهج المتصوفه أهم من الرد التفصيلى عليهم بأن هذا الحديث ضعيف الذى استشهدتم به ، أو هذا الحديث صحيح أو غير ذلك نقول لهم أصلاً : ليس من منهجكم العلمى أن ترجعوا الى كتب السنة ولا الى غيرها حتى تردوا علينا بأنكم ضعفتم حديثاً ونحن نصححه .
الخلاف بسيط ولاداعى للتكفير ولا أنتم مرجعكم الى الكشف الى الحال – الى الذوق – الى الوجد وليس مرجعكم نصوص الوحى فهذا العلم اللدنى الذى تتلقونه عن طريق الكشف انتم .(1/48)
هذا العلم الباطن نحن نبدأ الجدال والنقاش بيننا وبينكم من هذه النقطة إما أن تعودوا الى الشريعة وأما أن تصروا على ما أنتم عليه مهو الحقيةق وهو علم الباطن فتأخذون حكم الباطنية وحكم الملاحدة الذين يدعون ذلك .
الجزء الرابع
وبمناسبة قولهم رؤية النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام كما سبق وبمناسبة قضية العلم اللدنى أنقل قصة عن أحد أئمة الرفاعية ومشايخها الكبار الذين أخذوا عن أحمد الرفاعى المؤسس ننقل هذه كما أوردها صاحب كتاب بورسل صفحة (368) – نقرأ قصة الباس الخرقة للشيخ على الاحور كما نقلها هذا الرجل يقول مؤلف "طي السجل " ونها نذكر تيمناً قصة الباس الخرقة للشيخ الجليل على الاحور شيخ السيد على الاهدل من يد حضرة القطب الاعظم السيد الكبير أحمد الرفاعى رضى الله عنه بأمر النبى صلى الله عليه وسلم قال الامام العلامة أبوبكر الانصارى فى عقود اللآلى حين ترجم العارف الاحور مانصه :
شيخ الشيوخ الآمام العارف بالله عبدالقادر الجيلانى قدس الله سره ، رأى ذى اصعب من بلاد الجزيرة سنة ستين وخمسمائة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يارسول الله دلنى على أحب مشايخ الوقت الين وأحبهم طريقة عندك لاتمسك به .
قال عليه الصلاة والسلام ياعلي أحب مشائخ الوقت الى وأرضاهم عند طريقة ولدى السيد احمد الرفاعى صاحب أم عبيدة وأم عبيده البلده فى جنوب العراق فى البطائح الذى كان يعيش فيها الرفاعى قلت يارسول الله وكذلك هو (يعنى هو أفضل المشائخ) قال وكذلك هو رغماً عن أنفك وضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجزه ، قال الاحور : فانتبهت خائفاً مرعوباً وقمت على قدم الاخلاص راجعاً أكر الى أم عبيدة فلما دخلت على سيدى أمام القوم تاج الطائفة السيد أحمد الرفاعى رضى الله عنه وطلبت منه الحزقة فقال لى :
أنا وأخى عبدالقادر والفقراء كلهم واحد فالزم شيخك .(1/49)
لاحظ التقسيمات الصوفية هم الذين يفرقونالمة ، هذا تبع هذا الشيخ وهذا تبع هذا ، مايحق لهذا أن يأخذ من هذا ولا هذا يأخذ من هذا فكأن المسألة شركات أو مساومات ويحصل بيهم الغضب الشديد على أن طالباً أخذه هذا من هذا .
فالرفاعى يقول إلزم شيخك قال : فقلت لى معك خلوة قال : فليكن قال : فلما خلوت به قلت بالله أسألك منأرضى المشائخ طريقة اليوم واحبهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال أى الرفاعي :
من يقال ذلك بشأنه على رغم أنفه يعنى نفسه ، يقول يعنى أحمد الرفاعى وهو يدعى علم الغيب ويدعى أنه عرف الرؤيا وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما قال لهذا المريد على رغم أنفك الرفاعى والشيخ على رغم أنفك فالرفاعى عنده خبر بهذا الكلام ، ولذلك يقول للمريد أفضلهم من قبل فى حقه على رغم انفك ، يقول هذا المريد الاحور فاغشى علي من هيبته فاجلسنى بيده وتواضع لى كل التواضع وقال : يامبارك انت ما تعرف الملاطفة طيب الله خاطرك لابرحت الا بخرقتك قال : لاجعلنى الله ممن يفرق بين الفقراء ويفضل نفسه عليهم فاصبر هنا برهة يسيرة ويقضى الله خيرا : قال فمكثت سنة كاملة لا أتجرأ على ذكر شئ مما انا فيه وقد جاء شهر ربيع الآخر وفى أول ليلة منه رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم لاحظت وانا فى زاوية من زوايا الرواق فطرحت نفسى على قدميه وقلت : يارسول الله لليلية تشرنى برؤيتك بأسعد وأنا أنتظر أن يسلكنى ولدك السيد أحمد الرفاعى هذا من رفاعه ويقول ولده السيد احمد الرفاعى ، طريقتك المباركة ، فتبسم عليه الصلاة والسلام وقال : ياعلى يعنى ينادى أحمد فجاء سيدى السيد أحمد الرفاعى خاضعاً متواضعاً فتقبل يد النبى صلى الله عليه وسلم ووقف أمامه وقال علي الصلاة والسلام ياولدى سلك الشيخ على طريقتك وألبسه الخرقة . فقال :(1/50)
روحى لك الفداء ياحبيبى عليك من ربك أفضل الصلاة والسلام أن تعرف أننى لا أحب التفرقة بين فقراء الوقت وقصد الجميع أنت بعد الله سبحانه وتعالى . يعنى يقول أما م أعتدى على الشيخ عبدالقادر الجيلانى ، كلنا واحد وأنت مقصد الجميع فقال كذلك ، ولكن أنت شيخ الوقت شيخ الفقراء كلهم ، فافعل ما أمرك به . فقبل الارضى بين يدى رسول الله . يقول هذا المسمى الأحور . فانتبهت فرحاً مسروراً فاحسنت الوضوء وصليت ماتيسر ودخلت جامع الرواق لاداء صلاة الصبح مع الجماعة فرآنى سيدى قبل دخولى باب المسجد فأخذ بيدى وضمنى اليه واجلسنى على بارية هناك وأخذ على العهد والبسنى الخرقة وقال هذه لك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فالبسها مباركة إن شاء الله تعالى يعنى فى نفس الوقت الرفاعى يعلم الغيب ، عرف الرؤيا وعرف ماقاله الرسول بزعمهم للاجور .(1/51)
قال ، وفى اليوم الثانى من ربيع توفى الشيخ عبدالقادر الجيلانى رحمه الله فى بغداد الى آخره ، يعنى البسه الخرقة فتوفى عبدالقادر شيخه الاول كان أحمد الرفاعى هو الشيخ البديل فقول هذا نموذج من نماذج كثيرة جداً نعرف بها ادعائه ملهذا العلم اللدنى ، ومع تعلقهم بالرسول صلى الله عليه وسلم أدعوا أنهم يحبونه وماقصدهم وما هدفهم الا ماذكرنا وأنا الآن أنقل عن من هو أقدم من هؤلاء لنعرف حقيقة سبب غلوهم فى النبى صلى الله عليه وسلم وهو الحلاج . والحلاج أفتى بكفره ولله الحمد فى محضر كبير من علماء المسلمين وأقيم عليه الحد وقتل بالزندقة أى بتهمة الزندقة بعد أن أعترف بكثير من الكفريات ، وأنا الان أقرأ بعض ماذكر مما يتعلق بموضوع الغلو فى النبى صلى الله عليه وسلم وجد أساسه عند الصوفية للحلاج كتاب اسمه كتاب "الطوافين " مطبوع يبتدأ من صفحة 82 من كتاب أخبار الحلاج أول الطوافين هو طافين السرحاج طبعاْ السراج يقصد النبى صلى الله عليه وسلم أى السراج المنير يقول طافين سراج من نور الغيب بدا وعاد وجاوز السراج قمر تجلي من بين الاقمار برجه من فلك الاسرار سماه الحق أمياً لجمع همته وحرمياً – يعنى نسبته الى الحرم – لعظم نعمته وكلياً لتمكنه عند قربه شرح صدره ورفع قدره وأوجب أمره فاظهر بدره ، طلع بدره من غمامة اليمامة واشرقت شمسه من ناحية تهامة واضاء سراجه من معبد الكرامة الى أن يقول ما أظفره على أحد على التحقيق سوى الصديق لانه وافقه ثما وافقه لئلا يبقى بينهما فرق ، ماعرفه عارف الا جعل وصفه الذين آتيناهم لكتاب هم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وان فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون . أنور النبوة من نوره برزت وأنوارهم من نوره ظهرت وليس فى الانوار نور أنور وأظهر وأقد من القدم سوى نور صاحب الكرم ، همته سبقت الهمم ووجوده سبق العدم .(1/52)
لاحظ العبارة وجوده سبق العدم واسمه سبق القل ، قبل أن يخلق القلم لانه كان قبل الامم ماكانت الافاق وراء الافاق ودون الافاق ، أظرف وأشرف وأعرف وارأف وأخوف وأعطف . من صاحب هذه القضية وهو سيد البرية الذى اسمه أحمد ونعته أوحد وأمر أوكد وذاته أوجد وصفته أمجد وهمته أفرد ياعجباً لم أظهره وأصدره واكبره وأشهره وانوره وأقدره وأظفهر لم يزل كان ، كان مشهوراً قبل الحوادث والكوائن والاكوان ولم يزل كان مذكوراً قبل القبل
وبعد البعد والجواهر والالوان جوهره صفوى ، كلامه نبوى ، علمه علوى – نسبة الى علي ، عبارته عربى قبيلته لامشرقى ولامغربى حنسه أبوى رسمه رسوى صاحبه أمى الى آخر الكلام الذى ينقله الحلاج الى أن يقول الحق وبه الحقيقة ، هو الاول فى الوصلة والآخر فى النبوة والباطن للحقيقة والظاهر بالمعرفة لاخر عن ميم محمد ومادخل فى حائه أحد خلوة ميم ثانية هنا يعنى هذه لطلاسم التى يذكرونها وهى حساب الجمل أبجد أو أبجد هوز والحاء والميم .
نستمر فى كلام الحلاج الذى نرى حقيقته وحقيقة دينه من قول طسم الازل والالتباس يقول قيل لابليس اسجد ولاحمد أنظر هذا ماسجد وأحمد مانظر ما إلتفت(1/53)
يميناً ولاشمالاً مازاغ البصر وماظغي – يعنى يشبه موقف النبى صلى الله عليه وسلم بموقف ابليس والعياذ بالله ، وأن ابليس لم يسجد وأحمد لم ينظر الاثناء سواء فإن قلت كيف يشابه النبى صلى الله عليه وسلم ابليس فيقول لك لاتستغرب أنظر ماذا قال بعد ذلك فى صفحى (99) يقول : فنظرت مع ابليس وفرعون فتوه فتوه درجة من درجات الصوفية أم مقام من مقاماتها فقال ان سيحدث ابليس يقول للحلاج سجدت يسقط عنى اسم الفتوة وقال فرعون أن آمنت برسوله فقدت منزلة الفتوه والعياذ بالله – وقلت أنا – يقول الحلاج – ان رجعت عن دعواى وقولى فقلت بساط الفتوه – دعواه هو وحدة الوجود ، يقول وقال ابليس أنا خير منه حيث لم يره غيره خيراً وقال فرعون : ماعلمت لكم من إله غيرى حين لم يعرف فى قومه من يميز بين الحق والباطل وحتى الوجود يصدقون كلام فرعون فى قوله ما علمت لكم من إله غيرى ، يقول : وقلت أنا إن لم تعرفوه فاعرفوا آثاره وأنا ذلك الاثر وأنا الحق .
الحلاج كان يقول أنا الحق – يعنى أنا الله – يقول وأنا ذلك الاثر وأنا الحق لانى مازلت أبداً بالحق حقاً فصاحبى واستاذى ابليس وفرعن هدد بالنار ومارجع عن دعواه وفرعون اغرق فى اليم ومارجع فى دعواه ولن يضر بالواسطة البته لن يضر بالوسائط ، ولكن قال آمنت أنه لا اله الا الذى آمن به بنى اسرائيل ، الم تر أن الله قدر عارض جبريل لشأنه فقال لما ذا ملآت فمه قملاً .
أقول مافى كتاب الذخائر لعلوى مالكى أصله من مثل كلام الحلاج هذا .(1/54)
والحلاج ممن أثبت لهم الغلو فى النبى صلى الله عليه وسلم بمثل هذا الكلام والذى يجعله والعياذ بالله – وحيث يقول أنه مخلوق قبل الاقوال جميعاً وقل أن توجد السموات والارض الى غير ذلك من الكلام الذى احتج الرفاعى وصاحباه احتجا بأن النبى صلى الله عليه وسلم كان مخلوقاً قبل الكائنات اما أن نبوة النبى صلى الله عليه وسلم ثابتة أو حق قبل خلق السموات والارض كما ورد فى بعض الاحاديث كنت نبياً وادم بين الروح والجسد .
فعلى فرض صحة هذه الاحاديث – نعم نبوة النبى صلى الله عليه وسلم ثابته لان الله عز وجل كتب فى اللوح المحفوظ كل شئ قبل أن يخلق السموات والارض بخمسين الف سنة كما فى الحديث الصحيح ومما كتب أن النبى صلى الله عليه وسلم سيكون نبياً وسيبعث ، فنبوته صلى الله عليه وسلم أن النبوة شئ وإثبات انه أول من خلق كما يقول هؤلاء الخرافيين شئ آخر .
ونعود ونؤكد أن وراء غلو الصوفية فى النبى صلى الله عليه وسلم ومايدعونه من المعجزات وما يضعونه ويفترونه على النبى صلى الله عليه وسلم وعلى السنة والسيرة من هذه الاكاذيب والخزعبلات للأولياء بدعوى أنها ماكان للنبى من معجزة فهو للولى كرامة ، وهذه دعوى خبيثة .(1/55)
ولو نظرنا الى المولد ايضاً لوجدنا اعتناءهم بمولد النبى صلى الله عليه وسلم وهو الذى أسسه العبوديون الزنادقة – الباطنية أول من أسسه – لونظرنا الى إهتمامهم بالمولد يرجع أيضاً الى أنهم يستمدون منه الاهتمام بموالد أئمتهم وسادتهم وأصحاب طرقهم أعظم من المولد الذى يقيمونه للرسول صلى الله عليه وسلم ، حتى المولد يقيمونه لهذا الغرض ولو شئت لقرأت عليكم ما نقله كتاب (طبقات الشعرانى ) عن مولد احمد البدوى سيدهم من مصر الذى يقال له احمد البدوى يقول الشعرانى قلت : وتوب حضورى مولده كل سنه ان شيخي العارف بالله تعالى محمد الشناوى رضى الله عنه أحد أعيان بيته رحمه الله كان أخذ على عاتقه العهد بالقبة تجاه وجه سيدى احمد رضى الله عنه وسلمنى اليه بيده فخرجت اليد الشريفة الى الضريح وقبضت على يدى وقال سيدى يكون خاطرك عليه واجعله تحت نظرك فسمعت سدى احمد رضى الله عنه من القبر نعم .
أحمد البدوى توفى قبل الشعرانى بحوالى ثلاثمائة سنة ! فسماعه من القبر يقول نعم وأخذ بيده وبايعه .(1/56)
يقول : ثم انى رأيت مصر مرة أخرى هو سيدى عبدالعال وهو يقول زرنا بطنطا ونحن نطبخ لك ملوخية ضيافتك فسافرت فاضاف غالب أهله وجماعته ذلك اليوم كلهم طبيخ الملوخية – يقول ثم رأيته بعد ذلك وقد أوقفنى على جسر قحافة تجاه طنطا وجدته سوراً محيطاً وقال قف هنا ادخل على من شئت وامنع من شئت ، يعنى الجسر تحول الى سور عريض ويقول له أنت هنا – كل من يحضر المولد أدخل من اردت وامنع من اردت من حضور المولد . يقول : ولما دخلت بزوجتى فاطمة أم عبدالرحمن وهى بكر مكثت خمسة شهور لم اقرب منها ، فجاءنى واخذنى وهى معى وفرش لى فرشاً فى ركن القبة التى على يسار الداخل وطبخ لى حلوى ودعا الاحياء والاموات وقال لى : أزل بكارتها هنا ، فكان الامر تلك الليلة .. الى أن يقول وتخلفت عن ميعاد حضورى للمولد سنة 948 وكان هناك بعض الاولياء فأخبرنى سيدى احمد رضى الله عنه كان ذلك اليوم يكشف الستر عن الضريح ويقول : أبطأ عبدالوهاب ماجاء يعنى هو الشعرانى اسمه عبدالوهاب ، وأردت التخلف سنة من السنين عن المولد فرأيت سيدى أحمد رضى الله عنه ومعه جريدة خضراء وهو يدعو الناس من سائر الاقطار والناس خلفه ويمينه وشماله ، أمم وخلائق لايحصون فمر على وأنا بمصر فقال أما تذهب فقلت بى وجع فقال الوجع لايمنع المحب ثم أرانى خلقاً كثيراً من الاولياء وغيرهم الاحياء والاموات من الشيوخ يلزمن بأكفانهم يمشون ويزحفون معه يحضرون المولد ، ثم أوانى جماعة من الأنا جاؤا من بلاد الافرنج مقيدين مغلولين يزحفون على مقاعدهم فقال أنظر الى هؤلاء فى هذا الحال ولايتخلفون ، فقوى عزمى على الحضور فقلت له إن شاء الله تعالى نحضر .(1/57)
فقال لابد من الترسيم عليك فرسم على سبعين رسماً – يعنى وضعه بحراسة سبعين عظيمين اسودين كالافيال فال : لاتفارقاه حتى تحضرا به فأخبرت بذلك سيدى الشيخ محمد الشناوى رحمه الله تعالى فقال : سائر الاولياء يدعون الناس بقصادهم يعنى يوصلون من يدعوهم الى مولده فسيدى احمد رضى الله عنه يدعو الناس بنفسه الى الحضور . ثم قال أن سيدى الشيخ محمد الصروى رضى الله عنه تعالى عن شيخى تخلف سنة عن الحضور فعاتبه احمد رضى الله عنه وقال : موضع يحضر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه اصحابه والاولياء رضى الله عنهم مايحضره . فخرج الشيخ محمد رضى الله عنه الى المولد فوجد الناس راجعين وفات الاجتماع ، وكان يلمس ثيابهم ويمر به على وجهه .
يقول الشعرانى وقد اجتمعت مرة أنا وأخى ابوالعباس الحريفى رحمه الله تعالى مع ولى من أولياء الهند بمصر المحروسة فقال رضى الله عنه :
ضيفونى فإنى غريب وكان معه عشرة انفس فصنعت لهم فطيراً وعسلاً نأكل ، ثم قلت له : من أى البلاد ؟ فقال من الهند . فقلت ماحاجتك فى مصر ، فقال : حضرنا مولد سيدى أحمد رضى الله عنه ، فقلت له : متى خرجت من الهند ؟ فقال خرجنا يوم الثلاثاء فنحن ليلة الاربعاء عند سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وليلة الخميس عند الشيخ عبدالقادر رضى الله عنه ببغداد يعنى عكسو الخط – وليلة الجمعة عند سيدى احمد رضى الله عنه بطنطا . فتعجبنا من ذلك فقال : الدنيا كلها خطوة عند أولياء الله عز وجل ، واجتمعنا به يوم السبت بعد انتفاض المولد عن طلعة الشمس فقلنا لهم : من عرفكم بسيدى أحمد رضى الله عنه فى بلاد الهند فقالوا : يالله العجب أطفالنا الصغار لايحلفون الا ببركة سيدى احمد رضى الله عنه وهو من أعظم ايمانهم .
أنظروا الى هذا الشرك : - هل أحد يجهل سيدى أحمد رضى الله عنه إن أولياء ماوراء البحر والمحيط وسائر البلاد والجبال يحضرون مولده رضى الله عنه .(1/58)
يقول الشعرانى : وأخبرنى شيخنا الشيخ محمد الشناوى رضى الله عنه أن شخصاً أنكر حضور مولده فسلب الايمان !! لاحظوا الخروج .
نقول لعلوى مالكى لماذا تدعوا الى حضور مولد الرسول صلى الله عليه وسلم انظروا ماذا يقول عن مولد أحمد البدوى : يقول أن شخصاً أنكر حضور مولده فسلب الايمان لم يكن فيه شعرة تحن الى دين الاسلام فاستغاث بسيدى أحمد رضى الله عنه فقال له : طبعاً بعد ما مات رجوع ايمانه . قال بشر أن لاتعود فقال نعم – رد عليه ثوب ايمانه ثم قاله له ماذا تنكر علينا يعنى لماذا تنكر المولد فقال هذا اختلاط الرجال والنساء فقال له سيدى احمد رضى الله عنه ذلك واقع فى الطواف يختلط الرجال بالنساء فى الطواف . ويشبه مولده بالطواف ولم يمنع أحد منه . ثم قال وعزة ربى ماعصى أحد فى مولدى الا وتاب وحسنت توبته واذا كنت أرى على الوحوش والسمك فى البحار وأحميهم من بعضهم بعضاً أفيعجزنى
الله عز وجل الحماية من يحضر مولدى هذا ، هو تصرف فى الكون انه حتى الوحوش يحميها بعضها من عبض ويحجزها والسمك فى البحار فيتصرف فى هذه الامور كلها . فكيف لايتصرف فيمن يحضر مولده .(1/59)
هذا هو أحمد البدوى كيف ما تتوقعون أن يقوله فى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم . قالوا أعظم من هذا فهو والعياذ بالله الشرك والكفر وان قالوا لان نحن نفضل مولد البدوى على مولد الرسول صلى الله عليه وسلم فهى الطامة الكبرى وأذا هم يستقرون رسول الله صلى الله عليه وسلم ولايحبونه ولسوا أهل السنة والجماعة كما يزعمون فليختاروا من هذين ماشاؤوا , يقول : وحكى لى شيخنا أيضاً أن سيدى الشيخ أبا الغيث ابن كثيرة أحد العلماء بالمحلة الكبرى وأحد الصالحين بها كان بمصر فجاء الى بولاق فوجد الناس مهتمين بأمر المولد والنزل فى المراكب فأنكر ذلك وقال هيهات أن يكون اهتمام هؤلاء بزيارة نبيهم صلى الله عليه وسلم مثل اهتمامهم بأحمد البدوى فقال له شخص سيدى أحمد ولى عظيم فقال ثم فى هذا المجلس مزهواً من أعلى منه مقاماً . فعزم عليه شخص أى عزمه واطعمه سمكاً ، فدخلت حلقه شوكة تصلبت فلم يقدر على نزولها بدهن عطار ولا بحيلة من الحيل وورمت رقبته حتى صارت كخلية النحل تسعة وهو لايلتذ من بطعام ولا شراب ولا منام فأنساه الله تعالى السب . فبعد التسعة شهور ذكره الله تعال بالسمك فقال احملونى الى قبة سيدى أحمد رضى الله عنه ، فأدخلوه فشرع يقرأ سورة يس فعطس عطسة شديدة فخرجت الشوكة مغمسة دماً فقال : تبت الى الله تعالى ياسيدى أحمد وذهب الوجع والورم من ساعته .
فالحاصل أصيب هذا الرجل لانه يقول إن الناس تهتم بزيارة مولد البدوى أكثر من زيارتهم للرسول صلى الله عليه وسلم .
ويستمر الشعرانى فيقول : وأنكر الشيخ خليفة فى ناحية أبيار حضور أهل بلده الى المولد فوعظه شيخنا محمد الشناوى فلم يرجع فاشتكاه الى سيدى أحمد فقال: ستطلع له حبه ترعى فمه ولسانه فطلعت من يومه ذلك واتلفت وجهه ومات بها . ويقول وقع ذات حق سيدى أحمد رضى الله عنه بمعنى انتقص حقه قال : فسُلب القرآن والعلم والايمان ، فلم يزل يستغيب بالاولياء ويقولون لا هذا يفعله العوام(1/60)
والجهال لكن هم يثبتون ، إنه بينه وبين ليخلصه منه ، فدلوه على سيدى ياقوت العرشي ، وهذا قيل أنه من حملة العرش ، وقيل أنه يرى العرش لذلك سُمى العرشى – وربما يمر عليها شيئا من ترجمته .
فمضى الى سيدى أحمد رضى الله عنه وكلمه فى القبر وأجابه وقال : انت أبو الفتيان رد على هذا المسكين رأس ماله فقال بشرط التوبة فتاب ورد عليه رأس ماله وهكذا كان توب فى اعتقاد ابن اللبان فى سيدى ياقوت رضى الله عنه فقد زوجه سيدى ياقوت ابنته ودفن تحت رجليها فى القرافة الى أن يقول وكان سيدى عبدالعزيز إذا سئل عن سيدى احمد رضى الله عنه يقول : هو بحر لايدرك له قرار واخبار مجيئه بالاسرى من بلاد الافرنج واغاثة الناس من قطاع الطريق وحيلولته بينه وبين من استنجد به لاتحويه الدفاتر رضى الله عنه . ويقول : قلت وقد شاهدت أنا بعينى سنة خمس وأربعين وتسعمائة أسيراً على منارة سيدى عبدالعال رضى الله عنه وهو تلميذ البدوى ، فإذا أنا بى فأخذنى وطار بى فى الهواء ووضعنى هنا فمكث يومين ورأسه دائرة عليه من شدة الخطفه رضى الله عنه .
فإذا كان اعتقادهم فى البدوى وفيمن يحضر مولده وعقوبة من يشكك فى حضور مولد البدوى فما ظنك بقولهم واعتقادهم بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكما قلنا إما أن يقولوا أنه اعظم فهو أعظم شركاً وإما أن يقولوا لا مولد البدوى أعظم فقد فضلوا البدوى على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أقول هذا ليعلم الاخوان أن المسألة ليست أن محمد علوى مالكى ومن معه يحضرون كما يقولون لاكلهم الكوازى والكبسات ويقول للناس تعشوا وصلوا على الرسول واحتفلوا بذكراه ويقرأ شيئاً من السيرة ويدعوا الناس الى محبته صلى الله عليه وسلم ، ويستغلها فرصة للوعظ ولتبيين أحوال المسلمين وللتذكير بالمحرمات ومحاربة الشيوعية وبغير ذلك مما جعجع وطنطن به الرفاعى والمغربيان والبحرينى .(1/61)
المسألة هى هذا الشرك وهذه الاستغاثات وهذه النداءات وأن من يكر ذلك يسلب ايمانه ويسلب دينه ويبتلى بكذا ، أوهام ينسجونها وأساطير يرهبون بها
الناس حتى لاينقدوهم وحتى لايفتحوا أفواههم عليهم وحتى يستعيدوهم بها . وكما نرى كثيراً من الناس لهم الاموال الطائلة ويتبركون بهم ولايتزوجون الا بإذنهم ويسافرون الا بأمرهم ولا يعملون أى عمل إلا بعد أن يستأذنونهم ويتبركون بمشورتهم وبنصيحتهم بسبب ما يحيطون به أنفسهم من هذا الارهاب الشديد الفظيع وانهم يملكون أن يوقعوا بأعدائهم مثل هذه الامور نسأل الله السلامة والعافية .
ونبدأ بالحديث عن تعلقهم بالمولد وتعظيمهم له لا من حيث أنه هو قضية فى ذاتها فحسب كما أسلفنا وإنما من حيث دلالته على منهج هؤلاء وعلى ضلالهم وعلى مايأتى فيه من الخرافات ومن الشركيات التى اذا ربطناها بأصل التصوف السابق عرفنا أن القوم فعلاً يستقون (الثيو صوفية ) ومن معين الافكار الفلسفية الوثنية ومن معين الخرافات النصرانية والمجوسية التى هى بعيدة كل البعد عن الاسلام وليس عليها دليل من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .(1/62)
المالكى ينكر أن القيام فى المولد سببه ادعاء رؤية النبى صلى الله عليه وسلم ينكر هذه الدعوة ويقول أننا لانقف من أجل ذلك لكن أؤكد لكم أن من حضر المولد ممن هداهم الله سبحانه وتعالى ومن الناس الاخرين الذين حضروا لغرض أن يروا مافيه ودعوا الى ذلك فوافقوا وأكدوا وأخبروا أنهم يقولون جاء الرسول .. جاء الرسول ويقفون .. وعلى أية حال مهما أنكر المالكى وقال هو واصحابه فنحن نقرأ ماذكره هو بنفسه فى كتاب الذخارئر صفحة 107 لير الحق بإذن الله تعالى : يقول العنوان (صلوات مأثورة لرؤية الحبيب صلى الله عليه وسلم ) – نقل الشيخ الغزالى فى الاحياء عن بعض العارفين نقلاً عن العارف المرسى رضى الله عنه أن من واظب على الصلاة وهى اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبى الأمى وعلى آله وصحبه وسلم فى اليوم والليلة خمسمائة مرة لايموت حتى يجتمع بالنبى صلى الله عليه وسلم يقظة .
ونقل عن الامام اليافعى فى كتابه "بستان الفقراء" انه ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال : من صلى علي يوم الجمعة الف مرة بهذه الصلاة وهى . اللهم صل على سيدنا محمد النبى الامى فإنه يرى ربه فى ليلته أو نبيه أو منزلته فى الجنة فإن لم يرز ليفعل ذلك فى جمعتين أوثلاثة أو خمس وفى رواية زيادة وعلى آله وصحبه وسلم .
وفى كتاب (الغنية) للقطب الربانى سيدى عبدالقادر الجيلانى عن الاعرج عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لايصلى ليلة الجمعة ركعتين يقرأ فى كل ركعة فاتحة الكتاب وآية الكرسى مرة ، وخمسة عشر مرة قل هو الله أحد ويقول فى آخر صلاته ألف مرة اللهم صل على سيدنا محمد النبى الامى فانه يرانى فى المنام ولاتتم له الجمعة الاخرى الا وقد رآنى ، فمن رأنى فله الجنة وغفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر .(1/63)
هذا الكلام ذكره محمد علوى مالكى فى الذخائر بهذا العنوان (صلوات مأثورة لرؤية الحبيب صلى الله عليه وسلم ) . ونحن نسأله ونسأل اتباعه هل أنتم تشتاقون لرؤية الحبيب صلى الله عليه وسلم ، هم يقولون أنهم أشد الناس حباً له وتعظيماً له وشوقاً له أيضاً نسألهم سؤالاً أخراً ، هل أنتم مما يعمل بما يعلم فيقول نعم نحن كل شئ نراه من السنة ومن العلم نعمل به . فنقول لابد انكم عملتم بهذا الكلام ، أنتم مشتاقون الى الرسول بزعمكم وتعملون بما تعلمون وتكتبون فلابد أنكم عملتم بهذا .
فلذلك الذى يدخل معهم والذى يتقرب اليهم والذى يقدسهم ويبجلهم إنما يفعل ذلك اعتقاداً أنهم عملوا هذه الصلوات ، وحصلت لهم الرؤية كما يصدر عنهم من أقوال أو اعمال أو نصائح أو مشورة فليس من عند ذاتهم وإنما فى امكانهم أن يأخذوه عن النبى صلى الله عليه وسلم مباشرة .
أقول هذا الكلام ليؤكد الحقيقة السابقة وهى أن المسألة ليست مسألة نقاش علمى انهم يصححون حديثاً ضعفناه أو وضعناه أبدا ليست القضية بهذا الشكل ، القضية أنه يرجعون هم مباشرة بزعمهم الى الرسول صلى الله عليه وسلم فيأخذون منه ونحن نجهد أنفسنا فى البحث عن الرجال والتنقيب فى الجرح والاسناد والتعديل الى غير ذلك ، وهم يأخذون مباشرة بزعمهم ، ومن أسباب الأخذ المباشر هو حضور النبى صلى الله عليه وسلم ليتلقوا عنه المولد فيقيمونه لهذا الغرض وانبه مرة أخرى وأنا كررته وهو أننى لا أعنى أن كل من يحضر المولد ويتعشى يحصل له هذا الكلام .
وإن المسألة درجات فيتضح أن المسألة درجات وأن الذى يحضر ويتعشى أو يتبرع لهم بعشاء ليس مثل المريد المتعمق الذى يداوم على ذكر الاوراد وعلى مايحصل فى الخلوات وعلى مايتقرب به هؤلاء الناس .
وأنقل الآن شاهداً واحداً لتعرفوا به أيها الاخوة لماذا يدافع هاشم الرفاعى وأمثاله(1/64)
عن علوى مالكى . هناك كتاب (الرفاعية ) نقل منه الرفاعى وجعله مراجعه فى الاخير هو كتاب ( طى السجل) الذى نقلت منه بعض أشياء فيما تقدم وأقرأ لكم فقط منه قضية هذا المؤلف عندما حصل على درجة القطب الاعظم أو الغوث الاعظم الذى سنعرف عنه تفصيل رجال الغيب ونعرف عنه ماقيمته ماهى مهمته بالنسبة لرجال الصوفية يقول هذا الرواس : لامعة بوارقه تدل على عظم الوارث للحضرة المحمدية يعنى نفسن ، ويقول سر غريب جئت من مدينة سيد الانام عليه من ربه أفضل الصلاة أكمل السلام الى بلد الله الحرام فبعد أن دخلت الحرم المحترم ووقفت تجاه المشهد الابراهيمي المكرم كشف الله اغطية الاكوان علوها وسفليها فطافت همتى فى زواياها وكشفت حجب خباياها ورجعت عن كلها الى الله تعالى متحققة بالطمأنينة المعنية بسر قوله تعالى (يا أيتها النفس المطمئنة أرجعى الى ربك راضية مرضية ) وقد تدلت هناك الى قلبى قصص السموات – ولا أدرى ماذا يريد بهذا منحدرة من ساحل بحر قلب النبى صلى الله عليه وسلم – وقد شخصت الى الابدال والاوجاد ورجال الدوائر وأهل الحضارات وأرباب المكاشفات والمقربون من عوالم الانس والجن وفقهت نطق الجمادات الطنية ولغات الطيور ومعانى حفيف الاشجار والنباتات ورقائق خرير الماء وقائق صرير الاقلام وجمعت شفاف الرموز فكنت احضر وأغيب معى وعنى فى اليوم والليلة ثمانين الف مرة وانفتح سمعى فوعت اذنى أصوات الناطقين والمتكلمين على طبقاتهم واختلاف لغاتهم من مشارق الارض ومغاربها ومزقت بردة الحجاب المنسدل على بصرى فرأيت فسيح الارض ومن عليها ذرة ذرة فنشطت همتى فانبلجت فى الكل تمريراً لحكم التصرف بمنزلة الغوثية الكبرى والقطبية العظمى .
يريد أن يقول هذا تمريراً لكى يتصرف ويصبح الغوث الاكير والقطب الاعظم الذى يتصرف فى الكون كله بزعمهم والعياذ بالله كما سنوضح إن شاء الله .(1/65)
يقول : وحملتنى أكف عناية سادات النبيين والمرسلين وأغاثتنى فى كل حركة وسكنة اعانة روح سيد المخلوقين وأتممت مناسكى واذا هناك شيخ الدوائروسلطان المطاهر وأمين خزائن البواطن والظواهر وشحنة وعالم الفرق وقيل لى سر على بركة الله بقدمك وقالبك الى الردا بعن القسطنطينية مقر الدولة العثمانية لان هذا يكتبه فى أيام آخر سلاطين الدولة العثمانية .
قال : فانحدرت بعد أداء ما وجب الى مصر ومنها الى الشام ومنها الى مرقد الامام الصياد الذى ينتسب اليه الصيادى مؤلف كتاب عن الرفاعى وجددت العهد الذى مضى والوقت الذى انقضى وقمت من حضرته ارفل بحلل الرضا حتى وصلت الى جسر الشعور فى بلد فى سوريا ومنها الى قرية هناك بظاهر البلدة اسمها كنوذبين وأنا فى حال جمع محمدى واقف على ظهر جامع خرب طويت اخباره وانطمست بالتراب آثاره – فنوديت بالغوثية الكبرى من مقام التصرف – نودى بأنه الغوث الاكبر فى هذا الجامع الخرب وهو هناك بالشام !! كيف نودى - يقول اظفرت بالعلم المنتشرة بالبشرى وقد رفعه عبدالسلام – من هو هذا عبدالسلام - يقول رفعه عبدالسلام أمين حراس الحضرة النبوية من أولياء الهند(1/66)
فى المدينة يعنى وعبدالسلام هذا أمين حراس الحضرة النبوية من أولياء الجن رفع له العلم من المدينة وهو هناك فى الشام ، علم الولاية ، مقام التصرف وأنه أصبح الغوث الاكبر والقطب الاعظم من – يقول : فانعطفت على أنظار الصديقين وتعلقت بى قلوب الواصلين فسجدت لله شكراً وحمدته سبحانه وتعالى على نعمه وعظيم كرمه وسرت ولمحل تدائه معنى فى القلب سيظهر إن شاء الله وتعمر البقعة وتقام فى الجامع الجمعة – كذا وعدنى ربى بالالهام الحق وهو لايخلف الميعاد . قال الله هكذا وانتهيت فى حسينى من طريق الكلب الى عين تاب ومرعش ثم الى آل البسطان ومنها مرحلة مرحلى الى بلدة طرطوس ، ودخلت اللجة يعنى البحر أفجها فجة فجة حتى إنتهى الثور المائى الى القسطنطينية الى أن يقول وفى القسطنطينية قابل السلطان الى أن يقول واجتمعت بها على الخضر عليه السلام ست مرات فبالله من حكم سماويه تنزل من لفاف درر القدر عظيمها الحكم الالهى فى تلك البلدة مضاءاً وإنفاذاً ولربى الفعل المطلق له الحكم واليه ترجعون .
ثم يتحدث طويلاً ، المهم أن هذه هى قضية بيعته وكيف بويع وهذا الرفاعى هو الذى ينقل عنه هاشم الرفاعى كما قلنا ويؤيد كلام المالكى .
فإذا لانستغرب منه أن يؤيد مايتعلق برؤيتهم النبى صلى الله عليه وسلم ومخاطبتهم له وهذا طريق حراس حضرتهم من الجن يرفع الولاية ، وهو أيضاً كما يقول يبشر هذا الرحل بالولاية الكبرى بل أن هناك مايخبر بأن هذا الجامع الخرب الذى عين عفيف بالقطبية العظمى والولاية الكبرى سوف يبحر .. هذا فيض من قيض والامثلة كثيرة جداً لكن لا أريد أن أستغرق فيها لاننا نريد أن ننتقل الى موضوع(1/67)
أكثر تفصيلاً وهو حقيقة سلم الترقى عند الصوفية – كيف يترقون وكما قلت ليس من يحض العشاء أو يتعاطف معهم هو منهم ، بل هناك درجة وهناك شكل هرمى معين يترقون خلاله وهو مايزيدنا تأكيداً والحاحاً على أن هؤلاء لقوم باطنية زنادقة يعنى هذا التركيب الموجود عند الباطنية .
نقول أن أركان الطريق عند الصوفية هى أربعة أو خمسة إذا أضفنا الشطحات .
الاول : هو الشيخ : وهذا الشيخ أو المرشد كما يسمونه هذا ركن أساسى عندهم ولابد أن يرتبط الانسان بشيخ بل وفى كتاب تربية الاولاد الذى آلفه الشيخ عبدالله علوان يقول لابد أن يربط الطفل بشيخ وهذا من آثار التصوف ، فعندما يريد أن يرتبط به ولابد أن يسير على نهجه وأن يقتدى به وأن يسلم له بالكلية كما عبر أبوحامد الغزالى وعبر غيره أن يكون عند الشيخ كالميت بين يدى الغافل لاتصرف له على الاطلاق ، ثم بعد ذلك تكون الخلوة ، والخلوة هى بعد ما يرتبط بالشيخ يدخله فى خلوة معينه ويلقنه الاذكار المعينة والخلوة هذه ينقطع الواحد منهم فيها عن المجتمع والجماعات وعن سائر العبادات ويردد الذكر المعين الخاص بالطريقة التى يلقنها إياه الشيخ ويستحضر فى قلبه أثناء الذكر وأثناء ترداده صورة الشيخ ويستمر على ذلك حتى يحصل له الفتح وبعضهم يأتيه فتحه كما يقولون فى أيام وبعضهم وفى أسابيع وبعضهم الى عشرين سنة أو أكثر وهو لم يفتح عليه ، يردد يردد ولم يفتح عليه فيقولون لم يفتح عليك لأن قلبك لم يتنقى أو ارتباطك بالشيخ ضعيف . الحاصل عندهم فلسفات طويلة وأمور كثيرة يعالجون بها هذا الامور ثم اذا حصل الفتح أو الكشف ينتقل الطالب أو المريد من مرحلة المجاهدات والرياضيات الى مرحلة يسمونها المشاهدات
الجزء الخامس
نقول أن أركان الطريق عند الصوفية هى أربعة أو خمسة إذا أضفنا الشطحات .(1/68)
الاول : هو الشيخ : وهذا الشيخ أو المرشد كما يسمونه هذا ركن أساسى عندهم ولابد أن يرتبط الانسان بشيخ بل وفى كتاب تربية الاولاد الذى آلفه الشيخ عبدالله علوان يقول لابد أن يربط الطفل بشيخ وهذا من آثار التصوف ، فعندما يريد أن يرتبط به ولابد أن يسير على نهجه وأن يقتدى به وأن يسلم له بالكلية كما عبر أبوحامد الغزالى وعبر غيره أن يكون عند الشيخ كالميت بين يدى الغافل لاتصرف له على الاطلاق ، ثم بعد ذلك تكون الخلوة ، والخلوة هى بعد ما يرتبط بالشيخ يدخله فى خلوة معينه ويلقنه الاذكار المعينة والخلوة هذه ينقطع الواحد منهم فيها عن المجتمع والجماعات وعن سائر العبادات ويردد الذكر المعين الخاص بالطريقة التى يلقنها إياه الشيخ ويستحضر فى قلبه أثناء الذكر وأثناء ترداده صورة الشيخ ويستمر على ذلك حتى يحصل له الفتح وبعضهم يأتيه فتحه كما يقولون فى أيام وبعضهم وفى أسابيع وبعضهم الى عشرين سنة أو أكثر وهو لم يفتح عليه ، يردد يردد ولم يفتح عليه فيقولون لم يفتح عليك لأن قلبك لم يتنقى أو ارتباطك بالشيخ ضعيف . الحاصل عندهم فلسفات طويلة وأمور كثيرة يعالجون بها هذا الامور ثم اذا حصل الفتح أو الكشف ينتقل الطالب أو المريد من مرحلة المجاهدات والرياضيات الى مرحلة يسمونها المشاهدات والكشوفات والتجليات فيحصل له الفتح بأن يُخاطب - يخاطبه رجل أديرى مناظر رهيبه جداً أو يرى أشياء تخاطبه وتكلمه وهذا الفتح يكون عبارة عن كرامة بالنسبة لهذا المريد فإذا اعطى هذه الكرامة كما يسمونها تكون خوارق حسية تكون اطلاع على المغيبات كما يعتقودن تكون بمخاطبة الله له مباشرة ، وبالمناسبة أذكر لكم أن هناك كتاب أسمه (المواقف والمخاطبات) لعبد الجبار النسرى عاش فى القرن الخامس وهو كتاب كبير أظنه أكثر من خمسمائة صفحة وهو ليس عندى الآن .(1/69)
هذا الكتاب كله مخاطبات ومواقف مثل : ووقفت بين يدى الله الحق فقال لى : وخاطبنى الحق فقال لى وهذا من أئمتمهم ويستشهدون بما فى هذا الكتاب الذى حققه المستشرقون الذين هم دائماً وراء نشر ثراث الصوفية .
المهم ، تحصل له هذه المخاطبات أو هذه المكاشفات ثم ينتقل بعد ذلك من هذه الكرامات الى أنه قد يصير شيخاً ، يمكن أن يتحول الى شيخ يمكن يذكر طلب الشيخ الاول مختلف الأحوال .
المهم أن الدرجة الخامسة بعد الكرامات والكشوفات هى الشطحات وهو أنه أذا ذكر أو حضر مجلس الذكر أو حضر أمامه ناس تظهر على لسانه الكلمات الكفرية الشنيعة جداً ويسمونها (شطحات) ويعبرون بها عن عين الجمع كما يسمونه ومعنى عين الجمع اتحادهم بالله والعياذ بالله ! أو هالاستغراق أو سكرة الحب والوجد ، وما يلبسون به على الناس بأن هذه الكلمات الكفريات سببها هذا الكلام ، ثم أن من يبلغ به الحد الى الشطحات كما كان الحلاج وأمثاله كل كلامهم شطحات من هذه الكفريات يعتبرون أن هذا قد بلغ غاية الولاية عندما يمشي الحلاج فى الشارع مثلاُ ويدعى أنه هو الله ويقول أنا الحق ومافى الجبة الا الله ويسمعه الناس هو وأبو اليزيد وأمثالهم ، أقول : أن هذه الدرجة الولاية الكبرى ، هذا ليس كفراً كما يظن الناس الملبس عليه المحجوبون المغفلون ، هذا من عظم ولايتهم ترقوا فى مشاهدة الحق والغناء فيه والجمع معه والالتصاق به حتى أصبحوا بهذه الدرجة ، هذا الامر يجعلنا نستعرض بعض كلام أبى حامد الغزالى لان متقدم ولان كتبه مشهورة ولانه معروف عند الكثير .
يقول الغزالى فى الجزء الرابع من مجموعة رسائله صفحة (25) :(1/70)
أول مبادى السالك أن يكثر الذكر بقلبه ولسانه بقوة حتى يسرى الذكر فى اعضائه وعروقه وينتقل الذكر الى قلبه – لعل الوقت يسمح وانقل لكم صورة مولد حصلت وحضرها أحد الكتاب الانجليز وسجلها ودونها لتشاهدوا قضية كيف أن الذكر يقوونه حتى يدخل فى الاعضاء ثم يحصل للانسان الاغماء يقول وحينئذ يسكت لسانه ويبقى قلبه ذاكراً الله الله باطلاً مع عدم رؤيته لذكره ، ثم يسكت قلبه ويبقى ملاحظاُ لمطلوبه مستغرقاً به معكوفاً عليه مشغوفاً اليه مشاهداً له وهذه درجة المشاهدة .
يذكر الله كما يزعمون حتى يصل مرحلة المشاهدة ، ولاتعجبوا من قوله يسكت عن الذكر باللسان ثم حتى عن الذكر بالقلب لان الغزالى يذكر فى الاحياء ، يقول لاينبغي للمريد فى أثناء الخلوة أن يشغل نفسه لابتفكير ولا بحديث يذكر ذلك عن الصوفية لا عن نفسه فقط .
انهم يقولون لاينبغى أن يشغل نفسه لا بتفكير ولا بحديث ولا بقرآن ولا بعلم فيتفرغ للذكر فقط الله الله أو هو هو باللسان والقلب والاعضاء ثم يترك اللسان الى القلب ثم يترك القلب فيصل الى المشاهدة ونتابع كلامه عن المشاهدة يقول : ثم يغيب عن نفسه لمشاهدته ثم يغنى عن كليته بكليته حتى كأنه فى حضرة . لمن الملك اليوم للواحد القهار ، فيحنئذ يتجلى الحق على قلبه يضطرب عند ذلك ويندهش يغلب عليه السكر وحالة الحضور والاجلال والتعظيم ، فلا يبقى فيه متسع لغير مطلوبه الاعظم كما قيل فلا حاجة لاهل الحضور الغير شهود عيانه وقيل فى قوله تعالى وشاهد ومشهود .
أنظروا الباطنية فى التفسير ، قيل فالشاهد هو الله والمشهود هو عكس جمال الحضرة الطلبية فهو الشاهد والمشهود يعنى الله تعالى .(1/71)
ثم يقول عن كيفية السير الى الطريق أو كيف يبذل الجهد اليسير يقول هناك طرق وأنواع – الاول تقليل الغذاء بالتدرج فإن مدد الوجود والنفس والشيطان من الغذاء فإذا قل الغذاء قل سلطانه . وهذا هو الذى يستعمله سحرة الهند وينقلهم الى مرحلة المانخوليا ، أى إنسان يجوع لايام طويلة يهلوس ويهوس ويرى مثل هذه الاشياء لكنهم يعتقدون أنها كشوفات وتجليات ربانية والعياذ بالله .
الثانى : الاختيار ترك الاختيار وافنائه يعنى نفسه ونيس نفسه فى اختيار شيخ مأمون ليختار له مايصلحه فإنه أى المريد مثل الطفل والصبى الذى لم يبلغ مبلغ الرجال أو السفيه بذله وكل هؤلاء لابد لهم من وصى أو لى أو قاضِ أو سلطان يتولى أمره . المريد يكون بمثل هذه الحالة ولذلك قلت أن الانسان يخلع عقله ويخلع علمه ويخلق كل شئ عندما يريد أن يدخل الى عالم الصوفية يسلم كل شئ للشيخ ولايعترض عليه بأى شئ .
الطريق الثالث : يقول من الطرق طريقة الجنيد قدس الله روحه وهو خلال شرائط دوام الوضوء ودوام الصوم ودوام السكوت ودوام الخلوة ودوام الذكر وهو قول لا إله الا الله ودوام ربط القلب بالشيخ واستفادة علم الواقعات منه لفناء تصرفى فى تصرف الشيخ ودوام نفى الخواطر ودوام ترك الاعتراض على الله تعالى فى كل مايرد منه عليه ضراً كان أو نفعاً .
الجبرية المطلقة ، الاستكانة المطلقة ويقول الآن أصبحت منفعلاً لما تختاره منى ففعلى كله طاعات – يجلس جالس ومايتصرفه فيه الله فهو العقل وهو الطاعة كما قلنا هذا فى الخلوة وقد ترك الجمعة والجماعة والعبادات الى أن يقول :(1/72)
وترك السؤال عنه من جنة أو تعوذ من نار بمعنى يحذر فى هذه الحالة أن يسأل الله الجنة أو يتعوذ به من النار ! لاحظتم هذا الربط فيما ذكره محمد علوى مالكى فى كلامه السابق وتقولاته السابقه وماذكرناه هناك من أنهم لايسألون الله الجنة ولايستعيذون به من النار ، يعتبرون أنهم لو سألوا الله الجنة فى تلك اللحظة والاستعاذة به من النار تفرق جمعيتهم يعنى تشتت قلبه ولايمكن أن يعود الا بأن يبدأ الخلوة من أولها ويبدأ الاذكار من أولها حتى يجتمع قلبه على المحبوب وحده فقط فلا ينظر الى جنة ولا الى نار ولا لأي شئ – والى هذا الحد هو مقام المشاهدة .
يحدثنا الغزالى يقول : أن الانسان عندما ينتقل من مقام المشاهدة الى مقام المكاشفة تظهر له الصور تبدأ الصور تظهر أمامه فيقول له كيف تفرق بين الصورة ؟ كيف تعرف حقائقها ؟ يقول استمراراً لكلامه فى صفحة (26) والفرق بين الوجودى والنفسى والشيطانى فى مقام المشاهدة أن الوجود شديد الظلمة فى الاول يعنى ترى شيئاً مظلماً جداً فإذا صفا تشكل أمامك بشكل الغيم الاسود ، فإذا كان هذا المتشكل عرش الشيطان كان احمر فاذا اصلح وفنيت الخطوط منه وبقى الحقوق وصفى وابيض مثل المزن هذا الوجود .
والنفس إذا بدت فلونها كلون السماء وهى الزرقة ولها لذعان كلذعان الماء من أصل اليبنوع فإذا كانت عرش الشيطان فكأنها عين من ظلمة ونار ويكون لزعها أقل فإن الشيطان لاخير فيه ويقول لابد أن تنسلخ من الوجود ومن الشيطان لان الوجود عرفنا انه يكون كالغيم الاسود طيب النفس ، وعن الوجود وترتيبه منها فإن صفت وتركت أفاضت عليه الخير ومانبت منه وان افاضت عليه الشر لكذلك ينبت منه الشر .(1/73)
طيب هذا عرفنا مجهوده ولكن كيف نعرف الشيطان نريدها فى الخلوة فى حالة الانتقال من مقام المشاهدة الى مقام المكاشفة – كيف يرى هذا الشيطان ويصرفه يقول : الشيطان نار غير صافية ممتزجة بظلمات الكفر فى هيئة عظيمة وقد يتشكل أمامك كأنه زنجى طويل له هيبه يسعى كأنه يطلب الدخول فيك فإذا طلبت منه الانفكاك فقل فى قلبك ياغياث المستغيثين اغثنا فإنه يفر عنك – إنتهى كلام
الغزالى صفحة (27) من الجزء الرابع فى هذه المرحلة يعنى التخلص من النفس ومن الوجود ويلتحم بالوجود الكلى المطلق عندهم ومن الشيطان الذى يأتيه كما يقول فى صورة زنجى أسود طويل يريد أن يدخل فيه .
هذه المرحلة مقام المشاهدة يعرض للمريدين ويرون هذه الصور ويرون هذه الخيالات وماهى الا من خرافاتهم ولو أننا نملك وقتاً أطول لنقلنا كثيراً جداً من أمثال هذه الرؤى التى يرونها ليصلوا وينتقلوا من مقام المشاهدة الى مقام المكاشفة والتى بعدها يرون الرسول صلى الله عليه وسلم ويرون الله ويرون الحقائق كلها . لكن على كل حال من لم يمر بهذا الشئ فلايمكن أن يحصل له ذلك .
بقى موضوع الشطحات وهو عندما ينتقل الانسان الى مقام المكاشفة ويتعمق فى الكرامات والكشوفات يصل الى درجة الشطحات .(1/74)
يقول الغزالى صفحة 19 من الجزء الثانى : العارفون بعد العروج الى سماء الحقيقة اتفقوا على أنهم لم يروا فى الوجود الا الواحد الحق يعنى الله فقط ليس فى الوجود الا هو – لكن منهم من كان له هذه الحالة عرفاناً علمياً ومنهم من صار له ذوقاً وحالاً وانتفت عنهم الكثرة بالكلية واستغرقوا بالفردانية المحضة واستهونت فيها عقولهم فصاروا كالمبهوتين فيه ولم يبق فيهم متسع لغير ذكر الله ولا ذكر أنفسهم أيضاً لم يبق عندهم الا الله فسكروا سكراً وقع دونه سلطان عقولهم ، فقال بعضهم أنا الحق (هلاس) وقال الآخر سبحانى ما أعظم شأنى ، وقال أخر مافى الجبة الا الله – وكلام العشاق فى حال السكر يطوى ولايحكى فلما خف عنهم سكرهم وردوا الى سلطان العقل الذى هو ميزان الله فى أرضه عرفوا أن ذلك لم يكن حقيقة الاتحاد بل يشبه الاتحاد – يعنى نحن نقرأ من بعض الصوفية يقول : أن الحلاج يستحق القتل – لماذا يقول أنه أباح بالسر قبل أن يصل الى الدرجة العليا ، الحلاج لم يصل الى الدرجة العليا بل رأى عوارض وبوارق كما يسمونها فقال أنا الحق فقتل أو يستحق القتل فى نظرهم لا لزندقته لا لدعوى انه هو الحق – لكن يقولون لانه لم يصل بعد ، صرح وباح بالسر ، قبل أن يصل بعد ، والغزالى يقول لم تحصل لهم حقيقة الاتحاد بل هذا يشبه الاتحاد ، ونتابع كلامه يقول مثل قول العاشق فى حال فرض العشق .
أنا من أهوى ومن أهوى أنا
نحن روحان حللنا بدناً(1/75)
وهذا من نداءات الحلاج فلا يبعد أن يفجأ الانسان مرآة فينظر فيها ولم ير المرآة فط فيظن أن الصورة التى رآها فى المرآة هى صورة المرآة متحدة بها – يشبه رؤيتهم لله كإنسان ينظر فى مرآة فنسى المرآة وظن أن الصورة التى رآها أمامه وهى عين الشئ المرئي بينما هو فى الحقيقة مجرد مرآة – ويقول أن بعض العارفين لم يصل الى درجة الاتحاد ولكن يظن أنه وصل اليها إنما هى كالمرآة ، او من يرى الخمرة فى كأس من الزجاج فيظن أنه وصل اليها إنما هى كالمرآة ، أو من يرى الخمرة فى كآس من الزجاج فيظن أن الخمرة لون الزجاج وصار ذلك عنده مألوفاً ورسخ فيه قدمه واستقر فيه فقال :
رق الزجاج فراقت الخمر
وتشابها فتشاكل الامر
فكأنما خمر ولا قدح
وكأنما قدح ولاخمر
طبعاً استشهاد الصوفية بأبيات الخمر والعشق والغزل والنهود والقدود والخدود هذا لايحتاج الى تنبيه لانه دائم عندهم يقول وفرق بين أن يقال الخمر قدح وبين أن يقال كأنه قدح – يعنى أيضاً فرق بين من يقول أنه رأى الله أو كأنه رأى الله وتجلى له – ويقول وهذه الحالة إذا غلبت سميت بالاضافة الى صاحب الحال (فناء) بل فناء الفناء لانه فنى عن نفسه وفنى عن فنائه فإنه ليس يشعر بنفسه فى تلك الحال ولايعد شعوره بنفسه ، ولو شعر بعدم شعوره بنفسه لكان قد شعر بنفسه وتسمى هذه الحاله بالاضافة الى المستغرق فيها بلسان المجاز (اتحاداً) وبلسان الحقيقة (توحيداً) هذا هو توحيد الصوفية .
توحيد الصوفية هو هذه الحالة حالة الاستغراق التى تسمى بالاضافة الى المستغرق فيها بلسان المجاز (اتحاداً) كما يقول الغزالى انه مجاز فقط وبلسان الحقيقة (توحيداً ) وليس مجازاص ووراء هذه الحقائق أسرار ولايجوز الخوض فيها .
يقول أبو حامد أيضاً مايزال هناك أسرار وأمور لايجوز الخوض فيها ولايجوز ذكرها – لانه لو ذكرها هو أو غيره ربما كان مصيره مصير الحلاج من القتل ومن الاعدام .(1/76)
هذا عرض سريع لهذا الكاتب المتقدم الغزالى لدرجات أو أركان الطريق عند الصوفية إبتداءً من الشيخ والخلوة ثم المشاهدات ، ثم المكاشفات واخيراً الشطحات!! – بعد ذلك يصبح الانسان عندهم من رجال الغيب . ويتحكمون فى كل صغيرة وكبيرة كما سيأتى فى النماذج التى نذكرها عنهم أعظم رجال الغيب عندهم هو القطب الاعظم أو قطب الوجود أو الغوث الاعظم أو واحد الزمان ، أسماء متقاربة ، هناك حقيقة فلسفية ثابتة أو أكثر الباحثين المعاصرين ذكروها ونقلوها ، ومن قبلهم .
أن أصل فكرة القطب الاعظم عند الصوفية هى العقل المطلق عند افلاطون ، أفلاطون كما ذكر سيد قطب رحمه الله فى التصور الاسلامى فى فصل الواقعية نقلاً عن العقاد وقد سبق ذكرها فى صفحة (166) والعقاد ذكر ذلك فى أعقاب المفكرين . المهم أن افلاطون يقول أن الله كامل ولايصدر عنه الشر والعالم ناقص أو الشر فيه كثير ولايليق بالكامل أن يفكر فى الناقص ولايليق بالله أن يكون هذا الشر منه فلابد من تقرير واسطة بين الله والعالم تكون هى المتصرفة فى الكون وهى الفكرة فيه المشتغلة بأمره وتكون الشرور مصدر الشرور منها ، وتكون تفكيرها فى هذه الشرور وهى ليست هذه الشرور الى الله بزعمهم .
الصوفية أخذوا هذه الفكرة من أفلاطون ولاتستغربوا أننى اقول أخذوها من افلاطون بينما أقول أن أصل التصوف هندى ، ان البيرونى نفسه ذكرها ومعروفة أيضا فى تاريخ الفكر الاوربى .
اليونان لم يكونوا يملكون فكراً فلسلفياً والا لما كانوا يقتبسون من الهند والجنس الآرى يجمع الاوربيين بالهنود وجنس واحد ، ثم لما وجدت لهم فلسفاتهم أفلاطون وأرسطو وأمثالهم استغنوا ولفضلوا عن الهنود فى حين ان أرسطو وافلاطون يعتبرا متأخرين بينما فلاسفة الهنود الاف السنين قبل الميلاد .(1/77)
والحاصل أن هذا العقل المطلق عند افلاطون سماه الصوفية (القطب الاعظم ) أو واحد الزمان أو الغوث الاكبر أو نحو ذلك ويقولون كما فى طبقات الشعرانى – يقول : لو لم يصبح واحد الزمان يتوجه فى أمر الخلائق من البشر لفاجأهم أمر الله عز وجل سهلاً .
يقول أن مهمة القطب هذا انه كان لو أمر الله يأتى مباشرة بأمر الله أن هذا يحيا
وهذا يموت ، وهكذا مباشرة لايتحمل السر فيهلكهم الامر فيفاجئهم به فسيهلكهم فيحتاج الله الله – والعياذ بالله – الى واسطة يتلقى الامر ثم هو ينفذه فى الكون وهو الغوث وهو واحد الزمان أو القطب الاعظم ، ويقولون لو أن المدد الحقيقى ورد فى هذا العالم من عارفين على السواء لسرى فى قلوب الاخرين ، المتلقين المدد – لسرى فى قلوبهم الشرك الخفى – يعنا لابد أن يكون القطب واحداً ولذلك فالرفاعى الذى قرأت لكم تعيينه قطباً يقول : حتى النبيين سلمو له والصديقين كلهم والابدال جميعاً والنجباء والنقباء كلهم سلموا له لانه لابد أن يكون واحداً لماذا قالوا لو كانوا اثنين ربما يدخل الناس فى الشرك .
سبحان الله ! كأن الصوفية يحاربون الشرك قالوا لابد أن يكون القطب الواسطة بين الله والخلق المتصرفى فى الاكوان واحد ، والعطيب ان كل طائفة من طوائف الصوفية تدعى القطبية العظمى لشيخها فقط دون من سواه ، وبذلك فرقوا الامة ومزقوها ، والغريب أن الرفاعى والقادرى كانا متعاصرين .
فإذا كان القطب واحداً فيهما كان المتصرف فى الكون نتركه لكلام الصوفية ولهؤلاء الخرافيين الذين يقولون نحن أهل السنة والجماعة ، نحن نفرق الامة عندما نقول : أتركوا هذه الخرافات لكن هم الذين يفرقونها فماذا يكون جوابهم عن وجود قطبين فى وقت واحد ؟ الله أعلم .
المهم أن بعضهم ايضاً يدعى أنه اعلى من درجة القطبية مثلاً :(1/78)
أحمد الرفاعى مؤسسة الرفاعية يدعى ذلك فقد نقل عنه الشعرانى انه قال له أحد تلاميذه : ياسيدى أنت القطب ، فقال نزه شيخك عن القطبية . فقال أنت الغوث فقال : نزه شيخك عن الغوثية !! ويعلق الشعرانى على هذا قائلا: قلت وفى هذه دليل على أنه تعدى المقامات والاطوار لأن القطبية والغوثية مقام معلوم ومن كان مع الله وبالله فلا يعلم له مقام وان كان له فى كل مقام مقام والله أعلم .
يقول أن الصوفية متفقون على أنه ليس بعد القطبية الا الالوهية وفيما أعلم انه ليس هناك عندهم خلاف بهذا ، أعلم أن درجة القطب ليس هناك درجة أعلى وليس هناك مقام أعلى من مقام القطبية .
إذا فهذا يتفق مع دعواهم الاتحاد بالله سبحانه وتعالى أو حلول الله فيهم أو وحدة الوجود أى أنه ليس بعد درجة القطبية إلا أن يكون درجة الالوهية ليتحد بالله ،
فكأنه هو الله ، وليس هذا غريباً بعد أن سمعنا وعلمنا جميعاً ماصرحوا به من قولهم : أنا الله ومافى الجبة غير الله !
العبد رب والرب عبد فهذا كله جائز الموارد ,
بقى أن نتحدث عن بعض أعمال القطب الاعظم غير تصرفهم فى الكون وانقاذه الملهوفين واغاثتهم مما سيأتى ذكره فى الكرامات , هناك أمر خطير جداً وهو كما قلنا يتعلق بمنهج الصوفية فى التلقى الذى هو أصل موضوعنا هنا .(1/79)
من أعمال القطب الاعظم التشريع وهو من أعظم أعماله ، يشرع لهم الاذكار والاوراد والادعية ثم يستعملونها وهى كما يزعمون ترفع المريدين الى الملا الاعلى ، توصله الى العرش ، للقوة الروحانية كافى الكتاب المطبوع (أوراد الرفاعية ) وأيضاً ( الاوراد الشاذلية ) كتب الاوراد تقرأ فيها أن لهذا الذكر قوة روحانية عظمى دافعة الى آخره ، هذه القوة الروحانية فى زعمهم تجعل الذاكر المريد يرى الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة بل تجعله يرى الله تعالى بزعمهم!! ونختار من هذه التشريعات قضيتين كانتا مما نوقشا وجعجع حولها الرفاعى وتعرض لها أصحابه أيضاً ، وهى قضية صلاة الفاتح ، والقضية الثانية قضية التوحيد والوحدة .
صلاة الفاتح ذكر نصها الرفاعى فى صفحة (67) من رده وهى اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق والخاتم لما سبق وناصر الحق بالحق والهادى الى صراصك المستقيم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه حق قدره ومقداره العظيم ، وأعرف ممن هداهم الله سبحانه وتعالى ممن كان فى جانبهم واحضرها لى ، وذكر لى أنه يقولها مرات وماذا يحصل نتيجة هذه القراءات وأيضاً هناك مصدر وثيق موجود وهو كتاب "التيجانية " فقد ذكر هذه الصلاة وتعرض لها .
والذى يهمنا هنا قضية القطب أو أنها من أعمال القطب قول الرفاعى :
أن هذه الصلاة نقلها القسطلانى – يقول هذه انفاس رحمانية وعوارف صمدانية كأنها من أنفاس الرحمن ومن عوارف الصمد سبحانه وتعالى . لقطب دائرة الوجود وبذ أساتذة الشهود تاج العارفين سيدنا وأستاذنا ومولانا الشيخ محمد بن الحسن البكرى الى آخره – يعنى مادام أن هذا القطب البكرى هو الذى وضعها
وهو الذى كتبها فهى أنفاس رحمانية وعوارف صمدانية ولايحق لاحد أن يعترض عليها على الاطلاق وأخذوه التيجانية مادامت على هذا القطب وعلى أى حال ماذا يقول عنها التيجانية :
يقول مؤلف التيجانية صفحة (116) قال مؤلف جواهر المعانى التيجانية :(1/80)
ثم أمرنى بالرجوع صلى الله عليه وسلم الى صلاة الفاتح لما أغلق ، فلما أمرنى بالرجوع اليها سألته صلى الله عليه وسلم عن فضلها فأخبرنى أولاً بأن المرة الواحدة منها تعادل من القرآن ستة مرات – يعنا الذى يقرأ هذه الصلاة مرة واحدة كأنه قرأ القرآن ست مرات - ! أو رأيتم ولاحظتم من الذى يزدرى بكتاب الله ويحتقره وبالتالى يحتقر رسول الله ويكرهه ولايحبه . ثم اخبرنى ثانيا أن المرة الواحدة منها تعادل كل تسبيح وقع فى الكون ومن كل ذكرٍ ومن كل دعاء كير أو صغير ومن القرآن ستة الاف مرة لانه من الاذكار أى القرآن .
ثم يذكر أيضاً فى صفحة (117) أنهم يعتقدون أنها من كلام الله وفى ذلك يقول مؤلف الرماح ان من شروط هذه الصلاة أن يعتقد انهم من كلام الله وهاشم الرفاعى نفسه فى رده ينقل انها أنفاس رحمانيه من أنفاس الرحمن نسبة للرحمن .
إذا هذا يؤيد ماقلناه من أن القطب عندهم له درجة الالوهية حتى أنه يشرع هذه الاشياء ويقول أنها من الله وأن على الذاكر أن يعتقد أنه من كلام الله ، ويقول أيضاً "مؤلف التيجانية" وقال مؤلف "بغية المستفيد" مع اعتقاد المصلى أنها ليست من تأليف البكرى ولا غيره وأنها وردت من الحضرة القدسية مكتوبة بقلم القدرة فى صحيفة نورانية .
هذه هى صلاة الفاتح وهذه قيمتها عندهم داعية من كلام الله عند الصوفية ولها هذه المنزلة .
وفى صفحة (110) من الذخائر يذكر محمد علوى مالكى هذه الصلاة ويشرحها . أنظروا كيف ! هذا رفاعى وهذا تيجانى وأظن أن المالكى طريقته الطريقه الحسينية العربية لدين الله فى مصر .
المهم الطرق تختلف لكنهم يتفقون على هذه الصلاة التى يقولون أن من ذكرها ، من قرأ بها أفضل من القرآن ستة الاف مرة ، أنظروا بعد ذلك أى كفر وأى شرك فوق هذا ، أقول هذا فيما يتعلق بقضية صلاة الفاتح القضية الاخرى التى من تشريعات الاقطاب أو من كلام الاقطاب قضية
الجزء السادس(1/81)
الوحدة والتوحيد : العبارة التى يقولها الصوفية وهى اللهم أقذف بى على الباطل فادفعه وزجنى فى بحار الاحدية وانشلنى من أوحال التوحيد . يقول الرفاعى فى شرح هذه العبارة مهاجماً الشيخ بن منيع لانه هاجمها يقول : فنحن نقول لشرح معنى هذه العبارة التى التبست عليهم ، يعنى على العلماء فى المملكة ( وزجنى فى بحار الاحدية وأنشلنى من أوحال التوحيد ) .
أن التوحيد لغة الحكم بان الشئ الواحد والعلم بأنه واحد والتوحيد شرعاً إقرار المعبود بالعبادة مع اعتقاد وحدته والتصديق به ذاتاً وصفاتاً وأفعالاً ثم يقول والتوحيد فى اصطلاح أهل الحقيقة من الصوفية تجريد الذات الالهية من كل مايتصور فى الافهام ويخيل فى الاذهان والاوهام ... مجانين !! إنتهى كلام الرفاعي .
اذا ... نقول أن الان تفرق بين التوحيد عند الصوفية وبين التوحيد شرعاً كما هو نص كلامك التوحيد شرعاً اقرار المعبود بالعبادة والتوحيد عند أهل الحقيقة هو تجريد الذات الالهية الى آخره .
هذه هى القضية قضية أنهم يفرقون بين الشريعة وبين الحقيقة فنحن أهل السنة والجماعة اهل شرع واتباع ولايمكن للواحد منا أن يدعو الله سبحانه وتعالى أن يخرجه عن التوحيد والعياذ بالله لانه مادام التوحيد هو افراد الله بالعبادة عندنا كما يذكر هو أيضاً باعترافه .
فنحن ندعو الله سبحانه وتعالى أن يثبتنا على التوحيد وأن يميتنا موحدين ويبعثنا موحدين .
لكن الصوفية لما كان عندهم علم الحقيقة والتوحيد فى عرف الحقيقة وفى اصطلاح الحقيقة شئ آخر فهم يدعون الله تعالى ليل نهار أن يخرجهم من التوحيد الذى هو توحيد أهل الشريعة نحن .(1/82)
هو يقول نحن لانقصد الخروج من التوحيد بمصطلحنا أو مصطلح الحقيقة لا .. إنما يخرجنا من التوحيد بمصطلحكم أنتم يا أهل الشريعة ليلقيه فى بحار الاحدية التى هى ليس هناك أوهام ولا تخيلات فى الاذهان بل هى كما يعبر عنها ويقول هى التوحيد وهى حقيقة التحقيق لمعرفة كمال وجمال وجلال الاحدية الى آخر الكلام .
إذا نقول لهؤلاء باعترافكم هذا ومن كلامكم هذا ماذا تقولون :
هل كان النبى صلى الله عليه وسلم على التوحيد الذى عرفتموه بأن التوحيد شرعاً ؟ أو على الاحدية التى تريدون أن ينتشلكم الله اليها ويزج بكم فى بحارها .
نسألكم ونقول لكم : الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أرسل معاذاً إلى اليمن وقال له كما فى الروايات الصحيحة للبخارى : ( فليكن أول ماتدعوهم اليه أن يوحدوا الله ) – والكلام لايخلو من امرين ، إما أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم جاهلا وحاشاه من ذلك بأن فوق التوحيد درجة عليا هى الاحدية هذه ، ولذلك أرسل معاذا بالدرجة التى يعلمها فقط وهى التوحيد دون درجة الاحدية لانه هو وأصحابه .
حتى جاء أصحاب الكشف والفيض الأفلاطونى والذوق والتيجانى فى القرون المتأخره أو البكرى ووضعوا مثل هذه الافكار والادعية التى تُعلم الناس التوحيد وحقيقة التوحيد ، فإما أن تقولوا هذا والعياذ بالله ، وإما أن تقولوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم علم التوحيد الشرعي وعلم أمته .
لكن هذا التوحيد هو عين الشرك وعلم الامة فى الجملة عين الشرك وكتم التوحيد الحقيقي الذى هو الاحدية وهذا والعياذ بالله اتهام للرسول صلى الله عليه وسلم وحاشاه أن يكتم شيئاً مما علمه الله أو تقولوا كلاماً آخرا وهو أن النبى صلى الله عليه وسلم علم توحيد الشريعة للعامة وعلم الاحدية للخاصة ، ربما يكون هذا من أقوالكم نحن نفترض انكم تقولون فاختاروا ماشئتم وكلها نادمة لكم مهما تنصلتم .(1/83)
المضحك فعلاً أن الرفاعى عندما يدافع عن هذه العبارة يقول : لاتنكروا علينا أننا ندعو الله بنشلنا من التوحيد الى الوحدة يقصد أن هذا هو الصحيح !! طيب أنت اذا تدعو الله أن ينتشلك من التوحيد الذى هو افراد المعبود شرعاً ، أو ينتشلك من التوحيد الذى عرفته أنه توحيد الحقيقة فسواء هذا أو هذا فأنت تدعوا الله أن ينتشلك منه . أما توحيد أهل الشريعة وأما توحيد أهل الحقيقة فتدعو الله أن ينتشلك من التوحيد ، على أى التعريفين تعريف أهل الشريعة أو الحقيق ، ولهذا أقول ان الرجل لايعى مايقول لكن من المؤكد أن الاقطاب الذين وضعوا هذه العبارة يعون ذلك جيداً ويفهمون دلالتها وينتشلهم من هذا ومن ذاك ليتحقق لهم وحدة الوجود التى هى عندهم عين الاحدية .
ننتقل الان للحديث عن رجال الغيب – عندنا مرجع سهل أو قريب صاحبه كأنه معاصر وهو " النبهانى " الذى توفى سنة 1350هـ .
وحتى لايقولوا هذه فكرة قديمة كما يقول بعض الناس مع الاسف هذه افكار قديمة وعفا عليها الزمن .. لا – فالنبهانى توفى عام 1300هـ وتلاميذه مازالوا موجودون ومنهم هؤلاء القوم أو من طرق أخرى يقول : أن رجال غليب كثيرون ومنهم رضى الله عنهم "النقباء" وهم اثنى عشر نقيباً فى كل زمان لايزيدون ولاينقصون ومنهم رضى الله عنهم "النجباء" وهم ثمانية فى كل زمان لايزيدون ولاينقصون ومنهم رضى الله عنهم "الحواريون" وهو واحد فى كل زمان لايكون فيه اثنان فإذا مات ذلك والواحد اقيم غيره ومنهم رضى الله عنهم "الرجبيون" وسموا رجبيين لان حال هذا المقام لايكون الا فى شهر رجب ، ومنهم رضى الله عنهم "الابدال" وهم سبعة لايزيدون ولاينقصون يحفظ الله بهم الاقاليم السبعة .(1/84)
يعنى مثل ماقلنا : لايتصوف الواحد عند الصوفية الا بواسطة فى الاقاليم السبعة على الجغرافيا القديمة التى كانت قبل آلف سنة ، وضع الصوفية سعبة رجال من الابدال كل منهم يحفظ اقليمه ويتصرف فيه ، ويقول ومنهم "الختم" وهو واحد فى كل زمان بل هو واحد فى العالم يخدم الله به الولاية المحمدية – خاتم الاولياء واحد ولذلك حافظ عربى وابن سبين وأحمد التيجانى ومحمود محمد طه كل منهم يدعى ويحرص أن يكون هو خاتم الولاية كما يدعى كذابو الشيعة وغيرهم ان كل منهم هو المهدى المنتظر ، يقول ومنهم رضى الله عنهم ثلاثمائة نفس على قلب آدم عليه السلام ، ومنهم رضى الله عنهم أربعون نفساً على قلب نوح عليه السلام ومنهم رضى الله عنهم سبعة على قلب الخليل عليه السلام .
تذكروا ما قلت لكم من أن حرصهم على تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم انما هو تعظيم لانفسهم لانهم يقولون ان رجال الغيب منهم من يصل الى أن يكون على قلب فلان من الانبياء فهو كالنبى واسقطوا الفرق بين البشر العاديين وبين الانباء صلوات الله وسلامه عليهم بل بين الملائكة أيضا.
ويقول النبهانى : ومنهم رضى الله عنهم خمسة على قلب جبريل عليه السلام ، ومنهم رضى الله عنهم على قلب ميكائيل عليه السلام ، ومنهم رضى الله عنهم واحد على قلب اسرافيل عليه السلام ومنهم رضى الله عنهم ثمانية عشر نفساً أيضاً هم الظاهر بامر الله عن أمر الله ... أنظروا !!..
ومنهم رضى الله عنهم ثمانية رجال يقال لهم رجال القوة الالهية ، ومنهم رضى الله عنهم خمسة عشر نفساً هم رجال الحنان والعطف الالهى !!(1/85)
الله تعالى قوته وحنانه أو رحمته تكون عن طريق هؤلاء بزعمهم : - ومنهم رضى الله عنهم واحد وعشرون نفساً فى كل زمان يسمون رجال الفتح – ومنهم رضى لاله عنهم ثلاثة أنفس وهم رجال الامداد الالهى والكونى – ومنهم رضى الله عنهم ثلاثة انفس الاهيون رحمانيون فى كل زمان ، ومنهم رضى الله عنهم رجل واحد وقد يكون امراه فى كل زمان ومنهم رضى الله عنهم رجل واحد فى كل زمان لايوجد غيره فى مقامه ، وهو يشبه عيسى عليه السلام متولداً بين الروح والبشر لايعرف له أب بشرى ، كما يحكى عن بلقيس انها تولدت بين الجن والانس ، فهو مركب من جنسين مختلفين وهو رجل البرزخ ، به يحفظ الله تعالى البرزخ الى آخر كلامه المهم .. أنظروا ترتيب هؤلاء الرجال – أنظروا أعدادهم – أنظروا تصنيفهم لماذا كانوا بهذا الشكل ، أنظروا هذا الاخير الذى يشبه عيسى عليه السلام ، أليس هذا بصدق بأن أصل الصوفية أو أن أصولها النصرانية التى هى فى الاصل منقولة عن المصرائية بولس شوا اليهودى ، عبد النصرانية ، دسيسة يهودية نقلت من المصرائية ديانة وثنية شرقية الى النصارى ثم أخذها هؤلاء عن طريق النصارى ، وهذا يؤكد ماهو معروف من أن أول من وضع مايسمى (خانقاه) أو (الرباط) للصوفية هو أمير الرملة أو أحد أمراء الرملة النصارى فى فلسطين ، هو الذى وضع لهم الخانقاه هذا أو الرباط ، ثم انتشرت الاربطة فيما بعد ، وهذا الكلام هو أن أو من بنى الرباط هو أمير نصرانى فى الرملة .(1/86)
نقله عبالرحمن الالجاف فى كتابه ( نفحات الانس ) صفحة 34 نقله الدكتور طلعت غنام صفحة 64 فى كتاب ( جهلة الصوفية ) وعبدالرحمن الجافى هذا من الصوفية الذين يقولون بوحدة الوجود عاش فى نهاية القرن التاسع وله كتاب فى وحدة الوجود طبعه الطابعون فى مصر مع أساس التقديس للرازى لان القوم أشاعرة وصوفية فطبعوا أساس التقديس كتاب الاشاعرة وطبعوا معه (رسالة الجواهر والدرر) لعبدالرحمن الجافى فى وحدة الوجود وترجم له الزركلى فى الاعلام – من شاء يراجع ترجمته هناك فليراجعها .
والحديث طبعاً عن هؤلاء الرجال طويل جداً ولا أستطيع أن احدثكم عنه بالتفصيل بقدر ما أحاول ان شاء الله أن انقل كثيراً مما نسب اليهم من كرامات وشركيات وتعلقات بهم . إنما هناك قضية خطيرة ينبغى أن أنبه عليها وهى تجمع
هؤلاء الرجال جميعاً – هذه القضية أنهم رجال الغيب عند الصوفية الموصوفون بهذه الصفات هم يعيشون بين الناس وهم من البشر يعيشون بيننا منهم المعروف ومنهم المجهول ، ومنهم الظاهر للناس ومنهم المستتر عنهم بحيث أنه يراهم وهم لايرونه ويكاشف متى شاء .
هذه الصفة مشتركة بين هؤلاء الرجال ولذلك تجد الصوفية حتى العوام يقولوا فلان يمكن يكون ولى ، يمكن يكون من رجال الغيب فلا تتعرض له لاتكلمه .
كيف ! وبأى دليل يستدلون على هذا ؟ - هنا القضية القضية أن هؤلاء الرجال مخالفون فى سيرتهم وفى احوالهم للشريعة ، ولما ألفوا الناس فلا تتصور رجلاً مقيماً فى مكان يدرس سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أو عالم من العلماء مشتغل بالتفسير – بالحديث – بالسنة – بالدعوة بألامر بالمعروف والنهى عن المنكر أو بالجهاد .(1/87)
لاتتصور أن الصوفية يعتقدون أن هذا من رجال الغيب لا ليس هذا ابداً القضية أن هذا الرجل ينبغى أن يكون كما يسمونه (بهلولاً) مجذوباً يقع على المزابل يلتقط منها القاذورات – ورأينا نماذج من هؤلاء فى الحرم من أقذر الناس ومن أكثرهم شعورهم نافرة وأظافهم طويلة وهكذا نجد أشكالاً غريبة جداً خارجة عن المألوف ويقال هؤلاء هم الأولياء – ربما يكون هذا القطب الاعظم الذى يدير الكون كله وأنت لاتدرى وربما يكون من النقباء أو من الرجبيين وربما يكون من الرحمانيين وربما يكون على قلب نوح أو الخليل وأنت لاتدرى .
وهنا خطورة كبيرة – مطب كبير أفسدت به الصوفية دين المسلمين – بل أنا أقول أن سر التصوف يكمن تحت مثل هذه الامور لماذا ؟ نرجع الى الوراء قليلاً – الى مرجع قديم من مراجع الصوفية المعروفين لمولف كتاب ( التفسير الاشارى تهم حقائق التنزيل ) كتب كتاباً عن الملامية والملامتيه وهم فرقة الصوفية فى المشرق وهم من أوائل الزنادقة الذين أسسوا هذا الفكرة وهى فكرة أن الاولياء مخالفون لظواهر الشرع – مخالفون لاحوال الناس هؤلاء الملامية أو الملامتية يقول عنهم فى صفحة (98) من كتابه الملامتيه الذى حققه أبو العلا عفيفى طبع فى مصر سنة 1364هـ يقول : انهم رأوا الدين بشئ من العبادات فى الظواهر شركاً والتدين بشئ من الاحوال فى الباطن ارتداداً – يقولون من يظهر شيئاً من الطاعات والعبادات هذا مشرك أو أسر فى قلبه شئ من الاحوال فهو أيضاً مرتد .
اذا كيف يقولون أن كل عمل وطاعة وقعت عليه رؤيتك واستحسنته من نفسك
فذلك باطل – ويقول عنهم ينقل عن أحدهم قال هم قوم قاموا مع الله تعالى على حفظ أوقاتهم ومراعاة اسرارهم فلاموا انفسهم على جميع ما اظهروه من أنواع القرب والعبادات وأظهروا للخلق قبائح ماهم فيه وكتموا عنهم محاسنهم فلامهم الخلق على ظواهرهم ولاموا أنفسهم على انواع الغيوب وتصحيح الفراسة فى الخلق واظهار الكرامات عليهم .(1/88)
لاحظوا هذا الكلام يعنى هؤلاء القوم لما أظهروا القبائح بزعمهم ازدراءًا لانفسهم وحتى لايتعلق بهم الناس وحتى لايظنوا فيهم أنهم أولياء وهم يريدون أن يكونوا أولياء فى الباطن فقط ولا أحد يعلم بهم وينزه عن أنفسهم عن الرياء وعن كلام الناس أظهروا القبائح وأظهروا المعايب والشنائع حتى أن منهم من كان يأتى الفاحشة فى الدواب علانية أمام الناس ، وهذا منقول وربما نتعرض له ، ومنهم من سرق لباس أحد الناس ولبسه بحيث يرى وخرج الى الشارع وكان الناس يعتقدون فيه الولاية فلما رأوه ادركوه وضربوه وأخذوا الملابس فقيل له فى ذلك فقال لهم حتى أسقط من اعينهم وأبقى فى عين الله الحق الى آخر ماينسجونه حولهم من الخطايات يضعونها كما يقولون فى تزكية النفس وتطهيرها – طبيعي أن هذا مخالف لقول النى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح ( من سرته حسنته وساءت خطيئته فهو المؤمن ) والمؤمن لايجب ولم يؤمر أن يظهر السيئات والقبائح ، لكن القضية اكبرمن قضية مخالفة هذا الحديث القضيى أنها مخالفة للاسلام وهدم الاسلام وايضاح ذلك بالتفصيل أو بشئ من التفصيل .
إن الزنادقة الذين أنشأوا هذا الدين ورتبوه ونقلوه الى المسلمين ولبسوا به عليهم هؤلاء واجهتهم الامة بالانكار ، واجهتهم بالرد والتكذيب حتى العوام من المسلمين ودفعوهم بالكفر والزندقة ، وقل أن تجد عالماً من كبار الصوفية إلا واتهم بالزندقة أما أن يكون قتل شبهة الزندقة أو أتهم بها أو سجن كما سجن ذو النون وكما أتهم الجنيد وقتل الحلاج وكثيرون من هذا النوع ، واستدل العلماء والمسلمون بظاهر حالهم هذا المخالف للشرع على خبث الباطن وخبث الطوية لانه ليس بوسع المسلم أن يرى رجلاً يمشى مشكوف العورة أو رجلاً يرتكب الفاحشة فى البهائم علانية ويترك الجمع والجماعات ويقر على ذلك فضلاً عن أن يعتقد أن هذا من رجال الغيب من أولياء الله .. لايمكن هذا أبداً .(1/89)
الزنادقة أرادوا أن يخترعوا تقاة أو تقية ، حذيقة شيطانية أرادوا أن يوقعوا بها بها الناس وأرادوا أن يلبسوا بها على المسلمين فقالوا لهم هؤلاء القوم أولياء وصلت بهم جهدة النفس الى حد استعذاب الاذى فى ذات الله تعالى والى استجلاب تهمة الناس لهم . هم يدعون الناس الى أن يتهموهم هم يريدون بذلك أن ينقوا أنفسهم ومحبتهم لله وأن يتجردوا عن الرياء وعن الشهرة وأن يسقطوا من عين الخلق ويبقوا فى عين الحق كما يقولون ، فهم متعمدون فى هذا ويحبون أن يقول الناس أنهم زنادقة وأنهم مخالفون وأنهم كذا ويستمرون على اظهار هذه الاحوال على حد قول الشاعر كما هم يقولون :
أجد الملامة فى هواك لذيذة
حباً لذكرك فليلمنى اللوام
لكن فى الحقيقة أن المسحور منهم المستهزأ بهم هم هؤلاء اصحاب الظاهر المغفلون الذين ينتقدون مثل هؤلاء الاولياء ، أو يلمزونهم أو يتكلمون فيهم بدعوى أنهم مخالفون لظاهر الشرع وهؤلاء شهدوا الحقيقة الكونية وأدركوا سر القدر واشتغلوا باصلاح القلب عن اصلاح الظاهر واشتغلوا بمحبة الحق عن سماع انكار الخلق ويقولن من جملة مايقولون ويتعللون به أنكم أنتم يا أهل الظاهر الفقهاء والعلماء تنكرون علينا أننا نترك صلاة الجمعة وأنتم تكتبون فى كتب الفقه أن من خاف ضياع ماله جاز له تركها لاجله ، ومن كان مسافراً ولو كان مسافراً للدنيا أو للتجارة يجمع المال تسقط عنه صلاة الجمعة – فكيف الذى فى الخلوة مستغرق مع الله سبحانه وتعالى وقلبه متعلق بمحبة الله الذى هو أغلى من الدنيا كلها ويقولون هذا لايمكن أن يترك الجمعة والجماعات ولايجوز له أن يعتكف فى خلوة ويترك الجمع والجماعات – يعنى اليس الله تعالى أغلى واعظم من الدرهم والدينار – المجتمع مع الله اليس هو أعظم ممن هو مجتمع على قليل من المال يخشى أن يضيع منه فيجوز له عندكم فى فقهكم أن يترك الجمعة لاجله !
ويقولون : أنتم تقولون أن الانسان اذا اغمى عليه فانكشفت عورته هذا جائز ،(1/90)
وقد يكون هذا الاغماء بسبب ضربة شمس اغمى عليه فكشفت عورته هذا جائز ، أو لمرضٍ أو نحو ذلك لاحرج عليه أن تكشف عورته .
وتذكرون فى كتبكم يا أهل السنة أن زوج بربره كان يتبعها فى طرقات المدينة ودموعه تتخدر حباً لها ولم يحرج عليه كذلك ، وكان ذلك فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم وأشياء من هذا القبيل ، فكيف لاتنكرون ذلك وتنكرون على من يكون اغمائه لآية سمعها أو كشف جل له الحق فاغمى عليه وانكشفت عورته وأخذ يصرخ ويقول أنا الحق أنا الحق أنا الله الا حباً ووجداً وهياماً بالمعبود الحق وبالحبيب الاعظم وهو الله تعالى عندهم أقول رأى الزنادقة أن هذه هى أخر وسيلة لهدم دين الاسلام وابعاد الأوامر والنواهى وأبطالها وأبطال الجهاد وابطال الامر بالمعروف والنهى عن المنكر واندثار أمر الاسلام بالكلية . والقصص فى ذلك كثيرة منها ماذكره شيخ الاسلام وتحدث عنه فى كتاب (الاستقامة ) ان بعضهم كان إذا سمع المؤذن يقول له اسكت ياكلب ولعنك الله أو نحو ذلك ينهره ويشتمه وكثير منهم كان يصنع هذا ، فإذا قيل له كيف تقول ذلك ! قال هؤلاء أهل الظاهر يؤذن فى الظاهر وهو فى الباطن لايعلم حقيقة التوحيد الذى يقوله عندما يقول أشهد أن لا إله الا الله ، فإذا انتقدهم أحد كيف تقول للمؤذن هذا الكلام – يقول هذا من ولايته هذا من فهمه للتوحيد يشتم المؤذن لانه يقول أشهد أن لا إله الا الله وهو لايدرك التوحيد الى غير ذلك .
المهم أن هذه طريقة لاسقاط الاوامر والنواهى .. لاتنكر على أى انسان أن لاتدرى فى عرفهم فى كلامهم ، ربما هذا المجذوب الذى تراه مطروحاً على المزبلة والناس هناك يصلون – ربما أن مايفعله هذا الا تستراً والا فهو قوام بالليل وبكاء بالسحر وأواه منيب فى خلوته حين ينقطع عن الخلق وينفرد بالحق . ومايدريك أنك قد تنكر على رجل سكران فى الشارع وهو ماهو بسكران سكر خمر انما هو سكر الوله والمحبة والوجد والشوق .(1/91)
أيضاً قد ترى امرأة عارية الشعر والنحر تتواجد تتمايل فتقول هذه لاهية أو راقصة أو هذه مطربة وهى ولية مستغرقة فى عين الجمع مع الله ، أنت ترى جسدها على الارض ولكن قلبها فى السماء عند الله أو فى العرش .
يمكن ترى مجنوناً يرغى ويزبد ويطارد الصبيان فى الشوارع وتقول الحمدلله الذى عافانى مما ابتلاه به أو نحو ذلك لكن لاتدرى على كلامهم أنت المبتلى بحجاب
الغفلة – هذا عارف من العارفين أو بدل من الابدال تستر بالجنون حتى لايدرى عنه ، حتى تكون الولاية خاصة بينه وبين الله حتى يلومه الناس فيما يفعل فيحصل له الاجر من لومهم .
أقول ان مثل هذا الكلام وتلبيس الحقائق واضاعة المعايير التى نعرف بها الصالح من الطالح والمجنون من الصاحى تضيع المعايير وافقاد العوام لها ، ثم نشر هذه بين عامة المسلمين وجهلتهم خاصة المناطق النائية فى القديم وخاصة جميع المسلمين تنتشر هذه بينهم ... . فماذا يكون رد الفعل عندهم إذا اعتقدوا أن الولى ليس الذى يدرس كتاب الله والصحيحين فى المسجد الحرام مثلاً ، أو يجاهد فى سبيل الله ..، وإنما الولى هذا الاشعث الاغبر المنتن القذر الذى يراه يلتقط القمائم من جوار الحرم ولايد يده لاحد لانه متوكل فيقول ربما كان هو القطب الاعظم .. أما هذا الذى يجلس فى الحرم يدرس البخارى فتح البارى هذا من علماء الطاهر ، عاد من الناس العاديين وليس من رجال الغيب ولامن أهل الحقائق .
هنا الخطورة وتحت هذا اللبس يذكرون الكرامات والشركيات الشنيعة ويدافعون عن ذلك دفاعاً مريراً . وأنقل لكم نصاً واحداً من دفاعهم عن كتاب ( الشرع الروى فى فضائل آل باعلوى) نقلاً من اليافعى الذى له كتاب (مرآة الجنان ) ملئ بهذه الخرافات أيضاً .
يقول اليافعى فى الجزء الاول صفحة (322) : وكثير من هذه الطائفة أعنى الصوفية جمعوا بين الوله والتجريد فى ظاهر الشرع .(1/92)
تحزيباً بائنا حتى اسقطهم عن أعين الناس ليستتروا عن شهرة الصلاح يخفون محاسنهم ويطهرون مساوئهم ، ومنهم من يكشف عورته بين الناس ومنهم من يرى أنه لايصلى وهم يصلون ويجتهدون فيما بينهم وبين الله تعالى وقد شوهد كثير منهم يصلى فى الخلوات وفى جوف الليل لانهم كانوا يبالفون فى نفى روية الخلق واسقاطها من قلوبهم ، ولايبالى أحدهم بكونه عند الناس زنديقاً إذا كان عند الله ليس زنديقاً .
كنسوا بنفوسهم المزابل لتحيا لمولاهم حياة طيب قبل المعاد ! لاحظتم !
يقولون : كن زنديقاً عندك وعند غيرك هو عند الله ولى .
طيب . لوجاء زنديق حقيقى وقال هذه الكفريات ما أدرانا يمكن يكون هذا ولى لقد ضاعت المعايير كما قلت تضيع المعايير الصلاح والفساد والزندقة والايمان .
الى أن يقول ومنهم من يتحجب بحاله عن اعين الناس وهو معهم فى الصلوات لاحظتم !! صلى مع الجماعة ويمكن لم نره !! يقولون هذا ولاينكر ، ولهؤلاء أطوار لايدركها العقل – انهم يسمون التشكل واختلاقه تطور !! لعلنا نقرأ هذا فى الكرامات ، التطور هذا من عمل المشعوذين والسحرة والجن واستعانتهم بالشياطين – وانما تدرك بالنور ، يعنى بالكشف ويعرفها العارفون بالله تعالى – يعنى لانعرفها نحن المحجوبون .(1/93)
يقول فقد روينا ان بعضهم كان لايرى انه يصلى فاقيمت الصلاة يوماً وهو جالس فقال له بعض الفقهاء : قم فصلى مع الجماعة – الفقيه أنكر عليه قال له قم صلى فقام وأحرم معهم وصلى الركعة الاولى والفقيه المنكر ينظر اليه فلما قاموا الى الركعة الثانية نظر الفقيه الى مكان الرجل فإذا بشخص غيره يصلى فتعجب من ذلك ثم رأى فى الركعة الثالثة شخصاً ثالثاً ثم فى الرابعة شخصا رابعاً ، فزاد تعجبه – أربعة أشخاص فى أربعة ركعات – فلما سلم من صلاته التفت فرأى صاحبه الاول جالساً مكانه وليس عند أحد فتحير الفقيه مما رأى فقال له الفقير وهو يضحك ( الصوفى يسمونه فقير ) يافقيه أى الاربعة صلى معكم هذه الصلاة ؟ يقول اليافعى فاعترف الفقيه بفضله وزال ماعنده من الافكار – مادام يصلى كل ركعة بشكل شخص آخر . إذا يمكن هو يصلى فى أى وقت وانت لاتنكر علي أى انسان تراه تارك للصلاة والناس يصلون الجمعة الجماعات لانك ماتدرى يمكن صلى صورة أخرى – كيف تنكر على أولياء الله وانت من جهلك لانك تنظر بنظرك العقلى الحسى العادى وهؤلاء قوم لهم أمور أخرى ولهم اطوار أخرى !!
أقول أنه بمثل هذا الكلام استطاع الصوفية أن يضربوا بسور عريض بين أولياء الله الحقيقيين بين المجاهدين فى سبيل الله من علماء الامة العظام الذين يقفون فى وجه المنكرات ويحاربون أعداء الله سبحانه وتعالى بين هؤلاء الاولياء الحقيقيين وبين عامة المسلمين ، ضربوا بسور عظيم فاصبح من يكشف عورته ، من لم يترك الصلاة ، من لم يطرح نفسه على المزابل ، من يظهر للناس أنه بهلول أو مجذوب فهذا ليس بولى عند عامة المسلمين وليس من أصحاب الكرامات ، ون ثم فلا يلتمس منه هدى ولا علم لانه من أصحاب الظاهر ، من أصحاب الرسول ولايلبس عليهم من المحجوبين الى آخر هذه الالقاب الذى ينبذ بها الصوفية علماء الشريعة وفقهاء السنة وأولياء الله تعالى الحقيقيين ، ولم تقف الصوفية عند هذا(1/94)
الحد بل أصبحت تنكر على من تنكر على أى دين يعنى لايكفى أن تنكر على الانسان المسلم انه كشف عورته وترك الجمعة والجماعة ، بل يقولون لاتنكر على أى انسان انه منتسب الى أى دين .. أنظروا أخبار الحلاج صفحة "54" يقول عبدالله بن طاهر الأزدى كنت اخاصم يهودياً فى سوق بغداد وجرى على لفظى أن قلت له ياكلب ، فمر بى الحسين بن منصور "الحلاج" ونظر الى شذراً وقال : لاتبنح كلبك وذهب سريعاً ، فلما فرغت من المخاصمة قصدته فدخلت عليه فاعرض عنى بوجهه فاعتذرت اليه فرحب بى ثم قال لى : يابنى الاديان كلها لله عز وجل شغل الله بكل دين طائفة لاخ اختيار فيهم ، بل اختياراً عليهم فمن لام أحد ببطلان ماهو عليه عليه فقد حكم أنه اختار ذلك لنفسه وهذا مذهب القدرية ، والقدرية مجوس ، هذه الامة ، وأعلم أن اليهودية والنصرانية والاسلام وغير ذلك من الاديان هى القاب مختلفة وسامٍ متغايرة والمقصود منها لايتغير ولايختلف ، ثم قال وانشد الحلاج شعراً بعد ذلك يقول :
تفكرت فى الاديان جداً محققاً
فألفيته أصلاً لها شعباً جماً
فلا تطلبن للمرء دنيا فإنه
يصد عن الاصل الوثيق وانما
يطالبه اصل يعبر عنده
جميع المعالى والمعانى يفهما
الاديان كلها واحدة ولاتقل لاحد إنك يهودى ولا نصرانى كله حق وكلها طرق الى الله هكذا يقول ، وهنا تلتقى الماسونية الحديثة بهذه الافكار القديمة ومثل هذا قول ابن عربى :
لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبى
اذا لم يكن دينى الى دينه وان
لقد صار قلبى قابلاً كل صورة
فمرعى لغزلان ودير كرهبان
وبيت الاوثان وكعبة طائف
والواح توراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنا توجهت
ركائية فالدين دينى وايماني
أو فى الحب دائماً وايمانى – يقول ابن عربى دينى دين الحب مثل ما قلنا أن(1/95)
الثيو صوفية محبة الله فدينهم دين الحب فقط ، فمن أحب الله على أى ملة وعلى أى نحلة – يهودية – نصرانية – اسلام فهو حبيب الله عندهم ولاينكر عليه على الاطلاق ، هنا تلتقى الماسونية هنا نرى لماذا الماسونية تشجع التصوف لأن الماسونية تحت هذا الكلام يهدمون الاديان جميعاً ليبنوا هيكل سليمان ودين اليهودية فقط يطلبون من الناس أن يتركوا أديانهم ، أم اليهود فهم بطبيعة الحال دينم مغلق ، هم لايريدون ان يدخل بينهم أصلاً فلا يدعون أحد الى دينهم فيريدون من أهل الاديان الاخرى أن يتخلوا عن وأن يتركوها وأن يساهموا جميعاً فى بناء هيكل سليمان .
الماسونية والصوفية تلتقى هنا والمؤسسون متفقون من الاصل والى الان ولذلك لاعجب أن نرى الماسونية والدول التى تحركها الماسونية فى الخفاء تدعم الصوفية والتصوف وتنشره وتحقق تراثه وتفتح اقسام الدراسات العليا ونحوها عن الاسلام وماهى عن الاسلام وانما هى عن هذا التصوف .
أقول هذا لنعرف حقيقة هذا الدين وحقيقة الدوافع التى تدفع الصوفية لاظهار الفضائح كما يسمونها ، وعن استعراضنا للكرامات سنجد الكثير من مثل هذه الامور ونعرف علتهم وهدفهم وراء ذلك كله .
الكرامات كما يسمونها وهى أحوال منها كرامات ومنها استغاثات ، وسأقرأ البعض منها سريعاً وحتى لا اطيل فى ذكر الجزء والصفحة والمصدر سأذكر المصادر وهى (طبقات الشعرانى ) أو ( المشرع الروى فى فضائل آل باعلوى )
أو (جامع كرامات الاولياء ) وسأذكر أسم صاحب الكرامة وعليك أن تبحث عن ترجمته وستجد هذا الكلام فيه وذلك منعاً للاطالة .
يقول أحدهم وهو عبدالقادر الطشطوشي : أرباب الاحوال مع الله كحالهم قبل الخلق وانزال الشرائع .(1/96)
أبوبكر ابن عيسي أحد أكابر الاولياء عندهم يقول : كان كثير الاستغراق ويخبر بالمغيبات ويرجع اليه فى المعضلات ، وكان أهل الاجلاب إذا سافروا فى البحر وحصل لهم شدة يذكرونه وينذرون له بشئ فيرونه عندهم عياناً فينجيهم الله تعالى ببركته ، وإذا جاؤا الى بلدته طالبهم بالنذر الذى نذروه له .
أبو عبدالله محمد بن على الرياحى نقلاً عن الجلبى يقول عن الفقيه محمد بن عباس الشعبى : رأيت ذات ليلة فى المنام أن القيامة قد قامت ورأيت الناس مجتمعين فى صعيد واحد حفاة عراة كما جاء فى الخبر وأنا من جملتهم عرياناً
ورأيت موضعاً مرتفعاً والقاضى محمد بن على صاحب الكرامة واقفاً عليه ويلبس ثيابه كلها حتى العمامة والناس محدقون به فهرولت اليه فلما دنوت منه سمعته يقول المهم ، كلكم فى شفاعتى فاطمئنوا . فقلت له وأنا معهم فقال وأنت معهم .
الجزء السابع
يروون عن أحد كبرائهم وهو (محمد الحنفى شمس الدين) أنه أوصى فى مرض موته فقال : من كان له حاجة فليأت الى قبرى ويطلب حاجته اقضها له أبوعبدالله محمد بن يوسف اليمنى الفجاعى من كراماته أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول ان أردت أن يفتح الله عليك بالعلم فخذ من تراب قبرى الضرير شيئاً وابتلعه على الريق ففعل الفقيه ذلك . فظهرت بركته . وعن هذا الحنفى أيضاً يسمونه أعظم خلافاء البكرى أنه امتحنه البكرى مرة فقال له كان الليلة فى نفسى أمر فما هو ؟ فاخبره به فقال اصبت هذا الفى فى نفسى – هذا علم الغيب وعند كثير جداً ، يعلم الواحد منهم مافى نفس المريد – ويقول اشتد بنا الكرب الليلة والاغلال فى اعناقنا فاستغسنا بحضرة الشيخ واستجرنا ومتى استغاث أحد به ادركه.(1/97)
الرفاعى والبحرينى وهؤلاء المغاربة يقولون ها يفعله بعض الجهال والواقع انه مايفعله هم هؤلاء الاولياء ، يقول تعالى عند قبرى ويقول استغثنا ويقول استغث ، ويقول كان جالساً يوم مع اصحابه فى رباطه إذ ابتلت يده الشريفه وكمه الى ابطه ، تعجبوا من ذلك وسألوه عنه فقال قدس الله سره : استغاث بى رجل من المريدين تاجراً وكان راكباً فى السفينة ، وقد كانت تغرق فخلصتها من الغرق فابتل لذلك كمي ويدى فوصل هذا التاجر بعد مدة وحدث بهذا الامر كما أخبر الشيخ – الشيخ فى حضرموت والسفينة فى بحر الهند وانقذها وهو جالس مع اصحابه لانهم استغاثوا به .
ويقول على بن محمد بن سهل الصائغ الدينورى تركت قولى للشئ كن فيكون تأدباً مع الله تعالى – تأدباً مع الله والا فهو يستطيع أن يقول للشئ كن فيكون وجاكير الهندى يقول : استأذن رجل واسطى الشيخ جاكير فى ركوب بحر الهند للتجارة فقال له الشيخ : اذا وقعت بشدة فنادى باسمى فلما كان وقت كذا وكذا عصفت الرياح الشمالية فتلاطمت الامواج فأشرفنا على الغرق فتذكرت قول الشيخ فقمت واستقبلت العراق وناديت ياشيخ جاكير أدركنا فلم يتم كلامى حتى رأيناه عند السفينة واشار بكمه الى الشمال فسكتت الريح ومشى خطوات يميناً وشمالاً .
فسكن البحر ، ثم أشار بكمه الى الجنوب فهبت ريح طيبه أوصلتنا الى طريق السلامة ومشى الشيخ على الماء حتى غاب عنا .
قال الامام الشعرانى وكان الشيخ جاكير يقول : ما أخذت العهد على مريد حتى رأيت اسمه مكتوباً فى اللوح المحفوظ وانه من أولادنا – لاحظوا أنهم يطلعون على اللوح المحفوظ ! .(1/98)
عبدالقادر الجزائرى الذى يقال أنه بطل الجهاد فى الجزائر وهو رجل باطنى وبرئ من الجهاد ، وله كتاب (المواقف) على مذهب ابن عربى من نفس الباطنية يقول كما نقل عنه النبهانى : إنما بلغت المدينة (طيبة) وقفت تجاه الوجه الشريف بعد السلام عليه صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبه الذين شرفهم الله بمصاحبته حياة وبرزخاً فقلت يارسول الله عبدك ببابك يارسول الله كلبك باعتابك يارسول الله عطفة منك تغنينى يارسول الله عطفة منك تكفينى يارسول الله فسمعته صلى الله عليه وسلم يقول لى : أنت ولدى ومقبول عندى بهذه السجعة المباركة – يقول النبى صلى الله عليه وسلم خاطبه بهذه السجعة والرفاعى
والحمد لله قد اعترف المغربيان اصحاب كتاب (التحذير من الاغتراب) بأن الرفاعى مؤسس الرفاعية ادعى أنه ذهب الى النبى صلى الله عليه وسلم يده الشريفة من القبر الشريف وصافحه ، وأنه رأى ذلك خمسون الف حاج راوه وهو يصافح الرفاعى واعترف المغربيان نقلاً عن الغمارى الخرافى الاكبر بأن هذا كذب لان مايمكن أن ينقل تواتراً لايقل فيه نقل الاحاد ولم ينقل عن غير أحد من الخمسين الف هؤلاء الا الرفاعى !! ثقة أدعى ذلك .
إذ هذه الحكاية لاتقبل وهى منقولة عن غير الرفاعى .
باعباد الحضرمى – وهو ممن ذكروهم من الاولياء الكبار كان يقول لاصحابه من وقع منكم فى ضيق فليتوسل الى الله تعالى بى ويدعونى فإنى احضركم أينما كنتم يقول المؤلف وجرب ذلك بعضهم فوجه كما قال
عبدالله بن علو الحداد – وهذا أيضاً من كبارهم وله كتب اذكار توزع فى مكة كثيراً يقول عنه صاحبه له كرامات كثيرة منها : أن أحد تلامذته وهو الشيخ حسين بن محمد بافضل كان معه حين حج واتفقوا أنه لما وصل الى المدينة مرض مرضاً أشرف فيه على الموت وكشف للسيد عبدالله المذكور أنه حياة الشيخ قد(1/99)
انقضت فجمع جماعة من أصحابه واستوهب من كل واحد شيئاً من عمره حتى يضمه الى عمر الشيخ – يقول : فأول من وهبه السيد عمر أمين فقال : وهبته من عمرى ثمانية عشر يوماً ، فسئل عن ذلك فقال مدة السفر من طيبة الى مكة أثنا عشر يوماً وستة أيام للاقامة بها ، فوهبه آخرون شيئاً من أعمارهم فعاش الرجل وذهب الى مكة وما مات حتى انتهت الايام التى أعطوه أياها .
أنظروا ... ! يتصرفون حتى فى أعمارهم وأعمار غيرهم يغطونه وينقصونه عبدالله باعلوى ينقل عنه المشرع الردى صفحة (409) الجزء الثانى يقول :
اشترطر رجل عليه أن يضمن له الجنة فدعا له بالجنة فحسنت حال الرجل وانتقل الى رحم الله وشيعه السيد عبدالله المذكور وحضر دفنه وجلس عند قبره ساعة فتغير وجهه – تغير وجه باعلوى ثم ضحك واستبشر فسئل عن ذلك فقال : أن الرجل لما سأله الملكان عن ربه – من ربك ؟ قال : شيخي عبدالله باعلوى فتعبت لذلك !! باعلوى يقول أنا تعبت رحب به الملكان وقالا مرحبا بك وبشيخك عبدالله باعلوى ولايهمك وانت قلت ربى هو شيخي .
ويعلق المؤلف فيقول قال بعضهم هكذا يجب أن يكون الشيخ يحفظ مريده حتى بعد موته . ومن كراماته أنه كان يخبر اصحابه بما فى بيوتهم أو بما يضمرونه فى أنفسهم ويخبر أهلهم بما يخفونه عنه وأخبر جماعة قصدوه من بعيد لما وقع لهم فى طريقهم . ومنها أنه ما استغاث به أحد بصدق نية وحسن الظن الا أتاه الغوث سريعاً .
لاحظوا – أنه فى الطبعة الاخيرة من المشرع الروى الذى طبعه الشاطرى فى جده حذفوا آخر هذه الكرامات بعض الكرامات يحذفونها ويكتبون هاهنا شئ حذفناه – لكن فى جامع كرامات الاولياء هذه الكرامات موجوده كاملة فأحببت أن أنبه لذلك .(1/100)
ينقل عنه ابراهيم الخراساني .. بينما أنا فى يوم صائم إذ عدلت الى مغارة فدخلتها فما لبثت أن دخلى علي ثعبان كأنه نخله وجعل ينظر الي فقلت : لعلى رزق له ، فخرج ثم أقبل الي وفى فمه رغيف حوراى ووضعه عندى ورجع فقال : رأيت فقيراً بالمسجد الحرام وعليه خرقتان فقلت فى سري : هذا كل على الناس فنادانى الفقير وقال : إن الله يعلم مافى أنفسكم فاحذروه فاستغفرت الله فى سرى فنادانى
وقال : وهوالذى يقبل التوبة عن عباده ثم غاب عنى فلم أره
ينقل عنه ابراهيم بن على الاعزب يقول عن أبى التعالى عامر بن مسعود العراقى التاجر الجوهرى قال : أتيت الشيخ مودعاً الى بلاد العجم فقال: إن وقعت بشدة فنادى باسمي ! قال : ففى صحراء خراسان أخذتنا خياله وذهبوا باموالنا فذكرت قول الشيخ وكان معى رفقة معتبرون فاستحت من ذكر اسمه بلسانى لانهم لايفهمون مثل ذلك فاختلج فى صدرى الاستغاثة به ، فلم يتم حتى رأيته على جبل يومئ بعصاة اليهم فجاءوا بجميع أمولنا .
من كرامات العيدروس وهو من المعطمين مع الأسف حتى الان عند كثير من من أهل الحجاز وخاصة الحضارم يقول النبهانى: أنه لما رجع من الحرمين دخل زيلع وكان الحاكم بها يومئذ محمد بن عتيق وأتفق أن أم ولد له ماتت .. جارية .. وكان مشغوفاً بها فدخل عليه الشيخ ليعزيه ويصبره ، فلم فيه شئ ورأه فى غاية التعب ، وأنكب على قدم الشيخ ليقبلها وهو يبكي فكشف الشيخ عن وجهها وناداها باسمها فأجابته ورد الله عليها روحها وأكلت الهريسة بحضرة الشيخ . لاحظوا أنها أشياء تغنى عن التعليق .(1/101)
وينقلون أيضاً السقاف وهو ممن يعتقد فيهم كالعيدروس والحداد ، يقولون كما فى ا(المشرع الروى ) : أنه مكث نحو ثلاثين سنة لم ينم فيها لا ليل ولا نهار وهو يقول : كيف ينام من إذا رقد على شقه الأيمن رأى الجنة وعلى شقه الايسر رأى النار !! وكان يزور قبر النبى هود على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام ويمكث عنده شهراً لايأكل فيه الا نحو كف دقيق – ثلاثين سنة مانام . إن هذه الكرامات فيها الشركيات ، فيها الخرافات ، فيها مايصدقه العقل وهى مختلطة
عن شيخ الدين حنفى يقولون : كان رضى الله عنه يتكلم على خواطر القوم ويخاطب كل واحد من الناس يشرح حاله – يعنى قبل أن يتكلم المريد يقول له انت تريد كذا وعندك كذا – فقال له رجل بلغنا عن الشيخ عبدالقادر الجيلانى رضى الله عنه أنه علم يوماً ميعاداً شكوتياً لاصحابه حضرة سكوتيه يكون كلهم ساكتون ولكن القلوب فقط ستخاطب وبعهم يخبر بعض يقول : ومرادنا أن تعمل ذلك ،
فقال الشيخ الحنفى : تفعل ذلك غداً إن شاء الله تعالى – فجلس على الكرسى وتكلم بغير صوت – لاحظوا – ولاحرف يقولون أن الله تعالى يتكلم بغير صوت ولاحرف هذا فى مذهب الاشاعرة الصوفية ومع ذلك تكلم بدون صوت ولاحرف . المهم أن كل من الحاضرين أخذ مشروبه وصار كل واحد يقول – يعنى كل واحد من الحاضرين تلقى ماقاله الشيخ ، ثم بعد ذلك طلب منهم الشيخ أن يتكلموا فقال واحد القى فى قلبى كذا ، قال الشيخ صدقت أنا قلت كذلك ، قال الآخر القى كذا فكان كل من يقول القى الي قلبى كذا وكذا ، يقول له الشيخ صدقت – هكذا وضعت وألقيت فى قلبك .
نصل الان الى رجل مهم جداً وهو الرفاعى مؤسس الطريقه الرفاعيه ، والطريقةه الرفاعيه مشهورة بالخرافات ، مشهورة بالسحر والشعوذة أكثر من غيرها من الفرق ، حتى أن بعض الفرق الصوفية تعتبرها مجرد سحرة وليسوا من الصوفية فى شئ .(1/102)
وقصتهم مع شيخ الاسلام ابن تيميه شرحها رحمه الله وفصلها فى (الفتاوى) وهم يسمون "بالبطائحية" لان الرفاعى كان فى البطائح وكان ان وصلت المناظرة من الشدة الى حد أنهم قالوا للامير نحن على الحق وابن تيمية على الباطل نحن هذه الساعة ندخل النار وهذه كرامة لنا تدل على أننا على الحق .
شيخ الاسلام رحمه الله بثاقب علمه قال : نحن نغسل اجسادنا أنا وإياكم نغسلها بانواع قوية من المزيلات ثم ندخل النار جميعاً ، ومن أحرقته فعليه لعنة الله وهو ليس بالولى فعند ذلك نكسوا على اعقابهم وخسئوا أمام الامير وأمام الجمهور وعرف الناس أنهم دجالون ، وأخبر شيخ الاسلام ابن تيمية بدجلهم وانهم يدهنون اجسادهم بانواع من الدهون ثم يدخلون النار أو يدخلون أيديهم فيها ولا يحترقون ، فيقولوا للناس نحن أولياء .
وأحمد الرفاعى هذا مؤسس هذه الطريقة يقولون من كراماته أنه كان إذا صعد الكرسي لايقوم قائماً وإنما يتحدث قاعداً وكان يسمع حديثه البعيد قبل القريب حتى أهل القوى التى حول القرية التى كان فيها كانو يجلسون على سطوحهم يسمعون صوته ويعرفون جميع مايتحدث به حتى كان الاطرش والاصم إذا حضروا يفتح الله اسماعهم لكلامه ، وكانت شيوخ الطرق يحضرون ويسمعون كلامه – يعنى هذه من كراماته .
فنزل عليه رجل من الهواء وجلس بين يديه – فقال له الشيخ مرحباً بوفد المشرق(1/103)
فقال الرجل : ان لى عشرين يوماً ما أكلت ولا شربت ،و انى أريد أن تطعمنى شهوتى , فقال له وماشهوتك ؟ قال فنظر الى الجو واذا بخمس وزات طائرات فقال : أريد أحدى هؤلاء مشوية ورغيفين من بر وكوزا به بماء بارد ، فقال له الشيخ : لك ذلك ! ثم نظر الى تلك الوزات وقال : عجل بشهوة الرجل – قال ، فما تم كلامه حتى نزلت إحداهن بين يديه مشوية ثم مد الشيخ يده الحجرين كانا الى جانبه فوضعهما بين يديه فإذا هما رغيفين ساخنين من أحسن الخبز منظراً ، ثم مد يده الى الهواء وإذا بيده كوز أحمر فيه ماء !! قال : فأكل وشرب ثم ذهب فى الهواء من حيث أتى . فقام الشيخ رضى الله عنه وأخذ تلك العظام ووضعها بيده اليسرى وأمر بيده اليمنى عليها وقال : أيتها العظام المتفرقة والاوصال المتقطعه اذهبى وطيرى بأمر الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم قال : فذهبت وزة سوية كما كات وطارت فى الجو حتى غابت عن ناظرى .
وأحد تلاميذه ويدعى على المليجى أنه كان يزور أحدهم فذبح له السيد على فرخة وأكله وقال لسيدى لابد أن أكافئك فاستضافه يوماً فذهب للسيد على فرخة فتشوشت امرأته عليها فلما حضر قال لها : سدى على هش فقامت الفرخة تجرى ، فقال : يكفينا المرق لاتشوشى وفى (الاجوبة المرضية) للشعرانى يقول : ومما يتميز به الصوفية عن الفقهاء الكشف الصحيح عن الامور المستقبلة وغير ذلك ، فيعرفون ما فى بطون الامهات أ ذكر أم أنثى أم خنثى ويعرفون مايخطر على بال الناس ومايفعلونه فى قعور بيوتهم .
ومن كرامات باعلوى أن على بن عبدالله باغريب مرض وعمره ثلاثة أشهر مرضاً شديداً ، فجاءت به أمه الى السيد/ باعلوى وهى مشفقة عليه من الموت – فقال لها : ما أقلقك عليه ؟ إن عمره مائة سنة لايمون ابن ثلاثه شهور ، ودعا له بالعافية فعوفى وعاش مائة سنة .(1/104)
والفقيه باعلوى من أسرة كبيرة معروفة التى الف عنها كتاب (المشرع الروى) شعبان المجذوب – يقول الشعرانى اخبرنى سيدى على الخواص رضى الله عنه أن الله تعالى يطلع على الشيخ شعبان مايقع فى كل سنة من رؤية هلالها ، فكان إذا رأى الهلال عرف جميع ما فيه مكتوباً على العباد .
أسماعيل بن يوسف الامبابى : يقولون من كراماته أنه كان يطلع على اللوح المحفوظ فيقول يقع كذا فلا يخطئ ! . لاحظتم اللوح المحفوظ .
ومرة أنكر عليه رجل من علماء المالكية وأفتى بتعزيره فبلغه ذلك فقال : رأيت فى اللوح المحفوظ أنه يغرق فى البحر فكان كما كان .
وعن شعبان المتقدم كان إذا اطلع على موت البهائم يلبس صبيحة تلك الليلة جلد البهائم – البقرة أو الغنم أو البهيمة التى تطلع على التابوت ثم تموت فيما بعد يعرف الناس أن هذا علامة على أنها ستموت بزعمهم .
ومن كرامات على بن محمد باعلوى أنه دخل عليه تلميذه محمد بن حسن قبل أن يتزوج فقال له : تزوج فانى أرى فى صلبك إبناً من غير آل باعلوى فتزوج مانيه بنت الشيخ عبدالله بن محمد بن حكم باقشير فولدت له ولداً – يعنى عرف أن فى صلبه ابن من غير العائلة فتزوجه فكان ما أخبر الرجل .
كما يقولون وينقلون عن عبدالله العيدروس فى المشرع الروى أنه قال : غفر الله لمن يكتب كلامى فى الغزالى وقال : من حصل كتاب ( الاحياء فى علوم الدين ) فجعله فى أربعين مجلداً ضمنه له على الله بالجنة فتسارع الناس الى ذلك منهم العلامة عبدالله بن أحمد باكثير فزاد فى تبيينه وتزيينه وجعل لكل جلد كيساً فلما رآه العيدروس قال : قد زدت زيادة حسنة فيحتاج لك زيادة – يعنى لك زيادة عن الجنة ! وعده بالجنة ! فما تريد ؟ أريد أن أرى الجنة فى هذه الديار .(1/105)
هذا العيدروس ألف كلاماً مطبوعاً مع الاحياء فى الجزء الاخير منه فى مدح الاحياء والثناء عليه ويقول : كان أحد الناس يعترض على الاحياء فجاء مرة وقال قد تركت الانكار والاعتراض عليه قالوا لماذا ؟ قال إنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام وقد بى أبوحامد الغزالى المؤلف اليه وقاله له: هذا ينكر ما فى الاحياء قال : فأخ رسول الله صلى الله عليه وسلم الاحياء وأبوبكر معه وقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورقة ورقة حتى انتهى مما فى الاحياء وقال: هذا الكتاب عظيم وليس لى أى اعتراض فاضربوه فضربوا هذا الرجل فقال: بقيت أثار الضرب على ظهرى وتبت ولله الحمد وأنا الان أمدح الاحياء .
العيدروس ينقل هذه القصة – فأنظروا حتى نسى هؤلاء الوضاعون الدجالون الكذابون أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أمياً لايقرأ فكيف قرأ الاحياء كله ، ويقرأه فى جلسة واحدة ثم يزكيه .
فكما قلت أنهم يعتمدون على المنامات وعلى الكشوفات فالخلاف بيننا وبينهم
لانقول الاحياء وفيه كذا وكذا ، هم يقولون لا فى أحاديث صحيحه وفى ضعيفه ، القضية أنهم يتبنون الاحياء من أجل المنامات فمادمت لاتقتنع بمبدئهم هذا فلاداعى لأن تجادلهم فى الفرعيات – عليك أن تناظرهم فى الاصول .
كرامات كثيرة جداً ومختلفة لكن ماعلينا ننوع منها(1/106)
واحد اسمه على الوحيش فى كراماته أنه كان اذا رأى شيخ بلد أو غيره الكبار ينزلهم من على الحمارة ويقول له أمسك رأسها حتى أفعل فيها ، فإن أبى شيخ البلد تسمرة الحمارة فى الارض لاتستطيع أن تخطو خطوة ، وان سمح له حصل له خجل عظيم والناس يمرون ، وهذا موجود فى طبقات الشعرانى الجزء الثانى صفحة (135) وهذا أيضاً على أبوخوده من من كراماته أنه أراد السفر فى مركتب قد اتوقفت ولم يبق فيها مكان لاحد فقال لاحد فقالو للريس ان اخذت هذا غرقت المركب لانه يفعل فى العبيد الفاحشة ، فاخرجه الريس من المركب فلما أخرجوه من المركب قال يامركب تسمرى فلم يقدر أحد أن يسيرها بريح أو بغيره ونزل جميع من فيها ولم تسر .
أبراهيم المعروف بالجيعانة يقول النبهانى عن شيخه عمر النجاتى رحمة الله عليه يقول : كنت يوماً بظاهر دمشق المحروسة مع جماعة فرأيت الشيخ ابراهيم الجيعانة واقفاً وقد أتت امرأة وسألته الدعاء وأمرت يده على اطماره الرثة ثم أمرت على وجهه وهناك فقيهان روحيان قال أحدهما : ياحرمة تنجست يدك بما مرت عليه ! فنظر اليه الشيخ مغضبا ثم جلس وغاط الشيخ – يعنى أخرج الغائط منه ثم نهض فتقدم الفقيه المنكر وجعل يلعق غائطه ورفيقه متمسك باثوابه ويضمه ويقول له ويلك هذا غائط الشيخ الى أن لعق الجميع ببعض التراب ، فلما نهض جعل يعاتبه فقال الفقيه والله مالعت الا عسلاً .
أنظروا التبرك باثار هؤلاء ، وهذه الشعوذات ، وهذا السحر وهذه الحالة التى يحيطون بهم فلو أن أحداً أنكر علي هؤلاء الخرافيين وبما يفعلون هذا الفعل فاحذر أن تنكر هذا هو المراد .
ابراهيم النبتيتى قال المحمصانى : وقفت أصلى فى جامع فدخل على رجل من الهند ومعه أمرد فقصد به الى جهة المراحيض فتشوشت فى نفسى فقلت ضاقت عليه الدنيا فلم يجد الا الجامع يفعل فيه الفاحشه ، فلم أنطق بذلك فقال لى ابراهيم(1/107)
المذكور : مافضولك ! وما أدخلك وسبنى وشتمنى وقال لاتعترض مالك وذاك . هذا مايقوله لماذا تنكر المنكر ؟
نور الدين الشونى يقول الشعرانى أن شخصاً فى قنطرة الموسكى كان مكاريا يحمل النساء من بنات الخطأ – يعنى بنات الزنا والعياذ بالله ، وكان الناس يسبونه ويصفون بالتعريص وكان من أولياء الله تعالى لايركب امرأة من بنات الخطأ وتعود الى الزنا أبداً – هذه كانت أعماله .
حسن الخلبوصى يقول الشعرانى : حكى الشيخ يوسف الحريتى رحمه الله قال : قصدته بالزيارة فى خان بنات الخطأ – مكان الدعارة ، وجدت واحدة راكبة على عنقه ويداها ورجلاها مخضوبتان بالحناء وهى تصفعه على عنقه - تلطمه وتضربه على عنقه – وهو يقول لا برفق فإن عيناى موجوعتان يعتبرون هذا من كرامات الشيخ ان بنات الزنا فى خان الزنا تفعل به هكذا .
أحمد الذى يسمونه حمده – لان يقيم مع البغايا فى بيت البغايا فسموه حمده هذه كراماته ! يقولون له كشف لايكاد يخطئ وكثيراً ما يخبر بالشئ قبل وقوعه فيقع كما أخبر به ، وهو مقيم عند بعض النساء البغيات بباب الفتوح وما ماتت واحدة منهم الا عن توبة ببركته ، وربما صار بعضهن من أصحاب المقامات – يقيم معهن ويسكن معهن حتى يلعمهن الطريق والحقيقة أن الفرق بعيد بين واحدة ترقص وتطبل فى حضرة واحدة تطبل فى مكان دعارة .
على نور الدين ابن عظمة من كرامات ماحكاه حشيس أنه مر عليه يوماً فجرى فى خاطره الانكار عليه لعدم ستر عورته فما تم له هذا الخاطر الا وقد وجد نفسه بين اصبعين من اصابعه يقلبه كيف يشاء ، ويقول له أنظر الى قلوبهم لاتنظر الى فروجهم .(1/108)
إبراهيم العريان – من أئمتهم كان رضى الله عنه كما يقولون إذا دخل على بلد سلم على أهلها كباراً وصغاراً باسمائهم كأنه تربى بينهم ، وكان يطلع المنبر ويخطب عرياناً فيقول دمياط – باب اللوق – بين القصرين – جامع ابن طولون الحمد لله رب العالمين ! فيحصل للناس بسط عظيم – يقول المنادى وكان محبوباً للناس معظماً عندهم معتقداً وكان يصعد المنبر فيخطب عرياناً ، ويذكر الوقائع التى تقع فى اسبوع المستقبل فلايخطئ فى واحدة .
من كرامات عبدالجليل الارناؤطى كما ينقلون عنه : انه كان يجمع الدراهم من الناس وينفقها على العجائز البغايا اللائى كسدن وصرن بحالة لايقبل عليهن احد من الفساق ، فكان يجمعهن فى حجرة وينفق عليهن مايجمعه ويأوى اليهن وينام عندهن ويخدمنه .
عبدالعزيز الدباغ – يقول أحد مر يديه اننى ذهبت لزيارته وكانت إحدى زوجاتى حاملاً ، فتحدثت معه فى شأنها ، فقال لى : إنها تلد ولداً ذكراً إسمه أحمد فمكثت ثلاثة أشهر فذهبت لزيارته فقال حملت زوجتك ؟ فقلت : لا أدرى ياسيدى فقال إنها حامل منذ خمسة عشر يوماً ، وهو ذكر إن شاء الله تعالى فسمه باسمه وهو يشبهنى . لاحظوا ... ! ان شاء الله تعالى ، فلما رجعت علمت الزوجة بما قال وفرحت ثم ولدت ذكراً كما قال رضى الله عنه وهو أشبه الناس به ، بشره ومنها أن الزوجة الاولى حملت ثانية فسألت عن حملها فقال لى بنت وسميها باسم أمى ، وكثر من الكرامات عن الدباغ هذا فى الاولاد انه يعرف الذكور من الاناث ويضع لهذا ذكوراً ولهذا إناثاً والعياذ بالله .(1/109)
الشيخ على العمرى : من كراماته رضى الله عنه كما يترضى عنه النبهانى ما أخبرنى به ابراهيم الحاج المذكور قال دخلت فى هذا النهار الى الحمام مع شيخنا الشيخ على العمرى ومعنا خادمه محمد الدبوس الطرابلسي وهو أخو إحدى زوجات الشيخ ولم يكن فى الحمام غيرنا – ثلاثة فى الحمام قال : فرأيت من الشيخ كرامة من أعجب خوارق العادات وأغربها وهو أنه اظهر الغضب على خادمه محمد وأراد أن يؤذيه ، فأخذ الشيخ احليل نفسه بيديه الاثنين – أخذ عضوه التناسلى من تحت ازاره فطال طولاً عجيباً بحيث انه رفعه على كتفه وهو زائد طويل عن كتفه وصار يجلد به خادمه المذكور والخادم يصرخ من شدهة الألم – فعل ذلك مرات ثم تركه وعاد احليله الى ماكن عليه أولا – ففهمن أن الخادم قد عمل عملاً يستحق التأديب فأدبه الشيخ بهذه الصورة العجيبة ، ولما حكى ذلك الحاج ابراهيم بحضور الشيخ وكان الشيخ واقفاً فقال لي الشيخ لاتصدقه – انظر ثم اخذ بيدى بالجبر عنى ووضعها على موضع احليله فلم أحس بشئ مطلقاً حتى كأنه ليس برجل بالكلية فرحمة الله ورضى عنه ما أكثر عجائبه وكراماته – انتهى كلام النبهانى فى صفحة (209) – أنظروا هذه الكرامات – هل هذه من الكرامات بضرب المريد بعضوه ! أشياء كثيرة يمنعنا الحياء عن ذكر بعضها ولكن رأيت أن لابد أن نذكر البعض على الاقل حتى نعرف حقيقة هؤلاء الذين يدعون الطهارة(1/110)
ويدعون الولاية – ويقول من كراماته ما أخبرنى به بعض التقاة من أهل طرابلس واطنة الحاج محمد الدبوس قال المخير كان فى طرابلس رجل من الشباب قليل الحياء معجب باحليله فكان يمازح الشيخ مزاحاً بارداً فإذا رأه يضع ذلك الشاب يده على احليل نفسه ويقول له هل عندك مثل هذا ؟ - الشاب يقول للشيخ ماعندك مثل هذا العضو ! – فكان الشيخ يضحك من ذلك ، فلما تكرر هذا الامر مرة بعد أخرى من ذلك الشاب لقيه مرة فقال له مثل مايقول – فضرب الشيخ عليه بيده وقال له أذهب فذهب كأنه امرأة لم يتحرك له شئ .
ومن الكرامات التى يذكرونها أيضاً قال سراج يقولون أن امرأة يقارب عمرها عشرون سنة بدمشق المحروسة اعطاها سيدى تاج الدين نصيباً صالحاً من الاسرار ثم سكنت المرقب ثم صار الفقراء يترددون الى منزلها – فمر عليها فقيران واقاما مدة واردتهما أحوالاً عظيمة ومكاشفات عجيبة ، ثم طمع احدهما نفسه بها لما راى من احسانها وودها وسألها مايسأل النساء فأجابته ظاهراً واعتقد القبول لاستحكام غفلته – يعنى مغفل ! كيف توافق ، كيف خلت بهم فى الاصل ؟ فلما ضاجعها ليلاً وجدها خشبة يابسة فقال لنفسه المكابرة الامارة ... الثديان الين شئ فى المرأة فلمسهما فوجدهما كحجرين ، فلمس أنفها فلم يجد أنفاً فعند ذلك اقشعر جلده :- هذا مايفعله الاولياء فى خلواتهم !
وحسني المجذوب كان إذا رأى شيخ بلدة أو غيره ينزل له عن حمارته يقول أمسك لى رأسها حتى أفعل بها فإذا امتنع سمره فى الارض فلم يستطع أن ينتقل خطوة واحدة وان اطاع حصل له خجلاً عظيم من المارة الناظرين اليه مات سنة 917 هذا غير الاول .
وهناك كرامات كثيره ولذلك يقول تعقيباً عل ذلك قال المناوى وتقدم نظير هذه الكرامات - أى مر على كثير من أئمة تصوف مثل هذه الحكاية انه كان يطلب أن يفعل فى الدابة فإذا وافق الرجل صاحب الدابة ويكون أمير البلد المطيبة تسمرت فى الارض حتى يوافق ان يفعل فيها الفاحشة علانية .(1/111)
أحمد بن ادريس – يقولون من كراماته أن شخصاً اشترى له لحماً ووضعه فى ثوبه وادركته الصلاة فصلى معه رضى الله عنه وبعض انقضاء الصلاة ذهب باللحم الى بيته ووضعه فى القدر واوقد عليه النار فلم تؤثر فيه شيئاً فأكثر عليه النار فلم تفد فيه شيئاً فأخبر بذلك الشيخ رضى الله عنه فقال : نحن بشرنا أنه من
صلى معنا لم تمسه النار – فمادام اللحمة صلت معنا فإذاً النار لم تمسها – لذلك قلنا لاتستغربوا قولهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قطع من أرض الجنة .
وأبوبكر بن أبى القاسم يقول : روى عنه أنه قال : من رآنى ورأيته دخل الجنة – كذلك أحد ائمتهم قال من رآنى ورآى من رآنى الى سابع من رآى دخل الجنة وضمن ه الجنة وأن هذا ما يحكى عن الشاذلى .
مدين الاشحورى جاءته إمرأة فقالت له هذه ثلاثون ديناراً وتضمن لى عند الله الجنة ، فقال الشيخ رضى الله عنه مباسطاً لها ... لايكفى ثلاثين ديناراً قليلة – فقالت لا أملك غيرها – فضمن لها على الله الجنة فماتت فبلغ ورثتها ذلك فجاؤا يطلبون الثلاثين ديناراً من الشيخ وقالوا هذا الضمان لايصح فجاءتهم فى المنام وقالت لهم : أشكروا لى فضل الشيخ فإنى دخلت الجنة – فرجعوا عن الشيخ - هذه فى الشعرانى جزء 2 صفحة (93) جامع كرامات الاولياء جزء 2 صفحة 249 كما قلت كلها بالجزء والصفحة .
إنظروا الى حد تلاعب الشياطين والجن بهم أنهم جاءوا لتلك المرأة فى شكل جن وتعامل الشيخ مع الجن هو الذى يجعله يسخر أمثال هؤلاء .
موسى بن مهيل المردينى يقول النبهانى : وقع ماردين حريق فاحش وفشى فى البلد وعظم أمره فاستغاثوا بالشيخ موسى الزولى رحمة الله عليه ، فأمرهم بالقاء عكازه فى النار فأنطفأت كأن لم تكن ! فقال: ان الله وعدنى الا يحترق بالنار مامسته يدى .
أى شئ تمسه يده فما بالك بالمريدين الذين باركهم ! ما بالك بالمريدات !(1/112)
محمد بن على بن محمد صاحب مرباط : من كراماته أن خادمه بافريقيا سافر سفراً طويلاً فبلغ أهله أنه قد مات فتعبوا وأتوا الى الاستاذ فاطرق ساعة وقال لم يمت بافريقيا - فقيل له قد جاء الخبر بموته فقال انى اطلعت على اهله بالجنة فلم اجده فيها لوم يدخل النار فقيري ، ثم جاء الخبر بحياته – عرفتم ..كيف عرف الشيخ انه ما مات ... قال اطلعت على الجنة لم أجده فيها والنار مايدخلها لأنه من تلاميذه .
إذا ... هذا الرجل لم يمت فمايزال حياً ثم وقع كما قال بدعواهم ويزعمهم وينقلون عن أبى يزيد البسطامى كما نقل الشعرانى جزء 2 صفحة (49) .
يقول : كان لايخطر بقلبى شئ الا أخبرنى به يقول
كان شقيقى البلخى وابوتراب النخشبى قدما على ابن يزيد فقدمت السفرة وشاب يخدم أبايزيد فقال له البلخى : كان معنا يا بنى أو قال يا فتى – فقال : إنى صائم , فقال له أبو تراب وأبو تراب النخشبى هو الذى أعترض على الامام أحمد وقال له الناس يشتغلون بالذكر وأنت تشتغل بهذا ضعيف وهذا حسن ونهره الامام أحمد رضى الله عنه نهراً شديداً بسبب ذلك .
لايريدون أن احداً يقول ضعيف وحسن كل حديث يضعونه كما يشأؤون فهو عندهم كما يريدون حتى ينفتح لهم المجال لهدم دين الاسلام فيضعوا من الاحاديث ماشاءوا مثل ما رأينا فى كتاب الذخائر من الموضوعات .
وابو عبدالرحمن السلمى كان يستحل لهم اذ يضع الحديث لترفق لهم القلوب بزعمهم
الحاصل أن أبوتراب النخشبى قال للولد كل ياولدى ولك أجر صوم شهر فأبى الولد فقال له شفيق كل ولك أجر صوم سنة فأبى – فقال له أبويزيد: دعوا من سقط من عين الله تعالى – فأخذ ذلك الشاب فى السرقة الى أن تحول الى حرامى – فقطعت يده لانه خالف المشايخ قالو له افطر ونضمن لك أدر سنة – على من يضمنون ! وعن من يضمنون(1/113)
والكرامات كثيرة ، لكن أحاول أن أختصر ، أنقل مايتعلق بشئ مما ذكروه عن كون النبى صلى الله عليه وسلم يعل الغيب وبيهد مقاليد السموات والارض ونحو ذلك مما ينسبون أمثال لأوليائهم لنعرف لماذا هم يدافعون عن اثباتها للرسول صلى الله عليه وسلم
ينقلون عن ابراهيم المجذوب – ذكرت الاسم حتى تراجع ترجمته فى مع كرامات الاولياء وفى طبقات الشعرانى – كان كل قيمص يلبس يخيطه يخرقه على رقبته فإن ضيقه جداً حتى يختنق حصل للناس شدة عظيمة وإن وسعه حصل لهم الفرج والراحة ... ربطوا أقدار الناس وأرزاقهم بثوب هذا الولى بزعمهم
عبدالرحمن باعلوى يقول : كان يخبر بقوله عن نفسه انه لم يبق بينى وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم حجاب ، وانه لم يعط الطريقة النقشبندية الا بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم
عبدالرحمن بن احمد الغناوى يقول : كان إذا استشاره انسان يقول
أمهلنى حتى أستأذن جبريل ثم يطرق رأسه ثم يقول أفعل أو لاتفعل
هذا فى صفحة –68- الجزء الثانى من جامع كرامات الاولياء .
يقول الشعرانى الجزء 2 صفحة 136 ومنهم الشيخ عبدالله أحد أصحاب سيدى عمر النبتليتى نفعنا الله ببركاته – كتب لى أنه رأنى بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول للامام على رضى الله عنه البس عبدالله طاقيتى هذه وقل له يتصرف فى الكون – لماذا يثبتون أن الرسول صلى الله عليه وسلم يتصرف فى الكون ويدافعون عنه ، حتى يثبتوا أنه أعطى الطاقية لفلان وقال تصرف فى الكون نيابة عنى .
ومنهم الشيخ سعدالدين الصناد يارى وكان من أشد المنكرين عليه فى حضور مولد سيدى احمد البدوى فيقول كيف يحضر فلان المولد وفيه هذ المنكرات مراى النبى صلى الله عليه وسلم وقد ضمنى الى صدره وثديي يشخبان لبناً حليباً والناس يشربون إلى أن روى أهل المولد كلهم وسيدى احمد البدوى واقف تجاه وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بأعلى صوته : من أراد المدد فليزر عبدالوهاب(1/114)
ومن جملة ما وقع لى من الجن يقول الشعرانى بأنهم أرسلوا الى نحو خمسة وسبعين سؤالاً فى علم التوحيد لاكتب لهم عليها وقالوا قد عجز علماؤنا الجواب عنها وقالوا هذا التحقيق لايكون الا من علماء الانس وسمونى فى السؤال شيخ الاسلام
محمد ابن أبى المواهب الشاذلى من كراماته أنه كان كثير الرؤيا للنبى صلى الله عليه وسلم فى المنام حتى كأنه لايفارقه وكان يقول
قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن الناس يكذبونى فى صحة رؤيتى لك فقال وعزة الله وعظمته من لم يؤمن بها او كذبك فيها لايموت الا يهودياً أو نصرانيا أو مجوسياً لاحظتم هذا الكلام ... إنه لايحتاج الى أى تعليق
أبومحمد عبدالله بن أسعد اليافعى يقول : أنه لم قصد المدينة لزيارة النبى صلى الله عليه وسلم قال : لا ادخل المدينة حتى يأذن لى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فوقفت على باب المدينة اربعة عشر يوماً فرأيت النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام فقال لى يا عبدالله أنا فى الدنيا نبيك وفى الاخرة شفيعك وفى الجنة رفيقك ، وأعلم أن فى اليمن عشرة أنفس من زارهم فقد زارنى ومن جفاهم فقد جفانى
ولذلك يرون على حديث من زارهم فقد زارنى ومن جفاهم فقد جفانى .. من حج ولم يزرنى فقد جفانى صحيح يستفيدوا به فى مثل هذا الموضع ، فإذا قلت أنه هذا
الحديث ضعيف مايدافعوا عنه لانه لم يثبت عن رسول الله ، يدافعوا عنه لانه يبطل دعواهم – فقلت من هم يارسول الله ؟ فقال خمسة من الاحياء وخمسة من الاموات . فقلت من هم الاحياء ؟ قال فلان وفلان الى أن يقول : خرجت فى طلب القوم وليس الخبر كالمعاينة . ومن شك فقد أشرك فأتيت الاحياء فحدثونى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم كذلك قال فأتيت الاموات فحدثونى فلما أتيت الشيخ محمد النهارى قال مرحباً برسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له بما نلت هذا ؟ قال : قال الله عز وجل ( واتقوا الله ويعلمكم الله )(1/115)
عن بدرمن أوليائهم يدعى أو السجاد بن عمر بن يحي التغلبى يقول من كراماته أنه أوتى الاسم الاعظم ، ومن ذلك أنه أؤتى خصيصة من خصائص الانبياء عليهم السلام ... - لاحظتم منه ... انه كان اذا اراد التبرز انفتحت له الارض وابتلعت مايخرج منه – ولذلك يحاولوا أن يثبتوا مثل هذه للرسول صلى الله عليه وسلم لانه لو لم يثبت للرسول ماثبت لهذا التغلبى
على الخلعى يقول : هتف بى هاتف نادانى باسمى فقلت لبيك داعى الله – فقال قل لبيك ربى – يعنى الله الذى نادى وليس داعيه ماتجد من الالم فقلت الهى وسيدى ... الحمى – يقول أن الله خاطبه
أحمد بن ادريس خصة الله كما يقول النبهانى بالمواهب المحمدية والعلوم اللدنية والاجتماعات الصورية الكمالية بالنبى صلى الله عليه وسلم والاخذ والتلقى منه حتى لقنه النبى صلى الله عليه وسلم بنفسه أوراد الطريقة الشاذلية – لاحظو يا اخوان عندما نقول هذا الكلام الذى يقولونه مبتدعى هذه الاذكار بدعية هم يردون علينا بأن هذا ورد فى حديث ضعيف ، وهذا ورد فى حديث كذا ، هذا ليس هو اصل التشريع ، أصل التشريع أنه رؤية أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى ويقولون لاتباعهم هذا الرسول لقننا إياه ، لكن يقولون لنا نحن هذا مروى عند أبى النعيم عند ابن عساكر يأتوا بأى حديث اعطاه أوراد جليله وطريقة تسليكية خاصة له .
قال له من انتمى اليك فلا اكله الى ولاية غيرى ولا الى كفالته بل أنا وليه وكفيله، قال احمد اجتمعت بالنبى صلى الله عليه وسلم اجتماعاً صورياً .
الجزء الثامن
يعنى فى اليقظة: ومعه الخضر عليه السلام فأمر النبى صلى الله عليه وسلم الخضر أن يلقننى اذكار الطريقة الشاذلية فلقنها لى بحضرته.
أحمد بن محمد الجزيرى كان عنده جماعة من المريدين ، فقال :
هل فيكم من اذا اراد الله ان يحدث فى المملكة حدثاً اعلمه قبل ابدائه ؟ قالوا لا . قال فابكوا على قلوب لم تجد فى الله شيئاً من هذا .(1/116)
عندما يدافع الرفاعى واصحابه ان الله يستشير النبى صلى الله عليه وسلم المفروض فى المريدين أن كون منهم من يستشيره الله ويعلمه فكيف نستغرب دفاعهم عن أن الرسول صلى الله علي وسلم مستشاراً أو يقال له شيئاً من ذلك .
من أوليائهم رجل رفاعى يدعى عبدالقادر أبورباح الدجان يقول عنه النبهانى أما من جهة كراماته فإنها متواترة بين الناسوقد شاهدت فيها بنفسى أنه فى حالة الذكر أمسك رجل من مريديه سيفاً أمسك كل واحد منهما من طرف وجعله حده الى اعلا فوقف الشيخ على حده وبقى ذلك مدة قصيره من الزمان ثم نزل ومشى ولم يتأثر بشئ , وهذا كثير عن الرفاعية والشيشه يدخلونها من البطون ويخرجونها من الظهور .
المهم ... . يقول : وله رسالة حافلة لهذا الرفاعى فى اثبات أن النبى صلى الله عليه وسلم اطلعه الله تعالى على علم المغيبات الخمس وغيرها قبل انتقاله الى الدار الاخرة ومن هذا الرسالة وأمثالها يعتمد هاشم الرفاعى واصحابه فى تثبيت ان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب كله .
يقول أما كراماته ونذكر منها واحدة وهى ما أخبرنى الحاج محمد ابوذياب وهو من تلاميذه الصادقين الاخذين عنه قال : انه كان جالساً مع الشيخ فى حجرة صغيرة من حجم جامع يافا الكبير فاعترى الشيخ حال فجعل يكبر ويتعاظم ولكما كبر جسمه يتزحزح ابو ذياب من مكانه حتى ملأ الحجرة فمل يجد له مكاناً يجلس فيه فخرج المريد وجلس بالبانب ثم رجع الشيخ الى عادته تدريجياً حتى عاد كما كان فقال لابى ذياب لاى شئ أنت خارج الحجرة قال ياسيدى مابقيت لى مكان ، فضحك الشيخ قدس الله سره ، فقال :
ياولدى هذا مقام يعتلى الرجال وأعلاهم ماكان يعتلى القطب الرفاعى قدس الله سره فكان ينماع كالماء ، وذكر الشعرانى من كرامات الرفاعى ونقله أيضاً غيره فى ترجمة الرفاعى انه كان يذوب حتى يكون كأنه قطرة ماء .
فيقولون له ماهذا ؟ فيقول هذا من خوف الله عز وجل وبقيت هناك كرامات اخرى نستعرضها بسرعة .(1/117)
حسن سكر الدمشقى جاءوا اليه بمائة من قطع الفضة المغشوشة فأخذها والقاها فى فمه وابتلعها وفى الحال جلس بصورة من يقضى حاجته فاخرجها من اسفله دنانير من الذهب فأخذوها وقالوا هذه من كراماته .
أحمد بن غطرس الشيخ العارف بالله تعالى كما يقول النبهانى الكاشف اسرار الغيب ، غيب الله ، كان اذا اردا أن يتكلم يكشف بطرق رأسه الى الارض ثم يرفعه وعيناه كالجمرتين يلهث لصاحب الحمل الثقيل ثم يتكلم بالمغيبات ، لان الجن هى التى تكلمه وتخاطبه ، يتلقى منها فيلهث .
ونتابع الكلام عن هذه الكرامات يزعمهم ودعواهم مع التنبيه الى قضية مهمة وهى أننى تعمدت أن احذف تعقيداتهم مايذكرونه من الكفريات والشركيات ، المعقدة التى فيها وحدة الوجود التى فيها الحلول والاتحاد التى فيها باطنية ، التى فيها زندقة وغير ذلك من التعقيدات الفلسفية التى تعمدت حذفها لان كل أحد لايستطيع أن يفهمها بخلاف هذه المدعاة كرامات ، فإن كل واحد ولله الحمد يعرف بطلانها ويعرف كذبها ويستدل بها على كذبهم فى الباقى ، وأيضاً لان هذه يدعون أنهم اعطوها لوراثتهم بالنسبة للنبى صلى الله عليه وسلم ، ولان هذه كراماتهم هى كالمعجزات بالنسبة للنبى صلى الله عليه وسلم ، بل هى تأييد للمعجزات بنظرهم ولذلك سنقتصر عليها دون الشركيات والكفريات الاخرى والان نتابع الكرامات:
الشيخ أحمد والذى قلنا انه كان يلهث وعيناه كالجمرتان عندما يتكلم بالمغيبات يقول تلميذه كما يصف النبهانى :
كنت جالساً عنده وحدى فخطر فى خاطر هل للشيخ قوة التمكين ؟ فقال بنعم لنا قوة التمكين ، هنا قضة دعوى علم الغيب فتعلم مافى خاطر المريد وقضية ادعاء قوة التمكين وهى السيطرة على الكون .
الشيخ محمد المعروف بأكال الحيات يقول النبهانى هو الشيخ الصالح المعروف بأكال الحيات وغيرها من الهوام كالخنافس ومافى معنى ذلك ، فيرى الخنافس ذبيباً والحية قثاء .(1/118)
ابوالخير الكليبانى يقول النبهانى كان لايفارق الكلاب فى أى ليلة كان ، نحن نحن نذكر الاخرة بأن الشياطين تتمثل فى صورة الكلاب وفى غيرها من الحيوانات لكن الكلاب بالذات ورد فى الحديث أن الكلب الاسود شيطان .
يقولون لايفارق الكلاب فى أى مجلس كان فيه حتى فى الجامع والحمام ، وكان كل من جاء يحمله ، والحملة هى الحاجة يسمونها حملة ويسمون شيوخهم اصحاب الحملات – يقول : أشترى وعمل لحم شواء لهذا الكلب وهو يقضى حاجتك .
قال المناوى : وكان أكثر إقامته بباب زويله ويتعرى عن جميع ثيابه تارة ويجلس اخرى ، وكان يدخل الجامبع بالكلاب ، فانكر عليه بعض القضاة فقال : هؤلاء لايحكمون باطلاً ولايشهدون زوراً – يعنى القضاة فقال : هؤلاء لايحكمون باطلاً، ولايشهدون زوراً _ يعنى انهم افضل من القضاة قال : فرمى القاضى بالزور واشهر فى الاسواق على نور ولم يزل معزولاً ممقوتاً حتى مات كرامة لهذا الشيخ(1/119)
أبو الحسن محمد بن محمد جلال الدين البكرى من اقطابهم والذى يضع لهم الصلوات ومنها صلاة الفاتح . يقول النبهانى : له كرامات ويدلنا على ذلك ما اخبرنا به الشيخ الكشكاوى . قال : رأيت الشيخ أبا الحسن البكرى وقد تطور فكن كعبة مكان الكعبة – تطور عندهم تغيرت هيئته وشكله . وهذه الكلمة تردد كثيراً عندهم ولبس سترها كما يلبس الانسان قميصه – وقال فى عمدة التحقيق ان الشيخ المغربى الشاذلى قال أنه حج سنة من السنين الى بيت الله الحرام وكان بالحج الشريف الشيخ محمد البكرى قال : فذهبت الى المدينة المنورة على ساكنها افضل السلام ، فدخلت أزرو قبر النبى صلى الله عليه وسلم فوجدت الشيخ محمد البكرى بالحرم النبوى وقد عمل درساً ، قال فى أثنائه : أمرت أن أقول الآن قدمى على رقبة كل وفى لله تعالى مشرقاً كان أو مغرباً ، وهم يقولون أنه هذه الكلمة تنقل عن عبدالقادر الجيلانى فيما مضى . فعلمت أنه اعطى (القطبانية الكبى ) وهذا لسان حالها فبادرت اليه مسرعاً وقبلت قدميه واخذت عليه المبايعة ، ورأيت الأولياء تتساقط عليه كالذباب الاحياء بالاجسام والاموات بالارواح . فقلت حينئذ فوراً بيت ابن الفارض رضى الله عنه .
كل الجهات الست عندى توجهت
بما تم من مسك وحج وعمرة
من أوليائهم المدعو بركات المجذوب كان يرى الناس أنه يأكل الحشيش ، فسل عليه جندى سيف وقال له كيف انت شيخ وتأكل الحشيش فقال له هذا ماهو حشيش فاعطاه الجندى فوجده حلاوة ماموتية حارة – حقيقة أمام الناس حشيش فإذا أكله قال يجده حلاوة – المهم يأكل الحشيش وهذا يربط بما سبق أن قدمنا عن هدمهم للشريعة واثباتهم بالشواذ والمخالفات فيتجرأ العوام على ارتكاب المحرمات باسم أنهم أولياء .
أبو يعقول الهمدانى : قال الملاوى – من كراماته انه توفى بحل من بعض اصحابه فجزعوا عليه فلما رأى الشيخ شدة جزعهم حاء الى الميت وقال له قم بإذن الله فقام وعاش .(1/120)
إبن عربى : قال الشعرانى نقلاً عن الفتوحات المكيه باب الحج ذكر أن الكعبة كلمته وكذلك الحجر الاسود ، وانها طافت به ثم تتلمذت له وطلبت منه ترقيتها الى مقامات فى طريق القوم فرقاها وناشدها اشعاراً وناشدته .
المدعو الفرغل : ينقلون عنه كان رضى الله عنه : يقول كنت أمشى بين يدى الله تعالى تحت العرش ، وقال لى كذا وقلت كذا ، قال فكذبه شخص من القضاة فدعا عليه بالخرس فخرس القاضى حتى مات – هناك كثيرين ادعوا أن الله يخاطبهم .
أحمد الفاروقى السهرندى من أهل الطريقة النقشبندية يقول : كان كثيراً ما يعرض بى فوق العرش المجيد ولقد عرج بى مرة فلما ارتفعت فوقهم بمقدار مابين مركز الارض وبينه رأيت مقام الامام شاه نقشبند رضى الله عنه وقال قدس الله سره كما يقول النبهانى : رأيت الكعبة المطهره تطوف بى قال ودعاه للافطار فى شهر رمضان عشرة من مريديه فاجابهم ، فلما كان وقت الغروب حضر عند كل واحد من العشرة فى آن واحد وافطر عندهم .
أبو عمر عثما البطائحي : من الرفاعية يقول بينما هو فى ليلة يتهجد اذ صرفته منازلة من الحجاب الاعظم - لعلها من الحجاب الاعزم فتبدت له أنوار فوقف سبع سنين واقفاً شاخصاً دون غذاء ولا احساس بحاله ثم عاد الى بشريته – أنظروا هذه الكلمة عاد الى بشريته – لان هذا عين هو عين مايقوله النصارى فى عيسى عليه السلام ، فهو عندهم ممكن أن ينتقل من حالة بشرية الى حالة غير بشرية – قال فقيل له : أذهب الى قريتك وجامع أهلك فقد آن ظهور ولد منك فطرق بابه وأخبر أهله بحاله فقالت زوجته ان فعلت وقضيت تحدث الناس فى – انظروا لماذا يتحدث الناس اليس زوجها لكن حتى يختلقوا للكرامة مبرراً فى دعواهم – قال : صعد السطح وقال يا اهل القرية أنا فلان اركبو فانى سأركب
فأبلغهم الله صوته وأفهمهم معناه ، فلما فهموا تلك الليلة رزق ولداً صالحاً .(1/121)
ينقلون عن المدعو ابوبكر بن على عمر بن الاهدل : أن هرة كانت تأتيه فيطعمها وكان اسمها لؤلؤة ، فضربها خادمه ذات ليلة فماتت فرمى بما ولم يعلم الشيخ بذلك فقال له أين لؤلؤة فقال ماأدرى فناداها الشيخ يا لؤلؤة فجاءت اليه تجرى .
أحمد بن عبدالرحمن المشهور بشهاب الدين من آل باعلوى : من كراماته كما فى كتابهم هذا انه طلب بعض العرب خشبة كبيرة ليجعلها ابواباً لداره فقال له ذلك البعض وأنا اريد منك حاجة .. أريد أن أحفظ القرآن عن ظهر قلب فقال الشيخ افتح فمك ففتح فمه فتفل فيه ثلاث مرات فحفظ القرآن فى أسرع زمان .
المدعو أبوبكر العبود : تحدث معه شخص من أصحابه فى أحوال الرجال وما اعطاهم الله تعالى الى أن وصلى الى أن من الرجال من يطوف بالكعبة شرفها الله تعالى وهو جالس فى مكانه ، ومنهم من تطوف به الكعبة تشريفاً وتكريماً .
قال التلميذ فوجدت الكعبة بهيئتها وزينتها التى أعرفها وهى طائفة حول دار الشيخ وفى أرجائها رجالاً يترنمون باشياء طيبة من جملتها : سبحانه وتعالى اصطفى رجالاً دللهم دلالاً .
الغوثي – تلميذ الشاذلى ينقلون من كراماته انه كان يقول : لى أربعون سنة ماحجبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو حجبت عنه طرفة عين ماعددت نفسى من جملة المسلمين – ولذلك ينقلون أيضاً عنه أنه كان يقول : قد يطلع الله الولى على غيبة اذا ارتضاه بحكم التبع للرسل عليهم الصلاة والسلام . ومن هنا نطقوا بالمغيبات واصابوا الحق فيها ولذلك دعواهم فى هذه الكتب الثلاثة وفى غيرها وكما يدعى المالكى دائماً يذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب إنما مراده اثبات ذلك للاولياء والمشائخ بالتبع كما يدعون .(1/122)
أحمد بن جحد الاديمي – يقولون .. أتته امرأة وقالت : أدع لى أن يرزقنى الله ولداً ذكراً ، فقال سترزقين ذلك - هكذا فوضعت أنثى فقالت له : فيه فقال والله ماقلت لك إلا بعد مامسست ذكره بيدى هذه ، ولكن اراد الله أن يكذب هذه اللحيه .
أنظروا هذا الدجال والكذاب .. وهذا العذر الذى اعتذر به .
ومما يذكرونه أيضا عن ابى يزيد البسطامى : يقولون انه قال ادخلنى الحى فى الفلك الاسفل ندرونى فى الملكوت الاسفل فأرانيه ، ثم ادخلنى فى الفلك العلوى واطوى بى السموات فأرانى مافيها الى العرش ، ثم أوقفنى بين يديه :- فقال سلنى أى شئ رأيته حتى أهبه لك . فقلت ما رأيت شيئاً حسناً فأسألك ايها فقال : أنت عبدى حقاً تعبدنى لاحلى صدقاً هذه تشبه العبارة التى نقلناها من كتاب المالكى – لافعلن بك وافعلن وذكر اشياء – يعنى من الابتلاءات التى ذكرها المالكى .
قال بن معاذ فهالنى ذلك فقلت له : لمَ لمْ تسأله المعرفة . قال : غرت عليه منى ، لا أحب أن يعرفه غيره – هذا يسمونه الغيره ، عنهده لايحب أن يعرف الله غير الله بزعمهم . ولذلك لم يسأله معرفته لايحب أن يعرف الله عن غير الله بزعمهم , ولذلك لم يسأله معرفته .
أنظروا.. هذا المعراج.. ولذلك يكثرو من الحديث عن الاسراء والمعراج فى المولد ايضاً هذا المعراج يدعونه الائمة الضلالة .(1/123)
المدعو محمد بهاء الدين نقشبند : امام وشيخ النقشبنديين يقولون من كراماته أنه قال خرجت يوماً أنا ومحمد الزاهد فى الصحراء وكان مريداً صادقاً ومعنا المعاول نشتغل بها فمرت بنا حالة اوجبت أن نرمى المعاول ونتذاكر فى المعارف فما زلنا كذلك حتى انجز الكلام معنا الى العبودية . فقلت له : تمنى أى العبودية الى درجة اذا قال صاحبها لاحد " مُتُ " فمات فى الحال ثم وقع لى ان قلت له مُت فمات حالاً واستمر ميتاً من وقت الضحى الى نصف النهار فقال فازددت قلقاً الى وقتئذ .. قل له يا محمد- احيا- يعنى قيل له قل يامحمد احيا- فقلت له ذلك ثلاث مرات فأخذت تسرى فيه الحياة شيئاً فشيئاً وأنا انظر اليه حتى عاد الى حالته الأولى
و ينقلون عن نقشبند ايضاً أنه دعاه بعضهم فى بخارى فقال للمولى نجم الدين من تلاميذه أتمتثل كل ما آمرك به ؟ قال نعم . قال : فإن أمرتك بالسرقة تفعلها ؟ قال: لا قال : ولم ؟ قال لانها حقوق الله تكفره التوبة وهذه من حقوق العباد . قال إن لم تمتثل أمرنا فلا تصحبنا ، ففزع المولى نجم الدين فزعاً شديداً وضاقت عليه الارض بما رحبت واظهر التوبه والندم وعزم على أن لايعصى له أمراً .
يعنى حتى ولو كان معصية – قال فرحمه الحاضرون وشفعوا له عنده وسألوه العفو عنه ، فعفا عنه - انظروا الى هذا التحكم .
عبدالرحمن بن محمد الملقب بالسقاف – نور الدويله ( فى المشرع الروى ) نقل عنه انه اشتهرت فضائله فى الافاق – ومن كراماته انه شوهد فى مشاعر الحج سنين عديدة ، فسأله بعض خواصه هل حججت ؟ فقال : أما فى الظاهر.. فلا.(1/124)
وروى أنه رؤى فى أماكن متعددة فى آن واحد – أنظروا كيف الشياطين تتمثل بأشكالهم وتذهب فى أماكن أخرى لتضل العالمين .. وقال تلميذه الشيخ عبدالرحيم بن على الخطيب ماخطر لى فى قلبى شئ إلا وفعله شيخنا . قال : ومن كراماته أنه أمسك الشمس عن الغروب ومما اخبر به من المغيبات انه قال لزوجته بقرية العز وكانت حاملاً ستلدين غلاماً وسيموت فى يوم كذا ... واعطاهم ثوباً وقال : كفنوه بهذا وسافر وكان الامر كما قال – وقالت بعض زوجاته أنى أبى قد طال به المرض فادع له بالعافية أو بتعجيل الوفاة فقال لها :
سيموت ابوك فى يوم كذا فكان كما قال .
وماينسبونه ويدعونه الى مسلم بن يسار التابعى – ان مالك بن دينار رحمه الله رآه بعد موته بسنه فسئل ماعليه فلم يرد قال : ما منعك ان ترد أن ميت كيف أرد ... - انظروا معاناة العقل والتناقض مع العقل ينقلون هذا وينسبونه للتابعيين .
أحمد بن عبدالرحمن السقاف – ينقلون من كراماته انه صلى بجماعة عند قبر هود على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام فاعترض عليه بعض الفقهاء فى قلبه – يستطيع ان يعترض فى قلبه . لم يقدر ان يقول له لماذا تأتى هذا القبر وتأتى بالخرافات – قا: فسلب ذلك الفقيه جميع مافى قلبه من قرآن وعلم والعياذ بالله .
ينقلون عن أحمد بن ابراهيم اليمانى – وهذه تدل على تعذيب النفس ومشابهة الهنود فى ذلك – أنه ثبت بالتواتر انه أقام عشرين سنة لايشرب الماء ، وأغرب من هذا ماينقلونه عن عيسي ابن النجم .
قال الشعرانى : قال له تلميذه مكث عيسي بوضوء واحد سبعة عشر سنة : بوضوء واحد هذه المدة كلها .
من كرامات مدين الاشمونى – أنه مر به انسان يقود بقرة حلابة – فقال له : احلب لى شيئاً من اللبن اشربه – فقال له "ثور" فصارت فى الحال ثوراً حتى ماتت .
ومما يدل على فقدان توحيد الالوهية عندهم مانقله الشعرانى .(1/125)
قال : كل بدل فى قبضة العارف لان ملك البدل من السماء الى الارض ، وملك العارف من العرش الى الثرى – ماذا بقى للرحمن جل شأنه ؟ .
المدعو حسن ابوعلى كان كثير التطورات – ندخل عليه بعض الاوقات تجده جندياً ثم تدخل فتجده سبعاً ، ثم تدخل فتجده فيلاً ، ثم تدخل فتجده غلاماً وهكذا .
ينقلون عن موسى ابن مهيل الزولى – انه كان كثير المشاهدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت أغلب افعاله بتوقيت منه صلى الله عليه وسلم – يعنى ثمرة حاله – وكان رضى الله عنه يقول للصبى بلسان فصيح ، ولايزال يتكلم من ذلك الوقت - يعنى ينطق الطفل .
شيخ آخر يذكره الشعرانى 2: 88 كان اذا تذكر من اصحابه الغائبين عن المائدة يأكل الشيخ عنهم لقمة أو لقمتين فتنزل فى بطونهم فى أى مكان كان . ثم يجيئون ويعترفون بذلك .
داوود بن مخلا ينق عن شيخه الشاذلى أنه قال : طوبى لم ن رآنى أو رآى من رآنى ، ويقسم أن الشاذلى يقول والله مامن ولى لله كان أو هو كائن الا وقد اظهره الله عليه وعلى اسمه ونسبه وحسبه وحظه من الله عز وجل – ويقول الشاذلى ايضاً مادة كل نبى وكل وفى فى الاسلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن من الاولياء من يشهد عيناً ومنهم من تخفى عليه عينه ومادته فيفنا فيما يرد عليه ولايشتغل بطلب مادته ، بل هو مستغرق بحاله لايرى غير وقته .
ومن كرامات مدين الاشمونى ايضاً يقون أن منارة زاويته الموجودة الآن.. لما فرغ من البناء منها مالت الي وخاف أهل الحارة منها فاجمع المهندسون على هدمها ، فخرج اليهم الشيخ على قبقابه فاسند ظهره اليها وهزها والناس ينظرون ، فجلست على الاستقامة الى وقتنا هذا .
قال ومرض سيدى مدين رضى الله عنه مرضاً اشرف فيه على الموت فوهبه الشميرى من عمره عشر سنين ثم مات فى غيبة الشميرى رضى الله عنه فجاء به وهو على المغتسل فقال : كيف مُتُ وعزة رى لوكنت حاضراً ماخليتك تموت .(1/126)
شيخهم وليهم المدعو محمد الحفنى المدفون بناحية نية الغربية يقول وضريحه يلوح من البعد من كذا .. كذا بلداً – كان يتكلم بالغرائب والعجائب كما يقول الشعرانى من دقائق العلوم والمعارف مادام صاحياً فاذى قوى عليه الحال يتكلم بالفاظ لايطيق احد سماعها فى حق الانبياء وغيرهم . وكان يرى فى كذا بلد فى وقت واحد .
واخبرنى الشيخ ابو الفضل أنه جاء يوم الجمعة فسألوه الخطبة فقال بسم الله فطلع المنبر فحمد الله واثنى عليه ومجده ، ثم قال واشهد ان لا اله لكم الا ابليس عليه الصلاة والسلام ، فقال الناس .. كفر فسل السيف ونزل فهرب الناس كلهم من الجامع ، فجلس عند المنبر الى أذان العصر ، وما تجرأ احد أن يدخل ثم جاء بعض أهل البلاد المجاورة فاخبروا أهل كل بلد .. أنه جاء وخطب عنده وصلى بهم – قال فعددنا ذلك اليوم ثلاثين خطبة ونحن نراه جالساً عندنا فى بلدنا .
ومن كراماته : أيضاً يقول : انه كان يقول الارض بين يدى كالاناء الذى آكل منه واجساد الخلائق كالقوارير ، أرى مافى بواطنها .
انظروا هذا الدجال الذى ابطل صلاة الجمعة فى ثلاثين بلداً فى وقت واحد شيطان تشبه به ، ولعب على عقول الناس به ، ومع ذلك يدعى علم الغيب ويدعى هذه الدعوى العظيمة .
يقول المرسى تلميذ الشاذلى : لو كشف عن حقيقة ولى لعبد لان أوصافه من أوصافه – يعنى من أوصاف الله تعال – ونعوته من نعوته .
المدعو أبوعلى يقول : أن بعض العياق أردوا ان يقتلوه فدخلوا على الشيخ فقطعوه بالسيق وأخذوه فى تلك الليلة ورموه على الكوم واخذوا على قتله الف دينار ، ثم اصبحوا فوجدوا الشيخ ابوعلى جالساً فقال لهم غركم القمر .(1/127)
مدين الاشمونى أيضاً يقول كان يوماً يتوضأ فى البالوعة التى فى رباط الزاوية ، فاخذ فردة القبقاب فضرب بها نحو بلاد المشرق – الحذاء رماه نحو بلاد المشرق – ثم جاء رجل من تلك البلاد بعد سنة وفردة القبقاب معه ، واخبر ان شخصاً من العياق – يعنى من قطاع الطريق عبث بابنته فى البريه – فقالت ياشيخ ابى لاحظنى لانها لم تعرف انه اسمه مدين – مانادته باسمه استغاثت بشيخ ابيها – فيقول ومن ذلك الوقت وهى عند ذريته رضى الله عنه محتفظين بالقبقاب .
المدعو محمد وفا من العارفين عندهم يقول : أخبره ولده سيدى على رضى الله عنه انه هو خاتم الاولياء – صاحب الرتبة العلية ، وكان أمياً ومع ذلك له لسان غريب فى علوم ومولفات كثيرة الفها فى صباه وهو ابن سبع سنين – أنظروا .. أمى ويكتب وهو فى سبع سنين أو عشر .
فضلاً عن كونه كهلاً وله رموز فى منضوماته ومنشوراته مطلسمه الى وقتنا هذا لم تفك أبدا فيما نعلم معناها – رموز – وذكر كثيراً منها لايفهما أى أحد وكتب مؤلفات وهو أمى .
المدعو محمد بن أبو جمرة – يقول أنه كان كبير الشأن معظماً للشرع لكن أنكرو عليه بدعواه رؤية النبى صلى الله عليه وسلم يقظة وعقدوا له مجلساً فاقام فى بيته لايخرج الا لصلاة الجمعة ومات المنكرون عليه على أسوأ حال وعرفوا بركته .
ومما نقله الشعرانى فى تعظيم ائمتهم قوله عن احدهم كان يقول لو كان الحق سبحانه وتعالى يرضيه خلاف السنة لكان التوجه ف الصلاة الى القطب الغوث أو من التوجه الى الكعبة ( يعنى تعبدية محضة والا فهذا أولى من الكعبة ) .(1/128)
هناك رجل أخر من كبار أئمتهم يتحدثون عنه كثيراً وهو المدعو : (الشمس الخفى) - سبق بعض كرامته كمايدعون وعلاقته بعوامل الرسول صلى الله عليه وسلم تظهر عند ترحمته وانا انقل مايدل على ذلك قبل مايدل على كراماته يقول الشعرانى : كان الشريف النعمانى رضى الله عنه أحد أصحاب سيدى محمد رضى الله عنه يقول ( رأيت جدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى خيمة عظيمة والاولياء يجيئون ويسلمون عليه واحداً بعد واحد وقائل يقول : هذا فلان وهذا فلان فيجلسون الى جانبه صلى الله عليه وسلم حتى جاءت كوكبة عظيمة وخلق كثير وقائل يقول : هذا محمد الحنفى فلما وصل الى النبى صلى الله عليه وسلم اجلسه بجانبه ثم التفت صلى الله عليه وسلم الى أبى بكر وعمر وقال لهما إنى أحب هذا الرجل الا عمامته الصماء أو قال الزعراء واشار الى سيدى محمد ، فقال له أبوبكر رضى الل عنه : أتأذن لى يارسول الله أن أعممه فقال نعم ، فأخذا أبوبكر رضى الله عنه عمامة نفسه وجعلها على رأس سيدى محمد وأرخى لعمامة سيدى محمد عذبه عن يساره والبسها له ، ويذكر قصة طويلة – المهم أن الولاية والعذبة والعمة من الرسول صلى الله عليه وسلم .
وهذا الرجل كان دليلاً للحافظ ابن حجر فى الدراسة ، ثم ترك العلم وذهب الى الخرافات والعياذ بالله – وبمناسبة الحافظ بن حجر نذكر أن الفرغل الذى ذكرناه قبل ذلك انه كان يمشى تحت العرش ويقول خاطبنى ربى وخاطبه بدعواه .
يقول الشعرانى انه مر عليه شيخ الاسلام ابن حجر رضى الله عنه بمصر يوماً فقال فى سره ، ما اتخد الله من ولى جاهل ولو اتخذه لعلم – ( يعنى على درجة الانكار عليه ) – فقال له الفرغل : قف ياقاضى ، فوقف فمسكه وصار يضربه ويصفعه على وجهه ويقول : بل أتخذنى وعلمنى .(1/129)
هكذا يهينون العلماء ويرفعون من الخرافيين . ودخل بعض الرهبان عليه فاشتهى بطيخاً أصفر فى غيرأوانه فآتاه به وقال : وعزة ربى لم اجده الا خلف جبل قاس – اين هو جبل قاس – قال : خطف التمساح بنت أحدهم ، فجاء وهو يبكى الى الشيخ فقال له : اذهب الى الموضع الذى خطفها عنه ونادى بأعلى صوتك ياتمساح ، تعال كلم الفرغل ، فجا التمساح من البحر وطلع كالمركب وهو ماشى والخلق بين يديه يميناً وشمالاً الا أن وقف على باب الدار فأمر الشيخ رضى الله عنه الحداد بقلع جيمه اسنانه وأمره أن ينفضها من بطنه ، فنفض البنت حية مدهوشة ، وأخذ على التمساح العهد أن لايخطف أحداً من بلده مادم يعيش ، ورجع التمساح ودموعه تسيل حتى نزل البحر .
ثم ذكر ما كان يدعيه من أنه يمشى بين يدى الله تعالى تحت العرش ويخاطبه وانه كان يتكلم عن اخبار سائر الاقاليم من اطراف الارض الى أن وصل أن هذا الفرغل والشمس والحنفى كانا زميلين .
ونذكر ما ذكره من كرامات الشمس الحنفى الكثيرة ، يقول :
محمد الحنفى كان اذا صلى عن يمينه دائماً اربعة روحانية واربع جسمانية لايراهيم الا هو وخاصة اصحابه قالوا : وقعت له ابنة صغيرة من موضع عال ، فظهر شخص وتلقاها عن الارض ، فقلنا له من تكون ؟ فقال : من الجن .. من اصحاب الشيخ ، قد أخذ علينا العهد أن لانضر أحداً من أولاده الى سابع بطن ، فنحن لانخالف عهداً ,
قال وكان سكان بحر النيل يطلعون الى زيارته وهو فى داره بالروضة والحاضرون ينظرون ، قالت ابنته فلانة ، وذكرها وزاروه مرة وعليهم الطيالسة والثياب النظيفة ، وصلوا معه صلاة المغرب ، ثم نزلوا فى البحر بثيابهم ، فقلت ياسيدى اما تبتل ثيابهم من الماء ، فتبسم رضى الله عنه وقال : هؤلاء مسكنهم
فى البحر – ( يعنى مايستغرب) - يقول الشمس الحنفى ( أحد تلاميذه : أما تسأل فلوسألتنى شيئاً لم يكن عندى أجبتك من اللوح المحفوظ .(1/130)
ويذكرون أيضاً انه كان يقرئ الجان على مذهب الامام ابى حنيفة فاشتغل عنهم يوماً فأرسل صهره سيدى عمر فأقرأه فى بيت الشيخ ذلك اليوم وكان سيدى عمر يقول : طلبت منى جنية أن أتزوجها فشاورت سيدى محمد رضى الله عنه فقال : هذا لايجوز فى مذهبنا فعرض ذلك على ملكهم حين نزلت معها تحت الارض فقال الملك لااعتراض على سيدى محمد فيما قال ثم قال الملك للوزير صافح صهر الشيخ باليد التى صافحت بها النبى صلى الله عليه وسلم ليصافح بها سيدى محمد رضى الله عنه . فيكون ان بينه وبين وقت مصافحة النبى صلى الله عليه وسلم ثمانمائة سنة ثم قال للجنية ردينى للموضع الذى جئت بى منه .
ويقول أيضاً : الشمس الحنفى اذا مات الولى : انقطع تصرفه فى الكون من الامداد .
وكما ذكرنا فى احوال القطب فهو الذى يعطى الزائر من المدد على قدر مقام المزود ويقول : كنا نقرأ حزب سيدى ابن الحسن الشاذلى رضى الله عنه فكان بعض الناس يستطيله (يراه طويلاً ) ، فألفت الحزب الذى بين اصحابى الآن واخفيته ولم اظهره حتى جاء الاذن من سيدى ابى الحسن الشاذلى أدباً معه بعد ما مات ، مثل عبدالحليم محمود الذى آلف كتاباً وقال :
استأذنت البدوى فى تأليفه – يقول الشمس الحنفى انه قبل موته دعا الله ان يبتليه بالعمل والنوم مع الكلاب والموت على قارعة الطريق قال : وحصل له ذلك قبل موته ، فتزايد عليه القمل حتى صار يمشى على فراشه وذخل له كلب نام معه على الفراش ليلتين – الى أن يقول انما نتمنى ذلك ليكون له اسوة بالانبياء عليهم الصلاة والسلام الذين ماتوا بالجوع والقمل الى آخره .
وهذا كذب على الانبياء ومادعوا الله ذلك وشرفهم الله عن أن يناموا ويموتوا والكلاب فى احضانهم – وينقل عن الحنفى أيضاً قال : دخلت على الشيخ يوماً امرأة أمير ، فودجدت حوله نساء خاص تكبسه فانكرت عليه ، أن المرأة أجنبيت وتكبس رجله فلاحظها الشيخ بعينه وقال لها : أنظرى فوجدت وجوههن عظاماً(1/131)
تلوح والصديد خارج من أفواهن ومناخرهن كأنهن خرجن من القبور ، يعنا النساء اللاتى عنده فقال لها : والله ما أنظر دائما الى لاجنبيات الا على هذا الحال – ثم قال لمنكرته ان فيك ثلاث علامات ، علامة تحت ابطك وعلامة فى فخذك وعلامة فى صدرك فقالت صدقت ، والله ان زوجى لم يعرف هذه العلامات الى الان واستغفرت وتابت ,
ومما يقول عنه ايضاً انه كان يتطور فى بعض الاحيان حتى يملأ الخلولة بجميع اركانها ثم يصغر قليلاً قليلاً حتى يعود لحالته المعهودة . قال ولما علم الناس بذلك سد الطاقة التى تشرف على الخلوة رضى الله عنه . قال : وقال اذا تغيب من شخص يتمزق كل ممزق ولو كانت مستنداً لاكبر الاولياء .
لايقدر أن يدفع عنه شيئاً من البلاء – ( لاحظوا كل تلميذ يستند لولى !! فالحنفي يقولون : انه من قوته يقضى على عدوه مهما كان مستنداً اليه من الاولياء . ويقول كما وقع لابن التمار وغيره فانه اغلظ عليه الشيخ فى شفاعه وكان مستنداً للشيخ البسطامى يقول : فقال سيدى محمد : مزقنا ابن التمار كل ممزق ولو كان معه الف بسطامى ، ثم ارسل السلطان فهدم دار ابن التمار فهى خراب الى الان .
كل واحد يعبد ولياً معيناً ويستغيث به – ايضاً عن الحنفى يقول انه اختلى سبع سنيني فى الخلوة حتى فتح عليه – قال ابو العباس : وكنت إذا جئت وهو فى الخلوة اقف على بابها فإن قال ادخل .. دخلت .. وان سكت رجعت دخلت يوماً عليه بلا استئذان فوقع بصرى على أسد عظيم فغشى علي فلما افقت خرجت واستغفرت الله تعالى من الدخول عليه بلا اذن .
قال الشيخ أبو العباس : ولم يخرج الشيخ الحنفى من الخلوة حتى سمع هاتفاً يقول يامحمد اخرج انفع الناس ثلاث مرات . وقال له فى الثالثة ان لم تخرج والا هيه(1/132)
الا القطيعة . قال الشيخ فقمت وخرجت الى الزاوية فرأيت على الفسيقي ةجماعة يتوضأون فمنهم من على رأسه عمامه صفراء ومنهم زرقاء ومنهم من وجهه وجه قرد ، ومن من وجهه وجه خنزير ، ومنهم وجه كالقمر ، وعلمت أن الله اطلعنى على عواقب امور هؤلاء الناس فرجعت الى خلفى وتوجهت الى الله فستر عن ماكشف لى من احوال الناس .
أيضاً الحنفى يقول كان أهل المغرب يرسلون يأخذون من تراب زوايته ويجعلونه فى أوراق المصاحف ، وكان أهل الروم يكتبون اسمه على أبواب دورهم ويتبركون به .
وكانت رجال الطيران فى الهواء تأتى اليه فيعلمهم الادب ، فهم يطيرون فى الهواء والناس ينظرون اليهم حتى يغيبوا ، وكان رضى الله عنه يزور سكان البحر فكان يدخل البحر بثيابه فيمكن ساعة طويله ثم يخرج ولم تبتل ثيابه .
ومن اخبار هذا الحنفى انه اذا زار المقبرة سلم على اصحاب القبور فيردون عليه السلام بصوت يسمعه من معه ، ودخل يوماً الى الحمام مع فقرائه فأخذ الماء ورشه على اصحابه وقال : النار التى يذب الله بها العصاة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم مثل هذا الماء فى سخونته ( فقط مثل هذا الماء !!) . قال : ففرح الفقراء بذلك (يعنى تلاميذه) .
وآخر شئ لما جاءت وفاته ، قال فى مرض موته ، من كانت له حاجة فليأت الى قبرى ، ويطلب حاجته ، أقضها له ، فإن ما بينى وبينكم غير ذراع من تراب. فكل رجل يحجبه عن اصحابه ذراع من تراب ففليس برجل .(1/133)
من اوليائهم المدعو الشويبى – يقول الشعرانى : جاء مرة شخص يحمل حمله ، والحملة هى الحاجة – هذه الجملة هى إمراة يحبها ويريد أن يتزوجها وهى تأبى ، فقال له ادخل هذه الخلوة واشتغل باسمها اى ردد اسمها ، فدخل واشتغل باسمها ليل نهار فجائته المرأة برجلها الى الخلوة – أنظروا السحر أنظروا كيف يجمع المرأة بمن لايجوز وقالت افتح لى أنا فلانة : فزهد فيها وقال ان كان الامر كذلك فاشتغالى بالله أولى ، باشتغل باسم الله تعالى ففتح عليه فى خامس يوم رضى الله عنه .
وكان الشوينى رضى الله عنه يدخل بين الشيخ يحس بيده على النساء فكان يشكونه لسيدى مدين رضى الله عنه ، فيقول حصل لكم الخير فلا تتشوشوا ,
الشوينى كان رفيقاً لمدين الاشمونى ، وكان يدخل ويضع يده على عورات النساء ، فيغضبن ويشكون للشيخ فيقول لاتتشوشوا ! وكثير من مثل هذه الكرامات أثرت ان لا أذكره حياءاً منكم ومحمد يسمع .
والا فهذا عندهم كثير يضع يده على عورات النساء وعلى عورات الرجال وهذا الاشمونى خرج رجل فقير يوماً من الزاوية ، فرآى جرة خمر مع انسان فكسرها ، فبلغ الشيخ رضى الله عنه ذلك فاخرجه من الزاوية وقال ما أخرجته لاجل ازالة المنكر ، وانما هو لاطلاق بصره حتى رأى المنكر لان الفقير لايجاوز بصره موضع قدمه فعاقبه على ذلك .
ومن كبار أوليائهم المدعو : أبوبكر الدقدوسي – ينقل الشعرانى عن أحد تلاميذه حج معه ، وكان الشيخ يقترض طول الطريق الالف دينار فما دونها على يدى ، فاذا طلبنى المال اجئ به اليه فاخبره فيقول :عد لك من هذه الحجارة ، يقول خذ هذه الحجارة وعد على قدر الدين !! قال وكنت اعد الالف والمائة والاربعين والثلاثين فاعطيها الرجل فيجدها دنانير ! وهذا كثير جداً .(1/134)
ومنهم المدعو : احمد الزاهر وآخر الذى يقول كان يطرح الحجارة فتحول الى ذهب – ينقلون هذا عن كثير من اتباعهم ولاشك انه من السحر كغيره من كراماتهم – يقول وكان له صاحب يبيع الحشيش بباب اللوق ،فكان الشيخ رضى الله عنه يرسل اليه اصحاب الحوائج فيقضيها لهم ، فقال له احد تلاميذه : كيف تفعل هذا مع الحشاشين ؟ فقال له : ياولدى ليس هذا من اهل المعاصى ، انما هو جالس يتوب الناس فى صورة بيع الحشيش ، فكل من اشترى منه لايعود يبلعها ابداً .
ويقول عن الشيخ أبوبكر أن تلميذه لما حج معه يقول سألته ان يجمعنى على القطب فقال : إجلس هاهنا وغاب ، فمضى فغاب عنى ساعة ثم حصل عندى ثقل فى رأسى ، فلم اتمالك احملها حتى لصقت لحيتى فجلسا يتحدثان عنى – الشيخ والقطب بين زمزم والمقام ساعة وكان من جملة ماسمعت من القطب يقول : أنستنا ياشيخ عثمان ، حلت علينا البركة ثم قال لشيخيى توصى به بإنه يجئ منه ثم قرأ سورة الفاتحة وسورة قريش ودعيا وانصرفا ، ثم رجع سيدى أبوبكر رضى الله عنه وقال : أرفع راسك ، قلت : لا أستطيع فصار يمرخنى ورقبى تلين شيئاً فشئ حتى رجعت لما كانت عليه فقال : ياعثمان – هذا حالك وأنت ما رأيته – فكيف لو رأيته ومن ثم كان سيدى عثمان رضى الله عنه كما يقول الشعرانى لايريد الا الانصراف عن جليسه حتى يقرأ سورة الفاتحة ولإيلاف قريش لانه سمع القطب قرأها قبل أن ينصرف .
المدعو حسين الجاكى من كراماته قال : عقدوا له مجلساً عن السلطان ليمنعوه من الوعظ وقالوا انه يلحن فأمر السلطان بمنعه فشكا ذلك لشيخ الشيخ أيوب قال : فبينما السلطان فى بيت الخلاء ، اذ خرج له الشيخ أيوب من الحائط والمكنسة على كتفه فى صورة أسد عظيم يريد أن يبلع السلطان ، فارتعب السلطان ووقع مغشياً عليه ، فلما أفاق قال له أرسل للشيخ حسين يعظ والا هلكتك، ثم دخل من الحائط .(1/135)
ووليهم المدعو : حسن التكترى – يقولون أن الوزير سد زاويته (أقفلها) ، فقال الشيخ من سد هذا الباب ؟ فقالوا الوزير فلان بأمر السلطان ، فقال نحن نسد ابواب بدنه وطبقاته ، فعمى الوزير وطرش وخرس وانسد أنفه عن خروج النفس ، وانسد قبله ودبره عن التبول والقائط فمات الوزير فى الحال ، فبلغ ذلك السلطان فنزل اليه وصالحه وفتح له الباب .
عبدالرحيم القناوى : يقول نزل يوماً فى حلقته شبح من الجو لايدرى الحاضرون ماهو ، فأطرق الشيخ ساعة ثم ارتفع الشبح الى السماء ، فسألوه عنه فقال :
هذا ملك وقعت منه هفوه فسقط علينا يستشفع بنا ، فقبل الله شفاعتنا فيه فارتفع (لاحظتم !!) . قال وكان الشيخ اا شاوره انسان فى شئ يقول : أمهلنى حتا أستأذن لك فيه جبريل عليه السلام ، فيمهله ساعة ثم يقول له إفعل أو لاتفعل على حسب مايقول جبريل .(1/136)
أما المدعو على الخواص : فينقل عنه ان محد بن هارون من أوليائهم ، وهناك خلاف بين هذه الوليين – سلبه حاله مرة صبى أحد الاولياء الاخرين وذلك أنه كان اذا خرج من صلاة الجمعة تبعه أهل المدينة يشيعونه الى داره فمر بصبى قراد وهو جالس تحت حيطه يفلى حرقته من القمل وهو ماد رجليه ، فخطر فى سر الشيخ ان هذا قليل الادب يمدد رجليه ومثلى مار عليه فسلب لوقته وفرت الناس عنه فرجع ولم يجد الصبى ، فدار عليه فى البلاد الى أن رده فى رميله بمصر فلما نظر القراد الكبير اليه وهو واقف وقدر فرغوا ، قال له تعالى ياسيدى الشيخ مثلك يخطر فى خاطره ان له مقاماً وقدراً ، هذا الصبى سلبك حالك - القراد يقول الصبى حقه سلب الشيخ حاله أى ايمانه – لم يمد رجله بحضرته لكونه اقرب الى الله عنك فقال : التوبة ، فأرسله الى سنهور المدينة الى الحائط الذى كان يفلي ثوبه عندها وقال : نادى السحليه التى هناك فى الشق ، الوزغ التى فى الشق عند الحائط ، وقل لها ان قزمان طاب خاطره علي فردى على حالى ، فخرجت ونفخت فى وجهه ، فرد الله عليه حاله – أى رد الله عليه ايمانه لما نفخت عليه هذه السحليه .
على البقال : يقولون من كراماته ان ابن الفارض مر به فرآه يتوضأ وضوءاً غير مرتب وهو لايعرفه ، فقال له : أنت فى هذه السن فى دار الاسلام وتتوضأ وضوءاً باطلاً ؟ فنظر اليه وقال لم أتوضأ الا وضوءاً مرتباً لكنك لا تبصر ، لو أبصرت أبصرت هكذا ... وأخذ بيده وأراه الكعبة فأكب ابن الفارض على اقدامه يستغفر .
المدعو – على البحيرى قال : قال المناوى أخبرنى صاحبنا زين الدين علاف انه جلس مرة فطأطأ رأسه وتمرغ على التراب وقال : أستغفر الله وكرر ذلك وبكى !! –فسأله عن ذلك فقال : حكت رأسى فى ساق العرش فى هذا الوقت.(1/137)
على بن الهيثى : يقولون من كراماته أنه حضرهو وجماعة من المشايخ والفقهاء ، عملوا اجتماعاً حضره فأخذا المشايخ بحظهم من الرقص والغناء – وانكرت الفقهاء ببواطنهم فطاف عليهم الشيخ على بن الهيثى ماأظهروا فى الباطن فقط .
فكان كلما قابل رجل نظر اليه فيفقد جميع معلوماته حتى من القرآن ، وانصرفوا ومكثوا كذلك شهراً ثم أتوا واستغفروا وقبلوا رجليه .
يقول الشعرانى فى العهود ، حكى لى أحدهم أن والده سراج الدين البلقينى قال مر يوماً فى باب اللوق ، فوجد هناك زحمة ، فقال : ما هذه الزحمة ؟ فقالوا شخصاً من أولياء الله يبيع الحشيش ( ولى يبيع الحشيش ؟) فقال : كيف يكون شخص حشاش من أولياء الله ؟ إنما هو من الحرافيش ، ثم ولي فسلب الشيخ جميع ما معه حتى الفاتحة .
قال : ومنذ ذلك اليوم ما أنكر الشيخ البلقينى على أحد من أرباب الاحول . كما قلنا هذا هو الارهاب الذى يضعونه .
صدر الدين القونوى الرومى الذى ذكره شيخ الاسلام بن تيميه فى كتبه مراراً ، كان تلميذ ابن عربى ، قال : الملاوى حكى عن نفسه أنه قال : اجتهد شيخى العارف بن عربى أن يشرفنى ويوصلنى الى المرتبة التى يتجلى فيها الحق تعالى للطالب بالتجليات الرقية فى حياته فما أمكنه – يعنى فى حياة ابن عربى فزرت قبره بعد موته ، ورجعت ، فبينما أنا أمشى فى الفضاء عند طرطوس فو يوم صائف ، والزهور يحركها نسيم الصبا فنظرت اليها وتفكرت فى قدرة الله
وجلاله فشرفنى حبُ الرحمن حتى كدت اغيب عن الاكوان ، فتمثل لى روح الشيخ ابن عربى فى أحسن صورة كأنه نور صرف فقال يامحتار ... أنظر الى واذا الحق جل وعلا تجلى لى بالتجلى البرقى من الشرف الذاتى فغبت عنى به فيه على قدر لمح البصر ثم افقت حالاً واذا بالشيخ الاكبر بين يدى فسلم سلام المواصلة بعد الفرقة وعانقنى معانقة شديدة ، وقال : الحمد لله الذى رفع الحجاب وواصل الاحباب .(1/138)
ومن أكابر من أحيا طريقة ابن عربى ومذهبه فى وحدة الوجود المدعو يوسف الكورانى الملقب بالعجمى : تحدث عنه الشعرانى فقال ضمن ترجمته : لما ورد عليه وارد الحق بالسفر من ارض العجم الى مصر ، ورد فلم يلتفت اليه ، فورد ثانية – وارد فى قلبه ، فلم يلتفت اليه ، فورد ثالثة فقال : اللهم ، إن كان هذا وارد صدق فاقلب لى عين هذا النهر لبناً حتى أشرب منه فى قصمتى هذه : فانقلب النهر لبناً وشرب منه ثم ذهب الى مصر .
وله حكايات كثيرة ننقل منها فقط واحدة ، لتعلموا حقيقة هؤلاء القوم ومعهم ابن عربى وأمثاله – يقول كان رضى الله عنه اذا خرج من الخلوة يخرج وعيناه كانهما قطعة جمر تتوقد ، فكل من وقع نظره عليه انقلبت عينه ذهباً خالصاً ، ولقد وقع بصره يوماً على كلب فانقادت اليه جميع الكلاب إن وقف وقفوا ، وإن مشى مشوا !! فأعلموا الشيخ بذلك فأرسل خلف الكلب وقال ( أخسأ ) فرجعت عليه الكلاب تعضه حتى هرب منها .
ووقع له مرة أخرى أنه خرج من خلوة الاربعين فوقع بصره على كلب فانقادت له جميع الكلام ، وصار الناس يهرعون اليه فى قضاء حوائجهم ، فلما مرض ذلك الكلب اجتمع حوله الكلاب يبكون ويظهرون الحزن عليه ، فلما مات أظهروا البكاء والعويل وألهم الله تعالى بعض الناس فدفنوه ، فكانت الكلاب تزور قبره حتى ماتوا .
فهذه نظره .. يقول الشعرانى الى كلب فعلت مافعلت فكيف لو وقعت على انسان...
وحكاياتهم عن الكلاب كثيرة منها : واحد اسمه على صاحب البقرة ، يقول النبهانى : كان له بقرة يحرث عليها فأراد أن يحلبها فى بعض الايام ، فقالت له ياشيخ على إما حليب وإما حراثه فأتى بها فانطقها عند أهل القرية ، فقالت(1/139)
مثل ما المقاله الاولى فقال لها : أذهبى فلا حليب ولا حراثه ، ثم سقط ميتاً ، وسقطت هى أيضاً ، فدفنا فى محل واحد ، وقبرها مقصود للزيارة ، وقد زرناهم فى غير هذه المرة مع زمرة من الاخوان ، وحصل لنا الحظ التام ، وذكرنا الله تعالى عندهما برهة من الزمان ..
(يعنى الشيخ والبقرة فمن أوليائهم الكلاب ومن أوليائهم الأبقار .. )
من كرامات ما يسمونه على بن أحمد الجعبري : أنه كان إذا جاء ليدخل باباً فوجده مغلقاً دخله من شقوقه التى لاتسع نمله ، قال النبهانى : ومر يوماً بالشارع بدار واذا هو بامرأة جميلة ، فوقف زمانا ، ثم طاح ، وإذا بها نزلت وأتت بالشهادتين وكانت نصرانية .. فقال لمن معه : نظرت الى هذا الجمال الباهر ، فقال أنقذنى من هذا الكفر الطاهر فتوجهت فأسلمت ( يعنى النظر الى المحرمات أو كشف العورات لا إشكال فهو كثير جداً ) ننقل منها واحده .
المدعو : على الكردى من أوليائهم ان سهروردى لما جاء الى دمشق قال أريد أن أزور على الكردى ، فقال له الناس يامولانا لاتفعل أنت امام الوجود ، وهذا رجل لايصلى ويمشى مكشوف العورة أكثر اوقاته – ( لاحظوا هذا الولى لايصلى ويمشى أكثر أوقاته وهو مكشوف العورة ) – قال لابد من ذلك فساعة دخوله من الباب خرج الشيخ من على من دمشق فلم يدخلها بعد ذلك .
فقال الشيخ السهروردي هو فى الجبانه ، فركب بغلته ودخل يمشى اليه ، فلما رآه الكردي قد قرب منه كشف عورته ، فقال الشيخ شهاب الدين : ماهذا شئ يصدنا عنك وهانحن ضيفك ( يعنى عنما كشف لايصدنا) .(1/140)
وسأنقل ما ذكره صاحب ( المشرع الروى) فى فضائل باعلوى عن بعض العارفين ، قال : أقمت بمكة المشرفه سنين وكنت أجد فى المسجد الحرام انساً جسيما وتجلياً عظيماً ، فلما وصلت (تريم) ودخلت مسجد آل بالعولى لقيت ذلك الانس والتجلى ، وكذا وجدته فى مسجد عمر الحضار ومسجد محمد بن حسن جمل الليل ( يعنى يشبه هذه المساجد بالحرم ) وأغرب من هذا ان اللجنة التى طبعت الكتاب من أهل جدة وأنها حذفت كرامة من الكرامات بعد هذا ولم أتمكن من الرجوع للطبعة القديمة التى لاحذف فيها .
بقيت حاجة وهى أشبه بالنكتة وهى (جهاد الصوفية ) كيف يجاهدون ؟ يمكن أن أحداً يقول الصوفية لايجاهدون ، واجيب بلى . يقولون نحن نجاهد ، وسأقرأ لكم الان عن أحد أئمتهم وكيف جاهد .
واحد منهم اسمه محمد بن الشيخ أبى بكر العدوك يقول النبهاني : تأهب الشيخ محمد وتحزم وأخذ عامود خيمته وجعل يقاتل فى الهواء غائب العقل ظاهراً والجماعة حوله يعلمون أنه فى مهمه وبقى الى مثل ذلك الوقت من نهار الخميس تاليه ثم استلقى كالميت وكلم عليه بدنه وعاموده ملطخ بالدماء ، ثم افاق بعد ساعة والجماعة حوله يبكون ، فقبلوا يديه ورجليه وسألوه عما جرى فأخبرهم بأنه حارب خفر التتار ، وقتل كبيرهم وانهم فى هذا اليوم ينكسرون ، وانكسر التتار بأرض حمص يوم الخميس ( الشيخ حاربهم وهو قاعد يضارب فى الهواء ) .(1/141)
وشيخ آخر اسمه الشيخ برق – قال النبهاني : روى أن قاضى دمشق مر يوماً راكباً بمكان بدمشق فنظر اليه الشيخ برق قائماً وبين يديه جبة أو غليض وهو يضربه بخشبة غليضة والدم يرتفع من ذلك المضروب فى الهواء ويرشرش ماحوله ( ماحول الشيخ ، والشيخ منزعج يصيح مرة ويهيم مرة ويصير كالسكران اى أن أفاق الشيخ ورجع الى حكم الظاهر ، فسأله ما الخبر ؟ فقال : حضرت الساعة وقعة المنصورة ، وكان جميع مايرى من الضرب وظهور الدماء من تلك الوقعة وقد نصرت المسلمين وخذلت الكافرين . ( الشيخ الذى فعل ذلك وهو فى دمشق يضرب الجبة ..) .
بقى أن نقول أن الكرامات هذه كثيرة جداً لانستطيع أن نأتى بها جميعاً ، وكلها شركيات كما سمعتم ، وخرافات مضلالات وأوهام وبعضها أو كثير منها يخرج صاحبه من الملة بمجرد اعتقاده ، ولن نستطيع أن نأتى بها جميعاً ، وإنما ذكرت ما ذكرت منها لبيان أو لاعطاء فكرة عامة فكرة موجزة عن هذا الدين ، عن خلوته ، وعن شيخه ، ثم عن كراماتهم وعن مجاهداتهم كما سبق .
فهذه هى أركان الطريق عندهم ، هذا هو دين هؤلاء القوم ، وهذه هى عقيدتهم ، فمن خدع بكتاب ( الرد المحكم على بن منيع ) ، الذى ألفه الرفاعى ، أو من خدع بكتاب ( التحذير من الاغترار بما جاء فى كتاب الحوار ) الذى آلفه المغربيان عبدالحى وعبدالكريم ، ومن خدع بكتاب (أعلام النبيل ) .
الذى ألفه راشد بن ابراهيم المريخي البحرينى ، ومن خدع بأى كتاب من كتب هؤلاء القوم أو بأى دعوة من دعواتهم ، أى بأى فكرة من أفكارهم ، فليعلم أن هذه هى أصولهم ، لايغرنه مايذكرونه فى هذه الكتب من ان الخلاف بيننا وبينهم فى المولد أو فى بعض الفرعيات أو فى بعض القضايا التى لاتثير إشكالاً وياليت أننا نتعاون فى الشيوعية ، نتعاون على أعداء الاسلام ، ونترك هذه البدع كما يقولون أبداً ، هذه هى عقيدتهم ، وكل منهم أخذ منها يخط من لم يأخذها كلها فله حظ منها بعدد ما يأخذ .(1/142)
أما الاتباع وأما المخدوعون فإليهم نوجه هذا الكلام ، وأرجو منكم أن توجهوه ، أنكم أيها الاخوة أعرفوا عقيدة هؤلاء القوم وأعلموها ثم بعد ذلك فكروا ... هل تنفعكم هذه العقيدة عند الله ؟ هل تتفق هذه العقيدة مع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أم لا ؟
هذا هو موضع الخلاف الذى يجب أن نعلمه جميعاً .
أما دعواهم هم أنهم يكرهون الخلاف وما يكتبه هؤلاء من قولهم أننا لو نترك هذه الخلافات ونتفق على الامور المجمع عليها ونتعاون عليها مثل محاربة الشيوعية أو اليهودية وما الى ذلك فنقول لهم : من الذى بعث الخلاف ، ومن الذى أثار المشكلة ؟ ومن الذى فرق الجماعة الا هذا الدين المحدث الذى جئتم به الا هذه الضلالات التى أتيتم به .
من الذى فرق جماعة المسلمين الا البدع والضلالات ؟ من الذى يقيم الموالد بين الحين والحين ويدعوا الى البدع علانية ، ويثير احقاد العوام والجهلة على العلماء الذين ينكرون هذا المولد ؟ من هم هه القاعدة ؟ نحن نطالبكم بها – نقول لكم اننا مختلفون معكم فى الموالد – مختلفون معكم فى كل البدع المخالفة للكتاب والسنة – فلماذا لاتتركونها وتأتون الى مواضع الاتفاق التى نتفق وإياكم عليها ، فنتعاون على حربها ، نتعاون على حرب الربا والتبرج والعلمانية التى بدأت تأكل الاخضر واليابس والهشيم فى مجتمعنا – الانحلال الخلقى الذى بدأ يتفشى ، الافكار الغربية الوافدة التى تظهر فى الصحف والكتب ومن كل مكان .
لماذا لاتتعاونوا معنا على هذه التى متفقون عليها ، وتتركون البدع التى نختلف فيها نحن وإياكم ؟ .. هذه القاعدة نحن نقولها لكم ، نحن نطالبكم بها ، ولاتطالبوننا أنتم بها .
ولكنه الباطل ، هكذا الباطل ، الباطل دائماً يتخفى الذى لديه ذهب مغشوش لايمكن أن يبيعه فى سوق الذهب ، وإنما يذهب به الى البوادى يذهب به الى أطراف البلاد فيبيعه على الجهلة
وهؤلاء القوم لو أنهم على الحق لما يتخفون به عن العلماء ، وعن الناس .(1/143)
الشيخ محمد علوى مالكى هذا الذى يقيم فى مصر محتجب عن البشر جميعاً .. لماذا يحتجب إذا كان على الحق ؟ لماذا لايقيم فى القاهره ويعلن دعوته مادامت على الحق .
والمالكى لماذا لايظهر دعوته مادامت هى الحق ؟
والمالكى لماذا لايظهر دعوته فى مكة ؟ ولماذا لايناظر عليها العلماء حتى ولو أوذى ؟ أصحاب الدعوات الحق يتحملون الاذى من أجلها مادامت حقاً فلماذا ؟
لكن أيها الاخوة لانهم هؤلاء هم أول من يعلم بطلان دعوتهم وكذبها . وهم أول من يعلم ضلالها ، لذلك لايريدون أن يظهروها أم الملأ الا فى الاقطار النائية من العالم الاسلامى ، ويؤثرون المجد والشهرة ، ويؤثرون أكل السحت على الحق كما فعل أحبار اليهود ، وكما يفعل علماء الرافضة وآياتهم ، فهم يؤثرون ذلك على الحق والا فم يعرفون الادلة ويعرفون أن أدلتهم باطلة ، ويعلمون ما فى المولد من الشرك ، وإن طنطنوا وزعزعوا وقالو ليس فيه شرك فأسمعوا الآن من كلام محمد علوى مالكى نفسه فى المولد مايدلكم على ذلك : ( لقطة من المولد ) : - (التسجيل غير واضح) .
سمعتم دفاعه عن اليت الشركى الواضح الجلى : ياأكرم الخلق مالى من ألوذ به وقذائفه وشتمائمه التى يصبها على من يقول ان هذا شرك .
والامثلة كثيرة من كلامه ومن كلام غيره ، ولكن الوقت قد ضاع والشريط أوشك على الانتهاء ، فكلمة أخيرة أقولها لكم ، وقولوها لكل واحد من أتباع هذا الرجل أو غيره ، ولكل محب حق من المخدوع بهذا الدين ، دين التصوف لاتنظروا الى أتباع هذا الرجل وأمثاله ، لاتنظروا الى عقيدة التوحيد على أنها عقيدة أهل نجد أو أهل الشام ، أتركوا النعرة الجاهلية ، وعودوا الى الكتاب والسنة ، وأنظروا الى من يتبع الدليل ، ومن يتبع الكتاب والسنة ، ومن يتبع الحق ، فكونوا معه ، والحمد لله رب العالمين .(1/144)