الجوال آداب وأحكام
المقدم:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أيها الإخوة والأخوات مرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج الراصد مع الشيخ محمد صالح المنجد
أهلا وسهلاً ومرحباً بكم يا شيخ محمد ؟
الشيخ محمد:
حياكم الله
المقدم:
يا شيخ محمد اليوم نتكلم عن الجوال آداب وأحكام ، أذكر من 25 سنة ، أو 30 سنة كان الإنسان يحتاج إنه يتصل على بلدة أخرى على الرياض مثلاً أو على المدينة أو غيرها من البلدان يحتاج يتصل على شخص العامل في الشركة الهاتف ، أو في خدمات الهاتف ، وهو يتصل ، ويتصل عليك بعد فترة ويقول معاك المدينة ، فسبحان الله أصبح البيت الواحد فيه كذا جوال يتصل على مشارك الأرض ومغاربها ، ولا شك أن هذه نعمة عظيمة من نعم الله علينا ، ولكن كذلك لابد أن يكون هناك انضباط في استخدام الجوال ، ومن هنا نتكلم عن الجوال آداب ، وأحكام شيخ محمد لو تكلمتم في البداية عن أن كيف أن هذا الجوال نعمة لابد أن نشكر الله عز وجل عليها ؟
الشيخ محمد:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين(1/1)
وبعد أولاً أعتذر للإخوة والأخوات الحاضر منهم والغائب ، وهو أن الصوت اليوم ، رايح شوية لكن لعله يناسب الجوال هذا الكلام ، الجوال لا شك أنه كجهاز ما كان الإنسان يعرفه ثم تعلمه من الذي علمه إياه ، الله سبحانه وتعالى ?علم الإنسان ما لم يعلم? ، الجوال بما أنه يقرب المسافات والبعيد ويختصر الزمان ، الوقت وتقضى به الحاجات الكثيرة ، وتوصل به الأرحام ، ويستفتى به عن الحلال والحرام ، وتعقد به الصفقات ، وتتفقد به الأسرة ، الاستعمالات كثيرة جداً ، فهو نعمة ? وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم ? ومن ناحية ارتباط آخر الآية بما فيها وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ، إن الله لغفور رحيم ، يعني بما أن هذه نعمة إذاً تستوجب الشكر ، ولكنكم ستقصرون في الشكر، ولو أمرتم بالشكر حتى الشكر ، لضعفتم ، ولكان هذا مستوجباً للعذاب ، ولكن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم سبحانه وتعالى ، يغفر الكثير ، ويجازي على اليسير ، سبحانه وتعالى ، وهذا يعني بأننا لابد أن نتحرى شكر نعمة الله سبحانه وتعالى علينا ، وأن هذا الجوال الذي هو تعليم من الله لنا ، وتسخير من الله لنا ينبغي أن يقابل بالشكر ، فالجوال باعتباره آلة من اختراع الإنسان إذاً هو قابل للتطويل ، بخلاف الإنسان نفسه فهو من خلق الله ، الله خلق الإنسان في أحسن تقويم ، ولذلك الإنسان منذ أن أوجده الله هو هو ، يعني عينين ، وأذننين ، وأنف ، وفم ولسان ، ويدين ورجلين ، يعني هو هو ما تغير ، لأنه غير قابل للتطوير أكثر من جهة الأعضاء يعني ، والوظائف ، الجوال لا من صنع الإنسان والإنسان طبعاً في صنعه ثغرات ، وقصور ، ولذلك الجوال مثلاً منذ ظهر إلى الآن تطوير كثير ، فالآن مثلاً الجوال يستقبل الرسائل وتتم به المحادثة ، وأيضاً المحادثة بالصوت والصورة ، وإرسال النصوص ، ومفكرة ، وآلة حاسبة وتصوير ، وفيديو ، وإنترنت وتتم مشاهدة القنوات عبره ، وهو جهاز حاسوب الآن ، بعض(1/2)
أجهزة الجوال تعمل كمبيوتر وجوال في ذات الوقت فهو إذاً فيه تطور وتدخل فيه أشياء وخدمات جديدة باستمرار ، طبعاً هذه تسهل على الناس أكثر على الصغير والكبير إلى آخره ، فإذا لما صارت فيه هذه الخدمات وصار يسهل على الناس إذاً هو نعمة تستوجب الشكر .
المقدم:
طيب يا شيخ محمد ننتقل الآن إلى موضوع الآداب لو طرحتم علينا بعض الآداب مثلاً كون الإنسان يتصل مثلاً التليفون موجود في مكان معين أنا ما أني موجود في البيت أنا موجود في المكتب انتهى الموضوع الآن الجوال مع الإنسان تقريباً طول يومه حتى يعني في العمل أو غيره ، فما هي الآداب التي لابد من مراعاتها في قضية استخدام الجوال؟
الشيخ محمد:(1/3)
يعني مثلاً مراعاة وقت الاتصال فالناس لهم أشغال وحاجات ووقت نوم وراحة ، ولذلك ينبغي على المتصل أن يتحرى الوقت المناسب ، ويحب لأخيه ما يحب لنفسه فإذا كان في حالة راحة لا يريد أن غيره يقلق راحته ويزعجه ، وكذلك فإن الإنسان إذا اتصل ، وكان الظرف غير مواتي بالنسبة لصاحب الجوال ، فقد يغلق الجوال ، أو يغلق الجرس فالمتصل أحياناً يزعل ويقول سكر في وجهي طبعاً هو ما فتح وسكر لكن هو أغلق إيش أغلق الرنين ، وإغلاق الرنين يسبب أحياناً قطع الاتصال يعني ، فعلى المتصل أن لا يغضب من هذا لأن الله سبحانه وتعالى قال في الذي يأتي إلى باب البيت يأتي برجليه إلى باب البيت ، ويضرب الباب ويقال له ارجع ، عليه أن يرجع بلا غضب قال تعالى : ? وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم ? فإذا هذا اللي ضرب المشوار وجاء وقف على الباب إذا قيل له ارجع عليه أن يرجع بنفس طيبة ، طيب إذا واحد اتصل على الآخر اتصل في المسجد في صلاة في اجتماع في كذا يغلق ، فلا يقول هذا أغلق في وجهي ، طيب إنت الآن المتصل بمثابة المستأذن فهو ضغط الذر لأن الوقت غير مناسب ، يعني كأنه قال لك ارجع باتصالك هذا ارجع ، يعني لا تتصل الآن ، خلاص تقدر القضية ، ولا تواصل الاتصال والإزعاج ولا تغضب منه .
المقدم:
صحيح طيب يا شيخ محمد قضية التأكد من الشخص المتصل عليه يعني بعض الناس يتساهلون بالأرقام يتصل بشخص يريد شخص ويتصل على شخص آخر ألا يحسن من الناس أن يتأكدوا من صحة الرقم الذي يتصلون عليه ؟
الشيخ محمد:(1/4)
بلى لأن هذا يسبب إزعاج فهو يتصل على شخص ، ثم يتبين له غير المقصود ، فما ضغط الرقم جيداً مثلاً ، ما تأكد وهو يضرب الرقم ، في ناس يعني عنده عجلة ، طبع العجلة ، تجعل الدقة هنا غير متوفرة ، فعلى الإنسان أن يعرف يتأكد ، يتصل ، قد أحياناً الخطأ هذا يؤدي إلى ارتكاب معصية ، فربما ترد عليه امرأة واسترسل معها في الكلام ، وتحدث أشياء ، ويكون أصل المعصية حصلت اتصال خاطيء يعني غير مقصود أدى إلى حصول استرسال ، وبعد ذلك منكر ، عندما يتصل الإنسان يقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يبادر بالسلام ، وذاك يرد عليه أيضاً السلام كاملاً ، وكذلك بعض الناس يقول ، يقول يعني ألفاظ أخرى ، طيب السلام هذا مهم ، السلام من شعائر الإسلام ، قضية التعريف ، أن يعرف بنفسه يقول معك فلان مثلاً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فلان يتكلم ، هذا التعريف من آداب الشريعة ولذلك لما جاء جابر -رضي الله عنه- إلى النبي ? قال أتيته في دين كان على أبي فدققت الباب فقال : من ذا ، قلت : أنا ، قال : أنا أنا كأنه كرهها .
المقدم:
يعني ما قال أنا جابر قال أنا وبس ؟
الشيخ محمد:
أينعم ولذلك الواحد لما يتكلم يقول أنا أتكلم ، طيب عرف نفسك لا يصلح أن تقول أنا أتكلم ، قل فلان بن فلان وهو بشكل يزيل اللبس ، ويزيل الوهم ، البعض أحياناً يقول أبو فلان مثلاً ، أو معك فلان , وفي أكثر من واحد يعرفهم صاحب الهاتف بنفس الاسم .
مثلاً أنا عبد الله ، مثلاً وفيه كثير بهذا الاسم ، ولذلك إذا قيل له من أنت من معي ، من المتصل ، من يتكلم الذي يعرف بنفسه هو المتصل ، وليس صاحب الهاتف ، لأن بعض الناس إذا اتصل وتقول له من معي يقول من أنت طيب أنت المتصل أنا المطلوب أن أعرف نفسي أنت المتصل.
المقدم:(1/5)
يا شيخ محمد من المشاكل التي وقعنا فيها بسبب وفرة الجوال حتى ربما انخفاض أسعار استخدام الجوال خصوصاً في السنة الأخيرة أو في السنتين الأخيرتين ، الإطالة في التحدث ، لا شك يعني إن كون الإنسان كما ذكرتم في بداية الحلقة يقضي حاجاته من خلال الجوال هذا شيء أمر محمود في حد ذاته ، لكن فواتير الجوال تأتي أحياناً بمئات أو بآلاف كل شكر أو شهرين هل لكم تعليق على هذا ؟
الشيخ محمد:
يعني المطلوب منا أن نقتصد في كلامنا ، ومن كثر كلامه كثر سقطه وخطأه ، وكثرة الكلام ، يعني فضول الكلام بلا داعي يحدث أحياناً استرسالات من أحاديث النساء في أشياء كثيرة جداً ممكن اختصارها ما لها داعي ، وكذلك بعض أحاديث الرجال أيضاً ، والنبي ? أعطانا تنبيه عام : « إن الله كره لكم قيل وقال ، وإضاعة المال ، وكثرة السؤال» متفق عليه ، الآن هذه الثلاثة كلها ممكن تكون في الجوال شغالة ، قيل وقال ، ومن كلام إلى كلام بلا فائدة ، وإضاعة المال ، لأن هذا المال شغال ، سبحان الله ، « إن الله كره لكم قيل وقال ، وإضاعة المال ، وكثرة السؤال» فبعضها تحصل من مكالمة ، قيل وقال ، وإضاعة المال ، وكثرة السؤال المحرج للمتصل عليه مثلاً .
المقدم:
طيب يا شيخ محمد في قضية إحراج المتصل عليه ، أحياناً يكون المتصل عليه ، مثلاً الوالد أو رجل كبير في السن ، أو أحد العلماء طلبة العلم ، بعض الناس لا يهتمون بتقدير كون الإنسان له قدره وله احترامه بحيث إنه لو كان أبي أمامي ، لكان الحق الواجب في خفض الصوت وما أشبه ذلك ، لكن إذا كان على الجوال قد يحدث التهاون من بعض الناس ؟
الشيخ محمد:(1/6)
صحيح ولذلك غض الصوت من الآداب عموماً ، قال تعالى : ? واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ? فخفض الصوت أدب جم وبالذات عندما يكلم الإنسان من له قدر أو قيمة شرعاً وواقعاً من أب أو شيخ أو نحو ذلك ، فإذا الإنسان كلمه فعليه أن يكلمه بهدوء ووقار وخفض صوت ، اللهم إلا إذا كان هذا الوالد مثلاً أو كبير السن فيه ثقل في السمع يحتاج إلى رفع الصوت ، فيكون رفع الصوت هنا للحاجة وللإسماع ، بل على العكس قد يتضايق كبير السن إذا كان ثقيلا في السمع يتضايق إذا واحد كلمه بصوت هادئ ، لابد لابد أن ترفع صوتك وتقرب السماعة وترفع يعني أن تراعي هذه المسألة .
المقدم:
يا شيخ محمد من الأمور التي تحدث في الجوالات بالذات دون غيرها من الهواتف التي في البيوت مثلاً إن لو اتصلت أنا على شخص فالرقم يساب عند الشخص المتصل عليه فبعض الناس يتصلون ويغلقون فيظهر عند الآخر ميسد كول اللي هو المكالمة الفائتة ، فكأن يعني أوقع زميلي في الحرج إنه يحتاج يتصل علي أدباً بحيث إنه يصير الفاتورة عليه ، هل هذا من الأمور اللائقة شرعاً؟
الشيخ محمد:
هذا من البخل طبعاً ومن مناقضة حديث أحب لأخيك ما تحب لنفسك ، لأن النبي ? قال : « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه »متفق عليه ، فإذا أنا أريد أن أحمل قيمة المكالمة للآخر وقد أكون أنا صاحب الحاجة ، فكيف يستقيم هذا ، يعني أنا صاحب الحاجة ثم أتصل رنة وأقفل ، يعني هو يتصل يسأل ماذا تريد ، لذلك ينبغي على الإنسان أن يراعي الحال ، وهو صاحب حاجة هو يتحمل قيمة مكالمته ، وقد حضرت في بعض المجالس مع بعض شيوخنا من العلماء الأفاضل ، إذا كان سبحان الله إذا كان يعني له حاجة واتصل وما وجد الشخص ذاك وذاك اتصل الشيخ يقول له هذا في الرد على المكالمة يقول نزل السماعة أنا سأتصل عليك ، يقول يا شيخ اتكلم ، يقول لا أنا سأتصل عليك ويغلق السماعة ويتصل عليه ، حتى ما يحمله قيمة المكالمة ، يتحملها هو .(1/7)
المقدم:
أدب جميل سبحان الله يا شيخ محمد هل عندكم أمثلة أخرى في قضية إحراج المتصل ؟
الشيخ محمد:
يعني مثلاً يعني أحياناً يمتحن المتصل المتصل عليه ، السلام عليكم ورحمة الله ، ما عرفتني ، نسيتني بسرعة ، يا أخي عرف نفسك ، فليس من آداب الاستئذان في الإسلام أن تعرف نفسك ، طيب سها تغير الصوت عليه ، يعني مشغول مشوش فكرياً ، فالآن ما عرفتني ، تكرر ثم تلومه وتعاتبه ، وبسرعة تنساني ، وبسرعة عرف نفسك ، ولذلك فإن إحراج الأخ المسلم لأخيه المسلم بهذه الطريقة ليس من أدب الشرع .
المقدم:
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد قضية تتبع عورات المسلمين خصوصاً أو بالعموم استخدام كاميرا الجوال يمكن أن يكون له استخدامات جيدة ، ولكن كثير من الناس يستخدمونه استخدامات غير جيدة ، نريد أن نناقش هذا الموضوع ، ولكن نستأذنكم بهذا الفاصل ، أيها الإخوة والأخوات فاصل ثم نواصل ؟
أيها الإخوة والأخوات مع الجوال آداب وأحكام يا شيخ محمد قضية تتبع عورات المسلمين أو عورات الناس بالعموم عن طريق الجوال ما تعليقكم على هذا الموضوع ؟
الشيخ محمد:(1/8)
طبعاً الجوال هذا الموجود فيه الكاميرات الآن مصيبة كبيرة جداً لأن الكاميرا هذه طبعاً تصور ، التصوير ، ممكن واحد يقول طيب إحنا ممكن نصور بكاميرا أخرى يعني ليش ندخل الجوال في الموضوع ، الكاميرا الأخرى قد يُتحفظ منها يعني الناس الذين يرون إذا رأوا كاميرا تصور تحفظوا منها أكثر ، الجوال قد لا يغرك إنه يصور أصلاً يمسك الجوال كأنه يتكلم وهو يصور ، الكاميرا العادية ساعة ما يحملها باستمرار معه لا الجوال باستمرار موجود معه ، فبعض الأحيان الكاميرات اللي في الجوال ما تظهر بسهولة لأنها عبارة عن مثل النقطة في الجوال ، فلا يلاحظها الشخص الآخر ، فهي تدخل في عملية التجسس ، عندما تلتقط بكاميرات الجوالات مثلاً صور لنساء المسلمين ولفتيات وقد تكون في حال ما هي متحفظة ، غير منتبهة ، تؤخذ لها لقطة ، بعض البنات داخل الكليات مثلاً فتيات طالبات ، يأخذن صوراً لزميلاتهن خفية في مثلاً صالات أعراس في أماكن اجتماعات عادية في استراحات تؤخذ صور ، طيب هذه المرأة الآن أمنت على نفسها ، فهي الآن وضعت الحجاب على أساس أنه ليس هناك أجنبي ، هذه عدسة الكاميرا عين أجنبي ، تلتقط الصورة ، ثم بعد ذلك الله أعلم ماذا تذهب ، طبعاً هذه العملية ، يعني قضية اقتحام خصوصيات الناس ، والتصوير هذا ، لا تؤذوا المسلمين ، ولا تعيروهم ، ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم ، تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله ، رواه الترمذي وهو حديث صحيح أصلاً الواحد ما يجوز إنه دخل بيت ناس يصور البيت بدون إذن أصحابه ، حتى لو ما فيه نساء ، قد لا أرضى أنا صورة داخل بيتي تكون في الخارج إلا ناس معينين ، أو تصوير خصوصيات في البيت فإذا قضية الكاميرا هذه في الجوالات ممكن تحدث ، أذى كثيراً ، ولذلك يجب أن لا تستعمل والحد منها وما يسلم أي مراهق أو شخص جوال بكاميرا ، وإن كان طبعاً موجود في جوالات الآن كلها تتطور لتكون(1/9)
يعني بالكاميرا ، وبأحدث الأشياء ، كاميرتين وثلاثة أحياناً ، والآن طبعاً لما طلعت قضية المكالمة بالفيديو ، الواحد ممكن يكلم الثاني ويقول له افتح الكاميرا ، أحدهم أو غيره ممكن يلف الكاميرا أو الجوال بطريقة ما فتظهر صورة بنته أو أخته أو زوجته للشخص الآخر غير منتبه .
المقدم:
طيب يا شيخ محمد إيش الحال يعني كثير من الناس الوازع الديني غير قوي فماذا تنصح أولياء الأمور في هذه القضية ؟
الشيخ محمد:
يعني الآن الجوال إذا قلنا هذه نعمة في طاعة الله وشكره في المباحات على الأقل المشكلة إنها تستعمل في الحرام ، فهل هذه الجوالات أداة لفعل المعصية ، يجب أن يكون هناك موعظة حقيقية ، ويجب أن يقف الناس عند حدود الشريعة ، ثم هذه الأداة إذا كان هناك من يسيء استعمالها هل توضع بين يدي هكذا بكل سهولة ، أنا أبغى هدية النجاح ، وأنا أبغى كذا ، وفلان عنده وفلان ، نوزع الجوالات على أفراد العائلة بكل سهولة ، المشكلة الآن إن الأولاد الآخرين يعني يعطون الجوالات ، يحرجك أنت أمام أولادك ، ويقول لك ابنك مثلاً أو بنتك بنت فلان معها جوال ، وهي في سادسة ابتدائي ، أنا ما عندي جوال ، وأنا في متوسط ليش وهكذا .
المقدم:
هكذا يا شيخ محمد من الناحية الأمنية ، الجوال والله أعلم ، الإنسان الذي يمتلك الجوال فهو من ناحية إذا أحسن استخدامه أشد أمان وأعظم أمان من الإنسان الذي ليس عنده جوال بنتي لو راحت السوق ، وتحتاج إني أجيها مبكر ، تتصل علي تقول لي يا بابا مثلاً تعال مبكر ، فهذا لا شك أنه من فائدة الجوال؟
الشيخ محمد:(1/10)
ينبغي أن نعلم أولادنا أن الجوال يستعمل للحاجة ، وليس هكذا مطلقاً ، وحتى لو دفع الفاتورة من مصروفه ، يتعود الاقتصاد في النفقات ، طبعاً من المشاكل التي تحدث الآن من الاستعمالات السيئة يعني ، أن بعض الشباب يقلد صوت امرأة ، ويتصل على واحد آخر ويطلب منه يشحن له الجوال يقول والله أنا جوالي ما في شحن علشان أستطيع أتواصل معك وأتكلم معك وبصوت امرأة اشحن لي فالآن يغريه بالمعصية ويبتذه مالياً عن هذا الطريق ، وهذا التأنف في الصوت النبي ? لعن من فعله ، فلعن النبي ? المتشبهين من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال ، وعلى العكس أيضاً يمكن أن تستعمل بعض الأجهزة في تضخيم الصوت ، فيصبح صوت المرأة ، كأنه صوت رجل وهكذا ، طبعاً بعض من يستعمل هذه العملية يعني مثلاً يتصل على زميله على أنه صوت امرأة ثم يسجل المكالمة ثم يعرضها أمام الآخرين ويقول شوف أخلاق كذا ، طيب إنت اللي استدرجته للمعصية إنت استدرجته للمعصية وسجلت المعصية وأذعتها كيف تكون الإساءة إذا ، طبعاً الطرف الآخر أنه لا يجوز له أن يستجيب ، يعني واحدة اتصلت عليه بصوت امرأة يستدرج وينساق معه لا يجوز ، وبعضهم أيضاً اتصل بالجوال مثلاً وانتحل صفة شخصية رسمية ، فيهدد ويخيف ، والنبي ? قال : «لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً » رواه أبو داود وهو حديث صحيح .
المقدم:
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد موضوع أكل أموال المسلمين بالباطل عن طريق الجوال ولكن نستأذنكم بهذا الفاصل ؟
أيها الإخوة والأخوات فاصل ثم نواصل ؟
أيها الإخوة والأخوات الجوال آداب وأحكام شيخ محمد قبل أن نأتي على قضية استخدام الجوال في أكل أموال الناس بالباطل الجوال يستخدمه البعض للتباهي والتفاخر فهل لكم من تعليق على ذلك ؟
الشيخ محمد:(1/11)
نعم هذا صحيح ، أولاً قلنا الجوال إنه لعمل الحاجة ، وبعض الناس يعني ما عنده حاجة أبداً ، وبعضهم يقول لصاحبه اتصلت رحت اشتريت جوال بس ما حد اتصل علي ، طيب هو الآن إنت شاري الجوال بس ، وبعض النساء ربما أيضاً تقول لصاحبتها إذا رحت أنا على الحفلة أو على الاجتماع اتصلي علي علشان أطلع لهم الجوال الجديد علشان يبين ، وبعضهم أحياناً يستعمل هذا لإقناع آخرين بكذب يعني مثلاً يريد أن يخدع بعض الأشخاص في صفقات أو يوهمهم أنه شخصية مهمة وعنده أموال فيتفق مع صاحب له أنه إذا دخل ناس أن يتصل عليه وعنده كذا ، وعندك ملايين ، وعندي أرض في كذا لكي يسمع الحاضرون منه كلاماً حول هذا الموضوع ، فيوهمهم أنه صاحب أموال وأنه شخص وجيه مثلاً فيتعاملوا معه بطريقة أخرى ، أو يعطونه أشياء ما كانوا يعطونه إياها لو ما حسوا إنه ، فطبعاً قضية التباهي والتفاخر والتشبع بما لم يعط ، ولبس ثوب الزور بالجوال غلط جداً .
المقدم:
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد ننتقل الآن لموضوع أكل أموال الناس بالباطل ، عن طريق الجوالات ، هلا عرضتم بعض الصور على ذلك ؟
الشيخ محمد:
هذا الموضوع له صور متعددة ، نجد أن بعض الناس بعض الجهات لا يخافون الله ، يرسلوا رسائل عشوائية ، يسموها اسبام ، رسائل من الخارج ، عن طريق بعض مواقع الإنترنت يرسلون رسائل كثيرة جداً ، مثلاً مبروك كسبت مبلغ كذا ، اتصل على رقم كذا لمعرفة تفاصيل استلام الجائزة .
المقدم:
طيب يا شيخ لما يتصل يحصل إيش ؟
الشيخ محمد:(1/12)
أن الشخص لما يتصل على هذا الرقم يخصم مباشرة نتيجة الاتصال مبلغ معين قد يكون مبلغ كبير ، وخصوصا إذا كان الرقم مثلاً رقم خارجي ، فجزء منه يذهب إليهم ، وأحياناً ، يغرون الناس بالدخول في مسابقات ، إذا أردت الفوز بجائزة كذا اتصل على رقم كذا واشترك في المسابقة ، فهذا يتصل الجهاز هناك الذي يرد فيه تطويل للكلام أو الشخص الذي يرد عليه تطويل للكلام أكبر قدر ممكن ، وبعض الناس الذين يعملون في الفواحش والعياذ بالله يعرضون الأرقام فترد امرأة وتحاول تأخذ وتعطي مع هذا المتصل أكبر قدر ممكن ، حتى تطول فترة الاتصال ، وهي لها نسبة من الشركة التي وظفتها لها نسبة ، ولذلك أخبرنا بعض الذين ذهبوا للخارج أن عددًا من النساء يتوظفن في هذه القضية فهي تعطي معسول الكلام لهذا الشخص المتصل يعني كلام ساقط ، وهي تكون تشتغل في بيتها أو تعمل بس ليش شغلتها أنها تستدرج وتسحب المتصل ، بأكبر قدر من الوقت فيكون لها فاتورة تمشي عداد ماشي وشغال .
المقدم:
طيب يا شيخ محمد من الأمور اللي لها علاقة بالموضوع إنه بعض الناس إن كان موظفين عادة شغالة في بيتها تطيل المكالمات بعض الناس يكون موظف على رأس العمل ورأس الوظيفة ويستقبل الجوال ، وكأنه ما عنده مسئوليات أخرى في الوظيفة ؟
الشيخ محمد:(1/13)
يعني هذا يفوت بطريقة أخرى يفوت حق صاحب العمل ، أو يفوت حق المراجعين ، مثلاً أو يفوت حق بيت المال إذا كان موظف حكومي ، فهو ينهك من وقت الدوام المدفوع الأجرة في مكالمات شخصية ، ويضيع حقوق وأريد أن ألفت هنا النظر في موضوع أكل المال بالباطل إلى قضية رقم 700 وغيره ، فبعض الأرقام أول ما تتصل يخصم عشرة ريال ، بعضها تسعة ريال بعضها ثمانية حسب الأرقام هذه ، فالآن مثلاً استدارج الناس للاتصال على أرقام لإغراءهم وخداعهم بجائزة أو غيرها أو تصويت ، أو استغلال العصبية القبلية كما فعل في بعض البرامج الشعرية ، لأجل إن الناس كل واحد يشجع شاعر القبيلة ، وقريب من هذا مسابقات استار أكاديمي كل واحد يشجع ممثل البلد وهكذا هي حيل خبيثة مدروسة سابقاً نفسياً ، وفكرياً ، لكي تصل الناس ، وكثير من الناس يقعون ضحايا ، وما يعرف إلا بعد ما تأتي فاتورة الهاتف كذا وكذا ، وكذلك من الآثام العظيمة بعض القنوات الساقطة ، كقنوات الأغاني برسائل إس إم إس وغيرها اللي هي عبارة عن أكبر مدخول للقناة ، أكبر مدخول للقناة ، لما يضعوا الرقم ، وناس تتصل عليهم تعرض أشياء مثلاً ، والعداد شغال ، مع أن الله -عز وجل- يقول ?والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً ? وقال ? ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ? والذين يتصلون على قنوات الأغاني ، ويضعون عبارات بذيئة وعبارات وطلب أغاني وطلب أشياء جزء من المال الذي يدفعونه بالفاتورة للقناة يدعم الآن القنوات الفساد.
المقدم:
الله المستعان ، طيب يا شيخ محمد التحدث في الجوال لغير الحاجة يعني هو سعر المكالمة الجوال المتوسط أعلى من سعر استخدام الهاتف العادي خصوصاً مكالمات التي في نفس البلد ، أليس هذا من إهدار الأموال ؟
الشيخ محمد:
بلى ، والله -سبحانه وتعالى – يسألنا يوم القيامة عن كل مال عندنا من أين اكتسبناه وفيما أنفقناه .
المقدم:(1/14)
يعني يا شيخ محمد يعني بعض الناس يقول يا جماعة هي كلها مائة ريال فما فرقت ؟
الشيخ محمد:
ماشي ?فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ? يعني لو واحد أنفق عشرة قروش ربع ريال بغير حق سيسأل عنه ، والآن بعض الأزواج طلق زوجاته بسبب فواتير الهاتف لأنها أسرفت ، ومشكلات عائلية تحدث بسبب فاتورة الهاتف نتيجة الإسراف ، ما يراعون أن رب الأسرة عليه فواتير على ظهره .
المقدم:
شيخ محمد ننتقل للجوال من الناحية العملية ، نأخذ مثال على ذلك قيادة السيارة واستخدام الجوال بعض الناس يتساهلون في استخدام الجوال النظام في كثير من بلدان العالم بمنع استخدام الجوال في الطريق المحمول ، بحيث يكون الجوال موضوع في مكان معين ، الإنسان يتكلم وهو مركز على القيادة ، ولكن التساهل في هذا الأمر يعني ما تعليقكم عليه ؟
الشيخ محمد:
يعني أظن أثبتوا بالتجربة الواقعة وبالأبحاث أن استخدام الجوال أثناء قيادة السيارة ، يفقد السائق جزءاً مهماً من التركيز ، ويجعله أقل انتباهاً لأخطار الطريق فيؤذي ويؤذَى وصعب إن الواحد يركز في المكالمة ويركز في السواقة ، وبعض الدول تعتبر استعمال الهاتف النقال ، أثناء قيادة السيارة مخالفة مرورية يعاقب عليها ، وتذكر الإحصاءات أن أربعين في المائة من حوادث منطقة من المناطق كانت بسبب استعمال الجوال أثناء قيادة السيارة وبعض الأبحاث الميدانية في بريطانيا بينت تأثير السلبي استعمال الجوال أنه قد يفوق ما تحدثه الخمور من تأثير على قدرة السائق بالتحكم بالسيارة .
وبعض القضاة يقولون إن استعمال السائقين للجوال أثناء قيادة السيارة يضاعف احتمالات وقوع الحوادث بنسبة 400 % ، ولذلك الإنسان إذا عرف من نفسه أنه يفقد التركيز أثناء قيادة السيارة فلا يجوز له أن يتكلم بالجوال وهو يسوق ، ويقل عنده لدرجة الخطر ما يجوز له أن يستعمله أثناء قيادة السيارة .
المقدم:(1/15)
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد بالنسبة لقضية استخدام الجوال في مواضع مثلاً مثل الجوال مثلاً كما تفضلتم ذكرتم يكون ليس فقط جوال ومعبأ معلومات , ومنها مثلاً قد يكون علي الشاشة لفظ الجلالة أو إحدى البرامج مثلاً صورة إلكترونية من القرآن الكريم هل يجوز للإنسان أن يضع الجوال في جيبه ويدخل دورة المياه ؟
الشيخ محمد:
طبعاً الآن يوجد في بعض الجوالات مصحف كامل ، الجوال ليس له حكم المصحف إذا كان هذا المصحف الإلكتروني مختفياً وغير ظاهر على الشاشة ، فهو في هذه الحالة حكمه مثل حكم شريط التسجيل ، شريط التسجيل القرآن فيه ليس ظاهرا ، ما في حروف ظاهرة ، فلو واحد وضع في جيبه شريط تسجيل دخل دورة المياه كذلك لو جواله فيه مصحف إلكتروني داخل الجوال وغير ظاهر مسجل بطريقة إلكترونية غير ظاهر فإنه لا حرج عليه إذا دخل به دورة المياه ، وأنه في كثير من الأحيان أن يضع الجوال جانباً ويدخل لأنه يسرق أو يضيع ، لكن إذا ظهرت الآيات على الشاشة في هذه الحالة تصبح لهذه الآيات حكم لأنها ظهرت صارت ظاهرة ، كذلك في قضية مس الجوال بغير طهارة ، لو كان المصحف مستتر ليس ظاهراً فلا بأس أن يمسه بغير طهارة .
المقدم:
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد وقت الحلقة قد انتهى ولكن لو كان عندكم نصيحة نختم بها على كل حال نكمل موضوع الجوالات هذا في حلقة أخرى بإذن الله ؟
الشيخ محمد:
طبعاً الموضوع متشعب ، ولكن فيما يتعلق بهذه النقطة الأخيرة ، بعض الناس يجعل رنة الجوال للمتصل آية ، دعاء ذكر أذان وهذا فيه عدة محاذير ، طبعاً الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن ليش لنتدبره ، ونعمل به ما ليس القرآن للتنبيه الشخص على مكالمة ، ولذلك ينبغي أن يستعمل القرآن فيما أنزل من أجله وبعض الناس يحطه مثلاً فيشتغل أذان داخل دورة المياه قرآن داخل دورة المياة ، طبعاً هذا منهي عنه كيف داخل دورة المياه تبث هذه الآيات .(1/16)
وكذلك من المحاذير أنها توضع على موضع غير مناسب ، يعني مثلاً الآن واحد اتصل عليك لو إنت حاطط رنة الجوال آية فهو سيسمع الآية أنت سترد عليه ولا تدري الآية وين وصلت مجرد تضغط الزر ستنقطع الآية يعني فاعلم أنه لا إله وتنقطع مصيبة ، إلا الله ، يسألونك عن الأنفال قل الأنف ينقطع ولذلك لا تستعمل الآيات في رنات المحمول.
المقدم:
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد على ما قدمتم في هذه الحلقة وبارك الله شكراً على ما قدمتم وشكراً لكم أنتم أيها الإخوة والأخوات المشاهدين والمشاهدات على حسن متابعتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/17)