التوبة
المقدم:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أيها الإخوة والأخوات مرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج الراصد مع الشيخ محمد صالح المنجد
أهلا وسهلاً ومرحباً بكم يا شيخ محمد ؟
الشيخ محمد:
يحييكم الله
المقدم:
شيخ محمد في الأيام الماضية دار لغط كبير ونقاش في المنتديات وفي المجالس عن قضايا مرتبط بعضها ببعض مثل الحكم على الذي يموت أو يحكم عليه بإعدام فيعني هل يقذف بأنه في النار أنه شهيد ، مثلاً رجلاً يكون قاتل ثم يعدم فهل لنا مثلاً أن نقول عليه إن هذه سوء خاتمة أو تلفظ بالشهادة نقول عليه أنه من أهل الجنة ، فيا ريت نبدأ بهذا الموضوع ونبدأ بأهمية التوبة ما أهمية التوبة في حياتنا ؟
الشيخ محمد:(1/1)
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد ، المسلم لابد له من نظرة واضحة في الحياة ، وتحدث أحداث كثيرة في أشخاص وجماعات وأمم بلدان إقليمية عالمية محلية ، المسلم يتمنى أن يكون عنده نظرة واضحة حتى يعرف كيف يتعبد الله -سبحانه وتعالى- بناء على ماذا يرى الأشخاص موازين شرعية يحكم بها على الأحداث يكون عنده تصور واضح في القضايا مثلاً ، وهذا لابد أن يكون مبنياً على علم شرعي ، هنا تبرز قضية العلم الشرعي ، عندما يكون ناس في حيص بيص ، ومؤيد ومعارض ولغط ونقاشات وصراعات ومعارك كلامية ، العلم الشرعي ، نرجع مرة أخرى إلى العلم الشرعي إلى الكتاب والسنة المنبع الأساس هذا هو الذي يكسبنا الوضوح ، وهذا الذي يردنا إلى الجادة ، وهذا الذي يجعلنا كيف نتصرف هل نترحم ندعوا ، نحكم ، وهل نحن مطالبون أصلاً بأن نحكم ، هل كل القضايا يجب أن تنتهي عندنا في رؤية واضحة جداً هل كل الأشخاص سواء يعني العامي والعالم وطالب العلم، هل الذي يعرف تاريخ الأشخاص والتغيرات التي حصلت لهم والذي عنده بعض المعرفة في أشياء كثيرة تعتمد على قضية العلم بالشرع ، والعلم بالواقع ، مهم جداً العلم بالشرع ، والعلم بالواقع ، لكن أحياناً ينشغل الإنسان بالقيل والقال يعني مثلاً الحكم على الأشخاص ومصائر الأشخاص ، وهذا فلان ، وينسوا ينسوا العبرة العامة من الموضوع يعني ينسوا إن هناك قضايا أكبر من قضية مثلاً شخص معين تصرف معين موقف معين ، أنت الموضوع الذي تفضلت قضية التوبة طيب عموماً الآن مات عدد من الأشخاص المسيء والمحسن والذي كان مسيئاً ثم تاب ، والذي كان محسناً ثم انتكس .
المقدم:
الذي كان كافراً ثم أسلم ، وأسلم ثم كفر ، المبتدع كذلك ؟
الشيخ محمد:(1/2)
يعني تبدلت أحوال ، تبدلت أحوال الأشخاص التوبة ، حاجة العباد إليها ماسة ، والضرورة إليها ملحة وكل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون ، والله هذه الذنوب ، لو كانت لها رائحة يمكن ما كان أحد أطاق إنه يعني يجلس عند أحد ، ومن إنعام خالقنا علينا بأن ذنوبنا ليست تفوح ، فلو فاحت لأصبحنا هروباً فرادى في الفلى لا نستريح ، صحيح ، الله -سبحانه وتعالى- من صفاته العفو الغفور التواب الرحيم المنان ، ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون ) بعض الناس يقولون فلان مجرم قتل مائة ألف شخص طيب هل يعني القتل هذا لا يمكن أن يغفر هل الله يتعاظمه شيء ، بغض النظر هذا الشخص تاب أو ما تاب ، لكن كمبدأ إذا واحد ورث ذنوباً كثيرة ، عمل ذنوباً كثيرة ، مبدأ لابد يكون واضح عندنا أن الله لا يتعاظمه شيء ، و( أن الله يغفر الذنوب جميعاً )، و(نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم) ، و(غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب) ، (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) ( وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون ) هذه التوبة سبب للفلاح (لعلكم تفلحون ) سبب لمحبة الله ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) سبب لدخول الجنة (توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ) سبحا الله ، تبدل السيئات حسنات ( إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيآتهم حسنات ) إيش كانوا قبل كانوا يشركون بالله ويزنون ويسرقون ويقتلون النفس التي حرم الله بغير حق يقتلون بعد أن صدق الإنسان في التوبة التائب من الذنب كمن لا ذنب له مسألة التوبة هذه قضية عظيمة جداً بل إن الله سخر ملائكته تستغفر للمؤمنين الذين يتوبون ( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ، ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك(1/3)
وقهم عذاب الجحيم ) يعني الملائكة تدعو لهم ، خلف بن هشام البزاز القارئ - رحمه الله - قال كنت أقرأ على سليم بن عيسى فلما بلغت هذه الآية ويستغفرون للذين آمنوا يعني الملائكة تستغفر للمؤمنين ، بكى الشيخ بكى ثم قال يا خلف ما أكرم المؤمن على الله ، الله أكبر ، نائم على فراشه ، والملائكة يستغفرون له ، التوبة سبب للمتاع الحسن ( وأن اسغفروا ربكم ثم توبوا يمتعكم متاعاً حسنا ) وسبب نزول الأمطار وزيادة الإمداد بالأموال والبنين ، وتنفي عن الإنسان وصف الظلم ( ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ) يعني إذا تاب خرج من اسم الظالمين ، والإصرار على الذنب وعدم التوبة ، يؤدي إلى ظلام القلب ويؤدي إلى هلاك الإنسان .
المقدم:
أحسن الله إليكم لكن يا شيخ محمد يعني التوبة ما هي بقضية تقال باللسان أو مظهر من المظاهر لكن لا شك أن لها معاني إيمانية وقلبية أليس كذلك ؟
الشيخ محمد:
بلى ومنها أن الله يفرح بتوبة عبده : «لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه كان على راحلته بأرض فلاة ، فانفلتت منه وعليه طعامه وشرابه ، فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذه بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح » رواه مسلم ، طيب الله يفرح بتوبة عبده إذا تاب إليه ويحب ذلك محبة عظيمة ، ونحن فقراء إلى الله ونريد أي عمل يحبه الله وهو يغفر -سبحانه وتعالى- ويتوب ، فلماذا لا نتوب النبي عليه الصلاة والسلام كان يستغفر الله ويتوب إليه ، ويعدون له في المجلس كذا وكذا ، استغفار وتوبة لله -سبحانه وتعالى- ، ولو واحد يستغفر ويذنب ويستغفر ويذنب ، بس كل مرة يتوب توبة صحيحة فالله يغفر له .
المقدم:
يعني كيف يا شيخ توبة صحيحة ؟
الشيخ محمد:(1/4)
يعني فيها ندم على ما سلف ، وفيها إقلاع عن الذنب الآن فوراً ، وفيها العزم على عدم العودة ، ولذلك قيل للحسن - رحمه الله - ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود ثم يستغفر ثم يعود ، فقال ود الشيطان لو ظفر منكم بهذا فلا تملوا من الاستغفار ، طبعاً كلامك صح مو ما هو يعني ليس المقصود إن الواحد يعني ينزل ينفع يقول الآن خليني أتوب وبعدين بأرجع للذنب تاني يوم ، لا هو ما يضمر الذنب بعد التوبة ، هو يعزم ما يرجع ، لكن لو رجع ما له حل إلا يتوب ، ولذلك من شروط التوبة الإقلاع عن الذنب فوراً ومفارقة هذه المعصية ، اثنين عقد العزم الصادق على أن لا يعود إليها مرة أخرى ، ويحاول أن يتدارك ما فات ويصلح ما حصل ، وإذا كانت في حق الله ممكن يعوض ممكن ليها قضاء مثلاً زكاة ما أداها ، لازم يطلعها ، مظلمة في حق إنسان لازم يعوضه ، ثم الندم على ما حصل وعلامة الحزن ، الندم ، الندم توبة ، الندم مهم جداً في التوبة ، رابعاً الإخلاص ، يعني واحد تاب لله وهو علشان ما يصيبه مرض الإيدز ولا خايف يطرد من الوظيفة ، خمسة أن يرد المظالم إلى أهلها كما قلنا ، وكما قال عليه الصلاة والسلام «من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو مال فليتحلله منه اليوم قبل ما تؤخذ بالحسنات أو تطرح عليه بسيئات الآخرين » فهذا هذه شروط تخلي يعني التوبة تقبل مع الشرطين العامين اللي هو أن تكون في زمن القبول يعني قبل طلوع الشمس من مغربها اللي هي القيامة ، وقبل ما تقوم قيامته هو الغرغرة .
المقدم:
لكن يا شيخ محمد بعض الناس يقولون واحد مثلاً قاتل نفس أو قاتل أنفس ثم قبض عليه وأدخل السجن وحكم عليه بالإعدام وقال إيش قال تاب وهو في السجن ؟
الشيخ محمد:(1/5)
هذه التوبة ما تنفعه لأنه أصلاً صار ما يستطيع يعود للقتل أصلاً ، لكن نحن لو نظرنا في شروط التوبة ما نجد منها إنه مثلاً لو كان في السجن ما تنفع التوبة ،ولو إنه مثلاً رفع السيف فوق رقبته ما تنفع التوبة لا نحن يجب ( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت ) يعني الموت حضر يعني ملك الموت والملائكة سحب الروح وصلت للحلق الغرغرة ، قال عليه الصلاة والسلام : « إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر » روه الترمذي وهو حديث صحيح يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ولذلك الشيخ السعدي - رحمه الله - لما علق على الآية ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيما وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ) مثل فرعون آمنت الآن لما صارت الروح في الحلقوم غرغر خلاص عاين ملك الموت الملائكة رأى الآن نزل الموت نزل ، وقع به الآن هذا ما ينفع ، قال الشيخ السعدي إن الله يقبل توبة العبد إذا تاب قبل معاينة الموت والعذاب قطعاً ، شوف معاينة معانية الموت ، يعني شايف الموت الموت اللي هو الملك يسحب روحه ، وأما بعد حضور الموت ، قال الشيخ السعدي فلا يقبل من العاصين توبة ، ولا من الكفار رجوع كما قال تعالى عن فرعون حتى إذا أدركه الغرق ، يعني غرق خلاص ، غرق هو الآن يموت ، قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ، يعني الآن الآن وقد عصيت قبل ما ينفع ( فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده ) الآن عاد وثمود لما جاء نزل العذاب نزل فالآن العذاب نزل يقولوا آمنا بالله خلاص ، لكن واحد في السجن واحد مصاب بسرطان مستشري عنده إيدز مثلاً ، الآن هو يموت ، يعني هو الآن على الفراش ، هو الآن يتدهور كل يوم يتدهور ، هذا تصلح له توبة ، إيه بس ما وصل للغرغرة السيف على رقبته لكن هو لا زال قوياً لا زال صحيحاً ، لا زالت(1/6)
روحه في جسده ، ما خرجت ولا سحب منها شيء يعني هي تسحب مثل ما تطلع من الأصابع إلى القدم إلى الركبة إلى إلى إلى الحلق ، فهي ما زالت الروح في الجسد ، لو نزل السيف على الرقبة ، خلاص هو الآن يبدأ نزع الروح ، فقبل نزول الموت تقبل التوبة ، ولذلك العلماء قالوا الآن ممكن تجيبوا واحد محكوم عليه بالقصاص نعم ، والسياف رفع السيف فذاك خلاص تاب إلى الله قبل ما ينزل السيف قام ولي الدم قال عفوت ، خلاص ما يعني هو حي لا زال حياً وبقي حياً لكن إذا نزل الموت ، الموت إذا نزل ما يرتفع الموت اللي مقصود به إنه ما ينفع التوبة عنده اللي إذا نزل ما يرتفع ، وليس اللي ما نزل أصلاً .
المقدم:
طيب يا شيخ محمد فيه مقولة يقال إنما الأعمال بالخواتيم ما أدري يعني هل هو حديث أو قول مأثور نستفصل منكم عن هذا الأمر ولكن نستأذنكم بهذا الفاصل أيها الإخوة والأخوات فاصل ثم نواصل .
يا شيخ محمد قول المشهور إنما الأعمال بالخواتيم هل هو حديث ولا هو أثر عن بعض السلف رحمة الله عليهم ، وما معنى هذه المقولة ؟
الشيخ محمد:
طبعاً المقولة في عدة أحاديث كما قال عليه الصلاة والسلام فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها هذا حديث صحيح ، وفي صحيح مسلم أيضاً أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : « إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة ثم يختم له عمله بعمل أهل النار ، وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار ثم يختم له عمله بعمل أهل الجنة ».
المقدم:
نعوذ بالله من سوء الخاتمة ، يا شيخ محمد كيف الواحد يعني يكون طول حياته رجال طيب وفي الأخير كده يختم له بسوء ؟
الشيخ محمد:(1/7)
طبعاً إذا كان إنساناً كان مستقيماً صالحاً ما عنده نبتة نفاق ، ولا عنده في قلبه عجب ، ولا عنده فيبتغي الثبات على الدين يدعوا ربه ، فهذا جدير وحقيق أن يوفقه الله للخاتمة الحسنة (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) يعني ما يكون العبد هو يطلب الهداية ويسعى ويصر وبعدين يجيه انحراف خارج عن إرادته وآخر لحظة يدخله النار ، هذا ما يحصل الله كريم ، الله رحيم ما يأمر العباد بالطاعة ويستجيبوا له ثم يحرقهم بشيء خارج عن إرادتهم ما هذا لا يحدث .
المقدم:
أيوه لكن كيف ينطبق الحديث ؟
الشيخ محمد:(1/8)
لكن إيش اللي يحدث مثلاً مثلاً يكون واحد عنده نبتة رياء عجب ، نفاق ، في الظاهر عمله عمل المؤمنين ، يروح مساجد ودروس ويقرأ ويتصدق ويحج ، ويصلي فهو في الظاهر عمله عمل المؤمنين ، لكن هذه النبتة الموجودة في قلبه ممكن قبل الموت بقليل تطغى تنفجر تطلع خلاص فينتكس يكفر يرتد والعياذ بالله يفسق يفجر المهم يموت على شيء خفي يعني في دسيسة ، ما هو من جوه نظيف ومستقيم وكل شيء ومبتغي الخير ومجاهد لنفسه لا هذا أجدر أن يوفق للخاتمة الحسنة ، لكن لو أخذت العكس يعني واحد مثلاً على عمل أهل المعصية وعلى عمل أهل الكفر والشرك ، هذا هداه الله قبل موته بيوم يومين عشرة أسبوع شهر ، فهداية من الله -سبحانه وتعالى- الله فتح قلبه ، أراد به خيراً وفقه ، يسر له داعية ، مرض ، حادث يتعظ منها ، يعني عصى فاهتدى فهو فعلاً كان ماشي في خط النار لكن هو أراد به خيراً فتح له باب هداية فاهتدى وصلحت حاله وتاب طيب ما في ناس كانوا في جيش الكفار ، وكله في الكفر وفي المعاصي وفي الموبقات ، ولما التقى الجيشان يعني جيش المسلمين والكفار ، فأراد الله به خيراً ففجأة قرر الانتقال إلى جيش المسلمين وجاء وقال أنا إليكم ، وأنا كذا ، طيب ما نقبلك حتى نسلم ، فأسلم ودخل في المعركة ، أول واجب كان أمامه ما هو صلاة ولا صيام ولا حج كان قدامه جهاد قتال ، دخل المعركة مع المسلمين وقاتل وقتل ، وما سجد لله سجدة تحصل يعني ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : « لا عليكم أن لا تعجبوا بأحد حتى تنظروا بما يختم له ، فإن العامل يعمل زماناً من عمره ، أو برهة من دهره بعمل صالح لو مات عليه دخل الجنة ثم يعمل عملاً سيئاً » مثل ما أسلفنا في الشرح ، « إن العمل ليعمل البرهة من دهره بعمل سيء لو مات عليه دخل النار ثم يتحول فيعمل عملاً صالحاً وإذا أراد الله بعبد خيراً استعمله قبل موته » كيف استعمله « قال يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه » .
المقدم:(1/9)
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد بالنسبة لتوبة المحكوم عليه بالإعدام يعني نخلص من هذا إنه الإنسان المحكوم عليه طالما إن السيف ما وقع على رأسه ممكن يعني نقول إن شاء الله تعالى نحسن الظن في الله -سبحانه وتعالى- إذا صدقت توبة الرجل فإنها تقبل كذا يا شيخ ؟
الشيخ محمد:
نعم نعم هذا رجل لا زال صحيحاً سليماً يعني هو السيف ، قد يحدث أي شيء ويلغى الحكم ويوقف الحكم ، يعني يفر من المكان ، يعني احتمالات موجودة كلها ، فهو ما زال سليماً صحيحاً يعني لا زالت روحه في جسده ، فالتوبة تقبل ، طبعاً أنا يمكن أتحفظ على قضية المحكوم عليه بالإعدام لأن الإعدام اللي هو إفناء يعني لا يملكه إلا الله ، لكن محكوم عليه بالقتل ، محكوم عليه بالقصاص كذا كذا ، النبي عليه الصلاة والسلام يعني دعا أبا طالب وهو على فراش الموت ، ودعا الغلام اليهودي وهو على فراش الموت ، وأسلم اليهودي وأنقذه الله به من النار ، وقال يا عم قل كلمة ، كلمة أشفع لك بها عند الله ، هذا يحمل على إيش إن أبو طالب ما بلغ مرحلة الغرغرة ، يعني هو لسة في مبدأ الأمر ، وليس دخل في الموت في سياق الموت الذي نزل ما ارتفع وملك الموت يسحب روحه ، لا قبل يعني اشتد به الحال ولكن ما وصل إلى مرحلة الغرغرة .
المقدم:
أحسن الله إليكم ، طيب يا شيخ محمد قضية الانشغال الذي حصل خصوصاً في الأيام الماضية بقضية الرجال معين أنه ظلمه كان كبير وأكيد إنه في النار وهذا ربنا يغفر له كذا ، ومن ناحية ثانية الحكم عليه بالجنة فما نصيحتكم في هذا الأمر ؟
الشيخ محمد:(1/10)
طبعاً هذا الكلام حصل في قضية صدام حسين وما حصل له إلى آخره ، لكن فيه قضية مهمة جداً نحن الآن هل نحن مطالبين إنه لازم كل واحد يموت لازم نحدد هو في الجنة ولا في النار يعني هل نحن مكلفون شرعاً لازم نحكم على كل واحد ونحدد مصيره هو هل الله كلفنا بهذا هو قال احكموا وحددوا مصير كل واحد يموت ، لا لكن في شيء اسمه ظاهر ، وبناء على الظاهر نحن نتصرف يعني الحين واحد كان كافراً ، ومات وإنت ما عندك أي علم بتغير أمره إيش الظاهر بالنسبة لك.
المقدم:
يعني الواحد ما يترحم عليه ؟
الشيخ محمد:(1/11)
أيوه الظاهر إنه مات كافراً وبناء عليه إنت تتصرف مثلاً ما نغسله ولا نكفنه ولا نصلي عليه ولا ندعوا له بالرحمة ، ولا ولا ولا ممكن يكون هو أسلم قبل موته بدقيقة ، يعني ممكن يكون تغير حاله بس نحن ما ندري طيب الله يتولاه خلاص صار عند الله يتولاه خذ أيضاً العكس لو واحد كان مسلم وبقي على الإسلام ونحن ما عرفنا إنه غير ولا بدل ، الظاهر لنا إنه هو مسلم إنسان يشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ومات ، إيش الظاهر بالنسبة لنا ، أنه مات على صلاح خلاص مات على الإسلام ، واحد مات على الإسلام ، نحن نغسله ونكفنه ونصلي عليه ، ندعوا له بالرحمة ، طيب هو ممكن يكون ارتد بيوم نصف يوم دقائق إحنا ما ندري طيب لكن نحن لنا الظاهر ، واحد كان مسرفاً هو الإشكال يأتي هنا ، شخص كان مسرفاً طبعاً كان مسرفاً في القتل أو في المعاصي إذا تاب تاب الله عليه إن شاالله لو قتل مليون واحد الله ما يتعاظمه شيء أصلاً هو القاتل يتعلق فيه ثلاثة حقوق من جهة التوبة ، حق الله ، وهذه تسقط بالتوبة الصادقة ، وحق أولياء القتيل ، وهذه تسقط بتسليم نفسه إليهم ، يقتصوا منه يعفوا عنه يأخذوا دية ، الثالث حق القتيل ، حق القتيل محفوظ عند الله ما هو ضايع ، القصاص يوم القيامة ، طبعاً إذا كان يعني ما تاب القاتل فيؤخذ من حسناته للمقتول ، وإذا كان ما له حسنات يؤخذ من سيئات المقتول تطرح عليه يطرح في النار ، طيب إذا تاب توبة صادقة القاتل تاب توبة صادقة .
كأنه في حديث أو أثر إنه الله -سبحانه وتعالى- يعوض للمظلوم اللي هو في هذه الحالة الإنسان المقتول ويخير ما بين إنه يعطى من حسنات ذاك أو من فضل الله عز وجل أو كذا ؟(1/12)
يعني المهم إنه كلام العلماء على أنه في الجملة إذا صدق القاتل في التوبة ، فإن الله يعوض القتيل من عنده -سبحانه وتعالى- ويسلم القاتل ، ففضل الله عظيم ، فما يضيع حق هذا ولا يدخل هذا في العذاب إذا كان صدق في توبته ، فيعني فضل الله واسع ورحمة الله واسعة وربك ذو رحمة واسعة ، فلا يحد رحمة الله شيء ، ولا يتعاظم الله ذنب -سبحانه وتعالى- .
المقدم:
لكن هل نستطيع أن نجزم لرجل بأنه يعني مات بحسن الخاتمة وإنه في الجنة مثلاً لأنه تلفظ الشهادة وهو على حبل المشنقة ؟
الشيخ محمد:(1/13)
هو الآن نقول يعني الذي له معاصي طيب قتل مثلاً شرب الخمر أكل الحرام ، أي شيء من المعاصي الكبيرة ، إذا تاب تاب الله عليه بشروط التوبة المعروفة ، طيب لو كان يعتنق مذهباً كفرياً إلحادياً ، بدعة مكفرة مذهب منحل ، مذهب كفري ، هذا سواء إن كان شيوعي بعثي إلى آخره كيف يتوب إيش هي شروط التوبة ، هذا الذي كان يعتنق مذهباً كفرياً يدعوا إليه ، وربما يحمل الناس عليه وبالقوة ، إيش التوبة أن ينخلع من مذهبه ، ويتبرأ من مذهبه ، ويبين فساد مذهبه علناً ، كما دعا إليه علناً ، لأن الله قال ( إلا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم ) فإذاً حتى تقبل توبته لابد من هذه الأشياء طبعاً في ناس يمكن إحنا ما ندري هل هم تابوا وبينوا ، فقد يكون بينوا لكن ما وصلنا خبر إنه بين لكن أنت تقول أن يشترط لتوبته أن يفعل كذا وكذا ، لكن هل نتدخل نحن في مصيره في الآخرة ، بمعنى نقول ، والله نحن ما وصلنا إنه بين فهو في النار ، لا إنت الآن تقول نحن نعامله على ظاهره ، وقد يكون هذا الرجل تاب عند الموت ، طب إفرض إنه ما بين ، لكن لما صار في آخر حياته ، شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتبرأ تبرأ وما عنده الآن وقت أصلاً إنه يبين ، يعني ممكن يكون معذور لعدم البيان لعدم التمكن ، ممكن يكون غير معذور ، ممكن يكون تمكن وما بين ، فليه لماذا نحكم عليه ، نحن غير مطالبين بأن نقول هذا في الجنة ، هذا في النار ، هذا كذا ، أنت غير مطالب ، أنت لك الظاهر ، أصلاً لو قدموا جنازة وقالوا صلوا عليها ، ففيه واحد متردد ما يدري هذا كافر ولا مسلم تضاربت عنده الأخبار افرض عنده خبرين ، واحد خبر يقول هذا مسلم ، خبر هذا يقول إنه كافر وما عرف أي الخبرين أرجح ، هذا لو اضطر للدعاء إيش يقول ، اللهم إن كان مسلماً فاغفر له وارحمه يشترط خلاص في الدعاء يقول إن كان كذا ، إذا كان ولابد ، فنحن مو مطالبين لازم إلا بالقوة نحكم على كل واحد إنه هذا(1/14)
خلاص ما عرفت توقف في أمره ، يعني كل القضاي لازم تحسم ، لا .
المقدم:
شيخ محمد نحب نسألكم عن قضية الحكم على الإنسان الذي يموت في القتال في سبيل الله عز وجل ، فيما يبدوا لنا أنه شهيد ولكن نستأذنكم بهذا الفاصل أيها الإخوة والأخوات فاصل ثم نواصل .
بعد الموت بأنه حسن الختام كذا ؟
الشيخ محمد:
في الجملة نعم يعني إذا تاب توبة صحيحة مستوفية للشروط فيتوب الله عليه ، افرض إنه كافر كافر قل ما يموت نطق بالشهادتين ، أخرج البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم ، ولحقت أنا ورجل من الأنصا ررجلاً منهم ، مين اللي يقول الآن أسامة ، فلما غشيناه قال لا إله إلا الله ، فكف الأنصاري فطعنته برمحي حتى قتلته فلما قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : « يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ، قلت : كان متعوذاً يعني بس يقولها علشان السيف ما هو بقاصدها ولا ينويها ولا ، فما زال يكررها ، قتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ، حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم »يعني تمنيت إني أسلمت بعد ما قتلت الرجل لأن الإسلام يجب ما قبله ، فالأصل يعني يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله ، قال المحققون من العلماء ، قرب الموت لا يمنع من قبول التوبة ، بل المانع منه مشاهدة الأهوال ، أهوال الموت إذا نزل .
المقدم:
اللي هو نزع الروح ؟
الشيخ محمد:
أيوه وحضور الملائكة.
المقدم:
يا شيخ محمد طيب قضية الشهيد الإنسان إذا مات في معركة ، في بلاد كثير من البلاد الكفرية الذي يقاتل فيها المسلمون الكفار ومات في المعركة ، هل يحكم عليه بأنه شهيد ؟
الشيخ محمد:(1/15)
طيب طبعاً إحنا قلنا الحديث « من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة » « من قال لا إله إلا الله ختم له بها دخل الجنة » هذه عند الموت هي من علامات حسن الخاتمة ، طبعاً إنت ما تقول هذا في الجنة ، في فرق ترى في فرق إنك ترجوا له ، وفي فرق أن تجزم له ، فنحن لو سمعنا واحد يقول لا إله إلا الله خلاص ما نجزم له ، لكن نرجوا له طيب الانشغال بقضية خواتيم الناس وقضية الأموات هذه مهمة ( ولا تقفوا ما ليس لك به علم ) « من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه »، قال الشيخ الألباني - رحمه الله - والشهادة على الأموات طالما أنها شهادة حكمية فلا ينبغي الاشتغال بها بخلاف شهيد المعركة الذي أنت الآن تسأل عنه .
المقدم:
أيوه طيب شهيد المعركة كيف يكون وضعه ؟
الشيخ محمد:
كيف يكون وضع شهيد المعركة لا يغسل ولا يكفن ويدفن كما هو بثيابه الذي مات فيها ولأن له عند الله مزايا وأشياء ، هذا الشهيد هذا الشهيد نحن نعتني بأمره ، حكماً وليس حقيقة يعني نحن ما نقول هذا شهيد يوم القيامة أكيد إنه سوف يشفع ويدخل الجنة أو ويغفر له مع ، لا لكن نقول حكماً يعني نحن نحكم له بالظاهر ، وإيش الظاهر ، رجل قتل مع المسلمين ظاهره الإسلام في المعركة مع الكفار ، هذا شهيد ، يعني هذا شهيد حكماً لا حقيقة ، يعني نحن ما نغسله ولا نكفنه و ندفنه بثيابه إلى آخره ، أما الحقيقة ما ندري عنها قد يكون والعياذ بالله قاتل عصبياً ، قاتل رياءً قاتل ليقال فلان شجاع ، فلان جريء وهكذا ، ولذلك نحن ما يجوز لنا أن نزكي واحد بأن نقول إنه شهيد ما نقول الشهيد فلان كما دلت على ذلك النصوص ، واحد كما رجل الذي قاتل مع المسلمين ومدحوه قالوا قالوا هذا هو الشهيد ، فالنبي عليه الصلاة والسلام أخبرهم أن الرجل في النار .
وكذلك قد يقاس على ذلك فضل التزكية مثل ما نقرأ كثيراً في الجرائد المرحوم ما ندري مرحوم ولا ما هو مرحوم ؟(1/16)
ولأجل ذلك البخاري - رحمه الله - ترجم في كتابه باب لا يقال فلان شهيد ,وكذلك يعني كما تفضلت ، لا نزكي الميت بألفاظ فيها جزم له بمصير ، فنقول إلى الرفيق الأعلى إلى جنة الفردوس ، يا أيها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية ، طيب يمكن مسخوط عليها إحنا لا ندري ، ولذلك بعض الناس عندهم نعي في الجرائد غير طبعاً النهي عن النعي قضية ألفاظ النعي التي يستعملونها ألفاظ مخالفة للشريعة .
المقدم:
لكن إذا يقال إنه قد يكون هذا من باب الدعاء وليس الحكم ؟
الشيخ محمد:
طيب إذا كان من باب الدعاء شيء ثاني يقول المغفور له بإذن الله ، لكن الجزم بذلك إلى جنة الفردوس ، يا أبا فلان إلى جنة الفردوس ، إيش دريك يمكن راح إلى جهنم وبئس المصير ، ولذلك نحن لا يجوز نحكم على مصائر الناس إلا ما شهد الشرع لهم بالنار أو بالجنة .
المقدم:
لكن بعض العلماء أن الشهادة تنقسم إلى قسمين إلى الشهادة العامة والشهادة الخاصة لو فصلتم في هذا الموضوع يا شيخ محمد ؟
الشيخ محمد:
الشهادة العامة هذه متعلقة بوصف ، كأن تقول من أشرك بالله ومات على هذا دخل النار ، من قال لا إله إلا الله ومات على هذا دخل الجنة ، هذه عامة ، ما قلت فلان بن فلان الفلاني ، الشهادة الخاصة المعينة لما تشهد تقول فلان الفلاني في الجنة فلان الفلاني في النار ما أستطيع إلا الشرع إذا شهد العشرة المبشرين بالجنة أو بالنار كأبي لهب وعمرو بن لحي الخزاعي ، وامرأة أبي لهب , وأبي جهل وفرعون ، ولذلك القاعدة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - لا يشهد لمعين بالجنة إلا بدليل خاص ، ولا يشهد على معين بالنار إلا بدليل خاص ، ولا يشهد له بمجرد الظن ، من اندراجه في العموم .
المقدم:
وهذا طبعاً لا يتنافى مع كون الإنسان يثني على شخص خير أو شر ، كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم- أننا شهداء الله في أرضه أليس كذلك ؟
الشيخ محمد:
بلى .
المقدم:(1/17)
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد حذر الله -سبحانه وتعالى- من القنوت من رحمة الله -سبحانه وتعالى- بعض الناس من كثرة الذنوب اللي عليهم نسأل الله عز وجل أن يلطف بنا جميعاً يشوف إنه خلاص ما في فائدة من التوبة فما نصيحتكم لهؤلاء ؟
الشيخ محمد:
نقول لهم الله -سبحانه وتعالى- لما قال ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) يعني مهما عمل ، النصارى سبوا الله سباً ما سبه مثلهم أحد ، ومع ذلك لما قالوا قالوا الله ثالث ثلاثة ، وقالوا المسيح هو الله ، وقالوا المسيح ابن الله ، قال -سبحانه وتعالى- لهم (أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ) سورة المائدة .(1/18)
الله -سبحانه وتعالى- يدعوهم إلى التوبة ، مع كفرهم ومع ما قالوا عليه من الإثم العظيم ، طيب أصحاب الأخدود الذين حرقوا أوليائه وحرقوا الأطفال ، والأمهات في النار إيش قال ، قال الله -سبحانه وتعالى- ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا ) فكأن باب التوبة مفتوح حتى لهؤلاء رغم إنهم حرقوا المؤمنين في الأخاديد ، هذا هو فتنوا المؤمنين والمؤمنات بالحرق ثم لم يتوبوا فهم عذاب جهنم ، يعني لو تابوا ، مع أنهم حرقوا أولياءه حرقوا البلد ، حرقوا أهل البلد ، يعني لو تابوا تغيرت القضية ، ولذلك ما تستعظم شيء ، مهما الواحد ، وهذا -سبحانه وتعالى- من الميز العظيمة في شريعة الإسلام إن الواحد مهما أسرف على نفسه ، بل التوبة يعني ماعز - رضي الله عنه - تاب ، الغامدية تابت ، تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم كما في رواية مسلم ، لقد تابت توبة لو قسمت بين أمة لوستهم ، معناه كم كان عنده ندم وعزم ، يعني كم كان في نفسه من التوبة ، لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر الله ، لو وزعت على أهل المدينة لوسعتهم طب قاتل المائة ، وراح سأل واحد جاهل قال له ما لك توبة كمل به المائة ، فراح سأل عالم قال ما الذي يحول بينك وبين التوبة ، وفي الأخير الله غفر له ، يعني قتل مائة مائة ، فإذاً يعني ماذا بعد هذا .
المقدم:
إذاً الشيء الذي يركز عليه الواحد منا هو الصدق في التوبة إلى الله -سبحانه وتعالى؟
الشيخ محمد:(1/19)
ودعوة الناس للتوبة مفتوح ، ويا جماعة مهما فعلتم ، ومهما فعلتم ، وطبعاً نركز على القضايا مثلاً لما قلنا توبة المبتدع ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) اللي كتموا الحق أيضا ( إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا ) مثلاً ، والمنافقين كذلك ( واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله ) فلابد لما ندعوا مثل هؤلاء للتوبة فيعني نقول لهم ترى لكم توبى ، لكن بينوا تبرأوا مما كنتم عليه ، اعملوا بالعكس إذا أنت دعوتهم إلى الضلال ادعوهم إلى الهدى إذا دعوتهم إلى البدع ادعوهم إلى السنة ، وهكذا ، فداعي الكفر والبدعة وإن كان أضل من غيره ويتحمل مثل أوزار الذين أضلهم بس له توبة وأولئك سيحاسبون ، وممكن هذا يتوب ويغفر له والذين اتبعوه يروحوا النار ممكن .
المقدم:
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد في ختام هذه الحلقة لا يسعني إلا أن تقدم بالشكر الجزيل لكم نسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم والمسلمين جميعا التوبة الصادقة معه -سبحانه وتعالى- وشكراً لكم أنتم أيها الإخوة والأخوات المشاهدين والمشاهدات على حسن متابعتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/20)