التعامل التربوي مع طالب التحفيظ
ورقة عمل في الملتقى الثاني
للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة
25-27/7/1426هـ
أعدها : د.خالد بن سعود الحليبي
الوكيل التعليمي بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية
فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالأحساء
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . . . أما بعد:
فإن لأهل القرآن المشتغلين بتعلمه وتعليمه والعمل به أن يفخروا بالخيرية التي حصرت في الحديث العظيم في أهل القرآن فقال الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم : ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) (1) .
وقد كان جديرا بأهل القرآن ؛ الذين يرجون أن يكونوا أهل الله وخاصته ، أن يكون منهجهم في التربية والتعليم هو المنهج النبوي الكريم ، الذي تربى عليه الصفوة المختارة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد امتدح الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم الأوابين ، الذين يراجعون أنفسهم وقلوبهم وأعمالهم ، فيحمدون الله تعالى على ما وفقهم إليه من صحيح العمل ومخلصه ، ويستغفرون الله عن الزلل ، ويعودون إلى الحق والصواب ، بعد أن يبذلوا جهدهم في سبيل البحث عنه والعلم به ، ولعل من ذلك هذا الملتقى القرآني المبارك.
وقد رأيت - من خلال إسهامي اليسير في هذا المجال الخيري العظيم وهو تعلم القرآن الكريم وتعليمه في الحلق - أن هناك حلقة مفقودة في سلسلة التحفيظ الذهبية ، وهي حلقة التأهيل التربوي لمعلم القرآن ، ومن ثم اخترت هذا الموضوع ، وهو :
( التعامل التربوي مع طالب التحفيظ )
__________
(1) صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه ح (4739).(1/1)
ولأكون ميدانيا واقعي الطرح ، فقد أشحت نظري عن المصادر والمراجع النظرية، وقابلت واستبنت آراء المعلمين والمشرفين على الحلق في المحافظة التي أقطنها ، بوصفها أنموذجا وشريحة قريبة مني ، يمكن الانطلاق منها؛ وهي محافظة الأحساء. وجعلت هذه الورقة مكونة من تمهيد تربوي ، وعرض للمشكلة ، ثم عرض للحلول العملية المقترحة بشكل مباشر. أسأل الله تعالى أن يبارك فيها ، وينفع بها .. إنه سميع مجيب.
... ... ... ... ... د.خالد بن سعود الحليبي
... ... ... ... الوكيل التعليمي لفرع جامعة الإمام بمحافظة الأحساء
تمهيد:
منذ أمد بعيد ، وأنا أتحدث مع عدد من المسؤولين والقائمين على الحلق القرآنية حول إعادة النظر في مخرجات الحلق من الناحية التربوية؛ لكوني لا أرى اهتمامًا كافيًا من هذه الناحية يوازي الاهتمام بالتحفيظ للنص القرآني الكريم .
وبمراجعة منهج الصحابة الكرام في هذا الشأن نجد أنه يقوم على مزج التربية بتعليم القرآن مزجًا كاملا ، حتى قال أبو عبدالرحمن السلمي: ((كان الذين يقرؤننا القرآن من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان وأبي بن كعب وغيرهم ممن كانوا يقرؤون التابعين يقولون: " كنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز العشر آيات حتى نعرف ما فيها من القرآن والعلم والعمل فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً "، هكذا كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم ، ويؤكد ذلك ابن مسعود رضي الله عنه في قوله : (( كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن )).
ولعل حديث عائشة رضي الله عنها : ((كان خلقه القرآن أما تقرأ القرآن قول الله عز وجل { وإنك لعلي خلق عظيم } )) (1) . ذو دلالة ظاهرة على أن القرآن منهج تربوي أخلاقي عظيم ، ينبغي على آخذه أن يتحلى بما فيه.
__________
(1) مسند الإمام أحمد بن حنبل حديث السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها 6/91 ح (24645).(1/2)
وإذا كان ذلك مما يرجى من المتعلم فإنه مرجو من معلمه أكثر وأكمل ، كي يكون القدوة الحية والأنموذج الرفيع لما يلقنه لطلابه من القيم والمبادئ ومكارم الأخلاق ؛ حتى لا يقع الطالب في تناقضات خطيرة، فيختلط عليه الأمر وتلتبس عليه الحقائق والمفاهيم فلا يستطيع التمييز بين الزائف والصحيح ، والحق والباطل ، وربما وقع في براثن النفاق الاجتماعي دون أن يشعر.
قال عُتبة بن أبي سفيان لمؤدب ولده عبد الصمد : (( ليكن أول ما تبدأ به من إصلاحك بني إصلاحُك نفسَك؛ فإن أعينهم معقودةٌ بعينك، فالحسن عندهم ما استحسنت، والقبيحُ عندهم ما استقبحت، علِّمهم كتاب الله ، ولا تكرههم عليه فيملوه، ولا تتركهم منه فيهجروه ، ثم روهم من الشعر أعفه ، ومن الحديث أشرفه ...)) (1) ، إلى آخر هذه الوصية الرائدة تربويا .
ولست في هذا التمهيد محتاجًا إلى مزيد بيان لأهمية القدوة ، وأن المعلم قدوة أراد ذلك أم لم يرده ، ولذلك فإن مما أردت التأكيد عليه هو أن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم تنفق سنويًا ملايين الريالات على تحفيظ الطلاب ، وتأهيل المعلمين علميًا ، بينما لا تزال عمليات تأهيل المعلمين تربويًا متأخرة جدًا ، ولا تنال النصيب الأوفر ، ولذلك فإن المخرجات تتسم في كثير من مناطق المملكة بكثرة الطلاب ، وقلة الحفاظ إلا من خلال الدورات المكثفة التي تحتاج إلى دراسة جدوى أيضًا ، ثم إن شخصية طالب التحفيظ تحتاج إلى صقل خاص ؛ لأنه حين يتخرج ويحفظ كتاب الله ، دون أن يعتنى بسلوكه ، أو يتربى في محضن يتسم معلمه بالقسوة والشدة ، فإنه ربما ورث هذه القسوة، وورَّثها غيره.
__________
(1) البيان والتبيين للجاحظ ، 2/73، مكتبة الخانجي بالقاهرة .(1/3)
وحين نعود إلى النهج النبوي الكريم في التعامل مع الأطفال والولدان والفتيان فإننا نجده يتسم بالحكمة والصبر ، والإعذار ، وغرس الثقة في المربى ، وتقديره ، واحترامه ، وتشجيعه ، والكف عن سبه وضربه وإهانته ولومه. وتفصيل ذلك والاستدلال عليه لا يتسع له هذا المختصر ، ولكنه ثابت في صحيح السنة دون ريب ، وما أناشد الجمعيات القرآنية اليوم للقيام به إنما هو شيء واحد ، هو العودة إلى أسلوب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه في تعلم القرآن وتعليمه.
والحق أنه لا تزال عدد من حلقات التحفيظ اليوم تحتضن عددًا من الأساتذة الذين لم يؤهلوا تأهيلا تربويا، ولم تزل أساليبهم موروثة من عهود غابت فيها الأساليب النبوية الصحيحة ، واستبدلت بها أساليب عنيفة تورث الذل أو العنف في نفوس الأجيال.
وقد دلت الدراسات الحديثة على أن الطريقة الخاطئة في تأديب الطفل قد تعوق نموه العقلي بنسبة 40% على الأقل ، وبهذا يقل ذكاؤه وقدراته وقد يفشل في المستقبل.
كما دلت الدراسات النفسية والتربوية على :
1. أن هناك علاقة وثيقة بين تقبل الطفل وتحسن تحصيله الدراسي.
2. وأن هناك علاقة موجبة بين المعاملة التي يتلقاها الولد والتي تتسم بالتسامح ومنح الولد الاستقلالية في التفكير والقرار وبين التفوق العقلي والابتكارية والتجديد.
3. وأن التربية بالتقبل والحب ، تجعل الولد أكثر توافقا اجتماعيا مع من حوله.
4. وأسرع نموا عقليا وعاطفيا.
5. وأكثر دافعية للإنجاز والطموح.
6. وأن من يتلقى هذه التربية والرعاية يتمتع بتقدير كبير لذاته.
7. ويحس بالأمن الداخلي.
8. ويكون أقل توترا وقلقا.
9. وأكثر ثقة بنفسه.
10. وتكون شخصيته أكثر انبساطية ؛ تميل إلى الحب والتقبل ، بينما يشعر غيره بالنبذ والانسحاب والانطوائية.
11. ويدرك حب الوالدين أو المعلمين له.(1/4)
ونتيجة طبيعية لكل ذلك فإن الطالب الذي يحصل على تربية مثل هذه في البيت والمدرسة والحلقة فإنه سيعيش متكامل التربية ، مستقر النفسية ، محبا لدينه وربه ولكتابه، ولنبيه صلى الله عليه وسلم ولأسرته ومجتمعه ووطنه وأمته ، متعاونا مع غيره ، مبدعا في فنه ، قادرا على التفكير السوي ، مبتعدا عن كل تطرف أو تميع أو انحلال.
بينما نجد أن هناك من الطلاب والطالبات من يفقدون هذه الرعاية التربوية الخاصة، فيمرون بعملية الاحتراق ، التي جعلتنا نرى عددا ليس قليلا ممن ينضوون في حلقات تحفيظ القرآن الكريم صغارا ، يتركونها فتيانا ، ولاسيما في المرحلة المتوسطة بالذات ؛ حيث يدخل الولد مرحلة المراهقة ، فيحتاج إلى معاملة خاصة ، فلا يجدها ، فيهرب ربما إلى ما لا تحمد عقباه ، وأعرف من هؤلاء من حفظوا كتاب الله كاملا هداهم الله وردهم إليه ردا جميلا. بل إنني لا أنسى بعض القضايا التي عرضت علي من بعض معلمي الحلقات ، والتي تشير إلى أن المعلم ربما يتعامل مع الطالب الطموح على أنه طالب متكبر مغرور يجب كبت مشاعر الغطرسة في نفسه ، وطمر قفزاته تحت رمل التربية الهشة. بدلا من الحرص على تعزيز الطموح في نفسه ، وتوجيه طاقاته الفوارة إلى ما فيه الخير لنفسه ولغيره.
إن مثل هذا الشاب كان في حاجة إلى معلم مبدع ليكون مبدعا ، لا إلى معلم ملقن، لا يزيد إنتاجه عن طبع نسخ بشرية باهتة من المصحف لا تعيش معانيه ، منطفئة الروح والتفكير.
وعملية الاحتراق النفسي يمر بها بعض طلابنا وطالباتنا كما يمثلها الشكل التالي:
الحلقة التي تكبت وتحبط طموحات الطالب باستمرار في الوقت الذي تضغط عليه لتحقيق حلم الحفظ التام للقرآن الكريم
... ...
يأتي الطالب وهو يحمل الطموح والدوافع
يشعر بالضغط والإنهاك المستمر
و الإحباط وفقدان الأمل
تنخفض درجة الطموح و الدوافع
ويفقد الثقة بنفسه ، ثم يحدث الانسحاب النفسي
ثم يحدث الاحتراق النفسي
أحوال الطلبة بين الحفظ والعمل :(1/5)
والمدقق في أحوال طلبة التحفيظ ، سيرى نماذج عليا ، يتمنى كل أب أن يكون له ولد مثلهم ، كما أنه سيجد في المقابل نماذج لم يظهر عليها أثر القرآن الكريم سلوكا وتطبيقا وعملا ، على أن (( القرآن لم ينزل للحفظ والبركة فقط دون فهم أو تدبر.. بل نزل للعمل به وتدبره وقراءته وحفظه واقعا تطبيقيا أخلاقيا، وسلوكيا، وتعبديا، وحياتيا.. )) (1) .
وقد تنبه لذلك عدد من دعاتنا ، فالتفت الدكتور إبراهيم الدويش إلى (( ضعف إيمان بعض الطلاب في الحلق، وسوء أخلاق بعضهم وتساهل البعض )) (2) ، كما يؤكد الشيخ عبدالله بن أحمد القحطاني - الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية بأن (( لدينا خلل كبير في قضية التطبيق )) ، وهو ما يؤيده الشيخ الداعية الدكتور سعد البريك بقوله : (( إن هناك قصورا، في تحقيق ذلك، ولكن الجهود الآن مبذولة لتحقيق ذلك بإذن الله، ويكون عن طريق التنسيق بين القائمين على هذه الحلقات والأسرة، لأنه لا بد من التعاون بين الحلقات والأسرة حتى نوجد المناخ المناسب للوصول إلى تحقيق الحظ والعمل به معا، والتماس ما كان عليه السلف الصالح في تعامله مع كتاب الله)).
وأما الشيخ الداعية إبراهيم المحيميد فقد (( دعى إلى ضرورة الاهتمام بتدبر معاني القرآن الكريم بجانب الحفظ ... وقد أنزل القرآن لتدبره وفهمه والعمل به، وكان الحافظ للقرآن عند السلف هو الفاهم العامل به، ولذلك يرى أن من أكبر الأخطاء الشائعة اليوم أن يسمى حافظ القرآن من أهل الله ، ويرى أن أهل الله هم أهل القرآن الحقيقيون العاملون به، والواقفون عند حدوده، ولو لم يحفظوا حروفه )).
__________
(1) من حديث الدكتور سليمان بن فهد العودة ـ تحقيق في مجلة الدعوة ، ومنه حديث الدعاة الآتي كذلك.
(2) أبناؤنا في حلقات القرآن ، مقالة ، د. إبراهيم بن عبد الله الدويش ، موقع صيد الفوائد.(1/6)
كل ذلك يشير إلى الأهمية البالغة لضرورة الاهتمام بهذا الجانب التربوي ؛ حتى لا يكون الثغرة التي يدخل من خلالها على هذه الحصون المنيعة ، والتي تضم الآن أكثر من نصف مليون فتى وفتاة ولله الحمد والمنة.
الأسباب المؤثرة في ضعف الجانب التربوي لدى طلاب حلقات التحفيظ :
والمتقصي لأبرز الأسباب سيجد كثيرا منها ؛ ولكن أهمها :
1. الأسرة التي تجهل الأساليب التربوية القويمة أو لا تتعامل بها مع الطالب.
2. الصحبة السيئة التي قد يتعرفها في الشارع أو في المدرسة.
3. الإعلام، وما فيه من مهاترات ( الفضائيات والمواقع السيئة ).
4. انتشار الملهيات بأنواعها وما يصاحبها من فتن.
5. وهناك سبب رئيس ، يتميز بأنه مباشر ، وأن محاولة تلافي سلبياته بيد الجمعية بإذن الله ، وهو المعلم الذي يقوم على تحفيظ الطالب ، وهو مدار هذه الورقة .
ومن هنا كان إعداد هذه الاستبانة المرفقة بهذه الدراسة، بالتعاون مع رئيس لجنة توجيه الطلاب بجمعية تحفيظ القرآن الكريم بالأحساء الأستاذ تركي بن عبد الرحمن الخليفة، للوقوف على الحقيقة من خلال شريحة مكونة من أربعين أستاذا :
خلاصة الاستبانة التي بنيت عليها هذه الورقة الموجزة
نعم ... لا ... أحياناً
1-معلمو الحلقة بحاجة لتأهيل تربوي للتعامل مع الطلاب ... 32 ... 80% ... 1 ... 2.5% ... 7 ... 17.5%
2-حضرت برنامجاً تدريبياً في تربية الشباب والتعامل معهم ... 23 ... 57.5% ... 13 ... 32.5% ... 4 ... 10%
3-أحس بالقصور في الجانب التربوي مع الطلاب ... 8 ... 20% ... 11 ... 27.5% ... 20 ... 50%
4-لدي القدرة على التأثير في الطالب وتعديل سلوكه ... 21 ... 52.5% ... 2 ... 5% ... 17 ... 42.5%
5-أضع خطة مكتوبة لعلاج مشاكل الطلاب ... 8 ... 20% ... 15 ... 37.5% ... 18 ... 45%
6-أستخدم المحفزات المادية والمعنوية في تعاملي مع الطلاب ... 26 ... 65% ... 3 ... 7.5% ... 9 ... 22.5%
7-أراعي الفروق الفردية بين الطلاب ... 34 ... 85% ... 2 ... 5% ... 4 ... 10%
8-ينظر لي الطلاب كأخ أكبر ... 35 ... 87.5% ... 1 ... 2.5% ... 4 ... 10%
9-علاقتي مع أسر الطلاب جيدة ... 25 ... 62.5% ... 3 ... 7.5% ... 12 ... 30%(1/7)
10-قرأت مقالاً وكتباً عن المرحلة العمرية التي أتعامل معها ... 23 ... 57.5% ... 8 ... 20% ... 9 ... 22.5
11-أستفيد ممن سبقني في التعامل مع الطلاب ... 35 ... 78.5% ... 1 ... 2.5% ... 3 ... 7.5%
12-علاقتي بالطلاب ممتازة ... 39 ... 97.5% ... 1 ... 2.5% ... 0 ... 0%
13-علاقتي بالطلاب داخل الحلقة فقط ... 6 ... 15% ... 29 ... 72.5% ... 5 ... 12.5%
14-أحتمل سلوكيات الطلاب مهما كانت ... 27 ... 67.5% ... 3 ... 7.5% ... 9 ... 22.5%
15-توجد لقاءات تربوية إيمانية لطلاب الحلقة ... 26 ... 65% ... 4 ... 10% ... 10 ... 25%
16-أزود الطلاب ببعض المواد التربوية الصالحة لهم ... 19 ... 47.5% ... 6 ... 15% ... 14 ... 35%
17-أستخدم الضرب كوسيلة ردع للطلاب ... 3 ... 7.5% ... 35 ... 87.5% ... 2 ... 5%
18-أستخدم الطرد من الحلقة كأسلوب تأديبي ... 3 ... 7.5% ... 23 ... 57.5% ... 14 ... 35%
19-أفصل بين الطلاب حسب أعمارهم ... 29 ... 72.5% ... 3 ... 7.5% ... 6 ... 15%
20-أنادي الطلاب بألفاظ تربوية ... 36 ... 90% ... 1 ... 2.5% ... 2 ... 5%
تحليل الاستبانة التربوية :
نستخلص من الاستبانة السابقة النتائج التالية :
1. اقتناع 80% على الأقل من معلمي القرآن بأنهم في حاجة إلى تأهيل تربوي للتعامل مع الطلاب ولم ير عدم ضرورة ذلك إلا واحد فقط ، بينما يرى البقية أنه لو حصل فلا بأس به ، علما بأنه لم يحضر برنامجاً تدريبياً في تربية الشباب والتعامل معهم سوى 57% ، مع أنهم معلمون في جهات تعليمية.(1/8)
2. يحس أكثر من 47% منهم بالقصور في الجانب التربوي ، مع أن لعدد منهم تأهيل تربوي سابق في الجامعات ، ونصفهم فقط 52% الذي أكدوا قدرتهم على تعديل السلوك، بينما تردد النصف الآخر ، وأكثر من النصف بقليل فقط الذين اطلعوا على مقالات أو كتب حول التعامل مع المرحلة العمرية التي يتعاملون معها ، بينما 22% أحيانا ، و20% لم يقرأوا نهائيا حول ذلك شيئا يذكر، وهي نسبة تجعلنا نلتفت إلى ضرورة العناية بالتثقيف التربوي لمعلمي الحلقات ، وخاصة أنه مجال متجدد الأبحاث والنتائج ، كما أن المستجدات التي تقذف بها المادية المعاصرة معظمها للأطفال والشباب ، فلا بد من مضاعفة الجهد بالدراسات المتلاحقة لمواكبة هذا السيل بمواجهته أو مدافعته أو توجيهه أو الاستفادة منه حسب وضعه وقصد أصحابه.
3. لم يؤكد سوى 20% منهم فقط أنه يضع خطة لعلاج مشكلات الطلاب، بينما 45% أحيانا ، أما 37% فهم يقرون بأنهم لا يضعون أية خطة لذلك. مما يدل على الارتجالية في التعامل التربوي مع الطلبة.
4. الذين يستخدمون المحفزات المادية والمعنوية دائما فهم 65% ، وأحيانا 22.5%، بينما أكثر من 7% لا يستخدمونها أصلا. وهي نسبة طيبة، غير أن الاستبانة لم تفصل بين التحفيز الداخلي والخارجي ، على أهمية الفرق بينهما، وضرورة تعزيز وجود الأول، على عكس ما يحدث الآن في حلق القرآن الكريم من زيادة الاهتمام بالجوائز والهدايا التشجيعية؛ حتى أصبحت هدفا ومقصدا لبعض أبنائنا ، وهو ما يقصف أجنحة الإبداع كما يؤكد المختصون.
5. لعل الوعي التربوي بمراعاة الفروق الفردية بين الطلاب أكبر من غيره ، فقد أكد 85% من الشريحة المدروسة أنهم يراعونها في المعاملة ، و5% فقط الذين لا يراعونها كما يذكرون ، و10% أحيانا ، كما أن 72% يفصلون بين الطلاب حسب أعمارهم، ولا يفعل ذلك 7.5% ، ويفعل ذلك أحيانا 15%.(1/9)
6. الامتزاج الصحي الذي نبحث عنه بين المربي والطالب كشفت عنه الفقرة الخاصة بنظرة الطالب لأستاذه بوصفه أخا أكبر، حيث وجدنا أغلبية الطلبة 87.5% يرون ذلك من منظور الأساتذة بالطبع، بينما لا يوجد ما يثبت ذلك من قبل الطلبة ، ولم ينف وجود ذلك سوى واحد فقط ، بينما قال 10% أحيانا. أما عن مقياس علاقة المعلم مع أسر الطلاب، فإن 62.5% قالوا بأنها جيدة ، ونفى وجود ذلك 7.5% ، و30% أحيانا ، مما يعزز ضرورة الاهتمام بهذا الجانب التربوي المهم في تكامل التربية، وعدم تضاربها وتناقضها بين الحلقة والمنزل.
7. حاول 78.5% من المعلمين أن يستفيدوا من خبرات من سبقهم ، بينما قل ذلك عند 7.5 % منهم ، ونفى واحد منهم أن يكون ذلك قد حدث ، وهو ما يجعل القائمين على الجمعيات يلتفتون إلى أهمية توفير الفرص لتبادل الخبرات داخل الحلقة الواحدة ، أو في ورش عمل تعقد من أجل ذلك على مستوى المحافظة أو المنطقة.
8. ذكر معظم المعلمين بأن علاقته بالطلاب ممتازة 97.5% ، ولم ينف ذلك غير واحد فقط ، وهذا من منظور الأساتذة أما منظور الطلاب فهو أمر غائب عنا كما أن هذه العلاقة مبهمة الآن ، وتتبين من خلال قائمة أخطاء المعلمين التي تتلو هذا التحليل ، أخطاء فادحة في تلك العلاقة عند بعض الأساتذة ، مما يشككنا في نسبة مصداقية تقييم الأساتذة لعلاقتهم مع طلابهم. وهو ما أراه في الفقرة المعنية بنداء الطلاب بألفاظ تربوية ، حيث يدعي 90% منهم عنايتهم الفائقة بذلك ، بينما 5% أحيانا ، وواحد فقط الذي نفى ذلك.
9. نفى 72.5% من الشريحة علاقتهم بالطلاب خارج الحلقة ، ولم يثبت ذلك دائما غير 15% فقط ، بينما ذكر ذلك على قلة 12.5% فقط، ولعل فيما سيأتي من مقترحات حلول وسطية لهذه القضية الحساسة.(1/10)
10. وفي فقرةٍ تحاول قياس درجة الحلم عند الأساتذة على طلابهم ، ادعى 67.5 منهم أنهم يحتملون سلوكيات الطلاب مهما كانت ، وهو التقبل الذي يؤكد علم النفس التربوي على أنه أعلى درجات الأساليب التربوية نجاحا ، بينما 22.5% يرون أنهم لا يتمتعون بهذه الصفة إلا أحيانا ، أما 7.5% فهم لا يتصفون بهذه الصفة نهائيا. ولذلك فإن 87.5% لا يستخدمون الضرب ، بينما يستخدمه 7.5% دائما ، ولا يستخدمه 5% إلا أحيانا , وهي نسبة جيدة ، تدل على زيادة الوعي التربوي في هذا الجانب. كما نفى 57.5% أنهم يستخدمون الطرد من الحلقة بوصفه أسلوب ردع ، بينما يستخدم ذلك 35% أحيانا ، و7.5% دائما. وهي قضية تربوية تحتاج إلى دراسة ونشر وعي أكبر.
11. أكد 65% من الأساتذة أن طلابهم يحضرون لقاءات تربوية إيمانية ، بينما 25% أحيانا ، أما 10% فلم تتح الفرصة لطلابهم أن يتلقوا جلسات تربوية هادفة، ولو نظمت من خلال الحلقة نفسها لانتفع الطلاب كلهم.
12. ذكر 47.5% أنهم يزودون طلابهم بالمواد التربوية الصالحة المصلحة لهم إن شاء الله ، بينما يفعل ذلك 35% أحيانا ، وينفي 15% ذلك تماما ، ولو أن الجمعيات قامت بذلك بشكل دوري ، عن طريق طباعة كتيبات صغيرة أو مطويات ووزعتها على الطلاب ، ثم فعلتها بمسابقة أو برنامج معين لكان في ذلك خير كثير .
أهم الملحوظات التربوية على معلمي القرآن الكريم في الحلق من خلال خانة المحوظات في الاستبانة السابقة :
1. المعاملة القاسية للطلاب.
2. التلفظ بالألفاظ المشينة.
3. التوبيخ أمام الطلاب.
4. الترفع على الطالب بأساليب عديدة.
5. نشوء علاقة مريضة بين المعلم والطالب وخاصة صغير السن.
6. ترك المشكلات التربوية الناشئة يوميا بلا حلول.
7. كشف أسرار الطلبة بعضهم لبعض.
8. تفضيل بعض الطلاب بعضهم على بعض.
9. الإهمال التام للنظام وعدم الحزم.
10. الغضب السريع والمستمر حتى تظهر شخصية المعلم انفعالية باستمرار.(1/11)
11. الطرد من الحلقة لأسباب غير قوية.
12. التركيز على السلبيات والأخطاء لدى الطالب.
13. ضمور الابتسامة والبشاشة.
14. الاستهزاء والسخرية بالطالب.
15. التركيز الكلي على الحفظ وتقييم الطالب من خلال ذلك فقط.
16. عدم الاهتمام بتعديل السلوك.
17. التعيير بمواقف سابقة، بحيث لا يفتح له فرصة جديدة للتغيير الإيجابي.
18. ممارسة سلوكيات تخل بالمروءة والعرف العام.
19. الوعد بالجوائز ثم إخلاف الوعد.
20. عدم مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب ، وربما وقع في المقارنة السلبية.
21. عدم السؤال عن الطالب إذا افتقد.
22. رفع الصوت على الطالب خلال التسميع والتعليم.
23. قلة التحفيز في مقابل كثرة المحاسبة الدقيقة.
24. عدم منح الطالب فرصة المشاركة في حل مشكلته.
25. استخدام الضرب بوصفه وسيلة أساس ، دون حاجة ماسة لذلك.
26. سوء الظن في الطالب بدلا من إلصاق الصفات الحسنة به ليفعلها.
27. التذبذب في شخصية المعلم ومخالفة فعله لقوله؛ مما لا يجعله قدوة حسنة لطلابه.
28. عدم التحفيز الخاص بالمميزين ، مما يؤدي إلى انطفاء التنافس.
29. الجمود في التفكير ، وعدم الرغبة في التجديد.
30. عدم التخطيط لتطوير الطالب.
31. المزح الزائد من المعلم ؛ مما يفقده هيبته.
32. ضعف شخصية المعلم؛ مما يجعله هزيلا أمام طلابه.
33. وجود مشكلات أسرية لدى المعلم؛ مما يؤثر على أدائه.
34. عدم الشعور بالمسؤولية.
35. الروتين الممل ، بحيث تسير الحلقة سيرا محددا لا يتغير كل يوم.
36. عدم استشعار الأجر ؛ ولا سيما من يأخذون مكافآت.
...
هذه الملاحظات بالطبع لا تعني أبدا أن توجد في شخص واحد ، أو حتى أنها غالبة على معلمي الحلقات ، ولكنه تعني أنها موجودة بالفعل ، ولا سيما أن معظمها تكرر في استبانات الشريحة المدروسة.
كما إن ذكرها وتعدادها لا يقصد به سوى الوقوف على الواقع لمحاولة تحسينه.
( الحلول المقترحة للحالة التربوية المطروحة )(1/12)
1. تطوير نظام إدارة الحلقات :
أن يقوم نظام الحلقة على أساس تخصيص مدير لها خلال فترة الحلقة فحسب ، ومشرف أو أكثر بحسب كبرها ، بحيث لا يكون من وظائفهم التحفيظ ، وإنما التسجيل والمتابعة العلمية والتربوية، وتكون لهم مكاتب وملفات ، وتهيأ لهم الأجهزة اللازمة والحواسيب.
2. الاهتمام بشخصية المعلم :
من الواقع نرى أن عددا من الجمعيات لا تختبر في المتقدم للعمل محفظا إلا إجادته لتلاوة كتاب الله ، ولكنها تهمل النظر في قدرته على التعليم وشخصيته ، وعلى هذا فالمقترح هو أن يكون من ضمن الشروط أن يكون مؤهلا تربويا أكاديميا ، أو يكون ممن يتمتعون بالحس التربوي ، ويشهد له بذلك ، من حسن المعاملة مع الطلبة ومع الآخرين ، ويكون توظيفه مؤقتا لمدة ثلاثة أشهر ، ثم ينظر في أمره بحيث لا يستمر إلا من أثبت جدارته ونجاحه.
3. تدريب المعلمين بالوسائل الحديثة على الجوانب التربوية :
أن يصمم برنامج تدريبي عبارة عن دورة من خمسة أيام ، تطبع حقيبتها التدريبية في مطابع جيدة ، بعدد معلمي الحلقات في المملكة كلها ؛ حتى تكون أقل تكلفة ، وأكثر جودة من التصوير العادي . ثم يقدمها مدرب متميز في هذا الشأن لمجموعة من المدربين المحترفين من جميع أنحاء المملكة يجتمعون في مكة أو أي مدينة تحدد فيما بعد ، ثم ينطلق هؤلاء في شبه حملة توعوية ليقوموا بتدريب كل أساتذة الحلقات في بلدانهم بلا استثناء ، بجدول زمني يستمر لمدة عام كامل في كل منطقة ومحافظة ، ثم يكرر لكل مجموعة جديدة فيما بعد.
4. تفعيل دور دفتر المتابعة تربويا :(1/13)
تقوم كل جمعية بطبع دفتر لمتابعة حفظ القرآن الكريم ، وهو في الغالب لا يتابع غير حضور الطالب وحفظه الجديد ، ومراجعته ، أي أنه لا يخدم العملية التربوية نهائيا ، فلو أنه أضيف إليه بنود جديدة ، تعنى بأدبه في جلوسه ، وعلاقته بشيخه، وعلاقته بإخوانه الطلبة ، وسمته العام ومظهره ، وأخلاقه ، وربما يكون من الصائب أن يوضع لكل يوم هدف سلوكي واحد يحققه الطالب؛ لكان للدفتر شأن تربوي رائع . على أن بعض الجمعيات أضافت بعض البنود التربوية ، ولكنها لم تُفَعِّلها في المتابعة ، نظرا لأن الهدف الموضوع في الأساس هو التحفيظ وليس التربية ، بينما الأخطاء التربوية والفكرية التي يقع فيها طالب واحد كان يوما ما في حلقة تحفيظ محسوبة على الجمعيات القرآنية كلها.
5. العناية بأمر الصلاة بوصفها ذروة التربية الإيمانية:
يمكن إضافة بند في دفتر المتابعة لمتابعة الصلوات ، ولا سيما صلاة الفجر، وتكون الإجابة عليه بسؤال الطالب فقط دون أي تحر آخر ؛ حتى يتعود الطالب على أدائها، مع ما تحمله من مفاهيم تربوية عالية، وتقوية للصلة بالله عز وجل ومراقبته ، ويكتفى بخبر الطالب نفسه حتى تغرس الثقة في نفسه.
6. مد الجسور مع الطالب خارج دائرة الحلقة :(1/14)
من المهم جدا ألا تكون علاقة الحلقة بالطالب محصورة دائرة المسجد وحده ، بل لا بد من تسجيل رقم والده ، ومعرفة مكان بيته ، وذلك لدعوة والده أن يحضر للاتفاق على وسيلة واضحة للتواصل ، بحيث يتم إخبار الوالد شهريا ( على الأقل ) عن حضور ولده، ومستواه العلمي والسلوكي، وطرح أي مظاهر تربوية تستحق الذكر والتشاور معه لرفع مستواه السلوكي. وقد كشفت هذه الطريقة حين نفذها مدير إحدى الحلقات المنظمة جيدا ، عن جهل بعض الآباء بحال أولادهم ، وأنهم يظنون أنهم يداومون ، وهم في الحقيقة يتحججون بالحلقة ويذهبون حيث يشاؤون. كما لهذه الطريقة فائدة كبرى حين يكشف الانحراف اليسير لدى الطالب مبكرا ، ثم يعالج بين البيت والحلقة قبل أن يستفحل.
7. غرس مفهوم احترام المعلم في نفوس الطلاب :
على الحلقة أن تغرس مفهوم احترام المعلم في نفوس طلابها ، مهما كان ضعيف الشخصية ، أو من جنسية تعود الطلاب عدم احترام أبنائها للأسف الشديد.
8. انتهاج منهج التعزيز والتحفيز :
تعزز أخلاق الطلاب العالية بالثناء العاطر عليها أمام الأقران والفخر به ، وندائه بنداء الرجولة والكنية ، مع التذكير بالإخلاص . كما أنه لا بد - في المقابل - أن يتجنب الأستاذ كل الألفاظ القبيحة ، أو النابية ، أو المثبطة للهمم ، أو التي تلصق صفة رديئة للطالب، حتى لو كان الطالب كذلك ، ومن أسوء ما انتشر هو تقبيح الوجه والسباب، مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ((ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت قال أبو داود ولا تقبح أن تقول قبحك الله)) (1) . أو نداء الطالب بالغباء وعدم الفهم وأنه لا خير فيه، فلكل ذلك مضار لا يمكن معرفة مدى عوائدها المستقبلية ، والتي قد تصل إلى انصراف الولد عن القرآن والعلم ، وانهدام مستقبله كله.
9. طرح موضوعات تربوية :
__________
(1) سنن أبي داود كتاب النكاح باب في حق المرأة على زوجها ح (2142)(1/15)
يقترح أن يكون أحد أيام الأسبوع لطرح موضوعات تربوية ؛ كالآداب والأخلاق والمعاملات والرقائق ، ويمكن أن يكون ذلك كل يوم في عشر دقائق تحدد في أي وقت من أول الحلقة أو وسطها أو ختامها.
10. تشجيع المعلمين المتطوعين :
يشجع المعلمون المتطوعون الذين يقومون بالعمل على أنه رسالة لا وظيفة، فهؤلاء هم الأجدى دون شك ، ولا بأس بأن يعطوا مكافآت تقديرية.
11. القيام برحلات تربوية :
تنظم رحلات تربوية ؛ من أجل أن يرى الطالب أستاذه في أحوال مختلفة ، فيأخذ منها ويقتدي بها ، كما أن في هذه الرحلات تنكشف نفس الطالب للأستاذ فتتبين دخائله التي ربما لا يمكن منها جو المسجد ؛ وذلك للتعرف عليها ومعالجتها.
12. ربط علاقات أخوية بين الطلاب :
الحرص على ربط علاقات صداقة بين الطلبة ، عن طريق ترتيب برامج تربوية بينهم خارج دوائر الحلقات ، حتى لا يقعوا فرائس لأصحاب السوء.
13. الاستفادة من لوحات الرسائل العقلية :(1/16)
توضع لوحات جيدة التصميم ، تشير إلى هدف حفظ كتاب الله الأخروي ، مثل حديث : (( يجئ القرآن يوم القيامة فيقول يا رب حله فيلبس تاج الكرامة ثم يقول يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ثم يقول يا رب ارض عنه فيرضى عنه فيقال له اقرأ وارق وتزاد بكل آية حسنة )) (1) ، والحديث الآخر : (( يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند خر آية تقرأ بها )) (2) ؛ فقد درس أثرها علميا فوجدت أنها مؤثرة نفسيا ، وتحدث تغييرا حقيقيا.
14. العودة إلى أسلوب الصحابة :
القيام بتجربة تنفذ فيها طريقة الصحابة رضي الله عنهم ، بحيث يحفظ الطالب عشر آيات فقط ، ويتعلم ما فيها من العلم والعمل .
15. التخطيط لتربية حافظ القرآن :
وضع خطة تربوية محكمة لتربية طالب التحفيظ وتنمية شخصيته من جميع جوانبها، من خلال ورش عمل تعقد من أجل ذلك.
16. التنويع في الأساليب التربوية التوجيهية:
يمكن توجيه الطلاب تربويا عن طريق برامج تدريبية ، أو مسابقات بحثية أو ملخصات لفصول من كتب أو كتيبات صغيرة في الأخطاء التربوية الشائعة بينهم ، أو في عدد من المعاني التي ينبغي أن يتحلوا بها.
17. الاستفادة من التفسير وسيلة تربوية :
شرح بعض الآيات القرآنية ذات الدلالات التربوية ؛ كوصايا لقمان لابنه وهو يعظه، أو سورة الحجرات ونحو ذلك.
18. العناية بنفسية الطالب :
__________
(1) قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح عن أبي هريرة نحوه ولم يرفعه قال أبو عيسى وهذا أصح من حديث عبد الصمد عن شعبة)) سنن الترمذي كتاب فضائل القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باب ح (2915).
(2) قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن عاصم بهذا الإسناد نحوه)) سنن الترمذي كتاب فضائل القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باب ح (2914) .(1/17)
ينبغي للمعلم أن يسأل عن حال الطالب الصحية والنفسية كلما رآه ؛ حتى يقترب منه نفسيا فيحب الأستاذ ، ويحب من أجله الحلقة والحفظ والمدارسة، بدلا من أن تكون العلاقة به جافة ، مبنية على المحاسبة المحضة على تقصيره أو أدائه، ويمكن زيارة الطالب في منزله حين يتفوق أو يمرض بحضور والده ، فلهذا أثر عظيم جدا على نفسيته.
19. بروز عنصر التضحية من المعلم لطالبه :
حين يحس الطلاب بتضحية أستاذهم من أجلهم ، فإنهم يحبونه أكثر ، ويستفيدون منه أكثر.
20. تأهيل المعلمين ببرامج تدريبية في العلاقات الأسرية :
فقد لوحظ أثر المشكلات الأسرية على أداء المعلم ، ومساعدته في حل المشكلات له أثر فعال في صفاء نفسه للعمل والأداء الحسن .
21. دمج الحلق الصغيرة في حلق مركزية :
يمكن دمج الحلق الصغيرة المتقاربة ؛ لتكوين حلق مركزية ؛ لتطبيق هذا البرنامج عليها.
( شكر خاص )
للأساتذة الموجهين الذين شاركوني بعض آراء الورقة في اجتماع عقد يوم الأحد 5/5/1426هـ، وكلهم موجهون في جمعية تحفيظ القرآن الكريم في الأحساء جزاهم الله خير الجزاء :
1. الأستاذ تركي بن عبد الرحمن الخليفة (قام بتصميم الاستمارة وتوزيعها وجمعها بتوجيه وإشراف من معد الورقة).
2. الأستاذ تركي بن عبد اللطيف بن أحمد التركي.
3. الأستاذ ناصر بن عيسى بن ناصر العتوي.
4. الأستاذ أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الخليفة.
5. الأستاذ صالح بن أحمد بن حسن المحيسن.
6. الأستاذ محمد بن فهد بن محمد الحنيف.
7. الأستاذ منصور بن عبد الله المنصور.
8. الأستاذ عبد الإله بن صالح بن سعود الذوادي.
كم أشكر المعلمين الذين أسهموا بآرائهم من خلال تعبئة الاستبانة .
استبانة حول ( التعامل التربوي لمعلم حلقة القرآن الكريم )
معلم الحلقة الفاضل / ............................................. حفظكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:(1/18)
فإنه لا يخفى عليكم ما تقوم به جمعية تحفيظ القرآن الكريم من جهود مشكورة في خدمة كتاب الله وأهل القرآن ، وإن منها الاهتمام بالتعامل التربوي لمعلم الحلقة مع طلابه.
لذا صممت هذه الاستبانة والتي نرجو منك ـ حفظك الله ـ تعبئتها بصراحة تامة .
مع فائق الشكر والعرفان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاسم?اختياري??????????????? ... ... ??????العمر????????????????? ... ??????????المؤهل?الدراسي??
كم?سنة?لك?في?تعليم?القرآن?????? ... ... ????????????????????كم?عدد?المعلمين?في?حلقتك??
???????????
??م ... البيان ... نعم ... لا ... أحيانا ... سلبيات في تعامل المعلم مع الطلاب
محرم ... معلمو?الحلقة?بحاجة?لتأهيل?تربوي?للتعامل?مع?الطلاب
صفر ? ... حضرت برنامجا تدريبيا في تربية الشباب والتعامل معهم
ربيع أول ... أحس?بالقصور?في?الجانب?التربوي?مع?الطلاب
ربيع ثان ? ... لدي قدرة على التأثير في الطالب وتعديل سلوكه
جمادى أول ... أضع?خطة?مكتوبة?لعلاج?مشكلات?الطلاب
جمادى ثان ? ... أستخدم المحفزات المادية والمعنوية في تعاملي مع الطلاب
رجب ... أراعي?الفروق?الفردية?بين?الطلاب
شعبان ? ... ينظر لي الطالب بوصفي أخا أكبر
رمضان ... علاقتي?مع?أسر?الطلاب?جيدة
محرم شوال ? ... قرأت مقالا وكتبا عن المرحلة العمرية التي أتعامل معها
محرم محرم ... أستفيد?ممن?سبقني?في?التعامل?مع?الطلاب
محرم صفر ? ... علاقتي بالطلاب ممتازة
محرم ربيع أول ... علاقتي?بالطلاب?داخل?الحلقة?فقط
محرم ربيع ثان ? ... أحتمل سلوكيات الطلاب مهما كانت
محرم جمادى أول ... توجد?لقاءات?تربوية?إيمانية?لطلاب?الحلقة
محرم جمادى ثان ? ... أزود الطلاب ببعض المواد التربوية الصالحة لهم
محرم رجب ... أستخدم?الضرب?بوصفه?وسيلة?ردع?لهم
محرم شعبان ? ... أستخدم الطرد من الحلقة أسلوبا تأديبيا
محرم رمضان ... أفضل?بين?الطلاب?حسب?أعمارهم?
صفر شوال ? ... أنادي الطلاب بألفاظ تربوية
خاتمة :(1/19)
أرجو أن تكون هذه الورقة قادرة على إيصال رسالة واضحة للقائمين على حلقات تحفيظ القرآن الكريم ، من خلال كشف الجانب المبهم من الوضع القائم ، فقد حاولت أن تشخص ثم تعالج .
وقد بعدت عن التنظير رغم إلحاحه علي (1) ، رغبة في أن تكون هذه الورقة مشروعا تنفيذيا ، يأخذ طريقه إلى التطبيق ليحصل النفع العام بمشيئة الله.
وكلي أمل أن يعينني الله تعالى لتحويل هذه الورقة إلى بحث متكامل يخرج كتابا نافعا لي ولمن اطلع عليه في الدنيا ، وذخرا عند الله في الآخرة.
وإني لأدعو الله تعالى لمن دعاني للمشاركة أن يوفقه دنيا وأخرى فقد منحني فرصة من الأجر المرجو عند الغفور الشكور ، راجيا من الله تعالى أن يبارك فيما كتبت، وأن يعفو عن زللي وتقصيري .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
__________
(1) أشير هنا إلى أبرز ما اطلعت عليه في هذا الباب ، مما يحسن الرجوع إليه لجودته :
1. ... كيف نرغب الناشئة في حفظ القرآن الكريم للشخ الفاضل : محمد بن محمود حوا ، دار الأندلس الخضراء.
2. ... التفاعل التربوي للدكتور محمد بن عبد العزيز النغيمشي ، موقع صيد الفوائد.
3. ... دور القرآن في تربية النشء - حلقة من منتدى المرأة - موقع قناة المجد على الإنترنت.
4. ... بعض مشكلات الطلاب السلوكية وكيفية التعامل معها للدكتور عبد الرحمن السحيباني - وزارة الشؤون الاجتماعية.
5. ... كيف ننتقل من الحفظ إلى التدبر - مجلة الدعوة ، مجموعة من كبار الدعاة.(1/20)