التحرش الجنس بالأطفال
إعداد / وسامْ
شبكة المعالي الإسلامية
منتدى الأسرة
مقدمة
أطفالنا أمل الغد ودعامة الأمة .مستقبلها الناهض وأحلامها القادمة .
رعايتهم والاهتمام بهم دلالة واضحة على وعي المجتمع وسعة إدراكه لأهمية رعاية هذه الشريحة لحساسيتها والذي يتركز في توفير الأمن العاطفي والهدوء النفسي فهو بوابة لبناء شخصية سوية . ومن هنا وجب الاعتراف بأن نسبة عالية من هذه الفئة الغالية تتعرض لابتزاز وحشي لعواطفها ومشاعرها وذلك بالاعتداء والتحرش الجنس .
وعلينا ألا نتعامى أو نتجاهل استشراءها كجريمة أخلاقية بمجتمعاتنا العربية بل لابد من مواجهتها كواقع وإن كان مؤلماً وقاسياً يتعرض له أبنائنا وفلذات أكبادنا وأن نجتهد بإيقاف هذا النزف من خلال توعية الأسرة بكل أفرادها بخطورة الأمر وأكثر من يتأثر نفسياً هن الفتيات الصغيرات فهناك من تعزف عن الزواج عند كبرها و تكره الرجال فأي قلوب هذه التي تهتك أجساد الصغار من غير ذنب لهم
تعريف الاعتداء الجنسي
تعريفه في الاصطلاح : هو خنجر مدبب الرأس حاد الشفرة عندما يحقن بسم الخسة والوحشية يكون مفعوله أقوى و هذا الخنجر برغم حدته إلا أن جل ضحاياه من اللحوم الرقيقة الطرية و الأجساد الناعمة والأنفس البريئة الزكية و تتفاوت وحشيته من خنجر إلى آخر على حسب اليد المحركة له فكلما كانت تلك الأيدي حقيرة و لئيمة كلما كان يفري الأجساد فرياً .
والاعتداء الجنسي على الطفل هو استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية لبالغ أو مراهق . وهو يشمل تعريض الطفل لأي نشاط أو سلوك جنسي , ويتضمن غالبا التحرش الجنسي بالطفل من قبيل ملامسته أو حمله على ملامسة المُتحرش جنسيا.
ومن الأشكال الأخرى للاعتداء الجنسي على الطفل المجامعة وبغاء الأطفال والاستغلال الجنسي للطفل عبر الصور الخلاعية والمواقع الإباحية.(1/1)
وللاعتداء الجنسي آثار عاطفية مدمّرة بحد ذاتها ، ناهيك عما يصاحبه غالبا من أشكال سوء المعاملة. وهو ينطوي أيضاً على خذلان البالغ للطفل وخيانة ثقته واستغلاله لسلطته عليه .
ورغم أن للاعتداء الجنسي بكل أشكاله آثارا عميقة ومريعة، إلا أن التحرش القسري يخلّف صدمة عميقة في نفس الطفل بسبب عنصر الخوف والعجز الإضافي.
وكلنا نعلم أثار ذلك وتبعاته النفسية على نفوسهم والتي قد تلازمهم مدى العمر وانعكاسات ذلك سلباً على بقية جوانب حياتهم
ما مدى شيوع هذه المشكلة؟
إن الاعتداء الجنسي على الطفل هو مشكلة مستترة ، وذلك هو سبب الصعوبة في تقدير عدد الأشخاص الذين تعرضوا لشكل من أشكال الاعتداء الجنسي في طفولتهم.
فالأطفال والكبار على حد سواء يبدون الكثير من التردد في الإفادة بتعرضهم للاعتداء الجنسي ولأسباب عديدة قد يكون أهمها السرية التقليدية النابعة عن الشعور بالخزي الملازم عادة لمثل هذه التجارب الأليمة.
ومن الأسباب الأخرى صلة النسب التي قد تربط المعتدي جنسيا بالضحية ومن ثم الرغبة في حمايته من الملاحقة القضائية أو الفضيحة التي قد تتبع الإفادة بجرمه.
وأخيرا فإن حقيقة كون معظم الضحايا صغارا ومعتمدين على ذويهم مادياً تلعب دورا كبيرا أيضا في السرية التي تكتنف هذه المشكلة.
ويعتقد معظم الخبراء أن الاعتداء الجنسي هو أقل أنواع الاعتداء أو سوء المعاملة انكشافا بسبب السرية أو "مؤامرة الصمت" التي تغلب على هذا النوع من القضايا.
كيف يقع الاعتداء ؟
هناك عادةً عدة مراحل لعملية تحويل الطفل إلى ضحية جنسية:
أولا : المنحى(1/2)
إن الاعتداء الجنسي على الطفل عمل مقصود مع سبق الترصد. وأول شروطه أن يختلي المعتدي بالطفل . ولتحقيق هذه الخلوة ، عادة ما يغري المعتدي الطفل بدعوته إلى ممارسة نشاط معين كالمشاركة في لعبة مثلا أو ما شابه ذلك. ويجب الأخذ بالاعتبار أن معظم المتحرشين جنسيا بالأطفال هم أشخاص ذوو صلة بهم . وحتى في حالات التحرش الجنسي من "أجانب" (أي من خارج نطاق العائلة) فإن المعتدي عادة ما يسعى إلى إنشاء صلة بأم الطفل أو أحد ذويه قبل أن يعرض الاعتناء بالطفل أو مرافقته إلى مكان ظاهره برئ للغاية كساحة لعب أو متنزه عام مثلا .
أما إذا صدرت المحاولة الأولى من بالغ قريب، كالأب أو زوج الأم أو أي قريب آخر، وصحبتها تطمينات مباشرة للطفل بأن الأمر لا بأس به ولا عيب فيه، فإنها عادة ما تقابل بالاستجابة لها. وذلك لأن الأطفال يميلون إلى الرضوخ لسلطة البالغين، خصوصا البالغين المقربين لهم. وفي مثل هذه الحالات فإن التحذير من الحديث مع الأجانب يغدو بلا جدوى .
ولكن هذه الثقة "العمياء" من قبل الطفل تنحسر عند المحاولة الثانية وقد يحاول الانسحاب والتقهقر ولكن مؤامرة "السرية" والتحذيرات المرافقة لها ستكون قد عملت عملها واستقرت في نفس الطفل وسيحوّل المتحرش الأمر إلى لعبة "سرنا الصغير" الذي يجب أن يبقى بيننا.
وتبدأ محاولات التحرش عادة بمداعبة المتحرش للطفل أو أن يطلب منه لمس أعضائه الخاصة محاولا إقناعه بأن الأمر مجرد لعبة مسلية وإنهما سيشتريان بعض الحلوى التي يفضلها مثلا حالما تنتهي اللعبة .
وهناك، للأسف، منحى آخر لا ينطوي على أي نوع من الرقة. فالمتحرشون الأعنف والأقسى والأبعد انحرافا يميلون لاستخدام أساليب العنف والتهديد والخشونة لإخضاع الطفل جنسيا لنزواتهم.
وفي هذه الحالات، قد يحمل الطفل تهديداتهم محمل الجد لا سيما إذا كان قد شهد مظاهر عنفهم ضد أمه أو أحد أفراد الأسرة الآخرين.
ثانيا : التفاعل الجنسي(1/3)
إن التحرش الجنسي بالأطفال، شأن كل سلوك إدماني آخر، له طابع تصاعدي مطّرد. فهو قد يبدأ بمداعبة الطفل أو ملامسته ولكنه سرعان ما يتحول إلى ممارسات جنسية أعمق تترك آثاراً إدمانية لدى الطفل نفسه .
ثالثا : السرية
إن المحافظة على السر هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للمتحرش لتلافي العواقب من جهة ولضمان استمرار السطوة على ضحيته من جهة أخرى.
فكلما ظل السر في طي الكتمان كلما أمكنه مواصلة سلوكه المنحرف إزاء الضحية.
ولأن المعتدي يعلم أن سلوكه مخالف للقانون فإنه يبذل كل ما في وسعه لإقناع الطفل بالعواقب الوخيمة التي ستقع إذا انكشف السر.
وقد يستخدم المعتدون الأكثر عنفا تهديدات شخصية ضد الطفل أو يهددونه بإلحاق الضرر بمن يحب كشقيقه أو شقيقته أو صديقه أو حتى أمه إذا أفشى السر . ولا غرابة أن يؤثر الطفل الصمت بعد كل هذا التهديد والترويع.
والطفل عادة يحتفظ بالسر دفينا داخله إلا حين يبلغ الحيرة والألم درجة لا يطيق احتمالها أو إذا انكشف السر اتفاقاً لا عمدا.
والكثير من الأطفال لا يفشون السر طيلة حياتهم أو بعد سنين طويلة جدا.
بل إن التجربة، بالنسبة لبعضهم، تبلغ من الخزي والألم درجة تدفع الطفل إلى تعمد تناسيها وتجاهلها (أو دفنها في لاوعيه) ولا تنكشف المشكلة إلا بعد أعوام طويلة عندما يكبر هذا الطفل المعتدى عليه ويكتشف طبيبه النفساني مثلا أن تلك التجارب الطفولية الأليمة هي أصل المشاكل النفسية العديدة التي يعانيها في كبره .
أو نلاحظ عليه أفعال وردود أفعال لا يمكن أبداً تفسيرها على أنها صادرة من شخص سليم.
الجريمة بالأرقام
التحرش الجنسي بالأطفال حقيقة قاسية للحياة في مجتمعنا للأسف. وهي أمر عام ومنتشر أكثر مما قد يلاحظه الناس .(1/4)
وحسب دراسة أعدها الدكتور علي الزهراني الحاصل على درجة الدكتواره في (سوء معاملة الأطفال والمراهقين) من قسم الطب النفسي بجامعة أدنبرة باسكتلندا، فإن : حوالي ربع أطفال المملكة العربية السعودية قد تعرضوا للتحرش الجنسي، والنسبة الدقيقة هي 22.7%، وأن 62.1% رفضوا الإفصاح عن الأشخاص اللذين أساءوا إليهم وترجع الدراسة ذلك إلى حساسية العلاقة التي تربطهم بهم. إلا أن 16.6% قالوا إن الأقرباء هم الذين أساءوا لهم جنسيا بينما قال 4.8 % أن إخوة من فعل بهم ذلك و12.3% أصدقاء و 2.1 % معلمين بينما تنخفض النسبة إلى 1 % لكل من الآباء والأمهات.
ولا تقتصر تلك الجريمة بحق تلك البراعم على المجتمع السعودي فقط بل تتعداه إلى العديد من المجتمعات..فأطفالنا يشكلون 45% من مجموع العرب بما يقارب مائة مليون طفل عربي .
ومما جاء في إحصائيات عربية
- في الأردن: تؤكد عيادة الطبيب الشرعي في وحدة حماية الأسرة بالأردن أن عدد الحالات التي تمت معاينتها خلال عام 1998 قد بلغ 437 حالة، شملت 174 حالة إساءة جنسية، كان المعتدي فيها من داخل العائلة في 48 حالة، وكان المعتدي معروفا للطفل الضحية (جار – قريب ) في 79 حالة، وفي 47 حالة كان المعتدي غير معروف للطفل أو غريبا عنه.
- في لبنان : أظهرت دراسة صادرة عن جريدة "لوريان لوجور" أن المتحرش ذكر في جميع الحالات، ويبلغ من العمر 7 - 13 عامًا، وأن الضحية شملت 18 فتاة، 10 أولاد تتراوح أعمارهم ما بين سنة ونصف: 17 سنة، وأشار المؤتمر اللبناني الرابع لحماية الأحداث إلى ارتفاع عدد الاعتداءات الجنسية على القاصرين خاصة الذكور منهم على يد أقرباء لهم أو معتدين قاصرين.(1/5)
- في مصر : تشير أول دراسة عن حوادث التحرش بالأطفال في مصر أعدتها الدكتورة "فاتن عبد الرحمن الطنباري" -أستاذة الإعلام المساعد في معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس- إلى أن الاعتداء الجنسي على الأطفال يمثل 18% من إجمالي الحوادث المتعلقة بالطفل، وفيما يتعلق بصلة مرتكب الحادث بالطفل الضحية أشارت الدراسة إلى أن النسبة هي 35% من الحوادث يكون الجاني له صلة قرابة بالطفل الضحية، وفي 65% من الحالات لا توجد بينهم صلة قرابة .
وبالنظر إلى القصص المذكورة عن أناس تعرضوا للتحرش وهم صغار وجد أن متوسط الأعمار يتراوح بين 25و ال 30 عاما
وفي دراسة أجرتها الدكتورة فضيلة محروس عام 2001 تبين لها أن 90% من الاعتداءات جسدية , و82% من الاعتداءات جنسية حصلت في أماكن يفترض أن تكون آمنة للطفل وحصلت من أناس الطفل يثق فيهم .
وقالت 77% من المعتدين أشخاص يفترض أن يكونوا في موضع الثقة من الطفل . وأكدت دراسة أجرتها أخصائية في مركز الرعاية الاجتماعية بالرياض أن 80% من المعتدين على الأطفال من الأقارب .
إذن يتعرض الأولاد والفتيات إلى التحرش أو الاعتداء الجنسي بواسطة بالغين أو أطفالاً أكبر سنناً منهم ويكونون غالباً مقربين منهم ويمكنهم استخدام القوة أو النفوذ معهم .
في 8 من كل 10 حالات يكون الضحية يعرف المعتدي، وغالباً ما يكون المعتدي شخص يثق فيه الطفل أو يحبه، فيستغل المعتدي هذه الثقة أو الحب ويغري الطفل للانخراط في ممارسات لا يعرف الطفل حقيقتها وينخدع بها في البداية.
آراء المختصين
اخترنا لكم بعضها من مواضيع منشورة لهم
تؤكد الأستاذة الدكتورة "هناء المطلق" -المعالجة النفسية، عضوة هيئة التدريس بكلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض- ..(1/6)
أن أقل تحرش جنسي بالطفل يخلق له عاهة نفسية مستديمة طوال حياته، وأقولها من منطلقات علمية علاجية، إلا أن معظم الناس لا يدرون عما يحدث لأطفالهم ، ليس بالضرورة لإهمال منهم ، بل لأن الطفل ربما لا يصارح أحدا بما حدث ؛ فقد يخاف أو يشعر بالذنب؛ فهو لا يعرف أنه بريء، وأنه ضحية، ولا يدري ما حجم دوره في الموضوع، بل وحتى الكبار يصمتون حين يعرفون، وكثيرًا ما أسمع عن أمهات سكتن عما حدث لأطفالهن؛ حفاظًا على علاقتهن بالجاني؛ فهو من الأقارب، وهي لا تريد لفت انتباه أحد، أو تخاف ألا يصدقها الآخرون.
وتتابع: كل هذا وهي لا تعرف الآثار النفسية الخطيرة التي يتعرض لها ابنها أو ابنتها المعتدى عليها؛ فالرجل ربما يتوحد مع الجاني ويأخذ طريقه إلى الشذوذ، ناهيك عن حالات الخوف والقلق التي تلازمه طوال حياته. أما المرأة فإن أكثر ما ينعكس على حياتها من جراء ذلك خوفها من الرجال عمومًا، والرهبة دون أسباب واضحة، والخوف من المستقبل ، والخوف من العلاقة العاطفية الخاصة في الزواج، وتخاف من لمس الأماكن الحساسة في جسدها؛ فذلك يحرك مخاوفها القديمة الراكدة، وقد يتولد للمرأة أيضًا شذوذ جنسي ربما بشكل غير مباشر؛ فتكره الرجل، وتميل إلى جنسها حين تشعر بالأمان، وكثير من العلاقات في الزواج تدمَّر بسبب تحرش جنسي على المرأة حين كانت طفلة؛ حتى إن كان مجرد لمس جارح لملابسها؛ فالموقف برمته يحدث شرخًا بداخلها.
وعن الآثار النفسية يقول الدكتور "عمرو أبو خليل":(1/7)
إن المشكلة تكمن في الشعور بالذنب الذي يسيطر على الطفل ، واتهامه لنفسه بعدم المقاومة ، وهذا الشعور هو أبو المصائب النفسية جميعها التي من الممكن أن تصيبه لاحقًا ما لم يتخلص منه. والغريب أن المجتمع يساهم في تأصيل مثل هذا الشعور وتأكيده عن طريق نظرته إلى ما حدث للطفل المعتدى عليه بأنه فضيحة هو مسئول عنها، ناهيك عن توبيخ الأسرة له التي من المفترض أنها مصدر الأمان له، ومطالبته بالسكوت، خاصة إذا كان المعتدي من أفراد العائلة.
وهذا كله يجعل الطفل يفقد الثقة في نفسه وفي أسرته وفي المجتمع بشكل عام الذي لم ينصفه وهو المظلوم المعتدى عليه، ومرحلة الطفولة تكون من المراحل المبكرة للنمو النفسي لدى الإنسان، وأي اختلال فيها كهذا الموقف يؤدي إلى زيادة إمكانية تعرض هذا الطفل لشتى أنواع المرض النفسي، وقد يسلك الطفل نفس سلوك الجاني بالاعتداء على آخرين كنوع من الانتقام.
وتذكر الكاتبة أمل زاهد في إحدى مقالاتها(1/8)
قد ثبت علميا أن من أكثر الإشكاليات صعوبة هو التعامل مع آثار ما بعد التحرش الجنسي وأنها تترك بصماتها البشعة على نفس الضحية وقد لا تستطيع أبداً التخلص من آثارها الأخطبوطية الملتفة بإحكام عليها.. من شعور بالدونية وإحساس قاتل بالذنب لأنه ـ الضحية ـ يعتقد أنه شريك للجاني في جريمته بشكل أو بآخر. ولذلك يتحتم علينا أن نحاول أن نقضي على المشكلة من دابرها وذلك بتوفير سبل الوقاية منها، ويأتي على رأسها كشف المستور والحديث عن المسكوت عنه بتوعية الأطفال والانفتاح على التحدث معهم عن هذه الأمور الحساسة والخطيرة، وتثقيفهم وتغذية شعورهم بالكرامة الإنسانية وتوعيتهم بطرق الدفاع عن أنفسهم والوقوف بصلابة وحزم في وجه من يحاول أن يتحرش بهم جنسيا. وبدلا من محاولة قلب الطاولات وتوجيه أصابع الاتهام إلى الغرب الموبوء بالأمراض الاجتماعية يجب أن نستفيد من تجاربه في علاج هذه المشكلات، فقد واجهت المجتمعات الغربية هذه الظاهرة بسلاح ماض وفعال وهو الصراحة والتثقيف والتوعية عبر وسائل الإعلام ومن على منابر المدارس نفسها . وأذكر أنني فوجئت بكثافة الحملات التي تتحدث عن التحرش الجنسي عندما كنت أعيش في أميركا وغالبا ما تتبلور هذه الحملات في تعزيز الشعور بالكرامة الإنسانية و كيف يقول الطفل أو المراهق لا لمن يحاول أن ينتهك حرمة جسده أو يمتهن إنسانيته، وتزويد الأطفال برقم الخط الساخن المفتوح على مدى الأربع والعشرين ساعة لمساعدة من يتعرض للتحرش الجنسي وتخليصه من براثن تلك الدوامة، ثم مساعدته على التخلص من التبعات النفسية ونتائج ذلك الفعل المدمر، وينشر رقم الخط الساخن في كافة الأماكن العامة والمدارس ومدن الملاهي وحتى في سوبر ماركت الحي .
لماذا يتعرض الأطفال للاعتداء الجنسي ؟
الدكتور مصطفى السهل أخصائي أطفال يطرح سؤال ويتناوله بالشرح لماذا يتعرض الأطفال للاعتداء الجنسي ؟(1/9)
ــ الأطفال دائماً ما يُنظر إليهم باعتبارهم أشخاص عديمي الحيلة، وبالتالي يُعتبرون هدف سهل من وجهة نظر المعتدي .
ـــ يحكم الأطفال على الآخرين هل هم أشرار أم لا اعتماداً على المظهر الخارجي وليس الدوافع الداخلية .
ـــ يُربى الأطفال على أن الراشدين دائماً على صواب ومن اللائق إطاعة أوامرهم.
ـــ بعض الأطفال لديهم فضول لاستكشاف جسدهم خاصةً صغار الأطفال، وقد لا يتفهم الوالدين ذلك في الوقت الذي تكون خبرة الاعتداء محققة لهذا الفضول.
لكن لماذا يحجم الأطفال عن إخبار الوالدين بواقعة الاعتداء الجنسي ؟
عادةً يحتفظ المعتدي بواقعة الاعتداء بمثابة سر بينه وبين الطفل فيخبر الطفل بضرورة عدم إفشاء سرهما ، وفي هذه الحالة قد يُدرك الطفل أن الجانب الخاطئ في واقعة الاعتداء هو إفشاء السر في حد ذاته وليس حادثة الاعتداء فيفترض أنه إذا ما حكى لوالديه فسيعاقب على عدم احتفاظه بالسر .
يستلزم إفصاح الطفل عن الواقعة استخدامه لكلمات يعرف أنها بذيئة وقد يكون سبق عقابه على استخدامها، وبالتالي يحجم عن التصريح بالواقعة لوالديه خوفاً من التوبيخ الذي سيتلقاه حين يتفوه بهذه الكلمات .
ويعتقد بعض الأطفال أن ما يحكيه لوالديه يتم نقله لآخرين كالأقارب والأصدقاء، ومن ثم يتعمدون إخفاء الواقعة سواءً أدركوها حدث سيئ أم سر خاص بهم
يؤكد الدكتور عبد الله الورديني -أخصائي نفسي-
أن أسباب صمت الأطفال بعد الاغتصاب وعدم تصريحهم لآبائهم بالمشكل ترجع إلى ثلاثة أسباب رئيسية :
1. الطفل المغتصب يتولد لديه إحساس بالذنب ويبدأ في تحميل نفسه مسئولية كل ما حدث حوله كغضب الأب أو المعلم أو الأم كما يبدأ في معاتبة نفسه بالقول: لو لم أذهب مع ذاك الرجل؟ لو أني سمعت كلام أمي؟ أو أشياء من هذا القبيل.
2. يتمثل السبب الثاني في خوف الطفل من الشخص الذي اعتدى عليه؛ ففي كثير من الحالات يقوم الجاني بتهديد الطفل إذا هو قام بإخبار والديه بما حصل.(1/10)
3. خوف الطفل من ردة فعل الوالدين خاصة أن موضوع الجنس يعتبر "تابو" داخل الأسرة وفي المدرسة.. وبالتالي فالطفل يعتقد أنه حتى لو تحدث فلن يسمعه أحد فيفضل "قانون الصمت".
ما الفرق بين التحرش الجنسي بين طفل وطفل , و كبير مع طفل ؟
المعتدي حسب تعريف العلماء هو شخص يكبر الضحية بخمس سنوات على الأقل وله علاقة ثقة وقرب للضحية، وقد دلت الدراسات أن أكثر من 75% من المعتدين هم ممن لهم علاقة قرب مثل أب، أخ، عم، خال، جد أو معروفين للضحية . مما يدفع المعتدي على الاتصال جنسي بينه وبين الطفل من أجل إرضاء رغبات جنسية مستخدما القوة والسيطرة عليه"
ويتم الاعتداء عن طريق التودد أو الترغيب من خلال استخدام الرشوة، والملاطفة، وتقديم الهدايا، أو الترهيب والتهديد والتخويف من إفشاء السر أو الكشف عن الاعتداء وذلك عن طريق الضرب، التهديد بالتوقف منح أشياء للطفل اعتاد عليها كالخروج لنزهة أو شراء حلويات . والخطير في الأمر هو أن هذا الاعتداء يتم بسرية كاملة حيث يلجأ المعتدي بإقناع أو ترهيب الطفل بضرورة إخفاء الموضوع وعدم الكشف عنه، ونادرا ما يستخدم المعتدي القوة مع الضحية خوفا من ترك آثار على جسمها؛ الأمر الذي يثير شكوكا حول ذلك، وهو في الغالب يلجأ لذلك عندما يضطر خوفا من افتضاح أمره.
وهذا الاعتداء قد يكون عملية أشمل وأوسع من مجرد الاغتصاب والممارسة الجنسية، ويقصد بهذا النوع من الاستغلال :
- كشف الأعضاء التناسلية.
- إزالة الملابس والثياب عن الطفل.
- ملامسة أو ملاطفة جسدية خاصة.
- التلصص على طفل.
- تعريضه لصور فاضحة، أو أفلام.
- أعمال شائنة، غير أخلاقية كإجباره على التلفظ بألفاظ فاضحة.
- اغتصاب.
الآثار النفسية على الطفل المُعتدى عليه :(1/11)
لك أخي القارئ أن تتخيل عندما يكون طفلاً من الأطفال دمية لتحقيق رغبات قذرة لشخص ما هذا الشخص قد يكون ساقطا أو مراهقا أو حتى ممن نظن بهم خيرا ولكن شهوته غلبته في تلك اللحظة وأفلت من بين يديه الزمام .
كيف هي تلك اللحظات لذلك الطفل ؟؟ والله إنها لحظات لا بد لها من تبعات قاسية ومؤلمة عليه ذلك المسكين فإما أن :
- يموت الطفل اجتماعيا وبذلك يعيش انطوائياً خائفا شاحب الوجه غالبا وتكون نظراته حائرة يخشى التحديق في عيون الآخرين يكره من اعتدى عليه ومن هم بعمره أو من يتقاسمون معه بعض الملامح .
ــ يحب التعلق بأحد والديه دون الآخر ومن يشعر أنه يستطيع توفير الحماية له منهما تبدو عليه آثار الخوف عندما يذهب إلى المكان الذي وقعت فيه تلك الحادثة القاتلة وهي التحرش
- يعيش الطفل حاقدا كارها على من حوله وقد يكون شرسا جدا يحب الاعتداء على من هم أصغر منه سنا .. يحب الألعاب الخطرة والتي يثبت من خلالها أنه قوي و يحاول إرهاب الأطفال بشخصيته المتعجرفة والشرسة وهو بذلك إنما يكون قد آذته تلك الطعنه نفسيا وقتلت كبرياءه وبأفعاله يحاول تخفيف وطأة الألم الذي يحمله بين طياته وبالله كيف تكون أفعال هذا الطفل عندما يغدو شابا يافعا ورجلا ناضجا ؟؟!! سيكون كارثة على المجتمع
- يكون ممن كسرت نفسياتهم وكثر بهم التحرش حتى غدا لديهم وسيلة جذب وتقرب الآخرين من الجنس الآخر وقد يكون ممن بدأ يستمتع ويطلب التحرش به مع مر الزمان
وقد تم طرح بعض محاور النقاش وكانت كالآتي :
أولا : ما هي الصفات النفسية والسلوكية للشخص الذي يمارس التحرش الجنسي ؟
الصفات النفسية و السلوكية ..
ــ ضعف الدين . مثل : الابتعاد عن الصلاة و التي هي كما قال المولى جل وعلا ) إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) سورة العنكبوت .(1/12)
ــ ضعف الأخلاق . مثل : الاجتماع مع الأصدقاء لمشاهدة الأفلام الخليعة أو المثيرة للغرائز ،حفظ صور مخلة ، كثرة اللهو في الباطل , التدخين و فعل المعاصي , الخلوة المحرمة
ــ طغيان الشهوة على العقل و الفكر بمعنى أن الشهوات الجارفة تقضي على الضمير
ــ عدم الثقة بالنفس ..ترك الحياء ..الانطوائية
ثانيا : أسباب التحرش الجنسي ؟
تنقسم إلى قسمين ( عامة وخاصة )
القسم العام :
( 1 ) البيئة المحيطة وتنقسم إلى :
بيئة أسرية :
ــ ضعف التنشئة على الوازع الديني والأخلاقي داخل الأسرة ــ كما أن التربية الإسلامية للأبناء أصبحت معدومة عند بعض الناس .
ــ ضعف الرقابة من الأهل مع وجود الفضائيات ووسائل التقنية مثل الجوال ومقاطع البلوتوث . حتى لو كان الأهل واثقين من تربيتهم . فنحن في عصر الفضائيات والتقنيات إذا لم يكن يشاهد الأبناء المواد الفاضحة في منزلك قد يشاهدها في منزل جارك , وقد يشاهدها في مقطع بلوتوث من صديق في الشارع, فالمجتمع مليء بهذه المواد وأصبحت في متناول الصغير قبل الكبير, وعقولهم صغيره لا تستوعب حرمة ما يشاهدون .
ــ عدم الوعي الثقافي و التربوي منذ الصغر وخجل الأبوين من الإجابة على تساؤلات الأبناء فلو تربى الطفل في بيئة تعطيه الحرية مع التوعية والتربية على الدين والخلق سيراجع نفسه أكثر من مره قبل وقوعه في هذه الأمور .
بينما إذا تربى الطفل على الحرية المطلقة سيجد أن هذا من حريته, وفي المقابل إذا تربى على الحرمان والكبت فسيجد أن كل ممنوع مرغوب .
ووجود مسافة بين الأهل والأطفال، تمنع الحوار الدائم فمشكلة مجتمعنا الخلط بين الحياء والعيب والأغلبية لا تستطيع أن تناقش الأهل في شكواهم . وبعض الأطفال يخشى من عقاب أهله فلا يقوم بالشكوى .(1/13)
ــ تفكك الأسرة, وفقدان الحنان . بسبب قسوة الوالدين وتسلطهما أو الانشغال بأمورهما الخاصة . أو الانفلات والانحلال الأخلاقي ، فإن ذلك سينعكس على الأبناء والبنات فنجدهم أنهم استمرئوا واستهانوا بهذا الانفلات والتحرر .
ــ التهاون : مثل : ــ التعري أمام الطفل , أو تعرية الطفل ، أو نوم الطفل مع الأهل في غرفة واحدة .
ــ الثقة الزائدة فقد يثق الوالدين في قريبهما أشد الثقة .. فقد يكون أخ الأب هو من يتحرش بأبناء أخيه و كذلك الخال . حتى اللعب بأنواعه لابد أن يكون بمتابعة الأهل وعن كثب ..
ــ أحياناً الأم تدع ابنتها الصغيرة تنام عند قريباتها يوم أو يومين ... تأمن عليها في بيت خالها أو في بيت عمها .. و للأسف قد يكون التحرش بالفتاة العم أو الخال
ــ التهاون بلباس الفتيات
بيئة خارجية :
مثل : ــ الإعلام وما يبثه من سموم أدى إلى تكوين فجوة كبيرة في شخصية المراهق
يسعى إلى ملئها بعدة أمور خاطئة . فقد أصبح لدى المراهق جوع جنسي شديد إن صح التعبير فنراه يبحث عن أي وسيلة لإشباع هذا الجوع فيتجه للتحرش بأطفال أقاربه أو جيرانه أو من تقع عليه عينه لصغر عقله أولا ولأن الشهوة ملكت عليه نفسه فأصبحت تسيره ولا يلقي بالا للعواقب .
ــ قراءة بعض المواضيع التي تتعرض لهذا الأمر .
ــ الصحبة السيئة
( القسم الخاص )
وهي : أسباب نفسية
إن التحرش بين طفل وطفل تعني قرع الجرس لحاله سيئة وبداية جريئة لسلوك مشين، هي جرس إنذار و إعلان حالة الطوارئ فالطفل في هذه المرحلة لا يمارسه عن شهوة ورغبه إنما هو تفريغ رواسب استقرت لديه إما أنه رآها عياناً , وقد يكون تعلمها من صديق .
أحدهم تعرض لهذا للتحرش في صغره بشكل كبير وصل للاغتصاب ولم يخبر أحداً , ولازال الأمر في نفسه . والآن يريد الانتقام ممن قام بهذا العمل
لكن كيف ؟؟
يقول سأرد هذا الأمر إلى أبناء من قاموا بهذا العمل فيه
ما ذنبهم , وما جريمتهم ؟؟ هو يريد الانتقام فحسب .(1/14)
ثالثا : من أكثر الأشخاص المعتدين هل هم من محيط الأسرة أو من خارجها ؟
_نجد أن المعتدين يوجد منهم من محيط الأسرة . فنجد أن بعض الآباء يمارس الجنس مع أبنته . كما أنه حدثت قصص واقعية لمثل هذه الممارسات بين أخ وأخته ، بسبب مشاهد جنسية أثارت الشهوة لديهم فحصلت المُصيبة والعياذ بالله .
ـــ وقد يحصل الاعتداء من خارج محيط الأسرة ، كالسائق مثلاً ، أو الخادمة .
ــ أو ما يحصل من خطف للأطفال وفعل الفاحشة بهم .
رابعا : طرق مواجهة المشكلة :
فلو تعرض الطفل للتحرش فيجب التعامل بوجه صحيح ويراعى في الأول
نفسية الطفل وطمأنته وقد ذكرت إحدى الدراسات توصيات هامة لاحتواء الطفل الذي يعاني وهي :
1 _ التصرف بحذر و الحفاظ على هدوء الأعصاب و عدم إلقاء التهديدات للطفل،
فالطفل بحاجة إلى الأمان و الهدوء و الدعم.
2 _ عدم استسلام الأهل لتأنيب الذات واللوم مما ينسيهم من هو المعتدي الحقيقي الذي يجب أن ينال عقابه.
3 _ عدم إلقاء المسؤولية على الطفل.
4 _ استعمال لغة الطفل و عدم تبديل ألفاظه أو الكلمات التي يستخدمها لأن راحة الطفل هي المهمة في هذه الأوقات.
5- الحفاظ على الهدوء النفسي بتوفير الأمان فإذا لم يستطيع الأهل العمل مع ابنهم الضحية عليهم أن يطلبوا منه إشراك أحد من الخارج..مرشده مثلا. مع التأكيد للطفل أن الخبر لن يتجاوز إلى بقية أفراد العائلة , وأن المعتدي سينال جزاءه المناسب وذلك لإشباع حاجة الطفل إلى الأمن والأخذ بحقه .
6 _ تصديق الطفل (قد لا يقول كل شيء ليس لأنه يكذب بل لأنه خائف، فكلما كانت الثقة قوية يكون الطفل أدق في وصفه للحادث) .
7 _ تعليم الطفل كيفية التوجه إلى أشخاص آخرين باستطاعتهم المساعدة.(1/15)
عندها سينجح الطفل بإذن الله من تخطي المشكلة والسبب بعد الله هو ردة العائلة المحيطة به , علينا أن نراعي مشاعره .. فليس هو وحده المخطئ .. حتى الأهل لهم يد في المصاب .. فاتهامه بأنه هو صاحب المسئولية الكاملة سيؤثر سلبًا
8 _ دمج الطفل في مهارات شخصية مثل ( حلقات تحفيظ القرآن , حاسب , دورات )
وتقول الدكتورة سهيلة زين العابدين رئيسة الدراسات ومركز المعلومات بجمعية حقوق الإنسان " جريمة زنا المحارم والتحرش الجنسي ابتلاء وبلاء عظيم وأحد الكوارث الاجتماعية التي يجب أن نناهضها بقوة، ومن الضروري أن تخضع المعنفة والمغتصبة للعلاج التأهيلي، وتقوية الجانب الديني والروحي لديها وتعزيزه، ومساعدتها على تقبل وضعها وتقبل المجتمع لها، حتى لا تنتهي حياتها بهذه الطريقة، وعلينا أن نتوسع في برامج التوعية للشباب لتشجيعهم على الزواج، وتقوية الجوانب الدينية والأخلاقية لديهم، والتأكيد على دور الردع والعقاب، إلى جانب معالجة الآثار المترتبة على تعرض الفتيات للاغتصاب والتحرش، وتوعية الفتاة بحقها الشرعي والديني والاجتماعي، وألا تفرط في هذا الحق، مهما تعرضت لتهديد من أب أو أخ، وأن لا تخاف، وتدافع عن نفسها، وتقوم بالإبلاغ عند تعرضها لجريمة تحرش أو اغتصاب.
وأشارت الدكتورة زين العابدين إلى أن إحدى المشكلات الظاهرة في مجتمعاتنا أن الأسر تعطي للإخوة سلطة مطلقة على أخواتهم، وبالتالي يعتقد بعض هؤلاء بأن بإمكانهم القيام بأي سلوك ولو كان منحرفا ومخالفا للطبيعة البشرية كالزنا أو التحرش بالأخت، خاصة إذا كانت ضعيفة أمامه، مضيفة أن بعض الأنظمة الاجتماعية أعطت لأولياء الأمور من الآباء أو الأزواج أو الإخوة سلطة تفوق الحد المعقول، في الوقت الذي سلبت فيه الفتاة أو الزوجة كل الأهلية الأسرية والاجتماعية والحقوقية، ما أدى إلى استغلال ذلك واقتراف تلك الجرائم.(1/16)
وشددت على ضرورة مواجهة التناقض الذي قد يبدو عجيبا أحيانا، والأخذ بالقصاص والردع، وإقامة الحدود على جرائم زنا المحارم والتحرش، داعية الفقهاء إلى الاجتهاد في هذا الأمر، لأننا مجتمع إسلامي يقوم على تطبيق الشريعة.
خامسا : طرق الوقاية
ــ تلعب البيئة التعليمية والثقافية دوراً هاماً في هذه القضية ، فكلما كان الطفل أكثر وعياً وإدراكاً كلما كان أقدر على مواجهة شبهات وشبح التحرش .
والحقيقة أن الجهل والتخويف يمكن أن يؤدي إلى مشكلات متنوعة جنسية واجتماعية وأخلاقية، كما يؤدي إلى البحث عن مصادر للمعلومات قد تكون خاطئة وسيئة ومنحرفة. ومما لاشك فيه أن العلم نور وأن المعرفة تخفف من القلق وتساعد على الضبط وفهم الطفل لنفسه وأعضائه ويمكن أن تجنبه أمراضاَ ومشكلات كثيرة.
وهذه تجربة دكتورة في علم النفس كانت لديها طريقة معينة في تثقف أطفالها فتقول :-
أنا رسمت على جسم ابني _ ليس رسماً بقلم وإنما تحديد للطفل حتى يفهم _ تقول رسمت مثلث وأسميته مثلث حسوني ، هذا المثلث معكوس طرفاه يقابلا الكتفين ورأسه إلى فوق الركبتين ، فتقول لابنها :- هذا المثلث خاص فيك ، ومن الخطأ أن تجعل أحد يمسه أو ينظر إليه ، وتأخذ في تثقيفه أن من يحاول الاعتداء على مثلثك يعتبر شخص قبيح شخص قليل أدب شخص معتدي عليك ، يجب إخبار أي أحد كبير تجد عندك معلمك ، أبوك ، أمك ... المهم أن لا تستسلم له ...
ــ التوعية العامة عن طريق المحاضرات والندوات والبرامج الموجهة .
ــ تعليم الأبناء على أبجديات المحافظة على أنفسهم ومواجهة الخطر المحدق بهم والدفاع عن أنفسهم .
ــ تعويد الطفل المحافظة على عورته أن تنكشف أمام الناس , والحرص على ألا يطلع على عورات الآخرين . ومناقشة الطفل بكل هدوء وتحذيره من انتهاك حرمة جسده .
ــ التحصين الشرعي من أذكار وأدعية(1/17)
ــ تلبية حاجات الطفل الوجدانية فالطفل المنبوذ أو المهمل أكثر عرضة لموقف الاعتداء من منطلق انصياعه التام لأوامر الآخرين رغبة في الحصول على اهتمامهم.
ــ الحرص دائما على عدم تلبية طلبات أحد بالذهاب معه على المنزل أو مساعدته في حمل أمتعنه للمنزل , ونوعية اللمسات المشبوهة التي يجب عليه أن يفر منها , وعدم قبول هدايا من الآخرين مما لا تربطهم علاقة ولا مناسبة , والتحرز من الحديث مع الغرباء .
ــ متابعة الطفل باستمرار لو كان ينام في غرفة منفردة وذلك خوفا من ممارسته العادة السرية أو استدراجه أحد إخوانه الصغار لغرفته .
ــ متابعة الأطفال في ألعابهم الخاصة وتحذيرهم من بعض الحركات غير اللائقة . وتحديد الأعمار لمناسبة لمن يلعب معهم
ــ ربط جميع التوجيهات من نوع واحد بمنهج واحد فبعض الأفعال حرام , وبعضها مكروه .
ــ عدم ترك الفتاة تذهب بمفردها عند صديقاتها أو التقليل من هذا قدر المستطاع .
كيف نعرف أن هذا الطفل أو الطفلة تعرض للتحرش الجنسي ؟
بإمكان الوالدين - وحتى المربون - معرفة ما إذا كان الابن أو الابنة تم الاعتداء عليه وذلك من بعض المظاهر والسلوكيات مثل :
ــ خوف ملاحظ من شخص ما أو من بعض الأماكن
- رد غير متوقع أو غير عادي من قبل الطفل فيما لو سئل إن كان أحدهم قد لمسه أو اعتدى عليه
- خوف غير مبرر من الكشف الطبي
- رسومات تبين بعض الحركات أو التصرفات الجنسية
- تغير مفاجئ في سلوكياته، كتبليل الفراش أو فقدان السيطرة على أمعاءه
- الإدراك المفاجئ لبعض الألفاظ والحركات الجنسية
- محاولة حمل الأطفال الآخرين على ممارسة بعض الحركات الجنسية
ــ ومن العلامات الظاهرة للتحرش الجنسي قد تشمل الأمراض التي تنتقل بالممارسات الجنسية ، فأثناء الفحص الطبي قد يلاحظ تغيرات واضحة في مناطق الاعتداء.(1/18)
ــ تزويج الشباب باكراً دون الخوف من فشلهم في علاقتهم الزوجية بل بالعكس سيكفون شرهم عن الأبرياء. هذا بالنسبة لغير المحصنين
أما المحصنين فلمنع مثلهم عن وقوعهم في هذا الجرم المشين هو إما محاولة تثقيف أهله بما يخص الجنس وطريقه إشباع الطرف الآخر وإما تشجيعه ومساعدته على التعدد ليكف شره ويقضي وطره في الحلال.
رؤية واقعية و ( أطراف )
و في القضية يوجد طرفان :
الجاني - الضحية
نحتاج أن نعي الواقع و نواجهه بما فيه
فخوفنا يجب أن يكون إيجابياً .. له رد فعل إيجابي يستحثنا للمزيد من تصحيح أوضاعنا وحماية مجتمعنا
لم لا ينظر مجتمعنا أيضا لـ ( الجاني ) على أنه هو الضحية
فـ ( الجاني ) عندما يقوم بفعلته فهي لا تتعدى أمرين :
شهوة - تقليد و عناد
الجاني
المعتدي في الغالب شخصاً قد أسيء إليه جسدياً ، عاطفياً ، أو جنسياً ،أو يكون قد عاني من الإهمال وهو طفل
الجاني رغم انه مذنب إلا انه يعتبر ضحية لظروف أجبرته على ارتكاب الخطأ .
لكن لا نغفل أن الجاني غالباً ما يكون راشداً قد بلغ سن التمييز و أصبح مدركاً للصحيح والخطأ من الأفعال ..
المعُتدى عليه
لا يلقى أي عناية ويترك لوحده مع بالغين ويخرج لوحده
العائلة
بعض العائلات لها صفات محدده تزيد من احتمالية الإساءة فيها النزاعات الزوجية، الضغوطات المالية والوظيفية ، الانعزال . وأطفالها لا يلاقون أي رعاية وتوجيه
المحيط
تنتشر الإساءة في بعض المجتمعات أكثر من غيرها وما يعتبر في مجتمع ما إساءة ليس كذلك في مجتمع آخر
والقيم والعادات الخاطئة
إذاً هي عجله تدور وتدور في نفس المحيط إلا أنها في كل دوره يزداد حجمها حتى تصبح
آفه تأكل المجتمع وتسبب له الألم
لننسجها قصه ونبدأ بقبل عشرين عاماً مثلاُ
عائله تهمل طفلها تتركه مثلا يخرج إلى الشارع وحيداً بحجة اللعب مع أقرانه ويترك لساعات
دون أن يكلف الأب أو الأم أنفسهم السؤال عنه ومن ثم يتعرض لتلك المصيبة ولنفرض من أقرب الناس(1/19)
خاله مثلاُ . ومن ثم يذهب الطفل للبيت يدخل على أمه والخوف قطع قلبه الصغير وحين يخبر أمه
ترتعب وتخاف فتسكته وتهدده لو تكلم سيكون عقابه شديد لأنها تخاف أن يسبب هذا الموضوع مشكلة
بين زوجها وأهلها أو تخاف فضيحة متناسيه الجرح والألم الذي خلفته هذه المصيبة في نفس ابنها أو أبنتها
هنا يبحث الطفل عن ما ينسيه ذلك ولن يجدها في الحياة الطبيعية لكل طفل وشيئاً فشيئاً
يكبر الطفل ويكبر الألم معه ومن ثم يتجه نحو الانحراف إما أن يصبح من الشاذين أو يتحرش بالطفل
ومن ثم هذا الطفل يذهب لأهله .............وهلم جره
كيف نحمي أطفالنا من التعرض للتحرش ؟
بالتربية الصحيحة والبناء من البداية ..
فالوقاية خير من العلاج .
- توعية الأبناء أنفسهم لتفادي التعرض للاعتداء ..و اقتراح أساليب عملية لذلك ؟
الثقافة الجنسية :
لماذا لا يثقف الطفل _ مع مراعاة عقليته _ بهذا الموضوع
بعض الآباء والأمهات ما إن يقال لهم ( ثقفوا أولادكم قبل وقوع المشكلة ) حتى يبادرون بقولهم ( ما ذا نقول له ، لماذا نفتح عقلياتهم على أشياء لا داعي لها بل نحن في غنى عنها )
ويختلف علماء التربية في تحديد السن المناسبة للثقافة الجنسية المبسطة، وبعضهم يحدد سناً مبكرة (ما قبل المرحلة الابتدائية أو خلالها) وبعضهم يؤخر ذلك.. ولكن الجميع يتفقون على أهمية إعطاء المعلومات المناسبة البسيطة والصحيحة في جو عائلي هادئ دون إثارة أو تخويف وبلهجة محايدة منطقية..
ويفضل أن يتحدث الأب إلى ابنه والأم إلى ابنتها وذلك أسهل للجميع.. ومن الممكن استعمال لغة تشريح الجسم المبسطة ووظائف الأعضاء، ومن الشائع استعمال أمثلة من عالم الحيوانات الأليفة مثل القطط والعصافير.. وفي الثقافة البريطانية لا يزال يستعمل مصطلح \" النحل وتلقيح الزهور \" كتعبير عن حقائق الحياة الجنسية عند البشر. وفي الثقافة الريفية والبدوية يشاهد الأطفال الحيوانات المتنوعة أثناء تلاقحها وولادتها..(1/20)
ومن المهم تفهم عقلية الطفل واستعمال إجابات مفيدة على قدر السؤال.. ولا يمكن إعطاء كل المعلومات دفعة واحدة، ويمكن أن يحدث ذلك على مراحل وفي الوقت المناسب والجو المناسب.
بالنظر إلى رأي الإسلام وحكمته في الوعي الجنسي :
فقد تميز بشموليته في الطرح لكافة جوانب حياة المسلم حتى قبل أن يولد حين اهتم بالزواج والتناسل ولم يتحرج عن التطرق إلى كل ما يشغل تفكير المسلم في أمور حياته الخاصة .. إنه أمر فعله رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين علم الصحابة والصحابيات بلغة راقية وبأسلوب بسيط لا إفراط فيه ولا تفريط كل ما يتعلق بالأمور الخاصة جدا لأن الجنس جزء من الحياة اعترف به الإسلام ووضع له الأطر الصحيحة للتعامل معه، وكانت أموره تناقش علناً في مجلس الرسول الكريم وقد فرق الرسول-ص- بين الخطاب الموجه إلى البالغ والطفل حين حدد سن التكليف بالبلوغ وأشار إلى خطورة مرحلة الطفولة الوسطى والمتأخرة قبل قرون عدة حين قال الرسول -ص-((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرِّقوا بينهم في المضاجع)).
وقد أشار الأخصائي النفسي بديع القشاعلة في مقال له بعنوان "نظريات في علم النفس والحديث الشريف" إلى حكمة التربية في هذا الحديث بقوله :(1/21)
((يحدد محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فترات زمنية للتعامل مع الطفل.... أما الجزء الأخير من الحديث وهو "فرقوا بينهم في المضاجع" فنابعٌ من تطور النمو الجنسي في هذه المرحلة والتي تعد نقطة تحول من الكمون الجنسي إلى حالة النشاط الجنسي والذي يبدأ مع مرحلة البلوغ، حيث نجد أن الأطفال حينما يصلون إلى سن العاشرة يكثر لديهم حب الاستطلاع عن النواحي الجنسية والفسيولوجية كما وأن الانتباه في هذه المرحلة يزداد وتزداد دقته الأمر الذي يساعده على إدراك الاختلاف بين الأشياء وإدراك الشبه أيضاً بينها. نتيجة لهذا فإنه يستطيع أن يقدم تفسيراً بسيطاً للأمور، وهذه صورة راقية من التفكير لم نكن نلحظها في المراحل السابقة من النمو .
وهناك عدد من الأسئلة المحرجة التي يوجهها الأبناء والبنات إلى أهلهم مثل: من أين يأتي الطفل؟ وكيف يحدث الحمل؟ ولماذا الاختلاف بين أعضاء الذكر والأنثى؟ وغير ذلك.. وهذه الأسئلة طبيعية عموماً وهي أسئلة بريئة ولا تخفي أموراً خطيرة ولا تستدعي القلق والخوف من المربين.. وهي تتطلب إجابات عنها ترضي الطفل وتناسب سنه. ومن المفهوم أن يشعر المربي بالحرج والقلق في مجتمعاتنا حيث ترتبط الأمور الجنسية بالجهل والخرافة ونقص المعلومات وبالتكتم الشديد حولها.. وهذا جزء من تخلف الوعي الصحي العام وتخلف الوعي الجنسي بشكل خاص. وكثير من المربين يتجاهلون الأسئلة ويغيرون الموضوع أو يعطون إجابات مقتضبة أو خاطئة أو غير مرضية للطفل.. وفي الثقافة الشعبية أن تكون الإجابة على سؤال من أين يأتي الطفل مثلاً: أن الطفل قد جاء به طائر كبير، أو أن الحمل نتج عن نفخة هواء أدت إلى انتفاخ البطن وغير ذلك.. وبعض المربين يعنفون الطفل ويسكتونه ويوحون له أن مثل هذه الأسئلة دليل على الانحراف ودليل على العيب والحرام..(1/22)
والحقيقة أن الجهل والتخويف يمكن أن يؤدي إلى مشكلات متنوعة جنسية واجتماعية وأخلاقية، كما يؤدي إلى البحث عن مصادر للمعلومات قد تكون خاطئة وسيئة ومنحرفة. ومما لاشك فيه أن العلم نور وأن المعرفة تخفف من القلق وتساعد على الضبط وفهم الطفل لنفسه وأعضائه ويمكن أن تجنبه أمراضاَ ومشكلات كثيرة..
وعلى الوالدين تفهم حاجة الطفل لاستكشاف جسده للحيلولة دون أن يشبع الطفل فضوله من مصادر خارجية، وفي هذا السياق يُفضل تعليم الطفل جميع أجزاء جسده بمسمياتها المختلفة مع توضيح معنى خصوصية الجسد حيث لا حق لأحد في اقتحام هذه الخصوصية مهما كانت صلته بالطفل.
زفرات ضحية
... ... وصلت لمشرفي الأسرة رسالة خاصة من إحدى الضحايا ...
تجلت في عباراتها كل معاني القهر والألم والمعاناة .. حملت بين طياتها نداء لكل أب وأم و مربي وطرحت لكم تساؤلات مريرة ترتجي إجابة شافية لها ...!!
نترككم مع حديث الضحية .....
تعرضت للتحرش من شخصين ..
الأول كان عمي المراهق.. لما كان عمري ست أو سبع سنون أو أقل كنا نسكن في نفس المنزل .. وكنت كل يوم أنزل أنا واخوي لبيت جدي .. وبدا عمي كل يوم يأخذني لخلف البيت ويتحرش .. الحمد لله أنها وقفت على التحرش ولا تعدت لشيء أكبر . كنت في البداية أرفض .. لكنه ما يرحم وزيادة على كذا كنت أخاف منه حسبي الله عليه ومع الأيام استسلم له .. وقل ذهابي لبيت جدي .. كنت ما أنزل إذا سمعت صوته أو عرفت انه موجود كانت أمي تستغرب جلستي في البيت بعد ما كنت ما أستغني عن عماتي!!
ومع ذلك ما سلمت من التحرش . مره استجمعت قوتي ورفضت ..
تتوقعون وش قالي .. قالي: ليه انت تقولين لا وفلان وفلان .. أصلح فيه كذا ومحد قالي شيء .. الأشخاص اللي قالهم لي اخوي وعيال أعمامي وعماتي اللي تقريبا في عمري مره نزع ملابسه وقال يالله صلحي بي مثل ما أصلح فيك !! .. ورفضت جلست على هذي الحالة لحد ما انتقلنا لبيت ثاني .. كنت في ثالث ابتدائي(1/23)
وبدأت أتحاشى قدر الإمكان الذهاب لبيت جدي .. أو السلام عليه.. لكن الحمد لله شفت عذاب الله فيه
وأنا لا يزال قلبي حار منه انتظر عذاب له غير هذي الأشياء .. للحين أنا أتعذب لازم هو يتعذب . حاولت أسامحه .. لكن ما قدرت سامحت كل الناس إلا هو .. حسبي الله عليه .
والثاني كان ولد صديقة أمي أكبر مني بثلاث سنوات لكني كنت مستفيدة من تجربتي الأولى وبصعوبة أبعدته عني .
في هذي السنتين هذي المواقف دايم تمر علي .. واحلم في أشياء زي كذا .. وان عمي يعتدي على بنت عمي الصغيرة قدامي وأنا ما أقدر أقوله شيء عذاب × عذاب
وقد طرحنا بعض الأسئلة حول هذه القصة واختلفت الردود :
هل تعتقدون أن هذه الفتاة تصلح للزواج ؟
ــ نعم تصلح للزواج ،، وما المانع ؟؟ هي فقط تعاني من رواسب نفسية تحتاج ان تزول فقط
ــ وما المانع ؟؟ خصوصا أن الأمر حدث بدون إرادتها ولم تستطع رده ،، وكذلك كانت صغيرة السن
ــ نعم تصلح للزواج بالتأكيد لأنها لا تزال فتاة
ــ هل ستؤثر حالتها النفسية على علاقتها الخاصة بزوجها ؟
ــ لا ،، خصوصا إذا كانت مهيأة ،، إذا عولجت نفسيا أو حضرت جلسات نفسية لمحو الآثار السلبية
ــ من الممكن أن حالتها النفسية ستؤثر على علاقتها الخاصة مع زوجها ، ولكن هنا دور الزوج الصالح ، الذي يُقدّر وضعها , ويعلم بظرفها ، ولا يجعل لمشكلتها دور في حياتهما ، بل يحتسب عند الله الأجر ، ويعمل على أن ينسيها ما عانته .
ــ نعم و تحتاج إلى مختص أو مختصة لمساعدتها في إزالة الآثار التي تعيقها من ممارسة حياتها الطبيعة مع زوجها.
ــ هل يجب على الضحية أن تخبر لمن يتقدم لها بأنها قد تعرضت للتحرش عندما كانت صغيرة ؟؟(1/24)
إذا كان ما تعرضت له الفتاة تحرش وليس اعتداء فما الجدوى من إخبار الرجل به . أما إذا كان اعتداء فعلى صاحبة المشكلة ، أن تستعين بعد الله عز وجل ، بمن تثق به ، ويكون أميناً ، لُيخبر الخاطب عن طريقه ويوضح له ، أنه لا حول ولا قوة لها بما حصل لها .إضافة إلى ضرورة توكلها على الله ، والدعاء بخشوع لله سبحانه وتعالى ، أن يختار لها الخير ويرضّيها به .
كيفية إزالة الرواسب النفسيّة للفتاة قبل زواجها ؟؟
الأمر يحتاج إلى عزيمة صادقة وتفاؤل بمستقبل أفضل
ما حصل قد حصل وانتهى وأصبح من الماضي ،، عليك بنسيانه والتفكير في المستقبل .
وحين التفكير في هذا الأمر حاولي أن تشغلي نفسك بأي شيء تحبينه
لا تتركي الأفكار السلبية تسيطر عليك . اعلمي أن الشيطان يريدك أن تعيشي في هذه الحالة من الهم والحزن والانطوائية تغلبي على نفسك وعلى الشيطان.
و أهم أمر ينبغي أن تعلمه الفتاة التي تعرضت لمثل هذا سواء كان تحرشاً أو اعتداءاً أن تبحث عن متخصصة تعينها على التغلب على الآثار السلبية التي تكونت داخلها وبعد أن تفعل ذلك ستتمكن بإذن الله من التفكير بطريقة أكثر اتزاناً.وتلزم قراءة القران والدعاء , وتنظر للحياة بمفهوم أجمل وأروع
وتلجأ إلى النسيان بإشغال أوقات الفراغ بالقراءة والمشاهدة و السماع لما ينفع
و الجلوس مع الأهل والوالدين وتبادل الحديث معهم ..
وقد عرض إشراف الأسرة الأسئلة السابقة على الأخصائية النفسية الأستاذة :رشا
فكان الجواب كالتالي :
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ....
لجميع الأخوات اللاتي وصلن إلى سن الزواج ولا زالت ذكريات الطفولة والمراهقة تسيطر عليهن ..
أولا : الأخت تقول هل يصلح أتزوج ولا لأ ..(1/25)
فأقول لها ومالك لا تتزوجين , حالات التحرش الجنسي تصل إلى نسبة 70 % في الفئة العمرية ما بين 3ـ 8 سنوات .. فإذا أنت لست الوحيدة فهناك الكثير غيرك لكنهم سكتوا وتزوجوا وعاشوا حياتهم ومشت أمورهم .
ثانيا : الكره للرجال , والقرف منهم ... هذا وضع طبيعي بناء على ما تعرضت له لكنه سيزول بإذن الله إذا ارتفعت روحك المعنوية وخصوصا إذا اقتنعت أنك لست مخطئة لأنك معتدى عليك ولست معتدية .. لذلك لا بد أن لا تشعري بالخطيئة . كما أنك كنت في سن صغير غير مميز , ولم تكوني راضية .
ثالثا : في أغلب حالات التحرش الجنسي إذا كان الجاني عمره 18 فما فوق يكون مجرد تحرش لقضاء الشهوة دون أن يتعدى لأمر أكبر .
رابعا : هل تقول لخطيبها أو زوجها أنها سبق وأن تعرضت للتحرش الجنسي ..
فأقول لها لالالالالالا أبدا أبدا .
هناك قاعدة عريضة للحياة الزوجية حتى تكون من بدايتها إلى نهايتها سعيدة لا أحد يسأل عن ماضي الآخر ,
كما أن هذا الزوج بنفسه قد يكون في السابق معتدي أو معتدى عليه .
كلمة أخيرة : مجرد التفكير في هذه المشكلة يسبب الألم لذلك نصيحتي لك عيشي حياتك كما يحب الله ورسوله وانسي الماضي بذكرياته الأليمة ... وانظري إلى الحياة نظرة أمل وتفاؤل وروح معنوية مرتفعة ..
تطلعي إلى بناء أسرة مسلمة قائمة على روابط الحب والمودة والرحمة . اجتهدي في تربية أبنائك التربية الصحيحة وجنبيهم السلبيات التي لازمتك في طفولتك .
وتوالت رسائل الضحايا ,,
( رسالة )
أنا لا أميل ولا أتطرق لهذا الأمر لأني أنا من وقع في هذا الوحل .. أنا نعم , وربما أبكي .. طويلا منذ طفولتي وأنا أتعرض لتحرش الجنسي . نعم وبكل صراحة ..لا أريد أن أتذكر الماضي .. وما عانيت به من تحرش جنسي .
( رسالة )
صحيح إن مرات التحرش كانت قليلة .. لكنها كانت كافية لأهرب من عمي كل ما رأيته .(1/26)
عندما كنت صغيرة دائما نذهب إلى بيت جدي .. ثم يذهب عمي ( يتقضى ) للبيت , أول مرة ذهبت معه برغبتي . لكن الحقيقة مشواري معه لم يكن سعيدا أبدا .. ثم كان إذا أراد الذهاب يأخذني معه .. كنت أركب بالخلف .. ويحاول فيني حتى أركب قدام وأرفض . بالرغم من هذا كانت يده تمتد إلى خلف .شعور بغيظ ... أشعر بالقيء كلما تذكرت.
( رسالة )
لا اعرف ماذا أقول .. وبأي لسان أنطق ...أشعر بالألم يعتصر قلبي و يقتل فتات السعادة داخلي ... ماذا أحكي لكم ؟؟ صحيح أنني لم أتعرض لتحرش جنسي إلا أنني قريب جدا مِن مَن تعرضوا له ...
أعرف الكثير مِن مَن تعرضوا له ...من أتذكر منهم الآن فقط خمسة أشخاص أكبرهم فتاة في الجامعة و أصغرهم طفل في أول ابتدائي ... رباه لقد سأمت دموعهم ... اشعر أنها تحرق قلبي ... سأحكي لك بعض ما قابلته :.
أعرف مراهق عمره 17 سنه اعتدى على أربعة أطفال ... و المشكلة أنهم جميعا أقارب ..و لا أحد يعلم بذلك سواي .. فمن يهتم بمشاكل الصغار ؟؟ الأهل غارقون في مشاكل الدنيا متناسين خطورة ترك أطفالهم ... بل إن الصغار يخرجون خارج المنزل لساعات دون أن يفقد وجودهم ... فأي رعاية تلك و أي تربية هذه ؟؟
( رسالة )
يقول :(1/27)
فتاة من أقاربي تعرضت لاعتداء جنسي أثناء صغرها ...كان الأمر بمثابة كابوس مريع ... و مشهد انتهاك عرضها يتكرر في ذاكرتها باستمرار ... أصبحت حبيسة للهم و جليسة للأحزان و الصمت ... اعتزلت الجميع و حتى مستواها الدراسي تأثر بذلك .. حاولت ُ اختراق كل الحواجز التي صنعتها بينها و بين الناس .. و بالفعل استطعت ذلك .. برغم من أني ذكر و هي أنثى إلا أنها شرحت لي كل شيء ... حاولت تهدئتها و شرحت لها أنها ليست مذنبة و أن ما تعرضت له قد حدث للكثير ... و قلت لها بأنها يجب أن تصنع من تلك الذكرى دافعا لتقدم ..وأنها يجب أن تثبت لذلك المعتدى بأنها لن تنكسر ولا تتحطم مهما كان فعله مؤلم و قبيح ..و بعد أن مرت سنه فقط منذ أن قلت لها ذلك أصبحت الأولى على دفعتها في الجامعة ...هذا مثال حي لهمه قوية لا تتحطم مهما كان الذكريات مؤلمه
( رسالة )
لقد نكأت الجرح بل جرح عميق جدا
ماذا أكتب.... ماذا أسطر ,, أواه ثم أواه . تعرضت للتحرش الجنسي أكثر من مره
ومن أكثر من شخص حسبي الله ثم حسبي الله ثم حسبي الله
كنت طفله ولما سافرت مع جدتي لبيت عمي الطيب النقي القلب وعندهم كان أخو زوجته يدرس وساكن عندهم . شاب أكرهه كلما تذكرته يمتلئ قلبي كرها وبغضا لهذا الشخص . كان يتحرش بي أكثر من مرة
كلما لعبت مع بنت عمي الغميمه كان يباغتني
في البداية كنت أبكي وأرفض . ولكن من شدة خوفي ألتزم الصمت كتمتها بقلبي الجريح إلى الآن وأنا أخاف من الزواج كلما تقدم لي خاطب تظهر لي صورة ذلك الوحش الحقير .
ومرة حصل من عمي الآخر وأنا فتاة بالثانوية وقتها كان الوالدين مسافرين وجاء عمي وعند استقبالي له حاول يضمني بقوة ولكن أفلت من يده بأعجوبة . أصبحت أخاف منه كلما رأيته أقسم بالله أني أكتب ويداي ترتجفان
وبعد هذا الموقف كل يوم وأنا أتذكر اللي صار لي كل يوم قمة القهر والألم وما زلت خائفة من الزواج إلى الآن
( رسالة )(1/28)
أذكر الماضي الذي جلست سنوات حتى أنساه وبمعنى أصح أتناساه لان هذا الشيء لا ينسى أبداً ابداً ..تعرضت للتحرش من ولد جيراننا وعمري ست سنوات ,, وكان يتحرش بي كلما أجتمع أهله وأهلي يوم الأربعاء والخميس ,, كنت أرفض في البداية وأخاف جداً وأهرب منه ..
وكنت دائماً أقول لأمي أنا أكره ( فلان) لكن لا أذكر لها السبب خجلاً ..لكن أمي كانت تعاتبني وتقول لي أن (فلان) يتيم وياويلك من الله إذا زعلتيه ,, وكنت أسألها كيف يتيم وأمه وأبواه
على قيد الحياة ,, ولم يكن عند أمي إلى إجابة واحدة لا تزعلي فلان وخلاص ولا تكثري أسئلة ,, مرت الأيام واستسلمت له وأصبح هذا الشيء بالنسبة لي عادي جداً ,, طبعاً هذا بسبب وصايا الوالدة ,, كنت أخاف أزعله وكل ما يطلب شيء أُجيبه ,, مرت الأيام وكبرنا وعرفت أن ولد جيراننا لقيط وجده جارنا عند باب المسجد وأخده ورباه والدلال الزائد كان سبب انحرافه ,, الآن هو خلف القضبان ومتهم بعدة قضايا ..
وتعرضت أيضاً لتحرش وأنا في الصف الأول المتوسط من أبن خالي حيث استغل غياب أهلي ,, وكان يدخل بيتنا في أي وقت وبدون استئذان لان في عائلتنا ما نتغطى عن بعض ,, ولما أحاول أتغطى عنهم يقول أبوي أولاد أعمامك وخوالك مثل أخوانك .
وتعرضت أيضاً لتحرش من جارنا ,, حسبي الله عليه ,, هو الوحيد الذي لا أنسى ما فعله بي,, كان وحش في صورة إنسان ,, رغم أن هذه الحوادث مر عليها سنين لكن إلى الآن وأنا أكتوي بنارها(1/29)
أصبحت انطوائية جداً ,, وحساسة جداً لأبعد الحدود ,, لا صديقات لي ,, لا أخرج من البيت إلى للجامعة فقط ,, حتى يوم العيد لا أخرج مع أهلي لدرجة أن الكل لا ينادوني باسمي و ينادوني( أهلا بالمعقدة ) ,, ولا يعرفون أي شيء عن عذابي ,, لا أدري لمن أشتكي لأمي القاسية أم أبي الذي لا تفارقه كأس الخمر ,, حتى عندما أنام لا أهنئ بنومي أشاهدهم حتى في أحلامي ,, أنا الآن تقدروا تقولوا مريضة نفسياً ومعاناتي أكبر من ذلك بكثير لكن أخشى أن أجرح بها مشاعر القراء ,, دعواتكم لي بالشفاء ..
( قصة )
فتى عابث .. يسير في الدنيا دون هدف !! برغم من صغر سنه إلا أنه يحمل على عاتقة هم كبير رسم بصمة على وجهه المصفر ... خطوط متشتتة و كلمات مبعثرة على كراسته وكلها صنيعة يده ... أخذ يضيف المزيد من الأعمال الفنية على كراسته العلمية ... قدمه التي لا تكف عن التلويح يمنه و يسره تدل على اهتمامه المصطنع بالمادة البغيضة ( كما يسميها ).. نظر إلى الدكتور الذي لا يكف عن التحدث ببطء والذي قد حشا مفرداته بأجود أنواع الملل ... همس الفتى
- لما لا تكف عن الثرثرة ؟؟ ألا تعلم أن الصمت من ذهب ..
زفر زفرة مسموعة و أكمل كلامه داخل نفسه .
- كان الله في عون أهلك , أنا لم أتحمل و جودك ساعة و نصف فقط فكيف سيتحملون هم وجودك معهم طوال الوقت !!..(1/30)
عاد ذاكرته إلى الوراء ليس كثيرا "فقط بالأمس " عندما كان عائدا من شقة أصحابه حين حدث أمر نكت جرحا قديم في قلبه الدامي .. كان يسير في أحد الأحياء القديمة ذات الشوارع الضيقة و المباني الصغيرة و الأنوار الخافتة ... توقفت سيارة في الشارع الذي كان فيه و نزل منها صبي عمرة تقريبا " 7 " سنوات.. بينما لاذت السيارة بالفرار .. كان الصبي يبكي ..و كانت وجنتيه حمراوين و ملابسة ممزقه .. توجه الصغير إلى برميل نفايات و جلس بالقرب منه .. أحتضن قدميه ودفن رأسه في جسده المنهك ... و أرتفع صوت شهقاته توجه نحو الصبي وصرخ فيه :
- ماذا فعلوا لك ؟؟
نظرت الصبي الخائفة و زفرات الحارةٌ و همهماته أكدت ما توقعه فهد ... الصبي قد تعرض لتحرش جنسي .. صرخة أخرى خرجت من قلب فهد :
- لما ؟؟ لما سمحت لهم !! لما لم تمنعهم ؟؟
لمعة دمعه حزينة في عين فهد ... فالصورة التي مرة على الصبي مرت على فهد أثناء صغره ... و بصمة اليد المطبوعة على خده الغض طبعت ذاتها على خد فهد ... ذكرى أليمه .. وقلب مثخن بالجراح .. و دمعات ساخنة .. شهقات مؤلمه .. و أنفاس مكتومة .. و عرض منتهك ... كل هذا في قلب صغير لم يكن يعرف سوى الحلوى و الكعك ..أي قلوب تلك التي تسمح لأصاحبها بأن يغتالوا البراءة ؟؟إنها أحجار و أن كانت من لحم ... أنها أحجار رغم الدماء التي تسكنها .. أنها أحجار و إن عارض كل البشر ..إنها أحجار تلقي بثقلها على أكتاف الصغار ... أي دنيا تلك التي لم ترحم صغر الصبي و ضعفه بل رمته في بحر الألم و ترسمت جروح على قلبه الغض ... إنهم لا يفهمون تلك الأمور ولكنهم حتما يشعرون بألمها
!!!
( قصة )
سأتكلم عن قصتي المؤلمة التي عايشتها لعلها تكون عبرة وعظة لغيري وأتمنى التنبه لكل جوانب القصة:(1/31)
هي طفلة من أقرب الناس لي لطيفة و وودودة محبوبة من الجميع وكذلك هي أحب مخلوق لي على الأرض بعد النبي صلى الله عليه وسلم كانت تغلبها سمة الهدوء تحبني وتثق بي ثقة مطلقة تحب أن تتطلع لوجهي دائما بصمت كانت تبلغ من العمر الخامسة تقريبا غالبا ما أطلب من والديها أن تنام عندنا لحبي لها ..
في نهاية الأسبوع تأتي إحدى شقيقاتي ولديها ابن ذو السابعة تقريبا ... طبعا كعادة جميع العوائل نجتمع نحن النساء ويحلو تبادل الحديث والسواليف والأطفال ( يلعبون ) ومع مر الأيام انتابني الوجل هذه الطفلة دائما ما تأخذ بيد الطفل وتصعد إلى الدور العلوي للعب وبعدما ينتهون ينزلون والتوجس والاضطراب يكاد يقتلهما لم أكن أفهم ما سبب هذه التعابير على وجهيهما ؟؟
تمر الأيام تلو الأيام مع ملاحظاتي الشديدة على هذه الطفلة تحب اللعب مع الأولاد تنتقي ولدا وسيما وتلازمه عندما يقترب منها الأولاد أو يصطدمون بها لا تبدي تذمرا ولأنني من بيئة صارمة لا استطيع إبداء ملاحظاتي خوفا عليها وكذلك لأني صغيرة نسبيا فلا أجد تفسيرا لكل ما أراه سوى أنني معقدة ونشأت على عادات وتقاليد محافظة ولله الحمد والمنة فمجرد الوقوف بجوار ولد يعد جريمة فكيف باللعب معه ...
لاحظت ولعها الشديد بلعبة ( دكتور ) يعني هي المريضة أو هي الطبيب لم ترق لي هذه اللعبة مطلقا ولكن.........
مرت الأيام إلى أن وصلت الطفلة إلى الصف الخامس وكنت أدرسها إحدى المواد في البيت وكانت بجواري جريدة وعليها إعلان لمستشفى وبه صورة جنين فكانت تنظر إلى الصورة وتبتسم أنا لم أفهم لأني غير متزوجة ولكني وجدت في نفسي ضيقا شديدا من ابتسامتها فسألتها عن سبب تلك الابتسامة فأجابت إجابة زلزلت كياني أعتذر عن كتابتها لأنها تخدش الحياء(1/32)
ومن هول ما أصابني لا أدري هل أبكي أم أصرخ لأنادي أمي أو أقتلها بيدي من تلك الإجابة ولكن كيف بعد أن عرفت القصة المؤلمة التي مازالت آلامها تتداعى في جنباتي بعد مرور أربع سنوات على معرفتي بها فقط !!
( قصة )
هي طفلة تذهب برفقة أمها إلى بيت أخوالها غالبا في أكثر أيام الأسبوع جديها كبار في السن تجلس معهما والدتها وفي البيت شاب لا يشك في عفافه أحد أحسبه والله حسيبه كانت تحب اللعب معه ..... ذات يوم غلبته شهوته حتى تحرش بها وطلب ألا تخبر أحدا وإلا لن تكون العاقبة عليه وحده بل حتى عليها وهي تبلغ السنة تقريبا الرابعة وهكذا مرت الأيام وبلغ ابن خالها مبلغ الرجال وكان وسيما فكانت لقمة سائغة له فهي هادئة صامته لطيفة والاهم من ذلك الأم غافله بل متغافلة وهكذا حتى بدأت الطفلة تستمتع حتى قدر الله لي أن أعلم بما يحدث بعد مرور 6 سنوات على تداولها بينهم من خالها إلى ابن خالها إلى ابن خالتها ...
والدها كان كثير السفر من قبل العمل ويأتي خالها لينام عندهم وبعد غفلة الأم تذهب هذه الطفلة إليه لتغريه وهذا ما قالته هي لي بعد أن اكتشفت أمرها كما أسلفت وقلت لها - لصغر سنها تنطلي عليها الحيل – أنني اخترقت بريد خالها الإلكتروني واعترف بأشياء كثيرة لكي يفضحك أخبريني بكل شيء حتى أتصدى له فأخبرتني بما عجزت أن تذوق عيناي النوم بعده أياما ...
إنها ابنة أخي الحبيبة ويجب علي أن أقف معها لأنتشلها مهما كلفني الأمر اتصلت بوالدتها مساء وأخبرتها أني أرغب بنصحي لها أن تقلل لعب ابنتها واحتكاكها المستمر مع الأولاد لأني لاحظت على الطفلة أنها تحب اللعب معهم كثيرا(1/33)
طبعا في محاولة مني لجس نبضها تجاه الموضوع فما كان منها إلا أن غضبت وقالت هي بنت صغيرة ( تبغيني أحجرها وأنتي معقدة أصلا؟؟!! وش شايفه عليها ) علمت أنها لن تتقبل الموضوع مطلقا وقد تبدأ بإفساده قبل أن أبدأ بالعلاج استخرت الله وكلمت والدها أخي الساعة الثالثة ليلا أخبرته أني أريده بأمر خطير جدا حتى أهيئه نفسيا لتقبل المصيبة كلمته وامتصصت رعبه و سردت عليه مقتطفات من ما حصل لابنته وأنها كادت أن تتعرض للاغتصاب لولا لطف الله ثم ابنتك الشجاعة وأنها طلبت مني أخبرك لأنها تثق فيك أنت وحدك عندها عاد إلى الرياض مباشره.....
تطورت الأمور إلى أن أخبرت والدها بكل ماأعرف ووصل الخبر إلى والدتها فقالت لي موبخة (حرام عليك بتهدمين بيتي وبنتي أنا دارية عنها إنها داشرة حتى إنها تحاول تتحرش بأخوها دائما وهو يشتكي لي وأنا أحتريها أمسكها متلبسة بالجريمة عشان أأدبها!!
وصل الحال بالطفلة إلى أن تمكن أي شخص من التحرش بها بمقابل مادي وتحت علم أمها ( فقد جعلت أحد العمال في أحد المنتزهات يتحرش بها مقابل أن تركب الخيل مجانا ولما وبخت أمها على ذلك قالت هي داشرة وخربانة وش أسوي لها !!
الطفلة الآن أصبحت ناضجة وفي الصف الثالث متوسط وأحسب أنها اعتدل حالها والله حسيبها مع متابعتي المستمرة لها ولكن سبحان الله الكل متعجب من هيئتها دون أن يعرفون السبب فهي فتاة في جسد امرأة سبق لها تعدد الإنجاب وهذه ضريبة قاسية لا تزال هي تدفعها من خلال نظرات الناس التعجبية لها
هذه قصتي التي أخفيت منها الكثير بغرض الاختصار بين أيديكم
وخرجت منها بما يلي :
عدم الوثوق بأي شخص يكون قريبا من الطفل حال تهيئة الأجواء للإنفراد به صغير كان أو كبير صالح أو طالح قريب أو غريب
متابعة الطفل في كل الأوقات وعدم السكوت حال غيابه عن العين لفترة طويلة وكثرة السؤال عنه حتى يعلم الجميع أن الانفراد به صعب جدا فهو مهتم به ويسأل عنه في كل الأوقات(1/34)
ملاحظة حركات الطفل باستمرار وتعابير وجهه وشهيته للأكل ففرطها وقلها ينبئ عن شيء في نفسه
إغداق الحنان على الطفل و قراءة الأذكار سويا على فراشه وتقبيله قبل النوم
كثرة سؤال الطفل عن أوقات مرحه ولعبه ماذا فعل ومع من لعب وكيف بطريقه مرحه وعفويه ومع إخباره ببعض الأعمال الروتينية التي قمت بها لتبادل الحديث وعدم إحساسه بطوق الرقابة يحيط به
نسج خيوط الثقة بينكما وعدم القسوة في العقاب عند اعترافه بخطأ ارتكبه يجب احتوائه وتوبيخه بطريقه مهذبه
( رسالة )
رسالة مسطره بقلم بقايا إنسانه تعيش جسد بلا روح..في ذلك اليوم الهادئ الجميل .. استيقظت على صوت زقزقة العصافير ..فإذا بخيوط الشمس الذهبية تملأ غرفتي بنورها الجميل .. ودفئها الحاني ..فتحت النوافذ وبدأت أتفقد لعبتي التي نسيتها أثناء لعبي بالأمس..وأتأمل أرجوحتي التي تشهد على طفولتي .. وبراءتي..وصفاء قلبي .. ونقاء سريرتي..وإذ بي أسمع صوته يناديني نظرت إليه فإذا به ولد عمي الحيوان بصورة إنسان يشير لي بالنزول للعب معه..
فارتسمت على ملامحي ابتسامة الفرح فقد وجدت من يلعب معي وكان أكبر همي..أما هو فابتسم ابتسامة خبث لم أعرف تفسيراً لها إلا بعد أن عشت مرارتها..نزلت وهناك على أرجوحتي .. وتحت أغصان الشجر ..التي مازالت تشهد على ضحكاتي الطفولية التي ملأت الأرجاء..
وصرخاتي البريئة التي عمت الأركان..وخربشاتي الصغيرة التي رسمتها على الجدران ..
هناك.. وفي ذلك المكان..حطم طفولتي .. قتل أحلامي .. اغتال براءتي..لم يرحم ضعفي وقلة حيتي .. لم يرحم ألمي ودموعي .. بل حاول إسكاتها ببعض الحلوى التي وضعها في يدي .. وبعض المناديل التي غطى بها فمي..أخذت أترجاه بصوتي الضعيف أن يتركني ويترك ما بقي من أحلامي.. لعلي أعيش بها في الغد..ولكنه لم يرضيه ذلك .. بل أشهر خنجره اللا إنساني..(1/35)
ووجهه نحوي ليقتل ما بقي من أحلامي .. ويدفن ما بقي من آمالي..ثم أبتسم ابتسامة الظفر .. وأنا أغرق في بحر الألم..ثم قال بصوته الخبيث .. ألم يكن ذلك ممتعا؟!..
آهـ.. آهـ ..ثم آهـ ما أقساك.أين هو قلبك؟! هل تحمل بين جوانحك ذلك القلب؟!..
أشك في ذلك..أم أنك تحمل قلباً أقسى من الحجر..لا يعرف للرحمة معنى في قاموس حياته..ولا يعرف أساساً للشفقة في مصطلح أيامه..كبرت وكبرت ألآمي معي .. كبرت وكبرت جروحي معي .. كبرت وكرهت حياتي..سنوات من العذاب عشتها .. وسنوات من العذاب سأعيشها...
كتمت هذا السر بداخلي .. سنوات وأنا أتعذب به لوحدي..سنوات من العذاب والحرمان والتشتت عشتها وسأعيشها ..سنوات من العذاب وأنا أسامر همومي وأبني كوخ أحزاني لوحدي ..
بينما أنت تنعم مع زوجتك وابنتك..صافي البال .. قرير العين .. هادئ المزاج ..
عذبك الله كما عذبتني .. وحرمك الله السعادة كما حرمتني إياها..سنوات من الألم وسكينك اللا إنساني مغروس بداخلي ..سنوات من العذاب أتعذب بها والسبب سكينك الذي طعنت به قلبي ..
وقطعت به مجرى شرايني ..أحاول أن أتناسى ألمي الذي لا يمكن نسيانه ولكن مازال الجرح ينزف ..ومازالت السكين مغروسة بقلبي المجروح..عشت حياتي وسأعيش ما بقي منها إنسانه لا تعرف معنى للحياة ..غير معنى الألم والعذاب ..عشت وسأعيش ما بقي من عمري بقايا إنسانة لا تعرف للأمل طريق .. ولا للبسمة سبيل..يا من قرأتم كلماتي المكتوبة بحبر من دمي ممزوج بدموعي..أرجوكم ثم أرجوكم أ تدعوا الله أن يأخذ روحي قبل أن يعلم أحد سر حزني الدفين وجرحي الأليم قبل أن يعلموا سر رفضي المستمر للزواج .. أدعوا الله أن يأخذ روحي قبل أن يكتشف أحد دموعي التي تنتهي..وسهري في الليل وأنا أتعذب لوحدي..قبل أن يكتشفوا كرهي الشديد للرجال حتى كرهت أخي ..فأنا لا أتخيل ذلك اليوم الذي يقال هذه فتاه غير عذراء..(1/36)
آهـ ثم آهـ ولو جمعت آهات الدنيا وسطرتها لما كفتني وصورت ألمي وحزني ولما أشفت غليلي
أدعوا الله أن يرحمني فأنا أموت في اليوم 1000 مره ..وأعيش مره..
كرهت حياتي أتمنى الموت
كرهت حياتي أتمنى الموت
كرهت حياتي أتمنى الموت
ادعوا الله على من كان سر عذابي أن يعذبه الله كما عذبني..
حياتي كلها عذاب في عذاب .. وأي عذاب
رحمتك يا رب..
( رسالة )
.هذه قصتي.
تبدأ:.
تعدى علي شخصين من الأقارب أول واحد ولد عمي .. وكان عمري ( خمس سنوات ) تقريباً.. كان كل يوم يمارس معي حركات بشكل مو طبيعي .. وكان يقول لي :. لو تعلمين أحد بقص رقبتك وشاء الله ونقل عمي بعد سنه من الأعمال المرعبة .. ومضت سنتين دون اعتداء ..ويوم صار عمري (ثمان سنوات) تقريباً.. يعني بثالث ابتدائي ..اعتدى علي ((( ولد خالتي ))) كان يسوي حركات لدرجة إني ما قدرت لا أصيح ولا أتكلم .. من شدة الموقف .. وبعد ما خلص قال لي >> صح استانستي<<؟؟؟؟؟ وأخذني للبقالة ..
وبعد سنه وحده بس .. جاء هذاك اليوم اللي بغيت أمووت فييييه لدرجه أنه ( فصخ ملابسه) وجاء يبي يفصخ ملابسي ...!!!!!! لكن رحمة الله واسعة !!!!!!...ما قدر يفصخ ملابسي بسهوله لأني كنت لابسه جينز .. وبعد سنه ( بأولى متوسط ) حاااول وحااااول وحاااااااول ... لكن ... ما قدر
لكن ما أقول إلا الله لا يوفقه هو ولا الثاني
_ دايم أصييح كل ما تذكرت _
( قصة )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتيت أحبابي الصغار ذاك اليوم فرحاً.. كنت أحمل أفكار ..أظن أنها ستسعدهم.. انتهينا من صلاة العصر... أتى خال أحد أولئك الأحباب... هو يتيم في الثامنة من عمره وله أخ في السادسة.. يتصف الاثنان بالبراءة العجيبة..خاصة ذو السادسة وفيه شقاوة أيضاً
فهو لا يجد أحد في المسجد أو الشارع إلا وكلمه .. حتى في المسجد في أغلب الفروض تجدهما...(1/37)
يملئونه فرحاً... فهم معروفون رغم صغر سنهم بمحافظتهم على الصلاة... وأيضاً .. بقوة حفظهم لكتاب الله.. أمهم تشقى طوال الأسبوع لتوفير لقمة عيش لطفليها .. فتبتعد عنهم مساء.. لذلك تجدهم مع خالهم.. لا إخوان كبار لهم يعيشون معهم! ذهب الخال بعد أن كلم الطفل الكبير..
ثم أتاني الطفل.. وقلت له.. وش فيه خالك؟!<<سؤال فضولي بحت!
ليتني لم أسأله.. فقد كانت الطامة.. نطق الولد وليته لم ينطق... أخي الصغير..بالأمس بعد صلاة العشاء.. وبينما كان ينتظر خالي ..في العمارة أتاه ولد كبير.. وافسخ بنطاله...و صحت في وجهه اسكت اسكت! تملكني الخوف.. نظرت إلى أخاه الصغير.. فهاهو مرح كعادته يضحك مع هذا ويبتسم مع هذا...ويضرب ذاك ببراءة! لمحني انظر إليه بخوف... فأتاني... وقال... أستاذ أمس فيه واحد سوى فيا كذا وكذا...وجلس يشرح صحت فيه هو الآخر.. اصمت اصمت ولكنه لم يستجيب...فأكمل شرحه فصرخت في وجهه اسكت خلاص!
فخاف وسكت! أرجعته إلى مكانه.. عدت إلى أخيه الأكبر... من هذا الفعل بأخيك هكذا؟!
وصفه لي... فعرفته! لكن.. هو أيضا طفل فهو لم يتجاوز 12 من عمره!أي لم يبلغ بعد!
أمعقوول هكذا أصبح أطفالنا!! هكذا أصبحوا يفكروا مثل الحيوانات! أهكذا صارت همومهم بعد أن كانت همومهم اللعب والجري والضحك! هكذا ستبنى الأجيال؟! أهؤلاء هم الذين نتمنى منهم أن يحرروا الأقصى!!؟ هذا طفل لم يبلغ بعد... ويفعل هذا! ماذا سيفعل حين يكبر..حين يبلغ!
ستصير شهوته هي همه! هي حياته؟! هي كل ما يتمناه؟! أعلى هذا رباه أبواه؟! أعلي هذا ما يتمنوه منه!!؟ نظرت إلى الطفل الصغير .. وجدته قد عاد إلى لعبه ومرحه مرة أخرى! مسكين...
لا يعرف ماذا فعل هذا المجرم الصغير به! لكن إذا كبر.. وتذكر هذه الحادثة... ما سيكون؟!(1/38)
ماذا سيفعل؟! كيف سيعيش؟! رحماك ربي بهؤلاء الأيتام رحماك ربي بأمهم الأرملة رحماك ربي.. فهم ممن يحفظوا كتابك ويقيموا صلاتك رغم صغرهم تلك الأم المسكينة.. كيف كان وقع الخبر عليها؟! كيف فعلت؟! لا أود تخيل هذا! فهذا مرعب... مخيف الطفل..ربما هذا كان أول ما سيلاقيه من شياطين الأنس! ربما يفتح عليه باب القذارة من أوسع أبوابه!! وربما أخاه يلحق به... فلا أحد يدير اهتمامه هؤلاء الأطفال بعد أمهم التي تشقى قبل أسبوع.. شاهدت الطفل الصغير قد زادت شقاوته فهو لا يدع أحدا إلا كلمه أو مزح معه......كبيراً كان أم صغير . طيب أو سيء . فهو صغير ولا يجد أحداً من منزله يوجهه.. لما رأيته كذلك..خفت من ما يترتب على شقاوته وحسبت في نفسي حساب الذي حصل له فعزمت أن اكلم أهله بأي طريقه... وكنت كل يوم أجل غداً...غداً حتى مر أسبوع وأنا لم أفعل شيء... فجاءني هذا الخبر...مثل الصاعقة!(1/39)
فيوم أمس... كان يوم تأنيب الضمير العالمي... لم أستطع أن أقرأ لأحد في الحلقة ولا أن اكلم احد! فكلما أنظر للطفل... يتشقق قلبي.. كيف لا ! وهو يتيم.. بلا أب يحميه من هؤلاء الشياطين... لا أب يصرف عليه ويوجهه... كيف لا... وقد استغل المجرم الصغير هذه النقطة ... أبشع استغلال... وددت أن أقتل هذا المجرم..أن اذبحه رغم انه طفل! هربت أنا إلى البيت... عدت مبكراً...الكل يتساءل ! لماذا اليوم مبكراً؟! لم أجب.. دخلت الغرفة.. ألقيت نفسي على السرير...جلست ابكي..حتى نمت! وأيقظني أخي لصلاة المغرب... نزلت.. شاهدت الطفل وأخوه وخاله... وكما هي عادته يمرح ويلعب... لم أستطع النظر إليه كي لا أُذبَح... بعد الصلاة مسك خالهم ذاك الطفل المجرم... صرخ الطفل المجرم لم أفعل شيء لم افعل شيء.. كنت أراقب من بعد.. خلت في نفسي أن خالهم سوف يلقنه درساً لن ينساه أبدا... لكن... وجدت الخال يضحك أو يبتسم وكأنه خجول من شيء! ثم ترك المجرم..واصطحب الأطفال وذهب بهم! تعجبت .. كدت اصرخ فيه لما لم تضربه؟! لماذا لم تبلغ أهله!؟ لماذا ولماذا؟!... لكن..من أنا حتى أسأله فهو طفلهم وليس طفلي أو أخي.. رجعت إلى البيت وكلي حسرة وقهر من فعل خالهم هذا! ماذا ستفعل لو كان ابنك!؟ ؟ في صلاة العشاء.. رأيت الطفل الكبير ذو الثامنة.. سألته.. ماذا فعل خالك بالمجرم؟! قال... قله لا تسوي فيه كذا ثاني مرة!!!!! وخلاص.؟! ايوه ...بس! ذكرت أمهم المسكينة مرة أخرى... كانت قد أوصت أطفالها ألا يخبروا أحداً بهذا... لكنهم جاؤوا اخبروني... وأوصيتهم أنا أيضا ألا يخبروا أحداً أيا كان.. الأم المسكينة تريد الستر على طفلها.. حتى لا يمرض ولا يتعقد عندما يكبر.. وحتى لا يستغل أصحاب النفوس الضعيفة طفليها مرة أخرى.. ولكن... أهكذا قد عولجت المشكلة؟! أهكذا تنتهي القصة؟! أهكذا نترك الطفل يتعذب عندما يكبر؟! أهكذا نترك الحبل لشياطين الأنس الحيوانات أن يشدوه وقت ما أرادوا؟!(1/40)
أهكذا نترك إهمال الأهل يمر سلاما!!؟..
أهكذا اسكت وقد علمت بهذه المشكلة؟! هكذا اسكت بعد أن اخبرني الطفل بنفسه كيف فعل به هذا؟! هكذا اسكت عما يفعل بأحبابي الصغار؟! بل إنهم مثل إخواني؟!
( رسالة )
أردت أن أضيف قصة قريبتي..
تبلغ من العمر 6 سنوات مرحه .. بريئة..وجميلة!!.. بيضاء مليحة الشكل..ممتلئة الجسم..
تعرضت للتحرش من ابن عمها الذي يبلغ من العمر 14 عاما!!..و أين في مكة..؟؟.... تلمس أجزاء حساسة من جسدها وهددها بضربها إن أخبرت أحدا.. لم تهتم بكلامه .. أخبرت أختها التي تفهم ما يعني ذلك و( تدرس في الصف الخامس )..!! كذبتها أختها و كانت تنعتها بهذه الصفة بصوت عال ..و توبخها إذا تكلمت .. لكن الطفلة من النوع الذي لا ينفع معه التهديد..
في يوم من الأيام ذهبوا إلى محافظتهم ( قريتهم ) والتي يقطن فيها ابن عمها..سكنوا في نفس البيت معهم ..نام الجميع ولم يتبقى إلا الجاني و اخو الجاني الذي يصغره بسنة ..كان اخو الجاني يلعب بـ(السوني) في الغرفة التي يتقاسمها مع الجاني .. بينما كانت هي تشاطره الفراش تحت غطاء واحد .. تلمس جسدها عدة مرات .. وهي صامته و ربما كانت تستمع..!!! لا أعلم حقيقة الأمر..(1/41)
خرج أخو الجاني ..فاقفل الجاني الباب و استفرد بالفتاة أمرها أن تفعل ما يأمرها به .. هددها بضربها فأذعنت له ..ففعل الفاحشة معها..!! خرجت من الغرفة ..وهي لا تعلم حقيقة ما حدث..!! توجهت إلى اخو الجاني وأخبرته نهرها عن التحدث في هذا الموضوع و أمرها بالكتمان ومرة أخرى لم تكف الفتاة عن ثرثرتها..عندما أرادوا الرجوع إلى مدينتهم..أخذت تثرثر في السيارة عما حدث لها من مكة إلى محافظتهم ..الأب والأم كان منشغلين فلما يسمعا شيئا أما العمة كانت إلى جوارها وتسمع ..أختها التي في الصف الخامسة و أختها التي في الصف الثاني متوسط..ظنوا أنها كاذبة فأسكتوها..رغما عنها..في منزل أم الضحية..أتتني قريبتي الأخرى و قالت لي أن الضحية قد قالت لها كذا وكذا ..و أنها ذات خيال واسع و أن أختيها تعلمان بالأمر ويكذبنها سألت أختها التي تدرس في الصف الثاني متوسط..عن حقيقة الأمر قالت أن أختها قالت كذا وكذا وأنها كاذبة سألت أختها الأخرى وأيضا أكدت أنها كاذبة..صرخت عليهم كيف بطفلة أن تتحدث بهذه الأشياء ..من أين أتت بهذه المعلومات الدقيقة!!..ذلك يعني أنها تعرف ما تقوله..خنقتني العبرات وان اكلم هؤلاء البلهاء..سألت الصغيرة عن الحكاية فأخبرتني بكل ما حدث من مكة إلى المحافظة..كدت ابكي أمامها وقريبتاي لم يدركا خطر الموضوع..و استغربتا ردت فعلي..سألت الصغيرة أن كانت أمها تعرف ..قالت لا ..قلت لها اذهبي واخبريها..لم اعلم كيف أتصرف.. ذهبت الطفلة و أخبرت أمها.. شجعتها بالنظرات من بعيد فاسترسلت في الحديث..و بخت أم الطفلة ابنتيها على تكذيب الصغيرة فلو تدخلت بعد حادثة مكة لاكتفى بالتحرش دون الاعتداء..ظننت أن أم الطفلة ستخبر والد الفتاة أو تحذر الفتاة من الاقتراب من الجاني..و إذا بها تهددها و تأمرها أن لا تخبر احد وان الناس سيقولون بأنها (وصخه) وغير مهذبه وووووو..الخ..لم تهتم بنفسية ابنتها ..فقررت فعل ذلك..بدلا عنها أخبرتها إن حاول(1/42)
مرة أخرى فعل ذلك اصرخي بكل قوتك ارفضي..و إذا بأمها تقول لا تصرخي(ما نبي فضايح.. تعالي قولي لي ولا لأختك) بعد أيام..رجعت الصغيرة إلى ديدنها فلم يبق طفل لم يعلم بما حدث لها.. بعد فترة .. جاءوا في إحدى إجازات الأسبوع لبيتنا للمبيت .. حاولت إبعاد أخي الذي يكبرها بسنة في المضجع.. حتى لا يتكرر الأمر .. غضبت أمي لم يهمني ذلك أهم شيء أن لا تتهور و تنحرف الصغيرة وهم غافلون عن الأمر ..مضى على ذلك سنة للأسف لا زالوا متكتمين على الموضوع..
( رسالة )
السلام عليكم ورحمة الله .
وهذه قصتي .. لم تر النور لسنوات طويلة وبالأمس كتبتها على لسان فتاة مقهورة ..
لا أستطيع أن أقول لأحد أنها قصتي .. لأني كدت افقد أسرتي بسبب ما حصل .. الحمد لله أنا أحسن كثيراً الآن .. لكن لدي المزيد مما تعرضت له .. أرجوكم ادعوا الله لي بالشفاء فأنا ضحية سلسة طويلة من الأذية .(1/43)
تقول الفتاة .. كنت في الثانية عشرة من عمري عندما بلغت مبلغ النساء وقررت ارتداء النقاب .. لا أعرف إذا كان يظهر من تفاصيل جسمي أني لازلت في مرحلة الطفولة أم أن تقاسيم جسمي كانت توحي بأني أسن .كنت أعود من المدرسة مشياً على الأقدام .. كان بيتنا قريباً جداً من المدرسة .. في احد الأيام عند عودتي من المدرسة لاحظت وجود سيارة غريبة عند باب المبنى .. لم أعرف إن كانت لأقارب أحد الجيران .. دخلت البناية وكان شيء ما في داخلي يقول أقفلي الباب .. كدت أقفل الباب بالمزلاج ..لكني تذكرت الجيران إذا عادوا من أعمالهم تركت الباب نصف مغلق خلفي وتوجهت لمصعد البناية .لحقني شاب من الشابين اللذين كانا في السيارة السوداء الغريبة .. وكان يلبس الزي التقليدي.. سألني عن مالك البناية فلم اجب .. فقد تعودت على عدم التبسط مع الغرباء .أعاد سؤاله مرة أخرى فقلت إنني لا أعرف .. فقال كيف تعيشين في بناية لا تعرفين مالكها .أجبت إجابة مقتضبة وقلت انه فلان .وصلت المصعد .. فتحت بابه أريد الدخول .. كنت حريصة ألا أضغط الزر حتى لا يعرف في أي طابق أعيش . فقد بدأت أستوحش شراً ..(1/44)
أمسك باب المصعد بعد دخولي وقال : انتظري لم أعرف من مالك البناية .. أجبت ببراءة : قلت لك أنه فلان ولا أعرف شيئاً آخر . لكن الوحش لم يرحم براءتي ولم يمهلني حتى أتنفس ..كشر عن أنيابه وكشف عن نيته السيئة وطلب مني أن أكشف وجهي .علت رأسي كل علامات الاستفهام في الدنيا وطردته من المصعد . لكنه لم يخرج فقررت أنا الخروج .. لكنه كان يقف عند باب المصعد فقررت أن أضرب الباب بكل ثقلي وافتحه وأهرب .عندما خطوت خطوتي الأولى في الطريق للخارج امسك بي .. وأخذ يحاول رفعي عن الأرض .. وكان يلمس جسدي الصغير .. لم يرحم طفولتي .. ولم يعذر حداثة سني ..كنت قليلة الوزن جداً .. وكنت أظن أني سأبيت الليلة في خرابته .. لم أتخيل بأي حال أن افلت من بين يديه .. أخذت أصرخ وأصرخ .. كان باب جارتنا بجانب باب المصعد .. كنت على يقين أن أراها تفتح الباب ويخرج زوجها يؤدب هذا المتهور .
وضع يده على فمي كي يتخلص من صراخي .. أمسكت يده وأطبقت أسناني عليها دخل معظم نقابي في فمي لكنه أشعرني بالاطمئنان .. كنت أخاف الأمراض لكن نقابي أعطاني القوة لأن أعض حتى أغرس أنيابي في عظامه الحقيرة .لا أعرف كم بقيت من الزمن أصرخ وهو يرفعني ويلمس جسدي بوقاحة .. أخيراً استسلم وتركني وهرب .. ضربته بحقيبتي قبل أن يبتعد وبقيت عند باب المصعد أبكي منهارة .. ألملم شعث ما بقي من كرامتي ..فقدت كل شيء .. فقدت الثقة في كل الرجال .. كرهت الزي التقليدي .. كرهت المدرسة .. كرهت الجيران ..كرهت حارس البناية .. كرهت أمي .. كرهت أبي .. أين هما .. ألم يسمعا رجائي .. ألم يسمع أحد استغاثتي ..(1/45)
آه يا ربي .. كم أحمدك يا ربي .. أنت الوحيد الذي كنت معي بجانبي .. أن من أنجيتني من الخطف ..مشاعر كثيرة مختلطة كلها تفيض بالإحساس بالظلم والقهر والذل .كان هذا كل ما حدث _مجرد لمس_ كنت أظن بعقلي الصغير أن هذا الأحمق أراد خطفي حتى يتاجر بأعضائي .. كليتي كبدي وقلبي . لم أكن أتخيل هدفه من خطفي ..صعدت الدرج بخطوات سريعة منهارة .. ألتقط أنفاس الخيبة .. أنا مريضة بالربو وزاد تسلق الدرج حالتي سوءاً .. ضربت الباب بكل قوتي كدت أكسره .فتحت لي أمي ووجدتني منهارة خائرة القوى .. سألتني ماذا حدث .. صرخت في وجهها ألم تسمعوا صراخي ؟اختصرت ما حدث في قولي : حاول أحدهم خطفي لكنه هرب بعدما صرخت .(1/46)
لم تزد أمي عن سؤالها عن عرضي وإذا كنت أعرفه من ذي قبل ؟ هل رأيته يوماً ما في أي مكان ؟صرخت فيها ولم أتحمل أسئلتها .. لا أريد أي أسئلة .. لم أعرف ماذا أريد .. اليوم عرفت أني كنت أحتاج الدعم .أعتبر قناعتي هذه نعمة من الله .. فبعد الحادثة هذه بأربع سنوات تقدم زوجي لخطبتي .. وافقت وتم كل شيء في سعادة ..بعد عام من عقد قراني تزوجت .. وبعد زواجي عشت المأساة .. كانت العلاقة الزوجية تضايقني .. لم أعرف السبب .. كانت الكوابيس تلاحقني .كنت أرى في منامي أني أخطف ولا أستطيع الصراخ .بقيت على هذه الحالة 11 عاماً بعد زواجي .. أعرف أن هذه مصيبة وحدها .. تشاجرنا أنا وزوجي بسبب العلاقة الزوجية مرات لا تعد .. كم مرة قال لي أريد العفة .. كنت أعده وأقطع العهود على نفسي أن أمتعه لكن نعود للشجار بعد مدة ..في إحدى المرات وعدته أن أفعل كل ما يريد .. لكنه قذف كلمته في وجهي كالقنبلة وقال : كاذبة .شعرت بأن الدنيا أسودت في وجهي ..كنت أعتبر زوجي كل حياتي .. كنت أحبه بكل خلية في جسدي ..كنت آمل أن يعوضني عن كل ما مر بي من مآسٍ ..بعد 11 عاماً قصصت قصتي على صديقتي .. وأخبرتها ببعض التفاصيل _ شكل الشاب وطوله وملامحه_ .. شعرت بعدها بالراحة .. عندها فقط استطعت أن أتكيف مع حياتي الزوجية .. تقبلت زوجي كرجل بعد أن كرهت الرجال_ تقبلت مشاغله ومزاجه .. عرفت أنه بشر لا يستطيع فعل الملائكة .بعد مدة قصصت على زوجي القصة _ للمرة الثانية_ لكن هذه المرة تفاعل معي وأشعرني بتفهمه .(1/47)
عندها توقفت الكوابيس ..كنت أظن أني قوية بما فيه الكفاية لأتخطى هذه المرحلة دون مساعدة من احد ..بعد كل هذه السنين اكتشفت أني كنت أحتاج لأعبر عن مشاعري لأمي .. لم أكن أريد أن أقص القصة فقط .. كنت أريد أن يساعدني أهلي في الانتقام .. كنت أريد أن أبلغ الشرطة .وأعطي الضابط صفات السيارة والشاب والشاب الآخر في السيارة ..كنت أريدهم أن يبحثوا عنه وأراه يعاقب أمام ناظري . كنت أتمنى أن يسجن حتى لا يعاود الاعتداء على أخرى .
هذه هي قصتي وكادت حياتي الزوجية أن تدمر بسببها ..
(رسالة )
لا أدري بماذا أبدأ ولا أي كلمات ستصدر من قلب متألم حيران لا يدري هل ما أفعله صحيح أم لا
آهـ يا قلبي ثم آهـ وآهات ليتك يا الدموع تحلين المشكلة لكن عزائي أنك تخففين على القلب أبدأ بالاعتذار لكم كوني أرسل مشاركة وأنا أحمل العضوية لكن عضويتي معلومة لعدد من الزميلات والقريبات فلا أريد أن تنتشر هذه الأخبار الخاصة بين الناس ولأتحاشى القيل والقال وكثرة السؤال
تبدأ القصة
منذ مرض أبي وصار يبكي دموعا على أبناءه الصغار ( إخوتي لأبي )كنت استغرب هل لأن أبي يرحمهم يبكي عليهم مرت الأيام توفي أبي ذهبت زوجته إلى أهلها ومعها أخواي ( ذكر وأنثى )
وصارت فترة ترسلهم عندنا وفترة تأخذهم بدأت الريبة تظهر منذ صارت أختي وهي اكبر من أخي وكانت آنذاك في الصف الثاني الابتدائي صغيرة وربي تفعل حركات قذرة مع أبناء أخي الذكور وتطلب منهم أن يتحرشوا بها وبدأنا نتكلم معها اكتشفنا أن خالتها المراهقة تفعل معها ومع أخي هذه الحركات وتابعنا أخي وهو لم يدخل المدرسة وإذ به يفعل نفس الحركات
أشغلناهم وتكلمنا مع والدتهم لكن لا حياة لمن تنادي كلما عادوا من خوالهم عادت هذه القذارة لهم
وعندما نبعدهم ينسونها قليلا الآن وحرصا عليهم منعناهم من خوالهم فلا هم رأوا والدتهم في عي رمضان ولا عيد الأضحى أرى الألم في عيونهم يخالطها الشوق أرى عيونا عاتبة علينا(1/48)
ولا أدري ما في القلوب وزوجة أبي ترفض البتة أن تزورهم ما الحل فالقلب يحزن والمدامع غزيرة وحق لك يا أبي أن تبكي وعذرا يا أبي فلم أفهمك إلا متأخرة قاتل الله من كان السبب
( قصة )
تروي إحدى المعلمات في المرحلة الابتدائية .....هذه القصة:-
تقول بعد ملاحظاتي لإحدى دورات المياه في المدرسة القريبة من غرفتي أن قطعة ( موكيت صغيره وضعت( كدعاسة) عند مقدمة الباب تتحرك من مكانها فأجدها داخل إحدى دورات المياه دخلتها فذهلت وأقشعر جسمي مما رسم داخلها ...تفصيل لجسم فتى وفتاة عاريين .....مع كتابة عبارات قذرة عندها خرجت وبدأت أراقب هذا المكان حتى رأيت طالبه تدخلها مع طالبه أخرى . فهي ترسم وتكتب لتثير الصغيرة الثانية ، وبالتحقيق معها تبين أنها من أهل القنوات وتطالع بعد نوم الجميع وتأتي في المدرسة لتروي وتطبق إن سنح لها ذلك
تقول الدكتورة ناهد باشطح(1/49)
ولاية الأب على صغيره هي ولاية إجبارية وليست اختيارية وعلى الأب أن يسعى لتحسين تربية أبنائه و القيام بالتوجيه و المتابعة و المحافظة على دينهم وعقولهم وعدم إهمالهم ، لكن بعض الآباء يضنون أن بتوفير لقمة العيش و السكن المريح برئت ذممهم وعليهم تذكرة الحال و النتيجة أهمل الأب أبنائه وساروا في طريق الضلال فاض ذلك ليقيهم النار التي ( وقودها الناس و الحجارة) وعلى كل أب أن يفتش أبنائه من حيث الأصدقاء و الحقائب و المكتبة حتى يطمئن عليهم من أفكارهم المدسوسة التي توقعهم في شبهه . إن الفراغ أحياناً يكون سببا انحراف للشباب ، الأمر الذي يقضي بتوفير أندية رياضية وثقافية واجتماعية ، لكن للأب دورا هاما في ملاحظة الأبناء بشكل ملتزم و المؤسف أن بعض الآباء يهملون أبنائهم دون رقابة في وقت تتضح فيه حاجة الشباب لضوابط اجتماعية وثقافية في مقدمتها الانتماء الوطني و الوسطية و الاعتدال حتى لا تجعلهم عرضة للتيارات المتطرفة . إن الأسرة من أهم المؤسسات التربوية في المجتمع ، فالأب يعتبر العنصر المهم في عملية التربية و التنشئة الاجتماعية إذ كان للام دور فعال ونشيط في مساعدة الأب وعليها عبء إشباع حاجة الأبناء ، وهنا تكمن خطورة عدم متابعتهم وتركهم خارج المنزل لساعات مع أصدقائهم دون مراقبة ، وعلينا أن نعرف أن المرحلة الثانوية تحتاج لمتابعة حتى بعد زواج الابن فيجب متابعتهم ، واعتقد أن التساهل التربوي هو أحد أسباب انحراف الأبناء، فبعض الآباء لا يسال عن أبنائهم أو سلوكهم أو مستوى تدينهم ومدى تطبيقهم للشريعة الإسلامية ، ولا يوجهونهم كأصدقاء صالحين الذين يتميزون بالأخلاق الحسنة وهنا نجد أن الأبناء يكونون عرضة لأصدقاء السوء و التأثر فكريا وسلوكيا………..(1/50)
إن البعض من الآباء يتركون الحرية لأبنائهم في الدخول إلى المنزل و الخروج منه و السهر و الرحلات ، فيتعود الأبناء على عدم الاستئذان لأنهم كبروا ويتغيبون بالأيام هنا وهناك . الكارثة أن المرحلة الحالية تحتم دورا هاما على الآباء وتوجيههم ورعايتهم و النصح و الإرشاد يكون بالترغيب تارة و الحوافز مع حثهم على عدم الغلو و التطرف و التشدد و التحلي بالأخلاق الإسلامية.
عن سالمة المجتمع و سلامة أفراده وفي مجتمعاتنا الشرقية نجد السلطة الذكورية فيها واضحة في كل مرحلة ولو تتبعنا علاقة الأب بأبنائه لأتضح التعاضد الاجتماعي الذي تفرضه الحياة الاجتماعية فالأب هو الأساس الخلية الاجتماعية الأولى و يصعب أن نقوّم العود و هو يابس وفي كل مشاكل الانحراف تتجه الأنظار للأسرة و الأب في الدرجة الأولى ، أما الانحراف الفكري فأسس من فقدان الحنان وإهمال الأسرة و يتحمل الآباء و المعلمون مسؤولية التربية الخطيرة وهناك توجيه نبوي شريف بالرعاية الاجتماعية التي ينبغي ان تكون على منهج الله تعالى و التربية المتزنة هي التي تربي الإنسان و المطلوب منذ نعومة الأظافر بشكل بعيد عن الانفراط أو التفريط . ولنشجع أبنائنا على فعل الطاعات و الابتعاد عن المحرمات ، وعلى الأبوين أن لا يصنعا طفليهما إلا ما هو صالح ونافع وطيب فينشأ بذلك ابنا نافعا لأهله محبا للخير كارها للشر وإيذاء الآخرين ويتجنب فعل المحرمات .(
( خاتمة )
نسأل الله أن يحفظ أبناء و بنات المسلمين من كل سوء .. و نقول لمن تعرضوا للتحرش إن الله يمهل و لا يهمل .. فلا تقنطوا من رحمة الله .. و توكلوا على الله في أمورك .. و على الفتاة أن لا ترفض الزواج لهذا الأمر .. و تتوكل على الله تعالى .. فأنت لست الوحيدة وكثيرات تخطين الأسوار الشائكة وتزوجن وأنجبن ويعشن حياة جميلة . ولابد من إزالة الآثار القابعة في الذاكرة فتستشير بذلك أهل الاختصاص .(1/51)
وفي هذا الشأن ذكر الأستاذ خالد الصغير المدرب المعتمد في تنمية وتطوير الذات , ومستشار وكاتب وباحث في العلاقات الأسرية والتربوية
ولكل من تعرض للتحرش الجنسي من شاب وفتاة تذكر أن العالم به أناس آخرون غيرك ولقد تعرضوا لما تعرضت له .. اعلم أنك إنسان من حقك أن تبتسم ..
ومن حقك أيضاً أن تظل عيناك جافة من دموع أنزلتها دنيا حقيرة وغربة بالرحمة فقيرة..
ليس هناك شك بأن الكثير منا يمر بلحظات الضيق والانزعاج فالمشاكل التي تعرضنا لها ترسم الألم على شعورنا الداخلي ..
إن محاولة التفاهم مع الحياة وتعقيداتها المستمرة هو الأمر الذي يضمن وجود حالة شعورية مستقرة تحقق نوع من الراحة والرضا النفسي الذي ننشده على كل حال . دعنا نبتهج لأننا علمنا أن الحياة لا تنتهي بيأس ساعة ولا بحزن يوم ..الحياة ماضية في طريقها ..فلا تشغل نفسك في هموم الماضي ..
ابتسم للحياة ..
بل اجعل تلك الابتسامة تخرج إلى عالمك الشاحب فتبدله فرحاً وتألقاً ونوراً ًوضياء ًبراقا ً..
وتبدل الأحزان أفراحا ً والدموع ابتسامات واليأس أملاً والجمال روعة ً. ا.هـ
إن الحذر وتعليم الأطفال وتنبيههم وحده لا يكفي إذ ينبغي علينا أن نلاحظ أي تغيرات في سلوكيات أطفالنا وفي أحوالهم وخصوصاً في طريقة نومهم وجلوسهم.,
طفولة تعذب وبراءة تقتل أحلام تهدم ودنيا ملونه تصبح سوداء أطفال . لا ذنب لهم سوى أنهم لم يجدوا الرعاية الواجبة من أهاليهم(1/52)
الأجيال نتاج المجتمع ..ومسؤولية تهذيب أخلاقياتها وتقويم سلوكياتها تقع على عاتق مؤسسات المجتمع ككل.. البيت والمسجد والمدرسة والإعلام وكل منها يسهم في بناء جزء من شخصية الفرد روحياً وجسدياً وعقلياً فإذا تضافرت جهودها أكتمل البناء وتشكل لدينا أفراد أسوياء منتجين .. مما يسهم في تطوير مجتمعهم ..ولضمان استقامة الشخصية لابد أن تبدأ تلك المؤسسات بتشكيل الوعي الديني والثقافي والاجتماعي لدى الفرد من مراحل الطفولة الأولى .. حيث يكون البيت هو المحضن الطبيعي للطفل في تلك الفترة .. مما يجعل جل المسؤولية عليه و تربيته لبِنات أولى و خطوط أساسية في رسم شخصيته في بقية المراحل ..
ربما لا يحظى الطفل في طفولته برعاية جيدة ..لكن هذا لا يعني إهماله وتركه بسبب فوات الرعاية الأساسية المطلوبة في أهم المراحل ... بل لابد من العزم على تصحيح أو بالأحرى تعويضه عن ما فقده من رعاية وإشباع حاجاته النفسية والجسمية والاجتماعية وغيرها ..
لكل الأمهات والآباء أطفالكم أمانه في أعناقكم . أبنائكم مستقبل تبنونه اليوم فيحملكم في الغد
كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته . هل فكرتم أيها الأب وأيتها الأم غداً يوم الحساب
حين تسألون عن أمانتكم التي فرطتم فيها(1/53)