علم النبات قبل العرب:
ترجع معرفة الإنسان بالنبات إلى عشرات الآلاف من السنين، عندما اتخذها غذاء وكساء وعقارًا، وتأتي حضارات الفراعنة، والآشورين والبابليين والهنود، والصينيين لتقدر النباتات حق قدرها لهذه المجالات، إلا أن الشذرات العلمية الهامة التي خلفها العلميون، وغير العلميين لا تمكن من تأريخ المعرفة النباتية علمًا له أصوله، ومنهجه بدءًا من هذه الحضارات، ذلك؛ لأن علم تلك الأزمنة كان لا يتعدى خبرات، ومهارات مارسها المشتغلون بأموره، كما كان أغلب الأمر طبقيًا تحتكره فئات بعينها، ولعلها كانت تمارسه خفية مما أضفى عليه سمة الكهانة والسحر.
وينبغي إذن أن يكون التأريخ لعلم النبات من بدء ظهور المصادر المدونة على النحو السليم، ويمكن أن يحدد العصر الإغريقي -بهذا المفهوم- نشأة له بدءًا من أرسطو وثيوفراستس، أما الأول فكانت اهتماماته بعلم الحيوان أعظم، وأشمل وخلف عديدًا من المؤلفات في هذا الفرع، تاركًا علم النبات لزميله وتلميذه ثيوفراستس "372-288ق. م"، ليكتب أقدم كتب العالم في هذا التخصص وتبقى سليمة كاملة، وأكبرهما "تاريخ النباتات" Historia de Planits،
و"علل النباتات" De Cousis Plantarum الأول(1/154)
وصفي، والثاني فلسفي فسيولوجي، وفي كتابه الأول عالج ثيوفراستس النباتات بطريقة تختلف عن الطريقة الغائية الأرسطية، إذ إن الباعث الحقيقي على تحصيل المعلومات من النبات لم يكن إلا بصد استعماله دواء، فجاء ثيوفراستس ليتفهم حياة النبات في كافة صورها، وهكذا كان مقصده النبات ذاته، فاهتم بطرائق معيشتها، ونموها وتكاثرها وتصنيفها إلى أشجار، وشجيرات وأعشاب، وتوزيعها الجغرافي، وكتب عن أعشاب الطعام والحصولات الصيفية، وعصير النباتات، والخواص الطبية للأعشاب، أما الكتاب الثاني فأقل عددًا في أبوابه، وطرق فيه موضوعات فلسفية فسيولوجية، مثل توالد النباتات وإثمارها، ونضج الثمار، وأفعل الأشياء في زيادة النبات والبساتين، والغابات وزراعة الشجيرات، وتهيئة التربة، وزراعة الكروم وصلاحية البذر وفساده، وزراعة الخضر وآفاتها والطعم والرائحة وغير ذلك، وأيا كان تقويم هذه المعلومات صحة أو بطلانًا، أو غرابة أو فكاهة، إلا أنها صيغت على نحو علمي سليم محكم دقيق -بل إنها احتوت على بضعة مصطلحات فنية خلقت خلقًا في ذلك الوقت، وبقيت ليومنا هذا.
وعلى هذا النحو يعتبر ثيوفراستس اليوناني أول المؤلفين في علم النبات، وظل كذلك حتى عصر النهضة في القرن السادس عشر الميلادي.
ويحل العصر الروماني بمؤلفاته النباتية لكل من كاتو "النصف الأول من القرن الثاني ق. م"، وبليني "النصف الثاني من القرن الأول"، وديوسقوريدس المعاصر لبليني، ولقد تأثر كثير من علمائنا العرب بمؤلف بليني المسمى "المادة الطبية" Meteria Medica -الذي وضعه عام77م، والذي ترجم تحت اسم "الحشائش".
وتدخل أوروبا عصور الظلام، ثم يسطع نور الإسلام، وتتهيأ الأسباب لظهور العلماء العرب في العصر الإسلامي، ولا بد لنا -قبل سرد أعظم النباتيين العرب- أن نؤكد على الحقائق التالية:(1/155)
1- يطلق لفظ العلماء العرب على من عاشوا العصر الإسلامي، وفي الإمبراطورية العربية الممتدة من حدود الصين شرقًا إلى حدود فرنسا غربًا، والتي عمرت نحو ثمانية قرون.
وهم كل العلماء الناطقين بالعربية أو المؤلفين بها، أو الناقلين إليها سواء كانوا عربًا خلصًا أو مستعمرين لغة، وبغض النظر عن أصلهم أو موطنهم -فارس، أو الحجاز أو الشام أو مصر، أو الأندلس أو المغرب العربي.
2- تعارف المؤرخون على العصرين الإغريقي، وعصر النهضة الأوروبية عند تأريخ العلم، والأصدق أن تحدد عصور العلم بأربعة فيضاف إليها عصران، هما الإسكندري والعصر العربي الإسلامي، ويسبق كل ذلك بعصر الحضارات القديمة.
3- علماء مصر الفرعونية أستاتذة العلماء الإغريق أمثال فيثاغورس، أبقراط، طاليس، سقراط، أفلاطون، أرسطو، وهؤلاء بدورهم أساتذة علماء العصر الإسكندري أمثال بطليموس، جاليوس، إقليدس، أرشميدس -ديوسقوريدس الذين تتلمذ العلماء العرب عليهم.
4- كان العلماء العرب موسوعيين في كتاباتهم، إلا أن كلا منهم تميز في ناحية أو أكثر من نواحي التخصص المعروف حاليًا.
5- لا ينبغي أبدًا أن نتطلب توافق كتاباتهم العلمية مع استكشافات العصر الحديث.
6- أن مختلف النظريات العلمية التي نادى بها علماء الغرب في القرنين التاسع عشر والعشرين، إنما سبقهم إلى اكتشافها كثير من العلماء العرب.
7- توصل العلماء العرب إلى الطريقة العلمية، ودعوا إليها.
ولعل أبرز ما نجده مثالًا هو ما ورد في الرسالة السابعة من رسائل إخوان الصفا التي تبحث في الصنائع العلمية، موضحين فيها الدستور(1/156)
المحكم في البحث العلمي، والذي ينحصر في تسعة أحكام تتناول وجود الشيء أو عدمه، وحقيقته، ومقداره، وكيفيته أو صفته، وماهيته، ومكانه، وزمانه، وعلته، وتعريفه، ومن الصدق أيضًا أن نرجع هذه الأحكام إلى أرسطو الذي ضمنها مقولاته العشر، وإن اختلفت عن أحكامهم بغض الشيء، ولا ينبغي مطلقًا أن نقبل الادعاء بأن الطريقة العلمية، هي من مبتكرات العصر الحديث، ومن وضع بيكون وجون ستيوارت مل على وجه التحديد، والمؤكد أن العلماء العرب كانوا الأسق في استكشاف، واتباع المنهج التجريبي.(1/157)
علم النبات عند العرب:
ينبغي أن تكون الدراسة في تاريخ العلم بقصد تقديم صورة واضحة للتفكير العلمي في عصر من العصور، عند أمة من الأمم، كي نتعرف على تطور العلوم على مدى تاريخها الطويل، ولا نتطلب من هذه الدراسة على هذا النحو أن تنتهي بنا إلى معرفة ما نجهله اليوم فعلًا ملتمسين له معرفة في علوم السابقين، إذ إننا لن نجد في هذه العلوم بذور المعرفة العلمية الحديثة كلها، ولا ينبغي أن يكون هدف هذه الدراسات التمجيد لأمة من الأمم، أو لطائفة من العلماء، أو تحويرًا للحقائق كي ترضى نزعة قومية، بل يجب أن تهدف إلى إبراز الحقائق في هذا التاريخ لتصحيح أخطاء سجلت عمدًا أو سهوًا، ولا يجب علينا كعرب ونحن نكتب في تاريخ العلم عند علمائنا، أن نسرف في مقدار هذا العلم، أو في شأن من حملوا لواءه، فندعي بأنهم أحاطوا في الماضي بكل ما توصل إليه المحدثون في الحاضر، كما أنه لا يجب أن نبخس قدرهم، أو نحط من فكرهم واجتهادهم، ويجب أن يظل الباب مفتوحًا دائمًا لمزيد من البحث في هذا النوع من المعرفة، للتأكيد بموضوعية على فضل العلم العربي على سائر العلوم الغربية والشرقية، الشيء الذي أسرف كثير من الغربيين في الغض من أهميته وقيمته.(1/157)
وليس هناك من شك في أن العلم العربي، مثل طورًا من الحضارة الإنسانية -وكان حلقة وصلت بين فلسفة العصر الإغريقي، وعلمه وبين حضارة العصور الحديثة واستكشافاتها، وكانت الأندلس الذي بقي العرب فيها أكثر من سبعة قرون هي المعبر الأول، الذي عبرت منه الحضارة العربية إلى أوروبا، وكانت صقلية هي المعبر الثاني -ثم كانت الحروب الصليبية هي المعبر الثالث- كما كانت الفتوحات العثمانية في شرق أوروبا هي المعبر الرابع.
وقد أكد كثير من المستشرقين على أنه إذا كان أرسطو هو المعلم الأول للإنسانية، فإن الفارابي هو معلمها الثاني، وابن سينا معلمها الثالث، وإن أعمال الرازي والزهراوي وغيرهم، كانت مصادر الإشعاع للفكر الأوروبي في القرون الوسطى، وأنه لولا محنة التتار والمغول، والاستعمار لكانت النهضة الحديثة من نصيب العرب، وأنه لولا أعمال العلماء العرب لكان على علماء النهضة الأوروبية، أن يبدأوا من البدء ولتأخرت المدنية عدة قرون.
أما المؤلفات العلمية التي خلفها العلماء العرب، فهي ليست على نفس الدرجة من الأصالة، وكثير منها اتخذ صورة المذكرات التي جمعت كل ما تراءى للمؤلف من علم، أو قراءة أو سمع، وحقيقة مثل هذه المؤلفات أنها مجموعة غير منسقة من المعلومات المتناثرة لا تربطها وحدة التفكير أو التدوين، فحفلت بالشوارد والتكرار، والاستطراد، ومن الإنصاف أن نذكر أن المطابع لم تكن معروفة، وأن التدوين كان عزيزًا.
وقد بدأ علم النبات عند العرب باهتمامهم بالنباتات، وجمع أسمائها عندما اختلطوا بالأعاجم نتيجة اتساع فتوحاتهم، فانتشرت المذاهب واختلفت الآراء، وبدأ الفساد يتطرق إلى اللغة، وكان على فصحاء العرب أن يفدوا على الأمصار من البادية لتصحيح اللغة وتعليمها، وكان على الأمصار أنفسهم أن يطرقوا البادية لارتشاف اللغة من مناهلها، والتحقق منها قبل تدوينها، وهكذا بدأ الأهتمام بالنبات باعتباره جزءًا من اللغة واجب التحقيق، وكانت الريادة للفقهاء والأدباء والشعراء، واللغويين والنحاة عندما تناولوا النباتات على هذا النحو، وليكون ذلك حقبة أولى مميزة لتاريخ النبات عند العرب.(1/158)
علم النبات باعتباره جزءًا من اللغة:
إن جمع شتات اللغة وتدوين ألفاظها باعتبارها المدخل الصحيح إلى فهم القرآن والحديث، ومعانيهما دعت العرب إلى التدوين، والتصنيف في النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة، وقيل: إن أول المصنفين هو الإمام عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج البصري المتوفى سنة 155هـ، وقيل: أبو النصر سعيد بن أبي عروبة المتوفى سنة 156هـ، وقيل: ربيع بن صبيح المتوفى سنة 160هـ، وتلاهم غيرهم في التصنيف في اليمن والمدينة والكوفة، ومصر وخراسان، واعتبروا الزرع والشجر والكرم والبقل، والنخل والنجم والنبت وغيرها مثل باقي حروف اللغة واجبة التدوين والتصنيف، وكانت البصرة والكوفة والحيرة، وبغداد مقرًا لعلماء اللغة، ومهبطًا لفقهاء البادية حاملين إليها الصحيح الفصيح، ومن أعراب جزيرة العرب الذين وفدوا على الأمصار أبو مالك عمر بن كركرة، ويو نس بن حبيب المتوفى سنة 183هـ، وأبو زياد الكلابي الذي قدم بغداد أيام المهدي "158هـ-169هـ"، وأبو السمح الذي نزل الحيرة، وعمر بن عامر البهدلي الذي أخذ عنه الأصمعي، والحرماذي الذي نزل بالبصرة، وأبو العميثل المتوفى سنة 240هـ وغيرهم كثيرين، وكان علماء الأمصار يتجهون إلى البادية لمزيد من التحقيق، كما يستدل من "لسان العرب" عن كيفية تحقيقهم لأسماء النبات مثل ما ورد عن العتر والعفار، والمرخ والسيكران والرشاء، والكشمخة والقلار والغبيراء، والتين والطبار والمصاح وغيرها، ومن أشهر علماء اللغة الذين جمعوا أسماء النبات، والشجر ودونوها، وصنفوها نذكر:(1/159)
الخليل بن أحمد -المتوفى سنة 180هـ:
أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي، النحوي الفذ في تصحيح القياس والتعليل، وأول من استخرج العروض وضبط اللغة، وأخذ عنه الأصمعي وسيبويه وغيرهما، ومن مؤلفاته اللغوية التي حوت أسماء النبات والشجر "كتاب العين".
النضر بن شميل -المتوفى سنة 204هـ:
النضر بن شميل بن خرشة بن يزيد بن كلثوم التميمي -ولد بمرو ونشأ بالبصرة، وأخذ عن الخليل بن أحمد، وهو ممن احتجوا به في الصحاح، وفي الجزء الخامس من كتابه "كتاب الصفات في اللغة"، تناول الزرع والكروم والعنب، وأسماء البقول والأشجار.
أبو عبيدة البصري -المتوفى سنة 208-213هـ:
أبو عبيدة معمر بن المثنى التميمي من رهط أبي بكر الصديق أعلم الناس باللغة. قاربت تصانيفه المائتين منها "كتاب الزرع".
الأصمعي -المتوفى سنة 214-217هـ:
أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع -كان لغويًا نحويًا من أهل البصرة، وقدم بغداد في زمن الرشيد، ومن مصنفاته "كتاب النبات والشجر"، الذي طبع في بيروت سنة 1908م، وتناول فيه أسماء الأرض في حالاتها المختلفة من حيث قبولها للزرع، والنبات وأسماء النبات في حالات نموه وكثره وقوامه وازهاره، وقسم النبات إلى أحرار وغير أحرار أو ذكور، ثم قسمه إلى حمض مالح وإلى خلة غير مالحة، وذكر ما ينبت في السهل وما ينبت في الرمل، وبلغ عدد أسماء النباتات التي ذكرها نحو 280 اسمًا.(1/160)
أبو زيد الأنصاري -المتوفى سنة 215هـ:
أبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت بن الخزرج الأنصاري، نشأ بالبصرة وتوفي في خلافة المأمون، له "كتاب النبات والشجر".
أبو عبيد القاسم -المتوفى سنة 223هـ:
أبو عبيد القاسم بن سلام بن زيد، ولي قضاء طرسوس ثماني عشرة سنة أيام ثابت بن نصر بن مالك، توفي بمكة أيام المعتصم، احتوى مصنفه "كتاب غريب المصنف"، أبوابًا خاصة بالنبات منها باب في أشجار الجبال، وآخر فيما ينبت في السهل وما ينبت في الرمل، وباب الحمض والخلة، وباب إثمار الشجر والشجر المر والحنظل، والكمأة.
أحمد بن حاتم -المتوفى سنة 231هـ:
يكنى أبا نصر الباهلي، صاحب الأصمعي له "كتاب الشجر والنبات" و"كتاب الزرع والنخل".
ابن الأعرابي -المتوفى سنة 231هـ:
أبو عبد الله محمد بن زياد المعروف بابن الأعرابي الكوفي، من تصانيفه "كتاب صفة النخل"، و"كتاب صفة الزرع"، و"كتاب النبت والبقل"، "كتاب النبات". توفي في خلافة الواثق بن المعتصم.
محمد بن حبيب -المتوفى سنة 245هـ:
يكنى أبا جعفر، من علماء بغداد، توفي في أيام المتوكل، وله "كتاب النبات".
ابن السكيت -المتوفى سنة 243هـ:
أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن السكيت، وله "كتاب النبات".(1/161)
أبو حاتم السجستاني -المتوفى سنة 255هـ:
أبو حاتم سهل بن محمد بن يزيد السجستاني نزيل البصرة وعالمها، ومن تصانيفه "كتاب النخلة"، "كتاب الزرع"، "كتاب الكروم"، "كتاب النبات".
السكري -المتوفى سنة 275هـ:
الحسن بن الحسين بن العلاء بن أبي صفرة المعروف بالسكري، توفي في خلافة المعتمد، وله "كتاب النبات".
أبو حنيفة الدينوري -المتوفى سنة 282هـ:
أحمد بن داود أبو حنيفة الدينوري الحنفي، نسب إلى دينور في العراق العجمي. شيخ النباتيين العرب، ويعتبر مؤلفه "كتاب النبات" أحد ثلاثة كتب اشتهر بها، ولم يصنف مثله في اللغة العربية حتى عصره، وقد عني فيه بإيراد ما قالته العرب شعرًا أو نثرًا في وصف النباتات، أو أي جزء من أجزائه، ويستشهد بأقوالهم عن استعمالاته ومواطن نموه وازدهاره، ووصف فئات النباتات مثل الأراك والأثاب
والأرطي والآس والأقحوان، والدباء وغيرها واعتمد في رواياته على المصادر العربية فقط دون غيرها، ولم يعر الناحية الطبية كثيرًا من العناية، ولذلك هو نباتي فحسب، وظل مرجعًا لمن جاء بعده من علماء اللغة، الذين نقلوا عنه في أشهر مؤلفاتهم، كما نقلت عنه أيضًا أكثر كتب المفردات الطبية.
المفضل بن سلمة -المتوفى سنة 308هـ:
أبو طالب المفضل بن سلمة بن عاصم الذي وصف بفرط الذكاء، من تصانيفه "كتاب الزرع والنبات والنخل، وأنواع الشجر".(1/162)
ابن دريد -المتوفى سنة 321هـ:
محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية، اللغوي البصري، ولد في خلافة المعتصم، ووصف بأنه أحفظ اللغويين لدواوين العرب، وفي تصنيفه "كتاب جمهرة اللغة" ذكر كثيرًا من أسماء النبات نقلًا عن من تقدمه من اللغويين.
ابن خالويه -المتوفى سنة 370هـ:
أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه من كبار أهل اللغة، عاصر المتنبي وسيف الدولة، وجدت نسخ مخطوطة من "كتاب الشجر" نسبت إليه، وطبعت في ألمانيا سنة 1909م، تناول القسم الأول من الكتاب اصطلاحات تشرح تسمية الأشجار، ثم أسماء أجزاء النبات، وأورد فيه نحو 230 اسمًا.
الجوهري -المتوفى سنة 393هـ:
إسماعيل بن حماد الجوهري صاحب "الصحاح"، الذي اشتمل على كثير من أسماء النبات.
ابن سيده -المتوفى سنة 458هـ:
الحافظ أبو الحسن علي بن إسماعيل اللغوي، الأندلسي المعروف بابن سيده المرسي، ألف كتاب "المخصص" الذي طبع في القاهرة سنة 1316هـ، وهو كتاب موسوعي في سبعة عشر جزءًا، تناول الجزء الحادي عشر، وبعض الثاني عشر النباتات وأوصافها ومرادفاتها، تميزت المعلومات(1/163)
النباتية الواردة فيه بالدقة والأصالة، والتدقيق في التحليل والمقارنة، وهو كتاب لغوي بالدرجة الأولى، ويفيد الدارسين لعلم الشكل والسلوك.
الصغاني -المتوفى سنة 650هـ:
الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر الصغاني، ولد بلاهور سنة 577هـ، وهبط بغداد سنة 615هـ، أشهر كتبه "العباب الزاخير واللباب الفاخر"، الذي حوى معلومات كثيرة في النبات والشجر.
ابن منظور -المتوفى سنة 711هـ:
محمد بن مكرم بن علي، وقيل: رضوان بن أحمد بن أبي القاسم منظور المصري، ولد في محرم سنة 630هـ، وولي قضاء طرابلس -صاحب "لسان العرب" أجمع مصنف في اللغة العربية، ضمنه جميع ما صنف في النبات في كتب الأقدمين.
مجد الدين الفيروزبادي -المتوفى سنة 817هـ.
أبو طاهر محمد بن يعقوب مجد الدين الفيروزبادي الشيرازي، ولد بفارس سنة 729هـ، وفي كتابه "القاموس المحيط" جمع الكثير من أسماء النبات، وقد تميز عن غيره من كتب اللغة بنقله أسماء النباتات المعربة عن اليونانية، أو غيرها.
مرتضى الزبيدي -المتوفى سنة 1205هـ.
مجد الدين أبو الفيض الشهير بمرتضى الحسيني الزبيدي، نزيل مصر ولد في سنة 1145هـ ونشأ باليمن، وهبط مصر سنة 1167هـ، صاحب "تاج العروس" في أربعة عشر مجلدًا استوعب فيه كثيرًا من كتب اللغة، وتذكرة الحكيم داود الأنطاكي والمنهاج والتبيان، وكتاب النبات للدينوري، وغير ذلك من كتب النبات.(1/164)
علم النبات والعقاقير:
ويتطور العرب في دراستهم لعلم النبات باعتباره أصلًا للعقاقير، ليبدأ عهد المصنفات الكثيرة التي تسمى "المفردات الطبية"، وبذلك لم تعد دراسته قاصرة على الناحية اللغوية، وولقد بدأ هذا المنحى منذ بدأت الدولة الإسلامية تأخذ بأسباب المدنية والتحضر، وأخذوا ينقلون عن الأمم الأخرى لا سيما اليونان والهند والنبط، وأقبلو اعلى المخطوطات يجمعونها من كافة البلاد المجاورة ليترجموها، فتنتشر بعد ذلك أوسع الانتشار، واحتضن العرب النساطرة الذين اضطهدوا في الإمبراطورية البيزنطية، وأقاموا في بلدة جنديسابور التي أنشأها العاهل الساساني "سابور الأول" في القرن الثالث الميلادي، والذي دعا إليها عددًا من الرومان، ليسترجع علوم الفرس عن طريقهم، وجمع لهم ما أمكنه أن يجمع من كتب اليونان والهند، ثم تبلغ حركة الترجمة قمتها في عصر الرشيد والمأمون.
ولقد تم أول نقل من اليونانية والقبطية إلى العربية في الدولة الأموية بخالد بن يزيد بن معاوية "حوالي سنة 630هـ"، وأخذت الترجمة في الانتشار والازدهار بداية من عهد أبي جعفر المنصور "من 136 هـ إلى 158هـ"، وكان أبو زكريا يوحنا بن ماسويه من أشهر المترجمين في زمن هارون الرشيد.
وينبغي أن نذكر أن العلماء العرب، الذين تناولوا علم النبات على هذا النحو -أي باعتباره أصلًا للعقاقير- إنما تأثروا كثيرًا بمؤلف ديوسقوريدس "المادة الطبية"، الذي وضعه حوالي سنة 70م، والذي ترجم تحت اسم الحشائش، أو "هيولي علاج الطب" -ونقله اصطفن بن بسيل من اليونانية إلى العربية في عصر المتوكل على الله في أواسط القرن التاسع الميلادي، وفيما يلي أشهر المترجمين والعلماء الذين ترجموا، ونقلوا وألفوا في المفردات الطبية.(1/165)
حنين بن إسحاق -المتوفى سة 264هـ:
حنين بن إسحاق بن سليمان بن أيوب العبادي، ولد في الحيرة سنة 194هـ "810م"، من أب عربي نصراني نسطوري -يوصف بأنه أعظم شخصية علمية أنجبتها الحضارية الإسلامية في المائة الثالثة للهجرة، تتلمذ على يوحنا بن ماسويه، ونقل له كثيرًا من كتب جالينوس إلى السريانية والعبرية، بلغت تراجمه حدًا كبيرًا من الدقة، إذ إنه توخى الحرص في أن تتطابق معاني الجمل في كل من اللغتين سواء تساوت الألفاظ أم تباينت، وبذلك كان النقل والترجمة إعادة خلق، وله -إلى جانب تراجمه- مصنفات كثيرة منها "قوى الأدوية المسهلة"، "كتاب في الأدوية المفردة"، "كتاب الفراحة".
حُبَيْش الأَعْسَم:
ابن أخت حنين بن إسحاق، تأثر بحنين وتعلم منه. له "كتاب التغذية"، و"كتاب إصلاح الأدوية المسهلة".
إسحاق بن حنين بن إسحاق -المتوفى سنة 298هـ:
كان يلحق أباه في الفضل والعلم وصحة النقل والترجمة، توفي في بغداد أيام المقتدر بالله، ومن كتبه "كتاب الأدوية المفردة"، "كتاب الأدوية الموجودة بكل مكان".
ابن قرة -المتوفى سنة 288هـ:
أبو الحسن ثابت بن قرة -ولد بحران سنة 211هـ، وكان من الصابئة طبيبًا مشهورًا وفيلسوفًا عظيمًا، ومترجمًا ماهرًا، متقنًا للسريانية واليونانية والعربية، متوفرًا على علوم الأوائل -وكان همزة الوصل بين التراث العلمي(1/166)
والسرياني النابع من البابلي والكلداني، وبين الحضارة الإسلامية الناشئة. تصانيفه كثيرة معظمها هندسية ورياضية، وله "جوامع كتاب الأدوية المفردة لجالينوس".
الكندي:
أبو يوسف يعقوب بن إسحاق محمد بن الأشعث ينتسب إلى يعرب بني قحطان، متبحر في الفلسفتين اليونانية والفارسية، وكذلك الهندية، نزل البصرة وانتقل إلى بغداد في أوائل القرن التاسع الميلادي، وأنزله المأمون والمعتضد منزلًا حسنًا، من مصنفاته في الأدوية المفردة "كتاب جوامع كتاب الأدوية المفردة لجاليوس"، و"كتاب الأدوية الممتحنة"، و"كتاب الأقرباذين".
الرازي -المتوفى سنة 320هـ:
أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي من أهل الري -ولد حوالي سنة 850م. طبيب عظيم حسن فهمه للعلل فعالجها، ووضع مبادئ العلاج وأسسه ليهتدي بها الأطباء أبدًا، تميز بجرأته العلمية التي تمثلت في مخالفته لبعض آراء بقراط، وجالينوس ومن سبقهم من الحكماء الأطباء -ولقد فاق في كثير من المواطن اليونانيين في منطقهم واستنتاجاتهم، له مصنفات كثيرة في النبات أشهرها "منافع الأغذية"، الذي يتألف من تسعة عشر بابًا تناول فيها منافع الحنطة، والخبز وأنواع البطيخ والجبن واللبن، والبقول والتوابل والفواكه وغيرها، ويعكس هذا المؤلف حرص العرب على وصف العلاج الدقيق بما فيه الطعام الملائم لتوصلهم بأن للطعام قيمة كبرى في الإبراء.
أحمد بن أبي الأشعث -المتوفى سنة 360هـ:
أبو جعفر، أحمد بن محمد بن أبي الأشعث، فارسي الأصل، أقام بالموصل، من كتبه في علم المفردات "كتاب الأدوية المفردة" الذي نقل عنه داود الأنطاكي صاحب التذكرة الشهيرة.(1/167)
ابن مسكويه -المتوفى سنة 421هـ:
أبو علي أحمد بن محمد بن يعقوب بن مسكويه، كان مجوسيًا وأسلم، ولمع كأحد أشهر علماء التاريخ الطبيعي العربي، وتناول في كتابه "الفوز الأصغر" تقسيم الكائنات الحية إلى مراتب، وفي كتابه "تهذيب الأخلاق" تناول تسلسل الكائنات الحية من ناحية الفهم والإدراك، وهو الواضع الأول للأسس التي قام عليها تقسيم المملكة النباتية إلى أقسام رئيسية، كما أنه يعتبر أيضًا أول من وضع
الأصول العلمية لقوانين النشوء والارتقاء، وله أيضًا "كتاب الأدوية المفردة".
ابن سينا -المتوفى سنة 428هـ:
الشيخ الرئيس أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا أشهر العلماء العرب، ولد بقرية من ضياع بخارى سنة 370هـ، كان نادرة عصره في علمه وذكائه وتصانيفه، وأشهرها "الشفاء" و"القانون"، تناول النباتات في الشفاء في الجزء الخاص بالطبيعيات فذكر كثيرًا من الآراء والنظريات حول تولد النبات ذكره وأنثه وعن ما به من انفعالات، ثم عن الثمار والشوك والنباتات الساحلية والسبخية والرمية والمائية والجبلية، وعن التطعيم، والنباتات مستديمة الخضرة، وتلك التي تسقط أوراقها في مواسم معينة، وغير ذلك من معلومات نباتية، أما "القانون" فهو أجمع ما كتب في فنون الطب -ويمتاز بحسن تبويبه ودقته العلمية وهو خير ما أنجبته الحضارة الإسلامية من علم، ويحتوي ضمن ما يحتوي على علوم أخرى مثل علم الأدوية وعلم النباتات الطبية، ولم يكتف فيه بالرجوع إلى المصنفات والمؤلفات، إذ إنه كان يحل التجربة المحل الأكبر.
البيروني -المتوفى سنة 430هـ:
أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني -ولد في خوارزم حوالي سنة(1/168)
373هـ، وتبحر في الفلسفة اليونانية والهندية، وأقام بالهند عدة سنين، وعاصر الرئيس ابن سينا عن مصنفاته "كتاب الصيدلة" الذي استقصى فيه ماهيات الأدوية المفردة، ومعرفة أسمائها بالسورية والفارسية، والإغريقية والبلوشية والأفغانية والسندية، وقد نقله إلى الفارسية أبو بكر بن علي بن عثمان، وكتاب "شرح أسماء العقار"، وكان نمط كتابتهما على صورة جداول موسعة مرتبة أبجديًا، ويشتملان على ما أبداه العلماء الأغبار من آراء واقتراحات علاجية.
يحيى بن جزلة -المتوفى سنة 473هـ:
أبو على يحيى بن عيسى بن جزلة في زمن المقتدي بأمر الله من كتبه "كتاب منهاج البيان فيما يستعمله الإنسان"، ضمنه ذكر الأدوية والأشربة والأغذية، ورتبه على حروف المعجم.
أبو الفضل المهندس -المتوفى سنة 599هـ:
مؤيد الدين أبو الفضل بن عبد الرحمن الحارتي الملقب بالمهندس لجودة معرفته بالهندسة، نشأ بدمشق. من كتبه "كتاب في الأدوية المفردة".
رشيد الدين بن الصوري -المتوفى سنة 639هـ:
أبو المنصور بن أبي الفضل بن علي الصوري -ولد سنة 573 بمدينة صور ونشأ بها، ثم انتقل إلى بغداد واشتغل بالطب، وكان من أعظم العلماء العرب معرفة بالأدوية المفردة، وكان طبيبًا للملك العادل أبو بكر بن أيوب "سنة 612هـ" الذي استصحبه من القدس إلى مصر، له "كتاب الأدوية المفردة" كما أنه وضع كتابًا مصورًا للنبات استقصى فيه ذكر الأدوية المفردة، وكان يستصحب معه مصورًا، ومعه الأصباغ ليرسم النبات في بيئته بعد أن يتحقق من صفاته وخصائصه ولونه ومقدار ورقة وأغصانه، هذا إلى أنه كان يتبع النبات في مختلف أطوار نموه ليصوره في جميع مراحله.(1/169)
البغدادي -المتوفى سنة 629هـ:
موفق الدين أبو محمد عبد اللطيف بن أبي سعد، موصلي الأصلي، ولد ببغداد سنة 557هـ. أقام بالقاهرة فترة من الزمن، له كتب كثيرة في النبات بعضها اختصارات لكتب غيره مثل "اختصار كتاب الأدوية المفردة لابن وافد"، "اختصار كتاب الأدوية المفردة لابن سمحون"، و"اختصار كتاب النبات لأبي حنيفة الدينوري"، "انتزاعات من كتاب ديوسفوريدس في صفات الحشائش".
ومن مؤلفاته "مقالة في النخل" ألفها بمصر سة 599هـ، "كتاب الإفادة والأعتبار في الأمور والمشاهدة والأحوال المعاينة في أرض مصر"، وصف فيه كثيرًا من الناتات التي رآها، وأظهر براعة في المقارنة والاستنتاج، وصنف نباتات الموز والنخل والقلقاس والليمون والسنط، وخيار شنبر والخروب وغيرها، وكان يشير أحيانًا إلى الخصائص الطبية لبعض الأعشاب.
نجم الدين بن المنفاخ -المتوفى سنة 652هـ:
أبو العباس أحمد بن أبي الفضل، ولد بدمشق سنة 593هـ، وله "كتاب المدخل إلى الطب"، و"كتاب في الأدوية المفردة".
السلطان المظفر الأشرف -المتوفى سنة 695هـ:
يوسف بن عمر بن علي الغساني -استخرج من كتاب الجامع لقوى الأدوية لابن البيطار كتابه المسمى "كتاب المعتمد في الأدوية المفردة"، فسر فيه أسماء مرتبة على حروف المعجم.
داود الأنطاكي -المتوفى سنة 1008هـ:
داود بن عمر البصير الأنطاكي، ولد بأنطاكية، وكان رئيس الأطباء في(1/170)
زمانه، قيل: إنه لم يكن في العرب في القرن العاشر الهجري من علماء النبات من يضاهيه، ولم يؤلف عالم في المفردات الطبية مثل ما ألف، إذ إنه زاد على ما تقدمه من المؤلفين زيادة كبيرة. عاش بالقاهرة وله مؤلفه المشهور عند العامة بـ"تذكرة داود"، وهو "تذكرة أولي الألباب والجامع للعجب العجاب"، صنفه ورتبة على مقدمة وأربعة أبواب وخاتمة، وأورد فيه عدة مئات من أسماء النبات والحيوان والعقاقير والمعادن، أما من النباتات فقد أورد فيه كثيرًا من الأوصاف والشروح لعدد كبير منها، وأورد كذلك أسماءها الإفرنجية، وخواصها الطبية وطريقة تحضير العقاقير أو المراهم، أو التراكيب وكيفية استعمالها في العلاج، وتحمل كثير من أوصافه الطابع العلمي الحديث.
ولقد حظيت مصر بكثير من العلماء العرب الذين أقاموا بها -ودونوا علم النبات، وصنفوا فيه منهم:
أبو الفرج البالسي:
طبيب الأخشيد، له "كتاب التكميل في الأدوية المفردة"، وقد ألفه لكافور الأخشيد.
التميمي:
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سعيد التميمي، كان موجودًا بمصر سنة 370هـ، وله معرفة جيدة بالنبات.
ابن الهيثم -المتوفى سنة 430هـ:
أبو علي محمد بن الحسن بن الهيثم، أصله من البصرة، ولد سنة 354هـ، ثم انتقل إلى مصر وأقام بها، وهو الرياضي الأشهر، ومصنفاته كثيرة، منها في النبات "كتاب في قوى الأدوية المفردة"، و"كتاب في قوى الأدوية المركبة".
علي بن رضوان -المتوفى سنة 453هـ:
أبو الحسن علي بن رضوان بن جعفر، ولد ونشأ بمصر، خدم الحاكم(1/171)
بأمر الله وتوفي في خلافة المستنصر بالله، من مؤلفاته "كتاب في الأدوية المسهلة"، "كتاب في الأدوية المفردة".
رشيد الدين أبو حليقة:
رشيد الله أبو الحسن بن الفارس المعروف بأبي حليقة، ولد سة 591هـ، وأقام في القاهرة وخدم الملك الكامل، والملك الصالح نجم الدين أيوب، له كتاب "المختار في الألف عقار".
ابن البيطار -المتوفى سنة 646هـ:
أبو محمد عبد الله بن أحمد ضياء الدين الأندلسي المعروف بابن البيطار، من أشهر النباتيين العرب، خدم الملك الكامل محمد بن أبي بكر الذي جعله، رئيسًا على العشابين في مصر، أما كتابه "الجامع لمفردات الأدوية والأغذية"، فيعتبر من أعظم الكتب القديمة، ويقع في أربعة أجزاء، استند في مقدمته إلى مقالات ديوسقوريدس الخمس، وإلى مقالات جالينوس في الست، وقد عرض فيه مئات من النباتات، وسار على نهج سابقيه في الترتيب والعرض، واعتمد في كثير من الأحيان على الشاهد والتجربة، وتحرى الصدق والدقة في النقل، وأسند كل قول إلى قائله.
وحظيت أيضًا الأندلس والمغرب بصفوة من العلماء العرب، الذين ذاع صيتهم في المشرق والمغرب منهم:
ابن الجزار -المتوفى سنة 400هـ:
أبو جعفر أحمد بن إبرهيم المعروف بابن الجزار القيرواني، عاش أيام المعز بالله حوالي سنة 350هـ، من كتبه "الاعتماد" في الأدوية المفردة و"البغية" في الأدوية المركبة.(1/172)
ابن جلجل:
أبو داود سليمان بن حسان، عاش أيام هشام المؤيد بالله، له تفسير أسماء الأدوية المفردة من كتاب ديوسقوريدس الذي ألفه سنة 372هـ، وزاد على ديوسقوريدس بإضافته ملحقًا للعقاقير.
ابن وافد -المتوفى سنة 467هـ:
أبو المطرف عبد الرحمن بن يحيى أحد أشراف الأندلسي، وله مؤلفات كثيرة في الأدويةالمفردة والطب.
الزهراوي -المتوفى سة 500هـ:
أبو القاسم خلف بن عباس، ولد بالزهراء بالقرب من قرطبة بالأندلس، وكان طبيب الحكم الثاني، وأكبر جراحي الإسلام. له كتاب "التصريف لمن عجز عن التأليف" يقع في ثلاثين جزءًا، وقد ترجم إلى اللاتينية والعبرية والبروفنسية "لغة جنوب فرنسا"، ونال شهرة واسعة في الأقطار المسيحية.
ابن زهر -المتوفى سنة 525هـ:
أبو العلاء زهر بن أبي مروان -نشأ بالأندلس، ودرس كتاب القانون لابن سينا وعالج به، ومن كتبه "الإيضاح في شواهد الافتضاح"، وكتاب "حل شكوك الرازي".
ابن باجة -المتوفى سنة 533هـ:
أبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ المعروف بابن باجة من الأندلس، له تصانيف كثيرة في الرياضيات، أما في النبات فله "كلام على بعض كتاب النبات لأرسطو"، "كلام على شيء من كتاب الأدوية المفردة لجالينوس" و"كتاب التجربتين على أدوية ابن وافد".(1/173)
الغافقي -المتوفى سنة 560هـ:
أبو جعفر أحمد بن محمد من أكابر الأندلس -عرف بالغافقي نسبة إلى حصن صغير بالقرب من قرطبة بالأندلس اسمه غافق، قيل: إنه ولد في القرن السادس الهجري، أعرف أهل زمانه بقوى الأدوية المفردة وخواصها ومنافعها، ومعرفة أسمائها باللغات المختلفة، له كتاب في الأدوية المفردة أوجز فيه ما ذكره ديوسقوريدس وجالينوس، وتناول فيه النباتات من نواحيها الطبية، وكان ابن البيطار يفضل هذا الكتاب على غيره، ويحمله معه في أسفاره، ولقد ذهب البعض أن ابن البيطار ما هو إلا صورة موسعة من كتابه مضافًا إليه من الأدريسي.
الشريف الأدريسي -المتوفى سنة 574هـ:
أبو عبد الله محمد بن محمد بن أدريس، ولد سنة 493هـ، وتلقى العلم بقرطبة، كان عالمًا بقوى الأدوية المفردة ومنافعها ومنابتها، وله كتاب "الجامع لصفات أشتات النبات"، وصف فيه النباتات وطرق التداوي بها، وقد عالج فيه ما أهمله ديوسقوريدس في "مادته الطبية"، وأورد أسماء النباتات بالسريانية واليونانية والفارسية والهندية، واللاتينية والبربرية، ويبلغ عدد النباتات التي أوردها في الجزئين حوالي 660 نباتًا.
ابن رشد -المتوفى سنة 595هـ:
القاضي أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد، ولد بقرطبة سنة 520هـ، ونشأتها توفي في مراكش في أوائل دولة الناصر، من كتبه "تلخيص أول كتاب الأدوية المفردة لجالينوس"، يعتبر أعظم الفلاسفة المسلمين تأثيرًا في عصر النهضة الأوروبية.(1/174)
ابن الرومية -المتوفى سنة 637هـ:
أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي الخليل الأموي، من أهل إشبيلية. أتقن علم النبات والأدوية، زار مصر سة 613هـ، وأقام بالشام والعراق، فتعرف على نباتاتها ودرسها ببيئاتها، توفي بأشبيلية وله "مقالة في تركيب الأدوية"، "الرحلة المشرقية" الذي ألفه بعد عودته من المشرق العربي، ودون فيه مشاهداته عن سواحل البحر الأحمر -وذكر فيه كثيرًا من الأسماء البربرية، وقد نقل عنه ابن البيطار، و"مقالة في الترياق"، "تلخيص كتاب الحميات لجالينوس".
عبد الرازق الجزائري:
عبد الرازق بن محمد بن حمدوش الجزائري -زار مكة سنة 1130هـ. يعد كتابه "كاشف الرموز في شرح العقاقير والأعشاب"، من أعظم ما كتب عن الأدوية المفردة المستعملة في العلاج -ترجم وطبع بالفرنسية سنة 1874م.
وقد تناول العرب أيضًا النبات من وجهة الفلاحة التي أخذوا أصولها من الروم والفرس والنبط، ونقلوا إلى العربية ما كتب عن فنونها.
قسط بن لوقا البعلبكي -المتوفى سنة 311هـ:
عاش أيام المقتدر بالله -وكان معاصرًا للكندي- نقل من اليونانية إلى العربية، له كتاب "الفلاحة الرومية" الذي احتوى في أجزائه على خصائص الأرض، وأنواع السماد وما يصلح للزراعة والرعي، وأحوال البذر وأوقاته والحصاد والبساتين، وترتيبها وغرس أشجارها وصيانة ثمارها، ومنافع البقول والقثاء.(1/175)
ابن وحشية:
أبو بكر أحمد بن علي بن قيس الكلداني، ألف كتابه "الفلاحة النبطية" سنة 291هـ، وهو من أقوم كتب النبات والزراعة الذي حوى كثيرًا من معلومات قدماء الكلدانيين الخاصة بأصول الزراعة، وأنواع المحصولات التي كانوا يزرعونها وكيفية خزنها، وطرق الانتفاع بها والمحافظة عليها من الآفات، وهو في كثير من المواضع ينفق وأحدث طرق الزراعة، كما يتفق وأصول العلم الحديث. يقع الكتاب في ثلاثة أجزاء، حوى الأول كيفية استنباط الماء والأشجار
وغرسها وعلاجها، واشتمل الثاني على بعض الحاصلات كالفول "باقلاء"، والعدس وغيرها، ومن دقة ملاحظته أنه ذكر في هذا الجزء هروب الأفاعي والحشرات، والفئران من بصل العنصل الشيء الذي ثبت حديثًا عندما استعمل هذا النبات كمبيد للفئران، ثم تناول الكروم وزراعتها، وآفاتها في الجزء الثالث.
الأنصاري:
محمد بن أبي بكر بن أبي طالب الأنصاري الدمشقي المعروف بشيخ حطين. ضمن كتابه "الدر الملتقط في علم فلاحتي الروم والنبط"، تراجم لكتب كثيرة نبطية ورومية.
ابن العوام:
أبو زكريا يحيى بن محمد بن أحمد بن العوام، عاش في القرن السادس الهجري، وهو من أشهر علماء الفلاحة في الأندلس، له "كتاب الفلاحة" الذي نقل فيه عن اليونان والرومان والنبط، وحكماء المشرق وضمنه كثيرًا من تجاربه. عالج في
كتابه كل العلوم الزراعية تقريًا مثل علوم الأراضي والمياه، والبساتين وغيرها.(1/176)
الغساني:
العباسي بن علي بن داود الغساني، له "بغية الفلاحين في الأشجار المثمرة والرياحين"، ألفه ليطابق أحوال اليمن، وذكر فيه الأسماء المعروفة عندهم.
وحظي علم النبات كذلك باهتمام الجغرافيين العرب الذين دونوا ما شاهدوه في أسفارهم.
ابن واضح اليعقوبي -المتوفى سنة 278هـ:
أحمد بن أبي يعقوب من موالي المنصور، أول جغرافي ذكر النبات، وفي كتابه "البلدان" ذكر لبعض نباتات مصر.
ابن رسته:
أبو علي أحمد بن عمر تكلم عن النخيل والموز والجميز في مصر في كتابه "الأعلاق النفيسة" الذي ألفه سنة 290هـ.
ابن فضلان:
أحمد بن فضلان بن العباس، عاش أيام المقتدر بالله العباسي سنة 309هـ. كتب رسالة ذكر فيا معلومات عن التفاح.
الهمداني -المتوفى سنة 334هـ:
أبو محمد الحسن بن يعقوب من قبيلة همدان باليمن، توفي بصنعاء. ذكر نحو سبعين من نباتات جزيرة العرب في مؤلفه "كتاب صفة جزيرة العرب".(1/177)
القزويني -المتوفى سنة 682هـ:
زكريا بن محمد بن محمود، منسب إلى الإمام مالك، ولد بقزوين سنة 605هـ. أعظم مؤلفاته كتاب "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات" جمع الفلك والطبيعة والنبات، والحيوان والجيولوجيا.
جمال الدين الوطواط -المتوفى سنة 718هـ:
محمد بن إبراهيم بن يحيى بن علي الأنصاري، تناول النباتات، وفلاحتها في الجزء الرابع من كتابه "مباهج الفكر ومناهج العبر".
النويري -المتوفى سنة 732هـ:
أبو العباس شهاب الدين بن عبد الدائم النويري، من نويرة إحدى قرى بني سويف في مصر. ولد سنة 677هـ، وفي الجزء الرابع من كتابه "نهاية الأرب في فنون الأدب" تكلم عن النباتات واختلاف أشكالها.
ابن فضل الله العمري -المتوفى سنة 749هـ:
أبو العباس شهاب الدين بن يحيى -ولد بدمشق سنة 700هـ، وتعلم فيها وفي القاهرة وفي الإسكندرية، تولى القضاء في مصر. ذكر كثيرًا من النباتات في الباب اثاني من كتابه "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار".
ابن بطوطة -المتوفى سنة 779هـ:
أبو عبد الله محمد بن عبد الله، أشهر الرحالة والمؤرخين، ولد في طنجة سنة 703هـ، وطاف المغرب والمشرق، وذكر كثيرًا من النباتات في البلدان التي رحل إليها، وضمنها في مؤلفه "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأقدار".(1/178)
النبات الأكاديمي عند العرب:
تناول العرب النبات من نواحيه العلمية البحتة إلى جانب تناولهم إياه من النواحي اللغوية والطبية، والزراعية والجغرافية كما أسلفنا، وكانت حياتهم ورحلاتهم عبر الصحاري والرمال، وفي النجود والوديان والجبال طلبًا للماء والكلأ -كانت تشكل أصول علوم البيئة والتقسيم عندهم، ولقد ساعد المد الحضاري العربي، والتأليف الموسوعي أيام بني العباس على رسوخ معرفتهم بالمجتمعات النباتية، وعشائرها كأركان لعلم البيئة، ثم ممارستهم تصنيف النباتات إلى مجموعات أهمها بالطبع المجموعة الرعوية، لتكون الممارسة المبهرة.
أما في مجال علم البيئة النباتية، فلقد خلف العلماء العرب مصلطحات كثيرة تدل على فهمهم العميق لخواص التربية، وتضاريسها وملوحتها وتركيبها الفيزيائي. والواقع أنهم لم يتوصلوا إلى التعريف المحدد للمجتمع، أو العشيرة النباتية بمفهومه الحديث إلا أن معرفتهم كانت تشير إلى ما يعرف اليوم بالمجتمعات التربية، أي التي يتأثر تكوينها الخضري، وكساؤها النباتي بعوامل التربة، ولعل هذا يفسر أن تسمياتهم للمواقع كانت تعبر في أغلب الأمر عن خواص طوبوغرافية ترتبط بالنباتات السائدة، فالقصيمة(1/179)
كاصطلاح هي ما سهل من الأرض، وكثر شجره وهي منبت الأرطى والسلم. أما الملا فهو ما ليس بالرمل ولا بالجد، وليست فيه حجارة وهو منبت البركان والقتاد، والرمث هي الأرض البيضاء الرقيقة السهلة، وتنبت القتاد والغلقى.
ولقد ميز العرب أيضًا مجتمعات الكثبان الرملية، فالشعر هي مجتمع الغرود المرتفعة المستطيلة، والضفار هي التي تنبت الثمام والثداء، ومجتمع الدو لا يحوي أشجارًا وتراه مبياضًا كله، وهي أرض مستوية ليس فيها رمل ولا جبل، والعرض اصطلاح يعبر عن التربة الملحية، والخبر اصطلاح يدل على مجتمع الأراك والسدر وما بينهما من العشب في أرض القيعان، والعقدة لمكان يجمع الثمام والضعة، والسليل للوادي الواسع الذي ينبت السلم.
واهتم العرب بالأنواع المعمرة؛ لأنها هي التي تكسب الأكسية الخضرية مظاهرها العامة، وهي لا تتأثر كثيرًا بالمتغيرات المناخية، على عكس الحوليات قصيرة العمر شديدة التأثر.
وتعرف العرب أيضًا على ما نسميه اليوم الدالات البيئية، أو كواشف البيئة. فأدركوا أن وجود أو غياب نباتات معينة يتبعه وجود، أو غياب أنواع أخرى. وأنه يمكن الاستدلال على خصائص تربة ما بما يستوطنها من أنواع، فالدهناء لا تنبت الحمض، والحمض ينبت في الأراضي الملحية، فالدهناء إذن خالية من مثل هذه الأراضي.
هكذا نجد العرب عارفين بالتكوينات البيئية الطبيعية كالدهناء، والنفوذ والبادية والحماد، ثم نجدهم وقد قسموا هذه التكوينات إلى واجهات ليكون الوصف أكثر دقة، فيتناول الخصائص التضاريسية والتربية المعينة، وعلاقتها بما يسود من أنواع نباتية، ومن أمثلة ذلك ذو الأراط، وهو المكان الرملي الذي ينبت أساسًا الأرطى والثمام، وذات الرئال وهي الروضة كثيرة السدر، وذوات الطلح كأدوية تتميز عن ما جاورها بوفرة نبات الطلح،(1/180)
والرمثاء كثيرة الرمث، والعبلاء غنية بأشجار العبل، ووادي الحاذ الذي ينبت الحاذ، والعكرشة وهي الموقع السبخ الذي ينبت العكرش، وغيرها وغيرها.
كما أطلق العرب المصطلحات على التجمعات النباتية المختلفة، مثل الأيكة لتجمع الأثل، والغال لتجمعات السلم، والسليل لتجمعات السمر، والغريف لتجمعات الأراك، والغيضة لتجمعات الحلفاء أو القصباء.
كما ميز العرب أماكن المياه "الماءات"، وما ينبت حولها فهناك ماءة الغرقدة، والطريفة، والثيلة، والصخيبرة لنمو الغرقد والطرفاء والثيل والصخبر.
ولقد تبين المحدثون دقة الكثير من تسمياتهم واصطلاحاتهم، فاقتبسوها واستعملوها وزادوا شروحًا لها وأكسبوها صفة التعميم، وعلى هذا النحو أسهم العرب في نمو ما نسميه اليوم بعلوم البيئة والمجتمعات النباتية، والفلورة.
أما فيما يختص بعلوم التصنيف فإن العرب كانوا المهرة في هذا الميدان، فوضعوا تصنيفاتهم الخاصة لأهم نباتات ديارهم، ووديانهم ونجوعهم وأوجدوا مجموعات نباتية تقابل بعض الفصائل النباتية الحديثة، مثل مجموعة الحموض التي تقابل الفصيلة الرمرامية ومجموعة الأمرار التي تقابل الفصيلة المركبة، ومجموعة الكحليات التي تقابل الفصيلة البوراجينية، ومجموعة الحرف التي تقابل الفصيلة الصليبية.
ولقد توصل العرب أيضًا إلى نظام للتسمية يشبه ما عرف بعد ذلك بالتسمية الثنائية التي بلورها، واستعملها بثبوت العالم السويدي كارولس لينيس "1753م"، فنجدهم وقد أسموا كل نبات بكلمتين إحداهما تدل(1/181)
على صفة مثل نبات المرار القيصوم، ونبات حمض الخذراف، ونبات حمض الروثا وغيرها، وكان ذلك باعثًا للعلماء، الأوروبيين على استخدام الاسم العربي نفسه بعد إخضاعه لقواعد اللاتينية، أو اليونانية ليصبح اسمًا علميًا ثابتًا ذات دلالة تستعمله جميع البلدان، ذلك؛ لأن التسميات العلمية كانت إنعكاسات صادقة لأهم صفة نباتية في المسمى، فهي تسميات وصفية، أو أنهم انتقوا صفة جامعة لعدة أنواع، وهم على العموم قد توصلوا إلى صفات كثيرة استعملوها في التسمية مثل ظاهرة التعمير، وصفة اللون، وأشكال الثمار والأوراق، وطبيعة الجذور والأعضاء المتحولة، ومظهر النبات وملمسه وطعمه ورائحته، واستجابة الحيوان له وخصائصه العلاجية وخصائص بيئته وموطنه وغير ذلك وذلك.
هكذا نرى علماء العرب، وقد طرقوا أحد أبواب المعرفة وساروا شوطًا بعيدًا وانتهجوا الطريقة العلمية، وخلفوا البصمات الأكيدة على علم النبات بصمات نباتية طبية، ونباتية زراعية ونباتية جغرافية ونباتية أكاديمية، أفادت الأوروبيين من بعدهم أعظم الإفادة، سواء أنكروا أم أقروا، شكروا أم جحدوا.(1/182)
الفهرست:
5 علم الكيمياء عند العرب
7 تمهيد
14 خالد بن الوليد
18 جابر بن حيان
26 الكندي
31 الرازي
37 ابن سينا
41 البيروني
47 الطغرائي
51 الجلدكي
55 الصيدلة
57 تمهيد
63 حنين بن إسحاق
65 أبو حنيفة الدينوري
67 الرازي
77 ابن المجوسي
79 ابن سينا
82 فصل في صفة شراب الخشخاش
83 البيروني
89 موسى بن ميمون(1/183)
90 ابن البيطار
92 كوهين العطار
94 داود الأنطاكي
97 علم الفيزيقا عند العرب
99 توطئة
100 تصنيف العلوم عند العرب
108 إرهاصات نحو المنهج العلمي الحديث
114 الفلاسفة يشتغلون بعلم الصوت
117 الموسيقى وعلوم الصوت
119 مفهوم علم الحرارة عند العرب
124 الموازين وعلم الهيدروستاتيكا
133 علم الحيل
135 مدى تقدم علم المغناطيسية
137 علم المناظر
145 مباحث الأبصار بين ابن الهيثم والفيلسوف بركلي
146 الضوء له سرعة
149 كمال الدين الفارسي
153 علم النبات عند العرب
154 علم النبات قبل العرب
157 علم النبات عند العرب
159 علم النبات باعتباره جزءًا من اللغة
179 النبات الأكاديمي عند العرب(1/184)