البداية
فِي طريق الهداية
{رسائل في العلوم الشرعية}
{جمع وإعداد}
كمال بن مختار إسماعيل حميدة
(
(
الحمدُ لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد? وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
اعلم أخي المسلم وأختي المسلمة رحمكم الله،أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل :
1 الأولى العلم : وهو معرفة الله سبحانه وتعالى،ومعرفة نبيه? ،ومعرفة دين الإسلام، لأنه لا يجوز أن يُعبد الله بلا علم،ومن فعل ذلك فمصيره إلى الضلال.
2 الثانية العمل: ومَنْ عَلِمَ ولم يعمل فهو مغضوبٌ عليه، ومن حِيَلِ الشيطان أنهُ يُنَفِّر من العلم ليُعذرَ الإنسانُ عند الله بجهلة!وما عَلِمَ أن من أمكَنَه التعلّم ولم يفعل فقد قامت عليه الحجة، وهذه حَيلة قوم نوح عليه السلام حينَ:( (((((((((( ((((((((((((( (((( (((((((((((( (((((((((((((((( ((((((((((( (1 ،لكي لا تقوم عليهم الحجة والنهاية معروفة والطوفان لا يُنسى.
3 الثالثة الدعوة إليه : لأن العلماء والدعاة هم ورثة الأنبياء، وقد لعن الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل لأنهم :( (((((((( (( ((((((((((((( ((( ((((((( ((((((((( ( (((((((( ((( (((((((( ((((((((((( (2 ،والدعوة فرض كفاية،إن قام البعض لم يأثم أحد،وإن تركها الجميع أثموا.
4 الرابعة الصبر على الأذى في تعلّمه،والعمل به،والدّعوة إليه.
ومشاركة في رفع الجهل، وتسهيلاُ لطلب العلم الواجب جمعت في هذا الكتاب المختصر بداية لمن أراد طريق الهداية ما يحصل به الكفاية من العلوم الشرعية.
وهو يتكون من ثلاثة أجزاء، الجزء الأول: { العقيدة }جعلتها مختصرة في رسائل لسهولة الحفظ والخاتمة بنواقض الإسلام ،والجزء الثاني: {الفقه} وهو مكون من رسائل مختصرة عامة ، والجزء الثالث:{ الحديث} وهو عبارة عن أربعة وستين حديثاً من الصحاح بالتخريج وترجمة الراوي ، ومعاني الكلمات ،والمعنى الإجمالي للحديث ،وما يستفاد من الحديث .(1/1)
وحَرِصت في كلّ ذلك على الإيجاز غير المخل والإطناب غير الممل، مع الدليل من الكتاب والسنة.
و أسأل الله أن يكون خالصاً لوجهِ تعالى وأن يجزي كلّ من شارك معنا في هذا العمل.
{أبو أحمد}
كمال بن مختار إسماعيل حميدة
الجزء الأول
العقيدة
أصول أهل السنة والجماعة
العقيدة3 :في اللغة : من العَقْد ؛وهو الرَّبطُ ، والإبرامُ ، والإحكامُ ، والتَّوثُّقُّ ، والشَّدُّ بقوة ، والتماَسُك ، والمُراصَّةُ ، والإثباتُ؛ومنه اليقين والجزمُ.
والعقد نقيض الحل،ويقال:عقده يعقده عقداً،ومنه عقدة اليمين والنكاح،( ( (( ((((((((((((( (((( ((((((((((( (((( ((((((((((((( (((((((( (((((((((((( ((((( ((((((((( ((((((((((( (4.
وخلاصته في اللغة : ما عقد الإنسانُ عليه قلبه جازماً به ؛ فهو عقيدةٌ، سواءٌ ؛ كان حقاً ، أو باطلاً.
وفي الاصطلاح : هي الأمور التي يجب أن يُصَدِّقَ بها القلب،وتطمئنَّ 'إليها النفسُ ؛حتى تكون يقيناً ثابتاً لاَ يمازجها ريب،ولا يخالطها شك.
أي: الإيمان الجازم الذي لا يتطرَّق إليه شك لدى معتقده ، ويجب أن يكون مطابقاً للواقع ،ولا يقبل شكاً ولا ظناً؛ فإذا لم يصل العلم إلى درجة اليقين الجازم ؛ لا يُسمى عقيدة. وسمي عقيدة : لأنَّ الإنسان يعقد عليه قلبَه.
والعقيدة الإسلامية: هي الإيمان الجازم بالله تعالى،وملائكته،وكتبه،ورسله،واليوم الآخر،والقدر خيره وشره،وسائر ما ثَبَتَ من أمور الغيب،وأصول الدِّين،وما أجمع عليه السَّلف الصالح ، والتسليم التام لله تعالى في الأمر ،والحكم،والطاعة،والإتباع لرسوله ?.
وللعقيدة5 الإسلامية أسماء عند أهل السنة والجماعة،تُرادِفُها،وتَدلُّ عليها،منها : {التوحيد}،{السُّنَّة}،{أصول الدِّين}، {الفقه الأكبر}،{الشريعة}،{الإيمان}.(1/2)
وبعد ذلك أريد أن أوضح لكم معتقد السلف6 ،وإمام السلف الصَّالح ؛ سيدنا محمد? .قال تعالى :( ((( (((((( (((((((((( (((((( ((((((( (((( ( ((((( (((((((( (((((( ((((((((((((( (((((((((( (((((((( (7 .وأخبر تعالى بأنَّ عدم طاعة الرسول ? محبطٌ ومُبطلٌ للأعمال ، فقال تعالى :( ((((((((((( ((((((((( ((((((((((( (((((((((( (((( (((((((((((( (((((((((( (((( (((((((((((( (8 . ونهانا عن مخالفة أمره فقال تعالى :( ((((( (((((( (((( (((((((((((( (((((((((( (((((((((( (((((((((( (((((( (((((((( (((((( ((((((( ((((((( ((((((( (9 .وأّمرنا تعالى أن نحكمه ، وأنه الأسوة الحسنة ، وقرن الله رضاه برضا رسوله ،فقال تعالى :( (((((( ((((((((((((( (((((( ((( ((((((((( ((( (((((((( ((((((((((( (10 . وجعل الله تعالى اتباع رسوله ? علامة على محبته تعالى،فقال تعالى:( (((( ((( ((((((( ((((((((( (((( (((((((((((((( (((((((((((( (((( (((((((((( (((((( ((((((((((( ( (((((( ((((((( ((((((( (11 .
ولهذا كان مرجع السَّلف الصالح عند التنازع هو كتابَ الله وسنَّةَ رسوله ? كما قال تعالى:( ((((( ((((((((((((( ((( (((((( ((((((((( ((((( (((( (((((((((((( ((( ((((((( ((((((((((( (((((( (((((((((((( (((((((( ( ((((((( (((((( (((((((((( ((((((((( (12 .
ومن هذا الإتباع أوضح لكم بعض من أصول أهل السنة والجماعة13: الإيمان بكل ما ورد في الكتاب والسنة من الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله? فيما شاهدناه أو غاب عنّا ، ولم نعرف حقيقة معناه ومن ذلك:
أولا- نعيم القبر وعذابه :(1/3)
فيجب الإيمان بنعيم القبر وعذابه فالمؤمن يفسح له في قبره وينور له فيه ويفتح له باب إلى الجنة والكافر يضيق عليه قبره ويفتح له باب إلى النار فقد أخبر الله عن آل فرعون بأنهم يعذبون في قبورهم قبل قيام الساعة وإنهم يعرضون على النار غدواً وعشياً،قال تعالى:( ((((((((( (((( (((((((((( ((( ((((((((( ( ((((((( ((((((( (((((((((( (((((( ((((((((((( (((( (((((((( ((((((((((( ((((((((( ((((((( ((((((((( ( (((((((( ((((((( (((((((((( (((((((((((( ((((( (((((((((( (((((( ((((((((((( (((( (14 وقد ثبت أن رسول الله? قال " إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِى قَبْرِهِ ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ ، وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ ، أَتَاهُ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ فَيَقُولاَنَ : مَا كُنْتَ تَقُولُ فِى الرَّجُلِ ؟ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم . فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ : أَشْهَدُ أنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ . فَيُقَالُ لَهُ : انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ ، قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَداً مِنَ الْجَنَّةِ ، فَيَرَاهُمَا جَمِيعاً " . قَالَ قَتَادَةُ : وَذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ يُفْسَحُ فِى قَبْرِهِ . ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ أَنَسٍ قَالَ :" وَأَمَّا الْمُنَافِقُ وَالْكَافِرُ فَيُقَالُ لَهُ : مَا كُنْتَ تَقُولُ فِى هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ : لاَ أَدْرِى ، كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ . فَيُقَالُ : لاَ دَرَيْتَ وَلاَ تَلَيْتَ . وَيُضْرَبُ بِمَطَارِقَ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ ، غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ "15 .
ثانيا البعث والحساب :(1/4)
يعتقد أهل السنة والجماعة وجوب الإيمان بالبعث والحساب والجزاء،وأن من أنكر ذلك فهو كافر،فقد ذكر الله في كتابه العزيز أنه يبعث من في القبور فقال تعالى:( (((((( ((((((((( (((((((((( ((( ((( ((((((((((( ( (((( (((((( (((((((( (((((((((((( (((( (((((((((((( ((((( (((((((((( ( ((((((((( ((((( (((( ((((((( ((( (16 وأن الخلق بعد البعث محاسبون على كل صغيرة وكبيرة عملوها في الحياة الدنيا من خير أو شر،قال تعالى( (((((((( ((((((((((( ((((((( ((((((((((((((( ((((((((((( ((((( ((((( (((((((((((( (((((((((((((( ((((( (((((( ((((((((((( (( ((((((((( ((((((((( (((( ((((((((( (((( (((((((((( ( ((((((((((( ((( ((((((((( (((((((( ( (((( (((((((( (((((( ((((((( (((( (17.فأما المؤمن فيحاسب حسابا يسيرا ،وينقلب إلى أهله مسرورا. وأما الكافر فيحاسب حسابا شديدا فينزعج من هول الحساب، وسوء المصير ويتمنى أنه كان ترابا ،.ويسبق الساعة علامات ذكرت في حديث حذيفة قال :{ عَنْ أَبِى الطُّفَيْلِ عَنْ أَبِى سَرِيحَةَ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ قَالَ كَانَ النَّبِىُّ? فِى غُرْفَةٍ وَنَحْنُ أَسْفَلَ مِنْهُ فَاطَّلَعَ إِلَيْنَا فَقَالَ " مَا تَذْكُرُونَ " . قُلْنَا السَّاعَةَ . قَالَ " إِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَكُونُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ فِى جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَالدُّخَانُ18 وَالدَّجَّالُ وَدَابَّةُ الأَرْضِ19 وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قُعْرَةِ عَدَنٍ تَرْحَلُ النَّاسَ " . قَالَ شُعْبَةُ وَحَدَّثَنِى عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ عَنْ أَبِى الطُّفَيْلِ عَنْ أَبِى سَرِيحَةَ . مِثْلَ ذَلِكَ لاَ يَذْكُرُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ أَحَدُهُمَا فِى الْعَاشِرَةِ نُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صلى(1/5)
الله عليه وسلم . وَقَالَ الآخَرُ وَرِيحٌ تُلْقِى النَّاسَ فِى الْبَحْرِ . }20 وبعد الحساب يجازى الله الخلائق بأعمالهم إن خيرا فخير،وإن شرا فشر،قال تعالى:( (((( ((( ((( ((((((((((((( ((((( ((( (((((((( (((((((((( ((((((((( ((((((((((( ((((( ((((((((( (((((((((( ((((((((( ((((((((((( ((((((((((((( (((( (21 وقال ?عن الحشر والقصاص يوم القيامة عن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه أنه سمع النبي ? يقول:( يحشر الله العباد يوم القيامة أو قال الناس عراة غرلا22 بهما قال قلنا وما بهما قال ليس معهم شيء ثم يناديهم بصوت يسمعه من بَعُدَ كما يسمعه من قَرُبَ أنا الديان23 أنا الملك لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه24 منه ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه حتى اللطمة25 قال :قلنا :كيف وإننا نأتي عراة غرلا بهما قال الحسنات والسيئات ) رواه أحمد بإسناد حسن . وتقدم حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)26 .
ثالثا الواجب للرسول?:
الواجب لرسول الله? الإيمان به، واتباع سنته ،وطاعته فيما يأمر به ،واجتناب ما ينهي عنه27 ،واعتقاد أنه خاتم النبيين وسيد المرسلين28،ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته وأنها عامة للناس أجمعين29. وأن الله قد خصه بالشفاعة العظمى:وهي شفاعته في أهل الموقف بأن يقضي الله بينهم بعد أن يتخلى أولو العزم من الرسل30 حتى تنتهي إليه فيسجد تحت العرش لله عز وجل (أرْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ)31.(1/6)
رابعا محبة الصحابة رضي الله عنهم:
من الواجب محبة أصحاب رسول الله? ،وذكر محاسنهم والترحم عليهم،والاستغفار لهم،واعتقاد فضلهم32 وكلهم عدول ،ومحبتهم دين وإيمان وبغضهم كفر ونفاق، ومعرفة سابقتهم في حمل رسالة الإسلام ،وإبلاغهم للناس، وجهادهم في سبيل ذلك بأموالهم وأنفسهم حتى عمت الرسالة، واهتمامهم بحفظ القرآن والسنة ونقلهما إلى من بعدهم .قال تعالى : ( ((((((((((( ((((((( (((( (((((((((( (((((((((( ((((((( (((((((( ((((( (((((((((((((( ((((((((( (((((((((( (((((((((((( (33 وقال تعالى : ( (((((((( ((((((( (((( ( ((((((((((( (((((((( (((((((((( ((((( ((((((((((( (((((((((( (((((((((( ( ((((((((( ((((((( ((((((( ((((((((((( (((((( ((((( (((( (((((((((((( ( (((((((((( ((( (((((((((( ((((( (((((( (((((((((( ( (34 وفي الحديث قال النبي? " لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِى ، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ "35.
خامسا الواجب للخلفاء الراشدين :
الواجب للخلفاء الراشدين حبهم والترضي عنهم ،واعتقاد فضلهم ،والأخذ بهديهم36 مع هديه ? ،وترتيبهم في الأفضلية ،والخلافة كما درج عليه السلف في تقديم أبي بكر رضي الله عنه ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين فتقديم أبي بكر لتقديم رسول الله ?له في الصلاة على جميع الصحابة وفي حديث طويل قال ?:" مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ "37.. ولقوله? :(لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخي وصاحبي)38 وإجماع الصحابة على تقديمه،وتقديم عمر لفضله وعهد أبي بكر إليه بالخلافة من بعده،وإجماع الصحابة على خلافته.وتقديم عثمان لتقديم أهل الشورى له، وإجماع المسلمين على ذلك.وتقديم علي لإجماع أهلَ عصره عليه.
سادسا العشرة المبشرين بالجنة :(1/7)
من أصول أهل السنة والجماعة الشهادة لمن شهد لهم رسول الله? بالجنة مثل العشرة وهم :أبو بكر-عمر بن الخطاب - عثمان بن عفان - علي بن أبي طالب - طلحة بن عبيد الله - الزبير بن العوام - سعد بن أبي وقاص - سعيد بن زيد بن نفيل - عبدالرحمن بن عوف - أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنهم جميعا فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه شهد لهؤلاء العشرة بالجنة ، ولغيرهم من بعض أفراد الصحابة.
سابعا عدم القطع لمعين بالجنة والنار:(1/8)
من أصول أهل السنة والجماعة عدم القطع لأحد من أهل القبلة بجنة أو نار إلا من شهد له رسول الله? ولكنهم يرجون للمحسن الثواب، ويخافون على المسيء العقاب.والدليل حديث خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ الأَنْصَارِىُّ : أَنَّ أُمَّ الْعَلاَءِ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِمْ قَدْ بَايَعَتِ النَّبِىَّ? أَخْبَرَتْهُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ طَارَ لَهُ سَهْمُهُ فِى السُّكْنَى حِينَ أَقْرَعَتِ الأَنْصَارُ سُكْنَى الْمُهَاجِرِينَ . قَالَتْ أُمُّ الْعَلاَءِ : فَسَكَنَ عِنْدَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ ، فَاشْتَكَى ، فَمَرَّضْنَاهُ حَتَّى إِذَا تُوُفِّىَ وَجَعَلْنَاهُ فِى ثِيَابِهِ دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ? فَقُلْتُ : رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ ، فَشَهَادَتِى عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ . فَقَالَ لِى النَّبِىُّ ?: " وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ ؟ " . فَقُلْتُ : لاَ أَدْرِى بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّى يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?:" أَمَّا عُثْمَانُ فَقَدْ جَاءَهُ - وَاللَّهِ - الْيَقِينُ وَإِنِّى لأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِى وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِىِ " . قَالَتْ : فَوَاللَّهِ لاَ أُزَكِّى أَحَداً بَعْدَهُ أَبَداً ، وَأَحْزَنَنِى ذَلِكَ قَالَتْ : فَنِمْتُ فَأُرِيتُ لِعُثْمَانَ عَيْناً تَجْرِى ، فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ? فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ :" ذَلِكَ عَمَلُهُ "39 . وكذلك حديث عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ:(( تُوُفِّىَ صَبِىٌّ فَقُلْتُ طُوبَى لَهُ عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ? :" أَوَلاَ تَدْرِينَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ وَخَلَقَ النَّارَ فَخَلَقَ لِهَذِهِ أَهْلاً وَلِهَذِهِ أَهْلاً "40 .(1/9)
( ( (((((((( ((((((((( (((((((((( (((((((( ((((( ((((((((( ((((((((( ( (((((( ((((((( (( ((((((((((( ((((( (((((((( (((((((( (( ((((((((((( ((((( (((((((( (((((((( (( ((((((((((( (((((( ( (((((((((((( ((((((((((((( (((( (((( (((((( ( (((((((((((( (((( (((((((((((((( ((((( (41 .
ثامنا الواجب لزوجات الرسول? :
(الواجب لزوجاته? الترضي عنهن ، واعتقاد أنهن أمهات المؤمنين4243 ( ((((((((((((((( ((((((((((((( (44 المطهرات المبرآت من كل سوء45 ، أفضلهن خديجة بنت خويلد46 ، وعائشة بنت أبي بكر الصديق فقد كن ثروة حسنة في الفضل لنقل العلم الموروث عن النبي? ،ومثالا في الصدق والأمانة والعفة ، ونموذجا حيا للمرأة المسلمة إلى قيام الساعة .
تاسعاً الإسراء والمعراج :
الإيمان بكل ما ورد في السنة من الأحاديث الصحيحة المنقولة عن الرسول ? في الإسراء والمعراج وهو ذهاب النبي ? من مكة إلى بيت المقدس على البراق ليلاً والصعود بصحبة جبريل إلى السماء السابعة، وقد ورد تفصيل ذلك في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه وفيه ( أن رسول الله ? أُتي بالبراق47 فركبه حتى أتى بيت المقدس فدخل المسجد وصلى فيه ركعتين، ثم عرج به إلى السماء ، فاستفتح جبريل ، ففتح لهما ، وصعد رسول الله ? وجبريل السماوات السبع ، وبلغ الرسول ? سدرة المنتهى48، وفرضت عليه الصلوات الخمس ثم عاد من ليلته )49
{الرسالة الأولى}
اعْلَمْ أرشَدَكَ اللهُ لطاعَتِهِ:أَسأل اللهَ الكريمَ رَبَّ العرشِ العظيمِ أن يتولانا في الدنيا والآخرةِ ، وأن يجعلنا مباركين أينما كنا،وأن يجعلنا ممن إذا أُعطِىَ شَكَرَ ، وإذا ابْتُلِي صَبَرَ،وإذا أذْنَبَ اسْتَغْفَرَ فإن هؤلاءِ الثَّلاَثَ عُنوانُ السعادة.(1/10)
وأنَّ اللهُ رَبِّي،وَرَبُّ جَميعِ النَّاسِ ،وَخَلَقَ جميع النَّاسِ، وَرَزَقَ جميعَ الناسِ،ويُحي ويُميتُ جميعَ الناسِ، وأن الحَنِفِيَّةَ 50مِلَّةَ إبراهيمَ :أن تعبُدَ اللهَ وحدَهُ مخلصاً له الدين ، وبذلك أمَرَ اللهُ جَميعَ النَّاسِ وخَلَقَهُمْ لها،كما قال اللهُ تعالى: ( ((((( (((((((( (((((((( ((((((((( (((( ((((((((((((( (((( (51 وأعظمُ ما أمَرَ اللهُ بِهِ التوحيدُ : وهو إفرادُ اللهِ بالعبادة52ِ ، وأعظمُ ما نَهَى عنهُ الشركُ، وهو : دَعُوَةُ غَيْرِهِ مَعَهُ. والدليلُ قولُهُ تعالى :( ((((((((((((( (((( (((( ((((((((((( ((((( ((((((( (53 . وأنه يجب علينا تعلم أربع مسائل :
الأولى54 : الْعِلْمُ: وَهُوَ مَعْرِفَةُ اللهِ، وَمَعْرِفَةُ نَبِيِّه?ِ ، وَمَعْرِفَةُ دِينِ الإِسْلامِ بالأَدِلَّةِ.
الأصل الأول معرفة الرب : ربَّيَ اللهُ الذي رَبَّانيِ ، وَرَبَّى جَمِيعَ الْعَالمينَ بِنِعَمِه ، وَهُوَ مَعْبُودِي ، لَيْسَ لي مَعْبُودٌ سِوَاهُ. والدليلُ قولُهُ تَعَالى ( (((((((((( (( ((((( (((((((((((((( ((( ( 55 وكُلُّ ما سِوَى الله عَالَمُ وأَنَا وَاحِدٌ مِنْ ذَلِكَ الْعَالَم.وعَرفتُ ربي بآياتهِ ومَخْلُوقَاتهِ ، ومن آياتهِ الليلُ والنهارُ والشمسُ والقمرُ وَمِنْ مَخْلُوقَاتهِ السَمَاواتُ السَّبْعُ وَالأرَضُونَ السَّبْعُ ، ومن فِيهنَّ وما بَيْنَهُمَا، وآيات أعجزت علماء الإعجاز العلمي في هذا العصر ،وهُوَ الرَّبُّ الْمَعْبُودُ (الْخَالِقٌ لهَذِهِ الأشْيَاءِ هُوَ الْمسْتَحِقُّ لِلْعِبَادَةِ)56والدليلُ قولُهُ تَعَالَى:(1/11)
( (((((( (((((((((( (((((((( (((((((((((( ((((((((((( (((((((((((( ( (( ((((((((((( ((((((((( (((( (((((((((( ((((((((((((( (( ((((((( (((((((((( ((( ((((((( ((((((( ((((((((((( (((( (57 وقوله تعالى ( (((( (((((((( (((( ((((((( (((((( ((((((((((((( (((((((((( ((( (((((( ((((((( (((( (((((((((( ((((( (((((((((( ((((((( (((((((( (((((((((( ((((((((((( (((((((( ((((((((((( (((((((((((( (((((((((((( ((((((((((( (((((((((((( ( (((( (((( (((((((((( (((((((((( ( ((((((((( (((( (((( (((((((((((((( (((( (58
* والرَّبُّ هُوَ الْمَعْبُودُ والدليلُ قولُهُ تَعَالَى: ( ((((((((((( (((((((( ((((((((((( (((((((( ((((((( (((((((((( ((((((((((( ((( (((((((((( (((((((((( ((((((((( (((( ((((((( (((((( (((((( (((((((( (((((((( ((((((((((((( (((((((( ((((((((( (((( ((((((((((( (((((( (((((((((( ((((( (((( (((((((((((( ((((((( (((((( ( (((( ((((((((((( (( ((((((((( ((((((((( ((((((((((( (((( (59
الأصْلُ الثَّانِي: مَعْرِفَةُ دِينِ الإِسْلاَمِ60 بالأدلّةِ. ومنها قولُهُ تعالَى ( ((((( (((((((( (((((( ((((((((((( (((((( ((((( (((((((( (((((( (((((( ((( (((((((((( (((( (((((((((((((( (((( (61 وقوله? (والذي نفسُ محمدٍ بيده لا يسمعُ بي أحدٌ مِنْ هذه الأُمَّةِ يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ ثم يموتُ ولم يؤمِنْ بالذي أُرسِلْتُ بِهِ إلا كان من أصحاب النار)62 .وأنواع العبادة التي أمر الله بها ، مثل الإسلام،والإيمان،والإحسان،ومنه الدعاء،والخشية،والإناب'،والاستعانة،والإستعاذة،والاستغاثة،والذبح،والنذر،وغير ذلك يأتي تفصيل.
وهن ثلاث مراتب :(الإسلام)و (الإيمان) و(الإحسان) وكل مرتبة لها أركان.(1/12)
الأصل الثالث معرفة الرسول? : وهو مُحمَّدٌ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عبد المُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٌ وَهَاشِمٌ مِنْ قُرَيْشٌ، وَقُرَيْشٌ مِنْ الْعَرَبِ ، وَالْعَرَبُ مِنْ ذُرَيَّةِ إسْماعِيلَ بْنِ إبراهيمَ الْخَلِيلِ ، عَلَيْهِ وَعَلى نَبِيِّنا أفْضَلُ الصَّلاةِ وَالسَّلاَم . وَلَهُ مِنَ الْعُمرِ ثَلاَثٌ وَسُتونَ سَنَةً ، مِنْهَا أَرْبَعُونَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ ، وَثَلاثٌ وَعِشْرُونَ نَبِياً رَسُولاً. نُبِّئَ ب ( (((((((( (63 وَأُرْسِلَ ب ( ((((((((((( ((((((((((((( (64 وَبَلَدُهُ مَكَّةُ وهاجر إلى الْمَدِينَةُ. بَعَثَهُ اللهُ بِالنِّذَارَةِ عَنِ الشِّرْكِ، ويدعو إلَى التَّوْحِيدِ. وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( ((((((((((( ((((((((((((( ((( (((( (65((((((((66 ((( (((((((( (((((((((67 ((( ((((((((((( (68(((((((( ((( ((((((((((( ((((((((((69 ((( (((( ((((((( (((((((((((( ((( ((((((((((( (((((((((( ((( (70 أخَذَ عَلَى هَذَا عَشْرَ سِنِينَ يَدْعُو إلِى التَّوحِيدِ ، وَبَعْدَ الَعشْرِ عُرِجَ بِهِ إلَى السَّمَاء ، وَفُرِضَتْ عَلَيْهِ الصَّلَوَاتُ الْخَمسُ ، وَصَلَّى فَي مَكَّةَ ثَلاَثَ سِنينَ،وَبَعْدَهَا أُمِرَ بَالْهجْرَةِ71 إلى الْمَدِينةِ.فلما استقرَّ بالْمدِينَةِ أُمِرَ بِبَقيَّةِ شَرائع الإسْلاَمِ،مثْل الزَّكاةِ،وَالصَّوْم والْحَجِّ،والْجهَادِ،والأذَان،والأمْرِ بالْمَعْروفِ وَالنَّهْي عَنِ الْمُنْكَرِ،وَغَيْر ذَلِك مِنْ شَرِائع الإسْلاَم،أَخَذَ على هَذا عَشْرَ سِنين.وبعدها توفي صلوات الله وَسلاَمُهُ عَلَيْهِ،وَدِينُهُ باق وهذا دينه لاَ خَيْرَ إلاَّ دَلَّ الأُمَّةَ عَلَيْهِ،وَلا شَرَّ إلا حَذَّرَهَا مِنْهُ.والخيرُ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ: التَّوْحِيدُ وجَمِيعُ مَا يُحِبُّهُ اللهُ وَيَرْضاهُ،والشَّرُ الَّذِي حَذَّرَهَا منْهُ الشِّرْكُ وَجَمِيعُ مَا يَكْرَهُهُ اللهُ وَيأبَاهُ.(1/13)
بَعَثَهُ اللهُ إلَى النَّاسِ كَافَّة،وَافْتَرَضَ الله طَاعَتَهُ عَلَى جَمِيع الثَّقَلين،الْجِنِّ وَالإنْسِ.والدَّليلُ قَوْلُهُ تَعَالَى :( (((( ((((((((((( (((((((( (((((( ((((((( (((( (((((((((( (((((((( (72
وأكْمَلَ اللهُ بهِ الدِّينَ،وَالدَّليلُ قَوْلُهُ تَعَالَى:( (((((((((( (((((( ((((((((( ((((((((( ((( ((((((((( (((( (((((((((((( (((((((((((( ( (((((((((( (((((((((( (((((( ((((((((( (((((((((((( (((((((((( ((((((((( ((((((((( (((((( ((((((((((( (((((( (73 .
وَالدَّليلُ عَلَى موتهِ ?قَوْلُهُ تَعَالَى:( (((((( ((((((( ((((((((( (((((((((( (((( (((( (((((((( (((((( ((((((((((((( ((((( ((((((((( ((((((((((((( (((( (74
وَالنَّاسُ إذَا مَاتُوا يُبْعَثوُنَ . وَالدَّليلُ قَوْلُهُ تَعَالَى(: ((((((( ((((((((((((( (((((((( ((((((((((( ((((((((( (((((((((((( ((((((( (((((((( (75 وَقَوْلُهُ تَعَالَى:( (((((( ((((((((((( ((((( (((((((( (((((((( (((( (((( ((((((((((( (((((( (((((((((((((( (((((((((( (((( (76 .
وَبَعْدَ الْبَعْثِ مُحَاسَبُونَ وَمَجْزِيُّونَ بأَعَمَالِهمْ، وَالدَّليلُ قَوْلُهُ تَعَالَى:( (((( ((( ((( ((((((((((((( ((((( ((( (((((((( (((((((((( ((((((((( ((((((((((( ((((( ((((((((( (((((((((( ((((((((( ((((((((((( ((((((((((((( (77 .
وَمَنْ كَذَّبَ بِالْبَعْثِ كَفَرَ، وَالدَّليلُ قَوْلُهُ تَعَالَى:( (((((( ((((((((( (((((((((( ((( ((( ((((((((((( ( (((( (((((( (((((((( (((((((((((( (((( (((((((((((( ((((( (((((((((( ( ((((((((( ((((( (((( ((((((( (78 .
وأرْسَلَ اللهُ جميعَ الرُّسُلِ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ. وَالدَّليلُ قَوْلُهُ تَعَالَى:( (((((( (((((((((((( (((((((((((( (((((( ((((((( (((((((( ((((( (((( (((((( (((((( ((((((((( (79 .(1/14)
وَأَوَّلَهُمْ نوحٌ عَلَيْهِ السّلاّم وآخِرُهُمْ مُحَمَّدٌ ? والّليلُ عَلَى أَنَّ أَوَّلَهُمْ نُوحٌ قَوْلُهُ تَعَالَى:( (((((( (((((((((((( (((((((( (((((( (((((((((((( (((((( ((((( ((((((((((((((( (((( ((((((((( (80 .
وَكُلُّ أُمَّةٍ بَعَثَ اللهُ إِلَيْهِمْ رَسُولا مِنْ نُوحٍ إِلَى مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ، وَيَنْهَاهُمْ عَنْ عِبَادَةِ الطَّاغُوتِ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( (((((((( ((((((((( ((( ((((( (((((( ((((((( (((( ((((((((((( (((( ((((((((((((((( ((((((((((( (81. وَافْتَرَضَ اللهُ عَلَى جَمِيعِ الْعِبَادِ الْكُفْرَ بِالطَّاغُوت82ِ وَالإِيمَانَ بِاللهِ.
الثانية العمل به: وهو العمل بالدين الذي آمن به بفعل الطاعات،وترك المحرمات .
الثالثة الدعوة إليه: وهو الدعوة إلى دين الإسلام ونشره بين الناس ،لما خصّك الله بنعمة الإسلام التي لا يعدلها شيء،ومَنَّ عليك بها فضلاً منه وكرماً،كان من شكرها،الدعوة إليه ، بالدلالة على الخير،والتحذير من الشر،وتنبيه الغافل، وتعليم الجاهل،وبالشكر تدوم النعمة وتزداد.
أهمية الدعوة : للدعوة شأن عظيم،ومكانة كبيرة،ومن ذلك:
(1)أنها مهمة الرسل وأتباعهم،ولاتقوم الحياة الآمنة إلا بها ، حتى عدّها بعض العلماء أحد أركان الإسلام.
(2) أنها سبب حفظ الأمة من الهلاك، قال تعالى :( ((((( ((((( (((((( (((((((((( (((((((((( (((((((( ((((((((((( ((((((((((( (83 ،ولا تزول الدنيا وتقوم الساعة، إلا بعد هلاك الدعاة المصلحين،وشيوع الجهل، قال رسول الله? :(لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق)84 .
فضل الدعوة :للدعوة إلى فضائل عظيمةً منها:(1/15)
(1) أنها أجلّ الطاعات،وأعظم القربات،بدلالة أن الله اصطفى للقيام بها صفوة الخلق من الأنبياء والمرسلين،كما أثنى الله على أهلها في قوله تعالى :( (((((( (((((((( (((((( (((((( (((((( ((((( (((( (85 ،قال الشوكاني رحمة الله:(لا شيء أحسنُ منه،ولا أوضح من طريقتهِ،ولا أكثرُ ثواباً من عَمَلهِ).
(2) أنها متابعةٌ للأنبياء، واقتداءٌ بهم،واقتفاءٌ لأثرهم،والسير في ركابهم في طريق آمن غير موحش.
(3) نيلُ مراتب الجنة العلى،حيث أنها مهمّة الرسل،ومن وفّقه الله من العلماء والدعاة والمصلحين، قال العلامة السعدي رحمه الله:(وهذه المرتبة تمامها للصديقين الذين عملوا على تكميل أنفسهم وغيرهم،وحصلت لهم الوراثة التامة من الرسل)،وقال شيخنا ابن القيم رحمه الله :(فالدعوة إلى الله أشرف مقامات العبد وأجلها وأفضلها).
(4) ما فيها من الأجور العظيمة،فقد دل النبي? ابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه على كنز عظيم بقوله? :( فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم)86 .، قال ابن القيم رحمه الله:(وتبليغ سنته إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو؛ لأن تبليغ السهام يفعله كثير من الناس، أما تبليغ السنن فلا يقوم به إلا ورثة الأنبياء).
(5) أنها من الأعمال المضاعفة، الدائمة التي يبقى أجرها بعد الممات،ويستمر إلى ما شاء الله،قال ? ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)87.
طبيعتها : لا دعوة إلا بالتفاني والإخلاص، والجد والمثابرة،ووقوع الأذى والصبر عليه،وقد كان أشرف الخلق? أكثرهم أذىّ من قومه،وأشدّهم صبراً عليه،قال ? :(إن من أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) 88، فليكن هذا سبيلك.(1/16)
مراتب الدعوة : قال الله تعالى:( (((((( (((((( ((((((( ((((((( (((((((((((((( (((((((((((((((( (((((((((((( ( (((((((((((( ((((((((( (((( (((((((( (89،قال ابن القيم رحمه الله:(جعل الله مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق، فالمستجيب القابل الذكي الذي لا يعاند الحق ولا يأباه يُدعى بطريق الحكمة،والقابل إلي عنده غفلة وتأخير يُدعى بالموعظة الحسنة،وهي الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب،والمعاند الجاحد يُجادل بالتي هي أحسن).
مراتب الدعاة: كل مسلم مطالبّ بالدعوة،ولو كان قليل العلم،فيعلّم غيره ما يعلمه، وإذا لم يحسن الكلام فإن للدعوة عشرات الوسائل كجلب الدعاة للناس أو العكس،والكتابة والنشر،وتوزيع الكتب والأشرطة،والنصح والإنكار في وسائل الاتصال كالهاتف والانترنت،وغير ذلك مما يستطيع الجميع المشاركة فيه,فهذا هو النهوض بأمر الدين،بالدعوة إليه،والدفاع عنه ،والصبر على الأذى فيه.
الرابعة الصَّبْرُ عَلَى الأَذَى فِيهِ: هو الصبر على فعل الطاعات ، والصبر على الأذى الذي يصيبه بسبب دعوته للناس .
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تعالى: ( (((((((((((( ((( (((( (((((((((( ((((( (((((( ((( (((( ((((((((( (((((((((( ((((((((((( ((((((((((((( ((((((((((((( ((((((((((( ((((((((((((( ((((((((((( ((( (90
قَالَ الشَّافِعيُّ 91 ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى : لَوْ مَا أَنْزَلَ اللهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ إِلا هَذِهِ السُّورَةَ لَكَفَتْهُمْ.
وَقَالَ البُخَارِيُّ 92 ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ : بَابُ: العِلْمُ قَبْلَ القَوْلِ وَالْعَمَلِ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( (((((((((( ((((((( (( ((((((( (((( (((( (((((((((((((( (((((((((( (93 فَبَدَأَ بِالْعِلْمِ [قَبْلَ القَوْلِ وَالعَمَل]ِ94.
اعْلَمْ رَحِمَكَ اللهُ أَنَّه يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ، تَعَلُّمُ هَذِهِ المَسَائِلِ الثَّلاثِ، والْعَمَلُ بِهِنَّ:(1/17)
الأولى :أن اللهَ خَلَقَنَاَ وَرَزَقَنَا ولم يَتْرُكْنَا هَمَلاً ، بل أرسلَ إلينا رسُولاً ، فَمَنْ أطَاعَهُ دَخَلَ الجنَّةَ ، ومَنْ عَصَاهُ دَخَلَ النَّارَ والدليلُ قولُهُ تعالى ( (((((( (((((((((((( (((((((((( ((((((( (((((((( (((((((((( (((((( (((((((((((( (((((( (((((((((( ((((((( (((( (((((((( (((((((((( (((((((((( ((((((((((((( ((((((( (95(((((( (((( (96
الثانية : أن اللهَ لا يَرْضَى أن يُشْرَكَ معه أَحَدٌ في عِبَادَتِهِ ، لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبيٌّ مُرْسَلٌ. والدليلُ قولُهُ تعالى ( (((((( ((((((((((((( (( (((( ((((((((( (((( (((( ((((((( (((( (97
الثالثة:أن مَنْ أَطَاعَ الرسولَ98 ووحَّد اللهَّ لا يجوز لهُ موالاةُ من حَادَّ اللهَ ورسولَهُ ولو كان أقْرَبَ قَريبٍ والدليلُ قولُهُ تعالى : ( (( (((((( ((((((( ((((((((((( (((((( (((((((((((( (((((((( ((((((((((( (((( (((((( (((( (((((((((((( (((((( ((((((((( ((((((((((((( (((( (((((((((((((( (((( ((((((((((((( (((( ((((((((((((( ( (((((((((((( (((((( ((( ((((((((((( (((((((((( ((((((((((( ((((((( ((((((( ( (((((((((((((( ((((((( ((((((( ((( ((((((((( ((((((((((( (((((((((( (((((( ( (((((( (((( (((((((( ((((((((( (((((( ( (((((((((((( (((((( (((( ( (((( (((( (((((( (((( (((( ((((((((((((((( (((( (99 .
{الرسالة الثانية}
تعريف التوحيد : اعْلَمْ (1) رحمك الله تعالى ،أن التوحيد هو إفراد الله بالعباد100وهو دين الرسل الذين أرسلهم الله به إلى عباده كما( ( (((((((( ((((((((( 101((( 102((((( (103((((( ((((((( (((( (((((((((((104 (((( ((((((((((((((( ((((((((((( 105( (
أقسام التوحيد :
ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام :
1- توحيد الربوبية.
2- توحيد الألوهية.
3- توحيد الأسماء والصفات.
توحيد الربوبية106 :(1/18)
هو توحيد الله بأفعاله مثل الخلق والرزق والإحياء والإماتة وتدبير الأمور وإنزال الغيث 107 ونحو ذلك .وهذا النوع قد أقر به108 الكفار على عهد 109 رسول الله?ولم يدخلهم في الإسلام والدليل على ذلك قوله تعالى ( ((( ((((((( (((((((( ((((( ((((((( ((( ((((((( ((((((((((( (((( (110((((((((((( (( ( 111( (1) وقوله (( ((((((( ((((((((((( (((( (((((( ((((((((((((( (((((((((( ((((((((((( (((( ( ( (2).
وقوله تعالى ( (((( ((( ((((((((((( ((((( ((((((((((( (((((((((( ((((( (((((((( ((((((((( ((((((((((((( ((((( (((((((( (((((((( (((( ((((((((((( (((((((((( ((((((((((( (((( ((((((((( ((((( ((((((((( (((((((( ( (((((((((((((( (((( ( (((((( (((((( ((((((((( (((( ( 112.
( ((( ((((((( (((((((( ((((( ((((((( ((( ((((((( ((((((((((( (((( (((((((((((( (( ( (((( (((((( ((((((((((( (((( (((( ((( (((( ((((((((((((( ((((((((( (((((( (((((((((( ((((((((((( (((( (((((((((((( (( ( (((( (((((( ((((((((( (((( (((( (((( ((((((((( ((((((((( ((((( (((((( (((((( ((((((( (((( ((((((( (((((((( ((( ((((((( ((((((((((( (((( (((((((((((( (( ( (((( (((((((( ((((((((((( (((( 113( .
توحيد الألوهية 114:
هو توحيد الله بأفعال العباد التي تعبدهم بها وشرعها لهم مثل : الدعاء والذبح والنذر والاستغاثة والاستعانة ، وغير ذلك من أنواع العبادات . وهذا النوع من التوحيد هو الذي جحده الكفار وكانت الخصومة115 فيه بين الرسل وأممهم من لدن116 نوح ? إلى نبينا محمد ? قال تعالى ( (((((((( ((((((( (((((((( ((((((( ((((((((( ((( (((((((( (((((( (((((((((( (((((((((((( (((((((( ((((((((((((( (((( (((((((((((((( (((( (117.(1/19)
( ((((((( (((((((( ((((((((((( (((((((((( (((((( ( (((( ((((((((( ((((((((((((((( (((( (((((((((( ((((((((((((( (((((((( (((((((((( (((( ( 118 ، وكل نوع من هذه الأنواع عليه دليل من القرآن.
{أصل العبادة }
أصل العبادة تجريد الإخلاص لله تعالى وحده،وتجريد المتابعة للرسول? والدليل على تجريد الإخلاص لله تعالى وحده قول الله تعالى ( (((((( ((((((((((((( (( (((( ((((((((( (((( (((( ((((((( (((( 119( .
( (((((( ((((((((((( ((( (((((((( ((( ((((((( (((( ((((((( (((((((( ((((((( (( ((((((( (((( (((((( ((((((((((((( (((( ( 120.
والدليل على تجريد المتابعة للرسول? قوله تعالى ( (((((( (((((((((( (((((((((( ((((((((( ((((( ((((((((( (((((( (((((((((((( ( ( 121.
( (((( ((( ((((((( ((((((((( (((( (((((((((((((( (((((((((((( (((( (((((((((( (((((( ((((((((((( ( (((((( ((((((( ((((((( (((( (.
توحيد الأسماء والصفات:
هو توحيد الذات والأسماء122 والصفات 123والإيمان بكل ما ورد في القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة من أسماء وصفات الله التي وصف نفسه ووصفه بها رسوله على الحقيقة ،وعدم التعرض له بشيء من التكييف 124 أو التمثيل 125 أو التشبيه126 أو التحريف127 أو التعطيل128 . والدليل على هذا النوع قال تعالى ( (((((( ((((((((((( (((((( ( (((((( (((((((((( ((((((((((( (((( 129}.
( (((( (((( (((( (((((( ((( (((( ((((((((( ((( (((( (((((( (((((( ((((((( ((( (((((( ((((( ((((( ((((((( (((((( ((( ( 130
( (((( (((((((((((( (((((((((((( ((((((((((( ((((( ( ((((((((( ((((((((( ((((((((((( (((( ((((((((((((( ( (((((((((((( ((( (((((((( ((((((((((( ((((( (
{الرسالة الثالثة : الإسلام}
تعريفه : وَهُوَ: الاسْتِسْلامُ للهِ بِالتَّوْحِيدِ، وَالانْقِيَادُ لَهُ بِالطَّاعَةِ، وَالْبَرَاءَةُ مِنَ الشِّرْكِ وَأَهْلِهِ.(1/20)
فَأَرْكَانُ الإِسْلامِ خَمْسَةٌ:
الأول: شَهَادَةُ أَن لا إل?ه إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ.
وَمَعْنَاهَا : لا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إلا اللهُ، وَحَدُّ النَّفْيِ مِنْ الإِثْبَاتِ "لا إل?ه" نَافِيًا جَمِيعَ مَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ "إِلا اللهُ" مُثْبِتًا الْعِبَادَةَ للهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ فِي عِبَادَتِهِ، كَمَا أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ فِي مُلْكِهِ.
وَتَفْسِيرُهَا الَّذِي يُوَضِّحُهَا قَولُهُ تَعَالَى:{ (((((( ((((( (((((((((((( (((((( (((((((((((( ((((((( (((((((( (((((( ((((((((((( (((( (((( ((((((( (((((((((131 ((((((((( ((((((((((( (((( ((((((((((( (((((((( ((((((((( ((( ((((((((( (((((((((( ((((((((((( (((( (132
وَقَولُهُ تَعَالَى: ( (((( (((((((((( ((((((((((( ((((((((((( (((((( (((((((( (((((((( ((((((((( (((((((((((( (((( (((((((( (((( (((( (((( (((((((( ((((( ((((((( (((( (((((((( ((((((((( ((((((( (((((((((( (((( ((((( (((( ( ((((( (((((((((( (((((((((( ((((((((((( ((((((( ((((((((((( (((( (133.
{شهادة أن لا إله إلا الله}
روي في الأثر أن مفتاح الجنة: (لا إله إلا الله)،ولكن هل من قال : لا إله إلا الله استحق أن تفتح له أبواب الجنة ؟ قيل لوهب بن منبه : أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟قال:بلى،ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان،فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، و إلا لم يفتح لك.(1/21)
وجاء عن النبي ?أحاديث كثيرة كلها تبين هذه الأسنان لهذا المفتاح مثل قوله? : [ من قال لا إله إلا الله ( مخلصا ) دخل الجنة ] . ( صحيح ) . وورد عن جابر بلفظ أن معاذاً لما حضرته الوفاة قال اكشفوا عني سجف القبة سمعت رسول الله? يقول :(من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا من قلبه دخل الجنة) 134. وقوله ? : (اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة).135 وقوله? :(ومعاذ رديفه على الرحل قال يا معاذ بن جبل قال لبيك يا رسول الله وسعديك قال يا معاذ قال لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثا قال ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار قال يا رسول الله أفلا أخبر به الناس فيستبشروا قال إذا يتكلوا "وأخبر بها معاذ عند موته تأثما " )136. [ ما من نفس تموت وهي تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله يرجع ذلك إلى قلب موقن إلا غفر الله لها ] . ( حسن ) . وهو بمعنى أحاديث أخرى في الباب منها حديث أنس مرفوعا بلفظ من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صادقا من قلبه دخل الجنة ] 137. ...إلخ، حيث علقت الأحاديث دخول الجنة على :العلم بمعنى(لا إله إلا الله )ونصوص تبين الثبات على هذه الكلمة،ونصوص تدل على وجوب الخضوع لمدلولها.
مما سبق استنبط العلماء شروطاً لا بد من توافرها،مع انتفاء الموانع،حتى تكون كلمة(لا إله إلا الله )مفتاحاً للجنة،وهذه الشروط هي أسنان المفتاح،وهي :(1/22)
(1) العلم:حيث إن لكل كلمة معنى،فيجب أن تعلم معنى كلمة التوحيد(لا 'له إلا الله) علماً منافياً للجهل،فهي تنفي الألوهية عن غير الله وتثبتها له عز وجل،فلا معبود بحق إلا الله ومن الأدلة قوله تعالى :( (((( ((( (((((( ((((((((((( (((((( ((((((((((( (((( (138 ،وقال ?:( من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة)139 .ويكتمل هذا الشرط بما يليه وهو الشرط الثاني.
(2) اليقين المنافي للشك:وهو أن تستيقن يقيناً جازماً بمدلول كلمة التوحيد،لأنها لا تقبل شكاً،ولا ظناً،ولا تردداً،ولا ارتياباً،بل يجب أن تقوم على اليقين القاطع الجازم،فقد قال? في وصف المؤمنين:( ((((((( ((((((((((((((( ((((((((( (((((((((( (((((( (((((((((((( (((( (((( (((((((((((( (((((((((((( ((((((((((((((( ((((((((((((( ((( ((((((( (((( ( (((((((((((( (((( ((((((((((((( (140،فلا يكفي مجرد التلفظ،بل لا بد من استيقان القلب،فإن لم يحصل اليقين فهو النفاق،قال? :( أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وأَني رَسُولُ اللهِ لا يَلْقَى اللهَ بهمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فيهِمَا إلا دَخَلَ الْجَنَّةَ)141 .
(3) القبول :فإذا علمت،وتيقنت،فينبغي أن يكون لهذا العلم اليقيني أثره،فيتحقق القبول لما اقتضته هذه الكلمة، بالقلب واللسان،فمن رد دعوة التوحيد ولم يقبلها كان كافراً،سواء كان ذلك الرد بسبب الكبر،أو العناد،أو الحسد،وقد قال الله عز وجل عن الكفار الذين ردوها استكباراً:( (((((((( ((((((((( ((((( ((((( (((((( (( ((((((( (((( (((( ((((((((((((((( (142.(1/23)
(4) الانقياد :وهو الانقياد للتوحيد انقياداً تاماً،وهذا الانقياد هو المحك الحقيقي،والمظهر العملي للإيمان،ويتحقق هذا ويحصل بالعمل بما شرعه الله عز وجل ، وبترك ما نهى عنه، كما قال تعالى:( ((((( (((((((( (((((((((( ((((( (((( (((((( (((((((( (((((( (((((((((((( (((((((((((((( (((((((((((( ( ((((((( (((( ((((((((( ((((((((( (143.
(5) الصدق: يصدق في قول كلمة التوحيد صدقاً منافياً للكذب والنفاق، والدليل قولهُ تعالى:( (((((((((( ((((((((((((((( ((( (((((( ((( ((((((((((( (144 .
(6) المحبة: فيحب المؤمن هذه الكلمة،ويحب العمل بمقتضاها،ويحب أهلها العاملين بها،وعلامة حبِ العبدَ رَبَهَ هو تقديم محاب الله،وإن خالفت هواه،وموالاة من والىَ الله ورسوله،ومعاداة من عاداه،و اتباع رسوله? ،واقتفاء أثره، وقبول هُداه.
(7) الإخلاص: وهو أن يخلص في قولها حيث قال الله تعالى:( (((((( (((((((((( (((( ((((((((((((( (((( ((((((((((( (((( ((((((((( (((((((((( (145. وقوله? :( إن الله تعالى قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)146 .
ومع هذه الشروط مجتمعة، لا بد من الإقامة على هذه الكلمة والثبات عليها حتى الموت.
{ شَهَادَةِ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ? }(1/24)
معنى{ شَهَادَةِ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ? }وَدِليلُ شَهَادَةِ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ( (((((( (((( ((((((( (( ((((((( (((( (((( (((((((((((((((((( ((((((((((( (((((((((( ((((((((( (((((((((((( ( (( ((((((( (((( (((( ((((((((((( ((((((((((( (((( (147وَمَعْنَى شَهَادَة أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ: طَاعَتُهُ فِيمَا أَمَرَ، وَتَصْدِيقُهُ فِيمَا أَخْبَرَ، واجْتِنَابُ مَا نَهَى عَنْهُ وَزَجَرَ وأَلا يُعْبَدَ اللهُ إِلا بِمَا شَرَعَ. والدليلُ قولُهُ تَعَالَى: ( (((((( (((((((((( ((((((( ((((( (((((((((((148 ((((((( (((((((( 149((( (((((((( ((((((( (((((((((150 ((((((((((((((((( ((((((( ((((((( ((((( (151
الثاني:إقام الصلاة ، والثالث :إيتاء الزكاة:الصلاةُ عمودُ الإسلام التي بها تتحققٌ الشهادتان تحقُّقاً وافياً ،والزكاة بطيب نفسٍ دليلٌ على استسلام المسلمِ لربه في أمر ماله. وَدَلِيلُ الصَّلاةِ، وَالزَّكَاةِ، وَتَفْسِيرُ التَّوْحِيدِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ( (((((( (((((((((( (((( ((((((((((((( (((( ((((((((((( (((( ((((((((( ((((((((((152 (((((((((((( ((((((((((( ((((((((((( ((((((((((( ( ((((((((( ((((( (153(((((((((((( ((( (154 .
الرابع صوم رمضان :هو ضبط النفس على أمر الحق، َودَلِيلُ الصِّيَامِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ( ((((((((((( ((((((((( (((((((((( ((((((155 (((((((((( ((((((((((( ((((( (((((( ((((( ((((((((( ((( (((((((((( (((((((((( ((((((((( ((((( (156 .
الخامس حج البيت الحرام: لمن استطاع إليه سبيلا وهو أساس بذل الجهد والمال معاً في سبيل الله . َودَلِيلُ الْحَجِّ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ( ( (((( ((((( (((((((( (((( (((((((((( (((( ((((((((((( (((((((( ((((((( ( ((((( (((((( (((((( (((( (((((( (((( (((((((((((((( (((( (157 .(1/25)
{ شَهَادَةِ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ? }
الناس في القبور يبتلون ويُسألون عن أسئلة ثلاثة، من أجاب عليها نجا،ومن لم يجب هلك،ومن هذه الأسئلة:(من نبيك)؟ ولا يُجيب إلا من ثبته الله،و هناك شروط أربعة لشهادة أن محمداً رسول الله،لكي تنفع قائلها، يوم لا ينفع مال ولا بنون، ويثبت ليقولها في قبره وهي:
(1) طاعة النبي? فيما أمر:حيث امرنا الله بطاعته ? فقال تعالى :( ((( (((((( (((((((((( (((((( ((((((( (((( ( ((((( (((((((( (((((( ((((((((((((( (((((((((( (((((((( (158،ومطلق دخول الجنة متعلق بمطلق طاعته، فقد قال ? :( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)159 ، ومن كان محباً للنبي ? فلا بد أن يطيعه،لأن الطاعة ثمرة المحبة،ومن زعم حبه ? بدون اقتداء وطاعة فهو كاذب.
(2) تصديقه فيما أخبر:فمن كذَّبَ شيئاً قد صح عن النبي? لشهوة أو لهوى، فقد كذّب الله ورسوله، لأن النبي? كما قال الله تعالى :( ((((( ((((((( (((( (((((((((( (160.
(3)اجتناب ما نهى عنه ? وزجر:بدءاً بأعظم الذنوب وهو الشرك، ومروراً بالكبائر والموبقات،وانتهاءاً بالصغائر والمكروهات، وعلى قدر محبة المسلم لنبيه ? يزيد إيمانه،وإذا زاد إيمانه زهّده الله في المحرمات.
(4) ألاَ يُعبَد الله إلا بما شرع : فعبادة الله توقيفية،لا يصح فيها الاجتهاد،بل يجب متابعة الرسول? فيها،ولا يجوز ابتداع شيء لم يرد عنه.
{الرسالة الرابعة : أركان الإيمان}
الإِيمَانُ161 : وهَوَ بِضْعٌ وَسَبْعونَ شُعْبَةً فَأَعْلاَهَا قَوْلُ :لاَ إِلهَ إلاَّ اللهُّ ،وَأَدْنَاهَا إمَاطَةُ الأَذَى عَن الطريقِ ،وَالْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإْيَمان ).162(1/26)
وَأَرْكَانُهُ سِتَّةٌ : كما في الحديث (أن تؤمنَ باللهِ163 وَمَلاَئِكَتِهِ164 وَكُتُبهِ165 وَرُسُلِهِ166 وَالْيَوْمِ الآخِرِ167 وتؤمن بِالْقَدَر خَيْرهِ وشَرَّهِ168 )169.وَالدَّليلُ على هذه الأركانِ الستةِ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( (((((( (((((((( ((( ((((((((( ((((((((((( (((((( (((((((((((( (((((((((((((( ((((((((( (((((((( (((( ((((((( (((((( (((((((((((( (((((((( (((((((((((((((((( ((((((((((((( ((((((((((((((( ( وَدَليلُ الْقَدَرِ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( ((((( (((( (((((( ((((((((((( (((((((( (((( (ودليل القدر: قَوْلُهُ تَعَالَى:( ((((( (((( (((((( ((((((((((( (((((((( (170 .
وحقيقة العبادة هي إفراد الله سبحانه بجميع ما تعبد به من دعاء وخوف ورجاء وصلاة وصوم وذبح ونذر والخضوع والرغبة والرهبة مع كمال الحب له سبحانه ( (((((((( (((((( (((( (((((((((((( (((( ((((((( (171 وفي الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي ? قال " حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً".
* من الإيمان بالله الإيمان بجميع ما أوجبه الله على عباده وفرضه عليهم من أركان الإسلام .
* من الإيمان أنه خالق العالم ومدبر شئونهم والمتصرف فيهم بعلمه وقدرته وأنه مالك الدنيا والآخرة ورب العالمين جميعاً، ولا رب سواه وانه أرسل الرسل وأنزل الكتب لإصلاح العباد.
* الإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العليا الواردة في كتابه العزيز ، والثابته عن رسوله ? من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.
{الرسالة الخامسة : الإحسان}(1/27)
الإحْسَان172ُ: رُكْنٌ وَاحِد173ٌ. وَهَوَ :(أَنْ تَعْبُدَ الله كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإن لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإنَّهُ يَرَاكَ)174 وَالدَّليلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( (((( (((( (((( ((((((((( ((((((((( ((((((((((( ((( ((((((((((( (175 ،وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ( (((((((((( ((((( ((((((((((( (((((((((( ((((( ((((((( ((((((( ((((( ((((((( ((((( (((((((((((( ((( ((((((((((((( ((((( ((((((( (((( (((((((((( ((((((((((( ((((( (176 وقوله تعالى ( ((((( ((((((( ((( (((((( ((((( ((((((((( (((((( ((( ((((((((( (((( ((((((((((( (((( (((((( (((( ((((( (((((((((( (((((((( (((( ((((((((((177 ((((( ( ((((( (((((((( ((( ((((((( ((( (((((((((( (((((( ((( (((((((( (((( ((( ((((((((((( (((( (((((((( ((( ((((((( (((( (((((((( (((( ((( ((((((( ((((((( (((( (178 .(1/28)
وَالدَّلِيلُ مِنَ السُّنَّةِ: حَدِيثُ جِبْرِيلَ الْمَشْهُورُ: عَنْ عُمَرَ بنِ الْخَطَّابِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ، شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، لا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، فَجَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلامِ فَقَالَ: ( أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إل?ه إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلا ). قَالَ: صَدَقْتَ. فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ. قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الإِيمَانِ. قَال:َ ( أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ). قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الإِحْسَانِ. قَالَ: ( أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ). قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ. قَالَ: (مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ ). قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا. قَالَ: ( أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ ). قَالَ: فَمَضَى، فَلَبِثْنَا مَلِيَّا، فَقَالَ: ( يَا عُمَرُ أَتَدْرُونَ مَنِ السَّائِلِ؟ ). قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: ( هَذَا جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ أَمْرَ(1/29)
دِينِكُم ).
{الرسالة السادسة : أنواع العبادة}
منها : الدعاء ،والمحبة،والخوف،والرجاء،والذبح،والنذر.ويجب أن تصرف العبادة كلها لله تعالى. قال تعالى ( (((((( ((((((((((((( (( (((( ((((((((( (((( (((( ((((((( (((( ( ،والذي يصرف شيئا من العبادة لغير الله يكون مشركا بالله قال تعالى ( ((((( (((((( (((( (((( (((((((( ((((((( (( ((((((((( ((((( ((((( ((((((((( (((((((((( ((((( ((((((((( ( ((((((( (( (((((((( (((((((((((((( ((((( ( ،وأرسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين كما قال تعالى ( (((((( (((((((((((( (((((((((((( (((((( ((((((( (((((((( ((((( (((( (((((( (((((( ((((((((( ( ( .وأولهم نوح? وآخرهم محمد? ، بعثه الله بالنذارة عن الشرك والدعوة إلى التوحيد كما قال تعالى( (((((( ((((((((((((( (((( (((((((( ((((((((( (((((((( (((((((((( ((((((((( (((((((( (((((((( (( ((((((((((( (((( ( ،وقوله تعالى ( (((( ((((((((((( (((((((( (((((( ((((((( (((( (((((((((( (((((((( ( .
{الرسالة السابعة }
في معنى الطاغوت والكفر به :
اعلم رحمك الله تعالى : أن أول ما فرض الله على ابن آدم الكفر بالطاغوت والإيمان بالله والدليل فوله تعالى: ( (((((((( ((((((((( ((( ((((( (((((( ((((((( (((( ((((((((((( (((( ((((((((((((((( ((((((((((( ( ( ، فأما صفة الكفر بالطاغوت فهي أن تعتقد بطلان عبادة غير الله تعالى وتتركها وتبغضها.(1/30)
وأما معنى الإيمان بالله فهو أن تعتقد أن الله هو الإله المعبود وحده دون سواه وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله وتنفيها عن كل معبود سواه وتحب أهل الإخلاص وتواليهم وتبغض أهل الشرك وتعاديهم وهذه ملة إبراهيم التي قال الله عنها ( ((((( (((((((( ((( ((((((( (((((((((((( (((( ((( (((((( ((((((((( ( ( وهذه هي الأسوة التي أخبر الله بها في قوله تعالى ( (((( ((((((( (((((( (((((((( (((((((( (((( (((((((((((( ((((((((((( (((((((( (((( (((((((( (((((((((((( ((((( ((((((((((( ((((((( ((((((( ((((((((((( ((( ((((( (((( ((((((((( (((((( ((((((( ((((((((( (((((((((((( ((((((((((((( (((((((((((((((( ((((((( (((((( ((((((((((( (((((( (((((((((( ( .
والطاغوت عام:(قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ : مَعْنَى الطَّاغُوتِ مَا تَجَاوَزَ بِهِ الْعَبْدُ حَدَّهُ مِنْ مَعْبُودٍ أَوْ مَتْبُوعٍ أَوْ مُطَاعٍ. ) بمعنى :كل ما عُبد من دون الله ورضي بالعبادة من معبود أو متبوع أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله فهو طاغوت والطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة :الأول إبليس الداعي على عبادة غير الله تعالى والدليل قوله تعالى ( (((((( (((((((( (((((((((( ((((((((( ((((((( ((( (( ((((((((((( (((((((((((( ( ((((((( (((((( (((((( ((((((( (((( (. وقوله تعالى( (((((( (((( ((((( ((((((((( ((((((((((( (((((((( (((((((((( (((((( ((((((( (((((((( (((((( ((((((( ((( (((((((( (((((((((( ((( ((((((((((((((( ((((( ((((((((((( (((((( (((((((((( ((( ((((((((((( ((((( ((((((((( (((((((((((( ((( (((((((((( ((((((( (((((((( (((( ( .(1/31)
والذي يدعي علم الغيب من دون الله والدليل قوله تعالى ( ((((((( (((((((((( (((( (((((((( (((((( (((((((((( ((((((( (((( (((( (((( (((((((((( ((( ((((((( ((((((((( (((((((( (((( (((((( (((((((( (((((( ((((((((( ((((((( (((( ( وقوله تعالى ( (((((((((( ((((((((( (((((((((( (( (((((((((((( (((( (((( ( (((((((((( ((( ((( ((((((((( (((((((((((( ( ((((( (((((((( ((( (((((((( (((( ((((((((((( (((( (((((( ((( ((((((((( (((((((( (((( (((((( (((( ((((((( (((( ((( ((((((( ((((((( (((( ( والذي يعبد من دون الله وهو راض بالعبادة ، والدليل قوله تعالى ( ((((( (((((( (((((((( ((((((( ((((((( (((( (((((((( ((((((((( ((((((((( (((((((( ( ((((((((( ((((((( ((((((((((((( (((( ( .
و أعلم أن الإنسان لا يكون مؤمنا بالله إلا بالكفر بالطاغوت والدليل قوله تعالى: ( (( ((((((((( ((( ((((((((( ( ((( (((((((( ((((((((( (((( ((((((((( ( ((((( (((((((( ((((((((((((( (((((((((( (((((( (((((( (((((((((((( (((((((((((((( (((((((((((( (( (((((((((( ((((( ( (((((( ((((((( ((((((( ((((( ( . شرح :?( ((((((((( (قهر وإرغام ، ( (((((((( ?(تميز.
( ((((((((( (دين محمد صلى الله عليه وسلم( ((((((((( (الباطل{ ((((((((((((( (بالشيطان وكل ما يعبد من دون الله.
( (((((((((((((( ((((((((((( ( شهادة أن لا إله إلا الله.
وهي متضمنة للنفي والإثبات تنفي جميع أنواع العبادة عن غير الله تعالى وتثبت جميع أنواع العبادة كلها لله تعالى وحده لا شريك له.
{الرسالة الثامنة : الشرك وأنواعه}
اعْلَمْ أَنَّ ضد التوحيد الشرك وهو على ثلاثة أنواع : الأول: شرك أكبر. الثاني: شرك أصغر. الثالث: شرك خفي.
{الأول :الشرك الأكبر} :(1/32)
صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله. ودليله قوله تعالى ( (((( (((( (( (((((((( ((( (((((((( ((((( (((((((((( ((( ((((( ((((((( ((((( (((((((( ( ((((( (((((((( (((((( (((((( (((( ((((((( (((((((( ((((( ( ،
( ((((((( ((((((((((( ((((((((( (((((((((((( ((((((((((( (((( (((((( (((((((((( ( ((((((( ((( (((((((( (((((( (((((( (((((( (((( (((((((( (((((((((( ((((((((((( (((((((( ( ((((( ((((((((((((( (((( (((((((( (((( ( .
الشرك الأكبر: أنواعه أربعة :
النوع الأول : شرك الدعوة والدليل قوله تعالى :( ((((((( ((((((((( ((( (((((((((( (((((((( (((( ((((((((((( (((( ((((((((( ((((((( ((((((((( ((((( ((((((((( ((((( (((( ((((((((((( (((( (
النوع الثاني : شرك النية والإرادة والقصد،والدليل قوله تعالى ( ((( ((((( ((((((( (((((((((((( (((((((((( (((((((((((( ((((((( (((((((((( ((((((((((((( (((((( (((((( (((((( (( ((((((((((( (((( (((((((((((( ((((((((( (((((( (((((( ((( (((((((((( (((( (((((((( ( (((((((( ((( ((((((((( (((((( ((((((((( ((( (((((((( ((((((((((( (((( (
النوع الثالث : شرك الطاعة،والدليل قوله تعالى( (((((((((((( ((((((((((((( ((((((((((((((( (((((((((( (((( ((((( (((( ((((((((((((( (((((( (((((((( (((((( (((((((((( (((( (((((((((((((( (((((((( (((((((( ( (( ((((((( (((( (((( ( (((((((((((( ((((( ((((((((((( (((( ( .
وتفسير الآية طاعة العلماء والعباد في المعصية لا دعائهم إياهم"اتخذوا أحبارهم" علماء اليهود "ورهبانهم" عباد النصارى "أربابا من دون الله" حيث اتبعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل فسرها? ا لعدى بن حاتم لما سأله ، فقال: لسنا تعبدهم فذكر له أن عبادتهم طاعتهم في المعصية.(1/33)
النوع الرابع : شرك المحبة ،والدليل قوله تعالى ( (((((( (((((((( ((( (((((((( ((( ((((( (((( ((((((((( ((((((((((((( ((((((( (((( ( (
{(الشرك الأصغر}:
النوع الثاني : من أنواع الشرك،شرك أصغر وهو الرياء والدليل قوله تعالى( ((((( ((((( ((((((((( (((((((( (((((((( (((((((((((( (((((( (((((((( (((( (((((((( ((((((((((( ((((((((( ((((((( ((((( ( .
{الشرك الخفي}:
النوع الثالث: من أنواع الشرك،شرك خفي والدليل قول الرسول? الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل على الصفا} 179.
وفسر ابن عباس هذا الشرك بمثل قول الرجل قولوا ما شاء الله ثم شئت وقولوا ورب الكعبة . (عن قتيلة بنت صيفي امرأة من جهينة قالت إن حبرا جاء إلى النبي? انكم تنددون وإنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت وتقولون والكعبة فأمرهم النبي ?صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة ويقولون ما شاء الله ثم شئت)180 وقول الرجل ( لولا الله وفلان) وكفارة هذا الشرك الاستغفار وعدم التكرار.
{الرسالة التاسعة }
الكفر وأنواعه( الكفر كفران :
الأول : كفر يخرج عن الملة وهو خمسة أنواع :
النوع الأول:كفر التكذيب،والدليل قوله تعالى ( (((((( (((((((( (((((( (((((((((( ((((( (((( ((((((( (((( (((((( ((((((((((( ((((( (((((((((( ( (((((((( ((( (((((((( ((((((( ((((((((((((((( (((( (
النوع الثاني: كفر الإباء والاستكبار مع التصديق. والدليل قوله تعالى: ( (((((( ((((((( (((((((((((((((( ((((((((((( (((((( (((((((((((( (((( ((((((((( (((((( (((((((((((((( ((((((( (((( (((((((((((((( (((( ((1/34)
النوع الثالث كفر الشك : وهو كفر الظن ، والدليل قوله تعالى( (((((((( ((((((((( (((((( ((((((( (((((((((((( ((((( (((( (((((( ((( ((((((( ((((((((( ((((((( (((( (((((( (((((( (((((((((( (((((((((( ((((((( ((((((( (((((( (((((( ((((((( ((((((( (((((((( (((((((((( (((( ((((( ((((( (((((((((( (((((( ((((((((((((( (((((((((( ((((((((( (((((((( ((( ((((((( (((( ((( (((((((( (((( ((((((( (((((( (((( ((((((((( (((( (((( (((((( (((( (((((((( ((((((((( ((((((( (((( (
النوع الرابع : كفر الإعراض، والدليل قوله تعالى( ((((((((((( ((((((((( (((((( (((((((((( ((((((((((( ((( (
النوع الخامس: كفر النفاق والدليل قوله تعالى ( ((((((( (((((((((( (((((((((( (((( ((((((((( (((((((( (((((( ((((((((((( (((((( (( ((((((((((( ((( (
الثاني : كفر أصغر لا يخرج من الملة ، وهو كفر النعمة والدليل قوله تعالى ( (((((((( (((( (((((( (((((((( ((((((( ((((((((( (((((((((((( (((((((((( ((((((((( ((((((( (((( ((((( ((((((( (((((((((( (((((((((( (((( (((((((((((( (((( ((((((( ((((((((( (((((((((((( ((((( (((((((( ((((((((((( ((((( (
{الرسالة العاشرة : النفاق وأنواعه}
النفاق نوعا اعتقادي وعملي :
الأول : الأعتقادي وهو ستة أنواع :
1- تكذيب الرسول.
2- تكذيب بعض ما جاء به الرسول.
3- بغض الرسول صلى الله عليه وسلم.
4- بغض بعض ما جاء به الرسول.
5- المسرة بانخفاض دين الرسول.
6- كراهية انتصار دين الرسول.
فهذه الأنواع الستة صاحبها من أهل الدرك الأسفل من النار إن مات على ذلك.
الثاني: النفاق العملي وهو خمسة أنواع :
والدليل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله? آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر 181 نعوذ بالله من النفاق والشقاق وسوء الأخلاق،والله أعلم
{الرسالة الحادية عشر في القواعد الأربع}:(1/35)
اعلم - أن الشِّرك إذا خَالَطَ العبَادةَ أَفسدهَا،وأحبطَ العملَ، و أَنَّ الْحَنِيفِيَّةَ مِلَّةُ إِبْرَاهِيمَ: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ، وَحْدَهُ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ وَبِذَلِكَ أَمَرَ اللهُ جَمِيعَ النَّاسِ، وَخَلَقَهُمْ لَهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى: ( ((((( (((((((( (((((((( ((((((((( (((( ((((((((((((( (((( (182 .
فَإِذَا عَرَفْتَ أَنَّ اللهَ خَلَقَكَ لِعِبَادَتِهِ؛ فَاعْلَمْ أَنَّ الْعِبَادَةَ لا تُسَمَّى عِبَادَةً إِلا مَعَ التَّوْحِيدِ، كَمَا أَنَّ الصَّلاةَ لا تُسَمَّى صَلاةً إِلا مَعَ الطَّهَارَةِ، فَإِذَا دَخَلَ الشِّرْكُ فِي الْعِبَادَةِ فَسَدَتْ، كَالْحَدَثِ إِذَا دَخَلَ فِي الطَّهَاَرِة، فَإِذَا عَرَفْتَ أَنَّ الشِّرْكَ إِذَا خَالَطَ الْعِبَادَةِ أَفْسَدَهَا، وَأَحْبَطَ الْعَمَلَ، وَصَاَر صَاحِبُهُ، مِنَ الْخَالِدِينَ فِي النَّارِ. عَرَفْتَ أَنَّ أَهَمَّ مَا عَلَيْكَ مَعْرِفَةُ ذَلِكَ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يُخَلِّصَكَ مِنْ هَذِهِ الشَّبَكَةِ، وَهِيَ الشِّرْكُ بِاللهِ الَّذِي قَالَ الله تَعَالَى فِيهِ:
( (((( (((( (( (((((((( ((( (((((((( ((((( (((((((((( ((( ((((( ((((((( ((((( (((((((( (183 .
وَذَلِكَ بِمَعْرِفَةِ أَرْبَعِ قَوَاعِدَ ذَكَرَهَا اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ:
{القاعدةُ الأولَى}:
أن تعلمَ أنَّ الكفارَ الذين قاتلَهم رسولُ الله ? مُقِرُّونَ بأن اللهَ تعالَى هو الخالقُ184 المدبرُ185. وأن ذلكَ لم يُدْخِلهم في الإسلامِ. والدليلُ قولُهُ تَعَالَى:
( (((( ((( ((((((((((( ((((( ((((((((((( (((((((((( ((((( (((((((( ((((((((( ((((((((((((( ((((( (((((((( (((((((( (((( ((((((((((( (((((((((( ((((((((((( (((( ((((((((( ((((( ((((((((( (((((((( ( (((((((((((((( (((( ( (((((( (((((( ((((((((( (((( (186
{القاعدة الثانية}(1/36)
أُنَّهُمْ يَقُولُونَ: مَا دَعَوْنَاهُمْ وَتَوَجَّهْنَا إِلَيْهِمْ إِلا لِطَلَبِ الْقُرْبَة187ِ وَالشَّفَاعَةِ، فَدَلِيلُ الْقُرْبَةِ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( (((( (( ((((((((( ((((((((((( ( ((((((((((( ((((((((((( ((( ((((((((( (((((((((((( ((( (((((((((((( (((( (((((((((((((((( ((((( ((((188 (((((((( (((( (((( (((((((( (((((((((( ((( ((( (((( ((((( ((((((((((((( ( (((( (((( (( ((((((( (((( (((( ((((((( ((((((( ((( (189 وَدَلِيلُ الشَّفَاعَةِ، قَوْلُهُ تَعَالَى?( ((((((((((((( ((( ((((( (((( ((( (( (((((((((( (((( ((((((((((( (((((((((((( (((((((((( ((((((((((((( ((((( (((( ( (190
أنواع الشفاعة:
وَالشَّفَاعَةُ شَفَاعَتَانِ: شَفَاعَةٌ مَنْفِيَّةٌ، وَشَفَاعَةٌ مُثْبَتَةٌ.
فَالشَّفَاعَةُ الْمَنْفِيَّةُ: مَا كَانَتْ تُطْلَبُ مِنْ غَيْرِ اللهِ فِيمَا لا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلا اللهُ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى?(: ((((((((((( ((((((((( ((((((((((( (((((((((( ((((( (((((((((((( (((( (((((( ((( (((((((( (((((( (( (((((( ((((( (((( ((((((191 (((( ((((((((( ( (((((((((((((((( (((( ((((((((((((( ((((( (192
وَالشَّفَاعَةُ الْمُثْبَتَةُ: هِيَ الَّتِي تُطْلَبُ مِنَ اللهِ ، وَالشَّافِعُ مُكَرَّمٌ بِالشَّفَاعَةِ، وَالْمَشْفُوعُ لَهُ ـ بعد الإذن منه سبحانه ـ مَنْ رَضِيَ اللهُ قَوْلَهُ وَعَمَلَهُ ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ( ((( ((( ((((((( (((((((( ((((((((( (((( ((((((((((( ( (193 .
{القاعدة الثالثة}(1/37)
أَنَّ النَّبِيَّ? ـ ظَهَرَ عَلَى أُنَاسٍ مُتَفَرِّقِينَ فِي عِبَادَاتِهِمْ، مِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ الْمَلائِكَةَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ الأَنْبِيَاءَ وَالصَّالِحِينَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ الأَشْجَارَ وَالأَحْجَارَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ، وَقَاتَلَهُمْ رَسُولُ اللهِ? ـ وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَهُمْ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى:( (((((((((((((( (((((( (( ((((((( (((((((( 194((((((((( ((((((((( (( ( (((((( ((((((((((( (((( ((((((((( (((( ((((( ((((((((((((( ((((( (195
وَدَلِيلُ النهى عن عبادة الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( (((((( ((((((((((196 (((((((( (((((((((((( ((((((((((( (((((((((((( ( (( ((((((((((( ((((((((( (((( (((((((((( ((((((((((((( (( ((((((( (((((((((( ((( ((((((( ((((((( ((((((((((( (((( (197 وَدَلِيلُ النهى عن عبادة الْمَلائِكَةِ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( (((( (((((((((((( ((( ((((((((((( (((((((((((((((( ((((((((((((((( (((((((((( ( ((((((((((((( (((((((((((( (((((( (((( (((((( ((((((((((( (((( (198(1/38)
وَدَلِيلُ النهى عن عبادة الأَنْبِيَاءُ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( (((((( ((((( (((( ((((((((( (((((( (((((((( (((((((199 (((((( (((((((( (((((((((((( ((((((((( ((((((((((( 200((( ((((( (((( ( ((((( (((((((((((201 ((( ((((((( (((( (((( ((((((( ((( (((((( ((( (((((((202 ( ((( ((((( ((((((((( 203(((((( ((((((((((( ( (((((((( ((( ((( ((((((( 204(((( (((((((( ((( ((( (((((((( ( (((((( ((((( ((((((( 205(((((((((((206 ((((( ( َ207 وَدَلِيلُ النهى عن عبادة الصَّالِحِينَ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( (((((((((((( ((((((((( ((((((((( ((((((((((( (((((( ((((((((( ((((((((((((( (((((((( (((((((( ((((((((((( ((((((((((( (((((((((((( ((((((((((( ( (((( ((((((( ((((((( ((((( (((((((((( (((( (208 .
وَدَلِيلُ النهى عن عبادة الأَشْجَارِ وَالأَحْجَارِ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( (((((((((((((( ((((((((209 ((((((((((((210 (((( (((((((((( ((((((((((((211 (((((((((( (((( (212وَحَدِيُث أَبِي وَاقٍِدٍ اللَّيْثِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ ? إِلَى حُنَيْنٍ وَنَحْنُ حُدَثَاءُ عَهْدٍ بِكُفْرٍ213، وَلِلِمُشْرِكِينَ سِدْرَةٌ يَعْكُفُونَ214 عِنْدَهَا، وَيُنَوِّطُونَ215 بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ، يُقَالَ لَهَا ذَاتُ أَنْوَاطٍ، فَمَرَرْنَا بِسِدْرَةٍ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ فقال رسول الله? :"الله أكْبَرُ إِنَّهَا السُّننُ قُلتْتُمْ،وَالَّذي نَفْسِي بِيَده كَمَا قَالتْ بَنُو إِسْرَائيلَ(اجْعَلْ لَنَا إِلهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ)قال: إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ لَتَرْكَبْنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ).216
{ الْقَاعِدَةُ الرَّابِعَةُ }(1/39)
أَنَّ مُشْرِكِي زَمَانَنَا أَغْلَظُ شِرْكًا مِنَ الأَوَّلِينَ، لأَنَّ الأَوَّلِينَ يُشْرِكُونَ فِي الرَّخَاءِ، وَيُخْلِصُونَ فِي الشِّدَّةِ، وَمُشْرِكُو زَمَانَنَا شِرْكُهُمْ دَائِمٌ فِي الرَّخَاءِ وَالشِّدَِّة؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( ((((((( ((((((((( ((( (((((((((( 217(((((((( (((( (((((((((((218 (((( ((((((((( ((((((( ((((((((( ((((( ((((((((( ((((( (((( ((((((((((( (((( ( تمت وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.219
{الرسالة الخاتمة}
{نواقض الإسلام}
أعلم أن نواقض الإسلام عشرة نواقض220:
الأول: الشرك في عبادة الله تعالى: قال الله تعال ( ((( (((( (( (((((((( ((( (((((((( ((((( (((((((((( ((( ((((( ((((((( ((((( (((((((( ( (221 وقال تعالى( ((((((( ((( (((((((( (((((( (((((( (((((( (((( (((((((( (((((((((( ((((((((((( (((((((( ( ((((( ((((((((((((( (222
ومن ذلك دعاء الأموات، والاستغاثة بهم، والنذر والذبح لهم .
الثاني: من جعل بينه وبين الله وسائط؛ يدعوهم، ويسألهم الشفاعة، ويتوكل عليهم، فقد كفر إجماعاً.
الثالث: من لم يُكَفِّر المشركين، أو شَكَّ في كفرهم، أو صحّح مذهبهم ، كفر.
الرابع: من اعتقد أن غير هدي النبي أكمل من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه، كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر.
الخامس: من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول ولو عمل به فقد كفر، لقوله تعالى ( ((((((( (((((((((( ((((((((( (((( ((((((( (((( (((((((((( ((((((((((((( ((( (223
السادس: من استهزأ بشيء من دين الرسول أو ثوابه، أو عقابه كفر، والدليل قوله تعالى ( (((( ((((((((((( ((((((((((((( (((((((((((( ((((((( ((((((((((((((( (((( (( ((((((((((((( (((( ((((((((( (((((( (((((((((((( ( (224(1/40)
السابع: السحر، ومنه الصرف225 والعطف226 ، فمن فعله أو رضي به كفر، والدليل قوله تعالى ( ( ((((( (((((((((((( (((( (((((( (((((( ((((((( ((((((( (((((( (((((((( (((( (((((((( ( (227
الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى ( ((((( ((((((((((( (((((((( ((((((((( (((((((( ( (((( (((( (( ((((((( (((((((((( ((((((((((((( (((( (228
التاسع: من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام فهو كافر؛ لقوله تعالى ( ((((( (((((((( (((((( ((((((((((( (((((( ((((( (((((((( (((((( (((((( ((( (((((((((( (((( (((((((((((((( (((( (229
العاشر: الإعراض عن دين الله ، لا يتعلمه ولا يعمل به؛ والدليل قوله تعالى: ( (((((( (((((((( ((((( ((((((( (((((((((( (((((((( (((( (((((((( (((((((( ( ((((( (((( ((((((((((((((( (((((((((((( (((( (230
{ أولا لا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف، إلا المكره 231، وكلها من أعظم ما يكون خطراً، وأكثر ما يكون وقوعاً. فينبغي للمسلم أن يحذرها، ويخاف منها على نفسه، نعوذ بالله من موجبات غضبه، وأليم عقابه،}
وصلى الله على خير خلقه محمد وآله وصحبه وسلم. انتهى كلامه رحمه الله.
الجزء الثاني
الفقه
{الرسالة الأولى}
1- أقسام المياه:ينقسم الماء إلى قسمين:
الأول :
ماء طهور : وهو الماء الباقي على صفته التي خلقه الله عليها مثل (مياه العيون -البحار - الأنهار-الأمطار-الآبار) وغيرها.
الثاني:
ماء نجس : وهو الماء الذي تغير لونه أو طعمه أو ريحه بنجاسة قليلاً أو كثيراً.
حكمه:لا تصح الطهارة به ، ويحرم استعماله في الشرب ، أو في الطعام ، أو في غيره.
حكم الماء إذا خالطه شيء طاهر:(1/41)
إذا خالط الماء شيء طاهر ، كالزعفران ، والشاي ، والصابون ، والحبر، والتراب ، فتغير به الماء ، لكن لم يتحول إلى شىء آخر ، فهو باق على طهوريته . أما إذا تحول إلى شىء آخر ، مثل أن يصير حبراً أو شاياً أو طيناً ، فلا يصح التطهر به ، لأنه لا يسمى ماء .
2-الطهارة :
الطهارة لغةً:النظافة والخلوص من الأوساخ أو الأدناس الحسية ، كالأنجاس من بول وغيره،والمعنوية كالعيوب والمعاصي.
والتطهير: التنظيف، وهو إثبات النظافة في المحل232.
والطهارة شرعاً : رفع ما يمنع الصلاة من حدث أو نجاسة بالماء (أو غيره)أو رفع حُكمة بالتراب233 .
أما حكم الطهارة: فإن طهارة النجس234 وإزالته واجبة مع الذكر والقدرة،والله أمرنا بالطاهرة والوضوء من الطهارة وإزالة النجاسة بالماء عن البدن235 ، والملابس236 ، ومكان الصلاة237 وهذه طهارة حقيقية،والطهارة من الحدث،وهي تختص بالبدن وهي طهارة حُكمية وهي ثلاثة أنواع :طهارة كبرى:وهي الغُسل،
وصغرى: وهي الوضوء ، وبدل عنهما عند تعذرهما : وهو التيمم.
أولاً: آداب قضاء الحاجة:
1- أن تقدم رجلك اليسرى عند الدخول وتقول" " اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ "238 .وعند الخروج تقدم اليمنى وتقول (:(غُفرانك)239
2- أن تجتنب الدخول بالمصحف أو بشيء فيه ذكر الله .3- أن تستتر عن أنظار الناس.4-أن تجتنب استقبال القبلة واستدبارها.5- أن تجتنب الكلام أثناء قضاء الحاجة .
6-الأماكن التي يحرم قضاء الحاجة فيها :
1- طريق الناس 2- الظل النافع كالحدائق والمرافق العامة. 3- تحت شجرة مثمرة. 4- الماء الذي لا يجري.
7- الاستنجاء والاستجمار:
أ- الاستنجاء : هو تنظيف مخرج البول أو الغائط بالماء بعد قضاء الحاجة.
ب- الاستجمار: هو تنظيف مخرج البول أو الغائط بالأحجار240 ونحوها بعد قضاء الحاجة وأن يمسح ثلاث مسحات فأكثر ولا ينتشر البول أو الغائط عن المخرج فإذا اختل شرط لابد من الاستنجاء بالماء. .(1/42)
8- التيمم
صفة التيمم241 : هي أن ينوي بقلبه ثم يقول بسم الله ثم تضرب التراب بيدك ضربة واحدة وتمسح وجهك بكفيك ثم تمسح ظاهر كفيك بباطنهما ويكون بدلاً عن الماء في خالتين هما:
* إذا لم يجد ماء * خاف الضرر من الماء
شروط التيمم
*النية *عدم القدرة على استعمال الماء أو عدمه أو الخوف من الضرر.
*أن يكون التراب طاهرا ومباحا.
مبطلات التيمم:
*وجود الماء ولو في أثناء الصلاة لا بعدها أو القدرة على استعماله.
*يبطل بمبطلات الوضوء ومنها :
الخارج من السبيلين من بول او غائط أو ريح .
أ- الخارج من السبيلين والداخل لهما .
ب- النوم وما شبه مثل الإغماء
ج- أكل لحم الإبل.
والدليل قوله تعالى ( (((((( ((((((((( (((((( ((((((((((((( (((((((( (((((((( ((((((((((((( ((((((((((((( (((((((((((( ((((((( ( (242
9- المسح على الخفين:
أعلم أن من فروض الوضوء (غسل الرجلين إلى الكعبين )ولكن قد يحتاج المسلم إلى يستر رجليه (بخف أو شراب) بسبب البرد أو غيره .من رحمة الله بعباده وتخفيفه عليهم أن أباح لهم المسح على الخفين ونحوهما ، بدلاً من غسل الرجلين .والدليل حديث بلال رضي الله عنه أن النبي مسح على الخفين )243 .
الخف : ما يلبس على القدمين من جلد ونحوه .
الجورب : ما يلبس على القدمين من قطن ونحوه ويسمى الشراب.
شروط المسح :
1- أن يكون الخف أو الشراب مصنوعاً من شيء طاهر.
2-أن يكون الخف أو الشراب مباحاً ، فلا يمسح على المحرم كالمغصوب أو المسروق أو المصنوع من حرير للرجال .
3- أن يكون الخف أو الشراب ساتراً للقدم إلى الكعبين .
4-أن يكون قد لبس الخف أو الشراب بعد الطهارة.
مدة المسح:للمقيم يوم وليلة ، وللمسافر ثلاثة أيام بلياليهن.
صفة المسح:يبل المتوضئ يديه بالماء ، فيمسح بهما خفيه من موضع أصابع رجليه إلى ساقه مرة واحدة ، اليمنى باليمنى واليسرى باليسرى. وليس من المشروع مسح العقب أو أسفل الخف أو الشراب.
2--صفة الوضوء:(1/43)
(1)أنوي الوضوء وأقول : بسم الله244.
(2) أغسل كفي ثلاث مرات.
(3)أتمضمضا وأستنشق ثلاث مرات.
(4)أغسل وجهي ثلاث مرات.
(5) أغسل يدي إلى المرفقين ثلاث مرات.
(6)أمسح رأسي مع أذني مرةً واحدةً.
(7) أغسل رجلي إلى الكعبين ثلاث مرات.
3- واجب الوضوء : الواجب عند البدء في الوضوء التسمية لما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي? (لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه)245 .
4- بعض نواقض الوضوء: ينتقض الوضوء بالأشياء الآتية وهي :
*البول والغائط ومنه الريح والصوت.
*النوم أو الإغماء أو الجنون.
*الردة عن الإسلام كأن يتلفظ بكلمة كفر أو يعمل عملا يوجب كفره ثم يتوب إلى الله فيلزمه إعادة الوضوء.
*أكل لحم الإبل فإذا توضأنا ثم أكلنا لحم الإبل وجب علينا إعادة الوضوء.
5- شروط الوضوء:
1- الإسلام. 2- العقل . 3- التمييز.
4-النية .
5- عدم قطع النية حتى تتم الطهارة .
6-انقطاع موجب الوضوء.
7-الاستنجاء أو الإستجمار قبله.
8-أن يكون الماء طهورا مباحا.
9-إزالة ما يمنع وصول الماء إلى البشرة.
10-دخول وقت الصلاة على من حدثه مستمر كسلس البول والاستحاضة.
4- أحكام الحيض والاستحاضة والنفاس:
1- الحيض : هو دم طبيعة وجبلة يخرج من رحم المرأة في أوقات معلومة خلقه الله لحكمة يعلمها ، منها غذاء الولد في بطن أمة .
وهو إذا يخرج بالمرأة عن أحكام طهرها . وقد جعل الله له أحكاماً فيها التخفيف واليسر ومراعاة حالها فتحرم عليها الصلاة والصوم ولا يصلحان منها ، وعليها قضاء الصوم فقط بعد انقطاع الدم عنها واغتسالها .
وأقل سن تحيض فيه المرأة تسع سنين ، فإذا رأت الدم بعد التسع وبلغ يوماً وليلة جلساتها فهو مدة حيضها ، فإذا تكرر في ثلاثة أشهر فالمدة التي تكررت هي حيضها تجلسه في الشهر الرابع ، وسن الإياس خمسون سنة .(1/44)
وأقل مدة الحيض يوم وليلة فما نقص عنها فليس بحيض ، وأكثره خمسة عشر يوماً وما زاد عنه فليس بحيض أيضاً ، وغالب مدة الحيض ست أو سبع ليال .
وإذا رأت الدم قبل تسع سنين أو بعد سن الإياس وهو خمسون سنة ، أو مع الحمل فدم فاسد ليس له أحكام الحيض.
2- الاستحاضة : وهي سيلان الدم من رحم المرأة في غير وقته ، ويختلف في أحكامه عن الحيض فيجب على المستحاضة الصوم والصلاة وللاستحاضة حالات :
1- إذا كان لحيضها عادة تعرف وقتها ومدته وزاد الدم على عادتها وكان أكثر من خمسة عشر يوماً، أو كان أقل ولم يتكرر فهو دم استحاضة .
2- إذا لم يكن لها عادة وكان الدم متميزاً بعضه أسود ، وبعضه أحمر ولم يتجاوز الأسود خمسة عشر يوماً ولم ينقص عن يوم وليلة فالأسود حيض والأحمر استحاضة .
3- إذا لم يكن لها عادة والدم غير متميز ، وزاد عن خمسة عشر يوماً ، وتكرر ثلاثاً فما زاد عن غالب الحيض وهو ست أو سبع استحاضة .
3- النفاس :
وهو خروج الدم المحتبس في رحم المرأة لأجل الحمل بسبب الولادة وحكمه حكم الحيض فيما يجب ويحرم ويسقط به .
وأكثر مدة النفاس أربعون يوماً ، وإذا رأت الدم قبل الولادة بيوم أو بيومين فهو نفاس وما قبل ذلك دم فاسد .
4-المحظورات على الحائض والنفساء:
يحرم على الحائض والنفساء الأمور التالية :
1- الصلاة لقول النبي (إذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة )246.
2- الطواف بالبيت لقول النبي (افعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري )247.
3- اللبث في المسجد لمنع النبي عائشة من دخول المسجد للطواف وهى حائض ، وقوله ( ألا أنني لا أجل المسجد لحائض ولا جنب )248.
4- مس المصحف لقوله تعالى ( (( (((((((((( (((( ((((((((((((((( (((( (249 وقوله لعمرو بن حزم ( لا يمس القرآن إلا طاهر )250.
5- الصوم ، ويحرم عليها أثناء الحيض لقوله أليست إحداكن إذا حاضت لم تصم ولا تصلي قلن بلى ) 251 ويجب عليها قضاؤه بعد طهرها .(1/45)
والنفساء في ذلك كله مثل الحائض لأن دم النفاس دم حيض اجتمع في الرحم لأجل الحمل .
وإذا انقطع الدم الحائض أو النفساء في ليل رمضان وأدركها الصبح وجب عليها الصوم وإن لم تغتسل لأنها صارت من أهل الوجوب .
{الرسالة الثانية :الصلاة}
تعريفها: التعبد لله تعالى ، بأقوال وأفعال مخصوصة ، مفتتحة بالتكبير ، مختتمة بالتسليم.
مكانتها : الصلاة لها منزلة رفيعة ، ومكانة عالية في الإسلام ، فهي الركن الثاني بعد الشهادتين ، وهي عمود الدين ، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة وفي الحديث قال ((بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان)252 حكمها :الصلاة فريضة فرضها الله على عباده، ومن تركها متعمداً تهاوناً منه وكسلاً ، فقد كفر وإذا لم يتب فإنه يقتل ، وذلك لقول النبي " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر" 253 .
1- شروط الصلاة :
الشرط الأول: الإسلام.وضده الكفر،والكافر عمله مردود بقوله تعالى( (((((((((((( (((((( ((( ((((((((( (((( (((((( ((((((((((((( (((((((( ((((((((( (((( (254 .
الشرط الثاني : العقل وضده الجنون ، والمجنون مرفوع عنه القلم حتى يفيق لقوله ? (رفع القلم عن ثلاثة : النائم حتى يستيقظ،والمجنون حتى يفيق،والصغير حتى يبلغ)255.
الشرط الثالث : التمييز.وضده الصغر وحده سبع سنين ثم يؤمر بالصلاة لقوله ? : (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر)256.
الشرط الرابع : الوضوء المعروف لقوله? ( لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ)257.
الشرط الخامس: إزالة النجاسة من ثلاثة : البدن والثوب والبقعة"المصلى" لقوله تعالى ( ((((((((((( ((((((((( ((( (258 .(1/46)
الشرط السادس : ستر العورة،لقوله ? (لا يقبل الله صلاة حائض259 إلا بخمار )260وحد عورة الرجل من السرة إلى الركبة ، والمرأة كلها عورة إلا وجهها في الصلاة ما لم تكن بحضرة رجال أجانب فتستر وجهها عنهم .
الشرط السابع : دخول الوقت ، لقوله تعالى: ( (((( ((((((((((( ((((((( ((((( ((((((((((((((( (((((((( (((((((((( ((((( (261 أي مفروضا في الوقات.
الشرط الثامن : استقبال القبلة. لقوله تعالى ( (((( (((((( (((((((( (((((((( ((( ((((((((((( ( ((((((((((((((((( (((((((( (((((((((( ( ((((((( (((((((( (((((( (((((((((((( ((((((((((( ( (((((((( ((( ((((((( ((((((((( ((((((((((( ((((((((( ( (262
الشرط التاسع : النية ومحلها القلب لقوله ? ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه )263
2- الأذان والإقامة:
الأذان والإقامة : شعيرتان264من شعائر الإسلام يجب على المسلمين القيام بهما بعد دخول الوقت لكل صلاة للإعلام بدخوله ودعوة للحضور لصلاة الجماعة .
وهما واجبان على الرجال : ويكرهان للنساء ويسن متابعة المؤذن وأن يقال بعد الفراغ من الأذان لقوله ? ( من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة)265 .
3-أركان الصلاة :
أركان الصلاة أربع عشرة وهي :
الركن الأول :القيام مع القدرة فمن صلى جالسا وهو يستطيع الوقوف لم تصح صلاته لقوله تعالى ( (((((((((( (( (((((((((( (266 .
الركن الثاني : تكبيرة الإحرام لقوله ? ( تحريمها التكبير وتحليلها التسليم)267(1/47)
الركن الثالث : قراءة الفاتحة في كل ركعة لقوله ? لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب . وفي رواية لمسلم لمن لم يقرأ بأم القرآن فصاعدا )268 .
الركن الرابع: الركوع
الركن الخامس : الرفع منه بأن يعتدل قائما.
الركن السادس : السجود على الأعضاء السبعة(الجبهة والأنف-بطون الكفين-الركبتان-أطراف القدمين )لقوله?(أمرت أن أسجد على سبعة أعظم)269.
الركن السابع : الاعتدال من السجود.
الركن الثامن : الجلسة بين السجدتين.
الركن التاسع : الطمأنينة في جميع الأركان.
الركن العاشر :الترتيب بين الأركان . ودليل هذه الأركان حديث المسيء صلاته. عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ? دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ? فَرَدَّ رَسُولُ اللَّه?ِ َ قَالَ " ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ " . فَرَجَعَ الرَّجُلُ فَصَلَّى كَمَا كَانَ صَلَّى ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِىِّ? فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ? " وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ " . ثُمَّ قَالَ " ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ " . حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ الرَّجُلُ وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَ هَذَا عَلِّمْنِى . قَالَ " إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِى صَلاَتِكَ كُلِّهَا "270 .
الركن الحادي عشر : الجلوس للتشهد الأخير. لقوله ? ( فَإِذَا قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِى الصَّلاَةِ فَلْيَقُلِ التَّحِيَّاتُ) َ " .271(1/48)
الركن الثاني عشر : التشهد الأخير ( حَدَّثَنِى شَقِيقٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : كُنَّا إِذَا كُنَّا مَعَ النَّبِىِّ? فِى الصَّلاَةِ قُلْنَا : السَّلاَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ عِبَادِهِ ، السَّلاَمُ عَلَى فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ . فَقَالَ النَّبِىُّ?: " لاَ تَقُولُوا : السَّلاَمُ عَلَى اللَّهِ . فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ ، وَلَكِنْ قُولُوا : التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِىُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ . فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمْ أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ فِى السَّمَاءِ أَوْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ فَيَدْعُو " . ).272
ومعنى (التحيات) جميع التعظيمات لله ملكا واستحقاقا مثل الانحناء في الركوع والسجود والبقاء والدوام وجميع ما يعظم به رب العالمين ،فهو لله فمن صرف منه شيئا لغير الله فهو مشرك (والصلوات ) معناها جميع الدعوات وقيل الصلوات الخمس .(والطيبات) الله طيب ولا يقبل من الأقوال والأعمال إلا طيبها .
(السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِىُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ) تدعو للنبي? بالسلام والرحمة والبركة والذي يدعى له لا يدعى مع الله.
(السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ) تسلم على نفسك وعلى كل عبد صالح في السماء والأرض والسلام دعاء والصالحون يدعى لهم ولا يدعون مع الله.
(أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ)تشهد شهادة القين ألا معبود في الأرض ولا في السماء بحق إلا الله .(1/49)
(وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ) وشهادة أن محمدا رسول الله بأنه عبد لا يعبد ورسول لا يكذب بل يطاع ويتبع شرفه الله بالعبودية والنبوة والدليل قوله تعالى :( ((((((((( ((((((( (((((( ((((((((((((( (((((( ((((((((( ((((((((( (((((((((((((( (((((((( ((( (273 .
(اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ َ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)الصلاة من الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى كما حكى البخاري في صحيحة عن أبي العالية قال (صلاة الله ثناؤه على عبده في الملإ الأعلى) ومن الملائكة الاستغفار ومن الآدميين الدعاء وبارك وما بعدها سنن أقوال وأفعال .
الركن الثالث عشر : الصلاة على النبي? عَنْ أَبِى مَسْعُودٍ الأَنْصَارِىِّ قَالَ أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ ? وَنَحْنُ فِى مَجْلِسِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ لَهُ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ أَمَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى أَنْ نُصَلِّىَ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ نُصَلِّى عَلَيْكَ قَالَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تَمَنَّيْنَا أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ? قُولُوا " اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى{مُحَمَّدٍ} وَعَلَى آلِ {مُحَمَّدٍ}كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى {مُحَمَّدٍ} وَعَلَى آلِ {مُحَمَّدٍ}كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِى الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ . وَالسَّلاَمُ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ " .274
الركن الرابع عشر : التسليمتان لقوله ?( وتحليلها التسليم )275.
الأفعال المكروهة في الصلاة :(1/50)
المسلم يقرأ قوله تعالى: ( (((( (((((((( ((((((((((((((( ((( ((((((((( (((( ((( (((((((((( (((((((((( ((( (276 فيحافظ على صلاته ، ويؤديها كاملة بأركانها وواجباتها وشروطها ، ولا يأتي باي شيء يتنافى مع الصلاة ، من كلام أو حركة أو ضحك ، لأنه يرجو ثواب الله ويخاف عقابه ، وهناك أفعال يكره للمصلي أن يفعلها ، وفعلها يتنافى مع الهيئة الكاملة للصلاة ، وينقص من أجرها ، ومنها :
1- الالتفاف بوجهه أو صدره لغير حاج ، فأن التفت بجميع بدنه بطلت صلاته.
2- رفع البصر إلى السماء.
3- تغميض العينين من غير حاجة.
4- التلثم على الفم والأنف .
5-افتراش الذراعين في السجود.
6- العبث ، كالحركة من غير حاجة ، وكالعبث باليد أو الرجل أو الثوب أو العمامة أو الساعة ، فإن كثر العبث أبطل الصلاة .
7- تشبيك الأصابع وفرقعتها .
8- الدخول في الصلاة مع وجود ما يمنع الخشوع فيها . مثل : احتباس البول ،أو الغائط ، أو الريح ، ومثل : الجوع الشديد ، والعطش الشديد ، وإذا كان بحضرة طعام يشتهيه.
سجود السهو:
سجود السهو277 سجدتان يسجدهما المصلي في آخر الصلاة ، عند حصول سهو منه في الصلاة.
يشرع السهو لأسباب ثلاثة هي :
أولا : الزيادة في الصلاة :
مثل أن يصلي الظهر خمس ركعات وإذا فعل المصلي ذلك متعمداً بطلت صلاته ، وإن كان ناسياً للسهو سجدتين قبل السلام ويدل على هذا حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن صلى بنا رسول الله ? (خمسا فلما انفتل من الصلاة توشوش القوم بينهم فقال ما شأنكم ؟ فقالوا يا رسول الله هل زيد في الصلاة شيء ؟ قال لا قالوا فإنك صليت خمسا فانفتل فسجد سجدتين ثم سلم ثم قال إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين وفي لفظ فإذا زاد الرجل أو نقص فليسجد سجدتين)278 .
ثانيا : النقص من الصلاة :(1/51)
مثل أن يترك الجلوس للتشهد الأول ، أو يترك التسبيح في الركوع أو السجود ، إذا فعل المصلي ذلك متعمداً بطلت صلاته ، وإن كان ناسياً للسهو قبل السلام.
ثالثاً : الشك :
مثل أن يصلي العصر فيشك في الركعة التي هو فيها هل هي الثالثة أو الرابعة ، جعلها الثالثة ، وسجد للسهو قبل السلام .
{4 - تفسير سورة الفاتحة}
( (((((( (((( (((((((((((( (((((((((( (
بركة واستعانة"سورة الفاتحة" مكية سبع آيات بالبسملة إن كانت منها والسابعة صراط الذين إلى آخرها وإن لم تكن منها فالسابعة غير المغضوب إلى آخرها .
( (((((((((( (( ((((( (((((((((((((( (:الثناء على الله تعالى (الرب : المعبود الخالق الرازق المالك المتصرف مربي جميع الخلق بالنعم)(العالمين : كل من سوى الله عالم وهو رب الجميع)".
ويقول العلامة بن عثيمين في تفسيره:{{ الحمد } وصف المحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ الكمال الذاتي، والوصفي، والفعلي؛ فهو كامل في ذاته، وصفاته، وأفعاله؛ ولا بد من قيد وهو "المحبة، والتعظيم" ؛ قال أهل العلم: "لأن مجرد وصفه بالكمال بدون محبة، ولا تعظيم: لا يسمى حمداً؛ وإنما يسمى مدحاً"؛ ولهذا يقع من إنسان لا يحب الممدوح؛ لكنه يريد أن ينال منه شيئاً؛ تجد بعض الشعراء يقف أمام الأمراء، ثم يأتي لهم بأوصاف عظيمة لا محبة فيهم؛ ولكن محبة في المال الذي يعطونه، أو خوفاً منهم؛ ولكن حمدنا لربنا عزّ وجلّ حمدَ محبةٍ، وتعظيمٍ؛ فلذلك صار لا بد من القيد في الحمدَ أنه وصف المحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ و "أل" في { الحمد } للاستغراق: أي استغراق جميع المحامد..
وقوله تعالى: { لله }: اللام للاختصاص، والاستحقاق؛ و "الله" اسمَ ربنا عزّ وجلّ؛ لا يسمى به غيره؛ ومعناه: المألوه . أي المعبود حباً، وتعظيماً..(1/52)
وقوله تعالى: { رب العالمين }؛ "الرب" : هو من اجتمع فيه ثلاثة أوصاف: الخلق، والملك، والتدبير؛ فهو الخالق المالك لكل شيء المدبر لجميع الأمور؛ و{ العالمين }: قال العلماء: كل ما سوى الله فهو من العالَم؛ وُصفوا بذلك؛ لأنهم عَلَم على خالقهم سبحانه وتعالى؛ ففي كل شيء من المخلوقات آية تدل على الخالق: على قدرته، وحكمته، ورحمته، وعزته، وغير ذلك من معاني ربوبيته}..
( (((((((((((( (((((((((( :("الرحمن : رحمة عامة بجميع المخلوقات" " الرحيم : رحمة خاصة بالمؤمنين والدليل قوله تعالى( ((((((( ((((((((((((((((( (((((((( (((( (279 .
ويقول العلامة بن عثيمين في تفسيره:{ الرحمن الرحيم }: { الرحمن } صفة للفظ الجلالة؛ و{ الرحيم } صفة أخرى؛ و{ الرحمن } هو ذو الرحمة الواسعة؛ و{ الرحيم } هو ذو الرحمة الواصلة؛ فـ{ الرحمن } وصفه؛ و{ الرحيم } فعله؛ ولو أنه جيء بـ "الرحمن" وحده، أو بـ "الرحيم" وحده لشمل الوصف، والفعل؛ لكن إذا اقترنا فُسِّر { الرحمن } بالوصف؛ و{ الرحيم } بالفعل}.
( ((((((( (((((( ((((((((( (:"يوم الجزاء والحساب يوم يجازي بعمله أن خيرا فخير وإن شرا فشر والدليل( (((((( ((((((((( ((( (((((( ((((((((( (((( (((( (((( ((((((((( ((( (((((( ((((((((( (((( (((((( (( (((((((( (((((( ((((((((( ((((((( ( (((((((((( (((((((((( (( (((( (280
ويقول العلامة بن عثيمين في تفسيره:{ مالك يوم الدين } صفة لـ{ الله }؛ و{ يوم الدين } هو يوم القيامة؛ و{ الدين } هنا بمعنى الجزاء؛ يعني أنه سبحانه وتعالى مالك لذلك اليوم الذي يجازى فيه الخلائق؛ فلا مالك غيره في ذلك اليوم؛ و "الدين" تارة يراد به الجزاء، كما في هذه الآية؛ وتارة يراد به العمل، كما في قوله تعالى: {لكم دينكم ولي دين}281، ويقال: "كما تدين تدان"، أي كما تعمل تُجازى..(1/53)
وفي قوله تعالى: { مالك } قراءة سبعية: { مَلِك}، و "الملك" أخص من "المالك"..وفي الجمع بين القراءتين فائدة عظيمة؛ وهي أن ملكه جلّ وعلا ملك حقيقي؛ لأن مِن الخلق مَن يكون ملكاً، ولكن ليس بمالك: يسمى ملكاً اسماً وليس له من التدبير شيء؛ ومِن الناس مَن يكون مالكاً، ولا يكون ملكاً: كعامة الناس؛ ولكن الرب عزّ وجلّ مالكٌ ملِك}.
( ((((((( (((((((( ((((((((( ((((((((((( (:"إياك نعبد أي لا نعبد غيرك،عهد بين العبد وربه ألا يعبد إلا الله " "وإياك نستعين عهد بين العبد وربه ألا يستعين بأحد غير الله . "
ويقول العلامة بن عثيمين في تفسيره:{ إياك نعبد }؛ { إياك }: مفعول به مقدم؛ وعامله: { نعبد }؛ وقُدِّم على عامله لإفادة الحصر؛ فمعناه: لا نعبد إلا إياك؛ وكان منفصلاً لتعذر الوصل حينئذ؛ و{ نعبد } أي نتذلل لك أكمل ذلّ؛ ولهذا تجد المؤمنين يضعون أشرف ما في أجسامهم في موطئ الأقدام ذلاً لله عزّ وجلّ: يسجد على التراب؛ تمتلئ جبهته من التراب . كل هذا ذلاً لله؛ ولو أن إنساناً قال: "أنا أعطيك الدنيا كلها واسجد لي" ما وافق المؤمن أبداً؛ لأن هذا الذل لله عزّ وجلّ وحده..و "العبادة" تتضمن فعل كل ما أمر الله به، وترك كل ما نهى الله عنه؛ لأن من لم يكن كذلك فليس بعابد: لو لم يفعل المأمور به لم يكن عابداً حقاً؛ ولو لم يترك المنهي عنه لم يكن عابداً حقاً؛ العبد: هو الذي يوافق المعبود في مراده الشرعي؛ فـ "العبادة" تستلزم أن يقوم الإنسان بكل ما أُمر به، وأن يترك كل ما نُهي عنه؛ ولا يمكن أن يكون قيامه هذا بغير معونة الله؛ ولهذا قال تعالى: { وإياك نستعين } أي لا نستعين إلا إياك على العبادة، وغيرها؛ و "الاستعانة" طلب العون؛ والله سبحانه وتعالى يجمع بين العبادة، والاستعانة، أو التوكل في مواطن عدة في القرآن الكريم؛ لأنه لا قيام بالعبادة على الوجه الأكمل إلا بمعونة الله، والتفويض إليه، والتوكل عليه..(1/54)
( ((((((((( ((((((((((( ((((((((((((((( :("معنى(اهدنا) دلنا وأرشدنا وثبتنا و(الصراط) الإسلام ، (المستقيم) لا عوج فيه.
ويقول العلامة بن عثيمين في تفسيره :{ اهدنا الصراط المستقيم }: { الصراط } فيه قراءتان: بالسين: {السراط} ، وبالصاد الخالصة: { الصراط }؛ والمراد بـ{ الصراط } الطريق؛ والمراد بـ "الهداية" هداية الإرشاد، وهداية التوفيق؛ فأنت بقولك: { اهدنا الصراط المستقيم } تسأل الله تعالى علماً نافعاً، وعملاً صالحاً؛ و{ المستقيم } أي الذي لا اعوجاج فيه}.
( ((((((( ((((((((( (((((((((( (((((((((( (}:طريق المنعم عليهم والدليل قوله تعالى: ( ((((( (((((( (((( (((((((((((( (((((((((((((( (((( ((((((((( (((((((( (((( ((((((((( ((((( ((((((((((((( ((((((((((((((((( ((((((((((((((( ((((((((((((((( ( (((((((( (((((((((((( (((((((( (((( (282.
ويقول العلامة بن عثيمين في تفسيره :{ صراط الذين أنعمت عليهم } عطف بيان لقوله تعالى: { الصراط المستقيم }؛ والذين أنعم الله عليهم هم المذكورون في قوله تعالى: ( ((((( (((((( (((( (((((((((((( (((((((((((((( (((( ((((((((( (((((((( (((( ((((((((( ((((( ((((((((((((( ((((((((((((((((( ((((((((((((((( ((((((((((((((( ( (((((((( (((((((((((( (((((((( (((( (283.
قوله تعالى: { غير المغضوب عليهم }: هم اليهود، وكل من علم بالحق ولم يعمل به.
قوله تعالى: { ولا الضالين }: هم النصارى قبل بعثة النبي? ، وكل من عمل بغير الحق جاهلاً به..
وفي قوله تعالى: { عليهم } قراءتان سبعيتان: إحداهما ضم الهاء؛ والثانية كسرها؛ واعلم أن القراءة التي ليست في المصحف الذي بين أيدي الناس لا تنبغي القراءة بها عند العامة لوجوه ثلاثة:.
الوجه الأول: أن العامة إذا رأوا هذا القرآن العظيم الذي قد ملأ قلوبهم تعظيمه، واحترامه إذا رأوه مرةً كذا، ومرة كذا تنزل منزلته عندهم؛ لأنهم عوام لا يُفرقون..(1/55)
الوجه الثاني: أن القارئ يتهم بأنه لا يعرف؛ لأنه قرأ عند العامة بما لا يعرفونه؛ فيبقى هذا القارئ حديث العوام في مجالسهم..
الوجه الثالث: أنه إذا أحسن العامي الظن بهذا القارئ، وأن عنده علماً بما قرأ، فذهب يقلده، فربما يخطئ، ثم يقرأ القرآن لا على قراءة المصحف، ولا على قراءة التالي الذي قرأها . وهذه مفسدة..
ولهذا قال عليّ: "حدِّثوا الناس بما يعرفون؛ أتحبون أن يُكذب الله، ورسوله"(1) ، وقال ابن مسعود: "إنك لا تحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة"(2) ؛ وعمر بن الخطاب لما سمع هشام بن الحكم يقرأ آية لم يسمعها عمر على الوجه الذي قرأها هشام خاصمه إلى النبي? فقال النبي? لهشام: "اقرأ" ، فلما قرأ قال النبي ?: "هكذا أنزلت" ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: "اقرأ" ، فلما قرأ قال النبي صلى الله عليه وسلم "هكذا أنزلت"(3) ؛ لأن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فكان الناس يقرؤون بها حتى جمعها عثمان رضي الله عنه على حرف واحد حين تنازع الناس في هذه الأحرف، فخاف رضي الله عنه أن يشتد الخلاف، فجمعها في حرف واحد . وهو حرف قريش؛ لأن النبي? الذي نزل عليه القرآن بُعث منهم؛ ونُسيَت الأحرف الأخرى؛ فإذا كان عمر رضي الله عنه فعل ما فعل بصحابي، فما بالك بعامي يسمعك تقرأ غير قراءة المصحف المعروف عنده! والحمد لله: ما دام العلماء متفقين على أنه لا يجب أن يقرأ الإنسان بكل قراءة، وأنه لو اقتصر على واحدة من القراءات فلا بأس؛ فدع الفتنة، وأسبابها}..
((((() ((((((((((((( (((((((((( (:"صراط الذين أنعمت عليهم" بالهداية ويبدل من الذين لصلته به،"غير المغضوب عليهم" وهم اليهود معهم علم ولم يعملوا به نسأل الله أن يجنبنا طريقهم.(1/56)
(((() ((((((((((((() :وهم النصارى يعبدون الله على جهل وضلال نسأل الله أن يجنبنا طريقهم ودليل الضالين قوله تعالى ( (((( (((( (((((((((((( ((((((((((((((( ((((((((( ((((( ((((((((( (((( (((((((((( ((( (((((((((((( (((((((((( (((((( ((((((((((( (((((((( ((((((((((( ((((((( ((((( (284 .
والحديث عنه ? " لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْراً شِبْراً وذِرَاعاً بِذِرَاعٍ ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ ". قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ؟ قَالَ :" فَمَنْ ".285 والحديث الثاني قال ? (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ن قلنا من هي يا رسول الله؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي) 286.
{5- صلاة الجماعة والجمعة والمريض والمسافر}
{1- صلاة الجماعة}
حكم صلاة الجماعة :
صلاة الجماعة واجبة على الرجال ، سواء في الحضر أو في السفر ، والأدلة على هذا ما يأتي :
1- قوله تعالى ( (((((((((((( ((((((((((( (((((((((( ((((((((((( ((((((((((((( (((( ((((((((((((( (((( (287 فهذه الآية نص في وجوب صلاة الجماعة حيث أمر بالركوع ليس منفرداً وإنما مع الراكعين ولا يتحقق هذا إلا بالجماعة .
2-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (أتى النبي ? رجل أعمى فقال يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له يصلي في بيته فرخص له فلما ولى دعاه فقال هل تسمع النداء بالصلاة قال نعم قال فأجب)288 .(1/57)
3- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (قال رسول الله ? إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار)289 في رواية لمسلم( أن رسول الله ? فقد ناسا في بعض الصلوات فقال لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها فآمر بهم فيحرقوا عليهم بحزم الحطب بيوتهم ولو علم أحدهم أنه يجد عظما سمينا لشهدها يعني صلاة العشاء) .
فضل صلاة الجماعة :لصلاة الجماعة فضل عظيم دل عليه قول النبي ? صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة) 290.
أقل الجماعة : اثنان
ما تدرك به الجماعة : تدرك الجماعة بإدراك ركعة من الصلاة مع الإمام .
ما تدرك به الركعة : تدرك الركعة بإدراك الركوع ، فمن جاء إلى الصلاة والإمام راكع فإنه يكبر تكبيرة الإحرام وهو واقف ، ثم يكبر للركوع ويركع .و إن جاء بعد رفعه من الركوع ، فإنه يدخل معه في الصلاة ، ولا ينظره حتى يقوم ،لكنه لا يحتسب هذه الركعة من صلاته .
صلاة النافلة بعد إقامة الصلاة :
إذا أقيمت الصلاة فلا يجوز الابتداء بصلاة نافلة ، وإن أقيمت الصلاة والإنسان يصلي النافلة فإن كان فرغ من الركوع الثاني أتمها خفيفة وإلا قطعها.
أحكام الإمامة :
الأولى بالإمامة :
أولاً : الأحق بالإمامة على الترتيب :
1- الأقرأ لكتاب الله أي الأجود قراءةً.
2- الأعلم بالسنة أي الأكثر علماً بسنة النبي ? ومعرفة أحكام الدين.
3- الأكبر سن.
ثانياً : صاحب البيت في بيته ، ومثله إمام المسجد الراتب أحق من غيره إذا كان أهلاً للإمام' ، ولو مع وجود من هو أفضل .(1/58)
ثالثا : صاحب السلطان ومن له الأمر ، أولى من غيره بالإمامة والدليل حديث عن أبي مسعود قال (قال رسول الله? يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه ولا يقعد في بيته على تكرمته291 إلا بإذنه ). رواه مسلما . وفي رواية له ولا يؤمن الرجل الرجل في أهله)292 .
{من أحكام الإمام }
* إذا صلى الإمام وهو محدث ، ولم يعلم بذلك إلا بعد الانتهاء من الصلاة ،فإن صلاة المأمومين صحيحة ، وأما الإمام فإنه يجب عليه أن يعيد الصلاة .
* لا تصح إمامة293 الأمي (وهو الذي لا يحسن الفاتحة) إلا بمثله .
* يصح أن يأتم من يصلي فريضة بمن يصلي نافلة ، مثل أن يصلي العشاء خلف إمام يصلي التراويح ويدل قصة معاذ رضي الله عنه كان يصلي مع النبي? ثم يأتي قومه فيصلي بهم)294 .
* يسن تطويل الركعة الأولى أكثر من الثانية .
موقف الإمام والمأمومين :
*إذا كان المأموم واحداً ، فالسنة أن يقف عن يمين الإمام .
*إذا كان المأمومون اثنين فأكثر ، فالسنة أن يقفوا خلف الإمام ، وأن يقف الإمام مقابل وسط الصف ، لقصة جابر وجبار رضي الله عنهما (أن أحدهما وقف عن يمين النبي? والآخر عن يساره ، قال جابر : فأخذ رسول الله ? بيدينا جميعاً خلفه295.
*لا تصح صلاة من صلى وحده خلف الإمام ، أو خلف الصف إلا في حال العجز عن المصافه.
*إذا كان المأموم داخل المسجد ، فإنه يصح اقتداؤه بالإمام ولو كان بعيداً عنه ، أو كان لا يراه ، بشرط أن يسمع التكبير .
*إذا كان المأموم خارج المسجد ، فأنه يصح أن يقتدي بالإمام بثلاثة شروط :
1- أن يرى الإمام ، أو يرى المأمومين .2- أن يسمع التكبير .
3- أن تكون الصفوف متصلة296.
* يكره أن يكون الإمام أعلى من المأمومين .
*لا بأسا بصلاة المأمومين في مكان أعلى من الإمام كسطح المسجد .(1/59)
*إذا صلى جماعة من النساء مع الرجال فأنهن يصلين خلف الرجال صفوفاً ، ويتأخرون عنهم .
* لا تصح صلاة المأموم إذا تقدم على الإمام من غير عذر ، أما إذا لم يمكنه أن يصلى مع الجماعة إلا متقدماً على الإمام ، كما في حال شدة الزحام ، فيصح .
متابعة المأموم للإمام:
الحالة الأولى : المتابعة:
وهي الحالة الواجبة بمعنى أن يأتي بالفعل بعد فعل الإمام مباشرةً وهكذا .. والدليل عن أنس أن رسول الله ? ركب فرسا فصرع عنه فجحش شقه الأيمن فصلى صلاة من الصلوات وهو قاعد فصلينا وراءه قعودا فلما انصرف قال إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا صلى قائما فصلوا قياما فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون . قال الحميدي "قوله إذا صلى جالسا فصلوا جلوسا هو في مرضه القديم ثم صلى بعد ذلك النبي? جالسا والناس خلفه قيام لم يأمرهم بالقعود وإنما يؤخذ بالآخر فالآخر من فعل النبي?"297)298. هذا لفظ البخاري .
الحالة الثانية : الموافقة:
وهي مكروهة ،مثل : أن يركع مع الإمام في وقت واحد ، وإذا كانت الموافقة في تكبيرة الإحرام، لم تصح صلاته.
الحالة الثالثة : المسابقة:
وهي محرمة مثل أن يكبر أو يركع أو يُسلم قبل إمامة لقوله? ( قال أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه من ركوع أو سجود قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل الله صورته صورة حمار)299
الحالة الرابعة :التخلف عن الإمام :
وله صور منها :
1-لو ركع الإمام وبقي المأموم واقفاً فلم يركع مباشرةً ، ثم ركع فبل أن يرفع الإمام من الركوع ، فصلاته صحيحة ، لكنه خالف السنة في عدم الركوع مباشرة
2- إذا ركع الإمام ثم رفع من الركوع قبل أن يركع المأموم ، فإن كان تأخر المأموم عن الركوع لعذر من نعاس أو عجلة إمام ، فإنه يفعل ما سبق به ويلحق إمامه.وإن كان تأخره لغير عذر بطلت صلاته.
أحكام المسبوق :(1/60)
المراد بالمسبوق : من فاته ركعة أو أكثر من الصلاة مع الإمام .
*من جاء إلى الصلاة والإمام راكع، فإنه يكبر تكبيرة الإحرام وهو واقف،ثم يكبر للركوع ويركع ، وبهذا يكون أدرك الركعة والجماعة.
*لكن إن شك هل أدرك الركوع مع الإمام أو لا ؟لم يعتبر بهذه الركعة ، ويسجد للسهو .
* من جاء إلى المسجد والإمام ساجد أو جالس ، فيسن له أن يدخل مع الإمام في الصلاة ، فيكبر تكبيرة الإحرام وهو واقف ، ثم يسجد إن كان الإمام ساجداً ، أو يجلس إن كان الإمام جالساً بدون تكبير ، ولا ينتظر الإمام حتى يقوم .
*يقوم المسبوق ، مكبراً ، لقضاء ما فاته من الصلاة بعد تسليم الإمام التسليمة الثانية.
* من فاتته الجماعة استحب له أن يصلي في جماعة أخرى .
* إذا لم يجد جماعةً أخرى استحب لبعض من كان في المسجد أن يصلي معه ، لقوله ? (من يتصدق على هذا فيصلي معه)300.
{2- صلاة الجمعة}
1-فضلها : يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع وقد قال النبي ?( " خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ في يَوْمِ الْجُمُعَةِ " . 301
1- الأصل في وجوبها :
أ- القرآن الكريم قال تعالى ( ((((((((((( ((((((((( ((((((((((( ((((( ((((((( ((((((((((( ((( (((((( (((((((((((( (((((((((((( (((((( (((((( (((( ((((((((( (((((((((( ( ((((((((( (((((( (((((( ((( ((((((( ((((((((((( ((( (302
ب- السنة قوله? " لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ " 303
ج- إجماع الأمة على وجوبها .(1/61)
3-من حكمة مشروعيتها : الصلاة غذاء روحي وعبادة تربط المرء بربه وتشده إلى خالقه ، ومع ذلك فهي تربي المسلم على حب الجماعة والتآخي ففيها يلتقي القوي والضعيف والغني والفقير في اجتماع تتجلى فيه المساواة،ووحدة الاتجاه نحو الحلال وحب الخير والطاعة لله،وفيها التعويد على النظام وجمع الكلمة وافتقار الجميع إلى ربهم ووجوب التواصي وحصول الموعظة والتذكير بنعم الله .
4-حكمها : صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل ذكر حر مقيم في بناء يشمله اسم واحد،ومن حضرها ممن لا تجب عليه كالمرأة والمسافر أجزأته عن صلاة الظهر.
5-آدابها:وهذا الاجتماع الأسبوعي الكبير له آداب وسنن يستحب مراعاته لمن يحضرها من الرجال بأن يغتسل ويتطيب ويلبس أحسن ثيابه ويبكر إليها ماشيا بسكينة ووقار،وأن يجتنب كل ما فيه إيذاء للمصلين ولا يجوز له أن يقيم أحدا ويجلس مكانه أو أن يتخطى رقاب الناس ، إلا إذا رأى مكاناً خالياً.كما يجب الإنصات للخطبة وعدم العبث أو الكلام في أثنائها لقوله? إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت304 )305 . وإذا دخل صلى تحية المسجد ركعتين،فإن كان الإمام يخطب خففهما.
6-وقت صلاة الجمعة : يسن تعجيلها في كل وقت بعد الزوال لحديث سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنَّا نُجَمِّعُ مَعَ رَسُولِ? اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ ثُمَّ نَرْجِعُ نَتَتَبَّعُ الْفَىْءَ )306. والسنة التبكير بالسعي إليها . ولا يجوز البيع ولا الشراء بعد النداء الثاني من يوم الجمعة . لقوله تعالى( ((((((((((( ((((((((( ((((((((((( ((((( ((((((( ((((((((((( ((( (((((( (((((((((((( (((((((((((( (((((( (((((( (((( ((((((((( (((((((((( ( ((((((((( (((((( (((((( ((( ((((((( ((((((((((( ((( (307 .(1/62)
7- الخطبة : ويجب أن يخطب الإمام قبل الصلاة خطبتين يؤديهما قائما على مكان مرتفع308 وأن يسلم على الناس إذا دخل المسجد وإذا صعد المنبر يفصل بينهما بجلوس حفيف ولا بد أن تشمل الخطبة على حمد الله والصلاة على رسول الله ? والوصية بتقوى الله والموعظة الحسنة بما يحرك القلوب،وقراءة شيء من القرآن ولو آية ويدعو للمسلمين ويقصر في الصلاة.
8- صفتها :صلاة الجمعة ركعتان يجهر فيهما بالقراءة ويستحب أن يقرأ في الأولى بسورة الجمعة أو الأعلى،وفي الثانية بسورة المنافقين أو الغاشية ومهما قرأ أجزاه،ومن فاتته صلاة الجمعة صلاها ظهرا.
9- سنة الجمعة : السنة بعد الجمعة ركعتان أو أربع ولا سنة فبلها بل يستحب أن يتنفل بما شاء،وإن وافق العيد يوم جمعة سقطت الجمعة عن من حضر العيد إلا الإمام فلا تسقط عنه .
10-ساعة الإجابة : وفي يوم الجمعة ساعة الإجابة لا يرد الله فيها سائلا وأرجاها آخر ساعة بعد العصر إذا تطهر وانتظر صلاة المغرب،ويشرع الإكثار من الصلاة على النبي? في يومها وليتها.
الأعذار المبيحة لترك الجمعة والجماعة:
يجب أداء الصلاة جماعة في المسجد ، ولكن يعذر بترك الجمعة والجماعة من كان له عذر يبيح ذلك عن ابن عباس رضي الله عنه (عن النبي ? قال من سمع النداء فلم يجبه فلا صلاة له إلا من عذر )309.. ومن هذه الأعذار :
1-المرض. 2- الخوف على النفس أو المال أو الأهل ونحو ذلك. 3-التأذي بالمطر ،أو الوحل ،أو الريح الباردة. 4- حضور طعام يشتهيه ،على ألا يتخذ ذلك عادة أو حيلة لترك الجماعة .5-مدافعة البول،أو الغائط أو الريح ،لأن ذلك يمنع من الخشوع في الصلاة .6- من كان مستحفظاً على شيء ، ويخاف عليه الضياع إن ذهب وتركه.7-المرافق للمريض إذا لم يكن عنده من يقوم مقامه .(1/63)
* يكره لمن أكل ثوماً أو بصلاً أن يحضر إلى المسجد310 ، "(لقوله ?من أكل بصلا أو ثوما فليعتزلنا أو فليعتزل مساجدنا وليقعد في بيته)311 وفي رواية لمسلم من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم وفي رواية نهى رسول الله? عن أكل البصل والكراث فغلبتنا الحاجة فأكلنا منها فقال من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الناس)"312 وحتى لا يؤذي الناس والملائكة . لكن لا يفعل ذلك بقصد إسقاط الجماعة ، فإن هذا حرام ، ومن قدر على إزالة الرائحة لزمه ذلك .
صلاة أهل الأعذار:
أولاً : المريض :
أباح الله للمريض الذي يعجز عن بعض أفعال الصلاة أن يصلي على الحال التي يستطيعها ، وذلك على النحو الآتي :
1- يلزم المريض أن يصلي الصلاة المفروضة قائماً ، إذا كان قادراً على القيام .
2- فإن لم يستطع أن يصلي قائماً، صلى قاعداً، ويحني ظهره للركوع ، أما السجود ، فإن أمكنه السجود على الأرض فعل ذلك ، وإن لم يمكنه ، فإنه ينحني ظهره للسجود ويكون ذلك أخفض من الركوع .
3- فإن لم يستطع أن يصلي قاعداً ، صلى على جنبه ، ويكون وجه÷ إلى القبلة .
4- فإن لم يستطع أن يصلي على جنبه ، صلى مستلقياً على ظهره وجعل رجليه إلى القبلة .والدليل على ذلك حديث عمران بن حصين رضي الله عنه قال:( قال رسول الله ?: صلى قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب)313 .
*إذا صلى المريض على جنبه أو على ظهره فإنه يومىء برأسه عند الركوع والسجود ، ويجعل السجود أخفض من الركوع ، فإن لم يستطع أن يومىء برأسه أو بعينيه .
*يجوز للمريض أن يجمع بين الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء في وقت إحداهما ،إذا كان يلحقه بأداء كل صلاة في وقتها حرج ولا يجوز له القصر .
ثانيا : المسافر:(1/64)
السفر عذر يبيح للمسافر قصر الصلاة ، وحكم قصرها سنة ، ومن أتم في السفر خالف سنة النبي? فإنه كان يقصر الصلاة في السفر ، وهو عليه الصلاة والسلام قدوة كل مسلم ، عن أنس قال (خرجنا مع رسول الله? من المدينة إلى مكة فكان يصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة)314.
الأحكام المتعلقة بصلاة المسافر:
1- قصر الصلوات الرباعية315 إلى ركعتين .أما المغرب والفجر فإنهما لا تقصران.فالمسافر إذا كان يصلي وحده ، أو جماعة مسافرين ، فإنه يصلي الصلاة الرباعية ركعتين بدلاً من أربع ركعات .لكن إذا صلى المسافر خلف شخص مقيم (أي : غير مسافر ) فإنه يتم ولا يقصر .
2- الجمع فيجوز للمسافر أن يجمع بين ( الظهر والعصر ) فيصليهما في وقت واحد ، أي : في وقت الظهر ، ويسمى جمع تقديم ، أو في وقت العصر ، ويسمى جمع تأخير ، كما يجوز له أن يجمع بين (المغرب والعشاء ) في وقت واحد ، جمع تقديم أو جمع تأخير .
{صلاة التطوع}
أولاً :صلاة التطوع هو الصلاة التي يصليها المسلم تطوعاً منه، وليست واجبة عليه .وقد حث الإسلام المسلمين على الإكثار من الصلاة ، لأن ذلك سبب في محبة الله للعبد وتوفيقه له في الدنيا والآخرة ، وهناك أنواع كثيرة من صلاة التطوع ، ومنها :
أولاً : السنن الرواتب :
السنن الرواتب هي التي تفعل مع الصلوات المفروضة ، وهي على النحو الآتي :
(2)ركعتان قبل الفجر ...
(4)أربع قبل الظهر..(2)بعد الظهر...
(2)ركعتان بعد المغرب . ..
(2)ركعتان بعد العشاء.......
(0)أما العصر فليس لها سنة راتبة.(1/65)
والدليل على ذلك عن أم حبيبة قالت "(قال رسول الله ? من صلى في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة أربعا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل صلاة الفجر )316. وفي رواية لمسلم أنها قالت سمعت رسول الله? يقول ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة أو إلا بني له بيت في الجنة)317 "318.
ثانيا : الوتر:
حكمه : سنة مؤكدة والدليل : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (أوصاني خليلي بثلاث صيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أنام) 319.
وقته :من بعد صلاة العشاء ، إلى طلوع الفجر ، وفعله في الثلث الأخير من الليل أفضل ، ومن خشي أن يستيقظ أوتر قبل أن ينام .
عدد ركعاته :
أقله ركعة ، وأكثر إحدى عشرة ركعة ، وأدنى الكمال ثلاث ركعات .
صفته : يصلي ركعتين ويسلم ، ثم يصلي ركعتين ويسلم ، وهكذا ثم يختم بركعة واحدة ويسن أن يدعو في الركعة الأخيرة ، بعد الركوع بما شاء من خيري الدنيا والآخرة ويحرص على ما ورد عن النبي? ومن ذلك هذا الدعاء ، ويسمى : (القنوت) قال الحسن علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر في القنوت اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضي عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت )320
أوقات النهي عن الصلاة : يسن للمسلم أن يكثر من صلاة التطوع .
ولكن هناك أوقات للنهي :
الأول :من بعد صلاة الفجر إلى أن تطلع الشمس وترتفع قدر رمح .أي بعد ربع ساعة تقريباً من طلوع الشمس.
الثاني :عندما تتوسط الشمس في السماء ، إلى أن تزول ، ومعنى تزول : تميل إلى جهة الغرب .
الثالث :من بعد صلاة العصر ، إلى أن تغرب الشمس .(1/66)
* في هذه الأوقات الثلاثة ، لا يجوز لأحد أن يصلى تطوع كما سبق , لكن هناك أنواع من الصلاة لها سبب يجوز فعلها في هذه الأوقات ومنها :
1- قضاء الصلوات الفائتة.2- تحية المسجد.3- صلاة الجنازة .
{صلاة العيدان}
1- الأصل في مشروعيتها :
أ- الكتاب لقوله تعالى ( ((((((( ((((((((( (((((((((( ((( (321
ب- السنة لفعله ? (كبر في صلاة العيد سبعا وخمسا ) 322 ومداومته على صلاة العيدين.
ج-إجماع المسلمين.
2- من حكمة مشروعيتها : أيام العيد أيام فرح وسرور يلتقي فيها أفراد الأمة المسلمة في كل بلد على صعيد واحد يؤدون فرض دينهم،ويقتفون أثر نبيهم? ويتجهون إلى الله بالشكر والثناء على أن هداهم للإسلام وأعانهم على أداء أركان دينهم (الصوم والحج) وتأسيا بالرعيل الأول من المسلمين .
والإسلام يبني أفراح أهله وأعيادهم وغيرها على شكل متمايز في ظل عبادة يشرع فيها التوسعة وإدخال الأنس والفرح على كل بيت بخلاف الجاهلية التي أبطلها الإسلام والتي تقام لأغراض عادية مشحونة باللهو والمجون .
3- حكمها : فرض كفاية323 وإذا تركها أهل بلد قاتلهم الإمام ولا يشرع لها أذان ولا إقامة .
4- وقتها : من ارتفاع الشمس قدر رمح إلى الزوال(في رأي العين بعد ربع ساعة تقريباً من طلوعها )، وإذا لم يعلم بالعيد إلا بعد الزوال صلوها من الغد .
5- آدابها : كما أن لحضور الجمعة آدابا فإن لحضور صلاة العيدين آدابا مشابهة، ويسن لها الاغتسال والتطيب ولبس أحسن الثياب والتبكير إليها ماشيا متطهرا،وإذا خرج من طريق رجع من آخر ويسن تعجيل صلاة الأضحى وتأخير صلاة عيد الفطر،ويسن التبكير والإكثار من الاستغفار ويتأكد في ليلتي العيدين والخروج إليها.(1/67)
6- صفة صلاة العيدين : ركعتان قبل الخطبة يجهر الإمام فيهما بالقرآن يكبر في الركعة الأولى ست تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام،وفي الثانية خمسا يقرأ فيهما بسبح والغاشية،ويخطب بعدهما خطبتين يأمرهم بتقوى الله ولزوم طاعته والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله ويحثهم في خطبة عيد الأضحى على الأضحية ويوضح المجزئ وغير المجزىء منها،ولا يتنفل قبلها ولا بعدها في موضعها، وتكون في صحراء قريبة من البلد ولا بأس في المسجد الجامع عند الحاجة والتبكير ماشياً والذهاب من طريق والعودة من آخر وأكل تمرات في عيد الفطر قبل الصلاة والآكل من كبد أضحيته بعد الصلاة في عيد الأضحى ويجوز خروج النساء إليها غير متبرجات بالزينة .
7- التكبير المطلق والمقيد :
ويسن التكبير المطلق في كل وقت من أيام عشر ذي الحجة والمقيد من فجر يوم عرفة يبدأ التكبير بعد كل صلاة مكتوبة إلى آخر أيام التشريق (أيام منى ).
صفة التكبير : الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله . والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد.
{5- صلاة الكسوف324}
1- الأصل فيها : قوله ?" إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ، وَإِنَّهُمَا لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ ، وَإِذَا كَانَ ذَاكَ فَصَلُّوا وَادْعُوا حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ " . وَذَاكَ أَنَّ ابْناً لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم مَاتَ ، يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ، فَقَالَ النَّاسُ فِى ذَاكَ . " .325(1/68)
2-من حكمة مشروعية صلاة الكسوف الشمس والقمر آيتان من آيات الله سبحانه بهما الضياء ،والإبصار ،وعليهما تتوقف الحياة والحركة والله يذكر عباده بهذه النعمة ويخوفهم بها، وقد أكد الرسول ? :أنه ليس للحوادث البشرية تأثير على الكواكب السماوية( لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ) ويوجههم إلى ما ينبغي أن يفعلوه عند كل نازلة، وذلك بأن يهرعوا إلى الله ويفزعوا إلى الصلاة ويقلعوا عن الذنوب والخطايا وأن يتأسوا برسول الله ? وصحبه الكرام .
3- حكمها : صلاة الكسوف سنة مؤكدة حضرا وسفرا حتى للنساء وينادى لها " الصلاة جامعة"والدليل أن النبي ? إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا) 326.
4- وقتها وصفتها : ووقتها من حدوث الكسوف إلى التجلي وتصلى ركعتين بأربع ركوعات يجهر فيهما بالقراءة، ويقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة طويلا،ثم يركع ويطيل الركوع ثم يرفع فيقرأ الفاتحة ويقرأ بعدها أقل من قراءته في الأولى، ثم يركع دون الركوع الأول، ثم يرفع ثم يسجد سجدتين يطيل فيهما، ثم يصلي الركعة الثانية مثل الأولى وعلى صفتها لكنها دون الأولى في الطول،ثم يتشهد ويسلم وإن تجلى وهو فيها أتمها خفيفة لقوله ? (فَصَلُّوا وَادْعُوا حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ)ولا تعاد إذا صليت ولم يتجل،بل يذكرون الله ويستغفرونه.
5-آدابها : يسن الإكثار من ذكر الله والدعاء والاستغفار والعتق والصدقة.
{6- صلاة الاستسقاء327}:
1- الأصل فيها : فعل الرسول? وخلفائه من بعده.(1/69)
2-من حكمة مشروعية الاستسقاء : نعم الله على عباده لا تحصى ومن أعظم النعم توفر المياه إذ هي عنصر الحياة والنمو وحصول الثمار،وتأخر المطر وحصول الجدب من المصائب التي تنزل بالعباد ولا يقدر على دفعها إلا الله،والعباد كلهم في حاجة إلى فضله على دفعها إلا الله ،وقد ارشد القرآن الكريم إلى أن الإيمان واجتناب المعاصي من أعظم أسباب جلب الخير ودفع الضر وأن الإعراض عن دين الله وارتكاب الذنوب والآثام من أسباب حصول الشدائد وحلول الكروب،قال تعالى ( (((((( (((( (((((( (((((((((( (((((((((( (((((((((((( ((((((((((( ((((((((( ((((((((( ((((( ((((((((((( (((((((((( (((((((( ((((((((( (((((((((((((( ((((( (((((((( ((((((((((( (((( (328 .
ولذلك فقد شرعت329 صلاة الاستسقاء للجوء إلى الله وحده وترك التشاحن والخروج من المظالم والتصدق والإكثار من الذكر والدعاء والتذلل والخضوع.
3- حكمها : سنة مؤكدة حضرا وسفرا ويسن فعلها أول النهار ولا بأس بخروج النساء الكبيرات في السن .
4- صفتها : إذا أجدبت الأرض وقل المطر خرج أهل البلد مع الإمام فصلوا صلاة الاستسقاء ،وصفتها : كصلاة العيد تصلى ركعتين يجهر فيهما الإمام بالقراءة،ثم يخطب خطبة واحدة يكثر فيها من الاستغفار ويدعو ويرفع يديه إلى السماء فيقول صلى ?( اللهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا غدقا330 مجللا331 سحا عاما 332 طبقا 333 نافعا غير ضار عاجلا غير آجل،اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت،اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ) 334 ويستحب أن يستقبل القبلة ويحول رداءه فيجعل ما على الكتف الأيمن على الأيسر وعكسه والدليل أن النبي ? استسقى فصلى ركعتين وقلب رداءه )335ويدعو سرا حال استقبال القبلة،ويستحب في صحراء قريبة .
5- ما ينبغي فعله عند نزول المطر :(1/70)
المطر نعمة عظيمة تستحق الشكر ولذا يستحب أن يقف المسلم عند نزول أول المطر ويتعرض له، وكان النبي ? يحسر ثوبه حتى يصيبه المطر ويقول? إنه حديث عهد بربه 336ويقول? (مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ)( صَيِّباً نَافِعاً) 337وإذا زادت المياه وخيف من كثرة المطر يقول ? " اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا ، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالْجِبَالِ وَالآجَامِ وَالظِّرَاب338ِ وَالأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ ".339ويستحب إذا سمع الرعد والصواعق (أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثم يقول إن هذا لوعيد شديد لأهل الأرض)340 .
{6- الجنائز :}
1- الأصل فيها :
أ- سنة الرسول ? العملية.
ب- قوله ? لما خَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَعِيرِهِ فَوُقِصَ فَمَاتَ فَقَالَ " اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَكَفِّنُوهُ في ثَوْبَيْهِ341 وَلاَ تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ فَإِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا "342 .
ج- عمل خلفائه رضي الله عنهم من بعده وتتابع المسلمين عليه .
2- من حكمة مشروعيتها : مهما تغلب الإنسان في هذه الحياة ونال حظا من الجهاد والسلطان، وأعطاه الله من القوة والنفوذ فإن الموت مصير كل حي ونهاية كل مخلوق، وعظة كل عاقل،قال? (أكثروا ذكر هاذم اللذات الموت)343 والإسلام كما يعنى بالمسلم في حياته فقد احترم شخصه وحقوقه وحرمته بعد موته ، وأمر بإحسان تجهيزه والصلاة عليه والسير مع جنازته والمسارعة في قضاء دينه والترحم عليه .
3- حكمها : وغسل الميت وتكفينه والصلاة عليه ودفنه موجها إلى القبلة فرض كفاية إذا قام بها البعض سقط الإثم عن الباقين،وإذا ترك أثم الجميع ويكره أخذ الأجر على كل شئ من ذلك .(1/71)
4- التغسيل وآدابه :يسن للغاسل أن يبدأ بأعضاء الوضوء والميامين ويغسله ثلاثا أو خمسا ويكفي مرة واحدة وإذا ولد الحمل لأكثر من أربعة أشهر غسل وصلى عليه لقوله? (السقط يصلى عليه ويدعى لوالديه بالمغفرة )344ومن تعذر غسله لعدم ماء أو غيره : كا حتراقه وتمزق جلده فإنه ييمم والواجب في كفنه ثوب واحد يستر جميع بدنه ، فإن لم يوجد، سترت العورة ثم رأسه ومايليه وجعل باقي جسده حشيش أو ورق.
5- صفة الصلاة على الميت : يقوم الإمام في الصلاة على الميت عند صدر الرجل ووسط المرأة. ويكبر أربع تكبيرات وهو قائم يقرأ بعد الأولى الفاتحة ثم يكبر الثانية ويصلي على النبي ? ، ثم يكبر الثالثة ويدعو للميت ، ثم يكبر الرابعة ويقف بعدها قليلا ثم يسلم واحدة عن يمينه.
6-المشي مع الجنازة : يسن المشي مع الجنازة والإسراع بها وأن يكون الماشي معها متخشعا متفكرا في مآله ويكره التبسم والتحدث في أمر الدنيا ويستحب المساعدة في دفنه والدعاء له بالرحمة والثبات .
7- وقت الدفن : يجوز الدفن في جميع الأوقات ويكره عند طلوع الشمس وعند غروبها وعند قيامها في وسط النهار ، ولا بأس بالدفن ليلا، ويسن تعميق القبر وتوسيعه واللحد أفضل من الشق ، ويقال عند وضعه كما قال? (كان إذا وضع الميت في لحده قال بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله)345 . ويكره أن يسجى قبر الرجل ولا يكره للرجل دفن امرأة وإن وجد محرم ويكره الدفن في تابوت.(1/72)
8- ما ينبغي أن يكون عليه القبر : كما يجب احترام المسلم في حياته فإنه ينبغي احترامه بعد موته وعدم الإساءة إليه فيستحب رفع القبر قدر شبر ويكره فوقه ولا يزاد على ترابه لقوله ? لعلي رضي الله عنه في الحديث عَنْ أَبِى الْهَيَّاجِ الأَسَدِىِّ قَالَ: قَالَ : لِى عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ أَلاَّ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِى عَلَيْهِ رَسُولُ? (أَنْ لاَ تَدَعَ تِمْثَالاً إِلاَّ طَمَسْتَهُ وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَه)ُ346 ويوضع عليه حصباء تحفظ ترابه ولا يجوز الجلوس على القبر ولا التخلي عليه أو استطراقه وكل ما يسيء إلى صاحبه ، كما أنه لا يجوز تعظيم القبور وأهلها ومن ذلك إسراجها وتجصيصها والبناء عليها واتخاذها مسجدا بل يجب هد البناء ، كما لا يجوز تبخيره ولا الصلاة عنده ولا الاستشفاء بترابه ، ولا طلب الشفاعة منه مهما كان صاحبه .
9- زيارة القبور : ولا يجوز شد الرحال لزيارة القبور لقوله? - " لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ : الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وَمَسْجِدِ الأَقْصَى "347 وتسن زيارة القبور بلا سفر للرجال ولا يجوز للنساء لقول ابن عباس رضي الله عنهما قال( لعن رسول الله? زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج)348 .
10- التعزية : يستحب تعزية المصاب بالميت ويكره الجلوس لها والسرادقات وغيره من البدع ولا يتعين ما يقوله المعزي من الدعاء بل يحثه على الصبر ويعده بالأجر ويدعو للميت ويقول المصاب اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها ) 349ويكره النعي على الميت والبكاء وتحرم النياحة وإظهار الجزع.
{الرسالة الثالثة الزكاة}
1- الأصل فيها :
أ- القرآن الكريم : قال تعالى ( (((((((((((( ((((((((((( (((((((((( ((((((((((( (350(1/73)
ب- السنة : قال ? لمعاذ رضي الله عنه لما بعثه إلى اليمن:" فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً في أَمْوَالِهِمْ ، تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ " .351
ج- إجماع المسلمين في جميع العصور على وجوبها وقتال مانعها.
2- حكمة مشروعيتها : الزكاة مع كونها فريضة من فرائض الدين الإسلامي يجب أداؤها عن طواعية وطيب نفس فإنها زكاة للنفس وطهارة للمال وتدريب على معاني البذل والتغلب على البخل .
3- حكم الزكاة :الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام وهي فريضة من الفرائض التي فرضها الله على عباده .
4- آدابها : لدفع الزكاة آداب يشرع ملاحظتها عند دفعها منها ما يلي :
1- إخراجها على وجه القربة والطاعة.
2- الإسرار بإخراجها ليكون أبعد عن الرياء والسمعة .
3- عدم اتباعها بالمن والأذى قال تعالى ( ((((((((((( ((((((((( (((((((((( (( ((((((((((( (((((((((((( ((((((((((( (((((((((( (352
4- أن يختار من ماله لإخراج الزكاة أجوده وأحبه إليه .
5- أن يبدأ بأقاربه وذوي رحمه ممن لا تجب عليه نفقتهم .
6- ألا يتوقى بها ماله بحيث ينفقها على من تجب عليه نفقتهم من أهله وذويه
5-الأموال التي تجب فيها الزكاة : تجب الزكاة في الأموال التالية :
أ- بهيمة الأنعام ، الإبل ، البقر ، الغنم.
ب- الخارج من الأرض : كالحبوب والثمار .
ج- النقدين :الذهب ، والفضة.
د-عروض التجارة .
6- شروط وجوب الزكاة في هذه الأصناف : تجب إذا توافرت الشروط التالية : الإسلام -الحرية - ملك نصاب -تمام الملك - مضي الحول.
7- زكاة بهيمة الأنعام :(1/74)
أن تربى من أجل الحصول على ألبانها أو أولادها أو لتسمينها ، أما إن اتخذت للعمل عليها في الحرث مثلاً ، فلا زكاة فيها .* لا تجب إلا في السائمة وهي التي ترعى أكثر الحول ولو اشترى لها علفا أو جمعه لها فلا زكاة فيها.* وأن تبلغ النصاب.{أما بهيمة الأنعام إذا أعدت للتجارة فأنها تزكى باعتبارها عروض تجارة ولو كانت تعلف }.
النصاب في زكاة الإبل :
91-120
76-90
61-75
46-60
36-45
25-35
20-24
15-19
10-14
5-9
1-4
العدد
حقتان
بنتا لبون
جذعة
حقة
بنت لبون
بنت مخاض
أربع شياه
ثلاث شياه
شاتان
شاة
لا زكاة فيها
زكاة
بنت مخاض: ماتم لها سنة،وبنت اللبون: ماتم لها سنتان،والحقة:مالها ثلاث،والجذعة: مالها أربع سنين،فإذا زادت: ففي(خمسين)حقة،وفي(أربعين)بنت لبون.
النصاب في البقر وما يجب فيه:
120-فأكثر
110-119
100-109
90-99
80-89
70-79
60-69
40-59
30-39
1-29
العدد
ثلاث مسنات
مسنتان وتبيع
مسنة وتبيع
ثلاث أتبعة
مسنتان
مسنة وتبيع
تبيعان
مسن أو مسنة
تبيع أو تبيعة
لا زكاة
زكاته
تبيع أو تبيعة : قد تم لكل منهما سنة، مسن أو مسنة : قد تم لكل منهما سنتان .فإذا كانت ( مائة وعشرين وأكثر):وجب في كل ثلاثين تبيع، وفي كل أربعين مسنة.
10- النصاب في الغنم وما يجب فيه :
800-899
700-799
600-699
500-599
400-499
201-399
121-200
40-120
1-39
العدد
ثمان شياه
سبع سياه
ست شياه
خمس شياه
أربع شياه
ثلاث شياه
شاتان
شاة
لا زكاة
زكاته
الشاة : إن كانت من الضأن فما تم لها ستة أشهر ،وتسمى (جذعة)،ومن المعز فما تم لها سنة وتسمى (ثني)،فإذا زادت على (مائتين)واحدة:ففي كل مئة شاة واحدة.ولا يؤخذ من زكاة الغنم : تيس،ولا هرمة،ولا ذات عور،ولا التي تربي ولدها ولا الحامل ولا القيمة.
11- زكاة الخارج من الأرض :
تجب الزكاة في كل مكيل مدخر من قوت وغيره بشرطين :(1/75)
1- بلوغ النصاب : وهو خمسة أوسق والوسق ستون صاعا أي أن كل وسق يساوي ( مائة وأربعة وثلاثون كيلو وسبعمائة جرام 700ر134 كيلو جرام) وبالمقاييس المعاصرة 612 كيلو جرام.
2-أن يكون النصاب مملوكا له وقت الوجوب فلا تجب فيما يكتسب باللقاط أو يوهب له .
المقدار الواجب في الحبوب والثمار353:
النوع الأول :ويجب العشر فيما سقي بلا مؤنة.
النوع الثاني : 354ونصف العشر فيما سقي بمؤنة355.
النوع الثالث : ثلاثة أرباع العشر فيما سقي بمؤنة وغيرها356.
فإن تفاوتا فبأكثرهما نفعا ومع الجهل العشر ويجب إخراج زكاة الحب مصفى ولا يصح للمسلم شراء زكاته ولا صدقته فإن رجعت إليه بإرث جاز .
12- زكاة النقدين الذهب والفضة:
تجب الزكاة بشرطين :
* أن يبلغ النصاب. *مضي سنة كاملة .
1- نصاب الذهب عشرون مثقالا 20 مثقالا = 85 جراما من الذهب عيار24 ما يعادل 521ر2 جراماً * 97 جراما من الذهب عيار 21 ما يعادل 524ر2 جراماً *113 جراما من الذهب عيار 18 أي ما يعادل 528ر2 جراماً أي المقدار 5ر2%=1/40
2- نصاب الفضة مائتا درهم (أي ستة وخمسون ريالا سعوديا)56 ريال = (595 جراما من الفضة) وفي ذلك ربع العشر 1/2 2% ما يعادل 578ر14 جراماً ويضم أحدهما إلى الأخر في تكميل النصاب .
ولا زكاة في حلي مباح ، فإن أعد للتجارة ففيه الزكاة.
13- زكاة عروض التجارة357:
تجب في عروض التجارة إذا بلغت قيمتها نصاب الذهب ، أو الفضة وفيه ربع العشر 5ر2% ، إذا كانت للتجارة ، وزكاتها تخرج من القيمة ، ولا زكاة فيما أعد للكراء من عقار وحيوان وغيرهما وإنما الزكاة في الأجرة كنقد إذا حال عليه الحول .
14- زكاة الفطر:(1/76)
زكاة الفطر شرعت طهرة للصائم من اللغو والرفث ، وللتوسعة على الفقراء ، وإدخال السرور على المحتاجين أيام العيد ، وترويضا للأمة على معاني البذل ورعاية حقوق المحتاجين وهي فرض عين على كل مسلم إذا فضل عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته وهي صاع (أي كيلوان ومائتان وخمسة وأربعون جراما) يخرجها عنه وعن من يعوله من المسلمين ، ولا تلزمه عن الأجير فإن لم يجد ما يخرجه عن الجميع بدأ بنفسه ثم زوجته ثم رقيقه ثم ولده ثم أمهم أبيه ثم الأقرب فالأقرب .
1- وقت إخراج الزكاة :
الأفضل إخراجها يوم العيد قبل الصلاة ويجوز تقديمها قبل العيد بيوم أو يومين ، ولا يجوز تأخيرها عن يوم الفطر فإن أخرها أثم .
2- والواجب صاع كما تقدم من تمر أو بر أو شعير أو أقط أو ذرة أو أرز أبيض أو ما يقوم مقامها من قوت البلد والدليل قول ابن عمر رضي الله عنهما " قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة "358.ويجوز أن يعطى الجماعة ما يلزم الواحد وأن يعطى الواحد ما يلزم الجماعة .
14 - إخراج الزكاة :
تجب النية عند إحراج الزكاة لقول النبي ? ( إنما الأعمال بالنيات ) 359 وإذا كان الحول وجب وجب إخراج الزكاة على الفور لقوله تعالى ( ( (((((((((((( ((((((((((( (((((((((( ((((((((((( (360 ولا يجوز تأخيرها عن وقت وجوبها مع إمكانه إلا لزمن يسير لحضور جار ، أو قريب مستحق لها .
15- أهل الزكاة :
فرض الله الزكاة وبين رسول الله ? مقدارها وتولى الله بيان أهلها وهم ثمانية لا يجوز صرفها لغيرهم وهم :(1/77)
1- الفقراء3612- المساكين3623- العاملون عليها كالجباة363 4- المؤلفة قلوبهم364 5-الرقاب:وهم المكاتبون 365 6- الغارمون366 7- في سبيل الله 3678- ابن السبيل368.والدليل على ذلك قوله تعالى : ( ( ((((((( (((((((((((( (((((((((((((( (((((((((((((((( (((((((((((((((( ((((((((( (((((((((((((((( ((((((((((( ((((( ((((((((((( (((((((((((((((( ((((( ((((((( (((( ((((((( (((((((((( ( ((((((((( ((((( (((( ( (((((( ((((((( ((((((( (((( (369 وإن ادعى الفقر من لا يعرف بالغنى قبل قوله ، وإن كان قويا وعرف له كسب لم يجز إعطاؤه ، وإن لم يعرف له كسب أعطي بعد إخباره أنه ل احظ فيها لغني ولا لقوي يكتسب وصدقة التطوع مسنونة في كل وقت وأفضلها في رمضان وأوقات الحاجة وفي القربى لفعله ? وقوله تعالى ( (((( ((((((((( ((( (((((( ((( (((((((((( (((( (((((((( ((( (((((((((( (((( (((( (((((((((( ((( (((((((((( (((( (370 .
{الرسالة الرابعة الصوم :}
1- الأصل فيه :
أ- القرآن الكريم : قال تعالى ( ((((((((((( ((((((((( (((((((((( (((((( (((((((((( ((((((((((( ((((( ((((( ((((((((( ((((( (371 .
ب- السنة قال? ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام لمن استطاع إليه سبيلا ) 372
ج- إجماع المسلمين في جميع العصور على وجوبه .
2- من حكمة مشروعيته :
الصوم مع كونه عبادة واجبة ، فلأن فيه حكما عظيمة ودروسا بالغة ، قد يدرك الإنسان بعضها ويخفي عليه الكثير ، كما في غيره من الأحكام التي شرعها الله لعباده ،ففيها التدريب على الصبر والخشونة.وتقوية الإرادة ، وضبط النفس، واختباره في إخلاصه وهو إلى جانب هذا يهذب النفس ويشعرها بمرارة الحرمان وشدة وطأة الجوع والعطش لترق جوانب نفسه ويشعر بحياة الفقراء والمحتاجين فيسارع إلى مساعدتهم على متاعب الحياة .(1/78)
3- حكم صوم رمضان :
واجبا على كل مسلم ومسلمة وركن من أركان الإسلام الخمسة.
4- متي يجب صومه :
يجب صوم شهر رمضان برؤية هلاله أو إكمال شعبان ثلاثين يوما ،ويستحب التطلع إلى الهلال ليلة الثلاثين من شعبان ، إذ أن الشهور العربية منها مايكون تسعة وعشرين يوما ، ومنها ما يكون ثلاثين يوما ، ويقبل في رؤية هلال رمضان قول واحد عدل ، وإن ردت شهادته لزمه الصوم وحده ولا يفطر إلا مع الناس لقوله ? (الفطر يوم يفطر الناس)373 ولا يقبل في الفطر إلا شهادة عدلين .
5- من يجوز له الفطر في رمضان :
ومن سماحة الإسلام ويسر تشريعة أن فرض الصيام وأباح الفطر في الأحوال الآتية :
1- المسافر .
2- الحائض والنفساء : لا يجوز لهما الصوم ويقضيانه .
3- الحامل والمرضع : إذا خافتا على نفسيهما وولديهما أبيح لهما الفطر وعليهما القضاء فإن خافتا على وولديهما فقط قضتا وأطعمتا عن كل يوم مسكينا .
4- المريض : إذا خاف ضررا كره صومه .
5- من عجز عن الصوم : لكبر أو مرض لا يرجى برؤه أفطر وأطعم عن كل يوم مسكينا . ولا يصح الصوم الواجب إلا بنية من الليل ، ويصح صوم النفل بنية من النهار قبل الزوال وبعده ما لم يتناول مفطرا قبله .
6- آداب الصوم :
والصوم إمساك عن الطعام والشراب من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس ، وله آداب ينبغي مراعاتها ، فإذا صام صامت جوارحه ولسانه وبصره عن كل إثم .وإذا كان اجتناب الغيبة والنميمة والكذب والفحش في القول واجب في كل وقت فإنه يتأكد في الصوم على وجه الخصوص ويستحب تأخير السحور وتعجيل الفطور ، كما يندب إلى الجود والبذل والصدقة اقتداء بالرسول ? وكذا الإكثار من قراءة القرآن وكثرة العبادات في شهر الصوم.
7- مفسدات الصوم :(1/79)
على الصائم اجتناب كل ما يعرض صومه للنقص والخلل أو يفسده ، ومفسداته كثيرة منها :أ- الأكل. ب- الشرب. ج-الاستنشاق بدهن أو غيره إذا دخل 'إلى حلقه .د- الاحتفال وإدخال ما يتغذى به الجسم ولو عن طريق غير الفم والأنف .و- الاستقاء مع القيْ - من حجم غيره أو حجمه آخر في نهار رمضان عامدا فسد صومه ، ومن فعله ناسيا فلا شيء عليه .
8- صوم التطوع :
وأفضل صيام التطوع صوم يوم وإفطار يوم ، وهو صيام نبي الله داود والدليل قوله? "أحب الصلاة إلى الله صلاة داود وأحب الصيام إلى الله صيام داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ويصوم يوما ويفطر يوما374 . و يتأكد الصوم في الأيام الفاضلة سواء كانت تتكرر في السنة أو في الشهر أو في الأسبوع فالذي يتكرر في السنة:
1- ستة أيام من شوال375 2- صوم يوم عرفة376 3- صيام يوم عاشوراء. 4- صيام يوم عاشوراء. 5- صيام المحرم ,وأفضلها التاسع والعاشر .
يتكرر في الشهر :كأيام البيض(الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر )377.
يتكرر في الأسبوع : يوم الخميس والاثنين .ويحرم صوم العيدين ويكره الوصال وصوم الدهر كله ، ويكره تقدم رمضان بيوم أو يومين ، وإفراد رجب بالصوم وكل حديث في فضل صوم رجب والصلاة فيه مكذوب ، وكل ما ذكر في يوم عاشوراء من الأعمال غير الصيام فلا أصل له بل هو بدعة .
9- ليلة القدر : وفي شهر رمضان ليلة عظيمة الشان عند الله يرجى فيها إجابة الدعاء وهي ليلة عظيمة الشان عند الله يرجى فيها إجابة الدعاء وهي ليلة القدر ، قال تعالى :( (((((((( (((((((((( (((((( ((((( (((((( (((((( ((( (378 وسميت ليلة القدر لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة وهي مختصة بالعشر الأواخر وليالي الوتر أكدها وأرجاها ليلة سبع وعشرين.
{الرسالة الخامسة الحج والعمرة }:
1- الأصل فيه :(1/80)
أ- قوله تعالى :( ( (((( ((((( (((((((( (((( (((((((((( (((( ((((((((((( (((((((( ((((((( ( ((((( (((((( (((((( (((( (((((( (((( (((((((((((((( (((( (379 .
ب- قول الرسول ? ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت)380 .
ج-إجماع المسلمين على وجوب الحج على القادر.
2- من حكمة المشروعية : في الخروج إلى الحج تتجلى صفة التجرد لله والخروج في سبيله وترك الأهل والولد والمال ، وفي هذا الاجتماع الكبير يلتقي حجاج بيت الله في البلد الأمين الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا على توحيد الله وقصده ، والضراعة إليه يجتمع المسلمون فيه من فجاج الأرض وأصقاع الدنيا يتعارفون ويقف بعضهم على حال الآخر ويتعاونون على البر والتقوى ويجدون روابط الإيمان وعقد التوحيد ويشهدون منافع لهم ويذكرون الله في أيام عظيمة محيين ملة أبيهم إبراهيم ، ومقتفين سنة نبيهم محمد ? ويسيرون على نهج أسلافهم الأوائل ،ويعودون إلى أهلهم بالخير والثواب .
3- حكم الحج والعمرة : ويجب الحج والعمرة مرة في العمر على المسلم والمسلمة بشروط خمس 1- الإسلام2-العقل 3- البلوغ 4- الحرية .
5- الاستطاعة :وهي ملك الزاد والراحلة وأمن الطريق. ويشترط في وجوبهما على المرأة زيادة على هذه الشروط وجود محرمها ، وهو زوجها أو من تحرم عليه على التأبيد .
4- من آداب الحج :
وينبغي لمن أراد الحج التوبة إلى الله ، ورد المظالم وقضاء الدين وإعادة الودائع واختيار النفقة من المال الطيب الحلال ، وتأمين حاجة من يعول حتى يعود إليه وأن يتحلى بمحاسن الأخلاق وأفضل العادات ، ويجتنب الفحش في القول والرفث والخصام ، وأن يتأمل في جميع أعمال الحج وما فيها من المعاني العظيمة :كالتجرد والاستعداد والوقوف بين يدي الله ، ووجوب محاربة الشيطان وإخلاص العمل لله .
5- صفة الحج والعمرة :(1/81)
هي أن يحرم من الميقات بعد التطهير عقب صلاة مكتوبة أو نفل ويعين ما يريد الدخول فيه من نسك : كالتمتع والقران والإفراد ، ومن قصد التمتع قال : لبيك عمرة متمتعا بها إلى الحج ، وفي القرآن لبيك عمرة وحجا ، وفي الإفراد لبيك حجا ثم يلبي كلما صعدا جبلا أو هبط واديا ، وتكون تلبية المرأة بصوت منخفض لا يسمعها الأجانب ، وندخل مكة من أعلاها فإذا وصلت المرأة المسجد الحرام استحب الدخول من باب السلام ، ثم يطوف المتمتع للعمرة ، والقارن والمفرد للقدوم ، سبعة أشواط تبدأ من الحجر الأسود وينتهي به ، وتجعل الكعبة عن اليسار ، ثم نصلى ركعتين خلف مقام إبراهيم ، ثم يخرج المتمتع من باب الصفا فنسعى سعي العمرة مبتدأ بالصفا منتهيا بالمروة ذهابا شوط والرجوع شوط ، يفعل ذلك سبع مرات ثم تقصر المرأة قدر أنملة والرجل يحلق أو يقصر ثم يحل حتى وقت الحج .(1/82)
أما القارن والمفرد فيبقيان على إحرامهما حتى انتهاء أعمال الحج . فإن كان يوم التروية وهو الثامن من ذي الحجة أحرم المتمتع بالحج من المنزل . وكذا أهل مكة وبيت بمنى ، فإذا طلعت شمس يوم التاسع من ذي الحجة توجه الحجيج إلى عرفة وكلها موقف إلا بطن عرنة ويصلى الظهر والعصر جمع تقديم ويكثر من الدعاء والإلحاح في سؤال الله تعالى والعفو والمغفرة مستقبل القبلة ، ثم ينصرف الناس بعد الغروب إلى مزدلفة ويجمع المغرب والعشاء ثم المبيت إلى الفجر وممكن النزول بعد منتصف الليل للضعفاء والمرضى ويؤخذ الحصى من مزدلفة أو منى والوقوف عند المشعر الحرام بعد صلاة الصبح ونكثر من الدعاء ثم الإنصراف إلى منى وترمى جمرة العقبة بسبع حصيات ، ثم يذبح المتمتع والقارن ، وليس على المفرد فدية ، ثم الحلق أو التقصير، ثم النزول إلى مكة لطواف الإفاضة ثم السعي وبذلك يكون قد حل كل شىْ ثم العودة إلى منى للمبيت ليالي التشريق وترمى الجمرات الثلاث بعد الزوال بداية جمرة العقبة الأولى التي تلي مسجد الحيف ، ثم الوسطى ثم جمرة العقبة . وهكذا اليوم الثاني والثالث إذ لم يتعجل وقبل المغادرة من مكة طواف الوداع .
6- المواقيت :
من أراد الحج وجب عليه أن يحرم من الميقات ف] أشهر الحج وهي : شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة وتسمى المواقيت الزمنية .
أما المواقيت المكانية وهي :
الحليفة "أبيار علي":ميقات أهل المدينة.
الجحفة : ميقات أهل مصر والشام.
قرن المنازل : لأهل نجد.
ذات عرق : لأهل المشرق.
يلملم : لأهل اليمن .(1/83)
وهذه المواقيت لأهلها ولمن مر عليها من غيرهم ، ومن منزله دون الميقات فيحرم من منزله كأهل مكة يحرمون من مكة إلا العمرة فمن الحل (التنعيم)، ومن لم يكن طريقه على ميقات فإذا حاذى أقرب المواقيت إليه أحرم والدليل حديث ابن عباس رضي الله عنهما : قال وقت رسول الله? لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام الجحفة ولأهل نجد قرن المنازل ولأهل اليمن يلملم فهن لهن ولمن أتي عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة فمن كان دونهن فمهله من أهله وكذاك وكذاك حتى أهل مكة يهلون منها)381 .
7- الإحرام :
يحرم من أراد النسك من الميقات ، ويستحب له أن يغتسل ويلبس إزاراً ورداء أبيضين ويلبس الإحرام عقب صلاة فرض أو نفل .
والمرأة تحرم في ثيابها متجنبة ثياب الزينة ، ويستحب النطق بما أحرمت به من النسك الثلاثة ، وهي التمتع والقران والإفراد ، والمحرم مخير بين أنواع النسك الثلاثة وأفضلها التمتع ثم الإفراد ثم القران ،ويسن ابتداء التلبية عقب الإحرام (لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك ).
8- محظورا الإحرام :
حلق الشعر - عقد النكاح -تقليم الأظافر - لبس المخيط والخفين لغير المرأة - مس الطيب - قتل صيد البر واصطياده .
فمن حلق ثلاث شعرات أو قلم ثلاثة أظفار بلا عذر فعليه فدية ، فأن تدهن بطيب أو شمه قصدا فدى ،ومن أتلف صيداً أو تلف في يده فعليه جزاؤه ، وفي تغطية الرأس للرجل الفدية ، وكذا لبس المخيط والخفين لغير حاجة ، ويحرم عقد النكاح ولا يصح ولا فدية فيه .
{الفدية :}
الفدية على ثلاثة أقسام :
1- يخير فيه بين صيام ثلاثة أيام أو إطعام ستة مساكين أو ذبح شاة ، وذلك في حلق شعر ، أو تقليم أظفار ، أو تغطية الرأس ، أو لبس المخيط ، أو مس الطيب
أما جزاء الصيد فيخير فيه بين المثل ، فمن قتل غزالا فعليه عنز وهكذا ، أو تقوم عليه بدراهم يشتري بها طعاما للمساكين أو يصوم عن كل مد يوما .(1/84)
2- دم المتعة والقران فيجب فيه الفدى ، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله .
3- الدماء الواجبة لفوات الحج أو ترك واجب : كترك الإحرام من الميقات ، أو عدم الوقوف بعرفة إلى الليل والدم : شاة أو سبع بدنة أو سبع بقرة ،وتسقط بنسيان فدية لبس وطيب وتغطية رأس فقط .
9- أركان الحج:
أركان الحج أربعة :
1- الإحرام. 2- الوقوف بعرفة.
3-طواف الإفاضة(الزيارة). 4- السعي.
واجبات الحج :
1- الإحرام من الميقات المعتبر له.
2- الوقوف بعرفة إلى غروب الشمس
3- المبيت بمزدلفة إلى نصف الليل .
4- المبيت بمنى 5- رمي الجمار
6- الحلق أو التقصير 7- طواف الوداع
10- أركان العمرة :
أركان العمرة ثلاثة :
1- الإحرام. 2- الطواف.
3- السعى.
وواجابتها :
1- الحلق أو التقصير
2- الإحرام من الميقات .
ومن ترك ركناً من أركان الحج أو العمرة لم يتم حجه أو عمرته ومن ترك واجباً فعليه دم ، ومن ترك سنة فلا شيء عليه .
الجزء الثالث الحديث
{الحديثُ الأول} الإيمانُ والاستِقامةُ
عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِىِّ382 قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْ لِى في الإِسْلاَمِ قَوْلاً383 لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ384 . قَالَ: " قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ فَاسْتَقِمْ385 " . 386
المعنى الإجمالي :
يروي لنا سفيان في هذا الحديث الشريف أنه طلب من النبي ? أن يدله على أمر جامع في الإسلام ينتفع به في دينه ودنياه فلا يحتاج بعد العلم به إلى سؤال أحد غيره فأخبره النبي ? بما هو عماد الدين من الإيمان بالله قولاً وفعلاً واعتقاداً والعمل بموجبه وأنه متى ثبت على ذلك فإنه يكفيه ولا يحتاج معه إلى مزيد.
ما يستفاد من الحديث :
1- حرص الصحابة على معرفة دينهم وما يقربهم إلى الله.
2- استحباب سؤال أهل العلم عما يخفى من أمور الدين .
3- أن الإيمان من أعلى مراتب الدين .
4- أنه لا يتم إيمان المرء إلا بالاستقامة عليه .(1/85)
{الحديث الثاني} إخلاصُ النيةِ أساسُ قبُولِ العملِ
عَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضيَ الله عَنْهُ - قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ? يَقُولُ : " إِنَّمَا الأَعْمَال387ُ بِالنِّيَّاتِ 388، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ389 إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا 390أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْه391ِ " . 392
التعريف بالراوي :
هو الخليفةُ الراشدُ عُمَرُ بنُ الخطابِ بن نُفيل العدوي رضي الله عنه ، يُكنى بأبي حفص أسلمَ قبلَ الهجرةِ النبوية ، وَوَلي الخلافةَ بعدَ أبي بكر رضيَ اللهُ عنه وكانت خلافته عشرَ سنواتٍ ونصْفاً ، ويسمّى الفاروق لأن الله تعالى فَرَّق به بين الحق والباطل ، وهو أحد العشرةِ المبشرين بالجنة.
توفي مقتولاً سنةَ ثلاث وعشرينَ مِنَ الهجرةِ ، وعمره ثلاثٌ وستونَ سنةً ودفن في الحجرةِ النبويَّة بجوارِ النبي ? وأبي بكرٍ رضيَ اللهُ عنه .
إرشادات الحديث:
1- الإخلاص في النية شرط لقبول الأعمال عند الله سُبحانه وتعالى.
2- إذا نوى الإنسان بعمله الأجر والثواب فإن الله تعالى يُعطيه ذلك بحسن نيته.
3- على المسلم أن يحرص على تحسين نيته في كل عمل يقوم به لتصبح أعماله عبادة لله تعالى .
4- إذا صلحت النية صلح العمل ، وإذا فسدت النية فسد العمل .
5- الهجرة إلى الله من أفضل الأعمال .
{الحديثُ الثالث} أركانُ الإسلامِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رَضي الله عَنْهُما -قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ? " بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْس393ٍ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ و َإِقَامِ الصَّلاَةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَحَجِّ الْبَيْتِ ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ "394 .
التعريف بالراوي :(1/86)
هو الصحابي الجليل عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما- وُلد بعد بعثة النبي ? ، وشارك في أكثر الغزوات ، وهو من المكثرين لرواية الحديث عن النبي ? ومن الحريصين على إتِّباع النبي ? في جميع الأمور ، تُوفي سنة ثلاثٍ وسبعينَ من الهجرةِ النبويةِ في الطائف .
إرشاداتُ الْحَدِيثِ :
1- للإسلام أركانٌ يقومُ عليهَا كمَا أنَّ للبيت أركاناُ يعتمدُ عليهَا.
2- أساسُ هذه الأركان : شهادةُ أن لا إله إلا اللهُ وأنَّ مُحمداً رَسُولُ اللهِ فلا يصحُّ إسلامُ الشخص إلا بالنطق بها والعمل بمَا دلَّتْ عليْه .
3- مما تدلُّ عليه شهادةُ أنَ لا إله إلا اللهُ :توحيدُ الله وعبادتُهُ وعدمُ الإشراكِ بهِ
4- الصلاةُ هي الركنُ الثاني منْ أركانِ الإسلامِ ، فهيَ أهمُّ العباداتِ العمليةِ ، ولا يصحُّ إسلامُ الشخصِ إلا بهَا .
5- الزكاةُ هيَ الركنُ الثالثُ من أركان الإسلامِ .
6- يجبُ صيام شهر رمضانَ على كُلِّ مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ ، ويستحبُّ لمنَ لمْ يبلغْ .
7- الحجُّ هوَ الركنُ الخامسُ من أركانِ الإسلامِ ، يجب على المسلمِ المستطعِ مرةً في العُمُرِ.
{الحديثُ الرابع} عِنايةُ الإسلامِ بالمساجِدِ
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَجُلاً أَسْوَدَ - أَوِ امْرَأَةً سَوْدَاءَ - كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ395 ، فَمَاتَ ، فَسَأَلَ النَّبِىُّ ? عَنْهُ ؟ فَقَالُوا : مَاتَ . فَقَالَ :" أَفَلاَ كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِى بِهِ396 ، دُلُّونِى عَلَى قَبْرِهِ - أَوْ قَالَ- قَبْرِهَا - فَأَتَى قَبْرَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ"397 . 398
التعريف بالراوي :
هو الصحابي الجليل عبد الرحمن بن صخر الدوسي - رضي الله عنه - أسلم عام خيبر سنة سبع للهجرة ، ولازم رسول الله ? ملازمة شديدة ، وهو أكثر الصحابة رواية للحديث عن رسول الله ? وتوفى سنة سبعٍ وخمسينَ من الهجرةِ النبويةِ .
إرشادات الحديث :(1/87)
1- المسجد مكان للصلاة والعبادة وقراءة القران وحفظه وتعليم العلم وغير ذلك فيجب احترامه والعناية به.
2- من العناية بالمسجد المحافظة عليه فلا ترمى فيه الأوساخ والقمائم ، ولا يكتب على جدرانه .
3- تنظيم المسجد وترتيب المصاحف والفُرش من العناية بالمسجد.
4-دين الإسلام دين النظافة والطهارة كطهارة الثوب والبدن والمسجد ، والنظافة الباطنة كطهارة القلب من الحسد والحقد .
5-ينبغي الاحترام والتقدير لمن قام بعمل الخير كما فعل الرسول? مع منظف المسجد.
6-يسن لمن لم يصلي على الميت أن يُصلي عليه في قبره.
(الحديثُ الخامس) تحريمُ عُقُوقِ الوالدين
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ " مِنَ الْكَبَائِرِ399 شَتْمُ الرَّجُلِ وَالِدَيْهِ " . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ يَشْتِمُ 400الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ " نَعَمْ يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ "401 .
التعريف بالراوي :
هو الصحابي الجليل عَبدُ الله بنُ عَمْرو بنِ العاصِ بنِ وَائلٍ القرشيّ السَّهميّ - رضي الله عنه - أسْلمَ قبل أبيه عَمُرو بنِ العَاصِ- رضي الله عنه - واشْتركَ في أكْثرِ غَزَوات النَّبِّي ? ، وكَانَ مَشْهُوراُ بكَثْرة العبادة وروى كثيراُ من الأحاديثِ ،وتُوفي سنةَ خَمسٍ وستِّينَ مَنَ الهجرةِ النبوية .
إرشادات الحديث:
1-المعاصي والذنوب درجات متفاوتةٌ ، فمنها الذنوب الكبيرة العظيمة ومنها الذنوب الصغيرة .
2- تحريمُ السبِّ والشتْم واللعنِ وهو يُقعُ في الإثْم .
3- رَدُّ السب بسب مثله يُفوتُ الأجر وهو يُوقعُ في الإثْم .
4- من الذُّنُوبِ الكبيرةِ سبُّ الوالدينِ وشتمُهُما مباشرةً أو بالتسبب في ذلك .
5-تحريمُ عُقُوق الوالدينِ سواءً كان ذلك بالقولِ كالسَّبِّ والشتم ورفع الصوت عليهما ، أو كان بالفعل كالضرب وعدم تنفيذ أوامرِهما .(1/88)
6- يجبُ على المسلمِ أن يحرصَ على سلامةِ لسانهِ مِنْ كل لفظ سيءٍ وبذيء.
{الحديثُ السادس} من آدابِ الإسلامِ
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ402 قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ 403فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ404 "405 .
إرشاداتُ الحديثُ :
1- منْ مزايا هذا الدين حثُّ المسلمينَ على ما يُؤدي إلى المحَبةِ والأُخُوةِ بينهمْ.
2- للجار حقوق عظيمة منها :
*الإحسان إليه بالصدقة والهدية والقول الطيب .
*عدمُ إيذائه بالقول كالسب ، أو بالفعل كالإطلاع على بيته بدون إذنه وإيذاء أولاده ، أو غير ذلك .
3- منْ كمال الإيمان الإحسانُ إلى الجار وعدمُ إيذائه .
4- القيام بحقوق الجيران يقوي العلاقة الأخوية فيما بينهم .
5- للضيْف حُقُوقٌ منها إكرامُه بالقولِ بالترحيب به ، والفعل بإكرامه وتهيئة المكان المناسب له وإطعامه ما طاب من غير إسراف .
6- وجوبُ حفظِ اللسانِ باستعماله في قَوْل الخيرِ وتركِ قولِ الشَّرِّ.
{الحديثُ السابع} النهيُ عنِ المسألةِ
َ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ406 قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ? :" مَنْ سَأَلَ407 النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرًا408 فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا409 فَلْيَسْتَقِلَّ410 أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ " 411.
إرشادات الحديث :
1- تحريمُ سُؤال الناس أموالَهُمْ من غيرِ حاجةٍ.
2- جوازُ السؤال لحَاجَة كقضاء دَيْنِ ونحوه.
3- الأفضلُ للمسلم أنْ يترُكَ سُؤال الناسِ ولوْ كان مُحتاجاً ، فمنْ يستْغنِ يُغْنهِ اللهُ.
4- منْ صفات المسلم أنْ يكونَ عفيفاً بعيداً عن سؤال النَّاس412.
5- المسلمُ يعملُ ويكدُّ ليكسبَ رزقَهُ فيستعفَ عَنْ سؤالِ النَّاسِ.
{الحديثُ الثامن} فضلُ عِيادةِ المريضِ(1/89)
عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ? عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ? قَالَ " مَنْ عَادَ413 مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِى خُرْفَةِ الْجَنَّةِ " . قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا خُرْفَةُ414 الْجَنَّةِ قَالَ " جَنَاهَا "415 .
التعريف بالراوي :
هو الصَحابيُّ الجليلُ ثَوْبَانُ بنُ بُجْدُد يُكْنى بأبي عَبْدِ اللهِ مولى النبي ? سكنَ المدينةَ ، وبعدَ وفاتهِ ? انتقلَ إلى الشامِ بعدَ أنْ حضرَ فتحَ مصرَ ، تُوفيَ بحمْصٍ سنةَ أربْعٍ وخَمْسينَ مِنَ الهِجْرة .
إرشادات الحديث :
1- الصحةُ منْ أجلّ نعمِ اللهِ على عبادهِ ، وقدْ يَبْتَلي اللهُ بعضَ عبادهِ بالمرضِ.
2-منْ حقوقَ المريض على إخوانه المسلمين زيارتُه وتكرارُ ذلكَ .
3- في زيارة المريض أجرٌ وثوابٌ عندَ الله تعالى.
4-زيارةُ المريضِ تُخففُ منْ آلامهِ وتُدْخِلُ السرورَ على نفْسِهِ.
5- زيارةُ المريضِ تُذكرُ السليم المعافى بنعمةِ الله تعالى عليه .
6- منْ أسبابِ التآلف بينَ المسلمين وإشاعةِ المحبةِ بينهمْ التزاورُ فيما بينهمْ وبخاصةٍ زيارةُ المريض.
7- يُشرعُ لمنْ زارَ مريضاً أن يدعوَ لهُ ويقولَ:" لا بأس طَهُورٌ إنْ شاء اللهُ"416.
{الحديثُ التاسع} من سُننِ النومِ
عَنْ عَائِشَةَ: (أَنَّ النَّبِىَّ ? كَانَ إِذَا أَوَى417 إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ418 فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) وَ( قُلْ أَعُوذُ419 بِرَبِّ الْفَلَقِ 420) وَ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ) 421.
التعريف بالرواية :(1/90)
هي الصحابيةُ الجليلةُ أُمُّ المؤمنين عائشةُ بنتُ أبيِ بكر الصَّديق - رضي اللهُ عنهمَا - زوجةُ الرسُول ? ، اشْتُهرَتْ بعلمها وفقْهها ، وروَتْ كثيراً مِنَ الأحاديثِ ، تُوفِّيَتْ سنة شَبْعٍ وخمْسينَ من الهجْرةِ.
إرشادات الحديث :
1- منْ رحمةِ اللهِ بعبادهِ أنْ شرعَ لهمْ هذهِ الأذكارَ عندَ النومِ.
2-علَى المسلمِ أنْ يكونَ قويَّ الصلةِ باللهِ تعالَى في كلِّ أحوالهِ.
3-يُسنُّ للمسلم ِ أنْ يحافظَ علىَ هذهِ الأذكارِ عندَ النومَ ليحصلَ علَى فوائدَ كثيرة منها : قوة الصلةِ بالله ، حِفظُ اللهِ لهُ ، حُصُولُ الأجرِ منَ اللهِ سبحانهُ وتعالَى .
4- للنومِ سُننٌ كثيرةٌ422 منهَا :النومُ علَى طهارةٍ ، النومُ على الجانب الأيمنِ، ووضعُ اليدِ اليُمنىَ تحتَ خدِّهِ الأيمنِ وقولُ : (اللهم باسمك أحيا وأموت وإذا استيقظ قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور )423 ، قراءةُ آيةِ الكُرْسيِّ ، قراءةُ سورةِ الإخلاصِ والمُعَوِّذتينِ معَ النفثِ في يديهِ مُاسحاً ما استطاعَ منْ جَسدِهِ يَفعَلُ ذلكَ ثلاثَ مراتٍ.
{الحديثُ العاشر } التحذيرُ مِن الغضبِ
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ424 - رضى الله عنه - أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِىِّ ?: أَوْصِنِى . قَالَ : "لاَ تَغْضَبْ 425" . فَرَدَّدَ مِرَاراً ، قَالَ :" لاَ تَغْضَبْ "426 .
إرشاداتُ الحديث :
1- دلَّ الحديثُ على حرص الصحابة رضي الله عنهم على وصايا الرسول?.
2- نهًى الرسولُ ? عن الغضب لأنه من الشيطان وله نتائج ضارة.
3- حذرَ الرسول? من الغضب فعلى المسلم أن يتجنبهُ ويتجنب أسبابه .
4-ضد الغضب ، الحلمُ فهما من الصفات الحميدةِ التي ينبغي أن يتصف بهما المسلمُ.
5- يُشرعُ لمنَ غضِبَ أن يفعل ما يأتي :الاستعاذةُ من الشيطان-الوضوء-ذِكْر الله عز وجل-تغير الحالة التي هو عليها .
{الحديث الحادي عشر } التحذيرُ مِن الكبرِ(1/91)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِىِّ ? قَالَ :" لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْر427ٍ " . قَالَ رَجُلٌ : إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً . قَالَ?: " إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ428 وَغَمْطُ النَّاس429ِ "430
التعريفُ بالراوي :
هو الصحابيُّ الجليلُ عبدُ الله بنُ مسعود بن غافل الهُذَليُّ ، من الذين أسلموا في بداية البعثة ، ومن كبار عَلماء الصحَابةَ ، وممن اشتُهرَ بالفقه ، شهد فتوح الشام وبعثه عمر إلى الكوفة ليعلمهم أمور دينهم ثم جَعَلَهُ عثمان أميراً عليها ،توفي سنة اثنتين وثلاثين بالمدينة النبوية .
إرشادات الحديث :
1- تحريمُ الكبر والتعالي على الناس واحتقارهم .
2- الإسلامُ دينُ النظافةِ فيجب أن يكون المسلمُ نظيفاً في ثوبه وفي بدنه ، وفي جميع أدواته .
3- يجب على المسلم تطهيرُ قلبهِ من كلَّ حقدٍ وحسدٍ وكبرٍ واستهزاءٍ بالآخرين ليكون نظيفاً في الظاهر والباطن.
4- يجب على المسلم أن يحترمَ الآخرينَ ويقدَّرَهم فيحترم الكبيرَ ويعطف على الصغير ويحب لهم ما يحب لنفسه.
5- يجب على المسلم قبولٌ الحقِّ لأنَّ رَدَّهُ من الكبر.
{الحديث الثاني عشر } كثرةُ طُرُقِ الخيرِ في الإسلامِ
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ431 - رضى الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: " كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ432 عَلَيْهِ صَدَقَةٌ433 كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ ، يَعْدِلُ بَيْنَ الاِثْنَيْنِ 434صَدَقَةٌ ، وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ ، فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا 435، أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ ، وَيُمِيطُ الأَذَى436 عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ " 437.
إرشادات الحديث :(1/92)
1- رحمةُ اللهِ بعباده حيثُ جعل الحصولَ على الحسناتِ سهلاُ وميسوراً.
2- وجوب شكرِ اللهِ تعالى على نِعَمهِ،ومنها نعمةُ الأعضاء والحواسِّ.
3- مساعدةُ الآخرينَ في الخير تدلُّ على شُكْرِ الله تعالى،ويُؤْجَرُ عليها المسلم.
4- وجوبُ الإصلاحِ بين الإخوان والزملاءِ المتخاصمينَ والمتقاطعينَ.
5- مما يؤجرُ عليه المسلمُ،و يُحبِّبُه للآخرين مخاطبتُهُم بالكلام الطيب.
6- كلُّ خُطوةٍ يخطوها المسلمُ إلى المسجد تزيدُ في حسناتهِ وتُكفرُ ذُنوبَهُ.
7- إزالةُ ما يؤذي الناسَ في الشوارع وغيرها سببٌ في زيادةِ الحسنات.
{الحديثُ الثالثَ عشر } التحْذيرُ مِن العَبَث بالنارِ
عَنْ أَبِى مُوسَى الأشْعَرِيِّ-رضيَ الله عَنْهُ - قَال:َ احْتَرَقَ بَيْتٌ عَلَى أَهْلِهِ بِالْمَدِينَةِ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا حُدِّثَ رَسُولُ اللَّهِ ? 438بِشَأْنِهِمْ قَالَ " إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِىَ عَدُوٌّ لَكُمْ فَإِذَا نِمْتُمْ ،فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ " 439.
التعريفُ بالراوي :
هو الصحابيُّ الجليلُ عبد ُالله بن قَيسٍ الأشعريُّ - رضي الله عنه - أسلم بمكة وهاجر إلى الحبشة، وتولى إمارة الكوفة في عَهْد عُمَرَ وعُثْمَانَ رضي الله عنهما وأقرأ أهلَ الكوفةِ القرآن وعلمهم الفقْهَ، وكاَن حسن الصوت بالقرآن. توفي سنة اثنتين وأربعينَ من الهجرة.
إرشادات الحديث :
1- حَرِصَ الإسلامُ على سلامة الناس في أجسادهم ومنازلهم كما حَرِصَ على سلامة عقيدَتِهمْ وأعمالِهمْ.
2- يجب أن يبتعدَ الإنسانُ عن كلِّ ما يسبب ضرراً على نفسه أو ضرراً على غيره.
3- على المسلم أن يتفقدَ منزَلة ُ قبل النومِ فيطفىء نار الغازِ والمدفأَةِ وغَيْرَهَا.
4- ينبغي للمسلم أن يتخذَ الوقاية مما يسبب الحريق مثل وضع طفاية حريق في البيت والسيارة.(1/93)
5- أشار الحديث إلى التحذير من العبث بالنار واللعبِ بها سواءً في البيت أو في الشارع أو غيرهما ، ويدخل في ذلك ما يسمى بالألعاب النارية التي تسبب أضراراً كثيرة.
{الحديث الرابع عشر } الرفقُ بالحيوانِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ440َ - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِىِّ ? قَالَ : " عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِى هِرَّةٍ441 ، سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ ، لاَ هِىَ أَطْعَمَتْهَا ،و سَقَتْهَا إِذْ حَبَسَتْهَا ، وَلاَ هِىَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْض442ِ ِ "443 .
المعنى الإجمالي:
الشريعة الإسلامية تدعو إلى الإحسان في كل شيء فمن ذلك الرفق والعناية بالحيوان وفي الحديث الشريف يخبرنا? بأن امرأة استوجبت دخول النار بسبب إهمالها لقطة عندها حيث حبستها فلم تقدم لها الطعام ولم تتركها تسعى للحصول على رزقها والأكل من حشرات الأرض.
ما يستفاد من الحديث :
1- النهي عن الإضرار بالحيوان .
2- أن التسبب في هلاك حيوان عمداً بمنعه من الطعام والشراب من أسباب دخول النار .
3- عناية الشريعة الإسلامية بالحيوانات والرفق بها .
{الحديثُ الخامسَ عَشَرَ} مِنْ آدابِ الأكْلِ
عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِى سَلَمَةَ444 - رَضيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: كُنْتُ غُلاَماً في حَجْر445ِ رَسُولِ اللَّهِ? وَكَانَتْ يَدِى تَطِيش446ُ فِى الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِى رَسُولُ الله ? :" يَا غُلاَمُ سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ " 447 .
المعنى الإجمالي :
الدين الإسلامي دين الخير والبركة بين للناس ما يحتاجون إليه في أمور دينهم ودنياهم وفي هذا الحديث يرشد النبي ? هذا الغلام الصغير إلى أدب الأكل والشرب .(1/94)
فينبغي للمسلم أن يلتزم هذه التعاليم الإسلامية الفاضلة بتطبيق ذلك على نفسه وتربية أولاده الصغار على هذا الأدب والخلق الفاضل لما في تناول الطعام والشراب باليمين من مخالفة للشيطان كما جاء في بعض الأحاديث : إن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله .
ما يستفاد من الحديث :
1- تواضع النبي ? ورفقه بالصغار .
2- وجوبا ذكر اسم الله عند الأكل وتناول الطعام باليمين .
3- الإرشاد إلى التزام الأدب في الأكل مما يلي الإنسان .
(الحديث السادس عشر) مِنْ آداب العُطَاسِ
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ448 - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ ? قَالَ : " إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ . فَإِذَا قَالَ لَهُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ - فَلْيَقُلْ : يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُم449ْ "450 .
إرشادات الحديث :
1- من مزايا ديِنِنا الحنيفِ أنْ شَرَعَ الارتباطَ بذكر الله في جميع الأحوالِ ومنها العُطَاسُ.
2- من السنُّنَّةِ للعاطسِ أنْ يحمدَ الله تعالى بعد عُطَاسِهِ فيقول:)الحَمْدُ للهِ).
3- إذا سمع الشخصُ من يَعْطِسُ ثم حَمِدَ الله تعالى فَلْيَدْعُ له بالرحمة فيقول :(يرحَمُكَ الله).
4- من السنةِ للعاطس إذا سمع من قال له : يرحمك الله أن يقول : يَهدِيكُمُ اللهُ وُيْصِلحُ بَالَكُم.
5- هذه الأدعيةُ تُورِثُ المحبة والتآلفَ بين المسلمين.
{الحديث السابع عشر } الترْغيبُ في الصدْقِ والتحْذيرُ مِنَ الْكذِبِ(1/95)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْن مَسْعُودٍ451- رَضيَ الله عَنْهُ - قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: " عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِى452 إِلَى الْبِرِّ 453،وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِى إِلَى الْجَنَّةِ ،وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى 454الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ455، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ ،وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا "456 .
إرشادات الحديث :
1- الصدقُ من الأسباب الموصلة إلى الخير والفضيلة، والكَذِبُ من الأسباب الموصلة إلى الشر والرذيلة.
2- المسلمُ الصادقُ في قوله محبوبٌ عند الله ، وعند الناس ويُوْدِي به فِعْلُهُ إلى الجنة.
3- الذي يكذب في قوله وفعله مُبْغَضٌ عند الله وعند الناس ويُوْدِي به فِعْلُهُ إلى النار.
4- الصدقُ ينجي صاحبهُ في الدنيا والآخرة ، والكذبُ يُقِعُ صاحبهُ في المهالك في الدنيا والآخرة.
5- على المسلم أن يَصْدُقَ في أقواله وأفعاله حتى يُصْبِحَ الصدقُ خُلُقاً له .
6- على المسلم أن يحذرَ من الكذب في أقواله وأفعاله حتى لا يُصْبِحَ الكذبُ طبعاً له.
{الحديث الثامن عشر } تَحْرِيمُ الغيبَةِ
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ -رضي َ الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ? قَالَ: " أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ ؟" . قَالُوا :اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ :" ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ " . قِيلَ أَفَرَأَيْتَ 457إِنْ كَانَ فِى أَخِي مَا أَقُولُ ؟ قَالَ: " إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّه458ُ "459
إرشادات الحديث :
1-وجوبُ احترامِ أعراض المسلمين.
2-يجب على المسلم أن يبتعدَ عن ذكر عُيوبِ الآخرين ولو كانت موجودةً فيهم.(1/96)
4- تحريمُ الغيبةِ والبُهْتان.
4- الغيبةُ والبهتانُ سببٌ في وجود الحقد والبغضاء والكراهية بين المسلمين.
5- على المسلم أن يذكرَ الناس بما يحب أن يذكروه بِه.
{الحديث التاسع عشر} فَضْلُ السلاَمِ والأمْرُ بإفْشائِهِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو460 - رضى الله عنهما - أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِىَّ ?: أَىُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ461 ؟ قَالَ :" تُطْعِمُ الطَّعَامَ ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ462 عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ " 463 .
إرشادات الحديث :
1- حرصُ الصحابة رضي الله عنهم على السؤال عما يقربهم إلى الله تعالى.
2- من أفضل الأعمال الصدقَةُ على الفقراء والمساكين وإطعامُهُم لأن فيه تعاوناً على الخير وَسدَّا لحاجتهم . ولأن ذلك يؤدي إلى المحبة بين المسلمين.
3-ينبغي لمن أقبل على أحد في مجلس أو في بيت أو شارع أو نحو ذلك أن يُسلمَ عليهم قائلاً : السلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
4- قولُ: السلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ هذا هو السلامُ الكاملُ وإن اقتصر على قوله : السلام عليكم . فهو كافٍ.
5- السلام تحيةُ المسلمينَ في الدنيا وفي الجنةِ فلا يجوز إبدالهَا بغيرها.
6- ينبغي للمسلم أن يُسَلِّمَ المسلمُ على من عرفه من الناس ومن لم يعرفْهُ.
7-السلامُ يورث المحبة والأخوة والألفةَ بين المسلمين ويُزيلُ الكراهيةَ والحِقْدَ من قلوبهم.
{الحديث العشرون} فَضْلُ الغَرْسِ والزرْعِ
عَنْ أَنَسٍ - رضى اللهُ عنْهُ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً ، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعاً ، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ464 إِلاَّ كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ465 "466.
التعريفُ بالراوي :(1/97)
هو الصحابي الجليل أبو حمزة أنس بنُ مالك الأنصاري الخزرجي- رضي الله عنه - قَدِمت به أمه أمَ سُليم إلى النبي ? وله عشر سنين فقالت يا رسول الله هذا أنس غلام يخدمك فقبله ودعا له فقال:( اللهم أكثر ماله وولده وأدخله الجنة)467 وآخر من مات من الصحابة في البصرة وذلك سنة ثلاثٍ وتسعين من الهجرة .
إرشادات الحديث :
1- حَثَّ الإسلامُ على غَرْسِ الأشجار والنخيل لأن فيها ثماراً وجمَالاً وظِلاً.
2- حُصول الأجر في الزراعة لاستفادة الإنسان والحيوان والطير منها.
3- ينبغي للمسلم أن يحافظ على الأشجار حتى يَحْصُلَ الانتفاعُ بها.
4-من العبث أن يقطع المسلمُ شجرةً تنفع الناس والحيوانَ.
5- على المسلم أن يحرصَ على كلِّ فعلٍ يَحْصُلُ منه الأجرُ ، وأن يبتعدَ عن كُلِّ فعلٍ يحصلُ منه الإثمُ.
{الحديث الحادي والعشرون } كُفْرُ تَارِكِ الصَّلاةِ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله - رضي الله عنهُما - قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِىَّ ? يَقُولُ: " إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاَةِ "468 .
التعريف بالراوي :
هو الصحابي الجليل جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري السلمي ، أبواه صحابيان من مشاهير الصحابة كان من حفاظ حديث الرسول ?وكان له حلقة في المسجد النبوي غزا مع الرسول ? تسع عشرة غزوة ولم يشهد بدراً ولا أحداً قال منعني أبي فلما قتل لم أتخلف ، وتوفى سنة ثمان وسبعين رضي الله عنه
إرشادات الحديث :
1- عظم أمر الصلاة فهي عمود الإسلام ، ولا يستقيم الدين بر صلاة .
2- الصلاة أهم أعمال الإنسان التي تقربه إلى ربه جل وعلا .
3- الصلاة هي الفارقة العملية بين الإسلام والكفر .
4- يجب على المسلم أن يحافظ على الصلاة ولا يقدم عليها أي عمل من الأعمال .
5- للصلاة فوائد كثيرة في الدنيا وأجر عظيم في الآخرة .
{الحديث الثاني والعشرون} فَضْلُ الذِّكْرِ(1/98)
عَنْ أَبِى مُوسَى الأشْعَرِيِّ - رضى الله عنه - قَالَ : قَالَ النَّبِىُّ ?: " مَثَلُ الَّذِى يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِى لاَ يَذْكُرُ مَثَلُ الْحَىِّ وَالْمَيِّتِ "469.
التعريف بالراوي :
هو الصحابي الجليل أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري ، أسلم بمكة وهاجر إلى الحبشة ، وتولى إمارة البصرة في عهد عمر رضي الله عنه والكوفة في عهد عثمان رضي الله عنه وعلم أهلها القرآن الكريم والفقه وكان حسن الصوت بالقرآن توفي سنة اثنتين وأربعين من الهجرة .
إرشادات الحديث :
1- ذكر الله يكون بالتهليل والتحميد والتسبيح وقراءة القرآن ونحو ذلك .
2- فضيلة ذكر الله سبحانه وتعالى .
3- الذكر حياة للقلوب لأنه يحصل به التعلق بالله عز وجل وطمأنينة القلب وراحته وحفظ من الشياطين .
4- ينبغي للمسلم أن يحافظ على ذكر الله تعالى ليحصل على فوائده .
5- الإعراض عن ذكر الله سبب لموت القلب .
{الحديث الثالث والعشرون} مَحَبَّةُ رَسُولِ الله ?
عَنْ أَنَسٍ - رضيَ الله عَنْهُ - قَالَ :قَالَ النَّبِىُّ?: " لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " . 470
التعريف بالراوي :
هو الصحابي الجليل أنس ابن مالك الأنصاري الخزرجي ، قدمت به أمه أم سليم إلى النبي ? :{ وهو يقول لنا جَاءَتْ بِى أُمِّى أُمُّ أَنَسٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ? وَقَدْ أَزَّرَتْنِى بِنِصْفِ خِمَارِهَا وَرَدَّتْنِى بِنِصْفِهِ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا أُنَيْسٌ ابْنِى أَتَيْتُكَ بِهِ يَخْدُمُكَ فَادْعُ اللَّهَ لَهُ . فَقَالَ " اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ471 " . قَالَ أَنَسٌ فَوَاللَّهِ إِنَّ مَالِى لَكَثِيرٌ وَإِنَّ وَلَدِى وَوَلَدَ وَلَدِى لَيَتَعَادُّونَ عَلَى نَحْوِ الْمِائَةِ الْيَوْمَ }472.روى كثيراً من الأحاديث ، وآخر من مات من الصحابة بالبصرة سنة ثلاث وتسعين من الهجرة .(1/99)
إرشادات الحديث :
1- وجوب محبته ? وتقديمها على محبة الوالد والزلد والنفس .
2- محبة الرسول? من الإيمان:
…من علامات محبته ?.
… أن تطيعه في أوامره ، ونتجتنب نواهيه ، ونصدق أخباره .
…أن نصلي عليه عند ذكره ?.
…أن نقتدي به في أقواله وأفعاله ولا نخالفه.
…أن نقدم محبته ? على محبة غيره من الخلق .
{الحديث الرابع والعشرون} حُسْنُ الْحُلُقِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضى الله عَنْهُمَا - قَالَ : لَمْ يَكُنِ النَّبِىُّ? فَاحِشاً473 وَلاَ مُتَفَحِّشاً 474وَكَانَ يَقُولُ :" إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ475 أَحْسَنَكُمْ أَخْلاَقاً476 " .477
التعريف بالراوي :
هو الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي القرشي ، أحد السابقين إلى الإسلام ، روى كثيراً من الأحاديث عن النبي ? وشارك في أكثر غزوات الرسول ? واشتهر بحرصه على العبادة توفي سنة خمس وستين من الهجرة .
إرشادات الحديث :
1- رسول الله ? أفضل الناس خُلقاً وأحسنُهم سلوكاً.
2- يجب على المسلم أن يقتدي برسول الله ? فيتخلق بالأخلاق الحسنة.
3- أفضل الناس من يتخلق بالأخلاق الحسنة في المعاملات والقول اللين والبشاشة وبذل المعروف وكف الأذى وإفشاء السلام .
4- حسن الخلق يكسب محبة الله تعالى ومحبة الناس وهو من الإيمان .
5- أقرب الناس من رسول الله ? يوم القيامة أحسنهم أخلاقاً .
{الحديث الخامس والعشرون} فَضْلُ الْحَيَاءِ
عَنْ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ- رضيَ الله عَنْهُمَا - قَالَ :قَالَ النَّبِىُّ ?: " الْحَيَاءُ478 لاَ يَأْتِى إِلاَّ بِخَيْرٍ "479
التعريف بالراوي :
هو الصحابي الجليل عمران بن حصين الخزاعي ، أسلم هو وأبوه عام غزوة خيبر ، وكان من فقهاء الصحابة وعلمائهم ، بعثه عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى البصرة ليعلم أهلها ، مات سنة اثنتين وخمسين من الهجرة .
إرشادات الحديث :
1- حث الإسلام على خلق الحياء .(1/100)
2- الحياء مفتاحا لكل حير لأنه يدعو إلى فعل الفضائل ويمنع من فعل الرذائل.
3- من صفات الرسول ? الحياء .
4- من الحياء اجتنابُ الكلام البذيْ ، والألفاظ السيئة ، والسباب والشتائم .
{الحديث السادس والعشرون} من علامات النافقِ
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضيَ اللهُ عنهُ - عَنِ النَّبِىِّ ? قَالَ : " آيَةُ480 الْمُنَافِق481ِ ثَلاَثٌ482 : إِذَا حَدَّثَ483 كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ "484
التعريف بالراوي :
هو الصحابي الجليل أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي ، أسلم عام خيبر في السنة السابعة للهجرة ، وحفظ كثيراً من الأحاديث لملازمته رسول الله ? ، ويعد أكثر الصحابة رواية وحفظاً للحديث ، توفي سنة سبع وخمسين من الهجرة .
إرشادات الحديث :
1- تحذير الإسلام من العادات السيئة والأخلاق الرذيلة .
2- النفاق من الصفات السيئة التي يجب على المسلم أ يبتعد عنها .
3- للنفاق علامات يجب الحذر منها ، ومنها :الكذب في الكلام - إخلاف الوعد - الخيانة .
4-من اتصف بصفة من صفات المنافق فهو مبغض عند الله وعند الناس .
{الحديث السابع والعشرون} العَفْو والمُسَامَحَةُ
عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ : (مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ ? بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطُّ إِلاَّ أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا485 ، مَا لَمْ يَكُنْ إِثْماً486 ، فَإِنْ كَانَ إِثْماً كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ ، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ ? لِنَفْسِهِ فِى شَىْءٍ قَطُّ 487، إِلاَّ أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّه488ِ ، فَيَنْتَقِمَ بِهَا لِلَّهِ )489.
التعريف بالراوية :
هي أم المؤمنين الصادقة ابنة الصديق عائشة بن أبي بكر رضي الله عنهما - زوجة رسول الله?كانت فقيهة عالمة ، روت كثيراً من الأحاديث عن رسول الله ? توفيت عام سبع وخمسين من الهجرة .
إرشادات الحديث :
1- الإسلام دين اليسر والسماحة والعفو والصفح.(1/101)
2- من صفات رسول الله ? العفو والتسامح والصبر على الأذى . فيجب الاقتداء به.
3- لا يكون التسامح في حقوق الله تعالى كالرضا بالمنكرات .
4- حرمات الله وحدوده وأوامره يجب تعظيمها واحترامها ويحرم انتهاكها .
5- المسلم الذي يعفو ويتسامح يحصل على أجر عظيم من الله تعالى ، وعلى محبة الناس وتقديرهم.
{الحديث الثامن والعشرون} تَحْرِيمُ هَجْرِ المُسْلِمِ لأخيهِ الْمُسْلِمِ
عَنْ أَبِى أَيُّوبَ الأَنْصَارِىِّ - رضيَ الله عنهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ? قَالَ : " لاَ يَحِل490ُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُر491َ أَخَاهُ492 فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ493 هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا ، وَخَيْرُهُمَا الَّذِى يَبْدَأُ494 بِالسَّلاَمِ " .495
التعريف بالراوي :
هو الصحابي الجليل خالد بن زيد الأنصاري ، حضر بيعة العقبة وغزوة بدر وما بعدها ، وأقام عنده النبي ? لما قدم المدينة حتى بنى بيوته ومسجده ، وهو من كتاب الوحي ،ولزم الجهاد في سبيل بعد وفاة النبي ? إلى أن توفي في غزاة القسطنطينية سنة خمسين من الهجرة رضي الله عنه .
إرشادات الحديث :
1- الإسلام يدعو إلى التىلف والترابط بين المسلمين .
2- لا يجوز للمسلم أن يصد عن أخيه المسلم فلا يسلم عليه أكثر من ثلاثة أيام .
3- يجب على المسلم أن يبتعد عما يسبب الخلاف والشقاق بين المسلمين .
4- إذا هجرك أخوك فحاول أن تسبقه بالسلام فهو أفضل لك عند الله تعالى .
5-ينبغي الإصلاح بين الإخوة والأصدقاء إذا حصل بينهم خصام وشقاق .
{الحديث التاسع والعشرون } فَضْلُ تعلُّمِ الْقُرآنِ وتَعْليمِه
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفّانَ - رضىَ الله عنهُ - عَنِ النَّبِىِّ? قَالَ : " خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ " 496
التعريف بالراوي :(1/102)
هو الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ثالث الخلفاء الراشدين ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة ، ومن المنفقين أموالهم في الغزو والجهاد ، وتزوج ببنتي رسول الله ? رقية ثم أم كلثوم رضي الله عنهما . كان يتمتع بخلق الحياء ، استشهد سنة خمسة وثلاثون من الهجرة رضي الله عنه .
إرشادات الحديث :
1- تعلم القرآن الكريم قراءةً وحفظاً من أشرف القربات وأعظمها قدراً عند الله ، لأنه كلام الله وعز وجل .
2-على المسلم أن يحرص على تعلم القرآن الكريم وحفظه في المدرسة والمنزل .
3- كل حرف يقرؤه المسلم من القرآن الكريم له به عشر حسنات .
4- على المسلم أن يحرص على التأدب بآداب قراءة القرآن الكريم والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم في بداية القراءة ، والتطهر ونحو ذلك.
{الحديث الثلاثون } من حُقُوٌقِ الوالدَينِ
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رَضِيَ الله عَنْهُ -قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ?َقَال:َ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِى؟ قَالَ: " أُمُّكَ " . قَالَ: ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ: " ثُمَّ أُمُّكَ " . قَالَ ثُمَّ مَنْ قَال:َ " ثُمَّ أُمُّكَ " . قَالَ ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ: " ثُمَّ أَبُوكَ " 497.
التعريف بالراوي :
هو الصحابي الجليل أبوهريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي ، أسلم عام خيبر في السنة السابعة للهجرة ، وحفظ كثيراً من الأحاديث لملازمته رسول الله ? ويعد أكثر الصحابة رواية وحفظاً للحديث ، توفي سنة سبع وخمسين من الهجرة رضي الله عنه.
إرشادات الحديث :
1- وجوبا بر الوالدين ، وطاعتهما وعدم عصيانهما .
2- الوالدان أقرب الناس إلى الإنسان وأحقهم بصحبته وبره .
3- عظم حق الأم حيث كرر الوصية بها ثلاث مرات .
4- من بر الوالدين : طاعتهما، واحترامهما، وعدم عصيانهما ، أو قطع كلامهما ، أو إيذاؤهُما والدعاء لهما في الحياة وبعد الممات وزيارة أصدقاؤهما .(1/103)
5- طاعة الوالدين سبب في دخول الجنة ، وعصيانهما سبب في دخول النار .
{الحديث الحادي والثلاثون } حفظ اللسان ِواليدِ
عَنْ أَبِى مُوسَى الأشْعَرِيَّ - رضىَ الله عنهُ - قَالَ : قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَىُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ قَالَ :" مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ "498 .
التعريف بالراوي : سبق ترجمته .
إرشادات الحديث :
1- حرص الإسلام على استقامة أعضاء الإنسان كلها وعدم انحرافها .
2- اللسان نعمة من الله تعالى فعلى المسلم استخدامهُ في أمور الخير كالذكر والقراءة وتعلم العلم ونحوها .
3- يجب الحذر من استخدام اللسان في المعاصي كالكذب والغيبة والنميمة والسب والشتم ونحوها .
4- اليد نعمة من الله تعالى فيجب الحذرُ من استعمالها في معصية الله تعالى .
5- يحرم التعدي على الآخرين وأخذ حقوقهم وأن كان شيئاً يسيراً .
{الحديث الثاني والثلاثون} الحثُّ على طلبِ العلمِ الشرعي
عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ أبي سفيانَ - رضيَ الله عنهُما- قالَ : سَمِعْتُ النَّبِىَّ ? يَقُولُ :" مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْه499ُ فِى الدِّينِ "500 .
التعريف بالراوي :
هو الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب القرشي الأموي أمير المؤمنين ولد قبل البعثة بخمس سنين ، أسلم عام الفتح وهو كُتاب الرسول ? ، ولاه عمر على الشام ، مات في رجب سنة ستين من الهجرة رضي الله عنه وعن أبيه .
إرشادات الحديث :
1- فضيلة التفقه في الدين على سائر العلوم .
2- أن من لم يفقه في الدين فقد حُرم الخير الكثير
3- العلم حياةُ القلوب ونورُ البصائر ، وبه يعبدُ المسلمُ ربه على بصيرةٍ ويعلو شأنه في الدنيا والآخرة .
4- إخلاص النية في طلب العلم يجعله عبادةً يؤجر عليها الإنسان .
{الحديث الثالث والثلاثون } حَقُّ الطَّرِيقِ(1/104)
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ - رضى الله عنه-قالَ :قالَ النَّبِىَّ ? : " إِيَّاكُمْ501 وَالْجُلُوسَ بِالطُّرُقَاتِ " . فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ502، نَتَحَدَّثُ فِيهَا ، فَقَالَ رَسُولُ الله ?:" إِذَا أَبَيْتُمْ503 إِلاَّ الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ " . قَالُوا : وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ :" غَضُّ الْبَصَر504ِ ، وَكَفُّ الأَذَى ، وَرَدُّ السَّلاَمِ ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوف505ِ وَالنَّهْىُ عَنِ الْمُنْكَر506ِ "507 .
التعريف بالراوي :
هو الصحابي الجليل سعدُ بنُ مالك بن سنانٍ الخدري الأنصاري ،حضر غزوة الخندق مع رسول الله ? ،وبيعة الرضوان وغزا اثنتي عشرة غزوة ، كان من الفقهاء المجتهدين ، والمكثرين لرواية الحديث توفى في المدينة سنة أربع وسبعين من الهجرة .
إرشادات الحديث :
1- يهدف الإسلام إلى الرقي بالمجتمع المسلم إلى معالي الأمور ، لذا جعلا لكل شيء أدب ينبغي التأدب به .
2- الطريق ليس مكاناً للجلوس في الطريق فعلى الجالس أن يرد السلام ،ويرشد الضال ، ويدل الناس على الخير، ويحذرهم من الشر ، ويعين من يحتاج إلى الإعانة
3- يجب على من جلس في حديقةٍ عامةٍ أو في الشارع ونحو ذلط أن يغض بصره عما حرم الله .
4- يحرم لإذاء الآخرين بقولٍ أو فعلٍ .
{الحديث الرابع والثلاثون } المؤمنُ القويُّ خيرٌ من المؤمنِ الضعيفِ(1/105)
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضيَ الله عنهُ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ? :" الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ 508خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ، وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ ،احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ509 وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ510 ، وَلاَ تَعْجِزْ511 ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَىْءٌ512 فَلاَ تَقُلْ : لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا ، وَلَكِنْ قُلْ : قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَان513ِ " 514
التعريف بالراوي :
سبق التعريف.
إرشادات الحديث :
1- الإسلام يرشد المسلم إلى أن يكون قوياً في إيمانه وعلمه ، وإرادته ، وجسمه .
2- المؤمن القوي ينبغي أن يستغل قوته في طاعة الله تعالى ومساعدة الآخرين .
3- المؤمن فيه خير ولو كان ضعيفاً .
4- على المسلم ألا يكون كسولاً أو عاجزاً عن فعل الخير .
5- يجب على المسلم في جميع أفعاله أن يستعين بالله ويلجأ إليه في السراء والضراء .
6- وجوب الإيمان بالقضاء والقدر والصبر على المصائب .
7- نهى رسول الله ? عن قول (لو) ندماً على مافات لأنها مفتاحُ لوسوس' الشيطان وفيها تسخطُ على قدر الله تعالى .
{الحديث الخامس والثلاثون} مِنْ آدابِ الاستئذانِ
عن أَبُي مُوسَى الأَشْعَرِىَّ 515- رضي الله عنهُ - قال : قال رَسُولَ اللَّهِ? ُ " الاِسْتِئْذَانُ ثَلاَث516ٌ فَإِنْ أُذِنَ لَكَ وَإِلاَّ فَارْجِعْ "517.
إرشادات الحديث :
1- للاستئذان آداب يجب تعلمها ليطبقها المسلم في حياته .
2- من آداب الاستئذان أن يطرق الباب ثلاث مراتٍ ، ويكون كل مرة ومرة فاصل زمني لإجابة من يسمعه ، ولا مانع من الزيادة على ثلاث إذا غلب على ظنه عدم سماع صاحب المنزل لطرقه .
3- إذا أُذن للإنسان وإلا فيرجعُ بدون أن يتضايق من ذلك .
4- الاستئذان أن يكون بالطرق الذي يسمعُهُ من في الداخل .
5- الاستئذان أن يكون لدخول البيت وكذلك الاستئذان داخل البيت لأهله .(1/106)
{الحديث السادس والثلاثون} حَلاَوةُ الإيمانِ
عَنْ أَنَسٍ - رضيَ الله عنهُ - عَنِ النَّبِىِّ ? قَالَ : " ثَلاَثٌ518 مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيمَان519ِ ، مَنْ كَان اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ520 ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِيِ الْكُفْرِ بَعْدَ أنْ أَنْقَذَهُ الله مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِى النَّارِ "521 .
التعريف بالراوي :
هو الصحابي الجليل أبو حمزة أنس بنُ مالك الأنصاري الخزرجي ، قدمت به أمه أم سُليم إلى النبي ? وله عشر سنين فقالت يارسول الله هذا أنس غلام يخدمك فقبله وآخر من مات من الصحابة في البصرة وذلك سنة ثلاثٍ وتسعين من الهجرة .
إرشادات الحديث:
1- للإيمان طعم لا يجده إلا من اتصف بصفات المؤمنين الصادقين .
2- من صفات المؤمن أن يقدم محبة الله تعالى ومحبة رسول الله ? على محبة جميع الخلق حتى الوالد والولد والنفس .
3- من أحب الله تعالى ورسوله ? أطاعهما باتباع أوامرهما واجتناب نواهيهما .
4- من صفات المسلم محبته لأخيه المسلم من أجل الله تعالى ، وعلامة ذلك أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه.
5- يجب على المسلم أن يكره الكفر كما يكره أن يُلقى في النار .
{الحديث السابع والثلاثون} الرحْمَةُ بالناسِ
عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ? " مَنْ لاَ يَرْحَمِ النَّاسَ لاَ يَرْحَمْهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ " 522.
التعريف بالراوي :
هو الصحابي الجليلُ جريرُ بنُ عبد الله البجلي رضي الله عنه ، شارك في المعارك بعد النبي ? وكان له أثر عظيمُ في فتح القادسية ، وروى عدداً من الأحاديث ، قال جرير : ما حجبني النبي? مُنذُ أسلمت ولا رآني إلا وتبسم في وجهي ، توفي سنة إحدى وخمسون من الهجرة .
إرشادات الحديث :
1- رحمةُ المسلم للناس سبب في رحمة الله تعالى له .(1/107)
2- رحمة الناس من صفات المؤمنين الصادقين .
3- احترامُ الناس , ومساعدتهم ، والعطفُ عليهم ، ورعاية اليتيم من الرحمة بهم .
4- من يتصف بصفة الغلظة والجفاء والقسوة ليس فيه رحمة بالناس .
{الحديث الثامن والثلاثون } محبةُ المسلمِ لأخيه المسلم
عَنْ أَنَسٍ 523 - رَضِيَ الله عَنْهُ - قَالَ : قَالَ النَّبِىِّ ?: " لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيه مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ "524
إرشادات الحديث :
1- المحبة من صفات المؤمنين الصادقين .
2- من كمال الإيمان أن يحب المسلمُ لأخيه ما يحبه لنفسه وأن يكره ما يكرهه لنفسه .
3- الحسدُ والحقدُ ، والبغضاءُ أمراض تُنقصُ الإيمان .
4-من محبة أخيك المسلم أن تصحح خطأه ، وتُرشدهُ إلى الخير ، وتكف عن ظلمه.
5- على المسلم أن يحذر من كُل ما يؤثرُ في المحبة كالأنانية525 ,غيرها .
{الحديث التاسع والثلاثون}أثرُ الصَّديقِ
عَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِيَّ526 - قال : قالَ النَّبِىِّ? : "إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ 527السَّوْءِ528 كَحَامِلِ الْمِسْكِ 529وَنَافِخِ الْكِيرِ 530؛فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ531وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ532 مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِد533َ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً ، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً534ً " . 535
المعنى الإجمالي :(1/108)
يشير الحديث الشريف إلى أن الجلساء على قسمين أحدهما جليس صالح يدلك على الخير ويعينك على فعله ويحذرك من الشر ويعلمك ما جهلت ويذكرك إذا نسيت والآخر جليس سوء يكون عوناً للنفس الأمارة بالسوء والشيطان على فعل الشر وترك الخير وقد شبههما النبي? :الأول بحامل المسك لما يتركه من الأثر الطيب في صاحبه والثاني بنافخ الكير يؤذي صاحبه بالرائحة الكريهة وربما تعدى أذاه إلى ما هو أشد فيحرق ملابسه فينبغي اختيار الجليس الصالح والحذر من جليس السوء .
ما يستفاد من الحديث :
1- الحث على اختيار الجليس الصالح ديناً وخلقاً .
2- التحذير من جليس السوء .
3- بيان ما يتركه كل من الجليسين من الأثر في صاحبه .
{ الحديث الأربعون}
وَحَدَّثَنِى سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ حَدَّثَنَا مَعْقِلٌ - وَهُوَ ابْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ - عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِر536ٍ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ ? فَقَالَ أَرَأَيْتَ 537 إِذَا صَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ 538وَصُمْتُ رَمَضَانَ وَأَحْلَلْتُ الْحَلاَلَ 539وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ540 وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَالَ " نَعَمْ " 541 . قَالَ وَاللَّهِ لاَ أَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا . 542
المعنى الإجمالي :
يروي لنا جابر أن رجلاً من الصحابة جاء إلى النبي ? يسأله قائلاً إذا حافظت على أداء الصلوات الخمس المفروضة وصمت شهر رمضان وفعلت ما أحل الله معتقداً حله واجتنبت ما حرّم الله معتقداً حرمته أفأدخل الجنة ؟ فأجابه النبي ? بنعم أي تدخل الجنة ولم يرد في الحديث ذكر الزكاة والحج لأنهما دخلان في مسمى الحلال .
ما يستفاد من الحديث :
1- حرص الصحابة على السؤال عن أمور دينهم وما يكون سبباً لدخول الجنة.
2- وجوب إحلال الحلال وتحريم الحرام وأجتنابه .
3- أن ترك النوافل لا يمنع دخول الجنة .
{الحديث الحادي الأربعون}(1/109)
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلاَلٍ حَدَّثَنَا أَبَانٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى أَنَّ زَيْدًا حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا سَلاَّمٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِى مَالِكٍ الأَشْعَرِىِّ 543 قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?" الطُّهُورُ544 شَطْرُ545 الإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ546 تَمْلأُ الْمِيزَانَ547 . وَسُبْحَانَ اللَّهِ 548وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلآنِ - أَوْ تَمْلأُ - مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالصَّلاَةُ نُورٌ549 وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ550 وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو551 فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا552 أَوْ مُوبِقُهَا 553" . 554
المعنى الإجمالي :
يشير الحديث الشريف إلى أنواع من الأقوال والأفعال ينال بها الإنسان الأجر والثواب العظيم وهي خفيفة على الإنسان ثقيلة في الميزان فالتطهر من الأحداث والخطايا والذنوب بحفظ الجوارح عن الحرام نصف الإيمان ، والثناء على الله وتنزيهه عّما لا يليق بجلاله من أعظم القربات ، والصلاة نور للإنسان في دنياه وآخرته وفي الصدقة والصبر وتلاوة القرآن والعمل به خير كثير وثواب عظيم وبرهان على صدق الإيمان وكل ساع سيجازى على عمله إن خيراً فخير وإن شراً فشر .
ما يستفاد من الحديث :
1- فيه أن التطهر نصف الإيمان ويشمل طهرة البدن والعقيدة .
2- فضل ذكر الله والثناء عليه وتنزيه عّما لا يليق بجلاله .
3- بيان فضل هذه الطاعات المذكورة في الحديث وكثرة ثوابها .
{الحديث الثاني والأربعون }(1/110)
حدثنا بن أبي عمر حدثنا عبد الله بن معاذ الصنعاني عن معمر عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن معاذ بن جبل555 قال ( كنت مع النبي ? في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير قلت يا رسول الله أخبرني556 بعمل يدخلني الجنة ويباعدني557 عن النار قال: لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه ، تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان وتحج البيت. ثم قال: ألا أدلك558 على أبواب الخير: الصوم جنة559 والصدقة تطفئ الخطيئة 560كما يطفئ الماء النار ، وصلاة الرجل في جوف الليل561: ثم تلا قوله ( ((((((((((( ((((((((((( (((( ((((((((((((( ((((((((( (((((((( ((((((( ((((((((( ((((((( ((((((((((((( (((((((((( (((( (((( (((((((( (((((( (((( (((((((( ((((( (((( (((((( (((((((( (((((((( ((((( (((((((( ((((((((((( (((( (562 ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه. قلت بلى يا رسول الله قال: رأس الأمر 563 الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد: ثم قال: ألا أخبرك بملاك 564 ذلك كله، قلت بلى يا نبي الله. فأخذ بلسانه قال كف 565 عليك هذا 566، قلت يا نبي الله : وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك 567 أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم568)569
المعنى الإجمالي :(1/111)
يروي لنا الصحابي المشهور معاذ أعلم الناس بالحلال والحرام رضي الله عنه أنه سأل النبي ? عن العمل الذي يؤدي إلى دخول الجنة ليفعل وعن العمل المؤدي إلى النار ليتجنبه فرد عليه النبي ? بأن ما سأل عنه عظيم جداً يسير على من يسره الله عليه وعسير على من لم يوفق إليه فذكر له أركان الإسلام كلها وحث على الصدقة وبين ما لها من التأثير في محو الذنوب والخطايا والتنفل وسط الليل وأشار النبي ? إلى أن جماع تلك الأعمال هو الإسلام وخص الصلاة والجهاد في سبيل الله بمزيد الأهمية لأنهما أبرز الأعمال الإسلامية الظاهرة . وحذر عمّا يجنيه اللسان من فضول الكلام الذي يوقع صاحبه في الإثم ويؤدي به إلى النار .
ما يستفاد من الحديث :
1- اهتمام الصحابة بأمور دينهم وسؤالهم عما يقربهم إلى الله .
2- أن المحافظة على أركان الإسلام الخمسة أعظم ما يقرب إلى الله .
3- فضل النوافل الواردة في الحديث من الصوم والصدقة والصلاة وسط الليل .
4- التحذير من الخوض في الكلام المحرم كالسباب والشتم والغيبة والنميمة ونحوها
{الحديث الثالث والأربعون}
حَدَّثَنِى هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِى مُعَاوِيَةُ - يَعْنِى ابْنَ صَالِحٍ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ نَوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ 570 قَالَ أَقَمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ سَنَةً مَا يَمْنَعُنِى مِنَ الْهِجْرَةِ إِلاَّ الْمَسْأَلَةُ كَانَ أَحَدُنَا إِذَا هَاجَرَ لَمْ يَسْأَلْ رَسُولَ اللَّهِ ? عَنْ شَىْءٍ - قَالَ - فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْبِرِّ وَالإِثْمِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ? " الْبِرُّ 571 حُسْنُ الْخُلُقِ 572 وَالإِثْمُ 573 مَا حَاكَ 574 فِى نَفْسِكَ وَكَرِهْتَ 575 أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ " . 576
المعنى الإجمالي :(1/112)
يروى لنا الصحابي أن النبي ? أخبر عن الصفات الجامعة لكل خير وأن عنوان ذلك اتصاف الإنسان بالأخلاق الفاضلة والآداب الحميدة كما أخبر عن قاعدة عامة يميز بها الإنسان الخير من الشر فما اطمأنت إليه النفس وسكن إليه القلب فليعمله وما تردد في النفس وكره إن يعلم الناس به فذلك الذي ينبغي اجتنابه لأن النفس المؤمنة لا تطمئن ولا ترتاح إلا إلى الخير .
ما يستفاد من الحديث :
1- الحث على التمسك بالفضائل وأن ذلك من البر .
2- الابتعاد عن التلبس بالأمور التي لا ترتاح إليها نفس الإنسان ويكره أن يراها الناس منه .
3- وجود وازع نفسي لدى الإنسان وأن النفس المؤمنة لا تميل إلا إلى الخير.
{الحديث الرابع والأربعون}
حديث أبي ثعلبة 577 عن النبي ?: إن الله فرض 578 فرائض 579 فلا تضيعوها 580 وحد 581 حدودا 582 فلا تعتدوها 583 وحرم 584 حرمات فلا تنتهكوها 585 وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها 586 )587.
المعنى الإجمالي :
يشير الحديث الشريف إلى أن الله تعالى أوجب على عباده واجبات وحرم عليهم أشياء ووضع حدوداً لتكون حاجزاً عن الوقوع فيها فيجب على المسلم الاهتمام بأداء هذه الواجبات وعدم التساهل بها والابتعاد عما نهى الله عنه من المحرمات والاقتصار في ذلك على ما بينته الشريعة تيسيراً على العباد فلا ينبغي التكلف والبحث عمّا لم يرد في شريعة الإسلام .
ما يستفاد من الحديث :
1- وجوب المحافظة على فرائض الله . 2- وجوب اجتناب المحرمات .
3- الوقوف عند حدود الله وعدم تجاوزها .
4-عدم التكلف في السؤال عمّا لم يرد به الشرع .
{الحديث الخامس والأربعون}(1/113)
حدثنا علي بن حجر حدثنا بقية بن الوليد عن بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن العرباض بن سارية588 رضي الله عنه قال : وعظنا 589 رسول الله ? موعظة وجلت 590 منها القلوب وذرفت 591 منها العيون , فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودعٍ 592 فأوصنا 593 , قال : أوصيكم بتقوى الله 594 عز وجل , والسمع والطاعة 595 وإن تأمر 596 عليك عبد , فإنه من يعش 597 منكم فسيرى اختلافا 598ً كثيراً . فعليكم 599 بسنتي 600 وسنة الخلفاء الراشدين المهدين عضوا عليها بالنواجذ 601 , وإياكم 602ومحدثات الأمور 603 فإن كل بدعة ضلالة 604 )605.
المعنى الإجمالي :
يخبرنا الصحابي أن النبي ? ذكرهم تذكرة بليغة أوجدت في قلوبهم الخوف من الله وهزت أفئدتهم حتى سالت الدموع من العيون لما اشتملت عليه من الترغيب والترهيب وقد فهموا منها ما يشعر بالرحيل فطلبوا منه ? أن يذودهم بوصية جامعة فحثهم ? على التمسك بكتاب الله وسنته ? والأخذ بسنة الخلفاء الراشدين من بعده وحذرهم من الفرقة والاختلاف في الأمر وحثهم على السمع والطاعة لولاة الأمور ما لم يأمروا بمعصية وإن كان الوالي عبداً مملوكاً.
ما يستفاد من الحديث :
1- الوصية بتقوى الله 2- الحث على التمسك بالكتاب 3- التحذير من البدع .4- النهي عن الفرقة والاختلاف في الرأي .
5- وجوب طاعة ولاة الأمور
{الحديث السادس والأربعون }
عن أبي سعيد الخدري 606 رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ? يقول : " مَنْ رَأَى 607 مِنْكُمْ مُنْكَرًا 608 فَلْيُغَيِّرْه 609 بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ 610 فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ611 " 612.
المعنى الإجمالي :(1/114)
في هذا الحديث يأمر النبي? أمته بأن يأتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر وأن يغيروا كل ما يخالف الشرع بالقول أو الفعل حسب الاستطاعة إما بإزالته أصلاً أو بيان مضرته وموقف الشرع منه والنهي عنه أو بالكراهة بالقلب وكراهة من فعله وهذا أقل درجات الإيمان . فيجب على كل مسلم ومسلمة امتثال هذا الأمر النبوي فبذل يسعد المجتمع الإسلامي .
ما يستفاد من الحديث :
1- وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.2- تغير المنكر يكون على قدر الاستطاعة . 3- الرضا بالمنكر يتنافى مع الإيمان .
{الحديث السابع والأربعون}
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو613 أَنَّ النَّبِىَّ ? قَالَ : " أَرْبَعٌ 614 مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقاً 615 خَالِصاً ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ 616 مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا 617 : إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ، وَإِذا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَر618َ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ 619 " . 620
المعنى الإجمالي :
يروي الصحابي ما أخبر به ? من صفات المنافق وأنها متى اجتمعت في شخص أصبح منافقاً خالصاً وإذا تخلق بواحدة منهن أصبح فيه خصلة من النفاق حتى يتركها والمنافق مذموم عند الله وبغيض عند الناس وقد توعد الله المنافقين بالعذاب الشديد يوم القيامة .
ما يستفاد من الحديث :
1- بيان صفات المنافقين والتحذير منها .
2- ذم الخصال المذكورة وأنها تفسد الدين والمجتمع .
{الحديث الثامن والأربعون}(1/115)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ حَدَّثَنَا دَاوُدُ - يَعْنِى ابْنَ قَيْسٍ - عَنْ أَبِى سَعِيدٍ مَوْلَى عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ 621 قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ? " لاَ تَحَاسَدُوا 622 وَلاَ تَنَاجَشُوا 623 وَلاَ تَبَاغَضُوا 624 وَلاَ تَدَابَرُوا 625 وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ 626 وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا . الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ 627 وَلاَ يَخْذُلُهُ 628 ولا يكذبه 629، وَلاَ يَحْقِرُهُ 630 . التَّقْوَى هَا هُنَا " . وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ " بِحَسْبِ امْرِئٍ 631 مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ 632" . 633
المعنى الإجمالي :
يشير الحديث إلى ما ينبغي أن يكون عليه المسلم تجاه معاملة إخوانه في الدين وما لبعضهم على بعض من حقوق في الإسلام توثيقاً لعرى المحبة والأخوة فيما بينهم وأن لا يتعرض كل منهم لشيْ من أسباب الأذى الموقع في العداوة والإفتراق كما يخبر النبي ? عن حرمة المسلم على أخيه المسلم فلا يتعدى عليه بأخذ ماله بغير حق أو سفك دمه أو الاستطالة في عرضه والقول عليه بما ليس فيه فهذه الأمور الثلاثة من أهم حقوقه وخصت بالذكر تحذيراً من الوقوع فيها .
ما يستفاد من الحديث :
1- تحريم التحاسد والتناجش والتدابر وبيع المسلم على بيع أحيه.
2- النهي عن إيذاء المسلم والتعرض له بما يكره .
3- حرص الإسلام على حفظ حقوق المسلم وتوثيق الروابط الأخوية بين المسلمين .
4- الحث على التقوى وبيان أن مصدرها القلب.
{الحديث التاسع والأربعون}(1/116)
حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو الْمُنْذِرِ الطُّفَاوِىُّ عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ قَالَ حَدَّثَنِى مُجَاهِدٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ 634- رضى الله عنهما - قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَنْكِبِى فَقَالَ : " كُنْ فِى الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ " . وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ : إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ . 635
المعنى الإجمالي :
يشير الحديث الشريف إلى حقارة الدنيا وعدم الركون إليها والاطمئنان إلى ما فيها من لذات وأن يعتبر الإنسان نفسه فيها بمنزلة الغريب الذي لا يدوم مكثه ويرغب الانتقال إلى وطنه الأصلي أو بمثابة المسافر الذي يتجاوز كل يوم مرحلة حتى يصل إلى بلده وفي هذه التعريض بالدنيا والترغيب في الآخرة دار البقاء والنعيم .
ما يستفاد من الحديث :
1- ذم الدنيا والإيذان بزوالها .
2- الحث على العمل للآخرة والتزود لها بفعل الخير .
{الحديث الخمسون}
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا حيوة أخبرني بكر بن عمرو أنه سمع عبد الله بن هبيرة يقول أنه سمع أبا تميم الجيشاني يقول سمع عمر بن الخطاب 636 رضي الله عليه يقول أنه سمع نبي الله ? يقول:لو أنكم تتوكلون 637 على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو 638 خماصا 639 وتروح 640 بطانا 641)642.
المعنى الإجمالي :(1/117)
يرشدنا النبي ? إلى ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن من التوكل على الله وتفويض الأمر إليه والاعتماد عليه تعالى في جميع الأمور إذ أنه الخالق الرازق ومن يتوكل على الله فهو حسبه ومثل النبي ? بالطيور التي تسعى في طلب الرزق وما هيأه الله لها في الأرض من رزق فهي تذهب صباحاً جياعاً وتعود إلى أوكارها مساء وهي شبعى فعلى المسلم التوكل على الله والأخذ بالأسباب المشروعة .
ما يستفاد من الحديث :
1- الحث على التوكل على الله.
2- الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل .
{الحديث الحادي والخمسون}
حدثنا أبو بكر ثنا وكيع وأبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة643 قال قال رسول الله ? :( أنظروا644 إلى من أسفل منكم645 ولا تنظروا إلى من هو فوقكم646 فإنه أجدر647 أن لا تزدروا648 نعمة الله عليكم649). 650
المعنى الإجمالي :
يشير الحديث الشريف إلى مسألة كبيرة ، الناس في غفلة عنها ، وهي النظر إلى ما يكون بيتهم من طبقات يعلو بعضها بعضاً في الرزق والصحة وفي البدن وسائر نعم الله وقد وجه ? أمته إلى قاعدة عظيمة ترد المستشعر بالنقص إلى النظر إلى من هو دونه ليعرف قدر نعمة الله عليه فيبادر بشكرها والثناء على الله فيها لأن النفوس تميل عادة إلى حب الرفعة والنظر إلى من هو أعلى منها وهذه الأمور بيد الله يقدرها لمن يشاء فينبغي التأمل فيما هو عليه كل إنسان من رزق وصحة وأمن لئلا يحتقر نعمة الله فيحرم ثواب شكرها .
ما يستفاد من الحديث :
1- الحث على الرضا بما قسم الله للإنسان من رزق وعافية .
2- أن من أراد أن يعرف مقدار نعمة الله عليه فلينظر إلى من هو أقل منه منزلة .
{الحديث الثاني والخمسون}(1/118)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ651 قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ? " لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا652 حَتَّى تَحَابُّوا653 أََلاَ أَدُلُّكُمْ654 عَلَى شَىْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا655 السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ " . 656
المعنى الإجمالي :
يخبر النبي ? في هذا الحديث أصحابه بأن دخول الجنة مرتب على الإيمان بالله وأنه لا يكمل الإيمان إلا بالمحبة في الله وأن طريق المحبة والمودة بين المسلمين هو إفشاء السلام فيما بينهم والسلام هو تحية الإسلام وفي هذا توثيق عرى المحبة والأخوة بين المسلمين .
ما يستفاد من الحديث :
1- لا يحصل دخول الجنة إلا بالإيمان 2- لا يتحقق الإيمان إلا بالمحبة .
3- مشروعية إفشاء السلام وأنه وسيلة لتحاب في الله بين المسلمين .
{الحديث الثالث والخمسون}
حدثنا محمد بن رمح المصري ثنا الليث بن سعد عن بن شهاب عن أنس بن مالك657 قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ? " مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ658 مُتَعَمِّدًا659 فَلْيَتَبَوَّأْ660 مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " . 661
المعنى الإجمالي :
يحذر النبي ? أمته من أن ينسبوا إليه ما لم يحدث به أو يفعله محافظة على سنته من أن يشوبها ما ليس منها وجزاء من فعل ذلك النار يوم القيامة لأن الكذب عليه ليس كالكذب على غيره لما فيه من التضليل للمسلمين وإدخالا ما ليس من الدين فيه .
ما يستفاد من الحديث :
1- تحريم الكذب على النبي ? .
2- أن تعمد الكذب عليه ? موجب لدخول النار .
{الحديث الرابع والخمسون}(1/119)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِىُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ الْهَمْدَانِىُّ - وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى - قَالَ يَحْيَى أَخْبَرَنَا وَقَالَ الآخَرَانِ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَة662َ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ? " مَنْ نَفَّس663َ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَة664ً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّر665َ عَلَى مُعْسِر666ٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا667 سَتَرَهُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ668 وَاللَّهُ فِى عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِى عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ669 يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ670 وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ671 وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ أبَطَّأَ672 بِهِ عَمَلُه673ُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ674 " . 675
المعنى الإجمالي :(1/120)
الدين الإسلامي دين يدعو إلى التعاون وحسن المعاملة وهذا شأن الأخوة المؤمنين وفي هذا الحديث الشريف يخبرنا النبي ? أن الله تعلى يجزي المحسن على إحسانه خير الجزاء فمن وقف بجانب أخيه المسلم وأعانه الله ويسر عليه في الدنيا والآخرة ومن حق المسلم على أخيه المسلم أن يستر زلته وألا يظهر للناس ما خفي من عيوبه وأن يكون عوناً له على قضاء حوائجه فمن فعل ذلك أحسن الله إليه وستره في الدنيا والآخرة كما يرشدنا ? إلى أفضل العلم والأخذ بالأسباب الموصلة إليه فهو أساس نجاح الأمة وفلاحها في الدنيا والآخرة . وكتاب الله فيه الهدى والنور وبيان كل شيء وبالمحافظة عليه وتدبر ما جاء فيه يفوز الإنسان برحمة الله ورضوانه والمعول عليه في الشريعة الإسلامية العمل الصالح والنهج المستقيم إن أكرمكم عند الله أتقاكم والفضل في العمل الصالح لا بالحسب والنسب ومن أبطأ به عمله لم يرفعه حسبه ونسبه في الآخرة .
ما يستفاد من الحديث :
1- الحث على تفريج كربة المسلم .
2- التيسير على الفقير المحتاج والتوسعة عليه .
3- فضل إخفاء عيوب المسلم .
4- فضل التعاون على البر والتقوى .
5- فضل طالب العلم المراد به وجه الله وأنه سبب لدخول الجنة .
6- الترغيب في تلاوة القرآن ومدارسته وبيان عظم ثوابه .
7- العبرة بالعمل الصالح لا بالحسب والنسب .
{الحديث الخامس والخمسون}
عن ابن عمر676 أن النبي ? قال("مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ677 خُيَلاَءَ678 لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"679 فقالت أم سلمة680 فكيف تصنع681 النساء بذيولهن682 ؟ قال : يرخينه683 شبرا684ً. قالت : إذاً تنكشف685 أقدامهن686. قال : فيرخينه ذراعاً لا يزدن عليه687 )688 .
المعنى الإجمالي :(1/121)
يشير الحديث الشريف إلى النهي عن إرخاء الثياب وإسبالها لما فيه من التعاظم والخيلاء ثم تساءلت إحدى زوجته ? عمّا تفعل النساء بأثوابهن التي يرخينها للتستر إلى أسفل القدمين فأخبرها ? بأن لهن أن يطولن الثوب شبراً ، فأعادت عليه بأن ذلك لا يكفي ولا يحصل منه ستر القدمين . فرد عليها ? بأن للمرأة أن تزيد في ثوبها ذراعاً لا يباح لها أكثر منه .
ما يستفاد من الحديث :
1-تحريم تطويل الثياب للرجال أسفل من الكعبين لما فيه من الكبرياء.
2- وجوب تستر المرأة في لباسها ويباح لها ما زاد عن الكعبين إلى مقدار ذراع .
3- إن ما عليه النساء في الوقت الحاضر من كشف الأقدام مخالف لتعاليم الإسلام وعليهن الوعيد الشديد .
{الحديث السادس والخمسون}
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ689 رضى الله عنها : أَنَّ قُرَيْشاً أَهَمَّتْهُم690ُ شأنُ الْمَخْزُومِيَّةُ691 الَّتِى سَرَقَتْ فَقَالُوا : مَنْ يُكَلِّمُ692 رَسُولَ اللَّهِ ? فقالوا : وَمَنْ يَجْتَرِئُ693 عَلَيْهِ إِلاَّ أُسَامَةُ بن زيد حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ694 ?. فَكَلَّمهَ أسامه فَقَالَ :" أَتَشْفَعُ فِى حَد695ٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّه696ِ ؟ " . ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ وقَالَ :" إنما أهلك697 الذين من قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فيهم الشَّرِيفُ698 تَرَكُوهُ ، وَإِذَا سَرَقَ فيهم الضَّعِيفُ فِيهِمْ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ ، وَآيْمُ اللَّه699ِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعت ٌ يَدَهَا "700.
المعنى الإجمالي :(1/122)
في هذا الحديث الشريف تروي لنا عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن امرأة من بني مخزوم سرقت في زمن رسول الله ? فخشي قومها من إقامة الحد عليها بقطع يدها وعناهم من أمرها الشيْ الكثير وبحثوا عمن يستطيع أن يشفع لها عند رسول الله حتى لا يقام الحد عليها فلم يجدوا إلا أسامة ابن زيد المحبوب لدى رسول الله ? فكلم النبي ? في أمرها ، لكن رسول الله لا تأخذه لومة لائم في تنفيذ حكم الله فأنكر على أسامة شفاعته فيما يجب الحد وأقسم بالله أن لو كانت السارقة فاطمة ابنته لقطع يدها ولا يبالي وحذر مما وقع فيه السابقون من التلاعب في أحكام الله بترك إقامة الحدود على الوجهاء وإقامتها على الضعفاء مما كان سبباً في هلاكهم .
ما يستفاد من الحديث :
1- وجوب قطع اليد في السرقة .
2- النهي عن الشفاعة في حد من حدود الله .
3- عدالة الإسلام في التسوية بين الناس في إقامة الحدود .
4- إن التفريق بين الناس في إقامة الحدود موجب للهلاك .
{الحديث السابع والخمسون}
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى مَرْيَمَ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ حَدَّثَنِى زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ701 - رضى الله عنه - : قَدِمَ عَلَى النَّبِىِّ ? سَبْى702ٌ ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْىِ قَدْ تَحْلُب703ُ ثَدْيَهَا تَسْقِى ، إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِى السَّبْىِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا704 وَأَرْضَعَتْهُ ، فَقَالَ لَنَا النَّبِىُّ ?: " أَتَرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً705 وَلَدَهَا فِى النَّارِ " . قُلْنَا : لاَ وَهْىَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لاَ تَطْرَحَهُ . فَقَالَ :" اللَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا " . 706
المعنى الإجمالي:(1/123)
يروي لنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه شاهد مع النبي ? ونفر من الصحابة امرأة من السبي الذي غنمه المسلمون من الكفار وهي تمشي مسرعة تبحث عن طفل لها فقدته فلما وجدته ضمته إليها وناولته ثديها لترضعه رحمة به وشفقة عليه فكانت هذه الحادثة تلفت النظر والانتباه فسأل النبي ? أصحابه هل تظنون أن هذه المرأة تطرح ولدها في النار ؟ فأجابوا بعدم وقوع هذا فأخبرهم النبي? أن الله تعالى أرحم بعباده المطيعين من هذه المرأة بولدها.
ما يستفاد من الحديث :
1- شدة شفقة الأم ومزيد حنانها على ولدها .
2- استحسان تنبيه العالم للمتعلم بالسؤال عن الشيْ قبل الإخبار به .
3- بيان سعة رحمة الله بعباده وأنه لا يدخل النار إلا من تمادى في عصيانه .
{الحديث الثامن والخمسون}
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِى مَعْبَدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاس707ٍ رضى الله عنهما - أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِىَّ ? يَقُولُ : " لاَ يَخْلُوَنَّ708 رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ ، وَلاَ تُسَافِرَنَّ امْرَأَةٌ إِلاَّ وَمَعَهَا مَحْرَمٌ709 " . فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اكْتُتِبْتُ710 فِى غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا ، وَخَرَجَتِ امْرَأَتِى حَاجَّةً . قَالَ :" اذْهَبْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ " . 711
المعنى الإجمالي :
يروي لنا الصحابي أن النبي ? نهى أن ينفرد أحد من الرجال بامرأة دون أن يكون معها أحد من محارمها لأن 1لك سبب للوقوع في الفتنة فسمع ذلك رجل من الصحابة له امرأة سافرت للحج وليس معها محرم وأنه لم يرافقها لأنه كان قد التحق بالمجاهدين في إحدى الغزوات فأمره النبي ? بأن يذهب على الفور ليصحب امراته ويترك الجهاد .
ما يستفاد من الحديث :
1- النهي عن خلوة الرجل بالمرأة إذا لم يكن معها محرم .
2- تحريم سفر المرأة من غير محرم .
3- درء المفاسد مقدم على جلب المصالح .
{الحديث التاسع والخمسون}(1/124)
حَدَّثَنِى عَمْرٌو النَّاقِدُ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ712 قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ? " مَنْ عَال713َ جَارِيَتَيْن714ِ حَتَّى تَبْلُغَا715 جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ " . وَضَمَّ أَصَابِعَهُ716 ). 717
المعنى الإجمالي :
في هذا الحديث الشريف يشير ? إلى فضل تربية البنات وحسن القيام عليهن وتوجيههن التوجيه الصالح وما أعده الله يوم القيامة من منزلة عالية في الجنة لمن فعل ذلك وأنه يكون قريباً من رسول الله ? وقد أشار? إلى تلك المنزلة ومثل لها بما بين أصبعيه السبابة والوسطى .
ما يستفاد من الحديث :
1- عظم ثواب من تكفل بابنتين فأكثر حتى تبلغا .
2- عناية الإسلام بالمرأة والحث على حسن القيام عليها .
{الحديث الستون}
حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي ثنا خالد بن الحرث ثنا شعبة عن قتادة عن عكرمة عن بن عباس718 أن النبي ? لعن719 المتشبهين720 من الرجال بالنساء ولعن المتشبهات من النساء بالرجال )721 .
المعنى الإجمالي :
من حكمة الله سبحانه وتعالى في خلقه أن جعل لكل من الرجال والنساء ما يليق به من الصفات والمميزات التي تناسبه ومحاولة أحد الجنسين التشبه بالجنس الآخر ومحاكاته فيما خصه الله به خروج عن الوضع الطبيعي له وتغير لفطرة الله التي فطره عليها مما يدل على عدم الرضا بما آتاه الله وذلك يوجب مقت الله وغضبه والإبعاد عن رحمته .
ما يستفاد من الحديث :
1- التحذير من تشبه الرجال والنساء بعضهم ببعض .
2- جمال الشريعة حيث وضعت كل إنسان في المكان المناسب له .
{الحديث الحادي والستون}(1/125)
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَة722َ - رضى اللهَ عنها - قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ? " إِذَا أَنْفَقَتِ723 الْمَرْأَةُ مِنْ طَعَامِ بَيْتِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ724 كَانَ لَهَا أَجْرُهَا بِمَا أَنْفَقَتْ وَلِزَوْجِهَا أَجْرُهُ بِمَا كَسَبَ ، وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ ، لاَ يَنْقُصُ بَعْضُهُمْ أَجْرَ بَعْضٍ شَيْئاً " . 725
المعنى الإجمالي :
يشير الرسول ? في هذا الحديث الشريف إلى سعة فضل الله على عباده فكل متسبب في فعل الخير أجر عظيم فالمرأة إذا تصدقت من مال زوجها بالمعروف والزوج الذي عمل على جمع المال وكسبه من وجوهه المشروعة والخادم الذي يتولى إيصال النفقة إلى مستحقيها لكل واحد من هؤلاء ثواب ما عمل من غير أن يقلل من أجر الآخر شيئاً والله ذو الفضل العظيم .
ما يستفاد من الحديث :
1- جواز إنفاق المرأة من مال زوجها بالمعروف .
2- سعة فضل الله لشمول الأجر كل متسببة في فعل الخير .
{الحديث الثاني والستون}
أخبرنا قتيبة قال حدثنا الليث عن بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة726 قال قيل لرسول الله ? أي النساء خير727 قال التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها728 ومالها بما يكره)729 (وفي رواية عن أبي هريرة قال قيل لرسول الله ? أي النساء خير ؟ قال التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره) 730
المعنى الإجمالي :(1/126)
يروي لنا أبو هريرة رضي الله عنه في هذا الحديث الشريف أن النبي ? لما سئل عن النساء أيهن أفضل أخبر ? عن الصفات الحسنة التي إذا توفرت في المرأة كانت فاضلة وخيرة وتلك الصفات هي ما تكون عليه المرأة من حسن الخلق وجمال العشرة والعناية بحسن المظهر أمام الزوج والتلطف له في القول والمحافظة على النظافة في بيتها وأولادها والامتثال لأوامر زوجها وتحقيق رغباته في نفسها .
ما يستفاد من الحديث:
1- بيان صفات المرأة الفاضلة .
2- الحث على النظافة وأن عناية المرأة بنفسها مم يجلب محبة الزوج .
{الحديث الثالث والستون}
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِى وَابْنُ إِدْرِيسَ قَالاَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ731 أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ? قَالَ " لاَ تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّه732ِ مَسَاجِدَ اللَّهِ " . 733"وبيوتهن734 خير لهن735"736
المعنى الإجمالى :
يخبر النبي ? في هذا الحديث الشريف أنه لا يحسن لولي أمر المرأة من أب أو زوج أو غيرهما أن يمنعها من حضور الصلاة في المساجد حيث كانت النساء في زمن النبي ? يشهدن الصلاة معه ومتى رغبت المرأة في أداء الصلاة في المساجد فيلزمها أن تستتر وتتجنب الزينة وأن تكون في ناحية خاصة في المسجد وفي الرواية الأخرى أشار? إلى أن بقاءها في بيتها والصلاة فيه أفضل من حضورها المساجد خشية الوقوع في الفتنة.
ما يستفاد من الحديث :
1- جواز خروج المرأة للصلاة في المسجد .
2- النهي عن منع من رغبت في أداء الصلاة مع الجماعة في المسجد .
3- أنه إذا كان يترتب على خروجها مفسدة أو تقصير في أداء واجباتها فإن صلاتها في البيت أفضل.
{الحديث الرابع والستون}(1/127)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ حَدَّثَنِى بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّه737ِ قَالَتْ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ? " إِذَا شَهِدَتْ738 إِحْدَاكُنَّ الْمَسْجِدَ فَلاَ تَمَسَّ طِيبًا739 " . 740
المعنى الإجمالي :
في هذا الحديث الشريف ينهي ? المرأة إذا رغبت في حضور الصلاة مع الجماعة في المساجد أن تستعمل الطيب في بدنها أو ملابسها ويدخل في ذلك النهي عن كل ما يلفت النظر إليها. لما قد يترتب عليه من المفاسد والإثم .
ما يستفاد من الحديث :
1- النهي عن تطيب المرأة إذا أرادت الخروج إلى الصلاة أو غيرها .
2- جواز خروج المرأة للصلاة في المساجد .
الخاتمة اقتضاءُ العِلمِ العَملُ
أخي المسلم أختي المسلمة :
العلم بلا عمل ، مذموم من الله ورسوله والمؤمنين،( ( ((((((((((( ((((((((( (((((((((( (((( (((((((((( ((( (( ((((((((((( ((( (((((( ((((((( ((((( (((( ((( (((((((((( ((( (( ((((((((((( ((( (741 ، وقد يسر الله لك قراءة هذا الكتاب ، وبقي العمل بما فيه.(1/128)
اعلم أن أصحاب النبي? (كانوا يقترئون من رسول الله? عشر آيات فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل،قالوا: فعلمنَا العلم والعمل)كما حثَ الشرع على ذلك، قال ابن عباس رضى الله عنه في قوله تعالى:( (((((((((((( (((( (((((((((((( (742 :يتبعونه حقّ اتباعه،المطلوب عمل وتنفيذ لسنته? ، فبادر إلى الإستجابة والعمل، فإن صالحي الأمة كانوا لا يتعلمون شيئاً إلا تسابقوا على تطبيقه والدعوة إليه،إمتثالاً لقوله?َ : " دَعُونِى مَا تَرَكْتُكُمْ ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَىْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ ". )743،وخوف من عقابه الأليم في قوله تعالى :( (((((((((((( ((((((((( (((((((((((( (((( (((((((((( ((( ((((((((((( (((((((( (((( ((((((((((( ((((((( ((((((( (744 .
وإليك أطايب الثمار من أقوالهم :
*روى مسلم745 ..: (قَالَ سَمِعْتُ أُمَّ حَبِيبَةَ تَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ? يَقُولُ " مَنْ صَلَّى اثْنَتَىْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِى يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ بُنِىَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِى الْجَنَّةِ " . قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ?. وَقَالَ عَنْبَسَةُ فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ أُمِّ حَبِيبَةَ . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ أَوْسٍ مَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ عَنْبَسَةَ . وَقَالَ النُّعْمَانُ بْنُ سَالِمٍ مَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ) .(1/129)
*ابن عمر رضي الله عنه :عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ? قَالَ : " مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَىْءٌ ، يُوصِى فِيهِ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ ، إِلاَّ وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ "746 .ثم يقول ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله? قال ذلك إلا عندي وصيتي.
*قال الفضيل: لا يزال العالم جاهلا بما علمَ حتى يعمل ،وقال :إنما نزل القرآن ليُعمل به فاتّخذ الناس قراءته عملاً.
*قال مالك بن دينار: تلقى الرجل وما يلحن حرفا، وعمله لحن كله.
*الإمام أحمد: ما كتبت حديثاً إلا وقد عملت به،حتى مر بي أن النبي ? احتجم وأعطى أبا طيبة ديناراً،فأعطيت الحجام ديناراً حين احتجمت.
*الإمام البخاري : ما اغتبت أحداً قط منذ علمت أن الغيبة حرام.إني لأرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحداً.
*ابن القيم قال: بلغني عن شيخ الإسلام أنه قال: لما قرأ قوله ? :(مَنْ قَرأ آيةَ الْكُرْسِيِّ عَقِبَ كُلِ صَلاَةٍ،لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الجَنَّةِ إلا أَنْ يَمُوتَ)747
وأخيراً بعد العلم والعمل لا بد من الدعوة إلى ما أنعم الله به عليك وأن لا تحرم نفسك الأجر ولا غيرك الخير،قال النبي ? " مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ "748 . ،وقال ?: " بَلِّغُوا عَنِّى وَلَوْ آيَةً ، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "749 .
وعلى كثرة نشرك للخير يكثر ويعظم لك الأجر وتضاعف لك الحسنات في الحياة وبعد الممات، قال النبي? " إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ " 750.(1/130)
نسأل الله أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح والرزق الواسع والقلب الخاشع والنور الساطع على الصراط يوم القيامة.
والله أعلى وأعلم ، وصلى الله على سيدنا وحبيبنا وقدوتنا ومعلمنا محمد? وعلى آله وصحبة أجمعين.
كمال مختار إسماعيل حميدة{أبوأحمد}
Khemada@hotmail.com.
محمول 0105711041
فهارس المراجع
أولاً المراجع الإلكترونية {كمبيوتر }:
1- موسوعة المصحف الناشر لشركة حرف .
2- موسوعة البخاري ومسلم ومالك للأزهر الشريف .
3- موسوعة الألباني للحديث.
ثانيا : المراجع العامة:
* التوحيد لشيخ الإسلام (ابن تيمية) ،وتلميذه (ابن القيم) ،والشيخ محمد بن عبد الوهاب،والشيخ ابن باز ،والشيخ محمد بن عثيمين، وعلماء السلف. جزاهم الله خير الجزاء ورحم الله الأموات وغفر للأحياء آمين .
* آداب المشي إلى الصلاة للشيخ محمد عبد الوهاب.
*إرواء الغليل للشيخ الألباني.
*النهاية في غريب الحديث ، والآثر لابن الأثير.
*نيل المآرب في تهذيب شرح عمدة الطالب للشيخ عبد الله البسام .
*منار السبيل { إبراهيم بن ضويان} .
* المخلص الفقهي للشيخ صالح الفوزن.
*الروض مع حاشسته للشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم .
*الكافي لموفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة.
*المبدع في شرح المقنع للشيخ محمد بن مفلح .
*رسالة سجود السهو للشيخ العثيمين.
*شرح منتهى الإرادات للشيخ العثيمين.
*كشاف القناع للشيخ منصور بن يونس البهوتى.
*كيفية صلاة النبي? للشيخ ابن باز.
المحتويات
الجزء الأول العقيدة
مقدمة ......................................................................2-3
غلاف الجزء الأول .........................................................4
أصول أهل السنة والجماعة ................................................5-16
الرسالة الأولى(تعريف التوحيد) ........................................ 17-29(1/131)
الرسالة الثانية(أقسام التوحيد) .........................................30-34
الرسالة الثالثة(الإسلام) ................................................35-42
الرسالة الرابعة(أركان الأيمان) .........................................43-45
الرسالة الخامسة(الإحسان) ............................................46-47
الرسالة السادسة(أنواع العبادة) ........................................47-48
الرسالة السابعة ( الطاغوت) ...........................................48-49
الرسالة الثامنة(الشرك وأنواعه) ........................................50-52
الرسالة التاسعة(الكفر وأنواعه) ........................................53
الرسالة العاشرة ( النفاق وأنواعه) ......................................54
الرسالة الحادية عشر ( القواعد الأربع) .................................55-60
الرسالة الخاتمة( نواقض الإسلام).......................................61-64
الجزء الثاني : الفقه
الرسالة الأولى (المياه- الطهاره)..........................................66-75
الرسالة الثانية(الصلاة) .................................................76-95
(صلاة الجماعة) .......................................................96-126
الرسالة الثالثة(الزكاة)...............................................126-136
الرسالة الرابعة(الصوم) ..............................................136-140
الرسالة الخامسة (الحج) .............................................141-148
الجزء الثالث : الحديث
1الحديث الأول.............................................................150
2الحديث الثاني............................................................151
3...........................................................................153(1/132)
4...........................................................................155
5...........................................................................156
6...........................................................................157
7...........................................................................158
8...........................................................................159
9...........................................................................161
10..........................................................................162
11..........................................................................163
12..........................................................................165
13..........................................................................166
14.........................................................................168
15.........................................................................169
16الحديث السادس عشر....................................................171
17..........................................................................172
18..........................................................................174
19..........................................................................175
20..........................................................................176
21..........................................................................177
22..........................................................................179
23..........................................................................180(1/133)
24..........................................................................181
25..........................................................................183
26..........................................................................184
27..........................................................................185
28..........................................................................187
29..........................................................................188
30..........................................................................189
31..........................................................................191
32..........................................................................192
33..........................................................................193
34الحديث الرابع والثلاثون.................................................195
35.........................................................................196
36.........................................................................197
37.........................................................................199
38.........................................................................200
39.........................................................................201
40.........................................................................203
41.........................................................................205
42.........................................................................206
43..........................................................................209(1/134)
44.........................................................................211
45.........................................................................212
46..........................................................................215
47..........................................................................216
48..........................................................................217
49..........................................................................219
50..........................................................................220
51..........................................................................222
52الحديث الثاني والخمسون................................................223
53..........................................................................224
54..........................................................................226
55..........................................................................229
56..........................................................................231
57..........................................................................233
58..........................................................................235
59..........................................................................237
60..........................................................................238
61..........................................................................239
62..........................................................................240
63..........................................................................241(1/135)
64..........................................................................243الإعداد والتنسيق:
أبو أحمد
khemada@hotmail.com
[نرجو تنبيهنا على أية أخطاء مطبعية في الكتاب بمراسلة
البريد الإلكتروني السابق] محمول رقم 0105711041
1 (نوح 007)
2 (المائدة 079)
3 العقيدة: (الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده،والعقيدة في الدِّين ؛ما يُقْصَدُ به الاعتقاد دون العمل ؛ كعقيدة وجود الله وبعث الرسل ، والجمع عقائد)انظر المعاجم
4 (المائدة 089)
5 انظر :"مباحث في عقيدة أهل السُنَّة والجماعة وموقف الحركات الإسلامية المعاصرة منها"د.ناصر بن عبدالكريم العقل.و"العقيدة في الله"د.عمر سليمان الأشقر.
6 السَّلف في اللغة: ما مضى وتقدم ، يُقال: سَلَف الشيءُ سَلَفاً:أي مضى،والسَّلف: الجماعة المتقدِّمون في السير.والسلف في الإصلاح: إذا أُطْلِقَ السلف عند العلماء الاعتقاد؛ فإنَّما تدور كلُّ تعريفاتهم حول الصحابة والتابعين وتابع التابعين من الأئمة الأعلام المشهود لهم بالإمامة والفضل وإتباعِ السنة قال تعالى :( ((((( ((((((((( (((((((((( (((( (((((( ((( (((((((( (((( (((((((((( (((((((((( (((((( ((((((( ((((((((((((((( (((((((((( ((( (((((((( ((((((((((( (((((((( ( (((((((((( (((((((( ( .وإمام السلف ؛ رسول الله ?.
7 (النساء 080)
8 )محمد 033)
9 (النساء 014)
10 (التوبة 062)
11 (آل عمران 031)
12 (النساء 059)
13 أهل السنة والجماعة : هم من كانوا على مثل ما كان عليه النبي? وأصحابه ، وسموا أهل السنة: لاستمساكهم واتباعهم لسنته ? ، وسموا جماعة لأنهم اجتمعوا على الحق ولم يتفرقوا في الدين ، واتبعوا ما أجمع عليه السلف الصالح .
14 (غافر 045-046)
15 أخرجه البخاري برقم 1374 واللفظ له ومسلم برقم 2870
16 )التغابن 007)
17 ) الكهف 049)
18 الدخان : دخان يأخذ بأنفاس الكفار ويأخذ المؤمن منه كهيئة الزكام ويكون قرب قيام الساعة .(1/136)
19 والدابة يخرجها الله قرب الساعة قال تعالى ( ( ((((((( (((((( (((((((((( (((((((((( ((((((((((( (((((( (((((((( ((((( (((((((( ((((((((((((( (((( (((((((( (((((((( ((((((((((((( (( (((((((((( (((( ((النمل 082)
20 رواه مسلم برقم 2901في باب الفتن وأشراط الساعة.
21 ) النجم 031)
22 غرلاً : غير مختونين.
23 الديان : القاضي والحاكم وجازي الناس على أعمالهم .
24 أقصه : أمكنه من الاقتصاص والتقاضي من.
25 اللطمة : الضربة على الوجه .
26 رواه مسلم وغيره قال الألباني حسن لغيره رواه أحمد 3/495 والحاكم في المستدرك في تفسير حم المؤمن ج2 ص 438.
27 (( (((((( (((((((((( (((((((((( ((((((((( ((((( ((((((((( (((((( (((((((((((( ( ((((((((((( (((( ( (((( (((( ((((((( ((((((((((( ((( ((الحشر 007)
28الدليل ( ((( ((((( (((((((( (((((( (((((( (((( (((((((((((( (((((((( ((((((( (((( ((((((((( ((((((((((((( ( ((الأحزاب040)
29الدليل قال تعالى ( (((( ((((((((((( (((((((( (((((( ((((((( (((( (((((((((( (((((((( ((الأعراف 158)
30 أولو العزم :نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليم
31 من حديث طويل رواه مسلم
32يقول النبي ? (خير الناس قرني ) أخرجه البخاري برقم 2652 ومسلم باب فضائل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم برقم 2533 من حديث بن مسعود رضي الله عنه .
33 (الحشر 010)
34 (الفتح 029)
35 أخرجه البخاري في كتاب فضائل أصحاب النبي? " لو كنت متخذاً خليلاً" برقم 3673 ومسلم في كتاب فضائل الصحابة باب تحريم سب الصحابة برقم 2541 واللفظ له .
36 قوله ? فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ )أبو داود برقم 4607، وابن ماجة برقم 42، وأحمد 4/126،127 والنواجذ هي الأضراس بعد الناب وهذا لشدة التمسك بالأمر .
37 صحيح البخاري
38 أخرجه البخاري برقم 3656(1/137)
39 رواه البخاري الشهادات باب 30 برقم 2687 ، وفي مناقب الأنصار برقم 3929، وفي التعبير برقم 7003.
40 رواه مسلم القدر باب 6 برقم 6938 .
41 )الأعراف 179)
42 قال ابن القيم في زاد المعاد 1 ص 114:لا خلاف أنه ? توفى عن تسع،وكان يقسم لثمان"عائشة- حفصة-زينب بنت جحش-أم سلمة هند بنت أمية،-صفية بنت حُيي بن أخطب-أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان -ميمونة بنت الحارث - سودة بنت زمعة- جويرية بنت الخارث المصطلقية رضي الله عنم .
43 (الأحزاب 006)
44 (الأحزاب 006)
45 قال تعالى: ( ((((((( ((((((( (((( (((((((((( ((((((( (((((((((( (((((( (((((((((( ((((((((((((((( (((((((((( (((( (
46 أول الزوجات وأول من آمن وأم أولاده إلا إبراهيم .وعائشة ما نزل الوحي في لحاف غيرها.
47 البراق : دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافرة عند منتهى طرفه .
48 سدرة المنتهى : شجرة عظيمة في السماء السابعة ، ينتهي إليها علم الأولين والآخرين ولا يتعدها.
49 أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق برقم 3207 ومسلم في كتاب ألإيمان برقم 162.
50 الحنيف : هو المستقيمُ على التوحيد التاركُ للشرك والضلال.
51(الذاريات 056)
52 أن العبادةَ لا تُسَمَّى عبادةً إلا مع التوحيد، كما أنَّ الصلاةَ لا تسمَّى صلاةَ إلاَّ مع الطَّهارةِ،فإذا دخلَ الشِّرُكُ في العبادَةِ فَسَدَتْ كَالْحَدَثِ إذا دَخَلَ في الطَّهارَةِ.
53 (النساء 036)
54 قال? (مَنْ رَضِيَ باللهِ رَبَّاً وبالإسْلامِ دِيناً وبِِمُحَمَّدٍ نَبِيّاً وَجَبَتْ لهُ الجَنَّة)أخرجه مسلم في كتاب الإمارة ، باب بيان ما أعده الله تعالى للمجاهد في الجنة من الدرجات 3/1501 برقم116
55 الآية 1 من سورة الفاتحة.
56 من كلام ابن كثير أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي ولد 701 هجرية عالم بالتفسير والحديث والتأريخ له مؤلفات كثيرة أشهرها تفسير القرآن العظيم والبداية والنهاية توفى 774 هجرية.
57 )فصلت 037)(1/138)
58 ) الأعراف 054)
59 (البقرة 021-022)
60وهو الاستسلام لله بالتوحيد ، والانقياد له بالطاعة ، والبراءة من الشرك وأهله
61 (آل عمران 085)
62 (رواه مسلم ).
63 ) العلق 001)
64 ) المدثر 001)
65 ينذر عن الشرك، ويدعوا إلى التوحيد.
66 ينذر عن الشرك ويدعو إلى التوحيد.
67 عظمه بالتوحيد .
68 طهر أعمالك عن الشرك.
69 الأصنام وهجرها تركها والبراءة منها وأهلها.
70 ) المدثر 001-007)
71 الهجرة : الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام وهي فريضة حتى تقوم الساعة والدليل قوله تعالى ( (((( ((((((((( ((((((((((( (((((((((((((((( ((((((((( ((((((((((( (((((((( ((((( ((((((( ( (((((((( ((((( ((((((((((((((( ((( (((((((( ( ((((((((( (((((( (((((( (((((( (((( ((((((((( (((((((((((((( (((((( ( (((((((((((((( ((((((((((( (((((((( ( (((((((((( (((((((( (((( (((( ((((((((((((((((((( (((( ((((((((((( (((((((((((((( ((((((((((((((( (( (((((((((((((( ((((((( (((( ((((((((((( ((((((( (((( (((((((((((((( ((((( (((( ((( (((((((( (((((((( ( ((((((( (((( ((((((( (((((((( (((( ( قَالَ الْبُغَوِيُّ ـ رَحِمَهُ الله ُـ : نزلت هَذِهِ الآيَةِ فِي المُسْلِمِينَ الَّذِينَ بِمَكَّةَ ولَمْ يُهَاجِرُوا، نَادَاهُمُ اللهُ بِاسْمِ الإِيمَانِ. وقوله ? ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه أحمد5/65 وأبو داود 3/1 رقم 2479 واللفظ له)
72 (الأعراف 158)
73 (المائدة 003)
74 (الزمر 030-031)
75 )طه 055)
76 )نوح 017-018)
77 )النجم 031)
78 )التغابن 007)
79 (النساء 165)
80 (النساء 163)
81 )النحل 036)(1/139)
82 قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ : مَعْنَى الطَّاغُوتِ مَا تَجَاوَزَ بِهِ الْعَبْدُ حَدَّهُ مِنْ مَعْبُودٍ أَوْ مَتْبُوعٍ أَوْ مُطَاعٍ. وَالطَّوَاغِيتُ كَثِيرُونَ وَرُؤُوسُهُمْ خَمْسَةٌ: إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللهُ، وَمَنْ عُبِدَ وَهُوَ رَاضٍ، وَمَنْ دَعَا النَّاسَ إِلَى عِبَادَةِ نَفْسِهِ، وَمَنْ ادَّعَى شَيْئًا مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ، وَمَنْ حَكَمَ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ? لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *? [البقرة: 256]. وَهَذَا هُوَ مَعْنَى لا إل?ه إِلا اللهُ، وَفِي الْحَدِيثِ: ( رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامِ، وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ).
83 (هود 117)
84( صحيح ) عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق . رواه مسلم .
85 (فصلت 033)(1/140)
86 ( متفق عليه ) وعن سهل بن سعد أن رسول الله? قال يوم خيبر لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله . فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله ? كلهم يرجو أن يعطاها فقال أين علي بن أبي طالب ؟ فقالوا هو يا رسول الله يشتكي عينيه . قال فأرسلوا إليه . فأتي به فبصق رسول الله? في عينيه فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم . متفق عليه . وذكر حديث البراء قال لعلي أنت مني وأنا منك في باب بلوغ الصغير .
87 رواه الجماعة إلا البخاري وابن ماجه.
88 السلسلة الصحيحة للألباني.
89 (النحل 125)
90 (العصر 001-003)
91 محمد بن إدري القرشي الشافعي ولد سنة 150 هجرية عالم بالفقه والحديث له مؤلفات كثيرة من أشهرها كتاب "الأم - الرسالة " وتوفي سنة 204 هجرية.
92 أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري ولد سنة 194 هجرية عالم في الحديث له مؤلفات كثيرة من أشهرها صحيح البخاري المسمى " الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله ? وسننه وأيامه" توفي ب(خرتنك)سنة 256 هجرية.
93 (محمد 019)
94 ما بين معقوفين: ليس في البخاري.
95 وبيلاً : شديد مهلكاً وذلك بإغراقه وجنوده في البحر ثم تعذيبهم في النار .
96(المزمل 015-016)
97 ) الجن 018)
98 قال النبي ? (كُلُّ أُمَّتي يَدْخُلونَ الجَنَّة إلا مَنْ أبى قالوا:يا رسول اللهِ ومَنْ يَأبى ؟ قال مَنْ أطاعَنيِ دَخَلَ الجَنَّةَ، ومَنْ عَصَانِي فقد أبى) رواه البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ، باب الاقتداء بسُنَنِ رسول الله برقم? 7280.
99 (المجادلة 022)
(1) كلمة للتنبيه على الاهتمام بما بعدها(1/141)
100 العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة . والجامع لعبادة الله وحده :طاعته بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
101 بعثنا: أرسلنا
103 أمة : طائفة من الناس
104 اعبدوا الله : أي وحدوه بالعبادة
105 الطاغوت: من الطغيان الآية من النحل 36
106 الربوبية من التربية والرب هو الله المربي لجميع الخلق بنعمه .
107 الغيث: المطر
108 أقر به الكفار : اعترفوا به .
109 عهد:زمن
(1) سورة المؤمنون84-85
(2) سورة الزمر38
112 سورة يونس 31
113 سورة المؤمنون 84-89
114 الألوهية : من تأله القلب وتعلقه بألوه، محبة وتعظيما
115 الخصومة : الجدال والمناظرة
116 لدن : زمن
117 سورة الزمر الآية 65
118 سورة غافر 60
119 سورة الجن 18
120 سورة الأنبياء 25
121 سورة الحشر 7
122 الأسماء : ما سمى الله به نفسه في كتابة أو على لسان نبيه?
123الصفات : ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صفات تليق بجلال الله وعظمته
124 التكييف:السؤال عن كيفية اتصافه بصفاته كالسؤال:كيف يبصر أو كيف يسمع
125التمثيل : أن يمثل بغيره.فليس له مثيل لا في ذاته ولا في صفاته وأفعاله.
126التشبيه: أي تشبيه صفاته بصفات العباد وأفعاله بأفعالهم كأن يقال: له سمع:كسمعنا،وبصر:كبصرنا،فالله سبحانه منزه عن ذلك فلا شبيه ولا مثيل له ، وليس سمعه وبصره: كسمعنا وبصرنا بل له سمع وبصر يليق بجلاله وعظمته.
127التحريف: هو تغير ما ورد في كتاب الله وسنة نبيه عن حقيقته.
128التعطيل: هو نفي ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله?
129 سورة الشورى 11
130 سورة الإخلاص
131 فطرني : خلقني وأوجدني بعد أن لم أكن شيئاً.
132 (الزخرف 026-028)
133 (آل عمران 064)
134 وإسناده صحيح على شرط الشيخين(السلسلة الصحيحة - الألباني).
135 (السلسلة الصحيحة -الألباني)
136 ( متفق عليه ) وعن أنس بن مالك.
137 أخرجه أحمد والنسائي وإسناده صحيح(تحقيق الألباني)(1/142)
138 (الزخرف 086)
139( صحيح ) وعن عثمان رضي الله عنه قال ..، رواه مسلم .
140 )الحجرات 015)
141 تخريج السيوطي : (حم م) عن أبي هريرة. تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 1009 في صحيح الجامع.، ورواه مسلم بلفظ آخر.
142 )الصافات 035)
143 (لقمان 022)
144 (الفتح 011)
145 )البينة 005)
146 تخريج السيوطي : (ق) عن عتبان بن مالك. تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 1793 في صحيح الجامع.
147 ) آل عمران 018)
148 من أنفسكم : أي من جنسكم تعرفون نسبه وحسبه ولغته .
149 أي يشق عليه ما يرهقكم ويتعبكم لكونه من جنسكم ومبعوثاً لهدايتكم.
150 حريص عليكم : أي على إيمانكم وهدايتكم.
151 (التوبة 128)
152 الحنفاء الذين التزموا التوحيد وتركوا الشرك
153 القيمة : يعني العادلة المستقيمة .
154 (البينة 005)
155 كتب : يعني فرض.
156 (البقرة 183)
157 (آل عمران 097)
158 (النساء 080)
159 تخريج السيوطي : (خ) عن أبي هريرة. تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 4513 في صحيح الجامع.
160 (النجم 003)
161 توحيد الله بربوبيته وألوهيته ، وأسمائه وصفاته .
162هذه رواية ابن حبان ورواية مسلم (فأفضلها قول لا إله إلا الله ( ورواية البخاري في صحيحه بلفظ (الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان )قال الألباني صحيح
163 بأنه الإله الحق المستحق للعبادة دون كل ما سواه لكونه خالق العباد والمحسن إليهم والقائم بأرزاقهم ، والعالم بسرهم وعلانيتهم ، والقادر على إثابة مطيعهم وعقاب عاصيهم ، ولهذه العبادة خلق الله الثقلين وأمرهم بها .
164 التصديق الجازم بوجود الملائكة وأن الله خلقهم لعبادته ، وأنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
165 التصديق الجازم بأن الله تعالى أنزل كتباً على رسله من أجل هداة الناس.وأعظمهم القرآن الكريم كلام الله ومن أنكر كتاباً كافر بالله تعالى.(1/143)
166 التصديق بأن الله بعث في كل أمة رسولاً منهم ، يدعوهم إلى عبادة الله وحده وعدم الإشراك به .ومن كذب بالرسل أو بعضهم كافر بالله تعالى .
167 التصديق الجازم بكل ما يكون بعد الموت مما جاء في القرآن .
168 التصديق الجازم بأن كل ما يقع من الخير والشر فهو بقدر الله سبحانه وتعالى فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك وحكم من أنكر القدر كافر لأنه مكذب بالقرآن والسنة .
169 تخريج السيوطي : (م 3 ) عن عمر. تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 2797 في صحيح الجامع.
170 (القمر 049)
171 (الإسراء 023)
172 يكون الإحسانُ في شيئين: في النية بأنْ يُنَقَّيَها من الرياء والنفاق، وفي العمل بأن يتبع به الشرع ويؤديَهُ بعزيمةٍ وقوةٍ.
173 لا يتحققُ الإحسانُ إلا بأن يعبدَ المسلمُ ربَّه وهو موقنٌ أن الله مطّلع عليه يرى فعَلهُ ويحصي عليه أعماَلهُ.
174جزء من حديث البخاري ومسلم وهو حديث جبريل عليه السلام الطويل.
175 ) النحل 128)
176 ) الشعراء 217-220)
177 تفيضون : أي تقومون به .
178 ) يونس 061)
179تخريج السيوطي : (الحكيم) عن ابن عباس.
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 3730 في صحيح الجامع.
180 قال الشيخ الألباني : صحيح سند الحديث : أخبرنا يوسف بن عيسى قال حدثنا الفضل بن موسى قال حدثنا مسعر عن معبد بن خالد عن عبد الله بن يسار عن قتيلة امرأة من جهينة أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
181رواه البخاري ومسلم وزاد في مسلم في رواية له وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم
182 (الذاريات 056)
183 ) النساء 048)
184 الخالق: الموجد
185 المدبر: المصرف لشئون الخلق
186 ) يونس 031)
187 القربة: هي المكانة والمنزلة.
188 ليقربونا إلى الله أي: ليجعلوا لنا عنده مكانة ومنزلة.
189 ) الزمر 003)
190 (يونس 018)
191 الخلة : بضم الخاء أشد أنواع المحبة.
192 (البقرة 254)
193 (البقرة 255)(1/144)
194 حتى لا تكون فتنة : أي ردة وغلبة للشر على الخير،أو الشرك والكفر.
195 (البقرة 193)
196الآيات: العلامات والدلائل الدالة على عظمة الله وتفرده بالخلق والإيجاد
197 (فصلت 037)
198 (آل عمران 080)
199 أأنت قلت : استفهام إنكاري
200 إلهين : معبودين
201 سبحانك:أنزهك ياإلهي
202 ماليس لي بحق:أي ما لا أستحقه.
203 إن كنت قلته:أي إن كنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين.
204 تعلم مافي نفسي: أي تعلم ما قلت وما أضمرته نفسي ،وأني لم أقل هذه المقالة ولم تخطر لي ببال وعلماك محيط بكل شيء.
205 علام : كامل العلم فلا يخفى عليه شيء
206 الغيوب: ماغاب وخفي
207 (المائدة:116
208 (الإسراء 057)
209 اللات رجل كان يلت السويق للحجاج فلما مات عبدوه.
210 والعُزَّى قيل: صنم لغطفان.
211 ومناة-ثالثة الصنمين-صنم لهذيل وخزاعة.
212 النجم 19-20
213 حدثاء عهد بكفر : قريبو العهد بالكفر
214 العكفوف: الإقامة
215 ينوطون : يعلقون
216 البخاري.أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب ما جاء لتركبن سنن من كان قبلكم برقم 2180،4/475،وقال حديث حسن صحيح ورواه أحمد 5/218 والطبراني في الكبير 17/21واللفظ له.
217 الفلك : السفينة
218 مخلصين : غير مشركين
219 تمت رسالة القواعد الأربع.
220 رسالة للشيخ بن باز رحمة الله
221 (النساء 116)
222 (المائدة 072)
223 ) محمد 009)
224 ) التوبة 065-066)
225 الصرف :هو التسبب في منع شخص من فعل الخير أو صرفه عن زوجنه .
226 العطف : هو التسبب في تحبيب الرجل أو المرأة إلى الزوج عن طريق السحر.
227 ) البقرة 102)
228 ) المائدة 051)
229 ) آل عمران 085)
230 ) السجدة 022)(1/145)
231 الشخص الذي تقع بأيدي كفار فأجبروه على أن ينطق بالكفر فنطق به لكن قلبه مطمئن بالإيمان ودليل العذر بالإكراه قوله تعالى ( ((( (((((( (((((( (((( (((((( (((((((((((( (((( (((( (((((((( ((((((((((( (((((((((( (((((((((((( (((((((( ((( (((((( (((((((((((( ((((((( (((((((((((( (((((( ((((( (((( (((((((( ((((((( ((((((( ((((( (النحل 106
232 اللباب شرح الكتاب(1/10)والدر المختار(1/79).
233 المغني لابن قدامة(1/12) ط.هجر.
234 النجاسة: ضد الطهارة ، والنجس : اسم لعين مستقذرة شرعاً ، ويجب على المسلم التنزه عنها وغسل ما يصيبه منها.
235 الدليل قوله تعالى ( ( (((((( (((((( (((((((((((((((( ((((( ((التوبة 108)
236 ( ((((((((((( ((((((((( ((( ((المدثر 004)
237"إن هذه المساجد لا تصلح لشيْ من هذا البول ولا القذر ) مسلم برقم 285
238 أخرجه البخاري في كتاب الوضوء - باب ما يقول عند الخلاء في برقم 142.وأخرجه مسلم في كتاب الحيض - باب ما يقول إذا أراد دخول الخلاء برقم 122 في 1/283.
239 أخرجه أبو داود في كتاب الطهارة - باب ما يقول الرجل إذا خرج من الخلاء برقم 30 في 1/8.وأخرجه الترمذي في كتاب الطهارة - باب ما يقول إذا خرج من الخلاء برقم 7 في 1/12 وقال أبو عيسى : حديث حسن غريب.قال الألباني صحيحاً.
240 كل منظفا طاهر مباح أحجار مناديل ماعدا العظم والروث والطعام.
241هو التعبد لله تعالى بمسح الوجه واليدين بالتراب بصفة مخصوصة .
242 (المائدة 006)
243أخرجه مسلم في كتاب الطهارة باب المسح على الناصية والعمامة رقم (275)
244 لا جهر بالنية.
245 قال الألباني حسن رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة .
246 رواه البخاري ومسلم
247 رواه البخاري والنسائي وأبو داود
248 البخاري ومسلم
249 (الواقعة 079)
250 رواه الدرامي ومالك وصححه الألباني
251 رواه البخاري
252أخرجه البخاري برقم 8 ومسلم 1/45 وأحمد 2/120برقم 6011 وهذا لفظه .(1/146)
253 رواه الترمذي في كتاب الإيمان 5/13 برقم 2621 وقال حسن غريب قال الألباني صحيح في السلسلة . رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح ولا نعرف له علة .
254 ) الفرقان 23) .
255 رواه بن ماجه وغيره.
256 قال الألباني حسن رواه الإمام أحمد وأبو داود والحاكم.
257 قال الشيخ الألباني : صحيح سند الحديث : حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله? ورواه أبو داود والترمذي.
258 (المدثر 004).
259 أي من بلغت سن الحيض.
260 رواه أبو داود والحاكم وصححه الألباني.
261 (النساء 103) .
262 (البقرة 144) .
263 متفق عليه .
264 علامتان.
265 صححه الألباني .
266 ) البقرة 238) .
267 رواه الخمسة إلا النسائي صححه الألباني .
268 متفق عليه .
269 رواه البخاري ومسلم وأبو داود.
270 رواه البخاري و مسلم والإمام احمد.
271 رواه البخاري ومسلم.
272 رواه البخاري ومسلم والإمام أحمد.
273 (الفرقان 001) .
274 رواه البخاري ومسلم.
275 رواه الخمسة إلا النسائي وصححه الألباني
276 (المؤمنون 001-002)
277 السهو : النسيان.
278 أخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة برقم 572.
279 ) الأحزاب 043)
280 ) الانفطار 017-019)
281 [الكافرون: 6]
282 ) النساء 069)
283 ) النساء 069)
(1) أخرجه البخاري ص14، كتاب العلم، باب 49: من خص بالعلم قوماً دون قوم كراهية أن لا يفهموا، رقم 127.
(2) أخرجه مسلم ص675، مقدمة الكتاب، رقم 14.
(3) أخرجه البخاري ص189، كتاب الخصومات، باب 4: كلام الخصوم بعضهم في بعض، حديث رقم 2419؛ وأخرجه مسلم ص805 - 806، كتاب صلاة المسافرين، كتاب فضائل القرآن وما يتعلق به، باب 48: بيان أن القرآن أنزل على سبعة أحرف وبيان معناها، حديث رقم 1899 [270] 818.
284 (الكهف 103-104).
285 رواه البخاري.(1/147)
286 رواه الترمذي وأبو داود.
287 (البقرة 043) .
288 رواه مسلم في باب إتيان المسجد على من سمع النداء 1/452رقم653 ، والنسائي وغيرهما قال الألباني صحيح .
289 رواه البخاري في كتاب التمني-باب إخراج الخصوم وأهل الريب من البيوت بعد المعرفة برقم 7224 ورواه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة -فضل صلاة الجماعة وبيان التشديد في التخلف عنها برقم 651 .
290 رواه مسلم 1/450والبخاري برقم 645 ،رواه مالك والترمذي والنسائي .
291 تكرمته : مكان جلوسه مما يعد لإكرامه.
292 رواه مسلم 1/465 رقم 673 .
293 الأمي في اللغة : من لا يكتب . وفي اصطلاح الفقهاء : هو الذي لا يحسن الفاتحة ، أي : لا يحفظها ، أو يبدل حرفاً بغيره كمن يبدل الراء لاماً أو يلحن فيها لحناً يحيل المعنى ، مثل أن يقرأ : (أنعمتُ)بالضم.
294 رواه البخاري في كتاب الأذان إذا صلى ثم أم قوماً برقم 711.
295 رواه مسلم في كتاب الزهد من حديث طويل لجابر برقم 4/2305رقم3010.
296 ألا يكون بينهما بعد كثير لم تجر العادة به انظر المغني 3/45.
297 هذا لفظ البخاري في كتاب الأذان برقم 734.
298 الحديث متفق عليه رواه مسلم 1/308رقم 411 واتفق مسلم إلى أجمعون وزاد في رواية فلا تختلفوا عليه وإذا سجد فاسجدوا .
299 رواه البخاري برقم 691 ومسلم 1/320رقم427 وأبو داود والترمذي والنسائي .
300 رواه الإمام أحمد 3/45 برقم 11426 وابن حبان 6/157 برقم 2397 .
301 رواه مسلم.
302(الجمعة 009) .
303 رواه مسلم.
304 معنى لغوت أي قلت اللغو ، واللغو : الإثم.
305 أخرجه البخاري باب الإنصات يوم الجمعة برقم 934
306 متفق عليه
307 (الجمعة 009)
308 منبر إن وجد.
309 رواه الدار قطني وقال الألباني صحيح رواه البيهقي 3/185رقم 5432 وابن ماجه 1/260 رقم 793.(1/148)
310النهي ليس لأنه معذور بل لدفع أذيته ، ولذا من كان له عذر جمعة أو جماعة ، يحصل له أجر الجماعة لقوله? "من مرض أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً" أما من آكل الثوم والبصل فلا يحصل له إذا لم يحضر المسجد أجر الجماعة(انظر : الشرح الممتع 4/455" .
311رواه البخاري في كتاب الأذان ما جاء في الثوم النيئ والبصل والكراث برقم 855 ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.
312 قال الألباني صحيح.
313رواه البخاري في كتاب تقصير الصلاة باب إذا لم يطق قاعداً صلى على جنب رقم 1117 .
314 رواه البخاري برقم 1081 .
315 الظهر -العصر- العشاء
316 رواه الترمذي
317 رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم 728
318 قال الألباني صحيح الروايتين.
319 رواه البخاري في كتاب الصيام -باب صيام أيام البيض برقم 1981 ومسلم في كتاب صلاة المسافر وقصرها برقم 721
320) ). قال الشيخ الألباني : صحيح سند الحديث. رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن برقم 464 والنسائي 3/248 برقم 1745
)321 الكوثر 002) .
322 قال الشيخ الألباني : حسن صحيح
323 (إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين )
324 الكسوف : ذهاب ضوء الشمس أو القمر كله أو بعضه .
325 رواه البخاري ومسلم وغيرهما
326 رواه البخاري في كتاب الكسوف برقم 1044 ومسلم في كتاب الكسوف برقم 901 " متفق عليه" .
327 الاستسقاء : طلب نزول المطر من الله تعالى .
328 (الأعراف 096) .
329 تشرع صلاة الاستسقاء إذا أجدبت الأرض واحتبس المطر .
330 كثيرا.
331 مشمولا.
332 مصبوبا.
333 عاما.
334 رواه البخاري ومسلم.
335 أخرجه البخاري في كتاب الاستسقاء باب صلاة الاستسقاء ركعتين برقم 1026.
336 رواه مسلم ، و رواه أبو داود قال الألباني صحيح السند.
337 رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
338 الروبي الصغار
339 البخاري(1/149)
340قال الألباني : صحيح سند الحديث : 723 حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك بن أنس عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عبد الله بن الزبير.
341 رداءه وإزاره.
342 رواه مسلم.
343 تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 1210 في صحيح الجامع.
344 رواه أبو دواد والإمام احمد.
345 تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 4796 في صحيح الجامع.
346 رواه مسلم والنسائي.
347 رواه مسلم.
348 حديث حسن (مشكاة المصابيح) رواه أبو داود والترمذي والنسائي .
349 لحديث أم سلمة في صحيح مسلم و غيره .
350(المزمل 020)
351 من حديث طويل رواه البخاري
352 (البقرة 264)
353 التي يمكن إدخارها لمدة طويلة مثل التمر ، الزبيب، اللوز ، الفستق ، ومايشبها.
354 بلا جهد كالتي تسقى من ماء مطر.
355 بجهد كالأرضي التي سقيت بواسطة المكائن.
356 بعض السنة بكلفة والبعض بدون كلفة.
357 الأشياء المعدة للبيع والشراء من أجل الربح مثل الملابس-السيارات-الأثاث-الحديد وغيرها.
358 أخرجه البخاري برقم 1503 ومسلم 984 " متفق عليه"
359 من حديث متفق عليه
360 (المزمل 020)
361 الذين ليس عندهم شيء.
362 عندهم دخل لا يكفي .
363 الذين يحصلون الزكاة بشرط إلا يكون لهم راتب.
364 الرؤساء المطاعون في اقوامهم ويرجى إسلامهم .
365 المكاتب:هو العبد الذي يكتب مع سيده عقدا بتحرير نفسه مقابل مبلغ من المال يدفعه له .
366من تحمل ديناً من أجل الإصلاح بين الناس أو المديون ولا يستطيع السداد .
367 الغزاة الذين يجاهدون في سبيل الله .
368 وهو المسافر الذي نفد ما معه في الطريق .
369 (التوبة 060) .
370 ) البلد 014-016) .
371 (البقرة 183)
372 متفق عليه
373 قال الترمذي : حسن غريب صحيح.
قال الشيخ الألباني : صحيح سند الحديث.
374 البخاري برقم 1979 ومسلم 1159 "متفق عليه" .
375 حديث لمسلم برقم 1164وحديث طويل رواه النسائي برقم 2358.
376 حديث لمسلم برقم 1162.(1/150)
377 حديث للبخاري برقم 1981 ومسلم برقم 721.
378 (القدر 003) .
379 (آل عمران 097)
380 رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن غير واحد من الصحابة .
381 البخاري برقم 1530 ومسلم 1181 "متفق عليه" .
382هو سفيان بن عبد الله بن أبي ربيعة من بني ثقيف .استعمله عمر على صدقات الطائف أسلم بعد غزوة حنين .
383 أرشدني إلى شيء أتمسك به.
384 لا أحتاج بعده إرشادا.
385 الإيمان :هو تصديق بالقلب والقول باللسان والعمل بالجوارح ثم استقم اعتدل على طريق الحق واثبت عليه .
386 رواه مسلم في كتاب الإيمان .باب جامع أوصاف الإسلام برقم 62 في 1/65.
387 جمع عملٍ وهو كُل ما يصدُرُ عن الإنسان من قولٍ أو فعلٍ.
388 جمع نية وهي القصد وعزم القلب على أمر من الأمور.
389 الهجرة هي : الانتقالً من بلد الشرك إلى بلد الإسلام.
390 أي منافع دُنيوية يحصلُها.
391 أي : حصل لهُ غرضُه ولا يُثابُ عليها .
392أخرجه البخاري في سبعة مواضع من صحيحه أولها في كتاب بدء الوحي إلى رسول الله? برقم 1.واللفظ له، وأخرجه مسلم في كتاب الإمارة باب قوله :( إنما الأعمال بالنية وانه يدخل فيه الغزو وغيره من الأعمال).برقم 155 ص3/1515 .أخرجه أبو داود في سننه -كتاب الطلاق- باب فيما عني به الطلاق والنيات رقم (2201) .
393 على خمسة أركانٍ.
394 أخرجه البخاري في كتاب الإيمان باب دعاؤكم إيمانكم برقم 8،وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان-باب بيان أركان الإسلام ودعائمه العظام 1/45برقم 21.واللفظ لمسلم .
395 ينظف المسجد من القمامة والأوساخ .
396 أعلمتموني بموته .
397 صلاة الجنازة .
398 أخرجه البخاري في كتاب الصلاة- باب كنس المسجد والتقاط الخِرقِ والقذى والعيدان برقم 458.وأخرجه مسلم بلفظ آخر في كتاب الجنائز-باب الصلاة على القبر 2/659برقم 956.
399 أي الذنوب والمعاصي العظيمة.
400 الشتم : السبُّ ؛ وهو التكلم في الإنسان بما يعيبهُ أو يؤذيه.(1/151)
401 أخرجه البخاري في كتاب الأدب باب لا يسب الرجل والديه برقم 5973 وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان- باب بيان الكبائر وأكبرها برقم 146 في 1/92 واللفظ له.
402 سبق التعريف به .
403 يوم القيامة.
404 لِسسْكتْ.
405 أخرجه البخاري في كتاب الأدب-باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر برقم 6018 واللفظ له وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان - باب الحث على إكرام الجار والضيف ولزوم الصمت إلا عن الخير وكون ذلك كله من الإيمان رقم 75 في 1/68.
406 سبق التعريفُ به .
407 أي طلب منهم مالاً.
408 أي ليجعل مَالَهُ كثيراً.
409 قطعاً من النار.
410 ليسألْ قليلاُ.
411 أخرجه مسلم في كتاب الزكاة - باب كراهية المسألة للناس برقم 105 في 2/720.
412 قال ?:( ما يَزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامةِ وليس في وَجْهِه ِمُزْعَةُ لَحْمٍ) مسلم كراهة المسألة للناس برقم 1040.
413 زار.
414 الخَرْفُ : أخْذُ الثَّمَرِ مِنَ النَّخْلِ.
415 أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب - باب فضل عيادة المريض برقم 42.
416 أخرجه البخاري في كتاب المرض برقم 5656.
417 تهيَّأ للنومِ.
418 النفثُ: نفخٌ لطيف.
419 ألْتجىُْ وأعتصمُ باللهِ.
420 الصُّبْح.
421 أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن باب فضل المعوذات برقم 5017 ، ومسلم في كتاب السلام باب رقية المريض بالمعوذات والنفث برقم 2192 .
422 (يسبح الله ثلاثاً وثلاثين ، ويحمده ثلاثاً وثلاثين ، ويكبره أربعاً وثلاثين ) كما في وصيته? لعلي ابن أبي طالب ) انظر البخاري في كتاب النفقات باب عمل المرأة في بيت زوجها برقم 5361.
423 قال الشيخ الألباني :صحيح سند الحديث :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة قال.
424 سبقَ التعريفُ بالراوي.(1/152)
425 قال? (لْيسَ الشَّدِيدُ بالصُرَعَة ، إنما الشَّديدُ الذي يَمْلكُ نَفْسَهُ عنْدَ الغَضَب)البخاري في كتاب الأدب باب الحذر من الغضب برقم 6114.
426 أخرجه البخاري في كتاب الأدب - باب الحر من الغضب رقم 6116.
427 أي وزن ذرة والمقصود الشيء القليل من الكبر.
428 إنكارُ الحقِّ ترفعاً وتجبراً.
429 احتقار الناس .
430 رواه مسلم في كتاب الإيمان - باب تحريم الكبر وبيانه ، برقم 147 في 1/93.
431 سبق التعريف به .
432 السُّلاَمَى : أعضاءُ الإنسانِ ومفاصِلُهُ.
433 كُلُّ عُضْوٍ ومِفْصَلٍ يجب أن يتصدق عنه الإنسان .
434 يُصْلِحُ بين اثنين.
435 تُعاونهُ في حَمْلِ متاعِهِ عليها.
436 يُزيلُ كُلَّ ما يؤذي الناسَ من حَجَرٍ أو قَذَرٍ وغيرها.
437 رواه البخاري في كتاب الجهاد والسير - باب من أخذ بالركاب ونحوه رقم 2989 واللفظ له ورواه مسلم بلفظ مقارب في كتاب الزكاة - باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف حديث رقم (56).
438 أي أُخْبِرَ بما حصل لهم.
439 رواه البخاري في كتاب الاستئذان - باب لا تترك النار في البيت عند النوم رقم 6294.ورواه مسلم في كتاب الأشربة - باب الأمر بتغطية الإناء برقم 101في 3/1596 واللفظ له .
440 سبقت الترجمة.
441 أي بسبب هرة .
442 خشاش الأرض : الحشرات .
443 رواه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء برقم 3482 . ورواه مسلم في كتاب السلام باب تحريم قتل الهرة برقم 151 في 4/1760 واللفظ له .
444هو الصحابي الجليل عُمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي -رضي الله عنه- ولد في الحبشة في السنة الثانية للهجرة ،وتربى في بيت رسول الله ? ، أمه أم سلمة زوجة النبي ? ، جعله على بن أبي طالب رضي الله عنه أميراً على البحرين روى أحاديث في الصحيحين ومات في المدينة سنة 83 هجرية في خلافة عبد الملك بن مروان.
445 حضن الإنسان.
446 تتحرك وتمتد إلى نواحي الصحفة.(1/153)
447أخرجه البخاري باب الأطعمة برقم 5376 ومسلم باب الأشربة برقم 5388 واللفظ له ، حديث متفق عليه
448 سبق التعريف به.
449 حَالكُم.
450 رواه البخاري في كتاب الأدب باب إذا عطس كيف يشمت برقم 6224، وأبو داود في السنن باب ما جاء في تشميت العاطس برقم 5033.
451 سبق التعريف به .
452 يَدُلَّ ويُوصِل.
453 اسمٌ جامعٌ لكلِّ خيرٍ ومعروفٍ.
454 يَقْصِد.
455 المَيلُ عن طريق الحَقِّ والاستقامةِ.
456 رواه البخاري في كتاب الأدب وما ينهى عن الكذب 6094 . ورواه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب - باب قبح الكذب وحسن الصدق وفضله برقم 105 في 4/2013 واللفظ له .
457 أخبرْنِي.
458 وَصَفْتَه بما ليس فيه .
459 رواه مسلم ، كتاب البر والصلة والآداب ، باب تحريم الغيبة حديث رقم 70 ج4 ص 2001.
460 سبق التعريف به.
461 أيُّ خصال الإسلام أفضلُ.
462 تقول : السلام عليكم .
463 رواه البخاري في كتاب الإيمان باب إطعام الطعام من الإسلام في 1/9 برقم 12.ورواه مسلم في كتاب الإيمان - باب بيان تفاضل الإسلام وأي أموره أفضل برقم 63 في 1/65.
464 حيوان.
465 أجر وثواب.
466 رواه البخاري في كتاب الحرث والمزارعة - باب فضل الزرع والغرس إذا أكل منه في 3/66 برقم 2320. ورواه مسلم في كتاب المساقاة - باب فضل الغرس والزرع برقم 12 في 3/1189 .
467 قال أنس لقد دفنت من صلبي سوى ولدي مائة وخمسة وعشرين وإن أرضي لتثمر في السنة مرتين. انظر الإصابة لابن حجر 1/72.
468 أخرجه مسلم في كتاب الإيمان - باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة برقم 82 .
469 أخرجه البخاري في كتاب الدعوات - باب فضل ذكر الله عز وجل برقم 6407
470 أخرجه البخاري في كتاب الإيمان - باب حب رسول الله? برقم 15 واللفظ له ،وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان - باب وجوب محبة رسول الله? أكثر من الولد والوالد والناس أجمعين برقم 44(1/154)
471 قال أنس لقد دفنت من صلبي سوى ولد ولدي مائة وخمسة وعشرين وإن أرضي لتثمر في السنة مرتين ، انظر الإصابة لإبن حجر 1/72.
472 البخاري برقم 6531
473 الفاحش هو الذي يأتي ما قبح من الأقوال والأفعال.
474 الذي يتعمد القبيح من الأقوال والأفعال .
475 خياركم : أفضلكم .
476 فعل الفضائل وترك الرذائل.
477أخرجه البخاري في كتاب المناقب - باب صفة النبي ? برقم 3559 واللفظ له ، ومسلم في كتاب الفضائل برقم 2321.
478 الحياء : ترك ما يُعاب به المرءُ من قول أو فعل .
479 أخرجه البخاري في كتاب الأدب - باب الحياء برقم 6117 وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان - باب عدد شعب الإيمان وأفضلها وفضيلة الحياء وكونه من الإيمان برقم 37 .
480 علامة.
481 الذي يظهر خلاف ما يبطن .
482 ثلاث خصال.
483 تكلم .
484أخرجه البخاري ، كتاب الإيمان باب علامات المنافق برقم 33 وأخرجه مسلم ، كتاب الإيمان باب بيان خصال المنافق برقم 59 .
485 أيسرهما : أسهلهما .
486 إثماً : الإثم "الذنب"
487 قط : أبداً.
488 يُفعلُ ما حرم الله .
489 أخرجه البخاري كتاب الأدب ، باب قول النبي? يسروا ولا تعسروا برقم 6126 واللفظ له . وأخرجه مسلم كتاب الفضائل .باب مباعدته ? للأثام واختياره المباح برقم 2327 .
490 يحرم .
491 يترك أخاه المسلم فلا يُكلمُهُ.
492 المسلم .
493 يصد .
494 يسبق صاحبه فيسلم عليه .
495أخرجه البخاري ، كتاب الأدب ، باب الهجرة برقم 6077 وأخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والأدب .باب تحريم الهجر فوق ثلاث بلا عذر شرعي برقم 2460 واللفظ له .
496 أخرجه البخاري ، كتاب فضائل القرآن ، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه برقم 5027.
497أخرجه البخاري في كتاب الأدب .باب من أحق الناس بحسن الصحبة برقم 5971 ، ومسلم في كتاب البر والصلة والأدب ، باب بر الوالدين وأيهما أحق به رقم 2548 ، واللفظ له .(1/155)
498أخرجه البخاري في كتاب الإيمان باب أي الإسلام أفضل برقم 11 ، ومسلم في كتاب الإيمان باب تفاضل الإسلام ،وأي أموره أفضل رقم 42.
499 يفهمه .
500 أخرجه البخاري في كتاب العلم باب من يرد الله به خيراً يفقه في الدين رقم 71 .ومسلم في كتاب باب النهي عن المسألة برقم 1037 .
501 إياكم :احذروا.
502 أي لا نستغني عن الجلوس في هذه الأماكن .
503 إذا امتنعتم .
504 كفه عن النظر فيما حرم الله .
505 اسم جامع لكل خير .
506 اسم جامع لكل شر .
507أخرجه البخاري في كتاب الإستئذان برقم 6229 واللفظ له ومسلم في كتاب اللباس والزينة ، باب النهي عن الجلوس في الطرقات وإعطاء الطريق حقه رقم 2121 .
508 أي في الإيمان والعلم والعزيمة والجسم .
509 من أمور الدين والدنيا .
510 توكل عليه والجأ إليه .
511 عن العمل .
512 من أقدار الله المؤلمة.
513 من الوسوسة والتأسف على الماضي .
514أخرجه مسلم ، في كتاب القدر باب في الأمر بالقوة وترك العجز والاستعانة بالله وتفويض المقادير لله برقم 2664 وابن ماجه في المقدمة باب القدر برقم 79 والبيهقي في السنن الكبرى في كتاب القاضي باب فضل المؤمن القوي الذي يقوم بأمر الناس ويصبر على آذاهم .(قال الألباني صحيح).
515 سبق التعريف.
516 طلب الإذن بالدخول ،وهو ثلاث مرات.
517أخرجه مسلم كتاب الآداب باب الاستئذان رقم 2154 واللفظ له ، أخرجه البخاري بلفظ مختلف ، في كتاب الاستئذان باب التسليم والاستئذان ثلاثاً رقم 6245.
518 ثلاث خصال أو صفات .
519لذة الإيمان وهي : الطمأنينة في القلب وراحةُ النفس وحب القيام بالطاعات .
520 لا يحبه إلا من أجل الله تعالى .
521 أخرجه البخاري في كتاب الإيمان باب حلاوة الإيمان رقم 16 ، ومسلم في كتاب الإيمان باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان رقم 43 واللفظ له .(1/156)
522 أخرجه البخاري في كتاب الأدب باب رحمة الناس والبهائم برقم 6013 وأخرجه مسلم في كتاب الفضائل باب رحمته ? الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك 2319 واللفظ له ، والترمذي في كتاب البر والصلة ، باب ما جاء في رحمة المسلمين رقم 1922 وقال أبو عيسى الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . وقال الألباني صحيح سند الحديث.
523 سبق التعريف.
524أخرجه البخاري في كتاب الإيمان باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه رقم 13 ومسلم في كتاب الإيمان ، باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه المسلم ما يحبه لنفسه من الخير رقم 45 .
525 الأنانية هي أن تحب كل شيءٍ لنفسك دون الآخرين.
526 هو الصحابيُّ الجليلُ أبو موسى عبدُ الله بنُ قيسٍ الأشعري- رضيَ اللهُ عنهُ -أسلم بمكةَ وهاجر إلى الحبشة،وتولى إمارةَ البصرة في عهدِ عُمَرَ رضيَ الله عنهُ وأقرأ أهلَ الكوفة القرآنَ وعلمهم الفِقْهَ وكان حسن الصوت بالقرآن ، توفى سنة اثنتينِ وأربعينَ من الهجرة.
527 المجالس والمراد به الرفيق .
528 سيء الخلق والدين.
529 نوع من الطيب الجيد .
530 موقدُ الحداد.
531 يعطيك بدون ثمنٍ.
532 تبتاع : تشتري.
533 تجد : تشم.
534 خبيثة : كريهة ومنتنة .
535 أخرجه البخاري ، في كتاب البيوع باب في العَطَّارِ وبيع المِسْكِ برقم 2101، ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب ، باب استحباب مجالسة الصالحين ومجانبة قرناء السوء رقم 2628 واللفظ له .
536 جابر بن عبد الله بن حرام السلمي الأنصاري من أهالي المدينة صحاب جليل روى كثيرا من الأحاديث ومات سنة ثمان وسبعين من الهجرة.
537 أرأيت :أخبرني.
538 المكتوبات : الصلوات الخمس المفروضة .
539 أحللن الحلال :أي فعلته معتقداً خله .
540 حرمت الحرام : اجتنه معتقداً حرمته .
541 نعم : حرف جواب.
542 رواه مسلم باب الإيمان برقم 119(1/157)
543 أبو مالك الحارث بن عاصم الأشعري ، صحابي جليل اختلف في اسمه ، روى عدة أحاديث وتوفى في خلافة عمر رضي الله عنه .
544 الطهور : أي التطهير.
545 شطر: أي نصف.
546 الحمد الله : الثناء لله.
547 الميزان : المراد به ما توزن به الأعمال يوم القيامة .
548 سبحان الله : كلمة تنزيه لله عما لا يليق به .
549 نور : ضياء.
550 برهان : دليل.
551 يغدو : يسعى بنفسه.
552 فمعتقها : أي متسبب في إعتاقها .
553 موبقها : أي مهلكها بارتكاب الخطايا .
554 رواه مسلم باب الطهارة 556.
555 معاذ بن جبل هو أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل بن عمرو الأنصاري الخزرجي صحابي جليل كان ممن جمع القرآن توفى سنة ثمان عشرة من الهجرة .
556 أخبرني : دلني.
557 يباعدني : يجنبني .
558 ألا أدلك : أي أخبرك.
559 جنة : وقاية.
560 تطفي الخطيئة : تزيل الذنب.
561 جوف الليل :وسطه .
562 (السجدة 016-017).
563 رأس الأمر : أي جماعة.
564 ملاك : ما يملكه ويستولي عليه.
565 كف : أمسك .
566 هذا : الإشارة إلى اللسان.
567 ثكلتك : فقدتك وهو دعاء تستعمله العرب ولا تقصد معناه .
568 حصائد ألسنتهم : أي ما تجنيه ألسنتهم.
569 قال الترمذي : حديث حسن صحيح ورواه أحمد والنسائي وابن ماجه قال الشيخ الألباني : صحيح سند الحديث.
570النواس بن سمعان بن خالد بن عمرو العامري له ولأبيه وصحبة .
571 البر : اسم جامع لكل خير .
572 حسن الخلق : التواضع ولين الجانب.
573 الإثم : ضد البر .
574 حاك : تردد .
575 كرهت : أبغضت.
576 مسلم باب البر والصلة والأدب برقم 6681-6680
577 يكنى بأبي ثعلبة واسمه جرثوم بن ناشر من بني خشين أسلم يوم خيبر وحسن إسلامه ، ومات سنة 75 من الهجرة .
578 فرض : الزم.
579فرائض : جمع فريضة وهو مايكلف الله به عباده من أمور الدين .
580 فلا تضيعوها : أي تتركوها .
581 وحد : وضع.
582 جمع حد وهو الحاجز بي الشيئين.
583 تعتدوها : تتجاوزوها .
584 حرم : منع .(1/158)
585 تفعلوها .
586 فلا تبحثوا عنها : أي لا تسألوا عنها.
587رواه الدار قطني وغيره (قال الألباني حسن بشهاده- المرجع "الإيمان إبن تيمية")
588 هو العرباض بن سارية السلمي يكنى بأبي نجيح من السابقين إلى الإسلام ومن أهل الصفة مات سنة 74 من الهجرة .
589 وعظنا : ذكرنا.
590 وجلت : خافت.
591 ذرفت : فاض منها الدمع .
592 مودع : مفارق.
593 أوصنا : أرشدنا إلى ما ينفعنا .
594 تقوى الله : مراقبته بفعل الطاعات وترك المعاصي.
595 السمع والطاعة : الامتثال.
596 تأمر : صار أميراً.
597 يعش : تطول به الحياة.
598 اختلافاً : تغيراً.
599 عليكم : الزموا.
600 سنتي : طريقتي .
601 المراد التمسك بالسنة .والنواجذ : الأضراس.
602 إياكم : احذروا.
603 محدثات الأمور : البدع
604 ضلالة : مضلة.
605رواه أبو داود والترمذي وقال : حديث حسن صحيح( صححه الألباني ).
606 هو سعد بن مالك بن سنان الخدري يعد من مشاهير الصحابة ومن الذين بايعوا تحت الشجرة وهو كثير الرواية مات 74 من الهجرة .
607 من رأى : شاهد أو سمع.
608 منكراً : أمراً مخالفاً للشرع .
609 فليغيره : أي يزله.
610 أي لم يقدر.
611 أضعف الإيمان : أقل درجاته.
612 رواه مسلم باب الإيمان برقم 186.
613 ترجم في الحديث السادس.
614 أربع : أي خصال أربع.
615 المنافق : من يظهر الخير ويضمر الشر.
616 خصلة : أي صفة.
617 يدعها : يتركها .
618 غدر : نقض العهد.
619 فجر : تعدى الحد .
620 أخرجه البخاري ومسلم.
621أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر اليماني كنيته أبو هريرة صحابي جليل أسلم في السنة السابعة ويعتبر من المكثرين من رواية الحديث مات سنة سبع وخمسين من الهجرة (67 هجرية ).
622 الحسد تمني زوال نعمة الغير .
623 النجش: الزيادة في السلعة من غير رغبة في الشراء.
624 البغض شدة الكراهية .
625 أي لا يعرض بعضكم عن بعض .(1/159)
626بيع المسلم على بيع أخية صورته أن يقول للمشتري رد البضاعة وأنا أبيعك أحسن منها وأرخص .
627الظلم التعدي على الغير بغير حق في النفس أو المال أو العرض .
628 أي لا يترك نصرته وإعانته.
629 أي ينسب إليه الكذب أو يخبره بخلاف الواقع .
630 أي لا يزدريه أو يسخر منه .
631 أي يكفيه من الشر .
632 شرفه وحسبه .
633 رواه مسلم باب البر والصلة والأدب برقم 6706.
634هو عبد الله بن عمر بن الخطاب يكنى بأبي عبد الرحمن شهد بيعة الرضوان ومات 74 من لهجرة .
635 رواه البخاري.
636هو عمر بن الخطاب بن نفيل من بني عدي ولد بعد ميلاد الرسول ? بثلاث عشرة سنة أسلم في السنة الخامسة من الدعوة .وكان ? يستشيره في كثير من الأمور تولى الخلافة بعد الصديق رضي الله عنهما .استشهد غدراً في عام 23 هجرية .
637 التوكل صدق اعتماد القلب على الله .
638 نغدو : تذهب في الصباح.
639 خماصاً: جياعاً.
640 تروح : تعود في المساء.
641 بطاناً : شباعاً.
642 رواه الإمام أحمد
643 ترجم في الحديث الحادي عشر.
644 أي نظر اعتبار.
645 أي دونكم .
646 أعلى منكم.
647 أحرى.
648 تحتقروا.
649 رزقه وعافيته .
650أخرجه الترمذي (قال الشيخ الألباني : صحيح سند الحديث)
651 سبق الترجمة.
652 تؤمنوا: الإيمان هو التصديق.
653 تحابوا : توادوا.
654 ألا أدلكم : أرشدكم.
655 أفشوا : انشروا .
656 رواه مسلم باب الإيمان برقم 203 وله رواية أخرى برقم 204.
657أنس بن مالك الأنصاري خادم رسول الله ? كان من المكثرين من الرواية توفى سنة تسعين من الهجرة .
658 أي افترى علىٌ.
659 أي قاصداً.
660 يتبوأ : أي يتخذ له مكاناً .
661 سنن ابن ماجه (قال الشيخ الألباني :صحيح سندالحديث).
662 ترجم في الحديث الحادي عشر .
663 فرج.
664 شدة ضيق.
665 وسع.
666 العسر شدة الحاجة.
667 أي أخفى زلاته وعثراته فلم يظهرها للناس .
668 لم يكشف عيوبه للخلق.
669 المساجد.
670 القرآن.
671 أي أحاطت بهم .(1/160)
672 أبطأ : أخر.
673 عمله : المراد غير الصالح .
674 أي لم يرفع درجته عند الله .
675 رواه مسلم الذكر والدعاء والتوبة برقم 7028.
676 تقدم الحديث عنه .
677 أي أسبله .
678 تكبراً وتعاظماً.
679 رواه البخاري فضل الصحابة برقم 3665 وفي اللباس برقم 5783-5784 ، متفق عليه
680 إحدى زوجات النبي ?.
681 أي تفعل .
682 جمع ذيل والمراد طرف الثوب.
683 يطولنه.
684 أي بمقدار شبر.
685 أي تظهر .
686 أقدامهن : أرجلهن.
687 أي لا يتجاوزنه.(1/161)
688 قال الألباني : الحديث الأول : من جر ثوبه . . . إلخ هو من رواية نافع عن ابن عمر وأما الحديث الآخر فصرح بأنه من رواته نافع عن سليمان بن يسار عنه ورواية أيوب مجملة ليس فيها هذا التفصيل ومتابعة العمري له لا تنهض به لأنه ضعيف الحفظ - وهو عبد الله بن عمر المكبر - لا سيما وقد خالفه أخوه عبيد الله المصغر الثقة الثبت ثم وجدت ما يدل على أن رواية أيوب قد وردت مفصلة أيضا فقال الإمام أحمد : ثنا إسماعيل : أنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الذي يجر ثوبه . . . ) الحديث قال نافع : ( فأنبئت أن أم سلمة قالت . . . الحديث قال نافع : فأنبئت أن أم سلمة قالت . . . الحديث . فهذا إسماعيل - وهو ابن إبراهيم بن علية الثقة الحافظ - يبين أيضا أن رواية أيوب مثل رواية عبيد الله من حيث التفصيل غير أن هذا قد سمى الواسطة التي أبهمها أيوب وهي زيادة مقبولة حتما . والذي يظهر أن هذه الروايات كلها صحيحة وأن نافعا كان تارة يرسل الحديث وتارة يوصله وأن له فيه شيخين : سليمان بن يسار وهو ثقة فاضل أحد الفقهاء السبعة واحتج به الشيخان وصفية بنت أبي عبيد وهي ثقة من رواة مسلم وهي زوج ابن عمر رضي الله عنه . وللحديث طريق أخرى عن ابن عمر أخرجه أبو داود وابن ماجه وأحمد عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي عن ابن عمر قال : رخص رسول الله? لأمهات المؤمنين في الذيل شبرا ثم استزدنه فزادهن .
689عائشة أم المؤمنين وزوج النبي? بنت أبي بكر الصديق ماتت سنة سبع وخمسين من الهجرة .
690شق عليهم.
691أمرها وهي فاطمة بنت أبي الأسد.
692 من يشفع.
693 أي يستطيع.
694 أي المحبوب لديه.
695 أي محرم.
696 الواجب فيها العقوبة كحد السرقة والزنا ونحو ذلك .
697 أي كان سبباً في هلاكهم .
698 ذو الحسب أو النسب.
699 آيم الله : قسم .
700 أخرجه البخاري باب أحاديث الأنبياء برقم3475 ، متفق عليه.
701 سبق الترجمة.(1/162)
702 ما يأخذه المسلمون غنيمة من الكفار .
703 تحلب : در.
704 ضمته إليها .
705 طارحة : ملقية .
706 متفق عليه.
707هو عبد الله بن عباس ابن عم رسول ? صحابي جليل روى كثيراً من الأحاديث مات سنة ثمان وستين من الهجرة بالطائف ودفن بها .
708 أي ينفرد.
709 الزوج أو من تحرم عليه بنسب أو سبب مباح .
710 أي جعلت .
711 أخرجه البخاري باب الجهاد برقم 3006 واللفظ له ،متفق عليه .
712 سبق ترجمته.
713 عال : ربى.
714 جاريتين : بنتين.
715 تدركا.
716في رواية لمسلم ( كهاتين) إشارة إلى السبابة والوسطى أي قبض بقية أصابعه ما عدا المشار بهما .
717 رواه مسلم باب البر والصلة والآدب برقم 6864.
718 سبقت الترجمة .
719 اللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله .
720 المتشبهين : المماثلين .
721 الإمام أحمد والترمذي وأبو داود (قال الشيخ الألباني : صحيح سند الحديث ) .
722 سبقت الترجمة .
723 تصدقت.
724 أي غير مبذرة .
725 أخرجه البخاري باب الزكاة برقم 1425 واللفظ له متفق عليه.
726 سبقت الترجمة.
727 أي أفضل.
728 أي لا تمنعه من حاجته في نفسها .
729 النسائي والبيهقي (قال الشيخ الألباني : حسن صحيح سند الحديث).
730 قال الألباني حسن (رواه النسائي والبيهقي في شعب الإيمان).
731 تقدمت الترجمة.
732 جمع أمة والمراد المرأة .
733رواه البخاري باب الجمعة برقم 900 ومسلم باب الصلاة برقم 1018 واللفظ له.
734 وبيوتهن : أي مساكنهن.
735 خير لهن : أي أفضل .
736 والزيادة لأحمد وأبي داود.
737هي زينب بنت معاوية بن عتاب من بني ثقيف صحابية روت بعضاً من الأحاديث .وزوجة الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود سبق ترجمته .
738 شهدت : حضرت.
739 المس : اللمس والمراد لا تتطيب .
740 رواه مسلم الصلاة باب 30 برقم 1025
741 )الصف 002-003)
742 )البقرة 121) .
743رواه البخاري برقم 7288 ومسلم.
744 )النور 063) .(1/163)
745 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ - يَعْنِى سُلَيْمَانَ بْنَ حَيَّانَ - عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِى هِنْدٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ قَالَ حَدَّثَنِى عَنْبَسَةُ بْنُ أَبِى سُفْيَانَ فِى مَرَضِهِ الَّذِى مَاتَ فِيهِ بِحَدِيثٍ يُتَسَارُّ إِلَيْهِ.
746 رواه البخاري برقم 2738 ورواه مسلم.
747 السنن الكبرى.
748 رواه مسلم برقم 5007 باب الإمارة.
749 رواه البخاري برقم 3461.
750 رواه مسلم برقم 4310 في باب الوصية.
??
??
??
??
البداية في طريق الهداية
5
رسائل في العلوم الشرعية(1/164)