الابتعاث
المقدم:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أيها الإخوة والأخوات مرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج الراصد مع الشيخ محمد صالح المنجد .
أهلا وسهلاً ومرحباً بكم يا شيخ محمد ؟
الشيخ محمد:
الله.يحييكم.
المقدم:
حلقة هذا اليوم عن الابتعاث.
يا شيخ محمد تعرفون في خلال السنتين الثلاثة الماضية ،وخصوصاً في خلال السنتين الماضيتين كثرة الرجال والنساء ، خصوصاً الشباب منهم الذين طلبوا وحصلوا على الابتعاث إلى البلاد معظمها الغربية ، وذلك لنيل درجة مثلاً البكالوريوس أو مثلاً الدراسات العليا ، ولا شك أن مثل هذا الموضوع موضوع يمس بيوتاً كثيرة عندنا في هذه البلاد ، وقد يكون لها إيجابيات ، وقد يكون عليها سلبيات ، فأردنا أن نبسط هذا الموضوع الذي هو موضوع الابتعاث ، ففي البداية نسألكم يا شيخ محمد ما هي أهمية هذا الموضوع ؟
الشيخ محمد:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد ، أهمية الموضوع من الناحية الدنيوية ، أن الابتعاث يكسب المبتعث خبرة وعلماً يحتك بأنظمة متقدمة في التعليم بأساليب جديدة في المعالجات ، معارف متقدمة ، علوم حديثة ممارسة منهج البحث العلمي ، مثلاً مختبرات متقدمة ممكن يطبق بعض ما يعرفه في المصانع ، والجهات ، فيها تقنيات عالية ، يطلعه على الجديد في العلوم المختلفة ، يسهل له استخدام أجهزة أيضاً متقدمة يكتسب مهارات ، من جهة ما يمكن أن ينفع فالمنافع كثيرة ، ولا يمكن إنكار هذا ، لا يمكن إنكار أن الغرب أو حتى بعض بلاد الشرق يعني كاليابان ، وعندهم درجات تقدم عالية في العلوم التجارية والصناعية ، إلى آخره فذهاب بعض الناس إلى تلك البلاد فيه منفعة .
المقدم:
نعم فيه منفعه ، ولكن أليس فيه مفاسد ؟
الشيخ محمد:(1/1)
إذا جينا على موضوع المفاسد فهذه قضية أخرى ، بمعنى أننا الآن يجب أن ننظر إلى قضية الابتعاث من عدة زوايا ، ما هي الحاجة إليها من هو المبتعث ، ما هي سياسة الابتعاث ، ماذا يحدث هناك ، ماذا نرجوا بعد عودته هنا ، ما هي الحاجة إلى الابتعاث أصلاً ، وعندما نقول من هو المبتعث فإننا نجد أن أكثر المبتعثين شباب ، عماد الأمة ، أمل المستقبل روح الحياة ، شعلة التقدم ، سنن الهمة ، العطاء والبذل والتضحية ، والسن التي فيها اندفاعية ، وفيها اكتساب تعلم بشكل أكبر ، السن التي بكى على فواتها ومرورها شيوخ السلف ، الشاب …إذا نشأ من أول أمره على طاعة الله فارجه ، نحن نريد الآن أن نرى ما هي أثر البعثات على الشباب ، هل من المصلحة ابتعاثهم ، ما هي المكتسبات ، ما هي المصالح ، ما هي المفاسد ، الشباب فيه خير كثير ، والابتعاث فيه إيجابيات لكن لما نقول المسألة فيها مخاطر أم لا طبعاً فيها مخاطر ، ومخاطر ضخمة جداً ، جداً ، فمثلاً الإقامة في بلاد الكفار ، والتأثر بهم ، والتشبه بهم و ما يلي ذلك من محبتهم وموالتهم ، ?إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ، قالوا فيما كنتم ، قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ? ولذلك قال ابن كثير -رحمه الله- أن المقيم في بلاد الكفار ظالم لنفسه مرتكب حرام بالإجماع وبنص هذه الآية ما لم يكن مظهراً لدينه.
المقدم:
أيوه إظهار الدين ؟
الشيخ محمد:(1/2)
فهل سيظهرون دينهم أو لا يقدرون على ذلك ، أو بعضهم عندهم أيضاً هزيمة نفسية لن يظهر حتى لو كان قادراً ، فالنبي ? قال : «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين » رواه أبو داود ، وهو حديث صحيح ، فواضح جداً أن الشرع لا يريد من المسلمين أن يقيموا في بلاد الكفر ، والابتعاث والهجرة ، والتخلص ، فالابتعاث فيه إقامة ولا شك ، لا شك أنه سيؤثر على دين المبتعث ، عقيدة المبتعث ، هناك أناس تتغير أدمغتهم وعقولهم وقلوبهم ويرجعون مسخاً ، بعضهم يسيء أصلاً إلى الإسلام هناك ، أحد المبتعثين أوقفته الشرطة وهو يقود سيارة بسرعة كبيرة، والخطأ العقدي اللي هو الأساسي أثر كثيراً على المبتعثين من الدفعات الأولى في الأمة في العصر الحديث ، فرجع مثلا رجع من فرنسا قاسم أمين ، طه حسين ، رفاعة الطهطاوي المبتعثين الأول الأجيال المتقدمة من هذه الأمة ، لما رجعوا من ديار الغرب ماذا نقلوا وثنيات الشرق ، وبدعة الاشتراكية ، ومصائب الرأسمالية ، والسلوكية كذلك ، طبعاً من هذا ما نقلته الأجيال التالية أيضاً ، فإقصاء الشريعة ، والإعجاب بقانون الغربي وبقضية التحرر الموجود عند الغرب ، والحرية المزعومة التي لديهم ، إلحاد الغرب ، مجون الغرب ، فسق الغرب كله موجود ، إيش قال طه حسين ، ولنكن لهم شركاء في الحضارة خيرها شرها ، حلوها ومرها ، وما يحب منها وما يكره، ما يحمد منها ، وما يعاب ، كل شيء لابد أن نأخذ بحضارة الأوربيين ، قال حتى النجاسات التي في أمعاءهم ، والأوبئة التي في أكبادهم ، واحد من المبتعثين انقلب لما رجع ، ناس انتكسوا ، واحد راح إمام البعثة رجع من دعاة التغريب ، لما استقبله أهله بالفرح بعد سنين طيب ييجي ينظر إليهم بازدراء ، يقول أنتم فلاحون ، مو هذا رفاعة الطهطاوي ، وألف كتاب الذهب الإبريز في تلخيص باريز ، ودعى إلى تحرير المرأة والسفور والاختلاط والرقص ، وممارسة الحركات الرياضية على أنغام الموسيقى ، إلى آخره .(1/3)
المقدم:
لكن يا شيخ محمد بعض الناس يقولون إنه الواحد يضع ثقته في الشباب ، وبعض الناس راحوا وربنا هداهم في بلاد الغرب وكان لهم أثر حتى على الكفار أنفسهم ؟
الشيخ محمد:
لكن يعني هل الأكثر من المبتعثين الذين ذهبوا يعني ذهبوا فساق رجعوا دعاة ، ولا أكثر الذين ذهبوا ضاعوا ، قال المستشرق شاكوي إذا أردتم أن تضربوا الإسلام وتنقضوا عرى هذه العقيدة فعليكم أن توجهوا جهود هدمكم إلى نفوس الشباب ، بإماتة روح الاعتزاز بماضيهم وكتابهم القرآن وإن الشجرة يجب أن يقطعها أحد أغصانها سبحان الله ، ترى هم أدركوا قضية احتضان المبتعثين ، هذا الفرنسي جانبون سركر من زعماء الوجودية والانحلال ، يقول كنا نحضر رؤساء القبائل والأشراف والسادة من آسيا وأفريقيا ونطوف بهم بضعة أيام في أمستردام وبلجيكا وباريس ، فتتغير ملابسهم ، ويتعاملون بطريقة جديدة ويتعلمون لغتنا وأساليب رقصنا ، ونجدد ببعضهم زيجات أوروبية ونلقنهم الحياة الأوروبية ، كنا نضع في أعماق قلوبهم الرغبة في أوروبا ، ثم نرسلهم إلى بلدانهم التي كانت أبوابها مغلقة في وجوهنا ، ولم نكن نجد منفذاً إليها ، كنا بالنسبة إليهم رجساً ونجساً ، لكن منذ أن أرسلنا المفكرين الذين صنعناهم إلى بلادهم ، كنا نصيح من برلين أو باريس فيرتد رجع أصواتنا من أقاصي أفريقيا والشرق الأوسط ، وشمال أفريقيا ، دين الإنسانية يحل محل الأديان السماوية ، طبعاً قضية الولاء والبراء ، وقضية الإعجاب والافتتان وإذا كان مولع بمشاهدة الغرب ومتابعتهم فماذا يحدث بهؤلاء الشباب الذين يذهبون إلى هناك ، وما هي الثقافات التي سيرجعون بها ، يعني نقول أولاً في بعض الحالات نحتاج فيها إلى ابتعاث ، الأمة تحتاج فيها إلى من يذهب لأخذ الأسباب أسباب القوة وتعلمها ونقلها إلى بلاد المسلم تقنيات تنقل ، خبرات تنقل ، يصبح عندنا كادر من هؤلاء الذين يرجعون ، لكن المشكلة أصلاً تكمن في أمور ، قضية الابتعاث بلا ضرورة ، ولا(1/4)
حاجة ، ولا تحصيل مبتعث ، ولا برامج متابعة جيدة للمبتعثين ، ولا ربط جيد لهؤلاء بالدين والعقيدة والمسلمين , وأهليهم ، ومتابعات دقيقة لأحوالهم تنتج عنها تقارير يمكن أن تعيد بعضهم إذا صار عندهم بوادر القلق ، المسألة الآن ابتعاث عشوائي اللي يقدم يقدم ، يالا وبعثة مجانية المصاريف ما عليك ، إيش هذا يعني بعض المبتعثين علاماته أصلاً كيف يبتعث وما هو التحصين الموجود عنده ، لما كان الشرقيين يبتعثون بعض شبابهم إلى الغرب كانوا يذهب إلى هناك الطالب الياباني يبقى متصلاً بأساتذته في اليابان ، ويبقى من يتابعه في السفارة اليابانية ، والملحقية الثقافية اليابانية ، في البلد التي ذهب إليها في أوروبا ، وهناك اتصالات مستمرة ، ما هو بالذي وصلت حالات كان الطالب الياباني يذهب إلى الغرب في أواخر القرن الماضي يتعلم التقنية مع المحافظة ، المتشددة على أخلاق بلده ، ووصف قال تلميذ صيني أليسان هانسيوم يتعلم في مختبر جوليون كوري بباريس ليعود إلى بلاده بالمعلومات النووية التي أدهشت العالم ، لما راحوا بإيمان بفكرة ، واعتقاد ، ولابد أن ينفع الأمة اليابانية ، ولابد أن ينفع الأمة الصينية ، لكن بعض شبابنا الآن يذهب لينفلت ، لا يذهب بنية أن ينفع الأمة الأسلامية ، وينفع البلد الإسلامية ، والمجتمع الإسلامي ، ويسد ثغرة ، ويحصل أسباب قوة متكسبة للأجر في قوله تعالى : ? وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ? لا ، لا هذا الكلام ما هو على البال ويمكن بعض هؤلاء أحسنهم الذي يذهب يعني يفكر في قضية الشهادة ، وظيفة وراتب ومال وإغراءات مثلاً دنيوية ما هي المبادئ الموجودة لديهم ، ما هي مبادئ المبتعثين ، ولذلك الواحد لما يرى طلبة ثانوية صغار السن ، لم تترسخ في قلوبهم تعاليم الإسلام ما تربوا على الدين ، بشكل جيد ، ولا تحصنوا بالعقيدة الإسلامية يذهبون إلى هناك ويخالطون منصرين , ويدعون إلى الكنيسة ، ويجالسهم شياطين الغرب والشرق ، ويعلمونهم(1/5)
الطعن والتشكيك في العقيدة ، ويرى هنالك من يتلقفه ويستقبله ، الآن من الذي يشتكي من أبناءنا وبناتنا الذين يذهبون الآن الصغار وهؤلاء الأغرار الشباب ، يشتكي منهم الطلبة القدامى من المبتعثين في الخارج ، يقولون هم جاءوا الآن شوهوا سمعتنا ، وخربوا من سمعة المسلمين ، والآن نرى انحلال ، كأنهم جاءوا عندنا كانوا مربوطين الآن يريدون انفلاتاً ، اللي يشرب الخمر ، واللي يذهب إلى المراقص ، وإلى السينما وأنواع التقليعات ، واللي وضع الصليب ، واللي بدأ يصادق ، ويأخذ جرل فريند ، والصديقة ، والعشيقة، حتى الدراسة ، التي ذهبوا من أجلها ضيعوها راسب عدة مرات مستواهم سيء جداً ، هم الآن يتعرضون كل أسبوعين يأتينا عرض رحلة مع منصرين ، وتكون رحلة ثقافية ، رياضية منظمة ومرتبة إلى آخره .
المقدم:
طبعاً يا شيخ هذا الكلام على الأكثرية ، لكن هذا لا ينفي أن يكون هناك يعني كثير من المبتعثين يريدون الهدف الذي ذهبوا من أجله أليس كذلك ؟
الشيخ محمد:(1/6)
بلى أنا أقول هي يعني كل بعثة تروح فيها الصالح والطالح والخبيث والطيب ، ولكن بتكلم الآن على الخطورة ، يعني ما هي الأشياء التي تواجه هؤلاء هناك ، ما هو التقليد ، إذا كان العولمة التي فتحت علينا هنا ، جعلت شبابنا وفتياتنا يقلدون الغرب في الصغير والكبير ، فذهابهم إلى هناك هي إكمال للمسلسل الذي بدأوه ، يعني فضائيات ، والإنترنت وغيره ما قصروا ، في تنشئتهم على هذه الأشياء ، فلما يذهبوا إلى هناك خلاص ، قضية مثلاً لبس الحلق والخواتم والسلاسل، وبعضهم يحتج يقول أنا أخشى أن أتهم بالإرهاب ، ما أخلص ، ولا أروح ، يا ابن الحلال ، فيه مركز إسلامي طيب إنت الآن تواصل مع إخوانك هناك ، لا أنا أخاف ، طيب ، فهو يتخذها إيش عذراً في التخلص والتهرب ، وبعضهم تقبض عليهم الشرطة ، يشتري وهو تحت الواحد والعشرين ، بعض الولايات ممنوع فيها بيع الخمر في سن معينة ، وهذا يشتري تحت هذه السن يبغى واحد ثاني يشتري له ، ويأخذ هو منه احتيال يعني ، إيش التحصين الموجود عند هؤلاء الأولاد والبنات ، يعني ، أنا أقول يعني ماذا درسوا في العقيدة ، ماذا درسوا في التوحيد ماذا درسوا في التحصين من الشبهات ، يعني نصيحة بأن يكون الإنسان هو الذي يهزم وليس الذي يُهزم الذي ينشر ما عنده ، وليس الذي يُنشر عليه ما عند القوم .
المقدم:
شيخ محمد نستأذنكم فقد جاء وقت الفاصل أيها الإخوة والأخوات فاصل ثم نواصل؟
عودة مرى أخرى أيها الإخوة والأخوات وموضوع الابتعاث ؟
يا شيخ محمد تكلمنا عن المخاطر العقدية والثقافية ، لكن من الناحية السلوكية ، ما هي المخاطر التي قد يقع فيها كثير من الشباب ؟
الشيخ محمد:(1/7)
طبعاً المفاسد الأخلاقية التي يورثها الابتعاث للدول الأجنبية ، وما عند القوم من العلاقات المحرمة باسم الحب والصداقة ، والتحرر من الفضيلة ومن العفة ومن الأخلاق ، فهناك عندهم إقامة العلاقات عادي جداً ، بل إن الامتناع عن إقامتها شبهة ، ولذلك حصل للكثيرين أنواع من الخلل حتى أثر على دراستهم ، ما كان يحضر إلا ثلاث محاضرات فقط كل الأسبوع لأنه يسهر طول الليل وعلى محرمات ، صلاة ما في وإنما القضية الآن هو مع حبيبته ومع عشيقته ، في رقص وداخل في سينما ، وطالع من ملهى ، في خمارة ، فأي ابتعاث هذا ، ولهذا واحدة من المسئولات عن شئون الطلاب هناك تقول عن الدفعة الجديدة ، إن مبتعثيكم سياح هذه المرة ، لا إله إلا الله ، هذه الأجنبية ، يقول أحد المسلمين ، أعيش في أمريكا من 25 سنة ، لاحظنا مؤخراً وصول أعداد مهولة من الأطفال من عندكم لأن معظمهم تحت سن العشرين ، وبعضهم شابات ، يقول نحن صعقنا ، نحن الجالية الإسلامية صعقنا ، كيف هؤلاء يأتون بهذه الكثرة ، وينفلتون هذا الانفلات ، ولا متابعة ولا شيء ، ثم تشجيع على الفساد ، يعني يقال له إذا سكنت مع عائلة من تلك البلاد ستتعلم لغة وكذا ، وروح مغطيلك الثقافة ، إذا سكنت مع صاحبك ، مثلاً واحد مسلم جاي معه أو واحد في تلك البلاد مسلم إذا سكنت مع صاحبك أو سكنت وحدك ما كيف هذا الكلام يعني معنى هذا إنت مغطى مالياً إذا سكنت مع عائلة ، يقول أحد المبتعثين إلى الولايات المتحدة في مرحلة الماجستير ، من مدة تفاجأ الجميع لدينا بوصول عدد كثير من الطلبة ، إلى الجامعات على صغر سنهم ، الثانوية العامة ، أعمارهم صغيرة جداً ، إجراءاتهم ما في تقريباً أي عوائق ، وبعضهم تخرج بدرجة مقبول أصلاً نسبة ما تدخله الجامعة في بلده فضلاً أن تدخله هنا ، ومع ذلك نرى أشياء عجيبة ، ناس علقوا سلاسل علقوا الحلق قاموا يعني في أنواع الفساد ، فبعضهم الآن ترى رجعوا ما يعني ما أصلاً ما يمكن رجع بإيدز(1/8)
ولا رجع بأمراض أخرى ، ولذلك القضية الآن لابد أن ندرس ما هو حكم الابتعاث .
المقدم:
يا شيخ محمد لما نتكلم في حكم الابتعاث ما هي الضوابط التي يعني لابد أن تتحقق حتى يصلح ابتعاث الشخص ؟
الشيخ محمد:
طبعاً بعض علماءنا كان يرى سابقاً ، المنع سداً لباب الردة ونشر الكفر ، وقطعاً لمادة الفتنة ومحافظة على الشباب ، وأن الآخرة ، أولى من الدنيا ، لكن الآن في ظروف اجتماعية كبيرة ، الآن الناس يعني ثقل الدنيا في حياتهم صار عظيماً ، وفيه حاجات تدعوا أحياناً للذهاب ، ولذلك أولاً يجب أن تدرس الحاجة ما هي الحاجة للذهاب ، هل هناك فعلاً حاجة لذهاب هذا الشخص ، بعض الناس يقولون إن ما في جامعة تقبلهم ، طيب على الأقل جامعات في بلاد إسلامية ، يعني في ممكن ماليزيا أخف شراً وأوربا مثلاً ، أولا لابد أن تكون هناك حاجة فعلية لابتعاثهم.
اثنين أن لا يكون بالإمكان تدريسه هنا لأنه يمكن بالمال ، أن يجلب الاختصاصيون ، وأن تبنى المنشآت ، وأن توضع الأنظمة ، وأن يؤتى بأحسن الإدارات لتدريس هؤلاء ، فإذا وجدت الحاجة للتخصص ، وكان المبتعث محصناً في دينه وعقيدته هذا لابد أن ننظر ، يعني الآن واحد رايح كم دورة أخذ إيش أخذ فيها التحصين في التوحيد في العقيدة ، في الرد على الشبهات ، هل عندنا أصلاً يتعرض له أولادنا ذكوراً وإناثاً من الشبهات هناك ، مثلاً ، ماذا يتصور الغرب أو الشرق عن الإسلام ، كيف يرد عليهم إذا فتحوا معه موضوعاً من هذه الموضوعات ، هل هو محصن من ناحية الأخلاق ، هل هو متزوج مثلاً ، هل هو محفوف بأناس من المسلمين أو من قدامى الطلاب من الملحقيات الثقافية الشرعية الدينية في السفارات هناك ، هل هناك متابعة لهذا الشخص من قبل أناس يدققون في أحوال الطلاب ويكتبون التقارير ، وينذرون من ربما ينزلق مثلاً .
المقدم:
يا شيخ محمد كتابة التقارير قد رهق بين الناس ومخالفة للنزاهة الأصلية في الشاب المسلم؟(1/9)
هو الآن يعني هو الآن كل طالب له ملف يتابع على الأقل النتائج الدراسية ، سلوكياته ، هل في مشكلات وقع فيها ، المحافظة مثلاً على صلاة الجمعة ، يعني على الأقل يصير فيه متابعة يعني هؤلاء أولادنا ما هم مثلاً ناس لا علاقة لنا بهم صلوا ولا ما صلوا ولا انحرفوا ، هؤلاء فيه مسئولية ، نحوهم ، هل نحن عملنا اتصالات بينه وبين أهله في بلده ، لو صرفنا على تذكرته لكي يأتي كل ربع سنة ، إيش المانع ، ييجي أسبوع في الإجازة أو في إجازة ربيعية فصلية ، في منتصف الفصل إجازة ، على الأقل يرجع يكون في ارتباط مع أهله مثلاً ، فيه مجموعات إلكترونية جروبز مثلاً ممكن يصير من يعني احتواء لهؤلاء تزويد رسائل مثلا جوال بريد إلكتروني فيها تذكير بالله ، باليوم الآخر بالدين أحكام شرعية مثلاً يحتاجونها يعني هل هذه الأشياء مؤسسة عندهم وهم متابعون فيها ، فين الضوابط قضية النساء مثلاً تذهب امرأة لوحدها يعني ، ولا تطلع لنا بقضية زواج المسيار ، ويعني دبر زواجة كده بس لأجل البعثة وبعدين تشوف كيف يتصرف الزوج هذا أول ما يرجع يعني نحتاج إلى بعض يعني الشروط على الأقل حتى نخفف من الشر هذا الذي يمكن أن يتوقع نتيجة ذهابهم على وسط مفتوح ثم إنت الآن شوف ادرس فكر في بعض الموضوعات التي ذهبوا إليها هل هي فعلاً من العلوم التي تقوي الأمة ، لأن فيه ناس ذهبوا للمسرح ، وللسينما ، وللنحت ، وللموسيقى ودراسة التمثيل ، والإخراج .
طيب فكيف يذهب هؤلاء إلى هذه العلوم إلى فنون أو أشياء إنسانية وين التقدم الذي سينتج أو سنجنيه من وراء مثل هذه التخصصات ، وأين الرعاية لهؤلاء المبتعثين الرعاية اللي فيها فعلاً يعني على الأقل متابعتهم دراسياً ، نتائج هذه الدراسة .
المقدم:
إذاً ما الذي يمكن أن يوصى به المبتعث والمشرف عليه ؟
الشيخ محمد:(1/10)
أولاً لابد أن يكون هنالك دورات تحصينية لهؤلاء في أمور الشبهات والعلم الشرعي ، قضية تعيين مرشد نفسي لهؤلاء الطلاب لأي مشكلات في النظام أو أمور مالية أو في قوانين تلك البلاد لأن عدم معرفتهم بتلك القوانين يمكن أن تعرضهم لمشكلات كثيرة ، المتابعة الأكاديمية المباشرة الدقيقة والدورية ، التي تجعل ذلك المبتعث يحس أنه ما راح في نزهة أو في سياحة ، أو أنه ينفق المال الآن الذي يعطاه على شهوات نفسه .
المقدم:
أقل شيء يا شيخ إنه يؤدي الرحلة هذه يعلق في شهادة بالدراسة؟
الشيخ محمد:(1/11)
قضية الاتصال المستمر معه ، كما قلنا سواء الاتصال الهاتفي ، البريد الإلكتروني ، الأخبار إلى آخره ، ثم معرفة الأحكام الشرعية ، يعني مثلاً معاملات المالية في بطاقات الائتمان ، الترويجية ، الأطعمة ذبائح أهل الكتاب وغيرها والمشتقات الخنزيرية ، ودخولها في المنتجات ، قضية الصلوات وجمع الصلوات ، قضية الصيام إلى آخره ، قضية التعامل مع النساء ، وكيف يتصرف أمامهم ، ممكن تطلب مصافحة ، ممكن تيجي واحدة تريد أن تعانقه ، ممكن تكون التي تدرسه امرأة ماذا يفعل طيب ، قضية غض البصر ، مثلاً تجلس بجانبه فتاة ، كيف العلاقة بينه وبين الفتاة الأجنبية مثلاً ، كيف يكون هو داعية ، ليش ما يكون هو الذي ينشر الإسلام فيهم مثلاً ، ثم قضية تشجيع الطلبة للدراسة في الجامعات التي تضم اتحادات طلبة مسلمين ، أو مجموعات طلبة مسلمين ، أو بجانب مراكز إسلامية مثلاً ، قضية رجوع المبتعث مباشرة بعد انتهاءه ليش يجلس هناك ، لأننا نلاحظ أن بعض الطلبة ما دامت البعثة على حساب الحكومة هو يمطمط العملية ، يعني ممكن يأخذ ساعات أكثر ، وهكذا ، ثم أهل المبتعث عليهم واجب في متابعة ولدهم يعني أنا أذكر لك مرة اتصل علي واحد من إيطاليا مبتعث ، شاب يكاد يبكي ، يقول أنا يعني رايح وراكن المصائب من حواليا من كل جانب ، وفي كذا بنت الآن يعني ابتلاء ، وواحد إلا تريدني بالحرام يقول هي اللي تطاردني ، هي معجبة تبغي تسوي علاقة ، كلمت أهلي بالزواج ، قالوا بعد التخرج، يا جماعة أنا في فتنة ، أنا في محنة زوجوني لا ، أبداً ، بعد التخرج ، يعني تلقيه هناك في يم الشهوات مكفوفاً ، وتقول لك إياك والانحراف ، اوعى تسوي الحرام ، وإذا قال الزواج ، لا زواج بعدين ، ليش لماذا لا يذهب متزوجاً ، لماذا لا يذهب محصناً إذا كان أصلاً بعض المتزوجين تقع منهم المخالفات كيف بالعزاب ، ثم إيجاد روابط بين الشباب المسلمين هنا لازم يكون في مجالس ديوانيات يعني يكون هنالك نوع من(1/12)
الحماية لتكوين علاقات يعني فيما بينهم ، ولازم نفكر باستمرار في قضية إيجاد البديل للبعثات ،
المقدم:
البديل الداخلي ؟
الشيخ محمد:
إينعم إفرض حصلنا البديل الداخلي ، خلاص يرجع يكمل الدراسة ، في المجال اللي كان فيه ، فبعد سبتمبر رجع عدد من الطلاب ليش مش خوفاً على العقيدة ، خوفاً من الناحية الأمنية ، خوفاً على حياته على روحه ، لأن صارت قضية اعتداءات مضايقات ، أوضاع نفسية ما عادت تحتمل ، فالآن راجع تدورلنا محلات ، دوروا لنا أماكن مقاعد في الجامعات المحلية ، فرجعوا ودرسوا واتخرجوا يعني كان ممكن أصلاً يدرسوا هنا ، لكن أحياناً بعض الطبقات في المجتمع لا هادول عيالنا لازم نبعثهم بره ، لازم يدرس بره ، احنا أولادنا في جامعات محلية ، إيش هذا يعني الناس إيش يقولوا عنا يعني صار هذا نوع من كأنها صارت ميزة اجتماعية أو علامة اجتماعية .
المقدم:
يا شيخ محمد ترى هناك تأكيد على ضرورة رفع مستوى التعليم في الجامعات الداخلية ؟
الشيخ محمد:(1/13)
بالتأكيد حتى الواحد يدرس تعليم ، يقول ما في تعليم جيد ، لا ممكن تحصل تعليم ، ويمكن أن يوجد هذا التعليم الجيد ، يمكن أن نرتقي بمستويات الجامعات ، ليش إذا فيه قدرات نجيب أنظمة، نجيب مختصين ، نجيب دكاترة ، ليش ، يعني قضية أن يحتاج الطالب للذهاب ، طيب أحياناً بعض الناس الفلوس اللي يدفعوها هناك على أولادهم هم مستعدون يدفعوها هنا إذا وجدت جامعة مرموقة قوية كنظام فيها كفاءات فيها خبرات ، إمكانات تعليمية مختبرات أجهزة يعني ممكن ، ثم أين ترشيد الابتعاث ، وجعله في أضيق الحدود وعند الحاجة الفعلية ، وكذلك توفير مراكز البحث العلمي التي تأخذ من الخارج آخر تقنيات وآخر تطورات أولاً بأول ، حتى ما فيه أصلاً ، اللي بيتخرج من البكالوريوس أو الماجستير لكي يسافر إلى الخارج ، ثم نستفيد من واقع التجربة اليابانية ، والتجربة الصينية ، والتجربة الماليزية ، والكورية ، -سبحانه وتعالى – هؤلاء الشرقيين يعني استطاعوا أخذ أشياء كثيرة من الغرب ونفعوا بلادهم بيعني أقل خسائل ممكنة ، ولذلك أنتجوا نحن طيب أولى هم بوذيون ، نحن مسلمون ، يعني هم عرفوا كيف يرجعوا أولادهم مع بقاء الولاء للأمة اليابانية ، والأمة الكورية ، والأمة الصينية ، الآن راح أولادنا خسرناهم ، وإيش طبعاً بعضهم يقع في براثن التنصير ، وبراثن العقائد المنحلة يعني عبادة الشيطان ما في رادع ، ثم يعني نعلمهم أيضاً نربطهم بالله بالعبادات يعني كيف نصلي ، الأذان تبحث عن مكان للصلاة أحياناً في الكلية ما يكون فيه مكان قد جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ، إذا أنت تصلي في جماعة أو تصلي وحدك ، قضية هل أنت مسافر ولا مقيم ، وإذا نوى الإقامة أكثر من أربعة أيام في مكان ، هذا يعني يصلي صلاة كاملة ، أحياناً كمان إلا كنيسة طيب إيش حكم الصلاة في الكنيسة ، الصلاة جائزة ، بعض الطلاب يستأجر كنيسة يصلوا ، يقول استروا هذه التماثيل بالحائط ويصلوا ، مثلاً إذا كان المنطقة التي(1/14)
هو فيها ، نعلمهم قضية حل الذبائح ، وإيش الأشياء التي تجوز والأشياء التي لا تجوز ، من هذه الموجودة هناك ، يعني قضية الزواج مثلاً ، طبعاً الأولى يتزوج من بنات بلده ويذهب بها ، وإذا كان ، قضية مثلاً لو ذهب إلى هناك ، فهل ينصح أن يتزوج من بنات تلك البلد ، فتيات هناك ، ونحن نعلم مصائب ناس حدثت لهم أولادهم ضاعوا ، لأن المرأة أخذت ابنها الابن المسلم ، بالقانون أو البنت المسلمة ، وخلاص راحت هي للكنيسة ، والآن هو مسكين رجع بالخيبة والحرمان والألم النفسي ، لأن ابنته وبنته خلاص ، وفي أشياء الواحد ما يفكر فيها لكن لما يكبر الولد أو البنت يقول أنا إيش تركت في بلاد الكفر ، وقضية مثلاً المرأة لما تذهب المبتعثة هذه هل سفرها شرعي ، هل يصح تسافر أصلاً ، ولما سافرت إيش الاحتياطات يعني ، هل ذهب معها محرم ، وما هو حال هذا المحرم ، والمحرم هذا ممكن يذهب إلى هناك ليضيع هو ، والقضية مثلاً الإقامة بمفردهن ، إيش حكم الإقامة مع العوائل قضية الأعياد والمشاركة فيها ، يعني هناك أحكام كثيرة ، يتعرض لها المبتعث في الخارج ، أين تدريسنا وتعليمنا لهؤلاء الشباب والفتيات قبل الابتعاث .
المقدم:
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد على ما قدمتم في هذه الحلقة وبارك الله شكراً على ما قدمتم وشكراً لكم أنتم أيها الإخوة والأخوات المشاهدين والمشاهدات على حسن متابعتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/15)