الاعجاز العلمى بين الحقية والوهم
احمد محمد فتحى
اخى الكريم
عندما ارت ان اكتب فى ذالك الموضوع علمت اولا انه من الممكن ان يستغل من قبل الذين يؤمنون باديان مختلفة ويقولون على ما اكتب او بواسطتة مستغلين تلك الكلمات لقول ان المسلمين انفسهم جاهلين اوغير مدركين لكتاب ربهم
واعلم اخى الكريم
ان اغلب ما سوف يكتب ينطبق ايضا على كتبهم وعلى وصفهم لهذة الكتب
الا ان هذا ليس بالكافى لرد عليهم
فهم ايضا يقولون فى اوعلى كتبهم بغير علم
الا ان اختلاف المقاصد للقائل هى التى تحكم قولة
فمثلا من القائلين من يريد ان يثبت ان ما لديه هو الحق وما دونه هوالباطل
ومنهم من يريد ان يثبت انه توصل الى ما لم يتوصل اليه من قبلة
ومنهم من يريد ان يعرف الحق ولا غير ة
ومنهم من يريد ان يثبت ان العلم يثبت لنا كل يوم صحة القول الذى بين ايدينا فهذا مدعاة للايمان بة
ومنهم من يريد ان يثبت ان الاعجاز الذى وصلنا الية هو مدعاة للفخر بهذاالكتاب
الى غير ذالك من الاسباب الكثيرة والتى وغالبا اراها فى قول الحق جل وعلا (كل حزب بما لديهم فرحون)
الى هنا انهى تلك الكلمات لتعرف انت الخلفية لمن قالوا بالاعجاز العلمى فى القران والخلفية لمن تقرء الان
وهم الاعجاز العلمى
اولا :هل اقول انا بنفى الاعجاز القرانى
اقول ان هذا لايمكن قولة حتى المعارضين من الاديان الاخرى
ولا يمكن قول ذالك سوف قول ربى (فاتوا بسورة من مثلة ودعوا شركائكم من دون الله ان كنتم صادقين)
اى انى اقول ان القران لا يحتاج الى ان نثبت اعجازة
ثانيا : انا لست من اهل التفسير للقران
ولكنى ارى مواقف يوضع فيها القران من قبل اناس يريدون الخير للجميع
ولكن هذة المواقف تنقص القران قدرة
وان لم تكن كذالك لسمعنا عن اى تفسير او اعجاز علمى للقران من السلف الصالح فلاشك انهم احرص منى ومنهم عى القران
ورجاء ان لا يفهم من قولى هذا التحجر والوقف عند اقول السلف
فى التفسير(1/1)
فانا اقول لمن اراد الاحتهاد فى التفسير ان لا يقول بغير علم وهذا ما سوف اوضحة فقط فى السطور الاتية
اى انه وفى نظرى ان ما يحدث هو قول بغير علم
اى ان ردى ليس دحضا لتفسير معين ولكن هو دحض لرؤية علمية اولقول يقول بة فرد
اخى الكريم هنا اود ان اطلعك على ما كتب فى موقع يقول بالاعجاز العلمى فى القران حيث كتب الاتى
2-مستندات التوفيق بين النصوص القرآنية وبين النتائج العلمية الصحيحة
أ. د. سعاد يلدرم رئيس قسم التفسير – جامعة أتاتورك – تركيا
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى ..إن اصطلاحات "الإعجاز العلمي" و "التفسير العلمي" و "معجزة علمية" أو "فنية" من التعابير ، التي استحدثت ، وشاعت في العصر الحديث ، ومعلوم أن هذه التعابير ، تفيد تأويل بعض الآيات القرآنية ، بما يتفق وبعض النظريات ، أو الاكتشافات الحديثة ، في العلوم الطبيعية .وعدد المؤلفين المعاصرين الذين حاولوا التوفيق ، بين المعنى القرآني ، وبين المسائل الفنية ليس بقليل. غير أن قسماً منهم أفرطوا في هذا الأمر، وتكلفوا في كثير من الأحيان. وهذا القسم تسبب في ظهور أهل تفريط ينكر هذا التوفيق رأساً. ومعظم المفسرين، الذين عاشوا في القرن الأخير ، اقتصدوا في هذا الأمر ولم يضلوا عن سواء السبيل.ونحن في بحثنا هذا نريد أن نؤصل هذا الموقف المعتدل ، ونظهر بعض أسانيده وبالله التوفيق .
آراء المعترضين في التفسير العلمي :
وقبل أن نخوض في الموضوع ، يحسن بنا أن نذكر بعض آراء المعترضين ، وفي مقدمتها :
1- آراء أبي اسحق الشاطبي المتوفي سنة 790هـ. قال رحمه الله في الموافقات : 2/55-56 .(1/2)
"أن كثيراً من الناس تجاوزوا في الدعوى على القرآن الحدَّ ؛ فأضافوا إليه كل علم يذكر للمتقدمين ، أو المتأخرين ، من علوم الطبيعيات والتعاليم ، والمنطق، وعلم الحروف ، وجميع ما نظر فيه الناظرون ، من أهل الفنون ، وأشباهها ، وهذا إذا عرضناه على ما تقدم :(1) لم يصح ..وإضافة إلى هذا فإن السلف الصالح ، من الصحابة ، والتابعين ومن يليهم كانوا أعرف بالقرآن ، وبعلومه ، وما أودع فيه ، ولم يبلغنا أنه تكلم أحد منهم في شئ من هذا المدعى ، سوى ما تقدم ، وما ثبت فيه من أحكام التكاليف ، وأحكام الآخرة، وما يلي ذلك ، ولو كان لهم في ذلك خوض ، ونظر ، لبلغنا منه ما يدلنا على أصل المسألة ، إلا أن ذلك لم يكن ، فدل على أنه غير موجود عندهم ، وذلك دليل على أن القرآن لم يقصد فيه تقرير لشئ ، مما زعموا"وفيما بعد : ادعى الشاطبي أن المعاني ، التي لا عهد للعرب بها ، غير معتبرة فقال :"وربما استدلوا على دعواهم بقوله تعالى{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}(النحل:8).وقوله{مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }(الأنعام:38) .(1/3)
ونحو ذلك ... ، فأما الآيات فالمراد بها ، عند المفسرين : ما يتعلق بحال التكليف والتعبد، أو المراد بالكتاب في قوله{ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }(الأنعام:38)اللوح المحفوظ، ولم يذكروا فيها ما يقتضي تضمنه لجميع تلك العلوم ، النقلية ، والعقلية " ... " فليس بجائز أن يضاف إلى القرآن ما لا يقتضيه ، كما أنه لا يصلح أن ينكر منه ما يقتضيه ، ويجب الاقتصار في الاستعانة على فهمه ، على كل ما يضاف علمه ، إلى العرب خاصة ، فبه يوصل إلى علم ما أودع من الأحكام الشرعية ، فمن طلبه بغير ما هو أداة له ، ضل عن فهمه ، وتقول على الله ورسوله فيه ، والله أعلم وبه التوفيق" "الموافقات 2/55-56" في المسألة الرابعة من النوع الثاني ، في بيان قصد الشارع ، في وضع الشريعة للافهام .
2- آراء.محمد حسين الذهبي
ويمكن أن نعتبر الأستاذ الدكتور محمد حسين الذهبي ممثل المنكرين للتفسير العلمي. يعرف الدكتور الذهبي: التفسير العلمي بأنه هو : التفسير ، الذي يحكم الاصطلاحات العلمية ، في عبارات القرآن ، ويجتهد في استخراج مختلف العلوم ، والآراء الفلسفية منها .ويعترض الدكتور الذهبي على التفسير العلمي من النواحي الآتية :
أولاً : الناحية اللغوية :
كثير من الألفاظ القرآنية ، تغيرت وتوسعت دلالاتها ، بمرور الزمان. وهذه المعاني كلها تقوم بلفظ واحد ، بعضها عرفته العرب وقت نزول القرآن ، وبعضها لا علم للعرب به ، وقت نزول القرآن ، نظراً لحدوثه ، وطروئه ، على اللفظ ، فهل يعقل أن نتوسع هذا التوسع العجيب ، في فهم ألفاظ القرآن ، وجعلها تدل على معان ، جدت باصطلاح حادث ؟.
ثانياً : الناحية البلاغية :(1/4)
البلاغة هي المطابقة لمقتضى الحال ، والتفسير العلمي للقرآن ، يضر بلاغة القرآن. لأن من خوطبوا بالقرآن في وقت نزوله : إن كانوا يجهلون هذه المعاني ، وكان الله يريدها من خطابه إياهم لزم على ذلك أن يكون القرآن غير بليغ ، لأنه لم يراع حال المخاطب ؟ وإن كانوا يعرفون هذه المعاني ، فلم لم تظهر نهضة العرب العلمية ، من لدن نزول القرآن ، الذي حوى علوم الأولين والآخرين ؟
ثالثاً : الناحية الاعتقادية :
أنزل الله القرآن ، إلى الناس كافة حتى قيام الساعة. ولو ذهبنا مذهب من يحمل القرآن كل شئ، وجعلناه مصدراً للعلوم ، لكنا بذلك قد أوقعنا الشك ، في عقائد المسلمين ، نحو القرآن الكريم. وذلك لأن قواعد العلوم ، وما تقوم عليه ، من نظريات ، لا قرار لها ولا بقاء . ولو نحن ذهبنا إلى تقصيد القرآن ، ما لم يقصد ، من نظريات ، ثم ظهر بطلان هذه النظريات فسوف يتزلزل اعتقاد المسلمين في القرآن الكريم. لأنه لا يجوز للقرآن أن يكذب اليوم ، ما صححه بالأمس.(2)هذا ما قاله الدكتور الذهبي ملخصاً ! ونحن نظن أن الذهبي بمطالعاته هذه يرد على المفرطين ، والمسرفين ، في التوفيق بين النصوص القرآنية ، والمسائل العلمية. وإلا فهو ليس معترضاً – فيما يبدو – على كون القرآن يشير إلى بعض الحقائق العلمية رأسا. وهذا يظهر في آخر ما كتب في هذا الموضوع :"وحسبهم أن لا يكون في القرآن نص صريح ، يصادم حقيقة علمية ثابتة. وحسب القرآن أنه يمكن التوفيق بينه ،وبين ماجد ويجد من نظريات وقوانين علمية، تقوم على أساس من الحق ، وتستند إلى أصل من الصحة".أليس كون القرآن لا يصادم حقائق علمية ثابتة معجزة علمية ؟(3)
3- الإعجاز العلمي للقرآن وآراء ابن عاشور ، وسعيد النورسي :(1/5)
وفي الصفحات التالية سنعالج هذه الآراء ،وننتقدها ، مستفيدين من المفسرين المعاصرين، ولا سيما الأستاذ "محمد الطاهر بن عاشور" من "تونس" والإمام "سعيد النورسي" من "تركيا". لأن لهما فضلا كبيراً ، في هذا المضمار ، وقد وفقاً جداً في تأصيل هذا المنهج القويم ، في تفسير القرآن الكريم. ولأنهما لم يشتهرا بين المفسرين كما ينبغي لهما .قال ابن عاشور – رحمه الله – في تفسيره " في المقدمة العاشرة 1/127/-129" عند البحث عن إعجاز القرآن ما نصه :"وأما النوع الثاني ، من إعجازه العلمي ، فهو ينقسم إلى قسمين : قسم يكفي لادراكه فهمه وسمعه ، وقسم يحتاج إدراك وجه إعجازه إلى العلم بقواعد العلوم ، فينبلج للناس شيئاً فشيئاً انبلاج أضواء الفجر على حسب مبالغ الفهوم وتطورات العلوم. وكلا القسمين : دليل على أنه من عند الله ، لأنه جاء به "أمي" في موضع ، لم يعالج أهله دقائق العلوم ، والجائى به ثاوٍ بينهم لم يفارقهم. ولقد أشار القرآن إلى هذه الجهة من الإعجاز بقوله تعالى في سورة القصص:{ قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ(49)فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ}( القصص:49-50) .ثم إنه ماكان قصاراه إلى مشاركة أهل العلوم في علومهم الحاضرة ، حتى ارتقى إلى ما لم يألفوه ، وتجاوز ما درسوه ، وألفوه .قال ابن عرفة عند قوله تعالى { تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ }في سورة آل عمران آية (27) "كان بعضهم يقول : إن القرآن يشتمل على ألفاظ ، يفهمها العوام، وألفاظ يفهمها الخواص ، وعلى ما يفهمه "الفريقان". ومنه هذه الآية ؛ فإن الايلاج يشمل الأيام التي لا يدركها إلا الخواص ، والفصول التي يدركها سائر العوام" .أقول ،وكذلك قوله تعالى{أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا}(الأنبياء:30).(1/6)
فمن طرق إعجازه العلمية(4) أنه دعا للنظر والاستدلال. قال في الشفاء :" ومنها جمعه لعلوم ومعارف ، لم تعهد للعرب ، ولا يحيط بها أحد من علماء الأمم، ولا يشتمل عليها كتاب ، من كتبهم ، فجمع فيه من بيان علم الشرائع ، والتنبيه على طرق الحجة العقلية ، والرد على فرق الأمم ، ببراهين قوية ، وأدلة كقوله{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}(الأنبياء:22).وقوله{ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ} (يس:81) .ولقد فتح الأعين إلى فضائل العلوم ، بأن شبه العلم بالنور ، وبالحياة ، كقوله:{ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا}(يس:70).وقوله :{يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} (البقرة:257).وقال:{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ }(العنكبوت:43).وقال:{هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } (الزمر: 9)وهذا النوع من الإعجاز هو الذي خالف به القرآن ، أساليب الشعر ، وأغراضه مخالفة واضحة.هذا والشاطبي قال في الموافقات : (إن القرآن لا تحمل معانيه ، ولا يتأول إلا على ما هو متعارف عند العرب). ولعل هذا الكلام صدر منه في التَّفَصي(5)َّ من مشكلات في مطاعن الملحدين ، اقتصاداً في البحث ، وإبقاءً على نفيس الوقت ، وإلا فكيف ينفي إعجاز القرآن ، لأهل كل العصور ، وكيف يقصر إدراك إعجازه بعد العصر العربي ، على الاستدلال بعجز أهل زمانه ، إذ عجزوا عن معارضته .وإذ نحن نسلم لهم بالتفوق في البلاغة والفصاحة ، فهذا إعجاز إقناعي ، بعجز أهل عصر واحد ، ولا يفيد أهل كل عصر ، إدراك طائفة منهم لإعجاز القرآن .(1/7)
ثم يستدل الأستاذ ابن عاشور بحديث "ما من الأنبياء نبي إلا أوتي – أو أعطى– من الآيات ما مثله آمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيت وحياً أوحاه الله ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة" (البخاري فضائل القرآن1 ومسلم ، كتاب الإيمان 239"(6) " ... " فالمناسبة بين كونه أوتي وحياً وبين كونه يرجو أن يكون أكثرهم تابعاً لا تنجلي ، إلا إذا كانت المعجزة صالحة ، لجميع الأزمان ، حتى يكون الذين يهتدون لدينه لأجل معجزته ، أمما كثيرين ، على اختلاف قرائحهم ، فيكون هو أكثر الأنبياء تابعا ، لا محالة ، وقد تحقق ذلك ، لأن المعنى بالتابع : التابع له ، في حقائق الدين ، لا اتباع الادعاء والانتساب بالقول " ... " .وهذه الجهة من الإعجاز : إنما تثبت للقرآن بمجموعه ؛ إذ ليست كل آية من ، آياته، ولا كل سورة من سوره ، بمشتملة على هذا النوع من الإعجاز ،ولذلك فهو إعجاز حاصل،من القرآن،وغير حاصل به التحدي،إلا إشارة نحو قوله{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}( النساء:82).وقال الأستاذ ابن عاشور في المقدمة الرابعة "تفسير التحرير والتنوير 1/42-45""وفي الطريقة الثالثة : تجلب مسائل علمية ، من علوم لها مناسبة بمقصد الآية، إما على أن بعضها يومئ إليه معنى الآية ، ولو بتلويح ما ، كما يفسر أحد قوله تعالى :{ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا } (البقرة:269).فيذكر تقسيم علوم الحكمة ومنافعها ، مدخلا ذلك تحت قوله (خيراً كثيراً) فالحكمة،وإن كانت علماً اصطلاحياً ، وليس هو تمام المعنى للآية،إلا أن معنى الآيةالأصلي، لا يفوت ، وتفاريع الحكمة تعين عليه. وكذلك أن نأخذ من قوله تعالى{كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ }(الحشر:7) .(1/8)
تفاصيل من علم الاقتصاد السياسي ، وتوزيع الثروة العامة ، ونعلل بذلك مشروعية الزكاة، والمواريث ، والمعاملات المركبة ، من رأس مال وعمل ، على أن ذلك تومئ إليه الآية إيماء. وإن بعض مسائل العلوم ، قد تكون أشدّ تعلقاً بتفسير آي القرآن ،كما نفرض مسألة كلامية، لتقرير دليل قرآني ، مثل برهان التمانع(7) لتقرير معنى قوله تعالى{ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا }(الأنبياء:22).وكتقرير مسألة المتشابه ؛ لتحقيق معنى نحو قوله تعالى{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْد} (الذّاريات47).فهذا كونه من غايات التفسير واضح.وكذا قوله تعالى{أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ}(ق:6).فإن القصد منه الاعتبار، بالحالة المشاهدة. فلو زاد المفسر ففصل تلك الحالة ، وبين أسرارها ، وعللها ، بما هو مبين ، في علم الهيئة ، كان قد زاد المقصد خدمة. وإما على وجه التوفيق بين المعنى القرآني ، وبين المسائل الصحيحة من العلم ، حيث يمكن الجمع. وإما على وجه الاسترواح من الآية كما يؤخذ من قوله تعالى :{ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ}( الكهف:47) .أن فناء العالم يكون بالزلازل ، ومن قوله تعالى { ِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} (التكوير:1) .أن قانون الجاذبية يختل عند فناء العالم .وشروط كون ذلك مقبولاً أن يسلك فيه مسلك الايجاز ؛ فلا يجلب إلا الخلاصة من ذلك العلم ، ولا يصير الاستطراد كالغرض المقصود له ، لئلا يكون كقولهم "السى بالسى يذكر"(8).وللعلماء في سلوك هذه الطريقة الثالثة على الاجمال آراء : فأما جماعة منهم فيرون من الحسن : التوفيق بين العلوم غير الدينية ، وآلاتها ، وبين المعاني القرآنية ، ويرون القرآن مشيراً إلى كثير منها.(1/9)
قال ابن رشد الحفيد "هو محمد ابن أحمد بن رشد المتوفي 1198م" في فصل المقال : "أجمع المسلمون ، على أن ليس يجب أن تحمل ألفاظ الشرع كلها ، على ظاهرها ، ولا أن تخرج كلها عن ظاهرها، بالتأويل. والسبب في ورود الشرع بظاهر وباطن، هو : اختلاف نظر الناس ، وتباين قرائحهم ، في التصديق" .وتخلص إلى القول بأن بين العلوم الشرعية والفلسفية اتصالا. وإلى مثل ذلك ذهب "قطب الدين الشيرازي" في شرح حكمة الاشراق ، وكذلك الغزالي ، والامام الرازي، وأبوبكر بن العربي ، وأمثالهم صنيعهم يقتضي التبسط وتوفيق المسائل العلمية، فقد ملأوا كتبهم من الاستدلال على المعاني القرآنية ، بقواعد العلوم اُلحكْمِية(9) وغيرها .وكذلك الفقهاء : في كتب أحكام القرآن. وقد علمت ما قاله ابن العربي فيما أملاه، على سورة (نوح) وقصة (الخضر). وكذلك ابن جني ، والزجاج. وأبوحيان قد أشبعوا تفاسيرهم ، من الاستدلال على القواعد العربية ، ولاشك أن الكلام الصادر عن علام الغيوب تعالى ، وتقدس ، لا تبنى معانيه على فهم طائفة واحدة ، ولكن معانيه تطابق الحقائق ، وكل ماكان من الحقيقة في عمل من العلوم، وكانت الآية لها اعتلاق بذلك ، فالحقيقة العلمية مرادة، بمقدار ما بلغت إليه أفهام البشر ، وبمقدار ما ستبلغ إليه. وذلك يختلف باختلاف المقامات ويبنى على توفر الفهم ، وشرطه أن لا يخرج عما يصلح له اللفظ العربي ، ولا يبعد عن الظاهر ، إلا بدليل، ولا يكون تكلفاً بينا ، ولا خروجاً عن المعنى الأصلي ، حتى لا يكون في ذلك كتفاسير الباطنية .وأما "أبو اسحق الشاطبي" ، فقال في الفصل الثالث من المسألة الرابعة : "لا يصح في مسلك الفهم والافهام إلا ما يكون عاماً لجميع العرب. فلا يتكلف فيه فوق ما يقدرون عليه".(1/10)
وقال في المسألة الرابعة من النوع الثاني : "ينقل ابن عاشور قول الشاطبي الذي اقتبسناه آنفاً وتعقبه بقوله" :"وهذا مبني على ما أسسه ، من كون القرآن ، لما كان خطاباً للأميين ،وهم العرب ، فإنما يعتمد في مسلك فهمه ، وإفهامه ، على مقدرتهم وطاقتهم وأن الشريعة أمية. وهو أساس واهٍ لوجوه ستة.الأول : أن ما بناه عليه : يقتضي أن القرآن لم يقصد منه انتقال العرب من حال إلى حال ، وهذا باطل لما قدمناه ، قال تعالى{ تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا }(هود:49).وهذا صريح في أن القرآن يحتوي على كثير من الحقائق التي يجهلها قومه ، والتي هي من قبيل أنباء الغيب والمعجزات .
الثاني : أن مقاصد القرآن ، راجعة إلى عموم الدعوة ، وهو معجزة باقية ، فلا بد أن يكون فيه ، ما يصلح لأن تتناوله أفهام من يأتي من الناس في عصور انتشار العلوم في الأمة."وقال ابن عاشور في موضع آخر من تفسيره (1/104) : "إن وجوه الإعجاز ترجع إلى ثلاث جهات " ... " الجهة الثالثة : ما أودع فيه من المعاني الحكمية والاشارات إلى الحقائق العقلية والعلمية ، مما لم تبلغ إليه عقول البشر في عصر نزول القرآن ، وفي عصور بعده متفاوتة ، وهذه الجهة أغفلها المتكلمون في إعجاز القرآن ، من علمائنا ، مثل أبي بكر الباقلاني ، والقاضي عياض ، " ... " والقرآن معجز من الجهة الثالثة للبشر قاطبة ، إعجازاً مستمراً على ممر العصور ، وهذا من جملة ما شمله قول أئمة الدين : إن القرآن هو المعجزة المستمرة ، على تعاقب السنين ، لأنه قدر يدرك إعجازه العقلاء من غير الأمة العربية ، بواسطة ترجمة معانيه التشريعية ، والحكمية، والعلمية ، والأخلاقية وهو دليل تفصيلي لأهل تلك المعاني ، وإجمالي لمن تبلغه شهادتهم بذلك. "انظر أيضاً تفسيره 1/127-128".(1/11)
الثالث:أن السلف(10) قالوا : إن القرآن لا تنقضي عجائبه ، يعنون معانيه،ولو كان كما قال الشاطبي لا نقضت عجائبه،بانحصار أنواع معانيه .
الرابع : أن من تمام إعجازه : أن يتضمن من المعاني مع إيجاز لفظه ما لم تف به الأسفار المتكاثرة .
الخامس : أن مقدار أفهام المخاطبين به ابتداء لا يقتضى ، إلا أن يكون المعنى الأصلي مفهوماً لديهم ، فأما مازاد على المعاني الأساسية فقد يتهيأ لفهمه أقوام ، وتحجب عنه أقوام ، "ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه"(11).
السادس : أن عدم تكلم السلف عليها : إن كان فيما ليس راجعاً إلى مقاصده ، فنحن نساعد عليه ، وإن كان فيما يرجع إليها فلا نسلم وقوفهم فيها عند ظواهر الآيات ، بل قد بينوا ، وفصلوا ، وفرعوا ، في علوم عنوا بها ، ولا يمنعنا ذلك أن نقفي على آثارهم ، في علوم ن أخرى راجعة لخدمة المقاصد القرآنية ، أو لبيان سعة العلوم الإسلامية. أما ما وراء ذلك ، فإن كان ذكره لإيضاح المعنى ، فذلك تابع للتفسير أيضاً. لأن العلوم العقلية تبحث عن أحوال الأشياء ، على ما هي عليه، وإن كان فيما زاد على ذلك ، فذلك ليس من التفسير ، لكنه تكملة للمباحث العلمية ، واستطراد في العلم لمناسبة التفسير ، ليكون متعاطي التفسير ، أوسع قريحة في العلوم.ثم قال ابن عاشور : "وأنا أقول" إن علاقة العلوم بالقرآن على أربع مراتب :
الأولى : علوم تضمنها القرآن،كأخبار الأنبياء ، والأمم ، وتهذيب الأخلاق، والفقه، والتشريع ، والاعتقاد ، والأصول ، والعربية ، والبلاغة .
الثانية : علوم ، تزيد المفسر علماً ، كالحكمة والهيئة ، وخواص المخلوقات.
الثالثة : علوم ، أشار إليها ، أو جاءت مؤيدة له ، كعلم طبقات الأرض والطب ، والمنطق.(1/12)
الرابعة : علوم ، لا علاقة لها به ، إما لبطلانها ، كالزجر ، والعيافة ، والميثولوجيا(12)، وأما لأنها لا تعين على خدمته ، كعلم العروض ، والقوافي ، "تفسير التحرير والتنوير ، 1/45" .وقال الأستاذ ابن عاشور في المقدمة التاسعة من تفسيره "1/94" "في أن المعاني التي تتحملها جمل القرآن تعتبر مرادة منها" :"ولما كان القرآن نازلاً من المحيط علمه بكل شئ ، كان ما تسمح تراكيبه الجارية ، على فصيح استعمال الكلام البليغ ، باحتماله ، من المعاني المألوفة للعرب ، في أمثال تلك التراكيب، مظنوناً بأنه مراد لمنزله ، ما لم يمنع من ذلك مانع، صريح ، أو غالب ، من دلالة شرعية ، أو لغوية ، أو توفيقية. وقد جعل الله القرآن كتاب الأمة. كلها ، وفيه هديها ، ودعاهم إلى تدبره ، وبذل الجهد في استخراج معانيه ، في غير ما آية ويدل على تأصيلنا هذا ما وقع إلينا من تفسيرات مروية ، عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لآيات، فنرى منها ما نوقن بأنه ليس هو المعنى الأسبق من التركيب ؛ ولكننا بالتأمل نعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام ، ما أراد بتفسيره ، إلا إيقاظ الأذهان، إلى أخذ أقصى المعاني ، من ألفاظ القرآن. ويمثل الأستاذ ابن عاشور لذلك بأمثلة متعددة من تفسير النبي - صلى الله عليه وسلم - .والأستاذ "بديع الزمان سعيد النورسي" طار صيته ، في جميع أنحاء العالم الإسلامي كمجاهد. وهو كما اشتهر. إلا أنه لا ينبغي لنا أن نغض البصر عن ناحيته العلمية. كان رحمه الله عضوا في دار الحكمة الإسلامية. وهذه المؤسسة كانت كبرى المؤسسات العلمية في أواخر الدولة العثمانية. والأستاذ النورسي ألف تفسيره باللغة العربية. لسورة البقرة المسمى "باشارات الاعجاز في مظان الايجاز" عندما كان يحارب مع طلبته ضد الروس في الحرب العالمية الأولى ، أي ما قبل سبعين عاماً تقريباً.(1/13)
وألف كتبه المسماة "بكليات رسائل النور" باللغة التركية، في تفسير بعض الآيات القرآنية بعد هذا وانتهى من تأليفه سنة 1930م أي ما قبل خمسة وخمسين عاماً تقريباً. وتوفي – رحمه الله – في عام 1960م في السابع والثمانين من عمره ، الملئ بالعلم والجهاد ، حتى آخر أنفاسه. وفي الصفحات الآتية نعالج ونترجم قسماً من أفكاره إلى اللغة العربية للتوفيق بين المعنى القرآني، وبين الحقائق الصحيحة ، من العلوم الطبيعية ."قسم من آيات القرآن يزداد وضوحاً ، بمرور الزمان ، وبتطور العلوم. وهذا يعني أن القرآن الكريم خزينة ، لا تحصى جواهرها ، ولا تنقضي عجائبها. له محكمات ونصوص ، لا تتغير معانيها ، وأحكامها ، في كل الأزمان. ولكن له أيضاً معان ثانوية، تشير إلى بعض الحقائق العلمية ، التي تنكشف شيئاً فشيئاً، حسب تقدم المستوى العلمي البشري. أما الحقائق الظاهرية، التي بينها السلف الصالح فمسلمة محفوظة ، لا تعتريها شبة. لأنها نصوص ، ومحكمات ، وأسس ، وقواعد ، يجب الإيمان بها. والكتاب الكريم موصوف بأنه "قرآن عربي مبين". وهذا يقتضي كونه واضحاً ، في معانيه الأساسية. والخطاب الالهي يدرو حول هذه المعاني ، ويقويها ، ويظهرها. ومن ينكر هذه المعاني المنصوصة ، فكأنما يكذب الله تعالى ويتهم فهم الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم. للقرآن الكريم. إذن لا شك في أن المعاني المنصوصة مأخوذة من منبع الرسالة إلخ "المكتوبات 400-401".ويتساءل الأستاذ النورسي ، بعد أن تعرض لبعض المعاني الاشارية ، من قبيل الإعجاز العلمي فيقول :"فإن قلت : كيف نستطيع أن نعلم : أن القرآن أراد هذه المعاني ، وأشار إليها ؟ فالجواب : مادام القرآن خطة أزلية ، ومادام هو يدرس، ويخاطب كل طبقات البشر، المصطفة. جيلاً بعد جيل ، إلى يوم القيامة ، فلابد له من مراعاة تلك الأفهام المختلفة ، ودرج المعاني المتعددة ن وإرادتها ، ووضع القرائن للإرشاد بأنه أرادها.(1/14)
وكل هذه الوجوه والمعاني تعد من معاني القرآن ، بشهادات واتفاق أهل الاجتهاد ، وأهل التفسير ، وأهل أصول الدين ، وأهل أصول الفقه، بشرط كونه صحيحاً،من ناحية العلوم العربية ، وحقاً من جهة الأصول الدينية ، ومقبولاً من الناحية البلاغية . والقرآن وضع أمارة لكل وجه من هذه الوجوه:إما لفظية وإما معنوية.والأمارة المعنوية إما أن تفهم من سياق الكلام وسباقه،وإما أمارة مستنبطةمن آية أخرى تشير إليها "يعني إلى هذا المعنى" .وكتب التفاسير التي تعد بالآلاف ، والتي ألفها المحققون : تشهد بجامعية القرآن هذه وخارقيته "سوزلر(13) : أي الكلمات، 414-415". ويقول :(1/15)
"فإن قلت : من شأن الهداية ، والبلاغة : البيان والوضوح ، وحفظ الأذهان عن التشتت ، فما بال المفسرين ، في أمثال هذه الآية ، اختلفوا ختلافاً مشتتاً وأظهروا احتمالات مختلفة ، وبينوا وجوه تراكيب متباينة ، وكيف يعرف الحق من بينها ؟ قيل لك : قد يكون الكل حقاً ، لكن الأمر يختلف من سامع إلى سامع، إذ القرآن مانزل لأهل عصر فقط ؛ بل لأهل جميع الأعصار. ولا لطبقة فقط ، بل جميع طبقات الإنسان ، ولا لصنف فقط بل لجميع أصناف البشر ، ولكل فيه نصيب من الفهم. والحال : أن فهم نوع البشر يختلف درجة درجة .. وذوقه يتفاوت جهة جهة.. وميله يتشتت جانباً جانباً .. واستحسانه يتفرق وجهاً وجهاً .. ومتعته تتنوع نوعاً نوعاً .. وطبيعته تتباين قسماً قسماً .. فكم من أشياء يستحسنها نظر طائفة ، دون طائفة ، وتستلذها طبقة ، ولا تتنزل إليها طبقة ، وقس. فلأجل هذا السر وهذه الحكمة ، أكثر القرآن من حذف الخاص للتعميم ، ليقدر كل مقتضى ذوقه واستحسانه .ولقد نظم القرآن جملة ، ووضعها في مكان ، ينفتح من جهاته وجوه مختلفة ، لمراعاة الأفهام المختلفة ؛ ليأخذ كل فهم حصته ، وقس ، فإذا يجوز أن تكون الوجوه بتمامها مرادة ، بشرط أن لا تردها العلوم العربية ، وبشرط أن تستحسنها البلاغة ، وبشرط أن يقبلها علم أصول مقاصد الشريعة . فظهر من هذه النكتة : أن من وجوه إعجاز القرآن : نظمه ، وسبكه في أسلوب ، ينطبق على أفهام عصر فعصر .. وطبقة فطبقة ( إشارات الإعجاز 40-41) .لنأخذ مثلاً قوله تعالى{ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا }( الأنبياء:30).(1/16)
هذه الآية تفهم من لم يتوغل في المسائل الفلسفية ، هذا المعنى : بينما كانت السماء صافية بدون صحاب والأرض جافة ، ليست قابلة للتوليد ، فتح الله السماء بالمطر والأرض بالخضروات، وزاوج بينهما ، وخلق من هذا الماء كل شيء حي ، وتفهم الآية الحكيم المحقق: أنه في ابتداء الخليقة كانت السموات والأرض كوماً ، بدون أي شكل ، وعجيناً بدون نفع ، ليس عليها أي كائن أو مخلوق ، ولكن الفاطر الحكيم فتحهما ، وبسطهما فجعل كلتيهما نافعة مثمرة ، مزينة ومنشأ لكثير من المخلوقات. يفهم هذا ويعظم حكمة الله تعالى . وتفهم الآية أيضاً في نظر حكيم معاصر : أن أرضنا وسائر (السيارات) التي تشكل المنظومة الشمسية كانت في ابتداء الأمر ممزوجة مع الشمس ، عجيناً ، ولكن القيوم القدير بسط هذا العجين ، ووضع السيارات في أمكنتها وخلق التراب فوق الأرض ، وأنزل المطر من السماء، وأرسل الأشعة من الشمس ، وعمر الدنيا بالحياة . يفهم هذا ويتخلص من شرك الطبيعة (سوزلر أي الكلمات 411-412) .إن الإنسان يتساءل : إن الواقع الذي نشاهده ضد ما أشار إليه القرآن في بعض الأحيان . فمثلاً نرى الشمس تشرق ، وتغرب ، والأرض منبسطة ساكنة ، ماذا تقول في ذلك ؟ نجيب عن هذا السؤال بأن القرآن كتاب هداية وإرشاد . والإرشاد إنما يكون نافعاً ، إذا كان على درجة (استعداد) أفكار الجمهور الأكثر . والجمهور باعتبار المعظم عوام . والعوام لا يقدرون على رؤية الحقيقة عريانة ، ولا يستأنسون بها ، إلا بلباس خيالهم المألوف . فلهذه النكتة صور القرآن تلك الحقائق بمتشابهات ، وتشبيهات ، واستعارات ، وحافظ على الجمهور الذين لم يتحملوا ، عن الوقوع في ورطة التكذيب بما لم يحيطوا بعلمه ، فأجمل في المسائل التي يعتقد الجمهور بالحس الظاهر مخالفتها للواقع ، لكن مع ذلك أومأ إلى الحقيقة بنصب أمارات .(1/17)
فإذا تفطنت لهذه النكتة فاعلم : أن الديانة ، والشريعة الإسلامية ، المؤسسة على البرهان العقلي ، ملخصة من علوم وفنون ، تضمنت العقد الحيوية في جميع العلوم الأساسية ، من فن تهذيب الروح ، وعلم رياضة القلب ، وعلم تربية الوجدان ، وفن تدبير الجسد ، وعلم تدبير المنزل ، وفن السياسة المدنية ، وعلم الحقوق والمعاملات وفن الآداب الاجتماعية ، وكذا وكذا ... إلخ . مع أن الشريعة فسرت ، وأوضحت في مواقع اللزوم ، ومظان الاحتياج ، وفيما لم يلزم في حينه أو لم تستعد له الأذهان ، أو لم يساعد له الزمان ، أجملت بفذلكة(14) ووضعت أساساً، وأحالت إلى الاستنباط منه ، وتفريعه ونشوء نمائه ، على مشورة العقول ( إشارات الإعجاز 175).فمثلاً يراعي القرآن ، ويتلطف مع الحس الظاهري ، الذي يشاهد أن الأرض ساكنة ومنبسطة ، ولا يقول بصراحة : أن الأرض كروية ، تدور حول نفسها ، وحول الشمس بسرعة . لا ، ما أراد القرآن أن يلبس على الناس ويشوش أفكارهم، فيبعدهم عن هداية القرآن . ولو قال القرآن هذا وأمثاله ، من الحقائق العلمية ، لانفض الناس من حوله ، ولأنكروا ذلك ، لم يكن من ذلك شيء . إلا أن القرآن لم يهمل الإشارة إلى العصر ، وإلى المستوى ، الذي أدرك الناس فيه حقيقة شكل الأرض أو حركتها .وبناء على هذه الحقيقة لا بد للمفسرين المتأخرين ، من أن يوفقوا بين الحقائق الكونية المنكشفة ، وبين النص القرآني ، المشير إلى هذه الاكتشافات . لأن هذه الحقائق كانت توجد في القرآن مجملة ، وفي شكل الفذلكة . وليست هذه المسائل من قبيل العقائد ، والعبادات ، والأحكام ، والمعاملات . ولهذا يجوز أن تفهم ، وتؤمن الأجيال المتقدمة ، بالمعنى الإجمالي ويكتفوا به . وهذا لا يسبب أي نقيصة ، لا للقرآن ، ولا للمتقدمين من الأمة ، الذين لم يكن في استطاعتهم أن يعرفوا هذه المسائل بالتفصيل ، بل يكون دليلاً آخر للإعجاز القرآني ..(1/18)
لأن القرآن يعلن بصراحة : أنه يحتوي على بعض الحقائق ، التي لم تظهر حقيقتها في وقت النزول:{بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ}(يونس:39).والجملة الأخيرة من الآية صريحة ، في أن القرآن يحتوي على بعض الحقائق ، التي ستتضح بمرور الأزمان .يقول المفسر شهاب الدين الآلوسي في تفسيره المسمى بروح المعاني ، عند تفسير الآية المذكورة ما نصه : " فالتأويل : نوع من التفسير ، والإتيان : مجاز عن المعرفة والوقوف ، ولعل اختياره للأشعار بأن تلك المعاني متوجهة إلى الأذهان منساقة إليها بنفسها . وجوز أن يراد بالتأويل : وقوع مدلوله وهو عاقبته وما يؤول إليه . وهو المعنى الحقيقي عند البعض ، فإتيانه حينئذ مجاز عن تبينه وانكشافه أي : " ولم يتبين لهم إلى الآن تأويل ما فيه من الإخبار بالغيب ، حتى يظهر أنه صدق أم كذب .. والمعنى : أن القرآن معجز من جهة النظم ، ومن جهة الإخبار بالغيب ، وهم فاجئوا تكذيبه قبل أن يتدبروا نظمه ، ويتفكروا في معناه،أو ينتظروا وقوع ما أخبر به من الأمور المستقبلة(روح المعاني 11/120).وكذا قوله تعالى{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } (فصلت:53).هذه الآية صريحة في أن الله يظهر بعض الآيات أي بعض الحقائق القرآنية ، بعد زمن النزول .(1/19)
فلنقرأ ما كتبه المفسر ابن كثير (المتوفي سنة 774هـ) الذي هو أبعد المفسرين، عن التفسير المسمى بالعلمي ، قال رحمة الله في تفسير هذه الآية الكريمة : " أي سنظهر لهم دلالاتنا ، وحججنا ، على كون القرآن حقاً ، منزلاً من عند الله عز وجل على رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم بدلائل خارجية ، في الآفاق من الفتوحات ، وظهور الإسلام على الأقاليم ، وسائر الأديان ( ... ) ويحتمل أن يكون المراد من ذلك ما الإنسان مركب منه ، وفيه ، وعليه، من المواد والأخلاط ، والهيئات العجيبة ، كما هو مبسوط في علم (التشريح الدال ، على حكمة الصانع ، تبارك وتعالى) تفسير ابن كثير 7/175. وقال ابن زيد : (آفاق السموات) : نجومها ، وشمسها ، وقمرها ، اللاتي يجرين، وآيات في أنفسهم أيضاً (تفسير الطبري 25/5) . ويصرح ابن كثير بأن هذه الآية تشير إلى بعض الحقائق ، التي يدرسها علم الأحياء ، وعلم التشريح ، وابن زيد من السلف يفسر (الآيات) بعلوم الكون ، بينما كان ابن جرير الطبري لا يلتزم هذا التفسير ، ناً بأن السموات والشمس والقمر ، كانت مشهودة ومعلومة عندهم .وقال الأستاذ النورسي ، دفعاً لبعض الشبه ، في هذه الموضوع : ثم اعلم أن آية: { وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } (البقرة:23).تشير إلى أن أناساً بسبب الغفلة عن مقصود الشارع في إرشاد الجمهور وجهلهم بلزوم كون الإرشاد بنسبة استعداد الأفكار وقعوا في شكوك وريب منبعها ثلاثة أمور ( ... ) .
والثاني : أنهم يقولون : إن القرآن الكريم أطلق وأبهم ، في حقائق الخلقة ، وفنون الكائنات، مع أنه مناف لمسلك التعليم والإرشاد .
والثالث : أنهم يقولون إن بعض ظواهر القرآن الكريم أقرب إلى خلاف الدليل العقلي فيحتمل خلاف الواقع وهو مخالف لصدقه .(1/20)
والجواب وبالله التوفيق : أيها المشككون : اعلموا أن ما تتصورونه سبباً للنقص، إنما هي شواهد صدق ، على سر إعجاز القرآن ... . .
أما الجواب عن الشبهة الثانية : وهو إبهام القرآن ، في بحث تشكيل الخلقة ، على ما شرحته الفنون الجديدة ، فاعلم : أن في شجرة العالم ميل الاستكمال وتشعب منه في الإنسان ميل الترقي ، وميل الترقي كالنواة يحصل نشؤه ونماؤه بواسطة التجارب الكثيرة ، ويتشكل ويتوسع ، بواسطة تلاحق نتائج الأفكار ، فيثمر فنوناً مترتبة ، بحيث لا ينعقد المتأخر ، إلا بعد تشكل المتقدم ، ولا يكون المتقدم ، مقدمة للمؤخر ، إلا بعد صيرورته كالعلوم المتعارفة . فبناء على هذا السر لو أراد أحد تعليم فن أو تفهيم علم – وهو إنما تولد بتجارب كثيرة – ودعا الناس إليه قبل هذا بعشرة أعصر ، لا يفيد إلا تشويش أذهان الجمهور ووقوع الناس في السفسطة ، والمغالطة .مثلاً : لو قال القرآن : (يا أيها الناس انظروا إلى سكون الشمس وحركة الأرض واجتماع مليون حيوان في قطرة ، لتتصوروا عظمة الخالق) لأوقع الجمهور : إما في التكذيب ، وإما في المغالطة مع أنفسهم ، والمكابرة معها ، بسبب أن حسهم الظاهري أو غلط الحس يرى انبساط الأرض ، ودوران الشمس ، من البديهيات المشاهدة . والحال أن تشويش الأذهان – لا سيما في مقدار عشرة أعصر، لتشهي بعض أهل زماننا – مناف لمنهاج الإرشاد ، وروح البلاغة ، يا هذا، لا تظنن قياس أمثالها ، على النظريات المستقبلة من أحوال الآخرة . إذ الحس الظاهري لما لم يتعلق بجهة منها بقيت في درجة الإمكان ، فيمكن الاعتقاد والاطمئنان بها فحقها الصريح التصريح بها ، لكن ما نحن فيه لما خرج من درجة الإمكان والاحتمال في نظرهم – بحكم غلط الحس – إلى درجة البداهة عندهم فحقه في نظر البلاغة الإبهام ، والإطلاق ، احتراماً لحسياتهم ، وحفظاً لأذهانهم من التشويش .(1/21)
ولكن مع ذلك أشار القرآن الكريم ، ورمز ، ولوح ، إلى الحقيقة ، وفتح الباب للأفكار ، ودعاها للدخول ، بنصب أمارات وقرائن . فيا هذا ، إن كنت من المنصفين إذا تأملت في دستور (كلم الناس على قدر عقولهم)(15) ورأيت أن أفكار الجمهور ، لعدم استعداد الزمان ، والمحيط ، لا تتحمل ، ولا تهضم التكليف ، بمثل هذه الأمور ، التي إنما تتولد بنتائج تلاحق الأفكار – لعرفت أن ما اختاره القرآن من الإبهام والإطلاق ، من محض البلاغة ، ومن دلائل إعجازه . أما الجواب عن الشبهة الثالثة : وهو إمالة بعض ظواهر الآيات إلى منافي الدلائل العقلية ، وما كشفه الفن . فاعلم ، أن المقصد الأصلي في القرآن : إرشاد الجمهور ، إلى أربعة أصول هي : إثبات الصانع الواحد ، والنبوة ، والحشر ، والعدالة ، فذكر الكائنات في القرآن: إنما هو تبعي ، واستطرادي للاستدلال ، إذ ما نزل القرآن لدرس الجغرافيا والقوزموغرافيا ، بل إنما ذكر الكائنات للاستدلال بالصنعة الإلهة ، والنظام البديع على صانع النظام الحقيقي جل جلاله. والحال : أن أثر الصنعة . والقصد ، والنظام، يتراءى في كل شيء . وكيف كان التشكل فلا علينا إذ لا يتعلق بالمقصد الأصلي . فحينئذ ما دام أنه يبحث عنها للاستدلال ، وما دام أنه يجب كونه معلوماً قبل المدعي ، وما دام أنه يستحسن وضوح الدليل – كيف لا يقتضي الإرشاد والبلاغة ، تأنيس معتقداتهم الحسية ، ومماشاة معلوماتهم الأدبية ، بإمالة بعض ظواهر النصوص إليها ، لا ليدل عليها ، بل من قبيل الكنايات ، أو مستتبعات التراكيب ، مع وضع قرائن وإمارات تشير إلى الحقيقة لأهل التحقيق .(1/22)
مثلاً لو قال القرآن الكريم في مقام الاستدلال : أيها الناس ، تفكروا في سكون الشمس مع حركتها الصورية ، وحركة الأرض اليومية والسنوية ، مع سكونها ظاهراً ، وتأملوا في غرائب الجاذب العمومي ، بين النجوم ، وانظروا إلى عجائب الكهرباء ، وإلى الامتزاجات غير المتناهية بين العناصر السبعين ، وإلى اجتماع ألوف ألوف الحيوانات في قطرة ماء ، لتعلموا أن الله على كل شيء قدير ) لكان الدليل أخفى وأغمض ، وأشكل ، بدرجات من المدعي . وإن هذا لمناف لقاعدة الاستدلال ، ثم لأنها من قبيل الكنايات ، لا يكون معانيها ، مدار صدق وكذب . ألا ترى أن لفظ (قال) ألفه يفيد خفة ، سواء كان أصله واواً أو قافاً أو كافاً .الحاصل:بما أن القرآن الكريم نزل لجميع البشر في جميع الأزمان،فالنقط الثلاث المذكورة من دلائل إعجازه (إشارات الإعجاز 180 – 182).ويرى الأستاذ سعيد النورسي في قصص معجزات الأنبياء عليهم السلام إشارات إلى المكتشفات العلمية الحديثة أيضاً .ومعلوم أن القصص القرآنية ليست مسوقة لتعليم الحوادث التاريخية فقط . بل لها عدة أغراض ، من بينها الإشارة والإرشاد إلى بعض الأمور الدنيوية . يقول الأستاذ : كما أن قصص معجزات الأنبياء ترشد إلى الاستفادة من كمالات الأنبياء الدينية ، في نفس الوقت ترشد إلى الاستفادة من معجزاتهم المادية أيضاً . نعم حقق الله هذه الخوارق على أيديهم معجزة، إلا أن هذه القصص تثير في الناس الميل إلى محاكاتهم . لأن الله لم يحقق هذه المعجزات بدون سبب ، بل جعل لها وسائل مادية. فمثلاً جعل الريح سبباً لسير سليمان عليه السلام مسيرة شهرين .(1/23)
يريد القرآن أن يقول من خلال هذه القصص : (فاعتبروا يا أولي الأبصار) لكم في معجزات الأنبياء عبرة من عدة وجوه ، فاستفيدوا من كل هذه الوجوه ، حاولوا وسيروا في هذا الطريق ، لعلكم تستطيعون أن تحققوا ، عن طريق سنن الله الكونية ، ما تشبه هذه المعجزات ، التي أعطاها الله لأنبيائه معجزة خارقة . ونستطيع أن نقول : إن بعض الكمالات المادية الدينية ، والخوارق الدنيوية أهديت إلى البشرية – مثل الكمالات الدينية – على يد الأنبياء ، فمثلاً السفينة ، أهديت إلى البشرية على يد نوح عليه السلام . ويقول الأستاذ النورسي : "ثم إني– نظراً إلى :{ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } (الأنعام:59) ، ومستنداً إلى أن التنزيل كما يفيدك بدلالاته و نصوصه ، كذلك يعلمك بإشاراته ورموزه – لأفهم من إشارات أستاذية إعجاز القرآن ، في قصص الأنبياء، ومعجزاتهم : التشويق والتشجيع ، للبشر على التوسل ، للوصول إلى أشباهها ، كأن القرآن ، بتلك القصص ، يضع إصبعه على الخطوط الأساسية ، ونظائر نتائج نهايات مساعي البشر ، للترقي في الاستقبال ، الذي يبني على مؤسسات الماضي ، الذي هو مرآة المستقبل . وكأن القرآن الكريم يمسح ظهر البشر بيد التشويق والتشجيع ، قائلاً له : " اسع واجتهد في الوسائل ، التي توصلك إلى أشباه بعض تلك الخوارق " .أفلا ترى أن الساعة والسفينة أول من أهداهما للبشر ، يد المعجزة . وإن شئت فانظر إلى { وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} (البقرة: 31). وإلى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ } (سبأ:10). وإلى: { وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ} (سبأ:12). أي النحاس.(1/24)
وإلى: { فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا} (البقرة:60). وإلى: {وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ } (آل عمران:49). ثم تأمل فيما مخضه تلاحق أفكار البشر ، واستنبطه من ألوف فنون، ناطق كل منها – بخواص ، وأسماء – نوع من أنواع الكائنات ، حتى صار البشر مظهر : { وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ...} (البقرة:31) ، ثم فيما استخرجه فكر البشر ، من عجائب الصنعة ، من السكة الحديدية ، والآلة البرقية ، وغيرهما بواسطة تليين الحديد ، وإذابة النحاس ، حتى صار مظهر: {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ } (سبأ:10) الذي هو أم صنائعه. وفيما أفرخته أذهان البشر ، من الطائرات ، التي تسير في يوم شهراً حتى كاد أن يصير مظهر : {... غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ } (سبأ:12)، وفيما ترقى إليه سعي البشر من اختراع الآلات ، والعصى ، التي تضرب في الأرض الرملة اليابسة ، فتفور منها عين نضاخة ، وتصير الرملة روضة ، حتى أوشك أن يصير مظهر :{... فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ... } (البقرة:60) وفيما أنتجه تجارب البشر ، من خوارق الطب ، التي طفق : أن تبرئ الأكمه والأبرص والمزمن بإذن الله ، وترى مناسبة تامة تصحح لك أن تقول تلك عبرها ومحاكاتها وذكرها يشير إليها ، ويشجع عليها ... وكذا انظر إلى قوله { يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا } (الأنبياء:69). وإلى: {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ } (يوسف:24) أي صورة يعقوب عليه السلام عاضاً على إصبعه في رواية(16) وإلى :{ وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ }(يوسف:94) وإلى :{... يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ ...} (سبأ:10) وإلى : {...وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ...} (النمل:16) وإلى : {...(1/25)
أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ...} (النمل:40) وأمثالها . ثم تأمل فيما كشفه البشر، مرتبة النار التي لا تحرق ، ومن الوسائط التي تمنع الإحراق ، فيما اخترعه من الوسائل ، التي تجلب الصور ، والأصوات ، من مسافات بعيدة ، وتحضرها إليك قبل أن يرتد إليك طرفك ، وفيما أبدعه فكر البشر ، من الآلات الناطقة بما تتكلم ، وفي استخدامه لأنواع الطيور ، والحمامات، وقس عليها ، لترى بين هذين القسمين ملاءمة يحق بها أن يقال : (في هذه رموز إلى تلك) إشارات الإعجاز 253 – 255 .
تتلخص من هذه المطالعات الأسس التالية :
1)إن القرآن الكريم ، هو كلام الله تعالى : وكلامه تعالى جاء من العلم الإلهي، الذي يحيط بكل شيء علماً . ولهذا السبب كانت معاني كلام الله واسعة، بدرجة لا يقاس بها كلام البشر ، الذي يستند إلى علم محدود .
2)إن القرآن ذاته يصرح ،بأن قسماً من حقائقه ،ستظهر بعد ،زمن التنزيل.
3)القرآن الكريم لا يتجه بالخطاب إلى جيل ومكان معينين،بل إلى البشريةكافة،في كل زمان ومكان،إلى قيام الساعة
4)إن محكمات القرآن من عقيدة ، أو عبادة ، أو عمل ، أو أحكام ،مفهومة تماماً بالتفصيل ،منذ عهد السلف الصالح ، وهذه المعاني الأساسية للقرآن لا تتغير ،ولا تتبدل ، بمرور الزمان.ولكن القرآن دون هذه المقاصد الأساسية . ويحتوي على معاني ثانوية،من المتشابهات الإضافية،معاني هذه المتشابهات تفهم على وجه الكمال والتفصيل،بعد زمن التنزيل بقرون.وقد يكون فهم سلف الأمة من بعض هذه المتشابهات الإضافيةفهماً ظاهرياً إجمالياً .(1/26)
5)حكمة الله الحكيم المطلق أرادت أن يحوي كتابه على المتشابهات بأنواعها وبفضل هذه المتشابهات احتوى القرآن الكريم على معان لا تعد ولا تحصى. " لم يرد الله أن يكلف عباده في مثل هذه المسائل بقضية معينة ، بل فتح الله باب الاجتهاد للعقل البشري ليسلكه الإنسان ويحقق به نعمة الله عليه في الإدراك والفهم "محمود شلتوت ،تفسير القرآن الكريم ،القاهرة 67 – 68. " إن المتشابهات لا تعني إبهاماً كلياً بدون معنى ، كما يظنه بعض الناس . هذا الظن خطأ كبير . المتشابه ليس مهملاً ، ولا كلاماً بدون معنى ، بل لاحتوائه على معان كثيرة لا يمكن لنا أن نتبين المعنى المراد الذي يبدو مبهماً ، إنما يبدو مبهماً لأن الحقائق المحيطة التي تفيدها المتشابهات ، لا يستطيع أن يستوعبها فكر البشر . وإن المتشابه في الحقيقة : هو البيان الذي يحتوي على مجموع وجوه البيان:من حقيقة ومجاز ، وصريح وكناية ، وتمثيل وتحقيق ، وظاهر وخفي . ومن أجل ذلك وصفنا المتشابه بأنه (المعلوم المجهول)آنفاً . ومعلوم أن الإبهام في الكلام في بعض المواقع يعد من أثمن وجوه البلاغة ، كما أن كل شخص لا يكون أهلاً لكل خطاب ، وكذلك لا تستطيع القدرة البشرية على العموم أن تتحمل أفهام وتبليغ كلية العلم المحيط الإلهي "محمد حمدي باوزير، المفسر التركي المعاصر في تفسيره الثمين باللغة التركية المسمى بـ (حق ديني قرآن دلي) استانبول، 1935، 1/48 .وهكذا نستطيع أن نشبه بعض المتشابهات القرآنية بمصباح بلوري (كريستال ) ضوءه لا يتغير في الأصل ، ولكن بسبب الزوايا الكثيرة التي توجد على زجاجات البلور تتغير الألوان والأشعة،وتزداد بحسب الزوايا ، أي بحسب اختلاف نظر الناس ، وهذه الإشعاعات تتجدد دوماً .(1/27)
6)إن لمعاني القرآن طبقات متعددة ،تحت معناه الصريح . والمعنى الإشاري والرمزي من هذه الطبقات . وكذا المعنى الإشاري أيضاً هو كلي له جزئيات وأفراد في كل عصر . وهذه الجزئيات ، فضلاً عن أن تنقص من قدر القرآن ، تخدم وتقوي إعجازه وبلاغته (سعيد النورسي،شعاعلر ،644 ).وليس معنى هذا أن القرآن مبهم تستطيع أن تجره إلى حيث تشاء ، بل معناه : أن لبعض الآيات القرآنية معاني متداخلة ، ( مثل الحلقات ، التي تشاهد على سطح الماء إثر غمس شيء فيه " بدون تغير المعنى الأصلي ، فالآية تحتوي على سطح ، وقعر ، وجذور ، كثيرة . أسلوب الآية يشمل كل هذه العناصر . من أجل ذلك يختلف فهم الناس ، بحسب مبلغهم من العلم .
7)قال الله تعالى ، واصفاً للقرآن الكريم :{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ}(النحل:89) وقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في الحديث الشريف : " لا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق على كثرة الرد " (رواه الترمذي في سننه في كتاب فضائل القرآن ، 14)(17) . ولو كان الحق مع الشاطبي والدكتور الذهبي وأمثالهما لانقضت عجائبه ، بانحصار أنواع معانيه . والآثار كثيرة في : أن القرآن ذو وجوه كثيرة . وكتب التفاسير التي تعد بآلاف المجلدات ، باختلافاتها ، واتفاقاتها ، تشهد بكثرة المعاني هذه . وكتب محمد رشيد رضا عندما تصدى لشرح إعجاز القرآن تحت عنوان . إعجاز القرآن بتحقيق مسائل كانت مجهولة للبشر) ما نصه :" الوجه السابع : اشتمال القرآن ، على تحقيق كثير من المسائل العلمية والتاريخية ، التي لم تكن معروفة في عصر نزوله ، ثم عرفت بعد ذلك بما انكشف للباحثين ، والمحققين ، من طبيعة الكون ، وتاريخ البشر ، وسنن الله في الخلق (وبعد أن ذكر أمثلة متعددة لهذا ختم قائلاً) : فكتابه تعالى مظهر لقوله 55/29 { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ }(الرحمن:29) تفسير المنار 1/210 – 212 .(1/28)
8)ورغم أن المقصود الأسمى من القرآن الكريم هو:الهدايةوالإرشاد، ا أنه مع ذلك حوى أصول الإعجاز:التشريعي ،والنفسي،والبياني ،والعلمي،الدكتور عبدالله شحاته ، تفسير الآيات الكونية ، القاهرة 1400/1980 ، ص 22 .
9)لا شك أن الكلام الصادر عن علام الغيوب تعالى وتقدس ، لا تبنى معانيه على فهم طائفة واحدة ، ولكن معانيه تطابق الحقائق ، وكل ما كان من الحقيقة في علم من العلوم وكانت الآية لها تعلق بذلك ، فالحقيقة العلمية مرادة بمقدار ما بلغت إليه أفهام البشر وبمقدار ما ستبلغ إليه ، وذلك يختلف باختلاف المقامات ، ويبنى على توفر الفهم ، وشرطه : أن لا يخرج عما يصلح له اللفظ العربي ، ولا يبعد عن الظاهر إلا بدليل ، ولا يكون تكلفاً بيناً، ولا خروجاً عن المعنى الأصلي ؛ حتى لا يكون في ذلك كتفاسير الباطنية،كما قال محمد الطاهر بن عاشور.
10)إن مقاصد القرآن راجعة إلى عموم الدعوة ، وهو معجزة باقية فلا بد أن يكون فيه ما يصلح لأن تتناوله أفهام من يأتي من الناس ، في عصور انتشار العلوم في الأمة .
11)إن عدم تكلم السلف عليها : إن كان فيما ليس راجعاً إلى مقاصد القرآن فنحن نساعد عليه ، وإن كان فيما يرجع إليها فلا نسلم وقوفهم فيها عند ظواهر الآيات ،بل قد بينوا ،وفصلوا ،وفرعوا ،في علوم عنوا بها ،ولا يمنعنا ذلك أن نقفي على آثارهم،في علوم أخرى،راجعة لخدمة المقاصد القرآنية،كما قال المفسر )الطاهر بن عاشور) رحمه الله(1/29)
وهذا المسلك المعتدل الذي يقول : إن القرآن الكريم أتى بأصول عامة ، لكل ما يهم الإنسان معرفته ، ليبلغ درجة الكمال جسداً وروحاً ، وترك الباب مفتوحاً لأهل الذكر ، من المشتغلين بالعلوم المختلفة ، ليبينوا للناس جزئياتها ، بقدر ما أوتوا منها، في الزمان الذي هم عائشون فيه – سلكه عدد من العلماء ، في العصر الحديث مثل : الطاهر بن عاشور ، وسعيد النورسي ، ومحمد رشيد رضا : انظر على سبيل المثال : تفسير قوله تعالى: { خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّام ٍ} (الأعراف:54) في تفسير المنار ، 8/445-448 .وتفسير قوله تعالى : { وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ}( البقرة:23) في تفسير المنار ، 1/210 – 212 .والأستاذ المراغي : انظر على سبيل المثال :تفسير قوله تعالى :{... وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ }(الحجر:19) في تفسير المراغي ، 14/15 . وتفسير قوله تعالى {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } (يس:40) في تفسير المراغي ، 23/10 –11. وتفسير قوله تعالى: { يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ } (الزمر:5) في تفسير المراغي ، 23/145 . والأستاذ الدكتور / محمد عبد الله دراز انظر قوله تعالى { فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ(5)خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ(6) }( الطارق:5-6) يخبر عن منشأ خلقة الإنسان. وقوله{ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ} ( الحج:5) وقوله { ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا} ( المؤمنون:14) يخبران عن صفات الجنين في بطن أمه .(1/30)
وقوله :{وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ }(الأنبياء:30) يخبر بأن كل الحيوانات من أصل مائي . وقوله تعالى{ اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ}( الروم:48) يخبر عن تكون المطر . وقوله تعالى { يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ }(الزمر:5) يخبر عن كروية الأرض . وقوله تعالى { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} (الرعد:41) و(الأنبياء : 44) يخبران بأن الأرض كروية إلا أن كرويتها ناقصة في أطرافها.وقوله تعالى{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}( يس:38) يخبر بأن الشمس تجري إلى نقطة معينة . وقوله تعالى
{(1/31)
وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ }( الأنعام:38) يخبر بأن طوائف الحيوانات تعيش حياة جماعية مثل الإنسان ولا سيما النحل وقوله تعالى: { سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا ... } (يس:36) و(الذاريات: 49) يخبران بأن الله خلق كل شيء أزواجاً . وقوله تعالى { وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً }( الحجر:22) يخبر عن التلقيح بواسطة الرياح وما إلى ذلك. وبعد أن انتقد الدكتور دراز الإسراف في التوفيق بين النص القرآني وبين النتيجة العلمية ، تحدث عن فائدة التفكر في الآفاق وفي الأنفس إلى أن قال: نحن لا نفسر نهائياً الآيات المذكورة بالمكتشفات المشار إليها ، ولكننا نشاهد التطابق المدهش بين النص القرآني وبين المكتشفات العلمية الناتجة عن بحوث المتخصصين المتلاحقة خلال القرون الكثيرة "وهذا لا يمكن أن يكون صدفة ، بل لابد من أن تكون معجزة.( المدخل في القرآن الكريم، ص 144) .والأستاذ / محمد المدني ، و الشيخ محمود شلتوت ، والأستاذ الشهيد حسن البنا(18) ،والأستاذ سيد قطب.قال الأستاذ الشهيدسيد قطب عند تفسير قوله تعالى{يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ } (الزمر:5) : ( وهو تعبير عجيب يقسر الناظر فيه قسراً على الالتفات إلى ما كشف حديثاً عن كروية الأرض، ومع أنني في هذه الظلال حريص على أن لا أحمل القرآن على النظريات التي يكشفها الإنسان ) ... مع هذا الحرص ، فإن هذا التعبير يقسرني قسراً على النظر في موضوع كروية الأرض ... إلخ ) في ظلال القرآن ، 24/12 – 13 .وعند قوله تعالى { وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ } ( الذاريات:49) تلكم عن عموم الزوجية بما فيها ززوجية الذرة مؤلفة من زوج من الكهرباء موجب وسالب وفي ظلال القرآن 27/25.(1/32)
وعند قوله تعالى { وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ} (فصلت:10) تكلم الأستاذ عن تكون السموات والأرض وعن تكون القشرة الأرضية بالتفصيل ونقل أشياء عن الكتب العلمية الحديثة( في ظلال القرآن 24/114-119).وانظر أيضاً على سبيل المثال:تفسير قوله تعالى{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ }(الأعراف:172) في ظلال القرآن 9/98 . وتفسير قوله تعالى {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}(البقرة:183) في ظلال القرآن 2/74- وتفسير قوله تعالى{ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً } ( المؤمنون:14) في ظلال القرآن 18/15-16 . وتفسير قوله تعالى { يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ }(الطارق:7) في ظلال القرآن30/199 .وتفسير قوله تعالى{ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ } ( البقرة:173) في ظلال القرآن 2/57.والعلامة الطباطبائي صاحب الميزان . انظر تفسير قوله تعالى : { وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ } (الحجر:22) في تفسير الميزان 12/146. وتفسير قوله تعالى : { وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ } (يس:42) في تفسير الميزان 17/ 92 . وتفسير قوله تعالى: { سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ } (يس:36) في تفسير الميزان 17/87 . وتفسير قوله تعالى{ أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} )الأنبياء:30)في تفسير الميزان 14/277 . وتفسير قوله تعالى { وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ }( الأنبياء:31) في تفسير الميزان 11/288.(1/33)
وقوله تعالى{ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ} (يس:39) تفسير الميزان 17/90قوله تعالى { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}(الذاريات:47) تفسير الميزان 18/382 وقوله تعالى{ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}( يس:38)في تفسير الميزان 17/89.
الى هنا انتهى ما قدموه من ادله بين معارض ومؤيد من القران
وانا اتفق مع الطرحان ولا ارى فيهم تناقضا
ولكنى اخذ على ما تقدم (اى على المؤيد والمعارض معا الاتى )
انهم من اصحاب التفسير للقران وليسوا من اصحاب التفسير لنظريات العلمية والتى ايدوا او عارضو ا الاعجاز العلمى عليها او بها
واقصد بقولى هذا ان لكل نظرية علمية نسق فكرى معين تبنى علية واذا تم هدم هذا النسق تم هدم النظرية واذا تم بناء النسق تم بناء النظرية
وما يحدث من المؤيدين للقول بالاعجاز هو اخذ جزء من نظرية معينة والبناء عليها فى موقف معين
هذة واحدة
الثانية : وهو ان القبول فى الموقف المعين يجب ان يقام على الدليل القطعى لا الظنى
الثالثة :ان الاعجاز المذكور ياخذة الجميع ويمكن العمل به مما يحدوا بالبعض الى ان ياخذوة على وجه القطع بة لذالك يجب التنوية الى انه من الاجتهادات والاجتهادات تقام على الدليل
لا على القول او النظر وفقط
رابعا:يحب ان يعرف من يقوم بتلك المسائل من القول وان يوضع فى مكانه فهل هو عالم بالطبيعة ام عالم بالقران ام كليهما معا وما هى طروق الاجتهاد المفتوحة لذالك الامر وماهى طروق الاحتهاد الممنوعة
وارى ان الامر يحتاج الى وقفة من الجانبين معا
الى هنا ارى انى قد بلغت مبلغى فى هذا الحد من التعليق عليهم معا
وخلاصة القول السابق
اطرحة فى الاتى
ما هى الحد ود العلمية والطروق الاجتهادية لكل من يجب علية القول بالاعجاز العلمى
والى هنا مع الباب الثانى
وهو بعنوان
ضعف العلم والذى لا يمكننا من وصف الاعجازعلى حقيقتة
ضعف العلم(1/34)
يكمن السبب الرئيسى فى الاختلاف بين اهل علم الطبيعة وبين القائلين بالاعجاز فى المناطق الاتية
1_تعريف الارض
2_تعريف السماء
3_تعريف الانسان
4_تعريف الحياة
5_تعريف الموت
فاذا قال قائل اننا ناخذ من العلم وننظر الى القران ونذكر بالايات الكونية بواسطة العلم
اقول له نحن نقف عاجزين الى الان امام الامعرفات السابقة
ناهيك عن قول ان هناك سبع سموات وسبع اراضين
وما يطرء على الحياة ونهايتها بالموت وتعريفهما معا
حتى ان تعريف الانسان نفسة لنفسة لا ندرية
وهذا ان دل يدل على ان وضع اى اطار قرانى على العلم بعد ذالك يعد من قبيل الافتراء على القران
خذ هذا الموقف كمثال
nav
ترجمة الموضوع بالإنجليزي ... إثبات كروية الأرض(1/35)
إن القرآن كلام الله المتعبد بتلاوته إلى يوم القيامة . ومعنى ذلك أنه لا يجب أن يحدث تصادم بينه وبين الحقائق العلمية في الكون .. لأن القرآن الكريم لا يتغير ولا يتبدل ولو حدث مثل هذا التصادم لضاعت قضية الدين كلها .. ولكن التصادم يحدث من شيئين عدم فهم حقيقة قرآنية أو عدم صحة حقيقة علمية .. فإذا لم نفهم القرآن جيدا وفسرناه بغير ما فيه حدث التصادم .. وإذا كانت الحقيقة العلمية كاذبة حدث التصادم .. ولكن كيف لا نفهم الحقيقة القرآنية ؟ .. سنضرب مثلا لذلك ليعلم الناس أن عدم فهم الحقيقة القرآنية قد تؤدي إلى تصادم مع حقائق الكون .. الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز : ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا )سورة الحجر : 19 .. المد معناه البسط .. ومعنى ذلك أن الأرض مبسوطة .. ولو فهمنا الآية على هذا المعنى لا تّهمنا كل من تحدّث عن كروية الأرض بالكفر خصوصا أننا الآن بواسطة سفن الفضاء والأقمار الصناعية قد استطعنا أن نرى الأرض على هيئة كرة تدور حول نفسها .. نقول إن كل من فهم الآية الكريمة ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ) بمعنى أن الأرض مبسوطة لم يفهم الحقيقة القرآنية التي ذكرتها هذه الآية الكريمة .. ولكن المعنى يجمع الإعجاز اللغوي والإعجاز العلمي معا ويعطي الحقيقة الظاهرة للعين والحقيقة العلمية المختفية عن العقول في وقت نزول القرآن . عندما قال الحق سبحانه وتعالى : ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ) أي بسطناها .. أقال أي أرض ؟ لا.. لم يحدد أرضا بعينها .. بل قال الأرض على إطلاقها .. ومعنى ذلك أنك إذا وصلت إلى أي مكان يسمى أرضا تراها أمامك ممدودة أي منبسطة .. فإذا كنت في القطب الجنوبي أو في القطب الشمالي .. أو في أمريكا أو أوروبا أو في افريقيا أو آسيا .. أو في أي بقعة من الأرض .. فأنك ترها أمامك منبسطة .. ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا كانت الأرض كروية ..(1/36)
فلو كانت الأرض مربعة أو مثلثة أو مسدسة أو على أي شكل هندسي آخر .. فإنك تصل فيها إلى حافة .. لا ترى أمامك الأرض منبسطة .. ولكنك ترى حافة الأرض ثم الفضاء .. ولكن الشكل الهندسي الوحيد الذي يمكن أن تكون فيه الأرض ممدودة في كل بقعة تصل إليها هي أن تكون الأرض كروية .. حتى إذا بدأت من أي نقطة محددة على سطح الكرة الأرضية ثم ظللت تسير حتى عدت إلى نقطة البداية .. فإنك طوال مشوارك حول الأرض ستراها أمامك دائما منبسطة .. وما دام الأمر كذلك فإنك لا تسير في أي بقعة على الأرض إلا وأنت تراها أمامك منبسطة وهكذا كانت الآية الكريمة ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ) لقد فهمها بعض الناس على أن الأرض مبسوطة دليل على كروية الأرض .. وهذا هو الإعجاز في القرآن الكريم .. يأتي باللفظ الواحد ليناسب ظاهر الأشياء ويدل على حقيقتها الكونية . ولذلك فإن الذين أساءوا فهم هذه الآية الكريمة وأخذوها على أن معناها أن الأرض منبسطة .. قالوا هناك تصادم بين الدين والعلم .. والذين فهموا معنى الآية الكريمة فهما صحيحا قالوا إن القرآن الكريم هو أول كتاب في العالم ذكر أن الأرض كروية وكانت هذه الحقيقة وحدها كافية بأن يؤمنوا .. ولكنهم لا يؤمنون(1/37)
وهكذا نرى الإعجاز القرآني .. فالقائل هو الله .. والخالق هو الله .. والمتكلم هو الله .. فجاء في جزء من آية قرآنية ليخبرنا إن الأرض كروية وأنها تدور حول نفسها .. ولا ينسجم معنى هذه الآية الكريمة إلا بهاتين الحقيقتين معا .. هل يوجد أكثر من ذلك دليل مادي على أن الله هو خالق هذا الكون ؟ ثم يأتي الحق سبحانه وتعالى ليؤكد المعنى في هذه الحقيقة الكونية لأنه سبحانه وتعالى يريد أن يُري خلقه آياته فيقول : ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ )سورة الزمر : 5 .. وهكذا يصف الحق سبحانه وتعالى بأن الليل والنهار خلقا على هيئة التكوير .. وبما أن الليل والنهار وجدا على سطح الأرض معا فلا يمكن أن يكونا على هيئة التكوير .. إلا إذا كانت الأرض نفسها كروية . بحيث يكون نصف الكرة مظلما والنصف الآخر مضيئا وهذه حقيقة قرآنية أخرى تذكر لنا أن نصف الأرض يكون مضيئا والنصف الآخر مظلما ..فلو أن الليل والنهار وجدا على سطح الأرض غير متساويين في المساحة . بحيث كان أحدهما يبدو شريطا رفيعا .. في حين يغطي الآخر معظم المساحة , ما كان الاثنان معا على هيئة كرة .. لأن الشريط الرفيع في هذه الحالة سيكون في شكل مستطيل أو مثلث أو مربع .. أو أي شكل هندسي آخر حسب المساحة التي يحتلها فوق سطح الأرض .. وكان من الممكن أن يكون الوضع كذلك باختلاف مساحة الليل والنهار .. ولكن قوله تعالى :( يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْل ) دليل على أن نصف الكرة الأرضية يكون ليلا والنصف الآخر نهارا وعندما تقدم العلم وصعد الإنسان إلى الفضاء ورأى الأرض وصورها ..(1/38)
وجدنا فعلا أن نصفها مضئ ونصفها مظلم كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى : فإذا أردنا دليلا آخر على دوران الأرض حول نفسها لابد أن نلتفت إلى الآية الكريمة في قوله تعالى ( وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ) سورة النمل : 88 .. عندما نقرأ هذه الآية ونحن نرى أمامنا الجبال ثابتة جامدة لا تتحرك نتعجب .. لأن الله سبحانه وتعالى يقول :( تَحْسَبُهَا جَامِدَةً ) ومعنى ذلك أن رؤيتنا للجبال ليست رؤية يقينيه .. ولكن هناك شيئا خلقه الله سبحانه وتعالى وخفى عن أبصارنا .. فمادمنا نحسب فليست هذه هي الحقيقة .. أي أن ما نراه من ثبات الجبال وعدم حركتها .. ليس حقيقة كونية .. وإنما إتقان من الله سبحانه وتعالى وطلاقة قدرة الخالق .. لأن الجبل ضخم كبير بحيث لا يخفى عن أي عين .. فلو كان حجم الجبل دقيقا لقلنا لم تدركه أبصارنا كما يجب .. أوأننا لدقة حجمة لم نلتفت إليه هل هو متحرك أم ثابت .. ولكن الله خلق الجبل ضخما يراه أقل الناس إبصارا حتى لا يحتج أحد بأن بصره ضعيف لا يدرك الأشياء الدقيقة وفي نفس الوقت قال لنا أن هذه الجبال الثابتة تمر أمامكم مر السحاب . ولماذا استخدم الحق سبحانه وتعالى حركة السحب وهو يصف لنا تحرك الجبال ؟ .. لأن السحب ليست ذاتية الحركة .. فهي لا تتحرك من مكان إلى آخر بقدرتها الذاتية .. بل لابد أن تتحرك بقوة تحرك الرياح ولو سكنت الريح لبقيت السحب في مكانها بلا حركة .. وكذلك الجبال . الله سبحانه وتعالى يريدنا أن نعرف أن الجبال ليست لها حركة ذاتية أي أنها لا تنتقل بذاتيتها من مكان إلى آخر .. فلا يكون هناك جبل في أوروبا , ثم نجده بعد ذلك في أمريكا أو آسيا .. ولكن تحركها يتم بقوة خارجة عنها هي التي تحركها .. وبما أن الجبال موجودة فوق الأرض ..(1/39)
فلا توجد قوة تحرك الجبال إلا إذا كانت الأرض نفسها تتحرك ومعها الجبال التي فوق سطحها . وهكذا تبدو الجبال أمامنا ثابتة لأنها لا تغير مكانها .. ولكنها في نفس الوقت تتحرك لأن الأرض تدور حول نفسها والجبال جزء من الأرض , فهي تدور معها تماما كما تحرك الريح السحاب .. ونحن لا نحس بدوران الأرض حول نفسها ... ولذلك لا نحس أيضا بحركة الجبال وقوله تعالى : ( وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ) معناها أن هناك فترة زمنية بين كل فترة تمر فيها .. ذلك لأن السحاب لا يبقى دائما بل تأتى فترات ممطرة وفترات جافة وفترات تسطع فيها الشمس .. وكذلك حركة الجبال تدور وتعود إلى نفس المكان كل فترة . وإذا أردنا أن نمضي فالأرض مليئة بالآيات .. ولكننا نحن الذين لا نتنبه .. وإذا نبه الكفار فإنهم يعرضون عن آيات الله ... تماما كما حدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. حين قال له الكفار في قوله تعالى : ( وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً ) سورة الإسراء : 90 - 91 .. وكان كل هذا معاندة منهم .. لأن الآيات التي نزلت في القرآن الكريم فيها من المعجزات الكثيرة التي تجعلهم يؤمنون ..
المصدر " الأدلة المادية على وجود الله " لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي
وتعليقا على ما سبق اقول
اننا لا نعرف هل القمر من الارض ام لا
وهل باقى اجزاء الكون المادية يقال عنها ارض ام لا
هذا من ناحية التكوير
اى لماذا اختص التكوير بالارض وهو محقق مع الكواكب الاخرى
وماهى الارض اساسا
لتلك الاسئلة رجاء ان توضع فى مكانها الصحيح ولا تؤخذ على ٌ من باب اننى اود الهدم ولا اود البناء(1/40)
فالبناء يجب ان يكون على قواعد صحيحة نتفق عليها مسبقا
فلا القواعد موجوده ولا الاتفاق متحقق
ترجمة الموضوع بالإنجليزي ... إتساع الكون
أهم اكتشاف في سنة 1929 كان وقعه كالقنبلة عندما نشر في الأوساط العلمية , حتى اللحظة كان الاعتقاد السائد أن المجرات تسير في حركة عشوائية تشابه حركة جزئيات الغازات بعضها في تقارب والبعض الآخر في تباعد ولكن هذا الاكتشاف قلب ذلك الاعتقاد رأسا على عقب , لقد اكتشف هابل أن كل هذه الملايين المؤلفة من المجرات في ابتعاد مستمر عن بعضها بسرعات هائلة قد تصل في بعض الأحيان إلى كسور من سرعة الضوء وكذلك بالنسبة لنا فكل المجرات التى نراها حولنا - ما عدا الأندروميدا وبعض المجرات الأخرى القريبة - في ابتعاد مستمر عنا . ولنا الآن أن نتساءل عن معنى هذا الاكتشاف . إذا كانت وحدات الكون كلها في ابتعاد مستمر عن بعضها فإن ذلك لا يعنى إلا شيئا واحدا وهو أن الكون في تمدد حجمي أو اتساع مستمر قال تعالى : ( وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) الضوء كما نعلم مركب من سبع ألوان وكل لون منهم له موجة ذات طول وذبذبة معينة وأقصر موجة أعلى ذبذبة هي موجة اللون الأزرق وأطولها أوطاها ذبذبة هي موجة اللون الأحمر وعندما حلل هابل الضوء الصادر من المجرات التي درسها وجد أنه في جميع الحالات - ماعدا في حالة الأندروميدا وبعض المجرات الأخرى القريبة يحدث إنزياح تجاه اللون الأحمر وكلما زاد مقدار الإنزياح الأحمر زادت بُعدا المجرات عنا وبعد اكتشاف هذا الأمر ظهرت دلائل كميات كبيرة من الفجوات المظلمة وخلف هذه الفجوات جاذب هائل يؤدي بنا إلى الانزياح الأحمر يتمدد الكون ويتسع من نقطة البداية إلى الإشعاع الأحمر ..(1/41)
قد تبدو الآن معاني الآية الكريمة قريبة إلى أذهاننا بعد توصل العلم الى حقيقة أن الكون له بداية يتسع منها ويتمدد ( وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) يقول سبحانه إنا بنينا السماوات وإنا لموسعون قول لا يحتمل التأويل , وهذا ما يحدث للكون الآن بل ومنذ بلايين السنين إتساع وتمدد مستمر السماوات تتسع والكون يتمدد وكما لاحظنا أن هذه الحقيقة ليست قائمة على نظرية أو إفتراض أو نموذج فحسب ولكن المشاهدات قد أثبتت هذه النظرية وإتفاق التجارب التي قام بها الكثير من الفلكيون في أزمان وأماكن مختلفة قد جعلت من هذه النظرية حقيقة علمية , إذ لم يظهر حتى الآن ما قد يعارضها أو ينال من صحتها فأصبحت حقيقة اتساع الكون كحقيقة دوران الأرض حول الشمس أو كروية الأرض
المصدر " آيات قرآنية في مشكاة العلم " د . يحيى المحجري
Big Bang نظرية الفرقة المروعة
الحقيقة التى بنيت عليها تلك القضية الى الان غير مؤكدة
من ناحية انه يوجد بعض المجرات تقترب من بعضها البعض
ثم ما هى السماء اساسا
حتى تبنى عليها بعد ذالك قول الحق
خذ تلك القضية
ترجمة الموضوع بالإنجليزي ... آيات الله في خلق الإنسان(1/42)
في نهاية القرن السابع عشر عندما اكتشف الميكرسكوب المكبر .. المجهر .. تصوروا بعد أن شاهدوا الحيوانات المنوية .. مع أن المجهر كان صغيرا في ذلك الوقت .. تصوروا أن الإنسان بذرة مثل الشجرة الصغيرة .. فتصوروا أن الإنسان مختزل في الحبة المنوية فرسم له العلماء صورة وتخيلوا الإنسان يوجد كاملا في النطفة المنوية غير أنه ينمو .. ومنذ 60 عاما تأكدوا من أن الإنسان لا يوجد إنسان دفعة واحدة إنما يمر بأطوار ومراحل طورا بعد طور ومرحلة بعد مرحلة وشكلا بعد شكل منذ 60 عاما وصل العلم إلى إحدى الحقائق القرآنية يقول الشيخ الزنداني التقينا مرة مع أحد الأساتذة الأمريكان بروفيسور أمريكى من أكبر علماء أمريكا اسمه بروفيسور مارشال جونسون فقلنا له : ذكر في القرآن أن الإنسان خلق أطوارا فلما سمع هذا كان قاعدا فوقف وقال : أطوارا ؟! قلنا له : وكان ذلك في القرن السابع الميلادى ! جاء هذا الكتاب ليقول : الإنسان خلق أطوارا !! فقال : هذا غير ممكن .. غير ممكن .. قلنا له : لماذا تحكم عليه بهذا ؟ هذا الكتاب يقول : ( يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ) الزمر ( مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ) نوح فقعد على الكرسى وهو يقول : بعد أن تأمل : أنا عندى الجواب : ليس هناك إلا ثلاث احتمالات : الأول : أن يكون عند محمد ميكروسكوبات ضخمة .. تمكن بها من دراسة هذه الأشياء وعلم بها ما لم يعلمه الناس فذكر هذا الكلام ! الثاني : أن تكون وقعت صدفة ..(1/43)
وهذه جاءت صدفة الثالث : أنه رسول من عند الله قلنا : نأخذ الأول : أما القول بأنه كان عنده ميكرسكوب وآلات أنت تعرف أن الميكرسكوب يحتاج إلى عدسات وهي تحتاج للزجاج وخبرة فنية وتحتاج إلى آلات وهذه معلومات بعضها لا تأتي إلا بالميكرسكوبات الألكترونية وتحتاج كهرباء والكهرباء تحتاج إلى علم وهذه العلوم لا تأتي إلا من جيل سابق ولا يستطيع جيل أن يحدث هذا دفعة فلا بد أن للجيل الذي قبله كان له اشتغال بالعلوم ثم بعد ذلك انتقل إلى الجيل الذي بعده ثم هكذا ...أما أن يكون ليس هناك غير واحد فقط .. لا أحد من قبله ولا من بعده ولا في بلده ولا في البلاد المجاورة والرومان كذلك كانوا جهلة ما عندهم هذه الأجهزة والفرس والعرب كذلك ! واحد فقط لا غير هو الذي عنده كل هذه الأجهزة وعنده كل هذه الصناعات وبعد ذلك ما أعطاها لأحد من بعده .. هذا كلام ما هو معقول ! قال : هذا صحيح صعب نقول : صدفة ..ما رأيك لو قلنا لم يذكر القرآن هذه الحقيقة في آية بل ذكرها في آيات ولم يذكرها في آية وآيات إجمالا بل أخذ يفصل كل طور : قال : الطور الأول يحدث فيه وفيه والطور الثاني كذا وكذا والطور الثالث .. أيكون هذا صدفة ؟! فلما عرضنا التفاصيل والأطوار وما في كل طور قال : الصدفة كلام غلط !! هذا علم مقصود قلنا : ما في تفسير عندك : قال : لا تفسير إلا وحي من فوق !! هذه النطفة هذا المنى .. منى الرجل ومنى المرأة .. هذا كله فيه ماء المرأة وماء الرجل ومن بين هذا المنى هذه النطفة قطرة كبيرة .. في داخل النطفة بويضة المرأة أغلقت الأبواب ! ممنوع دخول حيوان منوى ثان قضى الأمر فإذا انتهى .. بدأت تتخلق وهذا أول طور من أطوار الإنسان ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ) المؤمنون هذه النطفة في لغة العرب معناها القطرة .. نطف الإناء يعنى قطر الإناء إحداها نطفة ..(1/44)
يعنى قطرة من سائل هذاالسائل وهذه القطرة .. هذه النطفةيتقرر فيها كل شيء بالنسبة للإنسان .. كل صفات الإنسان تتقرر وهو نطفة وتتقدر وهو نطفة ولذلك قال تعالى : ( قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ) عبس من قال لسيدنا محمد : إن الإنسان مقدر في داخل النطفة بكل تفاصيله التي سيكون عليها ثم من ضمن ما سيقدر به هذا الإنسان كونه ذكرا أم أنثى ؟ فهمنا أن في هذه النطفة يتقرر ما إذا كان هذا المخلوق ذكرا أم أنثى .. هل تصور أحد من البشر أن نطفة الماء حال الإمناء يتقرر مصيرها وما يخرج منها ذكرا وأنثى ؟! هل يخطر هذا بالبال ؟! لكن القرآن يقول : ( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىِ * من نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى ) النجم 45 46 حال إمنائة إذا تمنى .. وقد قدر ما سيكون عليه ذكرا أو أنثى قد تحددت !! من أخبر محمدا بذلك صلى الله عليه وسلم إلا الله هذه حاملات الوراثة داخل النطفة تلك .. هذه لم تعرف إلا بعد إكتشاف الميكروسكوب الألكتروني والميكروسكوب الألكتروني من الأربعينيات .. يعني له نصف قرن تقريبا منذ أن عرف .. عرفوا أن الذكورة والأنوثة تتقرر في النطفة .. يعني كنا في أوائل القرن العشرين وكانت البشرية بأجمعها لا تعلم أن الذكورة والأنوثة مقررة في النطفة لكن الكتاب الذي نزل قبل أربعة عشر قرنا يقرر هذا في غاية الوضوح وارجعوا إلى كتب التفاسير كلها تقرر هذا إيمانا بما جاء في هذا الكتاب هناك حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا عن النطفة أين تستقر ؟ وكيف يكون حالها قبل الاستقرار ؟ قال عليه الصلاة والسلام :( يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم ) - أخرجه أحمد في المسند - أي أن النطفة هذه تستقر في الرحم معناه أنهاكانت قبل الاستقرار .. أنها كانت متحركة .. صحيح كانت متحركة ..(1/45)
هذه البويضة خرجت من الأنثى وهذه الحيوانات جاءت من الرجل من هنا .. فحيوانات الرجل جاءت من هنا وتركت إلى هنا وكان هذا مكان اللقاء ونطفة المرأة جاءت من هنا وتم اللقاء هنا وتم التلقيح وتركت هذا المكان وتحركت حتى وصلت إلى الرحم فاستقرت يعنى ما كانت في حالة غير مستقرة ثم استقرت قال عليه الصلاة والسلام : ( يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين أو بخمس وأربعين ) فمن أخبر محمدا صلى الله عليه وسلم : أن النطفة تأتي عليها فترة لا تكون فيها مستقرة ثم تستقر ؟! هذه النطفة .. وهذا جدار الرحم .. هذه النطفة شقت جدار الرحم من هنا ودخلت كما تشق التربة وتوضع البذرة وتدفن بالضبط هذه النطفة شقت الرحم وبعد ذلك دفنت فغارت في لحم الرحم وغطى عليها ولذلك نجد جميع كتب الطب والتشريح والأجنة تذكر هذه المرحلة وتسميها مرحلة الغرس .. ويشبهون الرحم بالتربة التي وضعت فيه البذرة وهم بتشبيههم هذا يظنون أنهم يأتون بالوصف الدقيق المتلائم مع الواقع ولكنهم سيفاجئون عندما يرون آية تصف المرأة وتقول ( نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ ) البقرة 223 أي أنها موضع الحرث ويكون فيها حرث لاحظوا أيها الإخوة هذه النطفة وهي تدخل إلى هنا أول علاقة لها بالرحم قالوا : ماذا يحدث ؟ قلنا : تغور .. تدخل .. يحدث هنا شيئان : الشئ الأول : أن الرحم يأخذ من النطفة غلافها .. الغلاف يؤخذ منها والجنين ينفذ من هذا الغلاف وهذه المكونات ثم المسألة الثانية : أنها تغور إلى الداخل فهناك شيئان : نقص للنطفة وغور لها هناك لفظ عربي لا يوجد لفظ مثل هذا اللفظ يحقق المعنيين .. هذا للفظ ذكره الله في كتابه واصفا لعلاقة الإنسان برحم أمة ولكنى سأذكر معناه .. هذا اللفظ هو غاض .. الغيض ..(1/46)
قال تعالى : ( وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء ) هود 44 فغاض تأتي بمعنيين تأتي بمعنى غار وتأتى بمعنى نقص أو تأتى بالمعنيين معا : وغيض الماء أو غار وتأتي بمعنى نقص أو تأتي بالمعنيين معا : وغيض الماء أو غار الماء ونقص .. فغاضت النطفة هنا تأتي بالمعنيين غار في جدار الرحم ونقص منه جداره وجزء منه لتتكون منه المشيمة في الرحم ويبقى شئ آخر الله يقول : ( اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ ) الرعد 8 وغيض الرحم هنا مفتاح من مفاتيح الغيب وهنا افتحوا أذهانكم هذه النقطة ميدان معركة ما بين طلاب المدارس الدينية وطلاب المدارس العلمية حول معرفة أنه ذكر أو أنثى .. أنتم لا تؤمنون أن العلم اكتشف أنه ذكرا أو أنثى .. لا نؤمن خذ بطاقة الرجعيين .. وهذا يأخذ بطاقة الكفر هذا العلم السطحى يوصل إلى هذه النتائج لكن التعمق في العلم يوصل إلى غير هذا وما أقوله لكم - سبحان الله - كنت أحسب أنى قد وصلت إلى هذا بعد طول عناء فإذا بابن كثير رحمه الله يسبقنا إليه ويقرر المعنى الأمر الأول تقول : ( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ) لقمان 34 فهمها الناس على عمومها فلا يمكن لأحدأن يعلم أن في الرحم شيئا ومن قال إنه عليم شيئا فقد كفر كل ما في الرحم ((ابن كثير )) جمع النصوص فكر فيها تأمل .. كيف يكون هناك مفتاح للغيب لا يعلمه إلا الله وقد ورد في الأحاديث الصحيحة : ( أن الملائكة تعلم ما سيكون عليه المخلوق في بطن أمه تعلم رزقه وأجله شقيا أو سعيدا ذكرا أو أنثى ) تعلم عنه كل هذه التفاصيل بل ما سيكون فكيف يقال بعد ذلك : إن هذا العلم لا يعلمه إلا الله هذا ابن كثير شيخ السادة المتكلمين ..(1/47)
هذا ابن كثير المرجع في التفسير يقول : كيف نجمع بين النصوص هل يكذب نص نصا ؟ هل النبي صلى الله عليه وسلم يكذب نفسه بنفسه يقول : ( لا يعلم إلا الله ) ثم يقول : ( الملائكة تعلم ) .. لا والله إنه الجهل بفهم النصوص نعم . الجهل فقرر ابن كثير وجمع بين النصوص وهذا منهج العلماء قال : لا يعلم أحد من أمرالجنين شيئا من العلم إلى ما قبل علم الملك فإذا علم الملك علمنا أن غير الله قد علم وهو الملك ومن شاء الله من خلقه .. وإذا هذه النصوص الخاصة خصصت العموم وهذه الألفاظ المقيدة قيدت الإطلاق فعلمنا الأمر المحجوب عن علم غير الله إنما هو في مرحة من مراحل الجنين وتجلى الأمر بوضوح لا بكلام ابن كثير بل بكلام سيد الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه سلم حيث قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذى رواه البخارىعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال : ( مفاتيح الغيب خمسة لا يعلمها إلا الله : لا يعلم ما في غد إلا الله ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله - ( ما تغيض لا ما تزداد ) ففرق بين أمرين : الآية قالت ( اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ ) الرعد 8 فالأرحام لها حالتان حالة تعلق بالجنين والله يعلم الحالتين بالتمام والكمال والمحجوب عن علم غير الله هو الغيض الذى يعلمه هو وحده ( مفاتيح الغيب خمسة لا يعلمها إلا الله : لا يعلم ما في غد إلا الله ولا يعلم ما تغيض الأرحام ) فهذا قيد لنا المرحلة من العلم هذا الأمر الأول أما الأمر الثاني : أن ما تغيض الأرحام يسميه الرسول صلى الله عليه سلم مفتاحا من مفاتيح الغيب يفتح على أبواب علم قادمة ..(1/48)
على أحوال قادمة فالذين ذهبوا إلى أن الغيض هو دم الحيض هو فهم في الحقيقة لا يكون بهذا مفتاحا للغيب دم الحيض ما هو مفتاح للغيب فالرسول صلى الله عليه سلم يقول مفتاح الغيب : ما تغيض الأرحام - دم الحيض ليس مفتاحا للغيب لأنه لن ينشأ منه جنين أو إنسان أو مخلوق وبإجماع علماء المسلمين مفتاح الغيب متعلق بالأجنة وبالإنسان الذى سيخلق فإذا مفتاح الغيب هذا متعلق بالأجنة التي ستخلق ومعلوم أن دم الحيض لا يخلق منه إنسان ومن ذهب إلى هذا التفسير غير المقصود فهذا لا يستقيم مع المعنى أنه مفتاح من مفاتيح الغيب والله أعلم .. إذا ما تغيض الأرحام هذه مرحلة الغيض تأتي بعد هذا مرحلة الازدياد .. في مرحلة الغيض هذه يستحيل على إنسان أن يعرف صفات الجنين . في هذه المرحلة مستحيل .. أتدرون لماذا ؟ لأنه إذا صففنا صفين .. لوجئت بصفين من الأحجار ووضعت الصفين بجوار بعض وقلت لإنسان : أنا سأصنع من هذا بناء هل سيعلم أيكون من الصفين مدرسة أم مستشفى ؟ هل سيعلم أيكن منها فيلا أم عمارة ؟ صفين فقط هكذا الإنسان في هذه المرحلة فلو أراد الإنسان أن يمتحن شيئا من صفات هذا الجنين وأخذ خلية واحدة فلو نزع الجهاز التنفسى لأن الجهاز التنفسى يكون هنا ممثلا بخلية واحدة فلا يستطيع الإنسان أن يكتشف ما يكون أمر هذا المخلوق في مرحلة الغيض بينما هو مقدر تقديرا كاملا ما سيكون عليه هذا الإنسان والتقيت بأحدهم فهذا المرشال جونسون الذى قام وقعد وهو من كبار المختصين بعلم الوراثة والدارسين لعلم ( الكروموزمات ) في أمريكا ..(1/49)
قلت له : هل حاولتم أن تعرفوا صفات الإنسان التي ستكون في المستقبل في مرحلة الغيض هذه ؟ قال : نعم حاولت لقد قمت بتجربة على بعض كروموزمات بعنى حاملات الوراثة واستمر بحثى عليها عشر سنوات وأنا أحاول أن أفهم كيف سينشأ مخلوق من هذا ؟! وماذا سينشأ من هذا الجزء الذى بين يدى في المستقبل ؟! وقلت له : ماذا كانت النتيجة ؟ قال : بكيت !! قلت : لماذا ؟ قال : لأني فشلت ولم أستطع أن أعرف شيئا قلت له : أحسنت !! هذا عندنا موجود إنك لن تستطيع أن تعرف وإن هذه المرحلة لا تستطيع أن تعلم عنها شيئا ولا تستطيع أن تفهم عنها شيئا إذا أيها الإخوة نقول : معرفة ما في الجنين ( أحوال وصفات الجنين ) كما قال ابن كثير من قبل هي في فترة زمنية محددة يكون الجهل أما إذا علم الملك انتهى أما حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فهو يفيد هذه المرحلة مرحلة الغيض ويجعلها هي مفتاح الغيب فإذا نقول : إن مرحلة الازدياد مرحلة مفتوحة ممكن للإنسان أن يعلم وإذا رأينا متى علم الملك جاء في مرحلة الازدياد والله أعلم .. مفهوم هذا يا إخوان هذه صورة الجنين بعد أن يتحول من نطفة يتحول إلى هذه الصورة .. هذا الجنين وهذه صورة للعلق الذى يوجد في الماء .. الذي يتعلق في أفواه الأغنام والأبقار فيمتص منها الدماء ..هذه صورة العلق الذى في الماء وهذه صورة الجنين في مرحلة ما بعد النطفة هذه الصورة لم أعدها وإنما أعدها أستاذ من كبار أساتذة علم الأجنة والتشريح في العالم بعد أن اقتنع بهذه الأبحاث وقال : سأغير في كتابي وأجعل هذا الفصل من حياة الجنين بعنوان العلقة ( ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً ) المؤمنون : 14 هذا الجنين وهذه العلقة ..(1/50)
لا إله إلا الله !! من أخبر محمدا صلى الله عليه سلم بهذا ؟ الله !! هذا هو الطور الثاني وهذه هي العلقة وهذا هو الجنين يكون محاطا بالماء والعلقة تكون محاطة بالماء العلقة هذه تتعلق لتمص الدماء الجنين أيضا يتعلق ليمص الدماء وهذه الصورة أخرى للجنين وسترون تفصيلها هذه صورة للجنين بعد العلقة انظروا كيف تظهر فيه العلامات والآثار وكأنها مكان مضغ الأسنان كأنها وضعت أسنانك هنا كيب مور هذا العالم الذي قلت لكم عنه من كبار علماء الأجنة .. أخذ قطعة من الطين ومضغها بأسنانه ووضع هذه بجوار هذه وقال : هذه مضغة جنين وهذه مضغة بأسنان وهذه مرحلة ما بعد العلقة ولذلك قال تعال : ( فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً ) هذه بعض صور تفصيلية للجنين .. انظر الجنين .. المضغة من صفاتها .. أول ما تأخذ المضغة تمضغها تستطيل .. ثم تمضغها ثانية فيتغير شكلها ثم تمضغها ثالثة فتأخذ شكلا ثالثا وتمضغها مرة أخرى فتأخذ شكلا آخر ومع كل مضغة هي تدور الجنين في هذه المرحلة بالضبط هكذا الجنين في هذه المرحلة تظهر فيه نقاط وكأنها أمكان المضغ ثم يدور .. انظر لهذه الصورة .. هذه كأنها أماكن المضغ .. هذه صورة لمراحل المضغة كاملة .. في أولها كيف تكون مستطيلة وكأنك شققتها نصفين .. تظهر هذه الأماكن وكأنها المضغ ثم بعد ذلك تتحول إلى هذا الشكل ثم تستدير وهذه قطع وبقايا زيادات ولكن في كل مرحلة أماكن وكأنها أماكن مضغ الأسنان تظهر في كل طور من الأطوار ثم تستدير في النهاية وفي هذه المرحلة بعدها تنشأ العظام هذه المضغة يا إخواني التي رأيناها قبل قليل كأنها تشريح .. هذه صورة الأجهزة قد تخلقت ولكن ليس في صورتها النهائية نحن نجد في هذه المنطقة شيئين : نجد بقعة واسعة هذه لم تتخلق كل هذه خلايا لم تتخلق ..(1/51)
وخلايا أخرى قد تخلقت وتخلقت منها جميع الأجهزة التي سيتكون منها جسم الإنسان فالمضغة هنا في الحقيقة أصدق وصف لها أن فيها شيئا قد تخلق وفيها جزء لم يتخلق فأصدق وصف لها أنها مخلقة وغير مخلقة ولذلك جاء وصفها في القرآن بهذا الوصف ( ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة ) من قال لمحمد صلى الله عليه وسلم ؟ هل كان عنده أجهزة تشريح وقياسات ؟! هذه عبارة عما وصل الجنين في هذه المرحلة واحد سم .. يعنى قريب من واحد سم .. انظروا واخد سم يعنى ماذا ؟ .. هذا الكلام داخل واحد سم . الآن العظام تبدأ في الزحف على الجمجمة .. هذه العين . هذه الجمجمة ( فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا ) المؤمنون 14 وفي كثير من النقاش مع الدكاترة كنا نسألهم : أيهما الأول العظام أم اللحم ؟ فكانوا يقولون لنا : هما معا في وقت واحد .. فلما كنا نطلب منهم مراجعة كتبهم فيعودون فيقولون : لا العظام ثم بسرعة يأتي بعده اللحم وفي ذلك قوله تعالى : ( فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ) فكسونا العظام لحما . هذه صورة للعظام وهذا اللحم انظروا كيف يكسو ربنا سبحانه العظام لحما ؟ ! هذا عندما ينتهى كساء العظام باللحم تبدأ مرحلة من المراحل .. أهم ما في هذه المرحلة أن الجنين ينمو ... ينشأ ... يترعرع جسمة وبدنه ويكون أهلا لكي تسكن الروح هذه المرحلة ..(1/52)
فإذا توقفنا عن قوله سبحانه : أنشأناه وجدنا أن ينشأ بمعنى أسكنت فيه الروح وينشأ بمعنى نما الجسد وترعرع وإذا بحثت في لغة العرب عن لفظ يدل على المعنيين : يدل على النمو ويدل على النشأة المحدثة لا تجد لفظا غير ينشأ فإن نشأ يدل على النمو ( إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء ) الواقعة ويدل على الخلق وعلى الإيجاد من العدم وفي هذه المرحلة يحدث شيئان : أما البدن فينمو ويترعرع وأما الروح فتنفخ وبهذا تتم النشأة الكاملة للإنسان ( ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ) المؤمنون 14 بعد خلق هذه المرحلة لا يوجد مخلوق في الوجود يشابه هذا الإنسان لا يوجد حيوان ولا نبات ولا ملاك ولا جنى ولا أرض ولاسماء ولاشهب ولاشيء في الكون مثل هذا الإنسان المكون من مادة وروح ثم لا توجد صورة من بنى آدم تشبه هذه الصورة لهذا المخلوق صورة خلق آخر ( ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ) المؤمنون 14 خلقا آخر متميزا عن جميع أنواع الخلق من أبناء جنسه ومن غير أبناء جنسه ( ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) أرأيتم الأطورا ؟! أرأيتم المضغة ؟! أرأيتم العظام ؟! أرأيتم كساء اللحم للعظام ؟! أرأيتم الإنشاء ليصبح خلقا آخر ؟! أرأيتم هذه الأطوار التي كانت محجوبة . اقرءوا معي بقية الأطوار في نفس الأية ( ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ) المؤمنون .. صحيح ستموتون خذ 100 سنة إذا لم يأتك الموت في الطريق كيف ؟! إن وصلت إلى الـ 100 سنة ؟ لا تصل إلى المئة سنة إلا إذا أخذت جزءا جزءا هات الأسنان 60 سنة خلعت له أسنانه لماذا ؟ خلقت له أسنان ليأكل ..(1/53)
يكفيك ما أكلت يا شيخ استعد توقف عن الأكل هات العيون ما أرى ؟ أصلا خلقت لترى وتمشى وتروح أنت مشيت كثيرا ورحت وجئت .. الآن اقعد اقعد قد علم سعيك ويروح ويجئ .. فيميل ويضعف .. فإذا به لا يستطيع أن يمشى ولا يروح لماذا ؟ ليس مطلوبامنك أنك تتحرك اقعد .. تهيأ للدار القادمة .. سمعي .. ارفع صوتك يا ولد ما أسمع .. أعطيت هذا السمع لتسمع الكلام .. وتتكلم الكلام والآن كفى انتهى الوقت المعطى لك ! قد تكلمت كثيرا وسمعت كثيرا يكفى ما حصل ! لم يعد لك مكان في الدنيا ( ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ) المؤمنون المتكلم واحد المخبر واحد .. سياق واحد .. آية بعد آية في سورة واحدة ويوم ذاك سنرى بقية القصة كما رأينا مقدمة القصة .. سنرى بقية الأطوار كما رأينا بقية الأطوار فما هي الأطوار القادمة : حساب .. عرض .. جنة . نعم تريد أن تعرف أين ستكون ؟ من الآن تستطيع أن تضع الجواب وتختار الجواب فنسأل الله التوفيق والسلام انظروا يا إخوة هذه صورتي وصورتك في الأسبوع الخامس .. صورة ابن آدم في الأسبوع الخامس .. أماهذه ففى الأسبوع السادس .. هذه الصورة جانبية في الأسبوع السادس .. الأسبوع السادس وهذه الصورة 42 يوما وصورة الإنسان هكذا نراها بعد في الأسبوع السابع تأمل وقل : لا إله إلا الله .. ( هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) آل عمران 6 هذا في الأسبوع الخامس وهذا في الأسبوع السابع نرى الفرق الآن .. أرأيتم العينين .. والأنف والشفتين والرأس قد فصل عن الجذع والأطراف تميزت عن سائر الجسد .. والأصابع بدأت الصورة .. بدأ التصوير في الأسبوع السابع ..(1/54)
وفي السادس بعد 42 يوما يقول الرسول صلى الله عليه سلم : ( إذا مر بالنطفة اثنان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها - بدأ التصوير - وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ) .. ثم قال يارب أذكر أم أنثى بعد ذلك - إلى الآن ما في أعضاء تناسلية بعد ذلك الأعضاء التناسلية
المصدر " العلم طريق الإيمان " للشيخ عبد المجيد الزندانى
اخى الكريم
قد اكون مخطىء فيما ارى ولذالك وجب التصويب وليس فى ذالك عيب
ما هو اختلاف مراحل تكوين الانسان عن باقى الكائنات
بل ما هو الانسان اساسا
اقول بعد ذالك قول اعلم انك سوف توافقنى علية ان شاء الله
هل يجوز لنا ان نهدى الناس الى كتاب الله او نقنعهم بصحتة بواسطة امر مشكوك صحتة
انت تعلم الاجابة منى واترك لك انت الاجابة
اليك هذا المثال ثم قل لى انت لماذا يقال على كتاب الله بغير علم
ترجمة الموضوع بالإنجليزي ... طبقات الأرض
لو زاد سمك الطبقة العليا من الأرض بضعة كيلو مترات لاستهلك الأكسجين الموجود الآن كله في تكون الزيادة في قشرة الأرض , وإذا لما وجد نبات أو حيوان ثاني أكسيد الكربون , كما أن الأكسجين يكون 88و8 % من وزن الماء في العالم, والباقي أيدروجين , فلو أن كمية الأيدروجين زادت الضعف عند انفصال الأرض لما وجد إذن أكسجين , ولكان الماء غامرا الآن كل نقطة في الأرض . ولو يطول اليوم قدر ما هو عليه عشر مرات لأحرقت الشمس كل نبات على وجه الأرض فمن قدر الليل والنهار على الأرض ليناسب حياة من عليها ؟!! مع العلم أن بعض الكواكب نهارها أطول من نهارنا عشرات المرات وبعضها قد أصبح جزء منها نهارا دائما والجزء الآخر ليلا دائما
المصدر " كتاب توحيد الخالق الجزء الأول " عبد المجيد الزنداني(1/55)
قال الأستاذ الدكتور منصور محمد حسب النبي رئيس قسم الفيزياء في جامعة عين شمس : إن العلم لا يعرف إلى الآن ماهي السماوات والأرضون السبع , ولكننا نستطيع أن نفهم من الآيات القرآنية مثل قوله تعالى : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا )سورة الطلاق : 12 .. أن هناك ستة أرضين أخرى غير أرضنا , ولكل أرض سماؤها التي تعلوها , ومما يؤيد هذا التفسير قول سيدنا الرسول المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم : ( اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ) مما يفيد بأن لكل أرض سماء تعلوها , وقال تعالى : ( وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ) وإن هذه الأرضين والسماوات يتنزل بينهن الأمر الإلهي المشار إليه في الآية الكريمة أعلاه , الذي لا بد أن يكون موجها إلى كائنات عاقلة موجودة على هذه الأرضين الست الأخرى التي قد يتمكن العلماء في المستقبل من الكشف عنها بقوله تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ ) سورة الشورى : 29 ..وفي ذلك إشارة إلى احتمال التقاء العوالم المختلفة في الحياة الدنيا أو في الآخرة .. علما أن عبارة ( الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) قد تكررت في القرآن الكريم سبع مرات كالآتي
سورة الفاتحة : 2
سورة الأنعام : 45
سورة يونس : 10
سورة الصافات : 182
سورة الزمر : 75
سورة غافر : 65
سورة الجاثية : 36(1/56)
وهذا التوافق في العدد يعضد ما جاء أعلاه في وجود السماوات والأرضين السبع خاصة أن الآية الأخيرة قول تعالى : ( فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) أي أنه رب العوالم الفلكية إضافة إلى كونه هو رب العوالم الأخرى
المصدر "العلوم في القرآن " د : محمد جميل الحبّال د : مقداد مرعي الجواري
هل من دليل علمى موجود فى السطور السابقة على اننا نعلم ماهى السموات السبع والاراضين السبع
اخوانى
يجب ان نقول اننا لا نعلم عندما لا نعلم فعلا
نعم هناك ايات نعلمها الان ولم يعلمها سابقونا ولكن علينا ان نعلم ايضا ان هناك ايات سوف يعلمها من يخلوفوننا
لما ذا يجب علينا ان نقول اننا على علم بكل شىء
اخوانى هذا كتاب ربنا
خلاصة القول السابق
اننا يجب علينا معرفة حدود علمنا بالقران لنقول الكلمة لوجة الله والتى قد تاتى مع العلم او ضدة
وكذالك نعلم كلمة العلم ونقولها سواء اتت مع القران ام ضدة
والان هل تعلم كم مرة ذكر ة فيها كلمة الارض فى القران426مرة
وهل تعلم كم مرة ذكر ة فيها كلمة السماء فى القران 115مرة
وكلمة السماواتمرة واحدة والسموات 182 مرة
وهل تعلم اننا الى الان لا ندرى ما معنهما
وهل تعلم اننا لا ندرى تعريف كلا من الحياة والموت والانسان
ونريد بعد ذالك ان نضع كلمة تصف القران فى تلك المواقف التى تاتى بتلك الكلمات والتى لا ندرى ما معناها
لست ادرى قولا لهذا الموقف الا قول ربى
(يايها الانسان ما غرك بربك الكريم)
الباب الثالث
حتى نكون صادقين
هل تعلم اخى القراىء قضية واحدة قرانية تتعارض مع العلم
او هل تعلم قضية علمية واحدة تتعارض مع القران
ان الذين يتكلمون بالاعجاز العلمى ياتون بما يعتقدون انه متناسق علميا وقرانينا ويتركون الذى لا يرونه كذالك
ومن الامانة عرض المتناسق والمختلف
هذا فى بحث
بغض النظر عن كونه علميا او دينيا(1/57)
فاذا قلت لك ان الارض كروية فيجب عليك ان توضح لى قول الحق (حتى اذا بلغ مطلع الشمس)
اين هو وكذالك مغرب الشمس اين هو
اخى انا لا انكر كروية الارض وذكرها فى الايات انا انكر على من قام بذالك عدم اتيانية بالايات المتعارضة معة فى القول
وهذا
حتى نكون صادقين
حتى نكون صادقين
يجب ان نقف ما انفسنا وقفة ونقول ماذا قدم الاعجاز العلمى للقران
هل اضاف ام غير
هل جعل من الاغلب يتكلمون فى القران بغير علم ام انه وضع اسانيد جديدة يرتكز عليها من يريد ان يضيف او يغير
حتى من تقرء له الان لا يعلم من القران الكثير ولكن تلك القضية شغلتنى وجعلتنى ابحث فيها
ولم اجد فيها او لها جوابا شافيا
وهذا بسبب كثرة الذين يمكنهم التحدث فيها واختلاف ارائهم تبع مايرون
ولا يمكن ولا يمكن ان يمكن ان يقال فى القران بالهوى او الخاطرهذا
حتى نكون صادقين
حتى نكون صادقين
يجب علينا ان نعلم اننا غير مسؤالين عن اثبات اعجاز القران او عدم اعجازة
اخوانى نحن بشر ولنا قدرة محدودة
فبما اوتينا من قدرة وعلم قلنا بة وبما عجزنا عنه نقف عندة
سواء مع اعجاز القران اوضدة
اخوانى
يجب علينا حتى نكون صادقين ان نعلم اننا لن ننقص من قدر القران ولن نضيف الى قدرة
اخوانى
علينا ان نكون صادقين
فيجب علينا ان نعطى كلمة ربنا من الجلال ما اعطاها الله لها
وهذا يعطى لها سواء فهمناها او بحثنا فيها ولم نفهمها
سواء اقر بفهمنا هذا العلم او لم يقر
اخوانى علينا ان نعترف ان العلم منقسم على نفسة فكيف به نرى اعجاز فى كتاب ربنا وهو منقسم على نفسة
اخوانى علينا ان ندرك جلال ايات ربنا
لا بفهمنا ولكن بايمان بها
سواء اقر الايمان العلم ام لم يقرة
اخوانى علينا ان نكون صادقين
قول قولى هذا واستغفروا الله لى ولكم
اخيكم
احمد محمد فتحى
ملاحظة اتمناها ان تاخذ موقعهاالصحيح وهى اننى ارى فى كلماتى السابقة هى وقفة مع الذات اكثر منها تمحيص او نقد للغير(1/58)
فعلينا نحن المسلمون ان نتقبل الكلمة من انفسنا اولا
ولا نعبىء بما قد ياتى بة الغير من الخارج
لذالك ارى تلك الكلمات هى وقفة مع الذات فى تلك القضية
ولك عزيزى القارىء بعد قرائتها ما ترى
والله من وراء القصد
اخيك
احمد محمد فتحى(1/59)