بسم الله الرحمن الرحيم
الإجابات العلمية والتوجيهات المنهجية
لفضيلة الشيخ : صالح الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء
س1: يقول السائل : ما قولكم فيمن يقول إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله سلفياً في العقيدة ولكنه ليس بسلفي في الفقه هل هذا القول صحيح وجزاكم الله خيرا ؟
ج1: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبيناً محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وبعد :
فإنه من المعلوم أنه في زماننا هذا وجد من يزهد في علماء السلف ويقلل من شأنهم ويحث على الاتجاه بما يسمونهم المفكرين المعاصرين ، ومن ذلك هذه الفرية التي تسألون عنها ، وهي أن الشيخ المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله سلفياً في العقيدة ليس بسلفي في الفقه ، لا أدري ما وجه هذا التقسيم ، فكيف يكون الإنسان مشكل ، سلفي وليس بسلفي ، هذا لا يقوله أحد ، بل الشيخ المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله سلفي في العقيدة وفي الفقه ، لأنه في العقيدة على منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم من الأئمة ، وفي الفقه على مذهب الإمام أحمد الذي هو من أئمة السلف ، وهو لا يأخذ أقوال الإمام أحمد مجرد تقليد بل أنه يأخذ ما ترجح من مذهب الإمام أحمد بالدليل ، فهو ليس مقلداً من دون اختيار لما قام عليه الدليل ، بل أنه يعتبر من المجتهدين في المذهب الحنبلي ، على نمط شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم والمحقيقين لمذهب الإمام أحمد رحم الله الجميع ، فالشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب سلفي في العقيدة وسلفي وفي الفقه ، لأنه يأخذ بفقه السلف ويأخذ من فقه السلف ما قام عليه الدليل من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، ولا أقوال هذا من عندي ، من أراد أن ينظر إلى صدق هذا فليراجع فتاوى هذا الإمام ومؤلفاته في الفقه سيجد أنه رحمه الله يختار القول الذي يؤديه الدليل حتى ولو كان أحياناً من غير مذهب الإمام أحمد، لأنه رجل يطلب الدليل ويعمل به ، ولا يأخذ أقوال الفقهاء مجرد تقليد لهم من غير معرفة أدلتهم فهو يعتبر مجدداً في العقيدة ومجدداً في الفقه والفتوى أيضاً .
***************************(1/1)
س2: يقول السائل : ما حكم من يوقر أهل البدع ويحترمهم ويثني عليهم ، بأنهم يطبقون حكم الإسلام مع علمه عن ببدعهم ، وفي بعض الأحيان عندما يذكرهم في الدروس العامة يقول : "مع التحفظ على بعض المواقف عند هؤلاء " يقصد بذلك هؤلاء المبتدعة ، أو يقول : " بغض النظر عن ما عند هؤلاء من أخطاء " ونحو ذلك من التهوين من شأن بدعهم مع العلم أيضاً أن بعض هؤلاء المبتدعة الذين يحترمهم هذا القائل ويثني عليهم ويدافع عنهم لهم كلام مكتوب ومسجل يعرفه فيه طعن للسنة وتجهيل للصحابة وغمز للنبي - صلى الله عليه وسلم - فما حكم هذا القائل ؟ وهل يحذر من أقواله هذه؟
ج2: لا يجوز تعظيم المبتدعة والثناء عليهم ولو كان عندهم شيء من الحق ، لأن مدحهم والثناء عليهم يروج بدعتهم، ويجعل المبتدعة في صفوف المقتدى بهم من رجالات هذه الأمة ، والسلف حذرونا من الثقة بالمبتدعة ومن الثناء عليهم ومن مجالستهم ، وفي بعض أقوالهم يقولون : [ من جلس إلى مبتدع فقد أعان على هدم السنة ] ، فالمبتدعة يجب التحذير منهم ويجب الابتعاد عنهم ولو كان عندهم شيء من الحق ، فإن غالب الضُلال لا يخلون من شيء من الحق ، ولكن ما دام عندهم ابتداع وعندهم مخالفات ، وعندهم أفكار سيئة فلا يجوز الثناء عليهم ولا يجوز مدحهم ولا يجوز التغاضي عن بدعتهم لأن في هذا ترويج للبدعة وتهويلاً من أمر السنة ، وبهذه الطريقة يظهر المبتدعة ،ويكونون قادة للأمة لا قدر الله ، فالواجب التحذير منهم ، وفي أئمة السنة الذين ليس عندهم ابتداع في كل عصر ولله الحمد فيهم الكفاية للأمة ، وهم القدوة ، فالواجب اتباع المستقيم على السنة ، الذي ليس عنه بدعة وأما المبتدع فالواجب التحذير منه ، والتشنيع عليه ، حتى يحذره الناس وحتى ينقمع هو واتباعه ، وإما كون عنده شيء من الحق فهذا لا يبرر الثناء عليه ، لأن المضرة التي تحصل بالثناء عليه أكثر من المصلحة لما عنده من الحق ، ومعلوم أن قاعدة الدين {أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح }، وفي معادة المبتدع درء مفسدة عن الأمة ترجح على ما عنده من المصلحة المزعومة إن كانت ، ولو أخذنا بهذا المبدأ لم يُضلل أحد ولم يُبدَّع أحد لأنه ما من مبتدع إلا وعنده شيء من الحق وعنده شيء من الالتزام ، المبتدع ليس كافراً محضاً ، ولا مخالفاً للشريعة كلها ، وإنما هو مبتدع في بعض الأمور أو في غالب الأمور ، وخصوصاً إذا كان الابتداع في العقيدة وفي المنهج فإن الأمر خطير لأن هذا يصبح قدوة ومن حينئذٍ تنتشر البدع في الأمة وينشط المبتدعة في ترويج بدعهم ، فهذا الذي يمدح المبتدعة ويشَّبه على الناس بما عندهم من الحق هذا أحد أمرين :
إما أنه جاهل ، جاهل بأمر البدعة وجاهل بأمر السلف وموقفهم من المبتدعة وهذا الجاهل لا يجوز أن يتكلم ولا يجوز للمسلمين أن يستمعوا له .
وإما أنه مغرض : يعرف خطر البدعة ويعرف خطر المبتدعة ولكنه مغرض يريد أن يروج للبدعة ، فعلى كل حال هذا أمر خطير وهذا أمر لا يجوز ولا يجوز التساهل في البدعة وأهلها مهما كانوا .
*****************************(1/2)
س3: ما قولكم يا شيخ حفظكم الله في هذه المقولة : { أن الذي لا يأتي ببدعة مكفرة لا يُخرج من مسمى أهل السنة ، بل الذي يُخرج من مسمى أهل السنة الذي يقع في بدعة مكفرة فقط } ؟
ج3: يا سبحان الله ! الذي يأتي ببدعة مكفرة هذا ليس من المسلمين أصلاً ، ما يكفي أنه يقال أنه ليس من أهل السنة ، الذي يأتي ببدعة مكفرة يقال أنه ليس من المسلمين ، ولا يقال أنه ليس من أهل السنة فقط ، لأنه إذا قيل ليس من أهل السنة فُهم أنه مسلم لكنه مخالف لمذهب أهل السنة فيكون كسائر المبتدعة ، إما من جاء ببدعة غير مكفرة فهذا هو الذي ليس من أهل السنة ، فالمبتدعة إذاً على قسمين :
مبتدع كافر ليس من المسلمين أصلا ، وهو الذي عنده بدعة مكفرة .
ومبتدع يُعد من المسلمين ولكنه ليس من أهل السنة ، فلا يمكن لمبتدع أن يقال أنه من أهل السنة أبدأ ،بل يقال إما أنه كافر خارج من الملة ، وإما أن يقال أنه مبتدع من غير أهل السنة والجماعة كالمعتزلة والجهمية ، والخوارج وغيرهم من الفرق .
*********************(1/3)
س4: وهذا سؤال عن التكفير بالمعاصي : يتكون من عدة فقرات : أولاً : هل يكُفر المجاهر بالمعصية مثل الغناء أو الزنا أو الربا ؟!
ج4: المعاصي على قسمين :كبائر وصغائر ، والكبائر على قسمين : كبائر مخرجه من الملة ، وكبائر لا تخرج من الملة . الكبائر المخرجة من الملة : كالشرك بالله عز وجل ، والكفر بالله ، هذه كبائر مخرجة من الملة ، والدعاء لغير الله والاستغاثة بغير الله ، وعبادة القبور والذبح للقبور ، وتعلمُه وتعلِميه وترك الصلاة متعمداً ولو لم يجحد وجوبها على الصحيح ، فهذه كبائر مخرجة من الملة ,وهناك كبائر دون ذلك وهي على قسمين : 1. كبائر اعتقاديه ، 2. وكبائر عمليه .
الكبائر الاعتقاديه : مثل مقولة المعتزلة والخوارج والأشاعرة وغيرهم مما ينفون أسماء الله وصفاته ،أو ينفون أسماء الله دون الصفات ،أو ينفون بعض الصفات ويثبتون بعضاً ، فإن هذه كبائر ، وصاحبها فاسق فسق اعتقادياً ، وإما النوع الثاني والتي هي الكبائر العملية : مثل شرب الخمر ، والزنا، والسرقة ،وقتل النفس بغير حق ، فهذه كبائر عمليه ومثل، قذف المحصنات هذه كبائر عمليه ،يُفَسَّقُ صاحبها فسقاً عملياً ،ولا يخرج من الملة ، الكبائر الاعتقادية التي دون الشرك .
والكبائر العملية أيضاً كلها يُفَسَّقُ صاحبها ، لكن ! الذي عنده كبائر في العقيدة هذا يقال فاسق فسقاً أعتقادياً ، والذي عنده كبائر في العمل دون العقيدة هذا يقال فاسق فسقاً عملياً كشارب الخمر والزاني والسارق وغير ذلك ، والنوع الأول أشد من الثاني ، الذي عنده فسق أعتقادي أشد من الذي عنده فسق عملي ، ولكن كلاً من الفاسقين لا يخرجون من الملة ، إلا في حالة الفاسق المبتدع إذا كان يدعوا إلى بدعته وينادي عليها فهذا يُكفره السلف كما كفروا دعاة الجهمية ودعاة المعتزلة الذين يدعون إلى هذه المذاهب ، إما أن كان يعتنقها دون أن يدعو إليها ظناً أنها حقاً وظنها صواباً وأغتر بمن قال بها ، فهذا لا يُكفر ولكنه يضَّلل ، يقال أنه ضال وفاسق فسقاً اعتقادياً ، إذن لا يُخرج من الملة إلا الكبائر الكفرية الشركية كما قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) (النساء:48) ، والله سبحانه وتعالى أوجب الحدود على شارب الخمر والسارق والزاني ولو كانوا كفارً لأمر بقتلهم، فأقامت الحدود عليهم دليل على إسلامهم والله تعالى جعل المتقاتلين أخوة في الإيمان قال تعالى : (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا .....إلى أن قال : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) (الحجرات:10) ، فسمى القاتل مؤمناً وأخاً للمقتول ،وأمر بالإصلاح بين المتقاتلين واعتبرهم من المؤمنين : (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ) دل على أن الكبيرة التي دون الشرك لا تُخرج من الملة ، ولكن يُحكم على صاحبها بالفسق كما قال تعالى : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
(النور:4) ، فسماهم فاسقين ، وأمر برد شهادتهم إلا أن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى ، قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ) هذا هو الفاسق الذي لا يخرج من الملة .
س4: الفقرة الثانية من السؤال : هل يُكفر المستخف بهذه المعاصي بحيث لم يصرح باستحلالها إنما يستخف بها ويقع فيها مع علمه بحُرمتها ؟
ج: إذا كان يعتقد حرمتها فإنه لا يكفر وإما استخفافه بها فهذا دليل على ضعف إيمانه ، استخفافه بها يدل على ضعف إيمانه ولا يدل على كفره مادام أنه يعتقد أنها حرام .
س4: الفقرة الثالثة من السؤال : يقول السائل هل الإصرار على الكبيرة وعدم التوبة منها يجعلها كفراً مخرجاً من الملة ، أم أن صاحبها يشمله الوعيد أو يدخل تحت الوعيد أن شاء الله عذبه وأن شاء غفر له ؟
ج: الإصرار على الكبيرة التي هي دون الشرك لا يصير المصر عليها كافرا ، لأنها مادامت دون الشرك ودون الكفر فإنه يعتبر فاسقا ولا يخرج من الملة ولو أصر عليها .
س4: الفقرة الرابعة : ما هي الضوابط التي ينبغي لطالب العلم أن يعرفها لكي يحكم على فلان من الناس بأنه مستحلاً بالمعصية المجمع على تحريمها بحيث يُكفر المستحل لهذه المعصية ؟
ج: الضوابط التي تدل على استحلال المعصية : أن يصرح الشخص بأنها حلال، إما بلسانه وإما بقلمه ،يعني يكتب أنها حلال أو يقول أنها حلال حينئذٍ يحكم عليه أنه مستحل لها ، وبدون ذلك لا يحكم على استحلاله لها ، حتى يثبت عليه إما بالقول أن يصرح بلسانه وإما بالكتابة وإما بأن يشهد عليه شاهدان عدلان من المسلمين فأكثر لأنه يقول بحل الزنا وحل الخمر أو حل الربا وما أشبه ذلك ، حينئذٍ يحكم عليه بالاستحلال ، أما بإقراره كلامياً أو كتابياً وإما بالشهادة عليه .
******************************(1/4)
س5: ما هي نصيحتكم لبعض الأخوة الذين يُخدعون في بعض المطبوعات المغرضة والتي تصدر خارج الجزيرة مثل مجلة السنة الذي يصدرها ما يسمى بمركز الأبحاث والدراسات الإستراتيجية والذي يقوم عليه شخص حاقد على هذا البلد الآمن وأهله مع العلم أن هذه المجلة لا تحمل من السنة إلا الاسم ؟
ج: معلوم أن المغرضين يدسون على المسلمين الشر بمختلف الوسائل ومن هذه الوسائل الخبيثة أن يسموا إصداراتهم من المجلات أو الكتب أن يسموها بأسماء مغرية ، [مثل مجلة السنة ]وغير ذلك من الأسماء وهذا كمن يدس السم في العسل ، أو يُسمي الخمر بأنها شراب روحي ، أو غير ذلك من الأسماء الخداعه ، والواجب على المسلمين أن لا ينخدعوا بالأسماء وإنما ينظرون إلى المحتويات ، فإذا كان المحتوى خبيثاً فالكتاب أو المجلة من الخبائث ولو كانت أسمائهم أسماء حسنه أو مغرية ، فالواجب على شباب الأمة وعلى المسلمين وعلى العلماء خاصة أن يحاربوا هذه المجلات الخبيثة ، وهذه الإصدارات الخبيثة التي تخدع شباب المسلمين بأسمائها وتزييفها ، لأنها خطر على عقائد المسلمين وخطر على جماعة المسلمين تهدف إلى تفرقة الكلمة وإلى إثارة الفتنة وإلى ترويج الباطل فهي أسلحة فتاكة أنا عندي أن هذه المجلات الخبيثة وهذه الإصدارات الخبيثة أشد خطراً على الأمة من المخدرات التي ضج العالم من خطرها ، هذه الكتب الخبيثة وهذه المجلات الخبيثة وخصوصاً إذا تسمت باسم الإسلام وباسم السنة هذه أشد على الأمة من المخدرات ،وأشد على الأمة من الأسلحة الفتاكة ،بل أشد على الأمة من الأوبئة التي أزعجت العالم الأوبئة المرضية التي أزعجت العالم هذه الكتب الخبيثة وهذه المجلات الخبيثة أشد على الأمة من الأوبئة الخطيرة ، الواجب على المسلمين أن يحاربوها وإن يُحذروا منها وأن يردوا عليها بالحق وأن يسكتوها بالحق ،كما قال الله سبحانه وتعالى : (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ) (الأنبياء:18) ، وقال سبحانه وتعالى : (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً) (الإسراء:81) ، والله أخبرنا أن المنافقين لهم ألسنة تُعجب من يسمعهم ، قال تعالى : ( وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ)(المنافقون: من الآية4) ، وهذا من الابتلاء والامتحان والنبي - صلى الله عليه وسلم - لما ذكر رجال الفتنة في آخر الزمان وحذر منهم قيل له - صلى الله عليه وسلم - صِفْهُمْ لَنَا يا رسول الله ؟ فَقَالَ : " هُمْ قوماً مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا " فهذا ينطبق على هؤلاء المضَّللين في هذا العصر، إنهم ينتمون إلى المسلمين وإنهم يغارون على المسلمين وإنهم يريدون الخير للمسلين في حين إنهم يطعنون فيهم من الباطن ، الواجب الحذر من هؤلاء التحذير من هؤلاء ، وإقامة الحرب ضدهم، وإذا رأوا من المسلمين يقظة فإنهم بإذن الله سينهزمون ، لأن الحق لا يقوم في وجهه شيء والباطل لا يقاوم الحق مهما كان .(1/5)
س6: يقول السائل : يوجد عند قبر البدوي صناديق وتبرعات تُوزع هذه التبرعات على الفقراء فما حكم من يقول أنا نذري لله ، أو أنا أنذر لله أن وفقت في هذا العمل مثلاً ؟ أن أضع المبلغ الفلاني في هذه الصناديق أو في صناديق البدوي ؟ وهل هذا من الشرك جزاكم الله خيرا ؟!
ج: هذا العمل لا يجوز لأن هذا مما فيه تعظيم لهذا القبر لأن وضع النذور ولو كانت النذور لله إذا وضعت في صناديق القبور فهذا فيه تعظيمٌ للقبور من ناحية ، وفيه أيضا تغريرٌ بالعوام إذا راو النذور توضع في هذه الصناديق تعلقت قلوبهم بالقبر ، فهذا فيه دعاية لعبادة القبور وإن كان واضُعها يزعم أنه لا يعبد القبر وإنما يُعبد الله بوضعها ، النبي - صلى الله عليه وسلم - نهي عن الصلاة عند القبور وإن كان المصلي يصلي لله عز وجل ،ولكن هذا من باب سد الطرق المفضية إلى الشرك فوضع النذور وأن كانت لله في صناديق القبور هذا من وسائل الشرك التي نهى عنها الرسول - صلى الله عليه وسلم - فنهيه - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة عند القبور وعن الطواف بالقبور وأن كان المصلي والطائف لا يقصد إلا الله عز وجل ، الصلاة مشروعة ولكن الطواف هذا لا يشرع إلا عند الكعبة أما أن يُطاف بغير الكعبة فهذا ليس له أصل في شريعة الإسلام لكن الصلاة ، الصلاة يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً " فكل الأرض صالحة للصلاة ما عدا الأمكنة التي نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة فيها ، ومن أعظمها الصلاة عند القبور لأن ذلك وسيلة إلى الشرك ، وكذلك الذبح عند القبور الذابح لا يقصد إلا الله عز وجل ويريد التقرب إلى الله لكن ذبحها عند القبر هذا وسيلة إلى عبادة القبر ، فكونه عبد الله عند قبرٍ يكون ذلك وسيلة إلى عبادة القبر ولو على المدى البعيد ، والإسلام جاء بسد الطرق المفضية إلى الشرك ، والوسائل المفضية إلى الشرك ، نهى عن البناء على القبور ونهي عن الصلاة عند القبور كل ذلك من أجل سد الطرق المفضية إلى الشرك .
**********************************(1/6)
س6: فضيلة الشيخ أحسن الله إليكم : نطلب منكم كلمة توجيهية ختامية لطلبة العلم بخصوص الأحزاب والجماعات المغرضة التي بدأت تظهر الدعوة إليها بين صفوف الشباب وجزاكم الله خيرا ؟
ج: هذه البلاد ولله الحمد كانت جماعة واحدة وأمة واحدة على الحق ، كانوا جماعة واحدة لا يُعرف فيهم انقسام ولم توجد فيهم أحزاب ولا انقسامات وأفكار متفرقة ، وإنما فكرهم واحد واتجاههم واحد عقيدتهم التوحيد وأخلاقهم على الإسلام ولله الحمد ،واتباعهم لمنهج السلف الصالح لجميع أمورهم ، حاكمهم ومحكومهم ، غنيهم وفقيرهم ، كبيرهم وصغيرهم ، ذكور هم وإناثهم كلهم جماعة واحدة ، من أقصى البلاد إلى أقصاها ، فهذه البلاد لا تسمح بقبول مناهج وافدة ، أو مذاهب وافدة أو أفكار وافدة ، لأنها ولله الحمد غنية بما عندها من الحق ، ومن الاجتماع على الكتاب والسنة مما لا يوجد له نظيرٌ في دول العالم اليوم هذه البلاد ولله الحمد هي أمثل دول العالم في الأمن والاستقرار في العقيدة في الأخلاق والسلوك في جميع الأمور وذلك ببركة أتباع الكتاب والسنة ثم ببركة دعوة الشيخ المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ومناصريها من حكام هذه البلاد وفقهم الله .
فلا يجوز لهذه البلاد أن تقبل أي فكرٍ وافد أو أي مذهب وافد أو أي منهج وافد لأن عندها ولله الحمد ما يغني عن ذلك ، ليس هذا من باب قبول رفض الحق لا ، بل لأن الحق موجود ولله الحمد فماذا يأتي به الوافد إلينا أن كان يريد الحق فليأخذ مما عندنا من الحق ولله الحمد ,وإن كان يريد التفرقة ويريد الهدم فنحن نقول لا ، نحن لا نسمح للأي مبدأ أو للأي مذهب أو للأي حزب أن يدخل بيننا لأن ذلك يفرق جماعتنا ويزيل نعمتنا ويردنا إلى ما كانت عليه هذه البلاد قبل هذه الدعوة من أمور الجاهلية والتفرق ، والله تعالى نهى عن التفرق قال تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا )(آل عمران: من الآية103)، وقال تعالى : (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (آل عمران:105) وقال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)(الأنعام: من الآية159) قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " فأنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كبيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار "
الله تعالى يقول : (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ )(الأنعام: من الآية153) ، ماذا يريد هؤلاء ؟ يريدون صلاح العقيدة هذا موجود عندنا ولله الحمد ، يريدون الحكم بما أنزل الله هذا موجود عندنا ولله الحمد يردون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا موجود عندنا ولله الحمد ، يريدون إقامة الحدود هذا موجود عندنا ولله الحمد ، أنا لا أقول أننا كاملون من كل وجهه ، أقول عندنا نقص ولكن هذا النقص يمكننا إصلاحه بإذن الله ، إذا أخلصنا لله عز وجل وتناصحنا فيما بيننا بالطريقة الشرعية كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " الدين لنصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة ، قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال : " لله ورسوله وللأمة المسلمين." فبإمكاننا أن نصلح ما عندنا من الخلل والنقص وإن كان شيئاً يسيراً ولله الحمد ،وربما يكون كثيراً ولكن لا يخل بالعقيدة ولا يخل بالمنهج السليم ، نعم وجد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - من يزني ووجد من يسرق ووجد من يقتل النفوس بغير حق ، ولكن تقام عليهم الحدود ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، كذلك في وقتنا هذا تقام الحدود ولله الحمد ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر وأن كان النقص موجود ، إما أن يقال لابد من تأسيس جديد ولابد من إقامة أمة جديدة فهذا من الباطل الذي يراد به إزالة هذه النعمة في البلاد .
****** ****** ******** ******** ********(1/7)
س8: هل وسائل الدعوة إلى الله توقيفية أم اجتهادية بينوا لنا أثابكم الله ؟
ج: الدعوة إلى الله توقيفية على ما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - ، نمشى على خطوات الرسول - صلى الله عليه وسلم - وذلك كما في قوله تعالى : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) (يوسف:108) ، لأبد من أتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدعوة ومناهجها وخطواتها وكيف دعا الناس ومنهج جميع الرسل ، منهجهم واحد في الدعوة إلى الله ، أول ما يبدؤون في التوحيد وإصلاح العقيدة ، ثم تعليم الناس أحكام الشريعة ، هذه الدعوة ، أما أننا نأتي بطرق جديدة ، نقول هذه من طرق الدعوة هذا لا يصلح ، ولا يصلح أخر هذه الآمة ألا ما صلح أوله ، الذي أصلح أول هذه الأمة دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومنهج الرسول ، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا منهج الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، إما أننا نأتي بالتمثيليات والأناشيد والبلاوي هذه ، نقول هذه من طرق الدعوة ، هذه من طرق الدعوة عند الغرب ، ليس من طرق الدعوة عند المسلمين .
****** ********* ********(1/8)
س9: ما حكم المظاهرات ؟
ج: المظاهرات فوضى ، والإسلام ينهى عن الفوضى ، والمظاهرات فوضى والعياذ بالله .
******* ******** ******(1/9)
س10: فإنني كأي شاب مسلم يسمع هذه الأيام كثيراً ما هو مدعاة للتشكيك بالدين وسبب من أسباب تحير الشباب وتوقفهم في كثير من الأحيان عن مجالسة الشباب الملتزم وذلك لما يسمعه عن الجماعات التي لا يعلمها كثير من الشباب سؤالي أسألكم بالله ما هي هذه الجماعات ؟وماذا يجب ؟وإلى أي جماعة يجب ينتمي الشاب المسلم ؟ وما حكم التحزب في الإسلام ؟ نرجو أفادتنا مشكورين ؟
ج : هذا أرشد إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي لا ينطق عن الهوى ، قال : " فمن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي " وقال - صلى الله عليه وسلم - : " ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قالوا من هي يا رسول الله ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي " ، فعليك بلزوم أهل السنة والجماعة ، وهذه البلاد ولله الحمد ولا نزكى على الله أحدا ، تسيير على منهج أهل السنة والجماعة ـ، منذ أكثر من مأتي سنة ، من ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، دعوة ناجحة تعاقب عليها قرون وقام عليها دولة إسلامية ، فهي دعوة ناجحة وجماعة ولله الحمد مستقيمة فكن معها والحمد لله .
******* ******* *******(1/10)
س11: البعض يأخذ العلم من المبتدعة والبعض يقول أن أبا هريرة استفاد من الشيطان فما الحكم ؟
ج : يعني يجلس على الشيطان ، يعن أبا هريرة جلس يدرس على الشيطان ، ما هذا الكذب والافتراء ، أبا هريرة إنما قصته مع الشيطان أن أبا هريرة كان يحرس تمر فجاء الشيطان وهو يحثوا التمر فيمسكه ثم يعده أنه ما يعود لها مرة ثانية ، في المرة الأخيرة لما أمسكه قال له ، كم مرة قلت أنك لن تعود فقال إلا أعلمك شيء ينفعك الله به وتطلقني ولا أعود ، فعلمه قرأءة آية الكرسي عند النوم ، لأن الذي سبب مجيئه والله أعلم إلى أبي هريرة أنه ما كان يقرأ آية الكرسي ولو قرأها ما أتاه الشيطان . فلما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : صدق وهو كذوب ، آية الكرسي إذا قرأها الإنسان عند النوم فإنه لا يقربه شيطان حتى يصبح ، لا يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح ، فالشياطين قد تصدق الشياطين التي تنزل عل الكهان قد يأتون بالكلمة التي سمعوها من السماء فيكذب مع الكهان مائة كذبه ، من أجل إغواء الناس ، فالشيطان قد يصدق للفتنة ، وأما مع أبي هريرة فقد أخبره بأمر واقع وهو أن هذه الآية العظيمة فيها حفظ له من الشيطان وليس هذا من باب التعلم ، أبو هريرة لم يتعلم من الشيطان وإنما تعلم هذا من الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما قال له صدقك وهو كذوب أبو هريرة تعلم من الرسول فهو تلذي بين صدق هذا القول ، والشيطان ما قصد الصدق وليس هو بصادق ولا ناصح لبني آدم وإنما يريد التخلص من أبي هريرة لما أمسكه ، هذا يريد الافتداء وهو التخلص .
******* ****** ********(1/11)
س12: هذا سائل يقول : إذا سلمت على شخص يخالفني في المنهج والمعتقد وتعاملت معه فهل معاملتي هذه تقدح في مسألة الولاء والبراء ؟
ج: إذا كانت بدعته مكفرة فلا يجوز لك أن تسلم عليه ، أما إذا كانت بدعته مفسقة فلا بأس أن تسلم عليه لكن مع النصيحة له بأن يترك البدعة وهذا إذا لم تقصده ، إذا لقيته أو مر بك ، أما أن تذهب إليه وتجلس عنده وتزوره وهو مبتدع فهذا لا يجوز لأن هذا تشجيع له على الابتداع لكن لو مر بك بالطريق وبدعته ليست مكفرة فلا بأس أن تسلم عليه أو إذا بدأك بالسلام ترد عليه .والبدعة الكفرة مثل دعاء الموتى والاستغاثة بالأموات هذه بدعة مكفرة مثل بدعة الجهمية في قولهم أن القرآن مخلوق وليس كلام الله هذه بدعة مكفرة .(1/12)
س13: من سب الصحابة هل يدخل من ضمن البدعة المكفرة ؟
ج: هذه معصية كبيرة لا يخرج بها من الدين هذه ليست مكفرة ولكنها تعتبر كبيرة من كبائر الذنوب لأن مسبة المسلم العادي كبيرة فكيف بمسبة صحابة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولقوله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحكم مثل أحد ذهباً " هذا الجبل الذي ترونه أمامكم لو واحد أنفق مثل جبل أحد ذهب ما بلغ مد أحد الصحابة ولا نصيفه ، يعني الذهب الذي مثل جبل أحد ما يساوي المد الذي يتصدق به الصحابي لفضل الصحابة رضي الله عنهم ومكانتهم وسبقهم إلى الإسلام وصحبتهم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - محبتهم من الدين ولا يبغضهم إلا منافق بل أن الإمام مالك أستدل على كفره في قوله تعالى لما ذكر (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ......إلى أن قال ( لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ) (الفتح:29) قال : فدل على أن الذي يغتاظ من صحابة الرسول أنه كافر ، إما كفر أكبر يخرج من الملة أو كفراً أصغر ، المهم أنه يكفر بهذا كفراً أصغر أو أكبر ذلك لأنهم صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أما إذا أنضاف إلى سب الصحابة ، دعاء الموتى والاستغاثة بالأموات والسادة والأئمة والأولياء فهذا كفر صريح والعياذ بالله .
******* ******** *********(1/13)
س14: يقول السائل : فضيلة الشيخ كثر في هذه الأيام الدعوة إلى الجماعات المختلفة جماعة تبليغ ، جماعة أخوان جماعات مختلفة فما نصيحتك لهؤلاء الأخوة ؟
ج : النصيحة ما قاله الله وما قاله رسوله - صلى الله عليه وسلم - الله تعالى يقول : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) (آل عمران:103) ، وقال تعالى : (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (لأنفال:46) ، وقال سبحانه وتعالى : (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (آل عمران:105) إلى غير ذلك ، التفرق بين المسلمين إلى جماعات أو إلى أحزاب هذا ممنوع ، المطلوب من المسلمين أن يكونوا على كلمة واحدة على كتاب الله وعلى سنة رسوله ، والمخطئ يتراجع عن خطأه ، ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)(النساء: من الآية59) فنحن نعرض مناهجنا ونعرض مذاهبنا ونعرض أرأنا نعرضها على كتاب الله وسنة لرسوله وهدي السلف الصالح فما كان موافقاً لذلك أخذنا به وما كان مخالفاً له فإننا نرجع عنه والرجوع إلى الحق فضيلة ، أما إذا تمسك كلاً برأيه وكل جماعة برأيها فهنا يحصل الخسار ويحصل الدمار ويحصل الشتات وحينئذ يفرح أعداء هذه الأمة في إنها تفرقت بعد وحدتها واجتماعها وضعفت بعد قوتها لا يمكن أن هذه الأمة تقوم بوجه الأمم الكافرة إلا إذا توحدت على كتاب الله عز وجل وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ورجع المخطئ إلى صوابه كما قال تعالى : (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) (الأنعام:153) فما كان مخالفاً للسنة وإن كان مذهب فلان أو منهج الجماعة الفلانية خطأ ، يجب الرجوع عنه وما كان من صواب فذلك هو المطلوب والحمد لله .
******* ********* ********(1/14)
س15: يقول السائل : من هي الفرقة الناجية المنصورة في هذا العصر وماهي صفاتها وسماتها ؟
ج : الفرقة الناجية المنصورة في هذا العصر أو في غيرها إلى قيام الساعة كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قال : افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة " ،هنا سئلوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - من هي هذه الواحة الناجية ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي " ، هذه هي الجماعة الناجية ، قال سبحانه وتعالى : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:100) أتباع المهاجرين والأنصار هذا سبب للهداية ولرضوان الله ولدخول الجنة ، قال تعالى لما ذكر المهاجرين والأنصار في سورة الحشر قال : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (الحشر:10)
من صفات هذه الفرقة :
أولاً : أنها تتمسك على ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ،
ثانياً : تصبر على الحق ولا تلتفت إلى أقوال المخالفين ولا تأخذها بالله لومه للأم .(1/15)