بسم الله الرحمن الرحيم
الأثر العلمي لتدريس قاعدة النور في حلقات تحفيظ القران الكريم
د. إبراهيم عبد المحسن البديوي* & أ. محمد عابد القرشي**
malqorashi@hotmail.com ialbidewi@kau.edu.sa
* عضو هيئة التدريس، قسم نظم المعلومات، كلية الحاسبات وتقنية المعلومات، جامعة الملك عبد العزيز، جدة
** أستاذ ، ثانوية دومة الجندل، إدارة التعليم بالعاصمة المقدسة، مكة المكرمة
المستخلص:
تعتبر حلقات تحفيظ القران الكريم إحدى المدارس التعليمية المتخصصة في بناء الأجيال وتربيتهم على حفظ كتاب الله والتحلي بأخلاق القرآن وتعاليمه الأمر الذي جعل هذه الحلقات ضرورية لرعاية أبناء المسلمين في واقعنا المعاصر. ويحقق هذا البحث أحد الجوانب الإيجابية لحلقات تحفيظ القران والمتمثل في الأثر العلمي لتدريس قاعدة النور في حلقات التحفيظ. وتعتبر قاعدة النور من الأساسيات الهامة التي تُعين الطالب على قراءة القران الكريم بحيث يتمكن الطالب المبتدئ من تعلم الحروف الهجائية والكلمات المركبة والحركات ونطقها نطقاً صحيحاً من حيث إخراج الحروف والحركات من مخرجها الصحيح. ويتضمن البحث استبيان عن مدى نجاح تجربة تدريس قاعدة النور لطلاب تحفيظ القران الكريم بمدرسة جبل النور النموذجية لتحفيظ القران الكريم بمكة المكرمة وأخذ أراء أولياء أمور الطلاب في هذا الجانب.
1- مقدمة(1/1)
كتب الله لهذا القرآن الحفظ والثبات ولم تكن هذه الميزة لكتاب آخر من الكتب السماوية السابقة ولقد أكرم الله تعالى هذه الأمة بهذا القرآن المعجزة الخالدة وأنزله على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى الصراط المستقيم. كما جعل سبحانه وتعالى تلاوة القرآن من أبواب التجارة الرابحة ومنح قارئ القرآن مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة، قال صلى الله عليه وسلم "الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرآ القرآن وهو عليه شاق له أجران" (رواه البخاري ومسلم). وقد بيَّن عليه الصلاة والسلام فضل قارئ القرآن الكريم فقدمه على غيره في الدنيا والآخرة، فقدمه في الدنيا في الصلاة وفضله في الآخرة في درجات الجنة كل حسب ما معه من القران [1] [2].
ولا يخفى على أحدٍ ما للعناية بكتاب الله وتدارسه وتعليمه وحفظه من فضل وما للانصراف إليه والانشغال به من الخير فهو كتاب الله المنزل من لدنه تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده". وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين" [3] [4].(1/2)
ولا يخفى أننا مأمورون بالاهتمام بتجويد القران وترتيله وهذا الأمر يتوقف على المعرفة والأداء الصحيح لمفردات لغة القران الكريم والقراءة الصحيحة لكلماتها وجملها. ولهذا الهدف النبيل قَدّم المشتغلون بتدريس الهجاء في اللغة العربية الكثير من الجهود والطرق والمؤلفات النافعة سلفاً وخلفاً. ولقد كان التعليم الابتدائي في سالف الأزمان وفي جميع أقطار المسلمين يُركز تركيزاً أساسياً على تعليم قراءة القران الكريم وكان المدخل والأساس للوصول لذلك هو تدريس القاعدة البغدادية التي كانت تُدرس في جميع المساجد والكتاتيب والمدارس الحكومية على نطاق واسع، وما زال القليل من المسلمون يعتنون بها عناية تامة لتعليم أبنائهم وبناتهم الحروف العربية الهجائية وصفاتها وأشكالها وتجاويفها وحركاتها وهيئاتها وتكويناتها واتصالها بما قبلها وبعدها، تلك الحروف التي تُساعد وتُعين الطالب على تكوين الكلمات وإتقان الألفاظ خطاً ورسماً [5].
وإن كان مما يؤسف له أن أغلب المدارس النظامية في العالم الإسلامي عدلت وتحولت عن تعليم وتدريس هذه الحروف باستخدام القاعدة البغدادية إلى أشكال أخرى يغلب عليها جانب الاختصار مما جعل التعليم الابتدائي في هذا المجال في معظم بلاد العالم الإسلامي في ضعف وتأخر.(1/3)
ولقد تطور استخدام القاعدة البغدادية والحروف الهجائية وتراكيبها تطوراً شاملاً في بعض الأقطار واعتنى بها المعلمون تدريساً وإفادة وترجمت إلى لغات المسلمين. وقد زاد الكثير من العلماء المجتهدين عليها عدداً من الإضافات المفيدة والفوائد النافعة شرحاً وتهذيباً لتيسير قراءتها وتسهيل تدريسها ومن أشهر ما تم في ذلك هي قاعدة النور (القاعدة النورانية) التي استخدمت في البلاد الإسلامية لما لها من إضافات مفيدة وفوائد نافعة وما حققته من نتائج في تدريسها وتعليمها شهد به الجميع. وإن من أفضل ما قُدم من كتب في تدريس قاعدة النور هو كتاب "قاعدة النور" من تأليف الشيخ / نور محمد رحمة الله ثم أضاف إليها التعليقات والتوجيهات فضيلة الشيخ / فتح محمد رحمة الله ثم حققها وترجم توجيهاتها من اللغة الأردية إلى العربية فضيلة الشيخ / سعيد أحمد عناية الله بتوجيهات من إدارة الوعظ والإرشاد بالمسجد الحرام بمكة المكرمة [5].
وإنه لجهد مشكور من هذه السلسلة المباركة ليستفيد منا المعلمون والدارسون الذين اختارهم الله لخير الأعمال بالإضافة إلى جهود المطورين في المجالات العلمية والإدارية لما فيه تطوير تعليم القران الكريم [6] [7] [8].
وتعتبر قاعدة النور معروفة لدى مدرسي الهجاء وهي تُدرس للناشئين منذ أمد طويل في كثير من أقطاب العالم الإسلامي ولكنها لم تأخذ حقها من التطوير في العصر الحديث وخاصة في المدارس النظامية. ولا شك أنها من أنفع ما أُلف في هذا المجال فهي تُساعد الطالب لكسب المهارة في القراءة بأسهل أسلوب كما أنها خير مرشد لمدرس الهجاء في أداء واجبه.(1/4)
وتعتبر حلقات تحفيظ القران الكريم من أهم الوسائل التي تُعين الطالب على حفظ كتاب الله وتطبيق تعاليمه والتحلي بأخلاقه الأمر الذي يجعل الاهتمام بتطوير الحلقات من جميع المجالات وخاصة العلمية منها ضرورة مُلحة لضمان الحصول على جيل واعد يتحلى بأخلاق القران ويطبق تعاليمه [9] [10] [11].
ويمثل هذا البحث دراسة لأحد الجوانب الإيجابية لحلقات تحفيظ القران والمتمثل في الأثر العلمي لتدريس قاعدة النور في حلقات التحفيظ. وتعتبر قاعدة النور من الأساسيات الهامة التي تُعين الطالب في قراءة القران الكريم بحيث يتمكن الطالب المبتدئ من تعلم الحروف الهجائية والمركبة والكلمات المركبة بالحركات والشدة والسكون والمدود ونطقها نطقاً صحيحاً من حيث إخراج الحروف والحركات من مخرجها الصحيح.
ويمثل هذا البحث تجربة تدريس قاعدة النور في إحدى حلقات تحفيظ القران الكريم بمدرسة جبل النور النموذجية لتحفيظ القران الكريم ومدى إمكانية الاستفادة من هذه التجربة في المدارس الأخرى لما لها من آثار إيجابية على الطالب من حيث مستوى القراءة والحفظ للقران الكريم الأمر الذي جعل الكثير من أولياء الأمور يرغبون في أن يكون أبنائهم متمكنين من تطبيق قاعدة النور قبل البدء بحفظ كتاب الله وذلك مما لاحظوه من تحسن أبنائهم في القراءة على وجه العموم وفي حفظ كتاب الله على وجه الخصوص.
2- منهجية قاعدة النور(1/5)
إن التأسيس الصحيح له دور كبير في حلقات التحفيظ حيث يُسهل على الطالب التحصيل العلمي في حياته الدراسية والتي من ضمنها سهولة قراءة كلمات القران الكريم. وتُقدم قاعدة النور أسلوب بديع في تعليم الهجاء للناشئين حتى يعم النفع ويُسهل الله عز وجل تعليم القراءة على فلذات أكبادنا. ويعتبر التأسيس الصحيح في حلقات التحفيظ من المهام الرئيسة التي تتمثل في تنشئة الأشبال نشأة سليمة وصحيحة مع القرآن الكريم وتمكين الصغار من قراءة الحروف قراءة صحيحة ومن ثم قراءة القرآن تجويدًا وترتيلاً والتي تقود إلى تمكين الطالب من حفظ القران الكريم. وتعتمد منهجية قاعدة النور على الوضوح والسهولة في التطبيق للطالب الناشئ وتساعده على كسب المهارة اللفظية في القراءة والإتقان لمخارج الحروف. وقد ثبت من خلال المتابعة والممارسة أن تطبيق قاعدة النور مفيد لجميع الطلاب بدون استثناء فئة معينة لذلك يتوقع أن يصبح تطبيقها في حلقات التحفيظ في تزايد مستمر.
ويتألف المنهج العلمي لقاعدة النور من عدد 16 درساً تطبيقياً تبدأ بذكر لجميع حروف الهجاء وعلى رسم القرآن الكريم وذكر التدريبات على نطق هذه الحروف نطقاً صحيحاً سواء مفردة أو مركبة ثم ذكر الحركات الثلاثة وهي الفتحة والكسرة والضمة وبعدها التنوين وبعدها التمرينات على ذلك من خلال الكلمات. ثم ذكر حروف المد وحروف اللين وبعدها تدريبات على جميع ما سبق من الحركات وحروف المد واللين وهكذا. ثم يلي ذلك السكون ثم الشدة ثم المد وبعد كل منهما تدريبات على ما سبق دراسته من هذه الدروس من خلال الكلمات دون إدخال شيء من الدروس القادمة في هذه الكلمات. وفي آخر القاعدة تدريبات عامة تشمل كل الدروس السابقة. ويعتبر جميع ما يستعمله الطالب من الكلمات والجمل في التدريبات هي مقاطع من آيات القرآن الكريم وهي ميزة أخرى [5].(1/6)
وتتمثل طريقة تدريس قاعدة النور في أن الطالب يتلقى كل درس من دروس قاعدة النور عن طريق التلقين والتكرار لكل محتويات الدرس ثم بعد ذلك يأتي الطالب عند المدرس ليسمع الدرس ثم يتم الانتقال إلى الدرس الذي يليه مع الاستمرار في مراجعة الدروس السابقة وعند انتهاء جميع الدروس يَختبر المدرس الطالب وذلك عن طريق تقديم مقاطع من القرآن للتهجئة مع تطبيق جميع القواعد التي أخذها من الحركات والتنوين والمدود والسكون والشدة وغيرها.
3- تجربة مدرسة جبل النور في تطبيق قاعدة النور
إن قاعدة النور هي وسيلة للوصول إلى غاية، فالغاية هي تعلم القرآن الكريم حفظاً وتلاوة بالتجويد والإتقان. وقد تم تطبيق تدريس قاعدة النور في مدرسة جبل النور النموذجية لتعليم القران الكريم في الفترة المسائية بمكة المكرمة في مبنى مستقل خارج المسجد. وقد لاحظت إدارة المدرسة من خلال تدريس قاعدة النور للطلاب المبتدئين أن هناك تحسن واضح في القراءة لديهم مما جعل بعض أولياء الأمور يلحون في أن يكون أبنائهم متمكنين من تطبيق قاعدة النور قبل البدء بحفظ كتاب الله وذلك مما لاحظوه من تحسن أبنائهم في القراءة على وجه العموم وفي حفظ كتاب الله على وجه الخصوص مما يبرهن على أن تأثير قاعدة النور على الطالب كبيرة جداً.(1/7)
وقد تم إعداد استبيان للطلاب الدارسين لقاعدة النور ويبلغ عددهم أربعون طالباً أتقنوا واجتازوا مقرر حلقة قاعدة النور. وتمت تعبئته من قِبل أولياء الأمور وُطلب منهم الإجابة على الأسئلة بكل دقة وأن تكون المعلومات صحيحة وواقعية وبعيدة عن التأثيرات الشخصية. ويتضمن الاستبيان المذكور معلومات عامة عن الطالب بالإضافة إلى معلومات تعتبر مهمة في هذا البحث وهي تشمل لغة الأم والأب وذلك للتأكد من جدوى تدريس قاعدة النور للطلاب الذين لا يجيدون العربية أو ينحدرون من أصول غير عربية أو لغة المنزل غير عربية. كذلك عمر الطالب والمرحلة الدراسية النظامية التي وصل لها. ويتضمن الاستبيان معلومات أساسية تبين مدى تحسن مستوى الطالب في عدة جوانب كما يلي:
نطق الحروف
نطق الحركات
القراءة عموماً
الثقة بالنفس
محبة القران الكريم
ويبين الشكل رقم (1) أعمار الطلاب المشاركين في الاستبيان ومنه يتضح أن غالبية الطلاب المشاركين في الاستبيان تتراوح أعمارهم بين سن الخامسة والثامنة وهي تعتبر الفترة المناسبة لتدريس وإتقان قاعدة النور. ويمثل الشكل رقم (2) عدد الطلاب الذين يتحدثون في المنزل باللغة العربية أو غير العربية وهذا الجانب ذو أهمية خاصة والغرض منه هو تحديد مدى تأثير قاعدة النور على الطلاب الذين يتحدثون في المنزل باللغة العربية ومقارنتهم بالطلاب الذين يتحدثون في المنزل بلغة غير العربية بسبب أن الوالدين من أصول غير عربية أو لا يجدون العربية أصلاً.
الشكل رقم (1) : أعمار الطلاب المشاركين في الاستبيان.
الشكل رقم (2) : لغة الطلاب المشاركين.(1/8)
ويمثل الشكل رقم (3) المراحل الدراسية النظامية للطلاب المشاركين في الاستبيان وينضح من خلاله أن تطبيق قاعدة النور أدى إلى نتائج ممتازة للطلاب الذين يعتبرون في المراحل الأولى من الدراسة النظامية بالإضافة إلى وجود طلاب لم يدخلوا المدرسة بعد وهذا يمثل السن المناسب للالتحاق بحلقات قاعدة النور مما يعطي مؤشراً قوياً لجدوى قاعدة النور في مرحلة ما قبل الدراسة النظامية. وعليه فأنه من الأفضل أن يتم البدء بتدريس قاعدة النور قبل المرحلة الابتدائية ويتم إتقانها خلال السنة الأولى من المرحلة الابتدائية. ويمثل الشكل رقم (4) الفترة الزمنية التي قضاها الطالب في دراسة وتطبيق قاعدة النور وهي تتفاوت من ثلاثة أشهر إلى سنة ونصف ويلاحظ أن التفاوت كبير وهو يعود لعدة أسباب منها: القدرة العلمية والرغبة لدى الطالب ومدى انضباط الحضور لدى الطالب في الحلقة ومدى متابعة الطالب من قِبل والديه وكذلك بعض الأمور الإدارية بتغير المعلم أو تنقل الطالب بين الحلقات لمصلحة تراها إدارة المدرسة. ويمكن تقسيم مستوى تفاعل الطلاب مع تطبيقات وإجادة قاعدة النور إلى فئتين :
طلاب أعلى من المتوسط يختمون قاعدة النور خلال 80 يومًا بواقع ساعة ونصف يومياً.
طلاب أقل من المتوسط يختمون قاعدة النور خلال فترة تزيد عن 80 يوماً إلى 160 يوماً بواقع ساعة ونصف يومياً.
الشكل رقم (3) : المراحل الدراسية النظامية للطلاب المشاركين.
الشكل رقم (4) : الفترة الزمنية التي قضاها الطالب في دراسة وتطبيق قاعدة النور.(1/9)
ويمثل الشكل رقم (5) مستوى نطق الحروف ونطق الحركات والتحسن في القراءة والثقة بالنفس ومحبة القران الكريم لدى الطلاب الذين يتحدثون في المنزل بلغة عربية. بينما يمثل الشكل رقم (6) مستوى نطق الحروف ونطق الحركات والتحسن في القراءة والثقة بالنفس ومحبة القران الكريم لدى الطلاب الذين يتحدثون في المنزل بلغة غير العربية وقد كان التركيز عليهم في الاستبيان مهماً وذلك لتحديد مدى تأثير قاعدة النور على الطلاب الذين لا يجيدون اللغة العربية مقارنة بالطلاب الذين ينحدرون من أسر تتحدث العربية في المنزل. ويمثل الشكلان (5) و (6) الجانب الأهم من هذا البحث حيث يلاحظ تأثير دراسة قاعدة النور واضح على جميع الطلاب بدون استثناء ويتراوح مستوى التحسن في الغالب بين درجة ممتاز وجيد جداً وإن كانت تزيد لدى الطلاب الذين يتحدثون في المنزل بلغة غير العربية. أما في الجوانب الاجتماعية والمتمثلة في مستوى الثقة بالنفس ومحبة القران الكريم لدى الطلاب فإن تأثير قاعدة النور واضح وإن كانت الجوانب الاجتماعية تحتاج إلى أبحاث إضافية للوصول إلى معلومات دقيقة.
الشكل رقم (5) : مستوى التحسن لدى الطلاب الذين يتحدثون في المنزل باللغة العربية.
الشكل رقم (6) : مستوى التحسن لدى الطلاب الذين يتحدثون في المنزل بغير اللغة العربية.
4- التوصيات
يمثل هذا البحث تجربة تدريس قاعدة النور في حلقات تحفيظ القران الكريم ومدى إمكانية الاستفادة من هذه التجربة في استنتاج توصيات علمية وتربوية تستفيد منها المدارس الأخرى، وعليه يمكننا أن نُجمل التوصيات كما يلي:(1/10)
أن تطبيق قاعدة النور بطريقة صحيحة ومتقنة يجعل تعلم القراءة يتم بجهد أقل وفي وقت أسرع بحيث نجد أن مستوى الطالب في القراءة يُنقل ثلاث سنوات تقريباً إلى الأمام مقارنة بالطالب الذي لم يدرسها، بحيث يصبح مستوى الطالب الذي عمره خمس سنوات في القراءة مثل الذي عمره ثماني سنوات ويعتبر في الصف الثاني أو الثالث الابتدائي.
تعلم قاعدة النور له دور كبير في تُقويم اللسان ونطق الحروف وتهجئة الكلمات المركبة، مما يجعل الطالب يستطيع قراءة القرآن بكل يسر وسهولة. وبذلك يسهل عليه قراءة القرآن بدون مشاكل في القراءة والنطق للكلمات المركبة.
تعلم قاعدة النور له دور كبير في تسهيل تجويد القرآن الكريم عملياً بالتلقي وفي فترةٍ قصيرة جداً، دون حاجة للخوض في أحكام التجويد النظرية.
تعلم قاعدة النور له دور في اكتساب الثقة بالنفس وعدم الخجل والاعتماد على النفس في القراءة دون مساعدة الآخرين.
في حلقات التحفيظ ينبغي العناية بالطريقة المناسبة والأسلوب الأمثل والاستفادة من تجارب الآخرين وتنوع أساليب التعليم.
إن عقد الاجتماعات المستمرة مع أولياء الأمور وأخذ ملاحظاتهم واقتراحاتهم يعتبر من أهم الوسائل والطرق الهامة في مجالات الإبداع في تعليم القرآن الكريم عند طلاب التحفيظ.
التوصية بأن تكون قاعدة النور ضمن المقررات الدراسية لطلاب السنة الأولى الابتدائي للبنين والبنات بدون استثناء.
من الضروري أن يكون تدريس قاعدة النور ضمن أُولى حلقات التحفيظ التي يدخلها الطالب في المساجد.
من الضروري العناية بمدرسي قاعدة النور وإقامة الدورات التدريبية في طرق تدريسها.
5- الخاتمة(1/11)
من خلال هذا البحث يتضح مدى أهمية تدريس قاعدة النور لطلاب التحفيظ خاصة في بداية التحاقهم بالحلقات. ومما لا شك فيه أن قاعدة النور من أهم الوسائل التي تساعد أبنائنا الطلاب على فهم لغة القرآن الكريم من حيث النطق ومعرفة أحكام التجويد وبالتالي يسهل عليهم قراءة القرآن الكريم بكل دقة وإتقان. وقد تضمن المقال تحليل نتائج الاستبيان والتي أوضحت عدة جوانب من تجربة تدريس قاعدة النور في حلقات التحفيظ وضرورة الاستفادة من هذه التجربة لما لها من فوئد عديدة.
6- شكر وعرفان
يتقدم الباحثان بالشكر لجميع العاملين في إدارة مدرسة جبل النور النموذجية لتحفيظ القران الكريم بمكة المكرمة على تعاونهم معنا في إعداد الاستبيان ونخص بالشكر مدرسي حلقات قاعدة النور وهم الأساتذة/ هارون معلمي وعبد الباصر معلمي وحسين شريف كذلك الشكر موصول إلى أولياء أمور الطلاب الذين تعاونوا معنا في تعبئة الاستبيان ونخص بالشكر الأستاذ / محمد طيب المطرفي لتقديمه العديد من الفوائد المتعلقة بقاعدة النور.
7- قائمة المراجع
محمد الدويش، "تنمية القدرة على تدبر القران الكريم لطالب التحفيظ"، الملتقى الثاني للجمعيات الخيرية لتحفيظ القران الكريم، صفحة من 73 إلى 100، جدة، 25-27/7/1426هـ.
بدر البدر، "منهج السلف في العناية بالقرآن الكريم"، دار الهدي النبوي، مصر، ط1، 1424هـ.
عبد العزيز الفواز، "الدورات التربوية لمعلمي القرآن وأثرها" الملتقى الثاني للجمعيات الخيرية لتحفيظ القران الكريم، صفحة من 193 إلى 212، جدة، 25-27/7/1426هـ.
محمد الأمين الحسين أحمد، "المدارس الخاصة لتحفيظ القران الكريم والكليات الجامعية للقران وعلومه"، ندوة عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم وعلومه، طباعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة المنورة، 1421هـ.(1/12)
نور محمد رحمة الله، "قاعدة النور – كيف تتعلم وتُعلم القران"، تعريب وتحقيق سعيد أحمد عناية الله، المكتبة الإمدادية، مكة المكرمة، 1415هـ.
إبراهيم البديوي، خالد فقيه، عبد الحميد رجب، "نظام مطور لمتابعة وتقييم أداء طلاب حلقات التحفيظ عبر الإنترنت"، الملتقى الثاني للجمعيات الخيرية لتحفيظ القران الكريم، صفحة من 297 إلى 307، جدة، 25-27/7/1426هـ.
محمد بن إبراهيم، "الإبداع في تعليم القرآن الكريم"، الدورة التربوية الرابعة للمعلمين بالطائف المنعقدة بالمدينة المنورة في الفترة 3-6/7/1421هـ.
يحيى الغوثاني، "فن الإشراف على الحلقات والمؤسسات القرآنية – دراسة تأصيلية ميدانية"، دار الغوثاني، سوريا، ط2، 1424هـ.
سعود العاصم، "تقويم طرق تدريس القران الكريم في مدارس تحفيظ القران الكريم التابعة لوزارة المعارف"، ندوة عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم وعلومه، طباعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة المنورة، 1421هـ.
حمد العمار، "حفظ القران الكريم وتعليمه في جميع مراحل التعليم العام والتعليم الجامعي"، ندوة عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم وعلومه، طباعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة المنورة، 1421هـ.
عبدالله بصفر، "جهود المملكة العربية السعودية في رعاية تحفيظ القرآن الكريم لأبناء المسلمين في الخارج"، ندوة عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم وعلومه، طباعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة المنورة، 1421هـ.(1/13)