……عنوان البحث
الأثر الأمني لتعليم القرآن الكريم على الفرد والمجتمع
…اسم الباحث
النقيب/ عبدالعزيزبن فهد الريس
معلم القرآن الكريم بمعهد الجوازات
إشراف
اللجنة العلمية للملتقى الثالث للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا (#qà)¨?$# اللَّهَ ¨,xm تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ tbqكJد=َ،-B (102) } [آل عمران:102].
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ (#qà)¨?$# رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ ;oy‰دn¨ur وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا #[ژچدWx. [ن!$|،دSur وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) } [النساء:1].
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا (#qà)¨?$# اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) ôxد=َءمƒ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) } [الأحزاب:71,70].
أما بعد:
فمن نعم الله عز وجل على هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية عنايتها الظاهرة بالقرآن الكريم وليس المقام هنا لذكر الجهود ولكنه التحدث بهذه النعمة العظيمة في عالم تموج به الفتن والقلاقل.
ومن صور هذه العناية قيام جمعية خاصة تعنى بتحفيظ القرآن الكريم لكافة افراد المجتمع رجالاً ونساءً كباراً وصغاراً حتى عم خيرها ونفعها سائر الأرجاء فلله الحمد والشكر.(1/1)
ومن نشاطات هذه الجمعية المباركة ما وصل الى المديرية العامة للجوازات من دعوة الباحثين فيها للمشاركة ببحوث في الملتقى الثالث للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم إيماناً منهم وفقهم الله بضرورة العمل جنباً الى جنب مع كافة الأجهزة الحكومية من أجل الارتقاء بمستوى تعليم كتاب الله عز وجل وإيصال كنوزه ودرره إلى المجتمع الإسلامي ليعم الخير ويسود الرخاء فيسر الله لي هذه المشاركة المتواضعة وهي عبارة عن بحث بعنوان :الأثر الأمني لتعليم القرآن الكريم على الفرد والمجتمع وقد اشتملت خطة البحث على ثلاثة مباحث يحتوي كل مبحث على ثلاثة فصول وخاتمة وتوصيات راعيت فيه الاختصار قدر الإمكان ولصغر حجم البحث جعلت حواشيه في آخره ،
وأعلم أن أي عمل بشري لايخلو من نقص فالكمال لله عزوجل وأشكر الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض قبولها هذه المشاركة سائلاً الله عزوجل أن تحوز على استحسان من يقرأها وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
خطة البحث
مقدمة
المبحث الأول / نبذه عن القرآن الكريم وفضائله
الفصل الأول/ تعريفه
الفصل الثاني /أهمية تعليمه
الفصل الثالث/ مجالات العمل به
المبحث الثاني /أهمية الأمن للفرد والمجتمع
الفصل الأول / تعريف الأمن
الفصل الثاني/ أهميته وأسباب تحقيقه
الفصل الثالث/ منغصات الأمن
المبحث الثالث/ القرآن والأمن
الفصل الأول / أثر القرآن على سلوك الفرد والمجتمع
الفصل الثاني / أثر القرآن على أداء رجال الأمن
الفصل الثالث/ أثر القرآن على السجناء
خاتمه وتوصيات
المبحث الأول / نبذه عن القرآن الكريم وفضائله
الفصل الأول/ تعريفه
الفصل الثاني /أهمية تعليمه
الفصل الثالث/ مجالات العمل به
تعريف القرآن
1-تعريفه لغةً:
هو اسم لما يجمع ويضم بعضه إلى بعض. يقال ( قرأ ، يقرأ ، قرآناً فهو مقروء) قرأ : بمعنى الجمع والضم والقرآن : مصدر مرادف للقراءة وفي هذا المعنى يقول الله تعالى:(1/2)
{ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا çm"tRù&uچs% فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) } [القيامة:17-18].
2- تعريفه اصطلاحاً:
هو كلام الله تعالى المعجز المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، المكتوب في المصاحف، المنقول إلينا نقلاً متواتراً، المتعبد بتلاوته المتحدي بأقصر سورة منه (1).
أهمية تعليم القرآن الكريم
لا يشك منصف أن تعليم القرآن الكريم لأبناء المسلمين بات ضرورة ملحة تستدعي من الجميع بذل غاية ما يمكنهم كلاً فيما يقدر عليه و منبع تلك الأهمية ناشئ عن عدة أمور منها:-
1-أن القرآن الكريم كلام الله فهو يعلو ويسمو على كل كلام ومن صور تعظيم الله جل وعلا العناية بكتابة والتعليم من أهم ضروب تلك العناية - إن لم يكن أهمها فعلاً -، كيف لا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه)).
2-القرآن هو أفضل كلام على الإطلاق لقوله صلى الله عليه وسلم:
((القرآن أفضل من كل شيء دون الله))
وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه و من الأهمية بمكان أن نتعلم خير الكلام لنحصل على أفضل النتائج الخلقية والعملية وما أسعد جيلاً ترعرع في أكنا ف القرآن وتربى في مدرسته وتخلق بأخلاقه. (2)
3-تعليم القرآن من صلب عقيدة المسلم إذ لا يمكن أن يستقيم دين المؤمن كما أمره الله جل وعلا دون يكون لديه حد أدنى من العلم بالقرآن الكريم وبقدر العلم بالقرآن يكون الفقه في الدين فمقل ومستكثر.
4-القرآن هو نظام الله الكامل للبشرية الموصل لخيري الدنيا والآخرة فليس مجرد كتاب سماوي مقدس يقرأ في المناسبات بل هو منهج من تمسك به نجا ومن هجره هلك نسأل الله العافية.
__________
(1) المرجع كتاب " قرآنكم يا مسلمون ": إبراهيم بن محمد الضبيعي ص 10 وكتاب "مباحث في علوم القرآن": مناع القطان ص 20، 21)
(2) قرآنكم يا مسلمون: إبراهيم محمد الضبيعي ص 27.(1/3)
5-القرآن أفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه وفي قراءته من الثواب ما يكفي اللبيب أن لا يغفل عنه طرفة عين.
وقد ورد في الثواب على قراءة القرآن نصوص كثيرة منها:
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول أ لم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف )) وكذا قوله صلى الله عليه وسلم: (( يقال لقارئ القرآن، يوم القيامة اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فمنزلتك عند آخر آية تقرؤها)) (1)
مجالات العمل بالقرآن
العمل بالقرآن الكريم من أجل المقاصد وأسمى الغايات التي شمر لها المشمرون واجتهد في ميدانها المجتهدون وقد ضرب سلفنا الصالح أروع الصور في العمل بكتاب الله عز وجل والرجوع له في صغير الأمور وكبير ها مما أوصلهم إلى منزلة عالية من العزة في الدنيا ونسأل الله أن يجزل لهم الأجر والمثوبة في الآخرة غير أن العمل بالقرآن ليس حكراً على جيل دون آخر أو مجتمع دون غيره بل هو متاح مشاع لكل مسلم فطن يرجو الله والدار الآخرة قال تعالى: { وَلَقَدْ $tRِژœ£o" الْقُرْآَنَ حچّ.دe%#د9 فَهَلْ مِنْ 9چد.£‰-B (17) } [القمر:17].
__________
(1) رواه الترمذي.(1/4)
وتحري مواطن العمل بالقرآن واغتنامها باب عظيم من أبواب إظهار الدين ونصرته ولأجل ذلك بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم, قال تعالى: { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ ¼çnuچخgّàمد9 عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ onحچں2 الْمُشْرِكُونَ (33) } [التوبة:33]. وإذا ظهر الدين فقد تحققت نصرة الله جل وعلا لمن تسبب في ذلك لأن الله تعالى يقول: { إِنْ (#rمژفاZs? اللَّهَ ِNن.ِژفاZtƒ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) } [محمد:7]. فعلى قدر العمل الخالص بالقرآن يتوفر أحد أهم أسباب نصرة الله جل وعلا لذلك العامل فمقل ومستكثر وإليك بعض مجالات العمل بالقرآن الكريم أنقلها بتصرف من كتاب الشيخ د.خالد اللاحم. مفاتح تدبر القرآن الكريم:
1-تدبره واستخراج ما فيه من العلوم:
هذا هو المقصد المهم والمقصود الأعظم من إنزال القرآن قال تعالى:
{ كِتَابٌ çm"sYّ9u"Rr& إِلَيْكَ ش8uچ"t6مB لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ uچھ.xtFuٹد9ur أُولُو الْأَلْبَابِ (29) } [ص:29].
قال ابن مسعود رضي الله عنه:
(( إذا أردتم العلم فانثروا هذا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين )).
وقد قال ابن القيم رحمه الله في نونيته:
فتدبر القرآن إن رمت الهدى فالعلم تحت تدبر القرآن
2-مناجاة الله بالقرآن:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(( ما أذن الله لشيء، ما أذن لنبي حسن الصوت يجهر بالقرآن )) (1) ومعنى أذن: أي استمع.
ويتحقق هذا الهدف بما يلي:
أ-أن يستحضر القارئ رؤية الله له ( أي أن الله يراه ).
ب-أن يستحضر القارئ أن الله يسمعه ويستمع لقراءته.
ج-أن يستحضر القارئ مدح الله له وثناءه عليه وأنه يباهي به ملائكته.
د-أن يستحضر القارئ أن الله يخاطبه مباشرة، فإذا مرّ بآية تسبيح سبحّ وإذا مرّ بآية وعيد استعاذ وإذا مرّ بسؤال سأل، وهذا هو المقصود بالمناجاة.
3-تحري الثواب بقراءة القرآن:
__________
(1) رواه البخاري.(1/5)
ورد في الثواب على قراءة القرآن نصوص كثيرة منها:
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول أ لم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف )) (1)
4- الاستشفاء بالقرآن:
…قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) } [ يونس: 57].
فالقرآن شفاء للقلوب من أمراض الشبهات والوساوس، وشفاء للأبدان من الأسقام، فمتى استحضر العبد هذا المقصد فإنه يحصل له الشفاء النفسي والبد ني بإذن الله تعالى، فعن علي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((خير الدواء القرآن)) (2)
-كيف يحصل الشفاء بالقرآن ؟
يحصل ذلك بأمرين:
1-القيام به: وخاصة في جوف الليل الآخر مع استحضار نية الشفاء.
2-الرقية به: فالريق الناتج من تلاوة القرآن له أثر عظيم في القوة والنشاط والصحة والعافية لا يماثله أي خلطة من خلطات الأعشاب أو مركب من مركبات الصيادلة.
فينبغي أن نتعامل مع القرآن مباشرة فهو ميّسر لكل من صدق في التعامل معه وجدّ في القيام به. (3)
المبحث الثاني
أهمية الأمن للفرد والمجتمع
الفصل الأول/تعريف الأمن
الفصل الثاني/أهمية الأمن وأسباب تحقيقه
الفصل الثالث /منغصات الأمن
الفصل الأول
تعريف الأمن
__________
(1) رواه الترمذي.
(2) سنن ابن ماجة برقم (3501).
(3) مفاتح تدبر القرآن: خالد بن عبد الكريم اللاحم ص 25-45.(1/6)
أصل الأمن طمأنينة النفس وعدم الخوف، يقال: أمن كسلم وزناً ومعنى، وأمن البلد اطمأن به أهله (1) والمراد بالأمن هنا اطمئنان الفرد والأسرة والمجتمع على أن يحيوا حياة طبيعية في الدنيا لا يخافون على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ودينهم وعقولهم وتسلم من أن يعتدي عليها أو على ما يصونها ويكلمها أحد بدون حق، وفي ذلك اطمئنانهم بالسعي في كل ما يرضي الله سبحانه حتى يتم لهم الأمن في الآخرة بنيل رضا الله وثوابه والنجاة من عقابه.
هذا هو الأمن المطلوب على رضا الله والنجاة من غضبه يوم القيامة. (2)
والأمن لغة هو الاطمئنان والسكينة وفي المعجم الوسيط( أمن، أمنا، وأمانة، وأمنة: اطمأن ولم يخف فهو آمن، يقال لك الأمان؛ أي قد آمنتك ) وفي القرآن الكريم: { قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى دm½zr& مِنْ قَبْلُ (64) } [يوسف:64]. والأمنه: الأمن، منه قوله تعالى: { أَمَنَةً نُعَاسًا (154) } [آل عمران:154]. والبلد الآمن: هو البلد الذي اطمأن فيه أهله.
{ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ بûüدBF{$# (3) } [التين:1-3].
واستأمنه : طلب منه الأمان.
والأمنة :الاطمئنان وسكون القلب . والأمون : المطية المأمونة العثار . والمأمن: موضع الأمن.والأمن كما سبق أن قلنا هو ضد الخوف ونقيضه. قال تعالى: { وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا (55) } [النور:55].
__________
(1) ترتيب لسان العرب ليوسف خياط ونديم مرعشلي . مادة" أمن " بيروت، دار لسان العرب / والقاموس المحيط مادة " أمن " تأليف - مجد الدين يعقوب الفيروز أبادي، القاهرة مطبعة السعادة / المصباح المنير في غريب الشرح الكبير لأحمد بن محمد بن علي المعتري الفيومي.
(2) أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي لعبد الله حمد القادري ص 17. دار المجتمع جدة 1409هـ.(1/7)
والأمن للإنسان هو الطمأنينة والسكينه وانتفاء الخوف عن نفسه. ما يجعله مقبلا على الحياة بروح معنوية عالية، وثقة بالنفس. (1)
والأمن اصطلاحا::يعني الإجراءات الأمنية التي تتخذ لحفظ أسرار الدولة وتأمين أفرادها ومنشآتها ومصالحها الحيوية في الداخل والخارج. والإجراءات الأمنية تتطلب درجة عالية من التدريب واليقظة والحذر والمهارة للوقاية من نشاط العدو المتربص، لقول الله تعالى:
{ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ ِNن3دFysد=َ™r& وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ Z's#ّ¨B Zoy‰دn¨ur ........ (102) } [ النساء:102]. (2)
وعلى هذا نستنتج أن هناك تعريفات كثيرة للأمن، منها أن الأمن هو الطمأنينة والهدوء والقدرة على مواجهة الأحداث والطوارئ دون اضطراب ويقول وولتر ليمبان:
"إن الدولة تكون آمنه حينما لا تضطر للتضحية بمصالحها المشروعة ". ويقول روبرت ماكنمارا:
"إن أمن الدول يرتبط ارتباطا وثيقا بالتنمية والرفاهية الاجتماعية. وبذلك يكون الأمن هو القضاء على الجوع والفقر ".
ويقول خبراء الأمن: ان الأمن هو حاله ذهنية ونفسيه وعقليه.
وفي تراث العرب ورد معنى قريب من ذلك،
إذ يقول الشاعر المتنبي:
ومالخوف إلا ما تخوفه الفتى * وما الأمن إلا ما رآة الفتى أمنا
وبالتمعن في هذه التعريفات المختلفة، نجد أن المعاني المشتركة والمتلازمة التي تسبب انعدام الأمن هي: الجوع والفقر والخوف والظلم وتردى الحالة النفسية والذهنية لدى الفرد والجماعة على السواء. (3)
الفصل الثاني
أهمية الأمن وأسباب تحقيقه
__________
(1) القاموس المحيط مادة أمن.
(2) الأمن والمخابرات/ علي نميري صفحة 9-19. خرطوم مركز الدراسات التاريخية, 1417هـ.
(3) الأمن والمخابرات/ علي نميري صفحة 9-19. خرطوم مركز الدراسات التاريخية, 1417هـ.(1/8)
لقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية الأمن في حديث جامع، يقول صلى الله عليه وسلم: "من بات آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه،فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " .
ومنذ أن هبط آدم عليه السلام وزوجه من الجنة إلى الأرض تقمصهما توق فطري إلى الأمن، وسعي حثيث للتحرر من الخوف والشقاء، وبحث مضن عن الطريق المؤدي إلى ذلك، وقد بين الله سبحانه وتعالى هذا السبيل في قوله: { قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ سةi_دiB هُدَى فَمَنِ yىt7¨?$# هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) } [طه:123].
فالابتعاد عن هدى الرحمن يورث البغضاء والشك والحيرة والاضطراب، واتباع هدى الرحمن يورث الأمن والطمأنينة والتثبيت ولذا كان الأمن والإحساس بوجوده من عدمه حاله نفسية وعقليه، لأن الأمن تدخل فيه عناصر روحيه وأخلاقية، ويتأثر بالدين والثقافة والتقاليد وغيرها من العناصر التي تشكل الفرد والجماعة، ولعل من أهم المشاكل التي تؤثر في الإنسان ذهنيا ونفسيا مشكلتي الجوع والخوف، دعنا نتأمل قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، الذي انزل ذريته بواد غير ذي زرع فشعر بانتفاء الأمن في ذلك الموطن ودعا ربه:
{ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ دN¨uچyJ¨V9$# مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ حچ½zFy$# (126) } [البقرة:126].
وقد امتن الله تعالى على قريش بان منحهم نعمتي الطعام والأمن، فقال سبحانه:
{ لِإِيلَافِ C·÷ƒuچè% (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا دMّٹt7ّ9$# (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ NكgsYtB#uنur مِنْ خَوْفٍ (4) } [قريش:1-4].(1/9)
ويضرب الله مثلا آخر يرتبط فيه الأمن والاطمئنان بالجوع والخوف والظلم، إذ يقول: { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ ZpsYدB#uن Zp¨Zح³yJôـ-B يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ôNuچxےx6sù بِأَنْعُمِ اللَّهِ $ygs%¨sŒr'sù اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112) } [النحل:112]. (1)
فالأمن مطلب عزيز حرص عليه جميع الأحياء لأنه محسوس عاجل والنفس مولعة به فلا يقدم أحد على ما يكون سببا في فقد أمنه في الغالب، إلا لأحد أمرين:
الأمر الأول: عدم علمه بأن ما يقدم عليه سببا في فقد أمنه، كمن يقدم على الاعتداء على نفس محرمة فيزهقها.
الأمر الثاني: أن يترجح عنده الإقدام على الإحجام بما يكون سببا في فقد أمنه كمن اعتدي على دينه أو عرضه أو ماله. (2)
والعلاقة وثيقة بين الأمن والتقدم الحضاري يقول ول دوبرانت أن الحضارة تبدأ من حيث ينتهي الاضطراب والقلق والخوف .والحقيقة أن ظاهرة السلطة ومن ثم ظاهرة الدولة في المجتمع الإنساني، ارتبطت ارتباطا أساسيًا بالمقدرة على تحقيق ذلك الشعور بالأمن لدى الناس.
ومن مسيرة الإنسان الطويلة كانت مصادر الخوف تتنوع وتتعدد وكانت حاجة الإنسان إلى الأمن قائمة متجددة، وكان المبرر الأساسي لوجود سلطة الدولة هو إشباع ذلك الشعور وتحقيقه لدى الغالبية من الناس: الشعور بالأمن.
وبقدر ما تتسع مساحة الشعور بالأمن وتضيق مساحة الشعور بالخوف، بقدر ما يتحقق التقدم الحضاري في مجتمع من المجتمعات. (3)
__________
(1) الأمن والمخابرات/ علي نميري صفحة 9-19. خرطوم مركز الدراسات التاريخية, 1417هـ.
(2) أثر التربية الإسلامية صفحة 17-18.
(3) مد، مؤسسة نظرية الأمن والإيمان /عبد الوهاب محمود المصري.بيروت،مؤسسة الرسالة،1413هـ. دمشق، الدار المتحدة.صفحة143 حتى صفحة 146بتصرف.(1/10)
والخلاصة أن الأمن مطلب رئيس مقدم على الطعام والشراب إذ لاحياة هانئة و منتظمة ومستقرة إلافي ظلال الأمن الحقيقي ،وأهم أسباب تحقيق الأمن وجود سلطة عادلة تسوس الناس بنظام نزيه لا ظلم فيه ولا محاباة ولا يوجد نظام بهذه الصفات إلا الحكم بما أنزل الله تعالى.
الفصل الثالث
منغصات الأمن
ما هي منغصات الأمن؟
المنغصات التي تهدد الأمن وتعكر صفوه تتعدد بتعدد المجالات المرتبطة بالأمن ذاته،.
ومن منغصات الأمن في داخل الدولة:
1.وجود تيارات مسلحة معارضة داخل الدولة.
2.غياب التعاون بين مختلف قوى الدولة خاصة في قوى الأمن المتعددة.
3.إنتشار الفساد وسط قوى الأمن.
4.الظلم الاجتماعي واشتراك قوى الأمن في تكريسه.
5.ضعف الإنتاج الحربي في الذخائر وقطع الغيار والمعدات.
6.انخفاض المستوى التقني في المعدات.
7.عدم قدرة الدولة على تعبئة امكاناتها العسكرية والمدنية.
ومن المنغصات الخارجية للأمن:
1.الغزو المسلح.
2.الحشود المسلحة.
3.المناورات أو التدريب على الحدود أثناء التوتر السياسي.
4.دخول أراض الدولة من قبل قوات دول مجاورة أثناء مطاردتهم لمجرمين .
5.امتلاك الدولة المجاورة أسلحة هجومية متقدمة.
6.دخول دولة مجاورة في حلف عسكري أو امني مع العدو.
7.فرض الحظر على إمدادات الأسلحة وتجميد أرصدة الدولة بالخارج.
8.اضطراب أمن دول الجوار وآثاره السلبية ومنها تدفق اللاجئين والأسلحة.
وهناك ما يسمى بالتهديد السياسي ويتمثل في ضعف المشاركة الشعبية ووجود تأثير ضار وضغوط على النظام السياسي من فئات تسعى لتحقيق مصالحها الشخصية البحتة.
وضعف السلطة التنفيذية وتنا قض الأهداف وانتفاء الاستقرار السياسي وكثرة تعديل القرارات والتعديلات الوزارية والصراع الاجتماعي والفئوي والقبلي الحاد.(1/11)
وأيضاً هناك منغص خارجي آخر للأمن ألا وهو تجميد عضوية الدولة في المنظمات السياسية وكذا فرض العقوبات من المنظمات الدولية والتحالف والتكتل السياسي ضد الدولة وقطع العلاقات الدبلوماسية وأعمال الجاسوسية والتخريب وترويج الدعاية والشائعات ضد الدولة لعزلها عن المجتمع الدولي.
أما الناحية الاقتصادية فيتجلى تهديدها في فرض الحصار الاقتصادي على الدولة والمقاطعة الاقتصادية والسياسات الاقتصادية المعادية وإيقاف المعونات والتدخل الخارجي لفرض أوضاع اقتصادية لا تتفق ومصالح الدولة. (1)
و من آثار اختلال الإقتصاد في الدولة مايلي :
1.تفشي الفقر.
2.انخفاض مستوى المعيشة.
3.ضمور الناتج القومي.
4.انتفاء العدالة في توزيع الثروة.
5.وجود فوارق طبقية هائلة.
6.ارتفاع نسبة البطالة.
7.ضعف توفير الطاقة والمواد الأولية للصناعات وخلل التموين وقلة الإنتاج.
8.الإغراق في الاستيراد لتلبية النقص في الحاجات الأساسية.
9.غياب أو ضعف الرقابة الحكومية على الحركة الاقتصادية وبالتحديد على المصارف الخاصة والأجنبية.
وهذا يؤثر بلا شك في ارتفاع نسبة الجريمة وعدم الشعور بالأمن.
ومن منغصات الأمن كذلك اختلال الأمن الفكري:
ذلك أن الدولة المعادية اذا عجزت عن المواجهة المباشرة لجأت إلى زعزعة الأمن بنشر الشائعات والترويج للشبهات التي اذا لم تجد من يتصدى لها ويحد من انتشارها فإنها تفتك بالأمن وتقوض بنيانه و تهيئ جواً من القلق وعدم الطمأنينة في المجتمع .
المبحث الثالث
.. القرآن والأمن ..
الفصل الأول/أثر القرآن على سلوك الفرد والمجتمع
الفصل الثاني/أثر القرآن على أداء رجال الأمن
الفصل الثالث/أثر القرآن الكريم على السجناء
الفصل الأول
أثر القرآن على سلوك الفرد والمجتمع
__________
(1) الأمن والمخابرات صفحة 17-20, بتصرف.(1/12)
إذا أردنا الحديث عن أثر القرآن على سلوك الفرد فهو يتعلق بالسلوك الأخلاقي الفردي والالتزام بالمبادئ والقيم المعتبرة التي تشيع روح البناء والاستقرار في المجتمع، ومن أهم تلك المبادئ الأمانة وهنا نجد قوله تعالى: { * إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى $ygد=÷dr& وَإِذَا OçFôJs3xm بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا #[ژچإءt/ (58) } [النساء:58].
وصور الأمانة التي أشارت إليها الآية كثيرة و هي كل أمر يرتبط بإنسان لصالح إنسان آخر. و أداؤها- أي الأمانة- أمر يجب التنويه به لأن أداءها هو الأساس السليم للترابط القوي بين الأفراد وعليه يقوم تماسك الأمة وبفقده يبدأ المجتمع بالتفكك والاضطراب. (1)
و التهذيب في المعاملة أداء للأمانة كما حثت الآيات الواردة في هذا الباب, والتي أكدت على عبادة الله والإحسان للوالدين وعدم قتل الأولاد خشية الفقر وعدم الاقتراب من الفواحش, والوفاء بالكيل وغير ذلك مما جاء في مثل قوله تعالى:
__________
(1) منهج القرآن الكريم في تطور المجتمع/ محمد البهي/ ص 92, القاهرة, مكتبة وهبه, ج2/ 1399هـ.(1/13)
{ * قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا tPچxm رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ $Z"ّx© بûّït$د!¨uqّ9$$خ/ur إِحْسَانًا وَلَا (#ûqè=çFّ)s? أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ ِNèd$ƒخ)ur وَلَا (#qç/uچّ)s? |·دm¨uqxےّ9$# مَا uچygsك مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي tPچxm اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ِ/ن3د9¨sŒ وَصَّاكُمْ بِهِ ِ/ن3¯=yès9 تَعْقِلُونَ (151) وَلَا (#qç/uچّ)s? مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ 4س®Lxm يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ِNà6د9¨sŒ وَصَّاكُمْ بِهِ ِ/ن3¯=yès9 ڑcrمچھ.xs? (152) وَأَنَّ هَذَا 'دغ¨uژإہ مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ ¾د&ح#خ7y™ ِNن3د9¨sŒ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) } [الأنعام:151-153].
ومما يعزز الشعور بالأمن في المجتمع مراعاة أدب الاستئذان عند ارادة الدخول في مسكن الغير حيث جاء قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ 4س®Lxm (#qف،دSù'tGَ،n@ وَتُسَلِّمُوا عَلَى $ygد=÷dr& ِNن3د9¨sŒ ضژِچyz لَكُمْ ِNن3¯=yès9 ڑcrمچھ.xs? (27) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا #Y‰xmr& فَلَا تَدْخُلُوهَا 4س®Lxm يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ زOٹد=tو (28) لَيْسَ عَلَيْكُمْ îy$sYم_ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (29) } [النور:27-29].(1/14)
وهناك آداب أخرى كثيرة ذكرت في القرآن منها أدب المعاشرة وأدب الجلوس وأدب المباشرة في الحكم وعدم تفضيل بعض الخصوم على بعض في مجلس القضاء لأي سبب كان (1) والأمن الكامل لا يتحقق إلا بالخوف التام من الله وحده والتوكل عليه وعدم الخوف ممن سواه وهو الأمر الذي نافح عنه أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام عندما خوفه قومه بآلهتهم كما قال تعالى واصفاً حاله : { وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ 'دoTûq'f¯"utéBr& فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ 'دn1u' $Z"ّx© وَسِعَ 'دn1u' كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ بû÷üs)ƒحچxےّ9$# ',xmr& بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ (#ûqف،خ6ù=tƒ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ tbrك‰tGôg-B (82) } [الأنعام:80-82].
وبهذا يعلم أن الأمة التي تحوز الأمن العام في الدنيا والآخرة هي أمة التوحيد والطاعة لله والرسول صلى الله عليه وسلم وان السعي للحصول على الأمن في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما معاً بغير ذلك ضرب من اللعب أو اللهو.
__________
(1) منهج القرآن الكريم في تطور المجتمع/ محمد البهي/ القاهرة, مكتبة وهبه, ص 95-103 . 1399هـ.(1/15)
ولذا نجد أن أغلب الأمم التي تدعي أنها تنشد الأمن والرخاء والاستقرار لا تسلك سبيل هذا القسم بل أنها لتضع السدود أمام سالكيه وتحاربهم وتصد من أراد أن يستجيب لهم فيدل على ذلك قصص الأنبياء والرسل مع قومهم وتاريخ الدعاة إلى الله مع الأجيال المتلاحقة والمتأمل في قصة نوح مع قومه وإبراهيم مع قومه وحتى قصة محمد مع قومه (عليهم الصلاة وأتم التسليم). يرى أن أغلب تلك الأمم تسعى جاهدة لتعاطي كل سبيل يوصلها إلى خوفها وهلاكها ودمارها وتسد كل باب يوصلها إلى أمنها واطمئنانها واستقرارها، على الرغم من دعوى السعي الجاد إلى الأمن والاستقرار.فينطبق عليهم تماماً ما ذكر الله تعالى في كتابه من أن أكثر الناس ضالون مضلون فاسقون كافرون غير مؤمنين. (1)
كما نجد أن الأصول التي تقوم عليها الحياة الطيبة هي التي يسميها العلماء بالضرورات الخمس وهي الدين والنفس والعقل والعرض والمال وبعضهم يضيف اليهما ضرورة سادسة وهي النسل.
هذه الضرورات إذا لم تحفظ لأي أمة فان بقاء تلك الأمة مستحيل وانقراضها محقق. (2)
وهنا لابد أن نتأمل كلام الأمام الشاطبي رحمه الله حيث يقول:
"فأما الضرورات فمعناها أنها لابد فيها من قيام مصالح الدين والدنيا، بحيث إذا فقدت لم تجر مصالح الدنيا على استقامة"أ.هـ بتصرف (3)
وإذا راجعنا نصوص القرآن والسنة وكتب الشريعة وجدنا أن هذه الأصول التي لا حياة بدونها هي الهدف الذي يجب أن يكون نشاط الإنسان كله متجها لحفظه وحفظ ما يكمله أو درء ما يضعفه.
__________
(1) أثر التربية الإسلامية ـ مرجع سابق ص 20.
(2) أثر التربية الإسلامية ـ مرجع سابق ص 20-21.
(3) الموافقات/ أبو إسحاق إبراهيم موسى الشاطبي تحقيق عبد الله دراز, ترتيب محمد فؤاد عبد الباقي ج2 ص 8.(1/16)
ولذا فإن تعليم القرآن الكريم يربي في أنفس المتلقين الحرص على الآداب التي أمر الله تعالى على التحلي بها, والتخلي والابتعاد عمّا نهى الله تعالى عنها, وبذلك تثمر حلق تعليم وتحفيظ القرآن فرداً صالحاً يعزز الأمن ويقوي لحمته داخل المجتمع والخيرية أمام معلمي ومعلمات وطلاب وطالبات حلق تحفيظ القرآن الكريم تجعلهم أخيار في أنفسهم لأن القرآن دعا لذل ولأن المصطفى عليه الصلاة والسلام أكّد ذلك في مثل قوله: (( خيركم من تعلم القرآن وعلّمه )) والخيرية هنا في كل شيء وشاملة لجوانب الحياة وأطراف العملية التعليمية: من المعلم, والمتعلم. والنفس الزكيّة بالقرآن آمنة مأمونة ومؤمنة للآخرين.
سمعتك يا قرآن والليل ساكنُ
سريت تهز القلب سبحان من أسرى
فتحنا بك الدنيا فأشرق نورها
وطفنا ربوع الأرض نملأها عدلا
كما أن المجتمع المنشغل بالقرآن المكرم لأهله مجتمع آمن لأن الله تعالى يقول: { إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ "د‰÷ku‰ لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (9) } [ الإسراء:9].والهداية هنا في كل شيء وإلى كل شيء في الاعتقاد وفي الأخلاق وفي المعاملات والعبادات وفي شؤون الحياة والعلاقة بين الأحياء.
الفصل الثاني
أثر القرآن على أداء رجال الأمن
رجل الأمن هو المحور التطبيقي والخبير بالجرائم التي ترتكب لأنه الشخص المباشر للجريمة وهو الذي يخوض معركتها ويدور في فلكها ومن هنا لابد من المعرفة بالأساليب التي تسلك لوقاية الشباب من الوقوع في الجريمة سواء كان ذلك في المجال الديني الأخلاقي أو المجال النفسي، أو الاجتماعي أو الثقافي والإعلامي أو المجال الرياضي والجسمي.
فالشباب هم سند الأمة وثروتها في حاضرها وذخرها وأملها في المستقبل فإذا لم يستغل المسؤلون وعلى رأسهم رجال الأمن هذه القوة والفتوة في صالح أمة الإسلام والمجتمع المسلم فربما جذبها الأعداء، فجعلوها سهما ورماحاً ضد الدين الإسلامي والمجتمع المسلم.(1/17)
وهنا نبين دور رجال الأمن في الحماية من الجريمة كما نعرف الشباب بالأخطار المحدقة بهم ونذكر لهم سبل العلاج في جميع المجالات التي يواجهونها في حياتهم. (1)
والمتأمل في القرآن الكريم يجد إنكاراً من الله تعالى على من أضاع شبابه في غير طاعة الله تعالى، كما ذكر القرطبي في تفسيره لقوله تعالى:
{ وَيَوْمَ قعuچ÷èمƒ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي â/ن3د?$uٹxm الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا (20) } [الأحقاف:20].
حيث ذكر عن بعض السلف أنه فسر الطيبات فقال: الطيبات: الشباب والقوة من قولهم ذهبت اطيابه أي شبابه وقوته. (2)
فالقرآن الكريم هو المعجزة التي أيد بها الله سبحانه وتعالى رسوله الأمين - صلى الله عليه وسلم - وفي ذلك يقول تعالى: { وَلَقَدْ y7"sY÷ s?#uن سَبْعًا مِنَ 'دT$sVyJّ9$# وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ (87) } [الحجر:87].
ويقول عزوجل: { الم (1) y7د9¨sŒ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدَى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ ة=ّtَّ9$$خ/ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا tAح"Ré& إِلَيْكَ وَمَا tAح"Ré& مِنْ y7د=ِ7s% دouچ½zFy$$خ/ur َOèd يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدَى مِنْ ِNخkحh5' وَأُولَئِكَ هُمُ ڑcqكsد=ّےكJّ9$# (5) } [البقرة:1-5]
وإذا نظرنا إلى المصدر الأول للإسلام وهو القرآن وتدبرنا آياته وتأملنا موضوعا ته واهتماماته نستطيع أن نصفه بأنه كتاب يهدف لإسعاد الإنسان. (3)
__________
(1) دور رجل الأمن في حماية الشباب من الجريمة ص 6-7 / عبد المحسن السحيباني. الرياض دار الوطن 1422هـ.
(2) الجامع لأحكام القرآن/ أبو عبد الله محمد بن عبد الله القرطبي. القاهرة, دار الكاتب العربي, ص 16-20.
(3) المؤسسة العامة للإسلام/ يوسف القرضاوي/ ص 79 وما بعدها.(1/18)
و للقرآن أثر عظيم على رجال الأمن فهو عامل رئيس في تقوية شخصياتهم وجعلها قادرةً على مواجهة المواقف الصعبة بثبات ويقين ويسهم القرآن كذلك إسهاماً ظاهراً في تهذيب أخلاقهم وسلوكهم وأسلوب حياتهم. (1)
وهكذا يؤثر القرآن تأثيرا عظيما في نفس رجل الأمن فهو يزيد من ثقته بنفسه، ويزيد في قدرته على الصبر وتحمل مشا ق الحياة ويبث الأمن والطمأنينة في النفس، ويبعث على راحة البال، ويغمر الإنسان بالسعادة.
وتتحقق لرجل الأمن سكينة النفس وأمنها وطمأنينتها لأن إيمانه الصادق بالله يمده بالأمل والرجاء في عون الله ورعايته وحمايته، فرجل الأمن المؤمن دائما يتوجه لله تعالى في عبادته وفي كل ما يقوم به من أعمال ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى، ولذلك فهو يشعر أن الله تعالى معه دائما وهو في عونه دائما ولاشك بأن شعور المؤمن أن الله تعالى في عونه كفيل بأن يبث في نفسه الشعور بالأمن والطمأنينة. (2)
وقد أجريت بفضل الله تعالى دراسة عن أثر القرآن الكريم في رفع مستوى أداء رجال الأمن فكانت النتيجة عجيبة جداً حيث أكد99% من الشريحة التي أجريت عليهم الدراسة وكلهم من رجال الأمن أن الارتباط بالقرآن الكريم يرفع مستوى أداء رجال الأمن ، وقال 98% منهم أن العناية بالقرآن الكريم تقلل من فرصة الوقوع في التدخين والمخدرات.
وبهذا يتبين أهمية العناية بتدريس القرآن الكريم وعلومه في المعاهد والكليات العسكرية, وافتتاح أو زيادة حلق تعليم وتحفيظ خيرية في المجمعات السكنية لمنسوبي قوى الأمن وفي المدارس والكليات العسكرية حتى تؤتي تلك العناية ثمارها الطيبة بإذن الله ويظهر أثرها جلياً على رجال الأمن وفقهم الله وبارك فيهم.
الفصل الثالث
أثر القرآن الكريم على السجناء
__________
(1) أثر القرآن الكريم في الأمن النفسي/ ناهد الخراشي/ ط 4, القاهرة, دار الكتب الحديث/ 1423-2003 ص 141.
(2) الإيمان والحياة ص 119-121/ يوسف القرضاوي / بيروت, مؤسسة الرسالة, د.ت.(1/19)
إن السجين الصادق الإيمان التائب من ذنبه لا يشعر بالقلق الناشئ عن الإحساس بالذنب وهو ما يعاني منه الكثير من المذنبين غير التائبين
ذلك أن المؤمن الحق إذا اخطأ ،فإنه لا يلبث أن يتذكر خطأه ويعترف به ويستغفر الله تعالى على ما ارتكب من خطأ ويتوب إليه، و يعلم أن الله تعالى يقبل التوبة ويغفر الذنوب. (1)
{ وَمَنْ يَعْمَلْ #¹نûqك™ أَوْ ِNد=ّàtƒ نَفْسَهُ ثُمَّ حچدےَّtGَ،o" اللَّهَ د‰إftƒ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) } [النساء:110].
{ 'دoTخ)ur لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ $[sد="|¹ ثُمَّ اهْتَدَى (82) }
[طه: 82].
{ * قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) } [الزمر:53].
إن عدم اعتراف السجين بذنبه واستغفاره الله سبحانه وتعالى, وتأجيل توبته إليه كلها أمور تحول دون محاولة إقصاء فكرة الذنب عن ذهنه تخلصا مما تسببه له من ألم نفسي وإن محاولة إقصاء فكرة الذنب عن الذهن تؤدي في النهاية إلى الكبت اللاشعوري لفكرة الذنب وهي الشعور بالدونية وهذا يسبب له كثيرا من التوتر النفسي وبالتالي الإصابة بالأمراض النفسية المؤلمة.
ولهذا كان تذكر السجين لذنوبه واعترافه بها واستغفاره لله سبحانه وتعالى عن ارتكابه لها وتوبته إليه إنما يعمل على وقايته من الكبت اللاشعوري للإحساس بالذنب الذي يسبب القلق ونشوء أعراض الأمراض النفسية. (2)
وهذا ما ينجو منه السجين الذي يعتني بكتاب الله عزوجل تعلماً وحفظاً وتدبراً وفهماً تتكون لديه رغبة في إصلاح نفسه ومجتمعه خاصةً اذا فقه حرص الشريعة على مكافحة الجريمة ويؤكد ذلك نصوص كثيرة من القرآن الكريم منها قوله تعالى:
__________
(1) الإيمان والحياة ص 119-121/ يوسف القرضاوي / مرجع سابق.
(2) أثر القرآن الكريم في الأمن النفسي/ ص 146.(1/20)
{ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى خژِچsƒù:$# وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ حچs3YكJّ9$# وَأُولَئِكَ هُمُ ڑcqكsد=ّےكJّ9$# (104) } [آل عمران:104].
وقوله تعالى: { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ ûسة_t/ ں@ƒدن¨uژَ خ) عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ y7د9¨sŒ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ 9چx6Y-B فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) } [المائدة:78-79].
{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ ôMy_حچ÷zé& لِلنَّاسِ tbrقگكDù's? بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ حچx6ZكJّ9$# وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ِ (110) } [آل عمران:110].
وقوله تعالى: { وَالْمُؤْمِنُونَ àM"sYدB÷sكJّ9$#ur بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ڑcrقگكDù'tƒ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ حچs3ZكJّ9$# (71) } [التوبة:71].
وقوله تعالى في صفة المؤمنين:
{ الْآَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ حچx6YكJّ9$# وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112) } [التوبة:112].
وقوله تعالى: { الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ حچs3ZكJّ9$# وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) } [الحج:41].
وقد أحسنت حكومة المملكة العربية السعودية وفقها الله تعالى بسنها تخفيف مدة العقوبة إلى النصف في حال إتمام السجين لحفظ كتاب الله تعالى وفي دراسة أجريت على مجموعة من السجناء في إصلاحية الحاير بالرياض تبين أن 99% من تلك المجموعة يرون أن المداومة على تلاوة القرآن وتعلمه تجعل المرء أكثر تمسكاً بالأخلاق والآداب الإسلامية .
خاتمة و توصيات(1/21)
ختاماً أحمد الله عز وجل الذي بنعمته تتم الصالحات على تفضله علي بإتمام هذا البحث وأرجو الله تعالى أن يكون من صالح عملي الذي أدخره ليوم يجعل الولدان شيباً ، وأشكر كل من ساهم في إخراجه بهذه الصورة ، وأعلم يقيناً بوجود هفوات لعلها يسيره لا يسلم منها جهد بشري ومما يحسن الإيصاء به في نهاية هذا البحث مايلي:-
1-العناية أكثر بتدريس القرآن الكريم في بلاد المسلمين وبذل الغالي والنفيس في ذلك نصرة لدين الله عز وجل .
2-رفع مستوى قدرة رجال الأمن على قراءة القرآن الكريم وتدبره وفهمه لأن من نتائج الإستبانة التي وزعت على بعضهم أن95% منهم لديهم الرغبة في تحسين تلاوتهم للقرآن الكريم و87%منهم لايتجاوز حفظهم ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم.
3- الإشادة بدور الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في حفظ أبناء المسلمين من الإنحراف الفكري والخلقي في وسائل الإعلام المختلفة .
4- إقامة حلقات خاصة لتعليم فهم وتدبر القرآن الكريم لتحصل أكبر فائدة ممكنة من كتاب الله جل وعلا.
5- إضافة مادة علوم القرآن الكريم في المناهج الدراسية ترفع من معرفة الطلاب بأهمية تعلم كتاب الله عز وجل .
هذا ما تيسر ذكره وأسأل الله عز وجل أن ينفع بها كاتبها وقارئها وجميع المسلمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الملاحق
نتائج165 استبيان وزع على بعض رجال أمن
السؤال الأول/ هل تقرأ القرآن بإتقان؟
الجواب/
54%نعم،90 اجابه
12%لا،21 اجابة
32%غيرمتأكد 54 اجابة
السؤال الثاني /هل تقرأ القرآن الكريم يومياً؟
الجواب/
32%يومياً 54اجابة
60%احياناً 100اجابة
6%نادراً 11اجابة
السؤال الثالث/هل سبق أن التحقت ببرنامج لتعليم القرآن الكريم؟
49% نعم 81اجابة
51%لا84اجابة
السؤال الرابع/ ما مقدار حفظك من القرآن الكريم؟
أكثر من خمسة أجزاء 4% 7اجابات
من خمسة إلى ثلاثة أجزاء 7% 13اجابة
اقل من ثلاثة أجزاء 87% 145اجابة(1/22)
السؤال الخامس/ هل لديك الرغبة في تحسين تلاوتك للقرآن الكريم؟
95%نعم 158 إجابة
4%لا 7اجابات
السؤال السادس/هل تعلم القرآن الكريم يرفع مستوى أداء رجال الأمن ؟
99، 4% نعم 164اجابة
6، % غير متأكد إجابة واحدة فقط
السؤال السابع/ هل المداومة على قراءة القرآن الكريم تقلل من فرصة الوقوع في تعاطي التدخين والمخدرات؟
98%نعم 162اجابة
2% غير متأكد 3اجابات
نتائج
122 استبانه وزعت على عينة من السجناء وغيرهم من أفراد المجتمع
السؤال الأول/ هل تقرأ القرآن بإتقان؟
الجواب /
54%نعم 67اجابة
13%لا17اجابة
33%غير متأكد 38اجابة
السؤال الثاني /هل تقرأ القرآن الكريم يومياً؟
الجواب/
63%يومياً 78اجابة
34%أحيانا 42اجابة
3%نادراً إجابتان
السؤال الثالث/هل سبق أن التحقت ببرنامج لتعليم القرآن الكريم؟
الجواب/
66%نعم 80اجابة
34%لا42اجابة
السؤال الرابع/ ما مقدار حفظك من القرآن الكريم؟
الجواب /
43% اكثر من خمسة أجزاء 53اجابة
20%من خمسة إلى ثلاثة أجزاء 25 اجابة
37% اقل من ثلاثة أجزاء 44اجابة
السؤال الخامس/ هل لديك الرغبة في تحسين تلاوتك للقرآن الكريم؟
98%نعم 120 إجابة
2%لا إجابتان
السؤال السادس/هل تعلم القرآن الكريم يرفع مستوى الأمن في المجتمع؟
95% نعم 116اجابة
3%لا 3اجابات
2% غير متأكد 3اجابات
السؤال السابع/ هل المداومة على قراءة القرآن الكريم تقلل من فرصة الوقوع في تعاطي التدخين والمخدرات؟
98%نعم 120اجابة
2% غير متأكد اجابتان
السؤال الثامن/ هل المداومة على تلاوة القرآن الكريم تجعل صاحبها أكثر التزاماً بالأخلاق والآداب الإسلامية؟
99%نعم 121اجابة
1%لا إجابة واحدة فقط
المراجع والمصادر
1/ القرآن الكريم.
2/أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي/تأليف عبد الله حمد القادري.جدة, دار المجتمع/1408هـ
3/أثرا لقرآن الكريم في الأمن النفسي /ناهد الخراشي/ط4. القاهرة,دار الكتاب الحديث,1423هـ.(1/23)
4/الأمن والمخابرات/علي نميري /الخرطوم, مركز الدراسات التاريخية.
5/ الأيمان والحياة/يوسف القرضاوي/بيروت، مؤسسة الرسالة د.ت
6/ترتيب لسان العرب /تأليف يوسف خياط ونديم مرعشلي/بيروت، دار لسان العرب.
7/الجامع لأحكام القرآن / أبو عبد الله محمد عبد الله القرطبي/القاهرة، دار الكتاب العربي، د.ت
8/الخصائص العامة للإسلام /يوسف القرضاوي / ط9/بيروت، مؤسسة الرسالة، 1416 هـ.
9/دور رجل الأمن في حماية الشباب من الجريمة/عبد الحميد السحيباني/ الرياض، دار الوطن/1422هـ.
10/العولمة والأمن/عبد الرحمن الياسين /الرياض/ دار طويق/2001م.
11/القاموس المحيط/مجد الدين يعقوب الفيروز ابادى/القاهرة / مطبعة السعادة.
12/مدخل إلى نظرية الأمن والأيمان /عبد الوهاب محمود المصري / بيروت، مؤسسة الرسالة، 1413 هـ.
دمشق، الدار المتحدة، 1413 هـ.
13/المصباح المنير في غريب الشرح الكبير/أحمد بن محمد علي المعري الفيومي.بيروت ،مؤسسة الرسالة،د.ت.
14/منهج القرآن في تطوير المجتمع /محمد البهي /القاهرة، مكتبة وهبة، ط 2 /1399هـ. القاهرة،قات/أبو اسحق إبراهيم موسى الشاطبي/تحقيق محمد عبد الله دراز /ترتيب محمد فؤاد عبد الباقي.القاهرة، د.ن،د-ت.
15 /كتاب " قرآنكم يا مسلمون ": إبراهيم بن محمد الضبيعي ص 10
16 /كتاب "مباحث في علوم القرآن": مناع القطان ص 20، 21)
17 / كتاب: مفاتح تدبر القرآن: خالد بن عبد الكريم اللاحم ص 25-45.
الفهرس
مڑالموضوعڑرقم الصفحةٹڑ
ڑ1ڑمقدمةڑ2ٹڑ
ڑ2ڑتعريف القرآنڑ6ٹڑ
ڑ3ڑأهمية تعليم القرآنڑ7ٹڑ
ڑ4ڑمجالات العمل بالقرآنڑ8ٹڑ
ڑ5ڑتعريف الأمنڑ12ٹڑ
ڑ6ڑأهمية الأمن وأسباب تحقيقهڑ15ٹڑ
ڑ7ڑمنغصات الأمنڑ18ٹڑ
ڑ8ڑأثرالقرآن على سلوك الفرد والمجتمعڑ21ٹڑ
ڑ9ڑأثرالقرآن على أداء رجال الأمنڑ25ٹڑ
ڑ10ڑأثر القرآن على السجناءڑ28ٹڑ
ڑ11ڑخاتمةڑ31ٹڑ
ڑ12ڑالملاحقڑ32ٹڑ
ڑ13ڑالمراجع والمصادرڑ 35ٹڑ
ڑ14ڑنبذة عن الباحثڑ 37ٹڑ
ڑ15ڑالفهرسڑ38(1/24)