جامعة الإمارات العربية المتحدة
كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية
برنامج علم الاجتماع
الأبعاد الاجتماعية المرتبطة بظاهرة التداوي بالقرآن
دراسة ميدانية وتحليل سوسيولوجي
د. صالح سليمان عبدالعظيم
أستاذ مساعد
15 مارس 2007
الأبعاد الاجتماعية المرتبطة بظاهرة التداوي بالقرآن
دراسة ميدانية وتحليل سوسيولوجي
مقدمة:
... مما لاشك فيه أن علاقة البشر بالدين منذ بدء الخليقة وحتى الآن علاقة مركزية ومُوجِهة لمعظم حركة التاريخ وتشكيلاته المجتمعية المختلفة. فمنذ القدم، وحتى قبل نزول الديانات السماوية، كان الدين بالنسبة للإنسان مسألة إحتياج حيوي من أجل مواجهة التحولات المناخية العنيفة، ومواجهة الزلازل والبراكين، إضافة إلى مواجهة الحيوانات المفترسة. فاخترع الإنسان القديم توتمه الخاص به، من أجل التقرب له، ومواجهة تلك التحديات البيئية المحيطة به، والتي يصعب عليه التغلب عليها.
وفيما بعد ظهور الديانات السماوية أصبح إرتباط الإنسان بالدين أكثر عقلانية واستمرارية ووضوحاً بعد ارتباطه بالكتب المقدسة، وبالرسل وبالأنبياء، وبإحساس الإنسان القوي بقدرة الخالق سبحانه وتعالى على تسيير شؤون البشر والطبيعة والبيئة والتاريخ والحضارات المختلفة. ومنذ تحقق ذلك الشعور الذي يربط الإنسان بالله وبالدين وبالرسل، أصبحت حياته أكثر ارتباطاً بالعبادات والممارسات والشعائر الدينية المختلفة، كما أصبح الدين محوراً هاماً من محاور حياته وصراعاته التاريخية.(1/1)
فحول الدين وشعائره وممارساته المختلفة تنشأ العديد من المؤسسات المختلفة مثل دور العبادة، والمؤسسات التعليمية الدينية المختلفة. وحول الدين تنشأ أيضاً العديد من الأفكار ذات الجذور الدينية مثل الكتابات والشروحات المختلفة للكتب السماوية. ولا يقف البشر فقط عند الجوانب الدينية المختلفة وعلى رأسها العبادات، بل إنهم يربطون بين الدين وبين العديد من ممارساتهم اليومية، سواء عبر الذهاب لدور العبادة المختلفة، أو عبر الإحتفالات ذات الطابع الديني المباشر، أو سواء عبر التبرك بالكتب السماوية المقدسة، والإحتماء بها، والإعتماد عليها، والتفاؤل بجوانبها المختلفة. ففي معظم المجتمعات البشرية يمثل الدين مركزاً رئيساً يلتف حوله البشر، ويمثل مرشداً جامعاً لمعظم سلوكياتهم، رغم الإختلاف النسبي فيما بينهم بخصوص درجة إرتباطهم بالدين وشعائره وجوانبه المختلفة (أنظر جون بول 2001؛ زيمل 1993؛ إسماعيل 1989؛ الخشاب 1988؛ بيومي 1985؛ الخريجي 1982).
ومهما تعددت وتنوعت الأفكار البشرية المختلفة، وتعددت وتنوعت مدارسها، ومهما إزداد بريقها ووهجها وإقبال البشر والشعوب عليها، فإن التعاليم والأفكار الدينية تظل مصاحبة لحركة التاريخ، وتقدم البشر، وتغير المجتمعات. لكن المسألة الهامة هنا تتمثل في الكيفية التي تستطيع بها المجتمعات الإنسانية الجمع بين جوانب الحياة اليومية وتطوراتها المختلفة وبين الجوانب الدينية المختلفة، بحيث لا يتعارض أحدهما مع الآخر، ويتواصلان في تناغم حقيقي، يعمل من أجل صالح البشرية، ومن أجل تحقيق العدل والمساواة. وتتمثل المُعضلة الرئيسة هنا في إيجاد صيغة تصالحية بين الحياة اليومية والممارسات الدينية، فحيثما إستطاع البشر إيجاد هذه الصيغة، إستطاعوا توجيه تفاعلهم نحو المستقبل المنشود، ونحو التغيير الإيجابي، ونحو تحقيق مستويات أرقى من التقدم والتطور والحياة الإنسانية الكريمة.(1/2)
ورغم المحاولات التي تبنتها عصور التنوير الأوروبية من أجل فصم العلاقة بين العلم والجوانب العقلانية من جانب وبين الدين والجوانب الغيبية من جانب آخر، إلا أن حاجة الإنسان إلى هذه الجوانب الروحية أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك على أهمية الجانب الديني الروحي في حياة الإنسان. لقد قامت دعاوى التنوير الأوروبية على الإيمان الوضعي المطلق في التعامل مع واقع الحياة الاجتماعية الإنسانية، مع ما يتضمنه ذلك من إمكانية ترسيم علاقات الإنسان الحياتية اليومية، ومساراته الآنية والمستقبلية مثلما يتم التعامل مع الجوانب الطبيعية المادية المحيطة به، وهو ما ثبت خطأه بدرجة كبيرة من حيث صعوبة المماثلة بين العالم الطبيعي المادي والعالم الاجتماعي المعنوي. فالبشر يؤسسون عوالمهم من خلال الربط بين الجانبين المادي والمعنوي، وبدون هذا الربط تستحيل الحياة إلى هيمنة جانب على جانب آخر مع ما يستتبع ذلك من تدهور وإنهيارات مجتمعية.
ولا تختلف المجتمعات المسلمة عن غيرها من المجتمعات الأخرى في ارتباطها الديني، وإعتدادها بالإسلام والشعائر المرتبطة بها. فالإسلام يمثل عنصراً هاماً وحيوياً في بنية المجتمعات المسلمة الأمر الذي يجعله قاسماً مشتركاً في الكثير من شؤون حياتهم ومعاملاتهم اليومية. وربما لا يوجد عنصر حيوي وحاضر بشكلٍ مستمر في حياة المسلمين مثلما هو الحال مع الإسلام. فالإسلام يمثل الهوية الرئيسة بالنسبة لجموع المسلمين في كافة أنحاء العالم. ورغم إختلاف الثقافات بين معظم المسلمين في كافة أنحاء العالم، فإن الإسلام يظل هو العنصر المُوحد فيما بينهم، والذي يحيل الإختلافات الثقافية فيما بينهم إلى عناصر تواد وتقارب وتراحم وقبول، بسبب ما يوفره لهم من مظلة أعم وأشمل محورها التسامح والقبول.(1/3)
ويمنح الإسلام المسلمين في كل مكان في العالم قدراً كبيراً من التوحد والإلتفاف حول قيم وعادات وتقاليد مشتركة، رغم بعض الإختلافات التي تضفيها عليهم البنية الثقافية. ويساهم القرآن الكريم بدور مركزي في تحقيق ذلك التوحد والتقارب بين المسلمين في كل مكان في العالم، فمن خلاله يستقي المسلمون قيمهم وعاداتهم وتقاليدهم وممارساتهم اليومية، رغم تلون هذه الإستهداءات المختلفة بطابع البنيات الثقافية العديدة. وربما تبدو عظمة المسلمين الأوائل في ذلك الحيز الرائع المتسامح الذين تركوه للشعوب والأمم المختلفة التي دخلت في الإسلام لكي يمارسوا من خلاله ثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم المشتركة. فلم يفرض الإسلام على هذه الشعوب أن يتحولوا إلى صورة مماثلة لما كان عليه المسلمون الفاتحون، بل إنه ترك لهم حرية ممارسة ثقافاتهم وإحتفالاتهم وعاداتهم المختلفة.(1/4)
ويميل المسلمون بدرجة كبيرة إلى الإستهداء بالقرآن الكريم في الكثير من شؤون حياتهم المختلفة، بل إن الكثيرين منهم يتباركون بوجود المصحف المطهر في بيوتهم، أو في سياراتهم، أو في مكاتبهم، إحساساً منهم بأهمية المصحف الشريف، وما يمثله لهم من منعة وحماية وتبرك. إضافة إلى ذلك فقد أصبح القرآن ملاذاً للكثيرين من المسلمين بغية الشفاء والعلاج بالرقية وقراءة بعض السور القرآنية التي إنتشر الإعتقاد بالشفاء بها بين الكثيرين من المسلمين الآن. ويأتي هذا الإعتقاد مدعوماً بالكثير من الآيات القرآنية التي تؤكد على فائدة العلاج بالقرآن والتأثيرات الإيجابية المرتبطة به. فعلاوة على إرتباط المسلم بالقرآن، وإيمانه به بدرجة كبيرة، بوصفه كلام الله المقدس الذي لا يأتيه الباطل من خلفه أو من أمامه، هناك العديد من الآيات التي تكشف عن أهمية القرآن كعلاج وشفاء للمسلمين مثل: قال الله تعالى (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء). كما يدعم أهمية القرآن بوصفه علاج وشفاء للمسلمين أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم مثل قوله خير الدواء القرآن، وقوله أبشروا فإن هذا القرآن طرفه بيد الله، وطرفه الآخر بأيديكم فتمسكوا به، ولن تهلكوا، ولن تضلوا بعده أبداً (أنظر جميلي 1990؛ محاري 2002؛ الشنقيطي2003؛ منياوي 1998).(1/5)
... ورغم الطفرة العلمية الهائلة في مجال الطب والعلاج العصري الحديث، فإن الكثير من المسلمين المعاصرين يميلون للعلاج بما حدده القرآن الكريم واستنته السنة النبوية الشريفة، لما لهما من قداسة لدى عموم المسلمين، ولما يوفره الإرتباط بهما من إحساس بالراحة والطمأنينية. ولا ينفصل التداوي بالقرآن عن العديد من أشكال العلاج الديني الأخرى مثل الطب النبوي والتداوي بالأعشاب وعسل النحل والحبة السوداء وقراءة بعض الأدعية والمأثورات الدينية؛ فالإرتباط بالدين وبالشعائر الخاصة به ينتقل أيضاً إلى مستوى التداوي والرغبة في العلاج. ويعود جانب كبير من التداوي بالقرآن والعلاج بالطب النبوي إلى الحالة الإيمانية التي تربط المسلم بالقرآن والسنة وتقديسه لهما. كما أنه يرتبط أيضاً بالمستوى الإقتصادي للمرضي، فكلما زاد المستوى الإقتصادي زاد اللجوء للطب الحديث أو زاد الجمع بين الطب الحديث والتداوي بالقرآن، أما في حالة محدودية المستوى الإقتصادي، فإن الأفراد يلجئون للعلاج بالقرآن وبغيره من الوسائل الشعبية الأخرى غير المكلفة (أنظر نجيب 1982؛ سالم 1995؛ جميلي 1990؛ سالم 2001؛ دقاق 2002؛ محمد 1995).
وفي هذا السياق، تحاول الدراسة الراهنة، من منظور علم الاجتماع، الوقوف عند هذه الظاهرة، أى ظاهرة العلاج والتداوي بالقرآن، لمعرفة مدى إنتشارها بين الفئات والطبقات الاجتماعية المختلفة. فالملاحظ أننا نسمع عن الظاهرة، ويؤكد الكثيرون إنتشارها بين الكثير من المسلمين، بدون أن يكون هناك ثمة أدلة علمية إحصائية تكشف عن حجم إنتشار الظاهرة بين قطاعات مجتمعية مختلفة.(1/6)
... إن الدراسة الراهنة غير معنية بمناقشة أبعاد العلاج بالقرآن سواء فقهيا أو طبيا، لكنها معنية بالفضاء الاجتماعي الذي تتم من خلاله، أى التعرف على طبيعة من يمارسون العلاج بالقرآن، وأوضاعهم الاجتماعية والإقتصادية ومستواهم التعليمي. كما أنه من الأهمية هنا الوقوف عند طبيعة الأسباب التي تدفع المسلمين لممارسة العلاج بالقرآن، ووجهات نظرهم في نوعية هذا العلاج. وسوف تنطلق الدراسة الراهنة من منظور علم الاجتماع الديني والقيمي في التأسيس لمعرفة حقيقية حول هذه الظاهرة ومدى إنتشارها في دولة الإمارات العربية المتحدة، معتمدة في ذلك على عينة ميدانية تحاول أن تكون شاملة لمجمل الإمارات السبع، بما يسهل من إمكانية تعميم النتائج التي سوف نصل إليها.
وتنطلق الدراسة من إطار نظري يؤكد على الجوانب التالية:
1- أن الدين من أهم العوامل المجتمعية التي تؤثر على حياة البشر، إن بالسلب أو بالإيجاب، وذلك في ضوء الطريقة التي يتعاملون بها معه. فدرجة وعي البشر بالدين وبالدور الهام له، تحدد الكيفية التي يتواصلون بها معه، ويستهدون بها في ممارساتهم الحياتية اليومية. وفرق كبير بين أن يكون الدين عامل تغيير وتطور وتقدم ومساواة وعدل وكرامة، وبين أن يُتخذ كأداة لتسكين الواقع المعيش، وتكريس التخلف والفقر والتفاوتات الاجتماعية المختلفة.(1/7)
2- أن الدين يلعب دوراً كبيراً في تدعيم التماسك الاجتماعي بين البشر، في ضوء إرتباطهم به، وفي ضوء تمركز ممارساتهم المختلفة حوله. فرغم أن الدين والشعائر المرتبطة به يمثل سلوكاً فرديا يحدد طبيعة العلاقة بين الخالق والمخلوق، فإنه رغم ذلك يرتبط بتوجهات مجتمعية تنقله من الحيز الفردي الطقسي الضيق إلى الحيز الاجتماعي الإحتفالي الأوسع. فالدين يدعم التماسك الاجتماعي بين الأفراد، ويخلق إحساساً إجتماعيا عاماً بين أبناء الديانة الواحدة يؤدي إلى خلق إطار عام للتعامل والتفاعل فيما بينهم من ناحية، و يحدد طبيعة وحدود التعامل والتفاعل مع أبناء الديانات الأخرى من ناحية أخرى.
3- كون الدين يُعد أحد أهم مظاهر الحياة الاجتماعية، يجعله يؤثر على غيره من مظاهر الحياة الاجتماعية الأخرى. فالدين يؤثر على الجوانب السياسية والثقافية والإقتصادية. كما أن الدين يمثل جانباً تعويضيا هاما في حياة البشر، فالكثير من المشكلات اليومية التي تستعصي على البشر والكثير من الأمراض التي لا يجدون حلولاً لها، يتم تفسيرها في ضوء الجوانب والأبعاد الدينية التي تخلق فضاءً من التكيف والتعايش مع تحولات الواقع وجوانبه المختلفة.
نتائج الدراسة:
إعتمدت الدراسة الراهنة على عينة عشوائية تشتمل على 225 طالب من طلبة جامعة الإمارات الذين يدرسون مساق مجتمع الإمارات وهو متطلب الجامعي بما يحقق تنوع أفراد العينة من كافة التخصصات من ناحية، ومن كافة أرجاء الإمارات العربية المتحدة. حيث تم تطبيق إستمارة إستبيان اشتملت على ثلاثة عشر سؤال، تتعلق بالبيانات الأساسية المتعلقة بالسن والكلية والإمارة، إضافة إلى مجموعة أخرى من التساؤلات تتعلق بالتداوي بالقرآن وممارسة الطلاب له، ورأيهم فيه.(1/8)
1- بالنسبة للحالة العمرية جاءت أعمار عينة الدراسة على التوالي: 54% في الفئة العمرية من 18 سنة إلى 20 سنة، ثم 33% في الفئة العمرية من 21 سنة إلى 23 سنة، وأخيراً 13% في الفئة العمرية من 24 سنة إلى 26 سنة (أنظر الجدول رقم 1). وتغلب الطبيعة الشابة على عينة الدراسة بحكم كونها تتكون من طلاب الجامعة الحديثي العمر. وتساعد العينة الراهنة من حيث مستواها التعليمي على الوقوف على أسباب مدى إنتشار التداوي بالقرآن والموقف من هذا العلاج مقارنة بالطب الحديث. فطلاب الجامعة هم الأكثر وعيا ودراية بالمستجدات المجتمعية الجديدة، والأقدر على التفاعل معها، وعلى إتخاذ موقف نقدي منها، سواء بالإيجاب أو بالسلب. كما أن طلاب الجامعة لديهم المقدرة على التعامل النقدي مع الظواهر المجتمعية المختلفة التي يواجهونها من حيث إمكاناتهم العلمية المختلفة، والمستوى التعليمي الجامعي الذي وصلوا إليه.
جدول رقم (1)
الحالة العمرية
المتغير ... ك ... %
18-20 ... 123 ... %
21-23 ... 72 ... %
24-26 ... 30 ... %
المجموع ... 225 ... %
2- بالنسبة للكلية التي ينتمي إليها أفراد العينة من الطلاب فإن النسب جاءت على التوالي: 47% ينتمون لكلية الإدارة والإقتصاد، 16% ينتمون لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، 13% ينتمون لكلية الهندسة، 10% ينتمون لكلية الشريعة والقانون، 8% ينتمون لكلية التربية، 5% ينتمون لكلية الطب والعلوم الصحية، وأخيراً 1% ينتمون لكلية العلوم (أنظر الجدول رقم 2). وهذا ما يمنح العينة نوعاً من التنوع بالنسبة للتخصصات العلمية المختلفة ولا يقصرها على تخصص دون آخر.
جدول رقم (2)
الكلية
المتغير ... ك ... %
الإدارة والإقتصاد ... 105 ... %
العلوم الإنسانية والاجتماعية ... 35 ... %
الهندسة ... 29 ... %
الشريعة والقانون ... 22 ... %
التربية ... 19 ... %
الطب والعلوم الصحية ... 12 ... %
العلوم ... 3 ... %
المجموع ... 225 ... %(1/9)
3- وبالنسبة لمحل الإقامة جاءت النسب على التوالي: أبوظبي 40%، العين 27%، الشارقة 13%، دبي 7%، رأس الخيمة 5%، الفجيرة 5%، أم القوين 2%، عجمان 1% (أنظر الجدول رقم 3).
جدول رقم (3)
محل الإقامة
المتغير ... ك ... %
العين ... 90 ... %
أبوظبي ... 60 ... %
الشارقة ... 27 ... %
دبي ... 15 ... %
رأس الخيمة ... 12 ... %
الفجيرة ... 12 ... %
أم القوين ... 6 ... %
عجمان ... 3 ... %
المجموع ... 225 ... %
4- حول التداوي بالقرآن أكد ما نسبته 41% من عينة الدراسة تداويه بالقرآن فيما قبل، بينما كشف ما نسبته 59% من عينة الدراسة عدم تداويهم بالقرآن فيما قبل. والنسب السابقة تكشف عن إقبال الطلاب على التداوي بالقرآن، رغم أن نسبة من لا يقبلون على التداوي بالقرآن تظل أعلى مقارنة بمن يقبلون على التداوي به (أنظر الجدول رقم 4).
جدول رقم (4)
التداوي بالقرآن
المتغير ... ك ... %
نعم ... 93 ... %
لا ... 132 ... %
المجموع ... 225 ... %(1/10)
5- هناك طرق كثيرة ذكرها المبحوثون بخصوص التداوي بالقرآن جاءت نسبها على النحو التالي، مع الوضع في الإعتبار إختيار المبحوثين لأكثر من وسيلة تداوي بالقرآن في الوقت نفسه: 32% ذكروا أنهم عُولجوا بالقرآن عن طريق وضع اليد على العضو المصاب وقراءة القرآن عليه. كما ذكر 24% من المبحوثين أنهم عولجوا عن طريق شرب ماء قُرأ عليه القرآن الكريم. وفي المركز الثالث ذكر البمحوثون بما نسبته 16% أنهم عولجوا عن طريق وضع يد الشخص المعالج على رأس المريض، وبشكلٍ خاص في حالة الحمى، ثم قراءة القرآن عليه. وبنسبة 9% أكد بعض المبحوثين علاجهم عن طريق قراءة القرآن عليهم بشكلٍ عام من أجل العلاج، وخصوصاً في حالات الإغماء والحسد وفك السحر. وجاء بنسبة 5% ما ذكره البعض من العلاج بالقرآن عن طريق الغسول بماء مقروء عليه القرآن الكريم. وأخيراً جاءت المتغيرات شراب بعض الأعشاب الطبية المقروء عليها القرآن، وتناول العسل والثوم وقراءة القرآن، وقراءة الأدعية والأذكار الواردة فقط، وإستخدام زيت زيتون مقروء قرآن عليه، واستخدام الحجامة مع قراءة القرآن، والعلاج بالوسم مع قراءة القرآن، وأخيراً شراب ماء زمزم مع قراءة القرآن بنسبة 2% لكل منهم (أنظر الجدول رقم 5).
جدول رقم (5)
كيفية التداوي بالقرآن
المتغير ... ك ... %
قراءة القرآن ووضع اليد على العضو المصاب ... 39 ... 32%
شراب ماء مقروء عليه القرآن ... 30 ... %
وضع اليد على الرأس وقراءة القرآن ... 21 ... %
قراءة القرآن على المريض بشكلٍ عام ... 12 ... %
الغسول بماء مقروء عليه القرآن الكريم ... 6 ... %
شراب الأعشاب الطبية المقروء قرآن عليها ... 3 ... %
العسل والثوم وقراءة القرآن الكريم ... 3 ... %
قراءة الأدعية والذكار الواردة فقط ... 3 ... %
استخدام زيت زيتون مقروء عليه قرآن ... 3 ... %
استخدام الحجامة مع قراءة القرآن ... 3 ... %
العلاج بالوسم مع قراءة القرآن ... 3 ... %
شراب ماء زمزم مع قراءة القرآن ... 3 ... %
المجموع ... 129 ... 100%(1/11)
ويلاحظ هنا أن القاسم المشترك في كل طرق التداوي السابقة هو قراءة القرآن الكريم، فسواء وضع المعالج يده على رأس المريض، أو العضو المصاب فإنه لا بد وأن يكون ذلك مصحوباً بقراءة القرآن. فالمسألة لا تتركز في وضعية اليد، بل في قراءة القرآن الكريم، حيث تختلف وضعية اليد من معالج لآخر، ومن طريقة لأخرى، لكن الفيصل الهام في النهاية هو قراءة القرآن الكريم. ولا تقف المسألة فقط عند إستخدام اليد، فبعض المعالجين يستخدمون السبابة ليضعونها على موضع الألم، وهى إجراءات تظل تفتح الباب أمام تنويعات مستقبلية مختلفة، قد تمزج بين العلاج الحقيقي القرآني السهل، وبين محاولة فرض ممارسات جديدة، يستفيد منها بعض المعالجين، وفي الغالب الكثير من الدجالين. ويعني ذلك أنه من الممكن في المستقبل أن تتفتق طرق العلاج عن أشكال جديدة ترتبط بتنويعات مصاحبة لقراءة القرآن على الراغبين في التداوي بالقرآن.
وبغض النظر عن طبيعة هذه الأشكال الجديدة، فإن الأمر الذي لا يمكن التنازل عنه، يتمثل في ضرورة قراءة القرآن عند التداوي به، وهو ما يمنح الأشخاص الراغبين في التداوي بالقرآن القدرة على معالجة أنفسهم بأنفسهم، بدون الإعتماد على شخص آخر. فالتداوي بالقرآن لا يصلح في النهاية بدون قراءة القرآن ذاته مع حتمية الإيمان به.(1/12)
... وتظل هناك جوانب أخرى ذات صلة بالسياق الاجتماعي ومحددات البنية الاجتماعية التي يتم فيها التداوي بالقرآن الكريم. فاستخدام الزعفران مع الماء، أو قراءة القرآن على زيت الزيتون، لا يمكن أن يتم في بنيات اجتماعية فقيرة غير قادرة على إحضار هذه المستلزمات، حيث يتم إستبدالها بالماء لتوافره، ورخص ثمنه. واللافت للنظر هنا هو تنوع الأشياء التي يتم استخدامها عند التداوي بالقرآن، فقد ذكر الكثير من المبحوثين إستخدام الماء، كما ذكر بعضهم إستخدام ماء زمزم والزعفران وزيت الزيتون والثوم والعسل والأعشاب الطبية. ويمثل الماء قاسماً مشتركاً في عملية التداوي بالقرآن، سواء من خلال قراءة القرآن عليه وشربه، أو من خلال قراءة القرآن عليه وغسل العضو المصاب، أو من خلال قراءة القرآن عليه والإستحمام به.
6- ومن بين ما نسبته 41% من أفراد العينة الذين عولجوا بالقرآن الكريم، أكد ما نسبته 98% على شفائهم، بينما أكد الباقون على إحساسهم ببعض الراحة. ويلاحظ أن نسبة الشفاء تتسم بدرجة عالية من الإرتفاع تقارب المائة في المائة. ويمكن تفسير ذلك، بأن معظم حالات الدراسة قد ذكرت أنها كانت تعاني من أمراض بسيطة مثل آلام مفاجئة في المعدة، أو شعور بالإغماء أو صداع، أو آلام في الأسنان، ومن المعروف أن هذه النوعية من الأعراض من تلك التي تظهر وتختفي. ويمكن القول أن هذه الأمراض قد اختفت بعد التداوي بالقرآن. فلم يذكر أيا من المبحوثين أنه كان يعاني من أمراض جسمية خطيرة مثل وجود ورم سرطاني أو وجود فيروسات كبدية أو أمراض خاصة بالسكر والضغط. وربما لهذا السبب، أكد معظم أفراد الدراسة شفائهم بعد التداوي بالقرآن. ومن المعروف أن التداوي بالقرآن لا يتعارض مع اللجوء للطب والعلاج العصري الحديث. ففي الكثير من فتاوي العلماء المسلمين تأكيد على الجمع بين الجانب الديني الإيماني والجانب العلمي الحديث (أنظر الجدول رقم 6).
جدول رقم (6)(1/13)
حدول الشفاء أو عدمه بعد التداوي بالقرآن
المتغير ... ك ... %
نعم ... 91 ... .8%
لا ... 2 ... .2%
المجموع ... 225 ... %
7- وحول شخصية المعالج بالقرآن، أفاد ما نسبته 47% من المبحوثين بأن من عالجهم هو شخص مباشر من أفراد الأسرة، بينما أكد ما نسبته 32% من المبحوثين على أن من عالجهم هو أحد الشيوخ، وأخيراً حازت المتغيرات الخاصة بقيام قريب بالعلاج، وقيام المبحوث بعلاج نفسه، وقيام متخصص في علاج الحجامة أو العظام بالعلاج على ما نسبته 7% من استجابات المبحوثين على التوالي. وفي هذا السياق إختار بعض المبحوثين أكثر من شخصية للعلاج؛ بمعنى أن يكون الشخص قد تم علاجه بالقرآن عبر أحد أفراد أسرته وعبر شيخ معالج. إن الجمع بين وسيلتين أو أكثر منتشر تجاه التداوي بالقرآن، ولعل ذلك ينبع من بساطة إجراء العلاج، وإمكانية أن يقوم به أي شخص (انظر الجدول رقم 7).
جدول رقم (7)
شخصية المعالج بالقرآن الكريم
المتغير ... ك ... %
أحد أفراد الأسرة ... 57 ... %
أحد الشيوخ ... 39 ... %
قريب ... 9 ... %
المريض نفسه ... 9 ... %
متخصص في علاج الحجامة والعظام ... 9 ... %
المجموع ... 123 ... %(1/14)
... ويكشف ما سبق عن تنوع شخص المعالج بالقرآن، وهو ما يكشف عن بساطة وسهولة إجراء التداوي بالقرآن. فقيام شخص مباشر من أفراد الأسرة مثل الوالد أو الوالدة أو الأخ الأكبر قد حاز على ما يقرب من إستجابات نصف أفراد العينة. ويعود ذلك لأشياء كثيرة، أولها بساطة التداوي بالقرآن؛ فكما ذكرنا سابقاً فإن التداوي بالقرآن يحتاج لشخص يستطيع قراءه القرآن الكريم، ويثق فيه الآخرون وفي أخلاقياته وإيمانه. كما أن التداوي بالقرآن لا يحتاج إلى مكان خاص به، مثلما يحتاج العلاج بالطب الحديث؛ فمن الصعوبة بمكان إجراء عملية جراحية مثلاً في المنزل. فالتداوي بالقرآن يمكن القيام به في المنزل، أو عند أحد الأقارب، أو عند شيخ من الشيوخ، أو بين رحاب المساجد. فلا توجد قيود صارمة، مثلما هو الحال مع الطب الحديث، تقيد من حدود وإجراءات التداوي بالقرآن، العكس هو الصحيح تماماً حيث يمكن إجراؤه في أي مكان طالما كان طاهراً، الأمر الذي يتيح قراءة القرآن الكريم دون خوف أو وجل. كما أنه من أحد أهم الجوانب الخاصة بالتداوي بالقرآن هو إمكانية قيام الشخص المريض ذاته بعلاج نفسه بالقرآن، حيث يقوم بقراءة القرآن بنفسه على العضو المصاب، أو بقراءته على الماء وشرابه أو الغسل به.
8- حول التساؤل الخاص بمدى تفضيل العلاج بالقرآن أو بالطب الحديث أو بكليهما معاً بينت إستجابات المبحوثين على أنه ما نسبته 95% من المبحوثين يفضلون إستخدام الإثنين معاً، أى التداوي بالقرآن والذهاب للطبيب، بينما يفضل ما نسبته 4% من المبحوثين الذهاب للطبيب، وأخيراً يفضل 1% من المبحوثين التداوي بالقرآن (أنظر الجدول رقم 8).
جدول رقم (8)
تفضيل العلاج بالقرآن
المتغير ... ك ... %
الإثنان معاً ... 213 ... %
الطب ... 9 ... %
القرآن ... 3 ... %
المجموع ... 225 ... %(1/15)
وفي رأيي أن استجابات المبحوثين تعكس ذلك القدر الكبير من التوحد مع القرآن الكريم، والإرتباط القوي بالدين. وهي الحالة نفسها التي وجدناها من خلال إستجابات المبحوثين حول شفائهم بالتداوي بالقرآن، حينما أكد ما نسبته 98% منهم على شفائه بعد التداوي بالقرآن. فالحالة الإيمانية تفرض نفسها هنا، وتجعل المبحوثين يتوحدون مع العلاج بالقرآن، بغض النظر عن نتائج هذا التداوي، ومفعوله، وتأثيره، وهو الأمر الذي يجعلهم يفضلون الجمع بين العلاج الطبي الحديث والتداوي بالقرآن. إن التأثير الديني يلعب دوراً كبيراً في تحديد إستجابات المبحوثين، ولا نعني هنا أن المبحوثين يجيبون بعكس ما يعتقدونه. فالعكس هو الصحيح تماماً، وهو ما يتوافق مع ما ذكرناه سابقاً حول التأثيرات الدينية على المجتمعات الإنسانية بشكلٍ عام وعلى المجتمعات الإسلامية بشكلٍ خاص.
9- وبخصوص الإعتقاد في التداوي بالقرآن، أكد ما نسبته 64% من المبحوثين على أنه يشفي فعلاً، بينما أكد ما نسبته 20% على أن التداوي بالقرآن هو مجرد حالة إيمانية، وأخيراً أكد ما نسبته 16% من المبحوثين على أنه مجرد حالة نفسية (أنظر الجدول رقم 9). ويرتبط بذلك ما ذكرناه سابقاً حول إحساس أفراد عينة الدراسة بالشفاء، وتأكيدهم على أهمية التداوي بالقرآن في علاج بعض الأمراض التي أصابتهم. ورغم ذلك، فإن وجود ما نسبته 37% من أفراد عينة الدراسة الذين أكدوا على أن التداوي بالقرآن هو حالة إيمانية ونفسية ما يكشف أيضاً عن عمق الإرتباط بالجانب الديني سواء على المستوى الإيماني أو المستوى النفسي.
جدول رقم (9)
الإعتقاد في التداوي بالقرآن
المتغير ... ك ... %
يشفي فعلاً ... 144 ... %
حالة إيمانية ... 45 ... %
حالة نفسية ... 36 ... %
المجموع ... 225 ... %(1/16)
10- بين ما نسبته 77% من جملة المبحوثين وجود أحد أفراد الأسرة الذين تم علاجهم بالقرآن الكريم، بينما بين ما نسبته 23% من المبحوثين عدم وجود من عولج من بين أفراد أسرته بالقرآن سابقاً (أنظر الجدول رقم 10). وتكشف نسبة الذين أكدوا على وجود فرد من أفراد الأسرة الذين عولجوا بالقرآن، والتي وصلت إلى 77%، عن ارتفاع في نسبة الإقبال على التداوي بالقرآن، وربما تؤشر هذه النسبة المرتفعة على المزيد من ارتفاع النسبة مستقبلاً.
جدول رقم (10)
وجود أحد افراد الأسرة الذين عولجوا بالقرآن الكريم
المتغير ... ك ... %
نعم ... 174 ... %
لا ... 51 ... %
المجموع ... 225 ... %
11- وفيما إذا كان التداوي بالقرآن يتعارض مع الطب الحديث أم لا، أجاب ما نسبته 95% من المبحوثين بعدم التعارض، فيما أجاب ما نسبته 5% من المبحوثين بوجود هذا التعارض فيما بينهما (أنظر الجدول رقم 11). كشفت معظم استجابات عينة الدراسة عن عدم وجود أية تعارضات بين العلاج الطبي الحديث وبين التداوي بالقرآن، وهو الأمر الذي يتفق مع رؤية معظم أفراد العينة لتفضيل العلاج الذي يجمع فيما بينهما، كما أوضحنا فيما سبق.
جدول رقم (11)
حول تعارض العلاج بالقرآن مع العلم والطب الحديث
المتغير ... ك ... %
نعم ... 12 ... %
لا ... 213 ... %
المجموع ... 225 ... %
12- من بين 5% من جملة إستجابات أفراد عينة الدراسة الذين أجابوا بوجود تعارض بين العلاج بالقرآن والطب الحديث جاءت الأسباب الخاصة بأهمية الطب والمستشفيات، واعتماد الطب الحديث على التحاليل والعمليات الجراحية، وضرورة وجود الأدلة الملموسة لتشخيص الحالة، وأخيراً وجود بعض الدجالين المعالجين بالتداوي بالقرآن بنسب متساوية بلغت 25% لكلٍ من هذه المتغيرات السابقة. وتحمل المتغيرات التي ذكرها المبحوثون، رغم ضآلة نسبة من رأوا بوجود تعارضات بين الإثنين، قدراً كبيراً من الأهمية من حيث وجاهة هذه المتغيرات وجدارتها في فهم مسألة التداوي بالقرآن (أنظر الجدول رقم 12).
جدول رقم (12)(1/17)
أسباب وجود التعارض بين العلاج بالقرآن وبين العلم والطب الحديث
المتغير ... ك ... %
أهمية الطب والمستشفيات الحديثة ... 3 ... %
إعتماد الطب على التحاليل والعمليات الجراحية ... 3 ... %
إعتماد الطب على الأدلة الملموسة ... 3 ... %
وجود بعض الدجالين عند التداوي بالقرآن ... 3 ... %
المجموع ... 12 ... %
فبداية تختلف طبيعة الطب الحديث القائم على المستشفيات والجراحة والتحاليل الطبية والأدلة الملموسة عن التداوي بالقرآن الكريم القائم بالأساس على الجانب النفسي الإيماني. كما أن التداوي بالقرآن، رغم ما يحمله من جوانب روحية هامة ومؤثرة في حياة المسلم المعاصر، يفتح الباب على مصراعيه، أمام الدجالين لممارسة التداوي بالقرآن والكسب من ورائه، واستغلال العامة البسطاء والجهلاء على السواء. ولعل هذه المتغيرات تكشف أيضاً عن ضرورة التعامل مع مسألة التداوي بالقرآن دون محاولة مواجهتها بالعلاج الطبي الحديث وإحداث التصادم فيما بينهما. فالتداوي بالقرآن مسألة مرتبطة بالإيمان وبالإعتقاد تجمع بين المسلم وبين القرآن الكريم في لحمة واحدة متصلة وممتدة. فالمقارنة بين العلاج الطبي الحديث والتداوي بالقرآن مقارنة مغلوطة وغير صحيحة من حيث أنها تضع المادي الملموس في مواجهة الإيماني الروحاني، وتغفل في الوقت نفسه إمكانية التلاقي الحميم فيما بينهما (أنظر عبدالعزيز 1995؛ دفضع 1994).(1/18)
13- ومن بين 95% من جملة إستجابات أفراد عينة الدراسة الذين أجابوا بعدم وجود تعارض بين العلاج بالقرآن والطب الحديث أكد ما نسبته 40% على أن السبب يعود لإعتماد العلم والطب الحديث على القرآن. كما أكد ما نسبته 34% على أن كل من التداوي بالقرآن والعلم والطب الحديث لا تعارض فيما بينهما، وأن كلا منهما يكملان بعضهما البعض. ويرى ما نسبته 15% من المبحوثين أن كلا منهما يؤدي وظيفته في العلاج على نحو ما. وجاءت الإستجابة التي تؤكد على ضرورة التداوي بالإثنين بما نسبته 6%، وأخيراً الإستجابة التي تؤكد على أن الشفاء أولا وأخيرا من عند الله سواء بالقرآن أو بالطب بما نسبته 5% (أنظر الجدول رقم 13).
جدول رقم (13)
أسباب وجود التعارض بين العلاج بالقرآن وبين العلم والطب الحديث
المتغير ... ك ... %
اعتماد العلم والطب الحديث على العلاج بالقرآن ... 85 ... %
العلم والقرآن يكملان بعضهما البعض ولا يوجد تعارض بينهما ... 72 ... %
كل منهما يؤدي وظيفة في العلاج على نحو ما ... 33 ... %
من الأفضل التداوي بالإثنين ... 13 ... %
الشفاء أولاً وأخيراً من عند الله سواء بالقرآن أو بالطب ... 11 ... %
المجموع ... 213 ... %(1/19)
وتكشف هذه الإستجابات، عن رغبة النسبة الأكبر من المبحوثين على ضرورة التلاقي الحميم بين الطب الحديث وبين التداوي بالقرآن. وهى معادلة مريحة بالنسبة للمسلم المعاصر تتيح له الإستفادة من تقنيات الطب الحديث مع الإيمان المطلق بعقيدته وبقرآنه، وبدورهما في راحته النفسية والجسمانية. إن الإسلام ذاته يفتح الباب على مصراعية لطلب العلم والتزود به، ويترك مساحة واسعة لأتباعه من حرية الحركة والتطور والتقدم. من هنا فإن الذين يحرصون على إقامة التعارضات بين العلم الحديث وبين القرآن يخلقون تعارضات مؤداها إما هذا أو ذاك، ويحرمون الحياة من ذلك التلاقي الحميم والتلقائي بين الجانبين المادي والمعنوي، وهو ما حاولت عصور التنوير الأوروبية القيام به عبر مسيرة قرنين من الزمان ولم تنجح نجاحا مطلقاً في فصم هذه العلاقة بين الديني والعلمي.
المراجع:
- إسماعيل، زكي محمد، 1989، في الدين والمجتمع، الإسكندرية، مصر: دار المطبوعات الجديدة.
- البكاري، صالح، تعريب، 1993، أبعاد الدين الاجتماعية، تونس، تونس: الدار التونسية للنشر.
- بيومي، محمد أحمد، 1985، علم الاجتماع الديني، الإسكندرية، مصر: دار المعرفة الجامعية.
- جميلي، السيد، 1990، الإعجاز الطبي في القرآن، تقديم محمد متولي الشعراوي، بيروت، لبنان: دار مكتبة الهلال.
- جون بول، ويليام، 2001، الأديان في علم الاجتماع، ترجمة بسمة علي بدران، بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات.
- الخشاب، سامية مصطفي، 1988، علم الاجتماع الديني، القاهرة: دار المعارف.
- الخريجي، عبدالله، 1982، علم الاجتماع الديني، جدة، السعودية: رامتان.
- دفضع، بسام، 1994، الكون والإنسان بين العلم والإيمان، دمشق، سوريا: اليمامة.
- دقاق، نادية، 2002، التداوي بالنباتات والأعشاب وعسل النحل، الإسكندرية، مصر: دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر.
- زيمل، جورج، 1993، علم الاجتماع الديني، بيروت، لبنان: المنارة.(1/20)
- سالم، خالد محمد مصطفي، 2001، الأدوية ورأى الطب العربي، التداوي بالأعشاب والنباتات الطبية، عمان: دار الفرقان.
- سالم، مختار، 1995، الإبداعات الطبية لرسول الإنسانية، بيروت: مؤسسة المعارف.
- الشنقيطي، عبدالله السالم المعلى الحسني، 2003، حوار مع المريض، دبي: دار الأوقاف والشؤون الإسلامية.
- عبدالعزيز، عبدالحميد محمد، 1995، الإنسان بين المعارف الطبية والحقائق القرآنية، القاهرة، مصر: دار الآفاق العلمية.
- محاري، أحمد محسن طاهر، 2002، العلاج بالقرآن الكريم، بدون دار نشر: المنامة.
- محمد، عبدالرحيم، 1995، أربعون حديثاً في فضل التداوي بالأعشاب والنباتات الطبية، دمشق، سوريا: دار الحكمة.
- منياوي، ناصف عوض، 1998، البيان في العلاج بالقرآن، القاهرة، مصر: مركز الكتاب للبيان.
- نجيب، محمود أحمد، 1982، الطب الإسلامي، شفاء بالهدي القرآني، القاهرة: مكتبة وهبه.(1/21)