الآمال والرؤى المستقبلية
لأداء التلفاز التربوي التعليمي
إعداد
د. عبد الرحمن بن جميل بن عبد الرحمن قصاص
أستاذ مساعد بقسم الدعوة والثقافة الإسلامية
كلية الدعوة وأصول الدين - جامعة أم القرى - مكة المكرمة
ص. ب: 13090 مكة - فاكس: 5583888
ت: 0505512475 - عمل: 5563845
E: lehyani88@yahoo.com
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين. والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد؛
فمن نعم الله تعالى على البشرية جمعاء هذا التطور الهائل، والتقدم السريع إلى المخترعات والصناعات المفيدة في حياتهم الدينية والدنيوية. ولقد فاجأ العالم يومًا من الأيام هذا الجهاز العجيب، الشبيه بالصندوق، تدير مفتاحه فتسمع له، وترى صوره المتحركة والجامدة بلونين، ثم أصبح فيما بعد بألوان الطيف كاملة. وتقدّم من خلاله البرامج المتعددة؛ العلمية والعملية، الجدية والهزلية، التربوية والتعليمية، السياسية والاقتصادية .. إلخ.
هذا الجهاز الرائع علّم وثقّف، وشارك في بناء الأجيال، وما زال يؤدي دورًا كبيرًا في المجتمع إمّا إيجابًا أو سلبًا.
ويود أحدنا أن تحقق آماله ورغباته من خلال ما يعرض فيه خصوصًا في مجال التربية والتعليم، وهنالك رؤى مستقبلية لأداء التلفاز تربويًا وتعليميًا، محليًا وعالميًا نطمح إلى طرحها وتناولها بالبحث والدارسة، ومن ثم رؤيتها في ميدان الإعلام العالمي والعربي.
وعبر تلك الخلجات رأيت أن أشارك بفكري ورأيي في هذا الموضوع آملاً أن يكون هذا البحث خطوة من خطوات العمل التربوي والتعليمي في أمتنا، والأجيال المتعاقبة من بعد، فرصدت هذا العنوان للبحث (الآمال والرؤى المستقبلية لأداء التلفاز التربوي والتعليمي).
وكانت خطته على النحو التالي:
- المبحث الأول: دور التلفاز في مجال التربية والتعليم.(1/1)
- المبحث الثاني: الآمال والرؤى المستقبلية لأداء التلفاز التربوي.
- المبحث الثالث: الآمال والرؤى المستقبلية لأداء التلفاز التعليمي.
- خاتمة.
أسأل الله العلي الغفار أن يجعله خالصًا لوجهه سبحانه، نافعًا مفيدًا. وصلى الله وسلّم على نبيّنا محمد وآله وصحبه وأزواجه وذريته. والله تعالى أعلم.
وكتب
د. عبد الرحمن بن جميل قصاص
مكة المكرمة
المبحث الأول
دور التلفاز في مجال التربية والتعليم
إن من المعلوم أن التلفاز سواء كانت برامجه وقنواته تبث من الأرض أو الفضاء قد أدّى دورًا هائلاً في مجالات عدة، وقد قلّ أداؤه بصفة عامة في مجال التربية والتعليم مقارنة لما أدّاه في مجالات مختلفة كالفن والسياسة والرياضة والاقتصاد .. إلخ.
وأحاول في هذا المبحث أن أركّز الحديث عن دور التلفاز في مجال التربية والتعليم بوضعه الحالي، وصفته المعلومة توطئة للحديث - فيما بعد - عمّا نرقبه في المستقبل من آمال ورؤى لأدائه تربويًا وتعليميًا إن شاء الله تعالى فيمكن لنا تلخيص دور التلفاز في مجال التربية والتعليم عبر النقاط التالية:
أولاً: التلفاز من أعظم الروافد المهمة للأداء التربوي والتعليمي:
ويظهر هذا جليًا لمن تأمله في أن هذا الجهاز ببرامجه التربوية والتعليمية يساعد كثيرًا على إنجاح العملية التربوية والتعليمية. فثقافة المرء - صَغُرَ أو كَبُر - في هذا المجتمع كثيرًا ما تعتمد على ما رآه وأدركه من خلال متابعته لما يبث في التلفاز.
وقد كثرت الروافد التربوية والتعليمية، لكن أداءها لا يجد ذلك الإقبال ولكن القبول الذي يحظى به مشاهدو التلفاز. انظر إلى حديث كثير من المجتمع بشتى أصنافه وطبقاته تجد أن مصادر كثير منهم تعتمد على ما لاحظوه عبر هذا الجهاز واستمتعوا به.(1/2)
وقد غلب التلفاز بأوقاته المختلفة على أوقات القراءة والسماع والكتابة في جميع المراحل العمرية. وهو يؤدي دورًا فعّالاً إمّا سلبًا أو إيجابًا في العملية التربوية، أو العملية التعليمية؛ لكننا نقرّ بأنه مهم جدًا فيهما، ولا يمكن الاستغناء عنه وبملاحظة بعض الدول والشعوب الفقيرة التي لا تجد هذا الرافد يقل العطاء التربوي والتعليمي لديهم مع بقائهم على ما جمدوا عليه ممّا تعلموه، أو تربوا عليه على أيدي الأساتذة والآباء والأجداد.
وعند مشاركة أحد أبناء هذه الشعوب في المنتديات العامة أو الدولية يُفاجأ بمدى أداء التفوق التربوي والتعليمي لغيره بسبب هذا الرافد المهم جدًا وهو التلفاز فيتمنى ويسعى، ويقدم ويحفد إلى نقل هذا التقدم التربوي والتعليمي إلى بني جلدته وأبناء مجتمعه.
ثانيًا: التلفاز هو الشريك الأبرز في مجال التربية و التعليم للأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد ودُور العلم والمحاضن والمراكز التربوية والتعليمية:
لقد دخل هذا الجهاز إلى حياتنا كلها؛ فغزا الأب في توجيهاته التربوية، والأم في ثقافتها التعليمية، والمعلّم في درسه وتحضيره، وإمام المسجد والخطيب في طريقة تذكيره وأسلوب موعظته واختياره الموضوع، وأستاذ الجامعة غذّاه بكثير من المعلومات والمصادر والتوجهات.
إننا ندرك شراكة التلفاز الرئيسة في حياتنا، فهو يؤثر علينا، ويؤثر لنا. وتستمتع الأسرة - غالبًا - بالالتفاف حول ما يعرضه هذا الجهاز من برامج ممتعة تربوية أو تعليمية. وقد لاحظت هذه الشراكة عندما عرضت على طلابي في الجامعة بعض الأفلام التعليمية في مادة نقدية متخصصة جافّة في المصادر والوسائل، ولمستُ الإصغاء الكبير منهم، والفائدة بعد هذا العرض، وقطعتُ شوطًا في المادة والمنهج من خلال هذا الشريك.
ثالثًا: قوة تأثيره، وقدته وسرعة وصوله إلى شرائح المجتمع في مجالات عديدة:(1/3)
لا يخفى على أحد الأثر البالغ للتلفاز على أغلب المجتمع بمختلف شرائحه وأصنافه. ولا يقتصر تأثيره على المجال التربوي والتعليمي، بل يتعداه إلى التأثير القوي في مجالات علمية وعملية، نظرية وتطبيقية؛ فيمتلك مشاهده ويأسر متابعه، كما أنه بقدرة فائقة وسرعة هائلة يصل إلى من لا تصل إليه الموعظة أو الخطبة أو الذكرى. فيكف لو كان كل ذلك في المجال التربوي والتعليمي خاصة، والمرء منا ينظر أحيانًا إلى المشاهدين وهم يتابعون برنامجًا فلا يكاد يلتفت إليه أحد منهم إلاّ لمامًا لتأثرهم بما يرون، وتعلقهم بما يسمعون ويتابعون وندرك أيضًا أن فئات كثيرة في المجتمع تصل إليهم المعلومات السرية، والمقعدة، والتي يصعب حملها وتداولها من خلال التلفاز.
رابعًا: يعتبر التلفاز أحد القنوات المهمة في الإقناع التربوي والتعليمي:
كثيرًا ما نلاحظ اقتناع فئة في المجتمع بفكرة أو رأي أو تصرف ويبدأ هؤلاء في الدفاع عنها، وأحيانًا الاستماتة دونها، ولو سألتهم: التلفاز في البرنامج الفلاني المحدد، أو أذيعت خبرًا فيه، أو نُقلت تحليلاً عبره.
وفي المجال التربوي والتعليمي تبرز هذه النقطة بجلاء حين يقدم البرنامج المتخصصين العالميين أو المحليين لمعالجة مشكلة تربوية أو سلوكية مثلاً عبر حوار يطول، أو برنامج متميز يحصى ويستقصى، ويسأل الجمهور، ويعطي الإحصاءات الصحيحة الحرّة.
وكم كان لغرس المفاهيم، والإقناع التربوي أو التعليمي من أسس طرحت أيضًا خلال مسلسلات أو أفلام، أو برامج غير مباشرة فأثرت وأقنعت أكثر من البرامج التربوية أو التعليمية الخاصّة.
ولو أخذنا مثالاً على ذلك من مجتمعنا؛ عندما امتنع الكثير عن تعليم بناتهم في المدارس والجامعات والكليات على وجه الخصوص انبرى الإعلام والتلفاز على وجه الخصوص بأساليب ووسائل وبرامج مباشرة وغير مباشرة للإقناع التربوي والتعليمي في هذه القضية، فنجحت هذه العمليات التربوية في الإقناع إلى حدّ كبير.(1/4)
خامسًا: الإقبال الهائل على التلفاز بصفة عامّة من قبل الإفراد والمجتمعات:
تدل الإحصائيات التي قمت بها على شرائح من طلابي في الجامعة أن لديهم شغفًا كبيرًا، وإقبالاً هائلاً على متابعة البرامج التلفزيونية بحسب الميول والهوايات والطباع، وخصوصًا في الرياضة والفن، ثم السياسة بسبب الأحداث المتسارعة على العالم الإسلامي خصوصًا، والاقتصاد، فالبرامج التعليمية.
فهذان الأخيران يتنافسان في استقطاب الفئة القليلة من أولئك الشباب، بينما يقبل الأغلب منهم على المجالات السابقة.
ولدى الطالبات أفادت الإحصائية بعد إجرائها على شريحة منهم بإقبالهم الأكبر والأكثر على الفن، ثم الرياضة فالبرامج التعليمية ثم الاقتصاد فالسياسة.
فيلاحظ هنا أن الإقبال هنا ما زال هائلاً على التلفاز وبرامجه، وتحتل البرامج التعليمية الوسط بعد الفن والرياضة، وهو موقع في الإقبال أحسن من موقعها بالنسبة إلى الطلاب.
بالنظر إلى هذه الشرائح فقد رأينا هذا الإقبال الهائل على التلفاز بصفة عامة الذي تنقضي فيه الساعات المتتابعة الطِّوال أكثر من الإقبال على وسائل إعلامية أخرى.
ولا بد أن يستفيد التربويون والتعليميون من هذا الإقبال الهائل على التلفاز فيتقدموا إليه، ويقدموا ويعرضوا أفكارهم وآراءهم ونظرياتهم بطرق مثلى تجذب المشاهدين.
سادسًا: اتساع الفائدة من التلفاز وعدمها:
كما تتقدم أن للتلفاز إقبالاً كبيرًا من المجتمع، ولا شك أن هؤلاء يلمسونه منه فوائد تعود على حياتهم العامة والخاصة، وأحيانًا تقل أو تنعدم الفائدة المرجوة منه.
وفي اعتقادي أن اتساع الفائدة منه من عدمها يعود إلى أسباب كثيرة؛ من أهمّها: الانتقاء والاختيار لهذه البرامج التلفزيونية والرقابة الأسرية أو المحلية من عدمها، المتابعة الإعلامية الدقيقة للمخرجات .. إلخ.(1/5)
وإذا كنّا نتفق في اتساع الفائدة من التلفاز وعدمها فإن هذا يحتِّم على أهل التربية والتعليم أن يبذلوا قصارى جهدهم لتقديم البرامج التعليمية ذات الفوائد عبر هذا الجهاز حتى يغلب الخير الشر، وتكثر الفائدة ويتسع مجالها، وتضعف السلبيات وتنحسر.
سابعًا: للتلفاز آثار السلبية:
لا يخلو هذا الجهاز الفريد من سلبيات تقدّم بها إلى المجتمع تلو المجتمع، فله آثار سلبية نفسية، وعقلية وخُلقية، ودينية وتربوية وتعليمية وفكرية واقتصادية .. إلخ (1).
ولا يمكن للمتحدث عن دور التلفاز عامة، أو عن دورة في المجال التربوي والتعليمي أن يُغفل هذه السلبيات أو يتغافل عنها، والدراسات الغربية خصوصًا مليئة بما قّدِّم أو دُوِّن عنها.
وفيما يخصنا في هذا البحث من حيث مجال التربية والتعليم نلاحظ أن للتلفاز سلبيات فيهما، من أبرزها:
النظريات التربوية الخاطئة، والمعلومات التعليمية غير الصحيحة أو القديمة أو المنسوخة، غلبته على الوسائل التربوية والتعليمية بشتى صوره وتعدد فنونه، الجمود على مجرد التلقي والمشاركة القليلة .. إلخ.
لكن لا بد أن نحاول أن نتغلب عليها - ما أمكننا ذلك - أو التقليل منها، وإحلال البدائل المتميزة موضعها في التلفاز.
ثامنًا: الإمكانات الكبيرة لوزارات الثقافة والإعلام، ومؤسسات التلفزة الأرضية والفضائية:
عندما يُقلّب الناظر هذه القنوات المتعددة، ويتابع ما يعرض من خلالها يلمس حجم ما تملكه هذه الوزارات المشرفة، أو تلك المؤسسات المالكة من قدرات وإمكانات شكّلت وما زالت تشكّل الغطاء التلفزيوني للعالم.
إن هذه الإمكانات بحاجة إلى من يستفيد منها في مجال التربية والتعليم لأننا نرى أن كثيرًا منها يصرف في الجوانب الأخرى الأساسية كانت أو هامشية.(1/6)
وحجم صرف ما يمكن صرفه في مجال التربية والتعليم أقل بكثير جدًا ممّا يصرف في المجالات الأخرى، فهذه قدّمت وما تزال تقدم الكثير من البرامج الحيّة والممتعة، بينما أهل التربية والتعليم في كثير من البلدان بمنأى عن استثمار هذه الإمكانات الهائلة، من ثم هم بعيدون عن ساحة الإعداد الإعلامي المثمر إلاّ من رحم الله تعالى.
المبحث الثاني
الآمال والرؤى المستقبلية
لأداء التلفاز التربوي
من حقّ كل واحد منّا أن تكون له آمال ورؤى في المستقبل القريب، أو البعيد فيما يتوقعه أو يرجوه سواء تولى ذلك بنفسه، وبادر إليه، أو قام به غيره ممن يعرفهم، أو لا يعرفهم في زمانه أو فيما تلاه من أزمان وعصور.
بَيْدَ أنه ينصح هؤلاء المؤمّلون والحالمون أحيانًا بأن تكون رُؤاهم وآمالهم واقعية موضوعية متدرجة ما أمكن.
فتعالوا في هذا المبحث لنتناول آمالاً ورؤًى مستقبلية لأداء التلفاز التربوي بعد أن عرضت - سابقًا - واقعًا لدوره في مجال التربية والتعليم.
فمن الآمال والرؤى المستقبلية لأداء التلفاز التربوي:
1- أن تخصص في وزارات الثقافة والإعلام وكالة تُعنى بالإعلام التربوي فقط، خصوصًا التلفاز، وتكون على صلّة وثيقة بوزارات التربية والتعليم. وزارات التعليم العالي، ومراكز التعليم والتربية المتخصصة الحكومية والأهلية الربحية وغير الربحية.
فتشرف هذه الوكالة المتخصصة على كل ما هو تربوي إعلامي، أو ما هو إعلامي يراد من خلاله توجيه المجتمع توجيهًا تربويًا، ولا نكتفي بوجود الرديف القوي؛ وهو ما تمثله إدارات وأقسام الإعلام التربوي في وزارات التربية والتعليم فقط، بل لا بد من وجود وكالتين متعاونتين مباشرة في هاتين الوزارتين: الثقافة والإعلام - والتربية والتعليم، ومن ثم التنسيق الدائم بينهما.(1/7)
2- تخصيص لجان متخصصة فاعلة متفرقة لإعداد وترجمة مواد وبرامج إعلامية تربوية متميزة تلامس الواقع المحلي، وتواكب التحرك العالمي خاصة في التلفاز، ولا يطلب من هذه اللجان مجرد التنظير، ولا يقبل منها التفكير فقط، بل يؤمّل منها وضع الخطط والاستراتيجيات، ومن ثم الآليات للتنفيذ، ووسائل المتابعة، وبنود التقويم والمراجعة، ثم التغيير والإصلاح المواكب للتطور العالمي.
3- مراجعة البرامج والمواد الإعلانية التي قدمت عبر هذا الجهاز، وما سوف يقدم من الناحية الإعلامية التربوية، وهذا يستلزم أمورًا وخطوات، منها:
استقطاب طواقم وكوادر إعلامية تربوية متخصصة تعين في وزارات الثقافة والإعلام وفروعها تتولى هذا الجانب، وضع معايير إعلامية تربوية محليّة لهذه المراجعات، توفير الأجهزة العالمية المتطورة في مثل هذه، عدم الانشغال بالأمور الإعلامية الفنية، وترك ذلك لأهله من المتخصصين.
4- دعم الدراسة الجامعية، والدراسات العليا المتخصصة في الإعلام التربوي، والتلفاز التربوي خصوصًا من قبل جامعاتنا وكلياتنا ومعاهدنا فيتخرج في هذه المحاضن التعليمية العالمية متخصصون أكفاء للقيام بالمهمة الإعلامية التربوية على أكمل أداء، وأفضل تميز بتعيينهم في أحد المجالات الثلاثة الماضية (1، 2، 3).
5- الدعم المادي والمعنوي من قبل الدول والحكومات والمؤسسات الخاصة لأداء التلفاز التربوي لمردوده الكبير على الأفراد والمجتمع والحكومات والشعوب، والمؤسسات العامة والخاصة.
إن الدعم المادي لهذا الأداء يتمثل في تخصيص الموازنات (الميزانيات) الكافية لهذا العطاء الإعلامي التربوي، والتعيين السريع والعاجل للمتخصصين في هذا الجانب، ووضع الحوافز التشجيعية والبدلات لمن يعمل في هذا التخصص أو يدرسه، أو يشرف عليه.
أمّا الدعم المعنوي فبالتشجيع المستمر، والإشادة بالجهود، وتهيئة الظروف والمناخ المناسب لهؤلاء المتخصصين.(1/8)
6- الإبداع الإعلامي التربوي من خلال التلفاز؛ فإننا نلمس أنواع الإبداع الإعلامي وأصنافه في المجال السياسي والاقتصادي والتحليلي والوصفي لكننا لا نجد أو ندرك هذا الإبداع في المجال التربوي بشكل كبير وكثيف وواضح.
إننا بحاجة أن نطلق العنان لأفكارنا التربوية الإبداعية في الجانب الإعلامي عبر التلفاز حتى نقدم ما ترضى عنه نفوسنا التربوية، وتتعلق به وتشتاق إليه أفئدة المشاهدين.
إن الإبداع يحتجا إلى التفكير العميق والرؤية الشاملة والتجديد والتطوير والمغامرة أحيانًا، وتخطي حواجز العادة المحكّمة، والخلفيات الماضية الوهمية والحقيقية، مع الحاجة إلى الخطوات العملية التربوية لا مجرد الطرح والإلقاء.
7- استقلالية أداء التلفاز التربوي الإسلامي، وتميّزه من بين سائر الهويات الأخرى، والثقافات والحضارات الغربية والشرقية.
فمن الملاحظ الاختلاط الثقافي الإعلامي في العالم المسوّغ له بأنه ثمرة عالمية لا يمنع تلاقح الأفكار، وتقارب الحضارات وتناغم الثقافات. إن هذا لا يمنع من الأداء التربوي الإسلامي المتميز للتلفاز بشعاراته وبرامجه وأشخاصه.
والتميز والاستقلالية رمزان من رموز القوة، والتمكن في الأداء.
إن أمتنا الإسلامية تمرّ بأزمات دولية، وضغوطات عالمية، وصراعات محلية وخارجية، وأحد المنافذ المهمة لبوابة الإنقاذ لها، مما هي فيه - بإذن الله تعالى - هو هذا الإعلام التربوي الإسلامي المتميز والمستقل، المشاهد عبر التلفاز وغيره.(1/9)
8- اتسام التلفاز التربوي الإسلامي بالعالمية، لا المحلية والوطنية والقومية؛ لأننا أمة دينها يقوم على العالمية، يقول الله العليم الخبير سبحانه: ?تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا? (الفرقان: 1). فلا بد أن نصدّر للناس جميعًا توجهاتنا التربوية الإعلامية، وأن نمدّ يد العون مع الشركات والقنوات العالمية لإفادة من يرغب في نق ثقافتنا وحضارتنا الإسلامية.
ومعنى اتصاف التلفاز التربوي الإسلامي بالعالمية أيضًا مواكبته لأحداث العصر ومتطلباته، وفنون تجدده وتطوره؛ لا أن يكون ضيفًا قابعًا في نُزُل الضيافة العالمية، أو مضيفًا في المجالس الدور المحلية دون تفاعل أو تناغم.
9- تحسس المشكلات التربوية في المجتمع، ومن ثم الإسهام في الحلول العلمية والعملية لها عبر التلفاز. إن التلفاز المحلي المشاهد يؤدي إلى حدٍّ لا بأس به في هذه الدور، وعلى استحياء أحيانًا بسبب الضغط الإعلامي المتكرر على نواحٍ معيّنة تقدم على التربية والتزكية. وعند حلول كثير من الوقائع أو الكوارث أو الأحداث المتكررة تكثف المادة الإعلامية التربوية من خلال هذه الشاشة حتى يشعر المشاهدة في بعض الأحيان بالتخمة التربوية المفاجئة، والمؤداة بشكل مكرور ومباشر غالبًا، كما أن الأداء التلفازي لها يكون بالنمط المعتاد غالبًا.
إن تحسس المشكلات عنصر من عناصر التركيز التربوي والفكري، والإسهام في حلّها علميًا وعمليًا تاج هذا التركيز والتكثيف.
تعجبني البرامج التلفازية الصادقة التي تقوم على استطلاع الرأي، وتفقد الأحوال، ومعرفة الأقوال التي تنتج لنا نبض الشارع، وحركة المجتمع، ومدى حاجتهم إلى هذه الحلول من عدمها.(1/10)
10- التقليل من البرامج التربوية الوصفية التي هي أشبه بالمواد والبرامج الإذاعية من حيث ما يقوم به المقدم من الإكثار من القراءة من الأوراق التي بين يديه، أو الجلوس بدون حركة من المقدم، أو عدم إدارة الكاميرا وتجوالها، والإكثار من الحديث الوصفي الذي يمتاز به البرنامج الإذاعي عن البرنامج التلفازي، والحوارات المملة، والنقاشات الهادئة جدًا، والعناوين المتداولة.
إن المجتمع بحاجة وهو يشاهد التلفاز أن يشعر أن مقدم البرنامج التربوي يتحدث عما في داخله، ويتلمس احتياجاته، فكأنه يقلّب ناظريه فينا، يشدنا حديثه، ويجذبنا تفسيره من غير إطالة مع النزول إلى مستوى الثقافة العامة ليتفقه الجميع، يدرك الفكرة دون الخوص في التفاصيل العلمية المتخصصة الدقيقة، والخلافات الشائكة مع بث روح احترام عقل المشاهد، ووقته، ومؤهلاته (2).
11- إقامة برامج تربوية شبابية حوارية مفتوحة بحضورهم فيها، ومشاركتهم من خلالها عبر المداخلات المباشرة.
لقد أدرك عقلاء المجتمع أهمية الحوار مع الشباب بسائر مستوياتهم، وتنوع ثقافاتهم قديمًا، ثم ما زال هذا الإدراك يترسخ في المجتمع عند مشاهدة الانحرافات الفكرية والعقدية والسلوكية والأخلاقية لدى بعض الشباب والشواب.
إن إقبال الشباب على أبواب الرياضة، ومتابعة نوافذها التلفازية دليل على الاهتمام بهم في هذا الجانب، ومعرفة رغباتهم، وتلبيتها.
فلِمَ لا يكون لنا توجه ضخم نحو البرامج التربوية الشبابية التلفازية التي تعالج مشكلاتهم، وتحاورهم وتستطلع آراءهم، وتشركهم في الاطلاع على نظرة المجتمع حيالهم، وتعرّفهم بواجباتهم، وواجبات المجتمع تجاههم.
12- الاعتبار بالأسلوب القصصي التسلسلي التربوي القرآني، المحبّب إلى النفوس، تهواه الأفئدة، وتشتاق إليه الغرائز.(1/11)
ولذا نجد أن أكثر آيات القرآن الكريم وهي (6236) آية، جاءت في قصصه أحسن القصص؛ يقول الله تبارك وتعالى ?نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ? (يوسف عليه الصلاة والسلام: 3).
وأقصد بالقصص التربوية التي تعمّق مفاهيم التربية والتزكية ولا تفصّل فيما لا فائدة فيه.
إن اعتماد التلفاز في كثير من الأحيان على قصص وروايات مكرورة الغاية، معروفة الهدف، موضوعها يتناول قضايا محددة.
فلِمَ لا تُستنهض الأقلام الجادة لكتابة قصص وروايات تربوية للتلفاز مغزاها مميز، وأهدافها واضحة مستقلة.
المبحث الثالث
الآمال والرؤى المستقبلية
لأداء التلفاز التعليمي
إن الأمّة المتعلمة هي التي ترقب أجهزتها الإعلامية على اختلاف وسائلها، وتعدد أساليبها أن تسعى حثيثة إلى تحقيق آمالها وطموحاتها ضمن رؤى مستقبلية، وخُطًى ثابتة، واستراتيجية مرسومة لأداء تعليمي أفضل من خلال وسائل الإعلام المتنوعة، ومن أهمّها التلفاز.
فنحن بحاجة ماسة إلى الحديث عن الآمال والرؤى المستقبلية لأداء التلفاز التعليمي لإبداء أفكارنا وآرائنا، والتشاور مع المتخصصين وصُنّاع القرار. وفي هذا المبحث أحاول أن أرسم لوحة مستقبلية لأداء التلفاز التعليمي؛ آمل رؤيتها عمّا قريب وهي تنتشر في أوساط المجتمع واقعًا ملموسًا، وحياة تمارس.
فمن هذه الآمال والرؤى المستقبلية لأداء التلفاز التعليمي ما يلي:
1- إيجاد قناة تلفزيونية تعليمية متخصصة في هذه البلاد تشارك القنوات الموجودة؛ الأولى والثانية، والإخبارية والرياضية.
وهي فكرة ملحة، ومطلب تمس الحاجة إليه لرفع المستوى الثقافي التعليمي بين كافة أفراد المجتمع، وهذه القناة لها الأهمية القصوى التي تقدم بها على المجال السياسي والرياضي. فالمجال الإعلامي التعليمي أنفع للشعوب من المجالات الأخرى التي تغطي ميولاً وهوايات ورغبات شخصية، أو ثقافات عامّة.(1/12)
والسؤال هنا: ما الذي نرجوه من قناة تلفزيونية تعليمية متخصصة ؟
إننا نأمل أن تؤدي هذه القناة دورًا كبيرًا في العملية التعليمية؛ فهي من أبرز وسائل رفع المستوى الثقافي والتعليمي، وتدعم المدرسة والجامعة والكلية والمعهد في بثّ العلم بين الناس، وترسيخه وتثبيته.
وهذه القناة تحاكي قنوات تعليمية أخرى عالمية وعربية، فليست بدعًا من القنوات.
بل وجد من هذه القنوات التعليمية العالمية قنوات متخصصة في بعض فنون العلم، كقناة الحيوان والمناهج والمسابقات .. إلخ.
ونتطلع في يوم من الأيام أن ترى القناة التعليمية النور في بلادنا، ثم تتفتق هذه القناة إلى قنوات متخصصة تغطي احتياجات المجتمع التعليمية والثقافية.
2- شمولية أداء التلفاز التعليمي كل فئات المجتمع؛ الرجل والمرأة، الكبير والصغير، المثقف وغير المثقف، الموظف وغير الموظف، الراعي والرعية، الطالب والأستاذ، المتدين وغير المتدين، فيصبح هذه الأداء متكاملاً شاملاً الأفراد دون التركيز على فئة دون فئة؛ مع العناية البالغة، ماذا يقدِّم لكل فئة من هذه الفئات؟ وما الذي يشتركون فيه ؟ بعد معرفة خصائص كل مرحلة عمرية لهذه الشرائح.
3- الإكثار من البرامج التعليمية الحيّة المباشرة التي يحضرها جمهور، ويشترك فيها آخرون عبر مواقعهم؛ لأنّ هذه البرامج أقرب للتشويق والربط والمتابعة، وأبعد عن الملل والكلل، مع حسن الإجادة في التقديم والإخراج وإدارة الحوار. وهي برامج مفيدة يحضرها جمهور يشارك ويستمع ويشاهد، ويتفاعل ويقوّم، ولا يُشهد له فقط بالحضور العقيم، والسكوت الممل، ويُفتح الحضور للراغبين عمومًا. أما من يشترك في هذه البرامج التعليمية عبر موقعه؛ من داخل منزله، أو محل إقامته، أو من هاتفه النقال أينما كان فيؤخذ رأيه، ويدوّن اسمه، ويُبدي وجهة نظره، مع إعطاء الجمهور الحاضر والمشارك عن بُعد الحرية في إبداء الرأي والاعتراض والتعليق مع الأدب الجمّ وحسن الخلق.(1/13)
4- تخصيص وقت كافٍ لعرض ما يسمّى بالترفيه التعليمي؛ وهو عبارة عن مواقف جادة أو حادة أو محرجة ذات أهداف تعليمية، وقد تحتوي على أخبار جدية تصاغ بالشكل الهزلي أو التهكمي مثل البرنامج الشهير (the daily show) الذي يعرض على قناة (كوميدي سنترال) منذ عام 1999م، ويتولى تقديمه المبدع في هذا الفن (جون ستيوارت)، ويبثّ برنامجه حول العالم على قناة (cnn) الدولية، وأظهرت استطلاعات الرأي في أميركا أن أكثر من 20% من الشباب يتابعونه(3).
5- الإجادة والإبداع في المسابقات التعليمية التي تعرض في التلفاز؛ لأننا نرى كثيرًا من المسابقات التعليمية مكرورة الفكرة، معادة بشكل آخر. إننا نأمل أن نرى المبدعين والجادين من أهل التعليم وهم يتقدمون للإعداد الإبداعي الجاد في المسابقات التعليمية التلفزيونية؛ ولا أرغب في تسمية برامج مسابقات عالمية إبداعية جادة لكثرة ما رأيتُ وأعجبتُ.
ويكفينا أن العقول الإبداعية في أمتنا وبلادنا كثيرة، ولو أتيح لها المجال لقدمت الكثير في محطاتنا، ومن ثم يمكن الاستفادة منها فيما بعد في المحطات الأخرى العربية والدولية.
6- تفعيل ما يسمى بالتعليم عن بُعد، والتعليم الذاتي(4)، والتعليم المنزلي، هذه بعض أنواع وطرائق التعليم في الوقت الحاضر نحن بحاجة إلى تفعليها بين كافة أفراد المجتمع، ليتعرفوا عليها أولاً، ومن ثم يمارسونها. وهذا الثلاثة أنواع كلها تقوم على المبادرة الذاتية، والإشراف الذتي، وربما رافقها إشراف أسري نحوه.
والتلفاز أحد الآليات المهمة لتنفيذها، والتعريف بها، فيرتفع مستوى التعلم في المجتمع، ويقل الجهل وينطوي.(1/14)
7- الإفادة المثلى من التجارب العالمية ومواكبتها، وليس مجرد محاكاتها بالترجمة. وهذا يصب في دائرة التبادل والثقافي والحضاري بين المجتمعات. وأقصد بالإفادة المثلى؛ أن يتم أولاً البحث عن أصل الفكرة لهذه البرامج التعليمية أو تلك، ودواعي إقامتها، وردود الفعل حيالها، وتقويمها، ومراحل تطورها، وما هي الرؤى المستقبلية لها، وبعد هذا البحث ننتقل إلى فكرة نقل هذا البرنامج إلى العربية وفق الشريعة الإسلامية، وما يوافق عاداتنا، مع الإضافة إليه أو الحذف منه، وعرضه بالثوب المحلى إن أمكن، ولا نكتفي بمجرد الترجمة أو التعريب؛ فهذه محاكاة أو تقليد أو تبعية بالتمام، ولا بد أن يتميز الطرح العربي عن الأجنبي، ويستقل استقلالاً بينًا، مع مواكبة الجديد، ومتابعة المحدثات الجيدات.
8- رؤية الدعايات الإعلانية التعليمية التلفازية، وهي في غالبها هادفة، مشاهدتها ومتابعتها لها أثر تعليمي على الفرد والمجتمع، فالدعايات الإعلانية والمؤسسات التعليمية عن الكتب والمحلات والصحف وما يفرزه الحاسب الآلي من برامج والأفلام التعليمية والمؤسسات التعليمية وقناة تعليمية .. إلخ، نحن بحاجة أن نراها متميزة عبر هذه الشاشة، مع ندرتها ضمن هذا الدليل الجارف من الإعلانات التجارية المتنوعة.
والدعايات الإعلانية لها أهدافها المعروفة، وأثرها في الإقناع والتأثير الواضح، ولغلبة التجارية منها على التعليمية أفقدتها التوازن في المجتمع.
والمتوقع أن تؤدي هذه الدعايات الإعلانية التعليمية التلفازية دورًا رائدًا في رفع المستوى التعليمي والثقافي لدى المشاهد والمتابع.
9- تشجيع إنشاء مؤسسات تعليمية محلية متخصصة لإعداد مواد وبرامج تلفازية تعليمية، وفي غالب الحال تكون هذه المؤسسات ربحية أهلية غير حكومية تؤدي دورًا مميزًا في التفكير والتطوير والإعداد لهذه البرامج التلفزيونية.(1/15)
ولا أؤيد أن تتولى وزارات الثقافة والإعلام إعداد هذه الأعمال التعليمية الإعلامية لأنها تحتاج إلى متخصصين متفرغين، ذي دربة وخبرة، واطلاع واسع.
وتوجد مؤسسات عالمية كثيرة متخصصة في هذا الفن يمكن الاستفادة من تجاربها ومعطياتها.
10- الابتعاد عن فكرة أن تكون برامجنا التلفازية التعليمية بديلة عن غيرها، بل لا بد أن تكون أصيلة متميزة في بابها.
وأنا أعلم عن بعض القنوات الإيمانَ بهذه الفكرة والاقتناع بها، وفي اعتقادي أنها خاطئة إذا لزمناها، ولم تنفك عنا؛ لأنها تؤثر في الإنتاج والإخراج، ومن ثم في المنتجات والمُخرجات. وحسبنا من البدائل أنها ليست الأصايل، وما زالت في حقل التجارب.
وإن من يبحث في ظل البدائل لا يبدع غالبًا؛ لأنه محبوس في واقع رآه، أو شيء ألفه، فعلينا التأصيل والإبداع، والخروج ن النصّ الذي نراه.
11- اشتمال أداء التلفاز التعليمي على سائر نواحي العلوم والثقافات المقبولة شرعًا. وهذا يفيد المُشاهد كثيرًا مهما كان مستواه التعليمي، ويكوّن لديه ثقافة عالية شاملة.
بينا لو اقُتصر على البعض من نواحي العلوم والثقافات دون بعض لوجدنا خللاً في الثقافات وثغرات في التعليم لدى المتلقي كما هو مشاهد في كثير من المجتمعات المعاصرة. ولا بد أن يكون لدى غالب المشاهدين حدًا ووحدة فكرة وثقافية، لا يقصرون عنها، لكن يكون للبعض الزيادة والنماء فيها ما شاءوا.
12- تخصيص جزء كبير من الأداء التلفازي التعليمي لتعليم الكبار وتثقيفهم، ومحو الأمية. وهذه تجارب الغرب والشرق تنادي بهذا، وخصوصًا لربّات البيوت، ومن فاتهن التعليم أو عسُر عليهن في مجتمعنا.
وهذا الأمر تكافل اجتماعي، وتواصل ثقافي يُبنى عن الاهتمام البالغ بهذه الفئة من المجتمع المحتاجة جدًا إلى التعليم والتثقيف، ولن ننساهم - بإذن الله تعالى - في حمأة التعليم الكبرى، وزحمة التثقيف، فلهم حقوق تعليمية علينا لا بد أن نوفيهم إياها (5).
خاتمة(1/16)
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبعد؛
فقد سار بي قلمي إلى هنا، وانتهت حبال أفكاري بعد تجوال مع الآمال والرؤى المستقبلية لأداء التلفاز التربوي والتعليمي، ابتدأته بالوقوف على دور التلفاز في مجال التربية والتعليم.
إني وبعد انقضاء أسطري أتقدم بتوصيات عملية أتوق إلى رؤيتها واقعًا محسوسًا يومًا من الدهر ليس ببعيد.
أولها: إنشاء قناة تعليمية متخصصة في المملكة.
ثانيها: إنشاء وكالة خاصة بالإعلام التربوي في وزارات الثقافة والإعلام.
ثالثها: إنشاء مؤسسات تعليمية محلية لإعداد برامج ومواد تعليمية تقدم عبر التلفاز.
رابعها: دعم الدراسة الجامعية والدراسات العليا المتخصصة في الإعلام التربوي، والتلفاز التربوي خصوصًا.
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم ذا الجلال والإكرام أن يوفقنا جميعًا لمرضاته سبحانه. وصلى الله وسلم على نبيّنا محمد وآله وصحبه وأزواجه وذريته. والله تعالى أعلم.
الهوامش
(1)… يمكن مطالعة ما كتب عن آثار التلفاز السلبية: جيري ماندر: أربع مناقشات لإلغاء التلفزيون فإنه أفاض فيه جدًا، ومروان كجك: الأسرة المسلمة أمام الفيديو والتلفزيون.
(2)…انظر: أبو الخير: خالد علي حسن. برامج الأحاديث الدينية التلفازية، (ص 128) وما بعدها.
(3)…انظر: مجلة نيوزويك - العدد الصادر في 19 أكتوبر 2004م.انظر في التعليم الذاتي: خياط: د. محمد جميل: المبادئ والقيم في التربية الإسلامية في التربية الإسلامية ص 324، 325.
(4)…انظر في التعليم الذاتي: خياط: د. محمد جميل: المبادئ والقيم في التربية الإسلامية في التربية الإسلامية ص 324، 325.
(5)…انظر: الحميدي: د. عبد الرحمن بن سعد. بحوث ودراسات في مجال محو الأمية وتعليم الكبار. مطابع الفرزدق التجارية. الرياض. الجزء الأول. الطبعة الأولى 1413هـ.
فهرس المراجع
- استطلاعات للرأي عن التلفاز وبرامجه. قام بها المؤلف على طلابه وطالباته بجامعة أم القرى. مكة المكرمة.(1/17)
- جيري ماندر: أربع مناقشات لإلغاء التلفزيون. ترجمة: سهيل منيمنة. دار الكلمة الطيّبة. الطبعة الأولى. 1410هـ.
- أبو الخير: خالد علي حسن. برامج الأحاديث الدينية التلفازية. إعداد وتقديم وإخراج: دار المجتمع بجدة. الطبعة الأولى. 1409هـ.
- خياط: د. محمد جميل بن علي. المبادئ والقيم في التربية الإسلامية. جامعة أم القرى. معهد البحوث العلمية. عام 1416هـ.
- الغنام: د. عبد العزيز. مدخل في علم الصحافة. الجزء الثالث. مكتبة الانجلو المصرية. القاهرة.
- كجك: مروان. الأسرة المسلمة أمام الفيديو والتلفزيون.
- نيوزويك الأميريكية (مجلة) العدد الصادر في 19 أكتوبر 2004م.
الفهرس
المقدمة………………………2
المبحث الأول:
دور التلفاز في مجال التربية والتعليم………………5ا
المبحث الثاني:
الآمال والرؤى المستقبلية لأداء التلفاز التربوي……………10…
المبحث الثالث:
الآمال والرؤى المستقبلية لأداء التلفاز التعليمي……………15…
خاتمة…………………………20
الهوامش………………………22…
فهرس المراجع………………………24
الفهرس………………………26
??
??
??
??
شبكة التبيان... دعوة متجددة لثوابت أصيلة. الآمال والرؤى المستقبلية لأداء التلفاز التربوي التعليمي
(نحرص على نوعية المشاركات أكثر من حرصنا على عدد المشاركة والمشاركين)
e-mail: info@altebyan.com… …www.altebyan.com
- 19 -(1/18)