استقبال شهر رمضان
المقدم:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى ومن سار على نهجه واقتفى أيها المشاهدون الأعزاء بأجمل تحية وأزكى ترحيب نحييكم بخير تحية وأغلى هدية إنها السلام فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أحبتنا الكرام اليوم انطلق أبناءنا للمدارس يجنون ثمار العلم والإيمان ويرنون للعز وسيادة الأكوان في موسم جديد وسباق فريد بعزم يدك الجبال والحديد وعما قريب ينطلق موسم أهل الإيمان يتسابقون فيه للجنان ولنيل رضا الرحمن ، والعتق من جحيم النيران ، إنه رمضان ما أعظم شوق المحبين لك يا رمضان ، وما أشدك حنينهم لأيامك الغر الحسان العامرة بالذكر والقرآن استقبال رمضان هو موضوع حلقة هذا الأسبوع من برنامجكم الراصد وفي بدايتها دعونا نرحب بشيخنا شيخ البرنامج محمد بن صالح المنجد؟
الشيخ محمد:
حياكم الله معنا
المقدم:
شيخ محمد وأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم وكل عام وأنتم بخير مقدماً ؟
الشيخ محمد:
حياكم الله ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يبلغنا رمضان وأن يعيننا فيه على ذكره وشكره وحسن عبادته .
المقدم:
اللهم آمين شيخ محمد يعني مع قرب أيام رمضان ومع بداية هذا الموسم ربما يعني تتفاوت مشاعر الناس وتتباين في استقبالهم لهذا الضيف الجديد ، وهذا الزائر فما هي المشاعر التي ينبغي على المسلم أن يتمثل بها في استقباله لهذا الشهر الجديد شهر رمضان.
الشيخ محمد:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .(1/1)
وبعد ، فطبعاً الناس الآن في عودة من إجازة ودخول في مدارس ، وبداية شهر العبادة ، هذه التركيبة من الأحداث التي ربما لا يأتي مثلها إلا بعد سنين ، ينبغي أن يكون لنا معها وقفة ، وقد عرفنا سابقاً أن يعني بعض الناس ربما يعيشون ضائقة اقتصادية معينة في هذه الأيام ، نتيجة فراغ ما أنفق في الإجازة ومستهلكات المدارس ، وكذلك ميزانية رمضان، فالهاجس الذي يكون أحياناً في النفوس هو هاجس اقتصادي مالي مادي بينما ينبغي أن يكون الآن القضية فيها يعني شوق من نوع آخر ، وترقب لقضية كبيرة جداً وضخمة المسألة الآن يعني فوق مسألة المال والمادة والضيق الذي نشعر به ، وربما فرحة قدوم رمضان ، والعبادة العظيمة يعني موسم المغفرة هذا ، لأن فيه مزايا ما هو موجودة في غيره ، فرحته لعلها تعزينا وتسلينا وتنسينا ، ما كان لنا من ضائقة مالية ، أو كان لنا من نكد حصل بسبب خلافات عائلية ، أو أشياء صارت بسبب مثلاً مصادمات وظيفية ، الآن مثلاً ناس رجعوا منقولين إلى مدارس أخرى وما تأقلم مع وضع جديد ، موظف انتقل من منطقة إلى أخرى ، أو واحد الآن كان متخرجاً فالآن دخل في وظيفة مع بداية العام الدراسي تحدث عدد من التغيرات حتى انتقال بعض الناس إلى سكن جديد ، الآن رمضان سيأتي يعني ينبغي أن لا ننشغل عنه بقضية متعلقات ومستلزمات الأشياء الأخرى ، قدر الإمكان لأن نحن نعرف أن الحياة لها متطلبات وما يمكن إلغاؤها يعني ، لكن المقصود أن لا تشغلنا ، المقصود المستجدات عن رمضان ، نحن نريد أن نستمتع برمضان ، وأن نلتز بالعبادة وأن نستشعر ما فيها من المغفرة والفرصة العظيمة ، وأن الله -سبحانه وتعالى – نادانا فيها بصفة أهل الإيمان ?يا أيه الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ? نحن الآن نستقبل شهراً كان له عند الصالحين في الأمم السابقة منزلة عظيمة ، نستقبل شهراً رغبنا ربنا في صيامه ، ?وأن تصوموا خير لكم ? وأرشدنا إلى(1/2)
شكره على فضله بقوله ?ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ? في الوقت الذي يتضايق فيه الناس مادياً أو معنوياً بأسباب انتقالات أو نفقات يأتي شهر الخيرات والبركات ، شهر المنح والهبات ، محفوف بالرحمة والمغفرة والعتق ، جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، غلقت أبواب النار صفدت الشياطين ، هناك ، استعدادات سماوية ، وأرضية ، هناك يعني تغيرات على مستوى الجنة والنار وشياطين الجن ، والمخلوقات الأخرى ، كل الكون ، يعني الملائكة تستعد والشياطين أيضاً ستصفد الجنة تستعد ، والنار تغلق ، إشعارنا نحن بالتغيرات الكبيرة ، ينبغي أن يطغى على تغير قضية انتقال بيت ومدرسة وحياة كذا ، وفلوس ضاقت مالياً لأن هناك شيء أضخم أكبر يحدث في السموات ، فلذلك ينبغي أن نقدر لهذا الشهر قدره .
المقدم:
الله أكبر طيب يا شيخ مع هذه الاستعدادات ومع بداية الصيام ربما البعض يتساءل يعني عن الحكم التي أرادها الله -سبحانه وتعالى – من فرضية الصيام علينا ، وكما أشار ربنا -سبحانه وتعالى – بأنه خير لنا فهل من ذكر شيء من الحكم والفوائد التي تعود بالمومن بالنفع من هذا الشهر وصيامه ؟
الشيخ محمد:
يعني كل عمل ابن آدم له إلا الصوم اختصه الله -سبحانه وتعالى – لنفسه مضاعفة لأجر صاحبه ، للصائم فرحتان ، يشفع للعبد يوم القيامة ، خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك الصيام جنة ووقاية من النار ، باب الريان مفتوح للصائمين ، من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، نحن جئنا إلى رمضان بذنوب كثيرة ، وقد قارفنا ما قارفنا ، ومن الناس من ارتكب ما ارتكب في الإجازات ، فماذا هو صانع في هذا الشهر وبأي نفسية مو مقبل على رمضان ، ماذا يطلب فيه من ربه ، واستعد لرمضان بماذا ، يعني التوبة والإنابة وطلب المغفرة الدعاء الإلحاح الانطراح بين يدي الله ، نحن الآن ينبغي أن نكون في شوق حقيقي لهذا الشهر .
المقدم:(1/3)
مع قرب رمضان يا فضيلة الشيخ والاستعدادات له ربما نجد الناس يعني في هذه الأيام يتفاوتون في تهيئهم لاستقبال هذا الشهر فهنالك القنوات واستعداداتها ، وإعلاناتها وما يجري فيها وهنالك أصحاب المحلات واستعداداتهم ، وبعض أصحاب البيوت ، استعدادتهم لمقاضي رمضان، وما يملأون به الثلاجات وربما هنالك استعدادات يعني من نوع آخر عند أهل الإيمان ما هو الواجب على المسلم فعلاً أن يستعد له لاستقبال هذا الشهر ويهيأ نفسه لهذا الموسم العظيم ؟
الشيخ محمد:(1/4)
يا أخي التجار إذا كانوا مقبلين على موسم فيه أرباح ومبيعات كبيرة جداً استعدوا بالإعلانات وتهيئة أطقم مبيعات ، وترتيب المحلات ، وتوفير البضائع ، وتنويع المسلم الآن يعني والمسلمة ، أولاً في شوق ، في شوق كبير لشهر الصيام ، ليس لمجرد تغيير أوقات الوجبات ستختلف ، ويعني المعدة تخف وصحية ، لا يعني معنى رمضان ?لعلكم تتقون ? يعني لنحصل التقوى يعني رمضان سيعيننا على تحصيل التقوى التي ربما قد أخللنا بها سابقا كذلك فرصة عظيمة للأجر إذاً نشمر نجتهد أحياناً في مواسم التجارات ممكن يعمل مناوبات ويزود ساعات العمل ويحط مكافآت إضافية ، نحن الآن يعني لابد أن نشمر نجتهد في الطاعة هناك ظمأ في الهواجر ومكابدة لليل ، هناك الآن إعداد المساجد من أعظم مظان الأجر إعدادت الأجر مساجد تحتاج إلى تكييف ، تحتاج إلى فرش ، تحتاج إلى ماء ، تحتاج إلى دورات المياه ، ينبغي أن نساعد ?وطهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود ? إذن أمر من الله لإبراهيم وابنه إسماعيل إعداد بيت الله إعداد الحرم ، إعداد المسجد هذا للعبادات للعابدين على تنوع عباداتهم ، جاءنا شهر رمضان يعني فيه هذه الميزات العظيمة وليلة واحدة خير من ألف شهر ينبغي أن تكون حال المؤمنين فعلاً ا لتوجه إلى ما فيه اغتنام هذا الشهر ، إذا كان دعاة الباطل واللهو تتعاظم هممهم ، يا أخي حتى قالوا لنا حتى محطات الفساد والشوتايم وغيرها هذه عندها أفلام خاصة برمضان ، قالوا لنا عندهم دعايات مكتوب عليها رمضان في ثنايا الأفلام يعني ، أفلام لرمضان ، ما أدري يحطوا أفلام هل هي كوميديا ، يعني استعداد أهل الباطل حتى الكفار ، عندهم استعدادت لرمضان ، لكنهم يريدون أن يمحوا أثر رمضان ، وينسونا رمضان ، ويخلطوا علينا رمضان يلبسوه، حتى يكون أحسن واحد الذي خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً ، لا يريدونه هنيئاً ولا سائغاً ولا خالصاً ، يريدونه مخلوطاً ، يريدون أن يزجوا بكل ما لديهم من(1/5)
المفسدات لهذا الشهر ، وبعض السلف كان يقول اللهم سلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا ، سلمنا لرمضان ، بحيث يعني ما نصاب بمعوق ، بمرض بشيء يمنعنا من العبادة ، وسلم رمضان لنا ، يعني أن اجعله هذا كله موسم طاعة ، وتسلمه منا متقبلاً ، فخذه إليك عملنا تقبله منا ، وفي قضية مهمة جداً ، وهي العزم إيش الحالة النفسية للشخص ، على قدر أهل العزم تأتي العزائم ، وتأتي على قدر الكرام المكارم ، وتعظم في عين الصغير صغارها ، وتصغر في عين العظيم العظائم ، فإذاً نحن إيش استعدينا بماذا، هل حققنا التقوى مثلاً ، هل الآن عندنا قضية الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيل ، ونعمل بطاعة من الله ، على نور من الله ، نرجوا ثواب الله ، ونترك معصية الله ، على نور من الله ، نخشى عقاب الله جاعلين بيننا وبين عقاب الله وقاية ، عندنا استعداد يعني حفزنا الهمم ، حفزنا الأهل الأولاد ، كلمناهم على الثواب ، وعلى اغتنام الأوقات ، أشعنا أجواء الطاعة في البيت ، رأى أولادنا منا صيغة حسنة مثلاً في التلاوة في العبادة ، قضية التوطئة لرمضان ، يعني بالصيام من شعبان مثلاً ، هل حصل ، مثلاً أشياء من هذا القبيل ، حتى تكون النفس قد تمرنت ، استعداد بالتوبة ، طبعاً الواحد يتوب الآن وفي ورمضان ما هو يقول أوجل التوبة كلها لرمضان ، لا يستغفر الآن وفي رمضان يتوب الآن وفي رمضان ، قضية تهيئة المصاحف ، في مصاحف مثلاً ، يعني للتلاوة مريحة ، في مصاحف إلكترونية ، الآن الجيل الجديد يحب الأجهزة الإلكترونية ، والأي بود واللي عندهم أنواع من طيب ما يمكن نضع ملفات إلكترونية للقرآن في هذه الأجهزة التي يصطحبونها فيها سماعات وشاشات ، طيب عطيه نص القرآن مفتوحاً ، والتفسير ، وعاطيه تلاوة يسمعها بأذنيه ، نجعل يعني التقنية هذه تصب في خدمة القرآن الذي هو أنزل في شهر رمضان .
المقدم:(1/6)
إذن استنفار كامل يا شيخ لهذا الشيخ ينبغي أن تستنفر كل القوى لكن القوى الإيمانية وليست القوى الشرائية كما يفعل بعض الناس ربما هناك قائمة طويلة من المقاضي ويحمل همها من الآن كيف سأقبل رمضان وما الذي ساجلبه ؟
الشيخ محمد:
طبعاً نحن لو هونا الأمور هذه هي تهون ، يعني لو قلنا خلاص يعني ما نبغى نتعامل مع نبغى نخلي رمضان في المأكولات والمشروبات مثل غيره ما في شيء زيادة ، يعني أشياء بسيطة مما يمكن يعني يجلب أو عادة يوضع في الرفوف من تنوع معين أو مأكولات معينة يعني كأنه فرض علينا أن نستعملها في رمضان ، يعني كأنه صارت من طقوس رمضان لازم أشياء يعني معينة لابد أن تؤكل في هذا الشهر ، ويشعر الناس بطعم رمضان من خلال قمر الدين والسمبوسك وأنواع من الأشياء أشياء يعني الحلويات ، وأشياء ، فنقول يكن طعم رمضان إيمانياً أكثر مما هو معدة وبطناً ولساناً ، ويعني فماً ، وكان السلف أولاً يعني يوقفون أعمال من أجل رمضان ، ما هو ليس يعني بعيب ولا بخطأ إن يقل الإنتاج المادي نوعاً ما من أجل أن يزيد الإنتاج الإيماني ، يعني لما تصير .
الشيخ محمد:
لعل هذه قضية يا شيخ أستأذنك ربما يطول الحديث فيها ، لكن نستأذنك بعد الفاصل ؟
مشاهدينا الأعزاء فاصل قصير نعود بعده بإذن الله -عز وجل- لمتابعة حديثنا عن شهر البر والإحسان شهر رمضان فتابعونا ولكم كل الشكر والتقدير ؟(1/7)
مشاهدينا الأعزاء أهلا وسهلاً ومرحباً بكم من هذه الحلقة من حلقات برنامجكم الراصد والتي ناقشنا فيها قبل الفاصل وما زلنا سنناقش موضوع استقبال رمضان ، شهر البر والإحسان مع شيخنا الشيخ محمد بن صالح المنجد ، شيخ محمد قبل الفاصل كان الحديث يدور عن تفريغ النفس من بعض الأعمال الدنيوية استعداداً للأعمال الإيمانية في رمضان ، ربما البعض يقول هذا يتعارض الآن مع الدراسة وهنالك العديد من مطالبات الناس بأن تتوقف الدراسة في رمضان ، أو تقل الأعمال في رمضان كيف نجمع يعني بين العمل والدراسة ، وبين الأعمال والفروض الإيمانية التي يبنغي على المسلم أن يؤديها في هذا الشهر الكريم ؟
الشيخ محمد:(1/8)
يعني الصيام هو ترك الطعام والشراب ، فهو عملية تركية ، فما يتعارض مع الفعل ، لكن في أفعال أخرى في رمضان ، يعني التلاوة ، القيام ، وهكذا ، ينبغي يعني علينا نحن أن نؤثر الحياة الآخرة على الحياة الدنيا ، وليس أن نؤثر الحياة الدنيا على الأخرى ، نحن نعرف أن الجوع لابد أن يؤثر في الدراسة والعمل ، وقضية تخفيض ساعات العمل من ثمانية إلى ستة أو تخفيض الحصص الدراسية مثلاً ليس بعيب ، لأن بعض الناس يقول لا رمضان شهر الغزوات ، وبدر طيب ما النبي ? في بدر قال أفطروا الفطر أقوى لكم ، فهذا مو معناه خلاص غزوة بدر في رمضان يعني لازم نحن نعمل في رمضان ، معروف أن الجوع يعني يضعف الإنسان ، وكذلك الأعمال الأخرى يعني مثلاً قيام ، قيام الليل مثلاً تمر وقت ، أنت تريد وقتاً الآن للقراءة للتلاوة للعبادة للتبكير للصلوات للتفكر ، للاعتكاف ، لعمرة في رمضان تحتاج إلى وقت يعني ولذلك يعني ما في تعارض بن يعني نخفف قليلاً من الدنيا لأجل الآخرة هذا غير ضار ، ولا يعني غريب ، ولا مستنكر المشكلة أن بعض الناس يريدون التخفف من الدنيا للنوم ، التخفف من الدراسة ، للكسل ، التخفف من الوظيفة ، ليعني التلهي فتجد إن الوقت يروح وين ، يسلي الصيام بمتابعة القنوات الفضائية ، يا أخي الآن إنت المفروض خف عليك الدراسة والعمل من أجل إنك تتابع القنوات الفضائية ، تتسلى في الإنترنت ، الآن كثير من الشباب والشابات كثير يفسدون صيامهم بمقتضى الشهوات ، لأنه يشاهد أفلام وتمثيليات وأنترنت ، وأشياء مثيرة ، وهو صائم وتأتي الأسئلة بعد ذلك أفسدت يومي ، أفسدت كذا ، طيب أين التحفظ ما هو الآن هو شهر التقوى ولا هو شهر الانفتاح على محرمات من نوع جديد ، بعض الناس يريد التخفف من الدنيا ، ومن الأعمال والدراسة علشات لعب بلوتوث بالليل يا أخي إنت الآن إذا كان إنت أعطيت فرصة بنقص الأعمال الدنيوية ، حتى تزيد في العبادة ، ما هو حتى تسهر للفجر على ورق اللعب ،(1/9)
وكذلك إذا كان السلف يخففون من الحديث لأجل القرآن وكان مالك -رحمه الله – إذا دخل رمضان أغلق المكتب وأخذ المصحف ، ومنع المساءلة ، وقال هذا شهر القرآن ، وكان إذا دخل رمضان يفر من مجالس التحديث إلى مجالس القرآن ، كان سفيان الثوري ، إذا دخل رمضان ترك عبادات وأقبل على قراءة القرآن ، كان الزبيدي اللامي إذا دخل رمضان أحضر المصاحف وجمع إليه أصحابه ، كانت لهم مجاهدات ، في العبادات ، هؤلاء الأئمة الثقات الأثبات سعيد بن جبير يؤم الناس في رمضان يقرأ ليلة بقراءة ابن مسعود ، وليلة بقراءة زيد بن ثابت ، حتى تنوع القراءات ، أهل الغفلة يستعدون ، وأهل الخير يستعدون ، أهل الشر في وادي ، وأهل الطاعة في وادي ، العصاة يستعدون بالازدياد من المعاصي ، وهمهم في متابعة المسلسلات والأفلام المخصصة في رمضان طاش يطيش طيشاً ، هذا ، الآن في طاش مشغولين طاشت عقولهم كاميرا خفية فوازير كذا ، وإيش المصيبة فيها تبرج النساء ، والموسيقى وأنواع من المسلسلات ، يقولون هذا مسلسل رمضاني ، يعني إيش يعني تفريغ رمضان من محتواه ، ومحتوى التقوى والعبادة ، هم لا يريدون التقوى والعبادة ، يريدون أن ينسوك يا مسلم شيء اسمه التقوى والعبادة ، فيضعون لك حتى بعد ما تفطر ، وتحمد الله على أنك أتممت اليوم ما يمسح كل حسنات اليوم .
المقدم:
والبعض ربما يقول يعني لا يسوغ مشاهدة هذا في النهار أما في الليل وقد أفطر الإنسان ؟
الشيخ محمد:(1/10)
غير أمر الليالي يعني الليالي ما هي من رمضان رمضان بس نهار ، الليالي مو تبع رمضان ليلة القدر في النهار ، فلما يقولون مسلسلات وأمسيات وخصومات، وفوازير ، وكاميرات خفية ، وظاهرة ، وإعلانات وتسوق ، يعني خلاص رمضان صار وأكل طبعاً ، وملء البطون ، ونتخم ، ونصاب بآفات نتيجة هذا طيب يعني ما هذا الاستعداد ، هذا هو الآن يعني هذا هو المطلوب لأجل تحقيق التقوى هل ستحقق التقوى ، هذا ضد التقوى ، ولذلك السعيد الذي يصوم ويحفظ صيامه ، وليس الذي يصوم ويضيع صيامه .
المقدم:
إن حصل ووفق الله -عز وجل- الإنسان لدخول هذا الشهر وبلوغه ، ربما هنالك بعض العبارات التي يعني تندرج على ألسنة الناس من التهنئة بهذا الشهر وبدخوله ، ما هو المقبول يا شيخ في تهنئة الناس في رمضان ، وما هو غير المقبول هل من عبارات معينة ينبغي للمسلم أن يقولها إذا دخل الشهر لتهنئة أهله وأحبابه وأقاربه؟
الشيخ محمد:(1/11)
يعني النبي ? كان يبشر أصحابه بقدوم رمضان « أتاكم شهر رمضان شهر مبارك » يعني يذكر لهم مزايا رمضان عند دخوله تحفيزاً للهمم للعبادة ، الكلمات تهنئات الناس المباحة ، مباحة ، يعني مثلاً ، شهر مبارك ، بارك الله لكم في رمضان ، أعاننا وإياكم ، أدعية طيبة ، لا بأس ، ما عندنا نص معين ثابت وارد في التهنئة في رمضان ، يعني لم يرد في السنة تهنئة معينة للشهر ، ولذلك ما في داعي لإشاعة تهنئات معينة ، يعني محددة أيوه ، وإنما تنوع التهاني ، طبعاً رسائل الجوال أول ما تطلع الرسالة ، خلاص كل الناس ترسلها لبعض ، فينبغي نلاحظ إذا وردتك رسالة بالجوال انظر نقح دقق ، هل فيها معنى خطأ ، لفظ خطأ هل فيها شيء مخالف للشرع ، هل هي يعني ممكن تتحول إلى ذكر عام يلتزم به الجميع أو يرسله الجميع ، فنحرص على عدم ، لأن الآن الجوال ، هو يعمل عملية ، يعني غير ما كانت موجودة الأول في قضية نشر ، وإشهار لألفاظ معينة ، مثلاً أحياناً جمعة مباركة ، تقريباً صارت عند أكثر الناس كل جمعة لازم يرسل جمعة مباركة ، فصارت مثل إيش مثل الذكر ، يعني يمكن أحياناً تصير منافسة الأذكار الشرعية ويظنها بعض الناس من الشريعة ، مثلاً جمعة مباركة ، ولازم كل جمعة ترسل جمعة مباركة ، فتتحول العادة إلى عبادة وهذا خطير .
المقدم:
أما نحن يا شيخ مع هذه التهنئة ، وأحكامها من دخول الشهر نهني أنفسنا بهذه الجلسة معك لكن نستأذنك بهذا الفاصل القصير ؟
أيها المشاهدون الأعزاء فاصل قصير نعود بعده بإذن الله -عز وجل- لمتابعة الحديث عن شهر البر والإحسان شهر رمضان فتابعونا ولكم كل التقدير والحب .
مشاهدينا الأعزاء أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم في برنامجكم الراصد ، والذي نناقش فيه في هذا الأسبوع موضوع استقبال رمضان مع شيخنا الشيخ محمد بن صالح المنجد ؟
الشيخ محمد:(1/12)
شيخ محمد مع قرب هذا الموسم العظيم شهر رمضان ، لا شك إنه ينبغي على المسلم قبل أن يدخل في هذا الشهر أن يتعلم بعض الأحكام الفقهية ، حتى يؤدي هذا النسك على بصيرة ، وعلى علم وكما أراد الله -عز وجل-
المقدم:
ربما يا شيخنا الأحكام المهمة التي يكثر السؤال عنها مسألة دخول الشهر دخول شهر رمضان وثبوته ، وكيف يعلم الإنسان فعلاً ويتيقن خاصة مع اختلاف المطالع في البلاد الإسلامية ؟
الشيخ محمد:
يعني النبي ? قال : « صوموا لرؤيته » فعين الرؤية سبيلاً للصوم ، ولم يقل صوموا لحسابات ولا لغيرها لرؤيا ، والمقصود للرؤيا البصرية ، بعض الناس يحاول أن يقول للرؤية بمعنى العلم ، والعلم يطلق عليه رؤيا ، ويعني العلم يكون بالحسابات ، نقول صوموا لرؤيته ، قال فإن غبي عليكم يعني من الأدلة على أن الرؤيا هنا رؤية العين وليست رؤية حسابات ، ولا كما يريدون إنه قال فإن غبي يعني خفي عليكم لو احنا ليلة تسعة وعشرين شعبان , وصار فيه غيم في السماء وتراءينا كله غيم في غيم ، إيش نفعل نكمل ، نكمل ثلاثين ما فيها كلام يعني ولا نصوم احتياطاً ولا غيره ، فإن رؤي الهلال بعد تسعة وعشرين شعبان صمنا ، رؤي الهلال رمضان صمنا ما رؤي الهلال أكملنا شعبان ثلاثين ، ممكن بعض الأماكن يرى ، بعض الأماكن لا يرى ، طبعاً الأصل أن المسلمين أمة واحدة ، فلو كانوا على خلافة واحدة فخلاص إذا ثبت في مكان كل الباقي يصومون ، لكن اعتبار اختلاف المطالع ، قول له وجاهته ، ولذلك الآن أهل كل بلد فيها إعلانات ، إذا عندهم رؤيا شرعية يلتزمون ، ما عندهم رؤيا شرعية ، يصومون على رؤية أقرب بلد إليهم عندهم رؤيا شرعية .
المقدم:
أحياناً تلجأ بعض النساء يا شيخ إلى أخذ بعض الموانع التي تمنع مجيء الدورة الشهرية ، حرصاً منها على أن لا تفوت بعض الأيام من هذا الشهر ؟
الشيخ محمد:(1/13)
يعني هذه لا ينصح به لأن هذه الموانع في كثير منها أضرار ، وأحياناً تصير المسكينة لا هي صايمة تقول أنا تقول لا أنا أعرف نفسي أنا صايمة ، لأن الدم اتلخبط وصار في أوضاع عجيبة ، فلذلك خلاص يقال لها ارضي بما كتب الله الأفضل شرعاً ، أنت تريدين الأفضل ، الأفضل شرعاً أن ترضي بما قسم الله مثل ما كانت أمهات المؤمنين خلاص يأتي العذر الشرعي ، تفطر يذهب تصوم ، والحمد لله .
المقدم:
وهذه إرادة الله -عز وجل- ، أيضاً يا شيخ ربما يكثر الحديث في بداية كل عام ، ربما يدور شيء من الجدل حول صلاة التراويح وعدد ركعاتها وخلاف ونجد أحياناً مساجد مختلفة ، البعض يصلي عشرين ، والبعض عشرة ؟
الشيخ محمد:
السنة احدى عشرة ، أو ثلاثة عشر ركعة ، والزيادة جائزة صلي إلى ثلاثة وعشرين أكثر لا حرج الزيادة جائزة ، ولكن الأفضل أحد عشر ركعة أربع طوال ثلاث والوتر مفصول عن الشفع والحمد لله ، يعني الإنسان عليه أن يجتهد في إحياء السنة ، نشر السنة والمحافظة على السنة ، وإذا السنة وردت بهذا فلماذا لا نفعله .
المقدم:
أيضاً يا شيخ بما يتعلق بالتنقل بين المساجد طلباً للأئمة ربما بعض الناس يعني خلاص كان يحصل هذا في بداية الشهر يصلي في اليوم الأول عند فلان من القراء ، ثم ينتقل في اليوم الثاني إلى إمام ثاني ، ثم ينتقل في اليوم الثالث إلى إمام آخر ، البعض ربما تكلم حول هذه القضية ، ما مدى مشروعيتها وهل هي سائغة ؟
الشيخ محمد:
إذا ما وصلت إلى مرحلة التكلف فلا بتتبع أصحاب الأصوات الحسنة الذين يخشع الإنسان لقراءتهم ، ما هو لأجل أن يطرب لقراءتهم ، لا أن يخشع لقراءتهم ، فاذهب لمن تخشع عنده أكثر .
المقدم:
أيضاً يا شيخ ربما من المسائل التي يكثر السؤال عنها في أحكام الصيام مسائل المفطرات ما الذي يفطر ، وما الذي لا يفطر خاصة مع ورود يعني كثير من القضايا المستجدة والمعاصرة ، هل هناك ضابط ، هل هناك قاعدة تبين ما يفطر وما لا يفطر ؟
الشيخ محمد:(1/14)
المفطرات على نوعين مغذيات ، مقويات ، ومضعفات ، ومستفرغات ، فإذا في شيء يغذي ويملأ ، وفي شيء يضعف ويستفرغ ، مثل القيء ، مثل الحجامة ، مثل خروج المني طبعاً عمداً يعني، وأما المغذيات الأكل والشرب وما يقوم مقام الأكل والشرب هذا معروف حكمه ، وكذلك القسم الآخر ، والجماع أسوأ المفطرات ، ولذلك فإننا لابد أن نحفظ صيامنا ، من أكل أو شرب ناسياً خلاص أطعمه الله وسقاه ، وإذا رأى واحد يأكل ويشرب ناسياً يذكره ، وكذلك فإن القواعد الطبية يجب أن يكون فيها تفقه ، فالأدوية التي تتعاطى عن طريق الفم حبوب البلع هذا ، الإبر المغذية ، المحلول المغذي ، هذا يفطر ، كذلك غسيل الكلى يفطر ، لأن فيه إضافة أملاح وأغذية للدم ، عند دخوله أو مروره بعملية التنقية فهو يفطر في هذا اليوم الذي يغسل ويصوم بعد رمضان يقطي ، وكذلك فإن الدواء الغرغرة ، إذا ما وصل بلعه ، وأيضاً بخاخ الربو ، وأيضاً الإبر التطعيمية ، وأيضاً قلع الضرس ومداواته والبنج مثلاً ، قطرة العين والأذن الراجح أنها لا تفطر ، قطرة الأنف تفطر ، معجون الأسنان يفطر إذا ما بلع منه شيء ، والأفضل السواك ، كذلك إدخال المحاليل الملونة للأوردة والشرايين لتصويرها لأنها ليست إذا كانت غير مغذية مجرد ملونات لا تفطر عند بعد الفقهاء المعاصرين .
المقدم:
طيب حقيقة ربما يا شيخ الأحكام يطول المقام فيها لكن هذا الملخص بإذن الله -عز وجل- يكون فيه الغنية والشفاء ، والوقت يدركنا في ختام هذه الحلقة لا نملك إلا أن نتقدم بالدعاء والشكر الجزيل لك من الله -سبحانه وتعالى – أن يثيبك وأن يجزيك خير الجزاء .
حياكم الله ونسأل الله -سبحانه وتعالى – أن يتقبل منا جميعاً(1/15)
أيها المشاهدون الأعزاء إننا نناديها فنقول يا روائع الدهر عودي للخير والإيماني جودي ، وعلى أيام الدنيا سودي ، يا رمضان الخير اقترب فدمع العين منسكب ، والقلب شوقاً يضرم ويضطرب ، أتى رمضان مزرعة العباد لتطهير القلوب من الفساد فأد حقوقه قولاً وفعلاً وزادك فاتخذه للمعاد ، فمن زرع الحبوب وما سقاها ، تأوه نادماً يوم الحصاد ، اللهم بلغنا رمضان واجعلنا فيه من أهل الجنان وأعتق رقابنا من جحيم النيران وأعنا فيه على الخير والبر والإحسان يا من إذا استعين أعان وعد بلقاء متجدد وحديث ماتع متفرد نترككم في حفظ الله ورعايته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .(1/16)